You are on page 1of 2

‫ح� الساعة ‪ 8:00‬صباحاً بتوقيت ش�ق الواليات المتحدة‬ ‫الخ� أو بثه أو نقله ت‬

‫حظر‪ :‬يُمنع شن� هذا ب‬


‫(‪ 1:00‬ظهراً بالتوقيت العالمي المنسق‪/‬توقيت غرينتش) من يوم الثالثاء الموافق ‪ 15‬بف�اير‪/‬شباط ‪.2022‬‬

‫توطئة‬
‫ترك� هذا العدد الجديد من مطبوعة "تقرير عن التنمية ف ي� العالم" عىل المخاطر االقتصادية المرتبطة‬ ‫ينصب ي ز‬
‫ف‬
‫ال�كات والمؤسسات المالية والحكومات ي� جميع أنحاء العالم‬ ‫ال� يواجهها القطاع العائل وقطاع ش‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ببعضها أ البعض ي‬
‫تف� يف�وس كورونا المستجد (كوفيد‪ .)19-‬ويعرض التقرير رؤى وأفكاراً جديدة من واقع البحوث ال�ت‬ ‫ش‬
‫ي‬ ‫آ‬ ‫نتيجة لزمة ي‬
‫ن‬ ‫ش‬
‫الم�انيات العمومية والثار يغ� المبا�ة المحتملة فيما يب� القطاعات‪ .‬كما يقدم توصيات‬ ‫ز‬ ‫ن‬
‫ال�ابط يب� ي‬ ‫تتناول أوجه ت‬
‫أ‬
‫عىل صعيد السياسات تستند إىل هذه الرؤى والفكار‪ .‬وعىل وجه التحديد‪ ،‬يتناول التقرير السبل الكفيلة بالحد من‬
‫ال� نفذتها البلدان ف ي� إطار استجابتها ألزمة كورونا‪ ،‬مع القيام‬ ‫ت‬
‫فالمخاطر المالية الناجمة عن السياسات االستثنائية ي‬
‫تعاف منصف‪.‬‬ ‫ي� الوقت نفسه بمساندة الجهود الرامية إىل تحقيق ٍ‬
‫المالي� من الب�‪ ،‬وفقدان الوظائف‪ ،‬وإفالس مؤسسات‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫لقد أدى انتشار جائحة كورونا بالفعل إىل موت‬
‫أك� أزمة اقتصادية عالمية فيما يقرب من قرن من الزمان‪.‬‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫العمال‪ ،‬وإغالق المدارس‪ ،‬مما تسبب ي� حدوث ب‬
‫وارتفعت معدالت الفقر وتفاقمت حالة عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها‪ .‬وتأثرت الفئات المحرومة‬
‫الزمة‪ ،‬وكذلك العمالة ذات المستويات‬ ‫ال� لم تكن تمتلك بدايةً سوى قدرة مالية محدودة عىل تحمل آثار أ‬ ‫ت‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫غ�ه م‪.‬‬ ‫أك� من ي‬ ‫التعليمية القل ‪ -‬والسيما العمال الحدث سن اً والنساء – وذلك بدرجة ب‬
‫لل�كات‪،‬‬ ‫أ‬
‫وشملت استجابة الحكومات مزيجاً من التحويالت النقدية إىل الرس المعيشية‪ ،‬وضمانات االئتمان ش‬
‫للكث� من ش�كات القطاع الخاص‪ ،‬والتخفيف من القيود المحاسبية‬ ‫وف�ات سماح السداد ي‬ ‫وتخفيف أوضاع السيولة‪ ،‬ت‬
‫ف‬
‫والتنظيمية للعديد من المؤسسات المالية‪ .‬وعىل الرغم من أن هذه إالجراءات ساعدت إىل حد ما ي� التخفيف من حدة‬
‫الثار االقتصادية واالجتماعية للجائحة‪ ،‬فقد أسفرت أيضاً عن ارتفاع المخاطر‪ ،‬بما ف ي� ذلك تفاقم المديونية ف ي� القطاع‬ ‫آ‬
‫المال المتاح‬ ‫أ‬
‫العام‪ ،‬وتزايد أوضاع الهشاشة المالية‪ ،‬وتراجع عام ف� الشفافية‪ .‬وأدت الزمة إىل تقلص شديد ف� ي ز‬
‫الح� ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫أك� عرضة للخطر بسبب العودة الوشيكة إىل السياسة النقدية العادية‬ ‫ال� ستكون ث‬ ‫ت‬
‫فلدى اقتصادات السواق الصاعدة ي‬
‫ي� االقتصادات المتقدمة‪.‬‬
‫أ‬
‫عدد من مجاالت العمل ذات الولوية‪.‬‬ ‫يسلط هذا التقرير الضوء عىل ٍ‬
‫الم�انيات العمومية للقطاع‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫الكب�ة‪ .‬فنظراً لل�ابط الوثيق يب� ي‬ ‫أوال‪ ،‬أهمية االكتشاف المبكر للمخاطر المالية ي‬
‫ت‬
‫المال والحكومات‪ ،‬من الممكن أن تكون هناك مخاطر مست�ة‪ .‬لقد‬ ‫ش‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫العائل وقطاع ال�كات ومؤسسات القطاع ي‬ ‫ي‬
‫خ� ي� بداية الزمة‪ ،‬لكن السبب ي� ذلك ربما يُعزى إىل‬ ‫ظلت نسبة القروض يغ� العاملة عموماً أقل مما كان يُ ش‬
‫المعاي� المحاسبية‪ .‬وتكشف‬ ‫ي‬ ‫ال� تضمنت تأجيل سداد الديون والتخفيف من قيود‬ ‫المدين� ت‬ ‫ين‬ ‫سياسات إمهال‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫المسوح االستقصائية لل�كات ي� االقتصادات الصاعدة أن العديد من مؤسسات العمال تتوقع أن تتأخر عن‬ ‫ش‬
‫وبالتال فمن الممكن أن تتحول الديون الخاصة فجأة إىل ديون عامة‪ ،‬كما حدث‬ ‫الشهر المقبلة‪،‬‬ ‫بال�اماتها ف� أ‬ ‫الوفاء ت ز‬
‫ي‬ ‫أي‬
‫ف ي� العديد من الزمات السابقة‪.‬‬
‫ب� البلدان أمر مهم أيضاً‪ .‬فقد وصلت مستويات الدين العام إىل‬ ‫إن ترابط السياسات االقتصادية فيما ي ن‬
‫سيتع� أيضاً زيادة أسعار‬ ‫ين‬ ‫و� ظل تشديد السياسات النقدية ف ي� االقتصادات المتقدمة‪،‬‬ ‫ف‬
‫مستويات يغ� مسبوقة‪ .‬أ ي‬
‫المرجح أن تت�اجع قيمة عمالتها‪ .‬ومن شأن ارتفاع أسعار الفائدة‬ ‫ال� من ُ‬ ‫الفائدة ف� اقتصادات السواق الصاعدة ت‬
‫ال� كانت سائدة ف� السنوات أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫خ�ة‪ ،‬كما أن ضعف‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫االتجاهات‬ ‫يعزز‬ ‫مما‬ ‫تكلفة‪،‬‬ ‫أك�‬ ‫ث‬ ‫الديون‬ ‫خدمة‬ ‫يجعل‬ ‫أن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العمالت يزيد من أعباء خدمة الديون مقارنة بحجم االقتصاد‪ .‬ومن الممكن أن تتحول مشكالت السيولة فجأة إىل‬
‫مشكالت بشأن المالءة‪.‬‬

‫‪V‬‬
‫ح� الساعة ‪ 8:00‬صباحاً بتوقيت ش�ق الواليات المتحدة‬ ‫الخ� أو بثه أو نقله ت‬
‫حظر‪ :‬يُمنع شن� هذا ب‬
‫(‪ 1:00‬ظهراً بالتوقيت العالمي المنسق‪/‬توقيت غرينتش) من يوم الثالثاء الموافق ‪ 15‬بف�اير‪/‬شباط ‪.2022‬‬

‫لالل�امات االحتمالية والديون‬ ‫ال�كات والقطاع السيادي مصدراً محتمال ً آخر ت ز‬ ‫ب� قطاع ش‬ ‫عالوة عىل ذلك‪ ،‬يمثل االرتباط ي ن‬
‫تأخ� فرض أية زيادات ف ي� التعريفات والرسوم‬ ‫المست�ة‪ .‬فقد طلبت الحكومات من مؤسسات المرافق المملوكة للدولة ي‬ ‫ت‬
‫القطاع� العام والخاص تراجعاً كب�اً �ف‬ ‫ين‬ ‫ال�اكات ي ن‬
‫ب�‬ ‫بالتأخ� ي� تحصيل الفو يات�‪ .‬وواجهت االمتيازات و ش‬ ‫ف‬ ‫والسماح‬
‫ي ي‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫ت‬
‫و� الوقت نفسه‪ ،‬ال يخضع االق�اض‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫انية‬ ‫إاليرادات‪ .‬وقد تنتهي هذه الخسائر‪ ،‬إن عاجال ً أو آجالً‪ ،‬ضمن ي ز‬
‫الم�‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫االل�امات االحتمالية‬ ‫كث�ة لرقابة هيئات إدارة الديون‪ .‬ويمكن لهذه ت ز‬ ‫من المؤسسات المملوكة للدول الجنبية ي� أحوال ي‬
‫أ‬
‫كب�ة ف ي� البلدان منخفضة الدخل وبعض بلدان السواق الصاعدة‪.‬‬ ‫ف‬
‫والقروض شبه الحكومية أن تتسبب ي� مخاطر مالية ي‬
‫استبا�‪ .‬ي� غياب آليات فعالة لتسوية ديون القطاع الخاص‪ ،‬فإن المشكالت‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫المتع�ة عىل نحو‬ ‫ث‬ ‫الصول‬ ‫ثانيا‪ ،‬إدارة أ‬
‫ي‬
‫لف�ة أطول مما ينبغي‪ ،‬وسيؤدي تمديد آجال استحقاق القروض إىل إبقاء‬ ‫الم�انيات العمومية ستستمر ت‬ ‫ال� تواجه ي ز‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫العسار‬ ‫ال�وري تقوية آليات إ‬ ‫التعا�‪ .‬ومن ض‬ ‫ش‬
‫ال�كات "شبه الميتة ‪ "zombie‬عىل قيد الحياة ومن ثم إىل تقويض قوة آ ي‬
‫العفاء من الديون‬ ‫وتيس� النظم البديلة لتسوية المنازعات‪ .‬ويمكن أن تشجع الليات القانونية المطورة إ‬ ‫ي‬ ‫الرسمية‬
‫أ‬
‫السابق� ي� الجل الطويل‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫المدين�‬ ‫وأن تساعد عىل حماية سمعة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫استبا� أيضاً إىل الحد من المخاطر المرتبطة بخدمة‬ ‫ق‬ ‫نحو‬ ‫عىل‬ ‫تها‬ ‫ر‬ ‫وإدا‬ ‫المخاطر‬ ‫عن‬ ‫وقد يؤدي الكشف المبكر‬
‫ي‬
‫الديون السيادية‪ .‬ويتيح تعديل �وط الديون إمكانية االنتقال إىل آجال استحقاق أطول وتسوية المدفوعات المتعلقة‬ ‫ش‬
‫السواق‬ ‫بالديون‪ .‬وقد آن أوان ذلك‪ ،‬ف� وقت ال تزال فيه أسعار الفائدة الدولية منخفضة وال يزال خيار الوصول إىل أ‬
‫ي‬
‫المالية العالمية متاحاً‪ .‬ويمكن إلدارة الديون أيضاً أن تساعد ف ي� التحوط ضد تقلب أسعار الرصف وضعف العمالت‪.‬‬
‫الن يتمثل ف ي� إعادة هيكلة الديون السيادية‪ .‬إذ يعد غياب عملية رسيعة يمكن التنبؤ بها ومنظمة‬ ‫الك� آ‬ ‫أ‬
‫إن التحدي ب‬
‫اليق�‪ .‬وتكشف التجارب السابقة‬ ‫التعا� ويخلق حالة من عدم ي ن‬ ‫لعادة هيكلة تلك الديون باهظ التكلفة‪ ،‬مما يضعف آفاق ف‬
‫ي‬ ‫إ‬
‫أنه كلما طالت عملية إعادة هيكلة الديون‪ ،‬زاد مقدار "تخفيض الدين ضماناً للسداد" الذي يشهده الدائنون‪ .‬وبالنسبة‬
‫كب�ة لمسار النمو ومكافحة الفقر والتنمية‪ .‬ومما يؤسف له أن المفاوضات‬ ‫ف‬
‫التأخ� ي� ذلك انتكاسات ي‬ ‫للبلدان المدينة‪ ،‬يشكل ي‬
‫الع�ين متوقفة حالياً‪.‬‬ ‫المش�ك لمجموعة ش‬ ‫شد فقراً بموجب إالطار ت‬ ‫المتعلقة بإعادة هيكلة ديون البلدان أ‬
‫ال‬
‫ّ‬
‫الرس‬ ‫وال ثك� ترجيحاً أن تكون أ‬ ‫الهمية بمكان العمل عىل توسيع إمكانية الحصول عىل التمويل‪ .‬أ‬ ‫وأخ�ا‪ ،‬من أ‬
‫ي‬
‫واالق�اض‪ .‬كما تتحسن قدرة‬ ‫ت‬ ‫منخفضة الدخل قادرة عىل تخفيف حدة تقلب االستهالك إذا تمكنت من االدخار‬
‫الصغ�ة عىل االستثمار وخلق فرص العمل إذا كانت قادرة عىل الحصول عىل االئتمان‪ .‬ويمكن‬ ‫العمال‬ ‫منشآت أ‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫تيس� الحصول عىل التمويل وتعزيز الفرص االقتصادية الجديدة‪.‬‬ ‫للتمويل الرقمي أن يلعب دوراً بالغ الهمية ي� ي‬
‫ويتع� عىل االقتصادات الصاعدة أن تعيد بناء احتياطياتها الوقائية وأن تتجنب التضحية تب�اكم رأس المال ‪-‬‬ ‫ين‬
‫والب�ي عىل السواء – ف ي� سبيلها إىل تحقيق ذلك‪ .‬وللمسار الذي يتم اختياره لضبط أوضاع المالية العامة‬ ‫المادي ش‬
‫وت�ة النشاط‬ ‫ف‬
‫النفاق الحكومي عىل النمو االقتصادي‪ ،‬ويعد ترسيع ي‬ ‫كب�ة ي� هذا الصدد‪ .‬إذ تؤثر مكونات إ‬ ‫أهمية ي‬
‫الطول‪.‬‬ ‫الهداف النمائية واستمرارية القدرة عىل تحمل الديون عىل المدى أ‬ ‫الهمية لتحقيق أ‬ ‫االقتصادي عامال بالغ أ‬
‫ُّ‬ ‫إ‬ ‫ً‬
‫المال والنقدي‬ ‫يز‬
‫التحف�‬ ‫بسياسات‬ ‫العمل‬ ‫إنهاء‬ ‫�‬ ‫أما بالنسبة لالقتصادات المتقدمة‪ ،‬فينبغي أن تتوخى الحرص ف‬
‫ي‬ ‫في‬ ‫ف‬
‫و� الوقت الذي تخفض فيه االقتصادات المتقدمة‬ ‫االستثنائية‪ ،‬وأن تتجنب إحداث اضطرابات ي� االقتصاد العالمي‪ .‬ي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الم�انيات العمومية لبنوكها المركزية‪ ،‬ينبغي لها أيضاً أن تعيد التوازن ي� تكوين احتياطياتها لصالح الصول القرص‬ ‫يز‬
‫ال� تشكل‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الصغ�ة والمتوسطة ي‬ ‫ي‬ ‫قص�ة الجل بالنسبة لمنشآت العمال‬ ‫الكب�ة لسعار الفائدة ي‬ ‫أجال ً ي� ضوء الهمية ي‬
‫المداد العالمية‪.‬‬ ‫العمود الفقري لسالسل إ‬
‫إن هذا العدد الجديد من مطبوعة تقرير عن التنمية ف� العالم يرسم خارطة طريق لمعالجة مواطن الضعف المالية ال�ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول عن العمل بال كلل لمساعدة البلدان المتعاملة معها ف ي� هذه الجهود‪.‬‬ ‫خلقتها أزمة كورونا‪ .‬ولن تتوا� مجموعة البنك ي‬
‫ن‬

‫ديفيد مالباس‬
‫رئيس‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫البنك‬ ‫مجموعة‬

‫‪ | VI‬توطئة‬

You might also like