You are on page 1of 6

‫السلفية الجهادية تمارس اإلرهاب في سيناء وتضل الطريق إلي القدس‬

‫إشراف‪ :‬أشرف ابو الهول‬

‫‪5‬‬

‫‪.‬االهرام ‪ 7 / 15 /‬ـ ‪2013‬‬

‫‪6232‬‬

‫طباعة المقال‬
‫رغم النفي المتكرر من حركة حماس الحاكمة في غزة لوجود سلفيين جهاديين في القطاع‬
‫وبالتالي لقيام اي جهة هناك بمحاولة التسلل إلي سيناء عبر األنفاق لمساعدة نظرائهم السلفيين‬
‫والتكفيريين الذين ينشطون حاليا ضد األمن المصري دعما للرئيس المعزول محمد مرسي‬

‫فاننا نستعرض قصة مواجهة حماس مع تتظيم أنصار اإلسالم السلفي بقيادة الدكتور عبد‬
‫اللطيف موسي في عام‪ 2008‬وقبلها مع جيش اإلسالم بقيادة ممتاز دغمش وهي المواجهة‬
‫التي ادت لتغيير قواعد اللعبة وإقناع التنظيمين وغيرهما بالعمل خارج غزة وتحديدا شبه‬
‫‪.‬جزيرة سيناء‬
‫ففي منتصف أغسطس عام‪ 2008‬فوجيء العالم بتنظيم جند اإلسالم الصغير برئاسة عبد‬
‫اللطيف موسي يمنح حركة حماس مهلة قصيرة لتطبيق الشريعة اإلسالمية في غزة وإال فإنه‬
‫سيعلن القطاع أمارة إسالمية وهو ماحدث بالفعل بعدها بيوم مما جعل حماس تستنفر جناحها‬
‫العسكري لمحاصرة عناصر التنظيم الذين كانوا متحصنين مع زعيمهم داخل مسجد ابن تيمية‬
‫في رفح وهم يتصورونـ أن كل التنظيمات السلفية الجهادية في غزة ستخرج لمؤازرتهم ولكن‬
‫خاب املهم حيث حاصرهم مقاتلو القسام ودكوا المسجد دكا علي راس من فيه وقتلوا الشيخ‬
‫عبد اللطيف موسي وأفراد عائلته بقصف منزلهم القريب من المسجد وقتلوا أيضا رئيس أركانه‬
‫‪.‬ابوعبدهللا السوري واكثر من عشرين شخصا أخرين‬
‫وأبو عبد هللا السوري الذي قتل مع زعيم أنصار اإلسالم‪ ,‬هو مواطن سوري من أصل‬
‫فلسطيني‪ ,‬كان قد شارك في القتال ضد الروس في أفغانستان ثم انتقل إلي العراق‪.‬ـ وفي نهاية‬
‫‪ 2008‬وصل عبر األنفاق إلي قطاع غزة ليساند حماس في تعزيز حكمها وأقام حركة جند‬
‫‪.‬هللا‪ .‬وخصصت له حماس أرضا إلقامة معسكر تدريب‬

‫وفور وصوله غزة قام رائد عطار‪ ,‬مسئول الجناح العسكري في حماس برفح‪ ,‬بالتعاون معه‬
‫وتوفير المسلحين‪ .‬ولكن السوري انقلب علي حماس في اللحظة التي أيقن بأنها تدير مفاوضات‬
‫‪.‬مع إسرائيل من أجل هدنة طويلة المدي‬

‫وعندما أوقفت حكومة ايهود أولمرت المفاوضات مع حماس‪ ,‬توقع السوري أن تنتهي التهدئة‪.‬‬
‫إال أنه عندما قررت حماس المحافظة علي التهدئة وهددت الفصائل الفلسطينية بالعقاب الشديد‬
‫إذا هي أطلقت الصواريخـ أو القذائف باتجاه إسرائيل‪ ,‬تحالف السوري مع عبد اللطيف موسي‪,‬‬
‫‪.‬قائد التنظيمات السلفية في قطاع غزة‬

‫وكانت إسرائيل قد تنبهت لخطورة أبو عبد هللا السوري وقررت تصفيته بعد العملية التي حاول‬
‫تنفيذها لخطف جندي إسرائيلي في يونيو‪ 2008‬باستخدام الخيول المفخخة‪ .‬ففي حينه توجه‪21‬‬
‫مسلحا من هذا التنظيم إلي موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر أبو سالم( كيرم شالوم) وسط‬
‫القطاع‪ ,‬ومعهم‪ 8‬أحصنة مفخخة وثالث سيارات‪ .‬وحصلت إسرائيل يومها علي شريط من‬
‫‪.‬صنع هذا التنظيم يصف اإلعداد للعملية وأهدافها‬

‫وكان أيمن الظواهري‪,‬ـ الرجل الثاني في القاعدة قد هاجم حماس واتهمها بأنها باعت مبادئها‬
‫‪.‬في سبيل كراسي السلطة‬
‫في الوقت نفسه كان عبد اللطيف موسي يخطب الجمعة في مسجد ابن تيمية في رفح ويعلن‬
‫إمارة إسالمية تابعة لـالقاعدة‪ ,‬وهي الخطبة التي اندفعت قوات حماس بعدها إلي المسجد‬
‫‪.‬المذكور وقامت بدكه بالصواريخـ‬

‫وقبلها تحالفت حماس مع تنظيم جيش اإلسالم بزعامة ممتاز دغمش واشركته معها في عملية‬
‫الوهم المتبدد التي جري خاللها أسر جلعاد شاليط ولكنها سرعان ما أنقلبت علي التنظيم بعد أن‬
‫اكتشفت أنه يضم عشرات المتطوعين األجانب وانه يعتبر أنها تحكم غزة بغير شرع هللا ولذا‬
‫قرر ان يطبق الشرع بنفسه من خالل تفجير مقاهي األنترنت ومحال الحالقة الحريمي التي‬
‫يعمل بها رجال وكذلك هاجم وأحرق نادي الشبان المسيحيين بمدينة غزة وقتل احد الشباب‬
‫‪.‬المسيحي‬
‫وعندما وجدت حماس أن صورتها ستتأثر سلبا إذا ما استمرت في سياسة التصدي بالقوة‬
‫للتنظيمات السلفية فلجأت عن طريق الجناح العسكري إلقناع قادة الجماعات السلفية الجهادية‬
‫‪.‬بالخروج من غزة والعمل ضد إسرائيل إنطالقا من سيناء‬

‫ومنذ ذلك التاريخ لعبت الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة دورا كبيرا في زعزعة‬
‫األوضاع األمنية واألجتماعية في شبه جزيرة سيناء حيث عملت علي نشر أفكارها المتشددة‬
‫بين أفراد القبائل بسيناء وبشكل خاص التي تسكن المناطق الحدودية سواء مع قطاع غزة أو‬
‫إسرائيل لكي يكونوا سندا لها في حربها ضد اإلسرائيليين وقد نجحت بشكل كبير في تنفيذ‬
‫مخططاتها حيث أنتشرت األفكار السلفية الجهادية في المناطق الحدودية وبات بعض أبنائها‬
‫يشاركون في العمليات ضد إسرائيل وابرز مثال علي ذلك الهجوم علي مدينة إيالت‬
‫‪.‬اإلسرائيلية في أغسطس الماضي‬

‫من ابرز الجماعات السلفية في القطاع والتي عملت تحت عين حركة حماس التي تسيطر علي‬
‫القطاع علي نشر أفكارها في سيناء جماعة جلجلت و جيش اإلسالم وجماعة التوحيد والجهاد‬
‫الي جانب جيش األمة وجماعة أنصار السنة وجماعة جند انصار هللا ووفق ابو البراء‬
‫المصري‪ ,‬احد ابرز قادة الجماعات السلفية إنه ليس هناك ادني تناقض بين تلك التشكيالت‬
‫‪.‬ايديولوجيا‬

‫جماعة جلجلت‬
‫يعرفها أهل القطاع بهذا االسم‪ ,‬وتعرف أيضا باسم أنصار السنة‪ ,‬وأحد أبرز قادتها محمود‬
‫‪.‬طالب( أبو المعتصم)‬
‫بدأت هذه الجماعة العمل في غزة كما يقول طالب منذ اللحظة التي قررت فيها حماس‬
‫المشاركة في االنتخابات التشريعية‪ ,2006‬من خالل إصدار بيان بعدم جواز هذه االنتخابات‬
‫‪.‬شرعا‬

‫ويؤكد طالب أن حركة االحتجاج علي اشتراك حماس في االنتخابات كانت قوية‪ ,‬خاصة أن‬
‫جميع الذين اشتركوا فيها آنذاك كانوا من الصفوة في إطار الجناح العسكري للحركة‪ ,‬كتائب‬
‫‪.‬القسام‬

‫وتابع‪ :‬كنا نبحث عن الحق ونحاول االستزادة من أفكار المشايخ الكبار الذين كانوا ينادون‬
‫‪.‬بالجهاد العالمي في الشيشان قبل أن ينتقلوا إلي أفغانستان والعراق‬

‫ويؤكد طالب أن نواة مجموعات جلجلت لم تجد دعوات الجهاد العالمي ضد الكفار في فكر‬
‫ومنهج اإلخوان المسلمين الذين اقتصرت دعوتهم علي محاربة ومقاومة االحتالل‪ ,‬لهذا‬
‫ينظرون إلي حماس كحركة وطنية سياسية تسعي لالشتراك في البرلمانات والمجالس‬
‫‪.‬التشريعية أكثر من كونها حركة إسالمية تسعي إلي تحكيم الشريعة‬

‫ونظرا ألن معظم عناصر هذه الجماعة خرجت من رحم حماس فقد تعاملت معها برفق‬
‫اليتناسب مع مدي الخطر الذي تمثله علي المنطقة وغضت النظر عن أنشطتها مادامت‬
‫التستهدف نظامها في غزة كما أن الحديث يدور عن ان مؤسسها هو الشيخ نزار ريان القيادي‬
‫البارز في حماس والذي أغتالته إسرائيل خالل عدوانها علي غزة في نهاية عام‪2008‬‬
‫جيش اإلسالم‬
‫أحد أبرز الجماعات السلفية الجهادية بغزة وقد كان مقربا من حماس‪ ,‬ونفذ رجاله معها عملية‬
‫اختطاف الجندي اإلسرائيلي جلعاد شاليط في منتصف‪ ,2006‬لكنه تحول إلي ألد أعداء‬
‫‪.‬حماس‪ ,‬وشنت الحركة عليه هجوما أدي إلي مقتل كثير من عناصره بعد سيطرتها علي غزة‬

‫أسسه ممتاز دغمش‪ ,‬وعدد من أفراد عائلة دغمش التي كانت مرهوبة‪ ,‬قبل أن تقرر حماس‬
‫إخضاعها وحملها علي االلتزام بقرارات الحركة ولم ينف الجيش أنه هاجم مؤسسات مسيحية‬
‫في قطاع غزة بصفتها تحارب اإلسالم وتنشر اإللحاد والتنصير بين المسلمين‪ .‬رفض الدخول‬
‫في تهدئة‪ ,‬وفكره قريب من القاعدة مثل الجماعات األخري‪ ,‬وهو يؤمن بتوحيد هذه الجماعات‪,‬‬
‫وكان مسئوال عن اختطاف أالن جونستون مراسل اإلذاعة البريطانية( بي بي سي) وطلب فدية‬
‫‪.‬مالية إلطالق سراحه قبل أن تتمكن حماس من تسوية األمر‬
‫وتؤكد كافة التقارير األمنية الغربية أن جيش اإلسالم لعب الدور األكبر في نشر الفكر الجهادي‬
‫في سيناء بل أن قائده ممتاز دغمش ترك غزة تقريبا وبات مقيما بشكل شبه دائم في سيناء‬
‫للتجهيز لعمليات ضد اإلسرائيليينـ سواء كان ذلك أثناء حكم النظام السابق في مصر أو حاليا‬
‫‪.‬ألن الرجل يري أن الجميع اليطبقون شرع هللا‬

You might also like