You are on page 1of 4

‫تقبل‬ ‫با يب ي‬

‫‪Building the future‬‬

‫اليمن بين الوحدة والفيدرالية‬

‫ما بين است كار من قبل ا بعض وترحيب من قبل اآخرين في ا داخل وا خارج‪ ،‬جاء قرار مؤتمر‬
‫تشكل ب اءا على ضغط ا شارع وب اءا على ا مبادرة ا خليجية‬ ‫ا حوار ا وط ي ا يم ي ا ذ‬
‫(‪ )3111/11/32‬ا تي تخلى بموجبها ا رئيس ا سابق على عبد ه صا ح عن ا سلطة‪ ،‬باتباع‬
‫ظام حكم فيد ار ي سعيا م ه تأطير تبعات ا م اطقية وا جهوية وا وصول إ ى حل وسط ما بين‬
‫ا تقسيم وا وحدة في إطار ا دو ة ا مركزية وربما تدعيم أسس تلك ا دو ة وتوسيع دوائر ص ع‬
‫رقم ‪ 3‬س ة ‪ 3112‬بتشكيل ج ة تحديد‬ ‫ا سياسة‪ ،‬وجاء قرار ا رئيس عبد ربه م صور هاد‬
‫اأقا يم ]‪[i‬‬

‫سيطرة ا قبيلة على ا سياسة ا يم ية ويجتمع‬ ‫وبي ما تتفاوت تقديرات ا تاب وا باحثين مد‬
‫معظمهم على أن ا قبيلة وا جيش يلعبان ا دور اأ بر في ا سياسة ا يم ية إا أن فريق عمل‬
‫أ هى أعما ه آخر ا شهر ا ماضي شدد على‬ ‫ا حكم ا رشيد في مؤتمر ا حوار ا وط ي ا ذ‬
‫ضرورة وضع قواعد وأسس قا و ية تحول دون تدخل ا قبيلة في سلطات ا دو ة واختصاصاتها من‬
‫أجل ا وصول إ ى ا دو ة ا مد ية ا قائمة على مبدأ سيادة ا قا ون]‪.[ii‬‬

‫أوردت وثيقة ا حوار ا وط ي ا شامل ثاثة عشر سببا حقوقيا وقا و يا وخمسة عشر سببا اقتصاديا‬
‫قويا‪ ،‬وستة عشر ع ص ار ثقافيا واجتماعيا]‪ [iii‬كا ت كافية تفجير ا قضية ا ج وبية من وقت آخر‬
‫عبر محطات مختلفة بدئا من استقال ا ج وب في ا ثاثين من وفمبر عام ‪ ،1691‬وصوا إ ى‬
‫مشروع ا وحدة اا دماجية عام ‪ 1661‬بكافة مساوئها وتأجيلها أسس ا حقيقية لصراع‪ ،‬ثم‬
‫ا فجار اأزمة ثا ية في حرب ا عام ‪ 1662‬بين ا شمال وا ج وب وا سياسات ااقتصادية‬
‫وااجتماعية ا خاطئة بعدها وا تي أدت إ ى تأجيج ا حراك ا ج وبي بقوة في عام ‪ ،3111‬فبرغم‬
‫صدور قا ون ا سلطة ا محلية عام ‪ 3111‬م إا أن عدم تخصيص موارد تت اسب وا صاحيات‬
‫تقبل‬ ‫با يب ي‬
‫‪Building the future‬‬
‫ا تي قلها ا قا ون من ا مركز إ ى ا وحدة اإدارية وكذ ك غياب ا رقابة زادت من سوء اإدارة‬
‫لمواط ين وخاصة في ا محافظات ا ج وبية‪،‬و يس ا حديث عن ا وحدة‬ ‫وسوء ا جا ب ااقتصاد‬
‫وا فيد ار ية مقتص ار على ا قضية ا ج وبية إذ تدخل محافظة صعد وقضية ا حوثيينىا قطة‬
‫ا ساخ ة على امتداد ا تاريخ ا يم يى على ا خط في ا حديث عن ا وحدة وا فيد ار ية ومن ثم أر‬
‫ا فريق ا مصغر لقضية ا ج وبية بمؤتمر ا حوار ا وط ي أن ا فيد ار ية هي ا حل لقضية ا ج وبية‬
‫وا قضايا ا جهوية وا قبلية اأخر ي‬

‫ويثير قرار تب ي ا فيد ار ية في ا يمن مخاوف وشكوك ا بعض من أ صار ا وحدة بشكلها ا تقليد‬
‫في ا داخل وفي بعض ا دول ا عربية ا مجاورة وغير ا مجاورة خاصة بعد ا تجربتين ا عراقية ا تي‬
‫آ ت إ ى ما يشبه ا دويات‪ ،‬كما يثير إبقاء ا وضع على ما هو عليه مخاوف وشكوك أ صار‬
‫تقر وثيقة ا حوار ا وط ي ا شاملى من ا مصير‬ ‫ا حل ا فيد ار ي في إطار ا وحدة ىوا ذ‬
‫ا سودا ي‪ ،‬وكا وجهتي ا ظر ها وجاهتها‪ ،‬ن ثمة فروقا جوهرية في ب ية ا دو ة ما بين ا يمن‬
‫وكل من ا عراق وا سودان إذ أن ا تقسيم في كا ا بلدين وخيارات ا فيد ار ية أو اا فصال جاءا بعد‬
‫احتال لعراق وتدخات وضغوط دو ية كثيفة في ا حا ة ا سودا ية بي ما خيار ا فيد ار ية في ا يمن‬
‫يمكن اعتبار ق ار ار وط يا باأساس وهو قد جاء بعد ثورة وفي طيات عملية تحول ديمقراطي قادها‬
‫وا خليجي تأثير فيها فهو تاج عملية‬ ‫ا داخل ا يم ي باأساس وان كان لمحيط ا عربي ا سعود‬
‫ا حراك ا ثور في ا شارع وأهمية ا يمن استقرار ا م طقة برمتهاي‬

‫فقد جرب ا عراق وا سودان خيار ا وحدة وا دو ة ا مركزية ا تي تفرض وجودها با قوة ا با مساواة‬
‫في ا حقوق وا واجبات على أساس ا مواط ة وا توزيع ا عادل لسلطة وا ثروة ب اءا على ظام محلي‬
‫قو يضمن ديمقراطية تشاركية تتفاد عيوب وأخطاء ا ديمقراطية ا تمثيلية ا تي تتهاو ‪ ،‬وسرعان‬
‫ما هوت ا تجربتين بمجرد ا دخول في أول اختبار حقيقي اختيارات ا اس وبغض ا ظر عن‬
‫مآل ا تجربتين فإن ا وحدة ا يمكن فرضها با قوة‪ ،‬كما أن دول مجلس ا تعاون ا خليجي ا مجاورة‬
‫ليمن شهدت تجربة فيد ار ية اجحة في دو ة اإمارات ا عربية ا متحدة‪ ،‬إا أن ثمة ظروفا‬
‫اقتصادية واجتماعية وسكا ية ت اد ت ون مختلفة في ا تجربة اإماراتية ع ها في ا يمن ا دو ة‬
‫ا خليجية اأ بر عددا بعد ا سعودية ا تي تتخوف من اشتعال ا صراع في ا يمن من جديد كما‬
‫يتخوف ج اح فيها من إمكا ية جاح ا تجربة ا يم ية في ا تحول ا ديمقراطي على ا مد ا متوسط‬
‫تقبل‬ ‫با يب ي‬
‫‪Building the future‬‬
‫واعتبارها موذجا من قبل بعض بلدان ا خليج ا ذ كان يسير في ركاب ا سعودية و م تعد قادرة‬
‫على تسيير بمفردها دون اأخذ في ااعتبار ا تطورات ا محلية واإقليمية وا دو ية في ا تعامل مع‬
‫كل من بلدا ه ا ستةي‬

‫ويثور د ا بعض تساؤات حول مستقبل مشايخ ا قبائل ا ذين تعج بهم دواوين عموم ا محافظات‬
‫وا عشرينى وا مق ة أوضاعهم في إطار مصلحة شئون ا قبائلىحال تطبيق‬ ‫ا يم ية اإحد‬
‫ا فيد ار ية ويحلم هؤاء بأن ت ون ا فيد ار ية مخرجا ازمات ا باد فتح آفاق جديدة ل هوض با بلد‬
‫من ا وضع ا راهن بعيدا عن كوابيس ا فساد من ا مشايخ وا مت فذين ان ا شعب قد سئم هذا‬
‫ا حال]‪[iv‬‬

‫كما أن ا شارع ا يم ي فسه وان كان م قسما حول ظام ا دو ة ا فيد ار ية ااتحادية ذات اأقا يم‬
‫ا متعددة من م طلق ا خوف من ا تمييز بين اأقا يم على أساس ا ثروات ا طبيعية ا موجودة في‬
‫كل إقليم أو عدد سكا ه أو حتى تخوفات من إعادة تقسيم ا يمن تحت مسمى اأقا يم]‪ ،[v‬إا أن‬
‫ا جميع يتفقون على أن ظام يتجاوز هذ ا مخاوف ويحقق قد ار من ا امركزية هو ظام يعبر‬
‫عن روح ثورة ا حاد عشر من فبراير ‪3111‬ي‬

‫في مؤتمر ا حوار ا وط ي على تقسيم ا يمن إ ى ستة‬ ‫ففي ا تحليل اأخير فإن استقرار ا أر‬
‫أقا يم أربعة م ها في ا شمال وهي‪( :‬إقليم ا ج د ويضم وايتي تعز واب وهما ا بر كتلة سكا ية‬
‫في ا باد واقليم تهامة ويضم واية ا حديدة وريمة وا محويت وحجة‪ ،‬إقليم سبأ ويضم محافظات‬
‫ذمار وا بيضاء ومأرب وا جوف‪ ،‬واقليم ص عاء ويضم ص عاء وريفها ومحافظتي عمران‬
‫وصعدة)ي‬

‫واث ان في ا ج وب هما (اإقليم ا شرقي ويضم وايات حضرموت وا مهرة وسقطر ‪ ،‬واقليم عدن‬
‫ويضم وايات عدن وأبين و حج وا ضا ع في ا ج وب)]‪ [vi‬وهو ما سيضمن ليمن ومستقبله حياة‬
‫كريمة هادئة مستقرة اهيك أن ا خريطة ا سياسية لدو ة ا يم ية ااتحادية ستتغير تماما خال‬
‫تقسيم ا يمن إ ى ستة أقا يم جديدة تتمتع كل م ها بدرجة كبيرة من ااستقا ية في إطار ظام‬
‫وسيمثل هذا ا ظام ا جديد قلة وعية في حياة ا يمن ا جديد يمن ‪11‬‬ ‫قو‬ ‫اتحاد‬
‫فبراير‪3111/‬م يمن ا ثورة ا شبابية وا حرية وا عدا ة ااجتماعية وااستقالي‬
‫تقبل‬ ‫با يب ي‬
‫‪Building the future‬‬
‫قد ت ون ا فيد ار ية حا ل زاعات ا قبلية وا م اطقية وا مذهبية ا تي أرهقت ا دو ة ا يم ية ا موحدة‬
‫وا تي م تستطع تجاوزها على مدار قرابة عشرين عاما من ا وحدة‪ ،‬ن هذ ا فيد ار ية تظل حب ار‬
‫على ورق ما م توسع من حريات ا مواط ين وتطبق مفهوم ا امركزية وا مواط ة وا ديمقراطية‬
‫صت عليه وثيقة ا حوار ا وط ي ا شامل ووضعت أسسا م طقية وموضوعية ل‬ ‫ا تشاركية ا ذ‬
‫إ ى م زقات‬ ‫اإجراءات وا مؤسسات ا تي سوف ت ب ي على قرار ا فيد ار ية‪ ،‬بل إ ها قد تؤد‬
‫اخطر من تلك ا تي في ا عراق وا سودان ما م تفعل كل ا ب ود وا مبادئ ا واردة في وثيقة ا حوار‬
‫تلك وما م تستلهم تجارب ا دول اأخر ذات ا ظروف ا مشابهة سواء في ا م طقة ا عربية أو‬
‫حتى في اأقا يم ا مختلفة من ا عا مي‬

You might also like