Professional Documents
Culture Documents
الزوجية
إعداد
أحمد الحسين
| صفحة 2
مقدمة المؤلف
بلغت نسب الطالق في مجتمعاتنا العربية حدا مخيفا ! ففي بعضها تصل إلى . %40وهذا يدعو إلى
نهضة عامة للتفكير في برنامج اجتماعي يحد من هذه الظاهرة السيئة ،وال ريب أن التوعية بالحياة
الزوجية ،والمعرفة بطبيعتها تأتي في رأس األولويات ،خصوصا مع تزايد نسبة الزواج المبكر.
إن إقدام الشاب والشابة ،على الزواج من دون استعداد حقيقي له ،ودون نضج حياتي ،ينتج في كثير
من االحيان االصطدام بحائط المشاكل وينتهي إلى تعكير الحياة الزوجية ،والطالق .ولقد أحسنت
صنعا بعض الدول االسالمية عندما الزمت كل من يتقدم للزواج بأن يحضر دورة تدريبية وتعريفية
بشؤون الحياة الزوجية ،قبل أن يتم العقد عليهما ..وحبذا لو تكون هذه سنة جارية في باقي الدول ..
خصوصا مع انهدام النظام االجتماعي القديم الذي كان يدرب ـ عمليا ـ كال من الشاب والشابة على
الحياة الزوجية ومتطلباتها..
ومن أهم ما ينبغي التعرض له ـ كما رأيناه من خالل متابعة عشرات المشاكل الزوجية ـ هو فهم
الرجل نفسية المرأة وطبيعتها و ( لغتها ) وفهم المرأة طبيعة الرجل ( ولغته ) ،إذ بدون ذلك ال يمكن
لالنفاق المادي ،بل وال معرفة الحقوق لكل منهما ،وال المساكنة والمعاشرة ،أن تؤدي دورها
المطلوب ..فكثيرا ما نسمع منها أن الزوج ال يهتم بها ! ونسمع منه أنها ال تفهمه ! ونسمع منهما
أنهما ال ينسجمان فاألفضل لهما أن ينصرف كل منهما عن اآلخر..
ولقد كان لي سلسلة أحاديث ( 25حديثا ) ـ بثت في القنوات الفضائية ـ عن الحياة الزوجية لقيت
استحسانا وتشجيعا ،وكان من أهمها ( 7أحاديث ) تشكل مقدمة السلسلة بعنوان :شفرة اللغة الزوجية
..كيف يفتحها الزوجان ؟ ..وقد بادر األخ الفاضل أحمد الحسين ،باستماعها وكتابة مختصر لها ـ
ليسهل مطالعته من أوسع شريحة ـ ونشرت على حلقات في وسائل التواصل ( واتساب ـ وفيسبوك )
فكان صداها جيدا ..أسأل هللا سبحانه أن يوفقه وأن يكتب له األجر والمثوبة على عمله ،وأن ينفع
المقبلين على الزواج ،بل والمتزوجين بها ..إنه ولي قدير.
فوزي آل سيف
| صفحة 3
1
بعددد التوقددف لموسددم شددهر محددرم وصددفر تنشددط مناسددبات الددزواج بددين المددؤمنين ،وقسددم كبيددر مددن
المتزوجين يكونون في عمر مبكر ،وهذا أمر في ذاته مستحسن ،غير أن إدارة عمليدة الدزواج تتطلدب
مقدارا معقوال من الوعي من الزوجين ،فال ينبغي أن يقتصر على الحقوق فقط .
يظن قسم من الناس أن اقتصار الزوج على معرفة حقوق زوجته والعكس ينهي المشاكل ،وال شك أن
معرفة الحقوق يفيد في حل بعض المشاكل التي تنبع من عدم معرفة الحدود ،ولكن هذا ال ينهي الكثير
من المشاكل بينك وبين الطرف اآلخر ،إنما يحلها فهم كل منهما لطبيعة اآلخر ونفسيته.
هناك صفات مشدتركة بدين الرجدال وصدفات مشدتركة بدين النسداك ،وهنداك أيضدا صدفات خاصدة بهدذا
الشخص من الرجال وتلك المرأة من النساك .
إن عدم الفهم للصفات العامة يؤدي في حاالت كثيرة إلى نكد في الحاالت الزوجية ،ولنأخذ هذا
العنوان كمثال :يميل الرجل بشكل عام إلى االستقالل والقدرة والقوة بنفسه ،فهو ال يحبذ المساعدة.
وعلى العكس تماما في الطرف اآلخر ،تحب المرأة أن تساعد وتعان حتى لو كان األمر ال يتطلب
ذلك.
طبيعة الرجل عادة أنه يريد إنجاز كل أعماله باستقالل ،فإذا ساعدته زوجته وهو لم يطلب ذلك ال
يشعر بأنه في مظهر القوة والقدرة .على أثر ذلك إما أن يفسر هذا بنوع من التحكم أو أنه عاجز وغير
قادر ،وهذا مؤ ٍذ للرجل .
في الطرف اآلخر ،في حال طلبت المرأة المساعدة من الزوج قد يتساكل :هل هذا كسل؟ هل هي ال
تريد أن تخدمني؟ وهذا عدم فهم لنفسية المرأة .طبيعة المرأة عندما تساعد فهي ترحب بذلك وتشعر
بأنه نوع من االهتمام والرعاية وخاصة إذا تم ذلك بدون طلب مساعدة.
بما أن الرجل يريد االستقالل فهو يحاول بكل جهده حل مشكالته بنفسه ويظل كاتما عليها ،فهو ال
يريد في المرحلة األولى أن يدخل أحد على الخط؛ ألنه في حال طلب المساعدة من زوجته ال يشعر
بالقوة .الزوجة حينها تشعر بذلك و تصر عليه لمعرفة المشكلة وبالمقابل هو يصر على عدم إخبارها.
أما المرأة ،فطريقها األول هو أن تخبر زوجها بالمشكلة ،ثم تخبر كل من يستمع إليها ،وال تكتفي
باالختصار بل تخبر الزوج بتفاصيل التفاصيل .فحينما يأتي الرجل من العمل تقوم بالحديث فورا عن
مشكلتها ،فهي ال تطلب حال حينئذ ،وإنما بحديثها هذا تخفف عن نفسها المشكلة ،ويعد ذلك أحد
العالجات لها .على الزوج أن يكتسب فن االستماع لها ،والذي بدوره سيخفف المشكلة عن زوجته .
نحتاج إلى تثقيف أبنائنا بالمعرفة التي يخوضون بها تجربة الزواج ،ولو كانت مجتمعاتنا تفرض
تثقيف المقبلين على الزواج ،لما كانت نسبة الطالق عالية في مجتمعاتنا .
| صفحة 6
2
على الزوج أن يتقن التصرف في العالقة الزوجية ،ومن الخطأ أن يقول أنا في سن ٤٠أو ٥٠ال
أستطيع إصالح العالقة الزوجية .ينبغي التفكير بأن العالقة المضطربة بين الزوجين قد تمتد إلى
األبناك والبنات ،فهي ال تقتصر على الزوجين فقط ،فتأثيرها على األوالد قد يمتد بهم إلى حياتهم
الزوجية في المستقبل وهنا تكمن الخطورة؛ ألنها تعطيهم إشارات خاطئة عن الزواج.
اللغة المختلفة يقصد بها لغة التفكير .من األمثلة الواقعية :قضية الرعاية اللصيقة والزائدة
المرأة تريد أن يسأل عنها زوجها ،فكلما بالغ الزوج في الحديث والسؤال بالتفاصيل فهي تستشعر
حنانه ورعايته وشفقته عليها .المرأة مفطورة على حب االهتمام ،يقتلها اإلهمال ،ويحييها االهتمام.
بالعكس تماما عند الزوج ،الرعاية الزائدة من الزوجة إلى الزوج ال تفسر عند الزوج بأنه اهتمام،
فكلما ألحت بالسؤال عنه وقامت بإظهار اهتمامها الزائد به ،يشعر الزوج حينها بأنه ال يمتلك القدرة
الكافية إلدارة منزله .على سبيل المثال تقول الزوجة لزوجها :ال تنس حاجياتك ،خذ هذا الغرض،
اعمل هذا العمل .كل هذا قد يفسر بطريقة أخرى عند الزوج.
الزوجة تريد أن تهتم بزوجها على الطريقة التي تحب أن يعاملها زوجها بها ،وذلك بأن تهتم بكل
التفاصيل عنه ،وهذا غير صحيح .عليها أن تقول له :أنا أعتمد عليك في كل شيك ،فأنت قادر على
إدارة بلد كامل فضال عن إدارة منزلك .حينها يشعر الزوج بالقوة واالستقالل وهذا ما يريده.
من القضايا التي تفسد العالقة الزوجية :محاولة أحد الطرفين تربية اآلخر
قسم من األزواج يظنون أن من مسؤولياتهم تربية الزوجة على طريقتهم ،بأن تفكر بنفس طريقته ،و
تقلد نفس مرجعه ،وتتكلم بنفس أسلوبه ،و إذا كان هو منفتح وعنده عالقات واسعة يريدها أيضا أن
تكون مثله .أو بالعكس تماما كأن يكون منعزل اجتماعيا ويريدها أن تكون منعزلة مثله .وأحيانا وهو
األسوأ ،أن تقوم الزوجة بنفس هذه الطريقة ،كأن تحاول أن يكون زوجها صاحب موضات وهو ليس
كذلك.
في كثير من األحيان تكامل الحياة الزوجية قائم على أساس االختالف .ال تتصور حينما تتحدث
زوجتك بصوت عا ٍل أنها تريد الصراخ عليك ،فلعلها معتادة في بيتها أن تتحدث هكذا .ينبغي
االحتفاظ واإلقرار بقبول الطرف اآلخر بمقدار أن ال يكون هناك أي محظور شرعي.
| صفحة 8
3
ينبغي أن نالحظ عددا من األمور في طبيعة العالقة بين الزوج والزوجة فيما يختلف بين
الشخصيتين ،والتي هي في كثير من األحيان تؤدي إلى مشاكل ما بعد الزواج وتنتهي عادة إلى
الفراق بعد ذلك .
الحروف في اللغة العربية نفسها في الفارسية واألوردو ،ولكن مفردات كل لغة هو الذي يختلف.
وعلى نفس المنوال ،كال الزوجين يتكلمان بنفس الحروف والتركيبات ولكن يختلفان في لغتهما
الداخلية .لذلك يحتاج الرجل أن يفهم حقيقة المرأة والعكس .لنأخذ أمثلة :
لغة المرأة شعرية تميل إلى التفصيل الكثير ،بينما تكون لغة الرجل محددة ومرتبة وغير مفصلة على
قدر اإلمكان ،لذلك ينزعج الرجل حين تتحدث زوجته بتفاصيل غير منطقية ممزوجة بمشاعر
وأحاسيس ،فهذه لغة عند المرأة ال يمكن أن تختصر .لغتها تميل إلى التعميم ،تقول :نحن ال نسافر،
نحن ال نخرج من المنزل ،بينما الصحيح هي تخرج في أغلب األوقات ولكن خالل األسبوع
المنصرم لم تخرج ،ولكنها ال تقول هكذا .
إذا لم يفهم الزوج لغة زوجته يأتي ليناقشها ويقول لها :أنت كاذبة ،كيف تقولين نحن ال نخرج؟ ألم
نسافر تلك السنة؟ ألم نخرج ذلك اليوم؟ ويبرهن على عدم صحة كالمها .فيتبين هنا أن الزوج ال يفهم
لغة زوجته ،ف هي في الحقيقة ال تريد أن تقول نحن أبدا ال نخرج من المنزل ،وإنما تريد أن تقول من
المناسب أن نخرج هذا األسبوع .
مثال آخر :تقول الزوجة بيتنا غير جيد ،لعبوا علينا ،يترجمها الرجل بأنها تريد أن تقول :أنت ما تفهم
واستغفلوك ،هذه ترجمة خاطئة .وإنما هو كالم تريد أن تقوله ،ال تقصد به أن تحملك المسؤولية ،فهي
ال تتهمك .
المرأة تريد اإلصغاك إليها عندما تتحدث ،ثم التفاعل بمقدار معين فذلك ينهي المشكلة عندها .
طبيعة المرأة العاطفية في الحنان والمشاعر ليست في اللمسة والقبلة فقط ،وإنما حتى في الكالم،
فكالمها أشبه بالشعر فيه إطالق وفيه تعميم.
في بعض األوقات تريد الزوجة أن تقول :أريد شخصا يساعدني في عمل المنزل وهو أنت .رتب
بعض األشياك وتنتهي المسألة .
| ص ف ح ة 10
4
طريقة تعامل الرجل تختلف عن طريقة المرأة في التعامل مع المشكلة ،ولذلك إذا لم يفهم أحدهما
طريقة اآلخر في التعامل مع المشكلة ربما يزيد االمر سوكا.
يجوز أم ال يجوز؟ ويقومون بالتفصيل واالستدالل على مشروعيته .هذا وإن كان جائزا من الناحية
الشرعية إال أنه يعتبر عبثا بمقاييس الحياة الزوجية؛ ألنه ال يخدم استحكام البناك الزوجي.
هناك أيضا عبث بالمستوى الديني بمعنى الفساد والحرام ،وهذا موجود ولو في بعض الدرجات ،فعلى
سبيل المثال :العالقات غيرالمشروعة ،قد تصل هذه العالقات إلى درجة الزنا والعياذ باهلل ،وتصل
عند البعض إلى ما دون ذلك .هذا باإلضافة إلى شدة حرمته فهو مفسد للعالقة الزوجية أيضا.
| ص ف ح ة 13
5
ليست المواضيع االجتماعية قوانينا رياضية ،فالقوانين الرياضية يمكن أن تطبق في كل مكان وفي
كل زمان ألنها ثابتة ،أما القواعد االجتماعية يمكن أن تكون أساسا يبني عليها اإلنسان نظام حياته
االجتماعية بشكل عام.
تختلف لغة المرأة عن الرجل في قضية الحب وما يتبعها من الجنس و الممارسة الجنسية.
بحسب ما يقول الباحثون في هذه األمور :تمر المرأة في هذا األمر بثالث مراحل متدرجة :
وهذا أعظم شيك لدى المرأة وتفتش عنه بالنسبة لحياتها الزوجية ،فهي تريد من الرجل أن يشعرها
باألمان ،وتريد أن تشعر بأنها تستند إلى ظهر قوي يدافع عنها ،فتكون في حالة أمان عندما تكون إلى
جانبه .في حال لم يكن األمر كذلك ،تكون العالقة غير قوية .يقوم األزواج بتحطيم هذا األمان عادة
من غير قصد عندما ال يالحظوا أهمية شعور المرأة باألمان.
في بعض األحيان يقوم الزوج بأعمال من غير وعي أو معاندة ولكن تنتهي إلى تهديد شعور الزوجة
باألمان.
إن مثل هذا التصرف مهدد عظيم جدا لقضية األمان .يأتي الزوج على سبيل المثال فيقول :نحن ال
نفهم بعضنا البعض بشكل جيد وأمزجتنا النفسية مختلفة .هذا الحديث يفهم لدى الزوجة أنك لست آمنة
معي ،واألسوأ من ذلك إذا كان الكالم جارحا ،سواك كان فحشا في الكالم أو صراخا أو تهديدا ،و
األعظم من ذلك إذا صار االتهام في العرض.
المرأة بطبيعتها تريد أن تكون محط اهتمام ورعاية وأن يظهر لها زوجها ذلك .ولها مفردات كثيرة
من الكلمة و الهدية واإلشادة بها.
الرجال عادة إذا أنجزوا شيئا كبيرا يحسبونه بقيمته ،أما النساك يحسبونه بعدده .على سبيل المثال :إذا
شـيّـد الزوج بيتا وصرف فيه مليون لاير تأتي المرأة وتقول :بيت واحد! ال تقول هذا بيت كلف الكثير
من الجهد والثروة؛ ألن هذا الشيك حرمها من أمور أخرى كالسفر أو الذهاب إلى المطاعم ،فالرجل
ال يعتبر هذا الشيك مهما ،أما هي قد تعتبر هذا أهم من بناك البيت.
| ص ف ح ة 15
بالنسبة للرجل اإلشباع الجنسي يعد همه األول .ولذلك ربما كانت التوجيهات الدينية عندنا بالنسبة
للمرأة أن تستجيب إلى الرجل متى ما طلبها ،وعلى أي حال كانت ،إال ما استثني شرعا وعرفا.
من الطبيعي لدى بعض الرجال أن يمارس المواقعة الجنسية من دون مقدمات ومن دون محبة ،أما
بالنسبة للمرأة فممارسة العمل الجنسي من دون محبة يعتبر نوعا من التعذيب.
في نفس الوقت الذي تحث التوجيهات الشرعية المرأة لتوفير حاجة الرجل الجنسية ،ال تقول للمرأة
هيّـئيه ،بل تقول لها :استجيبي له في موضوع المضاجعة .ولكن بعكس ذلك في الرجل ،تقول له:
تريث وداعب وأشعرها بالمحبة؛ ألن إشعارها بالمحبة حاجة لها ،أما المضاجعة فهي حاجة ٌ له.
عن اإلمام الصادق (ع) قال :قال رسول هللا (ص)" :إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فال يعجلها" .عادة
ما يكون الرجل مستعجال و يريد أن يصل إلى آخر المشوار في أول خطوة .لكن هذا األمر بالنسبة
للمرأة هو آخر المشوار .أمام الرجل مقدمات من اإلعجاب ومن المداعبة ومن المالعبة وإعطاك
الحب ،حتى لقد قال بعضهم :إن المرأة تعطي الجنس لتربح الحب ،والرجل يعطي الحب ليربح
الجنس ،فهو عطاك مختلف.
وفي الحديث عن الصادق(ع) :ثالثة من الجفاك ،منها مواقعة الرجل امرأته قبل المالعبة .من
الطبيعي أن تكون حاجتك أيها الزوج في ذلك المكان ،لكن زوجتك أيضا شريكة في هذا الجانب كما
تمتعك أمتعها ،وكما تعطيك أعطها.
| ص ف ح ة 16
6
في منطقتنا الخليجية يبدأ الشاب غالبا بالتفكير في الزواج بعمر ،23وبالنسبة للفتاة تبدأ قبل سن ،20
وهذا مما يعظم ضرورة التثقيف الزوجي.
تأتي الزوجة ضمن حالة من المحبة لزوجها وتبدأ بإخباره عن ماضيها ،فهي تتوقع في حال كانت ال
تخفي عليه شيئا سيتقبلها بشكل جيد ويرحب فيها ،غير أن الذي يحصل في كثير من األحيان هو
خالف ذلك تماما.
عندما تخبر الزوجة زوجها بماضيها يفاجئها بالسؤال عن التفاصيل؛ ألن ظنونه تذهب بعيدا ،فهو ال
يستطيع أن يؤكدها؛ ألنه ال توجد لديه أدلة ،وال يستطيع أن ينفيها عن ذهنه؛ ألنها قضية لم تغلق فيها
األسئلة ،فيقوم الزوج بسؤالها:ما هي مقدار هذه العالقة؟ وإلى أي حدود؟ ومع من كانت؟
ال تستطيع الزوجة أن تقول :إن الموضوع كله كذب ،وال تستطيع أن تعطيه كل التفاصيل؛ ألن
القضية في الماضي وال تريد أن تفسد منزلها ،وفي نفس الوقت هذا المقدار من العاطفة واإلقبال من
الزوج اتجاهها قد تفقده اآلن.
ينصح األزواج وبالذات الزوجة أ ن تمسح عن حياتها الزوجية ملف عاطفتها السابق ،حتى على
مستوى أن تقول :أنا كنت أتمنى فالن ابن عمي ،لكن هللا قسم لي وكنت أنت زوجي.
حتى لو طلب الزوج من الزوجة أن تتحدث عن ماضيها ،ال ينبغي أن تقبل بهذا األمر؛ ألن هذا من
الناحية الشرعية غير صحيح ومن الناحية الزوجية أيضا غير صحيح.
من الناحية الشرعية ،المطلوب من اإلنسان أن يستر على نفسه كما ستر هللا عليه.
أما من الناحية الزوجية ،فإن أقوى ضربة مزلزلة توجه إلى الحياة الزوجية أن يقوم أحد الزوجين
بإخبار الطرف اآلخر بوجود عالقات سابقة.
لو فرضنا أن المرأة على أثر عالقة سابقة غير شرعية تم افتضاض بكارتها ،فهي على رأي مشهور
العلماك ستكون ثـيّبا .إذا تزوجت هذه المرأة واستلمت مهر البكر ثم أخفت هذا األمر ،تبقى الحياة
الزوجية ،و يأخذ الزوج مقدار التفاوت بين مهر البكر ومهر الثـيّب ،ويلزم على الزوجة أن ترجع له
هذا التفاوت .ليس ضروريا أن تخبر الزوجة زوجها بأن هذا المال هو ثمن بكارتها التي كانت غير
موجودة؛ وذلك إلبقاك هذه العالقة الزوجية مستمرة.
| ص ف ح ة 18
ينبغي أن تكون الثقة بين الزوجين حاضرة ،لذلك ورد في الروايات "أن تحفظه في نفسها وماله" ،
أي أن تكون الزوجة عفيفة في نفسها وأن تحفظه من الناحية المالية .هذا األمر أيضا مطلوب من
الزوج لقوله تعالى (وله َّن مثْل الَّذي عليْه َّن ب ْالم ْعروف) (.) 1
في غير هذه الحالة يقوم أحد الطرفين بالتجسس على اآلخر .هذا األمراليجوز من الناحية الشرعية
وذلك ب أن يقوم أحد الزوجين بالتجسس على الطرف اآلخر سواك كان عن طريق األجهزة أو تفتيش
األوراق أو أي أمر آخر.
التجسس من مهدمات الحياة الزوجية ،ومنشأه الظن .نالحظ في اآلية المباركة (يا أيُّها الَّذين آمنوا
الظ ّن إثْ ٌم وال تج َّ
سسوا) ( .) 2 الظ ّن إ َّن ب ْعض َّ
اجْ تنبوا كثيرا ّمن َّ
إذا كان كل طرف واثقا من الطرف اآلخر ويعتقد أن هذا شخص متدين ،فهو يراقب هللا أكثر مما
يراقب خلقه ،لذلك ال يأتيه ظن سيك .حتى ولو حصل الظن ،يقول :إذا كنت غير متيقن من األمر ال
يحق لي أن اتّهم اآلخرين.
أما ما يحصل فهو العكس تماما ،يظن أحد األطراف باآلخر من غير مبررات حقيقية ثم يقوم
بالتجسس .في حالة التجسس ال يقتنع إال أن يرى األمور على حقيقتها وهذا ال يحصل ،فيظل في هذه
الدوامة ويعذب نفسه ويتهم شريكـه وال يحصل على شيك غير اإلثم.
7
هذا التعبير يدل على محاولة الغلبة واالنتصار من أحد الزوجين على اآلخر وبالخصوص أمام
اآلخرين .قبل الزواج يفكر اإلنسان في إطاره الشخصي ،أما بعد الزواج ينبغي أن يفكر ويتخذ
قراراته بطريقة الجمع .قبل الزواج كان الربح والخسارة يخصان الفرد وحده ،أما بعد الزواج
سيكونان مرتبطين بالشريك الزوجي .
يفترض من كال الزوجين أن يظهرا الحالة الجمعية اإليجابية ،ال أن يظهر أحدهما أنه متفوق على
اآلخر ،وأن اآلخر هو سبب المشاكل .
معادلة أنا أو هي يجب أن تتغير إلى أنا وهي ،فإذا تغيرت في ذهنهما وصارا يتحدثان بضمير المتكلم
الجمع حينها يسعدان .األفضل أن تنسب االنجازات لكال الزوجين ،على سبيل المثال :نحن نستثمر
للمستقبل ونبذل الجهد لرعاية أبنائنا .
إن من الخطأ أن يفكر أحد الزوجين بأنه إذا أراد أن يصبح له شأن أن يضغط على الطرف اآلخر،
وإذا أراد أن يعتز البد أن يهان الطرف اآلخر .ال تجعل نفسك أيها الزوج وأيتها الزوجة في مقابل
الطرف اآلخر .
المحذور الثاني :اإلكثار من التوقعات في الحياة الزوجية يصدم اإلنسان بخالفها .
إذا كنت أيها الزوج تريد أن تكون زوجتك مثل فاطمة الزهراك (ع) ،كن لها أنت أيضا كعلي لفاطمة.
وإذا كنت لزوجك كفاطمة ،طالبيه أن يكون مثل علي (ع) ،وحيث أنكما ال تستطيعان فعل ذلك فال
تطالبا به .ينبغي أن يكون التوقع متعادل ومتعارف عليه سواك كان من ناحية الجمال أو الخدمة
المقدمة.
إخراج األمور الخاصة إلى اآلخرين أصبحت أدواته كثيرة ،وذلك من خالل وسائل التواصل
االجتماعي ،فعندما ينشر أحد الزوجين صورهم بأنهم يسافرون أو يقدّم أحدهما هدية إلى اآلخر
وغيره من األمور ،يعتقد بذلك بأنه سوف يكون مهما ،ويريد أن يظهر بأن هناك من يهتم فيه ويحبه،
لكن األمر خالف ذلك .يعتبر هذا نوعا من اإلسفاف؛ ألن هذه المشاعر التي ينبغي أن تكون فيها
خصوصية بين اثنين فقط ،ولكنها أصبحت متاحة للجميع ،وقد يراه البعض أنه بدايات مرض أو
أعراض لمرض .
يولد هذا األمر نوع من التغاير ،فهذه الزوجة التي تنشر صور هداياها وسفرها قد تكون لها جارة أو
صديقة ال يستطيع زوجها أن يوفر لها كل ذلك ،فتقوم هذه الجارة بالضغط على زوجها حتى يوفر لها
ما يوفره زوج جارتها لزوجته .إن هذا األمر مذموم في ذاته وآثاره غير حسنة.
يؤدي الزواج نوعا من االستقرار والسكن واالرتياح النفسي والستر والعفاف واإلشباع الجنسي
والنسل ،فال ينبغي أن يتوقع أكثر من ذلك من الشريك اآلخر.
21 | ص ف ح ة
fawzialsaif@gmail.com
االيميل
www.al-saif.net الموقع
االلكتروني
قناة اليوتيوب
http://bit.ly/1AV6KTm
تطبيق آيفون
http://bit.ly/alsaifapp
تطبيق اندرويد
http://bit.ly/1zPHwFh
http://bit.ly/1M8Lzhk
قناة التلغرام
المجموعة
https://goo.gl/VMmT7X الصوتية الكاملة
على دروبوكس
goo.gl/XkTvmj روابط المقاطع
القصيرة
https://m.soundcloud.com/fawzialsaif قناة الساوند
كالود
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.alsaif.books :اندرويد
تطبيق
الكتب آيفون
https://appsto.re/us/_ptClb.i
:وآيباد