You are on page 1of 1

‫ٌ أوال‪ :‬رشح الحديث‪:‬‬

‫"سب َ‬
‫ْ‬ ‫‪:‬‬ ‫ن ملسو هيلع هللا ىلص َق َ‬ ‫َّ‬
‫الن ّ‬ ‫ه‬ ‫عن أب هريرة ى‬
‫‪ 1‬ـ ـ المفردات‪ :‬سبعة‪ :‬أي سبعة أصناف من الناس‪ / .‬يف ظلو‪ :‬أي يف ظل عرشو‪ /.‬معلق ابدلساجد‪ :‬كناية عن حبو للمساجد والصالة فيها‪ .‬دعتو‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫رض اَّلل عنه عن‬ ‫ي‬ ‫ُّ ي‬
‫مام عادل‪ٌ،‬‬ ‫اَّلل ىف ظ ِّله َي ْو َم ََل ظ َّل إ َ َّل ظ ُّل ُه‪ :‬إ ٌ‬ ‫ه‬ ‫ُ ُ‬
‫امرأه‪ :‬طلبتو‪ / .‬ذات منصب‪ :‬أي أصل ونسب شريف‪ / .‬فاضت عيناه‪ :‬بكى وسال دمعهما‪.‬‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي ِظل‬
‫ه َ َّ َ َّ َ َ ُ ٌ َ ْ ُ ُ َ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ٌ َ َ َ ى‬
‫اَّلل عز وجل‪ ،‬ورجل قلبه معلق ‪ -2‬ى‬ ‫وشاب نشأ ف عبادة‬
‫معن تظليل هللا تعاىل‪ :‬يقصد بتظليل هللا للسبعة من أصناف الناس؛ أتمينهم من أىوال يوم القيامة يوم الفزع األكرب‪ ،‬الذي يفزع الناس فيو من‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ي َ ُ ِ ِ َ َ َّ ِ ى ه ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ب َ‬
‫اَّلل اجتمعا علي ِ َه‪ ،‬وتفرقا‬ ‫ِ‬ ‫اج ِد‪ ،‬ورجالن ت َحاب َا يف‬ ‫ِ‬ ‫الم َس‬
‫ىِ ىول ما يشاىدون ويسمعون يف حلظات فناء العامل‪ ،‬فمن كانت فيو خصلة منها كان لو من الرجاء ما جيعلو يف ىذا ادلقام‪.‬‬
‫ب‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬‫قال‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ات َم ْنصب َو َج َ‬
‫م‬
‫َ ُ ٌ َ َْ ُ َْ ٌ ُ‬
‫ذ‬ ‫ة‬‫أ‬‫ر‬ ‫ام‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫د‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ور‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ِ َع َل ْ‬
‫ٍ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ى‬
‫المعن العام للحديث‪ :‬يذكر الرسول ملسو هيلع هللا ىلص يف ىذا احلديث ما أعده هللا عز وجل ذلؤالء السبعة الذين صلحت أعماذلم ومست أخالقهم‪ ،‬فأخلصوا يف‬ ‫َ ٍ َ ْ َ َ َ ََّ َ َ ْ ِ َ ي َ ‪-3‬‬ ‫اَّلل‪َ ،‬و َر ُج ٌل َت َص َّد َق َ‬‫َ ُ ه‬
‫بصدق ٍة‪ ،‬فأخفاها حن َ َل تعلم‬ ‫أخاف‬
‫ت عقيدهتم‪ ،‬و يف كل أعماذلم سرا وعالنية هلل عز وجل‪ ،‬فاستحقوا بذلك تظليلهم حتت ظلو أي عرشو يوم القيامة‪ ،‬وذكر ىؤالء السبعة وحصرىم هبذا العدد‬ ‫َ ُ ُ َ ُْ ُ َ ُ ُ ََ ُ ٌ َ ََ هَ َ ً َ َ ْ‬
‫ِشماله ما تن ِفق ي ِمينه‪ ،‬ورجل ذكر اَّلل خ ِاليا ففاض‬
‫ٌ ََ‬ ‫ََْ ُ‬
‫ليس مرادا‪ ،‬بل ورد غري األصناف الواردة يف احلديث ممن يظلهم هللا بظلو‪.‬‬ ‫يه ]‬‫عيناه" [ متفق عل ِ‬
‫ى‬
‫ثانيا‪ :‬أوصاف السبعة الذين يظلهم هللا يف ظله‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫القيم ادلستفادة‬ ‫معانيها‬ ‫صفات السبعة‬
‫العدل‬ ‫ىو احلاكم أو القاضي وكل من توىل مسؤولية ما وحكم ابلعدل‬ ‫اإلمام العادل‬
‫العبادة واالستقامة‬ ‫ترىب على طاعة هللا وعبادتو واستقام عليها وخالف ىوى نفسو وشهواهتا‬ ‫شاب نشأ يف عبادة هللا‬
‫يوجد ارتباط وثيق بني اإلميان واألخالق ‪ ،‬فاإلميان‬
‫زلبة ادلساجد‬ ‫شديد احلب لبيوت هللا وادلالزمة للجماعة فيها‪.‬‬ ‫رجل قلبو معلق ابدلساجد‬
‫يقتضي التحلي بكل خلق فاضل‪ ،‬والتخلي عن كل خلق‬
‫احملبة يف هللا‬ ‫اجتمعا على حب هللا وافرتقا عليو‪ ،‬ومل جتمعهما مصاحل دنيوية‬ ‫رجالن حتااب يف هللا اجتمعا عليو وتفرقا عليو‬
‫ذميم‪ ،‬كما أن التعريف ابألخالق والدعوة إىل التحلي هبا‬
‫من مقتضيات اإلميان وجتلياتو‪ ،‬فالتحلي أبوصاف ىؤالء‬ ‫العفة‬ ‫رجل دعتو امرأة ذات منصب ومجال فقال إين أخاف هللا خاف وخشي مقام ربو‪ ،‬و مل يُغره مجال ادلرأة ورفعة منصبها‪.‬‬
‫السبعة‪ :‬العدل‪ ،‬لزوم الطاعة‪ ،‬عمارة ادلساجد‪ ،‬احلب يف‬ ‫اإلخالص‬ ‫حرص على سرت صدقتو و إخفائها‪ ،‬ألن ذلك أقرب إىل اإلخالص‪.‬‬ ‫رجل تصدق بصدقة حىت ال تعلم مشالو ما تنفق ميينو‬
‫هللا‪ ،‬البذل والعطاء‪ ،‬اخلوف من هللا‪ ،‬ىو تعريف مبكارم‬ ‫خشية هللا‬ ‫ذكر هللا منفردا واستحضر كثرة نعم هللا عليو وتذكر ذنوبو‪.‬‬ ‫رجل ذكر هللا خاليا ففاضت عيناه‬
‫األخالق ودعوة لاللتزام ابلقيم اإلسالمية الفاضلة‪ ،‬الدالة‬ ‫‪‬‬
‫على اإلميان الصادق ‪ ،‬وال شك أن من متثل ىذه القيم‬
‫إذا كان التحلي ابألوصاف السبعة مفتاحا لألمن من أىوال يوم القيامة‪ ،‬فإن التحلي هبا أيضا سبيل لصالح اجملتمع واستقراره‪ ،‬إذ مجعت ىذه األوصاف‬
‫صار قدوة للناس ومنوذجا للمسلم الداعي إىل دينو ابخللق‬
‫حقوق هللا والنفس والغري‪ ،‬مما يسهم يف إسعاد الفرد‪ ،‬وحيقق صالح اجملتمع واستقراره وسالمتو من الشرور واآلاثم‪ ،‬فإشاعة العدل حيقق األمن والطمأنينة‬
‫احلسن‪.‬‬
‫وتقدم األمة‪ ،‬واستقامة الشباب وصالحهم ينتج رلتمعا صاحلا‪ ،‬والعفة سبب يف الوقاية من الفواحش وحفظ األعراض واألنساب‪ ،‬واحلب يف هللا حيقق الرتابط‬
‫والتآلف بني أفراد اجملتمع‪ ،‬واخلوف من هللا مينع من ارتكاب اجلرائم و الفساد يف األرض‪..‬‬

You might also like