You are on page 1of 40

‫السداسي األول‪:‬تقنيات التعبير‬

‫الشفوي‬

‫‪-‬مدخل لساني‬
‫‪ -‬مفهوم التعبير‬
‫‪ -‬أهميته التعبير‬
‫‪ -‬أنـماط التعبير‬
‫‪-‬اإللقاء وفنياته‬
‫‪-‬الحوار‬

‫مدخل لساني‪ :‬المسانيات‪ :‬النشأة المنهج والمصطمح‬

‫ظروف النشأة‪:‬‬
‫لـ تكف المسانيات كمصطح كعمـ قد نشأت عندما تصدت العمكـ القديمة‬
‫لمدرس المغكم بالدراسة كالفحص كالتدكيف‪ ،‬فقد اىتـ الينكد قديما بالمغة كما‬
‫اىتـ غيرىـ بيا‪.‬‬
‫بيد أف الدرس المغكم الذم نشأ في أحضاف اىتمامات غير لغكية لـ يكف‬
‫المكضكع األساس ليذه الدراسات فالينكد قديما تناكلكا الظاىرة المغكية ال‬
‫ليدرسكىا كمادة تستكجب البحث كانما ألنيا أقرب ما يكصؿ إلى فيـ كحفظ‬
‫النص المقدس في الديانة اليندية القديمة‪ ،‬لذلؾ درسكا المغة مف حيث أف‬
‫مككناتيا األساسيةأصكات ‪ .‬فبانيني )‪ (Panini‬مثبل قاـ بدراسة المغة‬
‫اليندية القديمة انطبلقا مف الترانيـ ك األناشيد الدينية‪ ،‬فخصص فصبل مف‬
‫دراستو لمصكت كعدد الصكامت كالصكائت‪ ،‬كفصؿ في التفريؽ بيف مختمؼ‬
‫البنى الصرفية‪ ،‬كعؿ الرغـ مف أف ىذه الدراسة تحظى بقدر ىاـ مف النضج‬
‫كالعممية إال أف المقصد منيا لـ يكف المغة بقدر ما كاف إظيار قدسية المغة‬
‫اليندية الرتباطيا بالرب ك بنصكصو المقدسة‪.‬‬
‫كلميكناف أيضا نصيب محترـ مف الدراسات القديمة التي تناكلت المغة‪ ،‬كليـ‬
‫أيضا إسيامات كبيرة في تفسير العبلقة بيف الفكر كالمغة فقد خصصكا لذلؾ‬
‫مباحث ميمة كخاضكا سجاالت فكرية طكيمة‪ ،‬إال أنيـ لـ يضعكا نصب‬
‫أعينيـ الظاىرة المغكية أكثر مما صبكا جاـ اىتماميـ عمى مقكالتيـ‬
‫الفمسفية‪ ،‬فبقصد تصديقيا كالتدليؿ عمى صحتيا كجدكا المغة أفضؿ مثاؿ‬
‫لمبرىنة عمى العبلقة بيف الفكر كالكاقع كبيف المجرد كالمادم‪ ،‬كلـ تكف المغة‬
‫اىتماميـ األكؿ‪.‬‬
‫كما قيؿ عف الينكد كاإلغريؽ يقاؿ عف العرب فالنحك العربي كالدراسات‬
‫المغكية األخرل تكاد تككف قد نشأت في رحاب النص القرآني‪ ،‬فالنص‬
‫القرآني ىك المميـ ليذه الدراسات‪ ،‬كىك مدار عمكميا جميعا‪.‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬مفهوم التعبير‬

‫‪2‬‬
‫تمييد‪ :‬يعتبر تعميـ المغة ىدفا أساسا مف أىداؼ إنشاء المدرسة في‬
‫أية أمة مف األمـ كلخدمة ىذا اليدؼ أقيمت المدارس كأنشئت المراصد ‪،‬‬
‫كسخرت األمكاؿ كالكسائؿ‪ ،‬كأ ً‬
‫يع َّد لذلؾ المعمٌمكف كاألساتذة‪ .‬كليس ىذا إالٌ‬
‫تأكيدا عمى قيمة المغة‪ ،‬فيي كعاء المعرفة لذا يؤكد بعض الباحثيف‬
‫أف عدـ امتبلؾ‬
‫أمثاؿ )‪ OMBREDANE‬ك ‪ (GOLDSTEIN‬عمى ٌ‬
‫يؤدم بالضركرة إلى قصكر معرفي‪ ، 1‬كما أنيا‬
‫النظاـ المغكم بشكؿ طبيعي ٌ‬
‫تعتبر إرثا حضاريا كرافدا مف ركافد الثقافة المتصؿ بيكية األمة كبعدىا‬
‫التاريخي الكطني‪.‬‬

‫كلعؿ ىذا ما يفسر ذلؾ االىتماـ البالغ بكيفيات تدريس المغات‪،‬‬


‫فالبحكث المسانية كالنفسية كالتربكية تضيؼ كؿ يكـ معمكمات جديدة حكؿ‬
‫كيفية فيـ كتحميؿ النظاـ المغكم البشرم فيما عميقا كاستخبلصو تبعا لذلؾ‬
‫طرائؽ كمناىج كأساليب جديدة في عممية تدريس المغة لمكصكؿ إلى‬
‫األىداؼ المتكخاة بأقصر الطرؽ كأقؿ المجيكدات كبكسائؿ ناجعة تجعؿ‬
‫المتعمميف يقدمكف عمى العممية التعميمية‪ ،‬كىـ يدرككف أىميتيا في حياتيـ‪،‬‬
‫مف حيث حاجتيـ إلى المغة لتحقيؽ التكاصؿ مع غيرىـ في مجتمعاتيـ‪.‬‬

‫كالشؾ أننا كمما اقتربنا مف طبيعة المغة البشرية‪ ،‬كمٌما كضعنا‬


‫المتعمميف أماـ كضعيات طبيعية يتفاعمكف معيا‪ ،‬فتحصؿ بيا عندىـ معرفة‬
‫لغكية سميمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Topé Gozé, l’intelligence en Afrique, Une étude du raisonnement‬‬
‫‪expérimental. Paris: 1994, édition l’harmattan, P29-36.‬‬
‫‪3‬‬
‫كمف طبيعة المغة المشافو‪ ،‬فيي في أصميا "أصكات يعبر بيا كؿ‬
‫قكـ عف أغراضيـ" ‪ ،1‬لذا كاف االنطبلؽ في تدريس المغات مف األصؿ أال‬
‫كىك المشافية‪ ،‬كيتـ ذلؾ في حصص كنشاطات مدرسية تسمى بمسميات‬
‫مختمفة كالتعبير أك التعبير الشفكم أك التعبير كالمحادثة أك التعبير‬
‫كالتكاصؿ‪.‬‬
‫معدك البرامج كالمناىج المغكية بالمدرسة الجزائرية‬
‫لذلؾ فقد كضعو ٌ‬
‫في المرتبة األكلى مف حيث االىتماـ كاإلشارة كالتناكؿ بالتكضيح كالشرح‬
‫في الكثائؽ الصادرة عف ك ازرة التربية الكطنية‪.‬‬
‫مفهوم التعبير ‪:‬‬
‫التعبير لغة‪:‬‬
‫ىك اإلخبار عف شيء بآخر فقد جاء في معجـ المساف البف منظكر‪" :‬عبر‬
‫‪،2‬‬ ‫فسرىا ك أخبر بما يؤكؿ إليو أمرىا"‬ ‫كعبرىا ٌ‬ ‫الرؤيا يعبرىا عب ار كعبارة ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ؾ إًِّنى أ ىىر ٰل‬ ‫﴿كقىا ىؿ ٱ ٍل ىممً ي‬
‫ومضيؼ الزمخشرم في سياؽ تفسير اآلية الكريمة‪ :‬ى‬
‫يخ ىر ىيابً ىسػٰ وت‬
‫ض ور ىكأ ى‬ ‫اؼ ىك ىس ٍب ىع يس ينبمىػٰ وت يخ ٍ‬
‫اف ىي ٍأ يكمييي َّف ىس ٍبعه ًع ىج ه‬
‫ىس ٍب ىع ىبقىٰىر وت ًس ىم و‬
‫كف﴾ (يكسؼ ‪ )43‬قكلو‪:‬‬ ‫ىيػٰأُّىييىا ٱ ٍل ىم ىؤلي أىفتيكنًي ًفى ير ٍؤىيػٰ ىى إًف يكنتي ٍـ ُّ‬
‫لمرؤيا تى ٍع يب ير ى‬
‫عبرت النير إذا‬ ‫ي‬ ‫كحقيقة عبرت الرؤيا ذكرت عاقبتيا كآخر أمرىا كما تقكؿ‪:‬‬
‫ذكرت‬ ‫لت الرؤيا إذا‬ ‫عرضو كىك ىع ٍب يره‪ .‬كنحكه‪َّ :‬أك ي‬ ‫ً‬ ‫آخر‬
‫ي‬ ‫قطعتىو حتى تبمغ ى‬
‫مآليا كىك ً‬
‫مرج يعيا‪.‬‬
‫كجاء في مفاتيح الغيب لمفخر الرازم‪ :‬كيقاؿ عبرت الرؤيا أعبرىا‬
‫فسرتيا‪.‬‬
‫كعبرتيا تعبي ار إذا ٌ‬

‫‪1‬ابف جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬ط‪ .1‬بيركت‪،1999 :‬ج‪ ،1‬دار الكتب العممية‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪2‬‬
‫ابف منظكر ‪ ،‬المساف‪ ،‬ط ‪ .1‬بيركت‪ ،1997 :‬دار صادر لمطباعة كالنشر‪ ،‬مجؿ ‪ ،03‬مادة‪:‬‬
‫عبر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الع ٍبر‪ ،‬كىك جانب النير كمعنى‬
‫أف ىذا مأخكذ مف ى‬‫كحكى األزىرم ٌ‬
‫عبرت النير‪ ،‬كالطريؽ قطعتو إلى الجانب اآلخر فقيؿ لعابر الرؤيا عابر‪،‬‬
‫ألنو يتأمؿ جانبي الرؤيا فيتفكر في أطرافيا كينتقؿ مف أحد الطرفيف إلى‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫فالتعبير إذف ىك تفسير شيء غير كاضح أصبل أك لـ تكتمؿ معانيو‪،‬‬
‫إذ أف الذىف لـ يكف قد جمعيا مف قبؿ‪ ،‬كعند التعبير ىك يجمعيا بعد‬
‫كتعبير الدراىـ‬
‫ي‬ ‫كزىنيا دينا ار دينا ار‪...‬‬
‫كعٌبرىا ى‬
‫شتات‪ ،‬لذا قاؿ صاحب المساف‪ " :‬ى‬
‫شتات الفكر في‬
‫ي‬ ‫بعد التَّفاريؽ"‪ 1 .‬فالتعبير معناه أف يجتمع‬
‫كزينيا يجممىةن ٍ‬
‫ٍ‬
‫ختزنة فيو قبؿ الكبلـ‪ ،‬كىذا ىك المعنى‬
‫األلفاظ كالعبارات التي كانت يم ى‬
‫عما في نفسو‬
‫كعبر ٌ‬
‫المقصكد بقكؿ صاحب القامكس المحيط حيف قاؿ‪ٌ ":‬‬
‫عبر عما في‬
‫المساف يي ٌ‬
‫كبيف‪ ...‬ك ي‬ ‫صاحب المساف‪":‬أعرب ٌ‬
‫ي‬ ‫ب"‪ 2‬كزاد‬
‫ىع ىر ى‬
‫أٍ‬
‫أف التعبير ىك فعؿ المساف بالكبلـ كاعرابو عف‬
‫الضمير"‪ 3‬كالمقصكد ىنا ٌ‬
‫األفكار المختزنة في الضمير‪.‬‬
‫التعبير اصطالحا‪:‬‬
‫تعددت نظرات كآراء الباحثيف حكؿ بياف مفيكـ التعبير بشكؿ عاـ؛‬
‫يعرؼ بأنو" قدرة اإلنساف عمى أف يتحدث في طبلقة كانسياب ككضكح‪،‬‬
‫فيك ٌ‬
‫عما يجكؿ بفكره كخاطره‪،‬‬
‫أك أف يكتب في قكة ككضكح كحسف عرض كدقة ٌ‬
‫كعما يدكر بمشاعره كاحساساتو؛ كؿ ذلؾ في تسمسؿ كتبلؤـ كانسجاـ كترابط‬
‫ٌ‬
‫كيعرؼ أيضا بأنو نظاـ مف األصكات كالكممات‬ ‫في الفكرة كاألسمكب‪ٌ ،‬‬
‫كبلما ممفكظان أك مسمكعان أك‬
‫ن‬ ‫اء كاف ىذا التعبير‬
‫كالعبارات كالجمؿ سك ن‬
‫مكتكبان أك تخيبلن كذلؾ لكؿ تعبير عف المعنى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬مجؿ‪ ،03‬مادة‪ :‬عبر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفيركز ابادم ‪ ،‬القامكس المحيط‪ ،‬ط ‪ .3‬مصر‪1301 :‬ىػ‪ 1398 ،‬ىػ ‪1978 -‬ـ‪ ،‬الييئة‬
‫المصرية العامة لمكتاب نسخة مصكرة عف الطبعة الثالثة لممطبعة األميرية‪ ، ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.81‬‬
‫‪3‬‬
‫ابف منظكر‪ ،‬المساف‪ ،‬مجؿ‪ ،03‬مادة‪ :‬عبر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫عرؼ التعبير مف منظكر تربكم منيجي مدرسي‪ ،‬بأنو" العمؿ‬
‫كم ٌ‬
‫المدرسي المنيجي الذم يسير عمى كفؽ خطة متكاممة لمكصكؿ بالطالب‬
‫إلى مستكل يمكنو مف ترجمة أفكاره كمشاعره كأحاسيسو كمشاىداتو كخبراتو‬
‫الحياتية شفاىان ككتابة‪ ،‬بمغة سميمة عمى كفؽ نسؽ فكرم معيف‪.‬‬
‫كيعرؼ التعبير أيضا بأنو" امتبلؾ القدرة عمى نقؿ الفكرة أك‬
‫ٌ‬
‫اإلحساس الذم يعتمؿ في الذىف أك الصدر إلى السامع‪ ،‬كقد يتـ ذلؾ‬
‫شفكيان أك كتابيان عمى كفؽ مقتضيات الحاؿ‪.‬‬
‫التعبير ىك القالب الذم يصب فيو اإلنساف مشاعره‪ ،‬كأحاسيسو‪،‬‬
‫إذف ؼ‬
‫كأفكاره أيان كانت‪ ،‬كالتي يمكف أف يفصح عنيا بشكؿ شفكم أك كتابي‬
‫بحسب حالو‪ ،‬كميمو كرغبتو لما يمكف أف يحقؽ ىدفو‪ ،‬شريطة أف يككف ىذا‬
‫التعبير مفيكمان يستطيع أف يستكعبو المتمقٌي‪.‬‬
‫كالتعبير في التعريؼ العاـ ىك اإلفصاح عف األفكار كالمشاعر‬
‫كاألحاسيس المختزنة في الذىف كالنفس بكؿ كسيمة ممكنة‪ ،‬كىك بذلؾ يجمع‬
‫كؿ أدكات ككسائؿ االتصاؿ لغكية كانت أك غير لغكية كالتعبير بالمكسيقى‬
‫كالرسـ كاإلشارات كبالمغة المنطكقة أك المرسكمة(المكتكبة)‪.‬‬
‫أما في القكاميس الحديثة فنجد في المعجـ المفصؿ "التعبير‪ :‬لفظ أك جممة‬
‫‪1‬‬
‫َّدةن‬
‫أك أكثر‪ ،‬تستخدـ لئلفصاح عف األمر" ‪ .‬كعميو فالتعبير ىك المغة يمجس ى‬
‫الكبلـ نفسو‪ ،‬إ ٍذ ٌأنو "فعؿ فردم‬
‫ي‬ ‫في كبلـ المتكمميف‪ ،‬كىك بيذا المفيكـ‬
‫نميز فيو‪:‬‬
‫اع ٌ‬ ‫إرادم ك و‬
‫‪ -1‬عبلقات بكاسطتيا يستعمؿ الفرد المتكمـ قانكف المغة بغرض التعبير‬
‫عف فكرتو الشخصية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إميؿ بديع يعقكب‪ ،‬ميشاؿ عاصي‪ ،‬المعجـ المفصؿ في المغة ك األدب‪ ،‬ط ‪ .1‬مصر‪،1987 :‬‬
‫دار العمـ لممبلييف‪ ،‬ص‪.428‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ Mécanisme psychophysique‬التي‬ ‫‪ -2‬اآللية النفسية الحركية‬
‫‪1‬‬
‫تسمح باستعماؿ تمؾ العبلقات"‬
‫كمف ذلؾ نستنتج أف التعبير نشاط لغكم يكتسب المتعمـ مف خبللو‬
‫العبلقات التي تنتظـ حسبيا العناصر المغكية‪ ،‬ك ييدؼ مف خبللو المرٌبكف‬
‫في المدارس إلى حصكؿ ما يسمى بالممكة المٌغكية بغرض التحكـ في المغة‬
‫في نما ك استعماال‪ ،‬فالتعبير إذف ىك استعماؿ المغة كجريانيا عمى ألسنة‬
‫ٍ‬
‫المتعمميف‪" ،‬كىك غاية الغايات مف تعمٌـ المغة ‪...‬ييدؼ إلى تحقيؽ غايات‬
‫‪2‬‬
‫عممية كنفسية كاجتماعية كغيرىا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كأىداؼ أخرل"‬
‫أهمية التعبير‪:‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ّ :‬‬

‫يكتسي التعبير كنشاط لغكيأىمية قصكل لما لو مف عبلقة بجميع مناحي‬


‫الحياة‪ ،‬كيمكف النظر إليو مف عدة زكايا أىميا‪:‬‬

‫التربوية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الوجدانية‬
‫ّ‬ ‫النفسية‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬الزاوية‬

‫أف‬
‫لقد كشفت نظرٌية التفاعؿ )‪ٌ (La théorie interactionniste‬‬
‫كثير ما تك ًىـ المتعمِّـ ٌأنو‬
‫حية نا‬‫تـ تحريكيا كظمٌت ٌ‬
‫عممية التكاصؿ إذا ما ٌ‬
‫ٌ‬
‫حؿ ً‬
‫مشك وؿ ما أك اتٌخاذ قر وار أك تبادؿ‬ ‫معينة مثؿ اإلقباؿ عمى ِّ‬
‫مياما ٌ‬
‫يؤدم ن‬ ‫ٌ‬
‫أفكار كانت مبلمحيا غير كاضحة؛ كال شيء يتمًؼ‬ ‫اآلراء مع غيره أك صكغ و‬
‫يكرسو‬
‫الكؼ عف التعبير‪ ،‬الذم ِّ‬
‫ٌ‬ ‫الخيط الكاصؿبيف لبفرد كمحيطو مثؿ‬
‫عامة(‪.‬‬
‫االنطكاء كاالنسحاب مف الحياة )اؿحياة اؿ ٌ‬

‫‪1‬‬
‫‪Ferdinand de Saussure, Cours de linguistique générale, 2° édition,‬‬
‫‪Algérie: 1994, Edition ENAG, P 30.‬‬
‫‪2‬‬
‫سمير شريؼ استيتية‪ ،‬عمـ المغة التعممي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار األمؿ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪7‬‬
‫كسب الفرد المنعزؿ‬‫لكف رغـ ذلؾ فالتكاصؿ يطارد المرء‪ ،‬بؿ كي ً‬
‫ي‬
‫إمكانية ضبط أفكاره ككذا عكاطفو كأحاسيسو كانفعاالتو‪ ،‬ليذا يتٌجو البعض‬
‫سارة‬
‫بأف نتائج جيكده كانت ٌ‬
‫انطباعا ٌ‬
‫ن‬ ‫إلى تدكيف األفكار عندما ييعطى‬
‫تغير كلـ يعد في‬
‫مجرد ٌ‬
‫تغيرت ٌ‬ ‫تحسنت أك ٌ‬
‫أف ظركفو قد ٌ‬ ‫إحساسا ٌ‬
‫ن‬ ‫كيعطى‬
‫كضعو المتغيِّر ما يدعك إلى التزاـ الصمت‪ .‬كنجد لدل بعض المتعمميف‬
‫كالطمبة ميبل إلى ذلؾ يتجسد في تخصيص الك ارريس‪ ،‬كالمذكرات‪ ..‬الخ‪،‬‬
‫المنجز‪ ،‬كالكتابة مبلذ إف لـ يجد المرء في‬ ‫ككؿ ذلؾ ي ً‬
‫شعر المتعمِّـ بمتعة‬ ‫ٌ‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫شخصية أخرل ىك ال يزاؿ يبحث عنيا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫نفسو ما يرضيو يعيش في ذلؾ‬

‫حد ذاتو حافز فبل أحد ينسى الحاجة البشرٌية إلى‬


‫كالتعبير ىك في ٌ‬
‫حكؿ ىذه الحاجة في ميداف تعميمية المغات إلى‬ ‫التعبير‪ ،‬فاألفضؿ أف تي َّ‬
‫تتحدد‬
‫يكجو الدرس كبو ٌ‬ ‫ذىابا في التقنية فيقاؿ الحافز كىك ِّ‬
‫مصطمح أكثر ن‬
‫و‬
‫مرة نجد‬ ‫األىداؼ‪ ،‬مع ىذا التحديد تتٌضح األمكر في عيف المعمِّـ‪ٌ ،‬‬
‫ألنو ٌ‬
‫محد ود إالٌ ٌأنو غير سميـ‪،‬‬
‫ىدؼ َّ‬‫و‬ ‫محدد‪ ،‬كقد نعثر عمى‬
‫لكنو غير ٌ‬ ‫سميما ٌ‬
‫ىدفنا ن‬
‫اضحة ىك أكبر األعماؿ‬ ‫ففف كضع األىداؼ الك ً‬‫دائما ٌ‬
‫فكما ىك الحاؿ ن‬
‫أىمية‪ ،‬فالمعمِّـ يبحث عف اىتمامات المتعمِّـ كيسعى إلى تطكيرىا ‪.‬كىذا مف‬
‫ٌ‬
‫ينبعث كيتدفٌؽ مع ما يتعاطاه المعبِّر مف‬ ‫شأنو أف يجعؿ الخزيف المٌغكم ً‬
‫تحكيؿ التجربة الخاصة إلى و‬
‫أفكار قابمة لمصياغة بكؿ عفكية كدكف العناية‬
‫كثير بكضع استراتيجيات‪.‬‬
‫نا‬
‫إف التمميذ يعايش كقائع مختمفة ِّ‬
‫يشكؿ‬ ‫العقمية‪ٌ :‬‬
‫ّ‬ ‫الذهنية‬
‫ّ‬ ‫المعرفية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬الزاوية‬
‫تبيف و‬
‫لكثير مف الدارسيف‬ ‫شخصية بفمكاف المعمِّـ أف يثيرىا‪ٌ ،‬‬
‫ألنو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ذلؾ تجربة‬
‫ٌأنو عندما ييكفَّؽ التمميذ إلى التعبير عنيا أك عف جزء منيا ِّ‬
‫يشكؿ ذلؾ سبيبلن‬

‫‪8‬‬
‫ألف فعؿ امتبلؾ المعرفة يقكـ عمى استصدار اآلراء‬
‫مف سبؿ التعمـ‪ ،‬ذلؾ ٌ‬
‫محؾ التجربة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أيضا‪ ،‬كاختيار كاحدة منيا ككضعيا في‬
‫ككضع الفرضيات ن‬

‫يتدخؿ مباشرة ليأخذ بيد المتعمِّـ كلك‬


‫ٌ‬ ‫يعد مف كظائؼ المعمِّـ أف‬
‫كما ٌ‬
‫تقدـ كتيرة‬
‫حؿ مشكبلتو التي يبدك ٌأنيا تحكؿ دكف ٌ‬ ‫لمتظاىر في مساىمة ٌ‬
‫األمر بفتاحتو فرصة‬
‫ي‬ ‫يتكصؿ بنفسو إلى فعؿ ذلؾ‪ ،‬كيحدث‬
‫ٌ‬ ‫تعمٌمو‪ ،‬كجعمو‬
‫التعبير مف أجؿ التخفيؼ الذاتي مف كطأة الحسرة كتحفيز جسارتو التي‬
‫ً‬
‫تمضي في التغمٌب عمى الصعكبات المعرًقمة الناجمة ٌ‬
‫إما عف ىكاف النفس‬
‫)‪ (Sous-estimation du soi‬أك اإلفراط في االعتزاز بيا‬
‫)‪ ،(Surestimation du soi‬كفي كبل االعتباريف يكمف خطأه في تقدير‬
‫المتعمِّـ لنفسو كلمياـ المدرسة في حقٌو ‪.‬كما يعمؿ المعمِّـ عمى استفزاز‬
‫الخاصة عمى‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫منيجيا يممؾ كسائمو بحيث يسألو عف آرائو‬ ‫المتعمِّـ استفزنا‬
‫از‬
‫اب و‬
‫سميـ عمى‬ ‫م‪ ،‬أم إلى جانب ما يبحث عنو كجك و‬ ‫ىامش سؤالو المركز ٌ‬
‫أف مزج المتعمِّـ بيف ما ىك‬
‫ؽ‪ ،‬لكف ال يضيع مف بالو ٌ‬ ‫في دقي و‬ ‫سؤ و‬
‫اؿ معر ٍّي‬
‫مكضكعي كما ىك ذاتي ال ً‬
‫يفقر األفكار بقدر ما يثرييا‪ ،‬كما ينصح بو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كبحجة االلتزاـ‬
‫ٌ‬ ‫تحرم الدقٌة كاإليجاز في صنع األجكبة‬
‫البعض مف ضركرة ٌ‬
‫التعمؽ الذم ىك مف‬ ‫ً‬
‫بالمكضكع المناقىش ىك خطأ إذا قصد منو التخمٌي عف ٌ‬
‫فظي الذم‬ ‫و‬
‫نكعا آخر مف النشاط كىك السمكؾ المٌ ٌ‬
‫ذىني يتطمٌب ن‬
‫ٍّي‬ ‫نشاط‬ ‫كحي‬
‫يتكسع بو كال يقدر االستغناء عنو ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫المتخصصكف في منيجيات‬
‫ِّ‬ ‫عما يراه‬
‫‪-3‬زاوية منهجيات البحث‪ :‬ناىيؾ ٌ‬
‫سنتقدـ أشكاطنا في البحث إف نحف عمدنا إلى إتقاف‬
‫ٌ‬ ‫البحث مف ٌأننا‬
‫تشخيص المسائؿ المراد بحثيا كال يتأتى ذلؾ إالٌ بحسف التعبير أك تعاطي‬
‫األقؿ لكف بتركيز االىتماـ عمى تفادم اإلبياـ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫التعبير عمى‬

‫‪9‬‬
‫اس‬ ‫كىنا يحضرنا قكؿ أرسطك‪":‬المعنى يكلِّد الكبلـ بًاعتًباره ي ً‬
‫الن ى‬
‫شغؿ ٌ‬ ‫ي‬
‫و‬ ‫كؿ و‬ ‫إف َّ‬ ‫ً‬ ‫ي ً‬ ‫ً‬
‫حصكؿ عميو‬ ‫خبر ىم‬ ‫ثـ َّ‬‫الحديث صَّياغةن ل ٌمداللة ‪ٌ "...‬‬ ‫عتبر‬
‫ككذلؾ يي ى‬
‫صاحبيا ًمف‬
‫ي‬
‫عف طريؽ البرىى ىنة ناتً هج عف م و‬
‫عرفة سابًقة الكجكد » ىكا ٍف كاف‬ ‫ى‬ ‫ىٍ‬
‫المقصكدة ػ ته ًع ُّدىا كتىبنييا‬ ‫الداللة ى‬
‫ُّ‬
‫يتكس ىؿ بًالمغة ػ كىك يي ى‬
‫ستفسر عف ٌ‬ ‫أف ٌ‬ ‫شأنًو ٍ‬
‫ظاـ لًمتٌصنيؼ‬ ‫األرسطي لًمُّغة كنً و‬
‫ٌ‬
‫عماؿ ً‬‫أف االستً ى‬ ‫مما ٌ‬ ‫ً‬ ‫ىكتينظِّميا ىكتي ِّ‬
‫جسميا" ع ن‬
‫العبلقات كحسب‪ ،‬بؿ كتى ً‬ ‫جسد ً‬‫أف المُّغة ال تي ِّ‬ ‫ً‬
‫كشؼ‬ ‫ٍ‬ ‫ممعرفة‪ ،‬بًما ٌ‬ ‫الصحيح ل ى‬‫ٌ‬
‫قاب عنيا أيضا‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الن ى‬
‫أىمية في إكساب سمككيات البحث عف المعطيات العممية‬ ‫كلمتعبير ٌ‬
‫فعالة في‬ ‫التي سيأتي التمميذ عمى تنظيميا‪ ،‬إذ ي ً‬
‫لغكية ٌ‬
‫كسب نماذج كقكالب ٌ‬ ‫ي‬
‫الدالالت‪ ،‬كمساعدة عمى التفكير‪ ،‬كبالتالي البحث عف المعمكمات‪،‬‬ ‫تكليد ٌ‬
‫كؿ شيء يأتي في نمط‬ ‫لكف عمى المعمِّـ التذ ٌكر دائما ٌ‬
‫أف التعبير ٌأكال كقبؿ ٌ‬
‫لغكم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مكانة التعبير بين فروع المغة‪ :‬لمتعبير بشقيو الشفيي كالكتابي مكانة مميزة‬
‫التعبير بيذه المكانة؛ لككنو‬
‫ى‬ ‫تكج ال يػم ىنظِّركف لتعميـ المغة‬
‫بيف فركع المغة‪ ،‬كقد ٌ‬
‫حصادىا مف بذكر فنكف المغة األخرل‪ ،‬كيمكف أف‬ ‫ي‬ ‫يتـ‬
‫الثمرة اليانعة التي ُّ‬
‫نذكر أسبابان عديدة جعمت التعبير يكتسب تمؾ القيمة كالمنزلة بيف فركع‬
‫المغة كمنيا‪:‬‬
‫‪-‬أف التعبير كسيمة اإلنساف لعرض أفكاره كآرائو‪ ،‬كشرح كجية نظره؛ فيك‬
‫كسيمة اتصاؿ بيف الفرد كغيره‪.‬‬
‫‪-‬أف التعبير فيو إحساس بثقة المرء بنفسو‪ ،‬كشعكره بأنو قادر عمى التفاعؿ‬
‫الفكرم مع اآلخريف‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-‬إف عدـ القدرة عمى التعبير‪ ،‬كاإلخفاؽ فيو يسبب لئلنساف اضطرابان كفقداف‬
‫ثقة؛ مما قد يعكؽ النمك االجتماعي عنده‪.‬‬
‫عما يعرفو في المجاالت األخرل التي‬
‫‪-‬أف التعبير أداة المتعمـ في الكشؼ ٌ‬
‫يتعمميا‪.‬‬
‫‪-‬أف في التعبير تدريبان عمى الترتيب كالتسمسؿ‪ ،‬كفيو تدريب عمى النطؽ‪،‬‬
‫كالربط بيف األفكار‪.‬‬
‫‪-‬أف في التعبير إمدادان لغكيان يزيد مف ثركة الطفؿ المغكية كالمعرفية‬
‫كالفكرية‪.‬‬
‫كيمتاز التعبير بيف فركع المغة بأنو غاية‪ ،‬كغيره كسائؿ مساعدة‬
‫يم ًع ىينة عميو مثؿ ‪:‬القراءة‪ ،‬كاإلمبلء‪ ،‬كالقكاعد ‪...‬كتأتي ىذه األىمية مف ككف‬
‫التعبير ىك أىـ الغايات المنشكدة مف دراس المغات؛ ألفق كسيمة اإلفياـ‪،‬‬
‫كىك أحد جانبي عممية التفاىـ‪ ،‬ككذلؾ ىك كسيمة التصاؿ الفرد بغيره‪ ،‬كأداة‬
‫لتقكية الركابط الفكرية كاالجتماعية بيف األفراد‪ ،‬باإلضافة إلى أف عدـ الدقة‬
‫في التعبير يترتب عميو فكات الفرص‪ ،‬كضياع الفائدة‪.‬‬
‫كالتعبير ليس فرعان معزكالن عف باقي فركع المغة‪ ،‬بؿ ىك متداخؿ في‬
‫حد كبير‪ ،‬مع فركع المغة األخرل كىذا يعني أف‬‫مياراتو المغكية‪ ،‬إلى ٌ‬
‫التخطيط لمبرنامج المغكم في أية مرحمة تعميمية‪ ،‬أك صؼ دراسي البد أف‬
‫يخطط ككحدة متكاممة تراعي المستكل المغكم لمميارات المخصصة لكؿ‬
‫فرع لغكم عمى المستكييف الرأسي كاألفقي معان‪ ،‬باعتبار التعبير ىك‬
‫المحصمة النيائية لمدراسة المغكية‪.‬‬
‫كالتعبير" كما يقاؿ‪ :‬رياضة الذىف؛ فاألفكار كالمعاني غالبان ما تككف‬
‫غامضة كغير محددة في الذىف‪ ،‬فاإلنساف عندما يضطر إلى التعبير فيك‬
‫يضطر إلى إعماؿ الذىف؛ لتحديد األفكار كالمعاني كتكضيحيا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كيمكف القكؿ ‪ :‬إف التعبير يمثٌؿ أعمى درجات المستكيات المعرفية‪ ،‬فيك‬
‫عما في نفسو أف يحمؿ ما يريد أف يكصمو‬
‫يتطمب مف اإلنساف حتى يفصح ٌ‬
‫لممستمع أك القارئ‪ ،‬ثـ يركب ما يمتمؾ مف المعاني كاألفكار في كممات‬
‫كجمؿ كعبارات‪ ،‬يستطيع مف خبلليا الكصكؿ لمغاية المنشكدة مف رسالتو‪.‬‬
‫أسس تعميم التعبير‪:‬‬
‫ميمان لممعمميف كالتربكييف كمؤلفي المناىج‪،‬‬
‫تمثٌؿ أسس تعميـ التعبير منطمقان ٌ‬
‫فيي أىـ المرتكزات التي تأخذ بيد المتعمـ إلى أف يصؿ إلى درجة اإلتقاف‪،‬‬
‫كال ينبغي إغفاؿ ىذه األسس أك تجاىميا كاال سيمر تعميـ التعبير ببعض‬
‫يقسميا الباحثكف‬
‫العثرات كالصعكبات‪ ،‬كيقكـ تعميـ التعبير عمى عدة أسس ٌ‬
‫إلى ثبلثة أسس رئيسة ىي‪:‬‬
‫أ ‪-‬األسس النفسية‪:‬‬
‫عما في نفكسيـ‪ ،‬كالتحدث مع أىمييـ‪ ،‬كذكييـ‪.‬‬
‫‪-‬ميؿ األطفاؿ إلى التعبير ٌ‬
‫‪-‬ميؿ األطفاؿ إلى المحسكسات‪ ،‬كبعدىـ عف المعنكيات‪ ،‬كمراعاة ىذا‬
‫المبدأ يساعد عمى تخير المكضكعات التي تبلئـ التبلميذ‪.‬‬
‫‪-‬ينشط التبلميذ لمتعبير إذا كجد لدييـ الدافع كالحافز‪.‬‬
‫بعدة عمميات عقمية؛ تتمثؿ في عمميتي التحميؿ‪،‬‬
‫‪-‬يقكـ الذىف أثناء التعبير ٌ‬
‫كالتركيب‪ ،‬كتنمك ىاتاف العمميتاف مف خبلؿ زيادة المحصكؿ المغكم لمتمميذ‪.‬‬
‫‪-‬يعتمد في تعمـ المغة عمى المحاكاة كالتقميد؛ لذا يجب عمى المعمـ يف أف‬
‫تككف لغتيـ في المدرسة لغة سميمة جديرة بأف يحاكييا التمميذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسس التربوية‪:‬‬
‫‪-‬الحرية؛ بحيث يي ىترؾ لمتمميذ – أحيانا –حرية اختيار المكضكع الذم يحب‬
‫أف يتحدث أك يكتب فيو‪ ،‬ككذلؾ حرية عرض األفكار التي يريد‪ ،‬كاختيار‬
‫العبارات التي تؤدم إلى فيـ أفكاره‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬ليس لمتعبير زمف معيف‪ ،‬بؿ ىك نشاط مستمر يجب انتيازه في كؿ فرصة‬
‫تعمٌمية كفي كؿ نشاط تربكم‪.‬‬
‫يعبر عف مكضكع ليس لو عمـ سابؽ بو؛ لذا ينبغي أف‬ ‫‪-‬ال يمكف لمتمميذ أف ٌ‬
‫تختار المكضكعات المتصمة بأذىاف التبلميذ‪.‬‬
‫ج‪ -‬األسس المغوية‪:‬‬
‫‪-‬التعبير الشفكم أسبؽ مف التعبير الكتابي‪.‬‬
‫‪-‬البد مف العمؿ عمى زيادة محصكؿ التبلميذ المغكم مف خبلؿ القراءة‬
‫كاالستماع‪.‬‬
‫كيضيؼ بعضيـ أسسا أخرل ينبغي عمى المعمـ أف يمتفت إلييا أثناء‬
‫تدريس التعبير‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫‪-‬االىتماـ بالمعنى قبؿ المفظ‪ ،‬فبلبد أف يشعر المعمـ تبلميذه بيذا‪.‬‬
‫‪-‬تزكيد التبلميذ بمعايير كمستكيات تستخدـ عند الكتابة أمر ضركرم؛ لتقدـ‬
‫التبلميذ في كتاباتيـ نحك أىداؼ محددة‪.‬‬
‫‪-‬يجب أف يستقي التبلميذ مف المكاد الدراسية المختمفة األفكار كالمعمكمات‬
‫التي تساعدىـ في تكظيفيا في تعبيرىـ‪.‬‬
‫إف ىذا التنظير الميـ ألسس تعميـ التعبير ىك مع األسؼ غائب عف أذىاف‬
‫بعض معممي المغة العربية؛ مما جعميـ ال يشعركف بأىمية ىذه المادة‪ ،‬كال‬
‫يشعركف تبلميذىـ بيا بسبب إغفاليـ ليذه األسس‪.‬‬
‫أهداف تعميم التعبير‪ :‬ىناؾ أىداؼ كثيرة لتعميـ التعبير بشقيو الشفكم‬
‫كالكتابي‪ ،‬كبنكعيو الكظيفي كاإلبداعي‪ ،‬كمف أىميا‪:‬‬
‫‪-‬التمقائية في التعبير‪ ،‬حيث "تأتي التمقائية كالطبلقة كالتعبير مف غير‬
‫أف‬
‫تكمٌؼ عمى رأس قائمة أىداؼ تعميـ المغة لؤلطفاؿ الصغار‪ ،‬ذلؾ ٌ‬
‫ذاتي عند الطفؿ‪ ،‬يميؿ إليو كيجب‬
‫الرغبة في التعبير عف النفس أمر ٌ‬
‫‪13‬‬
‫المدرس أف يشجع ىذه الرغبة لدل الطفؿ‬
‫ٌ‬ ‫أف يمارسو‪ .‬كيجب عمى‬
‫‪1‬‬
‫كأف يساعده عمى االنطبلؽ في كبلمو‪".‬‬
‫‪-‬أف يعتاد التمميذ التحدث كالكتابة بالمغة الصحيحة‪.‬‬
‫‪-‬أف يتقف التمميذ المبلحظة السميمة عند كصؼ األشياء كاألحداث كتنكعيا‪.‬‬
‫‪-‬أف يتربى عند التمميذ االستقبلؿ في الفكر‪.‬‬
‫‪-‬أف ينتقي األلفاظ المناسبة لممعاني‪ ،‬ككذا التراكيب كالتعبيرات؛ ألنو‬
‫سيحتاج إلييا في حياتو المغكية‪.‬‬
‫‪-‬أف يتعكد السرعة في التفكير كالتعبير‪ ،‬ككيفية مكاجية المكاقؼ الكتابية‬
‫الطارئة‪ ،‬كالمكاقؼ الشفكية المفاجئة‪.‬‬
‫يعبر تعبي انر صحيحان عف أحاسيسو كمشاعره كأفكاره في أسمكب كاضح‬
‫‪-‬أف ٌ‬
‫كمؤثر‪ ،‬فيو التخيؿ كاإلبداع‪.‬‬
‫كيعمؽ أفكاره‪ ،‬كيتعكد التفكير المنطقي‪ ،‬كترتيب األفكار‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬أف يكسع‬
‫كتنظيميا في كؿ متكامؿ‪.‬‬
‫‪-‬تنمية شخصية التمميذ لمعيش في المجتمع بفعالية‪.‬‬
‫‪-‬مساعدة التمميذ عمى زيادة الخبرة‪ ،‬كالثركة الثقافية‪.‬‬
‫‪-‬المساىمة في تنمية قدرة التمميذ عمى االرتجاؿ‪ ،‬كأدب الحديث‪.‬‬
‫‪-‬كقاية التمميذ مف الشعكر بالنقص الناتج عف إحساسو بعدـ القدرة عمى‬
‫التعبير السميـ‪.‬‬
‫كيتضح مما سبؽ أف كؿ ىدؼ مف ىذه األىداؼ يشمؿ مجمكعة‬
‫كبيرة مف الميارات المغكية التي ال يمكف تحقيقيا إال بالدربة كالمراف مف‬
‫ابتداء مف المرحمة االبتدائية‬
‫ن‬ ‫خبلؿ المكاقؼ المغكية المتنكعة لجميع التبلميذ‬
‫حتى نياية المرحمة الثانكية‪.‬‬

‫‪ 1‬عمي أحمد مدككر‪ ،‬تدريس فنكف المغة العربية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،2006 ،‬ص‪.117‬‬
‫‪14‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬أنـماط التعبير‬
‫يي ىع ُّد التعبير أىـ فركع مادة المغة العربية‪ ،‬فيك القالب الذم يصب فيو‬
‫اإلنساف أفكاره‪ ،‬كيعبر مف خبللو عف مشاعره كأحاسيسو‪ ،‬كيقضي حكائجو‬
‫في الحياة كبو يتمكف الفرد مف أف يصؿ بسيكلة كيسر إلى فيـ المسمكع‬
‫كالمقركء‪ " .‬كحينما ترد إشارة إلى مقامو بيف فركع المغة ففنيا تتجو صكب‬
‫تأكيد أىميتو التربكية‪ ،‬فيك أىـ فركع المغة حينا‪ ،‬كاجادتو ىي الغاية مف‬
‫‪1‬‬
‫تعمـ المغة حينا آخر"‪.‬‬
‫كيعتمد تقسيـ التعبير المغكم عمى معايير خاصة ذات صمة بما‬
‫يعرؼ بفنكف المغة أك ما يسميو بعض الباحثيف ميارات المغة األساسية كىي‬
‫أربع ميارات‪ :‬االستماع ‪ ،‬الحديث‪ ،‬القراءة‪ ،‬الكتابة‪.‬‬
‫أما ما تعمؽ مف التعبير المغكم بفني االستماع كالحديث بصفة‬
‫مباشرة فيك تعبير شفكم‪ ،‬كأما ما تعمؽ بالكتابة كالقراءة‪ ،‬ففنو مف التعبير‬
‫الكتابي‪ ،‬كىذا التقسيـ يتـ حسب معيار الشكؿ الذم أنتجت فيو المغة‪.‬‬
‫ففف التعبير إما كظيفي أك‬
‫كأما مف حيث مضمكف المنتج المغكم ٌ‬
‫إبداعي‪ " ،‬ففذا كاف الغرض مف التعبير ىك اتصاؿ الناس بعضيـ ببعض‬
‫لتنظيـ حياتيـ كقضاء حكائجيـ‪ ،‬فيذا ما يسمى بالتعبير الكظيفي‪ ،‬مثؿ‬
‫المحادثة كالمناقشة‪ ،‬كقص األخبار‪ ،‬كالقاء التعميمات كاإلرشادات‪ ،‬كعمؿ‬
‫اإلعبلنات‪ ،‬ككتابة الرسائؿ كالمذكرات‪ ،‬كالنشرات كما إلى ذلؾ" ‪،2‬كىك بذلؾ‬
‫يستدعي تحقيؽ غاية أك منفعة‪ ،‬كيدخؿ في باب االستعماؿ اليكمي لمغة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ميمكد احبدك‪ ،‬سبؿ تطكير المناىج التعميمية‪ ،‬نمكذج تدريس اإلنشاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار األماف لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬المغرب‪ ،1993 ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ 2‬عمي أحمد مدككر‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪15‬‬
‫" أما إذا كاف الغرض ىك التعبير عف األفكار كالخكاطر النفسية كنقميا‬
‫مشكقة كمثيرة‪ ،‬فيذا ىك التعبير اإلبداعي أك‬
‫إلى اآلخريف بطريقة إبداعية ٌ‬
‫اإلنشائي مثؿ كتابة المقاالت كتأليؼ القصص كالتمثيميات كالتراجـ كنظـ‬
‫الفنٌية في استخداـ‬
‫الشعر‪..‬إلخ‪ ".‬ك يستدعي ىذا النكع مف التعبير اإلمتاع ك ٌ‬
‫‪1‬‬

‫المغة بكاسطة أبدع األساليب‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫كلتكضيح ىذا التقسيـ كعبلقة كؿ قسـ بالقسـ اآلخر نكرد ىذه الخطاطة‪:‬‬

‫التعبير المغكم‬

‫التعبير الكتابي‬ ‫حسب الشكؿ‬ ‫التعبير الشفكم‬

‫تعبير إبداعي‬ ‫تعبير كظيفي‬ ‫تعبير إبداعي‬ ‫تعبير كظيفي‬


‫كتابيي‬ ‫كتابي‬ ‫حسب المضمكف‬
‫شفكم‬ ‫شفكم‬

‫كتابة ركاية‪-‬خاطرة‬ ‫طمب تكظيؼ‪-‬‬ ‫إلقاء خطبة‪-‬إلقاء‬ ‫درس‪-‬محاضرة‪-‬بيع –شراء‪...‬‬


‫شعر‪-‬قصة‪...‬‬ ‫تحرير محضر –‬ ‫قصيدة‪ -‬قراءة‬
‫‪ .‬ازبداعيشراء‬ ‫إعبلف‪ ...‬إبداعيشراء‬ ‫نص‪ ...‬إبداعيشراء‬

‫كمنو ففف التعبير يتخذ حسب أدائو ك شكؿ إنتاجو نكعيف ىما‪ :‬تعبير‬
‫كتابي كآخر شفكم‪ .‬كيتخذ حسب مضمكفق أك مكضكعو شكميف ىما ‪ :‬تعبير‬
‫كظيفي كتعبير إبداعي‪.‬‬
‫أف كبل مف التعبير الشفكم كالكتابي يمكف أف يتضمف تعبي ار‬
‫كما ٌ‬
‫إبداعيا أك تعبي ار كظيفيا حسب الغرض منو‪.‬‬

‫‪ 1‬عمي أحمد مدككر‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.109‬‬


‫‪ 2‬أنماط التعبير حسب الشكؿ كالمضمكف‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫عدة أشكاؿ تحددىا‬
‫كلمتعبير خارج ىذيف المعياريف الشكؿ كالمضمكف ٌ‬
‫الغايات مف التعبير‪ ،‬فالتعبير في الكسط المدرسي ينقسـ إلى تعبير كتابي‬
‫كآخر شفكم ك تعبير إبداعي كآخر كظيفي‪ ،‬كتضاؼ إلى ذلؾ أشكاؿ أخرل‬
‫تتعمؽ بكيفيات كطرائؽ تدريس المغة‪ ،‬فنجد مثبل التعبير الحر كالتعبير‬
‫المكجو كالتعبير التمقائي كالتعبير عف الصكر كاستكماؿ القصص كالتعميؽ‬
‫عف حدث كىكذا‪...‬‬
‫كفيما يمي تعريفات ؿبعض ىذه األشكاؿ مف التعبير‪:‬‬
‫‪-1‬التعبير الشفوي‪ :‬كيعرؼ باسـ اإلنشاء الشفكم‪ ،‬كىك أسبؽ مف التعبير‬
‫المنطكؽ‬ ‫الكتابي كأكثر استعماال في حياة الفرد مف الكتابي‪" ،‬كىك الكبلـ‬
‫الذم يصدره المرسؿ مشافية‪ ،‬كيستقبمو المستقبؿ استماعا‪ ،‬كيستخدـ في‬
‫مكاقؼ المكاجية‪ ،‬أك مف خبلؿ كسائؿ االتصاؿ الصكتي كالياتؼ كالتمفاز‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كيتـ في العادة عف طريؽ جياز النطؽ الطبيعي‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪.‬‬ ‫كاالنترنيت‪ ،‬كغيرىا"‬
‫كيستقبؿ عف طريؽ جياز السمع‪ ،‬لكنو يزيد عف الكبلـ بالمفيكـ المساني‬
‫بالمكقؼ الذم يحدث فيو أم الظركؼ المادية كالمعنكية التي تصاحب‬
‫ىذا الحدث مف إشارات كايماءات كحضكر كغياب ككؿ ما يعيف المتكمـ‬
‫عمى تكضيح رسالتو أك يسعؼ السامع في فيـ فحكل ىذه الرسالة‪.‬‬
‫كالتعبير الشفكم عبارة عف المحادثة أك التخاطب الذم يتـ بيف الفرد كغيره‬
‫حسب المكقؼ اآلني الذم يعيشو أك يمر بو المتكمـ كىك أداة االتصاؿ‬
‫السريع بيف المعمـ كالمتعمـ كباقي أفراد الجماعة المدرسية كىك الكسيمة التي‬
‫تحقؽ كثي ار مف األغراض الحيكية في المدرسة حيث تتحقؽ بكاسطتو غايات‬
‫تربكية كأخرل تعميمية‪ ،‬كلمتعبير الشفكم في حقؿ التعميـ صكر كثيرة منيا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محسف عمي عطية‪ ،‬تدريس المغة العربية في ضكء الكفايات األدائية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المناىج لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2007 ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪17‬‬
‫التمقائي‪ :‬كىك ما كاف يعتمد كقاعدة انطبلؽ في دركس التعبير‬
‫ٌ‬ ‫أ‪-‬التعبير‬
‫الشفكم في المرحمة االبتدائية‪ ،‬حيث يشير فيو المدرس إلى كضعيات‬
‫كأشخاص كأماكف في المشاىد المعركضة عمى المكح لينطمؽ المتعمـ منيا‬
‫في عممية التعبير‪ ،‬كىي طريقة تستند عمى مبدأ المثير كاالستجابة فالتعزيز‪،‬‬
‫كالقصد منيا ترؾ الحرية لممتعمـ كي يتغمب عمى الخكؼ كالتييب‪ ،‬فيسيؿ‬
‫إدخالو في جك التعمـ المغكم‪ ،‬كعميو فاليدؼ مف ىذا النكع مف التعبير‬
‫يتعمؽ بجانبيف احدىما معرفي يقصد منو استخداـ المغة كأساليبيا كالجانب‬
‫الثاني نفسي يستيدؼ القضاء عمى التييب كالخكؼ بكاسطة تشجيع التمميذ‬
‫عمى التحدث داخؿ الفصؿ‪.‬‬
‫المشاىد كالصكر التي يعرضيا‬ ‫المكجو‪ :‬كىك التعبير عف‬
‫ٌ‬ ‫ب‪-‬التعبير‬
‫المعمـ ‪ ،‬ك التي تعمؽ عمى المكح كتستنطؽ بكاسطة األسئمة المحضرة مسبقا‪،‬‬
‫ليكجو المعمـ تبلميذه إما الستعماؿ صيغ بعينيا أك تعمـ كممة أك صيغة‬
‫صرفية محددة‪ ،‬أك استخداـ عنصر نحكم كأحد حركؼ المعاني مثبل‬
‫لمعنى مف المعاني‪ ،‬كيتبع المعمـ في ذلؾ خطة كطريقة تعتمد التدرج في‬
‫السؤاؿ كاستقباؿ الجكاب مف المتعمميف لبناء صيغة مف الصيغ أسمكب مف‬
‫األساليب‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعبير الشفكم عقب القراءة‪ ،‬كىك استثمار النص المقركء بالمناقشة‬
‫كالتعميؽ عمى األفكار كالمكاقؼ الكاردة فيو كتمخيص ما يمكف مف األفكار‬
‫أك المراحؿ أك الفقرات منو أك تمخيصو كامبل‪.‬‬
‫د‪-‬التعبير الحر‪ :‬كىك غاية حصص التعبير‪ ،‬حيث يطمح المعمـ إلى جعؿ‬
‫تبلميذه يحسنكف استخداـ المغة الشفكية في الكضعيات المختمفة استخداما‬
‫سميما مع تحقيؽ األغراض الكظيفية كالفنية لمغة‪ .‬كيعتمد في ذلؾ عمى‬
‫استخداـ القصص في التعبير مثؿ‪ :‬تكميؿ قصة أك سرد القصة المدركسة‬

‫‪18‬‬
‫بطريقة جديدة‪ ،‬كفي بعض األحياف يحاكؿ المعمـ دفع التبلميذ إلى سرد‬
‫قصة سمعكىا أك عاشكىا بأنفسيـ‪.‬‬
‫كمف صنكؼ التعبير الحر أيضا تدريب التبلميذ عمى مكاقؼ الخطابة‬
‫كالمناظرات كالمسابقات كالمحاضرات كالندكات كالمناقشات‪ ،‬كتسعى ىذا‬
‫النمط التعبيرم إلى تككيف متعمـ قادر عمى استعماؿ لغتو في كضعيات‬
‫ذات داللة‪ ،‬مع القدرة عمى التفسير كاالستنتاج كالمناقشة الجادة المنظمة‪.‬‬
‫كمف الميـ في ىذا السياؽ أف ننبو إلى ضركرة االنطبلؽ أكال مف الميارة‬
‫المغكية األساسية (االستماع) كذلؾ بتعكيد المتعمـ عمى حسف االستماع إلى‬
‫المتحدث كفيـ المقصكد مف الحديث أك السؤاؿ‪ ،‬كمتابعة مدل تنفيذ المتعمـ‬
‫لتعميمات حسف االستماع‪.‬‬
‫ثـ احتراـ مبدأ التدرج في تعميـ المادة المغكية مف النطؽ السميـ إلى‬
‫استعماؿ األسماء كاألفعاؿ كتنكيع الصيغ كاألساليب كحسف تأليؼ الصيغ‬
‫الصرفية المختمفة كتخصيص دالالت حركؼ المعاني كالتمكف مف‬
‫استعماليا فيما تدعك إليو الحاجة‪.‬‬
‫تخير المكضكعات التي تثير في نفس التمميذ‬
‫إضافة إلى ضركرة ٌ‬
‫الرغبة إلى الكبلـ كالتعبير‪.‬‬
‫‪-2‬التعبير الكتابي أو التحريري‪:‬‬
‫" كىك الكبلـ المكتكب الذم يصدره المرسؿ كتابة‪ ،‬كيستقبمو المستقبؿ‬
‫قراءة‪ ،‬كيستخدـ غالبا في مكاقؼ التباعد بيف المرسؿ كالمستقبؿ زمانا‬
‫كمكانا‪ .‬فعندما ينأل المستقبؿ عف الكاتب زمانا أك مكانا يتـ التكاصؿ مف‬
‫‪1‬‬
‫يدكنو الطمبة في‬
‫ٌ‬ ‫بما‬ ‫المدرسي‬ ‫الكسط‬ ‫في‬ ‫كيعرؼ‬ ‫‪.‬‬ ‫خبلؿ التعبير المكتكب"‬
‫دفاتر التعبير مف مكضكعات كىك يأتي بعد التعبير الشفيي‪ ،‬كيبدأ الطالب‬

‫‪1‬‬
‫محسف عمي عطية‪ ،‬تدريس المغة العربية في ضكء الكفايات األدائية‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪19‬‬
‫بممارسة ىذا النكع مف التعبير عندما يشتد عكده كتتكامؿ ميارتو اليدكية‬
‫عمى التعبير عما في نفسو‪ ،‬كيبدأ التعبير مع الطالب بالتدرج‪ ،‬فيـ يبدأ‬
‫بفكماؿ جمؿ ناقصة أك تدكيف أفكار تعرؼ عمييا في أناشيده أك تكممة‬
‫قصة سبؽ أف اطمع عمييا‪ ،‬أك تأليؼ قصة مف خيالو ‪.‬‬
‫كلمتعبير الكتابي صكر كثيرة منيا‪:‬‬
‫أ‪-‬التعبير الكتابي مف الصكر‪ :‬كىذا غالبا ما يككف في المرحمة االبتدائية‬
‫يشغؿ أكثر مف‬
‫كاإلعدادية كعمى األخص االبتدائية لحاجة التمميذ بأف ٌ‬
‫حاسة في سبيؿ تككيف جمؿ إنشائية مفيدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلجابات التحريرية عف األسئمة المطركحة عمى التبلميذ‪ :‬قد تدكف‬
‫األسئمة عمى السبكرة كيجيب عمييا التمميذ أك تمقي عمييـ األسئمة كيجيب‬
‫عمييا التبلميذ كتابة عمى دفاترىـ‪ ،‬كذلؾ في كبل الحالتيف في جمؿ تعبيرية‬
‫سميمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬كتابة األخبار كتقديميا إلى مجمة الحائط المدرسية‪ ،‬أك إرساليا إلى‬
‫الصحؼ أك اإلذاعة المدرسية‪ ،‬كفي ذلؾ تعكيد التبلميذ عمى الربط بيف‬
‫التمقي كالكتابة بمغة سميمة كبجمؿ مفيدة ككاضحة المعنى تفي بالمطمكب‬
‫مف نشر الخبر ‪.‬‬
‫د‪ -‬تمخيص القصص كالمكاضيع المقركءة أك المسمكعة أك المشاىدة‪ ،‬أك‬
‫تكممة القصص الناقصة أك تطكيؿ القصص المختصرة‪ ،‬أك (تأليؼ)قصص‬
‫ذات أغراض معينة كىادفة‪ ،‬كىذا النكع يزيد مف قدرة التبلميذ الكتابية‬
‫اإلنشائية‪.‬‬
‫ق‪ -‬تحكيؿ القصة إلى حكار تمثيمي كتابي قد تككف ذلؾ في درس قرائب‬
‫تاريخي أك ديني‪ ،‬حيث يطمب مف التبلميذ أف يحكلكا قصة معينة إلى حكار‬
‫تمثيمي مكتكب‪ ،‬كبعد االنتياء ينتخب األجكد مف كتاباتيـ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ك‪ -‬كتابة الرسائؿ لممناسبات المختمفة‪ :‬تشكر‪ ،‬تينئة‪ ،‬تعزية‪ ،‬دعكة‪،‬‬
‫استفسار‪...‬‬
‫ز‪ -‬اختيار الكتابة في المكاضيع الخمقية أك االجتماعية أك االقتصادية أك‬
‫الدينية أك غير ذلؾ‪.‬‬
‫ح‪ -‬إعداد الكممات الخطابية إللقائيا في المناسبات المختمفة كاألعياد‬
‫كغيرىا‪.‬‬
‫ط‪-‬نثر األبيات الشعرية بأسمكب أدبي جيد ‪.‬‬
‫كيأخذ التعبير التحريرم في المرحمة األساسية العميا شكؿ مكضكعات‬
‫محدكدة يختارىا التمميذ أك المعمـ‪ ،‬كمع ذلؾ يستطيع المعمـ أف يجمع‬
‫التعبيريف ثـ يطمب المعمـ مف تبلميذ كتابة ىذا المكضكع فيما بعد‪.‬‬
‫كال تقؿ أىمية التعبير التحريرم عف أىمية التعبير الشفكم‪ ،‬بؿ إذ التعبير‬
‫الكتابي مف اكثر ىمكـ معممي المغة العربية‪ ،‬فيـ يعانكف كثي ار في تعميـ‬
‫تبلميذىـ الكتابة الصحيحة كالكاضحة بأسمكب صحيح يكشؼ عف المعاني‬
‫المقصكدة ‪.‬‬
‫كالتعبير مف حيث المكضكع أك المضمكف نكعاف كما أسمفنا‪ :‬كظيفي‬
‫كابداعي كفيما يمي بياف مفيكمييما‪.‬‬
‫‪-3‬التعبير الوظيفي‪:‬‬
‫كىك أكثر تحديدا كاختصا ار في تكصيؿ األفكار كالمعمكمات‪" ،‬كيمجأ‬
‫إلى أساليب التحميؿ المغكم كالمفظي عمى أف يككف مفيكما ألنو يستخدـ‬
‫كممات محدكدة كأساليب معينة" ‪" .1‬كظير تعريؼ التعبير الكظيفي مصحكبا‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى خميؿ الكسكاني‪ ،‬الميسر في المغة العربية‪ ،‬دار صفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.171‬‬

‫‪21‬‬
‫بالكظيفة التكاصمية كمتطمبات الحياة ليككف الغرض منو اتصاؿ الناس‬
‫بعضيـ ببعض لقضاء حاجاتيـ كتنظيـ شؤكنيـ" ‪ .1‬كيعرؼ أيضا بأنو "ما‬
‫يعبر بو الفرد عف حاجاتو‪ ،‬كمتطمبات حياتو اليكمية مف تعامؿ كبيع كشراء‪،‬‬
‫كسؤاؿ كجكاب‪ ،‬كادارة شؤكنو‪ ،‬كأداء مينتو‪ ،‬فيك يطمؽ عمى كؿ تعبير يؤدم‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬كما عرفو كتاب‪( :‬مناىج المغة العربية كطرؽ‬ ‫كظيفة في الحياة"‬
‫تدريسيا) لسعدكف محمكد السامكؾ بأنو ذلؾ التعبير‪" :‬الذم يستعمؿ‬
‫لؤلغراض الكظيفية كالحاجيات اليكمية كتعبير اإلرشادات كالتعميمات‬
‫كالنشرات ككذلؾ في كتابة االستمارات كالرسائؿ الرسمية‪ ،‬كطمبات التعييف‬
‫أك الطمبات الكظيفية األخرل‪ ،‬ككذلؾ اإلعبلنات"‪.3‬‬
‫كيتخذ التعبير الكظيفي في شكمو الشفكم صك ار شتى مثؿ‪ :‬الحكار‬
‫كالمحادثة كالمناقشة كالمناظرة كالمقابمة‪...‬‬
‫‪-4‬التعبير اإلبداعي‪:‬‬
‫ىك التعبير عف األفكار كالخكاطر النفسية‪ ،‬كنقميا لآلخريف بطريقة‬
‫مشكقة كمثيرة‪ ،‬كبأسمكب أدبي جميؿ فيك يؤثر في الحياة العامة بأفكاره‬
‫كآثاره كبصكرة اآلالـ كاآلماؿ مثؿ‪ :‬كتابة المقاالت‪ ،‬تأليؼ القصص‬
‫كالتمثيميات‪ ،‬التراجـ‪ ،‬نظـ الشعر‪ ،‬كىك ما كاف "تعبي ار عف العكاطؼ‬
‫كخمجات النفس كاإلحساسات المختمفة بأسمكب بميغ كنسؽ ينقؿ السامع أك‬
‫القارئ إلى المشاركة الكجدانية لممؤلؼ‪ ،‬كيطمؽ عميو أحيانا التعبير األدبي‬
‫أك الذاتي" ‪ .4‬ك ىك أيضا " ذلؾ النكع مف التعبير الذم يقصد بو إظيار‬

‫‪ 1‬ميمكد احبدك‪ ،‬سبؿ تطكير المناىج التعميمية‪ ،‬نمكذج تدريس اإلنشاء‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬‬
‫محسف عمي عطية‪ ،‬تدريس المغة العربية في ضكء الكفاءات األدائية‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ 3‬سعدكف محمكد السامكؾ كآخركف‪ ،‬منياج المغة العربية كطرؽ تدريسيا ‪،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ 4‬ميمكد احبدك‪ ،‬سبؿ تطكير المناىج التعميمية‪ ،‬نمكذج تدريس اإلنشاء‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪22‬‬
‫المجنح بعبارات منتقاة‬
‫ٌ‬ ‫المشاعر كاألحاسيس‪ ،‬كالعكاطؼ الجياشة‪ ،‬كالخياؿ‬
‫بدقة تتسـ بالجماؿ كالسبلمة كالقدرة عمى اإلثارة‪ ،‬كاحداث األثر في القارئ‬
‫أك السامع‪ ،‬كاثارة الرغبة لديو لمتعامؿ مع مكضكعو‪ ،‬كعمى ىذا األساس ففف‬
‫التعبير اإلبداعي يتطمب‪:‬‬
‫‪-‬تبياف المشاعر كاألحاسيس كالعكاطؼ‪.‬‬
‫‪-‬جماؿ المغة كسبلـ تيا‪.‬‬
‫‪-‬جماؿ الفكرة كحداثتيا‪.‬‬
‫‪-‬انتقاء األساليب كاختيار التراكيب المؤثرة‪.‬‬
‫‪ -‬مطابقة الكبلـ مقتضى حاؿ السامع أك القارئ بقصد إحداث األثر فيو"‪.1‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬اإللقاء وفنياته‬


‫يعرؼ اإللقاء بأنو تكصيؿ ما يريده المتكمـ لآلخريف مشافية كاقناعيـ‬
‫ٌ‬
‫كاستمالتيـ أك ىك فف مشافية الجميكر لمتأثير عمييـ أك استمالتيـ كىك‬
‫بذلؾ عدة فنكف تيدؼ جميعا إلى الغاية نفسيا كالخطابة كالقاء الشعر‬
‫كاعطاء الدركس كغير ذلؾ‪" .‬ككذلؾ نستطيع أف نقكؿ أف فف اإللقاء ىك فف‬
‫‪2‬‬
‫كاإللقاء عمى ىذه‬ ‫النطؽ بالكبلـ عمى صكرة تكضح ألفاظو كمعانيو"‬
‫الصفة ىك فف فطرم يعتمد عمى الذكؽ ابتداء قبؿ أف يككف اعتماده عمى‬
‫القكاعد كالقكانيف " كما القكاعد كالقكانيف إال المادة التي يظير فييا األثر‬
‫‪3‬‬
‫لتدعـ القدرات الفنية لمممقي كيأتي العمـ إلثراء‬
‫الفني" كانما تأتي الخبرة ٌ‬

‫‪1‬‬
‫محسف عمي عطية‪ ،‬تدريس المغة العربية في ضكء الكفايات األدائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪.229‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الكاحد عسر‪ ،‬فف اإللقاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬الييئة العامة المصرية لمكتاب‪ ،‬مصر‪ ،1993 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪23‬‬
‫أف‬
‫أف مف الدارسيف مف يرل " ٌ‬
‫مكاىبو ككضعيا عمى مسارىا الصحيح‪ .‬بيد ٌ‬
‫فنا‪...‬فيك مزيج كخميط منيما"‪.1‬‬
‫اإللقاء عمـ باإلضافة إلى ككنو ٌ‬
‫إف مف ضعفت عنده قدرة مكاجية الجميكر كاف لزاما عميو المجكء إلى‬ ‫ٌ‬
‫تعمـ القكاعد البلزمة التي أثبتتيا عمكـ االتصاؿ كالتي مف شأنيا قيادة‬
‫الممقي إلى الكيفيات التي بكاسطتيا يستميؿ أذىاف المتمقٌيف‪ ،‬كيجذب‬
‫انتباىيـ‪ ،‬كمؤثر في نفكسيـ‪.‬‬
‫مجاالت اإللقاء‪:‬‬
‫بحكـ كظيفتو التعبيرية التكاصمية يأخذ اإللقاء عدة أشكاؿ‪ ،‬كتتنكع‬
‫باختبلؼ المجاالت التي يكظؼ فييا‪ ،‬كمف ىذه المجاالت ما عرؼ قديما‪،‬‬
‫كفنكف أدبية ككسيمة تكاصمية تقكـ عمى ركعة التركيب كحسف اإلقناع كقكة‬
‫التأثير‪ ،‬بيد أف اإللقاء لـ يعد يتخذ ىذه األشكاؿ فحسب؛ بؿ "صار اإللقاء‬
‫عدة‪ ،‬كيستعمؿ استعماالت مختمفة؛ فمجالو األكؿ ىك‬
‫يرتاد مجاالت ٌ‬
‫التشخيص‪ ،‬عمى اختبلؼ أنكاعو‪ :‬سكاء أكاف مسرحا أـ أداء ألدكار تمثيمية‬
‫أخرل‪ ...‬كمف مجاالت تكظيفو كذلؾ‪ :‬المجاؿ اإلعبلمي بكؿ تجمياتو؛ في‬
‫إذاعة األنباء‪ ،‬كمجاؿ الدعاية كاإلعبلف‪ ...‬دكف أف نغفؿ مجالو القديـ‪-‬‬
‫الجديد ‪ :‬الخطابة في مختمؼ المحافؿ‪ ،‬كيشكؿ اإللقاء كذلؾ دعامة أساسية‬
‫في المجاؿ اإلبداعي؛ شع ار كركاية كقصة كممحمة‪ 2 "..‬فمجاالت اإللقاء ال‬
‫تقتصر عمى الخطابة المعركفة بؿ تتعداىا إلى كؿ مقابمة لمجميكر‪ ،‬كليس‬

‫‪1‬‬
‫خالد تككاؿ مرسي‪ ،‬فف اإللقاء كالتحرير الكتابي‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة اآلداب‪ ،‬مصر‪،2008 ،‬‬
‫صص‪.14-13‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيد كعزكز‪ ،‬فف اإللقاء الشعرم مقكماتو ككظيفتو‪ ،‬المركز التربكم الجيكم مراكش‪ ،‬شعبة‬
‫المغة العربية‪ ،2009-2008 ،‬تحت إشراؼ د‪.‬محمد زكىير‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪24‬‬
‫مف الضىكىي أف يككف اإللقاء لغرض فني كانما يتعداه إلى أغراض عممية‬
‫كسياسية كتربكية كفكرية كغير ذلؾ‪.‬‬
‫مواصفات الممقي الجيد‪:‬‬
‫كمما يؤكده عمـ االتصاؿ حاجة الممقي كالخطيب إلى طائفة مف‬
‫الصفات كالقدرات التي إف تكفرت فيو كاف مؤث ار حقا كاال فعميو التدريب‬
‫عمى امتبلكيا كمنيا‪:‬‬
‫المواصفات النفسية‪:‬‬
‫" لكي يككف الممقي ناجحا ال بد أف يتمتع بالثقة بنفسو كبقدراتو" ‪1‬؛ إذ‬
‫إف كثي ار مف اإلخفاقات في التكاصؿ عف طريؽ اإللقاء يككف مرده إلى‬
‫ٌ‬
‫متييبا‬
‫عكائؽ نفسية تحكؿ دكف الراحة في مبلقاة الجميكر‪ ،‬فتجد الخطيب ٌ‬
‫أك خائفا أك خجكال‪.‬‬
‫إف تغمٌب عمييا صاحبيا بالتحضير‬‫كىذه الحاالت النفسية طبيعية ٍ‬
‫البلزـ لمكضكعو كالتدريب المتكاصؿ عمى إلقائو‪" ،‬كلكف ينبغي أف يككف‬
‫المتحدث أكثر حيكية كح اررة في حديثو‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫تكاقا لمحديث عنو؛ فالحماس يجعؿ‬ ‫ٌ‬
‫أك أكثر ديناميكية‪ ،‬كما يقكؿ الباحثاف‪( :‬برلك) ك (ميرتز)‪ .‬كيشيراف بذلؾ‬
‫أف الممقي الذم يبدك في الظرؼ االتصالي حيكيا كنشيطا‪ ،‬يعتبر عمى‬
‫إلى ٌ‬
‫درجة عالية مف التصديؽ‪ ،‬بخبلؼ الذم قد يبدك متعبا‪ .‬ففدراؾ الجميكر‬
‫لتمؾ الخاصية كىك يتفاعؿ مع الممقي‪ ،‬مف العكامؿ المؤثرة عمى فاعمية‬
‫‪2‬‬
‫اإللقاء"‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫كليـ ج‪ ،‬ماككالؼ‪ ،‬فف التحدث كاإلقناع‪ ،‬تر‪ :‬كفيؽ مازف‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المعارؼ‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬
‫صص‪ .23-16‬نقبل عف‪ :‬خالد تككاؿ مرسي‪ ،‬فف اإللقاء كالتحرير الكتابي‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪25‬‬
‫كلعؿ ما يبدأ بو الطالب خصكصا في مراحؿ التعميـ الجامعي ىك‬
‫إلقاء العركض كالمباحث الفرعية أماـ زمبلئو‪ ،‬لذلؾ كجب عميو االستعانة‬
‫في ىذا باالقتناع بأف زمبلءه ليسكا أفضؿ منو حاال‪ ،‬بؿ إنو يفكقيـ في‬
‫المتميز ىك الخطيب الكاثؽ مف نفسو كبما‬
‫ٌ‬ ‫كثير مف المناحي؛ ف ػ"الخطيب‬
‫‪1‬‬
‫يقكؿ إلى درجة تظير كاضحة لمناس كلكنيا ال تصؿ إلى درجة الغركر"‬
‫فيك مطمٌع عمى مكضكعو أكثر منيـ‪ ،‬كىك حافظ لكثير مف استشيادات‬
‫تدرب عمى كيفيات ترتيب العناصر‬‫المكضكع كأمثمتو‪ ،‬كما يفترض أنو قد ٌ‬
‫كالمباحث كالفصكؿ خارج حجرة الدرس‪ .‬كعميو أف يسمع دائما لتعميمات‬
‫المتخصصيف في ىذا المجاؿ كىـ يقكلكف‪:‬‬
‫"ال تشؾ في نفسؾ كال في قدرتؾ‪ ،‬كمما يساعد عمى ذلؾ أف تتذ ٌكر‬
‫أم شخص آخر في القاعة"‪.2‬‬ ‫دكما أنؾ متمكف مف المكضكع أكثر مف ٌ‬
‫يمة العرض‬ ‫إف ىذه االعتبارات تساعد الطالب الذم تيك ىكؿ إليو ىم َّ‬
‫كاإللقاء إيجابيا عمى التحضير النفسي‪ ،‬كتبقى فقط بعض الميارات األخرل‬
‫ليتدرب عمييا المتبلكيا مستقببل‪ .‬ثـ إنو مف الكاجب عمى مف تككؿ إليو‬
‫ٌ‬
‫يمة اإللقاء أف يككف بصي انر بنفسيات جميكره‪ ،‬فيخاطبيـ عمى قدر‬
‫ىم ٌ‬
‫فيخص كبلٌ منيـ باىتماـ خاص‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عقكليـ‪ ،‬كبما يبلئـ مستكياتيـ كنفسياتيـ‪،‬‬
‫كيستنطؽ مشاعرىـ‪ ،‬يفيمً ٌـ بدكافعيـ كرغباتيـ ‪.‬‬
‫ي‬ ‫بعيكنيـ‪،‬‬
‫إذ يطكؼ ي‬
‫المواصفات الصوتية‪:‬‬
‫المميز كطريقة حديثو الخاصة‪ ،‬كىذه تميزنا عف‬
‫ٌ‬ ‫منا صكتو‬
‫لكؿ ٌ‬
‫" ٌ‬
‫اآلخريف (إف الصكت شيء فريد أكثر مف البصمة‪ .‬إنو يكشؼ عف‬

‫‪1‬‬
‫طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ط ‪ ،1‬شركة اإلبداع الفكرم‪ ،‬الككيت‪ ،2003 ،‬ص‪.169‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪26‬‬
‫شخصيتؾ كمزاجؾ كاتجاىؾ كمشاعرؾ‪ ،‬في كؿ مرة تفيح فييا فمؾ‬
‫نفسؾ كأفكارؾ‪)...‬‬
‫تعرض ى‬ ‫ففنؾ ً‬‫لمتحدث‪ٌ ،‬‬
‫فبل تحاكؿ تقميد أحد‪ ،‬بؿ تدرب كمارس حتى تحسف صكتؾ ليككف‬
‫أكثر تأثي ار كقبكال لدل الجميكر‪ ،‬ففذا لـ تخرج كمماتؾ في أفضؿ صكرة ففف‬
‫الكممات التي جمعتيا بدقة تيبط عمى آذاف صماء"‪.1‬‬
‫الصكت آلة الخطابة كأساس المشافية فيجب أف يخمك مف العيكب‬
‫كالحبسة كالمٌثغة كالتأتأة ‪ .....‬كىذا تجنبا لمسخرية مف الممقي أك‬
‫النطقية ي‬
‫االنصراؼ عف المسمكع‪ ،‬كتع ٌذر بمكغ المعنى المقصكد لعدـ كضكح الكبلـ‪.‬‬
‫"كيعني الكضكح ‪...‬النطؽ بطريقة كاضحة"‪.2‬‬
‫كيحسف أف يككف صكت الخطيب كاضحا‪ ،‬مسمكعا‪ ،‬جميبلن‪ ،‬دافئان‪،‬‬ ‫ي‬
‫حمؿ المعاني‪ ،‬يحافظ عمى ح اررة‬ ‫معب انر‪ ،‬قكيا غير مزعج‪ ،‬قاد انر عمى‬
‫كيتيجد كفؽ‬ ‫العكاطؼ كدفئ الكممات‪ ،‬مطكاعان يعمك كينخفض كيزمجر‬
‫كيممح في ذكاء متى يبدأ‪ ،‬كمتى ينتيي‪ ،‬متى يكجز‪،‬‬
‫مقتضيات المقاـ‪ٌ ،‬‬
‫كمتى يطنب‪ ،‬متى يرفع صكتو‪ ،‬كمتى يخفضو‪ ،‬ففذا أردت لصكتؾ أف‬
‫يؤدم كظيفتو في اتزاف عميؾ أف تحترـ القاعدة ‪" :‬ارفع صكتؾ بحيث‬
‫‪3‬‬
‫أف‬
‫يسمعؾ آخر مف في القاعة كال تؤذم سمع الجالس أمامؾ" ك"انتبو إلى ٌ‬
‫صكتؾ سيككف أعمى لديؾ مما ىك لدل الجميكر (بسبب قرب أذنيؾ‬
‫‪4‬‬
‫كبسبب كجكد أصكات أخرل حكليـ)‪".‬‬

‫‪1‬طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ص ‪.182‬‬


‫‪2‬‬
‫خالد تككاؿ مرسي‪ ،‬فف اإللقاء كالتحرير الكتابي‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫‪27‬‬
‫كمف العجيب أف الصمت أحيانان ‪-‬إف جاء في كقتو ‪ -‬يي ىع ُّد ‪ ،‬حقا‪،‬مف‬
‫أرقى درجات التأثير؛ إذ يتجمٌؿ الخطيب بالميابة كتذىب نفكس الناظريف‬
‫كؿ مذىب‪ ،‬كتتعطٌش لبلستماع كتتيكؽ لما قاؿ‪ ،‬كتستيقظ في أعماقيا‬
‫المكامف فيككف بذلؾ ترؾ الكبلـ أبمغ مف الكبلـ‪ ،‬ف ػ ػ"ال بد لمخطيب مف‬
‫مراعاة التكقؼ في الحديث عند مكاضع مناسبة ليييء ذىف السامع كيحافظ‬
‫عمى ترابط األفكار"‪.1‬‬
‫ك"حرصا عمى األداء الجيد‪ ،‬كالنطؽ الصحيح‪ ،‬كابراز معنى الكممة في‬
‫دقٌة‪ ،‬مع الحرص عمى االنسجاـ الصكتي بيف الحركؼ كبعضيا‪ ،‬كحتى بيف‬
‫إف المغة العربية ذات طابع مكسيقي‪...‬لذا‬
‫المككنة لمجمؿ؛ حيث ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الكممات‬
‫حرص العمماء بعد مشكار طكيؿ مف المعاناة المريرة عمى كضع عبلمات‬
‫كاشارات تحقؽ اليدؼ المرجك‪ ،‬كحتى تبدك المغة العربية عمى فطرتيا‬
‫تبيف‪:‬‬
‫الجميمة الشائقة‪ ،‬فحددكا العبلمات التي ٌ‬
‫‪-1‬الحركات القصيرة‪.‬‬
‫‪-2‬الحركات الطكيمة‪.‬‬
‫‪-3‬السككف‪.‬‬
‫‪-4‬التنكيف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الشدة‪" .‬‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫بيد أف العبلمات سالفة الذكر رغـ أىميتيا في ضبط المنطكؽ إال أنيا‬
‫ال تكفي كحدىا لتحقيؽ اليدؼ ف ػ"عند القراءة الجيرية يضطر القارئ إلى‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫‪2‬‬
‫فخرم محمد صالح‪ ،‬المغة العربية أداء كنطقا ك إمبلء ككتابة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطابع الكفاء‬
‫لمطباعة كالنشر‪ ،1986 ،‬ص‪.47‬‬
‫‪28‬‬
‫الكقكؼ عف القراءة تبعا لحاؿ ىنفى ًسو" ‪ .1‬كىنا كجب التنبيو إلى ضركرة معرفة‬
‫الممقي كالقارئ كالخطيب ماىية الكقؼ كىؿ الكقكؼ عمى الكممة يتـ بطريقة‬
‫عشكائية؟ كما الكقؼ بالنسبة لمكممة التي ينتيي الكقكؼ عمييا؟‬
‫‪2‬‬
‫كلو ضكابط كقكاعد‬ ‫فالكقؼ‪" :‬ىك قطع النطؽ عند آخر الكممة‪".‬‬
‫ينتظـ كفقيا كىي‪:‬‬
‫‪-1‬انتياء المتكمـ مف كبلمو‪.‬‬
‫‪-2‬إتماـ الجممة أك الفقرة‪.‬‬
‫‪ -3‬انتياء النفس براحتو عند كممة معينة بشرط إتماـ الفكرة أك المعنى‪.‬‬
‫‪ -4‬إتماـ النظـ في الشعر‪ ،‬أك السجع في النثر"‪.3‬‬
‫كعند القراءة ال ييبدأي بساكف‪ ،‬كال ييكقؼ عمى متحرؾ‪ ،‬كيتـ الكقؼ حسب‬
‫القكاعد األساسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كاف آخر الكممة ساكنا‪ ،‬بقي ساكنا عند الكقؼ‪ .‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫ؾ فى ىكب ٍِّر‪ .‬كثًىي ىاب ى‬
‫‪4‬‬
‫طيِّ ٍر﴾‬
‫ؾ فى ى‬ ‫كرٌب ى‬
‫﴿ى‬
‫‪-2‬إذا كاف آخر الكممة متحركا –بالفتحة أك بالضمة أك بالكسرة –‬
‫يس ٌكف عند الكقؼ‪ :‬قاؿ ا﵀ تعالى‪:5‬‬
‫عند الكقؼ‪:‬‬
‫نفسؾ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫عميؾ‬
‫ى‬ ‫نفسؾ‪ ،‬عند الكقؼ ‪:‬‬
‫ى‬ ‫عميؾ‬
‫ى‬
‫‪6‬‬
‫يؽ‪.‬‬
‫أدب الطر ٍ‬ ‫ً‬ ‫أدب الطري ً‬ ‫ً‬
‫ؽ عند الكقؼ ‪ :‬ا ٍل ىزـ ى‬ ‫ا ٍل ىزـ ى‬
‫‪1‬‬
‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪3‬‬
‫فخرم محمد صالح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪4‬‬
‫اآليتاف ‪ 3‬ك‪ ، 4‬سكرة المدثر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫اآلية ‪ ،1‬سكرة النصر‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫فخرم محمد صالح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪29‬‬
‫كلمكقؼ تفصيبلت حكؿ الكممة المكقكؼ عمييا في حاؿ التنكيف كىاء‬
‫الس ٍكت‪.1‬‬
‫الضمير في آخر الكممة كاألسماء المنقكصة كالمقصكرة كىاء َّ‬
‫ما تعمق بالقدرات المغوية‪:‬‬
‫كىي أف يحسف المتكمـ استعماؿ لغتو نحكا كصرفا كمعجما كببلغة كي‬
‫ال تككف لغتو سببا في انصراؼ الجميكر عف المكضكع لمتعميؽ عمى‬
‫أخطاء الخطيب كتصيد عثراتو مف رفع لما كجب فيو النصب كجر ما ال‬
‫يجر كتثنية عمى غير قياس صحيح كغير ذلؾ‪.‬‬
‫ما تعمق بالقدرات التمثيمية ‪:‬‬
‫كنقصد بالقدرات التمثيمية ما لو عبلقة بحركة الممقي كطريقة كقكفو‬
‫كنظره‪ ،‬ف ػ" الحركة أىـ مف محتكل الحديث أك حتى أسمكب اإللقاء"‪ .‬كلقد‬
‫أف أثر الحركة يقدر ب ػ ‪ %55‬بينما األسمكب لو‬
‫أثبتت الدراسات الحديثة " ٌ‬
‫‪ %38‬كالمحتكل ليس لو سكل ‪ %7‬فقط" ‪ .2‬كليذه كاالستنتاجات ما يفسرىا‬
‫عمميا ف ػ"مف المعمكـ أف الناس يتذ ٌكركف ما يركنو أكثر مما يسمعكنو كمف‬
‫ىنا كاف األثر العالي لمحركة‪...‬كاإلشارات كالحركات ليا معاف يميؿ الناس‬
‫إلى تفسيرىا بشكؿ طبيعي كتمقائي مما يجعؿ أث ار كبي ار لمحركة"‪.3‬‬
‫بالخطيب أف تتبلءـ حركاتو‪،‬‬ ‫كاستجابة لكؿ ىذه المعطيات يميؽ‬
‫يعزز‬
‫كتعابير كجيو كصكتو مع مضمكف كبلمو‪ ،‬كا ٌف أىـ ما يمكف أف ٌ‬
‫المعنى أك يكضحو أك يشرح المقصكد‪ ،‬ىي حركات أعضاء الجسـ‪:‬‬
‫كاليديف كالرأس كالشفتيف كالعينيف‪ ،‬فمف شأف كؿ تمؾ األعضاء أف تسيـ‬

‫‪1‬‬
‫لبلطبلع عمى ضكابط الكقؼ في الحاالت المذككرة أعبله‪ ،‬ارجع إلى كتاب‪ :‬فخرم محمد‬
‫صالح‪ ،‬المغة العربية أداء كنطقا ك إمبلء ككتابة‪ ،‬صص ‪.84-79‬‬
‫‪2‬‬
‫طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪30‬‬
‫جميعيا في لفت انتباه المتمقي كربطو بالمكضكع‪ ،‬كاشعاره بأىميتو في حمقة‬
‫التكاصؿ‪ ،‬كبأنو مقصكد بالرسالة‪ ،‬كلكي يككف التأثير في كؿ فرد مف‬
‫جميكرؾ عمى الصكرة التي تحب عميؾ أف تمتزـ بالنصائح اآلتية‪":‬‬
‫‪ -‬إذا كنت خائفا فانظر إلى جباىيـ كليس إلى عيكنيـ‪.‬‬
‫‪ -‬انظر إلى الجالسيف في األطراؼ كليس إلى الذيف أمامؾ فقط‪.‬‬
‫‪-‬انظر إلى جميع الحضكر كال تركز عمى بعضيـ‪.‬‬
‫تتحدث إليو شخصيا‪.‬‬‫‪-‬أشعر كؿ كاحد منيـ ككأنؾ ٌ‬
‫‪-‬تكقٌؼ بعينيؾ عند كؿ شخص ثبلثا إلى أربع ثكاف‪ ،‬ثـ انتقؿ إلى‬
‫غيره ( أك انظر إليو لجممة كاممة أك فكرة قصيرة ثـ انتقؿ إلى غيره)‪.‬‬
‫‪-‬إذا كنت ستق أر (كال نحبذ القراءة) فاألفضؿ أف تق أر لفترة ثـ ترفع‬
‫عينيؾ كتنظر لمجميكر لفترة بدال مف رفع النظر بيف كممة كاخرل)‪.‬‬
‫‪ -‬االبتسامة قبؿ بداية الحديث ليا تأثير سحرم في ارتياحؾ كارتياح‬
‫الجميكر‪.‬‬
‫‪-‬ال تنظر إلى األرض طكيبل‪.‬‬
‫‪-‬ال تنظر إلى السماء أك السقؼ طكيبل‪.‬‬
‫أف نظرؾ لمجميكر ىع نينا بً ىع ٍي وف يعكس ثقتؾ بنفسؾ كيزيد انتباه‬
‫‪-‬تذ ٌكر ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الجميكر كال شيء يكسر التكاصؿ معيـ كعدـ النظر إلييـ‪" .‬‬
‫نتصكر خطيبا يقكؿ مف درر الشعر كالنثر ما شاء ا﵀‪ ،‬إال أنو‬
‫ٌ‬ ‫كلنا أف‬
‫مسم ار في مكانو سادال ذراعيو‬
‫ال يمثٌؿ لممعاني كلك بحركة خفيفة‪ ،‬فتراه ٌ‬
‫مرك از نظره في زاكية كاحدة مف الجميكر‪ ،‬كالنتيجة طبعا ىك انصراؼ‬
‫الجميكر عف الرسالة كانشغاليـ بغيرىا حتما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪31‬‬
‫ما تعمق بالصفات الشكمية ‪:‬‬
‫يستحسف بالخطيب أك الممقي عند مكاجية الناس أف يككف حسف‬
‫الشكؿ كالينداـ‪ ،‬ظاىر الييبة‪ ،‬نظيؼ المظير‪ ،‬كذلؾ كمو شرط الزـ ألف‬
‫تكافر مثؿ ىذه الصفات يساعد الخطيب عمى نيؿ احتراـ الناس كيسيؿ‬
‫ميمة إقناعيـ‪.‬‬
‫ما تعمق بالقدرات العقمية ‪:‬‬
‫يجمؿ بالخطيب أف يتمتع بذكاء عاؿ‪ ،‬يسعفو في اختيار أكثر‬
‫كأفضميا مناسبة‬ ‫لمكقفو‪ ،‬كأقكل األساليب‬ ‫المكاضيع تأثي انر كمبلءمة‬
‫لممكضكع ‪ .‬فاليدؼ األساس مف اإللقاء ىك اإلقناع الذم "ىك كسب تأييد‬
‫األفراد لرأم أك مكضكع أك كجية نظر معينة‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ تقديـ األدلة‬
‫كالبراىيف المؤيدة لكجية النظر‪ ،‬بما يحقؽ االستجابة لدل األفراد"‪.1‬‬
‫الحافظة‬ ‫بقكة‬
‫كما يعينو ذكاءه عمى مكاجية الحشد‪ ،‬كالتمالؾ أمامو‪ٌ ،‬‬
‫كسعة الثقافة كركعة التمثيؿ كاالستشياد‪ ،‬مما يشحف فيو سرعة البديية كقكة‬
‫الرد عمى شكارد األسئمة كنكادر المفاجآت‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كالمقدرة اإلقناعية مف القدرات العقمية‪ ،‬كالسمات األساسية لمممقي‬
‫المؤثر‪ .‬كتتضمف مجمكعة مف الميارات أك السمات نذكر منيا‪:‬‬
‫أ‪-‬القدرة عمى التحميؿ كاالبتكار‪ :‬كتعني أف يككف الممقي قاد ار عمى‬
‫المككنة لفكرتو‪ ،‬كأف يككف قاد ار عمى تحميؿ‬
‫ٌ‬ ‫إدراؾ العبلقات بيف العناصر‬
‫ىذه العبلقات؛ كذلؾ ليستطيع ابتكار مزيد مف العبلقات كالتكصؿ إلى معاف‬
‫معينة‪ ،‬تؤيد فكرتو‪ ،‬كتحقؽ مزيدا مف اإلقناع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد تككاؿ مرسي‪ ،‬فف اإللقاء كالتحرير الكتابي‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪32‬‬
‫ب‪-‬القدرة عمى العرض كالتعبير‪ :‬فأسمكب العرض يمعب دك ار كبي ار‬
‫لجذب االنتباه‪ ...‬كفي ىذا المجاؿ ففف الممقي يمكنو أف يبدأ بطرح عدد مف‬
‫التساؤالت التي تغطي إجاباتيا المكضكع المراد نقمو لؤلفراد كاقناعيـ بو‪.‬‬
‫كىذا األسمكب يتيح لممستمعيف الفرصة لمتفكير كالمشاركة في الحديث"‪.1‬‬

‫قية ‪:‬‬
‫ما تعمق بالصفات ال ُخمُ ّ‬
‫ضي األخبلؽ‪،‬‬
‫كمف كماؿ تأثير الخطيب أف يككف ىحسف السيرة‪ ،‬ىم ٍر َّ‬
‫أفعالو صكرة صادقة ألقكالو‪ ،‬فبل يدعكىـ إلى السماحة كىك شحيح‪ ،‬كال‬
‫يحثٌيـ عمى التضحية كاإليثار كىك عبد األنانية كاألثىرة‪ ،‬كال يستدرجيـ بقكلو‬
‫ت أف يقكؿ اإلنساف‬
‫إلى الفضائؿ كىك بفعمو منغمس في الرذائؿ ‪ ،‬فما أمقى ى‬
‫ما ال يفعؿ !‬
‫تحسس المشاعر‬‫ففف ٌ‬
‫المتميز‪ٌ :‬‬
‫ٌ‬ ‫"كلعؿ ىذا مف أىـ صفات الخطيب‬
‫بد مف تكافرىا‬
‫كصدقيا‪ ،‬كأمانة النقؿ‪ ،‬كصدؽ الحديث كالعاطفة‪ ،‬أمكر ال ٌ‬
‫الجيد"‪.2‬‬
‫لدل الخطيب ٌ‬
‫يشنع عمى عباده ىذا‬
‫ٌإنو المقت الذم أكبره ا﵀ سبحانو كتعالى كىك ٌ‬
‫عز ًمف قائؿ‪:‬‬
‫االنفصاـ بيف األقكاؿ كاألفعاؿ‪ ،‬إذ قاؿ ٌ‬
‫‪3‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬صص‪.35-34‬‬
‫‪2‬‬
‫طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪3‬‬
‫سكرة الصؼ‪ ،‬اآليتاف ‪ 2‬ك‪.3‬‬
‫‪33‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬الحوار‪:‬‬
‫" لمحكار في المغة معاف عديدة‪ ،‬كىي مشتقة جميعا مف األصؿ الثبلثي‬
‫‪:‬أف يشتد بياض‬ ‫الح ىكير بفتح الحاء كالكاك كمعناه‪:‬‬
‫(ح ك ر)‪ ،‬فمنيا مثبل ى‬
‫العيف كسكاد سكادىا كتستدير حدقتيا كترؽﹼ جفكنيا"‪ .1‬كمف معاني الحكار‬
‫الحكار كىك "كلد الناقة ساعة تضعو"‪.2‬‬
‫أيضا ي‬
‫كً‬
‫المحكر"‪:‬الخشبة التي تدكر فييا المحالة‪ ،‬كىي البكرة العظيمة التي‬
‫عمييا"‪3‬‬ ‫يستقى‬
‫الح ٍكر كىك‪ :‬الرجكع عف الشيء كالى الشيء‪،‬‬ ‫ً‬
‫ككممة ح ىكار مأخكذة مف ى‬
‫كالحكر‪:‬النقصاف بعد الزيادة‪ ،‬ألنو رجكع مف حاؿ إلى حاؿ ‪ .‬كالحكر‪:‬ما‬
‫تحت الككر مف العمامة ألنو رجكع عف تككيرىا ‪.‬‬
‫كالمحاكرة ‪:‬المجاكبة‪ ،‬كالتحاكر ‪:‬التجاكب‪ .‬كالمحاكرة‪ :‬مراجعة المنطؽ‬
‫كاؿكبلـ في المخاطبة" ‪.‬﵁كحاكره محاكرة كحكا ار‪ :‬جاكبو كجادؿق كتحاكركا‪:‬‬
‫تراجعكا اؿكبلـ بينيـ كتجادلكا‪.‬‬
‫كمما سبؽ نجد أف معنى الحكار ال يخرج عف معنى الدكراف كالرجكع‬
‫كمنو معنى الحكار اصطبلحا‪.‬‬

‫ابف منظكر‪،‬أبك الفضؿ جماؿ الديف محمد بف مكرـ‪ ،‬لساف العرب‪،‬مادة (ح ك ر)‪ ،‬دار صادر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيركت‪ ،‬مج‪ ،4‬ص‪.217‬‬

‫‪ 2‬إبراىيـ مصطفى كآخركف‪ ،‬المعجـ الكسيط‪ ،‬دار إحياء التراث‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.204‬‬

‫‪ 3‬ابف فارس‪ ،‬أبك الحسػيف أحمد بف زكريا‪ ،‬معجػػـ مقػػاييس المغػة‪ ،‬دارالفكػر‪،‬‬
‫‪1399‬ق‪1979‬ـ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.117‬‬

‫‪34‬‬
‫فيك حديث بيف شخصيف أك فريقيف يتـ فيو تبادؿ الكبلـ بطريقة‬
‫تناكبية كبالتساكم في الغالب‪ ،‬كيغمب عميو العقؿ كاليدكء كاالبتعاد عف‬
‫الخصكمة‪ ،‬كتستخدـ فيو األدكات العقمية كالرجكع إلى العمـ‪ .‬ك"يشرؾ الحكار‬
‫أك المحاكرة شخصيف اثنيف في تبادؿ الحديث ىما المرسؿ كالمرسؿ إليو‪،‬‬
‫كالمذيف يفترض فييما إغناء بعضيما‪ ،‬ما داـ لممتكمـ إرادة اإلفياـ كلممستمع‬
‫إرادة اإلنصات كالفيـ كالذم يمشي بينيما ىك معنى يتـ التفاكض حكلو‪ ،‬إذ‬
‫ممحة‬
‫ال يتصكر أف تجرم محاكرة حكؿ فراغ" ‪ .‬كالحكار بيذا المعنى حاجة ٌ‬
‫‪1‬‬

‫لدل الفرد ثـ لدل المجمكعات‪ ،‬فالحكار ال ينقطع في حياة الفرد مف أكؿ ما‬
‫يبدأ يككف كعيو بالمكجكدات كاألحياء إلى غاية مفارقتو لمحياة‪ ،‬فيك في‬
‫حكار دائـ مع ذاتو قبؿ محاكرتو لآلخريف‪.‬‬
‫صفات الحوار الناجح‪:‬‬
‫يحتاج المحاكر أثناء اتصالو في كضعية تحاكرية إلى جممة مف‬
‫التكصيات التي تساعده عمى االستفادة مف ىذه العممية كبمكغ مقاصده‬
‫منيا‪ ،‬كمما نرصده مف شركط لتحقيؽ ذلؾ ما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬أف يدكر الحكار حكؿ فكرة أك مكضكع كاحد متفؽ عميو بيف‬
‫طرفي‪ /‬أطراؼ الحكار‪ ،‬ففف عدـ تحديد المكضكع مسبقا أك الخركج عنو‬
‫كفيؿ بفىدار الجيكد العقمية كالمغكية دكف الكصكؿ إلى إفياـ أك تفاىـ بيف‬
‫األطراؼ‪.‬‬
‫فينتقؿ الطرفاف مف الحكار إلى الخصكمة دكنما شعكر منيما‪ ،‬ككمما‬
‫استم ار في الحديث كمما تشعبت المكاضيع كضاع اليدؼ‪ ،‬كاتسعت اليكة‬
‫بينيما‪ .‬كىذا ما يحدث عادة بيف الزكجيف المذيف ينتقبلف مف مشكمة آنية‬

‫‪ 1‬عبد الرحيـ تمحرم‪ ،‬تقنيات التكاصؿ كالتعبير‪ ،‬ط ‪ ،1‬منشكرات مجمة عمكـ التربية العدد ‪،08‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.116‬‬
‫‪35‬‬
‫كبسيطة كلعدـ االكتفاء بالتحاكر حكليا ينتقبلف إلى غيرىا كمف دكف‬
‫التكصؿ إلى مكقؼ كاضح حكليا تجدىما ينتقبلف إلى غيرىا فبل ىما اتفقا‬
‫حكؿ المشكمة األكلى كال تكصبل إلى نتيجة حكؿ القضية األخيرة‪ ،‬لذا ينصح‬
‫بأف يتفؽ المتحاكراف حكؿ المكضكع ليذكر كؿ منيما اآلخر بعدـ الخركج‬
‫عف المكضكع كبالرجكع إليو لبلنتياء منو‪.‬‬
‫‪-2‬حسف االستماع إلى ما يقكؿ المحاكر‪ ،‬كامعاف التفكير فيو قبؿ‬
‫اإلجابة عنو أك التعميؽ عميو‪.‬‬
‫‪"-3‬مف األخبلقيات المعركفة أف رأم المحاكر قد يككف خطأ يحتمؿ‬
‫الصكاب كأف رأم المتحاكر معو قد يككف صكابا يحتمؿ الخطأ‪ ،‬كأف ال‬
‫كجكد لحقيقة مطمقة كنيائية كحتمية بؿ ىناؾ آراء نسبية محدكدة‬
‫كاحتمالية"‪.1‬‬
‫‪ -4‬عمى المحاكر أف يتييأ نفسيا كذىنيا لقبكؿ نتيجة الحكار‪ ،‬كأف يككف‬
‫مستعدا لقبكؿ الحقيقة بؿ كتبنييا متى ظيرت كلك كانت عمى يد اآلخر‪.‬‬
‫‪ -5‬أف يعتمد المحاكر عمى الحجج العقمية كالبراىيف المنطقية‪ ،‬كيبتعد‬
‫عف الخصكمة كالجداؿ‪.‬‬
‫‪ -6‬أف يركز المحاكر اىتمامو عمى الفكرة ال عمى الشخص الذم‬
‫يحاكره‪ ،‬فبل يتعرض لشخصو بالقدح كالتعيير‪.‬‬
‫المتحدث إليو أفضؿ فكرة أك عبارة أك كممة‬
‫ٌ‬ ‫‪-7‬أف يختار مف كبلـ‬
‫ليثني عمييا كينطمؽ في حكاره منيا‪ ،‬فيكسب ثقة محاكره كيييئو لبلستماع‬
‫إليو‪.‬‬
‫محدثو بألفاظ الرفض أكالنفي المطمؽ مثؿ قكلو‪ :‬ال‪ ،‬غير‬
‫‪-8‬أال يبادر ٌ‬
‫صحيح‪ ،‬أنت مخطئ‪...‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحيـ تمحرم‪ ،‬تقنيات التكاصؿ كالتعبير‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪36‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراىيـ مصطفى كآخركف‪ ،‬المعجـ الكسيط‪ ،‬دار إحياء التراث‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -2‬ابف جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬ط‪ .1‬بيركت‪،1999 :‬ج‪ ،1‬دار الكتب العممية‪.‬‬
‫‪ -3‬ابف فارس‪ ،‬أبك الحسػيف أحمد بف زكريا‪ ،‬معجػػـ مقػػاييس المغػة‪ ،‬دارالفكػر‪1399،‬ق‪1979‬ـ‪،‬‬
‫ج‪.2‬‬
‫‪ -4‬ابف منظكر ‪ ،‬المساف‪ ،‬ط‪ .1‬بيركت‪ ،1997 :‬دار صادر لمطباعة كالنشر‪ ،‬مجؿ ‪.03‬‬
‫‪ -5‬أبك ىبلؿ الحسف بف عبد ا﵀ بف سيؿ العسكرم‪ ،‬كتاب الصناعتيف الكتابة كالشعر‪ ،‬ت‪ :‬عمي‬
‫نحند البجاكم كمحمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاىرة‪.1952 ،‬‬
‫‪ -6‬أحمد بف محمد بف عبد ربو األندلسي‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬تح‪ :‬عبد المجيد الترحيني‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت لبناف‪ ،1983 ،‬ج‪.4‬‬
‫‪ -7‬عمي بف محمد الشريؼ الجرجاني‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬مكتبة لبناف‪.1985 ،‬‬
‫‪ -8‬محمد بف إسحاؽ النديـ‪ ،‬المعركؼ إسحؽ أبي يعقكب الكراؽ‪ ،‬كتاب الفيرست في أخبار‬
‫العمماء المصنفيف مف القدماء كالمحدثيف كأسماء كتبيـ‪ ،‬ت‪ :‬رضا تجدد‪ ،1971 ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -9‬محمد مرتضى الحسيني الزبيدم‪ ،‬تاج العركس مف جكاىر القامكس ‪ ،‬تح‪ :‬عبد العميـ الطحاكم‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬مطبعة حككمة الككيت‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬باب الباء ‪.1987 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬عمي أحمد مدككر‪ ،‬تدريس فنكف المغة العربية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪.2006 ،‬‬
‫‪-2‬إسرائيؿ كلفنسكف‪ ،‬تاريخ المغات السامية‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة االعتماد‪ ،‬مصر‪ ،1921 ،‬ص‪.171‬‬
‫‪-3‬طارؽ السكيداف‪ ،‬فف اإللقاء الرائع‪ ،‬ط ‪ ،1‬شركة اإلبداع الفكرم‪ ،‬الككيت‪.2003 ،‬‬
‫‪-4‬عبد الباسط األنسي‪ ،‬أبدع األساليب في إنشاء الرسائؿ كالمكاتيب‪ ،‬ط ‪ ،3‬مطبعة جريدة اإلقباؿ‬
‫بيركت لبناف‪1331 ،‬ق‪1965 ،‬ـ‪ ،‬مقدمة الطبعة‪.‬‬
‫‪-5‬عبد المطيؼ الفاربي‪ ،‬محمد آيت مكحي‪ ،‬عبد العزيز الغرضاؼ‪ ،‬عبد الكريـ غريب‪ ،‬معجـ‬
‫‪ ،10-9‬ط ‪ ،1‬دار‬ ‫عمكـ التربية‪ 1 :‬مصطمحات البيداغكجيا كالديداكتيؾ‪ ،‬سمسمة عمكـ التربية‬
‫الخطابي لمطباعة كالنشر‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪.1994 ،‬‬
‫‪-6‬عبد الكاحد حسف الشيخ‪ ،‬صناعة الكتابة عند ضياء الديف بف األثير‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1986 ،‬‬
‫‪-7‬عزالديف الزياتي‪ ،‬ديداكتيؾ تقنيات التعبير الكتابي كالتكاصؿ‪ ،‬دار القمـ لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬المغرب‪.2009 ،‬‬

‫‪37‬‬
‫‪-8‬عمي آيت أكشاف‪ ،‬ديداكتيؾ التعبير كالتكاصؿ كاستراتيجيات التعمـ‪ ،‬دار أبي رقراؽ لمطباعة‬
‫كالنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬المغرب‪.2011 ،‬‬
‫‪-9‬عمر فركخ‪ ،‬حرفا الباء كالفاء‪ ،‬مجمة المجمع العممي‪ ،‬مجمة مجمع المغة العربية بالقاىرة‪ ،‬بحكث‬
‫مؤتمر الدكرة الحادية كالخمسيف ‪.1958‬‬
‫‪ ،1‬مؤسسة المختار‬ ‫‪-10‬قكلفديتريش فيشر‪ ،‬األساس في فقو المغة‪ ،‬تر‪ :‬سعيد حسف بحيرم‪ ،‬ط‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪.2002 ،‬‬
‫‪-11‬لكيس عكض‪ ،‬مقدمة في فقو المغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،1‬رؤية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪.2006 :‬‬
‫صيني‪ ،‬عمي‬
‫ٌ‬ ‫محمد حسف باكبل‪ ،‬محي الديف خميؿ الرٌيح‪ ،‬جكرج نعمة سعد‪ ،‬محمكد إسماعيؿ‬
‫القاسمي‪ ،‬معجـ مصطمحات عمـ المغة الحديث‪ ،‬عربي إنكميزم كانكميزم عربي‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة لبناف‪،‬‬
‫‪1983.‬‬
‫‪ ،1‬دار كمكتبة اليبلؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪،‬‬ ‫‪ -12‬الجبكرم كامؿ سميماف‪ ،‬أصكؿ الخط العربي‪ ،‬ط‬
‫‪.2000‬‬
‫‪-13‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬تاريخ العرب قبؿ اإلسبلـ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار النفائس لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪.2009 ،‬‬
‫‪ ،1‬دار محمد عمي‬ ‫‪-14‬محمد نجيب العمامي‪ ،‬في الكصؼ بيف النظرية كالنص السردم‪ ،‬ط‬
‫لمنشر‪ ،‬تكنس‪.2005 ،‬‬
‫‪-15‬محمكد السعراف‪ ،‬عمـ المغة مقدمة لمقارئ العربي‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬دار النيضة العربية لمطباعة كالنشر‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪-16‬مختار عالـ مفيض الرحماف‪ ،‬دراسة مقارنة لمسمات الفنية في خط الثمث‪ .‬متطمب تكميمي‬
‫لمحصكؿ عمى درجة ماجستير في التربية الفنية‪ ،‬كمية التربية بمكة المكرمة‪ ،‬جامعة أـ القرل‪،‬‬
‫المممكة العربية السعكدية ‪.2001‬‬
‫‪-17‬كليـ ج‪ ،‬ماككالؼ‪ ،‬فف التحدث كاإلقناع‪ ،‬تر‪ :‬كفيؽ مازف‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المعارؼ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪-18‬مصطفى خميؿ الكسكاني‪ ،‬الميسر في المغة العربية‪ ،‬دار صفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪-19‬عبد الرحيـ تمحرم‪ ،‬تقنيات التكاصؿ كالتعبير‪ ،‬ط ‪ ،1‬منشكرات مجمة عمكـ التربية العدد ‪،08‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪-20‬خالد تككاؿ مرسي‪ ،‬فف اإللقاء كالتحرير الكتابي‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة اآلداب‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -21‬سعدكف محمكد السامكؾ كآخركف‪ ،‬منياج المغة العربية كطرؽ تدريسيا‪.‬‬
‫‪-22‬عبد الكاحد عسر‪ ،‬فف اإللقاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬الييئة العامة المصرية لمكتاب‪ ،‬مصر‪1993. ،‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-23‬فخرم محمد صالح‪ ،‬المغة العربية أداء كنطقا ك إمبلء ككتابة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطابع الكفاء‬
‫لمطباعة كالنشر‪1986. ،‬‬
‫‪-24‬محسف عمي عطية‪ ،‬تدريس المغة العربية في ضكء الكفايات األدائية‪.‬‬
‫‪-25‬محسف عمي عطية‪ ،‬تدريس المغة العربية في ضكء الكفايات األدائية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المناىج لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2007 ،‬‬
‫‪-26‬ميمكد احبدك‪ ،‬سبؿ تطكير المناىج التعميمية‪ ،‬نمكذج تدريس اإلنشاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار األماف لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬المغرب‪.1993 ،‬‬
‫‪-27‬محمد أكلحاج‪ ،‬دليؿ تقنيات التكاصؿ كميارات التعبير كاإلنشاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫المغرب‪.2005 ،‬‬
‫‪،1‬‬ ‫‪-28‬محمد أكلحاج‪ ،‬ديداكتيؾ التعبير تقنيات كمناىج‪ ،‬دار الثقافة مؤسسة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‬
‫المغرب‪.2001 ،‬‬
‫‪-29‬الحبيب الدائـ ربي‪ ،‬الكتابة كالتناص في خطط الغيطاني‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في‬
‫األدب العربي‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط المغرب ‪2000.-1999‬‬
‫‪-30‬الفيركز ابادم ‪ ،‬القامكس المحيط‪ ،‬ط ‪ .3‬مصر‪1301 :‬ىػ‪ 1398 ،‬ىػ ‪1978 -‬ـ‪ ،‬الييئة‬
‫المصرية العامة لمكتاب نسخة مصكرة عف الطبعة الثالثة لممطبعة األميرية‪ ، ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.81‬‬
‫‪ .1‬مصر‪:‬‬ ‫‪-31‬إميؿ بديع يعقكب‪ ،‬ميشاؿ عاصي‪ ،‬المعجـ المفصؿ في المغة ك األدب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1987‬دار العمـ لممبلييف‪.‬‬
‫‪-32‬تماـ حساف‪ ،‬المغة بيف المعيارية كالكصفية‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪-33‬زيف كامؿ الخكيسكي‪ ،‬الميارات المغكية‪ ،‬االستماع كالتحدث كالقراءة كالكتابة‪ ،‬كعكامؿ تنمية‬
‫الميارات المغكية عند العرب كغيرىـ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪-34‬سعيد كعزكز‪ ،‬فف اإللقاء الشعرم مقكماتو ككظيفتو‪ ،‬المركز التربكم الجيكم مراكش‪ ،‬شعبة‬
‫المغة العربية‪ ،2009-2008 ،‬تحت إشراؼ د‪.‬محمد زكىير‪.‬‬
‫‪-35‬سمير شريؼ استيتية‪ ،‬عمـ المغة التعممي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار األمؿ لمنشر كالتكزيع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المراجع بالمغة األجنبية‪:‬‬
‫‪-Ferdinand de Saussure, Cours de linguistique générale, 2° édition, 1‬‬
‫‪Algérie: 1994, Edition ENAG.‬‬

‫‪2-Robert Escarpit, L’Écrit et la communication, Paris, Presses‬‬


‫)‪universitaires de France, 1973. (Que sais-je ? ; no 1546‬‬
‫‪[4e édition : 1983].‬‬
‫‪39‬‬
3-Topé Gozé, l’intelligence en Afrique, Une étude du raisonnement
expérimental. Paris: 1994, édition l’harmattan.

40

You might also like