You are on page 1of 34

‫أبواحلسن الشاذىل‬

‫الدم صورة لضرٌح الشٌخ الشاذلً عبر مسار الحج عبر عٌذاب الصحراء‬
‫الشرلٌة صورة ٔٔ‪ ٔ1‬جولً كورتً‬
‫كتب‪ /‬أٌمن بحر‬
‫ٌومٌات باحث فً صحراء عٌذاب‬
‫عبر تلن الصورة اتذكر اول زٌارة استكشافٌة بحثٌة لمنطمة صحراء لرٌة‬
‫الشٌخ الشاذلً فمد كانت الزٌارة األولً لً فً ‪ ٔ111‬مع بعض طالب كلٌة‬
‫العلوم بمنا فً زٌارة حملٌة جامعٌة دراسٌة سرٌعة لكن فً ٖٕٓٓ كانت‬
‫الزٌارة االهم حٌث انطلمنا كفرٌك لبعض باحثٌن من محمٌة جبل علبة شماال‬
‫عبر طرٌك ابرق و منها شمال عبر مسارات مدلات جبلٌة وصوال إلً‬
‫منطمة الشٌخ الشاذلً‬
‫او ما كانت تعرؾ بصحراء ام عترة‬
‫***‬
‫اول سؤال ٌجول ببالنا لماذا اطلك العبابدة علً تلن األرض بصحراء ودٌان‬
‫ام عترة لبل أن ٌسود اسم صحراء حمٌثرة ربما ٌعود مثال الً نمو نبات‬
‫العتر بتلن المنطمة ربما فهو بالطبع تلن الصحراء كانت تستمتع بطمس حار‬
‫فً فترة الصٌؾ لكن كان ٌمطعها بعض األمطار و السٌول الموسمٌة‬
‫باالخص فً فترات الخرٌؾ مما سمح لكثٌر من النباتات للنمو بتلن المنطمة‬
‫و منها أشجار السمر و السٌال أو السنط و اٌضا أشجار الاللوب أو بلح‬
‫السكر و كذلن أشجار السلم و بعض اعشاب منها‬
‫الؽللماي و السموة و كثٌر من أنواع عشبٌة حولٌة للرعً‬
‫كانت صحراء ام عترة تمثل الحد الشمالً لصحراء عٌذاب و تمثل مدخلها‬
‫الشمالً االهم فعبور الرعاة الرحل من الصحراء الً أطراؾ الرٌؾ كان‬
‫عبرها و ٌبدو أن لربها اٌضا من برنٌس‬
‫كان ٌجعلها نمطة من نماط أو تماس‬
‫مع الطرٌك الرومانً المدٌم بالصحراء الشرلٌة‬
‫***‬
‫ٌبدو أن مٌاه المنطمة لم تكن عذبة بشكل كافً لتواجد لبلً مجتمعً كبٌر و‬
‫أن عرؾ تارٌخٌا وجود بعض عشائر بتلن المنطمة و التً عندما سار‬
‫الشٌخ الشاذلً و تلمٌذه عبر الصحراء الشرلٌة فً طرٌمه لمكة المشرفة‬
‫عبر مٌناء عٌذاب كان نمطة استراحته هنا لبل أن توافٌه المنٌة و ٌتوفً هنا‬
‫و تبدأ رحلة ال تنتهً من ارتباط تارٌخً بٌن أهل المنطمة و الشٌخ الشاذلً‬
‫و الامة ممام له بمناسبة مرور و الامة الشٌخ وسطهم‬
‫***‬
‫ألٌم له ممام ٌشبه فً بنٌانه السفلً شكل بناء األبنٌة إلرومانٌة المدٌمة‬
‫بالصحراء الشرلٌة المستلهمة من جؽرافٌتها حٌث البناء باالحجار من جبال‬
‫المنطمة بدون مواد تماسن بٌن الصخور و من ثم استخدام بعض اخشاب‬
‫أشجار السنط احٌانا كشكل لواطع طولٌة لتماسن الصخور باالعلً لكن‬
‫اضٌؾ بعض ذلن الشكل المبوي للضرٌح و ضرب حوله سور من األحجار‬
‫بدون بوابة و نصب بجواره عالمات خشبٌة زٌنت احٌانا ببعض ألمشة‬
‫ملونة لدٌمة هذا ما شوهد علٌه الضرٌح‬
‫فً ٔٔ‪ ٔ1‬فً زٌارة الرحالة الفرنسً جولً كورتً‬
‫***‬
‫لكن منذ عشرٌن عاما كان التحضر و التطور دخل الً المنطمة و حولت‬
‫منطمة الشٌخ الشاذلً الً لرٌة محلٌة لها مبانً و بٌوت سكنٌة توزعت ما‬
‫بٌن بٌوت من االسمنت و الطوب أو خٌم من البرش لبعض السكان فً‬
‫أطراؾ المرٌة و التوابع لها و اضٌؾ طابع ثمافً سنوي وافد الً المرٌة‬
‫باحتفال سنوي للشٌخ الشاذلً و مرٌدٌه مثل موسم تجاري و اجتماعً الهل‬
‫المرٌة و الوافدٌن و احتفال روحً دٌنً مهم‬
‫ولتها كان التطور أحاط بالضىرٌح و بنً بشكل حدٌث‬
‫و بجواره دٌوان استضافة للزوار و مسجد صؽٌر للصالة بجوار الضرٌح‬

‫‪https://sada-‬‬
‫‪misrcom/ٕٕٖٓ/ٓ1/ٕ1/ٔٓ٘ٔ22/%D1%1A%D1%11%D1%1٘%D1%1A‬‬
‫‪%D1%A2%D1%AA-%D1%A1%D1%A2%D1%AD%D1%AB-‬‬
‫‪%D1%1ٔ%D1%11-%D1%B٘%D1%AD%D1%Bٔ%D1%A2%D1%Aٔ-‬‬
‫‪%D1%B1%D1%1A%D1%Bٓ%D1%A2%D1%A1/‬‬

‫***‬
‫الصعاٌدة ٌرتحلون لـحمٌثرة‪ ..‬لصة رحٌل أبو الحسن الشاذلً‬
‫خالل طرٌمه للحج بعد نضاله فً مصر‬

‫لنا ‪ -‬محمود الدسولً‬

‫فً بداٌة شهر ذو الحجة من كل عام‪ ،‬تحتفل اآلالؾ من محافظات الصعٌد‬


‫بمولد العارؾ باهلل سٌدي أبو الحسن الشاذلً‪،‬‬
‫حٌث ٌرتحلون لجبل حمٌثرة بمحافظة البحر األحمر حتى ختام االحتفال‬
‫الذي ٌوافك من كل عام الٌوم األول من عٌد األضحً المبارن‬
‫***‬
‫وتمول المصادر التارٌخٌة عن سٌدي أبو الحسن الشاذلً الذي أسس مدرسة‬
‫صوفٌة ٌجتذب لها آالؾ المرٌدٌن فً بلدان العالم اإلسالمً أنه ولد بمرٌة‬
‫تسمى ؼمارة بالمرب من مدٌنة سبتة بالمؽرب سنة ‪ٔٔ12‬م ألسرة ٌنتهً‬
‫نسبها إلى اإلمام الحسن بن علً رضً هللا عنه وأرضاه‬
‫***‬
‫حفظ المرآن الكرٌم ودرس السنة والعلوم الدٌنٌة حتى برع فٌها براعة فائمة‪،‬‬
‫ورحل إلى بؽداد والتمى بالشٌخ أبو الفتح الواسطً‪ ،‬وعاد إلى المؽرب‬
‫والتمى بالولً الكبٌر عبدالسالم بن مشٌش‬
‫***‬
‫وٌضٌؾ الباحث الصوفً دمحم عبدالمادر‪ ،‬فً حدٌثه لــبوابة األهرام أن‬
‫الشاذلً دخل مصر حا ًجا فً ٘ٔ‪ ٙ‬هجرًٌا‪ ،‬وعاد إلى تونس والتمى بالشٌخ‬
‫المرسً أبو العباس ثم هاجر إلى مصر فً عام ٕٗٗٔم والام مدة‬
‫باألسكندرٌة‪ ،‬وتوفً فً عٌذاب أحد المدن المصرٌة المدٌمة التً كان‬
‫ٌستخدمها الحجاج للوصول لبٌت هللا الحرام فً سنة ‪ٕٔ٘1‬م أثناء أدائه‬
‫فرٌضة الحج‬
‫***‬
‫وأوضح عبدالمادر أنه بالرؼم من وعرة الطرٌك والسفر الشاق إال إن‬
‫الصعاٌدة ٌتحملون المشمة للوصول لسٌدي أبو الحسن الشاذلً الذي ٌستمبل‬
‫سنوًٌا مالٌٌن المحبٌن وهم ٌحملون أمتعتهم وطعامهم لالحتفال بولً من‬
‫أولٌاء هللا ضرب مثال فً النضال والمماومة رؼم أنه عاش فً أوخرٌات‬
‫حٌاته كفٌفًا وفالدًا للبصر‬
‫***‬
‫الرحالة األجانب والعرب على حد سواء‪،‬‬ ‫لبره ومزاره‪ ،‬زاره الكثٌرٌن حتى ّ‬
‫كما ٌؤكد الباحث التارٌخً أحمد الجارد الفتًا أن الرحالة الشرٌؾ األدرٌسً‬
‫الجؽرافً العربً‪ ،‬لام بزٌارته وكذلن الرحالة المؽربً الماسم بن ٌوسؾ‬
‫التجٌبً وشٌخ الرحالٌن ابن بطوطة والرحالة السوٌسرى بوركهارت الذي‬
‫زاره فً سنة ٗٔ‪ٔ1‬م وكذلن الخبٌر اإلنجلٌزي جون بول الذي كان ٌعمل‬
‫فً مصلحة المساحة المصرٌة سنة ٘ٓ‪ٔ1‬حتى ‪ٔ1ٓ1‬م‬
‫***‬
‫وأضاؾ‪ :‬فً عام ‪ ٕٔٗ1‬أؼار الصلبٌٌن األوروبٌٌن على مصر بجٌوشهم‬
‫الجرارة بمٌادة لوٌس التاسع ملن فرنسا فً الحملة الصلٌبٌة السابعة فبٌنما‬
‫كان سلطان مصر ولتئذ وهو الصالح نجم الدٌن أٌوب موجودًا بالشام‬
‫للمضاء على بعض المنازعات هنان‪ ،‬تواترت له األخبار بتحرن هذه الحملة‬
‫الصلٌبٌة‬
‫***‬
‫عاد نجم الدٌن أٌوب من الشام إلى مصر‪ ،‬ولد تمكن الصلبٌٌن من اإلستٌالء‬
‫على دمٌاط فً ‪ٙ‬من ٌونٌو ‪ٕٔٗ1‬م‪ ،‬واخذوا ٌعملون بسرعة عجٌبة على‬
‫تؽٌٌر معالم المدٌنة وتحوٌلها إلى مدٌنة افرنجٌة خالصة وتحوٌل مسجدها‬
‫إلى كنٌسة باسم السٌدة العذراء ورسموا لها اسمفًا التٌنٌة افرنجٌة ثم شرعوا‬
‫فى الزحؾ من دمٌاط إلى الماهرة‬
‫***‬
‫كان الشٌخ أبو الحسن الشاذلى من أبرز المادة الروحٌٌن الذٌن اسهموا‬
‫اسهاما كبٌرا فى تلن المعركة ورؼم انه كان فى اواخر حٌاتة ‪،‬ولد كؾ‬
‫بصرة ولٌس علٌة حرج ‪،‬فانة لم ٌمعد عن اداء الواجب الدٌنى والوطنى فى‬
‫الذود عن الدٌار ‪،‬ولم ٌعتبر الجهاد بالسواعد وحمل السالح فحسب ‪،‬‬
‫لذلن رحل من االسكندرٌة الى المنصورة‬
‫***‬
‫كان هو وجماعة من خٌرة العلماء وأولٌاء زمانه بٌن المجاهدٌن فً مٌدان‬
‫المعركة‪ ،‬فكانوا ٌسٌرون وسط الجنود ٌحثون وٌشجعون‪ ،‬وٌحرضون على‬
‫المتال والمماومة‪ ،‬كذلن كان فى طلٌعة هؤالء االولٌاء والعلماء لشٌخ اإلمام‬
‫عزالدٌن بن عبدالسالم ومحً الدٌن بن سرالة ومجد الدٌن المشٌري‬
‫أحد علماء لوص بمنا ومجد الدٌن االخمٌمً‬
‫***‬
‫وفً تلن الفترة توفً الملن الصالح نجم الدٌن أٌوب بالمنصورة فً‬
‫ٕٕنوفمبر ‪ ٕٔٗ1‬بعد أن اشتدت علٌة وطاة المرض وظهرت على مسرح‬
‫األحداث شجرة الدر واخفت سر وفاة الملن الصالح واستدعت توران شاة‬
‫وفى ٕٔذى المعدة ‪ٙٗ2‬هجرى وصل توران شاة إلى المنصورة فأدى‬
‫وصوله إلى ارتفاع الروح المعنوٌة عند المصرٌٌن‬
‫وانتهت المعركة بانتصار المسلمٌن‬
‫***‬
‫صؾ الشٌخ أبو الحسن الشاذلً فً المراجع التً تحدثت عنه ً‬
‫لائال‪ :‬كنت‬ ‫وٌ ُ ّ‬
‫بالمنصورة فلما كانت لٌلة الثامن من ذي الحجة ٗٔمارس ٕٓ٘ٔ بت‬
‫مشؽوال بامر الثؽر ٌعنى األسكندرٌة وكنت ادعو هللا‬
‫واضرع ألٌه فى امر السلطان والمسلمٌن‬
‫***‬
‫وٌؤكد الجارد أن الخبٌر اإلنجلٌزي جون بول الذي كان ٌعمل فً مصلحة‬
‫المساحة المصرٌة سنة ٘ٓ‪ٔ1‬حتى ‪ ،ٔ1ٓ1‬اشار إلى ضرٌح الشٌخ الشاذلً‬
‫بموله‪ :‬أهم مزارات تلن المنطمة بالمرب من جبل ابوحمامٌد وانه حسن‬
‫البناء وتعلوه عدة لباب وٌمٌم فٌة نمٌب مؽربً وأن عربان العبابدة ٌمومون‬
‫بزٌارة هذا الضرٌح سنوٌا الن للشٌخ الشاذلً منزله كبٌرة عندهم‬
‫حٌث كان صاحب مدرسة صوفٌة تجمع بٌن الحمٌمة والشرٌعة‬
‫‪https://gateahramorgeg/News/ٕٖٔ٘112aspx‬‬
‫***‬
***
‫ر‬
‫حميثة قلعة سيدي أبو الحسن الشاذل‬ ‫هنا وادي‬
‫حارس الجبال و لطب الصعٌد‬
‫البحر األحمر ‪ -‬على الطٌرى‬

‫فً مثل هذه األولات وباألخص فً شهر ذي الحجة‪ٌ ،‬بمى وادي حمٌثرة‬
‫مالذًا لعشاق سٌدي أبو الحسن الشاذلً‪ ،‬لطب الصعٌد‪ ،‬وحارس جبالها‪ ،‬فهو‬
‫الذي ع ّمر هذه الجبال التى وصفها ابن بطوطة لدٌما بأنها كانت تمرح فٌها‬
‫الضباع وتفتن بمن ٌذهب فً طرلاتها الوعرة‬
‫***‬
‫أما الشٌخ الشاذلً‪ ،‬فهو الشٌخ اإلمام‪ ،‬حجة الصوفٌة‪ ،‬وعلم المهتدٌن‪ ،‬زٌن‬
‫سنٌَِة والمفاخر‪،‬‬
‫العارفٌن‪ ،‬أستاذ األكابر‪ ،‬والمنفرد فً زمنه بالمعارؾ ال َّ‬
‫والعالم باهلل والدال على هللا‪ ،‬زمزم األسرار ومعدن األنوار‪ ،‬المطب الؽوث‬
‫الجامع‪ ،‬تمً الدٌن أبو الحسن علً بن عبد هللا بن عبد الجبار بن تمٌم بن‬
‫هرمز بن عٌسى بن دمحم بن الحسن بن علً بن أبً طالب‪ ،‬المولود سنة‬
‫عرؾ بالشاذلً‪ ،‬منشأه بالمؽرب األدنً‪ ،‬ومبدأ ظهوره بشاذلة‪،‬‬ ‫ٔ‪ ٘2‬هـ‪ ،‬و ُ‬
‫وهى بلدة بالمرب من تونس‬
‫***‬
‫ولال الدكتور دمحم سٌد نور باحث فً التراث لـبوابة األهرام‪ ،‬إن المؤرخٌن‬
‫كانوا ٌحددون الوصؾ الشكلً للمطب الصوفً رضً هللا عنه وأرضاه‪ ،‬فمد‬
‫كان سٌدي أبو الحسن الشاذلً‪ ،‬آدم اللون أسمر‪ ،‬نحٌؾ الجسم‪ ،‬خفٌؾ‬
‫العارضٌن‪ ،‬طوٌل أصابع الٌدٌن كأنه حجازي‪ ،‬وكان فصٌح اللسان عذب‬
‫الكالم‪ٌ ،‬لبس الفاخر من الثٌاب‪ ،‬وٌتخذ الخٌل الجٌاد‪ ،‬وكان ال ٌعجبه الزى‬
‫الذي اصطلح علٌه الفمراء‪ ،‬وال ٌتخذ المرلَّعات التً ٌتخذها الصوفٌة‬
‫***‬
‫وكان ٌمول فً ذلن‪ :‬إن اللباس ٌنادي على صاحبه؛ فٌمول‪ :‬أنا الفمٌر‬
‫فأعطونً‪ ،‬وٌنادي على سر الفمٌر باإلفشاء؛ فمن لبس الزي واتخذ المرلعة‬
‫صا‬
‫سا خا ًّ‬ ‫فمد ادعى‪ ،‬وهو ال ٌحب الدعوى؛ فلو اتخذ أصحاب المهن لبا ً‬
‫صا ٌفرض على الناس معرفتهم‬ ‫سا خا ًّ‬
‫ٌتمٌزون به‪ ،‬واتخذ العلماء لبا ً‬
‫إظهارا لهٌبتهم وإجاللهم؛ فال ٌجوز‬
‫ً‬ ‫الحترامهم‪ ،‬واتخذ الحكام مثل ذلن؛‬
‫سا؛ ألنه ذلن العابد أو الزاهد إذا‬
‫للصوفً ‪-‬وهو السهل السلس‪ -‬أن ٌتخذ لبا ً‬
‫ٌسار تعالى على الناس بدعوى‬ ‫ٍ‬ ‫تمٌز بالزى افتضح سره وحاله‪ ،‬إن كان ذا‬
‫العبادة‪ ،‬وإن كان فً عسر فالؽنى ال ٌكون إال باهلل‪ ،‬وال ٌصح له السؤال‬
‫***‬
‫ؾ فً أخرٌات‬ ‫وٌضٌؾ دمحم سٌد نور‪ ،‬أن المؤرخٌن لد أتفموا أن بصره ُك َّ‬
‫نمال عن جمال الدٌن المرافً أحد أصحاب‬ ‫حٌاته ‪ ،‬وروى ابن الصباغ ً‬
‫اإلمام‪ ،‬أنه لال‪:‬لمٌت بعض األولٌاء فً إحدى سٌاحاتً؛ فعرضت علٌه‬
‫كال ًما فً التوحٌد‪ ،‬فصاح الرجل ومات‪ ،‬فمٌل لً‪ٌ :‬ا علً‪ ،‬لم فعلت ذلن؟!‬
‫لتعالبن بذهاب بصرن‬
‫***‬
‫ولال األستاذ السندوبً‪ ،‬إنه أصٌب بالماء فً أثناء أٌامه؛ فؽشً بصره‪ ،‬وال‬
‫تنفً الرواٌة األخٌرة الرواٌة األولى من حٌث تعلٌل السبب؛ فإن اإلصابة‬
‫بالماء داء لد ٌُذهب البصر‪ ،‬وهو سبب مادي‪ ،‬أما وإن اإلصابة كانت نتٌجة‬
‫للحادث الذي نمله المرافً؛ فذلن سبب معنوي‬
‫***‬
‫وأضاؾ سٌد نور الذي خص بوابة األهرام بصور فوتوؼرافٌة لعالم سٌدي‬
‫أبو الحسن الشاذلً فى وادي حمٌثرة ومسجده ‪ ،‬أن الشاذلً لد ارتحل إلى‬
‫(زروٌلة) لرب تونس عام ٕٓ‪ ٙ‬هـ وعمره عشر سنوات‪ ،‬وأخذ عن‬
‫شٌوخها ثم نزل (شاذلة)؛ من لرى تونس‪ ،‬وتزود من علمائها‪ ،‬وصار ٌتردد‬
‫على مشٌخة تلن الدٌار وٌأخذ عنهم علوم الشرٌعة على مذهب اإلمام مالن‪،‬‬
‫والنحو‪ ،‬والصرؾ‪ ،‬والتفسٌر‪ ،‬والحدٌث‪ ،‬وعلم الكالم‪ ،‬وأخذ عنهم آداب‬
‫الطرٌمة‪ ،‬ومبادئ السلون‪ ،‬ولد كان كثٌر السٌاحات فً بالد إفرٌمٌة‪ ،‬فدخل‬
‫(المٌروان) وؼٌرها من المدن الحافلة بالعلماء والفضالء‪ ،‬فتفتحت له أبواب‬
‫الحمائك‪ ،‬واتسعت أمامه مٌادٌن المعرفة‬
‫***‬
‫ثم تابع رحالته إلى المشرق‪ ،‬فدخل العراق عام ‪ ٙٔ1‬هـ‪ ،‬وعمره ٕ٘ عا ًما‪،‬‬
‫واجتمع بطائفة من الصالحٌن منهم أبو الفتح الوسطً الذي دله على المطب‪،‬‬
‫ومن المعروؾ أن الشٌخ أبا الفتح الواسطً هو أحد ألطاب الطرٌمة‬
‫الرفاعٌة وجاء ٌدعو لها بعد ذلن بمصر‪ ،‬وهو والد السٌدة فاطمة أم الشٌخ‬
‫إبراهٌم الدسولً ـ رضً هللا عنهما ـ‪ ،‬ولد توفى باإلسكندرٌة ودُفن بها عام‬
‫ٕٖ‪ ٙ‬هـ‪ ،‬ثم عاد إلى المؽرب (فاس)‪ ،‬ثم صحب الشٌخ عبد السالم بن‬
‫مشٌش وأخذ عنه أصول السلون‬
‫***‬
‫وأضاؾ دمحم سٌد نور‪ ،‬أن الشٌخ عبد السالم بن مشٌش من أكابر أهل‬
‫الطرٌك‪ ،‬وكان سٌدًا من ساداتهم‪ ،‬داعًٌا إلى هللا فً السر والعلن‪ ،‬ال ٌخشى‬
‫فً ذات هللا لومة الئم‪ ،‬لال أبو العباس المرسً‪:‬مات الشٌخ عبد السالم بن‬
‫ً‬
‫ممتوال‪ ،‬فمد لتله ابن أبً الطواجن مدعً النبوة‪ ،‬ببالد المؽرب‪،‬‬ ‫مشٌش‬
‫ودُفن بسفح جبل األعالم‪ ،‬ولٌل‪ :‬بجبل العلم بجوار (تازروت) ولبره ال‬
‫ٌزال لبلة الماصدٌن للتبرن والزٌارة والدعاء‪ ،‬وكانت وفاته عام ٕٕ‪ ٙ‬هـ‪،‬‬
‫ولٌل عام ٖٕ‪ٙ‬هـ أو عام ٕ٘‪ ٙ‬هـ‬
‫***‬
‫ولال رضً هللا عنه‪:‬رأٌت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فً المنام‪ ،‬فمال لً‪ٌ :‬ا علً‪ ،‬للت‪:‬‬
‫لبٌن ٌا رسول هللا‪ ،‬لال لً‪ :‬انتمل إلى الدٌار المصرٌة تربً فٌها أربعٌن‬
‫صدٌمًا وكان ذلن فً زمن الصٌؾ وشدة الحر‪ ،‬فملت‪ٌ :‬ا سٌدي ٌا رسول‬
‫هللا‪ ،‬الحر شدٌد‪ ،‬فمال لً‪ :‬الؽمام ٌظلكم‪ ،‬فملت‪ٌ :‬ا حبٌبً‪ ،‬أخاؾ العطش‪،‬‬
‫فمال لً‪ :‬إن السماء تمطركم كل ٌوم أمامكم‪ ،‬لال‪ :‬ووعدنً فً طرٌمً‬
‫بسبعٌن كرامة‪ ،‬لال‪ :‬فأمر أصحابه بالحركة وصار متوج ًها إلى المشرق‪،‬‬
‫وكان ممن صحبه فً سفره الشٌخ الصالح الولً أبو عبد هللا ٌونس بن‬
‫مهاجرا‪ ،‬فً سنة ٕٗ‪ ٙ‬هـ ‪ ٕٔٗٗ-‬م‬
‫ً‬ ‫السماط‪ ،‬ولد عاد إلى الدٌار المصرٌة‬
‫فً عهد الملن الصالح األٌوبً‬
‫***‬
‫وأوضح نور أن سٌدي أبوالحسن جاء معه خاصة أتباعه‪ ،‬وعلى رأسهم أبو‬
‫العباس المرسً وأخوه جمال الدٌن‪ ،‬وأبو العزائم ماضً بن سلطان‪ ،‬تلمٌذ‬
‫الشٌخ وخادمه‪ ،‬والحاج دمحم المرطبً‪ ،‬وأبو الحسن البجائً المدفون بظاهر‬
‫أشمون الرمان بمحافظة المنوفٌة‪ ،‬وأبو عبد هللا البجائً‪ ،‬والوجهانً‪،‬‬
‫والخراز‪ ،‬وؼٌرهم‪ ،‬ولد استمر الممام فً اإلسكندرٌة‪ ،‬ودخلوها من جهة‬
‫عمود السواري من ظاهرها‪ ،‬كان وصولهم إلٌها عند اصفرار الشمس ‪ ،‬ولد‬
‫دارا بإزاء للعة الدٌماس كوم الدكة اآلن» وألام بها هو‬
‫اتخذ الشٌخ ً‬
‫وأصحابه‬
‫***‬
‫ولال رضى هللا عنه‪ :‬لما وصلت إلى الدٌار المصرٌة للت‪ٌ :‬ارب‪ ،‬أسكنتنً‬
‫ببالد المبط أدفن بٌنهم؟! فمٌل لً‪ٌ :‬ا علً‪ ،‬تدفن فً أرض ما عصٌت علٌها‬
‫لط‪ ،‬أما مسكنه الذي انتمل إلٌه بعد ذلن فً اإلسكندرٌة‪ ،‬فكان فً برج من‬
‫أبراج السور‪ ،‬خصصه له السلطان‪ ،‬وكان ولتئذ الملن الصالح نجم الدٌن‬
‫»أٌوب (‪ ٙٗ2 - ٖٙ2‬هـ ‪ ٕٔٗ1 -ٕٔٗٓ /‬م‬
‫***‬
‫وٌمول صاحب درة األسرار‪ :‬وكان مسكنه رضى هللا عنه باإلسكندرٌة‪،‬‬
‫ببرج من أبراج السور‪ ،‬حبسه السلطان علٌه وعلى ذرٌته‪ ،‬دخلته عام خمسة‬
‫عشر وسبعمائة هـ فً أسفله موجل كبٌر (حوض واسع ٌجمع فٌه الماء ثم‬
‫ٌفجر إلى المزارع وؼٌرها)‪ ،‬ومرابط للبهائم‪ ،‬وفً الوسط منه مساكن‬
‫للفمراء وجامع كبٌر؛ وفً أعاله أعلٌة لسكناه ولعٌاله‪ ،‬وتزوج هنان وولد له‬
‫أوالد‪ ،‬منهم‪ :‬الشٌخ شهاب الدٌن أحمد‪ ،‬وأبو الحسن علً‪ ،‬وأبو عبد هللا دمحم‬
‫شرؾ الدٌن‪ ،‬ولد أدركته بدمنهور لاطنًا بها»‪ ،‬ومن البنات‪ :‬زٌنب‪ ،‬ولها‬
‫أوالد رأٌت بعضهم‪ ،‬وعرٌفة الخٌر‬
‫***‬
‫وأكد سٌد نور ‪ ،‬أن الشٌخ كان ٌلمً دروسه بجامع العطارٌن وأول من‬
‫عمر جامع العطارٌن باإلسكندرٌة‪ ،‬أمٌر الجٌوش أبو النجم بدر الدٌن‬
‫الجمالً متولً دولة المستنصر الفاطمً‪ ،‬وكان لوًٌّا حاز ًما‪ ،‬أباد المفسدٌن‬
‫ولهر الثأرٌن والمتؽلبٌن‪ ،‬وكان محبًّا للعمارة‪ ،‬مولعًا بالبناء والتشٌٌد وله‬
‫آثار جٌدة بالماهرة واإلسكندرٌة؛ ولد أنشأ هذا الجامع من أموال‬
‫المصادرات‪ ،‬وفرغ منه فً ربٌع األول سنة ‪ ٗ21‬هـ ‪ ٔٓ1ٙ /‬م وتوفى فً‬
‫أوائل ذي الحجة سنة ‪ ٗ12‬هـ ‪ ٔٓ1٘ /‬م ‪ ،‬وكان ٌحضر علٌه أجالء‬
‫العلماء وأكابر الفضالء‪ ،‬وٌرشد المرٌدٌن وٌدعو لرب العالمٌن‪ ،‬وٌعمد‬
‫حلمات الذكر والوعظ والتهذٌب‪ ،‬وكان اإللبال على دروسه عظٌ ًما جدًّا ال‬
‫فرق فً حضورها بٌن أفاضل الخاصة وأذكٌاء العامة‬
‫***‬
‫وفً هذا الجامع لدم الشٌخ أبو العباس وأعلن خالفته له‪ ،‬وأذن له فً إلماء‬
‫الدروس على تالمٌذه وطالبه‪ ،‬وأن ٌفمههم فً دٌنهم‪ ،‬وٌعلمهم مبادئ‬
‫الشرٌعة وسبل الحمٌمة‪ ،‬وٌرشدهم إلى هللا تعالى‪ ،‬ثم أكثر بعد ذلن من‬
‫ناشرا‬
‫ً‬ ‫مبشرا بمبادئه‪،‬‬
‫ً‬ ‫الترحال بالبالد‪ ،‬والتنمل فً داخل الدٌار المصرٌة‪،‬‬
‫وكثٌرا ما كان ٌالزمه الشٌخ أبو العباس فً رحالته‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫علومه ومعارفه‪،‬‬
‫ٌلحك به فً إلامته ثم ٌعودان إلى اإلسكندرٌة‪ ،‬وكانت دروس الشٌخ أبً‬
‫الحسن بمسجد الممٌاس بالروضة وبالمدرسة الكاملٌة بالماهرة التً كانت‬
‫بخط بٌن المصرٌن على رأس الشارع الموصل إلى بٌت الماضً أنشأها‬
‫الملن الكامل األٌوبً سنة ٕٕ‪ ٙ‬هـ ‪ ٕٕٔ٘ /‬م بشارع المعز لدٌن هللا‬
‫»الفاطمً بحً الجمالٌة‬
‫***‬
‫وأوضح دمحم سٌد نور ‪ ،‬أن درس الشٌخ والمطب الصوفً سٌدي أبو الحسن‬
‫مظهرا من مظاهر العظمة والجالل‪ ،‬فكانت مجالسه ال تزال ؼاصة‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬كان‬
‫بأكابر العلماء‪ ،‬وفطاحل الفمهاء‪ ،‬حافلة بعظماء األمة وكبراء األمة‪ ،‬أمثال‬
‫الشٌخ‪ :‬عز الدٌن بن عبد السالم‪ ،‬والشٌخ تمً الدٌن بن دلٌك العٌد‪ ،‬والشٌخ‬
‫زكً الدٌن عبد العظٌم المنذري‪ ،‬والشٌخ أبً عمرو عثمان بن الحاجب‪،‬‬
‫ً‬
‫متبتال‪،‬‬ ‫وابن الصالح‪ ،‬وابن عصفور وؼٌرهم ‪ ،‬وكان رضً هللا عنه‪ :‬عابدًا‬
‫داعًٌا إلى هللا ورسوله‪ ،‬وٌعتبر الجهل والرضا به من أكبر الكبائر‬
‫***‬
‫كان ٌحث على السعً واألخذ باألسباب فً طلب الرزق‪ ،‬وال ٌرضى‬
‫لتالمٌذه بالتعطل والسؤال‪ ،‬إٌمانًا بأن اإلسالم ال ٌرضى بالتواكل والكسل‪،‬‬
‫وبأن ٌكون المرء عالة على ؼٌره ٌتكفؾ الناس‪ ،‬سواء أعطوه أو منعوه‪،‬‬
‫وكان جوا ًدا كرٌ ًما ٌكره البخل‪ ،‬كما كان مكاف ًحا ٌشتؽل بالزراعة‪ ،‬من حرث‬
‫وؼرس وحصاد‪ ،‬ومما كتبه من اإلسكندرٌة إلى جماعة من أصحابه فً‬
‫تونس مبٌنًا لهم سبب تأخٌره فً السفر لوله‪ :‬ونحن إن شاء هللا عازمون‬
‫على السفر بجمٌع أهلنا من شهر تارٌخه أو بعده بملٌل‬
‫***‬
‫وأكد الدكتور دمحم سٌد نور‪ ،‬أن نوع معٌشة الشاذلً فً الدٌار المصرٌة كما‬
‫ٌروي صاحب درة األسرار‪ :‬فإنه ٌصفها فً إحدى رسائله إلى جماعة من‬
‫أصحابه بتونس‪ ،‬وهً رسالة مطولة‪ ،‬جاء فٌها‪ :‬الكتاب إلٌكم من الثؽر‪،‬‬
‫حرسه هللا‪ ،‬ونحن فً سوابػ نعم هللا نتملب‪ ،‬وهو بفضله وبوده إلٌنا ٌتحبب‪،‬‬
‫لد ألمى علٌنا وعلى أحبابه كنفه‪ ،‬وجعلنا عنده؛ فما ألطفه‪ ،‬ندعوه فٌلبٌنا‪،‬‬
‫كثٌرا كما ٌنبؽً لوجهه الكرٌم‬‫ً‬ ‫وبالعطاء لبل السؤال ٌبادٌنا‪ ،‬فله الحمد‬
‫وجالله العظٌم‪ ،‬وأما األهل واألوالد واألصهار واألحباب‪ ،‬ففً سوابػ نعم‬
‫ظاهرا وباطنًا مؽمورون ‪ ،‬نسأل هللا المزٌد التام العام‬
‫ً‬ ‫هللا ٌتملبون‪ ،‬وبإحسانه‬
‫لكم ولهم أجمعٌن‪ ،‬وأن ٌنوب عنا فً شكره‪ ،‬إنه أكرم األكرمٌن‪ ،‬وإنه آواكم‬
‫وستركم‬
‫***‬
‫وتضٌؾ الرسالة ‪ ،‬لد عزمنا فً هذا العام المبارن‪ ،‬على حج بٌت هللا‬
‫الحرام‪ ،‬وزٌارة لبر رسوله سٌدنا دمحم علٌه أفضل الصالة والسالم‪ ،‬وإننا‬
‫عازمون على التوجه إلى الماهرة بعد كتبه‪ ،‬بٌسٌر إن شاء هللا تعالى‪،‬‬
‫لنتحدث مع السلطان فً أمر الركب‪ ،‬فإن هٌأه هللا ألمنا إلى ولته‪ ،‬وإن كان‬
‫ؼٌر ذلن توجهنا فً أول رجب إن شاء هللا تعالى‪ ،‬فمن كانت له منكم‬
‫عزٌمة فلٌبادر‪ ،‬فنحن ننتظر لدومكم علٌنا‪ ،‬فلٌبادر منكم من ٌبادر‬
‫***‬
‫لال ابن بطوطة‪:‬أخبرنً الشٌخ ٌالوت العرش عن شٌخه أبً العباس‬
‫المرسً أن أبا الحسن كان ٌحج فً كل سنة‪ ،‬وٌجعل طرٌمه على صعٌد‬
‫مصر‪ ،‬وٌجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انمضاء الحج‪ ،‬وٌزور المبر‬
‫الشرٌؾ وٌعود على الدرب الكبٌر إلى بلده‪ ،‬فلما كان فً بعض السنٌن‪،‬‬
‫سا ولفة وحنو ً‬
‫طا وما‬ ‫وهً آخر سنة خرج فٌه‪ ،‬لال لخدٌمه‪ :‬استصحب فأ ً‬
‫ٌجهز به المٌت؟ فمال له‪ :‬ولماذا ٌا سٌدي؟ فمال‪ :‬فً حمٌثرة سوؾ ترى!فلما‬
‫بلػ حمٌثرة اؼتسل الشٌخ أبو الحسن وصلى ركعتٌن ولبضه هللا فً آخر‬
‫سجدة من صالته ودفن هنان‪ ،‬لال ابن بطوطة‪ :‬ولد زرت لبره وعلٌه لبرٌة‬
‫ً‬
‫متصال بالحسن بن علً رضً هللا عنهما‬ ‫مكتوب فٌها اسمه ونسبه‬
‫***‬
‫وكان الشٌخ بدر الدٌن بن جماعة ٌرى أنه فً بركة الشٌخ أبً الحسن فً‬
‫مصر‪ ،‬وكان ٌفتخر بصحبته‪ ،‬وبحضور جنازته والصالة علٌه بحمٌثرة‪،‬‬
‫ولما توفى الشٌخ لام أصحابه وعلى رأسهم الشٌخ أبو العباس بتجهٌزه‬
‫والصالة علٌه ومواراته فً التراب فً لبره‪ ،‬الذي ال ٌزال معروفًا به إلى‬
‫اآلن وللعرب هنالن عناٌة به‪ ،‬واعتمادًا فٌه‪ ،‬وهم ٌمٌمون له فً كل سنة‬
‫ً‬
‫حافال‪ ،‬وتؤكد الرواٌات وفاته كانت صبٌحة ٌوم الثالثاء السادس من‬ ‫مولدًا‬
‫شوال عام ‪ ٙ٘ٙ‬هـ‬
‫***‬
‫وأوضح دمحم سٌد نور أنه من المروٌات ‪ ،‬أنه لد جاء له شاب ٌمرأ المرآن‬
‫وكان لد تربى معه وال أب له وتشوق للسفر معه لال الشٌخ‪ :‬احملوه فجاءته‬
‫أمه ولالت‪ٌ :‬ا سٌدي‪ ،‬لعل أن ٌكون نظرن علٌه‪ ،‬فمال لها‪ٌ :‬كون نظرنا علٌه‬
‫إلى حمٌثرة إن شاء هللا‪ ،‬ومات لبل أن ٌصل حمٌثرة‪ ،‬فمال الشٌخ‪ :‬احملوه‬
‫إلى حمٌثرة‪ ،‬فلما وصلنا ؼسلناه وصلى علٌه الشٌخ ودفناه بها‪ ،‬فكان الشاب‬
‫أول من دفن بها‪ ،‬وتوفً الشٌخ فً تلن اللٌلة وكان لد جمع أصحابه فً تلن‬
‫العشٌة فأوصاهم بأشٌاء‪ ،‬وأوصاهم بحزب البحر ولال لهم‪ :‬حفظوه أوالدكم‬
‫فإن فٌه اسم هللا األعظم‪ ،‬وخال بسٌدي أبً العباس المرسً وأوصاه بأشٌاء‪،‬‬
‫واختصه بما خصه هللا به من البركات ولال لهم‪ :‬إذا أنا مت فعلٌكم بأبً‬
‫العباس المرسً فإنه الخلٌفة من بعدي وسٌكون له ممام عظٌم بٌنكم‪ ،‬وهو‬
‫بباب من أبواب هللا تعالى لال‪ :‬فلما كان بٌن العشاءٌن فمال البنه‪ٌ :‬ا دمحم‪،‬‬
‫امأل لً إناء بالماء من هذا البئر‪ ،‬فملت له‪ٌ :‬ا سٌدي‪ ،‬ماؤها مالح والماء‬
‫عندنا عذب‪ ،‬لال‪ :‬ائتنً منها فإن مرادي ؼٌر ما أنت تظن‪ ،‬لال‪ :‬فأتٌته منها‬
‫بالماء فشرب منه ومضمض فاه ومج فً اإلناء ثم لال لً‪ :‬اردده إلٌه‬
‫فرددته إلٌه فحال ماء البئر وعذب وكثر ماؤه بإذن هللا تعالى‪ ،‬وهو ماء تلن‬
‫األرض إلى لٌام الساعة ببركة الشٌخ ‪ ،‬وبات متوج ًها إلى هللا تعالى تلن‬
‫عا وسمعته ٌمول‪ :‬إلهً إلهً حتى انشك الفجر‪ ،‬فلما كان‬ ‫ذاكرا متضر ً‬
‫ً‬ ‫اللٌلة‬
‫ولت السحر سكت فظننا أنه نام‪ ،‬فكلمناه فلم ٌتكلم‪ ،‬فحركنا فلم ٌتحرن‪،‬‬
‫فوجدناه مٌتًا رحمه هللا تعالى‪ ،‬فاستدعٌنا سٌدي أبا العباس المرسً فؽسله‬
‫وصلٌنا علٌه ودفناه بحمٌثرة‪ ،‬وهذا الموضع فً برٌة عٌذاب فً واد على‬
‫طرٌك الصعٌد لال‪ :‬فلما دفناه رحمه هللا تعالى اختلفوا فً الرجوع أو‬
‫التوجه‪ ،‬فمال سٌدي أبو العباس المرسً‪ :‬الشٌخ أمرنً بالحج ووعدنً‬
‫بكرامات‪ ،‬فتوجهنا للحج ورأٌنا تهوٌنات ورجعنا صحبته وظهر من بعده‬
‫ظهورا عظٌ ًما وظهرت لنا بركات كثٌرة‬‫ً‬
‫***‬
‫وروي عن أبً العباس المرسً‪ :‬أن الشٌخ أبا الحسن لم ٌمرض ولكن وعن‬
‫ٌو ًما وانحرؾ مزاجه فطلب ماء للوضوء ودخل فً الصالة ثم لبض فً‬
‫السجدة األخٌرة ‪ ،‬ولد ألام حجاج مصر والمؽرب أكثر من مائتً سنة‬
‫ٌتوجهون إلى الحجاز عن طرٌك عٌذاب ثم بطل استعمال هذا الطرٌك فً‬
‫سنة ‪ 2ٙٙ‬هـ‬
‫***‬
‫لال بعضهم فى رثاء الشاذلً‬
‫***‬
‫سر نحو عٌذاب وأرض حمٌثرا وانظر ممام الشاذلً ؼوث الورا‬
‫وادخل رحابا شرفت بجنابه وأسل دموع الشوق فً ذان الثرا‬
‫وضع الخدود على التراب تواضعا وانشك هنالن منه مسكا أزفرا‬
‫وبه إلى المولى توسل وابتهل تلمى المراد وعنن ٌكشؾ ما عرا‬
‫ٌا ابن النبً أتٌت بابن سائال حاشان تمنع من ٌوافٌن المرا‬
‫أو تحرم المسكٌن فضل فواضل فً ظلها من لد ألام ومن سرا‬
‫***‬
‫ولال التاج ابن عطاء هللا‬
‫***‬
‫بالشاذلً تمشعت ظلماتها وتنورت بمجٌئه أفماها‬
‫كنز التمى أعلى الهدى بحر الندى لطب البرٌة ؼوثها ملجاها‬
‫كهؾ تلوذ به البرٌة كلها ترجوه فً ألوائها ورخاها‬
‫‪https://gateahramorgeg/News/ٕ1ٙ٘ٓٗ1aspx‬‬
‫***‬
‫أعالم التصوف‪ ..‬أبو الحسن الشاذل‬

‫نفحات الطرٌك مولع‬

‫ولد أبو الحسن الشاذلً فً أواخر المرن السادس الهجري فً سنة‬


‫(ٖ‪ ٘1‬هـ) فً لرٌة ؼمارة بالمرب من مدٌنة سبتة بالمؽرب‬
‫األلصىوٌنتمً إلى لبٌلة عمران من لبائل المؽرب‬
‫***‬
‫أخذ الطرٌمة عن الشٌخ عبد السالم عن أبً مدٌن شعٌب عن سٌدي‬
‫عبد المادر الجٌالنً رضوان هللا عٌهم أجمعٌن ‪ ,‬ولد خلفه فً‬
‫الطرٌمة سٌدي أبو العباس المرسً رحمه هللا تعالى‬
‫***‬
‫تتلمذ أبو الحسن الشاذلً فً صؽره على اإلمام عبد السالم بن‬
‫مشٌش‪ ،‬فً المؽرب‪ ،‬وكان له كل األثر فً حٌاته العلمٌة والصوفٌة‬
‫ثم رحل إلى تونس‪ ،‬وإلى جبل زؼوان‪ ،‬حٌث اعتكؾ للعبادة‬
‫***‬
‫عرؾ أبو الحسن الشاذلً بعلو همته وتواضعه‪ ،‬وفصاحة لسانه‪،‬‬ ‫لمد ُ‬
‫كما عرؾ باالعتدال فً المأكل والمشرب والملبس‪ ،‬وبالمظهر‬
‫الحسن إذ ٌمول ‪:‬وأما اللباس اللٌن‪ ،‬وأكل الطعام الشهً‪ ،‬وشرب‬
‫الماء البارد‪ ،‬فلٌس المصد إلٌه بالذي ٌوجب العتب من هللا‪،‬‬
‫إذا كان معه الشكر هلل‬
‫***‬
‫وكان ٌمول ‪ :‬ال تسرؾ بترن الدنٌا فتؽشان ظلمتها‪ ،‬أو تنحل‬
‫أعضاءن لها‪ ،‬فترجع لمعانمتها‪ ،‬بعد الخروج منها بالهمة والفكرة أو‬
‫اإلرادة أو بالحركة فاعرؾ هللا وكن كٌؾ شئت‬
‫***‬
‫لمد كان الشاذلً عالما عارفا بالعلوم الظاهرة‪ ،‬جامعا لدلائك فنونها‪،‬‬
‫من حدٌث وتفسٌر وفمه وأصول ونحو وتصرٌؾ ولؽة ومعمول‪،‬‬
‫وحكم وآداب‪ ،‬أما علوم المعرفة باهلل تعالى‪ ،‬فهو لطب رحاها‪،‬‬
‫وشمس ضحاها لال عنه الشٌخ مكٌن الدٌن األسمر‪ :‬الناس ٌدعون‬
‫إلى باب هللا تعالى‪ ،‬وأبو الحسن الشاذلً رضً هللا عنه‪،‬‬
‫ٌدخلهم على هللا‬
‫***‬
‫وكان الشٌخ أبو الحسن الشاذلً ممن أبلوا البالء الحسن هو ومن معه‬
‫من العلماء فً تعبئة المسلمٌن تعبئة روحٌة وإعدادهم لمواجهة أعداء‬
‫الدٌن من الكافرٌن وكان النصر حلٌؾ المسلمٌن فً معركة‬
‫المنصورة المشهورة والتً نصر هللا فٌها المسلمٌن نصرا مؤزرا‬
‫ٌمول عنه الشٌخ األكبر لألزهر سابما ً عبدالحلٌم محمود‪:‬هو المطب‬
‫األكبر‪ ،‬والعلم األشهر‪ ،‬والطود األظهر العالً السنام‬
‫ً عن التعرٌؾ والبٌان‪،‬‬
‫هو البدر الطالع الواضح البرهان‪ ،‬الؽن ّ‬
‫المشتهر فً الدنٌا لدره‪ ،‬والذي ال ٌختلؾ فً ؼوثٌته اثنان‬
‫وطرٌه ترٌاق شاؾ ألدواء العباد‪ ،‬وذكره رحمة نازلة فً كل ناد‬
‫سره فً اآلفاق‪ ،‬وسارت بمنالبه الركبان والرفاق‬
‫سرى ّ‬
‫لضى عمره فً العبادة‪ ،‬ولصده النتفاع أهل السعادة‬
‫وكان رضً هللا عنه فً العلم فً الؽاٌة‪ ،‬وفً الزهد فً النهاٌة‪ ،‬جمع‬
‫هللا له الشرفٌن‪ :‬الطٌنً والدٌنً‪ ،‬وأحرز الفضل المحمك الٌمٌنً‬
‫***‬
‫تعرفه على شٌخه سٌدي عبد السالم بن مشٌش رحمه هللا تعالى‬
‫لال سٌدي أبو الحسن الشاذلً ‪ :‬لما دخلت العراق اجتمعت بالشٌخ‬
‫الصالح أبً الفتح الواسطً فما رأٌت بالعراق مثله ‪ ,‬وكنت أطلب‬
‫المطب ‪ ,‬فمال لً ‪:‬تطلب على المطب بالعراق وهو فً بالدن ‪ ,‬ارجع‬
‫إلى بالدن تجده فرجعت إلى المؽرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشٌخ‬
‫صدٌك المطب الؽوث أبً دمحم عبد السالم‬
‫الولً العارؾ ال ّ‬
‫بن مشٌش الشرٌؾ الحسنً‬
‫***‬
‫لال رضً هللا عنه ‪ :‬لما لدمت علٌه وهو ساكن مؽارة برباطة فً‬
‫رأس الجبل اؼتسلت فً عٌن فً أسفل الجبل وخرجت عن علمً‬
‫وعملً وطلعت علٌه فمٌرا ً وإذ به هابط علً ‪ ,‬فلما رآنً لال مرحبا ً‬
‫بعلً بن عبد هللا بن عبد الجبار ‪ ,‬فذكر نسبً إلى رسول هللا صلى‬
‫هللا علٌه وسلم ‪ ,‬ثم لال لً ‪ٌ :‬اعلً طلعت إلٌنا فمٌرا عن علمن‬
‫وعملن فأخذت منا ؼنى الدنٌا واآلخرة ‪ ,‬فأخذنً منه الدهش‬
‫فألمت عنده أٌاما ً إلى أن فتح هللا على بصٌرتً‬
‫***‬
‫وبعد أن انتهت فترة إلامة سٌدي أبً الحسن عند شٌخه سٌدي عبد‬
‫ى ارتحل إلى‬
‫السالم بن مشٌش لال له شٌخه وهو ٌودعه‪ٌ :‬ا عل ّ‬
‫إفرٌمٌا واسكن بها بلدا تسمى (شَا ِذلَةَ )‪ ،‬وبعد ذلن تنتمل إلى مدٌنة‬
‫تونس‪ ،‬وٌؤتى علٌن من لبل السلطنة‪ ،‬وبعد ذلن‬
‫تنتمل إلى أرض المشرق وبها ترث المطابة‬
‫***‬
‫ا ْنتَمَ َل أبو الحسن إلى شاذلة‪ ،‬ورأى التفاؾ الناس حوله‪ ،‬فعزم أن‬
‫ٌذهب إلى جبل زؼوان فً محٌط شاذلة‪ ،‬حٌث تفرغ للعبادة‬
‫س‪ ،‬فالتؾ علٌه جماعة‬ ‫والمجاهدة دهرا طوٌال‪ ،‬حتى انتمل إلى تُونُ َ‬
‫من الفضالء‪ ،‬ثم كثر المرٌدون وأخذوا ٌزدادون ٌوما بعد ٌوم‪ ،‬إلى‬
‫أن اجتمع علٌه خلك كثٌر‪ ،‬فدب الحسد فً للب رجل ٌمال له ابن‬
‫لاض‪ ،‬فوشى به عند السلطان‪ ،‬ولكن هللا‬ ‫البراء وهو فً منصب ٍ‬
‫تعالى حماه ثم عزم الشٌخ السفر ألداء الحج‪ ،‬وخالل سفره سٌمكث‬
‫فً مصر ولكن هذا ابن البراء أرسل رسالة إلى السلطان هنان‪ :‬أن‬
‫هذا الواصل إلٌكم شوش علٌنا بالدنا وكذلن ٌفعل فً بالدكم‪ ،‬فأمر‬
‫السلطان بأن ٌعتمل فً اإلسكندرٌة‪ ،‬فألام أبو الحسن فٌها أٌاما ثم‬
‫خرج من ؼٌر أن ٌعلم به أحد من جنود الوالً‪ ،‬وتوجه إلى السلطان‬
‫فً الماهرة‪ ،‬واستأذن علٌه‪ ،‬فمال السلطان‪ :‬كٌؾ ولد أمرنا باعتماله‬
‫باإلسكندرٌة‪ ،‬فأدخل على السلطان والمضاة واألمراء‪ ،‬فعرؾ‬
‫السلطان ومن معه حمٌمة اإلمام الشاذلً‪ ،‬لما رأوا من كراماته‪،‬‬
‫وكتب السلطان إلى الوالً فً اإلسكندرٌة فً هذا ثم ألام الشاذلً‬
‫رضً هللا عنه عند السلطان فً الملعة أٌاما‪ ،‬إلى أن طلع إلى الحج ثم‬
‫رجع إلى مدٌنة تونس‪ ،‬واستمر فٌها داعٌا ومرشدا‪ ،‬وفً هذه األثناء‬
‫لدم إلى تونس الشٌخ أبو العباس المرسً‪ ،‬فلما اجتمع به الشٌخ ورآه‪،‬‬
‫لال‪ :‬ما ردنً لتونس إال هذا الشاب‪ - ،‬وهذا الشاب وهو أبو العباس‬
‫الزم الشٌخ ولم ٌفارله إلى أن توفً الشٌخ فكان خلٌفته بعده‪ -‬واستمر‬
‫إإلمام الشاذلً فً تونس إلى أن سافر إلى الدٌار المصرٌة‪ ،‬فوصل‬
‫إلى اإلسكندرٌة‪ ،‬وسكن فٌها وتزوج‪ ،‬وولد له أوالد‪ ،‬منهم شهاب‬
‫الدٌن أحمد‪ ،‬وأبو عبد هللا دمحم شرؾ الدٌن‪،‬‬
‫ومن البنات زٌنب وعرٌفة الخٌر‬
‫***‬
‫توفً اإلمام أبو الحسن الشاذلً رضً هللا عنه بوادي حمٌثرة‬
‫بصحراء عٌذاب متوج ًها إلى بٌت هللا الحرام‬
‫فً أوائل ذي المعدة ‪ٙ٘ٙ‬هـ‬
‫***‬
‫من ألوال سٌدي أبو الحسن الشاذلً رضً هللا عنه‬
‫***‬
‫ومن كالمه رضً هللا عنه‪ :‬إذا عارض كشفن الكتاب والسنة فتمسن‬
‫بالكتاب والسنة ودع الكشؾ‪ ،‬ولل لنفسن‪ :‬إن هللا تعالى لد ضمن‬
‫العصمة فً الكتاب والسنة ولم ٌضمنها فً جانب الكشؾ وال اإللهام‬
‫وال المشاهدة‪ ،‬مع أنهم أجمعوا على أنه ال ٌنبؽً العمل بالكشؾ وال‬
‫اإللهام وال المشاهدة إال بعد عرضه على الكتاب والسنة‬
‫***‬
‫وكان ٌمول‪ :‬من لم ٌزدد بعلمه وعمله افتمارا إلى ربه‪،‬‬
‫وتواضعا لخلمه‪ ،‬فهو هالن‬
‫***‬
‫ٌمول ‪ :‬إذا عارض كشفن الكتاب والسنة فتمسن بالكتاب والسنة ‪,‬‬
‫ودع الكشؾ ‪ ,‬ولل لنفسن ‪ :‬إن هللا ضمن لً العصمة بالكتاب والسنة‬
‫‪ ,‬ولم ٌضمنها فً جانب الكشؾ واإللهام‬
‫***‬
‫ومن ألواله أٌضا ‪ :‬أسباب المبض ثالثة ‪ ,‬ذنب أحدثته أو دنٌا ذهبت‬
‫عنن أو شخص ٌؤذٌن فً نفسن أو عرضن ‪ ,‬فإن كنت أذنبت‬
‫فاستؽفر ‪ ,‬وإن كنت ذهبت عنن الدنٌا فارجع إلى ربن ‪ ,‬وإن كنت‬
‫ظلمت فاصبر واحتمل ‪ ,‬هذا دواؤن ‪ ,‬وإن لم ٌطلعن هللا تعالى على‬ ‫ُ‬
‫سبب المبض فاسكن تحت جرٌان األلدار فإنها سحابة سائرة‬
‫ٌمول رضً هللا عنه‪ :‬من لم ٌزد بعلمه وعمله افتمارا إلى ربه‬
‫وتواضعا لخلمه‪ ،‬فهو هالن‬
‫وٌمول أٌضا‪ :‬ما ثم أعظم من كرامة اإلٌمان‪ ،‬ومتابعة السنة‬
‫وٌمول‪ :‬من اكتسب ولام بفرائض هللا تعالى‪ ،‬فمد كملت مجاهداته‬
‫أما عن التموى فٌمول‪ :‬ال تموى لمحب الدنٌا‪ ،‬إنما التموى‬
‫لمن أعرض عنها‬
‫أما حمٌمة الذكر عنده فهو ‪:‬ما اطمأن بمعناه الملب‪ ،‬وتجلى فً حمائك‬
‫سحائب أنوار سحائب هللا‪ ،‬واالنمطاع عن الذكر إلى المذكور‪،‬‬
‫وعن كل شًء سواه‬
‫ٌمول أبو الحسن الشاذلً‪:‬كنت فً سٌاحتً فً مبدأ أمري حصل لً‬
‫تردد‪ :‬هل ألزم البراري والمفار للتفرغ للطاعة واألذكار أو أرجع إلى‬
‫ً هنالن‪،‬‬‫المدائن والدٌار لصحبة العلماء واألخٌار؟ فوصؾ لً ول ٌّ‬
‫وكان برأس جبل فصعدت إلٌه‪ ،‬فما وصلت إلٌه إال لٌالً‪ ،‬فملت فً‬
‫نفسً ال أدخل علٌه فً هذا الولت‪ ،‬فسمعته ٌمول من داخل المؽارة‪:‬‬
‫اللهم إن لوما ً سألون أن تسخر لهم خلمن‪ ،‬فسخرت لهم خلمن‪،‬‬
‫فرضوا منن بذلن‪ ،‬اللهم وإنً أسألن اعوجاج الخلك علً حتى ال‬
‫ٌكون ملجئً إال إلٌن لال‪ :‬فالتفت إلى نفسً وللت‪ٌ :‬ا نفس انظري‬
‫من أي بحر ٌؽترؾ هذا الشٌخ فلما أصبحت دخلت إلٌه‬
‫فأعربت من هٌبته‬
‫فملت له‪ٌ :‬ا سٌدي كٌؾ حالن؟‬
‫فمال‪ :‬أشكوا إلى هللا من برد الرضا والتسلٌم‬
‫كما تشكو أنت من حر التدبٌر واالختٌار‬
‫فملت‪ٌ :‬ا سٌدي أما شكواي من حر التدبٌر واالختٌار فمد ذلته‬
‫وأنا اآلن فٌه‪ ،‬وأما شكوان من برد الرضا والتسلٌم فلماذا؟‬
‫فمال‪ :‬أخاؾ أن تشؽلنً حالوتها عن هللا‬
‫للت‪ٌ :‬ا سٌدي سمعتن البارحة تمول‪ :‬اللهم إن لوما ً سألون أن تسخر‬
‫لهم خلمن‪ ،‬فسخرت لهم خلمن‪ ،‬فرضوا منن بذلن‪ ،‬اللهم وإنً أسألن‬
‫اعوجاج الخلك علً حتى ال ٌكون ملجئً إال إلٌن‪،‬‬
‫فتبسم ثم لال‪ٌ :‬ا بنً‪ ،‬ما تمول‪ :‬سخر لً خلمن لل‪ٌ :‬ا رب كن لً‪،‬‬
‫أترى إذا كان لن أٌفوتن شًء؟ فما هذه الجناٌة‬
‫***‬

‫من وصاٌا شٌخه سٌدي عبد السالم بن مشٌش له‬


‫***‬
‫لال أبو الحسن أوصانً أستاذي فمال‪ :‬ال تنمل لدمٌن إال حٌث ترجو‬
‫ثواب هللا وال تجلس إال حٌث تامن ؼالبا من معصٌة هللا وال تصحب‬
‫إال ما تستعٌن به على طاعة هللا وال تصطؾ لنفسن‬
‫إال من تزداد به ٌمٌنا وللٌل ما هم‬
‫***‬
‫ولال‪ :‬أهرب من خٌر الناس أكثر مما تهرب من شر الناس فإن‬
‫شرهم ٌصٌبن فً بدنن وخٌرهم ٌصٌبن فً للبن‬
‫ولئن تصاب فً بدنن خٌر من أن تصاب فً للبن‬
‫***‬
‫ولال‪ :‬سٌئتان لل ما ٌنفع معهما كثرة الحسنات‪ :‬السخط لمضاء هللا‬
‫والظلم لعباد هللا وحسنتان لل ما ٌضر معهما كثرة السٌئات‪:‬‬
‫الرضى بمضاء هللا والصفح عن عباد هللا‬
‫***‬
‫ولال أفضل األعمال أربعة بعد أربعة‪ :‬المحبة هلل‪ ،‬والرضا بمضاء‬
‫هللا‪ ،‬والزهد فً الدنٌا‪ ،‬والتوكل على هللا والمٌام بفرائض هللا واجتناب‬
‫محارم هللا والصبر على ما ال ٌعنً والورع عن كل شًء ٌلهً‬
‫ولال‪ :‬أربعة من كن فٌه احتاج الخلك إلٌه‪ ،‬وهً ؼنى عن كل شًء‪:‬‬
‫المحبة هلل تعالى‪ ،‬والؽنى باهلل والصدق والٌمٌن والصدق فً العبودٌة‬
‫)والٌمٌن بأحكام الربوبٌة (ومن أحسن من هللا حكما لموم ٌولنون‬
‫ولال رضً هللا عنه ‪:‬ارجع عن منازعة ربن تكن موحدا‪ ،‬واعمل‬
‫بأركان الشرع تكن سنٌا‪ ،‬واجمع بٌنهما تكن متحمما‬
‫وعن حمٌمة التصوؾ ٌمول‪ :‬التصوؾ تدرٌب النفس على العبودٌة‪،‬‬
‫وردها ألحكام الربوبٌة فالصوفً ٌرى وجوده كالهباء فً الهواء‪،‬‬
‫ؼٌر موجود وال معدوم‪ ،‬حسبما هو علٌه فً علم هللا‬
‫***‬
‫ؾ من هللا خوفا تأمن به من كل شًء‬
‫ولال ‪ :‬أوصانً أستاذي أن ِخ ْ‬
‫وحدد بصر اإلٌمان تجد هللا فً كل شًء‪ ،‬ولرٌبا من كل شًء‪،‬‬
‫ومحٌطا بكل شًء‬
‫***‬
‫لال له أٌضا‪ :‬هللا هللا‪ ،‬والناس الناس‪ ،‬نزه لسانن عن ذكرهم‪ ،‬وللبن‬
‫عن التماثٌل من لبلهم‪ ،‬وعلٌن بحفظ الجوارح‪ ،‬وأداء الفرائض‪ ،‬ولد‬
‫تمت والٌة هللا علٌن‪ ،‬وال تذكرهم إال بواجب حك هللا علٌن‪،‬‬
‫ولد تم ورعن‬
‫***‬
‫‪https://www.nafahat-‬‬
‫‪tarik.com/ٕٓٔٙ/ٓ1/AbouHassanal-Chadhili.html‬‬

‫تم الجزء األول‬


‫من‬
‫أبو الحسن الشاذلى‬
‫حولٌات‬
‫إعداد‪:‬لدرى جاد‬
‫الهرمٖٕٕٓ‬

You might also like