‫مهنجية التوثيق‬

‫‪ ‬املثال األ ول ابراهمي بن الفضل بن سلامين اخملزويم‪‬‬

‫يثبت الدقة في الحكم على الرواة‬

‫روى ‪ 32‬حديث تفرد فيها ب‪ 31‬حديث ! عن أبي هريرة وسعيد المقبري وعطاء بن أسلم وابن عباس‬
‫وغيرهم من المكثرين‬

‫وهذا يوافق النتيجة التي ذكرها الرجاليون‪:‬‬

‫أبو أحمد الحاكم ‪ :‬ليس بالقوي عندهم‬

‫أبو أحمد بن عدي الجرجاني ‪ :‬مع ضعفه يكتب حديثه‪ ،‬وهو عندي ممن ال يجوز االحتجاج بحديثه‬
‫أبو الفتح األزدي ‪ :‬متروك‬
‫أبو بكر البيهقي ‪ :‬ليس بالقوي‪ ،‬وفي شعب اإليمان‪ ،‬وقال‪ :‬ضعيف‬
‫أبو حاتم الرازي ‪ :‬ضعيف الحديث منكر الحديث‬
‫أبو حاتم بن حبان البستي ‪ :‬فاحش الخطأ‬
‫أبو زرعة الرازي ‪ :‬ضعيف‬
‫أبو عيسى الترمذي ‪ :‬يضعف في الحديث‬
‫أحمد بن حنبل ‪ :‬ضعيف الحديث‪ ،‬ليس بقوي في الحديث‪ ،‬ومرة‪ :‬ليس بشيء‬
‫أحمد بن شعيب النسائي ‪ :‬منكر الحديث‪ ،‬ومرة‪ :‬ليس بثقة وال يكتب حديثه‪ ،‬ومرة‪ :‬متروك الحديث‬
‫ابن حجر العسقالني ‪ :‬متروك‬
‫الدارقطني ‪ :‬متروك‬
‫الذهبي ‪ :‬ضعفوه‬
‫محمد بن إسماعيل البخاري ‪ :‬منكر الحديث‬
 ‫يحيى بن معين ‪ :‬ليس حديثه بشيء‪ ،‬ومن طريق عباس بن محمد الدوري‪ ،‬قال‪ :‬ليس بشيء‪ ،‬ومن طريق ابن أبي‬
‫مريم‪ ،‬قال‪ :‬ضعيف الحديث ال يكتب حديثه‬
‫يعقوب بن سفيان الفسوي ‪ :‬يعرف حديثه وينكر‬

‫المثال األول‪ :‬حديث أبناء الستين‬

‫تفرد به ابراهيم عن عطاء بن أسلم وابن عباس رغم كثرة تالمذتهم‬
‫«السنن الكبرى ‪ -‬البيهقي» (‪ 518 /3‬ط العلمية‪:‬‬
‫«‪َ - 6521‬ك َم ا َأْخ َبَر َنا َأُبو َع ْبِد ِهللا اْلَح اِفُظ‪ ،‬أنبأ َع ْبُد الَّرْح َمِن ْبُن اْلَحَس ِن اْلَقاِض ي‪ ،‬ثنا ِإْبَر اِهيُم ْبُن اْلُح َس ْيِن ‪ ،‬ثنا آَد ُم ْبُن َأِبي ِإَياٍس‪ ،‬ثنا‬
‫ُمَح َّم ُد ْبُن ِإْس َم اِع يَل ْبِن َأِبي ُفَد ْيٍك ‪َ ،‬ع ْن ِإْبَر اِهيَم ْبِن اْلَفْض ِل ‪َ ،‬ع ِن اْبِن َأِبي ُح َس ْيٍن اْلَم ِّك ِّي ‪َ ،‬ع ْن َع َطاٍء ‪َ ،‬ع ِن اْبِن َعَّباٍس َقاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل‬
‫ِهللا صلى هللا عليه وسلم‪ِ " :‬إَذ ا َك اَن َيْو ُم اْلِقَياَم ِة ِقيَل ‪َ ‌:‬أْيَن‌َأْبَناُء ‌الِّس ِّتيَن ؟ َو ُهَو اْلُع ُم ُر اَّلِذ ي َقاَل ُهللا {َأَو َلْم ُنَعِّم ْر ُك ْم َم ا َيَتَذَّك ُر ِفيِه َم ْن‬
‫َتَذَّك َر ‪َ ،‬و َج اَء ُك ُم الَّنِذ يُر } [فاطر‪»" [37 :‬‬

‫المثال الثاني حديث أبو المساكين‬

‫تفرد به ابراهيم عن أبي هريرة رغم كثرة تالمذته‬

‫«سنن الترمذي» (‪ 655 /5‬ت شاكر (‪َ - 3766‬ح َّد َثَنا َأُبو َسِع يٍد اَألَش ُّج َقاَل ‪َ :‬ح َّد َثَنا ِإْس َم اِع يُل ْبُن ِإْبَر اِهيَم َأُبو َيْح َيى الَّتْيِمُّي َقاَل ‪:‬‬
‫َح َّد َثَنا ِإْبَر اِهيُم َأُبو ِإْس َح اَق الَم ْخ ُز وِمُّي ‪َ ،‬ع ْن َسِع يٍد الَم ْقُبِرِّي ‪َ ،‬ع ْن َأِبي ُهَر ْيَر َة‪َ ،‬قاَل ‪ِ :‬إْن ُكْنُت َأَلْس َأُل الَّرُج َل ِم ْن َأْص َح اِب الَّنِبِّي صلى‬
‫هللا عليه وسلم َع ِن اآلَياِت ِم َن الُقْر آِن َأَنا َأْع َلُم ِبَها ِم ْنُه‪َ ،‬م ا َأْس َأُلُه ِإاَّل ِلُيْط ِع َم ِني َشْيًئا‪َ ،‬فُكْنُت ِإَذ ا َس َأْلُت َج ْع َفَر ْبَن َأِبي َطاِلٍب َلْم ُيِج ْبِني‬
‫َح َّتى َيْذ َهَب ِبي ِإَلى َم ْنِزِلِه َفَيُقوُل اِل ْمَر َأِتِه‪َ :‬يا َأْس َم اُء َأْط ِعِم يَنا‪َ ،‬فِإَذ ا َأْط َع َم ْتَنا َأَج اَبِني‪َ ،‬و َك اَن ‌ َج ْع َف ‌ٌرُيِح ُّب الَم َس اِكيَن َو َيْج ِلُس ِإَلْيِهْم‬
‫َو ُيَح ِّد ُثُهْم َو ُيَح ِّد ُثوَنُه‪َ« ،‬فَك اَن َر ُسوُل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َيْك ِنيِه ِبَأِبي الَم َس اِكيِن »‬

‫المثال الثالث حديث موت الفوات‬

‫تفرد به ابراهيم عن أبي هريرة رغم كثرة تالمذته‬
‫«مسند أحمد» (‪ 302 /14‬ط الرسالة)‬
‫«‪َ - 8666‬ح َّد َثَنا َأْس َو ُد‪َ ،‬ح َّد َثَنا ِإْس َر اِئيُل‪َ ،‬ع ْن ِإْبَر اِهيَم َأُبو ِإْس َح اَق‪َ ،‬ع ْن َسِع يٍد ‪َ ،‬ع ْن َأِبي ُهَر ْيَر َة‪َ :‬أَّن الَّنِبَّي صلى هللا عليه وسلم َم َّر‬
‫يَأْك َر ُه‌ َم ْو َت‌اْلَفَو اِت "»‬
‫ِبِج َداٍر َأْو َح اِئٍط َم اِئٍل ‪َ ،‬فَأْس َر َع اْلَم ْش َي ‪َ ،‬فِقيَل َلُه‪َ :‬فَقاَل ‪ِ " :‬إِّن ‌‬

‫‪ ‬املثال الثاين عةل حديث ال عقر يف اإلسالم ‪‬‬

‫يثبت الدقة في كشف التدليس‬

‫«سنن أبي داود» (‪ 209 /3‬ط مع عون المعبود(‬

 ‫‪َ - 3222‬ح َّد َثَنا َيْح َيى ْبُن ُم وَس ى اْلَبْلِخُّي ‪َ ،‬نا َع ْبُد الَّر َّز اِق ‪َ ،‬أَنا َم ْع َم ٌر ‪َ ،‬ع ْن َثاِبٍت ‪َ ،‬ع ْن َأَنٍس َقاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل ِهللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪‌« :‬اَل ‌َع ْقَر ِفي اِإْل ْس اَل ِم »‬

‫ظاهره الصحة؛ لكن ثمت مشكلة في اإلسناد ‪ ,‬بالتفتيش وجدنا أن عبد الرزاق في مصنفه قد أخبره معمر بالحديث ولكن قال فيه‬
‫معمر (عن أبان وثابت) ؛ فهل سمعه معمر من ثابت عن أنس ؟ أم من أبان عن أنس؟ أم من االثنين عن أنس؟ أم أن معمرًا قد‬
‫قرر أن يستعمل هذه الصيغة (أبان وثابت) ليدلس على العلماء حتى يقوي أبان؟ أليس من الوارد أن يكون سمعه معمر من أبان‬
‫الكذاب المشهور ونسبه أبان لثابت وادعى أن ثابت أخذه من أنس ثم لما شعر معمر بأنه لو روى الحديث بهذا السند سيتم رفضه‬
‫من المتخصصين فقام باستعمال تلك الصيغة التي توهم السماع من اثنين معًا ليتقوى أبان بثابت؟ أم أن معمر هو نفسه ضحية‬
‫ألبان بحيث أن أبان كان يعلم أنه غير محل ثقة فحاول توثيق نفسه فأخبر معمر بأن هذا الحديث قد سمعه هو وثابت عن أنس ثم‬
‫لما علم ذلك معمر قام بإسقاط أبان الكذاب حتى ال يرد العلماء الحديث بسببه وأبقى الواجهة الالمعة الموثوق بها فقط أال وهي‬
‫ثابت؟‬

‫اكتشفنا حل هذا اللغز عند أبي نعيم في الحلية حيث وصله الحديث من طريق سفيان عن أبان وقد ذكر فيه أبان أنه أخذه من أنس؛‬
‫ولم يذكر انه شاركه فيه ثابت؛ وبناءًا عليه يمكننا إعادة ترتيب األحداث‪:‬‬
‫في البداية اخترع أبان الكذاب هذا الحديث ونسبه ألنس وسمعه منه سفيان‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫شعر أبان أن تفرده بالحديث عن أنس سيجعله محل شك عند النقاد فقرر أن يكذب كذبة ثانية وهي أن يدعي أنه هو وثابت البناني‬ ‫‪-2‬‬
‫الثقة قد سمعا هذا الحديث من أنس‪.‬‬
‫حدث أبان ضحيته الجديدة وهو معمر بالحديث وأخبره أنه هو وثابت أخذاه عن أنس‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قرر معمر أن يسقط أبان الكذاب من الصورة ويكتفى بثابت‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫وقد كان علماء الرجال على دراية بكل ذلك فقالوا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد بن حنبل ‪" :‬هذا حديث منكر من حديث ثابت؛ هذا عمل أبان؛ وإنما معمر (دلسه)‪".‬‬
‫ًا ‪2‬‬
‫أبو حاتم الرازي ‪ " :‬هذا حديث منكر جد ‪".‬‬
‫ابن رجب‪" :‬و قد كان بعض المدلسين يسمع الحديث من ضعيف‪ ،‬فيرويه عنه‪ ،‬ويدلس معه عن ثقة لم يسمعه منه‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫َفُيَظُّن أنه سمعه منهما‪".‬‬

‫(حلية األولياء وطبقات األصفياء ‪ -‬ط السعادة) (‪)118 /7‬‬

‫حدثنا أحمد بن القاسم ثنا عبد هللا بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن أبان عن أنس بن مالك‪ .‬قال‪ :‬قال‬
‫ال‌عقد‌في اإلسالم‪ ،‬وال إسعاد‪ ،‬وال شغار وال جلب وال جنب»‪.‬‬‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬‬
‫قال سفيان‪ :‬العقد الحلف واإلسعاد النوح‪ ،‬والشغار والجلب أن يجلب خلف الفرس والجنب أن يقاد معه ‪ -‬يعني في القمار‬

‫(مصنف عبد الرزاق) (‪ 275 /4‬ط التأصيل الثانية)‬

‫‪ 1‬العلل ومعرفة الرجال ص‪ 153‬رقم ‪.266‬‬

‫‪ 2‬كتاب العلل ج‪ 3‬ص‪ ،571‬برقم ‪.1096‬‬
‫‪ 3‬شرح علل الترمذي ج‪ 2‬ص‪.763‬‬
 ‫«‪ ]6896[ °‬عبد الرزاق‪َ ،‬ع ْن َم ْع َمٍر ‪َ ،‬ع ْن َثاِبٍت اْلُبَناِنِّي ‪َ ،‬ع ْن َأَنِس ْبِن َم اِلٍك َقاَل ‪َ :‬أَخ َذ الَّنِبُّي صلى هللا عليه وسلم َع َلى الِّنَس اِء ِح يَن‬
‫َباَيَع ُهَن ‪َ :‬أاَّل َيُنْح َن ‪َ ،‬فُقْلَن ‪َ :‬ياَر ُسوَل ِهَّللا‪ِ ،‬إَّن ِنَس اًء َأْس َع ْد َنَنا * ِفي اْلَج اِهِلَّيِة َفُنْس ِع ُدُهَّن ِفي اِإْل ْس اَل ِم ؟ َفَقاَل الَّنِبُّي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اَل‬
‫ِإْس َع اَد ِفي اِإْل ْس اَل ِم ‪َ ،‬و اَل ِش َغاَر ِفي اِإْل ْس اَل ِم ‪َ ،‬و اَل َع ْقَر ِفي اِإْل ْس اَل ِم ‪َ ،‬و اَل َج َلَب ‪َ ،‬و اَل َج َنَب ‪َ ،‬و َمِن اْنَتَهَب َفَلْيَس ِم َّنا"»‬

‫(مصنف عبد الرزاق) (‪ 257 /6‬ط التأصيل الثانية)‬

‫«[‪ ]11280‬عبد الرزاق‪َ ،‬ع ْن َم ْع َمٍر ‪َ ،‬ع ْن َثاِبٍت َو َأَباٍن ‪َ ،‬ع ْن َأَنِس ْبِن َم اِلٍك َقاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل ِهللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اَل ِش َغاَر ِفي‬
‫اِإْل ْس اَل ِم "‪َ ،‬و الِّش َغ اُر ‪َ :‬أْن ُيْبِدَل الَّرُجُل الَّرُج َل ُأْخ َتُه ِبُأْخ ِتِه ِبَغْيِر َص َداٍق‪َ " ،‬و اَل ‌ِإْس َع اَد ‌ِفي‌اِإْل ْس اَل ِم ‪َ ،‬و اَل َج َلَب ِفي اِإْل ْس اَل ِم ‪َ ،‬و اَل َج َنَب "»‬

‫‪‬املثال الثالث حديث الصعيد اكفيك‪‬‬

‫يثبت الدقة في معرفة أسماء الرواة‬

‫(أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاِتم _ح ؛ قال ‪ :‬سألُت َأَبا ُز ْر عة ْع َن حديٍث َر َو اُه َقِبيصُة بُن ُع ْقَبَة ‪َ ،‬ع ِن الَّثْو ري‪َ ،‬ع ْن‬
‫َخاِلٍد الَح َّذ اء ‪َ ،‬ع ْن َأِبي ِقالبة ‪َ ،‬ع ْن َع ْم رو ْبِن ِم ْح َج ل ‪َ -‬أْو ِم ْح َج ن ‪َ -‬ع ْن َأِبي ذر‪ ،‬عن النبِّي (ص) َقاَل ‪ِ :‬إَّن الَّص ِع يَد َك اِفيَك َو َلْو َلْم َتِج ِد‬
‫‪4‬‬
‫الَم اَء َع ْش َر ِس نيَن ‪ ،‬فِإَذ ا َأَص ْبَت الَم اَء فَأِص ْبُه َبَش َر َتَك ؟)‬

‫‪5‬‬
‫َقاَل َأُبو ُز ْر َع َة‪َ :‬هَذ ا خطٌأ‪َ ،‬أْخ َطَأ ِفيِه َقِبيصُة ؛ ِإَّنَم ا ُهَو ‪ :‬أبو ِقالبة ‪ ،‬عن َع ْم رو ابن ُبْج داَن ‪َ ،‬ع ْن َأِبي َذ ٍّر ‪َ ،‬ع ِن النبِّي (ص)‬

‫وعند تقصي األمر ستجد السند كما ذكره أبو زرعة فعًال عند أبي داوود في المسند برقم ‪ 486‬؛ وعبد الرزاق في المصنف برقم‬
‫‪944‬؛ وأحمد في المسند برقم ‪ 21371‬؛ الترمذي برقم ‪124‬؛ ومسند البزار برقم ‪.3973‬‬

‫(العلل) البن أبي حاتم (‪ 391 /1‬ت الحميد)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪5‬‬