You are on page 1of 2

‫سر التمسك بالبرادعى‬

‫عدد الزيارات‪ pm | 310 :‬الخميس‪ 18 ,‬يوليو ‪03:05 - 2013‬‬

‫جريدة الشعب‬

‫بقلم‪ :‬أحمد منصور‬

‫قبل عدة أسابيع التقيت مع المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لإلخوان المسلمين المعتقل حاليا مع قيادات أخرى‬
‫من الجماعة بعد انقالب ‪ 30‬يونيو العسكرى‪ ،‬وسألته عما نشر عن لقائه بالسفيرة األمريكية وسفراء ومسئولين غربيين‬
‫وأمريكيين آخرين ذكرت بعض وسائل اإلعالم أنهم اجتمعوا به‪ ،‬فأكد لى أن هناك اجتماعات جرت بالفعل لكن الالفت هو أن‬
‫جميع هؤالء كانوا يحملون طلبا واحدا يجمع بينهم هو أنهم كانوا يطرحون تعيين الدكتور البرادعى رئيسا للحكومة بديال‬
‫عن هشام قنديل للخروج من المأزق السياسى الذى كان قائما آنذاك‪ ،‬وقال‪ :‬العجيب أن الطرح واحد بينهم‪ ،‬وكانت المعارضة‬
‫آنذاك التى أصبحت فى الحكم بعد ذلك وعلى رأسها جبهة اإلنقاذ تردد ما يطلبه هؤالء حيث إن الغرب لم يكن راضيا عن‬
‫خروج المناصب الرئيسية فى مصر عن نفوذه‪ ،‬وأهمها منصب رئيس الحكومة ومنصب النائب العام وبعض المناصب‬
‫األخرى التى تتحكم فى مفاصل الدولة‪ ،‬وألن الدستور الذى ألغاه االنقالب كان يعطى لرئيس الحكومة سلطات واسعة فقد‬
‫رأوا أن منصب رئيس الحكومة أهم من منصب الرئيس ولو وجد فى هذا المنصب رئي‪...‬س حكومة يجاريهم كما كان يحدث‬
‫من قبل فإن أمورا كثيرة سوف تتغير‪ ،‬قلت لخيرت الشاطر‪ :‬وماذا كنت تقول لهم؟ قال‪ :‬كنت أقول لهم هذه أمور تناقشونها‬
‫‪.‬مع الرئاسة وليس معنا‬

‫ما طرح على خيرت الشاطر طرح على الرئيس مرسى ومساعديه من نفس األشخاص والجهات فقبيل االنقالب بأيام‬
‫وتحديدا فى ‪ 26‬يونيو الماضى كان مقررا أن أجرى حوارا مع مساعد الرئيس للشئون الخارجية الدكتور عصام الحداد‪ ،‬وقد‬
‫التقيت به قبيل اللقاء بعدة أيام وتحدثت معه فى أمور كثيرة تتعلق بالشأن العام حيث كانت األزمة واإلعداد للثالثين من‬
‫يونيو قد أخذ أبعادا كثيرة‪ ،‬فوجئت به يقول لى من بين ما قال‪ :‬إن هناك إلحاحا كبيرا من الدول الغربية على تعيين البرادعى‬
‫رئيسا للحكومة كمخرج من األزمة‪ ،‬وإن ما يطرحه األمريكان فى هذا الخصوص يتوافق مع ما يطرحه األوروبيون‪ ،‬وقد‬
‫‪.‬رفض الرئيس مرسى هذا الطلب رغم إجماعهم عليه‬

‫بعد نجاح انقالب الثالثين من يونيو وتعيين رئيس مؤقت كان من أوائل القرارات تعيين الدكتور محمد البرادعى رئيسا‬
‫للحكومة غير أن الرفض من شركاء االنقالب وعلى رأسهم حزب النور أدى إلى إلغاء القرار الذى لم يكن قد بدأ تنفيذه‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك تم تعيين البرادعى نائبا للرئيس فى نظام هالمى غير واضح المعالم أو المسئوليات أو الصالحيات‪ ،‬فاإلصرار على‬
‫البرادعى يبدو أنه إصرار خارجى‪ ،‬وإصرار على أن يكون فى المشهد رغم الرفض الداخلى له‪ ،‬فالدستور المصرى الذى‬
‫خرج ‪ 33‬مليون مصرى وصوتوا عليه ثم ألغاه االنقالبيون ال يتضمن منصب نائب الرئيس‪ ،‬لكن رفض البرادعى كرئيس‬
‫للحكومة جعلهم يستحدثون منصب نائب الرئيس‪ ،‬الذى ال يعلم حتى اآلن ما هى صالحياته ألن اإلعالن الدستورى الممسوخ‬
‫الذى أعلنوه لم يتضمن أيضا اإلشارة لذلك‪ ،‬لكن يبدو أن األوامر هى يجب أن يكون البرادعى موجودا فى المشهد وفى‬
‫منصب يستطيع من خالله أن يكون له دور فى صناعة القرار‪ ،‬من ناحيتى لم أقتنع يوما بشخصية البرادعى الهالمية‬
‫المترددة غير الواضحة شديدة الغموض كثيرة االختفاء‪ ،‬ولو رجعنا إلى تعيين البرادعى فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬
‫نجد أن مصر رفضت ترشيحه وأن الذى رشحه ودعمه هم األمريكان واألوروبيون وفعل بعد ذلك فى العراق وإيران ما فعل‪،‬‬
‫‪.‬وهم أنفسهم الذى رشحوه لمنصب رفيع داخل مصر بعدما رفضه الجميع‪ ..‬من المؤكد هناك سر‬

You might also like