Professional Documents
Culture Documents
Volume 24: No. 94 - Ramadan - 1437 A.H. - June 2016
Volume 24: No. 94 - Ramadan - 1437 A.H. - June 2016
ال�سنة الرابعة والع�شرون :العدد الرابع والت�سعون ـ ـ رم�ضان 1437هـ /جون (حزيران ـ ـ يونيو) 2016م
ت�صـدر عـن ق�سم الدرا�سات
والن�شر وال�ش�ؤون الخارجية
ب���م���رك���ز ج���م���ع���ة ال��م��ـ��اج��ـ��د
ل����ل����ث����ق����ـ����ـ����اف����ة وال�����ت�����ـ�����ـ�����راث
Volume 24 : No. 94 - Ramadan - 1437 A.H. - June 2016
ال�سنة الرابعة والع�شرون :العدد الرابع والت�سعون ـ ـ رم�ضان 1437هـ /جون (حزيران ـ ـ يونيو) 20١6م
Published by:
Department of Studies, Publications and Foreign Affairs
Juma Al Majid Center for Culture and Heritage
ال�شروط الخا�صة بن�شر كتب محكمة �ضمن �سل�سلة �آفاق الثقافة والتراث �شروط الن�شر في المجلة
� - 1أن يكون المو�ضوع المطروق متم ّيزًا بالج ّدة والمو�ضوعية وال�شمول والإثراء المعرفي ،و�أن يتناول �أحد �أمرين: � - 1أن يكون المو�ضوع المطروق متم ّيزً ا بالج ّدة والمو�ضوعية وال�شمول والإثراء المعرفي ،و�أن يتناول �أحد �أمرين:
-ق�ضية ثقافية معا�صرة ،يعود بحثها بالفائدة على الثقافة العربية والإ�سالمية ،وت�سهم في تجاوز الم�شكالت -ق�ضية ثقافية معا�صرة ،يعود بحثها بالفائدة على الثقافة العربية والإ�سالمية ،وت�سهم في تجاوز الم�شكالت
الثقافية. الثقافية.
-ق�ضية تراثية علمية ،ت�سهم في تنمية الزاد الفكري والمعرفي لدى الإن�سان العربي الم�سلم ،وتثري الثقافة -ق�ضية تراثية علمية ،ت�سهم في تنمية الزاد الفكري والمعرفي لدى الإن�سان العربي الم�سلم ،وتثري الثقافة
العربية والإ�سالمية بالجديد. العربية والإ�سالمية بالجديد.
� - 2أ ّال يكون الكتاب جز ًءا من ر�سالة الماج�ستير �أو الدكتوراه التي �أع ّدها الباحث ،و�أ ّال يكون قد �سبق ن�شره على � ّأي � - 2أ ّال يكون البحث جز ًءا من ر�سالة الماج�ستير �أو الدكتوراه التي �أع ّدها الباحث ،و�أ ّال يكون قد �سبق ن�شره على � ّأي
نح ٍّو كان ،وي�شمل ذلك الكتب المقدمة للن�شر �إلى جه ٍة �أخرى� ،أو تلك التي �سبق تقديمها للجامعات �أو الندوات نح ٍو كان ،وي�شمل ذلك البحوث المقدمة للن�شر �إلى جه ٍة �أخرى� ،أو تلك التي �سبق تقديمها للجامعات �أو الندوات
العلمية وغيرها ،ويثبت ذلك ب�إقرار بخط الباحث وتوقيعه.
العلمية وغيرها ،ويثبت ذلك ب�إقرار بخط الباحث وتوقيعه.
لن�صو�ص �شرعية �ضبطها بال�شكل مع الد ّقة في الكتابة ،وعزو الآيات ٍ - 3يجب �أن ُيراعى في الكتب المت�ضمنة
القر�آنية ،وتخريج الأحاديث النبوية ال�شريفة. لن�صو�ص �شرعية �ضبطها بال�شكل مع الد ّقة في الكتابة ،وعزو الآيات ٍ - 3يجب �أن ُيراعى في البحوث المت�ضمنة
- 4يجب �أن يكون الكتاب �سلي ًما خال ًيا من الأخطاء اللغوية والنحوية ،مع مراعاة عالمات الترقيم المتعارف عليها القر�آنية ،وتخريج الأحاديث النبوية ال�شريفة.
في الأ�سلوب العربي ،و�ضبط الكلمات التي تحتاج �إلى �ضبط. - 4يجب �أن يكون البحث �سلي ًما خال ًيا من الأخطاء اللغوية والنحوية ،مع مراعاة عالمات الترقيم المتعارف عليها
- 5يجب اتّباع المنهج العلمي من حيث الإحاطة ،واال�ستق�صاء ،واالعتماد على الم�صادر الأ�صيلة ،والإ�سناد، في الأ�سلوب العربي ،و�ضبط الكلمات التي تحتاج �إلى �ضبط.
والتوثيق ،والحوا�شي ،والم�صادر ،والمراجع ،وغير ذلك من القواعد المرعية في البحوث العلمية ،مع مراعاة - 5يجب اتّباع المنهج العلمي من حيث الإحاطة ،واال�ستق�صاء ،واالعتماد على الم�صادر الأ�صيلة ،والإ�سناد،
�أن تكون مراجع ك ّل �صفحة وحوا�شيها �أ�سفلها. والتوثيق ،والحوا�شي ،والم�صادر ،والمراجع ،وغير ذلك من القواعد المرعية في البحوث العلمية ،مع مراعاة
- 6بيان الم�صادر والمراجع العلمية وم�ؤلفيها في نهاية ك ّل كتاب مرتبة ترتي ًبا هجائ ًّيا تب ًعا للعنوان ،مع بيان جهة �أن تكون مراجع ك ّل �صفحة وحوا�شيها �أ�سفلها.
الن�شر وتاريخه. - 6بيان الم�صادر والمراجع العلمية وم�ؤلفيها في نهاية ك ّل بحث مرتبة ترتي ًبا هجائ ًّيا تب ًعا للعنوان مع بيان جهة
وجه واحدمجموعا بالحا�سوب� ،أو مرقو ًنا بالآلة الكاتبة� ،أو بخط وا�ضح ،و�أن تكون الكتابة على ٍ ً � - 7أن يكون الكتاب
الن�شر وتاريخه.
من الورقة.
- 8على الباحث �أن يرفق ببحثه نبذة مخت�صرة عن حياته العلم ّية ،مب ّي ًنا ا�سمه الثالثي ودرجته العلمية ،ووظيفته، وجه
بخط وا�ضح ،و�أن تكون الكتابة على ٍ مجموعا بالحا�سوب� ،أو مرقو ًنا على الآلة الكاتبة� ،أو ٍ
ً � - 7أن يكون البحث
ق�سم وكلية وجامعة� ،إ�ضاف ًة �إلى عنوانه ،و�صورة �شخ�صية ملونة حديثة. واحد من الورقة.
ومكان عمله من ٍ
- 9يمكن �أن يكون الكتاب تحقي ًقا لمخطوطة تراثية ،وفي هذه الحالة تتبع القواعد العلمية المعروفة في تحقيق - 8على الباحث �أن يرفق ببحثه نبذة مخت�صرة عن حياته العلم ّية مب ّي ًنا ،ا�سمه الثالثي ودرجته العلمية ،ووظيفته،
التراث ،وترفق بالكتاب �صور من ن�سخ المخطوط المح ّقق الخط ّية المعتمدة في التحقيق. ق�سم وكلية وجامعة� ،إ�ضاف ًة �إلى عنوانه و�صورة �شخ�صية ملونة حديثة. ومكان عمله من ٍ
� - 10أن ال يقل الكتاب عن مئة �صفحة وال يزيد عن مئتين. - 9يمكن �أن يكون البحث تحقي ًقا لمخطوطة تراثية ،وفي هذه الحالة تتبع القواعد العلمية المعروفة في تحقيق
- 11تخ�ضع الكتب المقدمة للتقويم والتحكيم ح�سب القواعد وال�ضوابط التي يلتزم بها ،ويقوم بها كبار العلماء الخطية المعتمدة في التحقيق. التراث ،وترفق بالبحث �صور من ن�سخ المخطوط المح ّقق ِّ
والمخت�صين ،ق�صد االرتقاء بالبحث العلمي خدم ًة للأ ّمة ورف ًعا ل�ش�أنها ،ومن تلك القواعد عدم معرفة المحكمين � - 10أن ال يق ّل البحث عن خم�س ع�شرة �صفحة ،وال يزيد عن ثالثين.
�أ�سماء الباحثين ،وعدم معرفة الباحثين �أ�سماء المحكمين� ،سواء وافق المحكمون على ن�شر البحوث من غير مالحظـات
تعديل �أو �أبدوا بع�ض المالحظات عليها� ،أو ر�أوا عدم �صالحيتها للن�شر. ٍ - 1ترتيب البحوث في المجلة يخ�ضع العتبارات فنية.
مالحظـات
- 2ال ُترد البحوث المر�سلة �إلى المجلة �إلى �أ�صحابها� ،سواء ن�شرت �أو لم تن�شر.
- 1ما ين�شر في هذه ال�سل�سلة من �آراء يع ّبر عن فكر �أ�صحابها ،وال يم ّثل ر�أي النا�شر �أو اتجاهه.
- 2ال ُتر ّد الكتب المر�سلة �إلى �أ�صحابها� ،سوا ًء ن�شرت �أو لم تن�شر. - 3ال يجوز للباحث �أن يطلب عدم ن�شر بحثه بعد عر�ضه على هيئة تحرير المجلة �إ ّال لأ�سباب تقتنع بها هيئة
- 3ال يجوز للباحث �أن يطلب عدم ن�شر كتابه بعد عر�ضه على التحكيم �إ ّال لأ�سباب تقتنع بها اللجنة الم�شرفة على التحرير ،وذلك قبل �إ�شعاره بقبول بحثه للن�شر.
�إ�صدار ال�سل�سلة ،وذلك قبل �إ�شعاره بقبول كتابه للن�شر. بحث مخالف لل�شروط المذكورة. - 4ت�ستبعد المجلة � ّأي ٍ
كتاب مخالف لل�شروط المذكورة. ُ - 4ي�ستبعد � ّأي ٍ - 5تدفع المجلة مكاف�آت مقابل البحوث المن�شورة� ،أو مراجعات الكتب� ،أو � ّأي �أعمال فكرية.
- 5يدفع المركز مكاف�آت مقابل الكتب المن�شورة وثالثين ن�سخة من الكتاب المطبوع. - 6يعطى الباحث ن�سختين من المجلة.
مركــــز جمعــة المــاجــد للثقــــــــافة والتــــــــراث
Juma Al Majid Center for Culture and Heritage
�إ�شعار بالت�سلم
، و بعد،ال�سالم عليكم و رحمة اهلل و بركاته Acknowledgement of Receipt
: اال�سم الكامل
.) من مجلة �آفاق الثقافة و التراث94( ف�إنه ي�سرنا �أن نبعث �إليكم بن�سخة من العدد Name :
.راجين التف�ضل ب�إر�سال �إ�شعار الت�سلم المرفق بالمجلة �إلينا Institution : الم�ؤ�س�سة
مع خال�ص �شكرنا و تقديرنا لح�سن تعاونكم معنا : العنوان
Address
و تف�ضلوا فائق االحترام و التقدير
P.O. Box : : �صندوق البريد
Dear Sir ;
Attached is one copy of Afaq Al-Thaqafa wa Al- Turath maga- No. of Copies: : عدد الن�سخ Issues No.: : العدد
zine, issue No ( 94 ). Please send back the enclosed receipt of
Acknowledgement after filling in the required infomation. Subscription ا�شتراك Exchange تبادل Gift �إهداء
Thank you for your kind cooperation : التوقيع : التاريخ
Signature : Date :
We remain
Gift �إهداء
Exchange تبادل
Subscription ا�شتراك
ق�سيمة ا�شتراك
Subscription Order Form
عدد ال�سنوات �أكثر من �سنة �سنة
of Years More Than One Year One Year
.راجين التف�ضل ب�إر�سال �إ�شعار الت�سلم المرفق بالمجلة �إلينا Institution : الم�ؤ�س�سة
مع خال�ص �شكرنا و تقديرنا لح�سن تعاونكم معنا : العنوان
Address
و تف�ضلوا فائق االحترام و التقدير
P.O. Box : : �صندوق البريد
Dear Sir ;
Attached is one copy of Afaq Al-Thaqafa wa Al- Turath maga- No. of Copies: : عدد الن�سخ Issues No.: : العدد
zine, issue No ( 94 ). Please send back the enclosed receipt of
Acknowledgement after filling in the required infomation. Subscription ا�شتراك Exchange تبادل Gift �إهداء
Thank you for your kind cooperation : التوقيع : التاريخ
Signature : Date :
We remain
Gift �إهداء
Exchange تبادل
Subscription ا�شتراك
ق�سيمة ا�شتراك
Subscription Order Form
عدد ال�سنوات �أكثر من �سنة �سنة
of Years More Than One Year One Year
ال�سنة الرابعة والع�شرون :العدد الرابع والت�سعون ـ ـ رم�ضان 1437هـ /جون (حزيران ـ ـ يونيو) 20١6م
مديــر التحرير
ردمد 1607 - 2081
د .عز الدين بن زغيبة
�سكرتير التحرير
�أ .منى مجاهد المطري
المجلة م�سجلة في دليــــل
هيئة التحرير �أولريخ الدولي للدوريات
�أ .د .ف ــاطـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــة ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغ تحت رقم 349378
�أ .د .حمزة عبد اهلل الماليباري
�أ .د� .سالمة محمد الهرفي البلوي
د .م���ح���م���د �أح����م����د ال��ق��ر���ش��ي
افتتاحية العـدد
وهذا �إقرار من ال�شريعة ب�أن المال حق للذي اكت�سبه بطريق من الطرق ال�صحيحة �شرعاً؛
لأن حق االكت�ساب للمال يخول المرء حيازته واال�ستبداد به عن الغير ,فال يباح �إال ب�إباحته,
ويمنع بمنعه ,وال يت�صرف في جزء منه �إال ب�إذنه ,ف�أ�صبحت له �سلطة على ما اكت�سبه� ,صار معها
حق اهلل تاب ًعا لحقه ,قال ابن عبد ال�سالم� ...( :أما الأموال فحق اهلل تعالى فيها تابع لحقوق
العباد ,بدليل �أنها تباح ب�إباحتهم ,ويت�صرف فيها ب�إذنهم) ،ومن ثم ا�ستحق مكت�سب المال �صفة
المالك تميي ًزا ل�سلطته على ما اكت�سب عن غيره من الخلق ,قال �صلى اهلل عليه و�سلم" :كل ذي
مال �أحق بماله ،وكل ذي حق �أحق بحقه ،وكل ذي ملك �أحق بملكه".
ال لعمر بن واعتباراً لمعنى حرية الت�صرفات المالية ,جاء عن مالك �أنه بلغه �أن عام ً
عبد العزيز على �آيلة كتب �إليه� :أن قومي يمترون القمح منها �إلى غيرها ,و�أنه بلغني �أن �أمير
الم�ؤمنين منع طعا ًما �أن ينتقل.
فكتب �إليه عمر بن عبد العزيز :ما ظننت �أن �أحد �أبه لهذا ,و�أن اهلل تعالى �أحل البيع
وحرم الربا ,فخل بين النا�س ،وبين البيع واالبتياع ,قال مالك ( :كان من العيب الذي يعاب به
من م�ضى ,ويرونه ظل ًما عظي ًما منع التجر).
ول��وال اعتبار حرية الت�صرف ف��ي الأق ��وال والأع �م��ال ،لما كانت الإق� ��رارات ,والعقود,
وااللتزامات ,و�صيغ الو�صايا ,والوقف ,م�ؤثرة �آثارها؛ ولذلك ال يلتفت �إليها متى تحقق �أنها
�صدرت في حالة �إكراه ،وبنا ًء على هذا ذهب الحنفية �إلى �أنه لو تعاقد اثنان على عدم اال�شتغال
في التجارة يكون ذلك العقد غير مفيد؛ لأن حرية الإن�سان في اختيار الو�سيلة الم�شروعة
الكت�سابه من النظام العام في الإ�سالم فال ينبغي تقييدها.
وا�ستنا ًدا �إلى هذه المعاني اتفق العلماء على ا�شتراط االختيار ,و�إطالق الت�صرف في
ال�شخ�ص الذي يبا�شر عقد البيع ،و�إال ف�إن البيع ال ي�صح.
ومما يندرج تحت هذا المعنى قول المالكية بف�سخ بيوع الثنايا ما دام البائع متم�س ًكا
مقدمة
ال يخفى على المهتمين بالدراسات األدبية والنقدية في الجزائر إسهامات الشاعر والناقد
مقـــاالت
الجزائري "رمضان حمود" في تحديث الدرس النقدي ،ومحاولة التأسيس لمدرسة نقدية
جزائرية تتبنى الطرح المعاصر لالرتقاء باألدب العربي وجعله في مصاف األدب العالمي،
وقبل أن ننزلق إلى الوقوف على أدب الرجل ،وإبراز مالمح التجديد في أدبه من خالل
شخصيته وجهوده الجبارة في تطوير األدب الجزائري وجب التعريف به ،فمن يكون؟.
بلغة غير لغته على الرغم من حداثة المناهج ولد الشاعر والناقد الجزائري "رمضان
التعليمية آنذاك ،لكنَّه من ناحية أخرى ال يجد حمود" سنة (1906م) ،وتوفي سنة (1929م)
تاريخ شعبه ومقوماته وتراثه الديني والثقافي بغرداية ،فقد تأثر باألخالق الطيبة واالستقامة
واللغوي واألدبي ضمن تلك المناهج ،مع علمه �ب ال��وط��ن ،وه��ي شيم غرسها
في الدين وح� ّ
َّ
أن المدارس الجزائرية التي كانت في زمنه ال فيه ج ّده ووال��ده قبل أن يبلغ سن السادسة من
تملك مناهج عصرية في التعليم نتيجة ضغط عمره ،والتحق بإحدى المدارس الفرنسية بمدينة
المستدمر عليها. غليزان ،أين بدأت مواهبه ُت ِ
ظهر تفوقه واجتهاده
قرر "رمضان" أن يبدأ رحلة علمية إلى
َّ ونبوغه ،وهو في تلك المرحلة من العمر ،وعلى
زيتونة تونس أين التقى بمشايخها وعلمائها الرغم من صغر سنه إال أنّه أدرك ما يدركه
وبخاصة الجزائريين منهم أمثال :أبو اليقظان، المفكرون الكبار بما يعانيه التعليم في أرضه
واطفيش ،والثميني ،وغيرهم كثير . المغتصبة من قبل الفرنسيين ،فهو يقرأ ويتعلم
آفاق الثقافة والتراث 6
تمام االختالف عصوره المتقدمة ،فهو يحتاج إلى فانكب على
ّ وجد "رمضان" ضالته بتونس،
دواء ناجع يوافق علَّته ،ومزاج طبيعته المنغمسة المطالعة وكتابة الشعر وفنون الخط العربي ،ثم
إن لكل زمان رجاال ،ولكل الجو الحارَّ ،
في حالة ِّ انظم إلى مدارس السالم والخلدونية والقرآنية
أدب مخصوصا به ال يزن أن يقلِّده بالجيل الذي درس علوم
األهلية والجامع األعظم؛ حيث َ
يليه"(((. اللغة والطبيعة والتاريخ والجغرافيا والتشريح
�س� ّ
�ل في سنة والهندسة ،توفي إث��ر م��رض ال� ّ
ورمضان حمود بهذا الرأي يرى َّ
أن األدب
ً
لصيقا باألدب العربي الجزائري ال يمكنه أن يكون (1929م) بمسقط رأسه غرداية.
القديم؛ ألنه – في نظره – جاوز مرحلة أخرى بداياته النقدية
تختلف تما ًما عن العصور المتقدمة في تلميح إلى
كان من الواضح بعد أن اطلع "حمود" على
تغيُّر اإلنسان بتغيُّر أسلوب حياته وتفكيره وحتى
اآلداب األجنبية أن يحاول عصرنة األدب العربي
بعض جوانبه اللغويةِ ،م َّما يفرض عليه أن ينظر
بدعوته إلى االحتكاك باآلداب الغربية -محاكاة
إلى الحياة بمنظار عصره ويكتب بما يخدم بنيته
أن الشعر الجزائريوليس تقلي ًدا ،-فقد رأى ّ
االجتماعية ،و"حمود" هنا في إشارة إلى ارتباط
سؤال بات من التقليدي القديم الذي يمكن أن يجذبه إلى
الحداثة األدب بالحياة ،وهو ما يعرف ب"االلتزام" ،فهو
مراحل االنحطاط التي عرفها األدب من قبل.
ومرجعيته ممزق األطراف بفعليعيش في مجتمع عربي َّ
لقد أدرك "حمود" َّ
أن الوقت قد حان لتجديد
في الفكر انتداب لبعض األطراف واغتصاب –استدمار–
الشعر ليساير العصر كما فعل الغربيون –شعراء
النقدي لدى بلغة االستعمار ألقطار أخرى ،فهو يحاول أن
الثورة الفرنسية -فليست لغة الشعر الشكسبيرية-
"رمضان يقول َّ
إن على األديب أن يكون ابن بيئته ولسانها
حمود" الذي يتكلم بها ويتأثر بآالمها ويدافع عن مقوماتها على الرغم من مكانتها -هي لغة الشعر عند
وحريتها ،وه��و ما لمحه في األدب الغربي إليزابيت باريت مثلاً ،ولتحرير الشعر من قيود
وبخاصة بعد الثورة الصناعية كانت موضوعات التقليد الب ّد من أن يبدع الشعراء في موضوعات
األدب تعالج قضايا ترتبط بالحياة عامة ،وهذا ما يطوروا لغة
هي من صميم الحياة الراهنة ،وأن ِّ
أراده "حمود" في دعوته إلى تطوير األدب بعي ًدا الشعر كي تؤثر في المتلقي المعاصر الذي ال يشبه
عن أسئلة الرجوع إلى تراث القدامى واستلهامه. القدامى وال يستطيع أن يكون مثلهم ،يقول" :أنا
ال أقصد بالترجمة الترجمة اللفظية واالختالس
ومع هذا كانت رسالته في نقد الشعر أقوى،
والمسخ وقتل األدب بالسيوف العجمية شر قتلة...
يمس بجوهر الشعر العربي وقيمتهدون أن َّ
بتحطيم األوضاع والقواعد األساسية والبالغة
اللغوية والتاريخية والحضارية.
العربية واالمتيازات والفروق التي بني عليها
مفهومه الشعر وأتفوه
َّ وأكرر بكل حرية،
كل قوم ...ولكن أقول ِّ
دافع "حمود" عن الشعر بوصفه فنًّا وموهبة إن األدب العربي مريض ومشرف بما أعتقدَّ ...
من ناحية ،ورسالة وحضارة من ناحية أخرى، على الهالك إن لم يتداركه أبناؤه في عصر خالف
7 آفاق الثقافة والتراث
بيت في سوق من أسواقهم ،وال في مجتمع من يقول" :هو أعلى منزلة من أن يتناوله هؤالء
مجتمعاتهم ،وال تُ ُح ِّد َث عنه بذلك"(((. النظامون الماديون عبيد التقاليد وأعداء االختراع؛
وصدق اإلحساس عند "حمود" هو أساس إذ ال ي��درك كنهه إال من له فكر ثاقب وعقل
نجاح التجربة الفنية للشاعر الذي شبَّهه بالرسام دره
صائب ،وذوق سليم ،حتى يقدر أن يستخرج َّ
الذي يعتمد على ثالثية الشعور والعين والخيال من صدفه ،وسمينه من غثه ،ومن ينبش دفائنه
بغير هذه اآلالت الثالث فقد ح��اول مستحيلاً
الذهني وما يربط كل ذلك بالموهبة؛ حيث يقول:
" الشاعر من هذه الوجهة ال يختلف عن الرسام عسيرا "(((.
ً أمرا
وطلب ً
تزود
الر َّسام ال ينجح إال إذا َّ في شيء ،فكما َّ
أن َّ وه��ذا الكالم ي � ّدل على مدى حرصه على
بطاقة حيَّة من الشعور ،وكان المنظر الذي يريد االرتقاء بالشعر دون الرجوع به إلى تقاليد
حاضرا في ذهنه وأم��ام عينيه ،كذلك
ً رسمه القدامى ،فهو يدلل كذلك على صفات الشاعر
َّ
الشاعر ال طاقة له على امتالك العقول واألخذ الحقيقي الذي تنصهر ملكاته ومواهبه وعواطفه
بأزمة النفوس إال إذا أجاد تصوير العواطف ليقدم فنًّا يخدم به الفن والواقع
في قالب واحد ِّ
الهائلة التي تقوم في ميدان صدره الرحب عندما والمجتمع في آن واحد.
للسامع عن خواطره الخاصة أو
يريد أن يعرب ّ القصيدة العربية
العامة ال مجرد تنسيق وتزويق وتكلف مشين
اهتم "ح��م��ود" بالقصيدة العربية شكلها
مقـــاالت
وكذب فادح؛ َّ
ألن هذا ِم َّما ينقص من قيمة الشعر ً
واصفا أنَّهما في تالحم تام ،وال ومضمونها،
والشعراء في األمة النبيهة"((( فالشاعر في نظر
يمكن فصلهما عن بعضهما؛ ألنَّهما يكمالن
"حمود" يصور المشاعر ليبعثها عبر كلمات ً
مركزا في نفس الوقت على الجانب بعضهما،
وعبارات محبوكة تصل إلى األسماع والعقول
الفني في الصورة الشعرية ،وبخاصة الصدق
والقلوب في انسجام وتناسق بين العاطفة والكلمة
إحساسا
ً الفني الذي يعبر عن قلب الشاعر المملوء
بعيدا عن التكلف الذي يشين الشعر وينقص من
وشعورا ،وضميره المفعم بالمبادئ والقناعات
ً
قيمة الشعر والشعراء في األمة النبيهة.
واألخالق.
الملكة الشعرية
ولكي يبرهن "حمود" على آرائ��ه النقدية
يع ّد "حمود" الشعر إلهام ووج��دان ،وهو وأف��ك��اره األدب��ي��ة ،استلهم فكرته من دستور
هنا متأثر بجماعة الديوان ،ويتقاطع مع فلسفة المسلمين ومرجعيتهم المقدسة وكتابهم العزيز،
أفالطون في نظرته العامة للفن والشعر باعتقاده فيقول" :ولو أنَّهم قصدوا بالشعر الوزن والقافية،
َّ
أن الشعر إلهام يتميز به فئة قليلة من الناس هم لما قالوا في بداية الدعوة المحمدية على صاحبها
أولئك الذين أوتوا مشاعر وعواطف وأحاسيس وأن صاحبهأن القرآن شعرَّ ، أفضل السالم َّ
تتناسق مع صور الطبيعة المتنوعة ،فالشعر عنده شاعر مجنون ،مع علمهم أنَّه كالم مرسل ال أثر
" إلهام وجداني ووحي الضمير ،والبد أن يصدر للوزن والقافية فيهَّ ،
وأن صاحبه لم يسمع منه
آفاق الثقافة والتراث 8
عنكم التكلف والتنطع في اللغة ،وأفرغوا المعنى حساسة في نفحاتها"((( ،وأن يكون من
عن نفس َّ
ً
معرفا حقيقة الجميل في اللفظ الجميل"((( ،ويقول النوع الذي يتسرب إلى أعماق النفوس المثيرة
الشعر(((: الحيَّة(((.
�ه� ْم َ َف� ُ�ق� ْ�ل� ُ
�ت لَ��هُ � ْم لَ� َّم��ا َت � َب� ُ
�اه��وا ِب��ق��وْ لِ� ِ
َّ
ولعل نظرته هذه تبين شخصيته التي تعشق
ِّ
الش ْع ُر اعلَ ُموا أَ َّن ُّ
الشعُو َر ُهوَ أَ َال َف ْ صراحة العواطف وصدق البوح الفني ،ساعيًا
لتحقيق الطابع االجتماعي اإلصالحي للشعر،
ي��ق َع ِ
��ار ٍف يق و َت ْ وَ لَ � ْي� َ َ ْ
��ز ِو ِ �س ِبتن ِم ِ يقول " :ولست من الذين يكتبون للتسلية والترويح
َف َما ِّ
الش ْع ُر ،إالَّ َما ي َِح ُّن لَ ُه َّ
الص ْد ُر المنمقة
عن النفس ،وال الذين يتذللون بالعبارات َّ
ِّ
(الش ْع ُر الحَ ِق ُ
يق) ِب َع ْي ِن ِه َف َ
��ذاك ُه��وَ الرقيقة ،ولكن أكتب ألفيد وأستفيد ال ليقال إنَّه
كتب ،بل ليقول لي ضميري أنَّك قمت بواجبك
وَ إِ ْن لَ ْم ي َُذ ْق ُه الجَ ا ِم ُد ،ال َمي ُِّت ،ال ِغ ُّر
وأديت ما عليك فكن مطمئ ًنا"(((.
ويعاتب حمود أولئك الذين يعيشون في القرن
إن نظرة "حمود" للشعر بوصفه رسالة َّ
العشرين ،ولكنهم يكتبون بلغة ام��رئ القيس
سؤال سامية وفنًّا راقيًّا ملتز ًما هي النظرة التي نشأ بها
الشاعر
َ وطرفة والمهلهل والجاهليين( ،((1ويدعو
الحداثة يكتب بلغة يفهمها الناس فيقول:
الفكر الفني عنده ،وبها تميّز ،إنتاجه الشعري،
(((1
بأن َ
ومرجعيته ودارت عليه معظم أفكاره النقدية ،فالقارئ
في الفكر لن ُيبَالوا إن أَ َت��وْ ا اس ق��و ٌم ْ في َّ
الن ِ لشعره يلمح شخصية االلتزام في الشعر ،والتي
النقدي لدى ��اء
��ن ٍ��ب��ي��ح ِب َ َ ��غ��ري��ب َل� ْ ِب َ
��ظ أو ق ِ ِ ��ف� ٍ ِ يمزجها برؤية نقدية واعية في تفاعل داللي
"رمضان َ ْ وَ َ يجعل المتلقي يتنقل بين الكلمات ،وبين المعاني
ير ِه ْم
وض ِم ِ لنف ِس ِهم ضعُوا الكال َم
حمود" تارة وبين تقنيات التواصل الشعري تارة أخرى،
��اء
��ل��� َي� ِ َال لِ� َ
�ل��أ َن�����ام َك���� ِع���� ْب���� َر ٍة َع� ْ
ِ إثبا ًتا لرسالة الشعر التي أرادها "حمود" للشعر
فمفهومه للشعر إذن أبعد ما يكون عن شياته بالمفهوم الحديث.
ومظاهره البديعية ،وأنفذ ما يكون إلى األسرار
موقف رمضان حمود من لغة الشعر
الخفية وراء األوزان والقوافي وإلى الروائع
المتعددة الملهمة لهذه األس��رار( ،((1فحمود في كان "رمضان حمود يؤمن َّ
بأن رسالة الشاعر
ون عن ِّر َ
األبيات يهاجم المتكلفين الذين ال يُ َعب ُ والشعر تحقق مبتغاها وغايتها الفنية والمعنوية
تحب الجمال وتهفو إليه، سابقة أدبية أو عن مل ٍة ُّ عندما يبتعد الشاعر عن التكلف ،ويستخدم لغة
بسيطة ،وأسلوبًا غير َّ
معقد ،وبذلك يستطيع
وإنَّما ترى في الشعر لغة صعبة وتكلفا( ،((1يقول:
��ل َه� ْ إن ال�� َت�� َك��لُّ َ
��ف وال�� َت��عَ�� ُّم َ تبليغ خطابه الشعري والتعبير عن أحاسيسه في
��ف���وَ ٌة َّ
قالب تتفاعل فيه عواطفه مع أحاسيس ومشاعر
�ش � ْع��ر واإل ْن َ
َ��ت ب���� ُروح ال� ِّ َ
��اء
��ش ِ ِ ِ ِ ذ َه��ب ْ ِ المتلقين ،وهو بذلك يحقق غاية الصدق الفني،
فحمود يريد من الشاعر الصدق في التعبير، حيث يقول " :فيا أيّها األدباء األحداث انبذوا
9 آفاق الثقافة والتراث
على السماء العاتية فيبلغ رسالته النبيلة كما فعل والتوسط في لغته بين مفرداتها ومعانيها ،كي
الفرنسيون بأدبهم"( ،((1وهو هنا يقصد شعراء يفهمها جمهور المتلقين ،ويؤثر في عقولهم
الثورة الفرنسية؛ ألنَّهم أذكوا نار الثورة بطريقة كما يؤثر في عواطفهم؛ حيث يقول" :ال يسمى
ذكية ،وألهبوا الحماس في نفوس الجماهير، شاعرا عندي إال إذا خاطب الناس باللغة
ً الشاعر
فأيقظوا الهمم الفاترة وألبوها على النظام الفاسد التي يفهمونها بحيث تنزل على قلوبهم نزول
يدل علىفثارت ضد الظلم واالستبداد(ِ ،((1م َّما ُّ ندى الصباح على الزهرة الباسمة ،لسنا في
تأثره بنزعة التجديد في األدب الغربي ومحاولة حاجة ألن يكلمنا الشاعر في القرن العشرين
إسقاط ذلك على األدب العربي دون المساس بلغة امرئ القيس وطرفه والمهلهل الجاهليين
بجوهره بل بتسخير أغراضه لخدمة قضايا الغابرين ،يجب على الشعراء الكبار أن يتنازلوا
المجتمع. إلى مخاطبة الطبقة الوسطى والسفلى من األمة
وعليهَّ ،
فإن غاية "حمود" هي جعل الشعر أي العامة التي هي هيكل الشعوب ومرجعها
رسالة إصالحية اجتماعية ال إحيائية للتقاليد المدلهمات ويقتدوا – بقطع النظر عن
َّ الوحيد عند
الشعرية القديمة كما فعل أصحاب االتجاه اختالف األديان -بشعراء فرنسا وأدباءها في إبان
سجل علىاإلحيائي في المشرق العربي؛ ولذلك َّ انفجار بركان الثورة الكبرى"(.((1
ً
مأخذا على الرغم من إدراك��ه لمكانته شوقي وعلى الرغم من أنَّه في زمن "حمود" كان
مقـــاالت
الريادية في الشعر ،يقول عن أمير الشعراء َّ
"إن هناك من دع��اة العامية في المشرق العربي
شوقي قد أحيا الشعر العربي ،وأعاد للقصيدة ً
مثال -الذين استغلوا بعض مظاهر – مصر
العربية رونقها وجمالها ولكنَّه مع ذلك كلِّه لم الصدق الفني ليدعوا إلى استخدام اللهجات في
سن طريقة يأت بشيء جديد لم يُ ْع َرف من قبل أو ّ نظم الشعر ،إال أن "حمود" لم تؤثر فيه تلك
ابتكرها من عنده خاصة به دون غيره أو اخترع الدعوات ،إيما ًنا منه بمكانة اللغة الفصحى كهوية
أسلوبًا يالئم العصر الحاضر"(.((1 ثقافية وأدبية ال يجب المساس بها ،وفي هذا
أساسا
ً فمآخذ "حمود" عن "شوقي" تتمثل المنحى يقول ":أجهدوا أنفسكم في درس لغتكم
في أسلوب التقليد للشعراء القدامى على الرغم في فهم أسرارها ،في تدقيق معانيها ،في إتقانها
مما أوتي من موهبة فريدة في نظم الشعر ،يقول:
َّ تم لكم المراد واستحوذتم على
غاية اإلتقان ،فإذا َّ
أن شوقي ليس له بعض قصائد "أنا ال أقول َّ جانب وافر منها ،أنبذوا عنكم كل صلة بينكم بين
تحوم حول السياسة واالجتماع وبخاصة في هذه ماضيها اجعلوها وسيلة إلى نيل مآربكم ال غاية
السنين األخيرة بعد الحرب العالمية كالتي بكى تتجاوزونها ،غيِّروا ،فنِّنوا واسعوا ،وأصلحوا
أخيرا تحت عنوان (ظئر اإلسالم)ً فيها دمشق عصرا :أنت ما يحلو لك"(.((1
ً فإنَّكم بذلك تكونون
أو أنَّه غير قادر على ذلك معاذ اهلل ،ولكن أريد ً
قائال: وينتقد "حمود" الشاعر أحمد شوقي
أن أقول :من يجود بمثل (صدى الحرب) و(كبار "على شوقي أن يخالف كل من سبقوه من
حوادث وادي النيل) و(النيل) ِب َن َف ٍ
س واحد ،على الشعراء حتى يخطو باألدب العربي المنكسر
آفاق الثقافة والتراث 10
للقافية في ماهيته وغاية أمرهما أنَّهما تحسينات ض ْع ٌ
ف وال قصور نفس واحد ،ال يتخللها ملل وال َ
لفظية اقتضاها الذوق والجمال في التركيب ال لقدير وأيّ��م اهلل ،وقدير على أن يدبج بيراعه
في المعنى كالماء ال يزيده اإلناء الجميل عذوبة السيال ،وفكره الجوال آيات شعرية (دراماطيقية)
حفظا وصيانة من التالشي وال ملوحة ،وإنَّما ً هائلة حماسية ،متقدة وطنية عالية :يتضاءل
والسيالن( ،((2وهو بهذا ينتقد التعريف القديم بجانبها شعر (فولتير) و(المارتين) وروايات
للشعر بأنَّه الكالم الموزون المقفى ،ورأى بأنَّه: (شكسبير) و(هيجو)"(.((1
"ظن فاسد واعتقاد فارغ وحكم بارد"( ،((2معتق ًدا ويواصل موصيًّا وداعيًّا للنهوض برسالة
حسأن الشعر ليس مجرد وزن وقافية ،بل هو ّ َّ ً
خطة جديدة نترق ُب ليل صباح َّ الشعر" :إننا
مرهف وشعور صادق وخيال خصب ،واألكثر يسنها لنفسه بنفسه ،ويدعو الناس إليها ويباشرها
من ذلك أنَّه نتاج منظومة فكرية وجهاز معرفي، بيده"(.((2
وتجربة معيشية ،ولذلك نراه يخاطب الشعراء
لقد ك��ان إع��ج��اب رواد م��درس��ة اإلحياء
بما يفهمون فيسوق لهم البرهان بلسانهم قائل(:((2
واإلصالح من شعراء الجزائر إعجابا شدي ًدا،
أَ َت����وا ِب��� َك َ
�ل�ا ٍم ال يُ���حَ ��� ِّر ُك َس��ا ِم � ًع��ا
سؤال فشوقي وحافظ إبراهيم يمثالن النموذج األمثل،
الحداثة وش ْط ٌر ُهوَ َّ
الص ْد ُر َعجُ و ٌز "له شط ٌر َ "ألن شعرهم يعالج في مضامينهَّ والقدوة لهم؛
ومرجعيته وَ َق ْد حَ َش ُروا أَجْ � َزاءَ ُه َتحْ َت َ
"خي َم ٍة" واقعهم ويلمس أذواقهم ويثير مشاعر العروبة
في الفكر واإلسالم فيهم"( ،((2وبخاصة َّ
أن شعرهما تميَّز
النقدي لدى
ض� َّم� ُه َ
الق ْب ُر �رَ ، َكع َْظ ٍم َر ِم��ي� ٍ�مَ ،ن� ِ
�اخ� ٍ
بطابعه اإلصالحي والقومي؛ ولذلك فشعراء
"رمضان ص��ا َر ُم ْق َت َفى وَ ُزيِّ��ن ِب��ال��وَ ْز ِن ،الَّ � ِذي َ الحركة اإلصالحية لم يولوا أهمية لماهية
حمود"
َ��ق�� ِذ ُف��هَ ��ا ال � َب��حْ � ُر
�ط ي ْ�ش� ِّ ب َ
��ق��ا ِف��يَ�� ٍة ل��ل� َّ
ِ الشعر بقدر ما كانت غايتهم إحيائية وإصالحية
وقالُواَ ألوضاع اجتماعية وثقافية واقتصادية دينية خلفها
اس َها ِديًا الش ْع َر لِ َّلن ِ
وضع َْنا ِ َ
االستدمار الفرنسي؛ لذا فهم لم "يقفوا وقفات
�اح � ٌر َال وَ َال َن ْث ُر
و َم��ا ُه��وَ ِش� ْع� ُر َس� ِ
طويلة في تحديد ماهية الشعر وتعريفه بقدر ما
ْ��ث�� ٌر ��ظ��� ٌم َ
وق������وْ ٌل ُم��بَ��ع َ ��ن��� ُه َن� ْ
وَ ل��� ِك� َّ
أولوا أهمية كبيرة لوظيفة الشعر ودوره ومكانته
�وت ال ِف ْك ُر
�وي � ٌه ِب�� ِه َي � ُم� ُ وَ َك���ذِبٌ وَ َت� ْ
�م� ِ في الحياة والمجتمع ،وكذلك مهمة الشاعر
لقد أدرك حمود كيف يكون الشعر روح شعبه ورسالته في التوجيه"(.((2
ولسانها المتكلم عن طموحاتها وضميرها المدافع وأما المجددون بزعامة "رمضان حمود"
َّ
يحس بآالمها ويستشعر عن مبادئها وقلبها الذي ّ فنظرته كانت تؤازر سبيل المحافظين اإلصالحيين
آهاتها ،داعيًا الشعراء أن ينبذوا التقليد ويتجنبوا إال فيما يخص قوانين الشعر ،فقد كان له رأي
مواضيع الرثاء والمديح والهجاء ،ويهتموا آخر فالشعر -عنده" -تيار كهربائي مركزه الروح
بتوجيه شعوبهم وتوعيتها وإيصال أصواتهم، وخيال لطيف تقذفه النفس ال دخل للوزن وال
11 آفاق الثقافة والتراث
النظر والبحث ،فهذا في المحسوسات وذلك في فالهجاء والرثاء والمديح ال تصلح؛ " لما بينها
الروحانيات". وبين الحقيقة اليوم من التباس لما في المديح من
التنازل عن الكرامة ،وفي الهجاء من البذاءة،
الصورة الشعرية
وفي الرثاء من التعداد الذي قلما يصدق فيه قائله،
قضية الصورة من أعقد القضايا التي واجهت
والجميع في األكثر ال يفيدنا معنى اجتماعيًّا وال
رمضان حمود ،فهي عنوان عبقريته ،وطريقة غيره وعلى األخص في بيئتنا"( ،((2وهذا توجيه
تصوره لتجربته ،ووسيلته إلى إيصال هذه
ُّ تهم المجتمع
للشاعر لالهتمام بالقضايا التي ُّ
التجربة إلى المتلقين ،فهي ال تنهض إال على وتخدم توجهاته المختلفة ،وبذلك يكون " الشعر
أساس من التعبير المجازي ،وليس ثمة تصوير سالحا من أسلحة الفكر اإلصالحي األمر الذي
ً
يتشكل من دون اللجوء إلى المجاز بمفهومه يجعل منه أداة لنشر المعاني اإلصالحية ،فنشأ
الواسع؛ ذلك َّ
أن الصورة عمادها خيال المبدع ما أطلقنا عليه شعر الدعوة دعوة إلى النهوض
(الشاعر) الذي يقوم بالتقاط العالقات المرهفة وأخيرا دعوة إلى رفض
ً إلى العلم ،وإلى اليقظة
أو الخفيَّة بين األشياء ،ولكي يسوغها في تركيب الفكر الغيبي"(.((2
لغوي ،فال سبيل إال أن يبتعد عن المباشرة وضوحا
ً ويزيد الشاعر الناقد مفهومه للشعر
والتقرير ويتجه نحو المجاز. بفقرات نشرها في كتابة (بذور الحياة) ،وجمعها
مقـــاالت
وقد برز في زمن "حمود" نقاد التفتوا إلى تحت عنوان (الشعر والشاعر) فيقول(:((2
الشعر من جانب الوزن واللغة والذوق واإلحساس "الشعر وحي الضمير وإلهام الوجدان ،الشعر
والعاطفة ،وبحثوا في الصورة الشعرية؛ لذلك موج متدفق يقذفه بحر النفس الطامي ،الشعر
تموجات روحانية تخترق القلوب الحيَّة ،الشعر
دعا الشاعر إلى دقة التصوير وجودتها ،فالشاعر
َّ
وسك َن المتحرك ،الشعر حرك الساكن
هو ما َّ
بأز ّمة
ال طاقة له على امتالك العقول واألخذ ِ
أ ْن َف ُ
س هدية ِّ
تقدمها الطبيعة الهادئة إلى القلوب
النفوس إال إذا أجاد تصوير تلك العواطف الهائلة
الساحرة التي
الكسيرة ،الشعر هو تلك الجاذبية َّ
التي تمور في ميدان صدره الرحب ،ال بمجرد
تجمع بين النخلة وزهرة الربيع الفاتح ِة أكما ُمها".
وتعم ٍل بارد،
ُّ مشين
ٍ تنميق وتزويق ،وتكلُّف
ولكي يدلِّل على َّ
أن الفن عمو ًما ،ال الشعر
وكذب فادحَّ ،
فإن هذا ما ينقص من قيمة الشعر
فحسب ،هو وليد تجربة إبداعية مضنية ،غاية
والشعراء في نظر األمة النبيهة( ،((3وهو بهذا
في البحث والتدقيق ،مصبوبة في قوالب فنية،
يرمز إلى الصدق الفني ودور العاطفة في إبراز
وه��ي فضلاً عن ذل��ك ال بد لها من أن تنتج
ً
واصفا صدق عاطفة الشاعر الصورة الشعرية، أنساقها الفكرية ونظامها الجمالي ومنظوماتها
في رسم صوره الشعرية كعامل أساس في جودة الرئوية ،لكي يدلِّل على ذلك ،نراه يقول في
شعره أو رداءت��ه ،وهي عنصر هام في تحديد والمصور جيران للفن
ِّ الفقرة التالية(" :((2الشاعر
قيمة نصه الشعري. والجمال ،وكالهما مدين لإلجادة والتدقيق في
آفاق الثقافة والتراث 12
يسعف ك��ل ذل��ك ف��ي نفسه وازع ق��وي نحو منبع التجديد :أسبابه ودوافعه
التجربة األدبية ،فهو ليس بضاعة كما يقولون،
تأثر "رمضان حمود" في زمانه بالحركة
ولكنَّه إلهام وجداني ووحي الضميرَّ ...
إن األدب ً
اتجاها ليؤسس مع غيره من الشعراء
الرومانسية؛ ِّ
حساسة في نفحاتها ال
الذي ال يصدر عن نفس َّ جدي ًدا آنذاك ُعرف باالتجاه الوجداني ،نتيجة
يتسرب إلى أعماق النفوس الحيَّة بل ال يخلد
َّ أهمها التقاء الشعراء العرب مع
عوامل مختلفة ُّ
طويال ،وال يلبث أن يقضي عليه سلطان النسيان الرومانسية األوروبية ،وبالتحديد جماعة الديوان
واإلهمال( ،((3يقول في قصيدة الحرية(:((3 وأدباء المهجر؛ فالرومانسية كانت ترى "طلب
م��ا لشعبي ال��ك��ئ��ي��ب ب���ات حزينا الحرية واالنطالقة الغنائية وغلبة اإلحساس
ي���رس���ل ال���دم���ع ت�����ارة واألن��ي��ن��ا الغامض على الفكرة الواضحة المحدودة المعالم
والتعبير عن تأزم الفكر واإلرادة والقلق والكآبة
ب���ات يشكو ال��ه��وان وال��ل��ي��ل داج
والتشاؤم والتمزق بالشعور بالجبرية"( ،((3وهذا
م��ث��ل ح���ظ ال��ش��ق��ي وال��ب��ائ��س��ي��ن��ا ً
واصفا كلُّه يتقاطع مع توجه "حمود" ورؤيته،
سؤال ب��ات يحصي النجوم والدمع نساب َّ
أن الشاعر ينبغ في لحظة األلم والحزن الظلم
الحداثة ع��ل��ى ال��وج��ن��ت��ي��ن دم���ع���ا ه��ت��ون��ا واالستبداد ما ينعكس على نزعته الوجدانية في
ومرجعيته الجزائر الجريحة المغتصبة من وحش دامي يقتل
في الفكر ق��ل��ت ه��ون��ا ف��أن��ت ك��ال��ب��در فينا
الحي ويسرق الجماد ،وهذا ما يجعلنا نستنتج
النقدي لدى ب���ال���ف���دا ال أك�����ون ع��ن��ك ضنينا أن الشعر الوجداني في الجزائر ظهر نتيجةَّ
"رمضان المأساة االستعمارية والقومية الوطنية وهوية
أي��ه��ا ال��ض��اح��ك��ون وال��ش��ع��ب ب��اك
حمود"
األرض والدين والتقاليد الجزائرية؛ أي ر ّد
م��ن ص����روف ت��ش��ي��ب ب��ه الجنينا
فعل تلقائي على ظ��روف سياسية واجتماعية
ذاب قلبي وم���ات جسمي شهيدا
واقتصادية وثقافية ودينية دفعت الشعراء إلى
م��ن ه��م��وم ت��ن��ه��ال ك��ال��غ��ي��ث فينا التعبير عن عواطفهم إزاء تلك الظروف ،ومن ثم
ي����ا إل���ه���ي وأن������ت ت��ع��ل��م س���ري تطور مفهوم الشعر ووظيفته بربطه بعالقة الفرد
َّ
وتعزز ذلك بآراء "حمود" ونظرياته بالمجتمع،
بين قومي ص��رت الغريب الحزينا
النقدية ،ومحاولة تطبيق ذلك في شعره(.((3
ع���ج���ل ال���ن���ص���ر ل���ل���ب�ل�اد ف��أن��ا
كما رأى "حمود" ً
أيضا في دعوته األديب
ل���م���ه���اوي ال���ب�ل�ا ن���س���اق غ��ري��ن��ا الناشئ أن يربط زاده من اللغة بروحه الحساسة
الرومانسي في األدب
والواقع أن االتجاه ّ وشاعرية كلماته وعباراته "يتقدم إلى مهنة
يعطي أهمية كبيرة للصورة الفنية والعواطف الشعر واألدب بزاد النحو والصرف أو العروض
الجياشة؛ حيث تعطي الرومانسية للشعور مكانة والقوافي أو البالغة والمادة اللغوية ...ما لم
13 آفاق الثقافة والتراث
البرهنة عمليًا على صدق ما يقول ،نراه يتبع أساسا لصدق التجربة الفنية.
هامة وتجعل منه ً
هذه الدعوة التجديدية بنماذج شعرية من تأليفه، التجديد في القصيدة
محاولاً أن يطبق فيها ما ّ
نظر له ،فيأتي تارة
رافق حركة التجديد في الشعر الجزائري
بمقطوعات شعرية ال أثر للقافية فيها ،وتارة
انعكاس ال��ظ��روف السياسية واالجتماعية
أخرى بمقطوعات ال مجال للوزن فيها ولكن مع
الجو العام المرتبط بمظاهر
ِّ واالقتصادية على
التزام القافية ،وهو ما رام إليه في قوله" :على
أن النهضة األندلسية وإن َّ وظروف الحياة الخاصة بالشعب الجزائري،
حطمت أغالل القافية َّ
وظهرت بذور التجديد األولى على يد الشاعر
الشعر تحت ضغطها الحديدي وأدخلت
ُ التي أَ َّن
والناقد الشاب "رمضان حمود" في قصيدته "يا
تحسينات في الوزن المعروف ،فإنَّها لم تتجاوز
قلبي" التي نشرت في مجلة وادي ميزاب العدد
ف الشاعر �ر َ
هذه الحدود المادية" ،فقد ُع� ِ
(((3
( )96في العاشر من أوت (1928م) ،يقول:
ثائرا متمر ًدا ،داعية لطي ما َبلِ َي
حمود رمضان ً
اعا إلى االبتكار في أوسع من آثار الحياةَ ...ن َّز ً َ
أنت يا قلبي فريد في األلم واألحزان،
مجاالته ،وهذه الدعوة على ما نظن ما هي إال ْ
والحرمان ونصيبك من الدنيا الخيبة
جزء من رغبة التَّحرر الشاملة في الحياة ككل، أن���ـ���ـ���ـ���ت ي�����ا ق���ل���ب���ي ت��ش��ك��و
وليس في الثقافة واألدب فحسب؛ حيث يقول:
ك��ب��ار
ْ ه���م���و ًم���ا ك����ب����ا ًرا وغ���ي���ر
مقـــاالت
"شغفي ِبالتجديد في كل شيء ،فما بالك باألدب
الذي هو كل ش��يء"( ،((3وقوله" :اتخاذي في أن����ت ي���ا ق��ل��ب��ي م��ك��ل��وم ود ّم����ك
األدب دي ًنا غير الذي دانت به القدماء"(.((3 �ار
ال��ط��اه��ر يعبث ب��ه ال��ده��ر ال��ج� ّب� ْ
ونعتقد أنَّه ال يمكننا فهم هذه األفكار النقدية ومثلت ثورة "حمود" األدبية والنقدية ظاهرة
لشاعرنا إال في إطار دعوته التجديدية (شكلاً متفردة في الشعر الجزائري الحديث بدعوته
ظل ينادي بها عاليًا ويدعو ومضمو ًنا) التي ّ إلى تجديد المفاهيم األدبية ،والنهوض بالشعر
إليها صراحة ،وهي دعوة تتمثل في وجوب وبخاصة في دعوته إلى تحرير القصيدة الشعرية
التَّحرر من رتابة الماضي (الموضوعاتية)، من قيود الوزن والقافية ،بوصفهما غلاً للشعر
وتفعيل عملية التجديد بتهيئة المناخ الفني المالئم وقي ًدا للعملية اإلبداعية ككل ،مبي ًنا َّ
أن شعرية
لظروف العصر ومالبساته ،ومن خالل االنفالت شعرا ،ليس هو الوزن الشعر أو ما يجعل ِّ
الشعر ً ِّ
من عقال التقليد ،ولذلك نراه يقول(:((3 وال هو القافية؛ ولذلك نجده في معرض التأسيس
لشع ِْركم أَ َال جَ ��� ِّد ُدوا َع� ْ
�ص� ًرا مني ًرا ِ لفكرته هذه ،يقول عن العرب األولين" :ولو أنهم
قصدوا بالشعر الوزن والقافية لما قالوا في بداية
َص ُر
الع ْ حَ َّط َمهَ ا ال َت ْقلِي ِد َف ِس ْل ِسلَ ُة
الدعوة المحمدية على صاحبها أفضل السالم
وسي ُروا ِب� ِه َنحْ وَ ال َك َم ِ
ال ،و َر ِّم ُموا ِ شعرا ...مع علمهم أنَّه كالم مرسل
ً أن القرآن
َم � َع��الِ � َم � ُه حَ � َّت��ى ُي� َ
�ص��ا ِف��حَ � ُه ال��بَ�� ْد ُر ال أثر للوزن فيه"( ،((3وفي معرض محاولته
آفاق الثقافة والتراث 14
8-8المرجع نفسه ،ص128 وعلى الرغم من دعوات التجديد وما الزمها
9-9حمود رمضان ،حقيقة الشعر وفوائده ،سلسلة مقاالت متتابعة من آراء وأشعار ،إال َّ
أن ذلك ال يجعله ينسلخ من
نُشرت في مجلة (الشهاب) 30رج��ب 03 /1349فيفري
أمجاد األمس " ،فهو بالعكس من ذلك ،اعتزازه
1927م ،عن صالح خرفي ،م .س ،ص .44
1010عن صالح خرفي ،م .س ،ص 44 باألمس هو الدافع له على بعث حاضره ومستقبله،
1111عن صالح خرفي ،م .س ،ص105. وحرصه على خلود التراث وال��م��وروث هو
1212حمود رمضان ،حقيقة الشعر وفوائده ،الشهاب .عن صالح الباعث له على تجديده وتلقيحه بما يكسبه عنصر
خرفي ،م .س ،ص .44
الحيوية"( ،((4ويقول" :ليس التجديد آلة نهدم بها
1313عبد الله الركيبي ،الشعر الجزائري الديني الحديث ،الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر 1981م ،ص..641 ما بناه أسالفنا ،لكنَّه قوة غير متناهية نرمم بها
1414المرجع نفسه ،ص 117وما بعدها. الماضي ،ونمهد بها للمستقبل"(.((4
1515صالح خرفي ،م .س ،ص .123
خالصة
1616محمد ناصر ،م-س ،ص128
1717محمد ناصر ،م-س ،ص.72 من هنا ،وضمن هذا اإلط��ار تكمن أهمية
1818ح�م��ود رم�ض��ان ،ب��ذور ال�ح�ي��اة ،ص 115ـ ع��ن د /عبد الله تأمالت وأف��ك��ار رمضان حمود النقدية في
الركيبي ،م .س ،ص .641
سؤال محاولته للظهور كبديل جدي لما كان سائ ًدا،
1919ينظر :صالح خرفي في :حمود رمضان ،م .س ،ص.110
الحداثة 2020المرجع نفسه ،ص.110
ٍّ
وكرد على عبيد التقليد ،وعلى أولئك الذين كانوا
ومرجعيته 2121المرجع نفسه ،ص.61 يعدون الشعر مجرد رصف لأللفاظ ،ولقد شارك
في الفكر 2222محمد ناصر ،الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه، هذا الشاعر بهذا في هذا الجدل بصورة فعلية،
النقدي لدى ص.68
وبمستوى عال من التفكير النظري ،وهو ال
"رمضان 2323حمود رم�ض��ان ،حقيقة الشعر وف �وائ��ده( ،ن�ظ��رة عامة وبحث
يكتفي بهذا الطرح النظري التأسيسي لمفهوم
لطيف) مجلة الشهاب .عن صالح خرفي ،م .س ،ص .101
حمود" الشعر ووظيفة الشاعر ،بل يروح يجتهد ما أمكنه
2424المرجع نفسه ،ص97
2525المرجع نفسه ،ص.97 االجتهاد في تقديم أمثلة نموذجية شعرية ُت َت ِ
رج ُم
2626محمد الهادي السنوسي ،شعراء الجزائر في العصر الحاضر، عمليًا ما يدعو إليه ويتبناه.
ج1345 ،2هـ 1926المطبعة التونسية ،ص.97
الهوامش
2727كمل عجالي ،الطيب العقبي أديبا ،مخطوط أطروحة دكتوراه
دولة جامعة باتنة1998/1997م ص.142 1-1ينظر :صالح خرفي ،حمود رمضان ،المؤسسة الوطنية للكتاب
2828حمود رم�ض��ان ،ب��ذور الحياة ،الشهاب .1928عن صالح 1985م ،ص.90
خرفي ،حمود رمضان ،م .س ،ص .45 2-2المرجع نفسه ،ص.97
2929المرجع نفسه ،ص .45 3-3المرجع نفسه ،ص.102
3030محمد ناصر ،م-س ،ص.129 4-4محمد ناصر ،الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه
3131نسيب نشاوي ،المدارس األدبية في الشعر العربي المعاصر، الفنية 1975-1925م ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر،
ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر1984م ،ص.157 ط1986 ،3م ،ص.128
3232محمد ناصر ،م-س ،ص125 5-5المرجع نفسه ،ص.67
3333صالح خرفي ،ص67 6-6المرجع نفسه ،ص17
3434محمد الهادي السنوسي ،شعراء الجزائر في العصر الحاضر، 7-7محمد ناصر ،م-س ،ص128
مقـــاالت
مقـــاالت
عمري نسبًا ومنشأ َوصلى اهلل على سيد َنا ُم َح َّمد ّ ْال
صحبه َوسلم َت ْسلِي ًما)( ((1فمن أين وعلى آله َو َ َ الس ُكون َو ْال َح َر َكة الح ِديث النَّ َب ِو ّي ِفي ّ ِب ِق َرا َءة َ
ً
والمحقق قد اعتمد مخطوطا ّ جاءت بقيّة االسم َو ِسيلَة [في المخطوطين :حمية] الإْ ِ ْسلاَ م ِبالنَّ ِب ِّي
يتي ًما ليست هذه ّ
الزيادة واردة فيه ؟؟ يدل عليه صلى اهلل َعلَ ْي ِه َوسلم) فسياق الكالم ال ّ
َ ّ ومن عجائبها ً والالم قبل لفظة ظهور تنفي ذلك.
المخطوط المحقق ثالثا :وصف
الوحي َد ال��ذي اعتمده بقوله( :يقع المخطوط وبعد هذا نجد أنفسنا أمام نشرة جديدة لكتاب
المص ّور في 49ورقة على ورق عادي بخط "وسيلة اإلسالم" صدرت بعنوان "حمية اإلسالم"
مغربي أسود مع مسحة أندلسية .ولكن بعض ذات عجائب التنقضي:
صفحاته صعبة القراءة إال بعد جهد كبير وتركيز محققها لم يكلّف ّ فمن عجائبها أ ّو ً
الّ :
أن
ً
طوال �وي ومقاس الورقة ال��واح��دة 22سم
ق� ّ الع على الكتاب المطبوع ولو بدافع نفسه ّ
االط َ
(((1
سطرا)
ً عرضا وفي كل ورقة 22 ً و 16سم االستئناس بكتب ابن قنفذ وهو يحقق كتابًا له،
ووضع آخر الكتاب ص 203و 204صفحتين أن الكتاب في السيرة النبوية؛ أي إنه ناهيك عن ّ
مص ّورتين من أول المخطوط وآخ��ره ،وهذا وموضوعا
ً حققه :مؤلًِّفا
مشترك مع كتابه الذي ّ
نموذج من ّ
خطهما: وأكاد أقول وعنوا ًنا .وكتاب "وسيلة اإلسالم"
صدر عن دار الغرب اإلسالمي سنة 1984م
ّ
المحقق و ِذ ْكره مستفيض على الشابكة .بل َذ َكره
مقـــاالت
ّ
المحقق وآخر مالحظة على قسم ال ّدراسة ّ
أن والرجراجي(.((1
ّ
لم يف بما وعد فهو يقول في ص ( :16وبالنسبة
وهذا النقل غير المنسوب أوقعه في تدليس،
لتفسير وشرح الكلمات واأللفاظ الواردة في متن
وأكتفي بإيراد مثلين:
المخطوط تم الرجوع إلى مصادرها األساسية)،
"الصحاح" و"التاج" و"اللسان" ،ولكنّه
ّ وذكر – في ص :30كتب المحقق في الهامش( :ابن
لم يشرح في ط��ول الكتاب وعرضه سوى قنفذ الوفيات ص )58 – 57وحين نعود إلى
ستة ألفاظ ًّ
عدا وهي :األعدل والراكد وحمية طبعة "الوفيات" التي اعتمدها وذكرها في
وفس َر األبعرة في ص 129
والحنظلة والعنزةّ ، مصادره آخر الكتاب (وهي نشرة نويهض)
الج َمل. ّ
محل اإلحالة فيها هو ص ،376 نجد أن
بالناقة والصواب :األبعرة جمع بعير وهو َ
وأعرض عن شرح ما ّ
يتعذر فهمه على القارئ َ فمن أين جاء بالرقمين 58–57؟ لقد نقلهما
ص ْفر والكتم والعذق
العادي مثل:مغتسل من ُ ببساطة من هامش "الفارسية" عند الخبر
وفا. وفرسا ُ
قط ً ً وع ّكة
ُ نفسه .والرقمان يشيران إلى نسخة مخطوطة
وكذلك لم يشكل الشعر وقد قال في مقدمته: محق ًقا "الفارسية" !!
من الوفيات اعتمدها ّ
(ومن أجل توثيق وضبط األبيات الشعرية بشكل أن ابن قنفذ ّ
المحقق في غالف كتابه ّ -يُثبت
تا ّم وصحيح استعنت بالدواوين ّ
الشعرية) فكان ّ
ولكن عند ذكر وفاته في توفي سنة 810هـ
ّ
المحقق في تحقيق قبض ريح ،ولي معحديثه َ ص 37من المقدمة يذكر ّ
بأن الزركشي انفرد
آفاق الثقافة والتراث 20
الكتب العربية في الخافقين "( ((2في نسبة البيتين األشعار ال��واردة في الكتاب وقفة تطول ،أبدأ
إلى محمد بن خليفة التونسي. أن قوله ص ( :16استعنت بها مع مالحظة ّ
في ص :84قال ابن قنفذ :ولهذا أشار أبو بالدواوين الشعرية التي تنوعت حسب ما جاء في
طالب بقوله في قصيدته: المخطوط من الجاهلي واإلسالمي) غير صحيح،
فهو استعان بديوان واحد ال مجموعة دواوين
وش��ـ��ـ��ق ل���ه م���ن اس��م��ه ليجلّه
ّ
وهو ديوان حسان المذكور في مصادره.
ف��ذو ال��ع��رش محمود وه��و مح ّمد
في توثيق الشعر:
والبيت من الطويل وقد علّق المحقق بقوله:
في قسم الدراسة (ص ) 22ورد البيت اآلتي:
(أخطأ النّاسخ أو المؤلف في من قال هذه األبيات،
بل هو الشاعر المخضرم شاعر الرسول صلى وق����د أص��ب��ح ع��ن��د ح��ل��ول إح���دى
اهلل عليه وسلم حسان بن ثابت األنصاري). وث��ام��ن��ـ��ـ��ة ع��ل��ى ك��س��ل وس��ه��و
وص��واب البيت كما في دي��وان حسان
(((2
والبيت م��ن ال��واف��ر ه��و مكسور ال��وزن
وجميع المصادر التي ورد فيها: صحيحا
ً ُ
أصبحت) ،وهكذا ورد وصوابه( :وقد
نقد تحقيق
�ق ل���ه م���ن اس��م��ه ليجلّه
وش��ـ��ـ��ـ� ّ ّ
المحقق وهما: في المصدرين اللذين رجع إليهما
كتاب:
"حمية "نيل االبتهاج"( ((2و"الوفيات" (.((2
ف��ذو ال��ع��رش محمود وه���ذا مح ّمد
اإلسالم وورد في قسم الدراسة ً
أيضا (ص ) 38البيت
بقطع همزة الوصل للضرورة حتّى يستقيم
بالنبي"
ّ األول من بيتين:
يتسرع في
ّ ّ
المحقق أن ال��وزن ،وما كان على
البن قنفذ
تخطئة النّاسخ أو المؤلف عل ًما أنه اعتمد في ب��ال��ل��ه ي��ا مستعير ال��ك��ت��ب دعني
القسنطيني
و"س��ي��ر أع�لام تحقيقه على "اإلص���اب���ة"
(((2
ّ
ف�������إن إع���������ارة ال���ك���ت���ب ع���ار
صريح النسبة إلى
َ النبالء"( ((2وفيهما ورد البيت ً
وعجزا صدرا
ً والبيت من الوافر وهو مكسور
ّ
المحقق الكريم عشرة مصادر أبي طالب .وأزيد
وصوابه:
كلها قبل القرن الخامس الهجري فقط ورد فيها
البيت منسوبًا ألبي طالب وهي: أال ي���ا م��س��ت��ع��ي��ر ال�� ُك��ت��ب دع��ن��ي
مقـــاالت
َ
متنازع النسبة طالب"( ((4في مستدركاته فهو إذن
ل��ق��د ب��ش��رت ب��ع��د ال��ن��ب��ي محمدا
لل ُمحتاط.
ب��ج��ن��ـ��ـ��ة ع�����دن زم������رة رف���ق���اء
وفي الصفحة نفسها (ص )84ورد البيت
وهو من الطويل وصوابُه: اآلتي:
�ي مح ّم ٍد
��رت ب��ع��د ال��ن��ب� ِّ ل��ق��د ُب� ِّ
��ش� ْ
وم��ا حملت م��ن ن��اق��ة ف��وق حملها
ٌ
�����رة رف���ق���اءُ
����دن زم�
ب��ج��ن��ـ��ـ � ِة ع� ٍ أب��ـ��ـ � َّر و أوف����ى ذ ّم����ة م��ن مح ّمد
ّ
المحقق من "عيون األثر" البن سيّد وخرجه
ّ ّ
المحقق إلى والبيت من الطويل ونسبه
الكتاب في جريدة مصادره،
َ النّاس ولم يذكر وخرجه من "تاج أنس بن زنيم الكناني ال ّديلي
ّ
كما لم َيذكر ّ
أن رواية "عيون األث��ر"( ((4هي ال��ع��روس"( ،((4وص��واب االس��م كما ورد في
"درة
يخرجه من ّ
(زم��رة سعداء) ،وفاته أن ّ "التاج" نفسه وفي الطبعة عينها التي رجع إليها
وهما من و"السيرة الحلبية"
(((4
الحجال" (((4
المحقق هو :أَنس بن أبي أناس بن زنيم ،ولم يُثبت
ّ
مصادر تحقيقه ،وذكر البيت ً
أيضا دون نسبة ابن ّ
المحقق الفرق بين رواية ابن قنفذ ورواية الزبيدي
. اللبودي في"النجوم الزواهر"
(((4
بدال من (حملها) ،والغريب أن وفيها( :رحلها) ً
في ص :120ورد البيت اآلت��ي منسوبًا ّ
المحقق البيت من كتاب لم يذكره في يخرج
ّ
لحسان بن ثابت من جملة بيتين: جريدة مصادره ،ويهمل تخريجه من "السيرة
آفاق الثقافة والتراث 22
ما ض � َّر من كانت األن��ص��ا ُر عيب َته وك��ـ��م ك��رب��ة أج�ل�ا ال��زب��ي��ر بسيفه
ألاّ ي��ك��ـ��ون ل��ه��م م��ن غ��ي��ره��م أح��د على المصطفى والله يعطي ويجزل
وال أدري أ ّو ً
ال معنى القوسين المعقوفين ،وال وه��و من ّ
الطويل وص��واب��ه كما ورد في
أدري ثانيًا ما جدوى الرجوع إلى المصادر ما حسان"(:((4
"ديوان ّ
نقصا.
نصا وال نت ّمم ً
دمنا ال نص ّوب ًّ
وك��م ك��رب � ٍة ج��لَّ��ى ال � ّزب��ي��ر بســيفه
في ص :157ورد الرجز اآلتي هكذا:
عن المصطفى والله يعطي فيجزل
يا حبّذا الجنة واقترابها [اقرابها] ّ
حسان"
المحقق البيتين من "ديوان ّ وخرج
ّ
ط��ي��ـ��ـ��ـ��ـ��ب��ة [ب���������اردا] ش��راب��ه��ا الصحابة" للبغوي ،في حين لم يرد
ومن "معجم ّ
وال������روم روم ق���د دن����ا ع��ذاب��ه��ا الصحابة"( ((5سوى البيت الثاني.
في "معجم ّ
ع��ـ��ـ��ل��ى إن الق��ي��ت��ه��ا ض��راب��ه��ا ص :134ورد بيت عبد اهلل بن رواحة:
ّ
المحقق في الهامش قائال( :تحريف في وعلّق ّإن���ي ت��ف� ّرس��ت فيك الخير أعرفه
نقد تحقيق
كتابة األبيات في النسخة المعتمدة: وال��ل��ه يعلم أن م��ا خانني ّ
كتاب: النظر
"حمية ي���ا ح���بّ���ذا ال��ج��ن��ة واق��ت��راب��ه��ا ّ
المحقق بهذه والبيت من البسيط؛ لم يجده
اإلسالم ط��ي��ب��ـ��ة وب���������اردة ش���راب���ه���ا) تخريجا مقاربًا من "المعجم
ً فخرجه
ّ الرواية
ّ
بالنبي"
ّ الكبير" للطبراني ورواية عجز البيت فيه(:((5
ولم يستبن لي هل البيت المثبت في النص
البن قنفذ
هو الصحيح وما في الهامش هو التحريف أو فراسة خالفتهم في ال��ذي نظروا .ول��و رجع
القسنطيني ّ
العكس – وفي الحقيقة كال األخوين ....فالبيت المحقق إلى "ديوان ابن رواحة"( ((5كما يفترض
وكسر لم يجبر – كما
ٌ وهامشا خطأٌ بيّن
ً مت ًنا في أصول التحقيق – وال ّديوان مطبوع متاح –
أي مصدر اعتمد في لم ّ
يوضح المحقق على ّ لوجد البيت بلفظه مع تغيير كلمة واحدة وهي
تصويبه .والصواب: محقق الديوان وثّق البصر ّ
محل النظر ،بل ووجد ّ
��ن� ُ
��ة واق��ت��ـ��رابُ��ه��ا ي���ا ح��� ّب���ذا ال���ج� ّ مصدرا.
ً القصيدة من تسعة عشر
ط���ي���ب� ً
��ة وب������ـ������ار ًدا َش���رابُ���ه���ا ثاني بيتين:
ص :137ورد هذا البيت َ
وال�������رو ُم رو ٌم ق���ددن���ا ع��ذا ُب��هَ ��ا [م���اض���ر] ك��ان��ت األن���ص���ار عيبته
والغريب أن هذا الرجز مذكور في كثير من والبيت من البسيط وهو مكسور ال��وزن،
السيرة والتاريخ وحتى األدب بل هو مذكور
كتب ّ وصوابه كما ورد في "االستيعاب"( – ((5المصدر
ّ
المحقق في صحيحا في ستّة مصادر أورده��ا
ً البيت–: ّ
المحقق َ خرج منه
الذي ّ
23 آفاق الثقافة والتراث
اختالف في الرواية و"فتح الباري" مذكور في البن هشام (((5
آخر كتابه وهي "السيرة النبوية"
ّ
المحقق دون أن يستفيد منه. مصادر (((5
للسهيلي و"االكتفاء" و"الروض األنف"
(((5
في ص :170وردت هذه األبيات الثالثة للخضري و"الكامل للكالعي و"نور اليقين"
(((5
مقـــاالت
�ت تسمعُ صرختي وندائيا إن ك��ن� َ
وق��ـ��د ف��ر م��ن ق��د ف��ر عنه وأقشع
م���اذا على م��ن شــ َّم ت��رب� َ
�ة أحم ٍد
وث��ام��ن��ن��ا القـــى ال��ح��م��ام بسيفه
أال يشــ َّم م���دى ال��� ّزم���ان َغ��وال��ي��ا
ب��م��ا مســـه ف��ي ال��ل��ه ال يتوجع
المحقق األبيات من "جمع الوسائل ّ خرج
وقد ّ
المحقق مكسور ّ والبيت األ ّول في نسخة
أن هذا الكتاب لمفي شرح الشمائل" في حين ّ
يُذكر فيه سوى البيت الثاني والثالث ،وهذان عروضيًّا ،وفي رواية "االستيعاب"( ((6إقوا ٌء،
(((6
البيتان مذكوران في "سير أعالم النبالء" أي جانبيك تميل؟ وصواب البيتين كما في
فعلى ّ
و"االكتفاء"( ((6للكالعي والكتابان من مصادر (((6
"الجليس الصالح"( ((6و"شرف المصطفى"
تحقيقه ،إضافة إلى كتب كثيرة ورد فيها البيتان و"عيون األثر"(:((6
األخيران ليس هنا مجال حصرها. ً
سبعة نصرنا َر ُسول الله في الحرب
وفي ص :170وردت بعد األبيات السابقة
وق��د ف�� َّر م��ن ق��د ف�� َّر عنه فأقشعوا
أربعة أبيات أخرى لفاطمة الزهراء رضي اهلل
عنها وهي: ال��ح��م��ام بسيفه
ِ وث��ام��ن��ن��ا الق���ى
ق����د ك���ان���ت ب��ع��ـ��ـ��ـ��ـ��دك أن���ب���اء م��س��ه ف���ي ال��ل��ه ال ي��ت��وجّ ��ع
َّ ب��م��ا
ل��و كنت تشهدها ل��م يكثر الخطبا البن حجر مع (((6
وهما في "فتح الباري"
آفاق الثقافة والتراث 24
����ر َز ُه أح � ٌد
وق��ـ��ـ� ْد ُر ِز ْئ���ن���ا بما ل��م ُي� ْ إن���ا ف��ق��دن��اك ف��ق��د َ
األ ْرض وابلها
(((7
ِم��ن البر َّي ِة ال ُع��جْ � ٌم وال َع ُ
���رب واخ��ت��ل قومك بعد العهد واحتزبا
ّ
المحقق إلى المصادر التي اعتمد ولو رجع ق��د ك���ان ج��ب��ري��ل ب��اآلي��ات يؤنسنا
عليها كما هو مثبت في آخر كتابه لوجد البيت ف��غ��اب ع��ن��ا وك���ل ال��خ��ي��ر محتجبا
(((7
و "اإلصابة" (((7
األ ّول في "المعجم الكبير" وق����د رزئ���ن���ا ل���م ي�����رزه أح��ـ��ـ��ـ��د
منسوبًا لصفيّة بنت عبد ّ
المطلب ،ووجد البيت
م��ن ال��ب��ري��ة ال ع��ج��م��ا وال عربا
األ ّول والثّاني في "لسان العرب"( ((7وعجز
َّ
(فاختل قومك فاشهدهم وال البيت الثاني فيه: بروي
ّ وهي من البسيط ،ولم أجد هذه األبيات
تغب) ،وفي البيت إق��واء .ولوجد ً
أيضا البيت الباء المفتوحة س��وى عند اب��ن قنفذ ،ويمكن
ِ
(((7
األول والثاني والثالث في "طبقات ابن سعد" تصويبها ببعض التكلّف لتصبح:
غير أن عجز البيت الثاني فيهاَ : �ةوه� ْ�ن � َب��ث� ٌ
ق��د ك���ان ب��ع��دك أن��ب��ـ��ـ��ا ٌء َ
اح َت ْل ِل َق ْو ِم َك
(ف ْ
َو ْ
اشهَ د ُْه ْم َولاَ َت ِغ ِب) وفي البيت إقواء كذلك، الخ َطبا ُ
يكث ِر ُ شاه َدها ل � ْم
ِ َ
كنت لو
نقد تحقيق ورواية البيت الثالث في "الطبقات" كانت: األ ْرض وابلَها فقـ َد َ �اك ْإن��ا ف��ق��دن� َ
كتاب: ض ُر َنا �ل ِب��الآْ ي ِ
َ��ات يَحْ ُ ���ان ج� ْب��ري� ُ �ل ق��و ُم� َ
واخ��ت� َّ
وَ َك َ ِ ِ �ك بع َد العه ِد واح َتربا
"حمية
ُّ ْ َف� َ�غ� َ ب��اآلي��ات ْ ق��د ك��ان ج��ب��ري� ُ
اإلسالم �اب َع َّنا وَ ُك���ل ال� َ�غ� ْي� ِ
�ب مُحْ َت ِج ُب نسنا
يؤ ُ ِ �ل
بالنبي" فغاب ّ
عنا و[ص��ار] الخي ُر مح َتجبا
ّ واألبيات فيها منسوبة إلى هند بنت أثاثة.
البن قنفذ ����ر َز ُه أح � ٌد
وق��ـ��ـ� ْد ُر ِز ْئ���ن���ا بما ل��م ُي� ْ
وزيادة في التخريج أقول :ورد البيت األ ّول
القسنطيني ِم��ن ال��ب��ر َّي��ـ� ِة ال ُع��جْ � ًم��ا وال َع��ر َب��ا
البن دريد وفي "تهذيب (((7
في "جمهرة اللغة"
(((7
لألزهري وفي "غريب الحديث" (((7
اللغة" ولكنّي ال أرت��اح لهذه ّ
الصيغة ففيها من
للخطابي ،وورد البيت األول والثاني في "البيان الضرورات ومن الركاكة ما فيها وإن سلِ ْ
مت
(((7
للجاحظ وفي "بالغات النساء" (((7
والتبيين" لغة ،وصواب األبيات ً
تلفيقا عروضا وإلى ح ّد ما ً
ً
البن طيفور وورد البيت األول والثاني والثالث من بعض المصادر(:((6
للسيوطي (((8
في " المحاضرات والمحاورات" وه� ْ�ن� َب��ث� ٌ
�ة قـــد ك���ان ب��ع��دك أن��ب��ا ٌء َ
مع اختالف في الرواية. طب
الخ ُ ُ
تكث ِر ُ شاه َدها ل� ْم كنت َ لو
ِ
واألبيات متنازعة النسبة بين فاطمة الزهراء األ ْرض وابلَـها �اك ف� ْ�ق � َد َ
إن��ا ف��ق��دن� َ
رضي اهلل عنها وصفيّة بنت عبد ّ
المطلب وهند (((6
واختل قو ُم َك بع َد العه ِد واح َتربوا
َّ
واطمأن األربلي إلى ّ
أن صاحبة ّ بنت أثاثة،
نسنا �ات ْ
يؤ ُ ُ
جبريل ب��اآلي��ـ� ِ ق��د ك��ان
األبيات هي هند بنت أثاثة في كتابه"كشف
�ر مح َت ُ
جب ُّ ف��غ��اب ّ
حين نقل( :ثم التفتت إلى قبر أبيها الغ ّمة" عنـا وك���ل ال��خ��ي� ِ
(((8
مقـــاالت
ّ
المحقق والنّاشر مشتركين أخطاء يحمل وزرها العباس في قوله في قصيدة له) ثم يورد البيتين،
نار ُّ
جد منضجةٍ). ونار الرويّة ٌ
فما الداعي للعجلة ُ وأرجح أن يكون المقصود بالفقيه أبي العبّاس
ّ
أستاذ ابن رشد :أبو العباس أحمد بن عمر بن
وكان األمر يهون – وهو في حقيقته غير هيّن
أنس العذري المعروف بابن الدالئي األندلسي
– لو اقتصر على ما ُذكر من أخطاء وما شابهها،
(ت 478هـ ).
ولكن كثرت األخطاء وتن ّوعت حتّى ّ
ذكرتنا بقول
الشاعر: أخطاء النحو واإلمالء:
إذا ل���م ت��س��ت��ـ��ـ��ط��ع ش��ي�� ًئ��ا ف��دع��ه جم من األخطاء لم بكم ٍّ
حفل تحقيق الكتاب ٍّ
ً
ضبطا وال ترقي ًما ،ولو ّ
يوفر نح ًوا وال إمالء وال
وج���������اوزه إل�����ى م����ا ت��س��ت��ط��ي��ع
بكل صفحة خطأ أو أكثر ما كان أقسم قائل أن ّ
كر مآخذه على ّ
المحق َق في ِذ ِ والعجيب أن ً
حانثا ،وال أعني التطبيعات أو األخطاء المسماة
المخطوط يقول في ص ( :63لغة الناسخ سليمة ظل ًما طباعيّة ،والتّصحيح الجيّد روح الكتاب
مع وجود بعض األخطاء اإلمالئية والنّحوية) المصححون فيه أمثال
ّ ورح��م اللهّ زما ًنا كان
ومن األخطاء النّحوية لدى المحقق: ضر الهوريني والعدوي واطفيّش ّ
والزاوي .ما ّ
ص ( :24ومن بين هؤالء الرحالة المشهورين مصح ًحا ُمجي ًدا ينفي عن القمح
ّ ناشرا لو كلّف
ً
والصحيح :ذوي.
ذووا المكانة ) ّ زؤا َنه ويق ّدمه للقارئ طعا ًما سائ ًغا ال ّ
يغص فيه
آفاق الثقافة والتراث 26
ففي ص ( :48توفيت بعد المصطفى صلى ص ( :25فالمغربين األوسط واألقصى...
والصواب :بستّة.
ّ اهلل عليه وسلّم بست أشهر) والصحيح :فالمغربان.
يفاخرون به) ّ
وفي الصفحة نفسها( :واللّتان أسلمن) ّ
والصواب: وفي الصفحة نفسها( :من مشايخ العلم ذووا
واللتان أسلمتا.
والصحيح :ذوي.
الشهرة) ّ
أخطاء الضبط والترقيم:
أثرا.
والصحيحً :
ص ( :43فلم أجد لها أثر) ّ
أقول ثانية إن ما ذكرته تمثيل ال استقصاء،
ص ( :46بيّن ابن قنفذ ...أشياء وأمور كثيرة)
أيضا تهون –وهي في حقيقتهاوهذه األخطاء ً
أمورا.
والصحيحً :
ّ
قياسا على أخطاء الضبط والترقيم،
غير هيّنة– ً
ص ( :61روى ابن قنفذ حديث موضوع)
وهل التّحقيق سوى نشر ّ
النص كما تركه مؤلفه
موضوعا.
ً والصحيحً :
حديثا ّ
ع ّدتنا في ذلك فه ٌم لما نقرأ وتقليب األوجه فيما
ّ
المحقق جاء بأخطاء جعلت ّ
ولكن َ
أشكل علينا، والصحيح:
ص ( :62يورد المؤلف نصوص) ّ
ً
مستغلقا وتفصيل ذلك: مواضع كثيرة
َ النص في
ّ نصوصا.
ً
نقد تحقيق ص ) :77وأ ّم��ا ل��ؤي :فهو تصغير الء) والصحيح:
ص ( :106أن ينقل كالم خطير) ّ
كتاب: المحقق "لسان ال��ع��رب"( ،((8وهو ّ ولو راجع خطيرا.
ً كال ًما
"حمية ير لأَ ْ ي لُؤ ٌّ
َي، من مصادر تحقيقه لوجدَ ( :و َت ْ
ص ِغ ُ
اإلسالم والصحيح :اِ ْف� ِد
ّ ص ( :128أف��دي نفسك)
َ َو ِم ْن ُه لُ�ؤ ُّ
ْش) ،وفي "تاج ْن َغالِ ٍب أبو ُق َري ٍ َي ب ُ
نفسك.
بالنبي"
ّ أيضاْ : العروس"(َ ( :((8و ِفي أَ ْسما ِء ال َع َر ِب ً
أل ُي...
البن قنفذ ص ( :163ادع��وا عليهم يا رس��ول اهلل )
البن
الفاضلِيَّة ِ ِ َيَ ،و َو َق َع ِفي المقد َم ِة غيره لُؤ ٌّ
ص ُ َت ْ
القسنطيني والصحيح :اُ ْد ُع.
ّ
غير :الَّ َ�لأى ك َق َفاَ ،و ُه � َو َث ْو ُر ص ُ الجواني أنَّه َت ْ
ألي صغير ْ روف أنَّه َت ْأن ال َم ْع َقد ْمنا َّال َو ْحشَ ،وقد َّ ومن األخطاء اإلمالئية:
هر) إذن بن ِف ٍ بن غالِ ِب ِ بسكون ال َه ْمز ِة َو ِم ْنه لُؤ ُّ
َي ُ ِ والصواب:
ّ ص ( :63آخا بينه وبين زيد)
فالصواب :وأ ّما لؤي :فهو تصغير ألي بمعنىّ آخى.
البطء أو لأََى بمعنى الثور الوحشي.
والصواب:
ّ ص ( :178وشكى إليه قوم )
ص ( :77وأما خزيمة :فهي تصغير خزمة، ّ
المحقق كتبها صحيحة بعد شكا ،والغريب أن
وهي شجرة تتّخذ من قلوب ،كذا الجبل وهو
سطر واحد.
ّ
التخزم فهو لإلصالح ) فما معنى تتخذ من
ّ
وضعهن فخرص ) وهنا خطأ ص ( :178ثم
قلوب؟؟ وما معنى كذا الجبل ؟؟ ،وهل بعد
هذا التحريف المتصاحب مع التّصحيف بقي فخرس َن.
ْ إمالئي وتطبيعة والصواب:
ّ
معنى للتّعريف ؟ ّ
والصواب( :وأما خزيمة :فهي وأختم بخطأين – قبل االنتقال إلى ما هو أدهى
تصغير خزمة ،وهي شجرة يُتّخذ من سعفها وأمر–:
ّ
27 آفاق الثقافة والتراث
مقبض السيف من ّ
فضة أو حديد(.((8 الحبال ،وأ ّما الخزم فهو اإلصالح)(.((8
الصفحة نفسها( :وك��ان له تنور من
وفي ّ تزوج َها ��رأَة بعد أَن َص َ ( :103وخيّر ا ْم َ
حجر ،وهو إناء يشبه الطست ) فهل سمع سامع والصواب َ
فش ِق َي ْت وهي ار ْت َنفس َها فشفيت) ّ اخ َت ََف ْ
ور يُشبه اإلن��اء في حجم الطست ؟! وإنّما بتنّ ٍ الضحاك الكالبية ،ولفظة َ
(ش ِق َي ْت) ّ فاطمة بنت
هي ( َت ْو ٌر من حجر) والتّور إناء صغير يشرب مستم ّدة م ّما جاء في "طبقات ابن سعد"(:((8
فيه(.((9 ول أََنا َّ
الش ِقي ُ
َّة). ( َف َكا َن ْت َت ْل َق ُط ْال َب ْع َر َو َت ُق ُ
مقـــاالت
شر ٌب ُحمر ًة بالتّخفيف)(.((9
بياض ُم َ قصة بيع نعيمان لسليط بن ص :133في ّ
علي بقرب سمعته،
ص ( :196ومن صلى ّ حرملة جاء( :فاشتروه ودفعوا له إبال في اليمن)،
وهو تصحيف ّ
ولعل صوابه (في الثمن) ،فالحادثة
ومن صلى علي نائبا بلغته) وصواب الحديث:
علي نا ِئيًا بُلِّ ْغتُ ُه) وهو موجود بهذا
(ومن صلّى َّ وقعت في بُصرى( ،((8وهي مدينة قديمة تقع اآلن
اللّفظ في ّ ّ
المحقق إلى في محافظة درعا بسوريا ،ولو انتبه
"الشفا"( ((9للقاضي عياض والكتاب
وأيضا! .ويضاف إلى أيضا ً من مصادر التّحقيق ً ما جاء في بقيّة الخبر بعد سطرين فقط (وجاء
أخطاء الضبط سو ُء كيلة التّرقيم ،وال ُي َه ِّو ّ
نن أحد أبو بكر فأُخبر بسليط فتبعهم ور ّده وأخذوا إبلهم)
من خطورة التّرقيم فقد ينقلب المعنى إلى ض ّده لتجنّ َب الوه َم فكيف يستقيم أن يأخذ منهم أبو بكر
ّ
المحقق من الجهل بوضع عالماته ،ومثال أخطاء اإلبل ببُصرى ،وقد دفعوها أو وعدوا بدفعها
التي تناسل منها خطأ آخر: لنعيمان في اليمن !! عمرك اللهّ كيف يلتقيان؟
ّ
المحقق النقطتين في غير في ص 184وضع ص ( :172وارف��ع��ه قسي كلها عربية)
محلّهما في ( َوتكلم َثابت بن قيس وهم يدخلونه ِفي قسي كلّها عربيّة
والصواب :وأربعة ٍّ
ّ
ال ُم َح َّمد َر ُسول اهلل :أَبُو بكر ّ
الصديق، َقبرهَ ،ف َق َ ص ( :173وك��ان نصل سيف َر ُس��ول اهلل
ّ
المحقق الش ِهيد وعثمان بن ّ
عفان) فاعتبر وعمر َّ والصواب:
ّ صلى اهلل عليه وسلم وكذلك قبعة)
الصديق ،و عمر َّ
الش ِهيد وعثمان جملة (أَبُو بكر ّ (وكذلك قبيعته) ،والقبيعة :ما كان على طرف
آفاق الثقافة والتراث 28
ص ( :190أبيض اللّون مشوب بحمرة في عفان) من كالم رسول اللهّ صلى اهلل عليه
ابن ّ
وجهه ،تدوير أدعج العينين) وصوابها( :أبيض وسلّم وبما أنّه اعتقدها كذلك أثبتها في فهرس
اللّون ُم ْشرب بحمرة ،في وجهه تدوير ،أدعج والصواب أن الجملة من
األحاديث آخر الكتابّ ،
العينين). كالم ثابت بن قيس ولو وضع النقطتين هكذا:
ومع هذا الحجم غير المقبول من األخطاء ( َوتكلم َثابت بن قيس وهم يدخلونه ِفي َقبره
لم يسلم الكتاب من كلمة ناقصة هنا وأخرى الصديق ،وعمرالُ :م َح َّمد َر ُسول اهلل ،أَبُو بكر ّ
َف َق َ
َّ
الش ِهيد ،وعثمان بن ّ
عفان) لما وقع في التباسه.
ساقطة هناك ففي ص ( :29الزمته وقرأت عليه
كتاب في الفرائض) وتصويب النّقل من "أنس (فقال الرب :ي ُْق ِرئكَ ومن ذلك في ص :96
الفقير"(( :((9الزمته وقرأت عليه كتاب الحوفي (فقال :الرب ي ُْق ِرئك َّ
السلاَ م ). َ السلاَ م ) وصوابها
َّ
في الفرائض).
ُريد أَن ابْن النَّ ِبي َن ِبي وضعف؛ ص ( :105ي ِ
وفي ص :35نقص غيّر المعنى إلى ض ّده ألن آدم َن ِبي َو َما ِفي َولَده لصلبه َن ِبي غير ِشيث)
إذ يقول( :ومن أمانة ابن قنفذ أنه درس عليه) ف ّ
ألن وض ِّع َ ُريد أَ ّن اب َ
ْن النَّ ِبي َن ِبيُ ، وصوابها( :ي ِ
نقد تحقيق والصواب كما جاء في "الفارسيّة"(( :((9ومن ّ آدم َن ِب ّي).
كتاب: يذكر أنّه َ
درس عليه). أمانة ابن قنفذ أنّه لم ْ
ص ( :132فل ّما غاب أبو بكر قال لطائفة
"حمية
ومن النقص الذي يغيّر المعنى ما جاء في من العرب :خطرت عليهم عندي عبدا (كذا)
اإلسالم
بالنبي"
ّ
ص ( :111فهؤالء أعمامه صلى اهلل عليه وسلم إِذا أردتم أَن أبيعه لكم) ّ
والصواب(0 :فل ّما غاب
البن قنفذ أسلم منهم غير العباس وحمزة) وصواب الجملة: خطر ْت عليهم:
َ أبو بكر ،قال لطائفة من العرب
القسنطيني (فهؤالء أعمامه صلى اهلل عليه وسلم ما أسلم عندي عب ٌد إِن أردتم أَن أبيعه لكم).
منهم غير العباس وحمزة).
ص ( :160وق����ال" :ش��اه��ت وج���وه من
وفي ص ( :171وزعم عبد اهلل بن المعلم التّشويه") فأدخل في حديث رسول اهلل صلى اهلل
من أئمة اإلمامية) والصواب :و(زعم أبو عبد عليه وسلّم ما ليس منه وصواب كتابة الجملة:
اهلل المعلّم) ،وهو محمد بن محمد بن النّعمان (وقال" :شاهت وجوه" من التّشويه ).
المعروف بالشيخ المفيد (ت 413هـ).
ص ( :173وترك رسول اهلل صلى اهلل عليه
في ص :194نقص يستغلق معه المعنى في وسلم ،يوم مات من الثياب أربعة :أزر وقميصا
(وتعسف وابتدع وانفرد صلّى اهلل
ّ الجملة اآلتية: وجبة وكساء )...فيتوهم القارئ أن المعدود ما
على الج ّد ورضي عن األم والبنين) ،وصوابها: بعد كلمة أربعة ويستوقفه نصب (قميصا) ،في
(وتعسف وابتدع وانفرد من قال :صلّى اهلل على
ّ �ص��واب( :وت��رك رس��ول اهلل صلى حين أن ال� ّ
الج ّد ورضي عن األم والبنين). اهلل عليه وسلم يوم مات من الثياب :أربع َة أزر
الرجوع ّ
المحقق تقصيره في ّ وم ّما يؤخذ على ً
وجبة وكسا ًء.)... وقميصا
29 آفاق الثقافة والتراث
النبوية"(:((9 إلى المصادر وعجزه عن االستفادة الجيّدة منها
ك�����ان ل����ه خ� ّ بل والسعي للحصول على ما يُع ّد ضروريًا لعمله
���ف����ان س���ـ���ـ���اذج���ان
التحقيقي وما توهمه في عنوان الكتاب الذي ّ
حققه
أه��ـ��ـ��داه��م��ا أص��ح��م��ة ال��� ّر ّب���ان���ي وهو مطبوع متداول إال ٌ
بعض من هذا التقصير.
خفان س��اذج��ان في "تاريخ وكذلك ه��يّ :
ومن ذلك ً
أيضا ما ورد في ص 61حين
الخميس"( ،((9وفي كتب الحديث وردَّ ":
أن
ع ّد كتاب ّ
السهيلي "التعريف واإلعالم بما أبهم
جاشي أهدى إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه النَّ َّ في القرآن من األسماء واألعالم" من المصادر
والساذج:
ّ ين"(،((10 وسلم ُخ َّفين أس َود ِ
َين سا َذ َج ِ تعذر على الباحث الحصول عليهاالنادرة التي ّ
غير ال َم ُشوب
بفتح الذال وكسرها :هو الخالص ُ في المكتبات العربية ،في حين ّ
أن هذا الكتاب
معرب عن :سادَه بالفارسية.
وغير المنقوش ،وهو َّ
ُ نشر بدار الكتب العلمية في بيروت سنة 1987م
أخطاء التقصير في البحث بتحقيق عبد أ .مهنّا ،ونشر ثانية بدار الفكر
العربي ودار الوسام في بيروت سنة 1988م
كما أن هذا العجز عن االستفادة من المصادر
ّ بتحقيق هيثم عيّاش وبعنوان " غوامض األسماء
المحقق مرات عدة في تسرع كان في غنى أوقع
َ
المبهمة واألحاديث المسندة في القرآن" ،وكان
عنه ،ومن هذه اإلطالقات:
أطروح َة دكتوراه ،حيث ّ
حققه األستاذ حمد بن
ص :58عند قول المؤلف( :وخطب إِلَى
مقـــاالت
صالح يحيى سنة 1984م بإشراف الدكتور
اع َتذر لَ ُه أَن ب َها ً
برصا َولم يكن ب َها رجل ا ْب َنته َف ْ منّاع ّ
القطان في جامعة اإلمام محمد بن سعود
برص َف َما اإلسالمية ،فما معنى القول بندرته؟ وما جدوى
صرف إِلَى َبيته وجد ب َها [الصواب:فل ّما] ا ْن َ تيسر
الرجوع إلى المخطوط كما في ص 88مع ّ
ار ْتاخ َت َ �رأَة بعد أَن َ
تز ّوج َها َف ْ برصا َوخيّر ا ْم� َ المطبوع؟
َنفس َها فشفيت وهذا العجز عن االستفادة من المصادر حال
المحقق خرو َم مخطوطه ففي صّ دون أن يت ّم
ّ
المحقق بقوله( :فلم [الصواب:فش ِق َي ْت]) علّق
َ
أي سند في مصادر السير
أجد لهذه الرواية ّ :173كان يمكنه ملء البياض وإتمام المعنى
والتاريخ والطبقات ) ،فأقول: صفر يشبه في الجملة اآلتية( :ومغتسل من ُ
السطل والواسع ]........[ ،وهي لغسل الثياب)
أ ّو ً
ال :هما روايتان وليستا رواية واحدة :رواية
والصواب( :ومغتسل من صفر يشبه السطل
المرأة البرصاء ،وهي أمامة بنت الحارث بن
واإلجانة:
ّ وإجانة وهي لغسل الثياب)
والواسعّ ،
عوف ،ورواية المرأة المخيَّرة ،وهي فاطمة بنت
إناء تغسل فيه الثّياب( .((9وفي الصفحة نفسها:
الضحاك الكالبية. ّ
المحقق كتب ّ
(وخفان [ ) ]........ولو راجع
ثانيًا :الرواية األولى موجودة في كتب (السير السيرة – وهو ما كان يجدر به أن يفعله – لوجد
ّ
والتاريخ والتراجم ) وفي المصادر التي كانت بين ً
مثال زين الدين العراقي يقول في "ألفية السيرة
آفاق الثقافة والتراث 30
[الصواب :ال آمن] أن يتز ّوجك هذا الطاغية ّ
المحقق وأثبتها في آخر الكتاب وتخريجها يدي
ّ
المحقق على هذا الخبر يعني معاوية ) ،فعلّق من هذه المصادر وال أعدوها:
بقوله( :اليجوز لعالم مثل الشيخ العلاّ مة ابن
" -السيرة النبوية"( ((10البن كثير ،و"السيرة
قنفذ أن ينقل كالم خطير (كذا) ويسيئ لصحابي
و"فتح (((10
الحلبية"( ،((10و"اإلص��اب��ة"
جليل ...مثل :معاوية بن أبي سفيانّ ...
وإن الباحث
الباري"(.((10
فتّش في الرواية الحديثية والتاريخية فلم يجد هذه
الكلمة الكبيرة:الطاغية ،التي نسبت بالباطل إلى والرواية الثانية موجودة كذلك في كتب (السير
ّ
المحقق والتاريخ والتراجم ) ،وفي مصادر
ّ
وكأن الباحث لم يقنع بهذا علي بن أبي طالب )
ّ
فكتب في المقدمة ص ( :60وتحدث العالمة ابن وتخريجها من هذه المصادر وال أجاوزها:
قنفذ عن شخصية معاوية بن أبي سفيان رضي " -تاريخ ال��ط��ب��ري"( ،((10و"الكامل في
اهلل عنه ،بكلمة غريبة [الطاغية] ،وهي مرويّة ال��ت��اري��خ"( ،((10و"االس��ت��ي��ع��اب"(،((10
عن علي أمير المؤمنين ...كذبًا وبهتا ًنا). و"اإلصابة"( ،((10و"السيرة النبوية"(،((10
ولو تأنّى الباحث وبحث جيّدا في الكتب و"خالصة السير"(.((11
نقد تحقيق
التي وضع قائمة بها في آخر كتابه لوجد اللفظة فهل من أصول التّحقيق أن نجزم أننا لم نجد
كتاب:
مذكورة صريحة في "االستيعاب"( ((11البن عبد أي سند في مصادر السير والتاريخ (لهذه الرواية ّ
"حمية
البن حجر ،وفي " البر ،وفي "اإلصابة"
(((11
والطبقات) ونحن لم نقرأ حتّى ما بين أيدينا من
اإلسالم
فأي رواية حديثية وتاريخية
السيرة الحلبية"(ّ .((11
بالنبي"
ّ مصادر.
البن قنفذ فتّش فيها الباحث ،ولم يجد الكلمة وهي بين
ص :102أخطأ النّاسخ في اسم خولة الثعلبية
القسنطيني يديه؟!
ّ
المحقق بقوله: فكتبها خويلة بالتصغير ،فعلّق
ّ
المحقق ما جاء في ص :153 ومن جرأة
(خويلة الثعلبية لم أجد لها ترجمة في المصادر
(والمغفر زرد يلبسه المحارب تحت [القلنسوة]
التاريخية وكتب التراجم والطبقات واألنساب
يهبط منه شيء على الوجه) وعلّق في الهامش:
وال أعلم من أين أتى بها الناسخ والمؤلّف)
(جاء في النّسخة المعتمدة قول المؤلف بالعاميّة:
ُ
قلت :أتى بها من المصادر التاريخية وكتب
والمغفر زرد يلبسه المحارب تحت الشاشية.
التراجم والطبقات واألنساب مثل" :سبل الهدى
والصحيح ما جاء في المتن) فاستبدل القلنسوة
ّ
و"شرح الزرقاني على المواهب والرشاد"
(((11
بالشاشية .ولم يكتف بهذا بل كتب في مآخذه على
للذهبي (((11
و"تاريخ اإلس�ل�ام" (((11
اللدنية"
الكتاب ص ( :63وجود بعض األلفاظ العامية
باللّهجة المحليّة ) وأعطى مثال ّ
(((11
و"تاريخ دمشق"( ((11و"سير أعالم النبالء"
الشاشية ،وكلمة
و"تاريخ الخميس"( ((11وفي هذا َمق َنع.
بعض تفيد وجود أكثر من لفظة فهلاّ دلّنا الباحث
على لفظة أخرى باللّهجة العاميّة لو سلّمنا له خبرا ورد فيه قول
ص :106روى المؤلف ً
باألولى وهيهات ؟ علي بن أبي طالب ألمامة بنت العاص( :آلمن
ّ
31 آفاق الثقافة والتراث
وفي الحقيقة نجد أن خزيمة بن ثابت حمل راية ولو راجعنا المصادر لوجدنا الكلمة قديمة
(((12
عشيرته يوم فتح مكة ففي "بغية الطلب" االستعمال فقد وردت في:
البن العديم( :شهد مع النبي صلى اهلل عليه وسلم للفتح بن خاقان (((12
" -قالئد ال��ع��ق��ي��ان"
غزوة فتح مكة ،وكان يحمل راية بني خطمة). (ت 247هـ )( :رقيق الحاشية ،أنيق
مالحظات حول تخريج األحاديث: الشاشية).
حديث
ٍ كتاب
أي كتاب في السيرة يكاد يكون َ ّ (ت 310هـ): (((12
" -ت��اري��خ ال��ط��ب��ري"
ّ
بالضرورة ،فمداره على أقوال الرسول صلى اهلل (وعليه شاشية وسيف بحمائل ،فعجب
عليه وسلم وأفعاله وتقريراته ،وكتاب ابن قنفذ الناس منه)
بدعا عن هذا األمر بل ذكر ذلك صراحة في ليس ً " -رس��ائ��ل ال��ج��اح��ظ" (ت 255ه��ـ ):
مقدمة الكتاب حين قالَ ( :وسميت َه َذا ْال َم ْج ُموع (والشوارب المعقربة ،والقالنس الشاشية)
الس ُكون
الح ِديث النَّ َب ِو ّي ِفي ّ ُ
لظ ُهور ْالبر َكة ِب ِق َرا َءة َ
وللعلاّ مة محمد بن أبي شنب بحث نشره في
َو ْال َح َر َكة)( ((12فرغم صغر حجمه ( 49ورقة
في أصل كلمة شاشية، (((12
"المجلة االفريقية"
ً
حديثا قوليّا، مخطوطة ) فيه قرابة مئة وستين
عرفها في مجلة "الفتح"( ((12بـ( :شاشية:
وكان قد ّ
ً
حديثا تخريجا مقاربًا ثمانينً ّ
المحقق خرج منها ّ
صفة ل َقلنسوة أُقيمت مقام الموصوف لكثرة ٌ
وأهمل ثمانين ،وما يدعو للعجب أنه يهمل تخريج
مقـــاالت
الستعمال ...منسوبة إلى بالد الشاش؛ ال إلى اِ
أحاديث مشهورة يجدها بأدنى نظرة في كتب
نوع من المنسوجات القطنية يُقال ل ُه :الشاش).
ٍ
والسنن ومثال ذلك:
الصحاح ّ
وهل من أصول التّحقيق أن نغيّر كلمة في
ص :112حديث" :أََنا اب ُ
ْن ال َع َوا ِت ِك" الذي
المتن بأخرى من عندنا ألنّنا اعتقدنا أنّها عاميّة ؟!
ً
كامال عنوانه " ألّف فيه مرتضى الزبيدي كتابًا
ْروز ْال َكا ِفر ص َ ( :118وتُ ِّ
وفي َش ِهي ًدا...قتله َفي ُ
(((12
أيضاح المدارك في اإلفصاح عن العواتك"
المحقق في الهامش( :الذي ّ غيرة) علّقَم ْملُوك ْال ُم َ
صدر في أكثر من نشرة وفيه تخريج هذا الحديث
قتل أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن
بما ال مزيد عليه.
الخطاب رضي اهلل عنه هو أبو لؤلؤة المجوسي
ص :127حديثَ " :ت ْقتُلُ ُه ال ِف َئ ُة ال َب ِ
اغ َي ُة " وكان عب ًدا للمغيرة بن شعبة) .وفيروز ليس في
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما
(((12
حقيقة األمر سوى اسم أبي لؤلؤة فهما شخص
اس ٍرَ ،فإِ َّن ْرا َيا َ
آل َي ِ "صب ً
ص :130حديثَ : واحد.
َك ُم ْال َجنَّ ُة" أخرجه الحاكم في "مستدركه"
َم ْو ِعد ُ
ص ( :126ومنهم خزيمة بن ثابت األنصاري
(((12
والبيهقي في"شعب اإليمان" ّ
المحقق: صاحب الراية يوم فتح مكة) علّق
َ
ص :143حديثَ " :ما أ َنا ِب َق ِ
ار ٍئ " أخرجه (صاحب الراية يوم فتح مكة هو قيس بن سعد بن
البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في عبادة رضي اهلل عنه ،وليس كما ذكر المؤلف)
آفاق الثقافة والتراث 32
في الفهرسة كتكرار ذكر حديث واحد مثل" :إنا "مسنده"(.((12
نورث " أورده في ص 237
معاشر األنبياء ال ّ اه ِت ال ُو ُجو ُه" أخرجه ص :160حديثَ :
"ش َ
وأعاده في ص .240أو أن يقسم الحديث قسمين أحمد في "مسنده" و الحاكم في "مستدركه"(.((13
ويفهرس ّ
كل قسم منفر ًدا مثل" :ارموا وأنا مع
�ر ����روا أََب����ا َب� ْ
�ك� ٍ ص :167ح��دي��ثُ " :م� ُ
ابن األدرع" و"ارموا وأنا معكم كلكم " وهما
َف ْلي َ ِّ
حديث واحد .وبلغ ما ُك ِّرر في فهرس األحاديث
اس" أخرجه البخاري ومسلم في ُصل ِبالنَّ ِ
(((13
صحيحيهما
تسعة.
ومن ذلك فهرسة ما ليس بحديث مع األحاديث ص :182حديث" :إِنَّ ُك ْم َس َت ْل َق ْو َن أََث َر ًة" أخرجه
النص ص َ ( :184وتكلم َثابت بن البخاري ومسلم في صحيحيهما( ((13بلفظ" :إِنَّ ُك ْم
مثل ما ورد في ّ
قيس وهم يدخلونه ِفي َقبره َف َق َ
الُ :م َح َّمد َر ُسول اهلل َس َت ْل َق ْو َن َب ْع ِدي أََث َر ًة".
الش ِهيد ُع ْث َمان بن َع َّفان) الصديق عمر َّ أَبُو بكر ّ ّ
المحقق مع قرب يخرجها
وكثير غيرها لم ّ
الصديق عمر المحقق جملة( :أَبُو بكر ّ ّ ففهرس مظانّها وسهولة مواردها .وحتّى بعض ما ّ
خرجه
الش ِهيد ُع ْث َمان بن َع َّفان) باعتبارها من كالم ّ
النبي َّ يخرج في ص 124حديث: جاء تخريجه كأن ّ
نقد تحقيق
صلى اهلل عليه وسلّم؛ ألنه وضع النقطتين بعد " َبلَى َم ْن آ َذى َعلِيًّا َف َق ْد آ َذا ِني" من "االستيعاب"
كتاب:
لفظة رسول اهلل ،وهلل في خلقه شؤون! وفهرس و"السيرة النبوية" البن كثير ،والحديث في "مسند
"حمية
أيضا مع األحاديث هاتين الكلمتين (كانا ّ
المحقق ً أحمد" وفي "مستدرك الحاكم" وفي "صحيح ابن
اإلسالم
مؤمنين) من هذه الجملة التي وردت في النص: حبان"( ((13وغيرها من كتب الحديث.
بالنبي"
ّ
البن قنفذ [الصواب:
(وأ ّما مضر فس ّمي به لبياضه وربيعه ّ ّ
المحقق حديث: خرج
وفي الصفحة نفسهاّ :
القسنطيني (الحب
ّ ربيعة] أخوه وكانا مؤمنين) .كما فهرس
اب أَ ْه ِل ْال َجنَّ ِة" من "ال َح َس ُن َو ْال ُح َسي ُ
ْن َسيِّدَا َش َب ِ ْ
الحب) من قول المؤلّف في ص ( :91ولذلك
ابن ّ
كتاب ابن عربي "العواصم من القواصم" ،وهذا
الحب).
ألسامة:الحب بن ّ
ّ كان يقول
من العجب العجاب! والحديث مشهور أخرجه
إضافة إلى أخطاء أخرى كأن يفهرس الحديث أحمد والترمذي والنسائي ابن ماجة( ((13بل وقال
من منتصفه فيضع في حرف الواو " :وصلّوا عنه الحاكم في "مستدركه"(( :((13هذا حديث
مرة " ....وبداية الحديث علي فإنّه من صلّى ّ
علي ّ ّ أتعجب أنّهما لم
صح من أوجه كثيرة ،وأنا ّقد ّ
في ص 195من الكتاب" :إذا َس ِم ْعتُ ْم ْال ُمؤ ّ
َذن ِ يخرجاه) أي البخاري ومسلم.
لي فإِن ُه من صلى َّ َ َفقولُوا مثل َما َي ُقول وصلوا َع ّ
أخطاء في فهرس األحاديث:
�رة ."...أو يضيف إلى الحديث ما ليس لي م� ّ
َع ّ
منه :فقد ذكر في فهرس األحاديث ص :238 التسرع ظهرت نتائجه في فهرس ّ وه��ذا
"الخاشعة المتضرعة ،وقالت عائشة :لم تكن ّ
المحقق فهرس َة ثمانية وثالثين األحاديث فقد أهمل
امرأة خير منها في الدين والصدقة" وجملة: حديثا من جملة مئة وستين أي ال نجد ربع ً
(وقالت عائشة :لم تكن امرأة خير منها في الدين أحاديث الكتاب في فهرسه ،إلى أخطاء أخرى
33 آفاق الثقافة والتراث
مقتصرا على المؤلّف والعنوان
ً �رة أخ��رى
م� ّ والصدقة) ليست من الحديث .وكذلك في ص
ذكر
وال��دار مثل "سنن الدارقطني" ،ويكرر َ 239من فهرس األحاديث" :اللّهم بارك فيها فما
الكتاب مرتين مثل البستان البن مريم فقد ورد في ملكت رأسها وبعت من بطنها باثني عشر ألفا "
أن مصادره لم تجاوزرقم 11وفي رقم 31مع ّ وجملة( :فما ملكت رأسها وبعت من بطنها باثني
متيسرة .وأغرب ما في
الستين ومراجعتها سهلة ّ
ّ عشر ألفا) ليست من قول رسول اهلل صلى اهلل
مصادره أن يذكر فيها بابًا من الكتاب مثل قوله عليه وسلم ،بل من قول عبد اهلل بن أبي الجعد
في رقم ( :28محمد الخضري بك :نور اليقين (وليس الجعدي كما جاء في ص.)180
في سيرة سيد المرسلين ،باب الجهر بالتبليغ)... ومع تساهلنا في بعض أبجديات الفهرسة التي
وفي رقم ( :53الترمذي محمد بن عيسى :سنن ّ
المحقق مثل وضع ألف الم التعريف ّ
أخل بها
الترمذي ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،باب في
في حرف األلف والمعتمد أنها تُهمل ،فلقد ّ
قصر
فضل النبي صلى اهلل عليه وسلّم.) ... تقصيرا بيّ ًنا في إعداد فهارس الكتاب ّ
المحقق
ً
سجلناه من مالحظات على تحقيق
هذا ما ّ فاقتصر على فهرس اآليات وفهرس األحاديث
بالنبي" المس ّمى وه ًما
ّ كتاب "وسيلة اإلس�لام وحتّى في هذا الفهرس أهمل أفعال الرسول
بالنبي" وما قص ْدنا
ّ وتسر ًعا "حميّة اإلس�لام
ّ وتقريراته وهي كثيرة في الكتاب .وكان يجدر
االستقصا َء إذن الحتجنا إلى مثل حجم الكتاب. فهرسا لألعالم وآخر لألماكن ً
وثالثا ً به أن ينشئ
مقـــاالت
وهو تحقيق أساء إلى الكتاب ن ّغص على القارئ لألشعار وراب ًعا للكتب وهذا جهد ال ُم ِق ّل فالكتاب
متعتي القراءة واالستفادة وكان بالو ّد في زمن المحقق ال يتجاوز مئة وثالثين صفحة نصفها َّ
ّ
المحقق من وفرة المعلومات وفورتها أن يستفيد هوامش ال تفهرس.
ً
تحقيقا متق ًنا لهذا المختصر النّافع ولكن ذلك فيق ّدم
بست وعشرين صفحة ِّ
المحقق الكتاب ّ وذيّل
كل ما يتمنى المرء ...واللهّ المستعان. ما ّ
فيها سبعة مالحق وثالث عشرة خريطة الجدوى
الحواشي َّ
المحقق سوى زيادة منها في خدمة المخطوط
1-1مع ّ صفحات الكتاب تشبّعا بما لم ي َ
ُعط.
تحفظي على هذا الوصف ،وأنّى لهذه األعمال
الكمال وال يزال بعضها مفقودا واآلخر مخطوطا.
وختم كتابه بالمصادر والمراجع التي لم
2-2أثناء بحثي في الشابكة عن كتاب "حمية االسالم
بالنبي" عثرت على مقالة للدكتور محمد أبو بكر يحسن االستفادة منها في متن الكتاب كما رأينا،
باذيب عنوانها" :االسم الصحيح لسيرة ابن قنفذ ولم يحسن ترتيبها في خاتمته كما سنرى ،فأحيا ًنا
القسنطيني" في مدونته ،عرض فيها لما نحن بصدده
أن الكتابين واحد.فله فضل سبق التنبيه على ّ يذكر المؤلف باالسم مثل( :اسماعيل البخاري)
3-3شرف الطالب ص 239 والصواب :محمد بن إسماعيل وأحيا ًنا بلقبه
4-4البستان ص 309 مثل( :الزركشي بدر الدين) .ويذكر مرة تفاصيل
مشكورا إلى هذا
ً 5-5صلة الخلف ص 182وقد نبّهني
ً
مشافهة األستاذ عبد الرحمن ح ّمادو الكتبي. ّ
الذ ْكر الكتاب من دارالنشر ومكانها وسنة طبع ورقم
6-6وسيلة االسالم ص 26 الطبعة مثل كتاب "نسيم الرياض" ويغفل ذلك
آفاق الثقافة والتراث 34
4242ديوان أبي طالب ص 332 7-7حمية االسالم ص 203
4343تاج العروس 114/15 8-8شرف الطالب ص ،43وقد أخبرني األستاذ عبد
4444طبقات الشافعية الكبرى 282/2 متفضال أن الدكتور دخ��ان ّ
حقق ّ الرحمن دوي��ب
الكتاب وسيصدر عن جائزة دبي الدولية.
4545عيون األثر 385/2
9-9وسيلة االسالم ص 31،32
درة الحجال 34/1ّ 4646
10- www http://batheebcultural.blogspot.
4747السيرة الحلبية 460/3
com/2015/04/blog-post.html
4848النجوم الزواهر ص 57
1111حمية االسالم ص 199
4949ديوان حسان بن ثابت وليد عرفات 433/1
1212المصدر نفسه ص 43
الصحابة 154/2وليس 77/2كما ذكر 5050معجم ّ
ّ 1313دلّني على اسم الحرف األستاذ مالك طيبي فله من
المحقق
الشكر وافره.
5151المعجم الكبير 179/13
1414الفارسية ص 75
5252ديوان عبد اهلل بن رواحة ص 159
1515شرف الطالب ص 40
5353االستيعاب 1292/3
1616المصدر نفسه ص18،19
5454السيرة النبوية ابن هشام 378/2
1717الوفيات 17
5555الروض االنف 15/7
1818انظر الفارسية ص ص 64 - 54
5656االكتفاء 494/1
1919انظر شرف الطالب ص 27وما بعدها
نقد تحقيق 5757نور اليقين ص 191
2020نيل االبتهاج ص 110وليس 104كما ذكر المحقق
كتاب: 5858الكامل في التاريخ 113/2
2121الوفيات ص 7
5959السنن الكبرى 260/9
"حمية الصبابات في ما وجدته على ظهور الكتب من ّ 2222
6060االستيعاب 813/2 الكتابات ص 119
اإلسالم 6161الجليس الصالح الكافي 434/1 2323نفحة اليمن في ما يزول بذكره الشجن ص 131
بالنبي"
ّ 6262شرف المصطفى 83/3 2424إتحاف أعالم الناس 320/4
البن قنفذ 6363عيون األثر 362/2 2525خزائن الكتب العربية في الخافقين 927/3
القسنطيني 6464فتح الباري 30/8 2626ديوان حسان بن ثابت 306/1
6565انظر مناقب آل أب��ي طالب ص 299/1وهو 2727اإلصابة 191/7
المصدر الوحيد الذي وجدت فيه البيت األول.
2828سير أعالم النبالء 40/1
6666سير أعالم النبالء 134/2
2929العلل ومعرفة الرجال 454/1
6767االكتفاء الكالعي 62/2
3030التاريخ الصغير 38/1
6868انظر شرح األخبار 40/3و دالئل اإلمامة ص 38
3131السنة للخالل 193/1
وكشف الغمة 113/2مع اختالف في الرواية
ّ 3232الثقات 42/1
واختل قومك فاشهدهم 6969في شرح األخبار ص :40
ّ
فقد شغبوا ،وفي كشف الغمة :117/2واختل قومك 3333الكامل في ضعفاء الرجال 336/6
لما غبت وانقلبوا 3434الجليس الصالح ص 204/2
7070في شرح األخبار ص :41إنا رزئنا بما لم يرز 3535دالئل النبوة 161/1
ذو شجن 3636االستذكار 622/8
7171المعجم الكبير 321/24 3737التمهيد 154/9
7272اإلصابة 215/8 3838شرف المصطفى 287
7373لسان العرب ( 199/2مادة :هنبث) 3939البداية والنهاية 266/2
7474الطبقات الكبرى 332/2 4040تاريخ الخميس 245/1
7575جمهرة اللغة ( 263/1مادة :هبث) 4141سمط النجوم العوالي 390/1
مقـــاالت
12126إيضاح المدارك في االفصاح عن العواتك 9292المستدرك ( 575/2رقم )3949
12127صحيح البخاري (رقم )447وصحيح مسلم (رقم 9393النهاية في غريب الحديث ( 454/2رقم )162
)2916 خرج ّ
محقق الكتاب الحدبث 9494الشفا 574وفيه ّ
12128المستدرك ( 438/3رقم )5666وشعب اإليمان 9595أنس الفقير ص 77
( 172/3رقم )1515
9696الفارسية ص 61
12129صحيح البخاري (رقم )3وصحيح مسلم (رقم 9797انظر المعجم الوسيط ( 7/1مادة:أجن) ،وفي وسيلة
)160ومسند احمد ( 112/43رقم )25959 اإلسالم بالنبي :ص :122أرجانة وهو خطأ بيّن.
13130مسند أحمد ( 487/4رقم )2763والمستدرك 9898ألفية السيرة النبوية ص 145
( 268/1رقم )583 9999تاريخ الخميس 189/2
13131صحيح البخاري (رقم )678صحيح مسلم (رقم 10100أخرجه الترمذي ( )3030وابن ماجه ( )549و
)418 ( .)3620و"مسند أحمد" ()22981
13132صحيح البخاري (رقم )3793صحيح مسلم (رقم 10101السيرة النبوية 598/4
)1845 10102السيرة الحلبية 408/3
13133مسند احمد ( 320/25رقم ،)15960المستدرك 10103اإلصابة 683/1
( 131/3رقم ،)4619صحيح ابن حبان 365/15 10104فتح الباري 357/9
(رقم )6923 10105تاريخ الطبري 95/3
13134سنن ابن ماجه (رقم ،)118سنن الترمذي (رقم 10106الكامل في التاريخ 145/2
،)3768سنن النسائي (رقم ،)8240مسند أحمد 10107االستيعاب 1899/4
( 31/17رقم )10999 10108اإلصابة 272/8
13135المستدرك ( 182/3رقم .)4778 10109السيرة النبوية 710/3
مقـــاالت
تحقيق :عبد العلي عبد الحميد حامد ،مكتبة الرشد 1993 ،1م.
الرياض والدار السلفية بومباي ،ط 2003 ،1م. 3535سمط النجوم العوالي في أنباء األوائل والتوالي :عبد
الشفا بتعريف حقوق المصطفى :أبو الفضل عياض ّ 4949 الملك بن حسين العصامي ،تحقيق :عادل أحمد عبد
ابن موسى اليحصبي ،تحقيق :عبده علي كوشك، الموجود وعلي محمد معوض ،دار الكتب العلمية
جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ،ط .2013 ،1 بيروت ،ط 1998 ،1م.
الصبابات فيما وجدته على ظهور الكتب من ّ 5050 لاَّ
الخ ل ،تحقيق :عطية 3636السنة :أبو بكر أحمد بن محمد َ
الكتابات :جميل بن مصطفى بك العظم ،دار البشائر الزهراني ،دار الراية الرياض ،ط 1989 ،1م.
اإلسالمية بيروت ،ط 2000 ،1م.
3737سنن ابن ماجة :أبو عبد اهلل محمد بن يزيد ابن ماجة
5151صحيح ابن حبّان (اإلحسان في تقريب صحيح ابن القزويني ،تحقيق :شعيب األرناؤوط وآخرون ،دار
حبان) :أبو حاتم محمد بن حبان البستي التميمي،
الرسالة العالمية بيروت ،ط 2009 ،1م.
ترتيب :عالء الدين علي بن بلبان ،تحقيق :شعيب
األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة بيروت ،ط 1988 ،1م. 3838سنن الترمذي (الجامع الكبير) :أبو عيسى محمد بن
عيسى الترمذي ،تحقيق :بشار عواد معروف ،دار
5252صحيح البخاري :أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل
البخاري ،دار ابن كثير دمشق ،ط 2002 ،1م. الغرب اإلسالمي1998 ،م.
5353صحيح مسلم :أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري 3939السنن الكبرى :أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،
النيسابوري ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ،دار تحقيق :محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية
إحياء الكتب العربية القاهرة ،د.ت. بيروت ،ط2003 ،3م.
5454صلة الخلف بموصول السلف :محمد بن سليمان 4040السنن الكبرى :أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب
�ج��ي ،دار الغرب ال��رودان��ي ،تحقيق :محمد ح� ّ النسائي ،تحقيق :حسن عبد المنعم شلبي ،مؤسسة
اإلسالمي ،ط 1988 ،1م. الرسالة بيروت ،ط 2001 ،1م.
5555طبقات الشافعية الكبرى :تاج الدين عبد الوهاب 4141سير أعالم النبالء :شمس الدين أبو عبد اهلل محمد
ابن تقي الدين السبكي ،دار هجر القاهرة ،ط،2 بن أحمد الذهبي ،تحقيق :مجموعة من المحققين،
1413هـ. مؤسسة الرسالة بيروت ،ط 1985 ،3م.
مقدمة
اض ٍح في ص َو ِ تجاهلُه ،أدى إلى َن ْق ٍ ُ عري ال َع َر ِب ّي أم ٌر واق ٌع ،ال يمكن الش َّ راث ّضياعُ ال ُّت ِ َ
عراء؛ لذا
الش ِ ات ّ ات ال َف ِّن ّي ِةَ ،و َن َزعَ ِ َ
االتجاه ِ راف الجوا ِن ِب ال ِف ْكر ّي ِة ،واس ِت ْج ِ
الء استكمال اس ِت ْش ِ
ِ
مقـــاالت
وط َهذا ال ُّت ِ
راث، مخط ِ ُ قيب عن اعد الجدَّ ،و َه ُّبوا لل َّت ْن ِ يث عَ ن َس ِ المح ِّق ُقونَ في ال َع ْص ِر َ
الح ِد ِ َش َّم َر َ
جمع َما َت َب َّقى ِم ْنه ،و َن َش ُروه إِ َّما في د ََواوينَ ِ ول عَ ليه انب ُروا في ص ِ وإذا عَ َّز عَ لَيهم أَ ْم ُر ُ
الح ُ
بيلة واحد ٌة ،أوُمفر َدةٍ ،لِ ُك ِّل َشاعر ِديوان ،وإ َّما في دَواوينَ مجموعَ ٍة لِ ِعدَّة ُش َع َراء تج َم ُعهم َق ٌ
ٍ
بيئة واحد ٌة ،أو ِس َم ٌة َف ِّن َي ٌة َو ِ
اح َد ٌة. عَ ْص ٌر واحدٌ ،أو ٌ
ُ
المحاولة بي؛ لِذا َك ْ
انت َه ِذه َب ال َع َر ّ َف َت َر ِ َ
ات األد ِ ���ر ْت ُج��ه��و ٌد محمود ٌة وال يُ ْنكر أنَّ��ه ق � ْد أُِث َ
ٌ اع ٍر ،له َق َد ٌم الشعراء ِمن ُه َّوة ليل من ُّ غير َق ٍ ْ َمشكور ٌة،
اإلبداع
ِ راسخة في كش ِْر ُزه َ التي تُب ِ انتشلت َ
الهجاء ،وهذا
ويل في ِشعر َ وباع َط ٌ ٌ عري،
الش َّ ّ بت ترا َثهم ان ،و َق َّر ْ
ور َف َع ْت ُهم أ َما َم ال ِع َي ِ
انَ ، النِّ ْس َي ِ
أنكان ،بي َد َّ ين في ّ قالم َّ َ ّ
ص َة لمحاولة تلمس العالئق بين مما يُ َهيِّأُ ُ
الف ْر َ َّ كل َم ٍ ارس َ
الد ِ عري ِمن أ ِ الش َّ
الشعراء زال فيه ال َعدي ُد ِمن ُّ عري ال َي ُ الش َّ تُرا ِث َنا ّ
الرومي ت 283هـ" َّ
الشاعر ِهجائ ِه وهجا ِء "ابن ُّ
ُ
المخطوط ِة ،ولم اوي ِنهم ُ ض ْ الذين َ
المعروف بهجا ِئ ِه ال ُم ْق ِذع.
ِ المشهور اعت أصول َد َو ِ َ
عر ُه ْم َحتَّى اآلن ،و ِمن هؤال ِء ُّ
الشعراء مع ِش ُ
ُج ْ
يْ
األول��ى ِمن َن ْو ِعها في لة ُ المحا َو ُ
وتُ َع ُّد هذه َ باذان َ
صاحب هذا
ُ صفهاني"،
ّ األ َ " َمنصور بن
بش ْع ِر هذا
ام ِ الحديث في ِن َط ِ
اق االه ِت َم ِ ِ ص ِر َنا
َع ْ ْن الثَّاني
عاش في ال َق ْر َني ِ
عري ،الذي َ
الش َّ المجموع ّ
وش ْر ًحا َ ،و َربَّ َما َي ُك ُ
ون الشاعر َج ْم ًعا و َت ْح ِق ًيقا َ َّ ْن ،وهي َف ْتر ٌة ُت َع ُّد ِمن َ
أزهي والثَّالث ْ
الهج ِريَّي ِ
آفاق الثقافة والتراث 40
أمر فقد
الشعريَّة ،ومهما يكن من ٍ االختيارات ّ ون ِع ْلمي ،وال أُ ُ
نكر أَنَّها اك َمن َس َب َق ِني إلي َها ُد َ ُه َن َ
أُستعين بها ،وبما ورد في ثناياها من شعر ِق َ
يل اط ِر بها، َاق َ
المخ ِ إحد ِ رج َع ْن َمثيال ِتها في ْ ال َت ْخ ُ
صر هذا َّ
الشاعر. في َشخصيات للتَّ ّ ُ
وصل إلى َع ِ اك ُكلَّ َما ُط ِب ْ
عت ض ِت َها لالس ِت ْد َر ِ
ال عن ُع ْر َ ضً َف ْ
َّة جديد ٌة.صا ِد ُر ترا ِثي ٌَم َ
األصبهاني" ،وهكذا
ّ أما اس ُمه فهو "منصور
أوردَه" ابن المعتز"((( ،ولم يزد على هذا، ونمل أن َي ُك َ المحا َول َة َي ْأ ُ
والباح ُث إذ يُ َق ِّد ُم هذه َ ِ
ْ
وأوردت ُ
بعض المصادر اس َمه هكذا " :منصور بذل ِمن اب ال َم َح َّز بما َ ص َ ص َلَ ،وأَ َ َّق ْ
المف ِ َق ْد َطب َ
فقط دون زيادة ،وأطول ِسلسلة ابن ب��اذان"
((( الحصيلَ ِة
ِ ُجهدٍَ ،طوا ُه ِع َّد َة أَ ْع َو ٍام َت َطلُّ ًعا إلى ِزيا ِد ِة
نسب ذكرتها المصا ِد ُر له هي" :منصور بن أنأكثر ِم َّما ِهي َعليه اآلن ،ولما َرأى َّ الشعريَّ ِة َ ّ
ٍ
األصفهاني"((( ،لذا ُعرف في كثير من
ّ باذان الحص ُِ
ول ُ ير
ص َب َح من ال َع ِس ِ ف َن ْب ُعهَ ،فأَ ْ النَّ ْه َر َق ْد َج َّ
بالباذاني"(((.
ّ شعره " ْ
أوردت َ المصادر التي ادر
االنتظار َب َ
َ أه ُل
اد ٍة ِش ْع ِريَّ ٍة َج ِديد ٍة َت ْس َت َِعلى َم َّ
األفاضل ارسين
َ األخو ِة َّ
الد إلى تقريبها ِمن أَ ْقالم ُ
ِ ِ
ولم تسل ْم كلمة " باذان " من التَّحريف ،فقد
ضاهم ،وأن ال ِر َ َّ
َاعيًا اهلل َ -ع َّز َو َجل -أن َت َن َ دِ
شعر وردت في أكثر المصادر على الوجه الصحيح ْ
راسات األدبيّة والنّقديّ ِة. ِ ون لها أََث ُر َها في ِّ
الد َي ُك َ
منصور بعضها
وردت في ِْ هكذا " :باذان "((( ،على حين
المصي ُر.
ِ إليك أَ َن ْب َنا َو َ
إليك َر َّب َنا عَ لَ ْي َك َت َو َّك ْل َنا َو َ
بن باذان بعضها
ِ هكذا " :البازاني "(((َ ،و َو َر ْ
دت في
األصفهاني أيضا في بعضها هكذا: هكذا" :ماذام"((( ،وورد ً ابن باذان األصفهاني
من شعراء رادان((( ،وورد في بعضها هكذا " :الباداني "(((، شاعر من ُّ
الشعراء الذين ٌ " ابن ب��اذان "
القرنين وورد في بعضها هكذا " :ابن بادان"(.((1
َّ ديوان شعره عوادي
ِ سيان ،وأتت على طواهم النِّ ُ
الثاني
َّ
والثالث وتاريخ مولده وتاريخ
ِ أما عن موطنه ،وزمنه، َّ َّام ،فلم يسلم من التَّحريف في المصادر التي األي ِ
الهجريين وفاته فلم يذكر القدما ُء شي ًئا عن كل هذا ،بي َد َّ
أن ً
ترجمة تمنحه العناي َة التَّامة ،إذ لم تترجم له
لم ْ
خفي ،وعن بعض ونسبه ،كما واضحة ،تُفصح فيها عن ُهويته ً
طرف ّ
ٍ شعره يُومئ إلى زمنه من َ ِ
رحال ِتهَ ،ف ِمن المرجح أنه من " أصفهان " بدليل وإبداعا،
ً ً
موهبة أقل منه فعلت مع شعرا َء آخرين ّ
نسبته إليها ،وبدليل قول " حمزة األصفهاني ": ً
خاطفة إشارات
ٍ وكل ما فيها ال يع ُدو عن كو ِنه ُّ
إنه من مشاهير شعرائها( ،((1وإدراج " الثَّعالبي صدى، ُل َتنقع َو َمأً ،وال َتب ّ
مبتسر ًة هنا وهناك ،ال ُ
المبدعين( ،((1ويؤيِّ ُد هذا
َ " إياه في قائمة شعرائها الشذرات اإلخباريّة ،وتكوين دور جمع هذه َّفكان ُ
َ
شعره الم َت َب ِّقي ،ففيه ِهجا ٌء للمغير ِة بن الفيض(،((1
ُ منها الترجمة اآلتية.
شعره َما ي ُد ُّل على
أصفهاني ،وفي ِ
ٌّ محد ٌث وهو ِّ ْ
وردت لدى "ابن �ول ترجم ٍة أُثرت له
وأَ ْط� ُ
شعرا في " أبي
"العراق" ،فقد قال ً
ِ أنه َ
رحل إلى المع َت ّز ت 296ه��ـ " ف��ي كتابه " طبقات
رخ " في َ ُدلَف ال ِع ْجلِ ّي ت 225هـ "ِ ،
أمير " الك ِ تتضمن -على الرغم منَّ الشعراء" ،وهي ال ُّ
شعره على أنَّه اجتمع بـ" محمد ُّ
ويدل ُ العراق، تسليط األض��وا ِء على ً
كافية لِ ِ أخبارا
ً طولها -
شاعر
ٌ ري ت 225هـ "( ،((1وهو
الح ْم َي ّ
ابن ُو َهيب ِ تفاصيل َحيا ِته ،وال عصره ،ف ِعما ُدها
ِ شيء من
41 آفاق الثقافة والتراث
التَّقلب وفق نزعا ِتها ،وهذا ي َذ ِّك ُرنا بشخصيّة من شعراء البصرة ،أما َز َمنُه فقد َذهب العال َم ُة
"بشار بن بُرد ت 167هـ " ،وشخصيّة " ابن معاصرا " ألبي ً " فؤاد سزكين " إلى أنَّه َك َ
ان
المصادر
ُ الرومي ت 283هـ " ،وقد حفظت نواس " ،ومعروف أن " أبا نواس تُ ُو ِّف َي عام
مدح " أبي دلف
الباذاني " في ِ
ّ مقطعات قالها "
ٍ الباذاني " هجا ٌء في " ّ ( 198هـ) ،وفي شعر "
ال ِع ْجلِ ّي "( ،((2وأخرى قالها في هجائه(.((2 علي بن المغيرة األثرم " ،العالم اللُّ َغ ّ
وي الم َت َو َّفى
ام النَّ ّ
اشري َ
�رغ��م م��ن هذا وف��ي شعره -وه��و على ال� َّ يسى بن ِهش ِ عام ( 232هـ) ( ،((1و" ِع َ
وعالمات الفكاه ِة ،وال ُ رف، أم��ارات َّ
الظ ِ ُ – وواضح من ٌ " الم َت َو َّفى عام ( 220هـ)" (،((1
انقالب األوضاع، يخلُو من ُسخرية الذع ٍة من األشخاص الذين
َ خالل َعالقا ِته بمعاصريه َّ
أن ِ
ِ
المقطعة التي تأَلَّم
َّ القيم ،كما يب ُدو من اتَّصل بهم كانوا في ال ِعقدين الثَّالث َّ
والرابع من
وارتكاس ِ
الحميري "،
ّ فيها من حجب " محمد بن ُو َهيب يقطع بأنَّه ُولد في
ُ القرن الثَّالث الهجري مما
ُ لث العقو ِد األخير ِة في القرن الثَّاني ،وتُوفي بعد ُّ
الث ِ
ومثل هذه أديب كبير ،وشاعر مرموق(،((2 وهو ٌ ِ
القرن. َ
األ َّول من هذا
الباذاني " في قائم ِة
ّ بإدراج " السمات جدير ٌة ِّ ِ
ِ
األول،
ِ العباسي
ّ المتمردين في العصر ِّ الشعراء ُّ األشخاص َساعد
ِ الباذاني " لهؤالء
ّ إن ْ
ذك َر " َّ
إعجاب " أبي ُدلَف
ُ أ ّما عن َظ ْرفه َف َي ُد ُّل عليه وأفصح
َ الباحث في التَّ ُّ
أك ِد من عصـره من ناحيةٍ، َ
شعره ،فكان
ببعض ِ ِ الشاعر واألمير ال ِع ْجلِ ّي " َّ عن َعال َقا ِت ِه ببعض معاصري ِه من ناحي ٍة أخرى،
مقـــاالت
يقول بعدما سمع قوله في هجاء " عقبة بن مالك ُ أما عن صيَّ ِته من ناحية ثالثةٍَّ ، وكشف عن َش ْخ ِ
"(:((2 ف ،وأما عن طبيع ِة مما َسلَ َاتض َح ََّز َم ِنه فقد َ
ً
���ط���ب���ة ض��يَّ��ع��ه��ا َم����الِ� ُ الطابع
ُ فالغالب عليها
ُ ببعض ُمعاصريه ِ َعال َقا ِته
���ك َي�����ا ُخ
ُ
أض��� َي���عُ م��ن��هَ ��ا ال��م��ن��ب � ُر ال��هَ ��الِ ُ االضطراب والتَّ ِ
وتر، ِ نز ُعلبي؛ حيث يشملها َم ِ الس ّ َّ
��ك
هجا ًء ،وقدشعره أَنَّه َكان َّ
أظهر ما بقي من ِ َ فقد
���ر َق��� ِّب���لُ���وا َق ِ
��اس�� ًم��ا َ
َي����ا آل بَ��� ْك ِ بعض المصادر( ،((1فلم يسل ْمأفصحت عن ذلك ُ ْ
ُ
��ال��ك ���ر َط��� ِت��� ِه َم
ص�����ا َر َع���لَ���ى ُش ْ َ من هجا ِئه كل من أخيه( ،((1وأخته( .((1وللعلما ِء
��ن��� َب���ر ف���ي َك ِّ
���ض����ادة ال��� ِم� ْ
ِع� َ ثين والفقها ِء َح ٌّظ ٌ
وافر من ِه َجا ِئ ِه ،وهو والمح ِّد َ
َ
��ف��ـ�� ِه ِ
المهجو في
ُ الحرص على ذكر اسمِ يحرص ُك َّل
ُ
ح���م���ـ���ـ���ـ���ار أس���������و ٌد حَ �����الِ� ُ
����ك ٍ فح ٍة سوداء ،وليعل َم
ص َ ُس ِّج َل ِذ ْك َره في َ
شعره لي َ
رأيت أح ًدا فوق منبر ،وعضاد ُة المنبر
ُ " ما فضال عنً يل هذا الهجا ُء ،هذااس فيمن ِق َ النَّ ُ
ُ
فكدت ذكرت َ
قول منصور ابن باذان ُ كفه ّ
إال في ّ مما ُ
تخدش الحياء َّ األلفاظ التي
ِ توظيف بعض ِ
أضحك "(.((2 بعض
ِ ووضع
ِ إيثار حذ ِفها،
ِ بالباحث إلى
ِ َحدا
شعره الذي قاله َّ النِّقاط مكانها.
وهذا الظرف شائ ٌع حتى في ِ
في أخيه ،وفي أخ ِته ،وهذا يقتضـي إلقا َء َّ
الضو ِء أشعاره أَنَّها
ُ أما عن شخصيَّ ِته فقد أظهرتَّ
ُ ٌ تعر ُ ِّ ٌ
على أخته ،وعلى أخيه هذا ،أو باألحرى بي ِئته سريعة متناقضة االستقرار،
َ ف م َت َقلبة ،ال ِ
آفاق الثقافة والتراث 42
وتوض ُح مكان َته بين
ّ الباذاني " في نظم ّ
الشعر ، ّ " تف اإلخباريّة ال َقليلة ،فقد الخاص ِة من خالل ُّ
الن ِ ّ
عصر ِه ،فقد َع َّده " حمزة األصفهاني "
ِ شعرا ِء شعره على أنه ذكر أخاه لت المصادر ومعها ُ ََّد ِ
وصرح بذلك
ّ من مشاهير شعرا ِء " أصفهان "، وصب عليه َ
سياط هجائه َّ كثيرا في شعره، ،
هذا ً
" أبو منصور الثَّعالبي ت 429هـ" في قوله المتتابع ،ف َق َسا عليه ،ولم يرحمه ،هذا األخ اسمه
ٌ
"مخصوصة عن " أصفهان " وشعرا ِئها بأنَّها: وخطيب البلد في
َ " ُخشنام " – كان فقي ًها،
مقـــاالت
ينظر تاريخ أصبهان ،306/1وينظر في هجاء
����اب َخ���ات��� ِم��� ِه ال�����وَ َف�����اءُ !
و ِك���� َت ُ
ابن الفيض المقطعات)30 ،20 ،18( :
* أبو دلف ال ِع ْجلِ ّي :شاعر من شعراء العصر
التَّخريج :طبقات ُّ
الشعراء .349 – 348
العباسي األول ،اسمه القاسم بن عيسى ،أحد
شجاعا
ً أميرا على الكرخ،
أجواد العرب ،كان ً [قافية الهمزة]
فارسا ،قائ ًدا للمأمون والمعتصم ،مدحه
ً حاز ًما ()2
الشعراء رغبة في عطائه ،طارت كثير من ٌُّ
وق���ال ف��ي ق���وم دع���وه ف��س��رق��وا ك��س��اءه:
شهرته بكرمه وإبداعه ّ
الشعري ،توفي عام
[من الوافر]
( 225هـ) ،له ديوان شعر منشور في الجزء
-1أال يَ���ا َق����و ُم َغ��� ّدي��� ُت��� ْم ول � ِك��ن
الثَّاني من كتاب شعراء عباسيون ،جمعه د.
يونس السامرائي ،قوامه ( )251بي ًتا .يُرجع في �اء ! اء َع��لَ��ى ال � ِك� َ
�س� ِ َ
ب��ال��غ�� ِد ِ أحَ � ْ�ل � ُت��م
أخبار حياته لكتاب األستاذ هزاع ّ
الش َّمري باسم �س��ا ِئ��ي َق��هْ � َرم� ً
�ان��ا َّ��رت��م ِك� َ
ص��ي ْ - 2أَ َ
" أبو َ
دلف ال ِع ْجلِ ّي :مفخرة من مفاخر العرب "،
��اء ؟ اء وب���ال��� َع� َ
��ش� ِ َ
ب���ال���غ��� َد ِ ��ل َّ
ت��ك��ف َ
ومقدمة ديوانه ،وينظر في دراسة شعره ما كتبه
بين َّ
الن َدا َمى كيف ُس ِلب ُْت ِمن َ -3ف َ
الدكتور " محمود سهيل عبد اهلل " في مجلة آداب ِ
المستنصرية ،ع2005 ،44م تحت عنوان" :أثر ـر َغ��� َداءَ ك��� ُم َس��وَ ا ِئ��ي ؟ ُ
يحض ْ أل��م
آفاق الثقافة والتراث 44
-7وَ لَ ْس َت َت � َراه ال َّده َر إال ُم َغا ِم ًسا شعر عنترة في شعر أبي ُدلَف ".
ائب َ التَّخريج :محاضرات األدباء ُّ ،602/1
والد ّر
اب ال َّرغ ِالكتس ِ
َ ��اح
خوض ر َم ٍ ِ ِب
-8ف��أَحْ ��ر ب��ه� َ�ذا أن ُي� َّ ال َفريد .225/2
�وف��ى ِح َما َمه ِ
ِّ [قافية الباء]
ك��ان يَس َت ْد ِعيه ِم��ن ُك��ل جَ ِ
انب َ إذا
()4
ال أَوْ َش َك أَ ْن يَرى
األب َْط َ -9و َمن َقا َر َع َ
وقال في قامة النرجس[ :من الخفيف]
��ب َ �ن َ
ال��ق َ م��ن � َّي � َت��ه ب��ي� َ
��واض ِ
ِ وال��ق ��ن��ا
ورق َف���وْ َق���هَ ���ا َد َن���ان���ي��� ٌر ُ
ص��ف � ٌر ٌ
ال ِّرواية )2( :ورد البيت الثَّاني في ُّ
الد ّر ال َفريد
َ���رجَ ��� ٍد أُ ْن��بُ��وبَ��ا
���ن َزب ْ َق��� ْد َع��لَ ْ
��ت ِم ْ
مغر ًرا ".
برواية " :فتى ال تراه الدهر إال ِّ
َجَ :ج ْو َه ٌر معروف، الز َب ْر َج ُد َّ
والز َب ْرد ُ َّ
الشرحَ :
( )3وورد البيت الثَّالث في طبقات الشعراء
الز ُم ّرد .تاج العروس .140/8 وهو من أَنواع ُّ
برواية" :ي َع ُ
اف ِمن ال َك ْس ِب".
شعر التَّخريج :محاضرات األدب���اء ،477/4
�راب��ع في محاضرات( )4وورد البيت ال� َّ
منصور وحدائق األنوار .185
والد ّر ال َفريد في الموضعين برواية ":لم
األدباءُّ ،
بن باذان ()5
األصفهاني ينتظر بها ...المقانب".
[من الطويل] وقال يمدح أبا ُدلَف:
من شعراء الد ّر ال َفريد في
( )5وورد البيت الخامس في ُّ
القرنين ضـى حَ ِد َ
يثها أم َ
فس ْ -1إذا حَ َّد َث ْته َّ
الن ُ
الموضعين برواية " :بنحره ".
الثانيَّ
الشرح )4( :ال َم َقا ِن ُبَ :ج ُ
ماعة ُ َّ ه��ان عليه َم��ا يَ�� َرى في العَوا ِق ِب َ وَ
َّ
والثالث ان .تاج
الف ْر َس ِ
الهجريين العروس .83/4 َ -2ف َما ْ
إن َت�� َرا ُه ال َّده َر إالَّ مع َّز ًزا
ووردت األبيات 5 – 1بتقديم الثَّاني على األول ون إذا َقالُوا :البرا َز أ َما َمهَ ا
-6ي ُك ُ
ِّ َّ َْ
الد ّر ال َفريد ،177/4والبيتان 5 ،4له فيه
في ُّ ويُلفى إذا وَ ل��ت ِح َمى ُك��ل َه ِ
��ارب
45 آفاق الثقافة والتراث
جمعه وحققه يونس السامرائي ،ونشره في الجزء الرابع له في محاضرات ً
أيضا ،14/2والبيت َّ
الثَّاني من كتابه شعراء عباسيون ،وترجمته األدباء 259/3والبيت األول بال نسبة فيه .50/1
في مقدمته ،وينظر فيه معجم ُّ
الشعراء ،420 ()6
والوافي بالوفيات ،179/5واألعالم .134/7
وقال[ :من الطويل]
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .352
إذا بَ�� َد ْت��ف��ران َ
ِ
صبَايا ال�� َّز ْع ََك���أَ َّن َ
()8 �����ر َد ْت ال ُت � َر َّك� ُ ُْ ِن َ ُ
�ب ��ام أف ِ ��ص��ال ِس��هَ ٍ
[من المجتث] وقال في عقبة بن مالك *: َّ
ُطلق َعلَى َ
الح ِّد ص ِب ٍّي ،ي ُ الص َبايا :جمع َ الشرحَّ :
��������ر اب����ن َش��ي ْ
ْ��ب��ه -1أ َم�����ا وَ َز ْم ف ،وهو من العين ناظرها .ينظر والرأس َّ
والط ْر ِ
ِ َّ ِ
وق������� ْب�������ح لِ����ح����ي���� ِة ُع ْ
����ق����ب ْ
َ����ه ُ تاج العروس ،409/38والنصال :جمع نصل:
ِ
ض ." ،تاج يف ،ما لَم َي ُك ْن ل ُه َم ْق ِب ٌ هو َحدي َد ُة ّ
الس ِ
ك���أن��� َم���ا َش����عْ���� ُر ِق� ْ
�����ر ٍد َّ - 2
العروس .494/30
����ق حَ ����������وْ َل َذ ْن�����ب ْ
َ�����ه ُم�����لَ� َّ
����ص� ٌ
التخريج :محاضرات األدباء .497/4
َ
���ي���ن يَ���بْ��� ُدو -3وَ وَ جْ ������هُ ������ ُه ِح ()7
�����ر َب� ْ
�����ه ش� ْ أول �����ح َ ُ
ِ ك������ق������ ْب� ِ [من الكامل] الحميري *: وقال في ُو َهيب
مقـــاالت
ّ
����ن أَ َط ْ
�����ل َ
�����ت ِح���جَ ���اب���ي -4لَ���� ِئ ْ وذاك ِم ْن َك َع ُ
جيب َ َّ
-1أن��ى احتجَ َ
بت
اب������ن َق���حْ ���ب ْ
َ���ه ُ أن������ت إالَّ
َ َم�����ا ���ب ؟ أجهلت َم��ا َي� ْ�أت��ي وَ أَ ْن َ
����ت أَ ِدي� ُ َ
َ
وك���ي���ف َت��� ْب��� ِن���ي ال�� َم��عَ��ا ِل��ي -5 َ
ذل��ك ُم ْن َك ٌر مت ب��أَ َّن
-2أوَ َم��ا علِ َ
َ���ه ! ���ل����ب ِل��� َك ْ
���ل���ب ْ ���ل َك� ْ
يَ����ا َن����جْ � َ َ
القريض َع ُ
جيب؟ ض عل َمن َق َر َ
ٍ ِمن ِف ِ
����ون َك ِ
���ري��� ًم���ا ُ ْ
�������ل َي����� ُك� َ -6
وه َ -3م��ن َذا الَّ��ذي ي َْأ َ
تيك إال ُم ْك َر ًها
����رب ْ
َ����ه ؟ ! َي����ا َق������وْ م حَ ���� َّم� ُ
���ال ِق ْ ��غ���لُ� ُ
��وب؟ ��أن���ه َم� ْ
وه���و ال��خ��ب��ي � ُر ب� َّ
( )5الل ْب ُد :ما تحت السرج .تاج العروس.128/ ��ت ُم� ْ�ل � ًك��ا ن��الَ��ه َط��اه��ر
��ل َ -4لَ���و ِن ْ
مقـــاالت
َ َ
[قافية الحاء] َ -5ك��ي��ف ان��ك��ب��ابٌ يَ��ا أ َب���ا جَ � ْع��ف� ٍ
�ر
[من مجزوء الكامل] وقال: �ت ُت� ْ�ل� َ�ف��ى بَ��عْ�� َده ُم ْفلِحً ا �س� َ َ -6ف��لَ� ْ
���خ���� ُر َه� ٌّ
�����ش ع���ن��� َد وَ جْ �����ـ ���ص� ْ
ال� َّ َم����ا أط���ل���ع ال���حُ ���جَّ ���اجُ ِم����ن ف��ـ��جِّ
��ك [ ]....ف���ي ال����وَ َق����احَ � ْ
���ه ـ���ه� َ العف ِج :األمعاء ،أي أمعاء األنعام. َّ
الشرحْ )1( :
تاج العروس .105/6
التَّخريج :م��ح��اض��رات األدب�����اء،592/1
الد ْومَّ ، ُْ ّ َ َ
والتذكرة الحمدونية ،252/2وبال نسبة في ربيع الشبيه ( )2ال ُمقل ال َمك ُّي :ث َم ُر ش َج ِر َّ ِ
األبرار .351/4 ض ُؤ َك ُلَ ،خ ِش ٌن ِ
قاب ٌ بالنَّ ْخلَ ِة في حاالتها ،ي َ
ُنض ُج وي ْ
بار ٌدُ ،م َق ٍّو للم ِع َد ِة " .تاج العروس .414/30ِ
[قافية الدال]
()14 الر ْح ِل. الج ْل َد ُة التي تُ َعلَّ ُق ِ
بآخ َر ِة َّ ( )3النَّ َع َف ُةِ :
تاج العروس .427/24
[من الخفيف] وقال:
الرابع،
( )4كذا وردت كلمة القافية في البيت َّ
ض َ
����اك وَ ل � ِك��ن �ن ِر َ
�س� َت��ي��ق� ٌ
-1أن��ا ُم� ْ ولعلها مكونة من كلمتين ،األخيرة منهما طنج،
�ك َط ٌ
���رف حَ � ُ�ق��و ُد �س ي ُْخ ِفيه ِم� ْ�ن� َل��ي� َ ِّ
المحقق :كذا وردت الصنف ،وقالوهي بمعنى ّ
آفاق الثقافة والتراث 48
وقال[ :من المتقارب] �ر َت َت ْن ُظ ُر َش ْز ًرا -2حُ ْد َت َع ِّني وَ ِ
ص� ْ
مقـــاالت
ف���ق���ن���ب���رة َف َ
����وق����هَ ����ا ق���ن���ب��� َر ْه ٌ
السا ِئ ِر
�اء َّ
�ه��جَ � ِ َ س � َّي� ُ
�رت ِف��ي��ك ِم��ن ال� ِ
-8ت��حَ �� ّرم ف��ي ب��ي � ِت� َ
�ك ال��م��ش��رب� ُ
�ات
�ش��ات� ًم��ا لت ُك َّف ِني�ت ُم� َ
-2حَ � َّت��ى أت��ي� َ
��ت َغ���ي���رك َم����ا أك���ث��� َر ْه
وف����ي ب���ي� ِ ��غ� َ
�ر ون� ْ ٍ
��ل ف��اج� ِ َع���ن َش�� ْت��م َف���اج���ر ٍة َ
��رجَ ��� ُره���ا ُن��خ��ب� ً ِ
�ة -9ف���ط���و ًرا َت���جَ � ْ َ -3ز َع���� َم ال��م��غ��ي� ُ
�رة َّأن���ه َ
ب��ي آم � ٌر
���رجَ ��� ُر َه���ا ت���ذك��� َر ْه َ
وط��������وْ ًرا ت���جَ ْ
اآلم���ر
ِ ����ان َي����� ْك����� ِذ ُب ...أُ َّم
إن َك� َ
ْ
وتار ،أَو َ
يق من األ ِ الد ِق ُ الشرحِّ )3( :
الزيرِّ : َّ
الشرحَ )2( :ن ُ
غل :أي فاسد النسب .تاج َّ
ير ال ِم ْز َه ِر ُم ْش َت ٌّق منه.
وز ُ حدها ،وأَ ْح َك ُم َها َف ْت ً
الِ . أَ ُّ
العروس .16/31
تاج العروس .468/11
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء ،349وحذفت
(َ )4و َّر ْي َت ِني :أخفيته عني .تاج العروس
كلمة ذات داللة مكشوفة من عجز البيت األخير.
.191/40
()19
ان :وهو �ر ُ ( )5المزعفر :لعله من ال� َّ
�ز ْع� َف� َ
واصه ال ُم َج َّربة ما الطيب .ومن َخ ّ بغ ،من ِّ صُ ِّ [من وقال في " علي بن المهلب " *:
األ ِطبَّا ُء في ُكتُ ِبهم أَنه إِذا كان في َبيْت الذكره َ المتقارب]
َ
ص َّر َح به المتكلِّمون في ص ،كما َْر َسام أَب َ
دخلُه ُّ
َي ُ لجس ِمك َم��ا أَ ْص��غ�� َر ْه
ْ �ج��ب� ُ
�ت َ -1ع� ِ
آفاق الثقافة والتراث 50
()20 واص .تاج العروس .428/11 َ
الخ ِّ
مقـــاالت
( ،)27ورقم (.)40 ���ك ق��عَ��اق��ي��عُ�� ُه َ -4ف��ل�ا َت� ُ
���غ���� َّر ْن� َ
التَّخريج :طبقات ُّ
الشعراء ،347وقد ورد فيه ��ن��� َده َش����ي ٌء وإن َدخ � َم��س��ا
َم���ا ِع� ْ
ً
محرفا هكذا" : اسم خشنام في أكثر من موضع ٌ
��اث��ل ْ���ق إال َش���بَ���حٌ َم
-5ل���م يَ���ب َ
خثنام ".
��ر َم���ا أَ َ
ف��رس��ا َ ْ
َي���ا وي��حَ ��ه ف��ي ال��ف��ق ِ
()24
�لاس ِمن َغ ْلوَ ٍة َ -6ق ْر َطس في ْ
اإلف ِ ِ
[من البسيط] وقال في " آل سلم ":
��ر َس���خ َق� ْ
�ر َط� َ
�س��ا ول���و َر َم����ى ِم���ن َف� ْ
إدري��س-
ِ َ -م��ا َس� َّر ِن��ي -بوالئي آل
الشرح )1( :التدليس :الخداع واإلخفاء.َّ
وس ُ
أحسابكم–يَا بَني َسلم – بمنق ِ
َ خاصة
َّ ون :داب ٌ
َّة والب ْر َذ ُ
تاج العروس ِ ،85/16
رغ���م و َت� ْع��ب��ي� ِ
�س ٍ ي���وم ب�لا
ٍ
وق� ُ
���وت ْل ،وال َم ْقصو ُد منها َغيْر
الخي ِ تكون َّ
إال ِمن َ ُ ال
ِ -2ع ْر ٌ راب .تاج العروس .346/34
ال ِع ِ
نقي وجيبٌ غير ذي َد ٍ
نس ض ٌّ
والد ْخ َم َس ُة:
( )4دَخ َمسا :أي لم يبين له الحقيقةَّ ،
رغ���م و َت� ْع��ب��ي� ِ
�س ٍ ي���وم ب�لا
ٍ
وق� ُ
���وت
ُري ُد .تاج لك َم ْع َنى ما ي ِ ِّن َ الخ ُّب الَِّ��ذي ال يُ َبي ُ
َ
سب بهار أُ ّ َ
أرضى وأح َم ُد ِمن َع ٍ -3 العروس ،61/16وال َق ْع َق َع ُةِ :ح َكا َي ُة َح َر َك ِة َشي ٍء
يس وأن أع��ي� َ يك َّيل ُه َو َت ْحر ُ ص ْو ٌت ،و ِق َ
ُس َم ُع لَ ُه َ
�ش َرخ�� ّيً��ا واف��� َر ال ِك ِ س الشي ِء ال َي ِاب ِ ِ يْ
آفاق الثقافة والتراث 52
قافية العين ال� َّ
�ش��رح )1( :النقس :العيب والسخرية،
����ش ب����ه ُش ْ
����ن����ع ْ
َ����ه ! ����خ� َ
وال َت� ْ ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .347 – 346
53 آفاق الثقافة والتراث
األم����ن ل � ِك� َّ�ن � ُه
ِ َ��ص ُ
��ون��ه��ا ف��ي -5ي ُ ����أ َط�����أَ َف ْ
���ار َك���بْ���ه ������ن َط� ْ
-3و َم ْ
��ل�ال ال��س��ي� ْ
�وف ِ ُي��ه��ي��ن��ه��ا َت���حْ � َ
��ت ِظ َ����ه ! ف�����ي لَ����� ْي�����لَ����� ِة ال����جُ ْ
����م����ع ْ
َّ
الشرح )3( :ال َقيل :الملك ،أو ما دونه بمنزلة َ
��������ك ف����ي ه���ذا -4و َم�������ن ال َم
ال��وزي��ر .ت��اج العروس ،296/30ولنشوان َ��ه ؟ ���ن أَ ْن َ
����ت ف��ي ال�� ُّر ْق��ع ْ َف� ُ
��ق� ْ
��لَ :م ْ
الحميري قصيدة ،اسمها ملوك حمير ،وأقيال ���ن���ا َف��� َم���ا َن������ ْد ِري َ -5ت َ
���ق���ا َر ْع َ
اليمن. ���ق����عُ ال� ُ
�����ن َت� َ
���ر َع� ْ
���ه ���ق� ْ َع����لَ����ى َم� ْ
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .347 َ -6ف� ُ
�م � َر ��ن وَ اس��� ِق��� ِن���ي ال� َ
�خ� ْ ��ق���و َم� ْ
()30 ��م��� َع� ْ اإل ْع�
��ه ! ��س� ْ
���ل���ان وال� ُّ
ِ َع���ل���ى ِ
[من المنسرح] وقال في عز القناعة: الشرح )4( :الرقعة :الخالعة والحماقة .تاج
�ن ال َّت ِ
لف نفس ال َتجْ َز ِعي ِم� َ
ُ -1يا العروس .117/21
ال��خ��لَ ِ
��ف ���إن ف��ي ال��ل�� ِه أَ ْع َ
���ظ��� َم َ ف� َّ التخريج :ديون أبي نواس ، 9 – 8/1وأفصح
َ حمزة األصفهاني عن نحلها على أبي نواس؛
ليل َت ْغ َت ِب ِطي
بالق ِ -2ف��إن َتجْ َتزي
ألنها مثبتة في النسخ المخطوطة العتيقة لديوان
مقـــاالت
��ك ال���ل��� ُه َع���ن أب���ي ُدلَ ِ
����ف ��غ��� ِن� َ
و ُي� ْ
منصور بن باذان .ومكان النقاط كلمتان داللتهما
اودت َط َمعًا الن ْف ُ
س َر ْ ِّ -3إن��ي إذا َّ مكشوفة
مقـــاالت
عيش َعزي َز الب ِ
َقاء َ -1ف ِع ْ
ش َم��ا َت ُ
��ل َق ْ
���ل وإن ق���ي� َ
ْ َف����ذل� َ
���ك َخ���ي��� ٌر ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ.
-2ف� ُ الز ْخ ُر ِ
ف ،اآلية (.)77 ُّ
��ول ال��حَ ��ي��ا ِة َع��لَ��ى ِذلَّ���� ٍة
��ط� ُ
ﭽﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢ
�س� َ�ف� ْ
�ل ��ن��� ِدي َب� َ
��ق���اءُ ال� ّ ��م��� ُر َك ِع� ْ
لَ��� َع� ْ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ
ق������ل م���س���اع ل���� ُه ِه��� َّم� ٌ
��ة َّ -3وَ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ.
ٍ
��ص��ي�� َر َ فاطر ،اآلية (.)37
األجَ ْ
����ل ��اس إالَّ َق ِ ِم���ن ال� َّ
��ن� ِ
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .353
ال َّتخريج :محاضرات األدب��اء – 272/3
والد ّر ال َفريد ،197/4والبيت الثَّاني له
ُّ ،273 ()36
فيه ،196/4والبيت الثَّالث له فيه .205/4 [من السريع] وقال في عقبة بن مالك:
()38 ً
��ط��ب��ة ض � َّي��ع��ه��ا َم���الِ� ُ
��ك -1يَ���ا ُخ
[من مجزوء الرمل] وقال: أض��� َي���عُ م��ن��هَ ��ا ال��م��ن��ب � ُر ال��هَ ��الِ ُ
��ك
-1وَ َع�����ن�����اق�����ي����� َد َت������ َر َ
اه������ا ��ر َق��بِّ��لُ��وا َق� ِ
�اس � ًم��ا َ
َ -2ي���ا آل َب��� ْك� ِ
َم���م���ي�ل�ا ْ
ت�����م�����اي�����ل َ
�����ن ْإذ ُ
��ال��ك ���ر َط��� ِت��� ِه َم
ص�����ا َر َع���لَ���ى ُش ْ َ
آفاق الثقافة والتراث 56
�اره��ا ْ َ َ ُ -2لَ��و ْ ُ -2ر ِّك������� َب�
������ت ِف����ي����هَ ����ا
األرض ب��أق��ط� ِ تملك آلل
ٍ
��ال �ان��ا َع��لَ��ى ُك ِّ
���ل حَ � ِ �ش��خ� ً�ت َك� ْ
لَ��ك��ن� َ ������ب َف����ت����جُ ����وال
ْ ل������م ُت َ
������ث َّ
������ق
َ ُ َ أَ َر ْ َق������ ْد ُّ
ف��ه�� َّم��ة األ ْن�������ذ ِ
ال ف��ي ُب� ْ
�خ �لِ � ِه ِ -3 ادت ك���ال���ث���ري���ا -3
ال
ش الرِّجَ ِ البيت جَ ْم ُ ِ وه � ُّم َمن في ��������ف��������ار أُ ُف����������وال
ٍ ع�����ن����� َد ْ
إس
ٌ
دخيل الدي ُ
ُّوث ،وهو َّ
الشرح )1( :الكشخانَّ : ال ِّرواية )2( :ورد البيت الثَّاني في نهاية
كالم العرب .تاج العروس .329/7
في ِ األرب برواية " :فتزوال ".
الع َب ُة ،والكالم
ازلَ ُة وال ُم َ
الج ْمش :ال ُم َغ َ
(َ )3 التخريج :المحب والمحبوب والمشموم
الخفي .تاج العروس .112/17 والمشروب ،132/4والبيتان 2 ،1له في نهاية
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .350 األرب .151/11
()41 ()39
شعر وقال[ :من السريع] [من مجزوء الكامل] وقال:
منصور
�خ��م � َر َأل ْن حُ �� ِّر َم ْ
��ت ُ -1أَأَت�
����رك ال� َ ���ن أن ُأق���وال ك��ن��ت أُ ِ
ح���س ُ ُ -1ل��و
بن باذان
األصفهاني �لال ال ُش� ْ األ ْن� َ
�����ذ َ �����أل َ
ُ وَ أَ ْس ��س��ـ��ي َغ �لِ��ي�لا ��ي��ت ِم����ن َن ْ
��ف ِ ��ف ُ ل��ش َ
َ
���ر َب ال��حَ ِ
من شعراء ��ت ال أت���ر ُك���هَ ���ا َط��ائ��عً��ا -2آل���ي� ُ �������ار ٌم ص -2ل���� ِك� ْ
ِ ���س���ان���ي َ
���ن لِ َ
القرنين
َّ ��ال ������ت َت���وْ ب��� ُت� َ
ْ َق���د َ
آذ َن ����ض����اربُ����ه ُف���لُ���وال ُم����لِ���� َئ ْ
الثاني ��ن���ا ب��ارت��حَ ِ ِ ����ت َم
َّ
والثالث ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .351 ال ِّرواية )1( :ورد البيت األول في المنتحل
الهجريين
()42 برواية " :عليال " ،وورد في محاضرات األدباء
برواية " :أجسر أن أقوال ...الغليال ".
[من المتقارب] وقال في "ابن أبي نوفل":
َّ
الشرح )2( :مضرب السيفُّ :
حده ،والفلول:
��وان���ك ي��ا اب���ن أب���ي َن��وْ ٍ
ف��ل ِ -1خ� ُ
كسور في حد السيف .تاج العروس .190/30
��ل��� َك� ُ
��ة الِ���م� ْ
��غ��� َز ِل َك��� َم���ا َز ِع���م���وا َف� ْ
التَّخريج :المنتخل ،710/2والمنتحل ،112
�روط� ٌ
�ة �خ� َ �اع� َ
�ك َم� ْ -2و ُك��بْ�� َرى ِق� َ
�ص� ِ
ومحاضرات األدباء .48/2
�ر َد ِل -من البُخل ِ -م��ن أَ ْص� َ�غ��ر ال� َ
�خ� ْ
()40
ُؤ َك ُل عليه َّ
الطعا ُم، وان :ما ي ْ
الخ ُ َّ
الشرحِ )1( :
[من السريع] وقال في أخيه "خشنام":
ُم َع َّر ٌب .تاج العروس ،501/34و َف ْل ُ
كة الِم ْغ َز ِل:
�خ��ش� َ�ن��ام ع��ل��ى ب��خ� ِل� ِه ُ -1ق ُ
��ل��ت ل� ِ
قطعة مستديرة من الخشب ،تجعل في أعلى
ال ِّ ي��ا ب��أب��ي يَ��ا ذا ال� ُ
المغزل ،وتثبت الصنارة من فوقها ،وعود ��رون ال��ط��وَ ِ
ِ ��ق�
57 آفاق الثقافة والتراث
���س� َ
���ن َس��اب��ا َ -1ق����� ْد رأي� َ
���ن����ا حُ � ْ المغزل من تحتها .معجم اللغة العربية المعاصرة
َ
�������ك وال�������������� َّدا َر ال���ج���ل���ي���ل� ْ
��ه ِط� ،1742والمغزل :آلة يغزل بها الصوف والقطن
ونحوهما يدويًّا أو آليًّا .السابق .1616
أن ِف���ي���هَ ���ا ���م� َ
���ن����ا َّ َ
وع����لِ� ْ -2
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .344
ك������ل َم������ا َي����ك���� ِف����ي َق���ب���ي���لَ ْ
���ه َّ
()43
���ن ال تحـ ���ج� َّ
أن ال� ِ -3غ���ي��� َر َّ
[من مخلع البسيط] وقال:
�����ب�����ز َك ِح���ي���لَ� ْ
��ه ِ ���ن ف����ي ُخ
ـ����س� ُ
َ -1غ���� َّي���� َرك ال���� َّده���� ُر ب���ع��� َد وُ ٍّد
[قافية الميم]
����غ����� ْد َر يَ����ا َغ������ َز ُ
ال م���ا أق���ب���ح ال� َ
()45
اري�����ت ف��ي� َ
�ك ال���عَ��� ُدوَّ َد ْه���� ًرا ُ َ -2د
[من مجزوء الكامل] وقال:
���وص� ُ
���ال إذا أَ ْم����� َك� َ
����ن ال� َ حَ ��� َّت���ى َ
ُ
ف��ق��ل��ت :ال ي���س���و ُد
ُ َ -1ق����الُ����وا:
���ج����ي حَ � ً َ
َه����� َّم ال� َ
ل�اال ص�����ا َر َم���ا أ ْر َت� ِ
-3وَ َ
��ف��� َت���ى جَ ْ
���م���عُ ال���� َّد َراه���� ْم
���ق ُ
���ال ���ن����ا ال��� َم َ
��������اب ف���ي���ه لَ� َ
َ وَ َط�
��ت ت��ط��م��عُ أن َت� ُ
�س��و -2إن ُك� ْ
��ن� َ
��ن��ي َف��لَ��ي� َ
�س وُ ٌّد -4أَ ْع��� َر ْض َ
���ت َع ِّ
َد وال ُت��ن��ي��ل َف�����أَ ْن� َ
����ت َظ���الِ��� ْم
مقـــاالت
ُ
ح���ل��ال وال حَ ��������������را ٌم وال
َ -3ي��� ْب���غ���ي ال����عَ��ل�اءَ و َم����الُ���� ُه
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .352 - 351
���������ات َس���ال��� ْم
ِ أَبَ��������� ًدا ِم�����ن َ
اآلف
()44
����اع����� ُه مَ����جْ ����لُ����وَّ ٌة
����ص� ُ
-4وق� َ
[من مجزوء الرمل] وقال:
��ت ِم� ْ
��ن���هَ ���ا ال�� َّت�� َم��ا ِئ�� ْم ق���د ُع���لِّ� َ
��ق� ْ
أن ف����ي دا ���م َ
���ن���ا َّ -1ق����د َع���لِ ْ
ال َّتخريج :البصائر والذخائر .218 /4
ِر َك م�����ا يَ���� ْك���� ِف����ي َق���ب���ي���لَ� ْ
��ه
()46
�س��ت��ا
ض ُب� ْ������ر َ -2وَ َرأَ ْي� َ
�����ن������ا َع� ْ
حجا ًما:
وق��ال ف��ي رج��ل رم��اه بأنه ك��ان ّ
��ب���ي���لَ� ْ
��ه َ
������رش ال� َّ ُ ِن� َ
[من المنسرح] ��ن� ِ وال������ف ������ك
ال���ج���ن ال َت� ْ�ق��ـ��ـ
َّ َ -3غ���ي���ر َّ
أن
يعمل َ
القلَ َما ُ -1يا ذا الَّ��ذي َ
ص��ا َر
�����ز َك ِح���ي���لَ� ْ
��ه ـ�������� ِد ُر ف����ي ُخ������ ْب� ِ
��ت َد ْه���� ًرا ُت� َ�ق � ْع � ِق��عُ الجَ لَ َما َق��� ْد ُك ْ
��ن َ
التخريج :محاضرات األدباء ،603/2وفي
���ت ُت ْع ِمله ً
زم��ان��ا وأن� َ ِ -2ع ْ
��ش َ
��ت
محاضرات األدب���اء ،539/4أبيات لعمرو
يمشـي وَ َم���ن حَ جَ َما
ِ أح� َ
���ذ َق َم��ن الخاركي تشبهها ،هي:
ّ
آفاق الثقافة والتراث 58
وه َّ
����ن أي�� ٌم �لاث ُ َّ
ب��ال��ث ِ -3حَ ��بَ��ال��ى ً
مشتغال �ض�ري� ِ
ّ
�ن ب��ال��ق� ِ َ -3ف��إن َت � ُك� ْ
ام ُ ُ َ
-1أن������ا َم����ح����ل����ول ال�����حَ ����� َر ِ
()47
����ام * َ م���ث� َ [من الوافر] وقال:
��س���ى ب���ن ِه����ش ِ ��ل ِع���ي� َ
وع����لَ� َّ
���ي ال����هَ ���� ْد ُي وال��م��ش��ـ َ -2 -1وور ُد ال � َّزع��ف��ران أرا َد يَح ِكي
����رام
ِ ال���ب���ي���ت ال�����حَ �
ِ �����ي إل������ى
ـ� ُ َ َ ص � َب��ا َي��ا َق��� ْد بَ�� َك ْ
��رن َع��ل��ى اح� ِت��ش� ِ
�ام َ
-3إن َرأى ِع��ي��س��ى ل��ع��ب��د ال��ـ األرض حُ ًّما
ِ �لال
- 2طوالعَ ِمن ِخ ِ
َ َ َك � َم��ا َط��لَ��عَ ال��ن��ص� ُ
ـ���ق���ي���س وَ جْ �����هً �����ا ف����ي ال���م���ن� ِ
��ام �س��هَ � ِ
�ام �ال م��ن ال� ِّ
59 آفاق الثقافة والتراث
��ب من َم ْن َكحها ُ
ضيقها وال��رُّحْ ُ -4 ام :هو عيسى النَّ ّ
اشري، َ
يسى بن ِهش ِ
* ِع َ
��ف َ
الخ َت ْن أُ ْخ���ري� ِ
��ات ال�� َّده��ر ف��ي َك� ِّ الرواية ،تُ ُو ِّف َي
األسدي ،أبو الفضل ،مح ّدث كثير ِّ
ّ
ِ
نحو ( 220هـ) ،له كتاب النوادر .معجم المؤلِّفين
َ
ال��غ��وان��ي َنعْمة �ض -5وإذا ب��ي� ُ
.35/8
ْ
ماست في َر َد ْن َ
ِم ْس َن في األذي� ِ
��ال ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .352
-6ليس فيها م��ا ُي���رى م��ن حُ ��� َّر ٍة
()49
وع��� َك� ْ
��ن ��ن ُ
���ال غ��ي��ر لِ���ي� ٍ
م���ن جَ ��� َم ٍ وقال[ :من الطويل]
-7وه���ي ف��ي َك��� ٍّد و َك����� ْد ٍح َد ٍ
ائ���ب لب ال َك ْر ِم
صهْ بَاءَ من حَ ِ -1أال َف ْ
اس ِق ِني َ
���اء وَ َع َ
���ن ْ
���ن ال ت��ش�� ّك��ي م���ن َع� َ
���ن� ٍ وال َت ْس ِقني َخ ْم ًرا ب ِعل ِم َك أو ِع ْل ِمي
-8وت���رى ال��� ُّر ْش��� َد وال َع��ي َ
ْ��ن لها أليس لَهَ ا أسماءُ َش َّتى َك ٌ
ثيرة َ -2
وَ َك������ذا ت��س�� َم��عُ م���ن غ��ي��ر أُ ُذ ْن االسم َفهَ ِ
ات اس ِق ِنيهَ ا وابن عن ذلك
ِ
�ت بها واقع ُتها -9ح��ي� ُ
�ث م��ا جُ ��ل� ُ ال ِّرواية )1( :ورد البيت األول في الكناية
����ام وَ َظ���� َع� ْ
���ن َ
���ل��اء و ُم�����ق� ٍ
ٍ ف���ي َخ التعريض برواية":الصهباء".
مقـــاالت
-10ث���م ال ت��ل��حَ ��ق��ن��ي َغ � ْي��ر ُت��ه��ا ( )2وورد البيت الثَّاني فيه برواية" :ألبست...
وأكن عن".
إن ...م��ا ب��ي��ن ُب��ص��ـ��رى وَ َع����� َد ْن
-11ي��ا لَ��ه��ا م��ن َك� َّ ال َّتخريج :محاضرات األدب��اء ،623/2وبال
��ن��� ٍة يُق ِنعها
نسبة في الكناية والتعريض .147
ُك� ُّ
���ل َم���ا َي���أت���ي ب���ه ه���ذا ال��� َّز َم� ْ
��ن
[قافية النون]
َّ
الشرح )2( :في َق َر ْن :أي أمر هؤالء البنات
()50
الخمس مجتمع في عنقها .ينظر تاج العروس
وقال[ :من الرمل]
.450/35
�م��ل��وك� ٌ
�ة س حُ ����� َّر ٌة َم� ْ
����ر ٌ
��ي ِع� ْ
-1ل� َ
الخ َت ْن :الصهر .تاج العروس .367/12
(َ )4
��ر وَ َث��� َم� ْ
��ن ��ز ُت��ه��ا م��ن غ��ي��ر َم���هْ � ٍ
ِح ْ
الرد ْ
َن :الحرير .تاج العروس .83/35 (َ )5
-2ث��يِّ��بٌ ب�� ْك�� ٌر وَ م����ا إن حَ � ِ�ب��لَ� ْ
�ت
( )6ال ُع َك ْن :ما تثنى من لحم البطن .تاج
العروس .408/35 ���ات ف���ي َق���� َر ْن ��س ب َ
َ���ن ٍ ول��ه��ا َخ���م� ُ
وص��ل��ت ط��ائ��ع� ً
�ة ْ أص ْ
��ل��هَ ��ا -3إن ِ
االع��� ِت� ُ
��راض .ت��اج العروس �نْ :( )7ال� َع� َن� ْ
.412/35 ���ت َع��ن��ه��ا ل���م َت��ب� ْ
�ن وإذا م���ا ِب ْ
���ن ُ
آفاق الثقافة والتراث 60
�ران ِم��ن أَ ْص �لِ � ِه
ألص���رم ال��ه��ج� َ
ِ -7 ( )9بُصرى :موضع بالعراق من ُقرى بغداد،
��ن ب�� ِن ْ َ َْ َ قرب عكبراء .معجم البلدان .441/1
��ي��ن
��ص��ف ِ وأق�����ط�����عُ ال��� َب���ي� َ ِ
( )10وال َكنَّ ُة :امرأة االبن أو األخ والجمع:
ين :أي غراب البين. الشرحَ )1( :طا ِئر ال َب ِ
وهو مما يتشاءم به .المعجم الوسيط ،647و الكنا ِئ ُن وال َكنّات .العين ،281/5وربما أخطأ
الحين :الهالك .تاج العروس .473/34 الشاعر إذا كان مراده مطلق المرأة ،ومن المؤكد َّ
َ
أنه أراد بالكنة :المستترة عن أعين الناس.
اله ْن ِد.
( )6ال ُم َهنَّد ،السيف المصنوع من َح ِديد ِ
تاج العروس ،350/9والعضب :السيف القاطع. ال َّتخريج :ديوان أبي نواس .99/2
تاج العروس ،390/3وال� ِغ��رارَ :ح� ُّ�د ُّ
الر ْم ِح ()51
ْف .تاج العروس .224/13 والسي ِ
والس ْه ِم َّ
َّ
[من الكامل] وقال:
( )7أصرم :أقطع .تاج العروس 497/32
�ت ال��� ِّر َي� ُ
��اض حَ ِسبْتها وإذا َت� َ�ن� َّ�ف� َ
�س� ِ
التَّخريج :دي��وان أبي نواس ،77/1وورد
�وب َغ��وا ِن��ي
س ع��ن جُ � ُي� ِ
ِم ْس ًكا َّ
تنف َ
شعر البيت األول فيه هكذا " :ظاهر البين ".
منصور ال َّتخريج :محاضرات األدباء.469 /4
()53
بن باذان ()52
األصفهاني وقال[ :من الكامل]
وقال[ :من السريع]
من شعراء ���راب مَ��حَ ��لُّ�� ُه
ُ ور ٌد يُ��ع َّ
َ��ظ�� ُم وال���� ُّت�
القرنين �ن َ -1ي��ا َم ْ
وَ َت����رى ال��ك��ري � َم ي��ع� ُّز ح��ي� َ
�ن َي��هُ � ُ
�ون ���ن َر َم�����ا ُه ط��ا ِئ��ر ال� َب��ي� ِ
الثانيَّ
�ن س��ه��م ال���� َّر َزا َي����ا َع ْ
���ن يَ��� ِد ال��حَ ��ي� ِ
َّ
والثالث ال ِّرواية :ورد عجز البيت في حدائق األنوار
الهجريين �ك َن���ا َر الهوى -2أوق��� َد ف��ي َق� ْ�ل��ب� َ
وبدائع األشعار برواية: ِ
ي����ق إ ْل َ ْ
وكذا الكري َم يع ُّز حيث َيهُ ُ
ون َّ��ي��ن
����ي����ن م��ح��ب ِ
ِ ����ف ����ر ُ ِ َت����ف ِ
�ب ِم��ن لَ� َ
�وع� ٍة َ ْ
ال َّتخريج :محاضرات األدباء ،497/4وبال -3ك��م ك��م لهذا ال��ق��ل� ِ
نسبة في حدائق األنوار وبدائع األشعار .268 �ن
ان وال � َب��ي� ِ ال��ص�� ِّد وال� ِ
��ه���جْ ��� َر ِ َّ ف��ي
()54 فس من حَ ْسر ٍة الن ُقاسي َّ -4وكم ُت ِ
وقال[ :من المجتث] ��ن ِخ��لَّ ِ
��ي��ن اق ب���ي� َ َ
ل������ َدى اف����� ِت����� َر ٍ
َ���خ َ
���ف���ى ع��ل��ي�� ُك�� ْم -1ول���ي���س ي ْ ددت ل��و وَ َّك��لَ�� ِن��ي َخ��الِ � ِق��ي -5وَ ُ
������ازل ِط����ي� َ
���ن� ْ
���ه م�����ن ال������ َم َ
������ن ��ن َ ْ����ن بَ����ي َ ب���� ُك ِّ
ِ ْ����ن إل���ف���ي� ِ ����ل بَ����ي ٍ ِ
ً
خ����ان����ا -2ول�����و َرأَ ْي������� ُت�������م ُد -6وَ إِ َّن��� ِن���ي ُم��لّ ُ
��ك��ت ِم���ن ب��ع � ِد ذا
����ر ُت���� ْم َس�� ِف َ
��ي��ن ْ
��ه ص ْ ال��ب��ح��ر ِ
ِ ف���ي ���ب ال���� ِغ���� َرا َري����ن َّ
م���ه���ن��� ًدا َع����ض� َ
61 آفاق الثقافة والتراث
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .344 ال َّتخريج :البصائر والذخائر .41/9
[قافية الياء] ()55
()57 رجال من ُكتَّ ِ
اب " أصبهان " وقد ً وقال يهجو
مات َخ َت ٌن له[ :من المديد]
وقال[ :من الطويل]
-1ك���ات���بٌ يَ��ب�� ِك��ي َع��ل��ى َخ � َت � ِن��ه
-1أال َس ِّقني َّ
الصهباءَ إن َ
كنت َساقيا
�������ار َع���ل���ى َذق���� ِن� ْ
���ه ٍ َد ْم����� ُع�����ه جَ
الصوا ِديا
الرؤوس َّ
ِ اح
ورَوّ ح من ال َّر ِ
ص ً ��ر َط� ُ
��اس ف��ي َي��� ِده -2يَ��عْ��لَ�� ُم ال��� ِق� ْ
ونة رؤوسا َت َ
راها في ال َّرجاء َم ُ ً -2
�����ن وَ َط���� ِن� ْ
���ه أَ َّن������ه َق����� ْد َش َّ
�����ذ َع ْ
رب تلقى ال َّدوَ ِ
اهيا التحام الحَ ِ ِ وعند
ل��ي��س َي������ ْد ِري ف���ي ِك�� َت��ابَ�� ِت�� ِه
َ -3
-3فطو ًرا ترى فيها أَ ُك� ًّ�ف��ا َنواع ًما
��س�� ِن ْ
��ه ������ر ِم���ن حَ َ َ َ
َم���ا ق��ب��ي��حُ األ ْم ِ
وط��و ًرا َت� َرى فيها ال ِّرمَاحَ الم َد ِ
اريَا
�خ� َت��ن :الصهر .ت��اج العروس ال��ش��رح :ال� َ
الصوا ِديا :أي العطشى .تاج َّ
الشرحَّ )1( : .497/34
العروس .414/38
ال َّتخريج :أدب الكتاب ،172قال ُّ
الصولي:
مقـــاالت
الرؤوس .العين َاري :حديد تحك به ّ أنشدنا هذا ِّ
ُ ( )3المد ِ المعذل .قلت: الصمد بن
الشعر لعبد َّ
.61/8 لم أجد األبيات في ديوانه.
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء .344 [قافية الواو]
القسم الثاني ()56
وقال وقد تزوج "أبو دلف" "سعا َد بنت باذان
الشعر المنحول إلى أبي نواس وهو
منصورا "
ً �ت "منصور" ،فبلغ ذلك " " أخ� َ
لمنصور بن باذان
فكرهه ،وعلم أنه سيخرجها عن قريب فقال عم ًدا
[قافية الباء] [من المتقارب] ليطلقها "أبو دلف":
()1 -1وال ت���ف� َ
��خ� َّ
��رن ع��ل��ي��ن��ا س��ع��ا ُد
[من الكامل] وقال أبو نواس: ص����بْ����وَ ْه
ص���ب���ا َ ب� َّ
�����أن األم����ي���� َر َ
صيب ُمعَلَّ ٌق ِبال َكو َك ِب َ
الخ ِ ُ -1خب ُز ���ن م��ن��ك��وس� ً
�ة -2ف���س� َ
��وف ُت���� َر ِّدي� َ
��ب َ َّ ��ل ُم َ
��ث َّ ُي��ح��م��ى ب��� ُك� ِّ �ت أو ق��د َن���� َرى َن����زو ْه
��ف وَ ُم��ش��ط ِ ��ق ٍ ِ إل���ى ال��ب��ي� ِ
الطعا َم َعلى بنيه مُحَ َّرماً -2جَ ع ََل َ ال����ع����روس ول��ك� َّ�ن��ه��ا
ُ -3ف��ن��ع�� َم
َ َّ َ َّ َ َت���ب ُّ
ل��ؤ ًم��ا وَ حَ ���ل���ل��� ُه لِ�� َم��ن ل���م َي��س� َ�غ� ِ
�ب ال��ش��ه��و ْه ����راش م���ن ُ���ل ال���� ِف
آفاق الثقافة والتراث 62
�ق ُزو ٌر
�س��ح� َ
لعلمت أن ال� َّ
ِ -3إذن َ -3ف��إذا ُه� ُم َرأوا ال َّر َ
غيف َت َط َّربوا ِ
����ز ال � ُك � َم��ي� ِ َّ َ َط��� َر َب
�ت ال��ح��ق ف��ي َر ْه� ِ ّ
وأن غر ِب
ذان ال َم ِ
يام إِل��ى أ ِ الص ِِّ
التخريج :قال حمزة األصفهاني في ديوان أبي الرواية )2( :ورد البيت الثاني في الحماسة
نواس 149/2وأورد صدر البيت األول :إنها ياع ".
الج ِ
المغربية برواية " :على ِ
لمنصور من المنحول على أبي نواس ،وهي في التخريج :قال حمزة األصفهاني في ديوان
ديوان أبي نواس ،89/2وأنشد األصمعي البيتين أبي نواس 148/2وقد أورد صدر البيت األول:
3 ، 1في التذكرة الحمدونية ،384/9وينظر ما إنها لمنصور من المنحول إلى أبي نواس في
بهامشه من مصادر ،وهما في الوافي بالوفيات ديوانه ، 148/2وهي ألبي نواس في الحماسة
(128/19طبعة أحمد األرناؤوط) .ومكان النقط المغربية ،1387/2والبيتان 2 1في ديوان أبي
كلمتان محذوفتان لداللتيهما المكشوفة. نواس .152/2
[قافية الراء] ()2
شعر ()4 [من الكامل] وقال:
منصور
[من مجزوء الرمل] وقال: صيب جَ مي ُع ُه ِك� ُ
�ذب �س َ َ -1ن� َ�ف� ُ
بن باذان الخ ِ
األصفهاني ����������ي ...ل���ي���س ي���رض���ى
َ -1ل� ��س��� ِه َك ْ
�����ر ُب ُ
����دي����ث���� ُه لِ���جَ ���ل���ي� ِ وَ حَ
من شعراء ب���������ال���������ذي ت���������رض���������ى... �اب َع��لَ��ي � ِه ُم��ع��ولَ� ً
�ة ِ َ -2تبكي ال � ِث��ي� ُ
القرنين
الثانيَّ ����ي ع��ق��ل��ي
-2ل���ي���س ي���رض���ى ل� َ ��ب أَن َق����د يَ���جُ ��� َّر ُذي���ولَ���ه���ا َك� ْ
��ل� ُ
َّ
والثالث ه��������و أم��������ي�������� ٌر ووزي������������� ُر التخريج :قال حمزة األصفهاني في ديوان أبي
الهجريين
ن���ك���اح���اً را َم ك����لّ����م����ا -3 نواس ،149/2وأورد صدر البيت األول :إنها
ُ لمنصور نحلت إلى أبي نواس ،وهي ألبي نواس
درت م������ن ح����ي����ث ي�������دو ُر
ديوانه .152/2
-4ف��ت��ع��ال��ى ال���لَ���ه م���ا ف���ي األر
[قافية التاء]
أم�����ي����� ُر أو ����������اض
ٍ ق� ض
ِ
()3
-5أن�����ا م����ن خ��م��س��ي��ن ع���ام���اً
[من الوافر] وأنشد األصمعي:
��������دي أي���������ري أس����ي���� ُر
َ ف������ي ي�
��اك...
-1أم����ا وال���ل���ه ل���و ي���ل���ق� ِ
التخريج :في ديوان أبي نواس ، 28/5وهي ُق��ب��ي� َ
بيت
�اء ِ
��ب��ح ف��ي ظ��ل��م� ِال��ص ِ ُّ �ل
البن باذان كما قال حمزة األصفهاني في هذا
الديوان .ومكان النقط كلمتان محذوفتان لداللتيهما -2ل��م��ا َف��ا َر ْق�� ِت�� ِن��ي حَ �� َّت��ى َك��أَ ِّن��ي
المكشوفة. َزي� ِ
�����ت ����ص�����ا َر
ِم����� ْع� َ أرى...
63 آفاق الثقافة والتراث
ال َّتخريج :محاضرات األدب���اء ،378/1 القسم الثالث
والشعر البن بسام البغدادي في ديوانه ( 30طبعة
ما نسب إليه وإلى غيره من الشعراء
السوداني) ،وص ( 401/2طبعة السامرائي
[قافية الباء]
ضمن كتاب شعراء عباسيون).
[قافية الدال] ()1
ونسب إليه وإلى غيره ،والراجح أن ِّ
الشعر
()3
[من الطويل] له:
ونسب إليه وإلى غيره[ :من المنسرح]
��اس ُكلِّه ْم أك���ذ َب ََّ أب��ا ُدلَ ٍ
ال��ن ِ ���ف ي��ا
ب���واح���د ٍة
ِ -1ل��ي�� َت��ك أ َّد ْب���� َت���� ِن����ي
�ك أَ ْك َ
���ذ ُب �ح� َ��إ ِّن��ي ِف��ي َم � ِدي� ِ س� َ َ
��واي ف ِ
أوَّ لُ�����هَ �����ا آخ������ ٌر لَ������� َدى ال���ع���د ِد
َّ
الشرح :سواي :أي معي.
-2ت���ح���لِ� ُ
��ف أالَّ ت���ب��� َّرن���ي أب���� ًدا
ال � َّت��خ��ري��ج :اإلع��ج��از واإلي���ج���از ،262
������ر ًدا ع��ل��ى َك��ب�� ِدي َّ
ف����إن ف��ي��ه��ا َب� ْ
ومحاضرات األدب��اء ،43/2وهو للحسن بن
َّ
ف���إن به اش���ف ف����ؤادي ِم ِّ
��ن��ي ِ -3 رج��اء في العقد الفريد ،285/1وه��و لبكر
ْ
ن���ك���أ ُت��� ُه ب��ي�� ِدي ���رحً ����ا َع����لَ� َّ
���ي ق� ْ ابن النَّطاح في ديوانه ،219وذكر تدافعه مع
مقـــاالت
-4أَبْ��عَ�� َدن��ي ال��ل��ه حَ � ْي� ُ
�ث َتحملُ ِني منصور بن باذان ،وعلي بن جبلة ،وينظر ما
������رداً ع��ل��ى َك ِ
��ب��دي َّ
ف����إن ف��ي��ه��ا َب� ْ الربيع .تاج صد :أَرض ي ْ
ُر َجى لها َح َيا َّ الر َ
(َّ )7
ش���ف ُف����ؤا ِدي ِم� ّ�ن��ي ف� َّ
��إن به ِ -3اِ العروس .101/8
الشعراء ،348 – 347 ال َّتخريج :طبقات ُّ
����رحَ �����اً ن���ك���أت��� ُه ِب��� َي���دي
���ن���ي جُ � ْ
َ ِم
ك��ان رزق���ي إل��ي� َ وفيه " :وقد رويت هذه األبيات ألبي األسدي،
شعر
��ارم به
�ك ف� ْ َ ِ ْ -4
إن
وهي لمنصور أثبت " ،وألبي األسد الدينوري
منصور ص���� ِد
ن���اظ��� َر ْي حَ ��� َّي��� ٍة ع��ل��ى َر َ
ِ ف��ي في ديوان المعاني ( 1177/2ط .شعالن) ،وهي
بن باذان �ت َده���راً وم��ا أق��� ِّد َر ْ
أن -5قد ِع� ْ
�ش� ُ ألبي األس��ود التميمي في التذكرة الحمدونية
األصفهاني ،81/5وفيه تخريج لبعض أبياتها على البصائر
ُ
ض��ي��ت م��ن أح�� ِدأرض���ى ب��م��ا ق��د َر
من شعراء والذخائر 87/6مع اإلشارة إلى االختالف في
القرنين أخ��ط��أت ال أص��ب� ُ
�ت وال ُ -6فكيف
َّ رواية بعض األلفاظ ،وفي التذكرة الحمدونية
الثاني َن��هَ ْ
��ض ُ
��ت م��ن َع���ث���ر ٍة إل���ى َس���� َد ِد
َّ وديوان المعاني زيادة في بعض األبيات ،فقد
والثالث
ُ
زعمت وقد كنت حُ ��� َّراً كما
ُ -7لو وردت األبيات ،7 ،3 – 1وبعدها:
الهجريين
��ال ل���م أَ ُع����� ِد
َك��� َد ْدت���ن���ي ب���ال��� ِم���ط� ِ ل����و ك���ن���ت ح������� ًّرا ك���م���ا زع��م��ت
ُع������ ْد ُت إل���ى م��ث��ل��ه��ا َف���عُ��� ْد وُ ع��� ِد ع������دت إل������ى م���ث���ل ه������ذه ف��ع��د
ح��رص��ي ع��ل��ى م��ث��ل ذا م��ن األو ِد أن���������ي ع�����ب�����د ألع������ب������د ق���ف���د
أي��ق��ن��ت ب��ع��د ِف��عْ��لِ َ
��ك ُ -11اآلن وص���رت م��ن ق��ب��ح م��ا اب��ت��ل��ي��ت به
ْأن�������ي َع����ب���� ُد َأل ْع������ ُب������ ٍد ُق� ُ
���ف���� ِد أك��ن��ى أب����ا ال��ك��ل��ب ال أب����ا األس���د
65 آفاق الثقافة والتراث
�ل�اق َم��ن َ -2ال َت���حْ ���ل� َ
��ف� ْ فص ْر ُت من ُسوءَ ما ُر ِم ُ
��ن ب����ط� ِ يت به ِ -12
َ
���ي���ق ْ
���ه أَ ْم� َ
����س� ْ
����ت حَ �����واف����� ُر ُه َر ِق ��ب ال أب���ا األس��� ِد ْ
أك��ن��ى أب���ا ال�� َك��ل ِ
���ات َق����� ْد َع���لِ��� َم َ
األن����ا َ -3ه��� ْي���هَ َ وفي ديوان الحماني بن نباتة تخريج على
ص��� ِدي� َ
��ق� ْ
��ه ُم ِب���أَ َّن���هَ ���ا َ
ص�������ا َر ْت َ المصادر السابقة وغيرها.
مقـــاالت
ون��ائ��لُ� ْ
�ه ِس���وَ ى َرج���ل َي��رجُ ��و َن���داك َ عمار برواية " :كصاحبة الرمان لما تصدقت...
للخائف المتصدق " ،وورد في ديوان إسماعيل
-2رأي ُتك ال تهدي من ال ُك ْف ِر ضلَّة
ابن عمار برواية " :جرت مثال للخائن”
أنت آ ِكلُ ْه
الشـيء الذي َ ِ على وشحَّ ا
التَّخريج :ديوان أبي نواس ،46 – 45/2
الصوْ ِت َفارغارع َّ ف ِ
َ كطبل
ٍ َ
وأنت -3 وهما إلسماعيل بن عمار في ديوان اإلمام علي
ْ
داخله �رات َق� ْ�ف��ر َم م��ن ال� َ
�خ��ي� ِ خ�لاء
ٍ ابن أبي طالب – كرم اهلل وجهه – ص ،137
وخ َّرجها ِّ
محققه على األغاني ،وقال:إنها تنسب َ
األشياء َتسلي ُم إم َر ٍة
ِ أعجب
ِ -4ومن
لإلمام علي في هامشه ،وهما إلسماعيل بن عمار
وإن����ك ق��اب��ل� ْ
�ه ��ز َّ ع��ل��ي��ك ع��ل��ى َط� ْ
��ن� ٍ في ديوانه 169المنشور في مجلة جامعة الملك
السخرية .تاج العروس الشرحَّ )4( :
الط ْنزُّ : َّ سعود ،مج ،3اآلداب 1991 ،1م ،وينظر ما
، 198/15وشرحها الثَّعالبي فقال " :أبا دلف بهامش الديوان من مصادر.
ما الفقير بعينه إال من يرجو نداك .وما الخائب ()5
بحقه وصدقه سوى من ستظل بذراك .وما أنت
ونسب إليه وإلى غيره[ :من مجزوء الكامل]
إال الطبل يروع صوته وهو خال من العوائد.
َّ
ال��ط�لا -1ي���ا ذا ال�����ذي جَ ���ع َ
َ���ل
ويروق صيته .وهو صفر من الفوائد ومن عجب
تسليم الناس باإلمرة عليك ً
ظنزا .وقبولك إياها ْ
��ي��ق��ه َق ِس��ل�احَ ���� ُه ِع� ْ
���ن���� َد ال��حَ �� ِق
آفاق الثقافة والتراث 66
[قافية الميم] ً
ونبزا " .نثر النظم وحل العقد -182 ً
مجازا
()7 .183
ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء ،345ونثر النظم
ونسب إليه وإلى غيره[ :من البسيط]
وحل العقد .183 -182وهي له أو لبكر بن
م��ا ق��ال ال َق ّ
��ط م��ن جُ ���و ٍد أبُ��و ُدلَ ٍ
��ف
النطاح يهجو أب��ا دل��ف في التشبيهات 390
��ش��هُّ �� َد ل��ك��ن َق����وْ لُ���� ُه َن��عَ�� ُم
إال ال�� َّت َ
بالرواية اآلتية:
ِّ
ال َّتخريج :نثر النظم وحل العقد ،32وهو ����ف إن ال��ف��ق��ي�� َر ب��ع��ي��ن� ِه
أب����ا دل� ٍ
لعلي بن جبلة في ديوانه ،106وقد أشار إلى
َرتجي جَ ��دوى َن��داك ويأ ُملُ ْه لمن ي ِ
ذلك محمد يحيى زين الدين في مجلة مجمع اللغة
العربية بدمشق مج ،49ص ، 441وهذا البيت أرى ل���ك ب���ا ًب���ا م��غ��ل� ً�ق��ا ُم � َت��م� ِّ�ن � ًع��ا
بعده ثالثة أبيات بال نسبة في التحف واألنوار �ؤس داخ��لُ� ْ
�ه َ
عنك ف��ال��ب� ُ إذا ف��ت��حُ ��و ُه
المنتخب من البالغات واألشعار ،162واألبيات َ
وإن���ك ال َت ْ
شعر ال��ل��ؤم للذي
ِ ��خ�� َزى م��ن
هي:
منصور �ت آكلُ ْه
�يء ال��ذي أن� َ
�ش� ِ تشحُّ على ال� ّ
بن باذان ق����رأَ َع��ل��ي��ه ِك��ت��ابً��ا م��ن��ه َك��ا ِت��بُ��ه
معجبٌ �وت ٌ
طبل رائ���عُ ال��ص� ِ ك��أن� َ
�ك
األصفهاني ِ
أخ َخ���ائ� ٍ
��ف ِم��ن��ه ل���ه ِذ َم���� ُم إل���ى ٍ
من شعراء �رات َق��ف � ٌر مداخلُ ْه
خ�لا ٌء م��ن ال��خ��ي� ِ
إذا َم��ا َق��رأَ ال ِف��ي َ
ص ِح َ
يف ِت ِه حَ َّتى َ
القرنين ��يء فيك تسلي ُم َم���رأ ٍة
َّ �ب ش� ٍ
وأع��ج� ُ
الثاني الص َم ُم
يذهب ِبك َّْ َقال :اس َت ِمع ُث َّم ال
َّ
والثالث �ه �ك ع��ل��ى َظ��ن��ي َّ
وإن����ك ق��اب��لُ� ْ ع��ل��ي� َ
��ن��ي إل���ى أح�� ٍد َ��ن ب�لا َع ِّ
ال َت�� ْك�� ُت��ب َّ
الهجريين ونسبها الثَّعالبي لمنصور ِّ
بالرواية اآلتية:
�اب و ُم��ر َفل ُي ْك َسر َ
القلَ ُم ُش ّ
��ق ال� ِك��ت� َ
ِ
��ف َم��ا ال��ف��ق� ُر ِع��ن�� ِدي بعينه
أب��ا دل� ٍ
وه��ي غ��رر الخصائص الواضحة ودرر
النقائص الفاضحة باختالف في رواي��ة بعض �رجُ ��و َن��� َداك و َي� ْ�أ ُم��لُ� ْ
�ه ��ل َي� ْ
س��وى رَجُ � ٍ
األلفاظ ،واستعنت ببعضها هنا منه ،وبزيادة �ص��وت أَجْ ��وف �أن��ك َط��ب� ٌ
�ل رائ���عُ ال� َّ ك� َّ
البيت اآلتي في أولها: �داخ��ل� ْ
�ه �رات قف ٌر َم� ِ
خ�لا ٌء م��ن ال��خ��ي� ِ
���ن����ا ِد َر ٍة ل��ك��ن أُ َخ���ب ْ
ِّ���ر ُك��� ُم َع��ن��ه ِب� َ ْ
�س��ل��ي� ُم أَم��ره وأع��ج��ب م � َّم��ا ف��ي� َ
�ك َت� ْ ُ
ع���ربٌ وال َع��جَ � ُم
ْ ل��م ي��أ ِت��ه��ا َق � ْب� َ�ل��ه �ك ع��ل��ى َط ْ
��ن��ز َّ
وأن����ك ق��اب��ل� ْ ع��ل��ي� َ
�ه
وال توجد هذه األبيات في ديوان العكوك.
واألبيات لبكر بن النطاح في ديوانه 259
()8 ضمن كتاب شعراء مقلُّون باختالف في رواية
والصواب أنَّها له:
َّ ونُسب إليه وإلى غيره بعض األلفاظ ،وينظر ما به من كصادر.
67 آفاق الثقافة والتراث
برواية " :فال الكرج الدنيا وال " ،وورد في [من البسيط]
ديوان بكر بن النطاح 262برواية ":فما الكرج -1ال ُتكثري اللَّو َم فيما ليس ينفعني
الدنيا وال."... َ
بالقلَ ِم إليك َع ِّني جَ �� َرى المقدو ُر
ِ
التَّخريج :ثمار القلوب ،70/1واإلعجاز َ َ -2سأُ ُ
المال في ُع ْسر ٍوفي ي ُُس ٍر تلف
واإليجاز ( 232ط .إبراهيم صالح) ،والمنتحل
ُعطى على ال َع َد ِم َّ
إن الجوا َد ال��ذي ي ِ
،98والمنتخل ( 378/1لمنصور فقط)ُّ ،
والد ّر
ال َفريد ،192/4وعجزه لبكر بن النطاح في قوقا كان أَ ْه َملَها
قضيت حُ ً
ُ -3كم قد
ديوانه ،262وذكر محققه تدافعه مع منصور، اإلف�ل�اس بال َك َظ ِم
ُ َ
أخ��ذ غيري وق��د
وينظر مصادر أخرى هناك ،وقال الثَّعالبي في
ال ِّرواية )1( :ورد البيت األول في الوافي
اإلعجاز واإليجاز ( 262ط .إسكندر آصاف)
بال َوفيات برواية " :ال تعذليني فيما ...المقدار".
هكذا:
( )3وورد البيت الثَّالث فيه برواية " :قضيت
والتمس ال ِغ َنى
ِ فسـر في ب�لا ِد الل ِه
ْ
أمورا ".
ً
األرض إال ال َّت َط ُ
لب ِ فما للو َرى في
الح ْل ُق أو ال َف ُم
الشرح )3( :وال َك َظ ُمُ ،م َح َّر َك ًةَ : َّ
وقال محمد يحيى زين الدين في مجلة مجمع س " .تاج العروس .363/33 أو َم ْخ َر ُج النَّ َف ِ
مقـــاالت
اللغة العربية بدمشق مج ،49ص :438إنه ال َّتخريج :طبقات ُّ
الشعراء ،352وهي
ورجح نسبته إلى ابن باذان،
متدافع مع العكوكَّ ،
لمحمد بن البعيث باختالف في التَّرتيب في
وخرجه للعكوك وقال :ويروى معه بيت آخر،
الوافي بالوفيات (184/2ط .أحمد األرناؤوط،
هو: وغيره) ،دار إحياء ُّ
ربي ،بيروت،
التراث ال َع ّ
��ف َق ِ
اسم األرزاق ف��ي َك ِّ
ُ �ت
إذا ك��ان� ِ ط2000 ،1م.
ك��ان َق� ِ
�اس � ُم َ �ت ال� ُّدن��ي��ا وال ف�لا ك� َ
�ان� ِ ()9
وكذلك أشار األستاذ إبراهيم صالح في هامش ونسب إليه إلى غيره ،والراجح أن الشعر له:
ورجح رواية طبعة
ّ كتاب اإلعجاز واإليجاز، [من الطويل]
إسكندر آصاف في اإلعجاز واإليجاز ،وقال:
س ال ِغ َنى َف ِس ْ
ـر في ب�لا ِد الله وال َت ِم ِ
َّ
لعل البيت والبيت الم ْدرج تحت رقم ( )1من
اس قاس ُم فما الك َرج ال ُّدنيا وال َّ
الن ُ
هذا القسم من قصيدة واحدة .وأرجح هذا التحاد
الوزن والقافية البائية المضمومة على رواية الرواية :ورد في المنتخل ،والمنتحل برواية: ِّ
اإلعجاز واإليجاز. الد ّر ال َفريد
" فما الكرج الدنيا وما " ،وورد في ُّ
مقـــاالت
قافية الواو المتقارب ْ
قل
3 37
البحر عدد األبيات م كلمة القافية مجزوء مميال
3 38
3 المتقارب صبو ْه 56 الرجز
مجزوء غليال
2 39
قافية الياء الكامل
عدد األبيات البحر م كلمة القافية 3 السريع الطوال
ِ 40
3 الطويل 57الصواديا 2 السريع الحالل
ِ 41
2 المتقارب المغزل 42
القسم الثاني مخلع البسيط ُ
غزال
4 43
قوافي الشعر المنحول إلى أبي نواس مجزوء قبيله
وهو لمنصور بن باذان 3 44
الرمل
عدد األبيات البحر كلمة القافية م
3 الكامل ومشطب 1
2 الكامل كرب
ُ 2
2 الوافر بيت
ِ 3
5 الرمل أير 4
مقـــاالت
-14تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل في تفسير 1983م.
القرآن :للحسين بن مسعود البغوي (ت510هـ)،
-2أخبار أبي تمام :ألبي بكر الصولي (ت335ه��ـ):
تحقيق :محمد عبد اهلل النمر ،عثمان جمعة
تحقيق خليل عساكر ،وغيره ،الهيئة الهامة لقصور
ضميرية ،سليمان مسلم الحرش ،دار طيبة للنشر
الثقافة ،مصر2008 ،م.
والتوزيع ،ط 1997 ،4م
-3أدب ال ُك َّتاب :ألبي بكر الصولي (ت335هـ) :تحقيق:
-15تهذيب الكمال في أسماء الرجال :لجمال الدين أبى
محمد بهجة األثري ،دار الكتب العلمية ،بيروت.
يوسف المزي (ت 742هـ) ،تحقيق :بشار عواد
معروف ،مؤسسة الرسالة ،ط1985 ،4م. -4اإلعجاز واإليجاز :ألبي منصور الثَّعالبي (ت429هـ)،
بعناية :إسكندر آصاف ،دار صعب بيروت ،د .ت.
-16ثمار القلوب في المضاف والمنسوب :ألبي منصور
الثَّعالبي (ت 429هـ) ،تحقيق :إبراهيم صالح ،دار تحقيق :إبراهيم صالح ،دار البشائر ،دمشق،
البشائر ،دمشق ،ط1994 ،1م. 2001م.
-17حدائق األنوار وبدائع األشعار :جنيد بن محمود -5األنساب :للسمعاني (ت 562هـ) ،تقديم وتعليق:
(ت ق 8هـ) ،تحقيق :هالل ناجي ،دار الغرب عبد اهلل عمر البارودي ،دار الجنان ،بيروت ،ط
اإلسالمي ،ط1995 ،1م. 1988 ،1م.
-18الحماسة المغربية :ألحمد بن عبد السالم الجراوي، -6البصائر والذخائر :ألبي حيان التوحيدي ،تحقيق:
تحقيق :محمد رضوان الداية ،دار الفكر ،بيروت ، وداد القاضي ،دار صادر ،بيروت ،ط1988 ،1م.
سوريا ،ط1991 ،1م. -7البلدان :ألحمد بن محمد الهمذاني ،المعروف بابن
-19ديوان إسماعيل بن عمار األسدي ،جمع وتحقيق: الفقيه (ت نحو 340هـ) ،تحقيق :يوسف الهادي،
وفاء السنديوني ،مجلة جامعة الملك سعود ،مج ،3 عالم الكتب ،بيروت ،ط1996 ،1م.
مقـــاالت
مقـــاالت
في كل حي على رأس الشوارع ،حمر كثيرة ضعف وضعها االقتصادي وتراجعها لقاع السلم
عليها ب��رادع مزينة ،يركبها من يريد نظير ً
وحديثا بسبب االجتماعي ،وافتقارها إلى التنظيم.
أجر زهيد" ،وعن ذلك يقول الرحالة بروكيير: ندرة المعلومات عنها.
"وكل الناس يركبون فوق الحمير والبغال وال
الم َكارية لغة واصطال ًحا:
ُ
يسمح ألحد بركوب الخيل غير المماليك"(.((1
وهذه العبارة توضح أهمية حرفة المكارية في المكارية لغة مصدرها كرا :ال ِك ْر َو ُة وال ِكراء :
كاري وال َك ِر ُّي :الذي ي ْ
ُك ِري ْ َ
عصر سالطين المماليك ،وطالما أنه كان من أجر المستأ َجر ،وال ُم ِ
ً دابته ،والجمع أَ ْك ِرياء؛ ال يكسر على غير ذلك(((.
بغاال ،إال حميرا أو
ً الناس فقط هم من يملكون
أما في المصطلح فقد عرف الرحالة األلماني فون
ونظرا لذلك كانت
ً أن األكثرية لم تكن تملكها،
هارف((( ال ُم َكارية Makariبأنهم من يؤجرون
تستأجر دواب المكارية بحكم أن الحمير والبغال
الدواب للناس بأجر ،وبالمعنى نفسه فهم الحسن
كانت بمثابة وسيلة المواصالت الرئيسة داخل
أنهم جماعة تعيش من مهنة تأجير (((
ال��وزان
المدن المصرية ،وربما كان الوسيلة الوحيدة
الدواب للناس لقضاء حاجياتهم ومطالبهم.
التي يستخدمها الناس في تنقالتهم داخل المدن
أو خارجها"( ،((1حتى استخدمها أكابر القوم في شرعية عمل المكارية:
كل الظروف حتى الصعود إلى السلطان ،ومن عمل ال ُم َكارية من الناحية الشرعية جائز عند
ذلك أن الشيخ شمس الدين محمد الحنفي الرومي الفقهاء؛ ألنه باب من أبواب اإلجارة الجائزة؛ ألنه
آفاق الثقافة والتراث 76
أجود الحمير المصرية المنتجة في الصعيد ويليها (ت855هـ 1451 /م) لم يقتن دابة ليركبها ،بل
اليمنية ثم المغربية(.((2 حمارا َمكريًا،
ً كان كلما أراد أن يطلع القلعة ركب
البغال(:((2 وطلع إلى القلعة ،واجتمع بالسلطان ،ثم نزل
وعاد على الحمار المذكور إلى داره(.((1
وإلى جانب الحمير استخدمت البغال للكراء،
لكنها كانت أقل بكثير من الحمير ،وقد مدحها ويعجب ابن سعيد المغربي ت (685ه��ـ /
ابن فضل اهلل العمرى (ت949ه����ـ1542/م) 1286م) من ركوب أعيان مصر الحمير وهو
وأطنب( ،((2وكان للبغال شروط تشترط حسب ما يتنافى مع ما جرت به العادة في المغرب
الرغبة في التوظيف سواء كانت للركوب أو فيقول":أنفت من ركوب الحمار جريًا على عادة
لحمل األثقال ،وعن ذلك يقول الملك األشرف ما خلفته في بالد المغرب ،فأعلمني مرافقي أنه
الغسانى( :((2والبغل المخصص للركوب يجب أن غير معيب على أعيان مصر .وعاينت الفقهاء
وأصحاب البزة والشارة الظاهرة يركبونها"(،((1
"يكون صحيح الخزائن صحيح الصدر خارجه
وقد مدحها الرحالة بيرو طافور( ((1حين زار
صحيح النفخات في اليدين والرجلين ،معتدل
مصر في القرن الخامس عشر الميالدي ً
قائال:
القامة مكتنزها ،صغير ال��رأس قصير الرقبة
منظرا
ً "أما الحمير فأكثر المطايا ً
لطفا وأحسنها
ُم َكارية معقود الناحية منتصب الزور خميصي البطن
وأسرعها في المشي"(.((2
القاهرة في أو متوسطها سالم الغرة في الوجه .وما كان
عصر مخصصا لحمل األثقال ما اشتدت قوائمها،
ً منها أما عن مصادر توريد الحمير ،فيقول القلقشندي
سالطين وعظمت جثتها ،ورح��ب ص��دره��ا ،وغلظت (ت 821هـ 1160 /م)" :الحمير منها النفيس
المماليك رقبتها وهامتها ،وصفت عيناها ،واحمر جفنها، الغالي الثمن ،وخيرها حمر الديار المصرية،
واشتدت أنفاسها ،ونفيت من جميع العيوب”. وأحسنها ما أتى به من صعيدها ،وهي تنتهي في
ويقرر البدر البيطار أن أجود البغال ما نتج األثمان إلى ما يقارب أثمان أواسط الخيل ،وربما
بأرمينية وبعدها المغربية(.((2 يميز العالي القدر منها المنحط القدر من الخيل،
واألحسن فيها ما كان غليظ القوائم ،تام الخلق،
وقد ذكر فون هارف إن البغال كانت تمأل
جيد النفس .وال عيب في ركوب الحمار وال
شوارع القاهرة( ،((2أما األب سريانو فقد أعجب
هيصه ،فقد ثبت أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم
بالبغال ،وذكر أنها كانت مزينة بالحرير والسروج
-ركب الحمار ،وال عبرة برفع من ترفع عن
الجميلة وكل بغل له صاحبه ومساعده( .((2وقد
ركوبه بعد أن ركبه النبي -صلى اهلل عليه وسلم-
استخدم الرحالة األلماني برنارد برندنباخ عام
"( ،((2وقد مدح اإلصطخرى الحمير الواردة
(888هـ 1483 /م) البغال بجانب الحمير للتنزه
ً
قائال" :ولهم حمير يقال لها من مصر العليا
في جنبات القاهرة(.((3
السمالقية بأرض الصعيد زعموا أن أحد أبويها
األكاديش: من الوحشي واآلخر من األهلى"( ،((2ويوافقه أبو
وب��درج��ة أق��ل بكثير من الحمير والبغال بكر ابن البيطار ،والملك األشرف الغساني في أن
77 آفاق الثقافة والتراث
ال يمنع تشبه المكارية بهذا الضرب من الزينة، استخدم المكارية في بعض األحيان الخيل غير
وتخصيصه لألكابر واألغنياء مع رفع األجرة األصيلة (األكاديش) في نقل الركاب ،وقد شاهد
عن السعر العادي. فون هارف الخيول المعدة للـتأجير في شوارع
ومن أشكال الزينة التي حلى بها المكارية القاهرة(((3؛ لكن كانت هذه الخيول تنتزع منهم
ً
موقفا (((3
حميرهم الجالجل ،وقد اتخذ السبكي في فترات األزم��ات والفتن ،مثلما حدث عام
سلبيًا من ه��ذه الجالجل ،فقد رأى أنها من (791ه���ـ 1389 /م) حين ص��درت مراسيم
المكروهات بدليل قول الرسول (صلى اهلل عليه سلطانية بمنع المكارية من استخدام األكاديش
وسلم)" :ال تصاحب المالئكة رفقة فيها كلب في نقل الركاب ،ومنع العلماء من ركوب الخيل
أو ج���رس"( ،((3وق��ال -صلى اهلل عليه وسلم واألكاديش حتى يغلق باب استخدامها( ،((3ويفسح
":-الجرس مزامير الشيطان"( .((4وبالرغم من المجال الستخدامها في األغ��راض العسكرية.
شيوع هذه الفتوى إال أن المكارية لم تلتفت إليها؛ لكن بعد انقضاء األزمة كانت تستخدم األكاديش
ألن السبكي لم يستبن أسباب تعليق الجالجل للظهور من جديد في يد المكارية.
برقاب الحمير ،وأهمها :تنبيه الناس في الشوارع التدريب والتجهيز والرعاية
باقتراب الدابة فيفسحون لها حتى ال يتعرضوا كثيرا بتجهيز حميرهم
وكان المكارية يهتمون ً
للعطب بسبب أو آلخ��ر .وه��و ما ش��دد عليه وتزيينها؛ ألنها قامت ب��دور سيارات األجرة
مقـــاالت
الشيزري بضرورة أن" :يأمرهم المحتسب أن وحرصا من المكارية على
ً في عصرنا(،((3
يشدوا في أعناق دوابهم األج��راس وصفاقات تحسين مهنتهم قاموا بتدريب دوابهم تدريبًا
الحديد والنحاس؛ لتعلو جلبة الدابة إذا عبرت كافيًا ،حتى تكون جاهزة للخدمة في أي وقت،
سوق أو محلة فيحترس منها الضرير والصبيان حين وصف حمير أكد ذلك الحسن ال��وزان
(((3
.(((4
واإلنسان الغافل مكارية القاهرة بأنها" :حيوانات كبيرة مدربة
وبصرف النظر عن ال��رأي الشرعي في لها مظهر الرهاويين ،وتكون مزدانة ببراذع
الجالجل التي تعلق برقاب ال��دواب فلم يكن جميلة" ،وهو ما جذب انتباه الرحالة طافور الذي
للمكارية -وهم من قاع المجتمع المصري -أن ذكر أنها مزينة بالبراذع واللجم( .((3كما أعجب
كثيرا ،بسبب تدني الثقافة الدينية
ً يتأثروا به الرحالة اليهودي ميشولم بن مناحم الفولتيري
(((3
لديهم ،وهو ما أفسح المجال على مصراعيه بالحمير المصرية وزينتها فيقول" :وحميرهم
للمعتقدات الشعبية ،ومنها أن الدابة التي تحمل جيدة وسمينة ،وتحمل ب��راذع مزخرفة ،وقد
ً
حمال بشريًا كان أو من األحمال المادية بأنواعها رأيت برذعة تزيد قيمتها عن 20000دوكة
(((3
"تبدو أحيا ًنا غير مبالية بثقل الحمل ،خفيفة في صنعت من قطع الحجارة الكريمة والماس ،ولها
حركتها كما لو كان الدافع أو المعين لها بعض أهداب مذهبة فوق مقدمة الحمار" .غير أنه لم
األرواح .وفي أحيان أخرى تتعثر لحمل أقل ثقل يوضح إذا كانت للخاصة أم للمكارية ،وأرجح
كوسا" تؤثر فيها؛
"ع ًوتجمح في السير ,وكأن ُ أن البرذعة المذكورة هي ألحد األكابر لكن ذلك
آفاق الثقافة والتراث 78
ذلك أن أحد المكارية صادف الصوفي الشهير فلعل هذه األسباب مجتمعة تحمل الرجل العامي
عمر بن الفارض (ت 632هـ1235/م) ،وكان على تزويدها ببعض األج��راس المثلثة الشكل
"سخيًا جوا ًدا توجه يو ًما إلى جامع عمرو فلقيه أو المخروطية التي تعتد بمثابة دروع وقائية
بعض المكارية فقال اركب معي على الفتوح، تحمي الدابة من األرواح الشريرة والشياطين
فمر بعض األم��راء فأعطاه مائة دينار فدفعها كأن الشكل الهرمي أصبح ً
حرزا أو رص ًدا يحمي
للمكاري" طب ًعا هذا ليس سعر الخدمة؛ لكن رزق الدابة".
.ويبدو أن ساقه اهلل للمكاري بيد ابن الفارض
(((4
والعناية كما اهتم المكارية بزينة دوابهم
(((4
مقـــاالت
يعتمد عليها بشكل دقيق في ظل عدم وجود وسيلة
تنقضي األزمة أو المناسبة ،وبعدها تعود األسعار
فعلية إلحصاء العاملين بالحرفة ،وعدد الدواب
للمعدل الطبيعي لتكون في متناول الجميع ،وعلى
على نحو جيد؛ لكن يمكن من خالل هذه األرقام هذا فمثل المكارية مثل العديد من الحرف الدونية
أن نخرج بعدد من ال��دالالت منها :أن طائفة من أمثال السقائيين -التي لم يكن ألهلها دخل
المكارية كانت كثيرة العدد منتشرة في مختلف ثابت( .((5كما أن المكارية يصنفون حسب السلم
بقاع العاصمة المصرية على نحو متوازن. االجتماعي الذي وضعه المقريزي بناء على
وأن هذه الجماعة كانت تمتلك عد ًدا ً
كبيرا من مصادر الدخل في المرتبة السادسة من أقسام
الدواب المعدة لنقل البضائع والركاب بشكل يفي الناس ،وهم أرباب الحرف(((5؛ أي الصنف قبل
بالغرض ،وال يحدث أزمة في الظروف العادية. األخير ،ومن ثم كانوا للفقر أقرب من الغنى.
نقاط االرتكاز األعداد
أما عن نقاط ارتكاز المكارية أو بالمعنى هناك من سعى لتحديد عدد العاملين بهذه
المعاصر مواقف المكارية ،فقد ذكرت المصادر الحرفة مثل ابن بطوطة الذي ذكر أن القاهرة
عد ًدا منها: كان بها ثالثون ألف ُم َكاري(.((5
-1موقف قرب باب زويلة وقد ذهب إليه ابن سعيد وهناك من أهمل قضية العدد مثل :ابن سعيد
المغربي حينما أراد أن يزور الفسطاط(.((6 المغربي الذي قال":رأيت عند باب زويلة( ((5من
آفاق الثقافة والتراث 80
ثم تحقيق أكبر قدر من الربح ،وعن هذه التجربة -2موقف بجوار خزانة البنود على يمنة السالك
يقول ابن سعيد":وعندما استويت راكبًا أشار منها إلى رحبة األيدمري(.((6
المكاري على الحمار فطار بي ،وأثار من الغبار -3موقف بالخشابين القديمة قرب الفسطاط(.((6
األسود ما أعمى عيني ،ودنس ثيابي ،وعاينت
-4موقف كوم الريش ،وقد أدركه المقريزي(.((6
ما كرهته ولقلة معرفتي بركوب الحمار ،وشدة
عدوه على قانون لم أعهده ،وقلة رفق المكاري -5م��وق��ف ب��زاوي��ة أب��ي السعود داخ���ل باب
القنطرة(.((6
وقعت في تلك الظلمة المثارة من ذلك العجاج
فقلت : -6موقف عند ميناء بوالق ومنه اكترى الرحالة
طافور دابة للتوغل في القاهرة ،وقد أعجبته
ل��ق��ـ��ي��ت ب��م��ص��ر أش�����د ال���ب���وار
(((6
وأثنى عليها وبخاصة رشاقتها وخفتها
رك����وب ال��ح��م��ار وك��ح��ل ال��غ��ب��ار
وكذلك جوزيف بتس(.((6
أن����ادي����ه م���ه� ً
ل�ا ف�ل�ا ي��رع��ـ��وي -7موقف درب الحجارين(.((6
إل���ى أن س��ج��دت س��ج��ود ال��ع��ث��ار -8موقف درب السلسلة(.((7
ُم َكارية وقد مد فوقي رواق الثرى ،وألحد فيه ضياء -9موقف قرب الجامع األزهر الشريف(.((7
القاهرة في النهار ،فدفعت إلى المكاري أجرته ،وقلت له:
-10موقف داخل باب القنطرة(.((7
عصر . إحسانك إلي أن تتركني أمشي على رجلي"
(((7
إرادته ،أو بنصيحة من رفاقه المصريين الذين رواي��ة ابن سعيد حول تجربته عن استخدام
ربما نصحوه بذلك ،ومن ثم لم يدفع للمكارى ما المكارية يتضح لنا الكثير من طريقة هذه الطائفة
يرضيه ،وهو ما ترتب عليه معاناة هذا الزائر، في إنجاز عملهم لنقل أكبر عدد من الركاب ،ومن
81 آفاق الثقافة والتراث
الجو المرتفعة وبخاصة في الصيف؛ حيث كانت فآثر السالمة ،ودفع األج��رة ،وأكمل الطريق
تدفع الناس الكتراء الدواب إلنجاز أعمالهم - ماشيًا .ومن الرواية يتضح أن أهل البلد كانوا
هروبًا من شدة الحر -كما الحظ جون هارف(.((8 على دراي��ة بطريقة رك��وب حمير المكارية،
كما ال نغفل دور طبوغرافية المدينة ذات الشوارع والتمكن منها ،وهي مسرعة حسب إشارة ابن
الضيقة في رواج حرفة المكارية. سعيد بأنه قانون لم يعهده.
جماعة المكارية وأحيا ًنا تسبب سوء تقديم الخدمة ،لتعرض
عرفت القاهرة في عصر سالطين المماليك المستخدم لإلصابة التي قد تصل لحد العاهة
ظاهرة وجود طوائف أرباب الحرف؛ حيث انتظم المستديمة ،ومن ذلك أن السيدة خديجة ابنة عبد
أصحاب كل حرفة تحت رئاسة شيخ ،وكانت أهم الكريم اللخمى المتوفاة تقريبًا عام (853ه��ـ/
وظائف الشيخ رعاية شئون أصحاب الحرفة 1449م) سقطت من المكاري وكسرت رجلها
ووضع وصيانة أصول هذا العمل ،ويكون همزة وصارت تخنع بها حتى ماتت رحمها اهلل(.((7
وصل بين الدولة والطائفة أو الجماعة(.((8 كما قدم لنا جوزيف بتس صورة حية عن
وبالرغم من صمت المصادر عن فكرة التنظيم طريقة عمل المكارية إذ يقول":ويقود صاحب
الطائفي للمكارية ،إال أن ذلك ال يمنع وجود هذا الحمار حماره ،ويصيح الحمارة في كل مكان
التنظيم الذي كان من سمات العصر ،ووجد في ً
خوفا من طالبين من المارة إفساح الطريق
مقـــاالت
ناهيك عن (((8
كثير من الحرف في ذلك الوقت وقوع حوادث تصادم عند المواجهة المفاجئة
أهمية حرفة المكارية وكثرة العاملين بها .وقد بين الحمير والمارة أو عند االس��ت��دارة؛ لهذا
في سياق تحدث عن ذلك الحسن ال���وزان
(((8 فطوال النهار يسمع المرء جلبة شديدة ،بسبب
حديثة عن احتراف تأجير الحمير "في القاهرة هؤالء الحمارة الذين يصيحون باستمرار :وشك:
توجد جماعة من الناس تعيش من مهنة تأجير ظهرك :يمينك :شمالك"(.((7
الحمير ....ويؤجرونها مع أحد غلمانهم كسائق ويبدو أن طريقة تقديم الخدمة في أغلبها
ومع الركابين" .ومن هذه العبارة يتضح أنه كان كانت جيدة ،ومن هنا فقد راجت هذه الحرفة
هناك جماعة أو طائفة احترفت تأجير الحمير في ظل حرية النساء المصريات في الخروج
للراغبين في االنتقال من مكان إلى آخر ،وأن في رواج هذه الحرفة ،وعن ذلك يقول الحسن
هذه الجماعة كان لها أكابر ،وكل كبير لديه عدد الوزان" :وتتمتع النسوة بحرية كبيرة وبالكثير
من الحمير المجهزة لنقل الركاب وفي صحبة كل من االستقالل .وهكذا فعندما يذهب الزوج إلى
حمار غالم يسوق الحمار بمن استأجره. دكانه ،تلبس الزوجة ثيابها وتتعطر ،ثم تستأجر
وقد برزت طائفة المكارية بشكل واضح في حمارا وتذهب لتتنزه في المدينة ولزيارة أهلها
ً
العصر العثماني ،وعرفوا بالحمارة ،وربما أتت وأصدقائها"( .((7بجانب شيوع الكسل بين قطاع
التسمية من انحسار استخدام البغال واألكاديش وأخيرا حرارة
ً عريض من سكان القاهرة(.((7
آفاق الثقافة والتراث 82
قفز إلي ثمانين دره ًما( ،((9ثم تسعين دره ًما في وكثيرا ما تردد اسم شيخ الحمارة
ً في اإلجارة،
شعبان من نفس العام( ،((9ووصل في رمضان في العصور التالية في دوائر الحكم واإلدارة،
إلى مائة درهم وأكثر(.((9 حتى بدأت هذه الحرفة في التالشي في نهايات
كما كان هناك حرفة جز شعر الحمير ،وعن القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين(.((8
مقـــاالت
وامتالء الخزائن باألموال تقرب إلى اهلل واألهالي
الحمل أو نقل الركاب ،ومنع العلماء من ركوب
بإلغائها .وأغلب الظن أنها أعيدت في فترات
تالية؛ بسبب التدهور االقتصادي الرهيب الذي الخيل واألكاديش حتى يغلق باب استخدامها(.((10
عانت مصر منه في عصر المماليك البرجية(.((10 مرارا ،فحينما أمر السلطان الغوري
وتكرر األمر ً
المماليك بالتجهز للخروج للتصدي للسلطان
ومما زاد من األعباء المالية على المكارية
العثماني سليم األول أكثر المماليك من انتزاع
بجانب المكوس ما عرف بمكس الحلفاء والدريس،
البغال واألكاديش من الناس عنوة بصرف النظر
و ُتع ّد الحلفاء والدريس من أهم األعالف بالنسبة
عن مراتبهم ومكانتهم ،فأهانوا جميع المصريين
للحيوانات؛ وبسبب هذه األهمية فقد فرض عليها
المماليك ضريبة؛ حيث كانت هناك سويقة ومنهم بالطبع المكارية(.((10
للدريس بباب النصر أحد أبواب القاهرة ،وقد أما عن األعباء المالية التي فرضت على
أبطل السلطان برقوق (801-784هـ -1382 / المكارية من جانب الحكومة ،فمن المعروف أن
1399م) هذا المكس وعد من محاسنه(.((10 اإلدارة المملوكية فرضت مجموعة من الضرائب
وف��رض كذلك على التبن ،وهو أع��واد القمح ً
مجازا على مختلف أنشطة الدولة ،أطلق عليها
المدروسة ،وكان من أهم أطعمة الدواب ،مقرر لقب مكوس ،وقد وصفها الدكتور عبد المنعم
استمر حتى أبطله الناصر محمد ابن (((11
مالي م��اج��د( ،((10بقوله" :وه��ذه الضريبة في عهد
قالوون عام (715هـ1315/م)(.((11 المماليك امتدت إلى أمور لم تكن موجودة قبلهم،
آفاق الثقافة والتراث 84
بالقرب من الريدانية ،واختلت أحوال هذه الجهة، أماكن اإلقامة
إلى أن كانت المحن من سنة ( 806هـ1403 /م) أما عن مناطق إقامة المكارية ،فقد سكنوا
فتالشت وهدمت دورها ،وبيعت أنقاضها ،وفيها حول القاهرة في مساكن بالغة التواضع ،كانت
بقية آيلة للدثور"(.((11 عبارة عن أحواش ،وكل حوش له سور ،وبه
ومن الجدير بالذكر أنه لم يتبق بالقاهرة من عدد كبير من القباب المبنية بطوب اللبن كان
يسكنها المكارية وغير المكارية ،ممن يعملون
معالم تحمل اسم المكارية إال زقاق المكارية
بأعمال دونية ،وعن الحوش تقول الدكتورة نيللي
الواقع في الدرب األحمر قرب مسجد السلطان
حنا" :بأنه سكن أفقر سكان المدينة من العمال
حسن بحي القلعة( .((11وأرجح أن هذا المكان ً
حديثا من والصناع اليدويين ،وبينهم الوافدون
كان تجم ًعا لسكن المكارية في العصر المملوكي؛
الريف والمكارية ،والسقاؤون والحمالين وخدم
حيث إن هذا االسم قد اندثر في العصر العثماني المنازل ،وكانت هذه البنى فقيرة في بنيانها
وحل محله اسم الحمارة. غالبًا من الطوب اللبن ،وتتكون من فناء في
األمراض االجتماعية المركز بنيت حوله أكواخ بدائية معظمها عند
مستوى األرض ،وكان بعض هذه األكواخ يبنى
ُم َكارية ابتلي أهل مصر إبان العصر المملوكي بعدد
القاهرة في ب��أدوار علوية يصل إليها سكانها عن طريق
من األم��راض االجتماعية ،ومن بينها الشذوذ
عصر سلم ،ويشتمل الفناء على منطقة لألكل الجماعي
الجنسي ،وقد تفشت بسبب كثرة الغلمان األعاجم،
سالطين ومرحاض ،وقد اختلف عدد الوحدات بكل حوش
وشاعت بشكل واضح في عصر الظاهر برقوق، كبيرا من حوش إلى آخر( ،((11ويبدو أن ً
اختالفا ً
المماليك
واتهم عدد من أمرائه بعمل هذه الفاحشة( .((11لكن ً
عريضا منهم كانوا حديثي سكن القاهرة قطاعا
ً
المصادر الفلكلورية تذكر هذه البلية ،وتفشيها بين مهاجرين من الريف فقراء معدمين ،ومن ثم ال
أفراد العامة صراحة( .((11ويعضد هذه الرواية ما يمكنهم سكنى الدور مثل طوائف أو جماعات
رواه ابن تغري بردي من تغزل عدد من أعيان أخرى .وكان متوسط إيجار القبة درهمين كل
المعاصرين له في المالح من المكارية .ومن شهر .ومن األحواش المشهورة حوش األحمدية
أقوالهم: بالقرب من سويقة العرب شمال باب النصر
الذي كان به نحو 200قبة تغل 400درهم كل
علقته مكاريًا شرد عن عيني الكرى
شهر( .((11وبرغم رضى المكارية بهذه الحياة
قد أشبه البدر فال يمل من طول السرى البائسة إال أنها لم تكن متوافرة على الدوام؛ حيث
ً
وأيضا: تـأثرت هذه األماكن بأوضاع البلد االقتصادية؛
حيث يعلق المقريزي على غالء سنة (777هـ
أف����دي م���ك���ار ًي���ا ت����راه إذا سعى 1385/م) ً
قائال" :لما كان الغالء في زمن الملك
ك���ال���ب���ـ���ـ���رق ي��ن��ت��ه��ب ال��ع��ي��ون األشرف شعبان بن حسين ،خرب كثير مما كان
85 آفاق الثقافة والتراث
تقنين أوضاع المكارية وأخيرا:
ً
حرصت الدولة على تقنين أوضاع المكارية، ويخطف أخذ الكرا مني وأحرمني الكرى
ومن ثم أخضعتهم للمحتسب بحكم عملهم في بيني وبينك يا مكاري الموقف
(((11
األس��واق ،ومناطق تجمعات الجماهير ،ومن كذلك كانت هناك فرصة كبيرة للوقوع في
على وابن األخ��وة
(((12
هنا شدد الشيزري
(((12
الزنا في ظل صحبة المكارية للنساء البغايا ألماكن
ض��رورة عدم تحميل الدابة فوق ما تحتمل، معزولة لممارسة نشاطهن المنافي لصحيح الدين
بجانب عدم ضرب الدواب لإلسراع ،وهي تحمل وثوابت المجتمع ،وعن ذلك يقول السبكي(":((11
ً
فضال عن عدم اإلفراط في األحمال الثقيلة ،هذا ومما تعم به البلوى مكاري يكاري امرأة جميلة
ضرب الدابة ألي سبب ،وعدم ترك الدواب في إلى مكان معين ،ويمشي معها ،وفي الطريق
الساحات واقفة ،وهي تحمل األثقال "ألنها إذا مواضع خالية من الناس كما بين البساتين فإن
وقفت واألحمال عليها أضرتها ،وكان ذلك تعذيبًا في معاطفها أماكن لو شاء الفاسق؛ لفعل فيها ما
لها وقد نهى النبي -صلى اهلل عليه وسلم -عن شاء من الفجور".
تعذيب الحيوان" ،ناهيك عن حث المكارية على كذلك كانت ظاهرة أكل الحشيش وإدم��ان
موفرا عليها
عدم اإلهمال في علف الدابة "فيكون ً تعاطيه شائعة بشكل كبير في عصر المماليك،
مبخوسا وال
ً بحيث يحصل به الشبع وال يكون ومن أشهر أماكن تعاطيه كانت أرض الطبالة أو
مقـــاالت
نزرا" .بجانب وضع األجراس في رقابها لتنبيه
ً الفجالة حاليًا ،وقد ندد المقريزي بانتشار تعاطي
الناس. الحشيش بسبب كثرة مضاره ،وأك��د انتشاره
الواسع في الطبقات الشعبية والمتصوفة ،وأكد
أما الفقهاء فلم يقصروا في الجانب التشريعي؛ أن متعاطيها هم أراذل الناس( ،((12ولم يسلم منها
لضبط أم��ور هذه الحرفة ،فنجد العدوي في المكارية بل وحمير المكارية(.((12
حاشيته على شرح الطالب الرباني يحدد ثالثة
وشاع اختالط النساء بالرجال في األعياد
شروط إليجار ال��دواب كما ذكر من قبل(،((12
والمناسبات على شاطئ النيل والمتنزهات ،وكان
ويوافقه الزركشي بضرورة تحديد مدة الكراء،
المكارية يقومون بدور كبير في نقل الناس إلى
وزاد بضرورة رؤي��ة صاحب الدابة لألشياء
هذه األماكن ،ومن ثم حاولت الحكومة المملوكية
المحمولة ،حتى تنتفي الجهالة وبخاصة أحمال
أحيا ًنا الحد من هذه المخالفات بتهديد المكارية
الجمال التي تتميز بثقلها وتنوعها مثل قدور
بأشد العقوبات ،ومن ذلك أن األمير كمشبغا
الطعام الكبار(.((12
نائب السلطنة ن��ادى في تاسع عشرين شهر
وقد ألزم السبكي المكاري بتعويض ما تتلفه رمضان عام (793هـ1391/م) بمنع النساء في
الدابة من أمتعة الناس بالليل أو النهار إذا كان يوم العيد من الخروج إلى الترب ،ومن خرجت
ً
حمال تسبب في ً
مسئوال عن ذلك ،مثل :حمله وسطت( ((12هي والمكاري ،وتسبب ذلك في الحد
سقوط حائط حينها يكون الضمان على المكاري؛ من المنكرات في هذا العيد(.((12
آفاق الثقافة والتراث 86
كما يلتزم المكاري بتوفير الدابة المتفق عليها ألن��ه احتك بالسور ،ول��م يقد دابته في وسط
مع المستأجر ،فإذا اتفقا على استئجار حمار الطريق؛ لكن إذا كان التلف بسبب خارج عن
حمارا ،وإذا اتفقا على كراء بغل فيكون
ً فيكون إرادة المكاريين وقدرتهم ،مثلما إذا بالت الدابة،
ً
بغال ،وال يحق للمكارى تغيير الدابة(.((13 ونتج عن هذا البول ضرر فال ضمان على مالك
الدابة؛ ألنه أمر ال والية له عليه ،كما نبه على
كما أوجب الفقهاء ضرورة التزام المستأجر
ضرورة رفق مؤجر الدابة بها ،فال يسرع بشكل
بدفع ثمن الخدمة من نوع العملة نفسها المتفق
يصيب اآلخرين بالضرر الذي سوف يتحمله
عليها ،كأن تكون دراه��م أو دنانير مصرية،
حال ذلك؛ ألنه المتسبب( .((12أما ابن األخوة فقد
أو عملة من عمالت أوربا إذا كان المستكري
شدد على ض��رورة مالحظة المحتسب أحمال
أجنبيًا ،ويحمل عمالت غير مصرية(.((13
دواب المكارية ،وبخاصة أعدال التبن وأحمال
وحكم برهان الدين الحنفي ووافقه الزركشى الحطب والشوك والحلفاء التي يمكن أن تمزق
الحنبلي بإلزام المستأجر بدفع مبلغ إضافي مالبس المارة؛ ومن ثم أكد على ضرورة حزمها
لصاحب الدابة ،إذا ما تجاوز المسافة المتفق على نحو جيد ال يتضرر منه رواد األسواق
عليها مع المكاري عند الكراء بما يتناسب مع والشوارع الضيقة(.((12
ُم َكارية المسافة الزائدة وعن ذلك يقول":ومن اكترى
كما قضى الفقهاء أنه في حالة إجارة الدابة
القاهرة في دابة إلى موضع فجاوزه ،فعليه األجرة المذكورة
لغرض الحمل يقوم المكاري بإنزال حمل الدابة
عصر وأج��رة المثل لما ج��اوز .كما إذا اكترى إلى
عند نهاية الطريق المتفق عليه ،وال يلزم برفعه
سالطين بلبيس ً
مثال ،فجاوزه إلى الصالحية ،فإنه عليه
المماليك إلى سطح دار المستأجر للدابة ،إال أن يكونا قد
األجرة المسماة في العقد؛ الستيفاء المعقود عليه اتفقا على ذلك( .((13ورأوا حرمان صاحب الدابة
ً
متميزا عن غيره ،وأجرة المثل للزائد؛ ألنه متعد من حقه في األجر إذا ما حدث ما تسبب في
.وإذا تعرضت في ذلك ،فهو كالغاصب"
(((13
إعادة الحمل إلى مكان االتفاق بسبب خوف من
الدابة للتلف في مسافة المجاوزة فعلى المستأجر الطريق أو أمر عرض للمكارى لكن ال تفرض
التعويض؛ إذ يقول الزركشي":إذا تلفت في مدة عليه غرامة(.((13
المجاوزة؛ ألنه متعد ،فضمنها كالغاصب ،هذا
كما قضى الفقهاء بنصف المتفق عليه بين
إذا لم تكن يد صاحبها عليها ،أو كانت يده عليها
المكاري والمستأجر ،إذا ذهب المكاري لحمل
واستكرهه على ذلك ،أما لو كانت يد صاحبها
شيء من مكان ما وتوصيله لمكان آخر ،مثل
عليها ،ولم يرض بذلك فظاهر كالم الخرقي أن
اتفاق رجل مع المكاري لحمل دقيق من الطاحون
يضمنها ً
أيضا"(.((13
فذهب للطاحون ووجد الدقيق غير جاهز للحمل
كما ألزم الفقهاء من اكترى دابة لحمل وزن فعاد من حيث أتى ،هنا يتحمل المستأجر نصف
�را زائ � ًدا على
بعينه ،ثم زاد عليه أن يدفع أج� ً االتفاق ،أما إذا تم النقل فيدفع المتفق عليه
المتفق عليه بما يتناسب مع الحمل ،وعن ذلك قال كله(.((13
87 آفاق الثقافة والتراث
فقد ظهروا للناس في أحالمهم ،كما حلموا هم الزركشي":مثل أن يكتريها لحمل مائة رطل،
بالكثير؛ ومن هنا تبارى مفسرو األح�لام في فيحمل مائة وعشرة ونحو ذلك؛ ألنه استوفى
تفسير الرؤى المرتبطة بالمكارية ،ومنها أن المعقود وزاد عليه ،فيلزمه المسمى ،وأجرة
ظهور المكاري لإلنسان في المنام يدل على المثل للزائد ،وضمان الدابة إن تلفت لتعديه ،أو
الشفاء من األمراض ،واكتساب الذنوب وحمل ضمان النصف(.((13
األثقال( ،((14وربما دلّت رؤيته على احتمال األذى المكارية والتصوف
وإيجاد الراحة ،ومنهم من يفسر المكاري
(((14
أما عن عالقة المكارية بالتصوف ،فمن
بأنه والي األمور ومقدم الجيش والمتكلّف ألمور
المعروف أن التصوف ك��ان من أه��م سمات
الناس كصاحب الشرطة والساعي"( ،((14ومن
المجتمع المملوكي ،وم��ن ثم انخرطت فيه
"رأى من المكارية أرض الحارة في المنام ﻓإنها
قطاعات عريضة من المجتمع المصري خالل
تدل على ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ " .ومن رأى منهم أرض حارة
هذا العصر ومن بينهم المكارية ،الذين بلغ
ممهدة بال عقبات كانت بشرى بالربح وتسهيل
بعضهم درجة وصلت للحدس الصوفي ،ومن
األم��ور( .((14كما أن تمريخ المكاري في المنام
دالئل ذلك ما روي عن الشيخ محمد بن إسحق
معناه الراحة وتجديد الرزق وزيادة القوة(،((14
البلبيسي ،وكان شديد االعتقاد في الفقراء ،وكان
ومن رأى منهم الثلج في المنام فمعناه الكساد
يمشي إليهم ويتبرك بدعائهم وج��رى له مع
مقـــاالت
وتعذر الربح( ،((14ومن رأى (((14
ووقف الحال
شخص مكاري ركب معه من القاهرة إلى مصر
سارميزي أو الكستبان أو المسدى أو المنشار
قبل أن يلي قضاء اإلسكندرية مكاشفة ذلك أنه لما
في المنام فهو دال على المكاري( ،((14ومن رأى
ركب الدابة خطر في خاطره بغلة وجارية تركية
فرسا دل على اتساع حاله ورواج
مكاريًا راكبًا ً
مليحة ،فإذا بالمكاري قال له يا فقيه شوشت علينا
حرفته( .((14كما أن رؤية ال��زرزور في المنام
أو ما هذا معناه بغلة وجارية بغلة وجارية يحصل
يفسر بعدة أمور منها أنه هو المكاري(.((14
لك ذلك ،فلما ولي قضاء اإلسكندرية ركب البغلة
النتائج وملك الجارية تركية مليحة( .((13ولم يكن من
نخلص بعد هذه الدراسة للمكارية وأحوالهم العسير تقبل هذا األمر وبخاصة أنها حدثت مع
في القاهرة في عصر سالطين المماليك إلى أن: فقيه يؤمن تما ًما بإمكان إجراء المعجزات على
-حرفة المكارية كانت من أهم الحرف التي يد البسطاء ،ويعلم جي ًدا بحديث النبي -صلى اهلل
عرفت ف��ي ال��ق��اه��رة ف��ي عصر سالطين عليه وسلم ":-وكم من أشعث أغبر ذي طمرين
المماليك؛ حيث كانت عماد حركة النقل ال يؤبه له لو أقسم على اهلل ألبره"(.((13
الخفيف خالل هذه الفترة. المكارية في تفسير األحالم
-هذه الحرفة كانت من الحرف الجائزة من وبسبب الدور الفاعل للمكارية في المجتمع
الناحية الشرعية بخالف حرف كانت منافية خالل هذه الفترة ،ومخالطتهم للناس ليل نهار،
آفاق الثقافة والتراث 88
ترك ذلك أثره في ضعف صوتهم في المطالبة للشرع شاعت وانتشرت في هذا العصر مثل
بحقوقهم مما جعلهم طوال فترة الدراسة على حرفة البغاء.
هامش المجتمع المصري. -تنوعت الحيوانات التي استعملها المكارية
-حرفة المكارية قد استفادت من عدد من في عملهم بين الحمير والبغال والخيول غير
الحرف التي عرفت في ذلك العصر مما األصيلة ،وقد سعى المكارية للحصول على
عاونهم في تقديم خدمتهم لمجتمع القاهرة أجود أنواعها من مواطنها المختلفة.
خالل فترة الدراسة. -حرص المكارية أشد الحرص على تدريب
-تعرضت حرفة المكارية للعديد من المشاكل وتجهيز ال��دواب التي استخدموها ضما ًنا
مع الحكومة المملوكية بسبب التعدي المستمر لسرعة وجودة أداء الخدمة بما يساعد على
على محترفي الحرفة وبخاصة في فترات اتساع الرزق.
االستعداد للحروب؛ حيث كانت تنتزع منهم -أسعار الخدمة كانت قليلة ،وف��ي متناول
دوابهم وبخاصة األكاديش؛ الستخدامها في عامة القاهرة قبل خاصتهم غير أن هذه
المجهود الحربي دون مقابل. األسعار كانت تتأثر بحالة األسواق والمواسم
ُم َكارية -عانى المكارية من تعدد أشكال الفروض ً
وهبوطا حسب اإلقبال واألزم��ات صعو ًدا
القاهرة في
المالية غير أن المصادر لم تساعدنا على على طلب الخدمة.
عصر
استبيان تفاصيلها لكنها كان موجودة. -أع��داد ال���دواب كانت كبيرة بدرجة وفت
سالطين
المماليك -عاش المكارية بسبب ضعف إمكانات المكارية بالغرض ،وساعدت على الوفاء باحتياجات
االقتصادية على هوامش القاهرة في منازل أهل القاهرة في النقل الخفيف.
بالغة البؤس في بيوت صغيرة أو أكواخ داخل -اتسعت الرقعة الجغرافية لنقاط االرتكاز بما
أحواش زهيدة األجرة. يخدم مختلف أنحاء العاصمة المصرية خالل
-تأثر المكارية بالعديد من األمراض االجتماعية فترة الدراسة.
التي تفشت في العصر المملوكي مثل الشذوذ -حرص المكارية على تقديم الخدمة في الغالب
الجنسي ،وأكل الحشيش المخدر. بشكل جيد على زي��ادة ال��رزق ،وإن أهمل
-اهتم الفقهاء بتقنين أوضاع حرفة المكارية بعض القائمين بالحرفة شأن كل الحرف منهم
في شتى النواحي ،وبخاصة جانب الجرائم المحسن والمسيء.
والعقوبات ،وذلك بسبب أهميتها في تيسير -انتظم العاملون بحرفة المكارية في تنظيم
أحوال الناس. طائفي رت��ب أح��وال��ه��م ،ون��س��ق عالقتهم
-مثل كل قطاعات المجتمع المملوكي تأثر بالسلطات الحاكمة لكن لم يكن بالشكل الناضج
المكارية بالتصوف الذي كان من أهم سمات الذي عرف عند حرف أخرى معاصرة ،وقد
89 آفاق الثقافة والتراث
صبرا
ً الخيال واالستحالة ،غير أنه يتطلب العصر ،وان��خ��رط بعضهم فيه ،وعرفت
من الباحث في تتبع آثار الجماعات المهمشة كراماتهم.
المسكوت عن تاريخها ،وذلك في مختلف -بسبب أهمية حرفة المكارية في مجتمع
المصادر الخاصة بالعصر المدروس كما القاهرة المملوكية اهتم مفسرو االحالم بتأويل
بدا من البحث ،وهو ما يمكن من الولوج رؤية المكاري ودوابه في المنام.
إلى منعطفات تاريخية غير مطروقة تستحق -هكذا اتضحت لنا أوضاع المكارية في القاهرة
البحث بالفعل ،وفوق كل ذلك تعيد التاريخ إبان عصر سالطين المماليك ،وهو ما يؤكد
ألصحابه الحقيقيين. أن هو أمر ممكن ،وليس ضربًا من ضروب
مقـــاالت
مكاري
مقـــاالت
-18ابن سعيد (علي بن موسى ت (685هـ1286/م)،
اتصل بصالح الدين األيوبي ،وحظى لديه بمكانة
المغرب في حلي المغرب ،تحقيق زكي حسن
بارزة ت 1231م .انظر عبد اللطيف البغدادي:
وشوقي ضيف وسيدة الكاشف ،الهيئة العامة
اإلفادة واالعتبار في األمور المشاهدة والحوادث
لقصور الثقافة ،القاهرة2003 ،م ،ص .6
المعاينة بأرض مصر ،تحقيق أحمد غسان سبانو،
- 19رحالة وتاجر ودبلوماسي ولد ربما في قرطبة أو
ط .دمشق 1983م ،مقدمة التحقيق؛ محمد مؤنس
إشبيلية عام 1410م ت عام 1484م انظر :رحلة
عوض ،من إسهامات الطب العربي اإلسالمي
طافور في عالم القرن الخامس عشر ،ترجمة
في العصور الوسطى ،ط .القاهرة 1997م ،ص
د .حسن حبشي ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة،
.85 -71
2002م ،مقدمة الترجمة ص ي -ل.
-13عن الحمر المصرية قال ”:والحمير بمصر فارهة
-20رحلة طافور ،ص .98
جداً ،وتركب بالسروج وتجري مع الخيل والبغال
-21القلقشندي (أبو العباس أحمد ،ت 821هـ1160/م)، النفيسة لعلها تسبقها ،وهي مع ذلك كثيرة العدد،
صبح األعشى في صناعة اإلنشا ،ج ،2دار الكتب، ومنها ما هو غال بحيث إذ ركب بسرج اختلط
القاهرة1913 ،م ،ص 235؛ محمد عبد العزيز مع البغالت ،يركبه رؤس��اء اليهود والنصارى
سياج ،النقل والمواصالت في مصر ،ص .148 ويبلغ ثمن الواحد منها عشرين ديناراً إلى أربعين
( -22إبراهيم بن محمد الفارسي) المسالك والممالك، ديناراً” (رحلة عبد اللطيف البغدادي على مصر،
الهيئة العامة لقصور الثقافة ،القاهرة ،ص .42 أش��رف على الطبعة الدكتور عبد اهلل الشيخ،
-23ابن البيطار ،كامل الصناعتين ،ج ،1ص ،202 الهيئة المصرية العامة للكتاب1998 ،م ،ص
الملك األشرف عمر الغساني (ت 696ه1297 /م) )83ويذكر مقدم الرحلة الدكتور عبد الرحمن
ـ ،المغنى في البيطرة ،تحقيق رمزية األطرقجي، عبداهلل الشيخ ”:أن��ه في بعض مراحل التاريخ
بغداد1989 ،م ،ص .166 جرى تحريم الخيل على غير المسلمين ...وهذا
- 43اب��ن إي��اس (أب��و البركات محمد بن أحمد ت 31- The Pilgrimage of Arnold Von harff, p.121.
732هـ1542/م) ،بدائع الزهور في وقائع الدهور، -32المقريزي (ت��ق��ي ال��دي��ن أح��م��د ب��ن ع��ل��ى ،ت
ج ،2تحقيق محمد مصطفى ،القاهرة1998 ،م، 845هـ1441/م ) ،السلوك لمعرفة دول الملوك،
ص .156 ج ،3ق ،2تحقيق محمد مصطفى ذيادة ،دار الكتب
-44حول تفاصيل النعال الخاصة بدواب الحمل انظر: المصرية ،القاهرة1956 ،م ،ص .673-672
ابن البيطار ،كامل الصناعتين ،ج ،2ص -337 - 33سعيد عاشور ،المجتمع المصري في عصر
.353 سالطين المماليك ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
- 45ناصر خسرو ،سفر نامة ص .122 1992م ،ص .84
- 46المقريزي ،اتعاظ الحنفا ،ج ،3ص .297 - 34وصف إفريقيا ،ص .592
-47ابن العماد الحنبلي (عبد الحي أحمد بن محمد ت - 35رحلة طافور ،ص 19؛ قاسم عبده قاسم ،عصر
1089ه��ـ1678/م) ،شذرات الذهب في خبر من سالطين المماليك ،ص .33
ذهب ،ج ،7تحقيق عبد القادر األرناؤوط ومحمد 36 - Jewish Travelers, ed. Elkan Nathan Adler,
األرناؤوط ،دار بن كثير ،بيروت1991 ،م ،ص London, 1930, p159.
مقـــاالت
والمملوكي كانت مقراً لسجن األس��رى الفرنج المصرية العامة للكتاب2001 ،م.359 ،
انظر :المقريزي .435 - 53المقريزي ،إغاثة األمة بكشف الغمة ،تحقيق د.
- 64المقريزي ،ال��خ��ط��ط،ج ،2ص 344؛ ابن كرم فرحات ،عين للبحوث ،القاهرة2007،م ،ص
دقماق (إبراهيم بن محمد بن أيدمر العالئي ت .150
809ه������ـ1407/م) ،االن��ت��ص��ار لواسطة عقد صنف المقريزي المصريين أيام سالطين المماليك
األم��ص��ار ،ج ،1المكتب ال��ت��ج��اري للطباعة إلى ثمانية أصناف بناء على وضعهم االقتصادي
والتوزيع ،بيروت ،ص .27 كاآلتي :القسم األول :أهل الدولة ،القسم الثاني:
- 65المقريزي الخطط ،ج ،3ص .130 مياسير التجار ،القسم الثالث :أصحاب البز وأرباب
كوم الريش هي األرض فيما بين أرض البعل المعايش ،القسم الرابع :الفالحين ،القسم الخامس:
ومنية الشيرج ،وتعرف حالياً بالزاوية الحمراء الفقهاء وطالب العلم ،القسم السادس :أرباب المهن
محمد الششتاوي ،متنزهات القاهرة في العصريين واألجراء ومنهم المكارية ،القسم السابع :واألخير
المملوكي والعثماني ،دار األفاق العربية ،القاهرة، الشحاذين.
1999م ،ص .252 - 54ابن بطوطة (محمد بن عبد اهلل اللواتي ت799هـ/
- 66السخاوي (شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، 1377م) ،رحلة اب��ن ب��ط��وط��ة،ج ،1المطبعة
ت 902هـ1497/م) ،الضوء الالمع ألهل القرن الخيرية ،القاهرة1322 ،ه��ـ ،ص23؛ أندريه
التاسع ،ج ،9دار الجيل ب��ي��روت1992 ،م، ريمون ،القاهرة تاريخ حاضرة ،ترجمة لطيف
ص .25 فرج ،دار الفكر ،القاهرة1994،م ،ص 112؛
زاوية أبي السعود :كانت تقع خارج باب القنطرة قاسم عبده قاسم ،عصر سالطين المماليك ،ص
من القاهرة على حافة الخليج ،المقريزي ،الخطط، .33
ج ،2ص .434 - 55ب��اب زويلة :يوجد في جنوب القاهرة ،وهذا
مقـــاالت
-121ق��ال ال��ص��ف��دي ”:روي أن الفقيه أحمد بن دمشق190 ،ص .)65
يوسف الشهير بابن الصاحب المصري (ت - 107السلوك ،ج ،2ق ،1ص 151؛ عالء طه رزق،
688هـ1289/م) ،ركب يو ًما حماراً للفرجة تسلمه عامة القاهرة ،ص .106
من المكاري ،وتوجه به إلى برا باب اللوق ،فتسيب - 108ح��ول ه��ذا التدهور انظر :سماح السالوي،
الحمار على ماجور فيه حشيش ،فأكله وشربه، الجاليات األجنبية في مصر في العصر المملوكي،
فجاء صاحبه إليه ،وقال :يا سيدي أفقرني حمارك دار اآلفاق العربية ،القاهرة2014 ،م ،ص 132
هذا ،وأكل بضاعتي .فقال له خذ صريمته فأخذها، – .150
فلما كان بعد ساعة انسطل الحمار ،ونام وعجز - 109الصيرفي ،نزهة النفوس واألب��دان ،ج ،1ص
عن الحركة ،وأراد ابن الصاحب الدخول إلى 501؛ ابن إياس ،بدائع الزهور ،ج2ن ق ،1ص
المدينة فعجز الحمار عن القيام؛ ألنه شرب ماجور 532؛ البيومي إسماعيل ،النظم المالية في مصر
والشام ،ص .193
حشيش ،فحمله على حمار آخر ،وقال للمكاري:
خذ بردعته وجاء وهو خلفه فقام إليه المكاري - 110المقريزي ،المواعظ واالعتبار ،ج ،1ص .110
األول فقال :يا سيدي أين الحمار ال��ذي ركبته - 111البيومي إسماعيل ،النظم المالية في مصر والشام،
حمارا وما
ً من عندي? فقال :أمنا ،ما رأيت لك ص .197
حريفا ،على أنه حريف كيس ما غرم ً أعطيتني إال - 112آدم صبرة ،الفقر واإلحسان ،ص 177-176؛
عليه أحد شي ًئا ،انسطل بصريمته وركب ببردعته. أحمد عبد الرازق عبد العزيز ،الفقراء في القاهرة،
الصفدى (صالح الدين خليل بن أيبك ،ت764هـ/ ص .70
1363م ) ،الوافي بالوفيات ،ج ،8باعتناء محمد - 113آدم صبرة ،الفقر واإلحسان ،ص .177
يوسف نجم ،جمعية المستشرقين األلمانية ،بيروت، - 114المقريزي الخطط ،ج ،3ص .139
في نفس المعنى يؤول المكاري بأنه رجل صاحب - 127الزركشي (محمد بن عبد اهلل ،ت 772هـ) ،شرح
رأي وتدبير ومصلح األشغال والمعيشة وربما كان الزركشى على مختصر الخرقي ،ج ،4تحقيق عبد
معلماً انظر :خليل بن شاهين الظاهري ،اإلشارات اهلل بن عبد الرحمن بن جبرين ،مكتبة العبيكان،
ُم َكارية الرياض1993 ،م ،ص .242
في علم العبارات ،ج ،1دار الفكر ،بيروت ،ص
القاهرة في .854 - 128السبكي ،معيد النعم ،ص .141-140
عصر - 143النابلسي ،تعطير األنام ،ج ،1ص .27 ( -129محمد بن أحمد القرشي ،ت 729هـ1329 /م)،
سالطين - 144النابلسي ،تعطير االنام،ج ،1ص.97
معالم القربة في طلب الحسبة ،تحقيق د .محمد
شعبان وصديق المطيعي ،الهيئة المصرية العامة
المماليك - 145النابلسي تعطير االنام ،ج ،1ص .109 للكتاب1973 ،م ،ص .137
- 146الدقاق (محمد بن أبي بكر بن محمود ،)،الحكم - 130برهان الدين الحنفي ،المحيط البرهاني ،ج،7
والغايات في تفسير المنامات ،دار النشر ،مكتبة ص .522
الجامعة األردنية ،ص 165 - 131المصدر نفسه :ص .494
- 147النابلسي تعطير األنام،ج ،2ص .342 - 132المصدر نفسه :ص .526
- 148ابن سرور (أبو العباس أحمد بن سلطان) ،قواعد - 133المصدر نفسه :ص 555؛ حاشية العدوي على
تفسير األحالم ،ج ،1تحقيق حسين بن محمد جمعة، كفاية الطالب ،ج ،3ص .399
مؤسسة الريان ،بيروت2000 ،م ،ص .283 - 134حاشية العدوي على كفاية الطالب ،ج ،3ص
- 149إبراهيم بن يحي ،تعبير الرؤيا ،ج ،1دار النشر، .390
الجامعة األردنية ،ص .113 - 135برهان الدين الحنفي (محمود بن أحمد بن عبد
العزيز ،ت 616ه��ـ1219/م) ،المحيط البرهاني
المصــادر والمراجع في الفقه النعماني ،ج ،7تحقيق عبد الكريم سامي،
دار الكتب العلمية ،بيروت2004 ،م ،ص 563؛
•أسواق القاهرة في عصر سالطين المماليك ،لقاسم شرح الزركشى على مختصر الخرقي ،ج ،4ص
عبده قاسم ،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،القاهرة، .239
2011م .التاريخ من أسفل ،لجيم شارب ،ضمن كتاب - 136شرح الزركشى على مختصر الخرقي ،ج،4
"نظرات جديدة على الكتابة التاريخية" ،تحرير بيتر ص .240
مقـــاالت
البن خلف المنوفي (علي بن خلف المنوفي المالكي
المصري) ،ج ،3تحقيق أحمد حمدي عالم ،مكتبة •رحلة ابن بطوطة،ج ،1البن بطوطة (محمد ابن عبد
الخانجي ،القاهرة1987 ،م. اهلل اللواتي ت799هـ1377 /م ) ،المطبعة الخيرية،
القاهرة1322 ،هـ.
•لسان العرب ،البن منظور (محمد بن مكرم بن
علي ت 711هـ1311/م) ،القاهرة ،دار المعارف، •الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر ،البن عبد
1981م. الظاهر (محي الدين ،ت 692ه��ـ1292/م) ،تحقيق
•المجتمع المصري تحت الحكم العثماني ،لمايكل عبد العزيز الخويطر ،الرياض ،د.ت.
ونتر ،ترجمة إبراهيم محمد إبراهيم ،الهيئة المصرية •سفر نامة ،ترجمة د .يحيى الخشاب ،الهيئة المصرية
العامة للكتاب2001 ،م.359 ، العامة للكتاب1993 ،م.
•المجتمع المصري في عصر سالطين المماليك ،لسعيد •السلوك لمعرفة دول الملوك ،المقريزي (تقي الدين
عاشور ،دار النهضة العربية ،القاهرة1992 ،م. أحمد بن على ،ت 845ه���ـ1441/م) ،ج ،3ق،2
•المحيط البرهاني في الفقه النعماني ،لبرهان الدين تحقيق محمد مصطفى ذيادة ،دار الكتب المصرية،
الحنفي (محمود بن أحمد اب��ن عبد العزيز ،ت القاهرة1956 ،م.
616ه��ـ1219/م) ،ج ،7تحقيق عبد الكريم سامي، •شذرات الذهب في خبر من ذهب ،البن العماد الحنبلي
دار الكتب العلمية ،بيروت. (عبد الحي أحمد بن محمد ت 1089ه��ـ1678/م)،
•مصر والنيل بين التاريخ والفولكلور ،عمرو عبد ج ،7تحقيق عبد القادر األرناؤوط ومحمد األرناؤوط،
العزيز منير( :سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية، دار بن كثير ،بيروت1991 ،م.
عدد ،126الهيئة العامة لقصور الثقافة ،القاهرة •صبح األعشى في صناعة اإلنشا ،للقلقشندي (أبو
2009م). العباس أحمد ،ت 821هـ1160/م) ،ج ،2دار الكتب،
•المغرب في حلي المغرب ،ابن سعيد( علي بن موسى القاهرة1913 ،م.
مقـــاالت
يط اَ ْل َجا ِم ِع ِل َما َذ َه َب ِمنْ َكلاَ ِم
وس اَ ْل َو ِس ِيط َواَ ْل َقا ُب ِ وس اَ ْل ُم ِح ِ ان اَلأْ َ ْك َبر) ،وكتاب (اَ ْل َقا ُم ِ لس ْل َط ِ
اَ ُّ
(((
لغوي معروف لمجد الدّين مح ّمد بن يعقوب ال َف ْيروزآبادي ٌّ اطيط)((( ،وهو معج ٌم اَ ْل َع َر ِب َش َم ِ
(ت 816هـ) وغيرها.
آلس ِفي ِب َنا ِء َم ِدي َن ِة (ج َنى اَ ِ واختصره بكتابه َ وأ ّما في القرون ال ُم ّ
تأخرة فإنّها سارت إلى
آلس ِب َم ْن لَ َق ْي ُت ُه ِم َن
(ز ْه َر ِة اَ ِ
َفاس)((( ،و َف ْه َر َسة َ ال ُمحاكاة والتّقليد ،حتّى إنّنا نجد الكثير من
اس)((( ألحمد ابن العربي بن حسن الوازاني اَلنَّ ِ الز ْخرفة
العناوين متشابهة ومتقاربة ،وذلك بقصد َّ
(ز ْه ِر اَ ِ
آلس ِفي بُيُو َت ِ
ات (ت 1285هـ) ،وكتاب َ البيانيّة والتّنميق اللّفظي في الغالب لتشويق
لعبد الكبير بن هاشم الكتّاني (ت أَ ْه ِل َفاس)
(((
القارئ وترغيبه في مطالعة الكتاب ،ولكن مع
1350هـ1932/م) وغيرها. الحلَّة الفضفاضة قد يغيب المضمون أو
هذه ُ
هما على مؤلّفي مرحلة
الحظت شي ًئا ُم ًّ
ُ وقد بعبارة أخ��رى قد يبتعد العنوان عن َف ْح َوى
(ز ْه َ لآْ الكتاب ،ومن ذلك ً
الهجري وما بعده ،وهو استعمال
ّ القرن العاشر س) فهو ��ر ُة اَ ِ مثالَ :
��رة» وما تعلّق ألفاظ مخصوصة نحوَ :
«ز ْه� َ �ر ُة اَ ِ
آلس ِفي ِب َنا ِء عنوان لع ّدة كتب منهاَ :
(ز ْه� َ ٌ
وص َيغها في اإلف��راد والجمع مثل:
ب ُمرادفاتها ِ ائي (ت بعد 766هـ)، الج ْز َن ّ
لعلي َ
ّ
(((
َم ِدي َن ِة َفاس)
آفاق الثقافة والتراث 102
تعرض لهذا ،فأغلب ال ّدارسين وال ُم ّ
حققين أر من ّ اهير ،ومنها على سبيل المثال: َز ْهر وأَ ْز َهار وأَ َز ِ
ال َواَْل ِح َك ِم) ألبي علي الحسن أل َكم ِفي اَ َ
أل ْم َث ِ َ ََ
مرورا دون تم ّع ٍن فيها بالمقارنة
ً يمرون على ذلك
ّ (ز ْه ُر ا ِ
فيما بينها. اس ِن
يع ِفي َم َح ِ و(ز ْه ُر َّ
الر ِب ِ اليُوسي (ت 1102هـ)َ ،
الخ َّراطيع)((( ألبي إسحاق إبراهيم بن أحمد َ َْ
الصدد ،فإنّنا نختار وإذا أخذنا مثالاً في هذا ّ ال َب ِد ِ
َ َ اض لر َي ِ ��ر اَ ِّ الصفاقسي (ت 1137ه��ـ)َ ،
و(ز ْه ُ ّ
ار اِْل َب ِدي َع ِة
لس ِنيَّ ِة َواَأل ْز َه ِ عنوان كتاب (اَأل ْن َو ِ
ار اِ َّ
َو ُز ِ ْ
أل ْل ِفيَّ ِة) في النّحو الص ِة اِ َ اِْل َب ِهيَّ ِة َش ْر ِح ُخ ْط َب ِة اِْل ُخ َ
اض)((( في التّراجم لِحسن بن علي الل اَل ِح َي ِ
الح َسيْني (ت 1046هـ)َ ،
و(ز ْه ُر ابن َش ْد َقم ال َمدَني ُ
تمرست كنموذج في ه��ذا ال��ب��اب؛ ألنّني قد ّ ٍ أل ْف َنان ِفي َح ِدي َق ِة اِب ْ َ
بقضاياه ،وقد وجدته يسير على هذا النَّ َسق (((1
ان)((( ألبي العبّاس ْن اَل َونَّ ِ
ِ اَ ِ
الوي المغربي (ت الس ّ أحمد بن خالد النّاصري ّ
وذكر ألفاظ ِ والص ْنعة اللّفظيّة، ِّ من ال ُمزاوجة
َ 1315هـ1897/م) ،و(أَ ْز َه ُ
ار اَ ِّ
الفن المطروق الطبيعة وجمالها ،واإلشارة إلى ّ ّ اض ِفي أ ْخ َب ِ
ار لر َي ِ
اضي ِع َياض)( ((1ألبي العبّاس أحمد بن مح ّمد اَْل َق ِ
باستعمال مصطلحاته وغير ذلك م ّما نريد أن
��ر
اه ُ المقري التّلمساني (ت 1040ه��ـ) ،و(أَ َز ِ ّ
نفصله فيما يأتي:
ِّ (((1
از ِني ِب ْال َج َزا ِئ ِر َو ِت ْط َوان)ان ِفي َم ْن أَ َج َ اَْلب ْ
ُس َت ِ
العنوان:
األول من ُ ِّ
الش ُّق ّ اكور ألديب فاس أبي عبد اهلل مح ّمد بن قاسم بن َز ُ
عناوين لس ِن َّي ُة َواَلأْ َ ْز َه���ا ُر اَ ْل َب ِدي َع ُة وهو (اَلأْ َ ْن َ
���وا ُر اَ َّ الفاسي (ت 1120هـ) وغيرها كثير.
كتب الطبيعة والجمال والتّفاؤل. اَ ْل َبه َّية) ،وفيه دالالت ّ
ِ وعمو ًما اِ ْع َت َمد ِ
َت العناوين على ال ُم َزاوجة
ال ّتراث
فاألنوار جمع نُور ّ -
بالض ّم -وهو ّ
الضياء اللّفظيّة ،يكون الجزء األ ّول منها ُمحتويًّا على
العربي
والض ْوء أو جمع َن ْور -بالفتح -وهو َّ
الز ْهر(،((1 ّ والرياض
ّ بالطبيعةّ ،
كالزهر ألفاظ ذات صلة ّ
الطبيعة ،غير وكالهما من معاني الجمال في ّ والنّور -بض ّم النّون وفتحها -والغمامة والكوكب
أن ُم��راد ال ُمؤلّف -رحمه اهلل -هو األ ّول بالّ ونحوها ،م ّما يُعطي دالالت الجمال والتّفاؤل
شك؛ إذ ال معنى لعطفه على نفسه -أي األنوار ّ والتّعلّق باألمل وإدراك الغايات في العلم وغيره،
(الس ِنيَّة)،
واألزهار -إضافة إلى الوصف وهو َّ صب والنّماء الخ ْ وال َي ْخ َفى ما يُ ْعطيه ّ
تذك ُر ِ
الضياء ً
أيضا فالمناسبة بينهما َجلِيّة والسناء هو ِّ
َّ والجمال من أَ ْر َي ِحيّ ٍة في النّفس َ
وش َغ ٍ
ف لالرتقاء
عند أدنى تأ ّمل. نحو المعالي ،وتنشيط ه ّمة ّ
الطالب ال ُمبتدئ فضال
فهذه األنوار على كثرتها ال ُمستفادة من صيغة عن ال ُمج ّد المجتهد.
الجمع وعلى وضوحها هي َسنيّة ُمرتفعة َت ْر ُقبها الش ّق الثّاني من ال ُع ْنوان ليُعطينا ً
داللة ث ّم يأتي ّ
أن النَّاظر
األبصار وتالحقها األنظار ،فال يُ َت َو َّه ُم َّ على محتوى الكتاب وموضوعه ،وغالبًا ما يكون
ْصرات وإدراك ّ
مشقة لرؤية ال ُمب َ فيها سيجد هذا القسم مشحو ًنا بمصطلحات ال َف ّن المدروس
ال ُم ْب َهمات؛ إذ هي َسنيّة ُمرتفعة ال تحتاج إلى كاألخبار والنّحو والمنطق وغيرها ،وهذا ما يبدو
بحث. لمن تم ّعن في كتب الفهارس دون أدنى جهد ،ولم
103 آفاق الثقافة والتراث
والحيويّة ،فال ُمؤلّف وهو غاية الجمال ّ
والشباب َ وفي هذا إشارة إلى ّ
أن المعاني المذكورة بين
أن هذا الكتاب أن يقول لنا ّ
-رحمه اهلل -يريد ْ ٌ
واضحة ال يبقى معها إشكال ّ
دفتي هذا الكتاب
منسوج على غير سابق مثال ،وفعلاً فال نعلمٌ لقارئ أو طالب علم ،وفيه أيضا أنّها تُزيح الجهل
أح ًدا سبقه إلى إفراد شرح ُخطبة األلفيّة واإلطالة الحاصل في النّحو عمو ًما وفي ألفيّة ابن مالك
أن يقول لنا ّ
أن في الكالم عليها غيره ،ويريد ْ خصوصا لصعوبة ما فيها وغموض معانيها، ً
يفر منها ّ حتاج إلى أنوار
وو َهادها ُم ٌ فال ُم َت ِّ ُ
الطالب وال معانيها جميلة واضحة ال ّ وغل في آكامها ِ
الراغب ،بل عليه أن يتناولها يمل منها القارئ ّ ّ ضح له ما انبهم واستشكله السيْر وتُ َو ّ
تُ َي ِّسر عليها ّ
أن العلم ُم ٌ
قابل للظالم كما ّ فالنور ُمقابل ّ ال َغيْرُّ ،
ويتم ّعنها؛ ألنّها جديدة لم ُتطرق وواضحة ال
تستشكل ،وال يخفى ما في هذه ال َو َحدات ال ّدالليّة بض َّديْهما.
للجهل ال يزوالن إال ِ
من إيقاظ الهمم ،وتحفيز النّفوس ،وتنشيط العقول ��رة و ُتجمع على َز ْه ٍر
���ار جمع َز ْه َ واَ َ
أل ْز َه ُ
َن ْح َو تعلّم النّحو. والطبيعةاهير( ،((1وهي رمز الجمال ّ اهر وأَ َز ِ
وأَ َز ِ
الطعام، الش ُّق من ال ُعنوان كاإلدام بين يدي ّ
فهذا َّ الخالبة ،وهي نُ ْز َه ٌة لل ُم ِحبّين ،وراحة لل ُم ْر َهفين، َ
ال يستطيع من ابتدره أن يقف دون نهايته ،ف َي ُحثّه الربيع في وأُ ْنس لل ُم ْستوحشين ،وعالمة على ّ
َ
وأفضل ما السنين ،لهذا كانت أجو َد ما ُي ْهدَى
ِّ
نحو قراءة المزيد وتعلّم ال ُمفيد ،وهذا المقصود
ص َغر حجمها ،ولُ ْطف منظرها، ُسدَى ،فعلى ِ يْ
الش ِّق الثّاني من العنوان.
ختصر في َّ
ٌ ُم
مقـــاالت
خطرا في
ً أثرا وأعظم
وطيب ريحها ،هي أكبر ً ِ
لأْ َ
وكذلك لكلمة (اَ ْز َه ِ
ار) إيماءات إلى االنتقاء صدور ال ُمتحابّينّ ،
وكل هذا في عالم المحسوس
واالختيار ،وإلى االقتصار واالختصار ،فإنّنا وفي نطاق الملموس ،فما ّ
الظ ّن إذا كانت هذه
الطريقمطروحا في ّ
ً نرى الكثير من األزهار ومعارف تُمنح ،وإذا كان
َ األزهار علو ًما تُ ْعطى
ومع ذلك ال نقطف إال أحسنها وأجملها ،فكذلك طرفا الهديّة هما عالم ُم ْشفق وطالب ُم ْحدق يتطلّع
ال ُمؤلّف مع كثرة شروح ألفيّة ابن مالك وحواشيها شك حينئذ ّ
أن إلى اكتساب العلوم والمعارف ،فال ّ
نراه قد اقتنى أحسن ما ارتضاه منها. طي َبها أعظ ُم طيب وأثرها خير أثر.
ٌ
إيحاءات أخرى ،فاألزهار كثيرة األنواع ولها أن هذه الكلمة – أي األزهار- ويُضاف إلى هذا ّ
والريْحان وال� َو ْرد وغيرها ،بل اسمين ّ منها ال َي َ مشاق ّ
الطلب، ّ تُ ْعطي راحة للمتعلّم ،وتُ َه ِّون عليه
ولك ِّل نبات َز ْهُ��ره( ،((1وفيه
ولك ِّل َش َج ٍر َن ْو ُره ُ
ُ ٌ
جميل فما يراه صعبًا بعي ًدا هو في الحقيقة َز ْه ٌر
إيحا ٌء إلى َت َن ُّوع مصادر الكتاب وخروجه عن ومنظر بديع ،فينبغي أن يُ َن ِّز َه طرفه فيه فهذا
ٌ
المألوف ،ففيه من علم الكالم والبيان والبديع وباألخص إذا كانت هذه األزهار ّ ِم ّما ال يفوت،
والرقائق زياد ًة على
والمعاني والفقه والمنطق ّ بديعة بهيّة كما وصفها المؤلّف ،فالبديع َّ
الشيء ً
والصرف ،كما تتن ّوع األزهار كذلك
ّ علم النّحو فكأن هذه األزهار ال ُمبتكر على غير سابق مثالّ ،
إلى ورد وريحان وياسمين وغير ذلك كما أشرت لم تُطاولها األيدي ولم ت ْد ُن منها األنوف ،فهي
ً
سابقا. أش ّد َع َب ًقا وبها ًء كما نعتها المؤلف بـ (اَْل َب ِهيَّة)،
آفاق الثقافة والتراث 104
صح والتّوجيه ،ويتميّز ُّ
والن ْ ويتخلّلها ال ّدعاء لش ُّق اَ َّ
لثانِي مِ َن اَ ْل ُع ْن َوان: اَ ِّ
أسلوبها بالق ّوة والتّأثير ولب األنظار باستعمال
ص ِة اِلأْ َ ْل ِف َّية) ،وهو
(ش ْر ُح ُخ ْط َب ِة اِ ْل ُخلاَ َ
وهو َ
أدوات النّداء واالفتتاح والتّنبيه ،وباستعمال صطلحات ّ
الفن ما أشرنا إلى كونه ُم ْح َتويًا على ُم ْ
والصور البيانيّة.
حسنات البديعيّة ّ
ال ُم ّ المطروق واإلشارة إلى محتويات الكتاب.
وقد أُ ْطلِق ُمصطلح ُ
(الخ ْط َب ِة) تعمي ًما على ُك ِّل
فالش ْر ُح هو ال َك ْشف والتّفسير والتّوضيح
ّ
خاصة
ما كان كذلك من المكتوب بعد أن كانت ّ وك ُّل هذه المعاني موجودة
والتّبيين والتّوسيع(ُ ،((1
بالمسموع فقط ،ومن ذلك ُم َق ِّدمات الكتب؛ ْإذ هي
في هذا الكتاب ،فهو يكشف ما استتر عن األفهام
الخ َط ِب مضمو ًنافي ُمجملها تتميّز بخصائص ُ
ْر مسبوق على ُخطبة شرحا فري ًدا َغي َ
ً بوصفه
مجازا على ُم َق ِّدمات
ً وأسلوبًا ،ث ّم شاع استعمالها
األلفيّة فيما بلغنا ،وهو يُ َف ِّس ُر قضاياها بشكل عا ّم،
كل الكتب وال ُمتون كيفما كانت ،حتّى وإن لم ّ
تفسيرا لكثير من اآلياتً صنا وجدناهصْ فإن َخ َّْ
الخطابة ،وذلك على سبيل تتوفر فيها شروط ِ ّ
ض ُح ما انبهم من كالبسملة والحمدلة ،وهو يُ َو ِّ
التّعميم والتّغليب. المعاني المطروقة قبله بالتّنبيهات واالستدراكات،
الطائفة من المكتوب ال ُمستقلّة في أوائل وهذه ّ ويقرر ما تر ّدد قبوله في ْ
األذهان، أيضا ِّّن ًوهو يُ َبي ُ
اج ِة وال ُم َق ِّد َمة. الكتب لها تسميات أخرى َّ
كالد ْي َب َ واعترضه العقل بإيراده لالعتراضات واألقوال
عناوين
اج ُة فأصلها ال ِّدي َباج ُ -ح ِك َي فيها وأ ّما ال ِّد ْي َب َ أيضا توسي ٌع لمعاني ُخ ْطبة األلفيّة
ال ُمتباينة ،وهو ً
كتب
ُس َب ْق إليه في حدود علمي ،وفحص لمدى بما لم ي ْ
ال ّتراث عرب وأصلها فارسي ُم ّ
ّ كسر ال� ّدال وفتحها –
العربي اي) ،فل ّما ُع ِّر َب ْت أُ ْب ِدلت الياء جي ًما ،و ُت ْجمع ( َد ْي َب ْ صداها في باقي العلوم ومدى ظالل هذه العلوم
ض ْر ٌب من الثّياب على َد َي ِابـيج و َد َبابـيج ،وهي َ عليها.
بألوان كثيرة ،وتُطلق على ٍ المنسوج ال ُم َزي ِ
َّن ِ والخطابة وجمعها ُخ َطب، ِ الخ ْط َب ُة
وأ ّم��ا ُ
والح ْسن كالنّاقة
ُ األشياء الجميلة والتّا ّمة ُ
الق ّوة والخطاب وقد يقال ال َم ْخ َط َبة وجمعها َمخاطب ِ
ُطلَق على القبيح أيضا وهو الشابّة ،وقد ي ْ ال َف ِتيَّة ّ ص ُل ْال ِخطاب ال ِف ْقه خاطبة ُمراجعة الكالم ،و َف ْ وال ُم َ
اج ُة الوجه اجتان هما َ
الخ َّدان ،و َد ْي َب َ قليلَّ ،
والد ْي َب َ في القضاء ،وقيل هي عبارة (أَ ّم��ا َب ْع ُد) ألنّها
اج ُه ُح ْس ُن َب ْشرته ،ولهذه القصيدة د ٌ
َيباجة ودَي َب ُ والخطبة اسم للكالم الّذيتفصل بين كالمينُ ،
حسنة إذا كانت ُم َحبَّرة(.((1 َي َت َكلّم به الخطيب على المنبر ،وهي الكالم
الرسالة الّتي لها أ ّو ٌل وآخر(،((1
ال ُم َس ّجع ،وهي ِّ
اج ِة) إلى وانتقال استعمال مصطلح (ال ِّدي َب َ
ُم َق ّدمات الكتب ظاهر؛ ْإذ فيها يتن ّمق ال ُمؤلّفون وهي الكالم بين ُمتكلّم ومستمع ،م ّما يعني أنّها
ُزيِّنونها بأحسن ألوان البديع والبيان ،وألنّها وي َ أخص بال َم ْوعظة والنّصيحة(.((1
ّ
ً
ديباجة له كما أَ َّو ُل ما يظهر من الكتاب فصارت الخ ْطبة بنظام وأسلوب ّ
خاصيْـن، صت ُ وقد اُ ْختُ َّ
ّ
أن أ ّول عضو يظهر من اإلنسان ،ويُنظر إليه هو وج َّل،- كاالبتداء بال َب ْسملة والثّناء على اهلل َ
-ع َّز َ
اجة له.
وجهه فكان َد ْي َب َ الرسول -صلّى اهلل عليه وسلّم،
والصالة على ّ
ّ
105 آفاق الثقافة والتراث
الفن المدروس ،وهي في النّحو ً
مثال عند ملَكة ّ وقد اُستع ِمل هذا ال ُمصطلح بكثرة في القرن
المغاربة( ((2ال ُمق ّدمة ُ
اآلج ّروميّة ،وفي القراءات التّاسع الهجري وما بعده على ُم َق ِّدمات الكتب،
ّ
المتأخرين الج َز ِريَّة ،وفي الفقه عند
ال ُمق ّدمة َ
(((2
اح) اج ِة اَْل ِم ْ
ص َب ِ صلاَ ُح ِفي َش ْر ِح َد ْي َب َ نحو( :اَلإْ ِ ْ
نظم ابن عاشر (ت 1040هـ) ،وفي علم الكالم الرومي (ت 866هـ)، القو َن ِو ّي ُّل ُمح ّمد بن يوسف ُ
وسيّة ،وفي المنطق ُم َق ّدمة
السنُ ِ
والعقائد ال ُمق ّدمة َّ صوصا في القرن الثّاني عشر الهجري ،نحو: ً ُ
وخ
إيساغوجي ،وهي تختلف باختالف المذاهب ص ِر)( ((2ألبي اج ِة اَْل ُم ْخ َت َ
(ع ُقو ُد اَ ُّلد َر ِر َعلَى َد ْي َب َ
ُ
درسين.
وال ُم ّ العبّاس أحمد بن عبد الفتّاح بن يوسف ال َملَ ّ
وي
الشافعي المصري (ت 1181ه���ـ) ،وشرح ّ
(خطبة) الّتي استعملها
وإذا ُع ْدنا إلى كلمة ُ
لسليمان بن
في العقائد ُ َديْباجة أ ّم البراهين
(((2
المؤلّف وجدناها هي األنسب هنا؛ ّ
ألن ال ّديباجة
طه األكراشي المصري الشافعي (ت 1199هـ)
بالصناعة اللّفظيّة
فيها معنى التّ ْزويق واالعتناء ّ
وغيرها.
والبيانيّة والبالغيّة ،وليس مراد المؤلّف هنا إيّاها،
وإنّما مراده المعاني وشرح االصطالحات إضافة وأ ّما ال ُم َق ِّد َم ُة -بكسر ال ّدال وقد تُفتح -فهي
في اللّغة أ ّول ُك ّل شيء ،ففي اإلنسان وجهه،
إلى فظاظة أسلوبه في هذا الكتاب وبُ ْع ِده عن
ُ وفي وجهه جبهته وناصيته ،ث ّم استعملت في
و(الخطبة)، الصناعة ،فبقي بذلك لفظتا (ال ُمق ّدمة) ّ
ُخ َط ِط الحرب وصارت ُمق ّدمة الجيش أ ّوله( ،((2ث ّم
وه ُم االشتراك بين ع ّدة معان كما فأ ّما ال ُمق ّدمة ف ُت ِ
مقـــاالت
استعيرت ّ
لكل شيء فقيل ُمق ّدمة الكتاب و ُمق ّدمة
ذكرنا ،ومن َث َّم ُ
فغير مناسب أن يكون العنوان
العلم(.((2
وأوقع في اللَّبْس،
أوهم االشتراك ْ
محتويًّا على ما ْ
وأراد ال ُمؤلّف أن يكون عنوانه ً
دقيقا فاختار كلمة وهي في ُع ْرف المؤلّفين واصطالح العلماء
(خ ْطبة) فهي أشمل في ضبط ما جاء في ُمق ّدمة ُ تُطلق على ع ّدة معان:
السبعة األولى)؛ إذ فيها
ألفيّة ابن مالك (األبيات ّ مق ّدمة الكتاب هي األلفاظ الّتي تتق ّدمه على
والصالة على النّ ّ
بي وجلّ ،--عز ّ
الثّناء على اهلل ّ َن َس ٍق واحد وهي ُخطبته وديباجته(.((2
-صلّى اهلل عليه وسلّم -وال ّدعاء ،وبيان غرض و ُم َق ِّد َم ُة العلم هي اإلدراك��ات الّتي ّ
يتوقف
التّأليف ،والتّعريف ّ
بالفن المدروس (وهو النّحو)، عليها إدراكات مسائل العلم ،ف ُمق ّدمة الكتاب أع ّم
ّ
فكل هذه االعتبارات وغيرها جعلت من استعمال من مق ّدمة العلم بهذا االعتبار(.((2
(خ ْطبة) َّ
أدق في عنوان الكتاب. مصطلح ُ
أخص ،وهيّ َرسينوهي في اصطالح ال ُمد ِّ
الصة اَ َ
أل ْل ِفيَّة) فال ُمراد بها ألفيّة وأ ّما كلمتا (اَْل ُخ َ ال ُمتُون الّتي تتق ّدم ُم َق َّررات التّدريس والّتي على
لخصها الصة)؛ ألنّه ّ (الخ َ ابن مالك ،وقد ُس ِّم َي ْت بـ ُ الطالب ال ُمبتدئ أن يحفظها وأن ّ
يتمكن من فهمها ّ
من منظومته الكبرى (اَْل َكا ِف َي ِة اَ َّ
لشا ِف َي ِة) ،وهي نحو وإدراكها قبل أن ّ
يتوغل في العلم؛ إذ هي أ ّول ما
ثالثة آالف بيت ،وإلى هذا أشار بقوله في ختام ص َل له إدراكات ُج ْز ِئيّة ّ
يتدرج منها يتق ّدم إليه ل َت ْح ُ
ألفيّته[ :اَ َّ
لر َجز] لتحصل له بعد ذلك
ُ إلى غيرها من ال ُمط ّوالت
آفاق الثقافة والتراث 106
الظنون ،1306/2ومعجم المطبوعات .)1470/2 �خ�َل�اَ َ
ص��ـ��ه أَوْ َف����ى ِم� َ
��ن اَ ْل � َك��ا ِف � َي��ـ � ِة ْال� ُ
- 3طبع في الجزائر سنة 1923م (انظر :األعالم،
اصه
ص َ�ى ِب�َل�اَ َخ َ َك� َم��ا اِ ْق � َت� َ
�ض��ى ِغ��ن� ً
الزركلي .)312/8
- 4طبع بتحقيق عبد ّ
الوهاب بن منصور بالمطبعة الرجز أو
و(األلفيّة) نسبة إلى ألف بيت من ّ
الملكيّة المغربيّة سنة 1967م.
ألفي شطر منها ،وقد أشار ال ُمصنّف إليها بقوله:
- 5انظر :األعالم .169/1
[الرجز]
ّ
- 6طبع بالمطبعة الجديدة بال ّدار البيضاء سنة 2002م،
بتحقيق علي المنتصر الكتاني. ��ن اَل���ل��� َه ِف��ـ��ي أَ ْل � ِف � َّي��ـ��ه
وَ أَ ْس��� َت��� ِع���ي� ُ
- 7انظر :هديّة العارفين .20/1 ��اص��� ُد َّ َم� َ
- 8انظر :نفسه .254/1
��و ِب��هَ ��ا مَ��حْ ِ
��ويّ��ه ال��ن��حْ ِ ��ق� ِ
- 9طبع بفاس في جزئين سنة 1314هـ (انظر :معجم الش ّق الثّاني من ال ُعنوان أنّه احتوى وخالصة ّ ُ
المطبوعات .)1040/1 على ُمصطلحات النّحو ،وعلى مضامين الكتاب
مرارا أوالها بتونس سنة 1322هـ (انظر:
ً ُ - 10ط ِبع ومناهجه ،فهو شرح على ُخطبة ألفيّة ابن مالك
معجم المطبوعات .)1777/2
(ش ْر ِح ُخ ْط َب ِة
في النّحو ،فال ُم َر َّك ُب ال ُم َت َك ِّو ُن من َ
- 11انظر :فهرس الفهارس .185/1 ص ِة اِلأْ َ ْل ِفيّة) ٌّ
- 12قد ّ
دال على منهج صاحبه وهو اِْل ُخلاَ َ
حققت هذا الكتاب في إطار مشروع شهادة
الشرح واالنتقاء من أ ّمهات كتب النّحو وغيرها، ّ
ال ّدكتوراه بجامعة الجزائر سنة .2010
عناوين الصحاح "ن��ور" ،ولسان العرب
-13انظر :معجم ّ
والخ ْط َب ُة دَالّة على اقتصاره على صدر األلفيّة، ُ
كتب "نور". والخالصة األلفيّة دَالّة على علم النّحو ،بحيث ال ُ
ال ّتراث -14انظر :القاموس المحيط ،الفيروزآبادي ،ص403 توجهت تحتاج إلى تقييد ،بل متى ُذكرت األلفيّة ّ
العربي (زهر). األذهان إلى النّحو مع تع ّدد األلفيّات وكثرتها في
-15انظر :تاج العروس "نور". لشهرتها وغلبة تدريسها واالعتناء شتّى الفنون ُ
:الصحاح ،الجوهري ( 378/1شرح) ،وتاج
-16انظرّ :
بها.
العروسّ ،
الزبيدي ( 503 -502/6شرح).
-17انظر :لسان العرب ،ابن منظور ( 361/1خطب)، �إن البحث في صياغة عناوين وبالجملة ف� ّ
وتاج العروس ( 272/2خطب). ٌخصب لم يلق عناية كبيرة
ٌ التّراث ودالالتها حقل
-18انظر :المصباح المنير ،الفيومي ،ص ( 66خطب). موسعة ،وهي تحتاج إلى مجهود كبير ودراسة ّ
-19انظر :الصحاح ( 312/1دب��ج) ،وتاج العروس بتتبّع كتب التّراث وموازنتها ،مع التّفريق بين
( 546 -545/5دبج).
مراحل فترات التّأليف للخروج بنتائج علميّة
-20انظر :هديّة العارفين.59/2 ،
وحقائق فنّيّة تميّز بها تراثنا عبر مختلف حقبه
-21أي مختصر خليل في فروع المالكيّة (انظر :هديّة
العارفين .)96/1 وأجياله المتعاقبة.
-22انظر :نفسه .211/1
الحواشي
الصحاح ( 2008/5قدم) ،وتاج العروس -23انظر ّ :
( 240/33قدم). �رارا كثيرة ،أواله��ا في بطرسبورج سنة - 1طبع م� ً
- 24انظر :لسان العرب ( 469/12قدم) ،والمصباح 1859م (انظر :معجم المطبوعات .)2026/2
المنير ،ص ( 188قدم). ُ - 2ط ِب َع أل ّول ّ
مرة ب َك ْل ِك َته سنة 1814م (انظر :كشف
مقـــاالت
1993م. - -ت��اج اللغة وصحاح العربيّة ،إسماعيل بن ح ّماد
والمعربة ،يوسف إليان
ّ - -معجم المطبوعات العربيّة الجوهري ،تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ،دار العلم
سركيس ،مطبعة سركيس ،القاهرة1982 ،م. للماليين ،بيروت ،ط1990 ،4م.
- -هديّة العارفين أسماء ال ُمؤلّفين وآث��ار ال ُمصنّفين، الس ّر المصون على كشف الظنون ،جميل بن مصطفى
ّ --
إسماعيل بن ُمح ّمد باشا البغدادي ،دار إحياء التّراث العظم ،تحقيق مح ّمد خير رمضان يوسف ،دار
العربي ،بيروت1955 ،م. البشائر اإلسالميّة ،بيروت ،ط2004 ،1م.
مقـــاالت
ق��ال ال�شيخ ب��اي بلعالم" :ولعل �أن ي�ك��ون تكرار �شبيه في ع�صرها -قلت وكمحاولة لذلك -ارت�أيت
في ه��ذا العمود الن�سبي ،وه��ذه ال�سل�سلة منقولة معالجة بع�ض جوانب المخطوط بعد العناية به
من مكتبة حفدة ال�سيد �أحمد بن يو�سف م�ؤ�س�س وتحقيقه في مو�ضوع عنوانه :الأب�ع��اد الجغرافية
تنيالن ،هذا هو المحقق والم�ضبوط في وثائقهم وال���س��و��س�ي��و اق�ت���ص��ادي��ة للمغرب الإ� �س�لام��ي من
وفي م�ؤلفاتهم"(((. خ�لال مخطوط رحلة ال�شيخ عبد الرحمن بن
غير �أن عالم توات ال�شيخ عبد الكريم بن محمد عمر الأم��وي التنيالني �إل��ى الحج �سنة 1188ﻫ/
التمنطيطي �أح��د �شيوخ �أحمد بن يو�سف م�ؤ�س�س 1774م.
"زاوية تنيالن" ،فقد قال�" :أن ن�سبه معروف ِ
و�صنوه .1لمحة من حياة ال�شيخ عبد الرحمن بن
�أحمد بن يو�سف يرجع �إلى ال�سيد الح�سن بن �سيدنا عمر التنيالني:
ون�ص ما قال" :ثبت لدينا علي بن �أبي طالب"((( ّ تم ّيز ال�شيخ عبد الرحمن بن عمر التنيالني عن
ثبوتًا كاف ًيا ال مزيد عليه �أن الوجيه الأغ� ّر ال�سيد غيره من علماء ع�صره ل�شهرته ومكانته العلمية
الحاج معروف بن ال�سيد العلوي الباهر و�إن��ه من بين المترجمين بتراجم متنوعة قدي ًما وحدي ًثا،
ذرية ال�شريف �سيدي يو�سف الح�سني الثابت الن�سب وقد حاول من خاللها ه�ؤالء نف�ض الغبار عن الوزن
بغير نزاع ،فيجب على الواقف على هذا �أن يالحظه العلمي الحقيقي الذي تب ّو�أه هذا الفذ في ع�صره،
بعين االحترام و�أن يعامله بالتبجيل والإعظام"(((. والزالت التراجم والدرا�سات المعا�صرة تك�شف عن
ول��د ال�شيخ عبد الرحمن ب��ن عمر التنيالني منهجه ال�شرعي في الإفتاء وقدرته العلمية على
آفاق الثقافة والتراث 110
العلمية من قطر �إلى قطر بح ًثا عما ُي�شفي غليله ب ��إح��دى ق�صور غ��رب��ي مقاطعة تيمي المعروفة
وطموحاته العلمية ال�لام�ح��دودة بقطر معين �أو بتنيالن((( وال��واق�ع��ة حال ًيا �شمال مدينة �أدرار
ب�شيوخ معهودين ،والتي كانت تفوق الم�ستوى الأعلى (الجنوب الجزائري) وتبعد عنها بـ02كلم ،وهي
لزاما عليه
في المنطقة ،ومن �أجل �إ�شباع ذلك كان ً التي � ّأ�س�سها �أحمد بن يو�سف التنيالني في �سنة
�أن يغادر وطنه �إلى حيث يجد �ضالته وم�أربه العلمي 1078ﻫ1667/م((( ،وجعل التادمكي محمد الأمين
وغايته المن�شودة ،وقد تحقق له ذلك في الأقطار الأن�صاري م�سقط ر�أ�سه في قرية "�أدغا"((( لكن
العلمية المجاورة . من الم�شهور �أن �أدغا د َّر�س بها وكانت دار م�ستقره
تلقى تعليمه الأول بحفظ القر�آن في زوايا م�سقط وم�ق��ام��ه((( ،ولقد اختلف ال�م��ؤرخ��ون ح��ول ال�سنة
ر�أ�سه على يد ال�شيخ "�أبي حف�ص عمر بن عبد القادر التي ول��د فيها بالتحديد ،فمنهم م��ن ي��رى ب�أنه
التنيالني" وعلى ع��ادة �أه��ل ت��وات �أنهم يفتتحون ولد في �سنة 1120ﻫ1708/م وي�ؤيد ذلك مزيلخ
دار�ستهم الأول��ى بحفظ كتاب اهلل( ،((1تيمنًا به عا�شور ،وذل��ك في �إح��دى مقاالته التي كتبها في
وتقدي�سا له على الكتب والعلوم الأخرى ،وبعد حفظه
ً (مجلة التراث العربي) ،م�ستعينًا بمجموعة من
الأبعاد انتقل �إلى درا�سة العلوم ال�شرعية الأخرى وفق ما
(((1
الأدلة �أوردها وحاول من خاللها �أن يثبت ذلك
الجغرافية �أما التادمكي َير ُد مولده �إلى �سنة1121ﻫ1709/م،
وال�سو�سيو تقت�ضيه المناهج في المنظومة التعليمية بالإقليم؛
اقت�صادية حيث در�س (�صحيح البخاري) و(�شمائل الترمذي) لكنه ال ي�شير �إلى الم�صدر الذي ح�صل منه على
للمغرب
الإ�سالمي من وكتاب (ال�شفا) للقا�ضي عيا�ض ،وبع�ض مظان فقه ه��ذه المعلومة المهمة ع��ن ال���ش�ي��خ( ،((1وال�ت��ي لم
خالل مخطوط ت�شر �إليها الم�صادر القريبة منه�-أي ال�شيخ -على
رحلة ال�شيخ مالك وغيرها من الم�صنفات( ،((1ولما � َّأتم ذلك
عبد الرحمن تح َّركت ه َّمته نحو ال�شيوخ :عبد الرحمن الجنتوري، الرغم من اهتمامهم بالترجمة ،وهذا الأمر لي�س
بن عمر الأموي
التنيالني �إلى وابن �أب المزمري ،وعمر بن محمد بن م�صطفى فقط مع ال�شيخ و�إن�م��ا هي ظاهرة �شملت معظم
الحج �سنة
1188ﻫ/ الرقادي الكنتي( ((2ف�أخذ عنهم �صنوفًا عدة من ورجح ال�شيخ باي بلعالم هذا القول تراجم ال�شيوخَّ ،
1774م العلوم كـ(المر�شد المعين) و(ال ��درر اللوامع) بنا ًء على تقديرات اجتهادية( ،((1كما �أنه ُعثر على
و(الأجرومية)( ،((2وال�صغرى و(القرطبية) وبع�ض �إحدى الوثائق التي تثبت ب�أن هذه ال�سنة هي �سنة
الأج��زاء من (�ألفية ابن م��ال��ك)( ،((2وبا�ستكمال والدة ال�شيخ مكتوبة على �إحدى الم�صاحف القر�آنية
ذلك يكون قد �أحاط بمجمل العلوم الموجودة في والموجودة في خزانة موالي علي �سليماني وبذلك
المنطقة؛ لأن ه��ؤالء العلماء هم رواد التعليم في يزول الإ�شكال والغمو�ض عن �سنة والدة ال�شيخ(.((1
المنطقة التواتية في المنت�صف الأول من القرن ُلقب ال�شيخ بالعديد من الأل�ق��اب منها� :شيخ
الثامن ع�شر ،وبذلك ينتهي الطور الأول من الم�سار ال �� �ش �ي��وخ( ،((1وع��ال��م الأع� �ل��ام :وم�ن�ب��ر الفي�ض
التعليمي �إال �أن الطور الثاني كان ي�ستلزم منه ال�سفر وال��ر� �س��وخ وم��ر��ش��د الإ� � �س �ل�ام( ،((1وال �ت��وات��ي(،((1
�إلى خارج �أر�ضه ووطنه. والتنيالني( ،((1وع��رف ال�شيخ عبد الرحمن بن
و�صاحب ال�شيخ في مق�صده العلمي بالتكرور عمر عبر م�ساره الدرا�سي ثالث مراحل �أ�سا�سية
�شيخه عمر ال��رق��ادي الكنتي وك��ان��ت �أول محطة قد تكون بمثابة الأطوار المتعارف عليها الآن ،يمكن
لهما فيها :مدينة ت��ودن( ((2و�أروان( ((2التي التقي �أن نلم�س ذل��ك من خ�لال تتبع تنقالته ورحالته
111 آفاق الثقافة والتراث
وقاده ان�صياعه للحق �إلى ت�أ�سي�س مجل�س �شوري هو فيها بال�شيخ "�أبو العبا�س �سيدي �أحمد بن ال�صالح
الأول من نوعه في توات ،ومن توا�ضعه �أنه كان يقبل ال���س��وف��ي التكروري"( ،((2وال���ش�ي��خ "طالبن بن
الن�صيحة( ،((3فكان هذا المجل�س ال�شورى متكون (((2
ال�سيد ال��واف��ي بن طالبن بن ال�سيد ال�صالح
من �أربعة علماء هم من �أكبر علماء ت��وات ،وعلى وتم النفع بهما والتح�صيل على بع�ض الم�صنفات
ر�أ�سهم ال�شيخ عبد الرحمن بن عمر التنيالني(،((3 اللغوية مثل( :الخزرجية في علم العرو�ض) ،لكنه
وم��ن م�ه��ام ه��ذا المجل�س �إم� ��داد القا�ضي عبد ل��م يعمر ط��وي اً�ًل� ف��ي ب�لاد ال �ت �ك��رور( ((2ففي �سنة
الحق بالر�أي ال�سديد ،والنظر في الأحكام التي (1168ﻫ1754/م) �سافر �إلى �سجلما�سة للتم ُّكن
اً
م�ستثقل ي�صدرها( ،((3وهذا ما ي�ؤكد �أن ال�شيخ كان و�إتقان فنون التجويد ورواياته ل�شهرة هذه المنطقة
للق�ضاء واع ًيا بم�س�ؤولية القا�ضي. بذلك ،ف�أخذ عن جملة من علمائها المتخ�ص�صين
�أما المهمة الثالثة فهي ت�ص َّدره للإفتاء؛ فمنذ في هذا العلم �أورده��م في (فهر�سة �شيوخه) كان
�إتمام م�ساره الدرا�سي وعودته �إلى م�سقط ر�أ�سه �أول �ه��م "ال�شيخ ال�ح��اج عبد ال��رح�م��ن ب��ن محمد
ٍ
تع�صب �أو تق�صير، كان يفتي كل من قدم �إليه دون التواتي التماوي"( ،((2ومنهم كذلك الفقيه "محمد
ومن ثم كان الإقبال عليه �شديدًا ،وقد ُد ّونت هذه ابن علي بن محمد ابن �إبراهيم الدرعي"( ((2الذي
الفتاوى وما زالت محفوظة في الخزائن التواتية �أخذ عنه الكثير من العلوم ،وهو من �أكثر �شيوخه
من �أجل اال�ست�شهاد بها واال�ستفادة منها ،وقد وردت �أخذًا ،ومن بين الم�شايخ كذلك نجد" :محمد الم ّكي
في الم�صادر المخطوطة نبذ من حياته العلمية ابن ال�صالح ال�سجلما�سي"( ،((3و"ال�شيخ �صالح ابن
مقـــاالت
ودوره الدعوي في القطر التواتي ،من ذلك ما �أورده محمد الغماري"( ((3و�آخر �شيوخه ح�سب تعدادهم
�صاحب (جوهرة المعاني) الذي نعته بـ"..منتهى في الفهر�سة هو ال�شيخ "�أبو العبا�س �أحمد بن عبد
ريا�سة الفقه بالديار ال�صحراوية ،"...و�أو�صله �إلى
(((3
العزيز الهاللي"
درجة االجتهاد؛ حيث قال .." :وكان من مجتهدي وع��ن ن�شاطه العلمي والديني تق َّلد ال�شيخ في
وقته في المذهب المالكي ،((3("...وما يرجح هذا كل حياته ث�لاث مهمات وتح َّمل م�س�ؤوليتهم بكل
(غنية المقت�صد ال�سائل) القول هو �أن مخطوط ُ حزم ولم ُيف ِّرط فيهم؛ هذا بالإ�ضافة �إلى �أن�شطته
وال ��ذي ه��و المرجع الفقهي الأ��س��ا���س ف��ي الديار الخا�صة من ت�أليف وتدوين للكتب وغيرها ،وهي:
(((3
التواتية من ا�ست�شاراته و�إجاباته عن النوازل الق�ضاء والتدري�س والإفتاء.
كما �أخ��ذت ف�ت��اواه الق�سط ال��واف��ر من مخطوطي فبالن�سبة للتدري�س اختار ال�شيخ قرية "ادغا"
(ال�ج��ام��ع) و(غ��اي��ة الأم��ان��ي ف��ي �أج��وب��ة �أب��ي زيد ك�م�ح�ط��ة ع �ل �م �ي��ة؛ الن �ط�لاق��ة ح �ي��ات��ه التعليمية
التنيالني) واللذ ْين جمعهما ال�شيخ محمد عبد والتدري�سية( ((3ثم بعد ذلك هام في عدد من �أقطار
الكريم بن عبد الملك البلبالي الأن�صاري(.((3 مدر�سا لمختلف العلوم والفنون ،كما ً توات الكبرى
كما �أن ال�شيخ ت��وف��رت فيه �ضوابط و�شروط تق َّلد ال�شيخ من�صب الق�ضاء بعدما عر�ض عليه
االجتهاد والإف�ت��اء وبخا�صة� ،أن م�ساره الدرا�سي م��ن ط��رف القا�ضي عبد ال�ح��ق ب��ن عبد الكريم
حافل بالدرا�سات الفقهية والأ�صولية وما اخت�صاره اب��ن البكري التمنطيطي ال��ذي ك��ان يعتمد فتواه،
لكتاب (النوادر) الفقهي و�إعجابه بوريقات �إمام وا�شتهر بعدله ونزاهته ووقوفه الكامل مع الحق،
آفاق الثقافة والتراث 112
(مو�ضوع الدرا�سة) التي تعد من �أج ّل ما �أ ّلف في الحرمين الأ�صولي �إال دليل وا�ضح على ذلك ،وقد
فن �أدب الرحلة في البالد التواتية. �شهد معا�صروه بقدرته االجتهادية في ا�ستنباط
توفي ال�شيخ عبد الرحمن بن عمر التنيالني في الأحكام و�أ�صبح مق�صد العام والخا�ص بل وحتى
القاهرة �أثناء طريق العودة من البقاع المقد�سة؛ القا�ضي نف�سه الذي كان يحكم بفتاوى ال�شيخ(،((4
حيث كانت وفاته طلوع فجر يوم التا�سع والع�شرين حاول جمعها وتدوينها ال�شيخ محمد عبد الكريم
من �صفر عام ت�سعة وثمانين ومائة و�ألف [1189ﻫـ ابن عبد الملك البلبالي في كتابه (الجامع لفتاوى
1765-م] ،وف��ي ذل��ك يقول ال�شيخ �سيدي محمد �أبو زيد التنيالني)( ((4وكتابه الثاني (غاية الأماني
ابن المبروك البداوي(" :((5كانت جنازته م�شهودة؛ في �أجوبة �أبي زيد التنيالني) الذي اقت�صر فيه على
ح�ي��ث ح�ضرها خ�ل��ق كثير م��ن ��س�ك��ان ال�ق��اه��رة جمع الفتاوى البخا�صة بتوات فقط( ،((4كما توجد
و�صلى عليه العالم الم�صري الكبير "ال�سيد عبد بع�ض فتاوى ال�شيخ في خزانة برينكان بت�سابيت(،((4
المجيد بن محمود" ،ودفن بمقبرة ال�سيد عبد اهلل وق��د �أ��ش��ار �إل��ى ذل��ك ال�شيخ �أحمد بن محمد بن
المنوفي"(.((5 ح�سان عريان الر�أ�س.
الأبعاد .2التعريف بالمخطوط: وعن ن�شاطه الت�أليفي يعد ال�شيخ عبد الرحمن
الجغرافية
وال�سو�سيو �أ -ن�سبة المخطوط �إلى �صاحبه :يت�ضح لنا من اب��ن عمر التنيالني م��ن الم�شتهرين بالت�أليف،
اقت�صادية ومن المو�سوعيين الذين تعددت م�ؤلفاتهم لت�شمل
للمغرب خالل واجهة الن�سختين �أن المخطوط ُين�سب لل�شيخ
الإ�سالمي من �صنوف كثيرة من العلم .فقد �ألَّف ال�شيخ في اللغة
خالل مخطوط عبد الرحمن بن عمر التنيالني ،ففي مطلع كليهما
رحلة ال�شيخ يتم الت�صريح �أن ه��ذه الرحلة ل�صاحبها ال�شيخ والفقه و�أدب الرحلة ،ومن بين م�ؤلفاته( :مجموعة
عبد الرحمن
بن عمر الأموي فمثل نجد بعدعبد الرحمن ابن عمر التنيالني ،اً تقاييد وف �ت��اوى) جمعها محمد بن عبد الكريم
التنيالني �إلى البلبالي في كتابه (الجامع وغاية الأماني في �أجوبة
الحج �سنة الب�سملة عبارة ..." :هذه رحلة �شيخنا � ...سيدي
1188ﻫ/ عبد الرحمن التنيالني رحمة اهلل عليه ور�ضي عنه �أبي زيد التنيالني)( ،((4و(مخت�صر ال�سمين في
1774م
حاولت �إيجاد هذه الن�سبة في بع�ض
ُ �آمين ،"...ولقد �إعراب الكتاب المكنون) ،وهو اخت�صار لكتاب �أ ّلفه
ُكتبه التي �أ ُثبتت ن�سبتها �إلى ال�شيخ مثل" :الفهر�سة" �شهاب الدين �أبو العبا�س �أحمد بن يو�سف النحوي
وغيرها من الكتب� ،إال �أن هذه الكتب ال تحتوي على ال�شافعي الحلبي المعروف بال�سمين ومحوره هو
هذه الن�سبة �سوا ًء �أفي م�ضمونها �أم في هوام�شها، �إعراب القر�آن الكريم( ،((4و(مخت�صر النوادر)(،((4
ويعود ال�سبب في عدم ذكره هذه الن�سبة في م�ؤلفاته، وهو كتاب في الفقه ن�سخة تلميذه محمد بن مالك
�إلى �أن الرحلة هي �آخر �شيء �ألفه ال�شيخ قبل وفاته، القبلوي ي�شمل �أمور العبادات والمعامالت كال�صالة
�أم��ا الذين �أع��ادوا ن�سخ كتبه من بعده من �أبنائه وال�صيام والبيوع والمغار�سة ،وفهر�سة �شيوخه:
وتالمذته لم يتعر�ضوا لها في ال ُكتب التي ن�سخوها ترجم فيها ل�شيوخه وتالميذه ورحالته العلمية(،((4
حاولت جاهدًا �أن �أجدها
ُ وال في م�ؤلفاتهم ،كما �أني بالإ�ضافة �إل��ى (�أرج� ��وزة م��دح فيها ت��أل�ي��ف �إم��ام
في بع�ض الم�صادر التي يعود تاريخها �إل��ى بعد الحرمين) الم�س ّمى بالورقات و�شرح الخطاب(،((4
وفاة الم�ؤلف �سوا ًء �أكانت مخطوطة �أم مطبوعة، و(ت� �ق ��ري ��ظ ع �ل��ى ن �ظ��م الآج� ��روم � �ي� ��ة الب� ��ن � ّأب
ومن �أبرزها تلك المخطوطات التي ترجمت لل�شيخ ال �م��زم��ري)( ،((4بالإ�ضافة �إل��ى رحلته الحجازية
113 آفاق الثقافة والتراث
بذلك ،ويت�ضح كذلك من خالل االنتقادات التي كان مثل :ال ُّدرة الفاخرة( ،((5وجوهرة المعاني( ،((5و ُّدرة
يتوجه بها �إلى بع�ض المناطق و�سكانها بحيث �أنه لم الأق�ل�ام( ،((5كلها ال ت�شير �إلى ذلك؛ لأن �أ�صحاب
يكن يتقبل كل �شيء ،وبخا�صة في مجال تخ�ص�صه الترجمة ف��ي ت ��وات ن� ��ادرًا م��ا ي��درج��ون الأع �م��ال
-المجال الديني -مثل :انتقاد �سكان قرية زويلة الت�أليفية �ضمن تراجمهم �إال في الفترات المت�أخرة،
في معتقداتهم( ،((5كما �أن الرحلة التواتية في على الرغم من ازدهارها عندهم ،وت�أكيدًا لهذه
اً
تداخل هذه الفترة –القرن الثاني ع�شر� -شهدت الن�سبة ال وجود لأي عالم تبنى هذه الرحلة �سوى
وامتزاجا بينها وبين الفهر�سة مثل( :فهر�سة عبد
ً عبد الرحمن ابن عمر التنيالني ،وهذا ما �أجمعت
الرحمن بن عمر التنيالني) ،و(فهر�سة عمر بن عبد عليه جل الم�ؤلفات الحديثة ال�صدور ،والتي ترجمت
القادر التواتي)(� ،((6إال �أن هذه الرحلة خلت من كل نخ�ص منها بالذكر كتاب له �أو لأعالم المنطقةُّ ،
التراجم وال�سير وات�ضحت فيها معالم الرحلة التي (الغ�صن ال ّداني في ترجمة عبد الرحمن بن عمر
لم تكن في غيرها من الرحالت التواتية ،واكت�سبت التنيالني) لم�ؤلفه ال�شيخ باي بلعالم(.((5
بعدًا �آخر( ،((6فهي رحلة بكل الموا�صفات كما ورد ب -عنوان المخطوط :من المعلوم �أن ال�شيخ
في العنوان. توفي قبل �إتمام هذه الرحلة ،ولهذا ف��إن ترتيبها
ت -تاريخ ت�أليف المخطوط� :إن التاريخ الذي وجعلها في ال�شكل الذي هي عليه الآن ،وحتى عنونتها
�أُلفت فيه الرحلة غي ُر وا�ضح من خالل الن�سختين برحلة عبد الرحمن بن عمر التنيالني في مطلع كل
�سوا ًء �أفي مطلعهما �أم في �آخرهما ،مع العلم �أن ن�سخة( ،((5يعود ذلك في الأرجح �إلى النُّ�ساخ ولهذا
مقـــاالت
الن�سخة الأول ��ى ف��ي �آخ��ر �صفحة توجد بها كلمة اقت�صروا فقط على هذا العنوان دون غيره -كما
"عام"( ((6وما بعدها غير موجود مما يد ُّل على �أن كان التواتيون ُيعنونون رحالتهم بالحجازية(- ((5
التاريخ كان موجودًا بها� ،أما الن�سخة الثانية فلم تجن ًبا لإ�ضافة؛ �أي �شيء �إلى المخطوط الأمر الذي
يرد بها التاريخ بتاتًا ،مثل عامة النّ�ساخ التواتيين يتنافى ومهنة الن�سخ.
الأم ��ر ال��ذي ي�ستدعي منا �أن ن�ضع االحتماالت �أم��ا محتوى المخطوط ف�إنه ي�ؤكد ويطابق ما
الممكنة ق�صد الو�صول �إلى المطلوب ،وهو �إيجاد جاء في العنوان؛ حيث �إن وظيفة الرحلة وغر�ضها
تاريخ افترا�ضي للرحلة ،ومن �أهم هذه االحتماالت ومق�صدها البقاع المقد�سة ،وه��و ما نلم�سه من
الممكنة� :أك��ان الم�ؤلف ك ّلما م َّر على منطقة منذ خالل درا�ستنا للرحلة ،ويكفي �أن نطلق ا�سم رحلة
خروجه ي�صفها ويد ّون كل ما �شاهده من الأماكن �إذا ما توفر في هذا المخطوط ً
�شرطا واحدًا يو�ضحه
والمناظر..؟ �أم �أن��ه ترك ذلك �إل��ى غاية و�صوله لنا هذا التعريف� " :إن الرحلة هي �أنباء عن ذهنية
الحج وا�ستراحته في البقاع المقد�سة ،وربما �إلى ِّ الرحالة وت�صوير لمكنونات الوعي الثقافي عندهَّ
قد يكون ذل��ك عند دخوله ال�ق��اه��رة...؟ ،وهذين �أكثر مما هي حديث عن البلد مو�ضع الم�شاهدة
ً
اعتباطا ،و�إنما االحتمالين الأخيرين لم �أوردهما �أو �أخبار عن القوم ،((5("...ومن ثم ف�إن م�ستوى
الرحالة القدامى ُيع ِّولون على الحفظ كثيرًا ما كان َّ الوعي الثقافي للرحالة من خالل الرحلة يتجلى
وا�سترجاعا لوقائع
ً لذلك كانت كتاباتهم َت��ذَ ُك�رًا لنا في حر�صه ال�شديد على ذكر الم�ستوى الثقافي
وم�شاهدات م�ضى عليها زمن طويل( ،((6كل هذه لل�شعوب ،فلو لم يكن ذو �صبغة ثقافية لما اهتم
آفاق الثقافة والتراث 114
بخط النا�سخ الأ�صلي وت��وج��د لها ن�سخ م�صورة االحتماالت ممكنة لعدم ت�صريح الم�ؤلف بالتاريخ
في كل من خزانة تمنطيط ،وخزانة م��والي علي الحقيقي لت�أليفه ،وم��ن خ�لال ه��ذه ا�ست�شهاداته
�سليمان االدغاغي ..وغيرهما ،وقد تكون على �أكثر الدقيقة يمكننا �أن نحكم ب��أن الرحلة ُد ّون��ت عبر
تقدير هذه الن�سخة هي الأ�صلية (عدد �أوراقها20 : الطريق ،فبداية ت�أليف الرحلة هو بداية انطالقها
�صفحة ،متو�سط م�سطرتها :يتراوح بين (-16 من م�سقط ر�أ�س ال�شيخ ( تنيالن) في 10جمادى
� )20سطرًا ،مقيا�سها :الطول :يتراوح بين �17سم الأخيرة 1188ﻫ ،و�إنهاء الت�أليف يكون عند وفاة
و�16سم /العر�ض :بين �12سم�11 ،سم ،متو�سط ال�شيخ بالقاهرة ،وه��و في �� 29ص�ف��ر1189ﻫ� ،أما
ع��دد الكلمات ف��ي ك��ل �سطر :ما يزيد �أو ينق�ص عن المدة التي �أُ ِّلفت فيها الرحلة فهي مدة �سير
عن 10كلمات ،نوع الخط :مغربي ذو حجم كبير، يوما)؛ �أي �سبعة �أ�شهر قمرية و24 الرحلة(ً 231
لون الخط :بني من لون ال�سمغ الذي ي�ستخدم في يوما.
ً
الم ْد َواة ،وهو لون مداد ذلك الع�صر. ِ ث -و�صف ال ُّن�سخ وترجمة ال ُّن�ساخ:
ا�ستهلها ال �م ��ؤل��ف ب��ال�ح�م��د هلل ال ��ذي فر�ض توفرت لدينا عدة ن�سخ من الرحلة المدرو�سة،
الأبعاد على المكلفين ح� َّ�ج بيته الحرام وغفر ذن��وب من وه��ذا بعد البحث ف��ي معظم ال�خ��زائ��ن التواتية
الجغرافية
وال�سو�سيو حجه ،ثم �شكر اهلل على �أن وفَّقه لأداء فري�ضة والمكتبات العامة والخا�صة �سوا ًء �أف��ي الجزائر
اقت�صادية الحج؛ حيث يقول..." :و�أ�شكره على ما منحنا من
للمغرب �أم غيرها من الأق�ط��ار ال�م�ج��اورة ،والتي تحتوي
الإ�سالمي من التوفيق ((6("...وثنى بال�صالة وال�سالم على ر�سول
خالل مخطوط على مخطوطات تواتية �أو التي اهتم �أربابها بجمع
رحلة ال�شيخ اهلل ثم �شرع في تبيان �أ�سباب الرحلة ،الن�سخة
م�ؤلفات ال�شيخ ،وكانت البداية بخزانة موالي علي
عبد الرحمن غير تامة و�إنما تقف... " :عند �أعمدة مبنية عالمة
بن عمر الأموي �سليماني "االدغاغي"( ،((6وخ��زان��ة ال�شيخ باي
التنيالني �إلى على الطريق بين كل عمودين فر�سخ ،((7("...وتوجد
الحج �سنة
بها �صفحتين ،المكتوب فيهما يد ُّل على �أنهما عند بلعالم-رحمه اهلل( ((6ال��ذي اهتم بالمخطوطات
1188ﻫ/
1774م العودة وعباراتهما مبهمة وغير وا�ضحة لعدم وجود التواتية عامة ومخطوطات عبد الرحمن بن عمر
الربط بينهما ،و�أما كتابة الن�سخة �سليمة من حيث التنيالني التواتي بخا�صة ،ولم نقف عند هذا الحد
الأخطاء اللغوية عدا بع�ض الألفاظ القليلة ،والتي بل تتبعنا فهار�س الم�ؤلفات التي اعتمدت الرحلة
في �أغلبها هي م�صطلحات بالر�سم القر�آني ولي�ست كم�صدر لها ،ويكاد كلهم يجزمون بوجود ن�سختين
�أخطاء ،وه��ذه الن�سخة جوانبها مت�آكلة وممزقة، المتح�صل عليهما �أما عدا
َّ للمخطوط فقط ،وهما
ولهذا لم �أعتمد عليها ب�شكل تام على الرغم من �أنها ذلك فهو �صورة له ال غير ،وتجن ًبا لاللتبا�س بين
الأقدم والأقرب �إلى ع�صر الم�ؤلف ،وهي محفوظة هاتين الن�سختين في �إط��ار الو�صف والمقاربة،
داخل حاوية مع بع�ض المخطوطات الأخرى(.((7 رمزنا ل�ل�أول��ى ،وه��ي الأق��دم والأك�ث��ر اعتمادًا في
الن�سخة الثانية ونا�سخها ال�شيخ الوليد بن الدرا�سة بالرمز(ن� )1أما الثانية و�ضعنا لها (ن.)2
تح�صلنا على هذه الن�سخة من خزانة �أبي
الوليد(ّ ،((7 الن�سخة الأول� � ��ى( ((6ونا�سخها ال�شيخ �سيد
عبد اهلل ب�أدرار والت�صويبات والإ�ضافات الموجودة المحفوظ بن محمد بن �سالم( ،((6ت� َّ�م الح�صول
فيها تد ُّل على �أنه ن�سخها من ن�سخة غير الن�سخة عليها من خزانة �أب��ي عبد اهلل ب � ��أدرار( ،((6وهي
115 آفاق الثقافة والتراث
الإ�سقاط ،و�أول كلمة في ال�صفحة الموالية لها، ال�سابقة الذكر(� ((7أو �أنه اعتمد عليها و�أكمل الباقي
وق��د حاولنا �إيجاد ه��ذه الأوراق لكن تعذر ذلك، من ن�سخة �أخرى ،وم َّما ُيرجح االحتمال الثاني هو
وحتى ال�صور المطابقة لهذه الن�سخة والمتوفرة الت�شابه الموجود بينهما بخا�صة في الحوا�شي .عدد
في خزانات �أخرى تجدها على نف�س �شاكلة الن�سخة �أوراق�ه��ا :ت�سع ورق��ات من الحجم الكبير العادي
الأم ،مما يد ُّل على �أن هذه الإ�سقاطات منذ فترة مثل :ال��ورق المتوفر الآن ،متو�سط م�سطرتها:
بعيدة؛ �أي قبل اال�ستن�ساخ الحديث لهذه ال�صور.. يتراوح مابين � 20إلى � 23سطرًا ،مقيا�سها :الطول:
والن�سخة لي�س بها؛ �أي تمزيق �أو تقطيع �أو خروم، �28سم /العر�ض�21.5 :سم ،متو�سط عدد الكلمات
بل هي في �شكل ح�سن ،محفوظة داخل حاوية مع في كل �سطر :يتفاوت مابين 10ال��ى 12كلمة ،نوع
مخطوطات �أخ��رى� ،إن الن�ص المعتمد في ق�سم الخط :عادي ي�شبه خطوط المدر�سين في الكتاتيب
التحقيق هو ن�سخة ثالثة م�ستخل�صة من الن�سختين اليوم ويميل �إلى الخط المغربي.
ويجوز ذل��ك عند المحققين والم�ؤرخين الأوائ��ل افتتح النا�سخ ه��ذه الرحلة بالب�سملة وعنوان
وال�م�ع��ا��ص��ري��ن ،وي �ع��رف ه��ذا ف��ي م�صطلحاتهم ال��رح�ل��ة ،ث��م ��ش��رع ف��ي الحمد وال�شكر هلل وثنى
العلمية والمنهجية با�سم "التلفيق بين النُّ�سخ" ، بال�صالة وال�سالم على ر�سول اهلل وبعدها بد�أ
المحدثين والأكثر �أما ًنا
ِّ �إال �أنهم ُيرجحون طريقة في �إي�ضاح �أ�سباب الرحلة وانطالقتها لي�ستر�سل في
في التحقيق ،وهي االعتماد على الن�سخة الأ�صلية �أو الأحداث �إلى �أن و�صل �إلى الحج وبعد العودة منه
القريبة من ع�صر الم�ؤلف(.((7 دت عليها في �إتمام
وافته المنية في القاهرة ،اعت َم ُ
مقـــاالت
ج -و�صف محتوى الرحلة: ما َنقُ�ص �أو ما ا�ست�شكل في الن�سخة الأولى بخا�صة
● ديباجة الكتاب :ا�سته َّل الم�ؤلف رحلته بمقدمة ف��ي ال��زي��ادة التي ام�ت��ازت بها ه��ذه الن�سخة عن
م�سجوعة؛ حيث ح َمد اهلل في �أ َّول�ه��ا على توفيقه الن�سخة الأولى في �آخرها من قول الم�ؤلف.." :عند
لأداء فري�ضة الحج و�أثنى بال�صالة على النبي ، �أعمدة مبنية عالمة على الطريق بين كل عمودين
اقتدا ًء وتيمنًا بحديث الر�سول عن �أبي هريرة فر�سخ" �إلى �آخر الرحلة(.((7
الم َال َي ْب َد�أُ ب َ
ِالح ْم ُد هلل ف ُهو �أَ ْجذَ ْم{(.((7 ُ } :ك ُل َك ٍ الن�سخة بها �إ�سقاطات كبيرة مثل ..." :ماء في
● دواف � ��ع ال��رح �ل��ة :وب�ع��ده��ا ��ش��رع ف��ي تبيان جنبي الجبل عن يمين الذاهب ي�سمى جلكم� "...إلى
ال�سبب الذي كان وراء الرحلة وح َّددهما في �سببين عبارة..." :ونزلنا بمحل الركب ظهرًا وذلك ليوم
مبا�شرين هما :تَح ّرك ه َّمة الأخوين�( :سيدي عومر ال�سبت 16من �شعبان ،"...والفا�صل بين العبارتين
ابن �سيدي عبد الرحمان) وابن عمه (�إدري�س بن هو ما يعادل �أربعة �صفحات بالن�سخة الأول��ى(،((7
�سيدي عومر) لأداء فري�ضة الحج ،وحر�ص ال�شيخ وهناك �إ�سقاط �آخر بين..." :وبتنا في قرية �سوى
عبد الرحمن اب��ن عمر ف��ي البحث ع��ن مرافقة � ...إلى بندر عجرود ،"...والفا�صل بينهما ما يعادل
�إلى البقاع المقد�سة ،ففي �سنة 1187ﻫ 1773 /م ثالث �صفحات ون�صف من الن�سخة الأولى( ((7وكل
دعا عبد الرحمن بن عمر �أهل توات �إلى الذهاب هذه الإ�سقاطات مو�ضحة ب�شكل تام في الهوام�ش
�إلى الحج وبعث تلميذه �أبي عبد اهلل الفالني �إلى بالن�سبة لق�سم التحقيق� ،إال �أن هذه الإ�سقاطات
تيديكلت يعلم ال�فُ�لان�ي�ي��ن( ((7باال�ستعداد لهذه توجد بين �آخر كلمة في ال�صفحة التي يوجد بها
آفاق الثقافة والتراث 116
�صالح) عبر طريق الغابة( ،((8ودخلها الركب يوم الرحلة ويبدو �أن عبد الرحمن بن عمر كان �شيخ
1رج��ب 1188ﻫ و�أق��ام��وا فيها �إل��ى يوم ( 05رجب ركب الحجيج في ذلك الوقت؛ حيث جاء في ر�سالته
1188ﻫ) و�أ�شار ال�شيخ �إلى ح�سن اال�ستقبال الذي �إلى فالن..." :البررة الفالنيين الأطهار وحفظنا
ح�ضي به من �أعيان عين �صالح منهم "�سيدي �أحمد و�إياكم من يعرف الليل والنهار...من �أراد �أن يداين
ابن الفقيه" و"الحاج �إبراهيم" و"ال�سيد محمد بن ربه فليتهي�أ لزيارة النبي المختار وله �إن �شاء اهلل
الحاج" و"الحاج عبد اهلل" من �أوالد الحاج . بحمد عافيته في دار القرار"(.((8
ركَّز ال�شيخ في الم�سلك الرابط بين عين �صالح ● م�سار الرحلة:
-و�آب��ار على ذكر الكثير من المالمح والأو�صاف ٭ انطالق الرحلة :انطلقت الرحلة يوم الجمعة
الجغرافية والطبيعية التي كانت �سائدة �آنذاك ،وقد ( 10جمادى الآخر �سنة 1188ﻫ1774 /م م�سا ًء؛
يكون دافعه في ذلك �أنها كانت مقفرة من ال�سكان حيث يقول في مطلع رحلته" :خرجنا من بالدنا
نقي�ض الطريق الأخرى الممتدة بين �آبار (�أول قرى يوم ،"...بعد توديع الأهل والأحباب في (تنيالن)،
فزان) �إلى ريف م�صر التي اهتم فيها بو�صف المدن ّ
ليحط ال��رك� ُّ�ب ف��ي (تمنطيط) عند وم�غ��ادرت�ه��ا
الأبعاد والقرى والمدا�شر ،وقد يعود ذلك �إلى كثرة العمران ال�سفر
اال�صفرار ق�صد التز ُّود و�شراء م�ستلزمات ّ
الجغرافية
وال�سو�سيو عبر الم�سلك وكثافة الوجود ال�سكاني فيها ،ومن من �أ�سواقها والمبيت فيها ،وقد تكفَّل بم�صاريف
اقت�صادية �أهم المدن والقرى التي �أ�شار �إليها الم�ؤلف ،وهي
للمغرب الرحلة كل من ال�شيخين عمر بن عبد الرحمن
الإ�سالمي من كالآتي ح�سب الت�سل�سل الجغرافي لها من الغرب المهداوي( ((8وابن عمه �إدري�س بن عمر"(.((8
خالل مخطوط
رحلة ال�شيخ �إلى ال�شرق(�آبار -قرية �أججم -قرية ت�ساوي :وت�أتي
عبد الرحمن
٭ مرحلة ال�صحراء ال�ج��زائ��ري��ة ( 65ي��و ًم��ا)
بن عمر الأموي
ه��ذه القرية بعد ذك��ر مجموعة م��ن ال�ق��رى التي (الجمعة 10جمادى الأخير1188ﻫ الموافق لـ19
التنيالني �إلى �أوردها الم�ؤلف ذكرًا ال و�صفًا ومنها "قرية �أوت�ش"، �أوت 1774م -ال�سبت � 16شعبان 1188ﻫ الموافق
الحج �سنة
1188ﻫ/ و"قرية �أبريا" ،و"قرية �أم �ت��و نتريك"" ،قرية لـ� 19أكتوبر 1774م) :وفي ال�صباح اتجهت الرحلة
1774م تكركيب" ،هذه الأخيرة التي التقى فيها الركبان �صوب ال�شمال ال�شرقي لتوات الو�سطى ،وقبل بلوغ
التواتيون الذاهب والعائد. الحدود ال�شرقية من توات الو�سطى انحرفت الرحلة
٭ مرحلة ال�صحراء الليبية ( 65يو ًما) (ال�سبت عن م�سارها و�أخ��ذت طريقها من قرية "بوعلي"
� 16شعبان 1188ﻫ الموافق لـ� 19أكتوبر 1774م- ال��واق �ع��ة ف��ي و� �س��ط ت� ��وات ال��و� �س �ط��ى �إل� ��ى ب�لاد
الأح��د � �21ش��وال 1188ﻫ الموافق ل�ـ 14دي�سمبر تيدكلت(توات ال�شرقية) التي طال المكوث فيها
1774م) ،كانت البداية بقرية (م��رزق) ثم قرية �أكثر من �أ�سبوع؛ نظرًا لح�سن ال�ضيافة وحفاوة
(انزغن) ثم قرية (زويلة) (ومن �أهم المناطق التي اال�ستقبال من طرف �أهالي تلك المناطق ،ومنها
ذكرها في رحلته�( :أم الأفاعي) ،و(قرية تم�س)، (زاوي��ة �أب��ي نعامة)؛ حيث �أورد �أن��ه هو من �أحيا
و(طريق الهاروج)( ((8بنوعيه الأبي�ض والأ�سود وفيه فري�ضة الحج من بالد توات والتكرور( ،((8فهي كانت
�أح�ج��ار وال �ت��واءات وط�ل��وع ،وهبوط �إل��ى �أن ي�صل مهجورة قبل ه��ذا التاريخ وكذلك محطة "زاوية
الركب �إلى (ماء زلطا) الذي توجد به مرارة ومنه �سيد �أبي الأنوار" و"�أولف الأ�شراف" ثم "�أقبلي"،
�إلى قرية (�أوجلة) ،و(قرية جلو) ،وهي �أخ�صا�ص وبعد االنتهاء من بالد توات توجه الركب �إلى (عين
117 آفاق الثقافة والتراث
بها المثل في ال�شدة عبر درب الحجاز �سوا ًء �أكان مبنية بالجريد ال جدار فيها �إال مخازن للتمر وو�صف
من ناحية ال�سكان القاطنين هناك �أم من العقبات نخلها بالجيد وي�شبه نخل قرية انزغن ،وبعد هذه
الموجودة فيها ،ويقت�صر الم�ؤلف على ذكر المناطق القرية ي�أتي على ذكر بع�ض المناطق والأماكن قبل
وموا�صفات مياهها �إلى بداية ت�أدية منا�سك الحج الو�صول �إل��ى قرية (�سوى) ،وهي (القرود) التي
ومنها (بندر المليح) و(بيرم ال�سلطان) ،و(بندر و�صفها ب�أنها رحال منها مو�ضع ي�سمى (ال�صنك)
الإل� ��زام) و(ب �ن��در ال��وج��ه) ومنطقة (ال �ح��وراء) و�آخ��ر ي�سمى (لم الأل��واح) بالإ�ضافة �إلى (خطية
و(القبط) ومنطقة (ينبوع) التي كان المقام فيها الجوداوى) ،و(خطية الككم) وغيرها من الأماكن
مع الركب الم�صري والتون�سي. والمناطق �إلى �أن ي�صل الركب �إلى قرية (�سوى).
٭ مرحلة �أداء المنا�سك والزيارات ( 30يو ًما) و(قرية �أم ال�صغير) :يف�صل بين هذه القرية وبين
(الأربعاء 07ذو الحجة 1188ﻫ الموافق لـ28جانفي (�سوى) و(واد �أم هموا) ،كما �أ�شار الم�ؤلف في هذا
1775م-لجمعة 08محرم 1189ﻫ الموافق لـ 22 الجزء من م�سار رحلته �إلى العديد من منابع المياه
م���ار����س1775م) ،عند دخ ��ول ال��رك��ب �إل ��ى (ق��اع الموجودة في هذا الطريق ومنها( :ماء زلطا) الذي
البزوة) وال��ذي كان في �شهر ذي الحجة 1188ﻫ توجد به مرارة ،و(واد قطمير) ،و(واد الطرفاوي)
بد�أ ال�شيخ في ت�أدية منا�سك الحج المفتتحة بركعتي "ومائه فيه ملوحة"( ،((8و(ماء بخطية الغزوالية)،
الإحرام ،وبعدها انتقل الركب �إلى (عقبة ال�سكر) و(ماء اليهودية).
ثم �إلى (ع�سفان) ومنه �إلى الم�سجد الحرام الذي ٭ مرحلة م�صر ( 13يو ًما)( :الأحد �21شوال
مقـــاالت
دخله الركب من باب ال�شبكة عند تعذر الدخول من 1188ﻫ الموافق لـ 14دي�سمبر 1774م -ال�سبت
باب ال�سالم و�شرع ال�شيخ في ت�أدية منا�سك الحج، 05ذو ال�ق�ع��دة 1188ﻫ ال�م��واف��ق ل�ـ 27دي�سمبر
�أم��ا الإقامة فكانت في بيت حفيد الإم��ام الح�سن 1774م) كان دخ��ول ال�شيخ �إل��ى م�صر عبر قرية
العجمي بدون كراء ،وفي اليوم الثامن خرج ال�شيخ (كردا�س) الم�صرية الواقعة في الحدود الم�صرية
�إلى (منى) وبات بها الركب �إحيا ًء ل�سنة الم�صطفى الليبية في يوم الأحد �11شوال 1188ﻫ وبعدها عبر
التي كانت مهجور ًة في هذا الزمان كما ذكر الركب النيل للدخول �إل��ى القاهرة كمحطة �أولية
ال�شيخ ،وفي �صبيحة اليوم التا�سع خرج الركب �إلى لال�ستقرار( ((8ثم يوا�صل و�صفه بعد �أن خرج الركب
(عرفة)" وبعدها �شرع ال�شيخ في عر�ض المناطق من القاهرة.
الموجودة في �أر���ض الحجاز ،والتي م َّر بها مثل: ٭ مرحلة طريق الحجاز"�سيناء-مكة" (28
(بدر) ،و(اخلي�ص) ،و(الجديدة) ،و(�آبار علي)، يو ًما) (الأحد 06ذو القعدة 1188ﻫ الموافق لـ 28
و(راب ��غ) ...ومنها دخ��ل �إل��ى (المدينة المنورة) دي�سمبر 1774م -الأربعاء 07ذو الحجة 1188ﻫ
يوم الخمي�س 7محرم 1189ﻫ وزار الركب قبور الموافق لـ28جانفي 1775م) ،فعند مجاوزته (بندر
ال�شهداء مثل :قبر �سيدنا حمزة .((8( عجرود) تع َّر�ض الموكب لحادثة �سرقة من طرف
٭ ط ��ري ��ق ال � �ع� ��ودة �إل � ��ى ال� ��دي� ��ار ال �م �� �ص��ري��ة ُق ّطاع الطرق الذين �سلبوا منهم ثالثة جمال ،وعلى
وخاتمة الرحلة ( 30ي��و ًم��ا) (الجمعة 08محرم الرغم من ذلك وا�صل الركب طريقه �إلى (�صحراء
1189ﻫ الموافق لـ 22مار�س1775م -الثالثاء 12 التيه) ،ثم بلغ الركب (عقبة �أيلة) التي ي�ضرب
آفاق الثقافة والتراث 118
والقرى ،وكل ما �صادفه في الطريق التي م َّر بها، ��ص�ف��ر1189ﻫ الموافق ل�ـ � 15أب��ري��ل 1775م وفي
و�إنما اقت�صر فقط على ذكر المهم والم�ش ِّوق منها طريق العودة �أخ��ذ م�سار( :بندر النخيل)( -تيه
دون الأمور الثانوية التي ال فائدة من ذكرها؛ ولهذا بني �إ�سرائيل)( -ال��رم��ل)( -طريق ال�صانع)-
ج��اءت رحلته ق�صيرة ومركزة دون ال�سرد الممل (ال�سبخة)( -بندر عجرود)( -البركات) ودخل
والمخل للمبنى والمعنى للرحلة . القاهرة يوم الثالثاء � 12صفر1189ﻫ الموافق لـ 15
و�صف المناطق المهمة ،والتي �أث��ارت �إعجابه �أفريل 1775م .ومنها ختم الم�ؤلف رحلته بحديث
ب�شكل تف�صيلي -وكثيرًا ما ك��ان ينبهر الم�ؤلف �وم ال ِآخ � ْر
�ان ُي��ؤ ِْم� ُ�ن ِب��اهلل َوال� َي� ِ
}م� ْ�ن َك� َ
ر�سول َ :
بالم�ستوى الثقافي لل�شعوب �سوا ًء �أكان من الناحية َف ْل ُي ْكرِ ْم َ�ض ْي َفهُ{( ((8وبذكر نا�سخها المحفوظ بن
االيجابية �أم من الناحية ال�سلبية -مثل :قرية ال�سيد محمد اب��ن ال�ح��اج محمد ب��ن الح�سان...
"�سوى" و"القاهرة" و"وجلة"( ،((9و�أما المناطق "انتهت رحلة �شيخنا وقدوتنا وو�سيلتنا �إلى ربنا �أبو
العادية والم�شهورة فيذكرها دون تعقيب عليها زيد �شيخ الو�سيلة بن عبد الرحمن بن عمر"(.((9
مثل" :مناطق الحجاز"( ،((9بالإ�ضافة �إلى التركيز ج -منهج و�أ�سلوب الم�ؤلف في تدوين الرحلة:
الأبعاد على منابع المياه وو�صفها و�صفًا دقيقًا من حيث
�إن الدار�س والمتمعن يدرك حقيق ًة �أن الرحلة
الجغرافية المرارة والحلوة والملوحة مثل" :ماء بندر الإلزام"
وال�سو�سيو لم تكن في �شكل �سرد ق�ص�صي خالٍ من �أي خطة
اقت�صادية ال��ذي و�صفه بالقبيح ،و�أم��ا "ماء القبط" و"بيرم
للمغرب
ال�سلطان" "فهما من �أطيب مياه الدرب"( ،((9وهذا منهجية يمكنها �أن ت�ضبط وتقيد �أح ��داث هذه
الإ�سالمي من
خالل مخطوط راجع �إلى �أهمية المياه بالن�سبة للرحلة ،كما �أننا الرحلة في ت�سل�سل وترابط حلقاتها ،بل �إن الم�ؤلف
رحلة ال�شيخ اعتمد على مجموعة من القواعد والمناهج التي
عبد الرحمن نلم�س من خالل هذه الأو�صاف وك�أن الم�ؤلف يكتب
بن عمر الأموي
وي��د ّون لقوافل الحجيج القادمة من بعده فيو�ضح �أ�ضفت على �أحداث ووقائع الرحلة �صفة العلمية و�إن
التنيالني �إلى
الحج �سنة وي�شرح تفا�صيل الطريق مركزًا على منابع المياه. لم ي�صرح بها في مطلع الرحلة و�أهمها:
1188ﻫ/
1774م الطرق التي يوجد بها ال�سكان ● ركَّز الم�ؤلف في ُ ● اعتمد الم�ؤلف في بداية رحلته على مقدمة
ع�ل��ى خ�صائ�ص ال���س�ك��ان وم�م�ي��زات�ه��م الثقافية ب ّين فيها �سبب رحلته التي كانت من �أج��ل ت�أدية
والح�ضارية وم�ستوى معي�شتهم و�أمنهم ،مثل" :قرية �شعيرة الحج �إلى البقاع المقد�سة ،وكيفية التح�ضير
زويلة"(� ((9أما المناطق الخالية من ال�سكان في�صف لل�سفر وبهذا يكون قد م ّهد وق ّدم لما هو ُمقبل عليه
فيها المظاهر الطبيعية و�صفًا دقيقًا . دون الدخول مبا�شرة في �صلب المو�ضوع.
● احترم الت�سل�سل الزمني وال�سرد الكرنولوجي ● �أب��رز المعالم وال �ح��دود الجغرافية الهامة
لأحداث الرحلة مع التركيز على التواريخ دون خلط والمتعارف عليها في تلك الحقبة الزمنية "القرن
�أو تقديم �أو ت�أخير لمناطق على �أخ��رى �أو وجود الثامن ع�شر الميالدي" التي هي بمثابة التق�سيمات
متناق�ضات في الأماكن الجغرافية التي يمكنها �أن المنهجية المعتمدة عند الم�ؤلف في الرحلة مثل:
تفقد الرحلة م�صداقيتها العلمية والمنهجية . "�صحراء فزان"" ،ريف م�صر"" ،بداية ت�أدية
لقد اعتمد الم�ؤلف في تدوين الرحلة على لغة منا�سك الحج"( ((9وذلك بتواريخها.
جميلة وا�ضحة يفهمها العام والخا�ص و�أ�سلوب ● لم يتعر�ض الم�ؤلف بالحديث �إلى كافة المناطق
119 آفاق الثقافة والتراث
وهذا ما ي�ؤكد لنا ب�أن التواتيين قد عرفوا هذا الفن ب�سيط ي�ستميل القارئ دون ح�شو �أو تكرار ممل مثل
وا�ستوعبوه بكل مقايي�سه و�أنواعه ،ولو �أن الغالب قوله..." :ولما تعالى النهار و�أفطر الركب غ َّيمت
على الرحالت التواتية �أنها كانت علمية وحجية، ال�سماء و�أبرقت مطرًا غزيرًا و�صارت الأر�ض ك�أنها
والرحلة المدرو�سة التي بين �أيدينا ال تقل �أهمية نهر واحد ،((9("...و�أما عبارات الن�ص فتراوحت
عن رحلة العيا�شي(ماء الموائد) �أو رحلة محمد بين الق�صيرة والطويلة وم�صطلحاته بين الجزالة
اب��ن �أحمد القي�سي(�أن�س ال�ساري وال���س��ارب)... والب�ساطة ،كما �أن��ه اقتفى �أث��ر العلماء المغاربة
وغيرها من الرحالت المغاربية ناهيك عن النماذج في تد ّوين الرحلة من الناحية الأ�سلوبية؛ ذلك �أن
المعروفة والم�شهورة في البالد العربية ،وال نبالغ �إن
(((9
ه�ؤالء العلماء لم ي�ستخدموا �أ�سلو ًبا راق ًيا جدًا
قلنا ب�أن رحلة مترجمنا جاءت هي الأخرى دقيقة مقارنة مع م�ؤلفاتهم الأخرى التي كانوا ي�ستعملون
في التزامها الزماني والمكاني ،ميزتها الكبرى �أن فيها عبارات قوية المعنى بليغة الأ�سلوب ،غر�ضهم
اهتمت بالم�سار والم�سلك وظروف التنقل والحال في ذلك هو اال�ستمتاع بها عند العودة مع الأهل
ال�سيا�سية والثقافية للبلدان والأماكن التي تكون والأحباب(.((9
�ضمن الم�سار �أم في نهايته ،ون��ادرًا ما اهتم فيها -3الأبعاد الجغرافية وال�سو�سيو اقت�صادية
بالتراجم وال�سير ،وهو ما يمكن مالحظته في هذه للمغرب الإ�سالمي:
الرحلة المدرو�سة التي لم ت��رد فيها؛ �أي ترجمة �أ -الأبعاد العامة للمخطوط:
لعالم �أو تعريف لمن �صادفهم في الرحلة �أو حتى
يرتكز المهتمون ب�أدب الرحالت في درا�ستهم
مقـــاالت
من رافقوه فيها ،وعليه فهذا النوع من الأدب هو ما لأي رحلة على محاولة البحث في دواف��ع ودواع��ي
ي�سمونه في توات ب�أدب الرحلة� ،أما ما يهتم بالعلوم الرحلة مهما كان نوعها �أو غايتها المرجوة حتى
والتراجم في�سمى عندهم بالفهر�سة. يت�سنى لهم بعد ذلك فهمها وا�ستيعابها ومعرفة
تمتاز الرحلة -محل الدرا�سة -بفنها الإبداعي مدى �أهميتها الأدبية والتاريخية ،والرحلة المدرو�سة
والأدبي في طابعها العام مثلما نلم�سه عند العديد يمكن �أن نلتم�س فيها دافعين �أ�سا�سين :الأول وا�ضح
الرحالة مثل :ابن بطوطة ،والعيا�شي ،ومحمد من َّ ويمكن الجزم به؛ لأن الم�ؤلف �ص َّرح به ،وهو ت�أدية
اب��ن �أحمد القي�سي ،والورتيالني وغيرهم ،حين فري�ضة ال�ح��ج(� ،((9أم��ا الدافع الثاني ،وه��و الذي
ي�ستعملون ف��ي ت��دوي��ن رحالتهم ال�شعر الملحون كان وراء تدوين الرحلة وال يمكن الجزم به �إطال ًقا
والف�صيح وبع�ض الأ�ساليب البيانية واللغوية ،وهو العتبارات لي�س هذا محلها؛ فيمكن رده �إلى عوامل
ما يزيد في �صبغتها الأدبية ،ويبقى الأمر بالن�سبة �شخ�صية مرتبطة ب�صاحب الرحلة ال بمدونها ،وقد
للتاريخ فيما هو مقت�صر على الوقائع التاريخية يكون تلبية لطلب الأ�صدقاء والمقربين �أو الإفادة
الم�صادفة؛ �أي القائمة بما ُي َم ِّكن من �إ�ضافتها و�إمتاع القراء وم�ؤان�ستهم �أو و�ضعها كدليل �إر�شادي
�إلى �سجل الأحداث التاريخية� ،إال �أن هناك بع�ض ُيهتدى به في رحالت الحقة �أحد هذه الدوافع.
الرحالت التي يبقى الجانب الأدبي فيها مقت�صرًا وق ��د ات���ض�ح��ت ف��ي ال��رح �ل��ة �أغ �ل��ب المعايير
فقط على الطابع ال�ع��ام للغة الو�صف ،وه��ذا ما الرحالة
والموا�صفات التي كانت معهودة عند َّ
يجعلنا نحكم على م�ضمون هذه الرحلة ب�أنها ال تنبئ العرب �أو المعالم المرجوة من كل رحلة مد َّونة،
آفاق الثقافة والتراث 120
�أ�صحاب الرحالت الحجية من حيث التعريج على �أبدًا بالم�ستوى اللغوي والأدبي ل�صاحبها المعروف
مناظرات كالمية مع محاورين فعليين �أو متوهمين، بعلو كعبه في هذا المجال ،لن�صل في النهاية �إلى
وهو اجتهاد وردود فقهية على فقهاء وعامة �شافههم الحكم �أن فوائد هذه الرحلة ال تخرج عن الجوانب
�أو كاتبوه في م�س�ألة تت�صل ب�أحكام الحج �أو العمرة التاريخية والمجاالت االقت�صادية واالجتماعية التي
�أو �آداب ال��زي��ارة .مثلما �أن��ه يغاير ما �سلكه ماء �صادفها رحالتنا فو�صفها وحكم عليها.
العينين في رحلته الحجية (في الثالثينيات من تهتم الدرا�سات المتخ�ص�صة في تاريخ توات
القرن الع�شرين) من الجنوح �إلى الإغراق في الوجد �سوا ًء �أكانت الفقهية �أم اللغوية �أو التاريخية بدرا�سة
الروحاني في الحديث عن الم�سالك التي قطعها ال�شيخ عبد الرحمن بن عمر التنيالني؛ لذلك تُعد
ركبه من ج��دة �إل��ى مكة فالمدينة ال�م�ن��ورة(،((10 هذه الرحلة م�صدرًا مه ًما للتعرف على �شخ�صه
وع�ن��دي �أن م��ا تتميز ب��ه الرحلة الحجازية لعبد ومكانته العلمية ،فهي تُنبئ عن جوانب عدة يمكن
الرحمن بن عمر التنيالني هو على وجه التحديد القول عنها �إنها كانت مجهولة عن ال�شيخ ،كما �أنها
ما يعك�س �شخ�صيته على النوع الذي حاولنا تقريبها قد تك�شف لنا عن مجال خ�صب كان يحبذه ال�شيخ
الأبعاد به من القارئ :الفقيه والمفتي والقا�ضي ،المهموم و�أبدع فيه ،وهو الترحال والتنقل الذي �أفنى �شبابه
الجغرافية بق�ضايا االلتزام والعدل واالن�ضباط .هذه ال�صفات
وال�سو�سيو فيه .مما ي�سمح بالغو�ص في �شخ�صيته وبناءها
اقت�صادية هي ما يك�سب مالحظاته عن الحجاز تمايزًا وفرادة. بعيدًا ع َّما دبجته �أنامله من كتب وفهار�س ،والتي
للمغرب
الإ�سالمي من و�إنه من المفيد لم�ؤرخ هذه الفترة �أن يتبين الكيفية ال يمكن �أن تعطيك �أكثر من طريقته في التحليل
خالل مخطوط التي ترت�سم بها �صورة الأقطار الإ�سالمية �آنذاك
رحلة ال�شيخ �أو منهجه في اال�ستنباط �أو قدرته على الحفظ
عبد الرحمن في الوعي العربي الإ�سالمي المعا�صر ،وال�صورة واال�ستح�ضار.
بن عمر الأموي
التنيالني �إلى التي يحفظها الزائر -الحاج ،القادم من المغرب �إن التنيالني ،في باقي رحلته (ال�شطر الحجازي
الحج �سنة
1188ﻫ/ الإ�سالمي لها. والأهم فيها؛ �أي ما هو مو�ضوعها والغاية منها� :أداء
1774م
�إن المتمعن في هذه الطريق يدرك حقيقة جلية فري�ضة الحج) يختلف عن معا�صريه من �أ�صحاب
مفادها �أن ه�ؤالء الحجيج يتحملون م�صاعب كثيرة الرحالت مخالفة تامة .ف�إ�شاراته �إلى كيفية الحج
وعقبات طبيعة قا�سية ،ويزيدها ق�ساو ًة انعدام �إ�شارات عملية مخت�صرة تفتر�ض المخاطب عال ًما
الأم��ن ،وكثرة الل�صو�صية ،وقلة منابع الماء من مطل ًعا على �أحكام الحج� .إن��ه على �سبيل المثال،
�أجل ق�ضاء �شعائرهم الدينية ،وعلى الرغم من كل يخالف محمد المختار الوالتي �صاحب (الرحلة
ذلك ف� َّإن �صاحب الرحلة كان ي�ؤكد في كل مو�ضع الحجازية) ال�شهير عند المغاربة مخالف ًة تامة في
من م�سارهم �أنهم توقفوا لي�ؤدوا واجبهم الديني، الحديث عن تفا�صيل العمرة والحج والخو�ض في
وه��و ما ي��د ُّل على تم�سك الفرد التواتي بعقيدته دقائقها خو�ضً ا جعله يفرد لها ق�س ًما (هو الق�سم
وواجباته وثقافته الفكرية والإ�سالمية التي ا�ستطاع ف�صل ،فهو نوع من دليل الحجالرابع) من خم�سين اً
�أن ُي�ضحي لأجلها ب�أعزِّ ما يملك من نف�سه وماله والعمرة كما يقول محمد حجي محقق الرحلة" :وما
ووقته ،كما �أن مثل :هذه الرحالت كانت ت�ستغل في �أح��رى هذا الق�سم من الرحلة �أن يطبع على حدة
الح�صول على الإيجازات و�أخذ الأ�سانيد والمرويات كدليل للحج ال�سني"( ،((10وهو عود �إلى المعتاد عند
121 آفاق الثقافة والتراث
لقد غلب على ه��ذه الرحلة الطابع الجغرافي ومعرفة زيارة العلماء وفي بع�ض الأحيان حتى في
والطبيعي ف�صاحب الرحلة جمع لنا �أكبر قدر ممكن التجارة ،وهذا من باب تعدد النيات� ،إن "الرحلة
من المعلومات التي قد تهم الجغرافيين ،وهواة الحجية لعبد الرحمن بن عمر مع ما تطفح به من
درا�سة الأقاليم والمواقع ،وهكذا ز َّودتنا هذه الرحلة الرحالة منها( ،فهو
م�ضامين روحانية ،فال ينفك َّ
بمعلومات هامة عن الطرق والم�سالك ال�صحراوية في الحج في ح��ال مت�صل من ال�صفاء الروحي،
التي قطعها في رحلته و�أه��م المحطات بها ،كما وم��ن الجذب ال�ق��وي) تنب�ؤنا عن الأمكنة مو�ضع
ُيقدم لنا و�صفًا لطبيعة الأرا� �ض��ي التي م� َّر بها، الم�شاهدة �أكثر مما تخبرنا عن �صاحبها� .إنها
وع��ددًا من منابع المياه الوفيرة والمعدومة ،التي تلقي �أ�ضواء كا�شفة على الأمكنة مو�ضع الم�شاهدة
م � َّر بها �أو تلك المدفونة ف��ي ال��رم��ال وال تظهر (ت�ضاري�س ،طرق وم�سالك� ،أودية ومنابع� ،أ�شخا�ص
في الغالب �إال في �أماكن محدودة ،كما ح� َّدد لنا ومدن وقبائل) �أكثر مما تعطينا ترجمة وافية عن
�صاحب الرحلة الم�سافات بين المناطق بم�سيرة �صاحبها �أو حتى مرافقيه.
الأيام فيقول مثال�" :أن الم�سافة بين كذا وكذا هي ب -الجوانب الجيو تاريخية:
ن�صف يوم من الم�سير...ومن كذا �إلى كذا خم�سة
الرحالة التواتيون لأنواع الطبيعة
يتفاوت ت�صوير َّ
�أيام" .وبالمنا�سبة يذكر التنيالني في رحلته عددًا التي مروا بها � اً
إجمال ون�ستطيع �أن نتب َّين نوعين في
من الآب��ار الموجودة في طريق الحج بليبيا ،كما
معالجتهم للطبيعة ب�صفة عامة ،ويرجع ذلك �إلى
يعطينا و�صفًا دقيقًا لمياهها من حيث العذوبة
التفاوت في الح�س الجمالي لكل رحالة ،وبح�سب
مقـــاالت
والملوحة ،وتتجلى المالمح الجغرافية في الرحلة قدرات كل منهم على المالحظة والو�صف الدقيق؛
حينما يعمد �صاحب الرحلة �إلي �إبراز العديد من فبع�ضهم يتمتع بذوق نافذ؛ ولهذا جاءت رحالتهم
الموا�صفات الجغرافية والطبيعية التي �أوردها في عبارة عن لوحات فنية ت�ص َّور لنا مناظر الطبيعة،
تفا�صيل رحلته ،وهي على النحو الآتي: و�أما البع�ض الآخر ف�إنهم يهتمون �أكثر ب�إبراز الطريق
ال��دروب والم�سالك :يو�ضح لنا م�سار الرحلة والمنازل التي مكثوا فيها هنيهة من الزمن ،وكلُّما
مجموعة من الطرق �أهمها الطريق المحلي الذي �صادفهم من عوائق و�صعاب ،..فجاءت رحالتهم
يمتد من و�سط توات �إلى قرية بوعلي ثم ينحرف عبارة عن �أخبار علمية جافة ت�شبه كتب الم�سالك
باتجاه �إقليم تديكلت ،وفيها يلتقي م��ع الطريق والممالك( ،((10و�إذا ما �أ�سقطنا ذلك على الرحلة
الرئي�س في قوافل الحجيج ،ويمر �أ�سفل توات ،وهو المدرو�سة ف�إنها �أق��رب �إل��ى النوع الثاني منه �إلى
الطريق الذي �سلكه محمد بن �أحمد القي�سي (ابن الأول فهي عبارة عن مادة علمية تاريخية مح�ضة
المليح)(� ،((10أما الطريق الثانية في م�سار الرحلة ال مجال للأدب فيها �إال في طابعها العام ،وفي هذا
والممتدة بين عين �صالح وفزان الليبية ،ويلتقي هذا ال�صدد يقول عنها الأ�ستاذ �أحمد جعفري..." :و�إذا
الطريق مع طريق �أزقر الم�شهورة بقوافلها التجارية، ا�ستثنينا تلك المقدمة التي �أفتتح بها ال�شيخ �سيدي
وهي الطريق التي يلتقي فيها كل من الطريق المار عبد الرحمن بن عمر التنيالني رحلته� ،إ�ضافة �إلى
�أعلى ت��وات و�أ�سفلها ،وه��ذا ح�سب مقارنة بين ما بع�ض الفقرات في طياتها ،ف�إن الرحلة بدت �أقرب
قاله الم�ؤلف وما قاله محمد بن �أحمد القي�سي(،((10 �إلى الت�أريخ منه �إلى ن�ص �أدبي راقي.((10("...
آفاق الثقافة والتراث 122
الرحالة كان ذا ثقافة تاريخية كبيرة وعلى ويبدو �أن َّ �أما الطريق الثالث في م�سار الرحلة وال��ذي يمتد
اطالع وا�سع بتاريخ المناطق التي زاره��ا ،كما �أن من فزان �إلى القاهرة ،وهو الطريق الرابط بين
ف�ضوله العلمي �أتاح له التعرف على �أحوال ال�شعوب الم�شرق والمغرب م�ح��وره الأ��س��ا���س ف��ي القوافل
التي عبر �أرا�ضيها ،كما ُت�ق��دم لنا ه��ذه الرحلة التجارية قاعدة مرزق ك�أكبر قاعدة اقت�صادية في
�صورة دقيقة للو�ضع ال�سيا�سي ال�سائد في المناطق ب�لاد ف��زان ،ويمر عبر العديد م��ن المناطق في
ال�صحراوية وفي الأقطار والممالك التي م ّرت بها ال�صحراء الليبية ،والقادم من ت��وات �سوا ًء �أكان
قافلة الحج في تلك الفترة ،فقد �أفادتنا ب�أن بع�ض من الأعلى �أم الأ�سفل يمر به �إلى القاهرة ويلتقي
المناطق وعلى الرغم من �سيطرة الحكام عليها �إال مع الطريق ال�شمالي( ((10الأ�سا�سي في القاهرة،
�أن هجمات الل�صو�ص وقطاع الطريق على القوافل �أم��ا الطريق ال��راب��ع فهو ال��ذي يمتد من القاهرة
التجارية المارة بها لم تتوقف ،وهو ما عانى منه �إل��ى الحجاز مع العلم ب��أن هناك طريق كان يم ُر
�صاحب الرحلة نف�سه ،ومن هذه الأماكن( :مدينة على بحر القلزم ومنه مبا�شرة �إلى الحجاز(،.((10
تمنطيط)(( ،((11زاوي��ة ال �ج��دي��د)( ،((11و(زاوي��ة مثل :طريق ومن الطرق والم�سالك التي ذكرها اً
ال��رق��ادي) وردت ف��ي ن" 1الرقاد"(( ،((11قرية ازك�ي��ر( ((10طريق الهاروج الأبي�ض والأ� �س��ود(،((10
الأبعاد
الجغرافية ب �ع �ل��ي)(( ،((11ت��دي �ك �ل��ت)(( ،((11ت�م�ي�ق�ط��ن)(،((12 طريق ال�صانع(.((11
وال�سو�سيو و(ق�صر زاوي��ة �سيدي �أب��ي الأنوار)"الأنوار" ن2
اقت�صادية الأحوال المناخية :كما ي�شير الم�ؤلف �إلى بع�ض
للمغرب غير موجودة(�( ،((12آولف ال�شرفة) ،ويقال له �آولف الأح��وال المناخية التي تع َّر�ض لها الركب خالل
الإ�سالمي من
خالل مخطوط الكبير( ،((12و(تقرافت)( ،((12و(دابدر) ،وهو اال�سم الطريق ،ومن �أهم تلك الأحوال التي �صادفت الركب
رحلة ال�شيخ الزناتي الذي كان يطلق قدي ًما على منطقة "�أقبلي"
عبد الرحمن عند خروجه من عين �صالح (ال��ري��اح ،الأمطار،
بن عمر الأموي الواقعة في �إقليم تديكلت( ،((12و(قبيلة �أوالد مو�سى)،
التنيالني �إلى الرعد والبرق ،وحرارة الجو)( ،((11ويقول عن بع�ض
الحج �سنة و(ق�صر زاوية �أبي نعامة)( ،((12و(التكرور)(،((12 الأحوال الأخرى في الحجاز(المطر والبرق)(.((11
1188ﻫ/
1774م و(عين ��ص��ال��ح)( ،((12و(ق�صر �أوالد بلقا�سم هو
الق�صر المعروف الآن بق�صر المرابطين(،((12 المرتفعات الجبلية :يتعر�ض الم�ؤلف في رحلته
وق�صر �أوالد الحاج( ،((12ولمنقارطين ،وتدمايت، �إلى بع�ض المرتفعات التي كانت تعيق قوافل الحجيج،
وهناك من يقول له تخمالت( ،((13و(جبل حلكم)، ومحذرًا الرحالت القادمة منها ،نذكر منها على
و(بالد �أوكروت)( ،((13و(بالد فزان)( ،((13و(قرية �سبيل المثال ال الح�صر جبال الهاروج التي عانى
�أب��ار) �أول ق��رى ف��زان جنوب ليبيا ،ك��ان الحجاج الركب فيها ،وهي في الطريق الممتدة في �صحراء
ينزلون بها فيجدون من �أميرها الإكرام والحماية، فزان( ،((11ومن بين المرتفعات كذلك بل و�أكثرها
فكانوا يرتاحون فيها( ،((13و(قرية ججم) ،و(قرية �شدة و�صعوبة ،وهي عقبة �أيلة والموجودة في �آخر
اوت�ش) ،و(قرية �آبريا)( ،((13و(قرية امتوا نقزيك)، الحدود الم�صرية من الناحية ال�شرقية(.((11
و(قرية تكركيب) ،و(قرية ت�ساوى) وي�سميها �أهل و�صف المدن والقرى :ركَّز الم�ؤلف على و�صفها
ال�سودان جرمة ال�صغرى( ،((13و(قرية الزرقان)، ب�شكل كبير ويذكر الأ�سماء الخا�صة بها ،عدا بع�ض
و(م��دي �ن��ة م� � ��رزق)( ((13و(ق��ري��ة ع�ي��ن ال�م��ول��ى)، الرحالة الآخرين
المناطق التي لم ترد با�سمها عند َّ
و(قرية انزغن)( ،((13و(قرية زويلة)( ،((13و(قرية مما يوحي ب�أن الم�ؤلف كان يدرك حقيقة الطريق،
123 آفاق الثقافة والتراث
دجن ،ماء ميجور ،ماء �أزوا ،ماء �أجرا�شكا�ش ،ماء �أم الأف��اع��ي)( ،((13و(قرية تم�سه)( ،((14و(مدينة
الب�ض ،ماء �أجيج ،ماء �أكب�ص ،عوينة يو�سف ،ماء �أوج � �ل� ��ة)( ،((14و(ق��ري��ة ج� �ل ��و)( ،((14و(��ص�ح��راء
زلطا( ،((16ماء اليهودية( ،((16وبئر ال�صعاليك(،((16 ال� �ق ��رود)( ،((14و(م��و��ض��ع ال�صنك) ،و(ب �ل��دة �أم
و�آبار بدر( ،((16بير علي...... الأل���واح)( ،((14و(خطية الغزوالية)( ،((14و(قرية
الأودي��ة والأنهار والمجاري المائية ،:ومن �أهم � �س��وى)( ،((14و(ق��ري��ة واد �أم همو) ،و(مدينة �أم
ال��ودي��ان ال�ت��ي �أورده� ��ا ال�شيخ ف��ي ه��ذه الطريق: ال �� �ص �غ �ي��ر)( ،((14و(ق��ري��ة ب� ��رن� ��و)( ،((14و(ق��ري��ة
واد بحان ،وحا�سي ال�شب ،وواد مو�سى( ،((17وواد ال�سنجة)( ،((14و(منطقة كدبر الحمير) ،و(قرية
تنورت ،وواد ع�صرا ،وواد نتقرير ،ور�أ���س ال��واد، ك ��راد� ��س)( ،((15و(منطقة الفيا�ضة) ،و(مدينة
وواد ت��راب ،وواد الطلح ،وواد قطمير( ،((17وواد ال �ق��اه��رة)( ،((15و(ب�ن��در ع� �ج ��رود)( ،((15و(بندر
الطرفاوي( ،((17والوادي الفارغ( ،((17وواد التيه(،((17 (((15
النخيل)( ،((15و(عقبة �أي�ل��ه)( ،((15و(ينبوع)
وواد فاطمة( ((17وقديدًا(....((17 و(بندر المليح)( ،((15و(بندر الإلزام)( ،((15و(بندر
ال �غ �ط��اء ال�ن�ي��ات��ي :كما �أورد ال�شيخ ف��ي هذه ال��وج��ه)( ،((15و(ال �ح��وراء)( ،((15و(ق��اع البزوة �أو
الطريق ذك��رًا للأ�شجار والح�شائ�ش والنباتات البزواء) ،و(عقبة ال�سكر)( ،((16و(عقبة ع�سفان)،
ومختلف م��ا ا�شتهر ب��ه �أه��ل بع�ض المناطق من و(ك��داء)( ،((16و(ع�سفان)( ،((16و(خلي�ص)(،((16
�إنتاج فالحي ،مثل� :شجر الحاد الأ�سود( ،((17و�شجر و(راب��غ) ،و(ال�ج��دي��دة)( ((16و(مكة) ،و(المدينة
ال�شبرق( ،((17و�شجر االرطبي( ((17و�شجر الأثل(،((18 المنورة) ،و(قباء)( ،((16و(بندر النخيل) ،و(تيه
مقـــاالت
ونبات الدي�س( ،((18و�شجر الطلح ،و�شجر العلندا، بني �إ�سرائيل) ،و(البركات)
و�شجيرة ال�ضمر(....((18 العيون والينابيع المائية� :إن الطريق الوا�صل
ت -الجوانب ال�سو�سيو اقت�صادية: بين عين �صالح و�صحراء -ف��زان ،ر َّك��ز الم�ؤلف
الرحالة عبد الرحمن بن عمر التنيالني فيها على مجموعة م��ن الخ�صائ�ص الجغرافية
اعتنى َّ
ب��الأم��ور االجتماعية واالقت�صادية عناية �شديدة والطبيعية فو�صفها و�صفًا دقيقًا على ما كانت عليه
ف��اق��ت عنايته ب��الأم��ور الأخ���رى ،ول�ه��ذا اكت�سبت في تاريخ رحلته ،ويعود ال�سبب في ذلك �إلى عدم
رحلته �صبغة خا�صة جعلتها م�صدرًا ال ي�ستغني وج��ود ال�سكان في هذه المناطق ،خالفًا للطريق
عنه الم�ؤرخون المتخ�ص�صون ،ولنبد�أ بالحديث الوا�صلة بين ت��وات الو�سطى وال�شرقية التي كثر
عن المظاهر االجتماعية الم�ستنبطة من الرحلة الحديث فيها ع��ن تعامالت ال�سكان و�أخالقهم
في منطقة توات؛ حيث يو�ضح الم�ؤلف مع مطلعها ومدى ا�ستجابتهم لركب الحجيج وتق�صيرهم في
الحوار الذي جرى بينه وبين �سيد عمر بن �سيدي ذلك .وتركَّز و�صفه على منابع المياه بالإ�ضافة �إلى
عبد الرحمن و�إدري ����س ب��ن العالمة �سيدي عمر الأحداث التي كان يتع َّر�ض لها الركب ،ومن جملة
مفاده ونتيجته هو ح�صول عبد الرحمن ابن عمر المنابع التي �أوردها الم�ؤلف ،وهي على الترتيب من
التنيالني على المبلغ المخ�ص�ص لل�سفر �إلى الحج ال�شب،
عين �صالح �إلى فزان" :بئر ال�صم ،حا�سي ّ
مع تحديد قيمته ومعرفة تكلفة الحج خالل تلك إ�سهال ً
مفرطا)، حا�سي البلي (وذكر �أن ماءه ُيو ِّرث � اً
الفترة �أمر مهم ،كما يت�ضح من خاللها �أي�ضً ا مدى ماء تحجاوت ،ماء جلكم ،ماء تكت ،ماء الجان ،ماء
آفاق الثقافة والتراث 124
�إلى "بندر عجرود" القريب من عقبة "�أيله" وفي الترابط بين �أفراد المجتمع و�إح�سا�س الفرد التواتي
هذه المنطقة تعر�ضوا من طرف ُق ّطاع الطرق �إلى الرحالة
ب�أخيه في �أ�صعب الظروف ،وي�ص ِّور لنا َّ
ال�سلب ف�أخذوا من الركب ثالثة جمال ،و ُي�صور لنا من خالل هذا الحوار �أن المجتمع التواتي مجتمع
الرحالة ب�أن �سكان هذه المناطق يغلب على طابعهم َّ متد ّين ،وعند انطالق الرحلة ي�شير الم�ؤلف �إلى �أهم
ال�سلب والنهب واالحتيال مثل :عرب "بدر" ولكن المحطات التي م َّر بها م�شيرًا �إلى مدى ا�ستجابة
ال��رك��ب م � َّر بهذه الطريق ب�سالم ،وم��ن المالمح وتق�صير ال�سكان في ال�ضيافة وح�سن المعا�شرة،
االجتماعية البارزة في هذه الرحلة الحديث عن وي��و��ض��ح لنا ال�م�ك��وث ال ��ذي ط��ال ف��ي المحطات
القبور والقباب ،وطريقة احتفال بع�ض المناطق التواتية ومدى ا�ستجابتهم لوفود الحجيج ،وتُق ّدر
بمقدم الحجيج.....ومن هذه الإ�شارات نذكر :وجود المدة التي ا�ستغرقها الم�ؤلف في الأقاليم التواتية
قبر لنبي في قرية ات�ساوى الليبية( ،((18واحتفال يوما تقري ًبا ،وقد �أ�شار الم�ؤلف
بخم�سة وع�شرين ً
�أهل مرزق بقوافل الحجيج ،وزيارة القباب "ونزلنا �إلى مجموعة من ال�شخ�صيات التي رحبت به �أثناء
بقرية ازوي �ل��ة( ((18قاعدة ف��زان في القديم وزرن��ا الطريق في كل محطة �أقام فيها.
الأبعاد بها �سبع قبات على الرغم من �أنها قباب قبور من �أما المجتمع الليبي ف�إنه ركَّز على عوائده في
الجغرافية افتتحها من ال�صحابة والتابعين لكنهم لم ُيع ٍّينُوا
وال�سو�سيو ا�ستقبال الحجيج وبع�ض ال �ع��ادات ال�ت��ي تخ�ص
اقت�صادية لنا �أ�سماء �أ�صحابها ،و�أقمنا بها ال�سبت والأح��د، مذاهبهم وعوائدهم وم�ستواهم المعي�شي ،فمنها
للمغرب
الإ�سالمي من وهو �أول يوم من رم�ضان"( ،((18وعدوانية �أهل وجلة ما �أ�شاد بم�ستواها المعي�شي و�سيا�ستها مثل :قرية
خالل مخطوط (((18
"ثم رحلنا منه و ِب ْتنَا قري ًبا من مدينة (وجلة)
رحلة ال�شيخ "�سوى"؛ حيث يقول عنها ...":و�أهلها ال ب�أ�س
عبد الرحمن ث� َّ�م �أ�صبحنا ي��وم ال�سبت ال�ح��ادي والع�شرين من ب�ه��م ي��ول��ون �أم��وره��م الث�ن��ي ع�شر م��ن �شيوخهم
بن عمر الأموي
التنيالني �إلى رم�ضان والخام�س ع�شر من نوفمبر و�أقمنا بها يوم ولهم �سيا�سة و�شهامة ال يح�سدهم عليها �أحد من
الحج �سنة
1188ﻫ/ الأحد و�أهلها في غاية الم�شاك�سة في المعاملة وق َّلة الأعراب ((18("...ومنها من انتقدها و�أ��ش��ار �إلى
1774م الأمانة"(.((19 تدني م�ستواها المعي�شي واالجتماعي كقرية "�أبار"
وم ��ن �أب� ��رز ال �م�لام��ح االج�ت�م��اع�ي��ة ال �ت��ي ورد التي يقول عنها..." :و�أكرمونا بالخميرة �إال �أنهم ال
ذكرها في �سياق و�صف الرحلة وم�ساراتها زيارته �إدام عندهم ،((18("...ومنها كذلك قرية "�أوجلة"،
لأب��رز المعالم الدينية والم�شاهد الروحية التي وتختلف ع��وائ��د ك��ل ق��ري��ة ع��ن �أخ ��رى مما يوحي
كانت قائمة �آن ��ذاك ف��ي العالم الإ��س�لام��ي مثل: ب��أن القرى لم تكن متحدة فيما بينها في الفترة
زاوي ��ة ال �ج��دي��د)( ،((19و(زاوي���ة ال ��رق ��ادي)(،((19 المدرو�سة .
و(زاوية �سيدي �أبي الأن��وار)( ،((19و(�ضريح ال�شيخ وبعد و�صول ال�شيخ �إلى م�صر وعبوره النيل �إلى
المغيلي)( ،((19و(زاوي��ة �أب��ي ن�ع��ام��ة)( ،((19و(قبر القاهرة وقعت له واقعة ،تمثلت في �إ�ضالله الطريق
قرية ات�ساوى) ،و(قباب قبور ازوي�ل��ة) ،و(جامع فلم يجد الركب ب�سبب الناقة التي كان يظن �أنها
الأزهر) ،و(م�شهد الإمام �أبو اهلل محمد بن �إدري�س مرت مع قطيع من الإب��ل الم�صرية خالل الزحام
ال�شافعي) ،و(مقام ر�أ�س الح�سين) و(قبر ال�سيدة الذي كان موجود في القاهرة �آنذاك( ،((18وفي ذلك
نفي�سة) ،و(البقيع) ،و(قبور ال�شهداء) ،و(المقام اليوم يجد �أ�صحابه ،وي�ستمر الركب �إلى �أن ي�صل
125 آفاق الثقافة والتراث
�إفريقيا) وعرب وبربر ،كما يرتاد �سوق تمنطيط المالكي)...كما ورد في و�صف م�سار الرحلة ذكر
�أهل �ساهل والعرب والبدو والجكانة و�أوالد الحاج لبع�ض الأعالم والم�شايخ الذين التقى بهم �أو تع َّرف
و�سكان �سوف... عليهم �أو قدموا له م�ساعدة �أو �أخ��ذوا عنه عل ًما
الخاتمة: وفتوى �أو �شهد وفاتهم و�إلى غير ذلك من المنا�سبات
المتباينة التي عا�شها م�ؤلف الرحلة.
�إن محاولتنا (تحقيق مخطوط الرحلة والعناية
به) الب�سيطة في م�ضمونها والمتوا�ضعة في �شكلها، كما لـ َّمح الم�ؤلف �إلى بع�ض الجوانب االقت�صادية
ت�سعى هي الأخرى جاهد ًة �إلى �إبراز مجموعة من التي يمكن �أن ن�ست�شف من خاللها مجموعة من
المالمح والإ�شارات التي تدلنا على مكانة الم�ؤلف النتائج الهامة في حركة التجارة عبر قوافل الحجيج
وع�صره ومنطقته ،كما �أنها تطلعنا على حوادث ويمكن �أن نجمل ذلك في مجموع من النقاط الآتية:
تاريخية مهمة في الجانب الإن�ساني ،وقد �أ�شرنا �إلى الرحالة �أن في حركة التجارة التواتية�ص َّور لنا َّ
البع�ض منها في �أبعاد المخطوط التاريخية ،وفي
قاعدة اقت�صادية مهمة البد من المرور بها قبل �أي
نقد محتوى المخطوط.
خروج من البالد التواتية لأجل التز ُّود بال�سلع وكل
وعلى الرغم من التراث الفكري ال��ذي عرفه ما يلزم الرحلة ،وهي قاعدة تمنطيط التي كانت
الإقليم �إال �أن الدرا�سات التاريخية ب�صفة عامة تعد العا�صمة االقت�صادية للإقليم خ�لال القرن
بقيت خجولة بع�ض ال�شيء مقارنة مع الدرا�سات 12ﻫ18 /م(.((19
الأخرى �إلى حين بروز �أهمية الرحالت التواتية التي
مقـــاالت
تميزت بخ�صائ�ص علمية ومناهج قويمة ،ويمكن كما ي�شير الم�ؤلف �إلى المقاي�ضة االقت�صادية
للباحثين المعا�صرين الإلمام واالهتمام بها ،فهي التي حدثت بين �أفراد الركب الذي كان فيه و�سكان
ال تقل �أهمية عن الكتب التاريخية بل تُعد م�صدرًا مدينة �أبار الليبية(.((19
أ�سا�سا من م�صادر التاريخ المحلي بو�صفها من � ً عند و�صول الركب �إل��ى منطقة بندر النخيل
�أوف��ر الم�صادر و�أوثقها بل و�أ�شملها فيما يتعلق القريبة من الناحية ال�شرقية �إلى �صحراء �سيناء
بتاريخ المنطقة من جميع النواحي وتنفرد ب�أهمية التقى الركب التواتي مع الركب ال�شامي الذي كان
وبخا�صة على الكتب المتخ�ص�صة؛ ذلك �أن م�صنفي من جملة ب�ضائعه الفواكه ال�شامية والثمار فت�سوق
هذا النوع من الم�صادر تميزوا بمنهجية �صارمة
�أفراد الركب التواتي من ركب ال�شامي عن طريق
ف��ي ت�سجيل �شهاداتهم عبر م�سارهم الخا�ص
المقاي�ضة(.((19
بهم� ،إ�ضافة �إل��ى العفوية في التعليق وال�صدقية
ف��ي ال��و��ص��ف ،فو�صفوا ال�ب�لاد ومعالمها والعباد وفي الجانب االقت�صادي �أي�ضً ا تفيدنا الرحلة
وعاداتهم،كما �أنهم تطرقوا في كثير من الأحيان ب��وج��ود الأ�� �س ��واق ال�ك�ب�ي��رة � �س��وا ًء �أف ��ي المغرب
�إلى �إيراد عدد من التعريفات والتراجم ،وقد تكون الإ�سالمي �أم في م�شرقه ،وللعلم تتوفر توات على
هذه التعاريف والتراجم مفقودة وم�صنفات نفي�سة عدة �أ�سواق تجارية �أهمها :تيميمون اً
�شمال و�سوق
يطلعون عليها خالل م�سارهم.ّ تيمي ف��ي ال �غ��رب؛ وب �ه��ذه الأخ �ي��رة م��ا ي��زي��د عن
�إن الو�صف الذي يقدمه لنا ال�شيخ عبد الرحمن خم�س وع�شرين ( )25قرية ،يرتاد �سوقها مختلف ٍ
ال�ت�ن�ي�لان��ي ح ��ول ط��ري��ق ال �ح��ج ال �ب��ري الجنوبي الأجنا�س والأع��راق من فالنيين وغراربة (غرب
آفاق الثقافة والتراث 126
�سوا ًء �أكانت المغمورة �أم المعلومة في المجتمعات ال�صحراوي من تمنطيط �إلى مكة ،يمكننا من �أخذ
العربية ،وبخا�صة الليبية منها. فكرة حول الظروف التي كان ي�ؤدي فيها الحجاج
ويمكن ال�ق��ول �إن رحلة ال�شيخ عبد الرحمن عموما والتواتيون خ�صو�صً ا -هذه ً -الجزائريون
التنيالني من ت��وات �إل��ى مكة م��رورًا بال�صحراء الفري�ضة ،ومدى �شوقهم �إلى زيارة الأماكن المقد�سة
الليبية والبالد الم�صرية وحوا�ضر الحجاز؛ رحلة على الرغم من �صعوبة الطريق .غير �أن هذه الرحلة
ال تخلو من فوائد تاريخية وجغرافية هامة ،و�إن ال تعطينا تفا�صيل دقيقة حول �أحوال المناطق التي
�صاحب الرحلة لم يكن يقدم و�صفًا تقليد ًيا للمناطق تمر بها ،بل تكتفي بذكر �أ�سماء الأم��اك��ن فقط؛
التي زاره��ا ،و�إنما حاول على قدر الإمكان تقديم ولهذا ف�إن الفائدة ال تكتمل �إال باال�ستعانة برحالت
معلومات دقيقة� ،أكثر تو�صيفية ظهرت فيها لم�سته اً
تف�صيل وتكت�سب الرحلة المدرو�سة �أخ��رى �أكثر
العلمية والفكرية من خالل المواقف التي تبناها بعدًا اجتماع ًيا يتجاوز الحدود المحلية �إلى بع�ض
(زي��ارة القبور -طريقة ال�صحيحة لأداء منا�سك الأقطار العربية يمكن اال�ستفادة منه؛ وذلك لأنها
الحج)...والمبادئ التي حاول فر�ضها(�شح بع�ض �أ�شارت �إلى العديد من العادات والتقاليد والأعراف
�أهالي المناطق ال�صحراوية �أو ل�صو�صيتهم.).. ال�سائدة حينها في بع�ض القرى والمدن والمدا�شر
الأبعاد
الجغرافية الملحق رقم� 01 :صورة من ال�صفحة الأولى من مخطوط الرحلة(الن�سخة )1
وال�سو�سيو
اقت�صادية
للمغرب
الإ�سالمي من
خالل مخطوط
رحلة ال�شيخ
عبد الرحمن
بن عمر الأموي
التنيالني �إلى
الحج �سنة
1188ﻫ/
1774م
مقـــاالت
مقـــاالت
�سليمان بن علي� ،أدغاغ� ،أدرار ،ورقة .01 3131نف�سه� ،ص .189
4343ت�سابيت :ا�سم لمنطقة من مناطق الإقليم التواتي ،وهي 3232و�صفه ال�شيخ باي بلعالم بالنجم الزاهر والإمام اال�شهري
كلمة بربرية معناها باللغة العربية المكان المعزول عالمة زمانه ونادرة �أوانه ،ينظر :محمد (باي بلعالم)،
عن الطريق .للتو�سع ينظر - :عريان الر�أ�س ،ال�شجرة الغ�صن ال��دان��ي��� ،ص - ،26عبد الرحمن (ب��ن عمر
المرجانية� ،ص�.ص( .)15 ،13 التنيالني) ،الفهر�سة ،الم�صدر ال�سابق� ،ص ،194وقد
4444توجد ن�سخة من المخطوطين بخزانة �سليماني موالي ا�شتهر ه��ذا الأخير برحلته الحجازية التي �أورد فيها
علي� ،أدغا� ،أدرار. العديد من المعلومات التاريخية التي تخ�ص منطقة
الزاب الجزائرية :ينظر -:الهاللي (�أبو العبا�س �أحمد)،
4545اطلعت على ن�سخة كاملة منه بخزانة ال�شاري الطيب- الرحلة الحجازية ،مخطوط بخزانة كو�سام� ،أدرار� ،ص
كو�سام� ،أدرار ،ال�صفحة الأولى مت�آكلة. .07
4646يوجد مخطوط بخزانة محمد باي بلعالم ،الركينة� ،أولف، 3333عبد اهلل (بن �أحمد الفالني) ،المخطوط ال�سابق� ،ص
�أدرار. ،01يراجع- :نيكلو (عبد القادر) ،الهجرة �إلى توات في
4747توجد ن�سخة من الرحلة والفهر�سة بخزانة �سليماني موالي القرن ال�سابع هجري ،الندوة الربعة لل�شيخ �سيدي موالي
علي� ،أدغا� -أدرار. �سليمان بن علي ،الم�سجد الكبير بق�صر �أوالد او�شن/14 ،
4848محمد باي بلعالم ،الغ�صن الداني� ،ص .57 ماي2009 /م� ،ص.14
4949نف�سه� ،ص .57 3434محمد (بن عبد الكريم التمنطيطي) ،تقييد حول تاريخ
5050التمنطيطي (محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق)، تمنطيط وتوات ،مخطوط بالخزانة البكرية� ،ص .25
جوهرة المعاني في تعريف علماء الألف الثاني ،مخطوط 3535نيكلو (عبد القادر) ،الهجرة �إلى توات في القرن ال�سابع
بخزانة �شاري الطيب ابن عبد اهلل كو�سام� ،ص�-ص(-22 هجري� ،ص14
)23 3636فرج (محمود فرج)� ،إقليم توات خالل القرنين الثامن
آفاق الثقافة والتراث 130
�6767سيد المحفوظ بن محمد بن �سالم :ول��د بق�صر �أوالد 5151نيكلو (عبد القادر) ،الهجرة �إلى توات في القرن ال�سابع
�أو�شن تعلم مبادئ العلم من الكتاتيب بهذا الق�صر فحفظ هجري � ،ص.14
القر�آن الكريم ،وهو ابن ثالثة ع�شر �سنة بمدر�سة ال�شيخ 5252المهداوي (عبد القادر بن عمر) ،الدرة الفاخرة في ذكر
�سيدي محمد ب��ن عبد الرحمن اب��ن عمر ،ت��ر ّب��ع على الم�شايخ التواتية ،مخطوط بخزانة باعبد اهلل� ،أدرار،
�سجادة �شيخه محمد بن عبد الرحمن بن عمر التنيالني �ص .05
بعد وفاته 1233ﻫ ليقوم مقامه في التدري�س ،فكان ماهرًا 5353محمد ( ابن عبد الكريم) ،جوهرة المعاني� ،ص .38
في �أ�صول الفقه والتف�سير وبقي على هذا الحال �إلى �أن
وافته المنية يوم 14ذو الحجة 1249ﻫ ودف��ن بمقبرة 5454البكراوي (محمد بن عبد الكريم) ،درة الأق�ل�ام في
�أوالد �أو�شن خ ّلف لنا هذا الأخير العديد من المخطوطات �أخبار المغرب بعد الإ�سالم ،مخطوط بالخزانة البكرية،
ن�ساخً ا متقنًا منها( :موط�أ الإمام تمنطيط -وب �خ��زان��ة �أب �ن��اء عبد الكبير ،المطارفة،
التي د ّونها بيده بو�صفه ّ
كامل ....وغيرها من مالك) و(خليل) والقر�آن الكريم اً �ص�-ص( .)23-24
المخطوطات والمن�سوخات الأخ��رى .للتو�سع يراجع-: 5555محمد (باي بلعالم ) الغ�صن الداني� ،ص ،60وقد �أوردها
�سليماني (علي) ،الندوة الرابعة لل�شيخ �سيدي موالي كلها معتمدًا في ذلك على الن�سخة الثانية في �شكل تعليق
�سليماني بن علي (ر�ضي اهلل عنه) ،ق�صر �أوالد و�شن ،يوم عليها.
الخمي�س 19جمادى الأولى 2009 ،م� ،ص .06 5656يرجى الرجوع �إلى :ن� ،1ص ،01ون� 2ص.01
6868خزانة بن الوليد الحاج الوليد بق�صر �أباعبد اهلل بلدية 5757مثل :الرحلة ال�شوقية ،وتحفة المجتاز �إلى معالم �أر�ض
الأبعاد
الجغرافية تيمي �أدرار ،الم�شرف على هذه الخزانة ابنه الأ�ستاذ الحجاز .ينظر - :البكراوي (محمد) ،درة الأقالم� ،ص
وال�سو�سيو الحاج عبد القادر ابن الوليد. .48
اقت�صادية
للمغرب 6969التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة � ،ص 01 5858العلوي �سعيد (ب��ن �سعيد)� ،أورب ��ا ف��ي م ��ر�آة الرحلة،
الإ�سالمي من 7070نف�سه� ،ص01 من�شورات كلية الأدب والعلوم الإن�سانية ،الرباط ،جامعة
خالل مخطوط محمد الخام�س المملكة المغربية 1995 ،م� ،ص.15
رحلة ال�شيخ 7171نف�سه� ،ص،18
عبد الرحمن 7272ال��ول�ي��د ب��ن محمد ب��ن عبد اهلل ب��ن عبد ال��رح�م��ن بن 5959يدعي �سكان قرية زويلة التي بها �سبعة قباب ب�أن هذه
بن عمر الأموي القباب هي قباب من افتتحها من ال�صحابة والتابعين لكن
التنيالني �إلى الوليد ابن من�صور بن القا�سم بن عبد الكريم بن �أحمد
الحج �سنة ابن يو�سف ،ولد بق�صر �أبي عبد اهلل �أوالد �أو�شن ،عام ال�شيخ انتقدهم �أنهم لم يعينوا �أ�سماء ه�ؤالء ال�صحابة
1188ﻫ/ 1925م ،در���س ال �ق��ر�آن و�أخ ��ذ م�ب��ادئ الفقه والعربية والتابعين يرجع �إل��ى - :التنيالني (عبد الرحمن بن
1774م عمر) ،الرحلة� ،ص .11
بالمدر�سة البكرية بتمنطيط ،وذلك بعد وفاة �أبيه ،بعد
�أن �أت� َّ�م رحلته التعليمية �سافر �إل��ى مدينة البي�ض ،ثم 6060نف�سه� ،ص .72
�إل��ى عين ال�صفراء وق�صر ال�ش ّاللة القبلية (بالجنوب 6161كروم (عبد اهلل) ،الرحالت ب�إقليم توات درا�سة تاريخية
ال �ج��زائ��ري)؛ حيث � َّأم بالنا�س د ّر� ��س ال �ق��ر�آن والفقه و�أدبية للرحالت المخطوطة ،دار حلب الجزائر2007 ،م،
واللغة العربية ،وف��ي ع��ام 1965م دخ��ل ميدان التعليم �ص .125
كمعلم بالمدر�سة االبتدائية �إلى �أن تقاعد �سنة 1994م (6262عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة ( ،ن � ،)1ص.20
ليتف َّرغ بعدها �إلى ترميم وجمع المخطوطات التواتية،
6363العلوي� ،أوربا في مر�آة الرحلة � ،ص .15
اهتم بدرا�سة تاريخ المنطقة وعلمائها،؛ حيث كان كما َّ
ؤ�س�سا لجمعية الأبحاث والدرا�سات التاريخية 6464خزانة موالي �سليمان بن علي بق�صر ادغا ،بلدية تيمي
ع�ضوًا وم� ً
لوالية �أدرار ،وبقي فيها �إلى �أن توفي وعمره يناهز (80 �أدرار ،الم�شرف عليها هو ال�سيد م��والي علي �سليماني
�سنة) يوم 21جانفي 2004م .حاول الت�أليف والتدوين االدغاغي .
فكانت خاتمة جهده مجموعة طيبة من الأعمال منها: 6565خزانة ال�شيخ الحاج محمد باي بلعالم بمدر�سته ب�ضاحية
كتاب (ق��رة الأع �ي��ان ف��ي ذك��ر علماء تنيالن) ودي��وان الركينة بمدينة �أولف� ،أدرار.
�شعري كبير متنوع في ال�شعر الملحون ،ومخطوطات في 6666الوليد (بن الوليد) ،جريدة �أن�ساب علماء توات ،مخطوط
الأن�ساب و�سير الأعيان وعلماء المنطقة ،وله ق�صائد بخزانة �أبي عبد اهلل� ،أدرار� ،ص .16
131 آفاق الثقافة والتراث
ب��ه ،وه��و �سهل ي�سير على الطريق ال�شمالي المار من في المدح وال ِّرثاء وغيرها ،كما له ق�صيدة على الثورة
المناطق التواتية ال�شمالية بحيث يبد�أ من ت�سابيت ثم الجزائرية .للتو�سع يراجع - :الوليد(ابن الوليد) قرة
اوق��روت ومنها �إل��ى توقرت وورقلة وغيرها ،وق��د �شهد الأعيان في ذكر علماء تنيالن ،مخطوط بخزانة �أبي عبد
الرحالة المغربين بذلك ومنهم - :القي�سي (ابن �أحمد)، اهلل� ،أدرار��� ،ص -13ال�شابي (�سعاد) ،درا�سة و�صفية
�أن�س ال�ساري وال�سارب ،تح وتق :محمد الفا�سي ،وزارة لخزانة �أب��ي عبد اهلل ،الملتقى الوطني الثالث البحث
الدولة ،المكلفة بال�ش�ؤون الثقافية والتعليم الأ�صلي ،فا�س، العالمي ودوره في خدمة التراث� 16/15 ،أفريل جامعة
1968م� ،ص .133 �أدرار �،ص -113باي (بلعالم محمد) ،الرحلة العلية �إلى
8585ه��ذا الطريق ع�ب��ارة ع��ن ج�ب��ال متال�صقة م��ع بع�ضها منطقة توات ،ج ،1ج ،2دار الأمة2005 ،م� ،ص -410بن
البع�ض الم�ؤلف ذكر ب�أنها طريق �صعبة يمكن الرجوع الوليد (عبد القادر)“ ،الوليد �أبن الوليد” ،مجلة النخلة،
�إلى -:عبد العزيز (�صريح �شرف) ،جغرافية ليبيا ،مركز ع ،54الجزائر� ،أدرار ،جوان 2008م� ،ص .22
الإ�سكندرية للكتاب ،ط ،2م�صر2008 ،م� ،ص .82 7373وقد �أ�شار �إلى ذلك ال�شيخ باي بلعالم في �إحدى محا�ضرته
8686نف�سه، من �أن ال�شيخ حمزة الفالني كتب ن�سخة من هذه الرحلة؛
8787للتعرف على تفا�صيل الحادثة يراجع - :التنيالني (عبد حيث يقول..." :ورحلته م��وج��ودة بخط ال�شيخ �سيدي
الرحمن بن عمر) ،الرحلة� ،ص�-ص( .)17-15 حمزة لكن مع الأ�سف تال�شت َّ
وتقطعت ولم يبق منها �إال
اً القليل .."...ينظر - :باي (بلعالم محمد) ،لمحات من
مف�صل مثلما �شرحا
8888لم ي�شرح الم�ؤلف مناطق الحجاز ً خالل المخطوطات التي لم تطبع عن علماء و�آباء توات،
ف�صل في المناطق الأخ��رى و�إنما اكتفى بذكرها ويعود
الأ�سبوع الثقافي المنعقد ب ��أدرار في 1980، 20 -13م
ذلك �إلى �شهرتها.
�ص .03
}م ْن َك َان
8989عن �أبي هريرة � :أن ر�سول اهلل قالَ :
7474التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة ،ن�، 2ص �.ص
ُي�ؤ ِْم ْن بِاهلل َوال َي ْو ِم ال ِآخ ْرَ ،ف ْل َيق ُْل خَ ْيرًا �أَ ْو ِل َي ْ�ص ُم ْت ،ومن
(.)09-06
َك َان ُي�ؤ ِْم ْن بِاهلل َوال َي ْو ِم ال ِآخ� ْرَ ،ف ْل ُي ْكرِ ْم َج��ا َر ُه ،ومن َك َان
مقـــاالت
ِيد في حديث ُي�ؤ ِْم ْن بِاهلل َوال َي ْو ِم ال ِآخ ْر َف ْل ُي ْكرِ ْم َ�ض ْي َفهُ{ ،وز َ 7575نف�سه ن�،1ص �ص �، 11 -07أما ن� ،2ص �.ص (.) 04-03
�أبي �شريح (جائزته) ،قال" :وما جائزته يا ر�سول اهلل؟"، 7676نف�سه ن�،1ص �ص � ،18-14أما ن � ،2ص� .ص( .) 06-05
ال�ض َيا َف ُة َثال َث ُة �أَ َي ْام{(..... ،الحديث) قالَ } :ي ْو ٌم َو َل ْي َلة َو ِ 7777الغرياني ال�صادق(بن عبد الرحمان) ،تحقيق ن�صو�ص
�أخرجه البخاري في �صحيحه( )461في "باب �إك��رام ال�ت��راث في القديم والحديث ،دار اب��ن ج��رم ،لبنان،
ال�ضيف" كما �أخرجه م�سلم ( )5672في "باب من كان 2006م� ،ص .28
ي�ؤمن باهلل واليوم الآخر فال ي�ؤذ جاره" .للتو�سع يراجع: 7878الع�سقالني (�أبو الف�ضل �أحمد بن علي) ،التلخي�ص الحبير
-محمد بن �إ�سماعيل (البخاري)� ،صحيح البخاري ،ج،5 في تخريج �أحاديث الرافعي الكبير ،باب ا�ستحباب خطبة
كتاب الأدب ،باب �إك��رام ال�ضيف ،تح :م�صطفى ،ديب النكاح ،ج ،3دار الكتب العلمية� ،ص� -ص( .)323-322
البغا ،ط ،3دار ابن كثير بيروت 1987 ،م� ،ص .2272
7979للتو�سع ينظر - :ب��اي بلعالم ،قبيلة ف�لان في الما�ضي
9090التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة ،ال�صفحة والحا�ضر وما لها من العلوم والمعرفة والم�آثر ،دار الأمة،
الأخيرة. الجزائر 2005م� ،ص.12
9191نف�سه �،ص�،ص( ،15 ،09ن� ،)2ص .08 8080الفالني (�أبو عبد اهلل بن �أحمد) ،الرحلة في طلب العلم،
9292نف�سه� ،ص�.ص( .)13،14،15 مخطوط بخزانة موالي علي �سليماني� ،أدغا ،المورقة .03
9393نف�سه ن� ، 2ص�.ص( .)09-08 8181عمر بن عبد الرحمان� ،صاحب زاوية مهدية.
9494نف�سه ن� ،2ص. 07 8282التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة ،الورقة .01
9595نف�سه �،ص .11 8383هذه المعلومة المهمة انفرد بها ال�شيخ في مخطوطه هذا،
9696نف�سه ،ن� ،2ص .07 �أما الم�صادر الأخرى فت�سميه �شيخ الركب فقط.
9797يت�ضح هذا الأمر في مجمل الرحالت المغربية ،وهو ما 8484يريد الم�ؤلف من ذلك الطريق الجنوبي الذي يقع تحت
جعل المحققين لهذه الرحالة في بع�ض الأحيان يفردون الأقاليم التواتية ،وقد كان غالبية حجيج ت��وات يمرون
آفاق الثقافة والتراث 132
11111نف�سه ،ن� ،2ص.04 فهر�سا خا�صً ا بالكلمات المبهمة والم�ستعملة باللهجة ً
11112نف�سه ،ن� ،2ص07 العامية :ينظر م�ث اً�ًل� - :القي�سي (اب��ن �أح �م��د)� ،أن�س
11113نف�سه ،ن� ،2ص.12 ال�ساري وال�سارب� ،ص .193
11114نف�سه ،ن� ،2ص.12 9898التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الفهر�سة� ،ص.77
11115ينظر - :ابن بابا حيدة (محمد الطيب بن الحاج عبد 9999التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة� ،ص.01
الرحيم) ،القول الب�سيط في �أخبار تمنطيط ،مخطوط 10100محمد المختار الوالتي ،الرحلة الحجازية� ،ص.11 .
بمدينة تمنطيط��� ،ص - ،181ب��ن �سوي�سي(محمد)، 10101ماء العينين بن العتيق ،الرحلة المعينية ،تحقيق محمد
العمارة الدينية الإ�سالمية في منطقة ت��وات ،تمنطيط الظريف ،مطبعة المعارف الجديدة بالرباط ،الطبعة
ن �م��وذج��ا خ�ل�ال ال� �ق ��رون)13-6( :ﻫ12( /م)19- الأولى1998 ،م.
م �إ� �ش��راف :عبد ال�ع��زي��ز ل �ع��رج ،م��ذك��رة لنيل �شهادة 10102مثل :كتاب الم�سالك والممالك لأبي عبد اهلل البكري
الماج�ستير في الآثار الإ�سالمية ،جامعة الجزائر ،معهد وكذلك اال�صطخري وغيره ،وهذه الكتب تميزت بطابعها
الآثار2007 ،م2008 -م� ،ص - ،31البكري (عبد الكريم
الجاف والخالي من التطرق �إلى جماليات الطبيعة من
ابن محمد) ،الرحالت والتراجم ،ج� ،2ص - 19عبد اهلل
الأنهار والوديان وغيرها.
عبا�س ،الدور الح�ضاري لإقليم توات وت�أثيراته في بالد
ال�سودان الغربي ،ر�سالة ماج�ستير � ،إ�شراف د .مو�سى 10103جعفري (�أح�م��د �أب��ي ال�صافي) ،الحركة الأدب�ي��ة في
الأبعاد لقبال ،جامعة الجزائر:ق�سم التاريخ ،جامعة الجزائر ، �أقاليم توات من القرن 7ﻫ حتى نهاية القرن 13ﻫ ،ج،2
الجغرافية 2001م� ،ص.13 من�شورات الح�ضارة ،الجزائر2009 ،م � ،ص .148
وال�سو�سيو 10104ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب،
اقت�صادية 11116ينظر - :يحي (ول��د �سيد �أح�م��د) ،دي��وان ال�صحراء
للمغرب الكبرى المدر�سة الكنتية والق�صائد النيرات ،ج ،1وزارة �ص ���-ص ( )31-30ويوجد هناك طريق من �أوق��روت
الإ�سالمي من الثقافة ،الجزائر2009 ،م� ،ص - ،31الإدري�سي (موالي �إلى توقرت ثم ورقلة ،وهو الذي �سلكه العيا�شي :ينظر-:
خالل مخطوط
رحلة ال�شيخ �أحمد الطاهري) ،ن�سيم النفحات في ذكر جوانب في العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية (ماء الموائد)،
عبد الرحمن �أخبار توات ،مخطوط خزانة �سيدي عبد اهلل البلبالي، ج ،1الرباط :دار المغرب1977 ،م � ،ص .111
بن عمر الأموي ك��و� �س��ام��� ،ص - ،99م�ق�لات��ي (ع �ب��د اهلل) ،محفوظ
التنيالني �إلى 10105التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة� ،ص .7في
الحج �سنة (ورموم) ،دور منطقة توات الجزائرية في ن�شر الإ�سالم حين �أن محمد بن �أحمد القي�سي يقول عند خروجه من
1188ﻫ/ والثقافة العربية ب�أفريقيا الغربية ،وزارة الثقافة، �أوق��روت ..." :ثم مرحلة بعل بين هذه المد�شرة وبين
1774م ال �ج��زائ��ر2009 ،م�� �� ،ص - ،152ع�ق�ب��اوي (الأم �ي��ن)، مد�شرة �أوق��روت �آخر بالد توات من تلك الناحية �أقمنا
دور كتامة في ن�شر الإ��س�لام بغرب �أفريقيا ،مجموعة يوما لنتهي�أ قبل ال��دخ��ول �إل��ى ال�صحراء المعروفة به ً
محا�ضرات المهرجان الثقافي للتعريف بتاريخ منطقة ب�أزقر "...ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري
توات والدرا�سات الإ�سالمية والعربية في �أفريقيا ،مركز وال�سارب� ،ص.30
جمعية الأبحاث التاريخية� ،أدرار :من � 27إلى 30جانفي، 10106الطريق ال�شمالي هو الطريق الذي كانت ت�سلكه العديد
1988م� ،ص.06
من الرحالت ال�شمالية مثل :ابن بطوطة وبع�ض الرحالت
11117ينظر - :ال�صديق (ح��اج �أح �م��د) ،التاريخ الثقافي الجزائرية ويمتد م��ن طنجة �إل��ى تلم�سان ومنها �إل��ى
لإقليم توات ،من�شورات مديرية الثقافة �،أدرار2005 ،م، الجزائر وتون�س ...الخ
�ص - ،119التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الفهر�سة،
10107هذا الطريق �سلكته بع�ض الرحالت الحجازية التواتية
���ص - ،18غيتاوي (م��والي التهامي)� ،سل�سة النواة في
كما وردفي البع�ض منها.
�أبرز ال�شخ�صيات من علماء و�صالحي �إقليم توات ،ج،1
الجزائر ،من�شورات ال�شركة الوطنية للن�شر والإ�شهار، 10108التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة� ،ص.12
2005م � ،ص�-ص(.)71-61 10109ينظر - :عبد العزيز(�صريح �شرف) ،جغرافية ليبيا،
11118الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم النفحات في ذكر جوانب �ص.64
في �أخبار توات ،مخطوط خزانة �سيدي عبد اهلل البلبالي، 11110التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة� ،ص.11
133 آفاق الثقافة والتراث
1996م� ،ص�.ص( -)49-48محمد (بن محمد �أبوعبد كو�سام� ،ص..92
اهلل الإدري�سي ) ،نزهة الم�شتاق في اختراق الآفاق ،ج،1 11119جعفري (�أم�ب��ارك) ،العالقات الثقافية��� ،ص -31باي
�ص -،18البكري عبد اهلل (بن عبد العزيز) ،الم�سالك بلعالم ،الرحلة العلية �إل��ى منطقة ت��وات ،ج��� ،1ص- ،9
والممالك ،ت��ح :جمال طلبة ،ج ،2دار الكتب العلمية، التومي (�سعيدان)� ،سكان تديكلت والقدماء واالتكال
لبنان2003 ،م��� ،ص - ،359الحميري (محمد بن عبد على النف�س ،دار هومة ،الجزائر2005 ،م� ،ص ،18بن
المنعم) ،الرو�ض المعطار في خير الأقطار ،تح� :إح�سان �سوي�سي(محمد) ،العمارة الدينية الإ�سالمية� ،ص 05
عبا�س ،مكتبة لبنان ،لبنان1975 ،م� ،ص ،134و� -أحمد
12120ينظر :التومي (�سعيدان)� ،سكان تديكلت� ،ص .42
(ب��ن علي القلق�شندي)� ،صبح الأع���ش��ى ف��ي �صناعة
الإن�شاء ،تح :محمد حين �شم�س الدين ،ج ،5دار الفكر، 12121ينظر - :جعفري (�أح �م��د) ،ال�ح��رك��ة الأدب �ي��ة ،ج،1
لبنان( ،ب ،ت)��� ،ص� - ،275أبي الفداء (عماد الدين �ص - ،32ال�صديق (ح��اج �أحمد) ،التاريخ الثقافي،
�إ�سماعيل) ،تقويم البلدان ،مكتبة الثقافة الدينية ،م�صر، �ص�-ص( - ،)90-89باي (بلعالم محمد) ،الرحلة العلية
2006م� ،ص ،47وياقوت (الحموي) ،معجم البلدان ،ج،2 �إلى منطقة توات ،ج� ،1ص - ،35الوليد(ابن الوليد) قرة
�ص�-ص(.)38-30 الأعيان في ذكر علماء تنيالن ،مخطوط بخزانة �أبي عبد
اهلل� ،أدرار� ،ص - .37غيتاوي (التهامي)� ،سل�سة النواة،
12127ينظر - :الق�شاط (محمد �سعيد)� ،صحراء العرب
الكبرى ،دار ال��رواة ،ليبيا1994 ،م��� ،ص - ،30حوتية ج� ،1ص.100
(محمد) ،توات والأزاواد خالل القرنين13-12ﻫ ،ج،1 12122ي �ن �ظ��ر - :ال �ت��وم��ي (� �س �ع �ي��دان)� � ،س �ك��ان ت��دي�ك�ل��ت،
الجزائر :دار الكتاب العربي2007 ،م� ،ص - ،36القي�سي � ��ص�� �-ص( - ،)40،41الإدري���س��ي (ال�ط��اه��ري) ،ن�سيم
(ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب� ،ص - ،133التومي النفحات في ذكر جوانب في �أخبار توات ،مخطوط خزانة
(�سعيدان)� ،سكان تديكلت� ،ص�-ص( - ،)24-23عبد �سيدي عبد اهلل البلبالي ،كو�سام��� ،ص���-ص(-)73-72
اهلل عبا�س ،الدور الح�ضاري لإقليم توات� ،ص13 عبد اهلل عبا�س ،الدور الح�ضاري لإقليم توات� ،ص.16
مقـــاالت
12128ينظر - :البوحامدي �أحمد (بن محمد) ،نبذة تاريخية 12123ينظر :باي (بلعالم محمد) ،الرحلة العلية �إلى منطقة
مخت�صرة تقت�صر على مهمات تاريخ عين �صالح وت�أ�سي�س توات،ج� ،1ص.23
ق�صورها وقبائل م�ستوطنه ،مخطوط بحوزة بن �إبراهيم 12124ال�صديق (حاج �أحمد) ،التاريخ الثقافي� ،ص- ،133
�إبراهيم ،عين �صالح��� ،ص - ،01التومي (�سعيدان)، التومي (�سعيدان)� ،سكان تديكلت� ،ص�-ص()41-40
�سكان تديكلت� ،ص - 33الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم -يحي (ول��د �سيد �أح �م��د) ،دي��وان ال�صحراء الكبرى
النفحات في ذكر جوانب في �أخبار توات� ،ص - ،67عبد المدر�سة الكنتية والق�صائد النيرات ،ج� ،1ص،30ها- ،
اهلل عبا�س ،الدور الح�ضاري لإقليم توات� ،ص� -ص(-13 الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم النفحات في ذكر جوانب
.)14 في �أخ�ب��ار ت��وات��� ،ص���-ص( - )74-73مقالتي (عبد
12129ي �ن �ظ��ر - :ال �ت��وم��ي (� �س �ع �ي��دان)� � ،س �ك��ان ت��دي�ك�ل��ت، اهلل) ،محفوظ (ورموم) ،دور منطقة توات الجزائرية،
�ص�-ص(.)33 ،24 �ص.151
13130القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب� ،ص.32 12125ينظر - :جعفري (�أم� �ب ��ارك) ،ال�ع�لاق��ات الثقافية،
13131ينظر - :الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم النفحات في �ص�-ص( - ،)188،169ال�صديق (حاج �أحمد) ،التاريخ
ذكر جوانب في �أخبار توات� ،ص .113 الثقافي � ،ص - 133جعفري (�أحمد) ،الحركة الأدبية،
13132ينظر� - :أبو عبد اهلل الإدري�سي ،نزهة الم�شتاق ،ج،1 ج��� ،1ص - ،36لحبيب (ب��ن ع��زي��ز) ،بطاقة فنية عن
�ص� - ،112أبو القا�سم (ابن حوقل)� ،صورة الأر�ض ،ج،1 الزاوية الركب النبوي �سيدي �أمحمد بن عبد الرحمن �أبي
مطبعة بريل ليدن ،ط1968 ،2م��� ،ص - ،92الحميري، نعامة ب�أقبلي ،محا�ضرة ب�أدرار ،في يوم 2004/01/07م،
الرو�ض المعطار� ،ص - ،440الق�شاط (محمد �سعيد)، �ص� -ص( .)02-01
عرب ال�صحراء الكبرى التوارق ،الدر العربية للمو�سوعات، 12126ينظر - :محمد بل وبن عثمان ف��ودي� ،إنفاق المي�سور
لبنان2008 ،م� ،ص ،32و�أي�ضً ا - :ياقوت (الحموي)، في تاريخ بالد التكرور ،تح :بهيجة ال�شاذلي ،الرباط :
معجم البلدان ،ج� ،4ص - ،260الوزان (ح�سن) ،و�صف من�شورات معهد الدرا�سات الإفريقية ،الطبعة الأول��ى،
آفاق الثقافة والتراث 134
�ص.35 �إفريقيا ،ج ،2ت��ر .محمد حجي ومحمد الأخ�ضر ،دار
14140ينظر -:البكري (عبد اهلل) ،الم�سالك والممالك ،ج،2 الغرب الإ�سالمي ،بيروت1983 :م��� ،ص - ،196محمد
�ص -184الحميري ،الرو�ض المعطار� ،ص -129القي�سي (بن عثمان الح�شائ�شي) ،الرحلة ال�صحراوية ،تر :محمد
(ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب��� ،ص - ،35جاك (المرزوقي) ،دار التون�سية ،تون�س1988 ،م� ،ص .164
(تيري) ،تاريخ ال�صحراء الليبية� ،ص.457 13133ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب،
14141ينظر - :الإدري�سي ،نزهة الم�شتاق ،ج��� ،1ص- ،312 �ص .32
البكري (عبد اهلل) ،الم�سالك والممالك ،ج� ،2ص- ،184 13134ينظر - :الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم النفحات في
ابن حوقل(�أبو القا�سم محمد)� ،صورة الأر�ض ،القاهرة: ذكر جوانب في �أخبار توات ،مخطوط خزانة �سيدي عبد
دار �صادر1928 ،م� ،ص - ،67ياقوت (الحموي) ،معجم اهلل البلبالي ،كو�سام� ،ص .113ينظر - :الق�شاط ،عرب
البلدان ،ج��� ،1ص - ،267ابن خلدون (عبد الرحمن)، ال�صحراء الكبرى ال�ت��وارق��� ،ص - ،39ج��اك (تيري)،
كتاب العبر ،مج� ،6ص- ،181الحميري ،الرو�ض المعطار، تاريخ ال�صحراء الليبية في الع�صور الو�سطى ،تر :جاد
�ص - ،64القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب، اهلل (غرور ال�صلحي ) ،ط ،2من�شورات اللجنة ال�شعبية
�ص.35 العامة للثقافة والأعالم ،ليبيا2008 ،م� ،ص.257
14142ينظر - :ج��اك (ت �ي��ري) ،ت��اري��خ ال�صحراء الليبية، 13135ينظر� - :أبو عبد اهلل الإدري�سي ،نزهة الم�شتاق ،ج،1
�ص � - ،441إ�سماعيل (ال�ع��رب��ي) ،ال�صحراء الكبرى � ��ص� - ،112إ�سماعيل (ال�ع��رب��ي) ،ال�صحراء الكبرى
الأبعاد و��ش��واط�ئ�ه��ا���� ،ص ،134ينظر - :عبد ال�ع��زي��ز (طريح و�شواطئها� ،ش .و .ك ،الجزائر 1983 ،م��� ،ص- ،132
الجغرافية �شرف) ،الجغرافيا المناخية والنباتية ج . 2بال نا�شر، جاك (تيري) ،تاريخ ال�صحراء الليبية � ،ص.491
وال�سو�سيو 1971م� ،ص�-ص(.)65-64
اقت�صادية 13136ينظر - :الق�شاط ،عرب ال�صحراء الكبرى التوارق،
للمغرب 14143ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب، � ��ص� - ،31إ�سماعيل (ال �ع��رب��ي) ،ال���ص�ح��راء الكبرى
الإ�سالمي من �ص.36 و�شواطئها �ص - ،132الح�شائ�شي ،الرحلة ال�صحراوية،
خالل مخطوط
رحلة ال�شيخ 14144ينظر - :البكري (عبد اهلل) ،الم�سالك والممالك ،ج2 �ص- ،135علي حامد (خليفة الطيف) ،المراكز التجارية
عبد الرحمن ���ص� - ،187أبي الفداء (عماد الدين) ،تقويم البلدان، الليبية وعالقتها مع مماليك ال�سودان الأو�سط و�آثارها
بن عمر الأموي على الحياة االجتماعية خالل القرنين 8ﻫ9 -ﻫ14/م –
التنيالني �إلى �ص - ،115القلق�شندى بن علي (�أحمد)� ،صبح الأع�شى،
الحج �سنة ج� ،3ص - ،446الحميري ،الرو�ض المعطار� ،ص .600 15م ،من�شورات جمعية الدعوة الإ�سالمية العالمية ،ليبيا،
1188ﻫ/ 14145ينظر - :العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية ،ج،1 2003م� ،ص.47
1774م 13137ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب،
�ص205
14146ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب، ���ص - ،34الق�شاط ،ع��رب ال�صحراء الكبرى التوارق،
�ص.37 �ص - ،32خليفة الطيف ،المرجع ال�سابق� ،ص.47
14147نف�سه. 13138ينظر� - :أب��و عبد اهلل الإدري �� �س��ي ،ن��زه��ة الم�شتاق،
ج��� ،1ص ،282و�أي�ضً ا - :البكري (عبد اهلل) ،الم�سالك
14148للتو�سع ينظر - :خليفة الطيف ،المراكز التجارية والممالك ،ج��� ،2ص - ،182ياقوت (الحموي) ،معجم
الليبية� ،ص.55 البلدان ،ج��� ،3ص� - ،159أب��ي الفداء (عماد الدين)،
14149للتو�سع ينظر -:ياقوت (الحموي) ،معجم البلدان ، تقويم البلدان� ،ص - ،170الحميري ،الرو�ض المعطار،
ج� ،1ص� -80أبي الفداء (عماد الدين) ،تقويم البلدان، ���ص - ،296اب��ن خلدون ( عبد الرحمن) ،كتاب العبر
�ص.114 وديوان المبتد�أ والخبر،..مج ،6لبنان :دار الكتب العلمية،
15150للتو�سع ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري 1992م� ،ص - ،188البرو�سوي محمد(بن علي)� ،أو�ضح
وال�سارب� ،ص.131 الم�سالك �إل��ى معرفة البلدان والممالك ،ت��ح :المهدي
15151للتو�سع ينظر - :القلق�شندى بن علي (�أحمد)� ،صبح عبد الروا�ضية ،دار الغرب الإ�سالمية ،لبنان2006 ،م،
الأع�شى ،ج��� 5ص -،120المقريزي (�أحمد) ،المواعظ �ص.367
واالعتبار بذكر الخطط والآثار ،تح :خليل المن�صور ،ج،2 13139ينظر :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب،
135 آفاق الثقافة والتراث
رحلة ابن بطوطه ،مج� 1ص97 دار الكتب العلمية ،لبنان1998 ،م� ،ص - ،201بن ثغربردي
16163للتو�سع ينظر - :العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية، (يو�سف) ،النجوم الزاهرة في ملوك م�صر والقاهرة،
ج� ،1ص.308 تح :م�صطفى ال�سقا ،وكامل المهند�س ،مطبوعات دار
16164للتو�سع ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري الكتب والوثائق القومية ،م�صر1969 ،م� ،ص - ،180عبد
وال�سارب� ،ص91 الرحمن (ال�سيوطي ح�سن) ،ح�سن المحا�ضرة في �أخبار
م�صر والقاهرة ،تح :خليل المن�صور ،ج ،4دار الكتب
16165للتو�سع ينظر - :ياقوت (الحموي) ،معجم البلدان ،ج،4
العلمية ،لبنان1997 ،م� ،ص.21
�ص -302ابن خلدون ( عبد الرحمن) ،كتاب العبر ،مج،2
�ص -422للتو�سع ينظر - :الحميري ،الرو�ض المعطار، 15152للتو�سع ينظر - :ال�ط�ب��ري (م�ح�م��د) ،ت��اري��خ الأم��م
�ص�-ص( - ،)453-452ابن الأثير(عز الدين) ،الكامل والملوك ،ج ،3دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط2005 ،3م،
في التاريخ ،تح :عبد اهلل القاطي ،ج ،2دار الكتب العلمية، ج��� ،2ص - ،657القلق�شندى بن علي (�أح �م��د)� ،صبح
لبنان ،ط1998 ،3م� ،ص - 8جمال الدين (الجوزي)، الأع�شى ،ج��� 14ص - ،431القي�سي (اب��ن �أحمد)� ،أن�س
المرجع ال�سابق ،ج� ،2ص.650 ال�ساري وال�سارب� ،ص .128
16166للتو�سع ينظر� - :أبو عبد اهلل الإدري�سي ،نزهة الم�شتاق، 15153نف�سه� ،ص ،71وللتو�سع �أي�ضً ا يراجع - :العيا�شي( �أبو
ج� ،1ص - 312البكري (عبد اهلل) ،الم�سالك والممالك، �سالم) ،الرحلة العيا�شية ،ج� ،1ص .276
ج� ،2ص - ،184الحميري ،الرو�ض المعطار� ،ص- ،282 15154للتو�سع ينظر - :ياقوت (الحموي) ،معجم البلدان،
القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب � ،ص35 ج��� ،1ص - ،292الحميري ،ال��رو���ض المعطار��� ،ص،70
-جاك (تيري) ،تاريخ ال�صحراء الليبية� ،ص - ،445ابن -القلق�شندى بن علي (�أح�م��د)� ،صبح الأع�شى ،ج،3
خلدون ( عبد الرحمن) ،كتاب العبر ،مج� ،6ص.188 �ص - ،444البرو�سوي محمد(بن علي)� ،أو�ضح الم�سالك،
16167العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية ،ج� ،1ص197 �ص.173
-الحاج (ب��ن �أب��ي ال�شيخ �أمحمد) ،ق�صيدة في مدح 15155للتو�سع ينظر� - :أب��ي ال�ف��داء (عماد ال��دي��ن) ،تقويم
مقـــاالت
الحجاز ،مخطوط بخزانة �أبي نعامة� ،أقبلي� ،أدرار� ،ص01 البلدان� ،ص ،96و�أي�ضً ا -:ابن حوقل(�أبو القا�سم)� ،صورة
16168ال�ع�ي��ا��ش��ي( �أب���و � �س��ال��م) ،ال��رح �ل��ة ال�ع�ي��ا��ش�ي��ة ،ج،1 الأر�ض� ،ص - ،33الحميري ،الرو�ض المعطار� ،ص621
�ص�-ص(.)280-279 15156للتو�سع ينظر -:العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية،
16169للتو�سع ينظر - :ياقوت (الحموي) ،معجم البلدان ،ج،1 ج� ،1ص.289
���ص - ،357بن الأثير(عز الدين) ،الكامل في التاريخ، 15157نف�سه� ،ص.290
ج� ،2ص - 18الحميري ،الرو�ض المعطار� ،ص.84 15158نف�سه��� ،ص� - ،290أحمد بن خبير (�أبوالح�سين) ،
17170للتو�سع ينظر - :القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري الم�صدر ال�سابق� ،ص.283
وال�سارب � ،ص.31 15159للتو�سع ينظر - :الحميري ،الرو�ض المعطار� ،ص،205
17171نف�سه� ،ص.36 -القلق�شندى بن علي (�أح�م��د)� ،صبح الأع�شى ،ج،3
17172نف�سه� ،ص.36 �ص.445
17173للتو�سع ينظر - :العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية، 16160للتو�سع ينظر - :العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية،
ج� ،1ص.407 ج� ،1ص�-ص( .)308-307
17174للتو�سع ي�ن�ظ��ر - :ال�ب�ك��ري (ع �ب��د اهلل) ،الم�سالك 16161للتو�سع ينظر - :االزرق��ي (ابن الوليد محمد)� ،أخبار
والممالك ،ج� ،1ص - ،331الحميري ،الرو�ض المعطار، مكة ،ت��ح :ر�شيدي ال�صالح ملح�سن ،ط ،6مطابع دار
�ص - ،147العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية ،ج،1 ال �ث �ق��اف��ة ،ال �� �س �ع��ودي��ة1994 ،م�� � � ،ص - ،297ي��اق��وت
�ص 279ها. (الحموي) ،معجم البلدان ،ج� ،4ص.441
17175حملي (الحاج العبا�س با�شا الثاني) ،الرحلة الحجازية، 16162للتو�سع ينظر - :البكری الأندل�سي ،معجم ما ا�ستعجم
ت��ح :محمد لبيب (التينوني) ،مكتبة الثقافة الدينية، من �أ�سماء البالد والموا�ضع ،م��ج��� ،3ص - 943یاقوت
م�صر1995 ،م. الحموی -معجم البلدان ،مج� ،4ص .121ابن بطوطه،
آفاق الثقافة والتراث 136
ج� ،1ص - ،31الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم النفحات في 17176للتو�سع يراجع - :البالذري :معجم معالم الحجاز ،ج،7
ذكر جوانب في �أخبار توات ،مخطوط خزانة �سيدي عبد �ص�-ص(.)99-96
اهلل البلبالي ،كو�سام� ،ص - ،99مقالتي (عبد اهلل)، 17177للتو�سع ينظر - :الق�شاط ،ع��رب ال�صحراء الكبرى
محفوظ (ورموم) ،دور منطقة توات الجزائرية� ،ص،152 التوارق � ،ص.57
-عقباوي (الأمين) ،دور كتامة في ن�شر الإ�سالم بغرب 17178التومي (�سعيدان)� ،سكان تديكلت� ،ص.149
�أفريقيا ،مجموعة محا�ضرات المهرجان الثقافي للتعريف
17179للتو�سع ينظر - :الق�شاط ،ع��رب ال�صحراء الكبرى
بتاريخ منطقة توات والدرا�سات الإ�سالمية والعربية في
التوارق � ،ص.58
�أفريقيا ،مركز جمعية الأبحاث التاريخية� ،أدرار :من 27
�إلى 30جانفي1988 ،م� ،ص.06 18180نف�سه � ،ص - 61العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية،
ج� ،1ص 308ها.
19192ينظر - :ال�صديق (ح��اج �أح�م��د) ،التاريخ الثقافي،
�ص - ،119التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الفهر�سة، 18181التومي (�سعيدان)� ،سكان تديكلت� ،ص.147
� ��ص - ،18غ�ي�ت��اوي (ال �ت �ه��ام��ي)� ،سل�سة ال �ن��واة ،ج،1 18182للتو�سع ينظر - :الق�شاط ،ع��رب ال�صحراء الكبرى
�ص�-ص(.)71-61 التوارق � ،ص.57
19193ينظر - :جعفري (�أح �م��د) ،ال�ح��رك��ة الأدب �ي��ة ،ج،1 18183التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة � ،ص.14
�ص - ،32ال�صديق (ح��اج �أح�م��د) ،التاريخ الثقافي، 18184نف�سه � ،ص.09
الأبعاد �ص�-ص( - ،)90-89باي (بلعالم محمد) ،الرحلة العلية 18185يقول ال�شيخ عن الزحام." :فلما تو�سطنا بع�ض �أزقة
الجغرافية �إلى منطقة توات ،ج� ،1ص - ،35الوليد (بن الوليد) ،ذكر المدينة كثر الزحام، "..ينظر - :التنيالني ،الرحلة،
وال�سو�سيو بع�ض علماء توات وتيمي ،بخزانة �أبي عبد اهلل� ،أدرار� ،ص
اقت�صادية �ص .15
للمغرب - .37غيتاوي (التهامي)� ،سل�سة النواة ،ج� ،1ص.100
18186نف�سه� ،ص.11
الإ�سالمي من 19194ينظر� - :أحمد (بابا التنبكتي) ،نيل االبتهاج بتطريز
خالل مخطوط 18187ينظر� - :أب��و عبد اهلل الإدري �� �س��ي ،ن��زه��ة الم�شتاق،
رحلة ال�شيخ الديباج ،ج ،2تح :حلمي عمر ،مكتبة الثقافة الدينية،
ج��� ،1ص ،282و�أي�ضً ا - :البكري (عبد اهلل) ،الم�سالك
عبد الرحمن م�صر2004 ،م� ،ص� - ،264أحمد (بابا التنبكتي) ،كفاية
بن عمر الأموي والممالك ،ج��� ،2ص - ،182ياقوت (الحموي) ،معجم
المحتاج لمعرفة من لي�س في الديباج ،ت��ح :عبد اهلل
التنيالني �إلى البلدان ،ج��� ،3ص� - ،159أب��ي الفداء (عماد الدين)،
الحج �سنة ال�ك�ن��دري ،دار ب��ن ح��زم2002 ،م�� � ،ص - ،455محمد
تقويم البلدان� ،ص - ،170الحميري ،الرو�ض المعطار،
1188ﻫ/ ابن محمد (مخلوف)� ،شجرة النور الزكية في طبقات
1774م ���ص - ،296ابن خلدون (عبد الرحمن) ،كتاب العبر،
المالكية ،دار الفكر ،لبنان( ،ب ،ت)��� ،ص - ،274
م��ج��� ،6ص - ،188البرو�سوي محمد(بن علي)� ،أو�ضح
حل بمراك�ش و�أغماد العيا�شي (ال�سماللي) ،الإعالم بمن َّ
الم�سالك� ،ص.367
من الأع�ل�ام ،م��ر :عبد ال��وه��اب بن من�صور ،المطبعة
الملكية ،الرباط ،ط1999 ،2م� ،ص - ،106ال�شف�شاني 18188التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة� ،ص.11
(محمد ب��ن ع�سكر) ،دوح��ة النا�شر لمجل�س م��ن كان 18189ينظر� - :أبو عبد اهلل الإدري�سي ،نزهة الم�شتاق ،ج،1
بالمغرب من الم�شايخ القرن العا�شر ،تح :محمد حاجي، �ص - ،312البكري (عبد الكريم بن محمد) ،الرحالت
من�شورات مركز التراث المغربي ،ط ،3المغرب2003 ،م، والتراجم ،ج��� ،2ص - ،184ابن حوقل(�أبو القا�سم)،
�ص�-ص(� -)117 -196أبو القا�سم (الحفناوي) ،تعريف ��ص��ورة الأر� ��ض��� ،ص - ،67ي��اق��وت (ال�ح�م��وي) ،معجم
الخلف ب��رج��ال ال�سلف ،ج ،1ت��ح .خير ال��دي��ن �شترة، ال�ب�ل��دان ،ج�� � ،1ص ،267و�أي �� �ضً ��ا -:اب��ن خ�ل��دون (عبد
الجزائر ،دار كردادة� ،ص .197 الرحمن) ،كتاب العبر ،م��ج��� ،6ص - ،181الحميري،
19195ي�ن�ظ��ر :ج�ع�ف��ري (�أم� �ب���ارك) ،ال �ع�لاق��ات الثقافية، ال��رو���ض المعطار�� � ،ص - ،64القي�سي (اب��ن �أح�م��د)،
�ص�-ص( ،)169 ،188و�أي�ضً ا - :ال�صديق (حاج �أحمد)، �أن�س ال�ساري وال�سارب� ،ص - ،35جاك (تيري) ،تاريخ
التاريخ الثقافي � ،ص - ،133جعفري (�أحمد) ،الحركة ال�صحراء الليبية� ،ص.441
الأدب �ي��ة ،ج�� � ،1ص - ،36لحبيب (ب��ن ع��زي��ز) ،بطاقة 19190ابن عمر التنيالني ،الرحلة� ،ص.12
فنية عن الزاوية الركب النبوي �سيدي �أمحمد بن عبد 19191ينظر :يحي (ولد �سيد �أحمد) ،ديوان ال�صحراء الكبرى،
137 آفاق الثقافة والتراث
تمنطيط -وبخزانة �أبناء عبد الكبير ،المطارفة. الرحمن �أب��ي نعامة ب�أقبلي ،محا�ضرة ب���أدرار ،في يوم
1313بعثمان (عبد الرحمان) ،الدور العلمي للزاوية التنيالنية، 2004/01/07م� ،ص� -ص( .)02-01
الملتقى الوطني الربع �إ�سهامات علماء توات في الحركة 19196التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،الرحلة � ،ص .02
الفكرية والثقافية �أبان الع�صر الحديث 2000-1500م. 19197نف�سه� ،ص .09
1414البرو�سوي محمد(بن علي)� ،أو�ضح الم�سالك �إلى معرفة 19198نف�سه ،ن� ،2ص.06
ال�ب�ل��دان والممالك ،ت��ح :المهدي عبد الروا�ضية ،دار
الغرب الإ�سالمية ،لبنان2006 ،م. الم�صــادر والمراجع
1515البكري عبد اهلل (بن عبد العزيز) ،الم�سالك والممالك، 1-1ابن الأثير(عز الدين) ،الكامل في التاريخ ،تح :عبد اهلل
تح :جمال طلبة ،ج ،2دار الكتب العلمية ،لبنان2003 ،م. القاطي ،ج ،2دار الكتب العلمية ،لبنان ،ط1998 ،3م.
1616البلبالي محمد ،غاية الأماني ،مخطوط بخزانة موالي �2-2أحمد (بابا التنبكتي) ،كفاية المحتاج لمعرفة من لي�س
�سليمان بن علي� ،أدغاغ� ،أدرار. ف��ي ال��دي �ب��اج ،ت��ح :عبد اهلل ال�ك�ن��دري ،دار ب��ن ح��زم،
1717البلبالي (بن عبد الرحمن محمد) ،غنية ال�سائل فيما 2002م.
وق��ع ب�ت��وات م��ن الم�سائل ،مخطوط بخزانة مملوكة، �3-3أحمد (بابا التنبكتي) ،نيل االبتهاج بتطريز الديباج ،ج،2
�أدرار. تح :حلمي عمر ،مكتبة الثقافة الدينية ،م�صر2004 ،م.
1818البلبالي (محمد عبد الكريم) ،الكتاب الجامع لفتوى 4-4الإدري�سي (الطاهري) ،ن�سيم النفحات في ذكر جوانب
�أب��ي زيد التنيالني ،مخطوط خزانة موالي �سليمان بن في �أخبار توات ،مخطوط خزانة �سيدي عبد اهلل البلبالي،
علي� ،أدغاغ� ،أدرار. لبنان1975 ،م.
1919التمنطيطي (محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق)، 5-5الأزرق��ي (اب��ن الوليد محمد)� ،أخ�ب��ار مكة ،تح :ر�شيدي
ال�صالح ملح�سن ،ط ،6مطابع دار الثقافة ،ال�سعودية،
مقـــاالت
جوهرة المعاني في تعريف علماء الألف الثاني ،خزانة
تمنطيط� ،أدرار ،مخطوط ،خزانة �شاري الطيب بن عبد 1994م.
اهلل كو�سام. �6-6إ�سماعيل (العربي) ،ال�صحراء الكبرى و�شواطئها� ،ش .و.
ك ،الجزائر1983 ،م.
2020التمنطيطي (محمد بن عبد الكريم) ،تقييد حول تاريخ
تمنطيط وتوات ،مخطوط بالخزانة البكرية. 7-7ابن بابا حيدة (محمد) الطيب بن الحاج عبد الرحيم)،
القول الب�سيط ف��ي �أخ�ب��ار تمنطيط ،مخطوط بمدينة
2121التادمكي (محمد الأمين الأن�صاري) ،القواعد النفي�سة تمنطيط.
في �شرح المعرب ،دار البخاري ،ال�سعودية1996 ،م.
8-8باي (بلعالم محمد) ،الرحلة العلية �إل��ى منطقة توات،
2222التنيالني (عبد الرحمن بن عمر) ،رحلة عبد الرحمن ج ،1ج ،2دار الأمة2005 ،م.
بن عمر التنيالني �إلى الحج ،مخطوط بخزانة �،أبا عبد 9-9باي (بلعالم محمد) ،الغ�صن الداني في ترجمة وحياة
اهلل �إدرار. ال�شيخ عبد الرحمن بن عمر التينيالني ،الجزائر :دار
2323التنيالني (ع�ب��د ال��رح�م��ن ب��ن ع �م��ر) ،ف�ه��ر��س��ة عبد هومة2004 ،م.
ال� ّرح�م��ن ب��ن ع�م��ر ال�ت�ن�لان��ي ال �ت��وات��ي ،خ��زان��ة الطيب 1010باي (بلعالم محمد) ،لمحات من خالل المخطوطات
ال�شاري ،كو�سام� ،أدرار. التي لم تطبع عن علماء و�آباء توات ،الأ�سبوع الثقافي
2424التومي (�سعيدان)� ،سكان تديكلت والقدماء واالتكال المنعقد ب�أدرار في 1980، 20 -13م.
على النف�س ،دار هومة ،الجزائر2005 ،م. 1111البرتلي (ابن عبد اهلل الطالب محمد) ،الفتح ال�شكور
2525اب��ن ثغربردي (يو�سف) ،ال�ن�ج��وم ال��زاه��رة ف��ي ملوك في معرفة علماء التكرور ،تح .محمد الكتاني ومحمد
م�صر والقاهرة ،تح :م�صطفى ال�سقا ،وكامل المهند�س، حجي ،بيروت :دار الغرب الإ�سالمي1981 ،م.
مطبوعات دار الكتب والوثائق القومية ،م�صر1969 ،م. 1212البكراوي (محمد بن عبد الكريم) ،درة الأق�ل�ام في
2626ج��اك (ت�ي��ري) ،ت��اري��خ ال�صحراء الليبية ف��ي الع�صور �أخبار المغرب بعد الإ�سالم ،مخطوط بالخزانة البكرية،
آفاق الثقافة والتراث 138
4040عبد الرحمن (ال�سيوطي ح�سن) ،ح�سن المحا�ضرة في ال��و� �س �ط��ى ،ت��ر :ج��اد اهلل (غ ��رور ال�صلحي ) ،ط ،2
�أخ�ب��ار م�صر والقاهرة ،تح :خليل المن�صور ،ج ،4دار من�شورات اللجنة ال�شعبية العامة للثقافة والأعالم ،ليبيا،
الكتب العلمية ،لبنان1997 ،م. 2008م.
4141عبد العزيز (ط��ري��ح � �ش��رف) ،ال�ج�غ��راف�ي��ا المناخية 2727جعفري (�أحمد �أب��ي ال�صافي) ،الحركة الأدب �ي��ة في
والنباتية ج . 2بال نا�شر1971 ،م. �أقاليم توات من القرن 7ﻫ حتى نهاية القرن 13ﻫ ،ج،2
4242عبد العزيز �سيد اعمر ،العلم عماد الدين والإيمان وذكر من�شورات الح�ضارة ،الجزائر2009 ،م.
مناقب العلماء حياة الإ�سالم ،مخطوط بخزانة زاوية 2828جعفري (�أم��ب��ارك) ،ال �ع�لاق��ات ال�ث�ق��اف�ي��ة ب�ي��ن ت��وات
مهدية� ،أدرار. وال�سودان الغربي خالل القرن الثاني ع�شر الهجري،
4343ع��رب��اوي (ع �م��ر)� ،أل �ق��اب �أع�ل�ام الت�صوف ،مقارنة وزارة الثقافة ،الجزائر2009 ،م.
�سو�سيوتاريخية لح�ضور �ألقاب الت�صوف في المخيال 2929ال�ح��اج (ب��ن �أب��ي ال�شيخ �أم�ح�م��د) ،ق���ص�ي��دة ف��ي م��دح
ال�ع��رب��ي الإ� �س�لام��ي ،الملتقى ال��دول��ي ال �ح��ادي ع�شر، الحجاز ،مخطوط بخزانة �أبي نعامة� ،أقبلي� ،أدرار.
الت�صوف في الإ�سالم والتحديات المعا�صرة ،ج،2ع،2 3030حملي (الحاج العبا�س با�شا الثاني) ،الرحلة الحجازية،
من�شورات جامعة �أدرار2009/2008،م. ت��ح :محمد لبيب (التينوني) ،مكتبة الثقافة الدينية،
4444ع��ري��ان ال��ر�أ���س(ب��ن محمد ب��ن ح �� �س��ان) ،ال���ش�ج��رة م�صر1995 ،م.
المرجانية في التعريف بالأ�سرة البلبالية الركانية، 3131الحميري (محمد بن عبد المنعم) ،الرو�ض المعطار في
الأبعاد دار هومة ،الجزائر 2010م.
الجغرافية خير الأقطار ،تح� :إح�سان عبا�س ،مكتبة لبنان ،لبنان،
وال�سو�سيو 4545الع�سقالني (�أب��و الف�ضل �أحمد بن علي) ،التلخي�ص 1975م.
اقت�صادية ال�ح�ب�ي��ر ف��ي ت�خ��ري��ج �أح ��ادي ��ث ال��راف �ع��ي الكبير ،باب
للمغرب 3232ابن حوقل (�أبو القا�سم)� ،صورة الأر���ض ،ج ،1مطبعة
ا�ستحباب خطبة النكاح ،ج ،3دار الكتب العلمية(،د.ت).
الإ�سالمي من بريل ليدن ،ط1968 ،2م.
خالل مخطوط 4646عقباوي (الأمين) ،دور كتامة في ن�شر الإ�سالم بغرب
رحلة ال�شيخ 3333حوتية (محمد) ،ت��وات والأزاواد خ�لال القرنين-12
�أف��ري�ق�ي��ا ،مجموعة م �ح��ا� �ض��رات ال �م �ه��رج��ان ال�ث�ق��اف��ي
عبد الرحمن 13ﻫ ،ج ،1الجزائر :دار الكتاب العربي2007 ،م.
بن عمر الأموي للتعريف بتاريخ منطقة ت��وات والدرا�سات الإ�سالمية
التنيالني �إلى والعربية في �أفريقيا ،مركز جمعية الأبحاث التاريخية، 3434ابن خلدون ( عبد الرحمن) ،كتاب العبر وديوان المبتد�أ
الحج �سنة �أدرار :من � 27إلى 30جانفي1988 ،م. والخبر،..مج ،6لبنان :دار الكتب العلمية1992 ،م.
1188ﻫ/
1774م 4747العلوي �سعيد (ب��ن �سعيد)� ،أورب� ��ا ف��ي م ��ر�آة الرحلة، 3535ابن �سوي�سي(محمد) ،العمارة الدينية الإ�سالمية في
من�شورات كلية الأدب والعلوم الإن�سانية ،الرباط ،جامعة منطقة توات ،تمنطيط نموذجا خالل القرون)13- 6( :
محمد الخام�س المملكة المغربية1995 ،م. ﻫ12( /م – )19م �إ�شراف :عبد العزيز لعرج ،مذكرة
4848عمر (عبد العزيز) ،قطف الزهرات من �أخبار علماء لنيل �شهادة الماج�ستير في الآث��ار الإ�سالمية ،جامعة
توات ،الجرائر :دار هومة للن�شر2004 ،م. الجزائر ،معهد الآثار2007 ،م2008 -م،
4949علي حامد (خليفة الطيف) ،المراكز التجارية الليبية 3636ال�شابي (�سعاد) ،درا�سة و�صفية لخزانة �أبي عبد اهلل،
وعالقتها مع مماليك ال�سودان الأو�سط و�آثارها على الملتقى ال��وط�ن��ي ال�ث��ال��ث البحث العالمي ودوره في
الحياة االجتماعية خ�لال القرنين 8ﻫ9 -ﻫ14/م – خدمة التراث� 16/15 ،أفريل جامعة �أدرار.
15م ،من�شورات جمعية الدعوة الإ�سالمية العالمية ،ليبيا،
3737ال�صديق (حاج �أحمد) ،التاريخ الثقافي لإقليم توات،
2003م.
من�شورات مديرية الثقافة �،أدرار 2005 ،م.
5050العيا�شي :ينظر -:العيا�شي( �أبو �سالم) ،الرحلة العيا�شية
(ماء الموائد) ،ج ،1الرباط :دار المغرب1977 ،م. 3838الطبري (محمد) ،ت��اري��خ الأم ��م والملوك ،ج ،3دار
5151غ�ي�ت��اوي (م ��والي ال�ت�ه��ام��ي)�� ،س�ل���س��ة ال �ن ��واة ف��ي �أب ��رز الكتب العلمية ،بيروت ،ط2005 ،3م.
ال�شخ�صيات م��ن ع�ل�م��اء و��ص��ال�ح��ي �إق�ل�ي��م ت ��وات ،ج،1 3939ع�ب��د ال��رح�م��ن (ب��ن ع�م��ر ال �ت��وات��ي) ،م�خ�ت���ص��ر ال��در
الجزائر ،من�شورات ال�شركة الوطنية للن�شر والإ�شهار، الم�صون ،خ��زان��ة ال�شيخ ال �ح��اج محمد ب��اي بلعالم،
2005م. الركينة� ،أولف� ،أدرار.
139 آفاق الثقافة والتراث
والإيمان وذكر مناقب العلماء حياة الإ�سالم ،مخطوط �5252أبي الفداء (عماد الدين �إ�سماعيل) ،تقويم البلدان،
بخزانة زاوية مهدية� ،أدرار. مكتبة الثقافة الدينية ،م�صر2006 ،م.
6464محمد بن محمد (مخلوف)� ،شجرة النور الزكية في 5353فرج (محمود فرج)� ،إقليم توات خالل القرنين الثامن
طبقات المالكية ،دار الفكر ،لبنان( ،د ،ت). ع�شر والتا�سع ع�شر الميالديين،الجزائر :د.م،ج.1984 ،
6565مزيلخ (ع��ا� �ش��ور)" ،ال�شيخ عبد الرحمن التنيالني 5454الفالني (�أب��و عبد اهلل بن �أح�م��د) ،ال��رح�ل��ة ف��ي طلب
ومنهجيته ف��ي تلخي�ص كتاب ال��در الم�صون لل�سمين العلم ،مخطوط بخزانة موالي علي �سليماني� ،أدغا.
الحبلي" ،مجلة التراث العربي ،ع� ،107سوريا ،ف�صلية � 5555أبو القا�سم (الحفناوي) ،تعريف الخلف برجال ال�سلف،
ت�صدر عن اتحاد الكتاب العربي( ،ب.ت). ج ،1تح .خير الدين �شترة ،الجزائر ،دار كردادة.
6666المقريزي (�أحمد) ،المواعظ واالعتبار بذكر الخطط 5656الق�شاط (محمد �سعيد)� ،صحراء العرب الكبرى ،دار
والآث ��ار ،تح :خليل المن�صور ،ج ،2دار الكتب العلمية، الرواة ،ليبيا1994 ،م.
لبنان1998 ،م. 5757القي�سي (ابن �أحمد)� ،أن�س ال�ساري وال�سارب ،تح وتق:
6767المهداوي (عبد القادر بن عمر) ،ال��درة الفاخرة في محمد الفا�سي ،وزارة الدولة ،المكلفة بال�ش�ؤون الثقافية
والتعليم الأ�صلي ،فا�س1968 ،م.
ذك��ر الم�شايخ التواتية ،مخطوط بخزانة باعبد اهلل،
�أدرار. 5858كروم (عبد اهلل) ،الرحالت ب�إقليم توات درا�سة تاريخية
و�أدب �ي ��ة ل �ل��رح�لات المخطوطة ،دار حلب ال�ج��زائ��ر،
6868نيكلو (عبد القادر) ،الهجرة �إلى توات في القرن ال�سابع
2007م.
هجري ،ال�ن��دوة الربعة لل�شيخ �سيدي م��والي �سليمان
5959لحبيب (بن عزيز) ،بطاقة فنية ع��ن ال��زاوي��ة الركب
بن علي ،الم�سجد الكبير بق�صر �أوالد او�شن/14 ،ماي/
ال�ن�ب��وي �سيدي �أم�ح�م��د ب��ن عبد ال��رح�م��ن �أب��ي نعامة
2009م.
ب�أقبلي ،محا�ضرة ب�أدرار ،في يوم 2004/01/07م.
مقـــاالت
6969الهاللي (�أب��و العبا�س �أح �م��د) ،ال��رح�ل��ة الحجازية، 6060محمد بل وبن عثمان فودي� ،إنفاق المي�سور في تاريخ
مخطوط بخزانة كو�سام� ،أدرار. بالد التكرور ،تح :بهيجة ال�شاذلي ،الرباط :من�شورات
7070الوزان (ح�سن) ،و�صف �إفريقيا ،ج ،2تر .محمد حجي معهد الدرا�سات الإفريقية ،الطبعة الأولى.1996 ،
ومحمد الأخ�ضر ،دار الغرب الإ�سالمي ،بيروت1983 :م. 6161محمد (بن عثمان الح�شائ�شي) ،الرحلة ال�صحراوية،
7171ابن الوليد (عبد القادر)" ،الوليد �أبن الوليد" ،مجلة تر :محمد (المرزوقي) ،دار التون�سية ،تون�س1988 ،م.
النخلة ،ع ،54الجزائر� ،أدرار ،جوان 2008م. 6262محمد بن �إ�سماعيل (البخاري)� ،صحيح البخاري ،ج،5
7272يحي (ول��د �سيد �أح �م��د) ،دي� ��وان ال �� �ص �ح��راء ال�ك�ب��رى كتاب الأدب ،باب �إك��رام ال�ضيف ،تح :م�صطفى ،ديب
المدر�سة الكنتية والق�صائد النيرات ،ج ،1وزارة الثقافة، البغا ،ط ،3دار ابن كثير بيروت 1987 ،م.
الجزائر2009 ،م. 6363محمد عبد ال�ع��زي��ز �سيد اع �م��ر ،ال�ع�ل��م ع �م��اد ال��دي��ن
مقدمة
صناعة
َس َعت األمم منذ بزوغ فجر التاريخ ،وإدراك اإلنسان لمعنى العلم والقلم ،إلى األخذ بزمام
الورق في
الحضارة المبادرة؛ لتسنم مقاليد المعرفة ،وتثبيت أقدامها على منصة العلم ،واإلدالء بدلوها في
اإلسالمية سباق المعرفة ،فتنافست األمم لقول كلمتها في سفر التاريخ ،واإلفصاح عما في ذهنها؛
التطور لنقل البشرية من حال إلى حال ،حال أوعى وأدرى وأكثر إدرا ًكا لسبل عمارة األرض ونفع
التاريخي، البشرية ،عبر تحويل الفكرة إلى منتج تتحول بعده المعارف والمدارك إلى عالم أوسع
واألفق
منتجا ماد ًيا من حيث الصنع ،معرف ًيا
ً وأرحب مما كانت عليه قبل هذا المنتج السيما إن كان
الحضاري
وفكر ًيا من حيث المؤدى ،حضار ًيا بمخرجاته ،إنسان ًيا في خدمته ،عالم ًيا بانتشاره ،ال يقف
(الو َرق).
عند حد وال تصده حدود ،ومن أمثلة هذه المنتجات َ
ما تزال حتى اليوم مضربًا للمثل كونها األدق إن هذا البحث يتناول صناعة ال��ورق في
واألجمل. الحضارة اإلسالمية ،ابتدا ًء من كيفية معرفته
إن أهمية هذا البحث تتأتى من كونه يعالج ووجوده وتطور استخدامه وصولاً لإلضافات
المنحنى التاريخي التصاعدي لصناعة الورق، النوعية الهائلة التي أضافها المصنعون
وت��درج المسلمين في استخدامه واإلضافات والوراقون المسلمون للورق ،فخرج
ّ والمفكرون
والتحسينات التي أدخلوها عليه ،والنقلة الحضارية من بين أيديهم إلى آفاق العالم بأشكال وأحجام
التي رافقت صناعة الورق ،وما انبنى على ذلك وألوان ومسميات واستخدامات شتى ،مراعيًا
من حوار حضاري عز مثيله وعظم معناه ودليله. حال الكاتب والمكتوب ،مخل ًدا علو ًما وثقافات
141 آفاق الثقافة والتراث
على شكل قوالب يكتب عليها وهي ما تزال طرية والسؤال ال��ذي يسعى البحث لإلجابة عنه
ثم تترك لتجف على الشمس ،أو أن يفخر بالنار، ه��و إل��ى أي م��دى ط��ور المسلمون صناعة
وهذا ما أثبتته اللقى والموجودات اآلثارية في الورق وما الفائدة التي ترتبت على ذلك ،متب ًعا
العراق والشرق األدنى عبر عشرات اآلالف المنهجين الوصفي والتحليلي ،ومعتم ًدا في ذلك
من ألواح الطين المكتوبة بالخطوط المسمارية، على جملة من المصادر والمراجع أهمها كتاب
وهي الخطوط المستخدمة من قبل السومريين صبح األعشى في صناعة اإلنشا للقلقشندي
واألكديين وغيرهم .
(((
(ت821هـ) ،وموسوعة الوراقة والوراقين في
وقد استمر تقدم البشرية ورقيها وسعيها الحضارة العربية اإلسالمية للدكتور خير اهلل
الدؤوب في البحث عن وسيلة للتدوين فتوصلت سعيد.
للنحاس ،فاستخدم في تدوين الكتابة والزخارف المبحث األول :صناعة الورق ،تأريخها
والنقوش والرسوم((( ،ثم استمرت الرحلة وصولاً وانتشارها المهني الجغرافي(((:
إلى الكتابة على الحجر؛ غير أن وزنه الثقيل اً
أول :تاريخ صناعة الورق:
طغى على أهميته كوسيلة متينة للحفاظ على
تنافست األمم وأجناس البشر فيما بينها إلثبات
المكتوب فما لبث أن ُت ِرك؛ ليتوجه اإلنسان إلى
الخشب وورق الشجر ،كما كتبوا على التوز: ما تعلموه وتخليده ،أو لتأكيد السبق والتقدم وقطع
أشواط في ضرب من ضروب الحياة ،فظهرت
مقـــاالت
وهو الذي تغطى به القسي للبقاء والقوة ،ثم
جاءت عملية دبغ الجلود والكتابة عليها(((. لنا الكتابة كحاجة إنسانية وكمطلب البد من
رسوخه؛ ليحقق النقلة العقلية والقفزة االجتماعية
لقد كان للهند دور في هذه الصنعة إذ كان
عبر التطور المعرفي والنمو المرحلي البشري،
شجرا يسمى "تاري" :وهو
ً وراقوها يستخدمون
ّ
فكانت الكتابة وكل ما ي��دور في فضائها من
شجر باسق كالنخل والنارجيل ،ذو ثمر يؤكل
أساسا إلح��داث هذه النقلة فبدأ
ً أدوات الزم��ة
وأوراق ط��ول ذراع ،وع��رض ثالثة أصابع
السعي نحو البحث عن األفضل من أدوات
مضمومة ،كانوا يكتبون عليها ،ويضم كتابهم
الكتابة؛ لذا نجد من المؤرخين من يشير إلى أن
منها خيط ينظمها من ثقبة في أوساطها فينفذ
أول من كتب على الطين هو آدم عليه السالم أبو
في جميعها ،وأما في أواسط الهند وشمالها فإنهم
البشر((( ،وهكذا إشارات تلمح وترسخ لدالالت
يأخذون من لحاء شجر التوز الذي يستعمل نوع
ومعاني مثيرة ينبغي الوقوف عندها مليًا ،وتفكيك
منه في أغشية القسي ويسمونه "بهوج" في
معانيها وإدراك مكنوناتها؛ لما لها من رمزية
طول ذراع وعرض أصابع ممدودة فما دونه،
ويعملون به عملاً كالتدهين والصقل يُصلّب ومعنى عميق في إثبات أهمية الكتابة ووسائلها،
ً
وهو ما يحتم معرفة تطور أدوات الكتابة وصولاً
به ويُملس ثم يكتبون عليها ،وه��ي متفرقة،
يعرف نظامها بأرقام العدد المتوالي ،ويكون إلى الورق.
جملة الكتاب ملفوفة في قطعة ثوب ومشدودة كان األقدمون يصنعون الطين الخاص بالكتابة
آفاق الثقافة والتراث 142
من جلد رقيق ،وتؤخذ في الغالب من جلود بين لوحين بقدرهما ،واسم هذه الكتب "بوتي"
الحيوانات بعد أن يجرى لها الالزم من الدباغة ورسائلهم وجميع أسبابهم تنفذ في التوز ً
أيضا(((.
بالنورة لتجف ،غير أن الدباغة الكوفية التي هذا وكان هناك لحاء شجر يعرف بـ(الكاذي)،
ظهرت في الكوفة بالعراق استبدلت النورة وهي مكتوبة بالذهب األحمر ،وهذا اللحاء متوفر
. بالتمر؛ مما أكسب الورق ليونة كبيرة
(((1
في الصين والهند ،والكاذي هذا نوع من النبات
كما استخدمت الطروس ومفردها طرس: عجيب ذو لون حسن وريح طيبة ،لحاؤه أرق
وه��ي التي محيت الكتابة التي فيها ثم كتب من الورق الصيني ،يتكاتب فيه ملوك الصين
عليها مجد ًدا ،أي يمكن الكتابة عليه ومسحه والهند(((.
وإع��ادة الكتابة عليه ثانية وتسمى هذه العملة أم��ا الصين فكان لها ح��ال خ��اص بها إذ
.(((1
بـ(التطريس) أنهم يكتبون في ورق يصنعونه من الحشيش
إن عملية التطريس للكتب نتجت عن ظروف والكأل ،وعنهم أُخذت صناعة الورق ،وقد تداولها
طارئة؛ بسبب ما يُلم بسوق الكتب من ظروف أهل الحضارات المواكبين لهذه النقلة الصناعية
صناعة ت��ؤدي لشح ال��ورق ،فيلجأ ُ
الكتّاب إلى إعادة الحضارية الكبرى(((.
الورق في الكتابة على ذات الورق ،ومن الظروف التي هذا وقد عرف استخدام خرق الحرير األبيض
الحضارة اضطرت ُ
الكتّاب الستخدام التطريس مثلاً الفتنة
اإلسالمية في الهند ،واستخدمه الروم ،أما الفرس فكانوا
التي حدثت في عهد األمين(198-193هـ) عندما يستخدمون جلود البقر والجواميس والغنم ونحوها
التطور
نهبت الدواوين ،فاضطر الناس الستخدام ذات بعد أن يدبغونها ،واستخدم العرب أكتاف اإلبل
التاريخي،
الورق لسنوات عدة(.((1 واللخاف – الحجر األبيض الرقيق" ،كما كتبوا
واألفق
الحضاري كما استخدمت القراطيس ومفردها قرطاس: في عسب النخل :وهي الجريد الذي ال خوص
وهي الصحيفة التي يكتب بها ،والقرطاس: فيه(((.
معروف يتخذ من بردي يكون بمصرُ ،
والقرطاس هذا وقد ُعرف الورق الخرساني الذي يصنع
وال َقرطاس وال ِقرطاس كله يعني الصحيفة الثابتة من الكتان ،واألرج��ح أنه كان يصنع من قبل
. (((1
التي يكتب فيها الوراقين الصينيين ،وكانوا قد صنعوه في ّ
هذا وكانت مصر أم القراطيس ،فهي التي خراسان على غرار الورق الصيني وتقلي ًدا له،
كانت تصدره إلى األقطار كلها ،وكان يصنع كما استخدم المصريون القدامى القرطاس :وهو
من بردي مصر( ،((1وقد اشتهرت مصر أكثر مصنوع من قصب البردي ،ويرجعونه إلى زمن
من أي مكان آخر في العالم اإلسالمي بصناعتها النبي يوسف عليه السالم( ،((1واستخدم المسلمون
للقراطيس(.((1 زمن عصر النبوة العسب واللخاف(.((1
ويذكر السيوطي أن من خصائص مصر هذا وقد استخدم الصحابة الرقوق للكتابة،
القراطيس :وهو الطوامير ،وهي أحسن ما كتب والرق :الصحيفة البيضاء وما يكتب فيه ،ويصنع
143 آفاق الثقافة والتراث
وإذا ما أردنا الرجوع إلى الجذر التاريخي فيه ،وه��و من حشيش أرض مصر ،وطوله
لصناعة ال��ورق فسنرجع إلى الصين؛ حيث ذراعا وأكثر في عرض مقداره شبر(.((1
ثالثون ً
عرف التجار العرب الورق الصيني واستوردوه ولذا فقد اتخذ المسلمون من أوراق البردي
منهم ،فقد كان التبادل التجاري قائ ًما معهم، مادة للكتابة عليها في أول األمر ،إذ اعتمدت
ولمدينة سمرقند الفضل األعظم في نشوء صناعة الخالفة العباسية على قراطيس مصر في الكتابة
الورق في العالم اإلسالمي؛ ذلك أنها أول مدينة حتى امتألت بها أسواق بغداد(.((1
إسالمية صنع فيها الورق ،وقد فتحت هذه المدينة
وقد ظلت صناعة القراطيس مصرية حتى
. في العصر األموي سنة 87هـ
(((2
عهد الخليفة األموي عبد الملك بن مروان (-65
كما أن لسمرقند خصوصية في صناعة الورق 86هـ)؛ حيث استبدلها عبد الملك ،وجعلها تنتج
على مستوى العالم؛ ذلك أنها امتازت بكواغدها، بأياد عربية مسلمة كجزء من عملية تعريب
والتي عرفت بجودتها حتى أنها عطلت قراطيس الدواوين والنقود التي قام بها(.((2
مصر(.((2 إن ال��ورق أو الكاغد ك��ان يقصد به ذات
إن قصة نقل صناعة الورق للعالم اإلسالمي الشيء ،والكاغد كلفظ ذو أصل فارسي( ،((2وهو
تقوم على غزوة قام بها المسلمون لمدينة (أطلح) أو القرطاس، (((2
يتواءم في معناه مع ال��ورق
مقـــاالت
سنة 134ه��ـ وق��اده��ا زي��اد بن صالح ،وهذه ويذكر القلقشندي أن ال � َو َرق :بفتح الراء :اسم
الغزوة كانت ضمن حدود الصين ،وهذه المدينة جنس يقع على القليل والكثير ،واح��ده ورقة،
عرفت بإتقان أهلها لصناعة الورق ،فقام زياد وجمعه أوراق ،وجمع الورقة ورقات ،وبه ُسمي
بنقلهم إلى سمرقند وأسكنهم فيها ،وقام هؤالء الرجل الذي يكتب َو ّر ًاقا( ،((2وأضاف :وقد نطق
بدورهم بإنشاء مصانع للورق( ،((2ومنها بدأ قرطاسا وصحيفة ،ويسمى ً
أيضا ً القرآن بتسميته
تصدير الورق لسائر أرجاء العالم اإلسالمي ،وقد الكاغد ،وكذلك المهراق(.((2
عرف ورق سمرقند بجودته وروعته ،حتى أن غير أن الكاغد أقدم من الورق في استخدامه
بعض المؤرخين يشيرون إلى أنها األفضل على وتداوله ،وهو ما اعتاد الناس عليه ،غير أن هذا
اإلطالق(.((2 االصطالح شهد تبدلاً وتحولاً بعد أن تغيرت
هذا وقد ازداد الطلب العالمي على ورق ً
بياضا ،ومن طريقة تصنيعه وأصبح أكثر
سمرقند السيما من حاضرة الخالفة العباسية المحاسن التي رآها المسلمون في الورقة أنها لينة
بغداد ،والتي كانت تعج بالعلماء وأسواق الورق وخفيفة ومطواعة في االستخدام أكثر من غيرها،
والكتاتيب والكتب ،وقد شجع الخلفاء العباسيون مما دفعهم لالعتناء بها واستخدامها األمر الذي
صناعة الورق وتجارته في بغداد فهو من لوازم ساعد في انتشار صناعة الكتب المعتمدة على
النهضة العمرانية ،إذ ال علم وال علوم بدونه(.((3 الورقة(.((2
آفاق الثقافة والتراث 144
البغدادي وذاع صيته؛ حيث امتاز الورق البغدادي ثان ًيا :صناعة الورق في بغداد عاصمة
غرفا صقيلاً ،متناسب
ً بأنه ناصع البياض، الخالفة العباسية:
صبورا على مرور الزمن ،كما أنه
ً األطراف، شهدت بغداد عاصمة الخالفة العباسية
ور ّق��ة حاشيته ،وتناسب أجزائه،
امتاز بليونة ِ كبيرا لصناعة الورق وكان ذلك في عهد
ازدهارا ً
ً
وقطعه وافر ج ًدا ،وال يكتب فيه في الغالب إال الخليفة هارون الرشيد (193-170هـ) ،إذ تؤكد
المصاحف الشريفة ،وقد يستخدمه كتاب اإلنشاء
المصادر التاريخية أن ظهور صناعة الورق كان
. في المكاتبات السلطانية ونحوها
(((3
في الربع األخير من القرن الثاني الهجري(.((3
وه��ذا ما نجده جليًا في ك�لام اب��ن خلدون
وفي زمن الرشيد تم إبدال الرق بالورق في
إذ يقول :إن العمران واتساع نطاق الدولة،
كافة دواوين الدولة؛ حيث أصدر هارون الرشيد
وكثرة التآليف العلمية والدواوين ،وحرص الناس
أمرا أن ال يستخدم سوى الورق أو الكاغد في
ً
على تناقلها في اآلف��اق واألمصار ،فانتسخت
الكتابة؛ تجنبًا ألي حالة تزوير أو غش أو محو
السجالت ،وجلدت وج��اءت صناعة الوراقين
والتي كانت ممكنة في الرقوق(.((3
صناعة المعانين لإلنسان والتصحيح والتجليد وسائر
الورق في إن النقلة الكبرى في صناعة الورق ببغداد
األمور الكتبية والدواوين ،واختصت باألمصار
الحضارة كانت في القرن الرابع الهجري؛ حيث ازدهرت
العظيمة العمران ،ولما طمى بحر التآليف
اإلسالمية صناعة الكتب وانتشرت التآليف والمصنفات
والتدوين ،وكثر ترسيل السلطان وصكوكه،
التطور وضاق الرق عن ذلك ،أشار الفضل بن يحيى
وانطلقت الكثير من المدارس ،فكانت مصانع
التاريخي، البرمكي مستشار الدولة العباسية على ضرورة
الورق منتشرة بكثرة في بغداد ،وكانت أزقة بغداد
واألفق فصنِّع ،وكتبت فيه
ممتلئة بدكاكين الوراقين ومصانعهم ،وتوجد
وج��ود صناعة الكاغدُ ،
الحضاري أكثر من إش��ارة في مصادرنا التاريخية لهذه
الرسائل والصكوك السلطانية ،ثم اتخذه الناس
ً
صحفا لمكتوباتهم السلطانية والعلمية، من بعده الحقيقة( ،((3فيقول الصولي" :ولم تقتصر سكك
وبلغت اإلجادة في صناعته ما شاءت ،ثم غدت الكرخ ودروبه على حوانيت الورق ومصانعه بل
صناعة الورق ،معروفة ومتداولة ،ومن المهن تعداه إلى محال أخرى؛ حيث ذكر ياقوت الحموي
الشريفة ،حتى أن إخ��وان الصفاء َع ّدوها من أن محلة "دار القز" وهي محلة كبيرة ببغداد في
الصناعات الروحية ،فقد نصت رسائلهم على طرف الصحراء فيها يعمل الكاغد"(.((3
أن " :صناعة الورق من الصناعات الروحية... وقد تميزت حاضرة الدولة اإلسالمية بغداد
ماهيتها من أصول نباتية؛ ألن لحاء النبات يدخل خصوصا،
ً بازدهار التجارة عمو ًما وال��ورق
في تركيبها وصناعتها ،وقد راجت أيما رواج، فقد راجت تجارة الورق ببغداد ،وزاد الطلب
وراحت العامة والخاصة من الناس تتعامل بها عليه؛ لذا ظلت عملية تجارة الورق بين بغداد
الوراقين
وتتعاطاها ،وما من شك في أن سوق ّ وأطراف الدولة اإلسالمية ،وبقية أرجاء العالم
ومهنة الوراقة كانت نتيجة منطقية لهذه القفزة قوية ومزدهرة( ،((3وقد اشتهرت سمعة الورق
145 آفاق الثقافة والتراث
كما أننا نالحظ أن القلقشندي (ت821ه��ـ) الحضارية ،ساهمت في تنشيط هذه الصناعة بل
يشير إل��ى أن المغاربة حتى زم��ان��ه كانوا أن هذه الصناعة ذاتها كانت عامل دعم ووجود
يستخدمون الرق لكتابة المصحف الشريف ،هذا وديمومة وتطور لمهنة الوراقة ،كما أنها ساهمت
وقد استمرت كتابة الصكوك والعقود على الجلد في نشر الوعي والثقافة إلى حد كبير"(.((3
حتى المائة الثالثة عشرة للهجرة (.((4( ((4 ثال ًثا :صناعة الورق في بالد المغرب
راب ًعا :انتشار صناعة الورق في اإلسالمي(:((3
العالم(:((4 ال تشير المصادر التاريخية إلى زمن محدد
ً
سالفا أن صناعة ال��ورق كانت قد ذكرنا لصناعة الورق في بالد المغرب غير أنها كانت
راجت في بغداد بعد أن استقرت فيها منذ زمن موجودة منذ العصور اإلسالمية األول��ى في
الخليفة هارون الرشيد ،ومنها انتقلت بعد ذلك إلى المغرب ،وهذا ما تؤكده المصادر إذ تشير إلى أن
بالد ،الشام والتي أُنشئت فيها المصانع الخاصة مدينة فاس كانت ال تزال تنتج الورق في المائة
نفيسا ،كما أن هنالك بالورق ،وبدأت تنتج ً
ورقا ً التاسعة للهجرة( ،((3وكان عبد اهلل بن محمد بن
مد ًنا شامية امتازت بهذه الصنعة وفي مقدمتها ماهرا
ً أبي عبد اهلل السوسي (ت803هـ) صان ًعا
.(((4
طرابلس ،وكما أشارت لذلك مصادر عدة للورق(.((4
صنّاع الورق من العرب يوسعون
هذا وقد بدأ ُ غير أن الذي يمكن استنتاجه أن هذه الصناعة
مقـــاالت
تجارتهم وصنعتهم ،فأنشأوا مصانع للورق في بدأت تتراجع في الفترة الالحقة؛ وهذا ما يمكن
جزيرة صقلية ،ومنها وصلت صناعة الورق إلى استنتاجه من تصنيف القلقشندي للورق المغربي
باقي المدن اإليطالية. بعد الورق البغدادي ثم الشامي ثم المصري(.((4
كما أن بالد األندلس اشتهرت بصناعة الورق والمتتبع للخط الزمني لصناعة الورق يجد
كما أسلفنا ،ومن أشهر المدن األندلسية بصناعة أن هذه المدة شهدت ظهور الورق اإلفرنجي،
الورق مدينة (شاطبة) ،وقد ذاع صيتها حتى أن والذي كان يستورد من مدينة البندقية في إيطاليا
ياقوت الحموي ميزها بصناعتها للكاغد الجيد، ومن غيرها من المدن وهو ما أدى لتراجع مكانة
. (((4
ومنها يحمل الورق إلى سائر بالد األندلس الورق المغربي.
كما ال يمكن أن يذكر الورق دون اإلشارة إن ظاهرة انتشار ال��ورق اإلفرنجي يمكن
للقراطيس المصرية التي كانت األشهر في تلمسها من رسالة اب��ن م��رزوق الحفيد التي
زمانها. سماها" :تقرير الدليل الواضح المعلوم ،على
غير أن متابعة ما يتعلق بجودة الورق المصنع جواز النسخ في كاغد الروم" والتي أنجزها عام
في تلك األزمنة ترشدنا إلى أن الورق البغدادي 812هـ ،والتي تؤكد انتشار الورق اإلفرنجي في
كان في الصدارة؛ حيث حافظ على جودته العالية، مناطق المغرب ،باستثناء فاس واألندلس فإنهما
وهذا ما يشير إليه القلقشندي كما أشرنا ً
سابقا، ينتجان الورق(.((4
آفاق الثقافة والتراث 146
البيروني(ت440هـ). والذي عد الورق البغدادي أولاً ،ثم يأتي بعده
-4األوراق: الورق الشامي ثم المصري ،وهو على نوعين:
المنصوري والعادي ،غير أن المنصوري أكبر
تأليف :أبو بكر محمد بن يحيى الشطرنجي
قط ًعا ،وقلّما يصقل وجهاه جمي ًعا ،والورق الذي
الكاتب الصولي(ت335هـ).
يصقل وجهاه يسمى عند الوراقين (المصلوح)،
ُ -5عمدة ال ُك ّتاب وعدة ذوي األلباب:
كما أن للوارقين المصريين تقسيمات أخرى
تأليف :المعز بن باديس (ت454هـ). عال ووسط،
ألنواع الورق وهي على شكلينٍ :
-6خريدة العجائب وفريدة الغرائب: وهناك صنف بالف ّو ّي ،وهو صغير القطع خشن
تأليف :س��راج الدين أب��و حفص عمر بن غليظ خفيف الغرف ،ال ينتفع به للكتابة ،فيستخدم
مقـــاالت
(ت876هـ)(.((5 -17عيون الحقائق وإيضاح الطرائق:
ويقول في (صفة عمل الكاغد البلدي): تأليف :أبو القاسم محمد بن أحمد السماوي
الظاهرة ،فيرمى بها وتؤخذ القشرة الداخلية -18زهرة البساتين في علم المشاتين:
البيضاء التي خيوطها كانت متينة ،فاغسلها بماء تأليف :محمد بن أبي بكر الزرخوني (ت
تشبه البركة ،ويفرش تحته من ورق حائر
(((5
حوالي 808هـ).
الشمس ما يقيه من التراب ووسخ البركة ،ويكون -19النجوم الشارقات في ذكر بعض الصنائع
الماء قدر ما يغمره مواد كثيرة ويغطى فوقه في المحتاج إليها في علم الميقات:
وسط الماء بورق ال ِعشر عيدان لطاف وعيدان
تأليف :محمد بن أبي الخير الحسني ( توفي
صغار حتى يمنعه ويمنع الورق من الصعود،
أواخر القرن العاشر الهجري).
وحتى ال يبان منه شيء ،وال يطفو فوق الماء،
ويقيم في الماء منق ًعا أربعة أيام بلياليها ،ثم يخرج -20جواهر الفنون والصنائع في غرائب العلوم
من حوض الماء ،ويعصر ما فيه من الماء، والبدائع:
كدسا،
ويترك في زاوية البيت وهو مرصوف ً تأليف :محمد بن محمد أفالطون الهرمسي (لم
شي ًئا فوق شيء ،ثم يفرش له من ورق ال ِعشر ما أعثر على سنة وفاتهـ).
آفاق الثقافة والتراث 148
حتى يختلط بالماء ثم تنشفه بحزقة ،وهي تجفف يقيه من تراب البيوت ويبقى محمولاً في الزاوية،
التي فيه، الماء حتى يذهب منه جميع الشنة
(((5
أيضا بورق العشر ،وكأن ورقه مغطى عليه ً
وهي :يبس الشجر وهي اليشنة ،وتجمعه كبة كبة ينقص ،ثم يخرج من البيت ويضحى بالشمس
ثم تنزله إلى حوض مغضض( ((5أكثر من القالب صفا أو ً
سقفا ثم يخضخض ما بقي من التراب ً
عرضا وطولاً ً ،
نظيفا من الوسخ فيؤخذ من الماء ً في الشمس حتى يجف وال يبقى فيه من رطوبة
الصافي في ما يمأله وال تترك في الماء شي ًئا من الماء شيء ،ويجف ثم تغمر القشرة الداخلة بالماء
وعش أو كدر وال منشور. صغارا ،ثم
ً ثانية ،وتعصره من الماء ،وتُكبِّبُ ُه كببًا
ثم ينزل الكبب في الحوض كلها ويخدشها تخلى في ركن خزن الكتب ،بعضها فوق بعض
مزدوجا
ً بعود ،رأسه فيها أربعة عيدان صلبة وتسوى كبة واحدة بعد واحدة ،وتنقي ما تبقى فيها
مثل مجدح( ((5اللبن ،ضربًا جي ًدا في الماء ،حتى من قشور اللحاء الغليظ األخضر ،ومن الوسخ
الجفر
(((5
يختلط جميع الكبب في الماء ويبقى مثل ُ ومن أثر ما تعلق من الماء حتى يصير نقيًا من
الذي يدق القطن في الماء ،ثم تنشفه بالخرقة ثانية كل قشر وقش ،هذا وهو رطب ،وين ّعم ما تكون
صناعة وتعمله كببًا ،كل كبة بقدر األترجة أو كيفما تشاء، بالظفر حتى يخلو من جميع ما فيه وال يحتاج
الورق في وتضع الكبب على حافة الحوض؛ ثم يرجع ّ
ينزل إلى أن تكبسه؛ ألن الدق يمسك ُه وينعمه ،ويخلطه
الحضارة في الحوض من الكبب قطعة قطعة بقدر الليمون ثم يضحى بالشمس ثانية ،على موضع نظيف أو
اإلسالمية المركب أو النار نخبة بشيء ،تستعمل منه ثوب حتى ال ينشقه تراب وال قش ،وال تنسى
التطور خمس أوراق ،ر ّوها ونقيها وتخدشها من الساعة تذره بالماء ثانية ،ثم يطبق وتعصره وتكببه ،ثم
التاريخي، الثانية بالمخدش ،حتى يختلط الشجر المذكور يعاد عمله األول ،وترده إلى وعائه الذي كان فيه
واألفق المدقوق في الماء وينزل فيه القالب ،ويطلع فيه وهو رطب يخرج من الوعاء كبة لينة ،وتضع
الحضاري الكبة األرض مثل حجر الرحا نظيفة ،وتستعمل
الشجر بقدر ،حتى يطلع متساويًا ،وتكون الورقة
متساوية في جميع جوانبها ،وعلى قدر الحافة نظيفا من خشب العتم( ((5أو من خشب ً
دقماقا(ً ((5
التي تريد ،فإذا تساوت الورقة في القالب فيكون يكون بوجهين ،ويكون بقدر ما وقعه اإلنسان
تحته على األيسر لوح واطئ على قدر القالب بيده ،و ُتتابع به الضرب ،وال تتعب ،وال تترك
بطوله وعرضه ،فتضعه وتفرش فوقه ثوبًا الضرب بالدقماق ،حتى يمتد ويصير مثل عجين
أبيض ،وكلما طلع في القالب ورقة ،قلب القالب لين في كل يوم تضربه مرة واحدة وتعيده إلى
على وجهه الذي فيه الورقة ،وامسحه بخرق وعائه ،ال يزال لذلك خمسة أيام ،وبعد الخمسة
بكفك مسحتين أو ثالث ،حتى تسقط الورقة من أيام يقدم بما في وعائه ،فتنقعه على مصفاف
القالب ،وتصير ممتدة فوق الثوب ،كلما عمل فيه خشونة نظيف ،فإن عدم المصفى كان على
ورقة حطها فوق األخرى إلى حد مائة ورقة حجر مثل حجر خشنة وترشه بالماء ،وتعجنه
فما فوقها ،وكلما نقص الماء الذي بالحوض مما بيدك حتى يختلط شي ًئا بشيء ،ثم تنزله في الماء
ص ّب عليه ما ًء آخر حتى يكون
تقدحه بالقالب ُ َّ
وتحضه في حوض مجتمع فيه الماء من الوسخ،
149 آفاق الثقافة والتراث
في قدره ،ويوقد عليه؛ لينضج ويصبح مثل طبيخ الحوض ممتلئ من الماء؛ ألن الشجر وهكذا إذا
نشاء الغراء يترك إلى أناة آخر ويؤخذ خرقة، َّ
قل الماء متر نزله ماء آخر كلما نقص ،فإذا فرغ
يكبب كبة لها فتعصر ،وهو يصنعها في النشاء، من جميع الشجر الحاصل معه في الحوض من
ويأخذ منه ما علق بالخرقة ،وتمسح به وجه ً
مرصوفا بعضه فوق الذي رويته ويبقى الورق
الورقة وتغليها وتمسح بها قفاها ،فال يزال لذلك بعض ،فتضع فوق الورق خرق نظيف تُ ِّ
غطه
وقفا عملاً مستويًا بقدر
حتى جميع الورق وج ًها ً جميع ُه ،وتأخذ ً
حجرا مسنون الوجه فتضعه على
ال يكثر ،وال يقل وهو يضع الورق واحدة فوق الخرقة التي فوق الورق ،وهي ترزم بها جوانب
أخرى ،إلى حد عشرين ورقة أو ثالثين ورقة. الورق الذي تحت الخرقة ،حتى تخرج ما فيه من
مصلحا الورق المنشا ،وروية بغراء
ً ثم َغ ِّر الماء ،ويبقى فيه رطوبة ال غير ،ثم ترفع الحجر
النشا ،ثم ترفعها على َع ْقده وتضعه في الشمس والخرقة من فوق الورق ،ثم ترجع تفرد الورق،
على شرشف ُمق ّعر نظيف من التراب وتلزق كل خمس ورقات أو ما يقابلها وحدها ثم تضعها
القصاص ،ترطبه بالنشاء حتى ال
أطراف الورق ّ في الشمس على مصفى نظيف ،بحيث ال يناله
يطيّرها الريح ،وال نكمشها إلى أن تجف ،وينشف تراب وال وسخ ،وتخليه حتى يجف ،وتبقى فيه
النشاء الذي فيها ،ثم مرر عليها بسكين رأسه حاد رطوبة هينة ،فيرفع لورق من المصفى وترجع
مثل المشرط ،وتقشع به أطراف الملزقة على تفرده ورقة ورقة في موضع نظيف؛ بحيث ال
مقـــاالت
القفاص ،حتى يخلصها بسهولة ،وال تنحرف يصله الهواء وال التراب وال القش ،فتفرش له
من طرفها الملزق إلى طرفها السائب ،ثم ترفع فوق اللوح األول خرقة نظيفة وتضعه عليها،
الورق سويًا ثانية ،ثم تص ِقل ُه ورقة ورقة على وهو يخلصها ورقة ورقة ،وتضعها واحدة حتى
حجر ملساء مثل الرخامة بحجر آخرى يكون يكمل الجميع ،ثم يرجع نضحه على المصفى
مسنده ملساء مدورة مثل المصقلة أو الخرزة. في الشمس كل خمس ورق��ات وحدها حتى
أيضا ِف ْل الزجاج أو اللوح بقدر ما يقبض
ً تجف ،وتضحى ،وتنشف من الماء ،وال يبقى
عليها الصانع الورقة على طول وجهه ً
وقفا ،حتى منها رطوبة بالجملة الكافية ،ثم ترفعه وترصفه
يكمل ً
صفا لها ،ثم يعطفها على وجهها نصفين، خمس ورقات ،حتى تكمله ،وتضع عليه اللوح
ويمسك طرفها فتساوت ،حتى ال َي ْمل طرفها ،ثم وفوق اللوح حجر ترزمه بها ،ثم تُرهك( ((6من
تكسر وسطها بالمصقلة ،وال تزال تصقل الجميع الذرة البيضاء الرطبة ،التي تسمى الغياشي أو
وتكسرها ونضعها واحدة فوق واحدة حتى يكمل األرزن أو الشريحي الرطب ال يعلب قدر نصف
الجميع ،ثم يأخذ عو ًدا في قراءة الكتب المختومة، الزبدي البقري لمائة ورقة على حساب ذلك تبدأ
وفي ختامها ،فصفتها إذا كان الكتاب طويلاً ، بذلك الذرة حتى يزول منشرها ثم تُرهك ً
رهكا
طويت درجه حتى تقرأه بالرفق ،وحتى يتبين منه ناع ًما بالمرة لما قدر سبع مرات وتترك إلى أن
فصل لك فيه ،فإذا قرأته فأعده في طياته كما كان يحمض إلى يوم ثاني ،ثم يُشد بخرقة خشنة حتى
في حاله األولى ،وأما في ختامه فإذا كان الطالع يخرج منها ُد ّق من الرهيك ،ويبقى المقدريزي
آفاق الثقافة والتراث 150
أشكال أخ��رى ،أجمل للناظر ،وأمتع للنفس؛ يابسا فنجز ُه
مسه ،فإن كان ً طرفه فالحيلة فيه َّ
لذا باشروا بإضافة م��واد وأل��وان للورق ،إذ ُخارا بماء حار ،فإنه يلين وينفتح عقد الرواة
ب ً
كان صنّاع ال��ورق يراعون ذوق المستهلكين يسيرا ،إن شاء اهلل تعالى.
يسيرا ً
ً
ورغباتهم؛ لذا نلحظ وجود وصفات وخلطات الطريقة الثانية:
. عدة لتغيير لون الورق
(((6
وكما أن المشارقة أوضحوا طريقتهم في
ويمكن أن نجد أسرار هذه الخلطات الخاصة
صناعة ال��ورق فهناك ما ذكره المغاربة بهذا
بأصباغ ال��ورق في بعض المؤلفات القديمة
"عمدة
الخصوص ،وقد ورد ذكرها في كتاب ُ
التي وصلتنا ،فيذكر أحد المعنيين بصناعة
ُ
الكتّاب" ،وتقوم هذه الصناعة على مادة "القنب
الورق قضية التلوين ،فيذكر السبيل إلعداد تلك
األصباغ ،فيقول" :يؤخذ البقم( ((6فيُغلى حتى األبيض" وتكون على النحو اآلتي:
تخرج خاصيته ويصفى ،ويضاف إليه قطعة ويسرح حتى يلين ،ثم ينقع بماء
ّ " ينقع القنب
�رارا حسب
نطرون مصري ،ويُعاد ال��ورق م� ً الحبر ويفرك باليد ،ويجفف ،وتكرر هذه العملية
اللون المطلوب ،أما اللون ال��وردي المفتوح ثالثة أيام ،ويبدل الماء في كل مرة ،حتى يزول
صناعة فيكون من الزعفران والبقم ،وأما قشر البصل
الجير منه ،ثم يدق في هاون ،وهو ندي ،حتى ال
الورق في مع النشأ فهو صباغ غريب ،وأما هباب الكوانين
تبقى فيه ُعقدة ثم يحلل في الماء ،ويصبح مثل
الحضارة "المواقد" يُؤخذ ويعجن عج ًنا محك ًما ،ثم يذاب
اإلسالمية الحرير ،ويُصب في قوالب حسب الحجم المراد،
بعد العجن في ماء كثير ،بحسب ما تريده من
التطور اللون في ّ
الحقة "اإلناء" والتفل ،ثم يُر ّوق ويصبغ وتكون قطع الورق مفتوحة الخيطان ،فيرجع
التاريخي، به على العادة. إلى القنب ويُضرب شدي ًدا ،ويُغلى في قالب كبير
واألفق بالماء ،ويحرك على وجهيه ،حتى يكون ثخي ًنا،
مخضر ُمفرح.
ّ وأ ّما تبن الحمص فلونه أصفر
الحضاري ثم يصب في قالب ،ويقلب القالب على لوح،
واعلم أن جميع األل��وان يتولد بعضها من
ويلصقه على الحائط حتى يجف ويسقط ،ويؤخذ
الشب؛ لقبول
ّ بعض ،والبد من َب َّل الورق بماء
له دقيق ناعم ونشاء في الماء البارد ،ويغلى حتى
األلوان ،وينشر على القصب الفارسي الغليظ أو
وينشف في الظل ،فإذا جفعلى قفص جريدّ ، يفور ،ويُصب على الدقيق ،ويحرك حتى يروق،
اصقل ُه"(.((6 فيطلى به ال��ورق ،ثم تلف الورقة على قصبة
حتى تجف من الوجهين ،ثم يُرش بالماء ويجفف
ويقول" :إذا أردت ذلك – أي صبغ الورق –
ويصقل"(.((6
خذ الورق ،بلّه بماء الشب ،ثم يلقى في ماء البقم
"لألصفر" أو ماء الزعفران "لألحمر" أو ماء ثان ًيا :تلوين الورق(:((6
ألق شي ًئا من
زهرة نيلة هندي ،وإن أردت فاختيِ ، تنبه المسلمون منذ بداية تعاملهم مع الورق
الحبر أو شي ًئا من النيلة الهندي ،على درهم من
ِ إلى الجانب الجمالي في صناعة الورق وضرورة
السيلقون( ،((6وإن أردت لونه عوديًّا "أي أسود توفره في المنتج الورقي؛ إلضفاء الصفة الجمالية
وألق
ِ ثقيل" ،فاسحق الزرنيخ األحمر ناع ًما، على ال��ورق ،وإخراجه من شكله الرتيب إلى
151 آفاق الثقافة والتراث
ذلك ابن النديم إذ يذكر أشهرها ،وهو الخراساني الحبر ،وكذلك ماء السلق
عليه أدنى ما يكون من ِ
الذي يُعمل من الكتان ،وهناك أصناف أخرى المر ّوق "المصفى" أو في ماء قشور البصل،
كالسليماني والطلحي والنوحي والفرعوني أو في ماء قشور العصفر ،المراد أحمر كان أو
والجعفري والطاهري(.((7 أصفر ،أو في ماء حطب السنط( ((6المغلي"(.((6
ويصل كوركيس عواد إلى نتيجة مفادها أن وهناك وسائل أخرى لتلوين الورق ،إذ يقول
هذه األنواع من الورق نسبت إلى أصحابها في وراق آخر ":صفة صباغ الورق إذا أردت ذلك ّ
خراسان ،فالنوحي وكأنه سمي نسبة إلى نوح تقول :خذ ما شئت من ورق ما َف ِبلَّه في ماء مشبب
الساماني ،وهو أحد أمراء الدولة الطاهرية التي عود القسية ،أ ّما في ماء البقم وأما الزعفران أو
حكمت تركستان وفارس ،أما الورق الفرعوني زهرة النيلة ،ثم انشر الورق على قصبة فارسية
فهو ن��وع آخ��ر نافس ورق البردي في عقر الظل ،فإذا جف اصقله
تكون غليظة وتكون في ِ
داره ،وأقدم نص دون بهذا الورق يعود إلى سنة واكتب فيه ،فإن أعجبك لونه ،وإال غيره بعد أن
180هـ(.((7 الح َكم واكتمها عن
تنشفه قبل صقله ،فاعلم هذه ِ
أما الورق أو الكاغد المنصوري فينسب إلى غير أهلها"(.((6
أبي الفضل منصور بن عبد الرحيم بن بنت وهناك طريقة أخرى يذكرها صاحب كتاب
ابن بحير الكاغدي من سمرقند كما يوضح ذلك (أنواع اللّيق وكيفية إعمالها) عند كالمه عن صفة
مقـــاالت
السمعاني(.((7 قطع أوراق الذهب ،فيقول" :يؤخذ قطعة جلدة
ويشير كذلك إلى أن الكاغد الحسني ينسب إلى تخيطها شبه المخدة الصغيرة ،وتحشى حور (((7
أبي على الحسن بن ناصر الكاغذي المعروف قط ًنا ،وتؤخذ ورقة الذهب بطرف السكين وتعمل
بالدهقان ،وقد ُعرف هذا الورق بجودته العالية على المخدة وتقطع منها بالسكين قدر حاجتك ،ثم
وحسن مادته ،وهذا الشخص سمرقندي كذلك، تأخذ قط ًنا وتبلّها بريقك َب ً
ال خفيف واعملها على
لكن المقريزي يشير إلى أن الورق المنصوري الورقة فتشال في القطنة؛ اعملها على الغري
يصنع في الفسطاط دون القاهرة(.((7 ووكدها – ثبتها – بالقطنة الناشفة، أو الكلخ
(((7
أم��ا ال���ورق الجعفري فينسب إل��ى جعفر وخليها حتى تجف ،واصقلها تجئ فإنه وكذلك
البرمكي ،وال��ورق الجيهاني نسبة إلى مدينة تفصل ورق القطنة فاعلم ذلك"(.((7
جيهان في خراسان( ((7والورق المأموني نسبة إلى ثال ًثا :أنواع الورق:
. الخليفة العباسي المأمون (198ـ 218 -هـ)
(((7
ذكرنا فيما سبق أن الورق أنواع وأشكال؛
راب ًعا :القطع (مقاييس الورق) :
(((7
تب ًعا للمواد التي يصنع منها ،أو البلدان التي
تنوعت أحجام الورق ومقاييسه ،وقد خضع أُنتج فيها ،أو األشخاص الذين قاموا بتصنيعه،
كل ذلك العتبارات عدة ،في طليعتها طبيعة أو نقلوه إلى بلدانهم وهكذا ،وقد ذكر المؤرخون
الجهة المستخدمة للورق سواء أكانت رسمية أم أنواعا من الورق ،ومن أشهر الذين تكلموا في
ً
آفاق الثقافة والتراث 152
من الملوك ،وأحيا ًنا يكتب فيه للطبقة العليا منهم أحد الوراقين ،أم للمراسالت الخاصة ونحو ذلك،
وز في البغدادي الكامل.إذا حصل َع َ فلكل جهة واستخدام نوع ورق خاص به يتناسب
قطع الثلثين من الورق المصري: مع طبيعة الكتابة والغرض منها ،واإلمكانية
المادية لتحمل تكاليف الورق.
والمراد به ثلثا الطومار من كامل المنصوري،
وع���رض درج���ه ثلثا ذراع ب���ذراع القماش ويلخص المدائني صاحب كتاب القلم والدواة
المصري ،وفيه تكتب مناشير األمراء المق ّدمين، ذلك بقوله إن ُ
الكتّاب كانوا يكتبون إلى الخلفاء في
وتقاليد النواب الكبار والوزراء ،وأكابر القضاة قرطاس من ثلثي طومار – أي الورقة الكاملة –
ومن في معناهم ،ولم تجر العادة بكتابة مكاتبة وإلى األمراء في نصف طومار ،وإلى العمال
عن األبواب السلطانية فيه. والكتاب في ثلث ،وإلى التجار وأشباههم في ربع
قطع النصف: والمساح في سدس(.((8
ّ الح ّساب
وإلى ُ
وال��م��راد ب��ه قطع النصف م��ن الطومار ويذكر أن هذه المقادير لقطع ال��ورق في
المنصوري ،وعرض درجه نصف ذراع بالذراع القديم ،وهي :الثلثان ،والنصف ،والثلث ،والربع
صناعة
المذكور ،وفيه تكتب مناشير األمراء الطلبخاناه، والسدس ،ومنها استخرجت المقادير متخذة القطع
الورق في
ومراسيم الطبقة الثانية من الن ّواب ،والمكاتبات أساسا في التقسيم والقطع والمفاضلة؛
ً البغدادي
الحضارة
اإلسالمية إلى الطبقة الثانية من الملوك. ألنه يحتمل المقادير بخالف غيره(.((8
التطور قطع ال ُثلث: ه��ذا وق��د كانت أب��رز المقادير حتى زمن
التاريخي، القلقشندي في القرن التاسع الهجري والمستعملة
والمراد به ثُلث القطع المنصوري ،وعرض
واألفق في دواوين الدولة كما يأتي(:((8
درجه ،ثلث ذراع بالذراع المذكور ،وفيه تكتب
الحضاري
مناشير أمراء العشرات ،ومراسيم صغار النواب قطع البغدادي الكامل:
والمكاتبات إلى الطبقة الرابعة من الملوك. وعرض ّد ْر ِج�� ِه ،عرض البغدادي بكماله،
القطع المعروف بالمنصوري: وهو ذراع واحد بذراع القماش المصري ،وطول
وعرضه تقدير ربع ذراع بالذراع المذكور، كل وصل من ال��درج المذكور ذراع ونصف
وفيه تكتب مناشير الممالك السلطانية ،ومقدمي بالذراع المذكور ،وفي هذا النوع كانت تكتب
الحلقة ومناشير عشرات التركمان ببعض الممالك عهود الخلفاء وبيعاتهم ،وعهود أكابر الملوك،
الشامية وبعض التواقيع ما في معنى ذلك. والمكاتبات إلى الطبقة العليا من الملوك كأكابر
القطع الصغير: الخاقانات من ملوك الشرق.
ويقال فيه قطع العادة ،وعرض درجه تقدير قطع البغدادي الناقص:
سدس ذراع بالذراع المذكور ،وفيه تكتب عامة وعرض درجه دون عرض البغدادي الكامل
المكاتبات ألهل المملكة وحكامها ،وبعض التواقيع بأربعة أصابع مطبوقة ،وفيه يكتب للطبقة الثانية
153 آفاق الثقافة والتراث
مصر والممالك الشامية ،فيناسب الشامي الكامل والمراسيم الصغار ،والمكاتبات إلى حكام البالد
نصف الحموي والعادة ،من الشامي قلم الرقاع؛ بالممالك ،وما يجري هذا المجرى ،وقد كان هذا
ألنهما في معنى القطع المنصوري ،والعادة في القطع والذي قبله في أول الدولة التركية طول كل
الديار المصرية ،أما قلم الجناح لكتابة بطائق وصل منه ِشبران وأربع أصابع مطبوقة.
الحمام به ،أما ما يكتب به الخلفاء أسماؤهم في قطع الشامي الكامل:
الزمن القديم فبقلم الطومار ،وهو القلم الجليل
وعرض درجه عرض الطومار الشامي في
الذي ال قلم فوقه(.((8
طوله ،وهو قليل االستعمال بالديوان ،إال أنه ربما
كما اعتنى ُ
الكتّاب بالجوانب الذوقية والجمالية كتب فيه بعض المكاتبات.
بشكل كبير ،وكل هذا يرتبط بنوع الورق وقياسه،
القطع الصغير:
فحاشية ال ِكتاب مثلاً كان بعض ُ
الكتّاب يقدرها
بالربع من عرض ال ّدرج ،وهو اعتبار حسن ال وهو في عرض ثالثة أصابع مطبوقة من
يكاد يخرج عن القانون(.((8 الورق المعروف بورق الطير ،وهو صنف من
الورق الشامي رقيق للغاية ،وفيه تكتب ملطفات
ويضيف القلقشندي عن جماليات الكتابة
الكتب وبطائق الحمام.
وعالقتها بالورق قائلاً " :أم��ا مقدار البياض
قبل البسملة ،فيختلف في السلطانيات باختالف هذا وقد كانت بالد المغرب والسودان والفرنج
مقـــاالت
قطع ال���ورق ،فكلما عظم قطع ال��ورق كان تستخدم في الغالب عند الكتابة طومار واحد يزيد
البياض فيه أكثر ،فقطع البغدادي يترك فيه ستة طوله على عرضه قليلاً ،ما بين صغير وكبير،
أوصال ً
بياضا ،وتكتب البسملة في أول السابع، بحسب الحاجة من كل مكتوب(.((8
وقطع الثلثين يترك فيه خمسة أوصال ،وقطع أما بالد الشام ومصر فكان لهم مقاديرهم
المنصوري العادة تارة يترك فيه ثالثة أوصال، الخاصة ،فقد كانوا يستخدمون قطع الشامي
وت��ارة يترك فيه وص�لان بحسب ما تقتضيه الكامل ،وقطع نصف الحموي ،وقطع العادة من
الحال ،وقطع الشامي الكامل في معنى قطع الشامي ،وقطع ورق الطير(.((8
المثلث ،وقطع نصف الحموي والعادة من الشامي هذا وكانت أحجام ومقاسات الورق تؤثر في
في معنى القطع المنصوري والعادة في البلدي، أنواع األقالم والخطوط المستخدمة؛ حيث يروي
وربما اجتهد الكاتب في زيادة بعض األوصال القلقشندي عن الشهابي صاحب كتاب التعريف
.
(((8
ونقصانها ،بحسب ما تقتضيه الحال قوله" :إن القطع البغدادي قلم مختصر الطومار،
وأما البُعد ما بين السطور فيختلف باختالف ولقطع الثلثين قلم الثلث الثقيل ،ولقطع النصف
حال المكتوب واختالف قطع الورق ،ففي الكتب قلم الثلث الخفيف ،ولقطع الثلث قلم التوقيعات،
الرسمية "السلطانيات" شكل غير المراسالت ولقطع العادة ،قلم ّ
الرقاع .... ،ومن ذلك يعلم ما
األخرى(.((8 يناسب كل القطع المستعملة بدواوين اإلنشاء في
آفاق الثقافة والتراث 154
الحواشي الخالصة:
( )1خير اهلل سعيد ،موسوعة الوراقة والوراقين في تناولنا فيما مضى من صفحات صناعة الورق
الحضارة العربية اإلسالمية ،ط(1بيروت ،مؤسسة في الحضارة اإلسالمية وقد توصلنا من خالل
االنتشار العربي2011 ،م) ج ،3ص.9 الدراسة لما يـأتي:
( )2أبو الفرج محمد بن إسحاق بن النديم (ت385هـ)،
كبيرا عبر
ً تطورا
ً -1شهدت صناعة ال��ورق
الفهرست ،بال.ط (مصر ،المطبعة الرحمانية،
د.ت) ص.31
العصور إذ انتقلت من حال إلى حال ،غير أن
الفضل في اكتشافها يعود إلى الصينين ،إال أن
( )3كوركيس عواد ،الورق أو الكاغد – صناعته في
العصور اإلسالمية ،بحث منشور في مجلة المجمع المسلمين تمكنوا من تطويرها واإلبداع فيها
العلمي العربي ،دمشق ،تموز1948 ،م ،ج،3 بشكل كبير.
م ،28ص 409وما بعدها.
-2تعد سمرقند مركز انطالق صناعة الورق في
( )4ابن النديم ،الفهرست ،ص31؛ سعيد ،موسوعة
الحضارة اإلسالمية؛ إذ تركزت فيها صناعة
صناعة الوراقة ،ج ،3ص.10
ال��ورق ثم انتقلت إل��ى بقية أج��زاء الدولة
الورق في ( )5ابن النديم ،الفهرست ،ص31؛ سعيد ،موسوعة
الحضارة الوراقة ،ج ،3ص.10 اإلسالمية.
اإلسالمية ( )6أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440هـ)، -3دخلت الكتابة عبر تاريخها بتطور كبير إذ
التطور تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو شهدت الحضارة اإلسالمية استخدام الجلود
التاريخي، مرذولة ،بال.ط (طبعة اليبسك1945 ،م) ص.81
والرقاق والحجر والعظام والرقوق والطروس
واألفق ( )7أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي
حتى استقر األمر على الكاغد أو الورق.
الحضاري (ت346ه���ـ) ،م��روح الذهب ومعادن الجوهر،
ب�لا.ط (باريس ،دار المعرفة1982 ،م) ج،2 -4يعد عصر الخليفة هارون الرشيد زمن انتقال
ص202؛ سعيد ،موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.10 صناعة الورق إلى العاصمة العباسية بغداد؛
( )8أبو العباس أحمد القلقشندي (ت821ه��ـ) ،صبح حيث شاعت وذاعت وتطورت عبر العصور.
األعشى في صناعة اإلنشا ،بال.ط (القاهرة ،دار
والوراقون المسلمون
ّ والصناع
ُ -5تفنن ُ
الكتّاب
الكتب المصرية1920 ،م) ج ،2ص.475
في صناعة الورق ،فزينوه وحسنوه ،وأضافوا
( )9سعيد ،موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.10
إليه الكثير حتى ظهرت لنا أنواع عدة من
( )10ابن النديم ،الفهرست ،ص.31
الورق.
( )11القلقشندي ،صبح األعشى ،ج ،2ص.475
-6تعددت أن��واع ومساحات ال��ورق وقياساته
( )12سعيد ،موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.10
واستخدم كل نوع في حاجة معينة.
( )13أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور
(ت 711هـ) ،لسان العرب ،بال.ط (بيروت ،دار
( )36القلقشندي ،صبح األعشى ،ج ،2ص476؛ سعيد، ( )19أبوبكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت463
موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.28 هـ) ،تاريخ بغداد ،ط( 1القاهرة ،مكتبة الخانجي،
1931م) ج ،9ص.86
( )37ابن خلدون ،المقدمة ،ص421؛ سعيد ،موسوعة
الوراقة ،ج ،3ص.26 ( )20طه الحاجري ،ال��ورق والوراقة في الحضارة
اإلسالمية ،مجلة المجمع العلمي العراقي ،المجلد
مقـــاالت
( )38ينظر :محمد المنوفي ،تاريخ الوراقة المغربية،
1965 ،13م ،ص.133
ط(1ال��رب��اط ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية،
1991م) ص 57وما بعدها. ( )21مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آب��ادي
(ت817ه���ـ) ،القاموس المحيط ،ط(1بيروت،
( )39ابن مرزوق الحفيد (ت 842هـ) ،الدليل الواضح
مؤسسة الرسالة1986 ،م) مادة – الكاغد.
المعلوم على جواز النسخ في كاغد الروم ،نسخة
مطبوعة على اآللة الكاتبة ،مأخوذة من موقع ( )22المصدر نفسه ،مادة ورق.
خزانة االمذهب المالكي ،ص 10وما بعدها. ( )23القلقشندي ،صبح األعشى ،ج ،2ص.476
( )40شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن ( )24سعيد ،موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.24
السخاوي (ت902هـ) ،الضوء الالمع ألهل القرن
( )25المصدر نفسه ،ص.25
التاسع ،بال.ط ( بيرت ،دار مكتبة الحياة ،د.ت)
ج ،5ص.57 ( )26البالذري ،فتوح البلدان ،ص.592
( )41صبح األعشى ،ج ،2ص.477 ( )27أبو منصور عبد الملك الثعالبي (ت 429هـ)،
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ،تحقيق:
( )42أب��و العباس أحمد بن يحيى الونشريسي (ت
محمد أبو الفضل إبراهيم ،بال.ط (القاهرة ،دار
914هـ) ،المعيار المعرب والجامع المغرب عن
النهضة المصرية1965 ،م) ص.543
فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب ،تحقيق:
محمد حجي ،بال.ط ( المملكة المغربية ،دار الغرب ( )28سعيد ،موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.25
اإلسالمي1981 ،م) ج ،1ص 66وما بعدها. ( )29س��راج الدين أبو حفص عمر بن ال��وردي (ت
( )63المصدر نفسه ،ج ،3ص.34 ( )55وهو المأخوذ من شجر الزيتون الجبلي؛ (ينظر:
أحمد عيسى ،أسماء النبات ،ب�لا.ط (دمشق،
وف إِ َذا ُط ِر َق؛
الص ِ ( 64البقم :من ْالبُ َقا َم ُة َما َي ْس ُق ُط م َ
ِن ُّ
1971م) ص.27
(ينظر :أحمد بن ف��ارس بن زكرياء القزويني
الرازي (ت395هـ) ،معجم مقاييس اللغة ،تحقيق: ( )56وهي أج��زاء شعرية تتخلق بأصول األشجار،
عبد السالم محمد هارون ،بال.ط ( بيروت ،دار وهي بيضاء نقية؛ (جالل الدين عبد الرحمن بن
مقـــاالت
ابن باديس ،المعز ( ت 454هـ): ( )71الكلخ :صم ٌغ طبي يُستخرج من أنواع نباتية من
جنس الفيرولة ،ويُعرف في مصر بال َكلَخ ،أو علك
-1عُ مدة ال ُك ّتاب وعُ دة ذوي األلباب ،ح َّققه وقدم له:
ال َكلَخ؛( ينظر :أحمد مختار عبد الحميد عمر ،معجم
نجيب مايل الهروي ،عصام م ّكية ،ط( 1إيران،
اللغة العربية المعاصرة ،ط ( 1مصر ،عالم الكتب،
مجمع البحوث اإلسالمية1409 ،هـ).
2008م) ج ،3ص.2444
بركو ،عبد المجيد:
( )72الشكيل ،صناعة الورق ،ص122؛ سعيد ،موسوعة
-2المخطوط العربي في عصر الوراقين ،مجلة الوراقة ،ج ،3ص.36-35
الرافد ،الشارقة ،العدد ،70يونيو 2003م.
( )73الفهرست ،ص.32-31
البيروني ،أبو الريحان محمد بن أحمد (ت 440هـ):
( )74دائرة المعارف اإلسالمية ،ترجمة أحمد الشنتاوي
-3تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو وآخرون ،مادة (كاغد).
مرذولة ،بال.ط (طبعة اليبسك1945 ،م).
( )75األنساب ،ج ،10ص.327
الثعالبي ،أبو منصور عبد الملك (ت 429هـ):
( )76تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت 845هـ)،
-4ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ،تحقيق: المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار ،بال.ط
محمد أبو الفضل إبراهيم ،بال.ط (القاهرة ،دار (مصر ،مطبعة النيل1364 ،هـ) ج ،2ص189؛
النهضة المصرية1965 ،م). سعيد ،موسوعة الوراقة ،ج ،3ص.37-36
الجوهري ،أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي ( )77معجم البلدان ،ج ،2ص.202
مقـــاالت
-34تاريخ الوراقة المغربية ،ط(1الرباط ،كلية اآلداب (ت817هـ):
والعلوم اإلنسانية1991 ،م). -27القاموس المحيط ،ط(1بيروت ،مؤسسة الرسالة،
ابن ال��وردي ،سراج الدين أبو حفص عمر (ت 1986م).
-35خريدة العجائب وفريدة الغرائب ،بال.ط (القاهرة، -28حضارة العرب ،ترجمة :عادل زعيتر ،ط (2مصر،
1960م). الهيئة المصرية العامة للكتاب ،مكتبة األسرة،
2000م).
الونشريسي ،أب��و العباس أحمد بن يحيى (ت
914هـ): مجموعة مؤلفين:
-36ال ِمعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل -29المعجم الوسيط ،بال.ط ( القاهرة ،مجمع اللغة
إفريقية واألندلس والمغرب ،تحقيق :محمد حجي، العربية ،دار الدعوة ،د.ت).
بال.ط (المملكة المغربية ،دار الغرب اإلسالمي، المسعودي ،أبو الحسن علي بن الحسين بن علي
1981م). (ت346هـ):
دراسة وتحقيق
( )1لم أذكر الواجبات ،وقد انفرد الحنفية بالتمييز بينها وبين األركان في الصالة.
163 آفاق الثقافة والتراث
ُشبَّه بالحسن البصري في علمه وزهده وورعه ،وأهمية موضوع النظم وحاجة الناس إليه ،مع كان ي َ
َّ
يتصد ُرون لإلمامة واألذان وشعائر فشو الجهل ،وانتشار اللَّحن حتى على ألسنة بعض الخواص ،ممن
اإلسالم.
وقد جعلت دراستي وتحقيقي لهذا النظم في قسمين ،األول :قسم ترجمة المؤلف ودراسة المخطوط،
والثاني :قسم التحقيق.
أما القسم األول :فجعلته في مبحثين:
المبحث األول :تكلَّ ُ
مت فيه عن المؤلف (اسمه ونسبه ولقبه ،مولده ونشأته ،أسرته ،علمه ومكانته،
أخالقه وسيرته ،مذهبه الفقهي ،عمله ونشاطه ،شيوخه ،تالمذته ،مؤلفاته ،شعره ،وفاته).
المبحث الثاني :تكلَّ ُ
مت فيه عن مخطوط اإليضاح التام (عنوان المخطوط ونسبته إلى مؤلفه ،نسخ
المخطوط ووصفه ،موضوع المخطوط ،عملي في المخطوط ،نماذج من صور المخطوط).
وأما القسم الثاني :فهو لتحقيق منظومة (اإليضاح التام).
أكون قد ُوفقت في إخراج هذا النَّظم على أكمل وجه ،وأن يحقق الهدف والغاية التي واهللَ أرجو أن َ
ُسأَل ُّ
رب َنا و ِن ْع َم قصد إليها ناظ ُمه ،وأن ال يحرمني أجر المجتهد فيما أصبت وفيما أخطأتِ ،ن ْع َم من ي ْ
تحقيق المخطوطات
النصير إِلَ ُهنا ،والحمد هلل ِّ
رب العالمين. ُ
وكتبه
طه محمد فارس
8رمضان 1436هـ
2015 / 6 / 25م
((( انظر :تراجم األعيان للبوريني 9 :1ـ 15؛ الكواكب السائرة للغزي 114 :3؛ شذرات الذهب البن العماد :10
576؛ معجم المؤلفين لكحالة 146 :1؛ األعالم للزركلي .91 :1
((( انظر :تراجم األعيان للبوريني 9 :1ـ .15
((( انظر :تراجم األعيان للبوريني 9 :1ـ 15؛ الكواكب السائرة للغزي 114 :3؛ شذرات الذهب .576 :10
تحقيق المخطوطات
اهلل كمال الدين محمد بن حمزة بن أحمد الحسيني (ت933هـ) مفتي دار العدل بدمشق ،والشيخ كريم
ومصنفات ابن
ِ َ
الحديث الدين عبد الكريم بن عبد القادر بن عمر الجعبري (ت933هـ) وقد أخذ عنه
الجزري ،والشيخ تقي الدين محمد بن محمد البالطنسي(ت936هـ) ،والشيخ تقي الدين أبي بكر محمد
ابن يوسف القاري (ت945هـ) ،والشيخ محمد بن محمد التونسي المالكي الملقب بمغوش (ت947هـ)،
والشيخ عالء الدين علي بن حسن الجراعي الدمشقي الشافعي (ت949هـ) المشهور بالقيمري لسكناه
في منطقة القيمرية ،والشيخ بدر الدين أبي البركات محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزي العامري
القرشي الشافعي (ت984هـ).
تاسعاً :تالمذته:
َحرص الشيخ الطيبي على تعليم ُّ
الطلاَّ ب ،مع الشفقة الكاملة ،واأللطاف الوافرة؛ ال سيما الغرباء ِ
ٌ
والرعاية ،وقد أخذ عنه جماعة من األفاضل ،منهم :ول ُدهيخص ُهم بمزيد من ال ِع َناية ِّ
منهم ،فقد كان ُّ
الشيخ أحمد ،والشيخ إبراهيم بن محمد البيكار المقدسي الدمشقي (ت957هـ) ،والشيخ محيي الدين أحمد
ابن يحيى األيدوني (ت978هـ) ،والشيخ أحمد العيثاوي (ت979هـ) مفتي الشافعية بدمشق ،والشيخ
محمد بن علي القابوني (ت980هـ) ،والشيخ عماد الدين محمد بن محمد الحنفي (ت986هـ) ،والشيخ
إسماعيل النابلسي (ت993هـ) مفتي الشافعية في زمانه ،والشيخ أحمد الوفائي مفتي الحنابلة بدمشق،
((( انظر :تراجم األعيان 10 :1؛ والكواكب السائرة .115 :3
((( انظر :تراجم األعيان 12 :1؛ ومعجم المؤلفين لكحالة 146 :1ـ147؛ واألعالم للزركلي .91 :1
((( انظر :الكواكب السائرة 115 :3؛ معجم المؤلفين لكحالة 146 :1ـ147؛ واألعالم للزركلي .91 :1
تحقيق المخطوطات
و( )417231و( )418890و( )420568و( )420568و(.((1()425084
14ـ أشكال المنطق األربعة( :((1وقد ذكره البوريني والغزي وكحالة ،ولم أقف له على نسخة
مخطوطة(.((1
15ـ نهاية المحتاج للدماء الواجبة على المعتمر والحاج :وقد ذكره الغزي (ت1061هـ) (.((1
16ـ الزوائد السنية على األلفية(.((1
ُ
المرشوش في تاريخ الشيخ مغوش :وهي ترجمة لشيخه محمد بن محمد التونسي المالكي الس َّك ُر
17ـ ُّ
الملقب بمغوش (ت947هـ)(.((1
15ـ اإليضاح التام لبيان ما يقع في ألسنة العوام ويحصل به اإلحرام لتكبير الملك العالم (فقه وتجويد
( ((1انظر :األعالم للزركلي .91 :1
( ((1انظر :تراجم األعيان 1:12؛ والكواكب السائرة 115 :3؛ ومعجم المؤلفين لكحالة 146 :1ـ147؛ واألعالم
للزركلي .91 :1قال الغزي في الكواكب :مختصر مناسك ابن جماعة في المذاهب األربعة.
( ((1انظر :الكواكب السائرة 115 :3؛ معجم المؤلفين لكحالة 146 :1ـ.147
( ((1وقد ذكره الغزي بعنوان :رفع اإلسكال في حل اإلشكال.
( ((1انظر :تراجم األعيان 12 :1؛ والكواكب السائرة 115 :3؛ ومعجم المؤلفين لكحالة 146 :1ـ.147
( ((1انظر :الكواكب السائرة للغزي .115 :3
( ((1انظر :المصدر السابق .115 :3
( ((1انظر :المصدر السابق .
( ((1انظر :الكواكب السائرة 115 :3؛ األعالم للزركلي .91 :1
( ((1انظر :الكواكب السائرة للغزي 114 :3؛ شذرات الذهب 576 :10وقال :وهو الصحيح؛ ومعجم المؤلفين لكحالة
.146 :1
( ((2انظر :تراجم األعيان للبوريني 9 :1ـ 15؛ األعالم للزركلي .91 :1
( ((2كما ذكر الشيخ نجم الدين الغزي في الكواكب السائرة .116 :3
تحقيق المخطوطات
عنوان الرسالة ما ذكر في نسخة جامعة طوكيو ،وذلك لتمامه وتوافق أكثر من ترجموا للمؤلف على
جزئه األكبر.
الدين أحمد بن أحمد الطيبي ،فنستطيع الجزم بها من خالل طريقين ،األول:أما نسبة النَّظم لشهاب ِّ
تصريح الناظم بذلك في البيت ( )141من منظومته ،والثاني :اتفاق كلمة من ترجم له ،أو ذكر النَّظم،
على نسبته له.
ثانياً :نسخ المخطوط ووصفه:
للمخطوط الذي بين أيدينا نسختان(:((2
النسخة األول��ى :من معهد الثقافة ِّ
والد َراسات الشرقية بجامعة طوكيو ،اليابان ،وهي برقم:
( ،)MS29والنسخة المصورة في مركز جمعة الماجد برقم ،)294980( :وقد رمزت لها بالحرف
أصال للتَّحقيق ،لتمامها ،ودقة ضبطها ،فهي نسخة نفيسة ،ربما تكون ِّ
بخط مؤلفها(.((2 ً ( أ ) ،وجعلتها
كل صفحة منها ( )17سطراًُ ،ك ِت َبت بخط نسخي واضح، تقع هذه النسخة في أربعة أوراق ،في ِّ
كامال ،واتّبع كاتبُها نظام التعقيبة ،وقد أُلحق في هامشها أبيات منها ،وفي هامشها
ً وضبطت ضبطاً
( ((2انظر :الكواكب السائرة .115 :3
( ((2انظر :إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون .154 :1
( ((2انظر :األعالم للزركلي .91 :1
( ((2وقد ذكر صاحب إيضاح المكنون على كشف الظنون أن لها نسخة مخطوطة في الزيتونة.
( ((2وذلك لضبطها ،وإلحاق بعض األبيات في هوامشها ،وبيان معاني بعض مفرداتها.
ثم بيان آراء المذاهب 4ـ توثيق األحكام المذكورة من كتب الشافعية المعتمدة ً
أوال اللتزام الناظم بهَّ ،
ً
سبيال. الفقهية المعتمدة ما استطعت إلى ذلك
5ـ توثيق ما ذكر في النظم مما يتعلق بالقراءات والتفسير والعقيدة.
6ـ وضع عناوين توضيحية بين قوسين مغلقين ِّ
لكل مقطع من مقاطع النظم.
وضع رقم ورقة المخطوط مع جهتها ،بين قوسين مغلقين [ ] على جانب الصفحة ،واإلشارة إلى
ُ 7ـ
بداية صفحة المخطوط بخط مائل ./
8ـ وضع فهرس لمصادر ومراجع التحقيق والدراسة والتعليق.
تحقيق المخطوطات
اح
يض ُ اإل َ ِ
َّ
التا ُّم
ان َما لِ َب َي ِ الصفحة األولى من نسخة معهد دراسات الثقافة الشرقية ـ جامعة طوكيو
َي َق ُع في
لس َن ِة أَ ِ
ال َع َوام
((( أي :في افتتاح الصالة بتكبيرة اإلحرام ،أو بتكبيرة االفتتاح ،أو التحريمة كما يسميها فقهاء الحنفية؛ وهي قول
المصلي في افتتاح صالته( :اهللُ أَ ْك َب ْر) ،وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة ومحمد بن
أما الشيخان من الحنفية فذهبوا إلى أنَّها
الحسن من الحنفية إلى أن تكبيرة اإلحرام فرض من فروض الصالةَّ ،
شرط من شروط الصالة .وتظهر فائدة الخالف فيمن شرع بالتكبيرة قبل زوال الشمس بلحظة ثم زالت ،فالجمهور
يقولون ببطالن الصالة ألنه أتى بجزء منها قبل دخول الوقت ،أما الحنفية فيقولون بصحتها ألن التحريمة شرط،
وال يضر تقدم الشرط ،استدل الجمهور لقولهم بحديث علي رضي اهلل عنه عن رسول اهلل أنه قال" :تحريمها
التكبير وتحليلها التسليم" أخرجه أبو داود برقم ،61والترمذي برقم ،3وغيرهما بإسناد صحيح ،وأخرجه الحاكم
في المستدرك 223 :1برقم 457وقال :صحيح اإلسناد على شرط مسلم ووافقه الذهبي ،أما الشيخان من الحنفية
فاستدال على كون التحريمة شرط بقوله تعالى :ﭽ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭼ [األعلى ،]15:فإنه تعالى عطف الصالة
تحقيق المخطوطات
عليها ،والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ،فالشيء ال يعطف على نفسه ،كما أنه ليس من
أما لفظ التحريمة لمن يقدر عليه فيكون بقول( :اهلل أكبر) وهو قول الجمهور ووافقهم أبو عطف الكل على الجزءَّ .
َّ
يوسف ،وذهب الحنفية إلى أنها تنعقد بكل لفظ يقصد به التعظيم ،كالتهليل والتسبيح .استدل الجمهور لقولهم بفعل
النبي أنَّه كان يفتتح الصالة بالتكبير" أخرجه أحمد في المسند 31 :6وأبو داود برقم 783وابن حبان في
صحيحه برقم ،1768فهو دليل على تعيُّن لفظ التكبير دون غيره من ألفاظ التعظيم ،كما استدلوا بحديث رفاعة
يتوضأ فيضع َّ في قصة المسيء صالته الذي أخرجه أبو داود برقم 857بلفظ" :ال تتم صالة أحد من النَّاس حتى
الوضوء مواضعه ثم يكبر" ،ورواه الطبراني في الكبير برقم 4528بلفظ" :ثم يقول :اهلل أكبر ."..انظر:حاشية
الطحطاوي ص145؛ الذخيرة للقرافي167 :2؛ منح الجليل241 :1؛ المجموع للنووي 175 :3؛ تحفة المحتاج
365 :1؛ فتح الباري 217 :2؛ المغني البن قدامة 544 :1؛ كشاف القناع .16 :2
((( أي :تغيير حروف لفظ تكبيرة اإلحرام.
((( أي :زاد ً
حرفا على تكبيرة اإلحرام ،فأدت هذه الزيادة إلى تغيير المعنى ،مثل زيادة همزة في لفظ الجاللة ،فيصبح
استفهاماً :آهلل ،أو زيادة ألف بعد الباء من أكبر ،فيصبح :أكبار ،وسيأتي بيانه .قال في هامش النسخة ( أ ) :قوله
نقله :أي نقل معناه إلى معنى آخر.
((( في هامش النسخة ( أ ) :قوله أبطله :أبطل معناه حتى صار لفظاً ال معنى له .قلت :وذلك كأن يولد واواً من هاء
مسكناً الهاء.
لفظ الجاللة ،أو يضيف واواً بعد لفظ الجاللة ِّ
((( وذلك كأن يقول :وكبر ،أو أجبر (مع إشمام الجيم بالشين) ،فيبدل الهمز واواً ،أو الكاف جيماً ُمشمومة بالشين ،أو
الكاف قافاً من كلمة أكبر ،كما يفعله البعض .قال في المحيط البرهاني :33 :2ولو قال :اهلل أقبر ،يصير شارعاً،
فإن العرب قد تبدل الكاف قافاً .ولكن هذا ليس موضع اتفاق.
( ((1وذلك لفساد الفريضة التي تنعقد بها الصالة ،وهي تكبيرة اإلحرام.
وتعهدَه ،والمواظبة :المثابرة على الشيء والمداومة عليه. (َ ((1و َظ َب على الشيء ُوظوباًَ ،و َو َ
اظ َب:أي لزمه وداومهَّ ،
لسان العرب :مادة وظب.
( ((1أي :بتارك للصالة.
���ن
���آخ����ـ���� َري� ِ
َ
أب�����ط�����لُ�����وا ال���م���ع���ن���ى ِب� َ وَ َف� َ�ن� َ�ق��لُ��وا َم � ْع� َ�ن��ـ��ـ��ا ُه( ((1ف��ي لَ ْف َظـي ِْن 17ـ
�����ن ال��� َم� َ
اع������ ُد ْد َه������ا ِم� َوَ ُك����لُّ����هَ ����ا ْ ���ر ��ط��لُ��وا ف��ي��ق���لُ���وا أَوْ َع َّ18ـ وَ َن� َ
��ر
��ن���اك� ِ اآلخ� ِ ِ
َ ْ (((1
��ف���هَ ���ا ُم ِذي ال���جَ ���هَ ���ال���هاس��� ِت� ْ وذل� َ
�����ك ْ َ ����م���� َز ِة ال���جَ �َل�اَ لَ� ْ
��ه 19ـ لاَ وَّ ُلَ :م����� ُّد َه ْ
������ل َك����ب����يْ����ر حَ َّ
���ق���ا ٍ ِ أَ ْك������بَ������ ُر ِم� ْ
������ن ُك� ِّ أن ال��حَ ��ق ��س���لِ��� ٌم َّ
���ك ُم� ْ ْإذ ال ي ُ
َ���ش ُّ 20ـ
(((1
�������اء
ِ َ
�������ف �����اس������ ٌد ِب���ل��ا َخاك َف� ِ وذ َ َ ����ان :أَ ْك����بَ����ا ُر ِب��� َم��� ِّد ال��� َب� ِ
��اء َّ
21ـ وال����ث ِ
َ َ (((2
��ر
��و ْه ك��ف ْ ْ��ل( ،((2وَ َم���ن ي ْ
َ��ن ِ
وال � َك � َب � ُرَّ :
ال��ط��ب ُ ���م��� ٌع لِ َ
���ق���وْ لِ���ه���مَ :ك��� َب� ْ
��ر 22ـ لأِ َ َّن������� ُه جَ ْ
��ر أن َف َ
����س����ا َد ُه َظ��هَ ْ ���ن����اسَ ،م����عْ َّ ف���ي ال� َّ �ظ الَّ��� ِذي َق��� ِد ان َت َش ْر �ث :ال��لَّ� ْ�ف� ُ
وال��ث��ال� ُ 23ـ
(((2
���ذر
���ل ال����حَ � ْ ���اع���ر ْف��� ُه وَ احْ َ
�����ذ َر َّن����� ُه ُك� َّ
ف ِ ِ
َ لِ���� َك����وْ ِن���� ِه ُم����بْ���� َت���� َدأً ِب��ل��ا خ��� َب� ْ
��ر 24ـ
اح
يض ُ اإل َ ِ ( ((1أي :فاعل الصالة ،لبطالن ما يدخل به إليها.
َّ
التا ُّم ( ((1أي :التعب .مختار الصحاح ص .688
ان َما لِ َب َي ِ ( ((1لعظيم ما حل به من المصيبة.
َي َق ُع في ( ((1أي :للفظ تكبيرة اإلحرام.
لس َن ِة أَ ِ ( ((1أي :معنى تكبيرة اإلحرام.
ال َع َوام ( ((1وهو أن يقول مكبراً :ءآهلل أكبر ،انظر :المجموع للنووي 177 :3؛ حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح
ص150؛ الفواكه الدواني 456 :1؛ حاشية الدسوقي 374 :1؛ كشاف القناع .17 :2وقال الطحطاوي في حاشيته
شارعا في الصالة وتبطل الصالة بحصوله في أثنائها لو صحت ً
أوال ،قاله ً على المراقي ص" :150فبه ال يكون
المؤلف في شرح رسالته الكنوز".
( ((1انظر :المجموع للنووي 177 :3؛ المحيط البرهاني 33 :2؛ وحاشية الطحطاوي على المراقي ص150؛ الفواكه
الدواني 456 :1؛ حاشية الدسوقي 1:374؛ كشاف القناع .17 :2ويرى الحنابلة أيضاً أن مد همزة أكبر مبطل
للتحريمة وال تنعقد معه الصالة؛ ألنه أصبح استفهاماً.
( ((2قال ابن منظور في لسان العرب :125 :5ال َك َب ُر :نبات له شوك ،وال َك َب ُر :طبل له وجه واحد ،وقيل :هو الطبل
َ ذو ْ
مال .وقال الفيومي في المصباح المنير :524 :2قد يجمع على أ ْك ٍ
بار، وج ٍِبار ،مثلَ :ج َم ٍل ِ
الرأسين ،وجمعه :ك ٌ
مثل :سبب وأسباب ،ولهذا قال الفقهاء :ال يجوز أن يم ّد التكبير في التحرم على الباء لئال يخرج عن موضوع
ار ) التي هي جمع الطبل. التكبير إلى لفظ ْ
(األك َب ِ
( ((2ألن قصد السخرية باسم من أسماء اهلل تعالى ،أو بصفة من صفاته ،أو بأمر من أوامره ،أو بوعده ووعيده ،كل
ذلك كفر ال خالف فيه ،سواء صدر ذلك عن اعتقاد أو عناد أو استهزاء؛ ال عن خطأ وجهل وإكراه .انظر :تفسير
الكفر؛ ألن قائِلَ ُه
َ يوجب
ُ األلفاظ فإنه ال
ِ الرازي 280 :2؛ اإلعالم بقواطع اإلسالم ص .111أما ما كان من خطأ
باالستغفار .انظر :حاشية الطحطاوي على الدر المختار .486 :2
ِ يؤمر ٌ
مؤمن على حالِهِ ،إال أنه ُ لم يقصده ،فهو
( ((2وهو أن يزيد المكبر بين جزئي التكبير المكون من جملة إسمية واواً ساكنة أو متحركة مع إسكانه لهاء لفظ
الجاللة ،فيقولْ :
اهلل وأكبر.
(((2
��ام ق��د َخ��ل�ا َّ َ
إذ ك���ان م��ن َم��عْ��ن��ى ال��ت�� َم ِ
(((2
َ��ل إِ َّن َذا التركيب م َّما أُ ْه�� ِم�لا ب ْ 31ـ
َ��ل َي� ْب� َ�ق��ى ال��خ��ل��ل
َ َ ْ (((2 �ل وَ او َزا َد ،ب ْ ِم ْ َ
��ن ق � ْب� ِ إن َن���وَ ى أَجَ � ْ
��ل �س � َت � ِق��ي � ُم ْ ��س َي� ْ[ولَ��� ْي� َ 32ـ
ٍ
َ ْ َ َ َ
َع�����ل�����ى ُم��������ق�������� َّد ٍر ل�������� ُه ِب����ق����ل ِ
����ب���� ِه ْس ُيب َْنى َم��ا جَ �� َرى اللَّ ْف ُظ ِب ِه أي :لَي َ 33ـ
ت���ث���ب ُ
ّ���ت ���ل أَ ْن أَ َ
���ف���يَ���اً َق���� ْب� َ ����ت َن ْ
َن�����وَ ْي� ُ �ت ��ال ال��ـ� ُم� ْ�ث� ِ�ب� ُ
��ق� ََ���س���وْ ُغ َذا لَ� َ ولَ���و ي ُ 34ـ
(((2
��ام َق���د خ�َل��اَ ] َّ َ وك� َ
���ان ِم���ن َم��عْ��ن��ى ال��ت�� َم ِ ق����ول أُ ْه��� ِم�ل�ا ٌ وإن���م���ا َذا ال���لَّ���ف� ُ
��ظ َّ 35ـ
( ((2انظر :المجموع للنووي 177 :3؛ روضة الطالبين .354 :1قال الطحطاوي في حاشيته على المراقي ص:150
قوله ( أن يأتي بجملة تامة من مبتدأ وخبر ) هو ظاهر الرواية عن اإلمام؛ قال البيجرمي على الخطيب :11 :2
تحقيق المخطوطات
"وظاهر إطالقهم أن الجاهل إذا أتى بالواو بين الكلمتين ال يضر وإن لم يكن معذوراً بخالف العالم بذلك"؛ وقال
واو قبل همزة أكبر ،أو قلب الهمزة وا ًوا ،أو إشباع النفراوي المالكي في الفواكه الدواني " :456 :1وأما زيادة ٍ
الهاء من اهلل ،أو وقفة يسيرة بين اهلل وأكبر ،أو تحريك الراء ،فال يبطل به اإلحرام"؛ وفي حاشية الدسوقي
:1:374وقد تعقب ذلك بعضهم بقوله :الظاهر أنه مضر إذ ال يعطف الخبر على المبتدأ ،على أن اللفظ متعبد به.
أما لو أشبع هاء الجاللة وزاد واواً فهو مفسد للتكبيرة بال خالف عندهم ،كما ذكر النفراوي في الفواكه .456 :1
( ((2قال ابن منظور في اللسان :125 :5وأَما قول المصلي اهلل أَكبر وكذلك قول المؤذن ،ففيه قوالن :أَحدهما أَن
ِّن عليه ،..والقول اآلخر: معناه :اهلل كبير ،فوضع أَفعل موضع َفعِيل ،كقوله تعالى :ﭽ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭼ أَي :هو َهي ٌ
األ َع ُّز ،أَي :أَ َع ُّز َعزيز ..،وقيل معناه :اهلل أَكبر من كل شيء؛ أن فيه ضميراً ،المعنى :اهلل أَ ْك َب ُر َكبير ،وكذلك اهلل َ
ٍ
أَي :أَعظم ،فحذف لوضوح معناه ،وأَكبر خبر ،واألخبار ال ينكر حذفها ،وقيل معناه :اهلل أكبر من أن يُ ْعرف كنه
ْ ُ َ َ
كاأل ْك َبر وأَ ْك َبر ال َق ْو ِم..
األلف والالم ،أَو اإلضافة َألن (أَفعل) فعل يلزمه َ كبريائه وعظمته ،وإنما ُق ِّد َر له ذلك ،وأُ ّو َل َ
ِ ِ
( ((2قال النووي في المجموع :180 :3ذكر األزهرى وغيره من أهل العربية في قوله( :اهلل أكبر) قولين ألهل
كبيرا ،كقولك :هو أعز عزيز ،..وقيل قول ثالث العربية؛ أحدهما :معناه اهلل كبير ،..والثاني معناه :اهلل أكبر ً
معناه :اهلل أكبر من أن يشرك به أو يذكر بغير المدح والتمجيد والثناء الحسن ،قال صاحب التحرير في شرح
صحيح مسلم :هذا أحسن األقوال لما فيه من زيادة المعنى السيما على أصلنا ،فإنا ال نجوز اهلل كبير أو الكبير بدل
كبيرا .وقال أيضاً في روضة الطالبين :1 كبيرا علي تقدير :كبَّرت ً
كبيرا ،فنصب ً اهلل أكبر ،وأما قولهم :اهلل أكبر ً
كل شئ ،أو :اهلل أكبر وأجل وأعظم. :353ولو قال :اهلل األكبر ،أجزأه على المشهور .كما لو قال :اهلل أكبر من ِّ
وقال الهيتمي في تحفة المحتاج :366 :1وال تضر زيادة ال تمنع االسم ،أي :اسم التكبير ،بأن كانت بعده مطلقاً
أو بين جزأيه ،كاهلل أكبر من كل شيء.
( ((2وفي نسخة ( ب ) :بل إن ذا اللفظ يعد مهمال.
( ((2وفي نسخة ( أ ) :معناه إذا ليس مفيد حصال.
( ((2أي قوله :اهلل أكبر أجل ،كما ال تنعقد الصالة بقوله اهلل أجل عند الجمهور ،خالفاً ألبي حنيفة ومحمد.
( ((2األبيات بين قوسين ( 32ـ 33ـ 34ـ )35سقطت من نسخة (ب).
َ (((3
��ض���ى َف� َ
�����س������اد ْه إس����� َم اإللَ�������� ِه ف� ْ
��اق��� َت� َ
ِ ألن��������� ُه َغ������ َّي������ َر ب������ال������ ِّز َي������ا َد ْه
َّ 37ـ
]
(((3( ((3 ���ظ� ْ
���ت ُن�����وْ ٌن لَ��� ُه وَ لاَ ْ ُم������ ُه َق��� ْد ُغ����لِّ� َ ��ت ��م��عُ لاَ ٍه حُ �� ِذ َف ْ اك جَ ْ ���ي���لَ :ذ َ
َ [و ِق 38ـ
��ن���ى َك��� َم���ا َق����� ْد َق������� َّر َر ْه ُت َ
���غ���يِّ��� ُر ال��� َم��� ْع� َ (((3 ��س� َّ
��ط��� َر ْه األ ْربَ����ع ُ
َ����ة ال���م� َ َف���هَ ��� ِذ ِه َ 39ـ
�ض��حْ ان( ،((3وَ ْه����وَ ُم� َّت� ِ ب���هَ ���ا( ،((3وال َ
األ َذ ُ �لاة ال َت� ِ
�ص��حْ ��ال��ص َُّ ����ن�����وَ ِو ُّي(َ ،((3ف
اَل� َّ 40ـ
ِ
(((3
���اب
���ق� ُ ��ش���ى ال���� ِع� َ ��خ��� َت� َ
��ن ُي� ْ ف��ي��ه��ا ،ول���ك� ْ اب �������ة وال َث���������وَ ُ ٌ وال إِ َق��������ا َم� 41ـ
ْ (((3 �ل�ان ل��ه��ا إِ ْذ ي ْ
َ���ن��� َت��� ِق���د ْ
���ان ُب����ط� ٍ َب���� َي� َ ُ���ر ْد ُ ُ
ع��ل��ى ال���� ِذي يَ��ق��ول��هَ ��ا م��ا ل��� ْم ي ِ
َّ 42ـ
��س���جَ �ل�ا ��ل��اة حَ � َّ
����ق�����اً ُم� ْ ُ ال�����ص
َّ َت���ن���عَ��� ِق��� ُد ام(َ ((4فال ْ َ َ َ
ف��إن َي��ق��عْ ذاك ف��ي الاِ حْ ������ َر ِ 43ـ
��ل�اة أَب َ
ْ�����ط��ل��ا َ ال����ص ���ظ، ولَ������وْ ب����لَ� ْ
���ف� ٍ صال ��ر ِه(َ ((4ق�� ْد حَ َ وإن َي � ُك� ْ
َّ �ن ف��ي ِغ��� ْي� ِ 44ـ
(((4
ِ
( ((3وهو أن يشبع المكبر ضمة الهاء من لفظ الجاللة فيتولد من ذلك حرف واو.
( ((3أي :فساد المعنى .قال في المجموع " :180 :3لو أخل بحرف واحد من التكبير لم تنعقد صالته وهذا ال خالف
فيه؛ ألنه ليس بتكبير" .ويرى الحنفية والمالكية عدم بطالن التحريمة بذلك وإن كان خطأ لغة .انظر :حاشية
الطحطاوي على مراقي الفالح ص149؛ الفواكه الدواني 456 :1؛ أما الحنابلة فقيدوا بطالن لفظ التحريمة بالمد
اح
يض ُ اإل َ ِ بفساد المعنى فقال ابن قدامة الحنبلي في المغني " :542 :1ويبين التكبير وال يمد في غير موضع المد فان فعل
َّ
التا ُّم
بحيث تغير المعنى ..لم يجز".
ان َما لِ َب َي ِ رب ونحوهما ،وجمع اله :الهون .انظر :لسان العرب ،مادة: وط ٍ ( ((3اللَّ ْهو :ما لَ َه ْوت به ولَ ِعب َ
ْت به وش َغلَك من هوى َ
َي َق ُع في
لها.
لس َن ِة أَ ِ
( ((3هذا البيت سقط من (ب).
ال َع َوام
( ((3وخالصة األحوال المنكرة التي ذكرها في تكبيرة اإلحرام1 :ـ مد لفظ الجاللة بهمزة استفهام في أوله 2ـ مد باء
أكبر باأللف 3ـ إضافة حرف واو بعد لفظ الجاللة 4ـ إشباع هاء لفظ الجاللة بالواو.
( ((3يحيى بن شرف ،النووي ،الشافعي ،أبو زكريا ،محيي الدين (676 -631هـ) :شيخ اإلسالم ،عالمة بالفقه
والحديث ،من كبار فقهاء الشافعية ،من كتبه :منهاج الطالبين ،والمجموع شرح المهذب للشيرازي ،وروضة
الطالبين .طبقات الشافعية للسبكي 395 :8؛ األعالم للزركلي .149 :8
( ((3لعدم انعقاد الصالة والدخول فيها.
( ((3وذلك إلتيانه بمعان فاسدة ،أما مجرد التمطيط باألذان فمكروه .انظر :مغني المحتاج للشربيني .325 :1
( ((3وقد سبق ذكر كالم النووي من كتابيه المجموع وروضة الطالبين.
( ((3انظر :فتح الباري .108 :11
( ((4أي :في تكبيرة اإلحرام ،أو التحريمة.
( ((4أي :إن يكن التغيير في غير تكبيرة اإلحرام ،كتكبيرات االنتقال..
( ((4وذلك إلتيانه بلفظ يغير المعنى.
(((5
ت��������ان
ِ ���ز وال��������واو ِق��������رَاءَ ب���ال���هَ ْ
���م ِ ���ان ْ
������ت ِس���� َّي� ِ ������ت وَ وُ ِّق������ َت
ْ وَ أُ ِّق������ َت 54ـ
(((5
َ��ك��ف��ر
ْ ��ن َ
��اه��ا ي ����ن َع َ ُدوَ ْي������ َب� ٌ
�����ة( ،((5و َم ْ ����أن وَ ْك���� َب� ْ
���ر ْ���ض ب� َّ وَ َر َّد ُه ال���بَ���ع ُ 55ـ
ض َع عن أمتي الخطأَ والنِّسيان وما
"إن اهللَ َو َ
النبي قالَّ :
أن َّ ( ((4ففي الحديث عن ابن عباس رضي اهلل عنهما َّ
كرهوا عليه" أخرجه ابن ماجه في طالق المكره والنسيان 659 :1برقم 2045قال في الزوائد :إسناده صحيح استُ ِ
إن سلم من االنقطاع؛ وأخرجه ابن حبان في صحيحه 202 :16برقم 7219؛ قال ابن حجر " :161 :5رجاله
تحقيق المخطوطات
ثقات إال أنَّه أُ ِع َّل بعلَّة غير قادحة ،فإنَّه من رواية الوليد عن األوزاعي عن عطاء عن ابن عباس".
( ((4لغلبة الظن بجهله بمثل هذه التفاصيل من األحكام العملية ،قال السيوطي في األشباه والنظائر ص 357ـ :358
"كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس لم يقبل ،إال أن يكون قريب عهد باإلسالم ،أو نشأ ببادية
بعيدة يخفى فيها مثل ذلك".
( ((4ويخرج بهذا القيد :الخطأ والنسيان ،والعجز.
( ((4هذه الصورة من صور التغيير في تكبيرة اإلحرام هي موضع خالف بين الفقهاء ،قال النووي في المجموع
أخل بحرف واحد من التكبير لم تنعقد صالته ،وهذا ال خالف فيه؛ " :3:180نص الشافعي واألصحاب أنه لو َّ
ُ ْ
ألنه ليس بتكبير" ،إال أنه قال البيجرمي في حاشيته على الخطيب َ " :11 :2ويُ ْغ َت َف ُر فِي َح ِّق ال َع ِّ
ام ِّي إ ْبدَال َه ْم َز ِة
َال َك ِ َ أَ ْك َب ُر َوا ًواَ ،وفِي َح ِّق ْال َع ِّ
ير".ِي َعلَى التَّ ْح ِر ِ اف أ ْك َب ُر َه ْم َز ًة لِ َع ْج ِز ِه َك َما فِي ْال َمد ِ
َابغ ِّ ام ِّي إ ْبد ُ
( ((4أي :عدم انعقاد الصالة وبطالنها.
( ((4أي :إمام دار الهجرة مالك بن أنس األصبحي الحميري رحمه اهلل (ت179هـ).
( ((4قال القرافي في الذخيرة " :168 :2وأما قول العامة :اهلل وكبر ،فله مدخل في الجواز؛ ألن الهمزة إذا وليت
الضمة جاز أن تقلب واواً".
( ((5في نسخة (ب) :إن.
( ((5في نسخة (ب):مع ،وما أثبته أصح.
( ((5أي :باأللف والواو ،فيقال :أشاح ،وشايح ،وشاح ،وتفيد معنى الجد والحذر واإلعراض ،وأشاح بوجهه عن
الشيء :نحاه ،أو جد في اإلعراض عنه .انظر :لسان العرب ،مادة :شيح.
( ((5وهما متواترتان من العشرة ،من قوله تعالى :ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ [المرسالت ،]١١ :قرأ أبو عمرو البصري:
ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ ،وقرأ أبو جعفر المدني :ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ.
( ((5لم أقف على هذا المعنى.
( ((5وهذا على فرض صحة هذا المعنى وقصده.
( ((5فالضابط الجامع لكل ما سبق :هو اإلتيان بلفظ يغير المعنى المقصود.
( ((5حمزة بن حبيب بن َع َمارة بن إسماعيل الكوفي الزيَّات ( 80ـ 156هـ) .انظر :معرفة القراء الكبار 111 :1؛
سير أعالم النبالء 90 :7؛ غاية النهاية 261 :1؛ األعالم للزركلي .277 :2
أما التي تحوي همز ًة في وسطها أو
( ((5فلحمزة في الوقف على الكلمات التي تحوي همزة في أولها ُخلف وتفصيلَّ ،
في آخرها فله التسهيل ،قال الشاطبي في حرز األماني:
لف في الوصل َسكتاً ُم َقلَّال لف وعندَه روى َخ ٌ وعن حمز ٍة في الوقف ُخ ٌ
إذا كان َو ْس َطاً أو َت َط َّرف منزال الوقـف سهَّ َل هم َز ُه
ِ وحمز ُة عنـ َد
اح
يض ُ اإل َ ِ ومن قبلــه تحـريكــه قـد تنـزال َ
حــــرف َم ٍّد ُم َس ِّكن ًا
فأَبدلـه عنــه
َّ
التا ُّم انظر :فتح الوصيد في شرح القصد للسخاوي 332 :2ـ .345
ان َما لِ َب َي ِ ( ((5أي :عند الوقف على كلمة :ﭽ ﮱ ﭼ من قوله تعالى :ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯠ ﭼ [آل عمران:
َي َق ُع في .]٥٠
لس َن ِة أَ ِ ( ((6النتقال الفعل من المتكلم إلى الغائب.
ال َع َوام ( ((6اإلبدال :هو تغيير الهمزة لحرف من جنس حركة ما قبلها.
الر ِّق ّي ( ...ـ 261هـ) .انظر :معرفة القراء الكبار 193 :1؛ سير
السوسي َّ
ّ ( ((6صالح بن زياد بن عبد اهلل ،أبو شعيب
أعالم النبالء 380 :12؛ تاريخ اإلسالم 108 :20؛ غاية النهاية 332 :1ـ 333؛ األعالم للزركلي .191 :3
( ((6وذلك في قوله تعالى :ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ [البلد ،]٢٠ :ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ [الهمزة ،]٨ :فقد قرأهما بإثبات
الهمز ،وكذا حفص وحمزة ويعقوب وخلف العاشر ،وقرأهما الباقون :ﯵ ﯶ ﯷ.
( ((6في قوله تعالى :ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ [مريم ]٧٤ :فقد قرأها بالهمز ،وقرأ قالون وابن
ذكوان وأبو جعفر :ﭽ ﯞ ﭼ وكذا حمزة وقفاً .قال الشاطبي في حرز األماني مبيناً مذهب السوسي في الهمز
المفرد:
بترك الهَ مز ُي ْش ِب ُه الاِ ْم ِتال
ِ ورئياً
ِ
بهمز ِه
ِ ُّ
أخـف و ُتؤوي و ُتؤويه
األداء ُم َعلِّــال
َ ُ
أهــــل تخ َّيــــره أوصدت يشبه كلُّــه
ُّ و ُم ْؤ َ
صدة
( ((6وهي1 :ـ مد همزة الجاللة لالستفهام 2ـ مد باء أكبر باأللف 3ـ إضافة حرف عطف بين جزئي جملة التكبير
ْر.4ـ إشباع الهاء من لفظ الجاللة 5ـ تغيير همزة أكبر إلى واو ،فتصبح :و َكب َ
( ((6وذلك قياماً بواجب النصح ،واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ففي الحديث عن رسول اهلل أنه قالَ " :م ْن
ان" .أخرجه مسلم ف الإْ ِي َم ِ ِك أَ ْ
ض َع ُ ِسا ِنهَِ ،فإِ ْن لَ ْم َي ْس َت ِط ْع َف ِب َق ْل ِبهَِ ،و َذل َ َرأَى ِم ْن ُك ْم ُم ْن َك ًرا َف ْليُ َغي ْ
ِّر ُه ِب َي ِد ِهَ ،فإِ ْن لَ ْم َي ْس َت ِط ْع َف ِبل َ
في اإليمان برقم .49
( ((6لعله يشير إلى قول( :من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس) ،وهو ليس بحديث ،ولم يثبت بسند الصحيح وال
ضعيف ،بل هو من قول بعض العلماء ،وقد نسبه أبو القاسم القشيري في رسالته إلى أبي علي الدقاق .انظر:
تحقيق المخطوطات
الرسالة القشيرية .334 :1
( ((6وفي نسخة ( ب ) :فاحذر.
( ((6أي :بهذه الصور المنكرة من تكبيرة اإلحرام.
( ((7وذلك في حالة إضافة همزة استفهام للفظ الجاللة في أول تكبيرة اإلحرام.
( ((7وذلك عندما يمد المكبر حرف الباء من كلمة أكبر ،باأللف ،فتصبح :أكبار.
( ((7أي :عند قول المكبِّرَ :و ْك َبر ،على فرض صحة المعنى الذي ذكره ،أن (وكبر) :اسم لدابة.
والصفات واألفعال ،فمن اعتقد مشابهاً له ،أو نقصاً في ذاته أو صفاته كفر (َ ((7فلِلّ ِه تعالى الكمال المطلق في َّ
الذات ِّ
بال خالف .انظر :الشفا للقاضي عياض 1067 :2؛ وتفسير الرازي 280 :2؛ منح الروض األزهر ص.528
( ((7قال النووي في المجموع " :177 :3ويتعين لفظ التكبيرة ،وال يجزئ ما قرب منها ،كقوله :الرحمن أكبر ،واهلل
أعظم ،واهلل كبير ،والرب أكبر وغيرها" ،وقال" :فإذا قال :اهلل األكبر ،انعقدت على المذهب الصحيح" ،وقال:
"فليقطع الهمزة من قوله :اهلل أكبر ،ويخففها ،فلو وصلها فهو خالف األولى" .وقصر المالكية والحنابلة في الراجح
عندهم صحة التحريمة على لفظ :اهلل أكبر ،وأجاز أبو يوسف من الحنفية كل لفظ فيه التكبير ،أما أبو حنيفة ومحمد
فذهبوا إلى أن الصالة تنعقد بكل لفظ يقصد به التعظيم ،كالتهليل والتسبيح .انظر:المحيط البرهاني 32 :2؛ الذخيرة
للقرافي167 :2؛ منح الجليل241 :1؛ حاشية العدوي226 :1؛ المغني البن قدامة 540 :1؛ كشاف القناع :2
16؛ اإلنصاف للمرداوي.41 :2
( ((7فلفظ الجاللة في التكبير مبتدأ مرفوع ،وخبره أكبر ،وإشباع ضم الهاء يؤدي إلى توليد حرف الواو ،وهو مغير
للمعنى ومبطل لتكبيرة اإلحرام عند الجمهور باستثناء المالكية ،وقد سبق الكالم عن ذلك .انظر :الفواكه الدواني
للنفراوي .456 :1
( ((7قال في مغني المحتاج " :345 :1ولو لم يجزم الراء من أكبر لم يضر ،خالفاً لما اقتضاه كالم ابن يونس في
شرح التنبيه".وأما االستدالل بحديث" :التكبير جزم" فال يصح وال أصل له إنما هو من كالم النخعي ،كما نبه
على ذلك ابن حجر في التلخيص الحبير .550 :1
(((8
�������ن لِ����لَّ���� ِذي يَ����لِ����يْ���� ِه
ٍ ِم����ن ُك ٍّ
�����ل ُر ْك وف����ي ِس�����������وَ ا ُه(َ ((8ف���يُ��� َم��� ُّد ِف��ي�� ِه 71ـ
(((8
اء �����ش������ ِد ْي������ َد ُه لِ�������ل������� َّر ِ وه������ َك� َ
�����ذا َت� ْ َ (((8
��اء ��ش��� ِد ْي��� َد ُه لِ� ْ
��ل��� َب� ِ ��ب َت� ْ
وَ ْل��يَ��جْ �� َت�� ِن ْ 72ـ
��ر
��ه ْ َ ُ ُ ُ َ ��ذ ْرَ ْ ، َف���احْ � َ ْ��ض :إِ َّن َذا ِف � ْي � ِه ُم ِ
ض ْر ْإذ َق� َ
��ال بَ��ع ٌ 73ـ
وإن ل��م يَ��ك ذا ال��ق��وْ ل ش ِ
(((8
( ((7وهو أن يقول المكبر :واهلل أكبر؛ ذكر الشربيني منع ذلك في مغني المحتاج 344 :1وعزاه للقفال في فتاويه.
ومذهب المالكية والحنابلة المنع مطلقاً؛ ألنهم ال يجيزون في التحريمة إال اللفظ المأثور .انظر :الذخيرة 167 :2؛
المغني البن قدامة .540 :1
( ((7قال في المجموع " :177 :3وال يقف بين جزئي التكبير وال يزيد زيادة تغير المعنى ،فإن وقف أو زاد همزة أو
همزتين ...لم يصح تكبيره" ،وانظر :روضة الطالبين 1:337؛ وذهب المالكية إلى عدم بطالن تكبيرة اإلحرام
واو قبل همزة أكبر ،أو
بالفصل اليسير بين جزئي التكبير ،قال النفراوي في الفواكه الدواني " :456 :1وأما زيادة ٍ
اح
يض ُ اإل َ ِ قلب الهمزة وا ًوا ،أو إشباع الهاء من اهلل ،أو وقفة يسيرة بين اهلل وأكبر ،أو تحريك الراء ،فال يبطل به اإلحرام".
َّ
التا ُّم ( ((7هذا البيت سقط من نسخة (ب) ،والكلمة األخيرة من البيت غير واضحة ،وقد قدرتها تقديراً.
ان َما لِ َب َي ِ ( ((8أي :في لفظ تكبيرة اإلحرام.
َي َق ُع في ( ((8أي :مد الالم من لفظ الجاللة .نقل النووي في مجموعه 177 :3عن الجويني قوله" :وال يجوز المد إال على األلف
لس َن ِة أَ ِ حد االقتصاد لإلفراط" ،وقال أيضاً " :181 :3المذهب الصحيح التي بين الالم والهاء ،وال يخرجها بالمد عن ِّ
ال َع َوام المشهور أنه يستحب أن يأتي بتكبيرة اإلحرام بسرعة وال يمدها لئال تزول النية" .وقال في كشاف القناع :16 :2
"وال تضر زيادة المد على األلف بين الالم والهاء؛ ألنها إشباع ،وحذفها أولى؛ ألنه يكره تمطيط التكبير" .وانظر:
روضة الطالبين 337 :1؛ واالختيار للموصلي .161 :1
( ((8أي :فيما سوى اإلحرام في الصالة.
( ((8قال النووي في المجموع " :181 :3وأما تكبيرات االنتقاالت كالركوع والسجود ففيها قوالن؛ القديم :يستحب أن
ال يمدها ،والجديد الصحيح :يستحب مدها إلى أن يصل إلى الركن المنتقل إليه ،حتى ال يخلو جزء من صالته من
ذكر" .وهو مذهب جمهور الحنفية والمالكية والحنابلة ،ويستثني المالكية المد في قيام المصلي من القعدة على رأس
اثنتين فال يكبر إال إذا استوى قائماً؛ ألنه كمفتتح للصالة .انظر :حاشية الطحطاوي ص154؛ حاشية الدسوقي :1
399؛ مطالب أولي النهى .442 :1
( ((8انظر :تحفة المحتاج 365 :1؛ قال الشربيني في مغني المحتاج " :344 :1ولو شدد الباء من أكبر ،ففي فتاوى ابن
رزين أنها ال تنعقد ،ووجهه واضح؛ ألنه ال يمكن تشديدها إال بتحريك الكاف؛ ألن الباء المدغمة ساكنة ،والكاف
ساكنة ،وال يمكن النطق بهم ،وإذا حركت تغير المعنى" .وانظر حاشية البيجرمي على الشربيني .11 :2ويرى
المالكية عدم إضرار ذلك بتكبيرة اإلحرام انظر :حاشية الدسوقي .374 :1
( ((8انظر :مغني المحتاج 345 :1؛ والفواكه الدواني 456 :1؛ وحاشية الدسوقي .374 :1ونقل الرملي عن ابن
العماد وغيره :أن تكرير الراء ال يضر؛ ألن الراء حرف تكرير ،وزيادته ال تغير المعنى .انظر :نهاية المحتاج
.440 :1
( ((8في نسخة (ب)ْ :
اش ُت ِهر.
ُّ
والرد عليها] [شبهة يهودية
��ن ف���ي َع � َم��ى ��ض��� ْي� َ ����ن ال��� َي���هُ ���و ِد ال� َ
��خ���ا ِئ� ِ ِم َ ْض َم��ن َق � ْد أَ ْسلَ َما وق�� ْد حَ َكى لي َبع ُ َ 75ـ
����ن���� ُك���� ْم جُ �����حُ �����و ُد أَ َّن ل����ل���� ِه وَ َل������� ْد َع ْ َ
����ون :وَ َر ْد َ����ق����وْ لُ 76ـ أَ َّن����هُ ���� ُم لَ َ
���ن���ا ي ُ
(((9
ْ���ن���اً لَ���� ُه َت��� ْك��� ِف���يْ��� َرا
��س��يْ��حَ اب َ أَ ِو ال�� َم ِ (((9
��ل ال���عُ��� َزيْ��� َرا ��ر ُت��� ُم َم���ن جَ ��� َع� َ َك� َّ
��ف� ْ 77ـ
���ب���� َدا �����ظ����� َم َم� ْ َ َن���ب���يَّ��� ُك��� ْم أَ ْع َ وأَ ْن������ ُت������ ُم جَ ���� َع� ْ
���ل���� ُت���� ُم مُ���حَ ��� َّم��� َدا
�����ن ق������ ْد ُع� ِ ِ 78ـ
ْ (((9 ف���ي آيَ������ ٍة َق����� ْد ُق ْ
���ل��� ُت��� ُم ُم����� َب�����ا َرك�����ه ��ص���لِّ���ي ال���ل��� ُه وال��� َم�ل�ا ِئ��� َك� ْ
��ه لَ����� ُه ُي� َ 79ـ
(((9
��ل�ا :وَ أَ ْك������ب ْ
َ������ر ���ن��� ُك��� ْم َن��������وَ ا ُه َق����ا ِئ ً ِم ْ �����ن َق���� ْد َك��ب ْ
َّ��ر ����ذا وَ َم ْ ص���رَّحْ ��� ُت��� ُم ب� َ
ِ َ 80ـ
���ي َ
األ ْع����لَ����ى ِب���� َزع���� ِم���� ُك���� ْم لَ������ ُه ال���� َع����لِ� ُّ ص��لَّ��ى أَ ْي :أَ َّن����� ُه أَ ْك���بَ��� ُر إِ ْذ َق���� ْد َ 81ـ
��ل��ال وال���م�ل�ا ِئ��� َك ْ
���ه ِ ���ل���اة ِذي ال�����جَ َ صَ �ه(،((9 َفحَ َملُوا جَ ��هْ �َل�اَ ًُّ ،ر ُم���وا َب��هَ ��الِ � َك� ْ 82ـ
وجَ ���عَ���لُ���وا (ع���ل���ى) ب��م��ع��ن��ى ال����َّل�� ِم
�اَّ (((9
َ��ام ع��ل��ى الَّ��� ِت���ي ُت ْ
���ق��� َر ُن
ب��ال��ص��ي ِ
ِّ 83ـ
(((9
( ((8ووصلها هو خالف األولى .انظر :المجموع 177 :3؛ ومغني المحتاج 345 :1؛ حاشية البيجرمي على الشربيني
.11 :2
تحقيق المخطوطات
( ((8أي :جزم راء أكبر .قال في مغني المحتاج " :345 :1ولو لم يجزم الراء من أكبر لم يضر خالفاً لما اقتضاه كالم
ابن يونس في شرح التنبيه" .وكذا قال الحنفية .انظر :مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر .138 :1
( ((8ليس في نسخة (ب).
( ((9ذكر الطبري في تفسيره ،202 :14والبغوي كذلك " :37 :4عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال :إنما قالت
عزيرا كان فيهم وكانت التوراة عندهم والتابوت فيهم ،فأضاعوا التوراة وعملوا ً اليهود عزير ابن اهلل من أجل أن
عزير وابتهل إليه أن يرد
ٌ َ
بغير الحق ،فرفع اهلل عنهم التابوت وأنساهم التوراة ونسخها من صدورهم ،فدعا اهلل
ً
مبتهال إلى اهلل تعالى ،نزل نور من السماء فدخل جوفه فعادت إليه إليه الذي نسخ من صدورهم ،فبينما هو يصلي
التوراةَّ ،
فأذن في قومه ،وقال :يا قوم قد آتاني اهلل التوراة َّ
ردها إلي! فعلق به الناس يعلمهم ،فمكثوا ما شاء اهلل
تعالى ،ثم إن التابوت نزل بعد ذهابه منهم ،فلما رأوا التابوت عرضوا ما كان فيه على الذي كان يعلمهم عزير
فوجدوه مثله ،فقالوا :ما أوتي عزير هذا إال أنه ابن اهلل".
( ((9ذكر اهلل تعالى ذلك في قوله :ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ
ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [التوبة]٣٠ :
( ((9وذلك في قوله تعالى :ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ [األحزاب:
.]٥٦
( ((9فحملوا لفظ :وأكبر ،في التحريمة على النبي ،وهذا أمر ال يخفى على عاقل فساده ،وال نعلم في ملة اإلسالم
أحداً أراده.
تعر َجا ،..يريد :مهلك .قاله في الصحاح.
( ((9بهامش نسخة ( أ ) :قوله بهالكه :أي تهلكه ،كقول الشاعر :ومهمة هالك من َّ
( ((9أي :فريضة الصالة ،وقد أشير للجمع بينهما في قوله تعالى :ﭽ ﭔ ﭕ ﭢ ﭼ [التوبة]١١٢ :
على فرض تفسير لفظ :ﭽ ﭔ ﭼ بالصائمين ،كما ذهب إلى ذلك جمع من الصحابة والتابعين :كابن عباس
وابن مسعود والحسن البصري وابن جبير وقتادة وآخرون .انظر :تفسير البغوي 99 :4؛ وزاد المسير .303 :2
وأما األحاديث في ذلك فكثيرة.
( ((9في قوله تعالى :ﭽ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﮀ ﭼ [األحزاب.]٥٦ :
( ((10وهو لفظ كفري ،إال أن قائله ال يكفر إال مع القصد .قال ابن تيمية في منهاج السنة " :240 :5ال يلزم إذا كان
ثبوت ُ
الكفر في َح ِّق الشخص ال ُم َعين ،كثبوت الوعيد في كل من قاله مع الجهل والتَّأويلَّ ،
فإن َ يكفر ُّ
القول ُك ْف َراً أن ُ
اآلخرة في َح ِّقه ،وذلك له شروط وموانع".
( ((10أي من قوله :ال إله إال اهلل.
تحقيق المخطوطات
( ((10وفي نسخة ( ب ) :من بعد علمه بهذا كفرا .قلت :وذلك لزوال عذره بالعلم ،وإصراره على ذلك.
( ((11أي يقول :سالم عليكم ،وينبغي أن يكون التسليم بلفظ( :السالم عليكم ورحمة اهلل) ،مرتباً معرفاً ،وأقله :السالم
عليكم ،ولو زاد بركاته ال يضر.
( ((11التحلل من الصالة بالتسليمة األولى فرض عند جمهور علماء المالكية والشافعية والحنابلة ،وكذا التسليمة الثانية
عند الحنابلة في رواية ،في غير نافلة وجنازة ،وذهب الحنفية إلى أن التسليمتين كالهما واجبتان ،استدلوا بقول
النبي " :تحريمها التكبير وتحليلها التسليم" أخرجه أبو داود برقم ،61والترمذي برقم ،3وغيرهما بإسناد
صحيح ،واستدل الحنفية على عدم الفرضية بأن النبي لم يعلمه لألعرابي ،وحملوا النص على الوجوب .انظر:
االختيار 187 :1؛ مراقي الفالح مع حاشية الطحطاوي ص168؛ الذخيرة 198 :2؛ حاشية العدوي 245 :1؛
المجموع 316 :3؛ روضة الطالبين 372 :1؛ اإلنصاف .117 :2
( ((11قال النووي في المجموع " :316 :3أقله أن يقول :السالم عليكم ،فلو أخل بحرف من هذه األحرف لم يصح
سالمه"..؛ وهو المذهب عند المالكية والحنابلة؛ انظر :الذخيرة 199 :2؛ حاشية العدوي 245 :1؛ كشاف القناع
.63 :2
( ((11عبد الكريم بن محمد ،أبو القاسم الرافعي القزويني ( 557623هـ) :الفقيه الشافعي الكبير ،كان له مجلس
بقزوين للتفسير والحديث ،من كتبه :المحرر في الفقه ،وفتح العزيز في شرح الوجيز للغزالي في الفقه .األعالم
للزركلي .55 :4
( ((11أي لو قال المصلي :سال ٌم عليكم .قال النووي " :317 :3وإن قال :سالم عليكم بالتنوين فوجهان مشهوران،..
أحدهما يجزئه ويقوم التنوين مقام األلف والالم ،..وهو األصح عند جماعة من الخراسانيين منهم إمام الحرمين
والبغوي والرافعي ،والثاني :ال يجزئه ،وهو األصح المختار ،ممن صححه الشيخ أبو حامد والبندنيجي والقاضي
أبو الطيب ،هذا هو األصح ."..وانظر :روضة الطالبين .372 :1
( ((11وذلك بأن يقول :سال ُم عليكم ،قال النووي في المجموع " :316 :3لو قال :السالم عليك ،أو قال :سالمي عليك،
أو سالم اهلل عليكم ،سال ُم عليكم بغير تنوين ،أو السالم عليهم ،لم يجزه بال خالف."..
( ((11وقال في هامش ( أ ) و (ب) :وفي نسخة :فذاك ال يكفي لدى الشيخين.
(((11
����ق ��ق َن� َ
����ط� ْ ���س ُ
���ان��� ُه و َب���� ْع���� ُد ِب���ال���حَ � ِّ لِ َ �لاة أَوْ َس � َب� ْ
�ق ال��ص َ َّ �س��ى إِالَّ إِ َذا َي ْ��ن� َ 107ـ
���ر ْي���� َب����اً َد َخ �َل�َ َ إن ك� َ ْ وه����� َك� َ
����ذا الَّ������� ِذي َي����ك� ُ َ
���ن ق� ِ ����ان ف���ي ال���� ِّدي� ِ ��ه�َلَ ���ون جَ � ِ 108ـ
(((12 ص� ْ
����ف ��ف َ
��ظ َّ
��ن َم��ا وُ ِ وَ الَّ��ل�ام َف� ْ
�اف��هَ � ْم وَ احْ َ ��ف ال���س�ل�ا ُم ب� َ
��األ ِل� ْ َّ /ف��َل�اَ َت� ُ
��ق� ْ
��ل إِلاَّ َ 109ـ
[ أ ]3 / ِ
والسالم في الصالة] [خالصة أحكام التحريمة َّ
(((12 �س َت ْ
��ن��عَ�� ِق�� ْد ام َف��لَ � ْي� َ حَ � ْ َ ً
��رف���ا ف��ي الاِ حْ ������ َر ِ ���ز ْد
���ن َي� ِ ���ل ال��� َك�َل�اَ ِم أَ َّن َم� ْ ���اص ُ110ـ وحَ ِ
َّ ���ل َم����ا َ َّ���ط� َأَب� َ 111ـ وَ َم ْ
ص���ل���ى َع��ل��ى ال����ت���� َم� ِ
���ام امَ�����ز ْد ُه ف��ي ِس����وَ ى اإلحْ ����� َر ِ ����ن ي ِ
(((12
���س�َل�اَ ُم
�����ص�����حَّ ( ،((12وال� َّ ْ���ن لَ���� ْم َت ِ حَ ْ َ ��خ��� َت���ا ُم 112ـ وَ َم� ْ
�����ن َي������ َد ْع ِم��� َّم���ا ِب���� ِه ال� ِ
���رف���ي ِ
َ (((12
(((12
�ن�ش � ْي��ئ��ي� ِ ���ن ِك�َل�اَ ال� َّ �����ذ ْر وَ حَ ِّ
�����ذ ْر ِم ْ واحْ َ اع ِر ْف ُه ِدي َْت الحَ ْر َف والحَ ْرفي ِْن 113ـ َف ْ
[أخطاء بعض الذاكرين]
ْ (((12
���ه بَ���عْ��� َد اإللَ������ ِه َف���هْ ���وُ ُذو جَ ����هَ ����الَ����ه ����ز ْد جَ �َل�اَ لَ� ْ ِّ ْ َ
114ـ و َم�����ن ُي���هَ ���ل���ل ف����� َي� ِ
اح
يض ُ اإل َ ُ (((12 َ���ن َع ْ
�����ن�����ه َ���ر ِج���ع َّ ���ط���ئٌ َف ْ
���ل���ي ْ ���خ َِف��� ُم ْ ف إالَّ ِم� ْ
��ن��� ُه 115ـ َك َ
�����ذا الَّ������ ِذي يَ����حْ ���� ِذ ُ
ِ
َّ
التا ُّم [قضاء صالة المخطىء في التحريمة والسالم]
ان َما لِ َب َي ِ ُ���خ���ط���ئُ ف����ي َس��َل�اَ ِم ْ
����ه ِ اك أَوْ ي َ
���������ذ َ ِب ��ي إِحْ ��� َرا ِم ْ
���ه ��ط��ئُ ف� ْ ��ل لِ�� َم��ن ي ْ
ُ��خ ِ 116ـ َف ُ
��ق ْ
َي َق ُع في اك َف���������وْ َراً(((12؛ ال َت��� ُع��� َّد ال��جَ ��هْ �َلَ َم���عْ َذ َ ص��لَّ��ى ض َ ���ل َف ْ
����ر ٍ ص��َل�اَ َة ُك ِّ117ـ َي� ْ�ق��ض��ي َ
لس َن ِة أَ ِ
�ض��ي ���ن ف� ْ
�اق� ِ اك لَ��� ِك ْ ���ي َذ َ
اخ ْ َع���لَ���ى ال��� َّت��� َر ِ ض ْي اك ك��ي أَ ْن ي َْق ِ ���ذ َراً لَ�� ُه ف��ي َذ َ
118ـ ُع� ْ
ال َع َوام
( ((11وهو مذهب جمهور الفقهاء كما ذكرت قبل قليل ،باستثناء الحنفية.
( ((11أي :باللفظ الوارد عن رسول اهلل .
ً
( ((11قال النووي في المجموع " :316 :3فإن قاله سهوا لم تبطل صالته ،ولكن يسجد للسهو وتجب إعادة السالم،
وإن قاله عمداً بطلت صالته إال في قوله :السالم عليهم ،فإنها ال تبطل."..
أص ْف.
( ((12وفي نسخة (ب)ِ :
( ((12وذلك :بزيادة همزة االستفهام على أحد جزئي التكبيرة ،أو زيادة الواو قبلهما أو بينهما ،أو بإشباع هاء لفظ
الجاللة بالواو ،أو بمد الباء باأللف.
( ((12أي :في تكبيرات االنتقال بين األركان.
( ((12أي :تسليمة التحلل من الصالة ،فيقول :سال ُم عليكم.
( ((12أي :زيادة حرف في تكبيرة اإلحرام ،أو نصان حرفين من التسليمة.
( ((12وفي نسخة (ب) :من كالم الشين.
( ((12وذلك بزيادة لفظ الجاللة بعد (إله) من قوله :ال إله إال اهلل.
ً
استعجاال بالذكر ،كما يفعله بعض جهلة المتصوفة. ( ((12وذلك بحذف (إال) ،من قوله :ال إله إال اهلل،
( ((12وذلك على القول ببطالن التحريمة أو التسليمة ،وكالهما ركن وفرض على مذهب الجمهور ،فإن بطل أحدهما
ً
جهال لقرب عهد باإلسالم ،وقد سبق بيانه. وجب القضاء ،مالم يكن ذلك عجزاً عن اإلتيان بهما ،أو
[خاتمة المنظومة]
���م وَ َم������ا َق����� َّر ْر ُت����� ُه َّ ْ ُ ِّ َ اك ال��ل�� ُه َم���ا َذ َك ْ
���ر ُت��� ُه 125ـ َف ْ
��اف��هَ �� ْم َه����� َد َ
ف���ي ك�����ل ذا ال���ن���ظ ِ
���ض�ل�ا ������ت َف ْ َ َف����������إ ْن لَ�����ز ْم����� َت����� ُه أُ ِن ْ
������ل ِ ِ اب أَ ْص��َلَ ���ص����وَ ِ ��ح��� ْد َع� ِ
���ن ال� َّ 126ـ وَ لاَ َت� ِ
���ق َع���� َد ْل َع ْ َ ��ف� ْ���ن َغ� َ ٌ 127ـ َف����هَ ���� ِذه َت ْ
����ن ال���حَ ِّ����ن ذا ،وَ لِ����لَّ���� ِذي َع ِ ��ل �����رة ِل���� َم� ْ �����ذ ِك
( ((12وأركان األذان :ألفاظه وكلماته ،مرتبة متوالية ،خالية من اللحن ،يرتلها ويقف على أواخر كل جملة منه ساك ًنا
استحباباً ،وقد اختلفت أقوال جمهور الفقهاء في ألفاظ األذان ،فذهب الحنفية والحنابلة إلى أن ألفاظ األذان خمسة
تحقيق المخطوطات
عشر لفظاً ،وهي( :اهلل أكبر ،اهلل أكبر ،اهلل أكبر ،اهلل أكبر ،أشهد أن ال إله إال اهلل ،أشهد أن ال إله إال اهلل ،أشهد
أن محمداً رسول اهلل ،أشهد أن محمداً رسول اهلل ،حي على الصالة ،حي على الصالة ،حي على الفالح ،حي
على الفالح ،اهلل أكبر ،اهلل أكبر؛ ال إله إال اهلل) ،وذهب المالكية إلى أن ألفاظه سبعة عشر ،وذلك بحذف تكبيرتين
من أوله وترجيع الشهادتين ،أما الشافعية فألفاظ األذان عندهم تسعة عشر مع ترجيع الشهادتين ،والترجيع سنة
عند المالكية والشافعية لحديث أبي محذورة ،ومباح عند الحنابلة ،فلو تركه صح األذان ،وكذا التثويب في صالة
الفجر (الصالة خير من النوم) مرتين ،سنة عند الجمهور .انظر :االختيار 140 :1؛ المجموع 69 :3؛ الذخيرة
44 :2؛ اإلنصاف للمرداوي .412 :1
( ((13أي :أركان األذان.
( ((13وقد سبقت صور من التغيير بلفظ التكبير ،إال أن هناك صور أخرى من التغيير تختص باألذان ،كمد همزة أشهد
استفهاماً ،أو تحويل الدال إمن أشهد إلى تاء ،أو الوقوف على :ال إله ،ثم البدء بـ :إال اهلل ،عدم إدغام التنوين من
(محمداً) بالراء ،مد الحاء من (حي) ،أو إسقاط الهاء من (الصاله) ،أو إسقاط الحاء من (الفالح) فتصبح الفال.
انظر :الذخيرة .57 :2
( ((13لمجيئه بمعان منافية للحق والصواب.
( ((13في نسخة (ب) :بمعلوم.
( ((13أي :بأجر يجريه ولي األمر عليه من بيت مال المسلمين .واألصل أن كل طاعة يختص بها المسلم فال يجوز
االستئجار عليها ،كاإلمامة واألذان والحج وتعليم القرآن والجهاد ،إال أن المتأخرين من الفقهاء أجازوا االستئجار
على الطاعات ،على تفصيل عندهم ،ومنع ذلك الحنابلة ،واألصل في المنع هو حديث عثمان بن أبي العاص
رضي اهلل عنه قال :قلت :يا رسول اهلل اجعلني إمام قومي ،فقال" :أنت إمامهم ،واقتد بأضعفهم ،واتخذ مؤذ ًنا ال
أجرا" أخرجه أحمد في المسند 21 :4؛ وأبو داود برقم 531؛ والترمذي برقم 209وقال :حسن يأخذ على أذانه ً
صحيح ،والنسائي برقم 672؛ والحاكم برقم 722وقال :إسناده صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي .وانظر:
الدر المختار للحصكفي 588 :1؛ الذخيرة 66 :2؛ المجموع 94 :3ـ95؛ روضة الطالبين 315 :1؛ كشاف
القناع .364 :1
( ((13أي :من األجر له ،وذلك لعدم أهليته للقيام بالعمل الذي استؤجر من أجله.
اح
يض ُ اإل َ ِ ال: ض َي اللهَُّ َع ْن ُه أنه َق َ ( ((13فسؤال الدعاء من أهل الصالح من المؤمنين مستحب مشروع ،فقد ثبت َع ْن ُع َم َر َر ِ
َّ
التا ُّم َ
ال َكلِ َم ًة َما َي ُس ُّرنِي أ َّن لِي ِب َها ِك"َ ،ف َق َ ال" :لاَ َت ْن َس َنا َيا أُ َخ َّي مِن ُد َعائ َ ِن لِيَ ،و َق َ اس َت ْأ َذ ْن ُت النَّ ِب َّي فِي ْال ُع ْم َر ِة َفأَذ َ
ْ
ان َما لِ َب َي ِ الد ْن َيا .أخرجه أبو داود في الصالة برقم ،1498والترمذي في الدعوات برقم 3562؛ وابن ماجه في المناسك ُّ
َي َق ُع في برقم .2894
لس َن ِة أَ ِ ْب ُم ْس َت َجا َب ٌةِ ،ع ْن َد َ
َع َو ُة ْال َم ْر ِء ْال ُم ْسل ِِم لأِ ِخي ِه ِب َظ ْه ِر ْال َغي ِ ان َي ُق ُ
ول" :د ْ ( ((13فعن أبي الدرداء رضي اهلل عنه أن النَّ ِب َّي َ ك َ
ِين َولَ َك ِبم ْ ال ْال َملَ ُك ْال ُم َو َّك ُل ِبهِ :آم َ
ْر َق َ َر ْأ ِس ِه َملَ ٌك ُم َو َّك ٌل ُكلَّ َما د َ َ
ال َع َوام ِث ٍل" أخرجه مسلم فالذكر والدعاء برقم َعا لأِ ِخي ِه ِب َخي ٍ
.2733
بالصالة ُفت ْ
ِحت ( ((13ففي مسند اإلمام أحمد 342 :3عن جابر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل قال" :إذا ُث ِّوب َّ
الدعاء" والحديث حسن لغيره؛ وفي المستدرك للحاكم 731 :1برقم 2004عن أبي ْب ُّ أبواب السما ِء واس ُت ِجي َ
ُ
أمامة رضي اهلل عنه عن النبي قال" :إذا نادى المنادي ُفتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء "..وقال :صحيح
اإلسناد ولم يخرجاه.
ال :قال رسول اهلل " :إِنَّ ُه ( ((13واألحاديث في فضل المؤذنين كثيرة ،منها :عن َسعِي ٍد ْال ُخ ْد ِر َّي رضي اهلل عنه َق َ
س َولاَ َش ْي ٌء إِلاَّ َش ِه َد لَ ُه َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة " .أخرجه البخاري في األذان برقم َذ ِن ِج ٌّن َولاَ إِ ْن ٌ ص ْو ِت ْال ُمؤ ِّ ال َي ْس َم ُع َمدَى َ
ثم لم األول َّوالصف َّ ِّ اس ما في النِّداء .584وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه عن النبي أنه قال" :لو يعل ُم النَّ ُ
إال أن يستهموا عليه الستهموا" رواه البخاري برقم590 :؛ ومسلم برقم.437: يجدوا َّ
رج َح األذان على اإلمامة بما سبق ذكره من األحاديث ،وبحديث معاوية رضي اهلل عنه قال :سمعت
احتج من َّ
(َّ ((14
ً َّ ُ
رسول اهلل يقول":المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة" رواه مسلم في صحيحه برقم.387
( ((14ذهب الحنفية إلى أفضلية اإلمامة على األذان لمواظبة النبي عليها والخلفاء الراشدين من بعده؛ واختلف القول
عند المالكية والشافعية ،وصحح النووي في المنهاج تفضيل األذان على اإلمامة ،وهو أصح الروايتين عن أحمد.
انظر :الدر المختار 56 :1؛ وحاشية الطحطاوي ص 128؛ والذخيرة 62 :2؛ روضة الطالبين 314 :1؛ مغني
المحتاج 325 :1؛ كشاف القناع 274ـ.275
( ((14في نسخة (ب) :في الثاني من بعد الثمانين أتى
األ َن����������ام َ
األ ْن���������وَ ِر ُث������ َّم َع����لَ����ى َخ����يْ����ر َ َ���ر ���م��� ُد ل���ل��� ِه ال��� َع���ل� ِّ َ
ِ ِ ��ي األك���ب ِ وَ ال���حَ ْ 144ـ
����ر َم����� َدا
��ل���ام َس� ْ
ٍ
ٌ
��ل���اة َم������عَ َس� ص� ِم ْ
����ن���� ُه َ �ش � ِف � ْي��ع أَحْ ��� َم��� َدا
[ن��ب � ِّي� َ�ن��ا ال���هَ ���ا ِدي ال� َّ
ِ 145ـ
َ
وس���� ِم����عْ ] ��س��لِ�� ٌم لِ���حَ � ٍّ
��ق َ ان���ق���ا َد ُم ْ َم���ا ���ب���� ِه وَ َم������ن َت� ِ
��ب���عْ ص����حْ � ِ وَ آلِ������� ِه وَ َ 146ـ
(((14
تحقيق المخطوطات
( ((14وهذا تأريخ على طريقة الحروف األبجدية( :أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)؛ حيث يقابل كل
حرف منها برقم ،فالحروف العشرة األولى تقابل بأرقام اآلحاد ،والعشرة الثانية بالعشرات ،أما بقية الحروف فتقابل
بالمئات ،فكلمة ظامي تؤرخ لفراغه من نظم هذه األرجوزة ،ظ= ،900أ = ،1م= ،40ي= ،10ومجموعها
يساوي ،951 :وهو التأريخ الهجري لالنتهاء من هذه األرجوزة :أواسط شهر المحرم من سنة 951هـ.
( ((14هذا البيت ليس في نسخة (ب ) .
( ((14هذا البيت والذي قبله من نسخة (ب) ،وقد سقطا من نسخة ( أ ) .
اإل َ ً
أصال البغدادي •إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون؛ ألسماعيل باشا بن محمد أمين الباباني
اح
يض ُ ِ
َّ
التا ُّم مولداً وسكناً ،نشر دار العلوم الحديثة ـ بيروت ـ لبنان.
ان َما لِ َب َي ِ •تاريخ اإلس�لام ووفيات المشاهير واألع�لام ،لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
َي َق ُع في ت748هـ؛ تحقيق د .عمر عبد السالم تدمري ،نشر دار الكتاب العربي ،لبنان ـ بيروت ،ط/1
لس َن ِة أَ ِ 1407هـ 1987 -م.
ال َع َوام
•تحفة المحتاج بشرح المنهاج ،لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي
(ت974هـ) ،تحقيق عبد اهلل محمود عمر محمد ،نشر دار الكتب العلمية بيروت ـ لبنان.
•تراجم األعيان من أبناء الزمان ،للحسن بن محمد البوريني ت1024هـ ،تحقيق الدكتور صالح
الدين المنجد ،من منشورات ومطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1959م.
•التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير؛ ألبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد
ابن حجر العسقالني (ت 852هـ) ،نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت ،ط1419/1هـ 1989.م.
•الجامع ألحكام القرآن؛ ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي
(ت671هـ) ،تحقيق :هشام سمير البخاري ،نشر دار عالم الكتب ـ الرياض ،ط1423 /هـ ـ 2003م.
•جامع البيان في تأويل القرآن؛ ألبي جعفر الطبري محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي
ت310هـ ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،نشر مؤسسة الرسالة ـ بيروت ،ط1420 /1هـ 2000 -م.
•حاشية البيجرمي على الخطيب (تحفة الحبيب على شرح الخطيب) ،لسليمان البيجرمي؛ نشر مكتبة
مصطفى البابي الحلبي ـ مصر؛ ط1370 /هـ ـ 1951م.
تحقيق المخطوطات
ومحمود بن الشريف ،نشر دار الكتب الحديثة ـ مصر ،مطبعة اإلحسان.
•روضة الطالبين؛ ألبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي ت 676هـ،تحقيق عادل أحمد عبد
الموجود ،وعلي محمد معرض ،نشر دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.
•سنن ابن ماجه ،محمد بن يزيد أبو عبد اهلل القزويني ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ،نشر دار الفكر
– بيروت.
•سنن أبي داود ،سليمان بن األشعث السجستاني األزدي ،تحقيق :محمد محيي الدين عبد الحميد،
يوس ْف الح ُوت ،نشر دار الفكر ـ بيروت.
وتعليقات َك َمال ُ
•سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ،لمحمد بن عيسى أبي عيسى الترمذي السلمي ،تحقيق :أحمد محمد
شاكر وآخرين ،نشر دار إحياء التراث العربي – بيروت.
•سنن النسائي الكبرى؛ ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ،تحقيق :د.عبد الغفار سليمان
البنداري ,سيد كسروي حسن ،نشر دار الكتب العلمية – بيروت ،ط1411 /هـ 1991 -م.
•سير أعالم النبالء؛ ألبي عبد اهلل شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن َقايْماز الذهبي (ت
748هـ) ،تحقيق :مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب األرناؤوط ،نشر مؤسسة الرسالة ـ
بيروت ،ط1413/9هـ ـ 1993م.
•شذرات الذهب في أخبار من ذهب؛ ألبن العماد عبد الحي بن أحمد الحنبلي الدمشقي ،تحقيق عبد
القادر األرناؤوط ومحمود األرناؤوط ،نشر دار ابن كثير ـ دمشق.ط1414/1هـ ـ 1993م.
تحقيق المخطوطات
•مسند أحمد بن حنبل أبي عبداهلل الشيباني ،نشر مؤسسة قرطبة – القاهرة ،األحاديث مذيلة بأحكام
شعيب األرنؤوط عليها.
•المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي؛ ألحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي ،نشر
المكتبة العلمية – بيروت.
•معالم التنزيل ،لمحيي السنة ،أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ت 516هـ ،تحقيق :محمد
عبد اهلل النمر -عثمان جمعة ضميرية -سليمان مسلم الحرش ،نشر :دار طيبة للنشر والتوزيع ـ
الرياض ،ط 1417 /4هـ 1997 -م.
•معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية ،لعمر رضا كحالة ،نشر مكتبة المثنى ودار إحياء
التراث العربي ـ بيروت.
•المعجم الكبير؛ ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ،تحقيق :حمدي السلفي ،نشر مكتبة
العلوم والحكم – الموصل ،ط1983 – 1404/2م.
•معرفة القراء الكبار لإلمام شمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748هـ،
تحقيق :بشار عواد معروف ،شعيب األرن��ؤوط ،صالح مهدي عباس ،نشر مؤسسة الرسالة ـ
بيروت ،ط1404/1هـ ـ 1984م.
•المغني في فقه اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني؛ ألبي محمد عبد اهلل بن أحمد بن قدامة المقدسي ،نشر
دار الفكر – بيروت ،ط1405 /هـ .
Abstracts of Articles
This research sheds light on some of the mistakes made by Muslims while praying as regards the opening
takbeer and salam. It is a very important topic that every Muslim needs in each and every prayer especially in
the time where mistakes and ignorance are wide spread.
Abstracts of Articles
Qunfuz al-Falastini
Poetry of Mansur bin Bazan al-Asfahani, a poet of the second and third
centuries AH
Editorial
Shariah and freedom of financial transactions Paper industry in Islamic civilization
Divine provisions not human confusion (historical development and cultural
Editing Director 4 horizon)
Dr. Salih al-Lahaibi/ UAE 141
Researches Titles:
Question of modernity and its reference in Manuscripts’ Verification:
critical thought among “Ramdan Hamoud” Al-Idahuttam libayani ma yaqau fi alsinatil
Abdul Qadir Sharif/ Algeria 6 awam (editing)
Dr. Taha Mohammed Faris/ Dubai 161
Criticism on editing the book ‘Hamiyyatul
Islam binnabi’ by. Ibn Qunfuz al-Falastini Abstracts 198
Mohammad al-Fazili/ Lebanon 17
ال�سنة الرابعة والع�شرون :العدد الرابع والت�سعون ـ ـ رم�ضان 1437هـ /جون (حزيران ـ ـ يونيو) 2016م
ت�صـدر عـن ق�سم الدرا�سات
والن�شر وال�ش�ؤون الخارجية
ب���م���رك���ز ج���م���ع���ة ال��م��ـ��اج��ـ��د
ل����ل����ث����ق����ـ����ـ����اف����ة وال�����ت�����ـ�����ـ�����راث
Volume 24 : No. 94 - Ramadan - 1437 A.H. - June 2016
ال�سنة الرابعة والع�شرون :العدد الرابع والت�سعون ـ ـ رم�ضان 1437هـ /جون (حزيران ـ ـ يونيو) 20١6م
Published by:
Department of Studies, Publications and Foreign Affairs
Juma Al Majid Center for Culture and Heritage