You are on page 1of 24

‫الـيـمـن‪:‬على �َشـــفــا الــهــاويـة‬

‫ماذا �سيحدث بعد‬ ‫كــارنيغي‬ ‫سلسلة أوراق‬

‫يف الـيـمـن؟‬
‫تنظيم القاعدة والقبائل‬
‫وبناء الدولة‬

‫�سارة فيليب�س‬
‫مـؤسـسـة كـارنيغي‬
‫برنامج الشرق األوسط‬ ‫للـسـالم الـدولي‬
‫‪2010‬‬ ‫آذار‪/‬مارس‬ ‫‪107‬‬ ‫العدد‬ ‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬
‫‪1‬‬

‫ماذا‬
‫�سيحدث بعد‬ ‫أوراق‬
‫يف اليمن؟‬
‫تنظيم القاعدة والقبائل‬
‫كارنيغي‬
‫وبناء الدولة‬

‫�سارة فيليب�س‬

‫�إن عملية �إعادة هيكلة جذرية‬


‫للنظام ال�سيا�سي ت�شمل‬
‫م�شاركة املزيد من اليمنيني‪،‬‬
‫هي وحدها التي �ست�ؤدّي �إىل‬
‫اال�ستقرار‪.‬‬

‫برنامج الشرق األوسط‬


‫مؤسسة كـارنيغي‬
‫للسالم الدولي‬
‫‪2010‬‬ ‫آذار‪/‬مارس‬ ‫‪107‬‬ ‫العدد‬ ‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬
‫© ‪ 2010‬م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل‪ .‬جميع احلقوق حمفوظة‪.‬‬

‫مينع ن�سخ �أو نقل � ّأي جزء من هذا املن�شور ب� ّأي �شكل �أو ب� ّأي و�سيلة من دون احل�صول على �إذن خطي من م�ؤ�س�سة‬
‫كارنيغي‪ .‬يرجى توجيه الطلبات �إىل‪:‬‬

‫مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي‬


‫قسم املنشورات‬
‫‪ 1779‬شارع ماساشوستس‪NW ،‬‬
‫واشنطن‪ ،‬العاصمة ‪20036‬‬
‫هاتف‪7600-483-202 :‬‬
‫فاكس‪1840-483-202 :‬‬
‫‪www.CarnegieEndowment.org‬‬

‫أوإلى العنوان التالي‪:‬‬

‫مركز كارنيغي للشرق األوسط‬


‫برج العازارية‪ ،‬الطابق اخلامس‬
‫رقم املبنى ‪ ،2026 1210‬شارع األمير بشير‬
‫وسط بيروت التجاري‬
‫بيروت‪ .‬لبنان‬
‫تلفون‪9611991491 :‬‬
‫فاكس‪9611991591 :‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ 1061 - 11 :‬رياض الصلح‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬
‫‪info@Carnegie-mec.org‬‬

‫ميكن حتميل هذا املن�شور جمان ًا من املوقع‪:‬‬


‫‪http://www.CarnegieEndowment.org‬‬
‫تتوفر أيضا ً نسخ مطبوعة محدودة‪ .‬لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي‪:‬‬
‫‪pubs@CarnegieEndowment.org‬‬

‫�أوراق كارنيغي‬
‫�أوراق كارنيغي عبارة عن درا�سات من �إعداد الباحثني يف امل�ؤ�س�سة ونظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى‪ .‬ت�شمل ال�سل�سلة‬
‫�أبحاث ًا جديدة �آنية ومقتطفات �أ�سا�سية من �أبحاث �أو�سع يجري العمل عليها‪ .‬نرحب بتعليقات ّ‬
‫القراء‪.‬ميكنكم �إر�سال‬
‫تعليقاتكم �إىل «م�رشوع الدميقراطية و�سيادة القانون» على العنوان الربيدي للم�ؤ�س�سة �أوعرب املوقع الإلكرتوين‪:‬‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬

‫امل�ؤلف‬
‫�سارة فيليب�س‪ ،‬حتا�رض يف مركز درا�سات الأمن الدويل‪ ،‬جامعة �سيدين‪ .‬عا�شت وعملت يف اليمن حواىل �أربع‬
‫�سنوات‪ ،‬وهي متخ�ص�صة يف ال�ش�ؤون ال�سيا�سية ملنطقة ال�رشق الأو�سط و�سيا�سات بناء الدولة‪ .‬كتابها الأخري‪،‬‬
‫التجربة الدميقراطية اليمنية من منظور �إقليمي (‪Yemen Democracy Experiment in Regional )2008‬‬
‫‪ Perspective 2008‬ن�رشته دار بالغريف ماكميالن‪ .‬وقد ن�رش معهد لوي لل�سيا�سة الدولية مقاطع �صغرية من‬
‫هذه الورقة حتت عنوان «تنظيم القاعدة والقبائل وعدم اال�ستقرار يف اليمن» (بالتعاون مع روجر �شاناهان) العام‬
‫‪ .2009‬ميكن االت�صال بها على الربيد الإلكرتوين ‪sarphil@gmail.com‬‬ ‫‬
‫املحتويات‬
‫‪5‬‬ ‫ملخ�ص‬
‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪9 ...........................،................................................................................‬‬ ‫�إىل �أين من هنا؟‬


‫رعاة القبيلة ‪10 ......................................................................................................................‬‬

‫‪10 ..............................،....................................................................................‬‬ ‫زبائن القبيلة‬


‫‪12 .....................................،..............................،...........................................‬‬ ‫�شركاء القبيلة‬
‫‪14 .....................................................،............................................‬‬ ‫العنف والدم والث�أر‬
‫‪14 ..............................،................................................................................‬‬ ‫الإيديولوجية‬
‫‪16 .....................................،.......................،...........................................‬‬ ‫الت�صدي للم�شكلة‬
‫ّ‬
‫‪18 .....................................................،....................................................................‬‬ ‫مالحظات‬
‫‪19 .....................................،.......................،..................،......................................‬‬ ‫ببليوغرافيا‬

‫‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‬
‫ملخ�ص‬
‫�أثارت الأنباء التي تفيد ب�أن الهجوم الفا�شل يف عيد امليالد على طائرة ركاب �أمريكية كان مرتبط ًا‬
‫تتمخ�ض‬‫بعنا�صر القاعدة يف اليمن‪ ،‬ت�سا�ؤالت عما �إذا كانت (اليمن)‪ ،‬الدولة العربية امل�شاك�سة‪ ،‬قد ّ‬
‫عن ظهور نظام على غرار طالبان‪ .‬من جانبه‪� ،‬أعلن تنظيم القاعدة يف جزيرة العرب عزمه على‬
‫حتقيق «م�شروعنا الإ�سالمي الكبري‪� :‬إقامة دولة اخلالفة الإ�سالمية» لكنه ُعر�ضة �إىل خطر ماثل‪،‬‬
‫وهو �أن تعترب قبائل اليمن وجوده يف نهاية املطاف مبثابة خطر �أو عبء عليها‪.‬‬
‫وجد نا�شطو القاعدة مالذ ًا �آمن ًا يف بع�ض املناطق القبلية اليمنية‪ ،‬لكن �سعيهم �إىل �إقامة خالفة‬
‫املرجح �أن تكون لهذه‬ ‫عاملية يتعار�ض مع العديد من احلقائق ال�سيا�سية املحلية‪ ،‬مايعني �أن من ّ‬
‫نظمه قواعد مع ّقدة تربط �أع�ضاءه مع بع�ضهم البع�ض‪.‬‬ ‫ال�ضيافة حدودها‪ .‬فاملجتمع القبلي يف اليمن ُت ّ‬
‫وتفتقر العديد من املناطق النائية يف اليمن �إىل وجود حكم ر�سمي ف ّعال تديره الدولة‪ ،‬لكن هذا‬
‫اليعني �أن هذه املناطق التخ�ضع �إىل حكم �أو �أنه ي�سهل اال�ستيالء عليها‪ ،‬وال�سيما من جانب �أغراب‬
‫عن املنطقة‪ .‬وبو�صفه عن�صر ًا خارجي ًا وله �أجندة �سيا�سية وا�ضحة‪ُ ،‬ي�ش ّكل تنظيم القاعدة يف جزيرة‬
‫العرب تهديد ًا للآليات املحلية التي حتافظ على قدر من النظام‪.‬‬
‫يتعينّ على وا�ضعي ال�سيا�سات يف الغرب �أن ي�أخذوا بعني االعتبار تعقيدات ال�سيا�سة املحلية يف‬
‫تر�سخ القاعدة يف‬ ‫التدخل الع�سكري العلني على الأرجح من ّ‬ ‫اليمن قبل الر ّد‪ .‬فمن ناحية‪� ،‬سيزيد ّ‬
‫البالد‪ ،‬ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ت�ؤ ّدي الزيادة الكبرية يف م�ساعدات التنمية �أي�ض ًا �إىل خطر تعزيز نظام‬
‫يتّ�سم ب�ضعف التجهيز والعزمية لتوزيع امل�ساعدات على نحو ف ّعال بني �أبناء ال�شعب اليمني‪ .‬وبالتايل‪،‬‬
‫يف هذه ال�شبكة املُع ّقدة من ال�سيا�سة املحلية يف اليمن‪ ،‬المت ّثل خ�سارة النظام اليمني بال�ضرورة‬
‫انت�صار ًا للقاعدة يف �شبه اجلزيرة العربية‪ .‬فاجلمهورية اليمنية دولة فت ّية ونامية ن�سبي ًا حيث قواعد‬
‫ال�سلطة ال�سيا�سية فيها التزال قيد التفاو�ض‪ .‬وتمُ ّثل �آلية ت�سوية �سيا�سية �أكرث ا�ستقرار ًا م�سعى داخلي ًا‪،‬‬
‫�شك‪ .‬وعلى املدى‬ ‫كما �أن فر�ص الغربيني يف الت�شجيع على قيام نظام �سيا�سي �أكرث �شمو ًال تبقى مو�ضع ّ‬
‫الطويل‪ ،‬ف�إن عملية �إعادة هيكلة جذرية للنظام ال�سيا�سي لي�صبح �أكرث �شمولية وا�ستيعاب ًا �ست�ؤ ّدي �إىل‬
‫اال�ستقرار‪.‬‬

‫ت�س ّببت الأنباء التي تفيد ب�أن حماولة تفجري رحلة الطائرة التابعة ل�شركة نورثوي�ست �إيرالينز �إىل‬
‫مدينة ديرتويت يف عيد امليالد كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة يف اليمن‪ ،‬ب�إطالق �سيل من مقاالت‬
‫‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‬

‫ال�صفحة الأوىل التي تحُ ّذر من حت ُّول الدولة اليمنية امل�شاك�سة �إىل �أفغان�ستان التالية‪ .‬فهل ميكن‬
‫اله�شة �إىل االنهيار‪ ،‬وبالتايل الإيذان‬
‫لتنظيم القاعدة يف جزيرة العرب دفع احلكومة اليمنية ّ‬
‫تنظيم‬
‫ُ‬ ‫بربوز نظام على منط طالبان؟ وهل ي�صبح اليمن القاعدة التالية التي �سي�س َته ِد ُ‬
‫ف منها‬
‫القاعدة الغرب؟‬
‫نظر �إليهم على �أنهم ي�ستجيبون ب�شكل حا�سم لهذه الأزمة‪،‬‬ ‫�صانعو ال�سيا�سة الغربيون يتدافعون كي ُي َ‬
‫التدخل‬‫ويعر�ضون تقدمي املزيد من امل�ساعدات الع�سكرية واملعونات التنموية‪� ،‬أو مزيج ًا من االثنني‪ّ .‬‬
‫الأجنبي يق ّدم فر�ص ًا لإحداث تغيري �إيجابي‪ ،‬لكن ثمة حدود ًا ملا ميكن �أن يحققه‪ .‬على � ّأي عمل يف‬
‫اليمن �أن ي�ضع بعني االعتبار م�س�ألتني‪ :‬طبيعة ال�سلطة يف الدولة‪ ،‬والعالقة املع ّقدة بني جمتمعاتها‬
‫القبلية واجلهاديني املت�ش ّددين مثل تنظيم القاعدة يف جزيرة العرب‪.‬‬
‫ت�ستفيد القاعدة من �ضعف النظام اليمني‪ ،‬لكن ف�شل النظام لن يكون بال�ضرورة انت�صار ًا‬
‫للمت�ش ّددين‪ .‬فاليمنيون لي�سوا متعاطفني بطبيعتهم مع اجلهادية املتطرفة‪ ،‬والقاعدة يف جزيرة العرب‬
‫ت�ستفيد على الأرجح من و�ضع اليمن كدولة �ضعيفة �أكرث مما ت�ستفيد لو �أن الدولة ف�شلت متام ًا‪.‬‬
‫كانت عملية بناء الدولة يف اليمن �سريع ًة‪ ،‬لكنها التزال جاري ًة‪ .‬قبل خم�سني عام ًا‪َ ،‬ق َب َع �إمام اليمن‬
‫على ر�أ�س بلد يفتقر �إىل عملة حملية‪ ،‬ونظام �صرف �صحي‪ ،‬والتتوافر فيه �سوى ثالثة م�ست�شفيات‬
‫فقط (براون ‪� ،1963‬ص ‪ .) Brown 1963, 357 - 357‬لكن التغيري كان �سريع ًا منذ �أن �ألغت‬
‫قط على قواعد لعبته ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫الثورة اجلمهورية الإمامة يف العام ‪ ،1962‬ومع ذلك مل ي�ستق ّر البلد ّ‬
‫وكما هو احلال يف العديد من الدول النامية‪ ،‬ف�إن املفاو�ضات يف �ش�أن َ«من يح�صل على ماذا‪ ،‬ومتى‬
‫وكيف» التزال جارية‪)1(.‬فحني تكون دولة ما يف خما�ض ت�أ�سي�س نظام �سيا�سي داخلي جديد‪ ،‬يتعينّ‬
‫على الدول الأخرى �أن تكون �أكرث حر�ص ًا وتق ّيد ًا يف تورطها هناك مما لو �أن هذه الدولة انفجرت من‬
‫داخلها‪.‬‬
‫منذ �أن بد�أ ع�صر النفط يف اليمن يف ثمانينيات القرن املا�ضي‪� ،‬ش ّوه نظام املح�سوبية الذي ترعاه‬
‫كل‬‫الدولة الآليات التقليدية لت�سوية النزاعات وتوزيع املوارد‪ .‬و ُيع ّد �شيوخ القبائل ركائز �أ�سا�سي ًة يف ٍّ‬
‫من النظام التقليدي ونظام املح�سوبية‪ ،‬على الرغم من �أن النظام‪ ،‬يف نظام املح�سوبية‪ ،‬يف�صل بينهم‬
‫وبني جمتمعاتهم املحلية من خالل توفري الرثوة واملكانة يف مقابل الإذعان ال�سيا�سي‪ .‬وقد �أ ّدى هذا‬
‫الأمر �إىل التمركز ال�سريع للنظام ال�سيا�سي‪ ،‬الذي قام على قدرة الدولة على توزيع الرثوة النفطية‬
‫على �أولئك الذين تراهم ها ّمني من الناحية ال�سيا�سية‪ .‬ومع �أنّ هذه املركزية كانت م�صطنع ًة‪ ،‬كانت‬
‫لها ق ّوة تغيريية‪ .‬فاملجتمع مل َي ُعد يعمل كما كان قبل جيل واحد فقط‪� ،‬أما اليوم فنادر ًا مايبدو زعماء‬
‫القبائل الأوائل بني مت�ساوين‪ ،‬وغالب ًا مايكونون منقطعني عن هموم قبائلهم (دري�ش ‪� ،1995‬ص ‪40‬؛‬
‫كيتون ‪� ،2005‬ص ‪ .).Dresch 1995, 40; Caton 2005, 331–2- 2-331‬كما �أن �أبناء القبائل‬
‫مل يعودوا يدعمون �شيوخهم بعناد كما كانوا يفعلون عندما كانت احلكومة املركزية تتمتّع بقدر �أقل‬
‫‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫من ال�سلطة‪ .‬الآن وقد بد�أت املح�سوبية التي يتّبعها النظام ت�ضعف حتت وط�أة انخفا�ض الإيرادات‬
‫النفطية‪� ،‬أ�صبحت ب�صماتها على البيئة ال�سيا�سية يف اليمن وا�ضح ًة‪ :‬فنظام املح�سوبية �أ ّدى �إىل ت�آكل‬
‫العديد من املبادئ والقواعد القبلية يف اليمن‪ ،‬و�ساعد على خلق فراغ حيث اليوجد بديل وا�ضح‬
‫للأمناط احلالية للقيادة‪ ،‬وحيث �أ�صبح للمقاولني الراديكاليني مثل القاعدة يف جزيرة العرب جمال‬
‫�أكرب للمناورة (�س‪ .‬فيليب�س ‪2009‬؛ ‪.)S. Phillips 2009; 2008 - 2008‬‬
‫تمُ ّثل �صادرات النفط �شريان احلياة االقت�صادية للحكومة‪ ،‬والتزال ت�سهم بنحو ‪ 75‬يف املئة من‬
‫ال�ست التي م�ضت منذ و�صول �إنتاج اليمن من‬ ‫الإيرادات للميزانية الوطنية يف البالد‪ .‬يف ال�سنوات ّ‬
‫النفط �إىل ذروته‪ ،‬انخف�ض ا�ستخراجه بحواىل ‪ 40‬يف املئة (نحو ‪ 280,000‬برميل يومي ًا)‪ ،‬ماجعل‬
‫ما�سة �إىل الدخل‪ .‬عالو ًة على ذلك‪ ،‬وبينما يقال على نطاق وا�سع �إن احتياطيات‬ ‫البالد يف حاجة ّ‬
‫املرجح �أن تنفد بحلول العام ‪ 2017‬تقريب ًا‪ ،‬ف�إن نفط البالد ُي�سته َلك حملي ًا �أي�ض ًا‬
‫اليمن من النفط من ّ‬
‫(ي�صل اال�ستهالك يف الوقت الراهن �إىل مايقرب من ‪ 125,000 -120‬ب‪/‬ي)‪ .‬ومن ثم فالنقطة‬
‫احلرجة بالن�سبة �إىل امليزانية تبدو �أقرب مما كانت عليه يف البداية‪ .‬وهكذا ف�إن عدم وجود �أموال‬
‫أهم للأزمات ال�سيا�سية الأخرى يف البالد‪.‬‬
‫يف خزينة الدولة هو املحرك ال ّ‬
‫�إن قدرة النظام اليمني على التعامل مع التح ّديات الداخلية مثل القاعدة يف جزيرة العرب قد‬
‫ت�ضاءلت كثري ًا يف العامني املا�ضيني �إىل درجة �أنه مع �صدور العدد العا�شر من جملة تنظيم القاعدة‬
‫يف جزيرة العرب على االنرتنت‪� ،‬صدى املالحم‪ ،‬يف �آب‪�/‬أغ�سط�س ‪ ،2009‬بدا �أن القاعدة يف جزيرة‬
‫العرب مل َت ُعد تعتربه عقب ًة يف وجه طموحاتها‪ .‬فقد �أ ّكدت جملة القاعدة يف جزيرة العرب �أن الهدف‬
‫الرئي�س الآن هو �إ�سقاط النظام يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬م�شري ًة �إىل �أن قب�ضة الرئي�س اليمني‬
‫علي عبد اهلل �صالح على ال�سلطة ت�ضعف‪« :‬نحن نر ّكز على اململكة العربية ال�سعودية لأن حكومة علي‬
‫عبد اهلل �صالح على و�شك االنهيار‪ ،‬وهذا الأخري على و�شك �أن يف ّر من �أر�ض اليمن»‪ .‬وت�أكيد القاعدة‬
‫تو�سعها‪ ،‬يمُ ّثل حت ّو ًال كبري ًا عن الطبعات‬
‫يف جزيرة العرب العلني جد ًا على �أن �صالح الميكن �أن يعيق ّ‬
‫ال�سابقة من املجلة‪ ،‬التي كانت قد دعت اليمنيني �إىل حماربة النظام و�أملحت �إىل خطط القاعدة يف‬
‫جزيرة العرب لليمن‪ .‬ويف �إطار ف�ضاء �سيا�سي �آخذ يف االتّ�ساع‪� ،‬أ�صبحت القاعدة يف جزيرة العرب‬
‫�أكرث و�ضوح ًا �إزاء طموحاتها ال�سيا�سية الداخلية‪.‬‬
‫يف العدد نف�سه من جملة �صدى املالحم‪ ،‬دعا قا�سم الرميي (�أحد الأع�ضاء اليمنيني امل� ِّؤ�س�سني‬
‫للقاعدة يف �شبه اجلزيرة العربية) الع ّمال ا َمل َهرة �إىل م�ساعدة «املجاهدين» على �إقامة دولة‬
‫�إ�سالمية‪:‬‬
‫«تكمن قيمة الرجل يف مايفعل لك�سب لقمة العي�ش‪ ...‬وال�ساحة اجلهادية يف حاجة �إىل جميع‬
‫القوى واملهارات والقدرات (مثل) الأطباء واملهند�سني والكهربائيني‪ .‬كما �أنها تتط ّلب ال�س ّباكني‬
‫والب ّنائني واملقاولني‪ ،‬مثلما �أنها حتتاج �إىل الطالب واملع ّلمني وباعة النقل والتو�صيل واملزارعني‪.‬‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‬

‫املتخ�ص�صني يف و�سائل الإعالم من الك ّتاب والطباعني‪�( ،‬إىل) امل� ّصورين واملخرجني‪.‬‬‫ّ‬ ‫�إنها تبحث عن‬
‫وهي يف حاجة �أي�ضاً �إىل ال�صحافيني والريا�ضيني امل�سلمني من ذوي ال�ضمري ّ‬
‫احلي‪ ،‬املَهَرة يف‬
‫فنون الدفاع عن النف�س والقتال عن كثب‪� .‬إنها تبحث عن الإداريني الأكفاء املنهجيني َّ‬
‫واملنظمني‪،‬‬
‫التجار الأقوياء وال�شرفاء الذين ينفقون �أموالهم يف �سبيل دينهم من‬ ‫مثلما هي يف حاجة �إىل ّ‬
‫دون خوف �أو طمع»‪.‬‬
‫«اعلم يا �أخي الفا�ضل �أنه با ّتباع �إخوانك املجاهدين يف بع�ض هذه ال�صفات‪ ،‬ف�إن ذلك �سي�س ّرع‬
‫وترية حتقيق م�شروعنا الإ�سالمي الكبري‪� :‬إقامة اخلالفة الإ�سالمية»‪.‬‬
‫هذا برنامج �سيا�سي �أ�سا�س ًا‪ .‬الرميي يحاول ح�شد الأن�صار لإطالق م�شروع طموح لبناء دولة تمُ ّثل‬
‫ويوجهها املجاهدون‪ .‬القاعدة يف جزيرة العرب ت�سعى �إىل تدمري النظام ال�سيا�سي القائم‬ ‫الأتقياء ّ‬
‫و�إقامة نظامها اخلا�ص‪� .‬إن ق�سم ًا كبري ًا من املناطق النائية يف اليمن يفتقر �إىل حكم ر�سمي ف ّعال‬
‫تديره الدولة‪ ،‬لكن هذا اليعني �أن هذه املناطق غري خا�ضعة كلي ًا �أو ي�سهل اال�ستيالء عليها‪ ،‬وخا�صة من‬
‫الدخالء على املنطقة‪ .‬رمبا �ضعفت القواعد غري الر�سمية للحكم القبلي وال�سلطة على مدى اجليل‬
‫املا�ضي‪� ،‬إال �أنها التزال قو ًة حملي ًة م�ؤ ّثر ًة‪ .‬و�إذا كانت القاعدة يف جزيرة العرب تعتزم �إدراج املناطق‬
‫النائية يف اليمن‪ ،‬حيث تتّخذ منها قاعد ًة لها يف الوقت احلايل‪ ،‬يف جتربتها ال�سيا�سية‪ ،‬فالب ّد لها‬
‫من العمل مع القبائل التي تقطن تلك املناطق‪ .‬وبذلك عليها �أن تتذكر �أن املجتمعات القبلية هي على‬
‫�سبيل املثال‪ ،‬واحدة من املوا�ضيع التي غالب ًا ماتدخل �ضمن خطب اجلمعة يف املناطق القبلية‪.‬‬
‫يف �شباط‪/‬فرباير ‪� ،2009‬أظهر زعيما القاعدة يف جزيرة العرب نا�صر الوحي�شي و�أمين الظواهري‬
‫نائب �أ�سامة بن الدن‪ ،‬تف ّهمهما ب�أن النظام القبلي اليزال �ضروري ًا للحكم وال�سلطة يف �أجزاء وا�سعة‬
‫(‪)2‬‬
‫من اليمن‪ .‬فقد دعا الوحي�شي القبائل �إىل مقاومة ال�ضغط ملنح الدولة ال�سيطرة على �أرا�ضيهم‪.‬‬
‫وباملثل‪ ،‬دعا الظواهري قبائل اليمن �إىل القيام مبثل ماقامت به قبائل باك�ستان و�أفغان�ستان و َد ْعم‬
‫تنظيم القاعدة‪:‬‬
‫«�أخاطب القبائل اليمنية النبيلة وال�شجاعة و�أقول لها‪ :‬التكونوا �أقل من �إخوانكم يف قبائل‬
‫الب�شتون والبلو�ش ال�شجاعة الذين �أعانوا اهلل ور�سوله‪ ،‬ود ّوخوا �أمريكا وال�صليبيني يف �أفغان�ستان‬
‫وباك�ستان‪ ...‬يا قبائل اليمن الكرمية وال�شجاعة‪ ...‬التكونوا عوناً لعلي عبد اهلل �صالح‪ ،‬عميل‬
‫ال�صليبيني ‪ ..‬كونوا عوناً و�س َنداً لإخوانكم املجاهدين (الظواهري ‪.)2009‬‬
‫أهم من ذلك‪،‬‬ ‫َعزَ فت هذه الت�صريحات على وتر مفاهيم ال�شرف القبلي واال�ستقالل الذاتي‪ ،‬وال ّ‬
‫على عداء القبائل القدمي لل�سلطات املركزية (�أونيل ‪ .)O’Neill 2009 - 2009‬ومن الوا�ضح �أن‬
‫املرت�سخة لدى القبائل بالدولة‪.‬‬
‫تنظيم القاعدة يعتزم اال�ستفادة من عدم الثقة ّ‬
‫يف �أيلول‪�/‬سبتمرب ‪ ،2009‬و ّزع تنظيم القاعدة يف جزيرة العرب �شريط فيديو يناق�ش «معركة‬
‫م�أرب» (وهي عملية ع�سكرية ُن ِّف َذت م�ؤخر ًا �ض ّد القاعدة يف جزيرة العرب يف م�أرب)‪ ،‬ويخطو‬
‫‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫خطوات �أو�سع يف حماولة ال�ستمالة املجتمعات القبلية يف اليمن‪ .‬يقول الراوي يف �شريط الفيديو‪:‬‬
‫«ثمة الكثري من التربيرات التي ُقدّمت لهذه العملية الع�سكرية (يف م�أرب)‪ ،‬لكن هدفها‬
‫الرئي�س كان ك�سر هيبة القبائل ونزع �سالحها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مل جتر�ؤ احلكومة على بدء العملية �إىل‬
‫�أن (�ضمنت) خيانة بع�ض امل�شايخ الذين �سمحوا للدبابات بغزو �أرا�ضيهم»‪.‬‬
‫ُي�ص َّور عنف الدولة على �أنه ي�ستهدف القبائل مبا�شر ًة‪ ،‬و�أنه ناجم عن �إدارة �شيوخ القبائل ظهورهم‬
‫يوجه نقد ًا الذع ًا هدفه �إحلاق‬
‫مل�س�ؤولياتهم وللتقاليد‪ .‬ثم ينتقل الفيديو �إىل قا�سم الرميي الذي ّ‬
‫اخلزي ب�شيوخ القبائل الذين يدعمون �صالح‪ .‬ويقول �إن ال�شيوخ الذين ي�ساندون الرئي�س المي ّثلون‬
‫القبائل اليمنية وهم فقدوا �شرعيتهم‪:‬‬
‫«اخلزي الأكرب هو �أن يتح ّول �شيوخ القبائل �إىل جنود وعبيد لعلي عبد اهلل �صالح الذي هو‬
‫نف�سه عبد للريال ال�سعودي والدوالر الأمريكي‪� .‬أقول له�ؤالء امل�شايخ ‪� ..‬أين الرجولة وال�شهامة ‪..‬‬
‫�أم �أنها ماتت مع �أ�سالفكم ودفنتموها معهم؟»‬
‫كانت هذه عبارات قوية جد ًا جتاه مفاهيم ال�شرف القبلي والطريقة التي «يجب» �أن يت�صرف‬
‫بها �شيخ القبيلة‪ ،‬و�ضمن ًا رجال القبيلة‪ .‬الرميي يحاول ف�صل امل�شايخ الذين ّمت ا�ستلحاقهم من قبل‬
‫الدولة عن قواعدهم القبلية‪ .‬وقد حثّ القبائل على التخ ّلي عن الزعماء الذين تواط�أوا مع الدولة‪.‬‬
‫ويبدو �أن هذه االتهامات لها �صدى قوي يف املناطق القبلية اليمنية‪ ،‬حيث �أ�صبحت ال�شكاوى من �أن‬
‫النظام ق ّو�ض التقاليد القبلية و�سبل العي�ش �شائع ًة‪ .‬ثم يربط الراوي يف �شريط الفيديو هذه ال�شكاوى‬
‫بالأهداف الرئي�سة لتنظيم القاعدة ويو�ضح الدور املحوري لقبائل اليمن‪ ،‬قائ ًال �أن املجاهدين يف‬
‫اليمن تغ ّلبوا على امل�ؤامرات لأن‪« :‬الوحدة قد ازدادت‪ ،‬ونه�ض الأبطال ب�سرعة من جميع القبائل‪،‬‬
‫مندفعني بقناعتهم اخلال�صة»‪ .‬ويف هذه الر�ؤية‪ ،‬ف�إن البطولة الفطرية للقبائل تن�سجم مع الطموحات‬
‫موحدون‪ .‬لكن ماذا �سيحدث لو‬ ‫اجلهادية لإ�سقاط الدولة الفا�سدة وامللحدة‪ .‬فاملجاهدون والقبائل َّ‬
‫مل تكن هناك دولة فا�سدة وملحدة ملحاربتها؟ وهل �سيدوم التحالف الذي ي�سعى �إليه زعماء القاعدة‬
‫يف جزيرة العرب؟‬

‫�إىل �أين من هنا؟‬


‫حتاول القاعدة يف جزيرة العرب �إعداد نف�سها كبديل للنظام الذي ُينت َقد لت�سليمه الرثوة ب�شكل‬
‫قبول ع�ضوي لنموذج‬
‫انتقائي �إىل م�شايخ اليمن على ح�ساب قبائلهم‪ .‬وبذلك يبدو �أنها تفرت�ض وجود ٍ‬
‫�سيا�سي جهادي داخل املجتمعات ال�شعبية‪ .‬و�إذا جاز لنا �أن نعترب دعوة الرميي لإقامة خالفة جديدة‬
‫م�ؤ�شر ًا‪ ،‬ف�إنه يبدو �أي�ض ًا �أن القاعدة يف جزيرة العرب تفرت�ض �أنه �سيكون من ال�سهل حتويل «القلوب‬
‫والعقول» �إىل م�ؤ�س�سات �سيا�سية قابلة للحياة‪ .‬بيد �أن التاريخ‪ ،‬وخا�صة احلديث منه يف ال�صومال‬
‫والعراق‪ ،‬يوحي بغري ذلك‪.‬‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‪10‬‬

‫ميكن لنمو املجموعات املحلية لتنظيم القاعدة �أن يثري م�شاكل عندما يفر�ض اجلهاديون �أنف�سهم‬
‫على القبائل‪ .‬ويف حني تزداد خاليا القاعدة يف جزيرة العرب ق ّو ًة‪ ،‬ف�إنها متيل �إىل طلب املزيد من‬
‫الأرا�ضي لتنظيم عالقاتها وعملياتها‪ .‬وكلـما طلبـت املزيـد من ال�سيـطرة علـى الأرا�ضي‪ ،‬كلما �أ�صبح‬
‫املرجح �أن ت�ش ّكل جمموعات‬
‫املرجح لها �أن تدخل يف مناف�سـة مع القبائل‪ .‬ولهذا ال�سبب من غري ّ‬ ‫من ّ‬
‫تنظيم القاعدة حت ّدي ًا منهجي ًا للدول التـي تتـواجد فيـها‪ .‬لكـن ذلك قد يتغيرّ �إذا مـاكـانت اخلاليا‬
‫على ا�ستعداد لقبول و�ضع التابع للقبيلة‪ ،‬كما فعلت جزئي ًا يف باك�ستان (جون�سون وما�سون ‪- 2008‬‬
‫‪ .)Johnson and Mason 2008‬وحتى لو حاول تنظيم القاعدة �أن يتحالف عمالني ًا وب�شكل غري‬
‫مبا�شر مع القبائل اليمنية �ض ّد الدولة‪ ،‬ف�إن واحد ًا من الأهداف الأو�سع للتنظيم ‪ -‬فر�ض ال�سيطرة‬
‫املرجح �أن ي�ضع هذا اال�ستبعاد القاعدة يف‬ ‫ال�سيا�سية ‪ -‬ي�ضع القبائل يف حالة من التبعية‪ .‬ومن ّ‬
‫جزيرة العرب يف مواجهة مع القبائل‪.‬‬
‫تمُ ّثل الرغبة يف حتقيق اال�ستقالل الذاتي ال�سيا�سي عن ال�سلطة املركزية عن�صر ًا رئي�س ًا يف النظام‬
‫القبلي يف اليمن ويف مفاهيم ال�شرف التي ُت َع ّد جزء ًا اليتج ّز�أ منه (كيتون ‪� ،1990‬ص ‪2-31‬؛ دري�ش‬
‫‪� ،1989‬ص ‪ ،378 ،47‬ويرن ‪� ،1991‬ص ‪40-39‬؛ فيليب�س ‪� ،2008‬ص ‪Caton 1990, 31- - 103-97‬‬
‫‪ .)2; Dresch 1989, 47, 378; Wenner 1991, 39–40; Phillips 2008, 97–103‬والدخالء‬
‫رمبا يحاولون �إقحام �أنف�سهم عن طريق تقدمي هبات �سخ ّية (املال وال�سالح عملتان قيا�س ّيتان)‪� ،‬أو‬
‫تقدمي امل�ساعدة للقتال �ض ّد مت�س ِّلل غريب �آخر �إىل املنطقة‪ .‬ومن �أجل العمل بفعالية يف املناطق التي‬
‫حتكمها القبائل‪ ،‬على الدخالء ت�صنيف �أنف�سهم �ضمن واحدة من ثالث عالقات وا�سعة‪� :‬إما رعاة �أو‬
‫زبائن �أو �شركاء للقبيلة‪.‬‬

‫رعاة القبيلة‬
‫�أن يكون املرء �س ّيد ًا لقبيلة يتط ّلب تقدمي هبات مالية م�ستق ّلة وم�ستمرة من الغريب‪� .‬إذ الميكن‬
‫للأ�سياد �أن يتو ّقعوا الوالء من التابع �إذا ماانتهت قدرتهم على الدفع‪ ،‬و�أحيانا الميكنهم تو ُّقع ذلك‬
‫الوالء حتى عندما ي�ستم ّر �سخا�ؤهم‪ )3(.‬يف اليمن‪ ،‬حاولت احلكومة توطيد هذه العالقة‪ ،‬لكن يف حني‬
‫ي�ستنزف تراجع عائدات النفط نظام املح�سوبية‪ ،‬يجري دمج عدد �أقل من امل�شايخ �أو الإبقاء عليهم‬
‫يف �شبكاتها‪ .‬فالنظام مل َي ُعد قادر ًا على تقدمي املكا�سب التي كان ُيق ّدمها قبل خم�س �سنوات فقط‪،‬‬
‫يتم الإح�سا�س به بق ّوة‪.‬‬
‫وهذا الرتاجع ال�سريع ّ‬

‫زبائن القبيلة‬
‫املرجح �أن ي�ستتبع كون �أحدهم زبون ًا للقبيلة‬
‫بالن�سبة �إىل الدخالء الذين يعملون يف اخلفاء‪ ،‬من ّ‬
‫توفري احلماية‪ ،‬ورمبا تقدمي امل�ساعدة اللوج�ستية له من القبيلة‪ ،‬يف مقابل القيام بدور الن ّهاب مع‬
‫‪11‬‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫مناف�سيها من الدخالء‪ .‬وتكمن قيمة الدخالء يف الغالب يف قدرتهم على زيادة تكلفة عدم التفاو�ض‬
‫مع القبيلة بالن�سبة �إىل الدخالء الآخرين‪ .‬وبالتايل تتط ّلب هذه العالقة تبعية الدخالء للقبيلة‪ .‬ميكن‬
‫�أن ُي َن ّحى الزبائن جانب ًا‪� ،‬أو ُير َف�ض تقد ُمي امل�ساعدة �إليهم مثل توفري مالذ �آمن‪ ،‬من قبل حماتهم‬
‫القبليني عندما اليعود �أولئك احلماة يرون فائد ًة من احلفاظ على الزبون‪.‬‬
‫ويبدو �أن بع�ض القبائل اليمنية ت�ستغ ّل خطر القاعدة لك�سب النفوذ يف مواجهة الدولة‪ .‬ففي ت�شرين‬
‫الأول‪�/‬أكتوبر ‪ 2008‬وا�صلت احلكومة املفاو�ضات مع قبيلة عبيدة يف م�أرب وذلك يف حماولة لت�أمني‬
‫ا�ست�سالم الرميي‪ .‬و ُيعترب جزء كبري من قبيلة عبيدة (وال�سيما كبري م�شايخها) موالي ًا للحكومة‪ ،‬الأمر‬
‫الذي يوحي ب�أن حماية الرميي ك�شفت عن وجود �شقاق داخل القبيلة نف�سها حيث عر�ض بع�ض امل�شايخ‬
‫الأقل �ش�أن ًا على الرميي (ورمبا �آخرين من �أمثاله) ملج�أً لزيادة نفوذهم داخل القبيلة يف مواجهة‬
‫احلكومة �أو كبري امل�شايخ‪ )4(.‬ويف حني ي�ستم ّر نظام املح�سوبية اخلا�ص بالدولة يف الت�آكل‪ ،‬ف�إن ثمة‬
‫نق�ص ًا يف الأموال املتاحة َملن هُ م على هام�ش ذلك النظام‪ ،‬ماي� ّؤجج التناف�س على املوارد امل�ستنفدة‪.‬‬
‫امل�شايخ ال�صغار �أ�صبحوا �أكرث عر�ض ًة لأن تنقطع عنهم هبات الدولة‪ ،‬ورمبا يكونون �أكرث مي ًال مل�ساعدة‬
‫عنا�صر القاعدة الفارين لت�أكيد �أه ّميتهم �أو ملء الفراغ الناجم عن تراجع �سلطة الدولة‪.‬‬
‫تتو ّقف العالقة الزبائنية هذه على �أحد مبادئ الثقافة اليمنية القبلية‪ :‬ال�شرف ي�ستلزم توفري‬
‫ال�ضيافة للدخيل الذي يطلب احلماية‪ ،‬وت�سليم �شخ�ص يطلب احلماية عار (دري�ش ‪5-64 ،1989‬‬
‫‪ .)Dresch 1989, 64–5 -‬العدد العا�شر من جملة «�صدى املالحم» �أثنى على واجب امل�شايخ مبنح‬
‫املالذ للمجاهدين‪ ،‬حيث �أ�شارت �إىل ق�صة كيف �أن القبائل و ّفرت مالذ ًا للنبي �أثناء �إحدى الأزمات‪.‬‬
‫وبالنظر �إىل ال�ضرورات الثقافية‪ ،‬والكلفة القليلة ن�سبي ًا لتوفري اللجوء‪ ،‬ف�إن قيام � ّأي قبيلة بتوفري‬
‫املالذ اليعني بال�ضرورة �أنها �ستدعم مرحلة �أكرث عدوانية من عمل املجاهدين‪.‬‬
‫يتعينّ على احلكومة اليمنية �إقناع القبائل ب�أنها ت�ستطيع �أن تق ّدم لها �أكرث مما ي�ستطيع تنظيم‬
‫القاعدة‪ .‬وتنظيم القاعدة يعمل مبوجب االفرتا�ض املعقول �أن احلكومة لن تكون راغب ًة �أو قادر ًة على‬
‫املرجح �أن يكون على �صواب‪ ،‬لكن من امل�ستبعد �أن يكون هو‬ ‫�إقناع القبائل ب�أنها �ستُق ّدم الكثري‪ .‬ومن ّ‬
‫نف�سه قادر ًا على تقدمي الكثري للقبائل‪.‬‬
‫بالن�سبة �إىل معظم القبائل‪ ،‬الدولة اليمنية هي �أداة ميكن من خاللها ملجموعة �صغرية من النخبة‬
‫�أن ت�ستغ ّل النا�س وت�ضايقهم‪ .‬وهذا لن يتغيرّ ما مل تق ّدم الدولة مكا�سب وتبني الثقة بينها وبني‬
‫القواعد ال�شعبية‪ .‬لقد �أ�ضعف النظام اليمني الكثري من جوانب النظام القبلي من خالل ا�ستلحاق‬
‫امل�شايخ عرب �إمكانية احل�صول على الرثوة وال�سلطة من املركز‪ ،‬وبالتايل قطع الكثري من الدعم عن‬
‫قواعدهم التقليدية‪ .‬فامل�شايخ الآن ي�ستم ّدون يف كثري من الأحيان ثرواتهم ومكانتهم من املركز‬
‫ال�سيا�سي‪ ،‬بد ًال من قواعدهم التقليدية يف املنطقة املحلية‪ .‬ومع فراغ ال�سلطة ال�شرعية الذي خلقته‬
‫هذه العالقات املت�ص ّدعة بني املركز واملحيط‪ ،‬ف�إن النظام اليمني غري مجُ ّهز للتعامل مع الأزمات‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‪12‬‬

‫ال�سيا�سية واالقت�صادية التي يواجهها‪ .‬القاعدة يف جزيرة العرب تق ّدم �أوراق اعتمادها نياب ًة عن‬
‫النظام‪ ،‬لكنها التق ّدم �إال مايزيد قلي ًال عن تنفي�س عن املظامل ّ‬
‫املرت�سخة‪ ،‬وهي كثرية‪ .‬‬
‫مكا�سب تنظيم القاعدة يف اليمن متج ّذرة يف الأخطاء التي ترتكبها الأجهزة الأمنية وال�سيا�سات‬
‫التي ُتن ِّفر اجلماهري عرب مكاف�أة النخب‪ .‬و�ستكون �إقامة حكم ر�شيد حا�سم ًة يف حتقيق اال�ستقرار‬
‫يف اليمن‪ ،‬ويجب �أال يفرت�ض �صانعو ال�سيا�سات الغربيون �أن النظام راغب �أو قادر على �إدماج �أولئك‬
‫الذين ا�ستبعدهم تقليدي ًا‪.‬‬

‫�شركاء القبيلة‬
‫تتط ّلب عالقة ال�شريك مع قبيلة ما مواءم ًة �إيديولوجي ًة و�شخ�صي ًة‪� ،‬أو مواءمة الهدف بني القبيلة‬
‫والدخيل‪ .‬وقد تعار�ضت نزعات جماعات القاعدة الأممية و�إيديولوجيتها اخلا�صة مع الأعراف املحلية‬
‫يف العراق وال�صومال‪ ،‬حيث تث ّمن القبائل اال�ستقالل الذاتي الن�سبي‪ .‬اليمن خمتلف نوع ًا ما يف �أن‬
‫الإيديولوجيات اجلهادية املُت�ش ّددة قد عزّزت وجودها هناك قبل عقود من حت ّدي اجلهاديني ل�سلطة‬
‫الدولة‪ .‬وقد عاد �آالف املواطنني اليمنيني �إىل البالد يف �أوائل الثمانينيات والت�سعينيات من القرن‬
‫املا�ضي‪ ،‬يف �أعقاب احلرب ال�سوفييتية يف �أفغان�ستان‪ .‬وبذلت عنا�صر حكومية �شمالية جهود ًا كبري ًة‬
‫لإعادة دجمهم يف احلياة ال�سيا�سية يف اليمن وتعبئتهم كمقاتلني �ض ّد اجلنوب يف احلرب الأهلية‬
‫العام ‪ .1994‬ويحافظ بع�ض ه�ؤالء الأع�ضاء القدامى املرتبطني بالقاعدة على عالقات مع احلكومة‪.‬‬
‫لكن بالن�سبة �إىل املت�ش ّددين الأ�صغر �سن ًا‪ّ � ،‬أي �أولئك الذين كربوا خالل ع�صر النفط يف اليمن‪ ،‬ف�إن‬
‫(‪)5‬‬
‫اجلهادية التعني التعاون مع الدولة بل مقاومتها‪.‬‬
‫كما ي�شري غريغوري جون�سن‪� ،‬أ�صبحت القاعدة يف جزيرة العرب منظمة منوذجية ن�سبي ًا داخل‬
‫اليمن لأنها فريدة من نوعها بني املنظمات ال�سيا�سية يف قدرتها على اجتياز االنق�سامات القبلية‬
‫والإقليمية والطبقية (جون�سن ‪ .)Johnsen - 2009‬ومي ّد قادتها �أيديهم �إىل القبائل يف حماولة‬
‫لال�ستفادة من العداء القبلي التقليدي جتاه ال�سلطات املركزية‪ .‬وقد اليكون تو�سيع ال�شقوق يف املجتمع‬
‫اليمني �أمر ًا �صعب ًا‪ ،‬لكن الأمر ال�صعب هو املطالبة بال�سلطة ال�شرعية ال�سيا�سية والإدارية‪ .‬القاعدة‬
‫يف جزيرة العرب منوذجية من حيث �أنها قد ن�سجت حكاي ًة عن اال�ستياء ال�شعبي لها امتداد �أو�سع من‬
‫التنظيمات ال�سيا�سية الأخرى يف اليمن‪ ،‬لكنها مل تثبت قدرتها على ترجمة هذه الألفة �إىل برنامج‬
‫�سيا�سي مقبول‪ .‬فوجود القاعدة يف اليمن اليزال جمزء ًا على الرغم من طموحها واالختالف الن�سبي‬
‫يف خطابها‪.‬‬
‫مع ذلك �أثبتت القاعدة يف جزيرة العرب حنكتها ال�سيا�سية‪ ،‬حيث ر ّكزت على مظامل احلكومة‬
‫وحاجة القبائل �إىل اال�ستقالل‪ ،‬وربطت املظامل اليمنية املحلية واحل�سا�سيات الثقافية مبا تعتربه من‬
‫‪13‬‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫�صالحياتها‪ .‬بيد �أن ال�صيغة ال�سيا�سية لهدفها ‪« -‬حتقيق م�شروعنا الإ�سالمي الكبري‪� :‬إقامة اخلالفة‬
‫دخيل‪ ،‬يحتمل �أن تتعار�ضا مع �أهداف القبائل يف احلكم الذاتي‪.‬‬ ‫كتنظيم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الإ�سالمية» – وو�ضعيتها‬
‫و�إذا ماكان تنظيم القاعدة ي�أمل يف حتقيق �أهدافه ال�سيا�سية يف البالد‪ ،‬فالب ّد له من �أن ي�ستعر�ض‬
‫ع�ضالته‪ ،‬ويتحمل ال�ضربات امل�ضادة‪.‬‬
‫لقد كان ينبغي تع ّلم هذا الدر�س يف ال�صومال‪ ،‬حيث �أ�ضعف ال�صراع بني الإيديولوجية الأممية‬
‫للقاعدة ومطلب القبائل املحلية باحلكم الذاتي اجلهاديني يف �أوائل ت�سعينيات القرن املا�ضي‪.‬‬
‫وتك�شف الوثائق التي ا�ستولت عليها الواليات املتحدة يف ذلك الوقت‪ ،‬عن �أن املجاهدين الأجانب‬
‫�أ�صبحوا م�شمئزّين من �سيا�سة الع�شائر ال�صومالية �إىل درجة �أن البع�ض اقرتح �إعالن اجلهاد �ض ّدها‬
‫يتم طرد القوات الغربية من البالد (مركز مكافحة الإرهاب العام ‪� ،2006‬ص ‪ .)6‬يف الدول‬ ‫بعدما ّ‬
‫الفا�شلة ويف مناطق ال�صراع حيث تهيمن القبائل على ال�ساحة ال�سيا�سية‪ ،‬يعترب املقاتلون املقتدرون‬
‫�سلع ًة نفي�س ًة جد ًا‪ .‬ففي ال�صومال‪ ،‬الميكن ملجاهدي بن الدن تقدمي مزايا تناف�سية لأقوى جم ّنديهم‬
‫املحتملني‪ ،‬حيث لي�ست لدى الكثريين منهم رغبة يف �أن يكونوا يف اجلانب اخلط�أ من امليلي�شيات‬
‫التدخل الأجنبي يف ال�ش�ؤون املحلية (مركز مكافحة الإرهاب‬ ‫القبلية التي �ساورتها �شكوك عميقة �إزاء ّ‬
‫‪� ،2006‬ص ‪.)18-16‬‬
‫حظ تنظيم القاعدة يف حمافظة الأنبار‬ ‫مثل هذه التوترات �ش ّكلت �أي�ض ًا عوامل ها ّم ًة يف انقالب ّ‬
‫يف العراق يف العامني ‪ ،2008-2007‬عندما جنحت املجموعات �شبه الع�سكرية القبلية التابعة‬
‫لـ«جمال�س ال�صحوة» (ال�صحوات) يف تهمي�ش اجلهاديني‪ .‬فقد اعتمد تنظيم القاعدة يف العراق‬
‫على الع�شائر ال�سن ّية لت�أمني الدعم‪ ،‬لكنه ذهب بعيد ًا جد ًا يف الإ�صرار على �أن يق�سم ال�شيوخ على‬
‫رف�ض التقاليد القبلية‪ ،‬مامي ّثل انتهاك ًا �صارخ ًا للتقاليد القبلية اخلا�صة باحلكم الذاتي (بريغن‬
‫‪� ،2008‬ص ‪ .)Bergen 2008, 114 – 114‬كما عزل قادة تنظيم القاعدة �أنف�سهم �أي�ض ًا من خالل‬
‫حماولة فر�ض �أنف�سهم يف الزواج من �أُ َ�سر قبلية بارزة‪ ،‬على الرغم من املعايري الثقافية التي ّ‬
‫حتظر‬
‫على املر�أة الزواج من خارج الع�شرية (�أ‪ .‬فيليب�س ‪� ،2009‬ص ‪ .)A. Philips 2009,72 – 72‬وقد‬
‫فاقمت حماوالت تنظيم القاعدة انتزاع ال�سيطرة على �شبكات التهريب من القبائل املحلية العداء‬
‫جتاه ه�ؤالء الدخالء‪ ،‬وق ّو�ضت م�صدر ًا هام ًا من م�صادر توليد املوارد املحلية للمجاهدين (�أ‪ .‬فيليب�س‬
‫‪� ،2009‬ص ‪ .)A. Philips 2009,72 – 72‬وازدادت معار�ضة القبائل لتنظيم القاعدة بفعل ميل‬
‫اجلهاديني �إىل ا�ستخدام العنف املذهل لرتويج �إيديولوجيتهم اخلا�صة للغايـة (�أ‪ .‬فيليب�س ‪،2009‬‬
‫‪� 73‬ص – ‪ .)A. Philips 2009, 73‬كان تنظيم القاعدة دخي ًال ومناف�س ًا جتاوز املعايري الثقافية‬
‫وال�سيا�سية واالقت�صادية التي مل تكن الع�شائر العراقية م�ستع ّد ًة للتنازل عنها‪.‬‬
‫اليمن لي�س العراق‪ ،‬والت�سامح التاريخي من جانب النظام اليمني �إزاء اجلهاديني املت�ش ّددين‬
‫وح�سا�سية القاعدة يف جزيرة العرب للمنظلمات القبلية قد يعني قدر ًا �أقل من التناف�س بني املت�ش ّددين‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‪14‬‬

‫واملجموعات القبلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن القاعدة المتتلك �سوى القليل ن�سبي ًا لتقدميه للقبائل مبا يتجاوز‬
‫املرجح �أن تكون مقبول ًة بو�صفها طليعة للقبائل التي ميكن �أن ترى يف وجود‬‫القوة املد ّمرة‪ .‬فمن غري ّ‬
‫القاعدة يف جزيرة العرب عبئ ًا عليها‪.‬‬

‫العنف والدم والث�أر‬


‫�إن نزوع تنظيم القاعدة �إىل العنف املفرط �ض ّد املدنيني �سي�ستم ّر ب�إحلاق ال�ض ّرر بدعمها املحتمل‬
‫يف العامل الإ�سالمي‪ .‬يف املجتمع القبلي يف اليمن‪ ،‬ينطوي خرق ال�سالم على عواقب هامة‪ :‬فعندما‬
‫تقـتل القبيـلة �شخ�ص ًا‪ ،‬يحقّ لقبيلة ال�ضحية قتل «�أحد رجالهم مقابل رجـلنـا» (دري�ش ‪� ،1989‬ص‬
‫‪ .)Dresch 1989, 50-51, 66-69, 150 – 150 ،69-66 ،51-50‬يف املناطق القبلية‪ ،‬وال�سيما يف‬
‫حمافظات م�أرب واجلوف و�شبوة‪� ،‬أ ّدت عمليات القتل االنتقامية �إىل دورات من العنف بني القبائل‬
‫امت ّدت على مدى �أجيال وهيمنت على ال�ساحة ال�سيا�سية واالقت�صادية‪ّ ،‬‬
‫فتعطلت ال�شركات املحلية‪،‬‬
‫و�أُث ِبط الأطفال عن الذهاب �إىل املدر�سة لتفادي �أن ي�صبحوا هدف ًا‪ ،‬و�أ�صبحت الرحالت للح�صول‬
‫على ال�سلع الأ�سا�سية خطري ًة‪ ،‬وهلم جر ًا‪.‬‬
‫بعد الهجوم االنتحاري الذي �ش ّنه تنظيم القاعدة �ض ّد جمموعة من ال�سياح الإ�سبان يف م�أرب‬
‫نظمت احلكومة اليمنية م�ؤمتر ًا يف م�أرب ملناق�شة الأ�سباب واحللول اخلا�صة‬ ‫يف متوز‪/‬يوليو ‪ّ ،2007‬‬
‫بالإرهاب يف املحافظة‪ .‬م�أرب قبلية للغاية‪ ،‬وكان يعتقد �أن قبيل ًة حملي ًة ت�ؤوي مقاتلي القاعدة‬
‫ن�سقوا هذا الهجوم القاتل‪ .‬وقد ُو ّجهت الدعوة �إىل عدد من الدبلوما�سيني الأجانب وموظفي‬ ‫الذين ّ‬
‫املنظمات غري احلكومية حل�ضور امل�ؤمتر‪ ،‬و�ضمنت احلكومة �أم َنهم من خالل ا�ستخدام مرافقة قبلية‬
‫خمتلطة‪ )6(.‬ويف �سياق عملية املرافقة‪ ،‬جل�س ع�ضو من كل قبيلة من املناطق املحيطة يف القافلة التي‬
‫نقلت الأجانب من و�إىل امل�ؤمتر‪ .‬وكان � ّأي هجوم �ض ّد القافلة من �ش�أنه �أن يع ّر�ض للخطر �إما ع�ضو ًا‬
‫يف القبيلة التي كانت ت�ساعد تنظيم القاعدة و�إما ع�ضو ًا من قبيلة جماورة‪ ،‬الأمر الذي كان ميكن‬
‫�أن ي�شعل ال�صراعات الدموية االنتقامية التي تع ّر�ض قبيلة املهاجم �أو الراعي القبلي �إىل اخلطر‪.‬‬
‫ويتم ترتيب املجتمع القبلي مبوجب قواعد مع ّقدة تربط �أع�ضاءه الواحد منهم بالآخر‪� .‬أما القول‬
‫�إن املجتمع القبلي «الت�سيطر عليه احلكومة» فيتغا�ضى عن هذه التقاليد القوية‪ .‬والآليات الالزمة‬
‫للحفاظ على م�ستوى من اال�ستقرار ُمع ّقدة وهي تعمل مبوجب الفر�ضية املركزية التي تقول �إن‬
‫ح�سا�سة ّ‬
‫للتدخل اخلارجي‪ ،‬ال�سيما‬ ‫واجب كل فرد هو احلفاظ على هذا اال�ستقرار‪ )7(.‬هذه الآليات ّ‬
‫التدخل هجوم ّي ًا غر�ضه النهب‪ .‬و ُت�ش ّكل القاعدة يف جزيرة العرب‪ ،‬كعن�صر فاعل‬ ‫عندما يكون هذا ّ‬
‫ذي �أجندة �سيا�سية وا�ضحة‪ ،‬خطر ًا على الآليات املحلية التي حتافظ على م�ستوى من النظام‪.‬‬

‫الإيديولوجية‬
‫على ال�صعيد الإيديولوجي‪ ،‬رمبا واجه تنظيم القاعدة �صعوبات يف �س ّد الفجوات الكبرية يف‬
‫‪15‬‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫املجتمع اليمني‪ .‬ففي �أيار‪/‬مايو ‪� ،2009‬أعلن الوحي�شي دعمه لـ«�شعب جنوب اليمن» يف كفاحه من‬
‫�أجل االنف�صال عن نظام الرئي�س اليمني علي عبد اهلل �صالح (مداي�ش و�أبو ح�سني ‪ .)2009‬وعلى‬
‫مرجعي جهادي �صريح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الرغم من �أهمية ت�صريحات الوحي�شي‪� ،‬إال �أن هذا الأخري حافظ على �إطار‬
‫و�ش ّدد على �أن ال�شريعة الإ�سالمية هي ال�سبيل الوحيد للجنوبيني من �أجل التغ ّلب على ظلم النظام‪.‬‬
‫و�أ�ضاف �آخر ُي�ش َت َبه بانتمائه �إىل القاعدة يف جزيرة العرب‪ ،‬وهو غالب عبداهلل الزيدي‪� ،‬أن اعتماد‬
‫ال�شريعة كان �ضروريا للح�صول على امل�ساعدة اجلهادية يف اجلنوب‪�« :‬إذا ماوا�صلوا اعتماد الأفكار‬
‫نن�ضم �إليهم» ( ّمتت �إ�ضافة احلروف املائلة) (�أخبار اليمن‬ ‫ّ‬ ‫اال�شرتاكية �أو ال�شيوعية‪ ،‬ف�إننا لن‬
‫‪ .)2009‬وكما ي�شري بيان الزيدي‪ ،‬ف�إن تنظيم القاعدة يواجه مناف�س ًة �إيديولوجي ًة يف اجلنوب‪ .‬وقد‬
‫يجد تنظيم القاعدة �صعوب ًة يف �إيجاد �أر�ضية م�شرتكة مع اليمنيني اجلنوبيني �إذا ماحافظ على‬
‫مثل هذا املوقف الإيديولوجي املت�ش ّدد‪ .‬ومع ذلك ف�إن هذا املوقف ُيع ِّرف القاعدة �إىل ح ّد كبري‪ .‬وقد‬
‫�أ�صبحت اخلاليا مثل القاعدة يف جزيرة العرب �أكرث براع ًة يف دمج نف�سها يف ال�صراعات ال�سيا�سية‬
‫املحلية لكنها التتخلى عن �إيديولوجيتها الأممية‪ .‬كما �أن �إ�صرار ال�سلفية التقليدية على وحدة الأمة‬
‫(اجلماعة الإ�سالمية)‪ ،‬يف خ�صام بطبيعته مع احلركة االنف�صالية‪ .‬والقاعدة يف جزيرة العرب‬
‫الميكن �أن تدافع عن االنق�سامات يف داخل الأمة عندما تكون مهمتها �إقامة خالفة عاملية‪ .‬وقد ف�صلت‬
‫االفتتاحية يف العدد العا�شر من جملة �صدى املالحم هذه النقط َة‪ ،‬نافي ًة �أن تكون القاعدة يف جزيرة‬
‫العرب دعت �إىل االنف�صال ال�سيا�سي يف اليمن‪ ،‬لكنها �أ�شارت �إىل �أن اليمن امل ّوحد الينتمي �إىل �صالح‬
‫�أو الرئي�س اليمني اجلنوبي ال�سابق علي �سامل البي�ض‪ ،‬اللذين و�صفتهما املقالة بـ«القات َلني»‪.‬‬
‫غالب ًا ماتكون مزاوجة الأهداف الأممية والإيديولوجية بال�شواغل املحلية متناق�ض ًة‪ .‬فاحلوار بني‬
‫طموحات القاعدة الأممية وال�سيا�سة املحلية‪ ،‬والتي ت�صبح خالياها مت�شابك ًة معها‪ ،‬متوترة �إيديولوجي ًا‬
‫و�سيا�سي ًا‪ .‬والكثري مما تمُ ّثله القاعدة مقيت بالن�سبة �إىل ال�سكان املحليني‪ ،‬لكن ا�ستبعاد الأ�صوات‬
‫املعار�ضة امل�شروعة فتح املجال ملتطرفني مثل القاعدة يف جزيرة العرب‪ .‬اليمنيون حمافظون ديني ًا‪،‬‬
‫لكنهم لي�سوا متط ّرفني بطبيعتهم‪ .‬وتقدم القاعدة يف جزيرة العرب حكاية ظلم ل�سكان يعانون‪ ،‬بيد‬
‫�أن املجاهدين مل ي�صبحوا (بعد) �صوت ال�شعب �أو حكوم ًة بديل ًة‪.‬‬
‫لكل من القاعدة واحلكومة اليمنية تط ّلعات تتعار�ض مع تط ّلعات القبائل اليمنية‪ .‬واله ّوة بني‬ ‫�إن ٍّ‬
‫اهتمامات القبائل املحلية والأجندة العاملية املُر ّكزة لتنظيم القاعدة ُتو ّفر فر�ص ًا للحكومة حل ّل �شكاوى‬
‫ب�سيطة و�إقناع القبائل ب�أن احلكومة رهان �أف�ضل من تنظيم القاعدة على املدى الطويل‪ .‬ولكن مبا �أن‬
‫املرجح �أن يتح ّقق احل ّل الوحيد الطويل‬‫النظام اليمني يف �أزمة‪ ،‬يبدو هذا �أم ًال بعيد املنال‪ .‬ومن غري ّ‬
‫الأجل مل�س�ألة دعم ا�ستقرار البالد‪ ،‬واملتم ّثل يف موافقة النظام على دمج املزيد من املجتمع اليمني‪.‬‬
‫ميكن للقاعدة يف جزيرة العرب ركوب موجة ال�شكاوى املحلية والقبلية‪ ،‬لكن ما مل ُتغيرّ جذري ًا‬
‫طموحاتها يف ال�سيطرة على الأرا�ضي �سيا�سي ًا يف املناطق القبلية‪� ،‬أوتتم ّكن من �إثبات قدرتها على‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‪16‬‬

‫املرجح �أن ينتهي �أمر‬


‫تقدمي مكا�سب ملمو�سة ودائمة للقبائل من خالل تبع ّيتها لتنظيم القاعدة‪ ،‬فمن ّ‬
‫القاعدة يف جزيرة العرب يف نهاية املطاف كما انتهى �أمر الدخالء الآخرين الذين حاولوا القيام‬
‫بال�شيء نف�سه‪ .‬هذا �أمر يدعو �إىل التفا�ؤل على املدى البعيد‪� ،‬أما على املدى الق�صري‪ ،‬ف�إن التوقعات‬
‫لي�ست واعد ًة‪ .‬فنظام املح�سوبية يف اليمن الذي ينح ّل‪ُ ،‬يعطي اجلهاديني فر�ص ًة ل�صقل نهجهم مبا‬
‫يتالءم مع ال�سيا�سة املحلية‪ ،‬وتر�سيخ �أنف�سهم كعنا�صر فاعلة يف ال�صراعات املحلية‪ .‬وعلى عك�س‬
‫ال�صومال والعراق‪ ،‬حيث مل يكن تنظيم القاعدة قادر ًا على احلفاظ على قوة اجلذب‪ ،‬اليمن لي�س‬
‫دول ًة فا�شل ًة‪ .‬والقاعدة ت�ستفيد من بيئة تبدو فيها ال�سلطة املركزية �ضعيف ًة‪ ،‬لكن املجتمع لي�س فو�ضوي ًا‬
‫متام ًا‪ .‬والتجارب يف العراق وال�صومال ت�شري �إىل �أن جماعات القاعدة قد تكون �أن�سب لبيئة هي‬
‫يف مكان ما على �أعتاب ف�شل الدولة �أكرث منها لبيئة تعاين الف�شل الفعلي‪ )8(،‬حيث جتعل الفو�ضى‬
‫ال�سائدة اجلهاديني جمموع ًة واحد ًة من بني العديد من املجموعات التي تقاتل من �أجل البقاء‪ .‬وبينما‬
‫ُتع ّقد الت�ضاري�س القبلية يف اليمن طموحات القاعدة‪ ،‬ف�إن فر�صها يف �أن ينظر �إليها على �أنها جهة‬
‫�سيا�سية فاعلة و�شرعية تزداد طاملا عملت يف اخللفية من دون �أن تتحدى القبائل ب�شكل �صريح من‬
‫�أجل ال�سلطة‪.‬‬

‫الت�صدي للم�شكلة‬
‫ّ‬
‫يف الوقت الذي ي�سعى فيه الغرب �إىل الر ّد على الأحداث الأخرية التي ت�شمل اليمن‪ ،‬ف�إنه من‬
‫الهام الأخذ بعني االعتبار �أنه الميكن لنهج ع�سكري يف مكافحة الإرهاب‪ ،‬وال لنهج �إمنائي ت�صحيح‬
‫�أ�سا�س امل�شكلة �أال وهو نظام ال�سلطة ال�شديد املركزية الذي يبقي املوارد والنفوذ ال�سيا�سي يف يد ق ّلة‬
‫خمتارة‪ ،‬ويزيد من تر�سيخ امل�صاعب االقت�صادية لليمنيني‪.‬‬
‫�إن منو اجلهادية املتط ّرفة يف اليمن نابع من الطبيعة امل�ؤذية للنظام ال�سيا�سي يف البالد‪ .‬وال ُيغيرّ‬
‫ا�ستهداف قيادة القاعدة يف جزيرة العرب يف اليمن ب�ضربات جوية ومب�ساعدة �أمريكية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫من هذا‬
‫واليرجح لهذه ال�ضربات �أن تعزّز النظام اليمني يف مواجهة اجلهادية املتطرفة على املدى الأطول‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وقد اعترب ال�شارع اليمني ال�ضربات اجلوية التي ُ�ش َّنت يف الفرتة املمت ّدة بني ‪ 17‬و‪ 24‬كانون الأول‪/‬‬
‫دي�سمرب ‪ ،2009‬مب�ساعدة الواليات املتحدة �إهان ًة ل�سيادة اليمن‪ ،‬و ُو ِ�ص َفت يف بع�ض ال�صحف املحلية‬
‫التدخل الع�سكري الغربي العلني من تر�سيخ القاعدة يف جزيرة العرب‬ ‫باملذابح‪ .‬كما ُي َر َّجح �أن يزيد ّ‬
‫يف الوعي ال�سيا�سي املحلي‪ ،‬يف الوقت الذي اليزال اجلهاديون يقولون �إن احلكومة اليمنية «عميلة‬
‫�أمريكا» (رويرتز ‪.)2009‬‬
‫يبدو �أن مقاربة «احلكومة ب�أ�سرها» الأكرث ليون ًة تفرت�ض �أن � ّأي خ�سارة يتك ّبدها النظام اليمني‬
‫ملخ�ص �سيا�سة‬ ‫تمُ ثل انت�صار ًا لتنظيم القاعدة‪ .‬لكن هذا تب�سيط مبالغ فيه للأزمة الراهنة‪� .‬إذ يدعو ّ‬
‫�صدر م�ؤخر ًا عن «مركز الأمن الأمريكي اجلديد» احلكومة الأمريكية �إىل «تكري�س مزيد من املوارد‬
‫‪17‬‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫‪ ...‬لدعم قدرة احلكومة اليمنية وحت�سني فعاليتها» (مركز الأمن الأمريكي اجلديد ‪� ،2009‬ص ‪5‬‬
‫– ‪ ،)CNAS 2009, 5‬ولكن هذا ينطوي على خطر تر�سيخ امل�شكلة �أكرث‪ :‬فاملزيد من املال لن يجعل‬
‫النظام اليمني �أكرث ا�ستعداد ًا لنقل ال�سلطة حق ًا‪ .‬ووفق ًا لورقة «مركز الأمن الأمريكي اجلديد»‪ ،‬على‬
‫الواليات املتحدة �أن ت�سعى �إىل «عالقة متع ّددة الوجوه ودائم ًة ت�شمل التنمية االقت�صادية‪ ،‬وحت�سني‬
‫احلوكمة‪ ،‬واال�ستقرار الداخلي»‪ ،‬م�شري ًة �إىل �أن «�أقل من ‪ 20‬يف املئة» من ‪ 4.7‬مليار دوالر من‬
‫امل�ساعدات التي تع ّهد بها املانحون لليمن يف العام ‪ 2006‬قد ّمت ت�سليمها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فلي�س كثري ًا‬
‫�أنه يجب �أن تكون هناك «رغبة �أكرب يف متابعة التع ّهدات» اخلا�صة ب�أموال امل�ساعدات (مركز الأمن‬
‫الأمريكي اجلديد ‪� ،2009‬ص ‪ ،)CNAS 2009, 5 – 5‬لكن الميكن ت�سليم امل�ساعدات املوعودة لأن‬
‫ذراعي احلكومة اليمنية قد �أ�صابهما اجلمود ولي�س ثمة �آلية حملية ميكن من خاللها تو�صيل مثل‬ ‫َ‬
‫هذه الكميات ال�ضخمة من امل�ساعدات ب�شكل ف ّعال‪ .‬هذه امل�شكلة تك�شف الكثري حول الأو�ضاع على‬
‫الأر�ض يف اليمن‪ .‬وما مل تكن هناك بعثة م�ساعدات تعتزم �أداء املهام الأ�سا�سية للحكومة‪ ،‬ف�إن املعونة‬
‫اخلارجية حتتاج �إىل �شريك حملي من ِّفذ‪ .‬احلكومة اليمنية مل تثبت قدرتها على �أداء هذا الدور‪،‬‬
‫وذلك لأن قيادتها تفتقر �إىل الإرادة ال�سيا�سية كما �أن م� ّؤ�س�ساتها غري فعالة‪.‬‬
‫�إن تعزيز جوانب النظام اليمني التي ته ّدد بقاءه لي�س هو احلل‪ ،‬بل احل ّل يكمن يف �إعادة هيكلة‬
‫جذرية للنظام ال�سيا�سي اليمني‪ .‬النظام يجب �أن ي�صبح �أكرث �شمو ًال‪ ،‬وهو مايعني نزع قدر كبري من‬
‫ال�سلطة من النخبة احلالية‪ .‬هذا �أمر غري مرغوب فيه يف نظر تلك النخبة‪ ،‬وال�سيما �أولئك الذين‬
‫يحافظون على نفوذهم من خالل و�سائل غري د�ستورية‪ )9(.‬وال�س�ؤال املطروح هو ما �إذا كان الغرب‬
‫نظر �إليه على �أنه ي�ضمن‬ ‫قادر ًا على الدخول يف تعقيدات ال�سيا�سة املحلية يف اليمن من دون �أن ُي َ‬
‫�أ�سا�س م�شكلة �شرعية احلكومة‪ .‬وهذه مهمة بالغة التعقيد‪ ،‬وتفرت�ض �أن عم ًال غربي ًا حا�سم ًا ميكن �أن‬
‫يح ّقق املزيد من اال�ستقرار على املدى الطويل يف الدولة اله�شة‪ .‬وي�ستحق هذا االفرتا�ض �أن ينا َق�ش‬
‫يتم قبوله‪.‬‬
‫على نطاق وا�سع قبل �أن ّ‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‪18‬‬

‫مالحظات‬
‫‪ -1‬ا�شتهرت هذه العبارة بوا�سطة (ال�سويل ‪.)1936‬‬
‫مت ن�شر ت�سجيل الوحي�شي ال�صوتي على مواقع جهادية خمتلفة‪ .‬للح�صول على تعليق باللغة الإنكليزية عليه‪،‬‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫انظر‪ ،‬ثيندين نيوز‪.2009 ،‬‬
‫‪ -3‬تع ّج الكتابات عن القبائل يف اليمن بحكايات عن قبائل كانت «جمهوري ًة يف النهار‪ ،‬وملكي ًة يف الليل»‪ ،‬يف‬
‫احلرب الأهلية ال�شمالية يف �ستينيات القرن املا�ضي‪ .‬وغالباً ماتكون الطبيعة املتل ّونة للتحالفات القبلية املتغيرّ ة‬
‫حميرّ ًة للغريب‪ .‬يقتب�س روبرت �ستوكي عن مقاتل يف تلك احلرب حاول �شراء والء رجال القبائل‪�« :‬أحدهم ف ّر‬
‫لأن اجلمهوريني قاموا بر�شوته؛ و�آخر غادر و�شنّ هجوماً من تلقاء نف�سه‪ ،‬يف �أماكن غري التي كانت متو َّقع ًة‪ ،‬لأنه‬
‫ال�شك‪ .‬لطاملا جرت الأمور على هذا النحو»‪�( .‬ستوكي ‪� ،1978‬ص ‪Stookey 1978, – 244‬‬ ‫كان ن ّزاعاً �إىل ّ‬
‫‪.)244‬‬
‫‪ -4‬مقابلة مع حم ِّلل ميني لل�سيا�سة القبلية‪� ،‬صنعاء‪ ،‬ت�شرين الأول‪�/‬أكتوبر‪.2008‬‬
‫‪ -5‬جون�سن ‪ 2007‬يناق�ش الفجوة بني الأجيال مبزيد من التف�صيل‪.‬‬
‫‪ -6‬ح�ضرت الكاتبة هذا امل�ؤمتر‪.‬‬
‫‪ -7‬من الهام الإ�شارة �إىل �أ ّنه يف حني �أن حماولة تعزيز اال�ستقرار باللجوء �إىل الردع لي�ست حماول ًة ف ّعال ًة دائماً‬
‫‪ -‬والو�ساطة ت�ش ّكل جزءاً هاماً من عملية ح ّل اخلالفات التي ت�س ّببت يف املوت �أحياناً ‪ -‬يبقى الت�أثري على البيئة‬
‫املحلية �أمراً خطرياً للغاية عندما تف�شل هذه املحاولة‪ ،‬وهذا �أم ٌر اليُ�ستهان ب�إمكانية حدوثه‪.‬‬
‫م�ستحقّ لغافن هيلز لتو�ضيح هذه النقطة من خالل املرا�سالت عرب الربيد الإلكرتوين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫"‪ -8‬ال�شكر‬
‫‪� -9‬أ�شكر عبد الغني الإرياين على هذه العبارة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫�سارة فيليب�س‬

‫ببليوغرافيا‬
‫ب‪ .‬بريغن‪« ،‬مابعد العراق‪ :‬م�ستقبل القاعدة يف العراق»‪ ،‬يف «قاذفات قنابل وح�سابات م�صرفية ونزيف‪ :‬طريق‬
‫القاعدة داخل العراق وخارجه»‪ ،‬حترير ب‪ .‬في�شمان‪ ،‬و�ست بوينت‪ ،‬نيويورك‪ :‬الأكادميية الع�سكرية الأمريكية‪،2008 ،‬‬
‫‪http://www.ctc.usma.edu/harmony/pdf/Sinjar_2_July_23.pdf‬‬
‫و‪ .‬ر‪ .‬براون‪« ،‬املع�ضلة اليمنية»‪ ،‬جملة ال�شرق الأو�سط ‪ ،17‬العدد ‪.1963 ،4‬‬
‫�س‪� .‬ش‪ .‬كيتون‪�« ،‬أنادي قمم اليمن‪ :‬ال�شعر كممار�سة ثقافية عند قبيلة مينية �شمالية»‪ .‬بريكلي ولو�س �أجنل�س‪:‬‬
‫من�شورات جامعة كاليفورنيا‪.1990 ،‬‬
‫�س‪� .‬ش‪ .‬كيتون‪« ،‬وقائع اليمن‪� :‬أنرثوبولوجيا احلرب والو�ساطة»‪ .‬نيويورك‪ :‬هيل �آند وانغ‪.2005 ،‬‬
‫مركز مكافحة الإرهاب يف وي�ست بوينت‪« ،‬نكبات تنظيم القاعدة يف القرن الأفريقي»‪ ،‬وي�ست بوينت‪ ،‬نيويورك‪:‬‬
‫الأكادميية الع�سكرية الأمريكية‪،2006 ،‬‬
‫‪http://www.ctc.usma.edu/aq/pdf/Al- Qa%27ida%27s%20MisAdven-‬‬
‫‪.tures%20in%20the%20Horn%20of%20Africa.pdf‬‬
‫ب‪ .‬دري�ش‪« ،‬القبائل واحلكومة والتاريخ يف اليمن»‪� .‬أك�سفورد‪ :‬من�شورات كالرندون‪.1989 ،‬‬
‫ب‪ .‬دري�ش‪« ،‬العامل القبلي يف الأزمة اليمنية»‪ .‬يف «احلرب اليمنية يف العام ‪� :1994‬أ�سبابها ونتائجها»‪ ،‬حترير ج‪.‬‬
‫ال�سويدي‪� ،‬ص ‪ .55-33‬مركز الإمارات للدرا�سات والبحوث اال�سرتاتيجية‪ :‬دار ال�ساقي‪.1995 ،‬‬
‫�أ‪ .‬م‪� .‬إك�سوم و ر‪ .‬فونتني‪« ،‬على حافة ال�سكني‪ :‬عدم اال�ستقرار يف اليمن وخطره على امل�صالح الأمريكية»‪ ،‬موجز‬
‫ال�سيا�سات‪ ،‬مركز الأمن الأمريكي اجلديد‪،2009 ،‬‬
‫_‪http://www.cnas.org/files/documents/publications/yemen_Policy_Brief‬‬
‫‪0.pdf.‬‬
‫ثيندين نيوز‪« ،‬زعيم تنظيم القاعدة يحثّ القبائل اليمنية على حماربة احلكومة»‪� 20 ،‬شباط‪/‬فرباير ‪،2009‬‬
‫‪http://www.thaindian.com/newsportal/world-news/al-qaeda-leader-‬‬
‫‪urges-yemeni-tribes-to-fight-government_100157355.html‬‬
‫ج‪ .‬جون�سن‪« ،‬الفجوة بني الأجيال يف القاعدة»‪� ،‬صحيفة بو�سطن غلوب‪ 9 ،‬ت�شرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪،2007‬‬
‫‪http://www.boston.com/bostonglobe/editorial_opinion/oped/‬‬
‫‪/al_qaedas_generational_split/09/11/articles/2007‬‬
‫غريغوري جون�سن‪« ،‬التيقّظ املت�ضائل‪ :‬عودة تنظيم القاعدة للظهور يف اليمن»‪ ،‬معهد وا�شنطن ل�سيا�سة ال�شرق‬
‫الأدنى‪ ،‬مراقبة ال�سيا�سة رقم ‪ 14 ،1551‬متوز‪/‬يوليو ‪،2009‬‬
‫‪CID=3088‬؟‪http://www.washingtoninstitute.org/templateC05.php‬‬

‫هـ‪ .‬ال�سويل‪« ،‬ال�سيا�سة‪ :‬مَن يح�صل على ماذا ومتى وكيف»‪ .‬كليفالند‪ :‬مرييديان بوك�س‪.1936 ،‬‬
‫ع‪ .‬مداي�ش و �س‪� .‬أبو ح�سني‪« ،‬دعوة القاعدة لإقامة دولة �إ�سالمية يف جنوب اليمن»‪� ،‬صحيفة ال�شرق الأو�سط‪14 ،‬‬
‫�أيار‪/‬مايو ‪.2009‬‬
‫�أخبار اليمن‪« ،‬القاعدة‪� :‬سن�ساعد اجلنوبيني �إذا حكموا بال�شريعة الإ�سالمية«‪� 19 ،‬أيار‪/‬مايو ‪،2009‬‬
‫_‪sub_no=3_2009_05‬؟‪http://www.newsyemen.net/en/print.asp‬‬
‫‪19_7760‬‬
‫ب‪� .‬أونيل‪« ،‬القاعدة يف جزيرة العرب‪ :‬خطر مت�صاعد يف اليمن»‪ ،‬مركز مكافحة الإرهاب‪� ،‬سنتينل‪� :)4( 2 ،‬ص ‪-17‬‬
‫‪،2009 ،19‬‬
‫‪http://www.ctc.usma.edu/sentinel/CTCSentinel-Vol2Iss4.pdf‬‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬ ‫‪20‬‬

‫�أ‪ .‬فيليب�س‪« ،‬كيف خ�سر تنظيم القاعدة العراق»‪ ،‬املجلة الأ�سرتالية لل�ش�ؤون الدولية‪� :)1( 63 ،‬ص ‪،84-64‬‬
‫‪.2009‬‬
‫�س‪ .‬فيليب�س‪« ،‬جتربة اليمن الدميقراطية من منظور �إقليمي‪ :‬حم�سوبية و�سلطوية جمعية»‪ .‬نيويورك‪ :‬بالغرايف‬
‫ماكميالن‪.2008 ،‬‬
‫«ال�سيا�سة يف فراغ‪ :‬مع�ضلة املعار�ضة اليمنية»‪ ،‬وجهات نظر معهد ال�شرق الأو�سط‪ ،‬العدد ‪ ،11‬حزيران‪/‬يونيو‬
‫‪،2009‬‬
‫‪.http://www.mei.edu/Portals/0/Publications/Yemen.pdf‬‬
‫و�أي�ضاً ر‪� .‬شاناهان‪« ،‬تنظيم القاعدة والقبائل وعدم اال�ستقرار يف اليمن»‪ ،‬معهد لوي لل�سيا�سة الدولية‪ ،‬ت�شرين‬
‫الثاين‪/‬نوفمرب ‪،2009‬‬
‫‪pid=1192‬؟‪http://www.lowyinstitute.org/Publication.asp‬‬
‫علني نادر لتنظيم القاعدة يف جت ّمع حا�شد يف اليمن»‪ 21 ،‬كانون الأول‪/‬دي�سمرب ‪،2009‬‬
‫رويرتز‪« ،‬ظهور ّ‬
‫‪http://www.reuters.com/article/idUSTRE5BK3YF20091221‬‬
‫ر‪ .‬و‪� .‬ستوكي‪« ،‬اليمن‪� :‬سيا�سة اجلمهورية العربية اليمنية»‪ .‬بولدر‪:‬من�شورات و�ستفيو‪.1978 ،‬‬
‫م‪ .‬و‪ .‬ونري‪« ،‬اجلمهورية العربية اليمنية‪ :‬التنمية والتغيري يف �أر�ض قدمية»‪ .‬بولدر باال�شرتاك مع من�شورات‬
‫و�ستفيو‪.1991 ،‬‬
‫�أمين الظواهري‪« ،‬من كابول �إىل مقدي�شو»‪ ،‬بيان �صادر يف ‪� 22‬شباط‪/‬فرباير ‪،2009‬‬
‫‪http://www.nefafoundation.org/miscellaneous/FeaturedDocs/nefazawahi-‬‬
‫‪ri0209-2.pdf‬‬
‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‬

‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط هو مركز �أبحاث ُيعنى بال�سيا�سة العامة‪ ،‬ومقره بريوت يف‬
‫لبنان‪ ،‬وقد ت�أ�س�س من قبل م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل يف العام ‪ .2006‬يتناول املركز‬
‫التحديات التي تواجه التنمية والإ�صالح االقت�صادي وال�سيا�سي يف ال�رشق الأو�سط العربي‬
‫ويرمي �إىل حت�سني �إدراك عملية التغيري ال�سيا�سي يف املنطقة وامل�ساهمة يف فهم املوا�ضيع املعقدة‬
‫ال عن التعاون‬
‫التي ت�ؤثر يف هذه العملية‪ .‬وي�سعى املركز �إىل جمع باحثني بارزين من املنطقة ف�ض ً‬
‫مع باحثني �آخرين من مراكز كارنيغي يف وا�شنطن ومو�سكو وبيجينغ وكوكبة متنوعة من‬
‫مراكز الأبحاث يف ال�رشق الأو�سط و�أوروبا للعمل على م�شاريع �أبحاث معمقة مت�صلة بال�سيا�سة‬
‫وم�ستندة �إىل التجارب واملراقبة ومتعلقة بق�ضايا ح�سا�سة تواجهها بلدان املنطقة و�شعوبها‪ .‬وتوفّر‬
‫هذه املقاربة املتميزة يف البلدان كافة لوا�ضعي ال�سيا�سة وال�سيا�سيني والنا�شطني يف جميع الدول‬
‫حتليالت وتو�صيات م�ستندة اىل معلومات و�آراء من املنطقة مايعزز �آفاق مواجهة التحديات‬
‫الرئي�سة بفعالية‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين‪www.carnegie-mec.org :‬‬

‫م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل‬

‫م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل هي م�ؤ�س�سة �أبحاث خا�صة التتوخى الربح وت�ضم باحثني ي�سعون‬
‫�إىل و�ضع درا�سات مع نظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى من خالل البحث والن�رش واالجتماع‬
‫و�أحيان ًا عرب �إن�شاء �شبكات دولية وم�ؤ�س�سات جديدة‪ .‬ومتتد اهتماماتهم �إىل مناطق جغرافية‬
‫وا�سعة وعالقات بني احلكومات والأعمال واملنظمات الدولية واملجتمع املدين‪،‬مع الرتكيز على‬
‫القوى االقت�صادية وال�سيا�سية والتكنولوجية التي تقود زمام التغيري العاملي‪.‬‬
‫وا�ستناد ًا �إىل الت�أ�سي�س الناجح الذي �شهده مركز كارينغي يف مو�سكو �أ�ضافت امل�ؤ�س�سة مراكز يف‬
‫ال يف وا�شنطن ومو�سكو �إنطالق ًا من فكرتها‬
‫بيجينغ وبريوت وبروك�سل �إىل مكاتبها املوجودة �أ�ص ً‬
‫الريادية القائلة ب�أن �أي جلنة ا�ست�شارية مهمتها امل�ساهمة يف الأمن واال�ستقرار واالزدهار يف‬
‫العامل ت�ستدعي يف �صميم عملياتها وجود ًا دولي ًا دائم ًا ونظرة متعددة اجلن�سيات‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين‪www.CarnegieEndowment.org :‬‬


‫�أوراق كارنيغي‬
‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‬

‫‪2010‬‬
‫ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‪� ،‬سارة فيليب�س‪.‬‬ ‫•‬
‫‪2009‬‬
‫املحية‪ ،‬مارينا �أوتاوي‪.‬‬
‫رّ‬ ‫•‬
‫�إيران والواليات املتحدة ودول اخلليج‪ :‬ال�سيا�سة الإقليمية‬
‫التجمع اليمني للإ�صالح‪ ,‬عمرو حمزاوي‪.‬‬‫ّ‬ ‫• بني احلكومة واملعار�ضة‪ :‬منوذج‬
‫املتك�سة»‪� :‬إ�صالح قطاع الأمن يف فل�سطني ولبنان واليمن‪ ,‬يزيد �صايغ‪.‬‬
‫رّ‬ ‫• «ترميم النوافذ‬
‫املطرد ؟ كري�ستوفر بوت�شيك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• اليمن ‪ :‬كيف ميكن جتنّب االنهيار‬
‫• �إدارة الرثوة ال�سيادية العربية يف زمن اال�ضطراب ومابعده‪� ,‬سفني برينت وب�سمة ق�ضماين‪.‬‬
‫•الإدارة الأوروبية لل�رصاع يف ال�رشق الأو�سط‪ :‬نحو مقاربة �أكرث فعالية‪ ،‬موريال �أ�سبورغ‪.‬‬
‫• الطفرة النفطية يف بلدان جمل�س التعاون اخلليجي ‪ : 2008 - 2002‬حتديات قدمية وديناميات‬
‫متغية‪� ,‬إبراهيم �سيف‪.‬‬
‫رّ‬

‫‪2008‬‬
‫ال�شـرق الأو�سـط‪ :‬مراحل تطور وتفكك النظام الإقليمي‪ ،‬بول �سامل‪.‬‬ ‫•‬
‫• يف ظالل الإخوان‪ :‬الن�ساء يف جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية‪�،‬أميمة عبد اللطيف‪.‬‬
‫• ال�سلفية و�سيا�سة التطرف يف جزائر مابعد ال�رصاع‪� ,‬أمل بوبكري‪.‬‬
‫• حزب العدالة والتنمية يف املغرب‪ :‬امل�شاركة ومع�ضالتها‪ ،‬عمرو حمزاوي‪.‬‬
‫• الدبلوما�سية العربية اجلديدة‪ُ :‬‬
‫تعار�ض ولي�س ُمعار�ضة لل�سيا�سة الأمريكية‪ ،‬مارينا �أوتاوي‬
‫وحممد حرز الله‪.‬‬
‫• ماذا يحدث داخل جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية‪ :‬النقا�ش حول برنامج احلزب وتداعياته‪،‬‬
‫ناثان ج‪ .‬براون وعمرو حمزاوي‪.‬‬
‫• تقومي اتفاقيات التجارة احلرة بني االحتاد الأوروبي والواليات املتحدة وبني بع�ض دول ال�رشق‬
‫الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ ،‬ريا�ض اخلوري‪.‬‬
‫• اجلزائر يف عهد بوتفليقة‪ :‬الفتنة الأهلية وامل�صاحلة الوطنية‪ ،‬ر�شيد تلم�ساين‪.‬‬
‫• الإ�سالميون ال�سنّة يف لبنان‪ :‬قوة �صاعدة‪� ،‬أميمة عبد اللطيف‪.‬‬

‫للح�صول على الئحة كاملة لدرا�سات مركز وبرنامج كارنيغي لل�رشق الأو�سط ‪:‬‬
‫‪www.CarnegieEndowment.org/pubs‬‬
‫مركز كارنيغي للشرق األوسط‬
‫برج العازارية‪ ،‬الطابق اخلامس‬
‫رقم املبنى ‪ ،2026 1210‬شارع األمير بشير‬
‫وسط بيروت التجاري‬
‫بيروت‪ .‬لبنان‬
‫تلفون‪9611991491 :‬‬
‫فاكس‪9611991591 :‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ 1061-11 :‬رياض الصلح ‪ -‬لبنان‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬
‫‪info@Carnegie-mec.org‬‬

‫مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي‬


‫‪ 177‬جادة ماساتشوستس‬
‫واشنطن دي‪ .‬سي ‪200362103‬‬
‫تلفون‪2024837600 :‬‬
‫فاكس‪2024831840 :‬‬
‫‪www.CarnegieEndownment.org‬‬
‫‪info@CarnegieEndownment.org‬‬

‫مركز كارنيغي موسكو‬


‫‪ 125009‬موسكو‬
‫تفرسكايا ‪2/16‬‬
‫تلفون‪4959358906 :‬‬
‫فاكس‪4959358906 :‬‬
‫‪www.carnegie.ru‬‬
‫‪info@carnegie.ru‬‬

‫كارنيغي بيجينغ الصني‬


‫أر أم ‪ 61021‬سو يون‬
‫فندق فرند شيب‬
‫‪ 1‬زهونغ غوانكون نانداجي‬
‫بيجينغ ‪100873‬‬
‫تشاينا ريفورم فوروم‬
‫تلفون‪86106849599 :‬‬
‫فاكس‪861068452455 :‬‬

‫كارنيغي أوروبا‬
‫مكتب بروكسيل‬
‫جادة أوديرغم ‪2‬‬
‫‪ 1040‬بروكسيل بلجيكا‬
‫تلفون‪3227355650 :‬‬

‫مـؤسـسـة كـارنيغي‬
‫للـسـالم الـدولي‬
‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬

You might also like