You are on page 1of 5

‫ب َو ٰل ِك ْن‌في‌التَّحْ ِر ِ‬

‫يش‌بَينَهُ ْم » ‪.‬‬ ‫صلُّونَ في َج ِزي َر ِة ْال َع َر ِ‬ ‫س َأ ْن يَ ْعبُ َدهُ ْال ُم َ‬‫« ِإ َّن ال َّش ْيطَانَ قَ ْد َأيِ َ‬
‫ب ) يع‪55‬ني ‪ :‬إن‬ ‫صلُّونَ فِي َج ِزي ‪َ 5‬ر ِة ْال َع‪َ 5‬‬
‫‪5‬ر ِ‬ ‫س ) وقنط عن ( َأ ْن يَ ْعبُ َدهُ ْال ُم َ‬ ‫( ِإ َّن ال َّش ْيطَانَ قَ ْد َأيِ َ‬
‫الشيطان أيس من أن يتحول أهل الجزيرة إلى الشرك وعبادة األصنام ومن أن تظه‪55‬ر فيه‪55‬ا كلم‪55‬ة‬
‫الكفر ويستولي عليها الكفار وقد وقع كما أخبره النبي ‪ ، ‬وال ي‪55‬رد علي‪55‬ه ارت‪55‬داد م‪55‬انعي الزك‪55‬اة‬
‫وأصحاب مسيلمة الكذاب ‪ ،‬فإنهم لم يعبدوا األوثان ‪.‬‬
‫ص‪5‬لُّونَ ) أي ‪ :‬المؤمن‪55‬ون ‪ ،‬عبّ‪55‬ر عنهم بالمص‪55‬لين ؛‬‫قال ابن الملك ‪ :‬قوله ‪َ ( :‬أ ْن يَ ْعبُ‪َ 5‬دهُ ْال ُم َ‬
‫ألن الصالة هي الفارقة بين اإليمان والكفر أراد بها عب‪55‬ادتهم الص‪55‬نم ‪ ،‬إنم‪55‬ا نس‪55‬بها إلى الش‪55‬يطان‬
‫لكونه داعيا ً إليها ‪.‬‬
‫( فإن قلت ) كيف يستقيم هذا وقد ارتد فيها جماعة من مانعي الزكاة وغيرهم ؟‬
‫( قلت ) ‪ :‬لم يقل النبي ‪ : ‬ال يرتد المصلون ‪ ،‬بل ‪ :‬أيس ‪ ،‬وامتداد إياسه غ‪55‬ير الزم ‪ ،‬أو‬
‫يقال إياسه كان من عبادتهم الصنم وتحققها في تلك الجماعة غ‪55‬ير معل‪55‬وم ‪ ،‬أو الم‪55‬راد بالمص‪55‬لين‬
‫الدائمون على الصالة بإخالص ( َو ٰل ِك ْن ) له سعاية واجتهاد ( فِي التَّحْ ِر ِ‬
‫يش ) واإلغراء ( بَ ْينَهُ ْم )‬
‫يعني ‪ :‬لكن الشيطان غير آيس في إغراء المؤمنين وحملهم على الفتن ‪ ،‬بل له مطم‪55‬ع في ذل‪55‬ك ‪،‬‬
‫اهـ ابن مل‪55‬ك باختص‪55‬ار ‪ ،‬أي ‪ :‬ولكن‪55‬ه غ‪55‬ير آيس في التح‪55‬ريش واإلغ‪55‬راء بينهم بالخص‪55‬ومات‬
‫والش‪55‬حناء والح‪55‬روب والفتن وغيره‪55‬ا ‪ ،‬وفي‪55‬ه تح‪55‬ذير للمس‪55‬لمين من اف‪55‬تراق كلمتهم وث‪55‬وران‬
‫الخصومات بينهم ‪ ،‬فإن ذلك من عمل الشيطان ‪.‬‬
‫الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ( ‪. ) 447-446 /25‬‬

‫س َأ ْن يُ ْعبَ َد فِي بَلَ ِد ُك ْم ٰه َذا َأبَداً ‪َ ،‬و ٰل ِك ْن َسيَ ُك ُ‬


‫ون لَهُ طَا َعةٌ فِي بَع ِ‬
‫ْض َما‬ ‫« َأاَل ِإ َّن ال َّش ْيطَانَ قَ ْد َأيِ َ‬
‫ض ٰى بِهَا ‪. » .... ،‬‬ ‫تَحْ تَقِرُونَ ِم ْن َأ ْع َمالِ ُك ْم ‪ ،‬فَيَرْ َ‬
‫س ) أي ‪ :‬قن‪55‬ط ِمن (‬ ‫( َأاَل ِإ َّن ال َّش ْيطَانَ ) وهو إبليس الرئيس ‪ ،‬أو الجنس الخسيس ( قَ ْد َأيِ َ‬
‫َأ ْن يُ ْعبَ َد ) قال القاري ‪ :‬أي ‪ :‬من أن يطاع في عبادة غير هللا تعالى ؛ ألنه لم يُ ْع َرف أنه عبده أح‪55‬د‬
‫من الكفار ‪ .‬انتهى ‪ ،‬وقيل معناه ‪ :‬إن‌الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤمنين إلى عبادة الصنم ‪،‬‬
‫وال يرد على هذا ؛ مثل أصحاب مس‪55‬يلمة وم‪55‬انعي الزك‪55‬اة وغ‪55‬يرهم ممن ارت‪55‬د ؛ ألنهم لم يعب‪55‬دوا‬
‫الصنم ‪.‬‬
‫ويحتمل معنى آخر ‪ :‬وهو أنه أشار ‪ ‬إلى أن المصلين من أمتي ال يجمعون بين الص‪5‬الة‬
‫وعبادة‌الشيطان ؛ كما فعلته اليهود والنصارى ‪.‬‬
‫ولك أن تق‪55‬ول ‪ :‬مع‪55‬نى الح‪55‬ديث ‪ :‬إن‌الش‪55‬يطان أيس من أن يتب‪55‬دل دين اإلس‪55‬الم ‪ ،‬ويظه‪55‬ر‬
‫اإلشراك ويستمر ويص‪55‬ير األم‪55‬ر كم‪55‬ا ك‪55‬ان من قب‪55‬ل ‪ ،‬وال ينافي‪55‬ه ارت‪55‬داد من ارت‪55‬د ‪ ،‬ب‪55‬ل ل‪55‬و عب‪55‬د‬
‫األصنام أيضاً‪ ..‬لم يضر في المقصود ‪ ،‬فافهم ‪ ،‬ك‪55‬ذا في « اللمع‪55‬ات » م‪55‬ع زي‪55‬ادة ؛ أي ‪ :‬أيس أن‬
‫‌يعبد ( فِي بَلَ ِد ُك ْم ٰه َذا َأبَداً ) أي ‪ :‬في األزمنة المستقبلة ‪ ،‬وفي رواية الترمذي ‪ ( :‬فِي بَلَ ‪ِ 5‬د ُك ْم ٰه‪ِ 5‬ذ ِه )‬
‫ون لَ‪5‬هُ ) أي ‪ :‬للش‪55‬يطان ( طَا َع‪ 5‬ةٌ ) أي ‪:‬‬ ‫أي ‪ :‬مك‪55‬ة وم‪55‬ا حوله‪55‬ا من‌جزي‪55‬رة‌الع‪55‬رب ( َو ٰل ِك ْن َس‪5‬يَ ُك ُ‬
‫ْض َما تَحْ تَقِرُونَ ) أي ‪ :‬في بعض ما تعدونه حقيراً وخفيف ‪5‬ا ً ويس‪55‬يراً ( ِم ْن‬ ‫امتثال وموافقة ( فِي بَع ِ‬
‫َأ ْع َمالِ ُك ْم ) أي ‪ :‬دون الكفر ؛ من القتل والنهب ونحوهما من الكبائر وتحقير الصغائر ‪.‬‬
‫ض‪ٰ 5‬ى )‌الش‪55‬يطان بالبن‪55‬اء للفاع‪55‬ل ( بِهَا ) أي ‪ :‬بط‪55‬اعتكم ل‪55‬ه في بعض أعم‪55‬الكم مم‪5‬ا‬ ‫( فَيَرْ َ‬
‫تعدون‪55‬ه حق‪55‬يراً ؛ حيث لم يحص‪55‬ل ل‪55‬ه منكم ال‪55‬ذنب األك‪55‬بر ‪ ،‬وله‪55‬ذا ت‪55‬رى المعاص‪55‬ي ‪ -‬من الك‪55‬ذب‬
‫والخيانة ونحوهما ‪ -‬توجد كثيراً في المسلمين ‪ ،‬وقليالً في الكافرين ؛ ألن‪5‬ه ق‪5‬د رض‪5‬ي من الكف‪5‬ار‬
‫بالكفر ‪ ،‬فال يوسوس لهم في الجزئي‪55‬ات ‪ ،‬وحيث ال يرض‪55‬ى من المس‪55‬لمين ب‪55‬الكفر ‪ ،‬ف‪55‬يرميهم في‬
‫المعاصي ‪.‬‬
‫وروي عن علي ‪ ( : ‬الصالة التي ليس لها وسوسة‪ ..‬إنما هي صالة اليهود والنص‪55‬ارى‬
‫) ‪ ،‬ومن األمثال ‪ ( :‬ال يدخل اللص في بيت إال وفيه متاع نفيس ) ‪.‬‬
‫ق‪55‬ال الطي‪55‬بي ‪ ( : ‬قول‪55‬ه ‪ :‬فيم‪55‬ا تحتق‪55‬رون ) أي ‪ :‬يتهجس في خ‪55‬واطركم وتتفوه‪55‬ون عن‬
‫هناتكم وصغائر ذنوبكم ‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى هيج الفتن والح‪55‬روب ؛ كقول‪55‬ه ‪ « : ‬إن الش‪55‬يطان ق‪55‬د‬
‫يئس من أن يعبده المسلمون في جزيرة العرب ‪ ،‬ولكن في التحريش بينهم » ‪.‬‬
‫مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه ( ‪. ) 43-41 /18‬‬

‫ون ) أي ‪ِ :‬من أن يعب‪55‬ده‬ ‫س ) في رواي‪55‬ة ‪ :‬أيس ( َأ ْن يَ ْعبُ‪َ 55‬دهُ ْال ُم َ‬


‫ص‪55‬لَّ ُ‬ ‫( ِإ َّن َّ‬
‫الش‪ْ 55‬يطَانَ قَ‪ْ 55‬د يَِئ َ‬
‫المؤمنون ؛ يعني ‪ِ :‬من أن تعبد األصنام ﴿ يا أبت ال تعبد الشيطان ﴾ ‪.‬‬
‫قال البيضاوي ‪ ‬تعالى ‪ :‬عبادة الشيطان عبادة الصنم بدليل فجعل عبادة الصنم عبادته ؛‬
‫ألن‪55‬ه اآلم‪55‬ر ب‪55‬ه ال‪55‬داعي إلي‪55‬ه ‪ ،‬وع‪55‬بر عن المؤم‪55‬نين بالمص‪55‬لين كم‪55‬ا في ح‪55‬ديث ‪ :‬نهيت عن قت‪55‬ل‬
‫المصلين ؛ ألن الص‪55‬الة هي الفارق‪55‬ة بين اإليم‪55‬ان والكف‪55‬ر وأظه‪55‬ر األفع‪55‬ال الدال‪55‬ة على اإليم‪55‬ان ‪،‬‬
‫فالمراد ‪ :‬أن الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤم‪55‬نين إلى عب‪55‬ادة الص‪55‬نم ‪ ،‬ويرت‪55‬د إلى ش‪55‬ركه في‬
‫جزيرة العرب ‪ ،‬وارتداد بعض ال ينافي يأسه فال يرد نقضا ‪ ،‬أو ألنهم لم يعبدوا الص‪55‬نم ‪ ،‬أو ألن‬
‫المراد ‪ :‬أن بين المصلين ال يجمعون بين الصالة وعب‪55‬ادة الش‪55‬يطان ( َو ٰل ِك ْن فِي التَّحْ‪ِ 5‬ر ِ‬
‫يش بَ ْينَهُ ْم )‬
‫خبر مبتدأ محذوف ؛ أي ‪ :‬وه‪55‬و في التح‪55‬ريش ‪ ،‬أو ظ‪55‬رف لمق‪55‬در ؛ أي ‪ :‬يس‪55‬عى في التح‪55‬ريش ؛‬
‫أي ‪ :‬في إغراء بعضهم على بعض وحملهم على الفتن والحروب والشحناء ‪.‬‬
‫قال القاضي ‪ :‬والتحريش اإلغراء على الشيء بنوع من الخداع من حرش الضب الصياد‬
‫خدعه وله من دقائق الوسواس ما ال يفهمه إال البصراء‪ 5‬بالمعارف اإللهية ‪.‬‬
‫قال بعض األئمة ‪ :‬إنما خص جزيرة العرب ؛ ألنها مهبط الوحي ‪ ،‬وهو ما بين حف‪55‬ر أبي‬
‫موسى الشعري إلى أقصى اليمن طوال ‪ ،‬وما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة موضع بالبادية‬
‫من طريق الشام عرضا ‪ ،‬وس‪55‬ميت جزي‪55‬رة ؛ ألن البح‪55‬ار واألنه‪55‬ار اكتنفته‪55‬ا من أك‪55‬ثر الجه‪5‬ات ؛‬
‫كبحر البصرة وعمان وعدن وبحر الشام والنيل ودجلة والفرات ‪.‬‬
‫قال أه‪55‬ل الهيئ‪55‬ة ‪ :‬جمل‪55‬ة والي‪55‬ة الع‪55‬رب وأحي‪55‬ائهم من الحج‪55‬از واليمن والط‪55‬ائف وغيره‪55‬ا‬
‫وب‪5‬واديهم واقع‪5‬ة بين الض‪5‬لع الغ‪5‬ربي من بح‪5‬ر ف‪5‬ارس والش‪5‬رقي من بح‪5‬ر القل‪5‬زم ‪ ،‬فله‪5‬ذا تس‪5‬مى‬
‫العمارة الواقعة بينهما جزيرة العرب ‪.‬‬
‫وقال الطيبي ‪ :‬لعل المصطفى ‪ ‬أخبر بما يك‪55‬ون بع‪55‬ده من التح‪55‬ريش الواق‪55‬ع بين ص‪55‬حبه‬
‫أيس أن يعبد فيها لكن طمع في التحريش ‪ ،‬وك‪55‬ان كم‪55‬ا أخ‪55‬بر فك‪55‬ان معج‪55‬زة والتح‪55‬ريش اإلغ‪55‬راء‬
‫على الشيء كم‪55‬ا م‪55‬ر من ح‪55‬رش الص‪55‬ياد ؛ أي ‪ :‬يخ‪55‬دعهم ويغ‪55‬ري بعض‪55‬هم على بعض لم‪55‬ا ذك‪55‬ر‬
‫العبادة أوال سماهم المصلين‪ 5‬تعظيما لهم ولما ذكر الفتنة أخرجه مخرج التح‪55‬ريش وه‪55‬و اإلغ‪55‬راء‬
‫بين البهائم توهينا ً وتحقيراً لهم ‪.‬‬
‫قال حجة اإلس‪55‬الم ‪ :‬روي أن إبليس تمث‪55‬ل لعيس‪55‬ى ‪ ‬فق‪55‬ال ‪ :‬ق‪55‬ل ‪ :‬ال إل‪55‬ه إال هللا ‪ ،‬فق‪55‬ال ‪:‬‬
‫كلمة حق وال أقوله‪5‬ا بقول‪5‬ك ‪ ،‬وذل‪5‬ك ألن ل‪5‬ه تحت الخ‪5‬ير تلبيس‪5‬ات ال تتن‪5‬اهى وب‪5‬ه تهل‪5‬ك العلم‪5‬اء‬
‫والعباد والزهاد والفق‪55‬راء واألغني‪55‬اء وأص‪55‬ناف الخل‪55‬ق ممن يكره‪55‬ون ظ‪55‬اهر الش‪55‬ر وال يرض‪55‬ون‬
‫لنفسهم الخوض في المعاصي المكشوفة ‪.‬‬
‫قال الحجة ‪ :‬وقد انتشر اآلن تلبيسه في البالد والعباد والمذاهب واألعمال ‪ ،‬فحق العبد أن‬
‫يقف عند ك‪55‬ل هم يخط‪5‬ر ل‪5‬ه ليعلم أن‪5‬ه لم‪5‬ة مل‪55‬ك أو لم‪5‬ة ش‪55‬يطان ‪ ،‬وأن يمض‪55‬ي النظ‪5‬ر في‪5‬ه بن‪55‬ور‬
‫البصيرة ال بهوى من الطبع بل بنور اليقين ﴿ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا‬
‫فإذا هم مبصرون ﴾ ‪.‬‬
‫فيض القدير ( ‪. ) 356 /2‬‬

‫ون » هذا إخبار من الص‪55‬ادق األمين ‪ ‬ب‪55‬أن الش‪5‬يطان ال يس‪5‬تطيع‬ ‫س َأ ْن يَ ْعبُ َدهُ ْال ُم َ‬
‫صلُّ َ‪5‬‬ ‫« َأيِ َ‬
‫ص‪55‬رف المس‪55‬لمين عن اإليم‪55‬ان إلى الكف‪55‬ر ‪ ،‬فه‪55‬و ق‪55‬د يئس من تكف‪55‬يرهم ‪ ،‬ولكن‪55‬ه يس‪55‬عى إليق‪55‬اع‬
‫الخصومات والشحناء والفتن بينهم ‪ ،‬وهذا الحديث من معجزات النبوة حيث وق‪55‬ع مث‪55‬ل م‪55‬ا أخ‪55‬بر‬
‫عنه ‪. ‬‬
‫وفي الحديث اآلخر ‪ « :‬إني وهللا ما أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ‪ ،‬ولكني أخشى عليكم‬
‫من الدنيا أن تنافسوها ‪ » ....‬الحديث ‪ ،‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫شرح رياض الصالحين للشيخ محمد علي الصابوني ( ص ‪. ) 533‬‬

‫( وعن جابر ‪ ‬قال ‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول ‪ « :‬إن الشيطان قد يئس ) من اليأس ‪،‬‬
‫وفي نسخة ‪ :‬أيس ‪ ،‬بتقديم العين على الفاء ( أن يعبده المص‪55‬لون ) أي ‪ :‬المس‪55‬لمون ( في جزي‪55‬رة‬
‫العرب ) ‪.‬‬
‫قال في « المصباح » ‪ :‬قال األصمعي ‪ :‬هو أطراف ما بين ع‪5‬دن أبين إلى الش‪5‬ام ط‪5‬وال ‪،‬‬
‫وأما العرض‪ ..‬فمن جدة وما واالها من شاطىء البحر إلى ريف العراق ‪.‬‬
‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬هي ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى تهامة طوال ‪ ،‬أما الع‪55‬رض‪ ..‬فم‪55‬ا‬
‫بين يبرين إلى منقطع السماوة ‪.‬‬
‫ونقل البكري ‪ :‬أن جزيرة العربمكة والمدينة واليمن واليمامة ‪.‬‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬جزيرة العرب خمسة أقسام ‪ :‬تهامة وتجد وحجاز وع‪55‬روض ويمن ‪ ،‬فأم‪55‬ا‬
‫تهامة‪ ..‬فهي الناحية الجنوبية من الحجاز ‪ ،‬وأما نجد‪ ..‬فهي الناحية ال‪55‬تي بين الحج‪55‬از والع‪55‬راق ‪،‬‬
‫وأم‪55‬ا الحج‪55‬از‪ ..‬فهي جب‪55‬ل يقب‪55‬ل من اليمن ح‪55‬تى يتص‪55‬ل بالش‪55‬ام وفي‪55‬ه المدين‪55‬ة وعم‪55‬ان ‪ ،‬وس‪55‬مي‬
‫حجازا ؛ ألنه حجز بين تجد وتهامة ‪ ،‬وأما العروض‪ ..‬فهي اليمام‪55‬ة إلى البح‪55‬رين ‪ ،‬وأم‪55‬ا اليمن‪..‬‬
‫فهو أعلى من تهامة ‪ ،‬وهذا قريب من قول األصمعي ‪ ،‬اهـ ‪.‬‬
‫وقال المصنف ‪ :‬جزيرة العرب ق‪5‬د ذك‪55‬ر في المه‪55‬ذب ح‪55‬دها وال خالف في‪55‬ه ‪ ،‬وأنت ت‪5‬رى‬
‫الخالف المذكور آنفا ً في كالم « المصباح » ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫قال صاحب المحكم ‪ :‬إنما سميت بذلك ؛ ألن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد‬
‫أحاطت بها ‪ ،‬والجزيرة أرض يجزر عنها الماء ‪.‬‬
‫( َو ٰل ِك ْن فِي التَّحْ ‪ِ 5‬ر ِ‬
‫يش بَ ْينَهُ ْم ) أي ‪ :‬يس‪55‬عى في إيق‪55‬اع الخص‪55‬ومات والش‪55‬حناء والح‪55‬روب‬
‫والفتن ونحوها بينهم ‪ ،‬وه‪55‬ذا الح‪55‬ديث من معج‪55‬زات النب‪55‬وة ‪ ،‬فإن‪55‬ه أخ‪55‬بر عن مغيب ‪ ،‬فك‪55‬ان على‬
‫طبق ما أخبر ‪. ‬‬
‫( رواه مسلم ) ورواه أحمد والترمذي ‪.‬‬
‫( التحريش ) بالحاء المهملة وبالشين المعجمة ( اإلفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم ) وذل‪55‬ك‬
‫مما يوسوس به مما يؤدي لذلك ويفضي إليه ‪.‬‬
‫دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ( ‪. ) 435-434 /8‬‬

You might also like