You are on page 1of 18

‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .

‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين‬


‫(دراسة مقارنة)‬
‫‪Civil responsibility in fetal Medical Practice‬‬
‫)‪(Comparative Study‬‬
‫*ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫جامعة سيدي بلعباس ‪ -‬الجزائر‬
‫‪imane.dehini@univ-sba.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2022/06/10 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/05/26 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪2020/09/15 :‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫يتحمل الطبيب املسؤولية املدنية عن األضرار التي تصيب الجنين‪ ،‬أثناء الحمل‪ .‬وتهدف‬
‫هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى كفاية القواعد التقليدية للمسؤولية املدنية ‪-‬في القانون‬
‫املدني الجزائري‪ -‬في ضمان الحماية القانونية للجنين املضرور‪ ،‬وجبر الضرر اللحق به وبأبويه‬
‫جراء تلك املمارسات الطبية‪.‬‬
‫وتوصلت هذه الدراسة إلى أن القواعد التقليدية غير موائمة وقاصرة‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬
‫ضرورة تدخل املشرع الجزائري‪ ،‬وتعديل النصوص التشريعية بما يكفل حماية كافية للجنين‪،‬‬
‫ويقتض ي ذلك‪ ،‬االعتراف بالشخصية القانونية للجنين منذ الحمل‪ ،‬وبحقه في التعويض عن‬
‫ُ‬
‫األضرار التي تصيبه بسبب التدخل الطبي‪ ،‬أثناء الحمل‪ ،‬أو بإنشاء صندوق ضمان قائم على‬
‫مبدأ التضامن االجتماعي ُمسايرا بذلك التشريعات الدول املقارنة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التشخيص قبل الوالدة‪ ،‬اإلجهاض‪ ،‬الجنين املشوه‪ ،‬مسؤولية الطبيب‪،‬‬
‫التعويض‪.‬‬

‫*املؤلف املرسل‪ :‬دهيني إيمان‬

‫‪1655‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
)‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة‬ ‫ دهيني إيمان‬.‫د‬.‫ط‬
1672 ‫ ص‬- 1655 ‫ص‬

Abstract:
The Doctors are subjected to the provisions of civil responsibility, as
they are obliged to compensate for fetal malpractice in pregnancy. This
study aims to reveal the adequacy of the traditional rules of civil
responsibility –in the Algerian law– in ensuring legal protection for the
affected fetus, and management of the associated complications that affects
the fetus and his parents.
This study concluded that the traditional rules are incompatible and
inadequate, which requires the intervention of the Algerian legislator as
well amendment of the legislative texts to ensure adequate protection for
the fetus. This is done by recognition of the legal personality of the fetus
since pregnancy and his rights to get a compensation for the damages affect
him due to medical malpractice during, pregnancy, or by creation of a
guarantee fund based on the principle of social solidarity exactly like the
legislation of other countries.
Keywords: prenatal diagnosis; abortion; malformed fetus; doctor’s
responsibility; compensation..
:‫مقدمة‬
‫ مكن األطباء من إجراء العديد‬،‫إن التطور العلمي الحديث خاصة في مجال طب األجنة‬
‫ ''املمارسات‬:‫ ولعل أهمها‬.‫من املمارسات الطبية املستحدثة والتي يكون الجنين محل لها‬
‫ التي تهدف إلى معرفة وضع الجنين من تشخيص ُمبكر‬،''‫الطبية املاسة بالجنين داخل الرحم‬
‫ وما قد‬،‫على الحمل أو ما ُيعرف بالتشخيص ما قبل الوالدة واكتشاف أمراضه وتشوهاته‬
‫ الستحالة إمكانية علجه في‬،‫يتبعه ذلك من اتخاذ القرار بإجهاض الجنين في مراحل ُمبكرة‬
.‫الدول التي تسمح تشريعاتها بذلك‬
‫ ال تخلو من‬،‫ شأنها شأن أي عمل طبي‬،‫رغم أهمية تلك املمارسات الطبية املستحدثة‬
‫األخطاء التي يرتكبها األطباء مما يترتب عليها الكثير من األضرار التي قد تمس بالكيان الجسدي‬
ُ
‫ األمر الذي قد يلحق به‬،‫ إذ تؤدي إلى خروجه إلى الحياة على غير الصورة الطبيعية‬،‫للجنين‬
1 .‫وبأسرته أضرارا جسمانية ونفسية‬

1656 2022 ‫ جوان‬- 01 ‫ العدد‬- 07 ‫ املجلد‬- ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫و تكمن أسباب اختيار موضوع البحث وأهميته‪ :‬ظهور عدة ممارسات مستحدثة فيي طيب‬
‫األجنة‪ ،‬مثل تقنية التشخيص املبكر على الحمل أو التشخيص ما قبل الوالدة‪ ،‬له تأثيراته على‬
‫مسييؤولية الطبيييب عيين أخطائييه التييي ينشييأ ع هييا املسييام بالتكامييل الجسييدي للجنييين ومييا يترتييب‬
‫إزاء ذلك من حقوق ملواجهة املسؤول مقارنة بعدم كفاية القواعد العامة في املسؤولية املدنية‬
‫لضمان الحماية القانونية الكافية للجنين أثناء فترة الحمل لحين الوالدة‪.‬‬
‫حيييث تبييرز مشييكلة البحييث‪ ،‬فييي مييدى أحقييية الطفييل فييي املطالبيية بييالتعويض‪ ،‬إذا مييا أصيييب‬
‫بضيرر‪ ،‬وهيو ميازال جنينيا فييي رحيم أميه‪ ،‬بسيبب خطيأ طبييي نيات عين املمارسيات الطبيية الحديثيية؟‬
‫ُ‬
‫وهييل بإمكييان األبييوين املطالبيية بييالتعويض عيين الضييرر املرتييد الييذي أصييا هم بسييبب إنجيياب طفييل‬
‫معوق؟‬
‫ومنهجية البحث‪ ،‬سوف تكون وفق السياق املعيروف فيي أسيلوب البحيث القيانوني‪ ،‬أي مين‬
‫خييلل التحليييل املقييارن بييين التشييريع الجزائييري والتشييريع الفرنا ي ي السييباق فييي هييذا ا جييال‪ ،‬م يع‬
‫التعرض ملوقف القضاء في هذه املسألة‪.‬‬
‫إذ يتم تقسيم الدراسة إلى مطلبين رئيسيين‪ :‬تناولنا في املطلب األول‪ :‬أهم املمارسات‬
‫الطبية املاسة بالجنين وهو داحل رحم أمه‪ ،‬ثم تطرقنا في املطلب الثاني إلى‪ :‬التعويض عن‬
‫املمارسات الطبية املاسة بالجنين‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املمارسات الطبية املاسة بالجنين داخل الرحم‬
‫تتمثل املمارسات الطبية التي قد تمس بالجنين وهو ال يزال داخل الرحم األم في تقنية‬
‫ُ‬
‫التشخيص املبكر على الحمل (الفرع األول)‪ ،‬واإلجهاض للتخلص من الجنين املشوه أو‬
‫املريض (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫ُ‬
‫الفرع األول‪ :‬التشخيص املبكرعلى الحمل‬
‫ُ‬
‫التشخيص املبكر على الحمل‪ ،‬أو ما تعرف بالتشخيص ما قبل الوالدة هو التدخل الطبي‬
‫للكشف والتعرف على الحالة الصحية للجنين‪ ،‬خاصة التأكد من خلوه من األمراض الخطرة‬
‫والتشوهات الخلقية‪ 2.‬إذ تتعدد وسائل التشخيص الطبية التي تساعد الطبيب على تسجيل‬
‫مراحل النمو الجنين داخل الرحم (أوال)‪ .‬وعلى الرغم مما ُتقدمه هذه التقنية من مزية‬
‫االكتشاف املبكر لألمراض الخطيرة‪ ،‬مما ُيمكن من علجها‪ ،‬أو ُيساعد في اتخاذ قرار اسقاط‬
‫الجنين إذا كان علجه مستحيل أو يأتي ُمعوقا‪ .‬إال أن هذه التقنية فتحت الباب واسعا أمام‬
‫بعض ا خاطر التي ُيمكن أن يتعرض لها الجنين (ثانيا)‪ .‬األمر الذي دفع العديد من تشريعات‬

‫‪1657‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫الدول املقارنة إلى وضع ضوابط محددة لهذه التقنية‪ ،‬يجب على الطبيب ومساعديه أال‬
‫يخرجوا ع ها‪ ،‬حتى ال يخرج العمل الطبي من دائرة املشروعية(ثالثا)‪.‬‬
‫ُ‬
‫أوال‪-‬كيفية اجراء التشخيص املبكرعلى الحمل‪:‬‬
‫يتم الكشف على أمراض وتشوهات الجنين وهو ال يزال في الرحم‪ ،‬بأكثر من وسيلة م ها‪:‬‬
‫استتتعمال أج تتزا املوجتتات يتتو ال تتوتية‪ُ :‬يعييد ميين أفضييل الطييرق انمنيية للكشييف عيين‬
‫ص ييحة الجن ييين‪ ،‬خاص يية األش ييعة رباعي يية األبع يياد‪ ،‬بحي ييث تس ييمح بتص ييوير الجن ييين بإعط يياء ص ييور‬
‫دقيقيية ووا ييحة ل يه‪ 3،‬ومعرفيية بعييض تشييوهات الجنييين بشييكل وا ي خييلل األشييهر األولييى ميين‬
‫الحمل‪.‬‬
‫أمتتا عتتن أخ ت عينتتة متتن الستتائل األمنيو ت ي‪ :‬ميين املعييروف أن هنييا خليييا تتسيياقط ميين‬
‫الجنين بصورة مستمرة من الجليد‪ ،‬والجهياز املعيوي‪ ،‬والجهياز التنفاي ي‪ ،‬وهيذه الخلييا تتسياقط‬
‫لتتجمع في السائل األمنيوس ي الذي ُيحيط بالجنين‪ُ ،‬ويمكن أخذ عينة من هذا السائل بإدخيال‬
‫إب ييرة عب يير جل ييد بط يين الحام ييل وج ييدار ال ييرحم‪ ،‬م ييع االس ييتعانة بجه يياز األش ييعة الص ييوتية ودراس يية‬
‫وفحييص خليييا الجنييين املوجييودة فيييه و‪ 4‬الكشييف عيين تشييوهات الكروموسييومات لييدى الجنييين‪،‬‬
‫ومدى اصابته بانشطار العمود الفقري‪.‬‬
‫ُ‬
‫أخت ت عين ت تة مت تتن املشت تتيمة‪ :‬تعتب يير املش يييمة ج ييزء م يين الجن ييين‪ ،‬وتتك ييون م يين نف ييس خلي ييا‬
‫البويضة ا خصبة‪ ،‬وأي اختلل في كروموسومات الجنين يؤدي في أغلب األحيان إلى اختلل في‬
‫كروموسومات املشيمة‪ُ ،‬ويمكن أخذ هذه العينة ما بين األسبوع العاشر واألسبوع الثاني عشر‬
‫من الحمل‪ 5،‬وذلك ما يسمح لألبوين اتخاذ القرارات املصيرية املتعلقة بالحمل في بدايته‪.‬‬
‫أخت ت عين تتة م تتن د الجن تتين‪ :‬يك ييون م يين الش ييريان املوج ييود ف ييي الحب ييل الس ييري للجن ييين‪ ،‬أو‬
‫بواسييطة تمرييير إبييرة تنفييذ ميين بطيين الحامييل والييرحم حتييى تصييل إلييى األوعييية الدموييية للجنييين‪6،‬‬

‫ُويسي ييتخدم هي ييذا الفحي ييص ملعرفي يية عيي ييوب الهيموجلي ييوبين العديي ييدة وخاصي يية مي ييرض التلسي يييميا‬
‫واألنيميا املنجلية‪ ،‬ومعرفة مرض الناعور‪7.‬‬
‫ُ‬
‫ثانيا‪-‬املخاطراملحتملة للتشخيص املبكرعلى الحمل‪:‬‬
‫بييالرغم ممييا تتسييم بييه تقنييية التشييخيص املبك يير علييى الحمييل ميين مزييية االكتشيياف املبك يير‬
‫لألم يراض الخطي ييرة الت ييي ق ييد ُيص يياب ه ييا الجن ييين‪ ،‬مم ييا ُيمك يين م يين الع ييلج م يين ه ييذه األم يراض‪ ،‬أو‬
‫ُيس يياعد ف ييي اتخ يياذ ق يرار اس ييقاط الجن ييين إذا ك ييان علج ييه مس ييتحيل أو ي ييأتي إل ييى ال ييدنيا ُمعاق ييا أو‬
‫ُ‬
‫ُمش ييوها‪ 8.‬إال أنه ييا ف ييي ذات الوق ييت غي يير مأمون يية ا خ يياطر واألضي يرار‪ ،‬إذ ق ييد ت ييؤدي إل ييى املس ييام‬
‫بالتكامل الجسدي لكل من األم أو الجنين معا‪ ،‬والتي تختلف باختلف الوسيلة املستخدمة‪.‬‬
‫‪1658‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫مخاطر التشخيص عن طريق يحص عينة من السائل األمنيو ي‪ :‬هنا احتمال ظهور‬
‫أعراض جانبية بعد اجرائه بنسبة ‪ 01‬من كل ‪ 200‬امرأة‪ ،‬كما أن هذا التحليل قادر على‬
‫التسبب باإلجهاض الذي يبلغ نسبة حدوثه ‪ % 0.5‬أو أقل‪ 9،‬أو حدوث ثقب في كيس السلى‬
‫وفقدان كمية من السائل األمنيوس ي‪ ،‬وإذا قل السائل األمنيوس ي أدى ذلك إلى حدوث‬
‫تشوهات ميكانيكية في الجنين‪10 .‬‬

‫مخاطر التشخيص عن طر أخ عينة من املشيمة‪ :‬ينطبق عليه نفس مخاطر فحص‬


‫السائل األمنيوس ي ماعدا أن نسبة حدوث اإلجهاض مرتفعة فيه تصل إلى حوالي ‪ % 2‬مقارنة‬
‫بتحليل السائل األمنيوس ي حيث تصل نسبة اإلجهاض ‪.11 %0.5‬‬
‫ُ‬
‫مخاطر اإلج اض الختيار جنس املولود‪ :‬تتيح هذه التقنية في االكتشاف املبكر لنوع‬
‫الجنين‪ ،‬والتفكير في اجهاضه إذا كان األبوان ال يرغبان في جنس الجنين ألنه أنثى ويرغبان في‬
‫أنه يكون ولد‪. 12.‬‬
‫ُ‬
‫ثالثا‪-‬شروط اجراء التشخيص املبكرعلى الحمل‪:‬‬
‫كان لتشريعات الدول املقارنة دورا في مواجهة ا خاطر الناشئة عن التشخيص املبكر على‬
‫الحمل‪ ،‬ومنع إساءة استخدامه لغير العلج‪ ،‬بوضع الضوابط القانونية التي تحول دون إساءة‬
‫استخدام هذه الوسائل في غير الهدف والغرض املشروع م ها‪ ،‬نجد م ها‪:‬‬
‫التشريع الفرنس ي‪ ،‬الذي تناول تنظيم هذا النوع من املمارسات الطبية وألول مرة بموجب‬
‫املادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 654-94‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪1994‬م‪ ،‬واملتعلق بالهبة‬
‫واستعمال عناصر ومنتجات جسم االنسان‪ ،‬واملساعدة الطبية على االنجاب‪ ،‬والتشخيص‬
‫ُ‬
‫املبكر للحمل‪ 13،‬واملعدل لقانون الصحة العامة الفرنا ي‪( Partie Législative ،‬املادة ‪1-2131‬‬
‫القانون الحالي)‪ُ ،‬محددا شروط إجرائه واألماكن التي يتم فيها‪ ،‬وهي كانتي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ .1‬أن يكييون الغييرض ميين التشييخيص‪ ،‬هييو معرفيية األم يراض أو التشييوهات التييي تص يييب‬
‫الجنين‪ ،‬وبالتالي تفادي والدة طفل ُمصابا بمرض قد يفتك بحياته أو يجعلها بائسة‪.‬‬
‫‪ 14‬أم ييا إذا ق ييام ب ييإجراء العملي يية بغ ييرض معرف يية ج يينس املول ييود‪ ،‬أو النتخ يياب ص ييفات‬
‫وراثي يية في ييه‪ ،‬أو تمهي ييدا إلجه يياض الجن ييين األنث ييى م ييثل‪ ،‬ف ييإن فعل ييه يخ ييرج ع يين دائ ييرة‬
‫اإلباحة‪ ،‬ليدخل إلى دائرة التجريم؛‬
‫‪ .2‬يج ي ييب أن تسي ي ييبق عملي ي يية اج ي ي يراء التشي ي ييخيص‪ ،‬استش ي ييارة طبيي ي يية‪ ،‬م ي يين قبي ي ييل طبيي ي ييب‬
‫متخصص في النواحي الجينية؛‬

‫‪1659‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫‪ .3‬االلتزام بيإعلم امليرأة الحاميل أثنياء كيل فحيص طبيي‪ ،‬والحصيول عليى رضيافها املفير فيي‬
‫قالب شكلي؛‬
‫‪ .4‬يجييب أن تجييرى التحاليييل الجينييية أو البيولوجييية علييى مسييتوى املؤسسييات الصييحة‬
‫العامة‪ ،‬أو مخابر التحاليل البيولوجية الطبية املرخص لها وفقا للكيفيات ا حيددة‬
‫قانونا؛‬
‫‪ .5‬إنشي يياء مراكي ييز متخصصي يية للتشي ييخيص املبكي يير املتعي ييدد التخصصي ييات علي ييى مسي ييتوى‬
‫مصال ومؤسسات الصحة العامة والخاصة هيدف غيير اليربح‪ ،‬وبتيرخيص مين وكالية‬
‫الطب والبيولوجيا‪.‬‬
‫لم يقتصر املشرع الفرنا ي على وضع الضوابط‪ ،‬بل أورد جزاءات جنائية وإدارية على‬
‫مخالفته‪ ،‬فنص على الجزاء اإلداري في املادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 654-94‬السالف الذكر‪،‬‬
‫واملتمثل في سحب الترخيص أي مؤسسة أو معمل ُيخالف النصوص الخاصة بشأن ممارسة‬
‫التشخيص املبكر‪ .‬أما من حيث الجزاء الجنائي فنص القانون الفرنا ي في املادة ‪ 19‬من‬
‫القانون رقم ‪ 654-94‬بعقوبة الحبس ملدة سنتين وبغرامة مالية‪ ،‬ملن قام بالفحص‪ ،‬أو‬
‫التشخيص املبكر دون ترخيص‪ ،‬أو أجرى عملية إجهاض الجنين بعد عملية التشخيص‪ ،‬دون‬
‫مراعاة الشروط املنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫بالنسبة للمشرع الجزائري‪ ،‬اقتصر على تنظيم التقنية التشخيص املبكر للحمل أو ما‬
‫ُ‬
‫تعرف عنده بالتشخيص ما قبل الوالدة في مادة وحيدة‪ ،‬وهي املادة ‪ 76‬من القانون املتعلق‬
‫بالصحة الجزائري رقم ‪ 11-18‬بتاريخ ‪ 02‬جويلية ‪2018‬م‪ ،15‬بقولها‪:‬‬
‫ُ''يمكن إجراء التشخيص ما قبل الوالدة بأمر طبي من أجل اكتشاف مرض بالغ الخطورة‬
‫للمضغة أو الجنين‪ ،‬داخل الرحم‪ .‬ويتم ضمان التشخيص ما قبل الوالدة في هياكل ُمؤهلة أو‬
‫معتمدة لهذا الغرض(‪ .''.)...‬وما يلحظ على املشرع الجزائري‪ ،‬أنه لم ُيحدد ضوابط وشروط‬
‫استخدام هذا النوع من املمارسات‪ ،‬كما جاءت املادة خالية من أية عقوبات جنائية رادعة‪ ،‬إذ‬
‫لم يحدد حدود تدخل األطباء‪ ،‬األمر الذي يجعل هذا النص قاصرا على توفير الحماية الكافية‬
‫للجنين ولألم من ا خاطر ا حتملة لهذا النوع من املمارسات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلج اض بسبب تشوه الجنين أو اصابته بأمراض‬
‫ُيعتبر اإلجهاض وسيلة للتخلص من الجنين املشوه أو املصاب بأمراض خطيرة‪ ،‬بعد ثبوت‬
‫خطورة التشوه كدرجة ال ُيمكن البرء م ها لحظة اجراء التشخيص املبكر للحمل‪ ،‬األمر الذي‬

‫‪1660‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫يدفعنا إلى بيان األسباب املؤذية إلى ذلك التشوه(أوال)‪ ،‬ثم بيان مدى شرعية(ثانيا)‬
‫ومشروعية إجهاض الجنين املشوه(ثالثا)‪.‬‬
‫ُ‬
‫أوال‪-‬أسباب التشوهات التي ت يب األجنة‪:‬‬
‫ُ‬
‫التشوهات الخلقية التي تصاب ها األجنة‪ ،‬تحدث أثناء تكوين األعضاء ا ختلفة للجنين في‬
‫مراحله األولى‪ ،‬بحيث تكون موجودة في األسبوع الثامن من الحمل‪ ،‬و يرجع السبب في ذلك إلى‬
‫عوامل جينية وراثية‪ ،‬أو عوامل بيئية خارجية أو بتفاعل العوامل البيئية والوراثية معا‪.‬‬
‫‪-‬العوامل الجينية‪ُ :‬ويقصد ها العوامل الوراثية التي تنتقل عن طريق الجينات ا حمولة على‬
‫الكروموسومات لكل من األب واألم‪ ،‬وتعتبر مسؤولة عن ‪ 30‬إلى ‪ % 40‬من جميع التشوهات‬
‫الخلقية ‪.16‬‬
‫ُ‬
‫‪-‬العوامل غير الجينية‪ُ :‬ويقصد ها العوامل غير الوراثية (البيئية) وهذه العوامل تؤثر في‬
‫ُ‬
‫الجنين لحظة اإلخصاب وحتى نهاية مرحلة الحمل‪ ،‬وأهمها‪ :‬األمراض التي تصيب األم أثناء‬
‫فترة الحمل‪ ،‬كمرض الحصبة األملانية الذي ُيؤدي إلى خلل في نمو الجهاز العصبي املركزي‬
‫للجنين في مراحل نموه األولى‪ ،‬وسوء التغذية لألم واألشعة السينية‪ ،17‬واألدوية واملواد‬
‫الكيمياوية التي تتناولها األم أثناء فترة الحمل‪ ،‬م ها‪ :‬ما تتناوله على هيئة دواء من أجل العلج‪،‬‬
‫وم ها ما تتناوله بصورة كيف ومزاج مثل التبغ‪ ،‬والخمور‪ ،‬أو املواد ا ُ خدرة‪18 .‬‬
‫ُ‬
‫ثانيا‪-‬موقف الفقه اإلسالمي من إج اض الجنين املشوه‪:‬‬
‫لبيان الحكم الشرعي إلجهاض الجنين املشوه‪ ،‬يرى الفقهاء املعاصرين بضرورة التمييز‬
‫بين‪:‬‬
‫‪-‬التشوهات البسيطة املمكن عالج ا طبيا وجراحيا‪ :‬كالتشوه في األطراف أو خلل في‬
‫اإلنزيمات‪ ،‬فل يجوز اإلجهاض سواء قبل أو بعد نفخ الروح‪ .‬ألن هذا التشوه ليس عذرا شرعيا‬
‫ُيبيح ا حظور –اإلجهاض‪ ،-‬السيما مع التقدم العلمي في الوسائل التعويضية للمعوقين‪.19‬‬
‫‪-‬التشوهات شديدا الخطورا وي عب عالج ا‪ :‬يغلب معها الظن بعدم قابلية الجنين للحياة‬
‫عند الوالدة‪ ،‬كحالة الجنين دون رأم‪ ،‬أو دون دما ‪ ،‬فميزوا بين ما إذا تم تشخيص التشوه‬
‫قبل نفخ الروح أو بعده‪:‬‬
‫مرحلة ما قبل نفخ الروح‪ :‬أي قبل أن يتم الجنين مائة وعشرون يوما‪ ،‬فيجوز إجهاض الجنين‬
‫املشوه‪ ،‬متى كشف التشخيص أن التشوه خطير‪ ،‬وأن هذه العيوب ال تتلءم مع الحياة‬
‫العادية‪ ،‬وبإقرار ُيثبت بشهادة من لجنة طبية ال تقل عن ثلثة أطباء من املتخصصين‪،‬‬

‫‪1661‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫تطبيقا للقاعدة الفقهية بجواز ارتكاب أخف الضررين بقولهم‪'' :‬الضرر األشد (ميلد الجنين‬
‫بتشوه خطير) ُيزال بالضرر األخف (إسقاط الجنين)‪20.''.‬‬

‫مرحلة ما بعد نفخ الروح‪ُ :‬يجمع علماء الفقه اإلسلمي على عدم جواز إجهاض الجنين طاملا‬
‫تم نفخ الروح فيه أي بلغ مائة وعشرين يوما‪ ،‬وال ُيمكن إسقاط الجنين حتى ولو كان ُمشوها‪،‬‬
‫ألنه صار إنسانا‪ ،‬إال إذا كان هنا ضرر بالغ باألم الحامل‪ .‬وهو رأي ا جمع الفقه اإلسلمي‬
‫التابع لرابطة العالم اإلسلمي في قراره الرابع من الدورة الثانية عشرة املنعقدة بمكة املكرمة‬
‫بتاريخ ‪ 22-15‬رجب ‪ 1410‬هي املوافق لي ‪ 17-10‬فبراير ‪1990‬م‪ ،‬وأدلتهم في ذلك‪:21‬‬
‫‪-‬قوله عزوجل‪( :‬وال تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحق‪ ).‬سورة اإلسراء األية ‪33‬؛‬
‫‪-‬أالحمل متى استقر رحميا ونفخ الروح بعد مرور ‪ 120‬يوما‪ ،‬أصبح انسانا آدميا يتمتع بجملة‬
‫من الحقوق (الوصية‪ ،‬امليراث‪ ،‬النسب‪...‬إلخ)؛‬
‫‪ُ -‬يمكن معالجة األجنة املشوهة داخل الرحم‪ ،‬مع ما وصلت إليه التطورات العلمية في مجال‬
‫طب األجنة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ثالثا‪-‬موقف التشريعات الوضعية من إج اض الجنين املشوه‪:‬‬
‫إذا نظرنا إلى التشريعات الحديثة نجد أن تجريم اإلجهاض هو القاعدة العامة‪ ،‬مع‬
‫السماح به في ‪-‬أحوال خاصة‪ ،-‬من ذلك جواز اإلجهاض في حالة مرض األم أو التخلص من‬
‫جنين ُمصاب بتشوه أو مرض وراثي خطير‪ ،‬وضمانا للتحقق من توافر حالة اإلجهاض التي‬
‫ُيسمح فيها املشرع باإلجهاض تطلبت هذه التشريعات املقارنة توافر شروط شكلية خاصة‬
‫باإلضافة إلى الشروط العامة إلباحة العمل الطبي‪ 22،‬نجد م ها‪:‬‬
‫التشريع اإلنجليزي‪ ،‬نيص فييي اليميادة األولى مين قيياني ييون اإلج يه يياض ال يص ي ي ي ييادر ع ي ي ي ي ييام ‪1967‬م‬
‫ُ‬
‫‪ 23 –The Abortion Act-‬واليميعييدل بيقييان ييون عيلييم األجينيية واإلخص يياب اليبشييري الصادر في‬
‫‪1990‬م‪ -Human Fertilisation and Embrylogy-‬على إباحة اإلجهاض في الحالة التي‬
‫ُيؤكد فيها األطباء بأن الجنين سوف ُيولد بتشوهات خطيرة‪ ،‬ودون التقيد بمهلة األربع وعشرين‬
‫أسبوعا املسموح ها قانونا‪ ،‬شريطة أن تتم العملية في احدى املستشفيات العامة‪ ،‬أو في أحد‬
‫ُ‬
‫األماكن املرخص لها بذلك‪.‬‬
‫أما عن القانون الفرنس ي‪ ،‬أباح اإلجهاض بموجب أول قانون سنة ‪1975‬م‪ ،‬وفقا‬
‫لشروط وإجراءات معينة وهو ما أطلق عليه بقانون ‪ 24 Veil‬املعدل بالقانون رقم‬
‫‪ 2001-588‬الصادر في ‪ 04‬يوليو ‪2002‬م املعدل لقانون الصحة العامة الفرنا ي‪ ،25‬ما ُيعرف‬
‫باإلجهاض ألسباب طبية علجية‪ ،‬أي يجوز إنهاء الحمل في أي وقت للتخلص من جنين‪ ،‬بشرط‬
‫‪1662‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫أن ُيوجد احتمال قوي بأن الجنين ُمصاب بمرض خطير ال يمكن شفاؤه‪ ،‬و ال يشترط أن يكون‬
‫الجنين ُمصابا بالفعل‪ ،‬بل يكفي أن يتوقع الفريق الطبي احتمال إصابة الجنين باملرض في‬
‫حالة استمرار الحمل أو بعد والدته‪ ،‬ويقدم للمرأة الحامل بيان بحالتها وحالة جني ها‪ ،‬بأسبوع‬
‫على األقل قبل اتخاذ قرار انهاء الحمل‪ .‬وعليه تتم عملية اإلجهاض حسب املادة ‪ 1-2213‬من‬
‫قانون الصحة العامة الفرنا ي‪ 26‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬اشهاد من طبيبين متخصصين‪ ،‬أنه يوجد احتمال كبير إلصابة الطفل بمرض غير‬
‫قابل للعلج وقت التشخيص؛‬
‫‪ .2‬أن يتم اإلجهاض على مستوى مؤسسة طبية عامة‪ ،‬أو مرخص لها بذلك؛‬
‫‪ .3‬اختيار املرأة الحامل طبيبا من أجل املشاركة في التشاور مع فريق املركز‬
‫املتخصص في التشخيص ما قبل الوالدة؛‬
‫‪ .4‬منح املرأة الحامل أجال التفكير ملدة أسبوع على األقل قبل إجراء العملية‪.‬‬
‫أما موقف املشرع الجزائري‪ ،‬أباح اإلجهاض‪ ،‬غير أنه جعله في نطاق ضيق‪ ،‬حيث حصره‬
‫في حالة ما إذا كان هنا خطر جدي ُيهدد صحة أو حياة األم فقط طبقا لنص املادة ‪ 308‬من‬
‫قانون العقوبات الجزائري‪ ،27‬وما كرسه كذلك القانون املتعلق بالصحة في املادة ‪ 77‬الفقرة‬
‫األولى منه بقولها‪'' :‬يهدف اإليقاف العلجي للحمل إلى حماية صحة األم عندما تكون حياتها أو‬
‫توازها النفا ي والعقلي مهددين بخطر بسبب الحمل‪28 .''.‬‬

‫وبذلك املشرع لم يلحظ أي اعتبار لحالة الجنين‪ ،‬سليما أو ُمشوها‪ ،‬فاملبدأ هو الحظر‬
‫وتجريم جميع صور اإلجهاض بما فيها إسقاط جنين ُمشوه أو مريض‪ .‬غير أنه وبالرجوع إلى‬
‫ُمسودة مشروع تعديل قانون الصحة الجزائري لسنة ‪2014‬م‪ ،‬اتجه املشرع الجزائري إلى‬
‫السماح باإلجهاض ألسباب تتعلق بإجهاض الجنين املشوه‪- ،‬في حالتين‪ ،-‬أولهما وجود احتمال‬
‫قوي إلصابة املولود بإعاقة خطيرة في املادة ‪ 80‬الفقرة الثانية منه أي‪-‬توقع الفريق الطبي‬
‫احتمال إصابة الطفل عند امليلد‪ ،-‬والحالة الثانية‪ ،‬إذا أثبت التشخيص ما قبل الوالدة أن‬
‫الجنين ُمصاب بمرض أو تشوه خطير في املادة ‪ 81‬منه‪ .‬إذ أحدث هذا القانون جدال في أوساط‬
‫رجال القانون والدين في الجزائر‪ ،‬األمر الذي أدى إلى إلغاءها وعدم تجسيدها في التعديل‬
‫الجديد لقانون الصحة بتاريخ ‪2018‬م‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مدى التعويض عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين‬
‫إن املمارسات الطبية املاسة بالجنين‪ ،‬شأنها شأن أي عمل طبي‪ ،‬ال تخلو من األخطاء التي‬
‫ُ‬
‫تؤدي إلى املسام بالتكامل الجسدي للجنين‪ 29‬وهو داخل رحم أمه‪ ،‬األمر الذي ُيؤدي إلى إثارة‬
‫‪1663‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫مسؤولية الطبيب في مواجهة املضرور‪ ،‬سواء في مواجهة املولود نفسه عن الحياة التي فرضت‬
‫عليه أن يعيش ها (الفرع األول)‪ ،‬أو في مواجهة األبوين عن األضرار التي أصابتهم بسبب‬
‫إعاقة مولودهم (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حق الطفل في التعويض عن الضرراملرتبط بميالده‬
‫للوقوف على حق الطفل في التعويض عن األضرار التي أصابته وهو جنين داخل الرحم‪- ،‬‬
‫أثناء فترة الحمل‪ ،-‬نتعرض ملسألة خلفية وهي مدى لزوم أهلية الوجوب بوصفها صلحية‬
‫الشخص لثبوت الحقوق له‪ ،‬من بي ها الحق في التعويض‪ 30،‬بمعنى هل ُينظر إليه وهو –‬
‫جنين‪ -‬على أنه شخص يتمتع بالشخصية القانونية والصلحية الكتساب الحقوق م ها‪ :‬الحق‬
‫في التعويض َ(أوال)‪ ،‬ثم نتعرض لبيان موقف القضاء من حق الجنين في التعويض (ثانيا)‪ ،‬ثم‬
‫بيان موقف التشريعات من ذلك (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬مدى لزو أهلية الوجوب لحق الجنين في التعويض‪:‬‬
‫أهلية الوجوب بوصفها صلحية الشخص لثبوت الحقوق له أو عليه‪ ،‬تثبت لكل شخص‬
‫من وقت تمام والدته حيا‪ 31،‬غير ان املشرع الجزائري‪ 32‬كغيره من التشريعات الوضعية‪ 33‬خرج‬
‫على هذا األصل‪ ،‬واعترف للجنين بشخصية قانونية‪ ،‬وهو ال يزال حمل ُمستكنا في بطن أمه‪،‬‬
‫إال أنها شخصية قانونية مقصورة على صلحيته الكتساب بعض الحقوق املقررة له بنصوص‬
‫قانونية خاصة ‪34‬ودون التحمل بااللتزامات‪ ،‬غير أنه ثار خلف بين فقهاء القانون املدني حول‬
‫–نطاق هذه الحقوق‪-‬التي تثبت للجنين‪:‬‬
‫يذهب الرأي األول‪ :‬إلى القول أن الجنين يكتسب الحقوق غير املتوقف ثبوتها على قبول‬
‫الغير‪ ،‬وهي محددة على سبيل الحصر‪ 35،‬كامليراث والنسب والوصية وحقه في االستفادة مما‬
‫ُيشترط له‪ ،‬كأن يستفيد من التأمين على حياة والده‪ .‬أما الحقوق التي تحتاج إلى قبول ممن‬
‫ُ‬
‫تمنح له‪ ،‬فل تثبت للحمل وال يتمتع ها الجنين حتى ولو كانت تعود عليه بالنفع ا حض‪ ،‬ومن‬
‫بين هذه الحقوق –الهبة‪ ،-‬ألن الهبة عقد يتم بتبادل االيجاب والقبول‪ُ ،‬ويمكن أن ُيقام عليها‬
‫ُ‬
‫الحق في التعويض أيضا‪ ،‬فالجنين ليس له إال أهلية وجوب ناقصة‪ 36،‬ال تكسبه إال طائفة‬
‫معينة من الحقوق‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني يذهب إلى القول أن‪ ،‬األهلية املقررة للجنين تجعله صالحا الكتساب‬
‫جميع الحقوق النافعة له نفعا محضا‪ 37،‬مستدين بالحجج انتية‪:‬‬
‫‪-‬القاعدة التي تقض ي بثبوت حقوق الجنين‪ ،‬جاءت من الفقه اإلسلمي‪ ،‬وهي تقض ي بثبوت‬
‫الحقوق التي ال تحتاج إلى قبول‪ ،‬ومن بي ها الحق في التعويض للجنين عن األضرار التي أصابته‬
‫‪1664‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫أثناء فترة الحمل‪ ،‬ألن مصدر الحق في التعويض واقعة قانونية‪ ،‬وليس تصرفا قانونيا‪ ،‬يحتاج‬
‫إلى قبول أو إلى إرادته‪ ،‬فاألثار القانونية تترتب بمجرد حدوث الفعل الضار‪ ،‬دون االعتداد‬
‫بإرادة املسؤول أو املضرور‪ 38 .‬وهو الحق الذي قض ى به الرسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)‪،‬‬
‫بشأن دية الحمل واملسمى الغرة‪ ،‬التي ُيقصد ها اصطلحا‪'' :‬ما يجب عند الجناية على الجنين‬
‫ُ‬
‫أو الحمل''‪ ،‬وتقدر بعشر دية الحرة املسلمة‪.39 ''.‬‬
‫‪-‬إن الفقه والقضاء الفرنا ي‪ ،‬يعترف للجنين بالحق في التعويض عن األضرار املادية واملعنوية‬
‫اللحقة به استنادا إلى القاعدة الرومانية الشهيرة ‪ ،40 Infans Conceptus‬واملستمدة من‬
‫القانون الروماني‪ ،‬وإن لم يتضم ها نص تشريعي‪ ،‬فهو بمثابة املبدأ‪ ،‬التي تقض ي‪'' :‬باعتبار‬
‫الحمل املستكن –الجنين‪ -‬مولودا‪ ،‬أي يأخذ حكم الشخص الذي تمت والدته‪ ،‬في جميع‬
‫األحوال‪ ،‬التي يتمخض ذلك عن منفعة أو مصلحة له‪.''.‬‬
‫نخل ييص م يين ك ييل م ييا تق ييدم‪ ،‬أن الي يرأي القائ ييل ب ييأن األهلي يية املق ييررة للجن ييين تجعل ييه ص ييالحا‬
‫الكتسيياب جميييع الحق ييوق النافعيية لييه‪ ،‬وم ه ييا الحييق فييي التع ييويض‪ ،‬األولييى باإلتبيياع‪ ،‬ألن التط ييور‬
‫العلمي الحديث في ا جال الطبي‪ ،‬وبصفة خاصة طب األجنة‪ ،‬وما يترتب ع ها من امكانية إجراء‬
‫الت ييدخلت الطبي يية عل ييى الجن ييين‪ ،‬يقتض ي ي االعت يراف ل ييه ب ييالحق ف ييي التع ييويض ع يين األض يرار الت ييي‬
‫ُ‬
‫تصيبه‪ ،‬حماية لحقه في الحياة وسلمة الجسد‪.‬‬
‫بالنسييبة للوضييع فييي الجزائيير‪ُ ،‬يمكننييا القييول أن اعت يراف املشييرع الجزائييري ص يراحة للجنييين‬
‫بصلحية اكتساب الحقوق النافعة له دون التفرقة بين التيي ال تتطليب قبيوال كالنسيب‪ ،‬املييراث‬
‫والوصييية‪ ،‬وتلييك التييي تتوقييف علييى قبييول كالهبيية‪ ،‬إنمييا يتضييمن فييي ذاتييه االعت يراف لييه وفييي نفييس‬
‫الوقييت بالشخصييية القانونييية‪ ،‬وميين ثييم اعتبيياره شخصييا قييانوني‪ ،‬أو صيياحبا للحييق‪ ،‬إذ ال توجييد‬
‫حقوق دون صاحب‪ ،‬كما ال يتصور شخص دون حقوق‪ ،‬وقياسا عليى هيذه الحقيوق –الحيق فيي‬
‫التعويض‪.-‬‬
‫ُ‬
‫وم ييا ذهبن ييا إلي ييه‪ ،‬تؤي ييده العدي ييد م يين األحك ييام القض ييائية الص ييادرة ع يين القض يياء الفرناي ي ي‬
‫املتمثلة في محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬بشيأن أحقيية الطفيل قبيل اليوالدة فيي التعيويض‪ ،‬تطبيقيا‬
‫ملبيدأ املصيلحة‪ ،‬نيذكر م هيا‪ :‬القيرار الشييهير املعيروف ب ي ‪ Arrêt PERRUCHE‬الصيادر بتيياريخ‬
‫‪ 17‬ن ييوفمبر ‪2000‬م‪ 41،‬والقاض ي ي بتع ييويض الطف ييل ‪ ،N.PERRUCHE‬وال ييذي ُول ييد ُمعاق ييا‬
‫مصابا بمرض في‪ ،Syndrome Gregg‬بسبب العدوى بالحصبة األملانية من أمه أثناء حملهيا‬
‫به‪.‬‬

‫‪1665‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫ثانيا‪-‬موقف القضاء من حق الجنين في التعويض‪:‬‬


‫يتفييق القضيياء الفرناي ي‪ ،‬علييى أن للطفييل حييق املطالبيية بييالتعويض عيين الضييرر الشخ ي ي‪،‬‬
‫الييذي أصييابه نتيجيية خطييأ طبييي أثنيياء فتييرة الحمييل‪ 42،‬غييير أنييه ثييار الخييلف‪ ،‬حييول مييا إذا يكيان ميين‬
‫حيق الطفيل املولييود ُمعاقيا‪ ،‬رفييع دعيوى التعييويض ضيد الطبيييب‪ ،‬إذا كانيت اإلعاقيية نتيجية ملييرض‬
‫وراثييي‪ ،‬انتقييل ميين أحييد األبييوين إلييى الطفييل وهييو جنييين‪ ،‬ولييم يكشييف عنييه الطبيييب لألبييوين أثنيياء‬
‫الحمي ييل أو قبلي ييه‪ ،‬فمنعهم ي يا ذلي ييك مي يين اتخي يياذ ق ي يرار باإلجهي يياض‪ .‬بالنسي ييبة إلي ييى القضي يياء العي ييادي‬
‫الفرنا ي‪ ،‬قضت محكمة النقض الفرنسية فيي قضيافها الشيهير فيي ‪ 17‬نيوفمبر ‪2000‬م‪ 43،‬اليذي‬
‫ُعييرف بقضيياء‪ ،PERRUCHE‬بتعييويض كامييل للطفييل ‪ PERRUCHE‬املولييود ُمعاقييا بسييبب‬
‫مييرض وراثييي‪ ،‬لييم يكشييف عنييه الطبيييب لألبييوين أثنيياء الحمييل‪ ،‬أمييا القضيياء اإلداري فقييد رفييض‬
‫مجلي ييس الدولي يية في ييي ‪ 14‬فبرايي يير ‪1997‬م‪ 44،‬التعي ييويض للطفي ييل املولي ييود ُمعاقي ييا‪ ،‬تأسيسي ييا علي ييى أن‬
‫اإلعاقيية ترجييع إلييى املورثييات الجينييية للطفييل وليييس إلييى خطييأ الطبيييب‪ ،‬األميير الييذي ينفييي علقيية‬
‫السببية بين اعاقته والخطأ الطبي‪ُ ،‬مؤكدا أيضا أن الحياة في ذاتها ليست ضررا‪45 .‬‬

‫غير أنه وفي حكم آخر للمحكمة اإلدارية بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪2002‬م‪ ،‬قضت فييه بيالتعويض‬
‫لألبيوين والطفيل ضيد مركيز طبييي‪ ،‬لخطيأ أثنياء اليوالدة تسيبب فييي والدة طفيل ُمعيوق‪ ،‬وليم تشييترط‬
‫ا حكم يية أن يك ييون الخط ييأ جس يييما‪ ،‬واكتف ييت بوج ييود الخط ييأ ول ييو يك ييان بس يييطا‪ ،‬والخط ييأ ال ييذي‬
‫أسست عليه ا حكمة حكمها‪ ،‬هو غياب املعلومات عن األخطار التي قد يتعرض لها الطفل فيي‬
‫‪46.‬‬ ‫حالة الوالدة مما أثر على رضا األم وجعله غير وا‬
‫بالنسبة للقضاء الجزائري‪ ،‬نجد بعض األحكام القضيائية الصيادرة عين القضياء الجزائيري‬
‫ُ‬
‫ممثل في ا حكمة العليا‪ ،‬تعالج فيها مسألة حق الجنين في التعويض عين األضيرار التيي تلحيق بيه‬
‫تطبيقييا للمبييدأ الييذي أخييذ بييه القضيياء الفرناي ي‪ ،‬والقاضي ي‪'' :‬باعتبييار الجنييين مولييود‪ ،‬كلمييا تعلييق‬
‫األمر بمصلحة أو منفعة له‪ ،''.‬بشرط الوالدة الحية‪ ،‬نجد م ها‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪-‬قرار ا حكمة العليا الجزائرية عين غرفتهيا املدنيية بتياريخ ‪ 15‬أبرييل ‪2009‬م‪ ،‬تقير فييه بتعيويض‬
‫الجنين –بصفة عامة‪ -‬متى ُولد حيا‪ ،‬بعد وفاة والده في حادث مرور وقت أن كان جنينا في بطن‬
‫أمه‪. 47‬‬
‫‪-‬قرار صادر عن ا حكمية العلييا بتياريخ ‪ 24‬جيوان ‪2003‬م‪ ،‬القاضي ي بينقض قيرار غرفية اإلتهيام‪،‬‬
‫واعتبار أن الطبيب لم يبذل العناية اللزمة أثنياء متابعية املريضية الحاميل‪ ،‬مميا أدى إليى إصيابة‬
‫الجنين بعاهة –فقدان البصر‪ ،-‬باإلضيافة إليى إلتيزام الطبييب بتعيويض الجنيين عميا أصيابه مين‬
‫ضرر‪48 .‬‬

‫‪1666‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫ثالثا‪-‬موقف التشريع من حق الجنين في التعويض‪:‬‬


‫نتيجة تباين املوقف القضائي خاصة بعد ثبات مجلس الدولة الفرنا ي على موقفه‬
‫ورفضه مبدأ أحقية الطفل في التعويض‪ ،‬أدى ذلك إلى احداث حالة من عدم االستقرار‬
‫والقلق بين رجال القانون من ناحية واألطباء وشركات التأمين وجميع العاملين واملهتمين‬
‫با جال الطبي من ناحية أخرى‪ ،‬مما تطلب ضرورة حسم هذا األمر ووضع حد للخلف‪،‬‬
‫بتدخل املشرع الفرنا ي‪ ،‬واصداره القانون رقم ‪ 2002-303‬بتاريخ ‪ 04‬مارم ‪2002‬م الخاص‬
‫بحقوق املرض ى وجودة النظام الصحي‪ ،49‬ونص في املادة األولى –الفقرة األولى‪ -‬منه على أنه ''ال‬
‫‪-‬الفقرة الثانية‪-‬‬ ‫يجوز ألحد أن يدعي ضررا من ُمجرد واقعة ميلده''‪ ،‬ثم أردف املشرع في‬
‫من نفس املادة‪ ،‬على أن الشخص املولود ُمعاقا‪- ،‬بسبب خطأ طبي‪ ،-‬يستطيع الحصول على‬
‫تعويض هذه األضرار عندما يتسبب الخطأ ُمباشرة في إحداث اإلعاقة أو في زيادتها أو لم‬
‫يسمح باتخاذ الوسائل اللزمة لتخفيفها‪ .50''.‬وما ُيفهم من نص املادة‪ ،‬أن القانون الفرنا ي قد‬
‫منح الطفل املولود ُمعاقا الحق في املطالبة بالتعويض وبإسمه‪ ،‬متى كان خطأ الطبيب هو‬
‫الذي أدى بصورة ُمباشرة إلى احداث اإلعاقة أو تفاقمها‪.‬‬
‫ُ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حق األبوين في التعويض عن الضرر املرتبط بميالد طفل ُمشوه‬
‫الطبيب في مجال املمارسات الطبية املاسة بالجنين‪ ،‬ووفقا للقواعد العامة في املسؤولية‬
‫ُ‬
‫املدنية‪ُ ،‬يعد مسؤوال اتجاه األبوين‪ ،‬عن األضرار التي تصيب الجنين‪ ،‬أثناء الحمل‪ ،‬شريطة‬
‫ُ‬
‫توافر أركان املسؤولية‪ ،‬من خطأ وضرر وعلقة سببية‪ .‬حيث تؤسس الدعاوى املقامة من قبل‬
‫األبوين ضد الطبيب على تقصيره نحوهما في اإللتزام باإلعلم وتبصيرهما باملعلومات املتعلقة‬
‫بالعمل الطبي‪ ،‬ظروفه‪ ،‬وخطوات العلج‪ ،‬ومدى تأثيره على الجنين‪ ،‬وكل ما يتعلق بحالة األم أو‬
‫حالة الجنين الصحية‪ 51،‬وبنتائ التحاليل والفحوص التي تثبت وجود مخاطر على الجنين‪52،‬‬

‫األمر الذي ُيؤدي إلى حرمان األبوين من ممارسة حق االختيار‪ ،‬بين إجهاض الجنين املشوه أو‬
‫االستمرار فيه‪.‬‬
‫إذ يترتب على هذه املسؤولية التعويض بنوعيه املادي واألدبي‪ ،‬كالتكاليف اإلضافية التي‬
‫يتطلبها تعليم ورعاية طفل ُمعوق وتربيته ُمقارنة بطفل طبيعي‪ ،‬فضل عن التعويض عن‬
‫الضرر األدبي الذي يلحق بوالدي الطفل املولود ُمعاقا من آالم ومعاناة نفسية بسبب ما‬
‫أصاب طفلهما‪ ،‬وهو ضرر ُمرتد‪.‬‬
‫و القضاء العادي واإلداري الفرنا ي أقر‪ ،‬بتعويض األبوين عن األضرار التي أصابت‬
‫الجنين أثناء فترة الحمل‪ .‬غير أنه وبصدور القانون الفرنا ي تحت رقم ‪ 2002-303‬في ‪04‬‬
‫‪1667‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫مارم ‪2002‬م حدد نطاق املطالبة بالتعريض‪ ،‬من املطالبة بالتعويض الكامل إلى قصر حق‬
‫الوالدين باملطالبة بالتعويض عن الضرر األدبي فقط‪ ،‬واملتمثل في االعتداء على حقهما في‬
‫اتخاذ القرار باإلجهاض إذا تبين أن الجنين ُمشوه أو ُمعوق‪ ،‬وهذا يعني عدم إمكانية لجوء‬
‫األبوين إلى القضاء العادي للمطالبة بالتعويض الكامل ومن ثم يكون التعويض عن األعباء‬
‫الخاصة املرتبطة بإعاقة الطفل على ا جتمع بإسم التضامن االجتماعي‪.‬‬
‫وقد عارض جانب من الفقه الفرنا ي‪ ،‬حق األبوين باملطالبة بالتعويض في مواجهة‬
‫ُ‬
‫الطبيب‪ ،‬واعتبروا أن واقعة امليلد ال تشكل ضررا‪ ،‬ألن اإللتزام‪ ،‬بنفقات تعليم الطفل املعوق‬
‫بالنسبة لطفل طبيعي‪ ،‬وكذلك ما يتعلق بتغذيته وتربيته هو إلتزام فرضه القانون‪ ،‬وال ُيعد‬
‫ضررا يستوجب التعويض‪.53‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫الطبيب في مجال املمارسات الطبية املاسة بالجنين‪ُ ،‬يعد مسؤوال اتجاه املضرور‪ ،‬عن‬
‫ُ‬
‫األضرار التي تصيب الجنين‪ ،‬أثناء الحمل‪ ،‬وفقا للقواعد العامة في املسؤولية املدنية‪ ،‬شريطة‬
‫توافر أركانها‪ ،‬من خطأ‪ ،‬ضرر وعلقة سببية بي هما‪ ،‬وحتى ال تكون خاتمة البحث سردا وتكرارا‬
‫ملا تناولناه‪ ،‬فإننا نتولى عرض أهم النتائ ‪ ،‬والتوصيات التي نأمل من املشرع الجزائري أن‬
‫ُيجسدها في تعديلته لقانون الصحة العامة الجزائري ُمستقبل‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪-‬الهدف من إجراء املمارسات الطبية على الجنين داخل الرحم‪ ،‬هو تحقيق املصلحة‬
‫العلجية في تفادي والدة طفل ُمصاب بمرض قد يفتك بحياته أو يجعلها حياة بائسة‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال يجوز الخروج عن هذا الهدف ألغراض أخرى غير علجية كاختيار الجنين أو اجهاض‬
‫الجنين األنثى؛‬
‫‪-‬اقتصار إباحة اإلجهاض في التشريع الجزائري على حالة واحدة فقط‪ ،‬وهي حالة ما إذا‬
‫ُ‬
‫كان هنا خطر على حياة األم وصحتها‪ ،‬وتجريم إجهاض الجنين املشوه؛‬
‫‪-‬الجنين الحق في التعويض‪ ،‬عن األضرار التي تصيبه بسبب التدخل الطبي‪ ،‬أثناء‬
‫الحمل‪ ،‬ألن الحق في التعويض‪ ،‬من بين الحقوق املالية‪ ،‬التي ال تحتاج إلى قبول املضرور؛‬
‫‪-‬عدم كفاية القواعد التقليدية في املسؤولية املدنية لجبر األضرار التي تمس بالطفل‬
‫وهو جنين‪ ،‬والتي ينت ع ها والدته ُمشوها‪ ،‬مما يعني ضرورة اللجوء إلى آليات ضمان أخرى‬
‫ُمكملة للقواعد التقليدية كتبني فكرة الضمان االجتماعي ُمسايرا التشريعات الدول املقارنة‬
‫ملعالجة األضرار الناشئة عن األخطاء الطبية؛‬
‫‪1668‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫وبناء على ما توصلنا إليه من نتائ ُيمكن أن نتقدم باالقتراحات أو التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة تدخل املشرع الجزائري لتنظيم املمارسات الطبية على الجنين‪ ،‬خاصة ما تعلق‬
‫بتقنية التشخيص ما قبل الوالدة‪ ،‬بنصوص صريحة‪ ،‬وبضوابط وقيود ُمحددة‪ ،‬وعقوبات‬
‫جنائية رادعة تمثل رقابة فعالة تكفل للجنين الحق في الحياة وفي أن ُيولد سليما ُمعافى؛‬
‫‪-‬نوص ي املشرع الجزائري بإيراد نص قانوني ُيجرم جميع األفعال التي تؤدي الى املسام‬
‫بالسلمة الجسدية للجنين‪ ،‬والتي تؤدي الى والدته ُمشوها أو معاقا‪.‬‬
‫‪-‬على املشرع اعادة تنظيم اإلجهاض‪ ،‬والنص على امكانية اللجوء إليه في حالة ثبوت‬
‫اصابت الجنين بتشوهات يصعب علجها‪ ،‬شريطة أن يتم تأطيرها بما يتوافق مع أحكام‬
‫الشريعة اإلسلمية؛‬
‫‪-‬نأمل من املشرع الجزائري ايراد نص قانوني خاص يكفل الحماية القانونية للجنين‪ ،‬في‬
‫مواجهة املمارسات الطبية الحديثة‪ ،‬أهمها‪ :‬الحق في التعويض عن األضرار التي تصيبه أثناء‬
‫مدة الحمل‪.‬‬

‫ال وامش‪:‬‬

‫‪1‬سعد امحمد محمد جميلة‪ ،‬التعويض عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين‪ ،‬الجزء (غير موجود)‪ ،‬الطبعة (غير موجودة)‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،‬سنة ‪2017‬م‪ ،‬الصفحة ‪09‬؛‬
‫‪ 2‬مرغنى هشام محمد‪ ،‬تشوهات الجنين‪-‬تشخيصها وعلجها‪ ،-‬مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون‪ ،‬املنعقد من ‪07-05‬‬
‫مايو ‪2002‬م‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة االمارات العربية املتحدة‪ ،‬الصفحة ‪1699‬؛‬
‫‪ 3‬رضا عبد الحليم عبد ا جيد عبد البارى‪ ،‬املسؤولية الطبية عن الخطأ في تشخيص تشوهات الجنين وأمراضه الوراثية (دراسة‬
‫مقارنة بالقانون الفرنا ي)‪ ،‬الجزء (غير موجود)‪ ،‬الطبعة (غير موجودة)‪ ،‬دار ال هضة العربية‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪ ،‬سنة ‪2013‬م‪،‬‬
‫الصفحة ‪09‬؛‬
‫ُ‬
‫‪ 4‬السيد بدر محمد إسماعيل‪ ،‬حكم إسقاط الجنين املشوه في الفقه اإلسلمي والطب الحديث‪ ،‬الجزء (غير موجود)‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬الصفحة ‪174‬؛‬
‫‪ 5‬رضا عبد الحليم عبد ا جيد عبد البارى‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬الصفحة ‪10‬؛‬
‫‪ 6‬البار محمد علي‪ ،‬الجنين املشوه وأمراضه الوراثية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪-‬سوريا‪ ،‬سنة ‪1991‬م‪ ،‬الصفحة ‪343‬؛‬
‫‪ 7‬البار محمد علي‪ ،‬الفحص في الزواج واالستشارة الوراثية (نظرة فاحصة للفحوصات الطبية الجينية)‪ ،‬مؤتمر الهندسة الوراثية بين‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬املنعقد بين ‪ 7-5‬مايو ‪2002‬م‪ ،‬كلية الحقوق والشريعة‪ ،‬جامعة االمارات العربية املتحدة‪،‬الصفحة ‪1549‬؛‬
‫‪ 8‬فايد محمد أسامة عبد هللا‪ ،)2007( ،‬الضوابط القانونية للفحص الوراثي في الجنين‪ ،‬بحث منشور ضمن أعمال املؤتمر العربي‬
‫الثاني لعلوم الوراثة البشرية‪ ،‬املنعقد في الفترة بين ‪ 22-20‬نوفمبر ‪2007‬م؛ مشور عبر املوقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http:// www.cags.org.ae/ar/publications/details.aspx?id=8 10-10-2019 à 18 :52H‬‬
‫‪ 9‬األلفي أحمد محمد الشحات هند‪ ،‬املسؤولية املدنية عن ميلد الطفل ُمعاقا (‪-‬دراسة تأصيلية مقارنة بالنظامية األنجلو أمريكي‬
‫والكندي‪ ،)-‬أطروحة دكتوراه في الحقوق غير منشورة‪ ،‬التخصص القانون املدني‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بجامعة املنصورة‪-‬مصر‪ ،‬سنة‬
‫‪2017‬م‪ ،‬الصفحات (ص ص) ‪286 ،285‬؛‬

‫‪1669‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫ُ‬
‫‪ 10‬السيد بدر محمد إسماعيل‪ ،‬حكم إسقاط الجنين املشوه في الفقه اإلسلمي والطب الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪174‬؛‬
‫‪ 11‬مرغنى هشام محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪1701‬؛‬
‫‪ 12‬فايد محمد أسامة عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة غير موجودة؛‬
‫‪13 La Loi Française N° 94-654, du 29 juillet 1994, Journal Officiel Français N° 175 du 30 juillet 1994, relative au don‬‬

‫‪et à l’utilisation des éléments et produits du corps humain, à l’assistance médical à la procréation, et au diagnostic‬‬
‫‪prénatal ; http://www.légifrance.gouv.fr/affich Texte.do?cidTexte =JORFTEX T00000054961818-07-2018 à‬‬
‫‪18 :16H‬‬
‫‪; 654 Précitée-4N° 9 du La Loi Française Article 0814‬‬
‫وهو ما أشار إليه املشرع الجزائري بموجب ُمسودة تعديل قانون الصحة لسنة ‪2014‬م في نص املادة ‪ 387‬الفقرة الثانية بقولها‪)...( '' :‬‬
‫وتهدف كذلك إلى تفادي نقل للطفل مرض في غاية الخطورة‪''.‬؛‬
‫‪ 15‬القانون رقم ‪ 11-18‬املؤرخ في ‪ 18‬شوال ‪ 1439‬هي املوافق لي ‪ 29‬يوليو ‪2018‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪46‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 16‬ذو القعدة عام ‪ 1439‬هي املوافق لي ‪ 29‬يوليو ‪2018‬م‪ ،‬واملتعلق بالصحة الجديد؛‬
‫‪ 16‬البار محمد علي‪ ،‬الجنين املشوه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪161‬؛‬
‫‪ 17‬نواف حازم خالد‪ /‬وسحر حيال غانم‪ ،‬املسؤولية املدنية للطبيب املتسبب لإلعاقة الوالدية‪ ،‬مجلة بحوث مستقبلية‪ ،‬العدد‬
‫الحادي والثلثون والثاني والثلثون‪ ،‬الجامعة (غير مذكورة)‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬الصفحة ‪198‬؛‬
‫‪ 18‬البار محمد علي‪ ،‬الجنين املشوه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪117‬؛‬
‫‪ 19‬قايد أسامة عبد هللا‪ ،‬اإلجهاض بسبب تشوه الجنين أو إصابته بأمراض وراثية‪ ،‬مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون‪،‬‬
‫انعقد سنة ‪2002‬م‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة االمرات العربية املتحدة‪ ،‬الصفحة ‪386‬؛‬
‫‪ 20‬القرار الرابع الصادر عن الدورة الثانية عشر‪ ،‬مجلس ا جمع الفقهي اإلسلمي‪ ،‬رابطة العالم اإلسلمي الدورة الثانية عشر‪،‬‬
‫املنعقد بمكة املكرمة ما بين ‪ 22-15‬رجب ‪ 1410‬هي املوافق ل ي ‪ 17-10‬فبراير ‪1990‬م‪ ،‬بشأن إسقاط الجنين املشوه خلقيا؛‬
‫ُ‬
‫‪ 21‬أبو بليل محمود محمد‪ /‬وآخرون‪ ،‬إجهاض املرأة الحامل بالجنين املشوه‪ ،‬مؤتمر الهندية الوراثية بين الشريعة والقانون‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪2002‬م‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة االمارات العربية املتحدة‪ ،‬الصفحة ‪1764‬؛‬
‫‪ 22‬األلفي احمد محمد الشحات هند‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪401‬؛‬
‫‪The Abortion Act 1967, 27 th October, Ch.87& Human Fertilisation and Embryology Act 1990, 1 st November 23‬‬
‫‪1990. http://www.legislation.gouv.u/upga/1990/37/section/37‬‬
‫نقل عن‪ :‬األلفي احمد محمد الشحات هند‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪403‬؛‬
‫‪125N°rançais Ffficiel Oer 1975, Journal 17 du 17 Janvi-La Loi Française N°7524 du 18 Janvier 1975, Relative à‬‬
‫; ‪L’Interruption Volontaire de Grossesse‬‬
‫‪29 La Loi Française N°2001-588 du 04 juillet 2001, Journal Officiel Français N°0156 du 07 Juillet 2002, relative à‬‬

‫‪l’Interruption Volontaire de Grossesse et à la Contraception, Voir: http://www.légiFrance.gouv.fr‬‬


‫‪/affichCode.do ?cidTexteJORFTEXT000000222631§categorieLi=id.‬‬
‫‪814 du 07 -Loi N° 2011 La , Modifié par1 alinéa 02 du Code de la Santé Publique française-L2213 rticleA : Voir26‬‬
‫;)‪juillet 2011(Article 26‬‬
‫‪ 27‬األمر رقم ‪ 156-66‬مؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬هي املوافق لي ‪ 08‬جوان ‪1966‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪49‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 21‬صفر ‪ 1386‬هي املوافق لي ‪ 11‬جوان ‪1966‬م‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬واملتضمن قانون العقوبات الجزائري؛‬
‫‪ 28‬املادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪ 11-18‬املؤرخ في ‪ 18‬شوال ‪ 1439‬هي املوافق لي ‪ 29‬يوليو ‪2018‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد ‪ 46‬الصادرة بتاريخ ‪ 16‬ذو القعدة عام ‪ 1439‬هي املوافق لي ‪ 29‬يوليو ‪2018‬م‪ ،‬واملتعلق بالصحة الجديد؛‬
‫‪29‬سعد امحمد محمد جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪139‬؛‬

‫‪1670‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫‪ 30‬سعد امحمد محمد جميلة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬الصفحة ‪141‬؛‬


‫‪ 31‬وهو ما أشار إليه املشرع الجزائري في املادة ‪ 25‬الفقرة األولى من القانون املدني الجزائري بقولها‪'' :‬تبدأ شخصية اإلنسان بتمام‬
‫والدته حيا وتنتهي بموته‪''.‬؛‬
‫‪ 32‬يظهر االستثناء في الفقرة الثانية من املادة ‪ 25‬من القانون املدني الجزائري بقولها‪ '' :‬على أن الجنين يتمتع بالحقوق التي يحددها‬
‫القانون بشرط أن ُيولد حيا‪''.‬؛‬
‫‪ 33‬كما أشارت املادتان ‪ 725‬و ‪ 906‬من القانون املدني الفرنا ي‪ ،‬باعترافه للجنين ببعض الحقوق وهي تؤول إليه باإلرث أو الهبة أو‬
‫الوصية‪ ،‬وبحالة ُيرجى فيها بقاؤه حيا‪ ،‬بجواز الهبة بشرط قابليته للحياة؛‬
‫‪ 34‬من بين النصوص القانونية الجزائرية التي تخول الجنين املستكن بعض الحقوق‪ ،‬م ها في قانون األسرة في املواد ‪،134 ،43‬‬
‫‪(173‬امليراث)‪(187 ،‬الوصية)‪ ،‬و‪(209‬الهبة)‪ .‬راجع قانون األسرة الجزائري؛‬
‫‪ 35‬سعد خليفة محمد‪ ،‬املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‪ ،‬الجزء (غير موجود)‪ ،‬الطبعة (غير‬
‫موجودة)‪ ،‬دار ال هضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬الصفحة ‪36‬؛‬
‫‪ 36‬سعد امحمد محمد جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪144‬؛‬
‫‪ 37‬سعد خليفة محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪37‬؛‬
‫‪ 38‬سعد امحمد محمد جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪147‬؛‬
‫‪ 39‬السيد بدر محمد إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 274‬ومايليها؛‬
‫‪40 Cité Par : Virginie BONNINGUES, Naissance et vie préjudiciable de l’enfant au regard de la responsabilité‬‬

‫; ‪médicale et parentale, Thèse DEA de Droit Privé, Lille II -France, Année 2000-2001, Page 67‬‬
‫‪; ulletin13.701, Publié au b-Cass.civ, Ass, Plén, du 17 Novembre 2000, N°9941 http://www.legifrance.gouv.fr‬‬
‫‪/affichJuriJudi.d ?id; 05-08-2019 à 09 :25H‬‬
‫‪ 42‬سعد خليفة محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪43‬؛‬
‫‪; éCass.civ, Ass, Plén, du 17 Novembre 2000, Arrêt Précit43‬‬
‫‪; /Centre hospitalier Régional de Nice, N°133238 997, Epoux Quarrez CCE, du 14 Février 144‬‬
‫‪ 45‬نواف خالد‪ /‬وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪210‬؛‬
‫‪ 46‬ا جاهد أسامة أبو الحسن‪ ،‬تعويض الطفل عن ميلده معاقا‪ ،‬الجزء(غير موجود)‪ ،‬الطبعة (غير موجودة)‪ ،‬دار ال هضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪-‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬الصفحة ‪204‬؛‬
‫‪ 47‬قرار صادر عن ا حكمة العليا الجزائرية‪ ،‬الغرفة املدنية‪ ،‬رقم امللف‪ ،478174 :‬بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪2009‬م‪ ،‬ا جلة القضائية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬الصفحة ‪159‬؛‬
‫‪ 48‬قرار صادر عن ا حكمة العليا الجزائرية‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقم امللف‪ ،297062 :‬بتاريخ ‪ 24‬جوان ‪2003‬م‪ ،‬قضية (ب‪.‬ف) ضد‬
‫النيابة العامة لدى مجلس قضاء قسنطينة‪ ،‬ا جلة القضائية الجزائرية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪2003‬م‪ ،‬الصفحة ‪ 337‬ومايليها؛‬
‫‪303 du 04 Mars 2002, Relative aux droits des Malades et à la Qualité du Système de -La loi Française, N° 200249‬‬
‫‪Santé. www.légifrance.gouv.fr‬‬
‫ُ‬
‫‪ 50‬وقد جاءت هده املادة تحت عنوان ''التضامن تجاه األشخاص املعوقين''‪ ،‬وأدخلت في املادة ‪ 5-114‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫الفرنا ي بموجب القانون رقم ‪ 102-2005‬بتاريخ ‪ 11‬فبراير ‪2005‬م‪ ،‬واملتعلق باملساواة في الحقوق والفرص‪ ،‬ومشاركة األشخاص‬
‫املعوقين‪ .‬ونصها باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪‘’Nul ne peut se prévaloir d’un préjudice du seul fait de sa naissance. La personne née avec un handicap dû à une‬‬
‫‪faute médicale peut obtenir la réparation de son préjudice lorsque l’acte fautif a provoqué directement le handicap‬‬
‫; ’’‪ou l’aggravé, ou n’a pas permis de prendre les mesures susceptibles de d’atténuer.‬‬
‫‪ 51‬سعد امحمد محمد جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪167‬؛‬

‫‪1671‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫املسؤولية املدنية عن املمارسات الطبية املاسة بالجنين (دراسة مقارنة)‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬دهيني إيمان‬
‫ص ‪ - 1655‬ص ‪1672‬‬

‫‪; 98age 4, P-Cour d’appel de Versailles, du 08 Juillet 1993, D, 199552‬‬


‫نقل عن‪ :‬سعد خليفة محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ ،158‬مشار إليه الهامش رقم ‪03‬؛‬
‫‪age 39.1999, PAnnée ESKA, France, éditionDEVES, Pratique de la Responsabilité Médical, -GILLES53‬‬

‫‪1672‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬

You might also like