Professional Documents
Culture Documents
WDR22 Foreword Arabic
WDR22 Foreword Arabic
توطئة
ترك� هذا العدد الجديد من مطبوعة "تقرير عن التنمية ف ي� العالم" عىل المخاطر االقتصادية المرتبطة ينصب ي ز
ف
ال�كات والمؤسسات المالية والحكومات ي� جميع أنحاء العالم ال� يواجهها القطاع العائل وقطاع ش ت
ي ببعضها أ البعض ي
تف� يف�وس كورونا المستجد (كوفيد .)19-ويعرض التقرير رؤى وأفكاراً جديدة من واقع البحوث ال�ت ش
ي آ نتيجة لزمة ي
ن ش
الم�انيات العمومية والثار يغ� المبا�ة المحتملة فيما يب� القطاعات .كما يقدم توصيات ز ن
ال�ابط يب� ي تتناول أوجه ت
أ
عىل صعيد السياسات تستند إىل هذه الرؤى والفكار .وعىل وجه التحديد ،يتناول التقرير السبل الكفيلة بالحد من
ال� نفذتها البلدان ف ي� إطار استجابتها ألزمة كورونا ،مع القيام ت
فالمخاطر المالية الناجمة عن السياسات االستثنائية ي
تعاف منصف. ي� الوقت نفسه بمساندة الجهود الرامية إىل تحقيق ٍ
المالي� من الب� ،وفقدان الوظائف ،وإفالس مؤسسات ش ن ي لقد أدى انتشار جائحة كورونا بالفعل إىل موت
أك� أزمة اقتصادية عالمية فيما يقرب من قرن من الزمان. ف أ
العمال ،وإغالق المدارس ،مما تسبب ي� حدوث ب
وارتفعت معدالت الفقر وتفاقمت حالة عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها .وتأثرت الفئات المحرومة
الزمة ،وكذلك العمالة ذات المستويات ال� لم تكن تمتلك بدايةً سوى قدرة مالية محدودة عىل تحمل آثار أ ت
أ أ ي
غ�ه م. أك� من ي التعليمية القل -والسيما العمال الحدث سن اً والنساء – وذلك بدرجة ب
لل�كات، أ
وشملت استجابة الحكومات مزيجاً من التحويالت النقدية إىل الرس المعيشية ،وضمانات االئتمان ش
للكث� من ش�كات القطاع الخاص ،والتخفيف من القيود المحاسبية وف�ات سماح السداد ي وتخفيف أوضاع السيولة ،ت
ف
والتنظيمية للعديد من المؤسسات المالية .وعىل الرغم من أن هذه إالجراءات ساعدت إىل حد ما ي� التخفيف من حدة
الثار االقتصادية واالجتماعية للجائحة ،فقد أسفرت أيضاً عن ارتفاع المخاطر ،بما ف ي� ذلك تفاقم المديونية ف ي� القطاع آ
المال المتاح أ
العام ،وتزايد أوضاع الهشاشة المالية ،وتراجع عام ف� الشفافية .وأدت الزمة إىل تقلص شديد ف� ي ز
الح� ي ي ي أ
أك� عرضة للخطر بسبب العودة الوشيكة إىل السياسة النقدية العادية ال� ستكون ث ت
فلدى اقتصادات السواق الصاعدة ي
ي� االقتصادات المتقدمة.
أ
عدد من مجاالت العمل ذات الولوية. يسلط هذا التقرير الضوء عىل ٍ
الم�انيات العمومية للقطاع ز ن ت
الكب�ة .فنظراً لل�ابط الوثيق يب� ي أوال ،أهمية االكتشاف المبكر للمخاطر المالية ي
ت
المال والحكومات ،من الممكن أن تكون هناك مخاطر مست�ة .لقد ش
ف أ ف العائل وقطاع ال�كات ومؤسسات القطاع ي ي
خ� ي� بداية الزمة ،لكن السبب ي� ذلك ربما يُعزى إىل ظلت نسبة القروض يغ� العاملة عموماً أقل مما كان يُ ش
المعاي� المحاسبية .وتكشف ي ال� تضمنت تأجيل سداد الديون والتخفيف من قيود المدين� ت ين سياسات إمهال
أ ف ي
المسوح االستقصائية لل�كات ي� االقتصادات الصاعدة أن العديد من مؤسسات العمال تتوقع أن تتأخر عن ش
وبالتال فمن الممكن أن تتحول الديون الخاصة فجأة إىل ديون عامة ،كما حدث الشهر المقبلة، بال�اماتها ف� أ الوفاء ت ز
ي أي
ف ي� العديد من الزمات السابقة.
ب� البلدان أمر مهم أيضاً .فقد وصلت مستويات الدين العام إىل إن ترابط السياسات االقتصادية فيما ي ن
سيتع� أيضاً زيادة أسعار ين و� ظل تشديد السياسات النقدية ف ي� االقتصادات المتقدمة، ف
مستويات يغ� مسبوقة .أ ي
المرجح أن تت�اجع قيمة عمالتها .ومن شأن ارتفاع أسعار الفائدة ال� من ُ الفائدة ف� اقتصادات السواق الصاعدة ت
ال� كانت سائدة ف� السنوات أ ي ي
خ�ة ،كما أن ضعف ي ال ت االتجاهات يعزز مما تكلفة، أك� ث الديون خدمة يجعل أن
ي ي
العمالت يزيد من أعباء خدمة الديون مقارنة بحجم االقتصاد .ومن الممكن أن تتحول مشكالت السيولة فجأة إىل
مشكالت بشأن المالءة.
V
ح� الساعة 8:00صباحاً بتوقيت ش�ق الواليات المتحدة الخ� أو بثه أو نقله ت
حظر :يُمنع شن� هذا ب
( 1:00ظهراً بالتوقيت العالمي المنسق/توقيت غرينتش) من يوم الثالثاء الموافق 15بف�اير/شباط .2022
لالل�امات االحتمالية والديون ال�كات والقطاع السيادي مصدراً محتمال ً آخر ت ز ب� قطاع ش عالوة عىل ذلك ،يمثل االرتباط ي ن
تأخ� فرض أية زيادات ف ي� التعريفات والرسوم المست�ة .فقد طلبت الحكومات من مؤسسات المرافق المملوكة للدولة ي ت
القطاع� العام والخاص تراجعاً كب�اً �ف ين ال�اكات ي ن
ب� بالتأخ� ي� تحصيل الفو يات� .وواجهت االمتيازات و ش ف والسماح
ي ي ف
ي
ت
و� الوقت نفسه ،ال يخضع االق�اض العمومية. انية إاليرادات .وقد تنتهي هذه الخسائر ،إن عاجال ً أو آجالً ،ضمن ي ز
الم�
ي ف أ
االل�امات االحتمالية كث�ة لرقابة هيئات إدارة الديون .ويمكن لهذه ت ز من المؤسسات المملوكة للدول الجنبية ي� أحوال ي
أ
كب�ة ف ي� البلدان منخفضة الدخل وبعض بلدان السواق الصاعدة. ف
والقروض شبه الحكومية أن تتسبب ي� مخاطر مالية ي
استبا� .ي� غياب آليات فعالة لتسوية ديون القطاع الخاص ،فإن المشكالت ف ق المتع�ة عىل نحو ث الصول ثانيا ،إدارة أ
ي
لف�ة أطول مما ينبغي ،وسيؤدي تمديد آجال استحقاق القروض إىل إبقاء الم�انيات العمومية ستستمر ت ال� تواجه ي ز ت
ف ي
العسار ال�وري تقوية آليات إ التعا� .ومن ض ش
ال�كات "شبه الميتة "zombieعىل قيد الحياة ومن ثم إىل تقويض قوة آ ي
العفاء من الديون وتيس� النظم البديلة لتسوية المنازعات .ويمكن أن تشجع الليات القانونية المطورة إ ي الرسمية
أ
السابق� ي� الجل الطويل. ف ن ن
المدين� وأن تساعد عىل حماية سمعة
ي ي
استبا� أيضاً إىل الحد من المخاطر المرتبطة بخدمة ق نحو عىل تها ر وإدا المخاطر عن وقد يؤدي الكشف المبكر
ي
الديون السيادية .ويتيح تعديل �وط الديون إمكانية االنتقال إىل آجال استحقاق أطول وتسوية المدفوعات المتعلقة ش
السواق بالديون .وقد آن أوان ذلك ،ف� وقت ال تزال فيه أسعار الفائدة الدولية منخفضة وال يزال خيار الوصول إىل أ
ي
المالية العالمية متاحاً .ويمكن إلدارة الديون أيضاً أن تساعد ف ي� التحوط ضد تقلب أسعار الرصف وضعف العمالت.
الن يتمثل ف ي� إعادة هيكلة الديون السيادية .إذ يعد غياب عملية رسيعة يمكن التنبؤ بها ومنظمة الك� آ أ
إن التحدي ب
اليق� .وتكشف التجارب السابقة التعا� ويخلق حالة من عدم ي ن لعادة هيكلة تلك الديون باهظ التكلفة ،مما يضعف آفاق ف
ي إ
أنه كلما طالت عملية إعادة هيكلة الديون ،زاد مقدار "تخفيض الدين ضماناً للسداد" الذي يشهده الدائنون .وبالنسبة
كب�ة لمسار النمو ومكافحة الفقر والتنمية .ومما يؤسف له أن المفاوضات ف
التأخ� ي� ذلك انتكاسات ي للبلدان المدينة ،يشكل ي
الع�ين متوقفة حالياً. المش�ك لمجموعة ش شد فقراً بموجب إالطار ت المتعلقة بإعادة هيكلة ديون البلدان أ
ال
ّ
الرس وال ثك� ترجيحاً أن تكون أ الهمية بمكان العمل عىل توسيع إمكانية الحصول عىل التمويل .أ وأخ�ا ،من أ
ي
واالق�اض .كما تتحسن قدرة ت منخفضة الدخل قادرة عىل تخفيف حدة تقلب االستهالك إذا تمكنت من االدخار
الصغ�ة عىل االستثمار وخلق فرص العمل إذا كانت قادرة عىل الحصول عىل االئتمان .ويمكن العمال منشآت أ
ي
ف أ
تيس� الحصول عىل التمويل وتعزيز الفرص االقتصادية الجديدة. للتمويل الرقمي أن يلعب دوراً بالغ الهمية ي� ي
ويتع� عىل االقتصادات الصاعدة أن تعيد بناء احتياطياتها الوقائية وأن تتجنب التضحية تب�اكم رأس المال - ين
والب�ي عىل السواء – ف ي� سبيلها إىل تحقيق ذلك .وللمسار الذي يتم اختياره لضبط أوضاع المالية العامة المادي ش
وت�ة النشاط ف
النفاق الحكومي عىل النمو االقتصادي ،ويعد ترسيع ي كب�ة ي� هذا الصدد .إذ تؤثر مكونات إ أهمية ي
الطول. الهداف النمائية واستمرارية القدرة عىل تحمل الديون عىل المدى أ الهمية لتحقيق أ االقتصادي عامال بالغ أ
ُّ إ ً
المال والنقدي يز
التحف� بسياسات العمل إنهاء � أما بالنسبة لالقتصادات المتقدمة ،فينبغي أن تتوخى الحرص ف
ي في ف
و� الوقت الذي تخفض فيه االقتصادات المتقدمة االستثنائية ،وأن تتجنب إحداث اضطرابات ي� االقتصاد العالمي .ي
أ أ ف
الم�انيات العمومية لبنوكها المركزية ،ينبغي لها أيضاً أن تعيد التوازن ي� تكوين احتياطياتها لصالح الصول القرص يز
ال� تشكل ت أ أ أ أ ف
الصغ�ة والمتوسطة ي ي قص�ة الجل بالنسبة لمنشآت العمال الكب�ة لسعار الفائدة ي أجال ً ي� ضوء الهمية ي
المداد العالمية. العمود الفقري لسالسل إ
إن هذا العدد الجديد من مطبوعة تقرير عن التنمية ف� العالم يرسم خارطة طريق لمعالجة مواطن الضعف المالية ال�ت
ي ي
الدول عن العمل بال كلل لمساعدة البلدان المتعاملة معها ف ي� هذه الجهود. خلقتها أزمة كورونا .ولن تتوا� مجموعة البنك ي
ن
ديفيد مالباس
رئيس
الدول
ي البنك مجموعة
| VIتوطئة