You are on page 1of 2

‫التحدايت التي تواجه البنوك اإلسالمية‬

‫حققت الصناعة المصرفية اإلسالمية العديد من اإلنجازات في فترة زمنية‬


‫وجيزة‪ ،‬حتى أن بعض البنوك التقليدية إتجهت إلى فتح نوافذ لممارسة العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬إَّال أن هذه البنوك اإلسالمية تواجه العديد من التحديات جمة‬
‫لتحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬منها ما يَّتصل بطبيعة عملهــا‪ ،‬ومنها ما يَّتصل بإدارات‬
‫المصارف ذاتها‪ ،‬ومنهـا ما يَّتصل بالَّتشريعات المصرفَّية المحلَّية‪ ،‬ومنهـا ما يَّتصل‬
‫‪1‬‬
‫بالُّظروف والمتغِّيرات الُّد ولَّية‪.‬‬
‫تتلخص التحديات الذاتية بنقص (بل وبانعدام) التنسيق والتعاون بين‬
‫المصارف اإلسالمية في مجاالت السيولة واالستثمار المشترك وتبادل المعلومات‬
‫حول األخطار المصرفية وتبادل الخبرات المصرفية ومجاالت البحوث والتنسيق‬
‫اإلعالمي‪ ،‬وغير ذلك من المجاالت‪.‬‬
‫وتتلخص التحديات المحلية في عدم تفهم (أو ربما عدم رغبة) القائمين على‬
‫الرقابة المركزية في البلدان اإلسالمية لطبيعة عمل المصرف اإلسالمي وعظم‬
‫الدور الذي يمكن أن يؤديه في التنمية االقتصادية واالجتماعية في هذه البلدان‪.‬‬
‫بينما تتلخص التحديات الخارجية في سيادة ظاهرة العولمة ومقتضياتها‪،‬‬
‫ومتطلبات ما يسمى بمقررات لجنة بازل‪ ،‬واألخطر من ذلك هواستعداد العديد من‬
‫الجهات الدولية التهام المصارف اإلسالمية إما بتمويل اإلرهاب أو بالمساعدة على‬
‫ًا ‪2‬‬
‫عمليات غسل األموال‪ ،‬أو بكال األمرين مع ‪.‬‬
‫وتواجه المصارف اإلسالمية مشكلة في الوقت الحالي‪ ،‬بسبب زيادة حاالت‬
‫تعثر المتعاملين الحاصلين على تمويالت مختلفة‪ ،‬وتأخرهم في سداد التزاماتهم في‬
‫المواعيد المحددة‪ ،‬في الوقت ذاته الذي تقوم فيه بفرض رسوم تأخير عليهم‪ ،‬في‬
‫ظل عدم قدرتها على فرض فائدة على المقترضين‪ ،‬الذين تأخروا بالدفع أو‬
‫‪3‬‬
‫المتعثرين في سداد القروض‪ ،‬نتيجة ألن الشريعة اإلسالمية تحظر ذلك‪.‬‬

‫‪ 1‬مجلة المقاوالتية والتنمية المستدامة‬


‫‪ 86-103‬رقم ‪ ١‬عديلة خنوسة و لحسن فوضيل‪.‬‬

‫‪ 2‬الجمعية األردنية إلعجاز القرآن والسنة‬


‫األساذ بكر ريحان‪.‬‬

‫‪ 3‬موقع العربية‬
‫بعض احللول ملواهجة املشالك اليت تعيق منو البنوك اإلسالمية‬
‫إن القدرة على مواجهة التحديات المحلية ستكون صعبة‪ ،‬ما لم تعمل‬
‫المصارف اإلسالمية على توحيد مواقفها ومطالبها إزاء المصارف المركزية‪ ،‬أما‬
‫مواجهة التحديات الخارجية فستكون مستحيلة‪ ،‬ما لم تتدارك المصارف اإلسالمية‬
‫بتطوير أنظمتها واألخذ بمستجدات العصر (دون اإلخالل بالتزامها الشرعي)‪ ،‬وما‬
‫لم تتدارك البلدان اإلسالمية مخاطر تفرقها‪ ،‬والحد من مظاهر الفساد والفوضى‬
‫التي تتسم بها معظم هذه البلدان‪.‬‬
‫يحاول البحث إلقاء الضوء على هذه التحديات بشيء من التفصيل‪،‬‬
‫واقتراح الحلول التي يراها الباحث مناسبة لمواجهتها‪ ،‬أو على األقل الحد من‬
‫اآلثار السلبية المترتبة عليها‪ ،‬وذلك بدعوة األطراف ذات العالقة (المصارف‬
‫اإلسالمية ذاتها‪ ،‬المصارف المركزية‪ ،‬المؤسسات األكاديمية ومراكز البحوث‬
‫العلمية‪ ،‬والجهات الرسمية المختصة برسم وتنفيذ السياسات االستثمارية) التخاذ‬
‫اإلجراءات التصحيحية الالزمة في الوقت المناسب‪ ،‬تحقيقًا للمصلحة العليا المتمثلة‬
‫في إحداث التنمية وإشاعة االستقرار االقتصادي والسلم االجتماعي في ربوع‬
‫‪4‬‬
‫االقتصاد الوطني لكل قطر من أقطار العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 4‬الجمعية األردنية إلعجاز القرآن والسنة‬


‫األساذ بكر ريحان‪.‬‬

You might also like