You are on page 1of 52

‫مذكرات كاتب‬

‫مجموعة كتابات من‪:‬‬

‫مذكرات كاتب‬
‫تأليف‪ :‬جود‬

‫الخامس من أغسطس لعام ‪2‬‬

‫مذكرات كاتب‬
‫الجزء األول‬
‫‪0‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الجزء األول‬

‫كالم قلب‬

‫‪1‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫‪2‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫((فامي ييل مجموعة خواطر وكتاابت مل تكن كيشء مثايل لكهنا عربت وبصدق‬

‫عن أحساس وقهتا بتأثري من حواء‪ ،‬حيث اكنت مجموعة عواطف اوقدهتا‬

‫احداهن لينتج مجموعة سطور لرمبا اكنت جرس ًا بني لساين العقل والفم‬

‫مس تغةل ادلماغ لريم وترتيب اللكامت عىل هذه السطر))‬

‫‪3‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫_ من المؤلف الى مسبب االلهام في هذه السطور _‬

‫‪4‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الفصل األول‬
‫دليل في فوضى المشاعر‬
‫األول‪( :‬الحب) الفرق بين الرغبة المستقبلية والمتعة المؤقتة‬
‫وخالل ما كنت سائرا بني ثنايا ساعات يومي قد خطف انتباهي ورسق تركيزي‬

‫كلامت تقارن بني حب قد توسد يف القلب فأرسه وحب توسده السوء فشوهه ‪...‬‬

‫ربام يكون الشخص واحد وعينيه بذات اللون وشكله بالتفاصيل واملالمح نفسها‬

‫وهذا نقرره ظاهريا لكن حني الولوج اىل قلبه قد نجد صوبني من املشاعر ‪...‬‬

‫احدامها وثقها اهلل يف االعامق صادقة خملصة بريئة شفافة ال يسودها غواش وال‬

‫ينتاهبا شك لدرجة متسك شديد يفوق الوصف لتحقيق الغاية يف مستقبل مشرتك‬

‫مع شخص واحد حمدد مهم لدرجة يكون بعده أفضل من قرب غريه مما يفرض‬

‫األخالص‪...‬‬

‫واخرى كانت مشاعر خيانة نعرفها من السوء ونذالة املقصد الذي يبطن مظهرها‬

‫النبيل ويسمم افكارها الطاهرة حيث يكون ختيل الشخص عن الطرف املقابل فيها‬

‫امرا عاديا وسهال ألن الرغبة مل تكن حقيقة ومل يتم وضع مستقبال مشرتكا لتحقيقه‬

‫فيكون وجود الشخص بحد ذاته وعدمه ليس بتلك األمهية لوجود البدائل‪...‬‬

‫فشتان بني األوىل ونضريهتا الثانية ‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫ففي األوىل نجد عاشق خملصا حريصا متمسكا ويف حيارب الظروف ضد نفسه أن‬

‫استوجب ساعيا لرىض ربه يف حمبوبه لكيال خيرسه يف املقابل ‪...‬‬

‫ويف الثانية نجد حمتال يسود قلبه اخلداع الذي يدرج حتت مفهوم االحتيال غاضبا‬

‫ربه يف حمبوبه‪ ،‬بال اخالص وبال وفاء‪ ،‬واضعا يف خمططه نظام األستبدال الرسيع ‪...‬‬

‫يف األوىل نجد حمب خملص رغم كثر املحيطني ال خيون وال يميل للغري ‪...‬‬

‫ويف الثانية نجد خمادع خائن حتى يف انعدام البدالء‪ ،‬خيون حتى يف حضور رشيكه‪...‬‬

‫يف األوىل نجد شخص قد استحل قلبه حمبوب واحد ومأل عينيه فرد ال حيل حمله‬

‫سواه حتى يف غيابه ‪...‬‬

‫ويف الثانية نجد شخص حتى بوجود رشيكه تكون عينه ونفسه زائغة نحو الغري ويف‬

‫حضوره كاألسد الذي ال يكتفي بفريسة واحدة‪ ،‬فكيف بغيابه!؟‪...‬‬

‫يف األوىل نجد احلياة واحلب واالخالص وصدق الرغبة ‪...‬‬

‫ويف الثانية نجد املوت والغش ورغبة زائفة ‪...‬‬

‫يف األوىل‪:‬‬

‫نجد ‪ -‬حبا ‪ -‬صادقا ‪...‬‬

‫‪6‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫أساسه األخالص والوفاء واالكتفاء رغم انف الظروف‪...‬‬

‫نجد متسك‪ ،‬اسناد‪ ،‬تشارك يف حزن قبل فرح‪ ،‬خوف‪ ،‬حرص‪ ،‬قلق‪ ،‬اهتامم‪ ،‬وضع‬

‫مبادئ اجلامل جانبا والرتكيز واحلب للجوهر لألسلوب للتعامل للترصف للروح‬

‫قبل الشكل‪...‬‬

‫ويف الثانية‪:‬‬

‫نجد ال يشء سوى امهال‪ ،‬هترب‪ ،‬وال نجد غري انسان علق الطرف الثاين وتركه يف‬

‫منتصف طريقه‪...‬‬

‫حيث ان من الظواهر واالثار احلتمية للجانب الثاين هو اخليانة!‬

‫فال خيانة بغري اجلانب الثاين‪...‬‬

‫وال يكون اجلانب الثاين بدون خيانة‪...‬‬

‫فهو اصال يف تسميته خيانة فالشخص هنا ال يكتفي بشخص واحد بل يكون عىل‬

‫عالقة مع أكثر من طرف يف نفس الوقت ‪...‬‬

‫الفرق واسع وشاسع ‪...‬‬

‫فاحلب نعمة وحاشا النعمة ان تكون هبذا البخس ‪...‬‬

‫فكل حب مل يكن هبذه املميزات فهو ليس حبا وال يعد نعمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الثاني‪( :‬الغيرة) نار بين احشاء القلب ‪:‬‬


‫وحني وصف هذه النار ال نجد ملا يقوى عىل وصفها سوى كل ساخن‪ ،‬حارق‪،‬‬

‫مؤذي‪ ،‬قاتل‪ ،‬مؤمل ففي حدودها العليا يكون لوقوعها يف القلب تأثري سمي كنار‬

‫اشتعلت لتأكل كل ما يقف يف طريقها ‪...‬‬

‫فهي نار وقودها مواقف بسيطة لكنها تكون كعظمة سقوطك من عىل قمة مبنى او‬

‫ربام تكون كأي رصاصة قد اخرتقت قلبك ‪...‬‬

‫بموقف بسيط‪ ،‬ربام يكون اقرتاب أحدهم من الطرف املقابل او ربام يكون ملسا‬

‫صادر عن سهو او حتى قد يكون بسبب حديث عفوي سقط بني الطرف املقابل‬

‫وطرف ثالث ‪...‬‬

‫فحينها تكون كل كلمة مهام كانت بسيطة هي بمثابة شفرة ختط بحافتها عىل اعصاب‬

‫القلب هبدوء شديد وأمل اشد ‪...‬‬

‫فقد تكون الغرية يف االهتامم او ربام يف اغنية قد أرسلت للطرف الثالث او قد تكون‬

‫بسبب التشارك يف موقفا ما او حتى قد تكون بسبب جمرد كالم ‪...‬‬

‫فالبد من جر خط حتت عبارة ان احلب والغرية وجهان لعملة واحدة فكلام زاد‬

‫االول كانت الثانية حمرقة أكثر ‪...‬‬

‫‪8‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫وكلام عظم االول كانت الثانية اشد قسوة‪...‬‬

‫وكلام كان االول صادقا أكثر كانت الثانية تثار بأتفه األسباب ‪...‬‬

‫وكلام تعمق األول يف القلب توسعت الثانية حتى أصبحت تشمل اشخاص أكثر‬

‫ودون التفريق والنظر يف صلة قرابتهم من املحبوب‪...‬‬

‫لذلك‪ ،‬كان البد من التذكري بأنه كام ان احلب هو كاملطاط وجب ان يتوافر فيه‬

‫طرفان يشدان بنفس القوة حتى ال يفلت أحدها ويتأذى االخر فكذلك الغرية حتتاج‬

‫طرفني‪...‬‬

‫طرف يغار بشدة والثاين يقدر املوقف ويتخذ الالزم‪...‬‬

‫طرف ينهار بسببها والثاين يؤكد له بأنه ملكه وحده ‪...‬‬

‫طرف يغار من ابسط االشياء والثاين يفتح بصريته فيالحظ كمية احلب التي ختتفي‬

‫خلف هذه النار‪...‬‬

‫فليس بالرضورة ان تظهر الغرية من خالل كلمة بل ربام نجدها تظهر يف خالف او‬

‫ربام شجار قوي او ربام زعل او اختالق مشكلة‪...‬‬

‫تظهر يف عينني محراوتني او وجه ذابل‪ ،‬دموع مكتومة او قد تكون منهمرة بصمت‬

‫فتحرق ما متر عليه من جلد‪...‬‬

‫‪9‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫او قد نراها يف ادعاء الالمباالة‪ ،‬كربياء مبطن بكمية أمل ال توصف‪ ،‬ابتسامة ظاهرها‬

‫ابتسام الشفاه وباطنها نار داخلية حترق كل يشء هبدوء وصمت‪...‬‬

‫فنار الغرية ربام ال نرى هلا دخان لكن البد من ان نالحظ رائحة االحرتاق التي تظهر‬

‫يف مواقف معينة تكشف كل يشء بطريقة صامتة متخفية واول االبواب التي يمكن‬

‫من خالهلا ان يتجسد هذا االحرتاق هو العينني‪...‬‬

‫ففي العينني تفاصيل أكثر مما يبدو ورشح اقوى من اي كالم‪...‬‬

‫لكن !!!!!‬

‫ألف خط جيب ان جير حتت عبارة (الغرية ليست شك) ‪...‬‬

‫فاألوىل حب مبطن بثقة لكن القلب ال يعرتف بذلك فتوقد بداخله النار رغم قناعة‬

‫العقل بأن الثقة قد بسطت ذراعيها يف العالقة ليسود األمان لكن مشاعر الغرية ابت‬

‫ان تقتنع‪...‬‬

‫اما الثانية فهي شك‪ ،‬مراقبة‪ ،‬عدم ثقة‪ ،‬قلق‪ ،‬خوف القلب والعقل معا‪ ،‬وهذه ال‬

‫متت لألوىل بصلة ‪...‬‬

‫فالفرق بينهام شاسع وواسع ‪...‬‬

‫‪10‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫فاألوىل‪:‬‬

‫حياة وحب ومجال رغم املها ‪...‬‬

‫لكن جيب ان ال تزود عن حدها ‪...‬‬

‫فالبد من التنبيه ان افتعال الطرف املقابل ما يثري الغرية متقصدا هو امرا غري حممود‬

‫ابدا فكثرة غرية املرأة يسبب كرهها للرجل وكثرة غرية الرجل يسبب يكرهه‬

‫لنفسه‪...‬‬

‫والثانية‪:‬‬

‫موت وقلق وعدم استقرار وحتى يف هدوئها فهي تعد امل حتى وان مل تكن مؤملة ‪...‬‬

‫وجودها خطر للغاية سواء كانت صامتة او واضحة ‪...‬‬

‫لذا ينبغي التفريق بينهام ألن تداخلها قد يسبب ما هو اسوء من اثار (الشك) ‪...‬‬

‫فاألوىل تشري اىل حب حقيقي‪...‬‬

‫والثانية تشري اىل حب ومهي وحتى وان كان حب صادق فأنه سيتدمر ويصبح سام‬

‫بدل ان يكون دواء ‪...‬‬

‫الغرية نار يوقدها احلب وتزيد يف نامء العالقة‪...‬‬

‫‪11‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫والشك لعنة تصيب العالقة فتجعلها تتأكل وتنتهي‪...‬‬

‫الغرية نار تتعب القلب وحترقه لكنها هادئة وتظهر املشاعر وتزيد احلب وضوحا‪...‬‬

‫اما الشك فهو نار حترق احلب وتربد املشاعر وتزيد العالقة اندثارا‪...‬‬

‫فميزوا بني االثنني ألن احدامها سلم لألعىل واالخر منحدر نحو األسفل‪...‬‬

‫لكن وجب التذكري ان لكل قاعدة شواذ فام تنص عليه قاعدة الغرية هنا يكون‬

‫حتت وصاية عالقة رابطة ‪...‬‬

‫اما حينام يكون املوضوع جمرد من عالقة او وصل فهنا يكون للغرية والشك عالقة‬

‫وكالم وقاعدة أخرى‪...‬‬

‫فلربام يتداخل الغرية والشك قليال يف هذه احلالة ‪...‬‬

‫‪12‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الفصل الثاني‬
‫لحظات يقف عندها الزمن‬
‫األولى‪ :‬مداهمات عشق‬
‫مل يكن األمر عاديا ‪...‬‬
‫مل يكن جمرد إحساس ‪...‬‬
‫مل يكن جمرد تدفق األوكسيتوسني ‪...‬‬
‫مل يكن جمرد شوق عابر‪...‬‬
‫تلك اللحظات ايل شاهبت ملعة تلك النجمة الالمعة ايل تتوسط جمموعتها‪.‬‬
‫كانت حلظات بارزة ‪ ...‬حلظات ال تنسى ‪...‬‬
‫حلظات قد جتسد فيها القلب بشكل فارس ومقاتل رفع سيفه بوجه طغيان املشاعر‬
‫واحلنني‪.‬‬
‫فظرب رضبته األوىل دفاعا عن رشف سالمه وسكينته لكنه بعد فرتة وجيزة سقط‬
‫شهيدا‪.‬‬
‫وقع ضحية بطش مشاعر الليل التي تراكمت وفرض سيطرة االحاسيس التي ابت‬
‫اال ينتهي الليل اال وقد أهنكت تلك املساحة البرشية املضطهدة بذكريات حمتل‬
‫وحمبوب قد سلب راحة اجلسد وأهنك عصيبات الفكر واودى بحصون الراحة اىل‬
‫الدمار واخلراب ‪...‬‬

‫‪ 1:40‬صباحا ً (‪ / 31‬يوليو)‬

‫‪13‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الثانية‪ :‬ساعة األلم‬


‫جاءت الثانية عرش ليال وبدأ صداع قلبي يتدفق ‪...‬‬
‫وبدأت األشواق تنحدر اىل هاويتها كالعادة‪.‬‬
‫الساعة األن الثانية عرش ومخس عرش دقيقة …‬
‫بدأت اعراض االشتياق تتفاقم وبدأت اشعر بنوبة احلنني اليومية …‬
‫اعتقد أين بدأت بالنوبة مبكرا …‬
‫ماذا جيري!؟‬
‫حسنا اهنا الثانية عرش ومخس وعرشون دقيقة …‬
‫األمور تزداد سوءا …‬
‫نزيف مشاعري اليوم اقوى ‪...‬‬
‫يبدو ان النوبة ستخرج عن السيطرة اليوم …‬
‫يريب الطف يب …‬
‫اااه قلبي ‪...‬‬
‫شوق حاد‪ ،‬فقدان مؤمل‪ ،‬احتياج قايس‪ ،‬حنني قاتل …‬
‫هذه كانت األعراض يف متام الساعة الثانية عرش والنصف بعد منتصف الليل‪..‬‬
‫احتاج ملخرج طوارئ فأموري خرجت عن السيطرة …‬
‫الواحدة اال ربع …‬
‫األوضاع تسوء …‬

‫‪14‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الوصف‪:‬‬
‫تدفق شديد للدموع نتيجة الضغط …‬
‫العقل بدأ يتأمل …‬
‫الوجه ذابل ومنهك …‬
‫العينني جاحظتني ويوشكان عىل االنغالق ‪...‬‬
‫مستويات األمل مقلقة جدا …‬
‫ما يقلق أكثر هو مستوى الدموع الذي بدأ حيرق العينني‪.‬‬

‫التشخيص‪:‬‬
‫حالة اشتياق قصوى …‬
‫معدالت احلنني وصلت لدرجة االحتياج القصوى …‬

‫مستوى األمل يرتفع …‬


‫بكاء يزيد األمور سوءا …‬
‫اهنا الواحدة وعرشون دقيقة …‬
‫نعاس يداهم املوقف …‬
‫حالة النوم يبدو اهنا اصبحت وشيكة …‬

‫‪15‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫احلالة النهائية‪:‬‬
‫جسم منحل وروح منهكة تنتقل اىل عامل األحالم ‪...‬‬
‫الواحدة والنصف اخر دقيقة سجلت فيها حالة النشاط‪.‬‬
‫األمر مرتوك للصباح وخاليا النسيان …‬
‫انتهت الليلة واألمل كان ختامها …‬

‫‪16‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الثالثة‪ :‬اعترافات – ‪1‬‬


‫مرحبا يا حلويت ‪...‬‬
‫ليلة جديدة ينقصها قمر وجهك لتكتمل ‪...‬‬
‫شوق مضاعف عام مىض جيتاح قلبي ‪...‬‬
‫انييس غائب اال وهو عيناك التي امسيت اطمع يف ان اسامرمها يف كل ليلة حتى‬
‫الصباح ‪...‬‬
‫مل تكوين جمرد حمبوبة كنتي حياة ‪...‬‬
‫مل تكوين جمرد امل كنتي آمال ‪...‬‬
‫مل تكوين جمرد سعادة كنتي وتني ‪...‬‬
‫ارى وجهك يف كل ركن من غرفتي ‪...‬‬
‫خاصة ذلك الركن الذي أصبح يسألني كل ليلة عن ذلك الصوت الذي كان يبث‬
‫احلياة فيه دائام‪.‬‬
‫مذكرات الشوق التي اكتبها صار عنواهنا شوقي لتلك الروح األبدية يف داخيل‬
‫وختامها كان بأين مل اعد ارى وجها سوى وجهك ‪...‬‬
‫اما عن الوسط فكان انت ‪...‬‬

‫(‪ / 5‬أغسطس)‬

‫‪17‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الرابعة‪ :‬كيف استعمرت حياتي!؟‬


‫بني ساعات النهار التي جتري كتدفق سيل حممل باألشواك التي ختدش كل ما متر عليه‬
‫…‬
‫ساعات متض وشمس قلبي الزالت غائبة وقمر روحي يعجز عن الظهور لغياب نور‬
‫حيايت…‬

‫مالك انرصم عليها واحدا وعرشون خريفا وكان ربيع عيناها يف كل وقت هو ما تزهر‬
‫به اورديت‪.‬‬

‫فرتة ما قبل رشوق حيايت‪:‬‬

‫عشت يف دوامة ظالم وغياب لرشف اإلحساس العاطفي ملدة كان يطغى عليها توتر‬
‫قلبي وغشاء الوحدة والقلة اإلدراكية كان يومهه بمـا مل يكن حقا‪،‬‬

‫صارعت نفيس وصارعت عاملي حتى اتت مالكي لتصارع نفيس معي وألصارع‬
‫الدنيا ونفيس ألجلها‪،‬‬

‫مل تكن كأي مالك …‬

‫فحيايت كان كغرفة تناثرت هبا األغراض فمنها ما تناثر عىل أرض الواقع فال يتضح‬
‫ما هو واقع اصال واخرى عىل رسير ذكريايت فكان رسيرا مشوها‪،‬‬

‫دخلت حيايت بسلتها فأصبحت تلتقط هذه األغراض واحدة تلو األخرى بفنها‬
‫ومجال عينيها ولطف كالمها وكان قلبي قد أغمي عليه أمامها وعيناي مل تعد يل فجل‬
‫ما اراه هو عيناها …‬

‫‪18‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫وتسألني بعد أن انتهت من ترتيب حيايت عىل يدهيا واعادت كل إحساس ملوضعه‬
‫وازاحت الغبار عن قلبي فأصبح يبرص بوضوح‪،‬‬

‫تسألني هل حتبني؟‬

‫معذرة فال جواب لدي هلذا السؤال!‬

‫فأنا مل أحب قبل ذلك ورغم اعرتايف بأن شعوري األن شعور يرفع مني للسامء بمجرد‬
‫أن يطري عيل ذكراها إال انني مل أكن اعرف ماذا يب‪،‬‬

‫لكنني كنت متيام‪ ،‬مغرما‪ ،‬مقيدا بعينيها‪ ،‬مسحور بمـا فيها‪ ،‬غائب عن وعي دنياي‬
‫معها‪ ،‬فاقد لنفيس قرهبا‪ ،‬ضائع بني كلمـاهتا‪ ،‬ال ارى غريها‪ ،‬ال اشعر بسواها‪ ،‬ال‬
‫توجد فتاة دوهنا‪ ،‬هي فقط‪.‬‬

‫كنت اراها كنجمة ساطعة يف وسط ظلامت ليايل …‬

‫كنت اراها مالك يف وسط واقعي الشيطاين …‬

‫كنت اراها ابنتي وسط ما حويل من كبار ورغم كرب سنها …‬

‫كنت ارها حبيبتي‪ ،‬اختي‪ ،‬صديقتي‪ ،‬امي‪ ،‬وكل انثى يف هذا العامل …‬

‫مل اعد ارى شبيها هلا‪ ،‬فكل ما رأيت فتاة رأيت وجه حمبوبتي فيه وكأن مجيع الوجوه‬
‫انحلت واختفت من هذا العامل ومل يبقى سوى مجال وجهها …‬

‫وحني نتعمق يف تفاصيل ما يؤذي هبذا اإلحساس فأين أجد غرية عليها حترق العامل‬
‫بداخيل ملجرد ما ارى برشا قد دنى منها ولو سهوا‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫أجد خوفا عليها جيعلني اشعر كمن اضاع فريسة وسط ضباع هذا املجتمع‪،‬‬

‫ارى قلقا عليها كأهنا ابنتي التي أخشى عليها أكثر من روحي‪،‬‬

‫ارى إين هي وهي انا فال وجود يل دوهنا وال سعادة يل بجفائها وال عيشا يل ببعدها‪،‬‬

‫اراها كل يشء‪ ،‬اراها عاملا ودنيا وحياة وماء وهواء ووتينا بدونه متوت نفيس ويذبل‬
‫جسدي وتنتهي طاقتي‪،‬‬

‫فهي سعاديت وسط حزين وراحتي وسط تعبي وقويت وسط ضعفي وعهدي حني‬
‫اخلف مع نفيس …‬

‫أحبها‪ ،‬نعم أحبها وبجنون عاشق يتوق ملحبوبته وبجنون اب هائم يف ابنته وبجنون‬
‫حبيب اصبحت حبيبته كل يشء‪،‬‬

‫نعم أحبها وكثريا ‪...‬‬

‫فال مجاال ختطى مجاهلا‪ ،‬وال عينا افقدتني صوايب غري عينها‪ ،‬وال انثى يف هذا الكون‬
‫هشمت باب قلبي سواها‪،‬‬

‫نعم أحبها وكثريا‪ ،‬فهي أمجل ما املك‪ ،‬واين عىل عهد انتظارها باقي‪ ،‬وحمال ان اخوهنا‬
‫ولو بفكري‪.‬‬

‫‪ 5:07‬مساءا ً (‪ / 7‬أغسطس)‬

‫‪20‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الخامسة‪ :‬عتاب مكبوت‬


‫حني يكون العتاب حلنا تكون األذن طريقا تنجيل من خالله األشواق لتشق طريقها‬

‫للفؤاد فتنزل به اشد ما لدهيا ‪...‬‬

‫وحني تكون الصورة كبنزين يوقد نار احلنني هنا تكون العني كربكان تغيل محمه‬

‫لتقذف يف القلب قنبلة تكون ضحاياها دموع جرحية ملقاة عىل جانب اخلد ‪...‬‬

‫وحينام تكون الكتابة هي اعالم املوقف الوحيد هنا نتأكد بأن العامل قد سقط بيد احلنني‬

‫لعينيها والشوق لضحكتها وانطفأ نور احلرية وساد ظالم االحتالل الذي فرضه مجال‬

‫ذكراها عىل سائر اجلسد‪.‬‬

‫‪ 9:45‬مساءا ً (‪ / 16‬أغسطس)‬

‫‪21‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫السادسة‪ :‬خيال في الخاطرة‪.‬‬


‫بتذكري لتلك خصلة الشعر التي تنسدل من عىل جبينها مزعجة جفنا عيناها بني‬

‫احلني واألخر يكون لقلبي دقة خمتلفة‪ ،‬دقة ترجتف حبا او ربام هياما مل أغط يف مثيله‬

‫من قبل…‬

‫فحني تداهم بسمتها خميلتي فتغزو ذاكريت بصوت ضحكتها الذي حيدث تردد يف‬

‫اذناي يشوه كل صوت يأيت بعده ويبهت لونه…‬

‫اخذ قيلولة بني افكاري واجول بني خميلتي فال أجد سوى رسم وجهها حمتال لكل‬

‫يشء فيني …‬

‫اشتقت!؟ نعم وكثريا‪.‬‬

‫اريدها!؟ أكثر مما اريد نفيس‪.‬‬

‫وحيد بدوهنا!؟ وكأن العامل خايل بدون قرهبا‪.‬‬

‫اتذكرها!؟ مل تغب عن بايل ولو حلظة‪.‬‬

‫أحبها!؟ بل متيم هبا‪.‬‬

‫يبعدين عنها البعد!؟ بل يزيدنا هلا متسكا وحبا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫حروفها! من أمجل ما طرأ عىل نارضي من كالم‪.‬‬

‫صوهتا! من أعذب ما تردد عىل اذناي من صوت‪.‬‬

‫مجاهلا! مجاهلا يشء انطبع يف بايل وال يغادر خيايل فأصابني بلعنة عشقها الدائم‪.‬‬

‫روحها! ال يسعني وصفها سوى االختصار بأين احببها لسبب مل اعرف ما هو فكل‬

‫ما فيها فريد وجعل احسايس عقيم عند غريها‪.‬‬

‫هي! هي كل يشء‪ ،‬نور‪ ،‬حياة‪ ،‬جنة‪ ،‬متعة‪ ،‬عاطفة‪ ،‬خيال‪ ،‬سحر‪ ،‬كل يشء‪.‬‬

‫انا! انا أحبها ‪...‬‬

‫‪ 9:10‬مساءا ً (‪ / 21‬أغسطس)‬

‫‪23‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫السابعة‪ :‬مشهد مقتطف من مسلسل (ما بعد الثانية عشر ليالً)‬


‫ويف حلظة يف سياق الليل‪ ،‬كاتب كان بني متاهة الساعات فدامهه احساس ما‪ ،‬فرصخ‬
‫داخله قائال‪:‬‬

‫مل يكن ذلك عاديا ابدا ‪...‬‬

‫ارفع راية االستسالم ‪...‬‬

‫أعلن اخلضوع ‪...‬‬

‫انا ‪...‬‬

‫راجع نفسه ‪...‬‬

‫صمت ‪...‬‬

‫جتاهل ما قاله‪...‬‬

‫طمر املوقف‪...‬‬

‫لكن احساسه الزال يرصخ‪...‬‬

‫لكنه شنق صوت احساسه بإعدام حركة اللسان‪...‬‬

‫الوضع يشتد‪...‬‬

‫لسان معدوم‪...‬‬

‫‪24‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫صوت يتدىل من عىل حبل املشنقة‪...‬‬

‫داخل مكبوت‪...‬‬

‫هذا كان املشهد االبرز من مسلسل (ما بعد الثانية عرش ليال) ‪...‬‬

‫‪ 1:05‬صباحا ً (‪ / 22‬أغسطس)‬

‫‪25‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الثامنة‪ :‬احساس في غفلة متوقعة‬


‫مقدما طويلة ممتدة ابتدأهتا بأحبك وختمتها بجدا فاملدة والقوة يف هاتني الكلمتني‬
‫تفوق رسبا من الكلامت وجيشا من األحرف املمتدة عىل طول اخلطوط‪...‬‬

‫كنت متمددا عىل رسيري وبلحظة مباغتة ملحت بسمة خاطفة تشبه بسمتك‪...‬‬
‫اعدت الرتكيز فيها‪...‬‬

‫اللعنة اهنا هي‪...‬‬

‫كالعادة بدأ اخليال يستدرجني اليك بعقيل الصبياين ومشاعري الطفولية‪...‬‬

‫قمت فأعدت ترتيب جلستي متكئا عىل احلائط املجاور لرسيري جالسا عىل فرايش‬
‫والبال سارح‪...‬‬

‫بداية اود شكرك لقدومك ايل ولو كان خياال فهذا اخليال حيمل يل شمسا يف عز‬
‫ظالمي ونورا يف عز انطفائي وأمنا يف عز خويف وسكينة يف عز قلقي‪...‬‬

‫اما عن ثانيا فال كالمها يعد او حيىص وال حمورها بالكلامت يستوىف‪...‬‬

‫اما بعد‬

‫فقد رغبت بالقول ان حضورك املرشف الذي دخل باب روحي جالسا عىل اطهر‬
‫ارايض قلبي قد كان كعادته جرح حل عىل موضع امل وكان واقع حل عىل موضع‬
‫حلم وكان حقيقة اروع من ألف وهم وكان شعور ال يصفه اي فهم وكان عادة‬

‫‪26‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫بالها قلبي يعد صنم اما انت فكنتي راحة وسكون واختذت دور متكئ وسند حنون‬
‫وكنت كعاديت بحبك حاز عىل قلبي قبل عقيل اجلنون‬

‫وينبغي ان اختم يف أنك يشء مقدس ينبغي ان يصان وجل ما اصونك به هو عهد‬
‫قد وثقته عىل قلب خائب متخاذل بأنه عند غريك ال يسهو وال يرسو وعىل جرف‬
‫سواك ال يقرب وال يندو‪.‬‬

‫مقسام بأقسى العهود بأين سأصون لعيناك اوىف وأسمى الوعود‪.‬‬

‫فمخاطبك هو كاتب يف خيال حبك دومه مرابط وموجود‪.‬‬

‫‪ 11:57‬مساءا ً (‪ / 22‬أغسطس)‬

‫‪27‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫التاسعة‪ :‬اعترافات – ‪2‬‬


‫مذكرة جديدة تفتقد لك ‪...‬‬

‫وصف يعيش عىل خطى خيالك طامعا يف وجهك‪ ،‬عيناك‪ ،‬وجنتك‪ ،‬وكل يشء‬
‫خيصك ‪...‬‬

‫ساعات ليل اخرى ختلو من فعلية الوجود ‪...‬‬

‫ساعات ينتابني فيها كل شعور يسحب من داخيل ما تبقى من رماد وحطام ‪...‬‬

‫ساعات اقضيها وانا اتقلب بني حلظة شوق وحلظات حنني واخرى افتقدك فيها بشدة‬
‫وثانية ينتابني حزن شديد عىل بعدك ‪...‬‬

‫فهذا هو االعرتاف الثاين واالخري لذلك ال اعلم مدى طوله او كم سيكون فيه من‬
‫تعبري‪ ،‬لكن ما اعرفه انه عىل لساين قليل ويف داخيل ما ال يعد من الكالم ‪...‬‬

‫لذلك سيكون اعرتاف غزير باإلحساس وربام يصف موقف عىل ارض الواقع جتسده‬
‫الكلامت ‪...‬‬

‫اعرتاف جتسد يف مشهد من مسلسل (ما بعد الثانية عرش) لكن هذه املرة األحداث قد‬
‫سبقت موعدها ودقت قبل ان تدق الثانية عرش ‪...‬‬

‫ولكي اجلس عىل كريس االعرتاف ‪...‬‬

‫ننتقل اىل املشهد يف النص التايل ‪...‬‬

‫‪28‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫العاشرة‪ :‬مشهد مقتطف من مسلسل (ما بعد الثانية عشر ليالً) "مشهد‬
‫الختام"‬
‫حاليا الساعة ‪ ١١:٢٧‬مساءا من مساء يوم اخلميس لشهر اغسطس ‪ /‬آب ‪...‬‬

‫جتسيد ‪:‬‬

‫‪ -‬الوصف‪:‬‬

‫جالس عىل كريس يتأرجح اماما وخلفا ‪...‬‬

‫األضواء مطفأة فقط اضاءة الشاشات ‪...‬‬

‫‪ -‬املوسيقى ‪:‬‬

‫موسيقى الذكريات ‪...‬‬

‫‪ -‬االحساس ‪:‬‬

‫فراغ داخيل أكرب مما يف الغرفة من فراغ ‪...‬‬

‫مكان خايل من النشاط ‪...‬‬

‫داخل خايل ‪...‬‬

‫حلظات شوق وقلق عصيبة ‪...‬‬

‫‪29‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫‪ -‬التوقيت األن‪:‬‬

‫‪ ١١:٣١‬مساءا‬

‫‪ -‬التفكري ‪:‬‬

‫يف كل مرة استخدم فيها اهلاتف تظهرين وكأنك موجودة داخله كشخص وليس فقط‬

‫كمحادثة ‪...‬‬

‫اراك يف كل يشء ‪...‬‬

‫وباألخص بتلك املحادثة املعلقة واملثبتة يف املقدمة ‪...‬‬

‫ادخل هلا بني احلني واألخر وكأين اطمأن عليها وعىل ما فيها من مسجات ‪...‬‬

‫هل الزال احلنني فيها!؟‬

‫هل الزالت تعاين الشوق كسابق عهدها!؟‬

‫ماذا عن احلروف هل حتن يل كعادهتا!؟‬

‫ال اعلم!‬

‫ال اعلم ماذا جيري عىل الضفة االخرى من املحادثة ‪...‬‬

‫‪30‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫هل يا ترى ما اجوله كل يوم واطمأن عليه هو يف امان يف اجلانب األخر؟‬

‫مسلسل متكرر وكأن املخرج قد اقسم ان يمض حياته يف تكرار هذا املسلسل ‪...‬‬

‫وكأن ارباحه تقوم عىل ما ينتزع مني من طاقة وقوة ‪...‬‬

‫وبالعودة عىل احداث هذا املسلسل نجد ان بطل القصة يف انتظار وشوق عميق جدا‬

‫للبطلة ‪...‬‬

‫كيف للقدر ان يكون هبذه الغرابة!؟‬

‫اهنا ليست غرابة حقا‪ ،‬بل هي خطة اهلل املحكمة ‪...‬‬

‫فعند الرجوع لعمق احداث املسلسل وما جيري فيها ‪...‬‬

‫أجد نظرايت تتخاطف عىل ذلك الباب الذي امامي وكأين انتظر دخولك منه ‪...‬‬

‫هههه حقا انه امر مستحيل‪ ،‬لكن ال اعرف ما بال خيايل يبدو غريب األطوار هذه‬

‫الفرتة ‪...‬‬

‫فقد أصبح كل يوم يرى صورك يف كل وجه يقابله وكأن الكون خايل من حواء‬

‫غريك ‪...‬‬

‫هل هذا هو احلب حقا ام ان امرا جلل قد اصاب عقيل!؟‬

‫‪31‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫ذلك الباب احلديدي الذي يمثل مدخل البيت ال اعلم ملاذا اعتدت ان اراك عنده‬

‫رغم أنك مل حتطي يف ذلك املكان قط ‪...‬‬

‫ذلك الطريق ‪...‬‬

‫السوق ‪...‬‬

‫تفاصيل العامل اخلارجي ‪...‬‬

‫الزوايا‪...‬‬

‫اركان البيت ‪...‬‬

‫يف كل مكان ‪...‬‬

‫اراك واختيلك جزءا من كل يشء‪ ،‬بل كنتي كل يشء حرفيا ‪...‬‬

‫وكأنك قد ولدت بعامل اخر فنزلت ايل هذا العامل فتنافست عليك األماكن فأصبحت‬

‫تنتمني لكل مكان ‪...‬‬

‫هل هذا حقا ما حصل!؟‬

‫ام ان قلبي تعلق بك واحبك حد اجلنون فأصبح يرى كل يشء انت!؟‬

‫ام انه اكتفى بك وأصبح مهوسا فيك فلم يعد يرى حواء غريك وال شيئا سواك!؟‬

‫‪32‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫ال أدري !‬

‫هل حقا انت مالك ام أين قد شغفتك حبا فأصبحت اراك جنة!؟‬

‫ولو اردت ان اتعمق بالوصف قليال لوجدت فيني ما مل اتوقع ان اراه عندي ومل أكن‬

‫اتصور بأين قد أجرب هذه احلزمة املحرية من االحاسيس يوما ‪...‬‬

‫ففي دقائق مفاجئة يدامهني ذلك الضيق الذي حيتل صدري فيقبض روحي عىل‬

‫مهل ‪...‬‬

‫الضيق الذي أجهل سببه ‪...‬‬

‫هل حقا انه بسبب شوقك يل!؟‬

‫فتظهر االثار عيل من بعيد ‪...‬‬

‫ألنه يقال بأن حزنك املفاجئ والضيق هو بسبب شوق أحدهم اليك ‪...‬‬

‫حسنا‪ ،‬لقد هتت يف فوىض مشاعري ‪...‬‬

‫حلظة !‬

‫كيف يمكن هلذا الكم من املشاعر ان يتسع له داخيل ‪...‬‬

‫جيب ان اراجع املوقف واعيد وصفه ‪...‬‬

‫‪33‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫مضت مدة طويلة عىل كل هذا ‪...‬‬

‫لقد أهنك ذلك طاقتي ‪...‬‬

‫تبا !‬

‫ما الذي احتدث به!؟‬

‫أين اعود اىل نفس الدوامة واملتاهة ‪...‬‬

‫جيب ان تعاد افكاري كالسابق ‪...‬‬

‫بدأت اضيع يف كتابايت قبل واقعي ‪...‬‬

‫سحقا !‬

‫بعدك موجع جدا ‪....‬‬

‫الشوق لك قايس بشدة ‪...‬‬

‫مل اعد اطيق الكالم‪...‬‬

‫جيب ان اهني املشهد حاال ‪...‬‬

‫بدأت افكاري تتالشى وال طاقة يل للرتتيب أكثر ‪...‬‬

‫‪34‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫حسنا !‬

‫ستكون التكملة والتفاصيل االخرى يف اجلزء الثاين من هذا الفصل ‪...‬‬

‫يبدو ان هناك الكثري لوصفه وقوله بعد ‪...‬‬

‫لكن جاء وقت اخلتام والرحيل‪...‬‬

‫يف الساعة الثانية عرش والربع تقريبا من صباح يوم اجلمعة يف السابع والعرشون من‬

‫أب ‪...‬‬

‫انزلوا الستائر ‪...‬‬

‫‪ -‬خلف الكواليس‪:‬‬

‫(بعد اهلدوء يبقى املؤلف يصارع قلبه وشوقه وحبه هلا حيث يتذكرها ويشتاق هلا‬

‫بشدة كامتا حبه الرصيح عن اإلفصاح)‬

‫وبعد هدوء ضجة اجلمهور ‪...‬‬

‫حسنا !‬

‫اغلق صفحات القصة اىل هنا ‪...‬‬

‫اىل اللقاء يف اجلزء الثاين‪.............‬‬

‫‪35‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الفصل الثالث‬
‫ذكريات في انحاء المعمورة ألميرة واحدة مقصودة‬

‫مكان رقم واحد‪:‬‬


‫سويرسا‪ ،‬جنيف‪ ،‬شارع ‪،4٢‬‬
‫مقابل البيت ذو العتبة الصفراء واجلدار اخلشبي الصغري‪.‬‬
‫‪ ٢0‬متوز "يوليو" ‪١96٣‬‬
‫إىل ابنتي التي جتسدت عن دور حبيبتي ‪...‬‬
‫احبك جدا ومشتاق لك جدا وقد اهلك البعد فؤادي واستنزف الفراق طاقتي ورسق‬
‫الغياب سعاديت وطاحت بسمتي من عىل وجهي ‪...‬‬
‫احبك وافتقدك جدا والزت انتظرك‪.‬‬

‫جمنونك‬

‫‪36‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫مكان رقم اثنان‪:‬‬


‫فرنسا‪ ،‬باريس‬
‫يف منطقة ما‪ ،‬شارع ‪54‬‬
‫احلادي والعرشون من اغسطس ‪١854 /‬م‬
‫ومن امام تلك الشجرة التي عصفت رياح اخلريف عىل اوراقها‪ ،‬تذكرهتا فغزت‬
‫اوصافها وكل ما خيصها كياين يف حلظة مباغتة وانا امتعن يف اوراق تلك الشجرة‬
‫الصفراء املتساقطة ونظريهتا املتناثرة عىل األرض …‬
‫فأرست عيني تلك اخلرضاء املنفردة بني األوراق الوحيدة املتميزة رغم شتات ما‬
‫حوهلا …‬
‫هكذا وجودها يف حيايت متميزة منفردة غازية جلوهري لوحدها جاعلة عيني عقيم‬
‫عن برص غريها رغم تكرار وكثرة من هم دوهنا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫مكان رقم ثالثة‪:‬‬


‫العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬منطقة ما‪ ،‬ال خيتلف اسمها عن مكاين سوى كلمة‪.‬‬
‫وعند النزول من الشارع الرئييس ودخول ذلك الطريق الفرعي‪ ،‬شاهدت ذلك الباب‬
‫الذي ميزه قلبي قبل عيني وانساقت اليه روحي قبل قدمي ‪...‬‬
‫ذلك الباب الذي كان باب روحي‪ ،‬فخلفه يسكن من جتسدت فيه روحي ومصدر‬
‫بقائي ‪...‬‬
‫باب كان ليس كأي باب‪ ،‬كان خلفه الكثري مما ال حيكى‪ ،‬وبدخول تفاصيل كالمي‬
‫عتبة ذلك الباب أصبح الكالم كااليت‪:‬‬
‫يا من سكن خلف ذلك الباب كفاك سكننا يف البعد عن روحي‪ ،‬قد جاوز قلبي باب‬
‫بيتك فمتى جياوز قربك باب حيايت؟‬
‫سكنت يف بيتا ربيت به‪ ،‬فمتى تلقى قلبا أسكنك بأعمق خلجاته؟‬
‫ال تزال دفعات الشوق تردف إحدامها األخرى‪ ،‬والزال احلنني إليك ال يغادر عتبة‬
‫قلبي ‪...‬‬
‫وللقول بشكل دقيق‪... :‬‬
‫األن الساعة الواحدة بعد منتصف الليل‪ ،‬وكل يشء بداخيل هو مهاجر إىل حيث انت‬
‫ومل يبقى عندي سوى جسد يتوق لضمك بني أذرعه ‪...‬‬
‫أحبك واشتقت لك وال زلت عىل قيد العهد وما دمت مقسم عىل وعد انتظارك ‪...‬‬
‫فال غريك دخل فكري وال دونك المس قلبي ‪...‬‬
‫إليك يا من أحببت‪ ،‬أحبك فوق احلب حبا يضاهي مجال عينيك‪.‬‬

‫‪ 1:12‬صباحا ً (‪/6‬أغسطس)‬

‫‪38‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫مكان رقم أربعة‪:‬‬


‫العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬الزعفرانية ‪ -‬مقابل مطعم ركن الربيع‬
‫‪/ ٢٧‬مايو ‪ -‬الساعة السابعة وبضع دقائق صباحا‪.‬‬
‫نسيم صباحي يمر يف اهلواء خارجا فأتنفسه فينعش داخيل‪.‬‬
‫وتوتر وشوق للقائها هيز اوتار قلبي فيصاب باجلنون ‪...‬‬
‫جنون هو مزيج بني محاس وتوتر وشوق ومشاعر متوترة حصيلتها واحدة وهي‬
‫حصيلة فوق اإلجيابية‪...‬‬
‫املوعد بدأ يقرتب‪...‬‬
‫الساعة السابعة والنصف تقريبا‪...‬‬
‫سيارة مرت بجانبي مل انتبه هلا‪...‬‬
‫فجأة رأيتها قد نزلت من تلك السيارة‪...‬‬
‫حلظة‪...‬‬
‫أين متوتر‪...‬‬
‫كال ال جيب ان أقف ‪...‬‬
‫جيب ان اذهب اليها ‪...‬‬
‫هي مل تراين ‪...‬‬
‫يا اللهي ‪...‬‬
‫اهنا مجيلة وتبدو رائعة ‪...‬‬
‫مل استعد للقاء جيدا ‪...‬‬
‫حسنا ال وقت للتفكري ‪...‬‬

‫‪39‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫ذهبت اليها‪...‬‬
‫بعد التحية والسالم أصبح نظري وقلبي بني يدهيا قوال وفعال‪...‬‬
‫رجعت لكي ابحث عن سيارة‪...‬‬
‫حصلت عىل السيارة‪...‬‬
‫طلبت منها الصعود‪...‬‬
‫األمر كان رائعا‪...‬‬
‫اهنا معي‪...‬‬
‫بقريب‪...‬‬
‫نظرايت مل تنزل عنها‪...‬‬
‫مل أستطع ان انتشل فكري وقلبي من حميط تأثريها‪...‬‬
‫ومن هذه اللحظة تأكدت بأين متيم هبا فقد كان يف هذا اليوم اروع حلظايت معها‪...‬‬
‫فقد كانت كل يشء يف ذلك اليوم‪...‬‬
‫كانت كل ما ارى وكل ما اسمع وكل ما اشعر‪...‬‬
‫وكأهنا الوحيدة يف هذا الكوكب‪...‬‬
‫لقد اصبحت متثل حيايت كلها حرفيا‪...‬‬
‫اهنا يشء مميز‪...‬‬
‫مميز جدا‪...‬‬

‫‪ 9:20‬مساءا ً (‪ / 25‬اغسطس)‬

‫‪40‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫الفصل الرابع‬
‫كلمات اللحظة‬
‫‪-----------------------------------------------------------‬‬
‫’ بني قلبي وبني ثناياه هناك كانت تسكن تلك الفاتنة ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ كيف يل ان ال اغازهلا وتلك النظرات قد جرت حرويف من خمارجها ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ مل تكن كأي يشء عادي كان يشء مميز رفض اخلضوع للوصف بكلامتنا العادية‪،‬‬
‫كان يشء ال يمكن وصفه ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫وردة مميزة يف وسط احلديقة رأيتها من بعيد ‪...‬‬
‫اقرتبت منها شممت عطرها ‪...‬‬
‫واو عطر فريد أربكني ‪...‬‬
‫اخذين العطر إىل عوامل السحر واخليال ‪...‬‬
‫نعم اهنا هي هكذا حايل عندما اكون بقرهبا ‪...‬‬

‫‪41‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫’ قلوب رأيت‪ ،‬كثريا قابل‪ ،‬مع العديد تعاملت‪ ،‬لكن هي الوحيدة التي احببت ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ رغبت هبا كرغبة طفل قد حن حلظن امه يف عز غياهبا ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ كنجمة يف سامء خيايل‪ ،‬كانت أمجل من ألف واقع‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ هي مذكرة اعتقال‪ ،‬تورطت هبا‪ ،‬فكان سجنها أحب يل من حيايت ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ لو كنت مجرة لكانت نارك احن لقلبي من ألف برد لدهيم ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ خاطبتها قائالً‪ :‬يا حلويت‪،‬‬
‫فنادى اجلامل‪ :‬أين بريء مما لديتها‪ ،‬فام يف وجهها من حسن يفوق ما امحله من معنى‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ هي أبنتي وحبيبتي‪ ،‬هي طفلة وصغرييت‪ ،‬هي نجمتي وكل اقامري‪ ،‬هي جمرة وهي‬

‫جل كوين ‘‬
‫‪42‬‬
‫مذكرات كاتب‬

‫’ بني مذكرات عقل ختطها االفكار ومذكرات قلب ختطها العواطف عجز اجلسد‬

‫عن التعايش مع املوقف فسقط اسريا ملا يسمى (املشاعر املشوهة) ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ يقال دائام يف رمش اجلفون وملعة العيون‪ :‬اشتقت لك!‬

‫لكن اللسان عنيد عن نطقها ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ بـاهلمزة وامليم وصلت يف قلبي حتى الصميم‪ ،‬وباأللف والالم صنعت يل يف ليايل‬

‫أقدس األحالم ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ مذكرات كاتب قد أصبحت مذكرات عناء‪ ،‬فمتى تكون العني الم والنون قاف‬

‫وحيصل اللقاء ‘‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫’ يف تزاحم ظلامت الليل‪ ،‬كان طيفك نور ظالمي ‘‬

‫ختام الجزء األول‬


‫‪43‬‬
‫عبد احلق اسامعيل الطائي‬

‫‪ -‬العنوان‪ :‬العراق ‪ -‬دياىل ‪ -‬املنصورية‪.‬‬

‫‪ -‬املهنة‪ :‬طالب كلية طب ‪ /‬مرحلة ثالثة‪.‬‬

‫‪ -‬كاتب مبتدئ وهاوي للكتابة والتأليف‪.‬‬

‫مذكرات كاتب‬

‫‪ -‬كتاب حاوي على جمموعة من النصوص األدبية واخلواطر وجمموعة من القصص‬

‫القصرية‪.‬‬

‫‪ -‬اجلزء األول‪ :‬كالم قلب‪.‬‬

‫‪ -‬الطبعة األوىل ‪2021‬‬

You might also like