You are on page 1of 21

‫شــفــرة اللغــــة‬

‫الزوجية‬

‫ملخص لمجموعة محاضرات تتناول‬


‫أبعادًا مختلفة في الحياة الزوجية‬

‫الشيخ فوزي آل سيف‬

‫إعداد‬
‫أحمد الحسين‬
‫| صفحة ‪2‬‬

‫مقدمة المؤلف‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫بين يدي ( شفرة اللغة الزوجية )‬

‫بلغت نسب الطالق في مجتمعاتنا العربية حدا مخيفا ! ففي بعضها تصل إلى ‪ . %40‬وهذا يدعو إلى‬
‫نهضة عامة للتفكير في برنامج اجتماعي يحد من هذه الظاهرة السيئة‪ ،‬وال ريب أن التوعية بالحياة‬
‫الزوجية‪ ،‬والمعرفة بطبيعتها تأتي في رأس األولويات‪ ،‬خصوصا مع تزايد نسبة الزواج المبكر‪.‬‬

‫إن إقدام الشاب والشابة‪ ،‬على الزواج من دون استعداد حقيقي له‪ ،‬ودون نضج حياتي‪ ،‬ينتج في كثير‬
‫من االحيان االصطدام بحائط المشاكل وينتهي إلى تعكير الحياة الزوجية‪ ،‬والطالق‪ .‬ولقد أحسنت‬
‫صنعا بعض الدول االسالمية عندما الزمت كل من يتقدم للزواج بأن يحضر دورة تدريبية وتعريفية‬
‫بشؤون الحياة الزوجية‪ ،‬قبل أن يتم العقد عليهما ‪ ..‬وحبذا لو تكون هذه سنة جارية في باقي الدول ‪..‬‬
‫خصوصا مع انهدام النظام االجتماعي القديم الذي كان يدرب ـ عمليا ـ كال من الشاب والشابة على‬
‫الحياة الزوجية ومتطلباتها‪..‬‬

‫ومن أهم ما ينبغي التعرض له ـ كما رأيناه من خالل متابعة عشرات المشاكل الزوجية ـ هو فهم‬
‫الرجل نفسية المرأة وطبيعتها و ( لغتها ) وفهم المرأة طبيعة الرجل ( ولغته ) ‪ ،‬إذ بدون ذلك ال يمكن‬
‫لالنفاق المادي‪ ،‬بل وال معرفة الحقوق لكل منهما‪ ،‬وال المساكنة والمعاشرة‪ ،‬أن تؤدي دورها‬
‫المطلوب ‪ ..‬فكثيرا ما نسمع منها أن الزوج ال يهتم بها ! ونسمع منه أنها ال تفهمه ! ونسمع منهما‬
‫أنهما ال ينسجمان فاألفضل لهما أن ينصرف كل منهما عن اآلخر‪..‬‬

‫ولقد كان لي سلسلة أحاديث ( ‪ 25‬حديثا ) ـ بثت في القنوات الفضائية ـ عن الحياة الزوجية لقيت‬
‫استحسانا وتشجيعا‪ ،‬وكان من أهمها ( ‪ 7‬أحاديث ) تشكل مقدمة السلسلة بعنوان ‪ :‬شفرة اللغة الزوجية‬
‫‪ ..‬كيف يفتحها الزوجان ؟ ‪ ..‬وقد بادر األخ الفاضل أحمد الحسين‪ ،‬باستماعها وكتابة مختصر لها ـ‬
‫ليسهل مطالعته من أوسع شريحة ـ ونشرت على حلقات في وسائل التواصل ( واتساب ـ وفيسبوك )‬
‫فكان صداها جيدا ‪ ..‬أسأل هللا سبحانه أن يوفقه وأن يكتب له األجر والمثوبة على عمله‪ ،‬وأن ينفع‬
‫المقبلين على الزواج‪ ،‬بل والمتزوجين بها ‪..‬إنه ولي قدير‪.‬‬

‫فوزي آل سيف‬
‫| صفحة ‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫شفرة اللغة المختلفة (‪ )1‬كيف يفتحها الزوجان؟‬


‫| صفحة ‪4‬‬

‫اجا ِّل َت ْس ُك ُنوا إ َل ْي َها َو َج َعلَ‬‫َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ِّ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ً‬


‫ِ‬ ‫((و ِمن آي ِات ِه أن خلق لكم من أنف ِسكم أزو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬
‫َب ْينكم َّم َو َّدة َو َر ْح َمة))(‪.)1‬‬

‫بعددد التوقددف لموسددم شددهر محددرم وصددفر تنشددط مناسددبات الددزواج بددين المددؤمنين‪ ،‬وقسددم كبيددر مددن‬
‫المتزوجين يكونون في عمر مبكر‪ ،‬وهذا أمر في ذاته مستحسن‪ ،‬غير أن إدارة عمليدة الدزواج تتطلدب‬
‫مقدارا معقوال من الوعي من الزوجين ‪ ،‬فال ينبغي أن يقتصر على الحقوق فقط ‪.‬‬

‫يظن قسم من الناس أن اقتصار الزوج على معرفة حقوق زوجته والعكس ينهي المشاكل‪ ،‬وال شك أن‬
‫معرفة الحقوق يفيد في حل بعض المشاكل التي تنبع من عدم معرفة الحدود‪ ،‬ولكن هذا ال ينهي الكثير‬
‫من المشاكل بينك وبين الطرف اآلخر‪ ،‬إنما يحلها فهم كل منهما لطبيعة اآلخر ونفسيته‪.‬‬

‫هناك صفات مشدتركة بدين الرجدال وصدفات مشدتركة بدين النسداك‪ ،‬وهنداك أيضدا صدفات خاصدة بهدذا‬
‫الشخص من الرجال وتلك المرأة من النساك ‪.‬‬

‫يوجد مرحلتان يلزم على الزوج أن يتعرف عليهما‪:‬‬


‫* المرحلة األولى‪ :‬أن يفهم الرجل طبيعة المرأة بشكل عام ‪.‬‬
‫* المرحلة الثانية‪ :‬أن يفهم طبيعة زوجته بشكل خاص ‪.‬‬

‫وعلى الزوجة أن تعمل كذلك أيضا‪.‬‬

‫إن عدم الفهم للصفات العامة يؤدي في حاالت كثيرة إلى نكد في الحاالت الزوجية‪ ،‬ولنأخذ هذا‬
‫العنوان كمثال‪ :‬يميل الرجل بشكل عام إلى االستقالل والقدرة والقوة بنفسه‪ ،‬فهو ال يحبذ المساعدة‪.‬‬
‫وعلى العكس تماما في الطرف اآلخر‪ ،‬تحب المرأة أن تساعد وتعان حتى لو كان األمر ال يتطلب‬
‫ذلك‪.‬‬

‫طبيعة الرجل عادة أنه يريد إنجاز كل أعماله باستقالل‪ ،‬فإذا ساعدته زوجته وهو لم يطلب ذلك ال‬
‫يشعر بأنه في مظهر القوة والقدرة‪ .‬على أثر ذلك إما أن يفسر هذا بنوع من التحكم أو أنه عاجز وغير‬
‫قادر‪ ،‬وهذا مؤ ٍذ للرجل ‪.‬‬

‫في الطرف اآلخر‪ ،‬في حال طلبت المرأة المساعدة من الزوج قد يتساكل‪ :‬هل هذا كسل؟ هل هي ال‬
‫تريد أن تخدمني؟ وهذا عدم فهم لنفسية المرأة‪ .‬طبيعة المرأة عندما تساعد فهي ترحب بذلك وتشعر‬
‫بأنه نوع من االهتمام والرعاية وخاصة إذا تم ذلك بدون طلب مساعدة‪.‬‬

‫‪ :1‬سورة الروم‪21 :‬‬


‫| صفحة ‪5‬‬

‫من نقاط االختالف بين النفسيتين‪ :‬طريقة حل المشاكل‬

‫بما أن الرجل يريد االستقالل فهو يحاول بكل جهده حل مشكالته بنفسه ويظل كاتما عليها‪ ،‬فهو ال‬
‫يريد في المرحلة األولى أن يدخل أحد على الخط؛ ألنه في حال طلب المساعدة من زوجته ال يشعر‬
‫بالقوة‪ .‬الزوجة حينها تشعر بذلك و تصر عليه لمعرفة المشكلة وبالمقابل هو يصر على عدم إخبارها‪.‬‬

‫أما المرأة‪ ،‬فطريقها األول هو أن تخبر زوجها بالمشكلة‪ ،‬ثم تخبر كل من يستمع إليها‪ ،‬وال تكتفي‬
‫باالختصار بل تخبر الزوج بتفاصيل التفاصيل‪ .‬فحينما يأتي الرجل من العمل تقوم بالحديث فورا عن‬
‫مشكلتها‪ ،‬فهي ال تطلب حال حينئذ‪ ،‬وإنما بحديثها هذا تخفف عن نفسها المشكلة‪ ،‬ويعد ذلك أحد‬
‫العالجات لها‪ .‬على الزوج أن يكتسب فن االستماع لها‪ ،‬والذي بدوره سيخفف المشكلة عن زوجته ‪.‬‬

‫نحتاج إلى تثقيف أبنائنا بالمعرفة التي يخوضون بها تجربة الزواج‪ ،‬ولو كانت مجتمعاتنا تفرض‬
‫تثقيف المقبلين على الزواج‪ ،‬لما كانت نسبة الطالق عالية في مجتمعاتنا ‪.‬‬
‫| صفحة ‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫شفرة اللغة المختلفة (‪ )2‬كيف يفتحها الزوجان؟‬


‫| صفحة ‪7‬‬

‫على الزوج أن يتقن التصرف في العالقة الزوجية‪ ،‬ومن الخطأ أن يقول أنا في سن ‪ ٤٠‬أو ‪ ٥٠‬ال‬
‫أستطيع إصالح العالقة الزوجية‪ .‬ينبغي التفكير بأن العالقة المضطربة بين الزوجين قد تمتد إلى‬
‫األبناك والبنات‪ ،‬فهي ال تقتصر على الزوجين فقط‪ ،‬فتأثيرها على األوالد قد يمتد بهم إلى حياتهم‬
‫الزوجية في المستقبل وهنا تكمن الخطورة؛ ألنها تعطيهم إشارات خاطئة عن الزواج‪.‬‬

‫اللغة المختلفة يقصد بها لغة التفكير‪ .‬من األمثلة الواقعية ‪ :‬قضية الرعاية اللصيقة والزائدة‬

‫المرأة تريد أن يسأل عنها زوجها‪ ،‬فكلما بالغ الزوج في الحديث والسؤال بالتفاصيل فهي تستشعر‬
‫حنانه ورعايته وشفقته عليها‪ .‬المرأة مفطورة على حب االهتمام‪ ،‬يقتلها اإلهمال‪ ،‬ويحييها االهتمام‪.‬‬

‫بالعكس تماما عند الزوج‪ ،‬الرعاية الزائدة من الزوجة إلى الزوج ال تفسر عند الزوج بأنه اهتمام‪،‬‬
‫فكلما ألحت بالسؤال عنه وقامت بإظهار اهتمامها الزائد به‪ ،‬يشعر الزوج حينها بأنه ال يمتلك القدرة‬
‫الكافية إلدارة منزله‪ .‬على سبيل المثال تقول الزوجة لزوجها‪ :‬ال تنس حاجياتك‪ ،‬خذ هذا الغرض‪،‬‬
‫اعمل هذا العمل‪ .‬كل هذا قد يفسر بطريقة أخرى عند الزوج‪.‬‬

‫الزوجة تريد أن تهتم بزوجها على الطريقة التي تحب أن يعاملها زوجها بها‪ ،‬وذلك بأن تهتم بكل‬
‫التفاصيل عنه‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ .‬عليها أن تقول له‪ :‬أنا أعتمد عليك في كل شيك‪ ،‬فأنت قادر على‬
‫إدارة بلد كامل فضال عن إدارة منزلك‪ .‬حينها يشعر الزوج بالقوة واالستقالل وهذا ما يريده‪.‬‬

‫من القضايا التي تفسد العالقة الزوجية ‪ :‬محاولة أحد الطرفين تربية اآلخر‬

‫قسم من األزواج يظنون أن من مسؤولياتهم تربية الزوجة على طريقتهم‪ ،‬بأن تفكر بنفس طريقته‪ ،‬و‬
‫تقلد نفس مرجعه‪ ،‬وتتكلم بنفس أسلوبه‪ ،‬و إذا كان هو منفتح وعنده عالقات واسعة يريدها أيضا أن‬
‫تكون مثله‪ .‬أو بالعكس تماما كأن يكون منعزل اجتماعيا ويريدها أن تكون منعزلة مثله‪ .‬وأحيانا وهو‬
‫األسوأ‪ ،‬أن تقوم الزوجة بنفس هذه الطريقة‪ ،‬كأن تحاول أن يكون زوجها صاحب موضات وهو ليس‬
‫كذلك‪.‬‬

‫في كثير من األحيان تكامل الحياة الزوجية قائم على أساس االختالف‪ .‬ال تتصور حينما تتحدث‬
‫زوجتك بصوت عا ٍل أنها تريد الصراخ عليك‪ ،‬فلعلها معتادة في بيتها أن تتحدث هكذا‪ .‬ينبغي‬
‫االحتفاظ واإلقرار بقبول الطرف اآلخر بمقدار أن ال يكون هناك أي محظور شرعي‪.‬‬
‫| صفحة ‪8‬‬

‫‪3‬‬

‫شفرة اللغة المختلفة (‪ )3‬كيف يفتحها الزوجان؟‬


‫| صفحة ‪9‬‬

‫ينبغي أن نالحظ عددا من األمور في طبيعة العالقة بين الزوج والزوجة فيما يختلف بين‬
‫الشخصيتين‪ ،‬والتي هي في كثير من األحيان تؤدي إلى مشاكل ما بعد الزواج وتنتهي عادة إلى‬
‫الفراق بعد ذلك ‪.‬‬

‫الحروف في اللغة العربية نفسها في الفارسية واألوردو‪ ،‬ولكن مفردات كل لغة هو الذي يختلف‪.‬‬
‫وعلى نفس المنوال‪ ،‬كال الزوجين يتكلمان بنفس الحروف والتركيبات ولكن يختلفان في لغتهما‬
‫الداخلية‪ .‬لذلك يحتاج الرجل أن يفهم حقيقة المرأة والعكس‪ .‬لنأخذ أمثلة ‪:‬‬

‫لغة المرأة شعرية تميل إلى التفصيل الكثير‪ ،‬بينما تكون لغة الرجل محددة ومرتبة وغير مفصلة على‬
‫قدر اإلمكان‪ ،‬لذلك ينزعج الرجل حين تتحدث زوجته بتفاصيل غير منطقية ممزوجة بمشاعر‬
‫وأحاسيس‪ ،‬فهذه لغة عند المرأة ال يمكن أن تختصر‪ .‬لغتها تميل إلى التعميم‪ ،‬تقول‪ :‬نحن ال نسافر‪،‬‬
‫نحن ال نخرج من المنزل‪ ،‬بينما الصحيح هي تخرج في أغلب األوقات ولكن خالل األسبوع‬
‫المنصرم لم تخرج‪ ،‬ولكنها ال تقول هكذا ‪.‬‬

‫إذا لم يفهم الزوج لغة زوجته يأتي ليناقشها ويقول لها‪ :‬أنت كاذبة‪ ،‬كيف تقولين نحن ال نخرج؟ ألم‬
‫نسافر تلك السنة؟ ألم نخرج ذلك اليوم؟ ويبرهن على عدم صحة كالمها‪ .‬فيتبين هنا أن الزوج ال يفهم‬
‫لغة زوجته‪ ،‬ف هي في الحقيقة ال تريد أن تقول نحن أبدا ال نخرج من المنزل‪ ،‬وإنما تريد أن تقول من‬
‫المناسب أن نخرج هذا األسبوع ‪.‬‬

‫مثال آخر‪ :‬تقول الزوجة بيتنا غير جيد‪ ،‬لعبوا علينا‪ ،‬يترجمها الرجل بأنها تريد أن تقول‪ :‬أنت ما تفهم‬
‫واستغفلوك‪ ،‬هذه ترجمة خاطئة‪ .‬وإنما هو كالم تريد أن تقوله‪ ،‬ال تقصد به أن تحملك المسؤولية‪ ،‬فهي‬
‫ال تتهمك ‪.‬‬

‫المرأة تريد اإلصغاك إليها عندما تتحدث‪ ،‬ثم التفاعل بمقدار معين فذلك ينهي المشكلة عندها ‪.‬‬
‫طبيعة المرأة العاطفية في الحنان والمشاعر ليست في اللمسة والقبلة فقط‪ ،‬وإنما حتى في الكالم‪،‬‬
‫فكالمها أشبه بالشعر فيه إطالق وفيه تعميم‪.‬‬

‫في بعض األوقات تريد الزوجة أن تقول‪ :‬أريد شخصا يساعدني في عمل المنزل وهو أنت‪ .‬رتب‬
‫بعض األشياك وتنتهي المسألة ‪.‬‬
‫| ص ف ح ة ‪10‬‬

‫‪4‬‬

‫شفرة اللغة المختلفة (‪ )4‬العبث الزوجي !‬


‫| ص ف ح ة ‪11‬‬

‫طريقة تعامل الرجل تختلف عن طريقة المرأة في التعامل مع المشكلة‪ ،‬ولذلك إذا لم يفهم أحدهما‬
‫طريقة اآلخر في التعامل مع المشكلة ربما يزيد االمر سوكا‪.‬‬

‫موقف المرأة بعد وقوع الزوج في مشكلة ‪:‬‬


‫قد تكون هناك مشكلة للرجل منشؤها العمل أو من عالقة متوترة داخل أسرته أو أي أمر آخر‪ ،‬فكل‬
‫هذا يصنع ضغطا على الرجل‪ .‬يختلف الرجل في التعامل مع المشكلة عن المرأة‪ ،‬فيدخل الرجل إلى‬
‫داخل نفسه ويظل يفكر باستمرار وعادة ال يتكلم‪ .‬إن طبيعة الرجال تميل إلى الظهور بالمظهر القوي‬
‫المستقل الذي ال يحتاج إلى غيره‪ ،‬لذلك يستغرق في المشكلة إلى درجة أن الزوجة تالحظ أن الوجود‬
‫الذهني لزوجها ال يتجاوز ‪ 20‬في المئة‪.‬‬
‫صاحب كتاب الرجال من المريخ والنساك من الزهرة يعبر عن هذه الحالة بدخول الرجل إلى كهف‬
‫حتى ينتهي من حل المشكلة‪ ،‬ثم يخرج من ذلك الكهف‪ .‬هذا تعبير مجازي بانغالق الزوج على نفسه‬
‫في حل المشاكل‪ .‬لذلك يحذر الباحثون الزوجة عن وقوفها جنب الباب فضال عن طرقه كل حين‬
‫لمعرفة المشكلة عند زوجها‪ .‬في كل حين تسأله‪ :‬لماذا ال تتكلم؟ ألست أنا زوجتك؟ ألست أنا مأمن‬
‫سرك؟ هل تواجه مشكلة مالية؟ بهذه األسئلة تتصور الزوجة أنها ستستنطقه وستخرج مافي نفسه‬
‫وتحل المشكلة‪ ،‬ولكن هذه ال مرحلة تبين أن الزوجة لم تفهم طريقة حل زوجها للمشكلة‪.‬‬
‫األمر السيئ وهو بداية المشاكل أن تقوم الزوجة بعتاب زوجها في الوقت الذي يريد الزوج أن‬
‫يالطفها‪ ،‬فكلما حاول الزوج أن يعاملها معاملة حسنة‪ ،‬تقوم الزوجة بطور العقاب لزوجها ؛ ألنه لم‬
‫يعر لها انتباهه أثناك انشغاله بالتفكير في حل مشكلته‪ .‬تتمحور طبيعة الزوج باالنغالق على نفسه في‬
‫حل مشكلته ثم يخرج‪ ،‬فعندما يخرج الزوج يفترض أن تقوم زوجته بمساعدته على أن ينطلق بعيدا‬
‫عن المشكلة وتشجعه أكثر‪ .‬إن عدم فهم الزوجة لهذا األمر هو الذي يسبب المشاكل بينهما‪.‬‬
‫من خالل التتبع لوحظ أن أحد المشاكل الزوجية هو عدم تقبل الزوجة عودة زوجها‪ ،‬فينبغي على‬
‫الزوجة هنا أن تستقبل وترحب بزوجها في هذه الفترة الجديدة‪.‬‬
‫العبث الحياتي‪:‬‬
‫قسم من الشباب وقسم من النساك ال يكونون جادين في حياتهم وإنما عابثين‪ .‬ينبغي عليهم أن يفكروا‬
‫كثيرا في أمر الزواج‪ ،‬وأن يسألوا أنفسهم‪ :‬هل هم جادين في أمر الزواج الذي سيغير نمط حياتهم أم‬
‫ال؟‬
‫إن من يريد أن يتزوج وفي ذهنه أن حياته قبل الزواج وبعده لن تتغير ال ينصح له بالزواج‪ ،‬لذا من‬
‫المهم أن يدرك كال الزوجين أن حياتهم اآلن ليست كما كانت قبل زواجهم‪ ،‬فهم اآلن مسؤوالن عن‬
‫بيت‪ ،‬ومسؤوالن عن تشييد حياة جديدة‪ ،‬فكثيرا ما يحصل أن أحد الطرفين يشتكي من الطرف اآلخر‬
‫في قضية كثرة الخروج من المنزل وعدم االكتراث بالطرف اآلخر‪.‬‬
‫في بعض األحيان يكون األمر جائزا‪ ،‬لكن بمنطق الحياة الزوجية يعتبر عبثا‪ .‬يوجد هنالك قسم من‬
‫الرجال لم يأخذوا فترة طويلة منذ أن تزوجوا‪ ،‬ولكنهم يقومون بالحديث عن الزواج المؤقت‪ ،‬وهل‬
‫| ص ف ح ة ‪12‬‬

‫يجوز أم ال يجوز؟ ويقومون بالتفصيل واالستدالل على مشروعيته‪ .‬هذا وإن كان جائزا من الناحية‬
‫الشرعية إال أنه يعتبر عبثا بمقاييس الحياة الزوجية؛ ألنه ال يخدم استحكام البناك الزوجي‪.‬‬
‫هناك أيضا عبث بالمستوى الديني بمعنى الفساد والحرام‪ ،‬وهذا موجود ولو في بعض الدرجات‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ :‬العالقات غيرالمشروعة‪ ،‬قد تصل هذه العالقات إلى درجة الزنا والعياذ باهلل‪ ،‬وتصل‬
‫عند البعض إلى ما دون ذلك‪ .‬هذا باإلضافة إلى شدة حرمته فهو مفسد للعالقة الزوجية أيضا‪.‬‬
‫| ص ف ح ة ‪13‬‬

‫‪5‬‬

‫شفرة اللغة المختلفة (‪ )5‬أولويات الحب والجنس‬


‫| ص ف ح ة ‪14‬‬

‫ليست المواضيع االجتماعية قوانينا رياضية‪ ،‬فالقوانين الرياضية يمكن أن تطبق في كل مكان وفي‬
‫كل زمان ألنها ثابتة‪ ،‬أما القواعد االجتماعية يمكن أن تكون أساسا يبني عليها اإلنسان نظام حياته‬
‫االجتماعية بشكل عام‪.‬‬

‫تختلف لغة المرأة عن الرجل في قضية الحب وما يتبعها من الجنس و الممارسة الجنسية‪.‬‬
‫بحسب ما يقول الباحثون في هذه األمور‪ :‬تمر المرأة في هذا األمر بثالث مراحل متدرجة ‪:‬‬

‫المرحلة األولى ]الشعور باألمان [‬

‫وهذا أعظم شيك لدى المرأة وتفتش عنه بالنسبة لحياتها الزوجية‪ ،‬فهي تريد من الرجل أن يشعرها‬
‫باألمان‪ ،‬وتريد أن تشعر بأنها تستند إلى ظهر قوي يدافع عنها‪ ،‬فتكون في حالة أمان عندما تكون إلى‬
‫جانبه‪ .‬في حال لم يكن األمر كذلك‪ ،‬تكون العالقة غير قوية‪ .‬يقوم األزواج بتحطيم هذا األمان عادة‬
‫من غير قصد عندما ال يالحظوا أهمية شعور المرأة باألمان‪.‬‬

‫في بعض األحيان يقوم الزوج بأعمال من غير وعي أو معاندة ولكن تنتهي إلى تهديد شعور الزوجة‬
‫باألمان‪.‬‬

‫الكالم عن الطالق كمثال‪:‬‬

‫إن مثل هذا التصرف مهدد عظيم جدا لقضية األمان‪ .‬يأتي الزوج على سبيل المثال فيقول‪ :‬نحن ال‬
‫نفهم بعضنا البعض بشكل جيد وأمزجتنا النفسية مختلفة‪ .‬هذا الحديث يفهم لدى الزوجة أنك لست آمنة‬
‫معي‪ ،‬واألسوأ من ذلك إذا كان الكالم جارحا‪ ،‬سواك كان فحشا في الكالم أو صراخا أو تهديدا‪ ،‬و‬
‫األعظم من ذلك إذا صار االتهام في العرض‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ]إعطاء الحب واالهتمام[‬

‫المرأة بطبيعتها تريد أن تكون محط اهتمام ورعاية وأن يظهر لها زوجها ذلك‪ .‬ولها مفردات كثيرة‬
‫من الكلمة و الهدية واإلشادة بها‪.‬‬

‫الرجال عادة إذا أنجزوا شيئا كبيرا يحسبونه بقيمته‪ ،‬أما النساك يحسبونه بعدده‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬إذا‬
‫شـيّـد الزوج بيتا وصرف فيه مليون لاير تأتي المرأة وتقول‪ :‬بيت واحد! ال تقول هذا بيت كلف الكثير‬
‫من الجهد والثروة؛ ألن هذا الشيك حرمها من أمور أخرى كالسفر أو الذهاب إلى المطاعم‪ ،‬فالرجل‬
‫ال يعتبر هذا الشيك مهما‪ ،‬أما هي قد تعتبر هذا أهم من بناك البيت‪.‬‬
‫| ص ف ح ة ‪15‬‬

‫المرحلة الثالثة ]اإلشباع الجنسي [‬

‫بالنسبة للرجل اإلشباع الجنسي يعد همه األول‪ .‬ولذلك ربما كانت التوجيهات الدينية عندنا بالنسبة‬
‫للمرأة أن تستجيب إلى الرجل متى ما طلبها‪ ،‬وعلى أي حال كانت ‪ ،‬إال ما استثني شرعا وعرفا‪.‬‬

‫من الطبيعي لدى بعض الرجال أن يمارس المواقعة الجنسية من دون مقدمات ومن دون محبة‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للمرأة فممارسة العمل الجنسي من دون محبة يعتبر نوعا من التعذيب‪.‬‬

‫في نفس الوقت الذي تحث التوجيهات الشرعية المرأة لتوفير حاجة الرجل الجنسية‪ ،‬ال تقول للمرأة‬
‫هيّـئيه‪ ،‬بل تقول لها‪ :‬استجيبي له في موضوع المضاجعة‪ .‬ولكن بعكس ذلك في الرجل‪ ،‬تقول له‪:‬‬
‫تريث وداعب وأشعرها بالمحبة؛ ألن إشعارها بالمحبة حاجة لها‪ ،‬أما المضاجعة فهي حاجة ٌ له‪.‬‬

‫ننقل بعض األحاديث في هذا الجانب‬

‫عن اإلمام الصادق (ع) قال‪ :‬قال رسول هللا (ص)‪" :‬إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فال يعجلها"‪ .‬عادة‬
‫ما يكون الرجل مستعجال و يريد أن يصل إلى آخر المشوار في أول خطوة‪ .‬لكن هذا األمر بالنسبة‬
‫للمرأة هو آخر المشوار‪ .‬أمام الرجل مقدمات من اإلعجاب ومن المداعبة ومن المالعبة وإعطاك‬
‫الحب‪ ،‬حتى لقد قال بعضهم‪ :‬إن المرأة تعطي الجنس لتربح الحب‪ ،‬والرجل يعطي الحب ليربح‬
‫الجنس‪ ،‬فهو عطاك مختلف‪.‬‬

‫وفي الحديث عن الصادق(ع)‪ :‬ثالثة من الجفاك‪ ،‬منها مواقعة الرجل امرأته قبل المالعبة‪ .‬من‬
‫الطبيعي أن تكون حاجتك أيها الزوج في ذلك المكان‪ ،‬لكن زوجتك أيضا شريكة في هذا الجانب كما‬
‫تمتعك أمتعها‪ ،‬وكما تعطيك أعطها‪.‬‬
‫| ص ف ح ة ‪16‬‬

‫‪6‬‬

‫شفرة اللغة الزوجية (‪ )6‬ملفات الماضي والتجسس‬


‫| ص ف ح ة ‪17‬‬

‫في منطقتنا الخليجية يبدأ الشاب غالبا بالتفكير في الزواج بعمر ‪ ،23‬وبالنسبة للفتاة تبدأ قبل سن ‪،20‬‬
‫وهذا مما يعظم ضرورة التثقيف الزوجي‪.‬‬

‫هناك بعض المحاذير بين الماضي والحاضر ينبغي تجنبها‪:‬‬

‫اإلخبار عن ماضي اإلنسان العاطفي واألخالقي ‪:‬‬

‫تأتي الزوجة ضمن حالة من المحبة لزوجها وتبدأ بإخباره عن ماضيها‪ ،‬فهي تتوقع في حال كانت ال‬
‫تخفي عليه شيئا سيتقبلها بشكل جيد ويرحب فيها‪ ،‬غير أن الذي يحصل في كثير من األحيان هو‬
‫خالف ذلك تماما‪.‬‬

‫عندما تخبر الزوجة زوجها بماضيها يفاجئها بالسؤال عن التفاصيل؛ ألن ظنونه تذهب بعيدا‪ ،‬فهو ال‬
‫يستطيع أن يؤكدها؛ ألنه ال توجد لديه أدلة‪ ،‬وال يستطيع أن ينفيها عن ذهنه؛ ألنها قضية لم تغلق فيها‬
‫األسئلة‪ ،‬فيقوم الزوج بسؤالها‪:‬ما هي مقدار هذه العالقة؟ وإلى أي حدود؟ ومع من كانت؟‬

‫ال تستطيع الزوجة أن تقول‪ :‬إن الموضوع كله كذب‪ ،‬وال تستطيع أن تعطيه كل التفاصيل؛ ألن‬
‫القضية في الماضي وال تريد أن تفسد منزلها‪ ،‬وفي نفس الوقت هذا المقدار من العاطفة واإلقبال من‬
‫الزوج اتجاهها قد تفقده اآلن‪.‬‬

‫ينصح األزواج وبالذات الزوجة أ ن تمسح عن حياتها الزوجية ملف عاطفتها السابق‪ ،‬حتى على‬
‫مستوى أن تقول‪ :‬أنا كنت أتمنى فالن ابن عمي‪ ،‬لكن هللا قسم لي وكنت أنت زوجي‪.‬‬

‫حتى لو طلب الزوج من الزوجة أن تتحدث عن ماضيها‪ ،‬ال ينبغي أن تقبل بهذا األمر؛ ألن هذا من‬
‫الناحية الشرعية غير صحيح ومن الناحية الزوجية أيضا غير صحيح‪.‬‬

‫من الناحية الشرعية‪ ،‬المطلوب من اإلنسان أن يستر على نفسه كما ستر هللا عليه‪.‬‬
‫أما من الناحية الزوجية ‪ ،‬فإن أقوى ضربة مزلزلة توجه إلى الحياة الزوجية أن يقوم أحد الزوجين‬
‫بإخبار الطرف اآلخر بوجود عالقات سابقة‪.‬‬

‫لو فرضنا أن المرأة على أثر عالقة سابقة غير شرعية تم افتضاض بكارتها‪ ،‬فهي على رأي مشهور‬
‫العلماك ستكون ثـيّبا‪ .‬إذا تزوجت هذه المرأة واستلمت مهر البكر ثم أخفت هذا األمر‪ ،‬تبقى الحياة‬
‫الزوجية‪ ،‬و يأخذ الزوج مقدار التفاوت بين مهر البكر ومهر الثـيّب‪ ،‬ويلزم على الزوجة أن ترجع له‬
‫هذا التفاوت‪ .‬ليس ضروريا أن تخبر الزوجة زوجها بأن هذا المال هو ثمن بكارتها التي كانت غير‬
‫موجودة؛ وذلك إلبقاك هذه العالقة الزوجية مستمرة‪.‬‬
‫| ص ف ح ة ‪18‬‬

‫قضية التجسس من أحد الزوجين على اآلخر‪:‬‬

‫ينبغي أن تكون الثقة بين الزوجين حاضرة‪ ،‬لذلك ورد في الروايات "أن تحفظه في نفسها وماله" ‪،‬‬
‫أي أن تكون الزوجة عفيفة في نفسها وأن تحفظه من الناحية المالية‪ .‬هذا األمر أيضا مطلوب من‬
‫الزوج لقوله تعالى (وله َّن مثْل الَّذي عليْه َّن ب ْالم ْعروف) (‪.) 1‬‬

‫في غير هذه الحالة يقوم أحد الطرفين بالتجسس على اآلخر‪ .‬هذا األمراليجوز من الناحية الشرعية‬
‫وذلك ب أن يقوم أحد الزوجين بالتجسس على الطرف اآلخر سواك كان عن طريق األجهزة أو تفتيش‬
‫األوراق أو أي أمر آخر‪.‬‬

‫التجسس من مهدمات الحياة الزوجية‪ ،‬ومنشأه الظن‪ .‬نالحظ في اآلية المباركة (يا أيُّها الَّذين آمنوا‬
‫الظ ّن إثْ ٌم وال تج َّ‬
‫سسوا) ( ‪.) 2‬‬ ‫الظ ّن إ َّن ب ْعض َّ‬
‫اجْ تنبوا كثيرا ّمن َّ‬

‫إذا كان كل طرف واثقا من الطرف اآلخر ويعتقد أن هذا شخص متدين‪ ،‬فهو يراقب هللا أكثر مما‬
‫يراقب خلقه‪ ،‬لذلك ال يأتيه ظن سيك‪ .‬حتى ولو حصل الظن‪ ،‬يقول‪ :‬إذا كنت غير متيقن من األمر ال‬
‫يحق لي أن اتّهم اآلخرين‪.‬‬

‫أما ما يحصل فهو العكس تماما ‪ ،‬يظن أحد األطراف باآلخر من غير مبررات حقيقية ثم يقوم‬
‫بالتجسس‪ .‬في حالة التجسس ال يقتنع إال أن يرى األمور على حقيقتها وهذا ال يحصل‪ ،‬فيظل في هذه‬
‫الدوامة ويعذب نفسه ويتهم شريكـه وال يحصل على شيك غير اإلثم‪.‬‬

‫‪ :1‬سورة البقرة‪228 :‬‬


‫‪ :2‬سورة الحجرات‪12 :‬‬
‫| ص ف ح ة ‪19‬‬

‫‪7‬‬

‫شفرة اللغة الزوجية (‪ )7‬أنا أو هي؟‬


‫| ص ف ح ة ‪20‬‬

‫هناك بعض المحاذير ينبغي من كال الزوجين تجنبهما‬

‫المحذور األول ‪ :‬أنا أو هي‪.‬‬

‫هذا التعبير يدل على محاولة الغلبة واالنتصار من أحد الزوجين على اآلخر وبالخصوص أمام‬
‫اآلخرين ‪ .‬قبل الزواج يفكر اإلنسان في إطاره الشخصي‪ ،‬أما بعد الزواج ينبغي أن يفكر ويتخذ‬
‫قراراته بطريقة الجمع‪ .‬قبل الزواج كان الربح والخسارة يخصان الفرد وحده‪ ،‬أما بعد الزواج‬
‫سيكونان مرتبطين بالشريك الزوجي ‪.‬‬

‫يفترض من كال الزوجين أن يظهرا الحالة الجمعية اإليجابية‪ ،‬ال أن يظهر أحدهما أنه متفوق على‬
‫اآلخر‪ ،‬وأن اآلخر هو سبب المشاكل ‪.‬‬

‫معادلة أنا أو هي يجب أن تتغير إلى أنا وهي‪ ،‬فإذا تغيرت في ذهنهما وصارا يتحدثان بضمير المتكلم‬
‫الجمع حينها يسعدان‪ .‬األفضل أن تنسب االنجازات لكال الزوجين‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬نحن نستثمر‬
‫للمستقبل ونبذل الجهد لرعاية أبنائنا ‪.‬‬

‫إن من الخطأ أن يفكر أحد الزوجين بأنه إذا أراد أن يصبح له شأن أن يضغط على الطرف اآلخر‪،‬‬
‫وإذا أراد أن يعتز البد أن يهان الطرف اآلخر‪ .‬ال تجعل نفسك أيها الزوج وأيتها الزوجة في مقابل‬
‫الطرف اآلخر ‪.‬‬

‫المحذور الثاني ‪ :‬اإلكثار من التوقعات في الحياة الزوجية يصدم اإلنسان بخالفها ‪.‬‬
‫إذا كنت أيها الزوج تريد أن تكون زوجتك مثل فاطمة الزهراك (ع)‪ ،‬كن لها أنت أيضا كعلي لفاطمة‪.‬‬
‫وإذا كنت لزوجك كفاطمة‪ ،‬طالبيه أن يكون مثل علي (ع)‪ ،‬وحيث أنكما ال تستطيعان فعل ذلك فال‬
‫تطالبا به‪ .‬ينبغي أن يكون التوقع متعادل ومتعارف عليه سواك كان من ناحية الجمال أو الخدمة‬
‫المقدمة‪.‬‬

‫إخراج األمور الخاصة إلى اآلخرين أصبحت أدواته كثيرة‪ ،‬وذلك من خالل وسائل التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬فعندما ينشر أحد الزوجين صورهم بأنهم يسافرون أو يقدّم أحدهما هدية إلى اآلخر‬
‫وغيره من األمور‪ ،‬يعتقد بذلك بأنه سوف يكون مهما‪ ،‬ويريد أن يظهر بأن هناك من يهتم فيه ويحبه‪،‬‬
‫لكن األمر خالف ذلك‪ .‬يعتبر هذا نوعا من اإلسفاف؛ ألن هذه المشاعر التي ينبغي أن تكون فيها‬
‫خصوصية بين اثنين فقط‪ ،‬ولكنها أصبحت متاحة للجميع‪ ،‬وقد يراه البعض أنه بدايات مرض أو‬
‫أعراض لمرض ‪.‬‬

‫يولد هذا األمر نوع من التغاير‪ ،‬فهذه الزوجة التي تنشر صور هداياها وسفرها قد تكون لها جارة أو‬
‫صديقة ال يستطيع زوجها أن يوفر لها كل ذلك‪ ،‬فتقوم هذه الجارة بالضغط على زوجها حتى يوفر لها‬
‫ما يوفره زوج جارتها لزوجته‪ .‬إن هذا األمر مذموم في ذاته وآثاره غير حسنة‪.‬‬

‫يؤدي الزواج نوعا من االستقرار والسكن واالرتياح النفسي والستر والعفاف واإلشباع الجنسي‬
‫والنسل‪ ،‬فال ينبغي أن يتوقع أكثر من ذلك من الشريك اآلخر‪.‬‬
21 ‫| ص ف ح ة‬

: ‫للتواصل مع الشيخ فوزي آل سيف‬

fawzialsaif@gmail.com
‫االيميل‬
www.al-saif.net ‫الموقع‬
‫االلكتروني‬
‫قناة اليوتيوب‬
http://bit.ly/1AV6KTm
‫تطبيق آيفون‬
http://bit.ly/alsaifapp
‫تطبيق اندرويد‬
http://bit.ly/1zPHwFh
http://bit.ly/1M8Lzhk
‫قناة التلغرام‬
‫المجموعة‬
https://goo.gl/VMmT7X ‫الصوتية الكاملة‬
‫على دروبوكس‬
goo.gl/XkTvmj ‫روابط المقاطع‬
‫القصيرة‬
https://m.soundcloud.com/fawzialsaif ‫قناة الساوند‬
‫كالود‬
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.alsaif.books :‫اندرويد‬
‫تطبيق‬
‫الكتب آيفون‬
https://appsto.re/us/_ptClb.i
:‫وآيباد‬

You might also like