You are on page 1of 19

‫صديق‬

‫لمصطفى صادق الرافعي‬


‫من كتاب السحاب ا ألحمر‬
‫النص‪:‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫كانت نفسه العالية كالنجمة وهبت قوة النزول الى ا ألرض ‪ .‬وكان حبيبا لو انقسمت روحي في‬
‫جسمين لكان جسمها الثاني‪ ،‬كان دائما كالذي يشعر أأنه ميت‪ ،‬واترك ميراث مودته‪ ،‬فال أأعرف أأني‬
‫ر أأيت منه اال أأحسن ما فيه‪ ،‬وكأأنما كان يضاعف حياتي بحياته ويجعلني معه انسانين‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫كان له دين غض كعهد الدين بأأايم الوحي‪ ،‬ال تزال تحته رقة قلب المؤمن‪ ،‬وفوقه رقة جناح الملك‪،‬‬
‫يخالط نوره القلوب‪ ،‬وكان حييا صريح الحق‪ ،‬ترى صدق نيته في وجهه كما يريك الحق صدق فكره‬
‫في لسانه‪ ،‬ساميا في مروءته ليس لها أأرض تسفل عندها‪ ،‬وانما هي الى وجه الله‪ ،‬فال تزال ترتفع ‪.‬‬
‫ودودا ال يعرف البغض‪ ،‬محبا ال يتسع للحقد‪ ،‬أألوفا ال يسر الموجدة على أأحد‪.‬‬
‫وكان رحيب الصدر كأأن الله زاد فيه سعة ا ألعوام التي س ينتقصها من حياته‪ ،‬ففي قلبه قوة عمرين‬
‫وكان طيب النفس‪ ،‬فكأأن الله لم يمد في عمره طوي ًال ألنه نفى ا ألايم الهالكة التي يكون فيها االنسان‬
‫معنى من معاني الموت‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫أه لو عرف الحق أأحد لما عرف كيف ينطق بكلمة تسيء‪ ،‬ولو عرف الحب أأحد لما عرف كيف‬
‫يسكت عن كلمة تسر‪ ،‬ولن يكون الصديق صديق ًا اال اذا عرف لك الحق‪ ،‬وعرفت له الحب‪.‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫ال أأريد ابلصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الش يطان ال خير لك اال في معاداته‬
‫ومخالفته‪ ،‬وال ذلك الرفيق الذي يتصنع لك ويماسحك متى كان فيك طعم العسل ؛ ألن فيه روح‬
‫ذاببة‪ ،‬وال ذلك الحبيب الذي يكون لك في هم الحب كأأنه وطن جديد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪15‬‬
‫وقد نفيت نفى المبعدين‪ ،‬وال ذلك الصاحب الذي يكون لك كجلدة الوجه تحمر وتصفر‪ ،‬ألن الصحة‬
‫والمرض يتعاقبان عليها ‪ .‬فكل أأولئك ا ألصدقاء ال تراهم أأبدا اال على أأطراف مصائبك‪ ،‬كأأنهم هناك‬
‫حدود تعرف بها من أأين تبتدئ المصيبة ال من أأين تبتدئ الصداقة‪.‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫ولكن الصديق هو الذي اذا حضر ر أأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأأمل فيها‪ ،‬واذا غاب أأحسست أأن‬
‫جزء ًا منك ليس فيك‪ ،‬فسائرك يحن اليك‪ ،‬فاذا أأصبح من ماضيك بعد أأن كان من حاضرك‪ ،‬واذا‬
‫تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك ابلمحدود‪ ،‬واذا مات ‪ ..‬يومئذ ال تقول ‪ :‬ان َّه مات لك‬
‫ميت‪ ،‬بل مات فيك ميت‪ ،‬ذلك هو الصديق‪.‬‬

‫الفكرة المحورية‪:‬‬
‫بيان صورة الصداقة و ابراز ماكان يتحلى به صديقه الراحل من مبادئ و أأخالق كريمة‪ ،‬ويضع‬
‫مقياسا للصداقة الحقة والصداقة الزائفة‪.‬‬
‫لنا الرافعي ً‬

‫ا ألفكار االساس ية‪:‬‬


‫(‪ :)1‬التقارب الروحي بين الصديقين‪.‬‬
‫(‪ :)2‬مايمتاز به هذا الصديق الراحل‪.‬‬
‫(‪ :)3‬أأساس الصداقة‪ :‬الحق و الحب‪.‬‬
‫(‪ :)4‬الصديق الزائف‪.‬‬
‫(‪ :)5‬الصديق الحق‪.‬‬

‫شرح فقرات النص‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫‪16‬‬
‫(‪ :)1‬يتحدث الكاتب عن قوة العالقة بينه وبين صديقه الراحل فيقول‪ :‬كانت نفسه عالية في صفاتها‬
‫ولكنه متواضع في حياته بين الناس‪ ،‬فهو كالنجمة العالية التي منحها الله القدرة على النزول الى‬
‫ا ألرض‪ ،‬وكنا نتشابه في ا ألخالق كالتو أأمين فهو حبيب الى نفسي كأأنه شقيق روحي‪ ،‬وكان حر ًيصا‬
‫على مودة الناس وحبهم لظل تلك المودة ذكرى له عندهم بعد موته فلم أأر منه اال أأحسن مافيه‪ .‬وكأأن‬
‫حياته تزيد حياتي و كأأني أأصبحت شخصين هو أأحدهما فأأان به أأعيش مرتين في نفس الوقت‪.‬‬
‫المفردات‪ :‬مودته‪ :‬حبه – يضاعف‪ :‬يزيد عليها‬
‫(‪ :)2‬وكان يمتاز بقوة االيمان التي تم أل القلب‪ ،‬وتشعران بحيوية الدين‪ ،‬كما كان في أأايم الوحي؛‬
‫ففي أأعماق نفسه رقه قلب المؤمن ومعها سمو االيمان ونوره‪ ،‬ويمتاز ابلحياء‪ ،‬والصراحة في الحق‬
‫وصدق النية‪ ،‬فوجهه يعبر عما في نفسه كما يعبر لسانه عما في عقله‪ ،‬وكانت شهامته عالية‪ ،‬كما كان‬
‫ودودًا مح ًبا‪ ،‬أألوفًا اليحقدُ على أأحد وكان حلي ًما واسع الصدر كأأن الله يعوضه بذلك الحلم قصر عمره‪،‬‬
‫كما كان طيب النفس‪ ،‬فأأايم ُه القصيرة كلها خير فهيي تساوي أأضعافها لخلوها من التفاهة والفراغ‪.‬‬
‫المفردات‪ :‬غض‪ :‬انضر قوى والمراد لم تش به شوائب‪ – .‬حي ًيا‪ :‬يتصف ابلحياء وهو صفة محمودة‬
‫انبعة من االيمان تدل على حيوية الضمير‪ – .‬مروءته‪ :‬شهامته و كرمه‪ – .‬تسفل‪ :‬تنزل‪ – .‬الى وجه‬
‫الله‪ :‬المراد تعلو وتسمو – ودودًا‪ :‬مح ًبا للناس‪ – .‬البغض‪ :‬الكره‪ – .‬أألوفًا‪:‬يأألف الناس‪ – .‬يسر‪:‬‬
‫يخفي‪– .‬الموجدة‪ :‬الغضب‪ – .‬رحيب‪ :‬واسع – نفى‪ :‬استبعد‪ – .‬الهالكة‪ :‬ااتفهة الفارغة‪.‬‬
‫(‪ :)3‬واني ألتحسر لعدم فهم الناس للصداقة الصحيحة كما فهمها هذا الصديق فان الصداقة الحقة‬
‫تقوم على قاعدتين هما‪ :‬حرص على الحق‪ .‬وحرص على الحب‪ .‬فلو عرف االنسان الحق معرفة صادقة‬
‫ما أأقدم على االساءة‪ .‬ولو عرف الحب معرف ًة صادقة لما سكت عن كلمة تسر الناس وتسعدهم‪.‬‬
‫المفردات‪ :‬أه‪ :‬اسم فعل مضارع بمعنى أأتأألم والمراد هنا التأألم لعدم معرفة الناس للصداقة الحقيقة‪.‬‬
‫(‪ :)4‬ثم يعرض الكاتب علينا أأربعة أأنواع من ا ألصدقاء الزائفين لنحذرهم‪ ،‬وال نعتد بصداقتهم‪ .‬النوع‬
‫الأول‪ :‬ذلك الشخص المالزم لك مالزمة الش يطان يوسوس ابلشر‪ ،‬ويدعو الى الخطأأ‪ ،‬وخير لك أأن‬
‫تخالفه وتعاديه‪ .‬النوع الثاني‪ :‬ذلك المرافق الذي يتكلف لك المودة‪ ،‬ويالينك متى ما وجد عندك خير‬
‫يقتنصه‪ ،‬أأو فرصة ينتهزها‪ ،‬فهو كالذاببة تتهافت على العسل متى وجدته؛ فان لم تجده طارت لتبحث‬
‫عنه في موضع ٍ أخر‪ .‬النوع الثالث‪ :‬ذلك الشخص الذي يتظاهر لك ابلحب‪ ،‬وال يتحمل تبعات‬
‫الصداقة‪ ،‬وال يشاركك في الشدائد‪ ،‬فنفسه غائبة عن عنك‪ ،‬كأأنها منفى جديد اضطررت لالقامة فيه‬
‫دون أأن تعرف عنه شيئًا فال أأنس وال راحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪17‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬ذلك الصاحب المتلون كتلون جلدة الوجه تحمر في الصحة‪ ،‬وتصفر فالمرض‪ ،‬فهو معك‬
‫ان كنت في خير‪ ،‬وبعيد عنك ان كنت في شر‪ ،‬ثم يختم الكاتب هذه الفقرة بأأن هؤالء ا ألصدقاء‬
‫ا ألربعة غير مخلصين لك‪ ،‬وغير حريصين على اسعادك‪ ،‬اذ اليندمحون في مشكالتك ليحملوا عنك‬
‫عبئها‪ ،‬ولكن يقفون منها على الهامش كأأنهم عالمات على ظهور المصائب ال اخوان يشاركون في‬
‫تحملها‪ ،‬ويحققون معنى الصداقة‪.‬‬
‫المفردات‪ :‬القرين‪ :‬المصاحب المالزم والجمع قرانء – الرفيق‪ :‬المرافق والمصاحب‪ .‬يتصنع‪ :‬يتكلف‬
‫ويتظاهر بما ليس فيه‪ – .‬يماسحك‪ :‬يالينك ابلقول وهو بغشك – متى كان فيك طعم العسل‪ :‬متى‬
‫كانت هناك منفعة يريد تحقيقها‪ – .‬ألن فيه روح ذاببة‪ :‬المراد أأن الصديق الزائف انهازي بطبعه‪– .‬‬
‫الحبيب‪ :‬المراد الذي يتظاهر لك ابلحب‪– .‬هم الحب‪ :‬تبعات الصداقة ومسؤلياتها‪– .‬كأأنه وطن‬
‫جديد‪ :‬المراد التعرف من حقيقته شيئًا‪– .‬وقد نفيت‪ :‬عزلت‪– .‬كجلدة الوجه‪ :‬أأي متلون ومتقلب‪– .‬‬
‫على أأطراف مصائبك‪ :‬أأي اليشاركونك في تحملها‬
‫مقياسا للصداقة الحقة‪ ،‬فالصديق الحق ابلنس بة اليك‬
‫(‪ :)5‬يضع الكاتب في هذا الجزء من النص ً‬
‫جزءا منك غاب‪،‬‬‫كالمرأة ترى فيه نفسك عند حضوره فتسعد لوجوده‪ ،‬واذا غاب أأحسست أأن ً‬
‫ألنكما شيء واحد‪ ،‬كل منكما يكمل الخر‪ ،‬فاذا مات و أأصبح من ذكرايت الماضي بعد أأن كان من‬
‫أأركان الواقع‪ ،‬وغادر عالمك المحدود؛ ليصلك ابلعالم العلوي الذي ال نهاية له وال حدود لم تحس أأن‬
‫الصديق الحق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جزءا منك قد مات في أأعماق نفسك‪ .‬وهذا هو‬ ‫عاداي مات‪ ،‬بل تحس أأن ً‬ ‫شخصا ً‬
‫ً‬
‫المفردات‪ :‬سائرك‪ :‬ابقي اجزائك‪ – .‬أأصبح من ماضيك‪ :‬مات‪– .‬غير المحدود‪ :‬العالم العلوي‪ ،‬عالم‬
‫الروح‪– .‬المحدود‪ :‬عالم الواقع‪– .‬مات فيك ميت‪ :‬ألنه جزء منك‪.‬‬
‫تصف ُكل عبارة من التالية (الصديق) بصف ٍة ما‪:‬‬
‫‪ -‬كانت نفسه العالية كالنجمة وهبت قوة النزول‪ :‬تشبيه لنفس الصديق في سموها و‬
‫تواضعها ابلنجمة التي تعيش على ا ألرض‪ ،‬وفيه تجس يم و ايحاء بعظمه هذه النفس‪.‬‬
‫‪ -‬وكان له دين غض كعهد الدين بأأايم الوحي‪ :‬كان يمتاز بقوة االيمان التي تلئ القلب‪،‬‬
‫وتشعران بحيوية الدين كما كان في أأايم الوحي‬

‫‪4‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬ترى ِصدق نيته في وجهه‪ :‬يمتاز ابلحياء و الصراحة في الحق وصدق النية‪ ،‬فوجهه يعبر‬
‫عما في نفسه كما يعبر لسانه عما في عقله‪.‬‬
‫‪ -‬ألن فيه روح ذاببة‪ :‬يتحدث الرافعي هنا عن المرافق الذي يتكلف لك المودة ويالينك‬
‫متى وجد عندك خير يقتنصه‪ ،‬أأو فرصة ينتهزها‪ .‬فهو كالذاببة تتهافت على العسل متى‬
‫وجدته‪ ،‬فان لم تجده طارت لتبحث عنه في موضع أخر‪.‬‬
‫ما أأهم السمات التي تميز الصديق الحق في ر أأي الكاتب؟ وما أأساس الصداقة‬
‫عنده؟‬
‫مقياسا للصداقة الحقة‪ ،‬و الصديق الحق ابلنس بة اليه كالمرأة ترى فيه نفسك عند‬
‫يضع الكاتب ً‬
‫جزءا منك غاب‪ ،‬ألنكما شيء واحد‪ ،‬كل منكما‬ ‫حضوره فتسعد لوجوده‪ ،‬واذا غاب أأحسست أأن ً‬
‫يكمل الخر‪ ،‬فاذا مات و أأصبح من ذكرايت الماضي بعد أأن كان من أأركان الواقع‪ ،‬وغادر عالمك‬
‫عاداي مات‪ ،‬بل‬
‫شخصا ً‬‫المحدود؛ ليصلك ابلعالم العلوي الذي ال نهاية له وال حدود لم تحس أأن ً‬
‫الصديق الحق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جزءا منك قد مات في أأعماق نفسك‪ .‬وهذا هو‬ ‫تحس أأن ً‬
‫كيف يكون التقارب الروحي بين الصديقين يضاعف حياتهما ويجعل كل منهما‬
‫انسانين ال انساانً واحد‪ ،‬كيف يكون ذلك؟‬
‫يتحدث الكاتب عن قوة العالقة بينه وبين صديقه الراحل فيقول‪ :‬كانت نفسه عالية في صفاتها ولكنه‬
‫متواضع في حياته بين الناس‪ ،‬فهو كالنجمة العالية التي منحها الله القدرة على النزول الى ا ألرض‪ ،‬وكنا‬
‫نتشابه في ا ألخالق كالتو أأمين فهو حبيب الى نفسي كأأنه شقيق روحي‪.‬‬
‫قال تعالى‪( :‬قَا َل قَ ِري ُن ُه َربَّنَا َما َأ ْطغَ ْي ُت ُه َولَ َٰ ِكن َك َان ِفي ضَ َاللٍ ب َ ِعي ٍد)‪ .‬وقال الكاتب‪:‬‬
‫ال أأريد ابلصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الش يطان ال خير لك‬
‫اال في معاداته ومخالفته ‪ .‬ما داللة كلمة (قرين) في الية الكريمة وعبارة‬
‫الكاتب؟‬
‫القرين‪ :‬هو الصاحب المالزم والجمع قرانء ‪.‬‬
‫القرين في الية الكريمة‪ :‬هو قرين االنسان من الجن والعالقة له بطغيان هذا االنسان وضالله‪.‬‬
‫ذي يالزمك مالزمة الش ياطين يوسوس لك ابلشر‬ ‫القرين في قول الكاتب‪ :‬يقصد ابلقرين الشخص ال ‪5‬‬
‫‪19‬‬
‫ويدعوك الى الخطأأ وخير لك أأن تخالفه وتعاديه‪.‬‬
‫تلخيص نص صديق الرافعي الجزء(‪: )2+1‬‬
‫الرافعي في صطور ‪:‬‬
‫هو مصطفى صادق ابن عبد الرازق ابن سعيد الرافعي‪ ،‬ولد من اصول شامية و حفظ القران الكريم منذ‬
‫هو صغير‪.‬‬

‫الفكرة المحورية للنص ‪ :‬أهمية الصديق في حياتنا‬

‫األفكار الجزئية ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التقارب الروحي بين الصديقين‬


‫الفقرة الثانية ‪ :‬ما يمتاز به الصديق الراحل‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬أساس الصداقة ‪ ،‬الحق و الحب‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬الصديقة الزائف‬
‫الفقرة الخامسة ‪ :‬الصديق الحق‬

‫تلخيص الفقرات ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬‬


‫يقول الرافعي كانت نفسه العالية كالنجمة فهو يصف نفس صديقه او يصف لنا الرافعي ذات صديقة‬
‫كالنجمة و نفسه من النفاسة كالجوهر الثمين و التي تطلب دائما ً السمو و النجمة المشبه به و النجمة‬
‫تتصف بأمرين و األمر االول هو تسمو و االمر الثاني هو اللمعان و اللمعان كناية عن الشهرة و كذلك‬
‫االنسان المشهور يحتاج الى قوة لكي يكون متواضع وبناء على ذلك ان للا لقد اعطاه قوة التواضع رغم‬
‫الشهرة و ايضا ً كان يحب الناس و كان حبيبا ً و كان دائما ً يشعر يبين لنا الرافعي لدى هذا الصديق نفسا ً‬
‫شفافةً و سيورث الناس الحب و المودة اي ان سيترك لهم حبه و مودتهُ و يقول الرافعي بأن كان يقدم‬
‫صديقه للناس افضل ماعنده و كان دائما ً يقدم ضعف االشياء حتى حياتي بحياته و كان يقدم الخير و‬
‫كأن هم انسانين و ليس شخص واحد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫يقول الرافعي في هذه الفقرة بأن كان له دين قوي يخلو من الشوائب هكذا ايمان هذا الصديق كأن قلب‬
‫هذا الصديق قلبه مثل قلوب اصحاب رسول للا ‪ ،‬و تحرك هذا االيمان رقة قلب المؤمن و كأنها تثيرهُ‬
‫و تحركه بمعنى و كناية عن قوة االيمان و تصرفاته وز حركاته كأنما هي من المالئكة و ال يخطأ الن‬
‫المالئكة هم معصومون عن الخطأ و كأنما هو النور الذي يغمر القلوب و كان كثير الحياة و صفة‬
‫الحياة من االيمان و هي تدل على صحة الضمير و االيمان و كان ال يجامل بالحق و صدق النية تظهر‬
‫على وجهه كناية عن صفاء هذه النفس و شفافيتها فكل ما في نفسه يظهر على عالمات او امارات‬
‫وجهه و كأنما ال نينطق اال الحق فأفكاره تنطلق على لسانه فهو إذا صادق النية أوالً و صادق الفكر‬
‫ثانيا ً الن افكاره ما في قلبه من افكار تدور نجدها تنطلق على لسانه و ساميا ً اي يطلب العلو او في‬
‫ارتفاع في شهامته او كرمه و ال يعرف ا لنزول و دائما ً مترفع عن الصغائر و الرذائل فليس لذاته‬
‫ارض دائما ً هي في علو و ارتفاع و دائما ً تطلب العلو و في افعاله و هو يرتفع كأنما يريد او يطلب‬
‫وجه للا تعالى فكل افعاله انما هي في سبيل للا و لذلك هي تتسم بالرفعة و العلو النها ليس لمصالح‬
‫شخصية و انما لوجه للا تعالي و في سبيله و هذه النفس السامية العالية دائما ً ترتفع و كان ودوداً يحب‬

‫‪1|P a g e‬‬

‫‪20‬‬
‫االخرين و ال يعرف البغض او الكره فهذا الصديق ابداً ال يعرف البغض و حبه للناس يمنعه الحقد على‬
‫اآلخرين و أ لوفا ً اي ان يألف ان الناس و يودهم و يسر بمعنى يخفي بأن ال يخفي البغض على احد و ال‬
‫يخفي خالف مايظهر و هو دائما ً يظهر لهم الحب‪.‬‬
‫و كان واسع الصدر الن يريد ان يضاعف من حياته و يضاعف من عطائه و كأن صفة تشبيه و كأن‬
‫للا زاد فيه سعة االعوام الت ي سينتقصها من حياته و ان هذا الصديق يضاعف من اعماله النه يشعر‬
‫بدنو االجل‪ ،‬و ان للا سبحانه و تعالى جعل في قلبه قوة عمرين و ان للا نفى من هذا الصديق االيام‬
‫الت فاهة و التي ال قيمة لها و ان للا تعالى جع ل حياة هذا الصديق كلها حافية بالعطاء و العمل و الخير‬
‫الن حياة و عمر هذا الصديق قصير فعوض للا تعالى بقوة القلب و سعة الصدر و كان عطائه كثيراً‬
‫على الرقم من قصر عمره‪.‬‬
‫معا ني كلمات الفقرة ‪:‬‬
‫قوي ‪ ،‬الناظر‬ ‫غض ‪:‬‬
‫ً‬
‫دائما يطلب العلو‬ ‫ساميا ً ‪:‬‬
‫الشهامة و الكرم‬ ‫مروءته ‪:‬‬
‫تنزل‬ ‫تسفل ‪:‬‬
‫يحب اآلخرين‬ ‫ودوداً ‪:‬‬
‫الكره‬ ‫البغض ‪:‬‬
‫يخفي‬ ‫يسر ‪:‬‬
‫البغض‬ ‫الموجدة ‪:‬‬
‫واسع‬ ‫رحيب ‪:‬‬
‫االيام الهالكة ‪ :‬االيام التافهة الذي ال يعمل بها االنسان شيئا ً‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬


‫يقول الرافعي آه و الم الرافعي هنا و وجعه بسبب عد معرفة الناس للصديق الحق و فأن لو يعرف‬
‫االنسان الحق لما اساء االنسا ن ألحد و لو عرف الحب لما بخل بكلمة يجود بها قد تفرح بها اآلخرين او‬
‫تشعرهم بالسرور الى قلوبهم و لن يكون الصديق صديقا ً اال اذا عرف لك الحق و عرفت له الحب فإذاً‬
‫الصداقة الحق تنطلق على اساسين هما الحق و الحب فالصديق ال يكون صديقا ً حقيقيا ً اال اذا عرف لك‬
‫الحق و يع طيك حقوقك كاملة و ال يبخسك حقك ابداً و انت تعرف او تحمل او تبادله الحب و الحق و‬
‫الحب هما االساسان للصداقة‪.‬‬

‫آه ‪ :‬اسم فعل مضارع بمعنى اتألم او اتوجه‬

‫الفقرة الرابعة ‪ ( :‬الصديق الزائف )‬


‫يقول الرافعي بأن ال اعني بالصديق الذي اتحد ث عنه و الذي يحفظ لك الحق و تهب له الحب و ال‬
‫اقصد به ذلك القرين اي الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان دائما ً يكون معك و يووس لك الشر فهذا‬
‫الصديق ان ا ال اقصده و لكن سيأتي بنماذج من االصدقاء الزائفين ‪ ،‬هذا الصديق الذي يوسوس لك‬
‫بالشر ال يريد لك الخير بل يريد لك الهالك و القرين هو الصاحب و هنا يقصد بصاحب السوء الذي‬
‫يصحبك كالشيطان اذا البد ان نعادي الشيطان و نخالفه كذلك ايضا ً هذا الصديق ال نقبل بصحبته و‬
‫نخالفه و هنا يتصنع اي يتكلف لك و هو يغشك كأنما هو يخفي عنك الشر و يظهر لك الخير فتصرفاته‬
‫فيها شيئا ً من الكلفة و يماسحك اي يظهر لك خالف ما يبطن و طعم العسل كناية على المنفعة اي يعني‬
‫متى ما كانت فيك ذلك المنفعة فهو يريد ان يقتنص هذه المنفعة او هذا الخير او يريد ان يأخذ ذلك الخير‬
‫و انه كالذبابة دائما ً تتهافت على العسل و هكذا صديق السوء و يقصد بالحبيب ان الحبيب الزائف و‬
‫عندما تنزل ب ك النوائب و المصائب يكون هذا الصديق كأنه وطن جديد فالوطن الجديد انت ال تعرف‬

‫‪2|P a g e‬‬

‫‪21‬‬
‫عنه شيئا ً فهوغريب عليك و هكذا يتحول الصديق الزائف بأنه وطن جديد ال تعرفه كأنه شخصا ً جديد‬
‫عليك و غريب عن ال تعرفه ابداً و كأنك قد ارغمت من مصاحبته كذ لك الوطن الجديد فاالصدقاء‬
‫الزائفين ال يريدهم الرافعي ‪ ،‬و ان هذا الصاحب ايضا ً متقلبا ً و متغيراً و متبدالً و متلونا ً كجلدة الوجه‬
‫بأنها تتغير الوانها بتغير الصحة و المرض فأحيانا ً جلدة الوجه تصبح حمراء النها صحيحة و الشخص‬
‫صحيح و احيانا ً تكون جلدة الوجه صفراء ألنه مريضا ً فجلدة الوجه دائما ً متغيرة و هكذا الصديق‬
‫الز ائف و يقول الرافعي كأنما وضعوا حدود بين المصائب و الصداقو فهم يقفون فقط في حدود الصداقة‬
‫فإذا وقعت بمصيبة ال يعرفونك ابداً فأن اذا بدأت المصيبة ابتعدوا عنك و اصبحو متفرجين فقط‪.‬‬

‫القرين ‪ :‬الذي يصحبك (الصاحب)‬


‫يتصنع ‪ :‬يتكلف لك و هو يغشك‬

‫الفقرة الخامسة ‪ ( :‬الصديق الحق)‬


‫ي قول الراف عي بأن الصديق كالمرآ ة فإذا ظهرت لهم تراهُ كما ترى نفسك و كأنما روحهما انقسمت‬
‫نصفين و اذا غاب عنك هذا الصديق كأنما اخذ منك جزء فصار ليس فيك فسائرك فباقي اجزائك تحن‬
‫اليك و اذا مات هذا الصديق و تركك في هذه الحياة بعد ان كان في حياتك و اذا تحول عنك ليصلك‬
‫بعالم اآلخرة الن الموت دائما ً يذكرنا باآلخرة فكأنما هذا الصديق حتى في موتهِ يذكر صديقه بالخير و‬
‫اآلخرة كما وصلك بالمحدود اي في الحياة و اذا مات يوم ئذ هذا الصديق ال تقل لقد مات صديق او ميت‬
‫بل قل مات فيك ميت ‪ ،‬لماذا يموت فيك ؟؟ النه جزء ال يتجزء منك فإذا مات في يوميا ً من االيام ال تقل‬
‫لقد مات صديق او فالن مات بل قل ان شيئا ً فيك مات ثم يقول ذلك هو الصديق و هذا هو الصديق‬
‫الحق‪.‬‬

‫تحول ‪ :‬تبدل عنك و ابتعد عنك‬

‫‪3|P a g e‬‬

‫‪22‬‬

You might also like