Professional Documents
Culture Documents
الدم صورة لضرٌح الشٌخ الشاذلً عبر مسار الحج عبر عٌذاب الصحراء
الشرلٌة صورة ٔٔ ٔ1جولً كورتً
كتب /أٌمن بحر
ٌومٌات باحث فً صحراء عٌذاب
عبر تلن الصورة اتذكر اول زٌارة استكشافٌة بحثٌة لمنطمة صحراء لرٌة
الشٌخ الشاذلً فمد كانت الزٌارة األولً لً فً ٔ111مع بعض طالب كلٌة
العلوم بمنا فً زٌارة حملٌة جامعٌة دراسٌة سرٌعة لكن فً ٖٕٓٓ كانت
الزٌارة االهم حٌث انطلمنا كفرٌك لبعض باحثٌن من محمٌة جبل علبة شماال
عبر طرٌك ابرق و منها شمال عبر مسارات مدلات جبلٌة وصوال إلً
منطمة الشٌخ الشاذلً
او ما كانت تعرؾ بصحراء ام عترة
***
اول سؤال ٌجول ببالنا لماذا اطلك العبابدة علً تلن األرض بصحراء ودٌان
ام عترة لبل أن ٌسود اسم صحراء حمٌثرة ربما ٌعود مثال الً نمو نبات
العتر بتلن المنطمة ربما فهو بالطبع تلن الصحراء كانت تستمتع بطمس حار
فً فترة الصٌؾ لكن كان ٌمطعها بعض األمطار و السٌول الموسمٌة
باالخص فً فترات الخرٌؾ مما سمح لكثٌر من النباتات للنمو بتلن المنطمة
و منها أشجار السمر و السٌال أو السنط و اٌضا أشجار الاللوب أو بلح
السكر و كذلن أشجار السلم و بعض اعشاب منها
الؽللماي و السموة و كثٌر من أنواع عشبٌة حولٌة للرعً
كانت صحراء ام عترة تمثل الحد الشمالً لصحراء عٌذاب و تمثل مدخلها
الشمالً االهم فعبور الرعاة الرحل من الصحراء الً أطراؾ الرٌؾ كان
عبرها و ٌبدو أن لربها اٌضا من برنٌس
كان ٌجعلها نمطة من نماط أو تماس
مع الطرٌك الرومانً المدٌم بالصحراء الشرلٌة
***
ٌبدو أن مٌاه المنطمة لم تكن عذبة بشكل كافً لتواجد لبلً مجتمعً كبٌر و
أن عرؾ تارٌخٌا وجود بعض عشائر بتلن المنطمة و التً عندما سار
الشٌخ الشاذلً و تلمٌذه عبر الصحراء الشرلٌة فً طرٌمه لمكة المشرفة
عبر مٌناء عٌذاب كان نمطة استراحته هنا لبل أن توافٌه المنٌة و ٌتوفً هنا
و تبدأ رحلة ال تنتهً من ارتباط تارٌخً بٌن أهل المنطمة و الشٌخ الشاذلً
و الامة ممام له بمناسبة مرور و الامة الشٌخ وسطهم
***
ألٌم له ممام ٌشبه فً بنٌانه السفلً شكل بناء األبنٌة إلرومانٌة المدٌمة
بالصحراء الشرلٌة المستلهمة من جؽرافٌتها حٌث البناء باالحجار من جبال
المنطمة بدون مواد تماسن بٌن الصخور و من ثم استخدام بعض اخشاب
أشجار السنط احٌانا كشكل لواطع طولٌة لتماسن الصخور باالعلً لكن
اضٌؾ بعض ذلن الشكل المبوي للضرٌح و ضرب حوله سور من األحجار
بدون بوابة و نصب بجواره عالمات خشبٌة زٌنت احٌانا ببعض ألمشة
ملونة لدٌمة هذا ما شوهد علٌه الضرٌح
فً ٔٔ ٔ1فً زٌارة الرحالة الفرنسً جولً كورتً
***
لكن منذ عشرٌن عاما كان التحضر و التطور دخل الً المنطمة و حولت
منطمة الشٌخ الشاذلً الً لرٌة محلٌة لها مبانً و بٌوت سكنٌة توزعت ما
بٌن بٌوت من االسمنت و الطوب أو خٌم من البرش لبعض السكان فً
أطراؾ المرٌة و التوابع لها و اضٌؾ طابع ثمافً سنوي وافد الً المرٌة
باحتفال سنوي للشٌخ الشاذلً و مرٌدٌه مثل موسم تجاري و اجتماعً الهل
المرٌة و الوافدٌن و احتفال روحً دٌنً مهم
ولتها كان التطور أحاط بالضىرٌح و بنً بشكل حدٌث
و بجواره دٌوان استضافة للزوار و مسجد صؽٌر للصالة بجوار الضرٌح
https://sada-
misrcom/ٕٕٖٓ/ٓ1/ٕ1/ٔٓ٘ٔ22/%D1%1A%D1%11%D1%1٘%D1%1A
%D1%A2%D1%AA-%D1%A1%D1%A2%D1%AD%D1%AB-
%D1%1ٔ%D1%11-%D1%B٘%D1%AD%D1%Bٔ%D1%A2%D1%Aٔ-
%D1%B1%D1%1A%D1%Bٓ%D1%A2%D1%A1/
***
الصعاٌدة ٌرتحلون لـحمٌثرة ..لصة رحٌل أبو الحسن الشاذلً
خالل طرٌمه للحج بعد نضاله فً مصر
فً مثل هذه األولات وباألخص فً شهر ذي الحجةٌ ،بمى وادي حمٌثرة
مالذًا لعشاق سٌدي أبو الحسن الشاذلً ،لطب الصعٌد ،وحارس جبالها ،فهو
الذي ع ّمر هذه الجبال التى وصفها ابن بطوطة لدٌما بأنها كانت تمرح فٌها
الضباع وتفتن بمن ٌذهب فً طرلاتها الوعرة
***
أما الشٌخ الشاذلً ،فهو الشٌخ اإلمام ،حجة الصوفٌة ،وعلم المهتدٌن ،زٌن
سنٌَِة والمفاخر،
العارفٌن ،أستاذ األكابر ،والمنفرد فً زمنه بالمعارؾ ال َّ
والعالم باهلل والدال على هللا ،زمزم األسرار ومعدن األنوار ،المطب الؽوث
الجامع ،تمً الدٌن أبو الحسن علً بن عبد هللا بن عبد الجبار بن تمٌم بن
هرمز بن عٌسى بن دمحم بن الحسن بن علً بن أبً طالب ،المولود سنة
عرؾ بالشاذلً ،منشأه بالمؽرب األدنً ،ومبدأ ظهوره بشاذلة، ٔ ٘2هـ ،و ُ
وهى بلدة بالمرب من تونس
***
ولال الدكتور دمحم سٌد نور باحث فً التراث لـبوابة األهرام ،إن المؤرخٌن
كانوا ٌحددون الوصؾ الشكلً للمطب الصوفً رضً هللا عنه وأرضاه ،فمد
كان سٌدي أبو الحسن الشاذلً ،آدم اللون أسمر ،نحٌؾ الجسم ،خفٌؾ
العارضٌن ،طوٌل أصابع الٌدٌن كأنه حجازي ،وكان فصٌح اللسان عذب
الكالمٌ ،لبس الفاخر من الثٌاب ،وٌتخذ الخٌل الجٌاد ،وكان ال ٌعجبه الزى
الذي اصطلح علٌه الفمراء ،وال ٌتخذ المرلَّعات التً ٌتخذها الصوفٌة
***
وكان ٌمول فً ذلن :إن اللباس ٌنادي على صاحبه؛ فٌمول :أنا الفمٌر
فأعطونً ،وٌنادي على سر الفمٌر باإلفشاء؛ فمن لبس الزي واتخذ المرلعة
صا
سا خا ًّ فمد ادعى ،وهو ال ٌحب الدعوى؛ فلو اتخذ أصحاب المهن لبا ً
صا ٌفرض على الناس معرفتهم سا خا ًّ
ٌتمٌزون به ،واتخذ العلماء لبا ً
إظهارا لهٌبتهم وإجاللهم؛ فال ٌجوز
ً الحترامهم ،واتخذ الحكام مثل ذلن؛
سا؛ ألنه ذلن العابد أو الزاهد إذا
للصوفً -وهو السهل السلس -أن ٌتخذ لبا ً
ٌسار تعالى على الناس بدعوى ٍ تمٌز بالزى افتضح سره وحاله ،إن كان ذا
العبادة ،وإن كان فً عسر فالؽنى ال ٌكون إال باهلل ،وال ٌصح له السؤال
***
ؾ فً أخرٌات وٌضٌؾ دمحم سٌد نور ،أن المؤرخٌن لد أتفموا أن بصره ُك َّ
نمال عن جمال الدٌن المرافً أحد أصحاب حٌاته ،وروى ابن الصباغ ً
اإلمام ،أنه لال:لمٌت بعض األولٌاء فً إحدى سٌاحاتً؛ فعرضت علٌه
كال ًما فً التوحٌد ،فصاح الرجل ومات ،فمٌل لًٌ :ا علً ،لم فعلت ذلن؟!
لتعالبن بذهاب بصرن
***
ولال األستاذ السندوبً ،إنه أصٌب بالماء فً أثناء أٌامه؛ فؽشً بصره ،وال
تنفً الرواٌة األخٌرة الرواٌة األولى من حٌث تعلٌل السبب؛ فإن اإلصابة
بالماء داء لد ٌُذهب البصر ،وهو سبب مادي ،أما وإن اإلصابة كانت نتٌجة
للحادث الذي نمله المرافً؛ فذلن سبب معنوي
***
وأضاؾ سٌد نور الذي خص بوابة األهرام بصور فوتوؼرافٌة لعالم سٌدي
أبو الحسن الشاذلً فى وادي حمٌثرة ومسجده ،أن الشاذلً لد ارتحل إلى
(زروٌلة) لرب تونس عام ٕٓ ٙهـ وعمره عشر سنوات ،وأخذ عن
شٌوخها ثم نزل (شاذلة)؛ من لرى تونس ،وتزود من علمائها ،وصار ٌتردد
على مشٌخة تلن الدٌار وٌأخذ عنهم علوم الشرٌعة على مذهب اإلمام مالن،
والنحو ،والصرؾ ،والتفسٌر ،والحدٌث ،وعلم الكالم ،وأخذ عنهم آداب
الطرٌمة ،ومبادئ السلون ،ولد كان كثٌر السٌاحات فً بالد إفرٌمٌة ،فدخل
(المٌروان) وؼٌرها من المدن الحافلة بالعلماء والفضالء ،فتفتحت له أبواب
الحمائك ،واتسعت أمامه مٌادٌن المعرفة
***
ثم تابع رحالته إلى المشرق ،فدخل العراق عام ٙٔ1هـ ،وعمره ٕ٘ عا ًما،
واجتمع بطائفة من الصالحٌن منهم أبو الفتح الوسطً الذي دله على المطب،
ومن المعروؾ أن الشٌخ أبا الفتح الواسطً هو أحد ألطاب الطرٌمة
الرفاعٌة وجاء ٌدعو لها بعد ذلن بمصر ،وهو والد السٌدة فاطمة أم الشٌخ
إبراهٌم الدسولً ـ رضً هللا عنهما ـ ،ولد توفى باإلسكندرٌة ودُفن بها عام
ٕٖ ٙهـ ،ثم عاد إلى المؽرب (فاس) ،ثم صحب الشٌخ عبد السالم بن
مشٌش وأخذ عنه أصول السلون
***
وأضاؾ دمحم سٌد نور ،أن الشٌخ عبد السالم بن مشٌش من أكابر أهل
الطرٌك ،وكان سٌدًا من ساداتهم ،داعًٌا إلى هللا فً السر والعلن ،ال ٌخشى
فً ذات هللا لومة الئم ،لال أبو العباس المرسً:مات الشٌخ عبد السالم بن
ً
ممتوال ،فمد لتله ابن أبً الطواجن مدعً النبوة ،ببالد المؽرب، مشٌش
ودُفن بسفح جبل األعالم ،ولٌل :بجبل العلم بجوار (تازروت) ولبره ال
ٌزال لبلة الماصدٌن للتبرن والزٌارة والدعاء ،وكانت وفاته عام ٕٕ ٙهـ،
ولٌل عام ٖٕٙهـ أو عام ٕ٘ ٙهـ
***
ولال رضً هللا عنه:رأٌت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فً المنام ،فمال لًٌ :ا علً ،للت:
لبٌن ٌا رسول هللا ،لال لً :انتمل إلى الدٌار المصرٌة تربً فٌها أربعٌن
صدٌمًا وكان ذلن فً زمن الصٌؾ وشدة الحر ،فملتٌ :ا سٌدي ٌا رسول
هللا ،الحر شدٌد ،فمال لً :الؽمام ٌظلكم ،فملتٌ :ا حبٌبً ،أخاؾ العطش،
فمال لً :إن السماء تمطركم كل ٌوم أمامكم ،لال :ووعدنً فً طرٌمً
بسبعٌن كرامة ،لال :فأمر أصحابه بالحركة وصار متوج ًها إلى المشرق،
وكان ممن صحبه فً سفره الشٌخ الصالح الولً أبو عبد هللا ٌونس بن
مهاجرا ،فً سنة ٕٗ ٙهـ ٕٔٗٗ-م
ً السماط ،ولد عاد إلى الدٌار المصرٌة
فً عهد الملن الصالح األٌوبً
***
وأوضح نور أن سٌدي أبوالحسن جاء معه خاصة أتباعه ،وعلى رأسهم أبو
العباس المرسً وأخوه جمال الدٌن ،وأبو العزائم ماضً بن سلطان ،تلمٌذ
الشٌخ وخادمه ،والحاج دمحم المرطبً ،وأبو الحسن البجائً المدفون بظاهر
أشمون الرمان بمحافظة المنوفٌة ،وأبو عبد هللا البجائً ،والوجهانً،
والخراز ،وؼٌرهم ،ولد استمر الممام فً اإلسكندرٌة ،ودخلوها من جهة
عمود السواري من ظاهرها ،كان وصولهم إلٌها عند اصفرار الشمس ،ولد
دارا بإزاء للعة الدٌماس كوم الدكة اآلن» وألام بها هو
اتخذ الشٌخ ً
وأصحابه
***
ولال رضى هللا عنه :لما وصلت إلى الدٌار المصرٌة للتٌ :ارب ،أسكنتنً
ببالد المبط أدفن بٌنهم؟! فمٌل لًٌ :ا علً ،تدفن فً أرض ما عصٌت علٌها
لط ،أما مسكنه الذي انتمل إلٌه بعد ذلن فً اإلسكندرٌة ،فكان فً برج من
أبراج السور ،خصصه له السلطان ،وكان ولتئذ الملن الصالح نجم الدٌن
»أٌوب ( ٙٗ2 - ٖٙ2هـ ٕٔٗ1 -ٕٔٗٓ /م
***
وٌمول صاحب درة األسرار :وكان مسكنه رضى هللا عنه باإلسكندرٌة،
ببرج من أبراج السور ،حبسه السلطان علٌه وعلى ذرٌته ،دخلته عام خمسة
عشر وسبعمائة هـ فً أسفله موجل كبٌر (حوض واسع ٌجمع فٌه الماء ثم
ٌفجر إلى المزارع وؼٌرها) ،ومرابط للبهائم ،وفً الوسط منه مساكن
للفمراء وجامع كبٌر؛ وفً أعاله أعلٌة لسكناه ولعٌاله ،وتزوج هنان وولد له
أوالد ،منهم :الشٌخ شهاب الدٌن أحمد ،وأبو الحسن علً ،وأبو عبد هللا دمحم
شرؾ الدٌن ،ولد أدركته بدمنهور لاطنًا بها» ،ومن البنات :زٌنب ،ولها
أوالد رأٌت بعضهم ،وعرٌفة الخٌر
***
وأكد سٌد نور ،أن الشٌخ كان ٌلمً دروسه بجامع العطارٌن وأول من
عمر جامع العطارٌن باإلسكندرٌة ،أمٌر الجٌوش أبو النجم بدر الدٌن
الجمالً متولً دولة المستنصر الفاطمً ،وكان لوًٌّا حاز ًما ،أباد المفسدٌن
ولهر الثأرٌن والمتؽلبٌن ،وكان محبًّا للعمارة ،مولعًا بالبناء والتشٌٌد وله
آثار جٌدة بالماهرة واإلسكندرٌة؛ ولد أنشأ هذا الجامع من أموال
المصادرات ،وفرغ منه فً ربٌع األول سنة ٗ21هـ ٔٓ1ٙ /م وتوفى فً
أوائل ذي الحجة سنة ٗ12هـ ٔٓ1٘ /م ،وكان ٌحضر علٌه أجالء
العلماء وأكابر الفضالء ،وٌرشد المرٌدٌن وٌدعو لرب العالمٌن ،وٌعمد
حلمات الذكر والوعظ والتهذٌب ،وكان اإللبال على دروسه عظٌ ًما جدًّا ال
فرق فً حضورها بٌن أفاضل الخاصة وأذكٌاء العامة
***
وفً هذا الجامع لدم الشٌخ أبو العباس وأعلن خالفته له ،وأذن له فً إلماء
الدروس على تالمٌذه وطالبه ،وأن ٌفمههم فً دٌنهم ،وٌعلمهم مبادئ
الشرٌعة وسبل الحمٌمة ،وٌرشدهم إلى هللا تعالى ،ثم أكثر بعد ذلن من
ناشرا
ً مبشرا بمبادئه،
ً الترحال بالبالد ،والتنمل فً داخل الدٌار المصرٌة،
وكثٌرا ما كان ٌالزمه الشٌخ أبو العباس فً رحالته ،أو
ً علومه ومعارفه،
ٌلحك به فً إلامته ثم ٌعودان إلى اإلسكندرٌة ،وكانت دروس الشٌخ أبً
الحسن بمسجد الممٌاس بالروضة وبالمدرسة الكاملٌة بالماهرة التً كانت
بخط بٌن المصرٌن على رأس الشارع الموصل إلى بٌت الماضً أنشأها
الملن الكامل األٌوبً سنة ٕٕ ٙهـ ٕٕٔ٘ /م بشارع المعز لدٌن هللا
»الفاطمً بحً الجمالٌة
***
وأوضح دمحم سٌد نور ،أن درس الشٌخ والمطب الصوفً سٌدي أبو الحسن
مظهرا من مظاهر العظمة والجالل ،فكانت مجالسه ال تزال ؼاصة ً ،كان
بأكابر العلماء ،وفطاحل الفمهاء ،حافلة بعظماء األمة وكبراء األمة ،أمثال
الشٌخ :عز الدٌن بن عبد السالم ،والشٌخ تمً الدٌن بن دلٌك العٌد ،والشٌخ
زكً الدٌن عبد العظٌم المنذري ،والشٌخ أبً عمرو عثمان بن الحاجب،
ً
متبتال، وابن الصالح ،وابن عصفور وؼٌرهم ،وكان رضً هللا عنه :عابدًا
داعًٌا إلى هللا ورسوله ،وٌعتبر الجهل والرضا به من أكبر الكبائر
***
كان ٌحث على السعً واألخذ باألسباب فً طلب الرزق ،وال ٌرضى
لتالمٌذه بالتعطل والسؤال ،إٌمانًا بأن اإلسالم ال ٌرضى بالتواكل والكسل،
وبأن ٌكون المرء عالة على ؼٌره ٌتكفؾ الناس ،سواء أعطوه أو منعوه،
وكان جوا ًدا كرٌ ًما ٌكره البخل ،كما كان مكاف ًحا ٌشتؽل بالزراعة ،من حرث
وؼرس وحصاد ،ومما كتبه من اإلسكندرٌة إلى جماعة من أصحابه فً
تونس مبٌنًا لهم سبب تأخٌره فً السفر لوله :ونحن إن شاء هللا عازمون
على السفر بجمٌع أهلنا من شهر تارٌخه أو بعده بملٌل
***
وأكد الدكتور دمحم سٌد نور ،أن نوع معٌشة الشاذلً فً الدٌار المصرٌة كما
ٌروي صاحب درة األسرار :فإنه ٌصفها فً إحدى رسائله إلى جماعة من
أصحابه بتونس ،وهً رسالة مطولة ،جاء فٌها :الكتاب إلٌكم من الثؽر،
حرسه هللا ،ونحن فً سوابػ نعم هللا نتملب ،وهو بفضله وبوده إلٌنا ٌتحبب،
لد ألمى علٌنا وعلى أحبابه كنفه ،وجعلنا عنده؛ فما ألطفه ،ندعوه فٌلبٌنا،
كثٌرا كما ٌنبؽً لوجهه الكرٌمً وبالعطاء لبل السؤال ٌبادٌنا ،فله الحمد
وجالله العظٌم ،وأما األهل واألوالد واألصهار واألحباب ،ففً سوابػ نعم
ظاهرا وباطنًا مؽمورون ،نسأل هللا المزٌد التام العام
ً هللا ٌتملبون ،وبإحسانه
لكم ولهم أجمعٌن ،وأن ٌنوب عنا فً شكره ،إنه أكرم األكرمٌن ،وإنه آواكم
وستركم
***
وتضٌؾ الرسالة ،لد عزمنا فً هذا العام المبارن ،على حج بٌت هللا
الحرام ،وزٌارة لبر رسوله سٌدنا دمحم علٌه أفضل الصالة والسالم ،وإننا
عازمون على التوجه إلى الماهرة بعد كتبه ،بٌسٌر إن شاء هللا تعالى،
لنتحدث مع السلطان فً أمر الركب ،فإن هٌأه هللا ألمنا إلى ولته ،وإن كان
ؼٌر ذلن توجهنا فً أول رجب إن شاء هللا تعالى ،فمن كانت له منكم
عزٌمة فلٌبادر ،فنحن ننتظر لدومكم علٌنا ،فلٌبادر منكم من ٌبادر
***
لال ابن بطوطة:أخبرنً الشٌخ ٌالوت العرش عن شٌخه أبً العباس
المرسً أن أبا الحسن كان ٌحج فً كل سنة ،وٌجعل طرٌمه على صعٌد
مصر ،وٌجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انمضاء الحج ،وٌزور المبر
الشرٌؾ وٌعود على الدرب الكبٌر إلى بلده ،فلما كان فً بعض السنٌن،
سا ولفة وحنو ً
طا وما وهً آخر سنة خرج فٌه ،لال لخدٌمه :استصحب فأ ً
ٌجهز به المٌت؟ فمال له :ولماذا ٌا سٌدي؟ فمال :فً حمٌثرة سوؾ ترى!فلما
بلػ حمٌثرة اؼتسل الشٌخ أبو الحسن وصلى ركعتٌن ولبضه هللا فً آخر
سجدة من صالته ودفن هنان ،لال ابن بطوطة :ولد زرت لبره وعلٌه لبرٌة
ً
متصال بالحسن بن علً رضً هللا عنهما مكتوب فٌها اسمه ونسبه
***
وكان الشٌخ بدر الدٌن بن جماعة ٌرى أنه فً بركة الشٌخ أبً الحسن فً
مصر ،وكان ٌفتخر بصحبته ،وبحضور جنازته والصالة علٌه بحمٌثرة،
ولما توفى الشٌخ لام أصحابه وعلى رأسهم الشٌخ أبو العباس بتجهٌزه
والصالة علٌه ومواراته فً التراب فً لبره ،الذي ال ٌزال معروفًا به إلى
اآلن وللعرب هنالن عناٌة به ،واعتمادًا فٌه ،وهم ٌمٌمون له فً كل سنة
ً
حافال ،وتؤكد الرواٌات وفاته كانت صبٌحة ٌوم الثالثاء السادس من مولدًا
شوال عام ٙ٘ٙهـ
***
وأوضح دمحم سٌد نور أنه من المروٌات ،أنه لد جاء له شاب ٌمرأ المرآن
وكان لد تربى معه وال أب له وتشوق للسفر معه لال الشٌخ :احملوه فجاءته
أمه ولالتٌ :ا سٌدي ،لعل أن ٌكون نظرن علٌه ،فمال لهاٌ :كون نظرنا علٌه
إلى حمٌثرة إن شاء هللا ،ومات لبل أن ٌصل حمٌثرة ،فمال الشٌخ :احملوه
إلى حمٌثرة ،فلما وصلنا ؼسلناه وصلى علٌه الشٌخ ودفناه بها ،فكان الشاب
أول من دفن بها ،وتوفً الشٌخ فً تلن اللٌلة وكان لد جمع أصحابه فً تلن
العشٌة فأوصاهم بأشٌاء ،وأوصاهم بحزب البحر ولال لهم :حفظوه أوالدكم
فإن فٌه اسم هللا األعظم ،وخال بسٌدي أبً العباس المرسً وأوصاه بأشٌاء،
واختصه بما خصه هللا به من البركات ولال لهم :إذا أنا مت فعلٌكم بأبً
العباس المرسً فإنه الخلٌفة من بعدي وسٌكون له ممام عظٌم بٌنكم ،وهو
بباب من أبواب هللا تعالى لال :فلما كان بٌن العشاءٌن فمال البنهٌ :ا دمحم،
امأل لً إناء بالماء من هذا البئر ،فملت لهٌ :ا سٌدي ،ماؤها مالح والماء
عندنا عذب ،لال :ائتنً منها فإن مرادي ؼٌر ما أنت تظن ،لال :فأتٌته منها
بالماء فشرب منه ومضمض فاه ومج فً اإلناء ثم لال لً :اردده إلٌه
فرددته إلٌه فحال ماء البئر وعذب وكثر ماؤه بإذن هللا تعالى ،وهو ماء تلن
األرض إلى لٌام الساعة ببركة الشٌخ ،وبات متوج ًها إلى هللا تعالى تلن
عا وسمعته ٌمول :إلهً إلهً حتى انشك الفجر ،فلما كان ذاكرا متضر ً
ً اللٌلة
ولت السحر سكت فظننا أنه نام ،فكلمناه فلم ٌتكلم ،فحركنا فلم ٌتحرن،
فوجدناه مٌتًا رحمه هللا تعالى ،فاستدعٌنا سٌدي أبا العباس المرسً فؽسله
وصلٌنا علٌه ودفناه بحمٌثرة ،وهذا الموضع فً برٌة عٌذاب فً واد على
طرٌك الصعٌد لال :فلما دفناه رحمه هللا تعالى اختلفوا فً الرجوع أو
التوجه ،فمال سٌدي أبو العباس المرسً :الشٌخ أمرنً بالحج ووعدنً
بكرامات ،فتوجهنا للحج ورأٌنا تهوٌنات ورجعنا صحبته وظهر من بعده
ظهورا عظٌ ًما وظهرت لنا بركات كثٌرةً
***
وروي عن أبً العباس المرسً :أن الشٌخ أبا الحسن لم ٌمرض ولكن وعن
ٌو ًما وانحرؾ مزاجه فطلب ماء للوضوء ودخل فً الصالة ثم لبض فً
السجدة األخٌرة ،ولد ألام حجاج مصر والمؽرب أكثر من مائتً سنة
ٌتوجهون إلى الحجاز عن طرٌك عٌذاب ثم بطل استعمال هذا الطرٌك فً
سنة 2ٙٙهـ
***
لال بعضهم فى رثاء الشاذلً
***
سر نحو عٌذاب وأرض حمٌثرا وانظر ممام الشاذلً ؼوث الورا
وادخل رحابا شرفت بجنابه وأسل دموع الشوق فً ذان الثرا
وضع الخدود على التراب تواضعا وانشك هنالن منه مسكا أزفرا
وبه إلى المولى توسل وابتهل تلمى المراد وعنن ٌكشؾ ما عرا
ٌا ابن النبً أتٌت بابن سائال حاشان تمنع من ٌوافٌن المرا
أو تحرم المسكٌن فضل فواضل فً ظلها من لد ألام ومن سرا
***
ولال التاج ابن عطاء هللا
***
بالشاذلً تمشعت ظلماتها وتنورت بمجٌئه أفماها
كنز التمى أعلى الهدى بحر الندى لطب البرٌة ؼوثها ملجاها
كهؾ تلوذ به البرٌة كلها ترجوه فً ألوائها ورخاها
https://gateahramorgeg/News/ٕ1ٙ٘ٓٗ1aspx
***
أعالم التصوف ..أبو الحسن الشاذل