You are on page 1of 46

٣٢

‫‪00966558883286‬‬
‫‪YouTube/alshuwayer9‬‬
‫‪alshuwayer9‬‬

‫ﻟﻺﻋﻼﻡ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺀ ِّ‬


‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﺭﺍﻛﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ؛ ﻳﺮﺟﻰ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪1:‬‬
‫‪tafreeghalshuwayer@gmail.com‬‬
٣٢
‫‪1‬‬

‫‪‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصللاة والسللاع ى ن يني ا محمد‪ ،‬وى ن آله وصللحنه ومن‬
‫سار ى ن هنجه واقتفن أثره‪ ،‬واستن بس ته واهتدى هبداه إلن يوع الدين‪.‬‬
‫ُ َّ ُ‬
‫ث َّم أما بعد‪:‬‬
‫‪-‬أيهلا اإخوة‪ -‬األكلارع لإي لا هل ه ال ي لج يجتم لمل اكرة «مقددمدايف ع م م الفقد »‪،‬‬
‫أي رع من روىله‬ ‫والفقله ك له مقلدملا ‪ ،‬و رمل ال رر ألي جلايل من جواينله‪ ،‬والتلأمل‬
‫أو ن من ويه لوجد أن ذلك الفن يحتاج إلن مقدما وإرهاصلللا ن ون أوال‪ ،‬ثم يأيت‬
‫بعد ذلك الع م األصي ال ي ي ون الحقا بعدها وهو المؤص ‪.‬‬
‫وقن أن يت م ىن ه ا الجاي إي يوا لي بمقدمتين يسليرنين قن أن أن م ىن األمور‬
‫التي ن ون مقلدملج الع وع التي البلد لع وع الفقله‪ ،‬ا بلد من معر تهلا لتحصلل ليل هل ا الع م‬
‫إي يوا لي بمقدمتين يسيرنين‪.‬‬
‫‪ ‬األوىل‪ :‬ع بيان فضل هذا الع م العظيم‬
‫ال ي بين يني ا ‪ ،‬أن من انصللب به وكان حريصللً ى ن اكتسللابه إيه‬
‫صللحي النراري ومس ل م من حدي‬ ‫ي ون من خير ال اس ى ن اإطاق‪ ،‬ول لك ص ل‬
‫حميد ىن معاويج ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬من يرد اهلل به خيرا يفقهه في‬
‫الدين»‪.‬‬
‫ينين ال ني ‪ ،‬أن ىامج الريريج المرء أن ي ون ذلك المرء متفقها‬
‫الدين حريصلً ى ن نع م أح امه حريصلا ى ن همها‪ ،‬حريصلً ى ن أن ي ال م ها يصلينا‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫ب أىرم من ذلك‪.‬‬
‫فإن النبي ‪ ‬لما س ئل عن خير الناس قال‪« :‬خير الناس يوس ف بن‬
‫يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم نبي اهلل بن نبي اهلل بن نبي اهلل بن خليل اهلل‪.‬‬
‫ق الوا‪ :‬م ا عن ه ذا س ألن اك‪ ،‬ق ال‪ :‬فعن مع ادن العرب ق الوا‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪ :‬خي اركم في‬
‫الجاهلية خياركم في السلم إذا فقهوا»‪.‬‬
‫إذا كلان المرء متصلل لفلً بوصللللفين خيلللللل لرا خ قله‪ ،‬كريملً نعلام له‪ ،‬مسللللت لً بلال ني‬
‫سلل ل وكله‪ ،‬وايضللللا إلن ذللك قهله دين اهلل ‪ ،‬ومعر تله بلأح لاع‬ ‫‪‬‬
‫الحال والحراع‪ ،‬ومعر ته بربه ‪ ‬ال ي هو الفقه األكرب أو ال نير‪.‬‬
‫لك وال شك وال ري وال يزاع أن من انصب هب ين الوصفين هو من خير خ ق اهلل‪.‬‬
‫لذا يقول المام المج دد محم د بن الوهاب ‪ ‬نعلالن‪« :‬إيلك إذا رأيل الحلد أو‬
‫الشللاب يتتن ح ق الع م‪ ،‬ويس ل ك مسللالك الع ماء نحصللي ه‪ ،‬اى م أن اهلل أراد به خيرا»‬
‫ب هو من خير أه زمايه أي‪ :‬جي ه‪.‬‬
‫ول لك جاء روايج أخرى ى د أبي يع ن الموصل ي «مسل ده» وإن كان يها ضلعب‬
‫إال أن الحا ظ ابن حجر «الفت » يص ى ن أن مع اها صحي ‪ ،‬أن يني ا ‪‬‬
‫قال‪« :‬ومن لم يفقه فل خير فيه»‪.‬‬
‫إذن‪ :‬فالناس يفضلون أو يقربون من الخير ويدنون منه بحسب أمرين‪:‬‬
‫• بحس خ قهم وكماله‪.‬‬
‫• وبحس ى مهم بدين اهلل ‪ ‬و قههم بشرىه ‪.‬‬
‫ومن األحلاديل العريملج النلاب ملا جلاء ى لد الرغيل الن لدادي «الفقيله والمتفقله»‪،‬‬
‫‪3‬‬

‫وابن ىند الرب أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬من يرد اهلل أن يهديه يفقهه في الدين»‪.‬‬
‫قول اهلل ‪ :‬ﱡﭐﱁ‬ ‫أن ال ني ‪ ،‬شابه ه ا الحدي ما جاء‬
‫ﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱠ [األيعاع‪.]١٢٥ :‬‬
‫قال‪« :‬من يرد اهلل أن يهديه يفقهه في الدين»‪.‬‬
‫إذ المرء إذا قه دين اهلل ‪ ‬يع م أوال أن ه ا هبدايج اهلل ‪ ‬له هدايج التو يق‬
‫واإرشاد ‪.‬‬
‫الفقه لم قيل أنه من أعظم العلوم؟‬
‫قالوا‪:‬‬
‫‪-‬إن الفقله من أىرم الع وع‪ ،‬ألن المرء يحتلاجله سللللفره‪ ،‬وإقلامتله‪ ،‬و يومله ويقرتله‪،‬‬
‫حتن يومه قن أن ي اع يعر أح اع ال وع‪ ،‬وإذا اسلللتيقظ ىر ما يفع إذا اسلللتيقظ‪ ،‬إن‬
‫انته صاة ىر أيه يجوز له نقديم الس ن ى ن أداء الفرائض كما ع ال ني ‪.‬‬
‫صللاح الفقه يس لأل أكثر مما يسللأل ريره من أصللحاب الع وع األخرى الشللرىيج‪ ،‬مما‬
‫يلدل ى ن أن حلاجلج ال لاس لهل ا الع م ىريملج‪ ،‬ولو ىلدد الم تسللللنين لهل ا الع م سللللائر‬
‫األزمان واألوقا لوجد أهنم كثر‪ ،‬ول هم ليسوا سواء ‪-‬كما سيمر مع ا‪.-‬‬
‫‪-‬من ضلل ه ا الع م‪ :‬أن المرء يؤجر ى ن نع مه‪ ،‬إن الحيتان وال م لتسللن لغال‬
‫الع م رضً بما يص ‪ ،‬والمرء يؤجر ى ن نع يمه ال اس إياه‪.‬‬
‫في «صللللحي مسلل ل م» أن النبي ‪ ‬ق ال‪« :‬خيركم من تعلم القرآن‬
‫وعلمه»‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪-‬ومن ض ل ه‪ :‬أن المرء يؤجر ى ن التف ير يه واالجتهاد مسللائ ه‪ ،‬ول لك قال ال ني‬
‫‪« :‬إن الح اكم ‪-‬و ي ح مله الفقيله‪ -‬إذا اجته د ف أخط أ فل ه أجر‪ ،‬وإذا اجته د‬
‫فأص اب فله أجران»‪ ،‬وال يتحقق االجتهاد مسللائ الفقه إال من يال من ه ا الع م يصللينً‬
‫ىاليً‪ ،‬ونحص له م ه أمرا كثيرا‪.‬‬
‫األىملال‬ ‫‪ -‬ويؤجر رابعلً ى ن ىم له هبل ا الفقله العريم‪ ،‬إذ أكثر ملا يحتلاجله المرء‬
‫حلديل ال ني ‪ ‬حلديل ىملار «مسلل ل لد‬ ‫العم يلج إيملا هو الفقله‪ ،‬وإذا نلأم ل‬
‫أحمد» حي ما قال ‪« :‬أن المرء ليص لي وليس له من ص لته إل نص فها إل‬
‫ثلثها إل ربعها إل خمسها إل سدسها حتى عد عشرها ‪ ،»‬قال أهل العلم‪« :‬إن‬
‫نغنيقهم سل ل ج المصلللغفن ‪ ،»‬ﱡﱏ ﱐ‬ ‫ال اس يتفاونون األجر بحسل ل‬
‫ﱑﱒﱠ [الم ك‪.]٢ :‬‬
‫‪« :‬أحسلن العم أخ صله وأصلوبه»‪ ،‬وال يع م الصلواب إال من‬ ‫قال الفض يل ابن عيا‬
‫كان ىالمً بشرع اهلل ‪ ‬قيهً أح امه‪.‬‬
‫إذن‪ :‬األمر األول‪ :‬ضل ه ا الع م وال شلك يه إيه مما ال يرت ب يه اث ان وال ن تغ‬
‫يه ى زان أن ه ا الع م اض وال شك‪ ،‬يشهد ى ن ذلك ص ار ال اس قن كنارهم‪.‬‬
‫‪ ‬املسألة اثلانية‪ :‬ما هو الفق احلقييق؟‬
‫عن نبين ا ‪ ،‬أن ه ق ال‪ :‬وذللك يملا روى الحلاكم من حلديل‬ ‫قد ص‬
‫ح يفلج وروي ى لد ريره من رير طريقله ‪ ‬وحسلل لن ه ا اإسلل ل لاد الم ل ري وريره أن‬
‫ال ني ‪ ‬ق ال‪« :‬إنم ا العلم الخش ي ة»‪ ،‬ق الوا‪« :‬و َّ‬
‫(إن) هل ه إذا دخ ل ى يهلا ملاء‬
‫ال ا ج‪ ،‬إهنا ن ب ىم ها ول ها نفيد الحصر»‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫فالعلم الحقيقي الص حي المقبول ال ي ير صلاحنه الدييا واآخرة‪ ،‬إيما هو ال ي‬


‫يور الرشيج‪.‬‬
‫ى م با خشلل ليلج إن ملا هو وبلال ى ن صللللاحنله‪ ،‬وىل اب ى يله اللدييلا قنل اآخرة‪« ،‬من‬
‫طلب العلم ليماري به السفهاء‪ ،‬ويجادل به العلماء‪ ،‬فإنه حسبه يوم القيامة في النار»‪.‬‬
‫ولل للك ك ملا ازداد المرء ى ملا ك ملا ازداد خشلل ليلج‪ ،‬جلاء ىن سللللفيلان بن ىيي لج ‪‬‬
‫نعالن أيه قال‪« :‬ط ن ا الع م ل ير اهلل ‪ ‬أبن اهلل ‪ ‬أن ي ون إال له»‪.‬‬
‫المرء ك ملا ازداد ى ملً ك ملا ازداد خشلل ليلج‪ ،‬ل ن األحمق الجلاهل بلاهلل‪ ،‬وبلأح لامله هو‬
‫ال ي يرتك الع م خشليج أال ي ون مر صلً ييته ذاك جاه ‪ ،‬العالم يزداد ى مً ثم يرى أثر‬
‫ى مه سل وكه‪ ،‬ويرى أثر ى مه ق نه وإخاصله هلل ‪ ،‬إن كان ى مك يزيدك خشليج‪،‬‬
‫ونقوى وإخاصً هلل ‪ ‬أي ى ن هدى وبصيرة‪ ،‬وإن كان رير ذلك راج يفسك‪.‬‬
‫ل ا إن أول أمر يعر به المرء أن الع م ال ي هو سلال ه‪ ،‬وسلائر ى يه ى م صلحي قد‬
‫زاده خشيج المرء ال ي يراج ييته‪.‬‬
‫ق نه‪ ،‬وأن يحاسل يفسله‬ ‫إذن‪ :‬يحرص طال الع م دائمً أن يراج ييته‪ ،‬وأن ينح‬
‫ه أخ ص هلل ‪ ‬أع ال؟‬
‫يقول الم ام أحم د ‪ ‬تع الى‪« :‬ال يحل لمفل أن يفتي وال مع م أن يع م‬ ‫ول ذل‬
‫إال أن ن ون له ييج خالصج هلل ‪.»‬‬
‫قال ابن عقيل ‪ ‬تعالى لما نقل كلم أحمد أعني أبا الوفاء قال‪« :‬وال يلج ي الع م‬
‫هو قصد إرشاد ال اس‪ ،‬وإظهار األح اع ال أن يتقدع‪ ،‬وال أن يراه ال اس أو يسمعوا باسمه»‪.‬‬
‫إذن‪ :‬ال يلج هو أن يحرص المرء ى ن نع يم ال لاس وبل لهلا‪ ،‬وك ملا رأى المرء يفسلللله‬
‫‪6‬‬

‫ىجنا ورأى يفسه نقدما حاول أن ي ض م ها‪.‬‬


‫ج اء أن عمر بن عب د العييي ‪ ‬نعلالن ى ن جاللج قلدره وسللللعلج ى مله و ضللل له‬
‫وم ايته وإن صللل بشلللرى ال ني ‪ ‬به كان إذا ن م أىجنه كامه‪ ،‬ورأى نأثر‬
‫ثم أخ م ديا وقال‪« :‬إيي مزكوع وخرج»‪.‬‬ ‫ال اس به س‬
‫ايرر كيب أن المرء يجل ى يله أن يراج يفسلللله‪ ،‬وأن يحلاسللللنهلا برصللللوص أىملالله‬
‫ه ه ال يج أمر طوي ‪ ،‬وإيما ي تفي من ذلك بالنالج يها‪.‬‬ ‫والنح‬
‫‪ ‬األمر الثاين‪ :‬لكي يكون المرء خاشيا يف علمه أن يحرص على التواضع فيه‬
‫الع م نحصلي ه‬ ‫إن الع م ال ا هو ال ي ي سل صلاحنه نواضلعا‪ ،‬من لم يتواضل‬
‫ن ي له واهلل و ل لك صللللحي النرلاري من حدي مجلاهد أيه قال‪ ،‬مقغوع ى ن مجلاهد‬
‫بن جرب تلميذ ابن عباس قال‪« :‬ال ي ال ه ا الع م مست وال مست نر»‪.‬‬
‫الع م ورمط يفسه‪ ،‬وأبن أن يث ي ركنتيه ى د الع ماء وأن يت زل ب فسه‬ ‫من ن رب ط‬
‫ى لد أهل الع م‪ ،‬وأن ينل ل وقتله وجهلده ألجل نحصللللي له‪ ،‬لأقسللللم بلاهلل رير حلايل أيله لن‬
‫يتحصل ى ن شليء من الع م ال ا إال الشليء الق ي ‪ ،‬كان ابن ىناس ‪ ‬وهو من هو‬
‫شلل لهلد لله ال ني ‪ ‬بلالفضلل ل وبلالفقله والع م ب تلاب اهلل ‪ ‬بل هو ابن ىم‬
‫ى د باهبم ومن‬ ‫رسلول اهلل ‪ ،‬كان يأيت ل نار الصلحابج من الفقهاء يم‬
‫حيائه الع م ونواضللعه يه‪ ،‬وإجاله أله ه يرقد ى د الناب وال يغرقه خشلليج إزىاج ذلك‬
‫العلالم معلاذ بن جنل أو ريره‪ ،‬ثم بعد ذل يخرم معاذ ‪ ‬فيقول‪« :‬يلا ابن ىم رسلل لول‬
‫اهلل ‪ ‬نفع ذلك وأي ابن ىمه قال‪ :‬إيا ك لك يفع ه بع مائ ا»‪.‬‬
‫ثم يأيت ألخر يأخ بزماع ياقته ويأبن أن يرك معه أو أن يجاوره مشلللليه؛ ألن المرء‬
‫‪7‬‬

‫نحصي الع م بقي ق نه وأثر يفسه ويفعه اهلل ‪ ‬به يفعا ىريمً‪.‬‬ ‫إذا نع‬
‫وأملا من أنلاه الع م وهو مت ئ ى ن وسللللادنله يت م كاع اهلل ‪ ‬ل اك رير مو ق‬
‫ولذا قال النبي ‪« :‬ل ألفين أحدكم وهو متكئ على وس ادته يقول‪ :‬ما جاء في‬
‫كتاب اهلل قبلناه وما ليس في كتاب اهلل ل نقبله»‪.‬‬
‫ذاك رج جاه بشلرع اهلل‪ ،‬جاه بسل ج رسلول اهلل ‪ ‬لم يجهد يفسله ولم‬
‫يع ها التفقه وإيما أخ أيسر األمور‪ ،‬قال‪« :‬ما في كتاب اهلل قبلناه وما ليس في كتاب اهلل ل‬
‫رددناه»‪.‬‬
‫بل لله؛ بلأن ينل لله‬ ‫نين ال ني ‪ ‬ذللك يله‪ ،‬الع م ال ي تف إال لمن نواضلل ل‬
‫ل ص ير قن ال نير‪ ،‬ول حقير قن الشريب‪ ،‬ول جاه قن العالم‪ ،‬ول ق ي قن ال ثير‪.‬‬
‫كلان يني لا محملد ‪ ‬نلأنيله المرأة تلأخل بيلده يم ل معهلا يسللللتم‬
‫سللللؤالهلا ويجينهلا‪ ،‬وكلان أهل الع م ‪ ‬نعلالن يضللللربون ذللك أروع األمثلال وأجل‬
‫األخنلار‪ ،‬وليس المقلاع مقلاع قصللللص وإيملا ي في أن إملاملً قرن اسلل لمله بلاإملاملج ور اهلل‬
‫‪ ‬ذكره العلالمين أعني‪ :‬أب ا حنيف ة النعم ان بن ث اب ‪ ،‬لإيله كلان أول أمره مع ملً‬
‫ل صللنيان‪ ،‬إيما كان مع ما ل صللنيان يع مهم ويدرسللهم حتن زاده اهلل ى ما ر عج أصللن من‬
‫األئمج األربعج ال ين ي كرون ى ن ك لسلللان‪ ،‬ولما قال اإماع ال هني أو يق ىن بعضلللهم‬
‫من باب الوضليعج حق أبي ح يفج ‪ ‬نعالن ه ه ال مج قال‪« :‬كفن له شلر ا أن ي ون‬
‫مع ما ل رير إن خير ال اس من ى م ال اس»‪.‬‬
‫‪ ‬األمر الث ال ‪ :‬الذي يكس ب به المرء العلم الحقيقي أن ي ون طلا ل الع م والفقله‬
‫بالرصوص م ثرا من سؤال اهلل ‪ ‬الهدايج ومن االلتجاء إليه ‪ ‬بسؤال الفقه‬
‫‪8‬‬

‫وأن ي تجأ إليه سللنحايه ‪ ‬أن يرزقه السللداد يه‪ ،‬ول لك جاء قول اهلل ‪ ‬ذكر‬
‫ىنلاد اهلل الصللللالحين أيهم كلايوا يقولون‪ :‬ﱡﭐﲓﲔ ﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬

‫ﲜﲝﲞﲟﱠ [الفرقان‪.]٧٤ :‬‬


‫إن أىرم اإمامج الدين اإمامج الع م‪ ،‬إن أىرم اإمامج أن يسأل المرء دين اهلل‬
‫يررب ىن اهلل ‪ ‬وشلرىه وأن يت م ي سل كامه نفسليرا ل اع اهلل ‪ ‬ذاك اإمامج‬
‫صللللب قلدميله داىيلا وم لاجيلا بربله‬ ‫اللدين وكلان يني لا ‪ ‬إذا قلاع ال يل‬
‫قيلاع ال يل كلان يسللللتفت دىلاء ال يل فيقول‪« :‬اللهم رب جبري ل وميك ائي ل‬ ‫‪‬‬
‫وإسرافيل إلى أن قال‪ :‬اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذن »‪.‬‬
‫ى يهم‬ ‫وكان أحمد واألئمج قن ه والمقتدون به من بعده كشللليل اإسلللاع إذا أشللل‬
‫المسلألج مدوا أيديهم إلن اهلل ‪ ‬سلؤاال له بالهدايج وكان من دىائهم‪« :‬ال هم يا مع م آدع‬
‫ى م ي ويا مفهم س يمان هم ي»‪.‬‬
‫ى يه‬ ‫وذكر نرجمج الشليل نقي الدين زهو مقتد بأحمد ذلك‪ ،‬أيه كاي إذا أشل‬
‫ا يراه‬ ‫المسللألج ذه إلن المسللاجد التي هجر ‪ ،‬هي مسللاجد وبيو هلل ‪ ‬هجر‬
‫أحد يدىو وي اجي ويرجو ربه ‪ ‬ا يغ ى ن ع ه ودىائه إال هو ‪،‬‬
‫ي ثر من اإلحلا سللللاجلدا ممررلا وجهله التراب أن يو قله اهلل ‪ ‬ولل للك إذا ارت ن‬
‫المرء ب فسه‪ ،‬وظن أن همه هو الصحي وأيه ال نو يق له إال بما رزق هو ال اوي‪.‬‬
‫وأرج إلن الحلديل الل ي روي ىن ال ني ‪« :‬من يرد اهلل أن يه دي ه يفقه ه‬
‫في الدين»‪ ،‬يجع ه مصينً ل حق مو قا له مسددا يه‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ ‬األمر الرابع‪ :‬أن الفق ه يف الحقيق ة هو ال ذي ييي د ص احب ه اي ادد يف العب ادد وكثرد يف‬
‫تطبيق الس نة‪ ،‬إن المرء إذا نع م سللل ج‪ ،‬ول ق كيب يصلللب قدميه سللللجوده عم هبا‬
‫صانه زاد أجره زاد ىم ه‪ ،‬وإن المرء إذا كان يتع م الس ن ويحفظ اآثار ثم ال نرى أثر ه ا‬
‫ىم ه إيه محروع‪.‬‬
‫ول لك كان إبراهيم النخعي وقد أدرك إبراهيم أصللحاب ابن مسللعود كاألسللود ويزيد‬
‫كان يقول‪« :‬كايوا» ‪-‬يع ي أصلللحاب ابن مسلللعود‪ ،‬أو كايوا ممن قن ه من ال اس‪« -‬كايوا إذا‬
‫أرادوا األخ ىن ىالم يرروا صلانه و سلمته وهديه‪ ،‬إن كان موا قً ل سل ج أخ وا ى ه‬
‫وإال نركوا»‪.‬‬
‫ايرر المرء ك ما ازداد ى مً ك ما كان ذلك سلللننً خشللليته هلل ‪ ‬ونواضلللعه بين‬
‫يديه ‪ ‬وكثرة العم الصال له ‪.‬‬
‫ا لعل لم إذا نلعل لم لرىللً لقلهليللً‪ ،‬أو سلل ل للج مللأثلورة ىلن ا ل لنلي‬ ‫ىل لن طللال ل‬ ‫للاللواج ل‬
‫‪ ‬أن يعم هبا ليحفرها‪ ،‬ويتق ها‪ ،‬ويو قه اهلل ‪ ‬هبا‪.‬‬
‫وليس ررينً ى م وال بعيدا قول أبي ىند الرحمن السلل مي ‪ ‬نعالن‪ ،‬وقد أدرك‬
‫أصلللحاب ى ي بن أبي طال ‪ ‬قال‪« :‬كايوا ال يتجاوزون ىشلللر آيا إال حفروها‪،‬‬
‫وى موا ما يها من الحال والحراع وىم وا هبا»‪.‬‬
‫العالم الحقيقي والفقيه الصحي ال ي رزقه اهلل خشيج ال ي يعم بما نع م‪.‬‬
‫‪ ‬األمر الخ امس‪ :‬أن الفق ه الحقيق ة والخش ي ة في ه تكون له ا أثر يف الترجي ‪ ،‬وهو‬
‫الخشية يف الترجي ‪.‬‬
‫إن المرء ك ملا زاد ى مله وكثر قهله لإيله يرلا اهلل ‪ ‬الع م الل ي يقولله‪،‬‬
‫‪10‬‬

‫رتى العلالم يتورع الرتجي ويتهيل من الفتوى ال يتصللللدر لهلا وال يري ال لاس م لايله‪،‬‬
‫وإيما يرشللن أن ي ون إماما ذلك؛ إماما الرغأ‪ ،‬وإيما يرجو أن ي ون مع ما ل صللواب‬
‫حس ل ‪ ،‬ول لك قيل أن المام أحمد كان يكثر إذا س ئل عن مس ألة قال‪« :‬ال أى م»‪ ،‬س لأل‬
‫أبو بكر األثرم لم كان أبو ىنداهلل أحمد إذا س ل ىن المسللألج قال‪ :‬ال أى م‪ ،‬قال‪« :‬إيما ذلك‬
‫لع مه بالرا »‪.‬‬
‫ال أى م ليس الجه ل ال ل ي يقول ال أى م‪ ،‬ب ل الجه ل يقول أى م‬ ‫ايرر الع م يور‬
‫انر ال اس رؤوسلا جهاال ضل وا وأضل وا ب ير ى م‪ .‬ل ا كما قال محمد بن عدنان أو ريره‬
‫‪-‬من شيوخ مالك‪ -‬قال‪« :‬إذا أض العالم ال أى م قد أصين مقان ه»‪.‬‬
‫وجاء يف األثر عن ابن عباس وابن مس عود ‪ ،‬أنهما قال‪« :‬إن من يجي ىن ك‬
‫إيه مج ون»‪.‬‬ ‫ما س‬
‫رنر الشلعني أظن هبا األىشلن‪ ،‬فقال األعش ى‪« :‬ليتك خنرن ا به ا قن ‪ ،‬م أجن ا ىن‬
‫أس ج كثيرة»‪ ،‬ايرر كيب لما ى م األثر نوقب وخا وهاب ه ه الفتوى‪.‬‬
‫نرجيحلله ونوقب‬ ‫إذا ى ملله العللالم أثر‬ ‫يقول أه ل العلم‪« :‬إن الرا‬ ‫ول ذل‬
‫المسللألج»‪ ،‬وه ا الرا إذا ى مه الجاه ‪-‬ايرر ماذا ع الجاه ‪ -‬اسللتغال ى ن الحال‬
‫والحراع‪ ،‬ول م يرى زملاي لا هل ا من ال لاس أقواملً حلالهم ىجينلج إذا ى موا المسللللأللج‬
‫خا ً ذهنوا لما نشله أيفسلهم له من األسله ‪ ،‬أو األيسل لواقعهم‪ ،‬وليس ذلك وأيم اهلل‬
‫من الفقه شيء‪ ،‬وإيما الفقه الحقيقي ال ي إذا ىر الرا خا ه وهابه‪.‬‬
‫‪ ‬األمر الس ادس‪ :‬أن الفقيه على الحقيقة هو الذي يخش ى اهلل ‪ ‬ويخش ى أن يقع‬
‫يف المشتبه ناهي أن يقع يف الحرام‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫يها؟ قال‪ :‬أى مهم‬ ‫ولذل قيل لمياحم ‪ ‬تعالى‪« :‬من أى م أه الن دة التي أي‬
‫أنقاهم باهلل ‪.»‬‬
‫تواه متسللامحً‪ ،‬ي ون يفس له ورع‬ ‫ول لك نرى العالم يفسلله ورىً‪ ،‬وربما كان‬
‫تواه ربما كان متسلللامحً أو متوقفً‪ ،‬وليس العالم ال ي يتورع ل اس يفتي ال اس‬ ‫ول ن‬
‫باألشلد كما قال س فيان بن عيينة فيما رو أبو طاهر القيص راين‪« :‬ليس الفقه باألحوط وليس‬
‫الفقه باألخ باألش لد»‪ ،‬إن االحتياط ك يحس ل ه ول ن الفقه ى ديا الرخصللج من الثقج‪ ،‬ه ا‬
‫خاصللج يفسلله باألشللد‪،‬‬ ‫الفتيا وأما يفسلله تجده ورىا إذا رأى مسللألج مشللتنهج أخ‬
‫ويقول ابن القيم ‪ ‬نعلالن‪« :‬إن المرء إذا كلان قيهلً يرر ل فسللللله بلاألشلللللد ول لاس‬
‫إيه يفتي ال اس باألشد ول فسه بالرخصج‪.‬‬ ‫باألسه »‪ ،‬وأما الجاه‬
‫ول لك نرى بعض ال لاس ال ين ربما ايتسللللنوا ل فقله إذا ن م وكتل خشلل ليلج من ال لاس‬
‫ل ي ال يقلال ان و ان أ تن ال لاس بلاألشللللد وبلاألورع وبملا يله االحتيلاط‪ ،‬ثم إذا رأيتله‬
‫الحال والحراع‪ ،‬ورأيته يفع من األمور‬ ‫خاصللج يفسلله و داخ بيته رأيته من التسللاه‬
‫ما يرتخص هبا الشيء العريم‪.‬‬
‫ومن ال ل التي نل كر ىن هؤالء ا ل ين نع موا طر لً من الع م والفقله أن بعض ال لاس‬
‫كان قد سلللقغ م ه لقغج الشلللارع أراد أن يدىو اهلل ‪ ‬بردها‪ ،‬والمرء إذا سلللقغ‬
‫لقغته سللللأل اهلل ردها‪ ،‬ول ن ذلك المرء لمعر ته بنعض الفقهاء ماذا سللللأل؟ قال‪« :‬ال هم ال‬
‫نجع ه ه ال قغج نق بيد قيه»‪ .‬يعني‪ :‬الفقيه ال ي هو باالسللم ال بالحقيقج‪ ،‬أليه سلليجد له‬
‫مررجً وسللللينح ىن حي ج ليسللللتح ها بعد ذلك‪ ،‬نرى ه ا الزمان أقوامً يح مون ثم‬
‫وا العصللور الثاثج الفاض ل ج‬ ‫يسللتدلون‪ ،‬و ك األزمان ليس ه ا الزمان قط ول ن م‬
‫‪12‬‬

‫ونرى هل ا الشلللليء يح مون بللالجواز أو اإبللاحللج أو ال راهللج أو التحريم ثم ينحثون ىن‬


‫االسلل لتلدالل‪ ،‬لإذا ىر اللدليل األول ايتق وا ل ثلاين حتن يجلدوا الل ي يريلدويله وليس ذللك‬
‫واهلل من الفقه بشيء‪ ،‬ب هو ىامج يقيضه وضده‪.‬‬
‫‪ ‬األمر األخير أو ال ذي قبل ه أن يحرص المرء على تعليم الن اس وى ن أن ينل ل هل ا‬
‫الع م الل ي أونيله وأال ي ون ظ ي لا بله ولل للك لملا قيل لإلم ام أحم د ملا ال يلج الصللللالحلج‬
‫الع م؟ قال‪« :‬أن ي في الجه ىن يفسه يتع م ويصي الس ج ي ىم ه وأن يع م ال اس»‪.‬‬
‫لالعلالم الحقيق وطلا ل الع م المو ق هو ا ل ي يع ن بلأن يع م ال لاس الرير‪ ،‬وأن ينل ل‬
‫ك ما يسلتغيعه نع يمهم‪ ،‬وأعني بالتعليم ال أن يجتهد وأن يفص المسائ ال‪ ،‬وإيما يع م‬
‫قهيج أو من المسلللائ‬ ‫ما انفق ى ن ى يه وما اىتمد ى يه من توى ب د يت م ىن مسلللائ‬
‫التي ال اجتهاد يها وهي مسلللائ العقائد؛ إهنا ال نقن خا ً كما سللليأيت بعد ق ي ‪ ،‬المرء‬
‫المو ق ال ي ون ظ ي ا بع م وال بريا به‪.‬‬
‫‪ ‬واألمر الخير‪ :‬أن المرء يفرح بتعلم الناس العلم وإن لم ينسب إليه‪.‬‬
‫ولذل فإن المام الش افعي ‪ ‬تعالى كان يقول‪« :‬لقد ودد أن ه ا الع م ‪-‬أي‪:‬‬
‫ال ي كتنته‪ -‬ين بين ال اس ويتع مه ال اس وال ي س لي م ه حر واحد»‪.‬‬
‫غلالل الع م إن و قله اهلل ‪ ‬لجم معين أو نقسلللليم محلدد أو ت اهلل ‪ ‬لله‬
‫مسللللأللج لم يقب ى يهلا ريره لإيله يفر بل للك‪ ،‬ويع مله ال لاس ال ي ون ظ ي لً بله‬ ‫تحلً‬
‫وي ضلل إذا يق ه ال اس ولم ي سللنوه إليه وإيما الع م هلل ‪ ‬وإيما يحن يتشللر ويتربك‬
‫ويتعند اهلل ‪ ‬بتع مه ونع يمه‪.‬‬
‫لالمرء ال ي ون ظ ي لً بله وليس محت را لله دون ريره‪ ،‬وملا زال أهل الع م قلديملا ي قل‬
‫‪13‬‬

‫بعضللللهم ىن بعض وال يقول ال لاقل وال الم قول إال شللللي لً ق يا لحظ ال فس كلان بين‬
‫بعضهم‪.‬‬
‫ه ه مسألتان األوليان مهمتان جدا مقدمان ا ل رر الفقه‪:‬‬
‫‪ -‬أن يعر المرء الرشيج يه‪.‬‬
‫ض ه ا الع م‪.‬‬ ‫‪ -‬وأن يعر‬
‫‪ ‬ونبدأ اآلن ع مسأتلنا وهو قضية الع م بالفق كيف يتحقق؟‬
‫الع م بالفقه ‪-‬أيها اإخوة‪ -‬ال يور ميراثا وال يولد المرء قيهً‪ ،‬وإيما يتحص ل مرء‬
‫بلالنل ل وال سلل ل ‪ ،‬وقلد جلاء ى لد الغرباين «المعجم» أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إنما‬
‫العلم بتعلم والفقه بالتفقه»‪.‬‬
‫لالمرء ال يور ىلالملً ولو كلان أبوه وجلده وأجلداده جميعلً من ذللك النيل ‪ ،‬وإيملا‬
‫يقول اليهري ‪ ‬تع الى‪« :‬الع م إن أىغيتله‬ ‫المرء ي ون ىلالملا إن نع م ونفقله ول ذل‬
‫ك ك‪- ،‬أي‪ :‬ك وقتك‪ -‬أىغاك بعض له‪ ،‬وإن أىغيته بعض لك ذه م ك ك ك‪ ،‬أو إن أخ نه‬
‫جم ج ذه م ك ك ه»‪.‬‬
‫لالع م البلد أن ننل ل وقتلا طويا نحصللللي له والبلد أن نسللللرتخص وقتلك يي له قراءة‬
‫وحفرً نردادا ومراجعج و همً ومصاحنج ومجالسج أله ه‪.‬‬
‫وقلد كلان اإملاع الشللللا عي ‪ ‬نعلالن يحل أحلد طابله وهو الربي بن سلل ل يملان‬
‫المرادي محنلج ج ي لج ويعرمله ل فعله إيلاه‪ ،‬وقد قيل‪ :‬أن الربي لم ي ن كنلاقي أصلل لحلاب ذكلاء‬
‫و هما؛ كالمزيي والنويغي وحرم ج وريره من أصللللحاب اإماع الشللللا عي وإيما كان دوهنم‬
‫يحسلللن ال تابج وخغه جمي ‪ ،‬ويحسلللن ال ق وقد قيل إن الش افعي قال‪« :‬لقد ودد يا أبا‬
‫‪14‬‬

‫سلل يمان ‪-‬يعني‪ :‬الربي بن سلل يمان المرادي‪ -‬أن أصلل الع م يك صللنا أنم ن ك ى مي‬
‫ي ق إليك»‪ ،‬لكن ربما لقدراته لم يستطع نقل ذل ‪.‬‬
‫إذن‪ :‬ال بلد من النل ل ونو يق اهلل ‪ ‬قنل ذللك‪ .‬إذا ىر لا ذللك ع م أن ال لاس‬
‫الفقه ليسلوا سلواء‪ ،‬إهنم درجا وطنقا وم ازل مرت فج م هم من يال درجج‪ ،‬وم هم من‬
‫نوسط وم هم من ارنف وق ذلك كثيرا‪.‬‬
‫وما زال أه الع م يعر ون ذلك يعدون ل فقهاء طنقا ‪:‬‬
‫‪ -‬طنقج المجتهد المغ ق‪،‬‬
‫‪ -‬ثم ن يها طنقج المجتهد المقيد‪،‬‬
‫‪ -‬ثم طنقج مجتهد الم ه ‪،‬‬
‫‪ -‬ثم أصحاب الوجوه‪،‬‬
‫‪ -‬وأصحاب التراريج‪،‬‬
‫‪-‬ومن يحق له الفتوى ومن ال يحق له الفتوى‪ ،‬وإيما يق ها‪،‬‬
‫‪ -‬ومن ال يحق له ال الفتوى وال يق الفتوى ويسمن قيها‪.‬‬
‫ولل للك لإن الشللللا عي ‪ ‬نعلالن وهو من أجل الفقهلاء ح ملج وىقا وو رة‬
‫التأليب قال‪« :‬إن ه ا الفقه كالتفا الشلامي»‪ ،‬ي كرون أن الشلاع يها نفا لم أره هو دان من‬
‫ال اس ‪-‬يعني‪ :‬شلللجره قري ‪ ،-‬فالتفاح الش امي قريب يقول‪« :‬هو كالتفا الشل لامي سل له‬
‫ن اوله»‪.‬‬
‫كل يسللللتغي أن يقغب هل ه التفلاحلج‪ ،‬ويلأك هلا ي ون قيهلا‪ ،‬ل ن ليس الفقهلاء سللللواء‬
‫رتة قصلليرة لن نصل لمرننج الشللا عي ال‪ ،‬ال أقول الشللا عي وأحمد‬ ‫مهما ب ل من جهد‬
‫‪15‬‬

‫ومالك وأبي ح يفج‪ ،‬ب وال أقول طنقج القاضي أبي يع ن ونام نه ب دون دون وه ا‪.‬‬
‫إذن‪ :‬لال لاس ليسللللوا درجلج واحلدة وإن تعجب فتعجب من أقوام يقولون‪« :‬يحن رجلال‬
‫وهم رجلال»‪ ،‬أول لك الفقهلاء ثم يجعل الرأس يلدا ل رأس‪ ،‬ويجعل قولله معلارضلل لا لقولهم‬
‫يح م نصلحيحً ونضلعيفً وردا وإ حامً لمن؟ ل شلا عي وأبي ح يفج ومالك وأحمد ومن‬
‫الغنقلا ‪ ،‬ويقول‪ :‬يحن رجلال وهم رجلال‪ ،‬يقلال لله‪ :‬إن قيل كملا‬ ‫م زلتهم أو دوهنم‬
‫قال‪ :‬بعض الشعار يعم «هم رجال ول ن يشك كوي م رجال»‪.‬‬
‫الفقله ليس سللللواء‪ ،‬الفقهلاء درجلا ‪ ،‬و ل للك ك ملا نع م المرء البلد أن يزداد‪ ،‬كلان بعض‬
‫ط نج الع م ص ارهم يقول‪« :‬من حفظ الزاد أ تن العناد»‪.‬‬
‫يعم هو يلال درجلج اللدييلا الفقله ل له لم ي ل درجلج ىلاليلج يله‪ ،‬و ل للك أدبله شلللليرله يملا‬
‫يق لما قال ه ه ال مج قال‪« :‬إن مجرد حفظ المتون ال يني لشرص أن ي ون مفتيً»‪.‬‬
‫الفقه ‪-‬أيها الخود‪ -‬نوعان كما قسمه أهل المنطق‪ ،‬ومن يف حكمهم قالوا‪:‬‬
‫إيه قه بالفع ‪.‬‬ ‫•‬
‫وقد ي ون الفقه بالقوة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ ‬المراد بالفقه بالفعل‪ :‬أن ي ون المرء يفسه قيها‬

‫وإيللمللا الللعلل للم مللا وىللاه الصلللللدر‬ ‫ول لي لس ى ل لمللً مللاح لوى الللق لم لغ لر‬
‫ح م ال تل مملا‬ ‫ال تل وملا‬ ‫‪ ‬وأم ا الفق ه ب القود‪ :‬لإن ي ون بنحثله و يرره‬
‫س ت م ى ه‪.‬‬
‫ينلدأ أوال هبل ين ال وىين وملا هي األشلل ليلاء المهملج المتع قلج بلالفقله بلالفعل ‪ ،‬الفقه بالفعل‬
‫‪16‬‬

‫قلنا هو ماذا؟ أن ي ون المرء يفسللله م تسل لنا ل فقه‪ ،‬إذا سل ل ىن مسلللألج أجاب من رير‬
‫مراجعج ل تاب‪ ،‬ولذل جاء عن بعض الس لف ‪ ‬نعالن قال‪« :‬إيما الفقه ال ي يدخ‬
‫معك ي الحماع»‪.‬‬
‫الفقله هو الع م الل ي يلدخل معلك الحملاع ليس معلك كتلاب‪ ،‬وليس معلك كمنيونر‪،‬‬
‫وليس معلك هلانب نتصلل ل بلأحلد وال رير ذللك‪ ،‬وإيملا يلدخل معلك الحملاع هل ا هو الفقله‬
‫بالفع أو الع م بالفع ‪ ،‬أي‪ :‬ب فسك‪.‬‬
‫يقول أه ل العلم‪ :‬وال يم ن أن ي ون المرء قيهلً إال أن ي ون قيهلً بلالفعل ولو‬
‫الع وع ال يم ن‪.‬‬ ‫جزء من الفقه‪ ،‬معناه‪ :‬ال يم ن أن ي ون الشرص حا ظ ل‬
‫كتللاب «الرسلللللالللج» المغنوع ق ال‪« :‬إن ى م ال لج والمفردا‬ ‫ج اء أن الش افعي‬
‫والمتراد ا ال يم ن أن يحيط بع مها إال يني يوحن إليه»‪.‬‬
‫ه ا كاع الشللا عي وأقول أيا‪ ،‬وأيا دون الشللا عي بمراح ‪ ،‬الفروع الفقهيج ال يم ن أن‬
‫يهلا وبلالح م يهلا ‪-‬أن يصللللدر ح ملا‪ -‬أحلد‬ ‫يحيط بجميعهلا بجمي الفروع وبلالرا‬
‫مغ قا بعد ال ني ‪ ‬ال يم ن‪.‬‬
‫ب دلي ل أن كب ار األئم ة كلهم يقولون‪« :‬ال أدري»‪« ،‬ال أدري»‪« ،‬ال أدري» هل ا من ال وع‬
‫الثلالل ‪ ،‬معر لج الرا ال يم ن من نصللللدر لمعر لج الرا ‪ ،‬وال تلابلج يله ولو مل هني‬
‫يسلتدرك ى يه‪ ،‬الرا عي أبو القاسلم كتاب «العزيز» كت كتابه ليجم خا الشا عيج يه‪،‬‬
‫جاء بعده ال ووي اسللتدرك ى يه «الروضللج» مسللائ كثيرة‪ ،‬ثم اإس ل وي «المهما »‬
‫اسلتدرك مسلائ أكثر‪ ،‬ب أىج من ذلك ما يق اإسل وي أن الرا عي لم يغ ى ن «هنايج‬
‫»‪ ،‬وهو من أج كت الشا عيج‪.‬‬ ‫المغ‬
‫‪17‬‬

‫إذن‪ :‬اإيسلللان قاصلللر معر ج الرا واالطاع ى يه‪ ،‬ياهيك ىن نصلللور المسلللائ‬
‫كل لحرلج كملا هو‬ ‫كل يلازللج بل‬ ‫والحواد ‪ ،‬لإن الحواد نسللللتجلد كل يوع‪ ،‬بل‬
‫معرو ‪.‬‬
‫إذن‪ :‬ق ا إن الفع أو الفقه بالفع شرط لاجتهاد‪ ،‬والفقه شرط الفقه واالجتهاد‪.‬‬
‫واألصوليون ‪ ‬نعالن ذكروا شروطً كثيرة الحقيقج من الصع نحص ها‪:‬‬
‫• أن يعر ال اسل والم سوخ سه ‪.‬‬
‫• أن يعر آيا األح اع مم ن‪.‬‬
‫• أن يعر أحادي األح اع أيضا‪.‬‬
‫• أن يعر دالئ ال ج‪.‬‬
‫المسألج‪.‬‬ ‫• أن يعر الرا‬
‫• أن يعر مسائ اإجماع‪.‬‬
‫مسلائ كثيرة جدا حتن لقد قال القفال المروزي ال ي يسلمن نام نه ونام ة نام نه‬
‫بالمراوزة‪ ،‬المراوزة ال ي سلللنون ل ن دة "مرو" وإيما ي سلللنون لشللليرهم القفال المرواي أبو‬
‫بكر الش افعي قال‪« :‬إن نو ر ه ه الشلللروط التي ي كرها األصلللوليون يادر‪ ،‬ب هو أيدر من‬
‫ال ربي األحمر»‪.‬‬
‫ق ال المن اوي لم ا نق ل ذل ق ال‪« :‬ذللك زملايله وقلد كلان هو وطابله طريقلج من طرق‬
‫الشلا عيج يب زماي ا»‪ ،‬ياهيك ىن زماي ا ول ي سلأذكر ل م اآن مقدما نتع ق بالقوة‬
‫بالفع البد من وجودها‪ ،‬وال بد من نحصلل ها لي ون المرء قيها يفسلله مغ عا ى يه‪ ،‬ولو‬
‫بال سنج بحس نفاض ال اس يها ق ج وكثرة‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ ‬أول هذه األمور‪ :‬أن حيرص ُ‬


‫املرء ىلع حفظ األصول رشمية‬
‫وأى ي باألصلول الشلرىيج كتاب اهلل وسل ج رسلوله محمد ‪ ،‬ال يم ن‬
‫لمرء مغ قً أن ي ون م تسنً لفقه‪ ،‬وهو ال يعر أن يقرأ القرآن أو هو حا ظ له ال يم ن‪.‬‬
‫األص وليون يقولون‪ :‬إن المجتهد البد أن ي ون حا را آيا األح اع‪ ،‬ثم اخت فوا‬
‫ىد آيا األح اع‪ ،‬فمنهم من يقول‪« :‬إهنا ثا م ج»‪ ،‬ومنهم من يقول‪« :‬إهنا أرب م ج»‪.‬‬
‫يقول الش يي تقي الدين بن تيمي ة ‪-‬ى يله رحملج اهلل‪ -‬وهل ا رير صللللحي ‪ ،‬لإيله ال يحل‬
‫المرئ أن يجتهد ح م من األح اع إال أن ي ون حا رً ل تاب اهلل كاما حا ظ‪ ،‬لم؟‬
‫ألن بعض األح اع نسلتررج من آيا هي من باب اإخنار وليسل من باب اإيشلاء‪،‬‬

‫األمر ألم نسم قول اهلل ‪ :‬ﱡﭐﱌﱍﱎﱏﱠ [األحقا ‪.]١٥ :‬‬


‫ه ا إخنار وم ذلك اسللتفديا م ها ح مً‪ ،‬وهو أن أق مدة الحم سللتج أشللهر اسللتقاه‬
‫ابن ىناس ‪ ‬وب ي ى ن ذلك من المسائ ما ال يعد وال يحصن‪.‬‬
‫فالمقص ود من هذا أيله البلد ل مرء أن ي ون مع يلا ب تلاب اهلل ‪ ‬وقلد جلاء ىن أبي‬
‫الزيلاد ‪ ‬نعلالن ن ميل نامل ة أبي هريرد ‪ ‬أن ه ق ال‪« :‬إن من أزهلد ال لاس ي‬
‫القرآن المتفقهج»‪.‬‬
‫ال ين يع ون بالمسلللائ أرأي ‪ ،‬يشلل ون بالمسلللائ والفروع وي سللون الع ايج ب تاب‬
‫‪‬وه ا ىامج ىدع نو يق وال سلداد ل لك المرء‪ ،‬المرء يج ى يه أن يع ن ب تاب اهلل‬
‫‪ ‬قراءة قن ك شيء‪.‬‬
‫إن مما نسللتحي م ه أن نرى امرءا م تس لنا ل ع م يرغئ قراءة آيج‪ ،‬والبد له أن يحفره‬
‫وربملا يسللللي بعضلللله أو أخغلأ بعضلللله بعلد ذلك إن ال لاس يتفلاونون قوة الحفظ وكثرة‬
‫‪19‬‬

‫االسللللرتجلاع وال ل ممن حفظ كتلاب اهلل يع م أيله إن لم يلدع مراجعتله أول حلداثلج ىمره‬
‫‪ ،‬ول ن ال بد أن ي ون‬ ‫ى يه‪ ،‬إن ه ا القرآن شلديد التف‬ ‫وشلرخ شلنابه؛ إيه ربما نف‬
‫ذه ه قد حفره وى م ما يه‪.‬‬
‫‪ ‬األمر اثلاين‪ :‬ال بد أن يتع م تفسري هذا الكتاب وأن يتع م االستدالل في ‪.‬‬
‫إن من العج حقيقج أن يسأل المرء ىن مسألج يفتي بقاىدة أو يفتي بقول قيه أو قول‬
‫ياظم وي سن االستدالل ب تاب اهلل ‪ ،‬وه ا يراه ى د بعض المتفقهج بعض األماكن‪،‬‬
‫لإيله يسللللأل ىن المسللللأللج يقول والح م يهلا جلائز واللدليل ى ن ذللك قلال ال لاظم إلن آخر‬
‫كامله‪ ،‬يسلل لتلدل ب اع ال لاظم ويرتك االسلل لتلدالل ب اع اهلل ‪ ،‬والواجل ى ن طلا ل‬
‫الع م أن ي ون استدالله ب اع اهلل ‪.‬‬
‫‪ ‬واألمر اثلالث‪ :‬أن يعىن بالسنة ونقصد بالسنة أحاديث األحاكم باخلصوص‪.‬‬
‫هي التي نحفظ‪ ،‬ألن االختا بين حر وآخر وك مج وأخرى وضلللنط ك مج ير ب‬
‫آخر «اإلملاع» كثيرا من األحلاديل التي‬ ‫الح م يله بلال يلج‪ ،‬وقلد ذكر القلاضللللي ىيلا‬
‫يرت ب الح م باختا ضللنغها وشلل ها ول لك يج ى ن طال الع م أن يع ن بحفظ‬
‫أحادي األح اع‪.‬‬
‫لم ا ج اء رج ل لإلم ام أحم د ق ال‪« :‬إن الرجل ي ون ى لده األيتلاع أي‪ :‬األطفلال‬ ‫ول ذل‬
‫الص ار أيسمعهم الحدي ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬يقرئهم القرآن ثم يسمعهم الحدي »‪.‬‬
‫غال الع م ال بد أن ي ون مع يا بالقرآن حفرا وبالسل ل ج بمعر ج أحادي األح اع لها‬
‫حفرً و هما‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫‪ ‬األمر الرابع‪ :‬إن البد من حفظ املتون أو استظهارها‬


‫البد من حفظ المتون أو اسللللترهارها؛ أليه ال يم ن أن ي ون الفقيه قيها إن لم يحفظ‬
‫ه ه المتون‪ ،‬وقد قال ابن نصر اهلل‪:‬‬

‫قللد اصللللغلفلن اهلل خليللار اللرل لق ل له‬ ‫وبللعللد للالللفللقلله ىللرلليللم الللملل للزللله‬

‫بل لدون حل لفل لظ لل لفل لرل له ال يل ل ل لفل ل‬ ‫لل ل ل ل ل له بل ل كل ل ىل ل ل لم يل لوضلللل ل‬


‫المرء إذا لم ي ن حلا رلا أللفلا المرتصللللرا والمتون أو مسللللترهرا لهلا ى ن أقل‬
‫ذللك ملا سلل ليلأيت مع لا‬ ‫األحوال‪ ،‬لإيله هل ه الحلاللج ال يم ن أن ي ون قيهلا‪ ،‬والسلل لنل‬
‫مع ن أن اسللللترهلار هل ه المتون مفيلد معر لج األلفلا الفقهلاء‪ ،‬ومفيلد معر لج ننوينهم‬
‫كل‬ ‫ال لاس ال يم ن أن يجتهلد‬ ‫معر لج أح لامهم ثير من ال لاس بل رلالل‬ ‫ومفيلد‬
‫مسللللأللج‪ ،‬وال أن يعر الح م كل يلازللج لإذا كلد ذه له يوع أو اي ق ذه له مرة أخرى‬
‫س ىن مسألج بما يفتي؟‬
‫ال بد أن يفتي بملا حفظ وبملا ى م مملا اسللللترهره من كاع أه الع م‪ ،‬ول لك كان أحد‬
‫المشايل ‪-‬ى يه رحمج اهلل‪ -‬يقول‪« :‬إيي لما نجاوز السنعين ك ما ىر ته من النح ومن‬
‫المسائ قد ذه من ذه ي ولم ينق يه إال ما حفرته ص يرا من المتون»‪.‬‬
‫ل للك كلان يشللللدد ى ن أن المرء يع ن ى ن حفظ المتون الفقهيلج يقول‪ :‬هي ننقن‬
‫ذه ك إذا كرب وما ىدا ذلك ن ساه؛ أليه من النح والم اظرة ذه ‪.‬‬
‫‪ ‬األمر اخلامس‪ :‬لقضية الفق بالفعل إن البد كمال اآللة‬
‫وه ا مع ن قول ال ني ‪« :‬من يرد اهلل به خيرا يفقهه»‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫يقول الفقه اء ‪ ‬تع الى شلل لرا الحلديل إن هل ه ال ملج التي جلاء ىن ال ني‬
‫‪ ‬روي ب فرين‪:‬‬
‫اهما ل مسائ مسترهرا لها‪.‬‬ ‫‪ ‬اللفظ األول‪ :‬يفقهه بال سر‪ ،‬بمعنى‪ :‬أيه يصن‬
‫‪ ‬وجلاء ب فظ آخر يفقله بلالضلل لم‪ ،‬ق الوا‪ :‬ومع ن ذللك‪ :‬أن ي ون قيله ال فس لاهملا‬
‫ألح لاع الفقله إذا سلل ل ل المسلللللأللج جزع هبلا‪ ،‬وهي التي عن اه ا الحنفي ة عن دم ا ق الوا‪« :‬إن‬
‫ذهن المجتهد وال يسلتغي التعنير ى ه»‪ ،‬ومع اهم الصلحي‬ ‫االسلتحسلان شليء ي قد‬
‫ذللك دون المع ن الرغلأ أن الفقي ه أحي ان ا يؤتى ب المس أل ة فيقول‪ :‬ال يم ن أن ن ون هل ه‬
‫المسألج ى ن ه ه الغريقج‪ ،‬ال يم ن‪.‬‬
‫وبعض الفقهاء يس تطيع أن يتكلم بالمس ألة يقول‪ :‬قال أحمد ك ا وإن لم يع م ألحمد‬
‫قوال المسألج‪.‬‬
‫وبعض هم يقول‪ :‬م ه الفان ك ا وإن لم أى م يصلللا من شلللدة مراجعته وكمال آلته‬
‫ذللك ملا ذكر ىن سلل لح ون الفقيله الملال ي‪ ،‬الل ي أدرك ابن‬ ‫واطاىله‪ ،‬ومملا يسللللتغر‬
‫القاسلللم وابن القاسلللم أدرك مال ا وهؤالء الثاثج هم أئمج م ه المال يج هب ا الرتني هم‬
‫أئمتهم‪ ،‬ومن بعدهم إيما هم ىالج ى يهم‪ ،‬قي ‪« :‬إن سلللح ون كان لو صلللد من شللللدة قهه‬
‫واطاىه ى ن الفقه لو صلد ل ان ال ي يررج م الدع قه»‪ ،‬أصلن ضلربه ل مث بمسلائ‬
‫قهيلج واسلل لتلداللله كل للك بل إذا حلاج وأل ز بل للك‪- ،‬أيلا أقصللللد الفقيله ىموملا‪ -‬بل إذا كتل‬
‫شلللعرا رأي أثر صللل عج الفقه شلللعره‪ ،‬وكت كثيرا شلللعر الفقهاء حتن إيه ي كر كثيرا من‬
‫المعاين هي مستقاة من كت الفقهاء وكمال اآلج هي بتو يق اهلل ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫للأول مللا ي لج ل ليلله ى ل لي له اج لت له لاده‬ ‫إذا ل لم ي ل لن ى لون م لن اهلل ل ل لف لت لن‬

‫جميعا إيسهم وج هم‬ ‫اإيسلان يسأل اهلل ‪ ‬التو يق ه ه من اهلل لو أن أه األر‬


‫أرادوا أن يجع وا زيلدا من ال لاس قيهلا ولم ي ن اهلل ‪ ‬قلد قلدر ذللك لله لم ي ن‪ ،‬ولو‬
‫اجتم ال اس جميعا ى ن أن يصلر وه ىن الع م ما اسلتغاىوا أن يصلر وه كما يف حدي ابن‬
‫عباس‪« :‬رفع األقلم وجف الصحف»‪.‬‬
‫ومملا ي ير القلدر أعني‪ :‬ال و الل ي نغ ى يله المائ لج ال الع م القلديم الل ي ى لد اهلل‬
‫‪ ‬وهو أع ال تلاب دىلاء اهلل ‪ ‬وال يرد القلدر إال اللدىلاء‪ ،‬م من امرئ ي ق ى يله‬
‫المسللللائل ؛ لإذا ملد يلديله هلل ‪ ‬داىيلً وم لاديلً وم لاجيلً يرزق ذللك‪ ،‬وقلد جم بعض‬
‫أهل الع م جزءا الل ين شللللربوا ملاء زمزع ال لشلللليء‪ ،‬إال ألجل الع م‪ :‬أولهم رجل جلاء‬
‫جلابر أن ال ني‬ ‫حلديل‬ ‫لسللللفيلان بن ىيي لج قلال‪« :‬يلا سللللفيلان إيلك حلدثت لا قنل ق يل‬
‫‪ ‬قال‪ :‬ماء زمزع لما شللرب له‪ ،‬قال ‪:‬يعم‪ ،‬قال‪ :‬إيي ذهن لسللفيان ذهن قن‬
‫ق يل لن ر زمزع شلل لربل حف لج أو شلل لربلج م له لتحلدث ي ىشلل لرة أحلاديل ‪ ،‬غلأطلأ برأسلل له ثم‬
‫حد »‪.‬‬
‫الجلام‬ ‫والرغيل الن لدادي شللللرب ملاء زمزع ‪-‬هل ا من دىلاء اهلل ‪- ‬ليحلد‬
‫الم صللللور ب لداد‪ ،‬وابن حجر شللللرب ملاء زمزع ليرزق نلأليفلا كتلأليب ا ل هني رزق نلأليفلا‬
‫ربملا لاقله بعض جزئيلانله‪ ،‬وريرهم كثير حتن جم يهم جزء أظ له ل سللللرلاوي‪ ،‬أو أيله‬
‫ل حلا ظ ابن حجر يسلل ليل اآن‪ ،‬أظ له السلل لرلاوي ذكره السلل لرلاوي «الجواهر يف نرجملج‬
‫الحا ظ ابن حجر» ذكر من شربوا ماء زمزع‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫فالمقص ود‪ :‬أن المرء يجل ى يله أن يسللللأل اهلل ‪ ‬أن يرزق الع م ألهنلا مواهل ‪،‬‬
‫من الجنلار ‪ ‬و توحلا م له‬ ‫يهلديله‪ ،‬من يرد اهلل بله خيرا يهلديله‪ ،‬يو قله‪ ،‬هي مواهل‬
‫‪ ‬كمال اآلج م ه ‪ ‬اسأل اهلل ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬األمر السادس‪ :‬أن يعىن املرء ليك يكون فقيها بالفعل ىلع أخذ الفق من أه‬
‫‪ ‬نعلالن فق ال‪« :‬يلا أبلا ىنلد اهلل أوصلل ل ي‪ ،‬قلال‪:‬‬ ‫قي ل أن رجل ج اء لإلم ام م ال‬
‫أوصيك بتقوى اهلل وأخ الع م من أه ه»‪.‬‬
‫وال من‬ ‫إن من خصلللللائص هل ا اللدين أعني‪ :‬دين اإسللللاع أيله ال يؤخل من ال تل‬
‫الصحب وإيما يؤخ من أه الع م مشا هج‪.‬‬
‫يقول عب د اهلل بن المب ارك كملا مقلدملج «مسلل ل م»‪« :‬اإسلل ل لاد من اللدين لإن قيل ىمن‬
‫بقي»‪.‬‬
‫وملا زال أهل الع م يتوارثويله‪ ،‬لالمرء يلأخل ه ىن شلللليرله وشلللليرله ىن شلللليرله إلن أن‬
‫يتصلل ل وا بمحملد ‪ ،‬وقنل ذللك بلأصلل لحلابله‪ ،‬لالع م يؤخل قهلً وإسلل ل لادا‬
‫ل حدي وليس اإس اد قط الحدي وإيما الفقه‪.‬‬
‫ول لك سلاسل الفقه متصل ج وك معرو بسل سل ته والمرء ال ال ال يتفقه بمع ن‬
‫يتفقه ليس يحضلر رق بين يحضللر ويتفقه‪ ،‬يتفقه ويج س الفقه إال ى د شلليل أو شلليرين‬
‫أو ىدد ال يجاوز أصلاب اليد الواحدة ال يم ن‪ ،‬ألن مع ن التفقه أن ن زع الشليل حتن نعر‬
‫طريقته االجتهاد وكيب يرر يها وما هو ح مه ه ه ال وازل والمسائ والفروع‪.‬‬
‫إذن‪ :‬ال بد من ال زوع‪ ،‬مجرد إين أحضللر يومين ى د الشلليل ان‪ ،‬و ان من أه الع م‬
‫األ لاضلل ل ثم بعلد ذللك أقول أيلا نفقهل بله ال وكا‪ ،‬بل التفقله التررج بله ومازمتله ولل للك‬
‫‪24‬‬

‫كان ال هني «المعجم المرتص» يقول‪« :‬إين أنجوز ‪-‬وي ص‪ -‬نسميج بعض من أدركته‬
‫شيرا باىتنار إما اإجازة أو الماقا »‪.‬‬
‫ولذل كان بعض المش ايي يقول‪ :‬أنا أس تحي ‪-‬مع أن حض ر عندي الش يي محمد بن‬
‫إبراهيم ‪-‬عليه رحمة اهلل‪ -‬المتوىف يف ليلة الس ابع والعش رين من رمض ان عام تس عة مئة وثلثة‬
‫يا ش يي؟ قال‪ :‬ألن الذين‬ ‫مئة وألف‪ ،-‬يقول إين أس تحي أقول حض را عند الش يي‪ ،‬لي‬
‫حض روا فلن وفلن وفلن أنا مجرد مس تمع‪ ،‬نعم قرأا يف متن ص ير وكذا‪ ،‬يقول أس تحي‬
‫أقول إنه ش يخي‪ .‬أنظر‪ ،‬أليه يعر ما مع ن التت م ويحن اآن أصلنح أقول شليري‪ ،‬وأيا‬
‫جالس قال شلللير ا ان‪ ،‬قال شلللير ا العامج‪ ،‬لماذا؟ ألر هبا خسللليسلللتي‪ ،‬مث ما قال ‪:‬‬
‫المرأة م ال ني ‪« :‬إيما زوج ي بابن أخيه لير به خسللليسلللته»‪ .‬نعض ال اس‬
‫يقصد به ه ا الشيء‪.‬‬
‫إذن‪ :‬هل ا األمر أخلده من أه له والمقصللللود‪ :‬أن النحل ىن أهل الع م واألخل ى هم لله‬
‫شلروط‪ ،‬يؤخ األول ىمن ىر بالع م ليس ك من ج س يج س إليه كما قال بعض أه‬
‫«شلللر الع » س ليمان بن مهران أو هيره قال‪« :‬ك من ج س‬ ‫الع م يما يق ابن رج‬
‫هو ال ي‬ ‫ج س ال اس إليه‪ ،‬ول ن من ىر بالسل ج والحرص ى يها وى ن الع م الصلحي‬
‫يؤخ ى ه»‪.‬‬
‫‪ ‬األمر السدابع‪ :‬البد أن يكون كبريا ع سدن ألن ال ني ‪ ‬يما روي‬
‫ى ه وصلللحي أيه موقو ى ن ابن ىناس وب حوه ىن ابن مسلللعود‪ ،‬قال‪« :‬لتيال هذه األمة‬
‫بخير ما أخذوا العلم عن األكابر»‪.‬‬
‫أكابر السللن والمعرو ون بالع م‪ ،‬ول لك كان الخطيب الب دادي يقول يف نص يحة أهل‬
‫‪25‬‬

‫الحدي ‪« :‬وال نجع ش ليرك ش لابا‪ ،‬إن الش لاب وإن كان مس ل د ىص لره وحا ظ دهره إيه‬
‫اليؤمن ى يه الفت ج وال الهوى»‪.‬‬
‫سري الت ير‪ ،‬أما المرء إذا جاوز األربعين وطعن يها‪ ،‬و هي أول‬ ‫الشاب سري التق‬
‫سللن ال مال إذ ينع األينياء يها ي ون ثاب الج ان مسللتقر الحال‪ ،‬وقد كان األئمج ينوبون‬
‫بلابلا‪( ،‬باب من ل يحدق قبل األربعين) وأحملد؛ أعني‪ :‬اإملاع ‪-‬ى يله رحملج اهلل‪ -‬لم يحلد‬
‫إال سلل ل لج أربعين‪ ،‬قلد نق ل ابن الجواي أن ه‪« :‬دخل ىنلد اهلل بن الحجلاج ب لداد سلل ل لج م تين‬
‫وثاثج سللللأل ىن أحمد قي ‪ :‬هو بيته ال يحد ‪ ،‬قال‪ :‬هن إلن خرسلللان ثم رجع‬
‫إلن ب داد سلل ج أرب و م تين سللأل ىن أحمد قالوا‪ :‬هو جام الم صللور وهو الجام‬
‫إذا ح قته أكرب الح قا ‪ ،‬قال ابن الجوزي و ه ه الس ل ج ثم أحمد‬ ‫ال نير ب داد يحد‬
‫أربعين ىاع»‪.‬‬
‫الع م‪ ،‬ولل للك يقول أيوب‬ ‫ولل للك يع ن المرء أن يحرص ى ن شلللليل كنير مو ق‬
‫الس ختي اين فيم ا رو يعقوب بن س في ان ق ال‪« :‬إن من ىاملج نو يق اهلل ‪ ‬ل حلد‬
‫واألىجمي إذا أس ل م أن يو قا لشلليل ‪-‬شلليل كنير الس لن‪ -‬من أه الس ل ج» صللاح س ل ج‬
‫وى م صحي ‪ ،‬ليس ك من ج س ج س إليه‪.‬‬
‫‪ ‬األمر اثلامن‪ :‬أن حيرص املرء ىلع معرفة الفروع‬
‫لإيله ال قله إال بمعر لج روع كثيرة وبعض ال لاس يقول أريلد أن أىر القواىلد وأنرك‬
‫الفروع‪ .‬نقول‪ :‬ل هير ص حي ‪ ،‬ل لك يقولون إن ابن بش ير هذا المالكي‪« :‬ال يقن اجتهاده‬
‫أليه خرج الفروع ىن القواىد مناشرة ولم يعر الفروع»‪ ،‬ه ه يق ها ابن دقيق العيد‪.‬‬
‫وكان أبو بكر الجص اص يقول يف بعض كتبه وهو كتاب «الفص ول»‪ ،‬قال‪« :‬إن من ال‬
‫‪26‬‬

‫يعر الفروع الفقهيج ال يعتد برا ه لو اجتهد»‪.‬‬


‫البلد من معر لج الفروع حتن ق ال‪ :‬ابن البن ا وابن عقي ل‪« :‬إيله ينلدأ بمعر لج الفروع الفقهيلج‬
‫قن معر ج األصول»‪.‬‬
‫ول لك أول ما يندأ طال الع م بالمتون الفقهيج يعر ها ويحفرها ويسللترهرها ويقرأها‬
‫إما قراءة سرد‪ ،‬أو قراءة حفظ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬األمر اتلاسع‪ :‬قالوا‪ :‬أن البد أن يكون املرء اعرفا ل خالف مط عا ب‬
‫وهل ه مسللللأللج متقلدملج بعلد معر تله الفروع‪ ،‬ومن الرغلأ أن ينلدأ المرء نفقهله بمعر لج‬
‫أول األمر نجعل المرء كلالم نل ال ظهرا أبقن وال أرضلل لا‬ ‫الرا ‪ ،‬لإن معر لج الرا‬
‫قغ ‪ ،‬وإيما ي ون معر ج الرا بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬األمر العارش‪ :‬البد من معرفة املرء ل ع م اخلالف وأمين بع م اخلالف أمرين‪:‬‬
‫‪ ‬األمر األول‪ :‬معر ج الرا ال ازل‪.‬‬
‫‪ ‬واألمر الثاين‪ :‬معر ج الرا العالي‪.‬‬
‫‪ ‬نلبددأ أوال بمعرفدة اخلالف انلدا ل قلالوا‪ :‬معر لج الرا ال لازل هو أن يعر‬
‫م هنه‪ ،‬القول األول والقول الثاين‪.‬‬ ‫الرا‬
‫المل اهل‬ ‫‪ ‬وأمدا معرفدة اخلالف العداي لإيله طنعلا درجلا أداه معر لج الرا‬
‫المتنوىلج‪ ،‬ثم أقوال الصللللحلابلج ورير ذللك‪ ،‬واطاع المرء ى ن كل‬ ‫األربعلج ثم المل اهل‬
‫الرا من المحاال وال شلك‪ ،‬ول ن ليهم ا ه ا لغال الع م إذا أراد أن يعر الرا‬
‫كيب يعر الرا ؟‬
‫‪27‬‬

‫بالنسبة للمعتمد عندنا هنا عند مشايخنا فإن المعتمد فيه قولن‪:‬‬
‫ل قل «الزاد» أو «م تهن‬ ‫المل هل‬ ‫يلأخلد كتلابلا معتملدا‬ ‫‪ ‬أي‪ :‬يعر المل هل‬
‫اإرادا » إذا كان المرء مترصلصلا الفقه يعر ب لك الم ه المعتمد ى د المتأخرين‬
‫أو «اإق لاع» هل ا هو المل هل وهو الروايلج األولن‪ ،‬ويعر الروايلج الثلاييلج التي هي اختيلار‬
‫الشلللليل نقي اللدين‪ ،‬أو ن ميل ه‪ ،‬أو اختيلار أئملج اللدىوة‪ ،‬إختيلار الشلللليل نقي اللدين ون ميل ه‬
‫وأئمج الدىوة‪ ،‬أئممج الدىوة خالفوا الشللليل نقي الدين مسلللائ ‪ ،‬يقول الش يي عبد اهلل بن‬
‫محمد بن عبد الوهاب‪« :‬ويحن يرالب الشللليل بضللل ىشلللرة مسلللألج ‪-‬شلللو أدبه م‬
‫الشلللليل‪ -‬ال يعر وجه دلي الشلللليل ما قال قوله خغأ من األدب م أه الع م‪ -‬ال يعر‬
‫مأخ ه يها»‪.‬‬
‫إذن‪ :‬معر الرا نعر هل ه‪ ،‬ثم ن تقل إن ت اهلل ‪ ‬ى يلك واسللللتغعل أن‬
‫األربعلج‪ ،‬ثم بعلد ذللك‬ ‫المل اهل‬ ‫نعر الرا هبل ا التلدريج ن تقل ل را العلالي‬
‫باألربعج قن الس ب؟‬ ‫لرا الس ب ‪-‬رضوان اهلل ى يهم‪ -‬وهو خا واس ولما ق‬
‫ألن خا السلل ب رير محرر‪ ،‬إيك نرى األثر مثا ى د أبي شللينج «المصلل ب» أو‬
‫ى لد ىنلد الرزاق نرى من النلاحثين المعلاصللللرين اث لان يفهم كل واحلد م هملا من هل ا القول‬
‫وي سلل ل لهل ا اإملاع‪ ،‬ل قل مثا‪ :‬ىغلاء بن أبي ربلا الم ي يفهم م له ملا لم يفهمله اآخر‪،‬‬
‫برا األئمللج المتنوىين األربعللج للإن أقوالهم محررة ومل اهنهم مللدققللج ومفصلل ل للج من‬
‫الم تسنين إليهم‪.‬‬
‫معرفة الخلف ما فائدته؟‬
‫مسائل‪:‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ ‬املسألة األوىل‪ :‬أن معرفة اخلالف مفيدة ع معرفة املأخذ‪ :‬أصل املسألة‪.‬‬
‫و ل للك ال يم ن أن يعر المرء سلل لنل الرا والملأخل يله إال أن يعر الرا ‪،‬‬
‫مرتننج ى يه قغعا‪ ،‬وأما أن نندأ بمعر ج سن الرا قن معر تك الرا ‪ ،‬إيما ه ا حفظ‬
‫وسرد با حقيقج‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ ‬األمر اثلاين‪ :‬أن معرفة اخلالف توسع املدارك‪.‬‬
‫نوس مدارك الشرص‪ ،‬ونوس باب االجتهاد أمامه إن كان باب ال رر واالجتهاد‬
‫الفقه‪.‬‬
‫‪ ‬األمر اثلالث‪ :‬وهو أقوى اتلقديم أن معرفة اخلالف جتعل املرء يفهم املسألة‬
‫ثير من المسللللائل الفقهيلج وهل ا مسلل ل م ى لد جمي المل اهل ‪ ،‬ربملا ى لدملا نقرؤه‬
‫م ه معين ال ي ون متض لك تأخد بعض نفاصي ه من الم اه األخرى‪.‬‬
‫كثير من المسللللائل نقرير المل هل‬ ‫المو ق ‪-‬ى يله رحملج اهلل‪ -‬ابن قلداملج كلان‬
‫«الم ي» يعتمد نقريرها ى ن ما قرره أبو اسحاق الشيرازي وريره من شرا «المه ب»‪،‬‬
‫وهو شلا عي‪ ،‬شلو يقرر الم ه ب اءا ى ن ذلك‪ ،‬و يق وا ىن أبي المعالي ابن الم جا من‬
‫يها «الهدايج» أيه كاي طريقته أيه يأخ المسلائ ى د‬ ‫الح اب ج كتابه «ال هايج» التي شلر‬
‫يسلمن نرريجا‬ ‫الم اه األخرى‪ ،‬ثم ي زلها الم ه ‪ ،‬دل ذلك ى ن أن سلعج الم ه‬
‫الرمسلللج أو األربعج‪ ،‬دل ذلك ى ن أن معر ج الرا نوسلل اإدراك و نفهم المسلللألج‬
‫يفسها‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬األمر الرابع‪ :‬أن يكرث من انلَّظر ع الكم الفقهاء‪.‬‬
‫وقلد قلال ال زالي ‪ ‬نعلالن كتلابله «شلل لفلاء ال يل »‪« :‬إن المرء ال يم ن أن ي ون‬
‫‪29‬‬

‫قيها إال ب ثرة ال رر وإدامته ي كاع الفقهاء»‪.‬‬


‫الحقيقج وأيا سلمعتها من بعض ال اس يقول لي‪ :‬سلتج أشلهر ما تح‬ ‫وإيك لتعج‬
‫لمرح ج سلواء من الشلهادا‬ ‫وصل‬ ‫كتاب قه‪ ،‬ال يم ن! البد أيك نقرأ ونجدد وإن ك‬
‫أو مرح ج من التصللدر‪ ،‬البد لك أن نراج ‪ ،‬ول لك كان أه الع م البد أن يتقدع مت ما إال‬
‫إذا كان محضرا‪.‬‬
‫الشلليل محمد بن براهيم إلن أن ما وال ي ازىه الصللدارة أحد ال يم ن أن يحضللر‬
‫درسا إال وقد حضر‪.‬‬
‫‪ ،‬ه ا من جاي ‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬البد من إدامج ال رر‪ ،‬معر ج كاع الفقهاء‪ ،‬ال هن ي سن وي‬
‫األمر اآخر‪ :‬ى لدملا نقرأ المسللللأللج نسلل لتل كر ملا قرأنله من جلايل ومن جلايل آخر يلك‬
‫شيء جديد لم ن ن ىار ا له من قن ‪ ،‬نأخد مأخ ا جديد ومسألج‪.‬‬
‫ول لك قراءة الفقه ل ي ة والمرء إذا الت بالفقه بقراءنه هو الفقيه‪.‬‬
‫كلان بعض ال لاس يقول‪ :‬إيي ألطرب لقراءة بعض المسللللائل طربلا كملا يغرب بعض‬

‫ال لاس لقراءة أشلل لعلار المعلاين‪ ،‬أشلل لعلار المعلاين يهلا معلاين وح م كشللللعر المت ني‪ ،‬يقول أيلا‬

‫أطرب إذا قرأ كتل الفقله م أن رلا ل ال لاس إذا قرأهلا يحس أيهلا ثقي لج وهو كل للك‪ ،‬ل ن‬

‫لحنله لهل ا الفن يأيس‪ ،‬كم من امرئ يقول ‪ :‬إذا وجد مسللللألج جديدة مملا أريده ج سلل ل‬

‫يومي ذلك ك ه م شللللر الصللللدر رحً مسللللرورا؛ ه ا هو الفقيه‪ ،‬يفر إذا وجد المسللللألج‬

‫الجلديلدة‪ ،‬يفر إذا وجلد ال ص‪ ،‬يلأيس إذا اجتهلد اجتهلادا ثم وجلد أن هل ا االجتهلاد وا ق‬

‫أصللوله‪ ،‬اجتهد ثم وجد أن الم ه يص ى ن ما يص ى يه مثا أو يص اختيار الشلليل نقي‬


‫‪30‬‬

‫نو يق األصول و ه ا‪.‬‬ ‫الدين أو ه ا‪ ،‬يقول إذن‪ :‬أيا و ق‬

‫إذن المقصود كثرة ال رر واستدامته كاع الفقهاء واج ى ن الفقيه وال شك‪.‬‬

‫‪ ‬النوع الثاين من الفقه قالوا‪ :‬أن الفقه بالقود‬

‫وه ا المع ن بالقوة أي‪ :‬بالن ل‪ ،‬بمع ن أن الشلرص يسل ىن المسلألج ا يسلتغي أن‬

‫يرد لك ح مها وال نفصللي ها‪ ،‬وإيما ين ل جهدا ويفع شلليء معي ا قوة حتن يتحصلل ى ن‬

‫ه ا الع م‪.‬‬

‫ولذل يقسمون القود إلى نوعين‪:‬‬

‫‪-‬قود قريبة‪.‬‬

‫‪ -‬وقود بعيدد‬

‫قود قريبة‪ :‬يتحص ى يها بسرىج‪.‬‬

‫والبعيدد يج س المسألج يومين ثاثج أسنوع حتن يتحص ى ن ح مها من كتاب‪.‬‬

‫القوة القرينلج ي ون أدق من القوة النعيلدة‪ ،‬القوة النعيلدة إذا بحل رلايتله أن يجلدهلا من‬

‫يجلد كاع األئملج‬ ‫كتل الفتلاوى المعلاصللللرين مثا أو قريل العهلد‪ ،‬القوة القرينلج ال‪ ،‬ينحل‬

‫وك ما رقن لألئمج وك ما وجد من يصوصهم ك ما كاي قونه أى ن النح من الثاين‪.‬‬

‫الزمان األول يعم‪ ،‬ول ها ىصللريا‬ ‫ه ه القوة هي الس لمج ىصللريا حقيقج‪ ،‬كاي‬

‫سللللمج وأكثر‪ ،‬ول لك إن كثيرا من ال اس اآن يعتمد ى ن الحاسللل ال منيونر والشللللام ج‬


‫‪31‬‬

‫وريرها من المسلميا ‪ ،‬ه ه ماذا؟ هي قه بالقوة اسلترهار المسلائ ‪ ،‬اآخر ال ي بالفع‬

‫نقول‪ :‬المسللألج يقولك‪ :‬يعم ه ه يص ى يها ان و ان الم ان الفاين ه ا ق ي اآن‬

‫ال اس من ال وع الثاين‪ ،‬نسأله مسألج اييج ما دلي ها؟‬ ‫الزمان ه ا‪ ،‬أر‬

‫لحرج شوي يرج إلن ال تاب ويقرأ يه يعم ه ا هو دلي ها‪ ،‬ه ا بل‪ :‬القوة‬

‫بالفع ‪ :‬نسأله ى ن المسألج‪ ،‬يقول‪ :‬دلي ها ه ا وك ا وك ا‪.‬‬

‫يفس الشيء التفسير‪ ،‬ما نفسير اآيج؟‬

‫ايترر ق يا‪ ،‬وهل اك يقول نفسلللليرهلا كل ا ويل كر للك الرا ويل كر للك األصللللول‬

‫وال قول المسألج‪.‬‬

‫إذن‪ :‬ه ا الفرق بين القوة والفع ‪.‬‬

‫القوة ليس ىينا ب هي موجودة ك زمان‪ ،‬وإيما يسعن لتقويتها ت ون القوة قرينج‪،‬‬

‫ويسعن طال الع م أن ي ون مرتصرا ى يه المجال‪.‬‬

‫أول مسألة لبد من معرفتها لي تنمية الفقه بالقود‪:‬‬

‫‪ -‬أنه لبد للمرء من أين يعرف مصطلحاا الفقهاء‪.‬‬

‫ع ن سني المثال ى دما نقرأ كتاب ما أن ايا رد شهادنه لل (الحرص)‪ ،‬ما معنى‬

‫الحرص؟ الحرص على األداء‪ ،‬أو الحرص على الشرف‪ ،‬ما معنى الحرص؟‬

‫ى د المال يج له مع اه الراص هبم مواي الشهادة‪.‬‬ ‫الحرص ه ا مصغ‬


‫‪32‬‬

‫ى دما يقولون‪( :‬االستجرار) ما مع ن (االستجرار)؟‬

‫أحلد ال لاس يقول اسللللتجرار همله هملا سللللي لا بل هو ىقلد من العقود‪ ،‬ىقلد ىن الح فيلج‬

‫اسلمه ىقد االسلتجرار ه ا مصلغ ‪ ،‬بي الو اء أو بي من ىقود نسلمن ى د الح فيج‪ ،‬والني‬

‫منيوع الحي ج ى د ريرهم يسمن بي الدين أو بي األمايج ى د ريرهم‪.‬‬

‫ه ا بي و اء وهؤالء يسمويه بي دين أو بي األمايج‪.‬‬

‫ايرر المصللللغ حلا مهملج جلدا ولل للك ي قولون ىن بعضللللهم أيله يق هلا الحغلاب‬

‫«مرتصللللره» أيله قرأ كلان بعض الم تسللللنين ل فقله يقرئ ال لاس‪ ،‬ملا جلاء لقول الر يل‬

‫المرتصللللر و(هو بلاألكل بلالريلار)؛ يعني‪ :‬إن شللللاء بلالريلار ه لا يلأكل أو ال يلأكل ‪ ،‬قلال مع ن‬

‫ذلك ويج ى يه أن يأك بمقدار الريارة ما يعر مقصللوده‪ ،‬ه ا قصللدوا بالريار المصللدر‬

‫وهو ذه لاسم وه ا‪.‬‬

‫المقصود أن معر ج المصغ حا مهم جدا‪ ،‬ماهي المصغ حا ؟‬

‫قالوا المصطلحاا ثلثة أنواع أساسية وتندرم تحتها فروع كثيرد‪:‬‬

‫‪ ‬أول هذه المصطلحاا‪ :‬مصطلحاا األحكام الشرعية‪.‬‬

‫ى م أصلول الفقه‪ ،‬معر ج مع ن الواج السل ج الم دوب‬ ‫وه ه هي التي ب ي ى يها ث‬

‫المحرع القضاء اإىادة وه ا‪.‬‬

‫أصللللول الفقله معر لج مع ن الواجل ‪ ،‬السلل ل لج‪ ،‬الم لدوب‪ ،‬المحرع‪ ،‬القضللللاء‪ ،‬اإىلادة‪،‬‬
‫‪33‬‬

‫وه ا مصغ حا األح اع الت يفيج والوضعيج‪ ،‬الصحج والفساد‪.‬‬

‫الحنفية يفرقون بين الفساد والنغان‪.‬‬

‫الفقهلاء من ريرهم الح لاب لج أى ي ال يفرقون بين الفسللللاد والنغان إال ىقلد واحلد‪:‬‬

‫وهو ىقد ال ا نعر ون ه ا الشلليء‪ ،‬ما ىداه من العقود ال رق بين الفاسللد والناط إال‬

‫ىقلد ال لا ‪ ،‬لإن ىقلد ال لا ى لدهم إذا كلان مجمعلا ى ن بغايله هو بلاطل ‪ ،‬وإن كلان‬

‫مرت فً بغايه هو اسد‪.‬‬

‫الح فيج مغ قً ى دهم رق بين ه ين المصللغ حين ك األبواب‪ .‬ايرر مصللغ حا‬

‫األح اع‪.‬‬

‫‪ ‬النوع الثاين من المصطلحاا‪ :‬مصطلحاا األبواب‪.‬‬

‫إن بعض الفقهاء يجع لنعض األبواب اسمً يرالب ريره‪ ،‬ول لك مثا‪:‬‬

‫باب الض مان ى د الح اب ج يسلمويه ضلمان‪ ،‬ى د الشلا عي يسلمويه كفالج‪ ،‬ه ا اختا‬

‫االسم‪.‬‬

‫مص طل باب الجهاد‪ :‬الح فيج يسللمويه باب الس لير‪ ،‬شللو باب نريد الجهاد‪ ،‬ال نجد‬

‫جهادا نجد باب السير‪.‬‬

‫اآلداب‪ :‬الملال يلج يسللللمويله كتلاب الجلام ‪ ،‬ريرهم يسللللميله اآداب أو األطعملج مثل‬

‫الشا عي يسميه األطعمج‪ ،‬الح اب ج يسمويه اآداب وه ا‪.‬‬


‫‪34‬‬

‫إذن‪ :‬معر ج األبواب وما هي المصغ حا ى يها ه ه مقصودة وه ه من أسه ها‪.‬‬

‫‪ ‬النوع الثال ‪ :‬معرفة مصطلحاا األلفاظ يف الكلم‪.‬‬

‫معر لج ح لايلج‬ ‫وهل ه األلفلا ى ن أيواع‪ ،‬لأحيلايلً ن ون معر لج المصللللغ حلا‬

‫الرا ‪ ،‬حكاية الخلف كيف يحكى الخلف؟‬

‫ع ن سللللنيل المثلال‪ :‬إذا ىربوا بلالصلل لحي أو بلاألصلل ل ملا الفرق بي هملا؟ وإذا ىنروا‬

‫بلاألظهر ملا الفرق بي هملا؟ ملا دالللج هل ا المصللللغ ؟ وإذا ىنروا بلالقول والفرق بين القول‬

‫والوجه واالحتمال والروايج والم ه ورير ذلك‪.‬‬

‫طنعا الروايج ى د الح اب ج إذا أط ق نشلللم سل لتً‪ ،‬الروايج ى د الح اب ج شللليء‪ ،‬وى د‬

‫الح فيج شيء‪:‬‬

‫عند الحنفية ما روي ىن أبي ح يفج يصً‪.‬‬

‫وعند الحنابلة الرواية ستة أمور‪:‬‬

‫‪ -‬ما روي ىن أحمد أو هم من كامه‪.‬‬

‫‪-‬أو يص ى يه أصحابه‪.‬‬

‫ويص أصحابه‪:‬‬

‫‪-‬إما نرريجً ى ن قوله‪ :‬قاىدة‪.‬‬

‫‪ -‬أو نرريجً ى ن يصه‪ :‬رىا قهيً‪.‬‬


‫‪35‬‬

‫نصن أربعج أشياء ك ها نسمن ى د الح اب ج روايج‪.‬‬

‫ما الفرق بين القول والوجه عند الشافعية وعند الحنابلة؟‬

‫الشا عيج مصغ حهم أن القول ما كان م سوبً ل شا عي‪ ،‬أو طريقا من أحد الطريقتين‪:‬‬

‫‪ -‬طريقج الررساييين‪.‬‬

‫‪ -‬والعراقيين‪.‬‬

‫وأما الوجه هو اجتهاد من أحدهم‪.‬‬

‫ولذل يقولون طريقتان‪ :‬قي ‪« :‬هما وجهان»‪ ،‬وقيل‪« :‬هما قوالن»‪.‬‬

‫كثير من الناس يقول ما الفرق؟‬

‫لملا نرى المرداوي «اإيصللللا » يقول للك‪« :‬و يهلا ثا روايلا ‪ ،‬والروايلج الثلاييلج‬

‫ح ن صاح «الحاويين» أيها وجه‪ ،‬وح ن ان صاح «الرىايج» أيها يص»‪.‬‬

‫ملاذا ي ن ي ى ن ذللك؟ لملا يقول للك‪ :‬هو يص إذا خاص أقوى ال نجلادل ي هي كاع‬

‫أحمد‪.‬‬

‫ولما نقول هي وجه؛ مع اها أضعب ق يا‪.‬‬

‫بين وجه ونرريج الوجه أقوى من الترريج وه ا‪.‬‬ ‫لما ي ون نعار‬

‫إذن‪ :‬نعر كيب نراج ‪ ،‬وه ه مهمج جدا‪.‬‬

‫ول لك من المسلائ المشلهورة ي سل ل شا عيج ونن اها بعض المعاصرين كثير يقولون‬
‫‪36‬‬

‫إن الشللللا عيلج يقولون‪« :‬إن اللدين ال زكلاة يله»‪ ،‬هل ا القول لملا جلاء أبو المعلالي الجوي ي‬

‫» يح يه قال‪( :‬ه ا القول رير صلللحي وال يجوز يسلللنته)‪ ،‬وإيما هو وجه‬ ‫«هنايج المغ‬

‫طريقج‪ ،‬وال ي سل م هنً‪ ،‬كيب ن سلنويه ل شلا عيج؟ هو يقول‪ :‬رير صلحي ‪ ،‬الجوي ي ال ي‬

‫تثنته‪.‬‬ ‫يسمن اإماع ى د الشا عيج ثم نأيت أي‬

‫معرف ة مص طلح اا الق ائلين‪ ،‬م ا هي‬ ‫‪ ‬األمر الث ال ‪ :‬أن ا أذكر أمثل ة لض يق الوق‬

‫المصطل يف القائلين؟‬

‫م ه لهم مصلغ حهم‪ ،‬ع ن سلني المثال لو ضلرب ا األلقاب‪ ،‬و‬ ‫القائ ون ل‬

‫األسماء مثا آخر لضيق الوق ‪.‬‬

‫فإنهم إذا أطلقوا على سبيل المثال مصطل المام‪:‬‬

‫لإن الشللللا عيلج إذا أط قوا اإملاع ال يع ون اإملاع المتن محملد بن إدريس الشللللا عي ‪-‬‬

‫ى يه رحمج اهلل‪ ،-‬وإيما يع ون باإماع «قال اإماع»‪ ،‬إيما يع ون به إماع الحرمين الجوي ي‪.‬‬

‫ول لك بعض ال لاس يقول‪ :‬قال اإماع‪ ،‬يا أخي ه ا الشللللا عي‪ ،‬ال ليس الشللللا عي ه ا‬

‫الجوي ي‪.‬‬

‫المال يج إذا أط قوا اإماع إيما يع ون به المازري شار «الت قين»‪.‬‬

‫الح فيج إذا أط قوا اإماع في رال األحيان يع ون به محمد بن الحسلللن‪ ،‬ال يع ون أبا‬

‫مهم‪.‬‬ ‫ح يفج ‪-‬ى يهم جميعا رحمج اهلل‪ ،-‬ايرر كيب المصغ‬
‫‪37‬‬

‫الشيل إذا أط ق الشيل‪:‬‬

‫الشليل ى د الح اب ج األصل أيه المو ق بن قدامج‪ ،‬ثم أط ق بعد ى ن الشليل نقي الدين‬

‫ابن نيميج ى د المتأخرين جدا من الح اب ج‪.‬‬

‫الشيل إذا أط ق ى د الشا عيج إيما يع ون به أبا اسحاق الشيرازي صاح «المه ب»‪،‬‬

‫» وريرها‪.‬‬ ‫وصاح «ال‬

‫الشيل إذا أط ق ى د المال يج إيما يع ون به الشيل أبا محمد بن أبي زيد القيرواين‪.‬‬

‫األستاذ مث ذلك‪ ،‬يمر ى يك األستاذ من األستاذ؟ ما فائدد معرفة األسماء؟‬

‫«الجواهر‬ ‫نعر قوة القول‪ ،‬ولل للك يقولون إن ابن شللللاس ‪ ‬من الملال يلج‬

‫سل ل ناجي ما حقه ي سل البن رشلد الجد‪ ،‬أليه‬ ‫العقود الثمي ج» أخغأ خمسلج مواضل‬

‫هو ثم ننعه المال يج أظ ه مسلنوق ‪-‬ال أى م‪ -‬ى ن نسلميج الناجي بالقاضلي‪ ،‬ونسلميج‬ ‫اصلغ‬

‫س ل ه ا له ا‪ ،‬أخغأ ىنارة أيه مصللغ‬ ‫ابن رشللد بالشلليل‪ ،‬أخغأ خمسللج مواض ل‬

‫وه ا هو أقوى دلي ى ن أن خ يا اختصر كتابه من «جواهر العقود» البن شاس م أن ه ا‬

‫األخير ي ر يقول‪ :‬أبدا ما اختصرنه م ه‪ ،‬ما هو دليلهم عليه؟‬

‫قالوا‪ :‬أيك يا خ ي نابعته ه ا الرغأ دل ى ن أيك ياق م ه‪.‬‬

‫وه لا يلأيت الفرق‪ ،‬و ل للك أليس المالكية يقولون‪« :‬انق انفلاقلا بن رشللللد ‪-‬يقصللللدون‬

‫الحفيلد طنعلً ليس الجلد‪ -‬واحتملاال النلاجي»‪ ،‬لإذا جلاءك احتملال ىن الشلللليل أبو الوليلد‪،‬‬
‫‪38‬‬

‫واحتمال ىن القاضي أبو الوليد فمن الذي يتقى منهما؟ الناجي؛ أيهما الناجي؟ القاضي‪.‬‬

‫طنعا بعض لهم يقول الواج أن ي ون الع س‪ ،‬ألن ابن رشللد ‪-‬كاهما قاض لي‪ -‬ل ه‬

‫ى ن ذلك ى دهم‪.‬‬ ‫أشهر القضاء من الناجي‪ ،‬ل ن اصغ‬

‫وه ا أمث ج كثيرة جدا‪.‬‬

‫أبو محمد‪ ،‬أبو إسحاق أحيايا م ه الواحد أبو إسحاق ى ن اث ين‪.‬‬

‫الش افعية إذا قالوا‪« :‬الشللليل أبو إسلللحاق» هو الشللليرازي‪ ،‬وإذا قالوا‪« :‬األسلللتاذ أبو‬

‫إسحاق»؛ هو اإسفرايي ي وه ا‪.‬‬

‫المالكية‪ :‬الشليل أبو محمد؛ هو ابن أبي زيد القيرواين‪ ،‬القاضلي؛ أبو محمد هو القاضلي‬

‫ىند الوهاب بن يصر ‪-‬وال ال يا شيل‪ -‬ىند الوهاب بن يصر الن دادي الت ني‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬معرفة ترتيب األبواب‬

‫اإيسللان يعر نرني األبواب ل ي يجد المسللألج مر تها‪ ،‬يعر نرني األبواب‬

‫ما ال ي يقدع ى ن بعضها‪ ،‬وه ا ألب يه اآن المعاصرين يع ي‪ :‬كتب‪ ،‬وفائدد معرفتها‪:‬‬

‫أيك نعر مر ج الناب بسرىج‪ ،‬اآن سه معر ج األبواب‪ ،‬كيف سهل؟‬

‫رتة من خمس ىشلللر سلل ج‪ ،‬ثم جاء اآن الحاسلل‬ ‫وجد ال عوب ى ن ال ت قن‬

‫آخر‬ ‫ثواين‪ ،‬يرربك النلاب؛ نريلد بلاب الجهلاد‪ ،‬هل هو بعلد الحج وال‬ ‫يررجهلا للك‬

‫ال تاب‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫اآن بسللهولج نسللتغي الوصللول إليه‪ ،‬ول ن قن كان بعض الصللعوبج أو ى دما ن ون‬

‫م تنج ىامج ال يتحص ى يك‪ ،‬معر ج الرتني مهم جدا‪.‬‬

‫األمر الثال ‪ :‬أنه لبد من معرفة الكتب‪.‬‬

‫وهل ه مهملج ل فقله بلالقوة‪ ،‬البلد من معر لج ال تل ‪ ،‬وهل ا الع م يقل بلالوجلاد كثير من‬

‫جزئيلانله وأى ي بلالوجلادة بلال تل ؛ يقل بلالوجلادة حتن يق وا اإجملاع ى ن أن الوجلادة‬

‫معمول هبا‪ ،‬وهو القراءد من الكتب‪.‬‬

‫وأهم ما يعرف بكتب ثلثة أمور‪:‬‬

‫‪ ‬أن تعرف أول‪ :‬ما الفرق بينها من حي التجريد والتدليل‪.‬‬

‫إن بعض ال ت جرد من األدلج‪ ،‬وبعضها ذكر يها األدلج مفص ج‪.‬‬

‫‪ ‬األمر الثاين‪ :‬يجب علي أن تعرف ما هو نوع الدليل الذي يذكر‪.‬‬

‫لإن بعض ال تل يع ن بلالتع يل والقواىلد والم لاطلا ‪ ،‬وه ذه الكت ب تفي دك بم اذا؟‬

‫نعر األصول ونعر القواىد التي ن اط ى يها األح اع‪ ،‬وه ه مفيدة بعد معر ج الفروع ما‬

‫ننتدأ هبا ه اك يوع من األدلج‪.‬‬

‫‪ ‬النوع الث ال ‪ :‬الل ي يع ن بلاألدللج ال صلل ليلج‪ ،‬هل ه مفيلدة ل مرء أول ى مله؛ معر لج‬

‫الفروع ل ي يربط ال صوص باألح اع بالفروع‪.‬‬

‫ولل للك نعجل بعض ال لاس يقول ل ‪ :‬يلا أخي هل ا ال تلاب الفقهي ال يوجلد يله وال‬
‫‪40‬‬

‫حدي ‪ ،‬أو ه ا ال تاب نرك االستدالل بالحد وذه ل مع ن؛ وهو القياس‪.‬‬

‫نقول‪ :‬يعم ىم ه صلللحي ؛ ألن من أراد ال صلللوص لها كتنها المرصلللوصلللج‪ ،‬الفقهاء‬

‫جع وا كتلابين؛ يوىين من األدللج ثم ق الوا‪« :‬إن ن لك ننتلدأ هبلا ل ي نربط ال صللللوص التي‬

‫التي هي‬ ‫ل م للاطللا‬ ‫ذلللك وربغتلله رجعل‬ ‫حفرتهللا بللالفروع التي ىر تهللا‪ ،‬ثم إذا ىر ل‬

‫الع »‪.‬‬

‫ولذل القواعد الفقهية ما هي؟ هي نع يا الفقهاء ل فروع الفقهيج‪.‬‬

‫اق نها الويشلريسلي «إيضا السالك» ‪-‬أشهر كتاب القواىد الفقهيج ى د المال يج‪-‬‬

‫يقول‪« :‬ك القواىد الفقهيج اسللتررجتها من كتاب واحد وهو‪« :‬شللر الت قين» ل مازري»‪،‬‬

‫ال ي ذكرنه ل م ‪-‬قن ق ي ‪ -‬ال ي يسلمن اإماع‪ ،‬ايرر كيب اسلتررجها‪ ،‬يرر التع يا‬

‫والم اطا ق نها جع ها قواىد‪.‬‬

‫‪ ‬األمر األخير يف معرفة الكتب الثال معرفة نوع الخلف الذي يذكر‪.‬‬

‫لإن من ال تل ملا نل كر الرا ال لازل المل هني‪ ،‬وبعضلل لهلا أدين ال نل كر إال روايتين‬

‫كصاح «ال ا » المو ق ال ي كر إال روايتين ما يتجاوز‪ ،‬تعر الروايتين‪.‬‬

‫وه اك ما هو يع ن بأكثر كل «اإيصا » كل «العزيز» ه ا يع ن أكثر من روايتين‪.‬‬

‫إذن‪ :‬نعر يوع الرا ال ي ي كرويه‪.‬‬

‫ه اك بعض ال ت ن كر الخلف العالي خا بين م هنين الشلا عي والح ن ي‪ ،‬مث ‪:‬‬


‫‪41‬‬

‫كتاب يوسب ابن ىند الهادي‪ ،‬ومث ‪ :‬كتاب الشمس ابن القيم إيما هو الفرق بين الح اب ج‬

‫والشا عيج‪.‬‬

‫الشلا عيج والح فيج‪ :‬كتاب «رؤوس المسلائ » ل زمرشلري‪ ،‬وكتاب السلمرق دي ال ي‬

‫هو يحو مع ن ه ا‪.‬‬

‫إذن‪ :‬نعر ما هو الرا ال ي ي كره‪ ،‬ما فائدد هذا؟‬

‫هل ه‬ ‫أحللد اللنللاحلثليلن ا لملتلمليلزيلن قللال للي ملرة‪ :‬أن ا لملرداوي إذا قللال‪« :‬ال خلا‬

‫المسللللأللج»؛ يع ي أيله إجملاع‪ ،‬يقول لله رير صللللحي ‪ ،‬لم اذا؟ ألن الرا الل ي يقصللللده‬

‫المرداوي ليس الرا العالي؛ الجماع‪ ،‬يقصد الرا الم هني‪.‬‬

‫الم ه ‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬ال خا‬

‫ولذل يقول ش يي الس لم‪« :‬إن المسلألج إذا لم ي ن يها إال روايج واحدة الم ه‬

‫يهلا‪ ،‬في ال لالل أن اللدليل ال صللللي معهلا‪ ،‬ا نرتك هل ا الرأي»‪ ،‬ال نرتكله؛‬ ‫ال خا‬

‫ال ال أيه معه‪.‬‬

‫األمر قبل األخير ‪-‬وتنتهي محاض رتنا اليوم‪ -‬أن يعنى المرء بمعرفة المعتمد من النقول‬

‫والكتب‪.‬‬

‫يس كل ملا كتل ‪ ،‬وال كل ملا يقل بمعتملد‪ ،‬لإن من ال تل ملا ليس بمعتملد‪ ،‬دىويلا ينلدأ‬

‫بالح فيج‪ :‬وقد ن م الشليل ىند الحي ال وي مقدمته لللللل‪« :‬الهدايج»‪ ،‬و كتابه «الفوائد‬
‫‪42‬‬

‫النهيلج» ىلدد كتنلً من كتل الح فيلج رير معتملدة ى لدهم‪ ،‬حتن إيهم لمزوا بعض ال تل ى ن‬

‫جالج قدرها وشهرهتا ىدع االىتماد ى يها‪ ،‬مثا‪:‬‬

‫«المحيط الربهلاين» البن ملازة كتلاب ضللللرم جلدا‪ ،‬قلالوا‪« :‬إيله رير معتملد»‪ ،‬لملاذا؟ أليله‬

‫ي ق من كت مجهولج‪.‬‬

‫ب بعضلهم لمز «المنسلوط» ل سلرخسلي أو ل سلرخسلي الوجهان صلحيحان يص ى يها‬

‫بن حجر‪ ،‬قالوا‪ :‬أليه ألفه السجن‪ ،‬كان بعيدا ىن ال ت ‪.‬‬

‫المقصود ما هي ال ت المعتمدة ورير المعتمدة؟‬

‫يضللللرب مثلاال بمل هل الح لاب لج‪ :‬الح لاب لج طريقلج أبي ب ر الرال ون ميل ه أبو ب ر ىنلد‬

‫العزيز أن ما ايفرد به ح ن بن إسلحاق ىن ىمه اإماع أحمد ي ون روايج شلاذة‪ ،‬كيب؟ إذن‪:‬‬

‫ىر ا ال قول ما المعتمد وما رير المعتمد‪.‬‬

‫ومث له ى لد الملال يلج والشلل لا عيلج ملا هي ال تل ؟ كل مل هل ينين للك ال تلاب المعتملد‬

‫ورير المعتمد‪.‬‬

‫ول لك معر ج من ال ي ي سل ل ل م ه مهم‪ ،‬وأضلللرب لك مثاال‪ :‬ى دما نجد ل اع‬

‫الشليل م صلور النهويت نوس سل ج خمسلين وألب من الهجرة كامً قد نفرد به‪ ،‬لم يسلنقه إليه‬

‫أحد من أئمج الم ه المعتمدين ا يصل لك أن ن سلنه م هنً ل ح اب ج‪ ،‬وإن كان الشليل‬

‫م صور شيل الم ه وك من جاء بعده ن مي ى يه وال شك‪.‬‬


‫‪43‬‬

‫المسألة األخيرد‪ :‬معرفة اليمان الذي كتب به‬

‫رع قهي كتلاب ي زل ى ن زملاي لا‪ ،‬لإن كثيرا من األح لاع يزلل ى ن‬ ‫لإيله ليس كل‬

‫أىرا معي لج‪ ،‬ولذل يقول ابن عابدين‪« :‬إن المرء ال يلدخل ب لدا وي ون ذاك المرء حلا رلً‬

‫ل ت ظاهر الروايج السلللتج‪ :‬الجام ال نير والصللل ير‪ ،‬والسلللير الصللل ير وال نير‪ ،‬وال‬

‫والزيادا ك ها لمحمد بن الحسن‪ ،‬وال يح له أن يفتي لعدع ى مه بعر هم»‪.‬‬

‫كل للك ال تل ال يحل الفتوى من ال تل ‪ ،‬ولل للك ه لاك منحل طويل ألهل الع م‪:‬‬

‫قضليج الفتوى من ال ت أيه ال يجوز إال بشلروط‪ ،‬ألن كثيرا من األح اع م اطه بأزمان معي ج‬

‫ثير من األح للاع المتع قللج بللال رر متع قللج‬ ‫دون أزمللان‪ ،‬وم هللا مللا يتع ق بنللاب ال رر‪،‬‬

‫باألزمان‪ ،‬الزمن اخت ب اآن‪ ،‬وسائ التقييس والوزن اخت ف ىن الزمان األول‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للجميع التوفيق والسداد‪،‬‬


‫ٍ‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫وصلى اهلل وسلم على نبينا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مارضة ألقيت‬
‫َّ‬
‫ع الفرتة من اخلامس إىل اثلالث مرش من شهر اهلل املحرم‬
‫ألف وأربعمائة واثنان وثالثي‬
‫لع م ٍ‬
‫بمسجد س يمان الراجيح بيح الصفا بمدينة ِّ‬
‫الرياض‬

You might also like