You are on page 1of 82

‫منـهج أصـيل ‪ ..

‬وحلول معـاصـرة ‪ -‬تأسست عام ‪1981‬‬ ‫العدد ‪ • ٤٨6‬رمضان ‪14٤٢‬هـ • أبريل ‪٢٠٢١‬‬

‫كيف تتعامل الدول العربية‬


‫مع البحث العلمي والثورة الصناعية‬

‫كيف نواجه مشكلة الفقر‬


‫في ظل «كوفيد‪»19-‬؟‬

‫التوفيق بين المعايير المهنية‬


‫والشرعية في المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‬

‫نحو تسويق استراتيجي‬


‫للصندوق الوقفي‬
‫االستثماري‬

‫دور الهندسة المالية في‬


‫تطوير الكفاءة االقتصادية‬
‫للمنتجات المالية اإلسالمية‬

‫األمن السيبراني لتعزيز االقتصاد‬


‫الرقمي والتجارة الدولية‬

‫فتاوى‪ :‬تعجيل إخراج الزكاة بسبب جائحة «كورونا»‬ ‫«عمومية» بنك دبي اإلسالمي توافق على توزيع أرباح نقدية بنسبة ‪ %20‬‬
‫آراء وأصداء‬

‫اإلسالم وإدارة األزمات والنوازل‬


‫يهل علينا �شهر رم�ضان املبارك وماتزال جائحة كورونا ت�ضرب بقوة‪ ،‬فالعامل كله يواجه واقع ًا‬
‫غاية يف ال�صعوبة‪ ،‬ي�ؤكده الركود االقت�صادي غري امل�سبوق‪ ،‬والرتاجع الكبري يف كافة القطاعات‬
‫الإنتاجية‪ ،‬والتباط�ؤ يف معدالت التنمية‪ ،‬وزيادة معدالت البطالة‪ ،‬وتفاقم م�شكلة الفقر‪ ،‬بينما‬
‫تعي�ش احلكومات مبختلف وزاراتها وم�ؤ�س�ساتها وهيئاتها حالة من اال�ستنفار الق�صوى يف �إطار‬ ‫عبـدالوهـاب الطـويل‬
‫حي العلماء ب�سبب تبدل �أعرا�ضه وتغري �أمناطه من‬ ‫حماوالتها مواجهة م�ستجدات الوباء الذي ّ‬ ‫‪awahab.altaweel@gmail.com‬‬

‫يوم �إىل �آخر‪.‬‬


‫لقد باتت �أ�سواق العمل بكل قطاعاتها تئن حتت وط�أة اجلائحة‪ ،‬بينما احلديث ال يتوقف‬
‫عن موجات جديدة للفريو�س‪� ،‬أكرث �شرا�سة وقوة‪ ،‬وم�شاعر اخلوف والرعب ت�سيطر على اجلميع‬
‫‪ ..‬خا�صة الفقراء‪ ،‬الذين زاد عددهم عدة ماليني بعد اجلائحة‪ ،‬والذين يحدوهم الأمل يف �أال‬
‫ين�ساهم املجتمع يف ظل هذه الظروف القا�سية واال�ستثنائية التي يعي�شها اجلميع‪.‬‬
‫هنا ن�ؤكد �أن الإ�سالم �شرع لنا مبادىء عظيمة يف مواجهة الأزمات والنوازل‪ ،‬هذه املبادىء‬
‫التي توفر احلماية للفقري واملحتاج‪ ،‬فهي ح�صن الأمان لكل الأفراد واملجتمعات‪ ،‬واملالذ الآمن‬
‫لكل ذي حاجة‪ ،‬تلك املبادىء الذي ال تفرق بني م�سلم وغري م�سلم‪ ،‬بل ت�شمل كل �شخ�ص يقيم يف‬
‫املجتمع �أي ًا كان دينه �أو معتقده‪ ..‬فقد �أر�سى الإ�سالم هذه املبادىء بهدف تر�سيخ قيم التعاون‬
‫والت�ضامن بني �أفراد املجتمع الواحد‪ ،‬لتعزيز �أوا�صر الرتابط بينهم‪ ،‬وحفظ كرامتهم‪ ،‬وغر�س‬
‫معاين الود والت�آلف فيما بينهم‪.‬‬
‫ال �شك �أن الظروف اال�ستثنائية التي مير بها العامل بوجه عام‪ ،‬والدول الإ�سالمية والعربية‬
‫ب�شكل خا�ص‪ ،‬ب�سبب فريو�س «كورونا» امل�ستجد‪ ،‬تدعو �إىل �ضرورة التعاون والت�آزر بني كافة‬
‫امل�ؤ�س�سات اخلريية والإن�سانية والإغ��اث��ي��ة‪ ،‬وكذلك الأف ��راد واحل��ك��وم��ات‪ ،‬لدعم الفقراء‬
‫واملحتاجني املت�ضررين من الوباء‪ ،‬خا�صة ونحن نعي�ش يف رحاب �شهر رم�ضان املبارك‪ ،‬والدعم‬
‫هنا ال يعني اجلوانب املالية فقط‪ ،‬بل �إن التكافل �أ�شمل و�أرقى‪ ،‬وهل هناك �أف�ضل من �أن تر�سم‬
‫الب�سمة على وجه فقري‪� ،‬أو ُتدخل ال�سعادة على قلب حمتاج‪� ،‬أو تطعم جائع ًا �أو�شك �أن يلقى‬
‫حتفه‪� ،‬أو تعالج مري�ض ًا ال يجد من يهتم به �أو ي�سعفه؟!‬
‫ولأن الزكاة ركن �أ�صيل من �أركان الإ�سالم‪ ،‬فهي تعد �أهم املنابع التي تغذي جانب التكافل‬
‫والتعاون يف املجتمع الإ�سالمي‪ ،‬جعلها اهلل حق ًا للفقري يف مال الغني‪ ،‬لي�س هذا فح�سب‪ ،‬بل هي‬
‫(خذ من �أموالهم �صدقة تطهرهم وتزكيهم بها‪)...‬‬ ‫تزكية لنف�س الغني وتطهري لها‪ ،‬يقول تعاىل ُ‬
‫تر�سخ ملبادىء التعاون‬
‫ّ‬ ‫وكلها‬ ‫وغريها‪،‬‬ ‫أوقاف‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫التطوعية‬ ‫التوبة‪ ،103‬ذلك ف�ض ًال عن ال�صدقات‬
‫بني �أفراد املجتمع‪.‬‬
‫من هنا كان ت�أكيد فقهاء ال�شريعة يف �أك�ثر من منا�سبة على �ضرورة الوقوف �إىل جانب‬
‫املت�ضررين من الأزم��ات واجلوائح‪ ،‬و�أن ال�صدقة يف ظل �أزم��ة «كورونا» من �أعظم ال�صدقات‪،‬‬
‫وم�ساعدة املحتاج واجب يف ظل هذه اجلائحة وما خلفته من �آثار اقت�صادية على النا�س جميع ًا‪،‬‬
‫ال�سيما الفقراء وحمدودي الدخل‪ ،‬و�أ�صحاب الأعمال اليومية وغري الدائمة‪ .‬فعلى امل�سلمني �أن‬
‫يبذلوا ما يف و�سعهم لإحياء مبادىء الرحمة والألفة والأخوة‪ ،‬وهذا ما �أمرنا به ديننا احلنيف‪،‬‬
‫وهذا ما تفر�ضه الظروف احلالية‪.‬‬
‫لقد حر�ص الإ�سالم على بناء جمتمع قوي قادر على مواجهة الأزمات‪ ،‬جمتمع متعاون على‬
‫فعل اخلريات‪ ،‬يرحم القوي فيه ال�ضعيف‪ ،‬ويعطف الغني على الفقري‪ ،‬ويتحمل فيه الأغنياء‬
‫م�س�ؤوليتهم جتاه املت�ضررين من الوباء‪ ،‬يقول تعاىل (وما �أنفقتم من �شيء فهو ُيخ ِل ُفه وهو‬
‫ري الرازقني) �سب�أ‪ .39‬وما �أ�شمل احلديث النبوي ال�شريف الذي و�ضع الأ�سا�س ملعنى التكافل‬ ‫خ ُ‬
‫َ‬
‫االجتماعي‪ ،‬يقول �صلى اهلل عليه و�سلم‪َ « :‬مثل امل�ؤمنني يف توا ّدهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل‬
‫اجل�سد‪� ،‬إذا ا�شتكى منه ع�ضو تداعى له �سائر اجل�سد بال�سهر واحلمى» (البخاري‪ ،‬كتاب الأدب‬
‫رب وال�صلة والآداب ‪.)2586‬‬‫‪ ،5665‬وم�سلم‪ ،‬كتاب ال ِّ‬

‫‪1‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫ ‪ ٤٨٣‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬
‫جملـة اقت�صـادية �إ�سالميــة متخ�صـــ�صة‬
‫ي�صدرها ‪ :‬بنك دبي الإ�سالمي (دبي ‪ -‬الإمارات العربية املتحدة)‬
‫المحــتــويات‬
‫العــدد ‪ • ٤٨٦‬رمض ــان ‪14٤2‬هـ • أبــريل ‪20٢١‬م‬

‫في دائرة الضوء (ص ‪)٥٢‬‬


‫في رمضان‪ ..‬الفقراء بحاجة إلى توفير‬
‫مقومات الحياة األساسية‬
‫علماء الإ�سالم ي�ؤكدون على �ضرورة الوقوف بجانب‬
‫الفقراء واملت�ضررين من وباء كورونا‪ ،‬خا�صة يف �شهر رم�ضان‪،‬‬
‫لتج�سيد معاين الت�ضامن والت�آلف الذي حث عليه الإ�سالم‪.‬‬

‫حوار (ص ‪)١٠‬‬
‫البحث العلمي ‪ ..‬كيف نتعامل معه‬
‫بعقلية اقتصادية؟‬

‫‪٥٢‬‬
‫الدكتور �أحمد ف�ؤاد با�شا ي�ؤكد على �أن الدول العربية‬
‫بحاجة �إىل ا�ستثمار البحث العلمي يف حتقيق طموحاتها‬
‫احل�ضارية واالقت�صادية وتوظيف البحوث العلمية خلدمة‬
‫خمتلف القطاعات التنموية‪.‬‬
‫دراسة (‪)٣٢‬‬
‫اعتماد المصارف المركزية معايير‬ ‫دراسة (‪)١٦‬‬
‫«أيوفي» (‪)2‬‬ ‫نحو تسويق استراتيجي للصندوق‬
‫الوقفي االستثماري‬
‫الدكتور �إبراهيم العبيدي يتحدث عن �ضرورة وجود‬
‫مرجعية �شرعية م�ستقلة للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‬ ‫الدكتور �أ�سامة عبداملجيد العاين ي�ستعر�ض عدة‬
‫و�أثر ذلك على الأفراد وامل�ؤ�س�سات واجلهات التحكيمية‬ ‫مناذج وقفية جنحت يف �أداء دورها‪ ،‬كما يتناول �أهداف‬
‫والق�ضائية‪ ،‬كما يتناول دور البنوك املركزية يف تقنني‬ ‫ال�صناديق الوقفية واملراحل التي مير بها منذ ت�أ�سي�سه‬
‫العمل امل�صريف الإ�سالمي‬ ‫واال�سرتاتيجيات الت�سويقية املالئمة لل�صندوق‪.‬‬

‫واحة االقتصادي (‪)٦٠‬‬ ‫دراسة (‪)٢٤‬‬


‫التوفيق بين المعايير الشرعية والمهنية‬ ‫استراتيجية تعزيز األمن السيبراني‬
‫في المؤسسات المالية اإلسالمية‬ ‫لالقتصاد الرقمي (‪)2‬‬
‫الدكتور كمال توفيق حطاب ي�ؤكد �أن النظام املايل‬ ‫الدكتور عماد الدين عبداحلميد يتناول حماور‬
‫الإ�سالمي يقبل كافة القواعد �أو املعايري الفنية واملهنية‬ ‫ا�سرتاتيجية الأمن ال�سيرباين لتعزيز االقت�صاد الرقمي‬
‫التي تزيد كفاءته وجدارته‪ ،‬وحتفظ حقوق جميع‬ ‫والتجارة الدولية‪ ،‬كما يتحدث عن م�ؤ�شر الأمن ال�سيرباين‬
‫�أ�صحاب العالقة بال�صناعة املالية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫العاملي وكيف ميكن حتقيق الأمن للقطاع املايل للدول‪.‬‬

‫‪ ٤٨٤‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪2‬‬
‫ولنا كلمة‬

‫كورونا ‪ ..‬الفقر يكشر عن أنيابه‬


‫ال ��ش��ك �أن ج��ائ�ح��ة ك��ورون��ا ف��ر��ض��ت ع�ل��ى ال �ع��امل واق �ع �اً �صعباً‬
‫‪ ..‬اقت�صادياً واجتماعياً‪ ،‬ومل تفرق اجلائحة ب�ين دول��ة غنية‬
‫و�أخرى فقرية‪ ،‬وازداد هذا الو�ضع �صعوبة مع ا�ستمرار اجلائحة‬
‫للعام ال�ث��اين على ال �ت��وايل‪ ،‬ذل��ك �أن اق�ت���ص��ادات ال ��دول ت��أث��رت‬
‫ب�شكل ك�ب�ير‪ ،‬وح�ج��م الأم ��وال ال�ت��ي �أن�ف�ق��ت يف م��واج�ه��ة ال��وب��اء‬
‫كبري‪ ،‬ويف زي��ادة م�ستمرة‪ ،‬و�أم��ام هذه الآث��ار ال�سلبية ينبغي �أن‬
‫يكون للم�ؤ�س�سات اخل�يري��ة دور يف امل�ساهمة يف التخفيف من‬
‫حدة الآثار االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬وال �شك �أن هناك �أثرياء‬
‫يف خمتلف دول العامل كان لهم دور ب��ارز يف املواجهة ال�صحية‬
‫واالقت�صادية لهذه اجلائحة‪ ،‬وه��ذا ما نطالب به الأغنياء يف‬
‫ب�لادن��ا يف مثل ه��ذا ال�ظ��روف اال�ستثنائية ب ��أن يكون لهم دور‬
‫ملمو�س يف مواجهة اجلائحة‪ ،‬خا�صة ونحن مقبلوا على �شهر‬ ‫ً‬
‫أيضا‪:‬‬ ‫واقرأ في هذا العدد‬

‫‪١٦‬‬
‫رم���ض��ان امل �ب ��ارك‪ ،‬وذل ��ك مب���س��اع��دة امل�ح�ت��اج�ين وامل�ت���ض��رري��ن‪،‬‬
‫آراء وأصداء «ص ‪»١‬‬
‫والإ�سهام يف توفري اللقاحات التي تقي من هذا الوباء اخلطري‪.‬‬
‫الإ�سالم و�إدارة الأزمات والنوازل‬
‫الواقع �أن هناك عدد كبري من رجال الأعمال قاموا بدور كبري‬ ‫عبد الوهاب الطويل‬
‫خالل هذه الأزمة‪ ،‬و�ضربوا �أمثلة م�شرفة‪ ،‬ومع ذلك ف�إن الكل‬
‫مطالب مب��د ي��د ال�ع��ون وامل���س��اع��دة للفقراء وحم ��دود الدخل‬ ‫أخبار البنوك والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية «ص ‪»٤‬‬
‫الذين يعانون �أ�شد املعاناة منذ بدء الوباء‪ ،‬وهو واجب �أخالقي‬
‫تقرير «ص ‪»٨‬‬
‫وم�س�ؤولية �إن�سانية واجتماعية تقع على عاتق كل املي�سورين يف‬
‫مثل هذه الأزمات واجلوائح‪ ،‬خا�صة و�أن احلكومات باتت تعاين‬ ‫القطاع ال�ضريبي بالإمارات يوا�صل‬
‫هي الأخرى من الآثار الناجمة عن الأزمة‪.‬‬ ‫نتائجه الإيجابية يف ‪2020‬‬
‫مؤتمر «ص ‪»٤٠‬‬
‫�إن اخل�سائر التي حلقت بالعامل جراء انت�شار وباء كورونا فاقت‬
‫ق��درات �أك�بر دول العامل من حيث القوة االقت�صادية‪ ،‬ولذلك‬ ‫م�ؤمتر تيبازة الدويل‪� :‬ضرورة‬
‫كانت ال�ضغوط كبرية على الدول الأخرى الأ�ضعف اقت�صادياً‪،‬‬ ‫و�ضع �إطار حوكمة خا�ص ب�صناعة‬
‫وانعك�س ه��ذا �سلباً على حكومات ومواطني ه��ذه ال��دول‪ ،‬وبات‬ ‫ال�صكوك باجلزائر‬
‫الكل ي�شعر باملعاناة‪.‬‬ ‫رسالة دكتوراه «ص ‪»٤٢‬‬
‫«االق�ت���ص��اد الإ� �س�لام��ي» فتحت م�ل��ف ال�ف�ق��ر يف زم ��ن ك��ورون��ا‪،‬‬ ‫الكفاءة االقت�صادية للمنتجات‬

‫‪٢٤‬‬
‫وكيف ميكن مواجهته‪ ،‬وما الدور الذي يجب على الأغنياء يف‬ ‫املالية الإ�سالمية وتطويرها من‬
‫املجتمعات الإ�سالمية والعربية القيام به‪.‬‬ ‫خالل �آليات الهند�سة املالية‬
‫(اقر�أ �ص ‪)... ٥٢‬‬ ‫الفتاوى «ص ‪»٤٦‬‬

‫( المحــرر )‬

‫ماينشر بالمجلة يعبر عن رأي كاتبه‬ ‫رئيس هيئة التحرير‬


‫محمـد سعيــد الشريف‬
‫وال يعبر بالضرورة عن رأي المجلة‪.‬‬
‫الموقع االلكتروني‬

‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫المراسالت واإلعالنات‬


‫لمجلة االقتصاد اإلسالمي ‪©2018‬‬ ‫هاتف‪+971 )4( 210738٠ :‬‬
‫الفيسبوك‬ ‫هاتف‪+971 )4( 21073٤٢ :‬‬
‫ص‪.‬ب‪ - 12988 :‬دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪/Aliqtisadmag‬‬ ‫طبعت في مطبعة بنك دبي اإلسالمي‬ ‫‪E-mail: info@aliqtisadalislami.net‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٨٥‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫أخبــــــار‬
‫البنوك والمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‬

‫أقرت البيانات المالية لعام ‪2020‬‬


‫الجمعية العمومية لبنك دبي اإلسالمي توافق على توزيع أرباح نقدية بقيمة ‪%20‬‬

‫وافق امل�ساهمون يف بنك دبي الإ�سالمي على‬


‫ت��وزي��ع �أرب ��اح نقدية بن�سبة ‪ ،%20‬ج��اء ذلك‬
‫خ�لال اج�ت�م��اع اجلمعية العمومية ال�سنوية‬
‫الذي عقد عن ُبعد‪ ،‬كما �صادق امل�ساهمون على‬
‫البيانات املالية للبنك للعام ‪ ،2020‬عالوة على‬
‫ال �ب �ن��ود الأخ� � ��رى ال �ت��ي مت �إق� ��راره� ��ا خ�لال‬
‫االجتماع‪ .‬وبذلك ينهي البنك عام ًا �آخر من‬
‫الأداء القوي والنمو املتوا�صل على الرغم من‬
‫التحديات االقت�صادية التي واجهتها املنطقة‬
‫والعامل ب�سبب تف�شي وباء (كوفيد‪.)19-‬‬
‫وت�ضمن االجتماع موافقة اجلمعية العمومية‬
‫على ت��وزي��ع �أرب ��اح نقدية بن�سبة ‪ %20‬ي�صل‬
‫جمموعها �إىل ‪ 1.44‬مليار دره��م �إم��ارات��ي‪،‬‬
‫�أن��ه على الرغم من �أن ال�سنة املا�ضية كانت‬ ‫اجلهود املبذولة على جميع امل�ستويات لدعم‬ ‫بالإ�ضافة �إىل تعيني �أع�ضاء جلنة الرقابة‬
‫مليئة بالتحديات‪� ،‬إال �أن البنك متكن من‬ ‫اجلهود لتعايف اقت�صاد الدولة‪ ،‬ومن بني هذه‬ ‫ال�شرعية الداخلية وتعيني مدققي احل�سابات‬
‫مواجهة ه��ذه ال�ت�ح��دي��ات‪ ،‬وا�ستطاع حتقيق‬ ‫اخلطوات‪ ،‬قيام البنك بتقدمي �إجراءات دعم‬ ‫اخلارجيني‪ ،‬واملوافقة على التو�صيات بتعديل‬
‫التوازن جتاه الت�أثريات التي �أحدثتها اجلائحة‪.‬‬ ‫مبا قيمته ‪ 9‬مليارات درهم لأكرث من ‪� 54‬ألف ًا‬ ‫النظام الأ�سا�سي للبنك‪ ،‬ع�لاوة على بنود‬
‫وقال �إن ا�ستقرار �إجمايل الدخل عند �أكرث‬ ‫من عمالئه»‪.‬‬ ‫�أخرى كتفوي�ض جمل�س الإدارة ب�إ�صدار �صكوك‬
‫م��ن ‪ 13‬مليار دره��م ومن��و �صايف الإي� ��رادات‬ ‫وعرب ال�شيباين عن �شعوره بالفخر بالثقة‬ ‫�أو �أدوات مالية مماثلة بقيمة ال تتجاوز ‪7.5‬‬
‫الت�شغيلية ملا يقارب ‪ 9.5‬مليار دره��م خالل‬ ‫ال�ك�ب�يرة وامل���س�ت�م��رة بالبنك وال �ت��ي منحها‬ ‫مليار دوالر �أمريكي‪ .‬ويف تعليقه على نتائج‬
‫ال �ع��ام امل��ا� �ض��ي‪ ،‬ي�ع��د �إجن � ��از ًا ك �ب�ير ًا يف ظل‬ ‫امل�ستثمرون وامل�ساهمون واملتعاملون‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫اجتماع اجلمعية العمومية‪ ،‬قال معايل حممد‬
‫ال �ظ��روف ال �ت��ي ي�شهدها االق�ت���ص��اد حملي ًا‬ ‫ا�ستمرار دعم البنك للقيادة الر�شيدة بدولة‬ ‫�إبراهيم ال�شيباين‪ ،‬رئي�س جمل�س �إدارة البنك‪:‬‬
‫وعاملي ًا‪.‬‬ ‫الإم��ارات يف جهودها ملعاجلة �آث��ار وتداعيات‬ ‫«لقد ا�ستطاع بنك دب��ي الإ��س�لام��ي مواجهة‬
‫يذكر �أن بنك دب��ي الإ�سالمي �أمت م�ؤخر ًا‬ ‫(كوفيد‪ .)19-‬من جانبه وجه الدكتور عدنان‬ ‫التحديات غري امل�سبوقة التي فر�ضتها الظروف‬
‫بنجاح عملية االندماج مع نور بنك‪ ،‬مما م ّهد‬ ‫�شلوان‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ملجموعة بنك دبي‬ ‫اال�ستثنائية التي مت��ر بها ال��دول��ة وال �ع��امل»‪،‬‬
‫الطريق لي�صبح �أحد �أكرب البنوك الإ�سالمية‬ ‫الإ���س�ل�ام ��ي‪ ،‬ال���ش�ك��ر �إىل ج�م�ي��ع م�ساهمي‬ ‫م�شري ًا �إىل �أن «البنك ات�خ��ذ ع��دة خطوات‬
‫يف ال�ع��امل‪ ،‬مع جت��اوز �إج�م��ايل موجوداته ‪80‬‬ ‫وم ��وظ��ف ��ي ال �ب �ن��ك ع �ل��ى دع �م �ه��م امل���س�ت�م��ر‬ ‫للتخفيف م��ن التداعيات االقت�صادية التي‬
‫مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫والتزامهم بتحقيق �أهداف البنك‪ ،‬م�شري ًا �إىل‬ ‫فر�ضها تف�شي وب ��اء ك��ورون��ا‪ ،‬والإ� �س �ه��ام يف‬

‫‪ ٤٨٦‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪4‬‬
‫أخبار البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫معهد االقتصاد اإلسالمي بجامعة الملك عبدالعزيز ينظم ندوة حول‬


‫مساهمة الشيخ صالح كامل (رحمه الله) في االقتصاد اإلسالمي‬

‫التي �ألقاها نيابة عنه �سعادة وكيل اجلامعة‬ ‫�إحقاق احلق يقت�ضي �أن يتحمل طرفا العملية‬ ‫نظم معهد االقت�صاد الإ�سالمي بجامعة امللك‬
‫ل�ل��درا��س��ات العليا وال�ب�ح��ث العلمي الأ��س�ت��اذ‬ ‫امل�خ��اط��رة باقت�سام ال��رب��ح واخل���س��ارة‪ ،‬غُ ن ًما‬ ‫عبدالعزيز باململكة العربية ال�سعودية ن��دوة‬
‫الدكتور �أمني نعمان‪� ،‬أثنى على مبادرة املعهد يف‬ ‫رما‪ ،‬وهذا هو العدل»‪ .‬‬‫وغُ ً‬ ‫افرتا�ضية بعنوان «م�ساهمة �صالح كامل يف‬
‫الوفاء ملن كانت له �أي��ادٍ بي�ضاء على‪  ‬املعهد‪،‬‬ ‫بعد ذلك مت تد�شني كتاب يوثق م�سرية معهد‬ ‫االقت�صاد الإ�سالمي‪ :‬اجلوانب العلمية»‪ ،‬وذلك‬
‫وا�ستحقاق ال�شيخ �صالح كامل للتكرمي من‬ ‫االقت�صاد الإ�سالمي يف ثالث مراحل‪ ،‬ويت�ضمن‬ ‫ي��وم االث�ن�ين التا�سع م��ن �شهر �شعبان ‪1442‬ه‬
‫خ ��ادم احل��رم�ين ال�شريفني امل�ل��ك �سلمان بن‬ ‫الكتاب ف�ص ًال خا�ص ًا ير�صد دور ال�شيخ �صالح‬ ‫الذي يوافقه ‪ 22‬مار�س ‪2021‬م‪.‬‬
‫عبدالعزيز �آل �سعود (حفظه اهلل) �ضمن تكرمي‬ ‫كامل يف م�سرية املعهد وبع�ض ًا من �أف�ك��اره ‪-‬‬ ‫وقد ت�ضمنت الندوة فيلم ًا عن ال�شيخ �صالح‬
‫ج�لال �ت��ه لأ� �ص �ح��اب ال���س�م��و وامل� �ع ��ايل وك �ب��ار‬ ‫رحمه اهلل ‪ -‬يف ق�ضايا عديدة‪.‬‬ ‫كامل ‪ -‬رحمه اهلل ‪� -‬أعدته قناة اقر�أ ‪ ،‬ت�ضمن‬
‫الداعمني وامل�ؤ�س�سني جلامعة امللك عبدالعزيز‬ ‫وق��دم املتحدث الرئي�س يف ال �ن��دوة ال�شيخ‬ ‫بع�ض ًا من �أف�ك��اره ور�ؤي�ت��ه‪� ،‬إ�ضافة �إىل كلمات‬
‫عاما على ن�ش�أتها‪.‬‬ ‫يف احتفالها مبرور خم�سني ً‬ ‫يو�سف خالوي‪ ،‬الأمني العام للغرفة الإ�سالمية‬ ‫�أ�شاد فيها عدد من العلماء واخل�براء‪  ‬بامل�آثر‬
‫ويف اخل� �ت ��ام ح �ظ �ي��ت ال � �ن� ��دوة ب��ع ��دد من‬ ‫للتجارة وال�صناعة والزراعة‪ ،‬كلمة حتدث فيها‬ ‫العلمية له‪.‬‬
‫امل��داخ�لات والنقا�شات ال�ه��ادف��ة للعديد من‬ ‫عن تطور الفكر االقت�صادي الإ�سالمي لدى‬ ‫ثم قدم الدكتور عبداهلل قربان ترك�ستاين‪،‬‬
‫العلماء واخلرباء يف جمال االقت�صاد الإ�سالمي‬ ‫ال�شيخ �صالح كامل حتى وفاته رحمه اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫عميد معهد االقت�صاد الإ�سالمي‪ ،‬كلمة ترحيبية‬
‫التي دارت خاللها ع��ن ُبعد وعك�ست جوانب‬ ‫مبين ًا املراحل الأربعة التي تطور خاللها‪.‬‬ ‫ت�ضمنت مقولة مهمة لل�شيخ �صالح كامل ذكر‬
‫م�ضيئة و�آف��اق م�شرقة يف االقت�صاد الإ�سالمي‬ ‫و�أثنى الأ�ستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد‬ ‫فيها «�إن النقي�ض للربا لي�س هو جمرد جتنبه‪،‬‬
‫ي�ستفيد منها ال�شباب وال�شابات بوطننا الغايل‪.‬‬ ‫اليوبي‪ ،‬مدير جامعة امللك عبدالعزيز‪ ،‬يف كلمته‬ ‫فالطـُهر م��ن ال��رب��ا ه��و �إب �ط��الُ الباطل‪ ،‬ولكن‬

‫‪ 365‬مليار جنيه حجم العمل المصرفي اإلسالمي في السوق المصرية بنهاية ‪2020‬‬

‫الأعمال‪ ،‬حيث بلغ حجم املركز املايل للبنك يف دي�سمرب ‪ 2020‬مبلغ‬ ‫ق��ال الدكتور حممد البلتاجي‪ ،‬رئي�س اجلمعية امل�صرية للتمويل‬
‫‪ 115‬مليار جنيه ي�شكل ن�سبة ‪ %31.5‬من حجم ال�صناعة امل�صرفية‬ ‫الإ��س�لام��ي‪� ،‬إن حجم العمل امل�صريف الإ�سالمي مب�صر يف نهاية‬
‫الإ�سالمية بال�سوق امل�صري‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن بنك الربكة م�صر‪ ،‬بحجم‬ ‫دي�سمرب ‪ 2020‬بلغ حوايل ‪ 365‬مليار جنيه ت�شكل ‪ %5.3‬من حجم‬
‫�أعمال ‪ 75.4‬مليار جنيه وبن�سبة ‪ % 20.6‬من حجم ال�سوق امل�صري‪.‬‬ ‫ال�سوق امل�صريف امل�صري بزيادة قدرها ‪ 34‬مليار جنيه وبن�سبة منو‬
‫و�أ��ش��ار �إىل �أن ف��روع بنك م�صر الإ�سالمية حتتل املركز الثالث‬ ‫قدرها ‪ %10.3‬عن دي�سمرب عام ‪.2019‬‬
‫بحجم �أع �م��ال ‪ 75‬مليار جنيه بن�سبة ‪ %20.5‬م��ن حجم ال�سوق‬ ‫وت�ضم ال�سوق امل�صرفية امل�صرية ‪ 14‬بنك ًا لديها رخ�صة من البنك‬
‫امل�صري‪ .‬ويحتل م�صرف �أبوظبي الإ�سالمي م�صر املركز الرابع‬ ‫املركزي امل�صري لتقدمي املنتجات امل�صرفية الإ�سالمية‪ ،‬وهناك‬
‫بحجم �أعمال ‪ 72.8‬مليار جنيه بن�سبة ‪ %19.9‬من حجم ال�سوق‬ ‫ثالث بنوك �إ�سالمية بالكامل وهي‪ :‬بنك في�صل الإ�سالمي امل�صري‪،‬‬
‫امل�صري وبحجم متويل مبا�شر بلغ ‪ 40‬مليار جنيه‪.‬‬ ‫وبنك الربكة ‪ -‬م�صر‪ ،‬وم�صرف �أبوظبي الإ�سالمي _ م�صر‪،‬‬
‫وقال البلتاجي �إن حجم الودائع الإ�سالمية يف نهاية دي�سمرب ‪2020‬‬ ‫�إ�ضافة �إيل عدد ‪ 11‬بنك ًا لديها ف��روع �إ�سالمية �إيل جانب الفروع‬
‫بلغ حوايل ‪ 307.2‬مليار جنيه ت�شكل ن�سبة ‪ %7.4‬من حجم ال�سوق‬ ‫التقليدية‪.‬‬
‫امل�صريف امل�صري‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 25.7‬مليار جنيه وبن�سبة منو‬ ‫و�أ�ضاف البلتاجي فى تقرير ن�شرته �صحيفة «�أموال الغد» �أن بنك‬
‫قدرها ‪ %9.1‬عن دي�سمرب ‪.2019‬‬ ‫في�صل الإ��س�لام��ي امل�صري ي��أت��ي يف امل��رك��ز الأول م��ن حيث حجم‬

‫‪5‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٨٧‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫أخبار البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫مجلس الخدمات المالية اإلسالمية يصدر ورقتي عمل حول استقرار‬


‫المصرفية اإلسالمية خالل جائحة كوفيد‪19-‬‬

‫�أع�م��ال الرقمنة م��ازال��ت ج��اري��ة ولكنها ت�سارعت م��ع ب��داي��ة جائحة‬ ‫كواالملبور‪ ،‬ماليزيا ‪« -‬االقت�صاد الإ�سالمي»‪� :‬أ�صدر جمل�س اخلدمات‬
‫كوفيد‪ .19-‬ومن بني �أه��م دواف��ع امل�صارف الإ�سالمية نحو الرقمنة‬ ‫املالية الإ�سالمية م�ؤخر ًا ورقتي العمل الثامنة ع�شر والتا�سعة ع�شرة من‬
‫املذكورة يف الورقة تقوية التناف�سية وزيادة الكفاءة الت�شغيلية وزيادة‬ ‫�سل�سة �أوراق العمل التي ي�صدرها املجل�س‪ ،‬وتق ّيم ورقة العمل الـ‪،18‬‬
‫ر�ضا العمالء‪ .‬ومن بني �أهم التقنيات امل�ستخدمة لتحقيق هذه الأمور؛‬ ‫تقيي ًما ك � ّم � ًي��ا‪ ،‬الآث� ��ار الأول �ي ��ة امل�ف��اج�ئ��ة وا��س�ع��ة االن�ت���ش��ار جلائحة‬
‫املحافظ الإلكرتونية وحمافظ الهواتف النقالة‪ ،‬والتحقق عرب البيانات‬ ‫(كوفيد‪ )19-‬على ا�ستقرار �صناعة امل�صرفية الإ�سالمية عامل ًيا‪.‬‬
‫احليوية‪ ،‬وواجهات الربجمة االفرتا�ضية‪.‬‬ ‫وقد ا�ستخدمت يف التحليل بيانات من الربع الأول من عام ‪� 2018‬إىل‬
‫فيما يتعلق بورقتي العمل الثامنة ع�شر والتا�سعة‬ ‫الربع الثالث من عام ‪ ،2020‬م�ستخرجة من ثمانية‬
‫ع�شر �صرح الدكتور بيلو الوال دامباتا‪ ،‬الأمني‬ ‫م�ؤ�شرات من قاعدة بيانات امل�ؤ�شرات االحرتازية‬
‫العام ملجل�س اخلدمات املالية الإ�سالمية‪ً ،‬‬
‫قائل‪:‬‬ ‫والهيكلية للتمويل الإ�سالمي‪ .‬وقد مت الرتكيز على‬
‫«مع ال�شكوك التي حتوم حول ت�أثريها ومددها‬ ‫التغريات بني الأرباع يف خم�سة م�ؤ�شرات احرتازية‬
‫ال��زم �ن �ي��ة‪ ،‬الب� ��د م ��ن درا� � �س� ��ة �آث� � ��ار ج��ائ�ح��ة‬ ‫�أ�سا�سية ه��ي‪ :‬كفاية ر�أ���س امل��ال‪ ،‬ج��ودة الأ��ص��ول‪،‬‬
‫(ك� ��وف � �ي� ��د‪ )19-‬ع �ل��ى ا� �س �ت �ق��رار امل���ص��رف�ي��ة‬ ‫امل��داخ�ي��ل‪ ،‬الرافعة املالية‪ ،‬وال�سيولة‪ ،‬و�أظ�ه��رت‬
‫الإ� �س�لام �ي��ة‪ ،‬لأن ل��دى امل���ص��ارف الإ�سالمية‬ ‫النتائج وج ��ود ت ��أث�ير �أويل للجائحة على قطاع‬
‫خ�صو�صيات متيزها عن نظرياتها التقليدية من‬ ‫امل�صرفية الإ�سالمية يف كل امل�ؤ�شرات والدول ولكن‬
‫ناحية مكونات حمافظها وموازناتها العامة‪ ،‬مع‬ ‫امل�ؤ�شرات م��ازال��ت ف��وق احل��د القانوين الإل��زام��ي‬
‫�أن اال�ستجابات التنظيمية قد تكون مت�شابهة بني امل�صرفية الإ�سالمية‬ ‫الأدنى واملعدالت ال�سابقة بقدر كبري‪ .‬‬
‫والتقليدية‪ ،‬وقد كُتبت الورقة لهذا ال�سبب»‪.‬‬ ‫�أما الورقة الـ‪ 19‬فتبحث يف الن�شاطات الت�شغيلية واملناهج الرقابية‬
‫وقال �إن «ورقة العمل التا�سعة ع�شرة ت�صف وجهات نظر امل�صارف‬ ‫املتعلقة بالتحول التقني للم�صرفية الإ�سالمية عرب الدول الأع�ضاء يف‬
‫الإ�سالمية حول عملية حتولها الرقمي ودوافعها وحتدياتها»‪ ،‬م�شري ًا‬ ‫خ�صو�صا يف الو�ضع الراهن والتقنيات‬ ‫ً‬ ‫املجل�س‪ .‬وتبحث هذه الورقة‬
‫�إىل �أن التحول الرقمي ال غنى عنه للم�صارف الإ�سالمية �إذا �أرادت‬ ‫امل�ستخدمة ومربرات الرقمنة لدى امل�صارف الإ�سالمية‪ .‬وتبحث كذلك‬
‫زي ��ادة تناف�سيتها ع�بر تو�سيع و�صولها وا�ستك�شاف �آف ��اق جديدة‬ ‫املناهج الرقابية والتحديات واملخاطر االحرتازية و�آثار الرقمنة على‬
‫واال�ستفادة من الفر�ص غري امل�ستغلة‪.‬‬ ‫اال�ستقرار املايل للم�صارف الإ�سالمية‪ .‬وقد �أظهرت النتائج �أن �أغلب‬

‫«اإلسالمي للتنمية»‪ :‬إصدار صكوك االستدامة الخضراء بـ‪ 2,5‬مليار دوالر‬

‫وق ��ال ح �ج��ار‪� :‬إق �ب��ال امل�ستثمرين على‬ ‫ي�أتي ذلك يف ظل ا�ستمرار اجلهود العاملية‬ ‫�أع��ل��ن رئي�س جمموعة البنك الإ��س�لام��ي‬
‫� �ص �ك��وك ال �ب �ن��ك ي�ع�ك����س ث�ق�ت�ه��م ب��ال�ب�ن��ك‬ ‫لإيجاد طرق �أف�ضل لال�ستجابة لتداعيات‬ ‫للتنمية الدكتور بندر بن حممد حجار‪ ،‬عن‬
‫وتقديرهم لر�سالته ال�سامية‪ ،‬داعي ًا العاملني‬ ‫ك��وف�ي��د‪ 19-‬حيث يعمل البنك الإ��س�لام��ي‬ ‫�� �ص ��دور � �ص �ك��وك اال� �س �ت ��دام ��ة اخل �� �ض��راء‬
‫يف �صناعة التمويل اال�سالمي �إىل دعم �سوق‬ ‫للتنمية على ح�شد املوارد املالية من الأ�سواق‬ ‫ال�صديقة للبيئة بقيمة ‪ 2.5‬مليار دوالر‪،‬‬
‫ال�صكوك اخل�ضراء كحلول مبتكرة تعزز‬ ‫العاملية بتكلفة منخف�ضة وتوفريها للدول‬ ‫وه��ي �أك�بر قيمة �إ��ص��دار من ه��ذا النوع يف‬
‫اجلهود العاملية ملواجهة تداعيات التغريات‬ ‫الأع� ��� �ض ��اء ب��ال �ب �ن��ك؛ ل�ت�ح�ق�ي��ق ال�ت�ن�م�ي��ة‬ ‫ت��اري��خ ال�ب�ن��ك‪ .‬وك ��ان الإ���ص ��دار الأول من‬
‫املناخية وحتقق م�ستقب ًال �أف�ضل للجميع‪.‬‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫�صكوك اال�ستدامة يف ‪.2019‬‬

‫‪ ٤٨٨‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪6‬‬
‫رئيس البنك اإلسالمي للتنمية يبحث التعاون‬
‫بين البنك والبوسنة والهرسك‬

‫التقى رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية الدكتور بندر حجار‪ ،‬مبقر‬


‫البنك ب�ج��دة‪ ،‬نائبة رئي�س جمل�س ال� ��وزراء ووزي ��رة اخلارجية‬
‫بالبو�سنة والهر�سك ال�سيدة بي�سرا توركوفيت�س والوفد املرافق لها‪،‬‬
‫وبحث االجتماع تطوير التعاون بني اجلانبني خا�صة يف جماالت‬ ‫بيت التمويل الكويتي يطلق أول صكوك‬
‫اال�ستثمار وامل �ن��ح ال��درا��س�ي��ة وال��رق�م�ن��ة ب��ال�ت�ع��اون م��ع �صندوق‬ ‫مدعمة بالرهن العقاري في البحرين‬
‫تران�سفورم‪  ‬وال�سياحة‪.‬‬
‫و�أ�شادت الوزيرة بعالقة البنك ببالدها وما قدمه لها من دعم‬ ‫�أعلن بيت التمويل الكويتي ‪ -‬البحرين‪ ،‬عن �إط�لاق �صكوك‬
‫يف خمتلف املجاالت‪ ،‬م�ؤكدة تطلع بالدها �إىل املزيد من التعاون‬ ‫مدعمة بالرهن العقاري ُتعد الأوىل من نوعها ومتوافقة مع‬
‫بني اجلانبني من جهة‪ ،‬وب�ين بالدها وال ��دول الأع�ضاء بالبنك‬ ‫�أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬
‫الإ�سالمي للتنمية من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫ي�ستند هذا الإ�صدار من ال�صكوك �إىل حمفظة من عقود‬
‫و�أكد الدكتور بندر حجار على �أنه وعلى الرغم من �أن البو�سنة‬ ‫الإج��ارة التمويلية التابعة لربنامج «مزايا» الإ�سكاين‪ .‬ووفق ًا‬
‫والهر�سك لي�ست دولة ع�ضو ًا يف البنك الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬إال �أن‬ ‫للهيكلة امل�ت�ب�ع��ة ي�ت��م حت��وي��ل ك��اف��ة ال �ع��وائ��د وامل �خ��اط��ر اىل‬
‫البنك قدم دعمه‪  ‬للبو�سنة فور انتهاء احلرب ب�صفة ا�ستثنائية‪،‬‬ ‫امل�ستثمرين بحيث ي�صبح حاملو ال�صكوك هم امل�ستفيدين‬
‫و�شارك يف ت�أ�سي�س بنك البو�سنة الدويل‪.‬‬ ‫النهائيني من حمفظة التمويل‪ .‬ولقد �ساهم جن��اح برنامج‬
‫وقال �إن البنك الإ�سالمي للتنمية ا�ستثمر ما جمموعه ‪ 30‬مليون‬ ‫«مزايا» لل�سكن االجتماعي‪ ،‬الذي �أطلقته وزارة اال�سكان وبنك‬
‫دوالر �أمريكي يف بنك البو�سنة ال��دويل‪ ،‬وهو �أول بنك‪  ‬يف كل من‬ ‫اال�سكان بالتعاون مع البنوك‪ ،‬بجعل ال�صكوك العقارية جاذبة‬
‫البو�سنة والهر�سك وجنوب �شرق �أوروبا يعمل وفقًا ملبادئ التمويل‬ ‫للم�ستثمرين ب�شكل كبري‪ .‬ويعد هذا املنتج اجلديد من قبل بيت‬
‫الإ�سالمي‪ ،‬ويعترب ه��ذا البنك من بني البنوك الأ��س��رع من��و ًا يف‬ ‫التمويل الكويتي ‪ -‬البحرين الإ� �ص��دار ال�ث��اين م��ن برنامج‬
‫البو�سنة والهر�سك‪ ،‬حيث منت �أ�صوله من ‪ 90‬مليون دوالر �أمريكي‬ ‫ال�ت��وري��ق‪ ،‬ال ��ذي جنحت الن�سخة الأوىل منه يف ا�ستقطاب‬
‫يف عام ‪� 2006‬إىل ‪ 800‬مليون دوالر بنهاية عام ‪ .2020‬وقد �ساعد‬ ‫امل�ستثمرين‪.‬‬
‫�إن�شاء وتطور البنك يف تر�سيخ �صورة البو�سنة والهر�سك كوجهة‬ ‫وبهذه املنا�سبة‪ ،‬ق��ال ال�سيد عبداحلكيم يعقوب اخلياط‬
‫ا�ستثمارية مهمة‪ ،‬و�ساهم يف تعزيز ال�شمول املايل داخل البالد‪.‬‬ ‫الع�ضو املنتدب والرئي�س التنفيذي لبيت التمويل الكويتي ‪-‬‬
‫كما كان البنك الإ�سالمي للتنمية قد وافق على خط متويل بقيمة‬ ‫البحرين‪�« :‬إن من �ش�أن �إ��ص��دار ال�صكوك املدعمة بالرهن‬
‫‪ 10‬ماليني دوالر ل�صالح بنك البو�سنة الدويل لتمويل م�شروعات‬ ‫العقاري �أن ي�سهم يف دعم و حتفيز �سوق العقارات‪ ،‬الذي يعترب‬
‫الوقف يف البو�سنة والهر�سك‪ ،‬م�ضيف ًا �أن البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫�أح��د �أك�بر القطاعات امل�ساهمة يف النمو االقت�صادي وتوفري‬
‫ميول م�شروعني وقفيني يف الدولة‪.‬‬ ‫وتنوع املنتجات احلقيقية للم�ستثمرين امل�ؤهلني»‪.‬‬
‫وق��ال الدكتور حجار �إن �صندوق «تران�سفوم» التابع للبنك‬ ‫قائل‪�« :‬ستعود هذه املبادرة بالنفع على اجلميع؛‬ ‫و�أ�ضاف ً‬
‫الإ�سالمي للتنمية الذي تبلغ قيمته ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬وال��ذي مت‬ ‫حيث �ستمكن امل�ؤ�س�سات املالية من تعزيز قدراتها التناف�سية‬
‫�إطالقه يف عام ‪ 2018‬لدعم الأفكار املبتكرة يف املراحل املبكرة‬ ‫لتمويل الوحدات ال�سكنية‪ ،‬و�سي�صبح ب�إمكان املط ّورين ت�سريع‬
‫وت��و��س�ي��ع ن�ط��اق االب �ت �ك��ارات م��ن خ�ل�ال ت��وف�ير الأم � ��وال الأول �ي��ة‬ ‫وت�يرة تنمية م�شروعاتهم العقارية‪ ،‬مما �سي�سهم يف ارتفاع‬
‫للمبتكرين ورواد الأعمال وال�شركات النا�شئة وال�شركات ال�صغرية‪،‬‬ ‫وترية الن�شاط وكفاءة ال�سوق‪ ،‬وميكّن العمالء من احل�صول‬
‫يعمل على تر�سيخ عالقاته مع البو�سنة والهر�سك دعم ًا للتنمية‬ ‫على التمويل املطلوب‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل ما �سبق‪� ،‬ست�سهم هذه‬
‫االقت�صادية واالجتماعية من خالل امل�شروعات اجلديدة واملبتكرة‪.‬‬ ‫امل�ب��ادرة املتمثلة يف �إ��ص��دار ال�صكوك العقارية م�ستقب ًال يف‬
‫تطوير �أ�سواق ر�أ�س املال يف مملكة البحرين ب�شكل �إيجابي»‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٨٩‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫تقرير‬

‫رغم تحديات (كوفيد‪)-19‬‬

‫القطاع الضريبي باإلمارات يواصل نتائجه اإليجابية في ‪2020‬‬


‫رغ��م التحديات التي واجهها االقت�صاد العاملي خ�لال العام‬
‫املا�ضي ب�سبب الآث��ار الناجتة عن مكافحة انت�شار جائحة‬
‫فريو�س كورونا امل�ستجد (كوفيد‪ )19-‬التي كان لها انعكا�سات‬
‫�سلبية على جميع القطاعات يف معظم دول ال��ع��امل‪� ،‬إال �أن‬
‫القطاع ال�ضريبي بدولة الإم���ارات العربية املتحدة وا�صل‬
‫حتقيق نتائج �إيجابية‪ ،‬فارتفع عدد الأعمال امل�سجلة لدى‬
‫الهيئة االحتادية لل�ضرائب التي وا�صلت تنفيذ م�شروعاتها‬
‫التطويرية يف جميع جماالت عملها‪ ،‬فتمكنت يف ‪ 2020‬للعام‬
‫الثالث على ال��ت��وايل م��ن حتقيق م��ع��دالت �أداء مت�صاعدة‪،‬‬
‫ووا�صلت القيام بدورها لإدارة وحت�صيل وتنفيذ ال�ضرائب‬
‫االحتادية ب�أنظمتها الإلكرتونية احلديثة‪ ،‬مع ارتفاع ن�سب‬
‫التزام اخلا�ضعني لل�ضريبة يف ظل زيادة الوعي لدى قطاعات‬
‫الأعمال‪ ،‬و�سهولة ومرونة الإجراءات‪.‬‬

‫كتب ‪ -‬أحمد عبد الفتاح‬

‫واملجموعات ال�ضريبية و�أع�ضائها‪ ،‬مقابل‬ ‫ت�سهم الإي� ��رادات ال�ضريبية يف ا�ستمرار‬ ‫ال زيادة في «القيمة المضافة»‬
‫ن �ح��و ‪� 312‬أل� ��ف م���س�ج��ل ب�ن�ه��اي��ة ‪،2019‬‬ ‫تنفيذ امل�شروعات التنموية وفق ًا للخطط‬ ‫و�أك � ��دت وزارة امل��ال �ي��ة ع ��دم وج ��ود �أي‬
‫و‪� 296‬أل��ف م�سجل بنهاية ‪( 2018‬العام‬ ‫امل�ستهدفة حلكومة الإمارات‪ ،‬ويف التخفيف‬ ‫خطط �أو قرارات يف الوقت الراهن لزيادة‬
‫الأول لتطبيق �ضريبة القيمة امل�ضافة)‪،‬‬ ‫من تداعيات جائحة انت�شار (كوفيد‪،)19-‬‬ ‫ن�سبة �ضريبة القيمة امل�ضافة املطبقة يف‬
‫بينما �شهدت قاعدة املتعاملني وال�شركاء‬ ‫وتوا�صل وزارة املالية متابعة ال�سيا�سات‬ ‫الإم � ��ارات ع��ن ‪ ،%5‬وال �ت��ي تعد م��ن �أدن��ى‬
‫امل�ستفيدين من الأنظمة ال�ضريبية منو ًا‬ ‫ال�ضريبية بالتن�سيق مع الهيئة االحتادية‬ ‫الن�سب ع��امل�ي� ًا‪ ،‬م�شرية �إىل �أن �إج�م��ايل‬
‫م�ضطرد ًا‪ ،‬فارتفع عدد الوكالء ال�ضريبيني‬ ‫لل�ضرائب ل�ضمان مواكبتها للم�ستجدات‬ ‫�إيرادات �ضريبة القيمة امل�ضافة بلغت ‪11,6‬‬
‫املعتمدين من الهيئة �إىل ‪ 393‬وكي ًال مقابل‬ ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬مع التحديث امل�ستمر‬ ‫مليار درهم‪ ‬خالل ال�شهور الثمانية الأوىل‬
‫لا بنهاية ‪ ،2019‬و‪ 176‬وكي ًال‬ ‫‪ 355‬وك �ي� ً‬ ‫للت�شريعات مب��ا يتنا�سب م��ع م�ستهدفات‬ ‫من ‪ ،2020‬بينما ارتفع �إجمايل �إي��رادات‬
‫بنهاية ‪ ،2018‬كما ارت �ف��ع ع��دد �شركات‬ ‫ال���س�ي��ا��س��ات امل��ال �ي��ة وال �ن �م��و االق�ت���ص��ادي‬ ‫ال�ضريبة االنتقائية خ�لال الفرتة نف�سها‬
‫التخلي�ص املعتمدة �إىل ‪� 868‬شركة مقابل‬ ‫امل�ستدام‪.‬‬ ‫بن�سبة ‪ %47‬مقارنة بال�شهور الثمانية الأوىل‬
‫‪� 122‬شركة معتمدة بنهاية ‪ ،2018‬وارتفع‬ ‫ووف �ق � ًا لإح �� �ص��اءات الهيئة االحت��ادي��ة‬ ‫من عام ‪.2019‬‬
‫ع��دد م��زودي �أنظمة املحا�سبة ال�ضريبية‬ ‫ل �ل �� �ض��رائ��ب ف �ق��د ارت��ف ��ع ع� ��دد امل�سجلني‬ ‫و�أو�ضحت ال��وزارة �أنه مت توزيع �إي��رادات‬
‫املعتمدين �إىل ‪ 76‬م��زود ًا مقابل ‪ 12‬مزود ًا‬ ‫ل�ضريبة القيمة امل�ضافة بنهاية عام ‪2020‬‬ ‫�ضريبة القيمة امل�ضافة بن�سبة ‪ %30‬للحكومة‬
‫بنهاية ‪.2018‬‬ ‫�إىل ‪� 332,39‬أل ��ف م�سجل م��ن الأع �م��ال‬ ‫االحتادية و‪ %70‬للحكومات املحلية‪ ،‬حيث‬

‫‪ ٤٩٠‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪8‬‬
‫ك��ان لها �أث��ر ملحوظ يف م�ساندة قطاعات‬ ‫تطوير‬ ‫رد ضريبة مساكن المواطنين‬
‫الأع� �م ��ال وداف��ع ��ي ال �� �ض��رائ��ب واحل� ��د من‬ ‫و�أ��ش��ار التقرير �إىل �أن��ه يف �إط��ار التطوير‬ ‫وم ��ن الإجن � � ��ازات امل �ه �م��ة ال �ت��ي �شهدها‬
‫ت ��أث�ير اجل��ائ�ح��ة ع�ل��ى داف �ع��ي ال���ض��رائ��ب‪،‬‬ ‫امل�ستمر لقنوات الدفع الر�سمية التي توفرها‬ ‫ع��ام ‪ 2020‬يف ه��ذا امل�ج��ال �إط�ل�اق الهيئة‬
‫�أ�شار التقرير �إىل �أن الهيئة حر�صت منذ‬ ‫الهيئة وت�شجيع ا�ستخدام و�سائل الدفع‬ ‫االحت ��ادي ��ة لل�ضرائب من�صة �إل�ك�ترون�ي��ة‬
‫ت�أ�سي�سها على توفري بنية رقمية متطورة‪،‬‬ ‫الإلكرتوين‪� ،‬شهد عام ‪ 2020‬ان�ضمام الهيئة‬ ‫ج ��دي ��دة وف� ��رت م ��زي ��د ًا م ��ن الت�سهيالت‬
‫وتقدمي جميع خدماتها عن ُبعد من خالل‬ ‫�إىل اجليل الثالث م��ن منظومة «ال��دره��م‬ ‫ال�سرتداد املواطنني ل�ضريبة القيمة امل�ضافة‬
‫نظامها الإل �ك�تروين بالكامل‪ ،‬ال��ذي يوفر‬ ‫الإلكرتوين» بقنواتها املتنوعة الذي �أطلقته‬ ‫امل��دف��وع��ة م��ن قبلهم ع��ن ب�ن��اء م�ساكنهم‬
‫خدمات �إلكرتونية حديثة لت�سهيل عمليات‬ ‫وزارة املالية بهدف ت�سهيل عملية حت�صيل‬ ‫اجل ��دي ��دة‪ ،‬ح�ي��ث تتميز املن�صة ب�سهولة‬
‫ال�ت���س�ج�ي��ل وت� �ق ��دمي الإق � � � ��رارات و� �س ��داد‬ ‫ر��س��وم وع��وائ��د ال��دول��ة‪ ،‬وت��وف�ير م��زي��د من‬ ‫الإجراءات من خالل خطوات وا�ضحة عرب‬
‫ال�ضرائب وا� �س�ترداده��ا‪ ،‬مم��ا يتيح �إمت��ام‬ ‫اخليارات لت�سديد الر�سوم احلكومية ب�أحدث‬ ‫موقع الهيئة الإلكرتوين‪ ،‬فيتم تقدمي طلب‬
‫جميع الإج��راءات بخطوات تتميز بال�سهولة‬ ‫التقنيات و�أف�ضل معايري الأم��ان»‪ ،‬ف�أتاحت‬ ‫اال�سرتداد مع امل�ستندات الداعمة‪ ،‬ويتلقى‬
‫وال�سرعة دون التعامل ال�شخ�صي �أو الورقي‪،‬‬ ‫هذه اخلطوة للم�سجلني يف النظام ال�ضريبي‬ ‫املواطن امل�ؤهل لال�سرتداد ر�سالة بالربيد‬
‫مم��ا ي�سهم يف تعزيز �إج � ��راءات التباعد‬ ‫� �س��داد ال�ت��زام��ات�ه��م ال���ض��ري�ب�ي��ة‪ ،‬و�إجن ��از‬ ‫الإل �ك�تروين مبطالبته بتقدمي امل�ستندات‬
‫اجل�سدي‪ ،‬واملحافظة على ال�صحة العامة‬ ‫معامالتهم مبا�شرة من خالل حتميل تطبيق‬ ‫ال�لازم��ة ال�ستكمال معاجلة الهيئة لطلب‬
‫التي تعد يف مقدمة الأولويات‪.‬‬ ‫الدرهم الإلكرتوين «مبا�شر» على هواتفهم‬ ‫اال� �س�ترداد‪ ،‬وبعد التحقق من امل�ستندات‬
‫الذكية دون احلاجة �إىل بطاقات م�صرفية‪،‬‬ ‫يتم �إخ�ط��ار امل��واط��ن با�ستحقاقه والت�أكد‬
‫تسهيالت‬ ‫فيتم فقط ربط احل�ساب اخلا�ص بامل�سجل‬ ‫م��ن تطابق مبلغ اال� �س�ترداد م��ع الفواتري‬
‫و�أو�ضح �أن الهيئة قدمت خالل عام ‪2020‬‬ ‫لدى �أحد البنوك امل�شاركة يف املنظومة مع‬ ‫ال�ضريبية امل�ق��دم��ة‪ ،‬ث��م يتم حت��وي��ل مبلغ‬
‫ت�سهيالت عديدة لدعم وم�ساندة امل�سجلني‬ ‫التطبيق ليتمكن من �إجراء معامالته املالية‬ ‫اال� �س�ترداد �إىل احل�ساب امل�صريف ملقدم‬
‫ب��ال�ن�ظ��ام ال�ضريبي ل�ل��وف��اء بالتزاماتهم‬ ‫املتعلقة بالهيئة‪.‬‬ ‫الطلب بعد �إبالغه باملوافقة النهائية‪.‬‬
‫ال�ضريبية و�ضمان ا�ستمرارية الأعمال يف‬ ‫ووفق ًا للتقرير جاء ان�ضمام الهيئة للجيل‬ ‫و�أك � ��دت ال�ه�ي�ئ��ة يف ت�ق��ري��ر ح��دي��ث لها‬
‫ظل الإج��راءات االحرتازية التي قامت بها‬ ‫اجلديد من منظومة «الدرهم الإلكرتوين»‬ ‫�أن ه��ذه املن�صة مت جتهيزها وف��ق �أح��دث‬
‫الدولة للوقاية من انت�شار (كوفيد‪،)19-‬‬ ‫�ضمن جهودها لالرتقاء بو�سائل دفع متنوعة‬ ‫املعايري التي ت�ضمن كفاءة و�سرعة الأداء‪،‬‬
‫و�شملت ه ��ذه الت�سهيالت مت��دي��د ال�ف�ترة‬ ‫لعمالئها‪ ،‬حيث ت�شهد �آلية الدفع ال�ضريبية‬ ‫و�سهولة وو��ض��وح الإج� ��راءات‪ ،‬حيث �أ�شار‬
‫ال�ضريبية التي ب��د�أت يف الأول من مار�س‬ ‫با�ستخدام رق��م (ج��ي �آي ب��ان) عرب نظام‬ ‫التقرير �إىل �أن الهيئة عقدت خالل مرحلة‬
‫للم�سجلني لل�ضريبة االنتقائية لت�شمل �شهري‬ ‫الإم��ارات للتحويالت املالية «‪»UAEFTS‬‬ ‫تنفيذ تطوير املن�صة اجتماعات ت�شاورية مع‬
‫مار�س و�أبريل ‪ ،2020‬وحتديد تاريخ بديل‬ ‫�إق�ب��ا ًال متزايد ًا على ا�ستخدامها من قبل‬ ‫مواطنني معنيني با�سرتداد �ضريبة القيمة‬
‫كحد �أق�صى لت�سليم �إقرارات �ضريبة القيمة‬ ‫دافعي ال�ضرائب‪ ،‬وتتميز بالو�ضوح وال�سهولة‬ ‫امل�ضافة عن بناء م�ساكنهم اجلديدة ووكالء‬
‫امل�ضافة و� �س��داد ال�ضريبة امل�ستحقة عن‬ ‫و�سرعة �إج��راءات حتويل الأم��وال �إلكرتوني ًا‬ ‫�ضريبيني‪ ،‬مت خاللها ا�ستطالع �آرائهم حول‬
‫الفرتات ال�ضريبية التي تزامنت مع برنامج‬ ‫من خالل النظام‪ ،‬وتوفر هذه الآلية فر�ص ًا‬ ‫عملية التطوير م��ن واق ��ع جتربتهم‪ ،‬ومت‬
‫التعقيم الوطني‪ ،‬بينما مت تطبيق ال�ضريبة‬ ‫ل �� �س��داد ال �� �ض��رائ��ب م��ن خ�ل�ال ‪ 77‬ف��رع� ًا‬ ‫�أخ��ذ مالحظاتهم بعني االعتبار يف جتهيز‬
‫بن�سبة ال�صفر على بع�ض املعدات الطبية‬ ‫م�صرفي ًا و�شركات �صرافة و�شركات متويل‪.‬‬ ‫املن�صة اجلديدة‪ ،‬فتم تخفي�ض عدد الوثائق‬
‫امل�ستخدمة للوقاية ال�شخ�صية والأقنعة‬ ‫وفيما يتعلق مب�ساهمة الهيئة يف جهود‬ ‫املطلوبة لتقدمي طلب اال� �س�ترداد‪ ،‬كما مت‬
‫وغريها‪.‬‬ ‫الدولة ملواجهة جائحة (كوفيد‪ ،)19-‬التي‬ ‫تب�سيط منوذج طلب اال�سرتداد واملرفقات‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٩١‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫حوار‬

‫الدكتور أحمد فؤاد باشا‪ ..‬في حوار مع "االقتصاد اإلسالمى"‬

‫علينا أن نتعامل مع البحث العلمي بعقلية اقتصادية؟‬


‫الفشل مصير كل مشروع إنتاجي ال يقوم على العلم الصحيح‬
‫�أكد الدكتور �أحمد ف�ؤاد با�شا‪ ،‬النائب ال�سابق لرئي�س جامعة القاهرة وع�ضو املجمع العلمي امل�صري وجممع اخلالدين‪� ،‬أن الدول العربية‬
‫يف �أم�س احلاجة �إىل ا�ستثمار العلم لتحقيق طموحاتها احل�ضارية‪ ،‬وجني �أرباح حقيقية ت�سهم يف خطط وم�شروعات التنمية‪ ،‬مو�ضح ًا‬
‫�أن �أزمة وباء «كورونا» ك�شفت عن مدى حاجتنا �إىل البحث العلمي وعدم اال�ستمرار عالة على دول �أخرى‪ ،‬جتني من خالل ما ت�صدره لنا‬
‫من �أدوية ولقاحات وم�ستلزمات حماية طبية مئات املليارات �سنوي ًا‪.‬‬
‫وطالب الدكتور با�شا ب�ضرورة ا�ستخدام و�سائل التحفيز الإ�سالمية والوطنية لالنطالق �إىل نه�ضة ح�ضارية واقت�صادية حقيقية تقوم‬
‫على �أ�س�س علمية‪ ،‬وت�ستوعب كل ما حققته الأمم الأخرى من منجزات علمية‪ ،‬وت�ضيف �إليه‪ ،‬وتوظفه خلدمة قطاعات التنمية بها‪،‬‬
‫م�شري ًا �إىل �أن الإ�سالم هو رائد نظرية «عاملية املعرفة» ويحثنا حث ًا على ا�ستيعاب منجزات الأمم الأخرى‪ ،‬واال�ستفادة بها‪ ،‬و�إعادة‬
‫ت�صدير ما تنتجه عقول امل�سلمني وخرباتهم من علوم ومعارف؛ لتعم الفائدة على الب�شرية كلها‪ ،‬فالإ�سالم خامت الر�ساالت ال�سماوية‪،‬‬
‫وهو يحمل الهداية جلميع �أمم الأر�ض‪ ،‬ويجب �أن نبذل كافة اجلهود لإظهار عطائه للإن�سان ب�صرف النظر عن عقيدته‪.‬‬
‫«االقت�صاد الإ�سالمي» التقت الدكتور �أحمد ف�ؤاد با�شا‪� ،‬صاحب «نظرية العلم الإ�سالمية» و�س�ألته يف البداية عن ال�صيام وفوائده‬
‫ومكا�سبه الروحية وال�صحية‪ ،‬وكذلك عن تداعيات وباء كورونا والدرو�س امل�ستفادة منه لواقعنا وم�ستقبلنا يف العامل الإ�سالمي‬
‫والعربي‪ ،‬كما �أفا�ض يف احلديث عن قيمة العلم والبحث العلمي ك�أحد �أهم مقومات النهو�ض وتغيري الواقع الذي تعي�شه بالدنا‪ ..‬وفيما‬
‫يلي تفا�صيل احلوار‪..‬‬
‫حاوره في القاهرة‪ :‬بسيوني الحلواني‬

‫‪ ٤٩٢‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪10‬‬
‫اجل��وع �أو ال�صوم‪ ،‬ذل��ك �أن ج�سم الكائن‬ ‫فوائد الصيام‬
‫احل��ي يف ح��ال��ة ال�صيام ي��ب��د�أ با�ستهالك‬ ‫نعي�ش يف �أج��واء �شهر رم�ضان املبارك‪..‬‬
‫املواد الغذائية املخزونة فيه‪ ..‬وعندما ينتهي‬ ‫الصيام يساعد على تجدد‬ ‫ن��ري��د �أن حت��دث��ن��ا باخت�صار ع��ن ف��وائ��د‬
‫املخزون من الغذاء تبد�أ الربوتينات املكونة‬ ‫أنسجة الجسم وتنشيطها‬ ‫ال�صوم ال�صحية والنف�سية من خالل �أبحاث‬
‫لأع�����ض��اء اجل�سم املختلفة‪ ،‬و�أول��ه��ا الكبد‬ ‫العلماء والأطباء‪ ،‬خا�صة و�أن بع�ض ُ‬
‫اجل ّهال‬
‫وخاصة أنسجة الغدد‬
‫والع�ضالت‪ ،‬بالتحرك والتخلخل‪ ..‬ف�إذا كان‬ ‫يدعي �أن ال�صوم ي�صيب الإن�سان بال�ضعف‬
‫ال�صيام ملدة منا�سبة حم��دودة وغري زائدة‬ ‫والهزال؟!‬
‫عن احلد املعقول‪ ،‬كما هو احلال يف �صيام‬ ‫كل العبادات التي فر�ضها الإ���س�لام لها‬
‫رم�ضان‪ ،‬ف���إن ه��ذا التخلخل يف بروتينات‬ ‫�أن هذه املخلوقات تخرج من فرتة ال�صيام‬ ‫ف��وائ��د ومكا�سب روح��ي��ة وبدنية تعود على‬
‫�أع�ضاء اجل�سم يجعلها �أكرث قابلية للتجدد‬ ‫هذه �أكرث ن�شاط ًا وحيوية‪ ،‬و�أن �أكرثها بعد‬ ‫م��ن ي���ؤدي��ه��ا ب�����ص��دق و�إخ�ل�ا����ص‪ ،‬وم���ن بني‬
‫والن�شاط وا�ستعادة �شبابها وحيويتها‪ ..‬وهذا‬ ‫ال�����ص��وم ي����زداد من���و ًا و���ص��ح��ة‪ ،‬وق���د ح��اول‬ ‫ه���ذه ال��ف��رائ�����ض ال��ت��ى ت��ع��ود ع��ل��ى الإن�����س��ان‬
‫يعني �أن ال�صوم يعمل على جت��دد �أن�سجة‬ ‫الباحثون تف�سري ذلك علمي ًا فلم يتو�صلوا‬ ‫مبكا�سب عديدة‪ :‬ال�صيام‪ ،‬واهلل �سبحانه‬
‫اجل�سم وتن�شيطها‪ ،‬وخا�صة �أن�سجة الغدد‬ ‫�إىل �أك��ث�ر م��ن �أن ه���ذه امل��خ��ل��وق��ات التي‬ ‫وت��ع��اىل ي��ق��ول‪( :‬ي��ا �أي��ه��ا ال��ذي��ن �آم��ن��وا كتب‬
‫التي ت�سيطر على النمو واحلركة وعمليات‬ ‫تعي�ش على الفطرة يعترب �صومها ظاهرة‬ ‫عليكم ال�صيام كما كتب على ال��ذي��ن من‬
‫اله�ضم وال��ب��ن��اء‪ ،‬الأم����ر ال���ذي يف�سر لنا‬ ‫ف�سيولوجية‪� ،‬أي مرتبطة بوظائف الأع�ضاء‬ ‫قبلكم لعلكم تتقون‪� .‬أي��ام�� ًا م��ع��دودات فمن‬
‫ظاهرة الن�شاط الزائد والنمو ال�سريع الذي‬ ‫وعوامل البيئة‪ ،‬واعتربوها ظاهرة عامة لكل‬ ‫ك��ان منكم مري�ض ًا �أو على �سفر فعدة من‬
‫يالحظ على احليوانات والطيور والديدان‬ ‫الكائنات احلية و�أطلقوا عليها ا�سم ظاهرة‬ ‫�أيام �أُ َخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام‬
‫بعد فرتة ال�صوم �أو «البيات» كما ي�سميها‬ ‫«البيات»‪.‬‬ ‫م�سكني فمن تطوع خ�ير ًا فهو خري له و�أن‬
‫علماء الأحياء (البيولوجيا)‪ ،‬وهذه احلقيقة‬ ‫�أم���ا بالن�سبة ل�ل�إن�����س��ان ال���ذي يت�صرف‬ ‫ت�صوموا خري لكم �إن كنتم تعلمون) البقرة‬
‫هي عك�س ما يت�صوره بع�ض اجلهالء من‬ ‫بعقله �أك�ث�ر مم��ا يت�صرف ب��غ��رائ��زه‪ ،‬فقد‬ ‫‪ ،184-183‬هذا ي�ؤكد �أن ال�صوم �إىل جانب‬
‫�أن ال�صوم ي����ؤدي �إىل ال��ه��زال �أو ال�ضعف‬ ‫اكت�شف العلماء م��ن �آث���اره التاريخية �أن��ه‬ ‫�أن��ه ركن من �أرك��ان الإ�سالم‪ ،‬و�أن��ه فري�ضة‬
‫�أو فقر ال��دم‪ ..‬وهذا طبع ًا ب�شرط �أن يكون‬ ‫عرف ال�صوم يف الع�صور القدمية بفطرته‬ ‫تعبدية واج��ب��ة على امل�سلم ي���ؤدي��ه��ا طاعة‬
‫ال�صوم يف �إطار التوازن املطلوب كما نظمه‬ ‫وغريزته قبل �أن تنزل الكتب ال�سماوية‪،‬‬ ‫لأمر ربه‪� ،‬إال �أن له فوائد ومكا�سب عظيمة‬
‫الإ�سالم‪.‬‬ ‫وهذا ي�ؤكد �أن املخلوقات تلج�أ �إىل ال�صوم‬ ‫يجنيها امل�سلم منه‪ ،‬وقد ك�شفت لنا العديد‬
‫ل��ذل��ك ت��ع��ددت ك��ت��اب��ات �أط��ب��اء ال�صحة‬ ‫بالفطرة لأنها جتد فيه فوائد ال ت�ستطيع‬ ‫من البحوث التي �أجراها العلماء والأطباء‬
‫العامة عن فوائد ال�صيام احليوية ودوره يف‬ ‫�أن حت��دده��ا‪ ،‬ويهديها اخلالق العليم �إليه‬ ‫بع�ض هذه الفوائد املتنوعة التي ت�شمل جميع‬
‫جتنب م�شكالت ال�شيخوخة‪ ،‬حيث يكت�شف‬ ‫ل�����ض��رورة ف�����س��ي��ول��وج��ي��ة الزم����ة ال���س��ت��م��رار‬ ‫جوانب حياته‪ ،‬وخا�صة ال�صحية منها‪.‬‬
‫العلم كل يوم ما ي�ؤكد حكمة الإ�سالم البالغة‬ ‫احلياة واملحافظة عليها‪ ،‬متام ًا مثل الأكل‬ ‫ول��ق��د ب���د�أ امل��ه��ت��م��ون ب��ال��ط��ب وامل�����داواة‪،‬‬
‫من فر�ض الفرائ�ض التي توفر للم�سلم كل‬ ‫وال�شراب والتنف�س واحلركة وال��ن��وم‪ ،‬ومن‬ ‫ف���رادى وه��ي��ئ��ات‪ ،‬م�شوار البحث ع��ن �آث��ار‬
‫مقومات احلياة التي وهبها اهلل �سبحانه‬ ‫ثم ف�إن االبتعاد عن ال�صوم ي�ؤثر �سلبي ًا على‬ ‫ال�صوم على �صحة الإن�����س��ان‪ ،‬فعرفوا �أن‬
‫وت��ع��اىل ل��ه ل��ي���ؤدي �أم��ان��ة اال�ستخالف على‬ ‫ال�صحة‪.‬‬ ‫الإن�����س��ان لي�س ه��و ال��ك��ائ��ن ال��وح��ي��د ال��ذي‬
‫خري وج��ه‪ ،‬وق��د �أظهرت �أح��دث الدرا�سات‬ ‫وم��ن �أه���م ال��ف��وائ��د احل��ي��وي��ة لل�صوم ما‬ ‫ي�صوم‪ ،‬ب��ل �إن جميع الكائنات احل��ي��ة يف‬
‫العلمية �أن دورية �صيام رم�ضان‪� ،‬أي �إيقاع‬ ‫جن��ده يف تن�شيط ال��ت��ف��اع�لات الكيميائية‬ ‫الكون متر بفرتة �صيام اختياري مهما توفر‬
‫ت��ردده بانتظام مرة كل عام‪ ،‬يعمل على‬ ‫والبيولوجية التي حتدث داخل اجل�سم عند‬ ‫لها الغذاء من حولها‪ ،‬وق��د الح��ظ العلماء‬

‫‪11‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٩٣‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫حوار‬

‫مبا ي�ؤهلنا لال�ستفادة منه يف تغيري واقعنا‪،‬‬ ‫حت�سني �إيقاع هرمون «امليالتونني» امل�س�ؤول‬
‫ور�سم طريق م�ستقبلنا‪.‬‬ ‫ع��ن ان��ت��ظ��ام الإي��ق��اع الأ���س��ا���س��ي حل��ي��اة كل‬
‫علينا �أن ن�ستفيد م��ن علمائنا وك��ب��ار‬ ‫«كورونا» من آيات الله في‬ ‫ع�ضو‪ ،‬وك��ل ن�سيج‪ ،‬وك��ل خلية يف اجل�سم‪،‬‬
‫باحثينا الذين يعملون يف مراكز الأبحاث‬ ‫الكون وعلينا أن نستوعب‬ ‫بحيث تظل جميعها متوافقة وعاملة مع ًا يف‬
‫ال��غ��رب��ي��ة‪ ،‬ف��ق��د ك�شف ف�يرو���س ك��ورون��ا �أن‬ ‫تكامل وتناغم‪.‬‬
‫الدروس من هذه الجوائج‬
‫مراكز الأبحاث الطبية والعلمية يف الغرب‬ ‫وقد لوحظ �أي�ض ًا �أن ال�صيام يبقي على‬
‫مليئة بالكفاءات العربية‪ ،‬وه��ذه الكفاءات‬ ‫م��ع��دالت �إف�����راز «امل��ي�لات��ون�ين» ع��ل��ى م��دى‬
‫ت�ضيف كل يوم اجلديد للغرب‪ ،‬وعلينا �أن‬ ‫�سنوات العمر الطويل كما ك��ان��ت يف �سن‬
‫ن�ستفيد منها يف خلق بيئة بحثية علمية‬ ‫�أننا جنهل كثري ًا من الأم���ور‪ .‬لذلك علينا‬ ‫ال�����ش��ب��اب‪ ،‬مم��ا ق��د يف�سر ج��زئ��ي�� ًا عالقة‬
‫ت�سهم يف اجلهود الدولية ملكافحة الأوبئة‬ ‫نحن امل�سلمني �أن نخل�ص يف التوبة‪ ،‬و�أن‬ ‫ال�صيام بت�أخر ال�شيخوخة‪ ،‬وه��ي العالقة‬
‫والأم����را�����ض اخل���ط�ي�رة‪ ،‬وت���وف���ر احل��م��اي��ة‬ ‫ن�أخذ ب�أ�سباب املقاومة والعالج‪ ،‬و�أن نطلب‬ ‫ال��ت��ي ت�����ش�ير �إل��ي��ه��ا م��ئ��ات ال��ت��ج��ارب التي‬
‫لل�شعوب الإ�سالمية من الأمرا�ض والأوبئة‬ ‫ال��ع��ون وامل���دد م��ن اخل��ال��ق �سبحانه وتعاىل‬ ‫�أجريت على احليوانات املعملية‪ ،‬وع�شرات‬
‫بقدر امل�ستطاع‪ ،‬فديننا ي�أمرنا �أن ن�ستفيد‬ ‫ول��ي�����س م��ن الأط���ب���اء‪ ،‬ف��ق��د ك�شف ف�يرو���س‬ ‫ال��درا���س��ات التي �شملت عظماء املعمرين‬
‫من كل علم نافع‪ ،‬و�أن ن�سخر كل الإمكانات‬ ‫كورونا حقيقة العامل املتقدم الذي كثري ًا ما‬ ‫يف العامل‪ ،‬وهكذا يك�شف العلم عن حقائق‬
‫ال��ع��ل��م��ي��ة وامل���ادي���ة امل��ت��اح��ة ل��ل��ح��م��اي��ة من‬ ‫اغرت علينا بعلمه ومنجزاته احل�ضارية‪.‬‬ ‫مهمة جتلي احلكمة الإلهية من وراء ت�شريع‬
‫الأم��را���ض والأوب��ئ��ة اخل��ط�يرة‪ ،‬م��ع الإمي��ان‬ ‫لكن مع الت�سليم بكل هذه احلقائق‪ ،‬علينا‬ ‫ال�صيام‪.‬‬
‫الكامل والت�سليم ب���أن كله من قدر اهلل عز‬ ‫�أن ن��درك �أن ه��ذا ال��وب��اء كما ك�شف جهل‬
‫وجل‪ ،‬وعلينا �أن ندفع قدَ ر اهلل يف الإ�صابة‬ ‫العامل املتقدم ب�أمور كثرية يف الكون الكبري‬ ‫كيف نتعلم من األزمة؟‬
‫بقدَ ر اهلل يف العالج‪.‬‬ ‫الذي نعي�ش فيه‪ ،‬ك�شف �أي�ض ًا �ضعفنا وجهلنا‬ ‫كيف تنظرون �إىل وباء «كوفيد‪ »19-‬وما‬
‫وتق�صرينا نحن امل�سلمني‪ ،‬فنحن جزء من‬ ‫�س ّببه للعامل من خ�سائر ب�شرية ومادية؟‬
‫العلم أداة استثمار‬ ‫العامل‪ ،‬ولدينا الكفاءات العلمية املنت�شرة يف‬ ‫وما الدرو�س امل�ستفادة منه لواقع امل�سلمني‬
‫رغم اخل�سائر االقت�صادية الكبرية التى‬ ‫كل مراكز الأبحاث يف الغرب‪ ،‬ولكن مل يكن‬ ‫وم�ستقبلهم؟‬
‫حلقت بالغرب ب�سبب انت�شار ال��وب��اء‪� ،‬إال‬ ‫لنا �إ�سهامات وا�ضحة‪ ،‬ال يف و�سائل احلماية‬ ‫ظ��ه��ور ه���ذا ال��وب��اء اخل��ط�ير وان��ت�����ش��اره‪،‬‬
‫�أن العديد من مراكز الأبحاث وال�شركات‬ ‫من الفريو�س‪ ،‬وال يف عالج الذين قدّر اهلل‬ ‫وع��ج��ز ال��ع��ل��م��اء وك��ب��ار �أط��ب��اء ال��ع��امل عن‬
‫امل��ن��ت��ج��ة ل�ل��أدوي ��ة وال��ل��ق��اح��ات و�أدوات‬ ‫لهم الإ�صابة به‪ ،‬وال يف �صناعة اللقاح الذي‬ ‫مالحقته‪ ،‬هو �آي��ة من �آي��ات اهلل يف كونه‪،‬‬
‫احل��م��اي��ة ال�صحية ه��ن��اك حققت �أي�ض ًا‬ ‫يحمي بن�سبة معينة منه‪.‬‬ ‫فلم ينج منه �أح���د‪ ،‬ال �شخ�ص‪ ،‬وال دول��ة‪،‬‬
‫مكا�سب كبرية م��ن وراء انت�شار ال��وب��اء‪..‬‬ ‫ل��ق��د ك�����ش��ف وب����اء ك���ورون���ا ع��ج��ز ال��ع��امل‬ ‫وال م�����س���ؤول ك��ب�ير‪ ،‬وال ط��ب��ي��ب‪ ،‬وال ع��امل‬
‫مل���اذا ال ت��ك��ون ل��دي��ن��ا ‪ -‬ن��ح��ن امل�سلمني ‪-‬‬ ‫الإ�سالمي عن مالحقة الغرب يف الأبحاث‬ ‫فريو�سات‪ ،‬فقد طال اجلميع‪ ،‬ومات نتيجة‬
‫مراكز �أبحاث و�شركات مماثلة تنتج لنا‬ ‫العلمية‪ ،‬وف��ى امل�ساهمة بن�صيب واف��ر يف‬ ‫الإ���ص��اب��ة ب��ه الأغ��ن��ي��اء وال��ف��ق��راء‪ ،‬الأط��ب��اء‬
‫احتياجاتنا وت�صدر الفائ�ض �إىل العامل‬ ‫حماية ال�شعوب الإ�سالمية من الأم��را���ض‬ ‫والب�سطاء‪ ،‬و�أكد بالفعل قول احلق �سبحانه‬
‫اخل ��ارج ��ي‪ ،‬خ��ا���ص��ة و�أن ل��دي��ن��ا الأم� ��وال‬ ‫الوبائية اخل��ط�يرة‪ ،‬وه��ذا واق��ع ينبغي �أن‬ ‫(وفوق كل ذي ِعلم عليم) يو�سف‪ ،76‬وهذا‬
‫والكفاءات الالزمة لذلك؟‬ ‫نعرتف به ونعمل على ع�لاج ق�صورونا يف‬ ‫الوباء املفرو�ض �أن ينبهنا جميع ًا‪ ،‬م�سلمني‬
‫ه��ذا م��ا ن���ؤك��د عليه دائ��م�� ًا‪ ،‬وه��و �ضرورة‬ ‫امل�ستقبل‪ ،‬ونعطي البحث العلمي يف خمتلف‬ ‫وغري م�سلمني‪� ،‬أننا نعي�ش يف عامل �أغلبه ال‬
‫ال��ت��ع��ام��ل م���ع ال��ب��ح��ث ال��ع��ل��م��ي وال��ت��ق��دم‬ ‫املجاالت ما ي�ستحق من اهتمام‪ ،‬وننفق عليه‬ ‫يزال جمهو ًال لنا‪ ،‬وكلما علمنا �شيئ ًا اكت�شفنا‬

‫‪ ٤٩٤‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪12‬‬
‫ال�شهرية يف كتاب (التجريد)‪�« :‬إي���اك �أن‬ ‫التكنولوجي بعقلية اقت�صادية‪ ،‬كما يفعل‬
‫جت��رب �أو تعمل حتى تعلم»‪ ،‬وجابر هنا ‪-‬‬ ‫ال��غ��رب‪ ،‬ف��ال��دول املتقدمة جميعها توظف‬
‫مثل غ�يره من علماء احل�ضارة الإ�سالمية‬ ‫يجب أن نستشعر خطورة‬ ‫ق��درات��ه��ا العلمية وج��ه��ود باحثيها ومئات‬
‫‪ -‬يعرب ع��ن خا�صية مهمة م��ن خ�صائ�ص‬ ‫الخروج من السباق العلمي‬ ‫املليارات من �أموالها لكي جتني �أ�ضعافها‪،‬‬
‫امل��ن��ه��ج الإ���س�لام��ي يف اجل��م��ع ب�ين الفكر‬ ‫فكل دوالر ينفق على البحث العلمي والتطور‬
‫والتكنولوجي والصناعي‬
‫وال��ع��م��ل‪� ،‬أو امل��ع��رف��ة وا���س��ت��خ��دام��ه��ا دون‬ ‫التكنولوجى ي���أت��ي بخم�سة‪ ،‬وع��ل��ى امل��دى‬
‫ان�شطارية تهدم دور العالقة اجلامعة على‬ ‫العالمي‬ ‫البعيد يحقق �أك�ث�ر م��ن ع�����ش��رة دوالرات‬
‫�أ�سا�س املهارة والإتقان‪.‬‬ ‫مكا�سب‪ ..‬فالغرب ال يطور مراكز �أبحاثه‬
‫من �أجل ال�سباق العلمي وحده‪ ،‬ولكنه يفعل‬
‫مواجهة الخلل‬ ‫ذل��ك �أي�ض ًا من �أج��ل جني الأرب���اح الكبرية‬
‫هل ت��رى �أن ميادين العمل والإن��ت��اج يف‬ ‫ال��ع��امل ال يح�سمها ب��ال��درج��ة الأوىل �سوى‬ ‫من وراء ذلك‪.‬‬
‫عاملنا العربي تفتقد �إىل العلم ال�صحيح‬ ‫التفوق التقني النابع من البحوث املتقدمة‬ ‫ل��ذل��ك علينا يف ال��ع��امل الإ���س�لام��ي �أن‬
‫واخلربة املفيدة؟‬ ‫يف م��ن��ظ��وم��ة ال��ع��ل��وم احل��اك��م��ة‪ ،‬واملنتهي‬ ‫نتعامل م��ع العلم والبحث العلمي بعقلية‬
‫ال ي��ن��ب��غ��ي ال��ت��ع��م��ي��م‪ ،‬ف��ه��ن��اك ك��ث�ير من‬ ‫مبخرتعات واب��ت��ك��ارات ق���ادرة على ال��ردع‬ ‫اقت�صادية‪ ..‬علينا �أن ن�ستفيد من جتارب‬
‫امل�ؤ�س�سات الإنتاجية يف خمتلف املجاالت‬ ‫ال��وق��ائ��ي عند ال��ل��زوم‪ ،‬وت���ؤك��د ال��درا���س��ات‬ ‫ال��غ��رب وخططه العلمية والبحثية‪ ،‬فقد‬
‫تقوم على العلم ال�صحيح‪ ،‬ويجتهد العاملون‬ ‫امل�ستقبلية �أن العلم والتقنية هما اللذان‬ ‫�أخ�����ذت ال�����دول امل��ت��ق��دم��ة ع��ل��م��ي�� ًا وت��ق��ن��ي�� ًا‬
‫فيها للتطوير والتح�سني‪ ،‬ويحققون نتائج‬ ‫ي�شكالن يف احل��ا���ض��ر وامل�ستقبل ال��ق��درة‬ ‫مبنظومة متكاملة للبحث وال��ت��ط��وي��ر يف‬
‫جيدة‪ ،‬لكن بع�ض م�ؤ�س�ساتنا الإنتاجية‪ ،‬بل‬ ‫التناف�سية للدول واملجموعات الإقليمية‪.‬‬ ‫خمتلف املجاالت‪� ،‬إميان ًا منها ب�أن ال�سبيل‬
‫والعلمية‪��� ،‬س��ادت فيها «الفهلوة»‪ ،‬ولذلك‬ ‫علينا يف العامل الإ�سالمي �أن ن�ست�شعر‬ ‫الوحيد للحفاظ على قوتها و�ضمان رفاه‬
‫ت��راج��ع فيها الإن��ت��اج اجل��ي��د وانت�شر فيها‬ ‫خ���ط���ورة اخل������روج م���ن ال�����س��ب��اق ال��ع��ل��م��ي‬ ‫�شعوبها يكون ب�إحراز التفوق العلمي والتقني‬
‫الغ�ش‪ ،‬وللأ�سف ف�إن هذه «الفهلوة» �أ�صبحت‬ ‫والتكنولوجي وال�صناعي العاملي يف خمتلف‬ ‫يف م��ي��ادي��ن املناف�سة ال��ع��امل��ي��ة‪ ،‬ف���الأمم ال‬
‫�سمة من �سمات كثري من الأبحاث العلمية‬ ‫املجاالت‪ ،‬وعلينا �أن نعلم طالبنا وباحثينا‬ ‫ت��زده��ر �إال �إذا �أيقنت ب���أن �أمنها القومي‬
‫التي �ضعفت ب�ضعف الأجيال اجلديدة من‬ ‫�أن ال��ط��ري��ق �إىل ال��ت��ف��وق العلمي والتقني‬ ‫مرتبط بقدرتها على توطني التخ�ص�صات‬
‫الباحثني‪ ،‬وال �سبيل لنا باملناف�سة العلمية‬ ‫يتطلب لي�س جم��رد العلم وتطبيقه‪ ،‬و�إمن��ا‬ ‫ال��ع��ل��م��ي��ة احل��اك��م��ة وال��ت��ق��ن��ي��ات ال��دق��ي��ق��ة‬
‫احلقيقية ب��دون مواجهة كل مظاهر اخللل‬ ‫يتطلب فقه العلم وا�ستيعابه �أو ًال‪ ،‬ثم املهارة‬ ‫املتقدمة؛ ذلك �أن م�ستويات املعي�شة يف �أي‬
‫يف البحث العلمي‪ ،‬وا�ستعادة القيم العلمية‬ ‫يف ا�ستخدامه وتطبيقه ث��ان��ي�� ًا‪ ،‬وق��د فطن‬ ‫جمتمع م��ن املجتمعات تعتمد على العلوم‬
‫يف كل م�ؤ�س�ساتنا العلمية‪ ،‬واح�ترام جهود‬ ‫�أ�سالفنا م��ن علماء احل�ضارة الإ�سالمية‬ ‫وتقنياتها‪ ،‬والفجوة الآخ��ذة يف االت�ساع يف‬
‫�أه���ل االخ��ت�����ص��ا���ص‪ ،‬وق��ط��ع ال��ط��ري��ق على‬ ‫�إىل هذه القاعدة الأ�سا�سية لبناء الإن�سان‬ ‫االقت�صاد والنفوذ بني �أمم ال�شمال و�أمم‬
‫«�أه��ل الفهلوة» وهم موجودون يف كثري من‬ ‫وتنمية املجتمع‪ ،‬ف��ع��رف��وا طبيعة العالقة‬ ‫اجل��ن��وب‪ ،‬ه��ي يف حقيقتها ف��ج��وة علمية‬
‫جمتمعاتنا املعا�صرة‪.‬‬ ‫املتبادلة ب�ين الفكر وال��ع��م��ل‪� ،‬أو النظرية‬ ‫وتقنية بالدرجة الأوىل‪ ،‬ي�سميها البع�ض‬
‫علينا �أن ن���ؤم��ن �أن م��ه��ارة الأداء يف �أي‬ ‫والتطبيق‪ ،‬وعرفوا يف الوقت نف�سه �أهمية‬ ‫«ه���وة رق��م��ي��ة»‪ ،‬وي�سميها �آخ����رون «ف��ج��وة‬
‫جم��ال من امل��ج��االت تتوقف على امل�ضمون‬ ‫الإتقان واملهارة يف كل منهما‪ ،‬وكان «جابر‬ ‫م��ع��رف��ي��ة» ب�ي�ن ال���ذي���ن ي��ع��ل��م��ون وي��ع��م��ل��ون‪،‬‬
‫امل��ع��ريف‪ ،‬وم���ن اخل��ط��ورة مب��ك��ان �أن تقوم‬ ‫بن حيان» ي��رى �أن العلم واملعرفة امل�سبقة‬ ‫وال��ذي��ن ال يعلمون وال يعملون‪ ،‬وك��ل �صور‬
‫الرباعة الفنية كنوع من االخت�صا�ص‬ ‫من �أهم �شروط جناح التجربة‪ ،‬ومن �أقواله‬ ‫ال�صراع الدائر الآن يف مواقع خمتلفة من‬

‫‪13‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٩٥‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫حوار‬

‫ع�صر‪ ،‬و�أن حت�صل على املعرفة اجلديدة‬ ‫ال�ساذج والكفاءة املغيبة دون �سند من علم‬
‫من مظانها املختلفة �أينما وج��دت‪ ،‬متام ًا‬ ‫�أو معرفة‪ ..‬علينا �أن ن�ؤمن ب�أن هذه الفهلوة‬
‫مثلما �أن من واجب الأمم جميع ًا �أن ت�سهم‬ ‫علينا أن نقدر جهود أهل‬ ‫م�ضرة جد ًا بواقعنا وم�ستقبلنا‪.‬‬
‫يف ت��ط��وي��ر ال��ع��ل��وم و�إن���ت���اج امل��ع��رف��ة و�صنع‬ ‫االختصاص ونقطع الطريق‬ ‫�إن �أمتنا الإ�سالمية مطالبة ب���أن حتقق‬
‫التقدم واملدنية لكي ت�ستمر م�سرية العلم‬ ‫تفوق ًا علمي ًا وتقني ًا يف تخ�ص�صات حاكمة‪،‬‬
‫واحل�ضارة �إىل ما �شاء اهلل‪.‬‬ ‫على العشوائية‬ ‫على �أ�سا�س املهارة والإتقان‪� ،‬إذا كانت جادة‬
‫بالفعل يف دخول حلبة ال�سباق العلمي الذي‬
‫حضارة واعية‬ ‫يحقق لها مكا�سب علمية وح�ضارية‪ ،‬و�أي�ض ًا‬
‫وكيف تعاملت ح�ضارتنا الإ�سالمية مع‬ ‫اقت�صادية‪ ،‬ويكون �أداة فاعلة لتحقيق رفاة ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يتعوذ من‬
‫مبد�أ «عاملية املعرفة» وملاذا �أ�صاب الركود‬ ‫�أربع‪« :‬اللهم �إين �أعوذ بك من علم ال ينفع‪،‬‬ ‫�شعوبها‪.‬‬
‫احل�ضاري عاملنا الإ�سالمي وانطلقت �أمم‬ ‫ومن قلب ال يخ�شع‪ ،‬ومن نف�س ال ت�شبع‪ ،‬ومن‬
‫�أخ��رى لتحقيق �إجن ��ازات علمية ومكا�سب‬ ‫دع��اء ال ُي�سمع» (�أخ��رج��ه �أب��و داود ‪،1548‬‬ ‫اإلسالم وعالمية المعرفة‬
‫اقت�صادية؟‬ ‫ه��ل الإ���س�لام ي�ضع ق��ي��ود ًا على البحث والن�سائي ‪ - 5536‬واللفظ له‪ ،‬واب��ن ماجه‬
‫ح�ضارة الإ�سالم ج�سدت املعنى احلقيقي‬ ‫العلمي‪ ..‬مبعنى �آخ ��ر‪ :‬ه��ل ه��ن��اك علوم ‪ ،250‬و�أحمد ‪ .. )8469‬ومقيا�س النفع هنا‬
‫لعاملية املعرفة‪ ،‬عندما انفتحت على العوامل‬ ‫نافعة ينبغي احلر�ص على حت�صيلها‪ ،‬وعلوم يف الت�صور الإ���س�لام��ي لي�س ذل��ك املعيار‬
‫امل��ج��اورة‪ ،‬و�أث��ب��ت��ت �أن الثقافة الإن�سانية‬ ‫الفردي النفعي (الذرائعي) ال��ذي تقع به‬ ‫�ضارة ينبغي البعد عنها؟‬
‫ذات م���وارد متعددة ب�ين �شرقية وغربية‪،‬‬ ‫ال يوجد علم نافع وعلم �ضار‪ ،‬العلم �أداة الفل�سفة الرباجماتية ال�سائدة لدى الغرب‪،‬‬
‫يغذي بع�ضها بع�ض ًا‪ ،‬دون �أن تقام بينها‬ ‫ت�ستخدم يف اخلري كما ت�ستخدم يف ال�شر‪ ،‬و�إمنا هو �صالح جمتمع الأمة والنا�س و�إقامة‬
‫حواجز منيعة ال ت�سمح بات�صال �أو تبادل‪،‬‬ ‫والإ���س�لام يدفع امل�سلم دفع ًا �إىل حت�صيل �أمر الدين‪.‬‬
‫فحافظت ع��ل��ى ���ش��ج��رة ال��ع��ل��وم وامل��ع��ارف‬ ‫وحث الإ�سالم املتكرر يف القر�آن الكرمي‬ ‫ك��ل العلوم وامل��ع��ارف‪ ،‬وه��و‪� -‬أي امل�سلم ‪-‬‬
‫خ�ضراء يانعة غزيرة الثمار‪ ،‬ذل��ك �أن��ه يف‬ ‫اخلية وتعاليم و�أخالقيات دينه‪ ،‬وال�سنة النبوية على طلب العلم النافع قد‬ ‫بطبيعته ّ‬
‫�ضوء املبادئ ال�سامية التي �س ّنها الإ�سالم‬ ‫يوجه كل العلوم واملعارف فيما يعود بالنفع جعل منه فر�ض ًا الزم ًا على امل�سلمني‪ ،‬كذلك‬
‫للتعامل مع غري امل�سلمني انت�شرت ر�سالة‬ ‫على الب�شرية‪ ،‬ه��ذا ه��و ع��ط��اء امل�سلم يف ح��ثّ الإ���س�لام على البحث ع��ن احلقيقة‪،‬‬
‫الإ�سالم يف جميع �أنحاء الأر�ض‪ ،‬وازدهرت‬ ‫خمتلف العلوم وامل��ع��ارف‪ ،‬فالبحث العلمي وجعل احلكمة �ضالة امل���ؤم��ن �أ ّن���ى وجدها‬
‫احل�ضارة الإ�سالمية يف جوانبها املادية‪،‬‬ ‫ي�ستهدف ال��ك�����ش��ف ع��ن غ��اي��ات الإ���س�لام فهو �أح��ق النا�س بها‪ ،‬وه��ذا �أي�����ض�� ًا يحمل‬
‫نتيجة التقائها بثقافات الإغريق والرومان‬ ‫الإمي��ان��ي��ة واحل�����ض��اري��ة‪ ،‬وت��رق��ي��ة احل��ي��اة معنى عاملية املعرفة يف الإ�سالم‪� ،‬سواء من‬
‫وال��ف��ر���س وال��ه��ن��ود وغ�يره��م‪ ،‬حيث تع ّرف‬ ‫على الأر�����ض مل��ا فيه خ�ير الإن�����س��ان يف كل حيث امل�صدر‪� ،‬أو من حيث املو�ضوع الذي‬
‫امل�سلمون على علوم كثري من ال�شعوب من‬ ‫زمان ومكان‪ ،‬والقر�آن الكرمي ب�أول ما نزل ه��و ك��ل م��ا خلق اهلل يف ه��ذا ال��ك��ون‪ ..‬ومن‬
‫غري م ّلتهم‪ ،‬وتكونت لديهم خربات وا�سعة‬ ‫من �آي��ات��ه‪ ،‬وب����أول ق�سم فيه‪ ،‬وبالعديد من ثم ف�إن العلوم واملعارف التي منت وتطورت‬
‫يف �شتى امل��ج��االت ال�صناعية‪ ،‬والتجارية‪،‬‬ ‫�آياته الأخ��رى‪ ،‬ي�ؤكد عاملية املعرفة‪ ،‬ويحث ع�بر م�����س�يرة احل�����ض��ارة ال��ب�����ش��ري��ة ينبغي‬
‫والزراعية‪ ،‬والعمرانية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬والفنية‪،‬‬ ‫الإن�����س��ان على اال���س��ت��زادة ال��دائ��م��ة منها‪ ،‬التعامل معها يف �أية مرحلة تبلغها على �أنها‬
‫وترجموا �إىل اللغة العربية كل ما عرفوه‬ ‫وي��وج��ه��ه بطريق �إمي���اين مبا�شر نحوها‪ ،‬م�شرتك �إن�ساين‪ ،‬وم��ن حق الأمم جميع ًا‪،‬‬
‫من تراث الأقدمني‪ ،‬ف�أثبتت العربية �أي�ض ًا‬ ‫ق��راءة وبحث ًا وتعليم ًا وتدوين ًا‪� ،‬شريطة �أن على اختالف �أجنا�سها و�ألوانها وثقافاتها‬
‫عامليتها و�صالحيتها لأن تكون لغة العاملني‪،‬‬ ‫تكون معرفة مفيدة‪ ،‬وعلم ًا ن��اف��ع�� ًا‪ ،‬وك��ان �أن تنعم بخريات االزدهار احل�ضاري يف �أي‬

‫‪ ٤٩٦‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪14‬‬
‫وما بعد احلياة‪ ،‬ولقد حتدثت �آيات القر�آن‬ ‫و���ص�لاح الإ���س�لام لأن يكون دي��ن�� ًا للعاملني‪،‬‬
‫الكرمي والأح��ادي��ث النبوية ال�شريفة كثري ًا‬ ‫و���ص��ه��ر امل�سلمني ك��ل ت��ل��ك امل���ع���ارف التي‬
‫عن العمل ال�صالح املرتبط بالعلم والإميان‪،‬‬ ‫اإلسالم أولى العمل واإلنتاج‬ ‫�أخذوها وا�ستفادوا منها يف بوتقة الإ�سالم‪،‬‬
‫و�أفا�ضت يف بيان منزلته و�أهميته يف احلياة‬ ‫أهمية كبيرة واعتبره إحدى‬ ‫فجاءت ح�ضارتهم مطبوعة بطابع الإ�سالم‬
‫الدنيا‪ ،‬وج��زائ��ه يف احلياة الآخ���رة‪ ،‬وثقله‬ ‫وممهورة بخامته‪ ،‬عدا الإ�سهامات اجلديدة‬
‫يوم احل�ساب‪ ،‬فال يكون العمل �صاحل ًا �إال‬ ‫قيم التقدم الحضاري‬ ‫التي �أبدعوها �إبداع ًا ومل تكن �شيئا مذكور ًا‪،‬‬
‫بعلم نافع �سليم‪ ،‬والإميان يف حقيقته ماهية‬ ‫وتلقفتها �أوروب���ا لتبني هي الأخ���رى عليها‬
‫مركبة من علم وعمل‪ ،‬والدين الإ�سالمي‬ ‫نه�ضتها احلديثة واملعا�صرة‪.‬‬
‫ي���أم��ر ب��ال��ع��ل��م م��ن �أج����ل ال��ع��م��ل ال�صالح‬ ‫م��ع��ق��ود ع��ل��ى �أن تعيد ال����دول الإ���س�لام��ي��ة‬ ‫و�إذا انتقلنا �إىل ال��واق��ع ال��ع��امل��ي الآن‬
‫للدارين‪ :‬الدنيا والآخ��رة‪ ،‬وكان ر�سول اهلل‬ ‫جمدها التليد بالق�ضاء على ه��ذه العزلة‬ ‫لوجدنا �أن مبد�أ عاملية املعرفة‪ ،‬والذي دعا‬
‫�صلى اهلل عليه و�سلم ال��ق��دوة والأ���س��وة يف‬ ‫املعرفية‪ ،‬ومتابعة كل ما ي�ستحدث يف ميدان‬ ‫�إليه الإ���س�لام وح�ضارته‪ ،‬ال ي��زال عن�صر ًا‬
‫ذل��ك‪ ،‬لأن العمل وال�سعي يف احلياة وطلب‬ ‫�صناعة املعرفة‪ ،‬حتى ال يفوتها قطار ع�صر‬ ‫فاع ًال يف ا�سرتاتيجيات البحث والتطوير‬
‫املعا�ش والك�سب احل�لال مطلب �إ�سالمي‪،‬‬ ‫املعلومات واالت�صاالت مثلما فاتها ع�صر‬ ‫ال��ت��ي ت���أخ��ذ بها ال���دول املتقدمة‪� ،‬أو التي‬
‫وك��ان يفاخر بالعمل فيقول‪« :‬م��ا بعث اهلل‬ ‫الطاقة النووية وع�صر الف�ضاء‪.‬‬ ‫ت�سعى بعزم و�إ���ص��رار نحو التقدم‪ ،‬هكذا‬
‫نبيا �إال ورعى الغنم»‪ ،‬قالوا‪ :‬و�أنت يا ر�سول‬ ‫فعلت النه�ضة اليابانية يف ط��وره��ا ال��ذي‬
‫اهلل؟ قال‪« :‬نعم كنت �أرعاها على قراريط‬ ‫تراجع قيمة العمل‬ ‫�أع��ق��ب هزمية اليابان يف احل��رب العاملية‬
‫لأه���ل م��ك��ة» (رف��ت��ح ال��ب��اري ���ش��رح �صحيح‬ ‫هناك درا�سات و�إح�صاءات تر�صد تراجع‬ ‫الثانية‪ ،‬عندما �سعت �إىل العلم والتكنولوجيا‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب الإجارة ‪.)441/4‬‬ ‫قيمة العمل و�ضعف الإن��ت��اج يف بالدنا‪..‬‬ ‫يف ك��ل مو�ضع يف الأر�����ض‪ ،‬لتح�صل عليه‬
‫وقد كفل الإ�سالم حق كل فرد يف �أن يعمل‬ ‫م��ا م ��دى خ��ط��ورة ذل ��ك ع��ل��ى واق ��ع الأم ��ة‬ ‫وته�ضمه وتوظفه على نحو مذهل‪ ،‬كذلك‬
‫العمل الذي يتنا�سب مع كفايته وا�ستعداده‪،‬‬ ‫وم�ستقبلها؟‬ ‫فعلت الهند عندما م��دّت ج�سور البحوث‬
‫ضال عن قيمته االقت�صادية املادية‬ ‫فالعمل‪ ،‬ف� ً‬ ‫ال م�ستقبل لأية �أمة ال حترتم قيمة العمل‬ ‫العلمية بينها وبني العامل‪ ،‬وهو ما �أدى �إىل‬
‫يف احل��ي��اة‪ ،‬ت�أكيد للوجود الإن�ساين ذات��ه‪،‬‬ ‫وت��ن��ت��ج اح��ت��ي��اج��ات��ه��ا ال��غ��ذائ��ي��ة وال��دوائ��ي��ة‬ ‫كثري م��ن �إجن��ازات��ه��ا املتميزة يف �صناعة‬
‫يقول احلق �سبحانه‪( :‬وق��ل اعملوا ف�سريى‬ ‫والك�سائية واال�ستهالكية عموم ًا‪ ،‬وت�صدر‬ ‫ال�سالح‪ ،‬ثم الت�ألق الهندي الرائع يف جمال‬
‫اهلل عم َلكم ور�سو ُله وامل�ؤمنون) التوبة‪،105‬‬ ‫ما يفي�ض منها �إىل املجتمعات التي حتتاج‬ ‫احلا�سب الآيل وتقنية املعلومات‪ ،‬وبخا�صة‬
‫وه���ذه الآي���ة ال��ك��رمي��ة على �إط�لاق��ه��ا ت�ؤكد‬ ‫ذل����ك‪ ..‬وب��ال��ف��ع��ل ه��ن��اك درا����س���ات تر�صد‬ ‫�صناعة الربجميات‪.‬‬
‫�أن عمل الإن�سان ال يتم تقوميه يف الآخ��رة‬ ‫ت��راج��ع م��ع��دالت امل��وظ��ف ال��ع��ام يف عاملنا‬ ‫ول��ع��ل م���ن �أه����م �أ���س��ب��اب ت��خ��ل��ف �أم��ت��ن��ا‬
‫فقط‪ ،‬بل �أي�ض ًا يف احلياة الدنيا‪ ،‬لأن اقرتان‬ ‫العربي‪ ،‬وبيانات هذه الدرا�سات خمجلة؛‬ ‫الإ�سالمية يف الع�صور املت�أخرة �أنها تخلت‬
‫ال��ر�ؤي��ة والتقومي ب��اهلل والر�سول وامل�ؤمنني‬ ‫فكيف ملوظف يح�صل على راتبه من الدوله‬ ‫عن املبد�أ الإ�سالمي لعاملية املعرفة‪ ،‬ورمبا‬
‫�إ�شارة �إىل وج��ود تقومي دنيوي‪ ،‬هكذا ربط‬ ‫وم��ع احل��واف��ز وال��ب��دالت واملنح يتهرب من‬ ‫ق��اوم��ت��ه ب���دع���وى احل���ف���اظ ع��ل��ى ال��ه��وي��ة‪،‬‬
‫كالم اهلل تعاىل بني العمل واحلياة برباط‬ ‫العمل‪ ،‬ويتقاع�س عن �أداء واجباته الوظيفية‬ ‫ف���أدى ه��ذا �إىل تدهور كبري يف م�ؤ�س�ساتها‬
‫قوي‪ ،‬و�أكد �أن اهلل يرى عمل كل واحد منا‪،‬‬ ‫بكل الو�سائل؟‬ ‫التعليمية ومراكزها البحثية‪ ،‬وهو ما جعل‬
‫وكذلك الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم يراه‪،‬‬ ‫لقد �أوىل الإ�سالم العمل و�إنتاجية العامل‬ ‫من هذه امل�ؤ�س�سات واملراكز كيانات راكدة‬
‫وامل�ؤمنون �أي�ض ًا‪ ،‬ويكون اجل��زاء على هذا‬ ‫�أه��م��ي��ة ك��ب�يرة ب��اع��ت��ب��ار ذل���ك �إح����دى قيم‬ ‫تفرز تعليم ًا يعتمد على الكم دون الكيف‪،‬‬
‫العمل يف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫التقدم احل�ضاري الفاعلة يف حركة احلياة‬ ‫فانعزلت عن حركة املعرفة العاملية‪ ،‬والأمل‬

‫‪15‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٤٩٧‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫نحو تسويق استراتيجي للصندوق‬


‫الوقفي االستثماري‬
‫تتفافم احلاجة يوم ًا بعد يوم لبحث م�صادر لتوفري موارد مالية ميكن �أن تنه�ض مبتطلبات‬
‫االحتياجات املتزايدة للمجتمع‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الفئات املهم�شة منه‪ .‬وتزامن ًا مع عجز‬
‫امليزانيات العامة يف معظم دول العامل الإ�سالمي‪ ،‬بات دعم تلك الفئات مهدد ًا ومعر�ض ًا‬
‫أ‪.‬د‪ .‬اسامة عبدالمجيد العاني‬
‫لالنخفا�ض‪ ،‬لعدم القدرة على الوفاء به‪.‬‬ ‫كلية الفارابي الجامعة ‪ -‬بغداد – العراق‬
‫هنا تربز احلاجة للعودة �إىل �أداة مالية َ�سنّها النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪� ،‬أال وهي‬
‫الوقف‪ ،‬تلك ال�صدقة التي يبقى �أجرها دائم ًا حتى بعد موت �صاحبها‪ .‬وبعد ال�صحوة‬
‫التي اعرتت امل�ؤ�س�سات الوقفية يف بع�ض بلداننا الإ�سالمية‪ ،‬نه�ض الوقف ونه�ضت معه‬
‫�أ�شكال م�ستجدة له‪ ،‬منها ال�صناديق الوقفية‪.‬‬
‫هنا تبدو �أهمية دور الأوقاف وم�ستجداتها يف الوقت الراهن للإ�سهام يف مواجهة امل�شكالت‬
‫االجتماعية املتكاثرة وامل�شاركة يف جهود التنمية من خالل الت�سلح ب��الإدارات الكف�ؤة‬
‫احلديثة وحت�سني عالقتها مع الدولة‪ .‬فال�صناديق الوقفية اال�ستثمارية متثل م�صدر قوة‬
‫مزدوجة لكل من املجتمع والدولة‪ ،‬ومن خالل توفري امل�ؤ�س�سات والأن�شطة الأهلية ‪ -‬التي‬
‫ظهرت ب�شكل تلقائي ‪ -‬مت تلبية العديد من احلاجات املحلية العامة واخلا�صة ف�أ�صبحت‬
‫م�صدر قوة للمجتمع‪.‬‬

‫ ‪ ٤٩٨‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪16‬‬
‫عن طريق التربع‪ ،‬والنفع اخلا�ص‪ ،‬وذلك‬ ‫نماذج وقفية ناجحة‬
‫عن طريق الأ�سهم‪ ،‬لتحقيق هدف �أ�سمى‬ ‫لقد جنحت جتربة ال�صناديق الوقفية يف‬
‫هو �إح�ي��اء �سنة ال��وق��ف‪ .‬و�أ��ش��ار التعريف‬ ‫الصندوق الوقفي يهدف‬ ‫كل من ماليزيا والكويت ويف بع�ض الدول‬
‫�أي�ض ًا �إىل �ضرورة �إن�شاء �إدارة لل�صندوق‬ ‫الإ�سالمية الأخ��رى‪� .‬إال �أن املراقب لأداء‬
‫تعمل على رعايته وحت��اف��ظ على �أ�صوله‬ ‫إلى تلبية احتياجات‬ ‫هذه ال�صناديق ومقارنة عوائدها مبا هي‬
‫المجتمع في المجاالت‬
‫وت�سعى �إىل تنميتها عن طريق ا�ستثمارها‪،‬‬ ‫عليه يف العامل الغربي‪ ،‬يجد تدنيها بن�سب‬
‫وت�سعى �إىل توزيع الأرباح عن طريق خطة‬ ‫عالية‪ ،‬وقد يقول قائل‪ ،‬وهو حمق يف ذلك‪،‬‬
‫مر�سومة‪.‬‬ ‫التي ال تحصل على‬ ‫�إن هناك �ضوابط �شرعية متنع ال�صناديق‬
‫ومي �ك��ن حت��دي��د �أه� � ��داف ال���ص�ن��ادي��ق‬ ‫الوقفية يف ب�لادن��ا م��ن اال�ستثمار فيها‪،‬‬
‫الوقفية بالآتي‪:‬‬ ‫الدعم المناسب‬ ‫وهذا �أمر ال جدال فيه‪ ،‬لكن مع الأخذ بكل‬
‫‪� -1‬إح �ي��اء �سنة ال��وق��ف ب��ال��دع��وة �إىل‬ ‫التربيرات‪ ،‬تبقى عوائد تلك ال�صناديق‬
‫م�شروعات تكون �أقرب �إىل نفو�س النا�س‬ ‫متدنية‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يحتم البحث عن‬
‫و�أكرث تلبية الحتياجاتهم‪.‬‬ ‫�أدوات ترقى ب�أداء هذه ال�صناديق‪.‬‬
‫‪ -2‬جتديد الدور التنموي للوقف‪.‬‬ ‫للتنمية‪ ،‬يف عام ‪ ،1993‬وال�صناديق الوقفية‬ ‫ع �ل��ى اجل ��ان ��ب الآخ� � ��ر‪ ،‬وم� ��ن ال �ف��روع‬
‫‪ -3‬تطوير العمل اخلريي من خالل طرح‬ ‫يف الكويت التي �أ�س�ست يف عام ‪ ،1997‬ثم مت‬ ‫احلديثة ن�سبي ًا مقارنة بفروع علم �إدارة‬
‫منوذج جديد يحتذى به‪.‬‬ ‫�إعادة ت�شكيلها �ضمن عملية الفك والدمج‬ ‫الأعمال‪ ،‬تظهر بو�ضوح القفزات ال�سريعة‬
‫‪ -4‬تلبية احتياجات املجتمع يف املجاالت‬ ‫التي طالت ال�صناديق ع��ام‪ ،)1(2001‬جند‬ ‫وامل�ت�لاح�ق��ة لعلم ال�ت���س��وي��ق‪ ،‬ال ��ذي ب��ات‬
‫غري املدعومة بال�شكل املنا�سب‪.‬‬ ‫�أن م�صطلح ال�صندوق الوقفي اال�ستثماري‬ ‫� �ض��رورة لكل م�ؤ�س�سة مالية ت�سعى �إىل‬
‫‪� -5‬إي �ج��اد ت ��وازن ب�ين العمل اخل�يري‬ ‫ظهر �إىل الوجود يف عام ‪.2008‬‬ ‫النهو�ض بعوائدها وانت�شار منتجاتها يف‬
‫اخلارجي والعمل اخلريي الداخلي‪ .‬‬ ‫وق ��د ع� � ّرف ال��دك �ت��ور حم�م��د الزحيلي‬ ‫بقاع املعمورة‪.‬‬
‫‪ -6‬حتقيق امل�شاركة ال�شعبية يف الدعوة‬ ‫ال�صناديق الوقفية ب�أنها عبارة عن جتميع‬ ‫وح�ي��ث �إن احلكمة �ضالة امل ��ؤم��ن �أ َّن��ى‬
‫�إىل الوقف و�إدارة م�شروعاته‪.‬‬ ‫�أم� ��وال ن�ق��دي��ة م��ن ع ��دد م��ن الأ��ش�خ��ا���ص‬ ‫وج��ده��ا فهو �أح ��رى ال�ن��ا���س ب�ه��ا‪ ،‬ي�سعى‬
‫‪ -7‬ان�ط�لاق العمل الوقفي م��ن خالل‬ ‫ع��ن ط��ري��ق ال �ت�برع والأ� �س �ه��م‪ ،‬ال�ستثمار‬ ‫الباحث �إىل حماولة �إ�سقاط مفردة من‬
‫تنظيم يحقق املرونة مع االن�ضباط يف �آن‬ ‫ه��ذه الأم � ��وال‪ ،‬ث��م �إن �ف��اق ريعها وغلتها‬ ‫م �ف��ردات علم الت�سويق على ال�صناديق‬
‫مع ًا(‪.)3‬‬ ‫على م�صلحة عامة حتقق النفع للأفراد‬ ‫ال��وق �ف �ي��ة‪� ،‬أال وه � ��ي اال� �س�ترات �ي �ج �ي��ات‬
‫�أما فيما يخ�ص ال�صندوق اال�ستثماري‬ ‫واملجتمع‪ ،‬بهدف �إحياء �سنة الوقف وحتقيق‬ ‫الت�سويقية وحماولة تفعيلها يف ال�صندوق‬
‫ال ��وق �ف ��ي‪ ،‬ف �ق��د ع��رف �ت��ه ال �ه �ي �ئ��ة ال�ع��ام��ة‬ ‫�أه��داف��ه اخل�يري��ة ال�ت��ي ت�ع��ود على الأم��ة‬ ‫الوقفي اال�ستثماري‪.‬‬
‫للأوقاف يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ب�أنه‬ ‫واملجتمع والأف��راد بالنفع العام واخلا�ص‪،‬‬
‫«�صندوق ا�ستثماري لي�س له مدة حمددة‪،‬‬ ‫وتكوين �إدارة لهذا ال�صندوق تعمل على‬ ‫بين صندوقين وقفيين‬
‫جميع وح��دات��ه موقوفة ال يجوز تداولها‪،‬‬ ‫رعايته‪ ،‬واحلفاظ عليه‪ ،‬والإ��ش��راف على‬ ‫غالب ًا م��ا يختلط على الباحثني تداخل‬
‫هدفه توفري فر�ص الوقف للعموم وتلبية‬ ‫ا�ستثمار الأ�صول‪ ،‬وتوزيع الأرب��اح بح�سب‬ ‫م�صطلح ال�صندوق الوقفي مع م�صطلح‬
‫احل��اج��ات املجتمعية يف ا�ستثمار �أم��وال‬ ‫اخلطة املر�سومة(‪.)2‬‬ ‫ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي اال��س�ت�ث�م��اري‪ ،‬فعلى‬
‫ال�صندوق الوقفية �سواء �أكانت عينية �أم‬ ‫ويالحظ من هذا التعريف �أن ال�صندوق‬ ‫الرغم من قدم الأول ن�سبي ًا؛ حيث �أن�شيء‬
‫نقدية يف �أوجه اال�ستثمار لتوفري عائد‬ ‫ي�ه��دف �إىل حتقيق النفع ال �ع��ام‪ ،‬وذل��ك‬ ‫�أول �صندوق وقفي من قبل البنك الإ�سالمي‬

‫‪17‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٤٩٩‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫بينما تتم الدعوة لالكتتاب يف ال�صناديق‬ ‫دوري ي�صرف على االحتياجات املجتمعية‬
‫الوقفية عن طريق �إدارة الأوقاف العليا يف‬ ‫من خالل ن�سبة حم��ددة من �صايف �أرب��اح‬
‫الدولة‪.‬‬ ‫الصكوك والصناديق‬ ‫ال���ص�ن��دوق القابلة للتوزيع على اجلهة‬
‫وت��ك ��ون م �ك��ون��ات ال �� �ص �ن��دوق ال��وق�ف��ي‬ ‫امل�ستفيدة من ال�صندوق‪ ،‬ب�شكل �سنوي‬
‫اال��س�ت�ث�م��اري ه��ي الأ� �س �ه��م اال�ستثمارية‬ ‫االستثمارية تختلف من‬ ‫بحد �أدنى(‪.)4‬‬
‫حيث نوعها وريعها‬
‫املوقوفة‪� ،‬أما ال�صندوق الوقفي في�ضم ‪-‬‬ ‫ويالحظ على التعريف حتديده للهدف؛‬
‫�إىل جانب الأ�سهم الوقفية ‪ -‬تربعات ميكن‬ ‫واملتمثل يف توفري فر�ص الوقف على وجه‬
‫قبولها من جهات الرب املختلفة‪� ،‬أ�ضف �إىل‬ ‫وتوزيعاتها واستردادها‬ ‫العموم وتلبية احلاجات املجتمعية‪ ،‬ومن‬
‫ذل��ك ع��دم ق��درة �صاحب ال�سهم التحول‬ ‫و�سائل حتقيق الهدف من خالل م�صادر‬
‫عنه �أو بيعه ‪ -‬على ر�أي جمهور العلماء‪.‬‬ ‫متويل ال�صندوق من اال�ستثمارات الوقفية‬
‫وال ميكن ت�صفية ال���ص�ن��دوق الوقفي‬ ‫العينية �أو النقدية‪ ،‬وتكون �آلية توزيع عوائد‬
‫اال�ستثماري �أو ت�صفية ال�صندوق الوقفي‬ ‫وال خ�لاف يف �أن ك��ل م��ن ال�صندوقني‬ ‫ال�صندوق م��ن خ�لال ن�سبة حم ��ددة من‬
‫�إال من خالل ت�شريع من رئا�سة الأوق��اف‬ ‫يقوم على �أ�سا�س ال�شريعة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫�صايف �أرباح ال�صندوق‪ ،‬مع مراعاة �ضرورة‬
‫يف ذلك البلد‪ ،‬عندها يتم مبوجبه ال�سماح‬ ‫ويلتزم ب�ضوابطها‪ ،‬من حيث �أحكام فقه‬ ‫حت��دي��د امل ��دة الزمنية لعمل ال�صندوق‪،‬‬
‫بتحويل الأ�سهم املوقوفة �إىل جهة �أخرى‬ ‫املعامالت ومراعاة احلالل واحلرام‪.‬‬ ‫وك ��ذل ��ك م� ��دد ال� �ت ��وزي ��ع ع �ل��ى اجل �ه��ات‬
‫عم ًال ب�شروط الواقفني‪ ،‬وعلى وفق �شروط‬ ‫ف ��إدارة ال�صندوق الوقفي اال�ستثماري‬ ‫امل�ستفيدة التي ال تقل عن مرة يف ال�سنة‪.‬‬
‫ا�ستبدال الوقف‪.‬‬ ‫ت�ستند �إىل وجود جمل�س �إدارة يتكون من‬ ‫وق��د يع َّلق على التعريف بكونه مل يغط‬
‫مما �سبق ميكن �أن ن�ستنتج �أن ال�صندوق‬ ‫حملة الأ�سهم‪ ،‬وهم بدورهم ي�سندون ذلك‬ ‫اجلانب الإداري لل�صندوق‪� ،‬إال �أن تعليمات‬
‫الوقفي اال�ستماري ما هو �إال �صورة متطورة‬ ‫�إىل م��دي��ر ي�ق��وم بتوجيه الأ��س�ه��م ح�سب‬ ‫الرتخي�ص تداركت ذلك يف (ثاني ًا‪ /‬الفقرة‬
‫م��ن ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي‪ ،‬جل���أت احلاجة‬ ‫نوعها لتحقيق املرجو منها‪ ،‬فيكون املدير‬ ‫رابع ًا)‪ ،‬وح�صرتها بالهيئة العامة للأوقاف‬
‫�إليه من �أجل ا�ستدامة ال�صناديق الوقفية‬ ‫لا ع��ن امل�ستثمرين �أو �أج�ي�ر ًا �أو‬ ‫�إم��ا وك�ي� ً‬ ‫التي تتوىل حتديد مدير ال�صندوق و�أمني‬
‫ودمي��وم��ة م ��وارده ��ا‪ ،‬ل��ذل��ك ال ميكن لأي‬ ‫م�ضارب ًا(‪� .)5‬أما �إدارة ال�صندوق الوقفي‬ ‫احلفظ‪.‬‬
‫مدرك لأهمية ال�صناديق الوقفية ت�صور‬ ‫فت�سند �إىل جمل�س �إدارة �أي�ض ًا‪� ،‬إال �إنه‬ ‫ولو حاولنا عقد مقارنة بني ال�صندوقني‬
‫جناح �أدائها دون �صفتها اال�ستثمارية‪.‬‬ ‫يتكون م��ن ع��دد م��ن العنا�صر ال�شعبية‬ ‫لوجدنا ت�شابه ًا فيما يبنهما؛ فالغاية من‬
‫وق��د �أج��از املعيار ال�شرعي رق��م (‪)60‬‬ ‫يختارهم رئي�س جمل�س �ش�ؤون الأوق��اف‪،‬‬ ‫�إن�شاء ال�صندوق الوقفي اال�ستثماري تتمثل‬
‫املعدل ب�ش�أن الوقف ال�صادر من (�أيويف)‪،‬‬ ‫ويحدد لل�صندوق مدير يعينه الأمني العام‬ ‫يف جتميع املدخرات بق�صد ا�ستثمارها يف‬
‫وقف ال�صناديق وال�صكوك اال�ستثمارية‬ ‫ل �� �ش ��ؤون الأوق � ��اف م��ن م��وظ�ف�ي��ه‪ ،‬وي�ت��وىل‬ ‫الأوراق املالية �أو �أي جم��االت اقت�صادية‬
‫ووحدات ال�صناديق اال�ستثمارية‪ ،‬املباحة‪،‬‬ ‫جمل�س الإدارة �إق ��رار �سيا�سات وخطط‬ ‫لتحقيق عائد مل�صلحة الوقف الذي ي�صب‬
‫�سواء �أكان ذلك م�ؤبد ًا �أم م�ؤقت ًا‪:‬‬ ‫وبرامج ال�صندوق يف نطاق �أحكام الوقف‪.‬‬ ‫يف وج��وه اخلري ب�شكل ع��ام‪ ،‬وكذلك غاية‬
‫(�أ) ف�إن كان وقفها على �سبيل الت�أبيد‬ ‫وت�ت��م ال��دع��وة �إىل ت�شكيل ال�صندوق‬ ‫ال�صندوق الوقفي التي ه��ي �إح�ي��اء �سنة‬
‫ت�صرف توزيعاتها ال��دوري��ة يف م�صارف‬ ‫الوقفي اال�ستثماري عن طريق امل�صارف‬ ‫ال��وق��ف بتجديد ال��دع��وة �إل�ي��ه م��ن خالل‬
‫الوقف‪ ،‬ويعاد ا�ستثمار قيمتها عند �إطفائها‬ ‫الإ� �س�لام �ي��ة �أو ال���ش��رك��ات اال�ستثمارية‬ ‫م �� �ش��روع��ات ذات �أب��ع ��اد ت�ن�م��وي��ة قريبة‬
‫يف ��ص�ك��وك �أخ� ��رى �أو وح� ��دات �صناديق‬ ‫الإ�سالمية املختلفة‪ ،‬ويكون �شكله قريب ًا من‬ ‫من املجتمع وق ��ادرة على تلبية رغباتهم‬
‫ا�ستثمارية بح�سب احلال‪� ،‬أو‬ ‫�شكل ال�شركات امل�ساهمة من نوع خا�ص‪.‬‬ ‫وحاجاتهم‪.‬‬

‫ ‪ ٥٠٠‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪18‬‬
‫ال�صندوق الوقفي‪ ،‬فهي ت�شتمل على �أربعة‬ ‫‪� -1‬أن تكون مدة الوقف �أطول من مدة‬ ‫ب� ��أي �أ� �ص��ل ا��س�ت�ث�م��اري يحقق ع��ائ��د ًا‬
‫مراحل‪ ،‬هي (الت�أ�سي�س‪ ،‬والنمو‪ ،‬والن�ضوج‪،‬‬ ‫ال�صكوك �أو ال�صناديق اال�ستثمارية‪،‬‬ ‫للوقف‪ ،‬وف��ق ن�ص ال��واق��ف وم��ا تقت�ضيه‬
‫ومن ثم الإنهاء �أو الت�صفية)‪ .‬ولكل مرحلة‬ ‫فيطبق على الإطفاء ما تقدم يف البند(�أ)‪.‬‬ ‫م�صلحة الوقف واملوقوف عليه‪.‬‬
‫من مراحل دورة حياة ال�صندوق طبيعتها‬ ‫‪� -2‬أن تكون م��دة الوقف �أق��ل من مدة‬ ‫(ب) و�إن كان وقف ال�صكوك �أو وحدات‬
‫وخ�صائ�صها ومقت�ضياتها‪ ،‬وهذا يفر�ض‬ ‫ال�صكوك �أو ال�صناديق اال�ستثمارية‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�صناديق اال�ستثمارية على �سبيل الت�أقيت‪،‬‬
‫على القائمني على ال�صندوق �أن يتعاملوا‬ ‫الواقف ي�سرتجع عند انتهاء مدة الوقف ما‬ ‫فت�صرف التوزيعات الدورية يف م�صارف‬
‫مع كل مرحلة با�سرتاتيجيات ت�سويقية‬ ‫وقفه منها بعددها‪.‬‬ ‫الوقف‪ ،‬مع مراعاة الآتي‪:‬‬
‫خمتلفة‪ ،‬ت �ت�لاءم م��ع طبيعة ك��ل مرحلة‬ ‫‪� -3‬أن تكون م��دة الوقف م�ساوية ملدة‬ ‫‪� -‬أن ال�صكوك وال�صناديق اال�ستثمارية‬
‫منها(‪.)6‬‬ ‫ال�صكوك �أو ال�صناديق اال�ستثمارية‪ ،‬ف�إن‬ ‫تختلف من حيث نوعها وريعها وتوزيعاتها‬
‫وينطوي مفهوم دورة حياة ال�صندوق‬ ‫ما يدفع للواقف عند الإطفاء يكون له‪� ،‬إال‬ ‫وا� �س�ترداده��ا‪ ،‬وال �ع�برة يف تعيني الأ��ص��ل‬
‫ال��وق �ف��ي ع �ل��ى جم �م��وع��ة م ��ن امل���ض��ام�ين‬ ‫�أن يدفع ب�صفته ربح ًا‪ ،‬ف�إنه ي�أخذ‪-‬عندئذ‬ ‫وال� ��رب� ��ح ب� �ن ��وع ال �� �ص �ك��وك وال� ��وح� ��دات‬
‫الت�سويقية املهمة التي ت�ضفي عليه �أهمية‬ ‫حكم ريع الوقف‪.‬‬ ‫اال��س�ت�ث�م��اري��ة‪ ،‬و� �ش��روط و�أح��ك ��ام ن�شرة‬
‫خا�صة ك ��أداة حتليلية وتخطيطية‪ ،‬وفيما‬ ‫وي�ل�اح ��ظ �أن امل �ع �ي��ار امل� �ع ��دل (‪)60‬‬ ‫الإ� �ص��دار �أو االكتتاب دون خمالفة ن�ص‬
‫يلي عر�ض لأهم امل�ضامني‪:‬‬ ‫ل �ـ(�أي��ويف) قد راع��ى م�ستجدات الوقف‪،‬‬ ‫الواقف‪.‬‬
‫‪ -1‬متثل مرحلة النمو �أه��م مرحلة يف‬ ‫وغ �ط��ى م�ت�ط�ل�ب��ات ال �� �ص �ن��دوق ال��وق�ف��ي‬ ‫‪� -‬أن الأ�صل يف وقف ال�صكوك ووحدات‬
‫دورة حياة ال�صندوق الوقفي‪ ،‬لأن يف هذه‬ ‫اال�ستثماري‪.‬‬ ‫ال�صناديق اال�ستثمارية �أن ي�ك��ون حمل‬
‫املرحلة يتم حتقيق �أق�صى الريع‪ ،‬ومن هنا‬ ‫الوقف هو ال�صكوك �أو الوحدات ذاتها‪ ،‬ما‬
‫ف�إن الإدارة الفعالة للنظارة يجب �أن تعمل‬ ‫مراحل دورة حياة الصندوق الوقفي‬ ‫مل ين�ص الواقف على �أن الوقف لقيمتها‪.‬‬
‫على �إطالة هذه املرحلة لتمكني ال�صندوق‬ ‫من املتعارف عليه �أن �أي �سلعة �أو خدمة‬ ‫‪� -‬إذا كان الوقف للقيمة تطبق �أحكام‬
‫الوقفي من حتقيق �أهدافه‪.‬‬ ‫وكذلك ال�صندوق الوقفي‪ ،‬مير يف دورة‬ ‫وقف النقود‪� ،‬أما �إذا كان الوقف لل�صكوك‬
‫‪� -2‬أن ب�ق��اء وا��س�ت�م��راري��ة ال�صندوق‬ ‫حياة متثل دورة حياة الكائن احلي‪ ،‬تبد�أ‬ ‫�أو ال��وح��دات اال�ستثمارية يف ذاتها؛ ف�إن‬
‫الوقفي م��ره��ون بقدرته على تقدمي ريع‬ ‫بالوالدة‪ ،‬ثم النمو‪ ،‬فالن�ضوج‪ ،‬فال�شيخوخة‬ ‫احلكم عند انتهاء مدة الوقف �أو الإطفاء‬
‫ي�ستطيع �أن يلبي اح�ت�ي��اج��ات امل��وق��وف‬ ‫ال�ت��ي تنتهي ب��امل��وت‪ .‬وك��ذل��ك دورة حياة‬ ‫يختلف بح�سب احلاالت الآتية‪:‬‬
‫عليهم‪ ،‬ذلك �أن ت�أ�سي�س ال�صندوق الوقفي‬
‫اجل��دي��د يجب �أن يقرتن بو�صول �أوق��اف‬
‫قدمية �إىل مراحل االنهاء (اال�ستبدال �أو‬
‫الإنهاء)‪.‬‬
‫‪� -3‬أن �أه �م �ي��ة م �ف �ه��وم دورة ح�ي��اة‬
‫ال�صندوق الوقفي تكمن يف كونه منوذج ًا‬
‫و�صفي ًا يتم م��ن خالله تو�ضيح ال�سلوك‬
‫ال��ذي تنتهجه بع�ض امل��ؤ��ش��رات املرتبطة‬
‫ب��ال��وق��ف‪ ،‬كحجم التعامل خ�لال مراحل‬
‫ال� ��دورة‪ ،‬ول�ه��ذا ف���إن امل�ف�ه��وم مي��د �صانع‬
‫ال�ق��رار (جمل�س الإدارة‪ ،‬الناظر‪� ،‬أو‬

‫‪19‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٠١‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫�أط � ��ول م ��دة زم �ن �ي��ة مم �ك �ن��ة‪ ،‬لأن ذل��ك‬ ‫املدير الفني) مبعلومات و�صفية ي�ستطيع‬
‫��س�ي�ن�ع�ك����س ع �ل��ى ال� ��زي� ��ادة يف ال ��ري ��ع‪.‬‬ ‫من خاللها تكوين �سيناريوهات مرحلية‬
‫‪ -‬يدرك املوقوف عليهم �أهمية ال�صندوق‬ ‫األصل في وقف‬ ‫ميكن �أن ت�سهم ب�صورة فعالة يف حتديد‬
‫الوقفي ومميزاته‪.‬‬ ‫�أ�ساليب الت�صرف والتعامل املنا�سبة مع‬
‫‪ -‬ت�ب��د�أ امل�ؤ�س�سات الوقفية اجل��دي��دة‬ ‫الصكوك أن يكون محل‬ ‫كل مرحلة‪ ،‬ذلك �أن لكل مرحلة ظروفها‬
‫ومقت�ضيات حالها مما يقت�ضي قدر ًا كبري ًا‬
‫الوقف هو الصكوك‬
‫العمل على ت�أ�سي�س �أوق ��اف مناظرة يف‬
‫هذه املرحلة‪ ،‬ب�سبب �شيوع �آلية الت�أ�سي�س‪،‬‬ ‫من التكيف عند تخطيط اجلهد املالئم‬
‫و�سهولة و�سرعة تقليد ال�صندوق الوقفي‪،‬‬ ‫ذاتها ما لم ينص‬ ‫اخلا�ص بكل مرحلة‪.‬‬
‫وت��وف��ر الإم �ك��ان��ات وال�ت�ق�ن�ي��ات احلديثة‬ ‫ونبني هنا طبيعة وخ�صائ�ص كل مرحلة‬
‫الواقف على أن الوقف الكفيلة بالت�أ�سي�س‪.‬‬ ‫من مراحل دورة حياة ال�صندوق الوقفي‪،‬‬
‫‪ -‬تقود ه��ذه املرحلة �إىل زي��ادة درجة‬ ‫وهي على التوايل‪:‬‬
‫التنويع يف �أنواع ا�ستثمارات ال�صندوق يف‬ ‫لقيمتها‬ ‫‪ -1‬م��رح��ل��ة ت ��أ���س��ي�����س ال�����ص��ن��دوق‬
‫�ضوء �أهدافه املحددة �سلف ًا‪.‬‬ ‫الوقفي‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغي يف ه��ذه امل��رح�ل��ة البحث عن‬ ‫وتبد�أ هذه املرحلة عند عملية ت�أ�سي�س‬
‫اخ �ت �ي��ار ال��وق��ت امل�ن��ا��س��ب ل�ل��إع�ل�ان عن منافذ جديدة لرتويج ال�صندوق الوقفي‪،‬‬ ‫وقف جديد‪ ،‬من خالل ا�ستكتاب الواقفني‪،‬‬
‫ت�أ�سي�س ال�صندوق الوقفي‪ ،‬ك�أوقات الأ�شهر وزيادة اال�ستكتاب‪ ،‬وحت�سني ريعه‪.‬‬ ‫بعد تداركهم لوجود فئة معينة �أو حاجة‬
‫الف�ضيلة‪ ،‬والب��د من �أن ي�سبق ذلك حملة ‪ -3‬مرحلة ن�ضج وازده��ار ال�صندوق‬ ‫معينة ينبغي ال�ن�ه��و���ض ب�ه��ا �أو ��ض��رورة‬
‫الوقفي‪:‬‬ ‫�إعالن مكثفة‪ ،‬تنا�شد روح امل�ستهدف‪.‬‬ ‫الإيفاء بها‪ .‬وتت�صف هذه املرحلة من حياة‬
‫غالب ًا ما ت�ستغرق هذه املرحلة وقت ًا �أطول‬ ‫‪ -2‬مرحلة منو ال�صندوق الوقفي‪:‬‬ ‫ال�صندوق الوقفي بالآتي‪:‬‬
‫يعني دخ ��ول ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي هذه من املراحل ال�سابقة (الت�أ�سي�س والنمو)‪.‬‬ ‫‪ -‬يكون �أداء ال�صندوق الوقفي املقدم‬
‫املرحلة تخطيه غالبية املخاطر وال�صعوبات وبدخول ال�صندوق الوقفي ه��ذه املرحلة‬ ‫�ضعيف ًا لكونه ج��دي��د ًا‪ ،‬ويف مرحلة بيع‬
‫التي تواجه كثري من الأوق ��اف يف مرحلة يعني ازدي��اد قوة ت�أثريه يف ال�ساحة‪ ،‬ومع‬ ‫الأ�سهم‪.‬‬
‫الت�أ�سي�س‪ ،‬و�أن ال�صندوق الوقفي قد حظي ذلك قد ي�شجع الريع الذي يحققه ال�صندوق‬ ‫‪ -‬ي�ت��م يف ه ��ذه امل��رح�ل��ة ال�ترك�ي��ز على‬
‫بقبول املجتمع وتر�سخه يف �أذهانهم‪ ،‬فهو الوقفي �أثناء مرحلة النمو بقية اجلهات‬ ‫تعريف الأفراد بال�صندوق الوقفي املقدم‬
‫يف هذه احلالة قادر على حتقيق الأهداف الوقفية على ت�أ�سي�س �أوق ��اف مناظرة‪.‬‬ ‫وفوائده‪ ،‬وخلق الإدراك بت�أ�سي�سه‪ ،‬والأهمية‬
‫وتت�صف هذه املرحلة بالآتي‪:‬‬ ‫املتوقعة منه‪.‬‬ ‫املرجوة منه‪.‬‬
‫وتت�صف هذه املرحلة من حياة ال�صندوق ‪ -‬ا�ستقرار ريع ال�صندوق الوقفي‪ ،‬ويتحقق‬ ‫‪ -‬ال يتوقع يف هذه املرحلة حتقق الريع‬
‫�أعلى مقدار منه عند نقطة االزدهار‪.‬‬ ‫الوقفي مبا ي�أتي‪:‬‬ ‫(�إيراد ال�صندوق) لأنها تخت�ص باالكتتاب‪،‬‬
‫‪ -‬ا� � �س � �ت � �ك � �م� ��ال امل� �ك� �ت� �ت� �ب�ي�ن ع �ل��ى ‪ -‬زي � ��ادة ال �ت �ك��ال �ي��ف وم �ن �ه��ا تكاليف‬ ‫و�إن حتقق ريع ف�سيكون منخف�ض ًا‪ ،‬وينبغي‬
‫ال �� �ص �ن��دوق ال��وق �ف��ي‪ ،‬وب��ال �ت��ايل حتقيق االندثار‪.‬‬ ‫�أن ي��وج��ه �إىل ��س��د ن�ف�ق��ات ال���ص�ن��دوق‪،‬‬
‫ر�أ�� �س� �م ��ال ��ه‪ ،‬وب� ��داي� ��ة اال� �س �ت �ث �م��ار ف�ي��ه‪ - .‬غالب ًا م��ا تظهر يف ه��ذه املرحلة ما‬ ‫وخا�صة نفقات ال�تروي��ج‪ ،‬وك ��ذا تكاليف‬
‫‪ -‬ت�سعى اجلهة امل�شرفة على ال�صندوق يعرف بـ»�إعادة ال��دورة»‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫درا�سات اجلدوى لل�صندوق اجلديد التي‬
‫(ن ��اظ ��ر ال �� �ص �ن��دوق ال ��وق��ف ��ي) يف ه��ذه التغريات التي يحدثها ال�صندوق الوقفي‬ ‫التزال مرتفعة‪.‬‬
‫امل��رح �ل��ة �إىل �أن ت� ��أخ ��ذ ه� ��ذه امل��رح �ل��ة يف م�ضمونه‪ ،‬وطرق �أدائ��ه‪ ،‬وحتى �إدارته‪،‬‬ ‫وينبغي على اجل�ه��ة امل�ؤ�س�سة للوقف‬

‫ ‪ ٥٠٢‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪20‬‬
‫الت�سويقية للمنتجات املالية العامة‪ ،‬ما مل‬ ‫والتي قد ت��ؤدي �إىل زي��ادة يف ريعه ب�شكله‬
‫يتم تكييفها و�ضبطها ب�أهداف ال�صندوق‬ ‫اجلديد �أو الإ�ضايف‪ ،‬مبا ي�ؤخر الإنتقال �إىل‬
‫الوقفي‪ ،‬و�ضوابطه ال�شرعية‪ .‬وميكن حتديد‬ ‫بقاء واستمرارية‬ ‫مرحلة االنحدار‪.‬‬
‫�أبرز االختالفات يف الآتي(‪.)7‬‬ ‫‪ -4‬مرحلة �إن��ه��اء وت�صفية ال�صندوق‬
‫‪ -1‬ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي ع�ن��د ت�شكيله‬ ‫الصندوق الوقفي‬ ‫الوقفي‪:‬‬
‫مرهون بقدرته على‬
‫يراعى فيه �أركان و�شروط الوقف ال�شرعية‪،‬‬ ‫يبد�أ يف هذه املرحلة تدين م�ستوى ريع‬
‫و�ضوابط املعامالت املالية الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ال�صندوق الوقفي‪ ،‬ويبد�أ يف االنحدار الذي‬
‫والتي ميكن �إجمالها يف �إطار تقدمي اخلري‬ ‫تقديم ريع يستطيع أن‬ ‫قد يكون مت�سارع ًا (انخفا�ض حاد)‪ ،‬كما‬
‫بكل �أن��واع��ه (وج��وه ال�بر خا�صة كانت �أو‬ ‫قد يكون ه��ذا االنخفا�ض بطيئ ًا‪ ،‬ويعزى‬
‫عامة)‪ ،‬والتي تدخل �ضمن ب��اب الإنفاق‬ ‫يلبي احتياجات‬ ‫ذلك الو�ضع �إىل كثري من الأ�سباب؛ منها‪:‬‬
‫الذي يكون يف �أ�صله معتمد ًا على الف�ضل‪،‬‬ ‫‪ -‬تدين عوائد اال�ستثمارات لل�صندوق‬
‫الأم��ر ال��ذي يحتم م��راع��اة ا�سرتاجتيات‬ ‫الموقوف عليهم‬ ‫الوقفي‪ ،‬ب�سبب �ضعف االبتكار والتطوير‪.‬‬
‫تنمية الوعي االدخ ��اري‪ ،‬وباملقابل تنمية‬ ‫‪ -‬ع ��دم ت�ق�ب��ل ال�ب�ي�ئ��ة ل��ذل��ك ال���ص�ن��دوق‬
‫ا�سرتاتيجية الإنفاق وحب الإنفاق يف �سبيل‬ ‫الوقفي‪.‬‬
‫اهلل‪.‬‬
‫تخطيط اال�سرتاتيجية اخلا�صة ب�أدائه‪،‬‬ ‫‪ -‬التق�صري يف ا�ستدامته‪.‬‬
‫‪ -2‬ينبغي ع�ل��ى اجل �ه��ة ال�ق��ائ�م��ة على‬ ‫ون� �ظ ��ر ًا لأن ل �ك��ل م��رح �ل��ة خ�صائ�صها‬ ‫�أي �أن ه ��ذه امل��رح �ل��ة ت�ت�ط�ل��ب �إن �ه��اء‬
‫ت ��أ� �س �ي ����س ال�����ص��ن ��دوق‪ ،‬م ��راع ��اة ال�ف�ئ��ة‬
‫ومقت�ضياتها‪ ،‬ف�إن ذلك يفر�ض على �إدارة‬ ‫ال�صندوق الوقفي وت�صفيته‪.‬‬
‫امل�ستهدفة‪ ،‬بناء على ا�سرتاتيجية النهو�ض‬ ‫النظارة يف ال�صندوق الوقفي �أن تتعامل مع‬
‫مـــراحـــل ح ــي ــاة ال ــص ــن ــدوق الــوقــفــي كل مرحلة با�سرتاتيجيات خمتلفة تتالءم‬
‫ب ��إ� �ش �ب��اع احل ��اج ��ات الأ� �س��ا� �س �ي��ة للفئات‬
‫املهم�شة‪ ،‬م��ع م��راع��اة اع�ت�ب��ارات الزمان‬ ‫واالستراتيجيات التسويقية المالئمة مع طبيعة كل مرحلة‪.‬‬
‫واملكان عند الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫ت�شكل املرحلة ال�ت��ي مي��ر بها ال�صندوق وت ��ؤث��ر فل�سفة ال���ص�ن��دوق اال�ستثماري‬
‫الوقفي خالل دورة حياته‪ ،‬واقع ًا يفر�ض الوقفي على اختيار اال�سرتاتيجية الت�سويقية ‪ -1‬ا����س�ت�رات���ي���ج���ي���ات م��رح��ل��ة‬
‫ع ��دد ًا م��ن ال�ع��وام��ل امل ��ؤث��رة على عملية امل�لائ �م��ة‪ ،‬ف�لا ت��ت ��واءم اال��س�ترات�ي�ج�ي��ات الت�أ�سي�س(‪:)8‬‬
‫ينبغي توجيه اال�سرتاتيجية الت�سويقية يف‬
‫هذه املرحلة‪ ،‬نحو امل�ستكتبني (الواقفني)‬
‫الراغبني يف �شراء الأ�سهم �أو ال�صكوك‬
‫الوقفية‪ ،‬التي متثل مت�ضمنات ال�صندوق‬
‫الوقفي‪ .‬وال �ضري من اتباع اال�سرتاتيجيات‬
‫الت�سويقية يف هذا املجال‪ ،‬ما مل تتقاطع‬
‫مع �ضابط �شرعي‪ .‬ويرى الباحث �إمكانية‬
‫اتباع اال�سرتاتيجيات الآتية‪:‬‬
‫(�أ) ا�سرتاتيجية التغلغل ال�سريع‪:‬‬
‫تقوم ه��ذه اال�سرتاتيجية على �أ�سا�س‬
‫تقدمي ال�صندوق الوقفي اجلديد �إىل‬

‫‪21‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٠٣‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫وتت�صف مرحلة النمو يف دورة حياة‬ ‫ال�سوق ب�سعر ح�صة (�سهم) منخف�ض‬
‫ال�صندوق الوقفي بزيادة العوائد املتولدة‪،‬‬ ‫وج�ه��ود ترويجية مكثفة‪ ،‬بحيث ي�ساعد‬
‫وب ��إم �ك��ان �إدارة ال �� �ص �ن��دوق تبني ع��دة‬ ‫ينبغي على مؤسسي‬ ‫ه ��ذان ال�ت��وج�ه��ان على حتقيق االكتتاب‬
‫ا�سرتاتيجيات ت�سويقية �أبرزها‪:‬‬ ‫بر�أ�سمال ال�صندوق ب�شكل �سريع‪ ،‬وحتقيق‬
‫(�أ) حت�سني م�ستوى ج��ودة ال�صندوق‬ ‫الصندوق مراعاة الفئة‬ ‫�أكرب م�ساهمة فيه‪.‬‬
‫المستهدفة بهدف‬
‫الوقفي‪ ،‬و�إ�ضافة موا�صفات جديدة‪.‬‬ ‫ويف�ضل ا�ستخدام هذه اال�سرتاتيجية يف‬
‫(ب) التوجه �إىل خدمة قطاعات جديدة‬ ‫الأو�ضاع الآتية‪:‬‬
‫م��ن امل��وق��وف عليهم‪ ،‬وتطوير نظم �أداء‬ ‫إشباع حاجاتها األساسية‬ ‫‪ -1‬ات�ساع عدد الراغبني يف الإيقاف على‬
‫ال�صندوق الوقفي‪.‬‬ ‫ال�صندوق الوقفي املقدم‪.‬‬
‫(ج) تعديل �أه��داف الرتويج (وخا�صة‬ ‫‪ -2‬ع��دم معرفة اجلمهور امل�ستهدف‬
‫الإعالن) لإظهار املزايا الن�سبية وا�ستمالة‬ ‫(امل�ستكتبون) بالوقف‪.‬‬
‫�سلوك املكتتبني وتف�ضيالتهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ا�سرتاتيجيات مرحلة النمو‪:‬‬ ‫(ب) ا�سرتاتيجية التغلغل البطيء‪:‬‬
‫(د) خف�ض �سعر ال�سهم الوقفي يف بع�ض‬ ‫�إذا ا�ستطاع ال�صندوق الوقفي اجلديد‬ ‫تقوم ه��ذه اال�سرتاتيجية على �أ�سا�س‬
‫الأح �ي��ان بهدف ا�ستمالة ع��دد �أك�بر من‬ ‫االرتقاء �إىل م�ستوى تف�ضيل امل�ساهمني‬ ‫ت�ق��دمي ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي اجل��دي��د �إىل‬
‫الواقفني للتعامل بالوقف‪.‬‬ ‫له‪ ،‬ف�إنه حتم ًا �سيحظى بقبولهم وتبنيهم‬ ‫طالبي الأ�سهم الوقفية ب�سعر‬
‫‪ -3‬ا�سرتاتيجية مرحلة الن�ضوج‪:‬‬ ‫له‪ ،‬لأن ال�صندوق الوقفي يف هذه احلالة‬ ‫منخف�ض وب�أدنى جهود ترويجية ممكنة‪.‬‬
‫�إن و�صول ال�صندوق الوقفي �إىل مرحلة‬ ‫�سيكون قادر ًا على حتقيق املنافع املتوقعة‬ ‫فال�سعر املنخف�ض لل�سهم م��ن �ش�أنه �أن‬
‫ال�ن���ض��وج‪ ،‬يعني ازدي� ��اد ري �ع��ه وتعزيز‬ ‫للموقوف عليهم‪ ،‬الأمر الذي ي�ساعد على‬ ‫ي�ستميل قبو ًال �سريع ًا لل�صندوق الوقفي من‬
‫�أ�صوله‪ ،‬وبالرغم من ذل��ك‪ ،‬ف ��إن حجم‬ ‫دخول ال�صندوق الوقفي �إىل مرحلة النمو‪.‬‬ ‫جانب الواقفني امل�ستهدفني‪ ،‬كما �أنه ي�ساعد‬
‫املقبلني على � �ش��راء �أ��س�ه��م ال�صندوق‬ ‫فاملكتتبون الذين بادروا �إىل �شراء الأ�سهم‬ ‫اجلهة امل�ؤ�س�سة لل�صندوق على الإبقاء على‬
‫�سي�شهد زي � ��ادة م�ت�ن��اق���ص��ة‪ ،‬فمرحلة‬ ‫(االبتكاريون) �سي�ستمرون يف التعامل بها‬ ‫تكاليف ال�تروي��ج عند �أدن ��ى م�ستوياتها‪،‬‬
‫الن�ضوج غالب ًا ما ت�ستغرق وقت ًا �أطول من‬ ‫نظر ًا لالنطباعات والقناعات الإيجابية‬ ‫مما يتيح لها حتقيق هوام�ش ري��ع عالية‪.‬‬
‫امل��راح��ل ال�سابقة (الت�أ�سي�س والنمو)‪،‬‬ ‫التي تكون قد تكونت لديهم عند تعاملهم‬ ‫وعموم ًا تعترب هذه اال�سرتاتيجية منا�سبة‬
‫كما �أن�ه��ا تفر�ض ك�ث�ير ًا م��ن التحديات‬ ‫املبكر به‪ ،‬مما يعزز ميولهم واجتاهاتهم‬ ‫يف الأو�ضاع الآتية‪:‬‬
‫على النظارة‪ .‬لذا ف�إن �أف�ضل و�سيلة �أمام‬ ‫لتكرار التعامل به‪ ،‬كما �أن الواقفني الني‬ ‫‪ -‬ات �� �س��اع ق ��اع ��دة ال��واق �ف�ين املحتمل‬
‫نظارة ال�صندوق للمحافظة على ا�ستدامة‬ ‫مل ي�ك��ون��وا ق��د ان�ضموا بعد �إىل الركب‬ ‫لل�صندوق‪.‬‬
‫ال���ص�ن��دوق �أن تتبنى اال�سرتاتيجيات‬ ‫�سيبد�أون يف التعامل بالوقف‪ ،‬حماكني‬ ‫‪ -‬معرفة تامة بالوقف من جانب اجلمهور‪.‬‬
‫الت�سويقية الآتية‪:‬‬ ‫ب��ذل��ك م ��ن ��س�ب�ق��وه��م وخ��ا� �ص��ة عندما‬ ‫وع �م��وم � ًا ف � ��إن ا� �س�ترات �ي �ج �ي��ة ت�سويق‬
‫(�أ) ا���س�ترات��ي��ج��ي��ة ا���س��ت��ه��داف‬ ‫ي�سمعون عبارات الر�ضا واال�ستح�سان عن‬ ‫ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي اجل��دي��دة يف مرحلة‬
‫امل�ستكتبني‪:‬‬ ‫ال�صندوق الوقفي‪ .‬لذا ف�إن احلجم الكبري‬ ‫التقدمي يجب �أن ت�ستهدف تو�سيع عدد‬
‫ي � ��ؤدي ت�ب�ن��ي �إدارة ال �� �ص �ن��دوق لهذه‬ ‫للتعامل ب��ال��وق��ف ي�ك��ون م�ق�ترن� ًا بفر�ص‬ ‫واق �ف��ي ال���ص�ن��دوق حتى ت�ستطيع �إدارة‬
‫اال��س�ترات�ي�ج�ي��ة �إىل زي� ��ادة ع ��دد طالبي‬ ‫ريع عالية‪ ،‬و�ستحاول امل�ؤ�س�سات الوقفية‬ ‫ال���ص�ن��دوق ا�ستمالة حجم تعامل �أك�بر‬
‫الأ�سهم الوقفية‪ ،‬وذلك عن طريق الو�صول‬ ‫تقدمي �صناديق وقفية مماثلة مبوا�صفات‬ ‫بالوقف لزيادة الريع املتولد من ال�صندوق‬
‫�إىل قطاعات جديدة منهم‪ .‬ويلعب الإعالن‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫الوقفي‪.‬‬

‫ ‪ ٥٠٤‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪22‬‬
‫وم�صدر �إرباك لإدارة امل�ؤ�س�سة‪ .‬فالوقف‬ ‫دور ًا مهم ًا يف حتقيق �أه��داف ال�صندوق ك�شعورهم ب��الأم��ان وال�ث�ق��ة جت��اه �إدارة‬
‫يف ه��ذه امل��رح�ل��ة غ��ال�ب� ًا م��ا يحتاج �إىل‬ ‫يف هذه املرحلة‪ ،‬حيث يتعني عليه الرتكيز ال�صندوق‪.‬‬
‫ت �ع��دي�لات م���س�ت�م��رة‪ ،‬ك�م��ا ي�ح�ت��اج �إىل‬ ‫على الأه ��داف الأخ��روي��ة وحتفيزها لدى ‪ -4‬ا�سرتاتيجية مرحلة الإنهاء �أو‬
‫جهود ترويجية كبرية لتح�سني مكانته‬ ‫الت�صفية‪:‬‬ ‫امل�ستهدف‪.‬‬
‫يف �أذهان الواقفني املن�شودين (ال�صورة‬ ‫(ب) ا� ��س�ت�راجت ��ي ��ة ال��ت��ع��دي��ل يف تو�صف املرحلة التي ي�صل فيها م�ستوى‬
‫الذهنية)‪.‬‬ ‫�أداءال�صندوق الوقفي �إىل حد االنحدار‬ ‫ال�صندوق الوقفي‪:‬‬
‫هذه الظروف حتتم على الإدارة �ضرورة‬ ‫�إذا ك��ان ب�إمكان �إدارة ال�صندوق �أن بانخفا�ض حاد يف‬
‫ال�ق�ي��ام بعمليات م��راج�ع��ة م�ستمرة لكل‬ ‫يحدث التعديل املنا�سب يف �أعداد حاملي حجم ريعه‪ ،‬وقد يكون هذا االنخفا�ض‬
‫هدف من �أهداف �صناديقها الوقفية‪ .‬ويف‬ ‫�أ�سهم ال�صندوق‪ ،‬ف ��إن ب�إمكانها كذلك بطيئ ًا �أو ي�أخذ �شك ًال مت�سارع ًا‪ ،‬ويعزى‬
‫هذا ال�صدد يتعني على الإدارة الإ�ضطالع‬ ‫التعديل الالزم يف الأه��داف املن�شودة من ه� ��ذا ال��و� �ض��ع �إىل ك �ث�ير م ��ن الأ� �س �ب��اب‬
‫مبهمة حتديد الأ�صناف املتعرثة التي تكون‬ ‫ال�صندوق الوقفي‪ .‬ويف �إطار هذا التوجه كالتقدم التكنولوجي مبا يعك�سه من زيادة‬
‫ق��د و�صلت �إىل مرحلة الإن��ح ��دار‪ ،‬ويتم‬ ‫ف�إن �إدارة ال�صندوق ت�ستطيع تطبيق �إحدى معدالت التقادم يف �أ�ساليب وطريقة ت�أدية‬
‫ذلك من خالل عمليات التحليل واملراجعة‬ ‫اال�سرتاتيجيتني الت�سويقيتني الآتيتني‪� ،‬أو ال�صندوق الوقفي‪ ،‬والتطور احل�ضاري‬
‫الدورية حلجم التعامل بكل هدف وقيا�س‬ ‫للأفراد‪ ،‬وبالتايل التغيري يف اهتماماتهم‬ ‫كالهما معا‪:‬‬
‫ر� �ض��ا امل ��وق ��وف ع�ل�ي�ه��م ع ��ن ال���ص�ن��دوق‬ ‫‪ -‬ا�سرتاتيجية حت�سني جودة ال�صندوق و�أولوياتهم‪ .‬ويف هذه الأو�ضاع ميكن لإدارة‬
‫الوقفي‪ .‬كما �أن من �ش�أن ه��ذا النوع من‬ ‫الوقفي‪ ،‬وتهدف ه��ذه اال�سرتاتيجية �إىل امل�صرف تبني �أحد امل�سارات الآتية‪:‬‬
‫التحليل �أن ي�ساعد الإدارة على حتديد‬ ‫حت�سني م�ستوى �أداءال�صندوق الوقفي‪ ،‬من (�أ) �إنهاء وت�صفية ال�صندوق الوقفي‬
‫الأه��داف املتعرثة وتقرير ما ميكن عمله‬ ‫حيث �أ�سلوب �أدائه و�إبراز النتائج املتحققة كلي ًا‪.‬‬
‫ب�ش�أنها يف وقت مبكر‪.‬‬ ‫من �أه��داف��ه‪ ،‬واملنافع املتحققة للموقوف (ب) الرتكيز واال�ستغناء عن فئات من‬
‫وقد �أ�شار املعيار (‪ )60‬املعدل �إىل �أن‬ ‫عليهم‪� ،‬أو عندما يكون هناك �أعداد كافية املوقوف عليهم مع مراعاة �شرط الواقف‪.‬‬
‫الوقف امل�ؤقت ينتهي بانتهاء مدته‪ ،‬وينتهي‬ ‫(ج) تخفي�ض تكاليف الإعالن‪.‬‬ ‫من طالبي الأ�سهم‪.‬‬
‫الوقف املقيد بانتهاء القيد‪ ،‬وينتهي الوقف‬ ‫‪ -‬ا� �س�ترات �ي �ج �ي��ة ت �ط��وي��ر خ�صائ�ص �إن الإب�ق��اء على �صناديق وقفية غري‬
‫بالتلف الكلي للموقوف‪� ،‬سواء �أكان الوقف‬ ‫ال���ص�ن��دوق ال��وق�ف��ي‪ ،‬وت�ستهدف �إ�ضافة واعدة من �ش�أنه �أن يلقي على امل�ؤ�س�سات‬
‫م�ؤقت ًا �أم مقيد ًا‪� ،‬أم م�ؤبد ًا‪ .‬وهذا ال يتعار�ض‬ ‫خ�صائ�ص جديدة ميكن من خاللها توليد الوقفية �أعباء ثقيلة‪ ،‬ال من حيث الريع‬
‫مع اال�سرتاتيجية املقرتحة‪.‬‬ ‫قيم �إ��ض��اف�ي��ة لطالبي الأ��س�ه��م الوقفية فح�سب‪ ،‬بل تعترب جما ًال لهدر الطاقات‬

‫المــراجـع‬

‫تسـويق الخدمـات املرصفية اإلسلامية‪،‬‬ ‫(‪)6‬تـم االسرتشـاد يف تحرير ذلـك بـ‪ :‬ناجي‬ ‫(‪)3‬املصدر نفسه‪.‬‬ ‫(‪)1‬نشرة األمانـة العامـة لألوقـاف يف‬
‫دار املسيرة للنشر والتوزيـع والطباعة‪،‬‬ ‫ذيـب معال‪ ،‬األصـول العلمية للتسـويق‬ ‫(‪ )4‬الهيئـة العامـة لألوقـاف‪ ،‬تعليمات‬ ‫الكويـت‪ ،‬عـن املصـارف الرشعيـة‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬ص‪.292‬‬ ‫املصريف‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيـع‬ ‫الرتخيـص للصناديـق االسـتثامرية الوقفيـة‪،‬‬ ‫لألوقـاف‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫والطباعـة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.6‬‬ ‫اململكـة العربيـة السـعودية‪awqaf.gov. ،‬‬ ‫(‪)2‬محمـد مصطفـى الزحيلي‪ ،‬الصناديـق‬
‫(‪)8‬تـم اسـتلهام هـذه االستراتيجيات مـن‬
‫(‪)7‬تقتيض األمانة العلمية أن يذكر الباحث‬ ‫‪ ،sa‬ص‪.3‬‬ ‫الوقفيـة املعـارصة‪ ،‬تكييفهـا‪ ،‬أشـكالها‪،‬‬
‫كتـاب ناجـي ذيـب معلا‪ ،‬األصـول‬ ‫أنـه قـد اسـتلهم هـذه االختالفـات من‬ ‫(‪)5‬أسـامة عبداملجيـد العـاين‪ ،‬الصنـدوق‬ ‫حكمها‪ ،‬مشـكالتها‪ ،‬بحـث مقدم إىل أعامل‬
‫العلميـة للتسـويق املصريف‪ ،‬املصـدر‬ ‫خلال اطالعـه على‪ :‬محمـد حسين‬ ‫الوقفـي للتمويـل األصغـر‪ ،‬مؤسسـة‬ ‫مؤمتـر األوقـاف الثاين يف جامعـة أم القرى‪،‬‬
‫السـابق‪.‬‬ ‫الـوادي‪ ،‬وعبـدهللا إبراهيـم نـزال‪،‬‬ ‫سـاعي لألوقـاف‪ ،‬الريـاض ‪ ،2019‬ص‪.4‬‬ ‫‪ 20-18‬ذي القعـدة ‪1427‬هــ‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٠٥‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫استراتيجية تعزيز األمن السيبراني لالقتصاد الرقمي‬


‫دراسة في العمالت الرقمية للبنوك المركزية‬

‫العمالت الرقمية امل�شفرة عرفها البنك املركزي الأورب��ي ب�أنها متثيل رقمي للقيمة‪ ،‬ال‬
‫ت�صدر من قبل البنوك املركزية �أو م�ؤ�س�سات الإقرا�ض �أو م�صدري النقود الإلكرتونية‪،‬‬
‫والتي ميكن يف بع�ض الظروف ا�ستخدامها كبديل عن النقد‪.‬‬
‫وقد تناول الباحث يف احللقة ال�سابقة من البحث ماهية العمالت الرقمية للبنوك‬
‫املركزية‪ ،‬وواقع الدول العربية ب�ش�أن العملة الرقمية للبنك املركزي‪ ،‬و�ضوابط �إ�صدارها‪،‬‬
‫وال�سمات الأ�سا�سية التي يجب توفرها يف العمالت الرقمية للبنوك املركزية للوفاء‬
‫باملبادىء الأ�سا�سية‪.‬‬
‫د‪ .‬عماد الدين عبد الحميد‬
‫كلية اإلمام مالك للشريعة والقانون‬
‫دبي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫مؤشر األمن السيبراني العالمي‬ ‫محاور استراتيجية األمن السيبراني لتعزيز‬
‫�أو ًال ‪ -‬ماهية الأمن ال�سيرباين (‪:)2020‬‬ ‫االقتصاد الرقمي والتجارة الدولية‬
‫� �س��وف ن �ت �ن��اول ه�ن��ا درا� �س ��ة م ��ؤ� �ش��ر الأم ��ن ع�� ّرف االحت ��اد ال ��دويل لالت�صاالت الأم��ن‬
‫ال�����س��ي�ب�راين ال� �ع ��امل ��ي‪ ،‬وك� ��ذل� ��ك درا�� �س ��ة ال���س�ي�براين ب ��أن��ه «جم�م��وع��ة م��ن الأدوات‬
‫ا�سرتاتيجية الأمن ال�سيرباين للقطاع املايل وال�سيا�سات واملفاهيم الأمنية و�ضمانات‬
‫الحلقة الثانية‬
‫الأم��ان واملبادئ التوجيهية‪ ،‬و�أ�ساليب �إدارة‬ ‫للدول‪.‬‬

‫ ‪ ٥٠٦‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪24‬‬
‫الأم��ن ال�سيرباين‪ ،‬وتتمثل هذه الركائز يف‪:‬‬ ‫املخاطر‪ ،‬والإج� ��راءات وال�ت��دري��ب‪ ،‬و�أف�ضل‬
‫التدابري القانونية‪ ،‬التدابري التقنية‪ ،‬التدابري‬ ‫املمار�سات وال�ضمان والتقنيات التي ميكن‬
‫الحرب السيبرانية تشمل التنظيمية‪ ،‬بناء القدرات‪ ،‬والتعاون ‪ ..‬ثم يتم‬ ‫ا��س�ت�خ��دام�ه��ا حل�م��اي��ة ال�ب�ي�ئ��ة ال�سيربانية‬
‫جتميعها يف النتيجة الإجمالية‪.‬‬ ‫و�أ�صول املنظمة وامل�ستخدم»‪ .‬وتت�ضمن �أ�صول‬
‫راب��ع� ًا ‪ -‬الف�ضاء ال�سيرباين وحتديات‬ ‫األنشطة التي تهدف‬ ‫امل�ؤ�س�سة وامل�ستخدم �أجهزة احلو�سبة املت�صلة‬
‫إلى تحقيق التفوق‬
‫الأم ��ن ال��ق��وم��ي‪ :‬ارت �ك��زت البنى التحتية‬ ‫وامل��وظ �ف�ين وال�ب�ن�ي��ة التحتية والتطبيقات‬
‫مل�خ�ت�ل��ف دول ال��ع ��امل امل �ت �ق��دم ع �ل��ى ذل��ك‬ ‫واخل ��دم ��ات و�أن �ظ �م��ة االت �� �ص��االت وجم�م��وع‬
‫الف�ضاء ال�سيرباين‪ ،‬القائم على تكنولوجيا‬ ‫المعلوماتي لإلضرار‬ ‫املعلومات املر�سلة و‪�/‬أو املخزنة يف البيئة‬
‫تقنية املعلومات وتقنية االت�صاالت‪ ،‬يف كافة‬ ‫الإلكرتونية‪ ،‬وي�سعى الأمن ال�سيرباين جاهدًا‬
‫امل�ج��االت؛ ال�صناعية والع�سكرية والطاقة‬ ‫بأنظمة المعلومات‬ ‫ل�ضمان حتقيق واحلفاظ على اخل�صائ�ص‬
‫وامل �ي��اه وال���ص�ح��ة وم�ن�ظ��وم��ة ال�ن�ق��ل وق�ط��اع‬ ‫الأمنية للم�ؤ�س�سة و�أ� �ص��ول امل�ستخدم �ضد‬
‫البنوك وامل�ؤ�س�سات املالية واحلكومية‪ ،‬لذلك‬ ‫امل �خ��اط��ر الأم �ن �ي��ة ذات ال���ص�ل��ة يف البيئة‬
‫فقد ت�صدر الأمن ال�سيرباين الئحة �أولويات‬ ‫الإلكرتونية(‪.)1‬‬
‫�سيا�سات وا�سرتاتيجيات تلك الدول‪ ،‬باعتباره‬ ‫ال�سيربانية‪.‬‬ ‫كما جاء تعريف الف�ضاء ال�سيرباين مبوجب‬
‫ج ��زء ًا ال يتجز�أ م��ن الأم ��ن ال�ق��وم��ي‪ ،‬وتغري‬ ‫الركيزة الرابعة‪ :‬خلق ق��درات وطنية‬ ‫امل ��ادة الأوىل م��ن م�شروع ال�ق��ان��ون العربي‬
‫�شكل احل��روب وتقنياتها و�أ�ساليبها نتيجة‬ ‫لإدارة حوادث احلا�سب الآيل‪.‬‬ ‫اال�سرت�شادي الأم��ن ال�سيرباين(‪ )2‬ب�أنه «هو‬
‫ال�ستخدام الف�ضاء ال�سيرباين للتهديدات‬ ‫الركيزة اخلام�سة‪ :‬حتفيز ثقافة وطنية‬ ‫الف�ضاء الذي �أوجدته تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالع �ت��داءات‪ ،‬و�إحل ��اق ال�ضرر بامل�ؤ�س�سات‬ ‫للأمن ال�سيرباين‪.‬‬ ‫واالت�صاالت‪ ،‬ويف مقدمتها الإنرتنت‪ ،‬ويرتبط‬
‫وامل��راك��ز احل�ي��وي��ة واال�سرتاتيجية ل�ل��دول‪،‬‬ ‫ثالث ًا ‪ -‬م�ؤ�شر الأمن ال�سيرباين العاملي (‪:)3‬‬ ‫هذا الف�ضاء ارتباط ًا وثيق ًا بالعامل املادي‪ ،‬عرب‬
‫فظهر م��ا ي�سمى ب��احل��رب ال�سيربانية �أو‬ ‫م�ؤ�شر الأم��ن ال�سيرباين العاملي (‪)GCI‬‬ ‫البنى التحتية املختلفة لالت�صاالت‪ ،‬والأنظمة‬
‫احل��رب الإلكرتونية نتيجة لتلك التهديدات‬ ‫ي�صدر ع��ن االحت ��اد ال ��دويل لالت�صاالت‪،‬‬ ‫املعلوماتية‪ ،‬وعرب العديد من اخلدمات‪ ،‬التي‬
‫والهجمات الإلكرتونية‪.‬‬ ‫�إح ��دى وك ��االت الأمم املتحدة املتخ�ص�صة‬ ‫مل يكن بالإمكان احل�صول عليها من دونه‪،‬‬
‫و ُي�شار �إىل احل��رب ال�سيربانية على �أنها‬ ‫يف جمال تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت‬ ‫مبا يف ذلك الو�صول �إىل البيانات واملعلومات‪.‬‬
‫«ت�شمل الأن���ش�ط��ة ال�ت��ي ت�ه��دف �إىل حتقيق‬ ‫(‪ ،)ICT‬وهو م�ؤ�شر مركب يجمع بني الأرقام‬ ‫ثاني ًا ‪ -‬ركائز الأم��ن ال�سيرباين‪ :‬كما‬
‫التفوق املعلوماتي للإ�ضرار ب�أنظمة املعلومات‬ ‫املتطورة من امل�ؤ�شرات يف معيار واحد لقيا�س‬ ‫اعتمد م�شروع القانون العربي اال�سرت�شادي‬
‫وما قد ت�ضمنته من املعلومات ال�سيا�سية �أو‬ ‫مدى التزام الدول بالأمن ال�سيرباين‪ ،‬ويعد‬ ‫ل�ل�أم��ن ال �� �س �ي�براين رك��ائ��ز خ�م����س ل�ل�أم��ن‬
‫الع�سكرية �أو االقت�صادية �أو تهديد املعلومات‬ ‫مرجع ًا موثوق ًا به يقي�س التزام الدول بالأمن‬ ‫ال�سيرباين‪:‬‬
‫و�أن �ظ �م��ة امل�ع�ل��وم��ات اخل��ا��ص��ة ب� �ه ��ا»(‪ ،)4‬ويف‬ ‫ال�سيرباين على امل�ستوى ال�ع��امل��ي‪ ،‬ل��زي��ادة‬ ‫الركيزة الأوىل‪ :‬تطوير ا�سرتاتيجية‬
‫تعريف �آخ��ر‪« :‬تتمثل احل��رب الإلكرتونية يف‬ ‫الوعي ب�أهمية الق�ضية و�أبعادها املختلفة‪،‬‬ ‫وطنية ل�ل�أم��ن ال���س�ي�براين وح�م��اي��ة البنية‬
‫مهاجمة الأنظمة املعلوماتية للطرف الآخ��ر‬ ‫نظ ًرا لأن الأمن ال�سيرباين له جماالت وا�سعة‬ ‫التحتية للمعلومات احل�سا�سة‪.‬‬
‫�أو �إب �ط��اء خ��دم��ات تكنولوجيا املعلومات‬ ‫يف التطبيق‪ ،‬وي�شمل العديد من ال�صناعات‬ ‫الركيزة الثانية‪� :‬إن�شاء تعاون وطني‬
‫�أو تعطيلها �أو �إيقافها �أو اال�ستيالء عليها‬ ‫والقطاعات املختلفة‪ ،‬واعتمد امل�ؤ�شر خم�س‬ ‫ب�ين احلكومة وجمتمع �صناعة االت�صاالت‬
‫حل �م��اي��ة الأ� � �ص� ��ول ال �ق �ي �م��ة يف ال �ف �� �ض��اء‬ ‫رك��ائ��ز �أ��س��ا��س�ي��ة ي�ت��م م��ن خ�لال�ه��ا تقييم‬ ‫واملعلومات‪.‬‬
‫الإلكرتوين»(‪.)5‬‬ ‫م�ستوى الدول يف قدراتها والتزامها بتحقيق‬ ‫ال ��رك ��ي ��زة ال��ث��ال��ث��ة‪ :‬ردع اجل ��رمي ��ة‬

‫‪25‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٠٧‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫باب خلفي ميكن �أن ي�سمح للجهات الفاعلة‬ ‫خ��ام�����س� ًا ‪ -‬ح� ��وادث الأم� ��ن ال�سيرباين‬
‫اخلبيثة ب�إجراء ا�ستطالع لل�شبكة �أو حماولة‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪:2020‬‬
‫التحكم عن بعد يف �أنظمة ال�شركة‪.‬‬ ‫�سوف نتناول بع�ض احل��وادث ال�سيربانية استخدام تقنية‬
‫‪ -‬ويف مايو ‪� 2020‬أعلنت وزارة الدفاع‬ ‫ون��رك��ز ع�ل��ى ال�ه�ج�م��ات الإل �ك�ترون �ي��ة على‬
‫اليابانية �أنها حتقق يف هجوم �إلكرتوين وا�سع‬ ‫مفيدا‬
‫ً‬ ‫«بلوكتشين»‬ ‫ال� ��وك� ��االت احل �ك��وم �ي��ة و���ش ��رك ��ات ال ��دف ��اع‬
‫النطاق �ضد �شركة ‪Mitsubishi Electric‬‬
‫بشكل خاص في تعزيز‬
‫والتكنولوجيا الفائقة والقطاعات املالية‪� ،‬أو‬
‫كان من املمكن �أن ي�ضر بتفا�صيل ت�صميمات‬ ‫اجلرائم االقت�صادية التي تزيد خ�سائرها‬
‫�صواريخ حديثة ومتطورة‪.‬‬ ‫األمن السيبراني‬ ‫عن مليون دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬ويف �أب ��ري ��ل ‪� 2020‬أف � ��اد امل �� �س ��ؤول��ون‬ ‫‪ -‬يف دي�سمرب ‪ 2020‬مت اخ�ت�راق العديد‬
‫الأم��ري�ك�ي��ون ب��أن�ه��م ��ش��اه��دوا ت���ص��اع�دًا يف‬ ‫من الوكاالت الأمريكية وال�شركات اخلا�صة‬
‫ال�ه�ج�م��ات م��ن ق�ب��ل املت�سللني ال�صينيني‬ ‫م��ن ق�ب��ل ق��را��ص�ن��ة رو�� ��س ق��ام��وا ب��اخ�تراق‬
‫�ضد مقدمي ال��رع��اي��ة ال�صحية وم�صنعي‬ ‫�سيارات الإ�سعاف و�إع��ادة جدولة العمليات‬ ‫مزود الربجميات ‪ Solar Winds‬وا�ستغلوا‬
‫الأدوية ووزارة ال�صحة واخلدمات الإن�سانية‬ ‫اجل��راح �ي��ة‪ ،‬كما ا�ستهدف قرا�صنة رو���س‬ ‫و�صولهم ملراقبة العمليات الداخلية‪ ،‬كما‬
‫الأمريكية و�سط جائحة «كوفيد‪.»19-‬‬ ‫وكاالت حكومية يف الدول الأع�ضاء يف الناتو‬ ‫و�صل املت�سللون �إىل البيانات املتعلقة بلقاح‬
‫‪ -‬ويف يناير ‪ 2020‬مت الك�شف ع��ن قيام‬ ‫وال��دول التي تتعاون معه‪ ،‬وت�ستخدم احلملة‬ ‫«ك��وف �ي��د‪ »19-‬ال��ذي ط��ورت��ه �شركة «ف��اي��زر»‬
‫الأمم املتحدة بالت�سرت على اخرتاق لأنظمة‬ ‫كطعم ملخطط الت�صيد‬ ‫م��واد تدريب الناتو ُ‬ ‫خ�لال هجوم على وكالة الأدوي ��ة الأوروب�ي��ة‪،‬‬
‫تكنولوجيا املعلومات اخلا�صة بها يف �أوروبا‪،‬‬ ‫ال��ذي ي�صيب �أجهزة الكمبيوتر امل�ستهدفة‬ ‫و�أعلنت وكالة الأمن ال�سيرباين و�أمن البنية‬
‫ق��ام��ت ب��ه جم�م��وع��ة قر�صنة غ�ير معروفة‬ ‫بربامج �ضارة تخلق با ًبا خلف ًيا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫التحتية ومكتب التحقيقات ال�ف�ي��درايل �أن‬
‫ولكنها معقدة‪.‬‬ ‫و�أدان� ��ت وزارة ال�ع��دل الأمريكية خم�سة‬ ‫جمموعات القر�صنة ت�ستهدف مراكز الفكر‬
‫مت�سللني �صينيني على �صلة ب�أجهزة املخابرات‬ ‫الأم��ري�ك�ي��ة ال�ت��ي ت��رك��ز على الأم ��ن القومي‬
‫استراتيجية األمن السيبراني للقطاع‬ ‫ال�صينية ب�شن هجمات على �أك�ثر من ‪100‬‬ ‫وال�ش�ؤون الدولية‪ .‬ويف نوفمرب ‪2020‬تعر�ضت‬
‫المالي للدول‬ ‫منظمة عرب احلكومة وتكنولوجيا املعلومات‬ ‫من�ش�أة مك�سيكية مملوكة ل�شركة «‪»Foxconn‬‬
‫�أو ًال ‪ -‬ا�ستخدام تقنية البلوك�شن يف‬ ‫وو��س��ائ��ل ال�ت��وا��ص��ل االج�ت�م��اع��ي والأو� �س��اط‬ ‫لهجوم من برجميات الفدية‪ ،‬ادعى املت�سللون‬
‫تعزيز الأم���ن ال�����س��ي�براين واالقت�صاد‬ ‫الأك ��ادمي��ي ��ة وغ�ي�ر ذل� ��ك‪ ،‬ك�م��ا وق ��ع مرفق‬ ‫�أنه مت ت�شفري ‪ 1200‬خ��ادم‪ ،‬وحذف ‪30-20‬‬
‫الرقمي(‪:)7‬‬ ‫كهربائي يف باك�ستان يخدم ‪ 2,5‬مليون عميل‬ ‫تريابايت من الن�سخ االحتياطية‪ ،‬و�سرقة ‪100‬‬
‫يعد ا�ستخدام تقنية «بلوكت�شني» مفيدًا‬ ‫�ضحية لهجوم برجميات الفدية م��ن قبل‬ ‫جيجابايت من امللفات امل�شفرة‪ ،‬ويف �أكتوبر‬
‫ب�شكل خا�ص يف تعزيز الأمن ال�سيرباين‪ ،‬وقد‬ ‫جهات غري معروفة‪ ،‬مل يعطل الهجوم م�صدر‬ ‫‪� 2020‬أف��ادت وكالة ال�شحن التابعة للأمم‬
‫�أ�صبحت بالفعل ُت�ستخدم يف جماالت �أخرى‬ ‫الطاقة ولكنه منع العمالء من الو�صول �إىل‬ ‫املتحدة‪ ،‬املنظمة البحرية الدولية )‪،(IMO‬‬
‫�إىل جانب العمالت الرقمية امل�شفرة‪ ،‬وذلك‬ ‫ح�ساباتهم وطالب مبا يقرب من ‪ 4‬ماليني‬ ‫�أن موقعها الإلكرتوين و�شبكاتها قد تعطلت‬
‫بف�ضل خ�صائ�صها الفريدة مثل املوثوقية‬ ‫دوالر يف «بيتكوين» كفدية‪.‬‬ ‫ب�سبب هجوم �إلكرتوين متطور‪ .‬ويف �سبتمرب‬
‫و�إمكانية الو�صول والقدرة العالية على التكيف‬ ‫‪ -‬ويف ي��ون �ي��و ‪ 2020‬مت اك �ت �� �ش��اف �أك�ث�ر‬ ‫‪ 2020‬تعر�ضت �شركة ‪Universal Health‬‬
‫والكفاءة االقت�صادية والربحية‪.‬‬ ‫�شيوعا يف‬
‫من�صات برامج الإبالغ ال�ضريبي ً‬ ‫‪Systems‬الأمريكية للرعاية ال�صحية لهجوم‬
‫‪ -1‬ت�أمني الر�سائل اخلا�صة‪:‬‬ ‫ال�صني والتي تتطلب من ال�شركات الأجنبية‬ ‫فدية ت�سبب يف عودة امل�ست�شفيات املت�ضررة‬
‫مع تزايد ان�ضمام الأ�شخا�ص �إىل و�سائل‬ ‫تنزيلها للعمل يف ال �ب�لاد الح�ت��وائ�ه��ا على‬ ‫�إىل الن�سخ االح�ت�ي��اط�ي��ة ال �ي��دوي��ة وحت��وي��ل‬

‫ ‪ ٥٠٨‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪26‬‬
‫قواعد بيانات التحكم عن بعد‪� ،‬إال �أنه �إذا ما‬ ‫امل �ك��ون��ات‪� ،‬سالمة امل�ع�ل��وم��ات ال�ن��اجت��ة عن‬ ‫التوا�صل االجتماعي‪ ،‬وتزايد عدد من�صات‬
‫مت اخ�تراق ال�شبكات والو�صول �إليها �سوف‬ ‫الأنظمة ال�سيربانية الفيزيائية‪ ،‬وم��ع ذلك‬ ‫ت��داول�ه��ا م��ع �إط�ل�اق امل��زي��د م��ن التطبيقات‬
‫يتم التحكم الكامل يف ال��وظ��ائ��ف احليوية‬ ‫ميكن ا�ستخدام قدرات تقنية «بلوكت�شني» يف‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ت�ستعد معظم �شركات املرا�سلة‬
‫لل�سيارات من قبل الهاكر‪ ،‬الأمر الذي �سيكون‬ ‫تكامل املعلومات والتحقق مل�صادقة حالة �أي‬ ‫�إىل ا�ستخدام «بلوكت�شني» لت�أمني بيانات‬
‫له ت�أثري مبا�شر على �سالمة الب�شر‪ ،‬ولكن من‬ ‫بنية حتتية فيزيائية �إلكرتونية‪ ،‬كما ميكن‬ ‫امل�ستخدم كخيار �أف�ضل للت�شفري من طرف‬
‫خالل التحقق من البيانات الذي يتم �إجرا�ؤه‬ ‫�أن تكون املعلومات التي يتم �إن�شا�ؤها حول‬ ‫�إىل ط��رف‪ ،‬ال��ذي ت�ستخدمه حال ًيا‪ ،‬فيمكن‬
‫على «بلوكت�شني» لأي بيانات تدخل ومن خالل‬ ‫مكونات البنية التحتية من خالل «بلوكت�شني»‬ ‫ا��س�ت�خ��دام «بلوكت�شني» لإن���ش��اء ب��روت��وك��ول‬
‫ه��ذه الأن�ظ�م��ة‪� ،‬سيتم منع تلك الهجمات‪،‬‬ ‫�أكرث �ضما ًنا ل�سل�سلة احلرا�سة الكاملة‪.‬‬ ‫�أمان قيا�سي لتمكني �إمكانات االت�صال عرب‬
‫لأن املكون الرئي�س لتقنية «بلوكت�شني» هو‬ ‫‪ -4‬حماية نقل البيانات‪ :‬ميكن ا�ستخدام‬ ‫املرا�سلة‪ ،‬كما ميكن ا�ستخدام «بلوكت�شني»‬
‫قدرتها على الالمركزية‪ ،‬وتزيل هذه امليزة‬ ‫«بلوكت�شني» يف امل�ستقبل ملنع الو�صول غري‬ ‫لتكوين �إط��ار عمل ‪ API‬موحد‪ ،‬فمنذ وقت‬
‫نقطة الهدف الفردية التي ميكن اخرتاقها‪،‬‬ ‫امل�صرح به �إىل البيانات �أثناء النقل‪ ،‬فمن‬ ‫قريب مت تنفيذ العديد من الهجمات �ضد‬
‫ونتيجة لذلك ي�صبح م��ن امل�ستحيل متا ًما‬ ‫خالل اال�ستفادة من ميزة الت�شفري الكاملة‬ ‫من�صات ال�ت��وا��ص��ل االج�ت�م��اع��ي مثل تويرت‬
‫الت�سلل �إىل الأنظمة �أو املواقع التي مل يعد‬ ‫للتكنولوجيا ميكن ت�أمني نقل البيانات ملنع‬ ‫وفي�سبوك �أدت �إىل خ��روق��ات للبيانات مع‬
‫التحكم يف الو�صول وتخزين البيانات وحركة‬ ‫اجلهات اخلبيثة من الو�صول �إليها‪� ،‬سواء‬ ‫اخرتاق ماليني احل�سابات وو�صول معلومات‬
‫مرور ال�شبكة يف موقع واحد‪ ،‬لذلك قد تكون‬ ‫�أكانوا �أفرادًا �أم م�ؤ�س�سات‪� ،‬سي�ؤدي ذلك �إىل‬ ‫امل�ستخدم �إىل الأيدي اخلط�أ‪ ،‬لذا فقد متنع‬
‫«بلوكت�شني» واح��دة من �أك�ثر ا�سرتاتيجيات‬ ‫زيادة عامة يف ثقة و�سالمة البيانات املنقولة‬ ‫تقنيات «بلوكت�شني» �إذا مت تنفيذها جيدًا يف‬
‫التخفيف فعالية للتهديدات ال�سيربانية يف‬ ‫عرب «بلوكت�شني»‪ ،‬حيث ي�ستغل «الهاكر» ‪-‬‬ ‫�أنظمة املرا�سلة هذه مثل هذه الهجمات‪.‬‬
‫الأيام املقبلة‪.‬‬ ‫املت�سللون ‪ -‬البيانات �أثناء النقل �إما لتغيريها‬ ‫‪� -2‬إ�ضفاء الالمركزية على و�سيط‬
‫ثاني ًا ‪ -‬تقنية البلوك�شن وتعزيز مكافحة‬ ‫�أو حذف وجودها متا ًما‪.‬‬ ‫التخزين‪:‬‬
‫‪ -5‬تقليل اخل�سائر الب�شرية الناجمة الإرهاب ال�سيرباين ‪ :‬تركز «بلوكت�شني»‪،‬‬
‫(‪)8‬‬
‫ب��ا��س�ت�خ��دام «ب�ل��وك�ت���ش�ين» مي�ك��ن حماية‬
‫ع��ن ال��ه��ج��م��ات الإل��ك�ترون��ي��ة‪� :‬أ��س�ف��رت وه��ي تقنية دف�تر الأ��س�ت��اذ امل ��وزع (‪)DLT‬‬ ‫البيانات احل�سا�سة من خالل �ضمان �شكل‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت عن �صناعة على بناء الثقة يف نظام بيئي غ�ير موثوق‬ ‫المركزي لتخزين البيانات‪ ،‬و�ستجعل طريقة‬
‫منظومة نقل كاملة لل�سيارات ب��دون �سائق ب��ه وج�ع�ل��ه ن �ظ��ام دف�ت�ر �أ� �س �ت��اذ الم��رك��زي‪،‬‬ ‫التخفيف هذه من ال�صعب بل من امل�ستحيل‬
‫لقيادتها‪ ،‬يتم التحكم يف حتركاتها عن فجميع املعلومات متاحة ب�شفافية لأع�ضاء‬ ‫ع �ل��ى امل�ت���س�ل�ل�ين اخ �ت��راق �أن �ظ �م��ة تخزين‬
‫ُبعد من خالل مركز حتكم مركزي مت�صل «ب �ل��وك �ت �� �ش�ين»‪ ،‬ومي �ك��ن ل�ل�أع �� �ض��اء ع��ر���ض‬ ‫البيانات‪ ،‬لذلك تقوم العديد من �شركات‬
‫ب��أج�ه��زة ا�ست�شعار بتلك ال���س�ي��ارات‪ ،‬حيث �أو ت�سجيل �أو م�شاركة �أو ت�سجيل بيانات‬ ‫خدمات التخزين بتقييم الطرق التي ميكن �أن‬
‫يتم نقل البيانات من �أجهزة اال�ست�شعار �إىل املعامالت امل�شفرة على «بلوكت�شني» اخلا�صة‬ ‫حتمي بها «بلوكت�شني» البيانات من املت�سللني‪،‬‬
‫بهم‪ ،‬وتتمتع تقنية الت�سجيل ه��ذه بالعديد‬ ‫ويعد فريق «�أبوللو كران�سي» مثا ًال جيدًا على‬
‫من املزايا؛ مثل القدرة على ت�شفري الر�سائل‬ ‫م�ؤ�س�سة تبنت بالفعل تقنية «بلوكت�شني» يف‬
‫وت�أمني املعامالت‪ ،‬ومن ثم فقد ت�ساعد تقنية‬ ‫�أنظمتها )‪.(The Apollo Data Cloud‬‬
‫«بلوكت�شني» يف حماية ال�شركات والأف ��راد‬ ‫‪ -3‬ال��ت��ح��ق��ق م ��ن ال��ب��ن��ى التحتية‬
‫واحلكومات من تهديد الهجمات ال�سيربانية‪،‬‬ ‫ال�سيربانية الفيزيائية‪:‬‬
‫م�ث��ل ه�ج�م��ات ب��رام��ج ال�ف��دي��ة �أو الت�صيد‬ ‫لقد �أف�سد التالعب بالبيانات والت�شكيل‬
‫االح�ت�ي��ايل �أو هجمات ب��رام��ج الفدية‪،‬‬ ‫اخل��اط��ئ ل�ل�أن�ظ�م��ة‪ ،‬ب��الإ� �ض��اف��ة �إىل ف�شل‬

‫‪27‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٠٩‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫الحتوائها على معايري ال��دق��ة والأم� ��ان‪� ،‬إال‬ ‫نظر ًا لكون تقنية «بلوكت�شني» تقع يف قلب‬
‫�أنها ك�ش�أن �أي تقنية معر�ضة لالخرتاق‪ ،‬فقد‬ ‫هذا النظام البيئي كطريقة قابلة للتطبيق‬
‫خل�صت جت��ارب فريق بحثي �إلـى �أن ‪3,4 %‬‬ ‫الهجمات السيبرانية‬ ‫لتح�سني الأمن ال�سيرباين‪ ،‬وحماية الأ�صول‬
‫من العقود الذكية على هذه التقنية عر�ضة‬ ‫القيمة م��ن ع��دد ال يح�صى م��ن الهجمات‬
‫الخرتاق ي�ؤدي �إىل قفل الأموال �إىل �أجل غري‬ ‫على القطاع المالي‬ ‫ال�سيربانية التي ت�صيب املنظمات واالقت�صاد‬
‫ككل‪ ،‬وخلق بيئة �أكرث �أما ًنا للأ�صول الرقمية‬
‫عابرة للحدود بين‬
‫م�سمى مع عدم القدرة على فتحها‪ ،‬وكذلك‬
‫القيام بت�سريب الأم��وال ب�شكل ع�شوائي‪� ،‬أو‬ ‫واملعامالت املالية‪ ،‬كما ت�ساعد تلك التقنية‬
‫ف�شل العملية بالكامل وعدم تنفيذها(‪.)10‬‬ ‫مختلف دول العالم‬ ‫يف احلفاظ على الأ�صول الرقمية والو�صول‬
‫راب��ع � ًا ‪ -‬ا�سرتاتيجية ���ص��ن��دوق النقد‬ ‫املوزع لها والقدرة على ن�سخها ونقلها‪ ،‬و�إن�شاء‬
‫ال��دويل للأمن ال�سيرباين للقطاع املايل‬ ‫حمفوظات وتغيريات م�سجلة �شفافة حتافظ‬
‫للدول ‪:)11(2020‬‬ ‫على �سالمة امل�ستند‪ ،‬لأن القدرة على ت�أمني‬
‫م��ع ت��زاي��د اعتماد ال ��دول على اخلدمات‬ ‫يقدم التمويل التجاري العديد من الفر�ص‬ ‫البيانات وتخزين البيانات ال�شخ�صية ب�شكل‬
‫الرقمية �أ�صبح الأم ��ن ال�سيرباين م�صدر‬ ‫ال�ستخدام «بلوكت�شني»‪ ،‬من خطابات االعتماد‬ ‫�آمن هي �أحد �أغرا�ضها الأ�صلية‪.‬‬
‫تهديد كبري لال�ستقرار املايل‪ ،‬فقد ت�ضاعفت‬ ‫�إىل ت ��داول احل���س��اب امل�ف�ت��وح وامل��دف��وع��ات‬ ‫ثالث ًا ‪ -‬تقنية البلوك�شن وتعزيز �أمن‬
‫عدد الهجمات ال�سيربانية على م�ستوى العامل‬ ‫ع�بر احل ��دود‪ ،‬كما ميكن �أي��ً��ض��ا ا�ستخدام‬ ‫التجارة الدولية(‪:)9‬‬
‫ثالث مرات على مدار العقد املا�ضي‪ ،‬ونظر ًا‬ ‫البلوكت�شني كبنية حتتية لرقمنه التبادالت‬ ‫�أك ��دت درا� �س��ة حديثة للربملان الأوروب ��ي‬
‫العتماد ال�صناعة املالية وامل�صرفية يف �أغلب‬ ‫املتعلقة ب��ال��ر��س��وم اجل�م��رك�ي��ة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�صادرة يف مايو ‪� 2020‬أن لتقنية البلوك�شن‬
‫دول العامل على تكنولوجيا تقنية املعلومات‬ ‫العمليات الإداري��ة الأخرى املتعلقة بالتجارة‬ ‫دور ج��وه��ري يف تعزيز ال�ت�ج��ارة ال��دول�ي��ة‪،‬‬
‫واالت�صاالت‪ ،‬ف�إن �أي هجمة �سيربانية ناجحة‬ ‫(ال�شهادات ال�صحية‪ ،‬و�شهادات املطابقة‪،‬‬ ‫وذلك بناء على �أنها توفر تخزي ًنا �آم ًنا وقو ًيا‬
‫على م�ؤ�س�سة مالية كربى �أو نظام �أ�سا�سي �أو‬ ‫وتراخي�ص اال�سترياد والت�صدير)‪� ،‬أو حتى‬ ‫وموث ًقا ومقاو ًما للتعديل‪ ،‬ف�ض ًال عن طبيعتها‬
‫خدمة ي�ستخدمها الكثريون ميكن �أن تنت�شر‬ ‫يف التبادالت احلكومية‪ ،‬ويف جمال اخلدمات‬ ‫ال�لام��رك��زي��ة القائمة على البنية التحتية‬
‫تداعياتها �سريع ًا يف النظام امل��ايل ب�أ�سره‪،‬‬ ‫اللوج�ستية مت �إط�لاق مبادرات «بلوكت�شني»‬ ‫املحايدة م��ن حيث ع��دم وج��ود جهة فاعلة‬
‫وم ��ا ي�صاحب ذل ��ك م��ن ا� �ض �ط��راب وا��س��ع‬ ‫لتب�سيط ورقمنه تبادل املعلومات على طول‬ ‫واح ��دة لديها �سيطرة كاملة عليها‪ ،‬فهي‬
‫االنت�شار وف�ق��دان الثقة يف تلك القطاعات‬ ‫�سل�سلة التوريد‪ ،‬كما �أن هناك بع�ض تطبيقات‬ ‫تخ�ضع لقواعد الإجماع‪ ،‬مبعنى �أن التحكم‬
‫احليوية‪ ،‬ف�ض ًال عن حب�س ال�سيولة وف�شل‬ ‫«بلوكت�شني» للت�أمني البحري‪ .‬وركزت الدرا�سة‬ ‫يف البنية التحتية التقنية يتم تقا�سمه بني‬
‫امل�ع��ام�لات‪ ،‬وفقد ال �ق��درة على النفاذ �إىل‬ ‫على ثماين حاالت حمددة لال�ستخدام‪ ،‬هي‬ ‫�أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬وهذا يعترب منا�سب ًا ب�شكل‬
‫ال��ودائ��ع وامل��دف��وع��ات‪ ،‬وم��ن ث��م ق��د ي�ضطر‬ ‫خطابات االئتمان القائمة على «بلوكت�شني»‪،‬‬ ‫خا�ص للأنظمة البيئية التي يحتاج امل�شاركون‬
‫امل�ستثمرون واملودعون �إىل �إلغاء ح�ساباتهم‬ ‫�أنظمة الدفع عرب احلدود‪ ،‬الت�أمني البحري‪،‬‬ ‫فيها �إىل التعاون‪ ،‬مع االحتفاظ بامل�صالح‬
‫واملطالبة ب�أموالهم �أو غري ذلك من اخلدمات‬ ‫�أنظمة التتبع لوثائق ال�شحن و�أحداث �سل�سلة‬ ‫املت�ضاربة �أو املتناف�سة وال�ت��ي ميثله واق��ع‬
‫واملنتجات التي ي�ستخدمونها يف العادة‪.‬‬ ‫التوريد‪� ،‬شهادة املن�ش�أ الإلكرتونية امل�ستندة‬ ‫التجارة الدولية‪ ،‬وتابعت الدرا�سة يف تقريرها‬
‫يذكر �أن تلك الهجمات ال�سيربانية على‬ ‫�إىل «بلوكت�شني»‪ ،‬و�إث �ب��ات �صحة املنتجات‬ ‫�أنه ميكن تعديل املعامالت التجارية من خالل‬
‫القطاع املايل عابرة للحدود بني خمتلف دول‬ ‫الفاخرة تتبع امل�صادر يف �صناعة الأغذية‪.‬‬ ‫الأ�سواق القائمة على «بلوكت�شني» الالمركزية‬
‫العامل‪ ،‬فلم تفرق بني حجم تلك القطاعات‬ ‫واجلدير بالذكر �أنه �إذا كان ميكن ا�ستخدام‬ ‫بالكامل‪� ،‬أو من خالل ا�ستخدام «بلوكت�شني»‬
‫�أو م�ستوى تقدم دولها‪ ،‬ف�أ�صبحت ودائع تلك‬ ‫تقنية «بلوكت�شني» يف تعزيز الأمن ال�سيرباين‬ ‫لت�سجيل ومتابعة املعامالت التجارية‪ ،‬كما‬

‫ ‪ ٥١٠‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪28‬‬
‫�صد الهجوم �أو احلد منه وا�ستئناف العمليات‬ ‫امل��ايل م��ن �ش�أنه حت�سني ال �ق��درة على فهم‬ ‫القطاعات و�سجالتها وبياناتها وهياكلها‬
‫ب�سرعة يف �أعقاب هجوم ناجح)‪ ،‬تظل تدابري‬ ‫املخاطر على م�ستوى النظام وتخفيف حدتها‪،‬‬ ‫ه��دف � ًا م�ب��ا��ش��ر ًا وم �ت��زاي��د ًا لتلك الهجمات‬
‫املنع �أو «ال�صحة الإلكرتونية»‪ ،‬مثل �صيانة‬ ‫و�سي�ساعد التحديد الكمي للأثر املحتمل على‬ ‫ال�سيربانية‪ ،‬خا�صة مع التو�سع يف اخلدمات‬
‫أ�سا�سا‬
‫الربامج والأنظمة يف الوقت املنا�سب ‪ً � -‬‬ ‫تركيز اال�ستجابة وت�شجيع االل �ت��زام بهذه‬ ‫القائمة على الأجهزة املحمولة لكونها املن�صة‬
‫بالغ الأهمية‪ ،‬ولكن هناك حاجة �إىل املزيد‪،‬‬ ‫الق�ضية على نحو �أق��وى‪ ،‬وال ي��زال العمل يف‬ ‫التكنولوجية ال��وح�ي��دة امل�ت��اح��ة للكثريين‪،‬‬
‫�سي�ساعد حت�سني وظائف اال�ستجابة والتعايف‬ ‫ه��ذا املجال ول�ي��د ًا‪ ،‬وه��و ما يرجع يف جانب‬ ‫فت�ضاعفت فر�ص القر�صنة التي �أ�صبحت‬
‫على امل�ستوى ال��وط�ن��ي يف �ضمان �أال ت�ؤثر‬ ‫منه �إىل نق�ص البيانات املتعلقة ب�أثر الأحداث‬ ‫�أدواتها �أقل تكلفة و�أكرث �سهولة و�أ�شد قوة‪.‬‬
‫الهجمات الإلكرتونية على اال�ستقرار املايل‪،‬‬ ‫ال�سيربانية والتحديات التي تعرت�ض عملية‬ ‫�إن ق��درة املهاجمني على تقوي�ض وتعطيل‬
‫كما �أن و�ضع ترتيبات ا�ستجابة وا��س�ترداد‬ ‫النمذجة‪� ،‬إال �أن��ه يتعني ت�سريع وتريته مبا‬ ‫�أنظمة تكنولوجيا املعلومات واالت���ص��االت‬
‫دولية �سيعزز مرونة النظام املرتابط عامل ًيا‪،‬‬ ‫يتوافق مع �أهميته املتنامية‪.‬‬ ‫التي ت�ستخدمها امل�ؤ�س�سات املالية هي تهديد‬
‫�إال �أنه اليزال التح�ضري للأزمات واال�ستجابة‬ ‫الركيزة الثانية‪ :‬التنظيم والإ�شراف‪:‬‬ ‫لال�ستقرار امل��ايل‪ ،‬ولقد �أدت �أزم��ة فريو�س‬
‫لها على ال�صعيدين الوطني وع�بر احل��دود‬ ‫من �ش�أن االت�ساق املعزز يف املناهج التنظيمية‬ ‫كورونا امل�ستجد «كوفيد‪� »19-‬إىل زيادة الوعي‬
‫آخذا يف الظهور‪ ،‬وغال ًبا ما يظل �س�ؤال «من‬ ‫� ً‬ ‫والإ��ش��راق�ي��ة �أن يقلل م��ن تكاليف االمتثال‬ ‫بالأهمية احليوية حلماية الأنظمة الرقمية‬
‫يجب االت�صال به يف حالة الأزم ��ات» بدون‬ ‫وي�ب�ن��ي من�صة ل�ت�ع��اون �أق� ��وى ع�بر احل ��دود‬ ‫واالت �� �ص��ال ل�ضمان ا��س�ت�م��راري��ة الن�شاط‬
‫حل‪ ،‬وبالن�سبة لالقت�صادات النامية يعد هذا‬ ‫وم�شاركة املعلومات‪ ،‬وتتباين الأطر الوطنية‬ ‫االقت�صادي واملايل‪.‬‬
‫حتد ًيا �أكرث خطورة ويتطلب دع ًما من املجتمع‬ ‫يف ذل��ك‪ ،‬وق��د ب ��د�أت املنظمات ال��دول�ي��ة يف‬ ‫ل��ذل��ك ف�ق��د ق ��ام ��ص�ن��دوق ال�ن�ق��د ال ��دويل‬
‫الدويل‪.‬‬ ‫تن�سيق ال�ع�م��ل ب �� �ش ��أن ت �ق��ارب امل�م��ار��س��ات‬ ‫م ��ن خ�ل�ال جم �م��وع��ة م ��ن خ�ب�رائ ��ه بو�ضع‬
‫الركيزة الرابعة‪ :‬تبادل املعلومات‪ :‬من‬ ‫التنظيمية والإ�شراقية لتوفري قدر �أكرب من‬ ‫ا�سرتاتيجية للأمن ال�سيرباين للقطاع املايل‬
‫�ش�أن زيادة تبادل املعلومات حول التهديدات‬ ‫اليقني للم�ؤ�س�سات املالية الن�شطة دول� ًي��ا‪،‬‬ ‫ل �ل��دول‪ ،‬ت�ق��وم على ع��دة رك��ائ��ز؛ متثل هذه‬
‫والهجمات الإلكرتونية واال�ستجابات عرب‬ ‫ف��زي��ادة االه�ت�م��ام الإ� �ش��رايف على امل�ستوى‬ ‫الركائز �سد الثغرات الرئي�سة للقطاع املايل‬
‫القطاعني العام واخلا�ص �أن ت�سهل الكثري‬ ‫العاملي بنا ًء على التنظيم املت�سق‪� ،‬سي�ساعد‬ ‫للدول‪ ،‬والتي �إذا ما متت معاجلتها من خالل‬
‫من العمل ال�ضروري‪ ،‬ومع ذلك التزال هناك‬ ‫يف معاجلة املخاطر العابرة للحدود‪.‬‬ ‫تلك الركائز‪ ،‬ميكن �أن تقلل ب�شكل كبري من‬
‫ح��واج��ز خطرية �أم ��ام ه��ذه امل�شاركة‪ ،‬فقد‬ ‫الركيزة الثالثة‪ :‬اال�ستجابة والتعايف‪:‬‬ ‫املخاطر الإلكرتونية وحتقق الأمن ال�سيرباين‬
‫�أدت خم��اوف الأم��ن القومي وقوانني حماية‬ ‫�أ�صبحت الهجمات الإلكرتونية الآن �سمة دائمة‬ ‫للقطاع امل ��ايل ل �ل��دول‪ ،‬وم��ن ث��م ت�ساعد يف‬
‫ال�ب�ي��ان��ات يف بع�ض الأح��ي ��ان �إىل تقوي�ض‬ ‫للم�شهد املايل‪ ،‬وتركز امل�ؤ�س�سات املالية ب�شكل‬ ‫حماية اال�ستقرار املايل العاملي‪ ،‬وتتمثل ركائز‬
‫القدرة على م�شاركة املعلومات الهامة‪ ،‬لذا‬ ‫متزايد على اال�ستجابة والتعايف (القدرة على‬ ‫تلك اال�سرتاتيجية على النحو التايل‪:‬‬
‫فعلى الأج�ه��زة الرقابية والبنوك املركزية‬ ‫ال��رك��ي��زة الأوىل‪� :‬إع � ��داد اخل��رائ��ط‬
‫�أن ت�ضع ب��روت��وك��والت ومم��ار� �س��ات لتبادل‬ ‫ال�سيربانية والتحديد الكمي للمخاطر‪:‬‬
‫املعلومات من �ش�أنها العمل بفعالية يف ظل‬ ‫ميكن اخلروج بفهم �أف�ضل لأوجه االعتماد‬
‫هذه القيود‪ ،‬ومن املمكن تخفي�ض احلواجز‬ ‫املتبادل يف النظام املايل العاملي عن طريق‬
‫القائمة من خالل من��وذج متفق عليه عاملي ًا‬ ‫�إع� ��داد خ��رائ��ط لأه ��م ال��رواب��ط الت�شغيلية‬
‫لتبادل املعلومات‪ ،‬وزيادة ا�ستخدام من�صات‬ ‫والتكنولوجية املتبادلة والبنية التحتية ذات‬
‫املعلومات امل�شرتكة‪ ،‬وتو�سيع ال�شبكات التي‬ ‫الأهمية احلرجة‪ ،‬ذل��ك �أن �إدم��اج املخاطر‬
‫حتظى بالثقة‪.‬‬ ‫ال�سيربانية ب�صورة �أف�ضل يف حتليل اال�ستقرار‬

‫‪29‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥١١‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫ميكن لأي دولة �أو م�ؤ�س�سة على م�ستوى العامل‬ ‫ال��رك��ي��زة اخل��ام�����س��ة‪ :‬م��ن��ع ال��ه��ج��م��ات‬
‫�أن حتقق الأم��ن ال�سيرباين بن�سبة ‪،%100‬‬ ‫الإلكرتونية‪� :‬إن تعزيز اجل�ه��ود الدولية‬
‫لأننا يف عامل �صراع التقنيات‪ ،‬فلم يعد من‬ ‫ضرورة اتخاذ تدابير‬ ‫لتعطيل وردع املهاجمني �سيقلل من التهديد‬
‫املالئم القول ب�أن تقنية اليوم ميكن اخرتاقها‬ ‫يف م �� �ص��دره‪ ،‬ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن �أن العمل‬
‫بتقنية الغد‪ ،‬بل �سادت حقيقة �أن العامل كل‬ ‫لتعزيز قدرة أجهزة‬ ‫اجل ��اري ب���ش��أن تطوير ب��روت��وك��والت تبادل‬
‫العدالة الجنائية في‬
‫ثانية يف تقنية جديدة‪ ،‬تخرتق وتقو�ض ما‬ ‫املعلومات والتحقيق لتعزيز مكافحة اجلرمية‬
‫�سبقها من تقنيات‪ ،‬ولكن ميكن تقليل خماطر‬ ‫ال�سيربانية هو عمل �إيجابي‪� ،‬إال �أن العمل‬
‫التهديد والهجمات ال�سيربانية ب�شكل كبري‬ ‫التحقيقات الرقمية‬ ‫الي � ��زال غ�ي�ر م�ك�ت�م��ل‪ ،‬وب � ��دون ب ��ذل ج�ه��ود‬
‫�إىل امل�ستوى ال ��ذي ي�سمح باال�ستمرار يف‬ ‫متجددة وم�ستمرة‪ ،‬ف�إن التكاليف واملخاطر‬
‫اال�ستفادة من الفر�ص الهائلة التي توفرها‬ ‫التي يتعر�ض لها القطاع املايل �سرتتفع وتت�أثر‬
‫التكنولوجيا الرقمية‪.‬‬ ‫بها االقت�صادات النامية الأكرث �ضعف ًا‪.‬‬
‫لذلك يرى الباحث �أن خط الدفاع الأول‬ ‫النامي‪ ،‬و�ستظل اال�ستفادة من التكنولوجيا‬ ‫فينبغي �أن ت�صبح الهجمات ال�سيربانية‬
‫حلماية منظومة الأم��ن ال�سيرباين وتعزيز‬ ‫ب�شكل يحفظ الأمن وال�سالمة ق�ضية حمورية‬ ‫�أك�ث�ر تكلفة وخ �ط��ر ًا م��ن خ�ل�ال �إج� ��راءات‬
‫االقت�صاد الرقمي هو توفري وحتقيق الأمن‬ ‫يف التنمية ومعها احلاجة �إىل �ضمان معاجلة‬ ‫فعالة مل�صادرة عائدات اجلرمية ومقا�ضاة‬
‫امل� ��ادي لتلك امل�ن�ظ��وم��ة‪ ،‬لأن ��ه ب ��دون توفري‬ ‫املخاطر ال�سيربانية‪ ،‬وعلى غرار �أي فريو�س‬ ‫املجرمني‪ ،‬ومن �ش�أن تعزيز اجلهود الدولية‬
‫وحتقيق الأم��ن امل��ادي ال ميكن احلديث عن‬ ‫ف ��إن تكاثر ال�ت�ه��دي��دات ال�سيربانية يف �أي‬ ‫ملنع املهاجمني وتعطيلهم وردعهم �أن يقل�ص‬
‫ا�سرتاتيجية فاعلة لتحقيق الأمن ال�سيرباين‪.‬‬ ‫بلد يجعل بقية العامل �أقل �أمان ًا‪ ،‬و�ستتطلب‬ ‫املخاطر م��ن منبعها‪ ،‬ويتطلب ه��ذا تعاون ًا‬
‫فالأمن املادي هو حماية الأجهزة الفعلية‬ ‫معاجلة كل هذه الثغرات جهد ًا تعاوني ًا من‬ ‫وثيق ًا بني �أجهزة �إنفاذ القانون وال�سلطات‬
‫وم �ك��ون��ات ال���ش�ب�ك��ات ال �ت��ي ت �خ��زن م ��وارد‬ ‫الأج�ه��زة املعنية بو�ضع املعايري‪ ،‬والهيئات‬ ‫الوطنية امل�س�ؤولة عن البنية التحتية احليوية‬
‫املعلومات وتنقلها‪ ،‬من خالل اتخاذ منظمة‬ ‫التنظيمية ال��وط �ن �ي��ة‪ ،‬و�أج� �ه ��زة ال��رق��اب��ة‪،‬‬ ‫�أو عن الأمن عرب البلدان والهيئات املعنية‪،‬‬
‫الأمن ال�سيرباين جمموعة من التدابري‪� ،‬أولها‬ ‫واحت ��ادات ال�صناعات‪ ،‬والقطاع اخلا�ص‪،‬‬ ‫وملا كان القرا�صنة ال يعرتفون باحلدود‪ ،‬ف�إن‬
‫حتديد جميع املوارد املعر�ضة للخطر‪ ،‬واتخاذ‬ ‫وجهات �إنفاذ القوانني‪ ،‬واملنظمات الدولية‬ ‫مواجهة اجلرمية العاملية تتطلب �إنفاذ ًا عاملي ًا‬
‫التدابري ل�ضمان عدم �إمكانية الو�صول �إليها‪،‬‬ ‫‪..‬وغريها من مقدمي خدمات تنمية القدرات‬ ‫للقوانني املتفق عليها‪.‬‬
‫�أو العبث بها �أو �سرقتها‪ ،‬من خ�لال تعزيز‬ ‫واجلهات املانحة‪ ،‬ويركز ال�صندوق جهوده‬ ‫الركيزة ال�ساد�سة‪ :‬تنمية القدرات‪:‬‬
‫الأب ��واب املغلقة ل�ضمان ع��دم الو�صول �إىل‬ ‫على م�ساعدة ال�ب�ل��دان منخف�ضة ال��دخ��ل‪،‬‬ ‫ميكن لبناء القدرات يف اقت�صادات الأ�سواق‬
‫تلك املوارد املعر�ضة للخطر‪ ،‬ولت�أمني �أ�صول‬ ‫م��ن خ�لال ت�ق��دمي خ��دم��ات تنمية ال�ق��درات‬ ‫النامية والنا�شئة �أن يعزز اال�ستقرار املايل‬
‫املعلومات عالية القيمة‪ ،‬و� �ض��رورة متابعة‬ ‫لأجهزة الرقابة املالية‪ ،‬و�إب��راز ق�ضايا هذه‬ ‫ويدعم ال�شمول املايل والتكنولوجي‪ ،‬و�ست�ؤدي‬
‫مراقبة تلك الأ� �ص��ول م��ن خ�لال ا�ستخدام‬ ‫البلدان ونظرتها للأجهزة الدولية‪ ،‬ويف �سياق‬ ‫م�ساعدة االقت�صادات النامية وال�صاعدة‬
‫الكامريات الأمنية والو�سائل الأخرى للك�شف‬ ‫املناق�شات املعنية بال�سيا�سات التي ال حتظى‬ ‫على بناء القدرات يف جمال الأمن ال�سيرباين‬
‫ع��ن ال��و��ص��ول غ�ير امل���ص��رح ب��ه �إىل امل��واق��ع‬ ‫فيها هذه البلدان بالتمثيل الكايف‪.‬‬ ‫�إىل تعزيز اال�ستقرار امل��ايل ودع��م ال�شمول‬
‫امل��ادي��ة حيث توجد‪ ،‬وات�خ��اذ تدابري لت�أمني‬ ‫وي��رى الباحث �أن الأم��ن امل��ادي هو خط‬ ‫امل��ايل‪ ،‬والبلدان منخف�ضة الدخل معر�ضة‬
‫امل�ع��دات والأج �ه��زة لعدم فتحها واحل�صول‬ ‫الدفاع الأول لتحقيق الأمن ال�سيرباين‪ ،‬وذلك‬ ‫ب�شكل كبري للمخاطر ال�سيربانية‪ ،‬فقد �أبرزت‬
‫على مدخرات معلوماتها‪ ،‬واالحتفاظ بخوادم‬ ‫م��ن واق��ع االط�ل�اع على العديد م��ن تقارير‬ ‫�أزم ��ة جائحة «ك��وف�ي��د‪ »19-‬ال ��دور احلا�سم‬
‫امل�ؤ�س�سة وغريها من املعدات عالية القيمة يف‬ ‫دولية خل�براء الأم��ن ال�سيرباين‪ ،‬كما �أن��ه ال‬ ‫ال��ذي يقوم به الربط الإل�ك�تروين يف العامل‬

‫ ‪ ٥١٢‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪30‬‬
‫وي �ح��ذر ال �ب��اح��ث م��ن � �ش��راء منظومات‬ ‫يجب �أن يكون هناك تقييم م�ستمر للت�شريعات‬ ‫غرفة يتم مراقبتها من �أجل درجة احلرارة‬
‫احلماية اخلا�صة بالأمن ال�سيرباين‪ ،‬ملا قد‬ ‫ال�صادرة للتحقق مما �إذا كان ميكن تطبيقها‬ ‫وال��رط��وب��ة وت��دف��ق ال�ه��واء حلمايتها‪ ،‬وع��دم‬
‫تت�ضمنه تلك املنظومات م��ن خماطر على‬ ‫ب�شكل فعال على هذا النوع من الأ�صول �أو �إذا‬ ‫ال�سماح ملوظفي امل�ؤ�س�سة بحيازة �أجهزة‬
‫الأمن االقت�صادي �أو الأمن القومي مبفهومه‬ ‫كانت هناك حاجة �إىل تعديالت �أو �إر�شادات‪،‬‬ ‫الكمبيوتر املحمولة خ��ارج امل�ؤ�س�سة‪ ،‬لعدم‬
‫ال�شامل‪ ،‬فقد تت�ضمن تلك املنظومة تقنيات‬ ‫واتخاذ تدابري لتعزيز قدرة �أجهزة العدالة‬ ‫تعر�ضها لل�سرقة‪� ،‬أو ت�أمينهم يف حال ذلك‬
‫م�شفرة جمهولة للتج�س�س �أو لتغيري �آلية‬ ‫اجلنائية يف التحقيقات الرقمية‪ ،‬والت�أكد‬ ‫حلماية بيانات امل�ؤ�س�سة املدرجة بداخلها‪.‬‬
‫ال �ت��داول �أو اختفائها‪� ،‬أو �إت�ل�اف �أو العبث‬ ‫من �أن لديهم الأدوات والتقنيات واملهارات‬ ‫كما يرى الباحث �أن تنمية قدرات العاملني‬
‫ببيانات �أو معلومات امل�ؤ�س�سة امل�ست�ضيفة‬ ‫املنا�سبة‪ ،‬ال��ذك��اء اال�صطناعي ‪ -‬البيانات‬ ‫القائمني على منظومة الأم��ن ال�سيرباين‪،‬‬
‫لتك امل�ن�ظ��وم��ة‪� ،‬أو احل���ص��ول على هام�ش‬ ‫ال�ضخمة ‪ -‬احلو�سبة عالية الأداء يف ال�سيا�سة‬ ‫ت���ش�ك��ل الأول� ��وي� ��ة ال �ث��ان �ي��ة لتحقيق الأم ��ن‬
‫ب�سيط ال يذكر وال ُيلحظ من تداول الأ�صول‬ ‫الأمنية‪ ،‬كل ذلك ميثل �أولوية جوهرية لتحقيق‬ ‫ال�سيرباين لتعزيز االقت�صاد الرقمي‪ ،‬مع‬
‫املالية خا�صة يف امل�ؤ�س�سات امل�صرفية �أو‬ ‫الأم ��ن ال�سيرباين‪ ،‬و� �ض��رورة اال�ستثمار يف‬ ‫الرتكيز على االعتماد على الكفاءات الوطنية‬
‫املالية‪ ،‬ولتاليف تلك املخاطر يجب جتربة‬ ‫جم��ال الأم ��ن ال���س�ي�براين‪ ،‬وع�ق��د �شراكات‬ ‫وانتقا�ؤها للعمل يف املناطق واملواقع احلرجة‬
‫منظومة حماية الأمن ال�سيرباين امل�ستوردة‬ ‫دولية مع ال��دول ال��رائ��دة واملتطورة يف هذا‬ ‫يف تلك املنظومة‪.‬‬
‫يف قطاعات غري حيوية �أو قطاعات حماكاة‬ ‫املجال‪ ،‬مل�شاركة معلومات التهديد ال�سيرباين‪،‬‬ ‫ويو�صي الباحث ب�ضرورة ات�خ��اذ تدابري‬
‫تدريبية‪ ،‬لتجربتها وتدريب الكوادر الوطنية‬ ‫ل�ت�ح��دي��د م �ع��امل ال �ت �ط��ور ال �ع��امل��ي للف�ضاء‬ ‫جديدة ب�ش�أن مراجعة دورية للأمن ال�سيرباين‪،‬‬
‫عليها وف��ك �شفراتها وف�ه��م ج��وه��ره��ا‪ ،‬ثم‬ ‫الإلكرتوين‪ ،‬ولإن�شاء مراكز جديدة لالبتكار‬ ‫لل ُبعد ال� ��دويل امل��رت�ب��ط ب ��أ� �ص��ول الت�شفري‪،‬‬
‫بعد ذل��ك نقلها �إىل القطاعات احليوية‪،‬‬ ‫الإلكرتوين‪ ،‬لإيجاد نظام كامل حلماية الأمن‬ ‫فالأ�صول امل�شفرة بطبيعتها عابرة للحدود يف‬
‫مع �إدارتها وت�شغيلها بكفاءات وطنية عالية‬ ‫ال�سيرباين‪ ،‬ولرفع القدرة على حماية الأمن‬ ‫تطبيقاتها وبنيتها التحتية‪ ،‬ف�ض ًال عن �سرعة‬
‫ومدربة‪.‬‬ ‫ال�سيرباين‪.‬‬ ‫تطور تلك الأ��ص��ول امل�شفرة وتعقيدها‪ ،‬كما‬
‫المــراجـع‬

‫‪.PE 641.544 - May 2020‬‬ ‫‪Samara State Social and Pedagogical‬‬ ‫(‪S. Sagiroglu, “Cyber security and )5‬‬ ‫(‪https://www.itu.int/en/ITU- T/ )1‬‬
‫(‪Ivica Nikolic´, Aashish Kolluri, )10‬‬ ‫‪University, Russian Federation,‬‬ ‫‪defence: importance, definitions‬‬ ‫‪studyg roups/c om17/Pages/‬‬
‫‪School of Computing, NUS‬‬ ‫‪“Leading Opportunities for‬‬ ‫‪and precautions,” in ‬‬ ‫‪Cyber‬‬ ‫‪cybersecurity.aspx‬‬
‫‪Singapore, Ilya Sergey, University‬‬ ‫‪Fighting Cyberterrorism Using‬‬ ‫‪Security and Defence—Awareness‬‬ ‫(‪ )2‬جامعة الدول العربية ‪ -‬مجلس وزراء‬
‫‪College London United Kingdom,‬‬ ‫‪Blockchain Technology”, Advances‬‬ ‫‪and Deterrence, vol. 1, pp. 21-45,‬‬ ‫العدل العرب ‪ -‬املركز العريب للبحوث‬
‫‪“Finding The Greedy, Prodigal,‬‬ ‫‪in Social Science, Education and‬‬ ‫‪Grafiker Press, Ankara, Turkey,‬‬ ‫القانونية والقضائية» مرشوع القانون‬
‫‪and Suicidal Contracts at Scale”,14‬‬ ‫‪Humanities Research, volume 441‬‬ ‫‪2018.View at: Google Scholar‬‬ ‫العريب اإلسرتشادي لألمن السيرباين‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪6th International Conference on‬‬ ‫(‪:Signifiant Cyber Incidents )6‬‬ ‫‪.3-7-2019‬‬
‫‪.Mar 2018‬‬
‫‪Social, economic, and academic‬‬ ‫‪https://www.csis.org/programs/‬‬ ‫(‪ITU/BDT Cyber Security )3‬‬
‫(‪IMF staff discussion Note: Cyber )11‬‬
‫‪leadership‬‬ ‫‪(ICSEAL-6-2019)،‬‬ ‫‪strategic-technologies-program/‬‬ ‫‪Programme,Global Cybersecurity‬‬
‫‪Risk and Financial Stability: It’s‬‬
‫‪Copyright © 2020 The Authors.‬‬ ‫‪significant-cyber-incidents‬‬ ‫‪Index (GCI)، Guidelines for‬‬
‫‪a Small World After All, Frank‬‬ ‫‪.Published by Atlantis Press SARL‬‬ ‫(‪Julien Legrand, “The Future )7‬‬ ‫‪Member States, Version 0.9.04‬‬
‫‪Adelman, Jennifer Elliott, Ibrahim‬‬ ‫(‪Blockchain for supply chains and )9‬‬ ‫‪Use Cases of Blockchain for‬‬ ‫‪.September 2019‬‬
‫‪Ergen, Tamas Gaidosch, Nigel‬‬ ‫‪international trade, Study Panel‬‬ ‫‪Cybersecurity” Cyber Management‬‬ ‫(‪UNTERM, “Cyber warfare” )4‬‬
‫‪Jenkinson, Tania Khiaonarong,‬‬ ‫‪for the Future of Science and‬‬ ‫‪.Alliance, Date: 4 September 2020‬‬ ‫‪warfare, https://unterm.un.org/‬‬
‫‪Anastasiia Morozova, Nadine‬‬ ‫‪Technology, EPRS | European‬‬ ‫(‪Olga Vorobyova, Julia Polyakova, )8‬‬ ‫‪U N T E R M / d i s p l ay / R e c ord /‬‬
‫‪Schwarz, and Christopher‬‬ ‫‪Parliamentary Research Service,‬‬ ‫‪Togliatti State University, Russian‬‬ ‫‪U N H Q / NA / c 2 6 3 5 3 7 . Vi e w‬‬
‫‪.Wilson, December 2020‬‬ ‫‪Scientific Foresight Unit (STOA)،‬‬ ‫‪Federation, Olga Borzenkova,‬‬ ‫‪at: Google Scholar‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥١٣‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫اعتماد المصارف المركزية معايير (أيوفي)‬


‫(دالالت وتشريعات)‬

‫البنوك املركزية متثل املرجعية العملية (القانونية) للم�ؤ�س�سات املالية؛ كونها تندرج‬
‫حتتها هيكلي ًا‪ ،‬وتلتزم بقراراتها ر�سمي ًا‪ ،‬ومن بني هذه امل�ؤ�س�سات البنوك الإ�سالمية‪ ،‬التي‬
‫�أ�صبحت جزء ًا من النظام امل�صريف يف الدول التي تتبنى هذه البنوك‪.‬‬
‫ولأن معايري هيئة املحا�سبة واملراجعة للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية (�أي ��ويف) تعد‬
‫مرجعية للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬ف�إن اعتماد البنوك املركزية لهذه املعايري‬
‫و�إل��زام البنوك الإ�سالمية بها‪ ،‬ميكن �أن يحقق االتفاق ‪ -‬قدر الإمكان ‪ -‬و�سط ما نراه‬
‫من تباين ‪� -‬أحيان ًا ‪ -‬يف الفتاوى‪ ،‬ذلك �أن البنوك املركزية تتمتع بقوة قانونية و�إلزام‬
‫ر�سمي‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أن معايري (�أيويف) باتت متثل مرجع ًا �شرعي ًا وعملي ًا ملعظم البنوك‬ ‫د‪ .‬إبراهيم عبد اللطيف العبيدي‬
‫باحث في المعامالت المالية واالقتصاد اإلسالمي‬
‫وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪.‬‬

‫أه ــم ــي ــة وجــــــود مــرجــعــيــة شــرعــيــة اخلالفة العثمانية كمدونة مل��واد قانونية‬
‫(مـ ــدونـ ــة) مــســتــقــلــة لــلــمــؤســســات م�ستمدة من الفقه احلنفي‪ ،‬عاجلت الكثري‬
‫الــمــالــيــة اإلســامــيــة وأثـــرهـــا على من الق�ضايا الفقهية ب�شكل مواد على �شكل‬
‫األفــــــراد والــمــؤســســات والــجــهــات فقرات‪ ،‬اطلع عليها �أغلب املهتمني بالفقه‬
‫وال��درا� �س��ات ال�شرعية وال�ق��ان��ون�ي��ة منذ‬ ‫التحكيمية والقضائية‬
‫ال خ�لاف ح��ول الأه�م�ي��ة ال�ت��ي اكت�سبتها �إ�صداراها و�إىل اليوم‪� ،‬إذ مازال اال�ست�شهاد‬
‫الحلقة الثانية‬
‫جملة الأحكام العدلية التي �صدرت يف عهد مب ��واده ��ا واالق �ت �ب��ا� �س��ات يف ال��درا� �س��ات‬

‫ ‪ ٥١٤‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪32‬‬
‫املعايري واالطمئنان ب��وج��ود م��ادة حت�سم‬ ‫املنهجية وال�ب�ح��وث الأك��ادمي �ي��ة ور�سائل‬
‫مواطن النزاع‪ ،‬وتبني احلق ل�صاحبه‪ ،‬و�إذا‬ ‫املاج�ستري و�أطروحات الدكتوراه ت�شري �إىل‬
‫تع ّذر فهم معاين املعايري من قبل الأفراد؛‬ ‫يهدف البنك المركزي‬ ‫هذا الإرث الكبري الذي �أعد بعناية فائقة؛‬
‫وفك بع�ض الألفاظ الفقهية الواردة فيها‪،‬‬ ‫وج�ه��د وا� �ض��ح‪ .‬وع�ل��ى م �ن��وال م ��واد جملة‬
‫�أمكن للأفراد الرجوع �إىل املخت�صني لفهم‬ ‫إلى تحقيق االستقرار‬ ‫الأحكام العدلية نف�سه؛ ن�ستطيع �أن ن�صنف‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتوسيع‬
‫الغام�ض منها‪ ،‬و�شرح املبهم ومعرفته‪.‬‬ ‫طبيعة املعايري ال�شرعية للم�ؤ�س�سات املالية‬
‫و�أما على �سبيل امل�ؤ�س�سات‪ :‬فال �شك‬ ‫الإ��س�لام�ي��ة ال�ت��ي مثلت ق��واع��د و�ضوابط‬
‫�أن وجود اخلالفات يف عامل املال والأعمال‬ ‫التنمية االقتصادية‬ ‫خمت�صرة العبارة وخمتزلة ال�صياغة ولكن‬
‫�أم��ر ال مفر منه‪ ،‬خا�صة يف واق��ع الأ�سواق‬ ‫باختالف املرحلة الزمنية لكال العملني‪،‬‬
‫وم��ا ي�ط��ر�أ فيها م��ن احتمال ع��دم الوفاء‬ ‫بالدولة‬ ‫مع خ�صو�صية املعايري ال�شرعية باعتبارها‬
‫بااللتزامات ب�سبب طبيعة الإنتاج وامل�صانع‬ ‫ت �ه��دف �إىل ت��و��ص�ي��ف ع �ق��ود وم�ن�ت�ج��ات‬
‫وت��أخ��ر امل��واد اخل��ام وتعرث الأ� �س��واق؛ وما‬ ‫ال�صناعة املالية الإ�سالمية ح�صر ًا؛ من‬
‫يح�صل فيها من م�ضاربات وحتالفات؛ وما‬ ‫العقود ال�شرعية الأخرى‪ ،‬كما فعلت املجلة‪،‬‬
‫ضال عن واقع امل�ؤ�س�سات املالية‬‫ينتج عنها‪ ،‬ف� ً‬ ‫املعاملة‪� ،‬أو العك�س؛ واحل�ك��م على عدم‬ ‫كما تبحث املعايري عن تكييف املعامالت‬
‫الإ�سالمية التي من الوارد جد ًا حدوث مثل‬ ‫�شرعيتها‪ ،‬من خالل متابعة الإجراءات بني‬ ‫الفقهية‪ ،‬وب �ي��ان �أح�ك��ام�ه��ا ال�شرعية مع‬
‫هذه املنازعات بينها وبني عمالئها‪ ،‬كما‬ ‫النظرية والتطبيق يف الواقع‪.‬‬ ‫�ضوابطها ال �ت��ي ت�ستلزم وج ��ود ��ش��روط‬
‫يثبت ذلك الواقع وي��ؤك��ده‪ ،‬وكذلك ما قد‬ ‫وال �شك �أن وجود هذه املعايري ال�شرعية‬ ‫ال�صحة وموانعها والتحقق منها يف �أر�ض‬
‫يحدث بني امل�ؤ�س�سات نف�سها من خالف‪.‬‬ ‫يهدف �إىل حتقيق �أه��داف؛ منها ما ظهر‬ ‫ضال عن العناية‬ ‫واقع املعامالت املنفذة‪ ،‬ف� ً‬
‫وه ��ذه الأم� ��ور بطبيعة احل ��ال ت� ��ؤدي �إىل‬ ‫وا��ض�ح� ًا للمتابعني واملعنيني بها‪ ،‬ومنها‬ ‫مبا ي�ستجد من العقود واملعامالت املالية‬
‫اختالف وجهات النظر وح�صول النزاع ال‬ ‫م��ازال يف طريقه �إىل التحقق‪� ،‬إذ تنعك�س‬ ‫اجلديدة با�ستمرار؛ من خالل طبيعة عمل‬
‫حمالة‪ ،‬وملا كانت النفو�س جمبولة على حب‬ ‫�آث��ار وج��ود مرجعية مف�صلة بهذا النحو‪،‬‬ ‫امل�ؤ�س�سات املالية التي تبحث عن اجلديد‬
‫املال؛ ف�إن كل طرف يرى احلق من جانبه‪،‬‬ ‫من ال�صياغة الدقيقة والعبارات املفهومة؛‬ ‫منها با�ستمرار؛ والعمل على ا�ستدراج‬
‫ويف ظل ع��دم وج��ود ن�ص مرجعي مكتوب‬ ‫وال�ن����ص امل�ك�ت��وب (امل � ��د ّون) وال ��ذي متت‬ ‫املتعامل بكل ال�صور‪ ،‬ومن هنا ي�أتي دور‬
‫يف�صل بني النزاعات الواردة تزداد الأمور‬ ‫ت��رج�م�ت��ه �إىل ال �ل �غ��ات ال�ع��امل�ي��ة احل�ي��وي��ة‬ ‫امل�ع��اي�ير ال�شرعية ال�ت��ي ت��راق��ب وتر�صد‬
‫تعقيد ًا‪ ،‬ومن هذا املنطلق ج��اءت العديد‬ ‫املتعددة‪ ،‬على كل من الأف��راد وامل�ؤ�س�سات‬ ‫وت �ق��وم امل �ع��وج م��ن ه ��ذه امل �ع��ام�لات التي‬
‫من التو�صيات ب�ضرورة تقنني املعامالت‬ ‫واجل �ه��ات التحكيمية والق�ضائية ب�شكل‬ ‫تقوم بها امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية �أو‬
‫يف � �ص��ورة م� ��واد ق��ان��ون �ي��ة‪ ،‬ب�ح�ي��ث ميكن‬ ‫مبا�شر على �أكرث من فئة؛‬ ‫التقليدية التي فتحت نوافذ و�أق�سام �شرعية‬
‫للق�ضاة واملحكمني الرجوع �إليها كمرجع‬ ‫فعلى م�ستوى الأف ��راد‪� :‬أ�صبح وجود‬ ‫فيها‪ .‬ودوره��ا �أ�شبه بالدليل ال��ذي ير�سم‬
‫قانوين فقهي‪ ،‬وق��د وج��د بع�ض الباحثني‬ ‫ن����ص امل�ع��اي�ير ال�شرعية م�ت��اح� ًا للجميع‬ ‫اخلطوات ال�صحيحة‪ ،‬والتي متكن املتابع‬
‫ذلك يف املعايري ال�شرعية التي من املمكن‬ ‫م��ن خ�لال ك�ت��اب املعايري ال ��ذي مت ن�شره‬ ‫من ر�صد حتركات امل�ؤ�س�سة املالية والتعرف‬
‫�أن ت�سد ه��ذا ال�ب��اب‪ ،‬وه��ذا م��ا مت طرحه‬ ‫وتوزيعه يف �أك�ثر من طبعة؛ عرب حتديث‬ ‫ع �ل��ى م ��راح ��ل خ��ط ��وات �إجن � ��از امل�ع��ام�ل��ة‬
‫خالل امللتقى القانوين ال�ساد�س للقانونني‬ ‫م�ستمر؛ من خالل رفد الطبعات اجلديدة‬ ‫اجلارية وفق الآلية ال�شرعية املر�سومة لها؛‬
‫يف ال�صناعة املالية بدبي بندوته املو�سومة‬ ‫باملعايري امل�ضافة‪ ،‬زي��ادة عن ن�شرها يف‬ ‫من عدمها‪ ،‬ومراحل التجاوز والتلك�ؤ فيها‬
‫(تقنني امل�ع��ام�لات وتنميط العقود)‬ ‫موقع الهيئة �إلكرتوني ًا‪ ،‬ال��ذي �أت��اح قراءة‬ ‫و�إمكانية ت�صويبها‪ ،‬واحلكم على �شرعية‬

‫‪33‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥١٥‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫النقدية للدولة‪ ،‬و�أداء العمليات امل�صرفية‬ ‫ال ��ذي �أق��ام��ه امل��رك��ز الإ� �س�لام��ي ال ��دويل‬
‫للحكومة‪ ،‬والإ�شراف على �سالمة النظام‬ ‫للم�صاحلة والتحكيم(‪.)1‬‬
‫النقدي واالئتماين مبا من �ش�أنه امل�ساهمة‬ ‫�أما على م�ستوى اجلهات التحكيمية البنك المركزي يقوم‬
‫يف تنظيم االق�ت���ص��اد ال �ق��وم��ي»(‪ .)2‬ومن‬ ‫والق�ضائية‪ :‬فقد مت ط��رح بع�ض �أوراق‬
‫الطبيعي �أن يكون لكل دولة بنك مركزي‪،‬‬ ‫بوظيفة الوكيل المالي‬ ‫عمل للباحثني املعنيني يف اجلانب القانوين‬
‫للحكومة لدى صندوق‬
‫ميثل‪« :‬م�ؤ�س�سة حكومية تتوىل الإ�شراف‬ ‫خ�لال جل�سات امللتقى ال��راب��ع واخلام�س‬
‫وال ��رق ��اب ��ة ع �ل��ى ب��اق��ي ال �ب �ن��وك‪ ،‬و�إدارة‬ ‫وال�ساد�س وال�سابع للقانونني يف ال�صناعة‬
‫النظام النقدي من خالل �أدوات ال�سيا�سة‬ ‫النقد الدولي والبنك‬ ‫امل��ال �ي��ة ب ��دب ��ي‪� ،‬إ� �ش �ك��ال �ي��ة ال�ت�ق��ا��ض��ي يف‬
‫النقدية»(‪.)3‬‬ ‫امل�ؤ�س�سات التحكيمية والق�ضائية يف الدول‬
‫ثاني ًا‪� :‬أهم وظائف البنوك املركزية‪:‬‬ ‫الدولي‬ ‫الغربية وعدم وجود ن�ص مرجعي للف�صل‬
‫ي� �ه ��دف ال �ب �ن��ك امل� ��رك� ��زي �إىل حتقيق‬ ‫يف الوقائع املعرو�ضة عليهم‪ ،‬مع عدم وجود‬
‫اال�ستقرار االقت�صادي‪ ،‬وتو�سيع التنمية‬ ‫�إجماع على الن�ص الفقهي املدون يف الكتب؛‬
‫االقت�صادية بالدولة‪ ،‬و�إىل هذا �أ�شار قانون‬ ‫ضال عن اختالفات املذاهب يف امل�س�ألة‬ ‫ف� ً‬
‫امل�صرف املركزي الإم��ارات��ي كما ج��اء يف‬ ‫ب��دوره �إىل تعدد �أن��واع البنوك وامل�صارف‬ ‫ال��واح��دة‪ ،‬ورمب��ا تعدد الأق ��وال يف املذهب‬
‫الفقرة اخلام�سة م��ن القانون االحت��ادي‬ ‫ح�سب التعدد احلا�صل يف جم��االت العمل‬ ‫الواحد‪ .‬وه��ذا الأم��ر هو ال��ذي دعا الكثري‬
‫رقم (‪ )10‬ل�سنة ‪ 1980‬يف �ش�أن امل�صرف‬ ‫امل�صريف من حيث طبيعة الن�شاط وامللكية‬ ‫من الباحثني �إىل اعتماد املعايري ال�شرعية‬
‫املركزي والنظام النقدي وتنظيم املهنة‬ ‫واالخت�صا�ص واجلن�سية وعالقته بالدولة‪،‬‬ ‫مرجع ًا ن�صي ًا مدون ًا للمميزات التي امتازت‬
‫امل�صرفية ما ن�صه‪�« :‬إن �أغرا�ض امل�صرف‬ ‫ولهذا مت تق�سيم العمل امل�صريف �إىل ثالثة‬ ‫بها والتي �أ�شرنا �إىل �شيء منها يف ثنايا‬
‫امل��رك��زي ه��ي ال�ق�ي��ام بتنظيم ال�سيا�سة‬ ‫�أ�شكال‪ :‬البنوك املركزية‪ ،‬البنوك التجارية‪،‬‬ ‫هذا البحث‪.‬‬
‫النقدية واالئتمانية وامل�صرفية والإ�شراف‬ ‫والبنوك املتخ�ص�صة‪.‬‬
‫على تنفيذها وفق ًا للخطة العامة للدولة‪،‬‬ ‫وم��ن �أج ��ل ت�صور طبيعة ال�ع�لاق��ة بني‬ ‫البنوك والمصارف المركزية ودورها‬
‫ومبا ي�ساعد على دعم االقت�صاد القومي‬ ‫البنوك املركزية وامل���ص��ارف الإ�سالمية‬ ‫فـ ــي تــقــنــيــيــن ال ــع ــم ــل الــمــصــرفــي‬
‫وا�ستقرار النقد‪ ،‬ويف �سبيل تنفيذ وحتقيق‬ ‫وما عليه الواقع وما يطمح �إليه م�ستقب ًال‪،‬‬ ‫اإلسالمي‬
‫هذه الأغرا�ض يكون للم�صرف ما يلي‪:‬‬ ‫ف�لاب��د م��ن ب�ي��ان مفاهيم ه��ذه الأ��ش�ك��ال‬ ‫�أن����واع ال��ب��ن��وك وامل�����ص��ارف يف ال ��دول‬
‫‪ -1‬ممار�سة امتياز �إ�صدار النقد‪.‬‬ ‫الثالثة وب�ي��ان اجل�ه��ة احلاكمة ال�ت��ي لها‬ ‫ووظ��ائ��ف��ه��ا‪ ،‬م��ع حت��دي��د طبيعة عمل‬
‫‪ -2‬دعم النقد وحتقيق ثباته يف الداخل‬ ‫�صفة املرجعية على بقية امل�ؤ�س�سات التابعة‬ ‫كل منها ‪ -‬باخت�صار ‪ -‬مع بيان اجلهة‬
‫واخلارج و�ضمان حرية حتويله �إىل العمالت‬ ‫لها الأخ� ��رى‪ ،‬وب�ي��ان �أي ��ن ميكن �أن تكون‬ ‫املرجعية احلاكمة على بقية البنوك‪:‬‬
‫الأجنبية‪.‬‬ ‫امل�صارف الإ�سالمية من هذه التق�سيمات‬ ‫مثلت ال �ت �ط��ورات ال�ت��ي �شهدها العمل‬
‫‪ -3‬العمل على توجيه �سيا�سة االئتمان‬ ‫الرئي�سة‪ ،‬وفق التف�صيل املوجز الآتي‪:‬‬ ‫امل�صريف التقليدي والإ�سالمي ب�شكل عام‪،‬‬
‫مب��ا ي�ساعد على حتقيق النمو امل �ت��وازن‬ ‫��س��واء على م�ستوى اخل��دم��ات امل�صرفية ال�شكل الأول ‪ -‬البنوك املركزية‪:‬‬
‫لالقت�صاد القومي‪.‬‬ ‫يف ال �ب �ن��وك التقليدية �أم ع�ل��ى م�ستوى �أو ًال‪ :‬مفهوم البنك امل��رك��زي‪ :‬مت‬
‫‪ -4‬تنظيم املهنة امل�صرفية وتطويرها‬ ‫�أعمال التمويل واال�ستثمار يف امل�صارف تعريف البنك املركزي ب�أنه «م�ؤ�س�سة مالية‬
‫ومراقبة فعالية اجلهاز امل�صريف‪.‬‬ ‫الإ��س�لام�ي��ة‪ ،‬ت�شعب ًا وت �ع��دد ًا يف جم��االت تقف على قمة النظام امل�صريف ب�سوقيه‬
‫‪ -5‬القيام بوظيفة م�صرف احلكومة‪.‬‬ ‫العمل امل���ص��ريف‪ ،‬وه��و الأم ��ر ال ��ذي �أدى ال�ن�ق��دي وامل� ��ايل‪ ،‬وت�ت��وىل �إ� �ص��دار العملة‬

‫ ‪ ٥١٦‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪34‬‬
‫على �أ��س��ا���س حتقيق ه��ذا ال �ت��وازن‪ ،‬ال��ذي‬ ‫�إذ يتلخ�ص دوره��ا من جراء رقابتها على‬ ‫‪ -6‬تقدمي امل�شورة للحكومة يف ال�ش�ؤون‬
‫ميثل بدوره جناح ًا وانتعا�ش ًا يف االقت�صاد‬ ‫خمتلف امل�ؤ�س�سات امل�صرفية‪ ،‬تقليدية‬ ‫النقدية واملالية‪.‬‬
‫الوطني‪.‬‬ ‫كانت �أم �إ�سالمية‪ ،‬بالتوفيق بني امل�صالح‬ ‫‪ -7‬االحتفاظ باحتياطي احلكومة من‬
‫وكما هو معلوم ف�إن البنوك وامل�صارف‬ ‫املتعار�ضة‪� ،‬إذ تقت�ضي م�صلحة املودعني‬ ‫الذهب والعمالت الأجنبية‪.‬‬
‫املركزية متثل املرجعية املنظمة لل�سيا�سة‬ ‫زي� ��ادة ح�ج��م الأ���ص ��ول ال���س��ائ�ل��ة للبنك‪،‬‬ ‫‪ -8‬العمل كم�صرف للبنوك العاملة يف‬
‫النقدية التي تنتهجها كل دولة يف تعامالتها‬ ‫وا�ستيفاء فوائد ‪� -‬أرب ��اح(‪� - )5‬أعلى على‬ ‫الدولة‪.‬‬
‫مع خمتلف امل�ؤ�س�سات املالية املنت�شرة فيها‪،‬‬ ‫الودائع(‪ .)6‬وال �شك �أن هذا الأمر يتعار�ض‬ ‫‪ -9‬القيام بوظيفة الوكيل املايل للحكومة‬
‫كما ت�ؤدي دور ًا مهم ًا يف متثيل �سيادتها يف‬ ‫م��ع م�صلحة املقرت�ضني ال��ذي��ن يقت�ضي‬ ‫لدى �صندوق النقد الدويل والبنك الدويل‬
‫جممل الأن�شطة االقت�صادية على م�ستوى‬ ‫�إقرا�ضهم التخفيف من احتفاظ البنك‬ ‫للإن�شاء والتعمري‪ ،‬وغريهما من امل�ؤ�س�سات‬
‫ك��ل دول ��ة‪ ،‬م��ن خ�لال التحكم باجتاهات‬ ‫ب�أ�صول �سائلة‪ ،‬ودفع فوائد ‪� -‬أرباح ‪� -‬أقل‬ ‫و�صناديق النقد العربية والدولية ويتوىل‬
‫التعامل النقدي يف ال�سوق و�ضبط ال�سيا�سة‬ ‫على االئتمان املمنوح ل�ه��م(‪ ،)7‬يف املقابل‬ ‫جميع معامالت الدولة مع تلك اجلهات(‪.)4‬‬
‫النقدية وتوجيه امل��وارد وحتديد جماالت‬ ‫ف�إن م�صلحة امل�ساهمني يف البنك تقت�ضي‬ ‫ومتتد وظ��ائ��ف البنك امل��رك��زي لت�شمل‬
‫الإن �ت��اج نحو اال�ستخدام الأم �ث��ل‪ ،‬ف� ً‬
‫ضال‬ ‫ال�سعي يف حتقيق �أق�صى ربح �صايف ممكن‪،‬‬ ‫مهمة تنظيم املهنة امل�صرفية على م�ستوى‬
‫ع��ن �إ� �ص��دار الأوراق النقدية واملحافظة‬ ‫وفق مبد�أ الو�ساطة املالية ‪ -‬اال�ستثمارية‬ ‫كل دولة؛ فهو يقوم بتنظيم ن�شاط البنوك‬
‫على م�ستويات الدخول والأ�سعار ومراقبة‬ ‫‪ -‬التي تقت�ضيها طبيعة عمل الو�ساطة بني‬ ‫من حيث الرتخي�ص لأعمالها‪ ،‬والإ�شراف‬
‫�أ�سعار ال�صرف واتخاذ التدابري الالزمة‬ ‫املودعني واملقرت�ضني التي تتمثل بانخفا�ض‬ ‫وال��رق��اب��ة عليها‪ ،‬وحت��دي��د االح�ت�ي��اط��ات‬
‫ال�ستقرار احلياة االقت�صادية(‪.)8‬‬ ‫الفوائد املدفوعة للمودعني‪ ،‬وارتفاعها عند‬ ‫ال �ق��ان��ون �ي��ة‪ ،‬ون���س��ب ال���س�ي��ول��ة‪ ،‬و��س�ق��وف‬
‫ول��ذل��ك ف� ��إن ال�ب�ن��وك امل��رك��زي��ة ت ��زاول‬ ‫�إقرا�ضها للمقرت�ضني‪.‬‬ ‫االئتمان‪ ،‬وحتديد ن�سبة العوائد امل�صرفية‪،‬‬
‫وظائفها ل�ضبط عر�ض النقد والتحكم‬ ‫وال �شك �أن حتقيق ه��ذا ال �ت��وازن بني‬ ‫ضال عن دعمها و�إ�سنادها عند التعرث‪.‬‬ ‫ف� ً‬
‫بالقاعدة النقدية‪ ،‬و�أهمها متطلبات احلد‬ ‫الإرادات املتعار�ضة �أمر يف غاية ال�صعوبة‪،‬‬ ‫وميكن توحيد دور البنوك املركزية يف‬
‫الأدن ��ى لالحتياطي‪ ،‬وتطبيق �آل�ي��ة �سعر‬ ‫وه��و ما ميثل املهمة الرئي�سة التي ي�سعى‬ ‫�أغلب دول العامل ب�شكل ع��ام ب�أنها تقوم‬
‫اخل���ص��م‪ ،‬وت �ق��وم ب ��دور امل�ق��ر���ض الأخ�ي�ر‬ ‫�إليها البنك املركزي‪ ،‬الذي يكون النجاح‬ ‫بدور املراقب وامل�شرف العام على البنوك‪،‬‬
‫وغريها من املهام التي يقوم بها البنك‬
‫املركزي على م�ستوى كل دولة‪ ،‬فهو املرجعية‬
‫ال�شاملة للبنوك وامل �� �ص��ارف‪ ،‬تقليدية‬
‫كانت �أم �إ�سالمية‪ ،‬يف كل دولة‪� ،‬إال �أن ثمة‬
‫�إ�شكاالت جوهرية يواجهها يف �إطار عالقته‬
‫مع اجلهاز امل�صريف الإ�سالمي الذي يعتمد‬
‫�آلية التعامل اخلايل من الربا(‪.)9‬‬
‫ال�شكل الثاين‪ :‬البنوك التجارية‪:‬‬
‫�أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم ال��ب��ن��وك التجارية‪:‬‬
‫وهي م�ؤ�س�سات ائتمانية غري متخ�ص�صة‬
‫ت�ضطلع �أ�سا�س ًا بتلقي ودائع الأفراد لل�سحب‬
‫ل��دى الطلب �أو بعد �أج ��ل‪ ،‬والتعامل‬

‫‪35‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥١٧‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫اال�ستثمارية ال��ذي تعتمد عليه امل�صارف‬ ‫ب�صفة �أ�سا�سية يف االئتمان ق�صري الأجل‪،‬‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬باعتبارها و�سيط ًا ا�ستثماري ًا ‪-‬‬ ‫و�إع��ادة ا�ستثمارها لفرتات ق�صرية الأجل‬
‫مما يعني �أنها تربح وتخ�سر‪ -‬مع البائعني‬ ‫المصارف المركزية‬ ‫يف ت�سهيالت ائتمانية ي�سهل حتويلها �إىل‬
‫وامل�شرتين ملختلف ال�سلع واخلدمات‪ ،‬ف� ً‬
‫ضال‬ ‫نقدية ح��ا��ض��رة دون خ�سائر ت��ذك��ر‪ ،‬من‬
‫عن منعها باملتاجرة بالنقود مطلق ًا‪ ،‬لأنها‬ ‫تمثل المرجعية‬ ‫تقدمي القرو�ض وحت�صيل الأوراق النقدية‬
‫المنظمة للسياسة‬
‫�أث �م��ان‪ ،‬والأث �م��ان ال تق�صد لأعيانها‪ ،‬بل‬ ‫وخ�صمها و�إ�� �ص ��دار خ�ط��اب��ات ال�ضمان‬
‫يق�صد التو�صل بها �إىل ال�سلع‪ ،‬وهذه �إحدى‬ ‫واالعتمادات امل�ستندية وغريها(‪.)10‬‬
‫املقومات التي قامت عليها فكرة امل�صارف‬ ‫النقدية للدولة‬ ‫وقد خلط بع�ض الدار�سني بني مفهومي‬
‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫(البنك ال�ت�ج��اري) و(البنك التقليدي)‬
‫ث ��ان ��ي� � ًا‪� :‬أه�����م وظ���ائ���ف ال��ب��ن��وك‬ ‫وع��ده�م��ا ن��وع � ًا واح� ��د ًا ي ��ؤدي��ان الوظيفة‬
‫التجارية(‪:)12‬‬ ‫نف�سها‪ ،‬وه ��ذا لي�س دق �ي �ق � ًا‪ ،‬لأن البنك‬
‫‪ -1‬ال��و� �س��اط��ة امل��ال �ي��ة ب�ين امل��دخ��ري��ن‬ ‫التي ي�شرتك فيها مع البنك التقليدي‪� ،‬إال‬ ‫التقليدي ج ��زء م��ن ال�ب�ن��وك ال�ت�ج��اري��ة‪،‬‬
‫واملقرت�ضني‪� ،‬أو جتميع املدخرات وو�ضعها‬ ‫�أن جت ��ارة امل���ص��ارف الإ��س�لام�ي��ة تختلف‬ ‫والبنوك التجارية ال تقت�صر على البنوك‬
‫يف متناول الأفراد وامل�ؤ�س�سات الراغبة يف‬ ‫ع��ن جت��ارة البنوك التقليدية‪( ،‬لأن �ه��ا ‪-‬‬ ‫التقليدية فح�سب‪ ،‬و�إمن ��ا ت�شرتك معها‬
‫االقرتا�ض‪.‬‬ ‫امل�صارف الإ�سالمية ‪ -‬تتاجر بالنقود وال‬ ‫امل�صارف الإ�سالمية �أي�ض ًا‪� ،‬ش�أنها يف ذلك‬
‫‪ -2‬تقدمي اخلدمات امل�صرفية التقليدية‬ ‫تتاجر فيها‪ ،‬على عك�س البنوك التقليدية‬ ‫��ش��أن البنك التقليدي م��ن حيث حتقيق‬
‫املتمثلة بفتح احل�سابات اجلارية واالدخارية‬ ‫التي ين�صب عملها يف املتاجرة بالنقود‬ ‫الأرب��اح‪ ،‬فامل�صرف الإ�سالمي عبارة عن‬
‫واال� �س �ت �ث �م ��اري ��ة‪ ،‬وحت �� �ص �ي��ل ال���ش�ي�ك��ات‬ ‫ال ب � �ه� ��ا)(‪ .)11‬وه� ��ذه امل��ي ��زة ه ��ي �إح ��دى‬ ‫�شركة م�ساهمة تهدف �إىل حتقيق الربح‬
‫و�صرفها‪ ،‬وت�أجري اخلزائن احلديدية‪ ،‬وبيع‬ ‫امل �ي��زات ال�ت��ي ت�ف��رق ب�ين العمل امل�صريف‬ ‫من خالل الأط��ر ال�شرعية‪ ،‬مما يعني �أنه‬
‫و�شراء العمالت الأجنبية‪ ،‬ونقل احلواالت‬ ‫الإ�سالمي والعمل البنكي التقليدي‪ ،‬املتمثل‬ ‫لي�س جمعية خريية ال يهدف �إىل الربح!‬
‫الداخلية واخلارجية وغريها من اخلدمات‬ ‫مببد�أ الو�ساطة املالية ال��ذي تعتمد عليه‬ ‫�صحيح �أن للم�صرف الإ�سالمي �أه��داف� ًا‬
‫الأخرى‪.‬‬ ‫البنوك التقليدية‪ ،‬ويقابله مبد�أ الو�ساطة‬ ‫اجتماعية لكن عمله الرئي�س يتمثل بالتجارة‬
‫‪� -3‬إدارة املوجودات؛ التي تتمثل بتحديد‬
‫ح�ج��م وت��رك�ي�ب��ة حم�ف�ظ��ة امل ��وج ��ودات يف‬
‫البنك‪ ،‬ليتم على �أ�سا�سها درا�سة اال�ستثمار‬
‫املايل املنا�سب للبنك القيام به‪ ،‬فهي التي‬
‫حتدد �أي القرو�ض التي يوافق عليها من‬
‫عدمها‪ ،‬و�أي الأوراق املالية التي يختارها‬
‫البنك كبديل ال�ستخدام احتياطاته يف منح‬
‫القرو�ض من عدمها‪.‬‬
‫‪� -4‬إدارة املطلوبات‪ :‬ويق�صد بها �إدارة‬
‫الودائع التي يحتفظ بها البنك والتي متثل‬
‫‪ %80‬من جمموع املطلوبات‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬
‫�إدارة االحتياطيات املقرت�ضة من البنك‬

‫ ‪ ٥١٨‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪36‬‬
‫املركزية جعلت البنوك التقليدية وامل�صارف‬ ‫املركزي والبنوك الأخ��رى‪ ،‬و�إدارة حقوق‬
‫الإ�سالمية يف بلدانها يف �سلة واحدة‪ ،‬و�سنت‬ ‫امل�ل�ك�ي��ة‪ ،‬ومت�ث��ل �إدارة ال ��ودائ ��ع الوظيفة‬
‫بع�ضها للأخرية بع�ض القوانني اال�ستثنائية‬ ‫الأ�سا�سية يف �إدارة املطلوبات بحيث حتدد المصرف اإلسالمي‬
‫اخلا�صة‪� ،‬إال �أن هناك بع�ض ال��دول التي‬ ‫م �ق��دار ال ��ودائ ��ع ال �ت��ي ي��رغ��ب ال�ب�ن��ك يف‬
‫جعلت للم�صارف الإ�سالمية ت�شريعات‬ ‫جذبها من املدخرين ن�سبة �إىل غريها من عبارة عن شركة‬
‫مساهمة تهدف إلى‬
‫خا�صة م�ستقلة بحيث ا�ستطاعت �أن تنظم‬ ‫املطلوبات(‪.)13‬‬
‫عملها ب�شيء من اخل�صو�صية‪ ،‬مما جعلها‬ ‫ال�شكل الثالث‪ :‬البنوك املتخ�ص�صة‪:‬‬
‫تتميز عن بقية البنوك التقليدية الأخرى‬ ‫�أو ًال‪ :‬مفهوم البنوك املتخ�ص�صة ‪ :‬تحقيق الربح من خالل‬
‫(‪)14‬‬

‫يف تلك البلدان‪ ،‬ف�أ�صبحت كيانات م�ستقلة‬ ‫وهي م�ؤ�س�سات مالية تعتمد على مواردها‬
‫عريقة لها جمهورها وت�شريعاتها اخلا�صة‪،‬‬ ‫األطر الشرعية‬ ‫الذاتية‪ ،‬وتهدف �إىل تطوير قطاع �إنتاجي‬
‫و�إن كانت ال ت��زال بحاجة �إىل مزيد من‬ ‫معني‪� ،‬أو خدمة �شريحة معينة من املجتمع‪،‬‬
‫الت�شريعات التي تدعم هدفها ومبادئها‪،‬‬ ‫من خالل العمليات امل�صرفية املحددة التي‬
‫ثم هناك بنوك مركزية حتولت بالكامل‬ ‫تقدمها وفق ًا للقرارات ال�صادرة بت�أ�سي�سها‬
‫�إىل بنوك مركزية �إ�سالمية‪ ،‬مم��ا جعل‬ ‫وم��زاول��ة ن�شاطها‪ ،‬وي�ع��رف ن�شاطها من‬
‫تعامالتها بعيدة عن الفائدة �أخذ ًا و�إعطا ًء‪،‬‬ ‫تصور عــام عن شكل عالقة البنوك‬ ‫خ�لال ال�ق�ط��اع ال ��ذي ت�خ��دم��ه‪ ،‬م��ع تقدمي‬
‫وبذلك ميكن �أن ت�صنف البنوك املركزية‬ ‫والمصارف المركزية مع المصارف‬ ‫ت�سهيالت خا�صة لل�شريحة التي متثلها من‬
‫يف العامل �إىل ثالثة �أ�شكال هي(‪:)18‬‬ ‫اإلسالمية في دول العالم‬ ‫خ�لال عالقاتها الوثيقة مع ال��دول��ة‪ ،‬مثل‬
‫اخ�ت�ل�ف��ت �أ� �ش �ك��ال ال �ب �ن��وك امل��رك��زي��ة يف ال�شكل الأول‪ :‬البنوك املركزية التي‬ ‫امل�صرف(‪ )15‬الزراعي وامل�صرف ال�صناعي‬
‫تعامالتها م��ع امل���ص��ارف الإ��س�لام�ي��ة يف جعلت امل�صارف الإ�سالمية والبنوك‬ ‫وامل�صرف العقاري‪ ،‬وتهدف هذه البنوك‬
‫دول العامل‪ ،‬ح�سب ظروف وطبيعة النظم التقليدية يف �سلة واح ��دة؛ مم��ا جعل‬ ‫�إىل خدمة ال�شرائح العاملة يف كل قطاع‬
‫العالقة تكون (عالقة ا�ستثنائية) نتيجة‬ ‫ال���س��ائ��دة يف ك��ل ب �ل��د‪ ،‬ولكنها ات�ف�ق��ت ‪-‬‬ ‫من القطاعات امل��ذك��ورة كنوع من الدعم‬
‫ل�سنّ هذه ال��دول بع�ض القوانني اخلا�صة‬ ‫َ‬ ‫با�ستثناء ال�ب�ن��وك امل��رك��زي��ة الإ�سالمية‬ ‫والإ�سناد‪ ،‬مع تقليل الأرب��اح املتوقعة قدر‬
‫بها‪ ،‬والتي تو�صف ب�أنها ال تفي بحفظ كيان‬ ‫املحدودة ‪ -‬على �أن طبيعة العمل امل�صريف‬ ‫الإمكان على الفئات امل�ستهدفة‪.‬‬
‫وخ�صو�صية امل�صارف الإ�سالمية‪ ،‬وهي‬ ‫التقليدي املتعارف عليه تختلف عن العمل‬ ‫ث ��ان ��ي� � ًا‪� :‬أه�����م وظ���ائ���ف ال��ب��ن��وك‬
‫غالبية البنوك املركزية يف �شتى دول العامل‪،‬‬ ‫التجاري املح�ض املتمثل بامل�ضاربة بال�سلع‬ ‫املتخ�ص�صة(‪:)16‬‬
‫حيث �أن�ش�أت م�صارف �إ�سالمية و�سمحت‬ ‫والأعيان و�إج��ارة اخلدمات وغريها‪ ،‬و�أن‬ ‫‪ -1‬تقدمي قرو�ض متو�سطة وطويلة الأجل‬
‫بفتح ن��واف��ذ �شرعية وف ��روع �إ�سالمية يف‬ ‫عمليات البيع وال�شراء بال�سلع والعقارات‬ ‫ب�أ�سعار فائدة معتدلة‪ ،‬ال�ستهداف �أكرب قدر‬
‫بع�ض البنوك التقليدية‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫وغريها على �سبيل املتاجرة بها تعد من‬ ‫ممكن من ال�شريحة امل�ستهدفة‪.‬‬
‫بع�ض الت�شريعات اال�ستثنائية اخلا�صة‪،‬‬ ‫املحظورات التي متنع قانون ًا يف البنوك‬ ‫‪ -2‬تنمية القطاعات الإنتاجية يف الدول‬
‫التي ي�ؤخذ عليها �أنها مل تفرد امل�صارف‬ ‫التقليدية الأخرى �إال لل�سندات �أو الذهب �أو‬ ‫املتمثلة بالقطاع ال��زراع��ي‪ ،‬وال�صناعي‪،‬‬
‫الإ�سالمية با�ستقاللية تامة‪ ،‬و�إمنا جعلتها‬ ‫يف عمليات ال�صرف وما �شابه‪ ،‬با�ستثناءات‬ ‫والعقاري‪.‬‬
‫كوحدات �صغرية و�سط جمموعة كبرية من‬ ‫طفيفة مثل �شراء عقارات ملقرات البنك �أو‬ ‫‪ -3‬ن�ت�ي�ج��ة لعملها ال �ت �ن �م��وي بتفعيل‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬مما �سبب حرج ًا كبري ًا‬ ‫لإ�سكان موظفيه وما �شابه ذلك(‪.)17‬‬ ‫القطاعات امل�ستهدفة يطلق عليها عادة‬
‫لهذه امل�ؤ�س�سات ‪ -‬الإ�سالمية ‪ -‬ب�سبب‬ ‫وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن �أن غالبية البنوك‬ ‫ت�سمية بنوك التنمية‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥١٩‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫ﺍﻤﻟ�ﺼﺭﻑ الإ� �س�لام��ي �أو ﺤﻟ�ﺴﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ‬ ‫�إخ�ضاعها لأ�ساليب الرقابة التقليدية من‬
‫�أو ﺒﺎﻻ�ﺸﺘﺭﺍﻙ ﻤﻌﻪ‪ ،‬ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤ�ﺼﺎﺭﻑ‬ ‫قبل البنوك املركزية يف ال��دول التي تعمل‬
‫ﺍلإ�ﺴﻼﻤﻴﺔ �أي�ض ًا ﺍﺤﻟﻕ ﻲﻓ ﺘ�ﺄ�ﺴﻴ�ﺱ ﺍﻟ�ﺸﺭكاﺕ‬ ‫اإلمارات احتضنت أول‬ ‫بها‪ ،‬ال�سيما يف الق�ضايا اجلوهرية التي‬
‫ﻭالإ�ﺴﻬﺎﻡ ﻲﻓ م�شروعات ﻗﺎﺌﻤﺔ �أو ﺘﺤﺕ‬ ‫تعد العامود الفقري بالن�سبة للم�صرف‬
‫ً‬
‫ﻤﺘﻔﻘﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘ�ﺄ�ﺴﻴ���ﺱ ﺒ�ﺸﺭﻁ �أن ﻴﻜﻭﻥ ﻨ�ﺸﺎﻁﻬﺎ‬ ‫مصرف إسالمي في‬ ‫الإ�سالمي يف مو�ضوع الإقرا�ض واالقرتا�ض‬
‫العالم سنة ‪ 1975‬وهو‬
‫ﻤﻊ �أحكام ﺍﻟ�ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍلإ�ﺴﻼﻤﻴﺔ‪ ،‬وقد �سارت‬ ‫ال��ذي يقوم على مبد�أ الفائدة املقطوعة‪،‬‬
‫جمموعة من ال��دول يف ه��ذا امل�سار‪ ،‬وهي‬ ‫والتعديالت م�ستمرة يف ه��ذا ال�شكل من‬
‫اململكة الأردنية الها�شمية واليمن وتركيا‬ ‫بنك دبي اإلسالمي‬ ‫البنوك املركزية‪ ،‬لكنها م��ات��زال خجولة‬
‫وماليزيا‪.‬‬ ‫ن�سبي ًا‪ ،‬ومن تلك التعديالت على �سبيل املثال‬
‫ال�شكل الثالث‪ :‬البنوك املركزية‬ ‫ما �صدر عن بع�ض الدول م�ؤخر ًا ب�ضرورة‬
‫ال كام ً‬
‫ال �إىل النظام‬ ‫التي حتولت حتو ً‬ ‫اال�ستقاللية التامة؛ بحيث �إما يكون البنك‬
‫‪ ،‬وال �ت��ي ن�صت الإ�سالمي‪ :‬فهي (عالقة �أ�صلية متكاملة)‬ ‫(‪)19‬‬
‫ال �� �ص��ادر يف ‪2018‬م‬ ‫تقليدي ًا خال�ص ًا‪� ،‬أو �إ�سالمي ًا‪ ،‬بحيث منعت‬
‫وتتمثل يف الدول التي قامت بتحويل نظامها‬ ‫املادة (‪ )1‬من القانون الإماراتي االحتادي‬ ‫االزدواجية يف امل�ؤ�س�سة الواحدة‪.‬‬
‫بالكامل �إىل النظام الإ�سالمي مبا يف ذلك‬ ‫املرقم (‪ )6‬ل�سنة ‪1985‬م امل�شار �إليه �أعاله‪:‬‬ ‫ال�شكل ال��ث��اين‪ :‬البنوك املركزية‬
‫النظام املايل لتلك الدول‪ ،‬وهي جمهورية‬ ‫على ما يلي‪ :‬ﻴﻘ�ﺼﺩ ﺒﺎﻤﻟ�ﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻤﻟ�ﺅ�ﺴ�ﺴﺎﺕ‬ ‫التي جعلت للم�صارف الإ�سالمية كيان ًا‬
‫باك�ستان الإ�سالمية وجمهورية ال�سودان‪،‬‬ ‫ﺍﻤﻟﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟ�ﺸرك��اﺕ ﺍﻻ�ﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍلإ�ﺴﻼﻤﻴﺔ؛‬ ‫ال ورفدتها بت�شريعات وقوانني‬ ‫م�ستق ً‬
‫م��ن ذل��ك على �سبيل امل�ث��ال م��ا ورد ن�صه‬ ‫ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘ�ﻀﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘ�ﺄ�ﺴﻴ�ﺴﻴﺔ‬ ‫داع��م��ة‪ :‬فهي (ع�لاق��ة خ��ا��ص��ة)‪ ،‬بحيث‬
‫يف ق��ان��ون البنك امل��رك��زي ال �� �س��وداين يف‬ ‫ً‬
‫ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ �أحكام‬ ‫ﻭنظﻤﻬﺎ ﺍ�ﻷ �ﺴﺎ�ﺴﻴﺔ‬ ‫حفظت لها خ�صو�صيتها بعيد ًا عن البنوك‬
‫مو�ضوع �أغ��را���ض البنك امل��رك��زي الفقرة‬ ‫ﺍﻟ�ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍلإ�ﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘﺒﺎ�ﺸﺭ ﻨ�ﺸﺎﻁﻬﺎ ً‬
‫ﻭﻓﻘﺎ‬ ‫التقليدية‪ ،‬ف�أن�ش�أت لها قوانني تنظم عملها‬
‫(‪ )6‬االلتزام يف �أدائ��ه لواجباته وحتقيق‬ ‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍ�ﻷﺤﻜﺎﻡ‪ .‬وكذلك فقد ن�صت ﺍﻤﻟﺎﺩﺓ‬ ‫با�ستقاللية‪ ،‬وو�ضعت لها �ضوابط‪ ،‬بحيث‬
‫�أغ��را� �ض��ه ومم��ار��س��ة �سلطاته و�إ��ش��راف��ه‬ ‫(‪ )2‬من القانون نف�سه على ما يلي‪:‬‬ ‫�أ�صبحت العالقة بني البنوك املركزية يف‬
‫على النظام امل�صريف ب�أحكام ال�شريعة‬ ‫‪ -‬ﺘ�ﺅ�ﺴ���ﺱ ﺍﻤﻟ�ﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻤﻟ�ﺅ�ﺴ�ﺴﺎﺕ ﺍﻤﻟﺎﻟﻴﺔ‬ ‫تلك الدولة وامل�صارف الإ�سالمية وا�ضحة‬
‫الإ�سالمية‪ .‬كما ورد كذلك يف مو�ضوع‪:‬‬ ‫وال���ش��رك��ات ﺍﻻ�ﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻴﺔ الإ��س�لام�ي��ة ﻲﻓ‬ ‫املعامل‪ ،‬من�ضبطة بن�سبة كبرية‪ ،‬وال تثار‬
‫طبيعة النظام امل�صريف ما ن�صه‪ :‬يقوم بنك‬ ‫ﻁﺒﻘﺎ �ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ‬‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺘﻤﺎﺭ�ﺱ ﻨ�ﺸﺎﻁﻬﺎ ً‬ ‫م�شكالت جوهرية ب�سبب وج��ود القوانني‬
‫ال�سودان بعد �أ�سلمة اجلهاز امل�صريف بدوره‬ ‫القانون‪� .‬أم��ا ﺍﻤﻟﺎﺩﺓ (‪ )3‬منه فقد ن�صت‪:‬‬ ‫املنظمة والداعمة لها‪ ،‬والتي تتنا�سب مع‬
‫يف تعميق �إ�سالم اجلهاز امل�صريف‪ ،‬حيث‬ ‫«ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤ�ﺼﺎﺭﻑ الإ��س�لام�ي��ة ﺍﺤﻟﻕ ﻲﻓ‬ ‫طبيعة امل�صارف الإ�سالمية وجوهرها‪،‬‬
‫مت �إن�شاء الهيئة العليا للرقابة ال�شرعية‬ ‫ﻤﺒﺎ�ﺸﺭﺓ ﺠﻤﻴﻊ �أو ﺒﻌ�ﺽ ﺍﺨﻟﺩﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫م��ع الإ� �ش��ارة �إىل حاجتها �إىل م��زي��د من‬
‫للجهاز امل�صريف وامل�ؤ�س�سات املالية بالبنك‬ ‫ﺍﻤﻟ�ﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻤﻟﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻ�ﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻴﺔ‪،‬‬ ‫القوانني التي تدعم فكرتها وحتافظ على‬
‫يف ع ��ام ‪ ،1992‬وذل� ��ك ل���ض�م��ان تنقية‬ ‫ك�م��ا ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺤﻟﻕ ﻲﻓ ﻤﺒﺎ�ﺸﺭﺓ ﺠﻤﻴﻊ‬ ‫خ�صو�صيتها‪ ،‬وهذا ما مت العمل به يف كل‬
‫العمليات امل�صرفية من �شبهة الربا‪ .‬كما �أن‬ ‫�أن��واع ﺍﺨﻟﺩﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺎ�ﺸﺭﻫﺎ‬ ‫من دول��ة الإم ��ارات العربية املتحدة التي‬
‫البنك ا�ستمر يف �أداء دوره كبنك للحكومة‬ ‫ﺍﻤﻟ�ﺼﺎﺭﻑ ﺍﻤﻟﻨ�ﺼﻭ�� ��ﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻲﻓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‬ ‫�أ�صدرت القانون االحتادي املرقم (‪ )6‬ل�سنة‬
‫امل��رك��زي��ة وح�ك��وم��ات ال��والي��ات والهيئات‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻱ ﺭﻗﻡ (‪ )10‬ﻟ�ﺴﻨﺔ ‪1980‬ﻡ‪ ،‬ﺍﻤﻟ�ﺸﺎﺭ‬ ‫‪1985‬م اخلا�ص بامل�صارف وامل�ؤ�س�سات‬
‫والأج��ه ��زة احلكومية و�شبه احلكومية‪،‬‬ ‫�إليه ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﺎﻤﻟﺩﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ �سوا ًء‬ ‫املالية وال�شركات اال�ستثمارية الإ�سالمية‪،‬‬
‫وذلك بامل�ساهمة يف ر�ؤو�س �أموالها وحفظ‬ ‫ﺘﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﺨﻟﺩﻤﺎﺕ �أو ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺤﻟ�ﺴﺎﺏ‬ ‫وك��ذل��ك القانون االحت ��ادي امل��رق��م (‪)14‬‬

‫ ‪ ٥٢٠‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪38‬‬
‫لن�شاطها‪ .‬ويكون ر�أي الهيئة العليا ملزم ًا‬ ‫�أن�شئت يف جمهورية م�صر العربية‪ ،‬ومن‬ ‫�إدارة ح���س��اب��ات�ه��ا امل�ح�ل�ي��ة والأج �ن �ب �ي��ة‪،‬‬
‫للجهات املذكورة‪.‬‬ ‫ثم ما �صدر من م�شروع جامعة �أم درمان‬ ‫ضال عن �أن��ه ي ��ؤدي دوره كمقر�ض‬ ‫ه��ذا ف� ً‬
‫وهو ما مت الأخ��ذ به م��ؤخ��ر ًا‪ ،‬بعد جملة‬ ‫باخلرطوم يف جمهورية ال�سودان‪ ،‬مل يكتب‬ ‫للحكومة ومقر�ض �أخري للبنوك(‪ ،)20‬والتي‬
‫من ال��درا��س��ات والتو�صيات‪ ،‬ك��ان لدائرة‬ ‫لهما اال�ستمرار‪.‬‬ ‫متثل البنوك املركزية فيها �أ�س�س ومبادئ‬
‫ال�ش�ؤون الإ�سالمية والعمل اخل�يري بدبي‬ ‫وملا كانت دولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫الن�شاط امل���ص��ريف الإ� �س�لام��ي‪� ،‬إذ تقوم‬
‫دور ًا ب��ارز ًا فيها؛ من خ�لال ما �صدر عن‬ ‫�إحدى الدول املهتمة بامل�صرفية الإ�سالمية‬ ‫مبهمة الإ�شراف على الوحدات امل�صرفية‬
‫م�ؤمتراتها وملتقيات منتدى فقه االقت�صاد‬ ‫بوقت مبكر‪ ،‬فلم تغفل عن ت�شريع قانون‬ ‫الإ�سالمية العاملة يف تلك البلدان‪ ،‬وتتوىل‬
‫الإ�سالمي بدوراته املتعددة الن�صيب الأكرب‬ ‫احتادي معني ب�ش�أن امل�صارف الإ�سالمية‬ ‫عملية الإ�شراف واملراقبة عليها‪ ،‬من دون‬
‫يف تفعيله(‪ .)21‬كما ال يخفى دور امل�ؤ�س�سات‬ ‫وت�أ�سي�سها وتنظيم العمل بها على امل�ستوى‬ ‫وج��ود معوقات �أو �إ�شكاالت �أو ت�ضارب يف‬
‫والهيئات االحتادية واملحلية الأخ��رى على‬ ‫العملي (التنفيذ) والإ��ش��رايف (الرقابي)‬ ‫ال�سيا�سات لوحدة الهدف وتوافقية الآليات‬
‫م�ستوى الدولة يف ت�شريع وتفعيل هذا القرار‬ ‫وهو ما �أ�شار �إليه القانون االحتادي لدولة‬ ‫والو�سائل‪.‬‬
‫املهم‪ ،‬والذي تكمن �أهميته يف ح�سم اجلدل‬ ‫الإم��ارات العربية املتحدة رقم (‪ )6‬ل�سنة‬
‫يف الكثري م��ن الق�ضايا التي �شغلت بال‬ ‫‪� 1985‬صراحة ب�ش�أن امل�صارف وامل�ؤ�س�سات‬ ‫قرار الهيئة ال�شرعية العليا يف امل�صرف‬
‫املهتمني واملتعاملني مع امل�ؤ�س�سات املالية‬ ‫وال�شركات اال�ستثمارية الإ�سالمية والذي‬ ‫امل��رك��زي الإم ��ارات ��ي باعتماد معايري‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬ويف مقدمتها م�سائل تعار�ض‬ ‫ن�ص على ت�شكيل هيئة عليا �شرعية ت�ضم‬ ‫(�أيويف) خطوة مهمة نحو التقنني‪:‬‬
‫الفتوى بني امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‬ ‫عنا�صر �شرعية وقانونية وم�صرفية بقرار‬ ‫ت �ع��د دول� ��ة الإم � � ��ارات ال �ع��رب �ي��ة امل�ت�ح��دة‬
‫يف املعاملة ال�شرعية الواحدة نف�سها(‪.)22‬‬ ‫من جمل�س الوزراء تتوىل الرقابة العليا على‬ ‫م��ن ال ��دول ال��رائ��دة وامل�ؤ�س�سة يف جمال‬
‫ومن امل�ؤمل �أن يحل هذا القانون الكثري من‬ ‫امل�صارف وامل�ؤ�س�سات املالية وال�شركات‬ ‫امل�صارف الإ�سالمية وامل�ؤ�س�سني الأوائ��ل‬
‫الأمور وامل�سائل العالقة‪.‬‬ ‫اال�ستثمارية املالية الإ�سالمية للتحقق من‬ ‫لها؛ فقد ت�أ�س�س بها �أول م�صرف �إ�سالمي‬
‫وقد �أ�شار القانون �إىل ت�شكيل (الهيئة‬ ‫م�شروعية معامالتها وفق ًا لأحكام ال�شريعة‬ ‫يف ال �ع��امل �سنة ‪1975‬م‪ ،‬وه ��و ب�ن��ك دب��ي‬
‫ال�شرعية العليا للأن�شطة املالية وامل�صرفية‬ ‫الإ�سالمية و�إبداء الر�أي فيما يعر�ض على‬ ‫الإ��س�لام��ي‪ ،‬ح�سب ت�صنيف الباحثني يف‬
‫التي تتوافق و�أحكام ال�شرعية الإ�سالمية)‪،‬‬ ‫هذه اجلهات من م�سائل �أثناء ممار�ستها‬ ‫هذا املجال؛ كون التجارب ال�سابقة التي‬
‫وهو ما مت فع ًال مبوجب قرار جمل�س الوزراء‬
‫رقم (‪/102‬‏‏‏‪5‬و‪/‬‏‏‏‪ )1‬ل�سنة ‪ 2016‬يف اجلل�سة‬
‫رقم (‪ ،)5‬والتي ُح��دد �أع�ضا�ؤها مبوجب‬
‫قرار جمل�س الوزراء رقم (‪31‬م‪/‬‏‏‏‪6‬و) ل�سنة‬
‫‪ 2017‬يف اجلل�سة رقم (‪ )6‬ب�ش�أن ت�شكيل‬
‫�أع�ضاء الهيئة العليا ال�شرعية للأنظمة‬
‫املالية وامل�صرفية‪ ،‬كما متت الإ�شارة �إىل‬
‫ذلك يف ال�صحف املحلية(‪.)23‬‬
‫وقد مت �صدور قانون م�صرف الإم��ارات‬
‫العربية املتحدة املركزي يف �سنة ‪2018‬م‬
‫وال��ذي ن�ص على ت�شكيل الهيئة ال�شرعية‬
‫العليا‪ ،‬كما ج��اء ذل��ك يف الفقرة رقم‬

‫‪39‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٢١‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫دراسات‬

‫لقد بحثت الهيئة ال�شرعية العليا يف بداية‬ ‫(‪ )17‬و�أن ��اط بها املهام واالخت�صا�صات‬
‫ت�شكيلها من خ�لال اجتماعاتها �إمكانية‬ ‫التي ن�صت على ما يلي(‪:)24‬‬
‫�إدراج اع�ت�م��اد م�ع��اي�ير هيئة املحا�سبة‬ ‫املادة (‪ - )17‬الهيئة العليا ال�شرعية‪ :‬تضع الهيئة العليا‬
‫واملراجعة للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‬ ‫‪ -1‬تن�ش�أ مبقت�ضى هذا املر�سوم بقانون‬
‫(�أي� ��ويف) مرجعية لعمل الهيئة باعتبار‬ ‫الشرعية القواعد‬ ‫هيئة �شرعية ت�سمى «الهيئة العليا ال�شرعية»‬
‫والمعايير والمبادئ‬
‫العمل امل�ؤ�س�سي يقوم على �إكمال ما بد�أ به‬ ‫ال يقل عدد �أع�ضائها عن (‪ )5‬خم�سة وال‬
‫الآخ��رون‪ ،‬م��ادام العمل املختار يعد عم ًال‬ ‫ي��زي��د ع��ن (‪� )7‬سبعة م��ن ذوي اخل�برة‬
‫متميز ًا ومتخ�ص�ص ًا يف جماله‪.‬‬ ‫التي تتوافق وأحكام‬ ‫واالخت�صا�ص يف فقه امل�ع��ام�لات املالية‬
‫وي�أتي هذا من القناعة املرت�سخة عند‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬
‫�أع�ضاء الهيئة ال�شرعية العليا ملا احتوته‬ ‫الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪ -2‬ي �� �ص��در بت�شكيل ال�ه�ي�ئ��ة وتعيني‬
‫املعايري ال�شرعية م��ن دق��ة وو� �ض��وح‪ ،‬كما‬ ‫�أع�ضائها قرار من جمل�س الإدارة ويحدد‬
‫ميثل �شغل بع�ض �أع���ض��اء الهيئة العليا‬ ‫ال� �ق ��رار ن �ظ��ام ع �م��ل ال �ه �ي �ئ��ة‪ ،‬وم�ه��ام�ه��ا‬
‫لبع�ض ع�ضويات (�أي ��ويف) �إمل��ام� ًا بطبيعة‬ ‫وم�س�ؤوليات �أع�ضائها‪ ،‬وم��دة تعيينهم‪،‬‬
‫املعايري ومعرفة تامة مبراحل �صدور كل‬ ‫ب�ش�أن الأنظمة والتعليمات الرقابية اخلا�صة‬ ‫وتلحق هذه الهيئة بامل�صرف املركزي‪.‬‬
‫معيار‪ ،‬واجلهد البحثي (النظري والعملي)‬ ‫ب�أعمالها طبق ًا لأحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تتحمل املن�ش�آت املالية املرخ�صة‬
‫امل �ب��ذول م��ن ق�ب��ل الأع �� �ض��اء‪ ،‬م�ن��ذ ب��داي��ة‬ ‫‪ -6‬تعترب ف �ت��اوى و�آراء الهيئة العليا‬ ‫التي متار�س كافة �أو ج��ز ًءا من �أعمالها‬
‫التكليف مب�شروع املعيار و�إع��داد البحوث‬ ‫ال�شرعية ملزمة للجان الرقابة ال�شرعية‬ ‫و�أن�شطتها وفق ًا لأحكام ال�شريعة الإ�سالمية‬
‫الالزمة ب�ش�أنه‪� ،‬إىل ال�صياغة النهائية لكل‬ ‫الداخلية‪ ،‬امل�شار �إليها يف امل ��ادة (‪)79‬‬ ‫كافة نفقات الهيئة امل�شار �إليها يف البند‬
‫معيار‪ ،‬وما بني هذه املراحل من مراجعات‬ ‫من هذا املر�سوم بقانون‪ ،‬وعلى املن�ش�آت‬ ‫(‪ )1‬من هذه املادة مبا فيها خم�ص�صات‬
‫وت�ع��دي�لات ب�ش�أن ك��ل ف�ق��رة واردة يف كل‬ ‫املالية املرخ�صة التي متار�س كافة �أعمالها‬ ‫ومكاف�آت وم�صاريف �أع�ضائها و�آلية متويل‬
‫معيار‪ .‬وي�ضاف �إىل ذل��ك م��ا يعرتي كل‬ ‫و�أن�شطتها �أو ج ��ز ًءا منها طبق ًا لأحكام‬ ‫تكاليف �إن�شائها وا�ستمرارية عملها‪ ،‬وذلك‬
‫معيار منها من تعديل وتو�ضيح حتى بعد‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ح�سب ما يحدده جمل�س الإدارة‪.‬‬
‫�إ��ص��داره‪ ،‬يف كل اجتماع دوري يعقد‪ ،‬من‬ ‫‪ -7‬للهيئة العليا ال�شرعية �أن ت�ستعني‬ ‫‪ -4‬ت�ضع الهيئة العليا ال�شرعية القواعد‬
‫خالل ما يرد هيئة املحا�سبة من مالحظات‬ ‫بجهة متخ�ص�صة‪� ،‬إن دع��ت احلاجة �إىل‬ ‫وامل��ع ��اي�ي�ر وامل � �ب� ��ادئ ال �ع��ام��ة ل�ل�أع �م��ال‬
‫يف جهات و�شخ�صيات متعددة حول العامل‪.‬‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬للقيام بالتدقيق ال���ش��رع��ي وف�ق� ًا‬ ‫والأن�شطة املالية املرخ�صة التي تتوافق‬
‫وقد متخ�ضت اجتماعات الهيئة ال�شرعية‬ ‫لأح �ك��ام التدقيق اخل��ارج��ي على �أع�م��ال‬ ‫و�أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬وتتوىل الرقابة‬
‫العليا‪ ،‬برئا�سة ف�ضيلة ال��دك�ت��ور �أحمد‬ ‫�أي من�ش�أة مالية مرخ�صة متار�س كافة‬ ‫والإ� �ش��راف على جل��ان الرقابة ال�شرعية‬
‫عبدالعزيز احل��داد‪ ،‬عن �أنه �سيتعني على‬ ‫�أعمالها و�أن�شطتها �أو ج ��ز ًءا منها وفق ًا‬ ‫الداخلية للمن�ش�آت املالية املرخ�صة امل�شار‬
‫جميع جل��ان الرقابة ال�شرعية الداخلية‬ ‫لأح �ك��ام ال�شريعة الإ��س�لام�ي��ة وال�شروط‬ ‫�إليها يف امل ��ادة (‪ )79‬م��ن ه��ذا املر�سوم‬
‫يف جميع امل�صارف الإ�سالمية والنوافذ‬ ‫والإجراءات التي ت�ضعها الهيئة وعلى نفقة‬ ‫بقانون‪.‬‬
‫الإ�سالمية للم�صارف التقليدية و�شركات‬ ‫املن�ش�أة املعنية‪.‬‬ ‫‪ -5‬تعتمد الهيئة العليا ال�شرعية الأدوات‬
‫ال�ت�م��وي��ل ال�ت��ي ت�ق��دم منتجات وخ��دم��ات‬ ‫م��راح��ل اع��ت��م��اد م��ع��اي�ير (�أي� ��ويف)‬ ‫النقدية واملالية الإ�سالمية التي ي�صدرها‬
‫متوافقة مع ال�شريعة الإ�سالمية يف الإمارات‬ ‫ال�شرعية م��ن قبل م�صرف الإم ��ارات‬ ‫ويطورها امل�صرف املركزي لإدارة عمليات‬
‫االلتزام بتطبيق املعايري ال�شرعية ال�صادرة‬ ‫العربية املتحدة املركزي‪:‬‬ ‫ال�سيا�سة النقدية يف الدولة‪ ،‬وتبدي ر�أيها‬

‫ ‪ ٥٢٢‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪40‬‬
‫البيان كذلك �إىل �أن الهيئة ال�شرعية العليا‬ ‫امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية يف الدولة خطة‬ ‫عن هيئة املحا�سبة واملراجعة للم�ؤ�س�سات‬
‫�أع�ط��ت م��رون��ة يف بع�ض امل�سائل لهيئات‬ ‫التعديل املطلوبة‪ ،‬مبراحلها الزمنية‪� ،‬إىل‬ ‫املالية الإ�سالمية (�أي� ��ويف) اع�ت�ب��ار ًا من‬
‫الفتوى وجلانها ال�شرعية؛ ويف حال وجدت‬ ‫�أمانة �سر الهيئة العليا ال�شرعية بامل�صرف‬ ‫�أول �سبتمرب ‪2018‬م‪ .‬كما �أ��ش��ارت بذلك‬
‫جلنة ال��رق��اب��ة ح��اج��ة ت�ستدعي خمالفة‬ ‫امل��رك��زي يف م��دة ال تتجاوز ‪ 13‬دي�سمرب‬ ‫ال�صحف املحلية �أي�ض ًا(‪.)25‬‬
‫املعايري ال�شرعية لـ(�أيويف) ف�إن على �إدارة‬ ‫‪2018‬م(‪ .)26‬كما �أ�شار بيان الهيئة ال�شرعية‬ ‫وي �� �س �ت �ل��زم ق � ��رار امل �� �ص��رف امل ��رك ��زي‬
‫امل�ؤ�س�سة املالية الإ�سالمية �أن ترفع الأمر‬ ‫العليا �إىل �أن املعايري متثل احل��د الأدن��ى‬ ‫�أن تبا�شر امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‬
‫�إىل الهيئة العليا ال�شرعية للنظر فيه‬ ‫للمتطلبات ال�شرعية للم�ؤ�س�سات املالية‬ ‫مراجعة املنتجات واخلدمات التي تقدمها‬
‫و�إ��ص��دار ق��رار نهائي ب�ش�أنه‪ ،‬قبل اعتماد‬ ‫الإ�سالمية يف كافة الأن�شطة والأعمال ودون‬ ‫امل�ؤ�س�سات للتحقق من التزامها مبعايري‬
‫جلنة الرقابة ل��ه‪ ،‬وي��رف��ع الأم ��ر م�شفوع ًا‬ ‫ا�ستثناء‪ ،‬وت�شمل املعايري ال�شرعية احلالية‬ ‫(�أيويف)‪ .‬وقد �أعدت الهيئة ال�شرعية العليا‬
‫ببيان وا�ضح لوجه املخالفة وامل�ستندات‬ ‫ل �ـ(�أي��ويف) �أو التي �ست�صدر �أو تعدل يف‬ ‫مب�صرف الإمارات املركزي خطة زمنية ال‬
‫ال�شرعية ملا تراه جلنة الرقابة(‪.)27‬‬ ‫امل�ستقبل من طرف هيئة املحا�سبة‪ .‬و�أ�شار‬ ‫تتجاوز تاريخ ‪ 31‬دي�سمرب ‪ ،2020‬لكي تر�سل‬
‫المــراجـع‬

‫اإلسلامية والعمـل الخيري بـديب‬ ‫الصناعـي يف بعـض البلـدان‪.‬‬ ‫الوظيفيـة بين البنك املركـزي واملرصف‬ ‫(‪)1‬وقـد تـم تدويـن هـذه الفوائـد أثنـاء‬
‫يف نشر االقتصـاد اإلسلامي ودعـم‬ ‫(‪)16‬مصطفـى طايـل‪ ،‬البنـوك اإلسلامية‬ ‫اإلسلامي‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫حضـور امللتقـى بتاريـخ ‪2014/12/21‬م‪.‬‬
‫االقتصاد اإلسلامي ونشره‪ ،‬ديب‪ :‬دائرة‬ ‫املنهـج والتطبيـق مرجـع سـابق‪ ،‬ص‬ ‫(‪)2‬د‪ .‬ماجـد الحلـو‪ ،‬املركـز القانـوين للبنك (‪)10‬صبحـي تادريـس‪ ،‬النقـود والبنـوك‪،‬‬
‫الشـؤون اإلسلامية والعمـل الخيري‬ ‫‪.39‬‬ ‫األسـكندرية‪ ،‬الـدار الجامعيـة‪،‬‬ ‫املركـزي‪ ،‬دراسـة مقارنـة يف البلاد‬
‫‪1440‬هــ‪2019 -‬م‪ ،‬ص‪.26-25‬‬ ‫(‪)17‬ينظـر عىل سـبيل املثـال‪ :‬املـادة (‪)60‬‬ ‫‪1986‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬ ‫العربيـة‪ ،‬مجلـة الحقـوق والرشيعـة‪،‬‬
‫الفقـرة (‪ )5‬مـن قانون البنـك املركزي (‪)22‬ينظـر على سـبيل املثـال‪ :‬د‪ .‬إبراهيـم‬ ‫جامعـة الكويـت‪ ،‬العـدد األول‪ ،‬السـنة (‪)11‬د‪ .‬عبدالحميـد البعلي‪ ،‬أخالقيـات‬
‫عبداللطيـف العبيـدي‪ ،‬دراسـة‬ ‫املصري ‪ www.cbe.org.eg‬واملـادة‬ ‫العمـل املصريف‪ ،‬اللجنـة االستشـارية‬ ‫الثالثـة‪ ،‬مـارس ‪1997‬م‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫لهيئـات الفتـوى والرقابـة الرشعيـة يف‬ ‫(‪ )40‬فقـرة (أ) واملـادة (‪ )48‬فقـرة‬ ‫العليـا السـتكامل تطبيـق الرشيعـة‬ ‫(‪)3‬د‪ .‬عبدالـرزاق رحيـم الهيتـي‪ ،‬املصارف‬
‫املؤسسـات املاليـة اإلسلامية‪ ،‬واقعـ ًا‬ ‫(أ) أيضـاً مـن قانـون البنـك املركـزي‬ ‫اإلسلامية‪ .‬مركـز أبحـاث فقـه‬ ‫اإلسلامية بين النظريـة والتطبيـق‪،‬‬
‫وتقيما (تعـارض الفتـوى أمنوذجـاً)‪،‬‬
‫ً‬ ‫األردين ‪ www.cbj.gov.jo‬واملـادة‬ ‫املعاملات ‪kantakji.com‬‬ ‫عمان‪ ،‬دار أسـامة ‪1998‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.51‬‬
‫بحـث مشـارك يف مؤمتـر «املصـارف‬ ‫(‪ )90‬الفقـرة (أ) و(ب) مـن املـادة‬ ‫(‪)4‬قانـون دولة اإلمـارات العربية املتحدة‪)12( ،‬مصطفـى كمال طايـل‪ ،‬البنـوك‬
‫اإلسلامية بني الواقع واملأمـول» الذي‬ ‫(‪ )90‬القسـم الرابـع املحظـورات‪/‬‬ ‫اإلسلامية املنهـج والتطبيـق‪ ،‬بنـك‬ ‫الجريـدة الرسـمية‪ ،‬السـنة العـارشة‪،‬‬
‫القانـون االتحـادي اإلمـارايت رقـم (‪)6‬‬ ‫فيصـل اإلسلامي املصري‪ ،‬جامعـة أم‬ ‫العـدد الثـاين والثامنـون مكـرر‪،‬‬
‫أقامتـه دائـرة الشـؤون اإلسلامية‬
‫لسـنة ‪1985‬م‪ .‬ينظـر قانـون مصرف‬ ‫درمـان‪1408 ،‬هــ ‪1988 -‬م‪ ،‬ص‪-33‬‬ ‫أغسـطس‪ ،1980‬القانـون رقـم (‪)10‬‬
‫والعمـل الخيري بـديب‪ ،‬مـن ‪ 31‬مايـو‬
‫اإلمـارات املركـزي ‪www.sca.gov.ae‬‬ ‫‪.3 5‬‬ ‫السـنة ‪1980‬م‪.‬‬
‫إىل ‪ 3‬يونيـو ‪2009‬م‪.‬‬
‫(‪ )18‬مـوىس عبدالعزيـز شـحادة‪ ،‬عالقـة‬ ‫(‪()5‬األربـاح) يف املصـارف اإلسلامية (‪)13‬عبداملنعـم على ونـزار العيسى‪،‬‬
‫(‪ )23‬جريـدة االتحـاد بعددهـا الصادر ‪22‬‬
‫البنـوك اإلسلامية مع البنـوك املركزية‪،‬‬ ‫النقـود واملصـارف واألسـواق املاليـة‪،‬‬ ‫باعتبـار أن الفائـدة هـي عين الربـا‬
‫فرباير ‪2018‬م‪.‬‬
‫بحـث مقـدم إىل نـدوة املسـتجدات‬ ‫عمان‪ ،‬دار وائـل للنرش ‪2044،‬م‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫املحـرم يف الرشيعـة اإلسلامية التـي‬
‫(‪ )24‬مرسـوم قانـون اتحادي رقم ‪ 14‬لسـنة‬ ‫الفقهيـة‪ ،‬عمان ‪1994‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫ص‪.137‬‬ ‫جـاءت بهـا النصـوص القطعيـة‪.‬‬
‫‪2018‬م يف شـأن املصرف املركـزي‬ ‫(‪)19‬املوقـع اإللكتروين الرسـمي لهيئـة‬ ‫(‪)6‬الدور االقتصادي للمصاريف اإلسلامية (‪)14‬مصطفـى طايـل‪ ،‬البنـوك اإلسلامية‬
‫وتنظيـم املنشـآت واألنشـطة املاليـة‪،‬‬ ‫األوراق املاليـة والسـلع بدولـة‬ ‫املنهـج والتطبيـق‪ ،‬مرجـع سـابق‪،‬‬ ‫بين النظرية والتطبيـق‪ ،‬املعهد العاملي‬
‫ص‪https://www.centralbank. 12‬‬ ‫اإلمـارات العربيـة املتحـدة ‪http://‬‬ ‫ص ‪.37‬‬ ‫للفكر اإلسلامي‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪7/ae/ar/node‬‬ ‫‪ ،www.sca.gov.ae‬مصرف اإلمـارات‬ ‫(‪)7‬محمـد زيك شـافعي‪ ،‬مقدمـة يف النقود (‪)15‬سبق أن أرشت يف بداية هذه الدراسة‬
‫العربيـة املتحـدة املركـزي ‪)25( https://‬اعتبـاراً مـن أول سـبتمرب املقبـل‬ ‫إىل اختصـاص كلمـة (مصرف)‬ ‫والبنـوك‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫املصرف املركـزي يطالـب املؤسسـات‬ ‫‪www.centralbank.ae‬‬ ‫بـ(املؤسسـات املاليـة اإلسلامية)‪،‬‬ ‫‪1986‬م‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫اإلسلامية بتطبيـق (أيـويف) ‪www./‬‬ ‫(‪)20‬املوقـع اإللكتروين الرسـمي لبنـك‬ ‫وكلمـة (بنـك) بـ(التقليديـة) لكـن‬ ‫(‪)8‬وائـل أبـو شـقرة‪ ،‬الرقابـة والتفتيـش‬
‫‪ albayan.ae‬تاريـخ النشر ‪ 18‬يوليـو‬ ‫السـودان املركـزي ‪http://www.‬‬ ‫تسـتثنى مـن ذلـك بعـض البنـوك‬ ‫مـن قبـل املصـارف املركزيـة‪ ،‬اتحـاد‬
‫‪2018‬م‪.‬‬ ‫‪cbos.gov.sd‬‬ ‫املتخصصـة التـي عرفـت مبسـمى‬ ‫املصـارف العربيـة‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫(‪)21‬د‪ .‬إبراهيـم عبداللطيـف األعظمـي (‪www.albayan.ae )26‬‬ ‫(املصرف) رغـم أنهـا بنـوك تقليديـة‪،‬‬ ‫(‪)9‬يـارس عبدالكريـم الحـوراين‪ ،‬تقييـم‬
‫العبيـدي‪ ،‬دور دائـرة الشـؤون (‪ )27‬املصدر نفسه‪.‬‬ ‫فيقـال‪ :‬املصرف الزراعـي أو املصرف‬ ‫بعـض جوانـب اختلاالت العالقـة‬

‫‪41‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٢٣‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫مؤتمر‬

‫مؤتمر تيبازة الدولي الثالث للمالية اإلسالمية بالجزائر‬

‫ضرورة وضع إطار حوكمة خاص بصناعة الصكوك‬


‫يضمن االلتزام بالشريعة اإلسالمية‬
‫متابعة ‪ :‬عبد الوهاب الطويل‪:‬‬

‫تعترب ال�صكوك البديل ال�شرعي لل�سندات خللوها من ال�شبهات الربوية وقيامها على قواعد الت�شريع الإ�سالمي يف املعامالت املالية‬
‫الإ�سالمية‪ .‬وال�صكوك من �أهم الأدوات اال�ستثمارية واملنتجات التي تعطي بدي ًال �شرعي ًا لال�ستثمارات املالية ملختلف امل�ؤ�س�سات املالية يف‬
‫�سوق ر�أ�س املال‪ ،‬وهي عبارة عن وثائق مت�ساوية القيمة متثل ح�ص�ص ًا �شائعة يف ملكية �أعيان �أو منافع �أو خدمات‪� ،‬أو يف موجودات م�شروع‬
‫معني �أو ن�شاط ا�ستثماري خا�ص‪ ،‬وذلك بعد حت�صيل قيمة ال�صكوك وقفل باب االكتتاب وبدء ا�ستخدامها فيما �أ�صدرت من �أجله‪.‬‬
‫يف هذا الإطار‪ ،‬وحتت رعاية بوعبد اهلل غالم اهلل‪ ،‬رئي�س املجل�س الإ�سالمي الأعلى‪ ،‬نظم املركز اجلامعي مر�سلي عبد اهلل ‪ -‬تيبازة‪، ،‬‬
‫م�ؤمتر تيبازة الدويل الثالث للمالية الإ�سالمية يومي ‪ 11-10‬مار�س ‪ ،2021‬حتت عنوان «نحو �إطار ت�شريعي قانوين و�شرعي لل�صكوك‬
‫يف اجلزائر»‪ ،‬وذلك بالتعاون مع كل من املجل�س الإ�سالمي الأعلى‪ ،‬والأكادميية العاملية للبحوث ال�شرعية يف املالية الإ�سالمية (ا�سرا)‬
‫مباليزيا‪ ،‬واملعهد الإ�سالمي للبحوث والتدريب باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬والنادي االقت�صادي اجلزائري‪.‬‬
‫�شارك يف فعاليات امل�ؤمتر نخبة علما ال�شريعة والباحثني واملخت�صني من عدد من دول العامل‪.‬‬

‫ال�صكوك ال�سيادية‪ ،‬ال�صكوك ودوره ��ا يف اعتماد هيكلة ال�صكوك و�إ�صدارها‪ ،‬وتداول‬ ‫أهداف المؤتمر‬
‫التنمية االقت�صادية‪ ،‬ال�صكوك ودورها يف دعم ال�صكوك يف الأ�سواق املالية‪.‬‬ ‫ج ��اء ان �ع �ق��اد امل ��ؤمت ��ر ب �ه��دف ب �ي��ان معنى‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬الأطر الت�شريعية والقانونية‬ ‫ال�صكوك و�أ�س�سها القانونية وال�شرعية‪،‬‬
‫يف اجل ��زائ ��ر لإ�� �ص ��دار ال �� �ص �ك��وك‪ ،‬امل�ن���ش��أة توطين الصناعة المالية اإلسالمية‬ ‫وبيان �أهمية وفوائد وخ�صائ�ص ال�صكوك‪،‬‬
‫متعددة اخلدمات يف �إ�صدار ال�صكوك‪ ،‬دور ويف كلمة افتتاحية‪ ،‬ذ ّكر بوعبد اهلل غالم‬ ‫وك��ذل��ك ب �ي��ان دور ال���ص�ك��وك يف التنمية‬
‫احلوكمة ال�شرعية والهيئات ال�شرعية يف اهلل‪ ،‬رئي�س املجل�س الإ� �س�لام��ي الأع �ل��ى‪،‬‬ ‫االقت�صادية يف اجل��زائ��ر‪ ،‬و�أه ��م القواعد‬
‫ال���ش��رع�ي��ة وال �ق��ان��ون �ي��ة‪ ،‬ودور احل��وك�م��ة‬
‫ال�شرعية يف االعتماد ال�شرعي لل�صكوك‪،‬‬
‫ودور الهيئات ال�شرعية والت�شريعية يف‬
‫عملية �إ�صدار ال�صكوك‪.‬‬
‫وت�ضمن امل�ؤمتر املحاور الآتية‪ :‬ال�صكوك‬
‫وعملية التوريق يف املنظور املايل الإ�سالمي‪،‬‬
‫ف ��وائ ��د ومم� �ي ��زات ال �� �ص �ك��وك‪ ،‬خ�صائ�ص‬
‫ال�صكوك‪ ،‬الفروق بني ال�صكوك وال�سندات‪،‬‬
‫اجل��وان��ب القانونية يف ال�صكوك‪ ،‬اجلوانب‬
‫ال���ش��رع�ي��ة يف ال���ص�ك��وك‪� ،‬أن � ��واع ال�صكوك‬
‫خالل إ حدى الجلسات‬
‫وطريقة هيكلتها‪ ،‬العقود ال�شرعية لل�صكوك‪،‬‬

‫‪ ٥٢٤‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪42‬‬
‫‪ -6‬االهتمام ببيان �أدوار اجلهات املعنية‬ ‫امل�ؤ�س�سات املالية �إىل «�ضرورة العمل على‬ ‫باخلطوات «اجلبارة» التي بذلت من �أجل‬
‫ب�إ�صدار ال�صكوك وكيفية تنفيذ اال�صدارات‬ ‫تكييف منظوماتهم واقرتاح منتحات مالية‬ ‫�إعطاء دفعة قوية لل�صريفة الإ�سالمية على‬
‫مهني ًا و�شرعي ًا‪.‬‬ ‫�إ�سالمية» بهدف ا�ستقطاب الأم ��وال التي‬ ‫اعتبار �أن «لها م�ستقبل واع��د م��ن �ش�أنه‬
‫‪ -7‬دعوة اجلهات الت�شريعية والإ�شرافية‬ ‫توجد حالي ًا خارج م�سار امل�ؤ�س�سات البنكية‪،‬‬ ‫امل�ساهمة يف توطني �صناعة مالية ا�سالمية‬
‫�إىل اال� �س �ت �ف��ادة م ��ن ال �ت �ج��ارب ال��دول �ي��ة‬ ‫ومن ثم ت�ضخ يف �شريان االقت�صاد الوطني‪.‬‬ ‫قوية باجلزائر»‪.‬‬
‫املعرو�ضة يف امل��ؤمت��ر للبناء عليها وع��دم‬ ‫من جهته �أكد مدير امل�ؤمتر‪ ،‬ر�ضوان ملار‪،‬‬ ‫وك�شف عن تبني م�ؤ�س�سات بنكية عمومية‬
‫تكرار �أخطائها‪.‬‬ ‫�أن ه��ذه الن�سخة الثالثة من امل��ؤمت��ر ت�أتي‬ ‫�أخ� ��رى «ق��ري �ب � ًا» م�ع��ام�لات م��ال�ي��ة تخ�ضع‬
‫‪ -8‬و� �ض��ع �إط� ��ار ح��وك�م��ة ن��اظ��م خا�ص‬ ‫«لدعم جهود الدولة لرتقية ال�صناعة املالية‬ ‫لل�شريعة اال�سالمية على غرار ما قامت به‬
‫ب�صناعة ال�صكوك يف اجل��زائ��ر ي�ضمن‬ ‫الإ�سالمية وبناء اقت�صاد وطني قوي»‪.‬‬ ‫�سابق ًا م�ؤ�س�سات م�صرفية بافتتاح نوافذ‬
‫ال�شفافية وامل�ساءلة واالل �ت��زام بال�شريعة‬ ‫لل�صريفة الإ�سالمية‪.‬‬
‫الإ�سالمية يف جميع مراحل ال�صكوك‪.‬‬ ‫توصيات‬ ‫وق� ��ال �إن امل�ج�ل����س اال� �س�لام��ي الأع �ل��ى‬
‫‪ -9‬امل�ب��ادرة بو�ضع ال�ضوابط ال�شرعية‬ ‫وق ��د ت���ض�م��ن ال �ب �ي��ان اخل �ت��ام��ي ل�ل�م��ؤمت��ر‬ ‫حري�ص على التعاون مع ال�سلطات العليا‬
‫والإج� � � ��راءات ال�ع�م�ل�ي��ة لإ�� �ص ��دار وت� ��داول‬ ‫التو�صيات الآتية‪:‬‬ ‫للوطن وامل�ؤ�س�سات امل�صرفية لتبني �صناعة‬
‫ال�صكوك يف اجلزائر‪.‬‬ ‫‪ -1‬دعوة اجلهات الت�شريعية والإ�شرافية‬ ‫م��ال�ي��ة وف �ق � ًا لأح �ك ��ام ال���ش��ري�ع��ة‪ ،‬م�شيد ًا‬
‫‪ -10‬تهيئة البنية التحتية املالية ل�سوق‬ ‫�إىل اعتماد ر�ؤية وا�ضحة وخطة ا�سرتاتيجية‬ ‫ب�أهمية املر�سوم التنفيذي ال��ذي �صدر يف‬
‫ال�صكوك يف اجلزائر يكون مركز ًا ل�صناعة‬ ‫لإ�صدار ال�صكوك يف اجلزائر ‪.‬‬ ‫�شهر فرباير من ال�سنة اجلارية‪ ،‬واملتعلق‬
‫ال�صكوك يف �شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬دع��وة اجلهات املخت�صة �إىل �إع��داد‬ ‫مبمار�سة الت�أمني التكافلي‪ ،‬وغ�يره��ا من‬
‫‪ -12‬دعوة بور�صة اجلزائر �إىل ال�شراكة‬ ‫�إط ��ار ق��ان��وين �شامل ي�ستفيد م��ن �أف�ضل‬ ‫املرا�سيم التي حتدد القواعد واملمار�سات‬
‫م��ع اجل�ه��ات احلكومية ذات العالقة �إىل‬ ‫املمار�سات الدولية لتنظيم عملية �إ�صدار‬ ‫املالية وفقا لل�شريعة اال�سالمية‪.‬‬
‫�إ�� �ص ��دار � �ص �ك��وك � �س �ي��ادي��ة وف ��ق من ��وذج»‬ ‫ال�صكوك يف اجلزائر‪.‬‬ ‫وو�صف غالم اهلل هذه اخلطوات باملهمة‬
‫ال�صكوك القائمة على الأ�سهم» التي ت�سهم‬ ‫‪ -3‬دعوة احلكومة اجلزائرية واجلهات‬ ‫على اع�ت�ب��ار �أن �ه��ا لقيت ا�ستح�سان ًا لدى‬
‫يف التنمية االقت�صادية واالجتماعية للبالد‬ ‫املخت�صة لإ�صدار �صكوك �سيادية كمبادرة‬ ‫امل��واط�ن�ين واخل �ب�راء‪ ،‬مو�ضح ًا �أن الهيئة‬
‫بناء على ما مت عر�ضه يف امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫�أوىل لت�شجيع الإ�� �ص ��دارات الأخ� ��رى‪ ،‬مع‬ ‫ال�شرعية للإفتاء التابعة للمجل�س الإ�سالمي‬
‫‪ -13‬تفعيل ��س��وق ر�أ� ��س امل ��ال وال�سوق‬ ‫الت�أكيد على �أن توظف ال�صكوك ال�سيادية‬ ‫الأع� �ل ��ى ق��دم��ت ال �ع��دي��د م ��ن امل �ق�ترح��ات‬
‫ال �ث ��ان ��وي ل �ب��ور� �ص��ة اجل ��زائ ��ر م ��ن خ�لال‬ ‫لتمويل م�شروعات امل��وازن��ة العامة للدولة‬ ‫ل�ت���ص��وي��ب وم ��راج �ع ��ة ب�ع����ض ال�ن���ص��و���ص‬
‫�إ�صدارات دورية لل�صكوك‪.‬‬ ‫ولي�س لتمويل عجز املوازنة‪.‬‬ ‫ال�ق��ان��ون�ي��ة‪ ،‬منها ال�ق��ان��ون ال�ت�ج��اري بغية‬
‫‪ -14‬املبادرة ب�إ�صدارات �سيادية لت�شجيع‬ ‫‪ -4‬م �ن��ح ح ��واف ��ز ت�شجيعية لإ���ص ��دار‬ ‫توطني كل مكونات ال�صناعة املالية وفقا‬
‫الإ�صدارات املحلية والدولية بالعملة اجلزائرية‬ ‫ال �� �ص �ك��وك‪ ،‬وت �ق��دمي ت�سهيالت �ضريبية‬ ‫للأحكام ال�شرعية الإ�سالمية على غرار‬
‫والعملة الأجنبية مثل اليورو والدوالر‪.‬‬ ‫للمتعاملني بها‪.‬‬ ‫الدعوة ال�ستثمار ال�صكوك ال�سيادية كبديل‬
‫‪ -15‬ت�شجيع اع�ت�م��اد ب��رام��ج التمويل‬ ‫‪ -5‬تنويع منتجات وخ��دم��ات ال�صكوك‬ ‫�شرعي عو�ض ًا ع��ن ال�سندات املالية التي‬
‫الإ�سالمي يف اجلامعات اجلزائرية وتقدمي‬ ‫الإ� �س�ل�ام �ي ��ة ال� �س �ت �ي �ع��اب ج �م �ي��ع ال �ف �ئ��ات‬ ‫ال ت�ستقطب امل�ستثمرين واملتعاملني‪ ،‬مما‬
‫ب ��رام ��ج ت��دري �ب �ي��ة متخ�ص�صة يف جم��ال‬ ‫اال��س�ت�ث�م��اري��ة م��ع ال �ت ��أك �ي��د ع�ل��ى �صكوك‬ ‫�ساهم ‪ -‬من وجهة نظره ‪ -‬يف «جمود ن�شاط‬
‫ال���ص�ك��وك وغ�يره��ا م��ن ب��رام��ج التمويل‬ ‫اال�ستثمار‪ ،‬وال�صكوك اخل�ضراء ال�صديقة‬ ‫بور�صة اجلزائر»‪.‬‬
‫الإ�سالمي لتطوير ر�أ�س املال الب�شري‪.‬‬ ‫للبيئة‪ ،‬وال�صكوك الوقفية‪.‬‬ ‫ودع��ا اخل�براء يف جم��ال امل��ال وم�س�ؤويل‬

‫‪43‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٢٥‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫رسائل علمية‬

‫الكفاءة االقتصادية للمنتجات المالية اإلسالمية‬


‫وإمكانية تطويرها من خالل آليات الهندسة المالية‬
‫(درا�سة قيا�سية)‬
‫رسالة دكتوراه في االقتصاد ‪ -‬كلية التجارة ‪ -‬جامعة عين شمس ‪ -‬مصر‬

‫ات�سمت االقت�صادات احلديثة بالتقلبات يف �أ�سعار الفائدة‬


‫والعمالت النقدية و�أ�سعار الأ�سهم وال�سندات و�أ�سعار ال�سلع‪ ،‬مما‬
‫نتج عنه تعومي �أ�سعار ال�صرف‪ ،‬وتغري ال�سيا�سات النقدية‪ ،‬ورفع‬
‫احلواجز �أمام تدفقات ر�أ�س املال عرب احلدود اجلغرافية‪ ،‬وكل‬
‫ذلك ي�شكل خطر ًا مبا�شر ًا وكبري ًا على امل�ؤ�س�سات املالية‪ ،‬ويهدد‬
‫وجودها وقد يعر�ضها للإفال�س‪ ،‬وهو ما دفع امل�ؤ�س�سات املالية‬
‫�إىل تطوير وابتكار �أدوات مالية متكنها من �إدارة هذه املخاطر‬
‫وهو ما يعرف بـ«الهند�سة املالية»‪ ،‬وهي عملية تطويرية للحد‬
‫من تقلبات الأ�سواق با�ستخدام و�سائل التحوط‪.‬‬
‫وت�سعى الهند�سة املالية �إىل قيام امل�ؤ�س�سات املالية بر�سم‬
‫�سيا�سات مالية قوية‪ ،‬وابتكار منتجات و�أدوات مالية جديدة‬
‫و�آل��ي��ات وا�سرتاتيجيات مالية مرنة تتفاعل وت�ستفيد من‬
‫التغريات امل�ستمرة يف �أ�سواق املال الإقليمية والعاملية‪ ،‬بد ًال من‬
‫التعامل معها باعتبارها م�صدر خطر عليها‪.‬‬

‫إعداد وتقديم‪ :‬د‪ .‬كوثر األبجي‬


‫الطالب ‪ :‬محمد أمين سعيد خاطر‬

‫لكن الهند�سة املالية الإ�سالمية لديها القدرة على �صياغة‬ ‫دعم ومساندة‬
‫حلول �إبداعية جلميع امل�شكالت التمويلية يف الع�صر احلديث‪� ،‬إذ‬ ‫وتربز حاجة الأ�سواق املالية �إىل جوانب داعمة وم�ساندة بغر�ض‬
‫تتميز باالن�ضباط بال�ضوابط ال�شرعية وتتمتع ب�أف�ضلية اجلمع‬ ‫حتقيق كفاءة وفاعلية ومنو باعتبارها ت�شكل بع�ض جوانب الإبداع‬
‫بني الكفاءة االقت�صادية وامل�صداقية ال�شرعية‪ ،‬وتدعو احلاجة‬ ‫امل��ايل املهمة‪ ،‬لذلك فمن الأهمية مبكان معرفة االبتكارات‬
‫�إىل توجيه اهتمام الباحثني للهند�سة املالية الإ�سالمية ك�أداة‬ ‫التمويلية امل�ستحدثة لإيجاد حلول مبتكرة لإ�شكاليات التمويل‬
‫منا�سبة لإيجاد حلول و�أدوات مالية جديدة جتمع بني توجهات‬ ‫املعا�صر يف ظل تزايد الأزمات املالية‪.‬‬

‫ ‪ ٥٢٦‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪44‬‬
‫‪ -2‬تو�ضيح تفوق الهند�سة املالية الإ�سالمية على نظريتها‬ ‫ال�شرع احلنيف واعتبارات الكفاءة االقت�صادية‪.‬‬
‫التقليدية من خالل تناول ركن مهم من �أرك��ان االبتكار املايل‬ ‫وتوجد العديد من ال�صيغ التمويلية الإ�سالمية التي ميكن‬
‫باملحافظة على الكفاءة االقت�صادية‪.‬‬ ‫�أن تنبني عليها منتجات متويلية �إ�سالمية با�ستخدام الهند�سة‬
‫‪ -3‬حتليل �أه ��م ال�ت�ح��دي��ات وامل �ع��وق��ات ال�ت��ي ت��واج��ه تكوين‬ ‫املالية الإ�سالمية؛ مثل النماذج املبتكرة لعقود التحوط والعقود‬
‫وت�صميم من ��اذج االب �ت �ك��ارات امل��ال�ي��ة الإ��س�لام�ي��ة كامل�شتقات‬ ‫امل�ستقبلية واخل�ي��ارات املوافقة ملعايري اال�ستثمار الإ�سالمي‪،‬‬
‫الإ�سالمية وم�ؤ�شرات �أ�سواق الأ�سهم الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إىل قيام فريق من �أكرب فقهاء التمويل الإ�سالمي‬
‫‪ -4‬درا�سة �أهمية و�سائل التحوط وتقلبات �أ�سعار الفائدة‬ ‫با�ستخراج ‪ 1357‬قاعدة �شرعية من املذاهب الأربعة تعد �أ�سا�س ًا‬
‫وتقلبات �أ�سواق ال�سلع و�أثرها على ال�سيا�سة النقدية واال�ستقرار‬ ‫ملنتجات مالية ت�صلح للتداول يف الأ�سواق‪ ،‬وحتقق كفاءة عالية‬
‫االقت�صادي‪ ،‬و�إبراز الدور التنموي لل�صيغ اال�ستثمارية الإ�سالمية‬ ‫�أكرث من نظريتها التقليدية‪ ،‬وتكمن الإ�شكالية يف كيفية حتويل‬
‫وحتليل �آثارها الإيجابية وال�سلبية �سواء على امل�ؤ�س�سات املالية �أو‬ ‫هذه القواعد ال�شرعية �إىل �أدوات مالية يتم تداولها يف ال�سوق‪،‬‬
‫االقت�صاد الكلي‪.‬‬ ‫وبذلك توجد حاجة ما�سة �إىل �صياغة وت�صميم هند�سة مالية‬
‫وقد تناولت الدرا�سة حتقيق هدف البحث‬ ‫وفق ر�ؤية علمية ل�صناعة م�صرفية �إ�سالمية‬
‫من خالل �أربعة ف�صول كالآتي‪:‬‬ ‫تعمل با�سرتاتيجة ت ��وازن فيها ب�ين العر�ض‬
‫والطلب من جهة‪ ،‬وتهدف �إىل حتقيق امليزة خصائص الهندسة المالية الف�صل الأول‪ :‬تناول ه��ذا الف�صل الإط��ار‬
‫النظري للهند�سة املالية‪ ،‬ويتكون من مبحثني؛‬ ‫التناف�سية ب�شكل يتفوق على نظائرها من‬
‫اإلسالمية تقوم على‬
‫يتناول الأول الإبداع املايل يف الأ�سواق املالية‪،‬‬ ‫املنتجات التقليدية‪.‬‬
‫وي �ت �ن��اول امل�ب�ح��ث ال �ث��اين ال�ه�ن��د��س��ة امل��ال�ي��ة‬ ‫المصداقية الشرعية‬ ‫ل��ذل��ك ك��ان��ت احل��اج��ة �إىل �إي �ج��اد ب��دائ��ل‬
‫التقليدية والإ�سالمية‪ .‬وجاءت خال�صة الف�صل‬ ‫والكفاءة االقتصادية‬
‫م�شروعة مل�ؤ�شرات �أ��س��واق الأ�سهم ال تعتمد‬
‫كما ي�أتي‪:‬‬ ‫على �سعر الفائدة وتن�ضبط مبعايري اال�ستثمار‬
‫‪ -1‬مت�ي��ز ال �ق��رن امل��ا� �ض��ي ب��ات���س��اع ن�شاط‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وتتمثل �أهم االختالفات بينها وبني‬
‫الأ�سواق املالية‪ ،‬مما �أك�سب علم التمويل �أهمية‬ ‫امل�ؤ�شر التقليدي ل�سوق الأ�سهم يف اعتمادها‬
‫كربى وكان �سبب ًا يف ظهور ما يعرف بالهند�سة املالية‪.‬‬ ‫على اختيار عينة امل��ؤ��ش��ر املنا�سبة‪ ،‬وت�سمح معايري امل�ؤ�شر‬
‫‪ -2‬تطور فكر الإب��داع املايل؛ �إذ وجد امل�ستثمرون �أن تقلبات‬ ‫الإ�سالمي بت�ضمني ال�شركات التي تتوافق مع املعايري الإ�سالمية‪،‬‬
‫�سعر ال�صرف ميكن �أن متحو مزايا الأ�سعار ب�سبب عدم وجود‬ ‫وت ��درج امل�ؤ�س�سات �ضمن نطاق امل�ؤ�شر �إذا ا�ستوفت معايري‬
‫�آليات للتحوط‪ ،‬فجاءت ال�سوق امل�شتقة ذات �سعر الفائدة لتوفر‬ ‫الإدراج‪.‬‬
‫الدفع باحل�صول على مبلغ معني بفائدة معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬يتمثل منهج الهند�سة املالية يف الأدوات واال�سرتاتيجيات‬ ‫أهداف الدراسة‬
‫والأ�ساليب وال�برام��ج التقنية والنماذج الريا�ضية و�أ�ساليب‬ ‫تهدف الدرا�سة �إىل حتقيق الآتي‪:‬‬
‫التطوير والت�صميم لبلوغ االب�ت�ك��ارات املالية �شكلها النهائي‬ ‫‪ -1‬حتليل املناهج املختلفة لالبتكار امل��ايل؛ بالرتكيز على‬
‫وابتكار حلول و�أوراق مالية جديدة‪.‬‬ ‫الإبداع املايل يف الهند�سة املالية الإ�سالمية والتقليدية ومربراتها‬
‫‪ -4‬مت�ت�ل��ك ال�ه�ن��د��س��ة امل��ال �ي��ة ال��ق ��درة ع�ل��ى خ�ف����ض تكلفة‬ ‫و�أه��داف�ه��ا و�شكلها التنظيمي‪ ،‬وت�ق��دمي منهج مقرتح لتطوير‬
‫الن�شاطات القائمة وتقليل خماطرها وتطوير منتجات‬ ‫الهند�سة املالية الإ�سالمية‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٢٧‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫رسائل علمية‬

‫الف�صل الثالث‪ :‬يناق�ش ت�أثري الهند�سة على ا�ضطراب النظام‬ ‫وخ��دم��ات و�أ���س ��واق ج��دي��دة و�آل �ي ��ات م��ال�ي��ة م�ب�ت�ك��رة‪ ،‬وك��ذل��ك‬
‫املايل‪ ،‬ويتكون من ثالثة مباحث؛ الأول‪ :‬الإطار الفكري لأدوات‬ ‫�صيــــاغة حلول �إبداعية للم�شكالت التمويليــــة‪.‬‬
‫الهند�سة املالية يف �أدبيات التمويل التقليدي‪ ،‬الثاين‪ :‬منتجات‬ ‫‪ -5‬تتمثل منهجيات الهند�سة امل��ال�ي��ة يف امل�ن��اه��ج الكمية‬
‫الهند�سة املالية التقليدية‪ ،‬واملبحث الثالث‪ :‬ت�أثري الهند�سة املالية‬ ‫لالقت�صاد القيا�سيي والتحليل الإح���ص��ائ��ي �أح� ��ادي ومتعدد‬
‫على ا�ضطراب النظام املايل‪ .‬وكانت خال�صة الف�صل الثالث كما‬ ‫امل�ت�غ�يرات‪ ،‬وب�ح��وث العمليات‪ ،‬واملناهج التي ت��راع��ي اجلوانب‬
‫يلي‪:‬‬ ‫واملتغريات النوعية للو�صول �إىل نتائج ت�سهم يف التنب�ؤ باملخاطر‬
‫‪ -1‬مت درا�سة ت�أثري الأهمية االقت�صادية ل�سوق ر�أ���س املال‪،‬‬ ‫و�إعطاء م�ؤ�شرات دقيقة ملتخذي القرار للتحوط من هذه املخاطر‪.‬‬
‫وتتمثل يف تخفي�ض تكلفة املعامالت‪ ،‬االحتفاظ بالرثوة‪ ،‬توفري‬ ‫‪ -6‬تقوم خ�صائ�ص الهند�سة املالية الإ�سالمية على عن�صرين؛‬
‫ال�سيولة‪ ،‬اكت�شاف ال�سعر‪ ،‬حتقيق اال�ستقرار االقت�صادي‪ ،‬منو‬ ‫الأول‪ :‬امل�صداقية ال�شرعية والبحث عن حلول تكون منوذج ًا‬
‫املدخرات‪ ،‬وتخفي�ض املخاطر‪.‬‬ ‫لالقت�صاد الإ�سالمي‪ ،‬والثاين‪ :‬الكفاءة االقت�صادية بتحقيق‬
‫‪ -2‬تناولت الدرا�سة الإطار الفكري لأدوات‬ ‫مقا�صد املتعاملني ب�أقل تكلفة‪.‬‬
‫الهند�سة املالية يف �أدبيات التمويل التقليدي‬ ‫‪ -7‬تتمثل � �ض��واب��ط ال�ه�ن��د��س��ة امل��ال �ي��ة يف‬
‫ودوره ��ا يف �إدارة املخاطر وا�ستخداماتها‬ ‫الأ�س�س العامة لها والقائمة على حترمي الربا‬
‫يجب اقتصار تداول عقود‬
‫امل �ت �ع��ددة لأغ ��را� ��ض امل �� �ض��ارب��ة وامل��راب �ح��ة‬ ‫والغرر‪ ،‬وحرية التعاقد‪ ،‬والتي�سري ورفع احلرج‬
‫والتغطية‪ ،‬وت�صنيفها �إىل فئتني هما‪ :‬الأدوات‬ ‫التحوط في التمويل‬ ‫واال�ستح�سان‪ ،‬والقيم الأخالقية يف املعامالت‬
‫اإلسالمي على الكيانات امل��ال�ي��ة الأ�سا�سية والأدوات امل�شتقة‪ ،‬كما‬ ‫املالية الإ�سالمية‪ ،‬وتوزيع املخاطر‪.‬‬
‫حددت خماطر اال�ستثمار يف الأ�سواق املالية‬ ‫الف�صل الثاين‪ :‬ويتناول العالقة االقت�صادية‬
‫االقتصادية العمالقة‬
‫وه��ي‪ :‬خماطر ال�سيولة‪ ،‬خماطر الت�شغيل‪،‬‬ ‫ب�سوق الأوراق املالية‪ .‬ويتكون من ثالثة مباحث‪:‬‬
‫املخاطر القانونية‪ ،‬خماطر ال�سوق‪ ،‬وخماطر‬ ‫املبحث الأول‪ :‬يتناول ت�أثري ال�سيا�سات النقدية‬
‫الإئتمان‪.‬‬ ‫على �سوق الأواق املالية‪ ،‬والثاين‪ :‬يتناول ت�أثري‬
‫‪ -3‬بينت درا�سة ت�أثري الأدوات املالية امل�شتقة على الأ�سواق‬ ‫ال�سيا�سات املالية على �سوق الأواق املالية‪� ،‬أما املبحث الثالث‬
‫املالية وامل�ؤ�س�سات املالية واال�ستقرار االقت�صادي �أن العقود يف‬ ‫فيتناول ت�أثري الكفاءة االقت�صادية على �سوق الأواق املالية‪.‬‬
‫�سوق امل�شتقات تهدف �أغلبها �إىل الربح من فروق الأ�سعار ولي�س‬ ‫وجاءت خال�صة الف�صل الثاين كما يلي‪:‬‬
‫بغر�ض التحوط‪ ،‬وبالتايل يتزايد احتمال حدوث �أزمات مالية يف‬ ‫‪ -1‬يعك�س �سوق الأوراق املالية و�ضع االقت�صاد الكلي‪ ،‬وبالتايل‬
‫ظل ا�ستخدام الأدوات واالبتكارات املالية التقليدية‪ ،‬مما ي�ؤكد‬ ‫تعك�س �أ�سعار الأوراق املالية الن�شاط احلقيقي وت�أثري ال�سيا�سات‬
‫ع��دم كفاءتها وف�شلها يف حتقيق �أهدافها‪ ،‬بينما ميتد �أثرها‬ ‫املالية والنقدية على الن�شاط االقت�صادي‪.‬‬
‫ال�سلبي �إىل الن�شاط الكلي‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتم ا�ستخدام ال�سيا�سة املالية على �سوق الأوراق املالية‬
‫الف�صل الرابع‪� :‬إمكانية تطوير االبتكارات املالية الإ�سالمية‬ ‫من خالل الت�أثري على م�ستويات الإنفاق الكلي وتغيري م�ستويات‬
‫من خ�لال �آل�ي��ات الهند�سة املالية‪ :‬من خ�لال �أرب�ع��ة مباحث؛‬ ‫الدخول‪ ،‬وهي �أدوات فعالة لل�سيطرة على الت�ضخم واالنكما�ش‪.‬‬
‫يتناول الأول‪ :‬العقود املبتكرة للهند�سة املالية يف �أ�سواق الأوراق‬ ‫‪ -3‬بالن�سبة لت�أثري الكفاءة االقت�صادية على �سوق الأواق‬
‫املالية‪ ،‬الثاين‪ :‬منوذج مقرتح ل�سوق الأ�سهم الإ�سالمي يف �إطار‬ ‫املالية تقوم فرو�ض كفاءة ال�سوق على قيا�س العالقة بني‬
‫�آليات الهند�سة املالية الإ�سالمية‪ ،‬والثالث‪ :‬امل�ؤ�شرات الإ�سالمية‬ ‫الأ�سعــــار ال�ســــوقية وبني املعلومات املتـــاحة‪.‬‬

‫ ‪ ٥٢٨‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪46‬‬
‫‪ -6‬يجب اقت�صار تداول عقود التحوط يف التمويل الإ�سالمي‬ ‫لأ�سواق الأ�سهم يف �إط��ار الهند�سة املالية الإ�سالمية‪ ،‬واملبحث‬
‫على الكيانات االقت�صادية العمالقة‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬ابتكارات الهند�سة املالية الإ�سالمية لتطوير املنتجات‬
‫‪ -7‬ينبغي و�ضع قيود على تعامالت الكيانات الكربى لأنها‬ ‫املالية امل�شتقة‪.‬‬
‫ت�شكل اجتاهات الأ�سعار الرئي�سة‪.‬‬ ‫وقد خل�ص الف�صل الرابع �إىل الآتي‪:‬‬
‫‪ -8‬يجب �إلغاء نظام الت�سويات اليومية‪� ،‬أي البيع وال�شراء يف‬ ‫‪ -1‬مت تناول مالمح تطوير وابتكار الأدوات املالية القائمة على‬
‫نف�س اليوم‪.‬‬ ‫�آليات الهند�سة املالية الإ�سالمية يف �أ�سواق الأوراق املالية‪.‬‬
‫‪ -9‬ينبغي و�ضع �سقوف الرتفاع الأ�سعار وانخفا�ضها‪.‬‬ ‫‪ -2‬مت تو�ضيح خ�صائ�ص االبتكار التي ينبني عليها ال�سوق‬
‫‪ -10‬ينبغي اقت�صار التعامل ب�ين �سلطة ال���س��وق وامل��ال��ك‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬منها املجازفة يف �سوق الأ�سهم وتعني توفري ال�سوق‬
‫احلقيقي للأداة املالية و�إلغاء البيع على املك�شوف‪.‬‬ ‫لفر�ص تت�سم باملجازفة القمارية التي ت�ؤثر على الأ�سعار �سلب ًا‪.‬‬
‫‪ -11‬يجب على امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية توفري طرق‬ ‫‪ -3‬تعتمد امل��ؤ��ش��رات الإ�سالمية على اختيار عينة امل�ؤ�شر‬
‫لت�سعري املخاطر مب��ا ي�ت�لاءم م��ع تف�ضيالت‬ ‫املنا�سبة‪ ،‬وت�سمح معايري امل�ؤ�شر الإ�سالمي‬
‫املتعاملني‪.‬‬ ‫بت�ضمني ال�شركات التي تتوافق مع املعايري‬
‫ثاني ًا ‪ -‬ال�سيا�سات والآل��ي��ات املقرتحة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬وت��درج امل�ؤ�س�سات �ضمن نطاق‬
‫ضرورة إنشاء تعاون بين‬
‫على املدى الطويل‪:‬‬ ‫امل�ؤ�شر �إذا ا�ستوفيت معايري الإدراج‪ ،‬وهما‬
‫‪� -1‬إن�شاء تعاون بني امل�ؤ�س�سات الإ�سالمية‬ ‫المؤسسات المالية‬ ‫م�ع�ي��اران ن��وع�ي��ان؛ �أول �ه �م��ا‪ :‬معيار يت�ضمن‬
‫ال� �ك�ب�رى ب �ه��دف �إن� �ه ��اء اخل �ل�اف الفقهي‬ ‫الفح�ص على �أ�سا�س الن�شاط‪ ،‬وثانيهما‪ :‬معيار اإلسالمية الكبرى بهدف‬
‫وتوحيد املعايري ال�شرعية ل��زي��ادة الإق�ب��ال‬ ‫ي�شمل فح�ص الن�سب املالية للم�ؤ�س�سات املراد‬
‫توحيد المعايير الشرعية‬
‫على ال�صناعة ورف��ع تناف�سيتها مع القطاع‬ ‫�إدراجها �ضمن النطاق‪.‬‬
‫التقليدي‪.‬‬
‫‪ -2‬ت��واف��ق جميع الأط� ��راف امل�شرتكة يف‬ ‫توصيات الدراسة‬
‫االبتكار من الفنيني امل�سئولني مع علماء ال�شريعة لتحقيق جودة‬ ‫�أو ً‬
‫ال ‪ -‬ال�سيا�سات والآليات املقرتحة على املدى الق�صري‪:‬‬
‫املبتكرات املالية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪ -1‬ميكن ا�ستخدام �أ��س�ل��وب تنويع الأدوات اال�ستثمارية‬
‫‪� -3‬إن�شاء �آليات ت�سويقية وا�ستثمارية للم�ؤ�شرات الإ�سالمية‬ ‫ملاركويتز وفق ًا للمعايري ال�شرعية كبديل للأدوات املالية امل�شتقة‬
‫لزيادة انت�شارها‪.‬‬ ‫التقليدية‪.‬‬
‫‪� -4‬إن�شاء مراكز متخ�ص�صة للمعلومات تخ�ص املنتجات‬ ‫‪ -2‬ا�ستخدام التحوط احلركي يف �إدارة الأ�صول املالية بحيث‬
‫التمويلية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ن�صل لنف�س نتيجة امل�شتقات املالية‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب مراجعة ن�سب معايري الفرز الكمي والنوعي املعتمدة‬ ‫‪ -3‬يجب ت�ضمني هيئة الرقابة املالية يف جميع املعامالت ك�ضمان‬
‫من قبل هيئات امل�ؤ�شرات الإ�سالمية‪ ،‬مع �ضرورة ان�ضباطها‬ ‫للأفراد للق�ضاء على الغرر و�ضمان ت�سليم الأ�صول الأ�سا�سية‪.‬‬
‫بال�ضوابط الفقهية وجتنب املعامالت املحظورة متام ًا‪.‬‬ ‫‪ -4‬يجب �أن تفر�ض الهيئة عقوبات على م�صادر الإ�شاعات‬
‫‪ -6‬يجب على احلكومات توفري البيئة االقت�صادية والت�شريعية‬ ‫والتعامالت ال�صورية منها الغرامات و�إيقاف التداول‪.‬‬
‫املالئمة لالبتكارات املالية الإ�سالمية‪� ،‬إذ ال ميكن لها حتقيق‬ ‫‪ -5‬يجب اتخاذ القيمة العادلة �أ�سا�س ًا مرجعي ًا عند �إ�صدار‬
‫كفاءة يف ظل معايري تعتمد على الأمناط الغربية‪.‬‬ ‫الأ�سهم‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫ ‪ ٥٢٩‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫فتاوى‬

‫يقدم هذا الباب مجموعة من الفتاوى المختارة لنخبة‬


‫فتـــاوى‬
‫من علماء الشريعة اإلسالمية في العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫احلقن‬ ‫وعليه ف�إن تعاطي هذا اللقاح يف نهار رم�ضان عن طريق َ‬ ‫التطعيم ضد كورونا ‪ ..‬هل يفسد الصوم؟‬
‫بالإبرة يف الذراع (الع�ضد) ال يفطر به ال�صائم؛ لأنه دخل بدنه‬ ‫هل يفطر ال�صائم بالتطعيم �ضد فريو�س كورونا؟‬
‫منفذا للجوف‪ ،‬و�إن كان الأوىل‬ ‫يقول مركز الأزهر العاملي للفتوى الإلكرتونية‪ :‬ال يفطر ال�صائم عن طريق اجللد‪ ،‬واجللد لي�س ً‬
‫بالتطعيم �ضد فريو�س كورونا مادام اللقاح امل�ستخدم يف التطعيم ت�أخري تعاطي اللقاح ملا بعد الإفطار؛ ملا قد يحتاج �إليه الإن�سان من‬
‫منفذا للجوف‪ ،‬تغذية �أو عالج بعد التطعيم‪ ،‬واهلل تعاىل �أعلى و�أعلم‪.‬‬ ‫يدخل بدنه عن طريق اجللد باحلقن‪ ،‬فاجللد لي�س ً‬
‫و�إن كان الأوىل ت�أخريه ملا بعد الإفطار‪.‬‬
‫�إن جميع لقاحات كورونا التي �أنتجتها ال�شركات العاملية تعمل استخدام اللقاح الذي يحتوي على شحوم الخنزير‬
‫ما حكم ا�ستخدام لقاح كورونا �إذا ثبت �أنه يحتوي على م�شتقات‬ ‫عن طريق حقن ج��زء من �شفرة الفريو�س اجلينية يف اجل�سم‬
‫من دهن اخلنزير؟‬ ‫(الذراع)؛ لتحفيز جهاز املناعة و�إعداده للتعامل مع العدوى‪.‬‬
‫‪ -‬يقول مركز الأزه��ر العاملي للفتوى الإلكرتونية‪� :‬إن ال�شرع‬ ‫أكل وال �شر ًبا وال‬ ‫واللقاحات والتطعيمات بهذا ال�شكل لي�ست � ً‬
‫احلقن بالإبرة احلكيم قد حثنا على الأخذ بالأ�سباب‪ ،‬وطلب التداوي‪ ،‬و�أخربنا‬ ‫هي يف معناهما‪ ،‬كما �أن تعاطيها يكون عن طريق َ‬
‫يف الوريد �أو الع�ضل (الع�ضد‪� ،‬أو الفخذ‪� ،‬أو ر�أ�س الإلية) �أو يف �أي �سيدنا ر�سول اهلل ﷺ ب�أن اهلل تعاىل جعل لكل داءٍ دوا ًء؛ ففي‬
‫اهلل َع َّز َو َج َّل َ ْل َي َ�ض ْع َدا ًء‬ ‫مو�ضع ِمن موا�ضع ظاهر ال َبدن لي�س من املنفذ الطبيعي املعتاد �صحيح احلديث قال ﷺ‪« :‬ت ََدا َو ْوا َف�إِنَّ َ‬ ‫ٍ‬
‫كالفم والأن��ف املفتوحان ظاه ًرا؛ ومن َّثم ال يفطر ال�صائم بها؛ ِ�إ َّل َو َ�ض َع َل ُه َد َوا ًء‪َ ،‬غ ْ َي دَاءٍ َو ِاحدٍ ا ْل َه َر ُم» (�أخرجه �أبو داود)‪.‬‬
‫ومن َث َّم‪ ،‬ف�إن بذل اجلهود وا�ستنفاد ال ُو�سع يف كافة دول العامل‬ ‫الداخل �إىل اجلوف ِمن منفذٍ‬ ‫ُ‬ ‫لأن َ�ش ْرط َنق�ض ال�صوم �أن َي ِ�ص َل‬
‫مفتوح ظاهر ِح ًّ�سا‪ ،‬ال م��ن منفذ غ�ير معتاد كامل�سام لتح�صني ال�شعوب من ذلك الوباء اخلطري �أم � ٌر واج��ب‪ ،‬بل فيه‬ ‫ٍ‬ ‫َط َبيعي‬
‫حتقيق وتفعيل ملقا�صد ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫والأوردة التي لي�ست َم ْن َف ًذا ُمن َف ِت ًحا‪ ،‬ال ُعر ًفا وال عادة‪.‬‬
‫وحيث �إن اللقاح الذي تو�صلت �إليه بع�ض �شركات الأدوية وثبتت‬ ‫قال ابن جنيم‪َ « :‬ق ْو ُلهُ‪� :‬أَ ْو ادَّهَ نَ �أَ ْو ْاحت ََج َم �أَ ْو ا ْكت ََح َل �أ ْو َق َّب َل‪� ،‬أ ْي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل�ص ْو ِم‪َ ،‬و ِل َع َد ِم ُو ُج��و ِد ْالُف ِْط ِر فاعليته‪ ،‬ي�تردد �أن��ه ي�شتمل يف بع�ض مكوناته على م�شتقات من‬ ‫اف ِل َّ‬ ‫َل ُيف ِْط ُر؛ ِ ألَنَّ ِالدِّهَ ��انَ َغ ْ ُي ُم َن ٍ‬
‫ُ�صو َر ًة َومعنى‪َ ،‬وال َّد ِاخ ُل ِمنْ ْ َال َ�س ِّام َل ِمن ا َمل َ�سا ِل ِك َف َل ُي َنا ِفي ِه َك َما خاليا اخلنزير؛ ف�إنه �إن ثبت ذل��ك‪ ،‬وتعني ذل��ك اللقاح و�سيلة‬
‫َل ْو ْاغت ََ�س َل ِب ْ َالا ِء ا ْل َبا ِر ِد‪َ ،‬و َو َج َد َب ْر َد ُه ِف َك ِب ِد ِه»‪( .‬البحر الرائق �شرح للوقاية من الوباء �أو ملكافحته والتخفيف من �آثاره ‪ -‬ب�أن مل يوجد‬
‫لقاح �آخر خال عن املحظور ‪ -‬ف�إنه يف ظل واقع احلال الآن‪ ،‬من‬ ‫كنز الدقائق البن جنيم ‪.)293/2‬‬
‫وقال �أبو البقاء ال َّد ِمريي يف �شرحه ل�شرط الإم�ساك َعن َو ُ�صول �ضرورة �أو حاجة عموم الب�شرية �إىل ذلك اللقاح‪ ،‬يفتي الأزهر‬
‫ال َع ْي ِ�إ َل ما ُي َ�س َّمى َج ْوفا «من �شروط ال�صوم»‪« :‬واحرتز باجلوف ال�شريف بجواز التطعيم به؛ ملا يلي‪:‬‬
‫‪� -1‬أن اهلل تعاىل قد �أباح امليتة للم�ضطر‪ ،‬مع بقاء جميع عنا�صر‬ ‫عما لو طعن فخذه �أو �ساقه �أو داوى جرحه‪ ،‬فدخل ذلك �إىل داخل‬
‫املخ �أو اللحم ‪ ...‬ف�إنه ال يفطر؛ لأنه ال ي�سمى جو ًفا‪ ،‬وكذلك �إذا النجا�سة فيها‪ ،‬ف�إنه مع انتفاء معظم هذه العنا�صر �أو جميعها‪ ،‬يف‬
‫افت�صد وو�صل املب�ضع �إىل داخل العرق‪ ،‬فكل ذلك ال خالف فيه»‪ .‬حال ت�صنيع لقاح من بع�ض م�شتقات اخلنزير‪ ،‬تكون �إباحته حال‬
‫ل َم‬‫(النجم الوهاج يف �شرح املنهاج لأبي البقاء الدمريي ‪ .)295/3‬اال�ضطرار �أ ْوىل‪ ،‬قال تعاىل‪�ِ ( :‬إ َّ َنا َح َّر َم َع َل ْي ُك ُم ْ َال ْي َت َة َوال َّد َم َو َ ْ‬

‫‪ ٥٣٠‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪48‬‬
‫وما ال يتم الواجب �إال به فهو واجب‪ .‬وال ي�شرتط التمليك للزكاة يف‬ ‫ا�ض ُط َّر َغ ْ َي َبا ٍغ َو َل َع ٍاد َف َل ِ�إ ْث َم‬ ‫ال ْن ِز ِير َو َما �أُ ِه َّل ِب ِه ِل َغ ْ ِي ا ِ‬
‫هلل َف َم ِن ْ‬ ‫ِْ‬
‫�شت َُط عند الفقهاء حيث ُيت ََ�ص َّور‪،‬‬ ‫هذه احلالة؛ لأن التمليك �إمنا ُي َ‬ ‫اهلل َغ ُفو ٌر َر ِحيم) البقرة‪.173‬‬ ‫َع َل ْي ِه �إِنَّ َ‬
‫يتع�سر �أو َّ‬
‫يتعذر‪.‬‬ ‫ال حيث َّ‬ ‫‪� -2‬أنه �إذا حتققت مف�سدتان روعي �أعظمهما بارتكاب �أخفهما‬
‫و�أو�ضحت الفتوى �أن الزكاة م�شروعة لبناء الإن�سان وكفاية‬ ‫�ضر ًرا‪ ،‬ومن املعلوم �أن مف�سدة تعري�ض النف�س للإ�صابة باملر�ض‬
‫حاجته‪ ،‬وما يت�صل ب�أمور حياته ومعي�شته الفردية واملجتمعية؛‬ ‫�أعظم من مف�سدة تناول ما هو م�شتمل على �شيء من املحظور‪،‬‬
‫كالغذاء وال�سكنى والتعليم والعالج وغ�ير ذل��ك من �ضروريات‬ ‫ف�ساغ دفع الأوىل بالثانية‪.‬‬
‫احلياة وحاجياتها؛ دفع ًا للم�ضار والأخ �ط��ار‪ ،‬وجل ًبا للم�صالح‬ ‫‪� -3‬أن احلاجة العامة تتنزل منزلة ال�ضرورة (الأ�شباه والنظائر‬
‫واملنافع؛ فهي تدفع غوائل الفقر واجلهل واملر�ض والعدو‪ ،‬بجلب‬ ‫لل�سيوطي �ص‪ ،)88‬وحاجة عموم ال�شعوب �إىل التح�صني من هذا‬
‫نوائل الكفاية والعلم وال�صحة والأم��ن‪ ،‬ولذلك بد�أها اهلل تعاىل‬ ‫�شرعا‪.‬‬
‫الوباء عامة؛ فيكون لها حكم ال�ضرورة ً‬
‫بكفاية الفقراء وامل�ساكني؛ للت�أكيد على �أولوية بناء الإن�سان‪ ،‬ثم‬ ‫و�إن تو�صلت الب�شرية �إىل لقاح يخلو من املحظور تعني على‬
‫تدرج فيها �إىل م�صرف (�سبيل اهلل) للتو�صل �إىل �أمان الأوطان؛‬ ‫امل�سلمني حت�صيله وا�ستخدامه؛ اعتمادًا على قاعدة‪�« :‬إذا �ضاق‬
‫ال�ص َد َقاتُ ِل ْل ُف َق َرا ِء َو ْ َال َ�س ِاك ِني َوا ْل َع ِام ِل َني َع َل ْي َها‬
‫فقال تعاىل‪�( :‬إِ َّ َنا َّ‬ ‫الأم ��ر ات�سع‪ ،‬و�إذا ات�سع ��ض��اق»‪ ،‬وق��اع��دة‪« :‬م��ا ج��از لعذر بطل‬
‫ال�س ِب ِيل‬
‫الل َوا ْب ِن َّ‬ ‫َّ‬
‫اب َوا ْل َغار ِِم َني َو ِف َ�س ِب ِيل ِ‬ ‫َو ْالُ�ؤَ َّل َف ِة ُق ُلو ُب ُه ْم َو ِف ال ِّر َق ِ‬ ‫بزواله»‪.‬‬
‫الل َع ِلي ٌم َح ِكي ٌم) التوبة‪.60‬‬ ‫الل َو َّ ُ‬
‫ي�ض ًة ِمنَ َّ ِ‬ ‫َف ِر َ‬ ‫ويو�صي الأزه��ر ال�شريف املراكز البحثية ببذل اجلهود لإنتاج‬
‫و�أ�شارت �إىل �أن من �أهم مظاهر بناء الإن�سان وحماية مقومات‬ ‫�شرعا‪ ..‬واهلل تعاىل �أعلى‬ ‫لقاح ال ي�شتمل على �شيء من املحظور ً‬
‫معي�شته وحياته على امل�ستوى الفردي واملجتمعي‪ :‬الق�ضاء على‬ ‫و�أعلم‪.‬‬
‫الأمرا�ض والأوبئة الفتاكة؛ ففيه حتقيق �أعظم املقا�صد الكلية‬
‫العليا لل�شريعة الغراء وهو حفظ النف�س؛ �إذ الأمرا�ض والأ�سقام‬ ‫الزكاة لتوفير لقاح «كورونا»‬
‫النفو�س للتلف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يعر�ض‬ ‫هي �أ�ش ُّد ما ِّ‬ ‫هل يجوز �صرف �أموال الزكاة لتوفري لقاح فريو�س كورونا وعالج‬
‫و�أ�ضافت فتوى دار الإفتاء امل�صرية �أنه َملّا كانت مدافعة املر�ض‬ ‫املر�ضى؟‬
‫وعالجا ‪ -‬داخل ًة يف حاجة الإن�سان الأ�صلية ومقومات‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬وقاي ًة‬ ‫تقول دار الإفتاء امل�صرية‪« :‬يجوز �صرف �أموال الزكاة لتوفري‬
‫معي�شته الأ�سا�سية؛ كان الإنفاق فيها على حمتاجيها من م�صرف‬ ‫لقاح فريو�س كورونا؛ حتقي ًقا ملق�صد حفظ النف�س‪ ،‬وهو املق�صد‬
‫الفقراء وامل�ساكني‪ ،‬غري �أن املر�ض �إذا ك��ان وب��ا ًء ف��الأم��ر فيه‬ ‫الأول من املقا�صد الكلية العليا يف ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬وبناء‬
‫�أ�شد‪ ،‬وال�ضرر فيه �أعم؛ لأن يف ا�ست�شرائه �إنها ًكا للقوى وهال ًكا‬ ‫املنظومة ال�صحية داخ ٌل يف حتقيق هذا املق�صد؛ �صيان ًة ل�صحة‬
‫و�ض ْع َ�ض َع ًة للدول؛ فينتقل ال�ش�أن من‬ ‫للجماعات وتدم ًريا لالقت�صاد َ‬ ‫�اذا لها بالعالج ا�ستبقا ًء‪ ،‬ودف��ع املر�ض يكون‬ ‫النا�س ِو َق��ا ًء‪ ،‬و�إن�ق� ً‬
‫جمرد كفاية املحتاجني على م�ستوى الفاقة واحلاجة‪� ،‬إىل وقاية‬ ‫بالوقاية منه قبل ح�صوله‪ ،‬وعالجه بعد نزوله‪ ،‬وكما جاز ال�صرف‬
‫املواطنني و�أمنهم ال�صحي على م�ستوى الأوط��ان وال��دول؛ حيث‬ ‫على املري�ض لعالج ما فيه‪ ،‬جاز من باب �أوىل تالفيه»‪.‬‬
‫احلفاظ على ال�صحة ي�ؤدي �إىل كفاءة �أداء اخلدمة الع�سكرية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫�إن تطور وباء الع�صر وانت�شار �آثاره املدمرة ي�ستوجب تكري�س‬
‫و�إىل ت ََط ُّور املعدالت التنموية‪ ،‬وزي��ادة قوة الدولة االقت�صادية؛‬ ‫اجلهود و�ضخ الأم ��وال ال�ستكفاء بناء املنظومة ال�صحية؛ بكل‬
‫ف�إن بناء القوة يبد�أ ِمن بناء الفرد وكفاءته يف الأداء وقدرته على‬ ‫�آلياتها و�أدواتها و�أجهزتها‪ ،‬ونظم عالجها وو�سائل وقايتها‪ ،‬كما‬
‫أ�سا�س‬
‫الإنتاج؛ لأن العقل ال�سليم يف اجل�سم ال�سليم‪ ،‬وكل ذلك � ٌ‬ ‫يحتاج �إىل تكاتف اجلمعيات اخلريية وامل�ؤ�س�سات املدنية والهيئات‬
‫�شرعا يف �سبيل اهلل‪.‬‬ ‫لإعداد القوة امل�أمور بها ً‬ ‫االعتبارية‪ ،‬بالإ�ضافة ملا توفره الدولة من ميزانية‪ ،‬وه��ذا �أليق‬
‫وبينت ال��دار �أن �أ�سا�س م�صرف (يف �سبيل اهلل)‪ :‬جهاد‬ ‫مب�صرف (يف �سبيل اهلل)؛ �إذ ال ُي َت َو َّ�صل لإعداد القوة �إال بذلك‪،‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٣١‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫فتاوى‬

‫تعطلت‬ ‫اجلوائح يف �شريعة الإ�سالم ت َف ُّقه ُينا�سبها؛ �س َّيما �إذا َّ‬ ‫الفعل؛ ب�صد العدوان ودفع الطغيان‪ ،‬وجهاد الردع‪ :‬ب�إعداد العدة‪،‬‬
‫التَّحركات من بلد �إىل �آخر ب�سبب خوف انت�شار الوباء‪ ،‬كما هو‬ ‫وبناء �أمن الأوطان‪ ،‬الذي �أمرنا اهلل به يف قوله �سبحانه‪َ ( :‬و�أَ ِع ُّدو ْا‬
‫ظل خوف انت�شار فريو�س ُك��ورون��ا‪ ،‬لي�س يف بالد‬ ‫احل��ال الآن يف ِّ‬ ‫ُم‪ ‬من‪ُ  ‬ق َّوة) الأن �ف��ال‪ .60‬وق��د تطورت �أ�ساليب‬ ‫َل ُهم َّم��ا ٱ�ست ََطعت ِّ‬
‫احلرمني فح�سب؛ بل يف ُمتَلف بالد العامل‪.‬‬ ‫احلروب وتعددت �أنواعها وجماالتها و�أ�ساليبها؛ نف�سي ًة‪ ،‬و�سيا�سي ًة‬
‫وقد فهم العلماء هذا الفقه وطبقوه‪ ،‬ودعوا النا�س �إليه‪ ،‬فهذا‬ ‫‪ ،‬واقت�صادي ًة‪ ،‬وبيولوجي ًة‪ ،‬ونووي ًة‪ ،‬وف�ضائي ًة‪ ،‬وغري‪ ‬ذلك؛‬
‫للحج‬‫عبداهلل بن املبارك ‪ -‬رحمه اهلل‪ ،‬تقول له فتاة وقد خرج ِّ‬ ‫مبا‪ ‬يفر�ض‪ ‬على‪ ‬الفقهاء‪ ‬واملفتني‪ ‬نظ ًرا‪ ‬جديدً ا‪ ‬يف‪ ‬مفهوم‪� ‬إعداد‪ ‬‬
‫�سنة‪� :‬أنا و�أخي هنا لي�س لنا �شيء � َّإل هذا الإزار‪ ،‬ولي�س لنا ُقوت �إال‬ ‫ردعه؛ ففي‬ ‫القوة‪ ‬وو�سائل‪ ‬الدفاع؛ �إذ لكل نوع دف ُعه‪ ،‬ولكل �أ�سلوب ُ‬
‫ما ُيل َقي على هذه املزبلة‪ ،‬وقد ح َّلت لنا امليتة منذ �أيام؛ فدفع �إليها‬ ‫ُن�شر الفريو�سات والأمرا�ض الفتاكة؛‬ ‫احلروب البيولوجية ً‬
‫مثل ت َ‬
‫حجنا يف هذا العام»‪ ،‬ثم رجع‪.‬‬ ‫احلج‪ ،‬وقال‪« :‬هذا �أف�ضل ِمن ِّ‬ ‫نفقة ِّ‬ ‫دفاعا مبختلف و�سائل الوقاية‪ ،‬وعتادًا مبنظومة العالج‬ ‫فتتطلب ً‬
‫(البداية والنهاية البن كثري ‪.)191/10‬‬ ‫و�شتى �أ�ساليب الرعاية‪.‬‬
‫أحب �إ َّ‬
‫يل‬ ‫وقال الإمام �أحمد رحمه اهلل‪« :‬ي�ضعها يف �أكباد جائعة � ّ‬ ‫‪( ‬املصدر‪ :‬املركز اإلعالمي بدار اإلفتاء املرصية)‪  .‬‬
‫حج ال َّنافلة ‪( »-‬الفروع البن ُمف ِلح ‪.)386/3‬‬ ‫‪ -‬يعني من ِّ‬
‫حج‬ ‫ال�صدقة على ِّ‬ ‫ب��ل ق��د ج��اء ع��ن الفقهاء م��ا ُيفيد �أول��وي��ة َّ‬ ‫حكم التبرع بأموال الحج والعمرة لصالح القطاع الصحي‬
‫الفري�ضة �إذا ع َّمت البلوى‪ ،‬وازدادت احلاجة‪ ،‬وتع َّينت املُوا�ساة؛‬ ‫والمتضررين من وباء «كورونا»‬
‫وحج‬‫�إذ �إنَّ املُوا�ساة يف �أزم��ان اجلوائح واجب ٌة باتفاق الفقهاء‪ّ ،‬‬ ‫�إن من املعلوم من الدين بال�ضرورة يف �شريعة الإ�سالم �أن احلج‬
‫التاخي؛‬ ‫الفري�ضة ُمتَلف يف وجوبه‪ :‬هل هو على الفور �أم على َّ‬ ‫ركن مفرو�ض على امل�ستطيع من امل�سلمني يف العمر مرة؛ لقوله‬
‫يقول الإمام احلطاب املالكي رحمه اهلل‪َ « :‬و�أَ َّم��ا ِف َ�س َن ِة ْ َال َج َاع ِة‬ ‫ا�ست ََطا َع ِ‪� ‬إ َل ْي ِه َ�س ِب ًيل‬‫ا�س ِح ُّج ا ْل َب ْي ِت َم ِن ْ‬ ‫(ول َع َلى ال َّن ِ‬ ‫�سبحانه‪ِ َّ ِ :‬‬
‫ال�ص َد َق ُة َع َلى َح ِّج الت ََّط ُّو ِع‪َ ،‬و ُي ْف َه ُم ِم ْن ُه �أَ َّن َها َل ُت َق َّد ُم َع َلى‬ ‫َف ُت َق َّد ُم َّ‬ ‫الل َغ ِن ٌّي َع ِن ا ْل َع َالِني) �آل عمران‪ ،97‬وهو �أحد‬ ‫َو َم��نْ َك َف َر َف ��إِنَّ َّ َ‬
‫َاخي‬ ‫الت ِ‬ ‫ال ِّج ا ْل َف ْر ِ�ض َوهُ َو َك َذ ِل َك َع َلى ا ْل َق ْو ِل ِبا ْل َف ْورِ‪َ ،‬و َع َلى ا ْل َق ْو ِل ِب َّ‬ ‫َْ‬ ‫�أركانٍ َخم�س ٍة ُب ِني عليها الإ�سالم‪.‬‬
‫َاجا َي ِج ُب‬ ‫مت ً‬‫ا�سا ُة ِب�أَنْ َي ِج َد ُ ْ‬ ‫ي ْالُ َو َ‬ ‫َف ُت َق َّد ُم َع َل ْي ِه‪َ ،‬وهَ َذا َما َ ْل َت َت َع َّ ْ‬ ‫وال ُعمرة قرينة احل� ِّ�ج‪ ،‬فمع �إجماع الفقهاء على م�شروعيتها‬
‫ا�سا ُت ُه ِبا ْل َق ْد ِر ا َّل ِذي َي ْ�ص ِر ُف ُه ِف َح ِّج ِه َف ُي َق َّد ُم َذ ِل َك َع َلى‬ ‫َع َل ْي ِه ُم َو َ‬ ‫وف�ضلها؛ فقد اختلفوا‪ :‬هل هي ُم�ستح َّبة �أم واجبة؛ للأدلة الواردة‬
‫م َت َل ٌف ِفي ِه» (مواهب‬ ‫ال ُّج ُ ْ‬ ‫ال ِّج ِل ُو ُجو ِب ِه َف ْو ًرا ِمنْ َغ ْ ِي ِخ َل ٍف َو ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ر�ض َي اهلل َعن َها‪َ ،‬قا َل ْت‪ُ :‬ق ْلتُ َيا‬ ‫ب�ش�أنها؛ ف َعن �أ ّم املُ� ِؤم ِن َني َعا ِئ َ�شة ِ‬
‫اجلليل للحطاب ‪.)537/3‬‬ ‫الل َ‪:‬ع َلى ال ِّن َ�سا ِء ِج َها ٌد؟ َق َال‪َ « :‬ن َع ْم‪َ ،‬ع َل ْيهِ نَّ ِج َها ٌد ال ِقت ََال‬ ‫ول َّ‬ ‫َر ُ�س َ‬
‫أحب �إليه من‬ ‫احلج � ّ‬ ‫ويقول الإمام ابن ر�شد ‪ -‬رحمه اهلل‪�« :‬إنَّ َّ‬ ‫‪..‬ال ُّج َوا ْل ُع ْم َرة» (�سنن ابن ماجه)‪.‬‬ ‫ِفي ِه ْ َ‬
‫ال�صدقة‪َّ � ،‬إل �أنْ تكون �سنة جماعة؛ لأ َّنه �إذا كانت �سنة جماعة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وعن ابن ُع َم َر َر ِ�ض َي الل َع ْن ُه َما َق��ال‪َ « :‬ل ْي َ�س �أ َح � ٌد ِ�إ َّل َو َع َل ْي ِه‬
‫ُ‬
‫يوا�س ال َّرجل يف‬ ‫كانت عليه املُوا�ساة‪ ،‬فال�صدقة واجبة‪ ،‬ف�إذا مل ِ‬ ‫ا�س َر ِ�ض َي َّ ُ‬
‫الل َع ْن ُه َما‪�« :‬إِ َّن َها َل َق ِري َن ُت َها‬ ‫َح َّج ٌة‪َ ،‬و ُع ْم َرة»‪َ ،‬و َق َال ا ْبنُ َع َّب ٍ‬
‫جلملة‪،‬‬ ‫�سنة املجاعة ِمن ماله بالقدر الذي يجب عليه املُوا�ساة يف ا ُ‬ ‫احل َّج َوال ُع ْم َر َة ِل) البقرة‪�( »196‬صحيح‬ ‫َّ‬ ‫ت��وا َ‬ ‫الل ( َو�أَ ِ ُّ‬ ‫َاب َّ ِ‬ ‫ِف ِكت ِ‬
‫فقد �أثم‪ ،‬وقدر ذلك ال يعلمه حقيقة‪ ،‬فالتَّو ِّقي من الإثم بالإكثار‬ ‫ال ُبخاري)‪.‬‬
‫باحلج‪ ،‬الذي ال ي�أثم برتكه» (البيان‬ ‫ِّ‬ ‫ال�صدقة �أوىل ِمن التطوع‬ ‫من َّ‬ ‫إك�ساب ا َملعدُوم‪،‬‬ ‫للحج والعمرة‪ ،‬ف�إنَّ � َ‬ ‫ومع هذا الف�ضل العظيم ِّ‬
‫والتح�صيل البن ر�شد ‪.)434/13‬‬ ‫و�إنقاذ املر�ضى‪ ،‬و�إطعام اجلوعى يف زمان الوباء والفاقة �أوىل‬
‫كالم الفقهاء املذكور �أدل ٌة كثرية د َّلت على ِع َظم مكانة‬ ‫وت�ؤ ّيد َ‬ ‫و�أف�ضل من حج ال َّنافلة وعمرتها؛ فلل َّنوازل �أحكامها‪ ،‬ولأزمنة‬

‫‪ ٥٣٢‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪50‬‬
‫فر�ض ع ٍني على كل‬ ‫حجة الفري�ضة؛ �إذ �إنَّ احل� َّ�ج ُ‬ ‫ال�صدق ُة عنه َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُمداواة املر�ضى‪ ،‬و�إطعام اجلوعى‪ ،‬و ُمعاونة املُحتاجني يف الإ�سالم‪،‬‬
‫ُم�سلم ُم�ستطيع مر ًة واحدة يف عمره‪ ،‬ومعلوم �أنَّ الفر�ض ال َي�سقط‬ ‫وهي �أكرث من �أنْ ُت�صى‪ ،‬منها قول احلقِّ ُ�سبحانه‪َّ ( :‬م َث ُل ا َّل ِذينَ‬
‫بال�سنة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الل َك َم َث ِل َح َّب ٍة �أَن َبت َْت َ�س ْب َع َ�س َنا ِب َل ِف‬ ‫ُين ِف ُقونَ �أَ ْم َوا َل ُه ْم ِف َ�س ِب ِيل َّ ِ‬
‫حج �أو عمرة ثم ج َع َله يف حاجة املر�ضى‬ ‫ً‬
‫ومن ا َّدخَ ر مال لنافلة ٍّ‬ ‫َ‬ ‫الل َو ِا�س ٌع َع ِليم)‬ ‫الل ُي َ�ض ِاع ُف لِ َن َي َ�شاء َو َّ ُ‬ ‫ُك ِّل ُ�سن ُب َل ٍة ِّم َئ ُة َح َّب ٍة َو َّ ُ‬
‫ح�صل بالنية �أجر‬ ‫والفقراء‪ ،‬ومعونة املُت�ضررين من الوباء؛ فقد َّ‬ ‫البقرة‪ ،261‬وقوله‪َ ( :‬و َما �أَن َف ْقتُم ِّمن َ�ش ْيءٍ َف ُه َو ُيخْ ِل ُف ُه َوهُ َو َخ ْ ُي‬
‫احل� ِّ�ج �أو العمرة �إنْ �شاء اهلل تعاىل؛ لقول �س ِّيدنا ر�سول اهلل‬ ‫ال َّرا ِز ِقنيَ) �سب�أ‪.39‬‬
‫ﷺ‪َ �« :‬إذا َم ِر َ�ض ال َع ْب ُد‪� ،‬أ ْو َ�سا َف َر‪ُ ،‬كت َِب له مِ ْث ُل ما كانَ َي ْع َم ُل‬ ‫وقول �س ِّيدنا ر�سول اهلل ﷺ‪«َ :‬ما ِمنْ َي ْو ٍم ُي ْ�ص ِب ُح ال ِع َبا ُد ِفي ِه‪،‬‬
‫ف�ضل عن �أجر �صدقته‬ ‫خاري)؛ ً‬ ‫يحا» (�صحيح ال ُب ّ‬ ‫ُمقِ ي ًما َ�صحِ ً‬ ‫ول‬‫ول �أَ َحدُهُ َما‪ :‬ال َّل ُه َّم �أَ ْع ِط ُم ْن ِف ًقا َخ َل ًفا‪َ ،‬و َي ُق ُ‬‫�إِ َّل َم َل َك ِان َي ْن ِز َال ِن‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬
‫وموا�ساته‪.‬‬ ‫م ِ�س ًكا َت َل ًفا» (�صحيح البخاري)‪.‬‬ ‫ال َآخ ُر‪ :‬ال َّل ُه َّم �أَ ْع ِط ُ ْ‬
‫وعن ال َع َال َني ال َبال َء‪ ،‬و�أنْ‬ ‫و َن�س� ُأل َ‬
‫اهلل ال َع ِل َّي ال َق ِدي َر �أنْ يرف َع ع َّنا َ‬ ‫�سلم �أَخ��و املُ�س ِلم‪ ،‬ال َيظ ِل ُمه‪ ،‬وال ُي ْ�س ِل ُمهُ‪،‬‬ ‫وكذا قوله ﷺ‪« :‬املُ ُ‬
‫حرم َنا زِيار َة َم ِ‬ ‫و�سوء‪ ،‬و� َّأل َي ِ‬ ‫َيح َف َظ َنا و ِبال َدنا ِمن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ومنْ َكانَ ِف حاج ِة �أَ ِخي ِه؛ كانَ الل ِف حاج ِت ِه‪َ ،‬‬
‫�سج ِد ِه‬ ‫كل َمك ُرو ٍه ُ‬ ‫�سلم‬‫ومنْ َف َّر َج َعنْ ُم ٍ‬ ‫َ‬
‫بحا َنه‬ ‫اجا و ُمع َتمِ ِرينَ ؛ �إ َّن��ه ُ�س َ‬‫�سج ِد َر ُ�سو ِله ﷺ ُح َّج ً‬ ‫وم ِ‬‫احل � َر ِام َ‬ ‫َ‬ ‫ُك ْرب ًة؛ َف َّر َج الل َع ْن ُه بها ُك ْرب ًة ِمنْ ُك َر ِب يوم القيام ِة‪َ ،‬و َمنْ َ�س َ َت‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َل ِط ٌ‬
‫يف َخ ِب ٌ‬
‫ري‪.‬‬ ‫يام ِة» ( ُمتَّفق َعليه)‪.‬‬ ‫وم ا ْل ِق َ‬‫الل َي َ‬‫ُم ْ�سل ًما؛ َ�س َ َت ُه َّ ُ‬
‫(املصدر ‪ :‬مركز األزهر للفتوى اإللكرتونية)‪.‬‬ ‫وال يخفى على �أحدٍ ما خ َّلفه فريو�س كورونا املُ�ستجد (كوفيد ‪-‬‬
‫‪ )19‬ووبائه من �أزمات وتداعيات طالت جميع دول العامل وت�أ َّثر‬
‫تعجيل إخراج الزكاة بسبب جائحة «كورونا»‬ ‫بها الأف��راد على املُ�ستويات كا َّفة‪ ،‬دين َّية كانت �أو اجتماع َّية‪� ،‬أو‬
‫مير العامل يف هذه الآونة بنوع من الك�ساد االقت�صادي ب�سبب‬ ‫علم َّية‪� ،‬أو اقت�صاد َّية‪� ،‬أو ثقاف َّية‪� ،‬أو �سيا�س َّية و�أمن َّية‪.‬‬
‫انت�شار وباء فريو�س كورونا‪ ،‬و�أمام الإجراءات التي تتخذها دول‬ ‫أي�ضا ما خ َّلفته تداب ُري ُمواجهة هذا الوباء؛ كمنع‬ ‫وال َيخفى � ً‬
‫العامل ومنها م�صر للحد من انت�شار عدوى هذا الوباء؛ من املكث يف‬ ‫التَّج ُّمعات‪ ،‬وحظر التَّحركات‪ ،‬من �إ�ضعاف دخول كثري من الأفراد‬
‫البيوت‪ ،‬و�إغالق املحالت‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬ت�أثر كثري من النا�س بذلك‪،‬‬ ‫والأ�سر‪ ،‬الأمر الذي �أ َّدى �إىل ازدياد حاجتها وفاقتها‪.‬‬
‫فهل يجوز تعجيل �أموال الزكاة عن موعدها ب�سبب هذه احلالة‬ ‫ما�س ٍة �إىل املزيد‬ ‫ف�ضل عما ُيعانيه العامل �أجمع من حاج ٍة ّ‬ ‫وهذا ً‬
‫التي متر بها م�صر وبالد العامل؟‬ ‫من الأدوية‪ ،‬واملُعدات والأدوات والأجهزة ِّ‬
‫الطبية‪.‬‬
‫يقول ف�ضيلة ال��دك�ت��ور �شوقي �إب��راه�ي��م ع�لام‪ ،‬مفتي الديار‬ ‫�شك �أمور تدعو ال َّنا�س جمي ًعا �إىل اال�صطفاف الوطني‬ ‫وهي ال ّ‬
‫�شرعا تعجيل الزكاة يف هذه الآونة التي متر بها‬‫امل�صرية‪ :‬يجوز ً‬ ‫وت � ّت��م على ك� ِّ�ل ق ��ادر �أن ُي � ِع�ين مب��ال��ه �أخ ��اه يف‬ ‫واالج�ت�م��اع��ي‪ُ ،‬‬
‫م�صر وبالد العامل جراء هذا الوباء؛ وقو ًفا مع الفقراء‪ ،‬و�سدًّا‬ ‫خا�ص �أنْ يجعلوا �أموال‬ ‫ُوجب على املُ�سلمني ب�شكل ّ‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬وت ِ‬
‫وعمل بامل�صلحة التي ت�ستوجب التعجيل كما‬ ‫لفاقة املحتاجني‪ً ،‬‬ ‫زكواتهم و�صدقاتهم ونفقات حجهم هذا العام وعمرتهم يف هذه‬
‫ورد يف ال�سنة النبوية املطهرة‪ ،‬وه��و مذهب جماهري الفقهاء‬ ‫امل�صارف ال�ضرورية املُ َّلحة‪.‬‬
‫وعليه العمل والفتوى؛ �إظها ًرا للمروءات يف �أوقات الأزمات‪ ،‬وثواب‬ ‫حلجة الفري�ضة وحال بينه وبني �أدائها‬ ‫مال َّ‬ ‫ومن كان قد ا َّد َخر ً‬ ‫َ‬
‫الزكاة املعجلة يف هذه احلالة �أعظم؛ ملا فيها من مزيد تفريج‬ ‫حج هذا العام‪،‬‬ ‫ال�شعائر؛ كتعطيل ِّ‬ ‫خا�ص به‪� ،‬أو ب�أماكن �أداء َّ‬ ‫حائ ٌل ُّ‬
‫الكروب و�إغاثة امللهوفني و�سد حاجة املعوزين‪.‬‬ ‫حلجته؛ فقد �أ َّدى بذلك �صدق ًة‬ ‫وق َّرر التَّ�صدق باملال الذي �أع َّده َّ‬
‫(املصدر ‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية)‪.‬‬ ‫ال�صدقات‪ ،‬و�أُ ِجر على ن َّيته �إنْ �شاء اهلل؛ ولكن ال تُ�س ِقط‬ ‫من �أعظم َّ‬

‫‪51‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٣٣‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫مع قدوم شهر رمضان المبارك ‪ ..‬واستمرار "كوفيد‪"-19‬‬

‫فقراء المسلمين بحاجة إلى توفير‬


‫مقومات الحياة األساسية‬

‫لقد �أقبل علينا �شهر اخلري والربكة‪� ..‬شهر العطاء والتكافل الإن�ساين واالجتماعي بني امل�سلمني؛ غنيهم وفقريهم؛ يف كل مكان على‬
‫ظهر الأر�ض‪.‬‬
‫لقد جاء �شهر رم�ضان املبارك‪ ،‬وكثري من امل�سلمني يف العديد من جمتمعات يواجهون تداعيات وباء كورونا امل�ستجد الذي يطارد‬
‫�شعوب العامل‪ ،‬ويلحق الأذى بالفقراء وحمدوي الدخل �أكرث من غريهم‪ ،‬حيث ارتفعت معدالت الفقر والبطالة بن�سب متفاوتة‬
‫يف جمتمعات �إ�سالمية كثرية‪ ،‬كما �أ�شارت �إح�صاءات �إىل ت�ضاعف �أع��داد الغارمني ب�سبب تعطل �أعمالهم‪ ،‬وعجزهم عن الوفاء‬
‫بالتزاماتهم املادية‪.‬‬
‫هذه الظروف املعي�شية ال�صعبة التي يعي�شها ماليني الفقراء وحم��دودي الدخل يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬يجب �أن ت�ستنفر امل�سلمني‬
‫القادرين يف كل املجتمعات‪ ،‬لتفعيل التكافل الإ�سالمي‪ ،‬وجت�سيد منوذجه الفريد يف حياتنا املعا�صرة‪.‬‬
‫«االقت�صاد الإ�سالمي» التقت عدد ًا من كبار العلماء و�أ�ساتذة ال�شريعة الإ�سالمية و�س�ألتهم عن واجبات امل�سلمني القادرين جتاه‬
‫الفقراء وحمدودي الدخل يف هذه الظروف املعي�شية ال�صعبة‪ ..‬وكيف ميكن تفعيل التكافل االجتماعي الذي حث عليه الإ�سالم يف‬
‫رم�ضان ليكون منوذج ًا فريد ًا يف العطاء الإن�ساين للأغنياء كما ت�ستهدف �شريعتنا الغراء؟ وما ف�ضل �إغاثة الغارمني وفك ُكربهم يف‬
‫هذه الأيام املباركة‪ ..‬وهل عطاء الأغنياء للفقراء خالل رم�ضان ينح�صر يف تقدمي الطعام فقط؟‬
‫وفيما يلي خال�صة ما قالوه ون�صحوا به‪:‬‬
‫القاهرة ‪ -‬بسيوني الحلواني‬

‫‪ ٥٣٤‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪52‬‬
‫يوم ًا بعد ي��وم‪ ،‬خا�صة و�أن تكاليف توفري‬ ‫تداعيات اقتصادية مستمرة‬
‫اللقاح مكلفة جد ًا‪ ،‬و�أمام هذه التداعيات‬ ‫الت��زال تداعيات انت�شار وباء «كوفيد ‪»19‬‬
‫ينبغي �أن ي �ك��ون ل�ل�م��ؤ��س���س��ات واجل �ه��ود‬ ‫م�ستمرة على خمتلف دول ال �ع��امل رغم‬
‫اخل�يري��ة دور يف امل�ساهمة يف التخفيف‬ ‫بدء التطعيم �ضد الوباء يف دول عديدة‪،‬‬
‫من حدة هذه التداعيات‪ ،‬وهناك �أثرياء‬ ‫حيث �أ��ش��ار تقرير حديث للبنك ال��دويل‬
‫يف خمتلف دول العامل كان لهم دور بارز‬ ‫�إىل ا�ستمرار التداعيات االقت�صادية على‬
‫يف املواجهة ال�صحية واالقت�صادية لهذه‬ ‫د‪ .‬مصطفى بدرة‪:‬‬ ‫خمتلف دول ال �ع ��امل‪ ،‬غنيها وف�ق�يره��ا‪،‬‬
‫اجل��ائ�ح��ة‪ ،‬وي�ج��ب �أن ي�ك��ون للأغنياء يف‬ ‫وارتفاع معدالت الفقر يف ال��دول النامية‪،‬‬
‫تداعيات الوباء تتضاعف وواجب‬
‫ب�لادن��ا دور ملمو�س يف ت��وف�ير اللقاحات‬ ‫ومن بينها دول �إ�سالمية‪ ،‬ففي عام واحد‬
‫األغنياء مساعدة الحكومات‬
‫الواقية من هذا الوباء اخلطري‪.‬‬ ‫من انت�شار اجلائحة كانت البلدان الفقرية‬
‫وي�ضيف قائ ًال‪ :‬هناك واجب �أخالقي على‬ ‫على دعم المتضررين‬ ‫وال�ضعيفة هي الأك�ثر ت�ضرر ًا من جائحة‬
‫الأث��ري��اء يف مثل هذه الأزم��ات واجلوائح‪،‬‬ ‫كورونا‪ ،‬وزاد عدد الفقراء يف هذه البالد‬
‫ورجال الأعمال يف العامل يتناف�سون يف هذا‬ ‫بن�سب متفاوته ت�تراوح ما بني ‪ 15‬و‪،%38‬‬
‫ال�سباق‪ ،‬ويف عاملنا العربي مناذج م�شرفة‬ ‫والعاطلني عن العمل والغارمني‪ ..‬ورغم ما‬ ‫وتعطل ال�ك�ث�يرون ع��ن �أع�م��ال�ه��م‪ ،‬وزادت‬
‫يف ه��ذا امل �ي��دان‪ ،‬ونتطلع �إىل وع��ي �أك�بر‬ ‫قدمته كثري من الدول من عطاءات ومنح‬ ‫ن�سب البطالة بني فئات حم��دودة الدخل‬
‫بهذه امل�س�ؤولية الإن�سانية واالجتماعية‪ ،‬لأن‬ ‫اقت�صادية للفقراء والعاطلني منذ انت�شار‬ ‫بن�سب ترتاوح ما بني ‪ 25‬و‪ ،%40‬مما ينذر‬
‫خزائن الدول �أرهقت كثري ًا مبواجهة الآثار‬ ‫اجلائحة؛ �إال �أن الو�ضع املعي�شي يف بالد‬ ‫ب�أحوال معي�شية �صعبة لهذه الفئات‪.‬‬
‫االقت�صادية للجائحة‪ ،‬وينبغي �أن متتد لها‬ ‫�إ�سالمية وعربية ي ��زداد � �س��و ًء‪ ،‬ويتطلب‬ ‫ه ��ذه ال �ت��داع �ي��ات االق �ت �� �ص��ادي��ة ال�ت��ي‬
‫يد العون وامل�ساعدة‪.‬‬ ‫جهود ًا �شعبية وم�ساهمات فاعلة للتخفيف‬ ‫ت�سبب فيها وب��اء ك��ورون��ا امل�ستجد زادت‬
‫وي�شري الدكتور ب��درة �إىل وج��ود تقارير‬ ‫من حدة الأزمة االقت�صادية‪ ،‬وتقدمي العون‬ ‫من الطلب على االق�ترا���ض من امل�ؤ�س�سة‬
‫اق�ت���ص��ادي��ة دول �ي��ة ع ��دة ر� �ص��دت ت��زاي��د‬ ‫للمت�ضررين م��ن تداعيات تف�شي الوباء‬ ‫الدولية للتنمية التابعة للبنك الدويل‪ ،‬كما‬
‫�أع��داد الفقراء يف جمتمعات كثرية خالل‬ ‫اخلطري‪.‬‬ ‫ي�ؤكد تقرير البنك‪ ،‬وهذا هو ال�سبب الذي‬
‫الن�صف الثاين من عام ‪ 2020‬من جراء‬ ‫دفعه �إىل م�ضاعفة اجلهود �أث�ن��اء تف�شي‬
‫تف�شي جائحة كورونا �إىل ما بني ‪ 119‬و‪124‬‬ ‫واقع اقتصادي مؤسف‬ ‫اجلائحة عن طريق زي��ادة امل��وارد املالية‪،‬‬
‫مليون ًا‪ ،‬وهو ما دفع دو ًال كثرية لالقرتا�ض‬ ‫ي �ق��ول اخل �ب�ير االق �ت �� �ص��ادي ال��دك �ت��ور‬ ‫وت�سريع احل�صول عليها من جانب البلدان‬
‫من امل�ؤ�س�سات الدولية والإقليمية للوفاء‬ ‫م�صطفى بدرة‪� ،‬أ�ستاذ اال�ستثمار والتمويل‬ ‫الأربع وال�سبعني امل�ؤهلة لالقرتا�ض منها‪،‬‬
‫ببع�ض متطلبات �شعوبها‪ ..‬كما ر�صدت‬ ‫بجامعة القاهرة‪ :‬جائحة كورونا فر�ضت‬ ‫والتبكري بتقدمي نحو ن�صف خم�ص�صات‬
‫ال�ت�ق��اري��ر االق�ت���ص��ادي��ة خ �� �س��ارة ماليني‬ ‫واق��ع�� ًا اق �ت �� �ص��ادي � ًا ��ص�ع�ب� ًا يف ك��اف��ة دول‬ ‫العملية التا�سعة ع�شرة لتجديد م��وارد‬
‫العاملني لوظائفهم ودخ�ل��ول�ه��م كلي ًا �أو‬ ‫العامل‪ ،‬على خمتلف م�ستويات وت�صنيف‬ ‫امل�ؤ�س�سة البالغة ‪ 82‬مليار دوالر‪.‬‬
‫جزئي ًا‪ ،‬وتزايد �صعوبة ح�صول ه�ؤالء على‬ ‫اقت�صاداتها‪ ،‬وازداد هذا الو�ضع �صعوبة‬ ‫�إ� �س�لام �ي � ًا وع��رب �ي � ًا‪� ..‬أك� ��دت درا� �س��ات‬
‫مقومات احلياة ال�ضرورية‪ ..‬ف�ض ًال عن‬ ‫مع ا�ستمرار اجلائحة و�آثارها االقت�صادية‪،‬‬ ‫اقت�صادية واجتماعية زيادة م�شكلة الفقر‬
‫�صعوبة توفر مقومات الأمن الغذائي لكثري‬ ‫ذلك �أن اقت�صادات خمتلف الدول ت�أثرت‬ ‫يف ب�لاد �إ��س�لام�ي��ة وع��رب�ي��ة نتيجة تعطل‬
‫من ه�ؤالء‪ ،‬وعدم وجود الرعاية واخلدمات‬ ‫ب�شكل كبري‪ ،‬وحجم الأموال التي مت �إنفاقها‬ ‫�أعمالهم‪ ،‬وع��دم وج��ود مدخرات لديهم‪،‬‬
‫ال�صحية ال�لازم��ة للعالج وال��وق��اي��ة‪،‬‬ ‫على هذه التداعيات كبري للغاية‪ ،‬ويزداد‬ ‫مم��ا �أ� �س �ه��م يف ارت �ف ��اع �أع � ��داد ال�ف�ق��راء‬

‫‪53‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٣٥‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫و�أدرك ��وا �أن امل��ال مال اهلل‪ ،‬و�أن��ه �سبحانه‬ ‫وك��ل ه��ذا يفر�ض على �أ��ص�ح��اب الأم ��وال‬
‫وت�ع��اىل ا�ستخلفهم عليه لإن�ف��اق��ه‪ ،‬حيث‬ ‫وامل�شروعات اال�ستثمارية �أن يكون لهم دور‬
‫يكون الإنفاق واجب ًا‪ ،‬و�أي�ض ًا جالب ًا للرزق‬ ‫يف املواجهة‪.‬‬
‫والربكة‪ ،‬حيث يقول احلق �سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫(‪َ ...‬و َما �أَ ْن َف ْقت ُْم ِمنْ َ�ش ْيءٍ َف ُه َو ُيخْ ِل ُف ُه َوهُ َو‬ ‫خيرات وعطاءات رمضان‬
‫َخ ْ ُي ال� َّرا ِز ِق�ين) �سب�أ‪ ،39‬وعن �أبي هريرة‬ ‫الدكتور �أحمد عمر ها�شم‪ ،‬ع�ضو هيئة‬
‫ر�ضي اهلل عنه �أن ر��س��ول اهلل �صلى اهلل‬ ‫د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪:‬‬ ‫كبار العلماء بالأزهر ال�شريف‪ ،‬ي�ؤكد �أن‬
‫عليه و�سلم قال‪« :‬قال اهلل‪� :‬أَ ْن ِفق يا ابن �آدم‬ ‫�شهر رم�ضان كله خريات وبركات وعطايا‬
‫رمضان شهر جود وكرم ‪ ..‬وننتظر‬
‫�أُ ْن ِفق عليك» رواه البخاري وم�سلم»‪ ،‬وهو ما‬ ‫�إلهية‪� ،‬سواء يف ع�صر كورونا وما خلفته‬
‫سباقاً حقيقياً لكفالة ومساعدة‬
‫يعني �أن الإن�ف��اق يف �سبيل اهلل يعود على‬ ‫م ��ن ت��داع �ي��ات اق �ت �� �ص��ادي��ة واج�ت�م��اع�ي��ة‬
‫الإن�سان بالرزق الوفري‪ ،‬ويبارك له فيه‪.‬‬ ‫الفقراء‬ ‫و�إن�سانية �سلبية‪� ،‬أو يف الظروف الطبيعية‬
‫ويو�ضح الدكتور ها�شم �أن الإنفاق على‬ ‫التي يعي�ش فيها امل�سلمون يف ا�ستقرار دون‬
‫�أ�صحاب احلاجات من �أه��م الأعمال التي‬ ‫�أزمات �أو جوائح‪ ..‬ويقول‪ :‬عطايا رم�ضان‬
‫ت�سهم يف زيادة احل�سنات‪ ،‬وتوفر للمنفقني‬ ‫مب�ضاعفة عطائهم اخل�يري‪ ،‬وخا�صة يف‬ ‫ونفحاته وبركاته ينبغي �أن تعم كل فقراء‬
‫املخل�صني �أ�سباب دخول اجلنة يف الآخرة‪،‬‬ ‫رم�ضان‪ ،‬ال تعفي احلكومات م��ن القيام‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬و�أ�صحاب احلاجات منهم �أينما‬
‫ومتنحهم يف الوقت نف�سه اجلزاء يف الدنيا‪،‬‬ ‫بواجباتها جتاه املت�ضررين‪ ،‬وه�ؤالء الذين‬ ‫وج � ��دوا‪ ،‬وك�ي�ف�م��ا ك��ان��ت ح��اج��ات �ه��م‪ ،‬ويف‬
‫ممث ًال يف الزيادة يف ال��رزق والربكة فيه‪،‬‬ ‫ف�ق��دوا م��ن يرعاهم وي��وف��ر لهم مقومات‬ ‫حوزة امل�سلمني ‪ -‬وهلل احلمد ‪ -‬من النعم‬
‫فقد ّبي اخلالق �سبحانه وتعاىل �أن �أعمال‬ ‫احلياة الكرمية‪� ،‬أو ه ��ؤالء الذين ت�أثرت‬ ‫واخل�يرات ما ميكنهم من كفالة �أ�صحاب‬
‫اخلري عموم ًا لها �أجر العبادات‪ ،‬وقد تزيد‬ ‫دخولهم ب�سبب تركهم لأعمالهم‪ ،‬فالدولة‬ ‫احلاجات‪ ،‬و�إعادة الطم�أنينة �إىل نفو�س كل‬
‫يف حالة حاجة امل�سلمني امللحة لها‪ ،‬وهي‬ ‫‪� -‬أي��ة دول��ة ‪ -‬م�س�ؤولة �شرع ًا عن ه ��ؤالء‪،‬‬ ‫املكروبني يف عاملنا الإ�سالمي الكبري‪.‬‬
‫مما ي��ؤدي �إىل مر�ضاة اهلل عز وجل‪ ،‬ومن‬ ‫وعليها �أن تقدم لهم ما يعينهم على احلياة‬ ‫وي�ضيف قائ ًال‪ :‬نعلم �أن اخل�سائر التي‬
‫�أه ��م الأم ��ور ال�ت��ي �شرعها اهلل للم�سلمني‬ ‫من بيت املال‪ ،‬الذي يتمثل الآن يف اخلزينة‬ ‫حلقت بالب�شرية جراء انت�شار وباء كورونا‬
‫و�أمرهم بها �أن يفعلوا اخل�يرات‪ ،‬وينفقوا‬ ‫العامة للدولة‪ ..‬لكن مبا �أن الأعباء الآن‬ ‫ك�ب�يرة للغاية‪ ،‬وت �ف��وق ق ��درات �أك�ث�ر دول‬
‫مما جعلهم م�ستخ َلفني فيه‪ ،‬وذل��ك تزكية‬ ‫�أ� �ص �ب �ح��ت ك �ث�يرة ع �ل��ى ك �ث�ير م ��ن ال ��دول‬ ‫العامل ث��را ًء وا�ستقرار ًا اقت�صادي ًا‪ ،‬فماذا‬
‫لنفو�سهم‪ ،‬وت�ط�ه�ير ًا لأخ�لاق�ه��م‪ ،‬وتنمية‬ ‫ذات امل��وارد املحدودة‪ ،‬فينبغي �أن ين�شط‬ ‫ع��ن ال� ��دول الإ� �س�لام �ي��ة ال �ت��ي ت �ع��اين من‬
‫لأموالهم‪ ،‬قال تعاىل‪َ ( :‬يا �أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ � َآم ُنوا‬ ‫ال�ق��ادرون بالعطاء الإن�ساين ال��ذي �أمرنا‬ ‫م�شكالت اقت�صادية‪ ،‬ولديها مرياث طويل‬
‫ا ْر َك� ُع��وا َوا� ْ��س� ُ�ج�دُوا َو ْاع � ُب �دُوا َر َّب� ُك� ْ�م َوا ْف َع ُلوا‬ ‫به الإ�سالم‪ ،‬ولدينا من الأدوات ال�شرعية‬ ‫م��ن الأزم ��ات االقت�صادية‪ ،‬ول��ذل��ك يجب‬
‫ال ْ َي َل َع َّل ُك ْم ُت ْف ِل ُحونَ ) احلج‪ ،77‬فالإنفاق يف‬ ‫َْ‬ ‫ما ي�ساعدنا على ذل��ك‪ ،‬وهلل احلمد‪ ،‬وهو‬ ‫�أن ي�ضع الأغنياء يف بالدنا �أيديهم ب�أيدي‬
‫�سبيل اهلل لي�س �أمر ًا اختياري ًا‪ ،‬بل هو فر�ض‬ ‫يتمثل يف ال��وف��اء بفري�ضة ال��زك��اة‪ ،‬وهي‬ ‫احلكومات‪ ،‬ويقدموا مبادرات طيبة لإغاثة‬
‫واج ��ب ب��أم��ر ال �ق��ر�آن ال �ك��رمي‪ ،‬حيث يقول‬ ‫تفي بحاجات امل�سلمني القائمة واملتجددة‬ ‫منكوبي «كورونا» وهم كثريون‪ ،‬ويحتاجون‬
‫احلق �سبحانه‪ِ �( :‬آم ُنوا ِب َّ ِ‬
‫الل َو َر ُ�سو ِل ِه َو�أَن ِف ُقوا‬ ‫لو التزمنا ب�إخراجها كما ي�أمرنا ديننا‪..‬‬ ‫�إىل م ��ن ي ��أخ ��ذ ب ��أي��دي �ه��م؛ ل�ي�ع�ي���ش��وا يف‬
‫ما َج َع َل ُكم ُّم ْ�ست َْخ َل ِف َني ِفي ِه َفا َّل ِذينَ � َآم ُنوا‬ ‫ِ َّ‬ ‫ولدينا �أي�ض ًا ال�صدقات التطوعية‪ ،‬وهي‬ ‫ا�ستقرار‪ ،‬ويتجاوزوا املحنة التي يعي�شونها‪.‬‬
‫ِمن ُك ْم َو�أَن َف ُقوا َل ُه ْم �أَ ْج � ٌر َك ِبري) احلديد‪،7‬‬ ‫ب ��اب م�ت���س��ع ي �ط��رق��ه دائ� �م� � ًا �أه� ��ل اخل�ير‬ ‫وي�ؤكد ع�ضو هيئة كبار العلماء بالأزهر‬
‫ووعد �سبحانه وتعاىل الذين يفعلون اخلري‬ ‫والعطاء‪ ،‬ه�ؤالء الذين �أنار اهلل ب�صريتهم‪،‬‬ ‫�أن دع��وة ال�ق��ادري��ن يف عاملنا الإ�سالمي‬

‫‪ ٥٣٦‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪54‬‬
‫معي�شية �صعبة ع�ل��ى ال�ف �ئ��ات ال�ف�ق�يرة‪،‬‬ ‫بتوفية �أعمالهم‪ ،‬وم�ضاعفتها لهم �أ�ضعاف ًا‬
‫وم��ا ت�سببت فيه من بطالة ملئات الآالف‬ ‫كثرية يف وق��ت ه��م �أح ��وج م��ا يكونون �إىل‬
‫م��ن ال���ش�ب��اب‪ ..‬وي �ق��ول‪ :‬ال�ع�ط��اء اخل�يري‬ ‫ذلك‪ ،‬قال تعاىل‪َ ...( :‬و َم��ا ُت ْن ِف ُقوا ِمنْ َخ ْ ٍي‬
‫للم�سلمني يجب �أن يتوا�صل يف كل الظروف‬ ‫ُي َو َّف ِ�إ َل ْي ُك ْم َو َ�أ ْنت ُْم َل ُت ْظ َل ُمونَ ) البقرة‪،272‬‬
‫والأحوال لتلبية حاجات الفقراء وامل�ساكني‬ ‫(م��ن َذا ا َّل� � ِ�ذي ُي� ْق� ِ�ر��ُ�ض‬ ‫وي�ق��ول �سبحانه‪َ :‬‬
‫والغارمني‪ ،‬وغريهم ممن ورد ذكرهم يف‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫الل َق ْر�ض ًا َح َ�سن ًا َف ُي َ�ض ِاع َف ُه َل� ُه �أ ْ�ض َعاف ًا‬
‫�آي��ة امل�ستحقني للزكاة (�إمن��ا ال�صدقات‬ ‫د‪ .‬عباس شومان‪:‬‬ ‫َك ِث َري ًة‪ )...‬البقرة ‪.٢٤٥‬‬
‫للفقراء وامل�ساكني والعاملني عليها وامل�ؤلفة‬ ‫بادروا بدفع الزكاة والمسارعة‬
‫قلو ُبهم ويف الرقاب والغارمني ويف �سبيل‬ ‫تفاؤل وثقة‬
‫في الصدقات إلعانة المتضررين‬
‫اهلل واب��ن ال�سبيل‪...‬التوبة‪ ،)60‬بل يجب‬ ‫ويخاطب الدكتور ها�شم جماهري امل�سلمني‬
‫من الجائحة‬
‫�أن يت�ضاعف هذا العطاء مع ق��دوم �شهر‬ ‫يف كل مكان مع قدوم �شهر رم�ضان قائ ًال‪:‬‬
‫رم�ضان املبارك‪� ،‬شهر اجلود والكرم‪.‬‬ ‫الب�شرية كلها تعي�ش ظروف ًا �صعبة ب�سبب‬
‫وي�ضيف قائ ًال‪ :‬يف ظل ما َج ّد من ظروف‬ ‫وب��اء ك��ورون��ا‪ ،‬وق��د فقد ال�ك�ث�يرون �أحباء‬
‫معي�شية �صعبة للفقراء يف بالدنا‪ ،‬وتعطل‬ ‫قابلوا االبتالءات يف الأهل واملال بال�صرب‬ ‫لهم‪ ،‬و�ضاقت �سبل العي�ش ب�أعداد كبرية‪،‬‬
‫كثري م��ن العاملني و�أ� �ص �ح��اب الأع �م��ال‪،‬‬ ‫والر�ضا‪.‬‬ ‫لكن ينبغي �أن نتحلى بال�صرب واليقني ب�أن‬
‫ي�ج��ب �أن ي�ت���ض��اع��ف ال �ع �ط��اء الإن �� �س��اين‬ ‫ما نحن فيه هو ابتالء واختبار من اخلالق‬
‫واخل�ي�ري‪ ،‬وبع�ض ه��ذا العطاء مفرو�ض‬ ‫عطاء مضاعف‬ ‫�سبحانه وتعاىل‪ ،‬ويجب �أن نقابله بال�صرب‬
‫�شرع ًا وهو الزكاة‪ ،‬فهي لي�ست اختيارية‬ ‫الدكتور عبا�س �شومان‪� ،‬أ�ستاذ ال�شريعة‬ ‫والر�ضا‪ ،‬وال�سعي اجلاد يف تقليل اخل�سائر‬
‫وال تتوقف على جود النف�س �أو �شحها‪ ،‬بل‬ ‫الإ�سالمية ووكيل الأزه ��ر ال�سابق‪ ،‬ي�ؤكد‬ ‫وال �ت��داع �ي��ات‪ ،‬ول��ذل��ك ن�صيحتي جلميع‬
‫هي مفرو�ضة بن�ص القر�آن الكرمي‪ ،‬فاهلل‬ ‫حاجة فقراء امل�سلمني و�أ�صحاب احلاجات‬ ‫امل�سلمني يف كل مكان �أن ي�ستقبلوا �شهر‬
‫�سبحانه وتعاىل �أمر بها تطهري ًا للأموال‬ ‫منهم �إىل عطاء م�ضاعف من �أهل اخلري‬ ‫اخلري والربكة مبزيد من التفا�ؤل والثقة‬
‫وتزكية للنفو�س من البخل فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫يف ظل ما خلفته جائحة كورونا من ظروف‬ ‫يف ن�صر اهلل لل�صابرين املكافحني الذي‬
‫(خ� ��ذ م ��ن �أم ��وال� �ه ��م � �ص��دق��ة ت�ط�ه��ره��م‬
‫و�ص ِّل عليهم �إن �صالتك َ�س َكنٌ‬ ‫وتزكيهم بها َ‬
‫لهم واهلل �سميع عليم) التوبة‪.103‬‬
‫ويطالب الدكتور �شومان ب�ضرورة �أن‬
‫تن�شط اجلمعيات وامل��ؤ��س���س��ات اخلريية‬
‫للعمل على حل م�شكالت الفقراء و�أ�صحاب‬
‫احل��اج��ات يف ب�لادن��ا الإ��س�لام�ي��ة يف ظل‬
‫الظروف امل�ستجدة‪ ،‬وزيادة حاجات فقراء‬
‫امل�سلمني‪ ..‬ويقول‪ :‬نالحظ تراجع اجلهود‬
‫اخل�يري��ة لبع�ض اجلمعيات وامل�ؤ�س�سات‬
‫العاملة يف ه��ذا امل �ي��دان‪ ،‬يف وق��ت ننتظر‬
‫منها �أن ت�ضيف الكثري م��ن اجلهود‪،‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٣٧‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫وت�صحيح امل�سار مع اخللق واخلالق‪ ،‬ومنها‬ ‫ال�ب�ع����ض ب ��ذل ��ك‪ ،‬ل �ك��ن م ��ا ع�ل�ي�ن��ا ه ��و �أن‬ ‫و�أن توفر متطلبات الأ��س��ر الفقرية‪ ،‬فما‬
‫تر�سيخ ق��درة اهلل ع��ز وج��ل‪ ،‬فهذا ال��ذي‬ ‫نتلم�س كيفية اال�ستفادة من هذا االبتالء‬ ‫تقدمه احلكومات من دعم مادي وعيني ال‬
‫ال ُي ��رى بالعني امل �ج��ردة ق��د ح�ير ال�ع��امل‪،‬‬ ‫ب��الإمي��ان والت�سليم بقدرة اهلل‪ ،‬فمازالت‬ ‫يفي وحده بحاجات الفقراء؛ خا�صة ونحن‬
‫وه��ذا دليل على ق��درة اهلل؛ ف��اع�ت�بروا يا‬ ‫الب�شرية حائرة يف تف�صيل كل ما يتعلق‬ ‫جميع ًا نعرف حجم ما �أحدثته اجلائحة‬
‫�أويل الأب���ص��ار‪ ،‬واعلموا �أن يف امل�صائب‬ ‫بهذا الفريو�س‪ ،‬وما �أ�سبابه؟ وكيف ينت�شر‬ ‫خلزائن الدول من م�شكالت و�أزم��ات‪ ،‬وما‬
‫اهلل َع ْن َها �أَ َّن َها‬‫فوائد؛ ف َعنْ َعا ِئ َ�ش َة َر ِ�ض َي ُ‬
‫بني النا�س؟ وما العالج املنا�سب له؟ الكل‬ ‫ت�سببت فيه من معاناة �إ�ضافية للفقراء‬
‫هلل َ�ص َّلى ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم‬ ‫�ول ا ِ‬ ‫َ�سَ�أ َل ْت َر� ُ��س� َ‬
‫يجتهد ولي�س هناك حقائق م�ؤكدة �إال ما‬ ‫وحمدودي الدخل‪.‬‬
‫الط ُاع ِون‪َ ،‬ف�أَخْ َ َبهَ ا «�أَ َّن � ُه َك��انَ َع َذا ًبا‬ ‫َع ِن َّ‬
‫هو يف علم اهلل‪ .‬علينا كذلك �أن نراجع ما‬
‫ي�شا ُء‪َ ،‬ف َج َع َل ُه ُ‬
‫اهلل َر ْح َم ًة‬ ‫اهلل َع َلى َمنْ َ‬ ‫َي ْب َع ُث ُه ُ‬
‫نحن عليه من �سلوك ال�سيما و�أنه يتخطف‬ ‫المطلوب من المسلمين‬
‫الط ُاع ِون‪،‬‬ ‫ِل ْل ُم�ؤ ِْمننيَ‪َ ،‬ف َل ْي َ�س ِمنْ َع ْب ٍد َي َق ُع ِف َّ‬
‫النا�س من بني �أيدينا‪ ،‬لكن مع علمنا �أن‬ ‫وع��ن ما ينبغي �أن يقوم به امل�سلمون من‬
‫مت َِ�س ًبا َي ْع َل ُم �أَ َّن ُه َل‬
‫َف َي ْم ُكثُ ِف َب َل ِد ِه َ�صاب ًرا ُ ْ‬
‫امل��وت حقيقة‪ ،‬يفرت�ض على العقالء �أن‬ ‫�إج ��راءات للحد من خطر جائحة كورونا‬
‫اهلل َل ُه ِ�إ َّل َكانَ َل ُه ِم ْث ُل‬‫ُي ِ�صي ُب ُه ِ�إ َّل َما َكت ََب ُ‬
‫يت�صاحلوا مع اهلل ومع الب�شر‪ ،‬ولي�س ذلك‬ ‫مع ا�ستمرار �أعمالهم و�سعيهم لتح�صيل‬
‫ال�شهِ ِيد» (رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪،‬‬ ‫�أَ ْج ِر َّ‬
‫معناه �أن نظل يف انتظار املوت‪ ،‬لكن عقيدة‬ ‫�أرزاق� �ه ��م ي �ق��ول ال��دك �ت��ور � �ش��وم��ان‪ :‬نعلم‬
‫باب �أجر ال�صابر يف الطاعون ‪.)203/10‬‬ ‫امل�سلم تفر�ض عليه �أن ي�أخذ بالأ�سباب‪،‬‬ ‫جميع ًا �أن كورونا فريو�س خطري‪ ،‬والزالت‬
‫ويتوكل على اهلل‪ ،‬و�أن يتحوط ويعمل بكل‬ ‫ح�سابات العامل مرتبكة يف التعامل معه‪،‬‬
‫شهر الكفالة والكفاية‬ ‫طاقته‪.‬‬ ‫فكل الدول حتاول جاهدة ا�ستخدام كافة‬
‫الدكتور ح�سن ال�صغري‪� ،‬أ�ستاذ ال�شريعة‬ ‫و� �ش��دد وك�ي��ل الأزه� ��ر ال�سابق على �أن‬ ‫الو�سائل للحد من خطر هذا الوباء‪ ،‬وملا‬
‫هذه اجلائحة لي�ست �شر ًا حم�ض ًا؛ بل فيها الإ� �س�لام �ي��ة والأم �ي��ن ال �ع��ام لهيئة كبار‬ ‫كنا ننتمي �إىل الأم��ة الإ�سالمية اخلامتة‬
‫كثري من اخل�ير‪ ،‬فمنها العظة واالعتبار‪ ،‬العلماء‪ ،‬ورئي�س �أكادميية الأزه��ر لت�أهيل‬ ‫ال �ت��ي ن ��زل د� �س �ت��وره��ا م��ن ال �� �س �م��اء‪ ،‬فيه‬
‫تف�صيل كل �شيء‪ ،‬ومنتلك بني �أيدينا �سنة‬
‫خامت الأنبياء �صلى اهلل عليه و�سلم الذي ال‬
‫ينطق عن الهوى‪ ،‬وملا كان �سلفنا ال�صالح‬
‫ما تركوا �شاردة وال واردة �إال وف�سروا القول‬
‫فيها‪ ،‬فقد �أ�صبحنا على بينة ومنهج وا�ضح‬
‫يف التعامل م��ع ه��ذه الأزم ��ات واجل��وائ��ح‪،‬‬
‫وامل�سلم �صحيح الإمي��ان والعقيدة يلزمه‬
‫�أن يتعامل مع ه��ذه الأزم ��ات ب�شكل يتفق‬
‫م��ع ��ش��رع اهلل‪ ،‬م�ستمد ًا ذل��ك م��ن كتاب‬
‫اهلل و�سنة ر�سوله �صلى اهلل عليه و�سلم‪..‬‬
‫ولذلك علينا �أن نتخذ كل �أ�سباب الوقاية‬
‫واحلماية‪ ،‬فالوقاية خري من العالج‪ ،‬وال‬
‫يجب �أن ن�ضيع املزيد من الوقت واجلهد‬
‫للبحث يف �أ��س�ب��اب ه��ذه اجل��ائ�ح��ة‪ ،‬وهل‬
‫ه��ي ب�لاء �أم مكيدة ب�شرية‪ ،‬كما ين�شغل‬

‫‪ ٥٣٨‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪56‬‬
‫لقيه جربيل عليه ال�سالم كان �أجود باخلري‬ ‫�أئ �م��ة ودع� ��اة ال �ع��امل الإ� �س�ل�ام ��ي‪ ،‬ي��ؤك��د‬
‫م��ن ال��ري��ح امل��ر��س�ل��ة» (�صحيح البخاري‬ ‫�ضرورة �إدراك القادرين مادي ًا ملا عليهم‬
‫‪� - 1902‬صحيح)؛ لذلك ين�شط النا�س‬ ‫من واجبات دينية و�إن�سانية جتاه الفقراء‬
‫�إىل امل�سارعة يف اخلريات يف �شهر رم�ضان‬ ‫و�أ�صحاب احلاجات يف كل الأوقات وخا�صة‬
‫�أك�ثر من غ�يره‪ ،‬كما هو معهود ومعروف؛‬ ‫يف ال �ظ��روف ال��راه �ن��ة ال�ت��ي ي�ع��اين فيها‬
‫حتى �سمي رم�ضان �شهر اخلري والربكة‪.‬‬ ‫�أ�صحاب احلاجات من ظروف ا�ستثنائية‬
‫د‪ .‬حسن الصغير‪:‬‬ ‫ب�سبب ج��ائ�ح��ة ك ��ورون ��ا وم ��ا خلفته من‬
‫فضيلة العطاء أوقات األزمات‬ ‫حاجة ملحة عند ال�ف�ق��راء‪ ،‬وم��ا ت�سببت‬
‫ترغب في‬
‫الشريعة اإلسالمية ّ‬
‫ويو�ضح الدكتور ح�سن ال�صغري �أن��ه على‬ ‫فيه من بطالة و�ضيق يف العي�ش‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫البذل واإلنفاق على الفقراء‬
‫ال��رغ��م م��ن ح�صول م��زي��د م��ن اخل�يرات‬ ‫من جوانب العبقرية يف �شريعة الإ�سالم‬
‫والمحتاجين في زمن الجوائح‬
‫و�أع �م��ال ال�بر وال�ط��اع��ات يف رم�ضان من‬ ‫�أنها �إذ حت�ض على امل�سارعة يف اخلريات‬
‫كل ع��ام؛ لكونه واقع ًا نعي�شه‪� ،‬إال �أننا يف‬ ‫واألزمات‬ ‫وترغب فيها‪ ،‬تن ّوع �سبل‬ ‫وعمل ال�صاحلات ّ‬
‫هذا العام ويف ظل الظروف احلالية‪ ،‬البد‬ ‫احل�ض والرتغيب على نحو يكفل �إعمار‬
‫من �أن نذ ّكر النا�س بف�ضيلة التكافل بني‬ ‫الزمان واملكان بالت�سابق �إىل فعل اخلريات‬
‫الأغ�ن�ي��اء وال�ف�ق��راء املحتاجني املعوزين‬ ‫االجتماعي ودميومتها خ�ص الإ�سالم بع�ض‬ ‫الباقيات ال�صاحلات‪.‬‬
‫من حم��دودي الدخل والعاطلني وغريهم‬ ‫الأوق ��ات على م��دار العام بزيادة الف�ضل‬ ‫وي���ض�ي��ف ق ��ائ�ل ً�ا‪ :‬ع �ل��ى ك ��ل م���س�ل��م �أن‬
‫من �أرب��اب احلاجات‪ ،‬فقد خلفت موجات‬ ‫وع�ظ�ي��م ال��ث ��واب ع�ل��ى ��ص��ال��ح الأع��م ��ال‪،‬‬ ‫ي��درك �أن التكافل االجتماعي امل�ستدام‬
‫كورونا املتتابعة يف �شتى الأرج��اء عا�صفة‬ ‫وال�سيما امل�سارعة يف ال�صدقات و�أعمال‬ ‫يف الإ� �س�لام خ�صي�صة م��ن خ�صائ�صه‪،‬‬
‫عاتية من الركود‪ ،‬والك�ساد‪ ،‬وقلة الإنتاج‪،‬‬ ‫ال�ب�ر‪ ،‬وم��ن ه��ذا �شهر رم���ض��ان املعظم‪،‬‬ ‫و�سمة ب��ارزة من � َأج��ل �سماته‪ ،‬فالزكاة؛‬
‫و� �ش��ح ف��ر���ص ال �ع �م��ل‪ ،‬وزي� � ��ادة م �ع��دالت‬ ‫حيث رغ��ب ال�شرع يف الإك �ث��ار م��ن البذل‬ ‫يف م���ص��ارف�ه��ا اخل��ا� �ص��ة ال�ث�م��ان�ي��ة التي‬
‫ال �ب �ط��ال��ة‪ ،‬وك ��ل ذل ��ك ع ��اد ع�ل��ى ال���س��واد‬ ‫والإن �ف��اق ف�ي��ه‪ ،‬مب�ضاعفة ال �ث��واب عليها‬ ‫ِجماعها التكافل االجتماعي بني املزكني‬
‫الأع�ظ��م م��ن النا�س‪ ،‬وال �سيما يف ال��دول‬ ‫�أ��ض�ع��ا ًف��ا م�ضاعفة‪ ،‬حتى �إن ر��س��ول اهلل‬ ‫وب�ين امل�صارف ال�شرعية‪ ،‬رك��ن رك�ين من‬
‫النامية الفقرية‪ ،‬باحلاجة والعوز و�شظف‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم كان �أجود ما يكون يف‬ ‫�أركانه‪ ،‬وال�صدقات التطوعية والتربعات‬
‫العي�ش‪ ،‬الذي هو امل�سغبة التي و�صف اهلل‬ ‫رم�ضان؛ لكون هذا ال�شهر مو�س ًما للخريات‬ ‫الإح �� �س��ان �ي��ة‪ ،‬ع �ل��ى خ��ا� �ص��ة امل�ح�ت��اج�ين‬
‫تعاىل ف�ضيلة كفالة ذوي احلاجة فيها ب�أنه‬ ‫وم�ضاعفة الثواب على الطاعات‪ ،‬ولكونه‬ ‫امل �ع��وزي��ن‪ ،‬وع�ل��ى ج�ه��ات ال�ب�ر وامل �ع��روف‬
‫اقتحام للعقبة يف قوله تعاىل (فال اقتحم‬ ‫مع ذلك �شه ًرا لل�صيام عن �شهوات الدنيا‪،‬‬ ‫اخل�يري��ة‪ ،‬ف�ضيلة عظيمة ه��ي م��ن جميل‬
‫فك رقبة‪� .‬أو‬‫العقبة‪ .‬وما �أدراك ما العقبة‪ُّ .‬‬ ‫على نحو يح�س فيه الغني بحاجة الفقراء‬ ‫ف�ضائله‪ ،‬ناهيك ع��ن �أب ��واب م��ن النفقة‬
‫�إطعا ٌم يف يوم ذي م�سغبة‪ .‬يتيم ًا ذا مقربة‪.‬‬ ‫املعوزين �إىل �ضرورات احلياة طوال العام؛‬ ‫ال��واج�ب��ة م��ن غ�ير ال��زك��اة‪ ،‬ك��إغ��اث��ة ذوي‬
‫�أو م�سكين ًا ذا مرتبة) البلد‪.16-11‬‬ ‫فعن عبداهلل بن عبا�س‪« :‬كان النبي �صلى‬ ‫احلاجة امللهوفني �أ�صحاب ال�ضرورات‪،‬‬
‫وي�ضيف قائ ًال‪� :‬إن حمن الفقر و�ضيق‬ ‫اهلل عليه و��س�ل��م �أج� ��ود ال�ن��ا���س ب��اخل�ير‪،‬‬ ‫وك ��أب��واب �أخ ��رى م��ن التكاليف ال�شرعية‬
‫العي�ش قد ا�شتدت وبقوة يف الآونة الأخرية‬ ‫وكان �أجود ما يكون يف رم�ضان حني يلقاه‬ ‫املالية ب�أ�سبابها‪ ،‬كالنذور والكفارات‪ ،‬كلها‬
‫ل��دى كثري م��ن ال�ن��ا���س‪ ،‬وفيهم حم��دودو‬ ‫جربيل‪ ،‬وكان جربيل عليه ال�سالم يلقاه كل‬ ‫ت�صب يف خانة التكافل االجتماعي بني‬
‫الدخل‪ ،‬وفيهم املر�ضى والعجزة واملق َعدون‪،‬‬ ‫ليلة من رم�ضان‪ ،‬حتى ين�سلخ‪ ،‬يعر�ض عليه‬ ‫الأغنياء والفقراء‪.‬‬
‫وفيهم الكثري من العمالة امل�ؤقتة الذين‬ ‫النبي �صلى اهلل عليه و�سلم القر�آن‪ ،‬ف�إذا‬ ‫ويف ��س�ب�ي��ل ت�ن���ش�ي��ط ع�م�ل�ي��ة ال�ت�ك��اف��ل‬

‫‪57‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٣٩‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫التطوعية وال��وق��ف اخل�ي�ري‪ ،‬وال��واق��ع �أن‬ ‫�ضاقت ف��ر���ص عملهم و�ضيقت البطالة‬
‫كل �صنوف العطاء املفرو�ضة والتطوعية‬ ‫�أحوالهم‪ ،‬وفيهم الغارمون الذين ك�سدت‬
‫يجب �أن تتكامل ملواجهة تداعيات جائحة‬ ‫جتاراتهم �أو ركدت وخ�سرت م�شروعاتهم‪،‬‬
‫ك��ورون��ا ال�ت��ي تلقي بظاللها على العامل‬ ‫وال �شك �أن�ه��م جميع ًا‪ ،‬بحكم حاجتهم‪،‬‬
‫ك�ل��ه‪ ،‬وخ��ا��ص��ة عاملنا الإ� �س�لام��ي الكبري‪،‬‬ ‫داخ �ل��ون يف جملة م���ص��ارف ال��زك��اة‪ ،‬بل‬
‫ففي املجتمعات الإ��س�لام�ي��ة ع��دد �ضخم‬ ‫م�ستحقي ال�صدقة‪ ،‬و�إن كفايتهم لتحتاج‬
‫من الفقراء وحم��دودي الدخل‪ ،‬وال ينبغي‬ ‫د‪ .‬رفعت العوضي‪:‬‬ ‫قطع ًا �إىل دعمهم بالتربعات وال�صدقات‬
‫�أن يرتك القادرون مادي ًا ه��ؤالء يواجهون‬ ‫المسلم ال ينبغي أن ينتظر‬ ‫التطوعية عين ًا ونقدً ا‪ ،‬ويف رم�ضان فر�صة‬
‫�شظف العي�ش وحدهم‪ ،‬فهناك م�ؤ�شرات‬ ‫لعمل �أمن��اط من �إعانات التكافل العينية‬
‫استجداء العطاء وأصحاب‬
‫اقت�صادية وتقارير اجتماعية ت�ؤكد ارتفاع‬ ‫والنقدية؛ فاحل�سنة بع�شر �أمثالها �إىل‬
‫الحاجات بحاجة إلى الدعم‬
‫�أعداد الفقراء والعاطلني يف دول �إ�سالمية‬ ‫�سبعمائة �ضعف‪ ،‬ويف رم�ضان �أ�ضعاف‬
‫كثرية‪ ،‬وهناك ع�شرات الآالف من الأ�سر‬ ‫طوال العام‬ ‫�أ�ضعاف كل ذلك‪.‬‬
‫امل�سلمة التي تعي�ش يف خميمات �إيواء داخل‬ ‫ويف ختام حديثه يطالب الأم�ين العام‬
‫�أو خارج �أوطانها ب�سبب حروب ونزاعات‬ ‫لهيئة ك �ب��ار ال�ع�ل�م��اء ب ��الأزه ��ر ب��درا��س��ة‬
‫هنا وهناك‪ ،‬وكل ه�ؤالء ينتظرون عطاءات‬ ‫واع�ي��ة لأوج ��ه احل��اج��ة وال�ع��وز والفاقة يف‬
‫�أغنياء امل�سلمني‪ ،‬وهم كثريون واحلمد هلل‪.‬‬ ‫ال�ب�ح��وث الإ��س�لام�ي��ة‪ ،‬يرف�ض ا�ستجداء‬ ‫جمتماعاتنا‪ ،‬كما يطالب بدرا�سة واعية‬
‫وي�ضيف قائ ًال‪ :‬نتطلع �إىل عطاء متميز‬ ‫ال�ع�ط��اء م��ن �أج ��ل دع ��م امل�ت���ض��رري��ن من‬ ‫لآل��ي ��ة ك �ف��اي��ة امل �ح �ت��اج�ين‪ ،‬وال� �س �ي �م��ا يف‬
‫لأغنياء امل�سلمني لإغاثة وانقاذ املت�ضررين‬ ‫كورونا يف العامل الإ�سالمي‪ ..‬ويقول‪ :‬بع�ض‬ ‫رم�ضان‪ ،‬وي�ق��ول‪� :‬إن كفالة ذوي احلاجة‬
‫من وب��اء كورونا وم��ن غريها‪ ،‬وينبغي �أن‬ ‫ه��ذا العطاء مفرو�ض على امل�سلمني من‬ ‫يف ظ��ل جائحة ك��ورون��ا وتوابعها لهو �أم��ر‬
‫يبادروا هم بذلك دون �أن ي�ستجدي �أحد‬ ‫خالل فري�ضة الزكاة‪ ،‬والبع�ض الآخر من‬ ‫جد �ضروري؛ لكونه يف �أك�ثر احل��االت من‬
‫منهم ه��ذا العطاء‪ ،‬فكل م�سلم �أنعم اهلل‬ ‫ج��ود نفو�سهم وه��و ما يتعلق بال�صدقات‬ ‫باب �إغاثة ذي احلاجة امللهوف‪ ،‬وثوابها‬
‫يف رم�ضان �أ�ضعاف م�ضاعفة‪� ،‬أال فلنبادر‬
‫باال�ستباق �إىل اخلريات يف �شهر اخلريات‪،‬‬
‫وحري بنا �أن يكون رم�ضان مو�س ًما للتكافل‬
‫بكل ما تعنيه الكلمة‪ ،‬ب��إم��داد املحتاجني‬
‫بحاجاتهم م��ن ال �غ��ذاء وال � ��دواء‪ ،‬وبدفع‬
‫املتبطلني املفتقرين‬ ‫ّ‬ ‫�إعانات البطالة �إىل‬
‫�إىل م�صدر ال��رزق احل�لال �أو �إىل فر�ص‬
‫العمل‪ ،‬ولرنفع �سوي ًا �شعار «رم�ضان �شهر‬
‫الكفالة والكفاية»‪.‬‬

‫ال الستجداء العطاء‬


‫ال ��دك��ت ��ور رف��ع ��ت ال �ع��و� �ض��ي‪� ،‬أ� �س �ت��اذ‬
‫االقت�صاد بجامعة الأزه ��ر وع�ضو جممع‬

‫‪ ٥٤٠‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪58‬‬
‫وي�ضيف قائ ًال‪ :‬لقد فر�ض انت�شار وباء‬ ‫عليه بالرزق الوفري ينبغي �أن يكون قدوة‬
‫كورونا معاناة �إ�ضافية تتطلب الإخال�ص يف‬ ‫ل �غ�يره‪ ،‬و�أن ي�ك��ون مم��ن ق��ال اهلل فيهم‪:‬‬
‫العطاء‪ ،‬واحلر�ص على تخفيف املعاناة عن‬ ‫�ال ال تله ّيهم ِت��ار ُة وال بي ُع عن ذكر‬ ‫(رج� ُ‬
‫حمدودي الدخل‪ ،‬وهذا لي�س واجب الأفراد‬ ‫الل و ِ�إق��ام ال�صالة و ِ�إيتاء الزكاة يخافون‬ ‫ْ‬
‫وحدهم‪ ،‬ولي�س واجب امل�ؤ�س�سات اخلريية‬ ‫ي ��وم�� ًا ت�ت�ق�ل��ب ف �ي��ه ال �ق �ل��وب والأب�����ص ��ار‪،‬‬
‫فقط‪ ..‬بل واجب احلكومات �أي�ض ًا‪ ،‬حيث‬ ‫اهلل �أح�سن ما عم ِلوا ويزيدهم‬ ‫ليجزيهم ٌ‬
‫يكون تخفيف الأعباء عن حمدودي الدخل‪،‬‬ ‫د‪ .‬محمد نبيل غنايم‪:‬‬ ‫بغي‬‫م��ن ف�ضل ِه‪ ،‬واهلل ي ��رزق م��ن ي���ش��ا ٌء ِ‬
‫وتي�سري فر�ص احل�صول على فر�ص عمل‬ ‫إغاثة المنكوبين وكفالة‬ ‫ح�ساب) النور‪.38-37‬‬
‫تكفل للعاطل حياة ك��رمي��ة‪ ،‬ف��الأ��ص��ل �أن‬ ‫ويطالب الدكتور العو�ضى بن�شر ثقافة‬
‫المتضررين واجب مشترك بين‬
‫نوفر فر�صة عمل لكل عاطل لكي يعمل‬ ‫العطاء اخلريي بني الأجيال اجلديدة من‬
‫الحكومات واألغنياء‬
‫وينتج ويكون عن�صر ًا فاع ًال يف املجتمع‪،‬‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬ويقول‪ :‬نحن يف �أم�س احلاجة‬
‫وعندما يعجز عن العمل‪� ،‬أو عن احل�صول‬ ‫اليوم ورمبا �أكرث من �أي وقت م�ضى �إىل‬
‫على فر�صة عمل علينا �أن نكفله‪ ،‬ونوفر‬ ‫ن�شر ثقافة عمل اخل�ير‪ ،‬وت�أكيدها بني‬
‫ل��ه �سبل احل�ي��اة الكرمية‪ ،‬وه��ذا الواجب‬ ‫رجال الأعمال امل�سلمني‪ ،‬لأن احلكومات‬
‫الإن�ساين يجب �أن يتعاون عليه �أهل اخلري‬ ‫يت�ضاعف خا�صة يف الظروف الراهنة التي‬ ‫‪ -‬لي�س يف ال��دول الإ�سالمية فقط ‪ -‬بل‬
‫مع احلكومات‪ ،‬حيث ال يجوز �أن تن�شغل عن‬ ‫يعاين فيها فقراء امل�سلمني معاناة كبرية يف‬ ‫يف خمتلف ب�ل��دان ال�ع��امل‪ ،‬مل تعد ق��ادرة‬
‫واجباتها الأ�سا�سية ومنها �إعانة كل من ال‬ ‫خمتلف املجتمعات‪ ،‬ونحن امل�سلمون ديننا‬ ‫وحدها على الوفاء بكل متطلبات الفقراء‪،‬‬
‫ي�ستطيع العمل‪.‬‬ ‫يحثنا على العطاء‪ ،‬ويفر�ض علينا بع�ض‬ ‫وم ��ن ه�ن��ا ك ��ان الب ��د للمواطنني م��ن �أن‬
‫وي�ق��ول‪ :‬يف �شهر رم�ضان امل�ب��ارك‪ ،‬ويف‬ ‫هذا العطاء‪ ،‬وي�ترك البع�ض الآخ��ر جلود‬ ‫ي�شاركوا‪ ،‬كل ح�سب طاقته‪ ،‬يف تقدمي ما‬
‫ظ��ل ت�ضرر الكثريين م��ن ال��وب��اء‪ ،‬وتعطل‬ ‫نفو�سنا‪.‬‬ ‫ي�سطيع لدعم ه ��ؤالء الفقراء وحم��دودي‬
‫كثري م��ن الأع �م��ال‪ ،‬وت ��أث��ر ح��رك��ة احلياة‬ ‫الدخل لتوفري مقومات احلياة الكرمية‬
‫بالإجراءات االحرتازية‪ ،‬تت�ضاعف احلاجة‬ ‫واجب مشترك‬ ‫لهم‪.‬‬
‫�إىل عطاء القادرين‪ ،‬فاملحنة التي متر بها‬ ‫ال��دك �ت��ور حم�م��د نبيل غ �ن��امي‪� ،‬أ��س�ت��اذ‬ ‫ورغم �أن رم�ضان هو �شهر اجلود والكرم‬
‫كثري من الأ�سر حمدودة الدخل ت�ضاعفت‪،‬‬ ‫ال�شريعة الإ��س�لام�ي��ة بجامعة القاهرة‪،‬‬ ‫والعطاء‪ ،‬ومن املهم ا�ستغالل �أجوائه لبث‬
‫وم ��وارد ال��رزق بالن�سبة لكثري من الأ�سر‬ ‫ي��ؤك��د �أهمية وف�ضل العطاء اخل�ي�ري يف‬ ‫الرغبة يف العطاء يف نفو�س اجلميع‪� ،‬إال‬
‫جفت �أو تراجعت‪ ،‬و�أ�صبح العطاء الإن�ساين‬ ‫�أوق� ��ات الأزم � ��ات واجل ��وائ ��ح‪ ،‬وي ��ؤك��د �أن‬ ‫�أن الدكتور العو�ضي يتحفظ على �أن يكون‬
‫واجب ًا ولي�س اختياري ًا كما يتوهم البع�ض‪.‬‬ ‫الإنفاق على الفقراء والعاطلني واملر�ضى‬ ‫مو�سم ًا �سنوي ًا للعطاء ثم يرتاجع عطاء‬
‫م ��ن ه �ن��ا ن �ن��ا� �ش��د امل �ي �� �س��وري��ن يف كل‬ ‫من غري القادرين والغارمني وغريهم من‬ ‫امل�سلمني اخل�يري بعد رم�ضان‪ ..‬ويقول‪:‬‬
‫ال �ب�لاد الإ��س�لام�ي��ة وغ�ير الإ��س�لام�ي��ة �أن‬ ‫�أ�صحاب احلاجات يجزل اهلل عليه العطاء‬ ‫حاجات الفقراء م�ستمرة وال تقت�صر على‬
‫يبادروا وي�ضاعفوا من عطائهم الإن�ساين‬ ‫�إذا ما حر�ص �صاحبه على امل�سارعة به‬ ‫�شهر واح ��د يف ال�سنة‪ ،‬ول��ذل��ك يجب �أن‬
‫واخل�يري‪ ،‬يف ظل الظروف ال�صعبة التي‬ ‫يف �أوق ��ات احل��اج��ة‪ ،‬ولي�س ه�ن��اك حاجة‬ ‫يتوا�صل العطاء يف كل ال�شهور‪ ،‬وال ب�أ�س‬
‫متر بها الب�شرية الآن‪ ،‬والتي تلقي بظالل‬ ‫�أكرث من حاجة امل�سلمني يف هذه الظروف‬ ‫�أن نتخذ من �شهر رم�ضان منا�سبة لإحياء‬
‫ق��امت��ة على ح�ي��اة كثري م��ن امل�سلمني يف‬ ‫ال�صعبة التي يعي�شها املاليني من الفقراء‬ ‫ف�ضيلة العطاء يف النفو�س‪ ،‬هذا �أمر جيد‪،‬‬
‫�أرجاء املعمورة‪.‬‬ ‫والعاطلني يف عاملنا الإ�سالمي‪.‬‬ ‫لكن العطاء اخلريي ينبغي �أن يتوا�صل و�أن‬

‫‪59‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪ ٥٤١‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬


‫واحة االقتصادي‬

‫التوفيق بين المعايير الشرعية والمهنية‬


‫في المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫ي�سعى النظام املايل الإ�سالمي بكل �أدوات��ه و�أ�س�سه وو�سائله �إىل حتقيق املقا�صد ال�شرعية‬
‫العليا؛ املتمثلة يف جلب امل�صالح ودرء املفا�سد‪ ،‬و�إقامة العدل والإح�سان‪ ،‬وحفظ احلقوق‪ ،‬ودفع‬
‫الظلم واال�ستغالل‪� ..‬إلخ‪.‬‬ ‫د‪ .‬كمال توفيق حطاب‬
‫ويحث الإ�سالم �أتباعه على الأخذ بكل ما هو نافع ومفيد‪ ،‬وما ي�ؤدي �إىل املحافظة على املقا�صد‬
‫ال�شرعية‪ ،‬عم ًال بقوله �صلى اهلل عليه و�سلم «‪�..‬أنتم �أعلم ب�أمر دنياكم» (الألباين‪ ،‬ت‪،1420‬‬
‫�صحيح اجلامع ‪� - 1488‬صحيح)‪ .‬فكل ما يزيد يف حتقيق امل�صالح ودرء املفا�سد من علوم‬
‫دنيوية‪ ،‬يجب الأخذ به‪ ،‬فاحلكمة �ضالة امل�ؤمن �أ َّنى وجدها فهو �أحق النا�س بها‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬ف�إن النظام الإ�سالمي يقبل كافة القواعد �أو املعايري الفنية واملهنية‬
‫التي تزيد يف الكفاءة واجلدارة‪ ،‬وحتفظ حقوق جميع الأطراف �أ�صحاب العالقة بال�صناعة‬
‫املالية الإ�سالمية‪ ،‬حيث يحث النظام الإ�سالمي �أتباعه على الإح�سان والإتقان والكفاءة‪،‬‬
‫واال�ستخدام الأم��ث��ل‪ ،‬وو�ضع الرجل املنا�سب يف املكان املنا�سب‪ ،‬وجتنب ال�ضرر والإت�لاف‬
‫واال�ستنزاف والتبديد والهدر ب�شكل ع��ام‪ .‬غري �أننا وجدنا �أن املعايري الفنية الدولية مل‬
‫حت�سب ح�ساب ًا لل�صناعة املالية الإ�سالمية‪ ،‬بل �إنها ُ�صممت ملراعاة البنوك وامل�ؤ�س�سات املالية‬
‫التقليدية التي تعتمد �سعر الفائدة كمعيار �أول لتخ�صي�ص الأموال وتخ�صي�ص املوارد ب�شكل‬
‫ع��ام‪ ،‬كما �أن هذه املعايري وج��دت من قبل ال��دول ال�صناعية الكربى‪ ،‬وبالتايل قد ال تكون‬
‫منا�سبة متام ًا لظروف البنوك وامل�ؤ�س�سات املالية يف ال��دول النامية‪ .‬ومع ذلك فقد وجدنا‬
‫�أن البنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية قد �أخذت باحتياطات �أ�شد من االحتياطات التي‬
‫تتطلبها معايري« بازل» �أو غريها من املعايري الدولية‪ ،‬نظر ًا لطبيعتها اخلا�صة التي ال تتعامل‬
‫بالوهم �أو الرهونات العقارية �أو البيع بالهام�ش �أو غريها من �أ�شكال املقامرات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كرثة اجلهات وامل�ؤ�س�سات الإ�سالمية املعنية باملعايري‪ ،‬والتي �أ�صدرت ع�شرات‬
‫املعايري‪ ،‬ف�إن هذه املعايري مل ت�ستطع �أن حتدد بو�ضوح وفق ًا ملعادالت قيا�سية حمددات الربا‬
‫املحرم يف الديون �أو البيوع‪ ،‬وال حمددات الغرر الفاح�ش �أو حمددات ال�شروط الفا�سدة �أو‬
‫حتى حمددات املحرمات‪.‬‬
‫�إن املواءمة �أو التوفيق بني ال�صناعة املالية التقليدية والإ�سالمية تقت�ضي �أخذ �أف�ضل ما يف‬
‫ال�صناعة املالية التقليدية من �أدوات و�أ�ساليب بعيدة عن الربا �أو املخالفات ال�شرعية‪ ،‬وعدم‬
‫التنازل عما تو�صلت �إليه ال�صناعة املالية الإ�سامية من �أدوات و�آليات خا�صة م�ستمدة من �أ�صول‬
‫املعامالت الفقهية وال�شرعية‪ ..‬وهذا يتطلب ال�سعي الدائم واحلثيث �إىل التطوير واملراجعة‬
‫واكت�ساب اخلربات ومواكبة التطورات والنظر �إىل ما تو�صل �إليه الآخرون من �أدوات نافعة‬
‫حمايدة بعيدة عن املخالفات ال�شرعية‪ ،‬وحماولة الأخذ بها �إذا كان يف ذلك م�صلحة حقيقية‬
‫لل�صناعة املالية الإ�سالمية‪.‬‬
‫�إن املعايري املهنية واملحا�سبية هي �أدوات فنية مهنية حمايدة ميكن اال�ستفادة منها عندما ال‬
‫تت�صادم مع مبادئ العدالة وامل�صلحة ال�شرعية‪ ،‬بل �إن الأخذ بها يعد واجب ًا حينئذ‪ ،‬فما ال‬
‫يتم الواجب �إال به فهو واجب‪ ،‬واحلكمة �ضالة امل�ؤمن �أ َّنى وجدها فهو �أحق النا�س بها‪� .‬أما‬
‫�إذا ت�ضمنت الظلم واال�ستغالل والإذعان واجل�شع‪ ،‬فال م�صلحة فيها ويجب تركها والبحث عن‬
‫غريها مما فيه م�صلحة وما يتوافق مع املقا�صد ال�شرعية العليا لل�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬

‫‪ ٥٤٢‬ةحفص • ‪ ٤١‬دلجملا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٨٦‬رمضان ‪14٤٢‬هـ ‪-‬أبريل ‪20٢١‬م‬ ‫‪60‬‬
‫زوروا موقع مجلة االقتصاد االسالمي على شبكة االنترنت‬

w w w. a l i q t i s a d a l i s l a m i . n e t

www.facebook.com/Aliqtisadmag @Aliqtisad
ECONOMIST OASIS

RECONCILING BETWEEN SHARIA &


PROFESSIONAL STANDARDS IN ISLAMIC
FINANCIAL INSTITUTIONS
DR. KAMAL
TAWFIQ HATTAB The Islamic financial system, with all its tools, peculiar nature which does not deal with
foundations and methods, seeks to achieve the delusion, mortgages, margin sales, or other
higher Shari’a objectives, represented by at- forms of gambling. Despite the large number
taining interests and warding off evil, while of Islamic bodies and institutions concerned
establishing justice, benevolence, and pre- with the standards –which are in tens, these
serving rights, and yet warding off injustice standards are unable to clearly define, based
and exploitation ... etc. on standards operating procedures, the deter-
Islam urges its followers to adopt all that is minants of forbidden interest in debts or sales,
beneficial and useful, and what may help to nor the determinants of excessive gharar, or
preserve the Shari’a objectives, in line with the determinants of voidable conditions or
the prophetic saying, pbuh, “You have bet- even the determinants of forbidden stuffs.
ter knowledge (of a technical skill) in the af- The harmonization or reconciliation be-
fairs of the world” [Al-Albani, d. 1420, Sahih tween traditional and Islamic financial indus-
Al-Jami 1488 - Sahih). Thus, all worldly sci- try requires taking the best tools and methods
ences which can boost the attainment of in- in the traditional financial industry that are
terests and warding off evil must therefore be free from usury or Sharia repugnance, with-
adopted. This is because “Wisdom is the lost out compromising on the special instruments
property of the believer, so wherever he finds and methods which the Islamic financial
it, then he is more worthy of it.” industry has successfully derived from the
Based on the foregoing, Islamic system ac- Shari’a and Fiqh principles of jurisprudential
cepts all technical and professional rules or transactions. This calls for continuous striv-
standards that increase efficiency, capacity, ing and efforts to develop, review, gain expe-
and preserves the rights of all parties involved rience, keep abreast of developments, look at
in the Islamic financial industry. The Islamic what others have come up with in terms of
system urges its followers to endeavor excel- useful and neutral tools that have no Sharia
lence, proficiency, efficiency, maximization, violations, and try to adopt them if there is a
and putting the right man in the right place, genuine interest for the Islamic financial in-
while avoiding harm, damage, attrition, waste dustry.
and wastage in general. Professional and accounting standards are
However, we found that international tech- neutral professional technical tools that can
nical standards do not account for the Islamic be employed when they do not contravene the
financial industry. Rather they are designed to principles of justice and legitimate interest. In
consider the traditional banks and financial fact, adopting them as such become impera-
institutions that count interest rate as first tive, given the Shari’a maxim saying “what
criterion for the allocation of funds and the holds an obligation to be fulfilled become it-
allocation of resources in general. Similarly, self an obligation”, and the Prophetic Hadith”
these standards are created by major indus- “Wisdom is the lost property of the believer, so
trial countries, and therefore may not be well wherever he finds it, then he is more worthy of
suited to the conditions of banks and financial it.” However, if they include injustice, exploi-
institutions in developing countries. Never- tation, subjugation and greed, then there is no
theless, we found that Islamic banks and fi- interest in it and thus must be abandoned and
nancial institutions have taken more precau- be replaced with something else that is useful
tions than those required under the “Basel” and compatible with the supreme objectives of
or other international standards, given their Islamic law.

16 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


from the remembrance of Allah and the Corona epidemic has imposed ad-
performance of prayer and giving of ditional suffering that requires more
Zakat; They fear a Day in which the bounty, and keenness to alleviate the
hearts and eyes will [fearfully] turn- suffering of those with limited in-
about. That Allah may reward them come. This is not the duty of individu-
[according to] the best of what they did als alone, and surely it is not solely the
and increase them from His bounty. duty of charitable institutions ...; rather
And Allah gives provision to whom He it is also the duty of governments, to
wills without account [i.e., limit]. }, [al- work towards easing the burden on
Noor, 37-38] Dr. Nabil Ghanayem: the limited income, and to facilitate
Dr. Al-Iwadi calls for spreading the Relieving the victims opportunities to get job that guarantee
culture of charitable giving among the
and catering for the the unemployed a decent life. The fun-
new generations of Muslims. To this, damental principle is to provide a job
he pointed out that today, perhaps affected fellows are a opportunity to every unemployed to
more than ever, we are in dire need common duty between work, produce and be an active mem-
to spread the culture of philanthropy
governments and ber of the society. However, when this
and reaffirm it among Muslim busi- member is unable to work, or to get a
nessmen. This is because governments wealthy people job opportunity, we must guarantee
- not only in Islamic countries –but in him and provide him with a decent life.
different countries of the world –are This humanitarian duty is something
no longer able alone to meet all the for which philanthropists must coop-
requirements of the destitute. Accord- rent circumstances in which the poor erate with governments on it, as it does
ingly, it is crucial that the citizens par- Muslims suffer greatly in various so- not make sense to be distracted from
ticipate in, each according to his abil- cieties, knowing that, we as Muslims basic duties, including helping every-
ity, in providing what he can to support are summoned by our religion to give, one who is unable to work.
these poor and low-income people in partly as an obligation, and partly as a He added that during the blessed
order to having the foundations for a voluntary deed driven by the generos- month of Ramadan, with many affect-
decent life. ity of our souls. ed by the epidemic, numerous busi-
Although Ramadan is the month of nesses disrupted, and the movement
generosity, kindness and bounty, and it A common obligation of life affected by precautionary mea-
is vital to exploit its atmosphere to in- Dr. Muhammad Nabil Ghanayim, a sures, the need for giving on those who
still and motivate the desire for giving professor of Islamic Shari›a at the Cai- can afford it doubles. The ordeal that
in the hearts of everyone, Dr. Al-Iwa- ro University, stressed the importance many families with limited income go
dhi reserves that it become an annual and preference of charitable giving at through has intensified, and the liveli-
season for giving, then the charitable times of crisis and pandemics. He as- hoods for many households have dried
giving of Muslims recedes after Ra- serted that spending to the poor, the up or deteriorated and as a result, hu-
madan. He noted that the needs of the unemployed, the sick among the vul- manitarian giving became a duty –not
poor are never-ending and not con- nerable, the debtors, and other needy a choice, as some people think.
fined to a month in a year, and there- people, will greatly be rewarded by Accordingly, we appeal to the
fore the giving must continue in all the Almighty should the giver rushes wealthy in all Islamic and non-Muslim
months. This said, he also believed that during times of difficulty. Today, there countries to take the initiative and
there is nothing wrong with making is no need more than the need of Mus- double their humanitarian and chari-
the month of Ramadan an occasion to lims in the ongoing difficult conditions table giving, in light of the difficult
revive the virtue of giving in the souls. being experienced by millions of poor circumstances that humanity is going
In fact, that is a good thing. Neverthe- and unemployed people in our Islamic through now, casting a dark shadow on
less, charitable giving should continue world. the lives of many Muslims around the
bigger and better, especially in the cur- He further noted that the spread of globe.

www.aliqtisadalislami.net 15
IN THE SPOTLIGHT

people, especially in poor developing Not to begging for granting


countries, with their already difficult, Dr. Rif›at Al-Iwadi, a professor of
need and hardship. This is the hard- economics at Al-Azhar University
ship which the Almighty described and a member of the Islamic Re-
the virtue of sponsoring those in need search Academy, refuses the begging
as He says: {But he has not broken for aid towards supporting those
through the difficult pass; And what affected by Corona in the Islamic
can make you know what is [breaking world. He noted that some of this
through] the difficult pass? It is the giving is imposed on Muslims via the
freeing of a slave; Or feeding on a day of Dr. Rif’at al-Iwadhi: obligation of Zakat, and others fall
severe hunger; An orphan of near rela- A Muslim must not wait for under the generosity of their souls,
tionship; Or a needy person in misery.},
begging to give help, while which is related to voluntary dona-
[al-Balad, 11-16] tion and charitable endowment. The
He added saying that the ordeals of the needy need support fact is that all kinds of imposed and
poverty and hardship have intensified throughout the year voluntary giving must be integrated
and hit strongly in recent times among to face the repercussions of the Co-
many people, including those with rona pandemic that casts its shadow
limited income, such as the sick, the over the whole world, especially our
elderly, and the handicapped. Many vast Islamic world. In Islamic societ-
of these have been temporary workers in most cases it would fall into provid- ies there are a large number of poor
whose job opportunities narrowed and ing relief to those in distressed need, and low-income people, and those
unemployment limited their condi- and its rewards in Ramadan are mul- who are financially able should not
tions. They also include many debtors tiplied manifolds. Now, let›s harry up leave these alone facing the hardship
whose businesses have failed or stag- and compete in good deeds during the of living. There are economic indi-
nated or lost their projects. Surely, all month of good deeds. It is better for us cators and social reports confirming
of them, by virtue of their need, fall in to make Ramadan a season for solidar- the rise in the number of the poor
the categories of Zakat payees, nay, en- ity in all sense of the term, by supply- and the unemployed in many Islamic
titled to charity, and their sufficiency ing the vulnerable with their needs countries, and there are tens of thou-
definitely needs to be supported by of food and medicine, and by paying sands of Muslim families who live in
donations and voluntary alms in kind unemployment benefits to the jobless shelter camps inside or outside their
and cash. Ramadan is an opportunity fellows who lack a source of halal live- homelands due to wars and conflicts
to make types of solidarity benefits in lihood or job opportunities. Let›s raise here and there. All of these are wait-
kind and cash. A good deed is reward- together the slogan «Ramadan is the ing for the bounty of the wealthy
ed ten times as much as seven hundred month of sponsorship and sufficiency.» Muslims –who are numerous, with
times, while in Ramadan it is extended the Grace of the Almighty.
massively. He further said that we look for-
In concluding his commentary, the ward to great bounty by the wealthy
Secretary General of the Council of Muslims to provide relief and rescue
Senior Scholars in Al-Azhar calls for for those affected by the Corona epi-
a conscious study of the aspects of demic and others. They should take
need, want and poverty in our societ- the initiative to do so without being
ies, as well as a conscious study of the asked to give in charity. Every Muslim
mechanism of sufficiency of the needy, whom the Almighty has blessed with
especially in Ramadan. He said that abundant wealth should be an example
providing for the needy amid the Co- to others, and should be among those
rona pandemic and its consequences whom God has said. {[Are] men whom
is very necessary. This is true because neither commerce nor sale distracts

14 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


calamities contain within them ben- spending during this period by dou-
efits. It was narrated that Aisha, pbuh, bling the reward for it exponentially.
that she asked the holy Prophet, pbuh, Even the holy Prophet, pbuh, used to
about plague, and the holy Apostle, be an angle-like in Ramadan as this
pbuh, informed her saying, «Plague month is a season for good deeds and
was a punishment which Allah used doubling the reward for obedience.
to send on whom He wished, but Al- That is also because, in addition to
lah made it a blessing for the believers. the foregoing, it is a month for fasting
None (among the believers) remains from the worldly desires, in a manner
patient in a land in which plague has Dr. Hassan al-Sagheer : that the rich feel the need of the poor
broken out and considers that nothing Islamic law who lack the basic necessities of life
will befall him except what Allah has
recommends spending throughout the year. On the authority
ordained for him, but that Allah will of Abdullah bin Abbas: «The Prophet
grant him a reward similar to that of on the destitute and was the most generous amongst the
a martyr.» [Al-Bukhari, Kitab al-Tibb, needy at times of people, and he used to be more so in
Chapter of the reward of the Saber in
pandemics and crises the month of Ramadan when Gabriel
the plague 10/203] visited him, and Gabriel used to meet
him on every night of Ramadan till the
The month of sponsorship end of the month. The Prophet used to
and sufficiency recite the Holy Qur›an to Gabriel, and
Dr. Hassan Al-Sagheer, Professor of acteristics, and a vital feature. For in- when Gabriel met him, he used to be
Islamic Sharia and Secretary General stance, Zakat, with its eight special more generous than a fast wind (which
of the Council of Senior Scholars, and allocations, which can be paraphrased causes rain and welfare)». [Sahih Al-
President of Al-Azhar Academy for the as social solidarity between the payers Bukhari 1902]; Hence, people are more
Qualification of Imams and Preachers and payees, is a key amongst its pillars, active in doing good deeds during the
of the Islamic World, stresses the need and that voluntary alms and charitable month of Ramadan than in other peri-
for those who are financially able to dis- donations, especially to the destitute od, as was customary and well-known,
charge their religious and humanitar- and vulnerable, by the well-known be- to the extent that Ramadan is named
ian duties towards the poor and needy nevolent and charitable endeavors, are the month of goodness and blessing.
people at all times. This is especially a great virtue among its beautiful vir-
crucial at the current circumstances tues. Add to these the many obligatory The virtue of giving during crisis
amid the need of the exceptional con- means of payment, apart from Zakat, Dr. Hassan Al-Sagheer explains that
ditions caused by the Corona pandem- such as relief for those in need among despite experiencing more good deeds
ic and the urgent difficulty imposed on desperate and vulnerable, and the oth- and acts of righteousness and obedi-
the poor, and the unemployment and er areas of Shari›a-driven financial ob- ence during Ramadan every year, as a
distress that have been produced. He ligations, such as vows and penances, reality we live in, this year and in the
said that one of the aspects of genius all of which fall under the category of current circumstances this is more ob-
in Islamic law is that when it urges to social solidarity between the have and vious. We must remind people about
expedite good deeds and do righteous the have-not. the virtue of solidarity between the
acts, and endues them, it also varies the In order to stimulate and perpetuate rich and the poor, the destitute, the
means of inducement and motivation the process of social solidarity, Islam needy, low-income, unemployed, and
in a way that ensures the reconstruc- singled out some times throughout the other needy people. The successive
tion of time and space by competing to year by increasing the amount of good waves of Corona in various parts have
do the lasting good deeds. deeds, especially harrying in alms giv- left a storm of stagnation, depression,
He further said that every Muslim ing and acts of righteousness. This is lack of production, scarcity of jobs,
must know that sustainable social the case in the holy month of Rama- and rising unemployment rates, all of
solidarity in Islam is one of its char- dan where the Sharia works to boost which hit the vast majority of the

www.aliqtisadalislami.net 13
IN THE SPOTLIGHT

tarian and charitable giving must aug- All countries try by all means to use kind is confused in detailing every-
ment. Some of this giving is Shari›a- whatever they can to reduce the risk thing related to this virus, and what are
imposed, namely Zakat, which is not of this epidemic. As we belong to the its causes? How does it spread among
optional and does not depend on the final Islamic Ummah whose constitu- people? What is the appropriate treat-
goodness of the giver; rather it is a tion came down from the heaven, in ment for it? Everyone strives, and
compulsory by the text of the Noble which everything is detailed, and we there are no certain facts except what
Qur’an, as Allah ordained it towards possess in our hands the Sunnah of is known by the Almighty. We also
purifying the wealth and cleansing the Seal of the Prophets, pbuh, who have to review our behavior, especially
the souls from miserliness. To this, Al- does not speak out of whims, and given as it snatches people from our hands.
lah says: {Take, [O Muhammad], from that our orthodox ancestors have ad- But, with our knowledge that death is
their wealth a charity by which you pu- dressed all matters and things without real, the wise people are supposed to
rify them and cause them increase, and fail, we then do have a clear approach be reconciled with God as well as with
invoke [Allah›s blessings] upon them. and roadmap in dealing with these cri- people. That does not mean we should
Indeed, your invocations are reassur- ses and pandemics. The Muslim who wait for death, for a Muslim is required
ance for them. And Allah is Hearing has a true faith and belief should deal by his faith to take all means, and then
and Knowing.}, [al-Tawbah, 103] with these crises in a manner consis- to trust in God, and to hedge and do all
Dr. Showman calls for the need of tent with the law of God, drawing on what he can to survive.
charitable societies and foundations to this from the Book of God and the Sun- The former Al-Azhar undersecre-
revitalize their endeavors to solve the nah of His Prophet, pbuh. Therefore, tary stressed that this pandemic is not
problems of the poor and needy fel- we must take all means of prevention a pure evil. Rather, it contains a lot of
lows in our Islamic countries amid the and protection as prevention is better good things within it, including reflec-
new circumstances, and the mount- than cure. We should not waste more tion and learning, correcting the path
ing needs of the poor Muslims ... He time and effort looking into the causes of the creation with their Creator. It
said that we observe the retreat of the of this pandemic, and whether it is a also includes solidifying the meaning
charitable efforts of some societies and calamity or a human plot, as some peo- of the power of God Almighty. This
foundations working in this field, at a ple are preoccupied with this. Rather, disease, which is not visible, has con-
time we are waiting for them to double what we have to do is to see how to fused the world. This is a sign of the
their endeavors and provide for the benefit from this affliction with faith power of the Almighty. So, o people of
needs of poor households. Obviously, and accepting the power of God. Man- sight, do consider this, and know that
what governments provide in terms of
financial and in-kind support does not
alone meet the needs of the poor. This
is especially true as we all know the
size of the problems and crises caused
by the pandemic to the treasuries of
states, and the additional hardship it
has caused to the poor and low-income
fellows.

What is required from Muslims


On what measures Muslims should
take to reduce the risk of the Corona
pandemic while they keep working and
making their livelihoods, Dr. Showman
said that we all know that Corona is a
deadly virus, and world›s calculations
are still confused in dealing with it.

12 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


holy Messenger, pbuh, said: «Spend and money with patience and submis-
(on charity), O son of Adam, and I sion to the Almighty.
shall spend on you.» [Al-Bukhari, and Dr. Ahmed Omar Hashem advises all
Muslim]. It means that spending for Muslims, as they prepare for this great
the sake of Allah brings back abundant month, to fulfill the commandments of
livelihood and blessings to the giver. the Messenger of God, pbuh, in order
Dr. Hashem further explains that to reap the fruits of the month of Ra-
spending on those with needs is one madan, and their worship and obedi-
of the most important deeds that boost ence to reach the ultimate goals. Their
the credit of good deeds and provide Mr. Abbas Showman: acts of worship and deeds should not
for the faithful spenders the means for Harry to discharge Zakat be reduced to formal rituals, thus
entering the paradise in the Hereafter, empting Ramadan from its many
and your alms to help
and at the same time granting them a blessing, and divert the fasting from its
reward in this world, represented by those affected by the true objectives.
blessing in their livelihood and bounty. pandemic
Allah the Almighty made it very clear Compound bounty
that good deeds broadly speaking have Dr. Abbas Showman, professor of Is-
the reward of acts of worship, and may lamic law and former undersecretary
outperform them in the case of Mus- of Al-Azhar, stresses the need of the
lims› urgent need. They may also result Baqarah, 272], and also said: {Who is it poor Muslims and needy fellows for
in pleasing Allah the Almighty. Giving that would loan Allah a goodly loan so more and more giving from benevolent
in charity is also one of the most im- He may multiply it for him many times people amid the difficult living condi-
portant things that God has prescribed over? And it is Allah who withholds tions caused by the Corona pandemic
for Muslims and commanded them to and grants abundance, and to Him you on the poor, and the unemployment
do and to spend what He entrusted will be returned.}, [al-Baqarah, 245] caused to hundreds of thousands of
them with in order to purify of their youngsters. He highlighted that chari-
souls, cleanse their morals and aug- Optimism and confidence table giving to Muslims must continue
ment their wealth. To this, He said: Dr. Hashem addresses the masses of in all circumstances and conditions in
{O you who have believed, bow and Muslims everywhere with the advent order to meet the needs of the poor,
prostrate and worship your Lord and of the month of Ramadan, saying that needy, and the debtors, and others who
do good – that you may succeed.}, [al- all humanity is living in difficult condi- are mentioned in the Quranic verse of
Hajj, 77] Thus, spending for the sake tions due to the Corona epidemic, and those who are entitled to Zakat {Zakah
of God is not optional; rather it is the many people have lost their loved ones, expenditures are only for the poor and
imposition of a duty through an order and livelihoods have become hard for for the needy and for those employed
of the holy Quran, as He said: {Believe a large numbers of fellows. Neverthe- for it and for bringing hearts together
in Allah and His Messenger and spend less, we must be patient and certain [for Islam] and for freeing captives [or
out of that in which He has made you that what we go through is a trial from slaves] and for those in debt and for the
successive inheritors. For those who the Creator, Glory be to Him. There- cause of Allah and for the [stranded]
have believed among you and spent, fore, we must face it with patience and traveler …}, [al-Tawbah, 60] Nay, this
there will be a great reward.}, [al- contentment, and strive hard to reduce giving should double with the advent
Hadid, 7]. The Almighty also promised the losses and repercussions. Hence, of the blessed month of Ramadan –the
those who do good to fulfill their works my advice to all Muslims everywhere month of generosity and bounty.
and multiply them manifolds at a time is to welcome the month of goodness He further said that in light of the
when they will be mostly in need of and blessing with more optimism and very difficult living conditions expe-
that, as He said: {And whatever you confidence in the support of God to rienced by the destitute in our world,
spend of good – it will be fully repaid to those who are patient and struggling and the disruption of many workers
you, and you will not be wronged.}, [al- and meeting the trials in their family and business owners, the humani-

www.aliqtisadalislami.net 11
IN THE SPOTLIGHT

difficulty of providing food security for responsible for its people, and it must
many of them, and the lack of care and provide them from Bait al-Mal –rep-
essential health services for both treat- resented today by the public Treasury
ment and prevention. All of these mean –with what can help them maintain-
that wealthy people and entrepreneurs ing their life. However, as the burdens
should have a role in the confrontation. are now too heavy for many countries
with limited resources, the rich should
Ramadan charities be active in humanity benevolence as
and bounties ordained by Islam. With the grace of
Dr. Ahmed Omar Hashem, a member Dr. Ahmed O. Hashim: Allah, we do have Shari›a instruments
of the Council of Senior Scholars at Al- Ramadan is the month that can help us doing so, represented
Azhar Al-Sharif, held that the month notably by discharging the obligatory
of generosity and bounty
of Ramadan is but all giving, blessings Zakat –which can fulfill the needs
and divine bounties, whether in the era ... We are waiting for a of the current and renewed needs of
of Corona and its negative economic, real race to sponsor and Muslims, if we just commit ourselves
social and humanitarian impacts, or in
help the poor to paying it as our religion ordains us.
normal circumstances where Muslims We also have voluntary alms –which
live in stability without crises or pan- is a wider platform where benevolent
demics. He said that Ramadan boun- people always approach –those people
ties, grants and blessings should be en- whose hearts have been enlightened,
joyed by all the poor Muslims and the nior Scholars at Al-Azhar affirms that knowing that money is the wealth
needy fellows, wherever they are, and inviting the affluent in our Islamic of God, and that He, glory be to Him,
whatever their needs. Muslims –with world to double their charitable giv- has entrusted the wealthy to spend
the grace of the Almighty –possess ing, especially in Ramadan, does not it, when that become a must, and in
many blessings and bounties that can exempt governments from carrying order to bring wealth and blessing to
enable them to cater for the needs of out their duties towards those affected, the giver. To this, the Almighty says:
vulnerable people and restore security and those who lack someone to ca- {But whatever thing you spend [in His
to the souls of all the afflicted fellows ter for them and enable them having cause] – He will compensate it; and He
in our large Islamic world. a decent life, or those whose incomes is the best of providers.»}, [Saba, 39].
He added that we know that the loss- have been affected as a result of losing Also, in the authority of Abu Hurairah,
es suffered by humanity as a result of their jobs. A state –any state –is legally may Allah be pleased with him, the
the spread of the Corona epidemic are
very large, and exceed the capabilities
of the world›s richest and economi-
cally stable countries. Then, what is
to say about Islamic countries that al-
ready suffer from economic problems
and have a long legacy of economic
crises! Therefore, the affluent people
in our countries must put their hands
in the hands of governments, and pro-
vide good initiatives to help the victims
of «Corona», who are many, as they cry
for someone to help them maintaining
a stable life and overcome the ordeal
they go through.
The member of the Council of Se-

10 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


Ongoing economic its economic impacts. The economies
repercussions of different countries were greatly af-
The repercussions of the spread of the fected, and the amount of money spent
«Covid-19» epidemic are still going on these repercussions is tremendous,
on in various countries of the world which are on the rise day-by-day. This
despite the start of the vaccination is especially true since the costs of pro-
against the pandemic in many coun- viding the vaccine are unbearable. In
tries. A recent report by the World the face of these implications, charita-
Bank indicates that the economic im- ble institutions and benevolent efforts
pacts are still holding in different states Dr. Musafa Badrah: should have a role in the fight against
of the world, rich and poor, and the ris- The repercussions these repercussions. There are wealthy
ing rates of poverty in the developing people in many countries of the world
of the epidemic are
world, including Islamic countries are who have a pivotal role in the health
real. Within one year of the outbreak mounting, and the and economic confrontation of this
of the pandemic, the poor and vulner- duty of the rich is to pandemic. The rich in our countries
able states were the most affected by
help governments should have a tangible role in provid-
the Corona pandemic, and the num- ing protective vaccines against this
ber of poor people in these countries in supporting those deadly epidemic.
increased at varying rates ranging be- affected He went on saying that there is a
tween 15 and 38%. In addition, many moral obligation on the rich in such
of these people lost their jobs, and as crises and pandemics, as businessmen
a result, unemployment rates went in the world are competing in this race.
up within low-income groups at rates In our Arab world, there are honorable
ranging between 25 and 40%, which number of the poor, the unemployed models in this arena. However, we look
foresee hard living conditions for these and the debtors .. And despite the eco- forward to a greater awareness of this
segments. nomic offers and grants provided by human and social responsibility, as the
These economic implications caused many countries to the poor and the Treasuries of states have been exhaust-
by the Corona pandemic have ampli- unemployed since the spread of the ed in curbing the economic effects of
fied the demand for borrowing from pandemic, the living situation in Is- the pandemic, and therefore should be
the International Development Asso- lamic and Arab countries is exacerbat- given a helping hand.
ciation of the World Bank, as stated by ing. This calls for national endeavors Dr. Badra points out that there are
the Bank. This is what has prompted and effective contributions to alleviate several international economic reports
it to double its efforts during the out- the severity of the economic crisis and that have monitored the mounting
break of the pandemic by injecting provide aid to those affected by the re- number of the poor in many societ-
financial resources and accelerating percussions of the dangerous outbreak ies during the second half of 2020 as
access of the seventy-four countries to of the epidemic. a result of the outbreak of the Corona
these funds that are eligible to borrow, pandemic, ranging between 119 and
and to expedite in providing about half The awful economic reality 124 million. This has prompted many
of the $82 billion allocated to run the The economic expert, Dr. Mostafa states to borrow from international
nineteenth operation to replenish the Badra, professor of investment and fi- and regional institutions to fulfill some
institution’s resources. nance at the Cairo University, noted of the requirements of their people.
In the Islamic and Arab worlds, eco- that the Corona epidemic has imposed These economic reports also moni-
nomic and social studies show a rise in a difficult economic reality in all coun- tored millions of workers losing their
the problem of poverty in Islamic and tries of the world, at their various eco- jobs as well as their incomes in whole
Arab countries as a result of the disrup- nomic levels and classification. This or in part, making it increasingly dif-
tion of their work, and the lack of sav- situation became more difficult with ficult for them to obtain the basic ne-
ings, which contributed to the rising the continuation of the pandemic and cessities for life. This is beside the

www.aliqtisadalislami.net 9
IN THE SPOTLIGHT

With the advent of the blessed month of Ramadan ... and the ongoing "Covid-19"

POOR MUSLIMS NEED THE BASIC


NECESSITIES OF LIFE

The month of benevolence and blessing has entered …; the month of giving and ensuring human as well as social solidarity
among Muslims –the rich and the poor –everywhere on earth.
The blessed month of Ramadan arrived while a number of Muslims in many societies are still going through the
repercussions of the Corona epidemic that haunts the peoples of the world, and harms the poor and low-income people
more than others. The poverty and unemployment rates have gone up in varying degrees in many Muslim societies, and
statistics show a rising number of debtors due to the disruption of their business and their failure to fulfill their financial
obligations.
These difficult living conditions being experienced by millions of poor and low-income people in the Islamic world
should induce the able Muslims in all societies to revitalize the Islamic solidarity and embody its unique model in our
contemporary life.
“Al-Iqtisad al-Islami” met with a number of senior scholars and professors of Islamic law asking them about the duties
of the affluent Muslims towards the poor and those with limited income in these difficult living conditions .. and how to
rejuvenate social solidarity highly urged by Islam in Ramadan as a unique model in the humanitarian bounty by the rich
as intended by our glory Sharia? What is the virtue of providing relief to debtors and relieving their distress during these
blessed days? Is the giving of the rich to the poor during Ramadan confined solely to providing foodstuffs?
Below is the summary of what they said and advised:

BY BASSYUNI AL-HULWANI –CAIRO:

8 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


crucible of Islam, and thus their civiliza- noble prophetic hadiths have greatly at-
tion was reproduced with the character tended good deeds related to knowledge
of Islam and stamped with its seal, with and faith. It elaborated on status and
the exception of the new contributions Islam puts great importance in the worldly life, and its
that they created which were not there reward in the Hereafter, and its weight
before, and hence Europe caught up weight on labor on the Day of Judgment. Deeds aren’t
with it to build on it, likewise, its modern considered goods without useful and
and contemporary renaissance. and production, sound knowledge. Faith in its essence
If we move to the global reality as of is a combination of knowledge and ac-
now, we will find that the principle of counting it among tion, and the Islamic religion enjoins
the universality of knowledge, which Is- knowledge for the sake of good deeds
lam and its civilization called for, is still a
the values of
​​ civilized for the two words –this life and the
central element in the research and de- Hereafter. The holy Messenger, pbuh,
velopment strategies that the developed
advancement was the model and example in that. This
countries adopt, or those seeking prog- is because work and struggling in life, to
ress with determination and unwaver- earn one›s livelihood and earn Halal is a
ing will. This is what the Japanese re- religious requirement. He used to take
naissance did in the phase that followed field of knowledge manufacturing, so pride in work by saying: «Every Prophet
the defeat of Japan during the Second that they do not miss the locomotive of has tended sheep». He was asked: «And
World War, when it sought science and the age of information and telecommu- did you?» He replied, «Yes, I tended
technology in every place on earth, and nication as they miss the era of nuclear them for a few carats for the Makkans.»
then obtain it, digest it and employ it in energy and space. [Fathul-Bari Sharh Sahih Al-Bukhari,
an amazing way. This is also what India Kitab Al-Ijarah, 4/441]
did when it extended the scientific re- Decline in the value of laboring Islam has guaranteed the right of ev-
search bridges between it and the world, There are studies and statistics ery individual to perform the work that
which boosted its many outstanding monitoring the decline in the value of is commensurate with his capacity and
achievements in the arms industry, then work and the poor production in our ability. Work, in addition to its financial
the brilliant Indian outshine in the field countries ... How dangerous is this for economic value in life, is an affirmation
of computer and information technol- the current and future of the Ummah? of human presence itself. To this, Allah
ogy, especially the software industry. There is no future for any nation that says: {And say, «Do [as you will], for Al-
Perhaps one of the most important does not respect the value of work and lah will see your deeds, and [so will] His
reasons for the backwardness of our produces its food, medicinal, clothing Messenger and the believers.}, [al-Taw-
Islamic nation in recent ages is that it and consumer needs in general, and ex- bah, 105] This noble verse on its gener-
abandoned the Islamic principle of uni- ports its surplus to societies that need it. ality affirms that the work of man is not
versality of knowledge, and perhaps re- Indeed, there are studies that monitor evaluated in the Hereafter only, but also
sisted it under the pretext of preserving the decline in public employee rates in in the worldly life as well. The conjunc-
the identity. This led to a significant de- our Arab world, and the data of these tion of sighting with the assessment by
terioration in its educational institutions studies tell shameful stories; How can the Almighty, the Messenger and the be-
and research centers, which made these an employee who gets his salary from lievers indicates having worldly evalu-
institutions and centers stagnant enti- the state along with incentives, allow- ation. This is how the Divine words as-
ties that produce education based on ances and grants, evade work and fail to sociates work to life with a strong bond,
quantity, without the quality. As a result, perform his job duties with all means? and affirmed that the Almighty will see
it detached itself from the global knowl- Islam has attached great importance the work of each one of us. This work
edge movement. It is hoped that Islamic to work and worker productivity as will be seen also by the holy Prophet,
countries will restore their ancient glory one of the effective values ​​of civilized pbuh, as well as by the believers, and
by eliminating this knowledge isolation progress in this life and the afterlife. the reward for this work will be in this
and tape into everything emerging in the The verses of the Noble Qur’an and the world and in the Afterlife.

www.aliqtisadalislami.net 7
INTERVIEW

achieve scientific and technical superi- found, just as it is the duty of all nations
ority in superior disciplines, on the basis to contribute to the development of sci-
of skill and mastery, if it is really serious ence, and to produce knowledge and the
on entering the scientific race that brings We must appreciate making of progress and civility, in order
scientific and cultural gains, as well as that the march of knowledge and civili-
economic, with an effective instrument the endeavor zation continues, God willing!
to realize the well-being of its people.
of specialists Conscious civilization
Islam and the universality of How did our Islamic civilization
knowledge and boycott deal with the principle of the «uni-
Does Islam place restrictions on versality of knowledge» and why did
scientific research? –in other words:
indiscrimination the civilization stagnation hit our
Are there useful sciences that must Islamic world, and other nations set
be eagerly acquired, and harmful sci- out to realize scientific accomplish-
ences that must be avoided? ments and economic gains?
There is no such a thing like «useful 5536 –with his wording; Ibn Majah: 250; The civilization of Islam embodied
knowledge» and «harmful knowledge». Ahmad: 8469]. The criterion here for the true meaning of the universality of
Knowledge is a tool that can be used usefulness –in the Islamic perspective knowledge, when it opened up to the
for good as well as for bad. Islam urges –is not the criterion of personal inter- neighboring worlds, and proved that
a Muslim to acquire all sciences and est (maneuvering) as found in the prag- human culture has multiple resources
knowledge. As a result of his benevolent matic philosophy prevailing in the West; between East and West, nourishing each
nature and the teachings and ethics of rather it is for the benefit of the entire other, without setting up impenetrable
his religion, a Muslim will channel all society, the people and for the fulfill- barriers between them that do not allow
sciences and knowledge towards serv- ment of religious requirements. contact or exchange, thus preserving
ing mankind. This is the act of a Mus- The repeated urge of Islam in the the fruitful tree of science and knowl-
lim in various sciences and knowledge. Noble Qur’an and the Prophetic Sunnah edge, with rich and abundant fruits.
Scientific research aims at revealing to seek useful knowledge has made it an That is because amid the noble prin-
the faithful and civilizational goals of obligatory duty on Muslims. Similarly, ciples which Islam introduced to deal
Islam and promoting life on earth for Islam urges the search for the truth, with non-Muslims, the message of Islam
the betterment of mankind at all times counting that wisdom is a lost property spread throughout the earth, and Islam-
and places. The Holy Qur’an with its of the believer who should rightly take ic civilization flourished in its material
first verses revealed, in the first section it wherever he found it. This also car- aspects, as a result of facing the cultures
of it, and with many of its other verses, ries the meaning of the universality of of the Greeks, Romans, Persians, Indians
emphasis the universality of knowledge, knowledge in Islam, be it in terms of and others. Muslims became acquainted
urging mankind to constantly augment source, or in terms of the subject mat- with the sciences of many nations, apart
it. It directs him through a faith-moti- ter –which is everything that God cre- from their religion. They gained exten-
vated orientation to pursue it by reading, ated in this universe. Hence the differ- sive experience in various industrial,
researching, teaching and documenting, ent sciences and knowledge that have commercial, agricultural, urbanization,
provided that it is useful knowledge grown and developed throughout the scientific, and artistic fields, and then
and useful science. The holy Messen- course of human civilization should be translated into Arabic all that they knew
ger, pbuh, used to seek refuge with Al- dealt with at any stage they reach as a of the legacy of the ancients. Through
lah from four things, saying: «O Allah, I common property of mankind, and that this, the Arabic also proved its universal-
seek refuge with You from knowledge it is the right of all nations, regardless of ity and suitability to be the language of
that is of no benefit, from a supplication their races, colors and cultures to enjoy the worlds, and that Islam is suitable to
that is not heard, from a heart that does the benefits of civilizational prosperity be the religion for the worlds. Muslims
not fear (You) and from a soul that is not in any age, and to obtain new knowledge also rehearsed all these knowledge that
satisfied].» [Abu Dawud: 1548; Al-Nasai: from its various meanings wherever it is they took and benefited from within the

6 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


research and technological progress with the sayings in the book (abstrac-
with an economic mentality, like the tion): “Never experiment or work until
West does. All developed countries em- you learn.” Here, Jabir –like other schol-
ploy their scientific capabilities along We should feel ars of Islamic civilization –expresses an
with the endeavors of their researchers important characteristic of the Islamic
and hundreds of billions of their money the havoc of approach of merging between thought
to yield the double. Every dollar spent and work, or knowledge and its applica-
on scientific research and technological withdrawing from tion, without fission that demolishes the
progress comes with five dollar, and on inclusive role of the relationship that is
the long term they gain more than ten the global scientific, based on skill and excellence.
dollars ... The West does not develop its
research centers for the sake of the sci- technological and Tackling the deficiency
entific race only, but it also does so in or- Do you think that the fields of work
der to reap huge profits as a result. industrial race and production in our Arab world
That is why we in the Islamic world lack proper knowledge and useful ex-
have to deal with science and scientific perience?
research with an economic mentality ... It may not be generalized, as there are
We must benefit from the experiences of ing science system, which eventually many productive institutions in various
the West and its scientific and research introduces inventions and innovations fields that are based on sound science,
structure. The scientifically and techni- capable of preventive deterrence when where their workers strive to develop
cally advanced countries have adopted necessary. Studies on the future outlook and improve, and achieve good results.
an integrated system for research and confirm that science and technology are But, some of our productive, and rather
development in various fields, believ- what constitute, now and in the future, scientific, institutions have messiness,
ing that the only way to preserve their the competitiveness of countries and re- and therefore good production retreated
strength and ensure the well-being of gional coalitions. and fraud spread. Sadly, this «disarray»
their people is by achieving scientific In the Islamic world, we have to feel has become a feature of many scientific
and technical superiority in the arena of the danger of leaving the global scien- researches that have been debilitated by
global competition. Nations do not pros- tific, technological and industrial race the weakness of the new generations of
per unless they hold firmly that their in various fields. We must teach our researchers. Now, we do not have a way
national security is linked to their abil- students and researchers that the path to real scientific competition without
ity to indigenize the cutting-edge scien- to scientific and technical excellence tackling all the defects in scientific re-
tific disciplines and the advanced mi- requires not just science and its applica- search, restoring scientific values ​​in all
cro-technologies. That is because living tion, but rather profound understanding our scientific entities. This is besides
standards in any society depend on sci- of science first, then the skill in using it respecting the endeavors of specialists,
ence and its technologies. The widening and applying it. Our ancestors among and obscuring the road to «messy-peo-
gap in economy and influence between the scholars of Islamic civilization were ple», who are plenty in our contempo-
the nations of the North and those of the well-aware of this basic rule for building rary societies.
South is in fact a scientific and technical man and developing societies. Accord- We should believe that the skillful
gap in the first place, termed by some ingly, they understood the nature of the performance in any field depends on the
people as «digital gap», and by others as mutual relationship between thought content of knowledge. It is dangerous
a «knowledge gap» between those who and action, or theory and practice, and at for technical prowess to be substituted
know and work, and those who do not the same time knew the importance of with superficial proficiency and the
know and do not work. All the forms of mastering and excelling in both of them. sort that is not supported with science
the ongoing conflicts in different parts of Jabir bin Hayyan, for instance, believed or knowledge. We must apprehend that
the world can only be resolved primarily that knowledge and prior knowledge this messiness is very harmful presently
by technical excellence stemming from are among the key requisites for the suc- and in our future.
advanced research in the command- cess of an experiment. He is well-known Our Islamic nation is required to

www.aliqtisadalislami.net 5
INTERVIEW

nin», which is responsible for the regu- the due attention it deserves. We must
larity of the basic rhythm of the life of spend on it to enable us benefiting from
each organ, each tissue, and each cell in it in changing our status-quo and chart-
the body, so that all of them remain com- “Corona” is one of ing the path of our future.
patible and working together in integra- We should make good of our scien-
tion and harmony. the signs of Allah tists and senior researchers who work
Also, it has been observed that fasting in Western research centers, as the Co-
maintains levels of melatonin secretion in the universe, rona virus has revealed that medical and
over the long years of life as they were in scientific research centers in the West
youth, which may partly explain the re- and we must learn are full of Arab competencies, and these
lationship of fasting with delayed aging, competencies serve the West in their
a relationship indicated by hundreds of lessons from these everyday advancement. We must ben-
experiments conducted on laboratory efit from them in creating a scientific
animals, and dozens of studies that in- pandemics research environment that will add to
cluded great centenarians in the world. the international efforts in combating
That is how science reveals important epidemics and dangerous diseases, and
facts which uncover the Divine wisdom to provide protection for Muslim popu-
behind the legislation of fasting. have resistance and remedy. We should lations against diseases and epidemics
supplicate to Allah the Creator for help as much as possible. Our religion urges
How to learn from the crisis? –not to doctors, as the Corona virus has us to make good of every useful science,
How do you perceive the «Covid-19» revealed the reality of the developed and to make use of all available scien-
epidemic and the human and finan- world which has often fooled us with its tific and financial capabilities to prevent
cial losses it caused to the world? sciences and refined achievements. dangerous diseases and epidemics, with
What are the lessons learned from it But, given all these facts, we must real- full faith and recognition that all of these
for the current state of Muslims and ize that this epidemic, just as it revealed are the fate determined by Allah the Al-
their future? the advanced world’s ignorance of many mighty. We must defend the fate deter-
The rise and spread of this danger- things in the great universe in which we mined by Allah in infection with the fate
ous epidemic and the failure of scien- live, it too revealed our own weakness, determined by Him in treatment.
tists and leading doctors in the world ignorance and flaws. We, Muslims are
to fight it is a sign of the Almighty in an integral part of the world, and we do Science is an investment in-
His universe. No one could escape it, have the scientific competencies avail- strument
neither people, nor states, nor the se- able abundantly in all research centers Despite the great economic losses
nior officials, nor doctors, nor even the in the West. Yet, we had no clear con- caused to the West due to the spread
virologists. Everyone is affected, and tributions, neither in the means of pro- of the epidemic, many research cen-
due to affliction, the rich and the poor, tection against the virus, or in treating ters and companies manufacturing
doctors and ordinary people die. It re- those whom God decreed to be infected medicines, vaccines and health pro-
inforces the Quranic verse in which the with, or in manufacturing the vaccines tection tools there have made great
Almighty says: {but over every possessor that protect at a certain percentage of it. gains from the spread of the epidemic
of knowledge is one [more] knowing.}, The Corona epidemic has revealed .. Why do not we – the Muslims - have
[Yusuf, 76] This epidemic is supposed to the failure of the Islamic world to pur- research centers and similar compa-
alert us all, Muslims and non-Muslims, sue the West in scientific research, and nies that produce for us our needs
that we live in a world most of which is to contribute a fair share in protecting and then export the surplus to the
still unknown to us, and whenever we Islamic populations from dangerous outside world, especially since we
know something, we discover that we epidemic diseases. This is a reality that have the funds and the necessary
are ignorant of a lot of things. we should recognize and work to rem- competencies for that?
Therefore, we Muslims must repent edy our shortcomings in the future, and This is what we always emphasize,
honestly and leave no stone unturned to give scientific research in various fields namely the need to deal with scientific

4 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


The benefits of fasting efits of fasting is what we find in activat-
We enter in the atmosphere of the ing the chemical and biological reactions
blessed month of Ramadan ... We that take place inside the body while
want you to tell us briefly about the Fasting helps to one is hungry or fasting. The body of a
health and psychological benefits of living being in a state of fasting begins to
fasting through the lenses of research regenerate and consume the foodstuffs stored within it
of scientists and doctors, especially as ... and when the stock of food comes to
some ignorant people claim that fast- revitalize body tissues, end, the proteins that make up the vari-
ing makes a person weak and emaci- ous body organs begin –including the
ated ?! especially the glandular liver and muscles –to moving and loos-
All acts of worship prescribed by Islam ening. If fasting is for a limited period of
have spiritual and physical benefits and ones time without exceeding the reasonable
paybacks that accrue to those who per- limit, as is the case of fasting Ramadan,
form them honestly and sincerely. One then this loosening in the proteins of
of these obligations that accrue to man the body parts makes them more ca-
with many gains is fasting, to which Al- riod of optional fasting –no matter the pable of regeneration and regaining its
lah the Almighty {O you who have be- abundant food available around them. youngness and vitality. It then follows
lieved, decreed upon you is fasting as it Scholars have noticed that these crea- that fasting works to regenerate the
was decreed upon those before you that tures come out of this period of fasting tissues of the body and their revitaliza-
you may become righteous – 184. [Fast- more active and vital, and that most of tion, especially the tissues of the glands
ing for] a limited number of days. So them after fasting are growing bigger that control the growth, movement, and
whoever among you is ill or on a journey and healthier. Researchers have tried to digestion and construction processes,
[during them] – then an equal number explain this scientifically, but they have which explains to us the phenomenon
of days [are to be made up]. And upon not reached more than that these crea- of over-activity and rapid growth that
those who are able [to fast, but with tures that live on their instinct have fast- is observed in animals, birds and worms
hardship] – a ransom [as substitute] of ing as a physiological phenomenon, that after the period of fasting or «habita-
feeding a poor person [each day]. And is, related to the functions of the organs tion» as biologists call it. This fact is the
whoever volunteers good [i.e., excess] and environmental factors. They viewed opposite of what some ignorant people
– it is better for him. But to fast is best it as a broad phenomenon for all living imagine that fasting leads to emaciation,
for you, if you only knew.}, [al-Baqarah, things, calling it the «habitation» phe- weakness, or anemia. This, of course, is
183-184] This confirms that besides be- nomenon. the case, provided that fasting is kept
ing one of the pillars of Islam and a ritual As to mankind who acts according within the framework of the required
compulsory on a Muslim to perform in to his mind more than on his instincts, balance as regulated by Islam.
submission to the command of his Lord, scholars have discovered from anthro- Accordingly, public health doctors
fasting also has great benefits and gains pology that he experienced fasting in have many writings on the vital benefits
accruing to a Muslim. Lot of researches ancient times with his instinct and na- of fasting and its role in preventing the
conducted by scholars and physicians ture, before Divine books were revealed. problems of aging, as science discov-
revealed some of the various benefits This confirms that the creatures resort ers every day what reaffirms the far in-
that cover all aspects of one›s life, espe- to fasting by nature because they find sight wisdom of Islam in imposing the
cially the health one. in it uncountable benefits. The Creator statutes that provide a Muslim with all
Those interested in medicine and also guides them to it for the essence of a necessities of life that God Almighty has
therapy, both individual and organiza- physiological necessity essential for the ordered him to perform the trust of suc-
tions, began their journey to search for continuation and maintaining life, just cession in the best way. The most recent
the effects of fasting on human health. like eating, drinking, breathing, moving, scientific studies show that the periodic-
So, they learned that mankind is not and sleeping. Hence, abstaining from ity of Ramadan fasting, i.e. the rhythm of
the only being that fasts, as all living fasting negatively affects the health. regular frequency once a year, improves
beings in the universe go through a pe- One of the most important vital ben- the rhythm of the hormone «melato-

www.aliqtisadalislami.net 3
INTERVIEW

Dr. Ahmed Fouad Pasha –Speaking to "al-Iqtisad al-Islami":

WE MUST DEAL WITH SCIENTIFIC


RESEARCH WITH AN ECONOMIC MIND?
FAILURE IS THE FATE OF EVERY PRODUCTION PROJECT THAT
IS NOT BASED ON SOUND SCIENCE
Dr. Ahmed Fouad Pasha, former vice president of the Cairo University and a member of the Egyptian Scientific Academy
as well as the Al-Khalideen Academy, confirmed that Arab countries are in dire need to employ science in order to attain
their cultural ambitions, and reap real profits that will help their development plans and projects. He explicated that the
Coronavirus crisis revealed the extent of our need for scientific research and becoming dispensable from remaining de-
pendent on other states, which yield hundreds of billions annually through the medicines, vaccines and medical protection
supplies they export to us. Dr. Pasha called for the need of employing Islamic and national means of motivation to launch a
real cultural and economic renaissance propelled by scientific foundations, absorbing all the scientific accomplishments of
other nations, and building on it, as well as employing it to serve the development sectors. He pointed out that Islam is the
pioneer of the theory of “universal knowledge”, urging us to absorb the achievements of other nations, and to make use of
them, and to re-export the sciences and knowledge produced by the minds of Muslims and their expertise towards serving
all mankind. Islam is the last of the heavenly messages carrying the guidance for all nations of the earth. We must make
great deal of efforts to demonstrate its contribution to mankind, regardless of his beliefs.
“Al-Iqtisad al-Islami” met Dr. Ahmed Fouad Pasha, the advocator of the “Islamic science theory” and asked him at the be-
ginning about fasting and its benefits and its spiritual and health paybacks, as well as about the implications of the Corona
epidemic and the lessons learned from it for our status-quo and our future in the Islamic and Arab world. In this dialogue,
he elaborated on the value of science and scientific research as one of the key foundations for reviving and changing the
status-quo in our countries … Below is the detailed dialogue held with him.

INTERVIEWED BY: BASYUNI AL-HULWANI:

2 Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021


VIEW AND ECHOES

ISLAM ON MANAGING CRISES AND CALAMITIES


The blessed month of Ramadan approaches while the Corona pandemic is still striking hard.
The entire world encounters a very difficult reality as affirmed by the unprecedented economic
recession, the massive decline in all production sectors, the slowdown in development levels,
the rise in unemployment rates, and the exacerbation of the problem of poverty, at a time
governments, with their various ministries, institutions and bodies, live in a state of maximum
alert amid attempts to control the spread of the epidemic –which baffled scientists, given the
change in its symptoms and its patterns on a daily basis.
ABDUL WAHAB
ABDUL-WAHAB The labor markets in all sectors have come under the weight of the pandemic, whereas the
AL TAWEEL
AL-TAWEEL debate does not end on potential new waves of the virus, more ferocious and powerful, and the
awahab.altaweel@gmail.com feeling of fear and terror overwhelm everyone, especially the poor, whose number has gone up by
AWAHAB.ALTAWEEL
@GMAIL.COM several million. This follows the rise of the pandemic, hoping that the society will not forget them
in the middle of these harsh and exceptional conditions that everyone undergoes.
Here, we affirm that Islam laid down great principles for us in the face of crises and calamities.
These principles provide protection to the poor and the needy, serving as a bulwark of safety
for all individuals and societies, and a safe haven for everyone in need. These principles do not
differentiate between a Muslim and otherwise; rather include everyone residing in the society,
regardless of his religion or faith. Islam set these principles with the aim of consolidating the
values o​​ f cooperation and solidarity among members of a single community in order to strengthen
the bonds of interdependence among them, preserve their dignity, and instill the value of mutual
affection and harmony among them.
Certainly, the exceptional circumstances that the world is going through in general, and
Islamic and Arab states in particular, resulting from the rise of the Covid-19, calls for cooperation
and synergy among all charitable, humanitarian and relief organizations, as well as individuals
and governments, to support the poor and needy affected by the epidemic, especially as we live
in the blessed month of Ramadan. This support does not take only the form of financial aids, but
include more importantly solidarity in its comprehensive and noble sense. The best shape of this
is drawing a smile on the face of a poor person, bringing happiness to a needy heart, feeding a
hungry person who starves, or curing a sick person who lacks someone to care for him or help
him!
As Zakat is a key pillar of Islam, it is considered the most important source that nourishes
the aspect of solidarity and cooperation in the Islamic community. Allah made it a right for the
poor in the wealth of the wealthy people. Not only that, but rather made it is a purification that
cleanses the soul of the rich. To this, Allah the Almighty says: {Take, [O Muhammad], from their
wealth a charity by which you purify them and cause them increase}, [al-Tawbah, 103]. This is in
addition to voluntary alms, endowments, etc., all of which reinforce the principles of cooperation
among the members of the society.
Hence, Sharia jurists emphasized on several occasions the need to stand by the side of those
affected by crises and pandemics, and that charity in light of the Covid-19 is one of the greatest
alms, and helping the needy is an obligation in the face of this pandemic and its economic effects
on all people, especially the poor and low-income, and daily and non-permanent business
owners. Muslims must do everything in their power to revive the principles of mercy, affection
and brotherhood. This is what our true religion has commanded us, and this is what the current
circumstances dictate.
Islam has been keen to building a strong society capable of defusing crises; a cooperative
society in the act of good deeds, in which the strong have mercy on the weak, the rich have
compassion towards the poor, and the affluent bear their responsibility towards those affected
by the epidemic. God the Almighty in the Holy Quran says: {But whatever thing you spend [in
His cause] – He will compensate it; and He is the best of providers.}, [Saba, 39] Likewise, a very
comprehensive noble prophetic hadith laid down the basis for the meaning of social solidarity,
where the holy Apostle, pbuh, said: “The similitude of the believers in their mutual affection,
compassion and sympathy is that of one body; when any limb of it aches, the whole body aches,
because of sleeplessness and fever.”, [Bukhari: Kitab al-Adab, 5665; Muslim: Kitab al-Birr wal
Sillah wal-Adaab, 2586]

Al-Iqtisad Al-Islami Issue 486 • Ramadan 1442 Hijri • April 2021 1


AL-IQTISAD AL-ISLAMI
WWW.ALIQTISADALISLAMI.NET Issue 486 / Ramadan 1442 Hijri / April 2021

HOW DO ARAB COUNTRIES DEAL


WITH SCIENTIFIC RESEARCH AND THE
INDUSTRIAL REVOLUTION?

ISLAM ON
MANAGING CRISES
AND CALAMITIES

RECONCILING
BETWEEN SHARIA
& PROFESSIONAL
STANDARDS IN
ISLAMIC FINANCIAL
INSTITUTIONS

HOW DO WE FACE
THE PROBLEM OF
POVERTY IN LIGHT
OF «COVID-19»?

You might also like