Professional Documents
Culture Documents
1
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
136 - 123 ص 2020 اﻟﺳﻧﺔ03 : اﻟﻌدد12 :اﻟﻣﺟﻠد
.اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي؛ اﻟﻌﻧف؛ اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
Abstract:
The author of the theory of psychosocial confrontation
Professor Slimane Madhar analyzed the phenomenon of social
2
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
136 - 123 ص 2020 اﻟﺳﻧﺔ03 : اﻟﻌدد12 :اﻟﻣﺟﻠد
:ﻣﻘدﻣﺔ1.
ﻓﻲ اﻟﺑدء ﯾﻧطﻠق ﺻﺎﺣب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑروﻓﯾﺳور ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣظﻬر ﻣن ﻣﺳﻠﻣﺎت
وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة، أن اﻷﻓ ارد ﯾّﻛ وﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت:ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻫﻲ
1
وﻟم ﺗﺳﻣﺢ، وﻫذﻩ اﻟﺷﺑﻛﺎت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق وﺗﻌرﻗل، ﺗﺗﺷﻛل ﻣن اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻣﻔﻬوم
ﻟﻛن ﻓﻬم ﻫذا اﻷﻣر ﺗطﻠب، دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣؤﺳﺳﺎت أن ﯾﺗطور ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ
ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺑﺣث اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ واﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻣﻌرﻓﺔ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟذي
أﻓﻧﻰ ﻋﻣرﻩ ﻛﻠﻪ؛ وﺧﻠص إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ اﺳم ﻟﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ وﺟودﻩ ﺧﻔﻲ
ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻛل ﺟزﺋﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﺻﯾر ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ ازﺋري،وﻣﺳﺗﺗر
ﺑﺷﻛل
وﻗد ﺣﺎول ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ، واﻟﺷﻌوب اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻛﻛل،ﺧﺎص
ﻛﻣﺎ،أن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﺳﺗﺣﯾل:اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻓﻛرة أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ
3
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﯾﺳﺗﺣﯾل اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﻪ ،وﯾﺳﺗﺷﻬد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟظواﻫر ﻣﺛل اﻟﻔرداﻧﯾﺔ
4
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
اﻟﺿﯾﻘﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟﺟ ازﺋري وﯾزﯾد ﻓﻲ اﻟﺷرح ﺑﺗﺄﻛﯾدﻩ أن ﻫذﻩ اﻟظواﻫر ﺗطورت
أﻛﺛر ﻓﻲ
اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻷﺧﯾرة ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،وأﺻﺑﺢ اﻟﺟ ازﺋري ﺷﻐﻠﻪ اﻟﺷﺎﻏل ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ
اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻵﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾرﺑطﻬﺎ أﺑدا ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ظﻬرت اﻟﺑرﺟوازﯾﺎت
اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،واﻧﺗﺷﺎر ﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﺛروة اﻵﻧﯾﺔ واﻟرﺑﺢ اﻟﺳرﯾﻊ ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺑﺎﺣث ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻐﯾﯾر
أو اﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠف.
2:ﺑﯾن اﻟﺗﺣوﯾل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ:
ﻫذﻩ اﻟﺟدﻟﯾﺔ أﺟﺎب ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣوار أﺟرﺗﻪ ﻣﻌﻪ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ زﻫور ﺷﻧوف وﺿﺢ
اﻟﺗﻐﯾﯾر
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺟزﺋﯾﺎت ﻧظرﯾﺗﻪ أﻫﻣﻬﺎ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺣوﯾل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺟدﻟﯾﺔ
أﺗﻛﻠم ﻋن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ّاﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ،ﯾﻘول” :ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن ّ
ﺗﺣّول ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ أﺗﺎﺑﻊ – ﻋﻠﻣﯾﺎ – ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﺟد أﻧﻪ ﻣﻧذ اﻟﻘدم
ﯾﺣدث ﻣﺎ أﺳﻣﯾﻪ ﺑـ ”اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺑذور اﻟﺗﺣوﯾل ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ“ ،ﻷﻧﻧﺎ ﻧﻌﯾش ﺿﻣن
ﻧﻣط ﺣﯾﺎة ﯾﺣﺛّﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﺛﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺛّﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗّﺟدﯾد؛ واﻟﻬدف ﻣن
اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫو اﻟﺗﻐﯾﯾر” :ﻻ ﯾﺗم ﺗﻐﯾﯾر إﻻ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣوﯾل“.
وﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺛﺑت أﻧﻪ أول ﻣن أﺷﺎر ﻟﻲ إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺣوﯾل ،ﻋﺎدة ﯾﺗﻛﻠم
اﻟﺟ ازﺋرﯾون ﻋن اﻟﺗﻐﯾﯾر وﻻ ﯾدﻗﻘون اﻷﻣر ،ﻷن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﯾﻪ ﺷرطﯾن ،وﺣﺗﻰ
ﻧ و ّظ ف
ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﺣﻛم ﯾﺟب أن ﻧﺑﯾن ﺑﺄن ﻣﺿﻣون اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﻣﻧﺎ ﻟم ﯾﺑق
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ،ﻣن ﺟﻬﺔ ،وأن اﻻﺧﺗﻼف اﻟذي ط أر ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺣﻣل ﺗﺣﺳﻧﺎ ﻟﻸوﺿﺎع،
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،واﻻ ﻓﺈن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺗﺗم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗدﻫور ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾرﺟﺣﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
5
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﺣﺎﻟﺗﻧﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
اﻟﺗﺣّ ول ﻻ ﯾﻛون ﻻ ﺳﻠﺑًﯾﺎ وﻻ إﯾﺟﺎﺑًﯾﺎ ،اﻟﺗﺣّ ول ﻫو اﻟ ّﺳﯾﺎق اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ
اﻟﺗّﻐﯾﯾر ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾوﺟد ﻣﺻطﻠﺢ دﻗﯾق وﻣﻧﺎﺳب ﻫو ”اﻟﺗدﻫور“ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟب
6
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
أن ﻧﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﺑدل ”اﻟﺗﺣّ ول اﻟ ّﺳﻠﺑﻲ“ ،ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون .ﻟﻛن ﻟﻣﺎذا
7
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
3
ﺻﺑﻐﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ؛ وﻣﻧﻪ ﻧﺎدى إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻘوﻟﻪ :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠم ﻛﺎﻣل ﯾﺗﻔرد ﺑﻣوﺿوع )اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ( وﻣﯾدان)اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﻫذا ﻣﺎ
اﻟﯾوﻣﯾﺔ( وﻣﻧﻬﺞ )اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ( وﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق )ﺷﺑﻛﺔ ﻣﻼﺣظﺎت(،
8
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻌﺎطﻰ ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة
4
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ اﻷﻣر أﻛﺛر ﻧﺳرد ﺑﻌض اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺑﺷﻛل
ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﻣ ارﺟﻊ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻧﻬﺎ :ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﺷو
ارت
ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ﺑﺄﻧﻪ اﻟد ارﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻸﻓ ارد ﺑوﺻﻔﻬم أﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟد
ارﺳﺔ
ﯾﻬﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﯾن ﻫؤﻻء اﻷﻓ ارد ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺑﻌض ﻣن ﻋﻼﻗﺎت
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
5
وﺷﺧﺻﯾﺔ ؛ أﯾﺿﺎ ﻋرﻓﻪ أﺑو اﻟﻧﯾل ﻣﻊ ﺳرد ﻣوﺳوﻋﻲ ﻷﻫم ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻌﻠﻣﺎء ،وﺧﻠص
إﻟﻰ :ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻬﺗم ﺑد ارﺳﺔ اﻟﻔرد وﺧﺑرﺗﻪ ،واﻟﻣﺟﺎل اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻟﺳﻠوك د ارﺳﺔ
6
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ،وﻟﯾس ﺑﻌﯾدا ﻋﻧﻪ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح دوﯾدار ﺑﻘوﻟﻪ :إﻧﻪ ﯾدرس اﻟﺳﻠوك
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻛﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﻟﻣﺛﯾ ارت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﯾﻬﺗم ﺑد ارﺳﺔ
اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
7
وﻧﺗﺎﺋﺟﻪ.
-ﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻷﻓ
ارد ﺳﻬﯾر ﻛﺎﻣل أﺣﻣد أﻛدت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾف:
9
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
9
ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺎﻵﺧرﯾن وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻌﻬم ﻋﻠﻰ أرﺿﯾﺔ اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾؤﺳس ﻣظﻬر ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﻘوﻟﻪ :ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻵﻧﯾﺔ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﯾﺣﻠل اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟذي ﯾﺷﺎرك ﻓﯾﻪ اﻷﺷﺧﺎص ''ﻫﻧﺎ واﻵن " وﻣن ﺷﺄن
ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل أن ﯾﺟرى ﺿﻣن اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎﺗﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت )ﻓﻲ وﻗت وﻣﻛﺎن
اﻟدﯾﻧﯾﺔ
، ﻣﻌﯾن( ،وﯾﺣﻠل ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ؛ وﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﯾﺗم ﺑﺗوظﯾف اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت وﺗﺧﺗﻠف
10
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﺣﺳب اﻷوﺿﺎع اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻫو ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن أو
10
ﺷﺧص وﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺗﯾن ،اﻟﻣﻬم ﯾﺄﺧذ ﺻﺑﻐﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺣﯾن ﻧﻌرج ﻋﻠﻰ ﻣؤﻟف ﺟ ازﺋري ﻣﺛل ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺧﺗﺎر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ
ﻣﺣﺎﺿ ارت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أورد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺗﻌﺎرﯾف ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
11
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻐﯾب ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻛرة اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻵﻧﻲ ،ﻛذﻟك ﻧﺟد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ﻟﺧﯾر
اﷲ ﻋﺻﺎر اﻟﻣﺗ ازﻣن ﻣﻊ ﻣؤﻟف ﻣظﻬر ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ﻓﻛرة ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ
12
وﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾن ﺳرد ﻣﻌظم ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾون.
وﻣﻧﻪ ﯾؤﻛد ﺻﺎﺣب اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﺣﻠل اﻟﺗﻔﺎﻋل
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻻ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑﺣوث ﻋﻠم اﻟﻧﻔس وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻷن اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟذي
ﯾﻬﻣﻪ ﯾﺷﺎرك ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠوك ،واﻟﺳﻠوك ﯾﻘوم ﺑواﺳطﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
13
.. وﯾﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ
4:ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ:
ﯾرى ﻋﻠﻲ اﻟﺣوات أن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺄﺧذ إﻣﺎ ﺷﻛل و ﻧﻣوذج اﻟﻣدرﺳﺔ
14
اﻟﻔﻛرﯾﺔ أو ﺷﻛل وﻧﻣوذج اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺻورﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾ ارت ،
وﻛذﻟك
ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻌﺎﻟم واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾؤﻛد إﻧﻧﺎ ﻧﻧﻬك اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻣن اﺟل إﻧﺗﺎج
15
و ﻫﻲ ﺗﺟﺎرب ﻣﻌﯾﺷﯾﺔ اﻗﺗﻧﺎﻋﺎ ﺑﺎن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﻣوﻗﻔﺎ ﺟدﯾ ار ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
أﻗوال ﻧ ارﻫﺎ ﺟﯾدا ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎت ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣظﻬر طﯾﻠﺔ ﻣﺳﺎرﻩ اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ ،إذ ﺣﺎول
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻐرﺑﻲ واﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن
ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻣﺣﻣد أرﻛون واﺑن
ﺧﻠدون ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ود ارﺳﺔ اﻟظـــواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﺳﺗﻐﻼ ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ ود ارﺳﺗﻪ
اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ،
11
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﻟﯾﺻوغ ﻟﻧﺎ ﻧظرﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔق ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﻊ
وﻓﻬم ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻵﻧﻲ
ﻧظرﺗﻪ ﻟﺿرورة إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺳرد أﻫم ﺗﻘﻧﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث.
12
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
14
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
أﯾﺿﺎ
اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ،واﻟﺗﺷﻛﯾك واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻛﻧﻧﺎ؛
ﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﻓرد
)اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﺔ– ﻣﺗﻐﯾ ارت وﻋﻧﺎﺻر ﯾﻧطﻠق ﻣن
اﻟﺗﻔﺎﻋل
وﻓرد() ،اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺗﺄﺛﯾر ﺛﻧﺎﺋﻲ(.
5:ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ:
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ ازﺋري ﻋﻠﻰ ﻏ ارر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ﯾواﺟﻪ اﻟﻣﺻﺎدر
اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد ﻧظﺎﻣﻪ ،واﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫﻲ ﻋﻧف ،ﻓﯾﺷﯾر ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣظﻬر إﻟﻰ أن اﻟﻌﻧف ﻗﺎﺋم ﻓﻲ
اﻟﺟ ازﺋر ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﻓق أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ دون اﻧﻘطﺎع ،وﻻ ﻧﻌﻧﻲ
ﺑذﻟك
اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺳﻠﺢ ﻓﻘط إﻧﻣﺎ ﻫو وﺟﻪ ﻣن وﺟوﻩ اﻟﻌﻧف و ﻟﯾس ﻛل أﺟ ازؤﻩ ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ،
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺄي ﻧوع ﻣن أﻧواﻋﻪ دون إﺣﺎطﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ إﻻ إذا رﺑط ﺑﺎﻷﻧواع
)ﻋﻧف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻋﻧف
اﻷﺧرى ...ﻧوع ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ واﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻟﻺﻧﺳﺎن
ﺑﻌد اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت:
ﺟﺳدي ،ﻋﻧف ﻣﺳﻠﺢ ،(17ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن واﻟﻔر
د
ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ ﻋﻧف ﻣﺳﺗﻣر ﻣﺻدرﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب اﻟدور اﻷﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻد ار ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻣﺻدر ﻟﻠﻣوت ،ﻓﯾﺟد اﻷﻓ ارد
أﻧﻔﺳﻬم ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد ﺑﻘواﻧﯾن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻧﺷﺄ ﻋن ذﻟك
وﻣن أﺟل اﻟﺗﺻدي ﻟﺗﻬدﯾدات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎﺗﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر رﻛﯾزة
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم ﻓﻲ
ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ ازﺋر وﻣﺣر ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ،وﻫﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﺟدد واﻟﺳرﯾﺔ،
ك
15
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﻓﺎﻟﺟ ازﺋري ﻻ ﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻧف ﻣن أﺟل اﻟﻌﻧف إﻧﻣﺎ ﻟﯾﻛون ﻓﻲ اﺳﺗﻌداد
ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻘﻠب اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ وظﺎﺋف وأدوار
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى.
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد اﻟﻌﻧف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﻧﻠﻣﺳﻪ ﺑﺎﺳﺗﻣ ارر ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺗﻲ ﯾذﻛرﻫﺎ ﻣظﻬر ﻓﻲ
ﯾﻌم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ
ازﺋري اﻟﺿﺟﯾﺞ ،اﻟرﺷوة ،اﻟﻘﻠق؛ ﻓﺎﻟﺿﺟﯾﺞ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻧﻔﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ
16
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
وﯾﻣﯾز ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ ﺳﻠوك اﻷﺷﺧﺎص " إﻧﻬم ﻻ ﯾﻣﺷون ﺑل ﯾﺿرﺑون أﻗداﻣﻬم
ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻻ ﯾﻐﻠﻘون اﻷﺑواب وﻧواﻓذ ﻣﻧﺎزﻟﻬم ﺑل ﯾﺗﺷﺎﺟرون ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن،
ﺗﺗم اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل
أﯾدﯾﻬم و أﺧﯾ وﯾﻣزﻗون أو ﯾﻛﺳرون ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﺑﯾن
ار
18
اﻷوﻗﺎت ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺗﺄﺧرة ﻣن اﻟﻠﯾل "
ﻓﺗﺄﺛر اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻬذا اﻟﻌﻧف ﯾﻛﺷف ﻋن ﺻ ارﻋﺎت وﻋﻼﻗﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ ازﺋري ،وﻛذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﺷوة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﻟﺗﻌم أرﺟﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﯾﻌﯾش
اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻗﻠق داﺋم إﺛر ﺿﯾﺎع ﺣﻘوﻗﻬم ،إن ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾ ارت ﻛﻔﯾﻠﺔ أن ﺗﺟﻌل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ
ازﺋري
ﻟﯾﻌﯾش ﺣﺎﻟﺔ ﻓوﺿﻰ ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧﻬﺎ ،وﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ؛ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺿﻌف،
واﻻﻧزﻋﺎج واﻟﺗﻌب اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﻟﻬﺷﺎﺷﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل أﻓ
ارد
وﻫﻧﺎ ﯾﻛﻣن اﻟدور اﻟﺟﻣﻌﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻏﺎرﻗﯾن ﻓﻲ ﺗﺑﻌﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﺳﻧد "
ﻟﻠﻌﻧف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أﻧﻪ ﯾﺿﻊ اﻷﺷﺧﺎص ﺗﺣت اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إذ ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد أﺣد ﻣن
19
دﻋم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻻ واﻟﺗزم اﻻﻣﺗﺛﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ " ،...وﻫﻧﺎ ﯾﺗﺟﺳد ﻟﻧﺎ اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي
اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻠﺻ ارع ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ
اﻷوﺿﺎع اﻟﻣزرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔرد وﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ ﻓﯾﺟدﻫم ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﻌﻧف
اﻟﺟﺳدي ﺿد اﻟﺻﻐﺎر واﻟزوﺟﺎت ﻗﺻد إﺧﺿﺎﻋﻬم ﻟﺿﻐط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن اﺟل
اﻻﻣﺗﺛﺎل
ﻟﺻﯾرورة اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت واﻟﺷروط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ.
إن اﻧﺳﯾﺎق ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣدن اﻟﻣﺳﺗورد ﺳﺑب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻣﺷﺎﻛل ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﺗﻣدن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌطﯾﺎت
17
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺻﯾر
ﻧزو
ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ أﻓرز اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل :ﺑطﺎﻟﺔ ،إدﻣﺎن ،اﻧﺷﻘﺎق أﺳر ،ح
رﯾﻔﻲ ،ﺻ ارع طﺑﻘﻲ ،....ذﻟك أن اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻔرد
ﻟم ﺗﻠﻘن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ
اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﻗد أﺷﺎر ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣظﻬر إﻟﻰ ذﻟك ﺑﻘوﻟﻪ" :
18
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺗﻘﻧﯾﺎت ﻋﺻرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺳﺗﻌداد ﻓردي و ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣوﻻت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺟﻣﺔ .
20
أﻣﺎ أزﻣﺔ اﻟﺗﻣدن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ،ﻓﻘد ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ دﺑﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻟﻣدن وﺳﺎﻛﻧﯾﻬﺎ ﻓﻲ
ﺑﻘوﻟﻪ :ﻫﻧﺎك ﺣدﺛﺎن ﺳوف ﯾﻛون ﻟﻬﻣﺎ اﻷﺛر
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أو اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر واﻟﻣﺗوﺳط ﻫﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣداﺛﺔ واﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
21
.
: 6اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ :
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﻌﺟز اﻟذي ﯾﻌﯾق ﺗطور
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻧظر ﻣظﻬر ،إذ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺗﻘد ﻟﻺﻧﺗﺎج واﻟﺗﺟدﯾد واﻟﺗطور
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﺑﺳط ﺻورﻫﺎ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻣن طرف ﻣﻣﺛﻠﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺗﻬﺎز اﻟﻔرص واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
ﺗﻌﯾش وﺗرﺗﺑط ﺑﻬﺎ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗطور دون اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ،ﯾﻘول
ﻣظﻬر " :ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﺟز ﺗوﻓر ﺷرطﯾن ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺷرط اﻷول ﻓﻲ اﻟﻛف
ﻋن رﺑط ﻫﺷﺎﺷﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺑﺗواﺑﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر أو اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟدوﻟﻲ واﻻﻋﺗ
ارف
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻔرض 22
أﻣﺎ اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ، ﺑﺎن ﺟل ﻫذﻩ اﻟﻬﺷﺎﺷﺔ ارﺟﻊ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
"؛
اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﺑﻌﯾد ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧظﯾم وﺗﺳﯾﯾر اﻟﺣﯾﺎة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،أي ﯾﺟب اﻻﻋﺗﻧﺎء ﺑﻣﺎ ﺟرى ﻗﺑل ﺑروز اﻟﺣداﺛﺔ
23
واﻟﻌﺻرﻧﺔ.
وﻫو ﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﯾﻪ ﻧور اﻟدﯾن ﺑﻛﯾس ﺑﻘوﻟﻪ ﻟﯾﺳت ﻫﻧﺎك ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ
ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻏﯾر ﻣﺣﻠﻠﺔ ،ﻓﺎﻷﻋ ارض ﻻﺑد أن ﺗﻛون ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
أﺳﺑﺎب
19
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﻟذﻟك ﻛﻠﻣﺎ ﺷﻌرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺿﯾق واﻻﺧﺗﻧﺎق ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟﯾوﻣﯾﺔ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻌﺎﯾش ﻣﻊ
24
اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﺎﯾﺷﻬﺎ ﺗزداد اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ذﻟك ؛ ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﺑﺻﻣﺎت
ﺧﻼل ﻋﺑﺎ ارت وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ارﺳﺧﺔ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﺟ ازﺋرﯾﯾن
ﺟﻣل ﻣن
20
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﺗﺗم ﻓﻲ ﻏﺎﻟب
ﺻﻐﯾرة ﯾﺳﻬل ﺣﻔظﻬﺎ ،وﺗﺳﺗﻌﻣل ﻛﻣﻧظم وﻣﺳﯾر ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻷﺣﯾﺎن ﻋن ﻋﺟز ﻗﺎﻋدي ،وﯾﺻﯾب ﻣن ﯾﺛﺑت أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻗد ﻏرﻗت ﻓﻲ ﺗﺧﻠف
ﻣﺗ ازﯾد ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺎوﻟت أن ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،و ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﺻرﻧﺔ دون
أن
2
ﺗ ارﻋﻲ ﺷروطﻬﺎ.
5
إن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺟزء ﻣن ﻋدة أﺟ ازء اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻫﻲ
ﺗﺳﺎﻫم ﺗﺳﯾﯾر وﻧظﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎﺗﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أم
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺳﻬم ﺑﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ﻓﻲ إﻋﺎﻗﺔ اﻟﺗطور واﻟﺗﺟدﯾد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﯾق
وﻋﻣوﻣﺎ ﯾرى ﻣظﻬر ان اﻟﻧﻣط اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﯾﻘف
26
اﻟﻌﺻرﻧﺔ ؛
ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :ﺑﺗﻌود اﻷﺷﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻔﺿل اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
ﻓﯾﺻﺑﺣون رﻫﺎﺋن ﻟﻬﺎ ﻛﻣﺎ أن اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠﻊ ﻣن ﺣﺎﻣﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﺳم اﻟﻌﺟز اﻟذي
ﯾﺛﻘل ﻋﺎﺋق اﻷﻓ ارد ،ﺑل ﺑﺎﺳم ﻗﯾم اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻗد دﻋﻣت دﯾﻧﯾﺎ" وﻫﻣﺎ ﻣؤﺷ ارن
ﻋﻠﻰ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ "
إن اﻟﺿﻐط اﻟذي ﯾﻔرﺿﻪ اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،واﻟذي ﯾﺳﺗﻬﻠك
ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع طﺎﻗﺎت اﻷﻓ ارد ﯾوﻟد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻣرد ﻟدﯾﻬم ﻣﺗﻰ ﻣﺎ
ﺳﻧﺣت اﻟﻔرﺻﺔ ﻟذﻟك ﻓﻧﺟد اﻷﺷﺧﺎص ﻣﻣﺗﺛﻠﯾن ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﻧظم
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻷﻧﻬم داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻧد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻣﺣت
اﻟظــروف ﺗﺳﻬل ﻫذﻩ اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع واﻟﺗﻣرد ﻋن ﻣ ارﻋﺎة اﻟﺿواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
)ﻗﯾم،
27
ﻗواﻧﯾن( ،..واﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .
21
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﯾﻌرض ﻟﻧﺎ ﻣظﻬر ﻋدة ﻣؤﺷ ارت ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس
وان ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺛواﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ
ازﺋري اﻟﺗﺟدﯾد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ﻓﺎﻟﻐﻠﯾﺎن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟوﺟداﻧﻲ ،وﻣﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾﻪ ﻣن ﺧطر ﻣﻧذ ﺳن ﻣﺑﻛرة ،اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺗوﺟﻪ
ﻟﻺﻧﺟﺎب وﺗﺳﺗﻬﻠك وﻓق ﺿواﺑط اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟزواج ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫو اﻟذي
22
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
ﯾﺄﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣ ارﻗﺑﺔ ﺳﯾر ﻧظﺎﻣﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،اﺳﺗﺋﺛﺎر اﻟﻧﺳﺎء
ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘ ارر ﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟرﺟﺎل ظﺎﻫرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،اﻟزواج اﻟﻣﺑﻛر
ﻛﺣل ﻟﻠﺣرﻣﺎن اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣ أرة ﻛزوﺟﺔ و ﻛﺄم ،اﻟﺗﻣﺳك
ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻟو
ﻓﻲ إطﺎر اﻟرﻗﻌﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟرواﺗب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت
واﻷﻋﯾﺎد .ﻛﻣﺎ ﯾرى ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺣرﻣﺎن اﻟﺟﻧﺳﻲ و ﺗواﺑﻌﻪ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ دﻟﯾل ﻋن ﻋﺟز
اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻧﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﯾﻘول ﻣظﻬر " :ﯾﺗﺟرد
وﯾﺗﺧذون ﺗداﺑﯾر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم
اﻟذﻛور واﻹﻧﺎث ﻣن اﻟﻘﯾود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
)ﻋﺎﺋﻠﺔ،
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺑﻣﺟرد ﻣﺎ ﯾﺑﺗﻌدون ﻋن اﻷوﺳﺎط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ
ﺣﻲ ،(...ﺗﺗﻘﻠب دور اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ واﻟﺣداﺋق واﻟﻣرﻛﺑﺎت إﻟﻰ أوﺳﺎط اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ
28
ﻋﻼﻗﺎت ذات ﺻﯾﻐﺔ ﺟﻧﺳﯾﺔ "...؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌرض ﻟﻧﺎ ﻋدم ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻧظﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻌﺻري ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن
ﻫﺷﺎﺷﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻫﺷﺎﺷﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻪ أي أﻓ اردﻩ.
7:ﺧﺎﺗﻣﺔ
أﺑدع اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾل ﻧظرﯾﺗﻪ ﺣول اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻗد
ﻛﺎن ﻣﯾداﻧﻪ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟ ازﺋري ،وﻫﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻵﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺿﯾﻊ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن ﺳرد اﻟﻔﻛرﺗﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﻪ ،وﻫﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﻘﯾود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ،وﻗد ﺷرح اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻣن
24
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
اﻟزواج وﺗﺄدﯾﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ..وﺗرﺑﯾﺔ اﻟوﻟد ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن أﻣﻪ ﺑﻌد ﺳن اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ
29
واﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻣﻬﺎم ﺧﺎرج اﻟﺑﯾت ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم د ارﺳﺗﻪ.
وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﺗﺑﻘﻰ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺧﯾرة ﺣﺳﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوروث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻫﻲ :إﺻ ارر
اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻧف ﺑﺎﻹﺳﻼم ،وﻫو ﻣوﺿوع ﻻ ﺗﺗﺳﻊ ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺎت
ﻟﺗﻧﺎوﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ،وﻧﻛﻣﻠﻪ ﻻﺣﻘﺎ إن ﺷﺎء اﷲ.
8-اﻟﻣ ارﺟﻊ :
25
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
.دﯾوان
.ﻣﺣﺎﺿ ارت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس 11-ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺧﺗﺎر
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .اﻟﺟ ازﺋر .1982.ص46
26
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
ص 136 - 123 اﻟﻣﺟﻠد 12 :اﻟﻌدد 03 :اﻟﺳﻧﺔ 2020
27