You are on page 1of 8

‫العنوان ‪ :‬معلومات عن سعد الزغلول‬

‫االسم ‪ :‬ريم صالح السعدي‬


‫الصف ‪ :‬تاسع‪8‬‬
‫سعد زغلول (‪1858‬م ‪1927 -‬م) زعيم مصري وقائد ثورة ‪1919‬م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين‪ .‬أحد الذين طالبوا باستقالل‬
‫‪.‬مصر‪ .‬شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس األمة‬

‫نشأته‬

‫ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا مركز (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا)‪ .‬تضاربت األنباء حول تاريخ‬
‫ميالده الحقيقي‪ ،‬فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو ‪1857‬م وآخرون قالوا يوليو ‪1858‬م‪ ،‬بينما وجد في سجالت شهادته التي حصل عليها في‬
‫الحقوق بأنه من مواليد يونيو ‪ 1860‬م‪ .‬كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول‪ ،‬من‬
‫‪.‬أسرة ريفية مصرية‬

‫سيرة حياته‬

‫تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق باألزهر عام ‪1873‬م‪ .‬تعلم على يد السيد جمال الدين األفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زمالئه حول‬
‫جمال الدين األفغاني‪ ،‬ثم عمل معه في الوقائع المصرية‪ .‬انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها الشتراكه في ثورة عرابي‪ .‬اشتغل‬
‫‪».‬بالمحاماة لكن قبض عليه عام ‪1883‬م بتهمة االشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية االنتقام‬

‫وبعد ثالثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة‪ .‬دخل إلى دائرة أصدقاء اإلنجليز عن طريق الملكة نازلي‪ ،‬وسعى وقتها إلى تعلم اللغة اإلنجليزية‪.‬‬
‫‪.‬تزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا‪ ،‬رئيس وزراء مصر‪ .‬تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته‬

‫توظف سعد وكيال للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين‪ .‬ترقى حتى صار رئيسًا للنيابة وحصل على رتبة الباكوية‪ ،‬ثم نائب قاض عام ‪1892‬م‪.‬‬
‫‪.‬حصل على ليسانس الحقوق عام ‪1897‬م‬

‫انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار‪ ،‬التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين‪ ،‬واشترك في‬
‫الحملة العامة إلنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة»‪ .‬في عام ‪1906‬م تم تعيينه ناظرًا للمعارف ثم عين‬
‫‪.‬في عام ‪1910‬م ناظرا للحقانية‬

‫وفي عام ‪ 1907‬م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر األساس إلنشاء الجامعة المصرية مع كل من‪ :‬محمد عبده‪ ،‬ومحمد فريد‪ ،‬وقاسم أمين‪ ،‬وتم‬
‫‪.‬إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة األمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها‬

‫ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي األهلي عام ‪1907‬م وتوّلى رئاسته في ‪ 18‬يوليو ‪ 1907‬م‬

‫أصبح سعد نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة‪ ،‬ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية‪ .‬بعد الحرب العالمية األولى تزعم المعارضة في الجمعية‬
‫‪.‬التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت باالستقالل وإلغاء الحماية‬
‫التاريخ السياسي‬

‫‪.‬تمثال الزعيم سعد زغلول باشا في اإلسكندرية‬

‫أدى غياب زغلول إلى االضطرابات في مصر‪ ،‬مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام ‪1919‬م‪ .‬لدى عودته من المنفى‪ ،‬قاد زغلول‬
‫القوى الوطنية المصرية حتى إجراء االنتخابات في ‪ 12‬يناير ‪1924‬م‪ ،‬حيث أدت إلى فوز حزب الوفد المشكل من الجمعية التشريعية بأغلبية ساحقة‪،‬‬
‫‪.‬وبعد ذلك بأسبوعين‪ ،‬شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول‬

‫الجماهير تعتبر زغلول الزعيم الوطني‪ ،‬وزعيم األمة‪ ،‬البطل القومي المتشدد‪ .‬وقد فقد خصومه مصداقيتهم على حد سواء كما أنهم تضائلوا في أعين«‬
‫الجماهير‪ .‬ولكنه أيضا قد حان أخيرا أو أن اعتالئه السلطة ويعود ذلك جزئيا أنه تحالف مع مجموعة القصر حيث قبلوا ضمنيا الشروط التي تنظم‬
‫»‪.‬حماية المصالح البريطانية في مصر‬

‫في أعقاب اغتيال السير لي ستاك‪ ،‬سردار (مصر) والحاكم العام للسودان إبان ما يعرف بـالحكم الثنائي‪ ،‬وفي ‪ 19‬نوفمبر ‪1924‬م وعلى إثر تصاعد‬
‫المطالب البريطانية الالحقة والتي كان مفادها أن سعد زغلول أصبح شخصًا غير مرغوب به؛ كما سيتم تفصيله في فقرة العودة للحياة السياسية؛ اضطر‬
‫‪.‬زغلول أن يقديم إستقالته‪ .‬ثم عاد الحقا إلى الحكومة في عام ‪1926‬م حتى وفاته في عام ‪1927‬م‬

‫الوفد المصري‬

‫خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام ‪1918‬م ضد االحتالل اإلنجليزي‪ ،‬حيث دعا أصحابه إلى مسجد‬
‫‪ .‬وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية األولى في عام ‪1918‬م‬

‫‪.‬تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين‪ ،‬أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري‬

‫وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية‪ .‬جاء في الصيغة‪« :‬نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات‪ :‬سعد‬
‫زغلول وفي أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيال في استقالل مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة‬
‫‪».‬بريطانيا العظمى‬

‫اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في ‪ 8‬مارس ‪1919‬م فانفجرت ثورة ‪1919‬م التي كانت من‬
‫أقوى عوامل زعامة سعد زغلول‪ .‬اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني وأفرج اإلنجليز عن سعد زغلول وزمالئه وعادوا من المنفى إلى‬
‫‪.‬مصر‪ ،‬وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقالل مصر‬

‫لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم‪ ،‬وقاطع الشعب البضائع اإلنجليزية‪ ،‬فألقى‬
‫اإلنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى‪ ،‬ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي‪ ،‬فازدادت الثورة اشتعاال‪ ،‬وحاولت إنجلترا‬
‫·القضاء على الثورة بالقوة‪ ،‬ولكنها فشلت مرة أخرى‬

‫في عام ‪ 1921‬برزت الخالفات بين سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد فصل على أثرها عشرة من أعضاء الوفد رغم أنهم كانوا أغلبية‪ ،‬حينها قال‬
‫‪.‬كلمته المشهورة‪ ،‬المسألة ليست مسألة أغلبية وانما مسألة توكيل‪ ،‬فأخضع بهذه الكلمة القاعدة الديمقراطية للقاعدة القانونية‬
‫العائلة‬

‫زوجة سعد‪ ،‬صفية زغلول تزوجها عام ‪ 1895‬م‪ ،‬وهي ابنة مصطفى فهمي باشا‪ ،‬وزير في مجلس الوزراء المصري ورئيس وزراء مصر مرتين‪،.‬‬
‫‪.‬كانت ثائرة نسائية وكانت أيضا ناشطة سياسية‬

‫الجدول الزمني‬

‫‪.‬م يوليو‪ :‬ولد لعائلة من الفالحين من الطبقة المتوسطة في إبيانه في دلتا النيل‪1857‬‬

‫سنوات الشباب‪ :‬تلقى تعليمه في جامعة األزهر اإلسالمية في القاهرة‪ ،‬ثم أكمل تعليمه في المدرسة المصرية للقانون؛ والتي كانت في حينه تؤهل‬
‫‪ .‬المتخرج منها لممارسة مهنة المحاماة‬

‫‪.‬م‪ُ :‬عين قاضيا في محكمة االستئناف‪1892‬‬

‫‪.‬م‪ :‬يصبح رأس وزارة التربية والتعليم‪1906‬‬

‫‪.‬يشارك في تأسيس حزب األمة‪ ،‬في الوقت التي كانت مجموعة معتدلة من المصريين تدعى المزيد للحصول على استقالل مصر من بريطانيا ‪-‬‬

‫‪.‬م‪ُ :‬عين زغلول وزيرا للعدل‪1910‬‬

‫‪.‬م‪ :‬يستقيل من منصب وزير العدل بعد خالف مع الخديوي عباس حلمي الثاني‪1912‬‬

‫‪.‬م‪ :‬تم انتخابه إلى الجمعية التشريعية‪1912‬‬

‫‪.‬م‪ :‬تم تعيينه نائبا لرئيس الجمعية التشريعية‪ ،‬وهو المنصب الذي يستخدم النتقاد الحكومة‪1913‬‬

‫م‪ 1918 -‬م‪ :‬خالل الحرب العالمية األولى‪ ،‬فإن زغلول والعديد من أعضاء الجمعية التشريعية من الجماعات الناشطة شكلت هيكال تشريعيا في‪1914‬‬
‫‪.‬جميع أنحاء مصر‪ .‬أدت الحرب العالمية األولى إلى الكثير من الصعاب على السكان المصريين‪ ،‬وذلك بفضل العديد من القيود البريطانية‬

‫نوفمبر ‪ 1918‬م‪ :‬مع نهاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬فإن زغلول واثنين آخرين من أعضاء سابقين من المجلس التشريعي دعوا المفوض السامي ‪13‬‬
‫البريطاني‪ ،‬للسؤال عن إلغاء الحماية البريطانية‪ .‬يسألون أيضا أن يكون لمصر ممثلين في مفاوضات السالم بعد الحرب‪ .‬ولكن تم رفض هذه المطالب‪،‬‬
‫‪.‬فما كان من أنصار زغلول‪ ،‬وهي مجموعة تعرف اآلن باسم الوفد‪ ،‬بأن أصبحت تحرض على الفوضى في جميع أنحاء البالد‬

‫م مارس‪ :‬زغلول وثالثة أعضاء آخرين من الوفد تم نفيهم إلى مالطا‪ .‬لكن سرعان ما تم إطالق سراح سعد وبعد ذلك عين الجنرال إدموند اللنبي‪1919‬‬
‫وتوّل ى منصب المفوض السامي لمصر‪ .‬سعد سافر إلى باريس‪ ،‬فرنسا في محاولة لتقديم روايته للحالة المصرية إلى ممثلي الدول الحليفة‪ ،‬ولكن دون‬
‫‪.‬نجاح يذكر‬

‫م‪ :‬زغلول عقد عدة لقاءات مع وزير المستعمرات البريطاني‪ ،‬اللورد ميلنر ويتوصل إلى تفاهم معه‪ ،‬ولكن زغلول كان غير متأكد من ردة فعل‪1920‬‬
‫‪.‬المصريين تجاه هذا التفاهم وكيف سوف يستوعبون أنه يصوغ اتفاقا مع البريطانيين‪ ،‬لذلك فضل أن ينسحب‬

‫م‪ :‬استخدم زغلول أنصاره لعرقلة تشكيل الحكومة‪ ،‬ثم رد اللورد اللنبي على محاوالت سعد لعرقلة تشكيل الحكومة‪ ،‬بترحيله إلى جزر سيشل في‪1921‬‬
‫‪.‬المحيط الهندي‬

‫‪.‬م فبراير‪ :‬حصلت مصر على استقالل محدود‪ ،‬وفقا لتوصيات اللورد ميلنر‪ ،‬حيث تم إبرام هذا من خالل المحادثات مع زغلول‪1922‬‬

‫‪.‬م‪ :‬السماح لزغلول بالعودة إلى مصر‪1923‬‬

‫‪:‬م‪1924‬‬

‫‪.‬أ‪ .‬فبراير‪ :‬أصبح زغلول رئيسا للوزراء بعد أن فاز الوفد ب ‪ %90‬من مقاعد البرلمان في االنتخابات‬

‫‪.‬ب‪ .‬أثبت سعد زغلول من التجارب أنه قادر على وقف المظاهرات وأعمال الشغب بين المصريين‬
‫جـ‪ .‬تشرين الثاني (نوفمبر)‪ :‬وقعت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان‪ ،‬والتي أسفرت تداعياتها عن تقديم سعد زغلول‬
‫‪.‬باستقالته؛ كما سيتم ذكرها بالتفصيل في الفقرة الالحقة‬

‫‪.‬م‪ :‬زغلول يصبح رئيسا للبرلمان‪ ،‬وهذا المنصب يمكنُه من السيطرة على تصرفات المتطرفين القوميين‪1926‬‬

‫‪.‬أغسطس ‪1927‬م‪ :‬وفاة زغلول في القاهرة ‪23‬‬

‫العودة للحياة السياسية‬

‫عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل االنتخابات البرلمانية عام ‪1923‬م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح‪ .‬تولى رئاسة الوزراء من‬
‫عام ‪1923‬م واستمر حتى عام ‪ 1924‬م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات االحتالل‬
‫‪:‬البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية حيث وجه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه‬

‫‪.‬أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة‬

‫‪.‬تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب‬

‫‪.‬تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية‬

‫‪.‬أن تسحب القوات المصرية من السودان‬

‫‪.‬أن تقوم بزيادة مساحة األراضي المزروعة قطنا في السودان‬

‫كان اإلنجليز يهدفون من هذا اإلنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول‬
‫القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر‪ .‬وافق سعد زغلول على النقاط الثالثة األولى ورفض الرابعة‪ .‬فقامت القوات‬
‫اإلنجليزية بإجالء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان‪ ،‬فتقدم سعد زغلول باستقالته‪ .‬وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام‬
‫بحل البرلمان‪ .‬ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء‪ .‬فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع‬
‫بحرية عسكرية قبالة شواطئ اإلسكندرية في مظاهرة تهديدية‪ ،‬لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى ال يعرض مصر لنكبة‬
‫‪.‬أخرى مثل ما حدث عام ‪1882‬م‬

‫وتم قبول استقالته في ‪ 24‬نوفمبر سنة ‪ 1924‬م‪ .‬وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب األقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور‪ ،‬وتوج كفاحه‬
‫‪.‬بفوز حزب الوفد باألغلبية البرلمانية مرة ثانية عام ‪1927‬م‪ ،‬وانتخب سعد رئيًس ا لمجلس النواب حتى وفاته عام ‪1927‬م‬

‫وفاته‬

‫سعد زغلول عام ‪1924‬م‬

‫توفي سعد زغلول في ‪ 23‬أغسطس ‪1927‬م‪ ،‬ودفن في ضريح سعد المعروف ببيت األمة بـالمنيرة بـحي السيدة زينب الذي ُشّيد عام ‪ 1931‬لُيدفن فيه‬
‫زعيم أمة وقائد ثورة ضد االحتالل اإلنجليزي (ثورة ‪1919‬م)‪ .‬فضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى ُتتاح‬
‫الفرصة لكافة المصريين واألجانب حتى ال يصطبغ الضريح بصبغة دينية يعوق محبي الزعيم المسيحيين واألجانب من زيارته وألن المسلمين لم‬
‫يتذوقوا الفن الفرعوني وكانوا يفضلون لو دفن في مقبرة داخل مسجد يطلق عليه اسمه فأهملوه حتى اتخذ عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة قرارا‬
‫‪.‬بترميمه على نفقة المحافظة كما وضعه على الخريطة السياحية للعاصمة‬

‫كان سعد باشا زغلول قد اشترى األرض المقام عليها الضريح عام ‪1925‬م‪ .‬وذلك قبل وفاته بعامين ليقيم عليها ناديا سياسيا لحزب الوفد الذي أسسه‬
‫ليكون مقرا بديال للنادي الذي استأجره كمقر للحزب في عمارة «سافوي» بميدان سليمان باشا ‪ -‬وسط القاهرة ‪ -‬وقامت حكومة زيوار باشا بإغالقه‪،‬‬
‫وهذه األرض يطل عليها من بيته ومساحته ‪ 4815‬مترا مربعا‪ ،‬وقد كلف سعد زغلول باشا كل من فخري بك عبد النور وسينوت بك حنا عضوا الوفد‬
‫بالتفاوض مع بنك اثينا وهو الجهة المالكة لألرض‪ ،‬ولكن حكومة زيوار أوعزت للبنك بعدم البيع عناًد ا لسعد زغلول حتى ال يستخدم األرض في إقامة‬
‫‪.‬مقر لحزب سياسي‬
‫وفي يوم ‪ 23‬أغسطس عام ‪ 1927‬م اجتمعت الوزارة الجديدة في ذلك الوقت برئاسة عبد الخالق باشا ثروت‪ ،‬وقررت تخليد ذكرى الزعيم سعد زغلول‬
‫وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه على أن تتحمل الحكومة جميع النفقات‪ ،‬وبدأ تنفيذ المشروع ودفن سعد باشا مؤقتًا في مقبرة بمدافن اإلمام الشافعي‬
‫‪.‬لحين اكتمال المبنى‪ ،‬كما أقامت حكومة عبد الخالق ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة واآلخر باإلسكندرية‬

‫واكتمل هذا البناء في عهد وزارة إسماعيل باشا صدقي عام ‪1931‬م‪ ،‬وكان من خصوم سعد زغلول‪ ،‬فحاول جعل الضريح الضخم لشخص واحد‬
‫واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء‪ ،‬ولكن صفية زغلول الملقبة بـ «أم المصريين» وزوجة سعد زغلول‬
‫رفضت بشدة هذا االقتراح وأصّر ت على أن يكون الضريح خاصا بسعد فقط‪ ،‬وفضلت أن يظل جثمانه في مقابر اإلمام الشافعي إلى أن تتغير الظروف‬
‫‪.‬السياسية وتسمح بنقله في احتفال يليق بمكانته التاريخية كزعيم لألمة‬

‫وفي عام ‪ 1936‬م تشكلت حكومة الوفد برئاسة مصطفى باشا النحاس وطلبت أم المصريين نقل جثمان سعد باشا إلى ضريحه بشارع الفلكي والذي‬
‫يطل عليه بيت األمة‪ ،‬وحدد النحاس باشا يوم ‪ 19‬يونيو عام ‪ 1936‬م لالحتفال بنقل رفات زعيم األمة بعد أن ظل في مقبرة االمام الشافعي تسعة أعوام‬
‫تقريبا وفي اليوم السابق لالحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول إلى المقبرة سرا لالطمئنان على رفاته قبل نقلها ظنا منهما أنه ربما‬
‫حدث أو يحدث شيئا لرفات زعيم األمة‪ ،‬وكان معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسؤول عن مدافن اإلمام الشافعي‪،‬‬
‫ولّف وا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان إلى أن حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس‬
‫مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرون إلى المقبرة من الوزراء والنواب‬
‫والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها ‪ 8‬خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثانية القاهرة من اإلمام الشافعي حتى وصل إلى موقع‬
‫الضريح بشارع الفلكي وكان قد أقيم بجواره سرادق ضخم الستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في‬
‫حب زعيم األمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديدا ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت‬
‫‪».‬مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوان «سعد يعود إلى ضريحه منتصرا‬

‫وقد قام بتصميم الضريح على الطراز الفرعوني المهندس المعماري الراحل فهمي مؤمن كما أشرف على بنائه‪ ،‬وتقدر المساحة اإلجمالية للمشروع‬
‫‪ 4815‬مترا مربعا‪ ،‬أما الضريح فيحتل مساحة ‪ 650‬مترا ويرتفع حوالي ‪ 26‬مترا على أعمدة من الرخام الجرانيت وحوائطه من الحجر‪ ،‬وللضريح‬
‫بابان أحدهما يطل على شارع منصور وهو من الخشب المكسو بالنحاس وارتفاعه ستة أمتار ونصف وهو نسخة طبق األصل من الباب اآلخر المطل‬
‫على شارع الفلكي وتغطي حوائط المبنى من الخارج والداخل بطبقة من الرخام الجرانيت بارتفاع ‪ 255‬سم كما أن الساللم مكسوة أيضا بنفس النوع‬

‫من الرخام‪ ،‬ويحاط الضريح بدرابزين من النحاس والحديد والكريستال‬ ‫‪.‬‬


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%AF_
%D8%B2%D8%BA%D9%84%D9%88%D9%84

You might also like