You are on page 1of 5

Nady Al-Adab

Volume 17 Issue 2 November 2020


ISSN Print: 1693-8135 | ISSN Online: 2686-4231
Publisher: Department of West Asian Studies, Faculty of Cultural Sciences, Hasanuddin University
This journal is indexed by Google Scholar and licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License

‫التفكري الصوت عند العرب بني القدي واحلديث‬


Agussalim Beddu Malla
UMI Makassar
e-mail: agussalim.beddumalla@umi.ac.id

Abstrak
Ilmu Al-Ashwat adalah ilmu tentang suara, yaitu bagaimana kita mengucapkan bunyi suara dalam bahasa
Arab dengan baik dan benar. Inti dari mempelajari ilmu al-Ashwat ini adalah kita bisa mengerti suara
atau bunyi tersebut, bisa membedakan antara satu bunyi dengan bunyi yang lain dan bisa
mengimplementasikannya dalam bentuk lain.
Pokok masalah yang di bahas dalam ilmu Ashwat adalah bagaimana cara mengucapkan abjad Arab
dengan fasih dan benar, baik ketika berdiri sendiri sebagai abjad maupun setelah di rangkaikan dan di
beri harakat sebagai sebuah kata. Menurut cakupannya ilmu aswat terdiri dari dua bagian, yaitu: (1) Ilmu
Al-Aswat Al-‘Am dan (2) Ilmu Al-Aswat Al-khas. Sedangkan menurut menurut sifatnya ilmu aswat
terdiri dari dua pula, yaitu (1) Ilmu bunyi teoritis, yaitu ilmu bunyi yang bersifat ilmiah murni, (2) Ilmu
bunyi standar, yaitu yang terdapat pada ilmu tajwid.
Pemikiran tentang ilmu Al-Aswat para ahli bahasa sejak lama telah mencoba mengkaji, sebagaimana kita
ketahui bahwa tujuan awal dari kajian tersebut adalah untuk mengkaji al-qur’an seperti yang kita kenal
dengan istilah ilmu tajwid, namun lambat laun kajian ilmu al-Aswat bekembang seiring dengan
perkembangan ilmu penegetahuan seperti ilmu kedokteran, psikologi dan lain-lain.
Kata Kunci: Aswat, Tajwid dan al-Qur’an

26
‫‪Nady Al-Adab | Volume 17 Issue 2 November 2020‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‬
‫كان العرب من أوائل ومنذ القدمي ابلدراسات املختلفة للغة ‪ ،‬وذلك ألهنا ميزهتم الىت اختصهم هللا هبا‪ .‬فهم أرابب البيان‬
‫يفخرون به على غريهم ‪ ،‬كما اختصت لغتهم مبيزات عديدة مل تتوافر لسواها من اللغات اإلنسانية عامة‪ .‬وقد كان ظهور الدين‬
‫اإلسالمي من العوامل اهلامة الىت ساعدت على هنوض هذه الدراسات وتقدمها‪ ،‬إذ حفزهم الشعور الديين إىل احلفاظ على لغة‬
‫القرآن خوف التحريف والتغيري‪ ،‬واستغالق املعاىن على اإلفهام فوصفوا لنا خمارج احلروف وصفا دقيقا أاثر دهشة املستشرقني‬
‫وإعجاهبم(إبراهيم‪ . )1961 ,‬وحتدثوا عن صفات احلروف وأصواهتا مبا يدل على إرهاف احلس العرىب وشفافيته ‪ .‬وقد أطلقوا على‬
‫هذه الدراسة جتويد القرآن الكرمي ‪ (.‬إبراهيم‪)1961 ,‬‬
‫وىف اجملال املعياري وضع علماء العرب القواعد الدقيقة واملقاييس العلمية الىت قامت على أساس الدراسة الوصفية الواقعية‬
‫‪ ،‬فربزت قواعد النحو والصرف والعروض وغريها من العلوم اللسانية بصورة ال تزال مناط إعجاب املشتغلني بعلوم اللغات حىت‬
‫اآلن‪ .‬والدراسة الصوتية هي أهم هذه الدراسة مبنية على وصف أصواهتا وأنظمتها الصوتية ‪ ،‬ولذلك جيب على دارس األصوات‬
‫اللغات(السعران‪,‬‬ ‫اللغوية أو عامل اللغة بوجه عام أن تتوافر له القدرة على وصف مجيع األصوات الكالمية اخلاصة أبي لغة من‬
‫‪ .)1962‬ومن هنا زاد العرب من اهتمامهم هبذه الدراسة الصوتية مبا جعلهم من أسبق األمم شرقا وغراب ىف هذا املضمار‪ ،‬ومل‬
‫يشارك العرب ىف هذا السبق سوى اهلنود ‪ ،‬وقد اعرتف بذلك املستشرق " برجسرتاسر " يقول ‪ :‬ومل يسبق الغربيني ىف هذا العلم‬
‫إال قومان من أقوام الشرق ومها أهل اهلنود (يعىن الربامهة) والعرب(رمضان‪ .)2003 ,‬وقد درس اليوانن والرومان األصوات أيضا إال‬
‫أن دراستهم تقوم يف مجلتها على مالحظة اآلاثر السمعية الىت ترتكها األصوات يف األذن ‪ ،‬وهي هبذا ختتلف عن اآلراء الصوتية‬
‫لقدماء اهلنود الذين أدركوا األسس (الفسيولوجية) يف تكوين األصوات‪ ،‬ومل يفطن اليوانن إىل تقسيم أصوات لغتهم إىل القسمني‬
‫الرئيسيني ومها األصوات املهموسة واألصوات اجملهورة كما فطن إىل ذلك اهلنود والعرب تبعا لألواتر الصوتية(السعران‪.)1962 ,‬‬

‫‪ .2‬التفكري الصوت عند العرب بني القدي واحلديث‬


‫فالعرب هم من السابقني ىف هذا امليدان ألهنم ساروا بلغتهم على منط خاص من ابتكار العلماء العرب وابستقالل عن‬
‫اهلند‪.‬‬
‫وكذلك اهتم بتلك الدراسة العامل اللغوي أبو الفتح عثمان ابن جىن يف كتابه املعروف سر صناعة اإلعراب وهو يعد من‬
‫خرية الكتب العربية اليت اهتمت هبذه الدراسة ‪ (.‬هالل‪) TT,‬‬
‫وقد درس العرب األصوات ىف علم التجويد ‪ ،‬وىف أثناء حبوثهم الكثرية يف الصرف واملعاجم ‪ ،‬فهم يعللون لبعض الصيغ‬
‫مبا يدخل يف نطاق األصوات كإبدال اتء االفتعال ابلدال أو ابلطاء قبلها ‪ ،‬فتقلب داال أو طاء مثل ‪ :‬ادترك‪ّ -‬ادرك ‪ ،‬ادهتن‪-‬‬
‫ّادهن ‪ ،‬اطتلب‪ -‬اطّلب ‪ ،‬إخل‪ (...‬عبد التواب‪) 1997 ,‬‬
‫ويف املعاجم كثري من ذلك أيضا ابإلضافة إىل أن كل معجم قد تناول جانبا من الدراسات الصوتية العربية‪ .‬فقد نقلت‬
‫املعاجم كالم اللغويني ومنه ابن جىن فيما يتعلق ابإلعالل واإلبدال واإلدغام واحلذف والزايدة ‪ .‬ويذكر لسان العرب اسم ابن‬
‫جىن ىف كل مناسبة تصريفية أو صوتية ( )‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪Nady Al-Adab | Volume 17 Issue 2 November 2020‬‬

‫وىف علم البالغة حبوث تتعلق ابألصوات ‪ ،‬كحديثهم عن فصاحة الكلمة ‪ ،‬وشرطهم خلوها من تنافر احلروف وحنو‬
‫ذلك ‪ ،‬والتنافر هو ما يعرف ىف علم األصوات ابلدراسة التنظيمية وهي طريق أتليف احلروف بعضها مع بعض‪.‬‬
‫ويرجع الفضل ىف الدراسات الصوتية إىل اخلليل بن أمحد الفراهيدي الذي وضع أسس هذا العلم ‪ ،‬واتبعه على ذلك‬
‫تلميذه سيبويه ‪ ،‬فقد حتدث اخلليل عن اجلهاز الصويت من احللق والفم إىل الشفتني ‪ ،‬وبني مواطن إخراج احلروف منه من حلقية‬
‫وشجرية وأسلية ونطعية وذلقية وشفوية وبني خمرج كل حرف على وجه التحديد الدقيق‪ (.‬درويش‪)1967 ,‬‬
‫وقد رسم اخلليل الطريقة اليت ميكن هبا معرفة خمرج احلرف احلقيقي وكان يف ذلك موفقا كل التوفيق ‪ ،‬إىل حد أن علم‬
‫األصوات احلديث يعرتف بكثري من آرائه ومقاييسه الصحيحة‪.‬‬
‫وقد اتبعه ىف ترسم هذا الطريق تلميذه سيبويه يف ((الكتاب)) فتناول اجلهاز الصويت ‪ ،‬وبني خمارج احلروف يف كل موطن‬
‫منه ‪ ،‬كاحللق وأقصى اللسان ووسطه وطرفه ‪ ،‬كما تناول احلديث عن صفات احلروف ‪ ،‬من جهر ومهس وشدة ورخاوة إىل غري‬
‫ذلك ( سيبويه‪ ، )1969 ,‬ومما قال به اخلليل أن احلركات أبعاد حروف املد ‪ ،‬وهو ما يقره علماء األصوات احملدثون‪.‬‬
‫وأايً ما كان األمر فإن التصنيف املنسوب إىل اخلليل ال يبلغ من الدقة والشمول ما يتسم به تصنيف سيبويه لألصوات‬
‫العربية حبسب املخارج ‪ ،‬وذلك ألن سيبويه كان دقيقاً ىف حتليله وتفصيالته ‪ ،‬وعلى كل فإن الفضل يعود إىل صاحبه الذي ابتدأ‬
‫الطريق الشاق‪.‬‬
‫ولقد ظلت أفكار اخلليل وتعليالته وابتكاراته نرباساً وهدايً لعلماء اللغة والنحو والصرف والعروض والعلوم اللسانية بصفة‬
‫عامة ‪.‬‬
‫وإذا كان للعلماء العرب فضل مهد للباحثني يف األصوات فذلك راجع إىل من أاثر كوامن املادة ‪ ،‬وكشف جوانبها ‪،‬‬
‫وأوضح معاملها ‪ ،‬وأضاف إليها من ابتكارات عقله الراجح ‪ ،‬ذلكم هو عاملنا اللغوي أبو الفتح عثمان بن جىن ‪ ،‬فقد حبث ما ورثه‬
‫عن أسالفه األفذاذ بفكر اللغوي املتعمق والفيلسوف الذي يعرف لألمور أوزاهنا ومقاديرها‪.‬‬
‫وبدال من أن يتناول املوضوع تناوال عابراً كغريه من سابقيه أفرغ جهداً كبرياً يضفي على البحوث الصوتية لوانً من القوة‬
‫‪ ،‬ويبني أهنا دراسة لغوية هامة جيب على عامل اللغة أن يضعها ىف جمال البحث ‪ ،‬ولذلك أفرد هلا كتاابً خاصاً مساه ((سر صناعة‬
‫اإلعراب)) ومعظم اآلراء اليت ساقها ابن جىن ىف كتابه هذا انلت إعجاب املستشرقني وعلماء اللغة األوربيني ‪ ،‬ففي ثنااي حبوثه‬
‫حنس مببلغ القوة العلمية والدقة الفائقة ‪ ،‬حىت ليثري إعجابنا وصفه للجهاز الصويت وصف الفيلسوف احلكيم ‪ ،‬والعامل التجرييب‬
‫الذي كشف عن األسرار الصوتية ‪ ،‬وأهنا حتتاج إىل دراسة آلية كما يقول علماء اللغة احملدثون فقد شبه احللق ابلناى ((املزمار))‬
‫وشبه مدارج احلروف وخمارجها بفتحاته اليت توضع عليها األصابع ‪ ،‬فإذا وضع الزامر أانمله على خروق الناى املنسوقة ‪ ،‬وراوح‬
‫بني أانمله ‪ ،‬اختلفت األصوات ‪ ،‬ومسع لكل خرق منها صوت ال يشبه صاحبه ‪ ،‬فكذلك إذا قطع الصوت ىف احللق والفم‬
‫ابعتماد على جهات خمتلفة كان سبب استماعنا هذه األصوات املختلفة ‪) (.‬‬
‫ويربط ابن جىن بني علم األصوات وعلم املوسيقي ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إن علم األصوات واحلروف له تعلق ومشاركة للموسيقي ملا‬
‫فيه من صنعة األصوات والنغم ( )‪ ،‬ونظرة ابن جىن هذه نظرة علمية صائبة تشري إىل حاجة الدراسة الصوتية إىل جمال العمل‬
‫التطبيقي املعتمد على اآلالت ‪ ،‬كما نرى ذلك متبعاً يف العصر احلديث الذي أجريت فيه التجارب الصوتية املعتمدة على اآلالت‬

‫‪28‬‬
‫‪Nady Al-Adab | Volume 17 Issue 2 November 2020‬‬

‫واألجهزة العلمية الدقيقة ‪ ،‬وكتاب ابن جىن السابق عنوان واضح على تفوقه يف دراسة األصوات‪ ،‬فقد تكلم فيه عن الصوت‬
‫وعده مادة علمية هلا مفهومها احملدد ‪ ،‬وتناول األصوات العربية من معظم جهاهتا وائتالف احلروف بعضها مع بعض لتكون‬
‫الكلمات والتعبريات اللغوية‪.‬‬
‫وميكن تلخيص مادة البحث يف النقاط التالية ‪:‬‬
‫حديثه عن الصوت واحلرف والفرق بينهما واشتقاق كل منهما‪.‬‬
‫عدد احلروف اهلجائية العربية وترتيبها وذوقها‪.‬‬
‫ما يعرض للصوت ىف بنية الكلمة من تغري يؤدي إىل اإلعالل أو اإلبدال أو اإلدغام أو النقل أو احلذف‪.‬‬
‫‪ .3‬اخلالصة‬
‫ويعد حديث ابن جىن عن األصوات أعظم حديث عريب صويت ‪ ،‬وقد أفاد منه احملدثون من الغربيني أميا إفادة ‪ ،‬بل إن‬
‫ابن جىن قال منذ ألف سنة ما مل يتوصل إليه علماء األصوات إال ىف عصران هذا ( ) ‪ .‬وإذا كان كتابنا يهدف إىل بيان آرائه‬
‫واملوقف العلمي منها فإننا نسري معه اآلن ىف جمال األصوات لنعرف رأيه على وجه الدقة ‪ ،‬ونقف على ابتكاراته الرائعة ىف هذا‬
‫امليدان ‪ ،‬حمددين موقف علم األصوات احلديث منها‪ ،‬ونديل دلوان ىف املوضوع مبا يكشف الصواب ‪ ،‬ويعطى هلذا العامل اللغوي‬
‫العرىب مكانته املرموقة يف مصاف الباحثني األفذاذ يف علم األصوات اللغوي ‪ ،‬وقد تناولنا يف حديثنا عن فلسفة البناء اللغوي‬
‫ونتناول يف حديثنا عن اإلبدال ما يعرض للصوت ىف بنية الكلمة من تغري يؤدي إىل اإلعالل أو اإلبدال أو اإلدغام ‪ ،‬ونظرية‬
‫الفصاحة ىف اللفظ املفرد ورجوعها إىل أتليفه من أصوات متباعدة املخارج‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Nady Al-Adab | Volume 17 Issue 2 November 2020‬‬

‫املراجع‬

‫األصوات اللغوية ‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم أنيس ‪ ،‬جلنة البيان العريب ‪.1961‬‬


‫التجويد واألصوات ‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم جنا ‪ ،‬السعادة ‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬
‫التطور اللغوي ‪ ،‬د‪ .‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬مكتبة اخلنجي القاهرة ‪1997‬م ‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫التطور النحي للغة العربية‪ ،‬برجشرتاسر ‪ ،‬ترمجة د‪.‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬مكتبة اخلنجي القاهرة ‪2003‬م‪.‬‬
‫سر صناعة اإلعراب ‪ ،‬ابن جىن حتقيق أمحد فريد أمحد‪ ،‬مكتبة التوفيقية القاهرة ج‪. 1‬‬
‫عبقري اللغويني‪ ،‬د‪ .‬عبد الغفار هالل ‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫علم اللغة ‪ ،‬د‪ .‬حممود السعران ‪ ،‬دار املعارف ‪1962‬‬
‫كتاب العني ‪ ،‬للخليل بن أمحد ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد هللا درويش‪ ،‬بغداد ‪ ،1967‬ج ‪.4‬‬
‫الكتاب ‪ ،‬سيبويه ‪ ،‬دار الكتاب العرىب ‪1968‬م ‪ ،‬ج‪.2‬‬

‫‪30‬‬

You might also like