You are on page 1of 12

‫مقدمة‪:‬‬

‫في التنظيم اإلداري الجزائري تتمتع الجماعات المحلية بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي وعلى السلطات المحلية إعداد وتنفيذ ميزانيتها السنوية‪ ،‬التي تختلف تماما عن‬
‫ميزانية الدولة إال أن هذه الجماعات المحلية يجب ان تأخذ بعين االعتبار عند إعداد‬
‫ميزانيتها كل التوجيهات الحكومية إلدراج بعض النفقات الضرورية التي تراها تتماشى‬
‫والخطة التنموية الشاملة للبالد‪.‬‬
‫وفي إطار االختصاصات المخولة للبلدية تقوم هذه األخيرة لتسيير مصالحها الضرورية‬
‫وتلبية حاجات سكانها‪ ،‬وانطالقا من تشعب العمليات المالية التي تنتج عن تسيير هذه‬
‫المصالح‪ ،‬فانه ال يمكن االعتماد على تسجيل اإليرادات والنفقات في تسجيل أدى وبصفة‬
‫مبسطة وفي هذا الشأن تقرر وضع وثيقة رسمية تسمح بتحديد عمليات تحصيل األموال‬
‫من مختلف المصادر وإنفاقها حسب برنامج دقيق ومفصل وفي مدة زمنية محددة وهذه‬
‫الوثيقة تسمى “الميزانية”‪.‬‬

‫مفهوم الميزانية‬
‫تحتاج البلدية في إطار تنفيذها لمشاريع ومخططات التنمية المحلية إلى موارد مالية‬
‫محلية‪ ،‬هذه الموارد المالية تصنف ضمن نفقات البلدية والتي تكون وفق برنامج وقواعد‬
‫محددة مسبقا ولمدة زمنية معينة عادة ماتكون سنة واحدة وفي وثيقة يطلق عليها اسم‬
‫“ميزانية البلدية” والتي تعرف بأنها جدول التقديرات الخاصة بإيراداتها ونفقاتها‬
‫السنوية‪.‬‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هي سجال يتضمن توقعات السلطة المركزية والسلطات‬
‫المحلية‪ ،‬وعلى رأسها الوالية والبلدية مما ستنفقه أو ما تحصله من مبالغ خالل مدة‬
‫زمنية معينة‪.‬‬
‫وسنتعرض لتعريف الميزانية ومكوناتها والمبادئ التي تقوم عليها وانواعها من خالل‬
‫مدة المطالب التالية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف ميزانية البلدية وخصائصها‬
‫الفرع االول‪ :‬تعريف الميزانية‬
‫عرفها قانون البلدية ‪ 10/11‬المؤرخ في ‪ 2011/07/22‬في المادة ‪ 176‬منه هي‪:‬‬
‫“جدول تقديرات اإليرادات والنفقات السنوية للبلدية‪ ،‬وهي عقد ترخيص وإدارة يسمح‬
‫بسير المصالح البلدية وتنفيذ برنامجها للتجهيز واالستثمار‪.‬‬
‫يحدد شكل ميزانية البلدية ومضمونها عن طريق التنظيم”‪ ،‬بمعنى هي إحصاء إليرادات‬
‫ونفقات البلدية لمدة سنة كاملة‪.‬‬

‫وعرفها قانون الوالية رقم ‪ 07/12‬المؤرخ في ‪ 2012/02/21‬في المادة ‪ 157‬منه على‬


‫أنها‪ ”:‬هي جدول التقديرات الخاصة بنفقاتها وإيراداتها السنوية بغية التسيير الحسن‬
‫للنفقات العمومية السنوية للبلدية “‪.‬‬
‫وكذا قانون ‪ 05/88‬المؤرخ في ‪ 1988/01/12‬المعدل والمتمم لقانون رقم ‪17/84‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1984/07/07‬المتعلق بقانون المالية الجريدة الرسمية العدد ‪ 1‬عام ‪1984‬‬
‫في المادة ‪ 03‬منه‪ ”:‬يقر ويرخص قانون المالية للسنة بالنسبة لكل سنة مدنية‪ ،‬مجمل‬
‫موارد الدولة وأعبائها وكذا الوسائل المالية االخرى المخصصة لتسيير المرافق العامة‬
‫كما يقر ويرخص عالوة على ذلك المصاريف المخصصة للتجهيزات العامة وكذلك النفقات‬
‫بالرأسمال”‪.‬‬

‫وقانون ‪ 21/90‬المؤرخ في ‪ 1990/08/15‬المتعلق بالمحاسبة العمومية الجريدة الرسمية‬


‫العدد ‪ 35‬عام ‪ 1990‬في المادة ‪ 03‬منه ‪ ”:‬هي الوثيقة التي تقدر وترخص للسنة المالية‬
‫مجموع االيرادات والنفقات الخاصة بالتسيير واالستثمار”‪ .‬ـ ومن هنا فان ميزانية البلدية‬
‫هي‪ ”:‬مجموعة الحسابات المالية التي تقيد لسنة مدنية او ميالدية كاملة وواحدة ‪،‬‬
‫وتخص جميع الموارد المتاحة وجميع األعباء التي يجب أداؤها”‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص ميزانية البلدية‬


‫من التعاريف السابقة لميزانية البلدية نستنتج مجموعة الخصائص منها‪:‬‬

‫‪1‬ـ أنها عمل إداري وسياسي‪ :‬فالعمل اإلداري يتمثل في العمل الذي تقوم به مصلحة‬
‫المحاسبة عند إعداد الميزانية‪ ،‬كتسجيل النفقات الضرورية‪ ،‬وتحضير مشروع الميزانية‬
‫للمنتخبين المحليين‪.‬‬
‫والعمل السياسي يتمثل في النفقات المسجلة النجاز افكار واقتراحات المنتخبين المحليين‪.‬‬
‫‪2‬ـ تعتبر عمال توقعيا لمدة سنة‪( ،‬ألن الميزانية تعد في وقت ال تكون فيه الموارد البلدية‬
‫معروفة بدقة)‪.‬‬
‫‪3‬ـ توضع لمدة سنة مدنية كاملة‪( ،‬وهذه الخاصية ال تتعارض مع وجود ميزانية بلدية‬
‫إضافية خالل السنة‪ ،‬ألنها ميزانية تكميلية)‪.‬‬
‫‪4‬ـ غير ثابتة‪( ،‬أي تزيد وتنقص حسب مبلغ االيرادات التي تتحصل عليها البلدية في كل‬
‫سنة)‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ ميزانية البلدية وأنواعها‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ ميزانية البلدية‬
‫تقوم ميزانية البلدية على مجموعة من المبادئ منها‪:‬‬
‫مبدأ السنوية‪ :‬بمعنى تكون تقديراتها من ‪ 1‬جانفي إلى ‪ 31‬ديسمبر اي ‪ 12‬شهرا‬
‫مبدأ الشمولية والموازنة‪ :‬بمعنى البد أن تكون اإليرادات والنفقات عامة أي تشمل المبلغ‬
‫الصافي وذلك بهد تسهيل عملية المراقبة من طرف الهيئات المعنية‪.‬‬
‫وان تكون متوازنة بمعنى التوازن بين اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫مبدأ تسلسل النفقات‪ :‬بمعنى إنفاق االموال بصفة متسلسلة‪.‬‬
‫فالنفقات اإلجبارية تكون ملزمة وغير قابلة للتخصيص وتنص عليها القوانين وذلك‬
‫لحسن سير المصالح العامة‪.‬‬
‫مبدأ عدم تخصيص اإليرادات وعدم تصرف في المداخيل التي ال يرخصها القانون‪ :‬أي‬
‫عدم تخصيص االيرادات لنفقة معينة بل البد أن تشمل جميع النفقات‪.‬‬
‫وكاستثناء هناك إيرادات مخصصة منها كالمكفوفين‪ ،‬العجزة‪ ،‬وبناء مدرسة …‪ ..‬الخ‪،‬‬
‫بحيث ال يمكن لرئيس البلدية تخصص هذه اإليرادات لنفقات أخرى اوال تعود بالفائدة‬
‫للبلدية وتتماشى بحسب القانون‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحساب االداري‬
‫المحاسبة البلدية مضبوطة سنويا بحسابين متوازيين‪ .‬االول يعرف بالحساب االداري ويعد‬
‫على مستوى البلدية‪ ،‬والثاني يعرف بالحساب المالي ويعد من طرف القابض البلدي‪ ،‬فهو‬
‫وثيقة محاسبتية تعد من طرف األمين العام البلدي‪ ،‬أو مصلحة المحاسبة البلدية في أواخر‬
‫شهر ابريل من كل سنة‪.‬‬
‫يتضمن الحساب اإلداري العمليات الحسابية االدارية للمبالغ المالية التقديرية المسجلة في‬
‫الميزانية األولية‪ ،‬والمبالغ المالية المصروفة‪ ،‬والمبالغ المالية الباقية لالنجاز‪ ،‬المعنية‬
‫بإعادة توظيفها في الميزانية اإلضافية‪.‬‬
‫كما يتضمن تسوية عمليات التحويل لبعض المبالغ المالية من مادة إلى مادة‪ ،‬أو من‬
‫باب الى باب اخر التي اجريت في الميزانية البلدية‪.‬‬
‫هذا التفصيل للعمليات الحسابية خالل السنة المالية المسجلة في الحساب االداري يسمح‬
‫لعضو المجلس الشعبي البلدي ـ عند عرض الحساب االداري للمناقشة والمصادقة ـ‬
‫بالموازنة بين المبالغ المالية التقديرية‪ ،‬والمبالغ المالية المصروفة‪.‬‬
‫فإن الحظ أن ثمة توازنا بين التقديرات والنفقات‪ ،‬كان ذلك عالمة على حسن التسيير في‬
‫البلدية‪ ،‬أما إذا كان هناك اختالل بين التقديرات والنفقات‪ ،‬بحيث كانت النفقات أكبر من‬
‫التقديرات‪ ،‬أو كانت النفقات قليلة جدا بالنسبة للتقديرات‪ ،‬فهذا مؤشر على سوء التسيير‬
‫في البلدية‪.‬‬
‫يعرض الحساب اإلداري على المجلس الشعبي البلدي قبل التداول على الميزانية اإلضافية‬
‫للسنة الجارية‪ ،‬أي في أواخر شهر أفريل من كل سنة‪ ،‬بل ال تعد الميزانية االضافية االبناء‬
‫على الحساب االداري‪.‬‬
‫هذا اإلجراء يسمح للمجلس الشعبي البلدي بتقييم تسيير رئيس المجلس‪ ،‬واالطالع على‬
‫الوضعية المالية للبلدية قبل القيام بأي تعديالت في التقديرات المالية للسنة الجارية عن‬
‫طريق الميزانية االضافية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع ميزانية البلدية أو هيكل الميزانية‬
‫تتكون ميزانية البلدية من ثالثة وثائق وهي‪ :‬الميزانية األولية والميزانية اإلضافية‪،‬‬
‫إضافة إلى الحساب اإلداري الذي يأتي بعد انتهاء السنة المالية وسنفصل في هذه الوثائق‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الميزانية األولية‬
‫ويطلق اسم الميزانية البلدية على ميزانية البلدية األم‪ ،‬وتعتبر هي األساسية ألنها أعدت‬
‫لسنة كاملة من ‪ 1‬جانفي إلى ‪ 31‬ديسمبر‪.‬‬
‫وسميت باألولية الن المبالغ المالية المسجلة فيها سواء في جانب النفقات هي مجرد‬
‫توقعات وتقديرات ألنها أعدت في وقت لم تكن الموارد البلدية معروفة بدقة‪.‬‬
‫توضع الميزانية األولية قبل السنة المالية‪ ،‬ويصوت المجلس الشعبي البلدي عليها‬
‫لزوما قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تطبيقها‪ ،‬ويبدأ العمل بها ابتداء من ‪01‬‬
‫جانفي من السنة الجديدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعتمادات المفتوحة مسبقا (‪ )OCA‬والترخيصات الخاصة ‪(AS):‬‬
‫هي اعتمادات يصادق عليها على انفراد في حالة الضرورة‪ ،‬وقد تكون قبل الميزانية‬
‫اإلضافية أو بعدها أي حسب مجيئها‪ .‬أي أنها تلك اإلعتمادات التي لم تدخل في الميزانية‬
‫األولية ولم تظهر ضرورتها إال بعد إعداد الميزانية األولية‪ ،‬وتم اعتمادها بمداوالت في‬
‫انتظار تسويتها في الميزانية اإلضافية أو الحساب اإلداري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الميزانية اإلضافية‬
‫ويطلق اسم الميزانية االضافية على عملية التعديل للنفقات واإلرادات التي تجرى على‬
‫الميزانية األولية خالل السنة المالية‪( ،‬المادة ‪ 150‬من ق‪.‬ب)‪.‬‬
‫وتتمثل عملية التعديل فيما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ تعديل بعض التقديرات في النفقات واإليرادات التي تضمنتها الميزانية االولية‪.‬‬
‫‪2‬ـ توظيف المداخيل الجديدة التي لم تكن معروفة او غير مقدرة تقديرا دقيقا اثناء اعداد‬
‫الميزانية االولية‬
‫‪3‬ـ إعادة توظيف األموال الباقية من الميزانية االولية‪.‬‬
‫‪4‬ـ تعديل التوزيع المالي الذي كان في الميزانية االولية‪.‬‬
‫‪5‬ـ إضافة بعض النفقات الجديدة التي تتطلبها المرحلة المقبلة بتزويد بعض االبواب‬
‫والمواد الجديدة في الميزانية‪.‬‬
‫‪6‬ـ ترحيل نتائج السنة المالية السابقة‪.‬‬
‫‪7‬ـ تصفية مشاريع التجهيز التي تم انجازها‪ ،‬أو تحويل المشاريع التي لم يتم انجازها‪ ،‬إلى‬
‫مشاريع أخرى‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬محتوى الميزانية ومكوناتها‬
‫تحتوي ميزانية البلدية على شقين والمتمثالن في قسم التسيير وقسم التجهيز واالستثمار‪،‬‬
‫وهو ما نص عليه المشرع الجزائري من خالل قانون البلدية رقم‪ ،10/11‬كماتتكون من‬
‫إيرادات ونفقات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬محتوى الميزانية‬
‫تشمل ميزانية البلدية قسمين هما‪ :‬قسم التسيير وقسم التجهيز واالستثمار‪ ،‬وينقسم كل‬
‫قسم إلى إيرادات ونفقات تتوازن وجوبا‪.‬‬
‫حيث يقتطع مبلغ من مداخيل قسم التسيير يخصص لتغطية نفقات التجهيز واالستثمار‬
‫حسب ما جاء في المادة ‪ 151‬من قانون البلدية‪“ :‬كل قسم يحتوي على النفقات‬
‫واإليرادات ويكون متوازنا إجباريا مع اقتطاع إجباري لـ ‪% 10‬على األقل من قسم‬
‫التسيير‪ ،‬مخصص لتمويل قسم التجهيز واالستثمار”‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قسم التسيير‬
‫يحتوي على توقعات لنفقات وإيرادات دائمة تسمح لرئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫بالتسيير الحسن لجميع المصالح البلدية‪ ،‬حيث تنقسم نفقات التسيير إلى ثالثة أصناف‬
‫نفقات إجبارية‪ :‬مثل األجور‪.‬‬
‫النفقات الضرورية للمصالح‪ ،‬مثل‪ :‬الهاتف وأدوات المكتب‪.‬‬
‫النفقات االختيارية مثل‪ :‬اإلعانات‪.‬‬
‫ويشمل قسم التسيير اإليرادات والنفقات التالية‪:‬‬
‫اإليرادات‬ ‫النفقات‬
‫نفقات األجور وتكاليف موظفي البلدية‬
‫المساهمات المقررة‬
‫نفقات صيانة األموال المنقولة والعقارية‬
‫صيانة الطرقات‬
‫نفقات تسيير المصالح‬
‫ـ فوائد الديون‬
‫االقتطاع لنفقات التجهيز واالستثمار‬
‫محاصيل الموارد الجبائية‬
‫المساهمات التي تمنحها الدولة‬
‫رسوم وأجور وحقوق الخدمات‬
‫محاصيل وأمالك البلدية‬
‫حصة الصندوق المشترك للجماعات المحلية‬
‫نواتج استثنائية ونواتج االستغالل‬
‫ثانيا‪ :‬قسم التجهيز واالستثمار‬
‫يعمل قسم التجهيز واالستثمار على تمكين رئيس المجلس الشعبي البلدي من الحفاظ على‬
‫أموال البلدية‪ ،‬سواء العمومية أو الخاصة‪ ،‬المنقولة أو العقارية‪ ،‬عن طريق االستهالك او‬
‫الزيادة فيها عن طريق االقتناءات أو االنفاقات الجديدة‪.‬‬
‫كما يسمح له من جهة أخرى بوضع خطة للتدفقات المالية‪ ،‬القروض‪ ،‬اإلعانات والهبات‬
‫بينه وبين األطراف األخرى‪ ،‬حيث أن هناك صلة بين قسمي ميزانية البلدية يظهر من‬
‫خالل التمويل الذاتي أو ما يسمى باالقتطاع من أجل نفقات التجهيز العمومي‪.‬‬
‫ويشمل فرع التجهيز واالستثمار على ما يلي‪:‬‬
‫اإليرادات‬ ‫النفقات‬
‫األعباء الخاصة باالستهالك العمومي‬
‫نفقات التجهيز العمومي‬
‫نفقات المساهمة برأس مال على سبيل االستثمار‬
‫االقتطاعات الحاصلة من إيرادات التسيير‬
‫حصة البلدية من الصندوق المشترك للجماعات المحلية‬
‫فائض المصالح العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‬
‫إعانات الدولة في إطار برامج التنمية المحلية‬
‫محاصيل القروض وتخصيصات الدولة والوالية‬
‫المساهمات والمساعدات‬
‫ـ الهبات والوصايا‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مكونات الميزانية البلدية‬
‫إن ميزانية البلدية تتكون من نفقات تستخدمها البلدية في تحقيق األهداف التي ترمي اليها‬
‫ومن إيرادات التي تمثل المداخيل المتنوعة وسنوضحها فيما يلي‬
‫أوال‪ :‬النفقات العامة‬
‫تعرف النفقات العامة بأنها مبلغ من المال يصدر عن الدولة أو عن أي شخص معنوي‬
‫عام بقصد تحقيق منفعة عامة‪.‬‬
‫حيث أن النفقات العامة تحكمها قواعد تتمثل في‪:‬‬
‫قاعدة استهداف النفقة العامة إشباع حاجة عامة‪ :‬أي أن تكون النفقة سدادا لحاجة عامة‬
‫وليست لمصلحة خاصة‪.‬‬
‫قاعدة االقتصاد‪ :‬المقصود بها البعد عن التبذير واإلسراف الذي يؤدي إلى ضياع األموال‬
‫العامة التي كان من الممكن توجيهها إلى مجاالت أخرى أكثر منفعة‪.‬‬
‫قاعدة الموافقة المسبقة من السلطة التشريعية‪ :‬تعني أال يصرف أي مبلغ من األموال‬
‫العامة أو أن يحصل االرتباط إال إذا سبق ذلك موافقة الجهة المختصة‪.‬‬
‫ويظهر التكامل بين هاته القواعد في أن قاعدة الموافقة المسبقة من السلطة التشريعية‬
‫تحقق قاعدة المنفعة واالقتصاد والتأكد من استمرار تحققهما‪ .‬وتقسم النفقات العامة إلى‬
‫نفقات عادية وغير عادية‪ ،‬ونفقات اختيارية وإجبارية‪.‬‬
‫النفقات العادية والنفقات غير العادية‪:‬‬
‫ا‪ /‬النفقات العادية‪:‬‬
‫وهي النفقات التي تتم بنظام ودورية وتكون في مدة محددة لتستوعب فيها‪ ،‬إذ أن النفقات‬
‫العادية تساهم في تكوين رؤوس األموال العينية‬
‫إذ تشمل نفقات التسيير واألدوات واللوازم التي تتطلبها الجماعات المحلية‪.‬‬
‫ب‪ /‬النفقات غير العادية‪:‬‬
‫هي النفقات التي ال تتم بانتظام وإذا كانت الفترة المالية غير محددة وتعدت هذه الفترة‬
‫المالية فهي نفقات غير عادية‪ ،‬وتساهم في تكوين رؤوس األموال العينية‪ ،‬فهي تشمل‬
‫أشغال التشييد الجديدة للبنايات‪ ،‬الطرق‪ ،‬مجاري المياه‪ ،‬قنوات صرف المياه الصالحة‬
‫للشرب وأعمال التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫النفقات االختيارية والنفقات اإلجبارية‪:‬‬
‫ا‪ /‬النفقات االختيارية‪:‬‬
‫هي النفقات التي تأخذ الطابع االختياري ويمكن االستغناء عنها‪ ،‬وهي النفقات التي‬
‫للمجالس المحلية السلطة في إدراجها أو عدم إدراجها بالميزانية المحلية مثل‪ :‬تقديم‬
‫اإلعانات للجمعيات‪.‬‬
‫ب‪ /‬النفقات اإلجبارية‪:‬‬
‫هي النفقات التي ال يمكن االستغناء عنها حتى في حالة األزمات لكونها ضرورية‬
‫والبد منها في تسيير شؤون الجماعات المحلية‪ ،‬وهي تأخذ الطابع اإلجباري وتشمل ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫نفقات أجور الموظفين‪.‬‬
‫نفقات صيانة األموال المنقولة والعقارية للجماعات المحلية‪.‬‬
‫نفقات صيانة الطرق الوالئية والبلدية‪.‬‬
‫نفقات المشاركة في صندوق الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫نفقات تسيير مصالح الجماعات المحلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإليرادات العامة‬
‫هي مجمل مداخيل البلدية وتنقسم إلى إيرادات مالية ذاتية وا يرادات مالية خارجية‪:‬‬
‫إيرادات مالية ذاتية‪:‬‬
‫تعرف بأنها عملية توفير المبالغ النقدية الالزمة لدفع وتطوير مشروع خاص أو عام‪،‬‬
‫أي هي إمكانية المؤسسة أو الهيئة تمويل نفسها بنفسها من خالل نشاطاتها المختلفة‬
‫والموارد الذاتية للبلدية تتمثل في‪ :‬المداخيل الجبائية والرسوم ومداخيل الممتلكات‬
‫واالستثمارات وهي المداخيل غير الجبائية‪.‬‬
‫إيرادات مالية خارجية‪:‬‬
‫بما أن مصادر التمويل الذاتي ال تكفي لتغطية الحاجات الضرورية فبالتالي تم اللجوء‬
‫إلى إعانات السلطة المركزية أو الحصول على قروض‪ .‬فاإلعانات الحكومية للبلديات‬
‫بقيت وستبقى موردا هاما في دعم البلديات ماليا‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بعمليات التجهيز‬
‫واالستثمار وتتمثل هذه اإلعانات في‪:‬‬
‫أ‪ /‬اإلعانات الحكومية‪ :‬إن السلطات المركزية تخصص إعانات للبلدية بهدف التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية وتسعى من خاللها الدولة إلى تعميم الرفاه والرخاء في مختلف‬
‫الجهات والمناطق‪ ،‬وتنقسم إلى إعانات غير مخصصة‪ :‬هي غير المخصصة لغرض معين‪.‬‬
‫ب‪ /‬إعانات التجهيزات واالستثمارات‪ :‬هي المقدمة االستكمال المشاريع المعطلة في‬
‫مختلف البلديات‪.‬‬
‫ج‪ /‬إعانات الميزانية‪ :‬يقصد بها تعويض عجز بعض البلديات الفقيرة وتقليل التفاوت في‬
‫الموارد المالية‪.‬‬
‫د‪ /‬إعانات تعويضية‪ :‬تقدم نظيرا إللغاء ضريبة معينة‪.‬‬
‫ه‪ /‬إعانات أألغراض اقتصادية‪ :‬تقدم ألجل تحقيق بعض األهداف االقتصادية كتوسع‬
‫األشغال العامة المحلية قصد مكافحة البطالة وغيرها‪.‬‬
‫أما القروض المحلية‪ :‬هي المبالغ التي تتحصل عليها المجالس المحلية باعتبارها‬
‫أشخاص معنوية تتمتع بأهلية التعاقد وتتعهد بردها إلى الجهة المانحة بعد فترة زمنية‬
‫معينة‪ .‬وتنقسم إلى نوعين وهما‪ :‬القروض المباشرة للصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‬
‫والقروض المبرمة مع البنوك التجارية‪.‬‬
‫و‪ /‬التبرعات والهبات‪ :‬هي المبالغ النقدية والعينية والهبات والوصايا التي يقدمها‬
‫المواطنون والهيئات الخاصة للمجالس المحلية طوعا ودون تكليف‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اعداد ميزانية البلدية (التحضير‪ ،‬التصويت‪ ،‬المصادقة والتنفيذ)‬
‫المطلب االول‪ :‬تحضير ميزانية البلدية‬
‫يتم تحضير الميزانية من خالل جمع المعلومات الالزمة‪ ،‬ومعالجتها ومعرفة‬
‫معوقات تنفيذ الميزانية السابقة وتجنبها مستقبال‪ ،‬فيتم تحديد المتطلبات المالية‬
‫واالختيارات التي تقترح‪ ،‬كما تتم صياغة مشروع الميزانية وهذا فيما يخص جانب‬
‫اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫حيث ترجع مسؤولية اعداد ميزانية البلدية الى رئيس المجلس بمقتضى القانون البلدي‬
‫رقم ‪ 80/90‬المؤرخ في ‪ 7‬افريل ‪ 1990‬في مادته التي جاء فيها مايلي “يعد رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي الميزانية ويتولى تنفيذها “‪.‬‬
‫إال ان هذا ال يعني ان رئيس المجلس الشعبي البلدي يباشر عملية إعداد الميزانية‬
‫البلدية بنفسه‪ ،‬انما يتم اعدادها بأمره وموافقته‪ ،‬من طرف االمن العام للبلدية او مصلحة‬
‫المالية والشؤون االقتصادية ثم يتم اثراؤها من طرف لجنة المالية والشؤون االقتصادية‪.‬‬
‫وحتى نضمن الواقعية والموضوعية للميزانية يجب تجنب كل تقدير مبالغ فيه اوبخس‬
‫لاليرادات والنفقات‪ .‬اي ان ناخذ بعين االعتبار االيرادات الممكنة‪ ،‬ونراعي النفقات‬
‫الضرورية‪ .‬وال يكون تحضير الميزانية ايجابيا‪ ،‬اال إذا سبقه اعداد برنامج عمل تشترك‬
‫فيه الهيئة التنفيذية للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وهكذا تتضافر افكار المنتخبين باقتراحات‬
‫الموظفين البلديين فينتج عمل مدروس وواقعي‪.‬‬
‫كما يجب مراعاة نفقات السنة المالية السابقة عند اعداد الميزانية حتى نضمن تقديرا‬
‫موضوعيا للنفقات‪ ،‬ونتجنب تكديس االموال في مختلف ابواب الميزانية البلدية وتفادي‬
‫اللجوء الى مقررات التحويل من مادة الى مادة او من باب الى باب اخر‪.‬‬
‫كما يتعين عند اعداد الميزانية مراعاة التوازن بين مختلف ابواب النفقات‪ .‬فال نلغي بابا‬
‫او ابوابا من اجل رفع مبلغ باب من ابواب الميزانية‪.‬‬
‫كما يجب مراعاة األولويات‪ ،‬وذلك بتقديم االفكار والمشاريع الهامة واعتمادها‪ .‬وتأخير‬
‫االفكار والمشاريع األقل أهمية إلى الميزانية القادمة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التصويت والمناقشة على الميزانية‬
‫بعد إتمام عملية إعداد مشروع الميزانية من طرف المعنيين باألمر‪ .‬تعرض الميزانية‬
‫على المجلس الشعبي البلدي كمشروع للتصويت عليها ومناقشتها واثرائها‪.‬‬
‫وفي هذا جاء في المادة ‪ 152‬من القانون البلدي ما يلي‪:‬‬
‫” يصوت المجلس الشعبي البلدي على ميزانية البلدية باقتراح من رئيسه وتضبط وفقا‬
‫للشروط المنصوص عليها في هذا القانون‪ .‬يصوت لزوما على الميزانية األولية قبل ‪31‬‬
‫اكتوبر من السنة التي تسبق سنة تطبيقها‪ .‬ويصوت على الميزانية االضافية قبل ‪15‬‬
‫يونيو من السنة التي تطبق فيها‪.‬‬
‫المادة ‪ :153‬يصوت على االعتمادات بابا بابا ومادة مادة‪.‬‬
‫يسوغ للمجلس الشعبي البلدي اجراء تحويالت من باب الى باب داخل نفس القسم‪.‬‬
‫يسوغ لرئيس المجلس الشعبي البلدي اجراء تحويالت من مادة الى مادة داخل نفس‬
‫الباب‪ ،‬غير انه ال يجوز تحويل اعتمادات مقيدة بتخصيصات معينة‪.‬‬
‫المادة ‪ :154‬يمكن الوالي ان يسجل تلقائيا النفقات اإلجبارية التي لم يصوت عليها‬
‫المجلس الشعبي البلدي في ميزانية البلدية طبقا للتشريعات السارية المفعول “‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المصادقة على الميزانية‬
‫بعد التصويت على الميزانية البلدية من طرف المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬تودع لدى الدائرة‬
‫لتحويلها بعد ذلك إلى الخلية الوالئية للنظر فيها ومراقبة مطابقتها للقوانين السارية‬
‫المفعول‪.‬‬
‫فاذا تم تسجيل مالحظات على الميزانية‪ ،‬ترد الى البلدية إلجراء التعديالت المطلوب‪.‬‬
‫وإذا كانت الميزانية صحيحة وكاملة تعرض على الوالي او من ينوبه ليصادق عليها‪.‬‬
‫وقد نص القانون البلدي في هذا الشان على مايلي‪:‬‬
‫المادة ‪ :42‬التنفذ المداوالت التي تتناول المواضيع التالية اال بعد ان يصادق عليها الوالي‪:‬‬
‫الميزانيات والحسابات‪.‬‬
‫احداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية‪.‬‬
‫المادة ‪ :43‬عندما ترفع المداوالت المنصوص عليها في المادة ‪ 42‬الى الوالي دون ان‬
‫يصدر قراره فيها خالل ‪ 30‬يوما من تاريخ ايداعها لدى الوالية‪ ،‬تعتبر مصادق عليها‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تنفيذ الميزانية البلدية‬
‫ال تكتمل فائدة التحضير الجيد للميزانية البلدية‪ ،‬اال إذا كان تنفيذ الميزانية تنفيذا واعيا‬
‫ومدروسا‪.‬‬
‫ولكي يتحقق هذا يتعين على رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬بصفته األمر بالصرف‪،‬‬
‫ومجلسه التنفيذي‪ ،‬وكل شخص له دخل في تنفيذ الميزانية البلدي‪ ،‬ان يعتمدوا سياسة “ال‬
‫افراط وال تفريط “عند تنفيذهم لميزانية البلدية‪.‬‬
‫وبقدر ما نحرص على عدم تجاوز البالغ المسجلة في مختلف أبواب الميزانية عند‬
‫ممارسة عملية االنفاق‪ .‬نحرص على عدم ترك اموال البلدية مكدسة في مختلف ابواب‬
‫الميزانية البلدية‪ ،‬بسبب التقصير والتهاون في إنفاق اموال البلدية‪.‬‬
‫كما نسجل في هذا الشان انه ال ينبغي ان نستخدم اي اعتماد مالي اال للقيام بالنفقات‬
‫التي كان متوقعا لها‪ .‬فاذا تبين ان اعتمادا ما ليس كافيا الجراء النفقة‪ ،‬فانه بامكان رئيس‬
‫البلدية القيام بتحويل مبلغ مالي من مادة الى مادة داخل نفس الباب‪ ،‬وهذا يقتضي اعداد‬
‫مقرر تحويل‪.‬‬
‫أما إذا اقتضى األمر التحويل من باب الى باب أخر استلزم عرضه على المجلس الشعبي‬
‫البلدي للتداول فيه‪ .‬غير أنه ال يسمح بأي حال التحويل من االعتمادات الخاصة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫المنح واالعانات‪ ،‬الطوارئ واعتمادات التجهيز‪.‬‬

‫الخاتـــــــــــــــــــــمة‪:‬‬
‫بإعتبار أن البلدية جماعة محلية فهي تتمتع باإلستقالل المالي الذي تستطيع من خالله‬
‫تحظير ميزانيتها ويتم اعداد الميزانية بوضع تقديرات للنفقات وما يلزمها من ايرادات‬
‫سنوية مع مراعات الدقة والموازنة‪ ،‬والتصويت على مشروع الميزانية يتم من طرف‬
‫المجلس الشعبي البلدي والمصادقة عليه من الجهة الوصية‪ ،‬ويعود اعدادها الى األمين‬
‫العام تحت سلطة رئيس المجلس‪ ،‬وينفذ الميزانية اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي‪.‬‬

You might also like