You are on page 1of 1405

‫هفوات أنانية‬

‫للكاتبة‪ /‬شتات الكون‬


‫~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫تجميع ‪ :‬فيتامين سي‬
‫شبكة روايتي الثقافية‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫حينما تشتاق لنفسك ‪ ،‬وتبحث عن ذاتك‬
‫ت تحبه‬
‫فمن المؤكد ستبحث عن شيئ ًا أنت\أن ِ‬
‫وستمارسه باشتياق عانق السماء‬
‫للعثور عليك‪....‬‬
‫وهذا ما فعلته أنا‬
‫بحثت عن نفسي فلم أجدني إال ما بين كومة ورق مقط ّعة‬
‫وأخرى ممزقّة بعنف!‬
‫جدران فوالذية‬
‫ٍ‬ ‫بحثت أكثر فوجدتُ الحبر ينسج احداثًا جديدة على‬
‫لم اتخلى عن هذه الفرصة ما إن قفزت الفكرة الضمنية فعقلي‬
‫حتى احتضنتُ نفسي من جديد ما بين موهبتي التي ال استطع‬
‫اإلنفصال عنها‬
‫المرة األولى‬
‫طويًل كما في ّ‬‫ً‬ ‫ها انا قد عُدت بعد انقطاع لم يكن‬
‫ولكن مضى عليه وقت ليس هيّن‬
‫عدتُ للحياكة من جديد ولكن بطريقتي الخاصة‬
‫عدتُ بشخصيات جديدة انطوت تحت اقدارها العميقة ربما هذه‬
‫المرة الشخصيات لن تكون تحت نطاق واسع ومشتت ولكن‬ ‫ّ‬
‫ضغط من األحداث اكثر ففي بداية األجزاء ستظهر‬ ‫ٍ‬ ‫ستكون تحت‬
‫كًل منها بعدد قليل ولكن فيما بعد سنُسهب في قصتهم!‬ ‫ا‬
‫فكرة ربما جديدة‪ ،‬وإن لم تكن فهذا من محض الصدف‬
‫الشخصيات لن تكون ّ‬
‫منزهه كل التنزيه!!‬
‫ولن تكون مثالية بالشكل واألخًلق كما يجب عليه أن تكون!‬
‫فلذا ربما تكون جريئة تلك الشخصيات في الطرح والسرد ولكن‬
‫بحدود على أال تكون خادشه أو محرضة لًلقتداء بها! فأنا لستُ‬
‫ممن يزيّن الشّر او الحرام للغير ولكن اسعى جاهدة في توضيح‬
‫معانيه وتوابعه بطريقتي وبكلماتي الخاصة لإلبتعاد عنه!‬
‫فهذه الخطوة ما هي إال البداية!‬
‫تنوع باللهجات واللغات وحاولت‬ ‫مًلحظة هامة جدًا‪ :‬الرواية فيها ّ‬
‫بقدر استطاعتي أن اتقن األمر في كتابتي إيّاه كوني سعودية !فإن‬
‫اخطأت كل ما ارجوه منكم التوجيه وكتابة مًلحظاتكم ِب ُرقي هنا او‬
‫في الخاص‬
‫نقطة مهمة‪:‬الرواية سعودية!!وليست أجنبية‬

‫هفوات أنانية‬
‫هفوات أنانية‬
‫"‪[color="black‬هناك الكثير من الصفات التي يتميّز ِبها‬
‫البشر‬
‫صفات مشتركة وصفات خاصة لذات الشخص نفسه‬
‫واألنانية من إحدى الصفات الخاصة‬
‫لطبيعة الذات‬
‫ولطبيعة ذلك اإلنسان التي تك ُمن فيه‬
‫قد يتساءل البعض من منّا ال يحب ذاته؟‬
‫في الحقيقة والواقع‬
‫جميعنا نحب ذاتنا‬
‫ولكن هُناك درجات ل ُحب الذات‬
‫ما إن تصل إلى درجة طاغية من درجات الحب‬
‫حتى وقعت تحت مسمى ((األنانية))‬
‫صور األنانية بالعديد من األفعال‬ ‫وتتفّرع ّ‬
‫التي ال يحبذها عامة الناس ربما!‬
‫طرقات مشبوهة‬ ‫تتمحور في ُ‬
‫ّ‬ ‫ألنها دو ًما ما‬
‫وملتوية‪...‬‬
‫في بعض الحين تُبدّل وجوه أصحابها حتى أنك تُصبح ال تعرفهم‬
‫بل انك تنصدم من جلدهم الجديد هذا‬
‫كأنهم انسلخوا‬
‫من جل ٍد لجل ٍد آخر كـاألفعى‬
‫في الحقيقة تلك األنانية ال تظهر عًلماتها سريعًا لك‬
‫وربما تنمو وتكبر في روح ذلك الشخص وأنت ال تعلم انه يمتلكها‬
‫تتلون وتتشكّل بعدّة ألوان‬‫فهي ّ‬
‫ربما تكون باهته وبسيطه ال تُخلّف ورائها أ ً‬
‫ثرا‬
‫وبعضها متوسطة بلونها الفاتح اثرها يبقى ولكن بإمكانك أن‬
‫تُصلحه‬
‫أما النوع األخير واألشد خطورة‬
‫الحالكة بالسواد‬
‫والتي من الغير ممكن ان تتخ ّلص من آثارها بسهولة!‬
‫في بعض الحين نتساءل‬
‫وهل يصعب االتفاق إال على ذوى النفوس الخبيثة الطامعة التي‬
‫تملؤها األنانية ويغزوها الحقد ؟(يوسف السباعي)‬
‫ربما البعض يُجيب نعم والبعض اآلخر ال‬
‫ك ًُّل يجيب حسب وجهة نظره‬
‫مع سببه الخاص‬
‫فهنا ما بين طيات تلك الهفوات‬
‫سأجيبكم أنا بوجهة نظري الخاصة‬

‫‪.................................................. ...‬‬

‫مقدمة لألحداث!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬كُّل األشيا ء بدأت تصغر ‪ ،‬تضعف وتتهاوى ساقطة على األرض‬
‫باستسًلم ضجيجها المزعج وأنينها المؤلم للسامعين ‪...‬كانت قد‬
‫بأال يحدث هذا الضجيج ‪....‬قسمت بأال‬ ‫عقدت العهد بينه وبينها ّ‬
‫تفترق عن روحها ولكن ماذا حدث؟ ُك ّل األشياء تغيّرت وتحولت‬
‫تحولت اغصان االشجار فجأة إلى غضاريف ضعيفة‬ ‫إلى رما ٍد قاتل ّ‬
‫اوراق شفافة ال‬
‫ٍ‬ ‫متناهية في الصغر !!! وتحولت اوراقها إلى‬
‫يُعرف لونها! من شكلها!! ‪....‬الجدران تخبطت في بعضهما‬
‫البعض وصرير األبواب بدأ باالرتفاع ويعلو تردده في كُل يوم!‬
‫غا ‪...‬تكتم بداخلها صرخت طف ٍل‬ ‫مات ُّك ّل شيء وبقى جسدها فار ً‬
‫كان واسع‪....‬ال تعرف بدايته من نهايته!‬
‫أضاع امه في م ٍ‬
‫ذهبت إليه ‪ ،‬ليُرمم شتاتها فاخرسها بقبلة الفراق‬
‫الموجعة‪....‬كانت تظن سيض ّمد جراحاتها وسيُمسح على قلبها‬
‫بقرار الهروب ولكن رضخ ِلم يحدث حولهما ‪...‬بكى بعينين‬
‫محمرتين ِبًل دموع ‪..‬اعتصرها ما بين اضًلعه ‪....‬وفي وسط‬
‫مشاعر مجهولة ‪..‬علقت دموع ا‬
‫كًل منهما‬ ‫ٍ‬ ‫رجفتهما الناجمة من‬
‫في ثياب اآلخر أطال قُبلة الوداع ما بين عينيها ثم رحل بانكسار‬
‫وضعف! تاركها في وسط هذا الع ّج من الغبار ال ُمميت حاولت أن‬
‫تحدث فرقًا في هذه األحداث الماكره ولكن لم تستطع ‪....‬استسلمت‬
‫وحان موعد دفانها في هذه الليلة‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫أنانية القرار‪ ،‬وقساوة الحديث فطر قلبها وقسمه إلى شقّيْن كانت‬
‫تنظر لعينيه بجمود الدموع في وسط محجر عينيها‪...‬قراره صادم‬
‫تتذوق مرارته اضاعت عمرها اربع سنوات‬ ‫ولم تتخ ّيل يو ًما ّ‬
‫انقضت معه بهدوء‬
‫يتحول إلى‬
‫ّ‬ ‫وبروتين ممل ال تنكر هذا ابدًا ولكن كيف لهذا الهدوء‬
‫عاصفة يُصعب عليها ان تُديرها بنفسها ! ارتفعت اصواتهما‬
‫ليرتعب ذلك الصغير ذو الخمس سنوات صرخ في وجهها ً‬
‫قائًل‬
‫‪:‬ما حد يقدر يوقفني عن قراري فاهمه‬
‫ثم خرج ولم يعد إليها إلى بعروسته ‪ ،‬كانت جميلة ذات مًلمح‬
‫هادئة وباهتة ال تحبذ الحياة خائفة من مصيرها الحالي تنظر إليها‬
‫بضعف ترجو منها المساعدة تلتهمها بقول (انجبرت عليه) تبكي‬
‫امامها بانهيار مختنقة(بدي ارجع على بلدي ‪......‬ساعديني)تنظر‬
‫إليها بضعف وتهرب من انجاداتها بعيدًا عنها عاشا معًا في هذا‬
‫المنزل بما يقارب ثمان سنوات‬
‫ال تخلو هذه السنوات من الصراخ ‪...‬واالنفعاالت ‪....‬وكان ثمر‬
‫زواجه منها طفلة جميلة تحمل صفات جمال والدتها وانتهى هذا‬
‫الزواج‬
‫بخيانة ال تُعرف‪....‬‬
‫ق جديد لها ‪ ،‬بدايته الضياع ‪......‬ونهايته أمل!!!!‬ ‫ق طري ٌ‬‫وانش ّ‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.............................‬‬
‫قبل الزواج باسبوع‬
‫ب‬‫كانت أمامه جاثلة على ركبتيها تترجاه بألم موجع تصرخ بح ٍ‬
‫سريع وأناني ‪ ،‬اخذت تُسرد عليه برجاء وعود هذا‬ ‫ٍ‬ ‫قرار‬
‫اخرسه ٍ‬
‫الحب‬
‫فنهض ليخرسها ً‬
‫قائًل‬
‫‪:‬ما بدي يّاكي تزوجي هايدا الحئير‪......‬ما بتعرفي بيُّوه شو عمل‬
‫تزوجي يوسف ‪....‬وبطلي بكى وكثرة حكي عن هـ‪...‬‬ ‫فيّا‪......‬راح ّ‬
‫قاطعته برجاء وقاطعها بضربته القاضية في قول‪ :‬زواجك منّو‬
‫راح يكون الخميس الجاي‪....‬‬
‫خرج من المنزل‬
‫فبقيت في الحقيقة الصادمة ‪ ،‬ثم قررت الهروب والتسلل إليه من‬
‫اجل ان يُحدث شيئ ًا يُغيّر مجرى هذه االحداث المؤلمة ‪ ،‬ولكن لم‬
‫يفعل شيء واخذ يزيد ألمها بقول‪ :‬ابوكي وبيّي قرروا هالقرار‬
‫شي ما فيني‪....‬‬ ‫حتى نموت ويتصافى اللي بيناتهوم ما فيني اعمل ِ‬
‫بكيت على حالها وضعفها وتّم زواجها بنجاح وانتهى بفش ٍل لم‬
‫تُطيقه‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫بعد ثمان سنوات انقضت من زواجهما انتهى بها المطاف ان‬
‫تجول في الشوارع تائه ال تعرف أين‬
‫تذهب؟ وقلبها يصرخ بخوف شديد على طفلتها بقيت بما يقارب‬
‫نوم هني إلى أن اتى وانتشلها من هذا‬ ‫اسبوعين بًل مأوى وبًل ٍ‬
‫األلم ولم ترضى أن تُبقي ابنتها في هذا المنزل اخذتها منه بالقوة‬
‫وبالخداع ثم‬

‫سافرت عن هذا البلد وطوت قصتها مع هذا السفر ‪...‬وشقّت‬


‫لحياتها قصة جديدة وصعبة جدًا‪.......‬لم يكن األمر في غاية‬
‫السهولة ‪...‬أمر السفر‪....‬أمر اخذ الفتاه من احضان‬
‫والدها‪....‬وامر التهديد الذي اختلقهُ ذلك العاشق من أجل ان‬
‫يخرس ذلك الرجل ويثنيه عن مطالبته بكل األشياء‪ ..‬جرت تلك‬
‫االحداث‬

‫نوم وراحة! إلى أن انفصلت عن هذا العالم‬ ‫بصعوبة وبثق ٍل وق ّلة ٍ‬


‫واثبت للجميع أنها وفية جدًا لهذا ال ُحب الذي ولدته ولم تستطع أن‬
‫تتخلّى عنه يو ًما !ولدته واضاعته رغ ًما عنها وها هي اليوم‬
‫استعادته من جديد وعادت لتحتضنه بلطف ونعومة اظافر يديها!‬
‫ولكن عادت إليه بوجود كائن جديد اقتحم ل ّجة‬

‫مشاعرهما وحياتهما! كان من الصعب على هذا الكائن التأقلم‬


‫معهما والعيش في هذا المكان الجديد والمجتمع الجديد والغريب‬
‫عليه‪.......‬هذا الكائن ما هو إال ابنتها ذات العمر الصغير تربّت‬
‫على يد والدها يوسف ‪....‬وعلّمها على تعاليمه وعاداته وتقاليده‬
‫صر ابدًا في تعليمها الصح من الخطأ !‬‫والمدرسة لم تق ّ‬

‫فأخذت تقارن أمور كثيرة وشاسعة الفرق ما بين ما عاشته في‬


‫ذلك البلد وهنا‬
‫فأخذت الفتاة تتشتت افكارها ‪ ،‬وتتزعزع تعاليمها الدينية!! إلى ان‬
‫انطوت وتقوقعة في تلك الغرفة وعاشت في فترة جمود عن الكًلم‬
‫وإبداء الرأي إلى أن ساعدتها والدتها وزوج والدتها بالنهوض‬

‫والخروج لمواجهة هذه الفروق وهذه االختًلفات واحترامها! لم‬


‫تتقبل هذا االختًلف ولم تتقبل وجود رجل آخر في حياة والدتها‬
‫ولكن اجبرت على التأقلم إلى أن بدأت ترى ُك ّل االشياء دون أن‬
‫تدقق في تفاصيلها واخذت تنخرط في هذا العيش الذي رأته في‬
‫بدايته غريب ومن الصعب التاقلم معه ‪ ،‬ولكن أثّر‬

‫ذلك في نفسيتها وشعرت أنها مضطربة ‪...‬واخذ الجميع يلحظ‬


‫اضطراب شخصيتها بسبب التن ّمر الذي عاشته في المدرسة وفي‬
‫المحيط الخارجي لكونها طفلة غريبة اطوار كما اطلقوا عليها ذلك‬
‫اللقب !!كانت ال تحبذ أن تنزع الحجاب الذي علمها والدها عليه‬
‫‪.....‬ما زالت تصلي ‪...‬رغم انها ال تعلم أوقات‬

‫اعوام ونصف‬
‫ٍ‬ ‫الصًلة الصحيحة ‪....‬كل هذا وهي طفلة ذات ثمان‬
‫!ولكن تربت على هذا ووالدتها لم تنهيها يو ًما عن كل هذا ولكن‬
‫هنا ‪....‬في هذه الغربة ‪....‬احدثت تغيرات عليها إلى ان كرهت ذلك‬

‫الحجاب‪....‬نزعته بإرادتها وصدمت والدته وزوجها‪.....‬تغيّبت عن‬


‫المدرسة لفترة ثم عادت تخوض حرب جديدة معهم‪....‬حرب‬
‫اللغة‪....‬حرب االفكار‪....‬حرب الخوف من نظراتهم واالختًلط‬
‫معهم‪......‬حرب التأقلم على اللعب معهم ‪...‬واقحام نفسها مع‬
‫صحبة جديدة‪....‬خاضت كل هذا لوحدها في المدرسة‪.....‬وتلقت‬ ‫ُ‬
‫الدعم من والدتها في المنزل!‪.....‬عاشت بهدوء‪...‬ولكن بداخلها‬
‫ضجيج‪.....‬واشتياق‬

‫لذلك الوطن الذي تنتمي إليه!‬

‫البارت األول‬

‫بعد مرور عشرون سنة‬

‫يوم مشمس من بداية الصيف كان قد‬


‫في وقتنا الحالي‪ ،‬وفي ٍ‬
‫انتهى من عمله وخرج من مقره للعودة إلى المنزل ‪ُ ،‬متعب هذا‬
‫اليوم ومرهق في اآلن نفسه لم يتمكن في انهاء هذا االجتماع‬
‫الذي كلّفه الكثير غير قادر على االتزان والتركيز في المناقشة‬
‫فاعتذر وطلب من ابنه اكمال واتمام األمر انهك المرض ‪،‬قلبه‬
‫ليس بخير ‪...‬يشتكي الهموم ويطلبه الراحة ولكن ِبًل جدوى!‬
‫المحن‪ ،‬الصعاب ولكن لم ينسى تلك اللحظات التي عاشها‬ ‫تجاوز ِ‬
‫وعاصرها لم ينسى تلك المكالمة التي سمعه منه‬
‫شعر وقتها بالضعف وصعوبة في االختيار‪ ،‬الفضيحة‪....‬وفتح‬
‫قضايا في المحاكم او التنازل عن كل هذه البلبلة!‬
‫صحى على نفسه وهو أمام باب منزله تنهد بضيق‪ :‬هللا‬
‫يسامحني‪...‬‬
‫ما إن فتحه حتى سمع‬
‫ابنتها وابنه يتشاجرا كعادتهما اليومية التي ال تنتهي وال تخلو من‬
‫المقالب والحديث السخيف!‬
‫كانت تركض بمًلبسها المبلل تصرخ‪ :‬يماااااااااااااااااااااااااه‬
‫ما إن رأت والدها حتى توقفت لتزدرق ريقها بخوف بقول‪:‬يييييـ‬
‫اشار لها بيده ‪ :‬وحطبه إن شاء هللا ‪.....‬وش مسوية بنفسك‪...‬‬
‫سا باردًا من الماء بنية ّرش وجهها‬ ‫ً‬
‫حامًل بيده كأ ً‬ ‫حتى هنا اخاها‬
‫به ولكن توقف عندما رأى ابيه بهذا المنظر الذي يدعو للخجل‬
‫صفق ابيهما بيديه ليكمل تهزيء‪ :‬ما شاء هللا وانت معها‬
‫بعد‪.......‬نعنبو شرك ما تستحي على وجهك عمرك واحد‬
‫وعشرين سنة وتسوي هالخبال ‪.....‬ابي افهم أنا اجسامكم بس‬
‫اللي تكبر بس هالعقول ابد معلقه على ست سنين‪....‬‬
‫تحدثت لتدافع عن اخيها ‪ :‬يييبه سعووود ماله دخل ‪....‬أنا اللي‬
‫لعبـت بالماااي‪....‬وهو جاا‪...‬‬
‫صرخ بحزم‪ :‬ذلفي بدلي هدومك ال بارك هللا‬
‫فيكم‪.....‬روحي‪.....‬روحي‪...‬‬
‫تقرقرت الدموع في عينيها ثم ركضت لناحية الدرج‬
‫تقدم سعود ألبيه ولم يُخفيه التعب الذي يُحيط مًلمح وجهه قبّل‬
‫رأسه ويده‪ :‬السموحة منك يبه‪.......‬بس‪...‬وهللا‪...‬ان‪...‬‬
‫قاطعه بحزم‪ :‬ال تبربر لي‪.....‬وين امك؟‬
‫تتروش‪....‬‬
‫ّ‬ ‫سعود بهدوء‪ :‬جهزت الغدا وراحت‬
‫قليًل وشقّ طريقه إلى ناحية الغرفة‬ ‫لم يُجيبه كل ما فعله دفعه ً‬
‫ّحك سعود رقبته ‪ :‬واضح الليلة ما بتعدي على خير‪....‬‬
‫تأفأف ثم خرج من المنزل!!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬

‫تتمايل بجسدها أمام المرآه ترقص ِبًل توقف تكرر كلمات األغنية‬
‫ت مضحكة تنخفض نبرت صوتها‬ ‫بًل ملل تمثل معانيها بتعبيرا ٍ‬
‫وتعلو متبّعة نوتات األغنية تحركّ شعرها بجنون لألمام والخلف‬
‫تدور حول نفسها عدّة مرات تغمض عينيها لتصرخ بكلمات ذلك‬
‫المقطع الذي تعشقه وانفتح باب الغرفة فجأة فتحت عيناها لتنصدم‬
‫محمر‬
‫ٍ‬ ‫بنظراته‪ ،‬واقف رافع حاجبه األيمن مكتف االيدي بوج ٍه‬
‫وغاضب‬
‫حكّت رقبتها وابعدت شعرها للوراء وقامت بفصل السلك عن‬
‫هاتفها من مكبّر الصوت !فدلف الباب وتحدث بغضب‪ :‬انتي ما‬
‫بتستحي على حالك‪......‬ازعجتي الجيران‪....‬وازعجتينا‪....‬شو هاد‬
‫اللي عمل تعمليه؟‪....‬وال كأنك بالبيت‪.....‬ومعك ناس وحوليكي‬
‫ناس‪.....‬ما بتخجلي‪.....‬‬
‫بللت شفتيها وبًل مباالة اشارت له ‪: calm down….I’m‬‬
‫‪turn off look‬‬
‫ازداد غضبه ليردف‪ :‬بدي افهم شغلي أمتي راح تفيئي على‬
‫حالك‪.....‬أمتي‪...‬‬
‫اتت والدتها هنا متعجبة لتردف ‪ :‬شو صار‪....‬‬
‫اشارت ابنتها لتردف ‪: he screamed at‬‬
‫‪me……..and I can’t afford that mom ….I will‬‬
‫… ‪go‬‬
‫ألي ِ مكان ‪....‬‬
‫قطعتها والدتها بحزم‪ :‬ما راح تروحي ّ‬
‫ألي مكان عم‬ ‫تحدث بملل‪ :‬ضلي على جنانك ضلي ما راح تروحي ّ‬
‫تسمعيني؟‬
‫ثم خرج من الغرفة وتقدم لناحيتها والدتها‬
‫امسكت بيد ابنتها لتردث بلهجة شديدة التحذير وثقيلة‪:‬‬
‫نور‪.....‬بكفي جنان‪....‬شوفي شسويتي بنفسك‪....‬صرتي تعملي‬
‫اشياء بدون ما ندري‪.....‬تاتو؟‪.....‬وشم‪.....‬وتدخين‪...‬‬
‫وضربتها عليه! وكان بالقرب من كتفها وصرخت في وجهها‬
‫لتردف‪ :‬وامس حفلة وما بعرف شو صار فيها؟‪.....‬متى راح‬
‫تكبرين وتعقلين؟‬
‫نظرت إلى والدتها بحنق لتردف‪ :‬ماما‪....‬انا كبرت خًلص‪....‬ماله‬
‫داعي‪ ....take care for me…......‬خًلص شيلي يدك‬
‫مني‪....‬‬
‫ضربتها على يدها بعنف‪ :‬وبطلي تحكي معي هيك‪.....‬وبتخلطي‬
‫بحكيّك‪....‬والعذرا وانا هأل بحلف لك لو ما تأدبتي‪....‬ما راح‬
‫يحصل لك طيّب‪...‬‬
‫تأفأت ثم سحبت حقيبتها بعجل ثم خرجت لتتبعها صارخة‪:‬‬
‫نور‪........‬نور‪...‬يا زفت نوووور لوين رايحة‪....‬‬
‫وصلت إلى باب الشقة خرجت واغلقت الباب بقوة‪....‬‬
‫اتى بالقرب منها طبطب على ظهرها‪ :‬اتركيها‪.....‬تهدأ وراح‬
‫تجي‪....‬‬
‫التفتت إليه بخيبة وخوف‪ :‬امير بنتي ‪.....‬بضيع من ايديني‪.....‬‬
‫أمير ابتسم ليخفف عنها‪ :‬ما راح يحصل إلها شي وانا موجود‪...‬‬
‫ثم اخذ يردف بتلطيف جو‪ :‬وبطلي تحكي سعودييي‪......‬حتى ما‬
‫ابلّش واحكي مصري‪....‬‬
‫عبست بوجهها ونظرت إليه بطرف عينها‪ :‬بتظن اني احكي‬
‫عشان‪...‬‬
‫قاطعها ليتحضنها ما بين يديه‪ :‬نووووووو‪.....‬ال تئوليها‬
‫‪.....‬وتعكري الجو علينا‪....‬خًلص‪.....‬احكي زي ما بدك‪.....‬‬
‫ثم نظر لعيناها ليردف‪ :‬حليانه اليوم‪.....‬‬
‫ابتسمت بخجل لتبعده عنها‪ :‬وانت صاير وحش‪....‬‬
‫ثم توجهت للطاولة لتشير إليه‪ :‬تعال افطر‪...‬‬
‫وبعد أن جلسا حول طاولة الطعام حتى ابتسم ورفع وجهها بطرف‬
‫وجهه ‪ :‬ديانا ‪.....‬دخيل هللا عليكي ما بدي شوف و ّجهك هيكي‬
‫عابس وحزين‪.....‬‬
‫ديانا بلهجة ابنانية ‪ ،‬ورجفة شفتيها‪ :‬منّي آدري اتحكم في وال‬
‫شي‪......‬فقدت الكنترول على نور‪........‬نور صارت هيك مشّان‬
‫اللي صار إلها وهي صغيرة انا بعرف‪.....‬بس مانّي عارفة كيف‬
‫اتصرف‪.....‬هأل هي صارت مضطربة في كل شي‪.....‬‬
‫وليهون عليها األمر‪ :‬راح حاول احكي‬ ‫ّ‬ ‫أمير طبطب على كف يدها‬
‫معها‪.....‬ونهدي الموضوع‪.....‬‬
‫ي اليوم وبدُّو‬ ‫ثم حكّ رقبته بتردد ليردف‪ :‬ديانا‪.....‬ابوكي اتصل عل ّ‬
‫يشوفك‪....‬‬
‫عبست بوجهها ثم اردفت بحنق‪ :‬يشوفني؟‪.....‬وليش‪......‬بعد كل‬
‫هالسنوات‪....‬بدو إياني‪...‬‬
‫أمير اغمض عينيه لياخذ نفس عميق ويردف بهدوء‪ :‬بيّك‬
‫تعبان‪.....‬‬
‫قاطعته بنهوضها المفجأ وتنفسها السريع‪ :‬وإزا؟‪.....‬مابدي‬
‫اشوفه‬
‫وقف واشار لها ‪ :‬اوكيه اوكيه‪......‬ال تزعجي حالك وال تفكري‬
‫بهيدا األمر‪......‬‬
‫ثم سحب جاكيته الرسمي ‪ :‬انا راح اروح عالشغل ومنّي متاخر‬
‫ثم انحنى ليطبع قبلة طويلة على جبينها وخرج‪ ،‬فخاضت حر ًبا مع‬
‫الذكريات البائسة ‪،‬جلست على الكرسي وانخرطت في بكاء‬
‫ممزو ًجا مع ذكريات ال تريد أن تتذكرها يو ًما فهي متعبة للحد‬
‫الذي يجعلها تتمنى الموت‪..,.‬ذكريات تجرعت ورائها أل ًما ومرضًا‬
‫ال تستطيع الخًلص منه!‬
‫المر التي مرت عليها‬‫ارتعش جسدها وغاصت في عمق االحداث ّ‬
‫ك ّمر السيف على عنق المذنب للقصاص منه!‬

‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫حدثته ‪ ،‬واجبرته على اللقاء هي بحاجة إليه ‪ ،‬بحاجة إلى‬
‫حضنه‪.....‬وحبه هي مكتفية بوجوده لتفهمه لعقليتها‪....‬وعدم‬
‫تعجبه لشكلها وألفكارها‪....‬اخبرته انها ستًلقيه في مطعم‬
‫ناندوز‪....‬جلست تنتظره لم تطلب ال ماء وال أي شيء آخر‪....‬هي‬
‫فقط تنتظره ليسكن من آالمها تريد ان تشتكي له عن جميع ما‬
‫يحدث‪.....‬تريد أن‪...‬‬
‫قاطع تفكيرها وجوده نهضت واحتضنته وش ّد عليها بيديه نظرت‬
‫إلى عينيه قرأ افكارها فابتعد لكي ال ينصاع لرغبته ورغبتها‬
‫الجنونية فجلسا وبدآ بالحديث إلى أن وصلت في قول ‪:‬‬
‫‪Tom……we should travel to another‬‬
‫‪country …….because I need to escape‬‬
‫‪away from my real life…..‬‬
‫تحدث بتردد وامسك بيديها وشدهما إليه ‪،‬ح ّدق في عينها ‪:‬‬
‫‪……I can’t do that…..‬‬
‫خرسها جوابه وانسكبت الدموع من عيناها لتدخل في دوامة‬
‫التساؤالت ‪: why?.....tom…..please tell me‬‬
‫?‪why‬‬
‫األمر ليس في غاية السهولة لًلعتراف بذلك‪....‬هو احبها بصدق‬
‫ولكن القدر شاء أن يفرقهما عن بعضهما البعض ال يريد ايذائها ال‬
‫يرد أن يراها تتعذب بسببه لذا اختصر األمر عليها بقول ‪:‬‬
‫‪because …..I……Iam sick…..‬‬
‫انفعلت هنا لتخبره أنّ ذلك ال يهم ولكن اخرسها بقول ‪: I have‬‬
‫‪….HIV….do you know what does mean‬‬
‫?‪that‬‬
‫لم تجيبه‪.....‬كل ما دار في عقلها ‪.....‬انها ستنفصل عنه‪.....‬لم‬
‫تهتم للخيانة‪.....‬ألنها تعلم جيّدًا ذلك المرض ال يأتي إال بسبب‬
‫جميعنا يعلم به ونخجل من أن نردده أمام الخلق!‪....‬مسكت يده‬
‫برجاء بأال يتركها في هذه الظروف فهي ال تملك القدرة على أن‬
‫تعيش دون وجوده ‪....‬فقبّل جبينها ثم ذهب‪.....‬وارتعش جسدها‬
‫ببكاء‪....‬نهضت وخرجت من المكان‪....‬واخذت تمشي في زحمة‬
‫شارع كاولي رود‪....‬تشعر بضيق تنفسها فجأة تريد‬
‫الهروب‪....‬تريد ان تفهم ما هية الشعور بالضياع؟‪.....‬تريد ان‬
‫تفهم سببب عدم تقبل الناس لها‪.....‬سببب عدم تقبلها‬
‫للحياة؟‪....‬واألهم لماذا تريد الهروب؟‪...‬ركضت بعيدًا وعيناها‬
‫تمطران بالدمع‪....‬تصطدم في ظهره هذا وهذاك ‪....‬تتأسف ثم‬
‫تكمل مسيرة الركض بًل خارطة و ِبًل وضوح‪.....‬قلبها‬
‫يؤلمها‪...‬لماذا تشعر بالحزن والكآبة؟‪.....‬لماذا تشعر باالشتياق‬
‫لمكان رفضها وبشدّة؟‪.....‬لماذا؟‪.....‬قررت أن تذهب إلى لندن‬ ‫ٍ‬
‫تريد الهروب من اجواء اكسفورد‪....‬فهي تخنقها ألنها احتفضت‬
‫بذكريات طفولتها التعيسة‪......‬ذهبت سري ًعا إلى محطة اكسفورد‬
‫سيركس‪....‬لتهرب من جميع االشياء التي تُخيفها‪....‬وتقلق‬
‫تفكيرها‪...‬لن تبالي ال لوالدتها وال حتى ألمير!‪....‬تريد أن تحضى‬
‫بفرصة البقاء مع نفسها بعيدًا عن جميع االشياء التي تذكرها‬
‫بالماضي!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫علينا باإلكتفاء‪....‬ثم النضج الفكري ِلنحب بطريقة سليمة وبطريقة‬
‫ت طويل‪.....‬ال ُحب‬ ‫كافية لبقاء المشاعر لوق ٍ‬
‫تضحية‪....‬وال ُحب‪....‬مشاعر ال يمكن الخًلص منها لو كانت‬
‫فعًل‪....‬ال شيء أجمل من أن نحب وننحب في هذه‬ ‫حقيقية ً‬
‫الحياة‪......‬احبته‪.....‬احبها‪....‬سرا!‪...‬وخالفا العادات‬
‫ا‬
‫متمرد في‬‫ّ‬ ‫والتقاليد‪....‬هي جريئة حينما بادرته بهذا ال ُحب وهو‬
‫االعتراف لها بحبه!‪......‬هي خائفة من الجميع‪...‬وهو خائف من‬
‫أال تكون من نصيبه‪.....‬ال يدري لماذا يخالجه شعور أنّ هذا ال ُحب‬
‫لن يستمر ‪...‬أنّ هناك شي ٌء سيء سيحدث ليقلب هذا الحب‬
‫القريب ‪....‬بعيدًا وجدًا‪ ....‬هو ليس سلبية لتلك الدرجة ولكن‬
‫كثيرا وسيصل ك ّل‬ ‫ً‬ ‫الهمهات التي تخرج من حوله اشغلت فكره‬
‫شيء في آوانه‪....‬لن يستعجل‪....‬‬
‫انفتح باب غرفته ثم توقفت أمامه قائلة‪ :‬الجازي ما جت اليوم؟‬
‫عقد حاجبيه ‪ :‬ال‪.....‬‬
‫حكّت رأسها لتردف بملل‪ :‬اففف‪...‬من بزيّن لنا الغدا أجل؟‬
‫اشار له بتهكم‪ :‬انتي؟ويا ليت تسوين كبسة بعد‪.....‬‬
‫فتخصرت بيدها نافية االمر كلياا‪ :‬ال يا شيخ‪.....‬توني راجعه من‬
‫المدعسة وراسي مصدّع تبيني اقطع بصل ‪....‬ودجاج واسوي‬
‫كبسة ‪........‬هذا اللي ناقص‪....‬بعد‪....‬‬
‫نهض من على السرير متحدثًا‪ :‬اجل روحي انقلعي نامي‪....‬ولجا‬
‫خالد وال لقا له شي ينوكل بقول له عييتي تسوين الغدا؟‬
‫انفعلت بخوف‪ :‬ليش تحطها براسي‪....‬قدّر ياخي اني تعبانة وروح‬
‫اشتر غداء جاهز‪....‬‬
‫تكتف عنادًا لها‪ :‬ال ليش ناكل من المطاعم وعندي اخت قد البغل‬
‫وتعرف تبطخ‪....‬‬
‫ضربته على كتفه بقوة‪ :‬البغل أنت واشكالك‪.......‬ياخي تعبانة من‬
‫وين تفهم أنت‪.........‬‬
‫ناظر لها بغضب‪ :‬قد هالحركة ذي؟‬
‫اخذت تغير الموضوع برجاء‪ :‬تكفى عاد‪...‬روح اشتر‪...‬‬
‫كرر عليها‪ :‬قدها وال ال؟‬
‫ارتفع صوتها بحنق‪ :‬ال‪.....‬خلصني اشتر ‪....‬وربي جايعة‬
‫‪.....‬امس ما تعشيت‪.....‬واليوم بعد ما اتغدى ‪.....‬ولو ابوي جا‬
‫وال لقى غدا بس ّفل فيني وبيمسح فيني البًلط‪...‬‬
‫ضحك واخذ يربت على كتفها‪ :‬خًلص ال سوينها علينا دراما‬
‫بروح اشتري‪.......‬وانتي روحي ارتاحي اشوي‪....‬‬
‫احتضنته سريعا وابتعدت مبتسمة‪ :‬فديت قلبك الكبير يا بندر‪...‬ليت‬
‫خويلد يتعلم منك كيف تحن علي بس‪....‬‬
‫بند اكتفى بابتسامة حتى خرجت‪ ،‬وهو ذهب الرتداء ثوبه على‬
‫عجل للخروج‪.....‬‬
‫أمرا فهي اخته الصغرى ‪....‬تيتمت في‬ ‫ال يستطع ان ال يلبي لها ً‬
‫سن صغير جدًا حتى أنها لم ترى والدتها فربتها اختها الكُبرى‬
‫الجازي وأدارت المنزل بعد وفاة والدتها لم يتزوج والدها إلى هذا‬
‫اليوم لذلك ال يستطيع أال ينفذ لها طل ًبا حينما تطلب‪......‬فهي تشبه‬
‫كثيرا وعانت في صغرها ‪...‬فيريد أن يعوضها على ما‬ ‫ً‬ ‫والدته‬
‫فات!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫تحدث لها عن األمر بهدوء‪.....‬وبرجاحة تفكيره اقنعها باألمر‬
‫ولكن‬
‫ما زالت تقول‪ :‬ولكن يا يوسف شيخة ما زالت صغيرة توها‬
‫عمرها سبعطعش‪....‬‬
‫تحدث بهدوء وهو يحدق في وجهه زوجته‪ :‬بو سلطان قال لي‬
‫الزواج بعد الثانوية لتخرجت يعني‪.....‬الحين خاطره بس انه‬
‫يحجزها لولده‪....‬ويتعرف الولد والبنت على بعض‪...‬في فترة‬
‫الخطوبة وانا ما عندي مشكلة بهاألمر دام الولد براسة الزواج‬
‫منها‪.....‬انتي اساليها وردّي لي خبر‪....‬‬
‫هزت رأسها ‪ :‬ان شاء هللا‪....‬وهللا يكتب اللي فيه الخير‪......‬الليلة‬
‫بكلمها‪.....‬والحين بدل مًلبسك وانزل الغدا جاهز‪....‬‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬طيب‪....‬‬
‫ثم نزلت ‪....‬للدور االرضي ونظرت ألبنتها وابنها سعود فتساءلت‬
‫‪ :‬ما جا ناصر؟‬
‫شخة وهي ترتشف الكثير من البيبسي‪ :‬ال بعده‪....‬وواضح ابوي‬
‫كارفة ‪...‬ومخليه يعض االرض‪.....‬‬
‫ام ناصر بتهكم‪ :‬شالكًلم هذا؟‪.....‬ما عمرك قلتي شي سنع‪....‬‬
‫تحدث اخيها سعود ليغيضها‪ :‬وال راح تقولك شي سنع بحياتها‬
‫كلها‪....‬سيرتها الذاتية فقط لًلشياء الغير سنعة‪....‬‬
‫رمت عليه الخدادية منفعلة‪ :‬كل تبن وال تدخل‪....‬‬
‫ارتفع صوت والدتها‪ :‬العقل زينة وانا امكم اهجدوا ال يجي ابوكم‬
‫ويجلدكم اثنينكم‪...‬‬
‫ثم اشارت البنتها‪ :‬وانتي قومي عاونيني‪ ...‬على‬
‫المطبخ‪....‬قومي‪....‬‬
‫نهض شيخة وسمعت همهمات اخيها بقول‪ :‬يا زين شغالتنا‬
‫الجديدة‪...‬‬
‫فركلت رجله لتجعله يصرخ‪ :‬وجع‪......‬ولد‪...‬مو بنت‪....‬‬
‫صرخت والدتها وهي في المطبخ‪ :‬شيخووووووه‬
‫‪.......‬تعاااالي‪....‬يًل‬
‫فسارعت خطواته بتأفف لناحيته‪....‬‬
‫ودخل ناصر المنزل القى السًلم ورد عليه سعود‬
‫ائًل‪ :‬تغديتوا؟‬‫رمى نفسه على االريكة متع ًبا ومتس ً‬
‫سعود بهدوء‪ :‬ال لسى ‪.......‬ومستحيل ناكل وانت منّك موجود‬
‫تعرف قوانين امي‪...‬‬
‫ابتسم ‪ :‬هللا يخليها لي يارب‪.....‬‬
‫سعود‪ :‬آمين‪...‬‬
‫ثم همس ألخيه بقول‪ :‬خالد يتصل عليك وقول ما ترد‪....‬‬
‫سعود تكتف بغضب‪ :‬وال راح ارد عليه‪.....‬‬
‫ناصر قبل ان ينهض اردف كلمته لترن في اذهان اخيه‪ :‬تعوذ من‬
‫ابليس مهما صار ‪...‬يبقى ولد عمك‪....‬وعمر الظفر ما يطلع من‬
‫اللحم‪....‬‬
‫سعود نهض وربت على كتف اخيه‪ :‬اترك عنك خالد وتعال نتغدى‬
‫بس‪..‬‬
‫همس ناصر بضيق‪ :‬هللا يهدي النفوس‪....‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫في تمام الساعة التاسعة والنصف‬
‫كانت تجول في غرفتها ذهابًا وإيابًا ‪ ،‬تشّد بطرف (روب )نومها‬
‫على جسدها الذي بدأ يرتعش خوفًا من غيابها لهذا‬
‫الوقت‪....‬ازدردت ريقها عدّت مرات ال تريد ُخسرانها فهي خسرة‬
‫الكثير وال تمتلك الطاقة الكافية في تح ّمل المزيد!‪...‬فركت يديها‬
‫ببعضهما البعض ابعدت خصًلت شعرها الكستنائي‬
‫للوراء‪....‬ضربت على فخذيها بمحتاه بلغ منتهاها لتردف ‪ :‬فين‬
‫رحتي يا نور؟‬
‫سمعت اغًلق باب الشقة فهرعت راكضة لترى من هو القادم‬
‫وانصدم أمير حينما رآها بهذا الحال امسكها من اكتافها متسائِ ًًل‬
‫شي؟‬ ‫بكل خوف‪ :‬شوفي؟ فيكي ِ‬
‫ديانا بقلق‪ :‬بنتي نور لهأل ما إجيت ‪...‬وئلبي منُّو مطمن؟‬
‫باال إال بعدما تتسبب في موت‬ ‫امير تنفس‪ ،‬نور لن يهدأ لها ً‬
‫والدتها قبض على يده بقوة وحاول أال يب ّين عصبيته من هذا‬
‫خاصة في األوان األخيرة ‪...‬طبطب على اكتافها ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫األمر المتكرر‬
‫اهدئي اكيد راحت مع صحباتها للشوبينق او‪...‬‬
‫قاطعته وهي تُشير إلى ساعة يدها الفضية‪ :‬من الصبح لهأل‬
‫يعملوا شوبينق؟‪....‬أمير بتصل عليها وما بترد‪........‬بخاف البنت‬
‫شي أنتّا بتعرف هيدا البلد وبهيك وئت شو بصير؟‬ ‫فيها ِ‬
‫سكت وحكّ طرف ذقنه ثم نظر إلى وجهها المتعب‪ :‬طولي‬
‫أي شي‪....‬ارتاحي‪.....‬هأل راح اتصل‬ ‫بالك‪.....‬ما راح يصير إلها ّ‬
‫عليها‪....‬‬
‫اتصل عليها تحت انظار والدتها ‪......‬التي اصبحت ِبًل‬
‫قلب‪.......‬ليس هذا يُعني أنها اصبحت قاسية ال ‪....‬بل قلبها تآكل‬
‫صغيرا ال‬
‫ً‬ ‫من اآلالم والحزن إلى أن تضاءل واصبح شيئ ًا‬
‫يُرى‪......‬لم تجب عليه‪....‬فنهض ليردف لزوجته‪ :‬ديانا‬
‫حبيبي‪.....‬روحي نامي‪.....‬بكرا الصبح ‪....‬ال تنسي عندك موعد‬
‫مع‪....‬‬
‫قاطعته بضيق وخوف‪ :‬ما يهم‪....‬ئبل بدي شوف بنتي وبعدها‬
‫بنام‪.....‬‬
‫انحنى ليقترب من وجهها العبوس رفع طرف وجهها بطرف‬
‫اصابعه تحدث بهدوء‪ :‬ما ينفع هيك‪...‬ديانا انتي تعبانة ومحتاجة‬
‫كتير للراحة‪.....‬نور ‪....‬عم تعاندك ‪.....‬عشان الشي التافه اللي‬
‫صار بالصبّح‪.....‬روحي نامي وانا ما راح نام إال لم اشوفها‪(......‬‬
‫اقترب منها اكثر وش ّد على كفيها بيديه)بترجاكي‪....‬نامي ‪....‬ما‬
‫فيني اخسرك ديانا‪.....‬ما فيني اخسرك وال اخسر حتى نور‪.....‬‬
‫كأنها وبدأت تقتنع في األمر‪...‬هزت رأسها ثم قالت‪ :‬راح اغفي لي‬
‫اشوي‪....‬بس تجي فيّئني‪...‬‬
‫امير قبّل جبينها‪ :‬ال تاكلي هم ‪......‬روحي‪......‬‬
‫ابتسمت له وما إن ولّت بظهرها عنه حتى عبس بوجهه وش ّد‬
‫على شعره مرد ًفا ما بين اسنانه‪ :‬فينك يا زفت نور‪.....‬‬
‫سا لو‬ ‫ضرب بيديه بخفة على الجدار واخذ يتوعد ان يُلقّنها در ً‬
‫عادت وثبّتت شكوكه و ما يدور في عقله ‪ ،‬ستاتي ولكن بحال هو‬
‫رسمه في عقله لذلك اراد من زوجته ان تخلد للنوم لكي ال تراها‬
‫وتنفجع‪....‬بعد مرور نصف ساعة ذهب لغرفته نظر لزوجته‬
‫انحنى وقبّل رأسها ‪...‬كانت تغط في سبات عميق‪....‬وضع اللحاف‬
‫على جسدها ثم خرج واغلق الباب بخفة وذهب لغرفة نور اشعل‬
‫االنوار ‪....‬واخذ ينظر لبعثرة مًلبسها واشيائها االخرى كالميك‬
‫آب‪.....‬األقًلم‪....‬وحتى الدفاتر‪......‬عبس بوجهه غير راضي عن‬
‫حالها هذا ‪.....‬ولكن لن يكذب على نفسه فهي تجرعت الكثير‬
‫لتصبح على ما هي عليه اآلن‪.....‬ولكن هذا الشيء ال يبرر‬
‫المتمردة ألنها نضجت واصبحت فتاة تبلغ من العمر‬ ‫ّ‬ ‫ألفعالها‬
‫عشرون سنة‪....‬وبدأ عقلها يُدرك الخير من الشر‪....‬جلس على‬
‫طرف سريرها ‪...‬نظر لصورتها الموضوعه جانبًا على‬
‫الكومدينة‪....‬كانت مبتسمة ‪.....‬مبتهجة ‪.....‬التقط لها هذه‬
‫الصورة وهي فتاة ذات السابعة عشر من عمرها‪....‬التقط هذه‬
‫الصورة بعد ان تقبلت وجوده في حيات والدتها!! اجل هي لم‬
‫كثيرا وللوطن الذي تنتمي‬ ‫ً‬ ‫تتقبّل وجوده ابدًا وتشتاق لوالدها‬
‫إليه!!!رغم انها لم تعش فيه إال ثمان سنوات فقط‪...‬ولكن الشعور‬
‫لم يمت‪.....‬الضياع مستمر‪.....‬الوجهة هذه ال تًُلئمها أبدًا ولكن‬
‫اعتادت عليها بطريقتها التي تُخالف كُل القوانين والعادات‬
‫والتقاليد وحتى التعاليم الشرعية! لذا الجميع منصدم لحالتها‬
‫تلك!مسح بلطف على وجهها ثم أعاد الصورة في مكانها‪....‬تنهد‬
‫بضيق‪....‬ثم نهض يجول في غرفتها ينظر إلى األشياء‬
‫سر‪....‬بتندم على حالها ولفت نظره علبة السجائر فسحبها من‬ ‫بتح ّ‬
‫على االرض بعنف والقاها في القمامة وهو يسب ويشتم واقعها‬
‫ال ُّمر!‬
‫نظر لساعة يده مضت ساعة ‪....‬ولم تأتي!‬
‫بدأ يقلق حقيقةً ‪....‬ثم سحب هاتفه اتصل عليها لم تجيبها‬
‫فشتمها!‬
‫خرج من الغرفة خشي من زوجته ان تفيق من نومها‪.....‬فتح باب‬
‫غرفته بهدوء ورآها نائمة فاغلق الباب‪...‬‬
‫وانفتح باب الشقة هنا‪....‬فهرع راكضًا لناحيتها‪....‬وامسكها من‬
‫كتفها األيمن ‪.....‬وركض بخطواته واجبرها على ان تركض معه‬
‫وما إن دخًل غرفتها فاغلق الباب‪....‬‬
‫وتفلتت من قبضة يده وجسدها يرتعش ‪: leave me‬‬
‫‪alone…......‬‬
‫ثم جلست على ركبتيها تبكي!ما زالت منهارة من أمر ترك توم‬
‫لها؟ وجهها محمر للغاية عينيه منتفختين نوعًا ما وصوتها‬
‫متحشرج‪!!!......‬‬
‫انحنت وهي تبكي بجنون ‪: please……go away at‬‬
‫‪me….......‬‬
‫جنّ جنونه‪ ،‬وبدأت الشكوك تحوم حوله اقترب منها ورفع رأسها‬
‫إليه بقوة وتحدث بلهجة سعودية صارمة لعلها تفهمه ‪.....‬فهي‬
‫اجبرته على أن يتحدث تلك اللهجة التي كرها بسبب ما حدث له‬
‫ولحبيبته!‪ :‬شفيك؟‪.....‬شنو صاير؟‪....‬تكلمي‪.......‬‬
‫ابعدت يده عن وجهها ‪ :‬قلت لك اتركني لوحدي ومالك دخل‬
‫فيني‪....‬‬
‫انهار بغضبه هنا وامسكها من اكتافها‪ :‬لك انتي بنت‬
‫ديانا‪........‬كيف ما يهمني؟‪.....‬نور‪.....‬شنو صاير لك‪......‬شو‬
‫صار إلك‪......‬في احد تعرض لك‪......‬تحرش فيك‪...‬اغتـ‪...‬‬
‫قاطعته بغضب وانهيار‪ :‬قلت لك مالك دخل‪.....‬وانقلع من‬
‫وجهي‪....‬مالك‪...‬دخل فيني‪...‬‬
‫انهضها من على االرض بقوة يديه قربها منه وتحدث بجدية‪:‬‬
‫تكلمي ليش جيتي متاخر؟‪.....‬وتبكين‪....‬وحالتك حالة؟‪....‬فهميني‬
‫شو صاير إلك‪.....‬أمك ما فيها حيل لهيك أشياء يا نور‪...‬امك‬
‫مريضة بتفهمي هيدا الشي وال ال؟‬
‫اخرسها وصدمها في اآلن نفسه حينما قال (امك مريضة)نزلت‬
‫دموعها على خديها وصرخ في وجهها‪ :‬تكلمي‪......‬انا عارف‬
‫انتي وتوم بتحبو بعضكم‪.....‬ولكن اعرف توم ما يصلح‬
‫إللك‪......‬و‪...‬‬
‫قاطعته برجفة شفتيها‪ :‬تركنا بعض‪......‬‬
‫تركها وتحدث بتهديد‪ :‬نور‪.....‬اسمعيني‪.....‬وركزي معي‪......‬اللي‬
‫تعمليه بخالف الشريعة االسًلمية وانتي مسلمة‪...‬‬
‫قاطعته بتذبذب‪ :‬انا مسيحية‪....‬‬
‫انهار بغضب‪ :‬وإزا؟‪...‬هيدا الشي ما يبرر افعالك السودة‪.......‬ما‬
‫ابي اشوفك تدخنين‪.....‬تحبين؟‪....‬تمارسين الجـ‪...‬‬
‫قاطعته بصراخ‪ :‬ما قد سويت هالشي واطلع برا‪.....‬اطلع ما ابي‬
‫اشوفك‪....‬‬
‫اقترب منها وامسكها من ياقة بذلتها‪ :‬ولو شفتك شاربه بس قليل‬
‫من الخـ‬
‫دفعته عنها وهي تقول‪ :‬مالك شغل فيني‪......‬انت وديانا تشربون‬
‫ال تقنعني ما قد شربتوا‪.....‬‬
‫تحدث بغضب وعاد في امساكها بالطريقة المهينة!‪ :‬اثبتي انك‬
‫شفتينا نشرب هالسم اثبتي؟‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬اتركني ‪....‬وانقلع لحبيبتك‪.....‬ماراح اظل‬
‫هنا‪....‬راح ارجع على بلدي‪......‬واترككم‪...‬ترتاحون مني‪...‬‬
‫ضحكت بسخرية ‪ :‬ههههههه بظني ابوكي راح يستقبلك‬
‫باالحضان‪....‬شوفي‪........‬‬
‫وانقلبت نبرته لخبث‪ :‬ابوكي هو اللي تركك ألمك‪...‬ألنه كان يشك‬
‫فيها كتير‪......‬وبيزن أنك منّك بنتوه ‪....‬وال ‪.....‬بدُّو يشوفكي حتى‬
‫‪......‬وامك اخذتك منُّو‪(.....‬اردف بسخرية )‪....‬لوين ئلتي بدك‬
‫تروحي؟ئال ترجع للبلد ئال‪......‬‬
‫بكت هنا لتصرخ‪ :‬هي خاينة‪.....‬كنت اسمعها تكلمك‪.........‬ابوي‬
‫طلقها عشان هالشي‪....‬ال تنكر وتألف علي قصص‬
‫اقترب منها ونظر لعيناها المحمرتين‪ :‬ليش ما تسألي حالك‬
‫‪......‬ليش ما يسأل عنّك طول هالسنين؟‬
‫تسارعت انفاسها ‪ ،‬واضطربت اعصابها لتنهار بضربه على‬
‫صدره وهي تكرر‪: go out……..goooo out.....‬‬
‫ابعد يده عنها وتركها‪.....‬تجول في سم الحديث الذي دار بينهما‪،‬‬
‫دارت حول نفسها بضياع ‪،‬شدّت على شعرها لتضج في نوبة بكاء‬
‫هستيري ‪...‬سقطت على االرض ‪.....‬ال تُريد أ تفهم ما هية شعور‬
‫والدها تجاهها ‪...‬ال تُريد ان تسمع ما قاله أمير لها!!!لماذا قلبها‬
‫متعلّق في ذلك المكان‪...‬ربما أي فتاة اخرى لو كانت مكانها‬
‫ألعجبها الوضع‪....‬شعورها بالنقص‪.....‬يزداد يو ًما عن‬
‫يوم‪....‬وشعورها بالخيانة يقتل قلبها آالفًا من المرات‪....‬حتى‬
‫طعن بآالف من السكاكين‬ ‫ال ُحب الذي ستلده ع ّم قريب‪......‬قُتل‪....‬و ُ‬
‫والخناجر قبل ميعاده!‪.....‬كُّل شيء‪.....‬يحدث لها بالطريقة‬
‫العكسية التي تفكر بها!‪.....‬ال تدري ما هو الخطأ في طريقة‬
‫عيشها‪....‬تذبذب قاتل يُحيطها من كل جانب‪ ....‬وربما ِعنادًا‬
‫لوالدتها تزداد رغبة العودة للديار‪....‬الذي لفظها‬
‫بقسوته!‪....‬قوقعة نفسها في ظًلم الغرفة رغم أنّ هناك نور قوي‬
‫منبعث في أرجائها إال انها ظلماء في نظرها وبسوداوية أفكارها‬
‫!‪....‬احتضنت بكلتا يديها جسدها‪.....‬محتاجة‬
‫لًلحتضان‪....‬للهمسات الحانية‪....‬للصوت‬
‫الشجي‪....‬لكلمة(يبه‪.....‬عمري بنتي الحلوة‪...‬امسحي‬
‫دموعك)‪...‬تتوق نفسها للمشاعر األبويّة‪....‬تلومه اش ّد اللؤم رغم‬
‫انها تلذذت في دفء احضان والدتها ولكن هذا لم يُكفيها!‪....‬تُريد‬
‫أن تراه لتسأله ويبرر لها ِلم لم يتصالحا وعاشا زوجين سعيدين‬
‫وعاشت هي في احضانهما!!!‪....‬تريد أن تفهم لماذا بعد مرور‬
‫عشرون سنة لم تنساه‪.....‬قلبها معلّق ب ِه‪....‬هل ألنه احسن‬
‫معاملته معها؟‪....‬اعطاها حبًا ال يُنسى؟!‪....‬اغمضت عينيها‬
‫شهقت ‪....‬وازدادت رجفات جسدها‪....‬‬
‫بينما هو كان خلف الباب يسمع صوت‬
‫بكائها‪....‬ونوحها‪.....‬وشهقاتها المتتالية لم يهون عليه‬
‫ذلك‪.....‬فهو من اكمل تربيتها‪....‬وساندها طوال حياتها‪....‬ففي‬
‫قلبه مشاعر اخرى تجاهها‪...‬مشاعر تُشعره بالمسؤولية‬
‫اتجاهها‪.....‬يحبها لن ينكر هذا‪....‬فهي ابنت محبوبته لم يتقبل‬
‫وجودها كما هي لم تتقبل وجوده في بداية األمر ولكن سري ًعا ما‬
‫دخلت قلبه ‪....‬اغمض عينيه‪....‬شهقاتها تخترق آذانه‪....‬يؤلمه‬
‫ذلك وبشّدة‪....‬هي عاشت في وسط ال يرحم‪.....‬عاشت لفترة‬
‫تُعاني من التن ّمر بسبب لون عينيها المختلفتين اليُمنى ذات لون‬
‫االزرق السماوي الفاتح كلون السماء وصفاوتها واالخرى اخضر‬
‫سبب لها عقدةً في‬
‫ّ‬ ‫فاتح كمروج الحقول الفاتنة!‪......‬هذا األمر‬
‫الظهور امام الناس‪....‬غير ذلك‪.....‬لم تكن محببه لدى االطفال قبل‬
‫في بداية قدومهم لهذا البلد ألنها ال تعرف من اللغة االنجليزية‬
‫شيء‪....‬فالجميع بدأ يسخر منها حينما بدأت تتعلم وتنطق االحرف‬
‫والكلمات بلهجتها ‪....‬بلكنتها الخاصة‪......‬ولم تسلم من تعليقاتهم‬
‫على لبسها ومظهرها الخارجي‪......‬هو من وقف معها آزرها‬
‫‪...‬وشجعها في الظهور أمامهم واكمال دراستها‪.......‬ساعد‬
‫والدتها في النهوض وساعدها هي ايضًا!‪......‬لذا صوتها اآلن‬
‫يؤلمه ‪.....‬يشعره بالندم‪....‬قسى عليها بالحديث‪....‬لكي تُشيح‬
‫بنظرها عن المعزوم والدها!‪....‬التفت للباب‪....‬نظر‬
‫للمقبض‪.....‬اغمض عينيه ودلف منه واغلقه بهدوء‪ ....‬تقدم‬
‫لألمام ما زالت على االرض ترتجف‬
‫كالعصفور!‪....‬خائفة‪....‬متوترة من المجهول‪....‬تشهق ‪...‬تردد‬
‫بصوت هامس تمتمات ال يعرف معناها مغمضة لعيناها‬
‫‪...‬ومستسلمة لنوبة البكاء‪....‬ينظر إليها بشفقة‪....‬يعلم أنها تعاني‬
‫من جميع النواحي‪....‬عاطفيًا ‪...‬ومعنو ًيا وحتى جسديًا لم تنجح في‬
‫العًلقات االجتماعية ‪.....‬ولم تنجح في عًلقاتها العاطفية‪.....‬لذا‬
‫اآلن هي تدفع ثمن هذا الفشل‪.....‬ويعلم جيّدًا انها بحاجة ماسة‬
‫إلى من يشد بيدها ليخطو معها للخروج من هذه القوقعة‬
‫السوداء!‪....‬اقترب منها‬
‫فانحنى اغمض عينيه واخذ نفس عميقًا ‪ ،‬وضع يده على كتفها‬
‫قليًل عن األرض‬‫وازاحت نفسها بعيدًا عنه فجلس ورفع جسدها ً‬
‫مقابًل له فاحتضنها واخذت تتحرك بعشوائية تريد منه‬ ‫ً‬ ‫كان ظهرها‬
‫ان يتركها‬
‫همس في اذنها ‪ :‬اشششش‪......‬نور‪.....‬بليييز اهدي‪......‬ما فيه‬
‫شي بيستاهل ‪....‬دموعك‪....‬حزنك وألمك‪.....‬اششش‪...‬‬
‫ضربت يديه تردف بكلمات متقطعة‪ :‬اترركني‪......‬اتتتركني‪...‬‬
‫شد عليها اكثر واغمض عينيه وهو يردف بحزن‪ :‬كان حلمي‬
‫اكون أب‪.....‬لكن هللا ما كتب لي هالشي‪....‬‬
‫ثم ابتسم وسط انهياراتها المتراكمة‪ :‬ولكن عوضني بوجودك‬
‫‪......‬بحياتي‪.....‬عوضني اني اكون اب لشابة حلوة مثلك‪......‬‬
‫بكت اكثر ‪ ،‬هي في قناعة داخلية وتامة بانها ابشع مخلوق على‬
‫وجه الكرة االرضية بسبب ما واجهته استسلمت ما بين يديه‬
‫وطأطأت برأسها واخذت تبكي في حضن‬
‫مسح على شعرها بحنان ليردف‪ :‬ما بتعرفي قد ايش يا‬
‫نور‪....‬غيّرتي حياتي‪......‬لألفضل طب ًعا‪.....‬عطيني فرصة‬
‫افرجيكي ابوتي تجاهك‪....‬‬
‫تحركت بسرعة ‪ ،‬لتلتف حوله وتقابله وتعانقة بشدة همست له ‪:‬‬
‫خايفة‬
‫عقد حاجبيه‪ ،‬م ّم تخاف؟ولماذا اردفتها طبطب على ظهرها وم ّد‬
‫رجليه ليسند ظهرها بفخذه مسح على رأسها مردفًا‪ :‬ما في شي‬
‫بخوف أنا وا ّمك معك‪......‬وئبل كل شي هللا معك‪.....‬نامي‪.....‬نامي‬ ‫ّ‬
‫نور‪...‬‬
‫لن تتنازل عن هذه اللحظات ‪ ،‬فهي بحاجة لهذا الحضن‬
‫والدفء‪....‬هي بحاجة إلى شخص يخفف عنها آالمها العاطفية‬
‫!!دفنت وجهها في صدره كتمت شهقاتها واغمضت عيناها واخذ‬
‫أمير يغني لها اغنية شعبية ‪....‬تلك االغنية الشعبية المشهورة‬
‫لدى اللبنانيين ال يدري لماذا اختارها؟ ولماذا بدأ بلحنها البطيء‬
‫والمائل للحزن مسح على رأسها ‪ :‬هيهات يا بو الزلف عيني يا‬
‫قرة‬
‫بحب السمرة يا ّ‬ ‫ّ‬ ‫موليّا‪.....‬ال تنكري أصلك لبنانيّة‪....‬مغرم‬
‫عيوني‪.....‬ما بفوتهن عالعمر مهما جافوني‪....‬ومهما قسوا باألمر‬
‫والبيض ح ّبوني‪...‬ما بميل نحو الشقر لو قطعو د ّيا‪......‬‬
‫اخذ يكرر الكلمات ويلحنها بالطريقة المناسبة‪....‬ال يدري كم مضى‬
‫على الوقت وهو يُغنيها ويكررها ‪......‬ولكن حينما شعر‬
‫بهدوء جسدها عن االرتعاش وانتظام انفاسها المضطربة ‪ ،‬نظر‬
‫لوجهها وشحوبة بشرتها فعلم انها دخلت في سبات النوم العميق‪،‬‬
‫‪....‬قبّل جبينها وتنهد بضيق لحالها المرير‪....‬حملها ما بين يديه‬
‫ثم وضعها على السرير والقى اللحاف عليها ليغطيها به‪.....‬خفف‬
‫اضاءة الغرفة ثم خرج ليذهب لغرفته وينام!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪................................‬‬
‫انتهى‬

‫البارت الثاني‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫صدمتها والدتها‪ ،‬عجنّت قلبها وفلقته إلى نصفين‪.....‬لم تستوعب‬


‫حديثها الذي القتهُ عليها بابتسامتها وتفاؤلها‪.....‬كل ما تتذكره‬
‫سم تتردد في مسامعها(يمه‪.....‬انتي‬‫تلك الكلمات التي اصبحت كال ّ‬
‫كبرتي‪.....‬وصرتي تنخطبين مني‪....‬وكله اعيي ألنك بعدك‬
‫صغيرة‪......‬بس الحين يمه‪.....‬خًلص‪.....‬ما ابي اظلمك‪....‬وما‬
‫اقولك‪...‬سلطان ولد بو سلطان صديق ابوك‪....‬الروح‬
‫بالروح‪.....‬يبيك على سنة هللا ورسوله‪....‬ال انا وال ابوك راح‬
‫نغصبك على شي ما تبينه‪.....‬بس اشهد أنّ الرجال طيّب ذو خلق‬
‫ودين‪...‬والكل يتمناه لبنته‪....‬فكري زين واستخيري‪....‬وال‬
‫تستحين يمه‪.....‬راح اسمع ردك بعدين تعالي لي وقوليه‬
‫لي‪.....‬وال تستعجلين بالرد تصبحين على خير)‬
‫‪.....‬ولم تنم‪....‬ولم تستطع التماسك أمام األمر‪....‬ابن صديق ابيها‬
‫المقرب األمر صعب هنا!‪....‬تحب والدها ‪.....‬ال تريد أن تراه‬ ‫ّ‬
‫حزينًا‪....‬ال تريد ان تخذله!‪....‬ال تريد أن تكسر قلب ذلك‬
‫المسكين‪...‬ولكن قلبها هي من يداوي جروحه!‪...‬ليس لها‬
‫خيار‪....‬هم على معرفة وعلم أنها ستختار ما يريدونه!‪.....‬هي‬
‫قريبة جدًا منوالدها ولم تكسره يوما بكلمة‪......‬بكت هذا الطريق‬
‫الوحيد للتنفيس عن توترها ‪......‬عليها ان تتزن في االختيار إال‬
‫انّ ليس لها أي طريق لًلختيار قط!‪.....‬هناك شيء يؤلم‬
‫قلبها‪....‬يُرهقه‪.....‬ويتعبه‪.....‬ال ُحب‪.....‬اآلن بدأ باالستيقاظ من‬
‫نومه‪.....‬هل تُعلنه ام تُخفيه وتتناسى وجوده!‪.....‬هل تخبره‬
‫باألمر‪...‬ام تصدمه في دفع ٍة واحدة؟!القت بنفسها على‬
‫السرير‪.....‬حاولت الصمود وعدم التفكير باألمر لتنام‪....‬ولم تنم!؟‬

‫في الصباح الباكر‪.....‬طرقت والدتها الباب عليها لًلستيقاظ‬


‫واالستعداد للمدرسة‪....‬ولكن هي في الواقع لم تنم كانت جالسة‬
‫األول‬
‫على السرير تحدّق في السقف وتفكر في حبها ّ‬
‫واألخير!‪.....‬ما إن انفتح الباب حتى تظاهرت بالنوم‬
‫فقالت والدتها‪ :‬شيخة‪.....‬شيخة يمه قومي‪....‬الساعة ست ونص‬
‫قومي تجهزي للمدرسة ‪....‬ناصر اليوم بوديك السايق خليته‬
‫يروح يشتري خبر وادري بيتأخر ما بيمديه يوصلك ألنه الوقت‬
‫مضى والحين بتجي سبع إال‪.....‬قومي‪.....‬تراه مستعجل وما يبيك‬
‫تأخرينه‪....‬‬
‫نهضت ببطء لكي ال تثير الشك والظنون في فؤاد والدتها‪.....‬ثم‬
‫نطقت بابتسامة باهتة‪ :‬صباح الخير يا اجمل ام‪....‬‬
‫ابتسمت في وجهها‪ :‬صباح الخيرات يا اجمل بنت‪.....‬يًل‬
‫قومي‪...‬وهااا شيخة‪.....‬ال تاخرين اخوك اعرفك‪.....‬الصبح‬
‫يضرب عقلك وتحبين تعاندين الكل‪.....‬بس كيفك هذا ناصر‪....‬ال‬
‫تعاندينه عشان ‪.....‬ال يزعلك‪....‬من على الصبح‪....‬‬
‫ضحكت بخفة ‪ ،‬ثم نهضت من على السرير‪ :‬طيب يمه‪....‬وهللا‬
‫مالي خلق اليوم اعاند احد‪...‬راسي مصدّع‪....‬‬
‫فتحت والدتها الستائر لتتسلل اشعة الشمس ألرجاء الغرفة‪ :‬انزلي‬
‫اشربي حليب ‪...‬واعطيك حبة بنادول قبل ال تروحين المدرسة‪....‬‬
‫ثم رفعت صوتها بعدما اغلقت باب الحمام وخرجت لتمر بجانبه‪:‬‬
‫ترى مريولك على السرير وعجلي ‪...‬‬
‫ثم نزلت لتدخل المطبخ ‪ ،‬وتشعل النار لعمل القهوة العربية‬
‫لزوجها!‬
‫نزل سعود ويحمل بيده كتابين ومفتاح سيارته دخل المطبخ‬
‫ليصبح على وجه والدته‪ :‬صباح الخير يا وجه الخير‪...‬‬
‫سكبت القهوة في الد ّلة الخاصة ثم التفت على ابنها الذي انحنى‬
‫ليقبّل رأسها ثم يدها‪ :‬صباح الورد‪...‬اجلس افطر‪.....‬‬
‫اجابها بعجل‪ :‬ال يمه‪.....‬وراي زحمة طريق‪....‬و ابي ‪....‬القى لي‬
‫مكان للباركينق‪......‬‬
‫اشارت له ‪ :‬خًلص اجل يمه‪...‬روح هللا يحفظك وانتبه ال‬
‫تسرع‪......‬‬
‫قبّل رأسها من جديد ودخل ناصر هنا ليردف‪ :‬ما تجهزت شيخه؟‬
‫خرج ناصر بعجل وسكبت في الكوب حليب وقدمته لناصر‪ :‬إال‬
‫جالسة تجهز‪.....‬‬
‫ناصر تناول من يدها الكوب واخذ يرتشف منه ثم جلست والدته‬
‫لتخبره بأمر الخطبة‪ :‬ما قال لك ابوك عن ابو سلطان عمك‪....‬‬
‫قوس حاجبيه ‪ :‬ال خير يمه‪....‬شصاير‪...‬‬ ‫ّ‬
‫ابتسمت وابتهجت ‪ :‬بو سلطان يبي يخطب اختك لولده سلطان‪....‬‬
‫ناصر بصدمة‪ :‬شيخوه؟‪.....‬يبي يخطب هالبزرة؟‬
‫قليًل لتردف بعدها‪ :‬ما رد البزر يكبر يا‬‫عبست بوجهه ً‬
‫يمه‪.....‬واختك ما عادت صغيرة‪......‬‬
‫ناصر بعدم تقبل ‪ :‬طيب ودراستها؟‬
‫ام ناصر بهدوء‪ :‬يبي بس خطبة رسمية والزواج بعد التخرج‬
‫وتقدر تكمل دراستها‪....‬‬
‫ناصر بعدم اقتناع ‪ :‬هللا يكتب لها اللي فيه خير‪...‬‬
‫ام ناصر بسعادة‪ :‬آمين يا يمه‪.....‬وعقبال ما افرح فيك وفي‬
‫اخوك‪...‬يارب‪...‬‬
‫تحدث ‪ :‬وينها هذي وراي شغل يمه‪...‬‬
‫ام ناصر نهضت لتستعجل ابنتها‪ :‬الحين اناديها لك‬
‫اما هو اردف مبتس ًما‪ :‬وهللا وكبرتي يا شيخوه‪....‬‬
‫ثم ارتشف منكوب الحليب‬
‫دخلت والدتها عليها وهي ترتدي الزي الرسمي للمدرسة فخجلت‬
‫شيخه وهي تقول‪ :‬يمه البس‪....‬‬
‫دخلت والدتها وهي تنزل الزي لتردف‪ :‬الف مرة اقول لك ض ّيق‬
‫بشتري لك غيره‪....‬ما غير تحبين تترصرصين فيه‪....‬شوفي حتى‬
‫مو عارفة تنزلينه ‪......‬هللا ال يضيّق علينا‪....‬‬
‫شيخة رفعت شعرها وهي تردف‪ :‬يمه مو ضيّق‪....‬‬
‫ام ناصر بطنز‪ :‬او واضح لدرجة ينزل من على جسمك‬
‫بسرعة‪.....‬‬
‫ثم انتبهت لشعرها المبلل‪ :‬مجنونة غاسلة شعرك وبتروحين‬
‫للمدرسة وتحت المكيفات‪...‬‬
‫شيخة سحبت مجفف الشعر وهي تردف بعجل‪ :‬بجففه الحين‪....‬‬
‫ام ناصر بعصبية‪ :‬ما راح يمديك اخوك مستعجل وراه شغل‪.....‬‬
‫شيخة بدأت بتجفيفة‪ :‬بسرعة يمه وهللا بسرعة‬
‫ام ناصر بتذمر‪ :‬استغفر هللا بس‪...‬هذا اللي اقول‪....‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة‪ ،‬وبقيت شيخة تفكر في األمر ‪....‬من‬
‫جديد‪....‬فطردت تلك االفكار واغلقت المجفف ورفعت شعرها‬
‫‪.....‬ثم سحبت الحقيبة والعباءة من على السرير ونزلت ‪....‬ال‬
‫طويًل لكي ال تجن دخلت المطبخ وهي‬ ‫ً‬ ‫تريد البقاء في غرفتها‬
‫تقول‪ :‬جهزت‪....‬‬
‫ام ناصر بتعجب‪ :‬بتقنعيني جففتي شعرك كله الحين‪....‬‬
‫شيخة بًل مباالة ‪ :‬اهم شي جففت فوق‪....‬‬
‫ثم قالت‪ :‬يمه عطيني الحبة‪......‬‬
‫نهضت والدتها وهي تقول‪ :‬راح يزيد مع مكيفات المدرسة‬
‫‪...‬وتعالي لي‪.....‬مرضي‪....‬‬
‫ناصر نهض ‪ :‬ليش اشفيها؟‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬مصدعة؟ألني ما نمت زين‪....‬‬
‫طويًل مع ابتسامة ثم اردفت‬ ‫ً‬ ‫نظرت إليها والدتها وحدقت فيها‬
‫شيخة لتقطع تفكيرها لتردف‪ :‬ألني اذاكر عشان االختبار‬
‫الزفت‪....‬‬
‫ناصر لكزها بيده ‪ :‬يًل بسرعة طلعي‪.....‬ال تلطعيني انتظرك ساعة‬
‫ثانية بالسيارة‪...‬‬
‫شيخة بعبوس‪ :‬افففف طيب طيب‪...‬‬
‫ثم اخذت الدواء من والدتها وخرجت ووالتها تردف‪ :‬طيب شربي‬
‫حليب‪....‬ال تاخذيه على بطن فاضي‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬بشتري عصير من هناك ال تحاتين يمه‪......‬ادعي لي‪...‬‬
‫ثم خرجت‬
‫ام ناصر‪ :‬هللا يوفقكم يارب‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫في نفس التوقيت ولكن في مكان آخر ‪ ،‬على عكس ذلك المنزل‬
‫سا في الصالة يرتشف‬ ‫كان الهدوء مخيّم عليهم جمي ًعا ‪ ،‬كان جال ً‬
‫القليل من الشاي ويقرأ جريدة اليوم بتمعّن‪....‬ذهنه عالق ومنهمك‬
‫في االشغال واالعمال التي يزاولها‪...‬فهو رجل اعمال لن اقول‬
‫مشهورا بحد التعبير البحت‪....‬ولكن لهُ مكانته‬‫ً‬

‫واسمه‪.....‬عمل على نفسه ليصل إلى ما هو عليه لسنوات‬


‫طويلة‪....‬ربما هو يختلف عن اخيه في أمور كثيرة ‪....‬وصارم في‬
‫الحياة العملية والحياتية ! فبعد وفاة زوجته القريبة من‬
‫قلبه‪....‬انهك باقي عمره في العمل واشغال تفكيره فيه!لم يتزوجها‬
‫عن ُحب‪....‬تزوجها استنادًا للعادات والتقاليد (ولد العم لبنت‬
‫العم)ولكن احبها بعد ارتباطهما ‪.....‬عشقها واصبح غير قادر على‬
‫العيش دونها ‪....‬هو تزوجها واختها منيرة تزوجها اخيه‬
‫يوسف!!‪....‬ولكن اخيه لم يرغب في هذا الزواج‪....‬كانت افكاره‬
‫مختلفة كل ًيا‬

‫عنه‪...‬خاصة بعد البعثة التي ابتعثها في ذلك الوقت‪......‬ولكن‬


‫وتوج هذا الزواج‬
‫باألخير تقبلها!‪....‬وزالت المشاكل بينهما ّ‬
‫بانجاب ناصر‪....‬وسعود‪....‬وشيخة‪.....‬اما هو انجب من‬
‫صيته‪....‬الجازي‪...‬ونوف وخالد وبندر‪....‬هم من جعلوه سعيد‬
‫بحياته حتى بعد وفاة زوجته ملؤا المكان بدفء حديثهم‬
‫وشغاوتهم التي ال تنتهي‪......‬انتبه لقدوم ابنه ‪...‬الذي تقدم إليه‬
‫وانحنى ليقبّل رأسه‬
‫‪:‬صباح الخير يبه‪...‬‬
‫ابتسم وهو يهز رأسه‪ :‬صباح الخيرات‪....‬‬
‫جلس بالقرب منه وتساءل‪ :‬نوف راحت المدرسة‪...‬‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬ال ‪.....‬ال بندر نزل وال هي‪.....‬واختك الجازي اليوم‬
‫ما جات‪.....‬المسكينة تعبانة من الحمل‪....‬وانا مانكر اني تعبتها‬
‫بحمل البيت‪...‬عشان كذا ابيك ‪....‬تروح لمكتب الخدم وتقدم على‬
‫شغالة‪....‬‬
‫اخيرا يبه اقتنعت‪...‬‬
‫ً‬ ‫ابتسم ألبيه باحترام‪:‬‬
‫هز رأسه ليردف‪ :‬نوف تدرس‪....‬وابيها تركز على الدراسة وما‬
‫ابي اشغلها في امور البيت‪....‬تساعد بالخفيف‪.....‬ما نقول‬
‫شي‪....‬بس البيت كبير ومحتاج وقت‬
‫للتنظيف‪....‬وغيره‪....‬فخًلص وانا ابوك‪....‬لخلصت من شغلك ال‬
‫تنسى روح وقدم على شغالة‪....‬‬
‫هز رأسه بقول‪ :‬تامر أمر يبه‬
‫ثم نهض ابيه ليقول‪ :‬انا رايح لشغلي‪...‬وروح جلّس اخوانك إذا‬
‫هم نايمين‪....‬ما فيني حيل على صعدت الدرج‪....‬والصراخ من‬
‫الصبح‪.....‬‬
‫وقف بهدوء‪ :‬ال تاكل هم راح اصعد اشوفهم‪(....‬وبتردد) ‪.....‬بس‬
‫يبه ابي اكلمك في موضوع البعثة‪....‬‬
‫تحدث والده بعدما اخذ نفس عميق‪ :‬نكلّم فيه بعدين ‪......‬روح‬
‫شوف اخوانك‬
‫ثم خرج ابيه ‪ ،‬اما هو صعد للدور العلوي ‪....‬وبدأ بالطرق على‬
‫باب اخته تحدث ‪ :‬نوف‪.....‬يا نوف‪....‬‬
‫لم تُجيبه ففتح الباب‪.....‬وكان حذر وقف جان ًبا دون ان ينظر رفع‬
‫صوته‪ :‬نوف وش هالنوم؟‬
‫لم تجيبه فدلف الباب ورآها تغط في سبات عميق تقدم لناحيتها‬
‫هزها من كتفها ‪ :‬نوف‪.....‬يا نوف‪....‬‬
‫اخرجت همهمات تنم عن انزعاجها ‪ ،‬م ّل من األمر فرفع صوته‬
‫اكثر‪ :‬نووووووف‪.....‬‬
‫ففتحت عيناها وبدأت بالتذمر‪ :‬ووجع‪.....‬‬
‫نهض من على السرير وهو يردف‪ :‬قومي تجهزي للمدرسة‬
‫الوقت تاخر‪....‬يًل‪...‬‬
‫نوف جلست على السرير ونظرت لوجه اخيها ثم قالت بجمود‪:‬‬
‫خالد ما بداوم اليوم‪...‬‬
‫خالد بعصبية وحنق‪ :‬وليش ان شاء هللا وش‬
‫فيك؟‪...‬مريضة؟‪.....‬وال رجلك مكسورة‪....‬‬
‫نوف هزت رأسها ببرود‪ :‬ال هذا وال هذاك‪....‬مزاجي مو رايق‬
‫للحصص أبد‪....‬‬
‫خالد سحب اللحاف بقوة وهو يردف‪ :‬شكلك ناسية أنك ثثــ‬
‫ولم يكمل حتى أنه انصدم من كمية الشوكًلتات المخبئة تحت‬
‫قوس شفتيه وعقد‬ ‫اللحاف والموضوعة جانبًا من على السرير ّ‬
‫حاجبيه وهي انكمشت حول نفسها اشار لها‪ :‬منو اللي شرا لك‬
‫هذول ها؟؟؟ منو؟‬
‫نهضت من على السرير كالمقروصة اشارت له باصبعها‪:‬‬
‫انا‪....‬بسسسس وهللا‪....‬وهللا‪....‬ما كلت واجدددد‪....‬‬
‫خالد بعصبية ‪ :‬نعنبو شرك ما تخافين على عمرك انتي‬
‫انهبلتي؟‪....‬نسيتي جاك سكر من وراهم‪.....‬نوف‪.....‬انتي‬
‫كبيرة‪....‬المفروض تفهمين وضعك وال‪.....‬تاكلين هاالشياء اللي‬
‫تزيد حالتك سوء‪....‬‬
‫نوف بملل وخوف في آن واحد نظرت إليه بطرف عينيها‪ :‬وانت ال‬
‫تحسسني اني‪.....‬آخر وحده بالعالم جاها سكر‪....‬طيب وفيني‬
‫سكري‪.....‬يعني احرم نفسي‪....‬وربي ما آكلهم دفعة وحده‪.....‬بس‬
‫أكلت كتكات واحد امس‪...‬و‬
‫قاطعها بصرخة‪ :‬جبببببببب‪....‬شكلك نسيتي آخر مرة وش صار‬
‫لك‪..‬‬
‫مر هنا بندر بجانب غرفة اخته ودخل وهو متعجب من صوت‬ ‫ّ‬
‫اخيه المرتفع تحدث‪ :‬يا هللا صباح خير‪....‬شفيكم‪....‬‬
‫بكت هنا نوف وذهبت لناحية بندر‪....‬‬
‫احتضن رأسها ونظر ألخيه وهو يقول‪ :‬شفيك؟شصاير‪...‬‬
‫خالد اشار لسريرها‪ :‬شوف وش تاكل من ورانا‪....‬وهي اكثر‬
‫وحده تعرف حالتها الصحية‪......‬وشكلها نست النوبة اللي‬
‫جلستها شهر في المستشفى‪.....‬‬
‫بندر مسح على ظهرها لتهدأ فهي تخاف من نوبة جنون اخيها‬
‫خالد ودو ًما ما تحمي نفسها بأخيها بندر اردف له‪ :‬أهدأ‬
‫خالد‪.......‬‬
‫ثم نظر ألخته‪ :‬نوف‪.....‬ليش كذا‪...‬حنا ما نقول لك ال تاكلين‬
‫‪...‬بس ال كثرين منهم‪....‬وانتي شارية لك بسطه‪....‬‬
‫خالد تكتف بحنق‪ :‬وحضرتها ما تبي تروح المدرسة عشان تبلع‬
‫فيهم للظهر‪......‬‬
‫نوف بصوت باكي‪ :‬ايش دراك انت اني باكلهم؟‪....‬بس‬
‫تعبانة‪....‬انا‪....‬‬
‫خالد بصرخة‪ :‬توك قلتي لي ما فيني شي؟‬
‫بندر اشار ألخيه ‪ :‬خالد ال تصارخ س ّمعت الجيران صوتك‪....‬كل‬
‫شي بالهدوء يصير‪...‬‬
‫التفتت عليها ليتساءل‪ :‬شفيك تشكين من شي ؟‪....‬ليش ما تبين‬
‫تداومين؟‬
‫فعًل لو والدتها هنا تتواجد بينهما‬‫بكت هنا اكثر ‪ ،‬وودّت ً‬
‫وتخرسهما ‪...‬تشعر باالحراج‪.....‬والتوتر صرخت بانفجار‪ :‬بطني‬
‫يوجعني‪.....‬يعني الزم اشرح لكم اكثر شنو فيني‪....‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة واحرجت اخوتها بالحديث هذا‬
‫فاشار بندر ألخيه‪ :‬وأنت ما تعرف تكلمها إال وانت‬
‫تصارخ‪......‬الزم تفهم الجنس الثاني وكيف تتعامل‬
‫معه‪....‬احرجتنا معها‪.....‬افففف العيشة معاك تقصر العمر‬
‫وهللا‪......‬‬
‫ثم خرج من الغرفة وهي يقول‪ :‬نوف‪.....‬نووووف تعالي‪...‬وانا‬
‫اخوك‪...‬‬
‫اما خالد تمتم ً‬
‫قائًل‪ :‬استغفر هللا‬
‫ثم نزل للخروج من المنزل‬
‫اما هي دخلت الحمام واقفلت على نفسها الباب‪ ،‬طرق بندر الباب‬
‫عليها اردف‪ :‬نوف بًل بزارة انتي تعرفين اخوك‪....‬‬
‫نوف رفعت صوتها بانفعال‪ :‬مسوي روحه يخاف علي ‪......‬وهو‬
‫بس يبي يتضارب معي‪...‬‬
‫بندر ابتسم على تفكيرها ‪ :‬وربي خالد حنون ومن زود خوفه‬
‫عليك يصارخ اخوك ما يعرف يعبّر عن مشاعرة مو مثلي‪.....‬انا‬
‫نادر وانا اخوك‪...‬‬
‫مسحت دموعها وبًل مزاج ‪ :‬اننننن‪....‬نادر قال ‪....‬الي اعرفه انك‬
‫بندر‪....‬‬
‫بندر ضرب الباب وهو يضحك‪ ":‬ههههههههههه حلوة منّك بس‬
‫ال تعيدينها‪....‬ويًل طلعي‪...‬‬
‫نوف فتحت الباب ووجهها محمر اردفت ‪ :‬ماني رايحة المدرسة‬
‫وباكل الجلكسي‪......‬والباقي بخليهم لًلسبوع الجاي ال انت وال‬
‫الزفت خالد تاكلون منهم‪....‬‬
‫بندر بجدية‪ :‬عيب هذا اخوك يا نوف ومن زود المحبة والغًل اللي‬
‫في قلبه صارخ عليك‪....‬وهو خايف عليك ‪.....‬وال تشوفيني هادي‬
‫معك يعني صاف جنب اللي تسوينه‪.....‬ولو تموتين ما راح تاكلين‬
‫غير الجلكسي والباقي بشيله ‪....‬وبرميه‪...‬‬
‫نوف رمشت بعيونها بتودد ورجاء‪ :‬حرام‪....‬‬
‫بندر رفع حاجبيه ولينهي النقاش‪ :‬خًلص انا آكلهم‪....‬‬
‫تمتمت بضيق‪ :‬اففففف‪....‬‬
‫بندر ضربها بمزح على كفها‪ :‬تجهزي يًل بوديك المدرسة‪.....‬‬
‫وشتت ناظريه ليردف بهدوء‪ :‬اخذي مسكن وامورك بكون في‬
‫السليم‪....‬انتي ثالث ثانوي يا نوف شدي حيلك عشان تدخلين‬
‫الجامعة اللي تبينها والتخصص اللي تبينه‪....‬‬
‫نوف بًل حول وال قوة‪ :‬طيب انتظرني بلبس مريولي‪...‬‬
‫بندر ابتسم بحب لها‪ :‬بنتظرك بالصالة تحت‪....‬‬
‫اما هي ذهبت لغرفتها لتستعد للذهاب إلى المدرسة!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫لم تشاركهم في وجبة االفطار‪......‬خرجت على عج ٍل من امرها‬
‫وهي تتجنب النظر لوجه‪....‬تشعر باإلحراج‪.....‬وبالضعف كلما‬
‫تذكرت حديثه‪.....‬ضعفها في قبول ابوته التي يزعم‬
‫بها‪.....‬وذهنها انشغل في كلمته التي تنّم انّ والدتها‬
‫مريضة‪.....‬حضرت محاضرتها األولى والثانية واآلن الثانية‬
‫ظهرا‪....‬ولديها وقت طويل لحضور المحاضرة الثالثة‬ ‫ً‬ ‫والربع‬
‫فجلست في (الكفاتيريا) فتحت حقيبتها ‪....‬حقيبة الظهر التي‬
‫اعتادت على ان تشتري هذا النوع من الحقائب حتى بعد التخرج‬
‫من المرحلة‬

‫الثانوية‪....‬اخرجت قلم فحم خاص للرسم‪.....‬ودفتر الرسم الخاص‬


‫بها‪....‬فهي مجنونة في الصمت وعاشقة لًلستماع ألغنيتها‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫الصاخبة اثناء الرسم‪.....‬هذا الوضع يجبرها على أال تفكر‬
‫‪....‬أال تُسهب في التدقيق في نظرات الناس‪.....‬بدأت ترسم العين‬
‫ً‬
‫اوال‪.....‬وبدأت تظللها ‪...‬وترسم التفاصيل من حولها إلى ان بدات‬
‫ترسم األنف ودقّته‪.....‬استوعبت انها ترسمه ‪.....‬ولكن لم‬
‫تتوقف‪.....‬ستكمل الرسمه‪....‬وستحاول ان تنجزها في هذا الوقت‬
‫الضائع من حياتها‪.....‬ولكن توقفت حينما انصدمت أنّ هناك من‬
‫قام بإبعاد السماعات عن آذانها رفعت رأسها وحدقت في وجهها‬
‫لفترة‬

‫تعجبت ثم اردفت باالنجلزية?‪: what do you want‬‬


‫تحدثت الفتاة الشقراء بتعالي ‪ ،‬وبنظرات استحقار ‪: This is‬‬
‫‪my favorite place‬‬
‫لم تتعجب منها‪....‬وتعلم جيّدًا هذه الفتاة تعشق وتحب الخناق‬
‫والتشاجر معها لذا اطالت الحديث?‪:so‬‬
‫ضربت الفتاة بيدها على الطاولة ثم قالت بوقاحة ‪: you‬‬
‫‪should go to another place‬‬
‫لم تماطل في األمر ج ّمعت حاجاتها ووضعتها في حقيبتها على‬
‫مه ٍل منها ثم اخذت علبة الماء فتحتها وقبل أن تغادر سكبتها على‬
‫رأس الفتاة أمام انظار باقي الطلبة ثم اشارت لها وهي مبتسمة‬
‫وتتجه للمخرج‪: bye my sweety‬‬
‫فاضت بالغيض بينما هي لم تعد الفتاة التي تسكت عن تلك‬
‫المواقف‪...‬اصبحت عدوانية وتتلذذ في الرد على مثل هذه‬
‫المواقف التافه ‪....‬خرجت من الجامعة ستتمشى في الفناء‬
‫الخارجي إلى ان يحين موعد محاضرتها‪....‬جلست في زاوية‬
‫بعيدة عن الناس ‪.....‬واسندة ظهرها على الجدار‪...‬كان العشب‬
‫نوعًا ما رطب فاغمضت عيناها متذمره ‪: ohh shit‬‬

‫ولكن لم تدقق في األمر فاخرجت الرسمة من جديد واسندتها على‬


‫فخذيها وحاولت التركيز في اكمال التفاصيل‪....‬ولكن تمكنّت منها‬
‫الرعشات والذكريات حول ما حدث باألمس فنظرت لباقي‬
‫الطلبة‪....‬هنا الكثير من مختلف الجنسيات ‪....‬العربية‬
‫والغربية‪....‬فجامعة اكسفورد تضم ما بين جدرانها اعراقًا ‪،‬‬
‫وجنسيات كثيرة ومختلفة‪.......‬وما زالت تحبذ الوحدة‬
‫بينهم!!!‪...‬ابعدت خصًلت شعرها عن‬

‫سا عمي ًقا وبدأت في اكمال الرسمة ‪....‬مضت‬ ‫وجهها ‪....‬واخذت نف ً‬


‫ساعة وهي ترسم‪.....‬اكملت رسم الوجه وبدأت ترسم التفاصيل‬
‫األخرى‪...‬كالشعر‪....‬الحاجب‪....‬االذن‪...‬واخيرا الذقن‬
‫ً‬
‫واللحية!‪.....‬تشعر بالرضى اآلن‪...‬ابتسمت ونظرت لرسمتها‬
‫بهدوء‪....‬ولم تنتبه للتصفير واالعجاب التي اتى من تلك الفتاة‬
‫المزعجة كما اسمتها‪ :‬اووووووه‪....‬نورة‪......‬الرسمة وايد‬
‫حلوة‪......‬هذا حبيبج؟‬

‫دارت عيناها كالمغشي عليه ثم اردفت‪ :‬ال هذا أمير‪...‬وبعدين‬


‫اسمي نور مو نورة‪....‬‬
‫شهقت البنت بقوة وسحبت الرسمة من يديها‪ :‬هأأأأأ هذا ر ّيل‬
‫امج‪.....‬يماااه يينن(يجنن)‪....‬‬
‫ثم جلست بالقرب من نور واعطتها الرسمة ثم اردفت بمزح‪:‬‬
‫تتوسطين لي اتزوجه‪...‬‬
‫فتحت نور عيناها بصدمة فضحكت االخرى‪ :‬امزح وياج يا‬
‫معوده‪....‬‬
‫ثم اردفت بجدية‪ :‬شخبارج اليوم؟‪....‬امس حسيت انج تعبانة او‬
‫فيج شي‪...‬‬
‫ادخلت نور اغراضها كلها في الحقيبة وه ّمت في المغادرة وهي‬
‫تردف‪ :‬بخير‪....‬‬
‫سحبتها من يدها ‪ :‬وين رايحة‪....‬ما يمدي ايي ابي اجلس معاج‬
‫تروحين‪......‬‬
‫نور بملل‪ :‬ايش فيك بعد يا إيًلف‪....‬‬

‫ايًلف ابتسمت عليها ‪ :‬ولهت عليج وحبيت اجلس معاج ما يصير‬


‫يعني؟‬
‫اخذت نفس عميق وبللت شفتيها ثم جلست وهي تقول‪ :‬تأقلمتي‬
‫بالمعيشة هنا؟‬
‫ايًلف تنهدت بضيق‪ :‬مو وايد بصراحة‪........‬ولحد الحين احس‬
‫نفسي ضايعة‪...‬‬
‫نور بشتات ذهن‪ :‬من أي ناحية؟‬
‫ايًلف‪ :‬الدراسية‪....‬والحياتية‪....‬يعني ما ادل كل األماكن وما‬
‫عندي صديقات لحد الحين‪.....‬فعندي نواقص بالسكن وما ادل وين‬
‫اشتريهم‪....‬عارفة اكسفورد كلها عرب وهذا يساعد‬
‫هذاك‪....‬والدنيا تمشي‪....‬بس تعرفيني ‪...‬خوافة ‪...‬وما اثق‬
‫بالناس بسرعة‪....‬‬
‫ثم اردفت بصدق‪ :‬زين اني وثقت فيج بعد‪....‬‬
‫نور ابتسمت بسخرية على حالهما ثم قالت‪ :‬بتتعودين‪....‬يا‬
‫ايًلف‪.....‬بس توك ما خذتي سنة‪....‬‬
‫ايًلف هزت رأسها‪ :‬صاجة‪.....‬اذكر لم نقذتيني وودتيني لسكن‬
‫الاّير‪....‬بجيت عنده وتوهق‬ ‫الطالبات‪...‬ياربي حدي متفشلة من ّ‬
‫فيني‪...‬‬
‫ضحكت نور على هذه الذكرى‪ :‬ههههههههههههه عادي‬
‫عادي‪...‬شفت ناس اعظم منك‪....‬‬
‫ايًلف سكتت ثم ردفت فجأة‪ :‬زين متى بصير مثلج اكلّم بطًلقة في‬
‫االنقلش‪....‬مثل ما انتي تعلمتي تتكلمين عربي ‪...‬جذيه‪.....‬‬
‫عا ال ارادية‬ ‫نور ضحكت هنا حتى أنّ عيناها بدأت تمطر دمو ً‬
‫ايًلف بتعجب‪ :‬الحين شنو اللي يضحك‪...‬‬
‫نور اخذت نفس عميق‪ :‬ههههههههههه‪....‬دايم تفاجئيني‬
‫باسالتك‪.....‬انا اصولي عربية‪....‬‬
‫ايًلف بهدوء‪ :‬عارفة بس امج ابنانية وعلى ما اظن ابوج‬
‫بعد‪...‬وانتي تتكلمين خليجي‪.....‬‬
‫واول مرة تعترف بهذا الشي‪ :‬ابوي‬ ‫قاطعتها بهدوء وبنبرة مهتزة ّ‬
‫سعودي‪.....‬بس ما عشت كثير في السعودية‪...‬‬
‫ايًلف شهقت‪ :‬هأأأأأأأأأأأ حلفي؟‬
‫نور ضحكت على ردت فعلها‪ :‬ههههههههههههه ال تموتين علينا‬
‫‪......‬اي هذا الصدق‪....‬‬
‫ايًلف كشت عليها بيدها‪ :‬مالت‪....‬انزين كيف اتقنتي اللغة‬
‫االنجليزية‬
‫نور نظرت لمن حولها‪ :‬بالممارسة‪.....‬حاولي تكلمين حتى في‬
‫السكن باللغة االنجليزية‪....‬‬
‫هزت راسها ايًلف‪ :‬ان شاء هللا‬
‫ثم اردفت‪ :‬انزين عندج شي الحين؟‬
‫نور ال تريد البقاء اكثر معها ولكن لن تنكر أنها تشعر بالراحة في‬
‫ظ ّل هذه المعرفة‪ :‬ال عندي بريك اربع ساعات‪...‬‬
‫ايًلف ابتسمت ‪ :‬مثلي‪......‬شرايج؟‪....‬نطلع من الجامعة نروح‬
‫نفطر برا‪.....‬احس مليت من اليلسة اهنيه‪...‬‬
‫قليًل ثم اردفت‪ :‬اوك قومي‪....‬‬ ‫سكتت نور ً‬
‫ايًلف نهضت وهي تقول‪ :‬بس شوفي ابيج توديني مطعم‬
‫اسًلمي‪....‬اخاف اكل بعد خنزير وال شي‪....‬‬
‫فجأة سالتها بتردد‪ :‬إال صج نور أنا مًلحظة تلبسين صليب انتي‬
‫مسيحية؟‬
‫كثيرا هي مسلمة ام‬‫ً‬ ‫نور بللت شفتيها واخذت تفكر باألمر‬
‫مسيحية؟ ولكن مقتنعة انها ‪ :‬مسيحية‪.......‬انا على ديانة امي‬
‫هي اللي ربتني‪....‬‬
‫قرأت عًلمات التعجب واالستفهامات فاردفت سريعًا وهي تمشي‪:‬‬
‫لم تطلقت امي انا صغيرة فما رباني ابوي‪....‬عشان كذا‪...‬‬
‫قاطعتها وهي تمسك بيدها مبتسمة‪ :‬فهمت فهمت‪......‬المهم الحين‬
‫وديني على اقرب مطعم‪...‬‬
‫نور ‪ ،‬ابتسمت ولتفهمها لألمر ‪...‬هي الوحيدة التي لم تنظر لها‬
‫بتعجب او استغراب لطريقة لبسها وعمل شعرها او حتى نسبها! ‪:‬‬
‫اوك‪....‬‬
‫والتجول حول الجامعة وابتعدا عنها فهمست ايًلف‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بدآ بالمشي‬
‫العرب هنا اكثر من سكان المدينة ‪...‬غزو البلد ‪...‬حسبي هللا‬
‫ضحكت نور‪ :‬ههههههههه‬
‫اكملت ايًلف وهي تنظر للشوارع‪:‬صدق من قال المدينة‬
‫الحالمة‪.......‬صدق المعيشة غالية هنا‪.....‬بس يكفي انك تشوفين‬
‫هالوجيه عشان تحسين باالنتماء‪....‬‬
‫نور بنبرة حزن‪ :‬الكل يبي يحس باالنتماء عشان يقدر يتأقلم‪.....‬‬
‫على المعيشة الجديدة هنا‪....‬المهم‪...‬وين تبين نروح‪....‬‬
‫ايًلف بحنق‪ :‬الحين منو اللي يدل ويعرف األماكن أنا وال انتي‪...‬‬
‫ضحكت نور مرة اخرى‪ :‬طيب ال تعصبين‪...‬‬
‫ثم اتجها إلى اقرب مطعم ‪ ،‬دخًل وهمست ايًلف بقول‪ :‬متأكدة‬
‫اسًلمي؟‬
‫نور هزت رأسها وهي تردف‪ :‬اوف كورس‪....‬‬
‫ثم جلسا على الطاولة‪ ،‬اشارت للنادل وطلبت لهما فقالت ايًلف‪:‬‬
‫وش طلبتي لي؟‬
‫نور ابتسمت في وجهها‪ :‬حابة اذوقك شي ‪......‬جديد‪....‬وحًلل ال‬
‫تخافين‪....‬تراني ما آكل لحم خنزير‪.....‬وال‪...‬‬
‫بكذب‪ :‬اشرب خمر‪....‬‬
‫ايًلف ابتسمت وابتهجت اساريرها‪ :‬انزين‪.....‬تعالي‪.....‬ابي‬
‫اسالك عن دكتور‪.....‬احس ما رتحت له‪....‬‬
‫نور باهتمام وضعت هاتفها جان ًبا وهي تردف‪ :‬شسمه؟‬
‫ايًلف مسحت على شعرها ولمته جانبًا ‪ :‬ديفيد‪......‬يدرس مادة‬
‫عامة‪....‬‬
‫هزت رأسها‪ :‬اعرفه‪.....‬شوفي هو شديد اشوي‪....‬بس شرحه‬
‫بصراحة حلو مرا‪....‬وفه ّمك المادة غصب‪......‬وحاولي تذاكرين‬
‫بأول وامورك بصير في السليم‪....‬‬ ‫أول ّ‬
‫ّ‬
‫ايًلف هزت رأسها واتى النادل يضع الصحون أمامهم‪...‬‬
‫نور ابتسمت وطبطبت على يد ايًلف‪ :‬ايًلف انتي متوترة ألنك‬
‫طلعتي من مجتمع وجيتي لمجتمع ثاني‪....‬بس صدقيني‪.....‬راح‬
‫تجاوزين هالشي‪....‬وحتى صعوبة الدراسة بتجاوزينها‪....‬‬
‫نظرت للصحن ثم اردفت‪ :‬شكله يشهي‪....‬‬
‫نور ما زالت مبتسمة‪ :‬ذوقيه‪.....‬‬
‫واول لقم ٍة منه فقالت‪ :‬لذيذ‬
‫ايًلف بدأت بالتهام ّ‬
‫ثم اشارت لنور وبتردد ‪ ،‬تريد ان تفهم شيئ ًا‪ :‬نور ‪.....‬بسالج بس‬
‫اتمنى ما كون متطفلة‪....‬بهالسؤال‪...‬‬
‫نور وهي تلتهم قطعة التشيز كيك!!‪ :‬سالي‪.....‬‬
‫ايًلف حكّت انفها ثم اردفت‪ :‬ما عندك صديقات؟‪....‬مًلحظة انّج‬
‫كله تجلسين بروحج وعليج مًلمح حزينة‪....‬‬
‫نور اجابت دون ان تنظر لها وهي تأكل من صحنها‪:‬‬
‫عندي‪....‬بس في لندن‪.....‬وما نجتمع إال في االجازات‪....‬هنا‬
‫زماله ال اقل وال اكثر‪.....‬‬
‫ايًلف ابتسمت بهدوء واكملت األكل ثم فجأة بدأت تقول‪ :‬احس‬
‫اني اشبهج‪...‬‬
‫نور نظرت لها بتعجب ‪ :‬كيف يعني؟‬
‫ايًلف شتت انظارها عنها واسندة ظهرها في ظهر الكرسي ‪: ،‬‬
‫امي وابوي منفصلين‪......‬الفرق اني اعيش بيت خالتي وانتي‬
‫تعيشين عند امج‪...‬‬
‫لم تستطع مضغ القطعة التي في فاهها‪ ،‬هذا يُعني انّ ايًلف تعيش‬
‫اسوأ ا ّيام حياتها بعيدًا عن والديها!! تحدثت هذه المرة بلطف‪:‬‬
‫يعني ما تشوفين ال امك وال ابوك‪....‬؟‬
‫ايًلف ابتسمت ابتسامة بلهاء تُداري بها تلك الدموع التي ترقرقت‬
‫تزوج ولها مع اخواني ومرته وكذلك‬ ‫في عيناها‪ :‬ال‪.....‬ابوي ّ‬
‫امي‪......‬آخر مرة شفته فيها لم كلمته عن البعثة عشان يخ ّلص‬
‫اوراقي واموري‪.....‬‬
‫نور تركت الملعقة وشّدت انتباها تلك الرجفة التي انتابت ايًلف‪:‬‬
‫طيب مرتاحة مع خالتك؟‬
‫هزت رأسها بًل وفي صوتها نبرة بكاء صدمت بها نور‪:‬‬
‫ال‪....‬عشان جذيه قررت اخذ بعثة وابتعد عنهم كلهم‪....‬‬
‫لتهون عليها‪ :‬تدرين ليش؟‬ ‫ّ‬ ‫نور طبطبت على يدها‬
‫نور باندماج وبغصة‪ :‬ليش؟‬
‫ايًلف هنا نزلت دموعها ولم تستطع ان تكبح جموح مشاعر‬
‫البكاء‪ :‬ألنه زوج خالتي ‪....‬بدا يتحرش فيني وخفت‪.....‬يكبر‬
‫الموضوع وبعدها ماحد يصدقني‪.....‬فقلت ايي اهنيه ادرس‬
‫واعتمد على نفسي‪.....‬‬
‫نور ‪ ،‬صدمت‪......‬بل ضاق صدرها على حال إيًلف ظنت أنها‬
‫فتاة غير مبالية تضحك بجنون‪....‬وكل شيء لديها‪....‬ولكن األمر‬
‫اصبح اسوأ منها بكثير طبطبت على يديها‪ :‬وزين سويتي‬
‫كذا‪....‬اهم شي ما قدر‪..‬‬
‫قاطعتها ‪ :‬ال‪......‬الحمد هلل‪....‬‬
‫نور ‪ :‬طيب ابوك يرسل لك فلوس حاليا‪....‬‬
‫ايًلف هزت رأسها‪ :‬أي وحتى امي‪....‬بس ما يتصلون علي‪....‬ما‬
‫يسألون عني‪.....‬خالتي هي الوحيدة اللي تسال‪...‬وخايفة زوجها‬
‫يعبي راسها بخرابيطه ويبعدها عني‪....‬‬
‫تهون على الناس‬ ‫نور بلعت غصتها في الحديث ال تعرف كيف ّ‬
‫اوجاعهم واحزانهم ولكن فاجأت ايًلف حينما نهضت‪....‬وبادرتها‬
‫باالحتضان‪...‬لفترة تجاوزت بها الدقيقة بسبب بكاء ايًلف المفاجأ‬
‫حتى انها لفتت االنظار طبطبت على ظهرها ثم مسحت ايًلف‬
‫دموعها فجأة وضحكت بخفة وهي تردف‪ :‬هههههههههه‬
‫ازعجتج‪.....‬ووصخت بدلتج بدموعي‪.....‬‬
‫نور ابتسمت هنا ‪ : ،‬ال يا ايًلف‪.....‬انا سعيدة اني‬
‫عرفتك‪......‬صرتي تخففين عني اوجاع بحكيك‪.....‬‬
‫ثم نهضت وهي تقول‪ :‬قومي خلينا نروح السوق‪....‬‬
‫ايًلف بتعجب‪ :‬يمدي؟‬
‫نور ابتسمت ‪ :‬خًلص نسحب على محاضراتنا اليوم‪.....‬ونتمشى‬
‫ونروح لندن‪....‬ونرجع‪....‬‬
‫ايًلف نهضت وسحبت حقيبتها‪ :‬ما عندي‬
‫مشكلة‪.......‬قدااااااام‪....‬يا معوده‬
‫ابتسمت لها الحياة مع تلك الفتاة التي شاركتها ورحبّت بتلك‬
‫الصداقة ‪ ،‬قبلتها باحترام‪....‬لم ترفضها‪....‬ولن ترفضها فهي‬
‫بحاجة إلى أُناس من حولها ‪....‬يشدون من ازرها تتحدث معهم‬
‫وتخرج من قوقعة صمتها‪....‬ولكن بحدود‪....‬وبصعوبة!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫عادت للمنزل وتشعر بالرضى هذه المرة بعكس ما حدث لها‬
‫باألمس ستنسى طيفه وحبه ولمساته الحانية! ستنسى هذا ال ُحب‬
‫‪....‬وستبدأ حياة جديدة ومختلفة عما في السابق!اغلقت الباب‬
‫والتفتت وهو يقول‪ :‬ديانا جيـ‬
‫لم يكمل كلمته حتى ابتسم لها‪ :‬هًل نور‪.....‬كيف يومك اليوم؟‬
‫ابتسمت له وهزت رأسها‪: it’s ok‬‬
‫تقدم لناحية الكنبات جلس وفي يده كوب شاي اخضر فتقدمت‬
‫لناحيته وكان يراقبها في خطواتها الخجلة !وضعت الحقيبة على‬
‫الكنبة فتحتها واخرجت الرسمة بتردد ‪...‬ثم مشت بخطوات بطيئة‬
‫تجاهه وقدمت لهُ وهي تُعيد خصلة ناعمة خلف اذنها‪......‬حدّق‬
‫فيها لل حظات لم يفهم حركتها تلك فسحب الورقة بهدوء وذهل من‬
‫كثيرا في هوايتها‪.....‬دقيقة تلك‬
‫ً‬ ‫الرسمة‪.....‬تطورت‬
‫ّ‬
‫التفاصيل‪.....‬تشبه للحد الذي تستطيع أن تقول انها صورة ملتقطه‬
‫من خًلل الكاميرا ليس من خًلل قلم ويد ترسمه!!!‬
‫خرجت عن صمتها تحت انذهاله وهي تقول‪ِ :‬ميرسي ‪.....‬على كل‬
‫شي‪...‬‬ ‫ِ‬
‫حدّق في عينها للحظات ابتسم ونهض ‪ ،‬ابتعدت خطوتين للوراء‬
‫بحرج ‪....‬تشعر بالحرج من افعالها‪....‬وطيشها‪....‬وتخاف من‬
‫القدر أن ينتشل هذه السعادة منها سريعًا‪.....‬ولكن أمير لم يمهلها‬
‫باحتضانه لها ‪.....‬ثم ابتعد عنها وهو سعيد بقبولها به مرةً‬
‫شي أنتي بنتي وانا ملزوم اعمل لك‬ ‫أي ِ‬
‫اخرى‪ :‬ال تشكريني على ّ‬
‫هيك‪....‬‬
‫ثم اردف‪ :‬اتطورتي كتير بالرسم‪.....‬راح افتح لك مرسم خاص‬
‫إللك‪.....‬وتبيعي لوحاتك فيه‪....‬‬
‫قاطعته بهدوء‪ :‬الال‪.....‬احس بدري على هالشي‪....‬‬
‫تعجب وهو يشير للرسمة‪ :‬كيف بدري؟‪....‬وانتي رسمتيني‬
‫بهالدقة‪.....‬بس اخلص من شغلي راح افتح لك اياه ‪....‬وهأل‬
‫روحي ارتاحي‪.....‬‬
‫هزت رأسها ثم سحبت حقيبتها ومشت وانفتح الباب دخلت ديانا‬
‫ابتسمت ألبنتها ولم تناقشها ألمر تغيبها باألمس فأمير شرحه لها‬
‫األمر وسكتت وبادرت نور بتلك االبتسامة ثم دخلت الغرفة‬
‫ذهبت لناحية زوجها قبلته سريعًا وابتسم لها بلطف وقدم لها‬
‫الرسمة فذهلت ‪ :‬مين رسمها؟‬
‫أمير بفخر كبير واعتزاز‪ :‬نور بنتك‪.......‬‬
‫ديانا بسعادة‪ :‬نور‪.....‬كتير بجنن‪...‬‬
‫ثم رفعت صوتها ‪ :‬نور‪...‬دخيل هللا رسميني كمان أنا‪....‬وال ما‬
‫استاهل‪....‬؟‬
‫كانت ترتدي مًلبسها سمعت والدتها فرفعت صوتها وهي تقول‪:‬‬
‫تمام ماما‪.....‬راح ارسمك باليل‪....‬‬
‫ثم التفتت ديانا على زوجها بتفاؤل‪ :‬واضح كًلمك معها باألمس‬
‫راح يغيّر اشياء كتير‪....‬‬
‫متذكرا‪ :‬شو اعملتي بالموعد؟‬‫ً‬ ‫أمير هز رأسه برضى ثم اطرق‬
‫ديانا وضعت الرسمة على الطاولة التي أمامها‪ :‬ما فيه‬
‫تطور‪.....‬ووضعي الصحي تمام‪.....‬وراح استمر على العًلج‪...‬‬ ‫ّ‬
‫امير مسك يديها وشد عليهما وقبلهما بلطف‪ :‬ربي ال يحرمني‬
‫منكي‪.....‬ديانا ‪...‬نور الزم تعرف‪....‬‬
‫ديانا برفض تام ‪،‬عبست بوجهها وهمست له‪ :‬الال‪.....‬ما بدي‬
‫تشوش من جديد‪.......‬وانا بخير‪......‬وما بحتاج حتى لجلسات‬ ‫ّ‬
‫كيماوي‪....‬ال تخاف انا حريصة على العًلج‪....‬‬
‫أمير تنهد بضيق ثم اردف‪ :‬اوك‪.....‬في شغلة مهمة الزم اخبرك‬
‫ايّاها‪....‬‬
‫ديانا بخوف‪ :‬شوفي؟‬
‫أمير اسند ظهره للوراء ‪ ،‬األمر خارج إرادته‪.....‬ويبدو أنّ هناك‬
‫فخ ُحفر له إليقاعه ‪ :‬الزم اطلع على لبنان‪.....‬‬
‫شعرت بضيق‪ ،‬وكتمه قوست حاجبيها‪ :‬ليش؟‬
‫أمير بجدية‪ :‬شريكتي هونيك عم تنهار‪......‬واللي عرفتوه فيه‬
‫خونه من رجالي‪....‬الزم روح ابيعها وانئل كل اموالي هون‪.....‬ما‬
‫اطول‪....‬‬
‫بدي مشاكل‪....‬مع حدا‪....‬فًلزم روح‪....‬ويمكن ّ‬
‫تطول كمان؟‬
‫ديانا ضاق تنفسها‪ّ :‬‬
‫امير اردف‪ :‬اسبوع اسبوعين هيك شي‪....‬‬
‫نهضت ديانا وارتفع صوتها بانفعال‪ :‬الال‪......‬بترجاك ال‬
‫تروح‪......‬ما فيني اعيش يوم واحد بدون‬
‫وجودك‪....‬أمير‪.....‬خلص ئول للموكل بتاعك يعمل اللي راح‬
‫تعملوه انتّا‪.....‬‬
‫نهض امير وامسكها من اكتافها‪ :‬هدي ديانا‪.....‬ما فيه شي‬
‫يستحئق حتى توتري مشانوه‪......‬‬
‫خرجت نور هنا ونظرت لهما بتعجب تحدث بتردد ‪: what‬‬
‫?‪happen‬‬
‫حكّت ديانا جبينها بتوتر أما أمير شتت نظراته عنهما‬
‫فنطقت سريعًا ديانا‪ :‬خًلص اروح معك‪..‬‬
‫امير بعصبية‪ :‬ونور مين يجلس معها هون؟‬
‫نور نظرت لهما بتعجب‬
‫ديانا بانفعال‪ :‬تاخذ اجازة مرضية للمدة اللي انتّا بدّك اياها ونروح‬
‫سوا‪...‬‬
‫نور تقدمت لناحيتهما‪ :‬نروح لوين؟‬
‫ديانا وأمير بصوت واحد وبعفوية اردفا ‪ :‬لبنان‪...‬‬
‫كًل منهما ينظر لألخر ولكن حزمت‬ ‫تعجبت من انفعالهما واصبح ا‬
‫األمر بابتسامتها وهي تردف‪ :‬هللا‪......‬عاد من هللا انا ابي‬
‫اسافر‪...‬‬
‫أمير مسح على رأسه وبتردد‪ :‬خًلص جهزوا االغراض‪....‬بكرا‬
‫مزور إللك يا نور وراح‬ ‫راح نسافر‪.....‬وراح اكتب خطاب صحي ّ‬
‫أأدموه (اقدمه)للجامعة‬
‫(نقزت) بسعادة تعجب منها االثنين‪: yeeeeeeees‬‬
‫حينما شعرت بنظراتهما حكّت رقبتها بحرج ثم اردفت‪ :‬مليت من‬
‫بريطانيا‪....‬واي دولة اجنبية‪.......‬يعني اقصد‪....‬متحمسة اني‬
‫اشوف‪....‬المكان اللي انولدتوا فيه‪...‬‬
‫عبست بوجهها ديانا ثم جلست وهي تردف ألمير ‪ :‬خليهم ينظفوا‬
‫الفيًل‪.....‬‬
‫امير بهدوء‪ :‬تمام‪......‬راح روح اجهز كل شي‬
‫جلست نور بالقرب من والدتها بتعجب‪ :‬عنده فيًل؟وحنا عايشين‬
‫بشقة اجار‪....‬‬
‫ديانا تحدثت هنا بهدوء‪ :‬منو قالك عايشين بأجار‪....‬هالعمارة‬
‫نصها لي ونصها له‪....‬‬
‫تعجبت نور وانخرست يبدو انها ال تعرف الكثير عن حياتهما‬
‫سكتت ثم نهضت ديانا وهي تقول‪ :‬اكيد جايعة ‪...‬بقوم اسوي لك‬
‫اكل‪...‬‬
‫نهضت نور وهي تردف لتنهي األمر‪ :‬ال ماما‪...‬اصًل كلت‪....‬بروح‬
‫انام احس تعبانة اشوي‪...‬‬
‫ديانا هزت رأسها‪ :‬وانا كمان بدي اغفي اشوي‪....‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫كان في سيارته ‪ ،‬األمر بدأ بالتعقيد‪....‬لم يظن أنّ األمور ستؤول‬
‫إلى ما هي عليه اآلن يريد الخًلص من األمر ولكن الواقع ُّمر‬
‫و ُمشين! اتصل عليه تحدث معه ‪ :‬راح اطلع على لبنان‪.....‬بدي‬
‫شوفك حتى نخلص من هي السيرة ‪.....‬وننهي الصفقة اللي‬
‫خدعتوني فيها‪....‬‬
‫كان جالس على مكتبة االستقراطي الفخم نفث الدخان من فمه‬
‫تحدث باللغة االسبانية_(مترجم)‪ :‬فمن المستحيل مقابلتك أمير‪...‬‬
‫ضرب امير على مقود السيارة ‪ :‬بظن تعرف تحكي‬
‫عربي‪....‬وتاني شي‪...‬انتَّا خدعتني وانا ما فيني اعمل اللي ئلتلي‬
‫سخ مالي‬ ‫(قلت لي) عليه‪.....‬انا شغلي كلوه نظيف‪....‬وما بدي او ّ‬
‫وعائلتي بهيك اشياء‪....‬‬
‫توقف عن التدخين ‪ :‬تزكر العئد األول اللي وئعت (وقعت)‬
‫عليه‪.....‬هزا أول شاحنة طلعت على بيروت باسمك‪......‬يعني انتَّا‬
‫بلّشت شغل معنا‪...‬من اول توئيع على الورق‪......‬‬
‫عصب أمير وبدأ بسبه وشتمه فقال اآلخر‪ :‬ما فيه مجال‬
‫للهروب‪...‬أمير‪....‬كل اللي بدنا منّك ‪.....‬تس ّهل أمور التهريب على‬
‫لندن بس‪.....‬وإزا رفضت‪.....‬أنا اسف مضطر افرجيك وجهي‬
‫الجديد‬
‫ثم اغلق الخط في وجهه‪ ،‬ورمى اآلخر هاتفه على المقعد الجانبي‬
‫اخذ يسب ويشتم هذه الصفقة ‪ ،‬وغباؤه‪.....‬كيف لم يفهم‬
‫األمر‪....‬كيف‪...‬؟‪.....‬ماذا يفعل‪....‬األمور بدأت بالتعقيد اكثر فاكثر‬
‫وخشى على عائلته منهم‪....‬كل ما يشعر به‬
‫بالعجز‪....‬واالحباط‪.....‬عليه ان ّ‬
‫يتزن‪.....‬في افكاره قبل فوات‬
‫األوان‪....‬حدّق في الطريق وبدأ يقود سيارته‪.....‬من أمام العمارة!‬

‫انتهى‬

‫عدت لكم من جديد‬


‫أتمنى روايتي هذه تنال اعجاب الجميع مثل اللي قبل(رواية لجة‬
‫الذكريات)‬
‫وتكون تجربة مختلفة‬

‫تحياتي لكم‬
‫زينب او شتات الكون‬

‫البارت الثالث‬

‫ارسل لها رسالته التي تحمل في طياتها لحنًا من الشوق والعتاب‬


‫كانت تقرأ كلماته ببطء وبتمعّن وعيناها مليئتين بالدموع ‪ ،‬ثم‬
‫فاجأها بإرسال‬
‫(اخبارك؟)‬
‫(مشتاق لك موت)‬
‫فكّرت بإغًلق برنامج التواصل اإلجتماعي الوات ساب دون أن‬
‫ترد عليه ولكن هي بحاجة إليه ايضًا! تشعر بالخوف ‪...‬والرهبة‬
‫وتتذوق مرارة عجزها!؟فعدم القدرة على‬ ‫ّ‬ ‫من األمر التي ت ّمر فيه‬
‫اتخاذ القرار ال يعني أنّك لم تقم باالختيار في قرارت نفسك بل‬
‫يُعني عدم اإلقتناع فيه !!!‬
‫فهي غير مقتنعة في التخلّي عن هذا ال ُحب‪....‬تريد أن تنمو‬
‫جذوره وتُسقى اكثر ليثمر دون ان يموت باليُبس والبؤس اللئيم!‬
‫اجابته ويداها ترجفان‬
‫(بخير)‬
‫(أنت اخبارك؟)‬
‫الرد ‪ ،‬فتنهدت بضيق‬ ‫كانت تنظر للشاشة بترقب لرده ولكنه اطال ّ‬
‫واغمضت عيناها بشتات األمر ‪ ،‬ولكن فاجأها باتصاله فترددت في‬
‫ان تُجيبه إن اجابت فسيفهم األمر سري ًعا من نبرت صوتها‪...‬‬
‫ازدردت ريقها ثم قالت‪ :‬هًل بندر‬
‫وضع كوب الهقوة التركية على طاولته الجانبية من الغرفة جلس‬
‫على الكرسي ‪ :‬ال كان رديتي وينك فيه؟ لهالدرجة االختبارات اهم‬
‫مني؟ وتراها اختبارات شهرية بعد مو نهائية عشان تختفين عني‬
‫كذا‪....‬‬

‫بللت شفتيها ثم اردفت بضيق‪ :‬ما تبيني انجح؟ يعني‪.....‬كيف‬


‫الناس ينجحون؟ مو يجم ّعون درجات في الشهري وشي طبيعي‬
‫الزم اذاكر ونبتعد عن بعض عشان نركز‪....‬‬
‫لم يخفى عليه نبرتها الغير متزنة والمائلة للحزن تساءل‪ :‬شيخة‬
‫فيك شي؟‬
‫سري ًعا اجابت ال تريد أن تُفسد هذه المكالمة بالواقع تريد أن تستلذ‬
‫بهذا الشوق والحب ‪ :‬ارهاق المذاكرة والسهر‪....‬ال اكثر‪...‬‬
‫بندر بمزح وغرور‪ :‬ال تفكرين فيني واجد عشان ال تعبين‪...‬‬

‫ضحكت بخفة‪ :‬ههههههه ابو ثقتك يا شيخ‪...‬‬


‫بندر يمثل العصبية‪ :‬ال تسبين اقول‪.....‬‬
‫ثم الن صوته ليردف‪ :‬ترا ما مشت علي‪....‬قولي لي وش‬
‫مزعلك‪....‬‬
‫هي غير مستعدة في أن تُثير الحرب بكلماتها ليبتعدا هكذا فجأة لذا‬
‫قالت بحب‪ :‬مشتاقة لك‪........‬بندر ‪....‬متى يجي اليوم اللي نجتمع‬
‫فيه ‪......‬متى نعلن هالحب للجميع ‪.....‬بدون خوف‪....‬بدون‬
‫تردد‪....‬متى‪.....‬‬
‫بندر ابتسم لكلماتها تنهد ‪ :‬قريب‪.....‬السنة هذي آخر سنة لي في‬
‫الجامعة وبس بتخرج بكلم ابوي بالموضوع‪.......‬صدقيني‬
‫شيخة‪.....‬راح نكون لبعض‪...‬وما بفرقنا إال الموت‪....‬‬

‫ترقرقت عيناها ‪ ،‬تشعر بالخوف من هذا األمر ‪....‬تشعر أنها لن‬


‫تستطع أن تُنهي تلك القصة التي بدآها لها والديها! همست‬
‫بحشرجت صوتها‪ :‬ان شاء هللا‪....‬‬

‫قوس حاجبيه‪ :‬تبكين؟‪(.....‬ثم اردف بجدية)‪...‬شيخوه خلصي‬ ‫بندر ّ‬


‫علي شفيك اليوم‪.....‬وهللا غريب صوتك‪...‬وحتى كلماتك‪......‬من‬
‫متى هالحزن وانا اعرفك كلك ازعاج‪.......‬وصراخ‪.....‬وما فيك‬
‫رومنسية بعد‪...‬‬
‫بكت هنا وضحكت في اآلن نفسه وهي تردف‪:‬‬
‫حقيررررر‪....‬ههههههههه‪(..‬شهقة ببكاء ثم تلتها‬
‫بضحكة)‪..‬ههههههههه‪.....‬اجل كيف عرفتني اني احبك؟‬
‫بندر انتبه لشهقة البكاء التي في صوتها الممزوجة بالضحك ولكن‬
‫قال‪ :‬قلبي دليلي يا شيخوه‪.....‬والحين اقسم لك باهلل لو ما قلتي‬
‫ايش السبب اللي بكاك‪....‬بجي بيتكم ‪.....‬وبوقف عند نافذة‬
‫غرفتك‪....‬‬

‫سا عمي ًقا تحدثت بسخرية‪ :‬ها ها‬ ‫مسحت دموعها هنا واخذت نف ً‬
‫ها ‪.....‬عشان ناصر وسعود يعلقونك على باب البيت عبرة لمن ال‬
‫ملوح‪....‬وال تكثر حن وزن‪......‬انا صايرة‬‫يعتبر‪....‬اهدى قيس بن ّ‬
‫حساسة هالليام من االختبارات‪ ...‬العبة في نفسيتي هللا ياخذ‬
‫المدعسة‬

‫ضحك هنا ألنها تحدثت بالطريقة التي اعتاد عليها ثم همس‪ :‬احب‬
‫جنانك ايوا الحين اقدر اسولف معك رجعي طبيعية‪.....‬‬
‫مسحت انفها سريعًا ابتسمت ستعيش هذه اللحظات رغم أنه‬
‫سيلومها عليها فيما بعد ولكن ال يهم اآلن تحدثت ‪ :‬ال وين‬
‫نسولف‪.....‬انقلع نام‪...‬وراي مذاكرة‪....‬‬
‫بندر بتعجب نظر إلى ساعة يده‪ :‬شالمذاكرة اللي بنص الليل‬
‫خبري الناس اتراجع‪......‬بهالوقت‪...‬‬
‫مسحت على شعرها ونهضت من على السرير‪ :‬عاد انا غير الناس‬
‫وال عندك مشكلة في هالشي‪....‬‬
‫بندر بتحذير‪ :‬شيخوه‪....‬انتبهي ترسبين اقسم باهلل‪...‬‬
‫قاطعته بانفعال‪ :‬فال هللا وال فالك‪.....‬يا شين كًلمك ذا‪....‬وش‬
‫ارسب‪....‬علي مادة دين‪....‬سهلة واألستاذة‬
‫مأشرتها‪.....‬بيمديني‪....‬بس انت سكر‪...‬وفكني‪....‬وعلى قولتك‬
‫كله اختبار شهري بو عشر درجات‪...‬‬
‫بندر بلل شفتيه واردف‪ :‬وانا وش يفكني من اشتياقي لك بعد ما‬
‫اسكر‪....‬‬
‫شيخة بخبال ‪ :‬خًلص ال تسكر بحط جوالي على جنب اذاكر‬
‫واسمع صوتي‪....‬يا عنتر‪.....‬‬
‫بندر بضحكة‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه فيك‬
‫إعاقة في المشاعر أنتي‪....‬‬
‫شيخة بتذمر‪ :‬لم مثّلت عليك دور العاشقة الولهانة ما عجبك‬
‫وصرت تشكك فيني شي‪...‬ولم كلمتك بطبيعتي على قولتك صار‬
‫فيني إعاقة ‪...‬ما عرفت لك ترا؟‬
‫بندر مستمر في الضحك على اسلوبها وطريقة حديثها‪:‬‬
‫ههههههههههههههههه انا ابيك في النص‪.....‬المهم روحي‬
‫ذاكري‪.....‬وحاولي تروحين وانتي نايمة على االقل ساعة‪.....‬‬

‫شيخة بنبرة هادئة‪ :‬بحاول اخلّص بدري‪....‬يًل عاد سكر‪....‬‬


‫بندر بعناد‪ :‬سكري انتي‪.....‬‬
‫شيخة ضحكت بخفة‪ :‬هههههه احبك بندروه‪.......‬اكلمك بكرا‬
‫تصبح على خير‪...‬‬
‫ضحك بخفة على اسلوبها‪ :‬هههههههههه انا اكثر‬
‫شيخوه‪.......‬وانتي من اهل الخير‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط ‪ ،‬وبدأت تفكر ‪....‬هي ال تستطيع أن تضحي بهذا‬
‫ال ُحب هكذا دون سابق انذار!‪....‬سترفضه‪....‬ستخبر والدتها بردها‬
‫‪.....‬وسينتهي األمر‪....‬سيزعل والدها منها ‪....‬ولكن باألخير‬
‫سيرضى‪....‬ولكن حينما توافق هي من سيجبر قلبها الكسير؟ومن‬
‫سيجمع شتات روحها !‪....‬هكذا قررت ‪...‬ثم امسكت بكتابها لتبدأ‬
‫بالمذاكرة فالحديث معه ‪......‬مدها بالقوة‪......‬واعطاها القرار‬
‫النهائي‪....‬بعد أن تأكدت أنها على غير استعداد في لفظ حبها‬
‫المزعوم!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫لن تنسى قساوة والدها عليها‪ ،‬لن تنسى ال ّذل واإلهانة اجبراهما‬
‫على الفراق بسبب خًلفاتهما السخيفة التي ُو ِلدت فجأة بينهما !‬
‫عدوا‬
‫األخ اصبح ً‬
‫ألخيه‪....‬وتفرعّت الخًلفات بينهما بقطع جذورها كُّل ًيا من موقعها‬
‫األصلي! فزادت الكراهية وزادت المسافات بينهما‬
‫‪.....‬وانفصًل‪....‬حتى فلقا قلبها‬
‫مرت تلك األيام المليئة‬ ‫بقراره الذي اثمر لها الضياع!‪....‬ولكن ّ‬
‫بالمتاعب والصعاب وها هي اآلن تنام في حضنه وفي دفئ‬
‫حبه‪.....‬لن تنكر‬
‫اشتاقت لذلك الحي الذي احتفظ بذكرياتها ‪....‬وبطيش‬
‫افعالها‪...‬وحتى حبها‪....‬حي الروشة‪....‬حمل ما بين طياته الكثير‬
‫من األحًلم واآلمال‪....‬ال‬
‫تريد اآلن تدخله لكي ال تتذكر تلك االنكسارات والصرخات‬
‫المترددة في زواياه الًلمحدودة‪!.‬‬
‫‪...‬حينما تصل ال تريد ان تراه ولكن ستنجبر على رؤيته تعلم ذلك‬
‫جيدًا! شدّت على حقيبتها بعدما شعرت باالقًلع فمنذ فترة طويلة‬
‫لم تقم بالسفر وتخاف من األمر هذا!‬
‫فش ّد على يدها امير وانحنى ليهمس في اذنها‪ :‬خذي نفس‬
‫عميق‪....‬ما راح يصير شي‪....‬‬
‫ثم طبطب على يدها كانت مغمضة للعينين متوترة للغاية هزت‬
‫رأسها برضى‪.....‬‬
‫بينما ابنتهما كانت على الجانب اآلخر لهما منشغلة في الرسم‬
‫‪....‬ومستمعة لموسيقتها الصاخبة!‬
‫الركاب‪....‬كانت‬ ‫ولكن لم يكن الصوت عا ٍل لكي ال تزعج بقية ّ‬
‫ترسم وجه والدتها بتمعن وبحب‪......‬قلبها يرفرف بالسعادة وهي‬
‫مرحبه بهذا‬
‫األمر‪....‬تشعر انها بدأت تنسلخ من اوهامها‪....‬وسراب صرخات‬
‫والدها في ذلك اليوم!!!!‬
‫كانت طفلة تتسلل من غرفتها على صوتهما وتوبيخ والدها‬
‫لوالدتها تنظر من خلف الباب بحذر تراه يصفعها على وجهها‬
‫لتسقط على االرض باكية يتلفظ بأشنع االلفاظ يركلها ‪ ،‬يسحبها‬
‫من شعرها لدورة المياة ‪....‬وهنا الكارثة ارتفع صوت والدها‬
‫بصراخ وجنون مما جعل زوجته األولى‬
‫بالتد ّخل ‪....‬ال تدري ما هية الدم الخارج من تحت والدتها حينما‬
‫تتلوى أل ًما على أرضية‬
‫دخلت ورأتها ّ‬
‫الخًلء‪....‬تبكي‪.....‬تنتحب‪....‬ولكن فجأة سمعت الزوجة األولى‬
‫تقول‪ :‬اتصل على االسعاف‪....‬‬

‫رفعت وجهها ونظرت ألمير الذي م ّد يده ليقدم لها علبة العصير‬
‫ابتسمت واخذته منه هامسة‪ :‬ميرسي‪...‬‬
‫ابتسم لها ‪ ،‬وسهبت في الرسمة‪......‬وصوت والدتها يزداد‬
‫باألنين‪....‬تبكي وتصرخ وتحرك رجليها بعشوائية والدم ‪...‬ينساب‬
‫من تحتها بًل‬
‫توقف‪....‬فاجأة يد خبأت عيناها عن هذا المنظر وابعدتها عن‬
‫المكان ليقل األنين والبكاء‪......‬ويكن آخر مشه ٍد لها رأته لوالدتها‬
‫على هذا النحو من األلم!‬
‫ابتسمت حينما بدأت ترسم الحاجبين ‪ ،‬وتذكرت حينما تعصب‬
‫والدتها حاجبها األيسر يتقوس اكثر من حاجبها األيمن هكذا ال‬
‫ارادي !‬

‫فيبدو شكلها مضحكًا بالنسبة إليها ‪....‬نور ادركت خًلل هذه األ ّيام‬
‫أنّ الحياة جميلة‪....‬ولكن ال بد ان نعطي فرصة ألنفسنا لنرى‬
‫جمالها وننسى الماضي بما فيه من احزان للعيش بسًلم‪ .....‬انهت‬
‫الحاجبان ثم اسندت رأسها للوراء تريد ان تغفو ً‬
‫قليًل ‪.....‬فالتعب‬
‫تمكن منها ! فاستسلمت لرغبة النوم‪...‬‬

‫بينما أمير دخل في دوامة التفكير‪.....‬فكّر كيف سينجو من تلك‬


‫العصابة ‪.....‬كيف؟‪....‬تنهد‪....‬بضيق‪....‬نظر لزوجته وإلى‬
‫نور‪...‬بخوف يخشى عليهم من األمر هذا‪......‬يخشى أن يمسهم‬
‫سوء بسببه‪.....‬فلو حدث لهما شيء لن يسامح نفسه طوال حياته‬
‫!!‪...‬حاول ان يفكر باتزان طيلة الرحلة‪....‬وحاول أن يُجمع شتات‬
‫عقله ‪...‬لكي يتعامل مع األمر بمنطقية !‬

‫مضت الخمس ساعات بقلق ولم يستطع حتى أن يغفو لدقائق‬


‫معدودة وصًل إلى مطار بيروت وقبل ان يصًل في خًلل تلك الربع‬
‫ساعة ارسل رسالة لصاحبة الذي انقطع عن رؤيته لسنوات‬
‫عديدة واشتاق إليه فيعلم أنه هناك ينتظره اآلن وأتى لرؤيته‬
‫واستقباله! جلست ديانا وكذلك نور حمًل حقيبتهما اليدوية ونزال‬
‫من الطائرة‪....‬مشى معهم وهو يحتضن بيده اليمنى زوجته‬
‫واليسرى نور‪....‬انتظرا أمتعتهم في الوصول وما إن وصًل اكمًل‬
‫يلوح بيده‬
‫جميًل رغم كبر سنه وبياض شعره ّ‬ ‫ً‬ ‫المشي ورأى شابًا‬
‫عقدت ديانا حاجبيها وهمست‪ :‬دانيال؟‬

‫ش ّد على يدها ليطمئنها‪،‬ونور ظنّت هذا الرجل يصبح إحدى افراد‬


‫عائلة نور وأمير كونهما ابناء عمومة!!‬
‫كًل منهما يطبطب‬ ‫اقتربا امير من صاحبه واحتضنا لفترة واخذ ا‬
‫على ظهر اآلخر فدمعت عين ديانا‪....‬وكذلك نور‪....‬حينما رآ‬
‫عيونهما التي ترقرقت بالدموع‬
‫ابتعد دانيال وهو ينظر لوجه صاحبه‪ :‬يا هللا شو مضى وئت طويل‬
‫على هالشوفي‪....‬‬
‫ثم احضتنه من جديد وابتعد ليردف‪ :‬طمني عليك؟‬
‫أمير ابتسم له وش ّد على اكتافه‪ :‬بخير الحمد هلل‪....‬‬
‫ثم التفت على ديانا ‪....‬ابتسمت في وجهه واحتضنها بخفة ثم‬
‫ابتعد سري ًعا وهو يقول‪ :‬اخبارك ديانا؟‬
‫هزت رأسها برضى‪ :‬بخير‪....‬انتّا كيفك؟‬
‫دانيال‪ :‬نحمد هلل‪...‬‬
‫ثم نظر للنور بتعجب‪ ،‬ففهم أمير تلك اإلشار وقال‪ :‬بنتنا‪...‬‬
‫ثم حكّ جبينه ليردف‪ :‬بنت ديانا‪...‬‬
‫فهم دانيال فهو يعلم بالقصة ‪...‬كلها‪....‬تقريبًا‪....‬وألنها محرجة‬
‫منه فقط م ّد يده ليصافحها دون ان يحتضنها فقال‪ :‬كيفك يا ئمر؟‬
‫احمرت وجنتها ابتسمت له‪ :‬بخير‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫نور‬
‫أمير بتعب‪ :‬شو راح نظل هون وائفين(واقفين)‪...‬وصلنا على‬
‫الفًل‪.....‬دانيال‪.....‬‬
‫دانيال سحب الحقيبة من يد أمير‪ :‬يًل يًل‪....‬ما تغيرت كله‬
‫بتستعجلنا‪....‬‬

‫نور ضحكت بخفة ووالدتها قربتها من جانبها األيمن وهي تبتسم‪،‬‬


‫وبعد ان ركبا السيارة اخذ يتحدث دانيال سري ًعا عن التغيرات التي‬
‫طرأت على بيروت وحي الروشة ولبنان بأكملها!‪....‬وكانت ديانا‬
‫طبوال من اإلشتياق والخوف بينما نور‬‫ً‬ ‫تستمع إليه وقلبها يقرع‬
‫كانت مسندة رأسها على صدر والدتها ُمتعبة تريد النوم وكانت‬
‫تشعر بتوتر والدتها وتسمع نبضات قلبها المزعجة!‪....‬أما أمير‬
‫ينظر للشوارع التي اكدّت له صحة حديث دانيال‪...‬عن التغيرات‬
‫التي حصلت‪....‬مضى وقت طويل‪...‬وجدًا‪....‬وقاسي عليه وعلى‬
‫معشوقته!‬
‫دخًل الحي‪....‬واضطربت انفاسها‪.....‬وترقرقت عيناها بالدموع‬
‫و ُح ِبست في محجرعينيها‪.....‬ازدردت ريقها اخذت تنظر بدقة لمن‬
‫حولها ‪....‬لفتت نظرها تلك الشجرة الجانبية ‪.....‬فهناك الكثير من‬
‫عبرا فيه عن‬
‫ان ّ‬ ‫أول قبل ٍة لها‪....‬وآخر احتض ٍ‬
‫الذكريات‪.....‬هناك ّ‬
‫شعورهما بالفراق‪.....‬لم يكن حولها بيوت كثيرة‪.....‬كانت في‬
‫الماضي ما هي إال معزل عن الناس واآلن الناس اجتمعا حولها‬
‫البراق!!!‬
‫وافسدا منظرها ّ‬

‫وقف أمام فلة أمير‪.....‬التي اشتراها واعتزل نفسه فيها بعد زواج‬
‫ديانا‪....‬بسنتين!‪.‬اعتزل والديه والعائلة ولكن لم يستطع أن يخرج‬
‫من الحي الذي يجمعهم فيه‪....‬ولكن ال اهله يدخلون عليه وال هو‬
‫يدخل عليهم‪....‬كان شعوره بدونها كالجسد بًِل روح‪...‬وكالرجل‬
‫الضائع في الصحراء بًل مؤونة وبًل ماء يُساند عظامه للنهوض!‬
‫نزال من السيارة واخذ نسيم الهواء البارد يخترق قلبهما لينتفضا‬
‫من ذكريات الماضي!‪.....‬شدّت ديانا على ابنتها وهي تقول‪ :‬راح‬
‫ادخل‪...‬‬
‫نزيف(نظيف)‪.....‬وفيه خادمة عم‬ ‫دانيال تحدث ألمير‪ :‬كل شي ّ‬
‫بتحضر إللكوم األكل‪(....‬ومد له مفتاح السيارة)‪....‬وهايده مفتاح‬
‫سيارتك‪......‬خذها‪......‬‬
‫اخذها امير ثم نظر للناس اردف بتحسر‪ :‬كل شي تغيّر‪....‬‬
‫بيتعوض‬
‫ّ‬ ‫دانيال فهم هذه النبرة طبطب على كتفه‪ :‬وكل شي‬
‫امير‪...‬‬
‫مؤخرا لن يستطع‬ ‫ً‬ ‫ضحك بسخرية فبعد تلك المتاهات التي ظهرت‬
‫أن يُصلح العود المكسور!‪ :‬ان شاء هللا‪...‬‬
‫ً‬
‫متسائًل‪ :‬ب ّيي نزل على المصيطبة‪...‬‬ ‫ثم اطرق‬
‫دانيال شتت ناظريه عنه‪ :‬نحكي بعدين في هالموزوع‪.....‬‬
‫أمير تكتف اغمض عينيه ثم فتحمها وهو يقول‪ :‬بعرف هو وعمي‬
‫اتصالحوا‪.....‬وعم يعيشوا بالئصر(القصر) مع بعضهم‪...‬‬
‫ثم ضحك‪ :‬شي بيضحك وهللا‬
‫دانيال طبطب على كتفه ‪ :‬ابوها لديانا‪....‬كتير تعبان‪.....‬وحتى من‬
‫شدّت تعبو ما بيئدر يئوم ووئف (يقوم ووقف)‪...‬على‬
‫رجليه‪....‬لهيك بيّك‪...‬اتصالح معوه وجبروه على العيشة‬
‫معوه‪...‬خاصة بعد وفاة مرتو‪....‬وبيتمنى يشوف بنتو‪...‬‬
‫أمير بهدوء‪ :‬حكيت معها بهيدا الشي‪...‬ورافضة كليّا من انها‬
‫تشوفو‪....‬على العموم‬
‫صافحه وش ّد على يده وهو يقول‪ :‬دانيال مشكور على كل‬
‫شي‪....‬وما بدي اعزبك (اعذبك) اكثر‪.....‬ميرسي‪....‬‬
‫هاد‪....‬حنّا‬
‫ِ‬ ‫دانيال ضربه على كتفه بخفة‪ :‬شو هالحكي‬
‫اخوة‪.....‬وما بينا ‪....‬شكر‪....‬وهيدا الكًلم‪....‬وهأل ادخل بيتك‬
‫‪...‬ريّح‪...‬وال تشغل بالك‪...‬‬

‫هز أمير رأسه وابتسم وانصرف دانيال ماشيًا لناحية منزله‬


‫القريب من هنا!‬
‫دخًل امير ونظر إلى زوجته ونور الواضعة رأسها في حضن‬
‫والدتها رفع حاجبه وهو يقول‪ :‬ال ِغرف مليانه المكان‪.....‬نور‬
‫أي غرفة ونامي فيها‪.....‬وكمان انتي ئومي‪.....‬‬ ‫ئومي ّ‬
‫نور وهي مغمضة لعيناها‪ :‬ما فيني حيل اقوم ‪....‬جسمي تكسر‬
‫خًلص‪....‬‬
‫ابتسم أمير وتحدث بلهجة سعودية مكسرة ً‬
‫قليًل‪ :‬تبين احملك؟‬
‫نور اشارت له وهي ما زالت مغمضة لعيناها ‪ :‬تسوي فيني‬
‫خير‪....‬بس اخاف(وفتحت عيناها ونظرت لوالدتها التي تلعب في‬
‫خصًلت شعر ابنتها)‪....‬ماما تغار‪...‬‬
‫فتحت ديانا عيناها بصدمة لتردف‪ :‬وليش اغار؟‬
‫نور ابتسمت بخبث‪ :‬ما بعرف‪...‬‬
‫ضحك أمير واتى بالقرب منها وانحنى ليحملها فنهضت وهي‬
‫تقول‪ :‬الال‪ .....‬ال تعبك نفسك احمل زوجتك ووفّر تعب حملك لي‬
‫لها‪...‬‬

‫خجلت ديانا وضربت على ظهر ابنتها بخفة‪ :‬شكلنا ركبنا الطيارة‬
‫وطار عئلك يا مفعوصة‪.....‬‬
‫نهضت نور وهي تنظر لهما وغمزة لهما سريعًا‪ :‬كأنكم‬
‫كناري‪.....‬‬
‫ثم ارسلت لهما قبلة في الهواء‪ :‬اترك لكم الجو يا روميو وجوليت‬
‫انتوا‪...‬‬
‫حدقت فيها والدتها بتهديد أما أمير ضحك وهي هربت سري ًعا‬
‫للطابق العلوي وانحنى أمير ليصل إلى مستوى زوجته واصبح‬
‫وجه قريبًا جدًا لوجهها تحدث‪ :‬خلينا نذكر زهور‬
‫األيام‪.......‬ووردت حبنا اللي فتحت في هالمكان‪.....‬ال تفكري‬
‫بشي سلبي‪....‬وئفي(وقفي)‪...‬ذكرياتك النيقتف‪.....‬وخلينا نعيش‬
‫بحب من جديد‪....‬‬
‫علقت عيناها في عينيه وترقرقت بدموع‪ :‬بحس جو البنان عم‬
‫يخنئني‪...‬حاسة حالي رح موت‪....‬‬
‫جثل على ركبتيه وش ّد على كفيها قبلها بلطف ‪:‬‬
‫تزكري(تذكري)‪...‬اللي صار ما بعّدنا كتير عن بعض‪.....‬انتي‬
‫طلعتي من لبنان لوحدك ‪...‬ورجعنا انا ويّاكي سوا‪.....‬رجعنا بحب‬
‫جديد‪...‬وعًلئة كتير ئويي(عًلقة كثير قوية)‪.....‬‬
‫ثم نهض ومد يده‪ :‬ال تحرميني من حبنا‪(....‬ثم غمز لها)‪...‬خلينا‬
‫نتذكر األشياء الجميلة وبس‪.....‬ونخبّر نور عنها‪...‬‬

‫ضحكت في وسط الدموع التي انسابت على خديها مسكت بيده‬


‫وهي تقول‪ :‬مستحيل اخبر نور عنها‪.......‬ما بدي يّاها تكون متلي‬
‫متهورة ومندفعة في المشاعر‪.....‬‬
‫أمير احتضنها وقبّل جبينها‪ :‬وهيدا الشي اللي علئني فيكي(علقني‬
‫فيك)‪...‬‬
‫اردفت بجدية وهي وتنظر لعينيه‪ :‬بس ما في منّك اتنين‪....‬لو‬
‫غيرك كان استئل هيدا الشي من صالحوه‪...‬عشان هيك ما بدي‬
‫احكي بتفاصيل حبنا إلله ‪....‬ألنه ما فيه متلك أمير‪....‬‬
‫تفهم األمر وفاجأها بقبلته ثم اردف‪ :‬ولهان إللك‪....‬‬
‫خجلت ديانا وشدّت على يده واتجها للطابق العلوي ! بخطوات‬
‫هادئة واسندّة رأسها على كتفه ‪ ،‬واخذ يُطمئنها لن يحدث شيئ ًا‬
‫يُفسد عليها مستقبل ابنتها ومستقبلهما ايضًا ‪ ،‬فاطمئنت وتناست‬
‫ألم ذكريات الماضي‬
‫انتهى‬

‫البارت الرابع‬

‫ال ُحب أنواع ‪...‬وكذلك الغيرة أنواعًا شتّ حينما تُدرك معنى ُحبك‬
‫لذلك الشخص تستطيع أن تميّزه عن باقي العناوين‬
‫اآلخرى‪....‬ولكن حينما يكون‬
‫ظاهرا في معانيه ومفرداته العميقة‪ ....‬قد تنحرج منه أو‬
‫ً‬ ‫ال ُحب‬
‫ربما الطرف اآلخر هو من سينحرج لو كان ُحب تملك‪....‬او حب‬
‫انانية‪....‬وعلى التفاصيل سيصاب بنوبة قهر من دوامته !‬
‫دورا في تقبله او رفضه! ولكن في بعض‬ ‫وهنا الكرامة تلعب ً‬
‫الحين الظروف تُجبرك على تقبله‪....‬واإلسهاب في جنونه ويؤلم‬
‫ذلك ولكن ليس هناك مخر ًجا للخروج منه والنجاة من‬
‫ويتصور على‬
‫ّ‬ ‫يتمحور‬
‫ّ‬ ‫عواقبه‪....‬والنوع االكثر خطورة حينما‬
‫شكل ُحب الشّك!‬
‫أو جنون الشّك‪....‬كيف يكون هناك ُحب الشّك؟‪....‬هُنا التفاصيل‬
‫ستُروى عنه‪....‬وعن جروحها المخباه خلف ثنايا اضلعها‪....‬جمع‬
‫في قلبه حب التملك واألنانية والقليل من حب الشك!!!‪....‬وهذا ما‬
‫يجعلها تحبذ الهروب منه واالسهاب في التنظيف هنا ً‬
‫بدال من‬
‫بيتها!‬

‫كانت ستفتح الباب ولكن شد على عضدها تحدّث بحده‪ :‬لخلصتي‬


‫اتصلي علي ال تخلين اخوانك يجيبونك فاهمة؟‬

‫حينما مسكها بهذه الطريقة المفاجأة شعرت في اآلن نفسه بوخز‬


‫الجنين لها فعضّت على شفتيها وتظاهرت بالقوة نفضت يدها منه‬
‫قائلة‪ :‬طيب‪.....‬‬

‫ثم خرجت من السيارة واغلقت الباب بهدوء ‪ ،‬دخلت‬


‫المنزل‪....‬وكما توقعت الجميع ذهب إلى عمله وحتى نوف ذهبت‬
‫إلى المدرسة انزلت العباءة عن جسدها ووضعتها على الكنب ‪ ،‬ثم‬
‫جلست واخذت تنظر لجدران المنزل والسقف واالرض وهي تهز‬
‫ً‬
‫عًلمة للتوتر‪....‬هل تخبر اخوتها عن معاملته؟ أم‬ ‫برجلها‬
‫تسكت‪.....‬آه‪...‬هُناك حرقة تشتعل في فؤادها إلى اآلن لم تفهم‬
‫شعوره اتجاهها‪....‬كُره ‪ُ ...‬حب‪...‬أم نانية التملّك‪...‬سيطرت على‬
‫رغبته في اتجاهها!‬
‫هناك قصة خف ّية عنه ويخفيها عنها! مسحت على شعرها‬
‫‪....‬اسندت ظهرها على الكنب‪....‬شعرت بالوخز من جديد ق ّوست‬
‫شفتيها وحاجبيها‪....‬اخذت تفكر‪....‬وبتندم اردفت‪ :‬ليتني ما قبلت‬
‫فيه‪.....‬‬

‫وينك يمه‪......‬تعبانة‪...‬انهد حيلي من المسؤولية‪.....‬وتعبت وانا‬


‫اشتاق لك‪....‬تعبت‪....‬يمه‪...‬‬

‫نزلت دموعها بهدوء على خديها ‪ ،‬وارتفع رنين هاتفها سحبته‬


‫من الحقيبة واجابت حينما رأت(خالتي أم ناصر)‬
‫ابتسمت ومسحت دموعها سري ًعا‪ :‬هًل خالتي‪...‬‬
‫ام ناصر وهي تضع الملح وترشه على الرز في القدر‪ :‬هًل يمه‬
‫الجازي‪....‬اخبارك؟‪...‬طمنيني عنك‪...‬‬
‫اثرا‬
‫الجازي بهدوء نظرت ليدها ولمكان قبضته القوية التي تركت ً‬
‫عليها!‪ :‬بخير‪....‬انتي طمنيني عنك وعن شيخة والباقي‪....‬‬
‫ابتسمت وبدأت تحرك الرز ‪ :‬كلهم بخير وما يسألون إال‬
‫عنك‪....‬وعن البيبي‪...‬مشتاقين لشوفته‪......‬‬
‫ثم تحدثت بجدية‪ :‬يمه الجازي‪....‬الحين دخلتي التاسع انا حاسبة‬
‫لك صار لك اسبوعين‪......‬وخاطري تجين عندي وهللا خايفة‬
‫عليك‪....‬‬
‫عقدت حاجبيها‪ :‬ال وين ا جي؟‪....‬خالتي وهللا صعبة‪......‬انا‬
‫مهتمه بنفسي ال تحاتين و‪(..‬وبكذب)‪...‬زوجي مو مقصر‪....‬‬
‫ام ناصر ‪ :‬كثري من المشي يا يمه‪.....‬وال تجهدين نفسك في‬
‫اشغال البيت‪....‬‬
‫الجازي ابتسمت ألهتمامها‪ :‬ال تحاتين خاله ال تحاتين‪.....‬بس‬
‫خالتي‪....‬‬
‫اردفت باهتمام‪ :‬خير يمه قولي؟‬
‫الجازي مسحت على بطنها بخفة‪ :‬ساعات احس بوخزات وألم في‬
‫خاصرتي‪....‬طبيعي؟‬
‫تحدثت بجدية ‪ :‬يمه هذا طلق‪...‬إن استمر معاك اتصلي علي‬
‫ونروح المستشفى‪.....‬‬
‫الجازي بتوتر‪ :‬الال هو يروح ويجي‪......‬‬
‫طت القدر ‪ :‬كم صار لك؟على هالحال‪...‬‬ ‫غ ّ‬
‫الجازي‪ :‬يومين‪....‬‬
‫ام ناصر بقلق‪:‬يا عوينتي‪....‬هذا بدايات الطلق‪....‬اسمعي وانا‬
‫خالتك‪.....‬حاولي تتمشين‪....‬شكل هاللي ببطنك عجول‪....‬وال‬
‫تحملين نفسك فوق طاقتها‪.......‬واذا احتجتيني‬
‫اتصلي‪.....‬سامعة‪...‬‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬ان شاء هللا‪....‬‬
‫ام ناصر بجدية‪ :‬بكرة بجيك‪.....‬وبعد والدتك النفاس عندي‪...‬‬
‫قاطعتها الجازي‪ :‬ال خالتي وهللا صعبة‪......‬‬
‫محرص علي‪..‬في‬ ‫ّ‬ ‫ام ناصر بهدوء‪ :‬ال صعبة وال شي‪...‬وعمك‬
‫هالموضوع‪.....‬وغرفتك جهزتها اصًل‪.....‬بس قولي لزوجك‬
‫يجيب االغراض ارتبها لك‪.....‬‬
‫الجازي ترقرقت دموعها‪ :‬مشكورة خالتي‪....‬‬
‫ام ناصر بحنية‪ :‬يمه انتي بنتي‪....‬بنت صيته الغالية‪........‬وغًلتك‬
‫وهللا ما تقل عن غًلت اعيالي‪....‬‬
‫سكتت الجازي لتكمل‪ :‬يله ما اطول عليك مع السًلمة ودري بالك‬
‫على نفسك‪....‬‬
‫الجازي اغلقت الخط بعد ان قالت‪ :‬هللا يسلمك ال تحاتيني‪...‬‬

‫ثم نهضت واتجهت للمطبخ ‪ ،‬شعرت باالرتياح بعد سماع صوت‬


‫خالتها فهي من قامت باحتضانهم بعد وفاة والدتها‪ ،‬وهي ساعدتها‬
‫في احتضان اختها نوف رغم ال فارق كبير في العمر بينهما نوف‬
‫تبلغ ثمانية عشر وهي خمسة وعشرون سنة‪...‬فكرت ً‬
‫قليًل قبل أن‬
‫تبدأ أي طبخة تطبخ؟!‬

‫ثم تذكرت بقول‪ :‬نوف تحب الكبسة ‪....‬وعشانها بسويها‪....‬‬

‫شمرت عن ذراعيها وبدأت بتقطيع البصل ً‬


‫اوال والثوم ثم‬ ‫ّ‬ ‫ثم‬
‫البصل‪.....‬حاولت أال تفكر في أي شيء يُفسد عليها اليوم ‪...‬ولكن‬
‫الوخز عاد من جديد وسقطت السكين من يدها‪....‬مسحت على‬
‫بطنها بهدوء واخذت تهمس‪ :‬يارب‪.....‬يارب رحمتك‪..‬‬

‫اخذت دقيقة وهي على هذا الحال ثم مضى هذا األلم! اخذت نفس‬
‫عميق واكملت الطبخ واغلقت القدر بغطاه وبدأت تغسل الصحون‬
‫التي استخدمتها ومسحت أرضية المطبخ! ثم انتقلت لتنظيف‬
‫مجلس الرجال رغم أنه غير وسخ ولكن مسحت األرضية‬
‫ظف أرضية‬ ‫بالمنظفات والتعقيمات‪....‬وبقيت على هذا الحال تن ّ‬
‫غرفة الجلوس ‪...‬الصالة‪.....‬ثم صعدت للدور‬
‫العلوي‪....‬ورتبت غرف اخوتها رغم انهم اعتادوا على ترتيبها‬
‫بأنفسهم ولكن مسحت األرضيات لتبقى المعة مضت ساعة كاملة‬
‫وهي تن ّ‬
‫ظف !!!!‬
‫وتراقب الرز لكي ال يحترق‪....‬والوخزات تأتي وتذهب‬
‫بغتة!!‪..‬ولم تهتم لألمر كما اوصتها خالتها‪.....‬في تمام الساعة‬
‫ظهرا وضعت الغداء على السفرة ‪...‬ورتبتها‪....‬‬
‫ً‬ ‫الثانية‬
‫وانفتح الباب فجأة وصوت اختها سبقها وهي تتذمر وتتأفف‪:‬‬
‫استغفر هللا حر ‪....‬حر مو طبيعي‪...‬‬
‫ودخًل ورائها اخوانها ابتسمت لهما وذهبت نوف راكضة تحتضن‬
‫اختها‬
‫‪:‬اخبارك جوجو‪.....‬ولهت عليك وهللا‪...‬‬
‫ضربتها بخفة على كتفها‪ :‬كذابة بس يوم ما شفتيني‪...‬‬

‫لم تجيبها اخذت نفس عميق وهي تشتم‪ :‬يمه يمه يا الريحة‬
‫‪....‬كبسة‪....‬صح؟‬

‫هزت الجازي رأسها وهي مبتسمة وحضنتها هنا نوف واقتربا‬ ‫ّ‬
‫خالد وناصر‬
‫من جانبهما تحدث خالد‪ :‬بشويش على اختك يا هبلة‪....‬شكلك‬
‫نسيتي انها حامل‪.....‬‬
‫بندر ضرب رأس نوف من الخلف وبخفة‪ :‬هجدي‪...‬‬
‫عبست بوجهها ‪ :‬الزم تخربون جوي‪....‬‬
‫خالد بجدية‪ :‬اخبارك الجازي؟‬
‫الجازي بوج ٍه شاحب ومتعب‪ :‬بخير يا خوي‬
‫ثم نظرت ألختها‪ :‬نوف روحي بدلي‪....‬وصلي على ما يجي‬
‫ابوي‪....‬‬
‫بندر نظر لألكل بنظرة خاطفة‪ :‬شكله يشهي‪...‬‬
‫الجازي بحنان‪ :‬بالعافية عليكم‪....‬‬
‫خالد بهدوء‪ :‬جلسي تغدي معنا‪....‬‬
‫الجازي نظرت لعينيه‪ :‬ال سيف بيجيني الحين‪....‬‬
‫خالد ‪ :‬براحتك‬
‫بندر بتساؤل‪ :‬هو جاء؟‬

‫قبل أن تجيب دخل والدها وما إن وقعت عيناه عليها حتى ابتسم‬
‫منور البيت‪.....‬نورتي بيتك‬
‫لها وتقدمت لناحيته ‪ :‬وانا اقول ليش ّ‬
‫يا عين ابوك‪...‬‬

‫رجف قلبها من كلمته ق ّبلت يده ورأسه‪ :‬منور بوجودك يا‬


‫الغالي‪....‬‬
‫ثم تقدم لناحية السفرة‪ :‬هللا هللا ‪.....‬وش هالزين‪...‬وش‬
‫هالريحة‪....‬‬
‫الجازي ابتسمت لهم‪ :‬بالعافية‪.....‬‬
‫بو خالد ‪ :‬اجلسي معنا تغدي‪...‬‬
‫الجازي قبل أن تنطق بكلمة عادت تلك النغزات ولكن بشك ٍل اقوى‬
‫واشد األلم فتأ ُّلمت وعضّت على شفتيها لتخرس األلم وقوست‬
‫سا‬
‫حاجبيها مما شدّت من انتباههم ازدردت ريقها واخذت نف ً‬
‫لتجيب‪ :‬بيجي سيف‪...‬‬
‫بو خالد طبطب على ظهرها بقول‪ :‬عًلمك يبه؟ فيك شي‬
‫بندر بتوتر‪ :‬نوديك المستشفى‪...‬‬
‫نزلت نوف وقاطعتهم بصوتها العالي‪ :‬ما جاااااااا ابوي؟‬
‫وما إن رأته حتى قالت بفرحه‪ :‬يًل اجل خلونا نتغدى‪...‬‬
‫ولكن جميعهم ملتف حول الجازي‪....‬وهي تلتقط انفاسها اشارت‬
‫لهم ‪ :‬الال ما فيني شي‪...‬‬
‫بندر ‪ :‬كيف ما فيك شي‪....‬وانتي حتى النفس بالقوة تاخذينه‪...‬‬
‫خافت نوف واقتربت من اختها نظرت لوجهها‪ :‬الجازي وش‬
‫فيك‪...‬‬

‫عادت تلك النغزات وبشك ٍل متتالية انحنت لألمام وبدأ قلبها‬


‫يتسارع والدم يتدفق في وجهها ليعطي اللون االحمر ويغرق‬
‫شحوب وجهها!‪....‬عضت على شفتيها بعد ان اخرجت‪ :‬يا هللا‪....‬‬
‫نوف مسكت يدها بينما خالد ردفها بيديه بندر توتر واردف‪ :‬اتصل‬
‫باالسعاف‪...‬؟‬
‫بو خالد مسح على شعرها واتجها بها لناحية الكنبات اجلساها‬
‫ونوف مسحت على يديها وهي تقول‪ :‬الجازي‪...‬‬
‫بو خالد اردف‪ :‬خالد شغل السيارة وانا ابوك‪.....‬‬
‫ثم نظر لنوف القلقة‪ :‬جيبي عباتها‪...‬‬
‫نهضت سري ًعا وسحبتها من على الكنبة الجانبية‬
‫بو خالد نظر ألبنه‪ :‬بندر ساعدني‪...‬‬
‫تتأوه أل ًما وتحاول أال تصرخ وتعض‬ ‫ساعداها على النهوض وهي ّ‬
‫على شفتيها بقوة ما إن نهضت شهقت نوف من المنظر المرعب‬
‫بالنسبة لها اردفت‪ :‬يبه‪....‬‬
‫نظر لألرض وفهم تلك االشارة‪ ،‬نزول الماء بهذه الغزارة اشارة‬
‫على قُرب موعد والدتها تحدث‪ :‬ع ّجل يا بندر‪....‬‬
‫صرخت هنا الجازي ودخل خالد‬
‫عضت على طرف اصابعها نوف بتوتر‪......‬بينما خالد مسح على‬
‫رأس اخته‪ :‬تحملي وانا اخوك‪...‬‬
‫الجازي بدموع‪ :‬نوف‪.....‬آه‪...‬تعالي معي‪.....‬تتتتكككفـ‪...‬‬
‫وصرخت هنا حينما خالجها األلم بشك ٍل اقوى‬
‫صرخ خالد في وجه نوف‪ :‬نوووووف روحي البسي عباتك‬
‫ولحقينا على السيارة‪....‬‬
‫حمل اخته ما بين ذراعيه‪ ،‬وفي وسط هذه الض ّجة اتصل زوجها‬
‫عليها ‪ ،‬مرة ومرتين وثًلثًا حتى انه شتمها لعدم ردها كان سيقول‬
‫لها انه مضطر للتأخر بسبب تضاعف العمل عليه!‬
‫بينما بندر ما ان اغلقت نوف باب السيارة حتى انطلق بها شدّت‬
‫على يد اختها والجازي عضت على طرف حجابها أما خالد كان‬
‫يحثها على ان تتنفس بشك ٍل طبيعي‪....‬‬
‫ما إن وصًل المستشفى ‪...‬حتى حملها خالد‪......‬وتبعوه البقية‬
‫بالركض‪...‬‬
‫صرخ بندر‪ :‬دكتووووور‪.....‬‬
‫اتوا إليهم مسرعين ووضعوها على الكرسي‪......‬وشدّت على يد‬
‫نوف‬
‫نوف بدأت دموعها تنذرف ‪...‬بسبب التوتر والخوف‪.....‬شدّت‬
‫على يد اختها‪.....‬وحاولت ان تغطي شعرها في هذا الحال‪....‬‬

‫ما إن أتت الدكتورة بعد أن تم استدعائها حتى قالت‪ :‬الزم ننزلها‬


‫غرفة الوالدة‪...‬‬

‫كانت ستبعدها الممرضى عنهم ولكن ما زالت ممسكة بيد اختها‬


‫نوف صرخت بألم‪ :‬تعالي معي‪....‬‬
‫فُجعت واخوتها انصدموا بينما والدها تحدث لنوف‪ :‬ادخلي معها‬
‫كانت ستتحدث الطبيب لمنع هذا األمر ولكن اشار لها‪ :‬اختها‪....‬‬
‫وفي هذه الفوضى‪...‬والشتات‪....‬رضخت أن تدخل نوف مع‬
‫اختها‪....‬‬
‫فتحدث بو خالد بتوتر‪ :‬خايفة يا عين ابوها خايفة‪....‬ودها بأمها‬
‫تكون جنبها‪...‬آه بس‪.....‬هللا يسهل عليك‪...‬‬
‫بندر طبطب على كتف والده‪ :‬يبه هدي‪...‬مو صاير إال كل خير‪...‬‬
‫خالد بتوتر‪ :‬تعالوا نجلس باالنتظار‪...‬‬

‫ألول مرة ترى وجه اختها‬ ‫بينما نوف كانت مرعوبة للغاية ‪ّ ،‬‬
‫يتلون بعدّة ألوان في الثانية الواحدة وصوتها يخرج بتردد عالي‬
‫ّ‬
‫هكذا‪.....‬كانت تشد على يدها كلما زاد األلم تنظر ألختها بتحذير ‪:‬‬
‫تكفين طالعي وجهي بس‪...‬‬

‫بينما نوف لم تنظر ابدًا ألرجاء الغرفة وال لشيء آخر كانت فقط‬
‫تراقب وجه اختها وتنفسها المضطرب ال تدري هنا في هذه‬
‫اللحظات تذكرت وفاة والدتها!!‬
‫خافت أن تفقد أختها‪....‬كانت تسمع الممرضات بعشوائية‬
‫‪...‬وصرخات اختها يزداد‪...‬ودموعها هي تزداد وكلماتها‬
‫التشيجعية تزاد كلما صرخت اختها هملت دموعها على خديها‬
‫ترجوها أال تموت!ال قدرة لها على ان تفقدها‬
‫سيزول هذا األلم‪....‬هذا الوجع‪....‬سيزول األمر برمته ما إن يولد‬
‫هذا الصبي المشاغب!‪....‬رفعت رأسها وهي تشد على يدها‬
‫صرخت بأقوى ما تملك من صوت وقوة‪....‬عرق جبينها‪....‬وبانت‬
‫عًلمات الموت على وجهها كما تظن اختها‪....‬نبضات قلبها تزداد‬
‫بجنون ‪...‬بكت نوف‪....‬مسحت على رأس اختها بتخفيف من األلم‬
‫صرخت الجازي‪ :‬يمااااااااااااااا‪........‬اه‪.....‬‬
‫فبكت نوف هامسة‪ :‬يارب ارحم حالها‪...‬يارب‪....‬خليها لي‬
‫يارب!!!‬
‫اخيرا وبعد نصف ساعة واكثر سمعوا صوت الطفل‪....‬وارتخى‬ ‫ً‬
‫جسد الجازي على السرير ومسحت نوف دموعها وهي تنظر إلى‬
‫اختها بدموع وصوت متحشرج ق ّبلت يد اختها ورأسها وطرف‬
‫انفها همست‪ :‬مبروك ما جاك‪.....‬مبروك‪...‬‬
‫همست بوجع وهي تنظر ألختها برؤية مشوشة‪ :‬آسفة‪....‬‬
‫فهمت نوف لم؟تتأسف‪...‬ألنها اجبرتها على ان ترى هذا‬
‫الوجع‪...‬ان تسمع هذه الصرخات‪...‬أن تعيش معها هذه‬
‫اللحظات‪...‬ولكن نوف هزت رأسها‪ :‬عادي‪....‬عادي‪....‬‬
‫في الواقع هي لم ترى سوى الم اختها حفظت تعابير وجهها‬
‫المتألمة‪...‬والمرعبة‪.....‬رأت الموت كيف يختطف أنفاسها بين‬
‫لحظ ٍة ولحظة‬
‫قبلّت يدها من جديد ورأسها همست لها‪ :‬الزم اطلع الحين‪....‬‬
‫هزت الجازي رأسها برضى‪....‬وخرجت من الغرفة وهي تحاول‬
‫أال تنظر إال إلى الباب فما زالت مرعوبة فبعد أن خرجت تبعت‬
‫نظراتها في االرجاء ولم تراهم ففهمت انهم في غرفة االنتظار‬
‫ذهبت لناحيتها طرقت الباب‪....‬همست‪ :‬خالد‪....‬‬
‫ما إن سمعوا صوتها حتى خرجوا تحدث بندر‪ :‬ولدت؟‬
‫خالد بخوف‪ :‬تكلمي؟‪...‬‬
‫تحدث والدها بقلق‪ :‬طمنيني على اختك‪...‬يبه‪...‬‬
‫نوف بصوت متحشرج حضنت والدها وهي تبكي وتردد‪ :‬جابت‬
‫ولد‪....‬جابت ولد‪...‬‬
‫خالد بقلق‪ :‬وهي كيفها؟‬
‫أتت الطبيبة تبشرهم ولكن نوف سبقتها ابتعدت نوف عن حضن‬
‫والدها‬
‫وتحدث بندر‪ :‬طمنينا عليها‪...‬‬
‫الدكتور بهدوء‪ :‬الطفل وامه بخير‪....‬‬
‫بو خالد مسك يد ابنته التي بدأت ترجف كان عليه أال يدخلها معها‬
‫ولكن لم يحبذ أن يكسر خاطر ابنته في تلك االوضاع تحدث‪ :‬بندر‬
‫جيب ألختك ماي‪...‬‬
‫خالد التفت عليها مسك يدها‪ :‬شفيك؟‬
‫بو خالد نظر إليه بنظرة تدل على أال يكثر الحديث واالسالة تحدث‬
‫ألبنته بحنان‪ :‬تعالي جلسي على الكرسي‬
‫همست ‪ :‬يبه اتصل على خالتي بشرها‪...‬‬
‫بو خالد اجبرها على ان تجلس على الكرسي‪ :‬بنتصل‪...‬بس‬
‫جلسي انتي‪....‬‬
‫بندر اتى وقدم لها الماء فشربته بدفعة واحدة!‬
‫التفت عليه والده‪ :‬بندر اتصل على زوجها وبشره‪....‬وانت يا خالد‬
‫اخذ اختك ودها البيت ترتاح‪....‬وانا بتصل على اخوي‬
‫يجي‪....‬هنا‪....‬‬
‫خالد بهدوء نظر ألخته‪ :‬طيب‪.....‬يًل نوف‪...‬‬
‫نهضت وهي تشعر هي من ولدت ذلك الصبي‪...‬قلبها‬
‫يرجف‪.....‬خوف‪...‬في لحظة خافت ان تخسر فيها اختها‪....‬تخسر‬
‫حنانها‪.....‬واأللم وصل‪....‬وصل إلى اعماق قلبها ‪...‬كلما شدّت‬
‫تذوقت طعم عذابها!‪..‬رائحة الدم ايضًا بدأت‬
‫اختها على يدها ّ‬
‫باالنتشار في عقلها وبقوة‪....‬شعرت بالغثيان ولكن حاولت‬
‫التماسك‪...‬شدت على يد خالد في هذه اللحظة ففهم انها مضطربة‬
‫مما رأته !‬
‫فتح لها باب السيارة واغلقه بعدما أن ركبت السيارة ‪...‬نظر إليها‬
‫كانت تتنفس باضطراب واضح من ارتفاع وانخفاض صدرها‬
‫بشك ٍل سريع ومريب‪....‬‬

‫فتحدّث‪ :‬افتحي الغطاء عن وجهك‪.....‬‬

‫هي بالواقع بحاجة إلى فعل هذا األمر‪ ،‬ولكن تخشى من أن يرى‬
‫وجهها فينصدم ولكن لم تبالي رفعته واسندت رأسها للوراء‬
‫واغمضت عينيها بينما هو التفت عليها لينصدم من احمرار‬
‫وجهها والعرق الذي يتصبب من جبينها‪.....‬فهم أنها عاشت‬
‫لحظات مرعبة مع الجازي وكان عليهم ان يمنعا حدوث هذا‬
‫األمر!‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬تطمني نوف اختك بخير‪.....‬‬
‫هزت رأسها داللة على معرفتها بذلك فتحت عيناها ونظرت‬
‫للشارع بضياع نطقت بصوت خافت‪ :‬خفت اخسرها مثل ما‬
‫خسرت امي‪......‬شفت الموت يا خالد يخطف انفاسها‪.....‬خفت‬
‫‪.....‬خفت اطلع من الغرفة اصيح على فراقها‪......‬الوالدة‬
‫تخوف‪...‬‬‫ّ‬
‫ثم اغمضت عينيها واستمع لكلماتها ‪ ،‬بتمعّن اخذ نفس عميق‬
‫واكمل الطريق دون أن يلتفظ بأي كلمة ‪ ،‬ألنه ال يملك أي كلمة‬
‫تجاه تعبيرها وخوفها من الموت‪......‬في تخطف انفاس من‬
‫تحبهم!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫أحببتُك بيما فيك من عيوب‪ ،‬احببت قلبك بحجم ِه الكبير ‪ ،‬واحببتُ‬
‫عقلك لرجاحته في التفكير‪ ،‬واحببتُك ألنني وجدّت فيك حياة‬
‫أُخرى!‪ُ ،‬حبي لك جنون‪ ،‬وقُربك كان مستحيل‪ ،‬وصراع القدر كان‬
‫محتو ًما‪ ،‬إلى أن زال ذلك الكابوس‪ ،‬وأنجلى ذلك الظًلم من‬
‫العيون‪ ،‬فاصبحنا بالعشق هذه المرة نتًلقا‪ ،‬وبالهيام نحتضن‬
‫ذكريات السنين‪ ،‬لم اخذل يو ًما قلبُك النابض باسمي‪ ،‬ولم أدفع هذا‬
‫الجسد نحو هاوية الضياع الثقيل‪ ،‬كُنت قد شارفت على أبواب‬
‫الموت بعد فراقنا الطويل‪ ،‬ولكن برائحة عُطرك يا هذا انتفض‬
‫ب أُحسدتُ‬‫قلبي من جديد‪ ،‬واستطعت أن اشتم رائحة الول ِه عن قر ٍ‬
‫عليه ‪ ،‬وها انا أنع ُم في دفء حضنك ‪،‬وأريد منكّ المزيد!‬

‫كانت تنظر إليه عن قُرب‪ ،‬قضى م ًعا اجمل الذكريات في‬


‫الماضي‪....‬شعرت كم هي محظوظة وهي في قربه‪ ،‬وهي في‬
‫قلبه! مسحت على شعره األشقر لتبعده عن عينيه انحنت لتقترب‬
‫من وجهه وتطبع قبلة دافئة ما بين عينيه ‪،‬فتح عينيه ببطء‬
‫وابتعدت ً‬
‫قليًل عنه فقربها إليه وحاول يُسند ظهره على الوسادة‬
‫تحدث بحب‪ :‬صباحك فُل وياسمين‪......‬‬
‫ابتسمت في وجهه وهي تُبعد خصلة من شعره للوراء‪ :‬صباحك‬
‫أنا‪....‬‬
‫تحدث بشاعرية‪ :‬أنا جدًا محظوظ فيكي‪.......‬ربي ال يحرمني‬
‫منكي‪....‬‬
‫قبّلت راحة يده ‪ :‬وال منك‪...‬‬
‫ثم ابتعدت عنه لتنهض وهي تقول‪ :‬جهزلي حالك‪.....‬بدنا نفطر‪....‬‬
‫مسح على رأسه ونهض ليردف‪ :‬جلسي نور وجهزو حالكن راح‬
‫نفطر برا‪....‬‬
‫ديانا سحبت الروب من على الشماعة ‪ :‬اوك‪...‬‬

‫ثم توجهت لناحية الغرفة المجاورة لغرفتهما‪ ،‬دلفت الباب ونظرت‬


‫ألبنتها مازالت ترتدي بجامتها القطنية مستلقية على بطنها رافعة‬
‫الكراس ما إن رأت والدتها حتى قالت ‪:‬‬
‫قدميها لألعلى منكبة على ّ‬
‫(‪bonjour‬بونجور)‬

‫اقتربت من ناحيتها وجلست بالقرب منها ‪ :‬يسعد لي‬


‫هالصباح‪.....‬شو عم تعملي‪....‬‬
‫ظف الرسمة من الشوائب‪....‬وفرقت منها فسحبتها‬ ‫نور كانت تن ّ‬
‫من على الفراش وقدمتها لوالدتها فشهقت ديانا‪ :‬ما احًلها‪.....‬‬

‫ثم احتضنت ابنتها وهي تردف‪ :‬تسلم لي ايديكي‪....‬‬


‫نور قبّلت والدتها على خدها‪ :‬تستاهلين اكثر من كذا ماما‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫ديانا بانذهال‪ :‬صدق نور‪......‬انتي فنانة‪.....‬ما شاء‬
‫هللا‪....‬عليكي‪....‬‬
‫ثم اردفت بهدوء‪ :‬فخورة فيكي يا بنتي‪...‬‬

‫احتضنتها نوروقبلت خديها وما بين عينها واردفت‪ :‬وانا فخورة‬


‫فيك كونك أمي‪.....‬ومحظوظة فيك‪....‬ألني صرت بنتك‪...‬‬
‫ثم اردفت بنبرة حزن‪ :‬ماما ‪.....I’m sorry about‬‬
‫‪everything......‬‬

‫طبطبت ديانا على يدها وبنرة صادقة‪ :‬ال تتأسفي انا مقدره الوضع‬
‫اللي مريتي فيه‪......‬بس بليز‪......‬نور‪.....‬ال تعملي‬
‫شي‪.....‬يضرك‪....‬قلبي راح يوجعني عليك‪.....‬لو سويتي‬
‫شي‪.....‬وجرحك بأي شكل من األشكال‪....‬‬

‫نور قبّلت يد والدتها وهي تقول‪ :‬أوعدك ماما‪....‬ما اسوي‬


‫شي‪.....‬‬
‫ديانا دون سابق انذار رفعت طرف بذلتها ليبان بياض بطنها‬
‫واشارت‪ :‬هالوشم بدي تشيليه‪....‬وكمان ياللي على كتفك‪...‬‬
‫الوشم كان عبارة عن قلب وفراشة صغيرة على طرفه وفي‬
‫وسطه حرف ‪ T‬وقد وشمته بعد ان تعرفت على حبيبها توم الذي‬
‫مؤخرا‪...‬‬
‫ً‬ ‫انفصلت عنه‬

‫نورحضنت والدتها وهي تقول‪ :‬بوعدك بس نرجع لبريطانيا راح‬


‫اشيله‬
‫دخل هنا امير ونظر إليهما بتعجب‪ :‬ما تجهزتوا؟‬
‫نور عقدت حاجبها‪ :‬نجهز ليش؟‬
‫ديانا نهضت وهي تقول‪ :‬جهزي حالك راح نطلع نفطر سوا‪....‬‬
‫نور نهضت سريعًا لتدخل الخًلء‪ :‬اوك‪...‬‬
‫أمير ابتسم لديانا وهي تتقدم لناحيته وتمد له الرسمة‪ :‬تطور‬
‫رسمها كتير‪...‬‬
‫ناولها من يدها وتعجب من دقة التفاصيل فقال‪ :‬راح افتح إلها‬
‫مرسم بس نرجع‪....‬‬
‫ثم اردف باستعجال‪ :‬يًل روحي اجهزي يًل‪...‬‬

‫ً‬
‫اتصاال سري ًعا‬ ‫ديانا ابتسمت له ثم خرجت وهو خرج ليجري‬
‫اتصل عليه تحدث برسمية‪ :‬انا فكرت كتير‪.......‬وما زلت على‬
‫سخ‬
‫قراري األول‪....‬ما راح اخوض في هيك اشغال‪.....‬وما بدي او ّ‬
‫اسمي‪.....‬بين الت ّجار‪....‬ألني شخص نزيف(نظيف)‪....‬ما عمري‬
‫حتى فكرت اعمل الشي اللي بدكوم إياني اعملوه‪....‬لهزا(لهذ)‬
‫أي مانع‪....‬ولكن‬ ‫اذز(اذا) بدكم اعوضكم عن خسارتكوم ما عندي ّ‬
‫بشرط‪....‬‬
‫تحدث اآلخر بنفاذ صبر‪ :‬وكيف بدك تعوزنا؟(تعوضنا)‬
‫أمير بحده‪ :‬راح اعطيكم المصاري‪....‬بمقابل‪....‬انك‬
‫تعطيني‪.....‬العئد(العقد)‬
‫ضحك بصوت عالي ‪ :‬هههههههههههههههههههههههه ما راح‬
‫تأدر تدفع مبلغ كبير ‪....‬متل هاد يا زلمه‪....‬‬
‫أمير بجدية‪ :‬إلي(قلي) كم بدك؟‬
‫تحدث بسخرية‪ :‬تأدر تدفع عشرين مليون دوالر‬
‫اغمض أمير عينيه بقوة‪......‬ليس له أي خيار تحدث بنبرة‬
‫صارمة‪ :‬أي بئدر‪......‬وفكر فيها منيح‪......‬بسلمك اياهوم‬
‫وبسلمني‪.....‬العئد(العقد)‪...‬وهيك تنسى اسمي حتى‪.....‬‬

‫ثم اغلق الخط في وجهه‪ ،‬سيجبر على ان يدفع هذا المبلغ سيجبر‬
‫على ان يبيع‪....‬شريكته وعمارته وحتى فلته التي يملكها في‬
‫لبنان‪....‬ولن يخبر زوجته لكي ال يرعبها بأمرهم سينهي االمر‬
‫قبل أن يعودوا إلى اكسفورد‪....‬سينهيه من جذوره‪....‬‬
‫أتت نور وديانا‬
‫فتحدثت نور‪ :‬جهزنا يًل احس بموت من الجوع‪....‬‬
‫أمير مسك يدها وهو يقول‪ :‬راح اخليكي تاكلي احلى فطور‬
‫بهالعالم كله‪....‬‬
‫ديانا ضحكت‪ :‬ههههههههههه خلينا نروح على المطعم نسيت‬
‫اسموه هداك يلي ئريب(قريب) من صخرة الروشة‪....‬‬
‫امير عرفه ولكن ليس قريب جدًا منها فقال‪ :‬عرفتو‪...‬اطلعوا على‬
‫السيارة يًل‪....‬‬
‫نور تمكنّت منها الحماسة لذا قفزت وفتحت الباب من إن اغلقته‬
‫بعد ذلك حتى وضعت سماعاتها في آذانها تحدثت‪ :‬راح اسمع‬
‫لفيروز عشان اعيش الجو‪......‬صدق لبنان غير‪...‬‬
‫ديانا ابتسمت والتفتت عليها‪ :‬غير في شو؟‬
‫نور حركت اكتافها العارية فهي ترتدي بدلة سوداء بًل اكمام وبًل‬
‫سيور ما إن تتحرك حتى بان بطنها ووشمها ايضًا ‪ ،‬وارتدت‬
‫ً‬
‫واصًل إلى الركبة فقط اعتادت على ان تلبس ما تُريده بًِل‬ ‫شورت‬
‫شخص يهزئها‬
‫ٍ‬ ‫قيود وبًل‬
‫عليها!‪ :‬مادري بس حسيت براحة وجوها يجبرك تصيرين‬
‫ريًلكس‪....‬‬
‫أمير نظر لًلمام ‪ :‬لسى ما شفتي شي‪....‬راح فرجيكي اشياء كتير‬
‫حل ِو وبتتصفي ذهنك‪....‬كمان‪....‬‬
‫نور قبل ان تشغل االغنية‪ :‬وهللا متحمسة اكتشف كل زاوية ونقطة‬
‫في لبنان وانت عاد بصير التور قايد حقي‪....‬‬
‫اكتفى ان يبتسم ‪ ،‬وهي بدأت تستمع لكلمات األغنية‬
‫بتمعن‪...‬اصبحت تطير وتبتعد عن جميع ما يُفسد عليها احزانها‪،‬‬
‫هي محظوظة بهذه العائلة المتواضعة واصبحت جدًا سعيدة اآلن‬
‫باحتضانهما لها من جديد‬
‫اخذت تنظر للشوارع واالبتسامة لم تنمحي عن وجهها أبدًا ‪،‬‬
‫ستنسى الماضي وستتناسى يوسف كونه أب فاشل في ممارسة‬
‫أبوته لها بعد ان تركها هكذا وبسرعة ‪ ،‬تُريد أن تحضى بلحظات‬ ‫ّ‬
‫اجمل من تلك التي اصبحت في طيّات الماضي‬
‫للماره ولجمال هذا الحي ‪...‬ابتعدا‬‫ّ‬ ‫لذا اسهبت في التأمل والنظر‬
‫إلى أن رأت اطراف البحر تطل عليهم بهدوء فابتهج قلبها‬
‫واتسعت ابتسامتها أكثر فاكثر!‬
‫تشعر بصفاء افكارها في هذه اللحظة وتشعر بالسعادة تُحيطها من‬
‫كل جانب مضت الدقائق المعدودة ووصًل إلى المطعم المنشود‬
‫ترجًل من الس ّيارة ‪ ،‬مشى ِب ُخطى متقاربة لبعضهم البعض وبعدها‬
‫استقرا على طاولة طعام المط ّلة على الورود واالزهار والهواء‬
‫ّ‬
‫المنعش‬
‫تحدثت نور وهي تحتضن يديها‪ :‬حاسة نفسي في عالم ثاني‪...‬‬
‫أمير نظر إلى زوجته وهو مبتسم ثم أدار نظره لها بحنية تحدث‪:‬‬
‫شعورك هذا يسعدنا نور‪.....‬‬
‫ديانا طبطبت على يد ابنتها وهي تردف بحنان‪ :‬لو نعرف أنك راح‬
‫تتغيري هيك كان جينا من زمان على لبنان‪....‬‬
‫نور اخذت نفس عميق ونظرت لهما‪ :‬هالسفرة جات بوقتها و‪...‬‬
‫قطع عليهما رنين نور نظرت لًلسم ابتسمت فقالت‪ :‬عن اذنكم‬
‫بكلم صاحبتي‪...‬‬
‫وقبل أن تذهب إلى جانب منعزل تحدثت‪ :‬دخيلكوم اطلبوا لي معاكم‬
‫اعرف ايًلف ما راح تتركني بهالمكالمة‪...‬‬
‫ضحكت ديانا‪ :‬اوك‪...‬‬
‫أمير اشار إلى النادل ليأتي بجانبهم أما هي خرجت إلى االطًللة‬
‫الجميلة من المطعم كتفت يديها اليمنى وقبل أن تردف بأي كلمة ‪:‬‬
‫هلووووووو يا بنت‪.....‬وينج؟ وسًلمتج شفيج ساحبة على‬
‫الجامعة طمنيني عليج‪.....‬‬

‫المارة‪ :‬كلها يوم ما جيت امداك‬


‫ّ‬ ‫ضحكت نور وهي تحدّق في‬
‫تفقديني‪.....‬‬

‫إيًلف حملت كتبها من على الطاولة وخرجت من المطبخ ومشت‬


‫في الممر لتدخل إلى غرفتها‪ :‬وهللا تعودت عليج رغم أنج ما‬
‫تعطيني ويه زي الناس بس شسوي من قرادتي ارتحت لج‬
‫وصرت افقدج حتى لو ما كلمتيني‪....‬‬

‫نور ‪ ،‬ابتسمت وعلمت هنا بيقين تام أنّ ايًلف تحمل بداخلها قل ًبا‬
‫وطاهرا لألبد!‪ :‬تدرين أنا محظوظة فيك يا بنت‪.....‬فديت من‬ ‫ً‬ ‫نق ايا‬
‫يفقدني‪....‬بس ال تحاتين ‪....‬آم فاين ‪....‬بس فجأة طلعت سفرة كذا‬
‫ألمير ورحنا معه‪....‬بس انتبهي تقولين ألي أحد اني‬
‫مسافرة‪....‬ألنه الكل يعرف من ضمنهم االدارة اني تعبانة‪...‬‬
‫ايًلف ‪ :‬يا خاينة ‪....‬وال قلتي لي‪.....‬تسافرين وال تقولين‪...‬‬
‫نور ابعدت شعرها للوراء وما زالت مبتسمة‪ :‬قلت لك السفرة‬
‫طلعت فجأة وربي‪.....‬‬
‫ايًلف ‪ :‬انزين انزين‪....‬وين سافرتوا؟‬
‫نور مشت بخطوات بطيئة إلى ان وصلت إلى السور المزيّن‬
‫بالورد االحمر واألبيض اسندت كوعها عليه واخذت تنظر للورد‬
‫بهدوء‪ :‬لبنان‪.....‬تصدقين ايًلف‪....‬احس اني رجعت للحياة من‬
‫جديد بعد ما شميت هواها‪....‬‬
‫ايًلف ضحكت‪ :‬ههههههههههههههههه يا عيني‪.......‬عاد ال‬
‫وصيك صوري لي كل األماكن الحلوة وصوري لي الحلوين‬
‫هههههههههههههه‬

‫نور نظرت للرجال بنظرة خاطفة وابتسمت إلى ان بانت اسنانها‪:‬‬


‫جمالهم ما يقل عن اللي عندك‪....‬‬
‫ايًلف ‪ :‬جيبي لي واحد‪...‬عشان نقارن‪...‬‬
‫انفجرت نور ضاحكة مما جذبت االنظار لها فخجلت من انظارهم‬
‫وحكّت جبينها وابتعدت عن مكانها متبعدة عن زحمة العيون التي‬
‫تحدّق فيها ‪ :‬وش اجيب لك هو شوكلت وال فستان احطه لك‬
‫بالشنطة واجيبه لك‪....‬‬
‫ايًلف ضحكت بخفة‪ :‬ههههههههه حمستيني اشوفهم‪.....‬‬
‫نور نظرت عن يمينها وعن يسارها‪ :‬ارسل لك صورهم وال يهمك‬
‫يًل سكري بروح افطر حدي جوعانه ترا‪...‬‬
‫ايًلف ‪ :‬اوك ‪.....‬وانا بعد بروح اكمل مذاكرة بغرفتي مع‬
‫السًلمة‪....‬‬
‫نور‪ :‬باي‪....‬‬
‫ابتسمت ثم دخلت المطعم واتجهت إلى طاولتهم ابتسمت لهم ‪ :‬يا‬
‫عيب الشوم بديتوا تاكلون وال انتظرتوني‪....‬‬
‫أمير وهو يرتشف من قهوته‪ :‬طولتي‪...‬‬
‫نور سحبت رغيف الخبز‪ :‬قلت لكم ايًلف ما راح تتركني‬
‫بسرعة‪...‬‬
‫ديانا ابتلعت ما في فمها‪ :‬عرفيني عليها شكل هالبنت حبابه‪...‬‬
‫نور التهمت لقمتها ‪ :‬أي وهللا ارتحت لها كثير‪....‬‬
‫واكمًل فطورهم مع بعضهم البعض‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬

‫في شرق المملكة ‪ ،‬ها هي قد اغلقت آخر حقيب ٍة لها نظرت‬


‫كامًل وهي تتأهب لهذا‬ ‫ً‬ ‫للحقائب شعرت بالتعب واإلجهاد اسبوعًا‬
‫يرا أتى النقل األبدي‬ ‫اليوم ملّت من التنقّل ما بين هنا وهناك واخ ً‬
‫لعمل زوجها إلى الرياض ‪ ،‬وطالة المدّة بعد ان تأهب ابنها في‬
‫سط له لينهي‬ ‫طلب نقل عمله لهناك وتدخل والده في ذلك األمروتو ّ‬
‫المطولة هذه! دخل ابنها وهو يقول‪ :‬هااا‪ ...‬يمه‬‫ّ‬ ‫المسألة‬
‫خلصتي‪....‬‬
‫نظرت إليه‪ :‬أي‪....‬‬
‫ثم اطرقت بهدوء‪ :‬ابشرك مرت اخوك ولدت جابت ولد‪...‬‬
‫ابتهجت اساريره‪ :‬صدق؟‪.....‬مبروك لنا كلنا‪....‬‬
‫سحبت الحقيبة للخارج وتناولها من يدها‪ :‬وعقبال ما افرح فيكم‬
‫كلكم‪....‬‬
‫اتى اآلخر وهو ينظر لهما‪ :‬تفرحين فينا‪...‬‬
‫رمى األول نفسه على الكنبة‪ :‬مرت اخوك سيف جابت ولد‪....‬‬
‫مرت بسرعة‪..‬‬ ‫ابتسمت‪ :‬اوه ه ه النفسية صار ابو‪....‬صدق األيام ّ‬
‫ضربت والدته على كتفه‪ :‬ال قول على اخوك نفسية‪.....‬هو الوحيد‬
‫يزوج وفرحني فيه وبشوفة عياله‪......‬‬ ‫برد قلبي‪.....‬ورضى ّ‬
‫اللي ّ‬
‫دخل بشكل مفاجأ اآلخر وهو يردف‪ :‬وان شاء هللا راح تفرحين‬
‫فينا ‪.....‬كلنا‪.....‬بس حنا يما ماحنا مستعجلين‪.....‬‬
‫سار بنلحقة ان شاء‬ ‫ثم نظر ألخيه ‪ :‬زوجي عزام‪....‬وأنا وج ّ‬
‫هللا‪....‬‬
‫فجأة رمى عزام عليه علبة مناديل‪ :‬اقسم باهلل انت مثل ابليس‪....‬‬
‫جسار ضحك ‪ :‬هههههههههههههههههه قصي أنا لو يزوج عزام‬
‫مستحيل ازوج يا شيخ‪......‬وش لي بوجع الراس‪....‬‬
‫ام سيف بيأس من ابنائها‪ :‬وش ناقصكم ‪.......‬كل واحد ويشتغل‬
‫‪....‬ومانتم محتاجين شي كل شي عندكم ‪.....‬وشولة ما‬
‫تزوجون‪.....‬‬
‫بنزوج بنفس طريقة سيف مع‬ ‫ّ‬ ‫عزام مسح على رأسه ‪ :‬وهللا اذا‬
‫ليش مو موافق‪.....‬‬
‫قصي رمى نفسه بجانب أخيه‪ :‬وانا بعد‪....‬‬
‫ام سيف بغضب‪ :‬وليش ان شاء هللا ‪.....‬بأي طريقة تبي تزوج؟‬
‫سار رمق اخوته بنظرات‪ :‬يبون يزوجون عن حب‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫فاجأتهم والدتهم بعدا عن صفقت بيديها مرة واحده وكشّت بيديها‬
‫عليهما‪ :‬قال حب قال‪....‬‬
‫نهضت ثم قالت‪ :‬قوموا بس شيلوا االغراض ما بقى شي يجي‬
‫ابوكم ونحرك للرياض‪....‬‬
‫قصي بتنهيدة‪ :‬واخيرا بنستقر هناك‪.....‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬وهللا مو هاين علي افارق الدمام‪......‬والناس الطيبة‬
‫اللي فيها وربعي ‪....‬وطًلبي بعد‬
‫سار نهض وسحب الحقيبة‪ :‬وانت وين بتروح كلها اربع ثًلث‬ ‫ج ّ‬
‫ساعات وتقدر تجي هنا‪...‬‬
‫نهضوا ليساعدوا بعضهم البعض ونظرت والدتهم لهاتفها‪ :‬غريبة‬
‫سيف ما تصل حتى يبشرني‪....‬‬
‫تحدث عزام هنا‪ :‬اجل من اللي بشرك؟‬
‫ام عزام بهدوء ‪ :‬خالك بو خالد‪.....‬‬
‫قصي حكّ لحيته وغمز ألخوته ‪ ،‬وضحكوا بخفه‬
‫فقالت والدتهم‪ :‬خير!!! شفيكم تضحكون‪.....‬‬
‫قصي سحب كيسة كبيرة وهو يردف‪ :‬الخير بوجهك يمه‪...‬‬
‫فجأة رنّة خاصة من هاتفه ‪ ،‬أدخل الكيس في السيارة ثم سحب‬
‫الهاتف من مخبأ جينزه فتح الرسالة وانسحب من يده الهاتف‬
‫سري ًعا‬
‫سار مالي خلقك جيبه‪....‬جيبه قلت‬ ‫فتوتر فجأة وهو يردف‪ :‬ج ّ‬
‫لك‪....‬‬
‫سار الهاتف لوجه قرأ بصوت مسموع‪ :‬حبيبي متى تجيني‬ ‫رفع ج ّ‬
‫صار لي شهر ما شفتك‪.....‬تكفى رد على اتصاالتي!‬
‫سار بينما عزام سمع‬‫خفق قلب قصي ‪ ،‬وابتلع ريقه بصعوبة ج ّ‬
‫تلك العبارة ورفع صوته بصدمة‪ :‬ششالسالفة ؟!‬
‫حمل الصندوق الورقي من على االرض ومشى عنهم بقول‪:‬‬
‫لوصلنا الرياض بالسًلمة فهمتكم كل شي!‬

‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................................. .............‬‬

‫انتهى‬

‫أتمنى لكم قراءة ممتعة‬

‫البارت الخامس‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بعد أن وصلت إلى المنزل ‪ ،‬لم تتردد في إطًلق ال ِعنان للبكاء حتى‬
‫شعرت بالدوران في رأسها ونامت نومة طويلة بعد أن بذلت كل‬
‫هذا ال ُجهد ‪ ،‬هي لم تبكي ألنها أُجبرت على أن تشهد على هذه‬
‫الصرخات والبكاء والدموع والشعور باإلختناق ال هي بكت خو ًفا‬
‫من الفقد والحرمان والموت! بكت خو ًفا من أن تفقد أختها فجأة‬
‫المستمرة‬
‫ّ‬ ‫تحت ظ ّل هذه الرجفات والرعشات‬

‫فقدت حنان والدتها في وقت هي في أشد الحاجة إليها ولن تنكر‬


‫جهود خالتها في سد هذه الفجوات التي تُشعرها بالنقص ولكن‬
‫الجازي كانت تُغدق عليها بالكثير من األشياء التي فقدتها بعد هذا‬
‫توج بهذا االبن الذي ظننته سيكون سببًا في موت‬ ‫الزواج الذي ّ‬
‫أختها!‬
‫جميعنا سنموت في الوقت وفي اللحظة التي ُكتِبت وقُدّرتْ لنا‬
‫يتجرع مرارة الموت ويحاول‬ ‫ّ‬ ‫صا يعز عليك‬
‫ولكن أن ترى شخ ً‬
‫أمرا مرعبًا بالنسبة إليك ويعتبر‬ ‫محاولته في النجاة منه سيكون ً‬
‫فوق طاقتك في تحمله وفي تقبله ايضًا!‬
‫طف ألوان وجه اختها وال‬ ‫ال تدري كم مضى عليها وهي تنظر لتخ ّ‬
‫تدري كيف لم تستطع أن تخرج من ذلك المكان حينما بدأت اختها‬
‫تأن بأنين موحش وبارد وصوتها يتردد في أرجاء الغرفة المخيفة‬
‫بذكر هللا وباشتياق تصرخ في لحظة ضعف لوالدتها هذا األمر‬
‫جعلها تقف أمامها بًل حول وال قوة!‬
‫شيء ال تستطيع وصفه ال بكلمات وال حتى بأحرف لذا استسلمت‬
‫لنوبة الجنون التي دخلت فيها ‪ ،‬استسلمت لخوفها من الموت‬
‫وبكت ال تريد أن تشهد على موت اقربائها وباألخص احبائها فهي‬
‫ال تملك الطاقة الكافية في تحمل عواصفهم وأنينهم وآالمهم الذي‬
‫يُشعرها بالذعر والعجز!‬

‫قرر أخيها أن‬


‫بعد كل هذه العواصف التي عصفت بها وبنفسيتها ّ‬
‫يطمئن عليها لذا دخل فجأة غرفتها فرأى جسدها يرتعش وقلبها‬
‫في تلك اللحظة يرجف خو ًفا من الفراق! فعلم أنها بحاجة ملحة‬
‫إلبرة األنسولين فحقنها بها ونامت دون شعور!‬

‫وبعد مضي وقت طويل جلست ‪ ،‬وهي تشعر بصداع عارم لرأسها‬
‫نظرت لساعة الحائط المقابلة لسريرها وشهقت‪ :‬ااااف نمت كل‬
‫هالوقت‪.....‬‬

‫ثم نهضت من على السرير وتوجهت للخًلء استحمت سري ًعا‬


‫وخرجت للغرفة لتجفف شعرها وبعد أن جففته قضت صًلة‬
‫المغرب والعشاء ثم خرجت من الغرفة وكان المنزل هادىء‬
‫تثاءبت‬
‫ونزلت للطابق االرضي وخطت بخطواتها ناحية المطبخ وتوقفت‬
‫حينما سمعت صوت‪ :‬وش هالنوم يا خيشة النوم سحبتيها نومه‬
‫من العصر لذا الحين ‪....‬مستوعبة الحين الساعة تسع الليل وال‬
‫ال؟‬

‫نظرت إليها بوجه خا ٍل من التعبيرات مسحت على شعرها وهي‬


‫تقول‪ :‬هًل شيخة‪.....‬وش مجيّبك انتي؟‬
‫شيخة نهضت لتردف مازحة‪ :‬وهللا ما تستحين على وجهك‪.....‬هذا‬
‫بدل ما ترحبين بوجودي تستنكرينه هااا‪......‬‬
‫ضحكت نوف هنا وهي تمسح على وجهها‪ :‬ههههههههههههه‬
‫وهللا مو رايقه لك يا بنت العم‪....‬تعبانة مرا‪....‬‬
‫شيخة مسكت يدها ومشت معها لناحية المطبخ‪ :‬وشفيك يا حظي؟‬
‫نوف حكّت جبينها وبهدوء‪ :‬اليوم اللي صار خًلني اعيش خوف‬
‫ورعب‪.....‬من إني اجرب شي اسمه والدة‪....‬‬
‫أمرا‪ :‬هاأأأأ‪.....‬ذكرتيني‬
‫شيخة شهقت لتردف وكأنها تذكرت ً‬
‫تدرين أمي لم قال لها خالد انك دخلتي مع الجازي غرفة الوالدة‬
‫وش سوت‪.....‬‬
‫الغًلية لتسكب الماء الدافىء بداخله‬‫نوف سحبت الكوب وسحبت ّ‬
‫لعمل قهوة تركية سري ًعا‪ :‬وش سوت؟‬
‫شيخة ضحكت‪ :‬هههههههههههههههه سفلت فيه وفي بندر‬
‫وقامت تصارخ كيف رضيتوا تدخلونها‪.....‬وعيب ‪.....‬وبكرة تتعقد‬
‫البنت ومن هالكًلم‪....‬وهي مستمرة في الحكي لين قال ابوك‬
‫لها‪ ......‬الجازي طلبتك وما رضى يرفض طلبها‪....‬‬
‫ثم قفزت لناحيتها بطريقة عربجية جدًا!‪ :‬المهم وصفي لي‬
‫شعورك وقولي لي وش شفتي؟‬
‫نوف رمقتها بنظرات‪ :‬وهللا أنك رايقة‪.....‬‬
‫شيخة بفضول ‪ :‬تكفين عاد تعالي قولي لي ‪...‬غردي‪....‬‬
‫نوف ابتسمت بتعب‪ :‬ما شفت اللي تبيني اقوله‪......‬بس شفت‬
‫الموت يا شيخوه‪......‬شفت وجه أختي وكيف تصارع الموت وتبي‬
‫الحياة‪.....‬واصًل كانت حريصة اني ما التفت‪....‬فما شفت‬
‫شي‪....‬غير وجه الجازي‪...‬‬
‫شيخة بمزح ‪ :‬حسافة‪....‬‬
‫فضربتها نوف على جبينها لتردف‪ :‬وربي منحرفه انتي ‪......‬بس‬
‫لم طلعت حسيت بقرف ‪......‬وريحة الدم وصلت للنخاع‪.....‬وكأني‬
‫استوعبت‪...‬إني حضرت معها والدتها‪....‬‬
‫شيخة تبعت نوف بعدما أن خرجت من المطبخ وجلست على‬
‫الكنبة فجلست بجانبها‪ :‬اهم شي سًلمة الجازي الحين‬
‫ثم انتبهت لنوف وهي تبحث عن شي ما فاردفت‪ :‬وش دورين؟‬
‫نوف‪ :‬الريموت‪....‬‬
‫شيخة تحدثت‪ :‬ما نبي تلفزيون‪....‬وتراني صار لي وقت من جيت‬
‫بيتكم وجوعانه كنت انتظرك تجلسين عشان نطلب‪....‬‬
‫نوف واستوعبت األمر‪ :‬صدق من جابك؟‪....‬ووين الباقي‪....‬‬
‫شيخة اسندت نفسها على الكنب‪ :‬الكل راح للجازي‪....‬مو‬
‫الكل‪...‬بس اخوانك وابوك عندها وامي‪.....‬وانا جابوني عشان‬
‫اظل جنبك‪....‬وكذا‪....‬‬
‫نوف ارتشفت من قهوتها ‪ :‬زين جيتي‪.....‬عشان نفلها‪...‬‬
‫اخيرا طلعتي من الكآبة‪....‬‬
‫ً‬ ‫شيخة ابتسمت بخبث‪:‬‬
‫نوف كشت عليها‪ :‬وربي للحين قرفانة من الموضوع بس أحاول‬
‫انسى‪....‬‬

‫شيخة ‪ :‬شرايك نسحب على المدرسة بكرا ونسهر مع بعض‪...‬‬


‫نوف ابتسمت‪ :‬ما قول ال‪.....‬اصًل كذا وال كذا ما بروح بكرا‪...‬‬
‫شيخة تربعت على الكنب ثم تحدثت‪ :‬أي عشان نسولف‪.....‬وابي‬
‫اقول لك شي‪....‬‬
‫نوف وضعت الكوب على الطاولة الزجاجية وجلست بنفس طريقة‬
‫شيخة لتصبح مقابلة لها‪ :‬وش صاير بعد؟‬
‫حزري و ّ‬
‫فزري‬ ‫شيخة بللت شفتيها ‪ّ :‬‬
‫نوف ضربتها على فخذها‪ :‬خلصي علي وال تمددين بالسالفة‪...‬‬
‫شيخة مسحت على مكان الضربة‪ :‬وجع وش هاليد‪....‬‬
‫نوف أدارت عيناها كالمغشي عليه‪ :‬خلصيني وجع تكلمي؟‬
‫شيخة أبعدت شعرها للوراء‪ :‬بس أوعديني ما قولين ألحد ال‬
‫الخوانك وال حتى بينك وبين نفسك‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬هللا واضح األمر كبير‪....‬وش مهببه يا تبن‪....‬‬
‫شيخة عبست بوجهها‪ :‬انخطبت‪...‬مو انخطبت بس‪....‬‬
‫نوف بصوت عالي‪ :‬فهمنا فهمنا وهللا‪.....‬طيب ليش تقولينها‬
‫بزعل‪....‬‬
‫شيخة انتفض قلبها هنا خو ًفا مما هو آتٍ‪ :‬انتي تعرفين ليش‪...‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬وربي انك غبية وبضيعين نفسك ‪....‬عشان الخبل‬
‫اللي تحبينه ‪....‬انا ابي اعرف من؟ ‪.....‬عشان احكم يستاهل‬
‫هالحب وال‪....‬‬
‫شيخة حكت جبينها وبتشتت وتوتر‪ :‬احسن ال تعرفينه‪....‬‬
‫نوف بتهديد‪ :‬بيجي يوم واعرف‪....‬بس وربي انك خبلة تنتظرين‬
‫واحد بس يوعدك وال يوفي‪.....‬وواضح ماخذك تسلية وانتي مثل‬
‫الثور المنكب على وجهه‪....‬تصدقين ُخرافاته وخزعبًلت حبه‪....‬‬
‫شيخة بزعل‪ :‬نووووووف‪......‬ال زيدينها علي وربي هو‬
‫صادق‪....‬وال يكذب بس يبي‪....‬يخلص دراسة ويجي يقدم لي‪....‬‬
‫نوف كتفت يديها‪ :‬طيب قولي لي من هو‪....‬من ولده‪....‬من أي‬
‫عائلة‪....‬من أي قبيلة‪.....‬كيف عرفتيه‪....‬‬
‫ازوج‬
‫شيخة بتوتر ‪ :‬بعدين نكلم بهالموضوع بس انا مابي ّ‬
‫غيره‪...‬‬
‫نوف اخذت نفس عميق ارتشفت من قهوتها واردفت‪ :‬طيب من‬
‫اللي جاي متقدم لك‪...‬‬
‫سرحت شيخة لتردف‪ :‬سلطان ولد بو سلطان صديق ابوي‪...‬‬
‫شهقت هنا نوف ‪ :‬شنووووووووووو؟‪....‬مو من جدك؟‬
‫شيخه ارتعبت‪ :‬هي وش فيك ال تموتين علينا‬
‫نوف ضربتها مرة اخرى على فخذها‪ :‬يا‬
‫كـ‪.....‬ورافضته‪....‬ترفضين سلطان ‪.....‬ترفضين‬
‫الزين‪.....‬كله‪.....‬وش يملي عينك انتي‪....‬وش يملي عينك غير‬
‫التراب‪....‬‬
‫شيخة ضربتها على كتفها‪ :‬وجع ال عاد تضربين من زينه عاد‬
‫تراه جماله عادي ‪....‬وأقل من عادي‪...‬‬
‫شهقت نوف مرة اخرى‪ :‬عميا انتي عميا كل هالزين ‪.....‬وغير‬
‫كذا ‪....‬وظيفة سنعة‪....‬وعيلة تشرف‪......‬وما تبينه‪....‬‬
‫وضعت شيخة يدها على خدها لتردف‪ :‬أي كملي كًلم العجايز‬
‫بعد‪...‬‬
‫نوف ضحكت بخفة‪...:‬ههههههههههههه‪ .....‬ترا بجد اتكلم‬
‫‪......‬كيف ترفضين هذا‪....‬‬
‫شيخة بتنهيدة‪ :‬قلبي ما يبي اال ذاك‪....‬‬
‫صفقت بيدها لتكش عليها‪ :‬مالت على قلبك وعليك‪....‬باهلل حوليه‬
‫علي‪....‬‬
‫شيخة ضحكت هنا‪:‬‬
‫‪......‬ههههههههههههههههههههههههههههه‪.....‬ال تخافين‬
‫بحوله عليك بس خايفة وهللا من ردت فعل ابوي لرفضت‪...‬‬
‫نوف حركت حواجبها بمعنى (مستحيل)‪ :‬من الحين حلمي تمر‬
‫سًلم كلنا نعرف غًلت ومعزت عمي بو ناصر‬ ‫هالسالفة هذي مر ال ّ‬
‫ألبو سلطان ‪...‬لدرجة يعامله معاملة االخو‪...‬وما ظل سفرة‬
‫وجمعه إال واشركه معنا فيها لدرجة صرنا مثل األهل‪....‬‬
‫شيخة بخوف‪ :‬قصدك يعني يجبرني عليه‪...‬‬
‫نوف شربت القليل من القهوة‪ :‬وهللا يجوز‪....‬‬
‫شيخة ضربتها على ظهرها‪ :‬زدتيني هم هللا يلعـ‪...‬‬
‫قاطعتها بصرخة‪ :‬وجععععععععع‪....‬وبعدين ال تلعنين‪......‬ما‬
‫يجوز‪.....‬وتركي هالخبال عنك وفكري واستخيري زين‪....‬والحين‬
‫قومي نسوي لنا شي ينوكل‪....‬‬
‫شيخة بملل‪ :‬قلت لك نطلب ليش نحوس المطبخ؟؟؟؟‬
‫نوف بصوت عا ٍل‪ :‬وانا قلت نطبخ اصرف لنا‪....‬والبيت ما فيه‬
‫رجال كيف باهلل نطلع ناخذ األكل من المندوب هااا‪....‬تعرفين بندر‬
‫وخالد كيف مشددين علي في هاألمر‪....‬فما ابي اسوي لي وجع‬
‫راس قومي نطبخ لنا باستا وناكل ‪....‬قومي بس‪....‬‬
‫شيخة بتذمر‪ :‬طيب قداااااااااام‬

‫نهضوا ليتجهوا إلى المطبخ بينما في المجلس الرجالي دخًل ا‬


‫كًل‬
‫من والدها وأخوتها كان وجه ابيهم مكفهر وعابس جلس على‬
‫الكنبة ونظر إلى ابنه‬
‫تحدث بحزم‪ :‬ما تقول لي وش بينك وبين سعود ولد عمك‪....‬ما‬
‫فاتني أنكم تتحاشون بعض بالمستشفى ووكل واحد ماله خلق‬
‫الثاني شصاير؟ هااا‪.....‬تكلم‪...‬‬
‫خالد نظر إلى اخيه ثم اخذ نفس عميق كيف سيواجه أبيه؟ ‪ :‬يبه‬
‫اللي بينا بس زعل بسيط‪......‬وبحلها انا‪....‬‬
‫بو خالد بعصبية‪ :‬ال وهللا واضح شي كايد‪.....‬حتى ناصر يحاول‬
‫يغطي عليكم بس ابد ما فاتني شي‪....‬وأنت تعرف شي بعد‬
‫وساكت‬

‫بندر بصدمة‪ :‬يبه وش دخلني‪....‬الحين‪.....‬اللي اعرفه بينهم‬


‫مشكلة ومثل ما قالك بسيطة وبحلونها‪...‬‬
‫بو خالد بصوت اعلى وبنرة حازمة‪ :‬دامها مشكلة بسيطة ليش‬
‫مخبينها علي ما تتكلم يا خويلد‪...‬‬
‫خالد بلغ الصبر منتهاه تحدث بغضب‪ :‬يبه األخ غلط علي قدام‬
‫اخوياه ورديت عليه وزعل‪......‬‬
‫بو خالد نهض واشار لهم بيده‪ :‬شايفني بزر عندك تكذب علي‬
‫هاااا‪......‬‬
‫بندر خشي على أبيه من هذه العصبية تحدث‪ :‬يبه هدي وهللا‬
‫الموضوع مو مستاهل‪...‬‬
‫بو خالد ضرب كتف ابنه خالد‪ :‬اليوم ما تكلمون بعد بكرا اخاف‬
‫تذابحون وقولون لي بسيطة! وش صاير تكلم ؟‪...‬وال‬
‫وربي‪....‬روحه لهالبعثة ما فيه يا خويلد‪....‬‬

‫فهم أنه موافق على بعثته واآلن سيراوغه في قول الحقيقة لذا‬
‫أخذ يتعتع بالحديث‪ :‬يبه‪......‬ارجوك ال كبّر المسألة‪....‬‬
‫بو خالد رمقه بنظرات‪ :‬بقول وال شلون؟‬
‫وقوس حاجبيه وحدّق في أخيه وكأنه يخبره بأن‬ ‫بندر ازدرد ريقه ّ‬
‫يعترف بالحقيقة!‬
‫خالد بيأس من ترك ابيه له‪ :‬قد اخذ اوراق من سيارتي وعفّس‬
‫فيها عن طريق المزح وهاالوراق حق الشريكة لقسم الحسابات‬
‫‪......‬وغ ّير ارقام وحوس الورق حوس وكان سبب في‬
‫خسارتنا‪.....‬‬
‫ما زال ابيه ساكت وينتظر التكملة‪ :‬عاد انا طلعت من طوري‬
‫وضربته وسببت له كسر بيده‪.....‬‬
‫بو خالد نظر ألبنه ‪ :‬يعني الكسر اللي صار له قبل ست شهور ما‬
‫كان بسبب حادث على قولتكم بسيط‪........‬‬
‫خالد زفر‪ :‬ال‪.....‬يبه أنت لمتني‪.....‬وفصلتني شهر عن الشريكة‬
‫بسببه وانا سويت هالشي من قهري‪....‬‬
‫بو خالد بغضب ‪ :‬ال بارك هللا فيك وال في ولد عمك ‪.......‬سواتكم‬
‫سوات مراهقين ‪.......‬ما فيكم غير الطيش‪.....‬والدجه‪....‬‬
‫خالد سكت ورمق اخيه بنظره وكأنه يستنجد به‬
‫فاكمل ابيهم‪ :‬اصلح اللي بينك وبينه قبل ال تسافر ‪........‬محنا‬
‫ناقصين مشاكل‪......‬والخسارة وعوضناها بس انت بجنونك لو‬
‫ذبحته عمك يوسف وش كان رده عليك ! وكيف بتقدر تعوضه‬
‫هالتهور والخبال‪.....‬والركادة‬
‫ّ‬ ‫بدل ولده هاااا!‪......‬اترك عنك‬
‫زينة‪.....‬‬
‫وقبل ان يخرج قال‪ :‬وأنت الثاني ال درعّم داخل بًل احم وال دستور‬
‫بنت عمك تراها هنا‪.....‬‬
‫ثم خرج‬
‫تحدث بندر‪ :‬ابوي شكله يفكرني داشر‪...‬‬
‫خالد ابتسم بسخرية‪ :‬داشر إال نص‪....‬‬
‫بندر كتف يديه‪ :‬ال تتمصخر علي‪......‬تو ابوي ممصخرك‪....‬المهم‬
‫جد اخذ بخاطر ولد عمك ‪.....‬واضح شايل عليك وبقوة وبعد‪....‬‬
‫خالد بملل من هذا االمر‪ :‬كل ما حاولت اكلمه يصدني وش اسوي‬
‫احب راسه يعني‪.....‬‬
‫بندر بجدية‪ :‬اللي سويته فيه مو اشوي‪.....‬‬
‫خالد بعصبية وقهر‪ :‬واللي سواه فيني مو اشوي بعد‪....‬ابوي‬
‫عاقبني على شي ما سويته حرمني من‬
‫الفلوس‪.....‬وشغلي‪........‬شهر‪ ....‬شهر يا بندر ما هوب سهل‬
‫وهللا‪.....‬عشان كذا ‪....‬راح اكمل الماجستير وارجع واستغل في‬
‫شغلي‪....‬وال منّت أحد‪.....‬‬
‫ثم خرج من المجلس‬
‫وتمتم بندر بكلمات ثم خرج هو اآلخر‪....‬‬
‫ركب سيارته واغلق الباب بقوة سحب الهاتف واتصل على‬
‫اتاه الرد‪ :‬هًل خالد‪.....‬‬
‫خالد قاد سيارته‪ :‬انت بالبيت؟‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬ال بجي بيتكم آخذ شيخه‪....‬‬
‫خالد بحذر‪ :‬الال ناصر من بعد اذنكم خلوها تنام عند اختي‬
‫الليلة‪....‬‬
‫ناصر بحيرة‪ :‬ما ظنتي ابوي ما بوافق‪.....‬المهم قولي وش فيك‬
‫متصل؟‬
‫خالد بلل شفتيه وضرب على مقود السيارة‪ :‬ابوي عرف باللي‬
‫بيني وبين سعود‪....‬‬
‫ناصر بحذر‪ :‬ال قول‪.....!!!!.‬وهللا يا انه بيجلد اسعودوه على اللي‬
‫سواه بشريكته‪....‬‬
‫خالد انعطف يمينا‪ :‬ال ال التخاف من هالناحية‪......‬عمك حاط الغلط‬
‫علي اكثر‪.....‬ويببيني اصالحه قبل ال اسافر‪....‬‬
‫ناصر توقف امام اإلشارة‪ :‬تسافر!‪....‬وين ؟‬
‫خالد ‪ :‬بكمل الماجستير‪....‬ببريطانيا‪....‬‬
‫ناصر بهدوء‪ :‬اها هللا يوفقك‪.....‬طيب‪....‬وش ناوي عليه‪...‬‬
‫خالد بجدية‪ :‬ابي اشوفه‪.....‬باالستراحة‪....‬الليلة‪.....‬كل ما اتصلت‬
‫عليه ما يرد‪.....‬ارسل بقروب العيال‪......‬انه بنتجمع واسحبه‬
‫معك‪....‬‬
‫ناصر أخذ نفس عميق‪ :‬طيب انا راح ارجع البيت‬
‫الحين‪.....‬واشوف الوضع‪....‬‬
‫خالد ‪ :‬وانا بروح االستراحه مع السًلمة‬

‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫الخًلبة شعر برنين‬‫ّ‬ ‫اثناء تجو ّلهم ومتعتهم في النظر إلى الطبيعة‬
‫هاتفه فأجاب وهو يحاوط بيده زوجته بينما نور كانت بعيدة عنهم‬
‫الصور لهما ولمن حولها ايضًا!اجاب ‪ :‬موافق‬ ‫ّ‬ ‫منشغلة في التقاط‬
‫على عرضك‪.....‬وبكرا تجي نتئابل(نتقابل) ونسلم ووتستلم‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط ابتسم ! غدًا سيرى وجهه ‪...‬سيتعرف‬
‫عليه‪.....‬سيواجه بقوة ‪....‬وسينهي هذه القصة الفاشلة!‬
‫رفعت ديانا وجهها له نظرت إليه بهدوء‪ :‬شوفي مين المتصل؟‬
‫أمير ق ّبل جبينها وصرخت هنا نور وهي تردف‪ :‬أحلى صورة‬
‫التقطتها للحين‪....‬وش هالرومنسية‪.....‬‬
‫ديانا اشارت بخجل‪ :‬وهللا طار عئلك(عقلك) بعد ما ركبنا‬
‫الطيّارة‪....‬‬
‫ضحك أمير واحتضنها من الخلف وهمس في اذنها‪ :‬خليها‬
‫مبسوطة‪....‬‬
‫ثم صرخ‪ :‬نور‪...‬صورينها وح ّنا هيك وائفين(واقفين)‬
‫نور ركضت بجانبهما لتصبح قريبة منهما وبمحاذتهما ً‬
‫قليًل‬
‫التقطت الصورة وابتسمت لهما ثم ه ّمت بالذهاب ولكن استوقفها‬
‫أمير‪ :‬نور وئفي راح نرجع البيت‪.....‬‬
‫ديانا نظرت إليه واكمل‪ :‬دانيال متصل علي مشان الشغل‪....‬‬
‫نور مسحت على رأسها‪ :‬وهللا هالمكان يجنن‪....‬بكرا خلونا نجي‬
‫هنا‪...‬‬
‫ديانا امسكت بيدها ‪ :‬ال بدنا نروح لمكان ثاني‬
‫ثم نظرت لزوجها واردفت‪ :‬شو رأيك نورح لتيري‪....‬‬
‫امير بدأ يفكر باألمر واخذ عقله يتشتت فقال‪ :‬اذا افضيت من‬
‫الشغل ما عندي مشكلة نروح‪....‬ليش أل‪....‬‬
‫وقبل أن يركبا السيارة اشترت نور آيس كريم وانطلق بهما‬
‫للمنزل ما إن اوصلهما حتى اتصل على دانيال ‪ :‬دانيال بدي شوفك‬
‫هأل وبسرعة‪.....‬جورج وافق على العرض بتاعي‪....‬‬
‫دانيال ترك اوراقه واطفأ سيجارته نهض‪ :‬شو؟‬
‫أمير ‪ :‬متل ما اسمعت‪....‬عشان هيك‪....‬تعال‪.....‬بدوا بكرا‬
‫نتئابل(نتقابل) ونسلموه المصاري(الفلوس)‪...‬‬
‫دانيال بتشتت‪ :‬أمير بدّك تفهمني كل شي يخص جورج ألني مانّي‬
‫فهمان شي‪....‬‬
‫أمير بعصبية‪ :‬انت تعال ورح تفهم كل شي‪....‬‬
‫دانيال خرج من المنزل‪ :‬هأل راح اجيك‪....‬‬
‫وبسبب قرب منزلهما وصل إلى أمير وجلسا في حديقة الفيًل‬
‫تحدث دانيال‪ :‬شوفي فهمني بكل شي‪....‬‬
‫أمير بدون مقدمات‪ :‬جورج خدعني في صفقة التجارة‬
‫باأللماس‪......‬صرح لي بنفسوا انه بئوم(يقوم) بتهريب أحجار‬
‫ّ‬
‫مزيفة والماس على انها اصلية وماعرف شو بخبص‪....‬وبدو‬
‫يهرب باسمي للسويد وبيعها في المزاد الكبير‪...‬خًلل خمس‬
‫شهور لتعويض خسارته اللي خسرها في واشنطن‪....‬وعرضت‬
‫عليه انه اعوضه بمصاري بمقابل ‪.....‬ننهي العئد(العقد)‪...‬‬
‫دانيال بتركيز‪ :‬مشان هيك ‪...‬ئلت لي اعلن عن الشريكة والعمارة‬
‫في المزاد‪...‬‬
‫هز رأسه بأسى‪....‬ثم ضرب على الطاولة التي أمامهما‪:‬‬
‫طيب‪....‬انا بدئت متل ما ئلت لي‪.......‬وبعتها للشركة والعمارة‪....‬‬
‫أمير هو رأسه‪ :‬بعرف بهالشي‪....‬‬
‫دانيال ‪ :‬كم بدك تدفع أللهوم‪..‬‬
‫أمير شتت ناظريه عن صاحبه‪ :‬عشرين مليون دوالر‬
‫دانيال بصدمة‪ :‬شو هالجنون هايدة‪....‬لك المصاري ماوصلت‬
‫لهيدا الرئم(الرقم) القياسي‪....‬‬
‫أمير بحسرة شبّك يديه ببعضهما البعض‪ :‬مشان هيك بدي ابيع‬
‫الفيًل‪....‬وبس اسلموه المبلغ راح ارجع على البريطانيا‪....‬‬
‫دانيال وضع يده على كف صاحبه‪ :‬شو تبيعها ما تبيعها‬
‫جنيت‪.......‬راح تخسر كتير‪...‬‬
‫أمير وقف بعصبية وهو يدفع الكرسي للوراء ليسقط ولم ينتبه‬
‫لتلك األعين التي تراقبه من الشُرفة صرخ‪ :‬اخسر مصاري وال‬
‫اخسر روح حبيبتي وبنته‪...‬‬
‫دنيال اشار له‪ :‬اهدا اهدا امير‪.....‬خلص راح اشتريها‬
‫منك‪.....‬ألنه ما فيه وئت‪.......‬‬
‫أمير هز رأسه‪ :‬اوك‪.....‬بدي ّياك تجهز لي كل المصاري وبكرا‬
‫الصبح راح اطلع لك حتى آخذهم‪.....‬واسلمك مفاتيح‬
‫الفًل‪......‬وراح اسافر ‪.....‬وهأل روح جهز كل شي‪...‬وانا راح‬
‫اول ط ّيارة‪....‬‬
‫احجز على ّ‬
‫دانيال لم يكثر الحديث‪ ،‬وكان خائف للغاية من أنّ جورج يوقعه‬
‫في فخ اكبر بكثير من هذا ولكن سكت فأمير ليس بحال جيّد وليس‬
‫ً‬
‫اتصاال‬ ‫متاح لألخ ِذ والعطاء هز برأسه ثم خرج أما أمير اجرى‬
‫سري ًعا ليخبر رجل اعماله ليقوم بحجز الطيران لبريطانيا غدًا‬
‫صعد للغرفة ورأته ديانا فسألته بتوتر‪ :‬شو صاير؟‬
‫أمير دون ان ينظر إليها توجه للخًلء‪ :‬وال شي‪...‬‬
‫فهنا وقع قلبها وعلمت أنّ هناك مصيبة وكبيرة ايضًا فاردفت‬
‫بخوف‪ :‬هللا يستر‪....‬‬
‫بينما هو دخل الخًلء‪....‬نظر لوجهه من خًلل المرآة ‪....‬غدًا‬
‫سيرى وجه الواقع‪....‬سيتعرف على ما هية جورج!‪....‬فهو ال‬
‫يتعامل معه مباشرة‪.....‬بل رجالهم هم من يتقابلون في إيصال‬
‫كًل منهما مستفيد من اآلخر ومحترمين‬ ‫العقود‪....‬ببداية شراكتهم ا‬
‫بعضهما البعض‪.....‬ولكن بعد عدّة شهور انزاح الستار الذي‬
‫يُخفي مًلمح الخبث مع على وجهه ذلك الرجل الشهير بسمعته‬
‫‪.....‬وأمواله‪.....‬ارشح وجهه بالماء‪....‬ال يريد ان يخسر ُحبه وإن‬
‫كلفه األمر أن يخسر ماله وحتى روحه هو ايضًا!‪....‬ال يريد ان‬
‫يحزنها آل ًما على ابنتها ‪.....‬وفي الواقع ال يريد أن يؤذي قلب تلك‬
‫الصغيرة التي بدأت تبتسم لها الحياة من جديد!‪....‬ال يريد أن يُفسد‬
‫متعة األيّام على نور‪....‬فهي تجرعت الكثير وهذا يكفي!‪.....‬اخذ‬
‫يزيح من على جسده مًلبسه بقوة ‪....‬ووقف تحت الدش ليستحم‬
‫وينفض من عقله افكاره السوداوية!‬

‫كانت في غرفتها ‪ ،‬تنظر لصورتهم ‪.....‬فقد التقط أمير لهما‬


‫(سلفي) بطريقة عائلية محفوفة بال ُحب والسعادة ! فوالدتها‬
‫حاضنتها من الخلف وواضعه يدها حول ابنتها لتشدها إليها بينما‬
‫هي مغمضة لعينيها ومبتسمة ابتسامتها العريضة التي تدل على‬
‫سعادتها في تلك اللحظة ومشيرة لرأسها بيدها اليسارة بحركة‬
‫إمساك المسدس وكأنها تطلق النار على نفسها بينما أمير كان‬
‫ينظر لديانا بحب وهو مبتسم تعتبر هذه الصورة مثالية بالنسبة‬
‫إليها ! مررت أصابع يديها اليُمنى على وجهه أمير وديانا‬
‫‪....‬قبلّت الصورة بعمق‪....‬تشعر بالرضا والسعادة‪.....‬تشعر أنها‬
‫بدأت تُدرك وتحترم هذه المعيشة‪.....‬أدركت على وجه الخصوص‬
‫االختًلف في ُمحيط مليء بالتشابهات والتناظر أمر ممل‪....‬‬

‫تقبلت وجود أمير الذي اخذ مكان األب الذي من المفترض أن‬
‫يكون ليوسف لن تنكر أحاطها بحنانه وبحبه رغم ما حدث في‬
‫الماضي! يعجبها اهتمامه ولكن كانت تنكر ذلك بمقت لهذه‬
‫مصرة على أن تكون ابنه ليوسف وإال لن يأتي‬ ‫ّ‬ ‫الحقائق كانت‬
‫األبوة‪....‬‬
‫ّ‬ ‫أحدًا مكانه ليملؤه بمعاني‬
‫وتقبلت ايضًا رغبة والدتها وهروبها لحبيبها أمير‪...‬كانت تعتبر‬
‫هذا األمر أنانية وال زالت تسميه أنانية ولكن لقّبته باألنانية‬
‫العاطفية التي ال يمكن التحكم ِبها ‪....‬أخذت تعيد األمور من جديد‬
‫في عقلها ‪...‬أنانية جعلتها تعاني لفترة ولكن ‪....‬عوضوها‬
‫لسنوات اطول من تلك التي عانت فيها! لذا غفرت لهما تلك‬
‫األنانية ولكن لن تغفر أنانية والدها يوسف ابدًا‬
‫وستحملّه ذنب ما حدث لها قبل سنوات عدّه!‬
‫كما أنها اقتنعت بجمالها الخليط بمًلمح خليجية وأجنبية في آن‬
‫واحد!‬
‫تقبلت أمر تغاير لون القزحيتين الناتج عن نقص أو زيادة في‬
‫صبغة الميًلنين ! ولم تعد ترتدي العدسات لتوحيد لونهما! تقبلت‬
‫طولها ‪...‬وزنها ‪....‬شعرها وطوله ولونه االسود‬
‫الحالك!‪.....‬أخذت تُدرك النعم التي من حولها‪.....‬‬
‫ابتسمت وشدّت على العقد الذي ترتديه‬
‫وكان عبارة عن عًلمة الصليب! اغمضت عينيها وضمت كفيها‬
‫لناحية صدرها واخذت تدعو في سرها بأن تستمر هذه السعادة‬
‫وال تنقطع‬
‫وما إن انهت دعاؤها حتى اشارت على جبينها ويمينها ثم‬
‫يسارها‬
‫هي مقتنعة في هذا الدين كل االقتناع‪.....‬رغم انها لم تبحر ولم‬
‫تُسهب فيه ال تعرف الكثير عنه ولكن اتبعتهم في تقاليدهما‬
‫وعادتهما وحتى صًلتهما‬
‫اتبعت امير وديانا‪....‬لن تنكر يوسف علمها كيف تتوضأ‪....‬كيف‬
‫تصلي‪.....‬كيف تقرأ القرآن‪....‬ولكن ما إن أتت هنا استعصبت‬
‫عليها األمور لفهم أمور اخرى ‪......‬خاصة بعد ان بلغت ‪....‬بعد‬
‫أن بانت عليها عًلمات اخرى من البلوغ‪....‬شعرت‬
‫بالتذبذب‪....‬ولم تعد قادرة على تملك نفسها في فهم أمور عدّه‬
‫لذا اتبعت ما هو اسهل ألنه هناك من يوجهها ويصحح معلوماتها‬
‫المغلوطة عن هذا األمر!‬
‫لذا رضيت بكل شيء ‪ ،‬ولم تعد متذبذبة بعد اآلن‬
‫نهضت ونظرت لنفسها من خًلل المرآة ابتسمت‬
‫برضا‪.....‬واخذت تخط الكحل في عينها ‪......‬وبدأت بالتزيّن!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬

‫في صباح يوم جديد‬

‫كانت تنظر للسقف ‪ ،‬عيناها جاحظتين ومحمرتين للغاية ‪ ،‬ما‬


‫زالت تشعر باآلالم القليلة م ّلت من النظر إلى السقف والسقف م ّل‬
‫من نيران عتاب تلك النظرات! ما يحدث في حياتها مخ ّيب لآلمال‬
‫‪ ،‬لم يأتي لها باألمس لم يتصل عليها ولكن اخبرها والدها أنه‬
‫اتصل عليه واخبره بوالدتها وتعذر من قدرته على المجيء‬
‫بسبب (مناوبته) في المستشفى‪ ،‬شعرت في هذه اللحظة انها ال‬
‫مجرد أداء واجب ال‬
‫ّ‬ ‫شيء بالنسبه إليه وما يحدث في حياتهما‬
‫أقل وال أكثر! لم تكن مغفلة أدركت انه يُخفي عليها أمر‪ ،‬فهو‬
‫يتصرف بغرابة معها ‪....‬في بعض الحين تشعر بشكه نحوها‬
‫‪...‬شك طفيف ليس عميق وليس على مجرى المعاني الخبيثة‬
‫تلك!‬

‫مجبرا‬
‫ً‬ ‫في بعض الحين تفكر اكثر وتسقط في متاهت ماذا لو كان‬
‫على الزواج منها‪....‬فتنفض الفكرة من رأسها الرجال ال‬
‫ينجبرون على ما ال يريدونه! نزلت دموعها انسابت ِبًل توقف‪،‬‬
‫ابنها في الحضانة وكان من المفترض في هذا الوقت أن تتخذه‬
‫فرصةً للراحة والنوم ولكنها لم تستطع!‬
‫بروده ناحيتها‪ ،‬وصرامة افعاله معها يجبرانها على البكاء !‬
‫فشعور المرء بكره من حوله له يُجبره على االنعزال‪ ،‬والحذر‪،‬‬
‫وربما ينقص من الثقة بنفسه! وضعت يديها على وجهها تبعد‬
‫الدموع من عينيها‬
‫ازدردت ريقها ‪ ،‬تريد أن تخرج من هنا‪ ،‬واآلن وإال ستجن!‬

‫فجأة انفتح الباب‪ ،‬دخل بهدوء وعيناه سقطت على وجهها‬


‫الشاحب والمحمر أثر بكائها الصامت لم يخفى عليه التعب الذي‬
‫يحيطها من كل جانب‪...‬‬
‫اغلق الباب‪ ،‬تقدم لناحيتها ‪ ،‬وهي أزاحت نظراتها عنه ولفّت‬
‫وجهها على الناحية المخالفة لنظراته لها!‬
‫ففهم انه غير مرحب به‪ ،‬اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق‬
‫اقترب اكثر من السرير وانحنى ليقبل جبينها ومسح على شعرها‬
‫لم تبعد عن يديه سرحت بعيدًا في هذه اللحظة ماذا لو والدتها‬
‫هنا؟موجودة بجانبها تخفف عنها احزانها وآالمها فعضت على‬
‫وقوست حاجبيها لتمنع رغبتها في البكاء‪.....‬‬‫شفتيها ّ‬
‫جلس على طرف السرير واردف بهدوء وهو ينظر لتغلبات‬
‫حالها‪ :‬ألف الحمد هلل على سًلمتك‪......‬ومبروك ما جنا‪....‬‬
‫هزت رأسها فقط دون أن تردف كلمه واحدة‪ ،‬وما زالت تحدّق‬
‫في تلك الزاوية‬
‫بلل شفتيه وابتسم وهو يردف‪ :‬طالع يشبهك مرا‪....‬‬
‫لم ترد عليه‪ ،‬في الواقع اشعل صمتها في داخله عصبية ولكن‬
‫ق قلبه على حالها ونظراتها ‪ ،‬لن يكبّر االمر فهي في حال ال‬‫ر ّ‬
‫يسمح لها بالضغوطات والتشاجر اردف‪ :‬راح اسميه نايف‪.....‬‬
‫هنا سريعًا التفتت عيناها عليه ورفعت حاجبها األيسر ‪ :‬تسمي‬
‫من؟‬
‫ادرك اآلن أنها ستعانده ابتسم نصف ابتسامة‪ :‬ولدنا‪....‬‬
‫بللت شفتيها وهي تردف ‪ :‬ال ‪......‬ابي اسميه عبد هللا‪....‬‬
‫قليًل‪ :‬مو على كيفك أنا‬ ‫أحب ان يطيل الحديث معها ويستفزها ً‬
‫ابوه‪....‬‬
‫لم يتوقع ردت فعلها حينما لم تبالي آلالم جسدها ورفعت ظهرها‬
‫سريعًا من على السرير وجلست لتصبح مقابلة لوجه مباشرة‬
‫مطوال حتى شعر بالتوتر واردفت‬ ‫ً‬ ‫وقريبه منه حدّقت في عينيه‬
‫بحزم‪ :‬أنا اللي حملت وتعبت ‪...‬وصبرت على اوجاع‬
‫الحمل‪....‬فأنا اللي بسميه‪...‬‬
‫ابتسم وحك ارنبة انفه سريعًا بلل شفتيه اغمض عينيه ليمتص‬
‫غضبه ثم أردف بهدوء‪ :‬زعًلنة ألني ما جيتك امس؟‬
‫شدت على بطنها حينما شعرت بالوجع ما زالت نظراتها حادة ‪:‬‬
‫اصًل جيت وال ما جيت‪....‬ما راح ينقّص علي شي‪....‬‬ ‫ً‬ ‫ما يهمني‬
‫ضحك بسخرية‪ :‬واضح ههههههه‬
‫طه‪...‬‬‫ثم اردف ‪ :‬اجل ليش مشت ّ‬
‫اخذت نفس عميق واغمضت عينيها ثم اردفت حينما فتحتهما‪:‬‬
‫وحده توها والد وش تبي نفسيتها تكون يا دكتور‪.....‬‬
‫بعض شفتيها ً‬
‫قليًل!‬ ‫ّ‬ ‫ثم عادت استلقت ببطء وبألم تحاول تخفيفه‬
‫الخناق‬
‫نهض ال يريد أن يطيل االمر معها ليصل إلى مرحلة ِ‬
‫والتشاجر باألصوات العالية لذا قال‪ :‬راح اطلع واجيك بعد‬
‫ساعتين ريحي نفسك‪.....‬‬

‫ثم انحنى ليقبل جبينها ولكن وضعت يدها على صدره لتمنعه‬
‫فرفع حاجبيه مستغربًا ولكن استقام في وقفته ولينهي األمر ‪:‬‬
‫ريحي اعصابك يا أم عبد هلل!‬
‫ثم خرج‪ ،‬وهي ازدردت ريقها تشعر بالضّيق يلتهمها من كُّل‬
‫جانب ال تدري ما هية شعورها بالكره المل ّحة والغريبة التي‬
‫فاجئتها بغته ناحيته هي لن تنكر أنها في السابق لم تحبه ولكن‬
‫شر افعاله وكًلمه!‬
‫لم تكره رغم ّ‬

‫هل نفذ صبرها وبلغ ُمنتهاه ؟ هل اصبحت تُدرك أنها كانت‬


‫ضعيفة وعليها أن تتج ّلى من هذا الضعف وتنزع لباسه من‬
‫عليها وترتدي ثياب القوة وإثبات النّفس !‬
‫ارتجفت شفتيها وعاد الضيق يُطبّق على عنقها بشدّة حتى بكت‬
‫ب وإرهاق ثقيلين على جفنيها‬ ‫‪...‬واستسلمت‪.....‬ثم نامت بتع ٍ‬
‫المحمريين!‬
‫ّ‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬

‫بينما سيف بعدما خرج كان سيذهب لرؤية ابنه مرةً أ ُخرى هناك‬
‫شعور يتغلغل ما بين ثنايا صدره غريب ولكنه لذيذ ‪ ،‬شعور‬
‫األبوه! الفرحة والسعادة كان من المفترض ان يكون ابًا قبل‬ ‫ّ‬
‫سنتين ولكن ‪.....‬استعاذ من الشيطان الرجيم‬
‫ثم سلك طريق الخروج من المستشفى ورفع هاتفه بعد الرنّة‬
‫الرابعة ِليُجيب أخيه بقول‬
‫سار‪....‬اخبارك‪.....‬والحمد هلل على السًلمة‪......‬‬ ‫سيف‪ :‬هًل ج ّ‬
‫سار نظر لوالدته مبتس ًما‪ :‬هللا يسلمك‪.....‬وين أنت فيه يا‬
‫ج ّ‬
‫رجل‪.....‬وصلنا أمس الساعة وحدة بالليل ‪...‬وامي ما نامت‬
‫تتصل عليك ما ترد تبي تطمن وأنت وال على بالك؟‪....‬صاير‬
‫شي؟‬
‫بقوة ‪ ،‬فهو لم ينم‬
‫سيف بعد ان اغلق باب سيارته اغمض عينيه ّ‬
‫سار‪....‬جوالي طفى‬ ‫إال حوالي ساعتين فقط تحدث‪ :‬شقولك يا ج ّ‬
‫امس علي‪....‬وكنت ناسي الشاحن بالبيت‪....‬وغير أنه عندي‬
‫مرت علي صعبة ‪.......‬تصدقني عاد‬ ‫مناوبة ‪....‬والحاالت اللي ّ‬
‫توني أشوف زوجتي وولدي‪....‬‬
‫سار بتفهم هز رأسه‪ :‬على أجر ياخوي ‪....‬بس امي انشغل‬ ‫ج ّ‬
‫بالها عليك خاصة بعد ما اتصل عليها خالي بو خالد يبشرها‪...‬‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬ال طمنها علي‪.....‬والحين بجي بفطر معكم‬
‫‪.....‬انتظروني‪...‬‬
‫سار اشار لوالدته‪ :‬يمه تراه بيجي يفطر‬ ‫ج ّ‬
‫ثم اردف ألخيه‪ :‬ننتظرك مع السًلمة‬
‫ثم اغلق الخط‬
‫أم سيف بتهلل وفرح‪ :‬بقوم اسوي احلى فطور لوليدي‪...‬فطور‬
‫ملكي يحبه قلبه‪.....‬‬
‫سار م ّد شفتيه يمثل دور المهضوم والزعًلن‪ :‬لنا هللا‬ ‫ج ّ‬
‫‪.....‬بسوي فطور ملكي‪....‬له‪.....‬وحنا‪...‬لنا اكل‬
‫خرابيط‪......‬هااا‪....‬‬
‫ام سيف ضربته على كتفه‪ :‬استغفر ربك ما فيه شي اسمه اكل‬
‫خرابيط‪....‬كله نعمه ‪....‬والحمد هلل عليها‪....‬هللا يدومها علينا‪...‬‬
‫نهض قبّل رأسها وابتسم‪ :‬امزح وربي‪......‬طيب محتاجة‬
‫مساعدة‪....‬‬
‫ام سيف ‪ :‬ال روح‪.....‬جلّس اخوانك‪....‬‬
‫سار اشار على انفه‪ :‬على هالخشم‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫ثم ركض لناحية الدرج وصعد غرفة قصي اخيه يُريد أن يتحقق‬
‫من أمر مهم فهو لم ينم ج ّيدًا من شدّت التفكير في تلك الرسالة‬
‫التي وصلته باألمس‬
‫يًل فعلم أنّ عزام يتواجد في غرفة‬ ‫سمع صوت عزام مرتف ًعا قل ً‬
‫اخيه ويتحقق من أمر الرسالة التي شغلت بالهما!‬
‫فتح الباب واغلقه بهدوء‬
‫فتحدث قصي بملل‪ :‬خذ لك جا الثاني يحقق بعد‪...‬‬
‫قصي جلس على طرف أخيه ليقترب منه‪ :‬اشغلت بالي هللا‬
‫يشغلك ‪.....‬اقسم باهلل عجزت انام‪....‬‬
‫قصي بصدمة نهض واشار لهم‪ :‬مو من جدكم مكبرين الموضوع‬
‫ترا‬

‫عزام بطوالة بال ونبرة صارمة‪ :‬بتقول من هذي وال‪...‬‬


‫سار بتهديد‪ :‬تكلم ‪....‬وال وربي‪...‬‬
‫ج ّ‬
‫قصي بنرفزة‪ :‬ههييييييي مجانين انتوا؟‪....‬تتكلمون معي وكأني‬
‫ساره وال موضي‪....‬‬
‫ّ‬
‫المستفزة‬ ‫يقصد أنه رجل وليس بنت لكي يُخاطب بهذه الطريقة‬
‫بالنسبة إليه!‬

‫ثم اكمل‪ :‬من انتوا عشان تجلسون تحاسبوني هااااا‪....‬‬


‫عزام شا ّد ُه من ياقته‪ :‬حنا ما نحسابك‪....‬حنّا خايفين عليك‪....‬‬
‫سار بتأييد‪ :‬نعرفك دايم تجيب المصايب لنفسك‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫قصي نفض يدي اخيه من على كتفه‪ :‬ترا عمري وصل الخمسة‬
‫وعشرين ما نيب بزر ‪......‬تكلموا زي الناس معي‪....‬‬
‫عزام تكتف وبنفاذ صبر‪ :‬تكلم من هي وال صاير حق ترقيم‬
‫وخرابيط‪....‬نورنا ‪.....‬تكلم‪....‬‬
‫ّ‬
‫سار بشك‪ :‬الرسالة اكبر من ترقيم‪....‬واضح فيه شي‬ ‫ج ّ‬
‫اكبر‪.....‬قصي‪...‬تكلم‪....‬حنا خوانك‪....‬ما حنا ناقصين هم‬
‫ومشاكل‪....‬من جديد‪....‬‬
‫قصي حك لحيته بهدوء اردف دون أن ينظر لهم‪ :‬هذي‬
‫زوجتي‪...‬‬
‫عزام بقهر ضرب بكفيه ببعضهما البعض واردف‪ :‬حلو حلو‪.....‬‬
‫سار‪ :‬اسمع شوف‪........‬‬ ‫ثم اشار لج ّ‬
‫تزوج‬
‫ثم نظر ألخيه بصوت منفعل‪ :‬مجنون انت؟‪....‬يوم انك تبي ّ‬
‫ليش ما قلت ألمي تخطب لك‪......‬أمي بس تبي واحد يفتح معها‬
‫هالسالفة عشان تفرح‪.....‬وأنت تعرفها زين هي ما هي مثل‬
‫خوالي الزم نزوج االكبر قبل االصغر‪....‬وهللا لو قايل لها كان‬
‫زوجتك‪.....‬ليش دمرت روحك يا الثور‪....‬‬
‫قصي باستنكار‪ :‬دمرت روحي؟‪.....‬بس ألني تزوجت مسيار‬
‫‪......‬تراني لحد الحين وهللا العظيم ساكت لك وألخوك وال كًلمكم‬
‫مستفز ويجيب الهم‪....‬‬
‫سار بعصبية‪ :‬ما فكرت في أمي ‪.....‬ما فكرت‪.....‬في ابوي‪...‬لو‬ ‫ج ّ‬
‫دروا‪....‬انت بسواياك بتقلب هالبيت فوق تحت‪......‬تو بسم هللا‬
‫هدأت األوضاع والحين انت بتقلبها عاليها سافلها‪.....‬‬
‫عزام اكمل‪ :‬اقسم باهلل انك أناني‪......‬امي كل يوم تفتح الموال لنا‬
‫يزوج‪....‬ما نطقت ‪......‬ومسوي نفسك ما‬ ‫‪....‬احد يبي ّ‬
‫تبي‪....‬وش غيّر الحين‪.....‬هاااا‪...‬‬
‫قصي بنفاذ صبر‪ :‬ما ابي اصير زي سيف‪.....‬وتنفرض علي‬
‫وحدة‪.....‬أنا ما ابيها‪......‬بس عشان ارضيكم كلكم‪...‬‬
‫سار كاد أن يحطم وجه اخيه اشار له وهو يردف ما بين‬ ‫ج ّ‬
‫اسنانه‪ :‬كلنا نعرف ليش سيف ماخذ بنت عمك‪.....‬فًل تخلط‬
‫الحابل بالنابل‪....‬وأمي مافرضت عليه شي‪......‬خيّرته وهو‬
‫وافق‪....‬‬
‫عزام بحده‪ :‬أمي كانت تبي مصلحته‪....‬هو رضى‪.....‬فهمني‬
‫يعني الحين بتقارن نفسك بسيف‪.....‬‬
‫قصي بتخبط‪ :‬ال تقنعني أنه ما يهمها ال العايلة وال القبيلة‬
‫‪.....‬حتى يوم قال يبي من برا العيلة ارفضت ‪...‬تذكر وال‬
‫سار إال ببنات العيلة‪...‬‬ ‫اذكرك‪.....‬وما خيرته على قولتك يا ج ّ‬
‫سار اشار له بحنق‪ :‬وش تبي توصل له ‪....‬تبي تبرر زواجك‬ ‫ج ّ‬
‫اللي بالخش والدس‪.....‬بسالفة سيف؟‬
‫عزام اصدمه‪ :‬عساك خذت اللي تحبها؟‪......‬وتعشقها‪.....‬عشان‬
‫نقول أي مثل سيف بالضبط‪.....‬‬
‫قصي اخذ نفس عميق‪ :‬ال‪...‬‬
‫عزام بعصبية وباندفاع في الحديث‪ :‬أجل ال تقارن نفسك‬
‫سار نقتنع فيه‪....‬‬
‫بأخوك‪....‬جيب عذر ثاني كود انا وج ّ‬
‫سار صرخ‪ :‬تكلم‪.....‬‬ ‫ج ّ‬
‫مبررا ِلم فعله في هذه اللحظات وإن برر لن يفهموا‬
‫ً‬ ‫قصي ال يجد‬
‫مقصده أبدًا !فتحدث بانفعال‪ :‬تزوجت عشان احمي نفسي من‬
‫وقوعي في الحرام‪.......‬وانقلعوا عن وجهي ترا وصلت‬
‫لهنا(واشار ألنفه)‬

‫عزام ضحك بسخرية‪ :‬ال وأنت الصاج‪.....‬تبي تبربس وتخربط‬


‫على كيفك‪......‬بدون ما أحد يلومك‪...‬‬
‫مرا معشعشه‬ ‫سار اكمل على حديث أخيه‪ :‬دام فكرة زواج ّ‬ ‫ج ّ‬
‫براسك كان تزوجة البنت اللي اخترتها علني بدل زواج‬
‫هالمسيار‪....‬‬
‫قصي بحقارة‪ :‬مابي ارتبط‪....‬وانغث بعيال وغيره‪.....‬‬
‫عزام بسخرية‪ :‬تبي بس وقت مزاجك‪...‬وحاجتك‪.......‬‬
‫سار‪ :‬اسلم على نفسك وطلقها قبل‬ ‫لم يردف بشي آخر فتحدث ج ّ‬
‫ال جيب لك ضنى‪....‬وتجي ألمك تعلمها عن هالزواج‪...‬‬
‫قصي ‪ :‬ال تخاف ماخذ كل احتياطاتي‪....‬‬
‫قليًل من كتفه وهو يردف‪ :‬شوف لك حل‪.......‬مالنا‬ ‫عزام دفه ً‬
‫خلق البيت يعتفس من جديد‪........‬اعقلها وأنا اخوك‪....‬وال‬
‫تقارن نفسك بسيف‪....‬ألنه لو درى ابوي عن زواجك وبررت له‬
‫بهالتبرير السخيف راح يتفل بوجهك‪....‬مانت بزر على‬
‫قولتك‪......‬شوف لك حل‪....‬واخلص علينا‪.....‬قبل ال تنشب النار‬
‫في هالبيت‪....‬‬
‫ثم خرج من غرفة اخيه‬
‫سار اخذ ينظر ألخيه حتى قال قصي‪ :‬حطوا ببالكم طًلق‬ ‫بينما ج ّ‬
‫ما راح اطلق إال لم أنا اقرر مو انتوا‪.......‬وقل لسبع‬
‫البرمبه‪........‬يهجد عني عشان ال يفضحني هو‪.....‬مو هي‪.....‬‬
‫سار تنهد بضيق واردف‪ :‬قسم باهلل بتندم بعدها‪.....‬ل ّحق على‬ ‫ج ّ‬
‫عمرك قبل هالبلوة اللي ماخذها تمسكك من اإليد اللي توجعك‪....‬‬
‫ثم خرج من الغرفة‬
‫كرهها‪ ،‬وكره رسالتها التي قسمت أن تشعل النيران بينه وبين‬
‫ب لم تقترفه!‬
‫سرا على ذن ٍ‬‫أخوته توعدها ا‬
‫تو ّجه للدوالبه لن يذهب للمدرسة اليوم كما خطط بالألمس‪ ،‬ال‬
‫يُريد أن يرى طًلبه وهو على هذا الحال ‪ ،‬سحب مًلبسه‬
‫بعشوائية والتي تتكون من جينز اسود وبذلة صفراء بخطوط‬
‫مقوس‬‫بيضاء عشوائية ‪ ،‬ارتداها على عجل ٍة من أمره ثم خرج ّ‬
‫حاجبيه وشادًا على شفتيه بحنق ‪ ،‬نزل إلى الدور السفلي أخوته‬
‫كانا جالسيْن على األريكة المقابلة للتلفاز ما إن خرجت والدته‬
‫من المطبخ ورأته حتى قالت‬
‫‪:‬يمه قصي ال تطلع اخوك سيف بيجي وبنفطر سوى‬
‫تحدث دون أن يلتفت عليها وعلى تلك االنظار التي تسلّطت عليه‬
‫‪ :‬عليكم بالعافية عندي شغلة مهمة الزم اطلع‪...‬‬
‫قبض عزام على يده بغضب‬
‫سار نهض ليلهي والدته عن ُمحاتاة اخيه بقول‪ :‬وربي‬ ‫بينما ج ّ‬
‫جوعان يمه‪...‬‬
‫وكان سيلتقط قطعة صغيرة من البيض الموضوع أمامه فقالت‬
‫بحنق بعد ان ضربته بخفة على يده‪ :‬انتظر اخوك‬
‫ابتسم بخفة‪ :‬واضح سيف يا عزام اليوم بياخذ كل االضواء‬
‫لعنده‪...‬‬
‫اول حفيد الحين‬ ‫عزام ضحك بخفة‪ :‬من قده صار ابو‪.......‬وجاب ّ‬
‫بتفرق في معاملتنا معاه‪....‬‬
‫شيخ علينا وامي ما راح تقصر ّ‬ ‫ب ِّ‬
‫فرقت بينكم لو تصيرون ش ّياب‬ ‫ام سيف نظرت لهما‪ :‬عمري ما ّ‬
‫وجيبون قبيلة من العيال بظل اعاملكم ‪.....‬مثل ما اعاملكم الحين‬
‫وال تجلسون تفلمون علي‪....‬فرحانه فيه وبولده وصار لي شهر‬
‫ما شفته‪.....‬‬
‫عزام ق ّبل رأسها‪ :‬نمزح معك يمه‪...‬‬
‫سار‪ :‬بتصل عليه وهللا تأخر وانا صدق جايع‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫ام سيف ذهبت للمطبخ بينما عزام جلس على الكرسي ينتظر‬
‫أخيه‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫وتكرارا في عواقبه‬‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫قبل أن يُقبل على هذا األمر أخذ يفكّر‬
‫يُريد أن يختار بنفسه دون ضغوطات دون ان يخيّر بين تلك‬
‫وتلك!‬
‫كان من الصعب عليه أن يفاتح أهله بأمر الزواج ظنًا منه أن‬
‫يتزوج‬
‫ّ‬ ‫يجبروه على أحد فتيات العائلة وهو في الواقع ال يُريد ان‬
‫منهنّ ليس بسبب ق ّل األخًلق والجمال ال ! بل ألنه يرا نفسه أ ًخا‬
‫لهنّ وسيصعب على البقيّة فهم ذلك!‬
‫أي ضغوطات‬ ‫يتزوج في الخفاء بإرادته وبدون ّ‬ ‫ّ‬ ‫لذا قرر ان‬
‫اختارها واختار تلك الفتاة السهلة والذي من الممكن من اهلها‬
‫القبول به!‬
‫وفي الواقع لم يكن األمر سهل‪....‬عملية البحث عن فتاة‬
‫بالمواصفات التي حددها في عقله لم تكن في منتهى السهولة‬
‫فتاة صغيرة تصغره بثمان او تسع او حتى عشر سنوات لكي‬
‫تتربى على يده كما يظن ويعتبر ذلك انانية منه‪ ،‬بينما ال يريد‬
‫منها اإلنجاب وان تتناول اقراص منع الحمل بإنتظام‪ ،‬تمكث في‬
‫شق ٍة تبعد كيلومترات طويلة عن منزله الحالي ‪ ،‬ال تختلط بالناس‬
‫كثيرا لن يمنعها عن الدراسة والعمل لو طال زواجهما‪ ،‬تقوم‬ ‫ً‬
‫بواجباتها ناحيته كزوجه مطيعه !‬
‫نال ُمراده‪ ،‬وشعر باألسى عليها بعد أن رآها فتاة ذات السادسة‬
‫عشر تملك مًلمح بريئة مًلئكية لن ينكر بعض الفتيات في هذا‬
‫العمر تصبح شرسة فاهمة وواعية ايضًا والعكس صحيح‬
‫لبعضهم! ولكن شعر انها واعية ومن الممكن ترفض هذا الزواج‬
‫بعنف ولكن هي ال مستسلمة لشروطه ولهذا الزواج‬

‫يشعر انها تملك ذكاء كافي في فهم هذا الزواج ورفضه ولكن‬
‫تعجب أنها قبلت به والحظ يغلبها الهدوء والذي جذبه إليها‬
‫بسرعة‬

‫التقرب منها ال يريد أن يُفسد هدوئها‬‫ّ‬ ‫كان من الصعب إليه‬


‫‪،‬جمالها ‪،‬براءتها يشعر بالذنب لو فعل ذلك ولكن حدث ما حدث‬
‫بهدوء‬
‫دون مقاومة ‪ ،‬دون صراخ ألنه ظنّ انها سترفض ذلك ‪.....‬ولكن‬
‫لم يُخفيه تلك الدموع المترقرقة في عينيها سألها ذات يوم هل‬
‫أجبرتي على هذا الزواج ؟ فقالت له ال‬
‫ووضحت سبب قبولها بهذا ولكن لم يقتنع!‬
‫اتصل عليها وهو غضب أجابته قبل ان يردف بكلمة‪ :‬هًل‬
‫قصي‪......‬متى بزورني‪......‬‬
‫تحدث بحده‪ :‬انا بالطريق‪.....‬‬
‫قبل أن يغلق تحدثت بتوتر‪ :‬بس أنا بروح المدرسة‪...‬‬
‫صرخ بجنون‪ :‬الااااااااااا تروحين‬
‫ازدردت ريقها ‪ :‬ماقدر امس غبت وكان علي اختبار اليوم‬
‫المفروض اقدمه عشان‪...‬‬
‫قاطعها بصرخه وانفعال غير مبرر!‪ُ :‬مهره اقسم باهلل لو جيت‬
‫وما شفتك فيه‪....‬ما بتلومين إال نفسك‬
‫كانت تظن باتصاله هذا سيتأسف على طول غيابه‪ ،‬سيأخذ‬
‫بدال من هذا الصراخ لذا قررت أن تنتقم لنفسها منه‬ ‫بخاطرها ً‬
‫فقالت قبل ان تغلق الخط في وجهه‪ :‬بروح ‪....‬مستقبلي أهم‪....‬‬
‫فرمى هاتفه على المقعد الجانبي شتمها بصوت مسموع وزاد‬
‫سا في اآلداب ليجعلها ال تكرر ما‬ ‫من سرعته ليصل ويلقنها در ً‬
‫ثوان عدّة ‪ ،‬حديث اخاه عزام اشعل النيران في صدره‬ ‫ٍ‬ ‫فعلته قبل‬
‫سيفرغ‬
‫ّ‬ ‫سار أقل وطئ ًا منه ‪ ،‬ومن الواضح انه‬ ‫ولم يكن حديث ج ّ‬
‫غضبه في تلك المسكينة التي تاقت روحها لرؤيته ليس ُحبًا بل‬
‫بحثًا عن معاني األمان!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪............................‬‬

‫حاول بكل ما بوسعه أن يُرضيه ‪ ،‬تخلّى عن كبرياؤه باألمس‬


‫واجتمعا هو واخيه بندر وأبناء عمه ولكن من الواضح سعود ال‬
‫صلح صد عنه وخرج دون أن يستمع لقوله ودون أن‬ ‫يُريد ال ّ‬
‫يردف حرفًا واحدًا هو فعل كل ما يجب عليه فعله رغم أن أساس‬
‫المشكله هو ومن المفترض عليه أن يتقدم باإلعتذار ً‬
‫بدال عنه !‬
‫ولكن سيبتعد عنه كما يُريد ومتى صفح قلبه عن هذا األمر‬
‫سيرحب به بكل سرور‪....‬‬
‫نهض من على السرير نظر إلى ساعة الحائط التي تُشير إلى‬
‫الساعة العاشرة ونصف نهض واتجه للخًلء‪....‬‬
‫سبات عميق بعد سهرها الطويل الذي دام إلى‬ ‫بينما نوف تغط في ُ‬
‫الساعة الثامنة والنصف صبا ًحا مع شيخه التي سمح لها والدها‬
‫بالبقاء مع ابنت عمها فشاهدتا فلم رعب ولم يكمًله من شدّة‬
‫بشاعة األحداث وكثرة الدماء والسفك فيه!‬
‫شيخه لم تستطع الخلود للنوم ‪ ،‬هي اآلن قريبة منه وجدًا يفصل‬
‫بينهما حائط وبعض المترات عن بعضهما البعض‪ ،‬ما زالت تفكر‬
‫يعز سلطان‬‫خائفة من ردّت فعل الجميع من رفضها ! والدها ّ‬
‫ووالده ال تريد ان تكون سببًا في خراب عًلقتهما ببعضهما‬
‫البعض تنهدّت بضيق‪...‬‬
‫نظرت لنوف الغارقة في النوم وسقطت عينها على إبرة السكر‬
‫المرمية على الكومدينة سحبتها ورمتها في القمامة وهمست‬
‫بحب‪ :‬هللا يشفيك حبيبتي‪....‬‬
‫نهضت من على السرير كانت مستلقية بجانب نوف ‪ ،‬فسريرها‬
‫قدر محدود لقبول شخص آخر فيه!‬ ‫واسع ولكن على ٍ‬
‫توجهت للنافذ ازاحت جزء بسيط من الستارة لكي ال تتسلسل‬
‫أشعة الشمس وتؤذي نوف‪....‬‬
‫ثم تنهدت بضيق من جديد سحبت هاتفها في وسط ضيقها تريد‬
‫أن تسمع صوته جلست في زاوية الغرفة ُمبتعدة عن نوف‪....‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫كان يُمشط شعره المبتل بعد أن خرج من الخًلء بعد استحمامه‪،‬‬
‫سمع رنين هاتفه سحبه من على السرير اجاب مبتس ًما‪ :‬يا صباح‬
‫الورد والياسمين والسكر‪.....‬‬
‫نوف تكتفت نظرت لنوف بحذر وتحدثت بصوت واطي‪ :‬اشوفك‬
‫مروق‪......‬‬
‫ّ‬
‫جلس على طرف السرير مسح على شعره المبتّل‪ :‬كيف ما ّ‬
‫اروق‬
‫وانا مصبّح على صوتك‪....‬‬
‫تحدثت بنفس النبرة ‪ :‬زين‪......‬شكلك بتروح الجامعة‪....‬‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬صوتك مو واضح‪....‬‬ ‫بندر ّ‬
‫متسمره عندما رأت نوف تنقلب على يمينها‬ ‫ّ‬ ‫شيخه نهضت‬
‫وتهذي بكلمات غير معروفة ‪ :‬عشان ما زعج نوف نايمة‪.....‬‬
‫بندر باستنكار‪ :‬طيب ليش ما نمتي؟‪.....‬واضح أنك‬
‫سهرانه‪....‬صوتكم كان واصلني للغرفة انتي وهالخبلة اللي‬
‫معك‪....‬‬
‫شيخه بضيقة وبخفوت‪ :‬بندر‪....‬فيني ضيقة مادري‪.....‬احس إني‬
‫اختنق‪...‬‬
‫نهض بخوف‪ :‬شيخوه وش فيك؟‪.....‬تعبانة‪....‬‬
‫شيخه بخوف وحذر‪ :‬ال مو تعبانة‪......‬يعني نفسيتي تعبانة‪.....‬‬
‫بندر سكت لفترة ثم اردف‪ :‬وهللا إني حاس فيك شي مو طبيعي‬
‫تكلمي‪....‬‬
‫شيخه بترددد‪ :‬بنـ‪...‬‬
‫وقبل ان تكمل تحدثت نوف وهي مغمضة لعينيها‪ :‬شيخوه ال‬
‫تهذرين فوق راسي نومي خفيف‪....‬كلمي الزفت حقك بعدين‬
‫وتعالي نامي‪....‬‬
‫بندر سمع صوت اخته ضحك وهو يردف‪ :‬تعرف‪...‬‬
‫قاطعته بحذر‪ :‬ماتعرف من أنت ‪.....‬والحين باي‪....‬اكلمك‬
‫بعدين‪...‬‬
‫بندر ‪ :‬تمام‪....‬بتصل عليك لرحتي بيتكم وفهميني وش فيك‪.....‬‬
‫شيخه لتنهي االتصال‪ :‬اوك‪.....‬مع السًلمة‪....‬‬
‫نوف جلست في وسط السرير وهي تردف‪ :‬شالغراميات مع على‬
‫الصبح‪....‬يا حقيرة تنتظريني بس أنام عشان تكلميه‪....‬‬
‫شيخه بخوف ورجفة من انها سمعت اسمه وهي تردفه‪ :‬وش‬
‫سمعتي نويف ؟‬
‫نوف رمت نفسها على الوسادة‪ :‬وال شي مع االسف‪....‬‬
‫ثم نهضت بطريقة اخافت شيخة‪ :‬ماخذه احتياطاتك يا‬
‫كـ‪........‬تكلميه وصوتك مثل دبيب النمل‪...‬‬
‫شيخة تأفأفت وتوجهت لناحيتها ازاحت اللحاف وتحدثت ‪ :‬زحفي‬
‫مناك بس خليني انبطح وأنام‪...‬‬
‫قليًل ثم قالت‪ :‬خمدي وجع ورانا مشوار‬ ‫نوف ابتعدت ً‬
‫ألختي‪....‬ال تنسين‪....‬حدنا للساعة ثنتين الظهر‬
‫وبنجلس‪....‬حاطه المنبه‪...‬‬
‫شيخه ولّت بظهرها عنها‪ :‬زين خًلص سكتي‪...‬‬
‫نوف سحبت جزء من اللحاف ‪ :‬ال تفكرين فيه واجد عشان‬
‫تنامين واظن بعد هالمكالمة راح تنامين وتحلمين فيه‬
‫هالخايس‪....‬‬
‫شيخه بضحكة‪ :‬واضح حبيبي فاقع مرارتك هذا وانتي ما شفتيه‬
‫وال كلمتيه وتكرهينه هالكره يا الظالمة‪....‬‬
‫نوف اغمضت عينيها‪ :‬ألنه حيوان وما يستاهل حبك‬
‫له‪....‬وبضيعك‪.....‬يا ثورة‪....‬‬
‫شيخة بنرفزة‪ :‬تكفين نامي‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬زين زين‪....‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫ارتدى بذلته الرسمية بعجل نظر إلى ساعة يده ‪ ،‬وكانت تنظر‬
‫إليه بشك وخوف وريبة لم ينم باألمس جيّدًا وخمنّت أنّ هناك‬
‫أمر فوق طاقة حبيبها الذي ساهرت عينها باألمس !‬
‫اقتربت منه ولتخفف من توتره احتضنته من الخلف ووقفت على‬
‫اطراف اصابع قدميها لتلصق خدها األيسر بخده األيمن ‪ :‬يسعد‬
‫لي صباحك‪....‬‬
‫ابتسمت وهو يحاول ان يخفي توتره الذي لم يخفى عليها لفها‬
‫لتصبح أمامه قبّل ما بين عيناه واردف‪ :‬وصباحك‪...‬‬
‫ديانا لفت لتهم بالخروج بقول‪ :‬راح ساويلك أحلى فطور‪...‬‬
‫مسك مصعم يدها بلطف واحتضن يدها ‪ :‬ساويلي قهوة بس‪....‬‬
‫ديانا بحب‪:‬تامرني آمر حبيبي‪....‬‬
‫وخرجت وتلقّى هو رسالة من جورج والتي لم تكن سوى رسالة‬
‫لتحديد موقعهما للتًلقي بعد عدّة دقائق‪.....‬‬
‫اتصل على دانيال ليطمئن على األمور وطمئنه اغلق الهاتف‬
‫مارا بغرفة نور فتح الباب جزئ ًيا رآها تغط في سبات‬ ‫وخرج ً‬
‫عميق ابتسم واغلق الباب‬
‫نزل ورأى زوجته حامله كوب قهوته اللذيذه تناولها من يدها‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬ديانا‪.....‬جهزي اغراضنا راح نرجع على بريطانيا‬
‫عالساعة وحده الظهر‪....‬‬
‫لم تسأل لماذا كل ما اردفت به‪ :‬اوك‪....‬‬
‫أمير ارتشف من قهوته ثم اردف‪ :‬اتصلت علي باألمس‬
‫جولي‪.....‬‬
‫عبست بوجهها بضيق‪ :‬شو بدها‪.....‬‬
‫أمير بتنهد‪ :‬بتئول(بتقول) البنت تعبانة كتيرة‪....‬‬
‫ديانا بخوف‪ :‬شوفيها لسندرا؟‬
‫أمير اشار لها ‪ :‬اهدي بس مجرد حرارة وعشاني مأكد عليها‬
‫بتئول لي كل شي خبرتني ‪....‬بس الشي اللي مخوفني بتئول في‬
‫عيلة بدها تتبناها‪....‬‬
‫ديانا ضربت على فخذها بخوف‪ :‬الال هيك كتير‪.....‬‬
‫أمير ارتشف آخر رشف ٍة‪ :‬كلمت مدير المستشفى ‪....‬وئلت‬
‫(وقلت) إن تمت الموافقة‪......‬راح اسحب إيدي من مساعدتهم‬
‫في بناء مستشفاهم يلي في لندن‪.....‬‬
‫ديانا بتركيز‪ :‬أي شو ئال لك؟‬
‫أمير مد كوب القهوة وتناولته‪ :‬خاف‪......‬وطمني ما راح يصير‬
‫شي‪....‬‬
‫ديانا بندم على هالذكرة‪ :‬هللا ياخذ عيال الحرام ياللي سببوا إلنا‬
‫هالمشكلي‪....‬‬
‫أمير بحذر‪ :‬انتبهي جيبي سيري لنور‪.....‬بنحمد هللا أنها تحسنت‬
‫‪.....‬وخلصنا من هالئصة‪......‬‬
‫ديانا هزت رأسها بضعف‪ :‬ال تاكل هم‪.....‬‬
‫أمير قبّل جبينها‪ :‬يًل عن اذنك ما راح اتأخر بس اخلص من‬
‫شغلي وراجع‬

‫هزت رأسها بهدوء وخرج وبقيت تتذكر تلك الذكرة المؤلمة التي‬ ‫ّ‬
‫خلّفت ورائها نتيجة لم تتوقع ولم تكن في الحسبان‪ ،‬ارتعش‬
‫جسدها حينما تذكرت صراخها في تلك الليلة المظلمة والممطرة‬
‫حركت رأسها ترفض ذكرياتها القاسية ثم توجهت للدور العلوي!‬

‫انتهى‬

‫البارت السادس‬

‫متوتّر‪ ،‬خائف من أن يفشل األمر ويظهر أمر آخر يجهله‬


‫سًلم في دمه ما كان عليه‬ ‫خشي من الغدر‪ ،‬الخيانة التي تمر ّمر ال ّ‬
‫أن يتهاون في طريقة تعامله بكل ِحسن ن ّية في تلك الصفقة التي‬
‫مقود السيارة قلبه‬
‫اصبحت كالصفعة على وجه‪ ،‬ش ّد بيديه على ّ‬
‫باألبوه ناحيتها‬
‫ّ‬ ‫يرتجف خوفا ً على زوجته وابنته أجل يشعر‬
‫والخوف الشديد م ّما قد يؤذيها ‪ ،‬فاتصال جولي باألمس في الوقت‬
‫المتأخر وهي تردف باألنجليزية اشعل في صدره ضيق وخوف من‬
‫أجلها!‬
‫مترجم‪ :‬س ّيدي ابنتكم تُعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة‬
‫‪.....‬أحببت أن اخبرك بهذا فقط‪.....‬واليوم هي بخير‪....‬ولكن ال‬
‫تريد الذهاب إلى المعهد التعليمي للغة العربية فماذا افعل؟‬
‫خرج من الغرفة بحذر وهو ينظر لديانا اغلق الباب وتحدث‬
‫بصوت واطي (مترجم)‪ :‬حسنًا ال داعي لها للذهاب ‪......‬فربما‬
‫رفضت بسبب التعب الذي تشعر به‪.....‬جولي اعتني بالطفلة جيّدًا‬
‫‪.......‬هل سمعتني‪....‬‬
‫تحدثت برسمية (مترجم)‪ :‬ال تقلق سيّد أمير سندرا في رعايتي‬
‫وأمانتي ‪....‬ال تقلق‪...‬ولكن هُناك أمر ال استطيع أن اردعه ‪....‬فقد‬
‫جاء رجل مع زوجته باألمس ويريدان أن يتبنا الطفلة‪.....‬وال‬
‫استطع إيقاف ذلك األمر‬

‫مسح على وجه هذا ما كان ينقصه فوق توتره زفر‬


‫اترك األمر لي‪.........‬واآلن أنا مضطر إلغًلق‬
‫ِ‬ ‫بغضب(مترجم)‪:‬‬
‫الهاتف ‪....‬ولكن هل هناك شيء آخر؟‬
‫تحدثت (مترجم)‪ :‬ال‪.....‬تصبح على خير‬
‫وبعد انتهاؤه من مكالمته معها حدّث مدير المستشفى ليُنهي‬
‫مسألة التبنّي تلك‬
‫صحى على صوت رنين هاتفه من موج بحر افكاره اجاب‪ :‬لك‬
‫فينك أمير؟‬
‫أمير انعطف يمينًا‪ :‬وصلت‬
‫ثم أركن سيارته جانبًا وترجل منها لمقابلة دانيال وهو يردف‪:‬‬
‫المصاري هون؟‬
‫وأشار إلى الحقيبة السوداء تنهد أمير بضيق‪ :‬تأكدت من‬
‫عددوهم؟‬
‫حرك رأسه باهتمام‪ :‬ال تاكول هم كاملين‪.....‬‬
‫دانيال ّ‬
‫ثم قال بتردد‪ :‬أمير بدي روح معك على إني البودي قارد‬
‫‪......‬بخاف عليك منّن(منهم) بخاف بيغدروا فيك‪.....‬خيي‪...‬‬
‫أمير بغضب‪ :‬ال ‪....‬ال شو تروح معي‪...‬‬
‫دانيال بعصبية فاقت خوفه الذي تربّع في فؤاده ‪ :‬أمير‪....‬دخيل هللا‬
‫ال تخليني ماعطيك المصاري‪....‬‬
‫أمير بنرفزة سحب بخفة الحقيبة من يد صاحبه وصاح في وجه‪:‬‬
‫ما بتئدر تروح معي‪....‬‬
‫دانيال مسك كتفه األيمن ‪ :‬ليش؟‬
‫أمير ابعد يده عنه بصوت عال‪ :‬بدّي إ ّياك تبئى هون بجنب‬
‫زوجتي وبنتي حتى لو صار إلي شي‪....‬بتكون انتّا‬
‫موجود‪....‬افهمها بائه‪....‬‬

‫دانيال ‪ ،‬خفق قلبه بشدّة مسك بيد صاحبه برجاء‪ :‬ما فيني اتركك‬
‫لهيك وحوش‪.......‬ديانا ما بينخاف عليها راح تحمي حالها‬
‫وتحمي بنتها متّل ما عملت في السنوات الماضية‪....‬دخيل هللا‬
‫‪......‬خلّيني روح معك‪....‬‬

‫أمير مسح على وجه عدّت مرات رمى الحقيبة السوداء على‬
‫األرض ثم و ّله بظهره عن صاحبه وصرخ بقل حيلة وهما كانا‬
‫بالقرب من الجبل وتردد صوته في ارجاء المكان ثم التفت على‬
‫صاحبه بقول‪ :‬اركب السيارة يًل ما بدي اتأخر‪...‬‬
‫ثم سحب الحقيبة من على االرض بكل غضب فهم دانيال شعور‬
‫أمير بهذا الوقت‬
‫شعور العجز والخوف سيطران عليه ‪ ،‬خائف من الفقد وخائف‬
‫من أن يُفتقد‬
‫ال يريد أن يتركه وهو على هذا الحال لوحده البّد أن يذهب معه‬
‫ليفهم جورج أنّ أمير لهُ قدره على أن يُبيده بوجود رجاله الذي‬
‫يستنّد عليهم!‬
‫وهو سيكون إحدى رجاله في هذه اللحظة اغلق الباب وانطلق‬
‫أمير بعجل للمكان الذي حدده ذلك الملعون لم يكن قريب‬
‫المقود بينما دانيال‬
‫ّ‬ ‫غضب أمير في هفوات أفكاره وضرب على‬
‫التزم الصمت كعادته ال يُريد أن يخفف وال يزيد الحمل على كاهل‬
‫صاحبه نظر للطريق وتنهد اآلخر بتوتر!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫بقوة وركض لناحية العمار السكنية والتي‬ ‫اغلق باب السيّارة ّ‬
‫تحضن بداخلها تلك الضعيفة بجسدها وربما لحالها ! فتح المصعد‬
‫دخل‬
‫ثم اغلق الباب هو يتواجدون في الطابق الثالث ما إن انفتح حتى‬
‫ركض في الممر والذي لم يكن واسعًا بكفاية ثم تو ّجه لناحية‬
‫شقته‬
‫أدار بغضب المفتاح ثم فتحه صرخ بعد أن اغلق الباب‬
‫ظن أنه سيجدها لن تستطع أن تكسر قوانينه فهي جبانه تهابه‬ ‫ّ‬
‫وتخافه في اآلن نفسه ‪ُ :‬مهرررررررررررررره ُمهره‪...‬‬
‫ثم أخذ يبحث عنها مشى في الممر القصير الذي يؤدي إلى غرفة‬
‫الجلوس المتوسطة في مساحتها نظر إلى الشيبسات المرمية‬
‫وللقراطيس والمًلبس المرمية في كل جانب تعجب من هذا‬
‫السور القرآنية‬
‫ّ‬ ‫شغاال على قناة تبث فقط‬ ‫ّ‬ ‫اإلعصار ‪....‬التلفاز كان‬
‫والصوت كان متوس ًطا لم يكون عاليًا ولم يكن خافت ًا لدرجة ال‬
‫تُسمع!‬
‫ألتف ليدخل المطبخ الصغير كان مرتبًا ونظيف‪ ،‬ثم تو ّجه إلى‬
‫دورت المياه اعزكم هللا وهو يصرخ‪ُ :‬مهررررررررررررره‪....‬‬
‫عجز في أن تُجيبه ال يريد ان يلتمس معنى عدم وجودها ألنه‬
‫سيُميتها ال محاله!‬
‫سا على عقب‪.....‬مًلبسها مرمية‬ ‫ذهب لغرفة النّوم ‪....‬وكانت رأ ً‬
‫في كل جانب‪......‬أحذيتها كذلك‪.....‬ودفاترها ‪...‬وأقًلمها على‬
‫السرير‪....‬‬
‫عبس بوجه‪.....‬اخرج هاتفه من جيبه اتصل على‬
‫‪.............................‬‬
‫سا على مكتبه سمع رنين هاتفه سحبه وعندما نظر إلى‬ ‫كان جال ً‬
‫االسم تحدث بهدوء‪ :‬هًل قصي‪......‬‬
‫قصي حاول أن يتمالك نفسه ‪ :‬هًل يا عم‪......‬اخبارك؟‬
‫قليًل‪ :‬بخير أنت طمني عليك صار‬ ‫تحدث الرجل الكبير في السن ً‬
‫لك مدّه ما نشوفك‪.....‬‬
‫قصي لينهي الرسميات ‪ :‬بخير‪....‬ولكن يا عم ودي اطلبك طلب‬
‫بسيط وخايف اكلّف عليك‪.....‬‬
‫رمى القلم من يده تحدث بأهمية ‪ :‬ال ما بينا كًلفة يا ولدي‬
‫آمر‪.....‬‬

‫قصي شد على يده وتحدث‪ :‬أنا جيت الشقة وال قدرت ألحق على‬
‫ُمهره راحت المدرسة وكان ببالي افاجئها بج ّيتي وال اتصلت وال‬
‫عطيتها خبر‪.....‬عشان كذا ممكن تروح المدرسة وتسوي لها‬
‫استئذان‪...‬مثل ما انت عارف أنا ماقدر أروح ‪ّ ...‬‬
‫وإال الكل بيعرف‬
‫بزواجها!‬
‫سكت لوهلة ‪ ،‬اغمض عينيه اخذ نفس عميق وبنبرة هدوء‪:‬‬
‫ابشر‪....‬يا ولدي‪.....‬الحين طالع لها‪....‬‬
‫قصي ابتهجت أساريره‪ :‬ما تقصر يا بو محمد‪.....‬وسامحني كلفت‬
‫عليك‪....‬‬
‫بو محمد سحب مفتاح سيارته وبحسن نيّة سيذهب لها إلعادتها‬
‫لشقتها ِلـ تلك المفاجأة‪ :‬ما بينا يا ولدي‪.....‬‬
‫ثم سكر الخط‪.....‬وجلس قصي على الكنب وابعد مًلبسها وكومة‬
‫اكياس الشيبس برجليه وهو يقول‪ :‬وهللا ال أربيك يا بنت‬
‫صالح‪.....‬‬

‫وبعد خمس دقائق نهض واغلق التلفاز ‪....‬واتجه لناحية النافذة‬


‫وابعد الستارة عنها لتتسسل أشعة الشمس الحارة لهذا الصيف‬
‫إلى أرجاء المكان بعثر بقدمه األشياء‪....‬‬
‫فنظر إلى كيسة (اندومي) مفتوحة ومأكول نصفه ‪ ،‬ثم نظر إلى‬
‫كيسة شيبس بحجم كبير لـ(شيتوس) مع قطعة ليمون اصفر ُملقاه‬
‫بجانبها‬
‫ولم يخفى عليه الشوكًلتات بمختلفها مرميّة على األرض تأفأف‬
‫وكوم بيديه مًلبسها الذي ال يعلم هل هي نظيفة أم ال؟ ورماها‬ ‫ّ‬
‫قليًل لن يُن ّظف الوسط ‪....‬أمر تنظيفه‬‫على الكرسي الهزاز ِليهتز ً‬
‫سيكون جز ًءا من العقاب الذي خطط عليه‪.....‬‬
‫يتجول ذهابًا وإيًابًا ما بين غرفة‬
‫ّ‬ ‫مرت العشر دقائق بملل وهو‬
‫النوم والجلوس‪......‬وهو يسب ويشتم اخوته ويشتمها‪.....‬‬
‫تنهد‪ :‬وش هالوساخه‪....‬أنا اوريك بس تعالي هيّن‪....‬‬
‫واخذ يكمل احتراقه الداخلي بالحديث مع نفسه لتمر العشر الدقائق‬
‫األخرى بصعوبة عليه‬
‫رنّ هاتفه سحبه واجاب ظنّ انّ ابا محمد اتصل لعناد زوجته من‬
‫الخروج ‪ :‬هًل‪....‬‬
‫تحدث بعتب‪ :‬أفا ‪.....‬صار لي شهر ما شفتكم ولم جيت افطر‬
‫معاكم تهج و ّيه وجهك‪....‬‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬اعذرني يا سيف‪.......‬فجأة اتصل علي صاحبي‬
‫مسوي حادث وطلعت‪....‬‬
‫سيف ابعد كوب الشاي عن فاهه‪ :‬اوه‪......‬وش صار له الحين‪...‬‬
‫سار بحلقّوا بأعينهما عليه بينما والدته اردفت بهمس‪:‬‬ ‫عزام وج ّ‬
‫هللا يستر‪....‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬ال الحمد هلل جات بسيطه رضوض وكسر‪....‬‬
‫سيف همس لهم بهدوء‪ :‬صديق قصي مسوي حادث‪...‬‬
‫سار فجأة نظروا لبعضهما لبعض غير مصدقين!‬ ‫عزام وج ّ‬
‫ووالدتهم همست‪ :‬هللا يطلعه بالسًلمة‬
‫سيف‪ :‬بأي مستشفى هو؟‬
‫شعر انه دخل في عمق المأزق من سؤال اخيه ولينهي الحديث‪:‬‬
‫اقول اجلس مع أمي وال تجي وربي أمس تحاتيك وانا إن جيت‬
‫اطول بدخل اط ّمن عليه مع‬
‫وما شفتك اشوفك بكرا‪....‬يًل ما ابي ّ‬
‫السًلمة‬

‫واغلق الخط ليترك سيف يخبر أهله عن صاحبه الوهمي!‬

‫وقبل أن تكتمل العشر الدقائق األخير كانا في الطريق تعجبت من‬


‫فعل عمها ‪ ،‬وخرجت له دون تردد بعد ان رأت بطاقته الشخصية‬
‫‪ ،‬فمن الواجب عليه أن يدخلها ويتأكدوا من هويته وصلّته من‬
‫الطالبة ليسمحوا له بأخذها ‪.....‬تحدثت بتردد‪ :‬عمي ليش‬
‫استأذنت لي‪...‬‬
‫تحدث وهو مبتسم‪ :‬يا بنتي انتي تعبانة صار لك اسبوع تشكين‬
‫من هالحرارة‪.......‬المفروض غبتي اليوم‪....‬أنا ما جيت آخذك‬
‫للمدرسة عشان تغيبين‪....‬‬
‫عقدت حاجبيه اخبرها في الصباح انه مشغول لهذا السبب لم يأتي‬
‫لها!‬
‫ثم انعطف يمينًا لترى العمار وهو يردف‪ :‬جبتك لشقتك عشان‬
‫ترتاحين‪......‬يا بنتي‪......‬والدراسة الحقة عليها‪...‬‬
‫تحدثت بتردد وبشك ‪ :‬بس انا ما فيني شي عمي‪...‬‬
‫تحدث بهدوء مبالغ فيه وممل لها وعلم أنها تتسائل عن مكالمته‬
‫األولى في الصباح‪ :‬أنا جلست أحاتيك بعد ما سكرت منك المكالمة‬
‫‪........‬وبصراحة ما ظنيتك تروحين المدرسة عشان كذا جيت‬
‫ورنيت الجرس وال رديتي وخفت عليك واستوعبت حبك للدراسة‬
‫وعرفت انك رحتي المدرسة وال هان علي‪....‬اتركك‪...‬الزم يا بنتي‬
‫ترتاحين يوم واحد ما يضر ‪....‬عشان كذا استأذنت لك‬
‫قليًل بحديثه سحبت يده وقبلتها بحنان‪ :‬ما تقصر يا‬ ‫هنا اقتنعت ً‬
‫عمي‪....‬ربي ال يحرمني منك‪...‬‬
‫اركن سيارته بالقرب من العمار سحبت حقيبتها وقالت‪:‬‬
‫انزل‪......‬عمي اشرب شاي عندي‪...‬‬
‫ونست أنّ شقتها ليست ُمتاحه للضيوف بسبب سهرتها الطويلة‬
‫باألمس!‪....‬‬

‫بو محمد بعجل‪ :‬ال يا بنتي خليها بوقت ثاني‪....‬بروح شغلي‬


‫والحين نزلي‪...‬وروحي ارتاحي وانا عمك‪....‬‬
‫ابتسمت وفتحت الباب ‪....‬دخلت العمارة‬
‫بينما هو نظر لساعة يده لم يتبقى إال خمس دقائق وتكتمل النصف‬
‫ساعة تملل ودخل دورة المياه اغلق الباب‪.....‬‬
‫بينما هي شعرت بالسعادة بسبب خوف عمها عليها وإظهار‬
‫اهتمامه لها ‪ ،‬وتحمد هللا وتشكره أنّ المعلمة اختبرتها االختبار‬
‫اول حصة لها فانزاح الهم من على صدرها‬ ‫الذي فاتها باألمس في ّ‬
‫قليًل لتبعده عن جفن‬ ‫‪ ،‬صعدت المصعد شدّت نقابها لألسفل ً‬
‫عينيها السفلي بعد مضايقته لها انفتح الباب فشدت بيديها على‬
‫الحقيبة لتجلعها أمامها ممسكة بها من يدها اليسرى وفتحتها من‬
‫يدها اليمنى لتسحب مفتاح الشقة ما بين كومة األقًلم والكتب‬
‫وعطرها المفضل! وما إن سحبته اكملت طريقها في الممر‬
‫المؤدي للشقة‬
‫وأخيرا اآلن اكتملت الخمس دقائق وفتحت الباب وهو ايضًا فتح‬ ‫ً‬
‫الباب الخًلء ليخرج‬
‫وهي دخلت واغلقت الباب فسمع صداه وابتسم بخبث‬
‫ابعدت النقاب عن وجهها وعدّت الممر لتصل إلى غرفة الجلوس‬
‫ورمت حقيبتها على الكنبة وقبل ان ترمي نفسها عليها‬
‫سمعت صوته مرد ًفا‪ :‬يا هًل وهللا وغًل‪....‬‬
‫ارتعبت وبحلقّت بعينيها عليه ازدردت ريقها ‪ ،‬ما هذه الصدفة لم‬
‫تظن أنّ عمها استأذن لها من أجل قصي لم تظن بذلك أبدًا!‬
‫كثيرا وجهها شاحب‬ ‫ً‬ ‫أما هو حقيقةً انصدم من حالها ‪ ،‬ضعفت‬
‫صفره‪......‬شفتيها متقشرتين ومائلة للبياض الناشف!‬ ‫مائل لل ُ‬
‫عينها محطيتان بالهاالت البنيّة وبِهما نظرة إرهاق وربما ُحزن!‬
‫تقدم لناحيتها وكتف يديه‪ :‬صار لي ثًلثين دقيقة بالضبط‬
‫انتظرك‪...‬‬
‫ص ِعقت إذًا عمها يعلم انه هنا وربما متفق معه من اجل‪...‬‬‫ُ‬
‫قاطع افكارها عندما قال بصوت شبه مرتفع‪ :‬لم اقولك ال تروحين‬
‫المدرسة يعني غصبن عليك ال تروحين‪....‬وتبقين في مكانك‬
‫ازدادت نبضات قلبها‪ ،‬حدّقت في عينيه ‪ ،‬شهر كامل كفيل أن‬
‫يجعله يتغ ّير عليها من الناحية الشكلية والمظهر الخارجي!‬
‫ً‬
‫طويًل ليغطي‬ ‫اصبح جسده رياضيا اكثر مما قبل‪ ،‬شعره لم يعد‬
‫رقبته بينما عينيه حادتين أكثر من الًلزم وذقنـ‪.....‬‬
‫لم تكمل التدقيق بعد أن امسك معصمها بقوله صار ًخا‪ :‬ومرة ثانية‬
‫سكري الخط في وجهي ‪....‬صدقيني ما راح يصير لك طيّب‬

‫ارتعبت وسحبت يدها من يده أزاحت العباءة عن جسدها لتبقى‬


‫بالزي المدرسي ورمت الحجاب على الكنب جلست على الكنب‬
‫اآلخر مسحت على وجهها وابعدت خصًلت شعرها خلف أُذنيها‬
‫وبًل نفس اردفت‪ :‬قصي انا تعبانة وما فيني حيل لكًلمك‪....‬ممكن‬
‫تأجله؟‬
‫أتى بالقرب منها وامسكها من زندها ليصرخ‪ :‬وطلع لك‬
‫لسان‪......‬وترادديني‪......‬‬
‫اغمضت عيناها بشدة واردفت بهدوء بعدما أن وقفت وقابلته‬
‫بوجهصا بوجه وحدّقت في عينيه‪ :‬الحين انت ليش معصب‪...‬‬
‫رماها على الكنب ‪ :‬انتي غبية وال تتغابين علي‪........‬‬
‫مرة أخرى لتردف بانفعال‪ :‬بس عشاني رحت المدرسة‬ ‫نهضت ّ‬
‫جيت طيّارة لي عشان تعاندني‪.....‬وتاركني هنا شهر ال تتصل وال‬
‫تسأل عني‪....‬دراستي أهم من اجلس هنا انتظرك تجي‪....‬‬
‫انقض عليها بيديه ليهزها بعنف‪ :‬ال تخليني احرمك من‬
‫دراستك‪.....‬وربي إني قادر واسويها!‪......‬وشكلك ناسية شروط‬
‫زواجي‪....‬تلبين أوامري بدون عصيان وبدون مرادد‪...‬قلت لك‬
‫بجي كان اختصرتيها على نفسك وقلتي ان شاء هللا ‪.....‬ما بروح‬
‫المدرسة‪...‬‬
‫اوجعتها مسكته لها حاولت التفلّت من بين يديه ونجحت في ذلك‬
‫وانهالت عليه بالكلمات بنبرة عتاب‪ :‬مانسيت شروطك‪....‬بس‬
‫شكلك انت نسيت أنك مسؤول عن إنسانه تعيش هنا و معلقة‬
‫برقبتك‪...‬‬
‫انفعلت واحمر وجهها‪ :‬تاركني هنا ‪.......‬شهر‪.....‬ما تدري عني‬
‫آكل اشرب محتاجة شي‪.......‬مت ‪...‬مرضت‪....‬ويوم تجيني تبيني‬
‫استقبلك باألحضان وألبي لك رغباتك‪.....‬أنا انسانة يا قصي‪...‬ما‬
‫نيب جماد ما يحس‪.....‬مرضت لي اسبوع كامل‪....‬عجزت أالقي‬
‫احد يوديني المستشفى‪....‬‬
‫صرخ في وجهها وهو قابض على قبضت يديه‪ :‬وعمك وينه‬
‫عنك؟‪....‬هاااااااااااااا‪......‬وبعدين قلت لك روحي بيتهم قبل ال‬
‫ارجع الشرقية (اشار لها) انتي رديتي علي ارتاح هنا اكثر‪......‬‬
‫ُمهره اغرقت عيناها‪ :‬عمي موجود ‪......‬وهللا يعطيه العافية ما‬
‫قصر ‪....‬خدمني‪.......‬وتحملني‪...‬ولبى احتياجاتي من أكل وشرب‬
‫وغيره‪......‬وحتى لم مرضت ما قصر‪....‬بس ما حبيت ازيد عليه‬
‫واصير حمل ثقيل من جديد‪.....‬‬
‫قصي دفعها من كتفها‪ :‬فلوسك تخدمك‪ .....‬اكلك ‪.....‬شربك‪.....‬‬
‫وحتى دواك المفروض من فلوسي اللي عطيتك اياهم وما ظنتي‬
‫قصرت عليك من هالناحية‪.....‬‬
‫بكت بانفعال شديد‪ :‬عارفة‪.......‬بس صرت استحي كله‬
‫اطلبه‪......‬وساعات يتعذر ألنه ولده تعبان‪........‬وقطعت ما اطلبه‬
‫وصرت انا ‪....‬اروح اقضي للبيت‪....‬واروح المدرسة مشي‪....‬‬

‫غضب هنا وصرخ بانفعال‪ :‬ال تجلسين لي تبربرين‬


‫وتعاتبيني‪.....‬قلت لك من اآلخر روحي بيت عمك ورفضتي‬
‫فتحملي ما جاك‪.....‬شكلك ناسية زواجنا بالسسسسسسسر ‪....‬وما‬
‫راح تشوفيني‪....‬في وجهك اربعة وعشرين ساعة‪......‬افهمي‬
‫هالشي‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫ومرت بجانبه تريد أن تذهب‬ ‫لم تجيب عليه كل ما فعلته نهضت ّ‬
‫لغرفة النوم ‪ ،‬لتبكي براحتها لن يفهم ما تقوله ولن يقدّر قولها‬
‫ابدًا ‪ ،‬لذا ستهرب من غضبه وستقفل عليها الباب إلى ان يهدأ‬
‫لتحدثه بهدوء وليستوعب هو ما تقوله!‬
‫ولكن امسكها من معصم يدها وتحدث بغضب ‪ :‬وشالحوسة اللي‬
‫بالشقة‪.....‬وش هالقرف‪.......‬وش مسوية ‪......‬سمعيني راح‬
‫تنظفين كل شي ً‬
‫حاال‪....‬‬
‫وقربها منه اكثر وهو يحدّق في عينيها المحمرتين أثر الدموع‪:‬‬
‫وتلبين رغبتي‪......‬‬
‫ُمهره صرخت في وجهه وانهملت دموعها على خديها بًِل توقف‪:‬‬
‫تعبانة‪.......‬وال لي خلق بروح أنام ولجلست نظفت‬
‫وشدّت على اسنانها بقهر‪ :‬ولبيت لك رغبتك‪....‬‬
‫شد على يدها اكثر‪ :‬إال في هالشي ال تعانديني ألنه وربي ‪....‬راح‬
‫اكسر لك راسك‪......‬والحين رتبي الشقة‪....‬‬

‫سحبت يدها من يده واتجهت للغرفة وهي تصرخ‪ :‬اوووه انقلع‬


‫بشرك ليه‪....‬‬
‫عني ‪.....‬روح بيتكم جايني ّ‬

‫تبعها للغرفة وكانت ستغلق الباب ولكن وضع رجله وشدّها من‬
‫يدها وثبتها على الحائط ليردف بصراخ صدّع رأسها منه في هذه‬
‫اللحظة‪ :‬صوتتتتتتتتك ال يعًل علي يا بنت صالح‪........‬ال ادفنك‪....‬‬

‫حاولت ان تبعده ولم يتزحزح من أمامها صرخت بالمثل‪ :‬انقلع‬


‫عني‪....‬انقلع‪...‬مو قادرة اتحمل ال قربك وال صوتك‪......‬ليتك‬
‫كملت جميلك وال جيت لي سنة قداااااااااااااااام ‪......‬انقلع‪....‬‬
‫قادرا على السيطرة على غضبه ‪ ،‬لم تكن هكذا قبل أن‬ ‫لم يعد ً‬
‫يتركها لتلك المدّة التي غيرتها ‪ ،‬لم ترفع صوتها يو ًما عليه‪ ،‬لم‬
‫أحب أن يعاندها بالمثل‬
‫ّ‬ ‫تكن هكذا متوحشة‪....‬كاره وجوده ‪،‬‬
‫وشدها لناحية صدره تحدث بفحيح موحش لقلبها ‪ :،‬بتتحملين‬
‫قربي والحييييييييييييييييييييين‪.....‬‬
‫فهمت قصده ارتجف جسدها ما بين يديه ‪ ،‬وغلبها البكاء ‪ً ،‬‬
‫بدال‬
‫من أن يأتي ليطمئن عليها أتى لينتقم مما فعلته في الصباح‪ ،‬تعلم‬
‫أنها إن ضعفت اكثر ستُهان هكذا كانت تفكر فدفعته وهي تبكي‬
‫وتصرخ‪ :‬ما راح يصير شي غصب عني‪...‬‬
‫لم يتحدث كل ما فعله أنه سيطر عليها بقوة جسده في وسط‬
‫صرخاتها وضع يده على فمها بصرخة‪ :‬ال تصارخين وتزعجين‬
‫الجيران‪.......‬وال تصدعيني‪....‬‬
‫ُمهره ما زالت تقاوم قبضة يده من على كتفها‪ :‬قصي‪....‬مانت‬
‫قصي اللي اعرفه‪......‬تكفى بعد عني وربي تعبانة‪........‬‬
‫وبضعف‪ :‬خًلص بقوم ارتب الشقة ‪......‬و‬
‫قاطعها بنفس النبرة والغضب‪ :‬اششششششششششششش‪......‬‬

‫وتهور افعاله‪ ،‬لم يكن واعيًا حقيقةً لفعله‬


‫ّ‬ ‫وألتهما بنيران غضبه‬
‫وتصرفه ‪ ،‬يشعر بالحرقة من حديث اخوته‪ ،‬وزادوا عليه األمر‬
‫حينما اخبروه ما ذا لو تسلل األمر لوالديه؟ اشعراه وكأنه طفل ال‬
‫يعي لتصرفاته وغير مسؤول عنها وفي الواقع هو لم يؤدبها على‬
‫حد قوله بل انتقم من نفسه ومن اخوته اللذان نبّها ألمر هو حقيقةً‬
‫لم ينساه ولكن مقتنع انه لن يحدث ولن يُفسد عليهم لذة الهدوء‬
‫في المنزل ‪ ،‬كان غاضب وهي كانت منقهرة منه‬
‫عاندته وزاد غضبه اضعاف مضاعفة ورآها فرصة لتفريغ هذا‬
‫اإلنهيار الذي بداخله عن طريقها! بالصراخ‪ ،‬واالنفعال‪......‬وقتل‬
‫روحها هنا‬
‫تكومت على نفسها تبكي‪.....‬ما حدث لها اآلن اشعرها‬ ‫تركها وهي ّ‬
‫بالمهانة وال ّذل كيف وافقة عليه كيف؟ لو بقيت في منزل عمها‬
‫أفضل بكثير من حالها معه‪....‬شدّة على اللحاف على جسدها الذي‬
‫يرتعش خو ًفا مما هو آتي لها في المستقبل ! تشعر أنّ الحرارة‬
‫ستعود لتلهب جسدها من جديد الصداع والطنين بدأ‬
‫يزداد‪.....‬دموعها لم تكف‪....‬شهقاتها تصل إليه ولكي يبتعد عنها‬
‫بخطوات بطيئة ‪...‬دخل الخًلء واغلق الباب بقوة ‪...‬وانتقزت‬
‫لصوت صداه!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫ظهرا كان المنزل في حالة‬ ‫ً‬ ‫في تمام الساعة الثانية والنصف‬
‫نشاط‪ ،‬الجميع متح ّمس لرؤية وجه ذلك الطفل الصغير بينما ناصر‬
‫وسعود وكذلك سيف كانوا في الغرفة التي ستنام فيها الجازي‬
‫خًلل األربعين يوم!‬
‫كانوا مجتهدين في تركيب سرير الطفل ووضعه جانبًا بالقرب من‬
‫سرير والدته‪...‬‬
‫تحدث سعود وبعد ان استقامة بوقفته‪ :‬هااا وش نويتوا‬
‫تسمونه‪....‬‬
‫ناصر بتدخل سريع ناف ًخا صدره‪ :‬اكيد على عمه ناصر‪ ...‬عشان‬
‫يطلع مثل جمالي واخًلقي‬
‫سيف كش بيده ‪ :‬هللا ال يقوله‬
‫ضحك هنا سعود ‪ :‬طارت الجبهة هههههههههههههه‬
‫ناصر وكان يحمل بيده كرتون متوسط الحجم‪ :‬اسكت بس اسكت‬
‫وال وربي اكسر اغراضكم الحين‪...‬‬
‫سرني‪....‬‬ ‫سيف ضحك وسحب الكرتون من يده‪ :‬ال يا شيخ ال تخ ّ‬
‫سعود جلس على طرف السرير بتعب‪ :‬قول عاد وش بسمونه‪....‬‬
‫سيف ابتسم له‪ :‬عبد هلل‪......‬‬
‫ناصر بجدية‪ :‬هللا يخليه لكم وان شاء هللا تبلغون فيه معرس‪....‬‬
‫سيف باستعجال‪ :‬المهم مشكورين على المساعدة وان شاء هللا‬
‫نردها لكم في زواجكم ‪.......‬والحين سًلم بروح اسوي اجراءات‬
‫الخروج‪....‬‬
‫ناصر ابتسم‪ :‬هللا معاك‪.....‬‬
‫سعود بانتباه‪ :‬لحظة سيف امي ترا بتروح معاك‪.....‬‬
‫سيف‪ :‬أي عطيتها خبر ‪....‬وقلت لها تج ّهز حالها والحين بتصل‬
‫عليها ‪.....‬يًل فمان هللا‪....‬‬
‫ردا في اآلن نفسه‪ :‬فمان الكريم‪....‬‬
‫ناصر تحدث‪ :‬وانا بروح اجيب أختك شيخوه من بيت عمي‪....‬‬
‫ولكن قبل أن يخرج اطرق ‪ :‬إال صج سعود مستانس على اللي‬
‫سويته أمس‪....‬‬
‫نهض سعود وهو ي ّحك رقبته ثم اردف‪ :‬تراني سامحته ‪.....‬بس‬
‫ما زلت زعًلن ‪....‬الكـ‪......‬كسر لي يدي‪.......‬‬
‫ناصر لم يحبذ ان يُطيل الحديث العقيم معه فاردف‪ :‬تراه بسافر‬
‫يكمل دراسته برا ويمكن ما نشوفه إال بعد فترة طويلة فاألحسن‬
‫تتقبل اعتذاره لك على أنك انت الغلطان‪...‬‬
‫كان سيعترض ولكن اشار له أخيه‪ :‬أي انت غلطان ‪....‬وعمي‬
‫الحره كسر يدك‬ ‫ّ‬ ‫سواه‪......‬المسكين من زود‬ ‫عاقبه على شي ما ّ‬
‫بالغلط‪....‬وال هو مستحيل ينوي لك شر بس أنت مصختها‬
‫معه‪.....‬‬
‫ثم خرج تاركا سعود يُعيد نظره لألمر من جديد رغم أنّ خالد‬
‫يكبره بسنوات ليس هيّنة إال أنه أتى باألمس واعتذر وهو المخطأ‬
‫أجل يقر بذلك ما بينه وبين نفسه ‪ ،‬لن يطيل األمر ولن يطيل صدّه‬
‫عن ابن عمه بعد اآلن!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫خرجت من الشقة تمشي على قدميها مستعجلة للذهاب إلى‬
‫الجامعة ‪ ،‬صدمت في أحدهم وهي تردف‪ :‬سوري‪...‬‬
‫واكملت الطريق لم يتبقى على محاضرتها إال خمس دقائق باألمس‬
‫أطالت السهر في المذاكرة !‬
‫األمر بالنسبة إليها صعب بسبب ضعف لغتها ً‬
‫قليًل ‪ ،‬في الواقع‬
‫تتطور ولكن ما زالت تحتاج وقت لتطويرها لألفضل لتختصر‬ ‫ّ‬ ‫بدأت‬
‫على نفسها أمر الترجمة أثناء المذاكرة!‬
‫أخيرا وصلت والتجهت لناحية السًللم تركض مما لفتت أنظار‬ ‫ً‬
‫الجميع بسبب ركضها ‪ ،‬تشعر بالجوع ولكن ليس هناك وقت‬
‫لألكل‪....‬‬
‫صعدت من خًلل السًللم للدور الثاني فهناك قاعتها لم يتبقى‬
‫سوى دقيقة‬
‫أخيرا وصلت ودخلت وجلست على اقرب كرسي متاح لها‬ ‫ً‬
‫واخرجت كتابها وقلمها وكان صوت تنفسها مسموعًا فتعجب‬
‫الدكتور من األمر‬
‫وكذلك الطًلب‬
‫فتحدث?‪: are you ok‬‬
‫ت بخير)‬ ‫(هل أن ِ‬
‫هزت رأسها وهي تنطق بصعوبة ‪: yes…….but,……can‬‬
‫?‪I drink water‬‬
‫(أجل ولكن هل أستطيع شرب الماء)‬
‫تحدث الدكتور قبل ان يشرع في شرح درسه لهذا اليوم‪: sure‬‬
‫)بالتأكيد)‬
‫سحبت علبة الماء أو ما تسمى بـ ( مطرت ماء)من حقيبتها وهنا‬
‫الطامة نسيت من أن تملئها بالماء‬
‫جف حلقها تريد أن‬
‫ضربت على جبهتها بخفة تشعر بالتعب ‪ّ ،‬‬
‫تبلله‬
‫الطالب الذي بجانبها الحظ توترها ورأى قارورة الماء الفارغة‬
‫فهمس لها‬
‫بلطف وفي يده قارورة ماء جديدة ونطق بالعربي ألنه‬
‫علم بعد ان سمعها تهمس لنفسها (صج إني غبية) وكذلك‬
‫مًلمحها انها ليست اجنبية!‬
‫تحدث بهمس‪ :‬اختي خذي هذي جديدة ما فتحتها‬
‫نظرت له بحرج وهمست له‪ :‬مشكور ماله داعي‪.....‬‬
‫مجاال وضع القارورة على طاولتها ‪ ،‬وابتسم قائًل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لم يترك لها‬
‫شربي بلّي ريجج(ريقك) وال تعاندين نفسج‪....‬‬
‫نظرت له‪ ،‬مًلمحه خليجية ولكن إلى اآلن لم تخ ّمن هل هو كويتي‬
‫مثلها أم ال؟‬
‫فانصاعت لرغبتها هي بحاجة لشربه فشربت القليل واردفت له‪:‬‬
‫مشكور‪...‬‬
‫ركزت في المحاضرة وبعد مضي ساعتين اسندت نفسها على‬ ‫ثم ّ‬
‫الكرسي ومدّت رجليها لألمام تشعر بالخمول‪ ،‬لم تنم ج ّيدًا‬
‫اما ذلك الشاب وضع كتابه في حقيبة الظهر وتحدث‪ :‬اليوم طو ّلت‬
‫المحاضرة‪.....‬‬
‫اعتدلت في جلستها وقالت بتوتر ‪ :‬أي حضرته خذ ربع ساعة من‬
‫البريك‪.....‬ما كفته الساعتين اللي هذر فيهم‪.....‬‬
‫الشاب ابتسم لها ‪ :‬والدرس بعد يبيله‪....‬‬
‫تحدثت بتأييد‪ :‬أي وايد‪.....‬‬
‫الشاب حكّ انفه بتوتر وم ّد يده‪ :‬معاج طارق محمد‪ .‬الـ‪...‬‬
‫ابعدت شعرها عن وجهها بتوتر ووقفت لتصافحه‪ :‬إيًلف أحمد‬
‫الـ‪....‬‬
‫طارق بهدوء‪ :‬تشرفت بمعرفتج‪......‬‬
‫حكّت ارنبة انفها بتوتر شديد‪ :‬أنا اكثر‪....‬‬
‫أول سنة اهنيه‪....‬‬ ‫الشاب بهدوء ‪ :‬شكلج ّ‬
‫إيًلف اجمعت اغراضها في الحقيبة‪ :‬أي اول سنة وانت؟‬
‫طارق وضع يديه في ّجيب الجاكيت‪ :‬انا ثاني سنة بس تو آخذ‬
‫هالمادة‪....‬‬
‫سحبت حقيبتها فقال‪ :‬عندج بريك؟‬
‫ً‬
‫زميًل لها ‪ :‬أي ‪.....‬وانت ؟‪....‬‬ ‫إيًلف فهمت يُريد ان يصبح‬
‫لم تنتظره يجيب فقالت خجلى‪ :‬إذا عندك تعال معاي على الكفتيريا‬
‫نفطر‪....‬‬
‫طارق‪ :‬عندي بريك مدته ساعة‪....‬‬
‫إيًلف بملل وبدأت تتمشى معه‪ :‬مع األسف انا عندي بريك بو‬
‫ساعتين ‪...‬وصديقتي المقربة تعبانة وال جات‪...‬‬
‫طارق نظر إليها‪ :‬شكلج ما عندج صديقات وايد وال زمًلء‪...‬‬
‫إيًلف اندمجت معه بالحديث‪ :‬خلها على ربك لحد الحين احس‬
‫بالضيّاع فما فكرت اصادق احد إال لم اتعرف على المكان عدل‪.....‬‬
‫ضحك بخفة وبدآ ينزالن إلى الدور االرضي‪ :‬عادي تتعودين‪....‬‬
‫إيًلف ‪ :‬نفس كًلم نور صديقتي‪....‬وما زلت احاول اتأقلم‪....‬‬
‫ثم توجهوا لناحية الكفتيريا كل ما طلبته موكا حاره وكروسان أما‬
‫هو طلب قهوة سادة وجلسا بالقرب من النافذة المطلّة على فناء‬
‫الجامعة‬
‫كان سيتحدث ولكن سمع تنبيه من هاتفه فتحهُ وتأفأف‬
‫حتى قالت إيًلف‪ :‬شفيك تتأفأف‬
‫طارق بهدوء‪ :‬الدكتور قدّم موعد محاضرته بسبب ظرف طارىء‬
‫له‬
‫إيًلف ارتشفت القليل من الموكا‪ :‬أحسن لك وهللا ‪.....‬عشان تفتك‬
‫من غثاه‪...‬‬
‫طارق نهض وابتسم لها‪ :‬مضطر اقوم‪....‬‬
‫ثم مد يده‪ :‬اسعدت بمعرفتي فيج‪....‬‬
‫سكتت لوهلة ابتسمت له وصافحته وهي تردف‪ :‬وأنا اكثر‪....‬‬
‫طارق سحب نظارته من على الطاولة‪ :‬عن اذنك‪....‬‬
‫إيًلف ‪ :‬موفق‬
‫وما أن انصرف عنها حتى ابتسمت لطيف خياله واردفت‪ :‬واضح‬
‫عليه دافور يبيلي اتمصلح عنده عشان يساعدني في المادة‪.....‬‬
‫ثم اكملت اكل افطارها وطرأت على بالها نور ولم تتردد في تلك‬
‫اللحظة من اإلتصال عليها‬

‫كانت للتو استيقظت من نومها بطلب من والدتها لتتج ّهز للعودة‬


‫للديّار الذي حمل بين طيّاته الكثير من ال ُمعاناه واألنانية!‬
‫كامًل هُنا ولكن الظروف لم‬ ‫ً‬ ‫تأفأفت كانت تتمنى لو تبقى اسبوعًا‬
‫تسمح لهما في البقاء‬
‫في الواقع حقيبتها جاهزة لم تُخرج مًلبسها كلها سحبت الس ّحاب‬
‫لتغلقها ثم نهضت متجه للخًلء تُريد أن تستحم لتتنشّط خًليا‬
‫جسدها‬
‫ولكن استوقفها رنين هاتفها‬
‫سحبته من على وسط السرير نظرت لًلسم ابتسمت ثم أجابت‪:‬‬
‫هًل إيًلف‪....‬‬
‫إيًلف بحماس‪ :‬هًل نور اخبارك طمنيني عنج؟ ‪.......‬ياختي‬
‫الجامعة بدونك ظًلم ‪......‬أحس بملل تصدقين‪.....‬‬
‫نور ‪ :‬ال تبالغين ‪....‬إيًلفوه‪....‬‬
‫إيًلف ضحكت‪ :‬ههههههههههههههههه بصراحة فقدت أجمل‬
‫شي كان عندي اللي هو إني االحقج بدون ما تحسين عشان‬
‫اعرف عنج اكثر‪...‬‬
‫نور مسحت على شعرها لتجعله خلف آذانيها‪ :‬يعني كنتي‬
‫تراقبيني‪...‬؟‬
‫إيًلف بتردد‪ :‬تبين الصج!‪.....‬اي‪..‬‬
‫نور بتعجب وانذهال‪ :‬طيب ليه؟‬
‫إيًلف حكّت أرنبة أنفها بتردد في نطق‪ :‬سمعت عنج اشياء وايد‬
‫بالجامعة ‪...‬مثل انج غريبة‪......‬وصعب أحد يتعرف‬
‫عليج‪.......‬واشياء غبية بس لم تعرفت عليج كل اللي سمعته عنج‬
‫طلع جذب‪....‬‬
‫نور لم تنكر أنّ حديثها ادخل في فؤادها حزنًا لحالها ولحديث‬
‫الناس عنها‬
‫ولكن اردفت بهدوء‪ :‬الناس تحب تألف اشياء مو بالواقع‪...‬‬
‫إيًلف ‪ :‬وانتي الصادقة‬
‫ولكي تنهي المسالة‪ :‬المهم إيًلف بكرا بشوفك ولألسف راح‬
‫تنشبين لي‪...‬‬
‫إيًلف بسعادة‪ :‬زين ما طولتوا‪.....‬‬
‫ثم اردفت بغرور‪ :‬غصبن عنج بتتحمليني‪.....‬‬
‫نور ضحكت‪ :‬هههههههههههههه وربي مجنونة يًل باي بروح‬
‫اتروش‬
‫ايًلف ما زالت مبتسمة‪ :‬باي‬
‫دخلت الخًلء استحمت لمدة لم تقل عن عشر دقائق ثم خرجت‬
‫لتجفف شعرها وبعد ذلك اتجهت لغرفة والدتها اطرقت الباب ثم‬
‫دخلت‬
‫ابتسمت ديانا بعد أن رأتها ثم قالت‪ :‬جهزتي كل شي؟‬
‫نور بزعل‪ :‬أي‪.....‬ماما‪....‬قولي لبابا أمير يمدد هالسفرة‪....‬‬
‫ديانا نهضت من على السرير وأبعدت عن حضنها الحقيبة اتجهت‬
‫لناحية والدتها وامسكت بأكتافها ‪ :‬ما بيئـ‪....‬‬
‫وقبل ان تكملها بلهجتها اللبنانية تحدثت باللهجة السعودية‬
‫الثقيلة‪ :‬ما يقدر‪.....‬ألنه هالسفرة مو مشان الترفيه ‪.....‬ال هي‬
‫عبارة عن سفرة عمل ‪....‬وخلص شغله هنا‪....‬‬
‫نور عاد توترها من جديد ابتعدت عن والدتها وتوج ّهت لناحية‬
‫النافذة وهي تردف بصدق‪ :‬الود ودي ما ارجع بريطانيا أبد‪.....‬كل‬
‫ذكرياتي السيئة بدت هناك‪......‬‬
‫ديانا فهمت ما تُرمقها ابنتها إليه لذا تحدثت‪ :‬ما نقدر نبقى هنا يا‬
‫نور‪.....‬هالبلد طلّعنا من جواتوه ‪.....‬من عشرين سنة‪....‬‬
‫التفتت عليها نور وأردفت بنبرة منكسرة‪ :‬وذاك البلد أكل لحمي‬
‫وشرب دمي ببرود‪....‬يمه‪....‬‬
‫هي معتادة على تسمية ديانا بـ (ماما) ولكن ديانا تعرف ذلك ج ّيدًا‬
‫ما إن ابنتها تنطق كلمة (يمه) إال انها منكسرة ‪ ،‬حزينة‪ ،‬خائفة‬
‫ولم تعد قادرة على موازنة الحياة!‬
‫اقتربت منها واحتضنتها من الخلف لتلصق ظهرها على صدرها‬
‫وأحاطتها بيدها وبيد االخرى تمسح على شعرها‬
‫وهي تقول‪ :‬انسي ‪ .....‬نور‪.....‬كل شيء انتهى‪.....‬افتحي لنفسك‬
‫صفحة جديدة‪.....‬واألهم اعطي نفسك فرصة ثانية لهالحياة‪....‬‬
‫سا عميقًا‪ ،‬وحدّقت للفراغ‪ ،‬تذكرت أمور كثيرة في‬ ‫نور أخذت نف ً‬
‫هذه اللحظة‪ ،‬تذكرت الخيانة‪....‬الوعود المستحيلة‪....‬ال ُحب‬
‫العقيم‪....‬والصرخات في قاع مجهول‪....‬وألم جعلها تتمنى الموت‬
‫قليًل وضعت يدها على بطنها‬ ‫بدال من تجرعه‪....‬طأطأت برأسها ً‬ ‫ً‬
‫وازدردت ريقها في تلك اللحظة ‪....‬انهملت دموعها بًل توقف‬
‫واهتّز جسدها ‪...‬لم تتح ّمل ديانا كل هذا لذا سحبتها من يدها‬
‫لتصبح أمامها وباغتتها في احتضان عميق‬
‫حتى بكت نور بًل توقف وتكرر‪ :‬بليييز ‪.....‬مابي ارجع‪....‬‬
‫ديانا طبطبت على ظهر ابنتها تنهدت بضيق ‪ :‬ابكي يا‬
‫بنتي‪....‬ابكي ‪......‬بلكي ترتاحي‪......‬‬
‫وشدت عليها لتمنعها من االنهيار‪ ،‬والهروب وكذلك التردد في‬
‫مواجهة ما تخافه‪.....‬شاركتها اإلحتضان وعانقتها ب ُحب األم‬
‫وحنانها لتهدأ عواصفها‪....‬وتمنع سيول االنهيارات المتراكمة‬
‫بداخلها!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫قبل ساعات قليلة!‬
‫في المزرعة البعيدة عن المدن وضجيجها في الر ّيف ما بين‬
‫طبيعة جميلة أفسدتها نوايا البشر التي تُحيطها من كل جانب‪،‬‬
‫خطى خطواته ناحية الوجهة التي يحيطها الرجال من كل جانب ‪،‬‬
‫تقدم معه دانيال وقلبه يعزف ألحا ًنا كثيرة تف ّ‬
‫سر معنى الخوف!‬

‫اقترب من الرجل الذي يجلس على كرسية أمام الطاولة الخشبية‬


‫اقشعر جسده‬
‫ّ‬ ‫ما إن اقترب أكثر ودقّق في مًلمح وجهه حتى‬
‫وكادت رجليه تضعف لحمل ثقل جسده ولكنه تماسك!‬
‫اردف باسمه وبصوت مسموع‪ :‬بهاء الدّين؟‬
‫لو لسانه في فمه بطريقة تنم على السخرية ثم نهض ليبان طوله‬ ‫ّ‬
‫وعرضه وتغيّر شكله على أمير !‬
‫تحدث بصوت عالي‪ :‬جورج ‪ِ .....‬عندنا خ ّطار ؟(عندنا ضيوف‬
‫بالعراقي!)‬
‫خرج جورج واض ًعا يديه خلف ظهره اقترب من أمير ودانيال لم‬
‫يفهم صدمت صاحبه ولكن اقترب منه ليبقى بجانبه‬
‫نورتنا‪...‬‬
‫م ّد جورج يده ألمير‪ّ :‬‬
‫لم يمد أمير يده ليبادله بالتصافح ‪ ،‬ما زال يحدّق في ذلك الخبيث‬
‫الذي يقف خلف جورج كما يقف دانيال خلفه‬
‫تحدّث ما بين اسنانه‪ :‬شو عم يصير؟‬
‫ثم التفت على جورج واشار له‪ :‬فهمني شو عم يصير ئلت‬
‫إلك(قلت لك)‬
‫جورج ببرود اشار له‪ :‬تفضل لتعرف كل شي‪...‬‬
‫انقض سري ًعا على بهاء الدّين وألكمه‬
‫ّ‬ ‫أمير بغضب بلغ منتهاء‬
‫على وجهه وهو يقول‪ :‬مو متت من ئبل(قبل) خمس‬
‫سنين‪......‬ليش أنتا هون‬
‫هااااااااااا؟‪......‬ليششششششششششش؟!‬
‫اقتربوا رجال جورج بأسلحتهم الموجهة لناحية أمير ودانيال الذي‬
‫بالقوة عن ذلك الرجل لم يستوعب سرعة أمير في اللكم‬ ‫ّ‬ ‫ابعد أمير‬
‫والضرب‬
‫بينما جورج أمر رجاله بصراخ‪ :‬بعدوا‬
‫لورا‪......‬بعدووووووووا‪...‬‬
‫نهض بهاء الدّين وهو يبصق الدم على االرض تحدث بسخرية‪:‬‬
‫سه وال بعد ما‬ ‫واضح ما عندك وكت(وقت) تريد تعرف كل شي ه ّ‬
‫تسلم الفلوس ألخوي‪...‬‬
‫عقد أمير حاجبيه نظر إلى جورج دقق في مًلمح وجه لم يخفيه‬
‫الشبه عنه ولكن اللهجة ليست واحدة ماذا يحدث ؟‬
‫صرخ في وجه جورج‪ :‬فهمني ‪.......‬هادا اخوك؟‬
‫جورج بهدوء‪ :‬اخوي من امي‪.....‬‬
‫دانيال لم يندهش‪ ،‬ألنه لم يعرف أمر الرجل الذي انطرح ارضًا‬
‫على االرض بيد أمير لم يفهم شي ولكن ما إن اقترب أمير من‬
‫جورج اقترب معه‬
‫تحدث أمير‪ :‬كيف أخوك‪.....‬واللـ‪...‬‬
‫قاطعه بهاء الدّين بسخرية‪ :‬امنا تركية‪......‬أنا ابوي عراقي‬
‫وعشت بأرضها ‪.....‬واخوي ابوه بناني وهم عاش على‬
‫ارضها‪.......‬وكل واحد خذ لهجة ابوه‪.....‬وش الغريب!‬
‫عض على شفتيه وه ّم بضربه ولكن اوقفه جورج وهو‬ ‫ّ‬ ‫أمير‬
‫يصرخ‪ :‬مراد بكفي ‪.....‬ابعود على ورا‪......‬‬
‫أمير رمى الحقيبة السوداء امام جورج‪ :‬خوذ المصاري‪........‬بس‬
‫ئبل(قبل) ما امشي فهمني‪.....‬مو على أساس الخسيس ‪....‬مات‬
‫من خمس سنوات ‪....‬بجرعة زايدة ‪....‬وترك نور‪.....‬بـ‪...‬‬
‫لم يستطع ان يُكمل‪ ،‬أدار نفسه للجهة المخالفة لهم مسح على‬
‫قوة ودانيال يُراقب تصرفاته عن قرب لم‬ ‫شعره ِبًل حول وال ّ‬
‫يتحمل أمير صرخ في وجه بهاء الدّين وعيناه محمرتين ووجهه‬
‫محمر‪ :‬هدمت كيانها ومشيت يا نذل‪......‬كيف انت عايش؟‬
‫مزور هويته الشخصية بشخصية بهاء الدّين‬ ‫جورج تحدث‪ :‬كان ّ‬
‫ابن عمه اللي توفى بجرعة زايدة حقيقةً قبل سنة من األحداث‬
‫اللي صارت عليكوم‪......‬‬
‫لم يتحمل هذا الكم الهائل من الضغط اتجه لناحية ذلك الرجل شدّه‬
‫من ياقته تحدث بغضب وصراخ في آن واحد‪ :‬كزبت على‬
‫شرفها‪.....‬زورت إلها عمرها حتى تكون‬
‫ّ‬ ‫بنتي‪....‬ضيّعت إلها‬
‫بالسن القانوني حتى تتزوجها‬
‫‪.......‬حطمتها‪.......‬بشرب‪....‬وسكر‪....‬وإدمان‪ .....‬باألخير‬
‫رميتها بالشارع ‪.......‬مشان شو؟‪.....‬بدي اعرررررررف مشان‬
‫شو؟‬
‫جورج سحب أمير تحت انظار دانيال المذهول من حقيقة ما تحدث‬
‫وتلفظ به امير‬
‫جورج بصراخ‪ :‬عشان الصفقة تتم!‪....‬‬
‫أمير ابعد يدين جورج عنه صرخ‪ :‬شو الرابط العجيب هاد‪...‬‬
‫جورج بحقد‪ :‬أنت جبرتني على هادا الشي أمير‪....‬أخزت مني‬
‫ياللي بحبّه‪.....‬وصرت تنافسني كتير في اعمالي‪.....‬صرت إللي‬
‫ُمنافس بكل شي‪......‬خليت‪ُ ....‬مراد‪....‬ياللي جبرتوا بسافر على‬
‫اكسفورد‪....‬مشان يلتقي بنور‪.....‬وبعيش معها قصة ُحب‬
‫بوئتها(وقتها)‪.....‬متشوش‪....‬وتأثر على‬
‫ّ‬ ‫وهمية‪......‬ونخليك‬
‫شغلك‪...‬وتخسر في اسهمك الروسية سنة ‪ 2014‬ألنك من‬
‫األساس كنت خسران بنسبة ضئيلة ما راح تأثّر في اسهمك بس‬
‫حنّا زدنا عليك الهم حتى تخسر أكثر‪.....‬وهون انا رجع اسمي‬
‫يلمع ما بين رجال األعمال البارزين ياللي بقائمة لندن‪.....‬‬
‫أمير كان واق ًفا يستمع ِبًل عقل و ِبًل تركيز أي خبث وصل إليه هذا‬
‫الرجل بينما دانيال حكّ جبينه بتوتر من هذه الحقائق‬
‫اكمل جورج‪ :‬صفقتنا بوقتها مربحة بالنسبة لخسارتك ياللي‬
‫كسرت إلك ظهرك‪.....‬انشغالك ببنتك ما خلتك تفكر كتير بالصفقة‬
‫وافقت عليها متل ما انا خططت ‪.....‬وهأل جاء وئت المكافاءة‬
‫وانتا بنفسك اعطيتنا إيّاها وصدئني(وصدقني) ماراح تشوفني ال‬
‫أنا وال خيي ُمراد تاني مرة‪.....‬‬

‫مشوش بالذكريات‪ ،‬استغلوه عن طريق نور‪.....‬و ُمراد‬


‫ّ‬ ‫أمير عقله‬
‫استغلها ألنها كنت مضطربة في ذلك الوقت ومن السهل التحايل‬
‫أحب الناس إلى قلبه ‪.....‬لم يستطع أن‬ ‫ّ‬ ‫عليها‪.....‬دمروا حيات‬
‫ينصت أكثر لهذه الحقائق كل ما فعله ضرب جورج على وجهه‬
‫وامسك سريعًا بمراد‬
‫واجتمع الرجال من حولهم وكاد احدهم يطلق النار على أمير‬
‫ولكن صرخ جورج‪ :‬بعدوااااااااااااا‪......‬مابدي اسمع صوت‬
‫رصاص هون‪.....‬بعدووووووووا‪....‬‬
‫نظر أمير إلى عين ُمراد الخبثتين ش ّد على رقبته حتى انّ مراد بدأ‬
‫يختنق ودانيال يتحدث‪ :‬دخيل هللا أمير ال تعملها وتروح فيها‪.....‬‬
‫جورج أتى بالقرب من أمير تحدث بهدوء‪ :‬امير ‪....‬ما تئدر‬
‫(تقدر) تغيّر أي شي حتى لو قتلت خيي‪.....‬المصاري‬
‫وصلتنا‪......‬والعئد وصلكم ‪.....‬خًلص امشي من هون‪.......‬‬
‫أمير شد اكثر على رقبت ُمراد وهو يردف‪ :‬اخذتها منّا بعمر‬
‫صغير‪....‬ما كانت فاهمه إيش ُحب وإيش زواج‪....‬جيت‬
‫انتا‪...‬ولوثتها بأفكارك‪....‬ضربتها‪......‬عيشتها في‬
‫ُمر‪........‬تركتها إللي بهدية ببطنها‪......‬تعرف هيدا الشي وال‬
‫ال؟‪....‬نور كانت حامل لم تركتها بالشارع‪....‬وانتا هربت ‪.......‬ولم‬
‫أموتك بإيدي‬ ‫عرفت أنك مت كتير‪.....‬تألمت ألني وئتها كان بدي ّ‬
‫هدول‪...‬‬
‫جورج بخوف على اخيه الذي قلب وجهه لألزرق‪ :‬امير‪....‬‬
‫دانيال حاول أن يسحب أمير‪ :‬امير دخيل اسموه اتركوه‪.....‬‬
‫أمير تحدث وعيناه تمطران بالدمع واالحمرار يزداد‪ :‬احترت انا‬
‫وإمها شو بدنا نعمل ‪......‬بتزكر (بتذكر) كم كان عمرها؟‪......‬كان‬
‫سنة‪.......‬حملت وهي بهاد العمر‪.......‬كنت افكر‬
‫ِ‬ ‫عمرها ‪16‬‬
‫نعملها إلها عملية اجهاض لكن حذرتنا الدكتورة‬
‫وشّد على رقبته ليردف‪ :‬تعرف ليش؟‬
‫صرخ جورج هنا‪ :‬اميييييييييييييير‪.....‬‬
‫ُمراد يحاول ان يبعد نفسه عن يديه بحركاته العشوائية‬
‫اكمل أمير‪ :‬ألنها صغيرة وما تتحمل‪.....‬وحتى عملية والدتها‬
‫‪....‬كانت كتير صعبي‪.....‬جسمها صغير‪......‬واجبروني على اني‬
‫اوقع على العملية القيصيرية بتعرف مكان العملية شو عملت فيه‬
‫؟‬
‫دانيال برجاء‪ :‬امير ‪......‬اصحى على نفسك اتركوه‪.....‬اتركوه‪....‬‬
‫قليًل من قبضته وبدأ ُمراد يكح واكمل‪ :‬عملت إلها‬ ‫امير ارخى ً‬
‫وشم حتى يخفي الجرح ‪.....‬رغم العملية التجميلية اللي ساووها‬
‫إلها إال انها بشوف هذا المكان كتير بشع‪........‬‬
‫أخيرا دانيال سحب امير وسقط ُمراد على االرض وانحنى اخيه‬ ‫ً‬
‫جورج ليردف‪ :‬خيي‪....‬‬
‫دانيال بهمس‪ :‬أمير خلينا نمشي‪....‬‬
‫أمير بصراخ ‪ :‬حرقوها‪......‬حرقوها يا دانيال‪........‬آه ‪....‬آه‪....‬‬
‫سحبه دانيال واجبره على ركوب السيارة‬
‫بينما ُمراد حدث اخيه بقول‪ :‬الزم نسافر ألمانيا علمود ما يلحقنا‬
‫هالمجنون‪......‬‬
‫جورج تنهد بضيق‪ :‬حذرتك كتير من أنك تتمادى معها‪......‬‬
‫قاطعه بعدما ان وقف‪ :‬قلب أخوك ما يرفض‬
‫الحلوين‪....‬وهالنور‪......‬آخ‪...‬بس‪......‬عليها جمال بنات الكون‬
‫كله‪.......‬‬
‫ثم سحب جاكيته من على الكرسي ثم اردف‪ :‬وهسه ضروري‬
‫نروح عالمطار ‪.....‬قبل ال يسوي هاألمير مصيبة علينا‪....‬ترا‬
‫بالموت وصلنا لهاليوم‪.....‬بعد هالتخطيطات ما نريد شي يخرب‬
‫الموال‪....‬‬
‫علينا بآخر ّ‬
‫جورج بخوف‪ :‬اوك‪....‬‬
‫دانيال قاد سيارته بجنون من هذا المكان ‪ ،‬وأمير اخذ يبكي في‬
‫السيّارة بصوت مسموع!‬

‫أنانيته اوصلت نور في اسوأ اإلنتقامات ! لم يكن يعي سبب‬


‫خسارته المفاجآة في ذلك الوقت ‪...‬كُل شيء انهدم أمام عينيه‬
‫سبل أخرى تمكنّه من الصمود أمام‬ ‫حتى جعله يذعر ويبحث عن ُ‬
‫ً‬
‫خاصة بعدما سحبوا أيديهم عنه ! فتش ّبث في تلك‬ ‫رجال األعمال‬
‫الصفقة وتوارت عليه أحداث نور الغير متوقعة !‬
‫قرار ليس له مثيل‪....‬تجاهلها في بداية األمر ولم‬
‫ضيّعها بأنانية ٍ‬
‫يهتم لهروبها ‪....‬بل كان يُسكت ديانا بكلمات اإلطمئنان دون أن‬
‫يبحث عن خيط يد ّله عليها كان منهمكًا في العمل والصفقات‬
‫المربحة‬

‫لتعويض خسارته التي تُعتبر عار عليه كونه رجل أعمال معروف‬
‫في بريطانيا !‬
‫ما إن رأى أنه بدأ الدّم يعود لمجراه ويشد من عود ثروته حتى‬
‫ي على باطل‪.....‬لم يعرف كيف‬‫نظر إلى نور المحط ّمة في زواج بُن ّ‬
‫تعرفت نور على ذلك المدعو !‬

‫ولكن عرف في وقتها انها احبته واستغل ذلك الخبيث حبها له في‬
‫الزواج! ففي‬
‫انتهاك عرضها وشرفها حتى لو كان تحت مسمى ّ‬
‫ذلك الوقت كانت تعاني من األكتئاب وتتناول عقاقير لتخفيفه‬
‫ولديها جلسات محددة مع دكتورة لألمراض النفسية لذلك مراد‬
‫استطاع أن يقنعها بحبه ويحتضنها بحب كذب!‬
‫ولكن سري ًعا ما غدر في ذلك الحب بعد مرور ستة اشهر عادت‬
‫إلى بابهم معنّفة ترتجف بردًا وخو ًفا م ّما حدث لها والطامة‬
‫الكُبرى ظهرت بعد مرور اسبوعين‬
‫اكتشفت أنّ بداخلها طفل من ذلك الخائن‪ ،‬وحاولت عدّة مرات‬
‫لإلقبال على الإلنتحار و ُح ِجزت في مستشفى االمراض النفسية‬
‫لمدة لم تقل عن التسعة اشهر وانجبت ‪.....‬و‪....‬‬

‫سر ‪ ،‬ظلمها ‪.....‬ولن يستطع أن يعوضها‬


‫ضرب على فخذيه بتح ّ‬
‫ع ّم حدث!‬
‫اوصله دانيال لمنزله نزل من السيارة ودانيال لم يستفسر عن‬
‫األمر فأمير في حالة يُرثى لها وربما في هذا الوقت يُريد زوجته‬
‫بجانبه لتخفف عنه لذا اوصله ثم غادر المكان بهدوء ‪ ،‬دون‬
‫التلفظ بأية كلمة!‬
‫دخل أمير إلى المنزل وهو يجر قدميه بصعوبة على االرض كانت‬
‫نور ووالدتها تجلسان في الحديقة الخارجية ما إن رآتاه حتى‬
‫نهضتا واقتربتا منه‬
‫تحدثت زوجته بابتسامة‪ :‬جهزنا كل شي‪......‬‬
‫نور بزعل‪ :‬كان خاطري نبقى اكثر هنا‬
‫أمير كان يحدّق لنور بنظرات انكسار وخجل‪ ،‬كانت عينيه‬
‫محمرتّين للغاية‪ ،‬يظن أنه كان سب ًبا رئيس ًيا في جعلها تغوص في‬
‫بحر من األحزان بًل توقف واإلنخراط في طريق الزلل لفترة‬ ‫ٍ‬
‫وجيزة من الزمن!‬

‫ألنه وبكل بساطة لم تكن اولى اهتماماته في ذلك الوقت ‪...‬بل كان‬
‫يظن أنه اعطاها الكثير من وقته وبسبب صدها عنه وعدم تقبلها‬
‫له جعلها تفعل ما تشاء دون مراقب ٍة منه ولكن والدتها لم تتركها‬
‫يو ًما لطيش افعالها ولكن لم تستطع السيطرة عليها!‬

‫نور في ذلك الوقت ليست كما هي عليه اآلن! كانت‬


‫عنيدة‪....‬متسلطة على نفسها لإلنتقام من قرار والدتها في العيش‬
‫مع أمير! كرهت والدتها لفترة وانتقمت من أمير في جعل والدتها‬
‫تتشاغب عليها وتحزن عليها في اقتراف ما ال تحبذه والدتها‪....‬كـ‬
‫السهر‪....‬والنوم خارج المنزل‪....‬وحتى الشرب‪....‬لنسيان ما حدث‬
‫لها من تن ّمر‪....‬ومن ابتعاد شديد اللؤم عن والدها!‪......‬عاشت في‬
‫هذا البلد مرغمة وقامت بأفعال مخجلة لإلنتقام من قرارات والدتها‬
‫وأمير إلى أن وقعت في ظًلل الطريق المظلم!‬
‫خرجت من حالتها العاطفية واإلكتئاب الحاد قبل حوالي سنة!‬
‫ودخلت في حالة عاطفية مع توم وخرجت منها دون خسائر هذه‬
‫المرة! بل هي الرابحة في هذه العًلقة ‪.....‬ألنها تقبلت ما هي‬
‫عليه ‪....‬وتقبلت العيش مع ُحب والدتها ألمير وحبهما لها!‬
‫اعتادت على العيش على هذه الحياة دون ان تختار لها طريقة‬
‫للعيش ولكن هذه المرة اختارت أن تعيش على ُحب ودفء امير‬
‫وديانا مهما حدث فهما الوحيدين اللذين يهتمان لها هم فقط دون‬
‫غيرهم! ال شيء يستحق حزنها فالجميع ابتعد عنها ‪.....‬حتى‬
‫والدها تخلّى عنها ولم تعد تشتاقُه!‬

‫ابتسمت في وجه بعد ان أنطق بضعف لم يخفى على زوجته‪:‬‬


‫مرة تانية‬
‫اوعدك نرجع لهون ّ‬

‫ثم هرب من مًلمح وجهها وفي قلبه ألم ‪،‬ضعف ‪ ،‬خوف من‬
‫الكذبة التي اختلقها لها بل األكاذيب‪....‬ما إن ستنكشف يجزم أنها‬
‫ستعود من جديد في قوقعة مظلمة وهذا ما ال يُريده اختفى عن‬
‫انظارهما هاربًا إلى الخًلء!‬
‫بكى بًِل صوت وبًِل دموع ‪......‬يريد الهروب من جديد من هذا‬
‫باال قبل أن يكون ً‬
‫قاتًل!‬ ‫حاال ً‬
‫البلد ً‬
‫سينتقم لها ولكن ليس اآلن ال المكان وال الزمان مناسبين‬
‫فتح صنبور الماء ارشح وجهه واخذ تنفس الصعداء ثم خرج‬
‫لرؤيتهم‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬

‫في بعض الحين ال ال ُحب يكفي وال اإلحتضان يكفي لتهدأت رجفات‬
‫الروح!‬
‫القلب وتسكين ألم ُّ‬
‫بل اإلعتياد على األمر وتقبله هو من يمتص كل هذه الرعشات‬
‫واآلالم ‪....‬سوا ًءا ببطء أو سري ًعا كلمح البصر‪.....‬‬
‫اإلعتياد على العيش‪.....‬على البُعد‪....‬على الغُربة‪.....‬على‬
‫ال ُحب‪.....‬على حتى الخيانة‪.....‬يجعلك تعيش بألم طفيف‪.....‬وربما‬
‫مع مرور الوقت يُبهت األحاسيس في قلبك‪....‬وينتزع العواطف‬
‫من خًليا جسدك لتصبح بًل مشاعر و ِبًل مباالة لألمور التي تجري‬
‫من حولك!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫بعد مرور ثًلثة أسابيع‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ذكرا بًل معنى في الوجود!‬ ‫رجًل كالجبل أو ً‬ ‫ً‬ ‫الغُربة‪ ،‬إمأ أن تجعلك‬
‫إما ان تصقل شخصيتك وإما ان تهدمها في عواصف ملذّات‬
‫الدنيا‪....‬‬
‫‪.................‬‬
‫وصل إلى اكسفورد قبل اسبوعين رتّب أموره من سكن‬
‫‪.....‬ودراسة‪.....‬وتهيئة نفس لتقبل المحيط الذي سيعيش فيه‪.....‬‬
‫للتسوق لشراء ملزمات المنزل وعاد إلى الشقة‬ ‫ّ‬ ‫خرج‬
‫وضع األكياس في المطبخ وبدأ يرتب الفواكة وإدخالها في الثًلجة‬
‫وكذلك أدوات التنظيف وضعها في مكانها الخاص‪.....‬‬
‫ثم خرج من المطبخ ورمى نفسه على الكنب سحب الكتاب ليبدأ‬
‫بالمذاكرة ولكن سمع رنين هاتفه‬
‫سحبه ما إن رأى اسمها يزيّن الشاشة حتى اردف‪ :‬هًل وهللا بأم‬
‫عبد هللا‪....‬‬
‫كان ابنها في حضنها تهزه برجليه ببطء لينام‪ :‬هًل فيك زود يا‬
‫الغالي‪....‬بشرني عنك‪......‬اخبارك ؟‪....‬طمني عليك‪....‬‬
‫ترك الكتاب من يده واسند ظهره على للوراء‪ :‬بخير‪.....‬ال تحاتيني‬
‫‪....‬أنتي طمنيني عنك وعن عبادي‪....‬؟‬
‫تنهدت الجازي‪ :‬بخير‪....‬بس اشتقت لك واتصلت‪.....‬‬
‫خالد بحنان‪ :‬جعلني ما انحرم منك يا الحنونة‪.....‬‬
‫ثم اردف بتساءل‪ :‬صدق اللي سمعته من نوف‪....‬؟‬
‫الجازي ‪ :‬وش خربطت عليك نوف بعد‬
‫خالد ابتسم ‪ :‬رجعتي شقتك قبل ال تكملين االربعين‪....‬‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬أي‪.......‬صدق عمي وخالتي فرحانين بوجودي‬
‫بس احس فشلة اتم أكثر من كذا ‪....‬والحمد هلل وضعي في‬
‫التمام‪.....‬وكذا اريح لي ولحتى‪....‬‬
‫بدون نفس‪ :‬سيف‪...‬‬
‫خالد بتفهم‪ :‬اهم شي راحتك‪.....‬وانتبهي على نفسك زين‪......‬إال‬
‫اخبارنوف من زمان ما كلمتها ؟‬
‫الجازي نظرت لزوجها بعد أن دخل عليها فجأة الغرفة‪ :‬بخير‬
‫ومطلعة عيون الخدامة ‪......‬هجدها عن هالموال ال تذبحها زين‬
‫جبت طاريها وذكرت‪....‬‬
‫ضحك خالد‪ :‬هههههههههههههه ليش؟‬
‫الجازي ابتسمت رغما عنها‪ :‬على قولتها خايفة تلف ابوي حولها‬
‫‪....‬وصايرة تشغلها بتنظيف البيت اربعة وعشرين ساعة‬
‫وتراقبها‪.....‬وما تنام إال إذا نامت‪......‬ونام بندر بعد‪....‬‬
‫خالد انهار ضاحكًا‪:‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وهللا مو‬
‫سهله اختي‪.......‬‬
‫الجازي نهضت وهي حاملة ابنها مبتعدة عن وجود زوجها‪ :‬امانة‬
‫عليك ال تشجعها على هالخبال‪......‬وهللا الخدم يوم يطفشون‬
‫يسوون بالواحد اللي ما يتخيله اتصل عليها ‪.....‬وهجد‬
‫شياطينها‪....‬وخلها تشيل هالوساويس اللي معشعشة براسها‪.....‬‬
‫خالد ما زال يضحك‪ :‬ههههههههههه ابشري‪...‬‬
‫الجازي وضعت الهاتف على كتفها لتشده ناحية اذنها ووضعت‬
‫ابنها في سريره تحت انظار زوجها ‪ :‬يًل ما اطول عليك مع‬
‫السًلمة‪....‬‬
‫خالد ‪ :‬سلمي لي على سيف‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط والتفتت على زوجها ‪ :‬يسلم عليك خالد‪....‬‬
‫سيف نظر إليها‪ :‬هللا يسلمك وسلمه‪....‬‬
‫وه ّمت في الخروج ولكن تحدث‪ :‬على وين؟‬
‫اتروش‬
‫ّ‬ ‫الجازي دون ان تنظر له‪ :‬بروح‬
‫سيف‪ :‬جهزتي الشنط؟ ترا بكرا راح نروح‪....‬‬
‫الجازي نظرت له‪ :‬على إني ماني راضية نسكن في بيت‬
‫عمتي‪.......‬ال اخوانك وال أنا راح نرتاح بس جهزت كل شي‪....‬‬
‫سيف لينهي النقاش‪ :‬قلت لك جناحنا منفصل عنهم‪......‬‬
‫الجازي تأفأفت ثم دخلت الخًلء‬
‫أما هو لم يحبذ إطالة األمر تنهد ثم رمى نفسه على السرير لينام‬
‫بعد دوام‬
‫طويل‪.....‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫ال ُحب‪.....‬ليس وعود ت ُعقد‪....‬وليس كلمات تُقال في منتصف‬
‫الروح وابعادها عن المفسدات‪......‬عن‬ ‫الليل‪.....‬ال ُحب احتضان ّ‬
‫المشوهات ‪.....‬وعن االنكسارات المتتالية‪......‬احتضانها بشدّة‬ ‫ّ‬
‫وربطها برباط وميثاق غليظ‪....‬‬
‫حان موعد المواجهة!‬
‫الرأي‬
‫حان موعد إبداء ّ‬
‫حان موعد التخلّص من رداء الخوف‬
‫ابتعدت عن حبها لفترة لم تقل عن اسبوعين ال تجيبه على‬
‫اتصاالته وال حتى عن رسائله تُريد أن تفكر بهدوء لتواجه أمر‬
‫الخطوبة!‬
‫تقدمت لناحية الباب طرقته إلى ان اذنت لها والدتها بالدخول‬
‫تقدمت وهي خجلة‪ :‬يمه ابي اقول لك شي‬
‫تركت والدتها ترتيب المًلبس ونظرت ألبنتها بهدوء ‪ :‬خير يمه‬
‫تكلمي‪.....‬‬
‫شيخة فركت بيديها‪ :‬يمه ادري طولت وأنا افكر بس جيت اليوم‬
‫اقولك رايي‪...‬‬
‫والدتها بتوجس‪ :‬عن خطبة سلطان لك؟‬
‫شيخة هزت رأسها (أي)‬
‫ازدردت والدتها ريقها واقتربت من والدتها وهي تقول‪ :‬اجلسي‬
‫يمه‪....‬‬
‫هنا خشيت شيخة من األمر فقالت ‪ :‬يمه انا مو‬
‫موافقة‪....‬بصراحة احس إني مو على استعداد للزواج‪....‬‬
‫تحدثت والدتها بتردد‪ :‬يمه تفكرين ابوك مارد على بو سلطان‬
‫طولة هالفترة؟ هو رد عليه من زمان‪.....‬‬
‫شيخة وقفت نبضات قلبها‪ ،‬وبحلقت في عين والدتها بذعر‪ :‬وش‬
‫رد عليهم؟‬
‫نهضت من ناصر وبهدوء‪ :‬رد عليهم بالموافقة‪....‬‬
‫شيخة نهضت كالمقروصة ‪ :‬شلووووون ؟‪....‬يعني يبي‬
‫يجبرني؟؟!‬
‫ثم قابلت والدتها وج ًها بوجه وعيناها مليئتين بالدموع‪:‬‬
‫يمه‪......‬تكفين ال تخلينه يجبرني ‪.....‬يمه‪....‬ادري هو يعز بو‬
‫سلطان وصديقه من عمر بس ال يبني سعادته من هالنسب على‬
‫حسابي‪....‬‬
‫ام ناصر بقلب عطوف مسكت ابنتها من اكتافها‪ :‬وهللا قلت‬
‫له‪......‬يمه‪....‬بس ابوك يشوف سلطان مناسب لك‪.....‬وهو لو‬
‫شايف غير كذا وهللا ما وافق عليه‪.......‬يمه ‪...‬هو‬
‫صرخت شيخة ببكاء وانهيار‪ :‬قولي له شيخه مو موافقة‪.....‬وهللا‬
‫لو تجبروني عليه ألموت نفسي‪....‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة تركض باكية ووالدتها تبعتها تردد‪:‬‬
‫شيخه‪.....‬شيخووه‪......‬‬
‫اصطدمت في صدر سعود وامسكها من معصم يديها وهو يقول‪:‬‬
‫هي وش فيك عميا؟‬
‫الحظ دموعها وشهقاتها ورأى والدتها التي تردف ‪ :‬يمه‬
‫شيخه‪....‬ابوك يبي مصلحتك‪....‬وسلطان ما يعيبه شي‪...‬‬
‫نفضت يديها من يد سعود صارخة‪ :‬بس انا مو‬
‫موااااااااااااااااافقة‪......‬مو موااااااااااااافقة‬
‫ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة‬
‫سعود بتعجب‪ :‬شسالفة؟‬
‫ام ناصر بخوف على ابنتها‪ :‬رافضة الزواج من سلطان وابوك‬
‫عطاهم الموافقة‪....‬‬
‫سعود بصدمة‪ :‬يعني بيجبرها؟‬
‫ام ناصر سكتت‬
‫سعود بعدم تصديق‪ :‬وهللا ابوي غريب‪.......‬ما ينفع كذا ‪.....‬انا‬
‫راح اكلمه‪.....‬‬
‫ام ناصر بتنهد‪ :‬كلمه ناصر وال نفع‪.....‬سكر على‬
‫الموضوع‪....‬بكرا تتقبل األمر‪....‬‬
‫سعود باستنكار‪ :‬وهللا ما عرفتي شيخة ‪.....‬وش تتقبل‪.......‬هذا‬
‫إذا ما رفضته في ليلة الملكة‪........‬وابوي غلطان يعطيهم الرد‬
‫قبل ال يسمعها‬
‫ام ناصر‪ :‬اختك هللا يهديها طولت عليه‪....‬وظن انها مستحية‬
‫وموافقة‪.....‬ومن زود محبته لهالسلطان عطاهم الموافقة‪....‬‬
‫سعود هز رأسه متعجبا من فعل ابيه ثم دخل غرفته!‬

‫أما هي بكت خو ًفا من أن تجهض حبها ‪ ،‬مسكت هاتفها بيدين‬


‫مرتعشتين وارسلت له رسالة نصية قصيرة وقلبها يرفرف خو ًفا‬
‫من هذا األمر!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫كان يزورها بين فترة وأخرى ‪ ،‬ولكن ال يجد فيها روح ‪....‬ال يجد‬
‫فيها لون يدله على الحياة‪....‬كانت تلبي أوامره ورغباته دون‬
‫مشاعر‪.....‬دون حضور لروحها وحتى لكيانها!‪....‬حتى أنّ هذا‬
‫األمر بدأ يزعجه ويشعره بقلّة إنسانيته خاصة بعد أن يتقرب منها‬
‫دون إجاب ٍة منها !‬

‫يشعر انه قتلها‪...‬اجل قتلها ‪......‬وهي لم تقاومه‪.....‬سمحت له‬


‫وفي كل مرة يقترب منها تموت وتتًلشى أكثر‪.....‬يأتي يراها‬
‫منكبة على كتبها‬
‫ما إن تراه تهرع سري ًعا لتنظيف المكان وتلملم بعثرة الكتب‬
‫والدفاتر‬
‫تتحمم‪....‬ترتدي اجمل ما لديها في الدوالب‪....‬تتعطر تأتي بجانبه‬
‫جسد بًل روح!‬
‫ال تحدثه ‪.....‬ال تشاركه ألمها‪.....‬ال تعصي أوامره‪......‬مستسلمه‬
‫لقوله وفعله‪.....‬تلوم نفسها على هذا الزواج ‪.....‬تلوم نفسها على‬
‫التسرع في امور كهذه وأدركت شيئ ًا كان واض ًحا ُمنذ زمن ليس‬
‫ّ‬
‫بعيد‬
‫عمها قبل أمر الزواج للتخلص من عبء وجودها في محيط مليء‬
‫بالذكور‬
‫فذريته كلها ذكور لم ينجب اإلناث!‬
‫ولكي يحميها ويحمي ابنت اخيه زوجها ‪.....‬وافق على زواج‬
‫السر هذا لحمايتها‬
‫ولكن هي وافقة على هذا الزواج التي ركضت خلفه بعد تلك‬
‫الحادثة التي حدثت لها في منزل عمها‬
‫لم تستطع ان تخبر أحدًا عنها ولم تستطع أن تواجه أحدًا لتبرهن‬
‫ما حدث لها!‬
‫هناك ظلم راك ٌد في قلبها وذعر متمكّن من احًلمها!‬
‫فاستسلمت لكل هذه العواصف‪....‬والر ّياح الشديدة‬
‫سمعت الباب ينغلق عرفت بمجيئة لم تنهض بقيت مستلقية على‬
‫ظهرها على الكنبة ‪.....‬اليوم الخميس‪....‬لماذا اتى؟‬
‫لم تنهض تظاهرت بالنوم ال تريد أن تنهض وتتعامل معه‬
‫برسميات تثير اشمئزازها‬
‫تقدم لناحيتها ووضع االكياس جان ًبا تحدث‬
‫بهدوء‪ :‬مهره‪.....‬مهره‪...‬‬
‫فتحت عيناها ببطء ونظرت إليه كان واقفًا بالقرب من رأسها‬
‫صراحةً م ّل من هدوئها خاصةً بعدما أن بعثر كيانها في ذلك اليوم‬
‫جثل على ركبتيه أمامها وهي جلست تحدّق في وجه بًل تعبيرات‬
‫تحدث‪ :‬تعبانة؟‬
‫هزت رأسها بـ (ال)‬
‫وه ّمت بالنهوض وهي تردف‪ :‬بقوم ارتب االغراض اللي جبت‪...‬‬
‫امسكها من معصم يديها وجلس بجانبها على الكنبة‪ :‬ال‬
‫تتهربين‪.....‬مني‪....‬ابي اكلمك‪...‬‬
‫جلست دون أن تنطق كلمة واحدة امسك بذقنها بلطف ولّف‬
‫وجهها لناحيته‬
‫وجهها مليء بالشحوب‪ ،‬ونظرات الحزن تكتسح مًلمحها وعنيها‬
‫تحدث‪ :‬تكلمي وش فيك؟‪.......‬مانتي على بعضك‪.....‬‬
‫ُمهره اخذت نفس عميق واشاحت بنظرها عنه وهي تردف‪ :‬ما‬
‫فيني شي قصي‪.....‬‬
‫مسك يدها بلطف تشمئز منه!‪ :‬شلون ما فيك شي‪......‬وانتي ال‬
‫اكل مثل الناس تاكلين ‪....‬وال حتى تكلمين‪.....‬ومنّك راضية‬
‫تطلعين من هالشقة زورين اهلك او تروحين معهم في‬
‫رحلة‪.....‬وتنفهين عن نفسك‪....‬‬
‫وبشك اردف‪ُ :‬مهره‪....‬اذا فيك شي‪....‬او مخبية علي شي خايفة‬
‫من ردت فعلي‪......‬فقولي لي‪....‬‬
‫ُمهر التفت عليه بعد ان القى قنبلته عليها‪ ،‬إ ًذا هو مهت ًما بها خو ًفا‬
‫امرا ابتسمت بسخرية ‪ :‬ال تخاف ما فيه شي‬ ‫من أنها تخفي عليه ً‬
‫اخبيه عليك‪...‬‬

‫قصي مسح على رأسه وبًل صبر وبخوف من شكوكه وظنونه‬


‫التي تدور في عقله كل ليلة قبل أن ينام‪ :‬أنتي تاخذين حبوب منع‬
‫الحمل بانتظام‪...‬‬
‫ُمهره اسندت ظهرها على الكنب وكتفت يديها وببرود نظرت‬
‫لوجه‪ :‬أي‪....‬‬
‫قصي يحاول كتم غيظه‪ :‬يعني منّك حامل؟‬
‫ُمهره اقتربت منه وحدقت في عينيه بحده‪ :‬ال ‪......‬وال ابي عيال‬
‫وبنبره جافة‪ :‬منك‪....‬‬
‫صا عليه‪ :‬انتبهي أللفاظك‬ ‫استشاط غيظه امسكها من زندها را ً‬
‫وافعالك ترا بدآ صبري ينفذ‪....‬‬
‫مهره نفضت يدها منه قائلة‪ :‬وانا بعد نفذ صبري منك‪....‬‬
‫قصي صرخ في وجهها‪ :‬وش الحل معك يعني؟‬
‫ُمهره بصرخة مماثلة لصرخته‪ :‬طلقننننننننننننني‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫انتهى‬
‫قراءة ممتعة‬
‫واعتذر عن التأخير‬

‫البارت السابع‬

‫للصبر حدود؟ وهل من الممكن تجاوز حدوده المشيّدة‬


‫ِ‬ ‫وهل‬
‫بحصون شديدة ال يمكن اصهارها ال بالنيران وال بغيرها؟!‬

‫تتجرأ وتنطق تلك الكلمة التي تهز البدن من‬


‫ّ‬ ‫هل جنّت حتى ِبها‬
‫عظم وطئها على القلب؟‬
‫ملّت ولم يعد هناك حواجز للسكوت ِلم تتلفظ به وتقوله! لن يكون‬
‫هناك ما هو أسوأ مما تعيشُه وتلفظه اآلن‪......‬‬
‫نهضت ُمبتعدة عنه تكرر كلمتها تلك بنبرة صارمة وصوت مرتفع‬
‫ومستفز لكيانه‪ :‬طلقني ‪.....‬طلقني ياخي‬
‫طلقني‪.....‬خًلااااص‪.....‬انهي هاألمر السخيف وطلقني‬

‫اخرسها حينما نهض سري ًعا وشدّها من زندها لتصطدم في صدره‬


‫اقترب من وجهها الشاحب تحدث ما بين اسنانه بحزم‪ :‬مو انتي‬
‫اللي تقررين ‪.....‬اطلقك وال ما اطلقك يا هانم!‬

‫حاولت التفلّت من يديه ولكن ش ّد عليها اكثر حتى ترك اثر أصابع‬
‫يده على زندها وضعت في هذه اللحظة كفّي يديها على صدره ِلـ‬
‫تدفعه للخلف وهي‬
‫أول يوم خذتني فيه!‪ ....‬خًلص‬ ‫تصرخ‪ :‬يعني في نيّتك تطلق من ّ‬
‫طلقني‪....‬تعبت انا ما عاد فيني طاقة اتحمل‪ .....‬أنت خذتني لسبب‬
‫واحد وهذا اللي واضح بالنسبة لي وما توقعت هالشي ألني من‬
‫األساس ما كنت فاهمة ايش هالشي بالضبط !‪.....‬بس انا ما نيب‬
‫حيوانه ‪.....‬متى ما تبيها حصلتها بدون أي رفض وبدون أي‬
‫مقاومة‪.......‬أنت قتلت فيني شي من الداخل وما عاد اقدر‬
‫استرجعه إال بهالطًلق!‬

‫رماها على الكنب بعد أن القت عليه تلك القنبلة من الكلمات والتي‬
‫اشعرتهُ باإلشمئزاز ‪...‬ما توصلت إليه سب ًبا لردات‬
‫افعاله‪.....‬وخشونة تصرفاته معها خاصةً بعد حديث‬
‫اخويه‪....‬يشعر باالصطدام ما بين جدران غرفة ضيّقة ال يستطع‬
‫الخروج منها! هو قبل ذلك لم يكن قاسي القلب عليها هكذا ولكن‬
‫كان هادئ معها ‪.....‬لطيف في تعامله ‪.....‬لهذا كانت ساكتة‬
‫‪.....‬مطمئنة في هذه الشقة ولكن بعد ذلك تراه وحش كاسر يُريد‬
‫ان ينقض عليها في أي لحظه من اجل إشباع رغبته ‪.....‬بينما هو‬
‫يفرغ غضبه بتلك الطريقة المستفزة لها بالتقرب‪.....‬خاصةً‬ ‫كان ّ‬
‫بعد ُمعاندتها له‪....‬فيأخذ من هذا الطريق تأديبًا لها‬
‫‪....‬وإلسكاتها‪.......‬إلى أن بهت لونها‪...‬وسرق من فؤادها معاني‬
‫الحياة!‬

‫وهي كونها فتاة ذات عمر صغير ‪......‬بريئة ال تعرف هذه األمور‬
‫‪....‬وما إن عرفتها حتى كرهتها وادخلتها في صمت المحزونين‬
‫والمغلوب على امرهم!‬
‫تحدث بلغة العصبية التي ال تضمن عواقبها! تحدث بشفافية لعلها‬
‫تفهمه‪ :‬وانا ما نيب حيوان‪.....‬يوم ابوسك احضنك‪....‬غصبن‬
‫عنك‪.....‬ردًا على عنادك ألني عارف انك تكرهين هالشي و‪....‬لم‬
‫اقرب منك اكثر وآخذ حقي ‪.......‬ما آخذه إال برضاك‪.....‬بس ذاك‬
‫اليوم اللي سويت كل شي غصب عليك ولكن عمري ما غصبتك‬
‫على شي‪...‬والحين نكرتي كل شي سويته لك من قبل‪....‬‬
‫أشار لها بصوت مرتفع ‪ :‬ودامك مو قد هالزواج‪.....‬ال كان‬
‫حطيتي اسمك عند الخطابة ام اكرم!!!‪.......‬ال كان ركضتي ورا‬
‫شي أنتي منّك قده ومنّك فاهمته‪....‬‬

‫تعرف على عمها بطريقة مهذبة‬ ‫لُجمت حينما عرفت األمر‪....‬إذًا ّ‬


‫طابة؟ التي لجأت إليها من اجل الخًلص من‬ ‫ولكن عن طريق الخ ّ‬
‫العذاب‪....‬ومن الخوف!‬
‫نهضت وحدقّت في عينيه دون ان ترمش خفق قلبها ونزلت‬
‫دموعها على خديها‬
‫مضطرة ‪......‬كنت بحاجة إني‬
‫ّ‬ ‫تحدثت برجفة يديها‪ :‬كنت‬
‫اهرب‪....‬وما لقيت إال هالشي وأنت كملت علي الناقص‪......‬قبل‬
‫ما كنت تعاملني كذا بس لم غبت علي شهر كامل‪.....‬ما صرت‬
‫اعرفك‪.....‬حسيت انك اكتفيت مني‪......‬وإني حمل ثقيل‬
‫عليك‪........‬‬

‫وتسرع أنفاسه‪ :‬أنا‬


‫ّ‬ ‫ثم اقتربت منه خطوة واحدة تحت انظاره‬
‫عارفة انت خايف أحمل‪.....‬وتض ّطر تعلن هالزواج‪......‬خايف‬
‫اسوي شي يجبرك تعلنه وتواجه اهلك فيه‪....‬‬
‫وبنبرة انكسار‪ :‬بس تطمن غايتي من هالزواج ال جيب‬
‫عيال‪.....‬وال شي ثاني ‪.....‬كثر إني ابي احس باإلطمئنان‪.....‬ودام‬
‫هالشي صار مستحيل‪.....‬فطلقني ألنه ما عدت احس فيه وانت مو‬
‫مجبور تتحملني دامني ثقيلة عليك‪.....‬ماله داعي تسوي كل هذا‬
‫عشان تنفّرني منك‪....‬‬

‫هنا ضحك بسخرية ومسح على رأسه عدّة مرات وهو يتمتم‬
‫باالستغفار‬
‫اقترب منها خطوة واحدة ونظر لعينيها بحده‪ :‬وانا ما خذتك عشان‬
‫بس تشبعين رغباتي مثل ما ظنيتي‪....‬‬
‫نزلت دموعها ِبًل توقف ثم اردفت برجفة جسدها‪ :‬واللي تسويه‬
‫فيني هالليام وش تسم يه؟‪.....‬هذا اكبر دليل ‪.....‬أنك خذتني بس‬
‫عشان الفراش‪.....‬وعشان نفسك‪.....‬‬
‫ازدرد ريقه هنا‪ ،‬ال يعرف كيف يُجيبها؟‬
‫افعاله في األوان األخيرة مستفزة للغاية وغير قادرة على انصافه‬
‫في هذا الموقف!‬

‫تحدث بعدما امسك بأكتافها‪ :‬عشت في الفترة األخيرة تحت ضغط‬


‫يا ُمهره‪.....‬وانتي تزيديني بعنادك واسلوبك‪....‬‬

‫ّ‬
‫مهتزه‪ :‬وكنت أنا الطريق األسود‬ ‫ُمهره أبعدت يديه وتحدثت بنبرة‬
‫تفرغ فيه غضبك حتى بالضرب!!!‬ ‫اللي ّ‬
‫صرخت‪ :‬ليومك هذا أنا التزمت في شروطك‪.....‬ال اطلع‪....‬وال‬
‫حتى ازور صديقاتي‪......‬وطلباتك كلها مجابه‪.......‬بس ما ظنيتك‬
‫انك ما تحس‪....‬المفروض بدون ما ابرر‪....‬واعاتب‪....‬تحس‬
‫فيني‪....‬مو تأخذ مني اللي تبيه حتى لو شي سخيف من ترتيب‬
‫وغيره‪......‬وتتركني معلقة بدون كلمة حلوة‪.....‬بدون‬
‫أفعال‪.....‬تمسح من ذاكرتي مساوئك!!!!‪......‬‬

‫ثم جلست على الكنب واسندت رأسها على كفيها وبدأت تبكي‬
‫بصوت مسموع‪ ،‬وأخذت تتحدث بانهيار صدمت به قصي‬
‫ازوج‬
‫شهقت وهي تردف‪ :‬ال تفكرني ميته على الزواج وكنت ابي ّ‬
‫بسرعة لدرجة حطيت اسمي عند خطابة بدون علم عمي! ال‬
‫أنا‪.......‬سويت هالشي عشان اهرب من التعذيب الجسدي‬
‫والنفسي‪.....‬‬

‫صعق هنا ولم يستطع التحدث بقي واق ًفا بالقرب منها يستمع ِلم‬
‫ُ‬
‫تقوله بمًلمح الصدمة واإلستغراب‪ ،‬سيعطيها فُرصة للتحدث لفهم‬
‫أمورها الخاصة!‬

‫أكملت وهي تشد بيديها على وجهها باكية‪ :‬ما كنت املك الجرأة‬
‫في إني أتكلم‪.......‬اني صرت تحت ابتزاز‪........‬وتحت ضغط مثلك‬
‫الحين‪.......‬ما كنت املك الجرأة في إني أواجه عمي‪...‬‬

‫قليًل ونظرت هنا لزاوية أخرى وهي تكمل‪ :‬زوجة‬ ‫اقترب منها ً‬
‫عمي ما كانت حابة تواجدي في بيتهم بحكم عندها خمس‬
‫أوالد‪.....‬وكانت تبي تتخلص مني بأي طريقة وتضغط علي من كل‬
‫جانب‪.....‬من‪.....‬ترتيب البيت ‪......‬وتنظيفه ‪......‬وفي كل‬
‫شي‪.....‬‬
‫قليًل ثم اردفت تحت صمت قصي المتفاجئ والذي ينم عن‬ ‫سكتت ً‬
‫رغبته في سماعها واكمال ما تقوله ليفهم السبب!‬
‫واكملت دون ان تنظر إليه‪ :‬لم عرفت أنه محمد بدا يميل‬
‫لي‪....‬وحبني‪....‬‬
‫وبتردد اردفت وهي تفرك في يديها‪ :‬وحبيته‪...‬ألنه‪......‬ألنه كان‬
‫حاس انه امه تعذبني‪....‬تضغط علي في شغل البيت رغم إني‬
‫ادرس ونص النهار بالمدرسة ولرجعت يكون في تكملة التنظيف‬
‫وغيره‪....‬فكان يخفف عني‪.....‬وصرت اتواصل معاه بالرسايل‬
‫بحكم ما عندي جوال كنت اكتب له على ورق وكان يكتب لي‪.....‬‬

‫قصي شد على قبضة يده مهما كان هي زوجته ‪ ،‬فمن الصعب‬


‫عليه ان يستمع أنها كانت تحب رجل غيره حتى لو قبل أن تراه‬
‫هو!!‬

‫أكملت بضعف‪ :‬لم عرفت ‪.....‬بدأت تضربني وتهددني انها بتقول‬


‫لعمي إني اكلّم واحد غريب ‪....‬واطلع معه‪......‬انا‬
‫خفت‪.....‬وابتعدت عن محمد لفترة وما صرت ارسل له‪......‬وهي‬
‫ما زالت تراقبني‪....‬وتضربني حتى بدون سبب‪.......‬وتشغلني في‬
‫تنظيف البيت‪....‬ووصلت فيها‪......‬تبي تزوجني ألخوها وعمي‬
‫رفض‪......‬‬

‫ثم سكتت عضت على شفتيها واغمضت عينيها‪ :‬وبغياب عمي‬


‫حبستني بغرفتي يوم كامل ألنه عمي وقتها سافر عشان‬
‫شغله‪......‬محمد ما قدر على امه وما صار يدافع عني ال بقول وال‬
‫بفعل ألنه لسوى هالشي هي تضربني اكثر واكثر‪........‬تضربني‬
‫في مكان ما يبيّن عشان عمي ما يحس‪ .....‬يعني تحاول قد ما‬
‫تقدر تخلي وجهي سليم‪....‬وقد حرقتني على بطني‪....‬ألني حرقت‬
‫فستانها وانا اكويه‪.....‬‬

‫نزلت دموع ثقيلة من عينها وهو يستمع بإنصات وتركيز‪ :‬في‬


‫هاليوم اللي حسيته سنة علي سوت فيني كل شي يرضي اللي‬
‫بداخلها من مرض!‪.....‬ضربتني لدرجة ما عدت احس بالضرب‬
‫‪.......‬كانت تفكر انا اللي خليت محمد يتقرب مني‪....‬لدرجة خليته‬
‫يدافع عني ويرفع صوته عليها‪....‬على قولتها هي مربيته‬
‫عدل‪....‬واللي يسويه بسبتي‬

‫ثم التفتت عليه لتنظر لجمود نظراته واحمرار عينيه اردفت‪ :‬ربي‬
‫يشهد انه رجال‪....‬وعمره ما رفع عينه علي‪....‬كل اللي بينه‬
‫رسايل ورقية ووضحت لها هالشي وما صدقت‪......‬وابتزتني يا‬
‫اواجه عمي وأقول انا موافقة على اخوها وال راح تصورني وانا‬
‫بهالحالة ‪......‬وكان جسمي وقتها رايح فيها من ضربها وترسل‬
‫الصور وتقول لعمي‬

‫لم تستطع أن تكمل فاهتز جسدها بخوف من هذه الذكرة واكملت‪:‬‬


‫كنت ضعيفة خايفة ادافع عن نفسي وتطردني‪...‬ويتخ ّلى عني‬
‫عمي‪ .....‬ووافقت‪...‬‬

‫وبكت اكثر‪ :‬بس عمي اصر على الرفض‪.....‬وتميت على هالحال‬


‫اتعاقب على شي ما اعرفها ‪....‬إلى ان صديقتي ساعدتني وقلت‬
‫لها تحط اسمي عند خطابة‪......‬والباقي انت تعرفه‪....‬‬

‫كان ينظر إليها بحيره‪ ،‬هو مخطأ لم يستمع لها يو ًما دو ًما ما يحكم‬
‫عليها بالقصاص‪.....‬من اجل ان ينتقم من نفسه ومن تسرعه في‬
‫قرار الزواج خشيةً من أن يزوجوه مما ال يُريدها!‬

‫تزوج بنا ًء على شروط هو في قرارة نفسه‬ ‫ولكن حقيقةً هو اآلن ّ‬


‫غير مقتنع فيها!‬
‫تزوج من فتاة فقط لتشيل همه ‪.....‬لتخفف عنه ارهاق الحياة‪.....‬‬ ‫ّ‬
‫هو اناني وهي بريئة من كل أفكاره!‬
‫ب ربما لم يمضي‬ ‫ال يستطيع اآلن ان يوبخها على ُح ٍ‬
‫ألنه لم يعطيها الفرصة الكافية لتحبه وتنسى حبها السابق!‬
‫وال يستطيع ان يضربها‪.....‬ألنه علم اآلن مما تلك اآلثار التي على‬
‫جسدها ولكن سكت ولم يسألها!‬
‫اثار لحرق كما قالت وجروح بهت لونها ولكن بقيت ملتصقة لم‬
‫تختف لألبد‬
‫ِ‬
‫كل هذا تحت انظاره ولكن لم يهتم ‪.....‬ولم يشدّه الفضول ليسألها‬
‫عنه‬
‫ألنه وبكل بساطة يريد منها أن تهتم في تفاصيله هو فقط دون ان‬
‫يهتم في تفاصيلها‬

‫نهضت وقطعت عليه سرحانه بقول‪ :‬ريّح نفسك من هالضغط‬


‫وطلقني‪....‬‬
‫كانت ستتحرك بضعف لناحية الغرفة وهي تجر قدميها بثقل على‬
‫االرض‬
‫لم تخطط يو ًما في اخباره عن حقيقة رغبتها في الزواج‪...‬لم‬
‫تخطط يو ًما في ان تفتح قلبها وتحدثه بًل حواجز‪....‬لم تخطط أبدًا‬
‫لهذا اليوم‬
‫ولكن كل شيء اصبح خارج عن سيطرتها‪....‬‬
‫بكت بًل صوت ‪....‬وبندم على قرار الزواج بالسر هذا‬
‫ولكن قصي لم يترك لها مجال للهروب والتبعثر اكثر‬
‫والضياع في هفوات العنف واألنانية بعمق معناهما!‬
‫نهض ولفها إليه اغمضت عيناها خشيةً من العقوبة ولكن صدمها‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫حينما بادرها باحتضان شديد لم تعرف معناه‬
‫بقيت كالخشبة المتصلبة ما بين يديه‬
‫صحت من افكارها حينما همس‪ :‬زواجي منك مو عشان اللي‬
‫ببالك‪.....‬زواجي منك انانية مني من االنتقام ألهلي ومن‬
‫نفسي!‪ُ .....‬مهره‪....‬أنا‪....‬أنا‪....‬‬
‫لم يستطع ان يردف (انا آسف) ثقيلة تلك الكلمة عليه لذا شدها‬
‫لناحية صدره اكثر ومسح على شعرها مما جعلها تبادره بهذا‬
‫االحتضان وتبكي بصوت مسموع وشهقات متتالية وعالية‬
‫اخذ يطبطب على ظهرها وهي استسلمت لرغبة البكاء واالنهيار‬
‫ما بين يديه‬
‫فهمت اشارته‪ ،‬وفهمت أسفه‬
‫وغاصت ما بين احضانه لتتخلص من عبء ما بداخلها من احزان‬
‫مخفية‬
‫طيلة هذه الفترة!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫تشعر بالكسل ‪ ،‬وعدم الرغبة في الذهاب إلى الجامعة باألمس‬
‫فلم من النّوع الذي تحبه إال وهو الرعب واإلثارة‬
‫سهرت على ٍ‬
‫والتشويق ولم تستطع بعدها النوم إال بعد شروق الشمس‬
‫ضحكت على نفسها حينما تذكرت كيف من شدّت خوفها باألمس‬
‫تسللت بسرعة للخًلء لقضاء حاجتها سريعًا ثم عادت للسرير‬
‫ِب ُخطى متسارعة!‬
‫شتمت بداخلها إيًلف ألنها هي من شجعتها على مشاهدة هذا‬
‫الفلم وحثتها عليه!‬
‫نهضت من على السرير وتوجهت للخًلء تُريد أن تستحم سريعًا‬
‫ألنها‬
‫سمت على جسدها كما وعدت‬ ‫ستذهب إلزالة الوشوم التي ُر ِ‬
‫والدتها هي ماطلت في األمر خشيةً من األلم الذي ستشعر به‬
‫ولكن اليوم ستنهيه وستواجه! وإن شعرت بأنها في حالة جيّدة‬
‫ستذهب للجامعة‬

‫حقيقةً اعتادت على رؤية إيًلف واليوم اثنتهما لديهما (بريك )‬


‫طويل ومن الممتع قضاؤه مع بعضهما البعض‬
‫خاصةً مع جنون إيًلف‬
‫رمت مًلبسها في سلة المًلبس الخاصة للغسيل‬
‫وهدرت الماء على جسدها لعلها تستعيد نشاطها ووعيها بسبب‬
‫هذا النوم الثقيل!‬
‫‪.................................................. ......‬‬
‫بينما في غرفة ديانا وأمير‬
‫كان يرتدي مًلبسه ويرتب هندامه امام المرآة وزوجته كانت‬
‫تجفف شعرها بعجل ألنها تأخرت كثي ًرا على عملها‪....‬‬
‫وما إن انتهت من تجفيفه حتى بها التفتت على زوجها بطريقة‬
‫سريعة‬
‫جعلتها ال ترى شيء سوى السواد ‪ ،‬وفي لحظة كادت ان تسقط‬
‫ولكن اتكأت على الجدار وانتبه أمير‬
‫لحركتها تلك فهرع سري ًعا لناحيتها‬
‫متحدثًا‪ :‬ديانا‪.......‬شوفي؟‬
‫ديانا فتحت عينيها شعرت بصداع فتّاك فجأة فقالت‪ :‬ما فيني شي‬
‫ال تاكولهم‪...‬‬
‫أمير بشك من األمر وخشيةً من ظنونه تحدث‪ :‬احلفي إلّي انّك‬
‫بتاخزي دواكي بشكل منتظم؟‬
‫ديانا نظرت إليه بهدوء‪ :‬كل يوم باخزوه‪......‬بس هيدي الفترة‬
‫حاسة بثقل في راسي اكتر من ئبل‪.....‬‬
‫امير بخوف ورعب‪ :‬خلينا نروح عالدكتورة ونخبرها ‪......‬بهيدا‬
‫الشي‪...‬‬
‫ديانا بصوت خافت‪ :‬الال أصًل عندي موعد بعد يومين‬
‫امير لينهي النقاش‪ :‬راح روح معكي‪...‬‬
‫ديانا سحبت جاكيتها وهي تأخذ نفس عميق‪ :‬تمام‬
‫أمير اقترب منها وامسك يديها وقبلهما ونظر لعينها بحب‪ :‬ربي ال‬
‫يحرمني منك ‪......‬ديانا اهتمي لصحتك انا مًلحز(مًلحظ)‪....‬في‬
‫الفترة األخيرة مو على بعضك‪......‬وصايرة ما تتحملي تاكلي أي‬
‫شي‪....‬‬
‫ديانا ابتسمت له وطبطبت على كف يده‪ :‬ما تاكول‬
‫هم‪......‬حبيبي‪....‬انا بخير‪....‬وإن شاء هللا ما راح يصير أي شي‬
‫تاني إلّي‪....‬‬

‫أمير احتضنها وقبّل جبينها ثم ابتعد ً‬


‫قائًل بعجل‪ :‬اليوم راح روح‬
‫للمستشفى‪...‬‬
‫ديانا وهي ترتدي حذائها‪:‬شوفي؟‪....‬ليش حتى تروح؟!‪....‬انتّا‬
‫مريض شي؟‬
‫أمير بتردد مسح على شعره‪ :‬اليوم راح يعملوا عملية لسندرا‪...‬‬
‫ديانا بحذر نهضت وتأكدت من إغًلق الباب ثم اقتربت من زوجها‬
‫وهمست له‪ :‬ليه؟‬
‫أمير‪ :‬مشان تصحيح النظر‪.....‬بتعرفي من ولدت وهي ما بشوف‬
‫بوضوح‪......‬بسبب‬
‫قاطعته باهتمام وخوف‪ :‬بعرف‪....‬بس ياللي بعرفوه الطبيب ئال‬
‫بهالسن ما ينصحنا نعملها إلها‪....‬‬
‫أمير بتردد‪ :‬مضطرين نعملها ألنه ومع األسف نسبة العمى صارت‬
‫سبعين بالمية‪.....‬والطبيب لم شاف حالتها بتسيء وكل يوم من‬
‫أسوأ لألسوأ قال نعملها وإن شاء هللا خير‪....‬‬
‫ديانا هزت رأسها برضى ثم سحبت حقيبتها واردفت‪ :‬طمني‬
‫عليها‪...‬عن اذنك‪...‬‬
‫ثم خرجت‪....‬‬
‫ً‬
‫اتصاال سري ًعا برغم مجهول‬ ‫بينما أمير قبل أن يخرج اجرى‬
‫الهوية!‬
‫يعلم لو اتصل بهاتفه ورقمه المعروف لن يُجيبه ولكن اآلن من‬
‫الممكن أن يجيبه ويستطيع ان يُرهب قلبه ايضًا ويأخذ بثأر ابنته!‬

‫‪.........‬‬
‫حقيقةً كان نائم ‪ ،‬وبجانبه تلك الفتاة الشقراء والتي دفع لها الكثير‬
‫من اجل هذه الليلة المقرفة والتي تجلب الهم والغم وتنزل على‬
‫المرأ المصائب والبًلء!‬
‫تنهد بضيق ‪......‬وانقلب إلى الجهة المخالفة لهذا الرنين ولكن‬
‫الرنين مستمر‬
‫تأفأف وتلك األخرى جلست متذمرة ثم ذهبت للخًلء‬
‫فنهض هنا وأجاب‪ :‬ألو‪....‬‬
‫تحدث وهو ينظر لنفسه من خًلل المرآة بنبرة حقد‪ :‬اسمعني‬
‫جورج‪...‬واصحى تسكر بوجهي!‬
‫خًليا جسده جميعها استيقظت من نومه كيف عرف رقمه الجديد؟‬
‫ألم ينتهي االمر بعد؟ ام أنه يراقبه هو وأخيه‬
‫كان سيغلق الهاتف ولكن أمير سبقه ‪ :‬اسمعني منيح‪.......‬خبّر‬
‫الكلب مراد يرجع على بريطانيا حتى يبلش في إجراءات‬
‫الطًلق‪.......‬ومنها يئوم(يقوم) بتعديل النسب لبنتوه وإال راح‬
‫استخدم الثغرات اللي عندي ضدك وبخليك تخلل في سجون‬
‫أكسفورد‪......‬فكّر منيح‪.....‬بدي هالشي يخلص في هيدا‬
‫األسبوع‪....‬وإذا تأخر هنا راح بلش ارجعك لمكانك ‪......‬وادفنك‬
‫في قاع مظلم‪.....‬فهمت؟‬
‫جورج ازدرد ريقه ما هي الثغرات؟‪......‬يعلم امير ليس بالرجل‬
‫السهل في التعامل معه ومن خشيته اردف‪ :‬فهمت‬
‫اغلق امير الخط في وجه ثم خرج من الغرفة‬
‫بينما جورج سكت يُريد ان يستوعب ما أخبر ُه به أمير‪ ،‬ثم نهض‬
‫سري ًعا من على السرير سحب القميص المرمي على األريكة‬
‫الجانبية وارتداها سريعًا وسحب هاتفه واتصل على أخيه‬
‫لينهي األمر من جذوره!‬

‫‪................‬‬

‫عندما خرج من الغرفة واجه نور وهي تخرج من غرفتها ايضًا‬


‫ابتسمت له قائلة‪ :‬صباح الخيرات‪....‬‬
‫أمير اقترب منها وقبلها على خدها األيمن ‪ :‬صباح السكر‪....‬‬
‫قبلته على خده وهي مبتسمة‪ :‬وين ماما؟‬
‫أمير بعجل ‪ :‬راحت على شغله وأنا كمان راح اروح اتأخرت‪...‬‬
‫ثم خرج وهي خرجت من بعده‬
‫‪..........‬‬
‫قليًل وحرجة من أن تطلب‬ ‫خائفة من ألم إزالة الوشوم‪ ،‬مضطربة ً‬
‫من احد كإيًلف أو والدتها للذهاب معها!‬
‫بينما إيًلف من المستحيل ان تذهب معها في أماكن كتلك‪....‬وهي‬
‫ايضًا لن تسمح لها بالدخول إلى تلك األماكن المشبوهة ولو بنسبة‬
‫ضئيلة!‬
‫هي من رمت نفسها في هذا البحر األسود وهي من ستخرج‬
‫نفسها منه دون مساعدة أحد‬
‫تجرعت الكثير من اآلالم وال تظن انه سيكون أسوأ آالمها‬‫هي ّ‬
‫سا عميقًا وسلكت الطريق ماشية للشارع الرئيسي‬ ‫‪......‬اخذت نف ً‬
‫لتوقف لها سيارة اجرة للذهاب إلى ذلك المكان‬
‫الذي حمل بين طياته الكثير من الذكريات التي تكرها‬
‫وشم إلخفاء ُجرح بهت لونه ‪ ،‬و ُحب لم يستقيم في طريقه!‬
‫اخذت تفكر طيلة الطريق‪ ،‬واخذت الذكريات تتوارى عليها من‬
‫جديد‬
‫لماذا لم تستطع النجاح في قصة ُحب واحدة؟‬
‫لماذا لم تستطع التك ّيف سري ًعا في محيط شديد االنفتاح!‬
‫لماذا تشتاق ألرض لفظتها رغ ًما عنها‬
‫ألبوة من ال يستحقها‪....‬‬
‫ولماذا تشتاق ّ‬
‫تنهدت بضيق‪.....‬‬
‫واغمضت عينيها ‪ ،‬ال شي قادر على مواساة ما تشعر به من‬
‫الداخل‬
‫هي تصالحت مع نفسها ومع المحيط الذي يحيطها ولكن هناك‬
‫لحظات ضعف‬
‫واشتياق وانهيار البد أن تأتي بين فتر ٍة وأخرى!‬
‫وربما حان موعدها اآلن‪.....‬‬
‫تذكرت كيف عاشت ثمان سنوات مليئة بمحبة والدها لها و‬
‫بصراخه على والدتها!‬
‫ال تدري كيف انقلبت حياتهم رأسها على عقب‬
‫ال تذكر زوجة ابيها في صورة سيئة!‬
‫كانت دو ًما الطرف المًلئكي لها ما إن تشن الحرب بين والديها‬
‫أتت وسحبتها عن منظر الصراخ والكفوف التي تتلقاها والدتها‬
‫من والدها يوسف!‬
‫كانت تتذكر اخيها والذي يكبرها بأربع او خمس سنوات كان يدافع‬
‫كثيرا تذكر أنّ لديها أخ آخر ولكن ال‬ ‫ً‬ ‫صغار يحبها‬
‫عنها أمام ال ّ‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫تتذكر مًلمح وجه‬
‫ولكن األكبر تتذكره وتتذكر بطوالته معها‪.....‬هو الوحيد بين عائلة‬
‫الناصي‬
‫الذي يدللها بعد والده!‬
‫تنهدت قائلة‪ :‬آه يا ناصر اشتقت وربي اشتقت!‬
‫ثم تسللت من عينيها دموع كثيفة مسحتهم من على وجنتيها‬
‫سريعًا‬
‫الطريق طويل‪ ،‬والذكريات ُكثِر‬
‫واأللم يزداد‪ ،‬والحنين يتفجر من شرايين االشتياق العنيفة!‬
‫لن تنكر أنّ والدتها فضّلت نفسها عليها ولكن يُكيفها أنها لم‬
‫تتخلّى عنها كما تخلّى عنها اباها يوسف‬
‫نظرت للشارع التي حفظت تفاصيله ‪.......‬ويذُكّرها بأول خطواتها‬
‫الجريئة‬
‫اول خط ٍة للهروب قبل حوالي خمس سنوات‪....‬أتت هنا‬ ‫تذكرت ّ‬
‫تما ًما‬
‫تبكي‪ ،‬يائسة من حياتها وكآبتها المستمرة‬
‫ال شيء اصبح يُسليها ‪ ،‬أصبحت تكره ما تحبه وتكره وجودها في‬
‫هذا البلد الذي ايقنت لم يعتاد على وجودها كما هي لم تعتاد‬
‫عليه!!!!!‬
‫ً‬
‫وفعًل‬ ‫تُريد الهروب من الواقع‬
‫حرم هللا عليها في هذا‬ ‫أول محاول ٍة منها كانت بأول رشف ٍة مما ّ‬ ‫ّ‬
‫المكان القذر‬
‫في (الملهى الليلي) حينها عادت في الفجر واستقبلتها والدتها‬
‫بالسب والشتم والضرب والرفس‬
‫وكان أمير يحاول تهدأت الوضع إال ان حالتها تسوء من ضرب‬
‫والدتها‬
‫ومن تعكر معدتها بسبب عدم قدرتها على تحمل ذلك السم التي‬
‫شربته‬
‫لم تتوقف ديانا عن ضربها إال بعد ان أخرجت ما في جوفها‬
‫بصعوبة‬
‫وحبستها في غرفتها لمدة يوم كامل ومنعتها من الذهاب‬
‫للمدرسة!‬

‫ابتسمت بسخرية على حالها الرديء في ذلك السن ‪......‬عنادها‬


‫كان سب ًبا في تردي حالتها النفسية والجسدية!‬
‫إلى أن دخلت في حالة عاطفية ابتدأت بحب وتوسطت بوعود‬
‫وانتهت بزواج وانجاب لعين!‬
‫اخيرا للمكان المنشود‪ ،‬ترجلت من السيارة بعد ان دفعت‬ ‫ً‬ ‫وصلت‬
‫قيمة التوصيل‪....‬‬
‫دخلت إلى المحل الصغيرة ما إن رآها صاحبه حتى ابتسم ونهض‬
‫مر‬
‫ليصافحها قائًل (مترجم)‪ :‬اوه‪....‬نور‪.....‬كيف حالك‪.....‬لقد ّ‬
‫زمن طويل على رؤيتك‪.....‬‬
‫ابتسمت مجاملةً له تُريد الخروج من هذا المكان سري ًعا قبل أن‬
‫تتدفق عليها الذكريات ِبًل توقف وتنهار باكية (مترجم)‪:‬‬
‫بخير‪........‬لم استطع المجيء بسبب الدراسة ‪......‬وأمور‬
‫أخرى‪....‬‬
‫تحدث الرجل ذو العضًلت المفتولة والقامة الطويلة وجمال الوجه‬
‫وقبيح الجسم بسبب ما تُرك عليه من رسمات خيالية بوشوم‬
‫مقززة بمجرد النظر إليها‬
‫ت من أجل عمل‬ ‫اشار لها بأن تتفضل بالجلوس واطرق‪ :‬هل أتي ِ‬
‫وشم آخر على جسدك الجميل‪....‬‬
‫أول مرة ارتبكت من نظراته ‪ ،‬ولكن‬ ‫اشمأزت من اطراؤه ولي ّ‬
‫تشجعت في قول (مترجم)‪ :‬ال‪....‬بل أتيت من اجل إزالتها‪.....‬‬
‫ً‬
‫طويًل‬ ‫حرك رأسه بتفهم(مترجم)‪ :‬اوه‪.......‬إ ًذا لن يأخذ األمر وقت ًا‬
‫هيّا انهضي للغرفة الجانبية‪...‬‬
‫وقفت وبتردد(مترجم)‪..... :‬هل هنا ليز‪.....‬اريدها ‪....‬هي من‬
‫تقوم‪....‬بإزالتها‪.....‬‬
‫بتعجب اردف(مترجم)‪ :‬و ِلم؟‬

‫حكت رأسها هنا وبتخبط ال تعرف كيف تفسر له األمر اردفت‬


‫(مترجم)‪ :‬اظن أنها سريعة ويدها لطيفة‪.......‬ال تؤلم لدرجة‬
‫البكاء‬

‫ضحك هنا بخبث ثم اردف(مترجم)‪ :‬ال تقلقي نور‪.......‬لن يؤلمك‬


‫اول‬
‫لك ّ‬‫ابكيك ‪......‬صدقيني‪.....‬هل نسيتي عندما وضعت ِ‬‫ِ‬ ‫ولن‬
‫وشم لم تصدري حتى أي صوت ‪....‬وكنت وقتها سري ًعا ‪....‬هيا‬
‫ادخلي ه ّيا ال تض ّيعي الوقت‪...‬‬

‫استسلمت هنا ودخلت ثم ازاحت الجاكيت من على جسدها‬


‫ووضعته جانبًا ‪ ،‬اضطربت أنفاسها عندما رأته يجهز أدوات‬
‫بسيطة اعتادت عليها في ذلك الوقت ولكن اآلن تشعر باالضطراب‬
‫بسبب نهوض الذكريات من ذاكرتها!‬
‫سحب الكرسي وجلس عليه واقترب منها‬
‫ازاحت جزء بسيط من مًلبسه من ناحية كتفها تريد منه ان يزيله‬
‫اوال ‪ ،‬اغمضت عينيها‬‫ً‬
‫وعندما شعر بتوترها اردف(مترجم)‪ :‬لن يُطيل األمر عزيزتي‬
‫‪.....‬ثقي بي‪...‬‬
‫وبدأ يمرر الجهاز الخاص لهذا األمر بعد أن عقّم المكان الموشوم‬
‫‪ ،‬شعرت بالحرقة وانكمشت ً‬
‫قليًل للجانب اآلخر ثم حاولت‬
‫السيطرة على األلم بعض شفتيها‪....‬‬
‫وهنا تذكرت ذلك اليوم الذي أتت فيه من اجل رسمه لم تشعر‬
‫باأللم كما تشعر به اآلن ال تدري لماذا‬
‫مسيطرا على جميع‬ ‫ً‬ ‫ولكن ربما في ذلك الوقت كان وجعها النفسي‬
‫آالمها الفرعية!‬
‫حاولت الص ّمود وعدم البكاء‪ ،‬حاولت مع إزالته إزالة بعضًا من‬
‫ذنوبها التي ال تُغتفر من قبل البشر!‬
‫مرت الخمس دقائق ‪ ،‬وقلبها يرجف ‪.......‬هل كانت تجرأ على‬
‫فعل كل هذه األمور لو كانت في أحضان والدها يوسف؟‬
‫بالتأكيد ال‪.......‬ومن المستحيل تكون على هذه الشخصية‬
‫السوداوية!‬
‫ربما ستكون كالورد األبيض الذي ال يُدنسه الغبار وال أيدي البشر‬
‫التي تُمسك به!‬
‫تنهدت وبعض دقيقتين انتهى ووضع على مكانه معق ًما‬
‫وقام بتغطيته بشاش ابيض من ًعا من جرثمته!‬
‫ت حدث األمر سري ًعا‬ ‫ثم تحدث (مترجم)‪ :‬هل رأي ِ‬
‫ودون ان تجيبه استلقت على ظهرها واظهرت له الجزء الموشوم‬
‫على بطنها‪....‬‬
‫وبدأ بالتعقيم ثم مرر الجهاز‪.....‬رنّ هاتفها‬
‫تحدث (مترجم)‪ :‬هل تريدين اإلجابة على المتصل؟‬
‫هزت رأسها ِبًل وعينيها محمرتين للغاية‬
‫تريد ان تتخلص من األمر سريعًا وتخرج فقط ‪ ،‬هذا ما تريده اآلن‬
‫‪....‬الخروج واالبتعاد عن هذا المكان الذي اشعرها بالضيق‬
‫والشؤم!‬
‫‪.................................................. ...............‬‬

‫قرأ رسالتها عدّت مرات ‪ ،‬فقد عقله لوهلة ٍ من الزمن كيف؟‬


‫ومتى حدث األمر هذا أيعقل هذا سبب ابتعادها عنه طيلة هذه‬
‫الفترة‬
‫اتصل عليها عدّة مرات ولم تُجيبه فجنّ جنونه اكثر وتسارعت‬
‫أنفاسه بخوف‬
‫أيعقل أنه سيُبعد باإلكراه عنها؟ أيعقل هذا ال ُحب يصبح من‬
‫صفحات حياته الباهتة التي لم تكتمل؟‬
‫أعاد االتصال عليها من جديد يُريد أن يستفسر عن هذا األمر‬
‫بينما هي كانت في حالة يُرثى لها‬
‫تبكي بجنون ‪ ،‬وتشتم سلطان من أعماق قلبها ‪...‬تسمع رنين‬
‫هاتفها ويزداد النحيب‪....‬‬
‫ال مخرج لها من قرار والدها‪....‬اعدمها واعدم احًلمها البسيطة!‬
‫هي ال تريد سوى العيش مع من تحبه ووثقت به‪....‬‬
‫ال تريد شيئ ًا آخر من هذه الحياة‬
‫نهضت واقتربت من المرآة نظرت لوجهها المحمر وارتفع الرنين‬
‫من جديد‬
‫ماذا فعلت؟‬
‫هل كان عليها أن تخبره باألمر من بدايته؟ هل كان عليها أن‬
‫تشركه في قلقها في تلك الليالي الماضية؟‬
‫ركضت للهاتف‪.....‬اجابته بشهقة‪ :‬بندر‪....‬‬
‫بندر بوجه محمر وحاجبين منعقدين‪ :‬عيون بندر‪.....‬‬
‫شيخة ببكاء وتتحدث ما بين شهقة وأخرى‪ :‬ما‬
‫ابيه‪........‬تكفى‪........‬كلمهم ما ابيه‪.....‬‬
‫بندر مسح على رأسه بعجز تنهد بضيق‪ :‬من متى متقدم لك؟‬
‫لم تُجيبه بل بكت اكثر حتى قال‪ :‬من فترة طويلة صح؟‬
‫اردفت بضعف‪ :‬أي‪......‬لم جيت بقول لهم ما نيب موافقة قالت لي‬
‫امي ابوي عطاهم الرد بالموافقة ‪....‬بندر‬
‫وشهقت‪ :‬ابوي بيجبرني عليه‪....‬تكفى بندر سو شي ‪.....‬تكفى‬
‫بندر انا ما اقدر أعيش من دونك‪.....‬بندر‪...‬تكفى‪....‬‬
‫لم يسمع منها هذه النبرة المنكسرة قط أيعقل ما اخبرته به في تلك‬
‫الرسالة حقيقة وواقع؟ ام انه في خياالت ال ُحلم‪.....‬‬
‫أيعقل أنه سيخسرها‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬اهدي‪......‬شيخه اهدي ال تبكين‪.....‬بكلم‬
‫ابوي‪....‬اليوم‪.....‬‬
‫شيخة ازدردت ريقها وبشؤم‪ :‬واذا ما وافق‪...‬‬
‫بندر بضيق‪ :‬ال تضيقينها علي يا شيخة‪.......‬انتي غلطانه لم‬
‫خبيتي علي هاألمر ‪......‬وهربتي مني فترة ‪.....‬وانا ما نيب‬
‫مستعد تهربين مني عمر يا شيخه انتي لي أنتي لي وبس‪....‬‬
‫شيخة بنبرة باكية‪ :‬بندر‪...‬‬
‫بندر اغمض عينيه بضعف ‪ :‬شيخه‪.....‬تكفين ال ضعفين عشان ما‬
‫اضعف معك‬
‫شيخة ببكاء مستمر‪ :‬ابي اشوفك‪....‬‬
‫بندر بثبات واتزان ‪ :‬ما ابي اخون عمي وناصر وسعود‪......‬يا‬
‫شيخة‪.....‬بشوفك بس مو الحين‬
‫وبهدوء‪ :‬بشوفك بالحًلل‪......‬وبنظرة الحًلل‪......‬وبفستانك‬
‫األبيض‬
‫بكت اكثر ولم تستطع الرد عليه‬
‫إلى ان قال‪ :‬بكلم ابوي‪.....‬امسحي دموعك وان شاء هللا‬
‫خير‪.....‬انتبهي على نفسك‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط ‪ ،‬وجلس على طرف سريره‪ ،‬ماذا يفعل؟ يعلم جيّدًا‬
‫أن ابيه لن يوافق على امر الزواج ابدًا!‬
‫ماذا يفعل؟ حقاا تاه في أمره وضاع في قراره!‬
‫رمى هاتفه على السرير شات ًما المدعو سلطان‪....‬‬
‫اخذ يفكر لمدت خمس دقائق ‪.....‬ثم خرج سريعًا من الغرفة‬
‫ت مبكر‬ ‫عاد والده من الشريكة من وق ٍ‬
‫رأى اخته جالسة على الكنب وفي يدها كوب شاي سألها‪:‬‬
‫نوف‪.....‬وين ابوي؟‬
‫تحدث وهي تنظر للتلفاز لمشاهدة المسلسل المفضل لديها‪ :‬في‬
‫مكتبه‪....‬‬
‫بندر مشى بخطى متسارعة لناحية المكتب‬
‫والحظت نوف اضطرابه في حركاته وافعاله فاردفت‪ :‬الحمد هلل‬
‫والشكر وش فيه ذا‬
‫بينما هو اضطرب اكثر وخفق قلبه اكثر فاكثر بعدما أن‬
‫اصبح أمام الباب ارتجفت يديه من ان تطرق الباب ‪.....‬كيف‬
‫سيواجه أبيه؟‬
‫فمن الصعب جداا إقناع أبيه في مثل هذه األمور‪....‬ال يريد أن‬
‫يماطل في األمر كما ماطلت وتساهلت هي فيه!‬
‫اخيرا اطرق الباب ودخل بعد ما اذن له ابيه‬
‫ً‬
‫ترك أبا خالد األوراق من يده ‪ :‬خير‪......‬شفيك بندر‪.....‬وجهك ما‬
‫يطمن بالخير‪....‬‬
‫بندر بتردد‪ :‬يبه ابي اكلمك في موضوع‪.......‬‬
‫تحدث أبا خالد بأهمية‪ :‬خير صاير شي؟‪.....‬اخوك فيه شي؟‬
‫بندر ‪ :‬الال‪.......‬موضوع خاص فيني‪...‬‬
‫أبا خالد اسند ظهره على الكرسي ‪ :‬اجلس وقول لي وش فيك؟‬
‫قليًل ال يعرف كيف يبتدأ في هذا‬ ‫بندر جلس ونظر للفراغ سرح ً‬
‫األمر‬
‫فقال ابيه‪ :‬جاي عشان تسكت وطالع في األثاث؟‬
‫بندر بتردد نظر ألبيه‪ :‬ال‪.....‬يبه‪........‬طلبتك ال تردني‪....‬‬
‫بو خالد وبدأ صبره ينفذ‪ :‬تكلم وش فيك بًل مقدمات‪....‬‬
‫بندر اشاح بنظره عن ابيه وتحدث‪ :‬ابي ازوج‪.......‬‬
‫سكتت ابيه لفترة لم تتع ّدى الخمس ثواني ثم ضحك ‪:‬‬
‫ههههههههههههههههههه‪.......‬تكلمني جد انت؟‬
‫بندر نظر ألبيه ‪ :‬يبه تكفى ابي شيخة بنت عمي‪.....‬اخطبها‬
‫لي‪....‬لين اتخرج و‪...‬‬
‫قاطعه وهو يرتدي نظارته بًل اهتمام‪ :‬بنت عمك أصًل انخطبت‬
‫من ابوها لسلطان‪......‬وما يجوز تخطب على خطبته‬
‫قادرا على تهدأت اعصابه نهض‬ ‫جمد الدم ف عروقه ‪ ،‬ولم يعد ً‬
‫وهي يردف بصوت منفعل بعكس هدوء ابيه‪ :‬بس انا‬
‫ابيها‪.....‬وانا ولد عمها واولى من الغريب‪.....‬يبه تكفى كلّم عمي‬
‫‪.....‬‬
‫رمى والده نظارته على الطاولة ونهض غضبانًا من ابنه‪ :‬ما‬
‫تسمع انت اقولك انخطبت وقريب ملكتها‪......‬وانت تبي‪...‬‬
‫قاطعه بندر بصوت اشبه للصراخ‪ :‬شيخة لي انا‪........‬شيخه لي‬
‫انا يبه تكفى‪.........‬كلّم عمي وشوف وش يرد عليك‪.....‬تكفى‬
‫يبه‪.....‬انا قلبي مو لي يبه‪.....‬مو لي‪.....‬‬
‫سكت والده ونظر إلى ابنه المنهار عاطفيًا وهذا ما اتضح له‪،‬‬
‫اقترب من ابنه وحاول ان يكون هادئ ًا امام انهيار ابنه‬
‫امسك ابنه من اكتافه ‪ :‬هللا يجبر كسر قلبك يا وليدي‪........‬بس‬
‫عمك رد على الجماعة ‪.....‬والخطبة الرسمية قريبة‬
‫‪......‬بندر‪...‬ما ظنتي عمك بيخلف وعده للرجال‪......‬وانا ما ابي‬
‫اتفشل قدام الجماعة واخطب على خطبت ولدهم ما يجوز وانا‬
‫ابوك‪.......‬اهتم الحين بدراستك‪....‬ولك مني بعد التخرج اخطب‬
‫لك‪...‬‬
‫قاطعه بندر بانهيار كلي واعصاب ت ِعب‪ :‬يبه‪.........‬انا غير شيخه‬
‫ما اتزوج‪.......‬غير شيخه ما تزوج‪....‬‬
‫ثم خرج من مكتب والدها راكضًا‬
‫من انظاره والده وبروده‬
‫حائرا‪ :‬لو متكلم لي قبل ال يخطب سلطان يا‬ ‫ً‬ ‫تنهد أبا خالد‬
‫بندر‪.....‬هللا يعينك!‪.....‬‬
‫ثم عاد يزاول عمله‪....‬‬
‫بينما بندر خرج من المنزل ‪ ،‬لم يعُد يتسع لهُ للبقاء ويشعره‬
‫باإلختناق حتى الموت!‬
‫ما الذي يجب عليه كي يوقف هذا الزواج اإلجباري؟!‬
‫هل يتصل على أخيه خالد من اجل إقناع والده!؟‬
‫أم ماذا يفعل؟ هل يهرب معها ليجبران الجميع في تقبل زواجهما‬
‫مستحيل!‬
‫قاد سيارته بسرعه جنونيه يُريد اإلختفاء من الكون كله‪ ،‬الفتاة‬
‫التي احبها ستجبر على الزواج من رجل غيره‬
‫هُزلت!‬
‫هو وعدها ال يريد منها ان تفكر به كطريقة ال تمثله وال تًُلئمه!‬
‫ربما ستقول عليه ‪،‬جبان ألنه لم يُبادر في التقدم إليه!‬
‫أو ستقول كان يتسلى معي من أجل ضياع الوقت!‬
‫ولكن الحقيقة هو أحبها بصدق‪.....‬أحبها من أعماق قلبه‬
‫واآلن هو يتألم على ما حدث!‬
‫عليه أن يفكر بطريقة تُنهي امر هذا اإلجبار الكريه وتُرضي‬
‫الجميع‬
‫ولكن كيف؟ ال يدري!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪...........................‬‬
‫كانت تًُلعبه وتداعبه بخفة بديها من اجل أن تجعله يبتسم ‪ ،‬هذا‬
‫الطفل غيّر لها موازين افكارها وجعل من شخصيتها شخصية‬
‫أخرى فوالذية‬
‫كانت تنظف ما تحته وما إن انتهت البسته مًلبس نظيفة أخرى‬
‫خرج زوجها من الخًلء تحدث‪ :‬بطلع مشوار صغير وبرجع بعد‬
‫ساعة أوديك بيت اهلك تمام‪...‬‬
‫تحدثت دون ان تنظر إليه وهي تبتسم ألبنها‪ :‬طيب‪....‬‬
‫هذا التجاهل يُمغص لهُ بطنه ويُضيّق عليه آفا ًقا لًلبتداء صفحات‬
‫جديدة من الحياة‬
‫ولكن هو من جعلها على هذه الشكليّة التي ال تعجبه‬
‫سيصمت لوهلة من الزمن ولكن لن يسكت طوال حياته!‬
‫خرج من الجناح الخاص بهما ونزل لرؤية والدته‬
‫انفتح باب المصعد وتقدم لناحية الصالة التي تتوسط المنزل‬
‫رأى والديه واخويه يرتشفون الشاي‬
‫ابتسمت له والدته‪ :‬حي هللا هالط ّلة‬
‫اقترب وق ّبل رأسها ويديها وفعل ذلك الشي لوالده‬
‫سار بتعجب‪ :‬متى جيب وانتقلت؟‬ ‫تحدث ج ّ‬
‫مبكرا وغيّر وقت االنتقال عنادًا‬ ‫ً‬ ‫سيف اخبر زوجته أنهم سينتقلون‬
‫لها واخبرها ان تأخذ ما يلزمها كشي أساسي ومن ثم سيكمل نقل‬
‫حاجاتهم األخرى لذا اتى هنا باألمس في تمام الساعة الثانية عشر‬
‫من منتصف اليل‬
‫سيف بابتسامة‪ :‬جينا بالليل حبينا نفاجأكم!‬
‫عزام ارتشف القليل من الشاي‪ :‬وانا أقول من هالبزر اللي يصيح‬
‫بالليل‬
‫سيف ضحك ‪ :‬ههههههههههههه ال تبالغ البيت فيه عوازل‬
‫بو سيف باهتمام‪ :‬اجل وين ام عبد هلل‪...‬‬
‫سيف حكّ طرف انفه بتوتر خشيةً من أن تظهر عًلقته السيئة‬
‫تنوم عبد هلل‬
‫امامهم‪ّ :‬‬
‫انفتح الباب الرئيسي على حين غفلة من سوالفهم‬
‫تقدم لهم قصي بوجه خا ٍل من التعبيرات‬
‫‪:‬السًلم عليكم‬
‫رد الجميع عليه السًلم‬
‫ورمى نفسه في وسط الكنبة ليكون عن يمينه عزام وعن يساره‬
‫سار‬‫ج ّ‬
‫انتبه لسيف فابتسم‪ :‬ليش ما جبت معك عبادي‪.....‬؟‬
‫سيف ارتشف من الشاي‪ :‬بشوفه كل يوم ‪....‬حنا انتقلنا هنا‪....‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬زين ما تسوي‪...‬‬
‫بو سيف قاطع الجميع عن الحديث بقول‪ :‬دامكم‬
‫اجتمعتوا‪.......‬اجل سمعوا‪...‬‬
‫ام سيف تعلم بما سيخبرهم زوجها عنه!‬
‫لذا اضطربت ً‬
‫قليًل‬
‫سا عميقًا لتستجمع به طاقتها!‬ ‫واخذت نف ً‬
‫سيف باحترام‪ :‬خير يبه‪....‬‬
‫بو سيف بفرح‪ :‬الليلة ملكة بنت عمكم غزل على ولكم عمكم‬
‫زيد‪....‬وابيكم بعد المغرب تكونون هنا عشان نروح جميع‪....‬‬
‫جسار وعزام وقصي التفتوا جميعهم لناحية سيف‬
‫ليروا وجهه المصدوم واهتزاز يديه الواضح حتى سقط كوب‬
‫الشاي من يده وانكسر‬
‫ونهضت والدته شاهقة‪ :‬هأأأأأأأأأأأ انكسر الشر ‪......‬انكسر‬
‫الشر‪....‬‬
‫بو سيف بخوف‪ :‬ماحرقك؟‬
‫سيف لم يعد يرى النور‪ ،‬أُظلمت الدنيا في عيناه من جديد‬
‫كيف ُحب الطفولة؟‬
‫هل انتهت القصة التي لم تبتدأ من األساس‬
‫نهض كالمقروض‪ :‬ال ما فيني شي عن اذنكم‬
‫فنهض هنا عزام تاب ًعا أخيه في مشيه‬
‫خرجا إلى الوجهة الرئيسية من المنزل كان سيخرج سيف ولكن‬
‫سحبه أخيه من يده ‪ :‬سيف‪....‬ال تسوق وانت بهالحال‪....‬‬
‫سيف بعصبية عُظمى‪ :‬و ّخر يدك عني ‪......‬وخر‪....‬‬

‫ولكن عزام سحبه رغ ًما عنه وادخله إلى مجلس الرجال واقفل‬
‫عليهما الباب‬
‫سيف بانهيار ‪ :‬عزام وخر عن الباب وفتحه ال تخليني اقل ادبي‬
‫عليك وامد يدي‪....‬‬
‫عزام بعصبية أخرى ومن نوع ال يعرف!‪ :‬تضربني على شان‬
‫شنو بالضبط هاااا؟‬
‫سيف مسح على رأسه وابتعد عن أخيه لكي ال يتهور تمتم‬
‫باالستغفار مرتين‬
‫ثم جلس على طرف الكنب وشبّك يديه‬
‫وبدأ يهز رجليه بتوتر‬
‫عزام بصوت مرتفع‪ :‬اللي يشوفك ما يقول أنه تزوج وصار‬
‫أبو‪....‬ونســ‪...‬‬

‫قاطعه هنا بصراخ ونهض سريعًا كالعاصفة التي تهدم كل شيء‬


‫من حولها‪ :‬عمري ما نسيتها‬
‫عزام اقترب منه وضربه بخفه على صدره ‪ :‬تبيني اقولك وفي وال‬
‫خاين لهالمسكينة اللي فوق؟‬

‫سيف ال يُريد ان يواجه أخيه بالحقائق ال ُم ّره لف عن أخيه ولكن‬


‫عزام ش ّد على اكتافه ليجبره على ان يلتف ويرى وجه‬

‫تحدث عزام‪ :‬كل اللي بينكم يعني تأدية واجب؟‬


‫سيف ابعد أخيه شات ًما إيّاه على جرأته الوقحة ثم قال‪ :‬كل‬
‫مشاعري‪.....‬لغزل‪.....‬عجزت احب الجازي‪....‬عجزت‪...‬يا‬
‫عزام‪....‬والسبب منو؟‪....‬السبب امي اللي ض ّيعتني‪....‬هذا البنت‬
‫وبتزوج‪.....‬كنت راح اصبر عليها كل هالمدة‬
‫ّ‬ ‫‪.....‬تعالجت وتشافت‬
‫بس امي تحب العجله‪....‬‬

‫عزام بجدية‪ :‬ال زم تتقبل الواقع‪......‬وكلنا نعرف اللي صابها شي‬


‫ما هوب سهل‪.....‬وحالتها كانت من أسوأ إلى األسوأ امي ما كنت‬
‫تبي تعلقك في فراغ مظلم‪....‬‬
‫سيف ضحك بسخرية‪ :‬والحين هي شسوت‬
‫فيني‪.‬؟‪...‬هاااا‪.......‬وفوق هذا اظلمت بنت خالي معي‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫عزام تنهد بضيق ثم اردف‪ :‬يعني انهيارك بهالشكل‪......‬وصوتك‬
‫اللي يردح‪.....‬بغيّر شي؟‪.....‬فهمني بغيّر شي؟‪.....‬انت رحت في‬
‫طريقك وهي راحت بطريقها‪......‬‬
‫سيف ضرب بيده على الجدار بقهر‪ :‬هالطريق اللي انا فيه ما‬
‫هوب باختياري‪......‬‬
‫عزام باتزان تحدث‪ :‬ال تهدم بيتك بنفسك‪.....‬هي بتزوج‬
‫وبتعيش‪....‬وما عتقد تحمل بداخلها أي ذكرى اتجاهك‪.......‬عندك‬
‫زوجتك وولدك اهتم فيهم احسن من هاالنهيار هذا‪....‬‬
‫سيف باضطراب‪ :‬انت ما بتفهمني وال راح تفهم‪.....‬وبعدين وش‬
‫عرفك انها ما راح تحمل بداخلها ذكرى لي‬
‫ّ‬

‫عزام بشك‪ :‬كنت تكلمها؟‬


‫سيف سكت لوهلة ثم اردف‪ :‬وكنت سبب في تردي حالتها األخيرة‬
‫بعد‪....‬‬
‫ارتفع صوته بانفعال شديد‪ :‬افتح الباب خلني اطلع قبل ال اسوي‬
‫فيكم جريمة‪.....‬اااافتح‪...‬‬
‫عزام ال يعرف كيف يتحدث ويخفف عن أخيه فتح الباب‬
‫وكان سيخرج سيف ولكن دفعته والدته على عج ٍل من امرها‬
‫للداخل‬
‫تحدثت‪ :‬انساها‪......‬وانتبه الجازي تحس بشي‪.....‬وهللا ال اغضبك‬
‫علي‪...‬‬

‫سيف بانفعال‪ :‬هذا اللي عندك!‪.....‬هالموال قلتيه لي‪....‬عشان‬


‫تحطميني‪....‬خليتيني ازوجها‪......‬ويا ليتني استفدت ونسيت‬
‫الماضي معها‪.....‬هذا انا جبت لك الحفيد اللي تتمنينه الباقي مالك‬
‫دخل فيه يمه تكفين‪.....‬خليني براحتي‪...‬‬
‫ام سيف بصرخة‪ :‬صدق انك قليل ادب‪..‬‬
‫عزام يهدأ االمر‪ :‬يمه‪....‬تــ‬

‫قاطعته ‪ :‬شوف سيف‪....‬لم ما خليتك تاخذها مو على شان نفسي‬


‫أنا‪.......‬السرطان كان منتشر في صدرها‪....‬واستأصلوا‪.....‬واثر‬
‫على االنجاب عندها‪...‬وبعد سنة المسكينة عادت تتو ّجع‬
‫واستأصلوا رحمها‪.......‬انت في ذاك الوقت تمشيك عاطفيتك وانا‬
‫عقلي يمشيني‪.....‬ما كنت ابي اظلم البنت معك وال اظلمك‬
‫معها‪.....‬ما فيه احد ما يحب األطفال‪....‬بترضى فيها يوم يومين‬
‫بعدين بتحس فيه شي بينكم ناقص!‪...‬والحين‪.......‬اخذها زيد‬
‫ورضى فيها ليش‪....‬ألنه زوجته توفت وعنده بنت وولد‬
‫‪.....‬منها‪....‬‬
‫سيف ضحك بقهر‪ :‬ههههههههههههه يمه ال تجلسين تحللين‬
‫على كيفك‪ .‬وتقللين من شان البنت!‪......‬يمه وهللا لو آخذتها‬
‫‪....‬راح اكتفي فيها ‪....‬وراح ارضى بقسمتي بالعيال‪.....‬يمه انتي‬
‫موتيني ‪......‬موتيني بخطبتك للجازي بدون علمي ذاك الوقت‬
‫وحتى ابوي لو يعرف وهللا ما راح يرضى‪......‬ما راح يرضى‬
‫على سواتك‪....‬‬

‫ثم خرج تارك والدته واقفه تنظر للفراغ وعزام ينظر إليها خو ًفا‬
‫من أن يصيبها أي مكروه‬
‫عزام ‪ :‬يمه‪....‬‬
‫خرجت من المكان دون ان تنطق بكلمة واحدة‬
‫سار الذي تساءل بخوف من‬ ‫وخرج بعدها عزام وصادف أخيه ج ّ‬
‫تضخم االمر على كتف عائلته!!‬
‫فلو انفجر أخيه من ينابيع مشاعره سيهدم الجميع بقراراته ال‬
‫محاله‬
‫‪ :‬شصار؟‪.......‬اخوك وجه ما يطمن ‪....‬وما أظن الليلة هذي بتمر‬
‫على خير‪....‬‬
‫عزام بحيره‪ :‬اللي فهمته من اخوك انه حبهم متبادل‪......‬والعالم‬
‫هللا كانوا يتواصلون مع بعض‪....‬ويا خوفي الليلة يسوون اثنينهم‬
‫شي يسود وجه العيلة بكبرها‪....‬‬
‫يخون في‬ ‫سار بصدمة‪ :‬يكلمها!؟!؟؟!؟!؟ ‪....‬ال ال سيف مستحيل ّ‬ ‫ج ّ‬
‫عمي‪.....‬‬
‫عزام بلل شفتيه بتوتر شديد‪ :‬و يا خوفي الجازي بعد تدري‬
‫‪.....‬اكثر وحده كاسره خاطري من هالموضوع اهي وهللا‬
‫سار بتفكير‪ :‬ااممممم‪....‬اخوك المفروض ما يحضر‪.....‬لو حضر‬ ‫ج ّ‬
‫بيخرب الدنيا‪...‬‬
‫عزام سكت لوهلة ثم اردف‪ :‬لو في عقل ولو صدق يحبها ما‬
‫يخرب عليها هالليلة وما يحضر‪.....‬بس ما أقول إال هللا يعدي‬
‫الليلة على خير‪....‬‬
‫سار كتف يديه ونظر لمن حوله بحذر ثم اردف‪ :‬واخوك الثاني‬ ‫ج ّ‬
‫وضعه ما يطمن احس فيه شي‪....‬‬
‫قوس حاجبيه من شدّت اشعة الشمس وحرارتها‪ :‬قصدك‬ ‫عزام ّ‬
‫قصي؟‬
‫سار هز رأسه بـ(أي)‬ ‫ج ّ‬
‫عزام ب عصبية وتحدث ما بين اسنانه‪ :‬اقسم باهلل هاالثنين بجيبون‬
‫اجل امي وابوي‪.....‬اتركنا منه الحين خلنا في سيف‪......‬ونشوف‬
‫بعدها حل لهالقصي‪......‬انا طالع‪....‬‬
‫ثم خرج من المنزل‬
‫اخويه ثم عاد ادراجه إلى الداخل‬ ‫سار تأفأف من وضع ّ‬ ‫بينما ج ّ‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫اإلرادة ‪ ،‬واإلصرار قد يكنان سب ًبا في التك ّيف في األماكن الغير‬
‫مرغوبه‬
‫يشعر بالغرابة في هذا المكان وبالغربة ايضًا رغم أنه لم يُكمل‬
‫الشهر من مجيئه هنا ولكن ادرك أنّ الحياة ِبًل عائلة تُفصل‬
‫الروح‬
‫الجسد عن ّ‬

‫ولكن الطموح هو من دفعه إلى هذه النقطة والتي تعتبر من وجهة‬


‫التطور في دفعه لناحية مستقب ٍل مشرق‬
‫ّ‬ ‫تحول في عالم‬
‫نظره نقطة ّ‬
‫دون االتكاء على كتف ابيه!‬
‫لذا سيستمر في دراسته وسيجعل عواطفه جان ًبا من أجل نفسه‬
‫والجميع ايضًا‬
‫ت مبكر لكي يمتنع‬ ‫دخل الجامعة ‪ ،‬كعادته يمشي بهدوء ‪،‬يأتي بوق ٍ‬
‫عن الركض والخوف من فوات المحاضرة عليه!‬
‫كانت نظراته هادئة للمكان ‪ ،‬اكثر ما يعجبه في هذه الجامعة الفناء‬
‫الخارجي‪.....‬وخضرته الًلمعة في العينين فسبحان الخالق!‬
‫هذا المنظر لهُ القدرة في جعله ان يبتسم ويتفاءل بيومه‬
‫كان يتفكر فيما حوله وفي وضعه ‪...‬ولم ينتبه لتلك التي تركض‬
‫لناحيته وتتحدث في هاتفها الخلوي‬
‫اصطدمت في صدره حتى اسقطت من يده ملفه‬
‫وهي ايضًا ارتدّت وسقطت على األرض!‬
‫شعرت باالحراج‬
‫نطقت‪ :‬ديانا اكلمك بعدين!‬
‫أغلقت الخط وسحبت الملف من على األرض ونهضت لتُعطيه إيّاه‬
‫بينما هو كان يشد بقبضة يده على مكان ضربت رأسها له فقد‬
‫اوجعته‬
‫نطقت باحراج‪ :‬سوري‪....‬‬
‫تحدث بعدما سحب الملف منها‪ :‬حصل خير‬
‫ثم اكمل الطريق وهي اخذت تلطم على خديها بخفة وبحرج‪ :‬قسم‬
‫باهلل مطفوقة ‪......‬وين عيوني اففف‪.......‬حسبي هللا عليك وعلى‬
‫عصبيتج يا ست نور‪.....‬‬
‫ثم انحنت لتسحب حقيبتها ‪ ،‬من على األرض ونظرت لورقة‬
‫مرمية بجانبها وادركت انها سقطت من ذلك الشاب‬
‫سحبتها ونظرت لمن حولها تريد ان تناولها إياها ولكن لم تراه‬
‫قرأت ما فيه الورقة ‪ ،‬وكانت مقدمة لبحث‬
‫قرات اسمه ‪ :‬خالد غازي محمد الناصي‬
‫قوست شفتيها وببًلهة‪ :‬اسم العيلة مار علي‪.....‬بس وين؟‬
‫ثم عاد رنين هاتفها اجابت وسمعت التوبيخ‪ :‬ايًلفوه‪...‬طلعييي‬
‫بسرعة ‪.......‬وال ربي امشي‬
‫ايًلف بدأت المشي‪ :‬بًلج ما تدرين شنو صار لي‪.....‬سمعي نور‬
‫سبقيني وراح اجي لج‪....‬‬
‫نور تشعر بالحرقة وباأللم في اآلن نفسه في مناطق الوشم!‪ :‬ال‬
‫حلفي‪.....‬تبيني اذبحك‪......‬وال تبيني اذبحك!!!!‪......‬الحين جاية‬
‫من مسافة طويلة وتقولين سبقيني‪.....‬وهللا ال انزل وانتف لك‬
‫شعرك‪...‬‬
‫ضحكت ايًلف ‪:‬ههههههههههههههههههه هي‬
‫اعصابج‪......‬انزين بطلع لج‪....‬امري هلل ‪......‬انتظري‬
‫نور بملل‪ :‬تعبت وانا انتظر‪.....‬خمس دقايق ما طلعتي انزل من‬
‫السيارة وادخل محاضرتي‪.....‬‬
‫ايًلف اخذت تركض بمشيتها‪ :‬ال تكفين‪.........‬اليوم الزم نروح‬
‫الهايد بارك تكفين‪....‬‬
‫نور بتأفأف‪ :‬طلعي خلصيني‪.......‬يًل‪...‬‬
‫ثم أغلقت الخط في وجهها‪ ،‬ال تُريد أن تحضر المحاضرة ألنها‬
‫تجرعت‬ ‫تعلم جيّدًا لن تعي ولن تفهم ما سيقوله الدكتور! فاليوم ّ‬
‫الكثير من الذكريات‬
‫اليوم تجدد عليها ألم اإلشتياق والفراق وألم خاص لم تستطع‬
‫نُسيانه!‬
‫تُريد الهروب هذه المرة من كل هذه المشاعر بطريقة مهذبة‬
‫للتنزه لعلها تُزيح دون ان تشعر ضيقها الثقيل‬‫ّ‬ ‫ستخرج مع إيًلف‬
‫هذا‬
‫للمارة من خلف النافذة‬‫ّ‬ ‫تنهدت وهي تنظر‬
‫لم تأخذ ثًلث دقائق حتى إيًلف أتت تلهث من ش ّدت ركضها إليها‬
‫فتحت الباب تحدثت‪ :‬هذا أنا جيت يا العصبية!‪....‬شفيج ابي افهم‬
‫ليش تحبين بس‪...‬‬
‫قاطعتها نور بضيق واضح على مًلمح وجهها‪ :‬يعني ما تبين‬
‫نروح بدري عشان نستانس‪....‬كيفك كان تأخرتي زود‪....‬‬
‫إيًلف بشك نظرت إلى وجه نور‪ :‬نور فيج شي؟‬
‫أزاحت نور وجهها عنها وشتت ناظريها ‪ :‬ما فيني شي‪.....‬‬
‫إيًلف ألتزمت الصمت ‪ ،‬لن تضغط عليها للتحدث فليس من عادت‬
‫نور التحدث بعد ضغط كبير عليها‬
‫تغييرا لمزاج نور‪ :‬طوفتي علي ّاّير كشخه‬ ‫ً‬ ‫لذا قالت بصوت مرح‬
‫وهيبة‪...‬‬
‫نور ابتسمت بسخرية لها حتى تحمست إيًلف قائلة‪ :‬صدمت‬
‫فيه‪......‬وطاح قلبي على األرض من جماله‪...‬اوووووف‪...‬يا عليه‬
‫جمال‪.......‬يا نويّر‪.....‬طاحت أوراقه عندي وبقت ورقة معاي هللا‬
‫بدور عليه عشان اعطيه إيّاه‪.......‬‬ ‫يعيني ّ‬
‫ثم ضربت كفيها ببعضهما البعض متحمسة‪ :‬يبي لي اداوم مبكر‬
‫ادور عليه‪...‬‬
‫بكرا عشان ّ‬
‫ضحكت نور هنا بًل تحمل‪ :‬هههههههههههههههههههههههه مو‬
‫من صجك‪.......‬تركيه هو ورقته يولي بس‪....‬وانتبهي على‬
‫دراستك يا حلوة‪....‬‬
‫بدور عليه إن شفته كان بها وإن ما‬ ‫ايًلف ابتسمت لها‪ :‬وهللا ّ‬
‫شفته خًلص ما بتعب نفسي وبقطع ورقته وبلوحها في‬
‫الزبالة‪.....‬المهم خلينا ندُور في أراضي لندن بعد ما نروح الهايد‬
‫بارك‬

‫نور ‪ :‬خلينا ننزل المحطة وصير خير‬

‫‪.................................................. ..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في مكان آخر ولكن في منطقة أكسفورد التي تحملّت الكثير من‬
‫األسرار حول قصة نور!‬
‫بعد مضي ما يقارب الثمان ساعات أو اكثر بساعتين‬
‫أُجر ّيت العملية بنجاح تام‬
‫ولكن ينتظرون النتيجة بعد استيقاظها ‪ ،‬فقد تجاوزت مراحل‬
‫الخطر جميعها‬
‫تلك الصغيرة متمسكة بالحياة لدرجة تُذهلك!‬
‫تريد العيش رغم أنّها ِبًل أم وال أب‬
‫!‬
‫هكذا جعًلها تعيش ‪ ،‬بإرادتهما على هذا القرار الذي اتخذاه معًا‬
‫كان ينظر إليها من خلف النافذة الكبيرة الزجاجي ة ‪ ،‬وقلبه يتألم‬
‫ند ًما‬
‫وضميره يصرخ توبي ًخا على ما فعله لها وابعادها عن حضن‬
‫والدتها!‬
‫مجبرا على فعل هذا األمر‪ ،‬لم تكن نور في حالة جيّدة ولم‬
‫ً‬ ‫كان‬
‫تكن متقبلة فكرت اإلنجاب‪....‬كانت محاوالت االنتحار كثيرة‬
‫ومحاولة قتل الجنين أكثر!‬
‫لذلك احتجزوها لفترة لم تكن هينّة عليها‪ ،‬وبسبب حملها ُمنعت‬
‫من أنواع خاصة من األدوية التي قد تسبب التشوهات واإلجهاض‬
‫لذلك ‪ ،‬عاشت اقسى أنواع األلم النفسي والجسدي آنذاك!‬
‫صغيرة‪......‬ولم تعُد قادرة على موازنة األلم تلك األجهزة التي‬
‫اتصلت بجسدها ال شك أنها مؤلمة‪....‬‬
‫هل يخبر والدتها عن تواجدها ؟!‬
‫هل يظهر الجانب المخفي عنها؟!‬
‫آه يا نور آه‬
‫رنّ هاتفه في هذه اللحظات أجاب‬
‫‪:‬الو‬
‫اتاه الصوت الحازم ‪ :‬اسمعني أمير‪......‬أريد أقلك‪.......‬ال تتعبك‬
‫نفسك ويّاي‪.....‬باذن هللا ورقة طًلقها بتوصلها بس سالفة إني‬
‫اعدّل نسب البنت ‪.....‬انساها‪......‬الشغلة مو بهالسهولة‪.....‬‬
‫أمير ابتسم بسخرية ‪ :‬بعرف هالشي‪......‬ومئدر خوفك من انك‬
‫تنسجن‪....‬بس اسمعني منيح‪.....‬لو ما رجعت للبلد وسويت‬
‫اإلجراءات الًلزمة راح اعمل شي بخيلك انتا وخيّك تندموا يا‬
‫ُمراد‬
‫مراد نظر ألوجه أخيه الخائف‪ :‬ما في شي نخاف منه‪....‬‬
‫أمير بتحدي‪ :‬وسكرتيرة اخوك السابقة‪........‬داليا؟‬
‫ازدرد ريقه وفتح عينيه بصدمة كيف؟‬
‫كيف استطاع الوصول إليها رغم أنّ أخيه جعلها تعود لديارها؟‬
‫إن التقى بها ستخبره عن حقيقة عملهم‪ ،‬وهذا ما ال يُريدانه‬
‫ويُريده أمير‬
‫ما إن تتلفظ بكلمة ‪ ،‬سيكون مصيره ومصير أخيه القتل على يد‬
‫أمير ايضًا!‬
‫السجًلت! أجل السجًلت ماذا لو سقطت بيده!‬
‫هل سينفضحون في نهاية األمر‬
‫لينهي المسألة‪ :‬اوك‪.....‬بعد يومين اشوفك‪...‬‬
‫اغلق أمير وهو مبتس ًما ابتسامة النصر‪ ،‬اردف بقهر وهو يشّد‬
‫على هاتفه‪ :‬وأنتي يا ديانا راح احاسبك على كل شي عرفتوه‬
‫عنّك!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اتمنى للجميع قراءة ممتعة‬

‫البارت الثامن‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بسبب سوء حالتها في األوان األخيرة ‪ ،‬وما تشعر به من ضغط‬
‫وإعياء مستمر ذهبت للمستشفى وهي متيقنة أنها أصبحت على‬
‫مشارف الموت!هي تعلم جيّدًا السبب الذي أدّى إلى تدهور حالتها‬
‫الصح ّية‬
‫فاتصاله عليها ما قبل أسبوع اشعل بداخلها قساوة الذكريات التي‬
‫وتكرارا بما اخبرها به‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫تحاول نُسيانها وجعلها تفكّر‬
‫حتى أنه افلق قلبها إلى نصفين!‬
‫كيف ساعدته دون ان تشعر في إغتيال ابنتها ‪،‬كيف؟‬
‫ظنّت أنها بتلك الطريقة حمتها من أيديهم القذرة ولكن‪....‬‬
‫مقود السيّارة عدّت مرات‬ ‫ضربت بيديها على ّ‬
‫وهي تكرر‪ :‬جبانة‪.....‬جبانة‬
‫لو أنها وكلّت محامي في ذلك الوقت ألثبتت قذارتهما‬
‫واجبرت جورج على االعتراف بخطيئته!‬
‫كيف اآلن يعترف بوجود ُمراد!‬
‫كيف لهُ ببشاعة الفاظه ولسانه يخبرها أنّ اسمه كان ّ‬
‫مزو ًرا‬
‫هل استقلّها بشر افعاله من اجل‬
‫من اجل‪....‬‬
‫صرخت باكية‪ :‬حقيييييييييييير‬
‫أمر الجواز الذي ساعدت على عمله بتدخل سريع بسبب واسطتها‬
‫المعروفة في مكتب الجوازات‬
‫كان ل ُمراد!!‬
‫كان لذلك البشع‪ ،‬ولكن اخبرها في ذلك الوقت أنّ ذلك الرجل لم‬
‫يكن إال توأم بهاء الدين!‬
‫ولم تعرف كيف انطلت عليها تلك الكذبة‬
‫ربما انشغالها في فكرة إنقاذ ابنتها من أيديهما جعلت على عينيها‬
‫غشاوة لكي ال تعرف الحقيقة!‬
‫لتتذوق‬
‫ّ‬ ‫تتجرع مرارتها‬
‫ّ‬ ‫بكت ‪ ،‬ادركت ما يحدث لها اآلن كعقوبة‬
‫ذنب خيانتها ألمير وبشكل خاص ومؤلم ألبنتها‬
‫تطور الورم في رأسها ‪ ،‬ورم خبيث وليس حميدي ومن األفضل‬ ‫ّ‬
‫أن تخضع لجلسات كيماوية مبتدأه ‪ ،‬ليروا بعدها هل يستطيعون‬
‫إجراء عملية إزالته ام ال؟‬
‫بكت وكأنها لم تبكي يو ًما‪ ،‬خوفًا من تلك الحقائق التي اشعرتها‬
‫بتأنيب الضمير‬
‫جورج لم يخبرها بذلك إال لسبب ولكن إلى اآلن لم تعرفه‬
‫هل يُريدان استغًللها من جديد ام ماذا؟!‬
‫رنّ هاتفها وكان الرقم نفسه هو من يزيّن شاشة هاتفها‬
‫مسحت دموعها ونظرت للشوارع تشعر باإلذالل‬
‫تحدثت‪ :‬الو‪....‬‬
‫جورج نظر ألخيه ‪ ،‬الذي اخبره أن يراقبها عن كُثب ويشدد‬
‫الرقابة عليها في األوان األخيرة ‪ ،‬ألنهما خائفين من ردت فعل‬
‫أمير خاصة بعد ما اخبراه عن الحقائق!‬
‫تحدث‪ :‬بفكّر أنك زكية(ذكية)‪.......‬ومستحيل تخوني اللي بيناتنا‬
‫ديانا صرخت بقهر‪ :‬ما بيني وبينك شي؟‬

‫جورج ضحك ليستفزها ونهض من على الكرسي ليمشي خطوتين‬


‫أمام النافذة‪ :‬لكن السجًلت ‪........‬ما تئول هيك‪......‬والفيديو‬
‫لحفلة عئد(عقد)‪.....‬موسكو كما ما يئول هيك‬

‫ديانا احمر وجهها وسكتت ِلتُداري الدموع من السقوط على خديها‬


‫وحرقها من جديد‬
‫تحدث بسخرية‪ :‬الو؟‪.....‬فين رحتي؟!‬
‫ديانا تحاول التماسك‪ :‬انتّا اللي خبصت كل شي بديك الليلة ما‬
‫بعرف شو حطيت إللي حتى خليتني أفقد زاكرتي‪......‬و‪....‬‬
‫جورج بوقاحة‪ :‬وخنتي زوجك معي‪....‬‬
‫ديانا لم تتح ّمل نزلت دموعها على خديها ‪ ،‬ما حدث بينهما ال‬
‫تتذكره ج ّيدًا هي لم تشرب لدرجة كافية لتجعلها تفقد الذاكرة ‪ ،‬هي‬
‫على يقين وثقة جورج قام بوضع أقراص ربما أقراص هلوسة في‬
‫األكل او العصير جعلتها تفقد الذاكرة وتتصرف بتلك التصرفات‬
‫البالية!!!‬

‫ديانا لتنهي األمر ففؤادها يؤلمها‪ :‬شو بدك؟مني‪......‬ليش بتتصل‬


‫علي‪....‬‬
‫جورج هز رأسه ألخيه ليطمئنه ويخبره‬
‫بإنها بدأت تتجاوب معه‬
‫جورج‪ :‬بدك تبعدي أمير عنّا‪....‬وخص نص‪....‬تبعديه عن‬
‫السكرتيرة داليا‪......‬سجًلت الشركة االحتياطية معها ‪....‬وفيها كل‬
‫شي بيخص اعمالنا‪.......‬وفيها كمان الفيديوهات المسجلة لكل‬
‫عفوا! روميو ما يشوف‬‫الحفًلت دون استثناء‪....‬إزا بدّك زوجك ً‬
‫وضعك كيف كان معي‪.....‬ابعديه عنّا‪....‬بأي طريئة(طريقة)‪....‬‬

‫ديانا حاولت ان تتمالك نفسها بعد انهيارها من سماع هذا األمر‬


‫أمير لو توصل إلى ذلك الفيديو المسجل لن يرحمها‬
‫بل لن يستمع إلى مبرراتها سيحكم عليها بالقصاص ال محالة‬
‫لذا قالت‪ :‬وازا ما ئدرت‪...‬؟‬
‫جورج نظر إلى مراد بحده‪ :‬ما راح يحصل شي حلو بعدها‬
‫بحياتك‪.....‬‬
‫ثم اردف بتهديد‪ :‬وال تحاولي تتواصلي مع بنتي إيًلف حنا نراقب‬
‫خطوط االتصال وعرفت اليوم اتصلتي عليها‪....‬شو‬
‫بدك‪....‬منها؟‪....‬شو تفكري حالك‪.....‬‬
‫انهارت هنا صارخة‪ :‬بدي ئلها (قول لها) كل شي‪........‬راح‬
‫احكي انتّا بيّه‪......‬راح ئول مشاري م ّنو بيّك‪.....‬وكما حصة منّا‬
‫أمك‪........‬بس مشاري كان صاحب بيّك في اعمال‬
‫الشر‪....‬ومشان بدُّو يحميكي نسبك لمشاري وقطع عًلقات‬
‫الشراكة معوه وخًله نزيف(نظيف)‪....‬مشان يكبرك‪.....‬‬
‫جورج بصرخة غضب‪ :‬وكملي القصة لها كمان‪.....‬انك سافرتي‬
‫الكويت‪.....‬وتقربتي من والدها‪.....‬فترة ‪.....‬وكنتي سبب طًلقهم‬
‫‪......‬‬

‫ديانا ضربت بيدها على المقود وبكت صارخة‪ :‬انت جبرتني على‬
‫اي شي‪......‬ما كان بدي‬‫كل شي انتّا‪.........‬ما كان بدي اعمل ّ‬
‫‪....‬بس كنت أظن بهالطريقة راح ائدر احمي بنتي نور‪.....‬من‬
‫تهديداتك‪.......‬بس‬
‫قاطعها بملل‪ :‬اووووووه‪.....‬اسمعي الحكي منيح‪.....‬حاولي‬
‫تبعدي أمير عن داليا‪.......‬‬
‫ثم اغلق الخط في وجهها حتى ض ّجت بالبكاء والنحيب‪ ،‬ماذا‬
‫تفعل؟‬
‫ما الذي يجب عليها أن تفعله؟‬
‫قادت سيارتها بسرعة جنونية‪ ،‬لناحيه بعيدة عن البشر هي تموت‬
‫وببطء‬
‫المرة في‬
‫أمير سيتوصل إلى السجًلت ال محالة ستخفق هذه ّ‬
‫حماية ابنتها وكذلك امير‬
‫وال تُريد ان ترى وجه أمير وهو يظن انها خائنة‬
‫الموت تفضله على أن ترى وجهه الغاضب منها‬
‫أسندت‬
‫بقوة ما فعلته‬
‫مقود السيّارة ‪ ،‬واخذت تضرب جبينها ّ‬ ‫جبينها على ّ‬
‫ال يُغتفر ابدًا ‪ ،‬خانت نفسها قبل أن تخون الجميع ‪ ،‬بكت بانهيار‬
‫وبصوت عا ٍل ال يسمعه سواها‬
‫كُل شيء بدأ ُحطا ًما ‪ ،‬خًلف والدها مع عمها قتل ُحب الطفولة‬
‫بينهما!‬
‫ابتدأ بإجبارها من الزواج بيوسف والذي كان يأتي بين فترة‬
‫وأخرى إلى لبنان من اجل الشراكة التي عقدت بين والده محمد‬
‫ووالدها‬
‫كانت شراكة في استيراد وتصدير االقمشة!‬
‫ولكن يوسف أعُجب بها ود ّمر ال ُحب الذي بينها وبين أمير آنذاك‬
‫والدها وافق عليه بسرعة لكي يمنعها من رؤية امير‬
‫فالخًلف الذي نشب بينهما كان بسبب اختًلفهما على تقاسم‬
‫األرض التي في جنوب لبنان! سبب تافه د ّمر عًلقات كثيرة‬
‫احداهما يقول ليس من حقك أن نتقاسمها ألنها لم تكن من ضمن‬
‫اإلرث‬
‫واآلخر يرفض ذلك!!!‬
‫حقيقةً والدها هو من اشتراها وقام بتطويرها‬
‫ولكن عمها ظنّ انها جزء من إرث ابيهم لذا ‪ ،‬تخاصم مع أخيه‬
‫من هذا الشأن‬
‫فزوجها والدها ليوسف وابعدها بما يقارب الثمان سنوات عن‬
‫أراضي لبنان!‬
‫سرا إلى أن‬ ‫ولكن هي كانت شغوفة لهذا ال ُحب ‪ ،‬كانت تحدث أمير ً‬
‫وقعت‬
‫تحت مسمى الخيانة‬
‫تذكرت تلك الفاجعة ‪ ،‬حينما علمت بحملها الثاني‬
‫كانت تتحدث مع امير كيف ستتخ ّلص من الجنين‬
‫ولكن دُهمت في هذه األثناء حتى أكلت ضر ًبا لن تنساه ابدًا‬
‫وتعلم اآلن انها تستحقه‬
‫كانت في شهرها الثالث ال تعلم لماذا اآلن تتذكر هذه األمور ربما‬
‫ألنها في حالة سوداوية للغاية وفكرة التخلّص من العيش تتوارد‬
‫في عقلها ما بين دمعة وأخرى‬
‫لم يرحمها يوسف ‪ ،‬ضربها تحت انظار ابنتها نور‬
‫ضربها حتى جهضت وباألخير رأت نفسها في الشارع تجول‬
‫ولكن تم نقلها للمستشفى ‪ ،‬وتواصلت مع أمير ليأتي ويأخذها من‬
‫أحضان بل ٍد لم يتقبلها ابدًا!‬
‫أتى بشر ال تعلم كيف بدأ وكيف انتهى‬
‫ولكن انتهى بأخذ نور من أحضان ابيها باإلجبار!‬
‫واآلن في ظلمت هذا الليل ستنهي قصتها‪ ،‬ال تريد أن يضربها كما‬
‫فعل يوسف حينما علم أنها تخونه!‬
‫هي لم تخونه كما يظن ‪ ،‬فقط كانت تحدّث أمير‬
‫ولكن ارتفع مستوى الشك حتى بابنته‬
‫صر في رفعه إلى درجة اإلقتناع‬ ‫وأمير لم يق ّ‬
‫لذلك كان من الصعب عليه أن يستوعب حجم خيانتها‬
‫األبوه ولكن‬
‫ّ‬ ‫كان سيجري تحليل اثبات‬
‫أمير وحديثه الذي من المستحيل ان تنساه‬
‫اخبره‬
‫(اقسم باهلل ‪ ،‬لو ما كفيت شرك عنّا ال اشتكيك‪....‬وأئلب الطاوليه‬
‫على راسك‪.....‬اتار الضرب ما برح على و ّجه وجسمه‪.....‬ب ّطل‬
‫تفكير تاخذ البنت منها وإال وهللا بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا‬
‫‪...‬واد ّخل السفارة اللبنانية كمان‪....‬خًلص تطمن البنت باحضان‬
‫امه‪....‬واألم بًلش تفكر فيها هأل ألنها ما عادت إللك)‪...‬‬
‫لن تنسى تلك العيون الحاقدة التي تنظر إليها‬
‫مجبورا‬
‫ً‬ ‫جعلها تدخل المنزل من جديد تأخذ مًلبسها سريعًا وابنتها‬
‫على تصديق ما قااله لهُ‬
‫وكان قلبه وقتها محط ًما!‬
‫ال تريد أن ترى انكسار أمير مثلما يوسف‬
‫ليس لها القوة والشجاعة في أن تراه‬
‫سحبت هاتفها بيدين مرتجفتين‬
‫أرسلت رسالتها ألمير بكل شجاعة تخبره بما فعلته بلغة هشّة‬
‫ومنكسرة‬
‫وبدأت بعدها تحثه على اخبار نور بكل شيء‬
‫وختمتها متأسفة لكل هذا‬
‫ثم قامت باغًلق هاتفها ‪ ،‬وانحنت لتفتح الدرج األمامي وسحبت‬
‫سًلحها المر ّخص!‬
‫جنون تخبطت سريعًا ‪ ،‬هي ستموت ع ّم قريب هكذا كانت تظن‬
‫المرض بدأ يأكلها ً‬
‫أكًل‬
‫وجورج سيستخدمها لصالحة مرةً أخرى لذا‬
‫يشوه صورتها اكثر‪.....‬‬ ‫لن تسمح له ان ّ‬
‫فهي بعد كل هذا ال تستطيع ان ترى وجه أمير مرةً أخرى وكذلك‬
‫نور‬
‫والذي عانت الكثير بسببها‬
‫بكت وجثلة على ركبتها‪ ،‬تشعر بالحرقة ‪.......‬احرقت نفسها‬
‫بإرادتها‬
‫كان من المفترض ان تخبر أمير بتهديداته في ذلك الوقت ولكن‬
‫‪.....‬‬
‫سكتت وجعلته يتمادى عليها اكثر!‬
‫رفعت المسدس بيد مرتجفة تحدثت صارخة‪ :‬ما في شي طالع‬
‫بإيدي‪.......‬سامحيني‬
‫نووووووووور‪....‬ضيّعتك‪....‬بأنانيتي‪....‬ضيعتك‬
‫نور‪.........‬أمييييييييييير بحبك‪..........‬والعذراء ما كان ببالي‬
‫ألي شي‪........‬‬
‫ي ألني ما كنت واعيي ّ‬ ‫خونك‪........‬هو اعتدى عل ّ‬
‫ثم بكت ‪ ،‬وبدأت تتذكر أمور كثيرة والندم يزداد‬
‫وهمس الشيطان لها يزداد في االقدام على االنتحار‬
‫هل ستنتهي اآلن؟‬
‫نور ماذا سيحدث لها!‬
‫هل ستعود لقوقعة الكآبة والعصيان؟!‬
‫ماذا سيحدث ألمير؟!‬
‫هل سيكرهها‬
‫هزت رأسها بًل بكل عنف‪ ،‬ال تريد ذلك‬ ‫ّ‬
‫كل شيء يهون امام هذا ال ُحب الفوالذي‬
‫وتحوله إلى رماد غير معروف‬ ‫ّ‬ ‫ال تريد أن ترى انصهاره‬
‫سيكرهها ‪ ،‬سيشتمها‬
‫بكت ‪ ،‬انهارت‪ ،‬صارخت ‪ ،‬لطمت خدّيها أمام هذا العجز‬
‫لماذا لم تستطع العيش بهناء ‪ ،‬لماذا تشعر هناك حاجز كبير بينها‬
‫وبين السعادة‬
‫هل سيغفر لها أمير ذنبها العظيم‬
‫ام ال؟!‬
‫تجزم أنه لن يُسامحها‬
‫حضن‬
‫ٍ‬ ‫أول قبل ٍة لها ‪ ،‬أول‬‫انحنت لألمام ‪ ،‬اغمضت عينيها تذكرت ّ‬
‫وأول اعتراف حبه لها‬ ‫ّ‬
‫هي انتهت ‪ ،‬األلم ‪....‬والمرض‪.....‬والضغط الناشئ من جورج‬
‫جعلها تتهاوى في قيعان الضعف‬
‫همست بين رجفة جسديها وضعفها‬
‫‪:‬احبك أمير‬
‫ثم‬
‫ض ّج المكان بصوت اطًلق الرصاصة!‬
‫‪.................................................. ....................‬‬
‫متوترا ويشك هذه المرة من تعاونها معهما لذا نهض واخذ‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫يفكر‬
‫حًل لهذا األمر‪ ،‬ال يريد أن يقضي بقيّة عمره في السجون‬ ‫يُريد ا‬
‫ال يُريد ذلك اعمالهما غير قانونية‬
‫وما إن يتم سجنهما سيتم الحكم عليهما إما بالقصاص او السجن‬
‫المؤبد وهذا ما ال يُريدانه‬
‫توترا منه‬
‫ً‬ ‫ضرب على فخذيه تحت انظار أخيه والذي لم يكن أقل‬
‫اردفت بعصبية‪ :‬ديانا هالمرة ما راح تتعاون معانا‪......‬‬
‫جورج رمى القلم على الطاولة واشعل سيجارته‪ :‬راح تخاف من‬
‫أمير يشوف خيانتها إللوه‪.....‬مشان هيك يا ُمراد راح تمنعوه‪....‬‬
‫مراد بخوف وتوتر‪ :‬اوك‪.........‬واذا باوع على الفيديو‪......‬قبل‬
‫ما تتصل عليها الحين ‪........‬علمود انه مستعجل من انه ينتقم‬
‫يدور‬
‫منا‪.....‬شنو راح يسوي؟‪....‬ما راح يقتل زوجته‪....‬وراح ّ‬
‫عليك ينتقم‪........‬وراح يصدق حجيها عنّا وانها كانت‬
‫مجبورة‪......‬‬
‫جورج نهض كالمقروص‪ ،‬واخذ يسب وشتم غباء أخيه‬
‫ورطه باألمر‪ ،‬لم يكن موضوع الزواج من نور ضمن الخطة‬ ‫الذي ّ‬
‫دمارها هو األساس ولكن ليس االرتباط بها‬
‫صرخ مراد بقل حيلة‪ :‬ال تجلس تلومني‪.....‬قلت لي بصريح‬
‫العبارة أذي البنيّة‪.......‬وعلقها فيك‪.......‬‬
‫جورج بصراخ‪ :‬بس ما ئلت روح تزوجها‬
‫مراد أشار له بغضب‪ :‬ما جان عندي غير هالحل!‪.......‬والحين‬
‫خلنا نفكر نلقى لنا حل و ّيا هاألمير‪.....‬‬
‫جورج سكت ورمى نفسه على الكنبة الجانبية وهو يكرر‪ :‬ما‬
‫بعرف ‪....‬ما بعرف شو نعمل إيلوه‬
‫سكت مراد لوهلة واخذ يفكر بما يقارب الثًلث دقائق ثم ضحك‬
‫بخبث‬
‫وهو يردف‪ :‬راح اطلّق نور أهنيه‪........‬راح تنهي هاالمر‬
‫بتدخًلتك‪.......‬ونرسل ورقة طًلقها مع قاتل مأجور‪.....‬‬
‫جورج قوس شفتيه‪ :‬قاتل ماجور؟‬
‫مراد بحماس لتلك الفكرة‪ :‬أي‪.......‬يسلمه ورقة طًلق‬
‫نور‪......‬ويخلص عليه ونفتك منه‪.....‬وبجيه (وبكذا) نقدر نمشي‬
‫اول واحسن‪....‬‬ ‫امورنا بعده مثل ما كنا ّ‬
‫ابتسم جورج على هالفكرة ونهض مؤيدًا أخيه‪ :‬اوك‪.......‬‬
‫مراد تحدث بأهمية‪ :‬راح اكلم واحد اعرفه‪........‬خًلل يومين‬
‫بنخلص من هالتوتر‪.....‬وداليا‪.......‬بنفسي بروح اجيبها‬
‫لك‪....‬وانت تصرف معها‬
‫جورج ابتسم ألخيه ثم خرج مراد وفي عينيه شر ال يمكن أن‬
‫ينضب!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪..........................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫امير كان في المنزل الريفي والذي يبعد كيلومترات طويلة عن‬
‫مدينة أكسفورد‬
‫كانت أمامه مقيّدة اليدين والرجلين على الكرسي‬
‫تحاول التفلّت والتم ّلص من تلك الحبال الثقيلة‬
‫أشار أمير للحراس حتى خرجوا وتقدم لناحيتها ‪،‬نظر لعيناها‬
‫العسليتين بحده‬
‫أزاح عن فمها الًلصق حتى انهالت عليه بالكلمات‬
‫ّ‬
‫جورج‪.....‬والسجًلت‬ ‫‪:‬شتريد مني؟‪.....‬انطيتك كل اللي يخص‬
‫صارت بإيدك شتريد هسه مني؟‪.....‬اتركني ‪.....‬اتركني‪....‬‬
‫أمير انحنى ليصل لمستوى جلوسها‪ :‬حطيتك هون حتى ماحد‬
‫يتعرض إللك ‪......‬جورج ومراد لو شافوكي ما راح يسمحوا إلك‬
‫تعيشي يوم تاني‪.....‬‬

‫تسارعت أنفاسها‪ ،‬واشاحت بنظرها عنه‬


‫ال تستطيع ان تُنكر الحقيقة‪ ،‬سيُحاسبها جورج وسيقتلها ُمراد‬
‫بنفسه ألنه هو من قام بتوظيفها معهم في تلك الشريكة وهو‬
‫المسؤول عن جميع تصرفاتها!‬
‫اغمضت عينيها لتمتص غضبها ثم اردفت‪ :‬أريد ارجع على‬
‫العراق‪.......‬وبجي ما يقدر أحد يأذيني‪...‬‬
‫أمير كتف يديه‪ :‬انتي غلطانه‪....‬جورج ما راح يتركك بحالك‪.....‬‬

‫لم تستطع أن تلزم الهدوء اكثر صارخت‪ :‬خًلص اتركني وآني‬


‫اتصرف‪....‬شتريد مني‪......‬ساعدتك في كل شي وسلمتك األوراق‬
‫المهمة شتريد مني بعد‪....‬‬
‫ال يُريد أن يبقى هنا اكثر هو ال يعرف لماذا اتى هنا‪ُ ،‬منذ مشاهدته‬
‫لذلك المقطع وهو يتردد عليها ليتأكد من صحة ما رآه وقراه!‬
‫يريد ان تنفي الحقائق لو بكلمة ولكن لم يحدث ذلك عاد ليلثمها‬
‫لكي ال تتمكن من ان تصدر الصوت واحكم رباطها‬
‫ثم خرج ‪ ،‬ال يريد أن يرى زوجته ففي الصباح هذا رأى ما ال‬
‫يجب عليه أن يراه‬
‫حتى كرهها في وهلة لم يظن يو ًما سيكرهها فيها!‬
‫الحراس أن ينتبهوا ألي حركة تحدث هنا‬‫ّ‬ ‫حرص على‬ ‫ّ‬
‫ويشددوا عليها الحراسة‬
‫ثم ركب سيارته لن يذهب إلى المنزل اليوم سيعود إلى شركته لكي‬
‫ال يرى ديانا لن يذهب إليها اليوم مباشرة لكي ال يؤذيها‬
‫اغلق هاتفه لكي ال ينزعج من اتصاالتها ثم تو ّجه لطريق الشركة!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪............................‬‬
‫قبل ثمان ساعات في لندن‬
‫كانوا يتجولون بخطى متسارعة ‪ ،‬تشعر نور انها في تحسن مع‬
‫حديث إيًلف وشقاوتها وحبها للحياة‬
‫ثم ذهبتا إلى اقرب مطعم منهما وما إن جلسا حول الطاولة حتى‬
‫تحدثت إيًلف ‪ :‬نور‪....‬بسألج‪....‬تذكرين قبل أسبوعين لم خلتيني‬
‫اقابل امج وأمير‪....‬‬
‫نور‪ :‬أي‪....‬شفيك؟‬
‫إيًلف بحماس‪ :‬انتي عطيتي رقمي امج‪....‬‬
‫نور سحبت المنديل وهي تردف‪ :‬هي اطلبتني إ ّياه وعطيتها‪...‬‬
‫ايًلف حكّت انفها بهدوء‪ :‬قبل ال اطلع لج بعد رسالتج لي كانت‬
‫متصلة علي‪...‬‬
‫نور بتعجب‪ :‬ليش؟‬
‫الاّير وقلت لها اكلمج‬
‫ايًلف ‪ :‬كانت بقول لي شي وصدمت في ّ‬
‫بعدين‪....‬‬
‫نور بتفكير‪ :‬امممم غريبة‪.......‬يمكن تبي تسأل عني؟ ً‬
‫مثًل‪...‬‬
‫ايًلف بهدوء‪ :‬مادري‪.....‬المهم خليني اقولج شي بس ال تعصبين‬
‫وصل طلبهما وبدأ النادل بتوزيع االطباق على الطاولة‬
‫ثم اردفت نور بعد انصرافه‪ :‬أي تكلمي‪....‬‬
‫إيًلف بتردد نطقت‪ :‬بس حلفي لي ما تعصبين علي‪....‬وال‬
‫تطنزين‪....‬‬
‫اول لقمة ‪ :‬تكلمي احسن ما اعصب من أسلوب‬ ‫نور اخذت ّ‬
‫مقدماتك ذا‬
‫ضحكت ايًلف ثم اخذت نفس عميق وهي تردف‪ :‬احس اني بديت‬
‫اميل لطارق اللي كلمتك عنه‬
‫شرقت هنا نور وبدأت تكح بقوة حتى خشيت إيًلف عليها‬
‫فنهضت وضربتها على ظهرها بخفة وناولتها كأس الماء‬
‫وما إن ابتعدت ايًلف عنها حتى ارتفع صوت نور‬
‫غاضبة‪ :‬شنوووووووووووووووو؟‪.........‬يعني بديتي تميلين‬
‫له؟‬
‫إيًلف باحراج من نظرات الناس‬
‫‪:‬اششش هللا يفشلج‪......‬سكتي ‪...‬كلتيني بقشوري‪.....‬‬
‫نور تحدثت بجدية‪ :‬أتكلم جد شنو يعني بديتي تميلين له؟‬
‫ثم شهقت بعد استيعابها‪ :‬هأأأأأأأأأ يعني تحبينه؟!‬
‫مسحت ايًلف على وجهها باحراج ونطقت االحرف ما بين‬
‫اسنانها‪ :‬قصري صوتج الناس تطالع تقول وش فيها هالمينونة‬
‫تصارخ‪....‬‬
‫نور سحبت كأس الماء وارتشفت القليل منه‬
‫ثم اردفت‪ :‬ال وهللا مو أنا المينونة على قولتك انتي اللي جنيتي‬
‫خًلص ودّعتي عقلك أبد‪......‬ههههههي ال تنسين انك جيتي هنا‬
‫عشان تدرسين مو عشان تحبين‪...‬‬
‫إيًلف بنرفزة‪ :‬وش فيها اذا حبيت؟‬
‫نور وبسبب فشلها بالحب اردفت بسوداوية‪ :‬وانتي مصدقة انه‬
‫فيه شي اسمه حب‪....‬‬
‫والن صوتها وهي تطبطب على كف ايًلف‪ :‬حبيبتي ايًلف‬
‫‪.....‬طارق واضح مو نيته حب وخرابيط‪....‬هو بس زميلك‬
‫بالكًلس‪.....‬مو كل واحد عاملك بطيبة واهتم بدراستك يعني يحبك‬
‫يزوجك‪.....‬ايًلف نصيحة مني ركزي على دراستك وبس‬ ‫ويبي ّ‬
‫وال ضيعين نفسك في خرابيط ‪.....‬حب وهم‪....‬‬
‫إيًلف ترقرقت عينيها وبللت شفتيها وهي تردف‪ :‬يعني مو من‬
‫حقي احب‪.......‬وانحب‪.....‬واعيش زي العالم والخلق‪....‬‬

‫نور شتت ناظريها عنها‪ ،‬جميعنا يُريد ان يعيش ب ُحب وشاعرية ‪،‬‬
‫كتلك القصص التي نسمع عنها في االحًلم الحالمة!‬
‫ولكن الواقع ليس مليء بالورود‪ ،‬ليس مليء باأللوان الصافية‬
‫فقط‬
‫البد ان تتخلله االشواك واأللوان العاتمة لتحقق التوازن‬
‫ولكن ماذا لو هناك اختًلل في ذلك األمر ولم يعد ما يسمى‬
‫بالتوازن‬
‫كيف ستصبح الحياة؟!‬
‫اردفت ‪ :‬من حقك ‪.....‬بس في الوقت المناسب والمكان‬
‫الم ناسب‪....‬صدقيني ايًلف اللي تعيشينه الحين مجرد اعجاب ال‬
‫اقل وال اكثر‪....‬صدقيني راح تكتشفين انه مو ُحب‪...‬‬
‫ايًلف بدأت تأكل واخذت تردف‪ :‬خًلص خلينا نغيّر الموضوع‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اآلن‪......‬صحت من تلك الذكرى‬
‫حقيقةً من حقّ إيًلف أن تشعر بالحب‪ ،‬ولكن ليس من حقها أن‬
‫تُض ّيع نفسها ما بين هفواته وأنانيته‬
‫هي ال تدري ما وراء هذا الحب‬
‫هل سيكون متبادل؟‬
‫هل سيكون شريفًا؟‬
‫أم فقط مؤقت إضاعةً للوقت والتسلية!‬
‫البد ان تعرف ماهية مشاعرها لكي ال تضيع‪ ،‬والبد ان تختار‬
‫الشخص الموثوق به والشخص الصحيح لكي ال تندم‬
‫لكي ال تضيع حقوقها وتُهدر مشاعرها بتعب!‪ ،‬لكي ال تبكي على‬
‫مشاعر متأججة ادّت بها للهًلك‪.....‬‬
‫ٍ‬ ‫وسادتها كل ليلة نادمةً على‬
‫نظرت للشوارع من خًلل النافذة‪ ،‬كل األشخاص‬
‫سهامهم في فؤادها بًل رحمه!‬ ‫الذين احبتهم ‪ ،‬رموا ِ‬
‫أولهم والدها‪ ،‬اعتادت على العيش ما بين هفوات ذكرياتهم‬ ‫ّ‬
‫وأنانيتهم‬
‫أول مرة!‬ ‫ولكن جرحها يتجدد ويؤلمها وكأنها ُجرحت به ّ‬
‫ولكن األمر األكثر أل ًما حينما س ّلمت قلبها لمن ال يستحقه حتى أنه‬
‫دهسه بًل رحمه‬
‫ولم يشفق على ضعفها آنذاك‪...‬‬
‫مشت بخطى اضعفها الحنين لن تنكر انها ت ُحن وتتألم وتشتاق‬
‫لمن كان سب ًبا في وجودها على الحياة!!‬
‫قيًل بأن تلقبه بـ (أبي)‬‫ولكن اصبح االمر ث ً‬
‫رمت نفسها على السرير ‪ ،‬واستلقت على ظهرها حد ّقت في‬
‫ا‬
‫مطوال‬ ‫السقف‬
‫ال تُريد شيئ ًا من هذه الحياة سوى العيش بهدوء وبعيدًا عن‬
‫الذكريات!‬
‫اغمضت عينيها وحاولت ان تنام وبعد نصف ساعة‬
‫احًلم وردية!‬‫ٍ‬ ‫غاصت في‬
‫‪.................................................. .....................‬‬
‫العجز حينما يجتمع بالحيرة يقيّد يديك عن فعل األمور الصائبة‬
‫سا في سيارته يفكر ماذا عليه أن يفعل ليوقف خزعبًلت‬ ‫كان جال ً‬
‫المرة‬
‫هذه الليلة ّ‬
‫ماذا يصنع لكي يصرخ بحبها عش ًقا ويتأسف لها على ما مضى‬
‫ماذا يفعل لكي يبرر لها فعلته من الزواج بغيرها‬
‫بعد أن علم بشدة مرضها؟!‬
‫مجبورا على ما ال يُريده!؟‬
‫ً‬ ‫وهل ستصدق انه كان‬
‫لم يمنع نفسه من أن يبكي‪...‬‬
‫ولكن بكى بطريقة مختلفة‬
‫بًل دموع وبًل صوت‬
‫وهذا النوع من أقسى أنواع البكاء‬
‫تشعر أنّ هناك جرح عميق في قلبك ولكن داخل هذا الجرح جروح‬
‫أخرى متناهية في الصغر تؤلمك بشدة وتُرهق عينيك وتمنعها عن‬
‫افراز الدموع!‬
‫لذا‬
‫كان ينظر لباب منزلهم ولتلك االنوار التي تز ّينه‬
‫وإلى تزاحم السيارات امام منزلهم‬
‫بعجز كبير وقلب مح ّطم‬
‫عاد الرنين من جديد ‪.......‬نظر إلى شاشة الهاتف‬
‫(الجازي يتصل بك)‬
‫ه ّم بالنزول وضجّ! الرنين من جديد‬
‫وكأن الجازي تثنيه عن اإلقدام لفعل شنيع ومجنون‪،‬‬
‫قلبه يؤلمه‪......‬هذا ما يعرفهُ‬
‫توقف عن النزول ‪ ،‬وتذكر انه ليس مراهق في سن الخامسة‬
‫عشر لكي يفعل ما يفكر به!‬
‫ويشوه سمعتها ايضًا‬ ‫ّ‬ ‫ما سيفعله سيهدم عًلقات عائلية ‪،‬‬
‫تعوض ما‬ ‫إن كان يحبها حقيقةً عليه ان يتركها في هذه الليلة ّ‬
‫خسرته!‬
‫انحنى إلى أن اسند جبينه على مقود السيارة تنهد بضيق‬
‫يريد ان يبكي والبكاء ال يريده‬
‫يريد ان يصرخ والصراخ يزجره بعنف وينهره عن إخراجه من‬
‫احباله الصوتية‬
‫لم يشعر بالشخص الذي فتح باب سيارته األمامي وجلس بجانبه‬
‫وضع يده على كتفه حتى انتقز ونظر إلى وجهه‪ :‬قصي‬
‫قصي بهدوء‪ :‬سيف‪.......‬ماله داعي تحضر الليلة‪.....‬خل األمور‬
‫تمشي مثل ما هي عليه‪......‬انت تزوجت وهي بتزوج‪......‬ال انت‬
‫من نصيبها وال هي‪.....‬وتذكر الجازي‪....‬مالها ذنب‪....‬‬
‫سيف تحدث بحشرجة‪ :‬أصًل بمشي بروح البيت‪....‬‬
‫قصي اربت على كتفه‪ :‬احسن شي تسويه‪.....‬‬
‫سيف بهدوء نظر لألمام‪ :‬مو قادر اتقبل أنها بكون لغيري‪....‬‬
‫قصي بجدية‪ :‬بكون لغيرك النها مو من نصيبك‪......‬الجازي هي‬
‫نصيبك‪.....‬وهي بحاجة لك‪.......‬ال تكسرها مثل ما كسرت‬
‫غيرها‪.....‬انسى اللي فات‪......‬وعش حياتك‪.....‬‬
‫كان بينزل من السيارة ولكن قال‪ :‬ترا الجازي ما جات‬
‫معنا‪.......‬قالت بتجي معك‪........‬روح البيت ‪.....‬هي لحالها‪.....‬ال‬
‫تخليها بروحها وتستاحش‪....‬‬
‫ثم نزل من سيارة أخيه‬
‫تاركًا سيف يتخبط بمشاعره ‪ ،‬ثم قاد سيارته لناحية منزلهم‬
‫وبعد نصف ساعة وصل‬
‫ودخل إلى جناحه ما إن انغلق الباب‬

‫حتى استقبلته الجازي وهي تردف بحده‪ :‬وين اللي بوديني بيت‬
‫اهلي؟‬

‫كان ينظر إليها بنظرات الجازي لم تستطع أن تفسرها‬


‫هل هي غضب أم حده ام ‪...‬ال تدري‬
‫اقترب منها وهو ما زال يحدّق في عينيها الواسعتين ووجهها‬
‫المتعب بسبب تغلب نومها الناتج عن تغلبات نوم الصغير‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬ليش ما كنتي ناوية تروحين ملكة بنت عمي؟‬
‫الجازي بللت شفتيها بتوتر من قربه‪ :‬ال ‪....‬ألني تعبانة‪.....‬وصار‬
‫لي زمان ما شفت نوف وال تطمنت عليها‪....‬‬
‫سيف ‪ ،‬يُريد أن ينتقم لنفسه ومن الذين تسببوا في أن يبتعد عن‬
‫غزل‬
‫ولكن ال يعرف كيف؟!‬
‫يشتاق لها‪ ،‬وليس من حقه هذا الشعور‬
‫يحبها وهذه خيانة في حق زوجته الجازي‬
‫يتمنى أن يحتضنها‬
‫وهذا أثم لوضعه الحالي‬
‫عاجز‬
‫كل ما يشعر به أنه عاجز ومقهور‬
‫تحدث بهدوء وهو يضع كفي يديه على كتفيها حتى انها تعجبت‬
‫منه‬
‫تحدث‪ :‬بكرا اوديك‪...‬‬
‫انصدمت قوست شفتيها وتحدثت بشك‪ :‬سيف انت بخير؟‪......‬فيك‬
‫شي؟‬

‫سيف هل بان على وجه األلم لكي تفهمه أم فهمت شيء آخر!؟‬
‫تحدث بصوت اشبه للهمس يغلفه الحنين للماضي والندم على‬
‫الحاضر!!!‪ :‬تعبان‪....‬‬
‫الجازي ابتعدت عنه لتزيح كفيه عنها وأشارت بًل مباالة له‪ :‬روح‬
‫المستشفى طيب‪......‬واضح فيك حرارة ‪....‬حتى خلّتك تهلوس‪...‬‬

‫ابتسم بسخرية‪......‬اآلن قربه لها هلوسة !‪.....‬هكذا فهمها وهذا‬


‫ما تقصده الجازي حقاا ولكن أشار لها ‪ :‬دواي عندك‪.....‬‬
‫الجازي بحده ‪ :‬وانا ما نيب طبيبة ألي احد‪.....‬‬
‫سيف ليختبرها‪ :‬بس أنا مو أي احد أنا زوجك‪....‬‬

‫الجازي ضحكت بسخرية ثم اردفت‪ :‬أنت أبو ولدي وبس‪....‬‬


‫هو يستحق قساوتها تلك ‪ ،‬هو من جعلها هكذا ‪....‬فمن الواضح‬
‫انه خسر االثنتين‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫ص ِعت منه وخافت‬‫نزلت دمع ٍة على خده حتى ُ‬
‫ممن يبكي؟‬
‫ولكن زادت تساؤالتها حينما قال‪ :‬محتاجك يا الجازي‪.....‬تكفين ال‬
‫تقسين علي‪........‬هذا يوجعني‬
‫وضرب بقبضة يده على قلبه‬
‫لم يعطيها أي فرصة للتفكير حضنها وهي لم تبادله االحتضان‬
‫بقيت واقفه تُريد ان تستوعب ألمه‪ ،‬تريد ان تش ّخص حالته‬
‫ممن يتألم؟‬
‫احتضنها واعتصرها ما بين يديه‪ ،‬وهي تفكر بما قاله‬
‫وتحاول ان تصل إلى خيط يدلها إلى المعنى‬
‫إلى ان تسارعت أنفاسها حينما مالت للشكوك والظنون‬
‫لماذا قلبه يؤلمه في هذه الليلة خاصة؟‬
‫لماذا اظهر حاجته إليها اآلن؟‬
‫لماذا اظهر ضعفه أمامها وهو الغصن الصلب الذي يصعب كسره؟‬
‫اقشعر جسدها عندما وصلت إلى اإلجابة وابتعدت عنه ودفعته‬
‫وعينيها مليئتين بالدموع‬
‫اشارت له بيد مرتجفة وحاجب مقوس وصوت محشرج‪ :‬انا‬
‫عمري ما عورت قلبك‪.........‬من اللي اوجعك؟‪.......‬مين ؟‬

‫ادرك سيف ز ّلة لسانه او ربما سكرة العشق لم تجعله يعي ما‬
‫يقوله‬
‫وادرك أنه من المفترض لم يأتيها لكي ال يُفتضح‬
‫كان سيتحدث‬
‫ولكن سبقته وهي تتقدم لناحيته تقول‪ :‬تعاملني‬
‫بقسوة‪........‬وبدون أي مشاعر‪......‬تعاملني بطريقة خلتني اشك‬
‫في نفسي‪........‬عشان‪.....‬‬
‫واهتز صوتها بقول‪ :‬عشان وجع قلبك صح يا سيف؟‬
‫ثم صرخت‪ :‬صصصصصصصصصح‪....‬؟‬
‫سيف امسك يديها المرتجفتين ثم قال بصوت مخنوق‪ :‬عبد هلل ال‬
‫يجلس‪......‬قصري صوتك‪...‬‬
‫الجازي عضت على شفتيها أي قنبلة تلقتها اليوم‬
‫لم تستطع ان تصارحه بظنونها اكثر ضربت على قلبه قائلة‪:‬‬
‫طولة هالسنتين وقلبك مو لي صح؟‬
‫سيف انربط لسانه ‪ ،‬واغمض عينيه ال يريد ان يرى وجهها‬
‫فانفعلت قائلة‪ :‬شذنبي انا‪.....‬هاا‪....‬شذنبي؟‪....‬سيف ‪.....‬تخ ّيل‬
‫حتى انا قلبي يوجعني‪.....‬تصدق يوجعني‪....‬‬
‫نظر إليها وهي تكمل بسخرية‪ :‬بس يوجعني قهر منك‪...‬‬
‫ابتعدت عنه وأشارت له بقل حيلة وضعف من وضعها‬
‫اآلن فهمت تصرفاته وسببها‬
‫هي غير مرغوب بها في حياته هذا ما فهمته‬
‫‪:‬روح ‪........‬روح قول انا ابي غزل‪.....‬وانا أولى فيها‬
‫روح‪....‬وقف هالملكة‪.....‬روح اخذها‪.....‬روح‪.......‬تجيني هنا‬
‫ليه؟‪.......‬‬
‫ثم سمعت صوت عبد هلل يبكي‬
‫فذهبت عنه لناحية الغرفة وتبعها‬
‫دخلت الغرفة اخذت عبد هلل من وسط سريرهما‬
‫كانت سترضعه ولكن قال سيف بهدوء‪ :‬ال ترضعينه وانتي في‬
‫هالحالة مو زين‪......‬‬
‫كانت يديها ترتجفان وعبد هلل يبكي بصوت مرتفع اخذت تهزه‬
‫برجليها وهي تبكي بدموع بًل صوت تحاول أال تخرج صوت ًا لكي‬
‫ال ترعبه‬
‫حاولت أن تواسيه في بكاؤه ويواسيها‬
‫اخيرا نام عبد هلل‬
‫ً‬ ‫وهو ينظر لضعفها ورجفتها‬
‫وضعته في سريره وخرجت من الغرفة إلى الصالة جلست على‬
‫طرف الكنب وضعت كفي يديها على وجهها تشعر بالحيرة‬
‫وتشعر برغبتها في احتضان والدتها‬
‫اتى بالقرب منها‬
‫تحدث ‪ :‬الجازي‬
‫الجازي رفعت وجهها المحمر وأشارت له بيديها التي ما زالت‬
‫ترتجفان‬
‫شعرت بثقلها عليه ‪ ،‬كانت مجرد أداء لنسيان الماضي ولم ينساه‬
‫كانت مجرد زوجه تُنجب بًل حب وتدير المنزل بًل عواطف!‬
‫آه اخرجتها بضيق شديد وألم لم تشعر به يو ًما لناحيتها ال ُيسرى‬
‫ثم أكملت له‬
‫‪:‬ال تكلم سيف‪.....‬كل شي واضح‪........‬‬
‫ثم نظرت إلى وجهه‪ :‬بس قل لي‪.......‬وش ذنبي؟ خليتني اجيب‬
‫عبد هلل ليش؟‪........‬ليش‪......‬ليش تعاقبني على شي مالي دخل‬
‫فيه‪...‬‬
‫سيف انصدم لسوء فهمها له من ناحية عبد هلل‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬تعتقدين عبد هلل عقاب لك؟‬
‫الجازي ببكاء‪ :‬واشد عقاب ‪........‬كيف أصًل كنت‪...‬‬
‫ثم سكتت باكية لتردف بقهر‪ :‬كنت تتخ ّيلني غزل‪.......‬عشان‬
‫تقدر‪.....‬تعيش معاي صح؟‪......‬عشان ما توضح لي أنه قلبك مو‬
‫لي‪.....‬‬

‫ثم نهضت غير قادرة على التكملة اخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام‬
‫ناظريه‬
‫سيف ادرك حيرتها وصدمتها يريد التخفيف عنها ولكن لم يستطع‬

‫تحدثت بانهيار وهي تشير لنفسها وتنظر لعينيه بعين‬


‫باكيتين‪:‬سيف مو قادرة اصدق‪......‬مو قادرة اصدق إني عشت‬
‫معاك ‪....‬وإني غبية لهالدرجة ‪.....‬استغليتني عشان تنسى‬
‫حبك‪........‬والحين تعترف لي‪.....‬سيف تكفى‬
‫طلقني‪.......‬طلقني‪........‬ما ابي اشوفك بحياتي مرة ثانية‪.....‬ما‬
‫ابي‪.....‬يكفي اللي شفته منك‪.....‬ما ابي اشوف منك اكثر من‬
‫كذا‪........‬تكفى طلقني‪....‬‬
‫سيف نهض وأشار لها‪ :‬الجازي هدي‪......‬هدي تكفين‪.....‬خلينا‬
‫نكلم بهدوء‬
‫الجازي بانفعال وازدادت رجفات يديها‪ :‬وش تبي تقول لي اكثر‬
‫من كذا؟‪.....‬وش تبي تقول سيف‪....‬تبي تكلمني عن أيام‬
‫الخوالي؟‪.....‬وكيف اني صرت أداء عشان تنساها‪.....‬او فرقت‬
‫بينكم‪.....‬سيف طلقني‪....‬حتى عبد هلل ما ابيه‪...‬اخذه مابي منك‬
‫شي‪......‬ابي بس ابتعد عنك وعن كل شي يذكرني‬
‫فيك‪.....‬طلقني‪........‬طلقني‪......‬‬
‫ثم ركضت لغرفتها وأغلقت الباب‬
‫بينما هو جلس يسب ويشتم نفسه وغباؤه الغير محدود‬
‫كيف سيصلح األمر اآلن كيف؟‬
‫ركل برجله الكنبة ومسح على رأسه عدّت مرات ِليُطفي ما بداخله‬
‫من نيران‬
‫بينما هي دخلت الغرفة واخذت تبكي ‪ ،‬وهي تحاول أال تخرج‬
‫صوت ًا لكي ال تزعج ابنها‬
‫ولكن لم تستطع أن تبقى هنا اكثر‬
‫كل ما فعلته نهضت سحبت هاتفها واتصلت على اخيها بندر تُريد‬
‫أن تذهب إلى منزل ابيها‬
‫اتصلت فاجابها‪ :‬هًل الجازي‬
‫الجازي بصوت متحشرج‪ :‬بندر تعال مرني‪....‬‬
‫بندر كان في سيارته ُمنذ ان خرج وهو يقودها إلى الًلشيء‬
‫بسبب حيرته وعدم قدرته على اتخاذ قرار ينهي فيه خطبة سلطان‬
‫من شيخه!‬
‫تحدث بأهمية‪ :‬خير الجازي خوفتيني فيك شي‬
‫الجازي لم تتحمل‪ :‬تكفى بندر تعال‪.......‬احس اني مخنوقة‬
‫‪....‬تكفى تعال‪.....‬‬
‫بندر بخوف‪ :‬خًلص بجيك جهزي حالك باي‬
‫أغلقت الخط ثم نهضت لترتدي عباءتها‪ ،‬نظرت البنها انحنت قبلّت‬
‫جبينه‬
‫ثم خرجت لتردف قبل ان تخرج من جناحها‪ :‬بروح بيت‬
‫اهلي‪........‬عبد هلل داخل نايم‪....‬‬
‫ثم أغلقت الباب‬
‫بينما هو ركض ليتبعها‪ :‬الجازي الجازي‪....‬‬
‫الجازي نزلت من الدرج تحدثت ‪ :‬الجازي ماتت يا سيف‪...‬ماتت!‬
‫لم يستطع ايقافها ولم تستطع هي ان تبقى معه في مكان واحد‬
‫وبقيت في وجهة المنزل تنتظر أخيها‬
‫وسيف متند ًما كل الندم على تهوره ‪ ،‬وقراره في المجيء لهنا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وما هو دواء العاشقين الذي خسروا أنفسهم في طريق ال ُحب؟‬
‫ما زالت تبكي‬
‫ال تُريد سوى أن تحتضن ُحبها‪ ،‬ال تريد سوى أن تنتهي قصة‬
‫عشقهما كما خططا لها‬
‫ال تُريد ألي شخص أن يُفسد عليها األمر دخلت إلى دورة المياه‬
‫بكت ونظرت لوجهها‬
‫سجن ال يُعرف مكانه!‬ ‫كيف لهُ أن يقرر عن حياتها‪ ،‬ادخلها في ِ‬
‫اجبارا‬
‫ً‬ ‫تتجرع لوعة الفُراق‬
‫ّ‬ ‫كيف له ان يقرر على أن‬
‫مطوال كيف ستتصرف‬ ‫ا‬ ‫ارشحت وجهها وفكرت‬
‫طرق الباب عليها ثم انفتح‬ ‫وارتعبت حينما ُ‬
‫وكان ناصر اخيها هو من يطرقه‬
‫تو ّجه لها‬
‫جلس بالقرب منها ً‬
‫قائًل‪ :‬شيخه‬
‫سا عميقًا ‪ ،‬وحاولت أن تتمالك‬ ‫شيخه بللت شفتيها واخذت نف ً‬
‫نفسها وأال تبكي أمامه‬
‫تحدث ‪ :‬تراني كلمت ابوي وقلت له اللي سواه غلط بس‪...‬‬
‫قاطعته بسخرية‪ :‬ماقتنع واللي براسه بسويه‬
‫ثم التفتت لتنظر لعينيه ‪ :‬عمره ما جبرنا على شي‪.....‬ليش الحين‬
‫يجبرني على الزواج بالذات‪.....‬ناصر‪....‬تكفى وقّف هاألمر‬
‫ناصر ش ّبك يديه ببعضهما البعض‪ :‬تعرفين قد ايش ابوي يعز‬
‫سلطان ‪.....‬وتبين الصدق سلطان ما فيه شي يعيبه‪....‬رجال‬
‫والنعم فيه‪...‬‬
‫ازوج‬
‫شيخة برجفة شفتيها اردفت‪ :‬بس انا ما ابي ّ‬
‫طبطب ناصر على ظهرها‪ :‬اذا على الدراسة ‪.....‬ما راح يمنعك‬
‫منها‪.....‬واذا عليه هو ‪.....‬بكرا تتأقلمين على وجوده وتحبينه‬
‫‪....‬كل شي يبيله وقت‪....‬‬
‫شيخة شهقت ببكاء‪ :‬طيب أنا مو مقتنعه‬
‫فيه‪........‬ناصر‪.....‬تكفى‪....‬وقف الملكة‪....‬ادري بصير بوقت‬
‫قريب‪.....‬ما ابي ‪....‬انحط في موقف غبي وانجبر‪....‬واندفن‬
‫‪...‬وانا عايشة‪....‬‬
‫ناصر بمواساة‪ :‬ال تكبرين الموضوع ‪......‬شيخه صدقيني سلطان‬
‫وهللا ينحب‪.....‬بكرا تتقبلينه‬
‫فهمت اآلن‬
‫ناصر ال يستطيع أن يردع والده عن هذا القرار لذا لن تطيل‬
‫الترجي والعتاب‬
‫هزت رأسها لتنهي األمر وهي ستتصرف‬
‫سيضعونها في موقف محرج وصعب‬
‫وسيجبرونها على شيء هي لم تفكر به مسبقًا‬
‫نهض ق ّبل رأسها‬
‫ليواسيها ثم خرج وما إن خرج حتى سحبت هاتفها واتصلت على‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت جالسة في غرفتها ‪،‬تأكل بالخفاء (كيت كات‪ ،‬جلكسي) وفي‬
‫ويسارا على نغماتها‬
‫ً‬ ‫آذانيها اغنيتها المفضّلة وكانت تترنّح يمينًا‬
‫الشكوالتة عبارة عن طاقة ضخمة للسعادة بالنسبة إليها‬
‫ولكن عليها أال تفرط في اكلها من اجل السكري!‬
‫انقطعت األغنية لتنظر إلى الشاشة‬
‫(شيخوه يتصل بك)‬
‫اجابت برواق‪ :‬هًل وغًل بحبي‪...‬‬
‫شيخة بكت هنا ‪ ،‬لم تستطع التح ّمل تشعر بثق ٍل كبير على قلبها من‬
‫شأن هذا األمر‬
‫اردفت بصوت متقطع‪ :‬نوف ‪......‬جـ‪....‬بـ‪...‬رو‪..‬ني‪....‬عليه‪...‬‬
‫نوف لم تفهم ما قالته رمت الكيت كات جانبًا ثم جلست على‬
‫سريرها‪ :‬ايش؟‪.....‬شيخوه وش فيك احد فيه شي؟‬
‫سا لتسكت نفسها عن البكاء ولكن‬ ‫شيخه حاولت ان تأخذ نف ً‬
‫هيهات كانت في حالة انهيار شديد اردفت‪ :‬بجبروني على‬
‫سلطان‪.......‬قلبي يوجعني يا نوف‪....‬‬

‫نوف بهدوء‪ :‬شيخه وهللا احسن لك من أنك تعلقين آمال واحًلم‬


‫مع هالمعتوه اللي تكلمينه‪......‬صدقيني وربي يبي يتسلى‬
‫فيك‪....‬ومتى ما زهق سحب عليك ورماك رمية الكًلب‪.......‬وهللا‬
‫ما راح تندمين‪....‬‬

‫شيخة ببكاء وصوت مخنوق‪ :‬واذا قلت لك اللي احبه واكلمه بندر!‬

‫نوف بعدم استيعاب قوست شفتيها‪ :‬بندر؟‪.....‬بندر من؟‬


‫شيخه ببكاء اقوى مما قبل!‪ :‬اخووووك‬

‫نوف فتحت عينيها على اآلخر‪ ،‬ونهضت من على السرير‬


‫منصدمة‬
‫‪ :‬شنو؟‪.....‬مو من جدك‪.....‬وليش ما قلتي لي من قبل؟؟هااا‪....‬‬
‫شيخة ضربت على رجليها‪ :‬ال تجلسين تلوميني ابي حل‪....‬‬
‫نوف مسحت على رأسها عدّت مرات واردفت بجدية‪ :‬مستحيل‬
‫ابوي يزوجه قبل اخوي خالد‬
‫زاد انين شيخه‬
‫ووضعت نوف يدها على فمها بندم وبتذكر‪ :‬انتي قلتي له‬
‫طيب؟‪.....‬يمكن لو قلتي له يكلمه ‪....‬ويقنع ابوي‪....‬‬
‫شيخه ازدردت ريقه‪ :‬كلمته اليوم ‪....‬وقلت له‪....‬‬
‫نوف باستيعاب‪ :‬عشان كذا وضعه اليوم مو تمام‪...‬‬
‫شيخه بخوف‪ :‬كيف مو تمام؟‬
‫نوف ‪ :‬شكله كلم ابوي وطلع ولحد الحين ما رجع‪.....‬‬
‫ثم اردفت بضيق‪ :‬شيخوه ليش ما قلتي لي‪.......‬وبندر غلطان انه‬
‫سكت وال قال أنه يبيك‬
‫شيخه بدموع‪ :‬هو قال لم يتخرج عشان ما يصير لعمي عذر‬
‫ويقبل األمر بيكلمه‪.....‬بس سلطان عفس كل هالتخطيط‪....‬‬
‫نوف بضياع‪ :‬طيب ‪.......‬يمكن لكلمه الحين يقتنع‪..‬‬
‫شيخة بغصة‪ :‬ما اظن يقبل عمي يخطب على خطبة سلطان‪....‬‬
‫نوف ضربت على جبهتها بتوتر‪ :‬أي وهللا صدق ‪....‬واصًل ما‬
‫يجوز‪...‬‬
‫ثم سكتت وزاد بكاء شيخة‬
‫فنهرتها نوف بجدية‪ :‬ال تبكين يا غبية سكتي خلينا نفكر‬
‫شيخه وكأنها طفل كانت تبكي دون ارادتها على كبح هذه الدموع‬
‫قليًل وما زالت شيخه تبكي‬‫سكتت نوف ً‬
‫ثم اردفت‪ :‬اسمعي متى بملكون عليك؟‬
‫شيخه بلعت ريقها ‪ :‬مادري‪....‬بس اظن قريب‪....‬‬
‫نوف بتهور لفكرتها‪ :‬اسمعيني زين‪.....‬دامك تحبينه‬
‫هالكثر‪....‬وهو يحبك‪....‬اسمعيني ليلة الملكة لسألك الشيخ انتي‬
‫موافقة قولي ال‪....‬‬
‫شيخه بخوف وتردد‪ :‬مستحيل‪....‬‬
‫نوف بانفعال‪ :‬ليش مو انتي ما تبينه؟‬
‫شيخه بخوف نظرت للباب ثم نهضت واغفلت الباب على نفسها‪:‬‬
‫تبين ابوي يذبحني‬
‫نوف بجدية‪ :‬كلنا نعرف طيبة قلب عمي يوسف‪.....‬قولي بيزعل‬
‫عليك أي‪....‬بس يذبحك ال‬
‫شيخة مسحت دموعها‪ :‬شكلك ما تعرفين غًلت سلطان‪...‬‬
‫نوف بنفس عميق‪ :‬شيخوه ‪.......‬ما عندك حل غير‬
‫هذا‪........‬اكيد ما بحطك في االحضان لم ترفضينه وقدام الجماعة‬
‫وصعبة بس اذا صدق انتي وبندر تبون بعض ما عندكم إال هالحل‬
‫فكري فيه زين وانا بكلم بندر بعد‪.....‬وبقوله عن هالفكرة‪......‬‬
‫شيخه اخذت تفكر ثم اردف‪ :‬بفكر‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬ال تفلين أمها بالتفكير‪.......‬هذا يبيله قرار سريع‪......‬ومثل‬
‫ما قلت لك‪.......‬هو صعب‪.....‬بس اذا تبين بندر مالك مخرج إال‬
‫هالشي‪.....‬والحين سوي نفسك طبيعية‪.....‬وحتى استعدي لملكتك‬
‫‪.......‬وبعدها حطي النقاط على الحروف‪...‬وباألخير هالشي من‬
‫حقك ترفضين وتقبلين اللي تبينه‪....‬‬
‫شيخه بدأت باالرتياح‪ :‬تمام‪.....‬باي‪...‬‬
‫أغلقت الخط ونوف تعجبت من حبها ألخيها ولكن عليها ان تُحدث‬
‫بندر لتنظر هل هو جاد لحبه‬
‫هل تستحق شيخه العقوبات التي ستنهال عليها بعد الرفض في‬
‫الملكة من أجله!‬
‫بندر ال يمكن ان يكون طائشًا تعرف اخيها كما تعرف نفسها‬
‫تما ًما!‬
‫لذا فتحت الباب‬
‫نزلت وسمعت أصوات مرتفعة ومن الواضع صوت اختها وكذلك‬
‫ست حاجبيها‬ ‫والدها تعجبت وقو ّ‬
‫أكملت نزولها من على الدرج وهي تسمع اختها التي تبكي‪ :‬قلت‬
‫لكم ما ابيه ‪.....‬ابي اطلّق‬
‫تحدث والدها بهدوء‪ :‬وش السبب؟‪.....‬وش سوا لك قليل الخاتمة‬
‫هاللي بكاك‪.....‬وخًلط تطلبين الطًلق‬
‫بندر بحنية‪ :‬الجازي اجلسي واهدي وخلينا نفهم منك كل شي‬
‫نوف بخوف تقدمت لناحيتهم‪ :‬الجازي شفيك؟‪.....‬ووين عبود‬
‫الجازي بانهيار شديد‪ :‬ما ابيه ال هو وال عبود‬
‫ثم اتجهت لناحية والدها‪ :‬تكفى يبه قول له يطلقني‪....‬وولده انا‬
‫متنازله عنه ما ابيه‬
‫صعق األب هنا‪ ،‬خشي من أنّ هناك أمر كبير ال يمكن إصًلحه ما‬ ‫ُ‬
‫هو السبب الكبير الذي سيجعلها تتنازل عن حضانة ابنها‬
‫تحدث بصرامة‪ :‬الجازي قولي السبب اللي خًلك تطلبين الطًلق‬
‫الجازي بصراخ وانفعال ووجه محمر‪ :‬روحوا سألوه هو‪.....‬ال‬
‫تسألوني عن شي‪.....‬بس ماني راجعه له مرة ثانية‪......‬ما ابيه‬
‫ما ابيه‪...‬‬
‫ثم ركضت لعتبات الدرج وصعدت وهي تنوح ببكاء‬
‫نوف نظرت لبندر‪ :‬وش صاير لها؟‪........‬سيف ضربها وال‪...‬‬
‫بو خالد بانفعال‪ :‬يخسي يمد يده عليها كان اكسرها له‬
‫بندر تحدث ألخته‪ :‬اتصلت علي تبكي قالت اجي آخذها رحت‬
‫لها‪.....‬وجبتها حاولت طولة الطريق افهم شصاير ما رضت‬
‫تتكلم‪....‬‬
‫بو خالد وهو ممسك بهاتفه‪ :‬راح اتصل على سيف افهم منه كل‬
‫شي‪....‬‬
‫ثم توجه لمكتبه‬
‫بينما نوف اقتربت من بندر ‪ :‬واضح السالفة كايدة وال مستحيل‬
‫الجازي تطلب الطًلق‪....‬وتصر عليه لهالدرجة هذي‪....‬‬
‫بندر بهم‪ :‬هللا يعين‬
‫ثم تقدم للعبور ولكن مسكت يده قائلة‪ :‬ترى عرفت بحبكم‪....‬‬
‫بندر فتح عينيه على اآلخر‪ :‬شتخربطين انتي؟‬
‫نوف بجدية‪ :‬اصدقني القول تحب شيخوه صدق وال تلعب؟‬
‫بندر تلعثم بسبب معرفتها تساءل‪ :‬هي قالت لك‪.‬؟‪....‬‬
‫نوف بنفاذ صبر‪ :‬اخلص علي ‪.....‬اي‪.....‬قول‬

‫بندر بتردد شتت ناظريه عنها‪ :‬واللي خلق هالروح احبها‪.....‬بس‬


‫كل شي جالس يصير يعقد األمور‪.....‬بيني وبينها‪...‬‬
‫نوف لتنهي الحديث‪ :‬راح تنهي األمر هي‪......‬بس صر رجال وقد‬
‫كلمتك‪.......‬وتحمل ما يجيك بعدها‪.....‬‬
‫بندر بتعجب‪ :‬شتقصدين‪...‬‬
‫نوف ابتسمت له‪ :‬بسوي لكم أحلى سوبرايز‪......‬و راح تصدم‬
‫الكل‪.......‬ومثل ما قلت لك‪.......‬صر رجال وقد القرار‬
‫بندر بضياع‪ :‬نويّف ال تتكلمين باأللغاز‬
‫نوف رمت قنبلتها عليه‪ :‬راح ترفضه ليلة الملكة‪......‬‬
‫بندر بصدمة ‪ :‬شلون يعني؟‬
‫نوف همست له لكي ال يتسرب صوتها ألبيها‪ :‬راح تقول للشيخ‬
‫انها ما هي موافقة عليه‪.......‬‬
‫بندر بحيرة‪ :‬عمي يمكن هنا‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬مستحيل يأذيها ‪.....‬بيضربها لكن ما راح‬
‫يموتها‪.......‬انت بعد هالسالفة راح تظل على األقل شهر وتقدم‬
‫لها‪.....‬‬
‫بندر انفتحت اآلمال من جديد في حياته ولم يفكر بعواقب تلك‬
‫الفكرة‪ :‬وشو شهر من ثاني يوم!! بحن على ابوي يخطبها لي‬
‫نوف ‪ :‬كيفكم ‪.......‬المهم صيروا قد القرار‪......‬ألنه بعد هالرفض‬
‫بصير عواصف وحروب‪....‬‬
‫بندر بضحكة خفيفة‪ :‬ربك يحلها‪...‬والحين صعدي ألختك شوفي‬
‫وش فيها‬
‫نوف ‪ :‬تمام‬
‫ثم ركضت للصعود ألختها ‪ ،‬حاولت الدخول لغرفتها ولكن كان‬
‫ً‬
‫مقفًل‬ ‫الباب‬
‫طرقت الباب عدّت مرات‬
‫‪:‬جوجو تكفين فتحي الباب‪......‬ما عاش من يبكيك‪....‬تكفين‬
‫الجازي‪....‬فتحي الباب ال تخليني أحاتيك‬
‫اعادت الطرق مرة ومرتين وثًلث‬
‫ثم اجتمعت الدموع في عينين نوف‪ :‬لهالدرجة مالي خاطر عندك‬
‫يا الجازي‪......‬ال تحرقين قلبي عليك‪......‬انتي مو بس اختي انتي‬
‫امي‪....‬تكفين فتحي الباب‪....‬ال تخليني احاتيك ويرتفع السكر‬
‫عندي!!‬
‫لم تستطع أن تكبح نفسها أمام كلمات اختها تلك نهضت من على‬
‫السرير فتحت الباب ومن ثم رمت نفسها على الجازي تبكي‬
‫نوف مسحت على ظهرها ‪ :‬الجازي‪....‬اشششش‪....‬اهدي يا‬
‫عمري اهدي‪.....‬‬
‫ثم ابتعدت الجازي عنها وامسكت نوف بيدها وادخلتها إلى الغرفة‬
‫واغفلت عليهما الباب‬
‫نوف جعلتها تجلس على السرير ومن ثم جلست بالقرب منها‬
‫مسحت على كف يدها قائلة‪ :‬الجازي‪.....‬عمري ما شفتك‬
‫بهالضعف واالنهيار‪.....‬وربي يعز علي اشوفك بهالحال‪......‬قلبي‬
‫تقطع عليك‪.....‬عمري خويتي‪.....‬وامي‬
‫وحبيبتي‪.....‬شفيك‪....‬شاللي زعلك‪.....‬ليش تطلبين الطًلق‪...‬مو‬
‫امورك كويسة مع سيف شاللي حصل‪....‬‬
‫الجازي ابتسمت وسط انهياراتها وضعفها بسخرية‪ :‬عمرها‬
‫اموري معه ما كانت بخير‪...‬‬
‫نوف بعدم فهم‪ :‬شلون يعني؟‬
‫صا يفهم شعورها ومن‬ ‫الجازي تريد ان تفضفض تريد شخ ً‬
‫الواضح انّ نوف ستكون الشخص ال ُمراد‬
‫فهي من وقفة معها في الوالدة وهي من ستقف معها في كل‬
‫األمور‬
‫رغم صغر سنها إال أنها ستتحمل الكثير من اجل اختها‬
‫تحدثت‪ :‬سيف عمره ما عاملني بحب‪....‬وحنان‪....‬عمره ما اظهر‬
‫لي انه يحبي‪....‬‬
‫نوف لتهون عليها تحدثت‪ :‬يمكن هو أسلوبه كذا‪.......‬يعني فيه‬
‫رجال على قولة خوياتي‪....‬ما يحبون يظهرون مشاعرهم‪....‬بس‬
‫يحبون زوجاتهم‪.....‬بس هم كذا خلقه ما يعرفون يعبرون إال‬
‫بالشدّة‪....‬‬
‫الجازي بقهر ‪ :‬كان قاسي معاي يا نوف‪......‬وساعات احسه يشك‬
‫فيني‪....‬‬
‫قوست شفتيها‪ :‬شلون يشك فيك؟‬ ‫نوف ّ‬
‫الجازي بحيرة‪ :‬مادري كيف اشرح لك‪......‬بس كان رسمي معي‬
‫وقاسي بتعامله معي‪......‬وعمره ما قال لي كلمة حلوة‪...‬وإن‬
‫تكلم‪.....‬جرحني بكًلمه‪.....‬‬
‫نوف بتفهم‪ :‬طيب ليش سكتي؟‬
‫الجازي بانهيار‪ :‬كنت ودي أتكلم بس أتكلم لمن‪....‬لخالتي ؟وال‬
‫لعمتي اللي هي امه‪....‬تصعبت علي األمور‪....‬وما حبيت اثقل على‬
‫احد‬
‫نوف ترقرقت عينيها‪ :‬طيب وانا‪....‬‬
‫الجازي ازدردت ريقها‪ :‬انتي تحملت الكثير يا نوف‪.....‬وما حبيت‬
‫ادخلك في مشاكلي‪....‬‬
‫نوف شدّت على يدها‪ :‬حنّا لبعض يا الجازي انتي اختي‪....‬وانتي‬
‫اكثر وحده تعرفين اني ما اخش عليك شي‪.......‬ليش ما قلتي لي‬
‫عن تصرفاته كان قلتي على األقل لخالد‪......‬يتصرف معه‬
‫الجازي بندم‪ :‬كنت أحاول اعطيه فرصة يتغير‪......‬لكنه ما‬
‫يستاهل‪......‬واألمر اللي سكتني لم حملت‪......‬‬
‫نوف ‪ :‬طيب يا عمري‪.....‬عشان كذا طلبتي الطًلق‪.....‬‬
‫الجازي هزت رأسها بًل وانهارت بالبكاء‪ :‬ألني عرفت شنو أنا‬
‫بالنسبة له ‪.....‬وعرفت سبب تصرفاته وجفاه معاي‪....‬‬
‫نوف احتضنت اختها‪ :‬اهدي اهدي يا الجازي‪....‬اهدي‪...‬‬
‫شدّت الجازي على اختها وهي تردف بًل حواجز وبًل قيود‪:‬‬
‫يعاملني وكأني جدار‪.....‬حسسني بالنقص‪.....‬حسنني انه في شي‬
‫غير مرغوب فيني‪.....‬حسنني انه مجبور‬
‫علي‪......‬وسكت‪.....‬سكت ألنه ولد عمتي وال ابي‬
‫اضايقها‪.....‬ألني شفت كيف فرحانه فيني‪....‬بهالزواج‪.......‬بس‬
‫كل شي بينا كان تأدية واجب‪......‬وانا دفعت هالثمن بحملي بعبد‬
‫هلل‬
‫نوف ابعدتها عنها وامسحت دموع اختها وهي تردف‪:‬‬
‫الجازي‪.......‬تكفين اهدي‪.....‬ال تسوين في نفسك كذا هو‬
‫الخسران‪.....‬‬
‫الجازي بانهيار‪ :‬عايش معاي جسد بس وقلبه وروحه مومعاي يا‬
‫نوف‪....‬‬
‫فهمت اإلشارة نوف واغمضت عينيها لتمتص رغبتها في البكاء‬
‫اذًا لو وافقت شيخه على زواجها لسلطان سيحدث لها كما حدث‬
‫للجازي ولكن بتبادل األدوار‬
‫ولكن ربما الشخص حينما يقرر أنه سينسى حبه السابق وسيبتدأ‬
‫حب جديد ربما سيكون قادر على تقبله بعد ان يقتنع بما كُتب له‬
‫صر عليه سيقلب حياته إلى كوارث‬ ‫ولكن حينما ي ّ‬
‫وسيهدم آال ًفا من المشاعر‬
‫سيف هو من قرر على أن يبقى على حبه السابق‪ ،‬وهو من قرر‬
‫أن يكون وفي بشكل خائن لزوجته‬
‫هو من دفن نفسه في تُراب المشاكل‬
‫كان لديه فرصة كشيخة اآلن ‪ ،‬فرصة ألتخاذ القرار النهائي وإن‬
‫كان مؤل ًما للبعض‬
‫ولكن من شدّت صدمته عجز عن األمر واتخذت والدته ضعفه‬
‫مخر ًجا للسيطرة عليه‬
‫وما فعلته والدته خوفًا عليه وظنًا انّ سعادته لن تكون مع غزل‬
‫بل مع غيرها‬
‫هي تحبه ولن تفكر يو ًما في أذيته‬
‫وال يوجد في هذا الكون ام تريد إيذاء ابنها إال الحمقاء‬
‫او التي ال تملك قل ًبا في األصل!‬
‫بأنانيتها المغلفة بالخوف على ابنها حط ّمت قلبين او ثًلث دون‬
‫قص ٍد منها!‬

‫تحدثت نوف‪ :‬هو الخسران وهللا ‪......‬هو الخسران يا الجازي‪....‬‬


‫الجازي ببكاء ‪ :‬اللي يحبها ملكتها الليلة على غيره‪........‬وما ابي‬
‫أقول ألبوي عن السبب عشان ال اخرب عًلقات‪.....‬واكون سبب‬
‫في خراب بيوت‪...‬‬
‫نوف بكسرة خاطر‪ :‬آه على قلبك الطيّب الجازي‪.......‬‬
‫ثم حضنتها واردفت لتواسيها‪ :‬اتركيه عنك يولي‪......‬وخليه‬
‫يبتلش في اسالت ابوي وإن فضح نفسه ال تدافعين‬
‫عنه‪.........‬بس أقول ال تستعجلين على الطًلق‪.....‬‬
‫ابتعدت الجازي لتكمل نوف‪ :‬وش ذنب عبد هلل‪....‬‬
‫الجازي مسحت دموعها‪ :‬عبد هلل عقاب لي‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬كيف عقاب لك؟‬
‫الجازي بللت شفتيها‪ :‬وجوده بينا‪......‬بأخر الطًلق‪.....‬والكل‬
‫بقول لي نفس جملتك ارجعي لزوجك عشان ولدك‪.....‬‬
‫نوف انخرست ولم تعرف كيف تجيبها لذا نهضت وهي تقول‪:‬‬
‫اتركي عنك سيف وعبد هلل وقومي غسلي وجهك وخلينا نتعشى‬
‫مع بعض ونشوف لنا فلم‪....‬‬
‫الجازي بتنهد‪ :‬مالي خلق خليني بروحي‪....‬‬
‫نوف بعناد‪ :‬وهللا ما راح اخليك بروحك‪.........‬قومي غسلي‬
‫وجهك‪.....‬وانا بصعد األكل وراح اكل معك هنا‪.....‬طيب‪...‬‬
‫الجازي مسحت بقايا الدموع هزت رأسها بالموافقة وانحنت‬
‫نوف وقبلت رأسها‪ :‬ربي يفرجها عليك يا اغلى اخت بالدنيا‬
‫ثم خرجت من غرفتها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وفي مكتب والدها ارتفع صوت ابيهم بقوله‪ :‬كيف‬


‫بتحلها!!‪....‬اقولك الجازي تبي الطًلق‪.....‬بنتي ما جاتني بهالليل‬
‫وطلبت الطًلق اال لشي كايد‪.....‬سيف‪....‬انت ولد اختي على عيني‬
‫وراسي‪....‬بس انك تضايق بنتي‪.....‬او‬
‫قاطعه سيف وهو ينظر ألبنه النائم‪ :‬خالي‪.....‬تكفى ال تضغط‬
‫علي‪....‬خلها هي تهدأ‪.......‬وبعد يومين بجي واكلمها‪......‬‬
‫بو خالد بعصبية‪ :‬انا متصل عليك افهم السالفة‪......‬وش اللي‬
‫خًلها تطلب الطًلق وتجي لي منهاره كذا ‪....‬حتى ولدها ما تبيه‬
‫وش مسوي فيها؟‬
‫سيف تلعثم كيف سيقول انه خائن ولكن بطريقة أخرى‬
‫واتخذ من خيانتها القساوة عليها وجعل حالها كحال أي قطعة‬
‫اثاث امامه‬
‫تحدث بحزم‪ :‬خالي ‪......‬لو ما قدرنا نحل األمر قلت لك‪......‬تكفى‬
‫ال تضغط علي‪.....‬‬
‫بو خالد سكت لوهلة وبتقدير لحال سيف اردف‪ :‬طيب‪.....‬بس‬
‫وهللا يا سيف لو اعرف انّ الغلط عليك ولها الحق في اللي تسويه‬
‫‪.....‬ال تلومني على اللي أنا بسويه بعدها!‬
‫سيف تنهد بضيق‪ :‬طيب ‪....‬تصبح على خير‬
‫ثم اغلق الخط بو خالد وهي يتمتم‪ :‬هللا يهدي النفوس يارب‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫س ّبل من امامه في إصًلح األمر‬‫سيف تقط ّعت ال ُ‬
‫بدال من الواحد‪ ،‬ال يدري كيف‬ ‫ها هو اآلن تسبب في كسر قلبين ً‬
‫سيُدير أمر الجازي‬
‫يعلم انّ كسرها كبير وربما ال يُجبر نظر إلى ابنه ‪ ،‬بحسرة وتندم‬
‫زفر بقهر‪ :‬اففففففف‪......‬‬
‫رمى نفسه على السرير واخذ يفكر ويحدّق في السقف بًل كلل!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪........................‬‬

‫لم يستطع النّوم ‪...‬كان مستند على كرسيه ويحدّق لًلشيء‬


‫طيلة الليل كان يفكر بها ‪ ،‬وبحبهما وبالتضحيات التي فعلها من‬
‫اجلها‬
‫انعزاله عن والديه وطًلقه من زوجته التي تزوجها للتخ ّلص من‬
‫ذكراها‬
‫ولكن لم يستطع وزوجته آنذاك لم تستطع التأقلم مع رجل عقله‬
‫وتفكيره ليس معها‬
‫ودو ًما ما يُخطأ باسمها أمامها حاولت أال تكون غيورة لتلك‬
‫الدرجة ولكن لم تستطع‬
‫فطلبت الطًلق وهو لم يعاند لكي ال يظلمها معه‬
‫ومن التضحيات ايضًا‬
‫سفره ليسوف وتهديده وخلق كذبة ندم عليها كل الندم‬
‫كذبة أنّ نور ليست ابنته وإنما ابنت امير‬
‫تسبب في ذلك الوقت بارتفاع الضغط لدى يوسف‪ ،‬وجعله يكره‬
‫ابنته‬
‫األبوة ولكن امير هدده وسحب منه‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫تحليًل إلثبات‬ ‫حتى أنه اجرى‬
‫الورقة قبل ان يفتحها‬
‫كان بينهما مشادّة في الحديث‪ ،‬ورفع يوسف أمامه الورقة‬
‫قائًل‪ :‬هالشي بيثبت حقارتكم يا كـ‪....‬‬
‫ولكن أمير سحبها قائًل بكل خبث‪ :‬ماله داعي ‪......‬ئلت لك من‬
‫ئبل نور بنتي‪.....‬ما هي بنتك‪...‬‬
‫فتذبذب يوسف من ناحية أخرى لذلك تنازل عن ابنته ومن قهره‬
‫وأنانيته لم يبحث عن حقيقة األمر‬
‫بل كان منصد ًما ويريد الخًلص من االثنتين بًل فضائح!‬
‫كثيرا على الزواج منها وكسر‬‫ً‬ ‫وللحفاظ على عائلته ‪ ،‬والم نفسه‬
‫قلب زوجته منيرة من اجلها‬
‫كرهها وحاول ان ينهي األمر بهدوء دون ان يتسرب السبب‬
‫ألعضاء عائلته وخاصةً والده!‬
‫لذا تنازل عن ابنته الذي اسماها بـ (نورة )‬
‫ولكن والدتها دو ًما ما تسميها بنور ولكن حقيقةً اسمها في‬
‫األوراق الرسمية نورة‬
‫الصواب؟‬
‫ّ‬ ‫تن ّهد لهذه الذكريات ‪ ،‬هل كل ما فعله ال يعد من‬
‫هل اظلمت ابنتها هي ايضًا!‬
‫ما هي مبرراتها على تلك الخيانة‬
‫آه‬
‫اآلن فهم عجز يوسف وقلة صبره في امر التنازل عنهما ليداري‬
‫فضيحته‬
‫فهم شعوره وتندم على ذلك‬
‫قطع عليه هذا التفكير صوت رنين الهاتف المكتبي‬
‫ضغط على الزر‬
‫فتحدث السكرتير (مترجم)‪ :‬سيد أمير الس ّيد لويس يُريد مهاتفتك‬
‫اآلن‬
‫أمير مسح على رأسه عدّت مرات وبتعب (مترجم)‪:‬‬
‫ا‪.....‬حول االتصال عليه‬
‫ّ‬ ‫حسنً‬
‫وتحول االتصال‬
‫ّ‬ ‫ثوان قليلة‬
‫ٍ‬ ‫لم يأخذ إال‬
‫فقال امير باحترام شديد ‪ ،‬وكيف ال يحدث هذا وهو يتحدث مع‬
‫أكبر رجال االعمال في هذه البلد والمدعوم من قبل مسؤولين كبار‬
‫فله العديد من االعمال الخيرية‬
‫ودعم القضايا اإلنسانية وحتى السياسية‬
‫لذا هو رجل ذو هيبة ‪ ،‬وصرامة في الحديث‬
‫(مترجم)‪ :‬اهًل سيد لويس‪....‬‬

‫لويس بصوت متزن(مترجم)‪ :‬اهًل بك‪......‬سيد أمير‬

‫ثم نظر لألوراق بحيرة(مترجم)‪ :‬أمير‪....‬اتصلت بك من اجل امر‬


‫طارئ‪.....‬‬

‫أمير ال يريد شيء آخر يشغل تفكيره اكثر من الًلزم‬


‫فطاقته نفذت‬
‫(مترجم)‪ :‬ماذا حدث سيدي؟‬
‫لويس بهدوء(مترجم)‪ :‬تصلني رسائل تهديد من أجل‬
‫امر‪.....‬العمل الخيري األخير‪....‬اعتقد أن هناك عصابة ليست‬
‫هيّنة‪....‬تُريد أن تتخ ّلص من اعمالنا واخذ المال المدفوع لها‬
‫‪.....‬ليكون من نصيبهم‪...‬‬
‫امير قوس شفتيه(مترجم)‪ :‬ماذا؟‪......‬هل اخبرت المسؤولين‬
‫‪......‬لن يقبلوا هذا األمر ابدًا‪.....‬حتى المدنيين هنا لن يتقبلوه‬

‫لويس اخذ نفس عميق(مترجم)‪ :‬لهذا اتصلت بك‪........‬حدثتهم‬


‫مسبقًا عن تلك التهديدات ووصلني األمر في التوقف عن عمل‬
‫اإلنشاءات‪.....‬واالعمال الخيرية األخرى‪....‬وشددوا على منزلي‬
‫الحراسة‪.....‬من اجل الحماية!‬
‫أمير بتعجب(مترجم)‪ :‬هل توصلوا إليهم؟‬
‫لويس (مترجم)‪ :‬حدثني رئيس الشرطة أن نفس تلك الرسائل‬
‫تصل إحدى الرجال المهمين في هذا البلد‪.....‬ايضًا ‪.....‬عصابة‬
‫كبيرة لها نفوذ واسع‪.....‬همها رجال االعمال والسياسين‬
‫‪.....‬واخذ األموال منهم لذلك‪.......‬اخبرت كل من عملوا معي في‬
‫نقل أموالهم خارج البلد والسفر بعيدًا في اقرب وقت‬
‫ممكن‪.....‬وستكون هناك حراسة مشددة لحمايتكم من قبل‬
‫األمن‪.....‬‬

‫أمير يبدو أنّ األمور تعقدت اكثر لذا تحدث بتردد(مترجم)‪ :‬سيدي‬
‫في هذه األوان ‪...‬ال استطع‪.......‬لدي أمور عائلية خاصة ‪....‬تلزم‬
‫علي البقاء هنا‪...‬‬
‫لويس لينهي النقاش(مترجم)‪ :‬حسنًا‪......‬سأضطر بإزالة اسمك‬
‫من النظام في االعمال الخيرية واالعمال األخرى ‪.....‬لكي ال‬
‫ي ان افعله من اجل‬
‫صلوا إليك وهذا امر بسيط عل ّ‬
‫يتو ّ‬
‫حمايتك‪.......‬‬

‫أمير باحترام(مترجم)‪ :‬ماذا عنك سيدي؟‬

‫لويس بهدوء(مترجم)‪ :‬سابقى هنا ألنظر لألمر ومن ثم سآخذ‬


‫عائلتي وسأسافر بعيدًا بشكل سري‪....‬واآلن ساغلق الخط‬
‫‪....‬امير انتبه على نفسك وعائلتك ال اريد أن يتضرر احدًا‬
‫بسببي‪....‬‬

‫أمير (مترجم)‪ :‬ال تقلق‪...‬سأبذل كل ما بوسعي لحمايتهم‪.....‬‬


‫ثم اغلق الخط ونهض سري ًعا‪ ،‬ساح ًبا هاتفه الخلوي‬
‫دام األمر وصل إلى التهديدات لمن هم أكبر منه‬
‫حت ًما سيصله األمر وعليه أن يحمي عائلته وإال‬
‫نفضح األفكار من عقله‬
‫فتح هاتفه انهالت عليه المكالمات برقم مجهول‬
‫ورسائل‬
‫لفتت انتباهه رسالتها تلك‬
‫التي كتبت فيها‬
‫(أمير‪.....‬عارفة منيح أنك توصلت لحقيقة األمر ياللي بخاف منها‬
‫امير باحلف إلك كنت مجبورة‪ ،‬هددوني لو ما عملت معهم راح‬
‫يئتلوا بنتي نور‬
‫وانا ما عندي اغلى منّا بعدك‬
‫احترت شو راح اعمل عملت مع جورج من اجل مهمة وكلني‬
‫إيّاها‬
‫مشان اعمل جواز باسم ُمراد بذاك الوئت ما كنت بعرف انه‬
‫نفسوه ياللي ئتل بنتي‬
‫وما فكرت منيح كان يئدر يطلعوا إللوا بس كان بدوا إياه بطريئه‬
‫سريعة حتى يهروبوه من البلد عن طريق شخص تاني ما يشكوا‬
‫فيه األمن‬
‫هوي انا‬‫اللي ّ‬
‫ألنه وئتها انمسك بقضية مخدرات ولكن طلع منها!‬
‫ساعدته بدون اعرف‬
‫واستغلني اكتر في حماية بنتوا‪.....‬ايًلف‬
‫صديقة نور هي بنت جورج‬
‫استغلني بتوقيع عقود‪........‬واستغل خوفي على بنتي واعتدى‬
‫ي‬
‫عل ّ‬
‫عمري ما خنتك أمير‬
‫مشان هللا ال تفكر فيني هيك‬
‫احمي بنتي امير منهم ‪ ،‬وخبرها عن كل شي‬
‫خبرها أنه عنّدها بنت‬
‫خبرها أن يوسف عمروا ما كرها‬
‫وخلها ترجع على بلد ابوها بترجاك‬
‫جورج ومراد ما راح يخلوها بحالها‬
‫وكمان انتّا ارجع على البنان‬
‫وسامحني امير‬
‫سامحني ما بئدر شوفك تاني‬
‫سامحني)‬
‫مسح على رأسه عدّت مرات وقرأ رسالتها بما يقارب الست مرات‬
‫من اجل أن يستوعب معنى حديثها األخير‬
‫ثم همس بخوف‪ :‬الال ديانا ما بتعملها‪...‬‬
‫ثم خرج من المكتب راكضًا إلى سيارته‬
‫قلبه بدأ ينقبض وعقله يشتم جورج و ُمراد بًل كلل‬
‫ماذا لو ؟‬
‫نفض الفكرة من رأسه ‪ ،‬وبدأ بالقيادة ومن ثم اتصل على نور‬
‫سبات عميق ‪ ،‬كانت مستلقية على ظهرها‬ ‫والتي كانت تغط في ُ‬
‫بارتخاء شديد‬
‫وواضعه يديها بالقرب من رأسها‬
‫سمعت الرنين وسري ًعا ما نكمشت حول وسادتها وحضنتها وهي‬
‫تتأفف‬
‫طت بها رأسها‬ ‫صغرى وغ ّ‬ ‫سحبت الوسادة ال ُ‬
‫ولكن أمير هنا زاد خوفه اكثر وكان هناك زحمة سير فصرخ‬
‫متوترا‬
‫ً‬
‫‪:‬يا هللا مو وئت هالزحمي‬
‫أعاد االتصال فنهضت وهي تشتم المتصل‬
‫ولكن ما إن نظرت للشاشة حتى سكتت واجابت‪ :‬بونجور بابا‬
‫أمير‪...‬‬
‫قاطعها بخوف‪ :‬نور بنتي‪....‬أميك جات على البيت وال؟‬
‫نور أبعدت خصًلت شعرها للوراء وبصوت مليء بالنوم‪ :‬لم كنت‬
‫بنام ما شفتكم كنت افكر انكم طالعين مع بعض‪...‬‬

‫أمير اغمض عينيه وبدأ بضرب (البوري_الهرن)‬


‫شغله‬
‫ال يُريد ان يجعلها تتشاغب لذا قال‪ :‬تمام اجل راحت على ِ‬
‫‪....‬يًل ئومي روحي على جامعتك‪...‬‬
‫نور بهدوء‪ :‬تمام‪...‬‬
‫امير ‪ :‬باي‬
‫ثم اغلق الخط واجرى اتصال سريع مع إحدى رجاله ليبحثوا عنها‬
‫ويتوصلوا إليها‬
‫ولكن هناك اتصال جعل موازينه تتغيّر‬
‫اتصال بنفس الرقم المجهول الذي انهالت عليه اتصاالته بعد أن‬
‫فتح هاتفه لهذا الصباح‬
‫قلبه وقع في قيعان الشك والخوف توقف أمام اإلشارة‬
‫أجاب (مترجم)‪ :‬الو‪....‬‬
‫اتاه صوت رجالي حازم(مترجم)‪ :‬السيّد أمير‪.....‬‬
‫أمير ازدرد ريقه (مترجم)‪ :‬نعم‪....‬معك‪.....‬من أنت؟‬
‫الرجل تحدث بشكل رسمي(مترجم)‪ :‬عزيزي من فضلك أأتي إلينا‬
‫‪....‬إلى مستشفى أكسفورد الـ‪......‬‬
‫أمير انفصل عن العالم‬
‫ً‬
‫مطوال‬ ‫وأخذ يفكر‬
‫هل هربت من الحياة‬
‫أم هم من هر ُّبوها مرغمة‬
‫ماذا حدث يا تُرى !؟‬
‫ماذا حدث‪...‬‬
‫بدال من فقدانها لثمان سنوات‬ ‫هل يُعقل أنه سيفقدها لألبد ً‬
‫هل يُعقل أنها ستكون‬
‫تحدث الرجل لمقاطعة أفكاره(مترجم)‪ :‬سيد امير هل تسمعني‪....‬‬
‫أمير نزلت دموعه على خديه مسحها سريعًا وبدأ بالقيادة ‪:‬‬
‫‪ok……I will come to here…..‬‬
‫انقطعت أنفاسه واشتدّت حرارة جسده كل األفكار السيئة أتت إليه‬
‫لتحاوطه وتحتضنه بعمق ُحزنها‬
‫قال له انه سيأتي إليها‬
‫قال لسانه ذلك وبه رعشة خوف من فُراق عميق قاهر!‬
‫ليس له القدرة على السيطرة على خوفه‬
‫هل ظلمها ح اقا‪....‬ال يهم‬
‫كل ما يعرفه اآلن هو ما زال يحبها وخائفًا من فقدانها‬
‫ولكن ماذا حدث هل قتلوها؟!‬
‫اصبح أمام باب المستشفى ‪...‬رجًله لم تعد قادرة على حمله لم‬
‫تعد قادرة على ثقله‬
‫اول خطواتها‬ ‫جر قدمه اليُمنى وقدمها على اليسرى ليخطو ّ‬‫ّ‬
‫للفاجعة التي تنتظره‬
‫قلبه بدأ ينشد ويعزف ألحانًا غريبة من الخوف‬
‫ومن االشتياق‬
‫فجأة اخذ يشتاق إليها وناد ًما على عدم ذهابه باألمس للمنزل‬
‫ترقرقت عينيه‬
‫اخيرا دخل إلى المستشفى ‪،‬‬‫ً‬
‫من هم في االستقبال وقفوا احترا ًما له ألنهم عرفوه فهو رجل‬
‫أعمال مشهور كما ذكرت سابقًا ويظهر في التلفاز والجرائد‬
‫اخبروه بأن يتو ّجه إلى الطابق الثاني لمكتب الدكتور براد‬
‫ذهب‪ ،‬وعقله يسترجع الذكريات القديمة‬
‫وقلبه ينزف ُحبًا جديد واشتياق عظيم‬
‫وندم كثير!‬
‫وصل إلى المكتب رأى افراد الشرطة ‪ ،‬امام باب المكتب المفتوح‬
‫والطبيب يتحدث معهم‬
‫وما إن رآه الطبيب تقدم إليه‬
‫تحدث بضعف أمير(مترجم)‪ :‬أين ديانا؟‬
‫الطبيب اخذ نفس عميق وطبطب على كتفه(مترجم)‪ :‬سيّد‬
‫امير‪.....‬ال اعرف كيف اخبرك ولكن‪...‬‬
‫أمير ما زالت عينيه مليئة بالدموع وشفتيه ترتجفان خو ًفا مما‬
‫يدور في عقله(مترجم)‪ :‬ماذا‪.......‬ماذا حدث لها؟‬
‫الطبيب بهدوء(مترجم)‪ :‬تم العثور عليها في الحدود‬
‫الغربية‪......‬مطل ًقا النار عليها‬
‫اغمض عينيه امير وشعر بدوران رأسه‬
‫أصبحت مخاوفه امام عينيه وتحت مسامعه‬
‫اكمل الطبيب شار ًحا األمر(مترجم)‪ :‬وبعد التحقيق الجنائي‬
‫السريع‪.......‬والعثور على البصمات أكدت انها عملية انتحارية‬
‫‪.....‬‬
‫ص ِعق وخانته رجًله من ان تشيله فجثل على ركبتيه‬ ‫ُ‬
‫وامسكه طبيب (مترجم)‪ :‬سيد امير‬
‫امير تحامل على اوجاعه ‪ ،‬نهض وعينيه مليئتين بالدموع‬
‫(مترجم)‪ :‬أين هي‪......‬‬
‫اتى احدى رجال الشرطة بقول‪ :‬سيد امير عليك أن تراجعنا في‬
‫المركز إلنهاء اإلجراءات الًلزمة‬
‫متجاهًل الشرطي‪ :‬اين هي؟‬ ‫ً‬ ‫امير نهض وسأل الطبيب‬
‫هز رأسه الشرطي‬ ‫ً‬
‫وفعًل ّ‬ ‫الطبيب نظر للشرطي وكأنه يريد االذن‬
‫للذهاب معه وتوجهوا إلى الغرفة المنعزلة‬
‫تحدث امير(مترجم)‪ :‬اتركنا لوحدنا‬
‫الطبيب برفض يعلم أمير ربما دخل في حالة صدمة وال يدري ما‬
‫الذي قد يحدث اآلن له‬
‫فقال(مترجم)‪ :‬س ّيد‪..‬‬
‫قاطعه أمير بضعف (مترجم)‪ :‬رجا ًء‬

‫دخل أمير وانغلق الباب عليهما رأى جثتها الممددة على السرير‬
‫األبيض والغطاء األبيض ايضًا مغطي جسدها ووجهها‬
‫يُريد أن يتأكد هل هي ديانا أم ال؟‬
‫اهتز جسده بضعف‬
‫واقترب منها‪ ،‬م ّد يديه إلزاحة الغطاء وهو يرتجف خو ًفا‬
‫واخيرا ازاحه‬
‫ً‬
‫ونظر لوجهها وخارت قواه وانحنى لألمام مغمض العينين يبكي‬
‫بًل صوت‬
‫وجهها شاحب وشفتيها مبيضتين‬
‫رأسها ملفو ًفا بشاش ابيض وعلى جانبه بقعة حمراء!‬
‫تحدث بهمس‪ :‬ليش عملتي هيك؟‪.....‬ليييييييييييييييييييش‪....‬‬
‫نظر لوجهها واخذ يمسح على خصًلت شعرها المرتخية جانبًا‬
‫على السرير‬
‫سقطت قطرات دموعه على وجهها تحدث بألم‪ :‬ديانا ‪......‬انا‬
‫مسامحك ‪.....‬بس ما فيني اسامحك على هروبك مني‬
‫وانتحارك‪......‬ديانا‪....‬‬

‫انخرس برغبة شديدة للبكاء بكى بصوت شبه مسموع‬


‫ولم يُمانع نفسه في أن يرفع الجزء العلوي من جسدها الحتضانه‬
‫بشدة‬
‫وبكى وهو يلومها ‪ ،‬ويوبخها‬
‫واخيرا جلس على طرف السرير واخذ يطبطب على ظهرها‬ ‫ً‬
‫وعينيه محمرتين والطبيب ينظر إليهما من خًلل النافذة الدائرية‬
‫المتوسطة الباب‬
‫تحدث‪ :‬ديانا‪.......‬كيف راح عيش‪......‬ونور كيف راح ئلها انك‬
‫‪...‬‬
‫شدها إليه اكثر ‪ ،‬قبّل كتفها األيمن‬
‫ويسارا‬
‫ً‬ ‫بكى وهو يهزها يمينًا‬
‫وهمس في اذنها‪ :‬ليش اضعفتي؟‪.....‬للللللللللليش‪...‬‬

‫ومن ثم نهض ووضعها على السرير وهو يبكي بدموع كثيفة‬


‫وبهلوسة ‪ :‬نامي‪.....‬نامي حبيبتي نامي‪...‬‬
‫قبلها على جبينها ومن ثم ارخى جبينه عليها واغمض عينيه‬
‫ال يُريد ان يتركها ‪،‬يشعر بالخوف من فكرة العيش دونها‬
‫كيف سيتأقلم على فقدانها‬
‫يشعر باأللم ‪،‬ال يريد ان يودعها ال يريد ان يعيد تلك اللحظات‬
‫حًل لزواجها من يوسف‬ ‫بالقرب من الجبل حينما بكت تريد منه ا‬
‫ففي تلك المنطقة التي ترككها قبلها قُبلة الوداع وافترقا‬
‫هل حان موعد هذا السيناريو‬
‫هل حان موعد الحلقة األخيرة من حياتهما مع بعض!‬
‫طم جورج و ُمراد ولكن اآلن هو ضعيف‬ ‫و ّد لو يح ّ‬
‫ضعيف لدرجة غير قادر على ان يقف مرةً أخرى على األرض‬
‫وثقله كله في نقطة اتزان جبينه المسند على جبينها‬
‫بكى بصوت وش ّد على كتفها‬
‫ال يريد منها ان تختفي ال يريد ان يبقى وحيدًا كما في السابق‬
‫ال يريد أن تترك على كتفه عبء ثقيل ومظلم!‬
‫فتح عينيه ‪ ،‬سقطت دموعه على وجنتيها‬
‫همس بضعف‪ :‬كسرتيني‪.....‬كسرتيني ‪....‬ديانا‪.....‬هللا يخليك‬
‫‪.....‬ئومي‪.....‬‬

‫قبلها قُبلة الوداع ثم نهض ‪ ،‬وجسده يهتز بضعف ‪ ،‬العالم كله‬


‫اصبح ضيقًا عليه اصبح خانقًا له‬
‫غطاها ببطء وكأنه ال يريد ان ينسى مًلمح وجهها خائفًا ان ينسى‬
‫شكلها‬
‫ثم‬
‫لم يخرج!‬
‫لم يستطع أن يخرج سحب يدها من تحت الغطاء قبلها وجثل هنا‬
‫على ركبتيه ودخل الطبيب‬
‫انهار كلياا هنا وبكى بًل حول وال قوة‬
‫اخذ يلومها وتارة يلوم نفسه‬
‫صرخ الطبيب إلحدى الممرضات في جلب المهدأ‬
‫وهرعت إليهما سري ًعا سحب الطبيب يده من يد زوجته وثبت امير‬
‫حتى حقنوه وبدأ يتجاوب مع المهدأ‬
‫وترك يد ديانا تتد ّل من على السرير وهو جسده ارتخى كلياا على‬
‫األرض واتى بنقالة ونقلوه لغرفة جانبية أخرى‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪........................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استيقظت من نومها ‪ ،‬تشعر باالرتياح بعدما ما حدث بينها وبين‬
‫قصي باألمس‬
‫تطول في التفكير‬
‫ولكن بدأت تفكر ما هي نهايتها معه؟! ولكن لم ّ‬
‫سحبت حقيبتها لترتيب جدولها الدراسي‬
‫وتبدأ بالمذاكرة ولكن شعرت بالجوع‪ ،‬نهضت من على الكنبة‬
‫متوجهة للمطبخ‬
‫فتحت الثًلجة‬
‫والتي تحملها بداخلها مالذ وطاب من األصناف‬
‫قصي ال يقصر معها ابدًا من هذه الناحية ولكن‬
‫اين (الشيبسات الشوكًلتات‪ ،‬والحلويات)‬
‫هل قام برميهم باألمس قبل ان يذهب؟‬
‫تأفأفت‬
‫وضربت برجلها على االض بقول‪ :‬ياربي ليش؟‬
‫ثم نظرت ألرجاء المطبخ بملل ‪ :‬وهللا مالي خلق اطبخ‪....‬‬
‫فكرت اكثر وهي تردف‪ :‬شكلي راح انزل للبقالة واشتري كيسة‬
‫السعادة‬
‫ثم ركضت لناحية الغرفة ‪ ،‬وسحبت من على الشماعة‬
‫عباءتها وغطائها ارتدتهم بعجل‬
‫ومن ثم خرجت دون ان تأخذ هاتفها الخلوي وبينما نسيت أن‬
‫تأخذ مفتاح الشقة معها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫البارت التاسع‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم ينم بسبب بكاء الطفل وحاجته للغذاء والتبديل‬
‫فاضطر باألمس إعطاؤه لوالدته التي اخذته يمن ٍة ويسرى باألسالة‬
‫التي ال جواب لها‬
‫اخبرها أن زوجته ذهبت إلى بيت خاله ألنها متعبة ولكن لم تنطلي‬
‫على والدته تلك األكاذيب التي قالها ولكن رحمت حاله ووضعه‬
‫واخذت الطفل من يده‬
‫واسكتته وارضعته من الحليب الصناعي وغ ّيرت ما تحته وبعد ان‬
‫نام وضعته بغرفتها هي وزوجها‬
‫تساءل أبا سيف عن األمر فقالت زوجته‪ :‬بكرا نسال ولدك‬
‫لم يخرج من غرفته إال للعمل وبعد انتهاؤه‬
‫باكرا وحبس نفسه‬‫وألنه ليس هناك مناوبة له في هذا اليوم اتى ً‬
‫في الغرفة ال يُريد ان يسأله احد ع ّم حدث بينهما‬
‫وابنه ما زال عند والدته‬
‫وكًل منهم ذهب‬‫اخوانه عادوا من اشغالهم تناولوا وجبة الغداء ا‬
‫ليرتاح في غرفته‬
‫كيف يتصرف مع األمر ‪ ،‬كيف؟!‬
‫يصعب عليه األمر بينما هو مخطأ وليس لهُ الحق في التبرير‬
‫والدفاع عن نفسه ألنه ال يجد كلمات في الواقع تبرؤه مما وقع‬
‫على اكتافه من ذنب!‬
‫أخيرا خرج من جناحه ونزل إلى الصالة رآه والده فتحدث‪ :‬سيف‬ ‫ً‬
‫تعااااااااال‪....‬‬
‫اغمض عينيه ليمتص التعب الذي جثل على قلبه فجأة‬
‫ذهب لناحية والده ووالدته تُراقبه وتراقب تعابير وجهه وابنه في‬
‫حضنها‬
‫أشار له والده‪ :‬اجلس‬
‫جلس سيف وشبّك يديه ببعضها البعض‬
‫بو سيف ‪ :‬اللي عرفته زوجتك زعًلنه‪......‬بس اللي ماني فاهمه‬
‫كيف تركت ولدها عندك‪.....‬اغلب األمهات همهم اعيالهم‬
‫‪.....‬شصاير؟‪......‬وش اللي خًلها تروح بيت أهلها حتى ولدها ما‬
‫خذته‪...‬‬
‫سيف بهدوء نظر ألبيه‪ :‬يبه ما فيه زوجين خالين من‬
‫المشاكل‪.....‬صارت بيني وبينها مشكلة‪.....‬باألمس وطلبت تروح‬
‫بيت أهلها وما رفضت وتركت عبد هلل ألنها تعبانة‪....‬‬
‫بو سيف بتذكر‪ :‬وليش ما جيت ملكة عمك‪......‬ليش ما تعوذت‬
‫من ابليس وجبتها معك بدل جلستكم اللي مادري كيف صارت‬
‫وتمشكلتوا مع بعض فيها‪....‬‬
‫سيف ‪...‬ما هو هذا األمر الذي تسبب في خلق أكبر المشاكل‬
‫بينهما!‬
‫تنهد بضيق‪ :‬على العموم صار اللي صار‪...‬‬
‫ام سيف لم تحبذ التدخل اآلن ألنه سيف غير متاح لحديثها الغير‬
‫مقبول‬
‫سكتت وستأجله في ميعاد آخر‬
‫بو سيف بجدية‪ :‬روح كلمها وراضها‪......‬ورجعها ببيتها يا‬
‫سيف‪.....‬‬
‫سيف نهض بهدوء‪ :‬إن شاء هللا‪....‬‬
‫ثم نظر لوالدته‪ :‬يمه ديري بالك على عبد هلل‪....‬واضح ام عبد هلل‬
‫بتطول‬
‫ّ‬
‫ثم خرج ولم يترك مجال لوالده للحديث وعلى خروجه نزل قصي‬
‫والتفت إليهما وإلى وجههما الخالي من أي ردت فعل‬
‫سحب عبد هلل من يد والدته وهو يقول‪ :‬يا زين هالخشة‪......‬‬
‫ثم قبّل خده بلطف ‪ :‬سيف ما نزل؟‬
‫ام سيف بشتات ذهن‪ :‬إال ‪.....‬وطلع‪.....‬‬
‫بو سيف نظر ألبنه‪ :‬شكلك طالع‪...‬‬
‫قصي اعطى والدته عبدهلل ‪ :‬بروح النادي‪.....‬يًل عن اذنكم‬
‫بو سيف نظر لزوجته‪ :‬اتصلي على الجازي وسأليها وش‬
‫فيها‪.......‬كًلم ولدك ما عجبني‪.....‬‬
‫بنوم عبود‬
‫ام سيف ازدردت ريقها‪ :‬ال تاكل هم بكلمها بس ّ‬
‫بو سيف نهض‪ :‬زين‪......‬انا طالع عندي كم شغلة أخلصها وارجع‬
‫فمان هللا‬
‫ام سيف ‪ :‬فمان الكريم‬
‫ما إن خرج حتى تمتمت‪ :‬آه يا سيف ليكون قلت لها وهدمت بيتك‬
‫بإيدينك‬
‫ثم نهضت متجه للدور العلوي لترضع الصغير!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪........................‬‬
‫مشت لناحية (الشيبسات والشكوالتات) اخذت األنواع التي‬
‫تفضلها حاسبت ومن ثم خرجت من (البقالة) وكانت قريبة جدًا‬
‫من العمارة التي تسكن فيها‬
‫مشت بخطى مطمئنة وهادئة ‪ ،‬الوقت يُشير إلى الساعة الرابعة‬
‫عصرا‬
‫ً‬
‫كثيرا بالناس ولكن هناك مجموعة من الصغار‬ ‫ً‬ ‫الشارع ليس ممتأل‬
‫التي تتراوح أعمارهم بين السابعة وحتى الثانية عشر من العمر‬
‫يلعبون كرة القدم في الواجهة الرملية بالقرب من (البقالة)‬
‫وهي تمشي احدهم ركل الكورة بقوة وأتت في منتصف رأسها‬
‫تما ًما‬
‫صرخت متألمة وهي تشتمهم التفتت عليهم ‪ :‬عمى ان شاء هللا‬
‫وين عيونكم‪......‬‬
‫أتى احدهم ذو العشر سنوات‪ :‬في وجهنا يعني وين باهلل‬
‫اتى اآلخر ساحبًا الكرة من تحت قدميها ‪ :‬بالغلط جاتها(ركلها)‬
‫اخوي عليك‪.....‬‬
‫ُمهره استغفرت ثم ولّت بظهرها عنهما ‪ ،‬حقيقةً آلمتها الركلة‬
‫ولكن تحاملت على نفسها واكملت الطريق إلى أن دخلت العمارة‬
‫ومن ثم صعدت إلى شقتها وما إن وقفت امام الباب‬
‫أدركت فهاوتها واضطرب قلبها‬
‫دون شعور رفعت نقابها من على وجهها وصفقت على خديها‪ :‬يا‬
‫ويل حالي‪........‬صدق إني غبية كيف ما اخذت المفتاح‪....‬‬
‫ثم ضربت على جبهتها‪ :‬والجوال‪....‬‬
‫سقط الكيس من يدها واخذت الحيرة تسيطر على تفكيرها كله‬
‫ولكن حاولت ان تتزن اعادت النقاب على وجهها سحبت الكيس‬
‫من على األرض‬
‫وتوج ّهت للشقة الجانبية‬
‫وهي خائفة ضربت الباب بخفة وهي تطلب من هللا ان يلطف بها‬
‫قصي لن يرحمها على خروجها دون استئذان‬
‫ولن يغفر لها خطيئتها وغباؤها في اآلن نفسه‬
‫اتاها صوت انثوي تتساءل من الطارق‬
‫فأجابت‪ :‬انا جارتك ُمهره‪....‬‬
‫فتحت الباب وجعلتها تتفضل‬
‫مهره ما زال النقاب عليها‬
‫قالت لها‪ :‬شيلي نقابك زوجي ما هو هنا‪....‬‬
‫ازاحت مهره النقاب عن وجهها حكت جبينها بتوتر‬
‫صافحتها‪ :‬أنا مهره جارتك‪.....‬طلعت اشتري لي شغلة ونسيت‬
‫مفتاح الشقة عن ما آخذه وجوالي بعد‪.....‬فاعذريني جيتك بوقت‬
‫غير مناسب‬
‫صافحتها بحرارة وابتسمت في وجهها‪ :‬حبيبتي ماله داعي‬
‫لًلعتذار‪.....‬والوقت مناسب تفضيل تفضلي جلسي‪...‬‬
‫جلست ُمهره ‪ ،‬ووضعت الكيس جانبًا‬
‫متوترة وال تريد ان تتخيّل ردت فعل قصي‬
‫ذهبت الفتاة لجلب الماء‬
‫ثم أتت وناولتها الكأس وهي تقول‪ :‬أنا اسمي فاطمة‪...‬‬
‫ُمهره ارتشفت القليل ‪ :‬تشرفت‪....‬‬
‫فاطمة بهدوء‪ :‬تشرفت بك أكثر‪......‬ما عمري شفتك بصراحة‬
‫واضح انك ما تخرجين كثير‪....‬‬
‫ُمهره بتورط‪ :‬أي‪.....‬يعني احب الجلوس بالشقة اكثر‪.....‬وحدي‬
‫اروح وارجع من المدرسة‪....‬‬
‫فاطمة بابتسامة ورحابة صدر‪ :‬ما شاء هللا عليك‪.....‬انا عكسك‬
‫احب الطلعات مرا‪.....‬بس من بعد ما راح زوجي على الحد‬
‫الجنوبي ‪.....‬ما عدت اخرج كثير‪....‬‬
‫ُمهره شعرت بالحرارة واالختناق البد ان تعود للشقة قبل فوات‬
‫األوان فتحدثت ‪ :‬هللا يرجعه لك سالم يا رب‬
‫فاطمة ‪ :‬آمين‪.....‬‬
‫ُمهره باحراج‪ :‬فاطمة مع ليش آخذ جوالك اتصل على زوجي‬
‫بس‪....‬‬
‫فاطمة نهضت ‪ :‬اكيد حبيبتي‪...‬‬
‫سحبت هاتفها من على الطاولة ومدّته ل ُمهره‬
‫ُمهره اخذته‪ ،‬وعندما أرادت االتصال عليه تذكرت انها غير حافظة‬
‫لرقمه‬
‫فازدردت ريقها‬
‫كيف تتصرف األمر اصبح معقدًا اكثر‬
‫هل تتصل على عمها؟!‬
‫رفضت الفكرة تما ًما‪ ،‬ال تُريد أن توصل األمور إلى هذه الدرجة‬
‫قطع عليها األفكار ذلك الصغير حينما اتى إلى والدته‬
‫قالت ُمهره‪ :‬نسيت رقمه‪......‬‬
‫فاطمة حملت ابنها إلى حضنها ‪ :‬رقم زوجك؟‬
‫ُمهره واجتمعت الدموع في عينيها‪ :‬أي‬
‫فاطمة تطمئنها‪ :‬مع ليش يمكن يرجع بالليل ‪.....‬فتطلعين له‬
‫وخًلص‪......‬وزوجي قلت لك ما هو هنا فاخذي راحتك ولو حابة‬
‫تتصلين على احد ثاني من اهلك ما فيه مشكلة‪.....‬‬
‫ما ال تعرفينه حقيقة هذا الزواج ‪،‬‬
‫ُمهره لتضيع توترها وخوفها‪ :‬ببقى هنا للمغرب هللا يعينك علي‪...‬‬

‫فاطمة ‪ :‬شدعوة‪....‬من هللا انا ابي احد اتسلى معه‪.....‬بقوم اسوي‬


‫شاي وقهوة ‪...‬ونجلس نتعرف على بعض اكثر‪....‬‬
‫نهضت فاطمة ووضعت ابنها على الكنب‪ :‬حمودي حبيبي اجلس‬
‫عاقل‬
‫ُمهره نهضت وجلست بالقرب منه‪ :‬ابنك؟‬
‫فاطمة وهي تجمع شعرها وتضعه جان ًبا‪ :‬أي اسمه‬
‫أحمد‪....‬وعمره ثًلث سنوات‬
‫ُمهره اخذت تًلطفه بالحديث ومن ثم قالت‪ :‬هللا يخليه لك‬
‫وذهبت فاطمة إلى المطبخ لتعمل الشاي والقهوة‬
‫وتضع في صحون التقديم المكسرات والحلويات‬
‫وكذلك (الفصفص)‬
‫كثيرا من فكرة قدوم‬
‫ً‬ ‫ُمهره اندمجت مع الصغير ولكن مرعوبة‬
‫قصي وهي في خارج الشقة ستنهي األمر بعد قليل بعد ان تتصل‬
‫على عمها‬

‫أتت فاطمة بعد ربع ساعة وفي يدها صحن كبير وضعته على‬
‫الطاولة ومن ثم ذهبت للمطبخ إلحضار دلة الشاي والقهوة‬
‫ُمهره باحراج‪ :‬كلفتي على نفسك‪...‬‬
‫فاطمة تسكب القهوة في الفنجان‪ :‬حبيبتي ما فيها كًلفه‪.....‬وزين‬
‫نسيتي مفتاحك عشان اتعرف عليك‬
‫ضحكت ُمهره بخفة على غباؤها في الواقع‪ :‬ما اكذب عليك إني‬
‫متوترة‬
‫فاطمة طبطبت على فخذها‪ :‬مانتي في الشارع ‪......‬انتي في امان‬
‫وزوجك اكيد بيجيك بالليل‪....‬‬
‫ُمهره توهقت كيف تخبرها أنّها متزوجة بالسر ‪ ،‬وال تراه يوم ًيا‬
‫ابتسمت مجاملة لها لتخفي خوفها‬
‫فأردفت فاطمة‪ :‬بصراحة ما عمري فكرت اتعرف على الجارات‬
‫‪.......‬ألنه باالصل تو ناقلين لهالشقة وبعد رجوع زوجي باذن هللا‬
‫بننقل بشقة في بيت ابوه‪....‬ار ّيح له واصرف له‪....‬‬
‫ُمهره بهدوء‪ :‬ليش ما سكنتوا من البداية‬
‫فاطمة مدّت صحت البقًلوة ل ُمهره‪ :‬ألنه ما بعد يبنون بيتهم‬
‫الجديد من األساس ألنهم كانوا ساكنين ببيت جد زوجي ولكن‬
‫توفى والكل خذ نصيبه ‪...‬عاد‪.....‬تو خلص بيتهم من‬
‫نتزوج في ذيك األوضاع‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫البني‪....‬وزوجي اصر‬
‫ُمهره اندمجت معها بالحديث‪ :‬هو يصير لك‪.....‬‬
‫فاطمة بابتسامة‪ :‬ولد خالتي‪.....‬‬
‫ُمهره بشقاوة ‪ :‬تزوجتوا عن حب؟‬
‫ضحكت فاطمة بحرج‪ :‬ال ‪.....‬زواج تقليدي‪......‬بس بعد الزواج‬
‫صرنا عشاق‬
‫ُمهره ضحكت بخفة‪ :‬هههههههه هللا يهنيكم‪...‬‬
‫فاطمة ارتشفت القليل من القهوة‪ :‬أي وأنتي؟‬
‫ُمهره بتوتر ‪ :‬أنا ايش؟‬
‫فاطمة مبتسمة‪ :‬شكلك صغير‪....‬وما يوحي انك مزوجه‪......‬‬
‫غمزة لها‪ :‬شكلكم مزوجين عن ُحب‪....‬‬
‫س ِكب عليها كيف تُجيبها‬
‫شعرت وكأن ماء بارد ُ‬
‫لن تنسى تحذيرات زوجها لها في االفشاء عن هذا الزواج‬
‫والتحدث به‬
‫اكتفت بقول‪ :‬انا مزوجة بالسر لظروف‬
‫شهقت هنا فاطمة حتى لفتت انظار ابنها لشكلها المذعور‬
‫سا في وسطهما يلعب بلعبته بهدوء‬ ‫كان ابنها جال ً‬
‫‪:‬حرااااام‪....‬توك صغيرة وش حادك على الزواج هذا‪....‬‬
‫ُمهره لتنهي المسألة‪ :‬ظروف‪....‬وهلل الحمد طحت في واحد كويّس‬
‫فاطمة بشفقة ‪ :‬بس معروف هالزواج هذا حقوق المرأة فيه‬
‫ضعيفة ومسلوبة بعد‪......‬اهلك جبروك‪....‬يعني‪...‬‬
‫ُمهره ال تريد أن تكثر الحديث ‪ ،‬فاألمر حقاا بدأ يضايقها‬
‫نظرت للصغير مسحت على رأسه‪ :‬نصيب‪......‬يا فاطمة ‪.....‬وهذا‬
‫نصيبي‪....‬‬
‫فاطمة بحرج‪ :‬انا آسفة لو‪...‬‬
‫قاطعتها وهي تحمل احمد وتقبله‪ :‬ال عادي بس خلينا نغير‬
‫الموضوع‬
‫فاطمة ابتسمت وهي تنظر ألبنها‪ :‬صاير هادي لم شافك ‪....‬شكله‬
‫مستحي‪....‬‬
‫ُمهره قبلته مرة أخرى‪ :‬فديت اللي يستحون‪....‬‬
‫ثم اخذت تًلعبه وتًلطفه‪....‬‬
‫قليًل تذكرت ‪ ،‬ماذا لو لم يأتي قصي اليوم لها هل‬‫وسرحت ً‬
‫ستتغيّب عن االختبار؟!‬
‫اوه غدًا ‪.....‬اول أيام المراجعة وهناك اختبار شهري أخير عليها‬
‫ان تذاكره‬
‫نهضت كالمقروصة‬
‫حتى تساءلت فاطمة‪ُ :‬مهره حبيبتي وش فيك؟‬
‫ُمهره بتوتر‪ :‬فاطمة الزم ارجع الشقة ‪......‬علي اختبار‬
‫بكرا‪....‬وما ادري زوجي اليوم يجي وال‪....‬‬
‫فاطمة اشارت لها‪ :‬اهدي ‪......‬طيب اتصلي على احد من اهلك‬
‫‪....‬الحين‪...‬‬
‫ستضطر باالتصال بعمها اخذت الهاتف من يد فاطمة‬
‫اتصلت عليه وكان في سيارته للتو خرج من عمله وسيذهب إلى‬
‫المنزل‬
‫نظر لًلسم ابتسم‪ :‬هًل وغًل باللي نستنا‬
‫ُمهره بهدوء‪ :‬هًل عمي‪...‬اخبارك‬
‫بو محمد‪ :‬الحمد هلل طمنيني عنك وعن زوجك‬
‫قليًل عن فاطمة التي جلست تًلعب ابنها الصغير‪:‬‬ ‫ُمهره ابتعدت ً‬
‫بخير‪.....‬بس عمي انا في ورطة‬
‫بو محمد بخوف‪ :‬وش فيك؟‬
‫ُمهره‪ :‬طلعت مضطرة عشان اشتري شي وبدون ما استأذن من‬
‫قصي ونسيت عن ما آخذ مفتاح الشقة‪......‬وحتى جوالي مو معي‬
‫ومو حافظة رقم قصي اتصل عليه قوله يجي‪.....‬‬
‫بو محمد بقلق‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل‪.....‬كيف كذا تطلعين بدون‬
‫ما قولين له‪......‬حتى لو بقيتي شي كان قلتي لي وجبته‬
‫لك‪......‬طيب الحين انتي وين؟‬
‫ُمهره اجتمعت الدموع في عينيها‪ :‬في بيت جارتي‪....‬تكفى عمي‬
‫قوله يجي ابي اذاكر‪....‬‬
‫بو محمد بتفهم‪ :‬طيب طيب‪.....‬بكلمه وانتي خلك عند جارتك‪.....‬‬
‫مع السًلمة‬
‫أغلقت الخط ثم ذهبت لناحية فاطمة التي قالت‪ :‬ابتسمي موصاير‬
‫إال كل خير‪.....‬شفيك مكبره الموضوع هاالشياء عادي‬
‫تصير‪....‬النسيان من عادة البشر محنا مًلئكة ما ننسى شي‪....‬‬
‫ابتسمت ُمهره هنا‪ :‬وانتي الصادقة‪.....‬‬
‫فاطمة ‪ :‬تعالي بس ذوقي الكيكة ‪.....‬من حضك سويتها اليوم‪....‬‬
‫ُمهره ابتسمت‪ :‬وهللا شكلها يشهي‬
‫‪..........................................‬‬
‫بدأ بالتمارين وهاتفه وضعه بعيدًا عنه‬
‫حيث أنه كان في الحقيبة الرياضية‬
‫اخذ بما يقارب النصف ساعة من قدومه إلى هنا‬
‫نزل من على السير لسحب علبة الماء والتي كانت قريبة من‬
‫الحقيبة‬
‫سحبها واخذ يشرب منها القليل‬
‫رنّ هاتفه ولكن بعدما أعادها إلى مكانها وذهب لناحية حمل‬
‫األثقال!‬
‫‪.............................................‬‬
‫اليوم قررت أن تخرج من قوقعة الكآبة ‪ ،‬قررت أن تكون اقوى‬
‫ألنها وجدت حل لهذه الخطبة التي ستنتهي ع ّم قريب‬
‫نزلت من غرفتها بعد أن اخذت غفوة طويلة بعد قدومها من‬
‫المدرسة‬
‫نزت إلى الدور األرضي وهي تجول بنظرها لألرجاء‬
‫كان الهدوء هو من يقعد بمقاعده في زوايا الصالة‬
‫هل ما زالوا في غفوتهم؟ ام ماذا؟!‬
‫ذهبت للمطبخ وهنا رأت والدتها تغسل الصحون بهدوء‬
‫خجلت من وضعها ولمقاطعتها لوالدتها منذ ذلك اليوم‬
‫حتى انها لم تعد تساعدها في االعمال المنزلية‬
‫فاتجهت بجانبها وهي تردف‪ :‬عنك يمه عنك‪ ......‬أنا بكمل جلي‬
‫الصحون‬
‫خيرا عند رؤية ابنتها ويبدو‬ ‫ام ناصر تهلل وجهها واستبشرت ً‬
‫انها في حالة جيدة ولكن ما زال وجهها شاحب ومائل للصفرة‬

‫فقالت‪ :‬قبل اجلسي احط لك غداء انتي نمتي بدون ما تاكلين‬


‫شيخة ابتسمت في وجه والدتها‪ :‬ال يمه مو مشتهية ‪......‬آكل‬
‫بعدين‬

‫ثم تقدمت لناحية المغسلة لتكمل غسل الصحون‬


‫ثم طرأ على بالها سؤال بدافع الفضول والخوف ايضًا!‬
‫فالتفتت سري ًعا على والدتها قبل ان تخرج من المطبخ‪ :‬يمه‪....‬‬
‫التفتت والدتها عليها ‪ :‬هًل يمه‪....‬شفيك؟‬
‫تقدمت لناحيتها وهي متوترة‪ :‬يمه‪......‬متى بيتقدمون لي‬
‫رسمي‪....‬‬
‫حنّ قلبها على ابنتها‬
‫ومن قرار زوجها‪ ،‬وخائفة من هذا القرار‬
‫خائفة من ان تخسرها لذا‬
‫طبطبت على كتفيها‪ :‬يمه اعتقد تعدوا هالرسميات ‪....‬قولي متى‬
‫الملكة‪...‬؟!‬
‫سا عميقًا‪ :‬طيب متى؟‬ ‫انقبض قلبها من هذا االمر ولكن اخذت نف ً‬

‫ام ناصر ‪...‬حقيقةً ال تعلم ولكن ماذا تفعل بقرارات زوجها هذا‬
‫لذا اردفت‪ :‬وهللا ما ادري عن ابوك‪....‬ما قال لي شي‬

‫شيخة ترقرقت الدموع في عينها مسكت يد والدتها وبرجاء‪ :‬يمه‬


‫طلبتك سأليه متى ما ابي انصدم‪.....‬‬
‫لثوان عدّة ثم تركتها وهي تكرر‪ :‬إن شاء هللا‪.....‬إن‬
‫ٍ‬ ‫حضنت ابنتها‬
‫شاء هللا‬
‫خرجت ذاهبة لغرفتهما‬
‫بينما شيخة حاولت ان تكون اقوى وأال تبكي أمام هذه القرارات‬
‫والتي كانت كالسيف النازل على رقبتها‬
‫ذهبت إلكمال غسل الصحون وتفريغ طاقتها السلبية‬
‫‪......................‬‬

‫بينما والدتها تشعر باألسى على ابنتها لذا صعدت لغرفتها‬


‫وستتحدث من جديد مع زوجها لعلّه يُدرك ماذا يفعل ألبنته؟!‬
‫فبهذا القرار سيعدم وجودها ألنها رأت ضعف ابنتها وابنتها صلبة‬
‫ال تنكسر بسهولة ولكن أبيها هو من كسرها اآلن‬
‫أغلقت الباب‬
‫سا على طرف السرير يرتل آياتً من القرآن الكريم‬ ‫رأته جال ً‬
‫تحدثت‪ :‬يوسف‪....‬ابي اكلمك في موضوع‬
‫يوسف انهى قراءته ومن ثم قبّل القرآن واغلقه‬
‫نظر لزوجته ‪ :‬خير يا منيرة وش فيك؟‬
‫جلست بالقرب منه وبصوت حاني‪ :‬طلبتك يا يوسف تسمعني وما‬
‫تقاطعني ‪...‬اسمعني لألخير‬
‫وكأنه فهم بما ستحدثه وستقنعه به تنهد وهز رأسه‬
‫ً‬
‫قائًل‪ :‬وش عندك يا منيرة‬
‫ام ناصر بأسى وبنبرة حزن‪ :‬شيخة عرفت أنك جبرتها‬
‫بو ناصر بجدية الحديث‪ :‬والمفروض انها تعرف من زمان‪.....‬‬
‫ام ناصر لمعت في عينها الدموع ‪ ،‬من شدّت خوفها على ابنتها‪:‬‬
‫كنت خايفة عليها تنصدم‬

‫بو ناصر‪ :‬وهذا هي انصدمت ‪....‬وحابسة نفسها في الغرفة‪....‬‬

‫ام ناصر بهدوء لكي يسمعها‪ :‬يوسف‪.....‬شيخة بنتي‬


‫الوحيدة‪......‬ما ابي اشوفها مكسورة‪.....‬وهللا أنها منكسرة نزلت‬
‫تحت‪....‬وهي مستسلمة ‪....‬لألمر‪....‬حتى سألتني متى‬
‫الملكة‪....‬خايفة تملك عليها في أي وقت‪.....‬تكفى يوسف‪.....‬خلها‬
‫تقرر هي بنفسها هذا زواج مو لعبة‪.....‬‬
‫بو ناصر بنرفزة نهض‪ ،‬وكأنه صغير كي يُقال له هذا الحديث هو‬
‫والدها وهو األكبر سنًا منها وهو ادرى واعلم بمصلحتها‬
‫وزواجها من سلطان ليس به إال كل خير‬
‫‪:‬اووووه منيرة‪....‬ال تعيدين علي هالموال‪....‬كًلمك مثل‬
‫ناصر‪....‬انا اشوف سلطان مناسب لها بغض النظر عن صداقتي‬
‫مع ابوه‪....‬الولد ما ينعاب‪.....‬وهللا انه من زينة الشباب‪....‬رجال‬
‫كفو والكل يشهد على صيته وطيب اصله‪...‬‬
‫نهضت وهي تقف أمامه‪ :‬ما نختلف على شهامة الرجال وسمعته‬
‫اللي واصله للعرب!‪.......‬بس يهمني راي بنتي‪....‬وتهمني‬
‫سعادتها‪.....‬ما‪...‬‬
‫قاطعها بعصبية‪ :‬سعادتها معه‪....‬بكرة تتقبله‪.....‬انتي اتركيها‬
‫تستوعب األمر وراح تتقبله‪....‬‬
‫ام ناصر برجاء‪ :‬يوسف‪....‬انا ما عندي إال هالبنت ‪...‬ابي افرح‬
‫فيها برضاها‪.....‬مو على احسابها‪....‬وش هالفرحة اللي كلها‬
‫حزن وألم‪....‬روح شوف وجهها كيف صاير‪....‬وراح تفهمني يا‬
‫يوسف‪...‬‬
‫بو ناصر اغمض عينيه ليمتص غضبه ‪ :‬ال تبالغين ‪......‬البنت‬
‫مزعوجة من فكرت الزواج‪ ...‬بس‪...‬‬
‫ام ناصر بانفعال‪ :‬مو من فكرت الزواج‪.....‬من فكرت اجبارك على‬
‫الزواج‪...‬‬
‫بو ناصر بغضب واخذت عيناه تقدحان بشرر‪ :‬منيرة اقصري‬
‫الحكي وخليني ارتاح‬

‫ام ناصر بصوت شبه مرتفع‪ :‬يوسف ال صير اناني‪......‬هذي بنتي‬


‫الوحيدة‪......‬ما ابيك تبني سعادتك على حزنها وكآبتها‬
‫بو ناصر بصراخ‪ :‬مثل ما هي بنتك تراها بنتي وما عندي غيرها!‬

‫ثم سكت هنا ليستوعب كًلمه األخير‬


‫ولم يفت عنها تلعثمه في قول (ما عندي غيرها!)‬
‫لذا اقتربت منه وابتسمت بسخرية وبقلب مقهور‪ :‬ما عندك‬
‫غيرها؟!‪......‬طيب ونورة‪....‬‬

‫ما اقسى حديثها وما ابشعه ‪ ،‬كيف لها بكلمه أثارت نيران في‬
‫جوفه‬
‫نيران يُصعب اطفاؤها ‪ ،‬زأر عليها كاألسد لتجاهل الذكريات التي‬
‫توارت عليه ِبًل رحمه‬
‫ما اقسى قلبك يا يوسف هل هان عليك ان تتجاهلها‬
‫واآلن تحرق من هو أمامك ليصمت عن ذكراها!‪ :‬نورة‬
‫ماتت‪.......‬ماتت من عشرين سنة يا منيرة‪.....‬‬

‫تلون وشحوب وجهه‬ ‫ام ناصر لم تخف من صراخه وال من ّ‬


‫هي مقهورة على ابنتها وخائفة من ان تخسرها بسبب هذا القرار‬
‫فما زالت ابنتها صغيرة ولن تتحمل قرارات ابيها تعلم لن تتحمل‬
‫ابدًا‬
‫واليوم بشكلها الضعيف والهزيل برهنت لوالدتها ذلك‬
‫‪ :‬إذا انت تخليت عن بنتك نورة بهالسهولة فديانا ما تخلت عنها‬
‫وانا بسوي زيها ما راح اتنازل في انك تكسر بنتي‬

‫اهتّز شيئ ًا ما بداخله اللعنة على الذكريات واالصوات التي توارت‬


‫عليه فجأة لترعبه من ‪....‬من استيقاظ الضمير‬
‫ولكن نورة ليست‪....‬‬
‫قاطعة أفكا ره‪ :‬عيد حساباتك من جديد ‪.....‬قرارك في تزويجها‬
‫لسلطان وهي رافضته بشده غلط‪ .......‬وراح تكسرها ‪...‬وتبني‬
‫سعادتك من قربك لهالنسب على حساب نفسيتها وحتى صحتها‪....‬‬

‫هنا صحى للواقع وهو منفعل‪ :‬جالسة تخلطين الحابل بالنابل‬


‫وجيبين لي سيرة نورة عشان اضعف‪....‬وتثنيني عن‬
‫هالزواج!بس‬
‫ثم رفع صوته اكثر‪ :‬اسمعي يا بنت العم ما فيه وجه مقارنة بين‬
‫نورة وشيخه‪.....‬وانا معتبر نورة ميته من زمان‪.......‬‬

‫تموت شيخة معها ‪....‬برغم انه الثنتين‬ ‫ام ناصر بصرخة‪ :‬وتبي ّ‬
‫عايشين‬
‫قادرا على السيطرة على تلك‬ ‫بو ناصر ‪.....‬تلفت اعصابه ولم يعد ً‬
‫الذكريات التي تتوارى أمام عينيه ‪.....‬كلمات زوجته قاسية‬
‫قاسية وجدًا‪....‬نسي ابنته نورة ُمنذ عشرون سنة!‬
‫تجرعه حينما علم أنها ليست ابنته كما‬ ‫أو ربما يتناسى األلم الذي ّ‬
‫اخبروه!‬
‫سهًل ‪...‬وإلى اآلن يشعر بالتخبط وتسرعه في‬ ‫ً‬ ‫لم يكن تقبل األمر‬
‫قراره وفي آخذها من احضانه!‬
‫ولكن يقسى على نفسه بتذكر خيانة والدتها المزعومة ديانا‪ ،‬لكي‬
‫يُشيح بنظره عن تأنيب الضمير!‬
‫ولكن اآلن وبًل سابق انظار بدأ‬
‫قلبه يضرب ألحانًا ال تعرف‬
‫ربما اشتياق‪.....‬خوف‪.....‬تأنيب ضمير‪....‬وربما ض ّياع‪.....‬‬
‫رفع يده لكي يضربها ولكن صحى من غيبوبة الذكريات‬

‫بقولها‪ :‬اصحى على نفسك يا‬


‫يوووووووووووووووسف‪........‬وإال راح تخسرني!‬

‫هُنا صحى على نفسه كما امرته ونظر ليده المعلّقة في الهواء‬
‫تسارعت أنفاسه وضاق الكون في عينه‪....‬نورة‪....‬لم تكن ابنه‬
‫دمروا مكانتها في‬
‫فقط‪....‬كانت بالنسبة إليه كل شيء‪.....‬ولكن ُّ‬
‫قلبه بكلماتهم القاسية وعجزه في اثبات العكس بسبب تجمدّه عن‬
‫سره ديانا‪.....‬ولعن‬‫الصواب‪.....‬احمرت عيناه ‪....‬ولعن في ّ‬
‫ّ‬ ‫فعل‬
‫خيانتها التي فلقت قلبه إلى نصفين‪......‬هو احبها ‪....‬ال بل‬
‫عشقها‪....‬عشق أحاديثها‪......‬تصرفاتها‬
‫العفوية‪.....‬عينيها‪.....‬الساحرتين ‪.....‬تملكها بحبه‪.....‬وطعنته‬
‫بشكوك‬
‫ٍ‬ ‫كارهته بخيان ٍة ال تُغتفر‪....‬واخذت منه ذكراها‬
‫وظنون‪.....‬كيف تساهل في التنازل عنها؟‪.....‬بالضغط واإلصرار‬
‫وكثرت الحديث ‪.....‬وإثارة الشك في قلبه‪.....‬جعلوه يتنازل عن‬
‫أول حديث عنها!‬ ‫أغلى ما يملك‪.....‬وها هو اآلن ضعف في ّ‬
‫مسح على رأسه وو ّل بظهره عنها تحدث بصوت اشبه للهمس‪:‬‬
‫منيرة اتركيني بحالي‪......‬اتركيني‪.....‬اطلعي برا‪....‬‬

‫ام ناصر عندما رأت تغلبات وجهه ورجفة يديه خشيت أن يُصاب‬
‫بانتكاسة جديدة ناجمة عن الضغط فمهما كان هو زوجها وأب‬
‫ابناؤها وتخاف عليه كما تخاف على نفسها وعلى أوالدها‬
‫ازدردت ريقها بخوف‪ :‬يوسف‪......‬‬
‫قاطعها وهو يغمض عينيه‪ :‬منيرة اطلعي برا‪.....‬اطلعي‪...‬‬
‫ترددت في تركه وهو على هذا الحال‪....‬ولكن في األخير خرجت‬
‫ويتجرع‬
‫ّ‬ ‫وبقي هو في غرفته يُصارع الشكوك والظنون من جديد‬
‫لوعة اإلشتياق لها‬
‫وهناك صوت آخر كريه ومؤلم بحقه‬
‫صوت تأنيب الضمير‪ ،‬والخوف من انه ظلم حقها في هذا القرار‬
‫ولكن ما بال حديثهم ‪......‬وثقتهم؟!‬
‫تنهد بضعف وجلس على طرف السرير‬
‫اردف‪ :‬يارب الطف بي‪.....‬بجن‪....‬بجن من التفكير‪.....‬يا رب‬
‫الطف بي‪...‬‬
‫‪.................................................. ....................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في بعض الحين نشعر باأللم دون سبب مقنع‪ ،‬ألم ينبهنا عن‬
‫سحرا االمر غير متعلّق‬ ‫ً‬ ‫حدوث أمر مخ ّيب لآلمال ‪.....‬ليس‬
‫بالسحر‬
‫طا روحيًا خاصةً بمن نحبهم‬ ‫ولكن يعتبر ارتبا ً‬
‫ألم ال تستطيع ال الكلمات وال الجمل وال كل اللغات على وصفه‬
‫ولكن ربما يُشبه تلك الجروح الصغيرة والصغيرة جدًا‬
‫جرح صغير مرتبط بأخوته الجروح األخرى مبطن بدم اسود فاسد‬
‫متخثر على بعضه يربط بخيوطه الجروح الطويلة والضعيفة‬
‫يود كل جرح الخروج منها ناز ًفا دم طرياا‬ ‫ببعضها في نقط ٍة ضيّقه ّ‬
‫آخر ليلتصق ببعضه اآلخر مسببًا أل ًما ال يوصف!‬
‫‪....‬‬
‫لم تستطع التركيز في قراءة الكتاب ‪ ،‬المكتبة هادئة ولكن قلبها‬
‫مع هذا الشعور المخيف مع وصفه الذي يجلب القشعريرة للبدن‬
‫يبدو المكان لها مزع ًجا و‬
‫مؤذي لها‪....‬اغلقت الكتاب ‪.....‬وسحبت هاتفها الن ّقال من حقيبتها‬
‫اخذت تعبث به‪....‬تدخل مرةً في االنستغرام ‪...‬واخرى في سناب‬
‫شات‪.....‬واخيرا دخلت تويتر‬
‫ً‬
‫باق‪....‬تشعر بعدم اإلرتياح‪.....‬وتشعر‬ ‫ولكن الشعور نفسه ٍ‬
‫ً‬
‫‪.....‬بدال من شعور الفرح‬ ‫باإلضطراب والخوف‪.....‬يا للسخرية‬
‫والسعادة وربط األماني في هذا اليوم والذي لم يكن بالنسبة إليها‬
‫أي يوم‬
‫فهو يوم مولدها إال شعور الخوف واالضطراب مسيطران عليها‬
‫نهضت وسحبت الكتاب من على الطاولة ‪ ،‬خرجت من المكتبة‬
‫وذهبت إلى الكافتيريا‪....‬من سوء حضها إيًلف لديها محاضرة‬
‫‪....‬اآلن ّ‬
‫وإال دعتها لإلفطار خار ًجا من الجامعة‪....‬‬
‫وكالعادة ما إن دخلت إلى المكان حتى التفتت األنظار إليها‪ ،‬رغم‬
‫انها غيّرت من طريقة لبسها ‪....‬وحتى تسريحة شعرها‬
‫أخذت تلبس مًلبس مائلة للستر اكثر مما قبل!‬
‫بدال من رفعه وجمعه إما من‬ ‫مفتوال على راحة كتفيها ً‬
‫ً‬ ‫وشعرها‬
‫الجهة اليُمنى او اليُسرى!‬
‫كحًل اسود لبرز عدستي عينها المتغايرة بين اللون‬ ‫واضعة ً‬
‫األزرق سماوي للعين اليُمنى واللون األخضر الفاتح للعين‬
‫اليُسرى‬
‫لم ترتدي العدسات لتوحيد لونهما‪ ،‬متقبلة نفسها تما ًما‬
‫ولكن ما بال الناس ال يتقبلون شيئ ًا منها؟!‬
‫ولماذا يلقبونها بـ غريبة األطوار!‬
‫تجاوزت األنظار واتجهت لتشتري لها موكا التيه حار‬
‫سحبت الكوب وابتعدت عن الناس متجهة للخروج إلى الفناء‬
‫ولكن‬
‫تصادفت هذه المرة مع‬
‫قال بمرح‪ :‬هًل نور‪....‬اخبارج؟‬
‫ابتسمت له مجاملة ‪......‬فوضعها عبارة عن توتر في توتر وال‬
‫تعلم ممن؟‪ :‬هًل طارق‪.....‬الحمد هلل انا بخير انت كيفك؟‬
‫طارق بهدوء‪ :‬الحمد هلل‬
‫وبتوتر اطرق‪ :‬إيًلف داومت اليوم؟‬
‫لمست في صوته نبرت االهتمام ابتسمت عندما تذكرت أنّ إيًلف‬
‫بدأت تميل له‪ :‬أي ‪....‬عندها محاضرة الحين تخلص بعد‬
‫ساعة‪....‬تقريبا‪....‬‬
‫طارق بعجل‪ :‬اها‪.....‬يًل عن اذنج‪.....‬باقي خمس دقايق وتبدأ‬
‫محاضرتي‪....‬‬
‫نور وضعت النظارات الشمسية على عينها‪ :‬موفق‬

‫وخرجت ‪ ،‬وما زالت متحيّرة ِلم يخالجها شعور القلق‬


‫واأللم‪.....‬هل هذا بسبب الوشوم ‪.....‬طأطأت برأسها ورفعت جزء‬
‫بسيط من بدلتها بعدما ذهبت إلى خلف المبنى األساسي واسندت‬
‫نفسها على الجدار‬
‫كان هناك في مكان الوشم ‪....‬احمرار بسيط‪.....‬لمسته‪.....‬ال يؤلم‬
‫مما هذا األلم إذًا؟!‬
‫تجاهلت اختًلجات ألم صدرها وذهبت إلى وجهة الفناء‬
‫واستلقت على األرض الخضراء بعد ان وضعت بجانبها اشيائها‬
‫نظرت للسماء الغائمة‪......‬والتي تُعلن عن سقوط امطار كثيفة‬
‫ع ّما قريب‬
‫تنهدت بضيق‪.......‬وبدأت تتساءل‬
‫(هل عدتُ للتخبط من جديد؟)‬
‫اغمضت عينيها تُريد الهروب‪....‬في ضوضاء الطلبة والطالبات‬
‫من حولها!‬
‫ولكن لم تستطع على كبح شعورها ‪......‬هل تخرج من الجامعة‬
‫هل تتغ ّيب عن آخر محاضرة لها؟!‬
‫ماذا يجب عليها ان تفعل؟‬
‫شعرت بقدوم احدهم ولم تُعيره أي اهتمام ولكن‬
‫شعرت بيد توضع على كتفها وتهمس‪ :‬شسوين يا غبية؟‬
‫الصوت مألوف ‪،‬فتحت عينيها ببطء‬
‫وما إن رأتها حتى نهضت متسائلة‪ :‬وش اللي طلعك من‬
‫محاضرتك؟‬
‫جلست بالقرب منها وسحبت من جانبها الكوب‬
‫وهي ترتشف منه‪ :‬الدكتور اختبرنا وطلعنا‪......‬‬
‫نور سحبت الكوب من يدها‪ :‬جيبيه حقي‪....‬‬
‫سحبته األخرى ‪ :‬يا بخيلة ‪....‬عطيني إيّاه خليني اصحصح‪.....‬‬
‫نور بنرفزة‪ :‬إيًلفوه‪....‬تركيه‪....‬‬
‫إيًلف بضحكه تركته‪ :‬قسم باهلل مثل الي ّهال‪.....‬بس‬
‫وغمزة لها‪ :‬عجبني استرخائج في هالزحمة‪....‬واالزعاج‬
‫نور بمصداقية الحديث‪ :‬متعمدة جالسة هنا عشان ما افكر‪....‬‬
‫إيًلف باهتمام اردفت‪ :‬ليش شنو صاير بعد؟‬
‫نور بحيرة شتت ناظريها عنها‪ :‬ال بس احس إني مضايقة‪......‬‬
‫ثم اردفت بسخرية‪ :‬إال لقيتي صاحب الورقة‪...‬‬
‫إيًلف بحماس أخرجت الورقة من حقيبتها‪ :‬ال‪........‬شكله بصير‬
‫مثل سندريًل‪....‬بس بدل الجوتية ورقة‪.....‬‬
‫ضحكت نور هنا من قلب‪:‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‪.......‬‬
‫ثم سحبت الورقة من يدها‪ :‬هاتي هاتي ‪.......‬خليني اشوف وش‬
‫هالورقة‪....‬‬
‫إيًلف بًل مباالة‪ :‬شكلها مقدمة لبحث‪.....‬‬
‫نور نظرت للورقة للتصميم‪.....‬ولعنوان البحث ومن ثم إلى االسم‬
‫وهنا‬
‫عارتها رجفة عارمة لجسدها‪ ،‬ونظرت إليًلف بنظرات‬
‫النجدة!‬
‫هل يُعقل؟‪....‬الال‪.......‬شهقت ‪....‬حتى إيًلف خافت وخشيت من‬
‫تغير وجهها واحمراره‬
‫تحدثت بخوف‪ :‬وجع اشفيج؟‪.....‬ويهج صار احمر‪....‬خذي‬
‫نفسج‪....‬‬

‫نور نهضت هنا وازدردت ريقها وهي ما زالت ممسكة بالورقة‬


‫تحدّق فيها بجنون تقرأ اسمه بصوت عالي‪ :‬خالد غازي محمد‬
‫الناصي‪...‬‬

‫ثم نظرت لوجه إيًلف ‪ :‬تدرين منو هذاااا؟؟؟؟؟؟تدددددرين‪......‬‬


‫هزت رأسها بًل ‪.....‬شدّت على كف يد نور المرتجف‬ ‫إيًلف ّ‬
‫تحدثت ‪ :‬نور ال تخوفيني عليج باسم هللا عليج ‪....‬وش‬
‫فيج؟‪....‬منو هذا؟!‬

‫نور اجتمعت الدموع في عينيها وارتجفت شفتيها ‪ :‬هذااااا‬


‫‪...‬ووو‪.....‬وووولد عمي‪....‬‬
‫شهقت إيًلف ‪......‬حقيقةً اسم العائلة يبدو إليها مألو ًفا ولكن لم‬
‫تظنه أنه‪...‬‬
‫يدور‬
‫قاطعتها نور بشتات‪ :‬ليش جاي هنا؟‪.....‬ليش‪......‬تتوقعين ّ‬
‫علي‪....‬عشان ياخذوني من امي؟!‬

‫إيًلف مسكت اكتافها‪ :‬اسم هللا عليج نور‪.....‬هدي‪.......‬اكيد ياي‬


‫يدرس بس‪.....‬ال تفكرين جذيه‪......‬ال تفكرين‪....‬‬

‫نور بدأت دموعها باالنسياب على خديها‪ :‬ابي اروح‬


‫البيت‪.......‬خذيني للبيت ايًلف تكفين‪...‬‬

‫إيًلف بتوتر وخوف على حال صديقتها‪ :‬انزين‪.....‬بس هدي‬


‫روحج‪.....‬‬
‫انحنت ايًلف لتلتقط حقيبة نور وحقيبتها وكتبهم ثم قالت‪ :‬تعالي‬
‫معاي‪....‬‬
‫خرجتا االثنتان من الجامعة وايًلف أوقفت سيارة اجرة لتوصلهما‬
‫إلى المكان المنشود‬
‫نور كانت في حالة هيجان غير معروف ‪.....‬هيجان بالبكاء‬
‫والخوف من أخذها من والدتها من قبل المزعوم خالد‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫والذي كان في شقته يُرتب أوراق البحث‬


‫وطبع ورقة أخرى عن تلك الضائعة‬
‫ثم نهض ليتصل على والده لإلطمئنان على أوضاع اهله‬
‫وفعل ذلك وبعد السًلم والسؤال‪.....‬توصل معه بالحديث إلى‬
‫موضوع الجازي واخبره والده ع ّم حدث باألمس حتى قال ‪ :‬وهللا‬
‫يابوك اختك الجازي‪....‬جاتنا باألمس تبكي وتبي الطًلق واسالها‬
‫وال هي راضية تقول وش السبب والفالح سيف مثلها ما قال شي‬

‫اردف خالد ‪ :‬ال حول هلل وال قوة إال باهلل‪.........‬غريبة خبري‬
‫امورهم زينة ‪....‬وال قد شكت منه‪....‬‬
‫بو خالد بجدية واهمية االمر ‪ :‬وهذا اللي خايف منه‪.......‬أنها‬
‫تكون مضيومة عنده وألنه ولد عمتها ما تقول‪...‬‬
‫خالد بتهدأة األمور‪ :‬ال يبه ال تظن في سيف‪.....‬اشهد أنه رجال‬
‫كفو‪.....‬بس الزم كل زوجين يصير بينهم مشاكل وانت ادرى‬
‫بهالشي‪....‬‬
‫بو سيف ‪.....‬وألنه خالد األقرب منه ‪....‬ويعتمد عليه تحدث بكل‬
‫اريحية‪ :‬حال الجازي ما يطمن يا خالد‪......‬‬
‫خالد ليطمئن ابيه ‪ :‬يبه هد من عمرك‪.....‬إن شاء هللا أنا بكلمها‬
‫وبحاول منها تتكلم‪.......‬ألزم ما علينا صحتك يبه‪......‬ال‬
‫تحاتيها‪....‬بكلمها‪....‬‬
‫بو خالد لكي ال يطيل المكالمة ‪ :‬تمام‪.....‬ما أطول عليك ‪....‬وهاهلل‬
‫هاهلل بالصًلة‪.....‬والدراسة و انا ابوك‬
‫خالد حكّ جبينه‪....‬انشغل حقيقةً بأمر اخته‪ :‬ال توصي‬
‫حريص‪.....‬مع السًلمة‬
‫بو خالد اردف‪ :‬حافظك ربي ‪.....‬مع السًلمة‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط‬
‫واخذ يفكر خالد ب ّجل األمر‪...‬ماذا حدث يا تُرى حتى ان الجازي‬
‫تتخلّى عن طفلها‪.....‬‬
‫لم يتردد في االتصال عليها ‪... ،‬اتصل مرة ومرتين وثالثة‬
‫كانت في دورة المياه ‪.....‬ارشحت وجهها عدّت مرات بعد نوبة‬
‫شديدة في البكاء‬
‫اشتاقت للصغير ‪.......‬واخذت تحاتي امره ‪....‬فمن الطبيعي اآلن‬
‫هو جائع‬
‫يبحث عن ثدياها ‪.....‬يبكي‪....‬يصرخ‪.....‬يريد رائحتها‬
‫حاولت التماسك وسمعت رنين هاتفها‬
‫وعندما نظرت لًلسم مسحت بقايا دموعها‬
‫واردفت بصوت مخنوق‪ :‬هًل بعزوتي‪....‬هًل بالغالي‪...‬‬

‫لم تخفيه نبرتها ‪....‬نبرة تنّم عن البكاء والضعف‪ :‬هًل فيك زود يا‬
‫ام عبد هلل‪....‬طمنيني عنك‪.....‬كيف حالك؟‬
‫حاولت أال تبكي أال تب ّين له سوء حالها فأردفت‪ :‬اشكر هللا ‪....‬انت‬
‫طمني عنك‪....‬وعن دراستك‬
‫خالد نظر إلى زخات المطر‪....‬من خًلل النافذة‪ :‬الحمد‬
‫هلل‪.....‬بخير‪......‬الجازي‪...‬‬
‫الجازي مسحت انفها بالمنديل تحاول السيطرة على رجفة صوتها‬
‫المخنوق‪ :‬سم‪.....‬‬
‫خالد ‪ :‬حلّفتك باهلل تقولين لي وش صاير بينك وبين سيف؟‬
‫قوست شفتيها تمنع نفسها عن البكاء‬ ‫الجازي ّ‬
‫من اخبره ؟هل سيف نفسه من اخبره ام والدها؟!‬
‫ولكن من المؤكد والدها سيف لن يخبره قاتله عن جريمته!‬
‫هذا ما دار في عقلها‪ :‬مشكلة‪......‬‬
‫خالد جلس على الكنبة ‪ :‬وهالمشكلة ما تنحل إال بالطًلق؟!‬
‫الجازي بضعف بكت‪ :‬ألني تعبت ياخوي‪.....‬تعبت‪.....‬‬
‫خالد تنهد بضيق على حالها‪ :‬اشرحي لي وش هالمشكلة اللي‬
‫خلتك حتى عبود ما تاخذينه معك‪....‬‬
‫وكثيرا‬
‫ً‬ ‫بكت اكثر على اسم ابنها فهي اشتاقت له‬
‫اردفت خالد‪ :‬هللا هللا‪......‬واضح سيف مزعلك‬
‫كثير‪........‬الجازي‪...‬تكفين ‪....‬ال تخبين علي‪....‬وش مسوي فيك‬
‫‪....‬حتى لو هو ولد عمتي وهللا لو غالط عليك ال اخليه يندم‪....‬‬
‫الجازي هدأت ً‬
‫قليًل‪ :‬خلك بدراستك ما ابي اهمك‪....‬‬

‫خالد ‪ :‬افاااااا‪......‬الجازي‪....‬ابوي‪...‬يحاتيك‪........‬وما هوب‬


‫مطمن‪...‬يبقى يعرف‪.......‬وش السالفة ألنه حتى زوجك ما قاله‬
‫شي‪....‬‬
‫الجازي بضعف‪ :‬مو مهم تعرفون السالفة المهم أنه انا اخلص‬
‫منها‪....‬‬
‫خالد مال صوته للعصبية‪ :‬جالسة تقولين لي لغز‪....‬‬
‫الجازي انتبهت انّ هناك رقم آخر يتصل بها‬
‫فقالت‪ :‬خالد‪.....‬صدقني قرار الطًلق ما جا عبث‪.....‬بس ماقدر‬
‫اقولك إياه‪...‬‬
‫خالد بغضب ونبرة صارمة‪ :‬طيب ليش؟‬
‫الجازي بضيق‪ :‬من غير ليش‪....‬والحين بسكر ألنه معي خط‬
‫ثاني‪...‬‬
‫خالد ‪:‬طيب طيب يا الجازي راح اتصل عليك ‪......‬بعد ثًلث‬
‫ساعات‪...‬‬
‫الجازي ‪ :‬طيب‪ ...‬مع السًلمة‪...‬‬
‫ثم اجابت على الخط اآلخر‬
‫وكان منصد ًما من ردها عليه ظنّ أنها لن تجيبه‬
‫ولكن حاول ان يكون هادئ ًا‪ :‬الجازي نزلي‪.....‬انا تحت افتحي لي‬
‫الباب‪.....‬خلينا نتفاهم‪....‬‬
‫الجازي بقهر‪ :‬نتفاهم على ايش بالضبط؟‪.....‬هاااا‪.......‬نتفاهم‬
‫على ايش؟‬
‫سيف نزل من السيارة وبدأ بقرع الجرس‪ :‬اشوفك‬
‫بالمجلس‪....‬باي‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ً‬
‫مجاال‬ ‫ثم اغلق الخط في وجهها ولم يترك لها‬
‫للرفض شتمته ثم نهضت واغلقت على نفسها الباب‬
‫سيجعلها تتصرف كالمراهقات مرغمة!‬
‫وهذا ما ال تُريده ‪.....‬ألنها ستعذب فؤاد والدها واخيها بندر‬
‫وكذلك المسكينة والتي تحملت الكثير نوف‪...‬‬
‫تأففت‪...‬‬
‫وجلست على طرف سريرها تنتظر مناداتهم للذهاب إليه!‬
‫‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أما هو ادخله بندر إلى مجلس الرجال وجلس بجانبه وبعد السؤال‬
‫عن الحال تحدث‪ :‬سيف ‪.....‬شصاير؟‪......‬الجازي ما جفّت عينها‬
‫عن البكي‪.....‬وما وقف لسانها وهي تترجى ابوي من انك‬
‫تطلقها‪....‬شصاير؟‪.....‬حتى ولدها تركته عندك‪...‬‬

‫سيف‪.....‬توتر‪.....‬ال يجرؤ على قول الحقيقة‪......‬فالجميع سيبدأ‬


‫بالسخرية به‪....‬واالستهزاء بمشاعره ايضًا‪........‬وسيأدون‬
‫تصرفات الجازي لناحيته ‪ ،‬وهو يستحق كل هذا!‬
‫حكّ جبينه ونظر لبندر برجاء‪ :‬تكفى بندر نادها لي ابي أتكلم معها‬
‫بندر بهدوء‪ :‬مو قبل تقول لي وش صار بينكم؟‬
‫كان سيتحدث ‪ ،‬ولكن فاجأهم دخول أبا خالد والذي علم بقدوم‬
‫سيف من ابنته نوف التي رأته من خًلل النافذة عندما فتحت له‬
‫الخادمة‬
‫نهض سيف‪.....‬ويشعر أنّ القصاص سيبدأ اآلن‬
‫سلّم على خاله ثم قال بو خالد بحده‪ :‬اجلس وفهمني وش صاير؟‬
‫ع ّم السكون ‪....‬وتبادل نظرات الحيرة والشتات‪.....‬شعر أنه بدأ‬
‫يحلّق في اسقف مشيدّة تمنعه من التحرر من هذا المكان‬
‫المحشور باالسألة؟‬
‫هل يخبره ألنه خائن لها بقلبه‪.....‬لهذا تطلب الطًلق‪....‬ام يخبره‬
‫انها تطلبه ألنها لم ترى منه سوى القساوة في التعامل‬
‫معها‪....‬والشدة والشكوك القليلة التي نتجت من الخوف ‪...‬من‬
‫انها تعلم بما يُخفيه عنها‪.....‬‬
‫تحدث تحت انظار بندر الذي ينتظر خروج االحرف من فاهه لكي‬
‫يعاقبه‬
‫وخاله الذي يُريد ان ينصف األمر بينهما!‬
‫‪:‬يا خال‪........‬انا ابي أتكلم معها‪......‬ابي اتفاهم معها‪.....‬‬

‫بو خالد باصرار وانفعال‪ :‬ما راح اخليك تشوفها إال لم تقول لي‬
‫وش مشكلتكم ؟‬

‫سيف شتت ناظريه عنهما وبنبرة انكسار‪ :‬انا زعلتها ‪....‬يا خال‬
‫وجيت الحين أراضيها‪....‬‬
‫بندر نظر ألبيه ال يستطيع ان يتكلم وينهار بعصبيته أمام ابيه‬
‫الذي حت ًما سيخرسه ‪ ،‬يُريد أن يستفسر بأي طريقة تم زعلها‬
‫منه؟!‬
‫اردف الخال‪ :‬زعلتها ؟‪......‬تكلم بوضوح يا سيف‪...‬‬
‫سيف برجاء ووجه متعب‪ :‬تكفى يا خال ال تضغط علي خلها تجي‬
‫نتكلم مع بعض‪.....‬‬
‫منفعًل‪ :‬هي تسكت و انت تسكت واثنينكم مصيرين‬ ‫ً‬ ‫نهض أبا خالد‬
‫ما تقولون شي‪....‬بس‪....‬ما ردي بعرف‪......‬بس بتركم على‬
‫جنانكم الحين‪.....‬عشان اشوف آخرتها معاكم‬
‫نظر لبندر‪ :‬روح ناد لها‪....‬هذا إذا نزلت لك‪....‬‬
‫ثم خرج‬
‫ونهض بندر للخروج ولكن تبعه سيف برجاء‪ :‬تكفى بندر اقنعها‬
‫تنزل عشان نخلص من هالمشكلة تكفى‪.....‬‬
‫بندر طبطب على يد سيف‪ :‬بحاول معها‪....‬عن اذنك‬
‫ثم جلس سيف على الكنبة وهو يشتم نفسه ‪ ،‬وأنانيته‬
‫وأخذ يرجو هللا ان ييسر أمورهما‬
‫‪..............‬‬
‫بينما بندر صعد متج ًها لغرفتها طرق الباب متحدثًا‪:‬‬
‫الجازي‪......‬الجازي‪....‬اعرف انك جالسة شفتك قبل كذا في غرفة‬
‫نوف‪....‬افتحي الباب‪....‬سيف يبي يتكلم معك‪.....‬‬
‫نوف أتت بجانب اخيها‬
‫نظرت له ثم وضعت يدها على مقبض الباب حاولت فتحه‬
‫تساءل بندر‪ :‬مقفول؟‬
‫هزت نوف رأسها باإليجاب‬
‫ثم تحدثت بهدوء‪ :‬الجازي‪....‬انزلي اسمعي وش يقول‬
‫لك‪......‬اسمعي له حتى لو ما تبين تغيرين قرارك‬
‫بندر نهرها هنا‪ :‬شقولين انتي‪....‬مجنونة‪....‬تشجعينها على‬
‫الطًلق‪....‬‬
‫نوف همست له لكي ال يتسلل صوتها ألختها التي كانت تبكي بًل‬
‫صوت على السرير‪ :‬وهللا يستاهل‪....‬هللا ال يسامحه‬
‫بندر بشك‪ :‬هي قالت لك وش صاير بينهم‬
‫نوف طرقت الباب متجاهلة اخيها بقول‪ :‬وال راح أقول‬
‫ظا بندر هنا واخذ يهدد ‪ :‬ال قولين بس ابوي بطلّع منك‬ ‫استشاط غي ً‬
‫الكًلم غصبن عنك‪.....‬‬
‫نوف كشّت على وجه اخيها ثم قالت‪ :‬الجازي فتحي‬
‫تكفين‪.....‬نزلي عشان عبد هلل‪.....‬ترا ماله ذنب‪......‬سمعي له‬
‫عشانه أبو عبد هلل موعشانه سيف‪......‬يًل الجازي فتحي‪.....‬‬
‫بندر بحيرة همس ألخته‪ :‬هو ضاربها؟‬
‫نوف تحدثت وهي تنظر لعينيه‪ :‬يا ريت‪.....‬كان اهون عليها‪....‬‬
‫بندر تحدث ما بين اسنانه‪ :‬ال تجنيني نويف قولي وش مسوي‬
‫لها‪...‬‬
‫لم تجيبه وطرقت الباب بقوة‪ :‬الجازي‪..........‬ترا كذا انتي‬
‫تعاندين نفسك‪......‬ما تعاندينه هو‪....‬صيري قوية ونزلي له‬
‫واثبتي له أنه هو الغلطان مو انتي‪....‬‬
‫بندر سحب اخته هنا بعنف وشدها من زندها وهو منفعل وبصوت‬
‫مسموع لمسامع الجازي‪ :‬أي ‪.....‬شيطيها‪.....‬وشجعيها على‬
‫خبالك‪............‬‬
‫بتأوه‪ :‬يا غبي اترك‬
‫نوف ّ‬
‫يدي‪....‬آي‪......‬عورررتني‪...‬بندروه‪...‬اترك‪...‬‬
‫سمعت الجازي تأوهات اختها وحديث بندر‬
‫فنهضت مسرعة من على السرير مسحت دموعها وفتحت الباب‬
‫وسحبت اختها نوف لجانبها‪ :‬بندر الزم حدك وال تمد يدك عليها‬
‫مرة ثانية وال بقول ألبوي‪...‬‬
‫بندر بعصبية‪ :‬ال تسمعين لها ألنه راح تخرب بيتك‪.......‬‬
‫الجازي نظرت لنوف المنزعجة من اخيها ثم اردفت‪ :‬ما قالت شي‬
‫خطأ‪....‬كل كًلمها صحيح يا بندر‪...‬‬
‫بندر بجنون‪ :‬الجازي‪....‬قبل ال تنزلين قولي لي وش مسوي فيك‬
‫هالكـ‪.....‬ترا صدق بديت افقد عقلي‪....‬‬
‫الجازي نظرت لهما وهي تقول‪ :‬انا بنزل له‪....‬عن اذنكم‪...‬‬
‫ثم اختفت عن انظارهما‬
‫قهرا بندر من تجاهلها ونظر لنوف فاردفت مسرعة‪ :‬ال‬ ‫ومات ً‬
‫تحاول تعرف مني‪...‬شيء ألني مانيب متكلمممة أبد‬
‫ثم اتجهت لغرفتها واغلقت عليها الباب‬
‫هنا مشى بخطواته لغرفته وشتم نوف بداخله على عنادها!‬
‫‪...........‬‬
‫كان ينتظرها بفارغ الصبر‪.... ،‬متوتر‪...‬يهز برجليه ومشبك‬
‫أصابع يديه ببعضها البعض رفع رأسه عندما شعر بأحدهما دخل‬
‫واغلق الباب‬
‫ً‬
‫داللة على‬ ‫رآها واقفة‪....‬وجهها محمر وجفن عينيها منتفخين‬
‫مطول‪.....‬كتفت يديها واردفت‪ :‬وش عندك يا سيف‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫بكاء‬
‫سيف نهض واتجه بالقرب منها‪ :‬اجلسي وخلينا نتفاهم‪.....‬‬
‫الجازي نظرت لعينيه وبحده‪ :‬وش نتفاهم عليه بالضبط‪......‬اذا‬
‫على إجراءات الطًلق راح اجلس؟‬
‫سيف وبدأ صبره ينفذ‪ :‬الجازي ‪.....‬تكفييييييين جلسي‪....‬‬
‫وسحبها من زندها واجبرها على الجلوس حتى بها تحدثت بكره‪:‬‬
‫قسم باهلل ما قد شفت اوقح منك‪.....‬اترك يدي‪...‬‬
‫تركها وتحدث سري ًعا‪ :‬ادري اني غلطان‪....‬وغلطت بحقك‬
‫كثير‪.....‬بس كل شي صاير غصب عني‪......‬غصب عني يا‬
‫الجازي‪......‬‬
‫الجازي بانفعال‪ :‬وانا وش ذنبي هاااا وش ذنبي تعاقبني بشي‬
‫مالي دخل فيه‪..‬‬
‫سيف أشار لها‪ :‬خليني أتكلم‪......‬‬
‫تكتفت هنا الجازي وشتت ناظريها عنه‬
‫تحدث‪ :‬البنت الحين خًلص تزوجت‪..........‬‬
‫تحبها‪....‬وجرحت فيني لين‬
‫ّ‬ ‫الجازي بعصبية ‪ :‬بس انت ما زلت‬
‫قلت بس‪.....‬ألنك مو قادر تنساها‪.....‬وجيت امس واعترفت لي‬
‫بوجع قلبك اللي تسببت فيه هي‪....‬‬
‫وقفت وأشارت له بانفعال‪ :‬تخيلني انا اللي قلت لك نفس الكًلم‬
‫اللي قلته لي أمس‪....‬اكيييييييييد راح تطلقني ألنك راح تعتبرني‬
‫خاينة‪......‬‬
‫سيف وقف وتحدث بغضب‪ :‬الجازي ‪......‬غزل مو من‬
‫نصيبي‪....‬ابد‪....‬‬
‫الجازي قاطعته باستهزاء‪ :‬وتوك تقتنع‪...‬بهالشي‪....‬وال توك‬
‫تستوعب انك هدمت هدوء حياتك معي‪...‬‬
‫سيف اغمض عينيه ثم فتحهما ماسكًا بأكتافها‪ :‬الجازي‪....‬انا‬
‫آسف على كل شي‪.....‬آسف على صدي‪....‬على عصبيتي اللي‬
‫مالها مبرر‪.....‬على قساوة كًلمي وافعالي معك‪....‬‬
‫يمنة ويسرى‪ :‬طلقني سيف‪....‬كل شي‬ ‫ً‬ ‫الجازي ّ‬
‫هزت رأسها‬
‫انتهى‪....‬ما في شي يربطني فيك غير عبدهلل‪....‬ال انا احبك وال‬
‫انت تحبي!!‪.....‬ليش تحاول ترجعني لك‪....‬إذا على تربية عبد هلل‬
‫خًلص جيبه لي ‪....‬اربيه إلى ان يكبر‪...‬ولو تبي تاخذه مني ما‬
‫راح ارفض‪.....‬ألنه مابي شي يذكرني فيك ما بي‪....‬ابي أعيش‬
‫حرة‪.....‬ابي أعيش‪...‬اني انسانه‪....‬يكفي ‪....‬عشت سنتين معك‬
‫‪....‬وانا احس بالنقص والته ّمش‪....‬خلني أعيش ‪.....‬يكفي انك‬
‫شتتني‪....‬عشان حبك‪......‬اللي مادري ليه ما وفيت له بالزواج‪...‬‬

‫سيف عندما اردفت كلمتها األخيرة تلك احنى رأسه بطريقة‬


‫منكسرة ً‬
‫قائًل‪ :‬المفروض ما اقولك هالكًلم‪.....‬بس انتي تحديني‬
‫عليه‬
‫الجازي ابتسمت بسخرية وابتعدت عنه‬
‫سيف‪ :‬بنتي عمي غزل‪...‬انصابت بسرطان الثدي ‪....‬وانتشاره‬
‫كان سريع ‪...‬امي رفضت آخذها وهي على هالحال‪...‬وانا اصريت‬
‫آخذها‪......‬بس هي تصدّت بوجهي والشي اللي خًلها تقتنع انه‬
‫غزل صدق مو من نصيبي لم انصابت في رحمها‬
‫واستأصلوه‪.....‬امي استقلت سكوتي وضعفي وقتها وخطبتك لي‬
‫بدون علمي‪....‬‬
‫الجازي‪...‬انطعنت من جديد على تصريحه بعبارة(كنت مجبور‬
‫عليك)‪ ...‬ولكن بكلمات أخرى واخف وطئ ًا تحدثت برجفة شفتيها‪:‬‬
‫تعرف من الضحية في هالزواج اللي انت انجبرت عليه‪...‬؟‬

‫سكت هنا‪.....‬ألنه يعرف اجابت سؤالها‬


‫أكملت وهي تشير له‪ :‬ال انت‪....‬وال غزل‪....‬الضحية انا‪....‬واكبر‬
‫ضحية بينا حنا االثنين عبد هلل‪....‬‬
‫بكت بدموع وصوت بالكاد يخرج ‪ :‬وهللا لو قايل لي بداية زواجنا‬
‫انك مو مقتنع في زواجك مني‪....‬كان انسحبت بهدوء وكان‬
‫وضعي ووضعك افضل من الحين ‪......‬سيف انت مو بس‬
‫كسرتني‪...‬انت جرحتني‪....‬خيّبت ظني‪.....‬حاولت احبك‪....‬وأخليك‬
‫اول حب بحاتي وانت كنت تبعدني‪...‬عشانك متولّع في بنت‬
‫عمك‪....‬ما عطيتني الفرصة ابدّل حبك ‪.....‬واخليك تحبني وال‬
‫عطيتني فرصة احبك‪....‬فليش نرجع لبعض‪....‬؟‪...‬دام اللي‬
‫بينا‪.....‬تأدية واجب واشويّة احترام!‬

‫سيف اقترب منها وامسك بكفي يدها‪ :‬آآآسف على كل‬


‫شي‪.......‬الجازي‪......‬عطيني فرصة‬
‫صرخت في وجهه باكية ومنهارة‪ :‬عطيتك فرصة‬
‫وأشارت باصابع يديها ‪ :‬سنتين‪.....‬سنتين عشان تغيّر اسلوبك‬
‫وجًلفتك معي‪....‬ما شفت منك غير التهميش‪....‬ما شفت منك غير‬
‫القهر‪...‬‬
‫نفضت يدها من يده واشتد بكائها‪ :‬يوم اللي قلت خًلص بليّن قلبك‬
‫وراح أبادر أنا في تغيرك تصدني‪.......‬يوم اللي احس انه قلبي بدأ‬
‫ينبض باسمك تنهرني‪......‬يوم احس اني بحاجة لك‪...‬وابي دفا‬
‫حضنك‪......‬تنسحب مني‪....‬وتطلع من الشقة بكبرها‪......‬انا‬
‫عطيتك فرصة بدون اعرف سبب صرفاتك‪.....‬لي‬
‫ثم صرخت حتى تسلل صوتها لخارج المجلس‪ :‬سنتين وانا احس‬
‫بالنقص بسبب نفورك مني‪......‬صرت ادقق على نفسي بكل‬
‫شي‪.....‬قلت يمكن فيني شي خطأ ما يجذبك لي‪.....‬ويوم قلت‬
‫خًلص اصطلح الحال بينا‪.......‬عاقبتني بعبد هلل وابتعدت اكثر من‬
‫قبل عني‪.....‬على أني صرت في اشد الحاجة لك‪....‬‬

‫سيف ضايقه عتابها‪....‬يخنقه‪....‬اشعره بحقارته‪.....‬لم يتوقع يو ًما‬


‫انها ستعاني بسبب ما فعله! كان يظن انها طيّبة القلب ستسامحه‬
‫سري ًعا ولن تنجرح ولكنه اخطأ ألنها وبكل بساطة هي ليست‬
‫بجماد حتى يتوقع منها هذا الشيء الغير منطقي!‬
‫أكملت وهي تشهق‪ :‬حتى بوالدتي‪.....‬كنت خايفة‪......‬ماعندي احد‬
‫اشكي له خوفي من الوالدة من اآلالم اللي تجيني بين فترات‬
‫الحمل‪....‬أمي مو موجودة عشان استفسر منها‪....‬وانا أخاف‬
‫ابحث بنفسي‪...‬واستحي من اسال خالتي ام ناصر ‪...‬وال من‬
‫عمتي اللي هي امك‪...‬تدري شنو اللي يضحك ؟‬

‫نظر إليها بعينين مترقرقتين بالدموع‬

‫فاكملت‪ :‬كنت التجأ لنوف وانا عارفة هي راح تجاوبني بس بعد‬


‫ما تبحث‪........‬حتى يمكن اللي تقوله لي غلط‪.....‬ألنه مو كل شي‬
‫في النت صحيح‪.....‬بس كنت ارتاح لها‪......‬وهي تطمني رغم انه‬
‫المفروض ما تعرف أشياء وهي بهالسن الصغير ولكن بسبتي‬
‫حتى غرفة الوالدة دخلت‪.....‬عشان تهديني‪.....‬وانا كنت ابيك‬
‫انت‪......‬توقف على راسي‪...‬تهديني تمسح دمعي تقول لي أنا‬
‫بجنبك ال تخافين‪....‬كسرتني سييييف‪....‬كسرتني حيل‪.....‬هللا‬
‫يخليك اترك لي مجال أعيش بعيد عن سلطتك ‪.......‬وتخبطك في‬
‫مشاعرك‪......‬‬
‫سيف ‪.......‬كيف يتحدث‪.......‬اخذته يمنةً ويسرى بحقائق‬
‫افعاله‪...‬الشنيعة‪....‬يشعر ببهوت ُحب غزل من قلبه‬
‫اآلن‪......‬يشعر ببهوت حبه من عينيه امام تلك‬
‫المسكينة‪.....‬انهياره باألمس بحب ليس من حقه ايقظه ولكن‬
‫بعنف تلك الصفعة !‪.....‬هذا االنهيار ايقظه على بُعد جديد‪....‬هل‬
‫اآلن استيقظ‪.....‬او اقتنع تما ًما بحياته الجديدة دون غزل‬
‫متأخرا وما يحدث‬‫ً‬ ‫يبدو أنه لديه إعاقة ذهنية في استيعاب األمور‬
‫اآلن عقوبة له على تأخر فهمه لهذا ال ُحب‬
‫أهذا هو الوفاء المطلوب؟‪....‬هل كان وفيًا بشكل مفرط لحب كان‬
‫يتوج باألرتباط الروحي وال بالرباط المقدّس‬
‫من الواضح لن ولم ّ‬
‫هل هذا الوفاء المذموم؟‬
‫ِلم عقبه برود‪.....‬وخوف من فقدان الجازي؟!‬
‫صر على بقاؤها رغم انها طلبت التحرر منه والذهاب لحبه‬ ‫ِلم ي ّ‬
‫تمسكه بها ليس بسبب ارتباط غزل بغيره ال‪....‬هو ادرك‬
‫شيء‪....‬شيء غريب ليس ُحب‪....‬ولكن شيء يصرخ عليه بأن‬
‫يتمسك بها‪...‬‬
‫هل هي العُشرة أم التعاطف أم الشفقة؟‬
‫ال يدري‪....‬‬
‫اقترب منها وابتعدت هي مشيره إليه وهي تشهق ببكاء عنيف‬
‫وموحش‬
‫تقرب‪....‬ما نيب بحاجة لقربك‬‫ومخيف بالنسبة إليه‪ :‬ال ّ‬
‫الحين‪.......‬كل اللي احتاجه بُعدك يا سيف‪....‬بعدك‪.....‬‬
‫سيف نزلت دموعه على خده وتحدث ‪ :‬تكفين ال تكونين قاسية‬
‫علي‪......‬الجازي‪...‬وهللا ألعوضك عن كل شي بس اعطني‬
‫فرصة‪....‬‬
‫الجازي مسحت دموعها بعنف‪ :‬عطيتك منّي عمر ‪.......‬ما ابي‬
‫اعطيك عمري كله‪.........‬طلقني يا سيف‪......‬ال تتعبني معك أكثر!‬
‫سيف بانكسار وبصوت اشبه للهمس‪ :‬صعبة علي‪.....‬‬
‫الجازي بتفهم اردفت وعيناها تهطًلن بالدمع‪ :‬خًلص انا برفع‬
‫قضية خلع‪....‬‬
‫ثم توجهت للباب للخروج والتفت عليه‪ :‬جيب لي عبدهلل‪.....‬‬
‫وبنبرة انكسار ‪ :‬عجزت انام وهو مو جنبي‪.....‬جيبه لي تكفى‪...‬‬
‫ثم اختفت ‪......‬وبقي ينظر للمكان الذي احتفظ بسرابها‬
‫تحجرت الدموع في عينيه‪ ،‬أي ألم تسبب لها في تجرعه‬ ‫ّ‬
‫وأي ثق ٍل تركهُ على صدرها ليتكأ عليه لفترة او ربما إلى مدى‬
‫الحياة!‬
‫ألهذه الدرجة كان أنانيًا في االحتفاظ بحبه القديم‬
‫نموه‬
‫بحب ‪........‬عصي في ان يستقيم ليكتمل ّ‬
‫حت ًما هو خسر االثنتين‬
‫أحدهما خسرها دون أن يقرر لذلك‬
‫واألخرى خسرها بسبب قراره على ذكرى األولى!‬

‫أي حياة هذه التي يعيشها تخ ّبط في معاجم ّأال معرفة‬


‫سالت دموعه على خديه بعد أن ادرك حجم القهر الذي كبتته في‬
‫قلبها طيلة السنتين التي قضتها معه‬
‫هو ُمدرك أنها كانت تبكي على وسادتها ولكن لم يدرك حجم األلم‬
‫الذي سببهُ لها وأنتج ضع ًفا في ثقتها بنفسها‬
‫وفي عدم اتزان مشاعرها اتجاهه‬
‫وولّد بداخلها رغبه عظيمة في التخ ّلص منه وكأنها كانت تنتظر‬
‫زمن بعيد‪....‬‬
‫ٍ‬ ‫هذا األمر من‬
‫استيقظ على ضعفه مسح دموعه سري ًعا ومشى للخروج‬
‫التصرف بشكل صحيح معها!‬ ‫ّ‬ ‫بقل حيلة من‬
‫اخرج هاتفه اتصل على أخيه وبدأ يقود سيارته مبتعدًا عن منزل‬
‫خاله‬

‫‪......................‬‬

‫كان للتو خرج من الخًلء بعد انتهاؤه من االستحمام الفًا منشفته‬


‫ً‬
‫منشغًل في تجفيف شعره‬ ‫لتستقر على خصره وماسكًا باألخرى‬
‫سمع رنين الهاتف ‪.....‬نشّف كفي يديه عن الماء‬
‫ثم أجاب‪ :‬هًل سيف‬
‫سار انت وين؟‬ ‫سيف بضيق وبصوت مخنوق‪ :‬ج ّ‬
‫قوس حاجبيه ‪ :‬بالبيت‪....‬‬ ‫سار ّ‬ ‫ج ّ‬
‫سيف بثقل تحدّث‪ :‬اسمع خل امي تجهز لك عبد هلل‪......‬وتحط له‬
‫مًلبسه واغراضه في شنطته الصغيرة اللي على الكومدينة قول‬
‫لها الحين تجهزه‪.......‬ووده ألمه‪....‬‬
‫سار أدرك أنّ الجازي علمت بكل شيء‪.......‬علمت بمشاعر‬ ‫ج ّ‬
‫أخيه ناحية غزل‬
‫وانهدم عيش الزوج ّية بينهما اردف‪ :‬سيف وش صار؟‬
‫سيف بلل شفتيه كان يقود بسرعة جنونية يُريد بها الهروب من‬
‫الواقع‬
‫ومن كل شيء افسد عليه ل ّذة العيش بسًلم‬
‫سار‪.....‬ال تسألني وسو اللي قلت لك‬ ‫‪:‬ال تسألني عن شي يا ج ّ‬
‫عليه‪...‬‬
‫سار هز رأسه بتفهم‪ :‬طيب طيب‪.....‬‬ ‫ج ّ‬
‫‪.................................................. ........‬‬
‫اغلق سيف في وجه أخيه الذي خشي عليه من أن يحدث له‬
‫مكروه فصوته ال يُبشّر بخير‬
‫ولكن لم يطل التفكير والتحليل تو ّجه لدوالبه اخرج مًلبس مناسبه‬
‫له‬
‫ارتداها على عجل وذهب لتنفيذ ما امره أخيه به!‬
‫‪.................................................. ................‬‬

‫في ظًلم الواقع ينتصر النور!‬


‫ُمجبرك على إدراك ما يحدث في جوانب الشيء التي تخافه‬
‫مؤلم شعور الفقد لألبد والذي يعني الفُراق‬
‫استيقظ من نوبة االنهيار ‪......‬من الصراع الداخلي في معرفة‬
‫األسباب التي أدّت بها للهاوية‬
‫نظر لسقف الغرفة لدقائق طويلة ربما تجاوزت النصف ساعة من‬
‫استيقاظه!‬
‫مرةً أخرى‬‫وتجرع مرارة الفقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫اظلمت دنياه على خبر موتها‪،‬‬
‫ولكن بطريقة أقسى من الماضي‬
‫فراق أبدي ليس منه رجعة‬
‫عليه ان يعتاد عليه قبل ان يُصاب بالكآبة ونحن مجبولون على‬
‫تقبله‬
‫لًلستمرار في العيش!‬
‫سيخرج من هنا‪.....‬لرؤية ما تبقى منها من نور!‬
‫طش الدم منها ولكن ش ّد بيده عليه‬ ‫ّ‬ ‫مزع االنبوب من يده حتى‬
‫ونهض متوجعًا منه‬
‫منديًل رآه على تلك الطاولة والتي كانت على مقرب ٍة من‬‫ً‬ ‫سحب‬
‫قليًل‪ ،‬مسح الدم به‬‫السرير ً‬
‫واخطى خطواته لناحية الباب خرج من الغرفة‬
‫ومشى بًل خارطة تدله على الطريق الصحيح‬
‫مشى وفي قلبه جمرة غضب ال تُطفى‬
‫وعينين محمرتين للغاية‬
‫ودموع تأبى الخروج لتطفأ نيران الخوف من العيش دونها‬
‫رآه الطبيب فتو ّجه إليه يرجوه بالعودة إلى الغرفة فحالته ال تسر‬
‫الناظرين‬
‫ولكنه أبى واكمل طريقه لناحية سيارته‬
‫ركب السيارة ‪ ،‬اغلق الباب‬
‫واسند جبينه على المقود واغمض عينيه‬
‫لماذا بعد وفات ما نحبهم تتوارى علينا الذكريات التي تجمعنا‬
‫معهم‬
‫حتى بنا نتذكرهم في كل مكان‬
‫وكأنها تنهرنا عن النسيان‪ ،‬وكأننا في ذاك الحال قادرين على‬
‫نسيانهم أو تجاهلهم!‬
‫أخذ بما يقارب العشر دقائق وهو على هذا الحال ينظر للفراغ‬
‫ويتذكر صوتها‬
‫همسها‬
‫لمساتها‬
‫حضنها الدافئ‬
‫وقبًلتها الحانية‬
‫ليس قادر على مواساة ُحزنه‬
‫على تضميد جرحه العميق‬
‫وعلى احتضانه من الض ّياع!‬
‫بكى‪ ،‬واخذ يلوم نفسه بحديث مزعج ‪ ،‬اصبح مصدر التفات ًا‬
‫لألنظار وهو منهار باكيًا على المقود في سيارته‬
‫المارة أصبحوا يتساءلون بينهم وبين انفسهم ما بال الرجل يبكي؟‬
‫هل فقد عزيز؟‬
‫أم خانته حبيبته؟‬
‫شعر بخدر غريب ‪ ،‬يُريد التمكّن منه ولكن لم يسمح له‬
‫رفع نفسه ليسند ظهره للوراء سحب لرئتيه هواء عميق ومسح‬
‫دموعه‬
‫همس لنفسه‪ :‬امير ‪.....‬نور بحاجتك‪....‬قوي نفسك‪....‬‬

‫وما هي إال خمس دقائق حتى بدأ بالقيادة متج ًها لشقتهم!‬

‫كان الطريق طويل‪ ،‬واالشتياق عنيف‬


‫يُصعب عليه أن يتركها لوحدها في المستشفى دون أن يرافقها‬
‫يُصعب عليه أن يتركها في ظلمة الغرفة الباردة لوحدها‬
‫يُصعب عليه نسيانها؟!‬
‫صريرا من االحزان‬
‫ً‬ ‫وكل األشياء أصبحت تصدر‬
‫لتزيد همه ال تنقصه!‬
‫حاول التركيز في الطريق ً‬
‫بدال من ان يفكّر بها‬
‫ولكن تذكر رسالتها ورجائها في إخبار نور عن كل شيء؟‬
‫وهذا االمر ثقيل عليه وليس من السهل تنفيذه‬
‫آه‬
‫خرجت من جوفه بوجع عميق‪ ،‬وندم أعمق!‬
‫وصل‪....‬ركن سيارته ‪....‬كيف سيخبرها؟‬
‫كيف؟!‬

‫ولكن قبل أن يتقدم للعمارة‬


‫‪........‬‬
‫هي كانت في وسط سريرها للتو خرجت من عندها إيًلف التي‬
‫خشيت عليها من انهيارها المفاجأ بسبب وجود ابن عمها‬
‫اطمانت على حالها وبعد ان هدأت خرجت عائدة للجامعة‬
‫ال تستطيع أال تحضر محاضرتها األخرى وإال سيصلها حرام من‬
‫هذه المادة التي كثُر بها الغياب!‬

‫كثيرا ‪......‬هل بدأت خطتهم في أخذها من أحضان‬ ‫ً‬ ‫كانت تفكر‬


‫والدتها‬
‫لن تنكر تاقت روحها لرؤية والدها وللوطن الذي لفظ قلبها بعنف‬
‫متلون في طباعه القاسية!‬ ‫ّ‬ ‫صخر‬
‫ٍ‬ ‫على‬
‫هو ال يُريدها ‪....‬اخبرها أمير‪....‬ال يأبى لها‬
‫هل هذا من محض الصدف أن يتواجد ابن غازي هُنا‪ ،‬تخشى من‬
‫أن يعرف شكلها وهي ال تعرفه‬
‫ويباغتها في اختطاف عنيد ‪....‬ليبعدها عن أحضان والدتها‬
‫وال تدري أنّ الموت خطفها من احضانها منذُ ساعات طويلة؟!‬
‫كانت طفولتها معه جميلة‪.....‬جميلة لدرجة مؤلمة بعد فراقها عنه‬
‫لن تنسى نظراته لها حينما سحبتها والدتها من يدها أمام عينه‬
‫واخرجتها من الجناح الخاص بهم‬
‫كان ينظر لها ‪.......‬تعلم نظراته تلك تصرخ لها للبقاء هنا‬
‫ولكن هي كانت تُريد االثنان م ًعا!‬
‫اخبرتها والدتها أنها ستعود إليه ولن يتأخرا‬
‫عفوا اليوم أكملت (الواحدة والعشرون سنة)‬ ‫ومر عشرون سنة ً‬ ‫ّ‬
‫من خروجها من تلك الغرفة ‪........‬ومن تلك اللحظة الوداعية‬
‫التي‬
‫عجزت ان تتخطاها‬
‫لم يحتضنها‪......‬فقط يحدّق في عينيها التي كرهتهما بعد مجيئها‬
‫إلى هنا‬
‫ّ‬
‫يتغزل‬ ‫والتي كان يتغنى بها طر ًبا لمغايرة لونهما‪ ،‬ودو ًما ما كان‬
‫بجمالهما!‬

‫حتى انقلبت األمور وأصبحت محط للسخرية والتن ّمر الغير منتهي‬
‫ال تذكر سوى ابتسامتها له لتبادله تلك النظرات‬
‫مودّعه إ ّياه ببراءة وحسن ن ّية بعيدة كل البعد عن الخبث‬

‫‪:‬باي بابا‪......‬راح اشتري لك آيس كريم وحنا راجعين!‬

‫وتقوست شفتيه‬‫ّ‬ ‫تذكر هنّا تغ ّيرت نظراته‬


‫واشاح بنظره عنها محركًا رأسه مواف ًقا على حديثها‬
‫وكأنه يقول (سأنتظرك)‬
‫لم تعلم انها غير مرغوبة في تلك اللحظات الوداعية وربما كانت‬
‫مرغوبة وبشدة!‬

‫ربما‪......‬طوقهُ بيديه ليمنعه من حضنها!‬


‫ّ‬ ‫ولكن طيف الخيانة ‪....‬‬

‫ي رأسها‬ ‫نزلت دموعها لتسقط على جانب ّ‬


‫لماذا تتذكره اآلن‪......‬‬
‫السقف لو كان لهُ لسانًا لنطق صار ًخا بها‬
‫نساك‬
‫ِ‬ ‫انسيه كما‬
‫هل والدتها فعلت المستحيل لحضن حبها‬
‫الصواب لتصبح في أرق عشقها مع ذلك األشقر؟‬ ‫ّ‬ ‫هل فعلت‬
‫هل كان ُحضنهُ أكثر دفئ ًا من يوسف؟‬
‫ِلم انجبتها إذًا‪....‬‬
‫نهضت من تلك الذكريات التي احرقتها من كثرة تراود األسئلة في‬
‫بالها‪....‬‬
‫اهتز جسدها بعنف وبكت دموع ِبًل صوت‬ ‫ّ‬

‫اليوم ‪....‬وفي يوم مولدي الواحد والعشرون‪.....‬تُثار الذكريات‬


‫بطريقة أقسى من السنوات الماضية‪.....‬هذه السنة‬
‫مختلفة‪.....‬مختلفة تما ًما فهناك غيمة ال اعرف لونها ربما سوداء‬
‫وربما بيضاء كالقطن‪......‬او كـ حلوة المارشملو الذي‬
‫احبه‬
‫حجارا‬
‫ً‬ ‫ي‬‫ي رحمة ودفئ وإما ستمطر عل ّ‬ ‫‪.....‬إما ستمطر عل ّ‬
‫أول مرة تحت السماء نفسها واألرض‬ ‫وسموم!‪.......‬هنا‪....‬ولي ّ‬
‫ذاتها‪........‬بعد السنين الغابرة والمؤلمة اجتمع بًل وجود مع‬
‫أفراد‬
‫عائلة الناصي!‪......‬هل سأراه‪.....‬وهل سيعرفني؟‪......‬هل‬
‫سيخبرني باشتياق أبي لي‪......‬هل سيبخرني بغفران والدي‬
‫لخيانة‬
‫أمي؟‪....‬هل ‪.....‬سيأخذني من أحضان ديانا الدافئة واالنانية‬
‫؟!‪.....‬هل سيهمس لي‪......‬أنّ الكون كُله اظلم في عيني عائلة‬
‫الناصي بعد رحيلي؟!‪.....‬ضياع‪ .......‬كل سنة في هذا اليوم اشعر‬
‫بالضيّاع فيه‪.......‬اشعر بالخوف‪......‬اخاف من اكبر اكث‬
‫ر ‪....‬اخاف ان يتغيّر شكلي لدرجة ال يعرفني أبي فيها‪.....‬ه‬
‫و يكرهني وأنا‪......‬ال اكرهه وال احبه‪......‬ألنه ظن‬
‫بي!‪......‬وتركني في مش ّقات الطريق‪.....‬واختًلف الناس‬
‫واجناسهم!‪......‬كبرت‪......‬بعد أن خسرت الكثير‪.......‬خسرت‬
‫اآلمال في ُلقياه بعد اعتراف أمير لي بالحقيقة‪.....‬فهو كما قال لي‬
‫ال يظن إنني ابنته وبتّ الشكّ باألمر!‪.....‬كم من الدمع سقط على‬
‫تذوقت‪....‬هل هُناك‬
‫خدي‪.....‬وكم من األوجاع واصناف األلم ّ‬ ‫ّ‬
‫؟للتذوق!‬
‫ّ‬ ‫المزيد‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظرت للنافذة ‪........‬وما زالت تحدّث نفسها‪......‬تجبرها على‬
‫النسيان ُمنذ واحد وعشرون سنة!‬
‫بكت والمطر أخذ يشتّد في الهطول ‪.....‬واصبحت قطراته تزيّن‬
‫نافذتها وتُعزيها دون شعور؟!‬
‫سمعت اغًلق الباب الرئيسي‬
‫ال تريد ان ترى والدتها وال حتى امير‬
‫ال تريد منهما ان يحتفًل بها كل سنة باإلجبار!‬
‫ال تريد‪....‬‬
‫تريد أن تبقى لوحدها هنا‪......‬منعزلة عن العالم تجول بخواطرها‬
‫وافكارها لناحية ذلك البلد‪......‬والذي حفظ بين طياته القليل من‬
‫ذكرياته معها‬
‫فهي عاشت فيه فقط لفترة لم تتجاوز العشر سنوات حتّى ولكن‬
‫تشعر باالنتماء إليه‪ ،‬تشعر أنّ ترابه جز ًءا منها‬
‫وبعد مرور ثًلثة عشر من عيشها هُنا لم تحظى بهذا الشعور‬
‫تشعر انها دخيلة على هذه األرض‪ ،‬وإنها ال تنتمي لجذور ارضه‬
‫أبدًا‬
‫مهما حاولت في زرع جزء منها فيه ‪ ،‬رفضها‬
‫حتى تيبّس جسدها ولم يعد قابل للمحاولة في اثبات جذوره مرةً‬
‫أخرى!‬
‫مسحت دموعها التي هطلت كالمطر على خديها‬
‫ِضيقتها ‪.....‬إذًا بسبب وجود شخص من عائلتها‪......‬هي لم تخف‬
‫فقط في فكرة اخذها من أحضان والدتها‬
‫ال‬
‫بل باغتها اشتياق مفاجأ رغم ما سمعته عنه من افواههما إال إنها‬
‫اشتاقت!‬
‫الرعد وفتح الباب عليها‬ ‫ارتعد قلبها مع صوت ّ‬
‫واقتحام مشاعرها المتأججة بغتة‬
‫‪.......................................‬‬

‫جر بخطواته لناحية بابها يُريد التأكد هل عادت من الجامعة ام ال‬


‫ّ‬
‫وانصدم ‪.....‬لمنظرها ولبعثرة شعرها وشحوب وجهها‬
‫ودموعها المتناثرة على خديها‬

‫رأى احمرار واضح بالقرب من كتفها ‪.......‬فكانت ترتدي بدلة بًل‬


‫اكمال فقط سيور ضعيفة بلون األسود ملتصقة بجسدها لدرجة‬
‫التفصيل وإظهار التقاسيم األنثوية!‬

‫وكان جاكيتها مرميًا على األرض بإهمال وحقيبتها موضوعة على‬


‫السرير‬
‫فهم حالتها ‪......‬فهي منهارة ولكن ِم ّمن؟‬
‫هل شعرت بوالدتها؟‬
‫تعرض لها أحد؟!‬‫ما بال كتفها محمر ‪......‬هل ّ‬
‫خشي عليها من تلك الفكرة وأتى بالقرب منها واشاحت بنظرها‬
‫عنه‬
‫تحدث أمير بلهجة سعودية مكسرة ً‬
‫قليًل‪ :‬نور‪........‬شو صاير؟‬

‫نور جلست على طرف السرير طأطأت برأسها ً‬


‫قليًل ال تريده‬
‫ال تريد قربه‪ ،‬وال حتى نظراته واهتمامه‬
‫تريد ان تختلي بنفسها هذا كل ما تريده‬
‫ولكن أتى بالقرب منها تحدث بأهمية‪ :‬وش فيه‪ ........‬كتفك‪......‬‬
‫نور رفعت رأسها مسحت دمعها‬

‫وج ّهت ناظريها ناحية النافذة‪ :‬شلت الوشم‪.....‬عشان كذا صار‬


‫محمر‪....‬‬

‫أمير تنهد براحة ‪ ،‬إلبطالها من فكرة التعدي واإليذاء‬


‫تحدثت بهدوء‪ :‬وين أمي؟‬
‫سكت أمير‪ ،‬وخفق قلبه بشدّة‬
‫عندما طال سكوته تحدثت بسخرية‪ :‬إذا ناوي تسوي حفلة انت‬
‫ويّاها عشان يوم ميًلدي الواحد والعشرين ‪...‬كنسلوا الفكرة من‬
‫الحين‪......‬ألنه ما راح احضرها!‬

‫هل ح ًقا اليوم مولد ها‪ ،‬في ضجيج موت محبوبته نسى التواريخ‬
‫والساعات واأل ّيام في غضون ساعات قليلة وجدًا؟!‬

‫هل سيكون يوم مولدها ‪......‬فيما بعد يوم ال يُستحق الذكر!‪......‬‬


‫هل ستكره هذا اليوم بعد أن يخبرها عن موت والدتها‬
‫اللعنة ‪...‬باتت األمور تتصعب عليه‬

‫واخيرا حدّقت في وجهه المحمر‬


‫ً‬ ‫شعرت بحيرته وتردده في الكًلم‪،‬‬
‫‪....‬وبعض خصًلت شعره ساقطة على جبينه وملتصقة به‪....‬‬
‫كانت به رعشة يحاول السيطرة عليها ولكن باتت أكثر وضو ًحا‬
‫امرا‬
‫لتصرفه هذا حتى أدركت أنه يخفي ً‬
‫فالتفتت عليه بكامل جسدها‬

‫ً‬
‫طبوال من الخوف‪ :‬بابا امير‪.....‬أنت تعبان؟!‬ ‫تحدثت وقلبها يقرع‬

‫حدّق في عينها‪.......‬لوجهها ‪......‬ورسم حاجبيها التي تُشبه رسم‬


‫حاجبي والدتها‪......‬نظر لسواد شعرها‪....‬يحاول ان يجد فيها ما‬
‫فقده!‬
‫ورآه يجري في دمها ‪......‬كيف سيتحدث؟‬
‫نور مسكت كف يده وبعينين محمرتين وبيد مرتجفتين ‪ :‬بابا‬
‫امير‪....‬صاير شي؟‬

‫أمير ‪.....‬لمس في صوتها تلك النبرة التي تشبه نبرة والدتها‬


‫حينما تسأله عنه حاله!‬

‫فأشاح بوجه عنها سريعًا ال يريد أن يبكي أمام عينيها‬


‫المتذمرة من على وجهه‬
‫ّ‬ ‫مسح على رأسه وابعد الخصًلت‬

‫نور وقفت هنا واخذ تنفسها يتسارع‪ :‬أمييييييييييييير قول ‪......‬‬


‫شصاير؟‪.....‬ما عمري شفتك بهالضعف‪......‬‬
‫وبنرة خوف وذعر‪ :‬امي فيها شي؟‪....‬ديانااااااااااااااااااااا فيها‬
‫شي؟‬

‫ً‬
‫محاوال‬ ‫نهض أمير‪...‬وامسكها من اكتافها العارية‬
‫ست هنا بشيء غريب ‪.....‬ككهرباء حزينة صعقت‬ ‫تهدئتها‪......‬فح ّ‬
‫قلبها بسوط عميق من معاني األلم!‬

‫ازدردت ريقها اقتربت منه اكثر وامسكت به من ياقة بدلته‬


‫الرسمية ‪ :‬أمييييييييير‪....‬‬
‫حدّقت في عينيه الًلمعتين بالدموع والمحاطتين باالحمرار الناتج‬
‫عن البكاء‬
‫ما زال يرتجف ‪.....‬من هذا الخبر‪....‬وتسللت رجفاته إلى جسدها‬
‫الضعيف واخذت ترجف بذعر!‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬ديانااااااااااا وين؟‬

‫قُربها منه‪.........‬انفاسها المتسارعة‪....‬رجفاتها‪.......‬كثرت‬


‫صا‬
‫اسألتها‪......‬هزها له بشكل عنيف‪.........‬جعلت منه شخ ً‬
‫ضعيفًا‬
‫كيف سيخبرها انّ حبه بات ميت ًا بعد هذا اليوم؟‬

‫خارت قواه وجثل على ركبتيه ساق ً‬


‫طا بًل حول وال قوة أمام‬
‫رجليها‬
‫فشعرت أن الكون كله اهتّز بوجع لسقوطه على األرض بهذا‬
‫الضعف‬
‫وفهمت اإلشارة‬
‫واستوعبت كل شيء‬
‫ولكن تريد أن يبرهن ِلم يدور في عقلها حتى فيما بعد ال تتعلّق في‬
‫آمال مستحيلة‬
‫وأحًلم مرعبة!‬

‫جثلت األخرى على ركبتيها نظرت لوجهه ولدموعه المنسابة على‬


‫خديه‬
‫كانت ستتحدث ولكن باغتها باحتضان ‪....‬هو بحاجة‬
‫إليه‪......‬بحاجة إلى هذا الحضن‪....‬خاصةً منها‪....‬لعله يهدّا‬
‫اشتياقه واضطراب أنفاسه المشتاقه لها‪.....‬كيف سيتحمل بُعدها‬
‫عنه وهو الذي لم يتحمله لبعض ساعات!‬

‫اشت ّم رائحتها في ابنتها‪.......‬اعتصرها في حضنه ليخفف من‬


‫وجع قلبه‬
‫خدرت نور هنا‪.....‬وتوقفت عن التفكير‪......‬تلقّت الصدمة ولكن‬
‫صرة على سماعها‬ ‫ما زالت م ّ‬

‫همست له ‪ :‬وينها؟‬

‫شدها إليه واغمض عينيه ال يريد منها هذا االنهيار ال يريد منها‬
‫هذا الضعف‬
‫حكّمها ما بين يديه لكي ال تثور بجنون ما سيقوله‬

‫همس لها ‪ :‬عند ربنا!‬


‫شعرت ببرود أطرافها فجأة ‪ ،‬واشتدّت جميع خًليا جسدها وبدأت‬
‫محاوالتها في الصعود لألعلى ‪.....‬للقمة‪....‬لًلشيء‪....‬‬
‫تصلّب جسدها ما بين يديه‪....‬وخرجت شهقة من فاهها‬
‫فتحت عينيها على آخرهما بذعر شديد من فكرة الفراق!‬
‫هل تركتها كما تركها والدها يوسف؟!‬

‫هل تركتها كما تركها هو بًِل قُبل الوداع والحضن الطويل‬


‫كيف حدث هذا االمر؟‪ ،،‬كيف تخطفها الموت سريعًا؟ هي ما زالت‬
‫شابة كيف لها أن تموت؟‬

‫وهل الموت محدود على فئة عمرية يا نور؟!‬

‫تريد أن تصرخ‪.....‬ولكن فجأة تشنّج فمها على حركة الصراخ ِبًل‬


‫صوت‪....‬‬
‫صدمه‪.....‬طنين‪....‬وانين مختلط بينها وبين ذلك العاشق الذي‬
‫يبحث عن محبوبته في حضنها!‬

‫شدّت على رقبته ودفنت وجهها في صدره‪.....‬تريد االختباء‬


‫التًلشي‪....‬الهروب‪....‬من الواقع‪.....‬من الحقيقة المخيفة‪.....‬من‬
‫الوحوش الكاسرة التي ستنهشها بعد اآلن‪....‬‬
‫اشتدّت رجفات جسدها ولم تعد تصدر صوت ًا يدل على بكائها‬
‫وما زال جسدها متصلبًا ويشتد اكثر‬
‫شعر امير بتصلب جسدها خشي عليها ‪ :‬نور‬
‫كانت مغمضة لعينيها ‪ ،‬هي اآلن ترى وجهها الباسم فقط‬
‫ال تريد أن تفتح عينيها حتى ال تتًلشى صورتها من أمامها‬
‫وتموت بحسرتها على رؤياها!‬
‫همست بالًلواعي‪ :‬ديانا‪....‬‬
‫كان يخيّل إليها صورتها ‪ ،‬وهي مبتسمة مادّة يديها إليها‬
‫تريد أن تأخذها‪......‬‬
‫امير بخوف اسندها على يده ‪......‬ضرب على خديها ببطء‪:‬‬
‫نوررررررر‪......‬فتحي عيونك‪....‬‬
‫ثقل غريب اجتاح رأسها‪ ،‬خفقان‪......‬وتنفس سريع‪.....‬رجفات ال‬
‫إرادية ‪.....‬كنبضات القلب‪....‬او كـ‪....‬‬
‫االحتضار‪.....‬‬
‫شهق ووضعها على األرض وابعد عنها كل األشياء التي تُعيق‬
‫جسدها عن الحركة الًلإرادية!‬

‫هل نوبة تشنج‪.....‬أو صرع او ماذا يحدث؟!‬

‫مسك خديها صرخ‪ :‬نور‪.....‬دخيل هللا فتحي عيونك‬

‫تريد الهروب‪........‬االختفاء في أحضان السراب‪........‬إلى النوم‬


‫العميق‪.....‬إلى االوجاع الغير معروفة‪.....‬إلى الوطن‬
‫المنشود‪....‬تريد ان تمسك بطرف ال ُحب الضائع‪......‬ال ُحب‬
‫الطائش‪......‬بال ُحب اآلمن‪....‬بالعشق الدائم التي كانت تراه في‬
‫عينيه‪....‬تُريد ان تُعيد ارتباطهما ببعضهما البعض‪......‬قبل ثمان‬
‫سنوات وقبل مجيئها بسنة من هذا الزواج وقبل أن تكمل والدتها‬
‫سن العشرون في ذلك الوقت‪.....‬ستعقد العُقدة ‪......‬ستشدها بيدها‬
‫لتمنعها من االنفًلت‪.....‬ستمسك بيد ‪....‬يوسف‪....‬وستجمعها بيد‬
‫ديانا‪......‬ستستيقظ من هذا الحلم العنيف‪.......‬وسترى نفسها‬
‫على سريرها الوردي‪....‬نائمة على ارض الوطن‪.....‬في‬
‫السعودية‪.....‬في صيفها الحار‪.......‬في منطقة الرياض‪......‬في‬
‫(حارة )جمعتها وجمعت اخاها ناصر ‪.....‬وألخاها الصغير التي لم‬ ‫ّ‬
‫تعد قادرة على تذكره!‪....‬للضحكات الساخرة من‬
‫جدتها‪......‬ولتوبيخ جدها هل مازاال عائشين؟‪......‬البتسامة ديانا‬
‫ليوسف‪.....‬بعد قوله (بنتك قوية علي)‪.....‬لكل الذكريات‬
‫‪.......‬للحياة دون ُحب ديانا ألمير‪....‬دون الضياع في هفوات ُحب‬
‫مراهقة أدى بها إلى اإلنجاب دون خداع ُحب تسلية للهروب من‬
‫الواقع‪.....‬دون كره وتن ّمر المجتمع من حولها‪.....‬تريد الهروب‬
‫فقط‪.......‬والنوم العميق‬
‫صرخ هنا أمير ولم يعد قادر على السيطرة على ردات فعله‬
‫المنصدمة‬
‫سمع رنين هاتفه ‪.......‬يُريد المساعدة ‪....‬يُريد الهروب‪.......‬‬
‫سحبه من مخبأ ثوبه بيدين مرتجفتين‬

‫تحدث بخوف‪ :‬نورررررررر‬


‫‪......‬نوررررررررررر‪.....‬بنتي‪.....‬بنتي‪.........‬بتمو‬
‫ت‪......‬بتلحق‪.......‬ديااااانـ‪......‬‬

‫سقط الهاتف من يده وبسبب نوبة الهلع وشدّت البكاء سقط على‬
‫صدرها مغش ًيا عليه‬
‫وبقيا االثنان ممدين على األرض بًِل حول وال قوة‬
‫احداهما يتحرك بطريقة غريبة تشبه التشنجات وجفنين يتحركان‬
‫ببطء يُعاند رغبتهما في رؤية النور!‬
‫واآلخر م ّمد بعد تعب شديد وانهيار عاطفي خبيث تمكن منه في‬
‫لحظة هو كان يجب ان يكون فيها قو ًيا!‬
‫‪.................................................. ............‬‬
‫لم يتبقى إال يوم واحد على رؤيته ‪ ،‬والخًلص منه اتصل من اجل‬
‫يحدد مكانًا ووقت ًا مناسبا لرؤيته في الغد‬
‫والذي يكون أجله!‬
‫فقد تحدث مع إحدى القتلة المأجورين واتفقا معه على االجر‬
‫المحدد إلنهاء حياة امير‬
‫ولكن ما سمعه كان عجبًا‪ ،‬من الواضح امير في حال يُرثى لها‬
‫حزين‪.....‬باك‪....‬متخبط‪....‬خائف‪....‬بل مذعور‬
‫ٍ‬ ‫صوته‬
‫ماذا يعني (تلحق ديانا)‬
‫مطوال‪........‬باحثًا عن معنى لهذا الحديث المثير للشك‬
‫ً‬ ‫فكّر فيها‬
‫ثم شهق ووقف هنا ‪......‬متوج ًها إلى مكتب أخي راكضًا‬
‫دخل ووجهه مخطوفًا مما دار في عقله‬
‫جورج بعصبية وكانت بالقرب منه فتاة المانية ذات جمال طفولي‬
‫مخبأ وراء خبث مموس ال يهمها سوى المال!‬

‫ابعدها عنه سريعًا ‪ :‬يبعت لك ستين ح ّمي على هالدخلة‬


‫ُمراد بسخرية‪ :‬حتى وأنت في الشغل‪...‬‬

‫شيرا لها أن تخرج واخرج من جيبه مال‬‫ثم اردف بألمانية ُم ً‬


‫ورماه عليها‬
‫التقطت المال كالكلبة الباحثة عن الطعام في قمامة الشوارع‬
‫ثم خرجت!‬
‫جورج بعصبية نهض وأشار ألخيه‪ :‬شو بدك‪.......‬بدي يوم واحد‬
‫اخوتك؟‬
‫ما شوفك فيه‪........‬بدي اخلص من ّ‬

‫ُمراد نظر ألخيه ولحاله ولبعثرت مًلبسه‬


‫اشمئز ال يدري لماذا؟ ‪ :‬ما تقدر ‪.....‬اسمعني‪....‬أظن ديانا بعد‬
‫مكالمتك لها انتحرت‪...‬‬
‫جورج بصدمة‪ :‬شووووو؟‬
‫ُمراد بجدية‪ :‬االوضاع كلمالها وتصعب علينا‪......‬أريد اسافر هسه‬
‫لبريطانيا‪...‬‬
‫جورج حكّ جبينه ‪ :‬وكيف عرفت؟‬
‫مراد فتح الدرج الجانبي من مكتب أخيه سحب مبلغ من المال امام‬
‫مرآ عين أخيه‪ :‬اتصلت على امير‪....‬عالمود اأتفق و ّياه على مكان‬
‫ي‬
‫و وكـت (وقت)مناسب حتى بكرا تكون المواجهة بس رد عل ّ‬
‫منهار ويبجي‪...‬‬

‫ا‬
‫مطوال‬ ‫جورج حدّق في أخيه‬
‫واكمل‪ :‬واظن نور بتلحق أمها‬

‫هنا صرخ جورج‪ :‬مشان هيك بدك تروح‪....‬بدك تنقذ حبيبة‬


‫قلبك‪...‬‬
‫ُمراد لم يجيب على أخيه اخذ المال صرخ على أحدى الحراس‬
‫لتجهيز طيارتهما الخاصة للسفر إلى ذنبه العميق!‬
‫‪...........................................‬‬
‫دخل المنزل ‪ ،‬لم ينظر لهاتفه وعندما نظر رأى انّ شاحنه قد نفذ‬
‫دخل وكانت األصوات جميعها مرتفعة بين التساؤالت والتداخًلت‬
‫الجانبية‬
‫همس‪ :‬السًلم عليكم‪....‬‬
‫الجميع حدقوا به‪ ،‬البعض رد السًلم واآلخر اكمل بعد سًلمة‬
‫التوبيخ‬
‫لم يرى والده‪....‬فكانت والدته هي من كانت توبّخ سيف‬
‫تحدثت منفعلة‪ :‬هذا هي حتى ولدك خذته‪.....‬يعني ما عاد لها‬
‫رجعة‪.....‬كيف تبيني اطالع بوجه اخوي‪.....‬كيف تبيني ابرر له‬
‫فعلتك الشينة‪........‬كيف تقول لزوجتك انه قلبك ما يمله غير‬
‫غزل‪.....‬مجنون انت وال جنييييييييت وخًلاااااااص ما عاد لك‬
‫عقل يفكر‪......‬ويحلل‪....‬ويفهم‪......‬هذا جزاتي ‪.....‬هذا جزاتي‬
‫انا‪.....‬انا الغلطانة‪.....‬كان المفروض‪....‬اخليك تعيش على سراب‬
‫حبك يا وفي‪....‬‬
‫ثم ضربت على كتفه بقوة قائلة‪ :‬حسبي هللا ونعم‬
‫الوكيل‪.....‬حسبي هللا ونعم الوكيل فيك يا سيف‪...‬‬
‫سار ومن ثم عزام‬ ‫قصي نظر إلى وجه سيف‪....‬و ج ّ‬
‫كانت وجوههم باردة ‪ ،‬بينما وجه سيف محمر‪.....‬‬
‫ووقوفه بهذا الشكل والذي ال يدل إال على االنكسار دعاه للخوف‬
‫تحدث بخوف‪ :‬شصاير بعد؟‪........‬احد مات‪....‬‬
‫مصرة على‬
‫ّ‬ ‫سيف نظر إليه بضعف وبنبرة سخرية‪ :‬الجازي‬
‫الطًلق‪....‬‬
‫قصي سكت‬
‫عزام بلل شفتيه وليخفف عن أخيه قال‪ :‬اتركها بيت أهلها‬
‫‪......‬لين تهدأ وتكلم معها من جديد‬

‫سيف بنبرة قهر‪ :‬البنت مجروحة‪.....‬مجروحة مني‬


‫كثير‪....‬آثاريني قاسي‪......‬قاسي وانا ما نيب حاس على‬
‫نفسي‪......‬الجازي تكرهني‪....‬وعمرها ما حبتني‪....‬عمرها ما‬
‫حبتني‪...‬‬

‫ثم تركهم وصعد إلى جناحه‬

‫سار بانفعال‪ :‬قلعته هو جابها لنفسه‪.......‬أجل فيه رجال بعقله‬


‫ج ّ‬
‫يقول لها هالكًلم‪.......‬وش مفكرها صخر ما يحس‪....‬‬

‫قصي أتى بالقرب منهم وجلس على الكنبة‪ :‬يعني اعترف لها انه‬
‫يحب غزل‬

‫عزام بخيبة‪ :‬أي‪.....‬بس من ورا تريًلت(يعني بطريقة غير‬


‫مباشرة) وهي فهمتها على الطاير‬

‫سار‪ :‬اخوك مسوي نفسه روميو‪.....‬والفارس‬ ‫ضحك بسخرية ج ّ‬


‫المغوار‪.....‬اللي الزم يوفي‪....‬خذ الحين حالته حاله وتو يحس‬
‫على نفسه انه قاسي‪....‬وانه االلي في نفسه ما هو إال عناد عشان‬
‫زوجته من الجازي بدون ما تطق له خبر‬ ‫أمي ّ‬
‫قصي هز راسه بتأييد‪ :‬هو عاند نفسه ما عاند امي‪.....‬وامي‬
‫غلطانه يوم خطبتها له بدون ما تشاوره‬

‫عزام بجدية‪ :‬الخبل خيّرته بين كذا بنت بالعيلة ومن ضمنها‬
‫هي‪....‬وصارت تلمح له عنها كثير كلنا فهمنا إال هو يعني وال كان‬
‫يتغيبا علينا؟‬

‫قصي بدفاع‪ :‬ال كان في صدمة على اللي صار في غزل‪....‬وامي‬


‫ما قصرت استغلت وضعه‬

‫سار اسند ظهره على الكنبة ‪ :‬طييييير يا شيخ‪.........‬وهللا لو‬


‫ج ّ‬
‫انه ما خذ غزل ‪....‬ال كانت حياتهم ‪....‬اخس من كذا‪.....‬قال يحبها‬
‫قال‪....‬‬
‫قصي بصوت شبه مرتفع‪ :‬اكيد يحبها وال ما كان ترك شغلة‬
‫لفترة‪.......‬وسافر وترك البلد‪......‬وأمي ما مسكته إال بسالفة‬
‫هالزواج‪.....‬وال كان هو ال هو متزوج وال هو عايش بينكم‪......‬‬

‫سار ابتسمت بسخرية‪ :‬أي برر له‪....‬مو انت بعد رابط سالفة‬‫ج ّ‬
‫زواجك بسالفته ‪.......‬وجالس تبرر له كأنك تبرر لنفسك‬

‫قصي بصوت جهوري‪ :‬وشدخللللل؟!‬


‫عزام بصوت عال‪ :‬تذابحوا بعد‪......‬الحمد هلل والشكر‪.....‬هجدوا‬
‫بس‪......‬وال تكبرون المواضيع ‪....‬ودخلون كل شي‬
‫ببعضه‪.....‬شوفوا كيف امي منهارة‪....‬‬

‫قصي نظر ألخيه ‪ :‬امي حاسة بالذنب على بنت اخوها‪.....‬هي‬


‫اللي تسببت بكل هاالشياء‪...‬‬
‫سار بانفعال‪ :‬حلوووو!؟ وهللا‪.........‬حط اللوم انت واخوك على‬
‫ج ّ‬
‫امي‪.....‬وهالتبن اللي صعد فوق ما عنده عقل‪.....‬ما يفهم كيف‬
‫يتصرف بدون ال يظلم ويجبّر‪....‬وال فاهم الرجولة بشكل ثاني‪....‬‬

‫سار‪.....‬احترم اخوك مهما كان هو األكبر‬ ‫صرخ هنا عزام ‪ :‬ج ّ‬


‫فينا‪.....‬وسيف ماله حمل على كًلمكم‪.....‬لو ينزل ويسمعكم‬
‫الحين‪.....‬بزيد حالته أسوأ من كذا‪.......‬هو غلط‪....‬ما قلنا‬
‫شي‪.....‬والبنت من حقها تختار الحياة اللي تبيها بس اخوك من‬
‫صدم من اللي قالت له‪....‬‬

‫مستغفرا ثم اردف‪ :‬هو قال وش قالت له؟‬


‫ً‬ ‫قصي مسح على رأسه‬

‫عزام ‪ :‬ال‪......‬بس واضح‪......‬عطته كًلم من العيار الثقيل ما‬


‫شوف حالته‪....‬‬

‫سار متحامل على أخيه‪ :‬وهللا زين ما تسوي فيه‪......‬وزين انها‬


‫ج ّ‬
‫متحملته‪........‬‬
‫ثم اطرق ‪ :‬وربي كنت اظنه ‪......‬حكيم‪...‬وبيعقلها مع البنت‬
‫‪.....‬وبينسى غزل‪....‬بس طلع حتى لم جاب عبدهلل‪....‬متعلّق فيها‬
‫!‬

‫قصي نهض هنا‪ :‬اكثر متضرر بهالسالفة هي الجازي‪....‬وهللا‬


‫يعينها‪....‬‬
‫سار‪ :‬وانت ما فكرت بحل‬ ‫ثم ه ّم بالصعود لغرفته ولكن اطرق ج ّ‬
‫لهالبلوة اللي أنت فيها‪....‬‬

‫قصي لينهي النقاش‪ :‬انا هالبلوة اللي فيها على قلوتك دامك أنت‬
‫بعيد عنها ما راح تكبر‬

‫عزام تدخل بشكل سريع‪ :‬شوف اخوك واتعض‪.....‬وال تظلم‬


‫البنت‪....‬‬
‫قصي بجدية‪ :‬طًلقي منها ظلم بحقها‪.....‬يا عزام‪.....‬‬

‫سار نهض وبعصبية ‪ :‬يعني ناوي تعلن الزواج‪....‬‬


‫ج ّ‬

‫قصي ‪ :‬مادري‪.....‬بخلي هالشي لأليام‪....‬‬

‫سار الذي بدأ بالصراخ‪ :‬اقسم باهلل ذول‬ ‫صعد على انفعال ج ّ‬
‫عايشين بوهم‪.........‬أنانيين‪......‬ما يحبون إال انفسهم‪.....‬والباقي‬
‫بالطقاق‬

‫سار قصر صوتك ال يعلى ‪....‬وهللا إن سمعت امي‬


‫عزام تنهد‪ :‬ج ّ‬
‫لتنجلد‪.....‬واترك عنك قصي‪....‬وما ظنتي هو صغير‪......‬خلها‬
‫يعيش قراره وذوق مرارته!‬

‫وبطفش‪ :‬ألني جد ملييييت‪.....‬من اني اعطي نصايح وال احد‬


‫يسمع ‪......‬فتركه ال تتعب حلقك ‪...‬وال صوتك‪......‬‬

‫مطول مع‬
‫ّ‬ ‫سار يأكل بنفسه بحديث‬ ‫ثم خرج من المنزل وبقي ج ّ‬
‫الجدران!‬
‫‪.................................................. ................‬‬

‫ما زالت متوترة ‪ ،‬تعلم أن االمر لن يمر مرور الكرام على قصي‬
‫اتصلت على عمها واتضح أنه اتصل عليه ولكن لم يجيبه‬
‫أخبرها بانه آتي ألخذها إلى بيته ولكن رفضة ألنها تعلم لو فعلت‬
‫هذا األمر ستزيد االمر سو ًءا لذا طلبته‬
‫أن يُعطيها رقم قصي وسجلته بورقة‬
‫وستتصل عليه بعد صًلة المغرب‬
‫شعرت بالخجل من فاطمة ألنها أطالت بالجلوس عندها‪ ،‬نظرت‬
‫إلى الصغير النائم على الكنبة بهدوء وابتسمت‬
‫هل سيكون لها أطفال يو ًما؟‬
‫ً‬
‫اصًل طفلة‬ ‫طردت الفكرة من عقلها سريعًا ‪ ،‬هي‬
‫وطبيعة زواجهما يرفض إنجاب األطفال!‬
‫نظرت لهاتف فاطمة ترددت في أخذه واالتصال عليه‬
‫أتت على حين فجأة فاطمة وبيدها سجادة قائلة‪ُ :‬مهره حبيبتي ما‬
‫باقي شي ويأذن لو حابة تدخلي الحمام ‪.....‬تتوضي وهذي‬
‫السجادة‪....‬عشان تصلي عليها‬

‫ُمهره سحبت السجادة من يدها‪ :‬مشكورة فطوم وهللا منحرجة منك‬


‫مرا‬
‫فاطمة طبطبت على كتف ُمهره‪ :‬ماله داعي االحراج‬
‫حبيبتي‪......‬صدق اتصلتي على زوجك‪...‬‬
‫ُمهره بتوتر‪ :‬ال قلت بعد الصًلة بتصل‬
‫فاطمة ‪ :‬تمام‬
‫ثم ذهبت لناحية الصغير حملته ما بين يديها ‪ ،‬ثم دخلت به إلى‬
‫بخرب نومه وبخليني اسهر‬‫غرفتها وهي تقول‪ :‬واضح ولدي ّ‬
‫الليالي معه‬

‫ُمهره وضعت عباءتها على الكنبة ُمنذ ان أتت لم تزيحها عن‬


‫جسدها ابدًا ابتسمت‪ :‬جلسيه بعد ما تصلين‪....‬‬
‫فاطمة اردفت بصوت هادئ ‪ :‬وان شاء هللا يتقبل يجلس عاد‪....‬‬
‫ُمهره تنهدت ودخلت إلى الخًلء أقفلت الباب عليها‬
‫ماذا سيفعل بها ؟‬
‫هل سيعاقبها ‪ ،‬هل سيضربها ام يعتدي عليها؟!‬
‫ال تدري نفضت تلك األفكار وارشحت وجهها عدّت مرات‬
‫خائفة من ردّت فعله‬
‫استغفرت بداخلها وسمعت صوت ارتفاع األذان‬
‫فاطمأنت وبعد ان توضأت خرجت‬
‫وبدأت تشرع في الصًلة بعد أن ارتدت عباءتها وحجابها‬
‫وكذلك فاطمة اخذت تصلي في غرفتها تحت اإلنارة الخافتة‬
‫بعد مرور ما يقارب ا الخمس او سبع دقائق فرغت من الصًلة‬
‫اخذت تدعو هللا ان يحنن قلب قصي عليها وال يقسي عليها بعقابه‬
‫نهضت وجلست على الكنبة القت نظره سريعة على الحاجات التي‬
‫شرأتها من (البقالة) كانت ستشاركها مع فاطمة ولكن فاطمة‬
‫رفضت وقالت‪ :‬خليهم لك ‪......‬وتسلي فيهم بعدين وخليك باللي أنا‬
‫حطيته‪....‬‬

‫ابتسمت لها‪ ،‬حقيقةً ارتاحت لتلك الفتاة المرحة ‪......‬ومن الواضح‬


‫أنها اجتماعية درجة أولى ‪.....‬وتتقبل الناس بسرعة‬
‫حيث انها اخذت تلقي عليها بعض المواقف المضحكة التي حدثت‬
‫لها في المراهقة وبداية زواجها با ًبا للتغيير من توتر ُمهره‬
‫واخذت مهره تنسجم معها ‪ ،‬وحدثتها عن طفولتها‬
‫وتناست قصي وما قد يحدث لها فيما بعد!‬
‫سحبت الهاتف من على الطاولة تحدثت‬
‫بصوت شبه عا ٍل‪ :‬فاطمة بستخدم جوالك‪...‬‬
‫اتاها صوت فاطمة وهي تدخل الحمام‪ :‬تمام ‪....‬حبيبتي‪.....‬خذي‬
‫راحتك‬
‫اتصلت‪.....‬وكان للتو افرغ من الصًلة ‪......‬وركب سيارته بعد أن‬
‫خرج من المسجد رأى الرقم دون اسم وتجاهله‬
‫وبدأ بالقيادة‬
‫فازدادت نبضات قلبها تريد ان يجيبها قبل فوات األوان‬
‫اتصلت مرة أخرى‪...‬‬
‫لم يجيب عليها إال في االتصال الخامس!‬
‫يا هللا ما اقسى هذا الشعور التي خالجها‬
‫عندما سمعت صوته يقول‪ :‬نعم‪......‬‬
‫ازدادت اضطرابات أنفاسها‪ ،‬وخشيت من صوته الرسمي‬
‫تحدث‪ :‬الو‪......‬مين معي؟‬
‫تعرق جبينها ووضعت يدها على قلبها تريد أن تهدأ عواصفها‬ ‫ّ‬
‫فقالت‪ :‬الووو‪......‬أنننننا‪.....‬مم ُمهره‪....‬‬
‫وقوس حاجبيه نظر للرقم للتأكد‬ ‫تعجب قصي ّ‬
‫وتأكد أنه ليس رقمها!‬
‫لذا تحدث بصوت غاضب‪ :‬مهره؟‪........‬وش هالرقم اللي تتصلين‬
‫علي منه؟!‪..........‬رقم من؟‬

‫ُمهره اجتمعت الدموع في عينيها وألنها ال تريد إطالة األمر قالت‪:‬‬


‫قصي انا في ورطة‪....‬‬
‫هنا ضرب (بريك) قوي وكاد يصطدم بالسيارة التي أمامه شتمها‬
‫بصوت مسموع‪ :‬وش مسوية من مصيبة يا ام المصايب!؟‬

‫ُمهره نهضت وجسدها بدأ يرجف تحدثت بتردد‪ :‬طلللعت البقالة‬


‫اشتري لي شيبسات‪....‬ونسيت عن ما خذ مفتاح الشقة وجوالي‬
‫سكت هنا قصي وبدأ يقود سيارته متج ًها للحي التي تسكن فيه‬
‫شتمها مرةً أخرى ولعنها قائًل‪ :‬يا الغبية‪.........‬وش هالغباء‬
‫وليش تطلعين حسبي هللا‪.....‬‬
‫ثم سكت ‪...‬ليردف بعدها صار ًخا‪ :‬هللا ياخذك وافتكككككككك‬
‫منك‪....‬وينك الحين فيه؟‬
‫ُمهره ظهرت منها شهقة خوف منه‪ :‬هأأأأأ‪......‬في شقة‬
‫جارتنا‪.....‬أم أحمد‪....‬‬
‫المقود وصرخ ‪ :‬أجلي بكاك لين اجي‬‫ّ‬ ‫قصي ضرب بيده على‬
‫عشان اعلمك كيف تبكين‪.........‬يا غبيييييية‪....‬‬

‫ثم اغلق الخط في وجهها واخذت تبكي بًل صوت ‪ ،‬خائفة ِمن‬
‫عقابه ‪....‬آه‪.....‬خرجت منها ببطء ‪...‬ضائعة تشعر بفقد األمان‬
‫وهي كانت تجده ما بين يديه رغم قساوة عينيه ‪.....‬وحديثه‬
‫واآلن لم يعد هناك امان في حضنه ‪....‬اصبح قاسي‪....‬قاسي‬
‫لدرجة أصبحت ال تعرفه ‪.....‬هل سيشفع حديثه معها باألمس‬
‫ويخفف وطء العقوبة عليها هل سيغفر لها؟!‬

‫سمعت صوت باب الحمام يغلق مسحت دموعها سري ًعا والتفتت‬
‫قائلة‪ :‬فطوم زوجي راح يجي‪....‬‬

‫فاطمة بحنان‪ :‬قلت لك موصاير شي والحين بيجي بيعتب عليك‬


‫بس‪....‬وبعدها أمورك تمام‪.....‬ال تخافين‬
‫ُمهره اخذت نفس عميق وابتسمت وهي تخفي خوفها وبكائها‬
‫ورجفاتها حتى‬
‫‪.................................................. ..............‬‬
‫قهرا منه ‪ ،‬لماذا وافقت عليه؟! لم‬ ‫ُمنذ ان خرج وقلبها ينزف ً‬
‫تتذكر انها نطقت موافقة ولكن اصحبت خجلة لدرجة ظنوا انها‬
‫موافقة عليه‬
‫ولكن الواقع هل هي كانت موافقة عليه؟!‬
‫هي لم ترفضه ولم توافق عليه‬
‫فكرة الزواج منه او من غيره كانت مقبولة لديها‬
‫وغير مهمة‬
‫ربما هذا يتعبر تناقض بين القبول واالهتمام ولكن هكذا كانت‬
‫تشعر لناحية الزواج بشكل عام‬
‫الجميع شجعها على الموافقة عليه ألنه ابن عمتها ‪ ،‬ورجل طيب‬
‫ذو خلق ودين‬
‫وبه الصفات التي تتمناها كل فتاة‬
‫ولديه وظيفة رائعة وإنسانية‬
‫ولكن ماذا حدث بعدها؟!‬
‫تشعر بنزف آخر نزف مؤلم في اسفل بطنها‪.......‬غير النزف التي‬
‫تنزفه من قلبها‬
‫هل حان ميعادها اآلن؟‬
‫يبدو انها تقدمت أيامها ‪...‬دخلت الخًلء‪.....‬ازاحت من على‬
‫جسدها المًلبس لم تستطع االستحمام فاأللم ش ّل حركتها فجأة لذا‬
‫ارشحت وجهها بماء دافىء فقط لتمنع نفسها من شعور اإلغماء!‬
‫لفّت على نفسها المنشفة ثم خرجت‬
‫تتأوه ثم‬
‫سا بعشوائية ارتدته وهي ّ‬ ‫توج ّهت لدوالبها أخرجت ملب ً‬
‫استلقت على السرير‬
‫تتلوى أل ًما من بطنها‬
‫واخذت ّ‬
‫ِلم هذا النزف؟‬
‫يشبه نزيفها في بداية الوالدة!‬

‫هل من سوء نفسيتها وال سوء تغذيتها في األوان األخيرة ال‬


‫تعرف؟!‬
‫حاولت أن تشد من ازر نفسها‬
‫ويسارا‬
‫ً‬ ‫مشت وهي تترنّح يمينًا‬
‫كانت ترتدي جًلبية سوداء ذات اكمام طويلة ولكن بقماش خفيف‬
‫مناسب لفصل الصيف‪.......‬ارتدت هذا اللون الكئيب ليغطي نزفها‬
‫وألمها وحتى خذالنها!‬
‫فجأة قلبها بدأ يخفق ‪ ،‬وبدأت شفتيها ترجفان‬
‫هي تشعر بالبرد والحر في الوقت نفسه!‬
‫ما تحدثت به اليوم كان صعبًا ‪ ،‬وما اخبرت به سيف كان قاسيًا‬
‫عليها لذا هي تدفع ضريبة مشاعرها وقولها اآلن‬

‫نزلت إلى الدور األرضي سمعت صوت والدها يحدّث بندر‬


‫بخصوصها وبخصوص زوجها‬
‫فابتسمت بسخرية على حالها كادت تسقط ولكن مسكت بأسوار‬
‫عتبات الدرج‬
‫وانحنت لألمام من شدّت األلم ولكن لن تتهاون في قرارها ولن‬
‫تتنازل عنه‬
‫نزلت ورأتها نوف التي خرجت من المطبخ وهي تحمل بين يديها‬
‫عبد هلل ‪ :‬الجازي‪....‬شفيك باسم هللا عليك‪.....‬محتاجة شي؟‬
‫الجازي نظرت إلى اختها ببرود ثم بحلقّت بعينيها في عين طفلها‬
‫وسري ًعا اشاحت بنظرها عنه ال تريده ان يذكرها بوجه ابيه!‬
‫خافت هنا نوف من أنّ الجازي فقدت عقلها ح اقا واصابها الجنون‬
‫!‬
‫تقدمت لناحية والدها واخيها‬
‫تحدثت برجفة صوتها‪ :‬يييبه‪.....‬‬
‫بندر نظر إلى اخته وإلى شحوبها المفاجأ‬
‫ووالدها نظر إليها بحنية‪ :‬ما ودك تبردين قلبي وقولين وش صاير‬
‫بينكم؟‬
‫امًل في ان تكون المشكلة التي‬‫نظرت إليه بعجز‪ ،‬ينتظر منها ً‬
‫بينهما بسيطة ولكن هي اكبر مما يظنون‬
‫تحدثت بتعب والتقلصات بدأت تزداد اخذت نفس عميق‪ :‬يبه ابي‬
‫اخلع ‪ٍ.....‬سيف‬
‫نوف توتر من ردت فعل ابيها وبندر الذي نهض‬
‫تحدث والدها‪ :‬نننننننننعمممممممم جنيتي يا الجازي ما عاد لك‬
‫عقل؟‬
‫الجازي كانت ستتحدث ولكن شعرت بدوران في رأسها‬
‫ودارت عينها كالمغشي عليه وطاحت على األرض‬
‫وصرخت نوف بخوف وهي تشد على الصغير لكي ال يسقط من‬
‫يديها‪ :‬الجااااااااااااااااااااااااااازيييييييييييي‬
‫‪.................................................. .............‬‬
‫انتهى‬
‫‪.....................‬‬

‫اتمنى لكم قراءة ممتعة‬

‫وال تبخلون علي من تفاعلكم وتقييمكم‬

‫والبارت الجاي إن شاء هللا بكون يوم األثنين‬

‫البارت العاشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫السماء مازالت تمطر ً‬


‫أمًل للقلوب المنكسرة‪ ،‬تُمطر أحًل ًما سعيدة‬
‫لألعين ال ُمغمضة‬
‫تُمطر رحمةً وغفران ِلمن رفعوا أيديهم بالدعاء سائلين المولى‬
‫الرحمة والمغفرة‬
‫اكتست شوارع أكسفورد ازدحا ًما من الناس بسبب خروجهم من‬
‫عملهم في هذا الوقت‬
‫سكانُها خروجهم موقّت في نفس الساعة والدقيقة‬ ‫وكأن جميع ُ‬
‫والثانية م ًعا!‬
‫منهم من انصرف إلى بيته ‪ ،‬او شقته أو حتى الخروج منها عائدًا‬
‫إلى مدينته األم!‬
‫ومنهم من فضّل البقاء تحت قطرات المطر والجو الغائم‬
‫هذه األجواء ما هي إلى بداية لدخول الشتاء‬
‫أجواء مليئة بالتفاؤل والتفاني‪.......‬واالعترافات الصادقة!‬
‫كان الجميع مطمئن في هذه األرض‪....‬يمشون بجوار بعضهم‬
‫البعض‬
‫تتخبط اكتافهم وتصطدم ولكن ردّات فعلهم تحت هذه األجواء‬
‫مريحة بعيدة عن العنف والتذ ّمر‬
‫يبتسمون ‪.....‬ينظرون للسماء‪....‬يلتقطون الصور سري ًعا لًلحتفاظ‬
‫تغرد‬
‫بالذكريات الجميلة‪.....‬العصافير عادت ألعشاشها ولم تعد ّ‬
‫والطيور المهاجرة ‪......‬انزاحت لمكان بعيد عن هذه األجواء‬
‫وحتى الحشرات تخبأت خلف أوراق الشجر واغصانها الليّنة‬
‫والذي يغدق عليها بحنانه الكثير!‬
‫سًلم‬
‫امن وامان ويتبعه ال ّ‬
‫المارة‬
‫ّ‬ ‫هدوء رغم ضجيج األصوات والسيارات‬
‫ورغم طرق أحذية الرجال والنساء والصغار على الرصيف‬
‫أول مرة يحدث مثل هذا األمر‬ ‫فجأة وبشكل غير معهود وربما ّ‬
‫إطًلقات نار ُمخيفة ‪ ،‬جعلت من الناس يض ّجوا بالصراخ والعويل‬
‫والركض لًلشيء‬
‫وهناك دخان غريب ذو رائحة نتنة ‪ ،‬أُلقيت عليهم بشكل عشوائي‬
‫وفر ّقت الجماعات‬
‫ماذا يحدث؟‬
‫هل جنّ الناس حتى يفعلوا هذا األمر؟!‬
‫ركضوا وبدأ الصغار بالبكاء والركض بشكل عشوائي‬
‫والجميع بدأ يتخبط ببعضه ويصطدم بخوف وذعر‬
‫أتوا مجموعة رجال يرتدون قناعًا إلخفاء وجوههم‬
‫اطلقوا النار في الهواء إلخافة المدنيين‬
‫وسري ًعا ما تدخلت القوات العسكرية البريطانية ‪......‬واطلقوا‬
‫عليهم النار لـِأبادتهم!‬
‫واخذوا يساعدون المدنيين للوصول إلى وجهتهم سالمين‬
‫برغم تكاثر العدو عليهم بشكل مفاجئ ومخيف!‬
‫‪........‬‬
‫صوت اطًلق النار عنيف وجدًا‪.......‬وقريب من القلب والمسامع‬
‫الصوت كان قريبًا من شقته‪.....‬شعر بثقل وطنين في رأسه‬
‫فتح عيناه‪.....‬وبدأت عليهما الغشاوة اغمضهما من جديد‬
‫وفتحهما سري ًعا أعاد حركته بما يُقارب الثًلث مرات ‪....‬يُريد ان‬
‫وعلى‪.....‬دوى صوت اطًلق النار بشكل متتا ٍل‬
‫ّ‬ ‫يستعيد وعيه‬
‫وغير منقطع‬
‫وهنا‬
‫صعق من‬ ‫استوعب ما يجول حوله ورفع نفسه من على صدرها ‪ُ ،‬‬
‫صوت اطًلقات النار وبدأ يتساءل‬
‫ما بال صوت اطًلق النار؟!‬
‫وماذا حدث لهُ؟!‬
‫تذكر نور‪....‬ديانا‪.....‬وسريعًا ما التفت عليها ورآها ساكنة على‬
‫األرض‬
‫صرخ بذعر‪ :‬نوووووووووووووووووووور‬

‫هزها بعنف ‪...‬ولم تُجيبه‬


‫عظم وثقل األمر نهض وانحنى عليها ليحملها‬ ‫أخيرا استوعب ُ‬
‫ً‬
‫بخفة وتصبح ما بين يديه‬
‫خرج من الغرفة ومن ثم خرج من الشقة‪....‬ورأى الناس كيف‬
‫يركضون من على عتبات الدرج للذهاب إلى شققهم‬
‫قوس شفتيه ؟!‬‫ّ‬
‫ونزل سري ًعا من عتبات الدرج متج ًها للشارع‬
‫زحمة‬
‫زحمة عظيمة من الناس التي تركض بًل وجهة ُمحددة‪ ،‬خائفة‬
‫تصرخ بذعر‬
‫واطًلق النار لم يتوقف من قبل ‪....‬ال يدري من أين؟!‬
‫ركض لناحية سيارته فتحها بعدما اخرج بصعوبة مفتاح السيارة‬
‫من جيبه‬
‫ادخل نور ووضعها على المراتب الخلفية من سيارته اغلق الباب‬
‫وانطلقت رصاصة طائشة بالقرب منه ولكن تصداها بعدما خفض‬
‫رأسه عنها‬
‫ماذا يحدث؟!‬
‫ركب سيارته وقادها بجنون لناحية أقرب مستشفى من هنا‬
‫ولكن الشارع مزدحم وهناك زحمة سير ال تعرف الرحمة!‬
‫تحدث‪ :‬شوووووو صاير؟‬
‫رنّ هاتفه‬
‫سحبه وهو يقود مسرعًا حينما لقى فرصةً للتحرك‬
‫ثم أجاب على المتصل‬
‫مر وقتٌ طويل عليه لم يراه ُمنذ آخر‬ ‫وكان دانيال هو من يحدثه‪ّ ،‬‬
‫زياره له في لبنان والتي كانت من شأن جورج!‬
‫تحدث‪ :‬نعم‪....‬‬
‫دانيال بذعر‪ :‬يا رجل فينك انتّا‪......‬احرئت جوالي وانا بتصل‬
‫عليك‪....‬‬
‫امير ازدرد ريقه انعطف يمينًا بشكل سريع حتى أصدرت كفرات‬
‫السيارة صرير‪ :‬شوفي دانيال؟!‬

‫دانيال بخوف‪ :‬فيه مجموعة ‪....‬حاولوا قتل لويس‪....‬ومن بعدها‬


‫اتصلوا الحرس األمني الخاص فيه لجميع رجال األعمال‬
‫المشتركين معوه للتأكد من سًلمتهم وخروجهم من البلد‪...‬اتصلوا‬
‫فيك وما كنت ترد عليهم وخافوا ليكون صرلّك شي‪....‬واتصلوا‬
‫علي بحكم كوني شريكك لًلعمال الخيرية اللبنانية بظنوا انك في‬
‫لبنان‪.....‬وانصدموا لم حكيت انك منّك هون‪...‬انتّا بخير امير‪...‬‬
‫أمير اقترب من المستشفى ‪ ،‬ازدرد ريقه من جديّة أمر تلك‬
‫العصابة التي تقتنص الفرص من أجل قتل رجال االعمال وأخذ‬
‫أموالهم بالقوة دون اإلفصاح عن هويّتهم اردف بعجل‪:‬‬
‫بخير‪....‬بخير بحكي معك بعدين‬

‫ً‬
‫مجاال لدانيال للرد عليه نزل‬ ‫اركن سيارته بشكل خاطئ ولم يعطي‬
‫‪.....‬وكان األمن محاوط المستشفى من كل مكان ‪.......‬ينتظرون‬
‫فقط إشارة حتى يداهمهم العدو بأسلحتهم‪....‬‬
‫فجأة الهيلوكوبترات أصبحت معلّقة فوق رأس مدينة أكسفورد من‬
‫كل جانب حتى انها اخفت الغيوم خلفها لتمنع الناظرين عن جمال‬
‫السماء والتمتّع في مشاهدة المطر‬
‫يبدو ان الحرب قامت هنا بشكل سريع!‬
‫حملها بين يديه ‪......‬نزل‪....‬صرخ في الطوارئ لنجدتها وظنوا‬
‫إنها احدى المصابين من الهجوم العدواني الذي حدث من قبل‬
‫عصابات مجهولة االسم والهوية!‬

‫تلقفوها من يده وادخلوها في غرفة الطوارئ‬


‫وبقي هو في االنتظار‬
‫عقله أصيب بالشتات ‪.....‬من المفترض ان يذهب قبل المغرب‬
‫الستًلم جثة ديانا ودفنها ولكن مع هذه األوضاع‬
‫تخبط كل شيء في بعضه!‬
‫نظر للتلفاز‬
‫وإلى اإلعًلن‬
‫خبر عاجل‪ :‬في صباح هذا اليوم تمت محاولة اغتيال رجل االعمال‬
‫الخيرية لويس فكتور من قبل عصابات بريطانية متطرفة‬
‫‪.......‬وحاولوا بشتّى طرقهم إثارة الشغب في أرجاء الشوارع‬
‫‪.....‬وقتل المدنيين ولكن تصدّت لهم القوات العسكرية البريطانية‬
‫والتدخًلت الدولية المهمة لردع أعمالهم‪....‬‬
‫حاول تهدأت نفسه ‪......‬لم يستوعب أنه اآلن اصبح في محض‬
‫االخطار عندما قالت المذيعة‬

‫‪:‬على المدنيين األعزاء أخذ الحيطة والحذر والبقاء في بيوتهم‬


‫اشعار آخر‪ .....‬ونرجو منهم عدم التد ّخل‬
‫ٍ‬ ‫حف ًظا على سًلمتهم إلى‬
‫في االشتباكات العدوانية‪.‬‬

‫انقطعت اإلشارة وبدأت وشوشة مزعجة على التلفاز ثم اطفئوه‬


‫سري ًعا‬
‫يبدو أنّ تلك العصابة لديها إمدادات وأيدي كثيرة لمساعدتهم في‬
‫هذه الحركة اللعينة ماذا يفعل؟‬

‫عليه أن يخرج من هذا البلد في أسرع وقت ممكن‬


‫ولكن قبل سيطمئن على نور ومن ثم سيسافر خار ًجا إلى‪....‬‬
‫إلى ‪....‬أجل ‪......‬إلى فرنسا‪......‬سيذهب هُناك‪...‬‬
‫ً‬
‫اتصاال سري ًعا يطلب فيه‬ ‫اجرى‬
‫(مترجم)‪ :‬انقل جميع اموالي إلى الحسابات الفرنسية ً‬
‫حاال‬
‫‪.......‬سأسافر هناك ‪....‬جهزوا الطائرة ً‬
‫حاال‪ .....‬وارسلوا إلى‬
‫مستشفى أكسفورد حراس من أجلي‪.....‬واجعل منهم يذهبوا إلى‬
‫مستشفى جون رادكليف ليستلموا جثة ديانا وادفنوها‬
‫‪......‬سريعًا!‬

‫ثم اغلق الهاتف‪.....‬وفي قلبه ُحرقة‪.......‬ال يعرف كيف يطفئوها‬


‫سيدفنونها قبل أن يراها ‪.....‬سيدفنونها بأيديهم وبسرعة من اجل‬
‫هذه األوضاع‬
‫واختًلل االمن‬
‫ت ًبا لهم وألفعالهم الشنيعة !؟‬
‫هل ما يحدث له عقوبة إلهية على ما فعله بيوسف؟!‬
‫مسح على وجهه من أفكاره السوداوية بينما‬

‫رجاله بدئوا يفعلون ما أمرهم به سري ًعا ولكن مسألة نقل األموال‬
‫ربما ستأخذ ساعتين أو اكثر ليس من السهولة نقل مبلغ ضخم‬
‫كهذا في غضون دقائق! هو تهاون في االمر واآلن سيدفع ثمن‬
‫تهاونه!‬

‫تذكر امر داليا تأفف هنا ‪ ،‬وفتح عينيه على اآلخر عندما تذكر امر‬
‫سندرا‬
‫األمر بات صعبًا واخذ يجول بما يقارب العشر دقائق الطبيب لم‬
‫يخرج ليطمئنه على نور ولم يستطع االتزان في تفكيره من اجل‬
‫ابنتها‬
‫حراسة راكضين لناحيته‬ ‫‪....‬عندما أتوا إليه ّ‬
‫تو ّجه إليهم وتحدث بسرعة بالغة في الخوف‬
‫(مترجم)‪ :‬أنا ذاهب اآلن لجلب أشياء مهمة ولكن اريد منك ستيفن‬
‫للذهاب إلى مكان داليا انت تعرفهُ جيّدًا‬
‫ستيفن بهدوء (مترجم)‪ :‬اجل سيدي‬
‫امير بقلق‪ :‬حسنًا اذهب ‪....‬واجعلها تعود لديارها اليوم‪......‬فهذه‬
‫األوضاع ال تبشر بخير وربما الخطوط الجوية ستصبح بعد ذلك‬
‫مزدحمة او مغلقة ‪.......‬اجعلها تعود للديار مجبرها على ركوب‬
‫الطيارة‪....‬‬
‫ستيفن(مترجم) ‪ :‬ال تقلق سيدي سأفعل ذلك‬
‫ثم انصرف عن وجهه‬
‫اكمل امير(مترجم)‪ :‬ماكس ستأتي معي أما انتما ابقيا هنا واحرسا‬
‫نور وال تجعلها تخرج إلى أي مكان!‬
‫وكأنه واثق من نجاتها من كل هذا حتى اردف جملته األخيره‬
‫عليهم كاألمر‬
‫حركوا رؤوسهم بطاعة ثم انصرف أمير‬
‫وتحدث مع ماكس بهمس(مترجم)‪ :‬هل معك سًلحك‬
‫ماكس (مترجم)‪ :‬أجل وهناك واح ٌد في السيارة من اجلك‬
‫حرك رأسه برضى‬ ‫امير ّ‬
‫رغم الحزن‪......‬رغم األلم والفقد الذي يشعر به إال أنه حاول أن‬
‫يُسيطر على نفسه ويلمل ّمها من ضياعه‬
‫فاألوضاع اجبرته على أن يستيقظ من عاطفيّته وينسلخ من حداد‬
‫األموات!‬

‫سيذهب إلى دار االيتام النتشال تلك الصغيرة ‪ ،‬يعلم حالتها‬


‫الصحية غير مستقرة اآلن فهي بحاجة كبيرة إلى الرعاية ولكن‬
‫ُمجبر على ابعادها من هنا‬
‫سمع رنين هاتفه سحبه رأى الرقم وعرف هنا أن مراد هو من‬
‫يتصل به فاغلق هاتفه اآلن كل ما يُريده‬
‫حماية نور وابنتها قبل كل شيء!‬

‫‪...‬وبعد التشابك‪....‬باطًلق النار من قبل تلك الجماعة ورجال‬


‫األمن ‪......‬وازدحام الناس استطاعوا الوصول وهم سالمين من‬
‫كل مكروه إلى المستشفى والذي كان مغلق‬
‫ومشيّد بحصون غريبة!!‬

‫ولكن ما إن رأوه االمن حتى تحدثوا بأهمية بالغة في األمر‬


‫(مترجم)‪ :‬سيدي ‪....‬البد ان تخرج من هنا قبل‪....‬أن‪...‬‬
‫قاطعهم بخوف على تلك الصغيرة‪: open the door‬‬

‫الرجل ازدرد ريقه من حنق امير فتح الباب دخل هو وماكس‬


‫و تو ّجه للدور والغرفة المنشودة هو يعرف المكان وحفظ ارجاؤه‬
‫وزواياه من كثرت قدومه هنا على عكس ديانا التي كانت تتجنب‬
‫المجيء لرؤيتها ألنها تشعر بالذنب حيال قرارها في ابعادها عن‬
‫حضن والدتها!‬

‫ذهب إلى مكتب الطبيب الخاص بها حدثه بانه سيأخذها اآلن‬
‫للرحيل واالبتعاد عن هذه الفوضى‬
‫ولكن منعه بسبب ضعف العًلمات الحيوية لديها‬
‫فهناك مؤشرات ال تطمئن بالخير عن حالتها!‬

‫ولكن صرخ امير(مترجم)‪ :‬اخبرتك إنني سآخذها ‪....‬هي‬


‫وجولي‪....‬هل فهمت‪...‬‬
‫الطبيب بانفعال(مترجم)‪ :‬انت ستتسبب في موتها‪....‬امير‬
‫ارجوك‪....‬الفتاة لم تستعيد صحتها ‪....‬وفكرة ركوبها للطائرة بعد‬
‫عمليتها ليست بفكرة صائبة‬

‫امير عيناه مجهدتان ومحمرتين ‪......‬باألمس أخبره لويس عن‬


‫االمر كيف استعجلوا في امر قتله ؟!‬

‫هل كانوا مخططين لكل هذا من قبل عدّت سنوات‬


‫يبدوا انهم درسوا خطتهم ج ّيدًا للخًلص منه ومن شركاؤه حتى‬
‫انهم زعزعوا األمن سريعًا وقتلوا ما قتلوا من المدنيين واخافوا‬
‫الكثير من الضعفاء!‬

‫صرخ ‪: tell me….. do you see what happens‬‬


‫?‪outside‬‬

‫الطبيب سكت ‪ ،‬استوعب رجفة امير وخوفه على الصغيرة لذا‬


‫استسلم لرغبة أمير ورفع سماعته بهدوء وهو يقول ‪:‬‬
‫‪joli……..come here……in my office‬‬

‫ثم اغلق السماعة وانتظرا قدوم جولي‬


‫حدث ماكس سريعًا ان يتصل على هنري لتحضير‬‫ّ‬ ‫بينما امير‬
‫المكان المناسب لحمل جولي واألجهزة الطبية الًلزمة في‬
‫الطائرة!‬
‫نفسك‬
‫ِ‬ ‫وما إن دخلت جولي حتى قال امير بعجل (مترجم)‪ :‬جهزي‬
‫ستذهبين معنا ومع سندرا للسفر‬

‫وهز رأسه ليبرر لها ق ّلة حيلته‬


‫ّ‬ ‫جولي نظرت للطبيب متسائلة‬
‫لذا ّ‬
‫هزت رأسها بالموافقة ُمجبرة على التنفيذ!‬

‫وذهب أمير لرؤية حبيبته وبعد ان اطمئن عليها وبدوا تجهيزها‬


‫بحراس أمنية دولية تكفلوا به عند الخروج من‬
‫للذهاب إلى المطار ّ‬
‫مشهورا‬
‫ً‬ ‫المستشفى وهي تُجر على السرير ‪ ،‬من الواضح انه‬
‫وكثيرا حتى بهم اهتموا ألمره‪ ،‬فهو يخرج في التلفاز من اجل تلك‬
‫ً‬
‫االعمال التي عمل بها مع الس ّيد لويس‬
‫وعلّقت صورته مع العديد من رجال االعمال الكبار في البلد في‬
‫األماكن الرسمية كونهما يحملون رسالة إنسانية للضعفاء‬
‫والفقراء والمحتاجين في هذا البلد وخارجها!‬

‫أمير اشتهر بالخير ولكن ما يحدث اآلن ربما خطأ من إحدى الكبار‬
‫الذين لم يلتقي بهم‬
‫و يرجو من هللا أن ال يصيبه مكروه وال يصيب نور وال حتى‬
‫ابنتها!‬
‫ولكن وجود حرس من قِبل الشرطة والحكومة رسميًا سيلفت‬
‫األنظار حوله‬
‫وهذا ما ال يُريده لذا قال(مترجم)‪ :‬ال داعي لمجيئكم‪......‬ال اريد‬
‫اثارت الشبهات من حولي‪...‬لط ًفا‪...‬‬

‫إحدى رجال الشرطة تحدث(مترجم)‪ :‬ولكن يا سيد امير انت من‬


‫ضمن المستهدفين كما اخبرنا السيّد لويس وعلينا حمايتك‪...‬حف ً‬
‫ظا‬
‫على سًلمتك وسًلمة الصغيرة‬

‫امير ال يُريد أن يُطيل األمر (مترجم)‪ :‬اشكر لي السيد‬


‫لويس‪...‬واخبره إنني بخير‪...‬وسأتكفل بأمري ال تقلقوا‪...‬رجالي لم‬
‫يقصروا يو ًما في حمايتي وحماية صغيرتي‪....‬وقبل كل شيء هللا‬
‫معنا!‬

‫ّ‬
‫هز الشرطي رأسه واخبر الباقي في االبتعاد‬
‫امير همس لماكس(مترجم)‪ :‬اركب معها في سيارة‬
‫اإلسعاف‪.....‬واهتم بها‪....‬سأذهب إلى الشقة وسآخذ األوراق‬
‫الرسم ّية وسآتي إليكم‪....‬‬

‫ماكس بهدوء(مترجم)‪ :‬حسنًا‬

‫ذهب لناحية سيارته ‪........‬ال خطر عليه اخبره لويس انه أزال‬
‫صوره التي‬
‫ّ‬ ‫اسمه من النظام إذًا لن يكون مستهدفًا ولكن ما بال‬
‫خرجت معه في كل مكان‬
‫تبًا‬
‫حقًا عليه االبتعاد ‪ ،‬هو خائف ليس على نفسه وإنما على تلك‬
‫األمانة التي في يده‪....‬‬
‫حاول جاهدًا التركيز في عمله اآلن‬
‫أزاح من على جسده الجاكيت الرسمي‪.....‬‬
‫ازاح ربطة عنقه ‪....‬يريد أن يتحرر من نفسه‬
‫ومبعثرا على وجه ُه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مهمًل‬ ‫بعثر شعره ليصبح‬
‫يريد أن يخفي القليل من مًلمحه ‪ ،‬عشّقْ سًلحه ليكون مستعدًا‬
‫للمواجهة في أي لحظة وانطلق لناحية شقته‪ ،‬وكان الشارع‬
‫مزدح ًما وبعض الطرق أُغلقت في خًلل ساعة فقط!‬
‫يا هللا‪....‬‬
‫استقر على طريق ولكن ضيّق‬ ‫ّ‬ ‫واخيرا‬
‫ً‬ ‫تنهد من أي طريق يخرج‬
‫ومرا من خًلله‬ ‫وخشي من أال تدخل سيارته فيه ولكن حسم االمر ّ‬
‫بصعوبة‬
‫عدّى عدّت شوارع مزدحمة ومضى نصف ساعة على عدم‬
‫مقدرته للوصول إلى الشقة ولكن بقى شارع ما إن يتعداه سيصل‬
‫ولكن الزحمة‬
‫واللعنة على هؤالء األنانيين!‬
‫ترجل من سيارته ‪ ،‬وركض بخفية من جوانب العمارات الشاهقة‬
‫تنفس سريعًا يشعر أنه في فلم اكشن ُمخيف‬
‫حت ًما ما إن يروا وجهه سيقتلوه فالمستهدف كل من شارك لويس‬
‫في اعماله هذا اختصار القصة!‬
‫فعًل يريدون أموال اليتامى‬ ‫بدأت الشكوك تطرق في باله هل ً‬
‫والمساكين من االعمال الخيرية ام يعاقبون لويس من اجل شيء‬
‫آخر‬
‫نفض الفكرة سري ًعا من رأسه راكضًا ليقفز من الحاجز الحديدي‬
‫ويصبح في الوجهة األخرى من الشارع‬
‫اقترب من العمارة‬
‫ركض ودخل هنا‪ ،‬كان ماسكًا سًلحه‪ ،‬يتخطف ببصره لمن حوله‬
‫ما زال الناس مرعوبون ولكن لم يسمع صوت اطًلق النار‬
‫ركض لناحية الشقة بعد أن تعدّى عتبات الدرج‬
‫فتح الباب‬
‫وركض بسرعة لغرفتهما وخفق قلبه بشدة ‪.......‬اليوم‬
‫يوم عنيف وقاسي على قلبه وحياته كلها ‪.....‬كيف سيترك المكان‬
‫الذي جمعهما فيه!‬
‫نظر لصورتها المركونة جان ًبا على الكمودينة أخذها سحبها من‬
‫اإلطار ووضعها في مخبأ ثوبه‬
‫فتح الصندوق الحديدي واخرج األوراق الرسمية لنور واوراق‬
‫أخرى واوراق ابنتها ‪ ،‬ومبلغ مادي ليس هيّن‬
‫وضعها في حقيبة سوداء ومن ثم نهض‬
‫وسقطت انظاره على الصورة المتوسطة في حجمها والمعلقة على‬
‫الحائط الصورة التي آخذها (كسلفي) في لبنان والتي تجمعه هو‬
‫وديانا ونور‬
‫سحبها من على الجدار وفتح الحقيبة من جديد ووضعها بداخلها‬
‫واغلقها ثم خرج من الغرفة القى نظره سريعة على الشقة‬
‫تنهد بضيق ُمجبر على تركها ثم خرج‬
‫وركض على عتبات الدرج للخروج من العمارة‬
‫وسمع صوت إطًلق نار فتأفف كيف سيعبر الشارع‬
‫اآلن‪.....‬كيف؟‬
‫عاد من جديد للشقة عليه التخفي كيف ولكن‪....‬‬
‫دون شعور قادته رجًله إلى غرفته فتح الدوالب اخرج مًلبس‬
‫صيفية‬
‫ارتداها على عجل ثم سحب جاكيته األسود‬
‫والشال الصوفي معه‪....‬‬
‫نظر إلى الحقيبة ‪...‬حقيبة سوداء رسمية كتلك التي يحملها رجال‬
‫االعمال!‬
‫فكر إن خرج ورآه العدو سيسدد هدفه لذا كل ما فعله‬
‫سحب حقيبته الرياضية الخاصة بمًلبس الرياضة حينما يذهب‬
‫للنادي‬
‫افرق األوراق بداخلها ووضع الصور ايضًا ثم اغلق الحقيبة‬
‫و خرج ‪.....‬ركض إلى الشارع وسًلحه تحت بدلته ولكن كان‬
‫ممسكًا به بطريقة ال تُثير الشكوك‬
‫قليًل والمطر يزداد والغيوم السوداء تراكمت في‬ ‫الجو بدأ باردًا ً‬
‫السماء‬
‫واطًلق النار يزيد‪...‬‬
‫اسند نفسه على جدار إحدى المحًلت الخاصة بالمًلبس تنهد‬
‫عليه أن يقفز من الحاجز مرةً أخرى وإال سيموت هنا‪....‬ولكن‬
‫عليه أن يركض اكثر‪....‬وبشدة‬
‫بقي بما يقارب الربع ساعة لكي تهدأ تلك اإلطًلقات النارية سبهم‬
‫سرا وعًلنية‬
‫ً‬
‫مجبرا‬
‫ً‬ ‫فرقوه عن محبوبته‬
‫فرقوه عن الموطن والمكان الذي جمعهما فيه‬
‫ألم يكفيهم أن الموت فرقه عنها‬
‫اآلن يريدون منه ان يتفرقا حتى بالمكان ؟!‬
‫ضرب على قلبه بوجع ‪........‬برجفة حبه ‪....‬وخوفه من الفراق‬
‫سمع اطًلق نار قريب منه‬
‫فركض للناحية األخرى التي تقربه من الحاجز‪.....‬‬
‫ولكن لم ينتبه لذلك الرجل الذي اطلق عليه النار‬
‫وهو يقفز من على الحاجز‬
‫كتم فجأة نفسه من األلم‪....‬واغمض عينيه ‪.....‬ال‪....‬لن يتوقف‬
‫ركض ‪........‬إلى ان وصل إلى سيارته وعاد ادراجه سريعًا إلى‬
‫الشارع اآلخر والذي خفّت زحمته من الناس‬
‫‪.....‬تأوه‬
‫ّ‬ ‫وضع يده على الجرح القريب من زنده األيمن‬
‫قليًل وازاح الجاكيت من يده ‪...‬نظر للجرح لم تكن بداخله‬ ‫توقف ً‬
‫الرصاصة إنما لمست جلده فقط واحدثت جرح بسيط ولكن مؤلم‬
‫لو اخترقته لكان األلم اهون عليه من هذا هكذا حدّث نفسه!‬
‫فتح هاتفه سري ًعا كلّم إحدى الحراس الذين بقوا مع نور‬
‫(مترجم)‪ :‬هل أخذتم نور معكم‬
‫تحدث اآلخر وهو ينظر إليها كجثة هامدة‪ :‬آخذناها بالقوة فالطبيب‬
‫لم يسمح بخروجها لسوء حالتها‬
‫قاد أمير سيارته بسرعة عندما لقي الطريق مفتو ًحا(مترجم)‪ :‬ماذا‬
‫قال لك؟‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬تُعاني من حالة صدمة وانهيار شديد ‪.....‬وعلينا أال‬
‫نكدّر خاطرها وال نجعلها تحت ضغط عنيف وإال‪...‬‬
‫يسارا(مترجم)‪ :‬وإال ماذا؟‬
‫ً‬ ‫قاطعه امير بخوف وهو ينعطف‬
‫تحدث (مترجم)‪ :‬وإال من الممكن ان تصاب بنوبات تشنجية أو‬
‫تدخل في حالة صرعية نفسية‬
‫أمير تنهد واكمل طريقه بصعوبة من شدّت الزحمة التي عادت في‬
‫هذا الطريق(مترجم)‪ :‬نلتقي في المطار‪.......‬انتبهوا‬
‫لها‪......‬وانتبهوا إلى الصغيرة فهي سبقتنا إلى هناك ُمنذ وقت‬
‫طويل‪....‬‬
‫يتأوه من ُجرح زنده وقلبه‬ ‫ثم اغلق الخط‪.....‬وتابع طريقه وهو ّ‬
‫وعلى األوضاع التي انقلبت سريعًا هنا!‬
‫‪.................................................. ...................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استيقظ من غفوته التي أصبحت كالغيبوبة فمن التعب نام لمدة لم‬
‫تقل عن ثًلث أور اربع ساعات‬

‫سمع اطًلق النار‪....‬لم يستوعب ما يحدث في الخارج؟ ولم يفهم‬


‫تلك الحرب التي قامة بشكل سريع ومخيف‬
‫فتح هاتفه وانهالت عليه الرسائل‬
‫وبين تلك الرسائل رسالة من رقم رسمي حكومي بريطاني‬
‫كُتب ‪ :‬على األعزاء المبتعثين نرجو منكم التو ّجه إلى مطار‬
‫أكسفورد الدولي إلجراء عملية اخًلء سريعة للمنطقة في تمام‬
‫ظا على سًلمتكم االلتزام بالوقت‬‫ظهرا وحفا ً‬
‫ً‬ ‫الساعة الواحدة‬
‫المحدد!‬

‫فتح عينيه على اآلخر‪....‬هذا يعني قبل ثًلث ساعات من‬


‫اآلن‪....‬توتر ومسح على رأسه‬
‫هل تم أخذ اإلجراءات الًلزمة لنقل الطلبة والطالبات لمكان آمن أو‬
‫اجبروهم للعودة إلى ديّارهم؟!‬
‫مؤخرا في تويتر وفهم كل األمور‬‫ً‬ ‫قرأ الهاشتاقات التي ظهرت‬
‫ق رأ تغريدة أحد المسؤولين عن الطلبة والطالبات المبتعثين والتابع‬
‫للملحقية البريطانية‬
‫‪ :‬على الحكومة البريطانية أخذ إجراءات السًلمة لجميع المبتعثين‬
‫در ًءا لما قد يحدث في أكسفورد ومن ًعا من الخصومات مع الدول‬
‫المجاورة!‬
‫فهم هُنا أنّ األمور باتت اكثر تعقيدًا ويبدو ان ما يحدث خار ًجا كان‬
‫حركة شغب من قِبل مجهولين‪...‬‬
‫خفق قلبه بشدّة وركض لناحية الدوالب اخرج أوراقه الرسمية‬
‫وجواز السفر وضعهم في الحقيبة ووضع عليهم مًلبسه بشكل‬
‫عشوائي‬
‫اغلقها ومن ثم سحبها وخرج إلى الشارع‬
‫كان الدمار واضح على وجوه الراكضين والخائفين من الناس‬
‫خشي من ان تُصابه طلقة نار طائشة‬
‫صن نفسه‬ ‫ابعد تلك األفكار وح ّ‬
‫سيتو ّجه للسفارة السعودية اآلن ‪.......‬ليتمكن من العودة للديار‬
‫ويكون تحت حمايتهم!‬
‫أشار إلى إحدى سيارة األجرة واوقفها‬
‫سرا‬
‫امره للذهاب إلى السفارة ‪.....‬واخذ طيلة الطريق يدعو هللا ً‬
‫ليحفظه وينجيه من كل هذه األمور‬
‫خشي من أن يصل الخبر سريعًا لبندر او نوف ويخبرا ابيه‬
‫ويتشاغب عليه كما يتشاغب على حال الجازي‬
‫فاتصل عليهم ليطمئنهم ولكن لم يُجيبوه‬
‫ومن ثم نظر إلى النافذة وإلى الشرطة المنتشرة في كل مكان‪...‬‬
‫الطريق يستحق بما يقارب الثُلث ساعة‬
‫اخذ يتوتر‪.....‬هجوم عنيف على رجال االعمال من قبل مدنيين في‬
‫تغريداتهم يطلبون منهم الخروج ومواجهة العدو ً‬
‫بدال من التخفي‬
‫خلف االسوار‬
‫يكررون‬
‫نحن في خطر بسببكم‬
‫أكسفورد احترقت في غضون ثًلث ساعات‬
‫ألم يكفيكم هذا ؟ اظهروا أنفسكم لهم!‬

‫ردت فعلهم مخيفة وهذا ما يُريده العدو يُريد وقوف المدنيين معه‬
‫وعدم التعاطف مع رجال االعمال‬

‫أي معادلة خبيثة حبكوها؟!‬


‫ولكن األهم من هو الذي يدعمهم وهذا ما تتب ّحث عنه الحكومة‬
‫البريطانيّة!‬

‫واآلن سيطرت على امن الشوارع ً‬


‫قليًل‪....‬واستطاعوا حماية‬
‫الناس‬
‫وارتدع العدو في هذه اللحظة بخوف من هذا االستعداد لتصدي‬
‫ضرباتهم!‬
‫اغلق هاتفه بعد ان قرأ االخبار والتغريدات‬
‫مستغفرا يُريد ان يصل إلى السفارة قبل حدوث أي شيء‬ ‫ً‬ ‫وتنهد‬
‫مزعج ومخيف ألهله!‬
‫‪.................................................. ................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ادخلوها في غرفة الطوارئ وبقيا هما ينتظران في الخارج بالقرب‬
‫من الغرفة‬
‫متوترا واآلخر يتساءل ما بها‬‫ً‬ ‫أحدهم يستغفر‬
‫أي مدى وصلت بينهما حتى يُصبح حالها هكذا؟!‬ ‫إلى ّ‬
‫أخافهم النزيف الذي انطبع على األرض وهذا االمر أثار شكوكًا‬
‫مخيفة في قلب والدها‬
‫كانت نوف تُريد الذهاب معهم ولكن اوقفها بندر بقوله‪ :‬ظلي هنا‬
‫عشان عبد هلل يا نوووووف‪.....‬ال تحاتين موصاير لها شي‬

‫ثم ذهبا بها إلى المستشفى‬

‫لم يتحمل والدها هذا االنتظار يُريد تفريغ غضبه من األمر تحدث‬
‫ما بين اسنانه‪ :‬اتصل على الزفت سيف وعطني بكلمه‪...‬‬

‫بندر نظر إلى غضب أبيه توتر واخرج هاتفه واتصل على سيف‬
‫األول وال الثاني‬
‫فلم يجيبه عند االتصال ّ‬
‫اخبر ابيه‪ :‬ما يرد‬
‫بو خالد بعصبية‪ :‬حسبي هللا عليه‪....‬‬
‫سرا على ان يلطف بحالها‬ ‫بندر سكت هنا واخذ يدعو هللا ا‬
‫‪...................................‬‬
‫بينما في المنزل‪......‬اسكتت الصغير وقامت بهدهدته بين يديها‬
‫حتى نام وضعته على الكنبة واردفته بالوسادات الصغيرة‬
‫بكت ‪.....‬ال تستحمل ضعف اختها وال تستحمل تذكر منظرها وهي‬
‫ساقطة والدماء تسيل من بين قدميها‬
‫كثيرا قبل خروجها من األربعين؟!‬ ‫ً‬ ‫هل تعبت ألنها تتحرك‬
‫ام ماذا حدث بينها وبين سيف هل ضربها؟!‬
‫تف ّجر قلبها خوفًا سحبت هاتفها من على الكنبة اتصلت عليه‬
‫ولم يجيبها‬
‫‪..............................‬‬
‫سا في وحدته ينظر للفراغ ‪ ،‬ويعاتب نفسه على ما فعله‬ ‫كان جال ً‬
‫بها‬
‫اتصاالت بندر عليه اخافته من معرفة الحقيقة‬
‫ولكن اصرارهم على االتصال به حتى أنّ نوف اآلن اتصلت عليه‬
‫هذا يُعني أنّ هُناك أمر مهم‬
‫بعد اتصالها الثالث أجاب‬
‫وسمع صوتها الباكي‪ :‬حلّفتك باهلل يا سيف‪.....‬تقول لي‬
‫الحقيقة‪.....‬أنت ضربت الجازي اليوم‪.....‬سويت لها شي‬
‫يضرها؟!‬
‫‪...‬قوس شفتيه وحاجبيه‬ ‫ّ‬ ‫تعجب‬
‫ماذا حدث حتى بها تتهمه بضربه لها؟!‬
‫تحدث بنبرة هادئة‪ :‬ال‪....‬وش صاير نوف؟‬
‫نوف شهقت لم تتح ّمل األمر‪....‬فاألمر اصبح فوق طاقتها ‪ :‬مادري‬
‫مادري‪.....‬طاحت علينا وكانت تنزف بغزارة‪....‬ونقلها ابوي‬
‫وبندر للمستشفى‬
‫اردف بذعر‪ :‬وشهوووووووووووووووووو؟‬
‫ثم تساءل بعدما نهض‪ :‬أي مستشفى‬
‫نوف مسحت دموعها حاولت التماسك ألنها استوعبت أنها فجعتهُ‬
‫بالخبر ‪ :‬مادري‪........‬ما قالوا لي‬
‫خرج من جناحه راكضًا وهو يقول‪ :‬بتصل على بندر ال تهتمين‬
‫‪......‬إن شاء هللا موصاير لها إال كل خير‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط جاعلها تتآكل من كثرة الدموع والخوف على اختها‬
‫وحبيبتها!‬
‫‪.................‬‬
‫نزل من جناحه وهو يركض ووجهه مكفهر ومائل للشحوب ماذا‬
‫فعلت بها يا سيف؟‬
‫ركض تحت انظارهم وتساؤالتهم ومناداتهم له‬
‫فوالدته هي من تناديف‪ :‬سيف‪......‬سيف شفيك ‪....‬وش صاير؟‬
‫عزام ناداه ولكن لم يعطيه أي وجه وعندما رأى ذعر والدته‬
‫هدأها قائًل‪ :‬يمه ال تخافين يمكن طالبينه المستشفى لحاله‬
‫صعبة‪....‬هدي‪...‬‬
‫ام سيف وضعت يدها على قلبها‪ :‬ان شاء هللا ما فيه شي‪....‬ان‬
‫شاء هللا‬
‫حقيقةً عزام توتر من وجه أخيه وحركته تلك ‪....‬ولكن بقي بجانب‬
‫والدته يهدأها ويحدثها بمختلف االحاديث لكي تشيح بنظرها عن‬
‫خوفها لرؤيته هكذا!‬
‫‪.............................................‬‬
‫اتصل وهو يقود سيارته على بندر الذي ما إن سمع صوت سيف‬
‫حتى م ّد الهاتف لوالده وهو يقول‪ :‬انتتتت وش سويت ببنتي‬
‫هاااااا وش سويت فيها يا‪....‬‬
‫قاطعه سيف بخوف‪ :‬خالي وش في الجازي‪....‬‬
‫بو خالد ضرب على فخذه بتوتر‪ :‬قول وش اللي ما فيها‪....‬؟‬
‫سيف بتساؤل‪ :‬بأي مستشفى انتوا؟‬
‫بو خالد حاول تهدأت نفسه على سيف الحضور لكي يفهم منه كل‬
‫شي‬
‫اخبره بأي مستشفى هما وبعد عشر دقائق كان أمامهم يتساءل‪:‬‬
‫وين الجازي‬
‫هجم عليه خاله ماسكه من ياقة بدلته ‪ :‬وش سويت فيها وش‬
‫سويت فيها؟!‬
‫أول مرة يرى خاله في هذا الحال من الغضب والعصبية خشي‬ ‫ّ‬
‫عليه حقيقةً امسك بيد خاله واتى بندر راجيًا ابيه ان يهدأ‬
‫وهنا خرج الطبيب تحدث بهدوء‪ :‬وين زوجها؟‬
‫سيف تقدم لناحيته فقال الطبيب‪ :‬حنا قدرنا نسيطر على‬
‫النزيف‪.......‬وبعد الفحوصات والكشوفات اتضح انه معها نقص‬
‫لمتبرع بالدم‪...‬‬
‫ّ‬ ‫حاد في الهوجلوبين وتحتاج‬
‫بندر تقدم ً‬
‫حاال‪ :‬انا نفس فصيلة دمعها اقدر اتبرع‬
‫الطبيب بأهمية‪ :‬ايوا تقدر تتبرع روح مع الممرضة إلجراء‬
‫التحاليل اللي تسبق التبرع‬
‫هز بندر راسه وتبع الممرضة‬
‫بو خالد بخوف‪ :‬وش سبب النزيف؟‬
‫الطبيب بهدوء‪ :‬قد حملت قبل كذا او‪...‬‬
‫قاطعه سيف بهدوء‪ :‬هي تو والد هاالسبوع هذا كملت شهر من‬
‫ولدت‪....‬‬
‫الطبيب حكّ انفه ومن ًعا لإلحراج‪ :‬ممكن تتفضل معي‪...‬‬
‫سيف فهم اشارت الطبيب‬
‫سره‬‫وبو خالد شتم ابن اخته في ّ‬
‫ما إن انغلق الباب عليهما حتى بدأ الطبيب يستفسر عن طريق‬
‫طرح اسالة جدًا حرجة ومحرجة وأخرى يسأل عنها ليتضّح له‬
‫نمط حياتها الصحي‪ .....‬سيف انفى كل ما توقعه الطبيب ألسالته‬
‫األولى!‬
‫لذا حسم الطبيب األمر‪ :‬واضح زوجتك جاهدة نفسها‪....‬وعليها‬
‫ضغط جسدي ونفسي‪.....‬وسوء حالتها الصحية اثر عليها بشكل‬
‫كبير من هالناحية‪....‬على العموم الزم تبقى عندنا تحت المًلحظة‬
‫لمراقبة حالتها ‪....‬وهي بحاجة كبيرة لًلستلقاء على ظهرها لفترة‬
‫أطول والتغذية السليمة‪.....‬مهمة خاصة لوضعها هذا!‬
‫سيف نهض وهو يشكر الطبيب ثم خرج واخذه خاله باألسئلة‬
‫والشتم‪ :‬و ش مسوي فيها سيف؟‪.....‬تكلم ما عاد لي صبر‪.....‬انت‬
‫قد قربت منها وهي في األربعين؟ هااااا‪.‬‬
‫تصبّغ وجه سيف بالحمره نفس السؤال التي طرحه عليه الطبيب‬
‫أجاب دون ان ينظر لوجهه‪ :‬ال‪......‬وقال الطبيب بسبب االجهاد‬
‫صار لها اللي صار‪.....‬والجازي هللا يهداها ما كانت تريّح نفسها‬
‫على السرير وتو نقلنا بيت ابوي وشالت أشياء ثقيلة وانا ناهيها‬
‫عن هالشي بس ما تسمع لي وتعاند‪....‬‬

‫بو خالد ضربه على صدره بحنق‪ :‬ما عاندتك إال ألنها شافت‬
‫المضرة منك وتبي تقهرك‪....‬وش مسوي فيها يا‬
‫الخسيس‪.....‬تكلم‪....‬‬

‫ازدرد سيف ريقه‪ ،‬من الواضح خاله لن يهدأ له بال قبل ان يعرف‬
‫بسبب خًلفهما ولكن تحدث ‪ :‬خال‪.......‬اهدأ الحين انت ولكل‬
‫ث حديث‪...‬‬‫حاد ٍ‬
‫امسكه خاله من اكتافه تحدث بغضب‪ :‬منّك متحرك من هنا قبل‬
‫تقول لي وش مسوي فيها ‪.....‬بنتي ما توصل هالمواصيل لشي‬
‫تافه وبسيط‪.....‬قول وش مسوي لها؟‬

‫سيف اختنق بنبرة الندم‬


‫شعر بالضيق من تساؤالت خاله والحجر عليه بمسكه لكي ال‬
‫يهرب من اإلجابة‬
‫تنهد بضيق بقول‪ :‬كسرت قلبها يا خال‪.....‬كسرت قلبها‪.....‬‬
‫بتسرع وانفعال‪ :‬كييييـ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫بو خالد‬
‫وقبل أن يكمل فهم اإلشارة وتوقف عن هز ابن اخته‬
‫وتردد في نطق‪ :‬خنتها؟‬
‫‪.....‬وبتمرد‬
‫ّ‬ ‫اشاح سيف بنظره عنه‪.......‬أجل‪.....‬خانها بقلبه‬
‫افعاله عليها‬
‫متخذ القساوة مخر ًجا لحمايته من كشف المستور‬
‫من كشف الحقائق‪....‬خانها ولكن بشكل آخر‪....‬بشكل مؤلم‬
‫ومؤسف‬
‫لم يستطع ان يؤكّد كلمة خاله‬
‫فابتعد والدها عنه ونظر للسقف متمت ًما باالستغفار ثم و ّجه ناظريه‬
‫عنه بقول‪ :‬حسبي هللا عليك كسرت قلبها‪......‬انقلع بيتكم‪......‬ال‬
‫الحرة اللي بقلبها ابعد عنها ال انا وال هي‬
‫ّ‬ ‫تدخل لها ‪....‬خل تبرد‬
‫نبي نشوفك ‪.....‬روح بيتكم ولي كًلم ثاني معك‬

‫سيف مسح على رأسه بحيرة وسقطت انظاره على بندر الذي أتى‬
‫بجانبهما ‪....‬فأشاح بنظره عنه ال يُريد أن يوبخه اآلخر ما إن‬
‫يعرف بالحقيقة‬
‫وال يريد أن يذهب إلى أي مكان قبل أن يطمئن عليها بنفسه‬
‫ً‬
‫منفعًل أبا خالد‪ :‬قلت لك انقلع بيتكممممممممم‬ ‫تحدث‬

‫بندر تعجب من حال ابيه اقترب منه‪ :‬يبه‪....‬هد‬


‫نفسك‪.......‬الجازي بخير ‪.....‬اهدأ‬

‫سيف لم يُعير خاله أي اهتمام‪ ،‬قلبهُ ولي ّ‬


‫اول مرة قاده إليها‬
‫تحرك بجانب غرفة الطوارئ وألنه طبيب ويملك البطاقة الخاصة‬ ‫ّ‬
‫إلثبات ذلك ادخلوه بهدوء‬
‫واباها يصرخ عليه بالخروج‬
‫سا عميقًا ليستنشق‬ ‫اغمض عينيه قبل أن يتقدم لسريرها‪ ،‬وأخذ نف ً‬
‫رائحة المعقمات ‪.....‬واألدوية ‪....‬وخوفه!‬
‫وصلت إلى مسامع آذانيه‬
‫تلك النبضات الخارجة من ضجيج الجهاز الخاص لتخطيط القلب‬
‫خجل‪.......‬خائف‪.......‬حائر‪......‬ال طاقة لهُ على ان يعاقب بها!‬
‫كسرها‪.......‬قسى عليها‪.....‬عاند نفسه وعاند الجميع لبقائه على‬
‫ب عصي وعقيم!‬ ‫ُح ٍ‬
‫هو لم يعاند والدته ‪......‬هو عاند قلبه من جديد‪...‬عاقبه دون ان‬
‫يشعر‪......‬خذل نفسه أمام الحياة بإرادته‬
‫كان متمسكًا بطرف خيط اسود مميت من وفائه الغير معقول‬
‫ها هي تتألم‪....‬وبسببه؟!‬
‫ضغط عليها من كل جانب حتى بها تهاوى جسدها بضعف على‬
‫السرير‬
‫فتح عينيه ‪........‬وسقطت انظاره على جسدها الهزيل‬
‫كانت نائمة ‪.......‬نتيجة للمسكنات التي تناولتها!‬
‫فبعد الحرب التي خاضتها مع هذا النزيف ‪........‬اآلن تنام‬
‫باستسًلم!‬
‫اُجهدت ‪.....‬نفسيًا ‪....‬وحتى جسديًا من أجل أال تحتك به وتحدثه‬
‫طيلة تلك الفترة ولكن هو‬
‫تجاوز الحدود التي وضعتها له باعتراف لئيم منه‬
‫اقترب منها‪......‬وجهها اصفر‪.....‬لم يعد احمر كما تركها قبل‬
‫ساعات‪.....‬‬
‫شفتيها مبيضتين‪....‬شعرها منتثر على السرير بإهمال‪....‬يدها‬
‫اليُمنى موصل بها ذلك االنبوب الصغير‪....‬‬
‫واألخرى موضوعة على بطنها باهمال ‪.......‬جزء بسيط من‬
‫ملبس المستشفى من ناحية الصدر كان مكشو ًفا ليرى تلك‬
‫الملصقات الصغيرة‪....‬‬
‫فهم أم ابنه تُعاني وبشكل كبير‪........‬انحنى ليقترب منها ‪....‬طبع‬
‫على جبينها قُبلة اعتذار‪.......‬وقبلة خوف‪....‬من ما هو قادم‪....‬‬
‫ش ّد على يدها اليُسرى نظر إليها‪........‬ومن ثم اخذ يكتب على‬
‫بطن كفها ‪....‬بعشوائية وهو يهمس‬
‫‪:‬قسيت عليك ‪.......‬اعترف‪.......‬صديتك‪.......‬عذبت‬
‫قلبك‪......‬مرة اقربك مني ومرة ابعدك عني خطوات‬
‫طويلة‪....‬لعبت بمشاعرك بمد وجزر‪........‬كنت كاره‬
‫نفسي‪....‬وكاره طريقة زواجي فيك‪.....‬وكاره وعودي اللي ما‬
‫انوفت‪...........‬طاحت في انتكاسة يا الجازي بسبتي‪.....‬عجزت‬
‫اسامح نفسي لم عرفت‪........‬انتي الضحية اللي ما قدرت‬
‫احميها‪....‬وال قدر امسكي نفسي من قساوتي عليها‪ .‬وصرتي‬
‫ضحيتي الثانية يا ‪.....‬الجازي‪....‬‬
‫نظر لعينيها المنتفختين اثر البكاء وإلى رمشيها الًلمعتين ببقايا‬
‫دموعها‬
‫‪.......‬قوس حاجبيه‪ :‬أي الم سببته‬
‫ّ‬ ‫وإلى أرنبة انفها المحمرة‬
‫لك؟‪.....‬أي وجع حطيته في قلبك‪.....‬اي سم‪....‬بثيته في‬
‫جسمك‪......‬‬
‫قرب وجهه من وجهها‪....‬واخذت انفاسهما تختلط ببعضهما‬ ‫ّ‬
‫البعض‬
‫يشعر برغبته في البكاء؟!‪......‬ال يُريد ان يخسرها‪.....‬ال يُريد ان‬
‫يفتقدها‪.....‬ال يُريد ان يعاني خوفه من قساوتها في ابعاده عنها!‬
‫نزلت دمعه من عينيه‪.....‬واسند جبينه على كف يده‪.....‬اللعنة‬
‫على ذلك القلب الذي لم يعي شيء مما يُحيطه إال اآلن!‬
‫هل مكتوبًا على جبينه العذاب لألبد؟!‬
‫ارتعد جسده ‪.......‬غزل ‪.....‬أحبها‪....‬بكل ما فيه‪.....‬حاول ان‬
‫يتماسك ويُمسك بعشقه لها‪.....‬اوعدها انه لن يتخلّى‬
‫عنها‪.....‬وعندما حدّث والدته عن رغبته بالزواج بها نهته عن‬
‫ذلك‪......‬حتى ظنّت انه مخادع ‪......‬وسينسحب عنها بعد معرفته‬
‫مؤخرا‪....‬ابتعدت عنه لظنونها حوله‪....‬ولكنه‬ ‫ً‬ ‫بمرضها وتطوره‬
‫اقسم لها أنه يُريدها بكل ما فيه‬
‫ولكن لم تصدقه وزاد تمسكه بها موفيًا بالوعود المنعقدة‪......‬حتى‬
‫به انفعل بالحديث مع والدته لتمسكه بها ولكن ‪.......‬تردّت حالتها‬
‫ودخلت المستشفى ونهته والدته عن ذلك بحزم قائلة‪ :‬اترك عنك‬
‫البنت‪....‬البنت مو حال زواج‪.....‬البنت كل اللي تبيه منك‬
‫ضعفها‪.....‬وهون عليها‬
‫ّ‬ ‫الدعاء‪.....‬وقف جنون ‪.....‬هللا يرحم‬
‫‪...‬ابعد عنها ‪....‬يا سيف‪.......‬ابعد وادعي لها إن كنت تحبها!‬

‫ومن هنا‪.....‬انقطع حبل الحب‪.....‬حبل العشق‪.....‬وانتهكت‬


‫الوعود‪.....‬وتشتت الوفاء ‪.......‬لتهب الرياح وتجمعهم تحت‬
‫قساوة وعناد‪......‬ال يعرف!‬

‫اصبح هو نفسه ال يريد ال ُحب‪.....‬ال يريد ان يوفي ألي‬


‫شخص‪....‬ليعاقب نفسه‪.....‬ويعاند الجميع‬

‫ولكن اآلن ادرك أنه عاند نفسه وعاقبها بشكل مخيف ومضر‬
‫شعر بارتجاف جفنيها وشدها على يده الممسكة بيده ال ُيسرى‬
‫ثوان عدّة التقت‬
‫ٍ‬ ‫وبطريقة سريعة رفع رأسه ازدرد ريقه وبعد‬
‫عينيهما في نقطة قريبة ولكن لم يدركا البُعد الذي بداخلها!‬
‫لم يدركا كلماتها‪....‬وال معانيها ‪....‬وال رجفة الخوف التي تمتزج‬
‫مع الغدد الدمعية والتي تحفزها على الخروج من هذا الظًلم!‬

‫كانت تشعر بالخدر‪.....‬بالتعب‪......‬بالبرد‪....‬ارتجف جسدها‬


‫‪.....‬وقوست حاجبيها ‪....‬كانت تريد ان تشيح بنظرها عنه ولكن‬
‫ّ‬
‫توجعت وشدّت على يدّه دون وعي منها لتخفف من ألمها‬
‫وبكت هنا بعد ان شهقت‬
‫فقال بحنية وهو يُمسح على شعرها‪ :‬اششش‪.....‬تكفين وقفي‬
‫بكا‪......‬تكفين الجازي ال عاد تبكين ‪......‬دموعك تحرقني‪....‬‬

‫عضّت على شفتيها ‪.......‬ملتهبة وجدًا‪.....‬قُربه‬


‫يحرقها‪......‬خائن‪.....‬قاسي‪....‬مخادع‪.....‬حقير‪......‬ت ريد ان‬
‫تصرخ بكل هذه الكلمات في وجهه ولكن األلم يُسكتها بعض‬
‫شفتيها بقوة‪.....‬وضغط يده دون ادراك منها لتخفف من وجعها‬
‫يا هللا‬
‫في شدّت عواصفها‪.........‬وشدت المها ‪....‬وبكائها الصامت‬
‫‪....‬وجسدها المهتز‪....‬وجفنيها المهتزين وعينيها التي تحدّق في‬
‫عينيه بشتات‪.....‬اقتحم بردها وحرها‪....‬وخوفها‬
‫وشتاتها‪....‬ورغبتها في الهروب منه‪.......‬ورغبتها في‬
‫االبتعاد‪......‬بقبلته األنانيّة‪......‬ازعجتها‪......‬ابكتها‪.....‬زادت من‬
‫وجع قلبها‪.....‬زادت من نزفها‪.......‬احرقتها ‪........‬امطرت عليها‬
‫الذكريات القاسية ‪......‬كل ما تتمناه في هذه اللحظة التًلشي او‬
‫الموت‬
‫حقًا ال تريد أن يتًلعب بها مجددًا لم تعد تثق به وال بأفعاله‬
‫اليوم يبكي حزنًا عليها وغدًا سيرقص فر ًحا لفراقها عنه هكذا‬
‫كانت تفكر وتظن!‬

‫ابتعد وكانت ستصرخ ولكن وضع اصبعه على شفتيها المرتجفتين‬


‫ونهاها بقوله‪ :‬تكفين‪........‬ال تصرخين ‪.......‬يكفي نزفتي بما فيه‬
‫الكفاية ‪...‬يكفي!‬
‫بكت وارتجفت هنا وهمست برجاء وهي تشد على عينيها مغمضة‬
‫لكي تمنع صورته من ذاكرتها‪ :‬اطلللللللع برا‬
‫‪ .....‬تكفى‪.....‬سيف‪......‬يا القاسي اطلع‪......‬اطلع‪.....‬وال تمثل‬
‫علي دور المهتم ‪.....‬دور العاشق‪.....‬اطلع‪.....‬يا الخاين اطلع‪....‬‬

‫سيف بهمس وعينيه تحدّق بها وبرجفاتها‪ :‬آسف يالجازي على‬


‫كل شيء‪........‬اقدر اقولك الحين ‪....‬فهمت نفسي ‪.....‬فهمت‬
‫ليش كنت اقسي عليك‪......‬آسف يا الجازي‪....‬قساوتي عليك‬
‫‪....‬ما هي إال عنّد لقلبي ‪....‬ما هي إال عنّد من مشاعر كنت أخاف‬
‫أواجها‪.....‬بس الحين ‪......‬انا ما واجهتها وبس‪......‬أنا غرقت‬
‫فيها‪........‬اعترافي لك حدد وجهتي الصحيحة يا الجازي ولكن‬
‫بطريقة غلط!‪...‬سامحيني‪...‬‬
‫انحنى ق ّبل جبينها ثم خرج‪ ،‬تاركها تبكي وتحتضن ألمها لوحدها ‪،‬‬
‫اخذت تنتحب كالطفل الصغير‪.....‬ترتعش كالعصفور فوق غصن‬
‫الشجرة بعد زوبعة رياح وأعاصير وامطار غزيرة!‬
‫يقسي عليها ألنه بدأ يميل لها؟!‬
‫ما أقساك أيها الوفي الخائن!‬
‫اغمضت عينيها ‪.......‬شدّت على لحافها‪.....‬حاولت أال تصرخ ألن‬
‫ما إن تخرج صوت او تنفعل يزيد الم بطنها وتشعر بنزفها!‬
‫حاولت ان تهدأ نفسها بعيدًا عن اعترافاته ال ُمقرفة‬
‫‪..............‬‬
‫بينما عندما خرج‪......‬نظر إليه خاله ‪....‬بغضب وبندر لم يعد‬
‫موجودًا ربما ذهب للمنزل من اجل ان يُطمئن نوف‪....‬‬
‫تنهد بضيق ثم خرج من المستشفى‬
‫‪................................................‬‬

‫نزل من سيارته ‪.......‬قلبه متحامل عليها وعلى غباؤها وشدّت‬


‫عندها في اغضابه!‬
‫اغلق باب سيارته بقوة ودخل إلى العمارة‬
‫ونفسه يتسارع بغضب ووجهه محمر للغاية ال يُريد أن يكون‬
‫قاسيًا عليها ولكن هي وبعندها تُثير قساوته دون ان تعلم‬
‫صعد إلى الدور‪.....‬تو ّجه لشقته‬
‫فتح الباب‪....‬دخل ودعا الباب مفتو ًحا‪.....‬لم يغلق منه إال جزء‬
‫بسيط‪....‬وذهب إلى الصالة ونظر إلى حقيبة المدرسة وكتبها‬
‫موضوعه جانبًا من على الكنب‪ ،‬ثم اتجه إلى غرفة النوم سحب‬
‫منها المفتاح ووضعه في جيبه ومن ثم عاد بإدراجه إلى الصالة‬
‫اخرج هاتفه اتصل على الرقم التي اتصلت عليه منه!‬
‫‪.............‬‬
‫سا في حضنها تًلعبه ‪......‬ووالدته مستمرة في‬ ‫كان احمد جال ً‬
‫إلقاء الطرف والنكت حتى جعلت ُمهره تدمع عيناها من كثرة‬
‫الضحك سمعت رنين هاتفها نظرت فاطمة إلى الرقم وقالت‪ :‬بدون‬
‫اسم اظن زوجك ردي‪....‬وشوفي‪...‬‬
‫ُمهره سحبت الهاتف منها بعد ان ناولتها ابنها نهضت واجابته ‪:‬‬
‫الو‪...‬‬
‫قصي عندما علم أنها هي من تحدثه قال بجمود‪ :‬باب الشقة‬
‫مفتوح تعالي انتظرك‪....‬‬
‫شعرت بحرارة شديدة تعتصر قلبها ‪ ،‬ونبض قلبها بشدّة لم يعطيها‬
‫الفرصة في التحدث اغلق الخط في وجهها‪...‬‬
‫فتوجهت إلى فاطمة وهي تُجبر نفسها على االبتسامة قائلة‪:‬‬
‫زوجي بالشقة ينتظرني‪....‬‬
‫وقفت هنا فاطمة ‪ :‬يا عمري‪.....‬وهللا ما ودي تروحين‬
‫‪......‬الجلسة معك ما تنمل‪....‬‬
‫ُمهره اخذت تودعها ‪ :‬إن شاء هللا نزور بعض في األيام الجاية‪....‬‬
‫فاطمة س ّلمت عليها‪ :‬ان شاء هللا ‪.......‬انتبهي على نفسك‬
‫وكانت ستخرج ولكن رفعت صوتها فاطمة بقول‪ :‬ممممممهره‬
‫لحظة‪...‬‬
‫التفت عليها قبل أن تخرج ‪ :‬آمري‪....‬‬
‫فاطمة مدّت إليها الكيس ‪ :‬نسيتي اغراضك‪.......‬‬
‫ُمهره نظرت للكيس ‪....‬والذي كان سببًا في معانتها لهذا اليوم‬
‫سحبته من يد فاطمة بهدوء‪ :‬مع السًلمة‬
‫فاطمة ‪ :‬مع السًلمة‬
‫وأغلقت الباب‪.‬‬
‫‪...................................‬‬

‫سرق لونهما ليتبدل باللون‬


‫ُمهره اخذ جسدها يرتجف‪ ،‬وشفتيها ُ‬
‫األبيض‪.....‬ال تريد مواجهته ال تريد ان ترى وجهه‪....‬‬
‫توجهت إلى الشقة‪....‬كانت ستقرع الجرس ولكن انتبهت إلى جزء‬
‫من الباب مفتوح‬
‫ويتحر دخولها ليستقبلها بنار غضبه‬ ‫ّ‬ ‫إذًا هو بالداخل اآلن‬
‫شدّت على عباءتها ودخلت وهي تسحب قدميها بضعف وخوف‬
‫اغلقت الباب بعدما دخلت‬
‫نظرت لألرجاء ولم تراه‪.....‬‬
‫فكانت تريد أن تدخل إلى الغرفة ‪ ،‬رآها وهي تدخل سريعًا لغرفة‬
‫النوم واغلقته‬
‫‪......‬‬
‫كانت تريد قفله ولكن لم ترى المفتاح ‪.....‬وشهقت بذعر ‪....‬إذًا‬
‫هو من اخذه‬
‫ً‬
‫مجاال للهروب‬ ‫لكي ال يترك لها‬
‫ولكن ما بال مفتاح الخًلء؟!‬
‫لم يترك لها مجال للتفكير والمشي لناحيته فقط‬
‫اقتحم خوفها بعدما فتح الباب حتى اندفعت لًلمام ً‬
‫قليًل‪....‬‬
‫تظاهرت بالهدوء وازاحت عن جسدها العباءة تحت انظاره‬
‫ودخلت إلى الخًلء وهو ينظر إليها بهدوء وهذا األمر زاد رعبها‬
‫اغفلت الباب عليها‬
‫نظرت لوجهها من خًلل المرآة‪.......‬لم تتحمل هذا الضغط‬
‫النفسي‪.....‬شهقت بصمت ونزلت دموعها على خديها‪....‬بهدوء‬
‫‪.....‬سمعت طرقه على الباب بهدوء تعجبت من هدوئه‪.....‬‬
‫ارشحت وجهها وحاولت السيطرة على رغبة البكاء‪ :‬بطلع بس‬
‫ثواني‪....‬‬
‫ارشحت وجهها نشفته بالمنشفة المعلّقة على الحائط‪....‬‬
‫ثم فتحت الباب‪...‬‬
‫وكان واق ًفا امامها ‪....‬تنتظر أن يضربها‪....‬ان يصرخ‬
‫عليها‪...‬ولكن كان هادئ ًا وربما هذا الهدوء الذي يسبق‬
‫العاصفة‪....‬‬
‫ال يدري كيف حاول أن يسيطر على نفسه ولكن يريد أن يعاقبها‬
‫بطريقته الجديدة‪....‬‬
‫توجهت لناحية السرير جلست فتحت الدرج األول من الكومدينة‬
‫أخرجت علبة دواء هو يعرفها جيّدًا‬
‫أخرجت قرص واحد وكانت ستبلعه‬
‫ولكن مسك يدها وهو يقول بهدوء‪ :‬فات موعدها‪.....‬ال تاخذينها‬
‫إال بكرة‪....‬‬
‫ُمهره وهي ال تنظر إليه حاولت سحب يدها منه‪ :‬الزم آخذها‪....‬‬
‫قصي بحده‪ :‬قلت لك فات موعد آخذها‪....‬‬
‫وسحبها من يدها ورمى القرص في القمامة الجانبية‪....‬‬
‫جلس بالقرب منها نظر للفراغ وهو يتظاهر بالهدوء‪ :‬ليش طلعتي‬
‫من دون ما تستاذنين مني؟‬
‫ُمهره بنفس طريقته تحدثت‪ :‬نسيت‪....‬‬
‫قصي وكأنه قاضي في طريقة حديثه وتصرفاته!‪ :‬وش شريتي من‬
‫البقالة‪..‬؟‬
‫ُمهره تعجبت منه نظرت إليه ‪ِ ،‬لم هو هادئ‪...‬هذا االمر يخيفها‬
‫أكثر مما يطمئنها‬
‫أعاد سؤاله‪ :‬وش شريتي؟‬
‫ُمهره نظرت لكفّي يديها‪ :‬شيبسات وشوكًلتات‪....‬‬
‫سا عميقًا‪ :‬امس رميت‬ ‫قصي نظر إلى عينيها الخائفتين اخذ نف ً‬
‫اللي بالمطبخ‪....‬‬
‫ُمهره بعصبية‪ :‬وعشان كذا طلعت اشتري لي غيرهم‪....‬‬
‫قصي بنفس الهدوء والنبرة‪ :‬مو زين على صحتك‪.....‬صايرة بس‬
‫تاكلين منهم‪...‬وال تاكلين شي ثاني‪.....‬تبين تنتحرين‪.‬؟‬
‫ضحكت بسخرية واستخفاف وبجنون‬
‫نهضت وهي لم تحاول السيطرة على اعصابها‪ :‬عاقبني بسرعة؟‬
‫قوس حاجبيه ونظر إليها بنظرات غضب وشرر‬ ‫قصي ّ‬
‫ُمهره ودموعها عالقة في عينيها‪ :‬عااااااااقبني‪.....‬ال تجلس‬
‫تسوي فيها هادي ؟‬
‫قصي نهض اقترب منها وعادت خطوات شاسعة للخلف إلى ان‬
‫اصطدمت في الشماعة وكانت ستطيح ولكن‬
‫التفتت عليها وأعادتها في مكانها سريعًا‬
‫قصي ‪ :‬تبين اعاقبك قربي؟‬
‫ُمهره ‪....‬بدأت أنفاسها مسموعة لديه‪.....‬ودموعها نزلت على‬
‫خديها ولكن مسحتهما سريعًا ‪.......‬اسلوبه هذا بدأ يتًلعب في‬
‫اعصابها ونفسيتها هي تعلم انه سيعاقبها ولكن متى ؟‬

‫كرهت نفسها‪...‬ذلها‪......‬واصرارها على العيش معه‬


‫قست على قلبها الذي سيخرج من مكانه بسبب ذعرها واقتربت‬
‫منه ونظرت لعينيه وهي تحاول ان تخفي رجفة شفتيها التي تعلن‬
‫عن البكاء بحركة األطفال الصغار!‬

‫يعلم هو انّ فعله يؤذيها ويخيفها وهذا ما يُريده‬


‫اقترب منها هو اآلخر‪....‬‬
‫اصبحا قريبين من بعضهما البعض‬
‫تحدث وعيناه تحدّق في عينها بحده‪ :‬اذا طلعتي مرة ثانية بدون‬
‫اذني ‪.......‬اقسم لك باهلل راح اكسر رجلك‪.....‬‬
‫ُمهره لم تستطع التحدث ‪ ،‬نزلت دموعها ال اراد ًيا وهي تمسحهما‬
‫من على خديها بكره وبقوة ‪...‬ال تريد أن يرى ضعفها اكثر من‬
‫هكذا‪.....‬فاالمر بات صع ًبا بعد اآلن في اثبات قوتها له!‬
‫ولكن وبسبب عواصفها ومشاعر الخوف رضخت لقوله‪...‬و‬
‫حركت رأسها بمعنى (فهمت) لم تستطع تحمل قربه ‪.....‬فهي‬
‫تحترق بغضبه المخبأ خلف اسوار هدوئه هذا‬
‫كانت ستخرج من الغرفة ولكن امسكها من معصم يدها ً‬
‫قائًل‪ :‬وين‬
‫رايحة‪......‬لحد الحين ما عطيتك العقاب‪....‬‬
‫ُمهره اغمضت عينيها وتوقفت عن الحركة‬
‫تحدث قصي بحده‪ :‬ابيييييييك‪.......‬‬
‫نظرت له بذعر وهي تقول‪ :‬عاقبني في أي شي اال‪...‬‬
‫قاطعها بصرخة‪ :‬خليني اكمل كًلمي‪.....‬‬
‫ُمهره سكتتت واكمل‪ :‬ابيك تسوين لي عشاء‪....‬وبعدها راح نطلع‬
‫مع بعض‪....‬‬
‫ُمهره بخوف‪ :‬نطلع مع بعض؟‬
‫قصي بسخرية‪ :‬أي عندك مانع‪...‬‬
‫ُمهره ‪......‬ال تريد الخروج بل تريد البقاء للمذاكرة‪.....‬وال تدري‬
‫بما ينوي لها‪...‬هل سيكون عقابها إلى تلك الدرجة حتى به‬
‫سيخرجها من الشقة وسيبعدها عن الناس حتى ال تستنجد بهم‬
‫هكذا فكرت تلك المراهقة!‬
‫‪:‬مابي اطلع معك أخاف احد يشوفنا ‪......‬وينفضح سر هالزواج‪..‬‬

‫ضحك‪.....‬وبقوة‪.....‬تركها‪...‬وش ّد على بطنه حتى ظنت انه فاقد‬


‫لعقله‬
‫وخافت منه ‪...‬حقيقةً بدأت تشك في ص ّحة وعيه هل شرب شيئ ًا‬
‫يُفقده عقله‪....‬هل يتعاطى؟!‬

‫انكمشت حول نفسها من هذه األفكار‬

‫بينما جلس على طرف السرير ونظر إليها وهو يحاول السيطرة‬
‫على ضحكة‪.:‬ههههههههههههههههههههه‪ ....‬خليه ينفضح‪...‬‬
‫ُمهره بذعر‪ :‬ال‪....‬مابي‪......‬‬
‫قصي سكت لو هلة ونظر إلى خوفها‪ :‬وليش ما تبين؟‬
‫ُمهره بتردد‪ :‬األفضل يكون كذا بالسر‪....‬وبس‪......‬مابي‬
‫ينعلن‪....‬مابي‪....‬‬
‫قصي نهض واقترب منها وليختبرها ‪ :‬واذا قلت لك راح اعلنه‬
‫عن قريب‪...‬‬
‫ُمهره فتحت عيناها على اآلخر‬
‫مسكت يده‪ :‬تكفى ال‪.....‬حياتك الطبيعية وزواجك الحقيقي مو‬
‫معي‪....‬مو معي قصي‪.....‬تكفى ال تسويها وتعلنه تكفى‬
‫ال‪.....‬تكفى ال تعاقبني بهالشي‬

‫قصي‪.....‬نظر للمعت الخوف التي تتمركز عينيها وجسدها حتى‬


‫جعلته يرتجف‪.....‬حدّق في شفتيها التي تصتك في بعضهما‬
‫البعض‬
‫يُريد اآلن يفهم ِلم ال تريد منه اعًلن الزواج هل بسبب ذلك‬
‫المدعو محمد فهي اعترفت له انه كان يحبها وهي تبادله الشعور‬
‫هل تخطط في الطًلق منه والعودة إليه!‬

‫همس بشبح ابتسامة سخرية اخافتها‪ :‬عشان ولد عمك محمد؟!‬

‫صدمت من تفكيره‪.......‬ولعنت نفسها ألف مرة لنطقها له‬ ‫ُ‬


‫بالحقيقة‪.....‬خشيت من أن يداهمها بشكوكه لذا بكت بسبب رعبها‬
‫منه وهي تحرك رأسها‬
‫‪:‬الاااا‪....‬وهللا الاااا ‪...‬اصًل لو ما زلت احبه ما كان وافقة عليك‬
‫‪....‬ال تظن فيني هالظن‪...‬‬

‫قصي ليختبرها اكثر ويرعب فؤادها كعقاب البد ان تتجرعه وتنفي‬


‫ظنونه ايضًا‪ :‬وافقتي علي عشان تتحررين من عذاب وتس ّلط‬
‫زوجة عمك ‪.....‬لكن اللي في القلب ‪....‬في القلب‬
‫‪....‬ومخفي‪...‬والحين بانت حقيقتك يا ُمهره‬

‫جنّت ُمهره هنا وخافت أن يقتلها على هذا االعتراف ‪...‬وفهم ردت‬
‫فعلها اآلن بشكل خاطئ شدّت على كف يده وهي تبكي بجنون‬
‫وتحدّق في عينيه‪ :‬اقسم لك باهلل ‪...‬ما احبه مثل ما‬
‫تظن‪.......‬قلبي خالي‪....‬وهللا خالي مابه احد‪......‬خذتك عشان‬
‫األمان أي‪....‬بس ما هو من طبعي الخيانة‪......‬وهللا يا‬
‫قصي‪....‬امي وابوي ما ربوني على الخيانة ونكر‬
‫الجميل‪.....‬وقلبي مال له في ذاك الوقت عشانه بس‬
‫يساعدني‪......‬أدبت قلبي قبل ال احط اسمي عند‬
‫خطابة‪....‬ومستحيل ارجع هناك واصير لهم زوجة ولد‪....‬ألني أنا‬
‫هربت من هالشي‪....‬مو بس هربت عشان القى أمان ‪.....‬وابتعد‬
‫عن التهديدات ‪...‬انا مابي ارجع لهم‪....‬مابي يزوجوني منهم‬
‫ماااابي مااااااااااااااااااااااااااااااابي‬

‫وصرخت بكلمتها تلك كالمجنونة‬


‫هل يعقل أنها تخاف من زوجة عمها لهذه الدرجة حتى انها تخلّت‬
‫عن مشاعر بدائية نبضت بحب محمد ؟‬
‫هل يُعقل انها عانت الكثير حتى انها تتمنى عدم الرجوع‬
‫ألحضانهم‬
‫هل تحب فقط عمها والباقي ال تكرهم بل تتمنى بعدهم عنها!‬
‫هل قسوا عليها إلى هذه الدرجة ؟‬
‫تفضّل البقاء هنا وال تعود إليهم وال حتى تقترن بهم بعقود‬
‫ومواثيق غليظة!‬
‫ً‬
‫‪....‬بدال من أن يُمارس‬ ‫فهم أنه قسى عليها ونالت عقابها نفسيا‬
‫سطوته بالضرب واالعتداء بالجسد‪....‬فضّل هذه المرة ان يعاقبها‬
‫بالحديث و ُّمر الكًلم‬
‫ولكن لم يخطط على ان يعاقبها في فتح موضوع اعًلن الزواج‬
‫وزوجة عمها وحب المراهقة القديم!‬
‫التمس خوفها منه ‪ ،‬وقرأ افكارها‪.......‬تظن انه سيجعلها تعود‬
‫ألهلها ‪......‬وسيعاقبها على خيانتها له‪....‬ولكن لم تفهم انه اآلن‬
‫يعاقبها على خروجها دون اذنه!‬
‫اقترب منها امسكها من اكتافها واجبرها على الجلوس‬
‫على طرف السرير تحدث بقصد‪ :‬لهالدرجة تكرهين اهلك؟‬
‫ُمهره شهقت ما بين بكائها وهي تتحدث‪ :‬هأأأ‪....‬احب‬
‫عمي‪.....‬خوالي‪.......‬بس فيه منهم ما اكرهم بس أتمنى بعدهم‬
‫عني‪.......‬ومستحيل أوافق على أي فرد من عيلتي‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬بس عشان زوجة عمك عذبتك؟‬
‫ُمهره نظرت لعينين ادركته انه يستدرجها إلى الهاوية لًلعترافات‬
‫والتعرف على حياتها قبل التقدم لها لذا قالت كاره نفسها‪ :‬ادري‬
‫ّ‬
‫اعترافاتي لك‪......‬بتخليك تعايرني‪...‬وتشك فيني‪.....‬بس حط في‬
‫بالك شي واحد‪....‬صدق عمري سطعش سنة‪........‬وفي نظرك‬
‫مراهقة‪.....‬بس تربية امي وابوي هللا يرحمهم باقية‬
‫فيني‪.........‬ومحمد ولد عمي وبس‪......‬‬
‫قصي ش ّد على كف يده وحدّق في عينها الواسعتين‪ :‬ما جبت‬
‫الحين انا طاريه‪....‬سألتك منهارة بس عشان‪...‬‬
‫قاطعته وهي تسحب يديها من يديه وتنظر للفراغ لتهمس‪ :‬انت‬
‫جالس تعاقبني بهالطريقة صح؟‬

‫قصي ‪...‬ابتسم فهمت انه يريد تعذيبها بالكًلم ولكن ليس بالتدخل‬
‫فيما يؤلمها‪....‬هو ليس وقح ‪...‬وفي قلبه رحمه عليها ولكن يريد‬
‫ان يفهم سبب انهيارها بمجرد اردف لها بكلمة‬

‫يريد أن يستوعب ما يدور في عقلها‬


‫اول مادخلتي‪....‬والحين جالس آخذ‬
‫ابتسم‪ :‬نلتي عقابك‪......‬من ّ‬
‫واعطي معك‪....‬ابي افهم ‪.....‬ليش كارهه اهلك‪.....‬وليش خايفة‬
‫من إني اعلن زواجي منك‪...‬‬
‫ُمهره نظرت إليه بحقد‪ :‬عارف انه هدوئك بخوفني وخليني اقط‬
‫خيط وخيط‪...‬‬
‫ابتسم هنا ‪ ،‬وهي مسحت دموعها بعنف ونهضت‪ :‬بسوي لك‬
‫عشا‪....‬‬
‫سحب يدها وارغمها على الجلوس همس‪ :‬في احد مأذيك غير‬
‫زوجة عمك‪....‬‬
‫ُمهره لتنهي النقاش‪ :‬أي فيه‪........‬وانتقلت لعمي ‪.....‬عشان ما‬
‫نيب مرتاحة بعيشتي عند خوالي‪...‬سبحان هللا ما عندهم القبول‬
‫فيني‪......‬مادري ليه‪....‬وزوجة عمي كملت الناقص‬
‫علي‪.....‬الشخص الوحيد اللي متقبلني هو عمي وبس‪.....‬والباقي‬
‫كًلم فاضي‪...‬‬
‫قصي ال يدري لماذا سألها هذا السؤال‪ :‬حتى محمد‪....‬‬
‫ُمهره بنرفزة‪ :‬كل كلمة والثانية بجيب لي اسمه‪........‬انا الحماره‬
‫اللي اعترفت لك وانا استاهل شكك فيني‪...‬‬
‫وكادت ان تقوم للمرة الثانية ولكن امسك بيدها وهو يقول‪:‬‬
‫محشومة‪.....‬محشومة يا ُمهره‪........‬جلسي‪...‬‬
‫ُمهره برجاء‪ :‬قصي ال تشك فيني‪..........‬ارجع زي‬
‫اول‪....‬تكفى‪.....‬ال تشك‪....‬وال تحب‪....‬وال تكره‪....‬بس لقيت فيك‬‫ّ‬
‫حنان‪......‬والحين حتى الحنان راح‪.......‬وصرت‬
‫قصي اكمل‪ :‬بًل مشاعر‪....‬‬
‫ُمهره بعصبية وخوف‪ :‬انت اللي قلت مو انا‪....‬‬
‫قصي ضحك على ردات فعلها ‪ :‬هههههههههه طيب عندي سؤال‬
‫واحد‪...‬‬
‫ُمهره باستفسار وخوف‪ :‬من ضمن العقاب؟‬
‫قصي ‪ :‬ترى الحين مو جالس اعاقبك‪....‬‬
‫ُمهره تحدثت باضطراب‪ :‬طيب‪.......‬اسال‬
‫قصي‪.....‬كان ينظر إليها‪....‬وفي قلبه حزن على حالها وانهيارها‬
‫وخوفها من قبل افراد ربما قليلة وربما العكس من‬
‫أهلها‪......‬واضح انها عانت اليُتم ‪....‬وعانت فقد والديها‬
‫‪....‬وتأذت في وسط من ال يرغب بوجودها كدخيلة جديدة في‬
‫بيتهم!‪.....‬من الواضح لم يرحما يتمها‪.....‬ولم يعوضها‬
‫‪.....‬فاصبحت تطلب بعدهم ‪.....‬وال تريد ان تنتمي لهم بأي طريقة‬
‫ولكن ال تستطيع‬
‫هذا ما فهمه منها‬
‫تحدث بجدية هذه المرة‪ :‬ليه ما تبين اعلن زواجنا؟‬
‫ُمهره تنهدت‪ :‬كذا مرتاحة‪......‬‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬شلون يعني؟‬ ‫قصي ّ‬
‫ُمهره بضعف تحدثت‪ :‬كذا عايلة صغيرة افضل من كبيرة‪.....‬‬
‫هو فهمها ولكن يريد منها التحدث والتخ ّلص من بعضًا من الحمل‬
‫مجاال للفضفضة‬ ‫ً‬ ‫الثقيل الذي يتربّع على صدرها‪....‬يريد ان يعطيها‬
‫يريد أن يجازيها لأليام التي كان يأخذ منها زهور أيامها‬
‫وابتسامتها ولم يبالي لحزنها ‪....‬يُريد أن يكفّر ع ّم ممضى‪.....‬ال‬
‫يريد ان يأتي هنا ويأخذ منها كل شيء بل يريد أن يهبها كل شيء‬
‫بعد اآلن‬
‫لن يُصبح وحشًا كأخيه ‪.....‬ولن يسمح لنفسه ليصبح ظال ًما ال‬
‫يريد ان يأخذ اثمها طوال حياته!‬
‫قصي‪ :‬شلون ما فهمت عليك‪...‬‬
‫ُمهره ّحك جبينها ونظرت لعينيه ‪ :‬كذا عايلة صغيرة انا وانت‬
‫وبس‪....‬بدون ناس ثانية‪.....‬يعني‪...‬عشان ما يصير فيه‬
‫مشاكل‪.....‬‬
‫وبصدق اردفت‪ :‬على انه حياتي معك مليانه مشاكل بدون ماعرف‬
‫سببها بس راضية ‪.....‬مابي حمل ثقيل علي ماقدر اتحمله‪.....‬ابي‬
‫كذا انا وانت وبس‪.......‬مرتاحة وحامده ربي بعد‪.....‬‬
‫قصي‪.....‬صدمته من تفكيره؟‬
‫وانشدّت خًلياه لقولها‬
‫(حياتي معك مليانه مشاكل)أي مشاكل تقصد؟‬
‫هل تقصد معاملته ‪.....‬صنّفتها من ضمن المشاكل؟!‬
‫تلك المراهقة لن تكف عن اشعاره بالذنب ابدًا‬
‫قصي بواقعية‪ :‬كذا انتي أنانية ؟‬
‫ُمهره بفجعة‪ :‬شلون انانية؟‪....‬ماظلمت احد‪....‬وال قسيت على‬
‫احد‪...‬وال خذت مال احد بالغصب‪....‬عشان أكون انانية‬
‫هنا ضربته على الوتر الحساس‬
‫تن ّهد بضعف‪ :‬مستحيل تبقى حياتنا كذا ‪........‬مستحيل تبقى بس‬
‫انا وانتي‪.....‬‬
‫ُمهره نظرت له بعدم فهم ‪ ،‬اكمل‪ :‬ما تدرين يمكن يجيك‬
‫ولد‪......‬او بنت‪....‬‬
‫شهقت بذعر ونهضت لتصبح واقفة امامه‪ :‬هللا الااا يقوله‬
‫‪....‬والحمد هلل انا مستمرة في آخذ الحبوب‪....‬بس اليوم من غبائي‬
‫طلعت ونسيت ماخذته‪....‬‬

‫ابتسم على كلمتها(غبائي)‪ ،‬يقسم انها تتحدث كطريقة األطفال‬


‫قليًل حركات أخته نوف ولكن نوف تمثل هذه الطريقة‬‫‪....‬تشبه ً‬
‫حينما تريد منه شيء لينفذه او لكي تتمصلح‬
‫ولكن في الواقع انضج بكثير من أفعال زوجته الذي بدأت تطرق‬
‫رأسه لتثقب ذلك المكان البعيد!‬
‫قصي نهض وامرها بهدوء‪ :‬ال عاد تاخذينه خًلص‪....‬‬
‫ُمهره ما زالت منصدمة ومنفعله‪ :‬وشو اللي خًلص‪....‬خلنا على‬
‫اتفاقنا قصي ال تنقض وال شرط‪.....‬تكفى‪....‬‬
‫قصي صدمها من قوله‪ :‬خايفة من العيلة وال خايفة من األمومة؟‬
‫ُمهره اغمضت عينيها وهي تردف بذعر‪ :‬وربي فيك شي‪....‬قصي‬
‫انت شارب لك شي‪....‬‬
‫قصي ضحك هنا‪ :‬ههههههههههههههههههههههه ال ليش‪....‬‬
‫ُمهره تحدثت وفي صوتها غنّة من شدّت بكائها ‪ :‬تعاقبني بطريقة‬
‫مرعبة خليت كل خلية فيني تنشد‪....‬والحين تناقشني عن أمور‬
‫وكأنه احنا زوجين حقيقيين ‪.....‬يعني اقصد زوجين عالنين‬
‫ً‬
‫اصًل‬ ‫زواجهم‪......‬وواضح انك متغير‬
‫قصي بحنية اقترب منها ووضع يده على اكتافها‪ :‬شفيها لو‬
‫تغيرت؟‬
‫ُمهره ‪ :‬فيها كثير؟‪......‬مابيك تتغير‪....‬بس ابيك تصير‬
‫حنون‪.......‬بس‪...‬‬
‫قصي ابتسمت لها وتحدث‪ُ :‬مهره‪......‬الفترة اللي عشناها مع‬
‫بعض ترى مو هينة ‪.....‬والحين بنكمل السنة‪....‬وحنا مع بعض‪...‬‬
‫ُمهره بنص عين‪ :‬يعني؟!‬
‫ابتسم اكثر على ردت فعلها‪ :‬يعني شي طبيعي االنسان يتغير‬
‫ويتطبع باطباع من يعاشرهم‪.......‬وتتغير وجهات‬
‫نظره‪..........‬انا تقبلتك بما انتي عليه‪...‬يا ُمهره‪....‬صدق بالبداية‬
‫صاير اناني في قراري من هالزواج‪....‬بس الحين تأقلمت على‬
‫حركت شي هنا‪....‬‬ ‫وجودك‪.....‬وهالعشرة ّ‬
‫وأشار في قلبه‪.....‬خافت وابتعدت عنه قائلة‪ :‬قصي اصحى على‬
‫نفسك زواجنا‪......‬بالسر‪....‬وال راح ينعلن‪....‬وانا بظل معك لين‬
‫‪...‬اخلص ثانوي‪......‬وبعدها خًلص بقدر اكمل بدونك‪....‬‬
‫قصي منصدم من قرارها‪ :‬انانية‪........‬‬
‫ُمهره بحقيقة وواقعية‪ :‬انت خليتني افكر كذا‪.....‬كله مضغوط مني‬
‫وخايف ينفضح زواجنا قلت لك طلقني ما رضيت‪........‬قلت‬
‫خًلص لخلصت ثانوي بقدر استوعب حجم الحياة اللي انا فيها‬
‫بدخل الجامعة وبطلق منك‪........‬وبشيل همي بنفسي‪....‬‬

‫قصي ذعر من تفكيرها ‪ ،‬ومن ظنها به‬


‫تحدث هذه المرة بحده وبعصبية هي معتادة عليها!‪ :‬ال مانيب‬
‫مطلقك وزواجنا راح اعلنه بالوقت المناسب وانتي زوجتي وام‬
‫عيالي باذن هللا‪......‬والحين روحي سوي لي العشاء‪...‬‬
‫ُمهره وضعت يدها على قلبها واغمضتها وهي تقول‪ :‬الحمد هلل‬
‫ثم فتح عينها وهي تحدق في عينيه‪ :‬الحين انت قصي‪.....‬‬
‫سترتسم على شفتيه ابتسامة لحركاتها وكلماتها ولكن منعها لكي‬
‫ال يطيل األمر‬
‫لن يحدثها اآلن عن جدية امر اعًلن الزواج وال رغبته األبدية بها‬
‫فهي متخبطة وغير متزنه في قرارها حتى بها تزوجت ورضيت‬
‫بهذا الزواج سيجبرها على أن تتقبله على حقيقته بحسن تصرفه‬
‫وتغير افعاله معها‬
‫قال بنفس النبرة‪ :‬روحي ال تتأخرين‪...‬تراني جوعان‬
‫ُمهره ركضت للمطبخ بخوف ‪.......‬ال تريد أن يتنازل عن حقيقة‬
‫هذا الزواج‪....‬تريد العيش معه ولكن ال تريد أن يحبها ‪....‬ال تريد‬
‫ان يتمسك بها‪....‬النه في الواقع تريد التحرر منه‪....‬والعيش‬
‫لوحدها فيما بعد!‬
‫‪............................................‬‬
‫كان في غرفته قام بتصحيح أوراق طًلبه ‪ ،‬وبعدها حضّر اسالة‬
‫مراجعة لهم لقرب موعد االختبارات النهائية نهض واتجه لطابعته‬
‫طبع األوراق ووضعها جانبًا‪....‬‬
‫تصفح بعدها االخبار من خًلل مواقع التواصل ‪....‬وشّده عناووين‬
‫(أكسفورد تحترق)‬
‫(ما هي حقيقة محاولة قتل لويس)‬
‫(رجال االعمال البريطانيين اصابتهم اللعنة)‬
‫(لم تعد بريطانيا في سًلم)‬
‫اخذ يقرأ ‪......‬عن هجوم عنيف‪....‬من قبل مجهولين بريطانيين‬
‫بإثارة حركة شغب في شوارع أكسفورد وإثارة خوف المدنيين‬
‫وتدخل القوات العسكرية لمحاولة السيطرة على األوضاع‬
‫فالبداية ظنّ األمر ما هو إال حركة استنفار ومحاولة إثارة االنقًلب‬
‫ضد الدولة ولكن تع ّمق في القراءة‬
‫وفهم تلك العصابات تستهدف رجال االعمال وعلى رأسهم لويس‬
‫وحركتهم تلك تحديًا لهم للخروج وإظهار انفسهم لمواجهتهم ً‬
‫بدال‬
‫من إخافة المدنيين ‪ ،‬والتجرأ على الدولة‬
‫فهم يدعون السًلم‪......‬يغدقون بحنانهم وعطفهم على‬
‫الفقراء‪.....‬اعمالهم الخيرية لم تتوقف على بلد معيّن‬
‫ان أرادوا اكمال انسانيتهم فل يظهروا انفسهم ً‬
‫بدال من جعل‬
‫الحكومة البرطانية في التدخل‬
‫فالقضية ليست سياسية بالنسبة لهم ولكن ها هي تحولّت إلى‬
‫رمادها!‬
‫عض على شفتيها بقهر ‪....‬عندما رأى صور لجرحى‬ ‫ّ‬
‫ومصابين‪...‬وقتله‬
‫همس‪ :‬مجانين ذول‪......‬وش ذنب هالمساكين‪.....‬‬
‫قرأ تقرير آخر ينص باختصار على نقل‪.....‬المبتعثين عن وجهة‬
‫الخطر واتاحوا لهم العودة إلى ديارهم إلى اشعار آخر‬
‫بينما الجهات المختصة تؤكد على قدرتها على السيطرة على‬
‫األوضاع‬
‫وقد اعتقلت الكثير منهم وبدوا بالتحقيق للوصول إلى اكبرهم‬
‫وتصرح بغلظة الحروف‬
‫ّ‬
‫لن تغفر خطيئة هؤالء المجرمين وتعديهم على امن المدينة‬
‫وقتل األبرياء فيها وستتخذ اشد العقوبات لردعهم وردع ما ينوي‬
‫الشر والتخريب في بلدهم‬
‫همس هنا‪ :‬حسبي هللا عليهم عيال‪...‬الكـ‪...‬‬
‫واكمل القراءة إلى ان استوعب هناك فرد من عائلته يمكث في‬
‫مدينة أكسفورد نهض هالمقروص‪ :‬خالللللللللللد‪...‬‬
‫سحب هاتفه اتصل عليه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا في االنتظار ‪.....‬فهم أن تم تقسيم المبتعثين‬
‫كان جال ً‬
‫لمجموعات ‪.....‬وتم توزيعهم في مناطق بعيده عن هذه‬
‫البلبلة‪.......‬وامهلوهم لمدة ثًلثة ايّام للعودة إلى ديارهم ‪.....‬وهو‬
‫كان نائم ‪. ...‬فتلك الرسالة وصلته قبل شن الحرب الخارجي بثًلث‬
‫ساعات ولكن كان في عمق نومه ‪.....‬فمن الواضح كانوا يعلمون‬
‫انّ هناك حرب باردة ستقوم ولكن لم يتحدثوا بها للحفاظ على‬
‫السيطرة‬
‫اكمل اإلجراءات الًلزمة للعودة للوطن اخبروه ان يبقى في‬
‫احضانهم هذه الليلة في الغرفة المخصصة حتى يوصلوه غدًا إلى‬
‫لندن ومن هناك يستطيع السفر لبلده على الموعد المحدد بسًلم‬
‫سمع رنين هاتفه اخرج نظر إلى االسم‬
‫تنهد وأجاب‪ :‬هًل عزام‪.....‬‬
‫عزام بخوف واهتمام‪ :‬وش صاير يا ولد الخال‪......‬انت بخير‬
‫خالد بهدوء‪ :‬بخير ال تاكل هم‪.....‬‬
‫تخوف؟‪......‬السالفة مو سالفة انقًلب‬ ‫عزام ‪ :‬وش هاالخبار اللي ّ‬
‫‪....‬هذول بلطجية ‪...‬تبي تاكل األخضر واليابس‪...‬‬
‫خالد بتفهم ‪ :‬واضح حاقدين على هاللويس‪....‬وشكله عاندهم‬
‫‪...‬ووصولها لهالمواصيل‪....‬‬
‫عزام بعدم استيعاب لًلمر‪ :‬نعنبوهم تحدوا دولة بكبرها‪....‬ذول مو‬
‫صاحين‪....‬‬
‫خالد حكّ جبينه بتعب وارهاق مما مر فيه‪ :‬خونه منهم‬
‫وفيهم‪........‬تلقاهم من رجال األعمال ‪.....‬نفسهم بس‪.....‬ش ّبت‬
‫الحريقة بينهم‪.....‬‬
‫عزام بخوف‪ :‬وهللا يجاريك منها‪.......‬انزل السعودية واسلم على‬
‫نفسك‪......‬واضح األوضاع مضطربة هناك‪.......‬‬
‫خالد ‪ :‬انا حاليا بالسفارة تكلمت معهم‪.....‬وقالوا بكرا اقدر اطلع‬
‫من مدينة أكسفورد في الصباح عشان اروح لندن وعلى طول‬
‫راح اركب الطيارة واجيكم‪......‬‬
‫عزام بخوف عليه ‪ :‬حسبي هللا عليهم‪......‬طيب كيف األوضاع‬
‫بس أكسفورد المتضررة؟‬
‫خالد نظر للماره‪ :‬أي‪......‬وسكروا المطارات‪....‬ووقفوا‬
‫المترو‪....‬والباصات المتنقلة‪....‬ماحد يقدر يدخل وال يطلع‬
‫منها‪....‬بس بحكم إني طالب مبتعث بخلوني اطلع منها زي ما قلت‬
‫لك‪.....‬‬
‫عزام تمتم باالستغفار ثم قال‪ :‬طيب ما فيه تدخًلت امنية قدرت‬
‫تتوصل لرئيس هالعصابة‪...‬‬
‫خالد نهض ليتوجه للغرفة بعدما ناوله إحدى الموظفين المفتاح‬
‫وأشار له بالتقدم‪ :‬إال‪.....‬وسيطروا على وضع اطًلق النار‬
‫‪......‬بس اكيد الزم فيه قتلة وجرحى‪....‬ومصابين‪........‬وطلعوا‬
‫يوجهون تهديدات لهم‪....‬والحين تقدر تقول أكسفورد صايرة‬
‫هادية‪....‬‬
‫عزام بتشاغب‪ :‬قلعة تقلهم السفلة‪....‬‬
‫دخل خالد الغرفة واغلق الباب‬
‫تحدث عزام ‪ :‬طيب خالد ‪......‬بس تطلع من اسكفورد‬
‫طمني‪...‬ولوصلت اتصل علي انا بستقبلك‪....‬‬
‫خالد بقلق‪ :‬عزام احد عرف غيرك؟‬
‫عزام ‪ :‬ما اظن وهللا‪...‬‬
‫خالد جلس على الكنبة‪ :‬ابوي‪....‬او بندر‪....‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬ال ما اظن‪...‬‬
‫خالد تنهد‪ :‬ابوي ما هوب بحمل هالخبر‪....‬يكفي عليه ضيقة اللي‬
‫على الجازي‪...‬‬
‫عزام سكت هنا‪....‬ال يعرف ماذا يقول؟ أخيه سيف أوقع في‬
‫قلوبهم حمل ثقيل باتجاه تلك المسكينة‬
‫ولكن قال ليُطمئن قلب خالد‪ :‬ال تحاتيه هو بخير ‪.....‬ولو عرف‬
‫كان الكل مستنفر عليك اتصاالت‬
‫خالد بارتياح‪ :‬هللا يصبرني للصبح بس‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬هللا يحفظك من كل شرورهم ‪......‬المهم اتصل علي‪...‬زي‬
‫ما قلت لك‪.....‬فمان هللا‬
‫خالد بتنهد‪ :‬فمان الكريم‪.....‬‬
‫ثم اغلق الخط والقى بنفسه على الكنب يريد أن يغفي ً‬
‫قليًل ليستعد‬
‫لرحلته غدًا!‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪........................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫كان في غرفته لم يستطع النوم ‪ ،‬ولم يستطع السيطرة على‬


‫ذكرياته هل هي ً‬
‫فعًل ابنته؟!‬
‫هل كذبوا عليه فقط من اجل آخذها من احضانه ؟!‬
‫تنهد‬
‫زوجته منيرة اشعلت في فؤاده شيئ ًا هو حاول‬
‫طيلة هذه السنوات نسيانه ولكن تناساه وعاش بسًلم‬
‫تنهد‪ :‬آه يا نورة آه‪...‬‬
‫ثم سحب هاتفه واتصل عليه ‪ :‬هًل يا بوسلطان اخبارك وانا‬
‫خوك؟‬
‫رد عليه اآلخر باهتمام‪ :‬هًل فيك يا النسيب انا بخير بشرني عنك‬
‫وعن عيالنا ان شاء هللا انهم بأفضل حال‪...‬‬
‫بو ناصر بضيق‪ :‬اخبارهم تسرك يا بو سلطان‪...‬‬
‫بو سلطان بهدوء‪ :‬ابشرك سلطان راح ينزل من أمريكا الشهر‬
‫الجاي‪....‬‬
‫بو ناصر بلل شفتيه‪ :‬هللا يرده لنا سالم غانم‪.......‬خًلص اجل‬
‫الملكة زي ما قلت‪....‬؟‬
‫بو سلطان بحسم األمر‪ :‬أي خًلص الشهر الجاي‪....‬‬
‫بو ناصر بضيق‪ :‬حبيت اتاكد عشان نجهز لهالموضوع‬
‫بو سلطان‪ :‬خًلص جهز روحك وعط الحريم خبر‪.....‬هللا يوفقهم‬
‫بو ناصر‪ :‬اجمعين يارب‪....‬‬
‫اغلق بو سلطان الخط‬
‫ورجع أبا ناصر لضجيج الذكريات‪ ،‬وصوت الندم يدوي من قاع‬
‫مظلم وعميق من داخله‬
‫!‬
‫‪.................................................. ............‬‬
‫ما إن وصل حتى منعوه من الدخول إلى المدينة فعلم أنّ األوضاع‬
‫خطيرة للغاية وأعاد االتصال على امير ! هل مات‬
‫هل توفيت ايضًا نور وسكرتيرة أخيه!‬
‫هل توفيت ابنته!‬
‫تنهد بضيق ال يعلم ما هيته؟!‬
‫هل انطوت قصتهم وانتهت ما بال ابنت أخيه‬
‫رجع بإدراجه من أكسفورد إلى لندن‬
‫واآلن هو في الفندق حدّث أخيه قبل ساعة من فجعته من االحداث‬
‫وتوقعاته اخبره على ابنته الذهاب إلى الكويت ً‬
‫حاال‬
‫واغلق الخط وفهم جورج كل األمور من االخبار وانتشار ما حدث‬
‫بسرعة كمرض خبيث يُريد أن يكون سببًا في موت خصيمه!‬
‫اتصاال سري ًعا لمشاري واخبره باألمر‬‫ً‬ ‫اجرى‬
‫فاطمئن بعد ان علم أنها على طائرة العودة للد ّيار‪،‬‬
‫بينما إيًلف‬
‫وذعرا في تلك األثناء ركبت الباص والذي سيوصلهم‬ ‫ً‬ ‫عاشت رعبًا‬
‫على مدينة مانستشر ‪.....‬علمت أن هناك خطب ما‪.......‬فذعرت‬
‫من شدّت حرصهم إليصالهم قبل الوقت محدد‬
‫فلم تترد في السفر للعودة للكويت اتصلت على ابيها مشاري انها‬
‫ستعود تساءل لماذا ولكن اجابته‪ :‬افهمك بعدين يبه‪...‬‬
‫اتصلت على نور ‪....‬تريد أن تخبرها أنّ هناك أمر ما سيحدث ع ّم‬
‫قريب ولكن نور كانت تلفظ انفاس السعادة األخيرة أمام تلك‬
‫النافذة ورؤية قطرات المطر‬
‫رسلت له عدّت رسائل من ضمنها‬
‫‪ :‬نور طلعي من المنطقة في شي بصير سوو لنا اخًلء‪....‬تكفين‬
‫ردي علي‬
‫وارسلت أخرى‪ :‬صج انج معتوها‪.....‬اكيد بعد بجاج (بكاك) نمتي‬
‫يا خيشة النوم؟‬
‫وأخرى مليئة بالقلق‪ :‬تكفين يا معوده لجلستي اتصلي علي‬
‫وها هي اآلن على متن الطائرة تتآكل من شدة قلقها على نور‪...‬‬
‫ال تعلم لماذا ال ترد عليها ودّت لو تذهب لرؤيتها ولكن لم يتركوا‬
‫ً‬
‫مجاال‬ ‫لها‬
‫حركت نقلهم كانت سريعة وجدًا ودعتها هللا واستسلمت لغفوة‬
‫سريعة على متن الطائرة ولم تنتبه لألنظار التي تراقبها‬
‫كان هو اآلخر على الطائرة ‪ ،‬هناك شيء يشدّه للنظر إليها‬
‫ربما خوفها الواضح ‪ ،‬وعينيها التائهتين‬
‫ما ان أسندت‬
‫رأسه للخلف واغمضت عينها قال‪ :‬نوم العوافي يا إيًلف‬
‫!‬
‫‪.........................‬‬
‫ُمراد به فضول يُريد أن يعرف امير ونور ما زال على قيد الحياة‬
‫أم توفيا؟!‬
‫مسح على رأسه وتأفأف‬
‫ما بال تلك الصغيرة التي وضعوها في دار األيتام‬
‫لماذا هو مهتم اآلن؟‬
‫لماذا‪.....‬‬
‫صرخ على نفسه بحيرة‬
‫ثم اتصل عليه آخر مره‬
‫‪..........................................‬‬
‫طيلة الرحلة كان يُراقب هدوئها وتو ّهج وجهها‬
‫بالحمرة‪.....‬وهزها لًلمام والخلف كالبندول‪.....‬بشكل‬
‫مستمر‪....‬اشار للمضيفة ان تناولها الماء بعد ان وضع فيه ح ّبه‬
‫منومه ليجعلها ترتاح من التفكير‪....‬‬ ‫ّ‬
‫ولكن لم تفته نظراتها للصغيرة المستلقية على السرير بهدوء‬
‫كانت عينيها تُراقبها عن كثب وانقطعت النظرات بعد ان شربت‬
‫الماء كله في دفعه واحده‬
‫هل االبتعاد حقاا هو الحل لبقائه على قيد الحياة!؟‬
‫لم يطيل التفكير في هذه الفكرة‬
‫ولكن قلبه ُمتعب ومرهق زاد ألم ُجرحه الذي ض ّمدته جولي بعد‬
‫ركوبه في الطائرة‪ ،‬اخبروه أنه دفنوها كما أمر‪....‬آه‬

‫ت تحت الثرى أيتها المشاغبة؟‬ ‫هل اصبح ِ‬


‫ت بسًلم اآلن‬ ‫هل خلد ِ‬
‫داهمتك الراحة‬
‫ِ‬ ‫هل‬
‫ت ان ِك بخير‬‫هل شعر ِ‬
‫هل الهروب ج ّيدًا؟ هل تنصحيني به!‬
‫لماذا يا ديانا لماذا؟!‬
‫ي ان احادثك دون ان أتوقع اإلجابة منّك‬ ‫هل عل ّ‬
‫ت نار الفقد‬ ‫ماذا فعلتي ؟ بي‪....‬وبنور‪....‬اشعل ِ‬
‫وأطفأِتها بقلوبنا حتى تحترق بصمت فُراقك!‬
‫هل هذا جزاء ال ُحب؟‬
‫االنتحار وسفك الدماء‬
‫بكل برود؟!‬
‫وما بال عُشقي هل سيبقى سرمدي ال ينضب؟!‬
‫أم سأبقى احترق في تجاهله‬
‫اللعنة على قرارك في الرحيل‬
‫اقبالك على اإلنتحار‬
‫ِ‬ ‫اللعنة على كل من كان لديه يد في‬
‫احبك‬
‫عينيك ومن اجل ان اعشقك‬
‫ِ‬ ‫هكذا ولدت ‪....‬ولدت من اجل‬
‫إليك‬
‫ثًلثة عشر سنة غير كافية ألسكت حنين اشتياقي ِ‬
‫لم اكتفي بوجودك معي‬
‫حضنك الدافئ من قبًلتك الحانية من لمساتك الهادئة‬
‫ِ‬ ‫لم اكتفي من‬
‫لم اكتفي منك ولن اكتفي‬

‫مسح على وجهه‪.......‬احترق هو اآلن رماد بعد رحيلها‬


‫هو رماد‪.....‬على احدهم ان يبعثره فقط ليتطاير بعيدًا في األُفق‬
‫وفي عرض السماء يُريد االختفاء‪ ،‬سمع رنين هاتفه‬
‫لم يرد ‪ ،‬وتم اإلعًلن عن هبوط الطيّار في‬
‫مطار باريس شارل دو غول‬
‫سمع الرنين من جديد‪ ،‬بعد الهبوط مباشرة أجاب‬
‫بحده لينهي األمر‪ُ :‬مراد راح احكي معك بس مو هأل‪...‬‬
‫ُمراد بهدوء وإخضاع غريب!‪ :‬اوك‪.....‬باي‬
‫واغلق الخط‬
‫إذًا لم يموتا‪....‬إذًا‪.....‬رمى نفسه على الكنب واخذ يفكر أين هم‬
‫اآلن‬
‫غدًا سيتجه إلى ألمانيا لن يبقى هنا فاألوضاع ال تبشر بأي خير‬
‫اغمض عينيه ونام في سباته العميق بعد رحلته المتعبة!‬
‫‪.................................................. ..‬‬
‫وحرص عليهم أمير بذهابها مع جولي إلى‬ ‫ّ‬ ‫انزلوا الصغيرة‬
‫المستشفى الذي حدثهم الستقبال حالتها وشدد الحراسة عليها‬
‫بينما نور حملوها ووضعوها في السيارة دون ان تدرك ما يحدث‬
‫حولها بسبب نومها العميق‬
‫أشار امير ألحدهم (مترجم)‪ :‬كما اخبرتك هنري اذهب واخرج لي‬
‫أوراق رسمية بشخصية أخرى ال اريد اثارة المشاكل هنا ولكن‬
‫مضطر للتنكر‪......‬من اجل سًلمة الجميع‬
‫هز رأسه بإطاعته وذهب إلكمال اإلجراءات الهامة لسًلمة‬ ‫هنري ّ‬
‫امير‬
‫بينما هو ركب السيارة نظر إليها ولتعبها وتنهد‬
‫تحدث ماكس والذي كان يقود السيارة الخاصة بهم (مترجم)‪:‬‬
‫سيدي علينا التو ّجه إلى المستشفى لتضميد ُجرحك‬
‫تحدث أمير بتنهد وكذب (مترجم)‪ :‬توقف النزيف‪....‬الجرح ليس‬
‫بذلك العمق ‪...‬لذا ال داعي للذهاب إلى المستشفى ‪...‬تو ّجه إلى‬
‫الفندق سري ًعا‪...‬‬
‫سكت ماكس هُنا وتو ّجه إلى الفندق المنشود‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.....‬اول سفر ٍة‬
‫ّ‬ ‫آه‪.....‬خرجت منه وهو ينظر للشوارع‪....‬تذكر‬
‫لهما بعد عقد قرانهما في الكنيسة‪ .....‬حيث انهما آتى إلى هنا‬
‫وقضا أجمل اوقاتهما الرومنسية ‪.....‬حفظت باريس بعضًا من‬
‫مواقفهما التي ال تُنسى ‪.....‬باتا فيها لمدة أسبوعين فقط‬
‫ونور جعلوها تمكث في بريطانيا برفقة المربية التي تعاقدوا معها‬
‫فقط لمدة فترة شهر عسلهم!‬
‫وكانت تلك الفترة قاسية على نور‪.....‬ففي تلك الفترة تقوقعت‬
‫على نفسها ‪.....‬حتى إنها‪.....‬لم ترى الشمس من الخارج‪....‬لم‬
‫تشارك المربية اطراف الحديث رغم أن المربية التي تعاقدوا معها‬
‫كانت تتكلم القليل من اللغة العربية المكسرة ولكن نور كانت‬
‫‪.....‬متوحشة بنظراتها لها ‪....‬وحريصة في االبتعاد عنها‪.....‬حتى‬
‫ذات يوم قررت الهروب منها وخرجت في شوار ليدز في ذلك‬
‫يستقرا في منطقة معيّنة وبين فترة وأخرى سكانا في‬ ‫ّ‬ ‫الوقت لم‬
‫استقرا في اسكفورد بسبب عمل‬ ‫ّ‬ ‫مدينة من ُمدن بريطانية إلى ان‬
‫أمير هناك!‬
‫فبعد خروجها من الشقة‬

‫بقيت بما يقارب الساعة الكاملة تجول بضياع عدم قدرتها على‬
‫التواصل مع اآلخرين تُريد العودة لبلدها وعندما يئست جلسة أمام‬
‫ضفة نهر اآلير وهذا يُعني انها ابتعدت عن السكن لمسافات‬
‫شاسعة!‬
‫حتى انّ المربية أعطت ً‬
‫خبرا ألمير وأخذ يشتمها ويوبخها لغفلتها‬
‫عنها‬
‫ولم يخبر ديانا بذلك ال يُريد بانانيته أن يُفسد جمال اجوائهما‬
‫الرومنسية فأخبرها ما إن تعثر عليها تتصل عليه لتطمئنه!‬

‫فبقيت المربية تبحث بًل خريطة عنها‪....‬إلى أن رأتها ووبختها‬


‫على فعلها وتصرفها الوقح وبدأت نور بعدها تتعلم احترافية‬
‫البكاء الصامت والمخيف‪....‬‬
‫وبعد قضاء اجمل أسبوعين في باريس انتقًل إلى مدينة العشاق‬
‫في فرنسا‬
‫مدينة آنسي وتمما فيها بقية شهر عسلهما‪....‬وانتقلوا بعد ذلك‬
‫ً‬
‫كامًل‬ ‫إلى روما‪....‬وبقيا فيها اسبوعًا‬
‫ونور ما زالت كئيبة‪ ،‬ال تشعر باالرتياح‪.....‬وبدأت حاالت‬
‫مبكرا في هذه األثناء!‬
‫ً‬ ‫االضطراب تظهر عليها‬
‫‪..............................‬‬
‫قطع كل تفكيره وصوله إلى الفندق واستيقاظ نور من سباتها ‪،‬‬
‫المنوم لم يكن كافيًا لبقائها نائمة لفترة أطول أو ربما‬
‫ّ‬ ‫مفعول ذلك‬
‫ألنها كانت تشرب الكثير من الكافيين في ذلك الوقت أثّر عليها‬
‫األمر‪ ،‬لذا جلست!‬
‫مقوسة لشفتيها‪ ،‬رفعت نفسها من على المرتبة ونظرت‬ ‫ّ‬
‫للشارع‪....‬تشعر بثقل رأسها‪......‬واالهم أنها كانت تشعر بفراغ‬
‫عظيم يختلج قلبها‪.....‬إذًا ماتت ديانا‪.....‬ماتت تلك التي خاضت‬
‫حر ًبا من اجل ُحبها العميق ‪....‬ماتت وتركتها في شوارع الغُربة‬
‫باال ولم تودعها حتّى!‬ ‫الًلمنتهية ‪....‬ماتت ولم تُلقي لها ً‬
‫إلى اللقاء يا ديانا‪....‬إلى اللقاء يا محبوبة أمير!‬
‫نزل أمير من السيارة وفتح بابها‬
‫تحدث بحنية‪ :‬نزلي‪.....‬‬
‫نور نظرت إليه ‪.....‬هو السبب في ضياعها‪.....‬هو أناني في حبه‬
‫لها‪....‬هي ليست من ممتلكاته الخاصة حتى به يكلمها ليزداد‬
‫جنونها به‪....‬كان عليه أن يوقف رغبتها في خيانة يوسف‬
‫بالتحدث معه!‪.....‬هو من جعلها تُعاني آالم الفُراق والبُعد‬
‫والغربة‪....‬‬
‫هو من قتل والدتها!‬
‫نزلت من السيارة ‪....‬واجتحتها رعشة برد سريعة لجسدها‬
‫الهزيل‪...‬شهقت بخفة‪........‬برد باريس ال يعرف الرحمة وشدّت‬
‫على الغطاء والذي يُشبه اللحاف الصوفي الموضوع على اكتافها!‬
‫هذا الغطاء لم يقيها من البرد‪....‬ولكنه ُمفيد في تج ّمد الذكريات‬
‫لتأوه بين فترة وأخرى‬ ‫والمشاعر‪......‬نظرت ألمير وانتبهت ّ‬
‫وشدّه على يده فعلمت انه مصاب‬
‫ولكن ممن ال تدري؟!‬
‫تحدث بعد ان اطالت بنظرها للمكان وله ‪ :‬حبيبتي نور‪....‬تعي‬
‫هون‪......‬خلينا ندخل برد باريس كتير قارص‬
‫اردف لها (برد باريس) لينبها لوجودهما في فرنسا‬
‫لم تُطيل األمر دخلت معه وتوجها للمصعد واختفى عن انظارهما‬
‫ماكس‪.....‬انغلق عليهما المصعد‪....‬‬
‫وتحدثت بحدة‪ :‬ليش جينا هنا‪...‬؟‬
‫امير ‪...‬نظر إلى وجهها الذي بهت سري ًعا وإلى الهاالت البنية التي‬
‫حاوطت عينيها فجأة‪.....‬وإلى شفتيها المصفرة‪....‬أيعقل أنّ كل‬
‫هذا حدث لها بسرعة بسبب صدمتها؟!‬
‫يشعر أنها كبرت ‪.....‬عشر سنوات ‪.....‬تغيّرت نور لم تعد نور‬
‫أبدًا!‬
‫تحدث باختصار‪ :‬ظهرت حركة شغب ‪....‬ضد رجال‬
‫االعمال‪....‬وانجبرنا على هالسفرة‬
‫انفتح الباب واردفت نور بسخرية‪ :‬خايف من الموت؟! عشان كذا‬
‫هربت‬
‫لم يُجيب عليها‪......‬يشعر بتغ ّير حتى نبرتها ‪.....‬يشعر أنّه دفن‬
‫نور التي ظهرت مؤخ ًرا مع والدتها ال يُريد أن يكثر عليها الحديث‬
‫وال يريد منها أن تتجادل معه اكثر‬
‫فهي ما زالت تحت تأثير صدمتها ولن يُبالي ألي كلمة تردف‬
‫بها‪....‬‬
‫دخلوا الشقة‪......‬اغلق الباب‪.....‬تقدم امير لدورة المياه سري ًعا‬
‫يشعر بنزف جرحه يُريد ان يغير الضمادة ويعقمه‬
‫بينما هي جلست على الكنبة ‪....‬بل رمت نفسها عليها واستلقت‬
‫على ظهرها وازاحت عن جسدها الغطاء!‬
‫ونظرت للسقف‪.....‬ماذا سيحل بها بعد اآلن؟‪.....‬ماذا سيفعل بها‬
‫أمير‪....‬لن يتحملها أبدًا‪....‬لن يبقى على ذكرى والدتها‪....‬سيتخلّى‬
‫عنها كما تخلت عنها والدتها وسيرحل‪.....‬هل حان موعد العودة‬
‫للديّار أم ماذا؟!‬

‫كانت تفكر بع ّمق في هذه األمور الدقيقة ‪....‬ثم انتابها شعور باهت‬
‫اللون متمحور حول تلك الفتاة الصغيرة فجلست على الكنبة هنا‬
‫وشبكّت كفّي يديها‬
‫البد أنّ هناك اسرار حول حياتهم ‪ ،‬وهي كالجدار االصم ال تعرف‬
‫عنها شيئ ًا؟!‬
‫البد أن تسأله اآلن وتستفسر من تكون تلك الفتاة وكيف ماتت‬
‫ديانا‬
‫عض‬
‫ّ‬ ‫بينما في الخًلء ازاح عن جسده الجاكيت‪.....‬ونظر للجرح‬
‫على شفتيه بألم‬
‫واخذ يزيل الًلصق من عليه وبدله بآخر جديد اعطته إ ّياه جولي‬
‫في الحقيبة الصغيرة‬
‫ومن ثم ارشح وجهه وخرج نظرت هنا إليه بسرعة ووقفت‪ :‬أمير‬
‫لم تعد تقول (بابا امير)‬
‫إذًا عادت نور إلى انتكاستها وربما انسلخت من نفسها وستظهر‬
‫شخصية جديدة لن يتعرف عليها‬
‫تقدم لناحيتها م ّد له جاكيته‪ :‬خذي‪.....‬ما جبت معي مًلبس ال إلك‬
‫وال إللي والجو كتير هون بارد‪...‬‬
‫نور تقدمت لناحيته وبقيت يدّه معلّقة في الهواء‪ :‬ماني بردانه‪...‬‬
‫وبحده اردفت‪ :‬كيف ماتت ديانا؟‬
‫سا على الكنبة اسند ظهره على‬ ‫امير سكت‪.....‬وابتعد عنها جال ً‬
‫المسند ‪.....‬اغمض عينيه ‪.....‬حتى اضطربت أنفاسه بذكراها‬
‫اصرت على سؤالها‪ :‬كيف ماتت‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫جلست بالقرب منه‬
‫أمير بكذب فتح عينيه ونظر لعينيها ولشدّة احمرارهما‪ :‬ماتت‬
‫موتي طبيعية‪...‬‬
‫نور رفعت حاجبيها األيمن بانكار شديد‪ :‬اشك‪.....‬‬
‫أمير بهدوء‪ :‬منّك مصدئة؟‬
‫نور بدأت حقيقةً تنسلخ من نفسها‪ ،‬من كونها متقبلة ألمر زواج‬
‫والدتها من امير ‪...‬وحبهما السرمدي‪....‬عادت إلى تخبطها ولكن‬
‫هذه المرة تخبط بشكل آخر لن يفهمه امير ولن يفهمه شخص‬
‫آخر!‬

‫ابتسمت بسخرية‪ :‬يمكن سافرت مع ُحب جديد‪....‬لهيك ئلت إللي‬


‫ماتت‪......‬يمكن عملت نفس ياللي عملتوا مع يوسف!‬

‫ما إن تحدثت باللهجة اللبنانية حتى به حدّق في تعابير وجهها‬


‫الساخرة‬
‫و فهم نبرتها واهتزاز شفتيها وضّحت أنها ما زالت ‪.....‬منصدمة‬
‫وتريد تفريغ حزنها بطريقة قاسية عليه‬

‫نهض متحدث باللهجة السعودية‪ :‬روحي ارتاحي نور‪....‬يمكن‬


‫ترتاح اعصابك ‪....‬وتنتبهين على الفاظك وافكارك‪....‬‬

‫نور‪...‬ترقرقت الدموع في عينها فجأة‬


‫ولم تعد قادرة على ان تكون هادئة في هذه اللحظة صرخت‪ :‬قول‬
‫لي‪......‬كيف ماتت‪.......‬كيف‪...‬قد قلت لي انها تعبانه‪....‬ماتت‬
‫بسبب مرضها؟‪.....‬وال كيف ماتت‪.....‬والبنت الصغيرة من‬
‫‪....‬ليكون بنتكم وانتوا خبيتوها علي خايفين عليها مني‬
‫؟‪.....‬احس فيه اسرار في عًلقتكم‪......‬وحياتي معاكم بلشت تصير‬
‫واضحة ‪...‬اختصر علي‪.....‬واترك لي مجال افهم كل شي في وقت‬
‫تتدرج لي في اسراركم‪....‬‬
‫واحد‪....‬مو بالتدريج‪.....‬ال تحاول ّ‬

‫صعق من حديثها‪.....‬كما ظن وجود سندرا معهم في‬ ‫امير‪ُ .....‬‬


‫نفس طيارته الخاصة اثار جنونها وشكوكها‬
‫تحدث ببرود بسبب تعبه‪ :‬انتي تعرفين اني عئيم (عقيم)‪...‬كيف‬
‫راح اجيب إلك إخت‪.....‬‬
‫نور مسحت دموعها ‪ ،‬واخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام عينيه‬
‫تفكر إذًا من تكون؟‬
‫مؤخرا‪ ،‬ليرضي محبوبته ‪....‬ليربطهما شيء آخر غير‬ ‫ً‬ ‫هل تبناها‬
‫الترابط الروحي الذي نشأ وبشكل خاطئ بينهما‬
‫ملّت من التفكير وم ّل هو من مراقبتها لذا تو ّجه للغرفة‪ :‬راح روح‬
‫نام حتى ارتاح‬
‫اوقفته بانفعال‪ :‬ال تروح قبل ما توضح لي كل شي‪....‬‬
‫هل يخبرها بكل شيء‪....‬ويرتاح‪....‬و ُيشيح عن فكرة المراوغة‬
‫والتمهيد‪.....‬هو متعب‪....‬وإن طال في التمهيد ‪...‬ستنصدم بين كل‬
‫لحظة وأخرى‪....‬هل يصدمها في دفعة واحدة افضل؟‬
‫هل‪...‬‬
‫قطع تفكيره صوت رنين هاتفه أجاب وسمع قول(مترجم)‪ :‬سيدي‬
‫الطفلة بخير وأصبحت تحت ايدي الطاقم الطبي‪...‬‬
‫امير بهدوء(مترجم)‪ :‬شددوا الحراسة عليها كما اخبرتكم‪...‬‬
‫تحدث بأهمية ‪ :‬ال تقلق‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط ‪....‬تكتفت وهي تقول بتحذير‪ :‬ال تمهد لي وقول‬
‫كيف ماتت ومن هذي البنت‪....‬كيف مهتم لها‪....‬اذا ما هي‬
‫بنتك‪....‬وال انت متبنيها ‪........‬من تكون؟‬
‫أمير ازدرد ريقه بقول‪ :‬امك ماتت موته طبيعية‬
‫نور اغمضت عينيها بيأس‪ :‬أدري انك كذاب‪......‬بس بمشيها‬
‫لك‪.....‬وراح اعرف عن االمر بطريقتي بس البنت من تكون؟‬

‫هل شعرت بشعور االمومة هل ‪....‬تحرك بداخلها االهتمام‬


‫صرة على معرفة هويتها حتى بها أشاحت‬ ‫لناحيتها‪....‬لماذا هي م ّ‬
‫بأنظارها عن حقيقة موت والدتها؟!‬

‫ما إن سيخبرها حتى بها ستكره وربما ستكره والدتها‬

‫لذا اردف بحنية وبمصداقية‪ :‬راح تكرهيني لو راح خبرك عن‬


‫هويتها يا نور؟‬
‫نور بكت بضعف‪ :‬راح اكرهك لو خبيت علي االمر‪.....‬‬
‫أمير بأسلوب تمهيدي للموضوع‪ :‬أنتي شو حاسي؟‪....‬بقصد‬
‫‪....‬لم شفتيها شو حسيتي؟‬
‫نور‪...‬تج ّمد الدم في عروقها وشعرت بقشعريرة ‪......‬وتسارعت‬
‫نبضات قلبها من سؤاله‬
‫ولكن لم تطيل التفكير ولم تطيل االنغماس في مشاعر الصدمة‪:‬‬
‫انت مهتم مرا فيها ‪.....‬ليش؟‪....‬قول لي هي بنت مين؟‬

‫غير قادر على ان يصدمها مرةً أخرى في نفس اليوم ‪.....‬ال يريد‬
‫أن يسبب لها أذى ‪.....‬ال يريد ان‬
‫قاطعته بصرخة ‪ :‬قووووووووووول‬
‫أمير بهرب من مواجهتها و ّل بظهره واغمض عينيه بقول‪ :‬هذي‬
‫نتيجة ُحبك لبهاء الدين‪....‬‬

‫ثم انصرف عن انظارها‪ ،‬خائفًا من ردّت فعلها‪....‬اعترف لها لكي‬


‫تُشيح بسؤالها عن كيفية موت والدتها فليس من السهل ان‬
‫يخبرها عن حقيقة انتحارها ولن تتوقف ولن تكف عن طرح‬
‫االسالة عن أسباب قدوم والدتها على هذا الفعل الشنيع وهو ال‬
‫مره ولن‬
‫يُريد أن يخبرها بكل شيء في دفعة واحدة فالحقائق ّ‬
‫تتقبلها بهذا الشكل!‬

‫لذا صدمها بوجود ابنتها اآلن ألنه األمر اهون عليه من ان‬
‫يخبرها بواقعية انتحار ديانا وما وراء انتحارها؟!‬

‫همست بجمود‪ :‬نتيجة حبي؟!‬

‫اغمضت عينيها هنا ‪ ،‬عليها بالتماسك هذا الوقت ليس وقت‬


‫االنهيارات اآلن من الواضح أنها حياتها بأكملها ستبقى تحت او‬
‫ربما في وسط هذه االنهيارات عليها ان تعتاد‪....‬وتتماسك!‬

‫ولكن لم تستطع ‪ ،‬وضعت يدها على قلبها وأخذت تتنفّس بصعوبة‬


‫كيف؟ هي ولدتها ميتّه اخبروها بذلك‬
‫هل كذبت والدتها عندما اخبرتها انها توفيت بسبب نقص‬
‫األكسجين ولم يتلحقاها األطباء في الوقت المناسب؟‬
‫لماذا هل ألنها كانت تصرخ بكل ما فيها‪ :‬خلوني اجهض مابي‬
‫طففففففففففل ماااااااااااابي‬
‫اغمضت عينيها ورجفة بسبب الذكريات‬
‫ال لن تبكي‪.......‬لن تثور‪.....‬لن تعصف بالمكان‪....‬شدّت على‬
‫قبضت يديها‬
‫تشعر باالختناق‪....،‬بالموت البطيء‪......‬بالضيق‬
‫تريد الخروج من هنا‪....‬ليتسنى لها استيعاب األمر‬
‫ذهبت لغرفته لم يغلقها تركها مفتوحه وينتظر انهيارها بصمت‬
‫مشاعره!‬
‫عندما دخلت حاولت التماسك والتحدث بهدوء‪ :‬عارفة فيه أسباب‬
‫لكذبتكم علي‪....‬وفيه أشياء مخفية عني‪....‬بس الحين ما عندي‬
‫الحمل‪......‬على سماعها ‪.....‬لذا ما راح اسالك عن شي‪....‬يكفي‬
‫اللي سمعته اليوم وصدمني‪....‬‬

‫التفت إليها يُريد أن يرى كيف اثّر الخبر عليها‬


‫صا قاسيًا على نفسه يمنع شهقاته بأخذ نفس‬
‫ولكن رأى منها شخ ً‬
‫عميق وزفره بكره شديد وحاجبين مقوسين وشفتين ترتجفان‬
‫بخفة‬
‫ودموع متحجرة في محجر عينيها المحمر!‬
‫أكملت وهي تحدّق في عينيه‪ :‬من األفضل ما نكون في نفس‬
‫المكان هالفترة محتاجة أكون لوحدي‪...‬‬

‫أمير نهض وبخوف من افكارها‬


‫تحدث‪ :‬شو قصدك؟‬
‫نور غير قادرة على الثبات ‪......‬بداخلها الحانًا تريد ان تتفجر‬
‫بالصراخ وعليها ان تهذب هذا الشعور !‪ :‬عطني بطاقتي‬
‫المصرفية‪.......‬راح اطلع من هنا‪.....‬‬
‫امير برفض وانفعال‪ :‬ما فيكي تروحي ألي مكان دوني‪....‬‬
‫نور اغمضت عينيها بشدّة وتحدثت‪ :‬امير حس‬
‫فيني‪.....‬بلييييييز‪....‬‬

‫حنّ قلبه عليها ‪ ،‬نهض بضيق انحنى على الحقيبة الرياضية‬


‫‪.....‬اخرج جزء من المال الذي آخذه‬
‫ً‬
‫طويًل‬ ‫م ّد إليها ‪....‬فهمت لن يُعطيها البطاقية لكي ال تبعد عنه‬
‫ولكن رضيت بالمبلغ الذي م ّدهُ إليها‪....‬اخذته وسحبته إلى جيبها‬
‫ال تريد رؤيته ‪......‬وال تريد أن تسأله لتزيد من ضيقتها ه ّمت‬
‫بالخروج ولكن تحدث‪ :‬نور‪....‬خذي جاكيتي الجو هون مو متل‬
‫جو بريطانيا‪.....‬‬
‫لم ترد عليه سحبت جاكيته من على الكنبة وخرجت‬
‫ما ان خرجت تحدث مع ماكس (مترجم)‪ :‬ماكس نور ستخرج اآلن‬
‫اتبعها‪.....‬عن كثب‪....‬إ ّياك ان تشعر بك‪.....‬راقبها‪...‬وإن شعرت‬
‫انها في خطر تدخل في االمر‪......‬‬
‫ماكس (مترجم)‪ :‬ال تقلق سيدي‬
‫ثم اغلق الخط‪...‬وتنهد بضيق‪....‬إلى أي مكان ستذهبين يا نور‪...‬‬
‫إال الهاوية ام إلى الجنون؟!‬
‫كره نفسه ومن قساوته عليها في اخبارها عن االمر نهض ونظر‬
‫لوجهه من خًلل المرآه ولم يتردد في ان يلكم نفسه بقبضة يده‬
‫ليتطاير شظايا الزجاج من حوله ومن ثم بكى بدموع بًل صوت‬
‫وارخى جبينه واسنده على يده المتكئة على الجدار!‬
‫‪.................................................. ................‬‬
‫ارتدت جاكيته فالبرد هنا شبه قارص‪......‬بكت بدموع‬
‫هادئة‪...‬واخذت تمشي بًل هُدى هي أتت إلى باريس ذات مرة دون‬
‫رضا والدتها وأمير‬
‫أتت بصحبة مجموعة من الفتيات التي صاحبتهم عندما بلغت سن‬
‫الثامنة عشر يعني قبل ثًلث سنوات‬
‫تعرف شوارع باريس جيّدًا ‪ ،‬تريد الهرب‪.....‬في ظلمة هذا الليل‬
‫وبرده تريد الهرب من نفسها‬
‫من كونها فاشلة في حياتها‪.....‬من انانيتها في التخ ّلي ‪...‬ال بل لم‬
‫تتخلّى هما فهماها بطريقة أو ‪.....‬ال بًل كانت ال تريدها‬
‫طت في افكارها‪ ،‬وتشتت‪.....‬بهاء الدين ألجم حبهما بهمجية‬ ‫تخب ّ‬
‫قاتلة!‪....‬تركها وال تعرف األسباب‪......‬كل ما تذكره تلك الليلة‬
‫الحزينة عليها ‪....‬اخبرها ان تُجمع اشيائها وتخرج بهدوء من‬
‫شقته ‪.....‬ال تعلم لماذا ‪....‬وعندما عاندته سحبها بعنف حتى به‬
‫ضربها على وجهها لتستوعب ما يؤمرها به‪...‬وألقى بها على‬
‫باب شقتهم باكية ‪....‬ومنهارة؟!‬
‫يا لي قساوة الذكريات‪....‬يا لي قباحة معيشتها‪....‬و يا لي عنادها‬
‫الجبّار في االنتقام من ُحب والدتها!‬
‫وجرت بخطواتها لناحية الهاوية كما ظنّ أمير‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫مشت‬
‫ماكس كان يُراقبها عن بُعد‪.....‬‬
‫تُريد ان تفقد عقلها بالجنون او بأي طريقة لكي ال تتألم‬
‫‪.....‬وصلت إلى مرحلة عدم القُدرة على ترجمة ألمها ‪....‬وال على‬
‫اخراج صراخها ‪...‬وال حتى على االنهيار‬
‫كتمت كل هذا بداخلها في غضون دقائق قليلة‪......‬واآلن تريد ان‬
‫تع ّبر بكل ما تشعر به ولكن يُصعب عليها‬
‫قليًل نظرت للشارع الذي يُقربها إلى الذنب العظيم‬ ‫توقفت ً‬
‫‪.....‬تنظر للمارة‪....‬تنظر للوجوه‬
‫المبتسمة‪......‬الحزينة‪...‬الخجلة‪....‬واللقطات الرومنسية‬
‫المقرفة‪....‬وإلى الهمسات والضحكات‪.....‬وإلى جنونها!‬
‫حركت رأسها بًل ‪...‬تُريد أن تبقى واعية وال تفقد وعيها‬
‫هُنا‪....‬تريد أن تصقل شخصيتها بطريقة أخرى‪....‬‬
‫تصقلها على كتم االحزان‪......‬على تح ّمل الخبايا ‪.....‬واالسرار‬
‫ألنه هناك الكثير منها ‪...‬هذا واضح!‬
‫بكت‪......‬بصوت اشبه للهمس‪...‬وركضت‬
‫للمجهول‪.....‬لضعفها‪......‬وسراب عقابها‪....‬اصبحت امام‬
‫الباب‪.....‬تسللت الموسيقى إلى مسامعها‪.....‬بقيت واقفة‪....‬تنظر‬
‫لًلسم تقرؤه ببطء‪.......‬فاتحة عينيها بصدمة‬
‫هل ستعود؟‪....‬للجنون‪.....‬للشرب‪....‬للهروب‪....‬للتدخين‪. ...‬لهدم‬
‫قوانين االخًلق‪.....‬القتراف المعاصي‪.....‬لتجاهل العقوبة‪...‬ألخذ‬
‫القاب شنيعة‪......‬‬
‫هزت رأسها تنهي نفسها األمارة بالسوء بهمس‪ :‬بس أنا‬ ‫ّ‬
‫مسلمة‪...‬‬
‫ثم نهرت نفسها بهمس آخر وهي تحرك رأسها كالمجنونة حتى‬
‫الناس بدوا بالهمس واللمز عن حالها‪ :‬الال انا مسحية‬
‫بكت وهي تؤكد ‪ :‬بس هذا ما يعني إني ‪...‬اشـــ‬
‫بترت كلمتها‪.......‬تقسم إنها لم ترى والدتها وال حتى أمير طوال‬
‫حياتها يشربا من هذا السم‬
‫ال تدري هل كانا يشربا في الخفاء؟‬
‫ولكن تقسم انها لم تراهما يو ًما فاقدي عقلهما؟!‬
‫ودوما ما يوبخاها بعنف عندما يروها تترنّح شاربه منه ‪،‬وحتى‬
‫انهما يضرباها!‬
‫محرم في ديانتهما‬‫ّ‬ ‫ال تدري هل يوبخاها ألنه مضر لصحتها ام ألنه‬
‫هي تعرف حكمه في الدين اإلسًلمي وتعرف عقوبة من يشربه لم‬
‫يخفي عليها هذا الحكم ابدًا ولكن هي اآلن كما قالت لنفسها هي‬
‫مسيحية ولكن ال تعرف حكمه في هذه الديانة ولكن والدتها تنهاها‬
‫عنه وبشدّه!‬
‫محرم؟!‬
‫ّ‬ ‫هل يعني هذا انه‬
‫تريد ان تنسى ‪.......‬ولكن ال تريد أن تصبح من اهل النار؟!‬
‫أول مرة‪.....‬فكرت بها!‪.....‬‬ ‫فكرت بآخرتها‪.....‬ولي ّ‬
‫اخيرا ّ‬
‫ً‬
‫ارتجف جسدها‪......‬ازدردت ريقها‪......‬ال تريد ان يتًلعب بها‬
‫الناس هنا‪....‬ال تريد ان يصبح عليها الصبح وهي كالحيوانات‬
‫‪...‬لترى نفسها ُملقاه في القمامة الجانبية من هذا المكان‪...‬‬

‫مشت من هنا‪....‬وذهبت للمتجر لتبتاعه‪......‬قررت ان‬


‫تشتريه‪.....‬قررت أن تقترف ذنب عظيم بكامل قواها العقلية هي‬
‫مصره على ان تكون فاقدة!‪......‬قررت ان تعذب نفسها‪.....‬ولكن‬ ‫ّ‬
‫السؤال هل تعلم عن تلك اآلية التي تشدد على حرمته واجتنابه‬
‫س ُر‬ ‫في قال هللا تعالى ‪ ( :‬يا أيُّها ا َّلذِين آمنُوا إِنَّما ا ْلخ ْم ُر وا ْلم ْي ِ‬
‫ان فاجْ تنِبُوهُ لعلَّ ُك ْم‬
‫شيْط ِ‬ ‫س ِم ْن عم ِل ال َّ‬ ‫واأل ْنص ُ‬
‫اب واأل ْزال ُم ِرجْ ٌ‬
‫ت ُ ْف ِل ُحون) المائدة‪90/‬‬
‫هي تعلم انه محرم ‪...‬ولكن لم تعي انه من كبائر الذنوب‪.......‬وقد‬
‫يُحرمها من الدخول إلى الجنّة!‬
‫كانت متخبطة في شراؤه أم الخروج من هنا واالبتعاد‪....‬فهي لم‬
‫تشربه ُمنذ وقت طويل‪....‬تابت عنه‪.....‬ألنها تكره نفسها حينما‬
‫تشرب!‬
‫إذًا ماذا تفعل؟‪....‬كيف ال تشعر باأللم‪...‬كيف تنسى‬
‫حقيقتها‪....‬انهيارتها التي بدات تتراكم على قلبها باتت مؤلمة!‬
‫اعادت الزجاجة إلى مكانها وقررت الخروج!‬
‫خرجت ‪....‬وتعجب ماكس من تذبذبها ‪....‬علم انها ستجن في أي‬
‫لحظة‪.....‬من ردات فعلها تلك‪....‬توجهت الى الصيدلية‪.....‬تريد‬
‫‪...‬اخيرا حصلت‬ ‫ً‬ ‫منوم‪.......‬اجل ‪....‬ستأخذ منو ًما للهروب‬ ‫شراء ّ‬
‫على واحدة منها ولكن الصيدلي رفض ان يصرفها لها دون‬
‫وصفة طبية فصرخت في وجهه(مترجم)‪ :‬ابتعني إيّاها ما شأنك‬
‫بالوصفة لقد نسيتها في المنزل‪.....‬‬
‫حرك رأسه بالنفي (مترجم)‪ :‬ال استطيع سيدتي‪....‬‬ ‫ّ‬
‫هنا ‪......‬صرخت في وجهه بكلمات عربية لم يفهمها وفي الواقع‬
‫كانت تشتمه ‪...‬رمت المال المستحق للعبة الصغيرة وسحبتها إلى‬
‫مخبأ الجاكيت ثم خرجت تحت مناداته لها!‬
‫ثم عادت للضيّاع في أرجاء الشوارع ‪.......‬ال تعرف أين تذهب‬
‫لتؤ ّمن على نفسها بعد دخولها في سباتها العميق‪......‬‬
‫شهقت ببكاء من شدّت خوفها ‪........‬ومن شدّت غياب ذهنها عن‬
‫التصرف السليم‪.....‬المال الذي بحوزتها يكفي للنوم في فندق آخر‬
‫ّ‬
‫غير الذي يمكث فيه امير‪....‬‬
‫لن تعود للفندق ال تريد مواجهته تريد البقاء لوحدها هذه الليلة!‬
‫لذا قررت ان تذهب إلى فندق آخر‪...‬مشت بًل هُدى إلى ان‬
‫‪....‬اقتربت من شارع الشانزليزيه ‪....‬ودخلت في زحمته ‪...‬كان‬
‫هناك فندق قريب منه ‪.....‬وهو فندق لو تسوبا‪.....‬لم تترد في‬
‫الدخول وماكس ما زال يتبعها!‬
‫رنّ هاتفه وهي دخلت‬
‫أجاب(مترجم)‪ :‬أين هي اآلن؟‬
‫ماكس وهو يراقبها(مترجم)‪ :‬في فندق لو تسوبا‪....‬‬
‫تعجب امير قطعت كل هذه المسافة ماشية يبدو أن عقلها ضاع في‬
‫غياهيب الصدمة حتى بها مشت تلك المسافة الطويلة دون تعي‬
‫ذلك!‬
‫ولكن األهم ‪....‬هي ال تملك سوى المال‪....‬لن يستقبلوها مرحبين‬
‫بها اوراقها الرسمية وجوازها‪...‬حتى بطاقتها الشخصية ليست‬
‫بجوزتها تنهد هنا وقال لماكس(مترجم)‪ :‬اذهب وحل امر بقائها‬
‫هناك ‪....‬فهي ال تملك سوى المال ‪...‬اوراقها الرسمية معي‪...‬‬
‫ماكس (مترجم)‪ :‬حاضر سيدي‪...‬‬
‫امير بتعب(مترجم)‪ :‬ماكس‪...‬ال تثير المشاكل‪.....‬فقط تصرف‬
‫بحكمة‪.....‬‬
‫ماكس معتاد على حل مثل هذه األمور(مترجم)‪ :‬اطمئن‬
‫سيدي‪.....‬كل شيء سيكون على ما يرام‬

‫اغلق امير الخط وبقيت نور تحيك الخدع ‪.....‬وتذرف الدموع‬


‫الستقبالها ولكن لم يقبلوا ورات ماكس ذلك الوجه المألوف عليها‬
‫راته في الطائرة تحدث مع موظفي االستقبال باللغة الفرنسية‬
‫البحتة وهي تحدّق به بشرر وكره ألنه من إحدى رجال أمير‬
‫لم تتدخل في األمر تريد فقط أن تختلي بنفسها بعيدًا عن ضوضاء‬
‫الحقائق لذا دعته يقنعهم بطريقته‬
‫وبعد خمس دقائق قال الموظف بهدوء(مترجم)‪ :‬تفضلي‬
‫سيدتي‪....‬‬
‫ً‬
‫مجاال لتسأله‬ ‫بما اقنعهم ؟ نظرت إليه منذهلة ولكن لم يترك لها‬
‫ابتعد عنها سريعًا‬
‫ظف واعطته المال بطريقة‬ ‫وهي اخذت البطاقة الممغنطة من المو ّ‬
‫مزعجة له وتوجهة لغرفتها‬
‫وماكس بقي في اللوبي لم يبرح مكانه لمراقبتها!‬
‫‪.................................................. ...........‬‬
‫دخلت الغرفة‪.......‬وازاحت من على جسدها الجاكيت بعدما سحبت‬
‫من مخبأه تلك العلبة الصغيرة ورمتها بعشوائية‪ ،‬تشعر بالبرد‬
‫‪.....‬وبالخوف!‬
‫ال تعلم لماذا تشعر بالخوف هكذا!؟‬
‫تشعر وكأنّ روحها مسلوبة غصبًا لتنفصل عن جسدها بشكل‬
‫جزئي ُمخيف!‬
‫و ِلم تشعر بتقلصات ووجع عارم في بطنها ِليُثير اشمئزاز معدتها‬
‫لًلستعداء لإلستفراغ الوهمي؟!‬
‫مشت‪....‬بتخبط و‬
‫دخلت الخًلء‪......‬نظرت لوجهها‪......‬تمعنّت في لون عينيها‬
‫المتغايرة‪.....‬و ِللون شعرها األسود الحالك التي ورثته من ابيها‬
‫‪...‬وإلى صفاء وجهها الموروث من والدتها‪...‬لعنت نفسها‬
‫بصرخة ‪.....‬وبعثرت بيديها األشياء الموضوعة على جانب‬
‫مغسلة اليدين‬
‫‪.....‬منكسرة‪...‬اخيرا استطاعت التفريغ‬
‫ً‬ ‫بكت‪.....‬منفعلة ‪....‬منتحبة‬
‫ع ّم بداخلها‪.....‬صرخت بكل ما فيها‬
‫‪:‬‬
‫اكررررررررررررررهك دياناا‪.....‬اكرهك يا أأأأأأأأأأأمير‬

‫ومن ثم جثلت على ركبتيها وخبأت وجهها عن تلك الحقائق وهي‬


‫تصرخ بشدة‪ :‬اكرررررررررررهك بهاء‪......‬اكرهك‬
‫هللا‪......‬يلعنكم‪....‬‬
‫اخذت تلعنهم ‪....‬وبشدة‪.......‬تسبهم ‪.....‬بحرقة قلبها‬
‫تريد االختباء ‪....‬تريد دفء‪.....‬تريد ‪....‬ان ‪...‬ال تدري ماذا‬
‫تُريد!؟‬
‫نهضت ‪....‬ودارت حول نفسها بضياع‬
‫تشعر انّ جدران الخًلء بدات تحتضنها بقوة لتضيّق عليها‬
‫حركتها لذا مزقت البدي األسود الذي احتفظ بدموعها وشهد على‬
‫اضطرابات جسدها وانفاسها!‬
‫تشعر انه يخنقها تريد ان تخرج من ذاتها لذا مزعته من على‬
‫جسدها بكل قوة ‪......‬وازاحت باقي مًلبسها بقساوة وعنف‬
‫‪...‬وصراخ وعويل‪.......‬ومن ثم هدأت أنفاسها المضطربة بعدما‬
‫أن أصبحت تحت الدّش وشعرت بدفء الماء‬
‫اغمضت عينيها كان صدرها يرتفع وينخفض بشهيق وزفير‬
‫متعبين‬
‫ي يديها على الجدار والصقتهما به بشكل مؤلم‬ ‫وضعت كف ّ‬
‫وكأنها بتلك الطريقة تُبعده عنها لكي ال يخنقها‬
‫ال تدري كم مضى من الدقائق والوقت عليها وهي تزفر عبّير‬
‫الغضب من هذا االمر وعبير ال ُحزن من الفُقد‬
‫أخذت تتذكر ازمتها النفسية في ذلك الوقت ولكن لم تتع ّمق في‬
‫ذكرياتها المخيّبة لآلمال‬
‫سري ًعا ما نفضتها وازدردت ريقها‬
‫فتحت عينيها ونظرت لبخار الماء‪........‬كانت عينيها ضائعتين‬
‫خيط من النجاة؟!‬
‫تبحث عن ٍ‬
‫قلبها لم يعد قادر على تلك الحمول؟‬
‫أغلقت صنبور الماء‪......‬ومشت ب ّجر قدميها لناحية المرآة‬
‫مسحت بيديها على المرآة لكي تُزيح ذلك الحاجز من البخار لتنظر‬
‫إلى عينيها ‪.......‬ودمعها واحمرار وجنتيها ‪.....‬وأرنبة انفها‬
‫سا عميقًا ومن ثم اغمضت عينيها‬ ‫اخذت نف ً‬
‫ليخالجها ألم الوالدة بل توهمت ألمه بذكراه عليها!‬
‫انحنت لألمام وعضّت على شفتيها بندم على وجودها في هذه‬
‫الحياة التي واجهتها بالكثير من ال ُخذالن!‬
‫أعادت بنظرها لنفسها من خًلل المرآة أبعدت خصًلت شعرها عن‬
‫وجهها‬
‫حدّقت بنفسها بجنون وبحده وبكره عميق لذاتها‪ ....‬ذنوبها‬
‫كُثر‪.....‬لدرجة ال قدره لها على عدُّها أو إحصاؤها ‪......‬ونتيجة‬
‫ذلك الذنب تواجد تلك المسكينة‪.....‬الصغيرة!‬
‫نبض قلبها بشدّة هل هي شرعية!؟‬
‫هل زواجها منه كان صحي ًحا؟‬
‫لماذا بدأت تهتم من الناحية الدينية اآلن؟‬
‫هل ألنها خائفة من العقوبة‬
‫تذكر‪.....‬تذكر أ ّنها علمت بحملها بعد ستة اشهر او تسع ال تدري‬
‫بالتحديد أي رقم كان صحيح هذا يُعني ‪....‬انها حملت بها بعد عقد‬
‫القران السريع‪....‬بعد تملكها لتلك الورقة التي وقعت عليها‬
‫بموافقتها على الزواج به!‬
‫يعني أنّ الفتاة الصغيرة ‪....‬شرعية‪.......‬‬
‫استندت بيديها على الجدار ‪ ،‬فعلت كما فعلت والدتها من اجل ان‬
‫تبقى محفوفة بحضن من تحبه ويحبها؟!‬
‫ولكن الفرق أنّ ذلك الخبيث خدعها‪ ،‬ولكن أمير لم يخدع ديانا‬
‫ولكن هي لم يرحم صغر سنها‪.......‬لم يحترم مشاعرها المتأججة‬
‫لناحيته‪.......‬كانت مندفعة في مشاعرها التي تقودها إليه‪....‬احبته‬
‫ألنه تقبّلها بما هي عليه ‪.....‬لم يتن ّمر على لون عينيها‪....‬لم‬
‫يتساءل عن سبب وجودها في ذلك البلد‪ ،‬لم يُضيّق عليها األُفق‬
‫بالعيش على الطريقة التي تريدها أعطاها كل شيء كانت تريده‬
‫واعطته روحها ! ألنها احبته‪....‬وهو احبها‪.....‬كما تظن!‪..‬ولكن‬
‫انقطع حبهما فجأة دون سابق إنذار‪....‬‬
‫ارتجف جسدها ‪......‬شعرت بتسلل الهواء البارد إليها ‪...‬انكمشت‬
‫حول نفسها ونظرت لمن يحاوطها‬
‫فوجدت الهدوء والسكينة وقطرات الماء المستقرة على اكتافها‬
‫وحدها هي من تحتضنها اآلن‬
‫مشت بثقل االحداث تسحب روب الحمام من على تلك التعليقة‬
‫المستقرة في الجدار الجانبي!‬
‫ارتدته ‪......‬حكّمته على جسدها ‪....‬ثم خرجت ‪......‬للغرفة ‪.....‬ثم‬
‫رمت نفسها على السرير وسحبت اللحاف على جسدها ‪.....‬ثم‬
‫منومة لذا انهضت‬ ‫تذكرت انها لن تنام دون تناول تلك األقراص ال ّ‬
‫وجرت قدميها على األرضية الباردة‬ ‫ّ‬ ‫نفسها من على السرير بثقل‬
‫بصعوبة ‪....‬سحبت العلبة التي وجدتها على األريكة سحبت حبّة‬
‫واحدة وابتلعتها دون شرب الماء‬
‫ورمت نفسها على السرير من جديد ثم‬
‫ت عميق‬‫غطت في سبا ٍ‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫قراءة ممتعة للجميع‬


‫ولقاؤنا على نفس الموعد بإذن هللا‬
‫ولو حدث تغيير راح اعطيكم خبر‪:,‬‬

‫البارت الحادي عشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫الحرب هدأت بينهما ولم يعد لها مكانًا في حضنهما!‪ ،‬تشعر بغرابة‬
‫تصرفاته ‪ ....‬لم تُريحها تلك االعترافات خائفة من أن تتعلّق في‬
‫حب ٍل من السعادة وينقطع بها من المنتصف!‬

‫ً‬
‫سهًل وهي خائفة من العودة إلى‬ ‫ما عانتهُ بعد وفاة أبويها لم يكن‬
‫ذلك المنفى‪ ،‬ورغبة الجميع في التحكم بها للتخلّص منها!‬

‫تعترف أنها وجدت نفسها ما بين أحضان أبا محمد ولكن لم يكتمل‬
‫هذا الشعور ‪ ...‬ألنه‬
‫ما زال هُناك من يكره تواجدها بينهم لذا قررت االنسحاب منهم‬
‫جمي ًعا بتلك الطريقة التي ظنّت انها ُمريحة وللغاية!‬
‫حقيقةً هي اآلن تنعم بالراحة‪ ،‬والطمأنينة بتغيّر زوجها ولكن في‬
‫لحظات يتخللها القلق والخوف من أن يكون ذلك مؤقت ًا‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سهر على‬
‫ٍ‬ ‫واآلن هي تنعم في نعيم النوم ال ُمريح على سريرها بعد‬
‫مذاكرة ما فاتها من مواد! وحل واجبات متراكمة عليها‬
‫بسبب تأجيلها ألداؤها في نهاية األسبوع!‬

‫كانت ُمغمضة العينين مستلقية على بطنها تحلم أحًل ًما سعيدة ال‬
‫تُريد ان تستفيق منها‪...‬ولكن األلم ‪.....‬األلم الذي يخالج‬
‫بطنها‪...‬أفسد عليها لذّت النوم‪...‬تمللت وبدأت ت ُخرج من فاهها‬
‫تأوهات وهمهمات تنم عن انزعاجها وشدّت ألم بطنها‪......‬لذا‬
‫انقلبت على ظهرها بشكل سريع دون فتح عينيها ومن ثم استلقت‬
‫على جانبها األيمن واصطدم ظهرها بشيء ما! جعلها تنزعج‬
‫وتأففت‪......‬بقيت ساكنة وهي تشعر بذلك الشيء الملتصق‬
‫بظهرها ظنّت انها إحدى الوسادات ولكن لم تكن هشة ابدًا!‬
‫لذا ج لست بطريقة سريعة ومنزعجة ‪...‬وما زال األلم يداهم بطنها‬
‫مسحت على بطنها وهي تضغط عليه! ‪......‬ثم ‪....‬ابعدت شعرها‬
‫عن وجهها التفتت على المنبه وكانت الساعة تُشير إلى الساعة‬
‫الثامنة والنصف‬
‫ذعرت هنا وصرخت تشعر انها فقدت ذاكرتها في هذه اللحظة ‪:‬‬
‫المدررررررررررررررررررررررسه‪....‬‬
‫ثم التفتت على الجنب اآلخر وهي تبعد اللحاف عن جسدها‬
‫وفتحت عيناها على آخرهما بصرخه‪:‬‬
‫يماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه‪.. ...‬‬

‫تراجعت للخلف وسحبت نفسها من على الفراش لتنهض ولكن لم‬


‫مجاال امسك بيدها وسحبها إليه ‪ ،‬حقيقةً كان مستيق ًظا‬
‫ً‬ ‫يترك لها‬
‫طوال نومها العميق ‪ ،‬وشعر بانزعاجها وتأوهاتها‪.......‬ولم يسلم‬
‫من ركًلت يديها وال حتى رجليها ولكن لم يزعجها ولم يحاول‬
‫ايقاظها فمن الواضح إنها ُمتعبة وجدًا!‬
‫ولكن بعد أن رأى ردت فعلها لتواجده هنا ضحك حتى أنه كاد‬
‫يموت ضحكًا على شكلها المنفجع ‪...‬وخوفها‪....‬‬
‫سم باهلل عليها ‪...‬وهو يكرر ما‬
‫بين ضحكاته‪ :‬أنا‬
‫قصي‪......‬ههههههههههههههه‪......‬هدي‪.......‬انا زوجك يا‬
‫ُمهرررررررره‪....‬هههههههههههههههه‪.....‬‬

‫رفعت نفسها من حضنه ونظرت إلى وجهه وكأنها تريد ان تتأكد‬


‫من كونه قصي ذاته!‬
‫ومن ثم وضعت يدها على قلبها المضطرب واغمضت عينها لتأخذ‬
‫ً‬
‫مطوال على‬ ‫سا عميقًا ولم تبقى‬
‫نف ً‬
‫وضعها هذا حتى بها سددت له لكمه على صدره بشكل مفاجأ لهُ‪:‬‬
‫وش جيّبك هنا ؟‪.....‬كيف دخلت الشقة وما حسيت عليك‪......‬‬

‫قصي عندما رآها تريد تسديد لكمه أخرى من يدها مسكها وهو ما‬
‫زال يضحك ‪....‬ش ّد على يدها بخفة‪ :‬جيتك بعد صًلة الفجر وكنتي‬
‫نايمة وحاولت ‪ .......‬قد ما قدر ما زعجك‪.....‬‬

‫ُمهره وضعت كف يدها على جبينها وهي تتنفس بصوت مسموع‬


‫‪ :‬خلعت قلبي‪.....‬انا من غير شي انخلعت من الوقت اللي مر‪.....‬‬

‫قصي ابعد عن نفسه اللحاف ‪ :‬ترا اليوم الجمعة‪....‬ما فيه مدارس‬


‫هدي نفسك يا آينشتاين‪....‬‬
‫التفتت عليه مرةً أخرى متجاهلة ألم بطنها والصداع العارم‬
‫لرأسها‬
‫سحبت الوسادة ولكمته بها قائلة‪ :‬قول ما شاء هللا‬
‫ثم ضربته على وجهه بها‪ :‬قول ما شاء هللا‪....‬‬

‫ابعد نفسه عنها إلى ان نهض من على السرير وهو يضحك بقوة‬
‫لدرجة استفزها ضحكه وصرخت ‪ :‬ال‬
‫تضضضضضضضضضضضضحك‪.........‬ضحكت من سرك بًل‬
‫قول آمين‪........‬‬

‫قصي هدّأ نفسه من الضحك وات ّجه إلى ناحية الستائر وابعدها عن‬
‫النافذة لتتخلل أشعة الشمس زوايا الغرفة ‪.......‬وانزعجت من‬
‫الضوء‬
‫اردف‪ :‬وهللا لو ما أنتي تعبانة كان ر ّجعت لك هالضربات ‪.....‬بس‬
‫ما لومك واضح هذي العبة في نفسيتك‪.....‬لعب‪....‬‬

‫خجلت من تصريحه كيف عرف؟‬


‫بينما‬
‫حديثه هذا وكأنه كالتنبيه لأللم شدّت على بطنها‪ :‬شدراك انت‬
‫‪......‬يمكن فيني شي ثاني؟‬

‫مشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث ويريد أن يحرجها أكثر‪ :‬الال ما‬
‫فيك شي ثاني‪....‬شفت الزبالة حقت الحمام‪......‬‬
‫ُمهره رمت عليه وسادتها قبل أن يصل إلى السرير‪ :‬انقلع عن‬
‫وجهي ‪......‬ال تقرب‪.....‬‬
‫مجاال للهروب كانت ستقوم ولكن‬‫ً‬ ‫قصي اقترب منها ولم يترك لها‬
‫أعادها على السرير وقبّل خدها وهو يضحك‪:‬‬
‫ههههههههههه‪.......‬الحين انتي زعًلنة وال مستحية؟‬
‫ُمهره لن تنكر أنّ تغيره يُعجبها ولكن ُيخيفها وبشدّة‬
‫‪:‬يا صبر أيوب‪......‬‬

‫أول ما‬
‫ثم نظرت لعينيه وبرجاء‪ :‬تكفى قصي ارجع مثل ّ‬
‫خذتني‪.....‬‬

‫حرك رأسه بنفي‪ :‬مستحيل‪....‬تناقشنا في هالموضوع لمدّة‬‫قصي ّ‬


‫أسبوع‪ .......‬تقبليني بما أنا عليه‪.....‬‬

‫ُمهره بنذالة وبتردد‪ :‬تراك اول احسن‪.....‬كذا هيبة ‪.....‬الحين‬


‫أشوفك واحد مجنون ما عنده عقل‪....‬‬

‫استلقى على ظهره لتصبح هي بمحاذاته من الناحية اليُمنى‬


‫‪:‬جالسة تحاولين تستفزيني بس ما بعطيك وجه اليوم رايق‬
‫‪....‬بس ألني‬

‫ثم فاجأها عندما جلس واقترب من وجهها‪ :‬شفت وجهك‬


‫الصبوح!‪...‬‬

‫ُمهره تأففت ومسحت على وجهها وابتعدت عنه ‪ :‬قصي جد كيف‬


‫كذا تجيني وربي اهلك بشكون فيك‪....‬وال وصلت فيك تجيني‬
‫الفجر‪......‬بكذا انت اثبت لي رسمي جنيت وتبيهم غصب‬
‫مزوج!‪...‬‬
‫يحسون‪....‬أنك ّ‬

‫قصي اقترب منها اكثر وهو ينظر لعينيها‪ :‬ال تخافين‬


‫حبيبتي‪.......‬انا رسمي اطلع من بعد صًلة الفجر وامشي لين‬
‫تطلع الشمس‪........‬‬
‫ُمهره وضعت اطراف أصابع يديها اليُمنى على جبهته ودفعته‬
‫بخفة للخلف‪ :‬مسوي فيها رياضي يعني‪......‬وانا اللي مهتم‬
‫بصحتي‪.....‬وفي الحركة بركة‪..‬‬

‫ّ‬
‫هز رأسه بعبط لها بمعنى (أي انا)‬

‫مجاال لرغبته في تقبليها مرةً أخرى على خدها‬


‫ً‬ ‫ثم لم تترك لهُ‬
‫األيمن نهضت بثقل األلم ‪......‬وابتعدت خطوة عن السرير‬
‫وانصدم عندما رأى بقعة حمراء على فراشها‪،‬‬
‫التفت عليها‬
‫بذعر‪ُ :‬مهره وش هذا؟‬

‫سا عميقًا‪ :‬أنت ايش تشوف‬‫قوست حاجبيها واخذت نف ً‬‫ُمهره ّ‬


‫يعني؟‬
‫نهض واقترب منها بخوف‪ :‬دم‪....‬هذا نزيف ما هوب طبيعي‪......‬‬
‫ُمهره ازدردت ريقها بتعب‪ :‬ال طبيعي‪....‬طبيعي يا قصي ال‬
‫دقق‪....‬بروح آخذ لي شور دافي ‪.....‬وكل شيء بصير تمام‪....‬‬

‫ه ّمت بالذهاب لناحية الخًلء ولكن تبعها وامسك بها ليردف بشك‪:‬‬
‫كم شهر وهي تجيك بهالغزارة؟‬

‫ُمهره تشعر بالحرقة تتسلسل جسدها نابعة من اسفلها حتى تصل‬


‫إلى رأسها‬
‫بملل وبسبب نفسيتها ال ُمتعبة تحدثت‪ :‬اتركني قصي ال تدقق‪....‬‬
‫قصي بحده ‪ :‬جاوبيني؟‬
‫ُمهره رضخت ألمره‪ :‬تقريبا هذا الشهر الثالث‪....‬‬
‫قصي بعصبية وانقلب حاله سريعًا في هذه اللحظة‪ :‬طيب ليش ما‬
‫قلتي لي؟‬
‫ثم اردف بسخرية‪ :‬اوه آسف‪....‬انا حيل بعيد عنك‪....‬وما هتم‬
‫لك‪.....‬هذا اللي بقولينه لي‪...‬‬

‫ُمهره ضحكت بخفة على شكله وطريقة حديثه‪ :‬ههههههه الحمد‬


‫هلل والشكر يسأل وجاوب على نفسه!!‪......‬قصي وخر منّاك خلني‬
‫اتروش انقرفت ‪....‬من نفسي‪....‬‬

‫قصي ابتعد‪ :‬ادخلي تروشي‪.....‬راح اسوي لك حليب دافي وبغيّر‬


‫مفرش السرير عشان بعدها تستلقين على ظهرك‪....‬‬

‫ُمهره وهي تدخل الخًلء وقبل ان تُغلق الباب‪ :‬ماله داعي انا‬
‫اغ ّيره‬

‫ثم أغلقت الباب حتى أصدر صوت أما هو تن ّهد بضيق على حالها‬
‫وبدأ يفكر لماذا وصلت إلى هذا الحال؟‬
‫أيعقل بسبب تناول ذلك ال‪xxxx‬؟‬
‫اقراص منع الحمل أم انها‪....‬قطع تفكيره‬
‫وهو يتحدّث بصوت عال‪ُ :‬مهره قد نسيتي تاخذين حبوب منع‬
‫الحمل‪.....‬ولم تذكرتي خذتي حبتين؟‬

‫لم يسمع سوى صوت الماء تأفف هنا‬

‫وسحب اللحاف وابعده عن السرير‪ ،‬ورماه في سلة الغسيل ومن‬


‫ثم تو ّجه إلى الدوالب وسحب لحاف نظيف وجديد وبدأ بفرشه‬
‫وأخيرا ذهب لتجهيز حليب دافئ لها وله!‬
‫ً‬ ‫على السرير‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اما هي بعد ان استحمت سري ًعا لبست روب الحمام ‪ ،‬وخرجت‬
‫وعندما لم تجده في الغرفة مشت لناحية بابها واغفلته عليها‬
‫وتوجهت لدوالب المًلبس لتخرج لها (بجامة نوم ) مريحة!‬
‫كان قماشها من القطن لونها وردي فاتح وتتوسطها صورة ق ّطة‬
‫بألوان فسفورية وفوشية تلفت األنظار‪ .....‬وتنّم عن الطفولة!‬

‫ارتدتها على عجل ‪ ،‬ومن ثم خرجت من الغرفة واتجهت للمطبخ‬


‫‪.....‬فتحت الثًلجة ‪.......‬سحبت علبة المسكن سحبت (حبه واحده‬
‫) ثم ابتلعتها دون ماء وقصي ينظر لها‪.....‬ولكن لم يعلّق على‬
‫فعلها!‬

‫ثم خرجت واتجهت للصالة ورمت نفسها على السرير وقطرات‬


‫الماء كانت تتصبب على اكتافها وبجامتها ولكن لم تهتم ألنها‬
‫تشعر بالحرارة وتريد شيئ ًا ما يبرد عليها!‬

‫خرج وهو يحمل كوب له ولها‬

‫م ّد لها وهي نظرت إليه‪ :‬ماحب اشرب حليب‪....‬‬


‫قصي جلس بالقرب منها ومسك يدها واجبرها على امساك‬
‫الكوب‪ :‬مو مجبورة تحبينه ‪.....‬وضعك الحين محتاج‪.....‬‬
‫سكتت‬
‫ثم اردف‪ :‬كان جففتي شعرك تبين تمرضين؟‪..‬‬

‫ُمهره بانفعال شديد دون مبرر‪ :‬قصي ال تهتم فيني ‪....‬ال تهتم‬
‫‪.....‬سو لي مثل قبل‪...‬اتعبتني وانا اكرر عليك ‪....‬هالشي‪...‬‬

‫قصي ببرود عكس نيرانها المشتعلة‪ ،‬يُدرك أنّ نفسيتها في هذا‬


‫الوضع غير متاحة للحديث معه وتكون اكثر حساسية في كل‬
‫األمور واألشياء لذا قال‪ :‬يعني كنت ما اهتم فيك‪...‬؟‬
‫ُمهره ‪ :‬كنت تهتم بس من بعيد لبعيد‪...‬‬
‫قصي ارتشف القليل من الحليب واسند ظهره على المسند‪ :‬وهلل‬
‫الحمد كسرت هالحاجز اللي مخليني بعيد عنك‪....‬‬

‫ُمهره بنرفزة‪ :‬وانا راح ابنيه‪....‬‬

‫قصي بجدية‪ :‬اتركي عنك هالموال‪....‬وقولي لي قد نسيتي تاخذين‬


‫حبوب منع الحمل ورحتي بعدها خذتي حبتين تعويض‪...‬‬

‫سكتت وهي تنظر لكوب الحليب بشتات‪....‬وتحاول ان تتغلّب على‬


‫األلم ِبعض شفتيها بخ ّفة!‬

‫قصي حاول أن يتمالك اعصابه‪ :‬جاوبي ألنه احتمال غزارتها معك‬


‫يكون بهالسبب‪...‬‬

‫ُمهره تنهدت ثم التفت عليه وهي تُرسم حواف الكوب بطرف‬


‫صبعها ‪ :‬أي‪......‬ومن بعدها مو صايرة منتظمة معي‪....‬‬

‫قصي اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم نهض‪ :‬قومي جهزي حالك‬


‫بروح المستشفى‪....‬‬
‫ُمهره بعناد تكتفت‪ :‬ماله داعي ‪.....‬ال تكبر الموضوع‪....‬‬
‫قصي بعصبية‪ :‬مهره انتي تدرين وش سويتي ‪.....‬سويتي‬
‫اضطراب لها و هالشي له اضراره!‬

‫ُمهره بنرفزة‪ :‬باهلل انت دكتور عشان تشخص حالتي يا أستاذ؟‬


‫طول باله عليها بما فيه الكفاية سحب الكوب من يدها‬
‫قصي ّ‬
‫وبتهديد‪ :‬خمس دقايق ما تجهزين ‪.......‬وربي ما يحصل لك‬
‫طيب‪....‬‬
‫خافت هنا ُمهره نهضت بتعب وهي تهمس‪ :‬يا شينك ويا شين‬
‫اهتمامك الزفت‪....‬‬
‫ثم اتجهت إلى غرفتهما للتجهز!‬
‫‪.................................................‬‬
‫كامًل على األحداث والصدمات والخوف والتوتر ولم‬ ‫ً‬ ‫مر اسبوعًا‬‫ّ‬
‫يختفي ذلك الشعور اللعين من داخله‬
‫يشعر باالهتمام لألمر ال يدري لماذا ؟‬
‫صد أمير له بعدم التحدث اشعل في فؤاده القلق لذا قرر أن يبحث‬ ‫و ّ‬
‫عن الموضوع بنفسه‬
‫سافرا إلى أي وجهة ومكثا في أي مكان؟!‬
‫واخيرا في غضون الثًلث األ ّيام األخيرة علم بمكان أمير الذي‬ ‫ً‬
‫مؤخرا في شقته الذي يملكها في شرق باريس ولكن نور ما‬ ‫ً‬ ‫انتقل‬
‫زالت في فندق لو تسوبا وابنته في المستشفى‪.......‬علم أنّ حياة‬
‫امير في خطر ومن الممكن ان يُداهم في أي لحظة ممكنة ولكن‬
‫صدم من ذكاؤه بتغيير هويته و هذا امر سيؤول به للتساؤالت‬ ‫ُ‬
‫التي ال مفر منها‪ ،‬ولكن سيحميه لفترة مؤقته!‬

‫اشاح بنظره عن مقتله‪ .....‬يعلم أنّ نور وابنته في حاجة مل ّحة‬


‫إليه‬
‫ولكن األهم لماذا هو مهتم لهذه األمور؟‬

‫يشعر أنّ وقت االنتقام انقضى هو حقيقةً لم ينتقم لنفسه بل انتقم‬


‫ألخيه جورج وإنما هو أداة تُحرك االحداث حيثما أخيه يُريد‪ ،‬فكرة‬
‫استغًلل أمير عن طريق نور كانت فكرة أخيه‬
‫وهو كوسيلة اُستخدم لتسهيل األمور ‪ ،‬ظهر فجأة في حياة نور‬
‫ولكن لن ينكر أنه‬
‫انجذب لها بهذه السهولة وكاد أن ينخرط وراء مشاعر نابضة لم‬
‫يعرف اصلها في ذلك الوقت ولكن هناك من يقف خلفه ويوقف‬
‫مشاعره بمجرد تحركها في مكانها الغير ُمناسب‪.....‬وتهذيبها‬
‫لتتحول إلى رماد!‬
‫ّ‬

‫اوهمها بحبه اوجعها بفراقه ولكن لم يتوقع امر حملها ابدًا!‬

‫جورج ربح في تلك الصفقات التي تنازل أمير عنها في تلك‬


‫مرت على نور ببطء شديد‬ ‫اللحظات المؤلمة والتي ّ‬

‫وفهم أنّ أخيه أراد االنتقام بهذه الشدّة وبهذه الطريقة المؤذية‬
‫لتأذيت ا‬
‫كًل من امير وديانا!‬

‫بسبب حبه ورغبته في الزواج منها ولكن لم يمهله القدر في‬


‫االعتراف حتى به سمع عن امر زواجها من رجل سعودي‬
‫لتتزوج‬
‫ّ‬ ‫وذهابها إلى المملكة وعودتها بعد ثمان سنوات من جديد‬
‫محبوبها امير! كل شيء عاكس رغبته في الزواج منها ليو ّلد‬
‫بداخله شيئ ًا من القهر ورغبة في االنتقام!‬

‫لن ينكر أنّ أخيه استغ ّلهُ في االنغماس ليعسف برأس تلك الصغيرة‬
‫ويقهر والدتها عليها من هذه الناحية ويقهر أمير من رؤية‬
‫محبوبته في ذلك الحال ومن ناحية أخرى كسر ظهر امير في‬
‫خسارته للصفقات المالية ‪...‬ولكن امير لم يستسلم عاد يقف على‬
‫رجليه بعد هذه العواصف وس ّد ثغرات خسارته بحكمته وسرعة‬
‫تصرفه‬
‫ّ‬
‫ولكن نور‬
‫من يسد ثغرات خسارتها؟!‬

‫هل يفكر اآلن ‪....‬ألنه ادرك ال فائدة من هذا االنتقام‬


‫أخيه انتقم منه‪....‬اجل‪....‬انتقم منه لجعله ابًا ألبنه ال يعرف شكلها‬
‫حتى؟!‬
‫هو ربح بعد تلك االحداث ال ينكر‪......‬ربح الكثير من‬
‫المال‪.....‬والراحة‪.....‬والًلمباالة‪ ..‬المؤقتة! ولكن شيء ما اآلن‬
‫االبوة؟‬
‫ّ‬ ‫يعبث في صدره‪....‬هل هذا صوت الضمير أم صوت‬

‫أم أنه أدرك أنّ أخيه جورج انان ًيا بشكل كبير‬
‫ويستغله في تخليص األمور الصعبة بطرق ملتوية سهلة عليه؟‬
‫تن ّهد بضيق‪...‬‬
‫ثم ثبّت رأسه ما بين ركبتيه واخذ يحلل األمور من ناحية أخرى‬

‫هل احببتها يو ًما؟ أم إنني انغمست في الدور أكثر من الًلزم‬


‫لم اكترث ابدًا حينما أخبرني أمير إنها انجبت تلك الطفلة ولكن‬
‫شيء ما تحرك بداخلي بعد ذاهبي هُناك في حركة الشغب التي‬
‫مؤخرا‬
‫ً‬ ‫ظهرت‬
‫شعرت ‪...‬بالخوف أجل بالخوف ‪ ....‬وأريد أن اطمئن على‬
‫الصغيرة وعليها‪ .....‬لن أنكر أنّ استغًلل جورج لي كان مفيدًا‬
‫ماال لم احلم به يو ًما!‬‫ي ً‬
‫ي ألنه كان يمطر عل ّ‬
‫عل ّ‬
‫ولكن ‪.......‬اختلفت المشاعر اآلن بعد علمي بالصغيرة‬
‫هل سأراها يو ًما‬
‫؟‬
‫انفتح عليه باب الغرفة ودخل أخيه نظر إليه وهو يردف‪ :‬أمتّا بدنا‬
‫نوخلص منّوه؟‬

‫رفع رأسه بهدوء‪ :‬أق ّلك غيّرت رايي ‪...‬ما راح اقتله‪...‬‬

‫جورج بعصبية أشار له‪ :‬وليه إن شاء هللا‪.....‬بدّك يّاه ينتئم منا‪....‬‬

‫مراد نهض وبملل و ّله بظهره عن أخيه‪ :‬هسه هو مشغول بنور‬


‫وبنتها‪.......‬ما عنده مجال ينتقم منا‪....‬مشغول بكيف يحميهم‬
‫ويحمي نفسه‪.....‬‬

‫جورج أشار له ‪ :‬راح احملك مسؤولية أي هجوم منه ‪......‬وتعى‬


‫ئلي ‪....‬أمتّا بدك تعطيه ورئة الطًلق‪...‬؟‬

‫مراد ‪ :‬راح أحدد معه موعد‪....‬‬


‫جورج خرج ‪...‬واغلق الباب بقوة وبقي ُمراد يتحدث مع نفسه‬
‫لينظر إلى حقيقة جوانب األمر مرةً أخرى!‬
‫وفهم كم هو اناني في موافقة أخيه على كل هذه األمور!‬
‫‪.................................................. ........‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استيقظ من نومه على صوتها المزعج وهي تحمل الصغيرة‬
‫سك‬‫وتضعه على ساقيه وهي تكرر‪ :‬يًل قول خالو اجلس ب ّ‬
‫سك‪.......‬‬ ‫نوم‪......‬ب ّ‬
‫تملل على السرير بصعوبة وشعر بوخز ألم ُجرح كتفه ‪ ،‬لن ينسى‬
‫ذلك اليوم المشئوم عليه ‪.....‬بعد خروجه من السفارة وانتقاله إلى‬
‫سيارة األجرة‬
‫حدث اشتباك إطًلق نار عنيف امام عينيه ‪ ،‬حتى أنّ السائق‬
‫استقرت في منتصف جبينه جعلتهُ يشهق‬ ‫ّ‬ ‫تصوب برصاصة لعينه‬‫ّ‬
‫بصدمة مما رآه!‬
‫شعر بالخوف حينها وأخذ يتشهد ‪ ،‬طأطأ برأسه عندما شعره‬
‫بالزجاج الخلفي من السيارة يتناثر عليه بًل رحمه‪...‬وصوت‬
‫اطًلق النار مستمر وغير متوقّف!‬
‫خرج من السيارة بصعوبة واخذ يركض عائدًا إلى المكان الذي‬
‫خرج منه ولكن لم يصل وقتها سلي ًما أُطلقت عليه رصاصتين‬
‫استقرت‬
‫ّ‬ ‫طائشتين واستقرتا في مناطق ُمختلفة من جسده أحدهما‬
‫خر على‬ ‫استقرت في خاصرته وهنا ّ‬ ‫ّ‬ ‫في كتفه األيسر ‪....‬واالخرى‬
‫قوة ينظر لمن حوله بتعجب ‪ ،‬أتت صور‬ ‫ركبتيه بًل حول وال ّ‬
‫عائلته في مخيّلته بشكل سريع‪....‬رأى ‪...‬والده‪....‬والدته المتوفاة‬
‫وهي تبتسم ‪.....‬اخته الجازي ونوف‪.....‬وكذلك أخيه بندر‬
‫‪.....‬اضطرب نفسه‪ .......‬داهمته غشاوة على عينيه‪...‬حاول‬
‫السيطرة على رجفة جسده المفاجأة له ‪.......‬ولكن ‪........‬سقط‬
‫على يد أحدهم وهو يصرخ (مترجم)‪ :‬أُصيب الرجل!‬

‫وبعدها لم يتذكر شيء ‪ ،‬فتح عينيه ليحدّق في سقف شديد البياض‬


‫وادرك أنه في المستشفى!‬

‫أتى احدهم ليطمئنه(مترجم)‪ :‬حم ًد هلل على سًلمتك أخ‬


‫ايام ننتظر إفاقتك من هذه الغيبوبة‪......‬‬
‫مرت ثًلثة ٍ‬‫خالد‪......‬لقد ّ‬
‫وتأوه بألم‬
‫ّ‬ ‫هنا اغمض عينيه بشدّة ‪ ،‬وادرك أنه أصيب‬
‫اصر ان يخرج في اليوم الذي يليه للعودة إلى الوطن‬
‫ّ‬ ‫‪.....‬وبعدها‬
‫ووافق الطبيب على أن يخلي سبيله!‬

‫عاد ولكن والده وبندر وأخوتيه كانوا في حالة استنفار‬


‫وخوف‪......‬علموا بما حدث له ‪ .....‬وضجوا بالنحيب والبكاء لم‬
‫يهدؤوا ّإال بعد وصولة قبل ثًلثة أيام!‬
‫اصر والده على ان يرقد في المستشفى لمتابعة حالته ولكن رفض‬ ‫ّ‬
‫وفضّل أن يبقى في المنزل وفي أ ّيام خاصة لمواعيده سيذهب‬
‫لًلطمئنان على جراحاته!‪......‬وبدأ والده يؤدي النذور التي نذرها‬
‫هلل عز وجل من اجل سًلمة ابنه!‬
‫‪...........‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تململ من ازعاج أخته وبكاء الصغير رفع نفسه من على وسادته‬
‫واسند ظهره على الوسادة األخرى وهو يحاول ان يكتم ألمه‬

‫صاوب وال كان‬


‫تحدث ببحة النوم‪ :‬نوف‪.......‬حمدي ربك إني م ّ‬
‫علّمتك كيف تصحيني ‪.....‬وتجيبين هذا فوق راسي يصايح‬
‫علي‪...‬‬

‫نوف ضحكت وهي تُهدهد عبد هلل لتُسكته عن البكاء‪:‬‬


‫ههههههههه شسوي فيك نومك ثقيل‪.....‬قوم ياخي‪....‬الساعة‬
‫اربع العصر قوم صل العصر ‪ .....‬عشان بعدها تتغدا وتاخذ‬
‫عًلجك‪....‬‬
‫وقبل أن يتحدث أكملت‪ :‬وترا ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة‬
‫كلها‪....‬على سًلمتك‪.....‬‬

‫وضحكت بخفة‪ :‬هههههههههههه اظن هذا آخر نذر‬


‫‪.....‬بأديه‪.......‬وآخر كرف لي باذن هللا!‬

‫خالد بعصبية ‪ :‬ضحكي ضحكي طاحت سنونك قولي آمين‪....‬‬

‫نوف نهضت وهي تحمل الصغير‪ :‬وهللا مستانسه انك مو قادر‬


‫تنتقم مني وتضربني مثل اول‪.....‬‬

‫خالد تحامل على ألمه ونهض بشكل سريع دون ان يبالي أللم‬
‫جرح خاصرت وكتفه يُريد أن يثبت لها قوته بأي فع ٍل متهور منه‬
‫حتى بها تراجعت للوراء وهي تضحك‪:‬‬
‫صاوب وفيك‬ ‫ههههههههههههههههههه هب عليه‪.....‬هذا وأنت م ّ‬
‫حيل‪....‬‬
‫خالد اقترب منها وهو يمشي ببطء وأشار للباب‪ :‬انقلعي برا‪.....‬‬
‫نوف اشارت ألنفها‪ :‬على هالخشم‪.....‬بس بشويش على‬
‫روحك!‪....‬‬

‫ثم خرجت وهي تضحك‬

‫بينما هو مسح على رأسه بضيق من األلم وتو ّجه للخًلء وهو‬
‫يستند على الجدار ‪ ،‬ليتوضأ‪.‬‬

‫ه ّمت نوف بالدخول إلى غرفة الجازي بعد ان خرجت من غرفة‬


‫خالد والتي كانت مجاورة لغرفتها ولكن سمعت صوت بندر يحدثها‬
‫بهدوء‪ :‬الجازي يا عين أخوك‪.....‬اليوم موعدك الزم أوديك‪....‬ال‬
‫تعاندين‪...‬‬
‫الجازي كانت على سريرها مسنده ظهرها خلف الوسادات‬
‫الصغيرات‬
‫تحدثت بملل‪ :‬اوه بندر ال تصج راسي‪.....‬أنا خًلص بخير‪....‬وهللا‬
‫بخير ماله داعي اروح مستشفيات‪....‬‬

‫بندر بتعقل‪ :‬الجازي‪.....‬الزم نروح نسوي تحاليل مرة ثانية‬


‫عشان نشوف نسبة الهيموجلبين عندك‪.....‬ونطمن على‬
‫صحتك‪....‬‬

‫كانت ستتحدث ولكن دخلت هُنا نوف بمرح وهي تقول‪ :‬اوه‬
‫بندروه في غرفة جوجو وش صاير بالدنيا‪......‬مو انت تقول اكره‬
‫ريحة الحلبة وتخلي معدتك تقلب‪....‬‬

‫فتح بندر عيناه على اآلخر منصدم من حديث اخته وبانفعال‪ :‬متى‬
‫قلت ؟ يا البزر!‬

‫الجازي فهمت أنّ اختها تتبلّى على أخيها من اجل ان تُضيف على‬
‫جوهم المرح‬
‫أكملت نوف‪ :‬إال قلته‪.......‬حتى خالد سمعك‪....‬‬
‫ثم اعطته الصغير وهي تقول بابتسامة بلهاء‪ :‬خذ عبود وانا‬
‫بساعد الجازي تتج ّهز عشان تروح معك المستشفى‪....‬‬

‫الجازي بنرفزة بحلقت في عينين اختها‪ :‬هي خير خير ‪ .....‬خير‬


‫يا أمنا العزيزة ؟‬

‫نوف باستهبال‪ :‬يًل يا حبيبتي دامني امك العزيزة ‪.......‬الزم‬


‫تسمعين كًلمي‪....‬ألنه البنت الشطورة تسمع كًلم أمها‪....‬‬

‫بندر ضحك هنا بصوت عالي‪:‬‬


‫هههههههههههههههههههههههههه شف عاشت الدور ست‬
‫نويفة ههههههههههههههه‪.....‬‬

‫الجازي رمت على اختها الوسادة‪ :‬انقلعي برا غرفتي‪...‬‬


‫نوف تمثل الزعل‪ :‬ال خلوني‪....‬جنبكم تعبت من الكرف‪....‬تركت‬
‫سينا تكرف بروحها هالمسكينة ‪....‬وهللا بعد هالعزايم بعطيها ثًلثة‬
‫أيام إجازة‪.....‬‬
‫بندر قبّل خد عبد هلل الباكي‪ :‬اشعندك صايرة رحومه‪...‬‬
‫نوف بتفاخر‪ :‬من يوم يومي أنا رحومه‪.....‬ما شاء هللا علي‬
‫بندر بنصف عين ‪ :‬من مدح نفسه يبيله رفسه أخت ننويفه!!‬

‫الجازي دخلت جو سري ًعا معهم‪ :‬أي واضح ‪......‬مو كأنك قبل‬
‫يومين تاركتها ‪.....‬تشطف وتكنس‪...‬وتغسل مًلبس صار لهم‬
‫أسبوع ما انغسلوا بس عشان ال تحتك في ابوي‪......‬الحمد هلل‬
‫والشكر‪.....‬‬
‫نوف تصبغ وجهها بالحمرة من هذا الطاري‪ :‬ياخي وهللا مانكر‬
‫‪...‬ومدور ‪...‬واحمر‬
‫ّ‬ ‫البنت حلوة‪......‬وجها ما شاء هللا مشدود‬
‫وعليها عيون تذبح‪....‬ياخي انا خقيت أخاف ابوي بعد‬
‫يخق‪...‬عليها وال هالتبن هالي جالس جنبك ‪.......‬يشبّكها‪....‬‬
‫بندر رمى عليها وسادة سحبها من تحت رجلي اخته‪ :‬انا تبن يا‬
‫وجه العنز‪.......‬بعدين تعالي ‪.....‬شالحكي الفاضي نشبك ونخق‬
‫‪...‬وش شايفتنا حنا؟!‬
‫نوف بملل‪ :‬اوه خلونا بالمهم الحين ‪......‬قومي‬
‫الجازي‪.....‬خلصينا ترا ورانا كرف ‪....‬ولزوم تروحين الحين‬
‫عشان ترجعون ‪......‬قبل المغرب‪...‬ابوي اليوم عازم العيلة‬
‫الكريمة كلها‪....‬‬

‫بندر بفجعة‪ :‬ال قولين؟!‬


‫نوف ضحكت على ردت فعل اخيها‪ :‬هههههههههههههههه أي‬
‫وهللا‪.....‬عازم عمي يوسف‪....‬وعمتي نجًل‪.....‬‬
‫الجازي بصدمة‪ :‬عمتي نجًل؟‬
‫بندر نظر إلى صدمتها لذا قال‪ :‬أكيد بقول ألخته شفيك الجازي‪....‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬اتركي عنك الحين هالكًلم‪....‬وقومي جهزي نفسك‬
‫‪.....‬أنا بج ّهز عباتك ولو حابة اروح معك بروح اجهز‪....‬‬
‫الجازي بخيبة وبتردد‪ :‬ال التروحين اكيد ابوي بيحتاجك‪.....‬‬
‫بندر ابتسم ونهض ليضع عبد هلل في سريره بعد أن غفى على‬
‫يده‪ :‬افهم منك موافقة تروحين المستشفى‪...‬‬
‫نوف اتجهت ألختها وسحبت من عليها اللحاف بهدوء‪ :‬اكيد ما‬
‫فيها كًلم روح جهز نفسك‪....‬‬
‫بندر هز رأسه بالرضى ‪ :‬تمام‪....‬عن اذنكم‬

‫الجازي رمقت اختها بنظرات شرر ‪ :‬صدق صايرة امنا‪....‬‬


‫نوف ضحكت بخفة لكي ال تجلس الصغير‪ :‬لكم الشرف اصير ام‬
‫لكم‪...‬‬
‫الجازي ضربت اختها بخفة على رأسها‪ :‬ما هو اليق عليك‬
‫هالدور‪...‬‬
‫نوف مسكت يد اختها لتساعدها على النهوض‪ :‬ال تكذبين‪...‬‬
‫الجازي دفعت اختها بخفة وبمزح‪ :‬انقلعي ترا ما تحرولت اعرف‬
‫امشي‪.....‬‬
‫وبتهديد‪ :‬انتبهي على دراستك يا نوف انتي آخر سنة وادري‬
‫اشغلناك بهمنا‪........‬وهللا لو تنزل نسبتك عن التسعينات ‪......‬ما‬
‫راح يحصل لك طيب‪....‬‬
‫نوف بضحك‪ :‬هههههههههه اختك ذيبة ال تحاتيني خليك بنفسك‬
‫بس وانقلعي تجهزي‪...‬‬
‫الجازي بتنهد‪ :‬هللا يعيني عليك‪......‬‬
‫نوف نظرت لعبد هلل الغارق في النوم‪ :‬ال تحاتين عبود وين ما‬
‫اروح باخذه في حضني‬
‫الجازي ابتسمت ‪ ،‬وعندما وصلت إلى الخًلء همست بينها وبين‬
‫نفسها‪ :‬هللا ال يحرمني منك‪....‬‬
‫نوف أخرجت عباءة اختها والحجاب ووضعتهما على السرير‬
‫سمعت رنين هاتفها سحبته من جيب بنطالها ثم قرأت‬
‫االسم(شيخوه يتصل بك)‬
‫تحدثت بصوت مسموع لمسامع اختها‪ :‬الجازي باخذ عبد هلل‬
‫لغرفتي ‪.....‬وتراني جهزت لك عباتك ‪......‬بشوفينها على السرير‬
‫الجازي وهي تغلق صنبور الماء بعد أن غسلت وجهها ‪ :‬طيب‪...‬‬
‫حملت عبد هلل ما بين يديها وأجابت على شيخه وتوجهت لناحية‬
‫الغرفة دخلت ثم اغلقت الباب وهي تردف‪ :‬هًل شيخوه‪...‬‬
‫وضعت عبد هلل في منتصف السرير‬
‫قليًل عن اضطراباتها من موضوع الخطبة بسبب‬ ‫شيخه ‪ ،‬هدأت ً‬
‫عدم تحدث الجميع عن موعد الملكة‬
‫اطمأنت ً‬
‫قليًل‬
‫تحدثت‪ :‬هًل فيك زود‪.......‬‬
‫نوف بهدوء‪ :‬صار لك فترة مقاطعتني شعندك؟‬
‫ضحكت هنا شيخة بخفة‪ :‬ههههههه عندي مذاكرة متراكمة هللا‬
‫يسلمك واالختبارات قربّت تعرفين‪....‬يعني‪....‬‬
‫نوف بلعانه وخبث‪ :‬يا خوفي مقضيتها مكالمات مع األخ بدل‬
‫المذاكرة‪....‬‬
‫شيخة سكتت‪ ،‬حقيقةً لم تحدث بندر ُمنذ ذلك اليوم التي تحدثت‬
‫معه وهي في حالة انهيار‬
‫تنهدت بضيق‪ :‬ال وهللا صار لنا فترة طويلة ما كلمنا بعض‪.....‬‬
‫نوف بروح مرحه‪ :‬ما تبون الليلة اجمعكم بالصدفة‪...‬‬
‫واحمر وجهها‪ :‬ههههههههههههه استغفر هللا يا‬ ‫ّ‬ ‫شيخة ضحكت‬
‫الخبيثة‬
‫نوف ‪ :‬ههههههههههههههه قسم باهلل منحرفة ترا ماقصد شي‬
‫موزين‪.......‬بس اخليكم تشوفون بعض من بعيد‪.....‬‬
‫شيخه بجدية‪ :‬ال ما يصلح‪....‬‬
‫نوف بهدوء‪ :‬كيفك‪......‬المهم بشريني عن نفسيتك‪....‬‬
‫شيخه استلقت على ظهرها‪ :‬وهللا دام ماحد جايب طاري الزفت‬
‫سلطان انا بخير ونفسيتي عال العال‪....‬‬
‫نوف تحاول ان تتحدث بصوت منخفض لكي ال تزعج الصغير‬
‫ولكن انفعلت هنا بمزح‪ :‬وهللا من قرادة الحظ انه جا تقدم لك‬
‫‪.....‬ليته جاني وهللا ما ارده‪.....‬بس مقيولة ‪.....‬إللي يبينا عيّت‬
‫النفس تبغيه‪ ،‬واللي نبيه ع ّيا البخت ال يجيبه‬

‫لم تتحمل هُنا شيخه انهارت بالضحك‪ ،‬ونهضت من على السرير‬


‫تشد على بطنها وهي تقول‪ :‬هههههههههههههههه باهلل منو هذا‬
‫اللي يبيك وع ّيت نفسك تبغيه؟‪....‬ههههههههههههههه عليك كًلم‬
‫‪...‬يذكرني بجدتي مزون هللا يرحمها‪...‬‬
‫نوف ابتسمت هنا ‪ :‬مالك دخل‪......‬واحد‪.....‬مزيون‪...‬يبيني بس‬
‫أنا مابيه النه ما يجي ربع سلطان‪...‬‬

‫شيخة بتسليك‪ :‬أي واضح واضح‪.....‬‬


‫وبجدية‪ :‬وهلل لو بيدي قلت له يجي يخطبك انتي‪ .......‬وهللا اليقين‬
‫على بعضكم‬
‫نوف بخبث‪ :‬ال اليق عليك انتي اكثر‪...‬‬
‫شيخة بنرفزة‪ :‬نويييييييييييفه‪....‬‬
‫نوف ضحكت‪ :‬ههههههههههههه لبيه‪.....‬‬
‫شيخه بعصبية ‪ :‬اقسم باهلل أنك حمـ‪.....‬‬
‫نوف ‪ :‬عيب عيب عليك يا بنت عمي‪....‬وش هالكًلم‪.....‬المهم‬
‫سمعيني‪....‬مو الجيتي تسوين نفسك مجنونة وانا يعني الضيفة‬
‫وتصيرين رسمية ترا بسحبك من شوشتك تكرفين معي في‬
‫المطبخ‪....‬‬
‫شيخة رفعت حاجبيها األيمن‪ :‬وست سينا وش تسوي؟‬
‫نوف بجدية‪ :‬تراها آدمية حالها من حالنا ما بتقدر تخلص شغل‬
‫لوحدها خاصة في العزايم وانا الزم اساعدها وانتي الزم الليلة‬
‫تساعدني وال التجين‪....‬‬
‫شيخة ابتسمت ابتسامة عريضة على مزح ومرح ابنت عمها التي‬
‫لها طاقة اجابية وروح قادرة على بث السعادة من حولها‪ :‬شف‬
‫قليلة االدب‪....‬‬
‫نوف بغرور‪ :‬بعض مما عندك حبيبة‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬شخلصني من لسانك الطويل أنا‪....‬‬
‫نوف نظرت لعبد هلل الذي بدأ يتملل ‪ :‬يخلصك مني سلطان حبيب‬
‫قلبي‪...‬‬
‫شيخة بنرفزة عميقة‪ :‬كلي تبن‪.....‬‬
‫نوف بأسلوب أطفال‪ :‬وانتي كلي زعتر يا ُحبي‪....‬تراه ُمفيد‬
‫للذاكرة ومنشط لها ‪..‬ويمدحونه الحين وقت اختبارات‪......‬‬
‫شيخة لتنهي المكالمة ‪:‬الحمد هلل والشكر ‪....‬باي باي‪..‬‬
‫نوف ضحكت وهي تطبطب على الصغير لكي يعود للنوم ‪ :‬تعالي‬
‫تعالي ههههههههههه ماتصلتي علي وانتي خالية قولي لي وش‬
‫فيك‪...‬‬
‫فعًل شيخة اتصلت من أجل أمر‪ ،‬يضايقها ويُفسد عليها انتظام‬ ‫ً‬
‫نبضات قلبها لذا قالت‪ :‬ما ودي اجي للعزيمة بس ادري ابوي‬
‫وامي ما راح يرضون اجلس لحالي بالبيت‬

‫حاولت ان تتزن في حديثها وتكون جدية في األمر‪ :‬ليش يا‬


‫الخبله؟‬
‫شيخة اجتمعت الدموع في عينها‪ :‬مابي اصير في مكان بندر‬
‫موجود فيه‬
‫نوف بصدمة‪ :‬هم ليش جاوبيني؟‬
‫شيخة بكت هنا‪ :‬أخاف‪....‬‬
‫نوف بتوتر من حال شيخه‪ :‬يا ام الدميعة مسحي‬
‫دموعك‪.....‬وثانيا اخوي ما هوب حولك بيجلس مع الرجال ما‬
‫هوب جالس جنبك عشان تخافين وتوترين‪....‬‬
‫شيخة مسحت دموعها‪ :‬مادري احس هو زعًلن مني عشاني ما‬
‫قلت له عن خطبة سلطان من البداية‪....‬‬
‫نوف رجعت للجنون محاولةً في تغيير جو شيخه‪ :‬شرايك‬
‫اصالحكم الليلة؟‬
‫ضحكت وسط دموعها وهي تردف‪ :‬ال مشكورة ما‬
‫نبي‪.....‬ههههههههههه‪....‬‬
‫انفتح باب غرفتها على حين فجأة ونظرت ألخيها‬
‫ثم اردفت بجدية‪ :‬زين روحي جهزي نفسك وتعالي يا فهيمة‬
‫وبًلش حساسية زايدة ما كرف عشان ما تجين يا حلوة‪.....‬بجين‬
‫غصبن عنك‪...‬‬
‫شيخة مسحت دموعها ‪ :‬تمام باي‪....‬‬

‫ثم أغلقت الخط وهو تقدم لناحيتها وهو يسحب قدميه على األرض‬
‫بتحام ٍل كبير على الوجع وجلس بجانبها تحدث بأهمية‪ :‬وين‬
‫الجازي رحت غرفتها ما شفتها؟‬
‫نوف ‪ :‬عندها موعد ووداها بندر المستشفى‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬طيب نوف ابيك تفهميني وش صاير بينها وبين‬
‫زوجها؟‬
‫نوف بجدية وضعت عبد هلل في حضنها واخذت تهزه ألنه بدأ‬
‫ببكاؤه‪ :‬اسالها انت يا خالد‪......‬‬
‫خالد حاول أال يغضب لكي ال يخيفها يعلم نوف ال تعامله بمثل‬
‫معالمتها لبندر ‪.....‬وتهابه ايضًا تحدثت بهدوء‪ :‬قال لي بندر انها‬
‫اعترفت لك‪...‬‬
‫نوف بملل‪ :‬اخلص من بندر تجي انت‪....‬هي صدق قالت لي بس‬
‫ما قالت لي قولي لخوانك‪...‬‬
‫خالد بجدية‪ :‬الزم تقولين عشان نحل موضوعها‪...‬‬
‫نوف ‪ :‬اظن ابوي عرف ‪.....‬سكوته وهدوؤه معها يدل على‬
‫هالشي‪...‬‬
‫خالد سكت ‪ ،‬ثم قال‪ :‬ابوي يسوي هالشي عشان ال يضايقها‪.....‬ال‬
‫اقل وال اكثر‪.....‬‬
‫نوف شدّت عبد هلل لناحية صدرها لينام‪ :‬الجازي لو تبي تقول‬
‫بقول لكم بدون تردد‪....‬‬
‫خالد احمر وجهه من كتم غيظه وتحدث ما بين اسنانه‪:‬‬
‫نوف‪.....‬يرضيك اختك تطلق؟‪.....‬قولي لي يمكن نقدر نحل‬
‫الموضوع‪....‬ونوقف االمر عن نقطة بعيدة عن الطًلق‬
‫نوف بإصرار‪ :‬ما هوب حسافة عليه أنها تطلق منه‪......‬من اآلخر‬
‫الجازي وهللا تستاهل اللي أفضل منه‪.....‬‬
‫خالد بغضب‪ :‬ما قلتي هالكًلم إال انّ الموضوع كبير‪....‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬أي كبير‪....‬ويجرح بعد‪......‬بس ما نيب‬
‫قايلته‪.......‬وتركوا الجازي وال تضغطون عليها‪....‬يكفي ماجاها‬
‫منه ولو تبي تعرف هو بيجي الليلة إال اكيد‪.....‬كلمه وسأله‬

‫خالد نهض وتحدث بتهديد‪ :‬اسمعيني عدل يا نوف‪......‬لو زنيتي‬


‫براس اختك وال شجعتيها على الطًلق‪......‬وربي ال ازعل عليك‬
‫وال اكلمك لألبد‪.......‬وال اعرفك بعدها‪....‬‬

‫نوف وضعت عبد هلل على السرير وبحساسية الموضوع‪ :‬ال يا‬
‫خالد‪........‬ال تهددني بهالشي‪....‬انت بتظل اخوي‪.....‬وراح اكلمك‬
‫وتكلمني‪......‬مو انا وال انت نقدر نأثر على قرار‬
‫الجازي‪....‬الجازي ما قررت بهالقرار إال انها مجروحة‪....‬من‬
‫سيف‪.....‬وانا ماقدر اقولك السبب ألنها تشوف األمر من ناحية‬
‫ثانية وما تبي تخرب على ناس‪......‬‬
‫خالد بشك‪ :‬تخرب على ناس؟‪....‬وش تقصدين!‪....‬‬
‫نوف لتنهي األمر‪ :‬ما عندي التفاصيل‪ ....‬اسالها وريّح‬
‫يخوف‪....‬‬‫نفسك‪.....‬بس ال تقهرني بصد‪.....‬وكًلم ّ‬
‫خالد اغمض عينيه ومن ثم مسح على شعرها ليردف‪ :‬تمام‪ ،‬ال‬
‫تنسين ابرة السكر‪........‬اشوفك هالليام مشغولة فينا‪........‬ال‬
‫تنسين نفسك‪.....‬عن اذنك‪...‬‬
‫ثم خرج تاركها تتنهد بعمق‪ ،‬هي تحاول ان تغير من تعكر مزاجهم‬
‫ولكن هي من يحاول أن يغير مزاجها ويخفف عنها هذا الحمل‬
‫ال أحد!‬
‫ذهبت لناحية الكمودينة لتسحب ابرة االنسولين التي وضعتها قبل‬
‫دقائ ق عدّه هناك سحبت الغطاء من عليها وحقنت نفسها بخفة‬
‫اعتادت عليها‬
‫ومن ثم خرجت وتركت الباب مفتوح من أجل عبد هلل‬
‫!‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لكل شيء حد وحدودها هي سراب! ما إن تتجاوزها ستتغير‬
‫شخصيتها‪....‬ربما تتغير لتنغمس في جنون أو برود أو سعادة او‬
‫حزن!‬
‫ولكن هي انغمست في شحوب مخيف ‪ ،‬وعينين فارغتين من‬
‫وأخيرا انتقلت إلى معنى آخر من البرود لم‬ ‫ً‬ ‫الحياة ‪ ،‬وعقل شارد‪،‬‬
‫يحدث حولها ‪.....‬اعتادت على األلم‪....‬وتشعر بالرضى حول‬
‫غربتها الثانية!‬
‫فمجيئها إلى هُنا تعبّر عنه بغربتها الثانية فاألولى كانت في‬
‫بريطانيا وحملت بين طياتها الكثير من الصعّاب واالحداث‬
‫واالكاذيب‬
‫وهُنا لن تقل احداثها عن هُناك هي تؤمن بهذا الشيء الذي أرهق‬
‫عينيها وجعل الهاالت البُنيّة تحاوط جفني عينها ‪.....‬وسلب منها‬
‫النوم ‪...‬وجهها اصبح باردًا خاليًا من التعابير تشعر بصعوبة في‬
‫االبتسامة في البكاء ال تدري ماذا دهاها؟‬
‫ام انّ عضًلت وجهها اعتادت على حركة واحدة؟!‬
‫الدموع‪.....‬نزفت دموعًا كثيرة في أول أربعة ايّام لها في هذا‬
‫الفندق ‪.....‬تلك األيّام التي قضتها مع الجدران ‪....‬ومع رعشاتها‬
‫التسوق‬
‫ّ‬ ‫وخوفها‪....‬ولكن في اليوم الخامس قررت في الذهاب إلى‬
‫مزقتهُ في القمامة ولم‬ ‫ُمجبرة ‪.....‬ألنها رمت البدي األسود بعد ان ّ‬
‫يعد هُناك ما يُقيها من البرد سوى الجاكيت التي اخذتهُ من أمير‬
‫للتسوق بشكل سريع وعشوائي وعادت إلى الفندق‬ ‫ّ‬ ‫ذهبت ذات يوم‬
‫ولم تخرج إلى هذا اليوم‪....‬‬
‫تستيقظ كل يوم من نومها لتقابل النافذة تنظر لمن خلف النافذة‬
‫‪....‬تطلق تنهيدات عميقة من صدرها‪.....‬مضى يومان عليها وهي‬
‫تُحاول أن تخرج الدموع من عينيها ولكن لم تستطع وربما هذا‬
‫األمر ينم عن صدمتها ‪....‬ولم تعد غددها الدمعية تفرز الدموع‬
‫وكأنها جفت!‪.....‬االمر ليس ُمري ًحا بالنسبة لها ‪....‬بل أخذ طاقتها‬
‫في محاولتها في إخراج الدموع ‪......‬فهذا الشي سبب لها جفافًا‬
‫في عينيها‪....‬ولكن رضيت بعصيان عينيها من إفراز دموعهما!‬

‫مًل من حزنها وكآبتها ‪......‬استسلمت ‪....‬من هي حتى تقرر‬ ‫ربما ّ‬


‫في اخراجهما من محجر عينيها الجميع من حولها هم من قرروا‬
‫أن تعيش بالكيفية وبالطريقة التي يريدونها وحينما قررت‬
‫‪.....‬هي سلبوا منها القرار بأنانية ُمخيفة ‪....‬لذا استسلمت لألمر‬
‫ولم تحارب!‬
‫‪...‬‬

‫حدّقت للمباني الشاهقة‪ ،‬للناس وتجولهم‪....‬إلصرارهم على‬


‫سا عميقًا‪.....‬الوحدة هُنا أفادتها في التخلّص من‬ ‫العيش‪...‬أخذت نف ً‬
‫جنونها!‪......‬دون حواجز‪......‬للتخ ّلص من صدمتها بهدوء وبًل‬
‫قواعد‪.....‬‬
‫مؤخرا‪ ،‬تُريد ان تهاتفها ولكن أجلّت‬ ‫ً‬ ‫نظرت لهاتفها التي اشترتهُ‬
‫أول يوم قضتهُ هنا ولكن لم تحبذ‬ ‫األمر كانت بحاجة لوجودها ُمنذ ّ‬
‫ان تكون مثلهم انانية وتزعجها بحزنها العميق و ُجرحها الغائر‬
‫ولكن اآلن تستطيع أن تحدثها بعد ان استعادت جز ًءا بسي ًطا من‬
‫اتزان عقلها‬
‫الغريب أنها حافظة رقمها اكتشفت ذلك عندما اتصلت عليها من‬
‫هاتف المحل بعد ان اخبرته انه اضاعت هاتفها وتريد االتصال‬
‫عليه لتطمئن انه بأيدي أمينة! فاجابتها عرفت صوتها وأغلقت‬
‫للتسوق‪....‬‬
‫ّ‬ ‫الخط سري ًعا كل هذا حدث عندما خرجت‬
‫اما اآلن‬
‫مرت عليها على‬ ‫المرة كمرارة األحداث التي ّ‬ ‫وضعت كوب قهوتها ّ‬
‫الطاولة أبعدت خصًلت شعرها عن وجهها‬
‫جلست على طرف السرير‬
‫ثم لم تتردد في االتصال بها‬
‫‪..................................................‬‬
‫كانت في غرفتها في منزل خالتها‪ ،‬تحاول أال تحتك بزوج خالتها‬
‫وال بأوالده وال حتى ببناته تشعر أنّ الكون اصبح ضيقًا ال تُريد أن‬
‫تكون سجينة لهذه الغرفة ال تريد ‪........‬حقيقة استقبلها والدها‬
‫ليومين ولكن لم تشعر بالراحة فزوجته لم ترحب بها وقضت يوم‬
‫كامًل عند والدتها ‪....‬وايضًا لم تشعر بالراحة وال الطمأنينة‬ ‫ً‬
‫وعادت بأدراجها لمكانها المعتاد‪......‬حدثت والدها أن يسمح لها‬
‫بالعيش في شقة منعزلة عن الجميع ووبخها على ذلك مردفًا‬
‫‪:‬ما عندنا بنات يسكنون في شقيق لحالهم‪....‬‬
‫صة‪ ،‬ال تريد كيف يهون عليه ان تنام عند خالتها وفي‬ ‫فبلعت الغ ّ‬
‫بيت رجل غريب عليها حقيقةً لم تفهم عقليّة والدها! ولكن كل ما‬
‫مطوال ستتحدث مع والدها ليسمح لها‬ ‫ً‬ ‫تعرفه انها لن تبقى هنا‬
‫بنقل دراستها إلى أمريكا ستكمل دراستها هناك ً‬
‫بدال من‬
‫بريطانيا‪....‬‬
‫سمعت رنين هاتفها ونظرت للرقم الغريب‬
‫وارسلت رسالة سريعة تكتب فيها‬
‫(راح اكلم ابوي وبقوله بكمل دراسة بامريكا)‬
‫ثم رمت هاتفها بعيدًا عنها وأعاد الرنين بنفس الرقم‬
‫تمللت ثم اجابت‪ :‬الو‪....‬‬
‫اتاها صوت بارد ‪ ،‬خالي من المشاعر‪ ،‬مبحوح للغاية لدرجة انها‬
‫لم تعرف صاحبة هذا الصوت‪ :‬اخبارك إيًلف‪...‬‬
‫عفوا ؟ مين معي!‬
‫قطبت إيًلف حاجبيها ونظرت للرقم لتتأكد‪ً :‬‬

‫تغيرت ‪ :‬انا نور‪...‬‬


‫ّ‬ ‫هل ح ًقا صوتها تغير أم أنّ حياتها بأكملها‬

‫إيًلف بسعادة صرخت ونهضت من على السرير‪ :‬يا معوووووده‬


‫وينج انتي؟‪......‬اسبوع كامل وانا ادقدق عليج ما تردين‪.....‬قلبي‬
‫قرصني عليج‪....‬صرت أحاتيج‪........‬طمنيني عنج‪.....‬؟‬

‫نور بللت شفتيها الجافتين ‪ :‬انا بخير‪.....‬ضاع جوالي عشان كذا‬


‫تصعبت علي األمور في إني اتواصل معاك‪......‬‬
‫ايًلف بلهفة‪ :‬زين اخبارج؟ بعد اللي صار ووينج فيه الحين؟‬

‫نور نظرت للغرفة هل تخبرها أنها تعيش في غربة جديدة ووحدة‬


‫عظيمة ومخاوف أخرى؟!‬
‫‪ :‬تطمني انا بخير‪....‬وحاليا انا في باريس‪.....‬انتقلنا عشان اللي‬
‫صار ‪...‬خاصة انه امير مستهدف‪....‬‬

‫ايًلف بشهقة‪ :‬هأأأأأأأأأأأأ‪.....‬وي هللا يعينه‪.....‬زين وش آخر‬


‫التطورات عندج؟‬
‫نور مسحت على وجهها وبشحوب‪ :‬أحاول اتأقلم على العيشة‬
‫الجديدة‪.......‬إال صدق انتي وينك الحين رجعتي لكويت؟‬
‫ايًلف بتنهد‪ :‬مع األسف أي‪....‬‬
‫نور فهمت اإلشارة‪ :‬انتي ببيت خالتك؟‬
‫ايًلف ‪ :‬أي‪......‬احس اني بسجن‪....‬جالسة بالغرفة مثل القطو‬
‫لحالي‪.....‬‬

‫نور سكتت ‪ ،‬حالها يشبهها ولكن بمختلف األحزان!‬

‫أكملت ايًلف‪ :‬بس راح أقول ألبوي راح اكمل دراسة‬


‫بامريكا‪...‬احسن لي من هالقعده هذي‬
‫نور بتأييد‪ :‬زين ما تسوين‪.....‬طيب ما فيه شي ثاني ؟‬
‫فهمت عليها ايًلف واردفت بابتسامة خجلة‪ّ :‬إال‪.....‬‬
‫نور ارتسمت على شفتيها ابتسامة بصعوبة بالغة ‪ :‬طارق؟‬
‫ايًلف بحالمية‪ :‬أي‪......‬يعني صاير حاليا بينا مكالمات ‪.....‬احسه‬
‫مهتم فيني حيل‪....‬‬
‫نور بجدية‪ :‬واضح يحبك‪...‬‬
‫ايًلف بحيرة‪ :‬بس ماعترف لي‪...‬‬
‫نور باهتمام‪ :‬الولد خجول ويترجم حبه لك بافعاله وتصرفاته‬
‫ايًلف بجدية‪ :‬هو اللي قال لي ‪....‬قولي ألبوك راح تكملين دراسة‬
‫بامريكا‪...‬‬
‫نور بشك‪ :‬وهو بروح يكمل هناك‪...‬‬
‫ايًلف ‪ :‬أي‬
‫نور بحذر‪ :‬انتبهي على نفسك‪.......‬ال تثقين فيه ثقة‬
‫عميا‪....‬وخذي احتياطاتك منه‬
‫ايًلف بهدوء‪ :‬ال تخافين علي صديقتج ‪....‬ذيبة ما ينوكل حقها‪....‬‬

‫نور ابتسمت هنا مرةً أخرى وكأنّ عضًلت وجهها اعتادت على‬
‫االبتسامة ‪ :‬طيب‪.....‬ما أطول عليك مع السًلمة‬
‫ايًلف بزعل‪ :‬وجع ال سكرين‪...‬‬
‫نور سكتت‪ ،‬سمعت انفاس ايًلف ثم اردفت‪ :‬ماقدر اشوي مشغولة‬
‫اكلمك بعدين وسيفي عندك رقمي الجديد‬
‫ايًلف برضا‪ :‬انزين‪....‬وديري بالج على نفسج‪...‬‬
‫نور ‪ :‬وانتي بعد مع السًلمة‬
‫أغلقت الخط ثم نهضت‪ ،‬الهروب مفيد في بعض األحيان ولكن لن‬
‫يطول أمره بالنسبة إليها‪ ،‬البد ان تواجه كل الحقائق‬
‫لذا ‪.....‬قررت أن تخرج من هذه الوحدة جمعت مًلبسها القليلة‬
‫في الحقيبة المتوسطة الحجم التي اشترتها من اجل هذا اليوم‬
‫واخذت جاكيتها األسود التي اشرته ارتدته على عجل وسحبت‬
‫هاتفها وخرجت من الغرفة‬
‫صعدت المصعد وصلت إلى اللوبي سلمت مفتاح الغرفة‬
‫ومن ثم دفعت المال المستحق لجميع الليالي التي مكثت فيها هنا‬
‫ثم تو ّجهت لناحية ماكس والذي كان يُراقبها طيلة المدة‬
‫يظن أنها لن تلحظ مكانه ولكن هو مخطأ ولن تنكر أنّ وجوده‬
‫سا يرتشف قهوته ويقرأ‬ ‫اشعرها باألمان توجهت إليه وهو كان جال ً‬
‫الجريدة!‬
‫علمت انه مكث في الغرفة المجاورة لها وفهمت أنه يُجيد اللغة‬
‫العربية ألنها سمعته ذات يوم يتحدث مع أمير بها ولكن بطريقة‬
‫مكسرة‬
‫عندما وصلت إليه سحبت الجريدة من يده وتحدثت باللغة العربية‪:‬‬
‫وصلني لمكان امير‪...‬‬
‫نظر إليها لوهلة ‪ ،‬وبتعجب اردف?‪: what‬‬
‫انحنت لألمام ليصبح وجهها مقابل وجهه اكثر وبحده نظرت‬
‫لعينيه‪ :‬ادري انك تفهم عربي ‪.......‬ال تسوي فيها‬
‫كريزي‪......‬وقوم وصلني لعند أمير‪...‬‬
‫ازدرد ريقه وبلل شفتيه ونظر لمن حوله ثم نهض وسحب من‬
‫يدها حقيبتها وأشار لها أن تتقدم أمامه‪....‬وما إن خرجا حتى فتح‬
‫لها باب السيارة وركب بعدها وقادها إلى المكان المنشود‬
‫حدّقت في كل األشياء من حولها دون أن تركّز عليها‬
‫‪.....‬وكثيرا حتى بها وصلت إلى أعماق تفكيرها‬
‫ً‬ ‫كانت تفكر‬
‫المخيفة‬
‫وهي ابنتها؟!‬
‫هل ستدخل عليه وستراها في حضنه؟ هل حان موعد لقاء األلم‬
‫واالبنة اآلن‬
‫كانت ستتراجع ولكن الجمت نفسها عن التحدث بأخذ نفس عميق‬
‫مسموع لمسامع ماكس‪....‬‬
‫شبكّت أصابع كف يدها ببعضهما البعض‪ ،‬تذكرت األمور الخف ّية‬
‫عن ديانا وأمير‬
‫ذات ليلة‪ ،‬في غرفة المستشفى التي احتجزوها بداخلها‪ ،‬بكت‬
‫بوجع نفسي مؤلم ‪....‬كانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة والثلوج‬
‫طت شوارع أكسفورد بكثافة زادت من جمالها‪.....‬‬ ‫غ ّ‬
‫كبيرا بالنسبة إليها ومخيفًا‬
‫ً‬ ‫كانت في شهرها السابع بطنها بدأ‬
‫كرهت نفسها اكثر مما قبل وقفت امام النافذة وهي ترتجف خو ًفا‬
‫اضاعت عليها سنة دراسية كاملة بسبب زواجها وحملها!‬
‫واحتجازها هنا‬
‫بكت ‪ ،‬بكت بخوف ‪......‬خائفة من فكرة االنجاب‪......‬خائفة من‬
‫كل شيء ‪.....‬مجروحة من ال ُحب‪....‬من العشق‪....‬من الفراق‬
‫الغير مخطط له بالنسبة إليها‬
‫وضعت يدها على بطنها وهي ترتجف‪ ،‬علمت أنها تحمل بداخلها‬
‫أنثى‪....‬ربما ستكون قبيحة كوالدتها ‪.....‬او جميلة كوالدها‬
‫كانت تلك الفترة تثق بقبح وجهها‪......‬صنفت نفسها من اقبح‬
‫الناس على وجهه األرض بسبب قلة ثقتها بنفسها وبسبب ما‬
‫عانتها من تن ّمر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫كانت قد استرجعت جزء بسيط من هذه الثقة بعد معرفتها ببهاء‬


‫الدين( ُمراد) ولكن سري ًعا ما هدم هذه الثقة‬
‫همست لطفلتها وهي تمسح على بطنها بشكل دائري ويدين‬
‫مرتجفتين‪ :‬ال تجين ‪.......‬ال تجين على هالدنيا ‪.....‬ما في شي‬
‫حلو‪.......i swear....‬‬
‫ثم أسندت‬
‫جبينها على النافذة الباردة ووضعت كفي يدها عليها وبكت‬
‫بصمت!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وها هي مع هذه الذكرى ‪.....‬غير قادرة على البكاء ‪....‬غير قادرة‬
‫على مجابهة األمور‪.....‬ال تدري هل ستتقبلها ؟‬
‫في الواقع ال تريد أ تراها ‪.....‬فهي على غير استعداد لهذه‬
‫اللحظات‪.......‬توقف ماكس في الـ(الباركنق) أوقف السيارة نزل‬
‫ليفتح لها الباب‪.....‬نزلت وشدّت الجاكيت على جسدها ‪...‬تنهدت‬
‫ثم أشار لها ماكس ‪ :‬السيد أمير‪.....‬هُنا‪...‬‬
‫توجهت لناحية الباب اتى بجانبها اخرج من جيبه نسخة أخرى من‬
‫مفتاح الشقة وفتح لها الباب‬
‫دخلت وهو بقي في الخارج لم يدخل ما إن غلقت الباب حتى‬
‫سمعته يقول‪ :‬ماكس لك فينك يا زلمي تأخرت‪......‬راح روح‬
‫لسندرا‪.....‬طمني كيفها لنور‪....‬‬
‫ثم خرج من الغرفة ‪ ،‬وفهمت انه كان يرتدي مًلبسه‪ ،‬كان‬
‫سيتحدث ولكن ما إن رآها حتى انخرس وازدرد ريقه‬
‫تغير عليها‪....‬تشعر بكبر سنة فجأة‪....‬لم يعد أمير الذي تعرفه‬
‫شعره ما بال شعره قصير للغاية ‪......‬وله شارب ماذا حدث هل‬
‫يتنكر بشخصية أخرى؟ ولكن ِلم هو هزيل؟‬
‫هل بسبب موت محبوبته؟!‬
‫وهي ايضًا تغيّرت عليه‪.......‬اصبحت هزيلة ‪...‬شاحبة‪......‬مهملة‬
‫لشعرها الطويل المنثور على كتفيها‪....‬تنظر بنظرات ال تفسر‬
‫ومشتتة‪.....‬شفتيها متقشرتين ‪......‬حاجبيها معقودين ‪.....‬تاخذ‬
‫أنفاسها بصعوبة لتكبح شيء بداخلها ال يعرف ما هو؟‬
‫ربما الخوف!‬
‫ً‬
‫مجاال‬ ‫ابتسم لها وتقدم لناحيتها بخطى سريعة ولم يترك لها‬
‫احتضنها‪.....‬بل اعتصرها وو ّد لو يدخلها ما بين ثنايا صدره‬
‫اشت ّم رائحة شعرها التي تذكره برائحة والدتها‬
‫تحدث بلهجة سعودية‪ :‬نورتي المكان يا قلبي‪....‬‬
‫ً‬
‫مطوال هي‬ ‫لم تبادره بهذا االحتضان ولكن ودّت (لو ) يبقى هكذا‬
‫بحاجة إلى هذا الحضن ُمنذ أسبوع‬
‫أراحت رأسها على كتفه ‪ ،‬واغمضت عينيها التي تأبى خروج‬
‫وطوقته بيديها‬‫ّ‬ ‫دموعها وانغمست لرغبتها للشعور باألمان‬
‫وبادرته باالحتضان‬
‫رقّى قلبه على حالها ونزلت دموعه على خديه شدها اكثر إليه‬
‫وكأنه يخبرها بأنه بجانبها لألبد طبطب على ظهرها همس‬
‫‪:‬حبيبتي بتأسف على كل شيء‪....‬على كل شيء يا نور‪...‬‬
‫ازدردت ريقها ومن ثم‪....‬دفنت وجهها في صدره بعد ان ابتعدت‬
‫قليًل لمسافة معينة لتمكنها من الوصول إلى تلك المنطقة التي‬‫ً‬
‫تقسم أنها ستجد بها جز ًءا بسي ًطا من والدتها ‪....‬ديانا دو ًما ما‬
‫تفعلها حينما تشعر بالتعب ‪.....‬كانت تنظر لهما بالخفاء دون ان‬
‫يشعرا‬
‫وقد لمحت ذات يوم هذه الحركة التي تفعلها والدتها وتهمس له‬
‫بحب‪ :‬تعبانة لمني بين احضانك امير وخليني اغفى!‬

‫هي اآلن ال تريد أن اتغفى تريد أن تشعر بوالدتها‬


‫حركتها تلك آلمتهُ ‪ ،‬وذكرته بها‬
‫قبّل راسها وطبطب على كتفها ثم مشى بها لناحية الصالة اجلسها‬
‫بجانبه ولم يدعها تتحرك من حضنه‬
‫وهي أسندت‬
‫رأسها على كتفه بتعب‪ ،‬وارهاق‪.......‬هي ال تريد هذا الحضن منه‬
‫ولكن ال يوجد هنا من تريده!‪......‬هو كاذب‪....‬وخائن‪......‬ولكن‬
‫دو ًما ما تعود إليه ‪......‬مقدّر عليها ان ترتمي في حضن من كان‬
‫سببًا في ابعادها عن وطنها‪.....‬هي تنتمي إليه وهو ينتمي لحبه‬
‫الذي يبحث عنه في احضانها ‪......‬هي تبحث عن األمان ‪....‬وهو‬
‫يبحث عن عشقه كالمجنون‪....‬وكًلهما يداوي جرحهُ باحتضان‬
‫اآلخر ‪.......‬شدّت على خصره ‪....‬وهي ترتعش‬
‫همست لهُ‪ :‬ابي انام‬
‫تنهد بضيق على حالها من الواضح أنها لم تنم ج ّيدًا طيلة تلك‬
‫المدّة لذا سحب نفسه إلى زاوية الكنب وهي سحبت قدميها‬
‫لتمدهما على الكنبة وتنسد رأسها على صدره اغمضت عينيها‬
‫وهو أخذ يمسح على شعرها‬
‫وبدأ يغني لها بلحن هادئ وحزين‪:‬‬
‫هي وهي وهلًل‬
‫بالجرا‬
‫ّ‬ ‫سمن وعسل‬
‫مناكل نحنا والبوبو‬
‫نام نام يا زغير نام‬
‫نيَّمتو ما كان ينام‬
‫نام‪ ..‬أهلل يا عيني‬
‫إبني يا عنب الزيني‬
‫يا هللا يا هللا يا دايم‬
‫تحفظ عبدك النايم‬
‫تحفظ عبدك وتْجيرو‬
‫وتخلّيه نايم بسريرو‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اهتّز جفن عينيها بًل دموع كانت والدتها تغنيها لها وهي بعمر‬
‫السادسة والسابعة قبل غربتها األولى عندما تأبى النوم كانت‬
‫تُغنيها لها لتغط في سبات عميق ال تدري هي تنام بسبب دفئ‬
‫صوت والدتها ام بسبب الكلمات!‬

‫هل يعلم أنها كانت تُغنيها لها أم ما يحدث اآلن من محض الصدق‬
‫التي تُزيد األوجاع؟‬
‫لم تنهاه عن اكمالها وترديدها لمسامع آذنيها جعلته يُكملها وهي‬
‫تتذكر طفولتها المحفوفة بحب والدتها وبحب ابيها‬
‫ّ‬
‫يوسف‪......‬اهتز جسدها برغبة عارمة للبكاء ولكن عجزت من‬
‫اخراج الدموع‬
‫فشدها أمير لصدره مردفًا هذا البيت‪ :‬يا هللا يا هللا يا دايم ‪،‬‬
‫تحفظ عبدك النايم‬
‫فشدّت على جفني عينها وحاولت بشتّى الطرق للنوم ولكن عجزت‬
‫من النوم ‪.....‬سيطرتها باتت مستنزفة ‪.....‬عاجزة ‪.....‬سكت أمير‬
‫واخذ يراقب مًلمح وجهها ‪.....‬ويمسح على شعرها‬
‫بهدوء‪....‬تشبه والدتها لديها االنف ذاته‪.....‬الحاجبين ذاتهما‬
‫‪.....‬حدّة الوجه ذاته‪.....‬انحنى وقبّل جبينها بلطف وكأنه يُهديها‬
‫اعتذاره عن كل شيء بًل استثناء‪......‬مسح على خدها بلطف‬
‫‪.....‬وبندم يأكل قلبه على إخفاء امر ابنتها عنها طيلة هذه‬
‫المدّة‪.......‬سمعها وهي تأخذ نفسها عميقًا‬
‫وتردف وهي مغمضة لعينيها‪ :‬اوصف لي شكلها؟‬
‫لم يفهم ماذا تقصد بالضبط لذا أكملت قائلة‪ :‬اقصد بنت بهاء الدين‬

‫اوجعه قلبه‪ ،‬حينما اردفت بهاء الدين لو تعلم أنّ حتى اسمه كذبة‬
‫وحياتها معه اكبر كذبة الستمالتهم عن طريقها لناحية الهوى‬
‫ل ُجنّت!‬
‫تنهد بضيق وازدرد ريقه مترددًا‪ :‬شعرها بني غامق‪.......‬‬
‫ابتسمت بسخرية وما زالت مغمضة لعينها‪ :‬على ابوها‬
‫ش ّد عليها وكانه يريد مؤازرتها‪ :‬عندها تغاير لون عينين‬
‫‪.....‬اليمين لونها عسلي فاتح‪.....‬واليسرى بني غامق‪....‬‬
‫تحشرج صوتها هنا وهي تشد على عينها تريد إخراج الدموع‬
‫ولكن بًل جدوى‪ :‬يعني قبيحة مثلي‪....‬‬
‫قوس حاجبيه بضيق‪ ،‬وخالجته حشرجت بكاء حاول كبحها‪:‬‬ ‫ّ‬
‫بشرتها حنطية مائلة للبياض‪....‬‬
‫اردفت بضيق‪ :‬مثل ابوها‪.....‬اجل لعصبت بصير لونها احمر‪......‬‬
‫ارتجف جسدها بعد ان سكتت تلك الرجفة التي تنم عن البكاء‬
‫ثم نهضت من حضنه ونظرت لعينيه ‪ :‬هي مريضة بسببي‬
‫‪....‬عشان كنت آخذ حبوب عن الكآبة‪......‬وعن اضطرابي‪.....‬‬
‫امير بجدية ليطمئنها‪ :‬ال‪.......‬‬
‫نور ازدردت ريقها‪ :‬أجل ليش تعبانة؟‬
‫امير ال يريد أن يُخفي عليها تلك األمور تحدث باللهجة السعودية‪:‬‬
‫نقّص عندها األكسجين عند والدتك لها‪.....‬واثر هالشي على‬
‫نظرها‪...‬‬
‫نور بانكسار‪ :‬يعني صارت عميا؟‬
‫أمير بهدوء‪ :‬ال‪.....‬ولكن صار عندها ضعف نظر‬
‫حاد‪....‬واضطريت أوافق على عملية إعادة تصحيح النظر وهي‬
‫بهالعمر ألنها صارت نسبة العما كبيرة‪.....‬‬
‫نور ازدرد ريقها واردفت بصوت اشبه للهمس بسبب حشرجت‬
‫البكاء‪ :‬والحين تشوف؟‬
‫هز برأسه مبتس ًما وهو يطبطب على كف يدها األيمن‪:‬‬ ‫أمير ّ‬
‫أي‪....‬بس الزم تلبس نظارة‪....‬‬
‫نور سكتت‪ ،‬ومن ثم تذكرت أمر واردفت سريعًا‪ :‬اخبار يدك؟‬

‫لن ينكر أنها تملك قلبًا طيبًا ‪ ،‬تملك في قلبها حنيّة ال تعرف‬
‫رغم محاولتها في أن تصبح قاسية وبعيدة كل البعد عن مشاعر‬
‫الرأفة إال انها ال تستطيع أن تنغمس لهاويتهم!‬
‫‪:‬بخير‪.....‬بدأ الجرح يلتئم وما صرت احس بالوجع‪.....‬‬
‫هزت رأسها برضى‪.....‬ثم قالت ‪ :‬خًلص روح لها‪.....‬‬
‫ثم نهضت لتردف‪ :‬أنا بطلع اتمشى اشوي‪.....‬وبرجع‪....‬‬
‫أمير نهض ثم قالت سري ًعا قبل أن تتحرك من أمامه‪ :‬طلعت رقم‬
‫جديد‪....‬عطني جوالك اسجله لك‪...‬‬
‫مد هاتفه لها بهدوء سحبته سجلت رقمها ثم انسحبت من نظراته‬
‫ومن ضعفها امامه ثم خرجت‪......‬لتجد نفسها تتنفّس بعمق‬
‫وتشهق بشهقات متتالية تنّم عن رغبتها في البكاء‪......‬وضعت‬
‫يدها على قلبُها تشعر باضطراب أنفاسها ‪ ....‬تشعر‬
‫بالخوف‪......‬بالضياع‪.....‬بالتشتت واالنهيارات أمام جميع‬
‫الذكريات التي تطرأ عليها في هذه الدقيقة‬
‫نظر إليها ماكس ثم اتى بقربها راكضًا‬
‫?‪: are you ok‬‬
‫حدّقت في عينيه بعينيها الجاحظتين أومأت برأسها بمعنى (أجل)‬
‫ثم ابتعدت عنه وه ّم بمتابعتها وفق امر امير ولكن شعر بكف‬
‫تربت على كتفه األيسر‪ :‬اتركها‪.....‬خليها اليوم بدون‬
‫مراقبة‪.....‬يمكن تئدر تتنفّس وتتخ ّلص من عبء احزانها‪....‬‬
‫حرك رأسه بهدوء‬ ‫ماكس فهم على امير ّ‬
‫أمير ‪ :‬راح روح للمستشفى اطمأن على سندرا‪.....‬وبعدها راح‬
‫روح على المبنى الجديد للشركة‪....‬وانتّا هأل روح وتابع شغلك‬
‫‪......‬لك بس ساعة حتى تخلّص شغلك وتجي لهون ال تنسى‬
‫‪...‬بخاف ترجع ديانا وما تًلئي حدا هون وانا انسيت اعطيها‬
‫مفتاح احتياطي للشقة!‬
‫ماكس‪ :‬اوك‪....‬‬
‫ثم ركب سيارته وانطلق‬
‫أما هي تمشت ببطء على الرصيف‪......‬تحاول أن تهدأ من‬
‫سها المضطربة أن تستعيد وعيها ‪....‬اخذت تنظر لمن‬ ‫انفا ُ‬
‫حولها‪....‬اغمضت عينيها وامتّصت ذكرياتها المأساوية واكملت‬
‫الطريق إلى ان دخلت في زحمة باريس ‪...‬بقُربها من المطاعم‬
‫ّ‬
‫المحًلت‬ ‫المًلبس‪.....‬تجولت حول‬
‫ّ‬ ‫والكافيهات وحتى محًلت‬
‫ودخلت في معمعة الناس وزحمتهم إلى ان قررت في الذهاب إلى‬
‫اقرب‬
‫كوفي شوب ‪.....‬تُريد أن تشرب قهوة تستعيد بها نفسها‬
‫وتمتص غضبها‪!.‬‬
‫حقيقةً أصبحت مدمنة على شربها ‪.....‬في هذه األوان!‬
‫مشت بخ ُطى هادئة ‪ ،‬تتنفّس بهدوء وتجول بانظارها إلى الشوارع‬
‫اقتربت من الباب‬
‫سحبت الباب لتفتحه ثم خطت خطوة كبيرة لألمام حتى اصطدمت‬
‫في كتف إحداهما‬
‫واردفت بالفرنسية قبل أن ترفع رأسها وهي مطأطأة به ومنحنية‬
‫لسحب هاتفها الذي سقط على األرض ولكن لم ينكسر!‬
‫‪: Je m'excuse‬‬

‫ثم وقفت بشكل س ِو ورفعت رأسها ‪ ،‬نظرت إلى وجهه ‪ ،‬واحتبست‬


‫أنفاسها ‪...‬وتج ّمدت أطرافها وحواسها ‪...‬لم تُرمش بعينها بقيت‬
‫تبحلق في وجهه ‪...‬تشعر أنّ لسانها شّل حاولت أن تنطق اسمه‬
‫ولكن عجزت‪....‬كما هو مصدوم في هذا الحال ويبحلق في وجهها‬
‫كما هي تبحلق في وجهه ‪ ،‬شعرت أنّ الزمن توقف عند هذه‬
‫واحمر وجهها الجميع انصدموا من‬ ‫ّ‬ ‫اللحظة حتى بها اختنقت‬
‫منظرهما المتج ّمد امام الباب!‬
‫إلى ان اتى احدهم طال ًبا منهما أن يتحركا ليتمكن من الخروج‬
‫فهنا استيقظت على نفسها وتراجعت خطوتين شاسعتين لًلبتعاد‬
‫عنده وتسمح للرجل العبور وادركت شيء ما حتى إنها ابتسمت‬
‫بسخرية الصدف‬
‫بينما هو تلعثم وهو يتحدث?‪: Noor‬‬
‫لم تُجيب عليه‪......‬كل ما فعلته اقتربت منه وحدقّت في عينيه‬
‫بحقد(?‪ : lier‬الكذاب)‬
‫ازدرد ريقهُ وابتعد حينما سمع تلك الفتاة تناديه بحب‬
‫‪: Tom……..where are you?......look..my‬‬
‫‪love….iam trying to….‬‬
‫ولم تكمل حديثها‪ ،‬ألنها انتبهت لتجمده ونظرات نور الساخرة له!‬
‫تحدثت متسائلة‬
‫?‪: who is she‬‬
‫رمقتهما نور بنظرات استحقار وسخرية ومن ثم خرجت من‬
‫بدال من ان تطلب منه قهوتها!‬ ‫الكوفي ً‬

‫اما توم مسح على وجهه بتوتر وتلك الفتاة ما زالت تسأله من‬
‫صر عليها ان تبقى هنا تنتظره ثم‬‫هي نور؟ ولكن لم يُجيبها وا ّ‬
‫خرج راكضًا‪....‬‬
‫أما نور‪.....‬ما إن خرجت حتى ضحكت بقوة وشعرت بضيق‬
‫تنفّسها يعود من جديد نظرت لمن حولها وابتسمت بسخرية‬
‫وعادت تضحك كالمجنونة!‪.....‬ولم تنتبه لتوم الذي يركض‬
‫لناحيتها‬

‫تشعر أنها جنّت ‪...‬لماذا الجميع يبتسم؟‪...‬يفرح‪....‬يُسعد ؟‪...‬يوفّق‬


‫في حياته وفي حبه وهي تفشل في كل هذا‪.....‬هل العيب فيها أم‬
‫في الناس الذين يعيشون من حولها‪...‬لم تتوقف عن الضحك‬
‫‪....‬مستمرة ‪....‬في الضحك على نفسها وعلى بشاعة ما يحدث‬
‫لها‪....‬إذًا توم خدعها‪....‬لم يكن مري ً‬
‫ضا ومصا ًبا باإليدز كما‬
‫قال‪.....‬هذه كذبة من اجل ان يفترقا بهدوء‪....‬ويأتي لهنا‪...‬من‬
‫اجل حبيبته الجديدة‪........‬نظرت للسماء وهي تضحك‪.....‬بعمق‬
‫شعورها بالقهر‪....‬شعرت بيد احدهم تمسكها وتجبرها على‬
‫االلتفاف لناحيتها‬
‫نظرت لعينيه وباشمئزاز!‪: leave me‬‬
‫توم بتوتر‪.....‬وبخوف من ردت فعلها (مترجم)‪ :‬لن‬
‫لك االمر‪....‬‬
‫اتركك‪...‬دعيني اشرح ِ‬

‫واخيرا رأت لها متنفّس لقهرها لتنفجر صارخة في‬


‫ً‬ ‫نور‬
‫وجهه(مترجم)‪ :‬ماذا ستقول؟‪.....‬هل ستخبرني عن شفاؤك عن‬
‫المرض ام عن حبيبتك الجديدة؟‬

‫توم ازدرد ريقه وتلك الفتاة لم تستمع له بل خرجت وبقيت واقفة‬


‫امام باب الكوفي ونظرت لهما حتى استشاطت غيضًا لرؤية نور‬
‫القريبة من توم وضعف توم عن الحديث أمام صراخها ولكن‬
‫قررت أال تقترب منهما!‬

‫توم حكّ جبينه(مترجم)‪ :‬صدقني انا لم أخنك ‪.....‬احببتُك حقًا‬


‫ولكن‪..‬‬
‫ولّت بظهرها عنه لتمشي ولكن مسكها من كف يدها وهو يقول‬
‫بصدق(مترجم)‪ :‬كنت انوي الزواج بك‪.....‬ولكن لم استطع أن‬
‫ألنك‪.....‬‬
‫افعل هذا ِ‬
‫ألنك عربية‬
‫نور تنتظر الصدمة األخرى منه ليكمل بقساوة‪ِ :‬‬
‫الجنسية ‪.....‬وتنتمين إلى ديانة ‪.......‬لن يتقبلها أي فرد من‬
‫عليك من هذا األمر وابتعدت‪....‬لكي ال أُحدث ِ‬
‫لك‬ ‫ِ‬ ‫عائلتي‪...‬فخشيت‬
‫ضررا في حياتك!‬‫ً‬
‫نور نفضت كف يدها من يده وبحقد اردفت (مترجم)‪ :‬إذًا اتركني‬
‫واذهب لحبيبتك ‪....‬انظر انها تنتظرك أيها الجبان!‬
‫ثم ركضت بعيدًا عنه وعن اعترافه الذي زاد من قهرها ومن‬
‫وجعها أما هو عاد لمحبوبته التي اخذته يمنةً ويسرى باألسالة‬
‫ولكن لم يُجيبها على أي واح ٍد منهم!‬
‫‪....‬‬
‫شتمت نفسها وغباؤها ‪ِ ،‬لم جعلتهم يتحكمون ِبها ويستغلون‬
‫ضعفها وحاجتها إليهم ‪.....‬لم جعلت نفسها كالدمية يتًلعب‬
‫بخيوطها لتحريكها كما يشاؤون ؟! وهي تمتلك خواص ربما‬
‫كيمائية ال تتناسب مع خواصهم ألنها تسبب االنفجار وخواص‬
‫فيزيائية عنيدة تسبب التنافر لًلبتعاد عنهم ! تًلعبوا بتلك الخيوط‬
‫طعت بسبب ما يمتلكونه من خواص ال ترغب في مجاراة‬ ‫ولكن قُ ّ‬
‫خواصها ابدًا!‬

‫ولكن ما يؤلمها أنهم حاولوا بشتّى الطرق ان يتكيّفوا مع خواصها‬


‫الغريبة حتى أنهم خططوا لحياتها ً‬
‫بدال منها !‪....‬دمروا استقرارها‬
‫وهي تحاول ان تشد بيديها الضعيفتين على بقاؤه هادئة‪.....‬‬

‫مسحت على خديها متوهمةً بوجود الدموع التي لم تنساب على‬


‫خديها في األصل‪....‬ومشت بخطى متسارعة لناحية الهاوية دون‬
‫تردد ودون تفكير بالعواقب‪.....‬ال تدري بهذا الفعل تنتقم منهم أم‬
‫تنتقم لنفسها! هي منعت نفسها من اإلقدام على هذا األمر لعدّة‬
‫أيّام وجيزة ولكن ما حدث لها اآلن اخ ّل باتزان‬
‫افكارها‪...‬وانصاغت وراء رغبتها ‪.....‬ثم‪.....‬توجهت إلى إحدى‬
‫الموجهة لها وال‬‫األماكن الملعونة ‪.....‬لم تهتم ال للنظرات الحقيرة ّ‬
‫إلى االشكال المقززة التي تنظر إليهم بانكسار من حالها!‪....‬دخلت‬
‫هذه المرة دون خوف‪.......‬لرغبة بداخلها وتتمناها من زمن بعيد!‬
‫‪......‬تُريد النسيان ‪...‬والمرح ولكن بطريقة‪......‬تجعل من اإلنسان‬
‫حيوانًا ال يعرف نفسه!‬
‫كانت الموسيقى صاخبة ومزعجة لخًليا العقل‪....‬ولكن هذا مفيد‬
‫بالنسبة إليها مفيد الخراس الذكريات وشعورها باالشمئزاز حول‬
‫حياتها وغدر الناس لها‪.....‬توجهت للكراسي الرفيعة امام تلك‬
‫الطاولة ‪......‬اقتربت منهم وقبل أن تجلس‬
‫ثوان وقبل‬
‫ٍ‬ ‫سا‪ ،‬فناولها إياه في بعض‬ ‫اشارت للعامل ان يناولها كأ ً‬
‫أن تأخذه ازاحت من على جسدها الجاكيت‪.......‬ووضعته خلف‬
‫الكرسي ومن ثم جلست ‪......‬نظرت للكأس تمنعت فيه‪.....‬اشت ّمت‬
‫رائحته قبل ان تقربه من شفتيها اشمأزت منه وابعدتهُ عن انفها‬
‫‪...‬خفق قلبها من اقدامها على هذا الذنب العظيم‪....‬وشعرت‬
‫بتأنيب الضمير وكادت ان تقوم وتهرب من المكان ولكن ‪...‬شدّت‬
‫وقربتهُ من شفتيها اغمضت عينها لكي ال تستمع‬ ‫على الكأس بقوة ّ‬
‫وأول‬‫لنفسها التي تُنهيها عن هذا األمر ‪...‬ثم ‪......‬شربت أول س ًم ّ‬
‫مقرب ٍة من الذنب في دفعة واحدة ‪.......‬شعرت بمرارة ما فعلتهُ‬
‫هزت رأسها وكأنها تُنفض الذكريات جميعها‬ ‫واشمأزت من مذاقه ّ‬
‫من دماغها الصلب‪......‬ولم تتردد عن طلب كأس آخر حتى إنها ‪..‬‬
‫اشارت له بكأس ثاني‪...‬فـ تعجب منها‬
‫متحدثًا باللغة الفرنسية (مترجم)‪ :‬عزيزتي ‪......‬ال تشربيه في‬
‫دفعة واحدة وإال ستخسرين عقلك سريعًا!‬
‫لم تجيب عليه حقيقة ً ال يفرق األمر‪ ....‬شربته في دفعة أو في‬
‫دفعات األمر واحد ما إن يدخل في فاهك ويعبر إلى معدتك سيفقدك‬
‫اتزانك ال محالة ولكن فهمت هو خائف من أن تثير المشاكل بعد‬
‫أن تشرب الكثير والكثير!‬
‫ناولها الكأس وشربته في دفعة واحدة‪ ،‬وهنا أدركت انها انغمست‬
‫في مشاعر الهروب للذنب باندفاع ُمخيف ‪...‬لنسيان ما يحدث لها‬
‫من خذالن!‬
‫هي ال تريد ان تُعيد ما حدث لها قبل خمس سنوات ‪.....‬ال تريد ان‬
‫اول رشفة من هذا الذّل ال تريد ان تُعيد االمر للوراء‪....‬وال‬
‫تتذكر ّ‬
‫تريد أن تُعيد ما عانتهُ بسببه!‬
‫ولكن تشعر انّ الجميع بدآ يضغطون على اوتارها و على‬
‫اوجاعها لذا هي تُريد أن تسكّن من آالمها بهذا الطريق المظلم‬
‫بئر عميق سرمدي!‬ ‫‪...‬والموحش‪.....‬والمؤدي للضيّاع في ٍ‬
‫بدأت تشعر بالدوران‪......‬وعدم االتزان ‪....‬والتخبط في الحديث‬
‫بينها وبين نفسها ‪......‬ابتسمت كالبلهاء له و‬
‫اشارت بأن يناولها الكأس الثالث‬
‫كان سيعترض ولكن اشارت له وهي تتحدث بثقل وبلغة فرنسية‬
‫سا آخر‬‫صعبة (مترجم)‪ :‬ال تكثر الحدييييييث‪.....‬هيّا‪...‬اعطني كأ ً‬
‫وإال لن ادفع لك ثمن الكؤوس األولى!‬
‫حدّق لها بملل‪ ،‬تنهد وهو يشتمها ولكن ابتسمت تشعر أنّ كلمته‬
‫في محلها هي كما قال ولن تتشاجر معه هي في األصل تنظر‬
‫لنفسها كما وصفها!‬
‫ناولها الكأس سحبته من يده بقوة ثم‬
‫شربته في دفعة واحدة ‪.....‬ثم نظرت للكأس بهدوء وهي تبتسم‬
‫كالمجنونة‪.........‬اخذت تحدثه بسخرية‬
‫‪:‬ذنبي‪....‬وذنب ديانا‪.........‬وذنب األشقر‪ .......‬واالهم ذنب‬
‫يوسف!‬

‫وما إن طرأ عليها اسم والدها حتى شدت على شفتيها لتمنع‬
‫رغبتها في البكاء‪.. .....‬ابعدت الكأس عنها وكأن تُبعد صورته‬
‫عن بالها بهذا الفعل!‪.....‬ثم ‪...‬اخرجت من حقيبتها المال‬
‫المستحق وبعثرتهُ على الطاولة بيدين مرتجفتين!‬
‫مرت الخمسة عشر دقيقة‬ ‫قررت االنسحاب من هذا المكان بعد أن ّ‬
‫من بقائها هنا فضجيج الموسيقى التي من هذا النوع بدا يزعجها‬
‫لذا نهضت وشعرت بدوران عارم لرأسها‪ ،‬ولكن لم تبالي ‪...‬مشت‬
‫خطوة لتبتعد عن الكرسي وكادت تسقط ولكن تشبثت بيدها بطرف‬
‫الطاولة وضحكت بخفة و بخجل! ثم استقامت في وقفتها‬
‫‪...‬و‪.....‬سحبت الجاكيت بيديها ‪...‬واخذت تترنّح يمنةً ويسرى في‬
‫مشيها ‪...‬إلى أن وصلت إلى الباب ثم خرجت للهواء الطلق!‪...‬‬
‫ضحكت على حالها‪ ،‬وبدأت تُهذي بكلمات غير مفهومة وتمتمات‬
‫غير معروفة وبلهجات ولغات مختلفة ومكسرة؟‬
‫ال تنّم إال عن حالتها وانكسارها وشتم نفسها!‬
‫جلست على إحدى األرصفة الجانبية واسندت رأسها على الجدار‬
‫الخلفي‬
‫حدّقت في السماء الممتلئة بالغيوم‬
‫واردفت ‪ :‬انا حققييييييييييييرررررررررررة‪.....‬‬

‫ثم وضعت كفّي يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ‪...‬دون‬


‫دموع؟!‬

‫وتكرارا ثم اخذت تعاتب‬


‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫واخذت تشتم وتسب نفسها‪،‬‬
‫والدتها بصوت مكسور ‪ :‬ليش جبتيني يا ديانا ليش؟‬

‫شعرت بذنبها واخذت تبرر ذلك ‪ :‬هم‬


‫ضيعونيييييييييييي‪.....‬ضيّعت بنتك يا‬
‫وبثقل ورجفة شفتيها‪ :‬يوووووووسف‪....‬‬

‫ومن ثم مالت على جنبها األيمن تضحك بسخرية مجرى األمور‬


‫عليها ‪ :‬هذا مكاني الصح!!!‬
‫واعتلت ضحكتها ‪ ،‬واشت ّد صوت الرعد والبرق ‪....‬لتبدأ السماء‬
‫بالهطول‪......‬اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما و‪...‬نظرت‬
‫تحولت فجأة إلى سواد‪.....‬ابتسمت واخذت‬ ‫للسماء‪....‬للغيوم التي ّ‬
‫تكرر بيقين‪ :‬عذابييي‪.....‬عذاااااابي‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫ومن ثم ضحكت وبكت في اآلن نفسه‪....‬وبعدها اتكأت على الجدار‬
‫محاولة للنهوض وما إن نهضت حتى تراجعت خطوتين للخلف‬ ‫ً‬
‫مترنحة وسقطت على أكياس القمامة‬
‫واعتلى صوتها بالضحك هنا ‪...‬رغم مرارة األمر إال انها تشعر‬
‫بالسعادة والمرح والقليل من الخوف! ‪....‬ولم تشعر بقطعة‬
‫الزجاج الخارجة من منتصف الكيس والتي خمشت يدها بخفة‬
‫‪.....‬حاولت النهوض مرةً أخرى ‪.....‬ولكن سقطت هذه المرة على‬
‫طرف الزجاجة لتخمش خاصرتها!‪...‬ألنها استلقت على االكياس‬
‫باأللم‪...‬استمرت بالضحك‪ ...‬إلى‬
‫ّ‬ ‫سريعًا‪...‬وهي تضحك فلم تشعر‬
‫أن شعرت بجنون سكرتها المشؤومة‪....‬قوست حاجبيها على حين‬
‫فجأة بعد ان شعرت بحرارة تتسلل كف يدها وطرف خاصرتها‬
‫األيمن‪...‬رفعت يدها امام وجهها ونظرت للون األحمر جرحها‬
‫ليس بتلك الغزارة ولكن نزف بشكل مخيف كونها فاقدة لوعيها‬
‫تشعر انه غزير فابتسمت ببًلهة وبذعر ناتجة عن الشرب‪ :‬المطر‬
‫صار احمر‪......‬الال‪....‬هذا عذابييييي‪.....‬يدي‪......‬عذااابيي‪...‬‬
‫ثم جلست ‪....‬وبحلقت في يدها ومررت يدها األخرى عليها لتشعر‬
‫بوخز األلم فعضت شفتيها وشتمت نفسها من جديد‬
‫ومن ثم قررت أن تشّد على الجرح ‪...‬شدّت عليه ثم‬
‫صرخت‪.....‬حتى شعرت انها بدأت تستعيد وعيها ً‬
‫قليًل من األلم‬
‫الذي شعرت به‪....‬وبسبب برودة المكان والمطر الساقط على‬
‫الجرح تشعر بالخدر في يدها ‪....‬لذا‬
‫احتضنت كف يدها لناحية صدرها‪.....‬سحبت جسدها من على‬
‫االكياس تحاول النهوض وأخيرا نجحت هذه المرة دون أن تحدث‬
‫لجسدها أي ضرر ‪...‬ولكن شعرت بوخز لناحية خاصرتها لم تهتم‬
‫لهذا الشعور ‪....‬مشت لألمام بثقل‪.........‬مشت عائدة للشقة‬
‫‪.....‬هكذا حدثها عقلها الًلواعي‪...‬ستعود هناك‪....‬تشعر بالتعب‬
‫وبالغثيان ‪.....‬فالشقة ليست بعيدة ‪...‬ولكن ثقل جسدها وترنحها‬
‫وسقوطها ونهوضها فجأة ا ّخر عليها امر الوصول‪.....‬وشدّت‬
‫الرياح والمطر صعبّا عليها األمر كعقوبة على ما فعلت ُّه‬
‫من يمد لها يد المساعدة نهرته باالبتعاد عنها شاتمته بكل اللغات‬
‫التي تعرفها‪.....‬ما إن يستوعبوا مدى فقدها لوعيها حتى بهم‬
‫يبتعدون هنا در ًءا للمشاكل والمصاعب التي ستمطر عليهم لو‬
‫اجبراها على ما ال تريده!‬
‫سقطت على ركبتيها‪....‬وهي تلهث متعبة ‪......‬تشعر بالغثيان‬
‫اغمضت عينيها وتنهدّت بضيق‬
‫شعرها اصبح ملتص ًقا على وجهها‪ ....‬من شدّت وغزارة المطر‬
‫وهطوله‪....‬ابعدته عنها بضيق ومن ثم عادت تشد على يدها‬
‫لتسكت األلم‪.....‬بقيت تمشي لناحية الشقة بما يُقارب الربع ساعة‬
‫اخيرا وصلت الشقة طرقت الباب ألنها ال تملك المفتاح وأمير‬ ‫ً‬
‫نسي أن يعطيها نسخة منه!‬
‫صرخت ‪ :‬فتحوا‪...‬يا كـ‪.....‬فتحوا يا‪...‬‬
‫وبدأت تشتمهم‪......‬‬
‫إلى أن ارتخى جسدها وجلست على األرض بطريقة مفاجأة‬
‫ومؤلمة لها واسندت نفسها على الباب‪......‬بدأت تُكمل هذيانها‬
‫مر هنا‬ ‫‪.....‬وارتفع صوتها بالضحك‪...‬ومرةً بالبكاء‪.....‬كل من ّ‬
‫حاول ان يقدّم لها مساعدته ولكن ترفض وبشدّة ‪......‬كانت‬
‫تكرر كلمتها‪ :‬عذابييي‪......‬مطر‪.....‬دم‬
‫‪.....‬عذااااابي‪...‬ههههههه‪.....‬انا نورة ‪....‬وال‬
‫نور؟‪.....‬ههههههههههه‪......‬‬
‫مدّت رجليها لألمام ومن ثم ضحكت ‪ :‬هههههههههههههه نفس‬
‫جلسة جدتي مزون‪.....‬ههههههههه‪...‬‬
‫نظرت للناس الذين ينظرون إليها بأسى‪ ،‬وسمعت همساتهم ولكن‬
‫لم تُعير لهم أي اهتمام‪ ،‬قرفصت نفسها بشكل سريع ‪ ،‬ونظرت‬
‫للسماء وما زالت تكرر‪:‬‬
‫عذااااااااااااابي‪....‬عذااااااااااااااااابي‪.......‬‬
‫ثم ضحكت بشكل مخيف ومريب للنفس‪....‬واخذت تتذكر من‬
‫طفولتها الشيء الكثير‬
‫حتى بدأت تهذي بأقوالها عندما تتشاجر مع اخيها ‪ :‬نااااصر ال‬
‫تاكل بسكوتي‪....‬بعلم عليك ‪......‬ابو‪....‬‬
‫لم تكمل بسبب مداهمة الحازوقة لبلعومها ‪.....‬ما إن شعرت‬
‫باستعادة تنفسها حتى ضحكت‪.......‬اسندت رأسها على الباب‬
‫وحدّقت في السماء وفي الغيوم ‪......‬ومدّت يديها للمطر‪...‬فتحت‬
‫فاهها ‪.......‬لتدع قطرات المطر تنساب بداخلها ‪.......‬ثم ضحكت‬
‫‪:‬هههههههههههههههههه أمي راح تضربني عشاني شربت‬
‫مطر‪....‬ههههههههههه ناصر ال تعلمها‪.....‬تكفى‪.........‬ههههه‬

‫والجنون‪.....‬مر ما يقارب النصف ساعة وهي‬


‫ّ‬ ‫والكثير من الهذيان‬
‫على هذا الحال إلى حين هدوؤها بسبب غفوتها السريعة تشعر‬
‫أنها ما بين الواقع والحلم ‪....‬تسمع حديث الناس‪...‬ولكن ترى‬
‫الظًلم‪......‬وتبتعد عن النور‪....‬منزعجة منهم ‪...‬ولكن ال تريد ان‬
‫تتشاجر معهم بقيت هكذا امام الباب و لم يجرؤ احد على لمسها أو‬
‫على االقتراب منها تحدث احدهم بانه سيتصل على الشرطة ولكن‬
‫من حسن حظها أن ماكس وصل إلى هنا قبل وقوع الكارثة امسك‬
‫بيد الرجل لينهيه عن سحب الهاتف من مخبأ بنطاله‬
‫تحدث معه باللغة الفرنسية (مترجم)‪ :‬ال داعي لذلك انا سأتولى‬
‫امرها‪.....‬فهي قريبتي‪....‬‬
‫ثم نظر للمجموعة المتجمهرة أمام الباب وبصوت حازم (مترجم)‪:‬‬
‫هيا انصرفوا من هنا ‪...‬هييييييييييييييا‪......‬‬

‫ثم اقترب منها اخرج المفتاح من جيبه فتح الباب ثم انحنى‬


‫وحم لها بين يديه ‪.....‬هنا شهقت ديانا ‪....‬وشدّت على رقبته‬
‫خشيت من سقوطها على األرض ‪...‬شعرت انها بدأت تحلّق بعيدًا‬
‫عن الناس ثم ضحكت على انتشاؤها اللعين !‪...‬اغلق ماكس الباب‬
‫بقدم رجله اليسرى‪...‬‬
‫وفجأة تحدثت نور بثقل‪ :‬توم وال بهاء؟‬
‫نظر ماكس إلى وجهها الشاحب‪.....‬واشمئز من رائحتها الكريهة‬
‫بسبب الشرب وبسبب سقوطها على القمامة والتصاق االوساخ‬
‫على مًلبسها بكل سهولة لوجود قطرات المطر عليها‬
‫وضعها على الكنب‬
‫وابتعد عنها ولكن مسكت بكف يده لتشد عليها وتنهض بصعوبة‬
‫ابتسمت له وهي تضحك‪ :‬ما اصدق‪...........‬بهاء‪......‬شطلعك من‬
‫قبرك؟‪...‬ههههههههههههههههههههه‪.......‬هذا عذااااااااااااابي‬
‫شوف‪...‬هذا عذاااااااابي‪...‬‬
‫رفعت يدها المجروحة أمام يده ‪......‬مسك بيدها وتمعّن في‬
‫غزيرا ولكن البد ان يعقّم حتى ال يلتهب‬ ‫ً‬ ‫جرحها فهم أنه ليس‬
‫وينظفه لها‪...‬لذا امسكها من اكتافها وارغمها على الجلوس‬
‫تحدث بلغة عربية مكسرة ‪ :‬جلسي‪......‬‬
‫حركت رأسها بعند وهي تحدّق في عينيه‪ :‬الال‪......‬ابي‪.. ..‬اقولك‬
‫شيء‪....‬‬
‫وطوقت رقبته‬ ‫ّ‬ ‫سكت وانتظر ان تخلص هذيانها حتى اقتربت منه‬
‫بيديها وبقي هو صامد وجامد ينتظر الفعل اآلخر منها ليتصرف‬
‫ولكن كل ما فعلته انها ضحكت بصوت عا ٍل لتقول‪:‬‬
‫هههههههههههه تخيّل طلع لي بنت‪......‬تشبهني بالعيون‬
‫‪...‬وتشبهك في اللون‪....‬‬
‫اغمض عينيه ‪ ،‬بصبر‬
‫وابعد يديها عنه واجبرها على االستلقاء على الكنبة ‪ ،‬وهو يردف‬
‫بحسم ‪ :‬نامي‪....‬‬
‫نور وكأن األمر بدا لها مقنعًا تشعر بالتعب ‪....‬وباإلرهاق هزت‬
‫رأسها موافقته على االمر القت بنفسها لتتخ ّلص من يديه على‬
‫الكنبة ‪......‬وتوقفت عن الضحك ولكن لم تتوقف عن الهذيان‬
‫تحركت بشكل سريع لتصبح بعد ذلك مستلقية على بطنها ابتعد‬
‫عنها ماكس‬
‫وأجرى اتصال سريع ‪ ،‬بينما هي غرقت في تذبذبها وشتاتها في‬
‫وحل الذنب ‪......‬في وحل الوجهة ال ُمظلمة‪.....‬في الركض خلف‬
‫الراحة باقتراف أعظم الذنوب واشدها‪...‬‬
‫‪.....................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بقي معها لمدة ساعة كاملة ‪...‬يحاول ان يُبهجها ‪....‬يُضحك لها‬
‫سنها‪...‬يعوضها عن كل شيء فقدته ‪......‬اشترى لها الكثير من‬ ‫ُ‬
‫األلعاب‪......‬والحلويات و(الشيبسات)‪....‬ولم ينسى األهم ‪ ...‬شراء‬
‫المًلبس‪....‬‬
‫مسح على رأسها‪ :‬حبيبي بدّك جيب لك شي تاني؟‬
‫هزت رأسها باقتناع بما شراه لها‬ ‫ّ‬
‫(ال)‬
‫ابتسم لها ونظر إليها بحنان‪ :‬راح توعديني تاخزي كل الدواء‬
‫‪......‬‬
‫هزت رأسها (أي)‬
‫يريد منها أن تنطق بكلمة واحده ولكن عجز ‪ ،‬عنيدة كوالدتها نور‬
‫نظر لجولي وتحدث معها ‪ :‬جولي ‪......‬حكيتي مع الدكتور مشان‬
‫خروجها من هون؟‬
‫جولي تحدثت بلغة عربية مكسرة جديدة‪ :‬أي‪.....‬ئال‪....‬تخرج بعد‬
‫‪.....‬تو ويكس‪(...‬بعد أسبوعين)‬
‫حرك رأسه برضى ‪ ،‬ومسح على شعرها ورنّ هاتفه‬ ‫ّ‬
‫أجاب على المتصل ‪ :‬اهًل ماكس‬
‫ماكس نظر إليها ‪ ،‬هدأت أنفاسها وغطت في سباتها‬
‫تحدث بلغة عربية مكسرة ايضًا‪ :‬س ّيد‬
‫أمير‪.....‬نور‪.....‬جات‪.....‬البيت‪.....‬لكن‪.......‬فاقدة وعيها‪...‬‬
‫نهض امير هنا بذعر‪ :‬شوووو؟‪.....‬ئصدك شارباني؟‬

‫ماكس مسح على جبينه‪ :‬أجل‪...‬‬

‫امير بغضب وعصبية‪ ،‬هذا ما كان يخشاه طيلة الفترة ‪...‬ان تعود‬
‫لًلدمان‪.....‬لًلنسحاب إلى الهاوية ‪.....‬والسقوط بًل وقوف!‬

‫‪:‬اسمعني منيح ‪...‬اعمل إلها ئهوي(قهوة)‪....‬واجبرها تشربها‬


‫راح ارجع أنا عالبيت‪.....‬ال تتروكها إال لم أجي‪...‬‬

‫ماكس نظر إليها‪ :‬ولكن سيدي ‪...‬اآلن هي نائمة‪....‬‬


‫أمير تحدث ما بين اسنانه‪ :‬اجبرها على شربها‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم اغلق الخط قبل أن يسمع رده ‪ ،‬انحنى ليقبل الصغيرة على‬
‫جبينها ثم ابتعد وو ّجه حديثه لجولي‪ :‬جولي انتبهي على سندرا‬
‫ولو احتجتوا أي شي اتصلي علي او اتصلي على ماكس‪....‬‬
‫جولي بهدوء‪ :‬اوك‪...‬‬
‫ثم خرج وهو يشتم نفسه على عدم اهتمامه بنور رغم إنها اآلن‬
‫وفي هذه الحالة من الصدمة كان عليه أن يكون اقرب إليها من‬
‫نفسها ومراقبتها بكل ما أتي من قوة هو اخطأ حينما قال لماكس‬
‫ان يكف عن مراقبتها‬
‫ركب سيارته وقادها بجنون!‬
‫‪.....................................‬‬
‫انتظام نبضات القلب يخترق مسامع أذنيه‪ ،‬ورائحة المعقمات‬
‫المست جيوبه االنفية بعمق‪ ،‬نظر للجهاز ليطمئن على المريض‬
‫تنهد براحة ‪ ،‬تعاون الفريق الطبي معه‬
‫ساعده على اجراء العملية بشكل مريح وبعيد عن الضغوطات‬
‫م ّد يده ‪ :‬مقص!‬
‫ناولوه إياه بشكل سريع‬
‫تناوله من يد المساعد وقطع الجزء الطرفي من الخيط بعد ان أتمم‬
‫عملية خياطة ال ُجرح‪.....‬‬
‫تحدث ‪ :‬انقلوه لغرفة المًلحظة وتابعوا حالته إلين تستقر‪....‬‬
‫ثم خرج‪....‬أزاح من يديه القفازات‪......‬ومن على فمه‬
‫سل‬‫الكمامة‪....‬رماهما في القمامة‪.....‬ثم تو ّجه للمغاسل‪.....‬غ ّ‬
‫يديه‪....‬ومن ثم اغلق الصنبور ‪....‬وازاح من على جسده اللباس‬
‫الخاص إلجراء العمليات ورماه‪....‬ارتدى معطفه األبيض‪....‬وخرج‬
‫سري ًعا متوج ًها إلى مكتبه‪......‬دخل المصعد انغلق عليه‬
‫الباب‪.....‬فمسح على شعره ‪...‬يشعر‬
‫بالتعب‪....‬واالرهاق‪......‬فالعملية استغرقت بما يقارب الست‬
‫ساعات من اجل استئصال ذلك الورم الخبيث‪......‬ال يُريد اآلن‬
‫سوى االختًلء بنفسه‪....‬لن يعود إلى المنزل‪....‬سيبقى هنا لفترة‬
‫من الوقت!‪.....‬انفتح الباب خرج مشى ‪...‬مقترب من المكتب‬
‫وضع يده على مقبض الباب فتحه ‪....‬دخل‪...‬واقفل عليه‬
‫الباب‪.....‬جلس على الكرسي‪.....‬واسند رأسه للخلف‪......‬تذكر‬
‫حاله وحال زوجته‪.....‬وكيف آلت األمور إلى هذه المشاكل‬
‫الًلمنتهية‪.....‬تنهد‪....‬‬
‫كيف يُرضيها؟‪....‬كيف يقنعها في ان تُشيح بنظرها عن أمر‬
‫الطًلق؟‬
‫هل يستخدم عبد هلل كأداء للصلح؟‬
‫مقررا‬
‫ً‬ ‫نفض هذه الفكرة ‪.....‬نهض بعدها متج ًها للغًل ّية الجانبية‬
‫في اعداد قهوة ليستعيد بها طاقته ووعيه‪.....‬‬
‫سمع رنين هاتفه سحبه من على المكتب أجاب‬
‫‪:‬هًل عزام‪....‬‬
‫عزام وهو يقود سيارته ‪ :‬هًل فيك زود‪.......‬‬
‫سيف سكب الماء في الكوب‪.....‬وبدأ بخلط الكوفي بالملعقة‬
‫ليمتزج بالماء‪ :‬شفيك متصل؟‬
‫عزام توقف عند اإلشارة‪ :‬خالي بو خالد عازمنا على العشا‬
‫اليوم‪.......‬والزم تحضر‪...‬‬
‫سيف جلس على الكرسي وش ّد بيده على رأسه من شدّت الصداع‪:‬‬
‫ما فيه شي اسمه الزم‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬سيف‪...‬‬
‫سيف بهدوء‪ :‬ال تحاول‪.......‬اصًل اليوم مشغول حدي‪.....‬وما‬
‫اظن اقدر اجي‪...‬‬
‫عزام بملل‪ :‬تمام براحتك مع السًلمة‬
‫ثم اغلق الخط ونظر ألخيه‪ :‬ما راح يجي‪...‬‬
‫جسار ضحك بسخرية‪ :‬ههههههه جبان خايف يواجه خالي‪...‬‬
‫عزام انطلق من أمام اإلشارة ما إن اضاءة باللون األخضر‪ :‬انا‬
‫اشوف افضل له انه يبتعد هالفترة‪......‬‬
‫جسار ‪ :‬وانا اشوف غلط‪......‬‬
‫عزام بهدوء‪ :‬لو واجه الجازي الحين ‪.....‬الجازي بتنتصر عليه‬
‫‪.....‬وبتصر على الطًلق اكثر‪....‬‬
‫جسار نظر للشوارع‪ :‬وانا مع بنت خالي‪......‬واللي تسويه في‬
‫اخوك ‪..‬صح‪...‬ما هوب غلط‪...‬‬
‫عزام بصدمة‪ :‬وهللا انك مو صاحي يا جسار‪.....‬وش هالقساوة‬
‫اللي على اخوك‪...‬‬
‫جسار لم يرد عليه‬
‫عزام بجدية‪ :‬صدق سيف غلطان‪....‬بس وهللا ما أتمنى انه بيته‬
‫يخرب‪....‬وينهدم‪.....‬‬
‫جسرا بعصبية ‪ :‬البنت ما طلبت الطًلق إال انه كسرها ‪.......‬وهو‬
‫اعترف انه كان قاسي معها‪....‬وال قد شكت منه‪......‬فأنا اشوف‬
‫الطًلق لحالهم انسب‪......‬‬
‫عزام توقف عن القيادة جانبًا التفت على أخيه والتفت جسار‬
‫مستغر ًبا‪ :‬ليش وقفت؟‬
‫عزام بشك‪ :‬جسار وقوفك مع الجازي بهالشكل مو مريّحني؟‬
‫جسار بربكة‪ :‬شقصدك؟‬
‫عزام بجدية‪ :‬انت صارحني‪....‬وقول‪.....‬‬
‫جسار بنرفزة‪ :‬وش أقول‪....‬‬
‫عزام بقصد مبطن‪ :‬اللي جا ببالك الحين؟‬
‫جسار شتت ناظريه عن أخيه‪ :‬ما في شي ببالي‪...‬‬
‫عزام ربت على فخذ أخيه وشد عليه وهو يردف‪:‬‬
‫الجازي‪....‬زوجة اخوك وبتتم زوجة اخوي وبنت خالك‪.......‬‬
‫تخرف‬
‫جسار التفت على أخيه وبنرفزة‪ :‬واضح بديت ّ‬
‫‪.........‬وبديت تفهمني خطأ‪....‬‬
‫عزام بانفعال‪ :‬ال وهللا ‪....‬ما فهمتك خطأ‪......‬جسار انت اكثر‬
‫واحد أنا افهمه اكثر من نفسه‪.......‬انت توأمي ‪.....‬ال تنسى‪....‬‬

‫جسار هز رجله بعصبية‪ :‬انت تفكر إني اكن مشاعر ناحية‬


‫الجازي‪......‬؟‬
‫عزام سكت ولم يسمع جسار سوى انفاس أخيه‬
‫صرخ جسار في وجه أخيه‪ :‬صدق أنك حمـــ‪........‬بس عشاني‬
‫قلت كلمة الحق‪....‬اتهمتني بالباطل‪.‬؟‬
‫عزام لنهي المسألة‪ :‬ما اتهمتك في شي‪....‬بس انت‬
‫مفضوح‪......‬انتبه من سيف يحس عليك‪.....‬وربي ال يجرم‬
‫فيك!‪....‬‬
‫سار انفعل ‪ :‬ولحد الحين مصر على افكارك الغبية‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام التفت عليه بشكل سريع ومخيف له‪ :‬قلت لك ما نيب‬
‫غشيم‪.........‬اصحى على نفسك‪......‬حتى لو تطلقت ‪.....‬ما راح‬
‫تزوجها‪......‬ما راح‪....‬حتى لو نفسك فيها‪.....‬‬
‫ثم اردف بسخرية باردة‪ :‬هللا بًلني باخوان ما عندهم عقل‪.....‬وكل‬
‫واحد يغلط غلطة اكبر من حجمه‪......‬‬
‫ثم نظر إليه‪ :‬وأنت غلطتك اكبر مني ومنك‪........‬صاير انت‬
‫واخوك واحد ‪...‬تحبون اللي ما هوب لكم‪.....‬‬
‫جسار باستسًلم ‪ :‬دامك فتحت الموضوع اجل اسمع‪...‬‬
‫عزام سكت ونظر إلى أخيه وعينيه تجحدان بشرر وخوف من‬
‫اعتراف أخيه!‬
‫ليكمل‪ :‬كنت اول وقبل ال ياخذها أخوك ‪....‬حاطها ببالي اخذها بس‬
‫ما كنت احبها مثل ُحب سيف لغزل مجرد رغبة فيها بالزواج ال‬
‫اقل وال اكثر وربي يشهد بعد ما ملك اخوك عليها ‪.....‬ما نظرت‬
‫لها إال نظرت األخت‪.......‬وليومك ذا‪....‬ما شوفها غير أنها‬
‫اختي‪......‬واقتنعت انها مو من نصيبي‪....‬والحق ينقال‪...‬اخوك‬
‫ظلمها‪.......‬وما قدرها‪....‬يوم أوقف معها واصير ضد سيف‬
‫‪...‬هذا ال يعني اني ابي له الخراب او ابيها تطلق منه عشاني ابيها‬
‫ال عزام ما هوب انا اللي يسويها‪.....‬‬
‫عزام بدأ يقود ‪ :‬مصدقك‪......‬بس ال تقسي على اخوك‪.....‬سيف‬
‫عرف أنه يحبها ‪......‬وإن خسرها ‪....‬حنّا راح نخسر اخوك!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شرب من قهوته القليل‪.......‬وأخذ يفكر هل يذهب ‪....‬ليتمكن من‬
‫رؤية ابنه‪....‬وكذلك زوجته أم ال؟!‬
‫ال يستطيع ان يواجه خاله‪.....‬فهو عرف أنه خائن‪....‬‬
‫تأفف ونهض يجول في مكتبه حائر يذهب أم ال؟‬
‫ش ّد على قبضة يده‬
‫ثم قال‪ :‬اروح احسن‪.....‬عشان احسسها إني مستحيل اتركها‬
‫‪.....‬وإني شاريها‪....‬أي خًلص‪....‬بروح!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫البارت الثاني عشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫تشعر باالضطراب‪ ،‬أجل هي ُمضطربة ألنها ستكون معه من خلف‬
‫الحائط! وفكرة التخ ّلص من ذلك الدخيل في ذلك اليوم سيكسر‬
‫والدها وبشدة وهي ال تريد أن تؤذي ال والدها وال اخويها!‬
‫ال تريد أن تسبب لهم الحرج أمام الرجال‬
‫بعد مهاتفتها مع ابنت عمها بدأت تفكّر بعمق‬
‫السكوت هذا يُخيفها‪ ،‬ويُعني أنّ هناك أمر سيتحدث به والدها ع ّم‬
‫قريب‬
‫عليها ان تقطع هذا االمر‬
‫قبل وقوع الحادثة الكُبرى‪ ،‬ال تريد أن تتسبب في قطع عًلقات‬
‫وإحداث مشاكل‪.....‬‬
‫إن رفضتهُ في ليلة الملكة أبا سلطان سيلقي اللوم على والدها ألنه‬
‫اجبرها وسيفهم الجميع إنها لم تختاره بل أجبرت عليه!‬
‫وهذا ما ال تُريده ‪...‬ال تُريد أن تصغّر والدها في أعين الناس‬
‫وال تريد أن يُطيل زعل بندر عليها!‬
‫تريد إرضاء الجميع دون خسائر!‬
‫ولكن كيف؟‬
‫هي ال تجرؤ على مناقشة ابيها في هذا األمر‪.....‬تشعر‬
‫بالخوف‪....‬وتخشى من أن تُفضح أمامه‪....‬ولكن هناك وقت طويل‬
‫قبل ذهابهم إلى منزل عمها غازي‪....‬‬
‫ووالدها في غرفته ِلم ال تذهب وتحادثه اآلن وتُنهي األمر؟‬
‫تجرب حظها‪...‬وإال ستكون سببًا في خصومات كبيرة‬ ‫عليها أن ّ‬
‫‪.....‬وربما ستُحدث شجارات هما في غنى عنها!‬
‫ازدردت ريقها ‪......‬وفركّت يديها ببعضهما البعض‪.......‬ستحدثه‬
‫البد أن تخطو هذه الخطوة الجريئة منها‪.....‬إن لم يقتنع‬
‫‪.....‬ستضطر إلى الخيار المؤلم لهم!‬
‫خرجت من الغرفة‪......‬واألفكار تدور في عقلها‪....‬لن تخضع لهذا‬
‫الزواج بأي طريقة كانت‪.....‬‬
‫سمعت صوت سعود وناصر يتحدثون في الصالة الجانبية من‬
‫مرت ُمجبره من أمامهما لكي تذهب لناحية جناح‬ ‫الدور العلوي ّ‬
‫والدها‬
‫تحدث سع ود‪ :‬شيخوه طلبتك‪....‬سوي لنا الكيكة اللي سويتيها قبل‬
‫يومين‪.....‬‬
‫شيخه التفتت عليه واردفت بعجل‪ :‬مو وقتك‪...‬‬
‫ثم مشت أكملت طريقها متوترة من هذه الخطوة‬
‫سعود نظر إلى أخيه المنشغل بهاتفه‪ :‬شفيها ذي؟‬
‫حرك اكتافه بمعنى (ما دري)‬ ‫ناصر بعدم اهتمام ّ‬
‫‪.....‬‬
‫أصبحت أمام الباب تعلم والدته في الدور األرضي‪ .....‬تشرب‬
‫قهوتها المعتادة في هذا الوقت ‪ .....‬ووالدها صعد إلى غرفته من‬
‫أجل أن يحظى بغفوة صغيرة بعد عمله الشاق ‪....‬طرقت‬
‫الباب‪....‬وبدأت تقضم اظافر يدها بخوف‬
‫تسلسل إلى قلبها بسرعة!‬
‫ما ستفعله اآلن ‪ .....‬خطوة لكي تمنع نفسها من تأنيب الضمير لو‬
‫لم يستمع لها في إقدامها على الرفض امام جماعتهم!‬
‫اخذت نفس عميق سمعتهُ يأذن لها بالدخول فتحت الباب‬
‫ارتجفت شفتيها‪ ،‬ال تريد أن تواجهه ويواج ُهها في ظنونه التي في‬
‫محلها!‬
‫خائفة من ان يُدرك سبب الرفض‪.....‬تقدمت خطوة وخطوتين‬
‫وأكثر إلى أن أصبحت أمامه‪....‬شبّكت أصابع يديها في بعضهما‬
‫البعض‪.....‬‬
‫تحدثت بتردد‪ :‬ييييبه‪....‬‬
‫ترك من يده األوراق ووضعها جان ًبا على السرير‬
‫أدرك ِلم هي هنا اآلن؟ ولم هي خائفة منه!‬
‫أشار لها بان تجلس بجانبه ولم تتردد في الجلوس‬
‫نظرت إلى والدها ثم شتت ناظريها عنه‬
‫بقول‪ :‬يبه‪....‬ابي اكلمك في موضوع‪.....‬ادري أنه‪...‬‬
‫ثم سكتت تكبح مشاعر التردد والخوف أبعدت خصلة من شعرها‬
‫لخلف أذنها‬
‫ووالدها ينظر إليها بتمعّن وبنظرات أبويّه لها الكثير من المعاني‬
‫حقيقةً هو طيلة الفترة التي مضت يفكّر بها وبأختها!‬
‫وبه ندم كبير وعارم لقلبها‬
‫أكملت‪ :‬الموضوع بالنسبة لك انتهى ‪......‬بس يبه بالنسبة لي‬
‫‪....‬فيه وقت‪....‬‬
‫مسكت يده وبرجفة بكاء قبلتهما ونظرت إلى وجهه برجاء‪ :‬يبه‬
‫ي‬
‫انا مستحيل اطلع عن شورك‪.....‬بس يبه قولي أنت ترضى عل ّ‬
‫بالغصيبة؟‬
‫يرن في‬‫ش ّد على يديها ‪ ،‬وشعر بالغصة حديث والدتها ما زال ّ‬
‫آذانيه واشعل في فؤاده جمرة ندم ال تُطفى!‬
‫أكملت بعينين دامعتين‬
‫‪:‬وهللا يبه ‪.....‬عارفة معزت عمي بو سلطان عندك‪....‬وعارفة‬
‫شقد تعز سلطان وتحبه مثل ولدك‪.....‬ورجال كفو ‪.......‬والكل‬
‫يشهد له بمواقفة الطيّبة ‪...‬وافعاله اللي تدل على‬
‫المرجلة‪........‬بس أنا‪....‬‬

‫صت في كلمتها وهي تحدّق في وجهه الهادئ والخالي من‬ ‫ثم غ ّ‬


‫تعابير رفض حديثها‬
‫‪:‬مو موافقة عليه‪.......‬تو ‪...‬قدامي مشوار دراسي‬
‫طويل‪......‬واستخرت وال ارتحت يبه‪.....‬وهللا ما ارتحت‪...‬‬

‫ً‬
‫فعًل في األوان األخيرة من انقطاع مكالماتها مع بندر حاولت أن‬
‫تختبر نفسها ولجات لًلستخارة ولكن لم تشعر بسوى االنقباض‬
‫في قلبها‪....‬‬
‫بو ناصر طبطب على يد ابنتها وتن ّهد بضيق ال يُريد ان يتحدث‬
‫ويُقطع عليها تلك الرغبة في إيصال ما تشعر به باتخاذ الفضفضة‬
‫طريقًا للخًلص من اعبائها‬
‫أكملت وهي تنهض وتجثل على ركبتيها أمامه قبلّت يديه من جديد‬
‫ولم تستطع أن تسيطر على رغبتها في البكاء بكت‬
‫وهي تقول‪ :‬يببببه تكفى‪.......‬ال تجبرني ‪...‬وهللا اعرفك ما عمرك‬
‫جبرتنا على شي ما نبيه‪......‬بس فاهمتك‪....‬وهللا فاهمتك‪.....‬بو‬
‫سلطان مثل االخو لك‪...‬وما تبي تكسر فيه‪.....‬بس يبه ال‬
‫تكسرني‪...‬انا بنتك‪....‬بنتك الوحيدة‪.....‬افرح فيني بس بدون‬
‫اجبار‪....‬عطني مجال اقرر مصيري بنفسي ‪.......‬بس ال تتركوني‬
‫بحالي‪...‬ارشدوني بس ال تجبروني‪....‬يبه‪.....‬ال تجبرني‪.....‬‬

‫ثم مسحت دموعها تحت صمته ورجفة يديها ‪ ،‬كان ينظر لها‬
‫تؤلمه تلك الكلمة‬
‫(بنتك الوحيدة) هزتهُ تلك الكلمة من األعماق‪...‬هي لم تعي في‬
‫ذلك األوقات انّ هناك اخت ًا لها‪...‬كانت صغير ‪......‬لم تراها‪.....‬لم‬
‫تعي بوجودها بينهم‪......‬وحينما كبرت ‪....‬فات أوان تعرفها عليها‬
‫‪....‬والجميع بدأ ينسى ‪....‬أمر نورة او نور كما تسميها والدتها‬
‫انطوت قصتها ولم يذكرها أحد قط رغبةً في تلبية أمر والدهم‬ ‫ّ‬
‫الذي قال‬
‫‪ :‬نورة راحت مع أمها‪.......‬ومن هاليوم الحد يجيب لي طاريها!‬

‫تحشرج صوته وهو يرفعها من على األرض بقول‪ :‬لك اللي يسرك‬
‫فرطت في اختك‪....‬ما راح‬
‫افرط فيك مثل ما ّ‬
‫يا يبه‪.....‬ما راح ّ‬
‫اكسرك‪....‬وال راح اسمح ألي احد يزعلك وانا راسي يشم الهوا‬

‫فرطت في اختك)‬ ‫ابتهجت اساريرها ولم تعي جملته تلك (مثل ما ّ‬


‫نهضت وقبلّت رأسه وكتفه ويديه‪ ،‬تشعر إنها تعيش في كذبة‬
‫كيف اقتنع بهذه السهولة‬
‫اردفت ‪ :‬هللا يخليك لنا يا تاج راسي‪......‬سامحني‪...‬إن ضايقتك‬
‫بخرب عليك عًلقتـ‪...‬‬
‫بردي‪.....‬سامحني لو ّ‬

‫قاطعها وهو يقبّل جبينها وهوة يردف بهدوء‪ :‬بو‬


‫سلطان‪........‬واعي وبيتفهم الوضع‪........‬الزم ما علي الحين‬
‫أنتي ‪......‬والحين شيلي من راسك هالموال وريحي بالك‪......‬‬

‫انحنت عليه من جديد قبلّت رأسه وخديه ‪....‬وهي تكرر‪ :‬هللا ال‬
‫يحرمني منك‪......‬يا الحنون ‪...‬هللا ال يحرمني منك‪....‬‬

‫مجاال لًلبتعاد عنه احتضنها ‪ ،‬وقبّل جبينها مرةً‬


‫ً‬ ‫لم يترك لها‬
‫أخرى‬
‫واخذ يفكر‪......‬بعمق‪.....‬كان سيظلم ابنتيه من اجل‪......‬من أجل‬
‫ال يعلم من أجل ماذا؟!‬
‫أضاع األولى بسبب تشكيكهم له ولم يتأكد ورضي بذلك االمر‬
‫مشرف كنسب أبا‬ ‫ّ‬ ‫وكان سيظلم األخرى من أجل ان يحظى بنسب‬
‫المقرب له‪.........‬ال يعلم كيف تسللت‬
‫ّ‬ ‫سلطان ذلك الصاحب‬
‫األنانية في قلبه حينما اخبر صاحبه بالموافقة!‬
‫منيرة ضربتها على رأسه بواقع الحديث‪ ،‬حتى جعلته يعيد‬
‫حساباته من جديد ولكن لم تدرك أنها بعثرتهُ من الداخل‪....‬وشتت‬
‫قلبهُ من جديد!‬
‫تن ّهد بضيق ثم ابعدها عن احضانه‪ :‬اهتمي بدراستك يا‬
‫يبه‪......‬وال تفكرين بشي ثاني‪.....‬‬
‫دمعت عينيها مسحتها وهي تهز برأسها برضى‪....‬‬

‫ثم مشت بخطوات سريعة للغرفة وهي فرحة للغاية‬


‫بينما هو تن ّهد بضيق‪ ،‬على امر ابنته وتلك التي تخلّى عنها بكل‬
‫سهولة دون التأكد من صحة األمر!‬
‫ُمنذ حديث زوجته والكوابيس لم تتركه والضمير لم يكف عن‬
‫صراخه ‪..........‬وما زال قلبهُ مقبوضا دون سبب!‬

‫امرك‬
‫سحب الهاتف اتصل عليه اردفت‪ :‬بو سلطان‪......‬راح ّ‬
‫الحين ‪.....‬فيه موضوع ضروري الزم تعرفه‪....‬‬
‫‪......................‬‬
‫خرجت فجأة توقفت تبتسم ثم ( نقزت ) في الهواء فرحة وتركض‬
‫وتغني بأغانيها الوردية ‪....‬عبرت من أمام اخويها ‪......‬واستغربا‬
‫من تغيّر مزاجها سري ًعا حتى اردف اخيها سعود‬
‫‪:‬اختك مسكونة صدقني‪...‬‬

‫بينما ناصر ضحك على شكلها وهي تنقّز ‪......‬وتدور حول نفسها‬
‫‪......‬وترسل لهما قُبًلت هوائية ‪.......‬دخلت غرفتها ورمت‬
‫نفسها على السرير وشدّت على الوسادة لتقربها من حضنها وهي‬
‫تصرخ بفرح ‪...‬وجنون ‪....‬إلى أن استوعبت وسكتت‬
‫ضاحكة ‪......‬نهضت من جديد اغفلت على نفسها الباب‬
‫سحبت الهاتف واخذت تتصل عليه‪....‬ولم يُجيبها‬
‫واتصلت عليه مر ًة أخرى ‪.....‬ولم يُجيبها‪........‬‬
‫ي عندي لك خبر بمليون!‬ ‫أرسلت له وهي تهمس‪ :‬بندر رد عل ّ‬
‫وانتظرت رده‬
‫‪..............................‬‬
‫بينما بندر كان في الصيدلية ‪.....‬يشتري ألخته االدوية الًلزمة‬
‫التي صرفها له الطبيب‪.....‬سمع رنين هاتفه ونظر لًلسم‬
‫ولكن اعاده إلى مخبأ ثوبه‬
‫سمع رنّ خاصة تنم عن وصول رسالة جديد فتحها سريعًا وقرأ ما‬
‫كتبته ‪.....‬وفي هذه األثناء م ّد الموظف يده يناوله الكيس‪....‬سلمه‬
‫المال المستحق وسحب الكيس‪....‬ثم خرج واخذ يفكر‪....‬ماذا تريد‬
‫منه أي خبر تقصد؟‬
‫ولكن الوقت ليس مناسب للحديث معها اآلن ركب سيارته‬
‫مبتس ًما‪ :‬وهذا عًلجاتك‪......‬والحمد هلل نسبة الهيموجلوبين عندك‬
‫بدأت ترجع للنسبة الطبيعية بس مثل ما قال الطبيب الزم تمشين‬
‫على نفس النظام الغذائي عشان ما تتراجع صحتك للوراء‬

‫كان بالها مشغول‪ ،‬اليوم من المؤكد سيف سيأتي وسيغتنم الفرص‬


‫لرؤية ابنه وربما لها؟!‬
‫وهي ال تملك الطاقة الكافية لرؤيته ولسماعه‪......‬ال تريد‬
‫مواجهته‬

‫انطلق اخيها وهو يقول‪ :‬يا هوووو‪....‬وين رحتي؟‬


‫(انتقزت) هنا وهي تردف‪ :‬معك‪......‬قلت لك‪...‬اصًل انا بخير‪.....‬‬
‫بندر بهدوء‪ :‬والحين تأكدنا‪......‬‬
‫ثم سمع رنين هاتفه من جديد رفع هاتفه اغلقه واكمل الطريق‬
‫بهدوء!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طيلة الطريق الهدوء سيّد موقفهما ال يُريد أن يجادلها ألنها ُمتعبة‬
‫وال يُريد أن يضغط عليها في الحديث التفت عليها وكانت مسندة‬
‫رأسها على النافذة وتنظر بعين شاردتين‬
‫ما قالتهُ الطبيبة أخافها وبشّدة تنهدّت بضيق‪....‬‬
‫وعندما وصًل إلى العمارة نزال ومشا بخطى هادئة إلى أن دخًل‬
‫المصعد ‪...‬لم تتحدث بكلمة واحدة كانت تفكر‬
‫ما اخبرته به الطبيبة ذكرها بحالة والدتها‬
‫هل من المعقول أن يكون األمر وراثيًا؟‬
‫نفضت تلك األفكار من رأسها‪ ،‬هي لم تأكد أنها مصابة‬
‫به‪....‬بسبب صغر سنها ‪.....‬فنسبة إصابتها بهذا المرض تكون‬
‫ضئيلة؟!‬
‫انفتح باب المصعد تقدما لألمام واخرج قصي مفتاح الشقة فتح‬
‫الباب سبقته في الدخول رمت حجابها وعباءتها وجلست على‬
‫الكنب بعد أن دخلت الصالة‬
‫أتى بجانبها جلس ووضع يده على ركبتها‪ُ :‬مهره‪....‬‬
‫ُمهره اخذت نفس عميق ثم اردفت بنبرة حزن‪ :‬امي كانت مصابة‬
‫فيه‪......‬‬
‫ليهون عليها األمر‪ُ :‬مهره الدكتور قالت احتمال مو أكيد‬ ‫ّ‬ ‫قصي‬
‫‪.....‬ألنه النتايج ما كانت واضح‪.......‬بالنسبة لها‪...‬وعادت‬
‫التحاليل وعمل السونار مرة ثانية وأكّدت حال ًيا وضعك ما فيه‬
‫شي‪...‬‬
‫ُمهره التفت عليه وعيناها ترقرقت في الدموع‪ :‬بس قالت يمكن ما‬
‫بيّن ألنه صغير‪.....‬وتوه ببداياته‪.....‬‬

‫قصي مسح على شعرها بحنية‪ :‬انتظمي على االدوية اللي‬


‫صرفتها لك والشهر الجاي نروح الموعد وصدقيني بقول لك ما‬
‫مجرد اضطراب هرمونات ال اكثر وال‬‫ّ‬ ‫فيك شي‪......‬وهذا بس‬
‫اقل‪...‬‬
‫تحول للخبيث‬‫ُمهره اسند ظهرها على ال ُمسند سرحت للبعيد ‪ :‬لم ّ‬
‫أمي عانت‪........‬واضطرت تسوي عملية استئصال للرحم‪.....‬‬
‫قصي شد على كف يدها‪ :‬شيلي هالوساويس من راسك‪.......‬أنتي‬
‫ما فيك تليّف ‪.....‬كل هذا مجرد اضطرابات هرمونية ومع‬
‫العًلجات وضعك بكون افضل‪....‬‬
‫ُمهره نظرت لوجه بتم ّعن وبخوف‪ :‬هي قالت عمري صغير‬
‫‪.......‬والنسبة ضئيلة إني انصاب بهذا الشي‪......‬بس خايفة انه‬
‫يكون عامل وراثي‪.....‬وأموت مثل امي‪....‬‬

‫هنا قصي احتضنها وطبطب على ظهرها وهي بكت‬


‫تذكرت ألم والدتها‪ ،‬ورحلة عًلجها ومن ثم بقاؤها في المستشفى‬
‫لفترة معيّنة‪.........‬وخروجها وبقاؤها لمدة قصير ثم‬
‫ماتت‪.......‬وفاتها طبيعية ‪.....‬ولكن ُمهره تظن أن تليّف الرحم هو‬
‫السبب‪.....‬خافت من هذا األمر‬
‫خافت من أن تنحرم من اإلنجاب فالطبيبة اخبرتها عليها أال تنجب‬
‫إلى حين التأكد من حالتها الصحية ومن وضعها‬
‫وإلى اآلن لم تأكد بإصابتها بهذا األمر!‬
‫اآلن هي تبكي لتذكرها لوالدتها وخوفها من الموت ابعدها عن‬
‫ُحضنه‬
‫ونظر لوجهها بعد ان ق ّبل جبينها‪ُ :‬مهره‪....‬تعوذي من‬
‫الشيطان‪.......‬قولي ال إله إال هللا‪....‬كًلم الدكاترة ال يودي وال‬
‫يجيب‪.....‬وكل اللي قالته لك احتماالت ال اقل وال اكثر‪....‬مثل ما‬
‫قلت لك‪...‬انتظمي على هالعًلج‪......‬وبإذن هللا الشهر الجاي لرحنا‬
‫لها بقول لك كل شي سليم و اوك‪...‬‬

‫ُمهره مسحت دموعها وبدأت تطمأن بحديثه‪ :‬ان شاء هللا ‪.....‬ما‬
‫فيني تليّف ‪....‬إن شاء هللا‪.....‬‬
‫رنّ هاتفه سحبه من مخبأ ثوبه نظر لًلسم‬
‫فتحدث‪ :‬هذي امي‪.....‬‬
‫نهض وابتعد عن ُمهره ً‬
‫قليًل‬
‫‪.................................‬‬
‫كانت في غرفتها للتو خرجت من الخًلء بعد استحمامها وارتداء‬
‫مًلبسها‬
‫اتصلت عليه من أجل ان تطمأن على سًلمته وتسأله عن سبب‬
‫اختفاؤه من الصباح الباكر إلى اآلن‬
‫اجابها فقالت بهدوء‪ :‬وينك أنت؟‪.......‬طالع لي من الصبح‬
‫‪.....‬للمغرب ‪.....‬فيك شي؟‪......‬صاير لك شي‪....‬؟‬
‫قصي حكّ جبينه ال يعلم كيف مضى الوقت ‪....‬ببداية األمر اجبر‬
‫ُمهره على الذهاب للمستشفى وبسبب عنادها ‪...‬ورفضها القاطع‬
‫ً‬
‫مجاال‬ ‫‪..‬اخبرها أنه سيذهبان بعد صًلة الظهر دون ان يترك لها‬
‫للنقاش!‪....‬ورضيت ‪...‬وبعد الصًلة اتى إليها وذهبا إلى‬
‫المستشفى مباشرة ‪.....‬وبعد ان اخبرتهما الطبيبة باالحتماالت‬
‫التي أخافت ُمهره اضطر أن يتمشى معها من أجل تخفيف توترها‬
‫وذهبا بعدها إلحدى المطاعم ليتغدى ومضى الوقت عليهما‬
‫بسرعة!‬
‫‪:‬ال أنا بخير يمه‪....‬بس طلعت من اخوياي‪....‬‬
‫ام سيف بشك‪ :‬طيب‪.....‬ارجع بدري‪....‬الليلة خالك عازمنا على‬
‫العشا‪.....‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬طيب‪....‬ساعة وبشوفيني قدامك‪....‬‬
‫ام سيف‪ :‬مع السًلمة‬
‫أغلقت الخط وأخذت تفكر وهي تردف‪ :‬هللا يستر منك يا‬
‫قصي‪......‬اكيد وراك شي‪....‬ومخبيه علينا‪...‬هللا يستر!‬
‫‪............................‬‬

‫قصي اقترب من ُمهره ابتسم لها‪ :‬انا مضطر امشي‬


‫ُمهره‪.......‬بس مابي امشي وانتي على هالحال‪.....‬‬
‫ُمهره ازدرد ريقها نظرت له بنظرات باهتة‪ :‬ال تحاتيني انا‬
‫بخير‪.....‬‬
‫انحنى وقبّل خدها وطبطب على كتفها‪ :‬ارمي حملك على هللا وباذن‬
‫هللا ربي بيفرجها‪........‬ال تنسين تاخذين دواء‪.....‬وقفلي الشقة‬
‫بعد ما اطلع‪....‬واهتمي بنفسك‪.....‬راح امرك بالليل ‪....‬بجي اطمن‬
‫عليك‪.....‬طيب‪...‬‬
‫ُمهره ‪ :‬طيب‪...‬‬
‫ثم خرج وتركها تخوض الذكريات حول والدتها وحول مرضها‬
‫انكمشت على نفسها وبكت بخوف من لو كان األمر حقيقًا لها‬
‫!‬
‫‪..................................‬‬
‫حاول إيقاظها لترتشف القليل من القهوة حتى تستعيد وعيها ولكن‬
‫أبت ذلك ‪...‬وأخذت تشتمه لًلبتعاد عنها‪......‬وبقيت مستلقية على‬
‫الكنبة بخمول‪.......‬فتحيّر معها كيف يجبرها على احتساء هذه‬
‫القهوة ؟‪.....‬نهض واخذ يُراقبها بعينيه الباردتين!‪.....‬حقيقةً هو‬
‫يعرف كل شيء عنها‪.......‬جنونها في‬
‫الماضي‪....‬عنادها‪.......‬قراراتها السريعة‪..........‬وجرئتها على‬
‫االقبال في الحب ثم الزواج ضاربة بحديث والدتها وأمير بعرض‬
‫الحائط‪.....!.‬لن ينسى عينيها المتذبذبتين ‪ُ .....‬منذ إن كان عمرها‬
‫اثنا عشر سنة ‪.....‬فقد في ذلك العمر ‪...‬هو للتو متوظف مع زوج‬
‫والدتها أمير‪......‬كانت هادئة‪......‬لديها حدّه في عينها تجحدان‬
‫حزن‪......‬وتردد وتأتأة عارمة في التحدث مع الغُرباء اشفق‬
‫عليها‪....‬وكثيرا!‪....‬وبسبب قربه من أمير‪....‬فهم الكثير من‬
‫ً‬
‫شخصياتها ‪.....‬وسبب اضطرابها!‬

‫اقترب من جديد وضع يده على كتفها همس ‪ :‬نور‪....‬‬


‫نور همست وهي مغمضة لعنيها وبهذيان‪ :‬نورة ماتت!‬
‫لم يفهم شي مما تقوله‪.....‬نظر لساعة يده‪......‬المستشفى لم يكن‬
‫بهذا القرب ليصل أمير بسرعة! ‪....‬لذا لن يستسلم في ايقاظها‪....‬‬
‫لذا سيسحبها وسيجبرها على النهوض لترتشف القهوة رغ ًما‬
‫عنها‪...‬‬
‫فانحنى ليصل إلى مستوى جسدها كان مترددًا ولكن ‪.....‬من‬
‫المؤكد إن لم يفعل ما أمره أمير سيوبخه!‬
‫لذا وضع كف يد تحت ابطيها ورفعها من على الكنب‬
‫واخذت تتفلّت من يديه كالطفل الصغير! تأفف‬
‫وهي جلست بطريقة مملة وجثلت على ركبتيها على تلك الكنبة‬
‫فجلس بجانبها ليمنعها من العودة لًلستلقاء‬
‫نظرت لوجهه وهي تحكّ رأسها بملل وتردف بثقل ‪: what do‬‬
‫?‪you want‬‬
‫سحب الكوب من على الطاولة ومد يده لناحية فاهها ليشربها إيّاه‬
‫فاتعدت لتبتسم ببًلهة وعينين محمرتين ‪ :‬نو نوووووو‪....‬‬
‫مسك على وجهه واقتر منها اكثر وامسكها من رقبتها بخفة‬
‫وقرب الكوب من فاهها واجبرها على ان تشرب كمية ليست قليلة‬ ‫ّ‬
‫‪...‬ما إن ابعد يده عنها حتى شتمته وضربته على كتفه‬
‫فقال‪ :‬سوري‪....‬الزم ‪.....‬تشربين‪.....‬‬
‫سحبت رجليها من على الكنبة ‪.....‬ووضعت قداماها على األرض‬
‫لتتسلل البرودة لجسديها فارتعشت ولكن لم تبالي‬
‫نهضت ودارت الدنيا في عينها وكادت تسقط على الطاولة‬
‫الزجاجية التي امامها‬
‫ولكن ماكس سحب الطاولة بسرعة من امامها ألنها األقرب إليه!‬
‫فسقطت منكبة على وجهها على األرض‪...‬وارتفع صوتها‬
‫بالضحك‪.......‬والبكاء!‬
‫فنهض وسحبها من على األرض‪.....‬وم ّد الكوب لها قائًل‪:‬‬
‫بليييييييييز‪..........‬شربي‪....‬‬
‫ن‪.....‬وبنرفزة‪...‬قوست حاجبيها‪ :‬انت‬
‫ّ‬ ‫نظرت إلى وجهه ‪.....‬بتمعّ‬
‫مو بهاء؟‬
‫اغمض عينيه ليمتص القليل من الصبر!‬
‫كرر عليها‪ :‬شربي!‬
‫عندما لم يرى تجاوبها له‪....‬اعاد حركته تلك ‪....‬حتى جعلها‬
‫تشرب القهوة كلها‪....‬وفجأة كحت بقوة وهي تضرب يده ليبعدها‬
‫مجاال لتتنفّس‪.....‬بكت‪.....‬بًل‬
‫ً‬ ‫عنها‪......‬ابتعدت وترك لها‬
‫دموع‪....‬عندما شعرت باالختناق وعندما هدأت ‪.....‬رمت نفسها‬
‫على الكنبة اشارت له بحقد‬
‫!‪: I will kill you‬‬
‫وضع الكوب على الطاولة‪......‬ولم يهتم لحديثها‪....‬وال‬
‫لتهديدها‪.....‬نظر لساعة يده ‪.....‬ثم نظر إليها واستمع‬
‫لهذيانها‪......‬مسكينة ‪.....‬مسكينة تلك الفتاة‪.......‬تعيش صراعات‬
‫ما بين الماضي والحاضر هذا ما فهمه!‪....‬تشعر بالخذالن والذل‬
‫والخوف!‪....‬ولكن ال يدري لماذا؟‪.....‬تردد أسماء ‪.......‬احدهم‬
‫غريب عليه واآلخر مألو ًفا له!‪.......‬نظر لكف يدها واستوعب انه‬
‫لم يقم بتعقيمه‪.....‬ضرب على جبينه ثم نهض ‪....‬دخل إلى غرفة‬
‫جانبية هي ال تعلم ما هيتها؟!‬
‫ثم خرج وفي يده حقيبة صغيرة ‪...‬اقترب‪....‬منها ‪....‬ثم جلس‬
‫أمامها كانت تنظر لفراغ ما بعينين فارغتين‪.....‬تحدث‬
‫‪:‬الزم اعقّم الجرح!‬
‫نور شعرت بصداع مفاجأ لها‪.........‬كانت سترفض وتبتعد ولكن‬
‫ثقل جسدها لم يساعدها على النهوض فماكس سحب يدها من‬
‫حجرها‪.....‬واخذ يعقمه‪......‬بلطف‪....‬فشعرت بحرقته‪......‬ولكن لم‬
‫تسحب يدها‪....‬استسلمت لشد يده عليها‪......‬اخذت تنظر للجرح‪...‬‬
‫همست‪ :‬عذاااابي‪.....‬‬
‫ماكس ال يعلم ماذا تقصد بتلك الكلمة؟! لذا اكمل عمله‪.....‬‬
‫وقام بوضع شريط الًلصق طبي على الجرح‬
‫حول نظره على خاصرتها‪......‬قميصها كان لونه فاتح‪......‬كان‬ ‫ثم ّ‬
‫لونه اصفر‪....‬وهناك بقعة دم لم تخفي عن ناظريه‪.....‬‬
‫تستطيع تعقيمه؟‬
‫ِ‬ ‫تحدث بهدوء وباحترام(مترجم)‪ :‬هل‬
‫وأشار له‬
‫قوست حاجبيها‪ ،‬بعدم وعي ِلم يقوله‪.......‬ونظرت ألصبعه إالم‬ ‫ّ‬
‫لًلتجاه‪.....‬حركت رأسها‬
‫ّ‬ ‫يُشير فتحولت انظارها‬
‫‪:‬ماله داعي‪.....‬‬
‫ثم نهض ماكس وعاد للغرفة ‪....‬وانفتح الباب هُنا ‪...‬ودخل‬
‫أمير‪.....‬ووجهه محمر ومكفهر‪....‬ومليء بالغضب‪....‬اغلق الباب‬
‫بقوة حتى انها ارتعبت وتحولت انظارها من برود وعجز إلى‬
‫صدمة وخوف!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ً‬
‫مطوال‪......‬لم ينظر إال لسرابها‪....‬لعتمتها‪......‬وسواد‬ ‫حدّق فيها‬
‫هالتها!‪......‬كل شيء بها‬
‫مبعثر‪....‬كيانها‪.......‬روحها‪...‬جسدها‪.......‬مًلبسها قذرة‬
‫ومبعثرة‪......‬شعرها قذر ومبعثر‪....‬ووجه‬
‫شاحب‪.....‬وجامد‪....‬وجسد يرتجف‪......‬وبقع دم على‬
‫قميصها‪....‬وبنطالها ايضًا‪.......‬تقدم خطوة لًلمام‬
‫ثم خرج ماكس من الغرفة‬
‫امير تحدث بهدوء لماكس‪ :‬ماكس تستطيع االنصراف‪.....‬‬
‫حرك رأسه برضى ‪.....‬ثم خرج!‬ ‫ماكس نظر إلى نور ثم إلى امير ّ‬
‫أمير‪........‬اقترب منها‪....‬هل ما زالت فاقدة؟‪.....‬أم أنها استعادة‬
‫وعيها!؟‪....‬ستعاتبه ديانا‪......‬ستعاقبه‪....‬على ما فعله بها‪.....‬كان‬
‫بدال من ان يتركها بصدمتها تجول في‬ ‫يجب عليه أن يحميها ً‬
‫الشوارع والطرق!‪.....‬‬
‫هل عادت للوراء!‪.....‬‬
‫هل يبخها كما كان يفعل في الماضي‪.......‬هو اآلن شرارة غضب‬
‫تمشي أمامها‪...‬وهي لم تشعر بحرارتها إلى اآلن‪....‬‬
‫ما إن اصبح امام وجهها حتى ‪......‬تسارعت أنفاسه واشتم‬
‫وعز عليه أن يراها بهذا الحال!‬ ‫ّ‬ ‫رائحتها‬
‫ال يُريد منها ان تميل كل الميل‪!....‬ال يريد منها أن تنغمس في‬
‫دور ال يُليق بها‪.....‬‬
‫لم يسيطر على كبح غضبه وخوفه عليها‪....‬رفع يده‬
‫اليُمنى‪.....‬وصفعها على وجهها‪....‬حتى بها مالت إلى الجانب‬
‫اآلخر من الكنب‪.....‬فتحت عيناها على آخرهما‪....‬استفاقت من‬
‫شربها اللعين! نظرت إليه بجمود ‪...‬وصدرها يرتف وينخفض‬
‫بشهيقين متعبين‪.......‬‬
‫انحنى ليقترب منها وشدّها من ياقة قميصها‪.....‬وهزها بعنف‬
‫وهو يكرر‪ :‬بدّك ترجعي لوراء؟‬
‫منفعًل‪ :‬بدّك تضيعي تعب أمك؟‬ ‫ً‬ ‫صرخ‬
‫وقربها من وجهها وعينيها تبحلق في وجهه بصدمة‬ ‫شدّه اكثر ّ‬
‫وهو يكرر بانفعال‪ :‬بدّك تحرئي ئلبها عليكي؟‬
‫صرخ حتى ارتجف جسدها بخوف‪:‬‬
‫بكفي‪...‬جنان‪......‬بكفي‪...‬عناد‪......‬بكفي‬
‫نوووووور‪.....‬بكفي‪.....‬أنتي ما تنتقمي منّا‪....‬أنتي هأل عم‬
‫تنتقمي من نفسك!‬
‫ازدردت ريقها واختنقت بعبرتها‬
‫ليدفعها للوراء ويصطدم ظهرها على الكنب‬
‫انهار بقول‪ :‬مانتي فاهمة شي‪........‬مانتي فاهمة وال راح‬
‫تفهمي‪.......‬ي اللي بتعمليه‪....‬بياخذ صحتك مو صحتنا‪.....‬بياخذ‬
‫جهدك مو جهدنا‪......‬انتي عم تموتي حالك ‪......‬بهالطريق‬
‫الوسخ‪........‬نسيتي األلم؟‪....‬نسيتي احتيازك لمدة شهر ونص‬
‫بالمشفى‪.......‬نسيتي‪...‬انهياراتك‪.....‬انسيتي‪.....‬صرا خك‬
‫وجنونك حتى تتخلصي من ادمانك؟!‪.....‬اليوم اشربتي‪.....‬بكرا‬
‫راح ترجعي تاخزي مخدرات كمان؟‬
‫صرخ عليها بقوة‪ :‬جاوبيني؟‬
‫تشعر انها في داخل قاع بئر مظلم ‪.....‬جدرانه عبارة عن شريط‬
‫اسود ‪.....‬يمرر عليها تلك االحداث المؤلمة مع كل كلمة ينطق بها‬
‫أمير‪....‬‬
‫انكمشت حول نفسها ‪....‬وكأنه تحمي جسدها من مًلمسة جدرانه‬
‫عاد أمير إل يها سحبها من يدها واجبرها على المشي‬
‫وهو يصرخ‪ :‬فهميني‪.......‬انتي راضية على نفسك؟‪......‬حابة‬
‫نفسك أنك مو ئادرانه تمشي من وراء شربك‪.....‬؟‪......‬فرحانه‬
‫كتير أنك نسيتي كل شيء بس خًلل دقايق محدودة؟‬
‫كادت ان تتعثر من جديد في الطاولة بسبب عدم اتزانها‪.....‬في‬
‫المشي‪...‬ولكن سحبها للناحية األخرى ورماها على الكنبة دون ان‬
‫يراعي ضعف جسدها‪....‬ضعف حالتها النفسية!‬
‫امير متعب‪.....‬وخائف‪....‬وغاضب‪......‬مسح على رأسه‬
‫وأشار لها‪ :‬ما راح اخليكي من يوم وطالع تطلعي‬
‫لوحدك‪.......‬راح تطلعي معي انا‪.......‬وبس‪........‬وراح‬
‫تتئبلي‪....‬كل شي‪....‬متل ما تئبلتي حياتك في بريطانيا‪.....‬ال تعملي‬
‫صغير‪.....‬حتّى جني‪....‬وتعملي‬‫ِ‬ ‫لي جنان‪......‬انتي ما عدتي‬
‫حركات مراهقين‪.....‬انتي صرتي أم‪....‬بتفهمي هالشي؟‪.....‬الزم‬
‫تستوعبي انك كبييييرة‪..‬حتى‪...‬تتزني في افكارك‬
‫وقراراتك‪....‬وتئدري تعيشي ‪....‬وتعيشيها معك بسًلم‪....‬‬
‫ثم امطر عليها باالعترافات المرة‪ :‬أنا اليوم هون‪....‬بكرا راح كون‬
‫متل امك‪......‬وانتي اكثر وحدي بتعرف‪....‬هيدا الشي‪....‬حياتي‬
‫بخطر‪....‬وانتي ما عم تساعديني اعتمد عليكي‪...‬واسلمك كل‬
‫شي‪.......‬‬
‫ضرب على فخذيه بًل حول وال قوة‪ :‬ما بعرف امتى راح تتخلصي‬
‫من شتاتك؟‪....‬من تخبطاتك‪....‬انا اتعبت‪.....‬نور وهللا‬
‫اتعبت‪......‬انتي منّك ئادرة تساعديني وساعدي نفسك‪.....‬وهالشي‬
‫عم يتعبني يا نور!‬

‫ثم مشى مول ًيا بظهره عنها ليدخل في غرفته‬


‫اغلق الباب بقوة‪.....‬وانكمشت حول نفسها‬
‫انفجر بحديث مؤلم على فؤادها‪......‬توجعّت من‬
‫حديثه‪.......‬اشعرها بثقلها وحملها عليه!‪.......‬اشعرها فقدان‬
‫سلبت‪...‬‬
‫سيطرته على ان يساعدها في استرجاع روحها التي ُ‬

‫نهضت من على الكنبة‪....‬وترن ّحت ً‬


‫قليًل ولكن شدّت على اعصابها‬
‫وعلى قدميها للثبات على األرض!‬
‫اآلن نستطيع أن نقول نور استعادة كل وعيها!‬
‫ازدردت ريقها بصعوبة بالغة في األلم‪....‬مشت متجهة لباب الشقة‬
‫للخروج‪......‬اغمضت عينيها ‪......‬تغ ّيرت مًلمح وجهها لتدل على‬
‫البكاء‪.....‬ولكن ال دموع تذرف وال صوت يخرج!‬
‫تنفس باضطراب مخيف!‬
‫ثم مشت‪.....‬‬
‫نظرت لباب أمير‪......‬نفضت رأسها‪....‬وكأنها تنفض ما قاله كله!‬
‫يلومها‪....‬وهو السبب!‪.....‬يعاتبها ألنها تسببت في تعبه‬
‫بث في جسدها س ًما تعاني منه ُمنذ واحد وعشرون‬ ‫وهو الذي ّ‬
‫سنة!‬
‫يريد أن تساعده في تجاوز كل األشياء السيئة ‪....‬وهو اشيائها‬
‫السيئة ذاتها!!‬
‫مشت خطوة اخرة‬
‫انتهى حبهما بموت ديانا‪.......‬وبدأ عتابه لها ‪...‬وكأنها هي‬
‫السبب في موتها هكذا فهمت وأولّت حديثه!‬
‫تعلم غضبه هذا مماثل لغضبه في الماضي‬
‫حينما يراها تعود مترنّحه ولكن بمختلف التوبيخ‬
‫كان في السابق يقول‬
‫‪:‬جنيتي؟‪.......‬تشربي هيدا السم‪.......‬لك حرام‪.......‬‬
‫هي تردف‪ :‬انا منييييييي مسلمة‪....‬‬
‫تصفعها على وجهها والدته لتردف‪ :‬وهيدا مو مبرر حتى تشربي!‬
‫بكفي جنان‪......‬يا بنتي‪...‬دخيل هللا تعبت معكي‪.....‬شوفيني اعمل‬
‫حتى ترضي ‪.....‬ئلي لي‪....‬‬
‫تردف بجمود وهي تترنّح امامها‪ :‬موتي!‬
‫‪..............‬‬
‫شدّت على عينيها‪ ،‬ها هي توفت‪......‬ولم تكف عن تمردها‪.....‬ولم‬
‫ترضى عن نفسها وعادت في تخبط عدم قبول حياتها من جديد‪...‬‬
‫استقرت يدها على مقبض الباب‪......‬انزلته لألسفل لتفتحه ولكن‬
‫داهمتها يد في سحبها للخلف لتمنعها من هذا الجنون!‪.....‬لتترنّح‬
‫خطوتين واسعتين للوراء ‪....‬واتكأت على الجدار لتمنع نفسها من‬
‫السقوط!‬
‫اقفل الباب وسحب المفتاح‬
‫كانت ينتظر منها صرخة‪.......‬تحقير ألفعاله‪......‬تعاند كما تفعل‬
‫في السابق ‪...‬ولكن لم يرى منها سوى االستسًلم والضعف!‬
‫رحم حالها‪.....‬وسحبه نفسه من جديد للغرفة لكي ال يُزيد األمر‬
‫سو ًءا ولكن قبل أن يذهب أشار‪ :‬هذي الغرفة اللي إلك!‬
‫وبقيت تنظر لبابها المشار إليه بعينين منتفختين خاليتين من‬
‫الدموع محمرتين بشكل مرعب‬
‫وجسد يرتعش‪...‬ونفس بات مسموع‪....‬تسمع طنين في‬
‫آذانيها‪.....‬مزعج ‪.....‬وللغاية شدّت على‬
‫آذانيها‪....‬بقوة‪......‬لتسكته‪....‬وداهمها الصداع‪......‬لم تدخل‬
‫الغرفة‪....‬عادت للكنبة من جديد ورمت نفسها عليها وحدّقت في‬
‫السقف لساعات طويلة‪ ،‬وهي صامتة ‪......‬وهذا األمر اثار الرعب‬
‫في فؤاد امير!‬
‫‪.................................................. ..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سحب هاتفه ‪ ،‬ال يُطيق أن يمدد األمر اكثر ‪......‬فاألمر مع نور‬
‫بات صعبًا وعليه أن ينهي أمر ُمراد ‪......‬ويطلبه بالمجيء هُنا‬
‫من أجل أنت ينهيا األمر‪.....‬ولكن ما فعله اآلن‪......‬سيزيد من‬
‫األمور سو ًءا ما فعله ‪......‬كسرها يعلم بذلك جيّدًا‬
‫كسرها‪.....‬وربما جعل منها رمادًا يتط ّير في نفحات الهواء‬
‫بسهولة!‬
‫اتصل وانتظر رده‪...‬‬
‫‪.................................................. .....‬‬
‫بينما ُمراد حاول أن يخرج نفسه من ضجيج ما يفكر‬
‫به‪.......‬باالحتفال بصديقته بيوم ميًلدها!‪.......‬حيث طلب منها‬
‫الخروج لموعد غرامي باهت مز ّيف ‪.....‬عقيم ال ّيولد الخير بل‬
‫ولود بالشر الكثير!‬
‫فاجأها بمجموعة غنائية كبيرة تخرج امامها لتعزف ألحانًا‬
‫رومنسية ‪.......‬رقص معها رقصة السلو‪.....‬وبدأ جسدهما يتناغم‬
‫مع أنغام الموسيقى ‪........‬كانت الفتاة في غاية السعادة والصدمة‬
‫منه!‪....‬تعجبت من اتصاله عليها حقيقةً وتصريحه في حاجته‬
‫لها‪........‬لبّت رغبته سريعًا غير مصدقة‪.......‬هي تحبه‬
‫بصدق‪.....‬وهو يحبها لحاجته واوقاته الخاصة !‪.....‬تتمنّى لو‬
‫يتوقف بهما الزمن عند هذه النقطة‪.......‬عند هذه اللحظات‬
‫‪......‬ت تمنى لو تتًلشى معه ليجدا نفسهما بعد ذلك في مكان‬
‫منقطع عن الناس ولكن مليء ومحفوف بحبه المتبادل لها وعطفه‬
‫عليها وحنانه كما هو اآلن‪..........‬‬
‫بعد أن تغيّرت االنغام وااللحان إلى ضجيج يتردد بصوت عا ٍل‬
‫وتصفيق ‪....‬التفت اناظرها لمن يحمل لها تلك القطعة من الكعكة‬
‫والمز ّينة بالشوكوالتة التي تتلذذ في اكلها‬
‫ارتفعت األصوات بقول )‪ (Happy birthday‬باللغة األلمانية‬
‫حضنت هنا ُمراد تشكره على مفاجأته لها‪ ،‬وقبّل يدها وأشار لها‬
‫ان تجلس على الطاولة ‪.......‬وبدأ بنثر كلماته وجمله الغير‬
‫واقعية لوهمها بهذه اللحظة!‬
‫سمع رنين هاتفه هنا‪.....‬وسحبه من على الطاولة‬
‫كان سيغلقه ولكن ‪....‬االسم الذي يُضيء على الشاشة جعل‬
‫نبضات قلبه تتخبط!‬
‫أشار لها ان تمهله لثانية وشعرت بالخيبة من هذا االتصال!‬
‫خرج من المطعم بأكمله‪.....‬‬
‫ووقف على رصيف الشارع‬
‫أجاب‪ :‬اهلين امير‪...‬‬
‫امير بجمود‪ :‬بكرا بدي شوفك في باريس‪......‬حتى ننهي كل شي‬
‫بيخص نور‪.....‬‬

‫ُمراد سرح في عمق أفكاره‪ ،‬هناك شعور‪.....‬يصرخ به ليندفع‬


‫لخطة جديدة تمكنّه من رؤيتها!‬
‫ال يدري ماذا دهاه؟ ولكن هو خاسر‪....‬خاسر من هذه الصفقة‬
‫اللعينة ‪........‬خسر رغم ربحه بالكثير من المال! ولكن يُريد أن‬
‫يعيد نفسه ويثبت ألخيه أنّ األمور لن تسير على ما يُريده هو بل‬
‫هو ايضًا له الخيار والقرار ليسيّرها كما يشاء!‬
‫ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه‬

‫وهو يعبث في لحيته بيده ‪ :‬ما عندي مانع بس بشرط‪....‬‬


‫امير ش ّد ما بين اسنانه‪ :‬اعطيتك وجه اكتر من الًلزم‪.....‬ما فيك‬
‫تشرط‪......‬وراح تطألها (تطلقها)‪....‬ونخلوص من هالسيرة‪....‬‬

‫ُمراد تمشى بعبث أفكاره على الرصيف بهدوء وبنبرة يتضح بها‬
‫الكثير من الخبث ‪:‬اوك‪........‬هسه ال تلومني لو ما طلقتها انت‬
‫رفضت‪........‬واظن آني اعرف مكانك زين‪......‬اقدر او ّجه عليك‬
‫العدو اللي هربت منه‪.......‬عاد أنت بكيفك‪......‬تصرفه معه إن‬
‫قدرت‪...‬‬

‫أمير شتمه بغضب ونهض ليضرب بيده على النافذة بقوة‪ :‬ما‬
‫ستبعد أنه انتّا وخيّك متورطين بهاي الشغلي ‪.....‬وبقضية محاولة‬
‫قتل لويس‪....‬‬

‫ُمراد بسخرية‪ :‬تف من ت ّمك يا رجل!‪........‬ما ندّخل نفسنا في‬


‫متاهات شبه سياسية يا أمير‪.......‬حنّا بريئين هالمرة من‬
‫هالهجوم الهمجي‪......‬بس قادر الف الحبل على رقبتك‪.....‬ال‬
‫تستهين فيني‪.....‬وعارف نور هسه وبهيج وكـت محتاجة‬
‫لوجودك ‪....‬خاصة بعد وفاة ديانا‬
‫وبسخرية‪ :‬هللا يرحمها!‬

‫امير ازدرد ريقه ‪.....‬واغمض عينيه تحدث بتهديد‪ :‬موضوع ديانا‬


‫ما راح ناقشك فيه‪....‬راح أأجلوه ‪....‬اتركنا في موضوع‬
‫نور‪.....‬وال تحاول تهددني‪.....‬ألني انا شخص ما عندي شي‬
‫بخسروه‪.....‬بس انتّا عندك أشياء كتيرة ممكن تخسرها‪......‬بس‬
‫منّك حاس فيها!‪.....‬‬
‫ضحك مراد ليستفزه‪ :‬قصدك مثًل داليا؟؟‪....‬وال جورج؟‬
‫أمير بنبرة باهته‪ :‬أغلى من داليا وجورج!‬

‫قوس حاجبيه لن ينكر نبرة أمير أصبحت ُمخيفة لفؤاده ولن‬ ‫ُمراد ّ‬
‫حوال هو وأخيه حياته‬‫يستبعد أن يضربه بضربته القاضية بعد ان ّ‬
‫الى جحيم!‬
‫ي‪......‬تريد تسمع مني الشرط لو ال؟‬ ‫‪:‬ال تطولها عل ّ‬
‫أمير سكت‬
‫ابتسم مراد‪ :‬افهم منّك تريد تسمعه‪....‬‬
‫أمير زفر بضيق‪ :‬شو هالشرط؟‬

‫ُمراد بابتسامة نصر‪ :‬اشوف بنتي!‬

‫انتهى‬

‫البارت الثالث عشر‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في تمام الساعة التاسعة مسا ًء ‪ ،‬امتأل المكان بضجيج السعادة‬
‫وامتأل الهواء بعبق عبير الفرح وامتزج برائحة العود‬
‫والعطور!‪.....‬‬
‫بحكم كبر سنة ‪......‬وكونه كبير افراد عائلة الناصي جلس في‬
‫وسطهم‬
‫ر ّحب بهم ‪.....‬بحرارة الكلمات والجمل‪،‬‬

‫تحدث بو سيف‪ :‬الف الحمد هلل على سًلمتك يا خالد‪.....‬والف‬


‫الحمد هلل والشكر ربي حفظك وسلمك من شرهم‪.....‬‬

‫خالد ابتسم له‪ :‬هللا يسلمك يا عم‪...‬‬

‫بو ناصر و ّجه حديثه ألخيه‪ :‬وال عاد تخليه يرجع لهناك وأنا‬
‫اخوك النار شابه فيهم وال عادها طفت‪....‬‬

‫بو خالد بجدية‪ :‬ال وهللا ما راح يرجع لهناك‪....‬انا قلتها له وبعيدها‬
‫عليه مرة ثانية قدامكم‪....‬السنة هذي يشيل من راسه فكرة‬
‫االبتعاث ابد ابد‪....‬‬

‫همس سعود في اذن خالد ‪ :‬هللا يعينك ‪.....‬حجروا عليك يا ولد‬


‫عمي‪....‬هللا يفك اسرك منهم‪...‬‬

‫ابتسم خالد وقاوم ضحكته حتى همس اآلخر‬


‫بندر‪ :‬ابوي الود وده‪...‬يخليه ينام عنده بالغرفة من زود خوفه‬
‫عليه‪.....‬‬
‫قصي همس بنبرة وصوت انثوي تنم على السخرية ‪ :‬مرا يخاف‬
‫على سوسو‬
‫ضحك هنا سعود بخفة‪ :‬هههههههه واضح عمي يغلي ويعز‬
‫خويلد اكثر منك‪....‬يا بندر‪...‬‬

‫جسار ليشعل النار قال‪ :‬أصًل أنا شاك بندر يصير ولد‬
‫خالي‪......‬دايم خالي معطيه طااااف كبر وجهه!‬

‫بندر قرص فخذه ‪ :‬كل تبن‪...‬‬


‫عزام ‪ :‬حدك عاد ال تضرب توأمي‬
‫بندر كش عليهم ‪ :‬مالت عليكم‪.......‬اشوفكم مسوين نفس الحًلقة‬
‫‪....‬صايرين مثل طقم الفناجيل‪...‬‬

‫جسار ارتشف القليل من الشاي‪ :‬وهللا من القهر تقول كذا‬


‫عزام بتعزيز ألخيه‪ :‬اترك عنك هالمتخلف ‪.....‬واضح مضغوط من‬
‫اهتمام خالي لخالد‪....‬‬

‫بندر بنفس الهمس‪ :‬ال مضغوط وال شي بس بـ اخلي خويي‬


‫اجرب شعور‬
‫يرميني بالرشاش عشان اختبر معزتكم كلكم‪.....‬حاب ّ‬
‫االهتمام من العيلة!‬

‫عزام باستهبال‪ :‬نذر تكاليف المستشفى علي!‬


‫قصي ضرب على صدره ليكمل بهمس‪ :‬وانا المرافق لك!‬

‫سعود ‪ :‬اتحداااااااااااك تسويها‪.......‬ومن جهتي لو سويتها لك‬


‫مني اللي تبيه!‬

‫خالد ضحك بخفة ونظر لهم‪ :‬ههههههه عن الخبال ‪....‬وال‬


‫تتحدونه اعرفه بندوره خبل وسويها‪.....‬‬
‫دخل ناصر في جوهم ‪ :‬شعندكم؟ تتساسرون؟‬

‫بندر لكزه في صدره ليبعده عنه بعد أن انحنى ً‬


‫قليًل عليه‪ :‬خنقتني‬
‫يا شيخ‪....‬و ّخر‪.......‬قسم باهلل متّنت يا نويصر!‬

‫ناصر قبصه من زنده‪ :‬انتبه مني صاير اشيل حديد ‪....‬كل هذا‬
‫عضل ما هو شحم‪....‬مثلك!‬

‫خالد ضحك بخفة وبنفس النبرة‪ :‬هللا ياخذكم ال‬


‫تضحكوني‪.....‬ناووين تفتحون جروحي انتوا‪....‬‬

‫سعود بطنز‪ :‬انت صاير تضحك مثل المهرج على كل‬


‫شي‪....‬واضح منّك مستوعب لحد الحين أنك عايش!‬

‫بندر‪ :‬شعرفك فرحان وصل السعودية بالسًلمة مو مصدّق طلع‬


‫من فلم الرعب اللي عاشه هناك‪...‬‬
‫قصي بابتسامة‪ :‬وهللا ما ينًلم‬

‫خالد حاول النهوض ليبتعد عنهم ليمنع نفسه عن الضحك‬


‫والغضب نفسه! ولكن تحدث ناصر‪ :‬اجلس‪...‬ما عليك منهم‬
‫هالمخ ّبل ذول‪....‬‬

‫ارتفع صوت بو ناصر بقول‪ :‬وهللا بو سلطان‪.......‬مصر بس‬


‫التحاليل يعني‪....‬تعرف ‪.....‬الحين هي الحد الفاصل بينهم وبين‬
‫الزواج‪....‬‬
‫بندر ركّز مسامعه على ما يقولونه‬
‫تدخل بو سيف ‪ :‬هللا يرزقها باألحسن واألفضل والزواج قسمة‬
‫ونصيب‪...‬‬

‫بو خالد بهدوء دارت عينيه على ابنه بندر وتذكر رغبته الشديدة‬
‫في االرتباط بها‬
‫‪:‬التحليل الوراثي اللي ما قبل الزواج ‪........‬يا خوي قلل من‬
‫امراض كثيرة‪.......‬صدق في ناس يزعلون‪.....‬بس يزعلون في‬
‫فترة لحظية ‪....‬احسن من انهم يزعلون عمر لم يشوفون عيالهم‬
‫يعانون‪....‬وان شاء هللا شيخة بيجيها اللي يسعدها ‪......‬وهي‬
‫توها صغيرة وانا خوك ال تستعجل على رزقها‪....‬‬

‫بندر نهض كالمقروص‬


‫إذًا اتصاالتها اليوم الغير منتهية من أجل هذا االمر؟ استأذن‬
‫ونهض‪...‬‬
‫بينما ناصر وسعود نظروا ببعضهما البعض‬
‫متسائلين متى اجروا التحاليل؟‬

‫ايعقل اليوم شيخة غيّرت أفكار والدهم حتى به اتخذ من هذا األمر‬
‫مخر ًجا امام الناس ألنهاء هذا الموضوع؟‬
‫كثيرا!‬
‫ً‬ ‫بينما البقية لم يهت ّما لألمر‬

‫بو ناصر ّ‬
‫هز رأسه مؤيدًا لحديث أخيه‬
‫متذكرا حديثه مع أبا سلطان قبل ساعتين من‬
‫ً‬ ‫وشاردًا في ذهنه‬
‫اآلن‪....‬‬
‫كان متر ًددًا ومنحرج للغاية ‪....‬دعاه أن يخرجا إلى اقرب مكان‬
‫ممكن بعيد عن ضجيج الناس ليتفاهما‬
‫خشي أبا سلطان أنّ هناك أمر كبير قد ح ّل على عائلة صاحبه‬
‫لذا بعد أن جلسا على الكرسي المقابل له‪ :‬تكلم يا بو ناصر صاير‬
‫شي وأنا خوك؟‬
‫بو ناصر‬
‫قلبهُ لم يهدأ‪ ،‬عينيه متشتتين كعينين تلك الضائعة في هفوات‬
‫أنانيّتهم‬
‫سر‪....‬ومنحرج ‪....‬كيف‬‫‪:‬بو سلطان اللي بقوله لك ‪......‬ما ي ّ‬
‫ابتدي‪.....‬وكيف انتهي‪....‬منه‪....‬‬

‫بو سلطان ‪....‬سكت‪.....‬يفهم حالة صاحبه ‪......‬موقفه هذا أعاده‬


‫بالذكريات للوراء عندما أتى إليه ليخبره ع ّم فعله بنورة وكيف‬
‫األبوة!‬
‫ّ‬ ‫تركها تذهب مع والدتها بعد تشكيكهم له من ناحية‬
‫‪:‬خير يا خوي‪.....‬وهللا قلبي انقبض‪.....‬‬

‫بو ناصر تنهد بضيق‪ :‬أنا تسرعت لم ردّيت عليك ‪....‬وقلت بنتي‬
‫شيخة موافقة‪....‬الحقيقة أنها رافضة‪.....‬‬

‫بو سلطان فهم تلك اإلشارة ‪ :‬وانت جبرتها؟‬

‫ّ‬
‫هز رأسه بو ناصر بخيبة أمل من هذه الدنيا كلها!‬

‫بو سلطان ضحك بخفة ‪ :‬ههههههه وهذا اللي مضايقك؟‬


‫قوس حاجبيه‪ :‬وهللا مضايقني ومحرجني‪...‬‬
‫بو ناصر ّ‬
‫بو سلطان بجدية‪ :‬تقدر تقول سلطان بنفس رأي شيخة وانا‪...‬‬
‫بو ناصر اكمل بسرعة‪ :‬جبرته!‬
‫بو سلطان بهدوء‪ :‬ما جبرته على كثر ما إني ضغطت عليه يتق ّبل‬
‫فكرة الزواج‪....‬سلطان مثل مانت عارف مبتعث في‬
‫أمريكا‪........‬ومركّز على دراسته بشكل كبير‪....‬لدرجة ناسي‬
‫نفسه وحياته الخارجية عن اطار الدراسة‪.....‬قلت له راح اخطب‬
‫لك‪....‬بنت عمك بو ناصر‪.....‬وكان رافض الزواج‪....‬بس قنعته‬
‫باألخير‪......‬‬
‫بو ناصر نظر للفراغ وهو يكمل‪ :‬اللي نسويه في عيالنا‬
‫غلط‪........‬‬
‫بو سلطان بدفاع‪ :‬ال ما هو غلط الغلط أنه نتركهم يسوون اللي‬
‫يضرهم‪......‬‬
‫بو ناصر بندم‪ :‬بس لو تارك األمر على مبدأ موافقتها يمكن راح‬
‫اخسرها ‪......‬مثل ما خسرت اختها‪....‬‬

‫بو سلطان ‪ :‬انت غلطان انك تجبرها مانكر بس فيه أمور ما الزم‬
‫نتركهم يسوونها ألنها بضرهم مثل ما انا سويت في ولدي‬
‫‪.......‬انا خايف عليه‪.....‬وهو برا ‪......‬وملذات الدنيا‬
‫واجد‪......‬حبيت افرض عليه فكرة الزواج ‪....‬عشانه مو‬
‫عشاني‪.....‬‬

‫بو ناصر بهم‪ :‬جاتني تترجاني‪......‬تحب ايديني وراسي‪......‬اني‬


‫ما اغصبها تخيّل تقول‪...‬انا بنتك الوحيدة افرح فيني بس مو‬
‫بهالطريقة‪.....‬حسيت وقتها انعصر قلبي‪......‬واني راح اغلط‬
‫نفس الغلطة اللي غلطتها قبل عشرين سنة‪.....‬‬
‫بو سلطان ‪....‬فهم ضيقة صاحبه ‪....‬فهم انه وقع في فخ الندم‬
‫اآلن‬
‫‪:‬وضع شيخة مو نفس وضع نورة‪.....‬‬
‫بو ناصر بتنهد‪ :‬إال نفس الوضع‪........‬ألنه بصير النتيجة‬
‫وحده‪.....‬راح اخسرها‪......‬راح تكرهني إني جبرتها حتى لو‬
‫سلطان كان طيب معاها‪.....‬بو سلطان ‪.....‬امها بعد صايرة‬
‫تلومني ‪.....‬وتنبهني إني بهالطريقة راح اكرر اللي صار في‬
‫الماضي‪....‬‬
‫وما اقسى شعور الندم‪....‬وما أقسى الشكوك التي توارد اإلنسان‬
‫فجأة في صحة األشياء‪.....‬هل يعقل أنه ادرك تسرعه في ذاك‬
‫األوان؟ هل يعقل أنه صحى من سكرة الغضب من الخيانة وبدأ‬
‫يدرس األمور من جديد ‪....‬هو يفهمه‪......‬يفهم شعوره‬
‫اآلن‪....‬شعور الندم يشع من عينيه ‪....‬ويخرج من رجفة‬
‫شفتيه‪.........‬ما وصل إليه اآلن‪....‬نتيجة لضغط ما حوله‬
‫‪......‬ليجعلوه هو السبب في ضياعهم!‪.....‬ام ناصر‪....‬ربما‬
‫انفجرت خو ًفا على ضياع سعادة ابنتها‪......‬وضربته على ال ُجرح‬
‫القديم لتوقظ بضربتها مارد الندم!‪.....‬لم يكن بيدها شيء تفعله‬
‫في السابق لمناصفة نورة‪........‬وليس لها حيلة في التحدث‬
‫والتبرير‪.....‬واألمر حقيقةً جاء من صالحها‪.....‬فهي تخلّصت من‬
‫امرأة شاركتها الكثير في يوسف!‪....‬ولكن لم تتمنى لتلك الطفلة‬
‫األلم لم تتمناه لها ابدًا!‬

‫بو سلطان‪ :‬ندمان يا بو ناصر؟‬


‫بو ناصر حدّق في صاحبه‪ :‬خايف إني ظلمتها؟!‬
‫تسرع‪...‬‬
‫بو سلطان بلل شفتيه ‪ :‬قلت لك‪......‬وقتها ‪......‬ال ّ‬
‫بو ناصر شد على قبضة يديه‪ :‬الخيانة تو ّجع قلب صاحبها وتعميه‬
‫عن الحقيقة!‬

‫سا عميقًا‪ :‬ما راح الومك!‬


‫بو سلطان اخذ نف ً‬

‫بو ناصر‪ :‬جاء من يلومني بعد هالسنين الطويلة!‬

‫ليهون عليه‪ :‬ما نيب زعًلن على فصخة الخطوبة‬ ‫ّ‬ ‫بو سلطان‬
‫‪......‬ونقدر نقول للناس واقربائنا ‪....‬التحاليل ما هي متوافقة‬
‫‪......‬ال تضايق عمرك وانا خوك ما يهون علي اشوفك‬
‫بهالحال‪....‬‬

‫بو ناصر‪...‬لمعت عينيه بحزن‪.....‬وبأسى على حاله‪ :‬نسكر باب‬


‫شيخة ‪....‬ومن يسكر باب نورة يا إبراهيم!‬

‫سكتت‪....‬ال يعرف كيف يواسي صاحبة والذي من المؤكد‬


‫ت‬
‫الذكريات باتت مسيطرة عليه ‪.......‬استيقظ ضميره في وق ٍ‬
‫ت ضائع‪....‬ال يمكن ترميم شروخ الماضي‬‫متأخر وفي وق ٍ‬
‫‪.....‬ليس مستحيل ولكن من الصعب جدًا ‪......‬إن فتح يوسف باب‬
‫الماضي‪......‬فسيعبث هواؤه بحاضرهم جمي ًعا!‬

‫بو سلطان‪ :‬يوسف‪......‬أنت بيدك سكرت هالسالفة ‪......‬واذا انت‬


‫أول ‪.....‬ما راح يهزك من يلومك‬ ‫مقتنع بكل االقتناع مثل ّ‬
‫بعدها‪......‬انت واثق أنها‪....‬‬
‫قاطعه برفض شديد‪ :‬ما ني واثق يا إبراهيم‪.....‬قلبي وقتها مشتعل‬
‫نار ‪......‬على خيانة أمها‪.....‬ضربي لها ‪...‬لحد الحين ما طفّى‬
‫نيران الخيانة اللي بصدري‪....‬حبيتها‪....‬سلمتها‬
‫هالقلب‪....‬وباألخير جازتني بهالجزا‪.......‬عطيتها ثقة‬
‫قدرتها‪.....‬‬
‫كبيرة‪.......‬وما ّ‬

‫بو سلطان بهدوء‪ :‬قلت لك‪......‬مستحيل توصل للخيانة‬


‫الجسدية‪.....‬يا يوسف‪.....‬هي دايم تحت عينك وعين‬
‫زوجتك‪....‬وال تطلع إال للضرورة‪......‬وال تعرف أحد هنا!‬

‫بو ناصر اغمض عينيه ليردف بضياع‪ :‬ما ستقمت في التفكير في‬
‫وقتها‪...‬وتهاونت في ورقة التحليل وال فتحتها‪...‬وامير استغل‬
‫ضعفي وسحبها من يدي‪....‬كل شي وقتها انهار ‪.....‬كان كل‬
‫تفكيري ‪.....‬آخذ حقي منها بدون فضايح‪.....‬بس حتى حقي منها‬
‫ما اخذته!‪.....‬كان المفروض اروح ألبوها واعلمه بكل‬
‫شي‪...‬عشان تعرف إن هللا حق‪.....‬‬

‫بو سلطان ‪ :‬ما ينفع هالكًلم‪.....‬ما ينفع الحين يا يوسف‪......‬ما‬


‫قدر اقولك انسى‪.....‬بس بقولك إذا بتستمر في وضعك هذا‬
‫‪....‬راح تضر صحتك‪....‬وتخسر اللي حولك!‬

‫بو ناصر بتنهد‪ :‬آه‪.....‬يا إبراهيم‪.....‬آه‪........‬دايم انا متسرع‬


‫‪......‬دايم‪......‬يا خوفي اصير ظالم‪.....‬ظالم لهالبنت‪......‬‬

‫بو سلطان طبطب على كف يد صاحبه‪ :‬هونها وتهون ‪......‬هونها‬


‫وتهون يا خوي‪........‬‬

‫هز بو ناصر رأسه واخذ يفكر بطريقة أخرى في انهاء تأنيب هذا‬
‫الضمير!‬
‫‪................................................‬‬
‫من أنواع ظلم اإلنسان لنفسه أن يقدم سعادة من حوله على‬
‫يتمزق في اجباره على تح ّمل‬ ‫ّ‬ ‫سعادته هو ‪.....‬وأن يجعل قلبه‬
‫مشاعر فوق طاقته!‬‫ٍ‬
‫صراع طويل‪....‬بينها وبين نفسها‪.....‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫نزلت من غرفتها بعد‬
‫تريد أن ترى عمتها ال تريد أن تستمع لنصائحها في العودة‬
‫لزوجها وال تريد أن تعرف خالتها بذلك!‬
‫دورا صعبًا عليها‬
‫ولكن لم تستطع أن تتركك اختها نوف لتأخذ ً‬
‫فهي ملزمة في الجلوس معهم ‪.....‬فنوف ربما ستخجل من‬
‫الجلوس معهم لتبادل اطراف الحديث‪......‬فهي ما زالت صغيرة‬
‫‪.....‬ال تريد أن تح ّملها اكثر من هذا الحمل!‬
‫القت السًلم عليهم ثم نهضت‬
‫ام ناصر‪ :‬يا هًل وغًل ببنتي‪......‬اخبارك يا يمه؟‪........‬إن شاء‬
‫هللا تحسنتي الحين‪.....‬‬

‫ثم مسكت يدها بعد أن سلمت على عمتها التي كانت هادئة وتنظر‬
‫إلى حالها بجمود وبتوتر ملحوظ!‬
‫اجلستها بجانبها‬

‫ام سيف ‪ :‬اخبارك يا م عبد هلل‪...‬‬


‫الجازي‪...‬بلعت غصتها ‪ :‬بخير‪...‬‬
‫كان عبد هلل في يد خالتها أم ناصر‪ :‬فديت عبادي كبر‪.....‬وتغيّر‬
‫علي‪...‬‬
‫ثم نظرت للجازي‪ :‬يمه طمنيني عليك ‪....‬الحين؟‪...‬ما في شي‬
‫يوجعك‪.....‬‬

‫شعرت بالغصة من هذا الحنان ‪.....‬من هذه النبرة‪.....‬من هذا‬


‫الشبه الذي يذكرها بوالدتها هزت رأسها لتكتفي بقول‬
‫‪:‬بخير ‪...‬بخير يا خالتي‪...‬‬
‫بينما ام سيف التزمت الصمت وأخذت تنظر للجازي‬
‫فنظرت إلى ضعف جسدها وقلّة حيلتها وجهها شاحب ً‬
‫قليًل‬
‫ومصبوغ بالصفرة ‪.....‬عينيها مشتتين لكي ال تنظر لها‪....‬‬
‫بينما شيخة كانت جالسة تنظر لهما بصمت‬
‫الجازي لم تسلم عليها وتصافحها ألنها رأتها قبل قليل‪....‬‬
‫تحدثت الجازي بهدوء‪ :‬شيخة‪....‬وين نوف‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬في المطبخ‪......‬بجيب الشاهي والقهوة‪....‬‬
‫سك من هالجوال‪.....‬هذا اللي‬ ‫ام ناصر‪ :‬قومي ساعديها يا بنت وب ّ‬
‫بخرب لك عيونك وعقلك‪...‬‬ ‫ّ‬
‫ابتسمت شيخة ونهضت بحرج لتخرج متجهة إلى المطبخ‬
‫ً‬
‫مشغوال‬ ‫سمعت رنين هاتفها ونظرت لًلسم فأعطته‬
‫لتنتقم منه فطيلة تلك الساعات الماضية لم تكف عن االتصال عليه‬
‫ولكن لم يجيبها ربما بسبب زعله عليها!‬
‫اتصل مرةً أخرى ‪....‬فوقفت في منتصل الصالة قبل أن تدخل إلى‬
‫المطبخ‬
‫تحدثت ما بين اسنانها‪ :‬شتبي؟‬
‫بندر فهم نبرة تلك‪ :‬صدق اللي سمعته‪....‬‬
‫شيخة ادارت عينيها كالمغشي عليه وبنبرة سخرية‪ :‬وش سمعت‬
‫؟‬
‫بندر ينظر لباب المجلس بحذر‪ :‬تحاليلكم طلعت مو توافق؟!‬
‫شيخة تحدثت بهمس‪ :‬ابوي قال كذا؟!‬
‫بندر ‪ :‬أي‬
‫شيخة ابتسمت‪.....‬إذًا ابيها انهى األمر امام افراد عائلتها من هذه‬
‫الناحية تنهدت لتردف‪ :‬ال مو هذا السبب صدق سالفتي مع‬
‫هاآلدمي انتهت بس مو كذا السالفة‪....‬‬
‫بندر بشك‪ :‬يعني انتي اقنعتيه مثًل؟!‬
‫شيخة لتنهي المكالمة‪ :‬تقدر تقول‪.....‬بندر افهمك كل شي بعدين‬
‫‪....‬ماقدر أطول بالمكالمة الحين باي‪...‬‬
‫بندر بشتات‪ :‬باي‪....‬‬
‫شعر بالراحة والطمأنينة ولكن الفضول يأكل منه الكثير ليعرف‬
‫كيف استطاعت اقناع والدها‬
‫دخل المجلس‪....‬وجلس بالقرب من أوالد عمه‬
‫بو خالد‪ :‬بندر قم صب قهوة لعمانك‪......‬‬
‫سعود قبل أن ينهض لكزه في صدره وبهمس‪ :‬الحمد هلل أنك جيت‬
‫وال كان استلموني هالشيبان‪...‬‬
‫همس بندر‪ :‬كل تبن‪...‬‬
‫جسار بنذالة‪ :‬يًل صب صب‪...‬بس‪.....‬ابدأ من اليمين‬
‫قصي رفع حاجبه‪ :‬وجب لي معك من هالحلى‪.....‬‬
‫بندر سحب دلة القهوة من على الطاولة وهمس لهما‪ :‬سكتوا ال‬
‫افقع وجهكم ابها الحين‬
‫خالد وناصر ضحكا بخفة دون أن يلحظ ابويهما ذلك‬
‫بينما بندر نهض ليناولهم (فنجان القهوة)‬
‫وعلى أوتار األحاديث والضحكات والهمسات‬
‫دخل وهو يقول‪ :‬السًلم عليكم‪....‬‬
‫التفتت األنظار إليه‬
‫وجمدّت انظار بو خالد عليه!‬
‫وهمس عزام وجسار في آن واحد بصدمة‪ :‬سسسسسسيف‬
‫بينما قصي لم يستغرب من مجيئه هنا!‬
‫‪..............................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تنوه على سينا بوضع صحن‬ ‫نوف خرجت من المطبخ وهي ّ‬
‫البقًلوة بالقرب من الضيوف على الطاولة التي امامهم وليس‬
‫الجانبية‬
‫ثم قالت‪ :‬وبعدها روحي قولي للجازي تنزل‪....‬‬
‫شيخة اقتربت منها‪ :‬نزلت وهي داخل‪...‬‬
‫نوف ضربتها دون سابق انذار‪ :‬هللا ياخذك وينك تاركتني احوس‬
‫معها‬
‫وأشارت على الخادمة‪ :‬لحالي‬
‫ثم نظرت لسينا‪ :‬دخلي يًل وش تنتظرين‬
‫سينا هزت رأسها‪ :‬حاضر ماما‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬وهللا تو جيت بدخل جاني اتصال رديت ‪....‬وتو سكرت‬
‫نوف لعبت في حواجبها‪ِ :‬من من؟‬

‫شيخة كتفت يديها‪ :‬سلطان؟‬


‫نوف بحلقت في شيخه بصدمة‪:‬‬
‫شنوووووووووووووووووووووووو؟‬
‫شيخه وضعت يدها على فم نوف وهي تتقهقة‪:‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههه جب وجع فضحتيني؟‬
‫نوف بعدت يد شيخه بقوة‪ :‬أيا الخاينة ‪.......‬وتقولين ما تبينه‪...‬‬
‫شيخة مستمرة ف ي الضحك‪ :‬وهللا امزح ههههههههههههههه‬
‫أصًل وهلل الحمد تخلّصت منه‬
‫نوف بشك ‪ :‬شلون؟‪....‬ما فهمت‬
‫شيخة سحبت نوف ليدخًل في المطبخ‪ :‬شوفي‪.....‬أنا مادري كيف‬
‫جاتني الجرأة ورحت كلمة ابوي‬
‫ضربت نوف على صدرها صارخة‪ :‬اعترفتي بحبك لبندر له؟‬
‫وضعت هنا شيخة يدها على فم نوف وبانفعال‪ :‬ال رسمي تبين‬
‫تفضحيني وجع‪....‬‬
‫ثم ابتعدت عنها لتردف بنفس متسارع‪ :‬يعني لو اعترفت له‬
‫بشوفيني قدامك‪....‬ال وهللا بشوفيني بقبري‪...‬‬

‫نوف مسحت على جبينها‪ :‬أجل كلمتيه في إيش؟‬


‫شيخة بهدوء‪ :‬اقنعته أنه ما يجبرني‪...‬‬
‫نوف ‪ :‬واقتنع؟!‬
‫هزت شيخة رأسها بـ(أي)‬ ‫ّ‬
‫نوف بصدمة‪ :‬وهللا ما اصدق‪....‬عمي يوسف يقتنع بهالسهولة‬
‫وش صاير بالدنيا؟‪....‬الال اكيد انك فهمتيه غلط‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬يا مجنونة ‪.......‬هدي‪......‬يعني جيته من ناحية العاطفة‬
‫‪....‬وانتي تعرفيني ماعرف امسك نفسي‪......‬‬
‫نوف قاطعتها‪ :‬فتحتي خزان الماي‪.....‬‬
‫تقصد دموعها‬
‫ثم اردفت‪ :‬ال اكيد عمي فيه شي هاللي قدرتي عليه‪....‬‬
‫شيخه ‪ :‬اهم شي تخلّصت من هالسلطان وطاريه‪...‬‬
‫نوف لكزتها في بطنها‪ :‬خًلص اجل حوليه علي‪......‬‬
‫شيخة ضحكت‪ :‬باهلل كيف احوله؟ههههههههههههه‬
‫نوف مدّت بوزها‪ :‬المفروض قلتي لعمي لو هو يبي هالنسب‬
‫صدق عنده خيارات متاحة مثًل يخطب بنت عمي نوف‪....‬بس‬
‫اعرفك حيوانة ما تحبين الخير لي‪....‬‬

‫شيخة ضحكت بقوة‪ :‬ههههههههههههههههه انا وقتها خايفة‬


‫‪......‬وال ادري شقول‪...‬اصًل نسيت انه عينك عليه‪....‬‬

‫اصًل عادي‪.....‬قلبه دليله ‪...‬هو بيجيني بدون‬ ‫ً‬ ‫نوف برفعة راس‪:‬‬
‫ما تدلّينه أنتي علي‪...‬‬
‫دفعتها شيخة لتخرج ‪ :‬الحمد هلل والشكر بس‪....‬امشي امشي‬
‫ندخل ال يعطونا محاضرة بس‪....‬‬
‫‪.................................................. .‬‬

‫لم تستطع النوم ولم يهدأ لها جفن‪......‬تنظر للدفاتر واألقًلم‬


‫بعينين فارغتين ‪.....‬عقله غير قابل باالحتفاظ بأي‬
‫معلومة‪.....‬مشغول بأمرها هي فقط‬
‫خائفة من أن تكون إحدى ضحايا ذلك المرض‪......‬لن تنسى ألم‬
‫والدتها منه ‪.....‬لم تنسى أنّ في بعض الحين تصرخ من شدّت‬
‫كثيرا في األعراض البدائية حتى إن هذا‬‫ً‬ ‫األلم‪......‬والدتها تهاونت‬
‫طور عليها من أطواره الشيء الكثير‬ ‫األمر ّ‬

‫ال تريد أن تخسر رحمها‪.....‬تخسر رغبتها في اإلنجاب‪.....‬واألهم‬


‫من هذا كله ‪.....‬ال تريد أن تتألم وتتو ّجع‪......‬ال تريد أن تخضع‬
‫للصرخات والخوف من الموت!‬
‫انكمشت حول نفسها‪........‬مسحت تلك الدموع الساقطة‬
‫‪....‬حاولت ان تخرج نفسها من هذا التفكير السوداوي‪......‬لذا‬
‫نهضت متجه للمطبخ‪.....‬غسلت وجهها‬
‫واخذت تكرر‪ :‬مهره ‪....‬خًلص ‪.....‬وقفي تفكير‪.....‬المكتوب‬
‫مكتوب وما منه مفر هذا كًلم امي‪.......‬اكيد ربي حطني بهذا‬
‫االختبار‪....‬عشان يشوف صبري‪......‬ما راح أخاف‪....‬ما راح‬
‫أخاف‪.....‬‬
‫ثم قررت ان تطبخ لها شيئ ًا تأكله قبل ان تنام‪....‬‬
‫‪......‬قررت ان تطبخ لها باستا سريعة‪....‬‬
‫ّ‬ ‫وبعد التفكير‬
‫فاشغلت نفسها في تقطيع الطماطم‪......‬والجزر ‪......‬وتجهيز‬
‫الزيتون األسود واالخضر‪....‬والذرة فهي تحب أن تخلطهما مع‬
‫بعضهم البعض في طبختها تلك!‬
‫حاولت أن تبقى صامدة مهما حدث لها!‬
‫‪.................................................. .................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم ينم طيلة الوقت ‪ ،‬شرطه كان صع ًبا ولكن كان عليه أن يوافق‪،‬‬
‫اخبره رؤيته منها ال تُعني رغبته في أي أمر خبيث ناحيتها‬
‫األبوة ليطمئن انها ابنته‬
‫ّ‬ ‫بل من اجل أن يُجري تحليل إثبات‬
‫وقايضه على هذا المبدأ على أن يغيّر نسبها وينسبها إليه!‬
‫لذلك وافق بضعف!‬
‫كان يفكر بحديثه معه وبأفعاله بها‪.........‬وبالعصابة التي من‬
‫المؤكد لن تتركه!‬
‫خائف‪......‬تخلل قلبه الخوف من الموت ايضًا! ال يريد أن يعذبوه‬
‫ال يريد أن يستغ ّلوا نور او ابنتها من أجل االنتقام!‬

‫سا وهنا أدرك أنّ نور تًلشت! ولكن ما سبب هذا‬ ‫لم يسمع لها ح ً‬
‫التًلشي هل ً‬
‫فعًل سببه موت والدتها او معرفتها بابنتها‬
‫من المؤكد ال فلو ً‬
‫فعًل هذا السبب لفعلت فعلتها األخيرة قبل‬
‫أسبوع!‬
‫إذًا ماذا حدث عندما خرجت من هنا‪ ،‬هل عاد التن ّمر؟ أم أنّ التخبط‬
‫والتشتت داهمها فجأة واخ ّل باتزانها؟!‬
‫لم يفهم سبب اقبالها على الشرب فجأة هكذا‪......‬لم يفهم السبب‬
‫الفرعي ولكن الرئيسي هو ُمدركه أال وهو التخبط والض ّياع!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مضت الساعات والدقائق والثواني عليه ببطء وهو لم يستطع أن‬
‫يو ِنخ بالقطار ليأتي لباريس‬ ‫يغفو‪......‬اخبره انه سيخرج من ِم ُ‬
‫‪...‬وهذه الرحلة تستغرق ما يُقارب الست ساعات تقريبًا!‬
‫يعلم مجيئه بالقطار ال يعني انه ال يستطيع أن يأتي بطائرة ولكن‬
‫ُمراد يريد أن يض ّيق عليه األمر‪......‬وشعل في فؤاده فتيل النصر‬
‫عليه!‬
‫‪..‬‬
‫حدّق في ساعته ‪.....‬كانت تُشير الى الساعة التاسعة والنصف‬
‫صبا ًحا وهو لم ينم‪.....‬‬
‫تنهد بضيق ونظر لصورة زوجته الذي اخرجها من الدرج الجانبي‬
‫من السرير!‬
‫تأملها‪.......‬وضاق صدره على فراقها‬
‫همس‪ :‬تعبان يا ديانا‪......‬تعبان كتير!‬

‫قبّل الصورة بعمق واعادها في مكانها نهض ونظر من خلف‬


‫النافذة ‪......‬تحيّر‪.....‬هل يذهب ويطمئن عليها‪...‬؟‪....‬هل يتأسف‬
‫على ضربه لها!‬
‫نفض الفكرة ‪.....‬ألنه يدرك لو فعل هذا االمر ستتمرد عليه أكثر‬
‫مما قبل!‬
‫ضج رنين هاتفه سحبه بتعب وأجاب‪ :‬الو‪....‬‬
‫ُمراد ‪ :‬وصلت‪.....‬‬
‫ً‬
‫متسائًل‪ :‬كيف؟‬ ‫‪...‬وقوس شفتيه‬
‫ّ‬ ‫ز ّم شفتيه‬
‫ُمراد فهم صدمته اردف بسخرية‪ :‬انا ُمراد مستحيل اتعب نفسي‬
‫واجي بقطار‪.....‬غيّرت رأيي وجيت بطيارة ووصلت على هالوكت‬
‫المبكر‪.....‬هااا‪.....‬قولي وين نلتقي؟‬

‫أمير بدون تفكير‪ :‬لو كافيه فوكيت)‪( Le Café Fouquet’s‬‬

‫ُمراد ‪ :‬راح انتظرك‪....‬‬


‫ثم اغلق الخط‪.....‬وسريعًا أمير دخل الخًلء ليستحم ويستعيد‬
‫نشاطه من جديد‬
‫لم يتأخر في االستحمام فبعد عشر دقائق مضاها في‬
‫التفكير‪......‬خرج ارتدى مًلبسه على عجل ثم خرج من الغرفة‬
‫‪....‬كان سيعبر بخطى سريعة أمام الباب ليخرج من الشقة‬
‫ولكن سقطت انظاره عليها كنت ممددّه على الكنبة مغمضة عينيها‬
‫‪.....‬واضعة يديها على بطنها ‪......‬تن ّهد بضيق ثم خرج‬
‫!‬
‫‪.....‬‬
‫وهي فتحت عينيها المحمرتين‪......‬لم تنم ‪.......‬طيلة الليل كانت‬
‫مستيقظة‪.....‬تؤنّب نفسها على ما فعلته ‪......‬اجزمت اآلن انها‬
‫تعيش في تذبذب ديني ال يرحم!‪......‬ما فعلته‬
‫حرام‪......‬وبشدّة‪.....‬ولكن من أي طريق؟‪.....‬من طريق اإلسًلم‬
‫وهي غير مسلمة‪.....‬ومن طريق المسيحية ال تعرف الحكم‬
‫‪....‬ولكن تتمنّى لو لم يكن بنفس الحكم اإلسًلمي!! ‪...‬ثم تمتمت‬
‫باالستغفار و بضياع‪ ....‬ثم ضحكت ‪.....‬على نفسها وتذبذبها!‬

‫استقرت أنّ ما فعلته عقوبة شعر بها أمير بالفعل وإال لم‬
‫ّ‬ ‫إلى أن‬
‫سة افعاله لذلك‬
‫يجرؤ على ضربها ‪....‬آالمه المنظر واشعره بخ ّ‬
‫ضربها ولكن تُجزم ليس من حقه ان يصفعها على وجهها هو من‬
‫اتى بها لهذا الجنون هو من دعاها إلى هذا الضياع والغربة‬
‫الجديدة‬
‫‪...‬‬

‫لم ت ُزيح من على جسدها تلك المًلبس ذات الرائحة الكريهة ولم‬
‫تهتم في ارتداء غيرهم!‬
‫كل ما تُريده اآلن الهروب هي اعتادت على الهروب والضياع في‬
‫ُمدخًلت الخريطة الضيّقة اصبح األمر ممتعًا بطريقة هزلية لها!‬
‫لذا نهضت واتجهت لغرفة امير ستعبث في غرفته وستبحث عن‬
‫جوازها‪.....‬ستخرج من هنا وستترك له تلك الفتاة ‪.......‬وكل‬
‫شيء‪...,.‬حتى نصيبها من والدتها ال تريده!‬
‫مشت بخطى بطيئة لناحية الدوالب‪....‬فتحته على مصرعيه‬
‫واخذت تبحث بطريقة عشوائية في مًلبسة‬
‫تريد ان ترى اوراقًا ‪.......‬تريد أن تلقى ملجؤها الوحيد للعيش‬
‫كما تريد!‬
‫بحثت وبحثت ولم تجد شيئ ًا فذهبت لناحية السرير بعثرة أشياء‬
‫أمير من لحاف ووسادات وغيرها‪...‬‬
‫نظرت للكومدينة ‪....‬فتحتها ‪.....‬واخذت تبحث فيها بجنون‬
‫كمتعاطي يرتجف باحثًا عن امله الوحيد في نجاته من األلم!‬
‫ولم ترى شيء سوى ضياعها!‬
‫حدّقت في الغرفة بضياع ‪....‬مسحت على رأسها‬
‫بات صوت تنفسها مسموعًا من جهدها الذي بذلته في بعثرت كل‬
‫األشياء حولها!‬
‫ثم وبطريقة مفاجأة بعد تفكير لعدّة دقائق ‪....‬وتحديق في الًلشيء‬
‫انحنت لتنظر ِلم هو تحت السرير فنظرت إلى الحقيبة الرياضية‬
‫سحبتها ‪.......‬وفتحتها سري ًعا‬
‫وأول ما وجهتهُ‬
‫تلك الصورة التي التقطاها في لبنان‬
‫تلك الصورة التي تنّم عن رضاها عن حياتها معهما‪ ،‬نظرت‬
‫لوالدتها التي تحتضنها من الخلف لتشد عليها لكيًل تتبعثر‬
‫وتنظر لنفسها وكيف كانت مغمضة لعينيها وكأنها ال تريد ان‬
‫تستيقظ من هذا الحلم مع تلك االبتسامة التي لم تفارقها‪ ....‬كانت‬
‫نارا أو سها ًما قاتلة فيها‬ ‫تشير بيدها على رأسها وكأنها ستطلق ً‬
‫كل الذكريات ولكن كان ذلك مؤقتًا!‬
‫حدّقت في وجهه امير بكره ‪.....‬والذي كان يحدق في وجهه ديانا‬
‫بسكرة ُحب عظيمة!‬
‫رمت الصورة باشمئزاز بعيدًا عنها ‪....‬واخذت تبحث ع ّم‬
‫تريده‪.......‬لم ترى جوازاتهم‪....‬جميعها لم تراها!‪.....‬‬
‫هُناك أوراق أخرى‪......‬بدأت تقرأ العناوين سري ًعا‬
‫ورقة لدخول ابنتها في مستشفى الفًلني ‪......‬ورقة تدل على‬
‫صحة ابنتها وأخرى تدل على توقيع بقاؤها في الدار‪....‬‬
‫واوراق مبعثرة لمستشفى األورام‪.......‬وتوقيع والدتها على‬
‫موافقتها للخضوع في العًلجات ‪.....‬وو‪....‬‬
‫تحدثت بهمس‪ :‬فيها ورم خبيث!؟‬
‫تنهدّت بضيق لماذا لم تخبرها؟ نفضت هذه الفكرة العتاب اآلن لن‬
‫يحل األمر والعاطفة باتت ميّتة!‬
‫بحثت في األوراق وقرأت‬
‫ما فيها فهمت انها ورقة تحليل لـ‪DNA‬‬
‫االسم ‪ :‬يوسف محمد أحمد الناصي‬
‫واسمها على الجانب‬
‫‪:‬نورة يوسف محمد الناصي‬
‫قرأت النتيجة بهمس‪ :‬التطابق بنسبة ‪.....99.99‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جمدّت في مكانها‪ ،‬حقًا كما قال لها أمير هو شكّ في امرها‬
‫شكّ انها لم تكن ابنته واجرى التحاليل إلثبات ذلك‪....‬ولكن إن‬
‫كانت النتيجة هكذا ِلم تخلّى عنها؟!‬
‫ِلم لم يُحارب من أجل بقاؤها عنده؟‪......‬ألي هذه الدرجة ال يُريد‬
‫شيئ ًا يذكره بخيانة زوجته؟‬
‫ألي هذه الدرجة كره األشياء كلها التي تذكره بديانا!؟‬
‫إذًا تركها تخوض هذه الجولة دون خداع كما ظنّت أم هناك شيء‬
‫آخر!؟‬
‫صرخت وهي ترمي الورقة ‪ :‬ليش تحاولين تلقين له‬
‫مبرر‪.....‬اصًل كلهم انانيين وحقيرين كلهم ‪....‬كلهم‪....‬‬

‫ّ‬
‫‪.....‬وتمزق أوراق اخرى‬ ‫نهضت واخذت تبعثر الورقة‬
‫بقهر‪....‬تركل الوسادات برجليها‪...‬ورمت صورة ديانا‬
‫‪....‬وصورتهم العائلية على األرض ليتناثر االطار بعيدًا على‬
‫األرض وتتناثر شظايا زجاجه‬
‫صرخت‪ :‬اكرهكم يا كًلب‪......‬اكرهكم يا‬
‫حقيرين‪.....‬أنانيين‪.....‬انانييين‪.....‬‬

‫ضربت بيديها على الجدران عدّت ضربات‪......‬تريد أن تتخ ّلص‬


‫من شيء عالق في قلبها‪.....‬تريد البكاء ونزول الدموع ولكن إلى‬
‫اآلن لم تنزل تلك الدموع اللعينة‪....‬‬
‫صرخت‪.........‬بأسمائهم واحدًا تلو اآلخر تشتمه بأقذر واقبح‬
‫الكلمات!‬
‫عاد نزف جرحها‪....‬وسقطت على ركبتيها تصرخ بجنون وتشد‬
‫بشعرها ‪ :‬ليش ششششششششششش ليششششششششششش‬
‫ظلمتوني؟‪....‬ليش جبتوني لللللللللللللللللللللليش؟‬

‫انحنت على األرض واخذت تضرب األرضية بقهر وهي تكرر‪:‬‬


‫وتلومومني لجنيت‪.....‬وتلومونييييييييييييييي لو خطيييييييييييت‬
‫‪....‬انتوا السببب‪....‬انتوااااااااااا‪.....‬‬
‫‪.....‬‬
‫سمعت اغًلق الباب الخارجي ‪.....‬وطرق قدم احدهم بشكل‬
‫متسارع ومتجهة لناحيتها‪.......‬نظرت لحذاؤه‪....‬وظنّت انه‬
‫امير‪......‬‬
‫رفعت رأسها لتصرخ في وجهه‪:‬حقــ‪...‬‬
‫ولكن بترت تلك الكلمة عندما رأت ماكس واق ًفا بذعر ‪ :‬شو‬
‫صاير؟‬
‫ماكس لم يبرح مكانه من أمام الباب أمره امير ان يبقى لمراقبة‬
‫نور‪......‬وأن يدخل إلى الدّاخل أن شكّ في الوضع أو شعر بحركة‬
‫غير مطمئنة له‬
‫سمع صوت صريخها فدخل وهرعا إليها بخوف‬
‫لم تهتم لوجوده ضربت على فخذيها بقهر ووجه محمر وشعر‬
‫مبعثر‪ :‬كلهمممممممممممممم خدعوني‪....‬كلهمممممممممممممم‬
‫انانيين ما يحبون إال انفسهم حتتتتتتتتتتتتى يوسف‪....‬حتىىىى‬
‫هذا‪........‬‬
‫واخذت تصفق نفسها بجنون ‪....‬صفعت وجهها‪......‬فخذيها‬
‫‪....‬وهي تكرر‪ :‬استوعبيييييييييييييييييي ماحد‬
‫يحبك‪....‬مااااااااااااااااااااااحد‪...‬‬
‫اقترب وانحنى ليوقفها من هذا الجنون ش ّد على يديها حدّق في‬
‫عينها‬
‫تحدث بلغة عربية مكسرة‪:‬‬
‫نور‪....‬بلييييييييز‪.......‬توقفي‪.....‬بلييييييييييز‪..... ..‬وقفي‬
‫جنوووون‪.....‬‬

‫ابعد يديه عنها ونظرت لوجهه بغضب‪ :‬انقلللللللللللللع عن‬


‫وجهي‪......‬انققققققققققققققققلع كلكم‬
‫حقررررررررررررررة‪.......‬‬

‫ماكس بتهديد ‪: If you don't stop doing that, I will‬‬


‫‪call your father.‬‬

‫ضحكت بجنون على جملة(راح اتصل على ابوك) نهضت وهي‬


‫تشير له برجفة اصبعها‪ :‬ما عندي أبو انا‪.....‬كلهم‬
‫‪....‬حقيييييييييييرين ووواطييييييييييين ‪.....‬يو آندير استاند ؟‬

‫ماكس‪.......‬مع سرعة حديثها‪......‬ونطقها للكلمات بشكل سريع‬


‫لم يفهم المعنى العميق من كلماتها ولكن فهم انها غاضبة‬
‫‪......‬وفهم ايضًا أنها تشتمهم! أشار لها‬
‫‪:‬أنا فاهمك‪.....‬اوك‪.....but .....‬بليز ‪.....‬اهدئي‪...‬‬
‫دارت حول نفسها بحيرة ماذا تفعل؟‬
‫من الواضح الجميع ال يُريدها‪.....‬الجميع خدعها‪....‬والجميع‬
‫‪......‬بدأ يُلجم قراراتها لتنجبر على قراراتهم‬
‫تحدثت بتذبذب‪ :‬خلني اطلع من هنا‪......‬ابي اطلع من هنا‪...‬‬
‫فهم عليها أشار لها‪ :‬ال ‪......‬ما يصير‪.....‬‬
‫صرخت بانفعال شديد وبقهر‪ :‬شنو اللي ما يصير‪....‬‬
‫ثم بللت شفتيها ‪....‬ازدردت ريقها ‪ :‬طيب‪....‬خذني‬
‫ألمير‪....‬ضروري‪....‬‬

‫ماكس ّ‬
‫هز رأسه برفض‪ :‬نو ‪......‬ال استطيع‪....‬‬

‫نور أتت إليه ودون سابق إنذار شدّته من ياقة بدلته الرسمية‬
‫شدّت على اسنانها بكره‪ :‬ودنييييييييييي ألمير‪.....‬ودني له‪.....‬‬

‫ماكس حقيقة ال يعلم إلى أين ذهب أمير لذلك ابعد يديها عنه‬
‫بلطف‪ :‬نور‪......‬اهدئي‪....‬انا ما ‪....‬اعرف‪....‬مكانه‪....‬‬

‫دفعته للوراء وخرجت من الغرفة وتبعها خائ ًفا من أن تؤذي‬


‫نفسها ‪....‬ولكن وجدها متجهة لناحية الكنب ساحبة حقيبتها‬
‫فتحتها بصعوبة سحبت هاتفها‬
‫ثم قالت بعد ان مدّت هاتفها له‪ :‬س ّجل لي رقم أمير‪....‬‬
‫سحب الهاتف من يدها دون تردد وألن هذا االمر سيخلصه من‬
‫األعباء الكثيرة‬
‫س ّجل الرقم لها وسحبته من يده ولم تتردد في االتصال عليه‬
‫وفي هذه االثناء أمير وصل إلى المكان المنشود‬
‫وقابل مراد‬
‫الذي يقول بكل سخرية‪ :‬أنا لحد الحين مستغرب أنك ما اشتكيت‬
‫يهرب أحجار مزيّفة والماسات‬ ‫على جورج‪....‬ألنك عرفت أنه ّ‬
‫وبيعها في المزادات‪.......‬‬

‫امير بحقد‪ :‬انت بتعرف ليش؟‪.....‬اسمي ما زال عندوه ‪.....‬وأنتوا‬


‫استخدمتوا توقيعاتي على تهريبات كتيرة ما بعرف عنّا‬
‫شي‪.....‬والقانون هون ما راح يحميني ابدًا!‬

‫ُمراد ارتشف القهوة الفرنسية واردف بسخرية الذعة‪ً :‬‬


‫فعًل‬
‫القانون ال يحمي المغفلين‪....‬‬

‫امير كان سيتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفه‬


‫ولكن لم يُجيب‬
‫‪:‬عطني الورئة‪....‬‬
‫مراد بهدوء على غير المعتاد‪ :‬رد على المتصل وبعدها نتفاهم‬
‫شي‪.....‬‬‫على كُول ِ‬
‫أمير اعطى المتصل مشغول‪ :‬ئلت إلك اعطيني الورئة وخلنا بعدها‬
‫نروح على المستشفى‪....‬‬
‫ُمراد ابتسم بخبث‪ :‬مستعجل هواية‬
‫عاد الرنين‬
‫ُمراد ببرود‪ :‬ماعندي مشكلة رد على المتصل ال ينفجر جوالك‪....‬‬
‫امير شد على قبضة يده أجاب ‪ :‬هًل نور‪...‬‬
‫ُمراد هنا حدّق في امير بًل تعابير!‬
‫نور بوجه محمر‪ :‬وين جوازي؟‪...‬وييييييييييييييييينهههه ابي‬
‫جوازي‪....‬مابي اجلس معاك‪.....‬ابي أعيش حياتي بعيده عنك‬
‫وعن الحقير يووووووووووووووسف‪......‬وين جوازي‪....‬‬

‫تسلل صوتها لمسامع ُمراد دون مبالغة ‪ ،‬فهي كانت تصرخ‬


‫وبشدة‬
‫سمع صراخها ولكن لم يفهم كلماتها فابتسم بتشمت في امير‬
‫قليًل عن أذنه ثم تحدث بهدوء على عكس‬‫بينما امير ابعد الهاتف ً‬
‫نيرانها‪ :‬لرجعت البيت نتفاهم‪...‬‬
‫نور بتهديد‪ :‬اقسسسسسسسسسسسسم باهلل لو ‪......‬ما جيت‬
‫الحين‪....‬وما عطيتني جوازي‪....‬بقتل هالماكس‪.....‬وبقتل نفسي‬
‫ال تستطيع أن تفعلها‪....‬ماكس ليس كما تظن‪.....‬ليس ضعيفًا‬
‫وليس غبيًا ايضًا هي تهدد وتثرثر بقهر ما يحمله قلبها من ضعف‬
‫وقهر في هذه اللحظة!‬

‫أمير ‪ :‬نور‪....‬هدي قلت لك لم ارجع نتفاهم‬


‫شدّه األمر عندما سمع أمير يتحدث بلهجتها‬
‫األمر يبدو مه ًما!‬
‫نور تحدثت‪ :‬نذذذذذذذذذذذذذذذذذل حقييييييييييييير‪....‬ال تجي‪....‬ال‬
‫تجي ‪.....‬بس وربي‪.......‬ما راح يحصل طيب‪.....‬‬
‫ثم أغلقت الخط‬
‫ُمراد بتشفي‪ :‬واضح تكرهك هواية‪......‬شمسوي فيها؟‬
‫أمير بغضب ضرب على الطاولة‪ :‬عطني الورقة‪....‬‬
‫ُمراد بتمديد‪ :‬مو قبل تخليني اشوف بنتي واسوي التحاليل‪.....‬‬
‫أمير نهض وبغضب‪ :‬تقول بنتي‪....‬وهم بدّك تعمل‬
‫تحاليل‪.‬؟!‪....‬أنتّا مجنون شي؟‬

‫ُمراد اسند ظهره للوراء وابتسم بخبث‪ :‬ال ‪.....‬بس مثل ما قلت لك‬
‫أريد اتأكد قبل ال انسبها لي نفسي‪....‬‬

‫أمير‪....‬من الواضح أنّ نور دخلت في حالة انهيار ‪....‬صوتها ال‬


‫يُبشّر بأي خير ‪.....‬صراخها يُعلن عن حرب جديدة!‬
‫ال يُريد أن يُطيل األمر نهض ‪ :‬خلصني ئوم‪....‬‬

‫نهض ُمراد مبتس ًما بكل انتصار ‪ ،‬تو ّجه أمير للباب‬
‫للخروج‪....‬وقلبه وعقله مع تلك التي ُجنّت ال محالة‬
‫تن ّهد بوجع مكبوت في قلبه تحدث ُمراد سري ًعا‪ :‬ارسلي الموقع‬
‫‪....‬راح ألحقك بسيارتي‪....‬‬
‫امير اغلق باب سيارته بقوة وبنرفزة من ضعفه أمام شروط‬
‫وأوامر ُمراد!‬
‫‪.................................................. ..........‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تناوال العشاء بهدوء‪......‬وبعد االنتهاء ومرور ما يُقارب الثًلث‬
‫كًل من أبا ناصر وابا سيف عادا إلى المنزل إال هو‬ ‫ساعات معًا ا‬
‫بقي هنا‪......‬يُريد ان يرى ابنه‪.....‬‬
‫ولم يمنعهُ احد عن هذا األمر‬
‫خاله لم يتحدث معه بأي حديث وهو كان متوقّع العكس‬
‫يتهرب منها‬
‫ّ‬ ‫تواله باألسئلة وهو‬‫خالد الذي ّ‬
‫إلى أن قال‪ :‬براحتك ال تقول شي‪......‬بس يا سيف الزم تلقالك حل‬
‫وال راح تخسر الجازي‪.....‬‬
‫سيف بضيق‪ :‬كل األمور بتنحل بإذن هللا‪....‬‬
‫ثم تحدث ليضيّع األمر‪ :‬تأخر بندر‪....‬‬

‫كان سيتحدث خالد ولكن فجأة انفتح الباب ودخلت الجازي وهي‬
‫بدال من بندر ‪ ،‬قررت على ان تخطو هذه الخطوة هو‬ ‫تحمل ابنها ً‬
‫لم يطلب رؤيتها ولكن حققتها ألنها تعلم هذا االمر بات عالقًا في‬
‫قلبه وعقله!‬
‫وفي الواقع هي اآلن متاحة لمناقشة امر الطًلق بشكل جدي‬
‫ومقنع بالنسبة له حدثّت والدها الذي سألها‬
‫‪:‬وين رايحة؟‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬بحل موضوعي مع سيف‪...‬‬
‫ثم مشت وتركت نوف وبندر ووالدها خلفها ينظرون لها بحيرة‬
‫وخوف‬

‫القت السًلم بصوت هادئ‬


‫ثم وقف خالد ببطء ‪ :‬عن اذنكم‪.....‬‬
‫ثم خرج واغلق الباب عليهما‬

‫مدّت الجازي بدون سابق انذار عبد هلل لوالده وهو يقول‪ :‬سم‬
‫عليه‪.....‬‬
‫كانت متعجبًا منها ‪ ،‬ومن نبرة صوتها الهادئة ومن مظهرها الذي‬
‫ال ين ّم عن الغضب‬
‫سحب من يدها ابنه ‪ :‬بسم هللا‪....‬‬
‫حدّق في وجه ابنه ثم ابتسم ق ّبله بلطف ثم اردف‪ :‬ربي يخليك لنا!‬

‫جلست على بعد مسافة قليلة منه اردف‪ :‬أنا جيت عشان نتفاهم‬
‫على الطًلق!‬

‫انعجن قلبه‪...‬وخفق بشدّة التفت عليها ‪....‬نظر لوجهها المتعب‪:‬‬


‫الجازي‪......‬تكفين ‪......‬ال تطلبين مني هالشي‪.....‬الطًلق ما‬
‫هوب حل ‪.......‬ما هوب حل‪....‬‬

‫نهضت وحدقّت فيه بقوة‪ :‬عطني عبد هلل بعطيه خالته‬


‫وبرجع‪....‬واضح انه راح نطول بالحكي على ما نتفق‪....‬‬

‫تنهد سيف احتضن ابنه بخفة ثم مده لها‬


‫وما إن اخذته حتى خرجت تبحث بعينيها عن مخر ًجا للهروب‬
‫هل استعجلت في لقاؤه ؟ في انهاء امرهما!‬
‫ازدردت ريقها وعبرت خًلل الممر لتصل إلى صالة منزلهم وكانت‬
‫نوف حقيقةً جالسة امام التلفاز‬
‫وتنتظر مجيء اختها‬
‫عندما رأت الجازي نهضت‪ :‬شصار؟‬
‫الجازي مدّت لها عبد هللا ‪ :‬خذيه‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬طيب قبل قولي لي شصــ‪...‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫مجاال خرجت الجازي بخطى متقاربة لتعود بادراجها‬‫ً‬ ‫لم تترك لها‬
‫له‬
‫‪.....‬‬
‫كان ينتظرها‪.....‬اشتاق لها‪......‬اشتاق لحنانها ‪.....‬لخجلها‬
‫‪...‬لحديثها الذي لم يعطيه أي اهتمام في ذلك الوقت لكي ال ينجذب‬
‫لها‪....‬لكي ال يخون وعوده!‬
‫تنهد عندما رآها تدخل وتغلق الباب‬
‫جلست بعيدة عنه ثم اردفت بجدية ‪ :‬سيف‪......‬مثل ما قلت لك‬
‫الزم نتفاهم ‪....‬وننهي األمر‪...‬بدون ما ندخل بينا أحد‪.....‬وبدون‬
‫ضغوطات أي طرف ثاني‪.....‬‬

‫نهض واقترب منها وجلس بجانبها حدّق في وجها وإلى نظراتها‬


‫التي تشتتهم عنه‪ :‬وانا قلت لك الطًلق ما هوب حل‪....‬انا‬
‫احبك‪.....‬مستحيل اتخلّى عنك بهالسهولة‪.....‬‬

‫الجازي بنرفزة وبحده‪ :‬وانا ماما اقدر أعيش مع واحد ما‬


‫احبه‪....‬ومتذبذب في بمشاعره‬
‫امسك بذقنها واجبرها على ان تنظر لوجهه‬
‫تحدث بضعف‪ :‬قسوتي عليك ما هي كره مني‪....‬قسوتي عليك‬
‫عناد لهالقلب‬
‫وضرب على قلبه‪ :‬انه ما يميل لك‪....‬وظلمت نفسي‬
‫بهالتصرف‪....‬وظلمت قلبي الظميان ‪.....‬وظلمتك معي يا‬
‫الجازي‪.....‬تكفين عطيني فرصة اكفر عن هالغلطة عطيني فرصة‬
‫‪...‬اعيشك فيها سعيدة وقريبه من قلبي‪.....‬‬
‫نظرت له بثبات ‪ :‬قلت لك من زمان عطيتك فرصة‪....‬وانت ما‬
‫حترمت هالفرصة وال قدّرتها‪.....‬ماني ملزومة أعيش مع واحد‬
‫قلبه وعقله في مكان بعيد عني‪....‬ماني ملزمة اضغط على نفسي‬
‫عشان كذبك‪...‬‬
‫سيف با نفعال شد على اكتافها‪ :‬وربييييي ما اكذب‪....‬ما اكذب يا‬
‫الجازي‪....‬وربي‪.....‬احبك‪....‬وندمان على ز ّلة لساني‪....‬وعلى‬
‫عنادي وتجبري على مشاعري اتجاهك‪....‬ندمان اني ابتعدت عنك‬
‫وانا بحاجة لحضنك ‪....‬ندمان إني صديتك عني وقلبي وقتها‬
‫يصرخ فيني ال‪........‬ندمان إني تمسكت في شي ما هوب لي‪...‬‬

‫أبعدت عنها يديه واردفت ببرود قاتل لقلبه‪ :‬وانا ندمانة اني وافقة‬
‫عليك‪.....‬ندمانة إني سلمتك نفسي‪....‬ندمانة على محاوالتي من‬
‫إني اقرب منك عشان املك قلبك ‪......‬ويملكك قلبي‪....‬ندمانة كل‬
‫الندم انه اسمي ارتبط باسمك‪.....‬وندمانة اني حملت‪...‬وانجبت‬
‫وص رت ام منك‪.....‬ندمانة ألني خسرت نفسي‪.....‬وسمحت لنفسي‬
‫انذل‪.....‬وانطعن‪......‬وانقهر بسكات‪.....‬خًلص يا سيف‪......‬اللي‬
‫بينا انتهى‪....‬واللي يربطنا بس عبد هلل‪....‬ال تحاول‪....‬ال تحاول‬
‫أنك تصلح األمر بشي ثاني غير الطًلق‪...‬‬

‫سيف سكت‪.......‬مسح على وجهه عدّت مرات وهو يتمتم‬


‫باالستغفار لن يثور عليها بالحديث المر ولن يلومها على‬
‫مشاعرها هذه‬
‫ولكن اردف بهدوء‪ :‬ليش ما علمتي الكل عن سبب رغبتك في‬
‫الطًلق مني؟‬

‫الجازي بحده وبوقاحة بالنسبة له‪ :‬عشان ال اخرب بيت‬


‫زيد‪.......‬وال اخرب عليه فرحته من زواجه من غزل‪.....‬لو‬
‫اعترفت‪ ......‬عارفة ‪....‬االمر ما راح ينتهي بيني وبينك‪.....‬االمر‬
‫بيكبر اكثر‪........‬وانا ما فيني حيل اشيل آثام غيري‪....‬‬

‫سيف تنهد‪ :‬الطًلق ما هوب حل؟!‬

‫سا‬
‫الجازي نهضت من على الكنبة ونظرت له بعد أن اخذت نف ً‬
‫عميقًا‪ :‬إال هذا الحل‪.....‬والحل األمثل بعد‪....‬‬

‫ً‬
‫منفعًل‪ :‬الجازي‪...‬‬ ‫سيف وقف معها هنا وتحدث‬
‫اشارت له بصوت شبه مرتفع‪ :‬ال تحاول يا سيف‪.....‬ال‬
‫تحاول‪....‬كسري منك كبير وعميق‪......‬والعود اللي انكسر ما اظن‬
‫عمره بينجبر معاك‪...‬‬

‫تطول السالفة تكفى‪....‬ما ابي اصير تحت‬ ‫وبنبرة مهزوزة‪ :‬ال ّ‬


‫ضغط اكبر من كذا ‪....‬ما راح اتحمل‪....‬طلقني‪....‬طلقني‬
‫ور ّيحني‪......‬تكفى‪......‬قول راح اطلقك واخلصك من قيودي‬
‫قول‪....‬‬
‫سيف‪.....‬ازدرد ريقه من منظرها ورجاؤها‪......‬تقدم لًلمام‬
‫لناحيتها‪.....‬يُريد ان يحتضنها ‪...‬يزيل من األلم الذي سببهُ‬
‫لها‪....‬يُريد ان ينتشلها من أعاصير الكره ‪.....‬ال يُريد ان تكثر‬
‫خسائره ال يُريد أن يصبح متًلش ًيا بعد اآلن‪.....‬‬
‫‪...‬‬

‫عندما رأت ضعفه ونظراته الًلمعة‪...‬ويديه التي تت ّجه لناحية‬


‫جسدها‬
‫انفعلت منفجرة بالحديث ‪ :‬ال تفرض نفسك علي بالقوة يا‬
‫سيف‪........‬ال تفرضها!‪......‬انا اخذت قرار وال يمكن اتراجع‬
‫عنه‪......‬ابوي رفض إني ارفع قضية خلع‪........‬وحكّمني بقيود‬
‫طول يا‬
‫طول علي‪.....‬ال ّ‬ ‫رفضه‪.......‬فصار االمر بيدك‪....‬ال ّ‬
‫سيف‪......‬وال تحلم إني ارجع لك ال تحلم‪....‬‬

‫وه ّمت بالخروج‪...‬ولكن امسك بيدها ‪ :‬تكفيييين يا الجازي‪...‬‬


‫التفتت عليه بعينين دامعتين‪ :‬انت اللي تكفىىىىى‪......‬ال تضغط‬
‫علي اكثر‪......‬ال تفرض نفسك علي‬
‫اكثر‪......‬طلقني‪....‬طلقننننني وخلني ارتاح‪.....‬عن اذنك‪...‬‬
‫نفضت يدها من يده ثم خرجت‪....‬‬
‫وخرج هو اآلخر راكضًا للباب الرئيسي ‪....‬وفي قلبه‬
‫غصة‪......‬وفي عينيه دموع تأبى الخروج‪....‬‬
‫كان سيركب سيارته ليذهب لهاويته المظلمة‬
‫ولكن صوت اتاه‪....‬ليوقفه‬
‫‪:‬سييييف‬
‫التفت‬
‫وكان خاله واقفًا وكأنه يُريد ان ينتقم منه بالحديث وهو في الواقع‬
‫ليس له طاقة على سماع وتقبل سهامه‬
‫اقترب منه‬
‫‪ :‬سيف‪.....‬صدق ما عرف بالضبط وش صار‪....‬بس وقع الخيانة‬
‫على بنتي ما هوب هيّن‪......‬وما فيه إنسانة تشوف زوجها‬
‫يخونها وتسكت وما تنهار إال ما ندر!‪.....‬وإن طلبت منه الطًلق‬
‫فهذا طبيعي‪......‬‬
‫سيف شتت ناظريه عنه ال يريد أن يفهم منه أنه موافق على‬
‫رأيها ال يريد أن يفهم منه أنه مصر على قرارها‬
‫اكمل أبا خالد‪ :‬يا سيف انت ولد اختي وهي بنتي‪......‬مابي وال‬
‫واحد فيكم يتألم‪.......‬بس يعز علي اشوف بنتي بهذا‬
‫الحال‪......‬وعشانها ما راح اضغط عليك واصر اعرف تفاصيل‬
‫الموضوع‪....‬‬

‫سيف ينتظر الضربة القاضية عليه نظر لخاله‬


‫الذي قال‪ :‬عطها فرصة تداوي جرحها بنفسها‪......‬ال تحاول انك‬
‫تداوي هالجرح اللي بقلبها وأنت اللي تسببت لها فيه‪......‬‬

‫سيف بنبرة ضعف‪ :‬شقصدك؟‬

‫أبا خالد ربت على كتفه‪ :‬بعدوا عن بعض لفترة ‪.....‬وخاصة‬


‫الجازي محتاجة تبعد عنك‪.....‬الحين قرارها متخبط‪.......‬ومنقهره‬
‫منك‪.....‬عطها فرصة تستوعب االمر اكثر‪.....‬وتحكمه بعقلها ما‬
‫هوب بقلبها يمكن تغير قرارها‪....‬‬

‫سيف ابتسم بسخرية وبعينين محمرتين وبقهر ‪:‬‬


‫الجازي‪....‬احسمت األمر وما عاد راح تتراجع عن قرارها‪.....‬‬

‫بو خالد بوجع على حالها‪ :‬إن هي احسمته فهو بيدك‪.......‬ال‬


‫تنهيه بوقت هي جرحت فيه كرامتك!‬
‫فتح عينيه على اآلخر‪ ،‬فهم حاله‪...‬فهم أن ابنته اسمعتهُ حديث‬
‫موجع له‪......‬‬
‫ابتسم أبا خالد‪ :‬بعدوا عن بعض وقرروا بعدها‪.....‬‬
‫ولينهي االمر‪ :‬انتبه على نفسك وال تسرع‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا لم يتعلمه‬‫ركب سيف السيارة ‪....‬هي اوجعته ‪......‬علمته در ً‬
‫ابدًا‪.....‬وقتلته حينما قالت (ال تفرض نفسك علي) هذه الكلمة‬
‫ست كرامته وحتى رجولته ولكن حاول أال يظهر ذلك‬ ‫حقيقةً م ّ‬
‫أمامها ألنه يعلم هو يستحق كل ما اسمعته من حديث قاسي ومؤلم‬
‫له‬
‫قاد سيارته بعيدًا عن منزل خاله‪....‬عائدًا إلى منزل ابيه ‪......‬يريد‬
‫أن يهرب‪....‬منها ومن كل افعاله األنانية تلك!‬
‫‪.................................................. ...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قبل دقائق عدّة‬
‫ذهب إلى الشقة يريد أن يطمئن عليها ‪ ،‬حالها ال يسر بعد سماعها‬
‫لحديث الطبيبة‪.....‬لذا ذهب إليها مباشرة من خروجه من منزل‬
‫خاله ‪.....‬اغلق باب الشقة بهدوء‬
‫وكان الهدوء مسيطر على الشقة ظنّ انها نائمة ‪.....‬ولذا تقدم‬
‫لناحية الصالة ورأى االنوار مغلقة ولكن لم تخلو من ضوء بسيط‬
‫من تلك اإلنارة المتسللة من المطبخ‬
‫فهم ُمهره تغلق انوار الصالة قبل نومها ولكن المطبخ ال وابدًا وال‬
‫يعرف السبب!‬
‫دلف باب غرفتها ورآها على سجادتها ‪ ،‬تُقيم الليل ‪...‬ابتسم‬
‫ق قلبه على حالها‪......‬تعلّم الكثير من هذا الزواج‪....‬تعلم‬
‫‪....‬ور ّ‬
‫وتألم منه حقيقةً!‬
‫واآلن ال بد ان يُعلنه بأي طريقة كانت ُمهره ال تستحق كل هذا‪....‬‬
‫افرقت من الصًلة ‪.....‬اقترب منها ‪ :‬السًلم عليكم‬
‫ردت عليه وهي تنظر إليه بهدوء‬
‫ثم قال‪ :‬اخبارك الحين؟‬
‫ُمهره أزاحت من على جسدها ِجًلل الصًلة(المشمر )‬
‫‪:‬الحمد هلل‪....‬‬
‫ثم اردفت‪ :‬ما كان له داعي تجي‪.....‬‬
‫قصي جلس على السرير ونظر إليها بحنان‪ :‬حبيت اطمن عليك‬
‫وما هان علي اتركك لحالك‪....‬بعد ما سمعتي اللي قالته الدكتورة!‬
‫ُمهره اخذت تمشط شعرها ‪ :‬كان اتصلت علي‪....‬احسن من انك‬
‫تضرب مشوار طويل‪...‬‬
‫اقترب منها واحتضنها من الخلف ثم ق ّبل خدها االيسر‪ :‬حبيت اجي‬
‫واشوفك واطفي نيران الشوق اللي بقلبي عندك مشكلة ؟‬

‫ُمهره بخجل ابتعدت عنه ‪ ،‬وبضيق غير معروف‪ :‬أي عندي‪....‬‬


‫وبنبرة رجاء‪ :‬قصي تكفى ارجع مثل قبل‪.......‬ال تحاول تسوي‬
‫أشياء غبية تن ّبه اهلك على موضوع زواجنا‪...‬‬
‫قصي بصدمة‪ :‬أشياء غبية!‬
‫ُمهره بتوتر‪ :‬أي‪.....‬مثل جيّتك لي بهالوقت‪......‬وبالفجر‪....‬‬
‫قصي مسك كفي يدها تأمل حجمهما في يديه ثم نظر لعينيها‪:‬‬
‫ُمهره ليش خايفة من إني اعلن الزواج‬
‫ُمهره سحبت يديها منه ثم توجهت للسرير‪ :‬قلت لك‪....‬السبب‪....‬‬
‫قصي اقترب منها ‪ :‬وانا ماقتنعت‪...‬‬
‫ُمهره ازدردت ريقها‪ :‬حنا ما نناسب بعض وانا ما عندي استعداد‬
‫لتكوين اسرة‪....‬‬
‫قصي سكت‬
‫أكملت ‪ :‬انا كل همي ادرس‪....‬انجح‪.....‬واعتمد على نفسي‪....‬انت‬
‫قرار جا في وقت مستعجل‪.....‬وفي وقت كله‬
‫خوف‪.....‬واضطراب‪......‬واحمد ربي الف مرة طحت في ايدينك‬
‫وال ايدين واحد ما ادري اش ممكن يسوي فيني‪...‬‬

‫قصي لكي يغيّر من جوها المضطرب‪ :‬تعترفين اني طيب وحلو‬


‫ووسيم ‪....‬ورومنسي‪...‬‬
‫ضحكت بخفة‪ :‬ههههههه طيب أي اما الباقي ال‬
‫ثم سكتا لوهلة‬
‫قصي شد على يديها‪ :‬حاضرك ومستقبلك بكون معي يا ُمهره‬
‫‪.....‬ال تخافين‪....‬انا ما راح اظلمك وال راح اهدم احًلمك‬
‫المستقبلية من ناحية الدراسة وغيرها ‪.....‬وال تفكريني بيوم من‬
‫األيام اتخلّى عنك بسهولة ‪...‬يمكن شخصيتي ببداية زواجنا كانت‬
‫غبية ‪......‬ومخيفة ‪...‬لدرجة خلتك حذرة مني بشكل كبير‪.....‬بس‬
‫صدقيني انا الحين قصي انا هذي شخصيتي ‪.....‬واعًلن زواجنا‬
‫ما راح يغير من تعاملي معك ‪...‬واهلي راح يحبونك‪....‬‬

‫ُمهره بهدوء‪ :‬ال تعلنه الحين‪....‬‬


‫قصي ش ّد على يديها اكثر‪ :‬المفروض اسارع في إعًلنه‪....‬كل ما‬
‫تأخرت كل ما زاد االمر صعوبة يا ُمهره‪....‬‬
‫ُمهره بصدق‪ :‬خايفة‪....‬‬
‫قبّل يديها بهدوء ‪ :‬ال تخافين وانا معك‪.....‬ما هوب صاير‬
‫شي‪......‬كل شي بيمر بيسر‪.....‬‬
‫سا عميقًا ثم ابتعد عنه لتردف‪ :‬طيب خًلص انقلع‬ ‫ُمهره اخذت نف ً‬
‫بيتكم‪...‬بنام‪.....‬‬
‫قصي يمثل الغضب‪ :‬انقلع؟!‬
‫ُمهره بخوف ومزح في آن واحد ‪ :‬امزح معك‪.....‬خًلص نام هنا‬
‫قصي القى بنفسه على السرير ‪ :‬وهللا عاد احس تعبان‪....‬‬
‫ُمهر بانفعال‪ :‬الال ماهوب من جدك قصي‪...‬جد قوم روح‬
‫بيتكم‪....‬ال تخليهم يعرفون بزواجك بهالطريقة را ح تعصبهم‬
‫منك‪......‬‬
‫قصي نهض وقبّل رأسها وخدها‪ :‬امزح معك‪......‬يًل تصبحين‬
‫على خير‪....‬‬
‫ُمهره وهي تسحب اللحاف على جسدها‪ :‬سكر الباب معك‪...‬‬
‫أشار على انفه ‪ :‬على هالخشم‪....‬‬
‫خرج واخذت تُتمتم وهي مغمضة لعيناها‪ :‬هللا يسر األمور!‬
‫‪..............‬‬
‫تحرك فيها سيف من أمام منزل خاله!‬ ‫بنفس اللحظة الذي ّ‬
‫هو عاد بأدراجه إلى منزل أبيه‪ُ .......‬مهره طفلة‬
‫صغيرة‪.......‬ترضى بسرعة وتزعل بسرعة ايضًا!‬
‫حًل للخًلص من زوجة‬ ‫كان يجب عليها أال تجد في الهروب ا‬
‫عمها‪....‬الزواج في عمرها ليس حل بل هو ضياع من نوع آخر!‬
‫‪...‬هذا االرتباط هو متيقن انه اخدش الماسة البراءة التي بداخلها!‬
‫آالمها ‪...‬ولكن هي ال تجد من تفضفض له عن هذا االمر‪.....‬ألنها‬
‫وبكل سهولة هي خجولة! ربما تتحدث مع تلك المزعومة‬
‫صديقتها التي اعطتها هذا الممر من النفق الطويل في الهروب!‬
‫ولكن ال يظن ُمهره تفعلها!‬
‫تنهد‬
‫وتمتم‪ :‬ودعتك هللا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وفي اآلن نفسه‬
‫وصًل واركنا سيارتهما أمام باب المنزل‬
‫نزل وهو اآلخر نزل من سيارته‬
‫تًلقت اعينهما ببعضهما البعض ولكن لم يردفا شيئ ًا‬
‫فتح الباب‬
‫دخًل وكانت والدتهما لهام بالمرصاد‬
‫القى السًلم‬
‫ردّت عليهما‬
‫سيف استأذن وذهب لجناحه‬
‫وكذلك قصي كان سيفعل األمر‬
‫ولكن والدته اوقفته‪ :‬لحظة قصي‪....‬‬
‫قصي التفت على والدته‪ :‬خير يمه آمري‪...‬‬
‫ام سيف بشك‪ :‬وين كنت؟‬
‫قصي لم تخشى عليه نبرة الشك لهذا ابتسم لها لكي ال يب ّين على‬
‫نفسه التوتر‪ :‬رحت امر اخوياي‪....‬‬
‫ام سيف بنظرة حاده‪ :‬واضح أنه لك أصدقاء كُثر بالرياض!‬

‫قصي بهدوء‪ :‬يمه‪......‬يعني وين بروح‪......‬‬


‫ام سيف ‪ :‬ما ابيك تجيب لي مصيبة جديدة على هالبيت يا‬
‫قصي‪......‬خًلص انا وابوك تعبانة وشبعنا هم‪....‬‬
‫قصي ق ّبل رأسها و يدها‪ :‬افا يمه‪.......‬ال تحاتيني‪.....‬وال تخافين‬
‫ولدك في الطريق المستقيم‪......‬‬
‫ام سيف بنفس عميق‪ :‬أتمنى‪.....‬‬
‫ثم تركته وصعدت لألعلى ‪....‬وخرج أخيه جسار من المطبخ وهو‬
‫يقول‪ :‬أمي شاكه فيك ترا‬
‫قصي نظر إليه ‪ :‬وانت مثل الظل تطلع لي وين ما اروح‬
‫جسار ضحك وهو يقضم تفاحة بيده‪ :‬وهللا ماخذ بنفسك مقلب‪....‬يا‬
‫الحبيب ترا ما اراقبك وال انتظرك‪...‬صدفة‪.....‬‬
‫قصي ‪ :‬ال وهللا ما هي صدفة ‪......‬اعرفك تنتظر جيتي عشان ما‬
‫يفوتك شي‪....‬‬
‫جسار بنذالة‪ :‬انتظر لحظة فضيحتك خيي‪...‬‬
‫قصي بعصبية‪ :‬وهللا مانت اخو‪...‬عدو اعوذ باهلل‪...‬‬
‫جسار ضحك واقترب منه وامسك بيده وجره ليجلس معه في‬
‫الصالة‪ :‬امزح يا هو!‪....‬ال تأخذ كًلمي على محمل الجد‪....‬‬
‫قصي جلس ومسح على رأسه‪ :‬وش تبي؟‪....‬ادري تنتظرني وفي‬
‫خاطرك كًلم‪....‬‬
‫جسار غمز له‪ :‬صح عليك‪.....‬‬
‫قصي بتساؤل‪ :‬الجني الثاني وينه‪...‬‬
‫جسار فهم انه يقصد عزام‪ :‬فوق بيستلم سيف‪.....‬‬
‫قصي ضحك بسخرية‪ :‬ههههههههههه صايرين مثل المرشد‬
‫االجتماعي ‪....‬تحبون تسوون نفسكم مهتمين‪....‬‬
‫جسار بنبرة جادة‪ :‬وانت عندك شك أنه حنا ما نهتم‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬بصراحة ما احب تدخلكم ال فيني وال حتى في سيف‪....‬‬
‫جسار ‪ :‬سيف محتاج أحد يواسيه ‪.....‬وانت محتاج لنصيحة‪....‬‬
‫قصي ابتسم بسخرية‬
‫جسار بجدية األمور وضع يده على فخذ أخيه‪ :‬قصي يمكن تشوف‬
‫كًلمي قاسي‪......‬بس الزم تسمعه‬
‫قصي اسند ظهره على مسند الكنب‬
‫غرد اليوم مزاجي حلو‪....‬‬ ‫غرد يا الحبيب ّ‬
‫‪ّ :‬‬
‫حرك حواجبه وبخبث‪ :‬جاي من عندها‪...‬‬ ‫جسار يجاري أخيه ّ‬

‫قصي بحده‪ :‬بتكلم وال أقوم؟!‬


‫ضحك اآلخر‪ :‬هههههههههههه طيب اسمعني‬
‫ثم اخذ نفس واردف‪ :‬قصي‪....‬اعرف انك الحين مثل السمك اللي‬
‫دخل في الشباك الصيد‪....‬ال هو قادر يطلع منه ‪...‬وال هو قادر‬
‫يعيش‪.....‬‬
‫قصي انفعل ‪ :‬ابدًا انا ما هوب مثل كذا‪.....‬جسار انت وعزام‬
‫تفكروني‪...‬واحد طايش‪....‬مو متزن في قراراته‪.....‬وما يأخذ‬
‫األمور بجدية‪...‬‬
‫جسار بحده‪ :‬ال تعلي صوتك علي‪....‬وخلني اكمل كًلمي ال تاخذني‬
‫بطيش كًلمك وانفعالك‪......‬‬
‫قصي بنفس النبرة‪ :‬وش بقول لي‪....‬بقول لي روح طلّق البلوة‬
‫اللي اخذتها قبل ال تجيب فوق راسك مصيبة صح هذا اللي بقوله‬
‫لي؟‬
‫صر حسك حنا في الصالة‬ ‫جسار حاول ان يتمالك نفسه‪ :‬ق ّ‬
‫والصوت يسري‪....‬‬
‫قصي نهض‪ :‬طًلق ما نيب مطلق‪......‬ما راح اترك البنت واظلمها‬
‫يا جسار‪.....‬وراح أكون حقير لو سويت هالشي‪....‬‬

‫جسار اعجب بتفكير أخيه من هذه الناحية ولكن تحدث بجدية‪:‬‬


‫األمور صعبة ‪....‬كيف راح تقنع امي فيها‪....‬كيف راح تعلن‬
‫زواجك ‪.....‬وكيف راح تجاوب امي وابوي لسألوا عنها‪....‬ما فيه‬
‫تزوج بالسر إال ألنها‪....‬‬
‫بنت واعية ترضى على نفسها ّ‬
‫قصي أشار له‪ :‬حدك ال تكمل!‪...‬ظروف البنت غير عن اللي‬
‫ببالك‪......‬من اآلخر‪...‬ما هي مطلقة وال هي عجوز‪....‬وال هي‬
‫بنت شوارع ريّح عمرك!‬

‫جسار امسك أخيه‪ :‬انا جالس معاك نتفاهم مو جالس اتضارب‬


‫معك عشان تعلّي صوتك‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬جالس تنرفزني وكأنك تعرف عنها شي‪.....‬كل اللي تعرفه‬
‫انها مزوجة اخوك وبس‪....‬‬
‫جسار ‪ :‬طيب فهمني يمكن اقدر اساعدك‪...‬‬
‫قصي بجدية‪ :‬البنت صغيرة وانا اول رجال بحياتها وما قد تزوجة‬
‫‪...‬انجبرت على هالزواج لسوء معاملة بعض افراد عايلتها‪...‬‬
‫جسار بهدوء‪ :‬كم عمرها!‬
‫قصي شتت ناظريه عن أخيه‪ :‬سطعش سنة‪....‬‬
‫جسار بحلق بعينيه في أخيه‪ :‬مو من جدددددك انت؟‬
‫ثم انفعل‪ :‬كيف أهلها رضوا يزوجونها لك‪.....‬كيف‪.....‬اكيد انهم‬
‫باعوها بمقابل مهر كبير‪.....‬‬
‫قصي ضحك بسخرية‪ :‬ههههه ال ما هوب من هالنوع ‪......‬ما‬
‫هوب طمعانين‪.....‬عمها وافق علي برضا تام‪.....‬يمكن يبي‬
‫يحميها ‪...‬ووافق بسهولة‪.....‬البنت مستحيل اتخلّى عنها‪.....‬يا‬
‫جسار‪ُ ....‬مهره لي وانا لها‪....‬‬

‫جسار تنهد من حال أخيه‪ :‬كيف بتقدر تقنع امي وابوي‪.....‬‬

‫قصي لينهي النقاش‪ :‬امي ما يقدر عليها اال ابوي‪....‬وانا بكلم‬


‫ابوي وبفهمه كل شي‪.....‬والحين تصبح على خير‪....‬‬
‫ثم نهض وترك أخيه يضيع في اسالته التي ال جواب لها!‬
‫‪.................................................. .....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هل يدعونا ال ُحب إلى الجنون؟‬
‫هل يجعلنا في بعض الحين ننسلخ من إنسانيتنا؟‬
‫هل يُمزقنا من شخصياتنا حتى بنا ال نعرف انفسنا؟‬
‫هل ال ُحب يدعونا لألنانية ؟‬
‫الجواب‪.......‬غير معروف!‬
‫هي وحدها من يعرف تلك اإلجابات ‪ ،‬هي وحدها من لها القدرة‬
‫على فلسفة اإلجابة في ال ُحب‬
‫هي وحدها من تملك ال ُجرأة على الوقوف أمام حشد كبير من‬
‫الناس وتخبرهم بإجاباتها النموذجية‬
‫هي وحدها من تعرف صدق الحروف ونطقها في اجابتنا على كل‬
‫هذه األسئلة‬
‫ولكن اآلن هي تحت التراب وتلك األخرى منهارة ومنشغلة وتمتنع‬
‫عن اإلجابة لكي ال تُصدم قلوبنا الحائرة!‬
‫هي منشغلة في انهيارها ‪ ،‬في تكسير األشياء المادية من حاولها‬
‫‪....‬وتكسير أشياء كثيرة بداخلها‬
‫كرهت الجميع وكرهت نفسها‪....‬واصرارها على المجيء في هذه‬
‫الحياة‪....‬‬
‫كرهت حتى من أحبوها بصدق ‪....‬فحبهم هذا اضرها ولم يُجدي‬
‫في نفعها بأي شيء‪....‬‬
‫‪....‬‬

‫كان مثل سرابها يتبعها في أي خطوة تخطو ‪...‬ينحني ويتصدّى‬


‫رميها لألشياء حوله‪....‬سمع تهديدها له‪.......‬واآلن يقسم أنها‬
‫تحاول جا هدة على تنفيذ تهديدها‪....‬ولكن ما زال هو األقوى‬
‫عليها!‬
‫‪...‬‬

‫اما هي ما زالت تركض في الشقة تبعثر األشياء بيديها بتسارع‬


‫نفسها‪....‬تبكي تصرخ ‪....‬بًل دموع كالعادة‪......‬تشتمهم وبدأت‬
‫تدعي عليهم بالخًلص‪.....‬‬
‫ولكن فاجأتهُ حينما ذهبت للمبطخ المكشوف على غرفة‬
‫الجلوس(الصالة)‪ ،‬ركضت لألدراج ‪.......‬ودون سابق انذار لهُ‬
‫سحبت سكين ورمتها عليه!‬
‫هي لم تستوعب ما فعلتهُ ‪.....‬ارتفع صدرها بشهيق ‪...‬وانخفض‬
‫بزفير قاتلين‪...‬‬
‫اما هو فتح عينيه على آخرهما‪......‬جمد الدم في عروقه‪....‬لو لم‬
‫ينحني الرتكزت السكين في عينيه أو في منتصف جبهته‪...‬ولكن‬
‫التفت و نظر إليها ورآها مرتكزة في الحائط بشكل مرعب‬
‫ومخيف!‬
‫هنا جمدّت انظار نور على الحائط‪......‬كانت ستكون في لحظة‬
‫قصير قاتلة ‪.....‬نفذت طاقتها وجثلت على ركبتيها بذعر من‬
‫الموقف هذا‪....‬‬
‫كانت ستضيع نفسها بطريقة غير منصفة لها‪....‬ماكس ال دخل له‬
‫في عواصفها وقهرها ال دخل له حتى لو كان يعمل مع‬
‫امير‪......‬ولكن هو يحبه ‪....‬حركت رأسها تنفض األفكار‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اتى بالقرب منها وجلس على ركبتيه منحنيًا‬
‫‪:‬نور انتي بخير‪....‬‬
‫نور دون سابق انذار احتضنته ‪.....‬ولمست اكتافه وكأنه تريد أن‬
‫تتأكد انه ما زال على قيد الحياة ‪.....‬شهقت ما بين توترها ‪،‬‬
‫قلقها ‪،‬خوفها ال بكاؤها وال دموعها!‪ :‬آسفة‪....‬آسفة‪.....‬آسفة‪.....‬‬
‫كانت تكررها بجنون ‪....‬ويديها تتحسس وجوده بارتجاف عظيم‬
‫شعر بخوفها ‪....‬ومن لحظة غياب وعيها التي رمت فيها السكين‬
‫عليه ش ّد عليها ليخفف عنها آلمها وهو يردف‪ :‬انا بخير‬
‫نور‪....‬اهدئي‪......‬اهدئي‪...‬ما زلت على قيد الحياة‪....‬‬
‫اغمضت عينيها‪....‬شدّت على جسده بيديه بعد ان حاوطته‬
‫بيديها‪.....‬فهم حاجتها إلى هذا الحضن‪.....‬وشدها إليه وكأنه‬
‫يخبرها أنّ كل شيء سيكون بخير‪.....‬وأنّ الحياة جميلة ‪......‬وال‬
‫داعي لهذا الخوف والقلق‪....‬‬
‫بقيت محتضنته ودافنة وجهها في كتفه وكأنها تخفي نفسها عن‬
‫لقب _مجرمة_(قاتلة) كانت ستكون في لحظة طيش انانية مثلهم‬
‫في انتزاع النفس من جسدها بغير حق! كما انتزعوا روحها‬
‫وجسدها من المكان التي تحبه‬
‫لم تحاول البكاء ‪...‬ولم تحاول إخراج الدموع من عينيها ابدًا فقط‬
‫اغمضت عينيها ‪.....‬اغمضتهما‪....‬ابعدت عن مخيلتها توم‬
‫‪.....‬وديانا‪....‬وأمير ويوسف‪......‬وحتى ابنتها وبهاء‬
‫الدين‪.....‬وحاولت أن تركّز بمخيلتها على صورة إيًلف‪....‬هي‬
‫الوحيدة التي تقبلتها‪....‬احبتها اخلصت في صداقتها‬
‫معها‪.....‬طيفها امام عينها له دور في تهدأت نور‪......‬وكأنها‬
‫تجزم أن هناك خير في الناس ليس الجميع سواسية فإيًلف لم‬
‫تكن مثل الجميع‪...‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بعد مرور ما يقارب الثًلث دقائق ابتعدت عنه ‪ ،‬شتت ناظريها‬
‫ً‬
‫مجاال في‬ ‫عنه بشتات ‪.....‬وبضياع‪.....‬ولكن لم يترك ماكس لها‬
‫البقاء هكذا‬
‫طوق وجهها بيديه‪ :‬نور‪.....‬انا بخير‪.....‬ال ‪....‬تخافي‪....‬اوك‪...‬‬‫ّ‬
‫هزت برأسها برضى‬ ‫ّ‬
‫بينما هو اجبرها على النهوض ‪: You should take‬‬
‫‪shower now.‬‬
‫هزت رأسها برضى ‪ ،‬ثم توجهت للغرفة الذي أشار إليها أمير‬ ‫ّ‬
‫ألبقاؤها فيها‪.......‬دخلت ورات دوالب خاص بها ومن المؤكد‬
‫امير قام بتبضع لشراء المًلبس المناسبة لها فتحت الدوالب وكما‬
‫ظنت رأت لها ما يناسبها من مًلبس‬
‫لذا سحبت بدلة صوفية سوداء طويلة تصل إلى ما تحت الركبة‬
‫بنطاال اسود ضيقًا!‬
‫ً‬ ‫وسحبت من الطرف الجانبي‬
‫ثم توجهت إلى الخًلء وأغلقت الحمام!‬
‫‪...........‬‬

‫ماكس يو ًما عن يوم‪ ،‬يشفق عليها‪.......‬ال يعلم بما علمت في هذه‬


‫اللحظة حتى بها تجن هكذا‪......‬وتفيق على نفسها بسبب خوفها‬
‫من أن تكون قاتلة!‬
‫اشفق عليها للغاية ‪.....‬قرر أن يعمل قهوة له ولها ‪....‬يمكن‬
‫تستطيع أن تعدّل مزاجها السيء وتضبطه‪....‬‬
‫ً‬
‫طويًل ولكن خيّبت ظنه‬ ‫اخذ ينتظرها‪........‬ظنّ أنها ستأخذ وقت ًا‬
‫‪.....‬بعد خروجها من غرفتها بعد مروح ست دقائق ‪.......‬ارتدت‬
‫قبعة صوفية سوداء ذات غرز تعرجيه مموجة بلون الرصاصي‬
‫المتدرج بين الفاتح والغامق ولكن يغلب عليها اللون األساسي‬
‫األسود ‪....‬وبيدها حقيبة يدوية صغيرة‬

‫ووشاح اسود يحيط عنقها بهدوء‬


‫شكلها بريء وكئيب في اآلن نفسه‬

‫تحدثت له بهدوء‪ :‬ودني لبنتي!‬

‫ماكس تحدث بصدمة‪ :‬ووواااتت؟‬


‫نور اقتر بت منه وبنبرة رجاء‪ :‬بلييييييز‪.......‬ودني لبنتي‪....‬‬
‫ثم اردفت له?‪:what's her name‬‬
‫أيعقل أمير لم يخبرها باسم ابنتها أيعقل‬
‫تحدث بتردد‪ :‬سندرا‪...‬‬
‫فكرت في الخًلء‪........‬هي يو ًما‬
‫نور لم تعطي األمر أهمية ‪ ،‬ولكن ّ‬
‫عن يوم تعبث وتفتّش من وراء أمير وتجد ماال يسرها ‪.....‬لذلك‬
‫عليها أن تذهب وترى إلى أي حال ابنتها مريضة ‪.....‬وهل ً‬
‫فعًل‬
‫ما قاله لها أمير عن حالة نظرها! تريد أن تعرف كل شيء قبل ان‬
‫تداهمها أشياء كثيرة هي تتوقعها ولكن ال تتوقع اثرها عليها!‬

‫واعادت عليه رجاؤها‪ :‬بليييييييز ابي اشوفها‪....‬‬


‫ماكس سحب هاتفه ووضعت سريعًا يدها على كف يده‪ :‬ال تتصل‬
‫بأمير‪....‬اكيد بيرفض‪.....‬اتركه يعرف بعدين‪...‬‬
‫ماكس يشعر بالورطة‪ :‬ولكن سيدتي‪......‬سيغضب مني‪....‬‬
‫نور ‪ :‬راح أقوله طلعت من الشقة بدون ما تحس‪....‬‬
‫ماكس يعلم أمير لم يذهب لسندرا اآلن كل ما يعرفه أنه خرج‬
‫ولكن لو كان ذهب إلى سندرا ألخبرته جولي بذلك!‬
‫تنهد ثم أشار لها أن تمشي أمامه للخروج!‬
‫‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في المواجهة‪ ،‬في الشعور العميق‪.......‬في الرجفة الصادقة‬
‫‪.....‬وفي تًلقي العينين‪.....‬‬
‫تًلقيت عينيه بعينيها من خلف الزجاج كان بإمكانه أن يدخل‬
‫للداخل كما فعل أمير ولكن هو جبان ! لم يجرؤ على فعل هذا‬
‫األمر‬
‫ولكن هناك شعور ش ّدهُ إليها‪.....‬حدّق في تغاير لون عينيها ‪....‬في‬
‫رسمتهما التي تشبه رسمة عيني والدتها ‪...‬للون شعرها البني‬
‫الغامق مثل لون شعره‪....‬للون بشرتها التي تشبه بشرته‪....‬أخذت‬
‫منه الكثير‪....‬عرفها ‪.....‬عرفها أنها ابنته ‪.....‬يقسم أنها ابنته‬
‫‪.....‬هكذا يقول قلبه‪....‬شعر بوخز عظيم‪....‬وخز األبوة‬
‫ربما‪....‬وخز الضياع‪....‬وخز الخوف من المواجهة!‪.....‬ذهب‬
‫إلجراء التحاليل أما هي أتت ممرضة قصت من شعرها القليل ثم‬
‫خرجت‪....‬‬
‫وبقي أمير يداعبها‪...‬ويًلعبها ويمازحها وهو ينظر لهما‪.....‬كانت‬
‫تحتضنه وتارة‪.....‬تبعد عن عينها النظارة الطبية وهو يعيدهما‬
‫اعجبها الوضع وكررت الفعل إلى ان احتضنها بين يديه واجبرها‬
‫على ارتداؤها ‪....‬سري ًعا فهم حالتها الصحية من الطبيب الخاص‬
‫بها‪......‬وسريعًا ما رقّى قلبه على هذه الصغيرة! ولكن لم يفهم‬
‫سبب تواجدهما هنا‪....‬و ِلم نور بعيدة عنها؟! هو ال يعرف أن نور‬
‫مؤخرا ! لذلك ظنّ سندرا عاشت باحضان والدتها‬ ‫ً‬ ‫عرفت بوجودها‬
‫واخذت الكثير من حنانها ولكن الواقع أنها اخذت الكثير من حنان‬
‫أمير‪.....‬‬
‫الذي تقدم لناحية الباب ليخرج تاركها تكمل لعبتها في تركيب‬
‫المكعب!‬
‫أمير بحده‪ :‬خًلص امشي من هون ‪.....‬وبكرا نشوف النتيجة‪...‬‬
‫ُمراد بغياب ذهن وهو يحدّق للطفلة‪ :‬بعد ساعة راح تطلع‬
‫النتيجة‪......‬رجالي ما قصروا‪....‬‬
‫أمير ضحك بسخرية‪ :‬هههه هددت الطبيب‪...‬‬
‫ُمراد تحولت انظاره إلى امير‪ :‬مو شغلك!‬
‫أمير نظر لسندرا‪ :‬اظن أنك عرفت انها بنتك‪....‬اشياء كتير‬
‫واضحة ‪...‬بتئول هي بنتك‪....‬‬
‫ُمراد ازدرد ريقه‪ :‬شنو اسمها؟‬
‫أمير ‪ :‬ما اظن مهم تعرف اسمها‪....‬‬
‫ُمراد بتحدي‪ :‬راح اغيره ‪.....‬لم اسجلها باسمي راح اسميها باللي‬
‫ابيه‪....‬‬
‫كثيرا بنظراته لها والتي تدل على ضعفه ورغبته في‬ ‫ً‬ ‫أمير مستمتع‬
‫الدخول لها ولكن كبرياؤه هو من يوقفه للتحدث معه هنا‬
‫‪:‬بسميها على اسمك أمك وال اسم ‪.....‬بنت اخوك إيًلف!‬
‫صعق هنا ُمراد ! كيف عرف بذلك؟!‬ ‫ُ‬
‫بينما أمير عرف بهذا االمر عن طريق رسالة ديانا التي رسلتها‬
‫له قبل االنتحار‬
‫انتصر مرةً أخرى أمير‪ :‬ال تفكرني ما اعرف شي عن خصمي! ال‬
‫تفكرني سهل كتير يا ُمراد‪.....‬‬

‫سكت ُمراد ‪......‬واخذ يحدق في ابنته ويراقبها‬


‫تحدث امير بخبث ‪ :‬واضح راح تحبها كتير‪.....‬بس بتحلم‬
‫تحضنها‪......‬‬
‫ُمراد ش ّد على قبضة يده ‪ :‬ال تتحداني ‪...‬لهسة واروح آخذها من‬
‫قدام عينك‪....‬‬
‫امير اكمل بوتقصد قال اسمها ‪ :‬سندرا متعلئة(متعلقة) فيني‬
‫كتير‪.......‬حتى انه بتظن اني بيّه‪.....‬‬
‫ُمراد بحده‪ :‬بكرة تكبر وتفهم الحقيقة‪....‬‬
‫أمير ‪ :‬الحقيقة راح تخليها تكرهك‪....‬‬
‫ُمراد لم يجيب على أمير ‪ ،‬يكفيه اآلن النظر إليها ‪......‬ويظن‬
‫نصف ساعة يتحدا فيها بعضهما البعض كافية ‪.......‬لذا بلل‬
‫شفتيه وترك أمير ينظر إليه بشرر والتفت ليمشي لألمام‪.....‬‬
‫ولكن بشكل سريع‪ ،‬وبشكل غير مخطط له‪ ،‬وغير متوقع على هذه‬
‫األرض‪.....‬سقطت عيناه على‬
‫همس مصدوم‪ :‬نووووووووووووور‪....‬‬
‫وارتفع صوت اطًلق نار في المستشفى من قِبل مجهول مصو ًبا‬
‫بمسدسة على أمير‪......‬الذي ما إن استقرت الرصاصتين في‬
‫جسده!‬
‫حتى صرخ وهو يحدّق في وجه نور المصدومة‬
‫من وجود األموات بينهم وتهمس بشكل خفي‪ :‬بهاء‪...‬‬
‫سقط أمير وارتفع صوت اطًلق النار من قبل االمن على الرجل‬
‫صوب امير‪.....‬وركض ماكس بجانب امير وهو يصرخ‬ ‫الذي ّ‬
‫بذعر‪ :‬سيد أمييييييييييييييييييييييييير‪.......‬‬
‫التفت هنا ُمراد وفتح عيناه على آخرهما وجثلت نور على ركبتيها‬
‫بضياع األمر‬
‫هل األموات يعودون من سباتهم بهذه السرعة؟!‬
‫أيعقل ما تراه سراب وخيال‪......‬ضحكت وسط الصراخ واضطراب‬
‫المتهور المجنون‬
‫ّ‬ ‫الناس حولها ووسط القاء القبض على ذلك‬
‫وعلى ركض ماكس و ُمراد لناحية أمير واجتماع األطباء من حوله‬
‫ضحكت بقوة حتى التفت عليها ماكس بذعر عندما وضعوا أمير‬
‫على السرير وهرعوا به لناحية الطوارئ نهض وركض لناحية‬
‫نور التي تضحك كالمجنونة امسكها من اكتافها حدّق في عينيها‪:‬‬
‫نور‪...‬‬
‫نور اشارت لمراد وهي تضحك‪:‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههه شكلي مت ‪.....‬وصرت‬
‫اشوف األموات يا ماكس‪.....‬‬

‫ماكس خشي عليها من نوبة الضحك هذه ‪......‬هزها بعنف‬


‫‪......‬وصرخ بها‪ :‬نووووووووووووووووور‪...‬استوب‪.....‬‬
‫نور ما زالت تضحك ‪ ،‬وتضحك فرفع ماكس يده وصفعها على‬
‫وجهها‪.....‬حدقت به‪......‬وبالرجل الذي ينظر إليها بنظرات‬
‫الصدمة والخوف‬
‫همست لماكس‪ :‬بهاء الدين وراك‪.....‬‬
‫سحبها من يدها لتمشي‪......‬الوضع ال يطمئن ‪...‬يُريد أن يحميها‬
‫‪....‬ويخرجها من هنا ولكن فجأة سمع صوت يرتطم باألرضية‬
‫‪.......‬وسراب بهاء يقترب إليها راكضًا‬
‫وصار ًخا‪ :‬نوووووووووووووور‬

‫انتهى‬
‫البارت الرابع عشر‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫الضغوطات النفسية تُمنعنا من السعادة وتُبني بيننا وبينها حواجز‬


‫كثيرة‬
‫والصدمات العاطفية تُجمد تفكيرنا ومشاعرنا لوهلة قاتلة بسبب‬
‫وخز المشاعر ورغبتها في االنسياب من الثقاب الصغيرة‬
‫ومزج كل هذه العواصف مع بعضها البعض لـ تُنتج لنا كُتلة‬
‫جنونية من األوهام ‪......‬واالحًلم المستحيلة التي تؤدي ِبنا‬
‫للجنون!‬
‫األحًلم الصغيرة في قلبها لم تكبر إلى اآلن!‬
‫وأمنياتها البسيطة لم تتحقق بعد‪....‬‬
‫كانت كُتلة من المشاعر والحيوية ‪ ،‬تُريد الحياة ‪.....‬تُريد‬
‫االستقرار ولكن كل ما يحدث حولها يُفسد عليها االستمتاع بكل‬
‫شيء حولها‪...‬‬
‫لم تستطع أن تقتبس من النور الذي يُضيء من جانبها ال ُمنير‬
‫حياتها اُسهبت في الجانب المظلم الذي كبرت فجواته بًل إراد ٍة‬
‫منها‬
‫أُجبرت على أن تتلقّى الصدمات ‪.......‬أجبرت على ان ترى احبتها‬
‫يوجهون سهامهم الحادة والمسممة لناحية صدرها‪....‬‬
‫كلما امسكت بحبل بسيط يدلها على ال ُحب ‪...‬على الحياة‬
‫يقطعوه من يديها بكل برود‬
‫كلما ايقنّت أنها انسلخت من معمعت التذبذب النفسي والمعنوي‬
‫واالجتماعي وحتى الديني‬
‫انغمست فيهم أكثر دون أن تشعر!‬
‫‪....‬‬
‫اإلنسان عبارة عن كُتلة من الطاقة ‪ ،‬وتنفذ الطاقة منه إما بشكل‬
‫جزئي او كامل دون سابق إنذار امام مجابهة الحياة‬
‫سلبت منها طاقتها على شك ٍل متقطع مؤلم‪.....‬عاشت في‬ ‫وهي ُ‬
‫صراعات نفسية حولتها إلى دمية يعبث بها الكثيرون‪.....‬وتارة‬
‫حولتها إلى قطعة جماد تنظر للنّاس بحقد وهم ال يشعرون!‬
‫ولكن بعد أن نفذت منها بشكل كُلي‬
‫تحولت إلى شبح ‪.......‬شبح صامت ذات عينين محاطتين بهاالت‬
‫سلب‬ ‫بنية غامقة ‪.....‬ونظرة المعة ‪....‬وحادة‪.....‬وبشرة صفراء ُ‬
‫اللون منها ببطء شديد‪......‬لتصبح اكثر جفافًا واكثر خشونة!‬
‫طع بيديها بقايا الجلد الميّت‬‫تقشرت شفتيها ‪...‬واعتادت على ان تُق ّ‬
‫ّ‬
‫حتى تركت جرو ًحا بسيطة ولكن واضحة لمرأ العين!‬
‫مهمًل على كتفيها يحتضنها‬‫ً‬ ‫شعرها األسود الطويل‪......‬اصبح‬
‫دون خيان ٍة منه في خدش جسدها إلحداث جروح عميقة‪.....‬ينسدل‬
‫على ظهرها ‪.....‬ويدفئها من آالم الصدمة‪....‬يحتضنها بشدة‬
‫اهتز جسدها كالبندول بخوف مما هو‬ ‫ّ‬ ‫ويلتف حول خاصرتها كلمها‬
‫ت!‬ ‫آ ٍ‬
‫‪......‬‬
‫جسدها في خًلل الثًلث األيّام مما حدث اصبح هشًا ‪،‬‬
‫ضعيفًا‪......‬خسرت وزن ليس هيّن ‪....‬بسرعة ‪....‬جنونية ‪....‬غير‬
‫طبيعة أبدًا!‬

‫لم تعد قادرة على إدخال الطعام من فاهها ‪......‬فاكتفت بشرب‬


‫السوائل مرغمة!‬
‫وهناك أنابيب ممتدّة إلى يديها وحتى انفها تُسند جسدها وتوصل‬
‫لهُ الغذاء دون أن تطلبه!‬
‫ولكن ما زالت تسأل ‪......‬حقًا هل األموات يعودون من نومتهم‬
‫الطويلة؟‬
‫اجابها هو بنفسه في اليوم الذي يلي الحادثة من اطًلق النار على‬
‫امير‬
‫‪ :‬نور‪.....‬انا ما مت ‪.....‬أمير وديانا افتهموا االمر خطأ‪....‬ظنوني‬
‫ميّت ‪....‬بس انا ما مت‪....‬بعدي حي‪.....‬وانصدموا مثلج‪.....‬بس‬
‫بعدها استوعبوا وجودي‪....‬انا حي‪.....‬مو ميّت يا نور‪.....‬مو‬
‫ميّت!‬
‫‪....‬‬
‫سكنت أنفاسها في ذلك الوقت‪ ،‬أدركت أنها لم تجن بعد‬
‫بعد أن اخبرها بوجوده‪ ،‬ولكن هو لم يجرؤ على قول حقيقة‬
‫التخفي ونشر خبر وفاته في ذلك الوقت ألن الوقت الحالي ليس‬
‫متاح للحقائق ولكن للكذب نعم!‬
‫‪.....‬‬
‫إذًا هو على قيد الحياة ولكن ابتعد عنها مثلهم تما ًما!‬
‫وأمير سيرحل كما رحلت ديانا عنها هذا ما اتضح لها‬
‫‪......‬‬
‫وركزت بناظريها على اللون األبيض‬ ‫ّ‬ ‫حدّقت في السقف‪.....‬‬
‫‪.....‬أخذت ترسم في مخيلتها صورة فتاة قبيحة ‪....‬ذات شعر‬
‫اسود طويل منكوش‪......‬ووجهه عابس مخيف‪...‬ويدين ورجلين‬
‫مقطوعتين و ُملقا أمامها‪....‬في عينيها دموع كثيفة تأبى الخروج‬
‫من محجر عينيها الجاحظ باللون األحمر‬
‫تلك الفتاة ‪....‬ما هي إال نور!‬
‫رسمت نفسها بهذا الشكل وبتلك الطريقة‪....‬‬
‫‪.....‬‬
‫حاولت سحب يديها ولكن شعرت بارتدادهما لمكانهما ‪....‬إذًا هما‬
‫مربوطتين على جانب السرير‪.....‬تسمع طنين ‪.....‬أنين‪.......‬تشم‬
‫رائحة الخوف‪....‬األلم‪......‬تشعر بالضياع والتشتت‪.....‬ولكن ال‬
‫تتصرف‪....‬‬
‫ّ‬ ‫تعرف كيف‬
‫أدركت بوقوع هذا األمر أمور خفية عنها‪......‬امير لديه أيدي‬
‫كثيرة ورجال كُثر لحمايتها وحتى حماية ابنتها وحمايته‬
‫وهي خائفة من أن يكون بهاء الدين واحدًا منهم ولكن اخفى‬
‫عليها ذلك!‬

‫وتلك الطبيبة اليكسا خطيبة ماكس‪ ....‬الطبيبة التي أمسكت حالتها‬


‫الصحية اآلن‪.....‬‬
‫حقيقةً ل ها جذور عربية ‪......‬فجدتها من أصول فلسطينية ولكن‬
‫من عائلة مهاجرة إلى ألمانيا‪ .....‬ووالدتها تزوجت برجل ألماني‬
‫مسلم كونها هي مسلمة وانجبتها وعاشت تحت ظل العائلة‬
‫السعيدة ‪ .....‬إلى أن التقت ب ُحب حياتها ماكس‪ .....‬اقنعتهُ في‬
‫اإلسًلم ليستطيعوا الزواج من بعضهما البعض‪......‬اقتنع‪.....‬وما‬
‫زاال يعيشا فترة تعارف بينهما‪...‬كمخطوبين ‪ ...‬ولكن معيشتهما‬
‫الواقعية ‪ .....‬كمسلمين بًل إسًلم! فالمجتمع الغربي يُفرض‬
‫عليهما طبيعته على كل األحوال وهما ولدوا على هذه الطبيعة‬
‫المغايرة لبًلد المسلمين وكذلك التربية لها دور في اغراس القيم‬
‫والعادات والتقاليد الذي يفرضها المجتمع عليهم!‬
‫‪...‬‬
‫انفتح الباب‪.....‬مشت بِ ُخطى واثقة ومبتسمة لهذا‬
‫الصباح‪....‬اقتربت من سرير نور‪.....‬حررت يديها من الرباط‪....‬‬
‫ثم قالت ‪ :‬اخبارك اليوم؟‬

‫حولت انظارها عليها ثم عادّت تحدّق في السقف لتكمل الرسمة‬


‫ّ‬
‫بوضع دماء ماطرة على تلك الفتاة‪......‬ونيران تحيطها من كل‬
‫جانب‪...‬‬
‫جلست على الكرسي المقابل للسرير‪ :‬نور‪.....‬في شي راح يفرحك‬
‫كتير‪.......‬‬

‫لم تُعطيها أي اهتمام‬


‫فاكملت‪ :‬جولي وسندرا‪....‬راح ييجوا اليوم حتى يطمنوا‬
‫عليكي‪.....‬‬

‫نطقت نور بجفاف حلقها وحشرجته من كثرت الصراخ خًلل‬


‫الثًلث األيام الماضية‪ :‬مابي اشوف أحد‪....‬‬

‫نهضت هنا الطبيبة دون أن تكثر الحديث عليها ودون معاندتها‬


‫وعندما وصلت إلى الباب تحدثت نور‬
‫ببهوت‪ :‬أخبار امير؟‬

‫التفت الطبيب وبهدوء‪ :‬وضعه في تطور‪.....‬وصحى من‬


‫الغيبوبة‪...‬‬
‫ثم خرجت‬
‫‪...‬‬

‫ليتك ُمت ليتكُ لحقت حبيبتك ‪ِ ،‬لم انت م ّ‬


‫صر على أن تتواجد في‬
‫حياتي ِلم؟‬

‫‪......‬‬
‫ما إن خرجت حتى توجهت األنظار إليها‬
‫تحدث ماكس (مترجم)‪ :‬اليكسا‪......‬ماذا حدث؟‬
‫اليكسا نظرت لهم بحيرة‪ :‬ما بدهاش تشوف حدا‪.....‬‬
‫جولي نظرت لماكس (مترجم)‪ :‬أخي‪......‬نور تحتاج للمزيد من‬
‫الوقت ‪.....‬ال اريد أن ترى سندرا اآلن‪.....‬ح ًقا وضعها ال يسمح‪...‬‬
‫ماكس تحدث بلغة مكسرة‪ :‬نور‪....‬تبي‬
‫تشوفها‪....‬بس‪....‬اآلن‪....‬تعاند‪....‬‬
‫التف عليهم ُمراد والذي علم من ماكس أنّ نور لم تتعرف على‬
‫ت متأخر ولم تعرف شكلها ابدًا‬ ‫ابنتها إال في وق ٍ‬
‫فتساءل عن األسباب ولم يُجيبه ماكس ‪.....‬وبعدها لم يكثر‬
‫الحديث‬
‫أكملت اليكسا‪ :‬انا ئلت إلها أمير صحى من الغيبوبة‪....‬‬
‫ماكس بشك‪ :‬شووو كانت‪.....‬ردت فعلها؟‬
‫اليكسا‪ :‬ما بعرف هي سألت وانا جاوبتها بدون ما شوف و ّجها‬
‫وطلعت‪....‬‬

‫ُمراد بجدية‪ :‬ما كان له الزم تجذبين عليها‪ُ .....‬مراد يمكن ما‬
‫يصحى لألبد الرصاصتين قريبة من قلبه هواية ‪.....‬وزين منه‬
‫طلع من العمليات‪......‬‬
‫ماكس بتفهم ‪ُ :‬مراد‪......‬هو استيقظ اليوم‪.....‬‬

‫قوس حاجبيه‪ :‬وليش ما قلت لي؟‬‫ُمراد لم يخبروه بذلك ّ‬


‫ماكس بعدم اطمئنان‪ :‬واجب علي حمايته‪...‬‬

‫ابتسم بسخرية إذًا ماكس يشك بأمره‬

‫اليكسا بجدية‪ :‬أمير‪......‬وضعه مو مستقر متل ما نعرف‪....‬مرة‬


‫يصحى مرة يدخل بغيبوبة ‪.......‬ما بدنا نئول لها شي متل هيكي‬
‫حتى ما تنتكس ‪....‬اكتر ‪......‬وئلت إلها صحى يمكن هيدا الشي‬
‫بخفف عنها‪.....‬‬

‫ماكس هز رأسه برضى‪....‬بينما و ّجه نظره ألخته جولي ولسندرا‬


‫ثم قال(مترجم)‪ :‬عودي بها للمنزل‪.....‬‬
‫جولي بسبب األوضاع المضطربة ‪.......‬اقترحت عليهما أن يخرجا‬
‫سندرا من المستشفى در ًءا ِلم قد يحدث‪....‬وألن صحتها في تحسن‬
‫وافق الطبيب على االمر وهي اآلن‬
‫تعيش في منزل أخيها ماكس ‪....‬لحماية الطفلة!‬

‫اليكسا استأذنت وذهبت تُباشر عملها‪.....‬بينما تساءل ُمراد ‪:‬‬


‫صوب أمير من نفس‬ ‫ماكس ‪.....‬اريد تفهمني الرجال اللي ّ‬
‫الجماعة اللي يريدون يقتلون لويس لو ال؟‬

‫ماكس ‪ :‬ال ‪......‬اتضح مو منهم‪.....‬‬


‫مراد سكت واخذ يتنفس بعمق‪.....‬ثم اردف‪ :‬بدخل لها‪....‬‬
‫ماكس امسك بيده بسرعة‪ :‬ال‪.......‬دونت دووت‪....‬‬
‫ُمراد توقف ‪.......‬ونظر لماكس الذي ينظر إليه برجاء بأال يدخل‬
‫لها!‬
‫فبقي واقف أمام الباب ودخل ماكس‬
‫‪.......‬‬
‫ُمراد ‪.....‬في هذه األوقات العصيبة ادرك ّ‬
‫معزة امير لدى بنته ف ُمنذ‬
‫غيابه عنها في ذلك اليومين بعدما أصيب تما ًما وهي تسأل جولي‬
‫عنه‪....‬لم تسأل إال عنه‪.....‬ولم تكف عن اسالتها حوله‪....‬‬
‫وهذا األمر اشعره بشيء ال يستطيع أن يعترف به ولكن اخجله!‬
‫نظر لنتيجة المعادلة التي صمموها وكتبوها هو وأخيه ‪.......‬طفلة‬
‫صغيرة تبحث عن األمان في أحضان امير‪.....‬وتذبذب نور‬
‫العميق‪.......‬‬
‫هو شاك في أمر الذي اطلق النار على أمير ولكن ال يُريد أن يدخل‬
‫نفسه في متاهات التفكير بذلك سيؤجل األمر ‪.......‬وسيكشف من‬
‫هو اآلمر بذلك!‬
‫‪....................‬‬
‫أكملت رسمها ‪.......‬بوضع سهام حادة تثقب عينيه تلك‬
‫الفتاة‪.....‬وسمعت طرق حذاء ماكس المألوف لمسامعها‪....‬‬
‫فنظرت إليه ونظر إلى حالها ‪.....‬اقترب منها وجلس على طرف‬
‫السرير‬
‫وضع يده على ساقها ‪ :‬نور‪.....‬‬
‫نور وهي تحدّق في السقف‪ :‬بهاء الدين يشتغل معكم‪...‬؟‬
‫اكتفى بقول‪ :‬ال‪...‬‬
‫نور بنفس الطريقة اردفت‪ :‬انت تدري انه ما زال عايش؟‬
‫ماكس بهدوء‪ :‬انصدمت ‪....‬بوجوده ‪....‬مثلك‪......‬‬
‫نور سكتت واخذت تُشير للسقف لترسم سيارة عشوائية بيدها في‬
‫الهواء لتصطدم في الفتاة تحت انظار ماكس‬
‫ثم قال‪ :‬ابي جوازي‪.......‬‬
‫ماكس اغمض عينيه ثم فتحهما‪ :‬ما بعرف‪....‬وينـ‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬أكيد عند امير‪....‬‬
‫ثم اعادت يدها لتريحها على بطنها وحدّقت في وجه ماكس‬
‫ببرود‪ :‬متى يموت؟‬
‫صعق وذهل هي تتمنّى موت امير‪......‬ال تريده أن يعيش ‪ ،‬تريد‬‫ُ‬
‫ان تقتله مع ذكرياتها اللئيمة!‬

‫‪:‬نور‪.....‬‬
‫رفعت نفسها من على الوسادة ببطء بحلقت في عينيه بجمود‪:‬‬
‫متى يموت؟‬

‫شتت ناظريه عنها‪ :‬أمير‪......‬اآلن‪....‬بحاجة لك‪....‬‬


‫هزت رأسها بيأس‪ :‬انا مو محتاجة له‪.....‬فليش‬ ‫نور ّ‬
‫يعيش‪.....‬الزم يموت ‪...‬عشان ما يخلي ديانا لحالها‪....‬‬

‫ماكس حدّق في وجهها الذابل وفي عينيها الميتتين‬


‫اردف ‪ :‬امير بحبك ‪.....‬كتير‪.....‬كيف‪...‬تقولين ‪.....‬هذا‪....‬الشي؟‬

‫اشارت لنفسها ‪ :‬ألنه هو السبب في حالتي هذي‪....‬‬

‫ماكس بهدوء اردف بصعوبة الحروف العربية لتكوين الجملة‪:‬‬


‫أمير عمره ما تمنى‪....‬ليكي‪.....‬هزا الحال‪....‬‬

‫نور ابتسمت بسخرية وعادت تستلقي على المخدة ‪ :‬بس تمنى‬


‫قرب ديانا‪.......‬وبهاألمنية انا وصلت لهالحال‪.......‬‬

‫اغمضت عينها لتهمس‪ :‬بليييييييز ماكس اتركني لحالي‪...‬‬

‫نهض تنهد بضيق لحالها ثم خرج‪.......‬ولم يرى ُمراد في الممر‬


‫فأشار إلحدى مساعديه في العمل وابقاه واقفًا على باب نور‬
‫لحمايتها وهو ذهب خار ًجا من هذا القسم ليذهب إلى أمير‬
‫‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قبل ثًلثة أيام ‪......‬في ما بعد منتصف اليل‪.....‬جلس على السرير‬
‫اتصل بها عدّت مرات ثم اجابتهُ بعد االتصال الخامس‬
‫ليردف‪ :‬واضح قلبك شايل علي‪...‬‬

‫اجابتهُ‪ :‬كل تبن‪.......‬مقاطعني فترة طويلة ‪......‬وتاركني أعيش‬


‫همي لوحدي‪....‬‬
‫ضحك بخفة‪ :‬هههههههههه ‪......‬رجعتي على شخصيتك اللي‬
‫اعرفها‪.....‬‬

‫تكتفت ونظرت ألرجاء الغرفة وهي تُخفي ابتسامتها‪ :‬شعندك‬


‫متصل لهالدرجة الفضول ذابحك ّإال تعرف وش قلت له حتى‬
‫اقتنع؟‬

‫اردف بجدية‪ :‬ماني مصدق وهللا انه افتكينا من شي اسمه‬


‫سلطان‪....‬‬

‫نظرت ألطراف اصابعها وبتوتر‪ :‬بندر انا آسفة‪......‬آسفة ما‬


‫عطيتك خبر من وقت مبكر‪...‬يمكن كان‪...‬‬

‫قاطعها وهو يتنهد بضيق‪ :‬أنا اللي آسف‪....‬‬

‫سكتا ثم قالت بهدوء‪ :‬دخلت عليه وترجيته‬


‫‪...‬وبكيت‪.....‬وصدمني لم رضى‪.......‬برفضي‪...‬‬

‫بندر ‪ :‬الحمد هلل‪...‬‬


‫ثم اردف بحماس‪ :‬الحين اقدر اخطبك رسمي لي‪...‬‬
‫شيخة بحذر‪ :‬الال‪......‬مو الحين‪........‬‬
‫بندر بتأفف‪ :‬اففففففففففف متى يا شيخه متى تصيرين حًللي‬
‫‪.....‬إذا مو الحين متى يعني؟‬

‫شيخة بخوف‪ :‬بندر لو تتقدم لي الحين الكل بيشك خاصة إني قلت‬
‫ألبوي‪...‬ما ابي ازوج الحين وابي ادرس‪...‬ومن الحكي لو جيت‬
‫وتقدمت وانا وافقة عليك بصير مكشوفة عند الكل‪....‬‬
‫بندر مسح على وجهه ‪ :‬طيب لو جا احد وتقدم لك‪....‬‬

‫شيخة بهدوء‪ :‬بضمن لك ماحد هنا يقدر يجبرني خاصة بعد اللي‬
‫صار لي من هالسالفة‬

‫بندر بخوف‪ :‬وش صار لك؟‬


‫شيخة بزعل‪ :‬وهللا لو يهمك ما قطعت اتصاالتك علي‪...‬‬
‫بندر‪ :‬شيخوووه ما عرفتك وأنتي تعاتبين؟‬
‫شيخة ‪ :‬ليش وش شايفني ما اعرف كيف اعاتب؟‬
‫بندر ضحك ‪ :‬هههههههههههههههههههه ال وهللا مو متعود على‬
‫شخصيتك الجديدة ايتها العاشقة‪...‬‬

‫شهقت شيخة هنا‪ :‬هأأأأأأأأأأأأ‪......‬انا العاشقة وال انت العاشق‪.....‬‬


‫بندر باستهبال‪ :‬منو اللي رفض سلطان‪....‬؟‬

‫شيخة بتًلعب‪ :‬ال تخليني اغير رايي واروح ألبوي أقول‬


‫موافقة‪.....‬واللي سويته اليوم مجرد خوف من اني ارتبط بشخص‬
‫ما اعرفه‪....‬بندرووووه ترا وهللا اسويها واحر قلبك علي‪......‬يا‬
‫وبسخرية‪ :‬عاشق‪.....‬‬
‫بندر انفجر ضاحكًا‪ :‬هههههههههههههههههههههههه امزح يا‬
‫وردتي الحلوة‪.......‬‬
‫ثم اردف بجدية‪ :‬شيخة جد أتكلم شصار لك‪...‬‬
‫شيخة بتنهد‪ :‬تعبت نفسيتي وصرت نفسية ‪......‬وما اطلع من‬
‫غرفتي وال اكل وال اشرب‪....‬إال قليل يعني مادري‪....‬حسيت نفسي‬
‫بفقد شي‪.....‬غالي على قلبي‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫بندر ‪ :‬هللا كل هذا حب لي‪...‬‬
‫شيخة استلقت على الوسادة ‪ :‬وانت تشك بحبي لك بندروه؟‬
‫بندر ابتسم‪ :‬ال‪........‬وهللا ما اشك‪.......‬تدرين انه في حكمه اني‬
‫ما اتصلت عليك طول ذيك الفترة على انها ترى فترة قصيرة‬
‫‪.......‬ما تجاوزت أيام كثيرة‪.....‬‬

‫شيخة ‪ :‬وش الحكمة يا حكيم‪....‬‬

‫بندر نهض من على السرير وجلس على الكرسي المقابل للنافذة‪:‬‬


‫عشان ما اتهور‪......‬عشان ما نتعمق في مشاعرنا ونسوي أشياء‬
‫نندم عليها‪......‬شيخة وربي لم قلتي لي سلطان خاطبك ما تعرفين‬
‫وش صار لي‪...‬رحت كأني مجنون أقول ألبوي ابيك‪......‬واعترفت‬
‫له اني احبك‪......‬واللي زاد قهري أنه ما عبرني وقتها‪.....‬تمنيت‬
‫اموت‪...‬‬

‫شيخة بذعر وانفعال‪ :‬اسم هللا عليك‪......‬‬


‫بندر جدية‪ :‬الحمد هلل انه بعدنا عن بعض‪....‬وال عن نفسي كنت‬
‫راح اتهور‪......‬‬

‫شيخة ابتسمت‪ :‬بس آخر مكالمة بيني وبينك ما حسيت إنك متهور‬
‫وكنت تهديني بطريقة قهرتني‪...‬‬

‫بندر ‪ :‬شفتك مندفعة في مشاعرك‪......‬حبيت امسك نفسي عن‬


‫قرارك وقتها وما اندفع انا الثاني ‪.....‬وحكّمت مشاعري‬
‫‪...‬وابتعدت ‪....‬و ّال اندفاعك وقتها كان بخليني‪.....‬اتهور‬
‫جد‪....‬واسوي ‪...‬شي بخلينا اثنينا نندم‪....‬‬

‫تشعر بالسعادة لتصريحه بذلك والذي ينم عن مدى حبه لها ولكن‬
‫اردفت بتًلعب‪ :‬يعني وش كنت بسوي؟‬
‫بندر بخبث وبكذب‪ :‬شي فوق الثمنطعش‪....‬‬
‫شيخة بصوت عالي‪ :‬هللا ياااااخذك يا حيـ‪....‬‬
‫قاطعها بضحكة‪ :‬هههههههههههههههههههههه امزح معك‪.....‬‬
‫ثم اردف بجدية‪ :‬فكرت اكلم سلطان ينهي االمر من عنده أو اخليك‬
‫تهربين وأمن لك مكان ‪....‬وانا أقول لهم ابيك واعرف مكانك وما‬
‫راح اخليها تجي إال لم تزوجونا‪.....‬‬

‫شيخة ضحكت ‪ :‬هههههههههههههه كل فكرة ادمر واغبى من‬


‫الثانية وش تخليني اهرب‪.....‬وهللا كان انا ميتة من زمان اشوى‬
‫انك بعدت عني‪....‬‬
‫بندر ضحك اآلخر‪ :‬هههههههههههههههههه‪...‬انقذت عقلي نوف‬
‫لم قالت على فكرتك‪....‬‬

‫شيخة بهدوء‪ :‬وانقذت ابوي من الفشلة اللي بجيه ‪....‬بجرئتي‬


‫على تصريحي له اني رافضته‪......‬ما كنت متخيله راح اقدر اكلمه‬
‫‪....‬عن هالموضوع ابد‪.......‬‬

‫بندر ‪ :‬عمي طيب‪......‬وهللا ما توقعت منه هالشي‪...‬ما توقعت أنه‬


‫يجبرك‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬هو طيب‪.....‬بس شخصيته قوية وله هيبة‪.......‬وكلمته‬
‫مثل السيف‪.....‬بس الحمد هلل ما قطع رقبتي ونقذني‪....‬‬
‫بندر ضحك بخفة‪ :‬ههههههه‪........‬خًلص خلينا ننسى‬
‫هالطاري‪.....‬‬
‫شيخة تثاءبت‪ :‬وهللا جاني النوم ‪......‬بروح انام ‪......‬وال عاد‬
‫تتصل إال بعد االختبارات مابي ارسب‪....‬‬
‫بندر ضحك‪ :‬ههههههههه وش سالفتك مع الرسوب‪......‬‬
‫شيخة بحده‪ :‬وهللا كنت راح ارسب العام بسبتك‪......‬خليتني‬
‫اسهر‪....‬وال ذاكرت شي‪.....‬‬
‫بندر‪ :‬ههههههههههههههههههههههه واثق فيك ام اقليب انتي‬
‫ونوف تاكلون الكتب آكال‬

‫شيخة بصوت شبه الصرخة‪ :‬قول ما شاء هللا يا زفت‪.....‬‬


‫ثم اردفت‪ :‬وانت بعد شد حيلك ‪......‬عشان تخلص وتشتغل وتكون‬
‫نفسك وتجي تخطبني‪.....‬‬

‫بندر ما زال يضحك‪ :‬هههههههههههههههههههه حاضر ماما‬


‫شيخوه أوامر ثانية‪....‬‬
‫شيخة تثاءبت من جديد‪ :‬قفل الخط ونام‪......‬‬
‫بندر ‪ :‬احبك يا خبلة‪......‬‬
‫شيخة ابتسمت‪ :‬انا اكثر‬
‫كًل منهما في سباته واحًلمه الوردية!‬ ‫ثم اغلقا الخط وغطا ا‬
‫‪...............‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫انفتح باب غرفته على حين فجأة‬


‫واسندت نفسها على الباب بعد أن فتحته على مصرعيه وتكتفت‬
‫وهي تقول‬
‫‪:‬من تكلم؟‬
‫واخذت تلعب بحواجبها بخبث‬
‫بندر رماها بالوسادة‪ :‬انقلعي ‪........‬كيف تدخلين علي كذا‪....‬ترا‬
‫في شي اسمه استئذان‪...‬‬
‫مشت لناحيته وسحبت من يده الهاتف ثم تحدثت منفعلة‪ :‬أيا‬
‫الكلـ‪....‬اليوم في المدرسة اقولك ‪...‬مريني وخلينا نطلع نغيّر جو‬
‫قبل كآبة االختبارات وتقولين لي تعبانة وما تشوفين بوجهك غير‬
‫السرير ‪...‬وانتي بس وصلتي جيتي تكلمين األخ‪......‬وش‬
‫هالنصب‪....‬وانا االلي ابي اجلس معاك‪.......‬خاصة اني ما جلست‬
‫معك ‪....‬بعد شوفتي لك من ثًلث أيام‪....‬‬
‫شيخة أبعدت السماعة عن اذنها ثم اردفت بعصبية‪ :‬وش‬
‫ذااااا؟‪....‬بالعة مسجل‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬مسجل؟‪...‬يا قدمي‪....‬اي أي غيري السالفة‪...‬‬
‫اغلق بندر الباب واتى ليسحب منها الهاتف ولكن شدّت عليه‬
‫وهي تكمل‪ :‬شيخوووه‪.....‬يا قليلة االدب بجين ‪.....‬عشان نطلع‬
‫وال انشر غسيلك عند األخ‪....‬‬
‫شيخة بملل‪ :‬صدق انك مطفوقة وغبية ام سلطان!‬
‫ثم أغلقت الخط في وجهها‬
‫نظرت لوجه بندر الغاضب‪ :‬شف سكرت في وجهي‪...‬‬
‫شدها من ياقة قميصها‪ :‬قلعتك والحين انقلعي عن وجهي احسن‬
‫ما اكفخك تكفخ‪....‬‬
‫نوف أبعدت يده وقامت بتعديل ياقة بدلتها واردفت بسخرية‪ :‬وهللا‬
‫لو انكم مخطوبين؟‪.....‬وش هالمكالمات‪.....‬ما اتصل عليها إال‬
‫ومشغول‪...‬‬
‫ثم عبرت من امامه وهي تردف‪ :‬شكلي بحب لي واحد عشان‬
‫اصير مثلكم‪...‬‬
‫ولم تشعر إال بيده القابضة على زندها وهو يقول‪ :‬وش قلتي؟‬
‫نوف رفعت حاجبها بتحدي‪ :‬قلت احب لي واحد؟!‬
‫بندر بغضب وانفعال ‪ :‬عشان اموتك‪...‬‬
‫نوف بحده وبتقصد‪ :‬شف من يتكلم؟‪....‬حًلل عليك وحرام‬
‫علي!‪....‬‬
‫بندر بانفعال‪ :‬انا غيييييير‪....‬‬
‫نوف ابتعدت عنه وكتفت يديها‪ :‬غير في شنو؟‪.....‬عندك مميزات‬
‫يعني‪......‬عندك رجل ثالثة‪....‬وال قلب بحجم مختلف‪....‬‬
‫بندر بغضب‪ :‬تطنزي ‪......‬بس قسم باهلل لو ادري وال اشك أنك‬
‫تكلمين لك واحد وهللا‬

‫قاطعته بحده‪ :‬وأنت كيف ترضاها على شيخة تكلمك دامك مو‬
‫راضي انا اكلم لي واحد واحبه؟!‬
‫بندر بانفعال‪ :‬انا احبها وناوي الزواج ‪........‬اللي بكلمينه يمكن‬
‫يكذب عليك‪....‬يمكن ياخذك تسلية‪....‬‬
‫نوف بصوت شبه عالي‪ :‬عادي اجرب‪....‬‬
‫بندر كان سيضربها ولكن صحى على نفسه وابتعد وهو يستغفر‬
‫نوف ‪ :‬شفت ‪.....‬شفت كًلمي يوجع‪....‬لو شيخة قالت لناصر وال‬
‫سعود نفس كًلمي بس قالت هذا اللي اكلمه ولد عمي هم بقولون‬
‫لها نفس كًلمك‪.......‬ما فيه اخ يرضى ألخته تكلم لها واحد‪....‬ايًا‬
‫كان ‪...‬سواء من أهلها وال ما يعرفونه‪...‬وانت رضيت على بنت‬
‫هالشي‪....‬وخونت في ناصر وسعود‪....‬‬
‫ّ‬ ‫عمك‬
‫اندفع بالحديث‪ :‬قلت لك انا غير راح اتزوجها‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬اذا خطبتها روح كلمها‪.....‬للعلم ترا اللي تسوونه‬
‫حرام‪...‬هي غبية ومندفعة في مشاعرها ‪....‬وانت‬
‫استغًللي‪.......‬اذا تبيها ومو قادر تصبر ابوي تحت روح قوله‬
‫يخطبها‪...‬لك‪...‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة‬
‫وتكرارا‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫وهو بقي‪....‬يعيد حديثها‬
‫شعر بالقليل من تأنيب الضمير‪....‬والخوف ايضًا!‬
‫‪......................‬‬

‫عندما خرجت نوف ذهبت لغرفة خالد وكانت الجازي جالسة بقربه‬
‫وفي حضنها الصغير‬
‫تحدثت‪ :‬نعنبوا شركم كلتوا علي الشيبس‪....‬‬
‫الجازي‪ :‬النصابة وهذا هي اللي قالت ما ابيه‪....‬‬
‫خالد رمى عليها الكيس‪ :‬خذي شبعي منه‪....‬‬
‫نوف جلست على األرض بعد ان سحبت شوكوالتة من يد اختها‬
‫الجازي بطريقة خفيفة وسريعة‪ :‬ال ابي هذا‪...‬‬
‫خالد بعصبية ‪ :‬تراك كثرتي منهم هاالسبوع‬
‫الجازي هدهدت ابنها ليكف عن البكاء‪ :‬وهو الصادق‬
‫‪...‬كثرتي‪......‬إال صدق خذتي االبرة‪...‬‬
‫هزت رأسها بـ(أي)* واخذت تمضغ الشوكوالتة بتلذذ‬
‫ولكن خالد لم يدعها تأكله كلها نهض بصعوبة من آالم جراحه‬
‫وسحبه من يدها‪ :‬بس يكفي‪....‬‬
‫نوف عبست بوجهها ثم نهضت لتقف‪ :‬وجع‪...‬ما تخلون الواحد‬
‫يتهنى‪...‬‬
‫الجازي بجدية‪ :‬انا أقول روحي ذاكري‪...‬‬
‫نوف بتملل‪ :‬تحبين النكد‪....‬‬
‫ثم قالت‪ :‬بروح ألبوي حبيبي‪...‬‬
‫الجازي بتحذير‪ :‬ال تروحين‪...‬‬
‫خالد ونوف بتعجب‪ :‬ليش‪...‬‬
‫الجازي ضحكت بخفة‪ :‬هههههه ابوي مشغول قدامه ملفات‬
‫كثيرة‪......‬ووجهه ما يطمن واضح مشغول مرا‪...‬‬
‫خالد بتنهد‪ :‬وهللا انا السبب لو كنت معه كان شلت من تعبه‬
‫نوف ‪ :‬يمديك على الضيم والظًليم‪......‬بس تبرا جروحك ابوي‬
‫بتلّك من رقبتك للشغل‪...‬‬
‫خالد رمى عليها الوسادة‪ :‬ما عمرك قلتي شي‪....‬يبرد خاطري‪....‬‬
‫نوف بضحكة‪ :‬ههههههههههههههههههههه اول مرة اشوفك‬
‫مقهور كذا‪....‬‬
‫رماها بوسادة أخرى‬
‫فضحكت هنا الجازي‪ :‬ههههههههههه خالد على هونك نسيت‬
‫جروحك‪.......‬اترك عنك هالخبلة ‪....‬هي شاطرة في‬
‫االستفزاز‪....‬ال تغلبك‪....‬‬
‫نوف مشت بغرور‪ :‬أصًل غلبته وخًلص‪......‬يًل بطس المطبخ‬
‫آكل‪...‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة‬
‫خالد ابتسم ‪ :‬وهللا مسوية لنا جو‪......‬هللا يخليها لنا‪...‬‬
‫الجازي بصدق‪ :‬آمين‪......‬وان شاء هللا ازفها عروس‪....‬‬
‫ثم نهضت ‪ :‬بتركك ترتاح‪ ....‬عن اذنك‬

‫خالد نظر ألخته وت نهد لحالها كان سيفاتحها بموضوع سيف ولكن‬
‫لم يحبذ أن يُفسد عليها ابتسامتها تلك ‪...‬فنهض هو اآلخر ليستحم‬
‫ثم ينزل ليساعد أبيه!‬
‫‪.....................‬‬

‫كان مترددًا للغاية ‪ ،‬هو فكّر في األمر وعليه أن يحسمه قبل فوات‬
‫األوان‪.....‬إن خبأ األمر لوقت أطول سيتصعب عليه ال محالة‬
‫‪....‬مسح على رأسه ‪....‬طلب من والده أن يحدثه على انفراد‬
‫وفضّل أن يخرجا إلى المجلس الخارجي لكي ال يسمعهما احد‬
‫‪.‬‬
‫دخًل المجلس اغلق الباب‬
‫جلس مقابل لوالده الذي قال‪ :‬قصي شفيك‪.....‬صاير لك شي؟‬

‫توتر‪....‬وتعرق جسده بأكمله‪.....‬االمر ليس هيّن ووقعهُ لن يكون‬


‫بكل هذه البساطة‬
‫حاول أن ّ‬
‫يتزن‪ :‬يبه‪.....‬انا بخير‪....‬بس ابي افاتحك في‬
‫موضوع‪.....‬مهم‪.....‬وال فيني أخبيه عليك اكثر من كذا‪...‬‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬موضوع؟‬ ‫بو سيق ّ‬
‫قصي حكّ ذقنه بتوتر شديد‪ :‬يبه‪.......‬أنا‪........‬أنا قد اتخذت‬
‫قرار‪.....‬بيني وبين نفسي إني ما أزوج إال البنت اللي انا ارغب‬
‫فيها‪....‬‬
‫تزوج‪...‬‬
‫بو سيف ابتهجت اساريره‪ :‬قول من البداية أنك تبي ّ‬

‫سا عمي ًقا ليشجع به‬ ‫توتر أكثر من ردت فعل والده ولكن اخذ نف ً‬
‫نفسه‪..... :‬يبه‪.....‬انا أقدمت على هالخطوة‪......‬وانا متردد بس‬
‫ما توقعت يصير لي ‪.....‬كل هذا‪...‬‬

‫أبا سيف بشك رمق ابنه بنظرات‪ :‬وش قصدك؟‪......‬قصي وش‬


‫وراك‪....‬؟‪.‬‬

‫قصي شتت ناظريه عن ابيه‪ :‬يبه أنا تزوجت وحده مسيار!‬

‫‪.....‬حرك رأسه وكأنه‬


‫ّ‬ ‫ً‬
‫مطوال‬ ‫سكت أبا سيف‪......‬وحدّق في ابنه‬
‫يعزي نفسه بنفسه!‬

‫ابتسم بسخرية‪ :‬عشان كذا طلعاتك وروحاتك وجياتك ما هيب‬


‫طبيعية وامك المسكينة تظن‪......‬أنك تطلع مع أصدقاء‬
‫سوء‪....‬وخايفة عليك‪.....‬‬

‫ثم ارتفع صوته بتوبيخ‪ :‬دامك تبي العرس وانت مقتدر ليش ما‬
‫خليت امك تخطب لك اللي تبيها‪......‬ليش رحت من هالطريق‬
‫‪.....‬بس شكلكم يا عيالي‪.....‬تحبون المشقّة لي ولكم‪......‬كل واحد‬
‫فيكم ما عنده ذرة تفكير واتزان في قرارة‪....‬ذاك يبي يطلق وانت‬
‫مزوج‪.....‬لو جايب لي بنات ارحم منكم ‪......‬والحين‬
‫تجيني تقول ّ‬
‫وش المطلوب من اعترافك بهالشي؟‬

‫قصي بقلق نظر لوالده‪ :‬يبه‪.......‬ابي اعلن الزواج‪.....‬بس‬


‫بطريقة ما تزعّل امي مني‪....‬‬

‫بو سيف نهض وبعصبية وانفعال شديدين‪ :‬ال والف ال‪.....‬طلّق‬


‫هاللي ماخذها‪....‬واترك امك بحالها‪.....‬ال تخليها تحس‬
‫بهالموضوع ‪....‬انتوا تبون تجلطونها وتموتونها ‪....‬وتبون‬
‫تموتوني معها؟‪......‬فيكم قل في حس المسؤولية‪......‬وفيكم عناد‬
‫وخبال مراهقين انت وخوانك‪....‬‬

‫قصي وقف أمام ابيه‪ :‬يبه‪.......‬اسمعني‪.......‬‬

‫بو سيف بصوت مرتفع‪ :‬وش اسمعك تبيني أوافق على‬


‫هالخبال؟‪......‬مثل ما تزوجتها بطلقها‪......‬من بترضى على نفسها‬
‫تزوج مسيار إال‪...‬‬
‫ّ‬

‫قاطعه هنا‪ ،‬تفكيره ليس ببعيد عن تفكير جسار وكأن الموقف‬


‫والحديث نفسه يتكرر عليه!‬

‫لذا قال‪ :‬يبه‪.....‬اقسم باهلل البنت مو مثل ما تفكر‪......‬البنت ابدا ما‬


‫هي كبيرة وال هي مطلقة وال هي‪...‬‬

‫قاطعه والده بحزم‪ :‬ما ابي اسمع منك وال كلمة‪......‬ومستحيل اقبل‬
‫انك تعلن هالزواج‪.....‬مستحيل يا قصي‪......‬‬

‫قصي باندفاع في الكًلم‪ :‬أي تبوني اصير مثل سيف‪......‬امي‬


‫تفرض علي وحده‪......‬وتعال يا قصي اخذها غصبن‬
‫عليك‪......‬ولم آخذها ‪....‬ما توقف المشاكل بينا‪......‬ونطلّق!‬

‫بو سيف صرخ في وجه ابنه‪ :‬وش هالحكي!‪......‬امك ما فرضت‬


‫عليه ‪....‬هو اللي اختار‪......‬وال تقارن نفسك بسيف‪....‬ألنه ما فيه‬
‫ً‬
‫اصًل‪.....‬انت بطيشك ‪....‬رحت لوجع الراس‪.....‬‬ ‫مقارنة‬

‫نسي أنّ والده ال يعلم بحقيقة مشاعر سيف ‪.......‬ولكن يعرف في‬
‫اصرت عليه‬
‫ّ‬ ‫ذلك الوقت هو ال يرغب في الزواج‪...‬ولكن والدته‬
‫إلى ان خضع لألمر!!‬

‫إذًا لن يدّخل سيف في األمر وإال ستنهدم أمور كثيرة‬


‫تحدث‬
‫‪:‬يبه‪....‬البنت يتيمة‪......‬وعمرها ما يجاوز السطعش‬
‫سنة‪.....‬مابي اظلمها‪...‬واطلقها‪....‬مابي يبه‪....‬‬

‫بو سيف ضرب بكفيه ببعضهما البعض‪ :‬الحين كل شي‬


‫واضح‪....‬يتيمة‪....‬صغيرة‪....‬من عيلة محتاجة‪....‬شافوك المنقذ‬
‫لبنتهم من حياتهم الصعبة ورموها عليك يا الغبي‪....‬‬

‫قصي بانفعال شديد قال‪ :‬ال يبه مو كذا‪....‬انا ناسبة عايلة‬


‫‪.....‬السامي‪....‬‬

‫صعق وذهل أبا سيف‪......‬عائلة السامي‪......‬معروفة‬ ‫ُ‬


‫باألخًلق‪....‬بالكرم‪...‬بطيب اصلهم‪......‬وحالتهم االجتماعية‬
‫تتزوج بهذه الطريقة؟‬
‫ّ‬ ‫ممتازة ‪ِ .....‬لم رضوا على ابنتهم أن‬

‫(مًلحظة ‪ :‬أسماء العائًلت من مخيلتي وليس لها صلة بالواقع)!‬


‫قصي عندما رأى صدمة والده قال‪ :‬يبه‪......‬البنت ظروفها مو‬
‫مصور‪....‬وعمها زوجني إياها برضاه‪.....‬‬
‫ّ‬ ‫مثل مانت‬

‫بو سيف بشبح صوته‪ :‬كيف رضى يزوجها بهالعمر وال بعد‬
‫مسيار ‪.....‬أكيد ألنها‪...‬‬

‫قاطعه بانفعال‪ :‬اقسم لك باهلل البنت ما في اشرف واطهر‬


‫منها‪.......‬يبه البنت بريئة من كل هاالفكار‪......‬مو كل وحده لجأت‬
‫لزواج المسيار الزم تكون‪...‬‬

‫قاطعه ابيه بحسم االمر‪ :‬حتى لو‪.......‬طلقها‪.......‬‬


‫قصي مسك يد ابيه برجاء‪ :‬يبه‪......‬طلبتك ال تسكرها‬
‫بوجهي‪......‬طلبتك توقف معي‪....‬ما ابي اشيل ذنبها برقبتي يبه‬
‫تكفى‪....‬‬
‫بو سيف بحده‪ :‬الحين خايف حوبتها ما تتعداك‪......‬الحين حسيت‬
‫انك سويت شي غلط‪...‬‬
‫قصي بدون تردد‪ :‬يبه انا حبيتها‪.....‬‬
‫بو سيف نفض يده من يد ابنه ثم جلس على الكنبة تمتم‬
‫باالستغفار ثم نظر ألبنه الذي أفصح بمشاعره تجاهها‬
‫‪:‬كم صار لكم مزوجين؟‬
‫قصي هدأ هنا عندما جلس والده لرغبته في سماعه‬
‫‪:‬الشهر الجاي بناخذ سنة‪....‬‬
‫ضرب والده على فخذه بًل حول وال قوة‪ :‬هي بنت من بالضبط‬
‫بنت صالح وال جًلل؟‬
‫قصي جلس بالقرب منه‪ :‬صالح‪......‬‬
‫ثم اردف متسائًل‪ :‬انت تعرفهم‪....‬‬
‫بو سيف ‪ :‬اسمع عنهم بس‪...‬ناس مصلية ومسمية وتعرف‬
‫ربها‪......‬صيتهم واصل للعرب‪.....‬بطيب‬
‫اصلهم‪...‬وكرمهم‪......‬بس شلون يزوجون بنتهم‬
‫بهالطريقة‪......‬كيف رضوا لك تاخذها مسيار؟‬

‫قصي تنهد‪ :‬ما يهم ‪.....‬اللي يهمني الحين ُمهره‪...‬‬


‫تحدث منفعل مرةً أخرى‪ :‬وش اللي ما يهم إذا ما يهمك‬
‫يهمني‪.......‬يا قصي‪.....‬شوف وش راها من بًل وزوجوك‬
‫إياها‪...‬‬
‫قصي حاول ان يتماسك امام قساوة حديث ابيه‪ :‬يبه اقسم لك باهلل‬
‫‪ُ ...‬مهره اشرف من الشرف نفسه!‪......‬‬

‫نهض بو سيف مرةً أخرى‪ :‬انسى الموضوع طلّق البنت‬


‫بهدوء‪.......‬وانساها‬
‫ثم خرج من المجلس وبقي قصي يصارع نفسه وهو يردف‪ :‬هذا‬
‫البداية يا قصي‪...‬ال تستسلم‪.....‬حاول مرة وثنتين وثًلث‪....‬ال‬
‫تستسلم!‪....‬‬
‫ثم نهض وخرج من المنزل كله!‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لتتسوق ومن حسن حضها والدها‬ ‫ّ‬ ‫في الكويت‪....‬خرجت اليوم‬
‫وافق على اكمال الدراسة في أمريكا ‪.....‬بعد أن خرجت من‬
‫األفنيوز‪....‬توج ّهت إلحدى المطاعم القريبة من هذه المنطقة‬
‫طويًل في خارج منزل خالتها فقد عادت‬ ‫ً‬ ‫‪......‬تريد أن تبقى وقت ًا‬
‫عليها المضايقات ‪.....‬وعاد الخوف والقلق ال تريد أن تكون سببًا‬
‫في هدم حياة خالتها التي احبتها بصدق‪....‬ال تريد ذلك‪.....‬‬
‫جلست على الكرسي المقابل للطاولة ‪.......‬طلبت لها الوجبة التي‬
‫تفضلها ‪.... ....‬ولكن لم تفتحها ولم تبدأ في تناولها‬
‫سحبت الهاتف تريد أن تطمئن على صاحبتها‪......‬تريد أن تشكي‬
‫لها همها‪....‬‬
‫فاتصلت دون تردد‪.......‬وانتظرتها تُجيبها‬
‫‪....‬‬
‫كانت مغمضة عينيها تحاول أن تُمحي ماضيها الكذب وتُمحي‬
‫حاضرها المر ‪...‬وتخطط على مستقبل جديد‪.....‬‬
‫سمعت رنين هاتفها الموضوع على الكمودينة البيضاء بجانب‬
‫السرير ‪.......‬يداها ما زالتا متحررتين ما دامت هادئة ولم تنهار!‬
‫سحبته ‪....‬هي تعلم من هو المتصل ‪.....‬نظرت لًلسم واصبح‬
‫شكها يقينًا‪...‬‬
‫اجابت بصوت متعب‪ :‬هًل ايًلف‪....‬‬
‫إيًلف نظرت لمن حولها كغريبة تبحث عن طيف انسان ينتشلها‬
‫من غربتها تلك وهي غربة الذات وسط من نحبهم بصدق!‬
‫‪:‬اهلين‪....‬أخبارج نور ولهت عليج وايد؟‬

‫نور رفعت رأسها عن الوسادة لتسند ظهرها للخلف‪:‬‬


‫بخير‪.....‬انتي طمنيني عنك‪...‬‬

‫إيًلف بحشرجة صوتها لم تعد قادرة على كبح مشاعر البكاء‪ :‬مو‬
‫بخير‪...‬‬
‫نور سكتت‪....‬جميعنا ليس بخير‪.....‬‬
‫ت وأنا واحد بمختلف االحداث ال ُم ّرة التي تدور حولنا‪.....‬‬
‫أن ِ‬
‫‪:‬شفيك ؟‬
‫ايًلف ابتسمت وسط دموعها‪ :‬اشتقت لج‪....‬واشتقت لنفسي لم‬
‫الحقج ‪......‬واجننج‪......‬واغثج في سوالفي‪....‬‬

‫ً‬
‫مجاال في‬ ‫نور كاذبة‪.....‬تعلم أنها كاذبة ولكن لم تحب ان تعطيها‬
‫قول الحقيقة‪ :‬وانا فرحانة أنك بعيدة عني ‪.......‬وافتكيت منك‪...‬‬
‫ايًلف ارتفع صوت ضحكها وهي تمسح دموعها‪ :‬ههههههههه‬
‫حقيرة‪.....‬‬
‫نور تنهدت ‪ :‬متى بتسافرين أمريكا؟‬

‫ايًلف ‪ :‬بعد يومين‪.....‬‬


‫نور ‪ :‬يعني خًلص؟‪.....‬خلصتي اوراقك!‬
‫ايًلف بجدية‪ :‬ما توقعت ابوي بخلصهم بهالسرعة بس واضح‬
‫‪.....‬يبون الفكة مني‪....‬‬
‫نور مسحت على وجهها بهدوء‪ :‬احسن لك‪.....‬صيري ُح ّره طليقة‬
‫‪.....‬بدون ماحد ينافخ على راسك‪....‬‬
‫قوست حاجبيها‪ :‬بس انا‪.....‬محتاجة لهم‪....‬‬‫إيًلف ّ‬
‫نور بنبرة جافة‪ :‬أنتي بحاجة لنفسك وبس‪...‬حبي نفسك‪....‬اخذي‬
‫منهم اللي تحتاجينه وال تترددين في انك تعيشين حياتك‪.....‬بعيدة‬
‫عن همهم وصدهم ‪.....‬كوني لك مستقبل بعيد عن اللي ما يحبونك‬
‫يا ايًلف‪....‬‬

‫ايًلف ‪ :‬واضح أن اوضاعك انتي بعد مو بخير وال ما كان قلتي‬


‫لي هالكًلم الطويل العريض‪....‬‬

‫نور ضحكت بخفة‪ :‬ههههههههههه أي مو بخير‪.......‬بس أحاول‬


‫أطلّع نفسي من اللي انا فيه‪...‬‬

‫ايًلف نظرت لوجبتها‪ :‬فيه امل اشوفك ؟‬


‫نور بتفكير ‪ :‬اممممم‪......‬اي‪.....‬ويمكن اصير في أمريكا قبلك‬
‫واستقبلك في المطار‪....‬‬
‫ايًلف بهدوء‪ :‬يا ريت‪....‬‬
‫نور لمعت عيناها بتحدي لنفسها‪ :‬صدقيني بحقق امنيتك‪......‬‬
‫ايًلف نظرت للرجل الذي يتقدم لناحيتها لذا قالت‪ :‬نور اكلمك‬
‫بعدين‪....‬‬
‫نور بهدوء‪ :‬تمام‪.....‬‬
‫ثم أغلقت الخط‪.....‬‬
‫ونظرت ايًلف بصدمة‪ :‬طااااااااااااارق؟‬
‫طارق بهدوء صافحها‪ :‬شلونج؟‬
‫ايًلف بتوتر‪ :‬بخير أنت اخبارك؟‬
‫طارق سحب الكرسي وجلس امامها‪ :‬بخير دامج بخير‪...‬‬
‫خجلت واعادت خصًلت شعرها خلف اذنها بتوتر وهي تنظر لمن‬
‫حولها حتى قال‪ :‬تنتظرين احد؟‬
‫حكّت انفها بطريقة تنم عن التوتر والخوف‪ :‬ال‪...‬‬
‫فهم طارق االمر وقال‪ :‬آسف لو بسبب لج احراج مع أي‬
‫أحد‪.....‬بس‪......‬وهللا اشتقت لج‪...‬‬
‫صعقت هنا ووقفت وهي تقول‪ :‬مضطرة امشي‪.......‬‬ ‫ُ‬
‫طارق وقف وهو يقول‪ :‬راح اشرح لج أشياء وايد لوصلنا أمريكا‬
‫عن اذنج‪....‬‬
‫ثم تركها بحرجها وتوترها‬
‫اما هو ما إن ولّى بظهره حتى رفع حاجبه بخبث وهمس لنفسه‪:‬‬
‫نشوف آخرتها معك يا إيًلف!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أما إيًلف سحبت وجبتها من على الطاولة وانسحبت من المكان‬
‫وهي تضع يدها على قلبها‪ :‬يمه قلبي‪.....‬‬
‫ثم توجهت لناحية سيارتها ركبت وذهبت لتزور والدتها تريد ان‬
‫تودعها من اآلن‪...‬‬
‫بعد نصف ساعة وصلت إلى الباب طرقته وانتظرت الخادمة لـ‬
‫تفتحه ‪...‬وبعد دقائق فتحته‬
‫‪:‬ماما أهنيه؟‬
‫الخادمة ‪ :‬يس مدام‪...‬‬
‫دخلت إيًلف المنزل‪.....‬كان هادئ ًا للغاية ساكنًا رأت والدتها‬
‫تُلقّن أخيها الصغير االنشودة اقتربت منها وهي تسلم ‪ :‬اخبارج‬
‫يمه؟‬
‫انصدمت والدتها من تواجدها ثم رحبت بها بضيق من تواجدها‪:‬‬
‫يا هًل ايًلف هًل يمه‪....‬‬
‫جلست ايًلف بجانبها ثم قالت‪ :‬حبيت ايي(اجي)‪...‬واسلم‬
‫عليج‪.......‬بعد يومين راح اسافر أمريكا ‪.....‬اكمل دراستي هناك‬
‫بدل بريطانيا‪....‬‬
‫ام ايًلف ‪ :‬أي احسن يمه روحي كملي دراستج‪.....‬ورفعي راسي‬
‫بالشهادة الطيبة‪.....‬‬
‫ايًلف قبلت يد ورأس أمها‪ :‬إن شاء هللا يمه‪...‬‬
‫ثم سكتا لفترة ‪.......‬شعرت بضيق والدتها ‪.....‬من تواجدها هنا‬
‫‪....‬لم يخفى عليها االمر خاصةً عندما يأتي زوجها ينقلب وجهها‬
‫إلى الوان ففهمت اإلشارة زوج والدتها ربما بمثل زوج خالتها‬
‫ولكن الفرق خالتها ترحب بها وال تعلم بخبث نواياه‬
‫لم تحبذ ان تطيل األمر‪.....‬ولم تحبذ ان تحرج والدتها نهضت‪ :‬يًل‬
‫يمه ‪....‬مع السًلمة ودعواتج لي‪...‬‬
‫نهضت والدتها‪ :‬يمه جلسي‪.....‬ما شبعت منج‪...‬‬
‫ايًلف ابتسمت بسخرية على حالها تعلم والدتها تريد اللحظة التي‬
‫تخرج فيها من المنزل‪ :‬ال يمه مشغولة بروح اجهز أشياء وايد‬
‫للسفرة‪.....‬‬
‫ثم مشت عنها لتردف والدتها بتنهد‪ :‬سامحيني يا ايًلف‪....‬بس‬
‫مابي اخرب بيتي بيدي‪....‬وال ما تركتج تسافرين‪.....‬وهللا ما‬
‫تركج!‪.....‬‬
‫بينما ايًلف ركبت السيارة وقادتها سري ًعا وهي تبكي ‪....‬على حال‬
‫ابويها وتغيرهما عليها ُمنذ فترة طويلة!‬
‫‪.......................................‬‬

‫نهضت بصعوبة أخذت تفكر من جميع النواحي ‪......‬ديانا‬


‫توفيت‪......‬لن تكذب على نفسها اغدقت عليها بالحنان الكثير‬
‫ولكن هناك بعض اللحظات االنانية التي ظهرت منها حتى جعلتها‬
‫تفعل ما تفعله للفت االنتباه ‪...‬بينما أمير لم تذكر أنه عاملها بشكل‬
‫قاسي ‪......‬اما يوسف هو الشخص الوحيد الذي احبته وقتل ُحبه‬
‫من قلبها بتخليه عنها!‬

‫هذه الشخصيات أوجعوها بشكل كبير ‪......‬ومؤلم‪.......‬إلى اآلن‬


‫هم سببًا في عدم مقدرتها على إنزال الدموع من عينيها‪.....‬إلى‬
‫اآلن هم السبب في عدم استقرارها‪.....‬البُعد عنهم ربما سيجلب‬
‫لها الراحة ولكن ‪.....‬أين خ ّبأ أمير جوازها؟!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تريد أن تترك كل شيء خلفها دون أن تعلّق قلبها ما بين هفواتهم‬
‫االنانية‪...‬دون أن تجعل لهم القدرة على حرقها وجعلها رمادًا‬
‫‪......‬ستترك قصتهم لتعيش قصتها لوحدها ال تريد منهم أن‬
‫يُشاركوها في كل شيء‪.......‬ال تريد أن يتبعوها في‬
‫خطواتها‪.....‬ال تُريد ال حنانهم وال حتى اهتمامهم‪.....‬لذا سحبت‬
‫ابرة المغذي الصغيرة من يدها ببطء وبهدوء لكي ال تحدث لنفسها‬
‫تأوهت ولكن استطاعت فعلها‪......‬قبل يومين كان هناك‬ ‫ضررا ّ‬
‫ً‬
‫الكثير من االنابيب المتصلة بها ولكن نزعوها جميعها‬
‫اليوم‪.....‬فحالتها باتت مستقرة وتعدّت مرحلة خطر الصدمة التي‬
‫داهمتها‪.....‬‬
‫تقسم أنها باتت اقوى بعد كل ما حدث‪.....‬هذه الصدمات امددتها‬
‫بالقوة ‪......‬والحقد والكره!‬
‫سحبت نفسها من على السرير‪......‬مشت على األرضية الباردة‬
‫وارتعش جسدها‪....‬توج ّهت لناحية األريكة المقابلة للنافذة‬
‫‪...‬فهناك مًلبسها‪.....‬سحبتهما ودخلت الخًلء‪...‬ارتدهم على عج ٍل‬
‫منها‪....‬وبصعوبة ‪......‬وبعد انتهاؤها ارشحت وجهها بالماء‬
‫البارد‪.....‬ثم خرجت ارتدت حذائها الموضوع جان ًبا من السرير‬
‫سحبت هاتفها وحقيبتها‬
‫توجهت للباب‪.....‬فتحت الباب‪....‬‬
‫ورأت رجل ال تعرف اسمه ومراد‪.....‬‬
‫توجهت لألمام وتحدث (مترجم)‪ :‬سيدتي‪.....‬أين ذاهبة؟‬

‫نظرت لعينيه ببهوت(مترجم)‪ :‬للجحيم هل تذهب معي؟‬

‫كثيرا‪....‬ازداد طول‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫مطوال‪....‬كبرت ‪.....‬كبرت‬ ‫مراد حدّق بها‬
‫شعرها‪.....‬يشعر أنه اصبح اكثر سوادًا‪........‬عينيها باتت‬
‫نظراتهما حادة‪.....‬حاقدة ‪...‬ومخيفة مع تغاير لونهما والمحيطتان‬
‫بالهاالت البنية الغامقة ‪...‬وكأنها مدمنة كحول!‪.......‬ال يوجد‬
‫بياض لعينيها فعدستها محاطة باللون األحمر الباهت والنقاط‬
‫الغامقة!‪.....‬شفتيها بهما جروح طفيفة ومتقشرة‪.....‬كما أنّ‬
‫بشرتها باهتة كاألموات‪.....‬ال لون لها‪.....‬نبرة صوتها تغ ّيرت‬
‫وكثيرا‪......‬نور لم تعد نور الفتاة العاشقة‪.....‬المراهقة المندفعة‬
‫ً‬
‫في حبها لناحيته‪......‬تلك توفيت وما يراه فيها شخصية أخرى‪....‬‬
‫تقدمت ولكن امسك بيديها‬
‫ولكن بطريقة مفاجأة له حررت يديها من يديه وامسكته من ياقة‬
‫بذلته والصقت ظهره بالجدار بعد أن دفعته بشكل عنيف وقوي‬
‫عليه اخذ نفسها يتسارع‬
‫تحدثت ما بين اسنانها وبكره حدّقت في عينيه‬
‫(مترجم)‪ :‬ال تلمسني مر ًة أخرى وإال قتلتك‪.....‬ما عدت نور‬
‫السابقة ‪...‬فاحذر مني‪......‬فاحذر مني‪...‬‬
‫اتى ُمراد هنا وامسكها من اكتافها ليبعدها قائًل‪ :‬نور‪......‬‬
‫تركت الرجل وبسرعة التفت على امير بنرفزة وابعدت يديه عنها‬
‫وهي تصرخ‪ :‬ال تلمسني أنت الثاني‪...‬‬

‫التفتت عليهم األنظار‪....‬واتت إحدى الممرضات‬


‫ارجوك‪....‬‬
‫ِ‬ ‫تقول بالفرنسية(مترجم)‪ :‬سيدتي عودي إلى الغرفة‬
‫مقوسة‬‫نور لم تجيبها كل ما فعلته دفعت ُمراد عن طريقها وهي ّ‬
‫لحاجبيها‬
‫ومشت لألمام‬
‫تقدمت لناحيتها الممرضة وتدخلت بشكل سريع اليكسا‪......‬‬
‫تحدثت بأهمية‪ :‬نور‪.....‬بترجاكي ‪...‬ارجعي على غرفتك‪....‬أنتي‬
‫محتاجة لرعاية صحية اكتر‪....‬‬
‫نور بحده‪ :‬وخري عن وجهي‪....‬أنا بخير ‪.....‬وخري‪....‬‬
‫اليكسا حدّقت في وجهها ثم نظرت ل ُمراد الذي ينظر لنور بنظرات‬
‫عجزت عن تفسيرها‪....‬‬
‫اليكسا حاولت أن تمسك يدها ولكن ابتعدت نور خطوة للوراء‬
‫وهي تردف‪ :‬اليكسا رجا ًء وخري عني ‪....‬احسن ما اخلي االولي‬
‫والتالي يتكلمون عليك‪.....‬‬
‫اليكسا ازدردت ريقها وفسحت لها المجال ومشت نور‪....‬ومشى‬
‫خلفها ُمراد وارسل بشكل سريع رسالة لماكس!‬

‫نور دون أن تنظر له‪ :‬ال تجلس تًلحقني مثل ظلي انقلع من هنا يا‬
‫بهاء‪....‬‬
‫ثم انعطفت يمينًا لتخرج من هذا القسم ‪......‬نزلت من السًللم‬
‫بشكل سريع تريد أن تخرج من المستشفى‪....‬اآلن‪..‬‬
‫أخيرا‬
‫ً‬ ‫تبعها مراد دون ان يوقفها ودون أن يردف حرفًا خرجت‬
‫اشتمت هواء نقي بعيد عن المعقمات قللت من سرعتها‪.....‬مشت‬
‫بهدوء‪.....‬ونظرت لمن حولها‬
‫كررت‪ :‬ال تًلحقني‪.....‬‬

‫ابتعدت عنه لخطوات كبيرة وخرج ماكس وهو يتنفّس بصعوبة‬


‫بعد ركضه ‪.....‬نظر لمراد‪ :‬اين هي؟‬
‫مراد كان ينظر لها وهي تمشي‪...‬ركض لها ماكس‪....‬‬
‫وخرج أمامها وهو يتنفس بالقوة‪ :‬نور‪...‬‬
‫توقفت واغمضت عينيها ال تريد أن تراه‬
‫شدّت على اسنانها‪ :‬ماكس و ّخر عني‪...‬‬
‫ماكس بصعوبة نطق‪ :‬وين ‪.....‬بتروحين؟‬

‫نور بانفعال‪ :‬مالك دخل فيني‪....‬شتبون مني‪...‬اميركم داخل‬


‫روحوا احموه‪......‬واحموا حفيدت حبيبته‪....‬انا مالكم شغل‬
‫فيني‪.....‬مالكم شغل فيني أبد وخر‪...‬‬

‫وحاولت دفعه ولكن وقف امامها كالجبل األصم!‬

‫صرخت في وجهه‪ :‬وخررررررررررر‪...‬‬


‫عندما لم ترى ردت فعل منه التفتت للوراء ولكن صدمت بوجود‬
‫ُمراد الذي يحدّق لها بعينين ربما باردتين ‪....‬او محتارتين ‪...‬ال‬
‫تدري ما نوعية نظراته دفعته هو اآلخر‪ :‬وخر‪.....‬عني شتبون‬
‫مني‪...‬‬
‫ماكس برجاء‪ :‬نور بليييييييييز‪...‬‬
‫رفعت يدها لوجهه وبغضب‪ :‬ال تقول شي‪....‬ارجع ألمير‬
‫‪.....‬ارجعه له‪......‬ومالك شغل فيني‪....‬‬
‫ثم نظرت لمراد‪ :‬وانت وخر عني‪....‬وخر‪....‬‬
‫ُمراد بنبرة هادئة‪ :‬نور‪.....‬قولي إلنا وين تريدين تروحين وحنا‬
‫نوديج وين ما تبين‬

‫نور نظرت لوجهه‪......‬بانت عًلمات الكبر عليه ولكن لم يختفي‬


‫جماله‪.....‬لم يتغير عليها‪....‬هو بهاء نفسه الذي تعرفت عليه قبل‬
‫خمس او ست سنين ‪.....‬هو الذي سرق منها جزء من حياتها‬
‫الثمينة ‪....‬هو من اشغل تفكيرها وقلبها في ذلك الوقت‪....‬هو من‬
‫سلمت نفسها بين يديه‪....‬واحتواها بحب‪...‬وحنان ‪......‬واحتضنها‬
‫ب عشق وهيام‪.......‬هو الذي احبته‪....‬واعطته المجال في الدخول‬
‫في ما يجول في خاطرها‪......‬هو الوحيد الذي وثقت به بعد‬
‫وثوقها بيوسف في ذلك الوقت ولكن‪....‬بلحظة هدم كل شيء‪......‬‬

‫لذا اآلن هي غير قادرة على النظر لوجهه‪......‬وجهه يذكرها‬


‫‪....‬بتمردها‪....‬بحبها السقيم‪...‬بعنادها الوخيم‪....‬‬
‫هل انانيتهم أم سذاجتها وغباؤها هو الذي أوصلها إلى هذا الحال‬
‫‪.....‬الى هذا المنفى البعيد عن الحياة‪.....‬حتى عندما قررت تعيش‬
‫قررت أن تعيش في رحاب ال ُحب ولكن لم‬ ‫بعيدًا عن قراراتهم ّ‬
‫تختار من يستحقه ‪.......‬شعرت في وقتها انها ملكت قلبه وملكت‬
‫السعادة بيديها‪...‬تشعر أنها امتلكت جناحين تمكنّهما بالهروب من‬
‫افكارها لتوقعها في أحضان محبته لها ولكن ‪...‬في نهاية قصة‬
‫عشقها له اوقعها على شوك ‪.....‬وألم‪.....‬وعجز‪....‬ورغبات‬
‫كثيرة توصلها للموت!‬

‫أطالت النظر في وجهه‪ ،‬وأطال النظر في عينها المهتزتين‬


‫‪.....‬والتي تنبآه عن رغبتها في البكاء‪.....‬‬
‫‪.....‬‬
‫ُحبك‪....‬جعلني فتاة متمردة ‪...‬خارجة عن قوانين العادات والتقاليد‬
‫التي سمعت عنها من والدي‪.....‬ومن محيطي قبل أن آتي إلى هذه‬
‫بخمر ربما مباح في‬
‫ٍ‬ ‫الغربة المشؤمة‪ُ ....‬حبك‪....‬جعلني اسكر‬
‫شريعة ال ُحب‪......‬جعلني اطير ما بين هفواتهم دون ان التمس‬
‫انانيتهم المخيّبة لآلمال‪...‬هذا ال ُحب الذي انتزع قلبي‪...‬جعلني‬
‫يو ًما ارتجف ضاحكةً من السعادة‪.....‬ولكن وبشكل مفاجأ ّ‬
‫تحول‬
‫حبي إلى جحيم‪....‬ونيران تشتعل في جسدي كله‪.......‬افسدت‬
‫اتزاني‪......‬افكاري‪....‬ومشاعري‪.....‬كُنت اريد النسيان فلجأت‬
‫للعصيان!‪....‬كُنت اشتاقُك‪....‬وأؤدب هذا الشعور بالصراخ‬
‫والعويل‪......‬طويت على نفسي عدّت صفحات مؤلمة‬
‫‪.......‬انغمست في رغبتي في النسيان‪.....‬وضعت بين هفوات‬
‫اإلدمان والجنون‪.....‬بين الصراخ والرغبة في البكاء دون‬
‫توقف‪.......‬بُعدك ‪.....‬وصدمتي في وضع قلبي بين‬
‫يديك‪.....‬جعًلني ذات شخصيات متعددة ومتمرسة في‬
‫الجنون‪....‬في العنف‪.....‬حتى إنني تعلمت كيفية الموت في اليوم‬
‫عدّت مرات دون ان اسمح لجسدي في لفظ تلك الروح‬

‫‪.....‬‬
‫ضاق تنفسها‪.....‬همست برجفة يديها‪ :‬بهاء وخر‪....‬‬
‫ماكس خشي عليها‪ :‬نور‪....‬‬
‫تقدمت لألمام ً‬
‫قليًل ابتعدت عن حصارهما لها‪.....‬جثلت على‬
‫ركبتيها‪...‬اخذت تتنفّس بصعوبة‪.....‬وتنظر لمن حولها‬
‫بضياع‪.......‬فتحت الجاكيت من على جسدها وهرع إليها‬
‫ماكس‪.....‬وكذلك ُمراد انحنى وهو يهمس‪ :‬نور‪......‬تنفسي‪...‬‬
‫ماكس ابعد عن صدرها الجاكيت نظر لوجهها المحمر‪:‬‬
‫نور‪....take your breath…........‬نور‪.....‬‬
‫ثم اخذ نفس ونظر لوجهها ونظراتها التائه امسك بيدها واسند‬
‫ظهرها على رجله وامسك ُمراد يدها األخرى ‪....‬واخذ يطبطب‬
‫على كتفها ويدلكه بخفه‬
‫ماكس بدأ يعلمها كيف تتنفس بشكل بطيء وهادئ‬
‫اخذت تتنفس بنفس طريقة ماكس‪....‬واغمضت عينيها وتجمهر‬
‫حولهم الناس متسائلين إن أرادوا مساعده ولكن‬
‫تحدث مراد (مترجم)‪ :‬ال فقط افسحوا المجال‪....‬لكي تتنفس‪...‬‬

‫شعرت لوهلة أنها غير قادرة على التنفّس ‪......‬هناك ألم ال‬
‫تستطيع أن تشرحه لهما ‪...‬يعبث بقلبها وكيانها بشكل‬
‫مخيف‪....‬شدّت على يد ماكس وكأنها تريد منه أن ينقذها من‬
‫كثيرا‪....‬‬
‫ً‬ ‫الموت وهي التي تمنته‬
‫وشدّت بشكل ال ارادي على يد ُمراد ايضًا في نفس تلك‬
‫اللحظة‪.....‬‬
‫شعر باألسى عليها ‪....‬تتألم‪...‬أدرك ذلك ورأى األلم والشتات في‬
‫عينيها ‪.....‬طبطب على يديها مسح على ظهرها‪...‬‬
‫اخذ هو و ماكس يطمئنونها كل شيء بخير‪.....‬وعاد تنفسها‬
‫طبيعيًا‪.......‬وبعد ان هدّأت من روعها سحبت يدها من يد‬
‫أمير‪.....‬ومن يد ماكس ثم نهضت‪...‬‬
‫وكانت ستتقدم لًلبتعاد‬
‫ماكس برجاء‪ :‬نور بليييييز‪......‬وين‪....‬‬
‫قاطعته بهدوء وهي ال تنظر لمراد‪ :‬خذني للشقة‪.....‬‬
‫ماكس مسكها من يدها مشى بها لناحية سيارته‬
‫بينما ُمراد شعر بالغصة على واقعها األليم‪....‬مسح على شعره‬
‫عدّت مرات‪...‬ال يعرف هل هو السبب في حالتها تلك ام أمير‬
‫وخباياه هم السبب؟!‬
‫رنّ هاتفه‬
‫سحبه من مخبأ الجاكيت‪ :‬نعم‪....‬‬
‫جورج بعصبية وغضب‪ :‬طولّت كتير‪...‬شو ما انتهيت من ئصة‬
‫الطًلق؟‬
‫مراد ‪ :‬الورقة لسى عندي‪...‬امير تصاوب وال قدرت اعطيه‬
‫إياها‪.....‬وسويت تحاليل اثبات ابوة‪......‬وعرفت سندرا تكون‬
‫بنتي‪...‬وراح اتاخر هواية لين اعدل نسبها واعرف من الفاعل في‬
‫محاولة قتل امير‪...‬‬
‫جورج اخذ يسب ويشتم أمير‪ :‬لك جنيت انتّا‪........‬شو عم‬
‫تئول؟‪......‬اسمعني منيح اعطي الورئة لنور‪.....‬وتعى لهون‬
‫‪.....‬بديّاك ع ّنا اشغال اهم من معرفتك لقاتل أمير‪....‬واهم من كل‬
‫شي‪....‬‬
‫مراد بنبرة حادة‪ :‬بنتي اهم‪.......‬متى ما خلصت شغلي جيتك‬
‫وخلصت إلك شغلك‪...‬‬
‫اغلق الخط في وجهه أخيه‪.....‬ثم عاد بأدراجه لداخل المستشفى‬
‫وبقي جورج يشتم ويسب امير ويكرر‪ :‬هيدا مصر على الحياة‬
‫‪.....‬ومراد واضح‪.....‬راح يحميه‪...‬مشان بنتوا‪....‬‬
‫رمى هاتفه على السرير وركل برجله االريكة واخذ يجول ذهابًا‬
‫وإيا ًبا‪...‬يفكر لطريقة توقف كل هذه األمور الذي ال تعجبه!‬
‫‪.....................................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هل يعدها من األموات وينسى امرها؟ هل يدفنها في قلبه بغصة‬
‫بكاء الضمير؟ الخيانة اوجعته واضاعتها من يده‬
‫عاش معها اجمل ثمان سنوات‪.....‬في حياته‪.....‬هي‬
‫اختياره‪......‬هي اختيار قلبه أما منيرة فكانت اختيار والدته ووالده‬
‫ولكن ‪....‬لم يكرهها‪...‬احبها‪....‬بعد العشرة ولكن في بداية االمر‬
‫اعتاد على وجودها في حياته وعندما اكتشف ُحبه في ذلك‬
‫البلد‪.....‬لم يتردد في اصطياده ‪...‬ولم يتردد في‬
‫امتًلكه‪.....‬تزوجها‪......‬قضى معها اجمل األيام والسنين ‪.....‬لن‬
‫ينكر ‪....‬في بعض الحين يراها حزينة تترجى زوجته في‬
‫مساعدتها للعودة لبلدها ولكن ظنّ كل هذا بسبب اشتياقها‬
‫ألهلها‪.....‬لم يظن انّ قلبها كان هائ ًما بغيره ‪....‬فالخطأ خطؤها‬
‫هي لم تفصح ببداية األمر عن حقيقة مشاعرها اتجاهه‪.....‬ربما‬
‫كانت خائفة منه ومن والدها‪...‬ولكن نتيجة هذا الكتمان‪...‬خيانة ال‬
‫تُغتفر‪......‬وضياع طفلة ما بين هفوات حقيقة مشاعرها ‪....‬ما‬
‫حدث كان ظل ًما له ولها‪....‬‬

‫ق ّبل صورتها ونزلت دمعته من عينيه ‪....‬همس وهو ينظر لعينيها‬


‫الذي يعشقهما‪ :‬سامحيني يا يبه‪......‬سامحيني لو‬
‫ظلمتك‪....‬سامحيني ‪....‬لو كان قراري بحقك غلط‪.....‬‬
‫ثم نظر لزوجته النائمة بهدوء‬
‫ثم همس‪ :‬وانتي بعد يا منيرة سامحيني‪...‬قسيت عليك‬
‫كثير‪.....‬تزوجت عليك‪...‬وهجرتك لفترة‪....‬وربي عاقبني‬
‫‪...‬عاقبني‪.....‬يا منيرة‪...‬‬
‫نورة‪.....‬واستمر في التحديق في عينها!‬
‫ّ‬ ‫ثم عاد بنظره لصورة‬
‫‪.............................................‬‬

‫‪....‬رص عليه بيده‬


‫ّ‬ ‫هنا خيبة عاشق‪....‬عاند قلبه وبشدة‪.....‬حاربهُ‬
‫ليوقف تلك المشاعر ‪......‬لينبهه أنّه وفِي‪....‬لتلك المسكينة‬
‫طريحة الفراش‪.....‬المتمسكة بأمل النجاة‪.....‬للخوض معه معركة‬
‫ُحب ال تنتهي‪....‬احبته‪.....‬واوعدها أنه سيوفي وعده لهذا‬
‫ال ُحب‪....‬اشتّد مرضها وابتعد بقرار والدته‪......‬وبقي خائف من ان‬
‫تكرهه‪.....‬وتمسك بوعده ‪....‬الذي اسقطهُ على شفى حفر ٍة من‬
‫انهيار ُحب صادق وجديد في قلبه‪....‬يقسم انه جبان ‪....‬كان وقتها‬
‫يستطيع أن يرفض ما طلبته منه والدته‪.....‬يتمسك بغزل‬
‫قلبه‪....‬ولكن استسلم‪....‬واعطى المجال للغير للتحكم‬
‫به‪......‬وعندما شعر مع األيام‪....‬والشهور ان تلك المسكينة ال‬
‫التقرب‬
‫ّ‬ ‫دخل لها فيما يجول بخاطره وصدره‪.....‬اتاح لها فرصة‬
‫منه‪....‬اتاح لها فرصة فرض حبها في قلبه وغرس بذرة العشق‬
‫في نياطه!‬
‫ادرك ذلك ‪...‬وابعدها ببرود قاتل بعكس ما يكنّه لها بداخله‬
‫طويًل ما بين وفاء عنيد وحب جديد‬ ‫ً‬ ‫عاش صراعًا‬
‫ظهر لها شكّه ‪......‬وظهر لها قسوته ‪...‬بخوف من أن تُدرك‬
‫محاوالته في ابعاد حبها عنه!‬
‫وها هو اآلن يسهر الليل‪...‬ليقرأ محادثاته الباردة والقصيرة معها‬
‫طيلة فترة زواجهما!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تنهد بضيق مسح على وجهه عدّت مرات ‪.....‬ترك الهاتف‬
‫ووضعهُ جانبًا سيتماسك‪....‬لن يرسل لها شوقه ولن يتصل عليها‬
‫ليطفئه! سيبتعد لعله بذلك يُريحها ويأخذ عقابه ليطفي تأنيبه‬
‫المؤلم‪...‬‬
‫جلس على السرير‪......‬نظر لبعثرة صور زواجهما‪....‬كانت‬
‫خجلة‪...‬تبتسم على مضض‪.....‬ال ترفع عينيها عليه ببداية‬
‫زواجهما‪....‬كسر خجلها بقرب لطيف‪....‬وابعدها عنه بقسوة‬
‫وجفاف مشاعر اخافتها!‬
‫حدّق في وجهها‪......‬ومن ثم التقط صورة ابنه‪....‬ابتسم‪....‬‬
‫ال يريد ان يخسر عائلته‪....‬ال يريد‪....‬رمى نفسه على الوسادة‬
‫وحدّق في السقف‪....‬‬
‫تنهد‪.....‬واخذ يفكر مل ًيا باألمور إلى أن غفت عينيه!‬
‫‪.................................................. .................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اخبره أال يتصل عليه أال بعد ان يعرف هل توفي ام ال‪.....‬هو‬


‫استأجره لهذه الحادثة‪.....‬يُريد ان يشعل النيران بينهما‪....‬يريد ان‬
‫يلعب بالنار ببطء‪...‬وبيديه الباردة‪.....‬يريد ان يسدد هدفه على‬
‫مه ٍل منه‪...‬لن يستعجل‪....‬سيذيقه علقم جديد وألم من نوع آخر‬
‫‪....‬واشد مما ذاقه‪....‬‬
‫اتصل عليه وبلغة انجليزية (مترجم)‪ :‬لم يمت‪....‬ولكن حالته جدًا‬
‫سجن‪....‬‬‫سيئة‪......‬والرجل الذي امسكته المهمة ُ‬
‫تحدث بحذر (مترجم)‪ :‬ألم اخبرك ان تحل االمر بيدك؟‬
‫تحدث اآلخر بهدوء(مترجم)‪ :‬ال ارمي نفسي بالنار يا‬
‫هذا‪.....‬الرجل الذي وكلته بالمهمة ‪....‬محتا ًجا للمال‪.....‬واوعدته‬
‫انني سأتولى قضيته لمساعدته للخروج‪......‬ال تخف لن يكتشف‬
‫احد امرك ‪...‬فهو ليس كما تظن‪....‬‬

‫مسح على جبينه(مترجم)‪ :‬حسنًا اآلن اختفي بقدر ما‬


‫تشاء‪....‬وانسى هذا الرقم‪...‬‬

‫تحدث بهدوء(مترجم)‪ :‬وانت ايضًا ال تحاول االتصال مر ًة أخرى‬


‫على هذا الهاتف وإال سترى ظًل ًما في غرف ٍة باردة!‬

‫لم يُعير حديثه أي اهتمام اغلق الخط ونظر لنفسه من خًلل المرآة‬
‫‪...‬ابتسم بانتصار شديد ِلم فعله!؟‬
‫مجرد تمهيد والقادم أقوى!‬
‫ّ‬ ‫ثم همس‪ :‬هذا‬
‫انتهى‬

‫قراءة ممتعة للجميع‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اتمنى ارى تفاعلكم وتقييمكم على البارت‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تحياتي‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫شتات‬

‫البارت الخامس عشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مضى أسبوعين ونصف على االحداث أمير صارع الموت من‬
‫جديد ودخل في غيبوبة الزمته هذه المرة لفترة اطول ولم تجعله‬
‫يفيق حتى اآلن!‬
‫فانقبض قلب حارسيه ‪....‬وبدأوا بالتفكير ‪.....‬اآلن هوية القاتل‬
‫غير معروفة‪......‬ولكن ايقنوا ليس من جماعة المخربين في‬
‫وحش ويريد أن يغدر‬ ‫اكسفورد‪.....‬ربما هناك طرف آخر‪....‬طرف ِ‬
‫وزع الرجال بشكل مكثف داخل‬ ‫بأمير بأي طريقة‪........‬فماكس ّ‬
‫وخارج المستشفى وحول منزله وشقة امير الذي تمكث بها‬
‫نور‪.....‬يشعر بالمسؤولية ‪....‬والشك من تواجد ُمراد ‪....‬ولكن‬
‫مراد ما إن ظهرت نتيجة التحليل وعلم أنّ ساندرا ابنته سارع في‬
‫تعديل انتسابها إليه واالمر ليس هينًا وقد يُدخله في اوساع‬
‫التساؤالت الكثيرة ولكن‬
‫ارشى المسؤولين لمساعدته في االمر وقام بتعديل النسب في‬
‫غضون هذين األسبوعين ‪.....‬قام بتغيير اسمها إلى رتيل‪....‬ذلك‬
‫االسم الذي يعز عليه‪....‬وعلى قلبه‬
‫سماها على اسم تلك المرأة التي ربته واغدقت عليه الكثير من‬
‫الحنان الذي فقده في ذلك األوان تلك المرأة لم تكن إال (عمته)!‬
‫‪.........................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمراد عاد أللمانيا‪.....‬قبل خمسة أيام من هذا اليوم وشعر ماكس‬
‫بالطمأنينة‪ِ ....‬لبُعده‪......‬‬
‫‪.............‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نور ‪......‬خضعت خًلل هذه الفترة لمرحلة عًلجية من دخولها‬
‫متطورة من االكتئاب وكانت المشرفة على حالتها اليكسا‬
‫ّ‬ ‫لمراحل‬
‫‪...‬وعادت من جديد تتناول العقاقير الًلزمة لتهدأت النفس وتنظيم‬
‫النوم وتخفيف األلم النفسي‪.......‬لم تعد تُجيب على اتصاالت‬
‫ايًلف ولكن تكتفي بمواصلتها عن طريق الرسائل‪.....‬عاتبتها‬
‫مؤخرا على عدم قدرتها في الوفاء بعهدها بالمجيء الى‬ ‫ً‬ ‫ايًلف‬
‫امريكا‪....‬ولكن تعذرت لها بسبب حالة امير‪....‬وانصدمت ايًلف‬
‫مما حدث له فأخبرتها ستزورها في أيام ال ِعطل!‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في الواقع االمر اصبح معقدًا على ماكس‪......‬فهو اصبح مشرف‬
‫على منزلين ‪......‬منزله األساسي والذي تمكث فيه جولي وسندرا‬
‫وشقة امير والذي تمكث فيه نور ويتناوب عليها هو وخطيبته‬
‫اليكسا‪....‬‬
‫يحاول بقدر اإلمكان توفير الحماية لهم ‪........‬ومراقبة امرهم‪....‬‬
‫اليوم دوره في البقاء مع نور‪......‬عاد بعد اشرافه على العمل‬
‫ّ‬
‫الحال‪...‬وإال ستنهار‬ ‫‪....‬لن يوقف العمل حتى لو كان امير في هذا‬
‫شركته!‪....‬حاول بج ّل جهده ان يُمشي األمور كما يُمشيها أمير‬
‫‪...‬واآلن عاد وعلى طريقه اشترى لهما عشاء‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فتح الباب دلف منه وكانت خطيبته امامها ‪.....‬ناولتها دواؤها ثم‬
‫رفعت رأسها لتنظر لماكس نهضت وهي تقول‪ :‬نور حبيبتي راح‬
‫امشي هأل‪.....‬وراح يكون ماكس هون‪.....‬‬

‫ّ‬
‫هزت نور رأسها بتفهم‬

‫اما اليكسا اقتربت من ماكس همس لها?‪: how is she‬‬


‫اليكسا نظرت لنور المتكورة حول نفسها على الكنبة‪:‬‬
‫فاين‪.....‬بس بدهاش وئت ‪....‬عشان تعدي هالمرحلة الصعبة‪....‬‬
‫وأمير‪......‬واضح‪....‬انه‪....‬بطول‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ماكس تنهد‪:‬‬
‫اليكسا بحزن‪ :‬هالعيلة كتير حزينة ‪.......‬هللا يساعدهم‪...‬‬
‫ماكس‪ :‬آمين‪...‬‬
‫اليكسا سحبت حقيبتها من على الطاولة ثم قالت‪ :‬يًل تصبح على‬
‫خير‪....‬‬

‫ثم قبلّت خده ابتسمت في وجه وابتسم هو اآلخر ثم خرجت‪....‬‬

‫وضع الكيس على الطاولة ثم جلس على الكنبة المجاورة لكنبتها‬


‫مطوقة رجليها بيديها وواضعه ذقنها على ركبتيها‬‫ّ‬ ‫‪.......‬كانت‬
‫وتنظر للفراغ‪........‬التفكير أخذ منها الكثير‪....‬اتعبها واضعف‬
‫جسدها‪.....‬تحاول أن تُشيح بنظرها عن هذه األمور التي خيّبت‬
‫آمالها ‪...‬ولكن ال تستطيع‪....‬خاصة ظهور ُمراد وعودته من‬
‫جديد‪....‬احدث اختًلل توازن بداخلها‪.....‬فوجوده يُشعرها‬
‫بسذاجتها آنذاك!‪......‬تحاول أن تنسى األمور ولكن محيطها ال‬
‫مصرة على االبتعاد ولكن تشعر بقلّة حيلتها‬
‫ّ‬ ‫يُساعد‪.....‬وما زالت‬
‫في هذا األمر!‪....‬‬
‫‪........‬‬

‫تحدث ماكس بلطف ‪ :‬نور‪.....‬أكلي‪....‬معي‪....‬‬


‫نور دون ان تنظر له‪ :‬اكل بروحك ‪.......‬انا كلت مع اليكسا‪....‬‬
‫ُمراد حكّ انفه ‪ :‬اوك‪.......‬‬
‫ثم قال‪ :‬شو رأيك‪.....‬نشوف ‪....‬فلم‪.....‬‬
‫نور اخذت نفس عميق‪ :‬ال‪....‬بروح انام عن اذنك‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم نهضت متج ّهة للغرفة ‪........‬بينما هو بقي في مكانه‪.....‬شعر‬
‫باألسى عليها‪.....‬مسح على شعره عدّت مرات ماذا يفعل ليغيّر‬
‫أوضاعها ويبدل حالها التعيس هذا؟!‬
‫لم يُسهب في التفكير نهض ودخل الخًلء!‬
‫‪......................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم يحدّثها ُمنذ أن واجهتهُ أخته بحقيقة األمر وعبئه على غيره‪،‬‬
‫واآلن هي لم تلحظ رغبته في االبتعاد ألنها فضلّت في هذه األوان‬
‫بسبب اختباراتها النهائية ان تبتعد عنه ايضًا لكي ال يؤثر االمر‬
‫على درجاتها!‪.......‬مسح على رأسه عدّت مرات يشتاق‬
‫لها‪.....‬وكثيرا ‪...‬يُريد بقاؤها في حياته لألبد‪......‬لن يتحمل أن‬
‫ً‬
‫يصبر لفترة أطول ‪.....‬سينظر لألمر بعد انتهاء‬
‫االختبارات‪....‬سينظر لألمر وهذا مؤكدًا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫والجازي‪....‬قوس حاجبيه‬
‫ّ‬ ‫وهو يفكر سمع صوت نوف المرتفع‬
‫ً‬
‫متسائًل ع ّم يحدث لهما‬ ‫ونهض‬
‫ثم خرج!‬
‫‪....‬‬

‫صرخت في وجهه اختها ‪ :‬ال تخلييييييييييييني اكرهك بسببه‪....‬‬


‫نوف انصدمت من ردّت فعل اختها‪.......‬لم تتوقع انها ستكتشف‬
‫األمر‪....‬‬

‫تحدثت برجاء‪ :‬جوجو‪....‬هدي‪.....‬وربي ما كنت‪....‬‬

‫قاطعتها وهي تصرخ ‪ :‬جب‪.........‬صرتي تدخلين بأدق األمور يا‬


‫نويّف‪.......‬انشغللللللللي في نفسك وبس‪...‬‬

‫بندر بتعجب‪ :‬شصاير‪.‬؟‬


‫ارتجف جفن نوف وهي تحك جبينها بتوتر‪.....‬‬
‫الجازي بانفعال شديد‪ :‬قولي لههههههه‪.....‬قووووووووووولي له‬
‫وش جالسة تخبصين من وراي‪.....‬‬

‫نوف لم تتحمل حديث اختها القاسي لذا ارتفع صوتها بقول‪ :‬وش‬
‫اسوي؟‪...‬هاااااااااااااا‪....‬هو يبي يتواصل معك‪....‬حاس بغلطته‬
‫وانتي تصدينه ‪......‬صار له أسبوعين ما شاف‬
‫ولده‪..........‬وعشان مايبي يضايقك ارسل لي‪.....‬تعالي بيتنا‬
‫وجيبي معك عبد هلل ما ابي اجي بيتكم عشان ال تضايق‬
‫الجازي‪.......‬‬

‫الجازي دفعتها من كتفها‪ :‬وظنين راح اوااااااااااااااااافق علشان‬


‫تتفقين معه‪...‬‬

‫نوف بصوت مرتفع‪ :‬انااااااااااااا ما تفقت ‪.......‬دامك دخلتي على‬


‫الوات ساب وفتشتي بجوالي كان كملتي جميلك وقريتي المحادثة‬
‫كاملة‪.....‬قلت له‪....‬بسألك قبل ‪.....‬وبرد لك خبر‪....‬‬

‫بندر فهم األمر‪ :‬الجازي اهدي‪....‬طبيعي سيف يبي يشوف‬


‫ولده‪.....‬‬
‫الجازي بوجه محمر وبنرفزة كبيرة‪ :‬اللي مو طبيعي‪....‬يكلم اختك‬
‫وحاول يخطط معها على شوفته‪......‬ليششششش ما رسل لك وال‬
‫لخالد‪...‬‬

‫نوف باستهزاء‪ :‬خايفة عليه مني وال خايفة علي منه؟‪.......‬وال‬


‫عدوتك‪......‬يا‬
‫تشكين فيني من اآلخر‪.....‬تراني اختك مو ّ‬
‫الجازي‪......‬شفيك ‪......‬جنيتي ‪....‬وال الخيـ‪...‬‬

‫قبل أن تُكمل اسكتتها بصفعة على وجهها لم تتحمل‪.....‬حديث‬


‫اختها ‪....‬ال تريد ان تُسمع كلمة(الخيانة) هل بدأت تتشمت بها؟‬
‫هل الجميع بعد ذلك سيفعل كما فعلت نوف‪.....‬‬

‫هي في حالة استنفار وطيش‪...‬ال تريد منه ان يتواصل معها‬


‫التقرب من نوف ألقناعها‬
‫ّ‬ ‫إلصًلح األمور هي فهمت اإلشارة يريد‬
‫بخزعبًلت مشاعره‪....‬‬

‫صعق من صوت الصفعة والكلمة التي انبترت اكملها في‬ ‫بندر ُ‬


‫عقله الباطن ش ّدهُ منظر اختيه وحديثهما وقف بينهما حائر ماذا‬
‫يقول وماذا يفعل لو هنا خالد ألوقف األمر ولكن ذهب لموعده في‬
‫المستشفى ووالده في العمل‬

‫نوف بحده وهي ممسكة بخدها‪ :‬كلمييييييييييي زووووووووجك‬


‫وقولي له الاااااااااااااا يدخلني بينكممم اذا يبي يشوف ولدكم‬
‫يتصل على احد من اخوانك وال يجي هنا وشوفه‪....‬ال يتواصل‬
‫معي‪.....‬ابد ولو يبي يطمن عليك قولي له‪...‬صر رجال‬
‫‪...‬وكفو‪...‬واتصل علي انا ال تتصل على اختي‪.......‬‬

‫ثم ركضت لناحية غرفتها وهي تتنفس بصوت مسموع‪....‬‬

‫الجازي ارتجفت يديها ‪...‬ونظرت لسراب اختها ورمشت بعينيها‬


‫عدّت مرات‬

‫حتى اردف بندر‪ :‬الجازي‪......‬‬


‫الجازي ازدردت ريقها‪ ،‬ودون ان تنظر إليه اردفت‪ :‬خذ عبد هلل‬
‫ألبوه‪...‬بروح اجهزه‪.....‬‬

‫بندر بتأفف تو ّجه لغرفة اخته نوف‪....‬طرق الباب بعدّت طرقات‬


‫‪....‬ولم تُجيبه‪....‬‬
‫إلى أن قال‪ :‬نوف‪...‬فتحي الباب‪.....‬فتحي الباب يا نوف‪....‬‬
‫‪...‬‬
‫أولت األمر إلى شيء آخر‪....‬ظ ّنت أنّ اختها تشك‬
‫نوف ّ‬
‫بها‪.....‬هكذا فهمت األمر‪.....‬فعصبية الجازي‪...‬لم تمهلها في‬
‫إيصال ما تقصده حقيقةً‪....‬بكت‪....‬وهي تمسح على خدها‬
‫‪...‬سمعت صوت بندر‪.....‬ورمت نفسها على الوسادة وخبأت‬
‫رأسها بالغطاء‪...‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪,‬‬
‫‪.‬‬

‫تن ّهد بضيق ورأى الجازي القادمة لناحيته وتمد بيدها عبد هلل‬
‫‪:‬خذه‪....‬وبخلي سينا تروح معك عشان تمسكه وانت تسوق‪....‬‬

‫اخذ عبد هلل ال يريد ان يناقش اخته بأي شيء اآلن أما هي نزلت‬
‫لتستدعي سينا للذهاب معه و خضع ألمرها!‬

‫ثم صعدت الجازي‪ ....‬نظرت لباب اختها تنهدت بضيق ثم عادت‬


‫بادراجها إلى غرفتها‬
‫اتصلت عليه وهي تشتمه‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عاد إلى المنزل بعد مناوبته الطويلة وارتمى في حضن السرير‬
‫لينعم بنوم هنيء‪.......‬سمع رنين هاتفه ‪.....‬فتأفف‪.....‬وانقلب‬
‫للجهة المخالفة له‪....‬واعاد الرنين مر ًة أخرى‪.....‬وبعد الرنة‬
‫السابعة أجاب بصوت‬
‫مبحوح‪ :‬نعم‬

‫الجازي ضغطت على نفسها ال تريد أن تعقد االمر كما عقدتهُ على‬
‫اختها‪.... :‬سيف ‪......‬بندر بيجيب لك عبد هلل‪..........‬والشنطة‬
‫فيها كل حاجاته الضرورية‪......‬‬

‫لم يستوعب االمر‪....‬ابعد عن اذنه الهاتف ونظر إليه‬


‫مسح على وجهه عدّت مرات‬
‫ثم قال‪ :‬الجازي؟‬

‫الجازي أكملت ‪ :‬وال عاد ترسل لنوف‪....‬شي‪......‬ال تحاول تخليها‬


‫تصير وسيط بيني وبينك‪....‬اذا فيه شي تبي تقوله‪....‬قوله لي‬
‫انا‪......‬واذا تبي عبد هلل مرة ثانية اتصل علي انا مو ترسل‬
‫لنوف‪....‬‬

‫رمش بعينيه عدّت مرات ثم استوعب األمر‪ :‬الجازي‪.....‬وش‬


‫هالحكي؟‪....‬وش وسيط ما وسيط‪....‬انتي فاهمة غلط‪....‬‬

‫الجازي باندفاع ‪ :‬انا مو مثل نوف االلي على نياتها‪.....‬عارفة انك‬


‫تقرب مني‪.‬‬
‫تحاول عن طريقها ّ‬

‫تأففف‪ :‬اففففف‪........‬الجازي رسلت لها‪.....‬ألني ما ابي اضايقك‬


‫مني اكثر‪.....‬وعارف ما راح تردين علي ويمكن ما تخليني‬
‫اشوف عبد هلل بعد‪......‬فعشان كذا ‪..‬رسلت لها‪....‬‬
‫الجازي لم يعجبها األمر ابدًا فتحدثت بصوت مرتفع‪ :‬طيب‬
‫‪.....‬ليش تطلب منها تجي بيتكم؟‬

‫سيف بهدوء‪ :‬عشان عبد هلل‪ ...‬يا الجازي‪....‬‬

‫الجازي ضربت بيدها على السرير وهي تردف‪ :‬واكييييييد عشان‬


‫ترسم خطة وياها تقربك مني‪....‬‬

‫سيف نهض من على السرير وبتعجب من أفكار الجازي تحدث‬


‫بحده‪ :‬مانتي طبيعية يا الجازي‪.......‬وش اخطط له‪........‬انا‬
‫تاركك طولة هالفترة عشان تعيدين نظرتك لألمر وتراجعين قرارك‬
‫‪...‬ونكون بعاد عن بعض عشان ال يصير مثل اللي جالس الحين‬
‫يصير!‬

‫الجازي بقسوة حكي‪ :‬ابعد عن نوف‪....‬ال دخلها بينا‪....‬ال تخليني‬


‫اكرها بسبتك‪.........‬خًلاااص عاااااااد طولت السالفة وهي‬
‫قصيرة يا سيف‪.......‬ال تحاول تصلح األمور ‪....‬كل شيء‬
‫انتهى‪....‬ووضعنا ما يسمح أنه نرجع لبعض‪....‬انت قلبك ملك‬
‫لغيري‪...‬وانا ابي املك نفسي واعطيها فرصة ثانية للحياة‪.....‬ال‬
‫صير اناني‪....‬‬

‫سيف تمتم باالستغفار ‪ ،‬مسح على وجه عدّت مرات وبغضب‬


‫وصوت مرتفع ‪ :‬أجل سمعي بصير أناني‪.......‬والني‬
‫مطلقك‪......‬وولدي عبد هلل بجي اشوفه كل يوم‪....‬وانتي اللي راح‬
‫تفتحين لي الباب‪....‬وجيبين لي ولدي بعد‪....‬‬
‫الجازي بقهر‪ :‬خًلص ولدك عندك ال عاد تجيبه لي‪.....‬دامك ما‬
‫تقدر على فراقه‪.....‬اما سالفة الطًلق ‪.......‬راح تطلقني غصبن‬
‫عنك‪......‬‬
‫سيف بعصبية ‪ :‬بنشوف شلون غصبن علي‪.......‬والحين مشغول‬
‫باي‪.......‬‬
‫واغلق الخط في وجهها‪.......‬ورمى هاتفه على السرير‬
‫وهو يهمس‪ :‬جنّت ال ُحرمة‪....‬جنّت‪....‬‬
‫ثم دخل الخًلء ليستحم‬
‫اما هي بقيت تنظر لهاتفها وهي تكرر بجنون‪ :‬ه ّين يا‬
‫سيف‪....‬هييييييييييييييين‪.....‬‬
‫ثم جلست على طرف سريرها نادمة على ما فعلتهُ بأختها‪ ،‬أختها‬
‫صر ابدًا في‬‫فهمت ما ترمقها إليها بشكل خاطئ‪......‬وهي لم تق ّ‬
‫قساوتها عليها ‪....‬تحدثت بصوت عالي ندم‪ :‬هللا يااااااااااااخذك‪...‬‬
‫ثم نهضت بخطى متسارعة لناحية غرفة اختها طرقت الباب بقوة‪:‬‬
‫نوووووووووووف فتحي‪.....‬انتي فهمتيني غلط ووربي انا مو‬
‫شاكة فيك‪.......‬بس انقهرت‪.......‬اعرف نوايا سيف‪....‬يبيك‬
‫تصيرين وسيطه بيني وبينه عشان ارجع له‪.....‬‬

‫نوف بشهقة تحدثت‪ :‬الجازي روحي غرفتك‪......‬ما ابي اسمع‬


‫حتى صوتك‪....‬وخري عن باب غرفتي‪...‬‬

‫الجازي بتنهد‪ :‬تكفين نوف‪.....‬ال تسوين فيني كذا‪....‬افتحي‬


‫الباب‪.....‬آسفة وهللا ما اقصد‪.....‬آسفة‪........‬فتحي الباب‪....‬‬

‫نوف بصرخة‪ :‬مابي‪.........‬مابي اشوفك‪......‬‬

‫كانت ستتحدث ولكن سمعت صوت من خلفها‪ :‬شفيكم تصارخون؟‬


‫التفتت على اخيها خالد توترت ً‬
‫قليًل ثم قالت‪ :‬زعّلت‬
‫نوف‪.....‬وابي اصالحها وال هيب راضية تفتح الباب‪......‬‬
‫خالد ‪ :‬اتركيها تهدأ وبتفتح الباب‪...‬أما الحين ال تحاولين تفتحه‬
‫ألنها بتعاندك‪....‬‬
‫الجازي سلمت أمرها هلل‪ :‬طيب‪.....‬بروح اصعّد لك غداك‪....‬‬
‫ثم نزلت وهو دخل لغرفته!‬
‫‪..............................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫االهتمام في بعض الحين يو ّلد ال ُحب‪ ،‬ويشعل فتيلهُ ال ُمنير لطريق‬
‫العُشّاق‪ ،‬وسريعًا ما يُغيّر مفاهيم وقناعات كثيرة بداخلك‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمنذ وصولهما على نفس متن الدائرة وهو يُغرقها باالهتمام‪ ،‬ولم‬
‫يكتفي بذلك‬
‫لتتورد وجنتيها وتغرق في خجلها‬ ‫ّ‬ ‫بدأ بارسال إشارات ال ُحب لها ‪،‬‬
‫األنثوي المغري!‬

‫اعتادت على وجوده معها كما اعتادت على أحاديثه وجرأته في‬
‫اإلفصاح عن مشاعره اتجاهها ولكن إلى اآلن هي لم تعطيه‬
‫ً‬
‫متبادال بعد ذلك‪.‬‬ ‫اإلشارة الكاملة في تقبّل حبه ليصبح‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪........‬‬
‫المرة لم تسكن في السكن التابع للجامعة احبّت أن تكون في‬
‫هذه ّ‬
‫شقة مستقلّة بعيدة عن ضوضاء الطلبة والطالبات والقوانين!‬
‫مشاري ببداية األمر كان معارضًا لألمر ولكن سريعًا ما اقتنع‬
‫وحول لها مبلغ مالي ضخم لتدير شؤونها به خًلل فترة طويلة!‬ ‫ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تنهدّت بضيق‪.....‬تكره الغُربة‪....‬وشعور الوحدة اخذ ّ‬
‫يطوقها من‬
‫صر في تخفيف هذا الشعور ولكن هناك‬ ‫كل جانب‪.....‬طارق لم يق ّ‬
‫فرق عندما تصبح لديك صديقة قريبة منك افضل ممن يكون لديك‬
‫صحبة الذكور وفي األصل ال‬ ‫صديق قريب! هي لم تعتاد على ُ‬
‫تتقبلها وهي ضدها تما ًما‪.....‬بغض النظر عن العادات‬
‫والتقاليد‪....‬التي تربّت عليها ‪....‬هي تملك بداخلها قناعة كبيرة ال‬
‫ص ُحبة بين اإلناث والذكور ‪.....‬ألنها ستتحول هذه الصحبة إما‬
‫إلى كارثة أو إلى أمور لم تتوقعها!‬

‫لذلك ‪.....‬هي لم تسمح لطارق ان يتجاوز حدوده معها ولكن في‬


‫األوان األخيرة ال تدري ماذا حدث لها‪....‬اخذت تُسهب في عًلقتها‬
‫الغير طبيعية!‬
‫وتكرارا ع ّم يحدث لها‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫وما إن يحل عليها الليل أخذت تفكر‬
‫معه؟‬
‫مسحت على شعرها عدّت مرات‪ ،‬هي خائفة من هذا الشعور‬
‫الجديد‪....‬خائفة من تغيّر افكارها لناحيته‪......‬خائفة من ‪....‬قلبها‬
‫ان يميل ‪...‬وال تستطيع بعدها أن تجعله يستقيم!‬

‫أبعدت الكتاب عن وجهها‪.....‬ملّت من المذاكرة ‪....‬ومن تفكيرها‬


‫الممل‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫قطع عليها هذا التأفف وهذا التفكير رنين هاتفها‬


‫سحبته واجابت دون أن تنظر لًلسم‪ :‬الو‪....‬‬
‫اتاها صوته الهادىء‪ :‬اخبارج يا حلوة؟‬

‫خفق قلبها بشدّة وشعرت بالتوتر مسحت على شعرها وهي‬


‫تردف‪ :‬هًل طارق‪....‬انا بخير انت اخبارك؟‬

‫طارق وهو يقود سيارته ‪ :‬الحمد هلل‪......‬توني مخ ّلص مذاكرة‬


‫‪....‬واحس ال عت جبدي‪....‬وقلت اطلع‪....‬اشم لي هوا‪...‬‬

‫ايًلف بللت شفتيها ونظرت ألرجاء الغرفة‪ :‬زين ما‬


‫تسوي‪.....‬هالشي بفيدك‪....‬وبجدد طاقتك‪....‬‬

‫طارق ابتسم ‪ :‬وعشان جذيه باخذج معاي تجددين طاقتج‬


‫بسج‪....‬مذاكرة‪...‬‬

‫ايًلف حكّت جبينها بتوتر ونظرت لساعة الحائط والتي كانت تُشير‬
‫إلى الساعة التاسعة والربع مسا ًءا‬

‫ال تريد الخروج في هذا الوقت معه‪.....‬ال تريد أن تنصاغ وراء‬


‫مشاعرها ‪...‬مهما كان طيّبًا أو‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫قاطعها بقول‪ :‬الوووووو ايًلف وين رحتي؟‬
‫ايًلف جلست على طرف سريرها‪ :‬معك‪......‬بس طارق ‪...‬ما قدر‬
‫اطلع ‪....‬أل‪...‬‬
‫قاطعها بخوف‪ :‬ليش فيج شي؟‪....‬تعبانة؟‬

‫ايًلف سكتت وبللت شفتيها ‪ ،‬اهتمامه هذا يُشعل بداخلها الكثير‬


‫من المشاعر ‪...‬األلم‪....‬والحزن‪....‬والسعادة والفرح‪.....‬هي‬
‫ً‬
‫خاصة انها فقدته ُمنذ ان بلغت سن البلوغ‬ ‫بحاجة إلى هذا االهتمام‬
‫تقريبًا!‬

‫‪:‬الال مو تعبانة‪......‬بس الوقت بالنسبة لي متأخر وانا انام بدري‬


‫يعني‪.....‬‬

‫طارق ضحك بخفة‪ :‬هههههههههه مثل الدياي‬


‫يعني(الدجاج)‪.....‬انزين على األقل بس اليوم كسري‬
‫روتينج‪.....‬وتراني عازمج على العشاء ال قولين لي تعشيتي ألني‬
‫ما راح اصدقج!‬

‫ايًلف ابتسمت ‪ :‬ال ما تعشيت‪....‬‬


‫طارق‪ :‬خًلص اجل جهزي نفسج راح امرج‪......‬‬
‫ايًلف‪ :‬اوك‪...‬‬
‫المقود ‪ :‬تقدّم حلو‪....‬يا‬
‫ّ‬ ‫طارق اغلق الهاتف ثم ش ّد على‬
‫ايًلف‪...‬استمري‪....‬‬
‫ثم قاد سيارته بسرعة جنونية وهو يبتسم بخبث!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اما هي بقيت عالقة أمام الدوالب‪....‬ال تعرف ماذا ترتدي ح ًقا؟‬
‫اخذت تعبث بمًلبسها بما يُقارب الست دقائق‪ ،‬تأففت‬
‫وهي تهمس لنفسها‪ :‬انزين ليش متوترة جذيه‪.....‬البس أي لبس‬
‫وخًلص‪......‬ركزي ايًلف‪...‬هذا زميل دراسة وبس‪.....‬‬
‫واخذت تتحدّث مع نفسها بتناقضات ‪.......‬لن تنكر انها ابتهجت‬
‫حينما اعترف بحبه لها‪....‬ولكن اآلن هي تخاف من أن تبادله هذا‬
‫الشعور ال تريد أن تغامر‪....‬تريد ان تتريّث وترى مدى حبه‬
‫فعًل يستحق ان تُهديه قلبها؟‬ ‫الصادق لها ‪...‬لتختبره هل ً‬
‫ً‬
‫بنطاال‬ ‫تأففت على افكارها ال ُمخيفة ثم أخرجت لها سري ًعا‬
‫اسود‪.....‬وبلوفر صوفي‪.....‬بلون احمر وخطوط عرضية‬
‫بيضاء‪......‬ثم سحبت شال صوفي باللون األبيض‪.....‬‬
‫مشت بخطى سريعة لناحية الباب ثم انحنت لتسحب البوت كعب‬
‫بلون األسود‪....‬‬
‫ذهبت للخًلء لتستحم سري ًعا‪.....‬تذكرت تنبيهات نور ‪......‬عليها‬
‫أن تحذر‪......‬حتى لو كان يكن بقلبه مشاعر لناحيتها عليها أن‬
‫تأخذ احتياطاتها منه!‬
‫أغلقت صنبور الماء سحبت المنشفة واحاطتها على جسدها‬
‫وخرجت من الغرفة ‪......‬لترتدي مًلبسها‪...‬‬
‫مضت عشر دقائق‪.......‬بينما وهي ترتدي مًلبسها ببطء سمعت‬
‫الجرس‪....‬‬
‫وفتحت عيناها على اآلخر‪ :‬أمداه وصل؟!‬

‫ارتدت البلوفر سري ًعا ‪.......‬وسحبت المنشفة لتجفف بها‬


‫شعرها‪....‬سمعت قرع الجرس مرةً أخرى‪...‬تأففت‬
‫بتوتر‪...‬وسحبت بعجل قبعة صوفية من الدوالب وارتدتها‪.....‬ومن‬
‫ثم ركضت لترى من الطارق‪...‬‬
‫نظرت من خًلل العين السحرية لوجهه ‪....‬اغمضت عينيها‬
‫أخرجت زفير بصوت عا ٍل ثم فتحتهُ وهي مبتسمة‬

‫طارق‪ :‬هااا جهزتي؟‬


‫ايًلف وهي تدخل خصلة من خصًلت شعرها الرطب تحت القبعة‪:‬‬
‫أي لحظة‪...‬بروح بس اجيب شنطتي واجي‪.....‬‬

‫طارق اقترب خطوة لألمام نظر إلى قطرات الماء الساقطة على‬
‫اكتافها‪...‬قوس حاجبيه‪ :‬شعرج رطب؟‬
‫ّ‬
‫ايًلف بتوتر‪ :‬لبست قبعة‪...‬عادي يعني ‪...‬اطلع‪....‬بدو‪..‬‬
‫قاطعها وهو يسحبها للداخل دون اذنًا منها‪ :‬روحي جففي شعرج‬
‫انا بنتظرج اهنيه بالصالة‪...‬‬

‫سكتت ‪ ،‬وشعرت بضيق تنفسها من جرأته ودخوله هنا‬


‫شعر بنظراتها التي ال توافق على تواجده هنا‬
‫لذا ابتعد عنها واقترب من الباب‪ :‬آسف‪....‬اني دخلت بدون آخذ‬
‫اذنج‪.....‬والحين روحي جففي شعرج بنتظرج في السيارة على‬
‫بال ما تخلصين‪.....‬‬

‫وه ّم بالخروج ولكن شعرت بالحرج من أن تتركه ينتظرها في‬


‫السيارة وفي هذا الجو البار لذا‬
‫اردفت بتردد‪ :‬طارق‪.....‬‬
‫ابتسم بخبث قبل أن يلتفت ليرى وجهها وما إن التفت حتى ابتسم‬
‫بلطف ً‬
‫قائًل‪ :‬آمري‪...‬‬
‫ايًلف ّحكت ارنبة انفها سريعًا‪ :‬اجلس هنا انتظر‪....‬انا ما راح‬
‫اتاخر‪.....‬‬
‫ثم دخلت غرفتها دون أن تنظر لوجهه‬
‫فابتسم وهمس لنفسه‪ :‬وقدرت ادخل شقتج‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم رمى نفسه على الكنب ينتظرها‬
‫بينما هي بعد ان دخلت لغرفتها شتمت نفسها بًل‬
‫صوت‪.....‬وتوجهت سريعًا للمجفف ‪....‬وضج صوته في‬
‫الغرفة‪....‬اخذت تجففه بيدين متوترتين ومرتعشتين‬
‫‪......‬استغرقت بما يقارب الخمس دقائق وهي تجففه ‪....‬ثم‬
‫نهضت ووضعت القبعة على رأسها وتركت اطراف شعرها الشبه‬
‫رطبه مسدوله على اكتافها ‪...‬انحنت لترتدي البوت ذات الكعب‬
‫المتوسط‪.....‬ولفت الشال على عنقها‪....‬وضعت بداخل عينيها‬
‫الكحل األسود ليبرز لو عدستها البنية بدرجة فاتحة‪....‬ويزيد من‬
‫اتساع رسمتهما الجوزاء‪......‬اضافت إلى ذلك تكثيف‬
‫رموشها‪......‬واكتفت بعد ذلك بوضع مرطب شفاه بلون‬
‫(االحمرار) الباهت‪.....‬سحبت الحقيبة ثم خرجت من الغرفة‪......‬‬

‫التفتت انظاره إليها‪ ،‬لن ينكر جميلة‪....‬تتميّز بمًلمح حادة مريحة‬


‫للعين‪.....‬جمالها‪...‬خليط‪ ...‬بين دولتين عربيتين وهذا واضح!‬
‫‪....‬من ينظر إليها بدقة يلتمس ميزة بسيطة من‬
‫جمالها!‪.......‬ولكن يغلب عليها كلمحة أولى الجمال‬
‫الخليجي‪......‬شعرها متميّز بلونه البني الغامق والواصل إلى‬
‫اكتافها ‪....‬جميلة ‪.....‬ذات طول متوسط وقوام متناسقة‪......‬ولكن‬
‫حظها قبيح‪.....‬هكذا كان يحدث نفسه‬

‫ابتسم بلطف لها‪ :‬ما شاء هللا‪...‬‬


‫خجلت منه ومن نظرات‪ :‬جهزت‪....‬‬
‫طارق ‪ :‬يًل مشينا‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ثم فتحت باب شقتها ‪....‬واشار لها بالتقدم خرجت ثم اغلق الباب‬
‫جي ًدا ومشى بخطى متقاربة من بعضهما إلى أن وصًل للشارع‬
‫وركبا السيارة‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بالتوتر‪......‬فسرت توترها بسبب انعزالها عن الناس فترة‬
‫ّ‬ ‫شعرت‬
‫تكون صداقات كثيرة ‪.....‬واآلن هي‬ ‫ليست هيّنة ‪......‬حتى إنها لم ّ‬
‫متوترة ألنها لم تعتاد على هذا االمر‪....‬تنفست بعمق وبهدوء‬
‫لتخفف عن توترها‪...‬نظرت للشوارع‪.....‬ودّت لو كانت اآلن هي‬
‫سد على شعرها وتغرقها‬ ‫في الكويت‪....‬جالسة بجانب والدتها لتم ّ‬
‫بأحاديث األمهات الذي يليّن القلب!‪.....‬ماذا لو اهتم والدها ً‬
‫بدال‬
‫من طارق؟‬
‫ولكن طارق ال يهتم فقط‪....‬هو عـ‪...‬‬
‫قاطع تفكيرها‬
‫ً‬
‫متساءال‪ :‬تحبين تسمعين لمين؟‬
‫نظرت له باستفهامات؟‬
‫ليردف‪ :‬اوه شكلي اتحجى بروحي‪....‬صار لي ساعة اسولف‬
‫وانتي سرحانه‪....‬‬
‫ايًلف ابتسمت بخجل‪ :‬ال بس شردت اشوي‪.....‬‬
‫طارق نظره لها بمكر‪ :‬بمنو؟‬

‫ايًلف خ ّيبت ظنه وبكذب‪ :‬احاتي االختبار‪....‬‬


‫طارق ‪ :‬ال تحاتين وال شي‪....‬انتي ذاكرتي ‪....‬الحين توكلي على‬
‫ربج‪....‬وبس‪....‬‬

‫ايًلف تمتمت‪ :‬والنعم باهلل‪....‬‬

‫ثم أعاد السؤال من جديد‪ :‬أي ما قلتي؟ منهو مطربج المفضل؟‬


‫ايًلف ‪ :‬اجذب عليك لو أقول لك عندي مطرب مفضل‬
‫طارق بصدمة‪ :‬يعني ما تسمعين أغاني؟‬

‫ايًلف بهدوء‪ :‬اسمع بشكل عشوائي‪....‬ما افضل احد على احد‬


‫ثاني‪.....‬‬
‫طارق التف لها‪ :‬اوهه‪....‬اجل أي شي تسمعين له عادي ؟‬

‫ايًلف وبدأت تنخرط معه في األحاديث‪ :‬ال مو أي‪....‬شي‪......‬يعني‬


‫فيه نوع معيّن من الموسيقى افضل اسمعها ‪.....‬في بعض‬
‫األغاني‪....‬بس بشكل عام ما عندي مطرب مفضل‪....‬‬

‫طارق ركن السيارة وهو يردف‪ :‬شكل ذوقج صعب وايد‪....‬‬


‫ايًلف ضحكت بخفة‪ :‬ههههه نوعا ما‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم ترجًل‪.....‬واقترب منها‪......‬إلى أن اصبح أمام وجهها‪...‬‬
‫تحدث بهدوء وشاعرية ‪ :‬ايًلف‪.....‬قبل ال ندخل المطعم ‪....‬ودي‬
‫اقولج شي‪...‬‬

‫ايًلف بتوتر ابتعدت عنه ً‬


‫قليًل ‪ :‬قول‪...‬اشفيك؟‬
‫طارق بلل شفتيه وابعد ناظريه عنها‪ :‬بصراحة أنا وايد‬
‫حا بج‪.......‬وابيج على سنة هللا ورسولة‪.....‬ومابيج تفكريني ألعب‬
‫او اجذب عليج مثل باقي الشباب‪....‬عشان جذيه‪.....‬ابي اخطبج‬
‫من اهلج وصيرين حًللي!‬

‫ص ِعقت‪.....‬وتسللت رعشة قوية إلى جسدها ‪.....‬كتمت انفاسها‬ ‫ُ‬


‫بعدم تصديق‪....‬أحقاا هو يحبها إلى هذه الدرجة؟‪....‬هل هو عاشق‬
‫حقاا ليتمنى االرتباط بها‪.....‬ولكن ‪...‬والدها لن يوافق على هذا‬
‫االمر‪....‬بعد أن تخرجت من الثانوية تقدم لها ابن عمها‬
‫ورفضه‪......‬ومن خارج عائلتهم ورفضه ايضًا بحجة اكمال‬
‫دراستها وصغر سنها‪.......‬اخبرها بصريح العبارة‬
‫(ما راح ازوجج إال لم تتخرجين والحين ابيج بس تركزين على‬
‫دراستج)‬
‫يعني لو تقدم لها طارق بشكل رسمي اآلن‪.....‬لن يوافق عليه‪...‬‬
‫تنهدّت بضيق‪...‬وشتت ناظريها عنه‬

‫شعر بحزنها هنا واقترب منها‪ :‬ايًلف قلت شي غلط؟‬

‫ايًلف بجدية نظرت لعيناه‪ :‬ال‪.....‬طارق‪...‬مادري شقول‬


‫لك‪.....‬بس صدقني لو تقدمت لي الحين ابوي ما راح يوافق‪...‬‬

‫هو يعلم بذلك!‪ ،‬ويعرف السبب لذا اتاها من هذه المخارج لينتقل‬
‫إلى خطوته الجديدة في اقناعها بحبه‬
‫لذا تحدث بتعجب ليخدعها‪ :‬ليش؟‬

‫ايًلف بهدوء‪ :‬يبيني اركّز على دراستي ‪....‬اكثر‪....‬ألنه يشوف‬


‫الدراسة اهم من كل شي‪....‬ولم اخلص منها ‪.....‬يصير خير‪..‬‬

‫طارق بهدوء‪ :‬كًلمه صحيح‪....‬الدراسة مهمه‪......‬بس حتى‬


‫االستقرار مهم؟!‬

‫ايًلف نظرت له بعدم فهم‪ ،‬فسحب يدها ووضعها على قلبه وهو‬
‫يردف‪ :‬ابي قلبي يستقر في مكانه لشفتج‪...‬‬
‫ارتعش جسدها و سحبت يدها من على صدره بتوتر‬
‫طارق بهمس العشاق‪ :‬يعني وش اسوي؟ أخاف تروحين من‬
‫ايديني ‪...‬لو انتظرت‪....‬‬
‫ايًلف ‪....‬سكتت ثم نظرت لوجهه‪ :‬لهدرجة تحبني؟‬
‫طارق بمكر‪ :‬ظنج لو ما احبج قلت لج ابي اخطبج؟‬
‫ثم اقترب منها ‪ :‬ايًلف انا ّاّير ما يعرف الخرابيط‪.....‬قلت‬
‫اخطبج‪.....‬واريّح نفسي‪....‬وكونين حًللي‪....‬وانتي تقولين ابوج‬
‫بيرفض لو تقدمت ‪....‬شسوي‪....‬إال اذا انت مو متقبل‪...‬‬
‫قاطعته بتوتر وباعتراف طال عليه طيلة هذه الفترة‪ :‬ال‪....‬ال‬
‫تفهمني غلط‪....‬وهللا ابوي هو تفكيره جذيه‪...‬‬

‫طارق شيء ما انزاح من على قلبه وابتسم بخبث‪ :‬انتي‬


‫شنو؟‪.....‬ايًلف ابي اعرف ‪....‬مشاعري اللي كل يوم‬
‫تكبر‪.......‬بيجي يوم تنهدم وال بتكبر مع من يبادلها بالشعور‪...‬‬
‫ايًلف تشعر أنها أصبحت تحت ضغط‪.....‬إن اعترفت‬
‫له‪......‬ستتنازل عن قناعات كثيرة تحملها بداخلها وإن لم تعترف‬
‫سيفهم األمر وسيذهب عنها‪...‬‬

‫ايًلف بتنهد‪ :‬طارق‪.......‬مادري كيف اقولها لك‪.....‬‬


‫وبنبرة اشبه للهمس‪ :‬بس انت مهم بالنسبة لي‪....‬‬

‫ابتسم واخذ ينظر لعينيها التي تحركهما بشكل مشتت عن النظر‬


‫إليه‪ :‬يعني تحبيني‪....‬؟‬
‫ايًلف بجدية‪ :‬األيام بتثبت لك هالشي‪...‬‬
‫طارق سحب يدها بسعادة ‪ :‬اجل خلينا نتعشى‪......‬بعد ما ريّحتي‬
‫قلبي‪.....‬‬
‫ابتسمت له على مضض‪......‬وتتمنى بداخلها أن يدوم حبه‬
‫لها‪.....‬إلى ان يحين الموعد المناسب الرتباطهما ببعضهما‬
‫البعض!‬
‫‪.................................................. .......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الخطط تسير كما رسمها في عقله‪......‬هي اعترفت له ولكن‬
‫بطريقة غير مباشرة اآلن يستطيع ان يسدد أهدافه ‪....‬بطريقة‬
‫اكثر أل ًما لمن آالمه!‬
‫‪.................................................. ......‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مهموم‪.....‬فقد اتزانه في كل شيء‪.....‬يشعر صورتها باتت‬
‫مسيطرة على عقله‪ ......‬هل هذا هو شعور األبوة الذين يتحدثون‬
‫عنه؟‪......‬عندما نظر إليها شعر بسذاجته في التخلي عن والدتها‬
‫بمجرد انتهاء الفترة المحددة من أخيه!‪.....‬وانتصاره على‬
‫امير‪.....‬شعر أنه كاللوح الذي يغيّر جورج مكانه دون اخذ رأيه‬
‫بذلك!‪.......‬اآلن يلوم أخيه في سحبه في هذا الطريق‪......‬كان‬
‫عليه أال يرميه في طريق أمير‪.....‬كان عليه ان ينتقم لنفسه دون‬
‫أن يجعل له يد توصله إليهم!‬
‫نظراتها إلى اآلن تخترقه‪.....‬ويشعر بأنها تًلحقه وتلومه ‪....‬حقاا‬
‫هذا الشعور ال يطاق!‪......‬وقّع على األوراق‪....‬ثم نهض ليدخل‬
‫إلى مكتب أخيه‪...‬‬
‫الغارق في مراجعة المستندات الجديدة‪....‬‬
‫رمى عليه الملف‪....‬‬
‫ثم تحدث ‪ :‬جورج‪....‬اللي ساويته بداليا‪.....‬خبال‪.....‬‬

‫تخون فينا‬
‫مرة تانية ما ّ‬
‫جورج دون ان ينظر ألخيه‪ :‬مشان تعرف ّ‬

‫خونت فينا‪......‬أمير حبسها عنده‪.....‬واخذ منها‬


‫ُمراد بنرفزة‪ :‬ما ّ‬
‫التسجيًلت ‪...‬غصب‪......‬ما قالت شي له‪....‬السجًلت هي اللي‬
‫حجت وسولفت له‪....‬‬
‫جورج نظر ألخيه بصرخة‪ :‬وبنتي؟‪.....‬كيف عرف بموضوع بنتي‬
‫ايًلف‪...‬‬
‫ُمراد بحيرة‪ :‬مادري‪....‬بس اكيد داليا‪....‬ما قالت شي‪....‬مثل‬
‫هيج‪.....‬‬
‫جورج نهض وهو يضرب بيديه على الطاولة‪ :‬هي الوحيدة ياللي‬
‫ي‬
‫بتعرف بهيدا الشي‪......‬ما حدا يعرف غيري وغيرك وه ّ‬
‫‪....‬وأنتّا ئلت هو عرف‪....‬انه عندي بنت‪.....‬‬

‫ُمراد بضيق من هذا األمر ندم انه حدّث أخيه بشأن اعتراف امير‬
‫وبمعرفته عن أمور كثيرة عنهم!‬

‫‪:‬بس مستحيل داليا تقول له مثل هيج‪....‬جورج‪.....‬حاول انك‬


‫تتزن بتفكيرك وال تغرق نفسك ‪....‬اكثر‪.....‬‬
‫جورج ‪ :‬بدّي افهم شغله ‪....‬ليش دافع عنّها‪...‬مشان كونها زوجة‬
‫سابقة إللك وال‪...‬‬
‫قاطعه امير‪ :‬ألنها مظلومة‪....‬لبستها قضية هواية جبيرة‬
‫عليها‪...‬وهسه مسجونة‪.....‬وامها بحاجة إلها‬

‫جورج مسح على شعره‪ :‬ما راح اتنازل عن شي‪....‬وخليها‬


‫بالسجن‪....‬حكموا عليها سنتين‪.....‬بقضية احتيالها علي‪.......‬كلها‬
‫سنتين وتطلع‪!..‬‬
‫ثم ابتسم ألخيه بخبث‬

‫سكت مراد لن يناقشه في امرها اكثر ولكن صدم أخيه عندما قال‪:‬‬
‫انت لك يد في موضوع امير‪......‬‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬شو ئصدك؟‬ ‫جورج ّ‬
‫ُمراد بملل وحده‪ :‬أنت اللي صاوبت امير‪.....‬‬
‫جورج ضحك بصوت عالي‪:‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫ثم اردفت‪ :‬لو بدي اعمل هالشي‪.....‬لكان ما خليتوا يعيش لهيدا‬


‫اليوم‪....‬وئتلتوا من يومتها‪....‬‬

‫مراد بشك‪ :‬يعني؟‬


‫جورج جلس على كرسيه‪ :‬لألسف مو انا ياللي صاوبته‪....‬‬

‫مراد بريبة من االمر ‪ :‬متأكد؟‬


‫جورج بانفعال‪ :‬وليش شكيت فيني؟‬
‫مراد ‪ :‬ألنك مصر علي اني اقتله‪....‬ورفضت‪....‬‬
‫جورج ببرود‪ :‬بالنسبة لي اآلن هو ميّت وامير انتهت‬
‫ئصتي(قصتي) معوه‪.......‬وبعيد عليك مو انا اللي آمرت بقتله‪....‬‬
‫ُمراد نهض وهو يقول‪ :‬الخميس الجاي برجع باريس عشان‬
‫اشوف بنتي‪...‬‬
‫صرخ هنا جورج‪ :‬واااااااااااااانا بئول لك أل‪....‬‬
‫التفت مراد عليه وبحده‪ :‬قلت لك بسافر‪.....‬عشان اشوف‬
‫بنتي‪...‬وغصبن عليك‪...‬‬
‫جورج تقدم ألخيه‪ :‬شو هالحب ياللي طلع لبنتك فجأة‪....‬‬
‫مراد بمغزى ذات معنى‪ :‬مثل حبك إليًلف ولكن الفرق اني ما ابي‬
‫االبوة من بعيد يا جورج‬ ‫ّ‬ ‫امثل عليها‬

‫ثم انفعل بالحديث‪ :‬انت استقليتني في هاللعبة ‪.....‬انت ربحت‬


‫فيها‪...‬وانا خسرت نفسي ‪......‬خسرت لم صرت‬
‫أبو‪......‬لبنت‪......‬تدفن راسها بصدر امير علمود تحس باألمان‬
‫وتباوع فيني مثل الغريب‪.....‬وانا بصير مثلك ما راح اتنازل عن‬
‫هالجزء من هاللعبة‪....‬اريد افوز لو بشي بسيط‪....‬‬

‫جورج اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يقول‪ :‬راح تجيبها لهون؟‬


‫مراد بحده وغضب‪ :‬ما راح احرم أمها منها؟‬
‫جورج امسك أخيه من اكتافه وهو يقول‪ :‬عملية التهريب بدأت‬
‫وبدي يّاك‪...‬‬
‫قاطعه مراد وهو ينفض يديه عنه‪ :‬عندك رجالك ‪.....‬خلهم‬
‫ينجزون المهمة بدون مراقبتي‪.....‬عن اذنك‪...‬‬
‫ثم خرج‬
‫وضرب جورج بيده على الجدار وهو يشتم أخيه!‬
‫‪..........................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صا يفتقد صحته يو ًما عن‬ ‫تثاقلت عليه الهموم وجعلت منهُ شخ ً‬
‫يوم ‪......‬لم يخرج للعمل ‪...‬ووصل خبر تعبه ألعز صديق لديه‬
‫‪.....‬فأتى إليه لًلطمئنان‪....‬عليه‪......‬فيوسف‪....‬ليس طبيعيًا أبدًا‬
‫‪...‬تفكيره في األوان األخيرة مشتت ًا ويغلب عليه السرحان‪....‬وق ّلة‬
‫النوم‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في المجلس‪....‬وضع كوب الشاي على الطاولة ثم تحدث بجدية‪:‬‬
‫يوسف‪....‬مانت طبيعي‪...‬ضغطك أول مرة يرتفع كذا‪.....‬ووجهك‬
‫اصفر وواضح ما تنام زين‪.....‬شاللي صاير وغيّرك كذا؟‪....‬قولي‬
‫ياخوي وش فيك؟‬

‫تنهد ‪ ...‬يؤنبه ضميره وما اقسى هذا الشعور‬


‫‪:‬قلبي‪.......‬يوجعني يا إبراهيم‪...‬‬
‫بو سلطان بخوف‪ :‬اسم هللا عليك‪...‬خلنا نروح المستشفى اليوم‬
‫ونسوي لك فحص ‪....‬ونتأكد من سًلمتك‪....‬‬

‫ابتسم بسخرية على وضعه‪ :‬ماله داعي‪....‬هالوجع بيتم بقلبي لين‬


‫اطمئن أنا ظالم وال مظلوم؟‬

‫لثوان‬
‫ٍ‬ ‫بو سلطان سكت‪،‬‬
‫ثم اردفت‪ :‬رجعنا على نفس السالفة؟‬
‫بو ناصر بجدية‪ :‬أحس إني ظلمتها‪......‬شيخة اشعلت بقلبي‬
‫نار‪......‬بسالفتها‪.....‬وهالنار شبّت لي نيران الماضي‪....‬‬

‫بو سلطان ليجاريه بالحديث‪ :‬وش اللي يري ّحك طيب؟‬


‫بو ناصر بغياب ذهن‪ :‬ما دري‪....‬بس فكرت لو نرجع لنفس‬
‫المستشفى‪...‬ونطالبهم بنسخة‪.....‬من أوراق التحليل‪...‬‬

‫بو سلطان بصدمة‪ :‬وتفكر االمر سهل؟‪......‬ال وهللا ما هوب‬


‫سهل‪.....‬وما اظن محتفظين بنسخة لهاليوم‪....‬كم سنة مرت يا بو‬
‫ناصر‪...‬‬
‫بو ناصر بانفعال‪ :‬أجل وش اسوي؟‬
‫بو سلطان بحيرة‪ :‬مادري‪....‬مادري‪......‬بس انت متاكد‪.....‬من‬
‫أنك‪...‬‬
‫قاطعه بو ناصر‪ :‬أي ابي اعرف ‪......‬ظلمتها وال‪.....‬وابي اريّح‬
‫ضميري‪...‬‬
‫بو سلطان بثقة‪ :‬طيب ولو صارت بنتك وش بسوي؟‬
‫بو ناصر بهدوء‪ :‬راح أحاول اصلح األمور واجيبها تعيش‬
‫معي‪....‬‬
‫بو سلطان ضحك بخفة‪ :‬ههههههه تظن األمور بهالسهولة هذي؟‬
‫بو ناصر نظر لوجه أبا سلطان‪ :‬ال ‪......‬بس يكفيني شرف‬
‫المحاولة‪....‬من اني ار ّجع األمور لطبيعتها‪...‬‬

‫بو سلطان ‪ :‬ما اظن أنهم بالبنان الحين‪....‬‬


‫بو ناصر اغمض عينيه ‪ :‬ال ‪......‬مو بلبنان‪....‬مستحيل ديانا‬
‫تتجرأ‪....‬بس الزم اتأكد‪...‬‬
‫ّ‬ ‫تروح البوها‪.....‬ما‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬يعني بتسافر لبنان؟‬ ‫بو سلطان ّ‬
‫بو ناصر حكّ جبينه‪ :‬ال‪.....‬ما ابي مشاكل‪.....‬اترك واحد من‬
‫الرجال اللي يشتغلون عندك يسافر ويسأل‪....‬‬
‫بو سلطان بخيبة ‪ :‬ابشر اهم شي‪...‬ر ّيح نفسك وال تتعبها وانا‬
‫خوك‪...‬‬
‫بو ناصر تنهد من جديد‪ :‬عجزت هالمرة امرر ذكراها من عيني‬
‫وعقلي بسًلم‪.......‬احس اني تسرعت‪......‬احس قلبي مأخوذ مني‬
‫خاصة بهالفترة‪......‬عجزت اتناساها مثل قبل‪.....‬عجزت يا‬
‫إبراهيم‪....‬احس اني قتلت روح‪.....‬بإيدين باردة‪....‬‬
‫طبطب أبا سلطان على فخذ صاحبه‪ :‬إن شاء هللا كل‬
‫شي‪.....‬بيتصلح‪.....‬بس هد من نفسك‪...‬وال تتعبها يا يوسف‪....‬‬
‫هز رأسه برضى‪.....‬وسرح بعدها في ذكرى طفولتها!‬ ‫بو ناصر ّ‬
‫‪.................................................. ................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تُريد مهاتفته‪......‬واآلن‪....‬تُريد أن تحتضنه بعد رؤيتها لهذا‬
‫الكابوس‪....‬حاولت تهدأتها‪....‬والتخفيف عنها ولكن زاد‬
‫أنينها‪.....‬وزاد البكاء‪......‬‬
‫أخذت تمسح على شعرها برقة ‪...‬وتطبطب على ظهرها‬
‫بحنان‪....‬ولكن كانت تكرر‬
‫‪:‬بدي أمير‪.........‬أميييييييير‪....‬‬

‫تتحرك بعشوائية وبحركة سريعة‪ ،‬شدّت على جسدها‬ ‫ّ‬ ‫وكانت‬


‫لتقربها منها اكثر‪.....‬‬
‫تكرر بلغة عربية مشابه لماكس‪ :‬بليز سندرا‬
‫اهدئي‪.....‬تومورو‪....‬راح وديك أللوه‪....‬‬
‫حركت رأسها سندرا بجنون وابتعدت عن أحضان جولي ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫نو‪.....‬نو‪......‬اآلن‪....‬‬

‫جولي سحبتها من يدها واعادتها ألحضانها لتهدأتها‪.....‬ولكن‬


‫سندرا كانت في حالة استنفار‪....‬وخوف‪....‬فبدأت جولي تتساءل‬
‫ماذا رأت في منامها لتنهض بهذا الجنون؟‬
‫حاولت بشتّى الطرق أن تجعلها تعود للنوم‪.....‬ولكن أنينها‬
‫هزت رأسها سندرا‬ ‫يزداد‪....‬سألتها هل تتألم من شيء؟ ولكن ّ‬
‫بالنفي‪ :‬بدي أميييييييييييير‪....‬‬

‫وض ّج صوت تكسير زجاج أحد النوافذ ‪ ،‬باطًلق الرصاصة عليه‬


‫فتحت جولي عينها بذعر ودون شعور حملت سندرا الذي صرخت‬
‫في ا حضانها ونهضت من على السرير وانبطحا على األرض بعد‬
‫أن استقرت الرصاصة في نافذة الغرفة هذه المرة‪......‬‬
‫سندر بدأت بالصراخ بينما جولي اخذت تهدئها‬
‫ثم قالت بحذر‪stay here…:‬‬
‫سمعت اشتباك صوت اطًلق النار ‪......‬ففزعت من االمر نهضت‬
‫وهي محنية الرأس‪....‬لتصل إلى هاتفها الموضوع على الكمودينة‬
‫‪....‬سحبته‬
‫ثم اتصلت على اخيها وهي تصرخ (مترجم)‪:‬‬
‫مااااااااااااكس‪...‬ارجوك‪........‬ساعدنا ‪...‬احدهم يريد قتلنا!‬
‫انتهى‬
‫البار السادس عشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانا يتناوالن العشاء على اطراف انغام لحن الموسيقى‬
‫الهادئة‪....‬لم يكف عن الحديث إلقناعها بحبه‪....‬وبدأت هي في‬
‫الواقع تنساب مع مشاعره تلك‪....‬اتاه اتصال‬
‫فاعتذر منها وأجاب دون النهوض واالبتعاد عن انظارها‬
‫كانت تستمع لكلماته ولتغيّر نبرته لفرح وسعادة‬
‫‪ :‬هللا يبشرك بالخير‪....‬وال يهمك‪.....‬هههههه ‪......‬سلملي عليهم‬
‫كلهم‪.....‬وتحمد لها بالسًلمة‪.....‬مع السًلمة‪...‬‬

‫ثم اغلق الهاتف ووضعه على الطاولة تحدث‪ :‬أختي‪.....‬ولدت‬


‫يابت ولد‪.....‬‬
‫ايًلف ابتسمت له‪ :‬اوه‪.....‬الف الحمد هلل على سًلمتها‪.....‬‬
‫طارق بتنهيدة‪ :‬هللا يسلمج كان ودي أكون معاهم‪......‬وعدتها أنا‬
‫اللي اوديها المستشفى ‪......‬لكن الظروف‬
‫ايًلف تؤازره‪ :‬ما بقى شي وتيي (تجي)‪...‬أجازة المنتصف واكيد‬
‫اهلك وريلها (زوجها)ما راح يقصرون معها‪...‬‬

‫طارق بربكة ‪ :‬لألسفل ريلها توفى‪......‬وهي بالشهر الرابع‪...‬‬

‫ايًلف شهقت ووضعت يدها على فمها‪ :‬هأأأأ‪......‬هللا يرحمه‪....‬‬

‫طارق ابتسم لها ليغير من جوهما‪ :‬ويرحم موتى المسلمين‬


‫والمسلمات‪....‬المهم‪.....‬شرايج باختياري لألكل‪...‬؟‬

‫ايًلف بتلذذ‪ :‬وهللا شي خيال‪......‬‬


‫طارق بهدوء‪ :‬فيه بعد مطعم على الشارع الثاني‬
‫ينن(يجنن)‪....‬الزم اذوقج من أكلهم‪...‬‬

‫ايًلف مسحت فمها بالمنديل ‪ :‬شكلك ييت(جيت) أهنيه وايد‪.....‬‬


‫طارق فهم ما تقصده‪ :‬أي‪.....‬ييت ألمريكا تقريبا حوالي ثًلث‬
‫مرات مع اهلي‪....‬‬

‫ايًلف ابتسمت‪ :‬عشان جذيه صارت عندك خبره باألماكن‪....‬‬

‫طارق ارتشف من عصيره‪ :‬أي‪.....‬فيه أماكن وايد حلوة اهنيه لو‬


‫حابة اصير مرشدج السياحي ما عندي مشكلة‪...‬‬

‫ايًلف بخجل‪ :‬ما عندي مشكلة‪......‬بخليك مرشدي السياحي‬


‫‪....‬بس لألسف ما راح يكون عندي وقت كافي للسياحة‪...‬‬

‫طارق ‪ :‬ايًلف الزم تنظمين وقتج ما بين الدراسة ووناستج‬


‫وحياتج وال جذيه راح يجيج نفور‪....‬‬
‫ايًلف بتفهم‪ :‬أحاول وهللا بس الدراسة تأخذ وقتي بشكل‪...‬‬
‫طارق ابتسم‪ :‬وانا بساعدج في تنظيم وقتج‪...‬‬
‫ايًلف سقطت عيناها على الوقت من خًلل شاشة هاتفها‬
‫الموضوع على الطاولة‪ :‬امبيه‪....‬صارت الساعة‬
‫اثنعش‪....‬تاخرنا‪....‬الزم ارد الشقة‪....‬‬

‫طارق نظر لساعة يده‪ :‬مر الوقت بدون ما نحس‪.....‬‬


‫ايًلف بهدوء‪ :‬أي‪....‬‬
‫ً‬
‫نقوم‪....‬اصًل واضح انج تعبتي وفيج‬ ‫طارق ‪ :‬خًلص الحين‬
‫النوم‪.....‬شكلج ما تاخذين غفوة لم تردين من الجامعة‬

‫ايًلف ضحكت بخفة‪ :‬ههههههه‪...‬ما علمت نفسي اغفي‬


‫‪....‬عشان انام بدري باليل‪....‬‬
‫طارق وضع المال المستحق في مكانه المخصص ثم نهض‪:‬‬
‫عشان جذيه ما تقدرين على السهر‪...‬‬
‫ايًلف سحبت حقيبتها ‪ :‬الصراحة ما احب السهر وايد‪.....‬ألنه‬
‫يخرب علي نظامي اليومي كله‪...‬‬ ‫ّ‬
‫طارق ‪ :‬ههههه ما راح اسالج شنو نظامج اليومي ‪......‬ألنه‬
‫واضح شنو‪....‬‬
‫ايًلف فتحت باب السيارة‪ :‬ترا مو كله دراسة‪....‬‬
‫اغلقا الباب وهو يردف‪ :‬أتوقع منج ‪.....‬دراسة‪...‬ترتبين‬
‫شقتج‪.....‬يمكن تقرين روايات‪....‬وامم بعد‪....‬‬
‫قاطعته ‪ :‬ما قرأ روايات‪.....‬‬
‫بدأ طارق بالقيادة مرد ًفا‪ :‬غريبة؟‬
‫ايًلف‪ :‬احب اقرأ كُتب علمية اكثر‪....‬يعني‪....‬‬
‫طارق اندمج معها باألحاديث وهي نسيت نفسها معه وبدأت‬
‫تتجاوب اكثر على اسالته واطراف احاديثه!‬
‫‪.............................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ص ِعق من حديثها ‪ ،‬وض ّج فؤاده بنبضات قوية نهض من على‬ ‫ُ‬
‫الكنبة كالمقروص‪.....‬مشى بخطى سريعة ‪ ..‬لناحية الباب‪....‬خرج‬
‫واغلقه‬
‫ثم ركب سيارته‪....‬‬
‫في هذا الوقت العًلج بدأ بمفعوله لنور لذا كانت تغط في سباتها‬
‫العميق ولم تشعر بضجته‬
‫‪.......‬‬
‫وبعد ربع ساعة من قيادته الجنونية‪ ....‬وصل‪.....‬نظر إلحدى‬
‫الحرس‬
‫(مترجم)‪ :‬ماذا حدث؟‬
‫تحدث الرجل وهو يلتقط انفاسه(مترجم)‪ :‬أحدهم اطلق النار على‬
‫النوافذ‪....‬وقام باقتناص رجلين منا‪...‬‬
‫ماكس بصدمة(مترجم)‪ :‬اقتناص؟‬
‫الرجل (مترجم)‪:‬اجل اظن انّ احدهم من احدى القناصين الماهرين‬
‫‪....‬أما البقية كانوا مرتدون لباس واقنعة تخفي‬
‫هويتهم‪.....‬وطلقاتهم كانت عشوائية‪....‬ولكن رأيت هذه الورقة‬
‫مثبته في جسد صاحبنا الذي قتلوه خلف المنزل‪....‬‬

‫ماكس سحب الورقة من يده وقرأها‪ ،‬كانت مكتوبة باللغة العربية‬


‫‪ :‬ابتعدوا عن ُمراد‪...‬وإال لن يبقى أحدًا منكم!‬

‫قوس حاجبيه ولم يفهم اإلشارة ! وضع الورقة في جيبه‬


‫ّ‬
‫ثم ركض للداخل‬

‫رأى اخته الجالسة في الصالة وفي احضانها سندرا تبكي‬


‫ركض لناحيتهما وهو يقول‪ :‬انتوا بخير‪...‬‬
‫جولي بذعر‪ :‬ال‪......‬للتو خرجنا من الموت‪...‬‬
‫ماكس نظر لسندرا ثم ألخته‪ :‬راح نروح لشقة امير‪...‬أأمن من‬
‫هون‪...‬‬
‫جولي بحيرة‪ :‬من‪......‬اقصد‪....‬الرجال‪...‬‬
‫حرك اكتافه ‪ :‬آي دونت نو‪......‬يًل‪....‬خلونا نمشي‪....‬‬ ‫ماكس ّ‬
‫نهضت جولي واحتضنت سندرا التي ما زالت تبكي بًل‬
‫صوت‪......‬فقط جسد يرتجف صري ًعا من الخوف ‪...‬واشتيا ًقا‬
‫لعطف ذلك الرجل‪...‬‬

‫خرجوا‪...‬ونظر للحرس وللشرطة التي أتت أشار لجولي وسندرا‬


‫ان يركبوا في السيارة وهو بقي يتحدث مع الشرطي‬
‫ثم التفت على إحدى الحرس(مترجم)‪ :‬انهي اإلجراءات الًلزمة أنا‬
‫ذاهب‪....‬‬
‫ثم ركب سيارته واآلخر وافق على امره‪.....‬‬
‫ماذا يحدث؟ هو متيقّن ما يحدث ليس له عًلقة بما حدث في‬
‫بريطانيا وتلك الرسالة تؤكد ذلك‪....‬‬

‫طيلة الطريق كان يفكر ‪ ،‬هذه المرة من الواضح حاولوا قتل او‬
‫تخويف سندرا‪....‬وطلبهم في االبتعاد عن والدها يؤكد‬
‫ذلك‪.....‬حاول أن يطمئن اخته والصغيرة إلى ان وصلوا للشقة‬
‫‪....‬ودخلوا‪.....‬‬
‫اغلق الباب ثم قال‪ :‬دخلوا الغرفة هذي‪...‬‬
‫ثم أشار لغرفة امير‪...‬‬
‫‪:‬وناموا‪...‬‬

‫جولي كانت ستتحدث ولكن أشار لها‪ :‬تومورو‪...‬‬


‫ّ‬
‫هزت رأسها ثم التفتت على سندرا‪ :‬امشي‪....‬‬
‫ومشت معها سندرا ووجهها منتفخ من شدّت البكاء والخوف‬
‫اما ماكس بقي يفكر باألمر‪...‬‬
‫ثم سحب هاتفه ولم يتردد في االتصال على ُمراد‬
‫‪..................................‬‬
‫كان سيخلد للنوم‪.....‬للتو ج ّهز نفسه ‪.....‬واستلقى على السرير‬
‫سمع الرنين وعندما رأى االسم لم يتردد في الرد‬
‫‪:‬هًل ماكس‪...‬‬
‫تفسيرا ِلم‬
‫ً‬ ‫ماكس بغضب (مترجم)‪ :‬ماذا يحدث؟‪.....‬اريد‬
‫حدث‪....‬أحدهم حاول قتل ابنتك‪......‬وقتل رجلين من رجال‬
‫أمير‪...‬وترك رسالة تهديد‬
‫ثم قراها‪ :‬ابتعدوا عن ُمراد‪...‬وإال لن يبقى أحدًا منكم!‬

‫وبلغة عربية مكسرة بالغة في العصبية‪ُ :‬مراد‪.....‬توقف عن‬


‫‪.....‬جعلي‪....‬مجنون‪.....‬‬

‫ُمراد عندما سمع حديث نهض بخوف على ابنته‪ :‬شتكول(شتقول)‬


‫انت‪...‬؟‬

‫ماكس بانفعال‪ :‬ال تعمل نفسك‪....‬مصدوم‪....‬‬


‫مراد بعصبية‪ :‬أنا مالي دخل ‪.....‬بس وهللا ال انتقم منهم‪.....‬وهسه‬
‫قولي ‪....‬شصار على بنتي‪....‬‬

‫مراد بسخرية!‪: not fine‬‬

‫ثم اغلق الهاتف في وجهه‪....‬ومشى مراد بخطى متسارعة ليخرج‬


‫من غرفته‪...‬متوج ًها لجناح أخيه ‪....‬وفي عينيه شر ال ينضب!‬

‫ركض على عتبات الدرج وهو يشتمه‪......‬وصل إلى‬


‫ً‬
‫مقفًل فقام بضربه بيده‬ ‫جناحه‪.....‬كان سيفتح الباب ولكن كان‬
‫ورجله‬
‫وبصوت عالي‪ :‬جووووووووووووووووورج افتح‬
‫الباب‪.....‬افتححححححححححححححححححححححح‪.......‬‬

‫جورج كان أمام أوراقه الكثيرة ‪ ،‬لم ينتهي من العمل ‪.....‬واخذ‬


‫يكمله هنا‪...‬سمع الطرق نهض وفتح الباب بخوف ‪.....‬ولم يمهله‬
‫مراد مسكه والصق ظهره بالجدار وش ّد على ياقته‬
‫‪:‬لهدرجة تستخف فيني يا جورج‪...‬‬

‫جورج دف أخيه عنه وبصرخة‪ :‬جنيييييييييييييت أنتّا؟‬

‫ُمراد انقض على أخيه مرةً أخرى‪ :‬ترسل كًلبك عشان يموتون‬
‫بنتي‪.....‬بس علمود ما ساعدتك في عملية التهريب‪....‬‬

‫جورج امسك بيدي أخيه وش ّد عليهما بيده وحدّق في عين مراد‬


‫الغاضب‪ُ :‬مراد اهدأ وخلينا نتفاهم‪....‬‬

‫مراد بصرخة‪ :‬مااااااااااااااااا فيه شي نتفاهم عليه‪.......‬‬

‫جورج دفع أخيه للخلف وبانفعال‪ :‬ما بعرف عن شو تتكلم بس انا‬


‫بعيد عن كل شي يصير ألمير وبنتك‪....‬‬

‫مراد ‪ :‬تركوا رساااااالتك عند ماكس‪....‬‬


‫قوس حاجبيه‪ :‬شو عم تخبّص أي رسالة‪....‬‬ ‫جورج ّ‬
‫مراد بقهر‪ :‬تهددهم لو ما ابعدوا عني راح تقتلهم‬

‫جورج ضحك بسخرية‪ :‬هههه وانت صدئت هيدا الشي؟‬


‫مراد بتهديد‪ :‬جورج‪....‬اقسم لك باهلل‪...‬لو ما كفيت شرك عن‬
‫بنتي‪.....‬ال اضر بنتك‪....‬‬
‫وهزه من اكتافه بعنف‪:‬‬‫ّ‬ ‫جورج انقض هنا على أخيه‬
‫اصحححححححي على نفسك‪.....‬في حدا عم يتًلعب‬
‫فينا‪.......‬اصحىىىىىىى انا ما عملت شي ال لبنتك وال‬
‫ألمير‪....‬بتفهم؟‬

‫ُمراد ابعد أخيه عنه ‪....‬ثم مسح على رأسه عدّت مرات‬
‫ليردف جورج‪ :‬في حدا عم يعمل كل هالشغًلت وبعلّئها فيني‪....‬‬
‫مراد بصرخة‪ :‬منوووووووووووو؟‬

‫جروج بنفس الصرخة‪ :‬ما بعرف‪......‬يمكن من أعداء امير‪....‬‬


‫مراد بحده‪ :‬ال مو من أعداء امير‪.......‬اذا فعًل مالك يد ‪...‬فهالشي‬
‫يكون من اعداءك‪...‬‬
‫جورج بتفكير‪ :‬اعدائي؟‬

‫مراد دون ينظر إليه ‪ :‬راح انزل على باريس‪....‬‬


‫ثم مشى عائد إلى غرفته ‪....‬بينما جورج وقف ينظر للفراغ‬
‫وبذعر‬
‫حدّق بشتات‪ :‬اعدائي؟‪...‬معئولة؟‬
‫سح على شعره عدّت مرات ثم عاد لغرفته هو اآلخر!‬ ‫تأفف م ّ‬
‫‪.........................‬‬

‫بعد يوم ُمتعب وشاق‪ ،‬ومليء باالنتصارات من جميع النواحي‬


‫التي خطط عليها‪ ،‬رمى األوراق التي بيده أوراق تحمل بداخلها‬
‫معلومات شخصية لهدم تلك الشخصية كان صع ًبا عليه أن يتوصل‬
‫إلى ادّق التفاصيل ولكن اتضّح له انّ هناك عنصر حاقد وحاسد‬
‫ليتخلّص من هذه الشخصية وابعادها عن هذه العائلة لذا ليقتحم‬
‫كون معها عًلقة ُحب وهمية بسبب‬ ‫صفوت هدوء مشاعرها ّ‬
‫عملها كـ(فاشينستا )وهو كمعجب وعاشق اخذ يؤثّر عليها إلى ان‬
‫بدأت تُفشي بأسرار هذه العائلة وهذه الخطوة اتخذها قبل الظهور‬
‫لهذه الشخصية التي ال تعلم بما يدور حولها‬
‫واآلن سدد رميته القاضية على جورج بتشكيك ُمراد ناحيته‬

‫ولن يكتفي بذلك ما إن ي ّحل النور عليه سيجعله ي ّغص في شوكة‬


‫األلم‬
‫وسيبّث في دمه شكّ من نوع عميق وقاسي‪ ،‬ويتمنى لو تتحقق‬
‫نتيجة هذه الخطة بسفك الدماء‬
‫ضحك بصوت عا ٍل ثم سحب كأس الماء وشربه في دفعة واحدة‬
‫‪:‬انتقموا من بعضكم يا حلوين‪....‬‬
‫ثم رمى نفسه على االريكة واخذ يفكر بخبث نواياه!‬
‫‪.................................................. ............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اشد االمراض خطورة‬
‫امراض القلوب!‬
‫القلوب العليلة بالحقد والحسد‪ ،‬وعدم ُحب الخير لآلخرين‬
‫خيرا‬
‫طبع عليها بأال ترى ُح ًبا وال ترى ً‬ ‫تلك القلوب التي ُ‬
‫مليئة بالشوائب واالشواك الحارقة ِلمن يلمسها!‬
‫تلك التي تجعل من اإلنسان جمادًا ال يملك أيّة مشاعر حتى به‬
‫يفكّر باألشياء الهادمة من اجل الشعور بلذّة االنتقام‬
‫قلوب في حاجة شديدة لعًلج في أسرع وقت قبل أن تحرق‬
‫األخضر واليابس وتجعل منهُ رمادًا ال يمكن الخًلص منه إال‬
‫ببعثرته في الهواء بصعوبة بالغة من ثقل وزنه وشدّت وطئه!‬
‫هذه القلوب تحرق قلوب أخرى ال تعرف معاني تلك االمراض‬
‫فتغرق في وجوهها المختلفة والمغلّفة بزيف ما تُخفيه من حقيقة‬

‫تُرسل للقلوب الطيبة والصافية تنبيهات جيّدة لتقترن بها وما إن‬
‫دمارا ال يُشفى!‬
‫ً‬ ‫تتمكّن منها وتقترن تعصف بها‪...‬مسببة لها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ال تعرف نواياه وخبثها ‪.....‬ال تعرف انه سيستخدمها كأداة من‬
‫أجل تحقيق عدالته في االنتقام‪.....‬كما عذبوه‪....‬وحرموه من‬
‫أشياء عزيزة على قلبه‪.......‬نفوه لمكان بعيد‪.....‬لفترة لم تتجاوز‬
‫الثًلث سنوات‪....‬لمكان الجميع يكره ‪...‬زجوه في السجن‬
‫كرهًا!‪.....‬بقضية لم يقترفها ‪.....‬شعر بعجزه وحرقة قلبه خاصةً‬
‫بعد أن علم بوفاة أخيه الوحيد والذي يصغره بسنة واحدة‪...‬توفي‬
‫وهو غريب ‪....‬في بلد يمتلك قوانين صارمة بحقه‪....‬وغريب في‬
‫ظلمة جدران السجن‪....‬جنّ ‪....‬هناك بالبكاء ‪.....‬صحة أخيه لم‬
‫تكن ج ّيدة فهو يعاني من االنيميا المنجلية ‪.....‬في ذلك الوقت‬
‫‪.....‬كان مخاصمه ‪....‬ألنه علم بطبيعة عمل أخيه مع ذلك‬
‫المتجبّر‪....‬ولم يعد يأخذ منه المال‪.....‬ولم يعد يتصل عليه كما‬
‫يفعل‪....‬خاصمه‪.....‬في األوان التي هو بحاجه إليه ‪.....‬ها هو‬
‫اآلن خرج‪....‬وفي خًلل سنتين جمع معلومات جداا مهمة ومفيدة‬
‫من أجل انتقامه‪....‬كونه مهووس‪....‬باإللكترونيات واعمال‬
‫الهكر‪.....‬وهذا كان عمله مع ذلك المدعو‪...‬استطاع أن يخترق‬
‫نظام المعلومات الخاصة به‪......‬حتى توصل إليها ‪...‬واستخدم‬
‫قريبتها لتعلمه بأدق تفاصيلها‪....‬ولم يكتفي بذلك أبدًا‪.....‬ولن‬
‫سجن‪.....‬اضاع‬ ‫يكتفي ابدًا‪.....‬خسر كل شيء بالنسبة له‪ُ ....‬‬
‫دراسته‪......‬اضاع جزء من عمره‪.....‬ما زالت والدته‬
‫المقرب توفّى دون أن يسامحه ‪....‬دون أن‬ ‫ّ‬ ‫مخاصمته‪.....‬واخيه‬
‫معتذرا!‪ ....‬استقله‪....‬استقل‬
‫ً‬ ‫يحتضنه ويشتم رائحته ويقبله‬
‫ذكاؤه‪.....‬في انشاء القواعد والنظم االلكترونية ‪......‬وحتى‬
‫البرامج ‪.....‬التي تساعده في العمل‪.....‬ذكاؤه ادخل عليه الكثير‬
‫من المال‪......‬واآلن سيستخدم هذا الذكاء لحرقه!‪......‬سيحرقهُ‬
‫عن طريق أحب األشياء لقلبه‪....‬سيجعله يتألم‪....‬ببطء‪....‬‬
‫بينما هي‬
‫ابتسمت ب ُحب‪....‬على احًلمها الوردية التي بدأت تتحقق‬
‫دون إدراك نواياه‪....‬كسرت القواعد التي رسمتها في عقلها‬
‫‪.....‬وهدمت جميع الحواجز ألنها بحاجة إلى هذا االهتمام ‪....‬هذا‬
‫ال ُحب‪....‬هذا العشق‪...‬وهذه الكلمات التي لم تسمعها ُمنذ ان‬
‫انفصًل والديها‪....‬‬

‫احتضنت الوسادة‪.....‬واغمضت عينها وعاشت إيًلف في هذه‬


‫الليلة اجمل االحًلم ‪.....‬دون أن تشعر بتلك النوايا!‬
‫‪.................................................. .................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استشاط قيضًا من حديثها وتلميحاتها تلك التي اجزم بعدها انها‬
‫جنّت ح اقا‪.....‬لم يأخذ ابنه‪....‬ولم يلمسه حتّى كان ينظر إليه عن‬
‫بعد ‪....‬وهو يهز برجليه بتوتر‪.....‬‬
‫سار يداعبه ويًُلطفه ب ُحب األطفال الذي ُجبل‬ ‫كان بيد أخيه ج ّ‬
‫عليه‪...‬‬
‫تحدث قصي في هذه االثناء‪ :‬وهللا ما عرفتك وأنت تحب‬
‫األطفال‪.....‬‬

‫عزام وهو يأكل من البرتقال‪ :‬وهللا حتى أنا انصدمت‪....‬‬

‫سار طبّق بطرف شفتيه على طرف خد عبد هلل دون عضّه ثم‬
‫ج ّ‬
‫بعد ذلك ابتعد عنه وقبّل يده وهو يقول‪ :‬وهللا احسن شي في‬
‫هالدنيا ذي كلها ‪.....‬االطفال وبراءتهم‪......‬ياخي فيهم صفاء‬
‫ونقاء ‪......‬يجبرك على محبتهم‪...‬‬

‫قصي شعر بالغصة هُنا‪ ،‬هل ستكون النتائج مؤلمة؟‬


‫هل سيصعب على ُمهره االنجاب؟‬
‫اخذ نفس عميق ومسح على شعره بهدوء‬

‫تزوج‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬خًلص يا خوي ّ‬

‫سار بروعة‪ :‬اعوووووذ باهلل‪....‬ال وين‪...‬تو الناس‪.....‬‬


‫ج ّ‬

‫قصي بسخرية ضحك‪ :‬هههههه وش تو الناس عمرك صك سبعة‬


‫تزوج وانت في األربعين؟‬
‫وعشرين ‪.......‬تبي ّ‬

‫عزام ضحك ‪ :‬هههههههههههههه ال وهو في الستين نزفه وهو‬


‫على عربيته‬

‫ضحك هنا سيف وخرج من إطار الصمت‬

‫قصي نظر إليه ثم ابتسم لهم‪ :‬شكله كذا‪...‬‬


‫سار احتضن عبد هلل واخذ يحدثه‪ :‬عمانّك خبول‪....‬وابوك‬
‫ج ّ‬
‫نفسية‪....‬يًل منو قدّك عندك عم واحد بس عاقل ورزين‪....‬وسيم‬
‫بعد‪....‬‬

‫سيف بتكشيرة‪ :‬يا شين الثقة الزايدة‪...‬‬


‫عزام رفع حاجبه األيمن‪ :‬عندك شك في ذلك؟‬
‫سيف بضحكة خفيفة‪ :‬ههههههه أي دافع عنه عشان وجهك‬
‫نسخة منه‪.....‬ما تقدر تطقطق عليه ما فيه مجال‪....‬‬

‫قصي التقط عنقود العنب من على الصحن وبدأ بأكل حبه واحده‬
‫منه‪...:‬مسكين وين ما يروح يشوف نفس وجهه بدون مرايا‪....‬‬

‫سار نهض وجلس بالقرب من عزام واحتضنه بيده اليمنى وباليد‬ ‫ج ّ‬


‫اليسرى ماسك بعبد هلل وبنبرة انثوية‪ :‬يًل منّاك ال تضغطون‬
‫اخوي‪....‬‬

‫غص في اكل العنب‬ ‫ضحك هنا قصي وكاد يموت مختنقًا بعد أن ّ‬
‫اخذ يكح‪ :‬هههههههههههههههه كح كح هللا يقلعكم‪...‬‬
‫سيف نهض وضرب بخفة على ظهره وهو يضحك‪:‬‬
‫ههههههههههههههههههههه ال تتكلم يا غبي خذ نفس عميق‬
‫وناظر على فوق‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬هذا حوبتي يا كـ‪......‬‬
‫سار ‪ :‬هههههههههههههههههههههههه ال تموت‬ ‫ج ّ‬
‫تكفى‪.....‬بعدين ما يصير عندنا احد نطقطق عليه‪...‬‬

‫قصي هدأت أنفاسه‪ :‬عليه صوت بنت مادري من وين تجيبه هللا‬
‫ياخذك‪...‬‬

‫سار بتفاخر ‪ :‬احم احم هذا من اغرب مواهبي‪....‬‬


‫ج ّ‬
‫سيف نهض هنا ‪ :‬عن اذنكم‪....‬‬
‫سار نهض‪ :‬أقول تعال خذ ولدك‪.....‬قلنا نحب أطفال بس مو‬
‫ج ّ‬
‫لدرجة اخليه عندي خمس اربع ساعات‪....‬‬
‫سيف التفت عليه ‪ :‬عطه امي‪....‬‬
‫قصي دون ان ينظر لهم‪ :‬امي راحت بيت عمي‪....‬‬
‫سيف لم يبدي أي اهتمام ثم خرج من المنزل‬
‫سار ‪ :‬شفيه بعد‬ ‫ج ّ‬
‫قصي تنهد‪ :‬هللا يعينه‪....‬‬
‫عزام نظر لقصي وغمز له‪ :‬وعينا جميع‪....‬بس قولي وش فيك‬
‫مانت على بعضك؟‬
‫قصي حك جبينه‪ :‬ما فيني شي‪...‬‬
‫سار ‪ :‬يعني من اآلخر يا عزام ما راح يقولك شي‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام نهض‪ :‬بالطقاق‪......‬بروح اطلع اشم هواء‪...‬‬
‫سار ‪ :‬الحين متى بندر جاب عبد هلل‪....‬؟‬ ‫ج ّ‬
‫قصي بتذكر‪ :‬بعد ما طلعت امي‪....‬‬
‫سار بهدوء‪ :‬هللا‪....‬وهللا مر وقت طويل‪....‬الحين وش اسوي فيه‬ ‫ج ّ‬
‫لو بكى وال جاع‪......‬ال حول‪.....‬‬
‫قصي نهض وهو يضحك‪ :‬ههههههه هللا يعينك‪...‬‬
‫سار‪ :‬وين بتروح بعد انت‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫قصي بتصريح ‪ :‬بروح لزوجتي ‪......‬ابي اطمن عليها‪.....‬‬

‫سار بضياع‪ :‬طيب وش اسوي مع عبد هلل‪...‬‬ ‫ج ّ‬


‫يلوح له بيده‪ :‬اتصل على ابوه‪...‬يًل باي‪....‬‬ ‫قصي وهو ّ‬
‫وطلع‬
‫سار نظر ألبن أخيه‪ :‬شفت كلهم ما يحبونك بس انا اللي احبك‪..‬‬ ‫ج ّ‬
‫سار وهو يق ّبله بشدّة‬ ‫ضحك عبد هلل وكانه فهم ما قاله فنهض ج ّ‬
‫على خده‪ :‬فديتتتتتتتتتتتت قلبك يا قلب عمك انت‬
‫ثم اردف بحنية‪ :‬هللا يصلح ابوك وامك بس‪...‬‬
‫‪.................................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ً‬
‫اتصاال من أخيه رد عليه بهدوء‪ :‬هًل وغًل بو خالد‪....‬‬ ‫تلّقى‬

‫بو خالد كان في مكتبه المنزلي‪ :‬هًل فيك يا بو ناصر‪...‬ها طمني‬


‫على صحتك ان شاء هللا احسن؟‬

‫بو ناصر بهدوء‪ :‬الحمد هلل احسن بواجد‪....‬‬


‫بو خالد همس‪ :‬الحمد هلل‬
‫ثم قال‪ :‬يوسف‪...‬وش فيك يا خوي؟ عًلمك‪.....‬هالليام‪....‬ال عدت‬
‫تجي تزورني‪.....‬وال عدت على بعضك‪.....‬‬

‫بو ناصر‪ :‬خلها على ربك‪...‬وانا خوك‪.....‬وتطمن علي انا بخير‬


‫وفي افضل حال‪....‬‬

‫بو خالد لم يحب أن يناقش أخيه اكثر وال يريد أن يضغط عليه ‪:‬‬
‫هللا يدومه عليك من حال‪....‬‬
‫ثم تنحنح وهو يقول‪ :‬اجل اسمعني‪.....‬ما تصلت عليك وانا‬
‫خالي‪...‬يا يوسف‪.....‬‬

‫بو ناصر عقد حاجبيه‪ :‬خير يا غازي‪.....‬عًلمك صاير شي؟‬

‫بو خالد ابتسم‪ :‬ال تخاف‪.....‬ما فيه إال الخير‪.....‬‬


‫ثم بنبرة جادة‪ :‬يوسف‪...‬دام تحاليل شيخة ما هي متوافقة‬
‫‪.....‬وانفضّت سيرة هالخطبة‪.....‬الزم اقولك‪......‬‬
‫بو ناصر بهدوء‪ :‬أي ‪.....‬قول‪....‬‬
‫بو خالد بهدوء‪ :‬بندر‪.....‬لم عرف بخطبتها بسلطان جن‬
‫علي‪....‬وواجهني وقال يبه انا ابي بنت عمي‪....‬بس انا صديته‬
‫عن هالموضوع وقسيت عليه‪...‬بعد‪.....‬بس الحين‪...‬‬

‫اشوش راس البنت‪...‬مابي‬


‫قاطعه بو ناصر بهدوء‪ :‬ياخوي‪...‬مابي ّ‬
‫اكلمها بهالموضوع ابد‪....‬بتركها تدرس ‪...‬و‬

‫قاطعه ‪ :‬اسمعني قبل‪.....‬ال تكلمها وال شي‪....‬اترك االمر بيني‬


‫وبينك‪......‬دام بندر نفسه فيها ورغبان بالزواج منها‪......‬انا ابي‬
‫اخطبها منك‪....‬ال تقول لها شي الحين ابد‪.....‬اترك االمر بيني‬
‫وبينك إلين يجي الوقت المناسب‪...‬بس اسمعني لو تقدم لها أي‬
‫احد ثاني ‪....‬في ذمتك تقول لها عن خطبة بندر لها‪.....‬ما ابي انا‬
‫اعشّم الولد وهم ما ابي اكسره‪...‬ودامك خايف على مشاعرها‬
‫الحين ال تكلمها ابد ‪.....‬بس مثل ما قلت لك ولد عمها يبيها‬
‫والقريب أولى من الغريب‪.....‬‬
‫فهم إشارة أخيه تحدث مبتس ًما‪ :‬فهمتك وانا اخوك‪....‬وبندر والنعم‬
‫سدى ‪...‬رجال‬ ‫فيه تربيتك وتربية المرحومة ما راحت ُ‬
‫وكفو‪....‬بس مثل ما قلت‪...‬نترك هالموضوع بينا إلى ان يجي‬
‫اليوم المناسب‪....‬‬
‫بو خالد ارتاح جزئيًا‪ :‬هللا يكتب لهم اللي فيه الخير‪......‬والحين ما‬
‫أطول عليك مع السًلمة‪......‬وان شاء هللا خًلل هاليومين‬
‫بزورك‪.....‬واشوف وش همك‪...‬‬
‫بو ناصر ‪ :‬هللا يسلمك وحياك هللا في أي وقت يا خوي‪....‬‬
‫اغلق الخط وتنهد بهدوء‬
‫ثم خرج من المنزل للقاء اقرب صديق له لمعرفة المستجد من‬
‫االمر الذي ساهرت عيناه من أجله!‬

‫‪.................................................. ............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مضت ساعات طويلة وهي ال زالت في غرفتها ‪ ،‬بالواقع نامت‬
‫‪....‬بعد رحلة بكاؤها الطويل‪......‬اتت من جديد اطرقت الباب‬
‫عليها ترجتها بفتح الباب ولكن لم تسمع صوت لها!‬
‫خشيت عليها من أنّ هناك سوء قد ح ّل عليها ولكن هدئها اخيها‬
‫خالد ِلتكف عن التفكير بهذه الطريقة‬
‫واخذها لغرفته وكان بندر هناك‪......‬‬
‫فبعد سماعه لحديث اخوتيه فهم جزء بسيط من سبب رغبة اخته‬
‫في الطًلق واخبر خالد‪.....‬‬
‫لذلك استدرجاها لهذه الغرفة للتحدث معها‬

‫خالد‪ :‬اتركيها ‪...‬وهللا بتعاندك الحين‪....‬‬

‫الجازي ترقرقت عيناها‪ :‬أخاف تنسى ما تأخذ ابرة السكر‪...‬‬


‫بندر بهدوء‪ :‬هي احرص مني ومنك على صحتها‪....‬وبعدين‬
‫تلقينها نامت‪....‬بعد المدرسة كعادتها‪....‬‬

‫الجازي تمتم‪ :‬استغفر هللا‪....‬‬


‫خالد نظر ألخيه ثم نظر لها‪ :‬الجازي‪.....‬اصدقيني القول‪....‬وش‬
‫قلتي لها‪....‬‬
‫الجازي بانفعال نظرت لبندر‪ :‬يعني تبيني اصدق بندر ما قالك‬
‫شي‪...‬‬
‫خالد أشار لها بتعجب‪ :‬على هونك‪....‬ما قلت شي‪...‬‬
‫بندر بدون أي مقدمات نهض ووقف امامها وبصوت حاد‪:‬‬
‫المفروض يا الجازي‪.....‬ما دخلين نوف بسالفتك مع سيف‪...‬مهما‬
‫كان‪...‬نوف‪....‬تظهر لكم عكس ما تبطن‪....‬حساسة ومالها‬
‫بالحمول الثقيلة‪...‬واذا مانتي حاسة انتي قسيتي عليها‪...‬وال بعد‬
‫رميتي عليها كًلم‪.....‬ما يدل إلى على شكك فيها‪.....‬‬

‫الجازي نهضت وهي تشير له بغضب وصوت مرتفع‪ :‬أي الحين‬


‫خذها فرصة واجلس لومني‪....‬وانا ما حملتها شي‪.....‬‬
‫بندر بنفس النبرة‪ :‬يكفي انها تعرف سبب خًلفك معاه‪...‬وحافظة‬
‫سرك‪........‬وشايلة ه ّمك‪....‬وحتى ولدك ‪.....‬في الفترة اللي‬
‫صرتي تعبانه فيها صارت له مثل االم‪....‬تشربه حليبه‪....‬تغيّر له‬
‫حفاضاته‪...‬تنيمه جنبها‪....‬والحين بس ألنه زوجك المصون كلمها‬
‫قال ابي اشوفه ولدي شكيتي فيها‪...‬‬

‫الجازي احمر وجهها صارخة‪ :‬اناااااااا ما شكييييييييييييييت‪...‬‬

‫نهض بينهما خالد بصوت حاد‪ :‬خًلاااااااااص يكفي‪....‬‬


‫ثم التفت على أخيه‪ :‬بندر اطلع برا‪....‬‬

‫بندر بعصبية وصوت مرتفع‪ :‬ال ما نيب ساكت‪......‬خلها تحس‬


‫اشوي‪.....‬يكفي عااااااااااد دلع ومصاخه‪......‬صدق ما ندري وش‬
‫سالفتك مع سيفففففف‪...‬بس هالشي ما يعني انه نفسيتك الزفت‬
‫تمارسينها علينا‪....‬ونوف ترى صحتها جداا في تراجع انا اللي‬
‫اوديها مراجعاتها وانا اللي اعرف عنها اكثر من اللي انتوا‬
‫تعرفونه ‪.....‬ال تشوفونها تضحك‪.....‬وتحاول تغير جوكم‪....‬تراها‬
‫تعبانه وما تظهر لكم‪...‬ويمكن حتى األزمات اللي مرت فيها لم‬
‫توفت امي ترجع عليها من هالضغط‪.....‬‬
‫خالد بصرخة‪ :‬خًلاااااااااااااااااااااااص يا‬
‫بندررررررر‪...‬خًلاااص‪....‬‬

‫الجازي برجفة شفتيها وبدموع عينها‪ :‬كل هذا شايلة في قلبك‬


‫علي يا بندر‪....‬‬
‫بندر بحده‪ :‬انا ابي افهم‪....‬هالحقير وش سوى فيك‪...‬وخًلك ما‬
‫تحسبين احساب ألحد‪.......‬شنو سوى لك‪...‬تكلمي‪......‬‬

‫الجازي سكتت ونظرت له بعجز‪ ،‬وعيناها محمرتين‪...‬‬


‫خالد ‪ :‬بنددددددددددددر يا تسكت يا تطلع برا‪.....‬‬
‫سكت بندر وكتف يديه‪...‬‬
‫ثم قال خالد‪ :‬الجازي‪......‬اعتقد انك الحين تعديتي مرحلة‬
‫الغضب‪....‬والصدمة‪.....‬قولي لنا وش سوى سيف‪....‬خلينا نجيب‬
‫لك حقك‪...‬عشان ترتاحين وتتخلصين من هالضغط‬
‫المكبوت‪.....‬تكلمي‪....‬‬
‫الجازي ‪.....‬يلومونها‪....‬ويحملونها‪....‬الكثير‪....‬‬
‫عجزت عن التحدّث‪....‬‬
‫بندر التفت هنا وبصوت هادئ ‪ :‬خانك؟‬

‫الجازي اغمضت عيناها وهلّت دموعها على خديها‪....‬حركت‬


‫رأسها تنفي هذا االمر‬
‫فقال خالد‪ :‬اجل وش سوى؟‬
‫بندر بقل صبر‪ :‬سكتي‪....‬سكتي وانفجري بوجه المسكينة‬
‫اختك‪....‬اففففففففففففف‬
‫ثم خرج من الغرفة‬
‫وبكت هي هنا واحتضنها خالد وهو يصرخ‪ :‬كًلمك مثل وجهك ما‬
‫تعرف تتكلم بأسلوب يا زففففففففففففففت‪....‬‬

‫الجازي غرقت في نوبة بكاء عميقة‪ ،‬حديث بندر اوجعها ولومه‬


‫ض ّيق عليها أنفاسها‬
‫طبطب على ظهرها خالد‬
‫‪:‬الجازي اهدي‪....‬تعرفين بندروه ‪.....‬ما يثمن كًلمه لصار‬
‫معصب‪.....‬‬
‫الجازي ابتعدت عنه مسحت دموعها بيديها واردفت ببحة بكاء‪:‬‬
‫كًلمه صح‪.....‬انا هالليام مامسك نفسي لعصبت ‪....‬وجرحت‬
‫نوف‪...‬‬
‫خالد امسكها من اكتافها وبرجاء‪ :‬الجازي‪.....‬لمتى وانتي تخبين‬
‫علينا؟‪.....‬ترا بندر وهللا جن عشانك ساكتة عن سيف‪....‬خايف‬
‫عليك‪.....‬قولي لنا‪....‬احنا اخوانك‪.....‬‬

‫الجازي بللت شفتيها وبصعوبة‪ :‬احتاج وقت‪......‬وقت اقدر اعدّل‬


‫فيه وضعي وكل شي بصير تمام ‪.....‬بدون ما قول لكم‪.....‬وبدون‬
‫ما اشرح‪.....‬عن اذنك‪...‬‬
‫وعض خالد على شفتيه بغضب من‬ ‫ّ‬ ‫ثم خرجت من الغرفة ‪،‬‬
‫سكوتها ومن فعل أخيه‪....‬‬
‫بينما هي واجهت في وجهها سينا عندما خرجت تقول‪ :‬ماما بابا‬
‫سيف تهت (تحت)‪....‬يبغا انتي‪....‬‬

‫الجازي هزت رأسها ‪ :‬اوك‪...‬روحي‪...‬‬


‫مطول‬
‫ّ‬ ‫ثم مشت بخطى سريعة وهي تكرر بهمس‪ :‬الوضع‬
‫‪....‬مطول‪....‬‬
‫ّ‬
‫نزلت من على عتبات الدرج وهي تركض‪.....‬وبقايا الدموع ما‬
‫زالت عالقة على وجنتيها وفي محجر عينيها ‪....‬مسحتهم بنرفزة‬
‫من الوضع الذي لم يستقر ابدًا‪.....‬ثم خرجت للمجلس ‪....‬فتحت‬
‫الباب‪....‬‬
‫اغلقته‬
‫سا في زاوية الكنب ينتظر مجيئها بهز رجليه ‪...‬دون‬‫ورأتهُ جال ً‬
‫وجود البنها‪....‬‬

‫تحدثت بغضب‪ :‬ايش اللي جابك هنا؟‪....‬وعبد هلل بندر جابه‬


‫لك‪.....‬وش تبي؟‪....‬ليش جيت‪...‬‬

‫سيف نهض ونظر لحالها وبعثرته تقدم لناحيتها وتحدث‬


‫بهدوء‪ :‬انتي اللي اجبرتيني اجي لك‪.....‬‬
‫نظرت له مستفهمة؟‬
‫وبسخرية اردفت‪ :‬أناااااا؟‬
‫سيف نظر لعينيها المحمرتين‪ :‬واضح‪.......‬ما زلتي على‬
‫رايك‪.....‬وما زلتي على جنانك‪...‬‬
‫الجازي اشارت له بانفعال‪ :‬وال راح اتنازل عن قراري‪.....‬وقلتها‬
‫لك بطلقني غصبن عنك‪....‬‬

‫سيف اقترب خطوة لألمام وبتحدي‪ :‬وانا قلت لك نشوف شلون‬


‫غصبن عني؟‬
‫الجازي ابتعدت خطوة عنه‪ :‬شتبي مني ؟‪.......‬أنت ما عندك‬
‫كرامة؟‪......‬ما تحس؟‪....‬جماد‪....‬‬
‫وبصرخة‪ :‬قلت انا ماااااااااااااااااا ابيييييييييييييك‪.......‬ما‬
‫ااااحبككككك‪......‬اكرهككككك‪......‬وش تبي من وحدددددددددة‬
‫تتمنى فرقاااااااااك‪...‬‬

‫سيف امسكها من معصم يدها وبغضب اجلسها على الكنب ‪:‬‬


‫اشششششششش صوتك ال يعلى‪....‬‬
‫ثم قال‪ :‬جيت احط النقاط على االحرف‪.......‬‬
‫الجازي وقفت من جديد وبنفس النبرة‪ :‬بطلّق يعني؟‬

‫سيف بحده‪ :‬الاااااااااا‪......‬ابيك تلمين اغراضك‪....‬وتجين معي؟‬

‫الجازي لم تتحمل وقاحته وجرأته في هذا الطلب‪.....‬لذا ضحكت‬


‫بخيبة ألم وقهر إلى ان دمعت عيناها‪......‬يريد منها العودة بهذه‬
‫السهولة؟‬
‫‪:‬ههههههههههههههههههههههههه جنيت سيف؟‬

‫سيف لم يتحمل ‪...‬االمر اصبح فوق طاقته‪.....‬امهلها ولكن هي‬


‫من جنّت على نفسها بتحديها واتصالها عليه لتتهمه بما ليس‬
‫فيه‪......‬‬
‫‪ :‬اظن الفترة اللي جلستي فيها هنا كافية‪.......‬وانتهت بالنسبة‬
‫لي‪.......‬فماله داعي جلوسك هنا‪......‬‬

‫الجازي بصرخة ضربته على صدره‪ :‬مو انت اللي‬


‫تقرر‪......‬قلللللللللللللللت لك انا ابي الطًلق‪.....‬ما تفهم‪......‬وأنت‬
‫تقول ارجعي ‪......‬مجنون؟‪....‬ما تفهم؟!‪......‬ما راح اروح معاك‬
‫ألي مكان‪....‬وبجلس ببيت ابوي‪......‬وطًلق بطلقني‪....‬‬

‫سيف بانفعال‪ :‬مااااااااااا رااااااااح اطلقك‪.......‬وعطيتك فرصة‬


‫تبعدين فيها عني‪....‬فترة‪......‬وتحكمين فيها عقلك‪.....‬بس خًلص‬
‫انتهت هالمدة‪.....‬ما فيني اتحمل اكثر‪.....‬‬

‫الجازي ‪ :‬وانااااااااااا ما فيني اتحمل أعيش معاك طول‬


‫عمري‪.......‬سيف انت موتني ‪......‬هلكتني‪....‬وجاي الحين تكمل‬
‫الناقص علي‪......‬هللا عليك‪......‬يا سيف‪.....‬يا قساوة قلبك‪.....‬ويا‬
‫شين فعايلك‪.......‬طلقني بًل مشاكل وهم وقرف‪....‬يكفي اللي صار‬
‫اليوم‪....‬‬

‫سيف شد على شعر شعره منفعًل ثم مسح عليه‪ :‬وعشاننن اللي‬


‫صاااااار اليوم جيت باخذك‪....‬صايرة بس تثيرين المشاكل‪...‬عشان‬
‫تنهين االمر ‪...‬بس ما راح اعطيك فرصة ابد‪....‬‬
‫الجازي‪....‬نظرت إليه بحده‪....‬وبغضب‪.....‬إذًا ما فعلتهُ اليوم‬
‫ستدفع ثمنه كُرهًا!‬

‫هل ح ًقا هي بالغت حتى بها اآلن تتعاقب بشكل غير س ِو‬
‫أم أنّ سيف بدأ بالتحجج عليها واخذ الموقف من صالحه‬
‫لن تبقى هُنا ‪.....‬إن بقيت واقفة هكذا أمامه ‪....‬ستجرم بحقها! ال‬
‫سخف الحديث هذا‪...‬‬‫محاله‪....‬لذا ستنسحب من ُ‬
‫مشت وعبرت من جانبه للخروج ولكن امسك بمعصم يدها بقوة‬
‫واغمضت عينيها لكي ال ترى وجهه بعدما سحبها لألمام‬

‫تحدث‪ :‬اكرهيني بقدر ما تبين‪.....‬أنا ما راح اسمح لك تطلعين من‬


‫حياتي ‪.....‬ما حبيتك عشان اتركك ‪...‬وتذبحيني بغيابك يا‬
‫الجازي‪....‬‬

‫الخناق الصارم وبعد قرارها‬ ‫أي ُحب هذا؟ لم ترى ُحبه إال في فترة ِ‬
‫بالطًلق‪...‬لذا ُحبه هذا لن ينفعها بأي شيء ألنها في الواقع لم‬
‫تحبه بل اعتادت على وجوده واآلن أصبحت تمقت وجوده ايضًا‬
‫ال وجود لسيف في حياتها بعد اآلن‬
‫فتحت عيناها ونفضت يدها منه اقتربت اكثر وبحلقت في عينيه‬
‫بثبات‬
‫اشارت إلى قلبها وهي تنفي األمر‪ :‬قلبي ما يبيك‪....‬مشكلتك انت‬
‫اذا قلبك يبيني‪......‬ما احبك‪.....‬وتصدق عاد‪.....‬صرت اكرهك‬
‫على قدر محبتك لي!‪....‬هذا إذا انت صادق وفعًل تحبني‪....‬بعد‪....‬‬
‫اقتربت اكثر بجرأة وبتحدي صدمه‬
‫و لم يعد هناك بينهما إال سنتميترات قليلة وجدًا‬

‫أكملت ‪ :‬ما علمتني كيف احبك‪.....‬كل اللي علمتني إيّاه إني احذر‬
‫من قربك لي‪......‬احذر من إني اعطي قلبي فرصة‬
‫باالعتراف‪.......‬ف ّهمتني الدرس صح‪......‬اللي كان بينا‪.....‬مجرد‬
‫تأدية واجب‪....‬وانتقام‪.......‬‬
‫وضربته بقهر على صدره‪ :‬وعاقبتني أشد العقاب‪......‬لم جبت‬
‫عبد هلل‪.......‬اكرر عليك هالكًلم لعلى وعسى تفهمه‪......‬وتفهم قد‬
‫ايش اوجعتني والحين تبيني ارجع لك ‪....‬بسهولة‪.....‬‬

‫سيف ‪...‬لم ترمش عيناه ‪...‬اخذ ينظر لتفاصيل وجهها المصبوغ‬


‫بالحمرة اثر الغضب والعصبية ‪......‬نظر إلى ذلك العرق البارز‬
‫القريب من حاجبها االيسر ‪ ....‬والذي يظهر في حاالت الغضب‬
‫واالنفعال الشديد فقط‪.....‬اضطرب قلبه من هذا القُرب‪....‬ش ّد على‬
‫قبضة يده ليمنع نفسه عن رغبته وتهوره في االقتراب منها اكثر‬
‫ليروي عطش حبه بقبلة االشتياق‪....‬وبقبلة االعتذار!‬
‫بلل شفتيه ‪...‬وابتعد عنها وشتت ناظريه عنها لكي ال يُثير‬
‫اعصابها اكثر بفعل طائش منه!‬

‫ثم نظر لها وتحدث‪ :‬عبد هلل مو عقوبة‪....‬متى تفهمين؟‬

‫الجازي اهتز صوتها ‪ :‬عقاب‪.....‬ألنك وقتها ما تشوفني‪.....‬ما‬


‫تشـ‪....‬‬

‫احرقتهُ بهذا التصريح وهذه ال ُجرأة ‪ ،‬لم يتخيّلها بالطريقة التي‬


‫تفكر هي بها‪...‬ولم يتخيلها كغزل ابدًا‪......‬ولكن تصرفاتها‬
‫وتصريحه لم يشفعا له ابدًا‪.....‬‬

‫انقض عليها‬
‫ّ‬ ‫حقًا اآلن لم يعد قادر على تحمل إهانتها وحديثها‬
‫سريعًا واض ًعا كف يده على فمها لبتر هذه الكلمة‪....‬‬
‫والصق ظهرها على الجدار حدّق في عينيها وهو يقول‬
‫ً‬
‫منفعًل‪ :‬عمري ما تخيّلتها مكانك‪......‬تمنيتها لي بالحًلل وهللا ما‬
‫كتب‬
‫هنا حاولت التفلّت ولكن شد بيده على كتفها ليثبتها ويكمل‬
‫‪:‬اللي جالس يصير عقاب لي‪........‬وفيت لها بمشاعر باهتة بس‬
‫ألني خايف هللا يعاقبني عطيتها وعد وما وفيت به‪......‬عشان‬
‫أمي‪.....‬وعشاني انا كنت جبان‪.......‬ما قدرت أواجه‬
‫الكل‪....‬واقول ابيها‪.....‬وبسبتي ساءت حالتها ‪.....‬وطاحت في‬
‫المستشفى وزاد تأنيب ضميري‪...‬‬

‫يكفيها تصري ًحا بحبه لها تريد التنفس والهروب من يديه ولكن‬
‫كلما حاولت الهروب ش ّد عليها بيديه اكثر‬

‫فاكمل بقساوة وهو يشد عليها وما زال واضع يده على فمها لكي‬
‫يمنعها عن مقاطعته‪ :‬كنت خايف اتعاقب‪.....‬وكنت خايف تظن‬
‫فيني ظن سوء‪.....‬وكنت ما زلت وقتها أحس اني احبها‪......‬ما‬
‫قدرت اوضّح لها سبب عدم خطبتي لها‪.....‬وأمي عشان تنهي كل‬
‫هذا ‪...‬دخلتك في النص‪.....‬وصار اللي ما توقعته‪...‬‬

‫اغمضت عينيها وبكت‪......‬انهارت ما بين يديه‬


‫اعترافه بكل هذا يقهرها ويزيد من آالمها‬

‫اكمل‪ :‬حبيتك‪......‬حسيت انك انتي الحب الحقيقي‪....‬وغزل مجرد‬


‫ُحب طفولة وانتهى بزواجي منك بس ضميري ‪.......‬يصرخ اني‬
‫ابقى وفي لها‪.....‬ألني سببت لها آالم ما قدرت تبوح فيها ألي‬
‫أحد‪.......‬صرت اعاملك بقسوة عشان اكرهك‪......‬وعجزت يا‬
‫الجازي‪......‬حتى لم اعترفت لك إني كنت اتوجع بليلة‬
‫ملكتها‪.....‬ضميري هو اللي يوجعني‪.....‬وقلبي خايف من ظلمي‬
‫لها‪.....‬وكنت او هم نفسي ما زلت احبها عشان ابقى لها‬
‫وفي‪......‬بس لم قلت لك في ذيك اللحظة‪.....‬واعترفت ‪ ...‬ما‬
‫عادت احس بشي مثل الحب في اتجاهها كل اللي كان في قلبي‬
‫خوف من إني اخسرك ومن‬
‫إني اتعاقب ‪......‬ومن بعدها اقسمت انك ملكتي قلبي‪....‬وادري‬
‫اني متهور ‪..‬ومنفعل بمشاعري بشكل تخليك تفهميني‬
‫غلط‪....‬بس‪....‬كل اللي اعرفه الحين‬

‫وازاح يده عن فمها ‪ :‬اني احبك‪...‬وغزل مجرد ماضي‪......‬و ُحب‬


‫طفولي عفوي‪....‬انزاح من على قلبي بمجرد ما ارتبطت‬
‫فيك‪......‬صعب اقنعك بمشاعري‪.....‬بس تكفين يا الجازي ‪...‬ال‬
‫تقسين علي‪....‬يكفي ضميري يوجعني بكل ليلة‪...‬يكفي‪...‬‬

‫بكت والقت برأسها على صدره لتسند جبينها عليه ‪ ،‬قهرها اكثر‬
‫كان يحبها بمجرد ما تفكر أن سبب مشاكلهم اآلن امرأة أخرى‬
‫تشعر بالغليان وعدم القدرة على الصفح‬
‫حقًا هي ال تحبه وال تريد أن تجبر نفسها عليه‬
‫تريد أن تعيش بعيدًا عنه ‪ ،‬تريد ح ًبا حقيقيًا عفوي بإرادتها دون‬
‫إجبار قلبها على ُحب هي ال ترغبه‬
‫احتضنها ما بين يديه‬
‫وهي شدّت عليه اكثر وبكت‪ ،‬اوجعها‪.....‬ويحاول ان يداوي‬
‫جراحاتها بقرب لعين ‪...‬واعترافات ال تزيد االمر إال سو ًءا‪.....‬ماذا‬
‫تفعل للتخ ّلص من هذه االوجاع؟‬
‫الطًلق هو من سيخلصها منه‪...‬‬
‫دفنت وجهها في كتفه‪......‬مجبرة على ان تستخدم كيدها وهي في‬
‫هذا الحال‪....‬مجبرة على ان تُذيقه من الكأس نفسه‬
‫‪.....‬ستؤلمه‪....‬وستهينه ‪.....‬لربما يُدرك أنّ وجعها ليس بهذه‬
‫البساطة ‪.....‬وليست بساذجة للخضوع له بعد كل هذه االعترافات‬
‫القاهرة لها‪....‬‬
‫رفعت رأسها من على كتفه شدّت بيديها على رقبته وابتعدت ً‬
‫قليًل‬
‫عنه‪.....‬نظرت لعينيه بعينيه دامعتين‬
‫ما إن رأى وجهها المحمر وعيناها الغارقتين بالدموع حتى ش ّد‬
‫على جسدها بلطف وكأنه يُجمع بحركته بعثرتها الجديدة بعد‬
‫حديثه‬
‫‪:‬آسف‪.....‬الجازي‪...‬أنا ‪...‬والـ‪...‬‬

‫ً‬
‫مجاال لإلكمال اغمضت عينيها ‪ ،‬وبدأت باالنتقام‬ ‫لم تجعل له‬
‫‪.....‬ستؤلمه ‪.....‬وستوجع قلبه ‪...‬شدّت بيديها على‬
‫رقبته‪......‬والتهمتهُ بانتقام صغير وبسيط‪......‬تصرفها هذا ال‬
‫يوجد عنوان مناسب له سوى االنتقام ‪...‬ثم الرحيل‪......‬ستفعل‬
‫كما يفعل بها ‪....‬يقربها منه ويبعدها عنه لتتبعثر‪....‬وتتهاوى‬
‫وج ًعا وشكوكًا على األرض!‪......‬ستجازيه من جنس العمل‬
‫نفسه‪......‬ستحاول أن يفهم ‪.....‬شعورها ‪....‬فحديثها معه ال فائدة‬
‫منه ‪....‬ولكن ربما بالفعل سيفهم‪......‬ستوصل له الرسالة لعله‬
‫يدركها‪....‬‬

‫ً‬
‫مجاال باغتته باحتضان حتى انه ظنّ أنها‬ ‫ابتعدت ولم تعطيه‬
‫سامحته بهذا الفعل ش ّد عليها واخذ ينغمس في مشاعره ولكن‬
‫قربّت شفتيها ألذنه اليسرى وهي تهمس‬
‫بحده وبصوت مبحوح‪ :‬انا مو آسفة على اللي سويته‪.....‬‬
‫ثم قبّلتهُ على خده بلطف وازاحت يديه عنها وهي تردف‬
‫بعينيه غاضبتين‪ :‬انتظر ورقة طًلقي يا سيف‪.....‬ع ّجل ابها‪.....‬ما‬
‫عدت اطيق قُربك أبد!‬

‫ثم نفضت يديه من عليها وخرجت من المجلس!‬

‫شعر ببرودة تضربه من اسفل قدميه حتى تصل إلى اقصى رأسه‬
‫‪.....‬اصبح كالتمثال الواقف بًل ِحراك‪.....‬عجز من أن يتحرك‬
‫ليعاقبها قبل ان تخرج ‪.....‬ظنّ أنّ حركتها بداية المسامحة وبداية‬
‫الرضا ‪...‬لم يُدرك انها بداية االذالل والمهانة‪.......‬الال‪....‬هي تُريد‬
‫ان يجعله يُدرك شيء‪....‬‬

‫غص في شتيمته لها‪.......‬وش ّد على قبضة يده‪......‬جعلته يندفع‬


‫ّ‬
‫بشوقه لها‪....‬بأن يستسلم لرغبتها‪.....‬من أجل‪....‬من اجل ان‬
‫تجعله يتج ّمد بشعور (اإلهانة)‬

‫هكذا كانت تشعر؟‬

‫ضرب بيده بقوة على الحائط وأخذ يشتم نفسه ويشتمها‪...‬وصلت‬


‫الرسالة ‪..... .‬ووصل شعور عدم رغبتها به‪....‬اشعلت بداخله‬
‫غضب عميق‪.....‬‬
‫خرج من المجلس‪....‬ثم خرج من المنزل بأكمله‪....‬ركب‬
‫سيارته‪ .....‬سحب هاتفه‬

‫واتصل عليها‪....‬‬

‫وصلت لغرفتها أقفلت عليها الباب ووضعت يديها على قلبها الغير‬
‫منتظم‪.....‬ما فعلته حت ًما سيصيبه بالقهر‪.....‬حت ًما سيشعل غضبه‬
‫ابتسمت بنصر وسط دموعها‪....‬‬
‫سمعت رنين هاتفها‪......‬سحبته ونظرت لًلسم‬
‫وضحكت كالمجنونة‪:‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫ثم همست‪ :‬احترق يا سيف‪...‬احترق‪....‬‬


‫ثم أعاد االتصال من جديد‬

‫ولم تجيبه‪...‬‬
‫شتمها وبدأ بالقيادة وما زال يتصل عليها‬
‫اجابته بعد االتصال الخامس‬
‫وهو يتنفس بشكل متسارع ويصرخ‪ :‬قد هالحركة يا الجازي؟‬

‫الجازي تشعر بالراحة وجدًا لم تجيب عليه حتى اكمل‪:‬‬


‫صدقيني‪.....‬راح تندمين عليها‪...‬‬

‫الجازي بتصريح مريح لقلبها‪ :‬وهللا ما راح اندم‪......‬وراح انتظر‬


‫مجرد‪ ....‬وداع ابدي ال اقل وال‬
‫ّ‬ ‫ورقة طًلقي‪...‬واعتبر اللي صار‬
‫اكثر‪....‬‬
‫سيف بصرخة‪ :‬سمعينننننننني زين‪...‬عبد هلل انسيه‪.....‬‬
‫الجازي رمت نفسها على السرير وما زالت مبتسمة‪ :‬غالي‬
‫والطلب رخيص‪.....‬ما طلبت شي‪....‬يا سيف‪....‬‬

‫سيف بوعيد‪ :‬وانسيييييييييييييي سالفة الطًلق‪......‬‬

‫الجازي بتحدي‪ :‬ما ردّك وإال تطلقني‪........‬وحاليا‪.....‬يكفيني‬


‫بعدك حتى لو ما تطلقت ‪.....‬فًل تحاول تجي‪.....‬‬

‫سيف بيأس منها اغلق الخط في وجهها وصرخ ‪:‬‬


‫غبييييييييييييييي غبييييييييييييييييي‪....‬‬
‫وضرب على المقود متوج ًها للمنزل!‬
‫‪.................................................. ...............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في إحدى مقاهي الرياض جلسا ِلـ يتسامرا على الموضوع نفسه‬
‫‪....‬كان قلبه ينبض اشتيا ًقا وخوفًا مما سيسمعه‬
‫تحدث بلهفة‪ :‬ها طمني يا خوي‬
‫بو سلطان نظر إلى لهفته ووجهه المخطوف‪ :‬اجلس وعيّن من‬
‫هللا خير وبعدها‪..‬‬
‫قاطعه ‪ :‬ال قول لي قبل‪....‬‬
‫يتحرى‬
‫ّ‬ ‫تنهد بضيق‪ :‬أرسلت عبد الكريم ذاك األسبوع‪...‬وخليته‬
‫عن الموضوع‪....‬‬
‫بو ناصر اضطرب اكثر‪ :‬أأأأأأأأي‪....‬‬
‫بو سلطان شبّك أصابع يديه ببعضهما البعض‪ :‬اللي عرفه انهم‬
‫خارج لبنان‪......‬وما قدر يتوصل عن أي معلومة ثانية‪.....‬‬
‫بو ناصر بخيبة أمل‪ :‬طيب ما سأل أهلهم؟ بو ديانا‪...‬او حتى أبو‬
‫امير‪....‬‬
‫يقرب منهم عشان الحد‬ ‫بو سلطان بجدية‪ :‬حذرته ما ّ‬
‫يشك‪....‬فيك‪....‬يا بو ناصر‪...‬‬
‫بو ناصر اسند ظهره على الكرسي وشتت ناظريه عنه‬
‫حتى اكمل‪ :‬يوسف‪.......‬‬
‫بو ناصر بصوت كسير وحزين‪ :‬ضيّعتها‪....‬ضيّعتها بسبب طيش‬
‫قرار‪...‬وطيش أفعال‪.....‬‬
‫بو ناصر طبطب على يده‪ :‬عبد الكريم‪.....‬راح يظل بلبنان ألسبوع‬
‫الجاي‪....‬تامل خير‪....‬ان شاء هللا يقدر يمسك طرف خيط بسيط‬
‫يدلنا عليها‪....‬‬
‫بو ناصر هز رأسه‪ :‬ان شاء هللا‪....‬‬
‫بو سلطان‪ :‬انا فكرت بفكرة ثانية‪...‬‬
‫بو ناصر باهتمام‪ :‬وش هي؟‬

‫بو سلطان‪ :‬ولدي سلطان بامريكا‪.....‬وباقي أسبوعين وينزل‬


‫يتحر عنها ‪.....‬و‪...‬‬
‫ّ‬ ‫للسعودية‪.....‬راح اخليه‬
‫قاطعه برفض تام‪ :‬الال‪.....‬ال تدخل العيال يا إبراهيم وال تشغل‬
‫الولد عن دراسته اترك االمر بيني وبينك وبين عبد الكريم‬
‫وبس‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بو سلطان ‪ :‬تامر امر‪....‬اهم شي هد اعصابك يا يوسف‪....‬‬

‫بو ناصر بضيق‪ :‬أتمنى القاها قبل ال اموت‪.....‬قبل ال‪...‬‬


‫قاطعه بانفعال‪ :‬وش هالحكي يا يوسف‪.....‬استغفر بك‪...‬قول ال إله‬
‫إال هللا‪......‬ما خبرتك ضعيف‪...‬وسوداوي لهدرجة‪.....‬‬

‫بو ناصر ابتسم بسخرية‪ :‬حتى انا ضنيت راح أكون صلب‬
‫وقاسي‪....‬مثل شخصيتي يوم تركتها‪....‬بس شي غريب ‪....‬يلعب‬
‫باعصابي وقلبي‪.....‬مخليني عاجز من غني ارتاح‪.....‬واالحًلم‬
‫والكوابيس‪....‬فجأة صارت تهل علي هل‪.....‬‬
‫بو سلطان بهدوء‪ :‬عشانك صرت تفكر فيها كثير‪.....‬يا‬
‫يوسف‪....‬ابعد نفسك عن القلق ‪....‬اذكر ربك‪.......‬وانت مانت‬
‫ظالم‪.....‬هم الظالمين لم ابعدوها عنك‪.......‬يا يوسف‪...‬‬
‫بو ناصر تنهد‪ :‬ظالم عشاني ما تاكدت‪.....‬ظالم عشاني‪......‬تخليت‬
‫عنها بسهولة‪......‬ونسيت اني انا اللي ربيتها بحضني‪.....‬‬
‫بو سلطان ‪ :‬هللا ينتقم منهم‪........‬هللا ينتقم منهم ويسلبهم راحتهم‬
‫يارب‪....‬‬

‫بو ناصر سرح ‪ :‬آمين‬


‫‪.................................................. ...................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جلست من نومها العميق‪ ،‬ونظرت للسقف بصمت‪....‬بقيت هكذا‬
‫حوالي خمس دقائق ثم نهضت ‪...‬قامت بربط شعرها وابعدته عن‬
‫وجهها‪....‬ثم خرجت من الغرفة للذهاب إلى الخًلء‪....‬لم تلتفت‬
‫لهم‪.....‬نظروا إليها ‪....‬ولكن لم يردفوا حر ًفا واحدًا‪....‬خائفين من‬
‫ردّت فعلها‪....‬‬
‫أغلقت الباب‬
‫ارشحت وجهها‪ ،‬وقامت بتنظيف اسنانها‪......‬وبعد دقائق عدّة‬
‫خرجت‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ثم تحولت انظارها إليهم‬


‫سا على‬‫كان ماكس واليكسا جالسا بالقرب من بعضهما و ُمراد جال ً‬
‫األريكة المنفردة وجولي مقابلة لها تما ًما‪....‬‬
‫قوست حاجبيها‪ ،‬لم تهتم لشكلها كونها خارجة امامهم ببجامة‬ ‫ّ‬
‫النوم ذات اللون الكئيب األسود‪....‬‬
‫حكّت حاجبيها‪.....‬بللت شفتيها تساءلت بينها وبين نفسها‬
‫ِلم هم مجتمعون؟‬
‫اقتربت منهم‪.....‬كانت ستتحدث ولكن خرجت سندرا بعد أن‬
‫استيقظت من نومها وهرعت راكضة إلى جولي‬
‫التي اخذت تُمسد على شعرها بعد أن وضعت رأسها على صدرها!‬
‫لم تهتم لوجودها‪......‬حدّقت في ُمراد كما انّ مراد لم ينزل ناظريه‬
‫عنها‬
‫تحدثت وهي تشير له‬

‫‪:‬ايش اللي جابك هنا؟‬


‫مراد لم ينم ُمنذ البارحة ‪.....‬خرج من منزله وحجز رحلته بالقطار‬
‫على اقرب وقت واستغرقت رحلته بما يقارب الست ساعات يشعر‬
‫أنه يموج في موج البحر ‪...‬يشعر انه غريق في متاهات اإلرهاق‬
‫والتعب‪....‬‬
‫كان سيتحدث ولكن قاطعه‬
‫ماكس وهو يشير لها‪ :‬نور‪....‬بلـ‬
‫قاطعته بصوت مرتفع ً‬
‫قليًل وهي تشير له بسبابتها‪:‬‬
‫اشششش‪.......‬ماكس‪....‬بليز ال تقاطعني‪....‬اذا تحسون كًلمي‬
‫معاه مو مناسب عشان ‪..‬هذي‪...‬‬

‫وأشارت ألبنتها‪ :‬فخذوها أي مكان‪....‬‬


‫ُمراد رد ‪ :‬هذي اسمها رتيل‪....‬‬
‫تحدثت جولي سري ًعا‪ :‬ساندرا‪...‬‬
‫قاطعت انظارهم برفع يدها ‪ :‬ما يهم رتيل ‪ ..‬وال‪..‬سندرا‪....‬ما‬
‫يهم‪...‬‬

‫نهضت هنا اليكسا حدّقت بهم جمي ًعا ثم اقتربت من نور‬


‫باألول ثم نتافهم‪....‬‬
‫ّ‬ ‫‪:‬نور‪...‬بدّي ياكي‪...‬تروحي تاكلي شي‬

‫نور ابتعدت عنها ‪ :‬ما ابي آكل شي‪....‬ابي افهم هذا وش يسوي‬
‫هنا‪....‬وليش انتوا مجتمعين؟‬

‫لم تتحدث‪....‬وجميعهم سكتوا‪.....‬وحدّقوا ببعضهم وكأن كل واح ٍد‬


‫منهم يرجو اآلخر بالتقدم ليخبرها بالحقيقة‬
‫انقبض قلبها حقيقةً ازدردت ريقها‪ ،‬اشتمت رائحة الموت‪...‬وبذعر‬
‫اردفت بصوت شبه متزن‪ :‬أمير مات؟‬
‫نهض ماكس سريعًا لتفكيرها واستنتاجها وبتوتر ‪:‬ال‪....‬هو‬
‫بخير‪....‬جئنا من أجل أمر آخر‪....‬‬
‫نور لتنهي األمر‪ :‬تكلم‪...‬ما عاد فيني أعصاب‪......‬شصاير بعد‪...‬‬
‫ماكس لم يستطع التحدث بينما ُمراد شعر لو نهض وتحدث‬
‫سينقلب األمر لحرب عنيفة‬
‫وجولي كانت تراقبهم بحذر وتشد على سندرا المتوترة من المكان‬
‫بأكمله‪....‬‬

‫اليكسا التفت على نور‪ :‬جولي وسندرا ‪....‬راح يظلُّوا هون‪....‬‬


‫نور ابتسمت بسخرية ‪ :‬ايييييييييش؟‬

‫ماكس تحدث‪ :‬مجبرين على ‪....‬هيدا الشي‪....‬‬


‫نور اغمضت عينها لتمتص غضبها‪ :‬ما فيه شي اسمه اجبار‪....‬‬
‫اليكسا تحاول تتحدث بلطف‪ :‬نور‪....‬هيدي فرصة مشان‬
‫تتعرفي‪....‬على بنـ‪...‬‬
‫قاطعتها منفعلة‪ :‬الاااااااااااااا‪..........‬خليهم يروحون الفندق‪...‬‬
‫ماكس تنهد‪ :‬هنا اكتر مكان آمن ‪....‬إلهم‪...‬‬

‫نور ولّت بظهرها عنهم وهي تتحدث بصرامة‪ :‬اذا ما طلعوا من‬
‫هالشقة أنا اللي بطلع‪...‬‬
‫ماكس برجاء‪ :‬نوررررررر بليييييييييييز‪......‬‬
‫مشت متوجهة للغرفة ولكن نهض ُمراد بخطى متسارعة حتى‬
‫اليكسا قالت‪ُ :‬مراد‪...‬ال‪....‬‬
‫ولكن تو ّجه إليها وامسك بيدها وماكس تحدث بصرامة‪:‬‬
‫ُمراددددددد‪...‬‬
‫جولي شدّت على سندرا حملتها وتو ّجهت بها لغرفة امير‪....‬‬
‫مراد تحدث بحده‪ :‬امس‪....‬هاجموا بنتج ‪...‬يريدون يذبحونها‪...‬‬
‫حولت ناظريها لوجه نور‪.....‬لترى تعابيره‬ ‫اليكسا بقلق ّ‬
‫ولكن نور نفضت يديها من يده وببرود‪ :‬ما يهمني‪....‬‬
‫ه ّمت بالدخول ولكن سحبها من يديها وش ّد عليها‬
‫ماكس ‪ :‬مراااد اتركها‪...‬‬
‫ُمراد نفذ صبره‪ :‬بلييييييز ماكس‪...‬واليكسا‪....‬اريد اتفاهم‬
‫معها‪.....‬ال حد يدّخل‪...‬‬
‫ثم سحبها وادخلها للغرفة ‪...‬الخاصة بها‪....‬واغلق الباب‬
‫واغفله‪...‬‬

‫اليكسا بتوتر‪ :‬مجنون‪.....‬راح يتسبب إلها ‪....‬بصدمة ‪...‬اتمنى ما‬


‫يئول إلها شي‪.....‬بيزعلها‬
‫ماكس زفر بضيق‪ :‬اففففففففففف‪.....‬‬

‫اليكسا طبطت على كتفه ‪ :‬هدي بالك‪....‬راح آخذ معي سندرا‬


‫وجولي‪.....‬االوضاع ما بدهاش تتحسن‪...‬واضح‪.....‬وفكرة اقناع‬
‫نور كتير صعبة‪....‬فمن األفضل نبعد البنت عنها‪.....‬‬
‫ماكس بهدوء‪ :‬ال‪.....‬خذيهم حتى يغيروا‪....‬جو‪...‬بس تعالوا بعدها‬
‫لهون‪...‬‬
‫اليكسا‪ :‬اوك‪...‬‬
‫ثم دخلت غرفة امير لتخبر جولي للتجهز والخروج من‬
‫هنا‪...‬وماكس جلس على الكنبة ينتظر بتوتر‬
‫‪.................................‬‬

‫ارتفع صوت نور وهي تشير له‪ :‬اطلع برا‪.....‬اطلع برا‪....‬‬

‫صح‬
‫ُمراد يحاول أن يتحدث باتزان‪ :‬نور‪.....‬رتيل بنتج‪.......‬وإن ّ‬
‫التعبير بنتنا‪.......‬باالمس‪....‬عيال الحرام حالوا‬
‫يقتلونها‪.......‬ويخوفونها‪.....‬‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬مالي شغل فيها‪.....‬‬

‫ُمراد هزها من اكتافها‪ :‬هالحجي تقولينه من ورا قلبج‪......‬بس‬


‫يوم يصير بها شي‪....‬راح تجنين تتخبلين‪....‬‬
‫نور أبعدت يديه عنها وأشارت له‪ :‬الزم حدودك وال تلمسني مرة‬
‫ثانية‪....‬واذا خايف عليها هالكثر خذها وانقلعوا عني‪....‬‬

‫ُمراد بحزم‪ :‬راح تظل أهنانا (هنا)‪....‬هالمجان (المكان)‪....‬أأمن‬


‫لها من غيره‪.....‬‬
‫نور لم تُبدي أي ردت فعل جلست على طرف السرير بعد أن ولّت‬
‫له بظهرها‪....‬نظر إليها ‪....‬برودة اعصابها تثير جنونه‪....‬كان‬
‫ينظر لها بشرر اقترب منها حتى اتى ألمامها‬

‫تحدث‪ :‬الزم تتقبلين انج صرتي ام‪.....‬‬

‫نور رفعت رأسها له ‪ :‬والزم انت تتقبّل أنك ما تدخل في حياتي‪....‬‬


‫ثم سكتت على هذه الكلمة ‪....‬اجل عليه أال يتدخل فهو رجل‬
‫غريب عنها ‪....‬اجل‪....‬فتحت عينها على اآلخر بعد أن‬
‫استوعبت‪....‬هي لم تعدل ارملة؟‪......‬هل ما زالت على‬
‫ذمته؟‪...‬أيعقل ذلك‪......‬‬

‫نهضت بسرعة اقتربت منه وبتوجس‪ :‬انت الحين‪.....‬اقصد‪....‬ما‬


‫زلنا‪....‬متزوجين؟‬

‫قوس شفتيه‪ ،‬هل جنّت حتى بها تمزج األمور ببعضها‬


‫ّ‬
‫البعض‪.....‬ولكن سكت هو اآلخر واستوعب ما تُعنيه‬
‫فاردف بهدوء‪ :‬طلقتك‪...‬‬

‫نور ابتسمت كالمجنونة ‪ ،‬ثم اشارت له بًل مباالة وبكره وبكذب‬


‫ايضًا‪ :‬كذا اوك‪.....‬أنت ما تدري كم عًلقة دخلت فيها من‬
‫بعدك‪.....‬عشان ال تلومني‪...‬وتقولي خاينة‪.....‬شفت انت قلت‬
‫حرة‪.....‬‬
‫طلقتني يعني ّ‬

‫تكذب أم تهذي؟‬
‫هل هي ثملة؟ أتدرك ما تُعنيه‪...‬كان ينظر لها بحيرة‬
‫رمت نفسها على السرير واستلقت عليه وضعت الغطاء على‬
‫جسدها‬
‫جنّ حقيقةً ‪....‬كيف ّ‬
‫تحولت إلى كتلة كبيرة من البرود؟ هذه‪...‬كيف‬
‫تح ّولت إلى جماد ال يمتلك أيّة مشاعر‪...‬في نظراتها شحوب‬
‫مخيف‪...‬وحدّة لم يعهدها عليها قط‬
‫ووجه كئيب‪....‬وجسد نحيل‪....‬وإرادة قوية في لذع اآلخرين‪...‬‬

‫سحب الغطاء من على جسدها وتحدث بانفعال‪ :‬رتيل‪...‬بتجلس‬


‫عندج‪.....‬وراح نهيّأ لها أنج أمها‪.....‬‬
‫نور جلست واسندت ظهرها على الوسادة اشارت له‪ :‬نو نو‪.....‬انا‬
‫ما ابيها‪....‬ليش بعد تقولون لها عندك أم؟‬

‫جلس طرف السرير حدّق في وجهها‪ :‬نور انتي شاربة شي؟‬


‫نور بتًلعب ‪ :‬وهللا ما دري‪...‬‬
‫ُمراد صرخ في وجهها‪ :‬بنتج بحاجة لج‪......‬افتهمي‬
‫هالشي‪.....‬لمتى وانتي بعيدة عنها؟‬

‫نور اقتربت من وجهه وبشحوب نبرتها اردفت‪ :‬لين اموت‪.....‬انا‬


‫موتها من ست سنين‪......‬دفنت معاها‬
‫ما اعرفها‪.....‬انا ّ‬
‫األلم‪.......‬االمومة‪.......‬وحتى اثر الجرح‪....‬‬
‫وأشارت على بطنها‬
‫صر انه يبان ويرجع ‪.....‬عشان يذكرني‬ ‫‪:‬حاولت ادفنه‪...‬بس م ّ‬
‫فيها‪......‬‬
‫وبجنون‪ :‬بس ابشرك بعد الوشم ‪....‬وشيل الوشم ‪....‬بهت‬
‫اكثر‪.....‬انتصرت عليه‪....‬وانتصرت على ماضيي معاك‪.....‬سندرا‬
‫هذي مو بنتي‪......‬هذي بنت امير‪.....‬بنتي ماتت من ست‬
‫سنين‪.....‬‬

‫ً‬
‫منفعًل وش ّد على اكتافها‪ :‬جذبوا عليج وكتها‪.......‬وهسه‬ ‫تحدث‬
‫اعترفوا إلج ‪.......‬وانتي تقسمين بداخلج انها بنتج‪....‬بس ما‬
‫تريدين تعترفين‪...‬‬

‫ما زالت على شحوب البرود‪ :‬وما راح اعترف‪.....‬‬

‫ُمراد‪ :‬ليييييييييييييييش؟‬
‫نور ت ّحدق في عدسة عينيه ‪ :‬ألنها منك‪.....‬‬

‫انخرس ‪ ،‬سكن‪....‬وارخى من مسكت يده من على اكتافها شعر ان‬


‫مرت عليها لم‬‫التي امامه ما هي إال شبح نور‪....‬االحداث التي ّ‬
‫صر في أخذ حياتها كلها‪....‬‬ ‫صر ابدًا في سحب لونها ‪.....‬لم تق ّ‬
‫تق ّ‬
‫همس برجاء لتستوعب االمر‪ :‬نور‪...‬‬
‫هزت رأسها لتحثه على الحديث‬ ‫نور حكّت جبينها ثم نظرت إليه ّ‬
‫ليكمل‪ :‬آني ندمان‪....‬‬
‫ضحكت بقوة هنا‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه‪....‬‬
‫ثم اردفت‪ :‬والمطلوب مني؟ يا سيد بهاء مادري ُمراد‬
‫ثم استفهمت بغباء وبرود وشحوب مخيف ‪ :‬إال ما قلت لي ليش‬
‫ينادونك مراد؟‪....‬انت لك اسمين؟‬
‫مراد خجل مما فعله‪...‬وندم‪......‬قتلها‪.....‬لم يرحم صغر‬
‫سنها‪.....‬تذكر كيف كانت قبل ست سنوات‪...‬احبته بعمق‬
‫وصدق‪ُ ...‬حب عفوي ‪...‬بريء من خبثه وخبث أخيه‪...‬مندفعة في‬
‫مصداقية مشاعرها واآلن‪.....‬ال شي مما هذا ينطبق‬
‫عليها‪....‬اآلن‪...‬ال الحب يعرفها‪.....‬وال العُشق ينتمي‬
‫لقواميسها‪.....‬اصبحت مسلوبة الحياة ‪....‬والضحكة‪....‬واالبتسامة‬

‫هز برأسه دون أن ينطق بحرف واحد بـ(أي) ال يريد أن يزيد النار‬
‫حطبًا ويخبرها عن حقيقة هذا االسم‬
‫فتحدثت ‪ :‬عشان كذا سميت بنتك اسمين‪....‬طلعت مثلك‪....‬‬
‫وبغصة‪ :‬مثلي!‬

‫تحدث سريعًا‪ :‬وهالشي يثبت لج انها بنتج‪.....‬صح‪..‬‬

‫تنهدت بضيق ثم نهضت من على السرير نظرت لمن خلف النافذة‬


‫همست ولكن سمعها‪ :‬ماتت‪.....‬من ست سنين‪...‬ماتت‪....‬‬
‫اقترب منها خشي من ان يضع يده على كتفها وتثور وتنفعل‬
‫فهي تارة تنفعل وتارة تعود لركودها المخيف‬
‫تحدث‪ :‬بنتج عايشة يا نور‪....‬بنتج محتاجة‬
‫لحنانج‪...‬لحضنج‪.....‬اعداء امير‪.....‬يريدون يذبحون أي احد‬
‫عزيز عليه‪...‬واعدائي‪...‬يريدون بس يتًلعبون بي عن طريق‬
‫اللي احبهم‪.....‬ساعدينا يا نور‪......‬تقبلي وجودها معاج‪......‬‬

‫نور‪....‬انتكست هنا‪...‬سرحت في ظلمات الذكريات ‪....‬حدّقت‬


‫للخارج دون ان ترمش‬
‫‪:‬وانا منو يتقبّل وجودي؟‪......‬يوسف ما تقبلني‪....‬‬
‫وبهلوسة جنونية مخيفة‪ :‬وبهاء الدين ما تقبلني‪....‬ديانا ما‬
‫تقبلتني‪...‬وامير ما تقبلني‪.....‬‬
‫التفتت عليه وعينها محمرتين ‪......‬احمرتا فجأة وبسرعة‬
‫‪:‬منو يتقبلني؟‬
‫ثم تذ كرت لتردف بشكل سريع‪ :‬حتى توم‪....‬ما تقبلني‪.....‬ليش‬
‫اتقبلها ‪......‬مو مجبورة‪......‬هي غلطة‪.....‬مو مجبورة على اني‬
‫اتحملها ألنها غلطة ديانا ويوسف‪.....‬مو غلطتي انا‪.....‬مو‬
‫غلطتي‪.....‬‬

‫واخذت تهز رأسها تؤكد ذلك‬


‫مراد بلل شفتيه‪.....‬وترقرقت عينيه‪......‬و ّد لو احتضنها ليخفف‬
‫عنها تلك الحمول ولكن لم تعطيه أي مجال‬
‫ابتعدت وأشارت له وهي تعود لًلستلقاء‬
‫‪:‬األفضل تكون بعيدة عني عشان تعيش‪...‬‬
‫اغمضت عينيها‪....‬‬
‫ولكن اتى بالقرب منها ‪ ،‬اجبرها على الجلوس وهي تأففت وشدّت‬
‫على عينيها أكثر‬
‫أصبحا جالسين على السرير ومقابلين بعضهما البعض‬
‫تحدث‪ :‬نور كل واحد منا عنده ماضي‪.....‬وعنده ألم وهم على‬
‫كلبه(قلبه)‪....‬بس نحاول نلقى لنا مخرج يسعدنا علمود نعيش‬
‫بشكل سو في هالحياة‪......‬ما تدرين يمكن دخول رتيل بهيج وكت‬
‫في حياتج ‪...‬ينطيج تغيرات ‪.....‬تقبليها‪.....‬يا نور‪.....‬‬
‫نور نظرت لوجهه‪ ،‬الوجه الذي احبته وخانها بكره لها اآلن‬
‫سا أمامها ويمطر عليها حك ًما ونصائح‬ ‫جال ً‬
‫تحدثت ‪ :‬دايم اللي يجروحني يصيرون قراب مني بوقت أتمنى اني‬
‫ماشوفهم فيه‪......‬بهاء‪....‬ليش رجعت؟‪....‬ليش ما ظليت ميّت‬
‫وبعيد‪....‬‬

‫مراد انكسر قلبه وبكذب‪ :‬عشان بنتي رجعت‪.....‬‬


‫نور ‪ :‬هللا يهنيك فيها‪.....‬‬

‫ثم ه ّمت باالستلقاء ولكن التقفها لتصبح بعدها ما بين يديه ينظر‬
‫لعينها وهي تهمس‪ :‬اتركني‪....‬‬

‫ُمراد بغصة اردف بصعوبة‪ :‬سامحيني!‬

‫بقيت على وضعيتها تلك ‪،‬تنظر لعينيه بعينيها المحمرتين ارتجفت‬


‫شفتيها بضعف الذكريات ‪ ،‬وقسوة الماضي‬
‫قُربه هذا كان مصدر حنان بالسابق واآلن مصدر نيران وذكريات‬
‫الدوامة‪...‬بعد الضرب الشبه‬
‫تأبى النسيان‪ ،‬بعد كل هذه ّ‬
‫مبرح‪...‬بعد الكلمات العنيفة والقاسية‪...‬بعد الرفس‬
‫والركل‪....‬وتشتيتها‪....‬اآلن يطلب منها أن تصفح عنه؟!‪....‬أيعقل‬
‫هذا ‪....‬ايعقل‪....‬‬
‫وضعت يديها على يديه وابعدتهما عن جسدها‬
‫وبحده‪ :‬على ايش بالضبط اسامحك يا بهاء؟‬

‫صر على تسميته بذلك االسم الذي يشعره بالغباء‬‫ما زالت ت ّ‬


‫وباالنانية ‪....‬همس‪ :‬على كل شي‪.....‬‬

‫نور بصوت خا ٍل من أي مشاعر‪ :‬قلبي مو على خبرك‪...‬‬

‫فهم إشارتها تلك ‪ ،‬تعجز عن مسامحته‪.....‬تن ّهد بضيق‬


‫‪:‬خلينا نلعب لعبة يا نور‪....‬‬
‫نور ضحكة بسخرية‪ :‬ههههههه حياتي كلها لعبة‪....‬فليش العب‬
‫لعبة وهمية وانا أعيش واقعيتها‪....‬‬
‫مراد بجدية‪ :‬خلينا نكون أصحاب‪.....‬على علمود نخفف من‬
‫هالحمول ‪.....‬ونتعايش معاها‪....‬بطريقة غير اللي انتي عايشة‬
‫فيها‪.....‬‬
‫نور ‪ :‬ارفض هالصحبة‪.......‬بهاء‪....‬وجودك حاليا‪.....‬مجبرة‬
‫عليه‪...‬عشان تذبذب األوضاع‪.......‬ال تحاول تكون‬
‫قريب‪....‬االفضل تكون بعيد‪.....‬حتى عن بنتك‪....‬ال أنا وال انت‬
‫مؤهلين في حمل مسؤليتها‪....‬ألنه هي جات على أساس كذب‬
‫وقدر‪........‬وحتى خيانة‪.....‬جات ألنها غلطة ‪.....‬عن نفسي ببعد‬
‫عنها عشان ال اضرها‪....‬حتى انت المفروض تبعد عنها عشان ال‬
‫تضرها وال تعلّقها في آمال انت مو قدها‪....‬‬

‫ُمراد نهض وحدّق في عينها ‪ ،‬تدخل في طور وتخرج إلى طور‬


‫آخر من اطوار الحديث المخيف‪.....‬تعابيرها جامدة‪.....‬وكلماتها‬
‫متلّونة ومؤلمة‪.....‬ازدرد ريقه‬

‫وبحزم وبقساوة‪ :‬بنكون قراب منها ألنها بحاجة إلنا‪.......‬يا‬


‫نور‪......‬تقبلتي أشياء هواية‪....‬وآني متأكدة راح تتقبلينها‬
‫وتقدم لناحية الباب ليختم الحديث‪ :‬وتتقبليني كصديق‪...‬‬
‫ثم خرج‬
‫وهي ابتسمت بشبح ذكرياتها ‪ :‬لسى ما عرفتوا نور‪.....‬أنا غير‬
‫عن اللي تظنون ‪...‬غير‪....‬‬
‫ثم استلقت على ظهرها وحدّقت في السقف لتفكر بطريقة تجد بها‬
‫جوازها سريعًا وفي وقت وجيز‬

‫‪.................................................. ................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مستفسرا‪ :‬وافقة؟‬
‫ً‬ ‫عندما خرج نظر إليه ماكس‬
‫ُمراد مسح على شعره وتقدم لناحيته‪..... :‬ما اظن‪.....‬بس األفضل‬
‫نجبرها على تقبّل بنتها‪....‬اضطراب األوضاع تجبرني على هيج‬
‫فعل‪....‬علمود نحمي الكل‪....‬‬

‫ماكس سكت وشتت نظراته عن ُمراد الذي اتى وجلس بالقرب منه‬
‫تحدث ُمراد بجدية‪ :‬ماكس أنا حاس فيك‪.....‬شايل على اجتافك‬
‫(اكتافك) حمل ثجيل (ثقيل)‪.......‬أريد منّك بس تفتهم شي‬
‫واحد‪.....‬اللي قاعد يصير‪....‬ال أنا وال جورج حتى لنا دخل‬
‫بيه‪......‬‬

‫ماكس نظر لعينيه وتحدث بعربية اعتاد عليها ُمنذ األحداث‬


‫األخيرة ‪ :‬اليوم انتشر خبر مقتل لويس‪...‬‬

‫أعرفت بهالخبر‪.......‬وآني فاهمك‪.....‬اللي‬ ‫ُمراد ّ‬


‫هز رأسه بتفهم ‪ِ :‬‬
‫صار ألمير اليوم ‪.....‬واللي صار لبنتي مو تابع لهالجماعة‪......‬‬
‫كان سيتحدث ُمراد ولكن خرجت جولي وهي ُممسكة بيد‬
‫سندرا‪....‬واليكسا‬
‫تحدثت‪ :‬حبيبي ماكس ‪....‬راح نرجع بعد هيك ساعة او‬
‫ساعتين‪....‬‬
‫حرك ماكس رأسه بالرضا‬ ‫ّ‬
‫بينما ُمراد حدّق في طفلته وتنهد بضيق تبعها بنظراته إلى ان‬
‫خرجوا من الشقة‬

‫ماكس نظر ل ُمراد ‪ :‬بدي اعرف مين ؟‬

‫ُمراد بحيرة‪ :‬آني ماعرف بالضبط بس في طرف قاعد يلعب بينا‬


‫كلنا‪.....‬واليوم حاول يقتل أمير ‪....‬بس ربي حفظه‪.....‬وقدروا‬
‫الممرضات يشيلون المحلول من ايده قبل ال ينتشر بالدم بشكل‬
‫مركّز‪.......‬وتقتله هالمادة السامة‪....‬‬

‫ماكس بتفكير ‪: we should travel to another‬‬


‫‪country‬‬
‫مراد‪ :‬ما ينفع‪........‬حالة امير هواية صعبة‪......‬ومو‬
‫مستقرة‪.....‬ونور انت اخبر بحالتها‪....‬ورتيل تعيش بخوف من‬
‫ّ‬
‫اللي صار‪.....‬‬
‫ماكس مستفه ًما ‪ :‬يعني‪.‬؟‬

‫ُمراد تنهد‪ :‬األفضل نبقى في مجان واحد(مكان)‪......‬ونتماسك‬


‫‪....‬هالشي بفيدنا نتوصل للي يسوي هالخبال بينا‪......‬بس عليك‬
‫حرس‬‫تشدد الحراسة على المستشفى وهنانا‪....‬وآني راح اجيب ّ‬
‫يساعدون حرس أمير‪.......‬‬
‫ماكس ‪...‬نظر إلى ُمراد ‪....‬سيُعطيه فرصةً لمحي الفكرة السيئة‬
‫أزره‪....‬حرك رأسه‬
‫ّ‬ ‫عنه‪.....‬فهو بحاجة إلى أح ٍد يشد به‬
‫برضى‪....‬ودخل في عمق التفكير والتحليل ع ّم حدث لهم؟‬
‫‪.................................................. ..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سدد رميته بتخويف األطراف المستهدفة والعالقة في ذهنه‬


‫ولكن شعر بفقدان األمل من قتل أمير‬
‫فقد وصله الخبر بنجاته من بث السم‬
‫فهم أنّ هناك حراسة شديدة عليه‪ ،‬لذا سيكتفي بهذا القدر من‬
‫المحاوالت في قتله‪...‬ما يجري عليه اآلن ارضاه‪....‬وتذبذب ُمراد‬
‫الواضح وخوفه اصبح مرئي له‬
‫ربما استنتجوا أنّ هناك طرف خفي يحاول أن يقتلع االمن من‬
‫وجودهم‬
‫وهذا ُمرضي ايضًا‬
‫اما اآلن هو ينتظر ردت فعل جورج عندما ينصدم مما اوصله إليه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ابتسمت بخبث ثم نهض ذاهبًا إلى الخًلء!‬


‫‪.................................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ت شعر بالرضا‪ ،‬ستعطي حياتها فرصة لمًلمسة الفرح والسعادة‬
‫وال ُحب ايضًا‪.....‬بما انّ الجميع ازاحوا انفسهم واخذوها بعيدًا‬
‫عنها ستتقبل ذلك‬
‫ولكن ستعطي الغير فرصة إلهدائها أجمل ألحان الحياة‬

‫ُحبه إليها واضح‪...‬و ُمنير‪....‬لن تنكر باألمس كانت تفكر بطريقة‬


‫أخرى واآلن بطريقة ال تدّل إال على تناقضها‬
‫ولكن لن تركل هذا ال ُحب‬

‫ولن تُصفح به إلى أن يحين موعده‬


‫نظرت لوجهها من خًلل المرآه‪.....‬قامت بترتيب شعرها‪...‬‬
‫ثم سحبت حقيبتها وخرجت من الشقة‪....‬‬

‫واخذت تمشي على الرصيف متجهةً إلى الجامعة ‪....‬تشعر أنها‬


‫ملكت حياة أخرى مليئة بالفراشات والورود ذات الرائحة الزكية‬
‫تشعر بتجدد طاقتها‪....‬واسترجاعها ل ُحب الحياة والذات ايضًا‬
‫زفرت زفير الراحة واكملت الطريقة على امل لُقياه في الجامعة!‬
‫‪.................................................. .................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصل الطرد إليه ‪ ،‬كان في مكتبة يفكّر بحديث أخيه لم يُباشر‬
‫عمله مباشرة‬
‫ألنه شعر بتذبذب أفكاره جلس على كرسيّه يفكر‬
‫من هو الحاقد في تلبيسه هذه التهم ؟‬
‫و ِلم يحاول التخريب والتشويش بينه وبين أخيه؟‬
‫تن ّهد‬
‫وسحب الطرد وفتحه كانت هناك صورة ورسالة‬
‫ص ِعق نهض سريعًا من على الكرسي‬ ‫نظر للصورة و ُ‬
‫تمتم باسمها برجفة شفتيه‪ :‬دالل!‬

‫كانت صورة تلك المرأة الجميلة ذات الصفات الشكلية البارزة‬


‫والملفتة للنظر ‪ ،‬ذات المًلمح الحادة‬
‫والمتناسقة القوام‪....‬طويلة ‪.....‬شعرها ذات اللون البندقي‬
‫ً‬
‫جماال آخر‪....‬عينيها الجوزاء‬ ‫الواصل اسفل ظهرها ُمضيفًا عليها‬
‫ً‬
‫جماال بكثافة رمش عينيها‪.....‬كبُرت ‪...‬وال زالت‬ ‫الواسعة ازدادت‬
‫ً‬
‫جماال‪....‬لن ينكر قتلهُ في يوم من األيام‬ ‫تمتلك‬

‫ازدرد ريقهُ‪......‬كان بجوارها ‪...‬رجل‪....‬ممسكًا بيديها‪....‬ينظر لها‬


‫بشوق ومن الواضح انهما سعيدان‪....‬‬
‫فهم هذا زوجها؟‬
‫هل استطاعت الزواج بغيره ؟ كيف؟‬

‫سحب بيده الورقة ‪....‬وكانت يديه ترتجفان بذعر‬


‫قرأ‬

‫(اعلم جيّدا أنك تعيش في صراع اخوي وصراع آخر ُمنشّق عليك‬
‫من أبواب الخوف‬

‫كُنت وال زلت يا جورج عنيفًا بقراراتك وأنان ًيا في حياتك‬


‫ال تحب احدًا سوى نفسك‬

‫ً‬
‫مجاال لتخمين من‬ ‫أكتب لك بالعربية الفُصحى لكي ال اعطي لك‬
‫أكون؟‬
‫التعرف علي ولن آتي إلى عقلك قط!‬
‫ّ‬ ‫ألنك لن تستطع‬
‫فالمظلومين من قِبلك كُثر ولن تستطع تذكرهم!‬
‫و‬

‫ما يجري حولك ما هو إال عقوبة على فعلتك بالكثير بهم‬

‫بدايةً وها انا آمرك بأن تُخرج تلك المسكينة من السجن‬


‫داليا‬

‫تزوجت باخيك‪.....‬اضاع حقوقها بهذا الزواج ثم تركها مخلّفًا‬


‫وراؤه‬
‫قلب يتو ّجع بصمت‬
‫ثم أتت ضربتك األخيرة على رأسها لتتهمها بما ليس فيها‬

‫اخرجها من السجن وإال‪....‬ستصل هذه الصورة إلى ابنتك إيًلف‬

‫تلك المسكينة التي تظن مشاري ال ُمغّفل والدها وحصة المخبولة‬


‫أمها الحبيبة‬

‫قهرا‬
‫اخرج داليا من السجن سريعًا وإال سيموت قلب ابنتك ً‬
‫سأرسل هذه الصورة المرفقة مع حقيقتها التي ال تعرفها‬
‫كونها‬
‫غير شرعية ألم احبّت نفسها ‪ ،‬خافت على نفسها من القتل والذبح‬
‫واستمرت في اكمال رحلة دراستها‬
‫ّ‬ ‫ِمن قبل أهلها لغسل العار‬
‫وكأنّ شيئ ًا لم يكن اخفت الحقائق على أهلها واختفت عنهم لفترة‬
‫طويلة بح ّجة الدراسة حتى بها‬

‫انجبتها و رمتها عليك لترميها على عاملك التي تفضله لتذهب‬


‫وتُجري عملية لتعيدها كما كانت‬
‫في الواقع لم تكن عملية واحدة بل عمليات باتت بالفشل إلى ان‬
‫نجحت‬
‫تتزوج بابن عمها‪......‬‬‫ّ‬ ‫حتى بها‬
‫حبكما كان طائشًا ومندف ًعا‬
‫اجبرتك على ما ال تريده ‪.....‬على الدراسة ‪.....‬على العمل‪...‬على‬
‫تحول هذا‬
‫تطور نفسك ولكن صدمتها بفعلك الشنيع بها‪....‬حتى ّ‬ ‫ان ّ‬
‫الحب إلى كره‪.....‬ورمت عليك تلك النتيجة التي فلقت قلبها الى‬
‫شطرين‪....‬‬

‫رغم أنكّ مسلم ولكن ينطبق عليك قول‬


‫مسلم بًِل اسًلم‬
‫ال تعرف الحًلل من الحرام شيء‪......‬فعلت فعلتك الشنيعة ورحلت‬

‫ولكن دالل كانت مكافئة لخبثك وذكاؤك القت عليك حمل ثقيل‬
‫ورحلت ِلتعيش بنعيم‬

‫واآلن أنا الضمير الذي سيلعب دوره في استرجاع حقوق الناس‬


‫منك‬
‫وليكن بعلمك ما يحدث اآلن نتيجة ألفعالك‬
‫التقرب من دالل‬
‫ّ‬ ‫ودعني احذّرك ال تحاول‬
‫فهي ال تعلم بما يحدث ال لك وال البنتها وانا حقيقةً ال اريد‬
‫معاقبتها‪ ،‬فهي انخدعت وأصبحت ضحيّة ل ُحب شهواني ويميل‬
‫لألفكار الحيوانية أكثر!‬
‫فًل داعي لمعاقبتها فهي ضحيّة من ضحاياك المساكين!‬

‫بل اريد أن اعاقبك انت‬


‫أخلي سبيل داليا‬
‫وسأبتعد عن التفكير بأرسال الحقائق ألبنتك‬
‫كما إنني‬

‫أتمنى أال تتوقف تلك اللعنة التي حلّت عليك)‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫(خوفك)‬
‫رمى الورقة واخذ يسب ويشتم هذا المخبول الذي من الواضح انه‬
‫يعلم بكل شيء يدور حوله‬
‫مسح على رأسه عدّت مرات تأفف‪ ،‬اآلن فهم هُناك‬
‫طرف يُريد االنتقام منه كما اخبره أمير‬
‫ولكن سيبقى مجهول الهوية إن لم يبذل قصارة ُجهده في معرفة‬
‫شخصيته‬
‫صرخ على أحد الحرس وما إن دخل عليه تحدث‪ :‬بدي يّاك تبحث‬
‫عن المعلومات الشخصية للي رسل هذا الطرد‬
‫الحارس اومأ برأسه داللةً على الموافقة لتنفيذ ما أمر ُه به‬
‫وبقي جورج في محله يتآكل من خوفه ‪ ،‬ويتآكل من تفكيره‬
‫علم بما جرى بينه وبين دالل‬‫اذا هو على ٍ‬
‫هذا يُعني انه يعلم بالكثير عن حياته وطبيعة عمله‬
‫سحب هاتفه واتصل عليه‬
‫الذي اجابه بملل‪ :‬نعمممممم‬
‫جورج بحيرة وخوف‪ :‬أمير‪.....‬وصلتني رسالة تهديد‪.....‬ويمكن‬
‫تكون من نفس الشخص ياللي بحاول قتل بنتك وقتل أمير‪...‬‬
‫ُمراد سكت ثم ستحدث ‪:‬شنو مضمونها؟‬
‫صل‬
‫جورج بحيرة‪ :‬الزم اتنازل عن قضية داليا مشان ما يو ّ‬
‫حقيقتي وحقيقة دالل إليًلف‪....‬‬

‫ُمراد تن ّهد بضيق‪ :‬ال تبادر ال برد وال بأي حركة تثير شكوك‬
‫هالحاقد‪.....‬علمود ال نحقق مراده‪....‬ال تحاول تسوي حركة‬
‫توصل له شقد أنك اخترعت او اهتميت بالرسالة ‪.....‬وداليا طلعها‬
‫من السجن مو علمود تهديده ‪.....‬ال علمود انها مظلومة‪....‬‬
‫ثم اغفل الخط في وجه أخيه الذي بدأ بشتم داليا وشتمه وشتم ذلك‬
‫الحاقد‬
‫صرخ مرةً أخرى للحارس ‪ :‬ال تبحث عن شي‪....‬وروح ج ّهز لي‬
‫سيارتي‬

‫الحارس ‪ :‬حاضر سيدي‬


‫ثم خرج‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫اتمنى للجميع قراءة ممتعة‬

‫اعتذر عن اي خطأ إمًلئي ً‬


‫اوال‬

‫وهالمرة القفلة م اظنها قوية (كان ودي اخلي اشوي فيها نذالة‬
‫بس قلت نخليها في البارتات الجاية‬

‫عل العموم اتمنى يكون بارت مرضي للجميع من جميع النواحي‬

‫وكالعادة راح انتظر ردودكم وتفاعكم‬


‫البارت السابع عشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫متألم على حالها‪ ،‬يرى في عينيها ُحزنٌ وخوف وقلق تحاول أال‬
‫توضّح هذا األمر ولكن ال تستطيع إخفاؤه‬
‫فهو مرئي له بشكل صريح ومخيف له‬
‫كثيرا ولكن‬
‫ً‬ ‫تُغرق نفسها في المذاكرة وتشرد بذاكرتها في التفكير‬
‫في األوان األخيرة لم تعد كما في السابق‬
‫فقدت شهيتها‪ ،‬شحب لون وجهها مزاجها اصبح عكر وكثرة‬
‫رغبتها في االستفراغ فخشي من أنّ األمر قد ّ‬
‫تطور‪،‬‬
‫ولكن أتى في باله أمر آخر ربما سيُخيفها وربما سيفقدها اتزانها‬
‫لذلك اليوم سيجبرها على مواجهة هذا االختبار‬
‫فقبل مجيئه إليها ذهب الى الصيدلية لشراء اختبار الحمل‬
‫المنزلي!‬
‫ولم يلحظ سيارة والده التي تتبعه ُمنذ أن خرج من المنزل‬
‫تا بع ابنه ليعرف في أي سكن يمكث هو وزوجته ولكن عندما رآه‬
‫يت ّجه إلى الصيدلية ش ّد ُه الفضول لمعرفة السبب تر ّجل من سيارته‬
‫دخل تبعهُ عن كثب‬
‫الرف‬
‫رآه وهو يسحب بخجل العلبة المنشودة من على ّ‬
‫تن ّهد بضيق وتوارت عليه الشكوك تبعه إلى ان خرج‬
‫ثم اقترب من سيارة ابنه فتح الباب ولم يجعل له أ ّية فرصة في‬
‫استيعاب وجوده في نفس السيارة!‬

‫تحدث‪ :‬قصي‪...‬‬
‫التفت عليه بذعر‪ :‬يبههههه‪.......‬‬

‫بو سيف بشك وجنون من األفكار التي واردته‪ :‬زوجتك حامل؟‬

‫قصي سكت ونظر لألمام ازدرد ريقه هو ال يفهم في هذه األمور‬


‫وهي ليست منفتحة عليها لصغر سنها وعدم معرفتها بكل هذه‬
‫األشياء‪ ،‬وشدّت خوفها منها تمنعها من السؤال عن هذه األمور‬
‫ال ُمحرجة!‬

‫بو سيف تنهد‪ :‬ظنيت انك عاقل وراح تطلقها‪.......‬والحين جبت‬


‫لنا مصيبة ثانية‪....‬‬
‫قصي تحدث بقهر‪ :‬يبه‪.....‬تكفى ال توقف ضدي‪....‬يكفي اني‬
‫ظلمتها ببداية زواجنا‪....‬ما فيني أأمها اكثر‪....‬لو طلقتها ما راح‬
‫اسامح نفسي‪ُ ...‬مهره بحاجتي يا يبه‪......‬اذا ما تبيني اعلن‬
‫هالزواج ما راح اعلنه‪....‬بس ما راح اطلقها‪....‬‬

‫بو سيف بانفعال‪ :‬وش تبي تقول ألمك ‪....‬يمه انا تزوجت وخلّفت‬
‫بعد‪.....‬وش في عقلك أنت ‪....‬وش هالطيش‪.......‬غلطتك هذي كل‬
‫مالها وتكبر يا قصي ‪...‬انت مستوعب هالشي وال ال؟‬
‫قصي بجدية‪ :‬يبه‪...‬انا دخلت في حياة هالبنت بدون مخطط‪....‬كنت‬
‫محدود التفكير وقتها‪....‬ومع األيام ادركت اللي سويته غلط‪...‬بس‬
‫من الغلط اني اتركها الحين‪.....‬يبه تكفى ‪...‬كل شي قدامي‬
‫صعب‪....‬هي تعبانة‪.....‬وانا تعبان‪....‬ال تضغط علي‪...‬‬

‫بو سيف سكت ونظر لألمام ثم اردف قبل ان يخرج من سيارته‪:‬‬


‫ارسل لي رقم عمها ضروري‪....‬‬
‫ثم خرج من سيارة ابنه جاعله يتنهد بضيق‪ ،‬ثم ذهب إليها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ها هو وصل‪...‬اغلق الباب رآها أمام التلفاز كتبها مبعثرة وكيانها‬
‫ايضًا مبعثر‪....‬‬
‫تقدم ال يعلم كيف يقنعها بإجراء التحليل المنزلي‬
‫خائف من ردّت فعلها ولكن خًلل األسبوعين الماضيين لم تكن‬
‫على طبيعتها ابدًا هناك مؤشرات تدل على شيء واحد جميعنا‬
‫نعرفه ونفهمه من اللحظة األولى‬
‫جلس بالقرب منها قبّل خدها‬
‫حتى تنهدّت ‪.....‬باتت في هذه األيام تميل للحساسية أكثر‬
‫ومشاعرها باتت ايضًا مختلطة وغريبة عليه!‬
‫‪:‬اخبارك اليوم‪....‬؟‬
‫ُمهره نظرت إليه‪ :‬نص ونص‪...‬‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬كيف يعني‪...‬؟‬ ‫قصي ّ‬
‫ُمهره اخذت نفس عميق‪ :‬يعني بخير وال بخير‪....‬‬
‫قصي سيتحدث اآلن‬
‫لن يخف‪ُ :‬مهره مو مًلحظة نفسك هالليام‪......‬تستفرغين‬
‫كثير‪.....‬ومالك خلق‪....‬وصايرة تبكين على اتفه األشياء‪....‬‬
‫ُمهره باستخفاف‪ :‬أي يعني صايرة مجنونة!‬
‫قصي ابتسم رغ ًما عنه‪ :‬انا ما قلت كذا‪...‬‬

‫ُمهره لتنهي االمر‪ :‬نفسيتي كذا عشان االختبارات‪...‬‬

‫قصي اخرج الكرتون من الكيس ثم نظر إليها‪ :‬يمكن في شي‬


‫ثاني‪....‬‬
‫ُمهره نظرت إليه وإلى العلبة التي بيده‪ :‬شتقصد؟‬

‫قصي بجرأة ‪ :‬يمكن حامل‪...‬‬

‫ف تحت عيناها على اآلخر ونهضت كالمقروصة وهي تهز رأسها‬


‫بذعر بمجرد ما إن تفكر بمصداقية األمر‪ :‬الال مستحيييييييييييل‬
‫قصي‪...‬شتقول انت ال‪...‬نسيت انه احتمال يصير عندي‪...‬‬

‫قصي وقف معها ومسك يدها وقاطع نوبة هلعها تلك‪:‬‬


‫اهدي‪.....‬وبعدين الدكتورة قالت احتمال مو اكيد‪.....‬ويمكن اللي‬
‫صار خربطة هرمونات عشانك خربطتي بس في أخذ حبوب المنع‬
‫الحمل‪....‬‬

‫ُمهره اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشهيقين مزعجين‪ :‬ال ال هللا ال‬
‫يقوله‪....‬وش تقول انت‪....‬مابي اصير ام‪...‬مابي ‪....‬قصي‪....‬انا‬
‫وهللا نفسيتي عشان المذاكرة‪...‬حتى استفراغي عشاني قلقة‬
‫بزيادة‪.....‬‬
‫ثم خبأت وجهها وجهشت بالبكاء احتضنها لم يتوقع ردّت فعلها‬
‫هذه ظن انها ستنفعل ولكن لن تصل إلى هذه المرحلة من مراحل‬
‫االنفعال والذعر شدّها إليه أكثر‬
‫ثم طبطب على ظهرها‪ُ :‬مهره حبيبتي‪..‬اهدي‪....‬حتى لو صار‬
‫صدق وحامل انا جنبك‪...‬وهللا ما راح اتركك‪......‬ال تخافين‬
‫ُمهره‪....‬‬

‫هزت رأسها بًل‪ :‬ماعرف‪...‬ماعرف‪.......‬مابي‬ ‫ُمهره ابتعدت عنه ّ‬


‫‪...‬اصير ام قصي‪...‬انا قلت لك ما بي اترك الحبوب انت‬
‫جبرتني‪...‬عشان ما تطلقني صح‪...‬انت تبي تصير أبو‪...‬عشان ما‬
‫ليش؟‪....‬انا خايفة خايفة‪....‬مابي اصير‬
‫تطلقني‪...‬قصي ليششش ِ‬
‫ام‪...‬مابي‪....‬‬

‫اعادها إلى احضانه واخذ يطبطب ويسمي باهلل عليها اجلسها على‬
‫الكنب وابعدها عنه وشد على كفي يديها نظر لعينها المليئتين‬
‫بالدموع‬
‫تحدث ‪ُ :‬مهره‪....‬سمعيني لآلخر‪.....‬انا ما الومك على‬
‫خوفك‪.....‬من االستمرار معي‪....‬ألنه ما اقدر انكر طريقة زواجنا‬
‫غلط‪......‬ما نكر هالشي‪....‬بس وهللا ‪....‬اني ابيك لي عمر‪.....‬ابيك‬
‫تصيرين ام عيالي‪.....‬مابي غيرك‪...‬ما راح اتخلّى عنك‪...‬وراح‬
‫اعلن هالزواج‪....‬وراح اعوضك عن كل شي‪......‬‬

‫ُمهره بشهقة‪ :‬قصي‪....‬لو صرت ام‪...‬ما راح اقدر اكمل‬


‫دراسة‪.....‬راح انت تضطر تعلن الزواج و لو رفضوا اهلك راح‬
‫تتركني‪......‬اهلي راح يزوجوني منهم غصبن عني‪.....‬راح اموت‬
‫يعني‪....‬راح اكره نفسي‪....‬واكره كل شي‬

‫قصي طبطب على يديها‪ :‬هدي ُمهره‪....‬وش هالكًلم اللي‬


‫تقولينه‪...‬‬

‫ُمهره مستمرة في البكاء والفضفضة‪ :‬الكل ينفر مني ما‬


‫يحبني‪....‬مو متقبل وجودي ‪...‬انا حمل ثقيل‪...‬كيف برجع لهم‬
‫باضعاف حملي االولّي‪.....‬بعد وفاة امي وابوي‪...‬الكل صار يبي‬
‫يفتك من هالحمل ‪....‬هذا يبي يزوجني ‪..‬وهذاك يبي يتخ ّلص‬
‫مني‪.....‬وناس تخاف مني من افتن عيالهم‪......‬الحين انا انتهيت‬
‫‪...‬حمل‪...‬يعني فراق‪...‬يعني انت ما بتقدر تتحملني اكثر‪....‬ألنه‬
‫المفروض ما اجيب عيال زواجنا مو حقيقي مو حقيقي‪...‬‬

‫قصي شعر بالغضب من حديثها ولكن اخذ نفس عميق واردف‬


‫بصوت شبه منفعل‪ :‬أنا كلمت ابوي‪......‬عن زواجنا‪......‬الوضع‬
‫بس يبيله صبر ‪.....‬وترتيب‪.....‬وينعلن هالزواج‪ُ .....‬مهره ‪...‬ثقي‬
‫فيني‪.....‬اقسم لك باهلل ما راح اتركك‪...‬ال انتي وال حتى بنتي او‬
‫ولدي ‪...‬لو صرتي حامل‪....‬امسحي دموعك‪.....‬وال تفكرين‬
‫بهالطريقة‪.....‬وانسي الماضي‪.....‬والحين قومي‪...‬‬

‫ُمهره ازدردت ريقها وبحشرجة‪ :‬وين‪....‬‬


‫قصي بهدوء‪ :‬الحمام‪.....‬قومي سوي التحليل‪....‬‬

‫ُمهره مسحت دموعها بيديها ‪ :‬ما اعرف‪...‬‬


‫قصي بلل شفتيه ومسح على رأسه فتح العلبة ومن ًعا من احراجها‬
‫م ّد يده ‪ :‬اقري التعليمات على هذي الورقة‪....‬واذا ما فهمتي شي‬
‫قولي لي‪....‬‬
‫سحبت الورقة من يده وبدأت تقرأ بصمت ثم نظرت إليه وهي‬
‫تقول‪ :‬ما راح أكون حامل‪...‬‬

‫قصي ابتسم‪ :‬طيب قومي سويه ونشوف‪....‬‬


‫ُمهره حكّت جبينها ‪ :‬قصي‪...‬‬
‫قصي بنفاذ صبر‪ :‬صصصصصصصصصصصصبرك يا‬
‫رب‪ُ ......‬مهرررررررررره قومي‪...‬‬
‫نهضت بتردد ونظرت لعينيه برجاء‪ :‬قصي مابي أخاف‪......‬‬
‫قصي سحب يديها ومشى بها لناحية الخًلء ثم قال‪ :‬ادخلي يًل‪...‬‬
‫ُمهره بدموع عالقة في محجر عينيها‪ :‬مابي اصير ام‪....‬‬

‫ق قلبه عليها ق ّبل خدها بهدوء ولطف‪ :‬صدقيني راح تصيري‬


‫ر ّ‬
‫احلى ام بالدنيا‪.......‬‬

‫ُمهره ‪ :‬بدري بدري وهللا‪...‬‬


‫فهم ما تُعنيه فاردف وهو يُشير‪ :‬شهرين وكملين سبعطش سنة‬
‫‪......‬يا ُمهره‪...‬وناس كثير صاروا أمهات بهالعمر ما في شي‬
‫يخوف‪.....‬ربي معاك‪...‬وانا معاك‪.....‬يا ُمهره‪.....‬يًل ادخلي‪.....‬‬
‫ّ‬

‫ثم اردف بمزح‪ :‬تراك حسستيني بتروحين حرب‪...‬ادخلي يًل‬


‫سوي التحليل وطلعي‪...‬‬
‫ُمهره مدّت له العلبة‪ :‬خًلص انت ادخل واعمل التحليل‪...‬انا وانت‬
‫واحد‪...‬‬

‫ضحك بخفة‪ :‬ههههههههه تستهبلين علي ُمهره هذا وأنتي داخله‬


‫علمي‪....‬اظن درستي احياء صح؟‪...‬وبالمتوسط علوم‪...‬عن‪...‬‬
‫قاطعته بنرفزة واشمئزاز‪ :‬خًلاااااااااص خًلااص ال تكمل‬
‫امزح‪....‬ادري اعرف‪....‬اففف‪....‬‬
‫قصي بضحكة‪ :‬افين بعد‪.....‬هههههههههههه‪......‬يًل دخلي‪....‬‬

‫دخلت وهي مضطربة‪ ،‬تُرعبها فكرة االنجاب‪....‬تخيفها فكرة‬


‫األمومة‪.....‬وتُرجف جسدها فكرة التربية‪...‬لديها طموح اكبر‬
‫بكثير من هذا‪...‬تُريد ان تكمل دراستها تريد ان تنضم للتخصص‬
‫التي تحلم به‪...‬تريد ان تعيش بعيدًا عن فوضوية البشر‪.....‬تريد‬
‫ان تستقل بذاتها ولكن‪..‬‬
‫نظرت للعلبة تنهدّت اغمضت عينيها‬
‫زواجها ال يعد زوا ًجا طبيعيًا ‪ ،‬لم تلبس فستا ًنا ابيض‪...‬لم يزفها‬
‫والدها ويسلمها بيده لزوجها‪...‬لم تُق ّبلها والدتها ‪...‬ولم تُغدق‬
‫عليها بالنصائح لتعيش بشكل سعيد مع زوجها‬
‫كيف اآلن ينتهي بِها المطاف في ان تكون أم سريعًا؟‬
‫ارتجفت شفتيها‪....‬‬
‫متزوجة‪....‬تريد حفل زفاف كبير‪....‬تريد اهتمام‬ ‫ّ‬ ‫ال تشعر بانها‬
‫اكثر‪...‬تريد ح ًبا عميقًا‪.....‬رغم قصي اراها كل هذا ولكن بعد ان‬
‫رآها الشدة والحزم في شخصيته التي اعتادت عليها‪...‬لذا هي‬
‫غير مستسيغه لهذا التغير وخائفة منه!‬

‫احًلمها من ناحية الزواج‪...‬وفارس االحًلم‪....‬والكوشة‬


‫‪.....‬واالهازيج المطربة في ليلتها الحالمة‪....‬باتت‬
‫مستحيلة‪...‬ميّتة‪....‬وحتى لبسها للفستان األبيض‪....‬بات‬
‫ً‬
‫مستحيًل‪......‬‬

‫بكت بًل صوت‪.....‬واجرت التحليل‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان مضربًا مثلها تما ًما‪.....‬يفكر هل آن األوان ليصبح أب‪...‬يشعر‬
‫بالسعادة لهذه الفكرة ويشعر بالخوف‪....‬والده اخافه حقيقة خاصةً‬
‫بعد أن طلب رقم عمها ‪....‬خشي من األمر ‪....‬ولكن ارسلهُ‪...‬مهما‬
‫حدث لن يتخلّى عنها‪....‬احبها‪.....‬وعشقها‪...‬وال يتمنى بعدها‬
‫ابدًا‪...‬يريد أن تبقى بجانبه طوال حياته‪.....‬هي علمتهُ‬
‫الكثير‪....‬ولن يكتفي‪....‬سيتعلم منها أمور كُثر دون ان تشعر!‬

‫تحدث بعد ان طرق الباب‪ُ :‬مهره شصااااااار‪.....‬‬


‫لم تُجيبه‪....‬‬
‫كانت تنظر للجهاز المصغّر‪....‬بعينين باهتتين ‪.....‬اخذت تنتظر‬
‫دقيقة ‪...‬ودقيقتين‪....‬‬
‫الخط األول كان واض ًحا‪......‬وبعد دقيقة ونصف اصبح الخط‬
‫الثاني باهت ًا ‪....‬بات صوتها مسموعًا‪....‬شعرت أنها لم تفهم‬
‫شي‪.....‬نهضت وفتحت الباب نظرت إليه ونظر إليها‬
‫يُريد التحدث‪.....‬وهي تريد االختفاء من وراء هذه الحقيقة!‬

‫تحدث‪ :‬هاااا بشري‪....‬‬


‫ُمهره بخوف واضطراب لم تنظر إلى الجهاز المصغّر مرةً أخرى‬
‫خشيت من ان يكون الخط اآلخر واض ًحا لمرأى العين اكثر فقالت‬
‫ببهوت‪ :‬مو فاهمة‪....‬‬
‫مجاال سحبه من يديها التي ترتجف‬ ‫ً‬ ‫قصي لم يعطيها‬
‫ونظر للخطين الواضحين‪....‬‬
‫وقفز بفرحة ‪ :‬حااااااااااااااااااااااملللللللللللللل‪...‬حاااااااا اااااامل‪...‬‬
‫ثم احتضنها وهي واقفة تنظر لفرحته بخوف‪...‬واضطراب عجزت‬
‫من أن تبتسم وتشاركه فرحته‪..‬‬
‫قبّل خدها وجبينها وهو يقول‪ :‬حامل ُمهره شوفي خطين‪......‬‬

‫ُمهره ازدردت ريقها وشتت ناظريها عنه‬

‫قصي سكت وسكن في مكانه‪ُ :‬مهره‪....‬‬

‫قصي بهدوء‪ُ :‬مهره‪....‬‬


‫ُمهره بصوت مهتز‪ :‬ما ابيه‪...‬‬
‫قوس حاجبيه‪ :‬وش ما ابيه ‪ُ .....‬مهره عن الجنون‪....‬‬‫قصي ّ‬
‫ُمهره بقهر‪ :‬كله منك‪...‬كله منك قصي‪......‬لو تامة على‬
‫الحبوب‪...‬انا مو مستعدة اصير ام‪....‬وال ابي اصير‪....‬‬
‫قصي اقترب منها‪ُ :‬مهره‪....‬هدي‪.....‬هذا امر ربي‪....‬ربي كاتبه‬
‫لنا‪.....‬والمفروض ما تعترضين على حكمة هللا ‪......‬قولي الحمد‬
‫هلل‪.....‬هذا يعني انك سليمة وما فيك تل ّيف‪.....‬واللي صار لك ذيك‬
‫مجرد‬
‫ّ‬ ‫الفترة‬
‫قاطعته‪ :‬شدراك يمكن فيني‬

‫قصي بتنهد‪ :‬نروح المستشفى ونسوي تحاليل وندخل على‬


‫الدكتورة‪....‬‬
‫ُمهره بعناد‪ :‬مابي اروح‪....‬‬
‫قصي بصيغة أمر‪ :‬الخميس هذا بوديك‪...‬‬

‫ُمهره انفجرت منفعلة وبعينين دامعتين‪ :‬قلت لك مابي‪...‬اصًل‬


‫هالتحليل خربوطة ‪......‬انا مريضة مو حامل‪....‬‬

‫كاد ان ينفعل معها ولكن كبح غيظه وكتمه بترديده لًلستغفار‬


‫اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يتقدم لناحيتها ويضع كفيه على‬
‫اكتافها‪ :‬حبيبتي مهره‪......‬هدي‪....‬وعشان موضوع هالمرض‬
‫وخوفك منه‪....‬تكفين روحي اجهزي عشان نقطع الشك‬
‫باليقين‪.....‬‬

‫هزت رأسها وهي تمسح انفها بيدها بطريقة سريعة ودخلت‬ ‫ُمهره ّ‬
‫في نوبة بكاء‪ :‬مابي أخاف‪......‬قصي انت مو حاس فيني‪....‬وال‬
‫عارفة كيف أوصل شعوري لك‪....‬مادري احس مخنوقة‪.....‬مابي‬
‫أصير ام‪....‬‬

‫نظر لعينيها الدامعتين ‪ :‬وهللا متفهم وضعك يا ُمهره‪......‬بس ايش‬


‫تبيني اسوي‪....‬اذا فعًل طلعتي حامل وانتي رافضة هالشي وش‬
‫تبيني اسوي عشان ترضين؟‬

‫ُمهره بشهقة بكاء‪ :‬هأأ‪...‬تخليني اجهض‪....‬‬


‫فتح عينيه على آخره وبغضب ابتعد عنها وهو يمسح على شعره‬
‫قائًل‪ :‬اعووووووذ باهلل‪ُ ....‬مهره تدرين قتل الروح‬ ‫وانفعل ً‬
‫حرام‪.....‬وال ما تدرين‪...‬‬
‫ُمهره ضربت برجلها على األرض وبصوت شبه مرتفع‪ :‬مابي‬
‫اصير ام‪....‬‬
‫تحدث بغلظة‪ :‬تعوذي من ابليس ‪......‬وهدي من نفسك‪.....‬عشان‬
‫نروح ونسوي التحاليل ونتأكد ‪.....‬أجلي بكاك لبعدين‪....‬‬
‫ُمهره زاد قهرها ‪ ،‬وزاد بكاؤها على حديثه هذا ضربت برجلها‬
‫على األرض عنادًا ثم ركضت لناحية الغرفة دخلت وأغلقت الباب‬
‫بقوة عليها‬
‫حتى اردف متمت ًما‪ :‬اففففففف‪ .....‬وش هالخوف اللي تملكك فجأة‬
‫يا ُمهره!‬
‫‪.................................................. ................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خرج من المركز بعد أن تنازل عن قضيته ‪.....‬واخبروه سيتم‬
‫االفراج عنها بعد انتهاء اإلجراءات الًلزمة‬
‫فعاد إلى سيارته وقادها سري ًعا سحب هاتفه واتصل عليها وهو‬
‫تسرب لهذه‬‫يقود‪ ،‬لم يتردد في مهاتفتها يريد أن يتأكد هل هناك ّ‬
‫األمور حتى يتمكن إحدى اعداؤه في استفزازه وتهديده من هذه‬
‫النقطة‬
‫ولكن ايضًا هناك شيء آخر يطمح في إيصاله إلى قلبها كما وصل‬
‫إلى قلبه!‬
‫انتظر ردها ولم يطل اجابها بقول‪ :‬الو‬

‫جورج يحاول أن يتمالك نفسه‪ :‬اهلين حصة‬

‫وجف ريقها‪....‬نظرت البنتها وولدها تركتهم ذاهبة إلى‬


‫ّ‬ ‫انصعقت‬
‫تتجرا‬
‫ّ‬ ‫وجهة المنزل تحدثت بصوت اشبه للهمس‪ :‬انت شلون‬
‫ً‬
‫اصًل تتصل احنا اتفقنا تواصلك كله يكون‬ ‫وتتصل علي‪.....‬كيف‬
‫مع مشاري‪...‬لو تبي شي ضروري اتصل عليه‪......‬ال تتصل‬
‫علي‪....‬‬

‫جورج لم يتحمل تحدث بًل مقدمات‪ :‬بدي يّاكي ترسلي لي رقم‬


‫اختك دالل!!!‬

‫حصة فتحت عيناها على اتساعهما ماذا يُريد منها؟‬


‫هل ستعود فترات التوتر والقلق؟! ألم تنتهي تلك القصة التي‬
‫تجرعت منها الكثير ِبًل ذنب!‬
‫ّ‬
‫‪:‬انا مقاطعتها وال اعرف رقمها أصًل‪.....‬‬
‫جورج ش ّد على اسنانه‪ :‬شوفيييييي يا حصة لو ما رسلتي إلي‬
‫رئمها‪.....‬ما راح يحصلك طيب‪.....‬اوك‪...‬‬

‫حصة مسحت على شعرها وبقهر‪ :‬خًلص يكفي تهديد‬


‫جورج‪.....‬انا مالي دخل حاليا باللي يصير‪.......‬يكفي اني ندمانة‬
‫على اللي سويته من البداية‪.....‬‬
‫جورج بسخرية‪ :‬ماحدا ضربك على إيديك وئلّك صيري حنوني‬
‫وئتها‪......‬انتي اخترتي هالشي ماحدا جبرك‪...‬‬

‫حصة بنرفزة‪ :‬وتهديدك؟‬


‫جورج ضحك باستخاف‪ :‬هههه لهدرجة اختك تهمك‪.....‬‬

‫حصة ‪ :‬امي وابوي اهم منها‪...‬اللي سويته عشانهم وعشان‬


‫سمعة العيلة‪....‬‬

‫جورج بًل مباالة‪ :‬كملي حمايتك إللهوم وارسلي رئمها‪....‬بس‬


‫سكر ارسلي لي إياه وإال راح تطلّئي مرة تانية‪....‬‬

‫ثم اغلق الخط في وجهها‪...‬وهي خبأت وجهها بيديها باكية بـ‬


‫صمت‪....‬ال تريد ان ينهدم بيتها‪.....‬ال تريد أن تعيش في خوف‬
‫وقلق ‪.....‬ال تريد أن تقدم تضحيات جديدة‪....‬اضاعوا عمرها في‬
‫زواج فاشل وتربية مخيفة!‬

‫فتحت هاتفها نظرت لرقم اختها ثم رسلته على رقمه وحذفت رقمه‬
‫سري ًعا لكي ال يُفتضح امرها عند زوجها!‬

‫تحدثت بهمس‪ :‬ما راح اسمح ال لك وال لها تتحكمون فيني بعد‬
‫هاليوم‪....‬‬
‫ثم اتصلت على اختها ولم تُجيبها ‪......‬واتصلت مرةً أخرى ولم‬
‫تجيب‪....‬فرسلة لها رسالة‬
‫(ردي علي يا دالل ضروري الموضوع اللي ابي احاجيج فيه‬
‫يخص جورج)‬

‫لم تأخذ عدّة دقائق وإال اتصلت وهي تردف‪ :‬شصايييير بعد؟‬
‫حصة بًل مقدمات‪ :‬الزم اشوفج بمكان ‪...‬غير بيتج‪....‬‬

‫دالل ال تريد رؤيتها وال تريد التحدث معها‪ :‬خلصي علي اشفيج‬
‫قولي كل شي لي الحين‪....‬‬
‫حصة بكره‪ :‬ما يصير‪.....‬الزم اشوفج‪.....‬‬
‫دالل سكتت ثم اردفت‪ :‬خًلص بيي(بيجي) امرج ‪.....‬ونتكلم في‬
‫السيارة‪....‬‬

‫حصة بتعجل‪ :‬انتظرج‬

‫ثم دخلت إلى أبناؤها ونادت الخادمة وهي تقول‪ :‬ديري بالج‬
‫عليهم وال تخلينهم يطلعون برا ‪...‬انا راح اروح مشوار صغير‬
‫وبرد‪....‬‬
‫ثم صعدت لتغيّر مًلبسها‪......‬ستوقفهم يكفي‪...‬اضاعت‬
‫عمرها‪...‬وتحملت نتيجة غلط غيرها‪.....‬انهدم قلبها ‪.....‬وكيانها‬
‫ايضًا ال تريد مزيدًا من االنكسارات ‪...‬والخضوع ‪..‬والبقاء ضعيفة‬
‫ال إرادة لها‪....‬ارتدت مًلبسها بعجل سحبت حقيبتها وبعد عشر‬
‫دقائق رنّ هاتفها اجابت‬
‫فسمعت اختها تقول‪ :‬انا تحت‪...‬‬
‫فـ أغلقت الخط سريعًا ثم نزلت من على عتبات الدرج بعجل‬
‫خرجت لها ركبت السيارة‬

‫وقادتها دالل بعيدًا عن المنزل لم تتحدث معها‪......‬حقيقةً عًلقتهما‬


‫لم تكن صافية‪......‬وبينهما رسميات في غاية الوضوح ألفراد‬
‫عائلتهم‪....‬مما جلب لهم ُجلبة التساؤالت!‪....‬تنهدت بضيق وما إن‬
‫ركنت دالل سيارتها بعيدًا عن البيوت وضوضاء البشر‬
‫قالت‪ :‬شصاير يا حصة‪....‬‬

‫التفت عليها حصة بوجه غاضب‪ :‬رد جورج يهددني‪.....‬األخ‬


‫مستغلني‪.....‬يا اسكت على مصيبتج واساعده يا اخسر امي‬
‫وابوي وعيلتي وشرفنا بعد‪...‬وكل هذا بسبتّج‪...‬‬
‫تنرفزت األخرى لتردف‪ :‬وانا شدخلني الحين ؟‬

‫حصة فتحت عيناها على اآلخر‪ :‬انتي مينونة وال ما عندج‬


‫احاسيس‪...‬متصل علي يبي رقمج‪...‬‬

‫تحدثت بصوت مرتفع‪ :‬وان شاء هللا عطتيه إياه‪....‬‬

‫حصة ‪ :‬أي عطيته‪......‬‬


‫غل عليها‪ :‬سمعي‬‫ثم اشارت ألختها بتهديد وفي قلبها ّ‬
‫دالل‪....‬اقسم لج باهلل لو يرد يتصل علي وهددني ويخرب لي بيتي‬
‫‪...‬وهللا ‪.....‬راح اكلم إيًلف وأقول لها عن كل شي‪......‬‬

‫دالل بصرخة ‪ :‬ينيتي (جنيتي؟‬

‫حصة صرخت بعينين دامعتين‪ :‬خًلاااااااااص يكفي ما اقدر اتحمل‬


‫ذنبج اكثر من جذيه‪.......‬مو ذنبي انج حبيتيه وهو غدر‬
‫فيج‪......‬مو ذنبي‪.....‬قلت لج بعدي عنه‪.......‬ما‬
‫رضيتي‪.....‬حملتي‪......‬وولدتي‪...‬وهجيتي‪....‬وهو‬
‫استغلني‪...‬اجبرني على أشياء وايد ما ابيها ‪...‬اولها مشاري‪.....‬‬

‫دالل نظرت لألمام ‪....‬وبتوتر ونرفزة وكبرياء‪ :‬بإمكانج رفضتي‬


‫‪.....‬بإمكانج رفضتي مشاري ورفضتي تربين ايًلف‪.....‬‬

‫حصة ضربت على كتف اختها بقهر‪ :‬تدرين لو رفضت شنو‬


‫بصير‪...‬اولها ابوي بموت قهر وامي يمكن تلحقة‪.....‬وسمعت‬
‫العيلة تتل ّ‬
‫طخ على لسان الرايح والياي‪ ....‬وجان انتي الحين ميتة‬
‫من تسعتعش سنة!‬

‫دالل اخذت نفس عميق ثم اردفت ‪ :‬استاهههههههههههههههههل‬


‫‪....‬ال كان ضربتي صدرج لي وفزعتي‪........‬عشان ما تقعدين‬
‫الحين تلوميني وتندبين حضج‬

‫حصة هزت برجلها وعضّت على شفتيها وهي تردف‪ :‬كان‬


‫صلحتي غلطتج‪.,....‬‬

‫دالل ضربت على المقود وهي تكرر‪ :‬انا ما غلطت ‪...‬ما‬


‫غلطت‪....‬هو غدر فيني وجذب علي‪.....‬هو اللي استدرجني‬
‫واعتدى علي‪......‬انا ما رحت له برجولي يا حصة‪.......‬حتى لم‬
‫حملت قلت له تزوجني رفض تخلّى عني‪....‬‬

‫هزت رأسها وكأنها تسترجع االحداث‪ :‬ما كان المفروض‬ ‫حصة ّ‬


‫تثقين فيه حتى بعد ما اسلم ‪.....‬حبج له عمى عيونج‬
‫‪.......‬حذرتج من انج تنغمسين في حبج اكثر‪.....‬بس ما كنتي‬
‫تسمعين لي‪.....‬لين طاح غرقتي بهالوحل القذر ‪.......‬وخلتيه‬
‫يستغلني‪....‬‬

‫دالل التفتت على اختها وجسدها يرتعش من هذه الذكرى‪ :‬ال‬


‫تقعدين تلوميني‪.......‬انتي رضيتي بكل شي ‪......‬رضيتي على انه‬
‫يكون سبب في زواجج من مشاري‪.....‬وسبب تربيتج لبنته‪...‬‬

‫حصة نظرت لها بحسرة‪ :‬بتمين جذيه طول عمرج ‪.....‬ما تفكرين‬
‫إال بنفسج‪......‬وال تعترفين باغًلطج‪....‬‬

‫دالل بنرفزة عظيمة‪ :‬وش تبيني اسوي يعني؟‬


‫حصة ‪ :‬كلمي هـ الحمار وقولي له ال تد ّخل اختي ‪...‬بشي يكفي‬
‫انها ربت بنتك لين كبرتها‪....‬انتهى دوري يا دالل‪....‬خًلص‬
‫انتهى‪.....‬وقفيه ال يخرب حياتي مع ريلي وعيالي‪.....‬‬

‫دالل مسحت على شعرها سمعت رنين هاتفها نظرت للرقم الدولي‬
‫وفهمت اجابته‪ :‬الو جورج اكلمك بعدين‪...‬‬
‫صلت إلك حصة كل شي واضح‪...‬بس ما راح‬ ‫جورج بتعجب‪ :‬و ّ‬
‫أطول كلها كلمتين راح ئلك إياها‪...‬‬
‫دالل بحقد‪ :‬شتبي؟‬
‫جورج بغضب‪ :‬في حدا بيعرف كل شي بيناتنا وعم يهددني ببنتنا‬
‫‪....‬‬
‫دالل ببرود‪ :‬والمطلوب‪....‬‬
‫جورج بانفعال‪ :‬انتي ئلتي لحدا شي عن هالموال‪...‬‬
‫دالل ضحكت بقهر‪ :‬هههههه مينون أنت تبيني افضح نفسي‬
‫بنفسي‪...‬؟‬
‫جورج بضياع‪ :‬اجل منو هاد؟‬

‫دالل اغمضت عينيها لتمتص غضبها من هذا الوضع‪:‬‬


‫مادري‪.....‬جورج‪.....‬توقف ألهنيه‪.....‬اللي قاعد يصير مالي دخل‬
‫فيه‪....‬ابعد عني وعن حصة‪.......‬يكفي اللي صار‪.....‬ويا ريت‬
‫تًلقي حل للي يهددك وعلى قولتك يعرف كل شي بينا‪.....‬ألني مو‬
‫مستعدة اخسر بيتي‪....‬عشانك‪...‬‬

‫جورج سكت‪ ،‬ازدرد ريقه‪.....‬يعلم أن الشخص الماكر والذي بدأ‬


‫بتهديده حذره من االقتراب منها ولكن ما إن رأى صورتها مع‬
‫ذلك الرجل شعر بشي ما دفعه لًلتصال بها‬
‫ليس ال ُحب‪ ،‬بل إرادة التملّك ظن انها لن تستطع الزواج‬
‫‪.....‬وستعود له يو ًما من األيام ولكن ستبقى دالل تكسر توقعاته‬
‫‪....‬فهي قوية ‪...‬امرأة ال تنكسر‪.....‬ابدًا!‬
‫بث سم الخوف والقلق في قلبها‬ ‫ولكن يُكفيه اآلن أنه ّ‬
‫لذا‬
‫اغلق الخط في وجهها بًل إجاب ٍة منه‬
‫حتى شتمته‬
‫ثم اردفت ‪ :‬ايًلف في بيت سعاد‪....‬‬

‫ضحكت حصة بسخرية على عدم معرفة اختها بابتعاث ابنتهاّ‪:‬‬


‫ههههه صار لها حوالي أسبوعين وكم يوم من سافرت‬
‫أمريكا‪.....‬وانتي ما تدرين عن الدنيا!‬
‫دالل مسحت على جبينها بقلق‪ :‬احسن‪...‬احسن‪.....‬هالبنت‪....‬مو‬
‫راضية تموت‪....‬مو راضية تضيع‪......‬وإن ظلت عند خالتها‬
‫سعاد‪...‬راح تييب(تجيب) المصايب لها‪......‬اصًل جلوسها عندها‬
‫غلط‪....‬‬

‫حصة بحده رمت كلمتها‪ :‬وجلوسها عندي غلط‪....‬ريلي يشبّهها‬


‫فيج وايد ‪.....‬وال غابت علي نظراته‪ .....‬كأنه يقول هذي موب‬
‫بنتج‪...‬وغير نظرات االعجاب بعد‪....‬‬

‫دالل نظرت لعينيها وبحده‪ :‬ورحتي لحتيها على سعاد‪.....‬‬

‫حصة ‪ :‬مشاري ما يبيها‪...‬وهي ما ترتاح إال عند سعاد‪....‬شنو‬


‫تبيني اجبرها تقعد عندي‪.....‬‬

‫دالل سكتت‪ ،‬شعرت بوخز في قلبها من ذكرى الماضي‪....‬تحدثت‬


‫‪ :‬األفضل ايًلف تظل بامريكا‪......‬وجورج غصبن عنه يبعد‬
‫عنا‪.......‬‬

‫حصة بقهر‪ :‬باردة‪...‬وما عندج احاسيس‪......‬قلبج صخر‪....‬‬


‫دالل صرخت‪ :‬شتبيني اسوي‪.......‬حصة‪.....‬انا تعبت على شان‬
‫ابني نفسي من يديد‪........‬سلمت له قلبي‪......‬وغدر‬
‫علي‪....‬جردني من‬
‫ّ‬ ‫فيني‪...‬اعتدى‬
‫كياني‪......‬ضعت‪.....‬حزتها‪......‬انا ضعت فترة ‪....‬وما ابي ارد‬
‫اضيع مرة ثانية‬

‫حصة بسخرية‪ :‬ضياعج سبب في دمار حياتي ‪......‬شكلج نسيتي‬


‫انانيتج‪......‬قعدتي بلندن فترة حملج كله‪...‬وجذبتي على اهلي‬
‫بسالفة اختباراتج ومرضج ‪...‬وجبروني اقعد معاج ‪...‬فترة طويلة‬
‫تجازوت السنة‪...‬عشان شنو ‪...‬جذبت هالدراسة وبس ولدتي‬
‫انقلعتي على المانيا‪...‬وتركتيني ‪....‬وهديتيني عند‬
‫هالمينون‪.....‬اصًل ما دري كيف ابوي رضة حزتها يخليج تنقلين‬
‫اهناك‪....‬بس اعرفج خبيثة جذبتي كم جذبة عليه لين وافق‬
‫‪.....‬وال طالعتي وراج‪....‬وال اهتميتي فيني‪....‬‬

‫دالل ازدرت ريقها شعرت انها ستبكي‪ :‬تكفين حصة ال تقعدين‬


‫ترددين علي الماضي‪.......‬والحين اوعدج جورج ما يخرب لج‬
‫حياتج وايًلف تصير بعيدة عنج‪.....‬بس ال زيدينها علي‪......‬‬

‫حصة نظرت لًلمام‪ :‬وصليني بيتي‪....‬‬

‫دالل زفرت وبدأت تقود وفي قلبها غصة ‪......‬وقصة انهتها‬


‫بقساوة ما تشعر به من ألم‪.....‬انتهى حبها لجورج‪.....‬وانتهت‬
‫آالم الوالدة ‪...‬واختفت صرخاتها مع استنجا ُدها في انتشالها من‬
‫الضياع والخوف‪.....‬اسست لها حياة قوية ‪....‬ذات حصون‬
‫مدرعة‪.......‬ولكن حديث جورج ارعبها ‪...‬ادركت اتصاله ‪....‬يريد‬ ‫ّ‬
‫أن يرعبها‪.....‬فهو لم يستطع ان ينقص عليها عيشتها خًلل‬
‫طبق من‬
‫ٍ‬ ‫التسعة عشر أعوام‪.....‬ولكن أتت إليه الفرصة على‬
‫ذهب‬
‫إذا صدق قوله‪...‬هذا يعني أنّ الحقيقة ستنشر في غضون ربما‬
‫أسابيع قليلة‬
‫تنهدّت بضيق‪...‬واوصلت اختها وهي صامتة وبداخلها بعثرة‬
‫ذكريات ُمرعبة!‬
‫‪.................................................. ........‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سًلم فجأة ثم بثّت في جسده حرب‬ ‫يتجرع ال ّ‬
‫ّ‬ ‫احرقتهُ بفعلها‪ ،‬جعلته‬
‫طاحنة ال تهدأ لم يبرح غرفته وابنه بقي عند والدته‪.....‬مقهور‬
‫‪...‬لدرجة تثير رغباته في االنتقام منها هو اخطأ وهي تعانده‬
‫مجاال في فرض قوتها عليه سيعاندها‬ ‫ً‬ ‫اآلن‪...‬ولكن لن يترك لها‬
‫ايضًا سيرسل لها ابنها عبد هلل وسيزوره اسبوعيًا لقهرها ألنها ال‬
‫تريد رؤيته في األص ّل! وهذا األمر س ُيصبح عليها كالعقاب!‬
‫‪.......‬يعلم خاله لن يمنعه من رؤية ابنه‪...‬وإن لم تُدخله إليه هي‬
‫يكفيه انه كسر عنادها ببقاء عبد هلل لديها ‪...‬وزياراته التي‬
‫ستكون متكررة لمنزلهم‪....‬ستُثير جنونها ‪.....‬ابتسم بخبث‬
‫وانفتح هنا الباب‬

‫دخلت والدته وهي تحدّق إليه بشرر‪ :‬شلون عبد هلل بيظل الليلة‬
‫عندنا‪....‬ما بتوديه ألمه‪....‬وال تبي تعاندها وتحرق قلبها عليه‪...‬‬
‫لو تدرك ان الجازي ال تريد ابنها لجنّت‬
‫تحدث بهدوء بعكس النيران التي في قلبه‪ :‬جهزيه بقوم اوديه‬
‫ألمه‪....‬‬

‫ام سيف بشك‪ :‬الوقت متأخر يمكنها نامت‪...‬‬


‫سيف بكذب نهض وسحب مفتاح سيارته‪ :‬تو متصلة علي تقول‬
‫عجزت تنام وهو مو في حضنها‪...‬وجلست تلومني إني ما جبته‬
‫لها بدري‪....‬‬

‫ام سيف ال تريد أن تتدخل هذه المرة في حياته ولكن يؤلمها‬


‫شعور انها سب ًبا في ظلم بنت اخيها تنهدت ‪ :‬بروح اجهزه لك‪...‬‬

‫ابتسم سيف بخبث‪ :‬نشوف منو اللي كلمته تمشي يا الجازي‬


‫ثم خرج من الغرفة‬
‫‪.................................................. ...................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ما زالت في غرفتها منعزلة ظ ّنوا ستخرج ما إن يحين الليل ولكن‬
‫لم تخرج‪..‬‬
‫لم تكف الجازي عن طرق بابها‪.....‬وحقيقةً بدأ الخوف يتسلل في‬
‫قلبها‪....‬‬
‫فذهبت إلى خالد واخبرته‪ :‬نوف لحد الحين ما ترد علي أخاف‬
‫صار لها شي‪....‬‬
‫خالد أشار لها‪ :‬هدي‪....‬اكيد ما فيها شي ‪.....‬تلقينها تسمعك بس‬
‫ما تبي تكلمك‪...‬‬
‫الجازي بتفهم ‪ :‬طيب روح جرب انت‪...‬روح كلمها‪....‬‬

‫خالد بتنهد‪ :‬بندر تسمع هي له‪...‬خليه يروح لها‪...‬‬


‫الجازي ‪ :‬بندر سمع جرس الباب ونزل يشوف منو‪.....‬عشان‬
‫الوقت متأخر وسينا نامت‪....‬‬
‫خالد نهض بصعوبة واتجه لناحية غرفتها‪...‬‬
‫طرق الباب عدّت طرقات‪ :‬نوف‪.....‬نوف تسمعيني‪...‬‬

‫كانت تنظر لكتبها بضياع‪ ،‬تريد ان تنفصل عنهم وعن مشاكلهم‬


‫شرا من ردود افعالهم جميعًا‬ ‫خيرا فتلقى ا‬‫‪......‬يكفي انها تعمل ً‬
‫تنهدت بضيق‪...‬تشعر بالجوع‪....‬لم تأكل ُمنذ الصباح‪.....‬تحدثت‬
‫بعد ان ارتفع ضرب خالد للباب‬
‫‪:‬جالللللللللللللسة اذاكر‪....‬‬
‫خالد ارتاح ونظر للجازي التي وضعت يدها على قلبها لتزفر‬
‫براحة‬
‫خالد‪ :‬طيب فتحي الباب‪....‬‬
‫نوف بعناد‪ :‬مابي ما ذاكرت عشاني نمت ساعات طويلة‪...‬وراي‬
‫اختبار‪.....‬‬
‫خالد حكّ جبينه‪ :‬طيب‪......‬‬
‫ثم همس ألخته‪ :‬شفتي ما فيها شي‪...‬‬
‫كانت سترد عليه ولكن نظرت لبندر وفي يده عبد هلل ‪...‬ماذا حدث‬
‫هل غيّر رأيه سيف؟ ام بماذا يفكر؟!‬
‫بندر ق ّبل عبد هلل‪ :‬يًل روح ألمك‪...‬‬
‫وم ّد يده ألخته التي تناولته بصمت‬
‫كانت ستتحرك ولكن تحدث خالد‪ :‬صدق وش صار لم جا‬
‫سيف‪.....‬شفتك صعدتي غرفتك وانتي مرة فرحانة‪...‬‬
‫الجازي بتوتر لم تفكر ولو بقدر بسيط أن سيف سيجلب لها ابنها‬
‫هل تنازل عن الحرب؟‬
‫حقاا هو ضعيف وسيبقى ضعيف‬
‫ومشتت في قراراته!‬
‫‪:‬تفاهمنا‪...‬‬
‫بندر بسخرية‪ :‬اشك وهللا‪.....‬‬
‫ثم عبر امامهما‪ :‬تصبحون على خير‪...‬‬
‫الجازي سكتت‬
‫خالد ‪ :‬اتركيه عنك‪...‬اعصابه متوترة عشان اختباراته وال تنسين‬
‫هذي آخر سنة له‪...‬‬

‫هزت رأسها برضى‬


‫خالد بهدوء‪ :‬ابوي جا‪...‬‬
‫الجازي بضيق‪ :‬من زمان‪.....‬‬
‫خالد هز رأسه‪ :‬تصبحني على خير‬
‫ثم دخل الغرفة‬
‫اما الجازي‪.....‬نظرت لعبد هلل ‪...‬تشعر أنها ال تريده‪.....‬لكي ال‬
‫تشعر باأللم! ولكن تنهدت وقبلته بلطف ثم حدثته‪ :‬ابوك‬
‫ضعيف‪...‬وبيتم ضعيف‪....‬‬
‫ثم دخلت الغرفة‬
‫‪.................................................. ...‬‬

‫قبل ساعات وقبل منتصف الليل‪.....‬اتصل عليه بعد أن اخذ رقمه‬


‫من ابنه مضطر لهذا اللقاء لمعرفة حقيقة هذا الزواج فهو خائف‬
‫سمعة عائلته بل على ابنه ايضًا‬
‫ليس على ُ‬

‫يزوج ابنته أو إحدى بنات عائلته زوا ًجا‬ ‫ً‬


‫عاقًل من ّ‬ ‫برأيه ليس‬
‫خفيًا!‬
‫سرا خفياا لربما يحدث ذلك‬‫ال بد ان يكون هناك ا‬
‫هذا األمر من وجهة نظره هو!‬
‫حدثه ورحب به وعندما قال‬
‫‪:‬انا والد قصي زوج بنت اخوك صالح‪....‬‬
‫سكت هنا ً‬
‫قليًل ثم قال‪ :‬يا هًل‪....‬‬
‫بو سيف ‪ :‬حاب اقابلك عشان نتفاهم‪...‬‬
‫تفهم االمر أبا محمد فقال‪ :‬حياك ببيتي برسل لك الموقع‪...‬‬

‫واخذ بعد ذلك بما يُقارب النصف الساعة للوصول إلى منزله‬
‫كان يفكر ما هي الدواعي التي تجعله يُرخص ابنت أخيه هكذا؟ هو‬
‫ينظر لألمر من نواحي تُجلب عليه التفكير الغليظ واالناني!‬

‫صافحه ر ّحب أبا محمد به‪....‬جعله يجلس ‪...‬قدم له الضيافة‬

‫إلى أن تحدث بو سيف بهدوء‪ :‬وهللا يا بو‪...‬‬


‫ثم سكت ليردف اآلخر‪ :‬بو محمد‪...‬‬
‫اكمل بو سيف بنفس النبرة‪ :‬يا بو محمد ‪...‬جاي‪......‬وكلي‬
‫اسالة‪....‬ما ني عارف كيف ابتدي معك‪...‬ولكن انا مصدوم‪....‬ما‬
‫اخذت فترة طويلة من عرفت بزواج قصي ببنت‬
‫اخوك‪....‬وصدمني‪....‬اخذت رقمك ابي افهم منك كل شي‪....‬قصي‬
‫قال لي على كل شي بس ما اكذب عليك ما صدقت‪....‬شي‪....‬‬

‫بو محمد‪.....‬كان ينتظر هذه اللحظة‪ُ ...‬منذ فترة ‪....‬طويلة‪....‬تنهد‬


‫وقال‪ :‬ما لومك يا بو قصي‪..‬‬
‫قاطعه بهدوء‪ :‬بو سيف‪...‬‬
‫ابتسم بو محمد‪ :‬وانا حقيقةً ما ادري كيف ابدأ اشرح لك كل‬
‫شي‪.....‬وما اكذب عليك انتظر هاللحظة من زمان‪...‬‬

‫قوس حاجبيه‪ :‬كيف؟‬


‫بو سيف ّ‬

‫بو محمد انتقلت نبرات صوته للضيق‪ :‬كان عندي أمل وإيمان‬
‫زواجها من قصي ينعلن‪........‬البنت صغيرة‪.....‬ولو ال الظروف‬
‫وهللا ما وافقت اني ازوجها لولدك‪....‬‬

‫سكت هنا بو سيف ما هي الظروف الذي تُدعيه أن يتخلّى عنها‬


‫ويبيعها ألبنه؟!‬
‫تحدث بجدية‪ :‬مهما كانت الظروف ما تخليني ابيع بنت‬
‫اخوي‪.....‬وال افرط فيها‪...‬‬
‫فرطت فيها‪...‬‬ ‫بو محمد بدفاع عن نفسه‪ :‬انا ما بعتها ‪......‬وال ّ‬
‫بو سيف ‪ :‬أجل وش تسمي اللي سويته‪...‬‬
‫بو محمد‪ :‬اذكر هللا يا بو سيف واتركني اوضّح لك كل شي‪....‬‬
‫بو سيف سكت‪....‬‬
‫فرطت فيها‬ ‫وبدأ أبا محمد يقول‪ :‬ربي يشهد علي ما بعتها وال ّ‬
‫وزوجتها لولدك عشان ابعدها عن المشاكل واحميها‪....‬‬ ‫ّ‬

‫بو سيف بعدم اقتناع‪ :‬تحميها‪...‬؟‬


‫بو محمد تنهد‪ :‬اسمعني من اآلخر‪ُ ......‬مهره يتيمة االب‬
‫واالم‪......‬ولم توفوا في نفس السنة ‪....‬اهل أمها‬
‫خذوها‪....‬عندهم‪....‬بس ما كانت مرتاحة عندهم ابد‪......‬مو‬
‫متقبلينها ابد عشان كان فيه مشاكل بينهم وبين ابوها هللا‬
‫يرحمه‪.....‬وحملوها ذنب ابوها هنا‪.....‬وصار الكل ينفر منها وال‬
‫طايق يشوفها ويتنمرون عليها ووصلت فيهم يبون يزوجونها‬
‫وهي بعمر االثنعش سنة‪.....‬ومرة بالصدفة رحت ازورها‪.....‬وهنا‬
‫انكسر قلبي‬

‫انشد للحديث هنا وانشدت كل خًليا جسده أتت إليه أفكار مزعجة‬
‫ومخيفة‬

‫فاكمل أبا محمد‪ :‬شفت عليها اثر ضرب‪......‬وخفت هنا اخسر بنت‬
‫اخوي ‪......‬واخذتها معي ووصلت األمور للمحاكم‬
‫بعد‪....‬ونفسيتها صارت تعبانة‪.....‬ولكن الحمد هلل قدرت آخذها‬
‫واعوضها عن كل شي ‪....‬وظنيت المشاكل بتخلص بس ابد ما‬
‫خلصت‪...‬‬

‫بو سيف لم ينطق أي كلمة ترك المجال له للتحدث‬


‫ليكمل‪ :‬انا ربي رزقني بخمس أوالد‪.......‬اكبر واحد محمد اكبر‬
‫منها بسنة‬

‫بو سيف تحدث بهدوء‪ :‬هللا يخليهم لك‪...‬‬


‫اكمل أبا محمد‪ :‬وكبرت وال عادت ترتاح في بيتي‪....‬ربي يشهد‬
‫علي مو على شانها بنت اخوي أقول هالكًلم‪.....‬بس ُمهره‬
‫متربية صح‪...‬اقسم باهلل ما قد شفتها تمشي بدون حجاب قدام‬
‫عيالي‪...‬وال قد شفتها تكلمهم حتى‪......‬ظلت في غرفتها‬
‫المخصصة وال تطلع منها إال إذا احتاجت شي او اذا جات‬
‫تاكل‪......‬بس ما غاب علي‪...‬زوجتي مو مرتاحة لوجودها وانا‬
‫مالومها البيت مليان أوالد‪.....‬‬

‫بو سيف اخذ نفس عميق وهز رأسه وكأنه يخبره وصلت الفكرة‬

‫يتزوج‬
‫ّ‬ ‫ولكن اكمل‪ :‬ومرة من المرات دخلت علي تقول اخوها يبي‬
‫بنت اخوك‪....‬وهنا وقف قلبي‪...‬‬

‫بو سيف بتدخل سريع‪ :‬ليششششش؟‬


‫سكت مهما كان فهو اخ زوجته ويصعب عليه قول الحقيقة ولكن‬
‫إن كان األمر هذا من صالح ابنت أخيه سيهون!‬
‫تحدث بمصداقية‪ :‬ما هو كفو لها‪.....‬رجال طايش‪....‬وبًل‬
‫اخًلق‪......‬ورفضت‪....‬لكن زوجتي زعلت ‪...‬ودخلت معها في‬
‫نقاش طويل عريض ووصلت للزعل‪.......‬ولكن ما زلت على‬
‫ازوجها إيّاه‬
‫رايي‪...‬مستحيل ّ‬

‫بو سيف نظر إليه باهتمام بعد ان ش ّبك أصابع يديه ببعضهما‬
‫البعض‬
‫ليكمل‪ :‬وبنفس الوقت ولدك قصي جا وطلب يدها مني ما انكر اني‬
‫انصدمت لم جاني يخطب بدون اهله‪......‬قلت له وش األسباب‬
‫اللي تخليك تزوجها بالسر ‪......‬وما عطاني إجابة تقنعني بس قلت‬
‫له عطني وقت وارد لك خبر‬

‫بو سيف ال يعرف كيف نطق كلمته‪ :‬واضح وش السبب‪.....‬يا بو‬


‫محمد‪.....‬قصي سو هذا الشي عناد لنا حنا اهله‪....‬على قولته‬
‫خايف نزوجه وحده فارضينها عليه فرض وراح تزوج بنت اخوك‬
‫بطيش قراره‪.....‬بس اللي مو فاهمه كيف ما رفضته انت‪...‬‬

‫تحدث بو محمد بهدوء‪ :‬عشاني سألت عنه‪....‬حتى إني بحثت عن‬


‫سجله بمساعدة معارفي ورحت سالتهم عنه‪....‬طلع نظيف‪...‬وال‬
‫عليه غبره وحده‪......‬رجال كفو‪.......‬ما سالت عنه إال ويمدحونه‬
‫لي‪.....‬رجال مصلي ومسمي ‪..‬بس ترددت ‪...‬وما قدرت‬
‫أوافق‪....‬استخرت ربي‪.....‬اقول لمهره عنه‪....‬يمكن ظليت بتذبذب‬
‫لمدة أسبوعين او ثًلث حتى ظن أني مو موافق واتصل يسأل‬
‫‪.....‬لكن قلت له لسى البنت تفكر‪....‬وهو فرح‪....‬انه فيه‬
‫امل‪....‬حسيت ربي راسله لي ‪....‬عشان ان ّجي البنت من‬
‫هالمشاكل‪....‬‬
‫بو سيف‪ :‬يعني ُمهره وافقت عليه برضاها‪....‬‬

‫بو محمد‪ :‬في الواقع هذا اللي حصل وصدمتني‪.....‬بس حسيت‬


‫حتى هي تبي تهرب ‪.....‬من هالضغط اللي تًلقيه‪.....‬أمنتها عند‬
‫ولدك وقلته في اقرب فرصة تعلن الزواج ووافق‪.....‬عشان كذا‬
‫قلت لك انتظر هاللحظة من فترة طويلة‪...‬‬

‫بو سيف سكت طأطأ برأسه تفهم الوضع جيّدًا ثم اردف‪ :‬وهللا يا‬
‫مزوج من بنات السامي عجزت استوعب‬ ‫بو محمد‪....‬لم قال انه ّ‬
‫األمر‪...‬انتوا ناس معروفة باالخًلق والكرم‪....‬والصيت‬
‫الطيّب‪......‬بس لعب براسي الشيطان وظنيت سبب زواجها يا‬
‫طمع يا‬

‫وبنبرة خجل‪ :‬اعذرني على الكلمة البنت مسوية بليّة‪.....‬ما قول‬


‫إال حسبي هللا على اللي ظلمها‪...‬وانت خذت قرار مستعجل مثل ما‬
‫قصي خذ قرار طايش‪....‬انت برأيك حميتها‪....‬بس انا اشوف انك‬
‫اشوي ظلمتها‪....‬‬
‫بو محمد بنبرة حزن‪ :‬عارف‪....‬وهللا عارف‪...‬‬
‫ازوج بنت بهالعمر‬‫بو سيف اكمل‪ :‬اقدر خوفك عليها‪...‬بس سالفة ّ‬
‫مسيار ضياع لحقوقها‪.....‬ضياع لعمرها يا بو محمد واللي عرفته‬
‫من قصي باقي كم شهر وكملون سنة‪......‬واللي فهمته منه‬
‫احتمال تكون حامل‪...‬‬

‫صعق وذهل أبا محمد‪ :‬حاااااااااامل‪...‬؟‬


‫ُ‬
‫صرح لي قصي بهالشي بس فهمت‬ ‫بو سيف تنهد‪ :‬ما ّ‬
‫تلميحاته‪.....‬وعشان كذا ‪.....‬ابي حل‪....‬لهالموضوع اعًلن‬
‫زواجهم بالنسبة لي صعب‪....‬‬
‫بو محمد ابتسم‪ :‬ال تاكل هم عندي فكرة ‪.....‬ما راح تجيب ال لك‬
‫وال لي كًلم‪...‬‬
‫بو سيف بتركيز‪ :‬وش هي؟‬

‫بو محمد انشرح صدره لتقبل أبا سيف لًلمر‪ :‬تعالوا اخطبوها‬
‫على األصول‪.......‬‬
‫بو سيف سكت ونظر له وفهم المغزى ‪ :‬فهمتك‪....‬واذا هي حامل‬
‫صدق بحاول اع ّجل األمر‪........‬‬
‫ثم نهض وصافحه‪ :‬آسف اني جيت بوقت متأخر‪......‬بس وهللا بعد‬
‫حكيك نسيت غضبي على قصي وعصبيتي‪......‬‬

‫بو محمد طبطب على كف يده‪ :‬هللا يلوم اللي يلومك‪....‬عارف‬


‫الوضع صعب‪....‬بس وهللا انجبرت‪...‬‬

‫بو سيف بتنهيده‪ :‬هي من نصيبه وهو من نصيبها‪.....‬ما اقدر‬


‫أقول شي‪.....‬كل شي بالحًلل‪.....‬ولكن سالفة زواج السر هي اللي‬
‫قرصتني بقلبي‪.....‬وخاصة قال لي يبي يعلن زواجه‪....‬بدون ما‬
‫يغضب امه‪......‬فخًلص راح نبدأ من الصفر‪....‬بنجي نخطبها‬
‫منكم‪....‬على حسب األصول‪.....‬ولم يجي موعد الملكة‪....‬نسوي‬
‫لهم عشاء للجماعة وتعزم اللي يعز عليك‪.....‬نقول لهم ملكنا‬
‫عليهم العصر‪.....‬وبالليل نحتفل ابهم ‪...‬ونعشي‬
‫جماعتنا‪......‬ونسوي لهم زواج بعد شهر عشان الحد يتكلم وقول‬
‫ليش هالعجلة‪....‬‬
‫بو محمد براحة‪ :‬مثل ما تبي‪.....‬‬
‫بو سيف ابتسم بوجه‪ :‬مع السًلمة‬
‫ثم خرج من منزله ‪،‬ما زال غاض ًبا من ابنه‬
‫فهو يكرر أنه ال يريد ان يحمل اثمها وهذا يعني انه لم يقصر في‬
‫ايذائها ربما‬
‫على الرغم من انه غاضب من طريقة زواجه اآلن اصبح بعد هذه‬
‫الحقائق من حديث عمها اصبح غاض ًبا من ظنونه في ظلم ابنه لها‬
‫لكثرة كلمته بقوله ناد ًما على ما فعله بها!‬
‫سيحدثه هذه الليلة سيستفسر عن حياتهما وسيخبره عن‬
‫مخططهما إلعًلن الزواج!‬
‫‪............................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يظنون انها ستستلم لكل ما يدور حولها وستنسى ماضيها سريعًا‬
‫وستتقبل كل شيء برحابة صدر ولم يعوا لهدوئها وبقاؤها لفترة‬
‫طويلة لتفكر في غرفتها فبعد ان خرج ُمراد من غرفتها‬
‫أصبحت رغبة الهروب تزداد اكثر‪....‬عليها ان تجد جوازها‬
‫لتتمكن في الهروب واخذ كل اوراقها الرسمية‬

‫وتتركهم يخوضون في توترات محيطهم القذر كما تُسميه‬


‫عليها أن تذهب لغرفة امير ربما خ ّبأ الجوازات في مخبأ من‬
‫الصعب عليها اجاده‬
‫لم تتوقع ابد بانه اعطى الجوازات لماكس‪....‬لهذا هي متيقنة انّ‬
‫الجوازات جميعها هنا في الشقة‬

‫بعد ثًلث ساعات من الجلوس خرجت ونظرت لماكس واليكسا‬


‫وجولي وابنتها‬

‫وكذلك ُمراد‬
‫ولكي ال تثير شكوكهم لم تبتسم على افكارها فقط اردفت بجمود‪:‬‬
‫جولي ‪....‬نامي انتي وسـ‪....‬‬
‫نطقت اسمها بـ لذعه سرت في قلبها‪ :‬سندرا في غرفتي انا بنام‬
‫في غرفة امي‪....‬مليت من غرفتي‪....‬‬
‫حدّقت اليكسا بعدم تصديق لماكس الذي بادرها بالنظرات ذاتها‬

‫بينما مراد لم يُزيح نظره عنها‪....‬شعر بغرابتها اكثر‪...‬هل جنّت‬


‫رسمي؟‬

‫جولي ابتسمت لها بتوتر‪: No problem‬‬


‫ثم ذهبت عن انظارهما للدخول إلى غرفة امير نظرت ألرجاء‬
‫الغرفة‬
‫كانت مرتبّة ومنظمة‪ ,‬ونظيفة‬
‫تنهدت ثم أغلقت الباب عليها‬
‫وتركتهم يتساءلون‬

‫سر(اثر) عليها كًلمك ُمراد‪...‬‬


‫اليكسا بسعادة‪ :‬شكلوا ا ّ‬
‫ماكس بتأييد‪ :‬هالشي واضح‪....‬‬

‫ُمراد ال حديثه لم يؤثر‪....‬هي جنّت‪....‬ال تعي لتصرفاتها ستخرج‬


‫اآلن وتعصف بهما األرض بعد ان ترى ابنتها وجولي في غرفتها!‬

‫ابتسم لهما مجاملة‬

‫جولي بهدوء نظرت لسندرا وتحدثت بصعوبة‪ :‬بدّك تاكلي؟‬


‫حركت رأسها ‪....‬ال‬
‫سندرا ّ‬

‫ُمراد نظر إليها ‪....‬يريد أن يحتضنها‪....‬يطبطب عليها يشعر أنها‬


‫متوترة ‪....‬تهز برجليها على الدّوم ‪....‬تنظر للمكان بعينين‬
‫مشتتين كوالدتها ‪.....‬لو لم يقرأ تقريرها الطبي لقال انها تعاني‬
‫من التوحد ولكن في الواقع ال تعاني منه‪.....‬اخذ نفس عميق ثم‬
‫نظر لهم‬

‫ووقف‪ :‬يًل انا استأذن ‪......‬ماكس لو تريد شي اتصل‬


‫علي‪.....‬وانتبهوا على نور‪...‬آني اشوفها مو طبيعية ابد‪....‬‬

‫ماكس بهدوء‪ :‬ما تاكل هم‪....‬‬


‫ُمراد لم يمنع نفسه من أن يقبّل سندرا على خدها بهدوء وهو‬
‫يقول‪ :‬الزم تاكلين عشان تكبرين اوك؟‬

‫توردّت وجنتيها بخجل ونظرت لعينيه ببراءة وهي تهز رأسها بـ‬
‫(اوك)‬

‫ثم ابتسم لها واخذ نفس عميق وخرج‪ ،‬قلبه يؤلمه‪....‬يراها بهذا‬
‫القرب وال يستطع ان يخبرها أنه والدها‪....‬وانها ابنته‪....‬يريد أن‬
‫يشتم رائحتها يحتضنها‪......‬ولكن ال يستطع ‪...‬لعن نفسه على‬
‫فعلته الشنيعة بنور‪....‬وعلى موافقته في ُمجاراة أخيه في جنونه‬
‫‪...‬مشى بخطى متقاربة‬

‫ونظر للشوارع ‪....‬لماذا يشعر بالهم؟ بالخوف‪......‬بعدم‬


‫االرتياح‪.....‬أهذا الشعور يُعني استيقاظ الضمير؟‬

‫لم يستطع أن يمحي نظراتُها البريئة له‪ ،‬من رأسه‪.....‬كأنه تخبره‬


‫أنت ُمذنب ال تلمسني لكي ال تلطخني بذنبك‪.....‬يشعر أنها‬
‫تعاتبه‪.....‬حتى نور‪....‬وما آلت عليه حياتها في هذه األوان يشعر‬
‫أنه السبب الرئيسي في دمارها بغض النظر عن االحداث‬
‫األخرى‪.....‬التمس عظم وفدح ما فعله بها‬
‫اول لقاء لهما‪....‬اول قُبلة ‪...‬اول احتضان‪.....‬اول‬
‫لم ينسى ‪ّ ،‬‬
‫عشق‪.....‬احبها ولكن لم يستطع أن ينساق وراء هذا ال ُحب فأخيه‬
‫سى قلبه عليها لكي يحظى بالمال الكثير ذلك الوقت كان‬ ‫وراؤه ق ّ‬
‫يفكر بنفسه ‪....‬براحته‪....‬لم يفكر بمشاعرها‪.....‬اقنع نفسه هذا‬
‫الشعور سيزول بمجرد االفتراق وفعًل زال‪.....‬زال بعد تجاهله‬
‫الطويل له‪...‬وبعد ان رأى المال ورأى الفتيات االخريات‬
‫بعدها‪.....‬كان يخونها وهي ال تشعر ِليُميت الشعور الذي بدا‬
‫بالنمو بداخله!‬

‫كان يذكر نفسه ما عن تنجح خطتهما سينعم بحياة لم يحلم بها قط‬
‫وقادتها نفسه االمارة بالسوء في اكمال مسيرة هذه الخطة‬
‫تنهد‬
‫قتلها‪.....‬لن ينكر انه قتلها ‪...‬اغمض عينيه‬

‫تذكر آخر لقاء لهما بعد أن عرف انّ المصيبة وقعت عليه‬
‫‪.....‬وفضح امر تهريبه للمخدرات صعق أخيه بهذا االمر‬
‫‪.....‬وشعر بربكته اخبره عليه ان يُنهي امره بينه وبين نور لكي‬
‫يهربه إلى خارج البلد ارغمه بالعودة إلى تركية‬
‫ّ‬
‫استطاع أخيه جورج بنفوذه الفذّة ان يُلصق هذه القضية بإحدى‬
‫رجاله الص ّغار ليحكم عليه بالسجن لمدة لم تقل عن ثًلث سنوات‬
‫وهو ابتعد هاربًا إلى تلك البًلد!‬
‫‪..‬‬

‫عاد إليها وهو متوتر خائف من عدم نجاح أخيه في تهريبه من‬
‫هذه البلد وانتشاله من هذه القضية‬
‫ما إن اغلق باب الشقة‬
‫استقبلتهُ‪......‬كما علمتهُ تأتي تحتضنه تُهديه قبله على خديه‬
‫ولكن هذه المرة دفعها وهو يقول‪ :‬ال تقربين‪...‬‬

‫قوست شفتيها ونظرت له ببراءة‪ :‬شفيك بهاء صاير شي‬


‫حتى بها ّ‬
‫بشغلك؟‬

‫بهاء الدين حان موعد الفراق والقسوة‬


‫وكأنه في الواقع يُريد أن يتعارك مع أحدهم للتفريع عن غضبه‬
‫انقض عليها وهو يشد على زندها‪ :‬ال تحجين بشي ما يعنيج‪....‬‬
‫ّ‬

‫ازدردت ريقها وشعرت بالخوف منه ومن نبرته تحدثت بذعر‪:‬‬


‫بهاء ‪....‬انت جالسة تخوفني‪....‬‬

‫ُمراد صرخ في وجهها ليعلن عن وجهه اآلخر‪ :‬آني اريد منّج‬


‫تخافين مني‪....‬‬

‫نور بصوت باهت ودموع عالقة في محجر عينيها‪ :‬ليش؟‬


‫ُمراد ضرب بيده على الجدار التي خلفها حتى اغمضت عينيها‬
‫بخوف من ضربه لها‪ :‬ألني اكرهج هواية؟‬

‫ص ِعقت بل ذهلت من االمر‬‫ُ‬


‫أشار لباب الشقة‪ :‬لمي اغراضج ‪...‬هسه‪...‬وروحي على بيت‬
‫اهلج‪......‬ما اريد اشوفج‪....‬‬

‫نور تعلقّت بجاكيته وبشفتين مرتجفتين‪ :‬تكفى بهاء ال‪.....‬مابي‬


‫اروح مكان ثاني‪....‬‬

‫ابعد يديها عن جاكيته ودفعها للجانب االيسر حتى بها سقطت‬


‫وبدأت تبكي بصوت صرخ‪ :‬قلت إلج روحي جهزييييييييييي‬
‫اغراضج‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ونفض باقي الذكرة ال يريد ان يتذكر كيف ضربها أهانها وهي‬


‫اثارا على وجهها وربما على جسدها آنذاك‬ ‫بذلك العمر‪....‬ترك ً‬
‫آالمها نفسيًا وجسديًا‬
‫لذا هو ال يلومها على ان تكون باهتة اآلن فهو بفعلته هذه اخذ‬
‫كبيرا من حياتها والجزء اآلخر سرقه اآلخرون‪...‬‬
‫ً‬ ‫جز ًءا‬

‫عض على شفتيه ثم ركب سيارته وقادها بجنون للهروب من‬ ‫ّ‬
‫ذكرياته معها!‬
‫‪.................................................. .................‬‬

‫اما هي‪...‬ما إن دخلت حتى عادت تنبش وتبحث عن الجواز‬


‫عادت للحقيبة الرياضية ‪....‬نظرت لألوراق ‪....‬سحبت تحليل‬
‫اثبات االبوة ‪....‬قامت بطي الورقة عدّت طيات ثم ادخلتها في‬
‫جيب البنطال‪....‬نظرت لباقي األوراق ولم ترى شيئ ًا آخر يخصها‬
‫‪....‬وإن وجد فهو ليس مه ًما‪....‬‬
‫فتحت دوالب امير‪...‬نظرت للدوالب نظرة عشوائية ‪....‬ونظرت‬
‫لمًلبسة القليلة بحثت بين جوانبهما ولم ترى شيئ ًا‬

‫نظرت لألرض تفكر ‪ ،‬ثم حدّقت في الجدران ايعقل هناك مخبأ‬


‫يضعهم فيه؟‬
‫تحسست الجدران األربع بيدها ولم ترى سوى ظلها يًلحقها‬
‫بجنون أينما ذهبت؟!‬
‫لن تستسلم عادت للدوالب من جديد نظرت للدوالب المتوسط‬
‫للدوالبين الجانبيين فتحته‪....‬نظرت للرفوف‪...‬‬
‫حدّقت بالنظر للرف األول وهي تقف على اطراف اصابعها‬
‫وبعثرت المًلبس من عليه‪....‬ثم نظرت للثاني‪....‬‬
‫تحسست بيدها جوانبه ‪....‬وضعت يدها على الجزء المسطح من‬
‫الخلف‪....‬مررت يديها‪....‬ببطء تريد ان تحس بشي‪......‬وشعرت‬
‫به!‬
‫مسمارا عال ًقا به وكاد يجرحها‬
‫ً‬ ‫ولكن خاب ظنها عندما وجدت‬
‫ازاحت يدها عنه وشتمت أمير‬
‫ايعقل هناك مخبأ في هذه الشقة؟‬
‫فتحت الدوالب من الجانب األيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني‬
‫وحتى الثالث اما األول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على‬
‫اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية االمام‬
‫خافت من ان يسقط عليها ‪....‬ويحتضنها ‪..‬اهتز اكثر وسمعت‬
‫صوت سقوط شي حديدي على األرض ض ّج صداه على في المكان‬
‫بينما هي ثبتت قدميها على األرض ووضعت يديها امام الدوالب‬
‫لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن‬
‫فجأة انفتح الباب‬
‫ماكس بخوف‪ :‬نور فيكي شي؟‬
‫التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا‪...‬‬
‫نور بتوتر‪ :‬ال بس فتحت الدوالب وكان فاضي‪...‬وطاح هالشي‬
‫على األرض‪...‬‬
‫وأشارت لصندوق صغير مرمي على األرض‪...‬‬
‫ماكس اقترب منها‪ :‬ما طاح عليكي‪....‬‬
‫نور هزت رأسها‪ :‬الال ما طاح علي‪...‬‬
‫اليكسا‪ :‬نور الزم تاكي مشان تاخزي الدوا‪...‬‬

‫نور بتسليك‪ :‬تمام‪....‬‬


‫ثم نظرت لهم ونظروا لها‬
‫شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت‬
‫براحة ثم انحنت لتلتقط الصندوق‬
‫اخذته وجلست على السرير‪...‬‬
‫صندوق حديدي دائري‪......‬فتحت الغطاء ال يوجد هناك أي مفتاح‬
‫عليه‪...‬‬
‫وانصعقت واتسعت ابتسامتها رأت الجوازات‪....‬والبطاقات‬
‫الشخصية لهم‪...‬والبطاقة المصرفية الخاصة بها‬
‫سحبت ما يخصها من الجواز والبطاقات سريعًا وخبأتهم في مخبأ‬
‫الجاكيت التي ترتديه‬
‫اآلن رات حبل نجاتها‬
‫اآلن تستطيع التحليق‪ ،‬نهضت لتعيد الصندوق في مكانه وبعد جهد‬
‫جهيد استطاعت عادت للسرير سحبت هاتفها‬
‫اتصلت على‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اليوم لم تراه طيلة الساعات التي قضتها في الجامعة‪ ،‬عادت‬


‫ُمتعبة بعد يوم طويل حافل بالمحاضرات الصعبة بدّلت مًلبسها‬
‫بدأت بالمذاكرة إلى أن أتى الليل شعرت بالجوع ‪ ،‬وذهبت للمطبخ‬
‫سحبت رغيف خبز دهنته بجبن ثم أكلته على مه ٍل منها‪....‬ستأكل‬
‫وبعدها ستعود الكمال المذاكرة‬
‫سمعت رنين هاتفها بعد ان جلست في صالة الشقة‬
‫سحبته ثم أجابت‪ :‬هًل نور‪....‬‬
‫نور مبتهجة جداا‪ :‬اخبارك إيًلف‪.......‬طمنيني عليك‪...‬‬

‫إيًلف تحدّق لًلشيء ‪ :‬بخير‪....‬انتي طمنيني عليج؟‬


‫نور ‪ :‬تمام التمام‪......‬وعندي لك خبر بمليون‪....‬‬
‫ايًلف ابتسمت على نبرتها‪ :‬شنو‪......‬من زمان ما سمعت اخبار‬
‫حلوة‬

‫نور بصوت منخفض‪ :‬راح اجي لك في اقرب موعد‬

‫صرخت ايًلف وهي تقفز من مكانها‪ :‬صجججججججججججج؟‬

‫نور أبعدت الهاتف عن اذنها ثم قالت‪ :‬أي صدق‪.....‬سمعيني‬


‫زين‪......‬اللي بسويه شبه هروب‪...‬‬
‫ايًلف اختفت ابتسامتها‪ :‬شلون يعني؟‬

‫نور بحذر‪ :‬بسافر بدون ماحد يحس علي وال يدري‪......‬‬

‫ايًلف بعدم اقتناع‪ :‬انزين ليش تسوين جذيه‪....‬قولي لهم تبين‬


‫تسافرين وخًلص ما اظن في احد بيمنعج‪......‬‬

‫نور اغمضت عيناها على آخرهما‪ :‬ما بيهم يعرفون مكاني ابي‬
‫اتحرر منهم يا ايًلف‪.....‬كلهم ظلموني‪.....‬‬

‫ايًلف تشعر هناك خطب ما لذا قالت‪ :‬اوك ‪....‬سوي اللي تبين‬
‫ولييتي (ولجيتي) قولي لي كل شي‪....‬تراني مو فاهمة حياتج‬
‫عدل‪....‬‬
‫نور لتنهي المكالمة ‪ :‬تمام ‪...‬باي‪....‬راح ارسل لك رسالة متى‬
‫بسافر ومتى أوصل عشان تستقبليني‪...‬‬

‫ايًلف ‪ :‬اوك‪...‬انتظرج‪...‬‬
‫ثم أغلقت الخط‬
‫وهي تتنفّس براحة خطوة جريئة ومليئة بالمغامرات لن تنكر هذا‬
‫‪....‬ولكن يكفيها أن تبتعد عنهم وعن قراراتهم ‪.....‬وعاطفيتهم‬
‫‪....‬ونظرة الشفقة على حالها‪.....‬اآلن ستحجز الكترونيًا على‬
‫اقرب طائرة للسفر ألمريكا‪...‬ستنزل في الوالية التي تمكث بها‬
‫ايًلف‪....‬ستفعل ما بوسعها لتعيش بعيدًا عن هذه الهموم‬
‫المزعجة‪.....‬يُكفيها ما حدث‪....‬تعبت‪....‬تريد التحرر حتى من‬
‫شخصياتها‪...‬ستُحدث على نفسها بعض التغيرات ما إن تصل لكي‬
‫تنسى شخصية نور الضعيفة ‪......‬والهادمة‪......‬‬
‫خرجت من الغرفة ‪...‬لتأكل وستعود لترى اقرب حجز‬
‫‪......‬للسفر‪......‬‬
‫كان الجميع ينظر لها بنظرة تفاؤل‪......‬وهي تنظر لهم بنظرة‬
‫االنتصار‪....‬‬
‫‪.................................................. ..................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أعطاه المال ال ُمستحق لهذه العملية ‪،‬اقحهم نفسه في عالم ُمظلم‬
‫وسوداوي لغربته في االنتقام دخل في عالم مظلم‪.....‬اصبح اسمه‬
‫منتشرا بين القتلة المأجورين‪....‬بينما رجاله الخاصين‬ ‫ً‬ ‫الوهمي‬
‫به‪...‬يزدادون يو ًما عن يوم‪......‬شغله في الهكر‪.....‬وفي أمور‬
‫امواال طائلة‪....‬جعلتهُ ينعم في العيش‬ ‫ً‬ ‫االختًلسات ‪...‬اغدق عليه‬
‫براحة من أجل تحقيق االنتقام ‪.....‬المال ساعده في كل شي‪...‬في‬
‫حرس‬ ‫عودته للدراسة‪....‬في شراء منزل خاص به‪......‬في وضع ّ‬
‫لحمايته وتنفيذ أوامره‪...‬وفي تأجير القتلة المأجورين‪........‬يشعر‬
‫بالرضا بما يفعله!‬

‫واآلن خطته ستكون أقوى بكثير‪....‬وطئها على إيًلف سيكون‬


‫قاسيًا‪.......‬اليوم لم يحبذ أن يُظهر نفسه امامها ‪....‬من أجل‬
‫التخطيط ‪.......‬وابعاد الشكوك عنه! حدثهم بما يفعلوه بالحرف‬
‫الواحد‪.....‬وها هي اآلن الساعة العاشرة والنصف ً‬
‫ليًل‬
‫وفي سيارته‪.......‬اتصل عليها‪.....‬‬

‫للتو كانت ستخلد للنوم بعد ان انهت مذاكرتها سمعت رنين هاتفها‬
‫سحبته من على الكمودينة‬
‫نظرت لًلسم ابتسمت‪ :‬هًل طارق‪....‬‬
‫طارق بصوت هادئ‪ :‬ولهت عليج ما شفتج اليوم‪...‬‬
‫ايًلف خجلت‪ :‬وانا بعد‪.....‬استغربت انك ما داومت‬

‫احب ردها هذا الذي اعلن لهُ خضوعها لهذا ال ُحب المز ّيف‬
‫ّ‬
‫تحدث‪ :‬حضرت محاضراتي وطلعت ألني تعبان وايد‪...‬‬
‫قوست حاجبيها‪ :‬سًلمتك ‪...‬شفيك؟‬ ‫ايًلف ّ‬

‫طارق بكذب و بطريقة مقنعة‪ :‬هللا يسلمج‪.......‬فجأة ياتني‬


‫حرارة‪.....‬المهم نزلي ابي اشوفج انا تحت في سيارتي‪...‬‬

‫جلست على السرير بصدمة‪ :‬شنوووووووو ؟‪.....‬تتكلم من جد؟‬

‫طارق ابتسم بخبث‪ :‬ال تلومين قلبي عجزت انام قبل ال اشوفج‪....‬‬

‫ايًلف مسحت على شعرها نظرت لساعتها ‪ :‬ال طارق الوقت وايد‬
‫متأخر‪.....‬شنزلني بهالبرد‪.......‬والحين السكارة مليانين في‬
‫الشوارع‪...‬روح شقتك حتى انت خطر عليك‪...‬تطلع بهالوقت‪.....‬‬

‫طارق كح بتمثيل متقن‪ :‬شسوي‪....‬بعد قلبي يابني‬


‫لج‪...‬نزلي‪....‬امس طلعنا وردينا في وقت متأخر اكثر من جذيه ما‬
‫صار شي‪.....‬كلها خمس دقايق‪......‬‬

‫ايًلف سكتت‪ ،‬ودّت لو تقول ال وتدعوه للصعود لشقتها ولكن‬


‫شعرت بالخوف ومن سذاجة تفكيرها فنهضت وهي تقول‪ :‬امري‬
‫هلل بنزل لك‪.....‬باي‪...‬‬

‫ثم توجهت لجاكيتها األسود الطويل والواصل إلى ما تحت ركبتها‬


‫‪....‬ارتدته على بجامتها ‪...‬ثم سحبت مفتاح الشقة ‪.....‬وخرجت‬

‫بينما هو ارسل رسالة لهم (استعدوا)‬

‫ونظر لباب العمارة ينتظر خروجها وبعد مرور دقيقتين أتت بجانب‬
‫سيارته انزل جزء من النافذة‪ :‬دشي عن البرد‬

‫فتحت الباب ثم دخلت قالت‪ :‬أي‪....‬هذاك شفتني‪.....‬الحين برد‬


‫الشقة‪...‬‬
‫طارق عندما رآها ستفتح الباب من جديد امسك بيدها ونظر لها‬
‫بحب‪ :‬وهللا انج قاسية ‪.......‬تو ما ارتويت من شوفتج‪....‬‬

‫ايًلف خجلت ونظرت لًلمام بشتات‬


‫وقرب كف يدها وقبل اطراف اصابعها حتى‬ ‫استقّل طارق خجلها ّ‬
‫سرت رجفة ُحب حقيقية لقلبها كادت تختنق بهذا الشعور الغريب‬
‫سحبت يدها بتوتر‬
‫تشعر بتخبط مشاعرها وال تريد أن تنصاغ وراؤها‬
‫لذا قالت ‪ :‬احم‪....‬طارق‪...‬بليز ال تسوي هالحركات‪...‬‬
‫طارق بهدوء‪ :‬آسف‪....‬ما كان قصدي‪....‬بس‪...‬اقصد‪....‬‬

‫ايًلف بهدوء ‪ :‬اوك‪..‬بنزل‪....‬‬


‫فتحت باب السيارة وكانت ستتقدم خطوة للوراء لتغلق السيارة‬
‫ولكن شعرت بيد أحدهم تُكمكم فمها وتو ّجه السًلح على رأسها‬
‫صرخت‬
‫بخوف قبل ان يضغط على فمها‪ :‬طاااااااااااااااااااااااااااااااارق‪....‬‬
‫مجاال ش ّد بيده األخرى على بطنها ورفعها بعيدًا‬ ‫ً‬ ‫ولكن لم يعطيها‬
‫عن السيارة وصرخ هنا‪ :‬إيييييييييييييييييًلاااااااااااااااف‪...‬‬

‫خرج من السيارة ‪......‬ينظر لذعرها ولحركتها العشوائية للتخلّص‬


‫من يديه تركل الهواء تحاول التفلّت من يده‪....‬تنظر له وينظر لها‬
‫ويصرخ باسمها ‪....‬نظرت للرجل بعد ذلك يكمكم فمه ويضربه‬
‫على مؤخرة رأسه وسحبه للسيارة السوداء التي تقترب‬
‫منها‪......‬عضّت باطن يد الرجل بجهد جهيد ‪....‬وكاد‬
‫يفلتها‪....‬لتركض‪..‬بعيدًا عنه ‪....‬ولكن سحبها ‪.....‬وضربته في‬
‫كبير‪....‬اضطر في‬
‫ّ‬ ‫صدره بيدها ‪...‬كانت عنيفة وتقاوم بشكل‬
‫صفعها على وجهها بقوة كبيرة لينزف بعدها أنفها حتى بها‬
‫تهاوت ما بين يديه‪....‬ادخلها في السيارة ‪.....‬واغلق الباب‬

‫ثم انطلقت السيارة بعيدًا عن هذا المكان!‬


‫‪.................................................. .......‬‬

‫انتهى‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اتمنى قراءة ممتعة للجميع‬

‫ومن اآلن بدأنا بعشوائية تنزيل البارتز (ماقدر احدد يوم معيّن‬
‫سوري!‬

‫بس بحاول قد ما اقدر في االسبوع الواحد انزل بارت فيه‬

‫تحياتي‬

‫شتات‬

‫البارت الثامن عشر‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫استيقظ بعد ضربتهم على رأسه وسقطت انظاره عليها‬

‫حقاا ال يعرف كيف انقلبت األمور إلى هذه الجديّة أخبرهم بأن‬
‫يختطفوها دون أن يلحقوا بها الضرر واآلن الحقوا بها الضرر‬
‫كما هو الحقوه به‪...‬‬
‫سيت)‬ ‫ص ِعق من منظر الدم النازف من أنفها وضعوها على (ال ِ‬ ‫ُ‬
‫كانت فاقدة لوعيها نظر للرجل‬
‫تحدث باإلنجليزية (مترجم)‪ :‬ماذا فعلت أيها األحمق‪....‬ألم اخبرك‬
‫بأال تُلحق بها الضرر‪.....‬‬
‫ثم استوعب ما فعله به‪ :‬وكيف تجرؤ على ضربي هكذا هااا‪....‬‬

‫اقترب بخبث الرجل لألمام وحدّق في عينيه وهو يُردف(مترجم)‪:‬‬


‫اتظن أننا مجانين لكي نعمل معك مر ًة أخرى ‪........‬انت لم تقم‬
‫بدفع المال المستحق بعد وضع السم لمريضك في المشفى‪...‬‬

‫استوعب األمر هُنا طارق وفهمه‬


‫صرخ(مترجم)‪ :‬ولكنه لم يمت‪......‬اتفقنا‪....‬اذا نجحت الخ ّ‬
‫طة‬
‫‪.....‬ومات ‪....‬أُعطيك المال‪.....‬‬
‫تحدث الرجل بعد أن اراح جسده للوراء(مترجم)‪ :‬ال اخبرتك بإنني‬
‫اريد نصف المبلغ‪.....‬‬
‫طارق بانفعال شديد أشار له(مترجم)‪ :‬كاااااااااااااذب‪...‬ايها‬
‫المخادع لم نتفق على هذا االمر‪...‬‬
‫تحدث الرجل ببرود(مترجم)‪ :‬حسنًا اآلن ال اريد المال‪....‬كل ما‬
‫اريده هذه الفتاة‬
‫ثم غمز له بخبث ليكمل ‪ :‬وربع المبلغ‪...‬‬
‫ص ِعق طارق‪....‬اضطرب قلبه‪...‬ومن غباؤه لم يجعل الحرس‬ ‫ُ‬
‫التابعين له بمتابعته في السير‪...‬‬
‫صرخ بكذب ولكي يُبعد تفكيره عنها(مترجم)‪ :‬هل جننت؟‪....‬هذه‬
‫حبيبتي‪....‬‬
‫الرجل ببرود اردف(مترجم)‪ :‬اعلم ‪....‬وألنك تريد أن تصبح الرجل‬
‫الخارق لها ‪.........‬فعلنا كما خططت ‪.....‬ولكن انا سأفعل بكما ما‬
‫يحلو لي‪.....‬اآلن‪.....‬كما إنها جميلة ولن اتنازل عن قضاء ليلة‬
‫واحدة معها ‪....‬وهذا الجزء يعتبر ربع المبلغ الساقط من المبلغ‬
‫الكامل ك ّله!‬
‫انقض سري ًعا عليه ولكن فجأة سقط في مكانه بعد أن صعقه‬ ‫ّ‬ ‫طارق‬
‫ً‬
‫مجاال في الته ّجم عليه ‪ ،‬ثم ابتسم‬ ‫بالعصا الصاعق ولم يترك لهُ‬
‫الرجل بخبث واخذ ينظر إليًلف المغمي عليها بنظرات خبيثة‬
‫ومليئة بالحقارة واالشمئزاز‪......‬لمس خدها ومسح على شعرها‬
‫همس (مترجم)‪ :‬ستكون ليلتنا مليئة بالحماس يا صغيرة!‬
‫‪.................................................. ..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫آلمها قلبها حاولت بشتّى الطرق ان تمحي هذه الذكرة التي قاست‬
‫وتجرعت منها اصنافًا وآالفًا من األوجاع‬ ‫ّ‬
‫رحلت االبتعاث مع اختها لم تكن بفكرة صائبة ولم يوافقوا أهلها‬
‫على هذا األمر إال بشّق االنفس!‬
‫وما إن بدأت هذه الرحلة حتى التقت به‪ ،‬تحدّت نفسها في لفت‬
‫نظره وكانت اختها تحذرها من هذا االمر إلى ان اوقعتهُ بشباكها‬
‫ولكن بعدها ‪.......‬أدركت االختًلفات كُثر ومن المستحيل أن‬
‫يوافقوا أهلها عليه!‬

‫ولكن لم تيأس ‪......‬وبعد أن اعتنق اإلسًلم زادت ثقتها به ولكن‬


‫يتهرب ما إن حدّثتُه عن امر ّ‬
‫الزواج‬ ‫ّ‬ ‫ال تستطيع أن تنكر انه كان‬
‫حتى انّ اختها حصة هنا تدخلت واخبرتها ان تنسحب من هذا‬
‫ال ُحب السقيم فمن الواضح أنه يستمتع معها من اجل قضاء وقت‬
‫فراغه فقط!‬

‫وصرحت له بذلك وارادت االنسحاب وجنّ جنونه غابت عن‬ ‫ّ‬


‫ناظريه بما يُقارب األسبوعين ولكن كان يُراقبها عن كُثب‬
‫طيلة هذين األسبوعين دون ان تشعر‬
‫كانت تحاول جاهدة نسيان مشاعرها نحوه وتذهب لمكانها‬
‫المنعزل عن النّاس امام البحر تبكي بحرقة ‪.....‬تاركة اختها حصة‬
‫تتشاغب عليها في شقتهما!‬
‫تفرغ طاقتها السلبية بوحدتها وانعزالها عن البشر‬ ‫كانت ّ‬
‫ولكن ما لم تُدركه انها كانت ُمراقبة من قِبله‬
‫ورآها ذات يوم واقتحم نوبة البكاء‬
‫بقوله‪ :‬ما راح تئدري تنسيني دالل‬

‫ارتعبت من صوته ونظرت للمكان بنظرة خاطفة ال يوجد احد‬


‫سواه كيف علم أنها هنا‬
‫نهضت وهي تمسح دموعها‪ :‬إال اقدر‬

‫جورج ضحك بسخرية‪ :‬هههههه فيكي تشرحي ليش عم تبكي‬


‫‪...‬غير انك مشتاقة إلي؟‬

‫شعرت بسذاجة حبها وبأنانيته‪ :‬ما حليت باالختبار زين‬

‫اقترب منها اكثر‪ :‬وكل يوم ما بتحلّي اختبارك زين؟‬

‫فهمت انه كان يُراقبها ‪ ،‬خافت حقيق ًة من تواجده ‪ ،‬ومن نظراته‬


‫اقتربت لًلمام‪ :‬انا ماشية‪....‬‬
‫ولكن لم يمهلها امسكها وهو يقول بتحدي‪ :‬إنتي إلي بتفهمي‪...‬‬
‫بكت هنا باضطراب مشاعرها‪ :‬انت مينون؟‪.....‬قلت لك لو تبيني‬
‫اخطبني‪......‬كيف تبيني‪.....‬وانت ما تبي تخطبني‪....‬‬

‫جورج بشرر تحدث‪ :‬ما بئدر هأل‪.....‬لكن ‪.....‬انا إلك وأنتي‬


‫إلي‪...‬ومشان اضمن هيدا الشي‪....‬راح كون مجبور على إني‪...‬‬
‫وسكت واتسعت حدقتا عينيها على اآلخر نفضت يديها منه‬
‫وهربت راكضة وتبعها ‪ ،‬وهنا كانت مح ّطة‬
‫الكُره‪.....‬صرخت‪....‬بكت‪...‬استنجدت‪...‬ولكن تجردّت من كل‬
‫مشاعر ال ُحب التي تكنّها له‪....‬تركها خاسرة كل شيء‪......‬ضربته‬
‫‪.....‬وبختهُ‪....‬بصقت في وجهه‪....‬ثم ركبت سيارتها لتقودها‬
‫للهاوية‪.....‬بكت وكأنها لم تبكي يو ًما‪...‬عادت ألختها‬
‫ترتجف‪...‬اخبرتها بما حصل‪...‬ولم تقصر حصة في توبيخها‬
‫وضربها‪....‬وبعد مرور شهر من االحداث علمت بحملها حدثته‬
‫واخبرته لكي يتزوجا ولكن رفض وتركها في جنون افكارها‬

‫عاشت ايّام صعبة مما أجبرت حصة تعيشها معها لتؤازرها‪....‬لم‬


‫يستطعا العودة للكويت في ال ِعطل‪....‬بقيت أربعة شهور ‪....‬معها‬
‫في أراضي الغُربة حصة تبكي لعدم قدرتها على الوصول‬
‫للحل‪....‬ارادوا اسقاط الجنين ولكن خشيت حصة على دالل ودالل‬
‫انهارت بخوف من هذه الفكرة‪.......‬لم تنسى ذلك اليوم‬

‫التي زارهما فيه والدهما كيف احتبس الدم في عروقها‪.....‬خبأت‬


‫بطنها بمشد ساعدتها اختها على ارتداؤه والبستها مًلبس‬
‫فضفاضة لم يتوقعا قدومه إليهما‬
‫اطمئن على حالهما‪....‬وفاتحته بأمر االنتقال إلى ألمانيا لم يوافق‬
‫على االمر ولكن خبأت هذا االمر بداخلها ستقنعه تما ًما كما اقنعتا‬
‫ا‬
‫مطوال‬ ‫بحجة الدراسة والمرض والمكوث في لندن‬
‫بعد مرور اشهر عدّة وافق واخبر حصة بان تسافر معها ولكن‬
‫حصة رفضت بحجة ارتياحها في لندن‬
‫شعر أنّ ابنتيه متخاصمتين ولكن لم يحبذ ان يُطيل األمور نقل‬
‫دالل إلى افضل جامعات المانيا وترك حصة تكمل دراستها في‬
‫لندن!‬
‫أما هي وضعت ابنتها ورمتها على جورج وسافرت إلى المانيا‬
‫دون ان تنظر ِلم وراؤها‪ ،‬وهنا جورج جنّ جنونه‬
‫لم يتوقع انها ستجرؤ على فعل هذا االمر ابدًا!‬

‫حدّث دالل إن لم تعود اختها إليه وتأخذ البنت لتربيتها‬


‫سيفضح امرها‬
‫فتحدثت حصة‪ :‬ينيت انت ما تقدر تربيها شلون تربيها شنو تقول‬
‫ألهلي‪....‬‬
‫جورج بانيهار‪ :‬انا حياتي بخطر ما بدي شي يضر بنتي‪...‬االفضل‬
‫تاخزوها تربوها عني‪....‬‬

‫حصة بخوف وقلق‪ :‬هي سافرت تبني حياتها من جديد‪.....‬‬

‫جورج بتهديد‪ :‬باحلفك لو ما نزلت على لندن ‪......‬راح احرق‬


‫أهلكوم بهالخبرية‪....‬‬

‫حصة ببكاء‪ :‬وهللا ما تقدر جورج ‪...‬اطلب شي ثاني‪....‬‬

‫جورج سكت ورمى قنبلته هنا‪ :‬خًلص اخذيها ربيها‪...‬‬

‫وهنا حصة بدأت بالتنازالت دفع مال كبير وضخم‬


‫ً‬
‫حصة‪....‬وفعًل هذا ما حصل‬ ‫لمشاري‪....‬للقدوم على امر خطبة‬
‫مشاري ابن رجل االعمال الكويتي الشهير ذات الصيت المشهور‬
‫في الكويت لم يرفضه أبا حصة‪......‬وافق عليه‪....‬وكما اخبره‬
‫ّ‬
‫يتعجًل في امر الزواج ‪.....‬وكان آنذاك عمر‬ ‫جورج‪.....‬عليه أن‬
‫ايًلف أسبوعين!‬
‫وبعد مرور ثًلثة أسابيع على خطبتهما طلب مشاري من والديه‬
‫بأن يكون زواجه بعد شهر ووافقا‪...‬‬
‫وتم الزواج‬
‫وشعرت حصة ببشاعة االمر عادت معه للندن إلكمال الدراسة‬
‫‪.....‬وإلتمام بقيّة الخطة‪...‬بعد مرور شهر من زواجهما ‪...‬اعلنوا‬
‫لهما خبر الحمل الكاذب وآنذاك وصل عمر إيًلف شهرين‪....‬قضت‬
‫فترة الحمل الوهمي في الغربة ‪....‬وبعدها بقيت بما يُقارب الثًلث‬
‫شهور من اجل ايًلف تعلقت حصة بايًلف ولكن كانت متيقنة هذه‬
‫ً‬
‫وفعًل بعد عودتهما والدها ووالدتها‬ ‫الكذبة لن تنطلي على والديها‬
‫شكّا باألمر ولكن لم يتحدثا بأي شيء فهما مطمئنين انها تزوجت‬
‫ولم يدعا لنفسهما للشكوك والظنون فرصة وإن حملت في فترة‬
‫الخطوبة في الفترة التي تم عقد قرانهما فيها فاألمر حًلل ال داعي‬
‫لتوبيخها فما يهمهما اآلن إال سعادتها مع مشاري وابنتها فقط!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تعترف انها سببًا في ضياع حياة اختها حصة إلجبارها على‬
‫التضحية ‪...‬بكت ‪.....‬بخوف من افتضاح الحقيقة ‪...‬ومن العقوبة‬
‫التي جاهدة حصة على أال تطولها وتلمسها‬
‫تحسبت على جورج ثم نهضت عائدة لمنزلها!‬
‫‪.................................................. .................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت غارقة في إتمام الحجز نجحت في فعل هذا االمر ستكون‬
‫طائرتها غدًا في تمام الساعة الثامنة والنصف مسا ًءا‬
‫اخذت اآلن تفكر كيف ستخرج من المنزل األمر صع ًبا ولكن يحتاج‬
‫إلى مغامرة كبيرة‪.....‬كيف ستقنع ماكس بالخروج من الشقة دون‬
‫ان يتبعها‪.....‬األمر صع ًبا للغاية ومخيف ‪.....‬وشعرت بجد ّيته‬
‫ولكن عليها الخروج من هذه القوقعة قبل أن تُخ ّمد لها أنفاسها‬
‫‪....‬ساهرت عينها الليالي ‪....‬بقيت تفكر ‪....‬كيف ستخرج من هذه‬
‫الشقة لساعات طويلة‪......‬تذكرت إيًلف اتصلت عليها ولم تجيب‬
‫فظنت انها نائمة‪....‬فسري ًعا أرسلت وقت وصولها إليهم ‪.....‬ثم‬
‫اغمضت عينيها تحاول النوم ‪....‬ولم تستطع تشعر باالضطراب‬
‫والغثيان‪....‬ال تدري ِلم هي خائفة‪.......‬‬
‫نظرت للساعة فراتها تُشير إلى الساعة الخامسة ً‬
‫فجرا حاولت أن‬
‫تُغمض عينيها وتنام حتى لو لربع ساعة‬

‫واستطاعت ‪......‬ولكن استيقظت في تمام الساعة العاشرة صبا ًحا‬


‫شعرت بثقل في رأسها وطنين ‪......‬خرجت من الغرفة ‪...‬سقطت‬
‫عيناها على ُمراد المرمي على الكنبة‪...‬‬
‫لم ترى ماكس هل تناوبا في النوم هنا باألمس‬
‫ولكن شدّت انتباها ابنتها الجالسة على الكنبة تنظر لألرجاء بملل‬
‫تقدمت لناحيتها‬
‫تحدثت بصعوبة لعدم تقبلها لها‪ :‬سندرا‪...‬‬
‫رفعت رأسها‬
‫وانحنت نور لتصل إلى مستواها‪ :‬جولي وينها؟‬
‫سندرا نطقت بصعوبة االحرف‪ :‬نايمة‪.....‬‬
‫نور وقفت على قدميها بتعجب‪ :‬غريبة‪....‬‬
‫ثم نظرت ألمير‪ :‬وين ماكس؟‬
‫سندرا بهدوء‪: He….‬‬
‫ثم تذكرت أنّ جولي وأمير ينهونها عن التحدث باإلنجليزية‬
‫فقالت بثقل‪ :‬طلع مع اليكسا‪...‬‬

‫نور فهمت همست بينها وبين نفسها‪ :‬وترك هذا ينام هنا‬
‫بداله‪.....‬اففف‬

‫ثم توج ّهت للمطبخ تشعر بالجوع لم تأكل شيئ ًا باألمس‪....‬فتحت‬


‫الثًلجة أخرجت بيضتين ‪....‬بدأت بخفقهما في المقًلة بعد ان‬
‫اشعلت النار عليه‬
‫ُمراد بدأ بالتملل من صوت نور وحركتها المزعجة في المطبخ‬
‫فتح عينيه وكان سينهض ولكن بقي في مكانه يتس ّمع عندما قالت‬
‫نور‬
‫‪:‬تعالي سندرا‪.........‬‬

‫سندرا بأدب وهدوء نهضت ‪...‬متجهة للمطبخ‪...‬‬


‫تحدثت نور وهي تضع البيض في صحن وتأخذ الخبز ‪.....‬ثم‬
‫أخرجت من الثًلجة علبة زيتون‪...‬وجبن ووضعتهم على الطاولة‬

‫تحدثت‪ :‬جوعانة؟‬
‫ُمراد كان يستمع لكل هذا فالمطبخ على نظام البوفيه مفتو ًحا على‬
‫الصالة فمن السهل استراق السمع منه!‬

‫سندرا ّ‬
‫هزت رأسها‬
‫فهمست نور‪ :‬غريبة جولي نايمة لهالوقت!‬

‫لم تسمعها ال سندرا وال امير‬

‫انحنت نور وكانت مضطرة في رفع ابنتها لتجلسها على‬


‫الكرسي‪....‬اقتربت منها‪...‬شعرت بنبضات قلبها تزيد‪...‬اشتمت‬
‫رائحتها واغمضت عينها بعد أن سرت رعشة لجسدها من هذا‬
‫الشعور التي لم تستطع ان تصفه‪.....‬وضعتها على الكرسي سري ًعا‬
‫ثم جلست لتبتعد عنها‬
‫ناولتها الخبز ودون ان تنظر لها‪ :‬أكلي‪...‬‬

‫ابتسم ‪......‬شعر أنها حقاا ّ‬


‫تأثرت بحديثه‪.......‬بقي على حاله‬
‫لثًلث دقائق‬
‫نور نظرت لها لم تستطع ان تأكل لُقمة واحدة ‪.....‬تنظر ليديها‬
‫الصغيرتين‪....‬لعينيها ذات اللون المتغاير‪.....‬لشعرها‬
‫الطويل‪.....‬الناعم والمنسدل على ظهرها بهدوء‪....‬وألدبها في‬
‫تناول الطعام‪....‬تحدثت متسائلة رغم انها تعرف اإلجابة!‬
‫‪:‬كم عمرك‪...‬؟‬
‫سندرا نظرت لها وابتسمت نطقت الرقم باإلنجليزية‪...6 :‬‬
‫ابتسمت نور وهي تجاري نفسها من االنغماس في رغبتها بالبكاء‬
‫مضت ست سنوات على هذا االمر‬
‫ُرحماك يا هللا‬
‫واخيرا استطاعت ان تبتلع لُقمة واحدة ومراد‬
‫ً‬ ‫ازدردت ريقها‬
‫يحاول ان يجد في نبرة صوتها أي حنان‬
‫‪:‬تروحي المدرسة‪....‬‬
‫سندرا بدأت تستجيب لنور تحدثت بحماس مع لغتها الركيكة ً‬
‫قليًل‪:‬‬
‫سس‪....‬‬‫أي‪......‬اتعلم ماث‪.....‬واللغة العربية‪....‬والساين ِ‬

‫ابتسمت على مضض نور‪...‬و ّمدت لها الزيتون لتأكل‪....‬وتوقفت‬


‫عن االكل واخذت تتأملها من جديد‪...‬هل هذه حقاا ابنتها ؟ التي‬
‫اخذت تحدثها ليا ٍل طويلة تشتكي لها عن ألمها‪...‬وعن‬
‫حزنها‪....‬احقاا اآلن هي في عمر السادسة؟‪.....‬شعرت بنغزات في‬
‫قلبها‪.....‬اوجعها قلبها الرتداؤها للنظرات التي تميل للسماكة‬
‫ً‬
‫قليًل‪....‬تحاول السيطرة على مشاعرها المتأججة‬
‫لذا نهضت وهي تقول برجفة صوتها‪ :‬بجيب لي ولك حليب‪...‬‬

‫ُمراد هنا شعر باختناقها في عبرتها‪ ،‬نهض وات ّجه لهما رآها تفتح‬
‫الثًلجة لتخرج علبة الحليب وسندرا تتناول اكلها بهدوء‬
‫تحدث‪ :‬صباح الخير‪...‬‬
‫التفت هنا نور دون ان تجيبه‪....‬‬
‫ُمراد نظر لوجه نور يُريد أن يلتمس شيئ ًا ‪....‬وكان‬
‫محمرا‪.....‬وعيناها مشتتين ‪....‬ثم نظر ألبنته اتى بالقرب منها‬
‫ً‬
‫وسحب كرسي للجلوس بجانبها‬

‫‪:‬نمتي زين؟‬

‫سندرا هزت رأسها برضا‪...‬وهي تبتسم‪...‬بخجل‪...‬‬


‫نور مدّت لها الحليب‪....‬‬
‫ثم جلست دون أن تنظر لمراد تحاول أن تتمم اكلها‬
‫ولكن لم تستطع تشعر باالختناق‪....‬جلوسهم على طاولة الطعام‬
‫هكذا ‪....‬كأنهم عائلة سعيدة ‪.....‬اشعرها‬
‫صة‪.....‬نهضت‬ ‫باألسى‪....‬والغ ّ‬

‫لتبتعد عن شعورها هذا ‪.....‬ونهض معها ُمراد وهو يقول البنته‪:‬‬


‫حبيبتي كملي اكلك وبعدين تعالي الصالة‪...‬‬
‫هزت رأسها برضى‪.....‬‬‫سندرا ّ‬

‫تبع نور التي ه ّمت بالدخول لغرفتها ولكن قال‪ :‬نور‪...‬‬


‫توقفت اغمضت عينيها تحاول ان تتنفس بهدوء وتسيطر على‬
‫مشاعرها الغريبة‬
‫التفتت عليه ومحجر عينها كما اعتاد محمر بًل دموع‬
‫هل توقفت عينيها عن افراز الدموع ما هذا العذاب؟‬
‫تقدم لناحيتها‪ :‬امير بحاجة لج‪....‬‬
‫نور كانت ستتحدث ولكن قال‪ :‬الزم تزورينه وتكلمينه‪......‬راح‬
‫يحس فيج‪.......‬انتي اقرب وحده منه‪....‬اقرب من ماكس‬
‫ومني‪.....‬الزم تروحين تزورينه‪.....‬‬
‫سكتت‪ ،‬فكرت سري ًعا باألمر‪....‬ثم اردفت‪ :‬متى؟‬

‫فهم انها موافقة على االمر ابتسم‪ :‬الساعة سبع باليل‬

‫ابتهجت اساريرها هنا تستطيع الهروب‪....‬دون ان يلحظ احدهم‬


‫ذلك هزت رأسها بالموافقة ثم دخلت الغرفة‬

‫همس امير‪ :‬تحاولين تتغيرين يا نور‪....‬وحنا بنساعدج‪.....‬‬


‫ثم عاد البنته‬

‫اما هي شعور غريب يواردها ما إن نظرت لسندرا وشاركتها‬


‫اطراف الحديث البسيط شعرت بوخزات‪......‬واصبحت‪ ...‬خائفة‬
‫‪......‬تريدها وال تريدها‪....‬يحزنها وضعها‪.....‬ويقشر جسدها من‬
‫حقيقة االمر‪....‬نظرت لساعتها تريد أن يمضي الوقت قبل أن‬
‫يحدث شيء يجعلها تتراجع عن هذا التفكير‪...‬وتخضع لمشاعر‬
‫كثيرة تواردها اآلن‪....‬‬
‫‪.................................................. ...........‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫علمت انها ال تُعاني من هذا المرض‪ ،‬واخبرتها بأنها تحمل في‬


‫بطنها إما ً‬
‫طفًل أو طفلة‬
‫لم تستطع النوم‪.......‬قضت ليليتها في التفكير‪....‬والخوف أخذ‬
‫يطرق رأسها بشدة ‪.....‬تارة تمسح على بطنها بلطف وتارة‬
‫أخرى تشد بيدها بقوة عليه وكأنها تريد أن تقتلع منه هذا الجنين!‬

‫بكت بعد خروج قصي‪...‬وأتاحت لنفسها الفرصة في بعثرت‬


‫اشياءها على األرض بًل حدود انهارت‪......‬يُصعب عليها امر‬
‫وكثيرا ‪...‬لم تهدأ ولم تتعب من إحداث‬
‫ً‬ ‫قبول هذا الحمل ‪...‬يصعب‬
‫الفوضى في الشقة‪... ...‬هدأت من نوبة البكاء واالنهيار على‬
‫صوت آذان الفجر‪....‬استغفرت ‪.....‬وهللت ‪...‬وسحبت نفسها‬
‫للخًلء لتتهيأ للوضوء ومن ثم للصًلة‪....‬‬

‫صلت ورمت نفسها على السجادة تبكي‪....‬إلى أن غفت‪.....‬‬


‫‪...........................................‬‬

‫بينما قصي اخبره والده بتفهمه للموضوع‪ ،‬وبخطته ولكن صدمه‬


‫بتوبيخه على امر هو يكرره دائ ًما تساءل ِلم هو ناد ًما على ما‬
‫فعله بها تساءل ماذا فعل؟‬
‫لم يستطع ان يأخذ منه إجابة واحدة ‪ ،‬فتركه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫واآلن بعد تناول الغداء سيفتح األمر امامهم جميعًا ليمكّن ابيه من‬
‫أن يسانده للشروع في الخطة‬

‫تحمحم وهو يضع كوب الشاي على الطاولة التي امامهم‪:‬‬


‫يمه‪.....‬ابي اقولك شي‪....‬‬
‫التفت انظار اخوانه عليه بينما ابيه ابتسم وكأنه يشجعه‬

‫تحدثت ام سيف‪ :‬خير اللهم اجعله خير‪....‬‬

‫ازوج‪....‬‬
‫قصي بهدوء ‪ :‬انا نويت ّ‬
‫ام سيف وكأن احدًا صفعها على وجهها‪ :‬جد وال تمزح‪....‬‬
‫عزام انصدم كذلك جسار اما سيف ابتسم على ردت فعل والدته‬

‫بو سيف انتظر إلى اآلن ال يريد أن يبدي رأيه‬

‫قصي ‪ :‬وهللا يمه شفيك مو مصدقة‪.....‬‬


‫ام سيف ابتسمت‪ :‬ما بغيت‪......‬ما صدقت ألنك انت وهالثنائي‬
‫غسلت يدي منكم‪....‬من فكرة استقراركم‪....‬‬

‫عزام ضحك‪ :‬هههههههههههه افا يمه‪....‬‬


‫جسار لكز قصي الجالس على يمينه‪ :‬وش غ ّير رأيك هااا‪....‬‬
‫ام سيف تدخلت‪ :‬بعدوا عنه وال تسالون وال تغيرون‬
‫رايه‪.....‬وانت ابشر بسعدك وهللا ال اخطب لك زينة البنات‪...‬‬

‫سيف ما زال ينظر لهم بصمت‬

‫تدخل بو سيف بهدوء‪ :‬هالمرة انا اللي بخطب لقصي‪...‬‬


‫التفتت عليه ام سيف‪ :‬تعرف احد معيّن‪....‬‬

‫عزام همس لقصي‪ :‬شسالفة؟‬

‫قصي همس له‪ :‬تعرف بعدين‪...‬‬


‫لكز جسار قصي من جديد لينتبه على نظرات سيف ووالدته‬

‫بو سيف بهدوء‪ :‬اعرف واحد ينقال له بو محمد السامي عنده‬


‫بنت اخوه يتيمة االب واالم‪......‬ما سمعت عنهم إال كل خير‬
‫‪...‬وتبين الصدق بيني وبينه معرفة ‪...‬بس انقطعت لم رحنا‬
‫يزوج‪....‬جا ببالي‪.....‬‬
‫الشرقية‪.....‬والحين دام ولدك نوى ّ‬

‫سار همس هنا‪ :‬اللي يقصدها ابوي نفسها اللي ماخذها‬


‫ج ّ‬

‫هز رأسها سريعًا‬


‫سار لكزه من جديد‪ :‬وهللا انك داهية كيف قنعته‬
‫ج ّ‬

‫سيف بشك‪ :‬وش تتساسرون فيه‪...‬‬

‫ام سيف التفتت عليهم بطريقة جعلت عزام يضحك‪:‬‬


‫هههههههههههههه وهللا ما غيرنا رايه‪....‬‬

‫ام سيف بتهديد‪ :‬وهللا إن قال ما يبي يعرس ‪......‬ال إني‪...‬‬


‫قصي قاطعها‪ :‬ال يمه‪.....‬ما يقدرون يغيرون رايي‪.....‬‬

‫سيف ابتسم‪ :‬واضح انك متشجع هالمرة‪....‬‬

‫قصي ابتسم له‪ :‬بقوة‪...‬‬

‫سار ارتشف القليل من كوبه‪ :‬هللا يرزقنا‪...‬مثل ما ارزقك يا‬


‫ج ّ‬
‫خوي‪...‬‬

‫عزام رفع يده‪ :‬آمين‪...‬‬


‫بو سيف ضحك بخفة‪ :‬هههههههه ورا ما تخلوني اخطب لكم‬
‫انتوا االثنين بعد‪....‬‬

‫عزام وجسار بنفس النبرة‪ :‬اعوذ هللا‬


‫ام سيف بعدم رضا من ردّت فعلهما‪ :‬منكم‪ ....‬وهللا مهبّل كبرتوا‬
‫ما عدتوا صغار‪....‬متى مقررين تزوجون ان شاء هللا‬

‫جسار بهروب تكتيكي‪ :‬خلكم مشغولين بقصقص الحين‪...‬‬


‫قصي ضربه على فخذه‪ :‬وش قصقص بعد انت‪.....‬‬

‫جسار مسح على فخذه‪ :‬يا ثور‪....‬وش هاليد‪....‬هذا جزاتي‬


‫ادلعك‪.....‬‬

‫سيف نظر لوالده‪ :‬إال يبه‪.......‬هو ما عنده بنات‪....‬‬

‫بو سيف نظر لسيف‪ :‬من تقصد‪....‬‬


‫سيف بهدوء‪ :‬هاللي تبي تخطب بنت اخوه‪....‬‬

‫عزام بتدخل سريع‪ :‬ليش تسأل‪...‬‬


‫جسار باندفاع‪ :‬يمكن يبي يزوج على الجازي‬

‫ام سيف استشاطت غي ً‬


‫ظا‪ :‬فال هللا وال فالك‪.....‬وش هالكًلم‬
‫الفاضي‬

‫سيف ضحك بخفة‪ :‬ههههههه اتركيهم عنك يمه‪....‬‬


‫ثم نظر ألبيه ينتظر اإلجابة‬
‫إلى ان قال‪ :‬ال وانا ابوك هللا رزقه بخمس أوالد‪......‬مارزقه ببنات‬
‫عشان كذا قلت بخطب بنت اخوه‪.....‬‬

‫ام سيف بجدية‪ :‬طيب يا بو سيف‪.....‬دام تعرفهم ‪....‬خًلص‬


‫نضرب الحديد وهو حامي‪....‬ونقول باسم هللا‪.....‬ونخطب‬
‫بنتهم‪....‬‬
‫بو سيف ارتاح جزئ ًيا‪ :‬باالول بعطيك رقم بيتهم كلمي زوجة‬
‫عمها‪......‬‬

‫ام سيف بتفهم ‪ :‬طيب‪.....‬‬


‫قصي نهض هنا يريد ان يهاتف زوجته ويخبرها بكل شي‪ :‬عن‬
‫اذنكم‪...‬‬
‫جسار بدأ بالتصفير والتصفيق بطريقة مضحكة‪:‬‬
‫صص‪...‬‬ ‫اووووووووووووووووف استحت ّق ٌّ‬

‫عزام بدأ يحاول ان يزغرط‪ :‬كللللللللللللللللللللللللللللًلش‪.....‬‬

‫ام سيف ‪ :‬الحمد هلل والشكر بس‪....‬‬

‫سيف ضحك بينما بو سيف تحدث‪ :‬اعقلوا عن اخوكم‬

‫قصي التفت عليهم ً‬


‫قائًل‪ :‬ثواني وراجع اقتّص منكم يا كـ‪.....‬‬
‫سار ‪ :‬ننتظرك حبيبي‪....‬‬‫ج ّ‬

‫سيف نهض هنا‪ :‬عن اذنكم‪.....‬‬


‫ام سيف بهدوء ولكي تحرجه قال‪ :‬متى راح تر ّجع الجازي‬

‫هنا أبا سيف نظر ألبنه‬


‫بينما عزام نظر لوالدته‬
‫وجسار نظر لوجه أخيه‬
‫سيف يحاول أن يكون هادئ ًا‪ :‬متى ما أراد ربي‪....‬عن اذنكم‬

‫فشلت من ان تشد أبا سيف لألمر لتجعله يتدخل في أمر ابنه‬


‫ولكن سيف هرب سري ًعا من دهاء والدته!‬

‫فقالت‪ :‬استغفر هللا‬


‫بو سيف بجدية‪ :‬اتركيه‪......‬خليه يحل مشاكله بنفسه‬

‫ام سيف بعصبية‪ :‬انت راضي على اللي يصير؟‪.....‬البنت من‬


‫راحت بيت أهلها تقريبا اخذت شهر كامل‪......‬‬
‫جسار انسحب من هذه الجلسة وتبعه أخيه عزام‬

‫بو سيف ‪ :‬مو راضي بس ما ابي اتدخل‪...‬إال لم ّ‬


‫يتلزم علي االمر‬
‫اني ادخل‪.....‬تدخلت‪....‬‬
‫ام سيف بنرفزة نهضت‪ :‬بتدّخل لطلقها ً‬
‫مثًل‪....‬‬

‫بو سيف تمتم باالستغفار‪ :‬عًلمك نجًل شبيتي؟‬


‫ام سيف بجدية‪ :‬ولدك قاهرني‪....‬‬

‫بو سيف‪ :‬اتركيه يحل مشاكله بنفسه‪.....‬وصدقيني لو زاد االمر‬


‫سوء تدخلت‬
‫ام سيف لم تجيب عليه وجلست تنظر للفراغ وهو يستغفر‬
‫هزت رأسها برضا‬ ‫تنهدت ثم ّ‬
‫‪.....................................‬‬
‫أما قصي دخل الغرفة اتصل عليها عدّت اتصاالت لم تُجيبه‬
‫قلق عليها ولكن ظن أنها نائمة‬
‫وفجأة انفتح الباب‬
‫سار حدقوا إليه‬ ‫كًل من عزام وج ّ‬ ‫دخل ا‬
‫ق بهما‬‫وحد ّ‬
‫سار بهدوء‪ :‬كيف قنعت ابوي‪....‬؟‬ ‫ج ّ‬
‫قصي جلس على طرف سريره باله مشغول ب ُمهره‬
‫‪:‬ما اقتنع بسهولة‪.....‬من كلمته صار لي حوالي فوق األسبوع‬
‫‪....‬بس بعدها طلب مني رقم عمها ‪....‬راح وتفاهم معه‪....‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬الحمد هلل األمور عدّت على كذا‪..........‬هللا يتمم‬
‫اموركم على خير‪....‬‬

‫قصي ابتسم له‪ :‬آمين وعقبالكم‪....‬‬


‫ثم اردفت بتردد‪ :‬عندي لكم ترا خبر هو مفرح بالنسبة‬
‫لي‪.....‬ويمكن هالخبر هو اللي ش ّجع ابوي بأنه يبادر يكلم عم‬
‫زوجتي‪...‬‬
‫سار نظر لتوأمه‬
‫ج ّ‬
‫فتحدث عزام‪ :‬وش هو؟‬
‫قصي بهدوء‪ :‬زوجتي حامل‪....‬‬
‫سار‪ :‬مبروك‪.......‬‬ ‫انصدموا ولكن بعدها تحدث ج ّ‬
‫عزام ‪ :‬عشان كذا ابوي اندفع بالسالفة‪....‬‬
‫قصي نهض وهو يقول‪ :‬اهم شي حاليا اقتنع‪....‬واتمنى تمشي‬
‫بقيّة األمور بهدوء‪......‬‬

‫سار طبطب على كتفه‪ :‬ان شاء هللا ‪...‬ال تحاتي دام ابوي ماسك‬
‫ج ّ‬
‫الموضوع ارتاح‬

‫قصي بجدية‪ :‬الحين عن اذنكم ابي اروح اطمن عليها‪.....‬اتصل‬


‫وما ترد‪....‬بروح اشوف‪....‬شسالفة‪...‬‬

‫عزام التمس نبرة القلق تحدث‪ :‬موصاير شي ‪...‬تلقى جوالها بعيد‬


‫عنها‪....‬‬
‫ّ‬
‫وهزه بتفهم‬ ‫قصي مسح على رأسه‬
‫سار بتحذير‪ :‬ال تسرع وانت تسوق‪...‬‬
‫ج ّ‬
‫قصي فتح الباب ثم خرج‪....‬‬

‫عزام بهدوء‪ :‬وهللا فرحت له‪.......‬رغم إني كنت خايف يظلم‬


‫هالبنت‪....‬‬
‫سار ابتسم‪ :‬وهللا طلع مو هيّن ‪....‬قدر يقنع ابوي‪......‬والبنت‬ ‫ج ّ‬
‫اقدرت تأخذ قلبه‪...‬‬
‫عزام ‪ :‬هللا يتمم عليه فرحته‪...‬‬
‫جسار بهدوء‪ :‬آمين‬
‫‪.................................................. ..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫صل ألي معلومة عن أمير‪....‬بات األمر‬ ‫لم يستطع عبد الكريم التو ّ‬
‫معقدًا ومن يسألهم جداا متحفظون وربما خشوا منه‬
‫تسائلوا ِلم تبحث عنه وبدأ بالتحجج بالعمل ‪....‬ومن هذه األمور‬
‫البسيطة ولكن لم يقتنعوا اخبر أبا سلطان بذلك وابا سلطان أوصل‬
‫األمر إلى صاحبه‪.....‬وض ّج فؤاد يوسف بالقلق‬
‫ً‬
‫خجًل من أن يُثقل على‬ ‫‪....‬بالحيرة‪.....‬بالتردد في االنسحاب‬
‫صاحبه‪......‬ال يدري ماذا يفعل ح اقا‪.....‬بات األمر يأخذ ج ّل تفكيره‬
‫‪.......‬خائف‪....‬خائف جدًا من انه ظلمها واضاعها بجنون قراره!‬
‫‪...............‬‬

‫بينما تلك األخرى كانت في غرفتها ذاكرت مادتها اتصلت عليه‬


‫اشتاقت لصوته ولكن لم يُجيبها‪....‬ظ ّنت أنه مشغول في مذاكرته‬
‫فهمست ‪ :‬شيخة بًل جنون تلقينه يذاكر‪....‬مستحيل بشوف رقمي‬
‫وطنشه‬
‫تأففت ثم عادت تقرأ الملخصات للمادة!‬
‫‪.................................................. ..........‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تنظر إليه وهو يفحص بيديه ورجليه بعشوائية‬
‫يُناغيها وتناغيه‪......‬تشعر أنها ظلمته في اقحامه في خًلفها مع‬
‫ابيه‬
‫حقيقة‪ ،‬إلى اآلن لم تفهم لماذا جلبه سيف‬ ‫ً‬ ‫وملّت من األمر‬
‫لها ولكن لم يهمها‪....‬حقيقةً هي تُريد عبد هلل باقيًا في حضنها‬
‫ولكن ال تريد والده‬
‫وضعته في حضنها بعد ان حضنته واشت ّمت رائحته قبلته بلطف‬
‫ثم بدأت بإرضاعه!‬
‫نوف ما زالت ال تحدثها ‪ ،‬ملتزمة بالصمت ‪...‬تأكل معهم‬
‫وتشرب‪....‬وتمضي بقية وقتها في المذاكرة وفي غرفتها‬
‫حاولت أن تحدثها ولكن نوف ربما نفسيتها ُمتعبة من ضغط‬
‫االختبارات فهي غير متاحة للحديث ابدًا‬
‫وخضعت لرغبتها وابتعدت عنها هي األخرى!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫خوف ‪ ،‬شعور غريب ‪....‬تشعر روحها نُزعت وعادت إلى جسدها‬


‫من جديد‬
‫مشوشة لديها‪....‬طنين ‪....‬مزعج‬
‫ّ‬ ‫جسدها يتصبب عرقًا‪.....‬الرؤية‬
‫يض ّج في آذانيها ليؤلم رأسها‪....‬حاولت ان ترفع يديها لتمسك‬
‫وتشد على رأسها ولكن‪.....‬‬
‫الكرسي‪.....‬قوست حاجبيها وبللت‬
‫ّ‬ ‫نظرت لهما مكبلتين على يدي‬
‫شفتيها؟‬
‫ماذا حدث؟‬
‫اغمضت عينيها من جديد تريد أن تتخ ّلص من هذا‬
‫التشوش‪...‬واأللم‪....‬‬
‫ّ‬
‫ثم فتحت عيناها‪.....‬فسقطت عليه‬

‫كان مك ّبل اليدين كطريقة تكبيل يديها ‪.....‬رجليه ملصقتين برجلي‬


‫الكرسي ومربوطتين كما هو حالها‪....‬‬
‫كانت عيناه ُمرتكزة عليها وكأنه ينتظر إفاقتها ‪.......‬نظرت له‬
‫بتساؤل ‪.....‬ور ّد عليها بنظرات القلق مما يحدث حولهما‪.....‬‬
‫دارت عيناها ألرجاء الغرفة‬
‫فلم ترى سوى ُجدران متصدعّة ‪.....‬وكومة أكياس مركونة في‬
‫أركانها‪.......‬ونافذة عريضة ‪....‬ومفتوحة ليدخل الهواء‬
‫البارد‪.....‬ليقرص جسدهما بعنف!‪........‬استوعبت االمر‬

‫اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشكل مؤلم‪.....‬شعرت بألم خدها‬


‫المصفوع‪....‬وكذلك انفها‪....‬جفّت الدماء على طرف شفتها وبداية‬
‫منخرها!‪.......‬تحدثت‬
‫بذعر‪ :‬طاررررررررق‪....‬شنو قاعد يصير‪.....‬طارق؟‪....‬‬

‫لم يُجيبها يشعر بالحيرة‪.....‬بالخوف‪...‬بالشتات‪....‬كان من‬


‫المفروض أن يشعر باالنتصار حتى لو انقلبت عليه األمور حالها‬
‫اآلن كان من المفروض أن يُرضيه ولكن ال‬
‫هو يريد أن ينتقم دون أن يفعل‪......‬بها ما فعله إدوارد!‬
‫صرخت وعينيها مغرقتين بالدموع وهي تنظر للجاكيت المرمي‬
‫على األرض‬
‫كانت ببجامتها فقط ‪....‬والتي كانت عبارة عن (كت) بلون األبيض‬
‫والمر ّقط باللون الزهري‪.....‬شعرت بالبرد والخوف‬
‫ارتعش جسدها‪......‬‬

‫بكت بصوت ودموع ‪ :‬طاررررررق هللا يخليك تح ّجى شنو قاعد‬


‫يصير؟‬

‫طارق بشبوح نبرته اشاح بنظره عنها‪ :‬خطفونا‪...‬‬

‫باندفاع قالت‪ :‬منو؟‬


‫انفتح الباب هنا ونفس الرجل الذي تحدث معه‬
‫نظر إليها بخبث وهو يقول(مترجم)‪ :‬اوه ‪...‬صغيريتي استفاقت‬
‫من اغماؤها‪....‬‬
‫ثم اقترب منها وانكمشت ايًلف على الكرسي وانشدّت خًليا‬
‫جسدها للوراء‬
‫لمس خدها ولكن التفت للجهة المخالفة لتبتعد عنه‬

‫ً‬
‫كامًل ولكن‬ ‫تحدث طارق بجدية(مترجم)‪ :‬إدوارد‪.....‬سادفع المبلغ‬
‫عليك ان تطلق صراحنا نحن االثنين‪....‬‬
‫إدوارد بتًلعب دار حول كرسي ايًلف التي ترتعش وتًلحقه‬
‫بنظرات القلق من خبث أفكار‬

‫بكت بدموع ‪.......‬وبضعف!‬


‫ليقرب‬
‫مسح على شعرها ثم بعدها اصبح خلف كرسيها وانحنى ّ‬
‫خده األيمن بخدها االيسر تحدث وهو ينظر لطارق‬
‫وكأنه يُريد أن يقهره بفعلته هذه‬
‫فهو يظن طارق وايًلف حبيبين حقيقين!‬
‫(مترجم)‪ :‬ال استطيع التفريط بها!‬
‫فهمت جملته وانحبس الهواء في رئتيها دون أن تزفره‬
‫ارتجفت شفتيها حاولت ان تبتعد ولكن فاجأها بعدما ش ّد على‬
‫اكتافها ليحتضنها من الخلف ويهمس في اذنها‬
‫(مترجم)‪ :‬لم أرى فتاة بهذا الجمال المثالي ابدًا‪......‬‬

‫طارق رحم حالها ‪ ،‬دموعها لم تتوقف شحب وجهها ما إن اقترب‬


‫منها‪.....‬يريد أن ينتقم ولكن دون ان يقترب منها ويسلبها شرفها!‬
‫لم يخطط على سلب شرفها ابدًا‬
‫كان يريد أن يؤذيها نفسيًا‪.....‬ال جسد ًيا يريد تخويفها وتشكيكها‬
‫في امر مشاري وحصة فقط‬
‫ولكن وقع في خطأ فادح فالقتلة النقاش معهم عقيم‬
‫والتحايل عليهم امر صعب‬
‫كانت تنظر إليه تترجاه بنظراتها تحاول ان تبتعد ولكن كلما‬
‫قربها إليه لتشد بقبضة يدها على الكرسي وتحاول التفلّت‬ ‫حاولت ّ‬
‫ولكن بًل جدوى‬

‫طارق بعصبية(مترجم)‪ :‬إدوارد‪........‬لن أوافق على ما طلبتني‬


‫به‪......‬الفتيات كُثر‪...‬اذهب واستمتع بوقتك مع أي فتات‬
‫غيرها‪....‬‬
‫إدوارد اشت ّم رائحة شعرها بطريقة اثارة اشمئزازها‬
‫يريد أن يؤلم طارق ولكن ال يعرف بهذه التصرفات يؤلم قلبها هي‬
‫بدأت تقاوم حركاته المستفزة بجنون واخذت تكرر بالعربية‬
‫‪:‬ططاااااااااااااارق قولي يو ّخر عني‪.....‬و ّخر عني‪....‬و ّخر‬
‫عني‪.....‬‬

‫ويسارا كالمجنونة ‪...‬لتبعد يديه‬


‫ً‬ ‫إدوارد عندما بدأت بالتلفت يمينًا‬
‫عنها ‪.......‬حكّمها بيده التي امسكت بذقنها ونظر‬
‫لعينيها‪......‬بحده‬
‫متحدثًا(مترجم)‪ :‬ال تُثيري جنوني‪.....‬‬
‫ايًلف بكت بخوف وبرجاء اردفت(مترجم)‪ :‬ابتعدني عني‬
‫صرخ طارق‪ :‬إدواررررررررررررررررد‪.......‬اقسم رجالي لن‬
‫يمرروا ما تفعله اآلن على خير‪....‬‬
‫إدوارد اخذ يدندن ليستفز طارق‪....‬ويقترب من وجه ايًلف التي‬
‫بدأت بحركاتها العشوائية حتى أنها كادت تسقط بالكرسي للوراء‬
‫ولكن ثبتها بيده ليجعلها ثابتة‪.....‬في مكانها‬
‫مسح على شعرها وبهمس(مترجم)‪ :‬دعينا نستمتع هذه الليلة‪...‬‬

‫صرخت باكية وبذعر‪ :‬طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارقققققق‬


‫قققققققق‪...‬‬

‫اول مرة يعرف انها تثق‬ ‫ألول مرة يرى ضعف ايًلف‪...‬ولي ّ‬ ‫طارق ّ‬
‫به لدرجة تستنجد به في شدتها اآلن‪....‬تريد منه ان يحميها وهو‬
‫الذي اوصلها لهذا الحال‪...‬تريد منه ان يُصبح أمانًا‪....‬وهو الذي‬
‫اثار الحروب من حولها‪....‬لتصبح عالقة ما بين يدين هذا‬
‫المتوحش‪....‬هو على يقين ‪....‬إدوارد لن يتركهما قبل أن يأخذ ما‬
‫كامًلّ!‬
‫ً‬ ‫يريده منها ويدفع له المبلغ‬

‫تحدث(مترجم)‪ :‬إدوارد‪......‬اتركها‪......‬‬
‫وبتردد(مترجم)‪ :‬ارجوك‪.....‬دعها‪...‬تذهب‪.....‬ودعنا نتفاهم بشكل‬
‫س ِو دون أن نُدخل الغير في هذه المسألة‪....‬‬
‫إدوارد ترك هُنا إيًلف‪.....‬ونظر لطارق وهو يقترب إليه(مترجم)‪:‬‬
‫ألي هذه الدرجة تُحبها؟‬
‫ثم اردفت بسخرية(مترجم)‪ :‬ليلة واحدة لن تضر‪.....‬عليك ان تقبل‬
‫بهذا‪......‬وإال قتلتكما انتما االثنان‪...‬ها ما رأيك‪...‬؟‬

‫ايًلف هزت رأسها بجنون‪...‬تموت وال يأخذ شرفها ‪.......‬صرخت‬


‫‪ :‬أأأأأأأأأأأأأأأاجل موافقة موافقة‪...‬‬
‫طارق حدّق بها بجنون ال‬
‫هو غير مستعد للموت!‬
‫اقترب منها مرةً أخرى إدوارد وندمت على التحدث‬
‫اقترب من وجهها وهمس (مترجم)‪ :‬بعد ُِك صغيرة لم تري الحياة‬

‫فهم طارق أنّ تهديد شكلي ومن خًلله يُريد فقط تخويف‬
‫قلبه‪.....‬ولكن عندما رأى جديّة ايًلف‪....‬بدأ بالتحايل بطريقة‬
‫أخرى‬

‫تحدثت ايًلف بجنون وهي تبكي وتصرخ وتشهق في آن واحد‪:‬‬


‫انا ال اريدك ان تقترب مني هل فهمت‪......‬ابتعد ‪...‬ابتعد‪....‬‬
‫إدوارد نظر لطارق وبنبرة بريئة تُدعي للسخرية(مترجم)‪ :‬هل‬
‫رأيت‪.......‬ال تريد خيانتك‪....‬كم هي وفيّة هذه الفتاة لوحش مثلك!‬

‫طارق ‪......‬كان يتمنّى ان يتعقبوه حرسه‪......‬يتمنى لو يط ِلّعوا‬


‫على موقعه ولكن ‪......‬األمر مستحيل‪...‬هو طلب منهم بأال يفعلوا‬
‫ذلك‪...‬ظنّ األمر لن يؤول إلى كل هذه الصعاب‬
‫ينكر‪.....‬ألول مرة يراها‬
‫ّ‬ ‫انهيار ايًلف أمام ناظريه آلمه‪....‬لن‬
‫تبكي هكذا وتتحرك على الكرسي بعشوائية للتحرر‬
‫بجنون‪.....‬تكرر استنجاداتها باسمه‪.....‬كانت تشهق ما بين دمعة‬
‫وأخرى ‪...‬وما بين صرخة‪.......‬وغصة‪......‬‬
‫ولكن فوجع عندما اقترب إدوارد منها وانحنى ليقترب‬
‫الطرف‬‫ّ‬ ‫منها‪....‬فاجآها وفاجأه عندما قام بتمزيق بجامتها من‬
‫العلوي‬
‫صرخت ‪.......‬بشكل يقشعر له االبدان‪......‬وض ّج صدى صوتها‬
‫في أرجاء المكان كله‬
‫بدأت تتحرك بعشوائية اكثر ‪......‬وتشد على قبضة يدها على‬
‫الكرسي‪.....‬مع محاوالته في رفع رجليها وتحريرهما من‬
‫الرباط‪...‬‬
‫ّ‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شعورها ال يوصف‪.....‬اضطربت وشعرت بعجزها تريد التحرر‬
‫ليس فقط من هذه القيود ال ‪...‬بل التحرر من هذا الجسد‬
‫‪.....‬واالختفاء في ظًلم األموات‪......‬‬
‫ترجتهُ‪.....‬صرخت في وجهه‪.......‬خائفة من ان يفعل اكثر من‬
‫هكذا‪....‬تحت انظار طارق المذهول‪......‬‬

‫طارق استوعب جديّة إدوارد صرخ واخذ يهز الكرسي لألمام‬


‫وكأنه يُريد أن يتقدم إليه‬
‫صرخ (مترجم)‪ :‬إدوارد توقف‪....‬أعدك ان اعطيك اضعاف‬
‫المبلغ‪.....‬ارجوك‪.....‬ابتعد‬
‫عنها‪....‬إدواررررررررررررررررررد‪......‬ارجوووووووووو ك‬
‫ابتعد‪.......‬‬

‫اثارا تُثير‬
‫ابتسم بخبث ابتعد عنها بعد أن ترك عليها ً‬
‫اشمئزازها‪.......‬تشعر بحرارة قبًلته الكريه حتى بعد ان‬
‫ابتعد‪.....‬ارتخى فجأة جسدها على الكرسي‪....‬واغشي‬
‫عليها‪........‬وطأطأت برأسها لألمام ليتدلّى بهدوء‪....‬‬
‫بلل ادوارد شفتيه وتحدث (مترجم)‪ :‬ماذا قلت؟‬

‫طارق نظر لبعثرت شعرها‪.....‬ولآلثار ‪......‬شفتها السفلية‬


‫تنزف‪.....‬دموعها عالقة على اهداب عينيها ‪...‬والكثير منها‬
‫منساب على وجهها المشحون بالحمرة‪......‬مًلبسها أصبحت‬
‫ً‬
‫العلوي!‪........‬حقيقة استشاط‬ ‫تفضح اكثر مما تستر من الطرف‬
‫غيضًا من فعلت إدوارد‪....‬ش ّد على قبضة يده‪....‬‬

‫تحدث شادًا على اسنانه(مترجم)‪ :‬قلت سأعطيك ضعف‬


‫المبلغ‪........‬‬

‫اخيرا اردف(مترجم)‪ :‬موافق‪......‬‬


‫ً‬ ‫إدوارد‬

‫ثم نظر إليها(مترجم)‪ :‬رغم إنني لم آخذ كفايتي بعد‪....‬‬


‫طارق ش ّد على قبضة يده بكره العميق لهُ‬
‫إدوارد اخرج من جيبه دفتر الشيكات‬
‫حرر يدين طارق وهو يهدده‪ :‬المكان محاصر ال تحاول‪....‬ان‬
‫تتهجم علي‪....‬هناك‬
‫ثم أشار للنافذة ‪ :‬ق ّناص ماهر ينتظر فقط إشارة غضب منك!‬

‫طارق فهم القصة‪.....‬خدعه ‪....‬بأمر رغبته في‬


‫ايًلف‪.....‬والضغط عليه في دفع المال‪....‬كم هو خبيث‬
‫ومحتال‪....‬ولكن لن يسمح له في الحاق الضرر بها اكثر من هكذا‬
‫ايًلف لن تتعدّى مرحلة هذا التحرش بسًلم‪....‬‬
‫هز رأسه برضا‬‫ّ‬
‫ثم قال(مترجم)‪ :‬قبل أن اكتب لك المبلغ وأوقع عليه‪......‬دعني‬
‫احرر ايًلف‪.....‬واخرج بها للخارج وبعدها افعل ما تريد‪....‬‬
‫إدوارد بهدوء(مترجم)‪ :‬حسنًا‬
‫طارق سحب الجاكيت الخاص بها من على األرض‪.....‬‬
‫ثم تقدم ليحرر يديها ومن ثم رجليها‪.....‬القى على جسدها‬
‫الجاكيت ثم حملها‪....‬‬
‫ونزال بها إلى الدور األرضي‪...‬كانت خفيفة‪....‬شكّ انّ روحها‬
‫فارقت الحياة‪......‬رأسها اصبح متدل ًيا للخلف‪...‬ورجًلها متدليتان‬
‫لألمام‪......‬اضطرب‪....‬وش ّد على جسدها وكأنه يحميها من انظار‬
‫صين بإدوارد‬ ‫الرجال الخا ّ‬
‫وصل لحديقة المنزل المظلم هذا‪......‬اجبره ادوارد على ان يضعها‬
‫على العشب ليتمكن من كتابة المبلغ‬
‫مجبرا‬
‫ً‬ ‫وفعل طارق‬
‫سحب القلم والدفتر بيدين شبه مرتجفتين‬
‫انهى االمر بالتوقيع‬
‫ثم انحنى وحملها ‪...‬واتجه بمشيه للشارع‬
‫تحدث ادوارد بتحذير ‪: be carful when you enter to‬‬
‫‪the deep web ……and … you should not do‬‬
‫‪it again‬‬
‫وسرع بخطواته للخروج من هذا المكان‬ ‫ّ‬ ‫فهم الرسالة‬
‫المخيف‪....‬التعامل في هذه الشبكة يُعد من الجنون‪....‬رغم أنه‬
‫يُدرك هذا االمر إال انه خاطر بحياته ‪....‬من اجل االنتقام‪.......‬ها‬
‫هو اآلن دفع ثمن دخوله في هذا الظًلم‪....‬ولكن هو لم يدفعه‬
‫بشكل مباشر‪.....‬خسر مبلغ مادي كبير‪...‬ولكن بمقابل ما ستخسره‬
‫ايًلف هيّن‪.....‬‬
‫وصل للشارع ثبّت ايًلف على رجليه بعد أن جلس على الرصيف‬
‫ً‬
‫إجابة منها ‪.....‬ولكن لم ‪....‬تُبدي أي حركة؟‬ ‫‪...‬ضرب خديها يُريد‬

‫تحدث بانانية وخوف‪ :‬ايًلف ‪.....‬ال تموتين‪....‬باقي ما انتهى‬


‫انتقامي‪....‬باقي‪....‬ما عرفتي جورج انه ابوج‪....‬وحصة‬
‫خالتج‪.....‬باقي‪...‬ايًلف ‪....‬قعدي‬

‫هل هذا الحديث ‪....‬نابع من الخوف‪....‬او نابع من انانيته‪....‬ولكن‬


‫حاله هو الذي يفسر ما يُعنيه‪...‬كانت يديه ورجليه ترتعشان بشكل‬
‫ملحوظ شفتيه مخطوف لونهما ووجهه اصبح شاحبًا‬
‫ومخيفًا‪......‬عيناه باتت مشتتة‬
‫وضع اصبع يديه على رقبتها‪....‬تحسس النبض‬
‫وزفر زفير الراحة لبقاؤها على قيد الحياة ‪ ،‬هاتفه في السيارة‬
‫ليست بحوزته ماذا يفعل؟ ‪....‬عليه ان ينهض ويوقف سيارة اجرة‬
‫‪....‬وإال سيموتان من البرد‬
‫حاول أن يتحكم برعشاته ووقف على رجليه الضعيفتان ‪...‬شد‬
‫ً‬
‫‪.....‬محاوال إيقاف أي‬ ‫على جسد ايًلف‪.....‬ومشى على الرصيف‬
‫سيارة لتوصلهما إلى شقته!‬

‫بقي بما يُقارب الربع ساعة يمشي بًل هوادة ويُشير للناس طالبًا‬
‫منهم الوقوف‬
‫ايًلف بدأت بمحاوالتها في فتح عيناها ولكن تشعر بالبرد فجأة‬
‫والخوف في آن واحد‪.....‬تريد أن تحرك جسدها ولكن تشعر انه‬
‫مقيّد‬
‫بدأت تهلوس وهي مغمضة لعيناها‪.....‬وترتجف شفتيها‪:‬‬
‫طاااارق‪....‬تتتتتتـ‪...‬‬

‫طارق نظر لوجهها الشاحب همس‪ :‬ايًلف‪.......‬‬


‫زادت رجفتيها ما بين يديه وجبينها يتصبب عرقًا‬
‫وسرع من مشيه‬
‫ّ‬ ‫فش ّد عليها‬
‫وهو يقول‪ :‬ايًلف ‪...‬كل شي انتهى‪......‬انتي بأمان‪....‬ايًلف‬
‫تسمعيني‪...‬‬
‫ال يسمع سوى صوت استكاك اسنانها العلوية بالسفلية وتهذي‬
‫باسمه ‪...‬وجسدها يرتجف بشدّة‬

‫اخيرا ركض للشارع األخير يشعر طاقته نفذت‬


‫ً‬
‫يديه مشدودتان ورجليه ايضًا‬
‫واخيرا توقفت‬
‫ً‬ ‫أشار لسيارة مارة بمحاذاتهما‬
‫ركب بصعوبة وبنفس متسارع أعطاه العنوان‬
‫ومسح على خدها وجبينها وهو يردف‪ :‬اييييييييييييًلف‪.......‬‬

‫ايًلف بهذيان ونفس متسارع‪ :‬ططططططا‪.....‬رق‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم يستطع تجاوز تلك الليلة‪ ،‬حقيقةً لم يستطع ال ّنوم‬
‫كاد ان يفقد نفسه وكاد أن يُفقدها شرفها بحقده!‬
‫شعر بحقارته لوهل ٍة لم يستطع تجاوز فيها هذا الشعور‬
‫لم يستطع تجاوز منظر صراخها واستنجادها به‬
‫وقُرب إدوارد منها تخيّل ماذا لو اخته أصبحت مكانها ماذا حدث؟!‬
‫راقبها طيلة الليل بعد أن وصًل سالمين إلى الشقة‪.......‬كانت‬
‫حرارتها مرتفعة‪......‬تتصبب عر ًقا وتّهذي‪....‬‬
‫وضع لها كمادات لع ّل تُخ ّفض من حرارتها‪......‬البسها قميص من‬
‫قمصانه على بجامتها الممزقة ليُغطيها به‬

‫كانت في حالة استنفار ‪....‬صحت في تمام الساعة الرابعة‬


‫فجرا أحدثت فوضى عارمة ‪....‬بهلوسة الخوف‪.....‬كانت‬ ‫والنصف ً‬
‫تظن طارق نفسه إدوارد حاول تهدأتها‪....‬وحاول ان يفه ّمها لم‬
‫يحدث لها شيء ولكن لم تهدأ فاضطر في اجبارها على تناول‬
‫قرص من اقراصه المهدأ التي اعتاد على أخذها لجلب النوم له!‬
‫وبعدها هدأت ونامت ‪...‬وهو بقي ينظر لها ‪....‬ويتذكر امر تعاقده‬
‫مع الكثير من أمثال إدوارد‪....‬‬
‫نظر لساعة الحائط‬
‫ظهرا!‬
‫ً‬ ‫وكانت تُشير إلى الساعة الثاني عشر‬
‫تن ّهد بضيق وخرج من الغرفة!‬
‫‪........................................‬‬
‫موعد طائرتها في تمام الساعة الثامنة والنصف‬
‫واآلن الساعة السابعة ‪.....‬ستذهب لرؤية امير كما انها ستهرب‬
‫من المستشفى للمطار دون أن يلحظوا‪....‬‬
‫لبست مًلبسها على عجل وضعت جوازها والبطاقة المصرفية‬
‫وكذلك الشخصية في حقيبتها اليدوية‬
‫والقت في هذه الحقيبة الواسعة قبعة صوفية وشال‬
‫ثم اغلقت الحقيبة ‪....‬رفعت شعرها لتجعله يتدّلى بعد ان رفعته‬
‫وربطته لألعلى‪...‬‬
‫نظرت لوجهها ‪....‬ستفعلها‪.....‬وستنجح في هروبها‬
‫لم تأخذ معها أية مًلبس ال تريد أن تُثير الشبهات من حولها‬
‫سحبت الجاكيت ارتدته ثم سحبت الحقيبة وخرجت‬
‫نظرت لماكس المتفائل لهذا التغيير ولم يخفيها شكره ل ُمراد على‬
‫ما فعله في مساعدته لحماية أمير وعلى إحداث التغيير لنفسيتها‬
‫وجولي تبتسم لها خاصة بعد ان قالت لها سندرا أنها احبّت نور‬
‫وكم كانت لطيفة معها في الصباح‬
‫واليكسا كانت فخورة جداا انا استطاعت معالجتها لترى نتيجة‬
‫بسيطة اآلن‬
‫أما ُمراد كان متهيّأ ببدلته الرسمية للخروج للمستشفى معها‬
‫تحدثت كعادتها‪ :‬يًل‪.....‬نمشي‪....‬‬
‫ُمراد هز رأسه برضا اما هي خرجت قبل أن يخرج‬
‫فقال ُمراد‪ :‬ما راح نتأخر‬
‫ماكس بهدوء‪ :‬اوك‪....‬انتبه لنور‪...‬‬
‫ُمراد نظر ألبنته ابتسم لها وبادلته االبتسامة ثم خرج‪....‬‬
‫ورآها تنتظره‪.....‬بعقلها الشارد في كيفية الهروب‬
‫أشار لسيارته وركبت دون أن تنطق حرفًا واحدًا‬
‫وطيلة الطريق‪....‬كانت تنظر للشوارع‬
‫قلبها يُرفرف بنبضاته ‪....‬وصورة سندرا في هذا الصباح لم‬
‫تفارق رأسها‬
‫حركت رأسها بعشوائية وكأنها تُزيح من امام عينيها صورة تلك‬
‫ّ‬
‫الطفلة ذات الوجه المًلئكي البريء‬
‫تحدث ُمراد‪ :‬نور‪...‬‬
‫نور سكتت وما زالت تحدّق للشوارع‬
‫ُمراد بجدية‪ :‬عارف اللي سويته بيج مو سهل‪.....‬وآني كنت‬
‫مجبور عليه‪...‬بس صدقيني آني هواية ندمان‪...‬‬
‫لم تُبدي بأي ردت فعل‬
‫ال يهمها اآلن سوى الهروب منهم جميعًا!‬
‫فاجآها بعد أن م ّد لها ورقة‬
‫‪:‬هذي ورقة طًلقج ‪.....‬خذي هالنسخة‪.....‬‬

‫ال تدري هل ستحتاج إلى هذه الورقة يو ًما إلثبات الحقائق للغير أم‬
‫ال‪...‬‬
‫لم تُطيل التفكير سحبت الورقة وخبأتها في حقيبتها‬

‫ُمراد تضايق من صمتها ولكن سكت فهم انها ال تريد أن تتفاعل‬


‫مع الماضي وال تريد منه ان يستلطفها‬
‫بحديثه!‬
‫وصًل المستشفى ‪...‬نزلت وهي تسحب هواء عميق لداخل رئتيها‬
‫ليس اآلن ‪.....‬ليس اآلن‬
‫هكذا كانت تفكر‬
‫اوال أن ترى امير ‪....‬حقيقةً تريد رؤيته!‬
‫عليها ّ‬
‫أشار لها ُمراد من أي جهة سيذهبان‬
‫وصًل لقسم العناية المركزة‪.....‬‬
‫اشارت إحدى الممرضات لغرفة ‪....‬ليبدآ بالتعقيم البساها اللبس‬
‫الخاص ‪.....‬وناولوها الكمامة ولكن لم تضعها على انفها!‬
‫كانت ستأخذ الممرضة حقيبتها ولكن قالت‬
‫بجمود(مترجم)‪ :‬احتاجها‪....‬‬
‫سكتت الممرضة ووجهتها لغرفة أمير‬
‫شعور ملخبط‪.......‬أمير ساعد في دراستها ‪...‬في االستمرار في‬
‫العيش‪...‬في تجاوز‪....‬الكثير ولكن لم تتقبله‪.....‬كان وجوده بجانب‬
‫والدتها يُشعرها بالمغص‪...‬والكره‪....‬‬
‫كان صعبًا عليها أن ترى والدتها تُغدق عليه بالكثير من كلمات‬
‫ال ُحب واالحتضان والقُبل ‪.....‬كرهت والدتها آنذاك وبدأت تتذكر‬
‫كيف كانت تتعامل بجمود مع يوسف االناني‪....‬‬
‫لم تستطع قبوله في حياة والدتها وحياتها‬
‫أبدًا!‬
‫‪.....‬‬

‫انفتح الباب‪....‬خرجت الممرضة بعد ان حددت الوقت المتاح لها‬


‫بالبقاء هُنا‬
‫و ُمراد بقي في الخارج ينتظرها‬

‫ر‪....‬وكثيرا‪...‬وجهه‬
‫ً‬ ‫سقطت انظارها عليه‪.......‬تغ ّي‬
‫مصفر‪....‬وشفتيه مبيضتّان والكثير من األجهزة متصلة عليه‪...‬‬
‫نحيًل‪....‬شعره األشقر مبعثر‬ ‫ً‬ ‫كان عاري الصدر‪.....‬جسده بات‬
‫على الوسادة ‪....‬صوت تخطيط القلب‪.....‬اشعرها‬
‫بعجزه‪....‬واشعرها بتوترها‪....‬‬
‫هاالت بن ّية احاطت عينيه بقسوة األلم‪.......‬انابيب كثيرة متصلة‬
‫بيديه وحتى انفه‬
‫زفره‪.....‬احمرت عيناها ً‬
‫بدال من‬ ‫ّ‬ ‫اخذت نفس عميق وعجزت في‬
‫اجتماع الدموع‪....‬‬
‫ارتجفت شفتيها واطرافها‬
‫سحبت قدميها لتتقدم لناحيته‪ ،‬اوجعها حاله‬
‫هي تكره ولكن لم تريد يو ًما ان تراه هكذا على السرير ُملقاه بًل‬
‫حول وال قوة‬
‫شعرت بالغصة‪......‬اقتربت اكثر ‪....‬ومشت ِب ُخطى ثقيلة‬
‫وبعد ان اقتربت ‪...‬حدّقت في وجهه دون أن تُرمش‬
‫هذا هو عاشق ديانا؟‬
‫هذا هو ُملقاه بضعف على سرير ابيض؟! بوجه شاحب ‪....‬وجسد‬
‫باهت اللون‪.....‬‬
‫واهتز جسدها لينّم عن رغبتها في البكاء‬ ‫ّ‬ ‫اغمضت عينيها‪،‬‬
‫ولكن ما زالت دموعها تُعصيها في النزول!‬
‫شعرت بثقل جسدها وعدم قدرتها على الوقوف اكثر‬
‫فجلست على الكرسي القريب منه‬
‫مدّت يدها المرتجفة بتردد في مسك يده الباردة‬
‫اعتصر قلبها أل ًما‬
‫هو من رباها‪ ،‬هو من داوى الجروح التي تسبب لها بها!‬
‫فهي اآلن ايقنت‬
‫ال تحب وال تكره تلك الجروح ومسببها!‬
‫ولكن هي بحاجة لقُربه!‬
‫ال تريده ان يموت كما فعلت والدتها‪....‬ابتعدت عنها فجأة في‬
‫لحظة قبولها للحياة ‪...‬وفي فترة تغيّر نظرتها لهما!‬
‫هو لم يتخ ّل عنها لم يتركها في أكسفورد حتى بعد أن شعر بخطر‬
‫الموت واختطافه من هذه الحياة!‬
‫انتشلها معه وحاول أن يُلملم ضياعها‬
‫ولكن هي لم تق ّبل‬
‫‪....‬‬
‫ارتجفت شفتيها وهي تحدّق له‬
‫تحدثت بضعف لم يسبق لها التحدث بهذه النبرة‪ :‬أمير‪......‬‬
‫ازدردت ريقها وشدّت على يده بقوة‬
‫ارتجفت نبرتها‪ :‬تكفى ال تموت!‬

‫ألم تكرهيه يا نور؟ ِلم اآلن ال تتمنين موته؟‬


‫كسرك اآلن حاله؟‬
‫ِ‬ ‫هل‬
‫عليك؟‬
‫ِ‬ ‫ام انّ العشرة لم تهون‬
‫مرة‪ :‬ال تخليني اصير يتيمة من جديد!‬
‫اردفت بحقيقة ّ‬

‫ت ال تعتبريه والدك؟‬ ‫كيف وان ِ‬


‫تكره افعاله‪....‬تكره قُربه ولكن ال يهون عليها ان تراه يتو ّجع‬
‫ويتألم هكذا‪.....‬هناك مواقف طريفة وكثيرة حدثت معه‪.....‬هو كان‬
‫بدال عن يوسف‪.....‬رغم كرهها له‪...‬ولكن ال تنكر انها بحاجة إليه‬ ‫ً‬
‫دو ًما‪....‬‬
‫‪:‬ال تخليني اضيع مرة ثانية امير‪....‬امي تركتني‪....‬ال تتركني‬
‫انت‪......‬امير‪...‬‬
‫ثم اختلجتها نبرة بكاء عقيم بًل دموع ‪...‬وثقيل على القلب و ُّمر‬
‫على اللسان‬
‫شهق ت ‪ :‬هأأأأأأأأ‪........‬من بقى لي؟‪....‬يوسف‪...‬وتركني‪....‬ديانا‬
‫وماتت‪......‬وأنت بعد بتتركني؟‪....‬‬
‫اقتربت اكثر من السرير ولم يكفيها نهضت وانحنت لترى وجهه‬
‫مسحت على شعره بهدوء وهي تردف بخوف ‪ :‬منو يوجهني‬
‫لخطيت‪......‬ديانا كانت توجهني‪...‬تسحبني من ظًلمي‪.....‬تضربني‬
‫لعصيت‪.....‬تعاقبني‪....‬على جنون افعالي‪.....‬وانت كنت تحميني‬
‫من عصبيتها‪.......‬وكنت توجهني للطريق الصحيح بصوت‬
‫هادي‪.....‬وحضن دافي‪.....‬الحين لو سويت كل هذا‪....‬منو بطبطب‬
‫علي وقول ‪...‬ال تعيدينها‪.....‬اللي تسوينه غلط‪.....‬‬

‫اختنقت من جديد في حكيها فاقتربت اكثر واسندت جبينها على‬


‫جبينه واغمضت عينيها‬
‫وقربتها إلى ناحية صدرها‬
‫وشدّت على يده ّ‬
‫تحدثت بهمس‪ :‬بهرب أمير‪........‬مو قادرة أعيش‪......‬انت‬
‫ابتعدت ‪.....‬مثل ما ابتعدت ديانا‪.....‬صرت اكرهك‪...‬اكرهك‪....‬على‬
‫بعدك مو بس على اخذ امي مني‪.......‬اميررررر‪.....‬‬

‫سكتت وارتجف صوتها وجسدها ‪.......‬ازدردت ريقها‬


‫وهمست بنفس النبرة وما زال جبينها يًُلمس جبينه‬
‫‪:‬امير ال تزعل علي‪......‬خًلص قوم‪.....‬انا اكره تصرفاتك تدخلك‬
‫في حياتي‪.....‬واختطفاك ألمي‪.....‬بس ما اكره حبك لي واهتمامك‬
‫وحضنك الدافي اللي عوضني عن‬

‫كثيرا في قلبها‪ :‬عن ابوي يوسف!‬ ‫ً‬ ‫وبثقل اعتراف خبأته‬


‫سكتت‬
‫صدمت‬
‫واخرجت صوت هنا وهي تبكي رفعت نفسها مبتعدة ‪...‬و ُ‬
‫عندما رأت دموعها العالقة على وجهه‬
‫هل عادت تذرف دموعًا؟‬
‫أخذت تتحسس بيديها وجهها وشعرت بانسياب الدموع على‬
‫خديها‬
‫بكت اكثر وشدّت على يده وقربتها لناحية صدرها‬
‫‪:‬بهرب أمير‪....‬سندرا بحاجة لك‪...‬تكفى اصحى ‪....‬وروح‬
‫لها‪....‬تولّى تربيتها انت ال تتركها لبهاء‪.......‬تكفى‬
‫تطول‪......‬انا ببتعد عنك عشان يمكن تعيش‬ ‫أمير‪......‬اجلس‪...‬ال ّ‬
‫بسًلم‪...‬يمكن وجودنا مع بعض مو من صالحنا‪.....‬انا ما راح‬
‫انكر‪....‬انّك‪....‬‬

‫واختنقت من جديد في عبرتها ‪ :‬جرحتني‪....‬بس‬


‫داوتني‪....‬وخليتني أوقف على رجولي من جديد‪.......‬وانا ما اقدر‬
‫انكر واحد وعشرين سنة قدام بس ثمان سنين‪.....‬انت‬

‫وبحقيقة مشاعرها اردفت‪ :‬ابويييييييي‪.......‬تكفى ال تخليني‬


‫يتيمة‪........‬‬
‫ثم انحنت على يده وهي ترتجف قب ّلت يده قُبلة طويلة ‪..‬ثم انحنت‬
‫وق ّبلت رأسه وخده‬
‫همست في اذنه‪ :‬سامحني‪....‬بهرب‪...‬وبحملك مسؤولية‬
‫تطول‪....‬سندرا بحاجة لك‪....‬‬‫سندرا‪....‬تكفى ال ّ‬
‫ثم ابتعدت عنه‪....‬وشدّت على يده قبلّتها من جديد ثم نهضت‬
‫سحبت حقيبتها‬
‫ونظرت له بنظرات الوداع‬
‫مسحت دموعها ثم خرجت‬
‫نظرت ل ُمراد ونظر لوجهها المحمر ولبقايا الدموع‬
‫تحدثت بتوتر من نظراته‪ :‬بروح الحمام‪....‬‬
‫ُمراد بهدوء‪ :‬راح انتظرج‪....‬‬
‫أما هي‪....‬مشت بخطى متسارعة لناحية دورات المياه‪...‬وهي‬
‫تحاول ان تستعيد طاقتها التي بذلتها في رؤية امير‬
‫بكت بدموع تريد أن تغتسل من كل هذه الضيقة التي تختلج‬
‫صدرها‬
‫دخلت الخًلء‪....‬نظرت لوجهها‪.....‬بكت بصوت ‪....‬ثم شدّت بيدها‬
‫على ناحية صدرها‬
‫آلمها حاله‪.....‬خائفة ‪.....‬من أمور كثيرة‪....‬‬
‫بقيت على هذا الحال لمدة دقيقتين‬
‫ولكن نظرت لساعة يدها وكانت تُشير إلى الثامنة‬
‫لم يبقى سوى نصف ساعة‪....‬‬
‫هنا استوعبت األمر مسحت دموعها سريعًا‬
‫ً‬
‫منسدال على ظهرها‬ ‫سحبت الرباط من على شعرها وجعلته‬
‫أخرجت القبعة وارتدتها وكذلك الشال لفته على رقبتها وقربته من‬
‫قليًل جعلت جزء بسيط من شعرها يتدلّى من االمام مسحت‬ ‫فاهها ً‬
‫بقايا الدموع ثم خرجت تركض من الناحية المخالفة للناحية التي‬
‫أتت منها تريد ان ترى باب للخروج غير الباب الرئيسي‪....‬‬
‫ركضت تبحث ‪....‬بما يُقارب الثًلث دقائق كانت‬
‫تركض‪.....‬ونفسها بات مسموعًا‪....‬‬
‫رأت باب للطوارئ‪....‬خرجت منه راكضة‪....‬‬
‫ركضت للشارع العام تريد ان توقف سيارة اجرة‪.....‬‬
‫‪...‬اخيرا أوقفت السيارة ‪....‬ركبت‪....‬‬
‫ً‬ ‫نظرت لساعتها وبدأت تتوتر‬
‫تحدثت (مترجم)‪ :‬على المطار‪....‬‬

‫انتهى‬

‫اتمنى قراءة ممتعة للجميع‬

‫ال تحرموني من تفاعلكم‬

‫تحياتي‬

‫محبتكم‬
‫شتات‬

‫البارت التاسع عشر‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ال يكفيني هذا الهروب‪ ،‬هروب الجسد والروح من المكان الذي‬
‫يحمل بداخله الكثير من الذكريات وال ُمظلم بعواصفه‬
‫ال يكفي!‬
‫كان بو ِ ّد لو استطعت الخروج من هذا الجسد ال ُمتعب وال ُمثقل‬
‫بالحمول الضخمة والثقيلة‬
‫كُنت أظن إنني قادرة على تجاوز الذكريات‬
‫تجاوز مرحلة الصدمات التي تعاشيت معها ُمنذ الصغر‬
‫تناسي الضغوطات التي واجهتها ُمنذ إن كنت ابلغ التاسعة من‬
‫عمري ولكن فجأة حينما قررت التكيّف مع هذه المعيشة بعد‬
‫واحدة وعشرون سنة من المحاوالت واالضطرابات النفسية‬
‫عدُت إلى المح ّطة نفسها دون التخطيط لذلك‬
‫ظننُت إنني تجاوزت مرحلة التن ّمر ‪ ،‬االشتياق لوطن لفظني بغلظة‬
‫االحداث من داخلة‪ ،‬عدم الشعور بالراحة في ُمحيط غريب‬
‫ويناقض‬
‫معتقداتي وافكاري التي ُجبلت عليها وتن ّمت بداخلي بفضل‬
‫يوسف!‬
‫ظننت إنني تجاوزت مرحلة التذبذب االجتماعي والنفسي‬
‫وكذلك الديني حتى إنني أصبحت اخبر نفسي إنني‬
‫مسيحية دون تردد!‬
‫وها انا اليوم بعد هذه الزوبعة من األحداث‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫تبعثرت من جديد‬
‫ً‬
‫سهًل أبدًا لم يكن!‬ ‫وفاتك يا أمي وطئهُ‬
‫ِ‬ ‫لم يكن خبر‬
‫ي من ان استوعبه وافهمه!‬ ‫كان صعبًا عل ّ‬
‫ولكن حدثت أمور كثيرة جعلتني ثملة ولكن اتألم بًلواعي مني!‬
‫تألمت ِلفُراقك ‪....‬وتلقّيْت الصفعات لتشعرني بألم‬
‫خدائعكما لي طيلة هذه السنوات‬
‫ي ِ في المشفى سيكون ارحم لي من جنوني‬ ‫ال أنكر كُنتما تظنان نف ّ‬
‫في الخارج‪....‬‬
‫ففي ذلك الوقت أصبحت اكثر تمرداا وحنقًا على نفسي‬
‫ً‬
‫سهًل‬ ‫لم يكن وطأ ما حدث لي‬
‫ت على إننا سنذهب من المنزل وسنعود ليوسف‬ ‫كذب ِ‬
‫ولم تصدقي‬
‫بينما يوسف تخلّى عني وكأنه ال يعرفني ابدًا‬
‫لم استطع العيش بشكل س ِو‬
‫مصدرا للحنان‬
‫ً‬ ‫ظل يوسف كان لي‬ ‫شعرت باليُتم‪ ،‬وبالخوف‪...‬ف ّ‬
‫وتضميد نوبات الهلع لقلبي‬
‫ولكن بيديك يا أُ ّماه اقتلعتني من هذا المصدر!‬
‫امان متشك ٍل في قصة ُحب مندفعة‬ ‫ٍ‬ ‫ثم إنني وجدتُ نفسي باحثة عن‬
‫وفاشلة‬
‫حتى بي انخدعت ‪ ،‬وانسغت وراء هذا ال ُحب اكثر حتى نتجت‬
‫ثمرتهُ الخائبة!‬
‫كثيرا في بعض الصفات‬ ‫ً‬ ‫انجبت‪....‬طفلة‪....‬تشبهني ‪.....‬تشبهني‬
‫الشكلية وحتى النفسية!‬
‫ال اريدها أن تعيش ما عُشته‬
‫تتجرع جز ًءا لو تعيه‬ ‫ّ‬ ‫ولكن انتما االثنان جعلتاها‬
‫ستكون أسوأ من حاالتي اآلن‬
‫خائفة من أن اعترف لها باألمومة‬
‫فأنا ال زلت اريد حضنًا يحتضني وال اعرف كيف احتضن احد!‬
‫فاألفضل تبقى ُمبتعدة عن ظلّي لكي ال يحرقها!‬
‫انطوت صفحات العيش في ظل العائلة التي تحاول اسعادي‬
‫ها انا اليوم يا أماه اركض‬
‫باحثةً عن الراحة لعلني اجدها‬
‫هاربة من تذبذبي وتناقض مشاعري‬
‫وداعًا!‬
‫‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫قبل ساعات عدّة كانت تركض تارة تنظر للخلف وتارة تنظر لألمام‬
‫وصلت على الموعد ‪.....‬وصلت وقلبها يشدو بألحان ِه الخائفة ‪،‬‬
‫المتوترة‪ ،‬الشاردة‪ُ ....‬حزنًا ال ينطفي‬
‫ظل الخوف والتردد‬ ‫خشيت من ان يتبعها أحد ولكن لم ترى سوى ُّ‬
‫يلحقها بصمته!‬
‫سمعت آخر نداء للتو ّجه إلى بوابة المغادرون‬
‫خفق قلبها بشده يعز عليها ان يكون آخر وداع بينها وبين والدتها‬
‫وأمير بهذا الشكل ‪......‬تشعر بانها بدأت تستوعب فقدها لديانا‬
‫‪....‬وفقدها ايضًا ألمير‬
‫تشعر أنها فاقت من صدمتها اآلن‪......‬حتى بها تشعر بنوع آخر‬
‫من اآلالم‪....‬الذي يُصعب على المرء شرحه ‪...‬ويصعب على‬
‫المستمع فهمه‪!.‬‬
‫حدّقت بالناس‪...‬‬
‫شعرت برغبتها في البكاء ولكن تكتمها بسحب هواء عميق‬
‫لتدخله لرئتيها وليسكت شهقاتها‬
‫مشت وهي ت ّجر خلفها اذيال الخيبة‪.......‬اذيال الخيانة‪.......‬تاركه‬
‫عواصف الخوف تعصف وتهدم ما بداخلها‪ ،‬انفجرت الينابيع‬
‫مرت عليها‪.....‬انفجر بداخلها‬ ‫الصامتة بصدمة ُّمر األحداث التي ّ‬
‫كل شيء‪....‬وازادت رغبتها في الهروب من الًلشيء!‬
‫وبعد عدّة دقائق من اشتعال النيران والعواصف واالعاصير‬
‫المشاعرية والنفسية‬
‫أصبحت على متن الطائرة‬
‫ً‬
‫سهًل‬ ‫االمر ليس‬
‫هناك أمور متشابكة في عقلها تزيد من رهبتها حينما تُدرك‬
‫منطوقها الصحيح!‬
‫اليوم ‪...‬شعرت أنها ستنصاع وراء رغباتها الًلإرادية‬
‫بالتقرب من‬
‫ّ‬ ‫نحو شعور ُمخيف وغريب بعد ان سمحت لنفسها‬
‫ابنتها ‪.....‬شعور لم يواردها قط‪....‬شعور ُمخيف كونها مسحتها‬
‫من ذاكرة حياتها وجعلتها من ِعداد األموات!‬
‫وتبع خوفها هذا‬
‫خوفها من وجود بهاء‪.......‬وحنانه على ابنتها ‪....‬وجد ّيته في‬
‫الحديث معها‪...‬شعرت بالضياع والشتات‪.....‬ولم تعد قادرة على‬
‫ربط ما يحدث لها اآلن بالماضي‪...‬تشعر بسذاجتها‪......‬وبانانيّتهم‬
‫التي بات واضحة لها!‬
‫ادركت إنها ضائعة‬
‫بعد إصابة أمير!‬
‫واألدهى في االمر أنها شعرت بالخوف والقلق بعد أن ادركت موت‬
‫والدتها‬
‫وضعت يديها على وجهها‬
‫وبكت‪......‬ال تتحمل االنغماس اكثر في التفكير في تفكيك‬
‫األمور‪......‬بكت بدموع‪....‬هي‪...‬كانت بحاجة إلخراج وافراز هذه‬
‫الدموع‬
‫ُمنذ وقت طويل‪.......‬تريد البكاء‪.....‬تريد التحدث بًل‬
‫حواجز‪....‬تريد حضن دافىء ‪.......‬وتريد الهروب من رغباتها‬
‫كلها!‬

‫بكت بًل صوت وبدموع كثيفة ‪ ،‬تحاول أال تلفت النظر ولكن‬
‫منظرها هذا يُجبر من هم حولها بالتحديق بتعجب لها‬
‫مسحت دموعها عندما ادركت نظراتهم ثم أسندت‬
‫رأسها للوراء‬
‫اعلنوا عن اقًلع الطائرة‪.....‬حدّقت في فراغ ما‬
‫كيف ستعيش؟‬
‫شهاداتها ليست بحوزتها ‪...‬اوراق رسمية كُثر من اجل الدراسة‬
‫ليست معها ففكرة اكمال الدراسة هناك مستحيلة!‬
‫وفكرة العمل صعبة ألنها ال تملك أوراق رسمية غير الجواز‬
‫والبطاقة الشخصية لها‬
‫هل ستعيش في ظروف اقسى مما عاشته؟‬
‫هل ما ينتظرها قبي ًحا ؟‬
‫تذكرت عليها ان تُرسل رسالة تذكير إليًلف‬
‫أرسلت لها متى ستتواجد في المطار والقت بهاتفها في الحقيبة ثم‬
‫عادت تحدّق لًلشيء بضياع عينيها الغارقتين بالدموع وبعقل‬
‫شادر في ذكريات الماضي!‬
‫‪.................................................. ......‬‬
‫بينما ُمراد قبل عدّت دقائق من إقًلعها‬
‫لم يكن مرتا ًحا لوضعها اطالت وهي في الخًلء مسح على شعره‬
‫عدّت مرات ثم مشى بخطواته لناحيته‬
‫كان مترددًا بين الدخول وبين االنتظار اكثر‬
‫ولكن شكّ باألمر‬
‫مضطرا‬
‫ً‬ ‫طرق الباب ليعلن عن دخوله‬
‫فتحه ‪...‬حدّق لألرجاء وكان خاليًا ‪....‬خطى ُخطوة لتجعله بالداخل‬
‫تحدث‪ :‬نور‪.....‬‬
‫لم يسمع سوى صدى صوته‬
‫فهم انّ المكان خال ًيا من أي شخص‬
‫وشخصت عيناه وخرج راكضًا بعدما فهم جزء بسيط من حالتها‬
‫اجرى اتصاال سري ًعا‬
‫يقول(مترجم)‪ :‬نور هربت ‪......‬انتشروا في المستشفى من الداخل‬
‫والخارج ‪....‬ه ّيا‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط وركض في ارجاء المستشفى‬
‫وهو يقول‪ِ :‬جنّت عارف فيج شي مو طبيعي‪.....‬خدعتينا يا‬
‫نور‪...‬خدعتينيييييييينا‪...‬‬

‫المارة عنها بوصفه لها ولكن قالوا لم‬‫ّ‬ ‫سأل الممرضات وبعض‬
‫يروها‬
‫دار حول نفسه وهو شاد على اسنانه‬
‫كثيرا من إقناعه لها في المجيء‬‫ً‬ ‫ندم‬
‫فهو س ّهل عملية هروبها دون أن يشعر آنذاك‬
‫ولكن اآلن ادرك تغ ّير حالها‪......‬سكونها‪......‬مكوثها في الغرفة‬
‫لفترة طويلة‪....‬شتات عينيها‪....‬وشرودها‪....‬نرفزتها‪.....‬كل هذه‬
‫األمور ال تبشّر بأي خير ولكن ‪....‬فجأة ظهرت لهم جزء آخر‬
‫يقنعهم أنها على ما يرام‪....‬تقبل امر سندرا‪...‬خروجها من الغرفة‬
‫لتناول االكل‪.......‬‬
‫ركض من ناحية الطوارئ‪......‬خرج من الباب نظر‪....‬لمن حوله‬
‫وانفاسه بدأت مسموعة‬
‫إذًا هربت منه ‪.....‬ومن ك ّل شيء يدور حولها‬
‫ألي هذه الدرجة كانت موجوعة ؟‬
‫ألم يزول وجعها؟ ألم تتق ّبل امرها الحالي؟‬
‫كيف ظنوا انها تحسنت في خًلل أسابيع قليلة‬
‫ضرب بيديه على فخذيه‬
‫حينما ادركت انهم سيجبرونها على المعيش وتقبل أمور كُثر‬
‫جنّت وهربت‬
‫أكانت تخطط لهذا الهروب طيلة فترة جلوسها في الغرفة؟‬
‫كان عليهم منعها من الجلوس لوحدها‬
‫ش ّد على شعره واتصل على ماكس‬
‫تحدث‪ :‬ماكس‪...‬نور جاتكم على الشقة لو ال؟‬

‫ماكس نظر لجولي وسندرا التي تتناول الشيبس بهدوء وتنظر‬


‫للتلفاز‬
‫‪:‬ال‪........‬شو صار؟‬
‫ُمراد بًل مقدمات ‪ :‬هربت؟‬
‫ماكس وقف حتى جولي نظرت إليه‪ :‬كيف؟‬
‫مراد حكّ جبينه ونظر لزحمة الشارع‪ :‬ما عرف‪...‬بس دخلت عند‬
‫امير‪....‬طلعت ‪...‬قالت لي تريد تدخل الحمام ‪...‬طولت‬
‫هناك‪.....‬جان اروح ‪....‬اشوفها وما شفتها‪.....‬هربت البنت‬
‫خًلص مو متحملة شي‪....‬‬

‫ماكس مشى لناحية الباب بخطى مستعجلة‪ :‬فين راحت؟‬

‫مراد بتفكير‪ :‬امممم أخاف تطلع من هالبلد‪...‬‬


‫ماكس ‪ :‬الال‪.......‬الباسبورتز‪....‬كلها عند أمير وما بعرف فين‬
‫حاططها أصًل؟‬

‫ُمراد شعر باألمل من لُقياها‪...... :‬الزم ندور عليها ال يصير بيها‬


‫شي‪....‬‬

‫ماكس ركب سيارته‪ :‬راح جيك اآلن‪...‬‬

‫ُمراد بقلّة حيلة‪ :‬وآني راح انتظرك‪....‬‬


‫ثم اغلق الخط‬
‫ونظر للشوارع‪....‬وتذكر حالها بعد أن ضربها واقنعها بكرهه‬
‫اخرجها في آخر اليل وهي تبكي وتصرخ وتترجاه بأال يفعل بِها‬
‫كل هذا‪...‬‬
‫يذكر انه رماها على الرصيف‬
‫ركل ساقيها وهو يقول‪ :‬افتهمي آني ما اريدج‪....‬آخذتج بس‬
‫عشان امتّع نفسي‪......‬ويّاج‪...‬أنتي ‪...‬مثل على قولتهم‪...‬صيده‬
‫سهله‪....‬وهسه‪....‬خًلص‪.....‬ما اريدج‪.....‬انقلعي على بيت‬
‫اهلج‪....‬يًل‪...‬‬

‫كانت تنظر له‪......‬كًلمه صعب ‪....‬وثقيل عليها لم تدرك‬


‫كلماته‪..... ...‬تشعر بالحرقة من ضربه‪...‬وإهانته لها‪....‬تشعر‬
‫باألسى على نفسها‪...‬وتشعر بال ُحب يتبدّل لنيران تحرق صدرها‬
‫كله‪....‬استسلمت واتكأت بيديها على األرض لتنهض‪...‬ولكن‬
‫رجفاتها المتتالية لم تساعدها ابدًا‬
‫سقطت وكان ينظر لها بسخرية‪......‬‬
‫بصق على األرض ثم عاد بإدراجه للداخل‬
‫تاركها محطمة‪...‬وذليلة‪....‬وليس لها ال حول وال قوة في‬
‫النهوض‪....‬تركها بآالم وأوجاع متفرعة في المعاني‪.....‬تاركها‬
‫تخوض جولة نفسية مخيفة جدًا عليها وعلى عائلتها‬
‫ادركت اآلن أال تخضع ال بقول وال بفعل ألحد‬
‫وعليها أن تأخذ اشد الحذر في الوثوق بالناس!‬
‫تركها‪...‬في ظلمة الليل البارد ‪...‬والموحش‬
‫وال يعرف بعدها ماذا حدث لها‬

‫إال بعد ست سنوات‬

‫وها اآلن يقف ينظر ألرصفة الشارع ليخبرها أنه كان متوحش‬
‫ومسلوب الحرية في ذلك الوقت‬
‫وحقيرا لدرجة ركل من قلبه ُحب كاد ان ينضخ طيل‬
‫ً‬ ‫كان انان ًيا‬
‫حياته‬
‫استوعب حجم األلم الذي تعيشه‪....‬أدرك هناك موت بطيء يخب‬
‫من عينيها ‪......‬جامدة ظاهر ًيا ولكن‬
‫بها فوضة قاتلة من الداخل‪....‬ال يستطيع أحد على ترتيبها او حتى‬
‫انتزاعها!‬
‫تحرك يبحث في االرجاء وهو يتنهد بين شهيقه وزفيره!‬ ‫ّ‬
‫‪.................................................. ................‬‬

‫قبل ساعات من جنون نور‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جلست من النوم حدّقت في السقف بسكون ‪....‬وعينيها مليئتين‬
‫بالدموع ‪...‬رمشت مرتين ‪.....‬هل فعل بها فعلته الشنيعة ‪...‬هل‬
‫نجح؟‬
‫ازدردت ريقها‪....‬تشعر بالخدر في أجزاء كثيرة من جسدها‬
‫سحبت نفسها ببطء لتجلس على السرير نظرت لملبسها‬
‫نظرت للقميص الرجالي الواسع يغطيها‬
‫قوست حاجبيها بذعر‬ ‫ّ‬
‫ثم نهضت بسرعة من على السرير نظرت لنفسها من خًلل المرآة‬
‫التي أمامها‬
‫تتفرع في أجزاء من وجهها وحتى رقبتيها‬ ‫آثار مقرفة ّ‬
‫شهقت ووضعت يدها على فمها‬
‫هل هي اآلن في بيته؟‬
‫نظرت للغرفة‪.......‬ارتفع صدرها وهبط بخوف‪....‬‬
‫نظرت للجرح القريب من شفتها‪....‬‬
‫ازدردت ريقها‬
‫هل انتهت حياتها؟‬
‫تحسسن اآلثار بيد مرتجفة وهي تتذكر كيف كان يحاول محاوالته‬
‫في االقتراب في‪....‬‬
‫لم تستحمل وضعت يديها على فمها وشعرت بالغثيان رأت باب‬
‫آخر في الغرفة غير باب الغرفة المفتوح فهمت أنّ هناك دورة‬
‫المياه‬
‫مصدرا‬
‫ً‬ ‫ركضت لناحيته فتحته بعجل‪......‬حتى ارتطم الباب بالجدار‬
‫صوت ًا مزع ًجا!‬
‫وانحنت على المغسلة اليدين‬
‫وبدأت تستفرغ‪....‬سائل‪....‬ال لون له‪.....‬تستفرغه‬
‫بوجه‪....‬وبوهن‪...‬شعرت انها تستفرغ روحها‬
‫بكت‪....‬وشعرت انّ قدميها غير قادرة على حمل جسدها كله‬
‫تفرع على كتفيها‬‫‪....‬انحنت اكثر على المغسلة‪.....‬وشعرها ّ‬
‫ووجهها‪......‬اضطرب جسدها وعاد يرتجف‪.....‬وبدأت تتذكر‬
‫التفاصيل!‬
‫بينما طارق كان في الصالة‬
‫لم يستطع الذهاب للجامعة ولم يستطع النوم‬
‫ما رآه آلمه من الداخل‬
‫ماذا لو كانت لديه اخت وحدث لها ما حدث امام عينيه؟‬
‫وتستنجد به وهو عاجز ومكبّل‬
‫اوجعهُ قلبه عندما بدأت تستنجد به وهو يستخدمها كأداء إلتمام‬
‫الخطة في االنتقام من جورج‬
‫ذلك الرجل الحديدي الصلب‬
‫الذي عمل معه لفترة ليست هيّنة‬
‫انشأ له قواعد ‪......‬وانشأ له برامج‪.....‬ود ّمر ناس بأمر منه‬
‫‪....‬إلكترونيًا!‬
‫عاش معه على نظام ال أرى ‪ ،‬ال أتكلم‪ ،‬ال اسمع‬
‫ولكن هو كان يرى ويسمع ‪...‬ولكن ال يتكلم‪....‬‬
‫ادرك بعد فترة ‪.....‬انّ جورج لديه ابنه مخفية‪....‬ادرك أشياء حول‬
‫جورج‪...‬ساعدته اآلن في االنتقام‪......‬بحث عنها‪....‬بشكل دقيق‬
‫وتوصل لتفاصيلها بتعاقده مع الكثير من الجواسيس والقتلة‬
‫واآلن بدؤوا ينتقمون منه!‬

‫كان سيستخدمها في فضح أفعال جورج‬


‫سيخبرها أنه والدها الحقيقي‪.....‬امها دالل التي تظن خالتها‬
‫‪....‬سيخبرها بقصة حبهما‪...‬وتضحية حصة‪.....‬‬
‫تلك القصة التي سمعها منه وهو يهذي بها ذات يوم‬
‫إلحدى الفتيات االجنبيات ‪......‬كان فاقدًا عقله ‪.....‬اتى بتلك الفتاة‬
‫كثيرا وبدأ‬
‫ً‬ ‫لقضاء ليلته معها ولكن ‪.....‬همس لها انها تشبه دالل‬
‫يهذي بها‪...‬‬
‫وكان آنذاك طارق اتى ليطلعه على آخر المستجدات ولكن رآه‬
‫بذلك الحال واسترق السمع‪......‬‬
‫لم يهتم في وهلتها لكل ما قاله‬
‫بدال عن أخيه‬ ‫ولكن بعد ان خدعه وخانه ‪...‬واسجنه ً‬
‫بدأ يستخدم كل المعلومات التي عرفها ضدّه‬
‫ً‬
‫سهًل‬ ‫لم يكن امر الوصول إلى ايًلف‬
‫ولم يكن امر اتأكد من صحة المعلومات متا ًحا‬
‫ولكن استخدم ذكاؤه‪....‬في طريق الزلل‬
‫واآلن ستصبح ايًلف ضحية أخرى لخيانتهما في بعضهما‬
‫البعض!‬
‫لن ينكر انه فرح من حساسية عًلقة مراد بأخيه فهو يريد ان يثير‬
‫الفتن بينهما واستطاع‬
‫ولكن ايًلف ما ذنبها؟‬
‫ذنبها انّ جورج والدها ومراد عمها!‬
‫هكذا كان يقنع نفسه!‬
‫تنهد بضيق‪........‬غير قادر استيعاب ما حدث‬
‫‪....‬تحرش بها امام عينيه‪...‬وهي تستنجد به وكأنه‬ ‫ّ‬ ‫ذلك اللعين‬
‫البطل الخارق وال ُمحب الذي سينقذها!‬
‫تن ّهد‪........‬هو وثق به‪.....‬ض ّحى من اجله ولكن عندما رآى أخيه‬
‫بدم بارد دون أن يحترم العشرة‬‫في مصيبة مثل تلك البسهُ إ ّياها ٍ‬
‫مقرب له‪.....‬قريب لدرجة هو لم‬ ‫التي بينهما‪...‬دون أن يعي أنه ّ‬
‫يعيها‪.......‬ظنّ ان السجن سيجعله يبتعد حينما يخرج ولكن وفاة‬
‫أخيه‪.....‬وضياع جزء من عمره اوقدا في قلبه الغّل ورغبة‬
‫االنتقام!‬
‫‪....‬‬
‫فجأة انقطع حبل أفكاره ثم‬
‫‪...............‬‬

‫التفتت انظاره على الباب سري ًعا عندما سمع صوت ارتطام الباب‬
‫في الجدار‬
‫فهم أنها استيقظت‬
‫نهض راكضًا‬
‫‪.....‬‬
‫اقترب من باب الخًلء سمع صوت بكاؤها‪....‬ومحاوالتها في‬
‫الستفراغ‪......‬‬
‫سمع صوت شهقاتها ‪ ،‬وتمتمات كلمات غير مفهومة‬
‫ازدرد ريقه‪....‬‬

‫اقترب اكثر‬
‫ونظر إليها دون ان يدخل رآها منحنية على المغسلة وجسدها‬
‫يرتعش‬
‫تشد بيدها على طرف المغسلة لتمنع نفسها من السقوط‬
‫تبكي بمرارة‪........‬ترشح وجهها بالماء بيدين مرتجفتين‬
‫شدّت انظاره عندما رفعت رأسها للمرآة ‪......‬وتنظر لوجهها‬
‫هو لم يدخل الى اآلن للداخل ولم تشعر بوجوده بسبب نوبة‬
‫بكاؤها وانهيارها!‬
‫مررت من جديد يدها على اآلثار شدّت على اسنانها وهي تبكي‬
‫بألم‪ ،‬اغمضت عينيها ثم‬
‫شهقت ببكاء وبغضب ممزوج برعشاتها رفعت رأسها وضربت‬
‫بقبضة يدها المرآة‬
‫وصرخت‪ :‬ليييييييييييييييييييييييييييش؟‬
‫هنا دخل سري ًعا ‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إيًلف‪....‬‬
‫التفتت عليه بطريقة هجومية وانفعالية‪.......‬نظر ليدها لم تنجرح‬
‫بجرح عميق‪...‬بل انخدشت ببعض شظايا الزجاج‪....‬‬
‫اقترب وهو يقول‪ :‬ايًلف ما صار شي‪.......‬‬

‫ايًلف بانهيار اشارت لنفسها وهي تشهق ما بين كلمة وأخرى‪:‬‬


‫شلون‪......‬شلون وهذاااااااااااا‪.....‬وهذاااااااا‪....‬انا ما ذكر‬
‫شي‪........‬احس‪...‬‬
‫اقترب بحذر وهو يقول‪ :‬ما سمحت له ‪.........‬ما سمحت‬
‫له‪.....‬اهدي‪.....‬‬
‫ايًلف حركت رأسها بعدم تصديق انحنت لألمام ً‬
‫قليًل وهي تبكي‪:‬‬
‫أنا ضعت ‪......‬ضعت‪.......‬‬
‫ثم صرخت ببكاء وانهيار عظيمين جعلها تجثل على ركبتيها‬
‫واتكأت بيديها على أرضية الخًلء تصرخ بوجع وتخرج انين‬
‫موحش لم يعتاد طارق يو ًما على سماعه أو حتى تخ ّيله‬
‫اثّر به موقفها‬
‫وانحنى مقتربًا منها‬
‫مسك يدها ً‬
‫قائًل‪ :‬ايًلف‪...‬‬
‫انهارت تضربه قائلة وسط بكاؤها‪ :‬وخرررررررررررررررر‬
‫عني وخرررررررر عني‪.....‬‬
‫اضطر هنا طارق من ان يجعلها تفيق من هذا االنهيار بمسكه‬
‫ّ‬
‫ألكتافها وهزها ً‬
‫قليًل‪ :‬وهللا ما صار لج شي‪....‬‬

‫ايًلف اغمضت عينيها بكت بجنون وهي تهز رأسها وتضرب على‬
‫فخذيها‪ :‬ابوي وامي‬
‫‪...‬بذبحوني‪..........‬بذذذذذذذذذذذذذذبحوني‪....‬انا ضعت‬

‫صرخ طارق وهو يهزها‪ :‬قلت لج ما سوى لج شي‪.....‬‬


‫وبصوت مرتفع‪ :‬ما اغتصبج!‬

‫سكنت ً‬
‫قليًل وفتحت عينيها عليه‪.........‬كان صوت تنفسها‬
‫مسموعًا وكذلك هو كان يتنفس بتوتر شديد‪....‬ومسموع‪.....‬‬
‫ارتخت يديها من الشد على القميص‬
‫نظرت له وبرجفة شفتيها وعدم تصديق‪ :‬ما ذكر شي؟‬
‫طارق نظر لعيناها وبهدوء‪ :‬كل شي صار قدام عيني‪.....‬ما سوى‬
‫لج شي‪........‬ايًلف ما سمحت له‪......‬خليته يتركج‪...‬وطلّعتج من‬
‫اهناك وجبتج اهنيه‪......‬‬

‫طأطأت برأسها تبكي بوجع واقترب اكثر وبتردد احتضنها وهي‬


‫بادرته سري ًعا بهذا االحتضان باحثةً عن امان ينتشلها من نوبة‬
‫هلعها هذا‬
‫قالت ما بين بكاؤها‪ :‬خفت‪....‬خفت‪...‬ما تقدر‪...‬تسوي‬
‫شي‪...‬خفت‪....‬‬

‫لم يخطط على أن تؤول هذه األمور إلى هكذا‪.......‬اغمض‬


‫عينيه‪....‬وطبطب على ظهرها‬
‫ابعدها عنه وابعد خصًلت شعرها عن وجهها‪ :‬الحمد هلل‬
‫قدرت‪......‬‬
‫ايًلف شعرت بقربه واستوعبت انها في حضنه ابتعدت اكثر‬
‫مسحت دموعها وبرجفة‪ :‬بروح شقتي‪....‬‬
‫طارق لم يرفض حقيقةً يريد منها ان تتركه لوحده‬
‫فقال‪ :‬اوصلك‪....‬‬
‫هزت رأسها برضى وابتسم ليطمئنها‬ ‫ايًلف ّ‬
‫نهض وساعدها على النهوض‪....‬ذهبت للغرفة ‪...‬سحب طارق‬
‫جاكيتها من على الكنبة الجانبية‬
‫ساعدها في ارتداؤه‬
‫واوصلها لشقتها‪....‬‬
‫بعد ما يقارب الربع ساعة‪......‬وصلت‪......‬‬
‫قال‪ :‬ايًلف‪...‬انسي اللي صار‪.....‬حاولي يعني‪...‬تنسينه‪.....‬الحمد‬
‫هلل ما صار لج شي‪...‬‬

‫ايًلف هزت رأسها ثم خرجت من سيارته كيف لم يحدث لها‬


‫شيء؟‬
‫ما حدث لها اثقل األشياء؟‬
‫لم تفقد عذريتها ولكن فقدت شيء آخر‪....‬يقتلع قلبها‬
‫اآلن‪....‬فقدت شعورها باألمان ‪.....‬واُستبدل بالخوف‬
‫واالضطراب‪......‬توجهت للمصعد وصلت للشقة‪....‬بحثت في مخبأ‬
‫حقيقة هي نست اين وضعته ‪.....‬وخشيت‬ ‫ً‬ ‫الجاكيت عن المفتاح‬
‫أخيرا وجدته‬
‫ً‬ ‫من انه سقط من يدها في تلك الحادثة ولكن‬
‫اخرجته وفتحت الشقة‪....‬‬
‫توجهت للغرفة القت بنفسها على السرير واكملت نوبة بكاؤها‬
‫الحاني‪....‬‬
‫بينما طارق تحرك ومشى للعودة للشقة يريد أن يبتعد عنها وعن‬
‫تذكر موقفها في تلك اللحظة!‬

‫‪....‬‬
‫بكت‪....‬انهارت‪....‬بعثرت األثاث واالشياء من حولها‪...‬ثم غفت‬
‫على السرير ‪......‬بعد صراعها النفسي‪...‬فكرة انّ شخص ّ‬
‫تحرش‬
‫بها ‪......‬جعلتها تكره نفسها لوهلة!‬

‫نامت‪.....‬ولكن لم تستطع ان تدخل في النوم العميق ‪...‬فاالحًلم‬


‫المزعجة تًلحقها‪....‬ومنظر الرجل واقترابه‬
‫منها‪....‬لمساته‪.....‬همساته‪...‬قبـ‪....‬‬
‫استيقظت وهي تتنفس بعمق‪......‬قبل ان يكتمل المشهد!‬
‫نهضت بتعب وبثقل متو ّجهة للخًلء استح ّمت‪....‬وخرجت‬
‫سريعًا‪...‬وبقيت بروب الحمام‪....‬‬
‫جلست على السرير تحاول ان تستجمع نفسها‪....‬سحبت هاتفها‬
‫‪.....‬ونظرت لعدّت اتصاالت من نور‪...‬ورسالة‬
‫قراتها وفتحت عيناها على اآلخر‬
‫فعلتها؟‬
‫ازدردت ريقها هي بحاجة لها ولكن ال تستطيع رؤيتها وهي على‬
‫هذا الحال‪......‬‬
‫طويًل ‪......‬نهضت ارتدت مًلبسها بعجل‪....‬ثم اتصلت‬ ‫ً‬ ‫مضى وقت ًا‬
‫عليها‬
‫حاولت ان تكون هادئة‬

‫‪...............‬‬
‫اما نور‪...‬وص لت ‪.....‬بعد مضي ساعات قليلة تشعر باإلرهاق‬
‫و ُمتعبة ‪.......‬اتصلت على ايًلف لم ترد عليها بقيت تنتظر ليس‬
‫لديها الطاقة الكافية للمشي‪.....‬تريد أن يأتي احدًا وينتشلها مما‬
‫هي فيه اآلن‪.....‬‬
‫تشعر بالضياع‪.....‬والخوف‪.....‬ومشاعر أخرى تلعب في قلبها‬
‫ونفسيتها‪.....‬‬
‫نظرت للناس من حولها سمعت الرنين‬
‫أخرجت هاتفها اجابت‪ :‬وينك ايًلف تكفين تعالي؟‬
‫نبرت الحزن واضحة ونبرة الخوف مسيطرة عليها‬
‫ايًلف تحاول أال تبيّن لها حزنها‪ :‬راح اجي‪.....‬‬
‫نور برقرقت عينيها‪ :‬تكفين ال تتأخرين‪...‬‬
‫ايًلف ازدردت ريقها‪ :‬انزين‬

‫ثم أغلقت الخط‪...‬لبست جاكيتها بعجل‪....‬ثم خرجت أوقفت سيارة‬


‫اجرة ‪.....‬اخبرته إلى اين ذاهبة ‪....‬اوصلها واخبرته بأن يبقى في‬
‫مكانه ‪....‬وستدفع له قيمة أخرى ووافق‪....‬‬
‫دخلت المطار‪....‬اتصلت عليها اخبرتها في أي اتجاه هي ذهبت‪....‬‬
‫رأتها جالسة على الكرسي‪.........‬باهتة ‪....‬ال لون‬
‫لها‪....‬صفراء‪.....‬وجهها شاحب ‪...‬عينيها محمرتين ومترقرقتين‬
‫بالدموع‪...‬كما انهما شاخصتين بذعر‪....‬جسدها يتأرجح لألمام‬
‫والخلف كالبندول‪....‬تنظر للناس بانكسار‬
‫ارتجفت شفتي ايًلف من منظرها‬
‫ولكن نور‬

‫ما إن رأتها نهضت تتجه لناحيتها وهي تتنفس بعمق ال تريد ان‬
‫تبكي وكذلك ايًلف ال تريد مشت بثقلها‪...‬تريد أن تصل ولكن‬
‫تشعر أنّ احدهما يسحبها للخلف بينما‬
‫ركضت ايًلف لناحيتها بعد ان شعرت بثقل خطواتها ‪....‬ودموعها‬
‫انسابت على خديها عجزت من أن تتحكّم بهما ‪..‬بكت وما ان‬
‫اقتربت ايًلف منها احتضنها بشدة‪......‬‬
‫وبكت وكأنها لم تبكي يو ًما‬
‫بكت على فقدها ألمها‬
‫بكت على مشاعرها التي اتضحت لناحية سندرا‬
‫بكت لخداع الجميع لها‬
‫بكت بشتات وخوف وضياع قراراتها في هفوات غير معروفة‬
‫شدّت عليها ايًلف وبكت هي األخرى بألم ما حدث‬
‫بكت خو ًفا من ان تتبعها يدين إدوارد من جديد‬
‫تحرش بها‬‫بكت من ثقل فكرة أن رجل حقير كأدوارد ّ‬
‫انهارت بخوف وش ّدت على نور وكأنها تريد أن تفهم أنها بحاجة‬
‫لهذا ال ُحضن العميق‬
‫ولكن نور ادركت هذا وشدّت عليها األخرى ودفنت وجهها في‬
‫رقبة ايًلف‪....‬تريد االختفاء من هذه الحقائق‬
‫تريد حقاا الهروب من نفسها ‪........‬ومن ضعفها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كلتهما محتاجتين إلى هذا الحضن ودّت كل منهما ان يتًلشى في‬
‫هذه اللحظة الناس بدؤوا ينظرون إليهما بتعجب‪...‬‬

‫ولكن ما زلتا في انهيار حصون ما يخبآنه في صدرهما‬


‫بكى وكأنهما منعزلتين عن العالم كله‬
‫تسللت رعشتهما بعضهما البعض لتخبر ّ‬
‫كًل منهما عن مدى‬
‫الوجع الذي تشعران به‬
‫قلبهما مح ّ‬
‫طم‪ ،‬وبه العديد من الجروح التي ال تُشفى!‬

‫نور‬
‫بشهقة تكاد تُسمع‬
‫لها‪ :‬تعبت ايًلف تعتب‪....‬‬
‫ايًلف بصدق همست وهي تشد على نور بيديها التي حاوطتا ظهر‬
‫نور بضعف‪ :‬وانا خايفة يا نور‪.....‬الحمد هلل جيتيني‪....‬‬
‫نور شدّت عليها وكذلك ايًلف فعلت ذلك‪.....‬وبعد دقيقة ابتعدت‬
‫ايًلف‬
‫ومسحت دموعها وحاولت ان تتزن في فعلها وقولها‪ :‬تعالي‬
‫‪....‬برا تاكسي ينتظرنا‪...‬نروح الشقة‪.....‬يًل ‪....‬واضح انج تعبانة‬
‫لم تتحدث نور بأي كلمة‪......‬مشت معها ووصلتا إلى السيارة‬
‫ركبتا واخرجت نور هاتفها ‪....‬اخرجت البطاقة منه وكسرتها‬
‫وهي تقول اليًلف‪ :‬مابي احد يعرف مكاني‬
‫هزت ايًلف رأسها بتفهم‪...‬وشدّت على يديها!‬

‫كل واحد ٍة منهما تنظر لألخرى تريد النجاة‬


‫تريد العيش بشكل سوي وبعيد عن المشاكل المفاجأة‬
‫موج ما بين مد الحياة وجزر المصاعب التي‬ ‫ٍ‬ ‫تشعران انهما في‬
‫تتخللها‪....‬‬
‫‪.................................................. .................‬‬

‫‪.‬‬
‫بعد مرور ثًلثة أيام‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫زارها اخبرها عن مخططهم انصدمت‪.........‬وخافت من‬
‫المواجهة‪....‬خاصةً بعد أن اخذها عمها قبل يومين من اجل رؤية‬
‫ام قصي لها‪...‬شعرت بشعور غريب‪....‬‬
‫أوصل لها ُحبه على طريقته‪.......‬حقاا هو ُمقتنع فيها‬
‫مقتنع لدرجة حارب من اجل أن يوصل إلى هذه اللحظة‪.....‬شعرت‬
‫بالتوتر من نظرات امه‪......‬تبتسم تارة‬
‫تكرر‪ :‬ما شاء هللا‬
‫زوجة عمها بدأت تتقبّل الموضوع بسعة صدر‪.....‬كل ما يهمها‬
‫ابتعاد هذه الفتاة عن انظار أبنائها وخاصة محمد‬
‫فأيّدت فكرة زوجها‪....‬‬
‫واستقبلت ام سيف‪.....‬بترحيب ‪....‬وابتسامة‪...‬ووجه بشوش‪...‬‬
‫‪..‬واصرت على عمها في إعادتها إلى الشقة‬
‫ّ‬ ‫انتهت الزيارة ‪.....‬‬
‫تُريد ان تختلي بنفسها‪ ،‬تريد أن تستوعب األمر‪....‬هل حقاا يحبها‬
‫حتى به اعلن هذا الزواج؟‬

‫انفتح باب الشقة ‪ ،‬دخل وفي يده عدّت أكياس‪....‬وضعهم في‬


‫المطبخ ثم دخل عليها وهي ترتّب مًلبسها‬

‫تحدث‪ :‬اوه‪....‬خًلص نويتي تروحين؟‬

‫ُمهره فهمت وتحدثت‪ :‬ال‪.....‬قلت لعمي ببقى هنا‪....‬‬


‫قصي اقترب ثم جلس على السرير‬
‫‪:‬شفتي نتيجتك؟‬
‫ُمهره علّقت مًلبسها التفتت وشتت نظراتها عنه‪ :‬ال‪......‬مابي‬
‫اشوفها‪...‬‬

‫قصي ابتسم فهم انها خائفة‪.....‬وجدًا نهض وامسك بيدها كانت‬


‫سترفض ولكن شد عليها واجلسها على السرير‬
‫‪:‬بطلعها الحين‪...‬‬
‫ُمهره باندفاع‪ :‬ال ال تطلعها الحين انا متى حسيت اني ابي اشوفها‬
‫طلعتها‪....‬‬
‫قصي طبطب على يدها‪ :‬صدقيني نسبة تبيّض الوجه‪....‬‬
‫ُمهره بتشتت‪ :‬ان شاء هللا‬
‫ثم سكتت‬
‫وبعدها اردفت‪ :‬شصار؟‬
‫اخيرا نطقت واظهرت اهتمامها لهذا االمر‪ :‬امي ما غير‬
‫ً‬ ‫قصي‬
‫تمدح فيك‪....‬بس وقفت على عمرك‪...‬تقول صغيرة وما تبي‬
‫تظلمك‪.......‬وخايفة من ردك بالموافقة‪......‬‬
‫اردف جملته األخيرة وهو يضحك بخفة‪....‬‬

‫ُمهره ‪....‬صغيرة‪....‬ولكن هذا حال الحياة‬


‫اخذت نفس عميق‪ :‬عمي اليوم قال بيعطيكم الخبر‪...‬‬

‫قصي مسك يديها ‪ :‬وهللا احس إني بحلم‪.....‬‬


‫ُمهره نظرت لعينيه‪ :‬وانا احس نفسي في كابوس‪....‬‬
‫قصي بلل شفتيه ثم اردف‪ :‬وش خايفة منه بالضبط يا ُمهره؟‬
‫ُمهره سحبت يدها منه ثم اردفت‪ :‬خايفة من كل شي‪....‬‬

‫قصي تنهد بضيق‪ُ :‬مهره‪......‬صدقيني كل شي بكون‬


‫حلو‪......‬الزم تتقبلين هالشي‪....‬‬

‫ُمهره نهضت ومشت خطوتين لألمام ثم التفت عليه وهي تفكر‬


‫لثانية واردفت‪ :‬ما فيه مجال نفترق؟‬

‫احرقتهُ حقيقةً اشعلت بداخله نيران ال تُطفأ‪ :‬وليش تبينا نفترق؟‬

‫ُمهره بجدية‪ :‬ما احس مقتنعة‬


‫قاطعها‪ :‬فيني؟‬
‫سكتت‪...‬وشتت ناظريها عنها‬
‫وقف وفي قلبه حرقة ‪.....‬كل يوم تزيد من الحطب لتشعل نيرانه‬
‫اردف‪ :‬عارف انا قرار خطأ‪....‬جاء بوقت‪...‬انتي بحاجة تحسين‬
‫فيه باألمان‪....‬خذتيني عشان شعورك باالرتياح‪...‬واالمان‬
‫بس‪......‬ما كنتي تعطين نفسك فرصة لتقبلي‪......‬وانا ما نكر اني‬
‫كنت سيء ببدايتنا‪....‬وهالشي ما ساعدك من انك تفتحين قلبك‬
‫لي‪......‬بس الحين‪.....‬قلبي تعلّق فيك يا ُمهره‪...‬عطيت نفسي‬
‫مجال اشوفك بنظرة ‪....‬ثانية‪.......‬لكن انتي‪....‬ابد‪.....‬انانية‪....‬ما‬
‫تبين تعطين نفسك فرصة للتغير‪...‬‬
‫ُمهره فتحت عيناها بصدمة‪ :‬أنانية؟‪...‬‬
‫ثم قالت بصعوبة‪ :‬قصي‪.....‬انت مو فاهمني‪......‬مابي اعطي‬
‫نفسي فرصة في حياة ‪....‬انا اشوفها غلط‪.....‬طريقي‬
‫غلط‪....‬والزم‪...‬‬
‫قاطعها بنرفزة‪ :‬انا غلط؟‪....‬انا الحين غلط يا ُمهره‬

‫ُمهره بصوت منكسر‪ :‬احس جد احتاج افكر‪......‬افكر اكثر ارتبط‬


‫فيك لألبد وال ال‪...‬‬
‫اقترب منها اكثر وبنرفزة شد يدها اليمنى ورفعها ً‬
‫قليًل لألعلى‬
‫ووضع يده على بطنها الممسوح وهو يقول‪ :‬تفكرين وانتي‬
‫تحملين بداخلك جزء مني؟‬

‫ارتعش جسدها لكلمته وسحبت يدها منه وابتعدت ً‬


‫قليًل قائلة‪ :‬هم‬
‫هذا‬
‫وأشارت لبطنها‪ :‬صار بوقت وقرار غلط‪....‬‬
‫قصي أشار لها بعصبية‪ :‬بالنسبة لك‪ ......‬بالنسبة لي ال ابدًا‬
‫‪......‬ابدًا ما كان قراري فيه غلط‪....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬ألنك أناني!‬

‫قصي بغضب‪ُ :‬مهره ال تحاولين توصلين لي انك تبين الطًلق ألنه‬


‫هالشي عمره ما راح يصير‪......‬‬
‫ُمهره تحدثت بانفعال‪ :‬أبي أعيش‪....‬‬
‫قصي قاطعها قبل أن تكمل وبصرخة‪ :‬ما اظن انا كاتم عليك‬
‫عيشتك لدرجة تتمنين فيها تعيشين‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬ابي أعيش لنفسي‪.....‬ابي أعيش عمري‪....‬مابي اشيل‬
‫مسؤولية من بدري‪....‬ما ابي ارتبط بأي شي‪...‬ابي أعيش لنفسي‬
‫وبس‪...‬‬

‫ضحك بسخرية وقهر منها‪ :‬هههههه‪.........‬تحملي قرارك يا‬


‫ُمهره ما فيه تراجع‪...‬وانا ما فيني اتركك واترك اللي في‬
‫بطنك‪.....‬واظن الخطة ماشية صح‪....‬ال تحاولين انتي‬
‫‪.......‬تخربين على نفسك ‪...‬بتفكيرك‪......‬‬

‫ُمهره بكت بًل مقدمات‪...‬‬


‫قصي تأفف‪ :‬افففففففف‪......‬واضح اللي فيك هرمونات‬
‫حمل‪....‬االفضل تروحين بيت عمك‪......‬‬
‫ُمهره بصوت منفعل وهي تمسح دموعها‪ :‬ما بروح لمكان‪....‬‬
‫قصي بنفس نبرتها ولكن امتزجت من نبرة النرفزة‪ :‬الزم تطسين‬
‫هناك‪....‬عشان تجهزين نفسك للزواج‪....‬فاهمة‪.....‬‬

‫ُمهره بخيبة أمل‪ :‬اجهز نفسي وانا هنا‪.....‬‬


‫قصي بملل ‪ :‬الكًلم ضايع معاك‪....‬مع السًلمة‬

‫ثم خرج اما هي بقيت على السرير تبكي!‬


‫‪.................................................. ..........‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت في غرفتها تحدثها وهي منفعلة‪ :‬تخيلي‪...‬وربي انهرت لم‬
‫شفت الفاصلة نازلة‪.....‬‬
‫ضحكت شيخة‪ :‬هههههههههههههههههههه يا كـ‪.......‬المفروض‬
‫تفرحين نسبتك مرا مرا مرتفعة‪...‬‬

‫نوف ال تستطيع نكران هذا االمر فنسبتها‪%99.95‬‬


‫‪:‬أتمنى ما ينكبني التحصيلي والقدرات‪.....‬‬

‫شيخة مسحت على شعرها‪ :‬ال ان شاء هللا ‪.....‬هااا‪....‬وش تبين‬


‫تدخلين‪.....‬‬

‫نوف بحماس‪ :‬هندسة طبية حيوية‪.....‬‬

‫قوست حاجبيها‪ :‬غريبة ما تبين طب‪....‬‬


‫شيخة ّ‬
‫نوف حركت يدها وكأن شيخة امامها‪ :‬احب التخصصات اللي فيها‬
‫تفكير‪.....‬اكثر من الحفظ وكذا‪...‬وهذا التخصص يجمع بين‬
‫االثنين‪....‬‬
‫شيخة ضحكت‪ :‬هههه واضح انك باحثة عنه كثير‪....‬‬
‫نوف‪ :‬أي‪...‬‬
‫شيخة سكتت وبتردد اردفت‪ :‬نويّف‬
‫نوف ‪ :‬هاااااا‪.....‬‬
‫شيخة ازدردت ريقها‪ :‬اخبار بندر؟‬

‫سكتت نوف‪....‬ثم اردفت‪ :‬بخير‪....‬ليش تسألين متزاعلين انتوا؟‬


‫شيخة وتشعر برغبة البكاء‪ :‬مادري عن اخوك صار له فترة ما‬
‫يكلمني‪......‬اتصل عليه وال يرد‪....‬‬

‫نوف بتعجب‪ :‬يمكن عشانه مشغول باالختبارات‪....‬‬


‫شيخة بكت ‪ :‬مارسل يبارك لي على النجاح حتى لم صورت له‬
‫شهادتي‪....‬‬
‫نوف ارتعبت من بكاؤها‬
‫وفي نفس الوقت شكّت بأمرهما‬
‫فاردفت بمزح‪ :‬الال‪....‬مو من جدك تبكين‪.....‬يا الخبلة‪....‬ليش‬
‫الحين تبكين بس عشانه ما كلمك‪......‬اعرف بندروه‪...‬يموت‬
‫فيك‪.....‬وما كلمك عشان اختباراته‪....‬‬

‫شيخة مسحت دموعها‪ :‬يعني قولك كذا‪...‬‬


‫نوف بهبل‪ :‬أي ال تخافين ما بيسحب عليك‪...‬‬

‫شيخة شتمتها‬
‫نوف ‪ :‬هههههههههههههه حقيرة ‪......‬هذا جزاتي اطبطب‬
‫عليك‪.....‬‬
‫شيخة لتنهي المكالمة‪ :‬انقلعي‪...‬‬
‫نوف بنفس النبرة‪ :‬جهزي نفسك بس‪.......‬بكرا بجيك‪.....‬‬

‫شيخة ‪ :‬ال تجين ما بستقبلك‪...‬‬


‫نوف عادت بشخصيتها‪ :‬بتستقبليني غصبن عنك باي‬
‫أغلقت في وجهها تاركة شيخة تسبها وتشتمها بًل حدود‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما نوف بدأت تفكر بأمرهما حقيقةً هي خائفة على ابنت عمها‬
‫وخائفة من اخيها!‬
‫نفضت افكارها السلبية من رأسها وخرجت من الغرفة ‪.....‬نزلت‬
‫الى الدور األرضي‬
‫رأت اختها الجازي وعبد هلل في حضنها نائم‬
‫ابتسمت على منظرهما‬
‫حقيقةً ملّت من زعلها على اختها‬
‫فهي لم تعتاد على أال تكلمها أليّام عدّة‬
‫تنهدت واقتربت منهما‬
‫وهي تردف ‪ :‬ما ودّك تصالحيني ويّه وجهك؟‬
‫التفت الجازي على مصدر الصوت‬
‫جلست نوف بالقرب من اختها‬
‫والجازي ابتسمت‪ :‬كل ما جيتك ابي اراضيك تصديني شسوي‬
‫يعني؟‬
‫بوزت‪ :‬يعني تشوفين اللي قلتيه لي هيّن ‪...‬وال يجرح‪...‬‬‫نوف ّ‬
‫الجازي طبطبت على ابنها الذي بدأ بالحركة العشوائية في حضنها‬
‫بسبب اصواتهما‬
‫‪: ....‬ز ّلة السان وفهمتيها مني غلط‪...‬‬

‫نوف بجدية‪ :‬ال وهللا كانت واضحة‪.....‬ومفهومة‪...‬‬

‫الجازي سكتت ثم قالت‪ :‬حقك علي‪...‬آسفة‪.....‬سيف جنني‪...‬وهللا‬


‫وما ترك لي عقل ‪....‬خًلني اغلط عليك‪......‬وما راعي‬
‫كًلمي‪.....‬آسفة نوف‪....‬صدق‪....‬بدل ما كون لك عون ‪....‬وانا‬
‫اللي اساندك‪.....‬صرت عليك حمل ثقيل‪......‬ما غير اتشكّى‬
‫لك‪......‬وتسمعين لي‪...‬وال قد سمعت لك‪......‬وح ّملتك مسؤول ّية‬
‫عبد هلل في فترة تعبي‪...‬آسفة اني‪...‬‬

‫نوف ‪......‬استغربت من حديث اختها‪...‬ونبرتها التي باتت تميل‬


‫إلى نبرة تنّم عن البكاء ‪.....‬وال ُحزن ‪...‬شعرت انّ اختها في‬
‫غضون هذه األ ّيام باتت تؤنّب نفسها على ما فعلتهُ بها‪...‬‬

‫اقتربت منها ومسكت يدها‪ :‬جب جب‪...‬ال قولين كذا انا اللي آسفة‬
‫تركتك فترة خلتك تفكرين بهالطريقة‪.....‬الجازي‪...‬حنا‬
‫لبعض‪....‬حنا خوات‪.....‬مالنا غير بعضنا‪.....‬وترى يوم ما‬
‫اكلمك‪...‬مو بس ألني زعًلنة عليك ال‪....‬عشاني اختبر وهذي آخر‬
‫سنة لي‪...‬فاحس تراكم كل شي علي‪.....‬‬

‫الجازي مسحت بيدها األخرى دمعة تسللت على وجنيتها قائلة‪ :‬ال‬
‫جد انا ضغطت عليك كثير‪....‬‬

‫نوف بصوت منفعل‪ :‬جب‪...‬بس وعن هالحكي الفاضي‪......‬‬


‫ثم مالت إلى حس الفكاهة ‪ :‬ابشرك ترا نسبتي تبيّض الوجه‪.....‬‬
‫الجازي ابتسمت ‪ :‬كم؟‬
‫نوف أسندت ظهرها للوراء‪ :‬كالعادة‪...‬بس نزلت اشوي‬
‫بالفواصل‪....‬‬
‫الجازي تمتمت‪ :‬الحمد هلل ومبروك يا قلبي‪....‬‬

‫نوف ردت عليها وهي تنظر لعبد هلل‪ :‬هللا يبارك فيك‪......‬اوه احس‬
‫عبود كبر‪...‬‬
‫الجازي ضحكت بخفة‪ :‬ههههههه تراك ما شفتيه كم يوم‪....‬مو‬
‫سنة‪...‬‬

‫نوف ضحكت‪ :‬هههه ال جد اللي في عمره احس كذا يكبرون‬


‫بسرعة‪.....‬‬
‫الجازي نظرت ألبنها وقبلّت يده الصغيرة‬
‫واردفت نوف بتذكر‪ :‬صدققققققق‪.....‬شصار ‪...‬ذاك اليوم‪...‬وديتي‬
‫عبود له‪....‬وال‪....‬‬

‫الجازي سكتت ال تريد ان تتذكر شيء عن ذلك اليوم‬


‫‪:‬وديت له عبود وهو جاني‪....‬‬
‫نوف سكتت ترمش بعينيها بصدمة‬
‫ثم انفلتت تضحك حتى ارتعب عبد هلل وبدا بالبكاء‬
‫وهي اردفت‪ :‬آسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفه يمه‬
‫هههههههه عبود اسم هللا عليك‪...‬‬
‫الجازي بدأت تهدهد ابنها وقرصت اختها في فخذها‪ :‬وجع على‬
‫هالضحكة اللي مال أمها داعي‪....‬خوفتيه‪...‬‬

‫نوف وضعت يدها على فمها‪ :‬ههههههههههه جد جد جا هنا؟‬


‫شعنده؟‬
‫الجازي اسكتت طفلها قبل ان تتحدث‪ :‬انا ذاك اليوم رميت عليه‬
‫حكي بالجوال وشكله ما ستحمل وجا‪.....‬وطبعا كملت عليه‬
‫الناقص‪....‬‬
‫نوف بحماس ابتسمت‪ :‬باهلل؟‪....‬وش سويتي‪....‬‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬وض ّحت له اني ما زلت على رايي‪....‬‬
‫نوف تربعت على الكنبة‪ :‬الال ابي التفاصيل‪...‬‬
‫الجازي بتذمر‪ :‬جلستي عبود وش يسكته‪....‬وتبين اقولك كل‬
‫شي‪....‬‬
‫نوف مدّت يدها‪ :‬عطيني إياه ووقولي‪...‬‬
‫الجازي مدته لها ووقفت به نوف وهي تهدهد ُه‬

‫الجازي بعصبية‪ :‬نوف جلسي ال تعلميه على الوقفة‬

‫نوف بانفعال‪ :‬باهلل تكلمي وربي جاتني حكّه‪.....‬ابي اعرف‬

‫الجازي ضحكت‪ :‬ههههههههههههه نوف تستهبلين؟‬

‫نوف ‪ :‬ال طبعا‪....‬قولي وش سويتي فيه‪...‬‬


‫الجازي سكتت ثم قالت‪ :‬هو اللي جابها لنفسه‪...‬بدا يتكلم لي عن‬
‫غزل وكيف ‪....‬كان يحاول ياخذها‪.......‬وامه اللي هي عمتك‬
‫حطتني بالنص وخذني واكتشف بعدها انه بدا يميل لي‪...‬وصار‬
‫يعاملني بطريقة تبعده عني ومادري ايش‪....‬وكذا‪....‬‬

‫نوف وهي تطبطب على ظهر الصغير‪ :‬زبدة الحكي؟‬

‫الجازي ‪ :‬انا غليت ‪....‬بصراحة‪...‬من اعترافاته‪....‬بكيت‬


‫‪..‬وحضنته‪....‬‬
‫نوف بحماس ارتفع صوتها‪ :‬اووووووووووووووووه‪....‬‬
‫ويسارا‪ :‬يا كـ‪......‬قصري صوتك انا الغلطانة‬
‫ً‬ ‫الجازي نظرت يمينًا‬
‫اللي اقولك عن هالشي‪....‬بعدك بزر ‪....‬صغيرة‪...‬‬

‫نوف نظرت لعبد هلل وبنبرة حاده‪ :‬خًلص يا يبه اسكت انت‪...‬‬
‫ثم نظرت ألختها‪ :‬يا تبن ماحد هنا‪....‬وما البزر اال انتي كملي‪....‬‬

‫وقفت الجازي وسحبت من يدها ابنها‪ :‬بعد تصارخ على ولدي‪...‬‬


‫نوف ضحكت‪ :‬ههههههههه وهللا ما صرخت هاتيه خليه‬
‫عندي‪...‬وكملي سالفتك‪......‬‬
‫ثم اردفت بتذكر‪ :‬ترا بندر وخالد وابوي مو هنا‪....‬كملي‪....‬‬
‫الجازي عادت جلست بتأفف‪ :‬أي ‪.....‬حبيت انتقم له‪....‬واعلمه‬
‫انه كان أسلوبه يوجعني وحسسني بالنقص بعد‪...‬‬
‫نوف ما زالت مبتسمة كالبلهاء‪ :‬أي‬
‫الجازي بتردد وشتت ناظريها عنه‪ :‬يعني صج اللي سويته كان‬
‫جريء وال ادري كيف سويته بس من حر ما في قلبي‪.....‬عطيته‬
‫نوف بحماس ‪ :‬أي شنو‪..‬عطتيه‪...‬‬

‫الجازي‪ :‬بوسه‪....‬‬
‫نوف سكتت وتوقفت عن الحركة‬
‫نظرت ألختها بصدمة‪ :‬بوستيه؟‬
‫وبتساءل‪ :‬وين؟‬

‫الجازي وقفت منفعلة‪ :‬ال اله اال هللا و ّقف عقلها الحين‪.....‬‬

‫نوف باستيعاب شهقت وشدّت على عبد هلل خشيةً من ان يسقط‬


‫من يدها‪ :‬يا وسسسسسسسخة‪.........‬طيب وش صار بعدها‪...‬‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬قلت له ع ّجل بطًلقي صرت ما اطيق قربك‪......‬‬

‫نوف بفجعة‪ :‬أويلي‪.....‬‬


‫وبضحكة بعدها اردفت‪:‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولّع‬
‫سيفوه اجل‪....‬ولّععععع‬

‫ضحكت على ردت فعل اختها ونظرت ألبنها وهي تقول‪ :‬عصب‬
‫اتصل علي‪......‬وتحديته انه يطلق وقال اجل انسي ولدك ومن‬
‫هالحكي الفاضي‪...‬وبالليل جابه لي‪....‬‬

‫نوف بضحكة‪ :‬ههههههههههههههه‪...‬‬

‫ثم قالت‪ :‬صدقيني ما جابه لك من فراغ‪...‬‬


‫الجازي سكتت ثم اردفت‪ :‬شقصدك‪....‬‬
‫نوف قبّلت خد عبد هلل وناولته اختها‪ :‬صدقيني ناوي على شي‪..‬‬

‫الجازي بًل مباال‪ :‬على تبن‪....‬‬


‫نوف ‪ :‬الحين انتي من جدّك خًلص ما تبينه؟‬
‫الجازي اخذت ابنها وعادت تجلس على الكنبة‪ :‬ال امزح معاكم‬
‫انا‪.....‬‬
‫نوف جلست وبجدية تحدثت ‪ :‬طيب وعبد هلل‬

‫الجازي بتأفف‪ :‬بعيش حاله حال أي طفل‪....‬‬

‫نوف حكّت جبينها ‪ :‬يعني انتي ما تحبينه ؟‬

‫الجازي باندفاع‪ :‬هو عطاني فرصة عشان احبه؟‪....‬كل ما قلت‬


‫خًلص اصطلح الحال بيني وبينه بعدني عنه‪......‬خًلني أخاف من‬
‫فكرة الحب‪.....‬واالقتناع فيه‪.......‬فبصراحة الحين وال احس باي‬
‫شعور ناحيته كل اللي ابيه ورقة طًلقي منه‪...‬‬
‫سكتت نوف بعد حديث اختها‬
‫حقاا سيف هو من شكّلها على هذه المشاعر‬
‫تنهدّت‬
‫ثم اردفت الجازي‪ :‬عطيته فرصة ‪......‬وهو ما‬
‫اغتنمها‪....‬خًلص‪....‬ما فيني حيل‪.....‬اجازف معاه‪...‬واعطيه‬
‫فرص ثانية‪...‬‬

‫نوف كسرة قلبها اختها طبطبت على كتفها‪ :‬معاك حق‪...‬‬


‫الجازي بتغيير الموضوع‪ :‬المهم ناوية اشتغل‪...‬‬
‫نوف نظرت ألختها بنصف عين‪ :‬تستهبلين؟‬
‫الجازي‪ :‬وهللا ما درست وتخرجت عشان اركن شهادتي‬
‫بالدرج‪.....‬ابي اشتغل مع ابوي في الشركة بحكم تخصصي‬
‫‪...‬يعني ‪....‬نظم المعلومات اإلدارية‪.....‬ابي آخذ خبره‪....‬‬

‫نوف بهدوء‪ :‬ظنّك سيف بوافق‪....‬‬


‫الجازي بنرفزة‪ :‬ياخي بطلّق منه وش عليه مني‪...‬‬
‫نوف بعقًلنية‪ :‬بس لساتك الحين على ذمته‪.....‬‬

‫الجاز ي كانت ستتحدث ولكن أتت سنا وهي تقول‪ :‬بابا‬


‫سيف‪....‬يبي آنتا‪...‬‬

‫نوف ضحكت بقوة‪:‬‬


‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‪......‬‬
‫عمره طويل ولد عمتي‪....‬‬

‫الجازي بنرفزة من ضحك اختها‪ :‬اكيد جاي يشوف عبود ‪...‬سينا‬


‫خذي عبود وديه له‬

‫سينا ّ‬
‫هزت رأسها واخذت عبد هلل‬
‫نوف‪ :‬قومي روحي شوفيه‪......‬وفتحي معاه موضوع‬
‫بجرك من شعرك على بيتهم‪....‬‬‫الشغل‪....‬صدقيني ّ‬

‫الجازي بانفعال‪ :‬يخسي وهللا‪.....‬وبكلم ابوي أصًل‬


‫خًلص‪.....‬يكلمه انه يطلقني وبشتغل باذن هللا‪....‬‬

‫نوف نهضت ‪:‬الكًلم سهل وانا اختك‪...‬واصًل ابوي مستحيل‬


‫بيرضى على سالفة هالطًلق‪....‬مو شفتيه ما كلمك يعني‬
‫راضي‪...‬شوفي ايش اللي شاغلة الحين‪.....‬وبعدها بجيك الكًلم‬
‫اللي يسنعك انتي وسيف‪.....‬‬

‫الجازي بتأفف‪ :‬انقلعي عن وجهي ال تسميني بهالكًلم‪....‬‬


‫نوف ضحكت وهي تمشي متجهة للمطبخ‪ :‬وهللا هذا الواقع‬
‫ههههههه‬

‫الجازي تشعر بالحرقة من واقعية حديث اختها ولكن تمتمت‪:‬‬


‫بطلّق غصبن عنه!‬
‫‪...........................................‬‬

‫سيف خطى اول خطواته في رد الصاع لها‪...‬اتى لرؤية ابنه وهو‬


‫متوقع عدم مجيئها إليه رأى الخادمة تدخل المجلس وبيدها ابنه‬
‫اخذه من يدها وخرجت‬

‫نظر ألبنه ابتسم‪ :‬اخبارك يا بطل‪.....‬‬


‫ثم قبّله بخفة واردف‪ :‬واضح امك ما فيه اعند منها ‪.....‬بس ما‬
‫تتعرف علي عدل‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫عرفتني‪....‬زين‪.....‬باذن هللا بخليها‬
‫ثم اخذ يداعبه ويًلعبه‪......‬‬
‫وهو يفكر كيف يقنعها في لقاء جديد معه‪.....‬من أجل التفاهم ليس‬
‫االنتقام على آخر ما حدث بينهما‪.....‬إن عاندها وانتقم فسيزيد‬
‫االمر سوء‬
‫فامر مجيئه اآلن انتقام صغير لها بسبب عدم رغبتها بتواجده في‬
‫المنزل‬
‫ولكن سيفرض نفسه عليها لعلها تُدرك ُحبه الحقيقي في اتجاهها!‬
‫‪..................................................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شعر أنّ أخيه في األوان األخيرة جدًا متعب‪....‬وشكّ‬
‫باألمر‪.....‬ولكن بعد ان حدثه أبا سلطان عن األمور وفشل عبد‬
‫الكريم في الوصول إلى أي معلومة عن مكان امير والذي اتضح‬
‫له ا ّنه من إحدى الرجال المهددين من ِقبل تلك الجماعة التي قتلت‬
‫لويس حاول أبا سلطان ان يُشيح بنظر يوسف عن االمر خشيةً‬
‫من أمور سياسية‪ ،‬فالفوضى هدأت في بريطانيا‬
‫والجميع يقول هذه حركة شخصية وال تنم للسياسة من أي ناحية‬
‫ولكن في الواقع أبا سلطان يراها سياسية بحتة والبحث عن امير‬
‫في هذه األوضاع سيدخلهم في محط األنظار والشكوك والظنون‬
‫لم يقتنع أبا ناصر في االمر‬
‫فاضطر ان يخبر أخيه أبا خالد بكل شي ليقنعه‬

‫فذهب اآلن أبا خالد‪...‬ألخيه ‪...‬حدثه عن معرفته باألمر‬


‫فقال‪ :‬يا يوسف‪......‬انسى امرها‪...‬وال دّخل نفسك في متاهات هللا‬
‫العالم كيف شكلها‪.....‬‬

‫بو ناصر ساءت حالته جدًا خاصة حالته النفسية ‪ ،‬وكذلك الصحية‬
‫لم يعد قادر على العيش تأنيب ضميره جاء متأخرا ولكن جاء بقوة‬
‫‪...‬تُمرضه!‬
‫‪:‬هذي بنتي يا غازي بنتي‪.....‬‬

‫بو خالد م ّل من تكرار أخيه لهذه الجملة حقيقةً هو من المعارضين‬


‫لزواجه من ديانا وحذره من ان ينصاغ لرغبته‬
‫تحدث بنبرة غضب‪ :‬شوف يا يوسف‪...‬حذرتك قبلها‪.....‬ما تحرق‬
‫نفسك في هالزواج هذا ‪......‬وما سمعت لي‪....‬وحرقت‬
‫نفسك‪......‬وحرقت زوجتك وعيالك‪......‬وباألخير وش‬
‫صار‪...‬؟‪.....‬خانتك‪...‬وتركتك بدون ما يرف لها‬
‫جفن‪........‬خًلص‪....‬الد ّمر نفسك اكثر يكفي بنت عمك صبرت‬
‫عليك‪.......‬يكفي الفضيحة‪....‬اللي حاولنا نلملمها بعد تخليك عن‬
‫نورة‪.......‬ال ترجع تفتح ملفات بجيب لك وجع الراس‪...‬موضوع‬
‫امير انساه‪......‬وصولك له‪.....‬بجيب لك المشاكل‪.......‬‬

‫بو ناصر بعينين دامعتين ‪ :‬وكيف انسى‬


‫بنتي‪.......‬غازي‪......‬قلبي يحترق‪....‬يحترق‪.....‬احس‬
‫بهم‪......‬احس اني حقير وواطي‪....‬يوم سمحت ألمها تاخذها‪....‬‬

‫قاطعه ‪ :‬انت تخليت عنها‪...‬بدم بارد يا يوسف‪......‬انت قلتنا‬


‫بعظمة لسانك هي ما هيب بنتك‪.....‬صدمتنا وقتها‪.......‬ما عطيت‬
‫احد فينا‪...‬فرصة يشوف هي صدق بنتك وال ال‪.......‬لملمت‬
‫السالفة وفجأة قلت راحت مع أمها‪......‬كيف تقول الحين بنتك‪....‬؟‬

‫تسرعت ‪....‬قراري طايش وقتها‪......‬امها‬


‫بو ناصر بنبرة حزن ‪ّ :‬‬
‫االنانية اللي ما تركت لي مجال‬
‫استوعب‪....‬شي‪........‬خيانة‪...‬تهديد‪.....‬فجأة تشكيك نورة مو‬
‫بنتك‪....‬وش كنت تبيني اسوي‪....‬‬

‫بو خالد لم يحبذ ان يطيل لوم أخيه ‪....‬فحالته ال تسر‬

‫قال‪ :‬انساها‪.......‬كيف ال تسألني بس اللي عارف انه عندك‬


‫القدرة على نسيانها مثل ما نسيتها لمدة عشرين سنة يا‬
‫يوسف‪........‬‬

‫بو ناصر هز رأسه‪ :‬وهللا ما عدت اقدر‪.....‬وهللا‪..‬‬


‫قاطعه‪ :‬تبي انت تقلب حياتتتتتتتتك تبي‪....‬شيخه تكرهك‪....‬تبي‬
‫ناصر وسعود يلومونك؟‪.....‬تبي منيرة زوجتك تطلّق‬
‫منك‪.....‬استوعب اللي تسويه غلط‪......‬امير ‪.....‬مهدده حياته‬
‫بالخطر‪.......‬وبريطانيا ظاهريا هادية بس من الداخل‬
‫مقلوبة‪.......‬يحاولون يسيطرون على الوضع وانت تبي تد ّخل‬
‫نفسك بينهم‪........‬مجنون؟‬

‫صر ‪....‬الزم اشوف بنتي‬


‫بو ناصر تحدث بثقل‪ :‬طال الزمن وال ق ّ‬
‫نورة ‪.....‬الزم اخليها تسامحني‪....‬‬
‫بو خالد بحده‪ :‬مو الحين‪.......‬الوقت مو مناسب‪.....‬اصبر لين‬
‫تهدأ األوضاع على األقل‪...‬‬

‫هز بو ناصر رأسه‬


‫تنهد أبا خالد‪ :‬انا ماشي ‪.....‬وبمر عليك في الليل‪......‬‬
‫بو ناصر ‪ :‬هللا معاك‬

‫خرج أبا خالد ال يريد أن يطيل الجلوس معه أخيه لكي ال يزيد‬
‫عليه تأنيب ضميره‬
‫ال ينكر يوسف طائشًا بقراراته ولكن لم يتوقع يو ًما انه سيتخذ‬
‫قرار صارم في اتجاه ابنته صدمه في ذلك الوقت‬
‫يتزوج ديانا‬
‫ّ‬ ‫وبحكم انه يكبره بسنوات نصحه في وقتها على اال‬
‫على أال يكرر سفره لهناك‬
‫ولكن يوسف مندفع لرغبته ‪....‬ولحبه ‪....‬وها هو اآلن يدفع‬
‫ضريبة هذا االندفاع بشكل مؤلم!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫واط ‪...‬لن‬‫بعد ان خرج أخيه‪.....‬بقي مكانه ‪.....‬يبكي بصوت ٍ‬
‫ينسى عينيها التي تنظران إليه ببراءة ‪...‬لن ينسى آخر موقف‬
‫بينه وبينها ‪...‬كانت جالسة في غرفة نومهما‬
‫جالسة امامه ترسم في كراستها وهي مبتسمة‬
‫وهو يحدّق لها آنذاك بشحوب الحقائق التي وصلت إليه‬
‫اقتحمت غضبه عندما أتت تُريه الرسمة‬
‫اجبرته على ان يُمسك بها‬
‫‪:‬بابا شوف‪....‬رسمتي حلوة‪...‬‬
‫لم تمهله في ان ينطق ‪....‬بكلمة واحدة ‪....‬سحبت جسدها ووقفت‬
‫على اطراف اصابعها لتجلس بعدها على فخذه األيمن‬

‫اضطر ان يضع يده اليُمنى على ظهرها كانت يديه ترتجفان‬


‫اليوم كان سيكتشف االمر‬
‫ولكن تبعه امير‪......‬الحقه ‪.......‬سحب الظرف من يده بعد أن‬
‫دخل معه في نقاش حاد‬
‫ختم أمير االمر بعبارته التي لم يستطع مسحها من رأسه اآلن‬
‫)اقسم باهلل ‪ ،‬لو ما كفيت شرك عنّا ال اشتكيك‪....‬وأئلب الطاوليه‬
‫على راسك‪.....‬اتار الضرب ما برح على و ّجه وجسمه‪.....‬ب ّطل‬
‫تفكير تاخذ البنت منها وإال وهللا بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا‬
‫‪...‬واد ّخل السفارة اللبنانية كمان‪....‬خًلص تطمن البنت باحضان‬
‫امه‪....‬واألم بًلش تفكر فيها هأل ألنها ما عادت إللك)‪.‬‬
‫كان سيمد يدّه ولكن أمير تحدث‪ :‬لك أنا بتمنى تضربني مشان‬
‫ي‬
‫تسهل علي أمور كتير ‪ .....‬راح تكون صعبة عل ّ‬
‫ثم ابتسم له بمكر وخبث‬
‫غل وحقد‬ ‫وهنا انسحب عن وجهه يوسف ‪.....‬انسحب وفي قلبه ّ‬
‫‪......‬وغضب ‪...‬ال يريد أن يطيل االمر سيطلقها‬
‫وسيجعلها تأخذ ابنتها‪.....‬هو موجوع منها‪.....‬ومنصدم مما‬
‫حقيقة مع نفسه‪....‬وبعثر األشياء من‬‫ً‬ ‫سمعه‪.....‬ورآه‪......‬بكى‬
‫حوله‪....‬ولم تخمد نيرانه‪......‬‬
‫جعلته يستفيق من هذه الذكرة‬
‫بعد ان وضعت رأسها على صدره‪ :‬بابا‪...‬ليش ضربت ماما؟‬
‫سقطت الكراسة من يده واضطربت أنفاسه‬
‫نظر لعينيها ‪....‬و ّد لو يخنقها بيديه‪...‬اهذه نتيجة الخيانة؟‬
‫بدأ يشك بشكلها‪...‬رغم أنّ هناك شبه حتى لو كان بسي ًطا ولكن‬
‫بعد هذه الترهات المتتالية عليه لم يدركه‪،‬‬
‫أبعدت رأسها عن صدره عندما لم ترى منه إجابة ثم حاولت ان‬
‫تصل إلى خده وقبلته بلطف‬
‫وهي تقول بنبرة طفولية‪ :‬آسفة عشان ماما ضايقتك‪...‬بس الزم‬
‫انت تقول لها آسف عشانك ضربتها‬
‫كان يحدّق لها بصمت‪ ،‬وبعينين محمرتين ‪....‬بينما هي كانت تنظر‬
‫له بحب‪...‬وخوف ايضًا ‪...‬فلم ينمحي مشهد ضربه لوالدتها ولكن‬
‫لكي تُرضيه رسمة له منظر من الزهور واتت إليه معتذرة لم‬
‫ف علته والدتها فقط تريد منه ان يبتسم ويعود كما كان يلعب‬
‫ويحضنها كما في السابق هي لم تعتاد على ان تراه صامت ًا غير‬
‫متفاعًل معها رغم خوفها إال انها كانت تشعر باألمان وهي في‬
‫ب‪.....‬وكثيرا‬
‫ً‬ ‫حضنه لذلك هي تثق سيرضى عن والدتها ‪....‬هو ط ّي‬
‫هكذا كانت نظرها له ولكن‬
‫لم يجيب عليها ايضًا سمعت صوت والدتها تناديها‬
‫ولوحت بيدها له مخبرته بعودتها إليه‬ ‫فابتعدت عنه ّ‬
‫ً‬
‫وحقيقة هو يعلم أنها لن تعود‬
‫ما إن خرجت اخذ تلك الرسمة مزقها ورماها في القمامة‬
‫واخرج جميع اشيائها ورماها‬
‫واعلن كرهه عليها‬
‫ولكن اآلن‬
‫يبكي‬
‫يبكي‬
‫عليها يبكي بحرقة وألم‬
‫انفتح باب المجلس‬
‫دخل ابنه سعود فجع عندما رأى والده على هذا الحال‬
‫اقترب منه‪ :‬يبه‬
‫لم يسمع سوى صوت بكاؤه‬
‫سعود بذعر‪ :‬يبه‪....‬احد صار له شي‬
‫هز راسه بًل‬
‫سعود مسك يده ‪ :‬اجل وش صاير؟‪....‬يبه انت تعبان؟‬
‫هز راسه بـ(أي)‬
‫قبّل سعود يد ابيه ثم قال‪ :‬بنادي ناصر ‪....‬راح نوديك المستشفى‬
‫‪......‬‬
‫ثم خرج راكضًا للداخل‬
‫بينما أبا ناصر بقي يبكي ند ًما على عدم مبادرته في حضنها‪ ،‬على‬
‫عدم احتفاظه لرسمتها‬
‫على عدم شم رائحتها‬
‫بكى ‪...‬وكأنه استوعب ُجرم ما فعله بها!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دخل إلى المنزل اغلق الباب بقوة ثم تو ّجه إلى الطابق العلوي‬
‫وقبل أن يلتف لناحية اليمين صدم في أخيه‬

‫الذي قال‪ :‬خير قصي شفيك؟‬


‫قصي بملل‪ :‬وخر عن وجهي‪....‬‬
‫حقيقةً خشي من وجه أخيه‪ :‬قبل قول وش صاير معك‬

‫سار وربي مالي خلقك‪....‬و ّخر‪....‬‬ ‫قصي دفع أخيه بخفة‪ :‬ج ّ‬
‫سار انسحب من مكانه تارك أخيه يتو ّجه للغرفة‬‫ج ّ‬

‫ثم خرج عزام من غرفته مرد ًفا‪ :‬شصاير وش هاالصوات؟‬

‫سار‪ :‬في هالبيت عندما مجنونين‪....‬‬


‫ج ّ‬
‫عزام فهم انه يقصد (سيف وقصي)ضحك‬
‫بخفة‪:‬هههههههه‪........‬مو شي جديد‪.....‬‬
‫سار مشى بالقرب منه‪ :‬قصي فيه شي‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام بجدية‪ :‬تركه عنك ‪......‬متوتر الحين خايف امي توقف‬
‫الموضوع على سالفة العمر‪....‬‬
‫سار ‪ :‬وهللا ذا مقرود‪....‬كل ما قلت بيتعدل وضعه يطلع شي‬
‫ج ّ‬
‫جديد‪....‬‬

‫عزام مشى بخطواته لناحية عتبات الدرج‪ :‬ال تعايب عليه عشان‬
‫ربي ما يبتليك وراك ‪.....‬مشوار على سالفة الزواج ترا‪....‬‬
‫مزوج‪....‬‬
‫سار ضحك وتبعه‪ :‬ههههههههههههه ما نيب ّ‬ ‫ج ّ‬
‫عزام بنبرة سخرية‪ :‬نشوف‬
‫‪............‬‬

‫سرا دوما ما تنكد عليه‬‫بينما قصي دخل الغرفة‪......‬شتم ُمهره ا‬


‫االمر وتشعره بتأنيب ضميره على اقدامه على هذا الزواج‬
‫هو ح اقا تزوجها عنادًا لقرارات اهله‪......‬واثبات ًا لقوته ولكن لم‬
‫يُدرك انّ هذا الزواج ستؤول وراؤه أمور أخرى‬
‫ولكن اقتنع بكل ما آل إليه!‬
‫وهي اآلن تشعره ‪.....‬باحتقارها لهذا الزواج‪....‬وخوفها الغير‬
‫مبرر له‪....‬يحرقه‪...‬‬
‫خ في عًلقته معها‪........‬هي اثبتت له‬ ‫حديثها اليوم احدث شر ٌ‬
‫بشكل صريح ‪.....‬لجأت إليه فقط النتشالها من مكان عانت فيه‬
‫لمكان هادئ يشعرها باألمان اما شعورها لناحيته ‪.....‬ال شيء‪...‬ال‬ ‫ٍ‬
‫عنوان له‪......‬‬
‫سيتركها هذه الفترة ‪.....‬تعيد حسابات تفكيرها لعلها تُدرك انها‬
‫بدأت تغوص في أنانية تفكيرها لناحيته!‬
‫‪.................................................. ...............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وتكرارا ترسل له تفاصيل ما فعلته‬‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫لم تمل تتصل عليه‬
‫باليوم ‪......‬وآخر رسالة وصلته صورة نتيجتها‬
‫شعر بالخوف‪...‬من حديث نوف‬
‫صا ال يعرفانه من ورائهم‬ ‫يخشى من أن تفعل وتحب شخ ً‬
‫ويستدرجها ذلك الغريب للهاوية!‬
‫ولكن هو حقيقةً ال يلهو وال يستدرج ابنت عمه‬
‫حقيقةً رغبته بها صارمة ومل ّحة بال ُحب الحقيقي‬
‫مسح على رأسه سمع رنين هاتفه من جديد‬
‫ما زالت تتصل لن تهدأ إال بعد ان يُجيبها!‬
‫أجاب بهدوء‬
‫سمع صوتها‪ :‬ال كان رديت‪.....‬مو من جدك بندر؟‪...‬تحقرني كذا‬
‫عشان االختبارات‪......‬‬

‫بندر بهدوء‪ :‬ما عندي وقت للمكالمات‬

‫شيخة فتحت عيناها على اآلخر‪ :‬طيب خلصنا اختبارات‪......‬‬

‫بندر بجدية‪ :‬األفضل نبتعد عن بعض لين ما يصير بينا شي‬


‫رسمي‪....‬‬
‫شيخة بشهقة‪ :‬هأأأأأأأأ‪...‬من جدك تتكلم؟‪.....‬بندر شفيك‪....‬‬

‫بندر مسح على رأسه وبشتات‪ :‬األفضل كذا‪.....‬‬


‫شيخة بحساسية الموضوع‪ :‬قول ما بيك وخًلص‪...‬‬
‫بندر فجأة تحولت نبرته للعصبية‪ :‬يا ربببببببببببي ‪.......‬انا ما‬
‫قلت كذا‪.....‬‬
‫شيخة بنبرة بكاء‪ :‬مليت مني صح؟‬

‫بندر ‪ :‬مو صاحية شيخوه‪....‬جالسة تقوليني أشياء ما‬


‫قلتها‪.......‬قلت لك نبعد لين يصير شي رسمي افضل‪....‬‬

‫شيخة بانفجار بالبكاء‪ :‬طيب انا ماقدر ابعد عنك على األقل‬
‫نتواصل على الوات‪.....‬‬
‫بندر سكت‬
‫واكملت‪ :‬بندروه ال تخليني اكرهك‪.....‬وهللا ما صدقت على هللا‬
‫اخلص من سالفة سلطان ال تخليني اندم‪.....‬‬

‫بندر بلل شفتيه واردفت هو يحاول أال يبتسم‪ :‬ما عرفتك وانتي‬
‫تحبيني هالكثر‪.....‬‬

‫شيخة مسحت دموعها كالطفلة‪ :‬أي أي ارجع مثل ما انت عليه‬


‫‪...‬مجنون‪...‬ومرجوج‪......‬ال تسوي لي فيها ثقيل‪........‬‬

‫وبنبرة تقلّد فيها صوته‪ :‬ما نكلم بعض لين يصير بينا شي‬
‫رسمي‪.......‬‬
‫وبهجومية‪ :‬من زين صوتك عاد‪.....‬اجلس اسمعه أربعة وعشرين‬
‫ساعة‬

‫بندر مات ضحكًا على تقلب مزاجها في الثانية الواحدة‪ :‬فيك‬


‫انفصام انتي؟هههههههههههههههه‬

‫شيخة ‪ :‬أي بكيفي‪.....‬ال تقاطعني‪....‬عشان م‪...‬‬


‫قاطعها بجدية‪ :‬شيخوه‪.......‬لم ما اكلمك ما يعني اني ما ابيك يا‬
‫فهيمة انتي‪.....‬‬
‫شيخة بنبرة استهبال وواقعية مشاعرها‪ :‬طيب ادري بس شفّهم‬
‫قلبي المشتاق‪....‬‬

‫بندر اتسعت ابتسامته وعينيه‪ :‬انتي شيخوه اللي اعرفها وال وحده‬
‫ثانية‪......‬‬
‫شيخة باندفاع‪ :‬أي عمتك شيخة اللي تعرفها‪.....‬‬
‫بندر ‪ :‬هههههههههههههه جنيتي؟ انتي؟لهدرجة بُعدي عنك‬
‫جننك‬

‫شيخة خجلت من حديثه حكّت جبينها‪ :‬كل تبن‪....‬ال تسوي فيها‬


‫آخر حبه‪......‬‬
‫بندر بصدمة‪ :‬الحين انتي وش تبين توصلين لي‪....‬‬

‫شيخة هدأت ً‬
‫قليًل تشعر أنها بدأت تهاجمه بكلمات وجمل متناقضة‬
‫‪....‬ومتداخلة في بعضها البعض‬

‫تحدثت بهدوء اخافه حقيقةً‪ :‬ابي أوصل لك ُحبي‪.....‬‬


‫بندر سكت‪.....‬نظر لمن حوله ‪ :‬شيخة انتي تعبانة؟‬

‫شيخة بجدية ‪ :‬بس عشاني شرحت لك ُحبي صرت مجنونة‬


‫وتعبانة‪...‬وفيني شي‪.....‬بندر انت مو مستوعب‪.....‬قد ايش احبك‬
‫‪....‬احسك ماخذني على قد عقلي‪....‬وتسلك لي من ناحية‬
‫المشاعر‪....‬‬

‫بندر شعر برعشة من حديثها وبخوف قال‪ :‬ال وهللا‪....‬بس مو‬


‫متعود على اسلوبك هذا‪.....‬‬
‫شيخة ترقرقت عيونها بالدموع‪ :‬لألسف‪.....‬خليتني ضعيفة‬
‫بحبك‪.......‬وما صرت اقدر على بعدك يا بندر‪....‬بس انت مو‬
‫مستوعب هالشي‪.....‬‬
‫بندر ‪ :‬قلت لك اكلم ابوي وخًلص‪....‬ما نطول هالسالفة‪...‬‬

‫شيخة بغصة‪ :‬سو اللي تبيه باي‬

‫أغلقت الخط في وجهه وبكت‬


‫بينما هو مصدوم من تأجج مشاعرها‪...‬وحديثها‪....‬ولكن اعطته‬
‫الضوء األخضر‬
‫حقيقةً لن يتناوى في الحديث مع ابيه هذه الليلة لن يطيل األمر‬
‫ابدًا!‬
‫بينما هي بكت ثم مسحت دموعها وهي تكرر‪ :‬مالت عللللللليك‬
‫هي ليست متناقضة ولكن هذي هي طريقتها في التعبير عن‬
‫مشاعرها ‪......‬لناحيته‪.....‬تُدخل الجمل والكلمات في بعضها‬
‫البعض‪.....‬حتى الطرف اآلخر من الممكن ال يفهمها وال يفهم ما‬
‫تريده! او يُسيء فهمها‪....‬بشكل سريع‬
‫‪.................................................. ..............‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الوضع بات فوضى ‪......‬مشتت‪....‬قلوب خائفة ‪.....‬وعيون‬
‫حائرة‪ُ .....‬منذ اتصاله عليها وهي لم تذق النوم ‪......‬لم يهدأ لها‬
‫بال‬
‫خائفة من هذا السكون كانت تنتظر فضيحتها تصبح على كل لسان‬
‫تنتظر لحظة انهيار حصة ‪.....‬تنتظر لوم ايًلف لها‪...‬‬
‫تنتظر انتقام أهلها ألخذ الثأر منها وغسل العار الذي جلبته‬
‫باتت باهتة خائفة من مًلحقة الماضي‬
‫لم تستطع أن تكبح مشاعر القلق‬
‫رسلت له‬
‫(جورج صار شي يديد؟)‬
‫‪..................................................‬‬

‫حقيقة تلك الرسالة وترت حياته كلها‪....‬وبُعد أخيه‬ ‫ً‬ ‫بينما جورج‬
‫عنه وتأخر أمور التصدير واالستيراد للبضائع‬
‫ووقوف حركة النقل الداخلية كل هذه األمور اشعرته بالعجز‬
‫كان ينتظر صدمة أخرى تهديد آخر خًلل هذه األيام ولكن‬
‫لم يرى سوى الهدوء‬
‫حتى أخيه ُمراد بات هادئ ًا رغم تزعزع األوضاع هناك اخبره بكل‬
‫شيء وامره بان يتدخل في االمر بنفوذه ويبحث عن نور ولكن‬
‫رفض من ان يتدخل بقوله‬
‫(مابدي ادخل في أي شي بيخص امير ألنوه ئصتي معوه ِخلصت‬
‫من زمان)!‬
‫فأدرك ُمراد أنان ّية أخيه في هذا األمر‬
‫ولكن التمس خوفه من الشخص الذي يهدده بابنته حتى به اتصل‬
‫عليه ذات يوم يخبره(تعال انا بحاجة إللك كتير ‪ ،‬مشان هللا تعال‬
‫واتروك أمير ونور)‬
‫مراد احتار هل يترك ماكس في معمعة االحداث هل يترك ابنته‪،‬‬
‫ولكن شعر بخوف جورج مهما كان انان ًيا هو بحاجته‬
‫ً‬
‫اآلن‪.....‬وحقيقة ليس له غنى عنه فهو أخيه الوحيد الذي وقف‬
‫معه في ازماته بغض النظر عن حقده لناحية امير وانانيته لناحية‬
‫نور!‬
‫فهو لم يسبق‬
‫له سماع نبرة الخوف تلك منه عليه ان يعود ويرى امر هذا‬
‫التهديد لكي يُجبر أخيه بعد ذلك بنفوذه يبحث عن نور بسهولة!‬
‫ويصبح له مدينًا ‪....‬لكي ال يرفض له طلبًا!‬
‫عاد إلى المانيا باألمس ولكن لم يأتي إليه قرر أن يأتي اليوم‬
‫لرؤيته ولحل االمر!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما جورج‬
‫سمع نغمة خاصة للرسائل سحب هاتفه نظر للرغم ادرك انّ هذه‬
‫الرسالة من دالل‬
‫قرأ رسالتها‬
‫فارسل بهدوء‬
‫(ما صار شي)‬
‫ورمى هاتفه واغمض عينيه‪ ،‬يريد الهروب من هذا الخوف‪....‬ال‬
‫يدري لماذا هو خائف من إزاحة الستار عن عينين ايًلف‬
‫ال يدري لماذا!‬
‫‪.................................................. .................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانتا غارقتا في النوم‪......‬خًلل هذه األيام القليلة شرحت كل‬
‫منهما لألخرى عن همومها التي تُثقلها في المشي وتُثقل عليها‬
‫لذة العيش‬
‫كلتاهما انصدمتا مما حدث لألخرى‬
‫كلتاهما شعرتا انهما متشابهتين باختًلف االحداث التي عاشتاها‬
‫طبطبا على بعضهما البعض‪.......‬وبكى معًا‪...‬واحتضنا‬
‫بعضهمل‪......‬وحاوال ان يمررا ايامهما بهدوء‪....‬بعد جولة‬
‫االنهيار واالعترافات الثقيلة‪...‬‬
‫خاصة موضوع زواج نور وانجابها ‪.....‬كان كالصفعة على وجه‬
‫ايًلف ولكن ادركت ان ما حدث لها وطئه اقل بكثير مما حدث لنور‬
‫وشدّة وطئه عليها!‬

‫‪........................................‬‬
‫سمعت صوت المنبّه ‪ ،‬شعرت بثقل على ساقيها‬
‫انقلبت وصدمت في كتلة صلبة وادركت انها بجانبها‬
‫تمللت وتأففت‬
‫أغلقت صوت المنبه وركلت رجلها‬
‫وهي تقول بصوت مشبّع بالنوم‪:‬‬
‫ايًلااااااااااااف‪.....‬ايًلاااااااااااااااافوه‪.. .....‬ايًلف‪....‬‬
‫وابعدت نفسها من على الوسادة وحدّقت في ايًلف‬
‫جلست على السرير ازاحت اللحاف من على جسدها وسحبت‬
‫لحاف ايًلف ورمته على األرض وهي تهزها‬
‫‪:‬ايًلااااااافوه‪....‬قومي‪......‬وش هالنوم الثقيل‪......‬قومي‪....‬‬

‫ايًلف سحبت الوسادة ووضعتها على رأسها وركلت برجلها‬


‫رجلي نور‪ :‬خليني اناااااااام‪.....‬‬

‫نور سحبت الوسادة ورمتها على األرض وضربت‬


‫كتفها‪:‬قومي‪.....‬اليوم مستحيل تغيبين صار لك يومين ‪.....‬وهللا‬
‫بفصلونك‪.......‬يكفي رسلوا لك رسالة‪........‬قومي‪....‬‬

‫ايًلف استلقت على ظهرها وفتحت عيناها بصعوبة‬


‫‪:‬فيني النوم ‪...‬ما نمت زين‪....‬مابي اروح‪...‬‬
‫نور نهضت من على السرير‬
‫وسحبت ايًلف من قدميها حتى سقطت على األرض وارتطم‬
‫جسدها باالرضية‬
‫صرخت ايًلف‪ :‬يا حمممممممممممممممممــ‪..........‬مينونة؟‬
‫ومسكت ظهرها ضحكت نور وكأنها لم تكن تلك الفتاة الحزينة‬
‫التي بكت يومين متتاليين من شدّت ألم قلبها وخوفها من أمور‬
‫كثيرة‬

‫‪:‬هههههههههههههه وهللا بداومين‪....‬‬


‫وقفت ايًلف‬
‫أبعدت شعرها عن وجهها ثم جلست على طرف السرير تحدثت‪:‬‬
‫ما ابي اشوفه مالي ويّه‪....‬‬

‫نور بجدية جلست بالقرب منها طبطبت على يدها‪ :‬حبيبتي ايًلف‬
‫انتي رايحة تدرسين مو رايحة تقابلين طارق‪......‬حرام‬
‫عليك‪.......‬تضيعين مستقبلك‪......‬انسي اللي صار‪....‬‬

‫ايًلف اجتمعت الدموع في عينيها ونظرت لنور‪ :‬مو قادرة‬


‫انسى‪....‬‬
‫نور بانفعال‪ :‬تكفين ال تبكين حنا وعدنا بعض امس نوقّف بكى‬
‫بس‪....‬ال تبكين‪.......‬‬
‫ايًلف اخذت نفس عميق وحدّقت بالسقف‪ :‬مستحية وايد منه كيف‬
‫بطالع في ويهه‪.....‬كيف بطالع فيه‪...‬شافني وذاك الحمار يتحرش‬
‫فيني قدامه‪....‬متخيله هالشي قدامه‪....‬‬

‫تهون عليها‪ :‬قولي الحمد هلل ما صار اكبر من‬


‫نور ّ‬
‫كذا‪......‬والمفروض تشكرينه على اللي سواه‪.....‬هو ما سمح له‬
‫يك ّمل عليك الناقص‪...‬وبعده عنك وحماك‪.....‬‬
‫ايًلف هزت رأسها ولم تتحمل بكت‪ :‬مابي اشوفه‪....‬‬
‫نور احتضنتها‪ :‬ال تشوفينه‪.....‬حاولي تركزين حاليا على دراستك‬
‫‪...‬والطريق اللي يمشي فيه ‪.....‬ال تمشين انتي فيه ‪....‬روحي في‬
‫طريق ثاني‪.....‬بس تكفين قومي روحي ال يفصلونك‪....‬‬

‫ايًلف هزت رأسها برضى‬

‫وبمرح اردفت نور‪ :‬وخًلص ‪...‬من يوم ورايح بنام على‬


‫االريكة‪....‬ما تحمل‪....‬رفسك‪......‬وضربك لي ‪....‬باليل‬

‫ايًلف نهضت وهي تسحب المنشفة من على الكرسي‪ :‬وهللا أنج‬


‫جذابة‪.........‬انا ما ارفس احد‪....‬وانا نايمة‪....‬‬

‫نور بدأت بترتيب الغرفة‪ :‬أي ‪....‬حيل ما ترفسين‪...‬انقلعيييييي‬


‫تروشي بس‪....‬‬

‫ايًلف فتحت الدوالب‪ :‬باقي وقت انتي مقعدتني مبجر‪...‬‬


‫ثم التفتت عليها‪ :‬صج شنو بسوين بدوني‪....‬‬
‫نور سحب اللحاف الذي رمته على األرض‪ :‬ببحث عن شغل‬
‫مناسب ‪.......‬وبروح اسجل في النادي اللي قلت لك‪....‬‬

‫ايًلف بصدمة‪ :‬يعني انتي مصممة ‪....‬مينونة؟‬


‫نور ضحكت‪ :‬ههههه ليش مفجوعة كذا‪...‬‬
‫ايًلف خرجت لها ملبس مناسب‪ :‬ما تخ ّيل شكلج معضلة‪.....‬‬
‫نور رمت عليها الخدادية‪ :‬منو قال لك ابي اعضّل‪....‬‬

‫ايًلف ‪ :‬يعني بتفهميني ما راح يعطونك بروتينات وهرومونات‬


‫و‪...‬‬
‫قاطعتها‪ :‬ال‪....‬انا ابي بس اتمرن واض ّيع وقت واقوي عضًلتي‬
‫افرغ طاقتي‬
‫وعظامي‪........‬واتعلم البوكسين بس كذا عشان ّ‬
‫السلبية‪....‬‬
‫ثم نظرت اليًلف وهي تلعب بحواجبها‪ :‬عشان اكفخك على أصول‬
‫واساسيات بعدين لم نتضارب‪...‬‬
‫ايًلف التقفت من على األرض الخدادية ورمتها على نور‬
‫‪:‬حقيييييييييرة‬

‫نور بجدية ‪ :‬روحي اتجهزي‪.....‬‬


‫ايًلف مشت خطوة للخًلء ثم أبعدت خصلة من شعرها بغرور‪:‬‬
‫سوي لي فطور‪....‬‬

‫ثم أغلقت باب الحمام سري ًعا عليها‬


‫نور بصوت عالي‪ :‬اكلييييييييييييي هواء‪......‬جدا مفيد وبدون‬
‫سعرات‪....‬‬
‫ضحكت ايًلف على ردها‬
‫بينما نور سحبت هاتفها الجديد الذي اشترته باألمس‬
‫اخذت تبحث عن فرص عمل بسيطة ال تتطلب أي شهادات‬
‫هي رأت واحدة ولكن مترددة ولم تخبر ايًلف عنها‬
‫ظهرا‬
‫ً‬ ‫وظيفة صباحية تبدأ من الثامنة صبا ًحا حتى الواحدة‬
‫كجليسة أطفال ولكن تشعر بالتردد من القدوم عليها‬
‫ولكن ال مجال لها حقيقةً عليها ان ترى لها اية وظيفة‬
‫تحرك المال الذي بحسابها ‪....‬تريد أن ترى وضعها قبل كل‬ ‫لن ّ‬
‫شيء‬
‫خرجت من الغرفة وهي مقررة في‬
‫امر الذهاب واالشتراك في النادي الرياضي للمًلكمة فجأة قررت‬
‫االلتحاق به تشعر انّ حياتها تتطلب‬
‫ان تكون على معرفة في كيفية الدفاع عن نفسها‬
‫ستشارك في هذا النادي ولكن بعد أن ترتب أوضاعها ستشارك‬
‫فيه!‬
‫رتبت الشقة بينما ايًلف بدأت تتج ّهز للذهاب إلى الجامعة‬
‫خرجت ونظرت لنور التي ما زالت تنظف بعثرت األشياء التي‬
‫احداثها باألمس‬

‫ايًلف‪ :‬نور يًل بطلع‪......‬‬


‫نور بتردد‪ :‬ايًلف لقيت شغله بس مترددة فيها‬

‫ايًلف‪ :‬شغلة شنو؟‬


‫نور وقفت واتجهت لناحيتها‪ :‬أكون جليسة أطفال‪.....‬‬

‫ايًلف سكتت ثم اردفت‪ :‬اذا الراتب زين ما قول لج ال ‪.......‬اهم‬


‫شي الراتب‪...‬‬
‫نور ضحكت‪ :‬هههههههههه تحبين الفلوس‪....‬‬
‫ايًلف ابتسمت‪ :‬ما في احد ما يحب الفلوس‪....‬‬
‫نور بقلق‪ :‬يعني اروح للعايلة‪...‬واقابلهم‪....‬‬
‫ايًلف ‪ :‬أي روحي‪....‬فرصة وجاتج على طبق من ذهب وانا بعد‬
‫بسال عن وظايف جذه بسيطة‪....‬تناسبج‪.....‬وما تطلّب شهادات!‬

‫نور هزت رأسها‪ :‬تمام يًل روحي ال تتاخرين‪...‬‬


‫ايًلف بهدوء قبلت خدها‪ :‬انتبهي على نفسج‪.....‬وتركت لج‬
‫‪....‬نسخة لمفتاح الشقة بتشوفينه بالدرج‪...‬‬
‫هزت نور رأسها بينما ايًلف خرجت‪...‬‬
‫نور بتفكير‪ :‬نأجل موضوع النادي ونرح نقابل هالعيلة‬
‫ثم سحبت نفسها لترتدي من مًلبس إيًلف‬
‫وبعد دقائق عدّة خرجت متج ّهة للعنوان التي تتبعه من خًلل‬
‫هاتفها كانت خائفة ولكن ال تريد ان تبقى هكذا بًل دراسة وبًل‬
‫عمل‬
‫إن بقيت في الشقة دون عمل ستجن من شدّت تفكيرها لذا هي‬
‫مصممة على العمل!‬
‫‪.................................................. .‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في غضون هذه األيام عاش صراعًا ما بين توقفه عن االنتقام وما‬
‫بين ختامه كما خطط‬
‫ايًلف لم يحصل لها أي ضرر إلى اآلن‬
‫سيحمد هللا على ذلك‬
‫لن ينكر أنّه تأثر بـ شكلها ‪ ،‬واستوعب خطورة اشتراكه مع هؤالء‬
‫القتلة ولكن استعاد وعيه‬
‫واستعاد حقده من جديد‬
‫سيسدد هدفه األخير‬
‫ُمراد لم يعد الحارس الشخصي لجورج فبعد ان اثار الشكوك‬
‫والظنون بينهما يستطيع اآلن أن يلعب على المكشوف كما خطط‬
‫كان مخطط ايضًا في اثارة الفتن بينه وبين ابنته ولكن اآلن وبعد‬
‫ما حدث اشاح بنظره عن ذلك‬
‫خًلل هذه الثًلثة األيام بعد ان تأكد من بُعد مراد عن أخيه‬
‫اتى إلى ألمانيا‬
‫للقياء جورج ووضع النقاط على األحرف لن يبقى خلف الستار‬
‫لفترة طويلة لن يبقى ابدًا‬
‫لبس بذلته الرسمية‬
‫انزل من على عينيه نظارته الشمسية وقف بسيارته امام المقر‬
‫الرئيسي لجورج‬
‫ابتسم بسخرية على فخامة المبنى‬
‫لم يخاف من فكرة الموت هنا بل مندفع في انتقامه‬

‫دخل استقبله السكرتير األلماني اخبره عليه ان يقابل جورج اآلن‬


‫ولكن‬
‫اخبره بأن يبقى هنا‬
‫دخل السكرتير اخبر جورج‬
‫عن مجيء رجل يريد مقابلته ورفض‬
‫فخرج معتذرا ولكن طارق نهض بشكل منفعل وفتح الباب بطريقة‬
‫مستفزة وتبعه الرجل ليوقفه‬
‫ولكن ما إن لمس يده حتى امسك بها ولواها لتصبح بعدها خلف‬
‫ظهره‬

‫رفع جورج رأسه منصدم من هذه الفوضى ومن تجمع رجاله‬


‫بسرعة على الرجل الممسك بسكرتيره‬
‫جميع رجال جورج أشاروا لطارق بمسدساتهم لناحية رأسه‬
‫ازدرد ريقه جورج‬
‫أشار لهم(مترجم)‪ :‬اخفضوا اسلحتكم‪....‬‬

‫انصاعوا ألمره ‪،‬‬


‫جورج بصوت هادئ ‪ :‬اتركوه‬
‫طارق دفع السكرتير عنه وأشار جورج غمز لهم بعينيه‬
‫بمعنى(طلعوا برا)‬
‫انغلق الباب على جورج وعلى طارق‬
‫طارق جلس ببرود على الكرسي ونظر لجورج‪ :‬انصدمت صح؟‬
‫جورج بنرفزة وعصبية‪ :‬شو بدّك‪.....‬شوف خليني ئولك‪......‬لو‬
‫جايني مشان ترجع على شغلك‪...‬ما راح ارجعك ‪...‬لو جياني‬
‫مشان مصاري‪...‬ما راح اعطيك‪....‬اي شي‪...‬‬
‫طارق ‪.....‬نهض بنرفزة‬
‫حقيرا ومتمسكًا بـ أال يكسر‬
‫ً‬ ‫جورج ما زال‬
‫ضرب بيده على الطاولة‪ :‬وانا جاي آخذ روحك‪...‬‬
‫جورج بعدم استيعاب‪ :‬طاااااارق‪.....‬اطلع برا‪....‬‬
‫طارق بخبث مسح على ذقنه واخرج من مخبأ بدلته الرسمية‬
‫صورة إليًلف ‪.....‬وهي في الحرم الجامعي‬
‫ابتسم‪ :‬اخبار بنتك إيًلف؟‬
‫واقترب اكثر من جورج‪ :‬لحد الحين ما وصلها خبر الحقيقة؟‬
‫جورج إلى اآلن لم يستوعب األمور‬
‫تحدّث طارق ‪ :‬كنت ناوي أقول لها انك ابوها‪.....‬واخليها تحقد‬
‫عليك‪...‬وتاخذ حقي منك ‪......‬بس لآلسف ‪....‬حسيت انها‬
‫تحرش فيها إدوارد‪...‬‬
‫مسكينة‪.....‬واخذت عقابها مبجر‪.....‬بعد ما ّ‬

‫فتح جورج عينيه على اآلخر‪......‬استوعب ً‬


‫قليًل االمر انقض على‬
‫طارق ‪ :‬يا حقيييييييييييييييير‪....‬‬
‫طارق اخرج سري ًعا مسدسه‪ :‬المسني‪...‬وربي ما راح اتردد في‬
‫قتلك‪....‬‬
‫جورج توقف سريعًا وابتعد‬
‫طارق اكمل بانتصار‪ُ :‬مراد وخلصنا منه‪........‬وما صار يحوم‬
‫افرق بينك وبينه عشان‬‫عليك مثل الجلب عشان يحميك‪......‬قدرت ّ‬
‫هاللحظة‪....‬الحلوة‪......‬وبنتك‪...‬صارت مثل اللعبة بيدي‪....‬وتثق‬
‫فيني‪.....‬‬
‫جورج ازدرد ريقه‬
‫فهم كل شيء‬
‫من يهدده طارق‬
‫من يحاول أن يسلب راحته طارق‬
‫تحدث‪ :‬لشو حتى تعمل فيني كل هيدا؟‬
‫طارق بحقد‪ :‬سجنتني بًل حق‪.....‬‬
‫جورج ‪ :‬هيدا انتّا اطلعت ‪...‬و‬
‫قاطعة بحقد وهو يشد على سنانه‪ :‬سجنتني سنتين‪......‬مات‬
‫اخوي‪.....‬امي كرهتني‪.....‬والسبب انت‪....‬بس عشان تحمي‬
‫اخوك‪.......‬‬
‫جورج ازدرد ريقه وانعقد لسانه ال يعرف كيف يبرر له‬
‫طارق اقترب منه‪ :‬كنت تظن بمرر لك ‪....‬الموضوع‬
‫‪......‬ال‪......‬كنت انتظر اللحظة اللي اصير فيها ُحر‬
‫عشان‪.......‬آخذ حقي منك‪.....‬‬

‫جورج بخوف ولكن حاول أن يخفيه‪ :‬طارق‪.....‬أنا وئتها ما كنت‬


‫افكر انه‪....‬‬

‫قاطعه بصرخة‪ :‬ما تفكر ايش؟‪....‬‬


‫جورج أشار له‪ :‬طارق‪...‬مشان هللا اهدا‪.....‬انا راح اعوضك عن‬
‫كل شي‪....‬‬
‫طارق ضحك بخبث‪ :‬هههههههههههههههههههههه تعوضني؟؟‬
‫وبنبرة حاقدة‪ :‬بعد ما تسبب في موت اخوي تعوضني‪...‬‬
‫جورج بتبرير‪ :‬انا ما قتلته‪...‬‬

‫طارق بصرخة‪ :‬مااااااااااااات‬


‫مقهوووووووووووووور‪....‬وزعًلن مني‪....‬‬

‫جورج‬
‫مذعورا من طارق‪ ،‬الذي بدأ وجهه يحمر وتبرز‬ ‫ً‬ ‫حقيقةً اصبح‬
‫عروقه من شدّة صراخه‬
‫‪:‬طارق‪......‬دخيل هللا ‪...‬اسمعني للحظة وبس‪...‬‬
‫طارق اقترب منه‪ :‬انا مو جاي عشان اسمعك‪....‬انا جاي اترك لك‬
‫بصمة في حياتك وامشي‪....‬‬
‫جورج فتح عينيه مذعور‬
‫طارق بدون أي تردد رفع مسدسة والذي يحتوي على كتم الصوت‬
‫تحدث بتهديد‪ :‬لو تشتكي علي بعد ما اطلع اقسم لك باهلل‪.....‬ايًلف‬
‫ما راح تكون بخير‪......‬‬
‫جورج ارتجفت بداخله كل خًلياه‬
‫جورج نطق‪ :‬ططططــ‬
‫لم يمهله اطلق النار على ساقه األيمن‬
‫وبشكل سريع وقبل ان يسقط اطلق النار على رجله اليسرى‬
‫حتى صرخ جورج واتى بالقرب منه وهو يضع المسدس على‬
‫جبينه ويضحك بسخرية‪ :‬شي بداخلي يصرخ يقول لي موته‪....‬‬
‫جورج بوجع جاثل على ركبتيه‬
‫وانفاسه باتت مسموعة‬
‫وعرق جبينه‪ :‬ممممممممشششــ‬
‫طارق بتلذذ من رؤيته هكذا خائف وعاجز‬
‫‪:‬اششششش‪.......‬‬
‫جورج اغمض عينيه بخوف وما زال يشد بالمسدس على جبينه‪:‬‬
‫خايف من الموت؟‬

‫ضحك طارق بجنون ‪.......‬وانفتح الباب بشكل مفاجأ وصادم‬


‫لطارق وجورج‬
‫وفجأة سمعوا صوت اطًلق نار‬
‫وصوت ُمراد يرتفع وهو يتنفّس بشكل سريع وبصوت مسموع‬
‫بعد ان اخبره السكرتير بما حصل بعد وصوله شك باألمر سحب‬
‫سًلحه وفتح الباب على مصرعيه بقوة‪ :‬وشكلك انت هوايه‬
‫مشتاق للموت يا حيوان!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لكل بداية نهاية‬
‫وجميعنا نهايتنا الموت!‬
‫‪.‬‬
‫متوترا أمير ترك على عاتقه ثقل ‪....‬ثقل الشركات‬
‫ً‬ ‫ما زال‬
‫واألموال وثقل تعبه‪...‬وهروب نور‬
‫كان ينظر لجولي‪....‬وينظر لخطيبته ‪.....‬تحاول أليكسا ان تخفف‬
‫عنه ولكن ما زال يشعر بالضغط‬
‫تحدثت‬
‫سندرا متسائلة‬
‫‪:‬نور وينها؟‬
‫سكتوا جميعهم ‪....‬لماذا بدأت تسال عنها هل آلفة الجلوس معها‬
‫ثوان! ام شعرت أنها جزء منها‬ ‫ٍ‬ ‫في غضون‬
‫مسحت على شعرها جولي‬
‫‪:‬سافرت وراح ترجع‪...‬‬
‫ماكس اغمض عينيه وش ّد عليهما‬
‫اليكسا طبطبت عليه‬
‫‪:‬حبيبي‪.......‬ئوم ريّح لي بالك ‪......‬ئوم نام‪....‬لو ساعة‬
‫وحدي‪....‬‬
‫ماكس ‪ :‬ما فيني‪....‬‬
‫اليكسا تنهدت بضيق‬
‫سمعوا رنين ماكس‬
‫اليكسا سحبته من على الطاولة وناولته إياه‬
‫ماكس بتعب‪ :‬ما بدي ارود‬

‫نظرت للرقم واالسم‪ :‬المستشفى‪...‬‬


‫ما إن قالت كلمتها حتى سحبه ونهض يجيب على الطبيب‬
‫سمعه يتحدث ‪...‬يخبره عن امر‪....‬‬
‫لم يصدق ما سمعه‪.....‬شعر باضطراب مشاعره‪.....‬‬
‫اغمض عينيه يريد ان يستوعب‬
‫همس (مترجم)‪ :‬أعد ماذا حدث ألمير؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫انتهى‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أول مرة اسويها قفلتين في بارت واحد(‬

‫ال تحرموني من ردودكم ‪......‬وتقييمكم‬

‫راح اتحمس اشوف تفاعلكم‬

‫ودعواتكم لي يا غاليين‬

‫تحياتي شتات‬

‫البارت العشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫طرق المقطوعة ‪....‬واألنفس المخطوفة‪......‬وتعالي‬ ‫هُناك في ال ُ‬


‫األصوات المزعجة‪.......‬هفوات‪......‬تمتزج ما بين االنتقام‬
‫واالنانية ‪.....‬ترقص على لهب اإلكراه وال ُحقد‪.....‬تُلهب جراحا ٍ‬
‫ت‬
‫سابقة وتجد ُد عزائها من جديد‪.....‬تقطع آمال العيش‬
‫ارواح عشوائية‪......‬تسفك دماء كثيرة بًل‬‫ٍ‬ ‫بسًلم‪....‬تخطف‬
‫ذنب‪.......‬تُجبر ال ُجدران الص ّماء على النطق‪....‬واالقتراب ليكمن‬
‫االختناق في احتضان تلك األجساد الضعيفة‬
‫التي ملّت من ُحزنها الشديد وسوداو ّية أحداثها التي ال تنضب!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استقرت في‬
‫ّ‬ ‫تعالت األصوات‪ ،‬وتبادال إطًلق النار إحدى الطلقات‬
‫استقرت في كتف إحداهما‬ ‫ّ‬ ‫الجدار القريب من الباب واألخرى‬
‫شعر بمرارة حرارتها‪ ،‬شعر لوهلة بتوقّف الزمن‬
‫شهق بعمق ولم يستطع ان يُزفر الهواء من داخل رئتيه آلمته‬
‫الرصاصة وآلمتهُ الذكريات‬
‫اخت ّل اتزانه وخطى خطوات عشوائية للوراء كاد يسقُط ولكن‬
‫استند بيده على طاولة المكتب‬
‫تحدث اآلخر‬
‫تتجرأ وتجي على موتك‬ ‫ّ‬ ‫بكره شديد‪ :‬أريد افتهم شي واحد‪....‬كيف‬
‫برجلك‪...‬هاااا‪....‬‬

‫لم يستطع أن يُجيبه‪......‬ولكن في الحقيقة ‪(.....‬االنتقام) هو من‬


‫قادهُ إلى هاوية الموت ‪...‬هو من قادهُ إلى اشتعال س ُحب الذكريات‬
‫بًل توقف‪...‬تدفقت أمام عينيه بشكل سريع‬
‫صورة ‪...‬والدته‪....‬اخيه‪...‬وحتى ايًلف‪...‬ال يدري لماذا ولكن أتت‬
‫في هذه الثانية الواحدة من األلم ما بين ذكرياته ال ُمرعبة!‬
‫عض على شفتيه وضغط بيده على مكان اإلصابة‬ ‫ّ‬
‫تحدث جورج وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة‪ُ :‬مراد‪...‬‬

‫وعى أخيه على وضعه المخيف وإلى الدماء التي باتت تغطي‬
‫رجليه بكثافة مخيفة‬
‫هرع إليه ثم صرخ باأللمانية (مترجم)‪ :‬اطلبوا اإلسعاف‬
‫ثم التفت على طارق وعينيه تجحدان من شدّت الغضب والحقد‪:‬‬
‫وانت باذن هللا بتكمل باقي حياتك بالسجن‪...‬‬
‫هنا جورج وضع يده على كتف أخيه برجاء‪ :‬ال يا مراد ‪...‬مابدي‬
‫اسجنوه مرة تانية‪....‬‬

‫ابتسم بسخرية رغم اآلالم المشتعلة بداخله ‪ ،‬فهم أنّ سجنه ال‬
‫يُعني راحته األبدية ‪....‬فهناك حلقة متصلة به‬
‫كما ف ّهمه ‪*....‬ايًلف* هي الحلقة المشتركة بينهما‪.....‬إن أحدث‬
‫ضررا له سيحدث لها اضعاف ما سيفعله به!‬
‫ً‬
‫فهم قاعدته‪.....‬فهم جنونه‪....‬‬
‫مراد اسند أخيه على كتفه‪ :‬بعدين نتفاهم على هيج موال‬
‫حقير‪.....‬‬
‫ثم رمق طارق الذي سحب رجليه بصعوبة ليخرج من المكتب‬
‫ما إن وصل للباب التفت عليهما قائًل‪ :‬اخذت انتقامي‬
‫منكم‪......‬تركت لك بصمة يا جورج لو شنو ما راح تقدر تمحيها‬
‫مثل ما تركت لي بصمة عجزت امحيها واتناساها‪....‬‬

‫ثم خرج وهو يجر جسده على قدميه بصعوبة يشعر بالتن ّمل واأللم‬
‫ّ‬
‫يحفزه على الضغط على الجرح اكثر‪.....‬ولكن‬ ‫وهذا الشعور‬
‫شعوره باالختناق ازداد‪.....‬وصعوبة تنفسه باتت واضحة من‬
‫خًلل صوته في سحب الهواء ولكن لم يهتم ‪.....‬تو ّجه لناحية‬
‫الباب الرئيسي‪....‬وهو يشعر بانتصاره ‪.....‬لن يقدر جورج على‬
‫المشي مرةً أخرى هو واثق من هذا االمر لن يقدر ابدًا‬
‫سدد رميته بالطريقة الصحيحة ‪.....‬كما تعلّم!‬

‫بينما مراد ساعد أخيه على ان يستلقي على األرض‬


‫بدأ جورج بالهذيان من شدّت األلم‬
‫تحدث‪ :‬ايًلف بنتي‪.....‬أأأأأممممــ‬

‫فهم ما يُريد ايصاله له تحدث بحده‪ :‬ال تكملها يا جورج‪....‬اصابتك‬


‫بسيطة‪.....‬وان شاء هللا بتعدي على خير‪....‬‬

‫جورج كاد يفتح فمه ليكمل ولكن أخيه مسح العرق من جبينه‪:‬‬
‫اإلسعاف بالطريق هدي من نفسك‪....‬‬
‫‪.....‬‬

‫ضباب‪.....‬بات كل شيء صعبًا في النظر إليه‪.....‬اقترب لعتبات‬


‫الدرج‪......‬ازدرد ريقهُ بصعوبة‪....‬‬
‫سمع رنين هاتفه ‪.....‬بنغمة ال تدل إال على وصول رسالة جديدة‬
‫سحبه من مخبأ يده وباليد الملط ّخة بالدماء‬
‫يشعر انّ الموت آن أوانه ‪...‬ال يريد أن يضيّع الفرص من يديه‬
‫اخذه هاتفه على ام ٍل من قراءة رسالة من والدته‪.....‬‬
‫صدم حينما قرأ اسم ال ُمرسل‬ ‫ولكن ُ‬
‫وفتح عيناه على اآلخر عندما قرأ الرسالة‬
‫(مترجم)‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫(اخذت المال‪....‬ولكن سأعاقبك على تًلعبك بنا‪...‬وتأخرك في‬


‫الدفع لشهور عدّة‪...‬وعدم التزامك بالعقود التي بيننا‪......‬عالمنا‬
‫كما تعلم‪...‬مليء بالقوانين‪....‬ومليء بالظًلم‪.......‬اخبرتك أن‬
‫حذرا في أمور كثيرة ‪.....‬افشيت لك عدّة اسرار خفية‬ ‫تكون اشد ً‬
‫عنَّا لتفهم صعوبة تفكيرنا‪....‬ولكن هذا االمر آل بنا الى استهزاؤك‬
‫بكل األشياء المرتبطة حولنا‪......‬حتى بك تهاونت في أمور كثيرة‬
‫أهمها دفع المال‪.....‬دعني اخبرك‪...‬اسمك اصبح المعًا في عالم‬
‫‪……deep web…..‬ليس بالخير‪.....‬بل تم التشهير عنك‬
‫بالخيانة ‪....‬جميع شركاؤنا يريدون االنتقام منك ولكن ال تقلق أنا‬
‫من تولّية مه ّمة قتلك!‪.....‬بينما حبيبتك‪.....‬لم اتنازل عنها‬
‫أبدًا‪....‬حقاا هي جميلة‪......‬واآلن)‪...‬‬
‫انتهت الرسالة واتت رسالة أخرى سريعة ‪.......‬فتحها‬
‫وفجأة أصبحت شاشة هاتفه سوداء ومظلمة‬
‫وبعد ثانية واحدة أتت عبارة تتوسطها باللون األحمر‬
‫تارة تختفي وتارة تظهر لمرأى عينيه‬
‫شعر بالغثيان‬
‫وهو يقرأ ببطء‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪(Game over‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظر لألمام‪ .....‬للمباني الشاهقة‪....‬لهدوء الشوارع‪.......‬وانشغال‬
‫المارة‪....‬ولقطرات المطر الخفيفة ‪....‬التي تتساقط على‬
‫كتفيه‪.......‬يفهم خزعبًلت ادوارد‪....‬يفهم ذلك‬
‫جيّدًا‪......‬سيقتلوه‪....‬ارتجفت شفتيه‪.....‬واغر ّقت‬
‫ّ‬
‫عينيه‪.....‬واهتزت جميع خًليا جسده‪.....‬ازدرد ريقه عشرات‬
‫يلتق‬
‫ِ‬ ‫المرات‪......‬دار بعينيه كالمغشي عليه ‪......‬سيموت دون أن‬
‫بوالدته ‪...‬سيموت وسيلحق بالضرر لنفس ال ذنب لها في كل‬
‫متاهات االنتقام‬
‫ادخلها في متاهات حقده‪......‬واآلن سيتركها لتدفع الثمن!‬
‫ثمن الًلشيء في هذه الحياة!!!‬
‫مشى خطوة واحدة ‪ ،‬مستسل ًما لكل ما سيحدث له‪......‬رفع قدمه‬
‫اليُمنى وهو على أمل أن ينجو من ُخبث ذلك الرجل‬
‫‪....‬‬
‫اآلن ح اقا ادرك خطورة التعاون مع رجال ال يعرفون هللا ح ّ‬
‫ق‬
‫سا عمي ًقا وكتمه‬
‫معرفته‪.....‬وال يوجد بهم أي ضمير‪......‬اخذ نف ً‬
‫بصدره ‪.....‬ليُزيد من وجعه اضعافًا مضاعفة‪.....‬رمش مرتين‬
‫بعينيه حائرتين من وخائفتين من معنى الموت العميق‪.......‬من‬
‫معنى العقاب والحساب‪.....‬ثم ولكي ال يُسهب في‬
‫التفكير‪.....‬اغمض عينيه وسحب رجله األخرى‪....‬متمت ًما بلسانه‬
‫ناطقًا الشهادة‬
‫ثم‬
‫خرج من دائرة النور بخطوته تلك وبشكل سريع وبلمح البصر‬

‫ض ّج المكان بصوت إطًلق النيران ‪...‬وسقط كردّة فعل مخيفة على‬


‫وجهه‬

‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫حان ويدين دافئة‬
‫ظًلم امتزج بالنور‪......‬صوت ٍ‬
‫عينين مترقرقتين بالدموع مترج ّية العون والمساعدة‬
‫صرخات ولوم بصوت رجل غاضب‬
‫جسد يرتجف ويبكي بعيدًا في الزاوية‪.....‬نظر لسرابهم‪.....‬نظر‬
‫لشحوب وجوههم‪.....‬‬
‫نظر لنفسه الباكية في الزاوية تنتحب ‪.....‬بصوت ُمرعب‪....‬‬
‫دارت حول نفسه بضياع ثم‪.....‬‬
‫‪........‬‬

‫مراد صرخ حينما رأى رأس أخيه يثقل على يديه‪.....‬‬


‫ولكن لم يُطيل هذا االغماء‬
‫ما إن ض ّج المكان بصوت اطًلق النار‬
‫فتح جورج عينيه‬
‫وهو يهمس ألخيه دون و ِعي‪ :‬ال يقتلوه‪...‬ئوول‪...‬إلهوم‪...‬ال‬
‫يئتلوه‪.....‬‬
‫يبرد قلب أخيه‬
‫هز مراد برأسه كالمجنون كل ما يهمه أن ّ‬
‫تحدث بخوف‪ :‬تكفى اريدك خويّا‪.......‬اريدك تكون‬
‫ع‪...‬باوع فيني‪....‬‬
‫ّ‬ ‫قوي‪....‬باو‬
‫ّ‬
‫جورج بنفس الهمس‪:‬ئوم‪....‬ئول ال يقتلوه‪....‬‬

‫مسح مراد دمعة تسللت من عينيه خرج وضع رأس أخيه على‬
‫األرضية ال يدري لماذا تأخرت اإلسعاف أم انّ االحداث سريعة‬
‫تحدث في الثانية الواحدة بشكل مخيف!‬
‫خرج صرخ (مترجم)‪ :‬لماذا اطلقتوا النار عليه‪...‬‬
‫تحدث بذعر حارس أخيه(مترجم)‪ :‬لم نطلق‪.....‬بل هناك رجال‬
‫استهدفوه سري ًعا‪...‬‬
‫قوس حاجبيه لم يفهم شيء‪...‬ولكن سريعًا قادته رجًله إلى‬
‫ّ‬
‫الشارع‪...‬‬
‫نظر إلى ط ارق المنكب على وجهه اضطربت أنفاسه ال يعلم لماذا؟‬
‫اقترب منه بحذر‪...‬وفي هذه األوان أتت سيارة اإلسعاف‬
‫انحنى ‪...‬قام بقلبه على ظهره نظر لوجهه شاحب وإلى خديه‬
‫المعفرين في التراب‪....‬‬
‫تحدث بهمس دون ان يُرمش‪ :‬طااارق‪...‬‬
‫نظر لجسده بتفحص عميق ودقيق‪.......‬لم يرى سوى طلقته‬
‫المستقرة عليه!‬
‫ّ‬
‫اغمض عينيه ثم زفر براحة يريد أن يُرضي أخيه ال يريد أن يخبر‬
‫أخيه أنّ طارق قُتل‪ ،‬ولكي يتأكد تجسس نبضه‬
‫كان ضعيفًا ولكن جعله يطمئن‬
‫صرخ(مترجم)‪ :‬اسعفوه‬
‫ثم نهض وركض ألخيه‬
‫الشارع اصبح مزدح ًما بالفضوليين‪.....‬و بسيارات‬
‫الشرطة‪......‬الجميع يتساءل ماذا حدث‪......‬‬
‫مجاال لًلقتراب من مسرح الجريمة‬ ‫ً‬ ‫ولكن الشرطة لم تجعل لهم‬
‫‪....‬سري ًعا ما حجزوه بالشريط األصفر واغلقوا المكان بتحويطه‬
‫بسيارتهم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫يتمحور حول الذات المنبوذة!‬


‫ّ‬ ‫ما اصعب ذلك الشعور الذي‬
‫المكروهة من قِبل من تحبهم ‪ ،‬وتعشقهم‪......‬وتحمل د ًما منهم‬
‫يورث البًلء لصاحبه!‬
‫قاس ّ‬ ‫شعور ٍ‬
‫بًلء ارادي يجلبه من خًلل نفسه باتخاذ قرارات سريعة وطائشة‬
‫لًلنتقام منهم ولكن في حقيقة االمر ما هو اال انتقام ذاتي ولكن ال‬
‫يشعر به إلى في نهاية المطاف!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تم نقلهما هما االثنان في سيارة اسعاف على حده‬
‫ُمراد شعر برعشات جسده فكرت موت أخيه في صومعة هذه‬
‫األحداث جلبت الهم في فؤاده‬
‫ندم على حديثه معه ‪ ،‬على حدّته‪....‬على تجاهل اتصاالته‬
‫كثيرا انه عاد إليه‪...‬في الوقت المناسب‪....‬‬
‫ً‬ ‫ورسائله‪....‬يحمد هلل‬
‫مسح على يد أخيه سحبها وقبلها ‪.......‬جورج‪.....‬بالنسبة إليه‬
‫كل األشياء الجميلة بغض النظر ع ّم حدث في األوان األخيرة‬

‫اهتّم به رغم الظروف رغم الصراعات ‪ ،‬عاش مراد في أحضان‬


‫والده في ارض ال ِعراق العريقة عاش فترة طفولته وحتى بداية‬
‫مراهقته‬
‫خًلل طفولته احتضنته عمته بعد أن غادرت والدته الى موطنها‬
‫األصلي وانفصالها عن ابيه بسبب المعيشة الصعبة والحروب‬
‫التي لم تنتهي في تلك الحقبة الزمنية!‬

‫عانا‪.......‬وكثيرا‪.......‬عمته لم تشعره بفقدان األم ألنها أصبحت‬


‫ً‬
‫امه في تلك األوضاع‪.......‬اغدقت عليه بالحنان الكثير والعطف‬
‫تتزوج حقيقةً ‪....‬لذا‬
‫ّ‬ ‫الشديد‪....‬احبها‪...‬واحبتهٌ كـ ابنها ‪.....‬لم‬
‫كانت متفرغه ومحبه لتربيته‪.....‬عاملته ِب ُحسن‬
‫اخًلقها‪...‬وتربيتها‪......‬ولم يشعر في وقتها أنه بحاجة لوالدته‬
‫التي تركت وراؤها أشياء كُثر أهمها هو!‬

‫عاش بسعادة رغم الحروب القائمة ‪....‬رغم صوت اطًلق النار‬


‫الذي يسمعه بشكل يومي‪...‬وصوت المدافع والقنابل‪...‬رغم بساطة‬
‫معيشته‪......‬إال انه وقتها سعيد‪....‬ولكن ما إن قُتِل والده امام‬
‫عينيه بعد ان تّم اطًلق النار عليه في الشارع ‪.......‬حتى ّ‬
‫تحولت‬
‫سعادته إلى ُحزن وخوف ورهبة‪.....‬وزاد عطف عمته عليه‬
‫‪....‬إلى ان أصبحت طريحة الفراش اثر مرض نادر وغير‬
‫معروف‪......‬لم يفهم حالتها ‪......‬ولم يكن لديه القدرة وقتها في‬
‫نقلها للمستشفى‪........‬ماتت‪...‬وبقي وحيدًا يصارع‬
‫والخوف‪.......‬وأل ّول مرة‬
‫ِ‬ ‫اوجاعه‪...‬يقاوم شعور الوحدة‬
‫‪......‬شعر انه بحاجة لوجود والدته‪......‬والده لم يقطع سبل‬
‫االتصال بها‪.....‬يذكر انه ناوله ورقة بها رقم هاتفها‪...‬وحتى‬
‫عنوانها‪...‬ولكن لم يهتم لهذه الورقة إال بعد أن فقد اشياؤه‬
‫ً‬
‫بها‪....‬وبدال من أن تأتي هي‪...‬أتى أخيه ‪...‬وهنا‬ ‫الجميلة‪.....‬اتصل‬
‫ادرك أنّ لديه اخ‪.....‬يكبره بسبع سنوات‪.......‬فهم وقتها والدته‬
‫على غير استعداد باالعتناء بمراهق عانى الكثير في‬
‫حياته‪......‬عاش هو وجورج معها في تركيا خًلل سنتين فقط‬
‫‪....‬‬
‫ومن ثم انتقًل إلى لبنان‪.....‬ألشهر ثم انتقاال بعدها ولفترة طويلة‬
‫لبريطانيا ‪.....‬وهناك اكمل تعليمه‪....‬وجورج اصقل شخصيته‬
‫بأساليبه التي اعتاد عليها ‪....‬رباه اكمل تربيته على نحو مغاير‬
‫لتربية عمته!‬

‫ومن ثم رأى نفسه يخوض في اعمال مشبوهة بطلب من أخيه‬


‫رفض‪...‬ولكن ‪....‬بعد مرور الزمن عليهما اعتاد على تلك‬
‫األعمال‪.....‬وبدأ يعمل بشكل خاص في أمور‪....‬حتى جورج وبّخه‬
‫‪.....‬مرت السنين وكبر واصبح رجل يافع‪...‬وجورج‬‫ّ‬ ‫عليها وبشدة‬
‫‪....‬خسر حبه ‪...‬ومحاولته في الوصول لديانا‪...‬رسم خطته في‬
‫االنتقام من الرجل الذي سرقها منه و‪....‬وافق مراد على‬
‫ذلك‪.....‬ففي وقتها ج ّل ما يهمه االستمتاع في الحياة‪...‬وجني‬
‫المال الكثير‪.....‬اغراء أخيه بملغ مادي وقدره ‪......‬إن نجح في‬
‫اخضاع قلب نور وهذا نوع من أنواع التحفيز لًلستمرارية في‬
‫هذه األمور الغير شرعية!‬
‫ونجح‪.......‬تطورت االحداث وزادت رغبة مراد في تكوين نفسه‬
‫ّ‬
‫بنفسه دون تدخل جورج وعقد صفقة فردية لوحده في تهريب‬
‫المخدرات في السنة التي ترك فيها نور!‬

‫وانقلبت عليه األمور وتضخ ّمت ‪....‬بعد أن أفش احدهم خبر‬


‫التهريب وإيصال معلومات خفية للشرطة حتى بها بدأت بالبحث‬
‫عنهم واالعًلن عن األسماء كمطلوبين للعدالة!‬
‫‪......‬‬
‫خاف واتجه ألخيه ليوب ّخه ويجبره على الهروب من البلد في‬
‫اقصر وقت ممكن!‬

‫‪:‬مراد شو عملت انتّا مجنون‪...‬إلت إلك ما تعمل شي ئبل ما‬


‫تخبرني‪ِ .....‬بن هاد كزاب‪......‬بيستغل الناس الغبية‬
‫متلك‪.....‬تهريبوا م ّنو مضمون‪......‬انا بعرفوا‪...‬كيف ِرحت تعمل‬
‫معوا؟‬

‫مراد بحيرة مسح على رأسه‪ :‬ال تجلس تلومني‪...‬هسه اريد‬


‫حل‪....‬بس‪...‬ما اريد اسمع شي ثاني‪....‬‬
‫جورج صفعه على وجهه دون سابق انذار‪ :‬ئلت لك‪......‬ما تعمل‬
‫شي من وراي وال تخوني‪.....‬‬

‫اجرب بس‬‫صرخ هنا مراد بجنون‪ :‬آني ما خنتكككككككك‪.....‬حبيت ّ‬


‫ليوم واحد ‪.....‬اشتغل على كيفي‪...‬وعلى تصرفي‪...‬بدون ما اسمع‬
‫إلك‪....‬بدون ما اقولك حاضر‪.......‬على امرك‪......‬على‬
‫كيفك‪.......‬جنت اريد اسوي شي لنفسي‪...‬مو إلك انت‪.....‬‬
‫جورج بنرفزة‪ :‬ولم سويت شو صار؟‬
‫مراد شتت ناظريه عنه‬
‫فتحدث جورج بعد أن أطال في التفكير‪ :‬راح تطلع من هالبلد‬
‫باسمك الحقيقي‪.......‬‬
‫مراد بصدمة‪ :‬شلون؟‬
‫جورج بهدوء‪ :‬ديانا تقدر تطلّع إلك جواز‪.......‬عندها معارف في‬
‫‪..‬‬
‫تزور شخصيتي‪......‬جورج‪....‬‬
‫مرة ّ‬ ‫قاطعه بخوف‪ :‬تعتبر ثاني ّ‬
‫قاطعه اآلخر‪ :‬ال تخاف ما راح يصير شي وراح تكون آخر‬
‫مرة‪......‬بس بدي يّاك تترك نور‪....‬‬

‫مراد ازدرد ريقه ونظر ألخيه‪ :‬اطلقها؟‬


‫جورج بعصبية‪ :‬مابعرف‪....‬بس ابعدها عنّك‪.....‬وتعّى لهون‪.....‬‬
‫مراد بحيرة وقلق‪ :‬اوك‪.....‬بس قضيـ‬

‫قاطعه جورج ‪ :‬راح البّس القضية طارق‬


‫كان سيتحدث ولكن رفع جورج يده صار ًخا‪ّ :‬‬
‫تحرك من‬
‫هون‪...‬يًل‪...‬‬
‫نظر ألخيه ثم خرج‬
‫‪............‬‬

‫طويًل كيف يبعدها عنه ‪....‬كان يريد أن يجعلها‬ ‫ً‬ ‫فكر‬


‫تكرهه‪......‬ف ُحبها واضح إليه‪....‬ضحت بالجميع من أجل ان تبقى‬
‫معه تحت سقف واحد‪....‬كانت مندفعة جدًا في مشاعرها‪.....‬وهذا‬
‫االمر اشعل في قلبه فتيل ُحب بسيط ولكن اخمدهُ جورج بحديثه‬
‫وتوبيخه‪......‬نفذ ما خططه في رأسه وهرب إلى الخارج ‪...‬حماه‬
‫أخيه ‪.....‬على ِحساب سجن طارق‪.....‬وها هما اآلن االثنين‬
‫يدفعا ثمن فعلتهما قبل ست سنوات!‬
‫‪.................................................. .............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصلوا إلى المستشفى‪.....‬اخرجوه من سيارة‬
‫اإلسعاف‪.....‬تناولوه األطباء بسرعتهم في فتح باب الطوارئ‬
‫وإدخال السرير ‪...‬سري ًعا لغرفة العمليات‪.....‬احدهم يو ّجه ضوء‬
‫بسيط لعينيه‪...‬واآلخر مشغول بحقنه بمضادات تمنع تسمم‬
‫جسده‪.......‬وايدي كثيرة توصل لجسده الضعيف أسًلك دقيقة‬
‫وضعيفة ذات سيّاالت كهربائية بقيم معينة موصلة على صدره‬
‫لتترجم نبضات قلبه‬

‫‪......‬‬

‫نبضه بات ضعيفًا والنزف مستمر‪......‬ازعاج‬


‫‪....‬‬
‫المكان اصبح مزع ًجا بعد ان اصدر الجهاز الخاص لتخطيط القلب‬
‫طنين توقف قلب طارق!‬
‫!‬
‫!‬
‫!‬

‫ضج األطباء في محاولة إنعاشه‪.....‬بدوا بـ اإلنعاش القلب الرئوي‬


‫يدويا‪......‬لم يتسجيب فقاموا بصعقه كهربائيًا ليرتفع جسده بقدر‬
‫بسيط من على السرير ويرتطم به بشكل هادئ ومخيف للقلب!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم يستجيب للمرة الثانية‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫فصرخ احدهم لجلب ابره األدرينالين‪ ،‬حقنوه‬


‫مرت‬
‫دقيقة‬
‫‪....‬‬
‫دقيقتين‬
‫‪....‬‬
‫وثًلث دقائق‬
‫‪....‬‬
‫واربع‬
‫حتى تلتها الخمس دقائق‬
‫‪....‬‬

‫ثم‪......‬عادت نبضات قلبه تُسمع بشكل سريع من خًلل الجهاز‬


‫تنفسوا الصعداء األطباء‪....‬ثم امرهم المسؤول بالبدء باستخراج‬
‫الرصاصة من جسده‬
‫بينما طارق وشعوره في هذه‬
‫االثناء‪......‬خوف‪....‬برد‪.....‬عجز‪.......‬يريد الحياة ولكن ال يعرف‬
‫كيف‪.....‬يشعر أنّ هناك حاجز بينه وبين الحياة والموت وهو‬
‫واقف في منتصف ال يعرف في أي وجهة يثبت ويتقدم‬
‫إليها!‪...‬كما أنه‪....‬يعرف انه ظالم‪.......‬يعلم أنّ ايًلف ستتضرر‬
‫بسببه‪....‬يريد فتح عينيه يريد التقدم للوجهة التي تجعله يستمر‬
‫في الحياة ولكن ثقل جاثم على جفنيه‪....‬وحتى صدره يمنعه من‬
‫التنفس بشكل طبيعي إال بوساطة الجهاز‪.....‬ضجيج أفكاره‬
‫متشربك ببعضه ‪.....‬صورة أخيه ووالدته ‪.....‬وايًلف تمر امام‬
‫مخيلته بشكل سريع‪.........‬ومخيف‪.....‬‬
‫عاجز‪........‬يريد النجاة‪.....‬هو على غير استعداد‬
‫للموت‪...‬بانتقامه اصبح يشبههم‪.......‬اصبح‬
‫مخيف‪......‬وقبيح‪...‬مثلهم تماما ً‬
‫‪.....‬استرخى‪........‬وكانه استسلم اليدي األطباء التي تحاول بج ّل‬
‫جهدها في اسعافه!‬
‫‪..................................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت مترددة جدًا في الدخول للمنزل‪......‬من الواضح افراد عائلة‬
‫هذا المنزل من الطبقة االمريكية المخملية!‬
‫مسحت على شعرها عدّت مرات من شدّت توترها‪.......‬ازدردت‬
‫سا عميقًا ثم زفرته ‪...‬دخلت إلى حديقة المنزل‬ ‫ريقها‪....‬أخذت نف ً‬
‫الواسعة ‪......‬ثم عبرت من خًلل طريق طويل يؤدي بها إلى باب‬
‫المدخل الرئيسي‪....‬وكان هناك رجل‪.....‬فهمت أنه الحارس‬
‫الشخصي من وقفته ورسميته وبذلته!‬
‫تحدثت بتردد وخوف(مترجم)‪ :‬اريد مقابلة السيدة لورين‬
‫الحارس بتوجس(مترجم)‪ :‬ومن تكونين؟‬
‫نور اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها متوترة(مترجم)‪:‬‬
‫نور‪......‬جليسة أطفال‪.....‬اقصد‪....‬‬
‫دون ان تكمل وضعهيده على اذنه واخذ يضغط في منطقة معينة‬
‫ثوان ثم فتح الباب‬
‫ٍ‬ ‫بخفة ثم همس بكلماته لم يأخذ إال ثًلث‬
‫قائًل(مترجم)‪ :‬تفضلي‪....‬‬
‫ابتسمت مجاملةً له‪ ،‬شعرت أنها ستخوض مغامرة في هذا‬
‫المنزل‪......‬فقلبها حقيقة مضطرب‪....‬وجسدها كذلك‪....‬دخلت إلى‬
‫الممر الواسع ‪...‬بجدرانه البيضاء والواح المعلقة على‬
‫الحائط‪.....‬الواح‪...‬تدل على أي ديانة اهل البيت يؤولون‬
‫إليها!‪.....‬فهمت انهم مسيحيين وربما من الطائفة الكاثولكية‬
‫ايضًا!‬
‫مشت بحذر إلى ان أتت إليها الخادمة‬
‫مبتسمة آليًا اشارت لها وهي تردف(مترجم)‪ :‬تفضلي إلى غرفة‬
‫الجلوس‪...‬‬
‫وأشارت لليمين مشت نور وتبعتها الخادمة‪ ،‬فتحت لها‬
‫الباب‪......‬ورأت لورين‪.....‬وربما هذا زوجها ال تردي ولكن من‬
‫المرجح أنه هو!‬
‫ابتسمت قائًل‪: hello‬‬
‫نهضت لورين واقتربت منها ‪ ،‬وهي تنظر إليها بتفحص شديد‬
‫وكذلك الرجل‪...‬‬
‫(مترجم)‪ :‬اهًل‪.....‬‬
‫ثم دعتها للجلوس ‪ ،‬جلست نور ونظرت لهم تحدثت‬
‫بالتعريف عن نفسها (مترجم)‪ :‬انا نور‪...‬قرأت عن اعًلنكم في‬
‫موقع‪....‬‬
‫حرم هللا‬
‫قاطعها الرجل وهو يرتشف القليل من ِم ّم ّ‬
‫(مترجم)‪ :‬نعلم بذلك‪....‬‬
‫لورين لم تهتم له اردفت(مترجم)‪ :‬نور‪ُ ......‬منذ متى وانتي تعملين‬
‫في هذا المجال‪...‬‬

‫خ افت من هذا السؤال ‪ ،‬خافت ان تفقد فرصة التوظيف‬


‫اول مرة‬‫نطقت بصراحة (مترجم)‪ :‬هذه ّ‬
‫ضحك الرجل بسخف وارتشف مشروبه دفعة واحدة‬
‫تنهدّت لورين وهي تقول(مترجم)‪ :‬آسفة‪.....‬لن استطيع‬
‫توظيفك!‪.....‬‬
‫نور بأحراج من نظرات زوجها ونظرات الخيبة المرسومة على‬
‫وجهه لورين(مترجم)‪ :‬سيدتي‪...‬اعطيني فرصة‪...‬ألعمل السبوع‬
‫‪.......‬اجل‪.....‬إن لم اكن ‪....‬كما تظنين‪....‬فـ‬
‫قاطعتها لورين(مترجم)‪ :‬نور‪......‬انا ال اريد أي‬
‫اول مرة تعملين‬‫الصعب‪....‬وكونك ّ‬
‫ِ‬ ‫جليسة ّ‪....‬ابنتي‪...‬من النوع‬
‫في هذا المجال اعلم ج ّيدًا لن تتحمليها‪....‬‬

‫نور بغصة شتت ناظريها عن لورين‬


‫اذًا من ستهتم بها انثى ‪......‬ال تدري لماذا أتت سندرا في مخيلتها‬
‫اآلن!‬
‫هزت رأسها وكأنها تنفض صورة ابنتها عن‬ ‫تحدثت بعد ان ّ‬
‫ذاكرتها(مترجم)‪ :‬أنا‪....‬‬
‫وبتردد اردفت (مترجم)‪ :‬أنااا‪.....‬أأأم‪......‬‬
‫وبكذب حدّقت في عينين لورين(مترجم)‪ :‬اعرف كيف اتصرف مع‬
‫األطفال‪....‬‬
‫لورين بهدوء(مترجم)‪ :‬ح ًقا؟‬
‫الرجل بملل(مترجم)‪ :‬ال توظفيها‪......‬ابنتك ليست كسائر‬
‫األطفال‪...‬مجنونة بلهاء‪.....‬لن تتحملها ابدًا‪...‬بدال من ان توظفي‬
‫جليسات األطفال‪....‬من المفترض ان توظفي ممرضة خاصة‬
‫لها‪...‬او‪...‬‬
‫قاطعته لورين بصوت عصبي(مترجم)‪ :‬كيف تتحدث عن ابنتك‬
‫هكذا‪....‬‬
‫نور شعرت بثقل الجلسة بينهما‪....‬‬
‫تأفف الرجل ثم خرج‬
‫لورين بأحراج(مترجم)‪ :‬حسنًا سأعطيك فرصة‪....‬ولكن‬
‫ألخبرك‪...‬ابنتي تعاني من مرض التوحد‪.....‬‬
‫نور سكتت‬
‫واكملت لورين(مترجم)‪ :‬أتمنى لو تستطيعين التفاهم معها‬
‫‪....‬واالنسجام ‪.....‬انا ال اريد ان اخضعها تحت أوامر طبية اكثر‬
‫من الًلزم‪....‬فحالتها مستقرة إلى اآلن وبدأت بالتحسن‬
‫كثيرا‪....‬ولكن جليستها السابقة عادت لبلدها‪......‬و‪...‬كانت متعلقة‬
‫ً‬
‫بها‪....‬وتقاعست ً‬
‫قليًل‪.......‬‬
‫نور شعرت بثقل االمر‪....‬‬
‫تحدثت لورين (مترجم)‪ :‬ستعملين هنا من الساعة الثامنة حتى‬
‫ظهرا‪...‬‬
‫ً‬ ‫الواحدة‬
‫هزت رأسها نور بالموافقة‬ ‫ّ‬
‫تصرح(مترجم)‪ :‬ال تقلقي سيدتي فأنا ‪...‬شبه‬ ‫ّ‬ ‫اول مرة‬
‫ثم ولي ّ‬
‫ممرضة‪....‬اقصد‪....‬طالبة‪...‬ولكن إلى اآلن لم انهي‬
‫دراستي‪....‬انتقلت إلى أمريكا لظروف‪....‬واوقفت‬
‫الدراسة‪......‬فلدي معلومات طبية كثيرة ال تقلقي‪....‬‬
‫لورين باندهاش(مترجم)‪ :‬عظيم‪.....‬‬
‫ثم نهض(مترجم)‪ :‬لو اردتي تعملي من اآلن‪....‬فالمنزل مر ّحب‬
‫بك‪...‬‬
‫ِ‬
‫نور ارادت ان ترى الفتاة‪.....‬‬
‫لذا قالت(مترجم)‪ :‬حس ًنا‪...‬‬
‫لورين اشارت لها باتجاه الباب‪....‬ثم السًللم‪...‬اليوم لن تخرج‬
‫لمزاولة عملها‪....‬ولكن بعد موافقة نور ستخرج!‬
‫وصًل إلى غرفة الصغيرة فتحتها ‪...‬وكانت فتاة شديدة البياض‬
‫‪.....‬شعرها اشقر‪....‬عينيها خضراوتين‪......‬جالسة في احدى‬
‫زوايا الغرفة‪.......‬وفي يدها مكعب روبيك‪.....‬كانت شديدة التركيز‬
‫على المكعب‪....‬تحركه بين يديها بسرعة‪.........‬‬
‫تحدثت لورين وهي تقترب من ابنتها(مترجم)‪ :‬صغيرتي‪......‬هناك‬
‫ضيفة تريد مقابلتك‪.....‬‬
‫وكأنها منفصله عن العالم كله‪......‬لم ترد منها أي ردت‬
‫فعل‪.....‬كانت منشغلة في ترتيب المكعب‬
‫نور عندما راتها اخذت نفس عميق وحبسته في صدرها دون ان‬
‫تزفره‪......‬‬
‫نور بهدوء(مترجم)‪ :‬دعيني اعرف بنفسي‪....‬سيدة لورين‬

‫فهمت اشارت نور ونهضت لورين ثم همست في اذن‬


‫نور(مترجم)‪ :‬سأترككم لوحدكما‬

‫نور هزت رأسها بالرضى ‪.....‬انغلق الباب عليهما‪....‬جلست نور‬


‫على طرف السرير‪....‬نظرت لها‪.....‬ال تدري شعرت هناك شبه‬
‫بينها وبين ابنتها‪...‬ربما جسدها الضعيف‪.....‬سكوتها‬
‫الغريب‪.....‬ال تدري‪...‬ولكن شعرت بالغصة‪.....‬ح اقا كلما ارادت‬
‫الهروب من جميع األشياء أتت اليها دون ان تبحث عنها!‬

‫اقرقّت عينيها‪.........‬كيف هان عليهما ان يقوال ماتت؟‬


‫كيف هان عليهما ان يجعًلها تكبر بعيده عن حضنها؟‬
‫هي متعجبة من اثارة مشاعر االمومة في قلبها فجأة!‬
‫مسحت دمعة نزلت على خديها بسرعة‪........‬ال تريد أن تُسهب‬
‫في هذه المشاعر‪....‬هي تذكرتها فقط بعد ان رأت هذه الفتاة‪..‬‬
‫ازدردت ريقها عندما نظرت إليها الفتاة‪.........‬حدّقت بنظراتها‬
‫الشرسة إلى عينيها‪.....‬‬
‫كان وجهه نور محمر‪....‬وارنبة انفها محمرة ايضًا‪.....‬‬
‫ابتسمت في وجهها‬
‫تحدثت (مترجم)‪ :‬مرحبا ‪...‬انا نور‪...‬سأكون صديقتك‪....‬هل‬
‫تقبلين صداقتي؟‬
‫عادت الفتاة لترتيب المكعب ‪.....‬واشاحت بوجهها عن‬
‫نور‪...‬تنهدت نور‪...‬وبقيت ‪...‬تنظر إليها بصمت‪....‬ال تدري كم من‬
‫الوقت مضى وهي تحدّق إليها ‪...‬وال تدري لماذا ترغب في‬
‫االسهاب بالتحديق في عينيها شعرها‪...‬جسدها‪...‬يديها‬
‫الصغيرتين‪.......‬لم تنظر لسندرا هكذا‪....‬وهي ‪.....‬ال تدري هل‬
‫نادمة أم ال على الهروب منها؟‬
‫انتهت من ترتيب المكعب‪......‬فجأة ودون سابق انذار‬
‫سمعت الطفلة تقول(مترجم)‪ :‬اخرجي من هنا‪...‬‬
‫نور بهدوء(مترجم)‪ :‬اريد أن أكون صديقتك‪....‬‬
‫سكتت الطفلة وعادت تنظر أللعابها األخرى‪.....‬وانشغلت في لعبة‬
‫تركيب الصورة المبعثرة!‬
‫نور شعرت أن االمر سيكون صعبًا عليها ليس ألنه الطفلة مصابة‬
‫صرحت بذلك‬ ‫بمرض التوحد ال‪.....‬ألنها ادركت انها ام‪....‬واليوم ّ‬
‫علنًا‪...‬‬
‫نهضت بتردد‪....‬واقتربت من الصغيرة وما زالت عينيها‬
‫مترقرقتين ‪........‬شهقت ال اراد ًيا ‪....‬بعد اختناقها بالبكاء‪.....‬‬
‫والتفتت عليها الطفلة وهي تقول (مترجم)‪ :‬هل تبكين؟‬
‫نور هزت رأسها بًل‪....‬تحاول أال تتحدث ؟‬
‫إن تحدثت ستنفجر‪....‬‬
‫ولكن فاجأتها الطفلة بعد أن نهضت واقتربت منها واحتضنتها‬
‫بكلتا يديها الصغيرتين لم تقترب كل ايا من جسدها حضن خفيف‬
‫دون تًلمس األجساد‬
‫وهي تكرر‬
‫(مترجم)‪ :‬قبلت صداقتك‪...‬قبلت صداقتك‪.....‬لطفا ال تبكي‪....‬‬
‫اغمضت نور عينيها‪.....‬رفعت يديها بتردد في احتضان جسد‬
‫الصغيرة لكي تقربها منها ولكن لم تفعل!‪.....‬ازدردت‬
‫ريقها‪.....‬وبكت بًل صوت فقط جسد يرتجف‬
‫سعدت‬ ‫حاولت أن تتحدث بهدوء وهي تكبح مشاعرها(مترجم)‪ُ :‬‬
‫بذلك حقًا‬
‫ابتعدت الصغيرة بطريقة آلية ونظرت أللعابها(مترجم)‪ :‬سأكمل‬
‫اللعب‪.....‬‬
‫ثم ابتعدت عنها وعادت تلعب لوحدها وعادت نور تنظر لها بوجع‬
‫االمومة!‬
‫‪................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أحقاا هُناك ما يُسمى بتأنيب الضمير؟‬
‫هل من ال ُممكن أن تستفيض الذكريات بأنينها؟‬
‫أيعقل النّدم ُيمرض صاحبه ويوقع به على فراش الموت؟‬
‫قليًل من هو المسؤول عن الشعور بالندم‬ ‫لنفكر ً‬
‫سمها‬‫هل نح ّمل ثقل المسؤولية كاملة على اعتاق صاحبها أم نق ّ‬
‫على هؤالء الذين صمتوا ليتستروا على األمر‪ ،‬ولينهوه دون أن‬
‫يفكروا بعواقب األمور؟!‬
‫ُّ‬
‫هو يح ّمل نفسه الذنب كله ‪....‬واعتقلها في استرجاع الذكريات‬
‫‪...‬بشكل بطيء ومخيف‪......‬هو لم ينسى ما حدث طيلة السنوات‬
‫الماضية هو بدأ يُجبر نفسه على اتباع أسلوب التناسي والًلمباالة‬
‫ً‬
‫محاوال في اسعاد البقيّة ‪....‬فهو‬ ‫حتى به عاش طيلة هذه السنوات‬
‫يشعر بالندم من ناحيتهم ومن طريق آخر‪.....‬يعلم أنه قسى على‬
‫زوجته في تلك الحقبة الزمنية الماضية‪.....‬رغم أنها تحاول بكل‬
‫جهدها اسعاده‪.......‬وامتًلك قلبه ولكن هو لم يتقبلها في‬
‫وقتها‪...‬يشعر أنه مجبور على هذا الزواج ‪....‬هو نفسه لم يُشير‬
‫ببنانه على الفتاة التي يُريدها‪...‬حقيقةً هي لم تكن خياره‪.....‬لذا لم‬
‫يتوان في كسر قلبها في ذلك الوقت بالزواج من‬
‫ديانا‪....‬تزوجها‪....‬شعر بال ُحب ‪.....‬بالعُشق‪...‬بتجدد‬
‫الحياة‪....‬يشعر في كل يوم بتجدد طاقته وشبابه‪.......‬ولكن لم‬
‫يستمر هذا الشعور‪....‬انقطع حبله بعنف‬
‫خيان ٍة‪....‬غبية‪........‬وادرك هنا كم عانت منيرة ‪....‬وكم حاولت أن‬
‫تفوز بقلبه وتظفر به‪....‬ولكن حينها كان األمر صع ًبا ألنه مرتبط‬
‫صر معها‪...‬ولكن ادم قلبها‬ ‫بأمر القبول الذاتي‪......‬هو حقاا لم يق ّ‬
‫حزنًا‪.......‬بجفافه ‪.....‬بعدم عدله في المعاملة معها‪....‬كان يعاملها‬
‫برسمية‪......‬حتى انها تحاول عدّت مرات كسر حواجزها ولكن‬
‫فشلت‪.....‬الحق بقلبها الضرر‪...‬ابكاها‪...‬ليا ٍل طويلة‪.......‬ولكن‬
‫بكى هو في حضنها بعد ذلك من شدّت قهر الخيانة لسنتين‬
‫‪...‬طلب مسامحتها‪.....‬وتر ّجى قلبها بان يفصح عنه‪......‬طوى‬
‫ويعوض أبناؤه‬‫ّ‬ ‫يعوضها‬‫صفحة ديانا ونورة‪.....‬من أجل أن ّ‬
‫‪....‬عن تلك األيام التي عاش فيها بطريقة حالمية وأنانية‪....‬ولكن‬
‫لم يُدرك أنه دخًل في قسم آخر من معاني األنانية بتخلّيه عن نور‬
‫او كما اسماها نورة‪...‬لسنوات طويلة!‬
‫ادرك أنّ الوجع‪.....‬بدأ يأخذ مأخذه في جسده كله‪..... ،‬هذا هو‬
‫عقابه ال يستطيع أن يُثبت العكس بعقله‪......‬ما يحدث له‬
‫اآلن‪.....‬تكفيرا عن آثامه‪......‬شعور قوي يصرخ بداخله أنّ (نورة‬
‫ً‬
‫\نور) هي ابنته وليس كما اخبروه‪.....‬وحقيقة ً كان يشعر بذلك‬
‫ُمنذ ذلك الوقت ولكن وقع الخيانة‪....‬قهره‪.....‬حتى جعله يتخلّى‬
‫عن جميع األشياء التي ترتبط بحبه!‬
‫حبه الصعب والسهل في اآلن نفسه(ديانا) تلك الفتاة‪.....‬التي لم‬
‫تحاول يو ًما في استبدال ُحب امير بيوسف‪...‬ولم تفكر في ذلك‬
‫اب ًدا!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هذه البداية‪........‬بداية مؤلمة على عائلته‪....‬والخبر نزل على‬
‫الجميع بصعوبة تقبله‪.......‬كاد يدخل في مرحلة قاتلة ‪....‬ولكن‬
‫ناصر وسعود انقذوه‪....‬قبل أن تتمكّن منه الجلطة البدائية‪.....‬س ِلم‬
‫منها‪.....‬ولكن وضعوه تحت المًلحظة‪.......‬انتشر الخبر‬
‫سري ًعا‪.......‬الجميع بدأ بالتشاغب عليه‪.....‬والخوف بدأ يدُب في‬
‫قلوبهم‪.....‬وبدأت التساؤالت‬
‫ما الذي حدث حتى يدخل في هذه المراحل ال ُمميته‬
‫ولكن ليس هناك جواب!‬
‫شيخة لم تكف عن البكاء‪....‬ووالدتها لم تكف عن محاولة‬
‫تهديتها‪......‬ناصر شعر بالذعر‪...‬من فكرة فقدان والده بينما‬
‫سعود لوهلة شعر بتوقف الزمن به‪....‬صورة ابيه وهو يحاول‬
‫التحدث بصعوبة‪.....‬وعدم قدرته على تحريك بعضًا من أجزاء‬
‫جسده‪......‬وتكريره لقول (اشهد أال إله إال هللا‪)....‬وبسبب ضيق‬
‫تنفسه ال يستطع اكماله‪.....‬اشعل في فؤاده فتيل‪.....‬الخوف من‬
‫الموت‪......‬وفكرة خسران األب!‬
‫الموقف عليهم صعب‪......‬ويوسف لم يتوقع أن يؤول حاله إلى‬
‫هذه الدرجة‪.....‬‬
‫ولكن عدّت هذه األزمة لن أقول بًل خسائر ولكن الجلطة ما ان‬
‫طا فهو مخيف للشخص‬ ‫اثرا وإن كان بسي ً‬
‫تأتي لصاحبها تُترك ً‬
‫تعرض لها!‬ ‫الذي ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ممر المستشفى اصبح مليء بعائلة الناصي وعائلة العالي!‬
‫ام سيف ما إن وصل إليها الخبر أتت لرؤية اخيها وغازي ندم‬
‫لحديثه له شعر انه هو المسؤول عن جلطة أخيه!‬
‫بينما‬
‫سيف القوا على عاتقه ِحمل تطمينهم خاصة بعد أن مسك حالته‬
‫‪.....‬‬
‫اطمأنهم على وضعه الحالي‬
‫قال‪ :‬ماله داعي جلستكم هنا‪......‬خالي بخير‪....‬محتاج بس‬
‫لراحة‪.....‬‬
‫تقدم أبا خالد هو يشعر بثقل في قلبه‪ :‬كيف وضعه؟‬
‫سيف فهم انه قلق بشأن أخيه ‪ :‬وهللا هو بخير‪.....‬عدّى مرحلة‬
‫الخطر‪....‬والجلطة خفيفة‪.....‬والحمد هلل ناصر وسعود تًلحقوه‬
‫بالوقت المناسب‪...‬باذن هللا ما راح تأثر عليه كثير‪....‬‬
‫اعتلى صوت شيخة بنبرة شهقتها الًلإرادية ‪....‬وحضنتها وقتها‬
‫ام سيف‪.....‬وبقيت ام ناصر تلملم دمعتها وتكتم شهقاتها‪....‬‬
‫ناصر بخوف‪ :‬طيب ابي اشوفه‪...‬‬
‫تدخل سعود ‪ :‬وانا بعد‪...‬‬
‫سيف بهدوء‪ :‬ماقدر‪.....‬حال ًيا مع العًلج أصًل نايم‪...‬ما نبي نسبب‬
‫له أي ازعاج‪.....‬‬
‫عزام نظر ألخيه ثم نطق‪ :‬انا أقول األفضل تأخذ اختك وامك‬
‫وتمشون‪....‬‬
‫ام ناصر بصوت مهزوز‪ :‬ماني ماشية‪....‬لين اشوفه‪....‬‬
‫جسار مسح على رأسه وهمس في اذن سعود‪ :‬سعود هللا يهديك‬
‫هد‪......‬بسك ال تهز رجولك‪.....‬باذن هللا خالي بقوم بالسًلمة‪...‬‬
‫سعود بنفس الهمس‪ :‬شفته شفته ‪...‬كان بموت قدامي‪....‬‬
‫جسار وضع يده على فخذ سعود ليمنعه من هزها‪ :‬اذكر ربك يا‬
‫شيخ‪....‬قول ال إله إال هللا‪.....‬‬

‫سيف برجاء وباحترام‪ :‬يا خالة‪......‬وهللا انه بخير‪....‬اوعدك بكرا‬


‫ادخلك تشوفينه‪.....‬الحين مثل ما قال عزام‬
‫روحوا‪...‬البيت‪...‬جلستكم هنا مالها داعي أصًل‪.....‬‬

‫ام سيف برجاء‪ :‬خًلص جسار يمه وصلنا‪.....‬‬


‫بو سيف بتأييد‪ :‬روح وصلهم‪.....‬وال تطلع من البيت خلك‬
‫معهم‪.....‬‬
‫جسار بهدوء‪ :‬ان شاء هللا‪....‬‬
‫ام سيف وهي تطبطب على ظهر شيخه‪ :‬قومي‬
‫يمه‪....‬قومي‪...‬ابوك باذن هللا ما فيه شي‪.....‬‬
‫ام ناصر نهضت وشجعت ابنتها على المشي‪....‬‬
‫الوحيدان اللذان سمعا بالخبر ولم يأتيا بندر وقصي!‪...‬بينما خالد‬
‫اتى ومنع نوف من المجيء رغم الحاحها ورغبتها في الوقوف‬
‫مع شيخة ولكن يعلم في األوان األخيرة صحتها لم تكن على ما‬
‫يرام وال يريدها ان تخضع لضغط كبير!‬

‫كان في الدور األرضي خرج لشراء الماء عاد‪....‬ونظر لجاسر‬


‫وهو يخرج وشيخة ووالدتها وعمته يخرجان معه نظر لجاسر‬
‫وجاسر همس له بعد أن اقترب منه‪ :‬سعود مو طبيعي تراه‬
‫مصدوم من اللي صار ال تتركونه لحاله‬
‫وهز رأسه وخالد تفهم الوضع‪...‬وذهب لناحيتهم‪....‬‬
‫قدم الماء لوالده ولزوج عمته ‪...‬ولعزام وناصر وخالد ‪....‬وكذلك‬
‫سيف‪...‬‬
‫جلس بالقرب من سعود الذي يهز رجليه بتوتر‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬سعود‪...‬ماله داعي هالتوتر‪....‬سيف قال انه عدّى‬
‫مرحلة الخطر قول الحمد هلل ‪....‬واذكر ربك‬
‫سعود بتنهد‪ :‬ال إله إال هللا‪...‬‬
‫بو سيف بهدوء‪ :‬ناصر يوليدي‪.....‬دام ابوكم تعبان من فترة‬
‫وعنيد ما يبي يروح المستشفى ليه ما قلتوا لنا‪....‬ليه ما اتصلتوا‬
‫وعطتونا خبر‪....‬‬

‫ناصر ‪ :‬وهللا يا عمي‪....‬عمي غازي ما قصر وحتى عمي بو‬


‫سلطان‪....‬اصروا عليه‪....‬وراح كذا مرة ودايم يقول ما فيني‬
‫شي‪....‬بس بالفترة األخيرة‪....‬ما هو على بعضه‪....‬‬
‫كان سيرد عليه ولكن اتى بو سلطان بوجه مصفر‬
‫وهو يقول‪ :‬وش صار على اخوي!‬
‫نهض له أبا سيف وامسكه بيده التي ترتجف‪ :‬اذكر‬
‫ربك‪....‬بخير‪.....‬وهللا انه بخير‪...‬‬
‫بو سيف تعجبه صداقة إبراهيم مع أخيه يوسف‪...‬صداقة ال مثيل‬
‫لها‪.....‬في السراء والضراء!‬
‫‪ :‬تطمن يا بو سلطان‪.......‬يوسف عدّى مرحلة الخطر‪...‬‬
‫بو سلطان جلس على الكرسي وناوله خالد بعد ان سلم عليه علبة‬
‫ماء‬
‫تحدث‪ :‬وش اللي صار؟‬
‫سيف كان مضطر للذهاب للمكتب ألمور عمله قال‪ :‬تطمن الحين‬
‫هو بخير‪......‬هدوا من نفسكم‪.....‬وطمنوا قلوبكم ‪......‬خالي وهللا‬
‫انه عدّى مرحلة الخطر وبخير‪...‬كل اللي محتاج له الحين‬
‫الراحة‪....‬ودعواتكم‪...‬‬
‫ثم نهض ‪ :‬عن اذنكم‪...‬‬
‫ثم غاب عن انظارهم‬
‫عزام بهدوء‪ :‬سعود ارجع البيت‪.....‬‬
‫سعود بسرحان‪ :‬ما نيب راجع‬
‫خالد نظر لعزام ثم قال ناصر بهدوء‪ :‬ارجع عشان امي‬
‫وشيخه‪....‬انا بظل هنا‪......‬‬
‫سعود ‪ :‬جسار معهم‪....‬‬
‫خالد اخذ نفس عميق‪ :‬ما يصير كذا يا سعود‪ ...‬عمي بخير‪......‬ال‬
‫تاكل في نفسك كذا‪.....‬‬
‫بو سيف‪ :‬قولوا الحمد هلل ربي عداه الشر وسلمه من هالجلطة‪....‬‬
‫تمتموا بالحمد‪....‬‬
‫ثم همس أبا سلطان البي خالد‪ :‬بسبب اللي خبرك جاته؟‬
‫بو خالد هز رأسه‪ :‬ما فيه شك‪...‬اي‪...‬‬
‫بو سلطان بنفس عميق‪ :‬مادري وش اللي قلب حاله‪....‬‬
‫بو خالد بسرحان عميق‪ :‬ضميره‪....‬‬
‫ناصر التفت عليهما وبشك قال‪ :‬عمي صاير شي بالشغل‪....‬ومكدر‬
‫خاطر ابوي؟‬
‫بو سلطان فهم مغزاه‪ :‬ال وهللا وانا ابوك‪...‬كل اموره طيبة وما فيه‬
‫مثلها‪...‬وانت ادرى بهاالمور‪....‬‬
‫ناصر بجدية‪ :‬ابوي مو طبيعي ابد‪.....‬وانا عارف مخبي شي‬
‫علينا‪...‬وجالس يفكر فيه لوحده‪....‬وانا خايف عليه بصراحة‪.....‬ال‬
‫ياكل وال يشرب‪....‬وحتى النوم ما ينام اال اربع ثًلث‬
‫ساعات‪.....‬ضغطه كله مرتفع‪.....‬حاس فيه شي‪...‬‬
‫بو سيف بهدوء‪ :‬ال تجلس توسوس يا ناصر‪....‬هذا امر هللا‪......‬‬
‫سعود بتأييد‪ :‬أي له فترة وحالة منقلب‪.....‬‬
‫بو خالد نظر لهما لفترة مطولة‬
‫إلى متى ؟ سيبقى السر مدفونًا إلى متى؟‬
‫بو سلطان لتهدأت األوضاع‪ :‬يمكن مضغوط من‬
‫الشغل‪.....‬وهالشي وارد‪.....‬‬
‫خالد ‪ :‬طمنوا نفسكم بس وهدوا واتركوا عنكم وساويس‬
‫الشيطان‪....‬‬
‫عزام‪ :‬ما فيه إال العافية‪.......‬ال تفكرون كذا‪.......‬هذا قضاء‬
‫وقدر‪.....‬‬
‫بو خالد بتردد وبهدوء ليقطع الشكوك‪ :‬هو يحاتي اختكم‪....‬‬
‫وهز برأسه بمعنى (ال تقول)‬‫ّ‬ ‫بو سلطان سريعًا التفت عليه‬
‫بينما سعود وناصر بتعجب اردفوا بنبرة واحدة‪ :‬شيخة؟‬
‫بو خالد تنهد وصد بوجهه عنهما بقول‪ :‬اختكم نورة!‬

‫قوسوا حواجبهما‬‫بانت الصدمة على وجوههم‪......‬وخالد وعزام ّ‬


‫مر وقت طويل على ذكر هذا االسم‪....‬حتى بات منسيًا ال يعني شي‬ ‫ّ‬
‫بالنسبة لهم‪......‬نسوا حقيقةً أنّ لهم قريبة تدعى بنورة‪.....‬نسوا‬
‫حتى كيف كان شكلها ‪....‬ولكن لم ينسوا لون عينيها‬
‫المتغايرتين!!‬

‫سعود ال يتذكر حتى شكلها هي تكبره بسنة واحدة ولكن يعلم ان‬
‫لديه اخت تدعى نورة ولكن ال يدري ما الذي حدث لها حتى انه‬
‫يظن انها توفت!‬
‫بينما ناصر يذكرها ‪....‬يتذكر مًلمحها جيّدًا‬
‫ازدرد ريقه ‪ :‬اختي نورة؟‬
‫سعود نهض من على الكرسي‪ :‬مو هي ميته‪....‬‬
‫بو سلطان تمتم ‪ :‬استغفر هللا‪...‬‬
‫بو سيف نظر لبو خالد‪ :‬مو هو يطمن عليها ومأمنها عند‬
‫أمها؟‪....‬وال صار لها شي‪....‬وجاه الخبر واصدمه؟‬
‫ال يُريد أن يدخل في متاهات اسألتهم التي ستكشف لهم الحقيقة‬
‫ولكن نظر إلى زوج اخته‬
‫فهو ال يعلم بحقيقة ما حدث بأدق التفاصيل ولكن يعرف هناك‬
‫حرب نشأت بين يوسف وديانا ادّت بهما إلى الطًلق واصرارها‬
‫في اخذ ابنتها دع يوسف بالتنازل ولكن يظن انه ما زال على‬
‫التواصل معها من أجل الطفلة!‬
‫بو خالد بحشرجة صوته اختنق من ذكريات كثيرة تناثرت عليه‬
‫في وهلة قصيرة‬
‫يعلم تلك المسكينة ال ذنب لها في خيانة والدتها ولكن ال يًُلم‬
‫أخيه‪....‬‬
‫ففي ذلك الوقت دخل في حالة صدمة واختًلل فكري أدى به في‬
‫اتخاذ هذا القرار القاتل للقلوب!‬
‫‪:‬ال‪.......‬‬
‫أبا سلطان ما زال ينظر للوجوه المنصدمه‬
‫ومنصت لحديث أبا خالد الذي اكمل‬
‫‪:‬سالفة طويلة‪.....‬مو وقتها أتكلم فيها‪....‬‬
‫سعود بحيرة ‪ :‬عمي ‪....‬كيف‪....‬انا اللي اعرفه‪...‬‬
‫ناصر نظر ألخيه وقاطعه‪ :‬ما ماتت عمر ابوي ما قال انها ميتة‬
‫‪.....‬يا سعود‪....‬‬

‫عزام التزم الصمت وكذلك خالد يشعرون بالضياع والتخبط فيما‬


‫يسمعانه‬

‫بو خالد ‪ :‬اذا قام بو ناصر بالسًلمة نسمع منه كل شي‬


‫بو سلطان فتح عينيه بدهشة‬
‫هل يريد أن يقتل أخيه؟‬
‫ً‬
‫مجاال للسكوت‬ ‫فمن الواضع فضول سعود وجمود ناصر لن يتركا‬
‫بل سينهمًلن باألسئلة لمعرفة سبب ما حدث ألبيهم وإن كانت‬
‫نورة السبب ماذا حدث لها؟ لكي يقع على وجه مظل ًما هكذا!‬
‫بو خالد اشاح بوجه عنهم ومشى خطوات بعيدة عن انظارهم‬
‫ومازالوا يراقبونه بصدمة!‬
‫ال ينكر اثقل على أخيه بالحديث ولكن ‪.......‬و ّد لو يتحدث‬
‫بصراحة عن هذا االمر دون ان يُراعي أي شعور تجاه أخيه‪....‬هو‬
‫كًل منهما في‬‫لم يُعطيه الفرصة للتحدث‪...‬وإن تحدثا اختلفا وذهب ا‬
‫طريق الصراع النفسي!‬

‫األمر ليس هيّن‪.......‬ليس هيّن ابدًا تنازله هكذا عن ابنته‬


‫اوجع بها قلوب كثيرة لن ينكر انه حاول بشتّى الطرق أن يُعيد‬
‫منهارا ال يريد‬
‫ً‬ ‫أخيه لوعيه ويتمسك بها ولكن لحظتها يوسف كان‬
‫اثرا لديانا تركه على ما يهوى ويريد‬
‫أي ً‬
‫ولكن لماذا بعد كل هذه السنوات عادوا إلى النقطة نفسها التي‬
‫تركوها بًل حلول وبًل أي استنتاجات منطقية!‬
‫رفع رأسه لينظر للسقف‬
‫وبنبرة موجعة لمن يسمعها‪ :‬هللا يرحمك يا بوي!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫فقد تذكر كيف فرح وسعد بهذا االمر بعد أن اخبرهم يوسف انه‬
‫بدأ بإجراءات الطًلق‪....‬سعادته كانت ُمخيفة‪.....‬كلماته كانت‬
‫ثقيلة لو تسمعها ديانا لن تتقبلها!‬
‫كان سعيد لدرجة لم يتساءل فيها ِلم تركت ابنتك؟ ِلم جعلت والدتها‬
‫تأخذها‬
‫كل ما قاله‬
‫‪:‬افتكينا من شرها‪...‬هللا ال يعودها ال هي وال بنتها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مسح دمعة خانته بالتسلسل على وجنتيه لتعبث بلحيته التي‬
‫امتألت بالشعيرات الصغيرة ذات اللون األبيض!‬
‫مسح على وجهه‪....‬واخذ نفس عميق ثم دخل إلى الخًلء!‬
‫‪...............................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الخبر ال يعلم كيف يُفرحه أم يُحزنه؟‬
‫مع هذه األوضاع اخافه وجعله يتساءل بشكل جنوني ومتردد‬
‫للطبيب ليستوعب ماذا يُعني؟‬
‫يُعني أنّ األمور ستبدأ بالتعقيد أكثر‬
‫سيُرهقهُ األمر ومن الممكن سيعوده لهاويته الذي خرج منها في‬
‫هذا اليوم!‬
‫كثيرا ‪ ،‬والمخيف أنّ اول ما نطق به بعد‬ ‫ً‬ ‫هذا يُعني انه سيكذب‬
‫اسيقاظه‬
‫‪:‬بدي نور!‬

‫هذا األمر زاد من إضرابات قلبه‪.....‬بعد أن اخبره الطبيب بإفاقته‬


‫‪...‬وطلبه لرؤية ابنته كما قال له اثقل عليه امر الذهاب إليه ولكن‬
‫ترك جولي وسندرا وذهب‪....‬‬
‫لم ينقلوه من غرفة العناية المشددة ما زال تحت مراقبة شديدة‬
‫يريدون أن يطمأنوا ً‬
‫اوال على عًلماته الحيوية‪......‬وامور كثيرة‬
‫قبل ان يقرروا في نقله لغرفة أخرى!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دخل إلى الغرفة مشى بخطى ثقيلة ‪ ،‬يعلم أمير يفهم ماكس إن كان‬
‫صادقًا أم كاذبًا يستطيع كشفه‬
‫وماكس يشعر بالثقل كيف سيفهمه أنه حاول بشتّى الطرق‬
‫لحمايتها حتى كان يحميها من ظلها ولكن فلتت من يديه فجأة ‪،‬‬
‫كان عليه أال يسمح لمراد بإقناعها في الذهاب ألمير كان عليه أن‬
‫تمرد وتدخل مراد رغم أنه أعانه في أمور كثيرة ولكن‬
‫يوقف ّ‬
‫اليوم يشعر بالتخبط والخوف من كل شي‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصل إلى السرير‪.....‬كان امير ينظر للسقف‪...‬‬
‫ووجهه مصفر‪.....‬باهت‪....‬عينيه المعتين بالموت! اجل ال حياة‬
‫بهما‪.....‬جسده اصبح ضعيف ونحيل‪...‬شكله يُوحي بأنه فزع‬
‫خائف‪.....‬ربما بعد ان افاق من الغيبوبة ادرك األمور من جديد‬
‫واستوعبها بثقلها كلها لتجمده هكذا!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫نبضات قلبه المنتظمة الصادرة من الجهاز هي الوحيدة التي‬


‫تبرهن وجوده على قيد الحياة ولكن شكله‬
‫ووضعيته في االستلقاء ال تدل إال على موته ‪....‬إلى اآلن لم يصدر‬
‫منه أي صوت‪.....‬ولكن صوت تنفسه تارة يُسمع وتارة ال‬
‫خاصة بعد ان يكرر عملية الشهيق‪....‬ولكن المخيف انه لم يزفر‬
‫هذا الهواء ابدًا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اقترب ونظر لوجهه اكثر تحدث باإلنجليزية‬
‫(مترجم‪):sir….‬‬
‫امير بصوت ضعيف للغاية وبه ب ّحة ُمخيفة‬
‫‪:‬فين نور؟‬

‫ازدرد ريقه ماكس ‪ ،‬فرك أصابع يديه ببعضهما البعض‬


‫تحدث بهدوء بعربية مكسرة ومخلوطة ‪ :‬بتعرف‪......‬ما زالت‬
‫على‪...‬‬
‫حول ناظريه عليه‪ :‬سمعت صوتها‪.......‬كانت‬
‫قاطعه امير بعد ان ّ‬
‫تكلمني وتبكي وهي موجوعه‪.....‬‬

‫ماكس ظن انه رآها في منامه ولكن في الواقع أمير يشعر بجنونه‬


‫يشعر انه شعر بها حقيقةً ال حلم‬
‫ولكن وقتها شعر بها وكأنها سراب‬
‫عجز عن لمسها وعن رؤيتها ولكن صوتها يتردد في رأسه بشكل‬
‫فوضوي ومشتت وغير مرتب ومعروف‬
‫ولكن ادرك انها تتألم‬

‫تحدث ماكس‪ :‬هي بخير‪....‬ال تتعب حالك‪....‬هي ما عمره إجيت‬


‫‪....‬لك‪....‬‬

‫سكت أمير‪......‬وحديث ماكس أوقع في قلبه أل ًما آخر‪.....‬اما زال‬


‫اعترافه لها يؤلمها؟ أما زال األثر لم يبهت ولم يتبدّل؟‬
‫بكى ‪ ،‬ح اقا بكى بدموع وصوت مخنوق‪......‬جعله يتنفّس الهواء‬
‫ويدخله إلى رئتيه بصعوبة بعد أن يكح عدّت مرات‬

‫أخاف ماكس واخذ يطبطب على يديه‬


‫‪:‬سيدي‪.....‬ما تضغط على نفسك‪....‬هي بخير‪....‬ال تبكي‪....‬‬
‫أمير وضع يده على عينيه ال يريد أن يرى شيئ ًا غير الظًلم‬
‫ذلك الظًلم الذي ادخًل هو وديانا فيه نور‪.....‬بًل حق منهما!‬

‫ديانا دخلت في اوساع الظًلم ونور‪......‬دخلت في اعماقه ال ُمخيفة‬


‫بسببهما‪...‬وهو اصبح ما بين الظًلم والنور يرى كلتاهما غارقتين‬
‫ً‬
‫عاجزا عن نجدتهما!‬ ‫‪....‬وهو واقف بين تلك الحواجز‬

‫تحدث بضعف‪ :‬بدي اسمع صوتها‪.....‬أنا متاكد هيّا منّا بخير‪....‬‬


‫ماكس ش ّد على يده وتحدث بصوت مهتز‪ :‬بس بحكي معها‬
‫واقنعها ‪......‬راح‪....‬خليها‪....‬تكلمك‪...‬‬

‫أمير نظر للسقف اخرج نفسه للنور‪...‬وعاد بالنظر إليه ازدرد‬


‫ً‬
‫محوال سؤاله إلى سؤال آخر‪ :‬كيفها لسندرا؟‬ ‫ريقه‬
‫ابتسم ماكس وطبطب على كف يده ليخفف جزء بسيط من ألمه‬
‫هالنفسي‪ :‬بخير‪....‬بدها‪...‬تشوفك‪....‬‬

‫أمير ابتسم وارتجف جفنيه في اآلن نفسه معلنًا عن سقوط دموع‬


‫كثيفة مصدرهما األلم!‬

‫ماكس اكمل ‪ :‬راح ‪........‬بكرا‪...‬بخليها‪...‬تجي هون‪...‬‬


‫حرك رأسه أمير برضا تام‪...‬وبقي ماكس معه يطمأنه ولكن أمير‬
‫ما زال مضطرب‬
‫وخائف‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بينما جولي بعد ان علمت بإفاقته شعرت بالسعادة ولكن خافت‬


‫كخوف ماكس‬
‫ماذا لو عرف بهروب نور ماذا سيحصل؟‬
‫هذه العائلة مشتتة ‪ ،‬وغارقة في اوساع التخبط الحياتي‬
‫الغريب‪.....‬واألكثر أل ًما أنّ تلك الصغيرة تدفع تخبطهم جميعًا‬
‫بشكل مؤلم‪......‬فهي بعيدة عن والديها ‪....‬بعيدة عن حقيقة تلك‬
‫العائلة‪.....‬التي ستكشف يو ًما عن انيابها الموجعة لتخرسهما في‬
‫جسدها وترعبها ‪......‬وربما تخل باتزانها لتصبح نسخة مصغرة‬
‫من والدتها‪....‬‬
‫نظرت إليها بعد أن أتت تحمل بيدها قلم ودفتر ‪.....‬جميلة‬
‫‪....‬وبريئة‪......‬ولكن دفعت ثم ًنا كان ال يجب عليها أن تدفعه‪......‬‬
‫ما إن اقتربت مسحت على شعرها‪....‬وتحدث بالعربية‪ :‬البسي‬
‫النظارة‪...‬‬
‫هزت سندرا رأسها بعند‬‫ّ‬
‫جولي ‪ :‬حبيبي‪....‬الزم‪...‬يلبس ‪...‬نظارة‪....‬‬
‫سندرا كتفت يديها وبعند طفولي‪ :‬مابدي شوف حدا‪....‬‬
‫جولي بتعجب ‪ :‬ليش؟‬
‫سندرا زمت شفتيها بقول‪ :‬ئلت إلك‪....‬آ وانت‪....‬‬
‫قاطعتها جولي‪ :‬بليز احكي عربي‪...‬‬
‫سندرا عادت تزم شفتيها اكثر‬
‫جولي اقتربت منها‪ :‬شوفي؟‬
‫قوست حاجبيها لتركز بناظريها على وجه جولي‪ :‬بدي‬ ‫سندرا ّ‬
‫شوف امير‪....‬ونور‪....‬‬
‫سكتت جولي ال تدري لماذا تكرر تريد رؤية والدتها التي تركتها‬
‫المرة‬
‫في عواصف االحداث ّ‬
‫جولي مسحت على شعرها من جديد‪ :‬أمير راح تشوفيه‪.....‬‬
‫سندرا ‪ :‬ونور؟‬
‫جولي سكتت‬
‫سندرا وكأنها فهمت اإلجابة نهضت ثم دخلت الغرفة‬
‫بينما جولي كانت تنظر لها بتعجب ‪ ،‬هل شعرت أنّ نور والدتها ام‬
‫ماذا ؟‬
‫تفسيرا لكل ردات فعلها نهضت وهي تقول بصوت‬ ‫ً‬ ‫حقاا لم تجد‬
‫شبه مرتفع‪ :‬سندرااااااااا‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫التردد ما بين القبول والخضوع ألمور أُجبرنا في الخوض فيها‬
‫صنا‬‫بسبب ما يُحيطنا من عوائق كثيرة ! قررنا الخوض فيها لتخل ّ‬
‫من مشاكل ظنناها صعبة ومخيفة ولكن بتمسكنا في خيوط النجاة‬
‫التي ظننها(مخر ًجا) لكل هذا‬
‫ومدخًل ألمور لم نتوقع يو ًما الخوض‬‫ً‬ ‫أصبحت مخر ًجا ألمر‬
‫فيها‪...‬هي لم تقرر على اجبار قلبها في الخضوع في الحب ولم‬
‫تجبر عقلها يو ًما على تقبل حياتها معه سوا ًء كانت سيئة أم كانت‬
‫كًل من قلبها وعقلها على الهروب من مواجهة‬ ‫جيّدة ولكن اقنعت ا‬
‫آثارا!‬
‫المشاكل التي تركت على جسدها ً‬

‫هي اآلن لن تنكر أنها تعيش قرار اتخذته مجبرة ولكن كانت‬
‫مقتنعة فيه ولم تدرك عواقبه‬

‫نظرت لنفسها في المرآة ‪ ،‬تشعر بثقل ما يحدث ويدور‬


‫حولها‪...‬تقبل والده لألمر سري ًعا مخيف‪....‬وخ ّ‬
‫طتهما في إتمام‬
‫األمور امر يخبرها بجديّة قرارها الذي اتخذته مسبقًا‬
‫مسحت بديها على شعرها الرطب وارجعته للخلف ‪.....‬نظرت‬
‫لجسدها‪.....‬كانت ترتدي كعادتها بجامة ذات طابع طفولي! شدّت‬
‫بالقميص لتلصقه على بطنها وتمسكه من الخلف نظرت لبطنها‬
‫أحقاا تحمل بداخلها ً‬
‫طفًل؟‬
‫مسحت على بطنها وشعرت برعشة تتسلل إلى أعضاء جسدها‬
‫كله‬
‫ازاحت يديها سري ًعا ونظرت لوجهها‬
‫تحدثت كالمجنونة‪ :‬يمه‪.....‬يبه‪.......‬تزوجت‪....‬مسيار‪......‬اجبرت‬
‫نفسي ‪.....‬اني اتزوج‪.....‬اني ‪.....‬احاول اتقبل الرجل إلّي دخلته‬
‫في حياتي ‪....‬بس عشان ‪....‬اوقف المشاكل ألني‬
‫تعبت‪.......‬حاولت ما أأذي احد‪.....‬عشان ماحد يأذيني بس صار‬
‫العكس‪.....‬اللي اخذته طيب‪.....‬حنون‪...‬حبني‪.....‬بس مابي‬
‫اصير‪.....‬‬
‫سكتت ثم ترقرقت عينيها بالدموع لتكمل‪ :‬مسؤولة عن أي‬
‫احد‪......‬ابي اشيل مسؤولية نفسي وبس‪....‬واعيش‬
‫بهدوء‪....‬بعيد عن المشاكل ألني‪..‬يمه‪.....‬تعبت‪....‬وأحس‪..‬‬
‫خايفة‪....‬خايفة من حياتي‪.......‬ودي لو ترجعون لي‬
‫أنتي‪.....‬وابوي‪....‬‬
‫مسحت دموعها برجفة أصابع يديها‪ :‬يبه‪.......‬تكفى ارجع‬
‫لي‪......‬شيل هالخوف مني ‪....‬طمني بكًلمك‪.....‬قولي قراري صح‬
‫وال غلط‪.....‬قولي‪....‬‬
‫ثم انهارت باكية ‪ :‬يمه‪......‬انا حامل‪.....‬يمه‪......‬احس اني‬
‫ضايعة‪.....‬احس قراري غلط‪....‬احس اني تسرعت‪....‬يمه‬
‫‪....‬يمه‪...‬احس‪....‬‬

‫سكتت‪ ،‬واخذت تنظر لنفسها بنفس متسارع بقيت على هذا الحال‬
‫لمدة دقيقة ثم مشت لناحية السرير رمت نفسها على السريري‪،‬‬
‫ودفنت رأسها تحت الوسادة وبكت‪....‬تشعر بالعجز ‪....‬تشعر‬
‫بالشتات وعدم فهم الذات‪....‬التذبذب الذي تعيشه ناجم عن ما‬
‫عشتهُ ساب ًقا‬
‫تحدثت‬
‫ما بين شهقة وأخرى‪ :‬رحتوا ‪.....‬تركتوني‪.....‬ليش رحتوا‪...‬ابيكم‬
‫انا‪......‬انا من دونكم‪...‬وال‬
‫شي‪.....‬اغلط‪......‬واجد‪.....‬قراراتي‪....‬كلها غلط‪....‬من بعدكم انا‬
‫ضعت‪.........‬‬

‫ثم قرفصت رجليها لتجعلهما قريبتين من بطنها وهي تبكي‬


‫‪:‬حاملللللللل‪....‬بصير ام‪.....‬ام فاشلة‪........‬ما تعرف تحب‪.....‬وال‬
‫تعرف تكره‪....‬ضعيفة‪.....‬الكل ياكل حقها وهي ساكتة‪......‬هذا‬
‫يضربها‪....‬وهذيك تهددها‪......‬والكل بس يبي فرصة‪.....‬عشان‬
‫يأذيها‪.....‬‬
‫شدّت بيديها على الوسادة وهي تكمل بهذيان جنوني‪ :‬قصي‬
‫بيكرهني‪......‬بيجي يوم‪....‬وبيكرهني‬
‫مثلهم‪.........‬خالي‪.....‬زوجة عمي‪....‬عيال خالي‪.......‬كلهم‬
‫يحبوني لم كنتوا بس انتوا موجودين متوا‪....‬وكرهوني صاروا‬
‫يبون يفتكون مني‪....‬حتى هو ‪....‬بيكرهني‪....‬بس اجيب له الطفل‬
‫بيكرهني‪.....‬مثلهم‪.........‬انا وحده ما انحب‪.......‬وال تعرف‬
‫تحب‪.....‬اعرف احبكم انتوا بس‪....‬‬
‫بكت لدققتين دون تحدث‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم قالت‬

‫‪:‬حتى محمد لم حسيت احبه‪..........‬ك ّرهتني فيه امه‪.......‬احس‬


‫كرهته عشانها تضربني‪.......‬كانت خايفة عليه مني ‪........‬وكأني‬
‫يا يمه ‪.....‬مجرمة‪....‬عاقبتني‪.....‬اتركت على جسمي‬
‫اثر‪....‬والحين ‪....‬تعاملني وال كأنه صار شي‪....‬عشاني بس‬
‫تزوجت‪.....‬وعمي‪......‬هم يبي يفتك مني لو ما يبي ما كان وافق‬
‫على قصي من األساس‪........‬يمه انا‬
‫ضااااااااااااايعة‪......‬ضااااااااااايعة يمه‪.......‬وهللا‬
‫ضاااااااااااايعة‪....‬‬
‫بكت ‪ ،‬صرخت ‪...‬انّبت ضميرها‪.....‬وبخت نفسها ‪....‬تشعر بالفقد‬
‫واالشتياق لوالديها تشعر أنها غير قادرة على ان تعيش بًلياهما‬
‫هذه االحداث الذي ظنّ قصي انها ستفرحها ترجمة لها أمور‬
‫أخرى مخيفة وأثارت استنتاجات مرهقة لها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪....‬‬
‫بينما هو قرر أن يقاطعها ولكن لم يستطع‪....‬ال يريد ان يكون‬
‫مثلها تما ًما في العناد ألنه ادرك سيخسر في لعبة العنِاد هذه لذا‬
‫صاع لها فهي بكًل الحالتين غيابه عنها يُريحها‬
‫تنازل عن ّرد ال ّ‬
‫وهذا ما فه مه وأخافه لذا لن يبتعد سيحاول أن يتفهم وضعها‬
‫ويُمسك بيدها ليخرجها من ظًلم ما تفكر به!‬

‫لذا‬
‫اتى اليها ليطمئن‪......‬فتح الباب‪....‬اغلقه‬
‫وكالعادة الشقة بأكملها هادئة‪......‬‬

‫تحدث ليعلن عن وجودة ولكي ال يخيفها نادى‪ُ :‬مهره‪....‬‬

‫سمعت صوته ‪.....‬ونهضت من على السرير سريعًا كالمقروصة‬


‫راكضة لناحية الخًلء‪.....‬دخلت وهو دخل إلى الغرفة سمع اغًلق‬
‫الباب‬
‫تنهد‪ ،‬ونظر للسرير‪.......‬كان مبعثر‪.......‬نظر للوسادة التي‬
‫سقطت منها بعد نهوضها السريع‪.....‬ووقعت انظاره على بقعة‬
‫‪...‬ال تدل إال على دموعها على ذلك الفراش‪.....‬تنهد بضيق وفهم‬
‫أنها هربت لكي ال يراها وهي على ذلك الحال‪....‬لذا طرق باب‬
‫الخًلء‪ُ :‬مهره‬
‫اجابته دون تردد وهي تمسح دموعها وترشح وجهها عدّت‬
‫مرات‪ :‬بطلع‪.....‬‬
‫ارشحت وجهها عدّت مرات من جديد اخذت نفس عميق‪...‬حاولت‬
‫ان تسيطر على نفسها‪....‬فتحت الباب ولم تنظر إليه ولكن هو نظر‬
‫لها بنظرات متفحصة وادرك من خًلل وجهها المحمر وإلى تبهدل‬
‫شعرها وسرعة تنفسها انها فعًل باكية‬
‫كانت ستمشي ولكن س ّد الطريق عليها‬
‫نظرت له ‪ :‬وخر‪....‬‬
‫قصي سكت‪ ،‬ونظر لعينيها لم يتحرك ‪ ،‬لذا مشت ودفعته ً‬
‫قليًل‬
‫بيدها وجلست على السرير‬
‫سحبت هاتفها لتعبث به‬
‫ولكن اتى وجلس بالقرب منها‬
‫قائًل‪ :‬ليش تبكين؟‬
‫ُمهره دون ان تنظر له وبصوت مبحوح‪ :‬على حظي‪.....‬‬
‫ابتسم رغ ًما عنه‬
‫قصي سحب الهاتف من يديها ً‬
‫قائًل‪ :‬متوترة؟‬
‫ُمهره تحاول أن تظهر قوتها ‪ :‬ليش ان شاء هللا؟‬
‫قصي ‪ :‬من كل شي‪.....‬‬
‫ُمهره سكتت‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬ما فيه شي يخوف وال له داعي هالتوتر‪....‬‬
‫ُمهره بجدية ‪ :‬ارتباطنا بشكل ابدي ببعض غلط‪....‬‬
‫قصي تنرفز منها‬
‫أكملت ‪ :‬قصتنا قصيرة يا قصي‪.....‬ليش تحاول تخليها طويلة!‬
‫نهض من على السرير حديثها منرفز للغاية لن يسكت‬
‫انفجر وهي ُيشير لها‪ :‬ما نيب حقير وال نيب ولد(‪.....).....‬عشان‬
‫ما يكون عندي ال ضمير وال إحساس‪.....‬واتركك في نص الطريق‬
‫توك بنت ماعرفت من هالدنيا إال الشي البسيط‪.........‬‬
‫وانتي ّ‬
‫ابتسمت ابتسامة جانبية تنّم على السخرية‬

‫اكمل‪ُ :‬مهره انا واحد أخاف هللا مابي اظلمك‪.....‬وغير‬


‫كذا‪....‬حبيتك‪........‬واقتنعت فيك‪......‬ليش مو قادرة تستوعبين‬
‫هاالشياء هذي‪....‬ليش احسك مو واثقة فيني‪......‬يمكن صدق‬
‫أكون السبب في عدم هالثقة بسبب معامليتي لك بالبداية‬
‫‪.......‬بس أنا انسان مانيب مًلك اغلط‪........‬وهذا انا اعترف لك‬
‫بغلطي واطلب منك السماح بعد‪......‬‬

‫ترقرقت الدموع في عينيها ‪ ،‬شعرت باالختناق حكّت ارنبة انفها‬


‫سري ًعا لتداري شعورها المشتت‬
‫نهضت وابتعدت عنه ولّت بظهرها عنه لتردف بصوت محشرج‬
‫‪:‬قصي‪.....‬انا خذتك عشان هدف واحد‪.......‬يمكن تشوفني انانية‬
‫في هالهدف وما دري كيف أصًل تحقق رغم اني ظنيت راح تكون‬
‫فيه عقبات كثيرة من اني ارتبط بهالطريقة بس سبحان‬
‫هللا‪.......‬قراري وضّح لي قد ايش اهلي يحبوني‬
‫ويعزوني‪.......‬وتحقق هدفي ‪....‬وابتعدت عنهم وعن اتهاماتهم‬
‫ومشاكلهم‪.....‬اخترت هالطريق عشان ارتاح‪......‬واريّح نفسي‬
‫وجسمي‪....‬فجأة لقيت نفسي‪...‬‬

‫فهم الجزء اآلخر مما ستقوله لذلك لم يمهلها في قوله اتى سريعًا‬
‫خلفها واحتضنها من الخلف وق ّبل كتفها وهو يقول‬
‫بندم‪ :‬تكفين ال تكملين‪ُ ......‬مهره‪.......‬‬
‫قوست حاجبيها وشدّت على اعصابها ‪ ،‬مستنفره منه‬ ‫ّ‬
‫ولكن شد عليها ليثبتها في مكانها ويكمل‬
‫‪:‬ما نكر كنت مسوي بيني وبينك حاجز ومعاملك معاملة ما ابي‬
‫احط لها عنوان!‬
‫اغ ّمضت عينها وانسابت دموعها بقهر‬
‫اكمل بصوت موجع‬
‫‪:‬لكن وربي ما كنت راضي عن نفسي احس اللي جالس اسويه‬
‫غلط‪....‬بس مثلك زواجي منك كان لهدف ‪...‬ابي اثبت ‪......‬ألهلي‬
‫اني قادر اسوي اللي ابيه‪...‬بدون تدخل منهم‪...‬بس طلعت‬
‫غلطان‪....‬كان المفروض أتقدم لك رسمي بدل هاللخبطة‪.......‬‬
‫ثم ابتعد عنها ولفها لناحيته رغما عنها ليرى دموعها واحمرار‬
‫وجهها ليكمل‪ :‬اثنينا متساوين في الهدف‪....‬واثنينا انانيين يا‬
‫ُمهره‪........‬‬
‫صة وبجفن يرتجف لألعلى وهي تقول‪ :‬اوجعتني!‬ ‫ُمهره بغ ّ‬
‫ق قلبه امسك يدها وقبّلها بلطف‪ :‬سامحيني!‬ ‫قصي ر ّ‬

‫ُمهره وكأنها حقاا وجدت لها مخر ًجا لتصارحه بكل األشياء‪:‬‬
‫اوجعتني حسستني إني رخيصة‪.......‬ما كنت فاهمة شي‪....‬رميت‬
‫وكرهتني بنفسي‪.....‬‬
‫نفسي بهالزواج ‪...‬وانا عميا‪.......‬صدمتني ّ‬

‫قصي فهم رسالتها بدأت وكأنها تُذكّره بما فعله بها في بداية‬
‫زواجهما وعلى أي مبدأ كان يُعاملها‬
‫وهذا االمر بدأ يأكل قلبه من القهر من نفسه!‬

‫طبطب على يدها ونظر للسقف تار ًكا لها المجال للفضفضة‬
‫‪:‬واكثر شي احس دمرني ‪....‬وخًلني احس جد اني شي ما‬
‫يسوى لم رجعت للرياض بعد غيبتك‪.....‬و‪....‬‬
‫انخنقت في عبرتها بترت جملتها التي ستكسر قلبه اكثر ولكن‬
‫تنفس الصعداء حينما بترتها‬
‫واكملت ‪ :‬اوجاعي كثير‪......‬اوجاع من اهلي‪......‬وجع اشتياقي‬
‫ألمي وابوي‪.......‬هو لو بس ‪.....‬لو بس ما ماتوا ‪....‬كان انا‬
‫بخير‪.....‬‬
‫شد على يدها واقترب منها ً‬
‫قليًل‪ :‬استغفري ربك‪.....‬‬
‫سحبت يدها منه ونظرت لعينه‪ :‬قصي انت ما تعرفني‪.....‬وانت ما‬
‫تحبني انت اعتدت على وجودي بس‪......‬ومعرفتك بالحمل يمكن‬
‫هي اللي حفزتك انك تعلن الزواج‪....‬‬

‫قصي بنبرة انكسار‪ :‬لو مرة بس احسني الظن فيني؟‬


‫اخذ نفس عميق ليردف‪ :‬شكلك نسيتي اني قلت لك راح اعلنه قبل‬
‫حملك‪......‬‬
‫ُمهره ازدردت ريقها‪ :‬مابي ال زواج وال حمل وال عيال‪.....‬ابي‬
‫أعيش لوحدي وبس‪.....‬‬
‫قصي اقترب منها فهم عمق جرحها منه وجرحها من حتى أهلها‬
‫ال يعرف كيف يواسيها‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬الوحدة شينه‪.....‬والنفس تبي االنفس‬
‫معها‪......‬ماحد يتمنى يعيش لحاله وكانه مقطوع من شجرة‪....‬‬

‫ُمهره نظرت له برجاء وبنبرة خانقة‪ :‬تكفـ‪....‬‬


‫رفع يده ليوقفها عن الحديث‪ :‬انتي تكفين وثقي‬
‫فيني‪..........‬افهميني ‪.......‬عطي نفسك فرصة تشوفين الحياة‬
‫من جانب ثاني‪.......‬تكفين‪ُ ....‬مهره‪.....‬ال تحرقين نفسك في‬
‫فوضاوية تفكيرك هذا‪.......‬‬

‫بكت‬
‫واقترب اكثر واحتضنها ‪ ،‬لن تنكر انها بحاجة لهذا الحضن وإن‬
‫اوجعها ذات يوم ولكن هي بحاجة إليه‬
‫شدّت عليه بيديها تحدثت بشهقة‪ :‬ابي امي وابوي‪.....‬قصي احس‬
‫خايفة‪....‬قلبي يوجعني‪....‬‬
‫طبطب على ظهرها ومسح على شعرها تسللت رعشات جسدها‬
‫إليه فهم ُمعانتها ‪....‬تعيش في صراح نفسي ما بين الماضي‬
‫مجوفة من الداخل بسبب اآلهات التي‬‫ّ‬ ‫والحاضر‪.....‬اصبحت‬
‫اطلقتها مسب ًقا دون ان يشعر بها احد كانت تبحث عن األمان‬
‫‪.....‬اهداها األمان بمقابل شيء اشعرها برخصها واآلن اشعره‬
‫بحقارته!‬
‫ش ّد على جسدها بيديه وكأنه يريد ان يمتص منها هذا الخوف‬
‫ويخبرها بأسفة‬
‫همس‪ :‬اسم هللا على قلبك‪......‬‬
‫ُمهره اغمضت عينيها وكأنها تريد الهروب ‪ ،‬الهروب في حضنه‬
‫ونسيان كل األمور السيئة التي حدثت‬

‫همست له‪ :‬علمني كيف أعيش بدون ذكريات‪.....‬‬

‫شعر بانفًلق قلبه‪ ،‬ربما تقصد في جملتها هذه ذكرياتها مع‬


‫والديها وما حدث بعد وفاتهما مع أهلها ولكن هذه الجملة كسرت‬
‫قلبه ألنه سري ًعا ما اتى في عقله ما فعله بها ببداية الزواج شد‬
‫عليها شعر باختناقه‬
‫لم يهتم في الماضي بمشاعرها ولم يُدرك انها انسانة تشعر‬
‫يفرق غضبه فيها‪...‬يأخذ حاجته‬ ‫وتحس ‪.....‬كان ّ‬
‫منها‪...‬يخرج‪...‬دون ان ينظر لحاجتها‪......‬دون ان يسمع ِلم‬
‫يضايقها‪.....‬لم يكسر الحاجز‪......‬حاجز الرسمية ‪......‬ابدا‪...‬لم‬
‫يكسره‪...‬ولم يتوقع يو ًما انه سيقع في حبها‪.....‬ولم يتوقع انه‬
‫سيتورط في عشقها‪......‬ندم‪......‬ندم على انه احدث جروح‬
‫للتراكم على جروحها القديمة‪...‬‬

‫مسح على شعرها وبكت هي اكثر ترك لها المجال في البكاء‬


‫وحمد هلل انه لم يعاندها في المجيء لها‬
‫هي حقاا بحاجه إليه ولكنها ال تعترف بذلك وتظن لو بقيت لوحدها‬
‫سيكون األمر افضل مما لو كان هو بقربها‬
‫مجاال بعد اليوم في البقاء لوحدها‬‫ً‬ ‫ولكن لن يترك لها‬
‫وإال ستجن‬
‫!‬
‫‪..........................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى الدوام‪........‬لم تتقبلها‪...‬لم تشاركها الحديث‪....‬لم تدعيها‬
‫للعلب معها‪.....‬تركتها كما تريد‪....‬وبقيت في الزاوية تحدّق‬
‫فيها‪........‬ليزداد وجعها!‬
‫سلبوا منها األمومة على منطق الحماية!‬
‫ابعدوها عن المسؤولية على مبدأ التخفيف عنها!‬
‫وقتها كانت صغيرة للغاية كان عمرها ما بين الخامسة عشر او‬
‫السادسة عشر!‬
‫كانت مراهقة طائشة ‪.......‬ادخلت نفسها في متاهات ُحب طائش‬
‫‪......‬جربت أمور سوا ًء كانت مباحة‬
‫ّ‬ ‫وعناد وكسر قوانين مخيفة‬
‫ام ال وهي في عمر صغير حتى بها ج ّنت من ورائها الشعور‬
‫بحركة جنين في بطنها‪......‬بألم الوالدة ‪......‬بألم الخيانة‪.......‬بألم‬
‫الغدر‪......‬اوجاع على اوجاع‪.......‬تراكمت عليها لتدخلها في‬
‫عواصف اآلالم النفسية‬
‫فكانت ردت فعل ديانا وأمير ابعادها عن كل األشياء التي تذكرها‬
‫في ُمراد والتي كانت تعرفه بشخصية (بهاء الدين)‬
‫طفولتها كانت مليئة بـ التنمر‪......‬مليئة بالصعاب ‪.....‬بعدم قبول‬
‫كونت شخصيتها االنحيازية ما‬ ‫المحيط الذي تعيشه‪.....‬اشياء كُثر ّ‬
‫بين التذبذب والعناد والقوة والممزوج بالجبروت!‬
‫ولكن رغم كل هذه األمور كان عليهما أال يقررا ً‬
‫بدال عنها!‬
‫تنهدت بضيق مشت على الرصيف‬
‫ربما هذه المرة ستهرب من هذه الوظيفة التي ستجلب على عقلها‬
‫الكثير من الذكريات والتفكير لن تتردد في الهروب من كل األشياء‬
‫تتجرع نوع آخر من‬ ‫ّ‬ ‫التي تحزنها ألنها لن تسمح بعد اآلن ان‬
‫االحزان!‬
‫قطعت الشارع األول سمعت رنين هاتفها‬
‫سحبت الهاتف من مخبأ بنطالها أجابت‪ :‬هًل‬
‫إيًلف ‪ :‬خلصتي؟‬
‫نور حدّقت لمن حولها وهي تمشي‪ :‬أي ‪...‬الحين بجي الشقة‬
‫ايًلف دون مقدمات‪ :‬اشفي صوتج؟‬
‫نور ‪ :‬وال شي‬
‫ايًلف سكتت ثم قالت‪ :‬طيب‪.......‬تعالي تغدي معاي‪.......‬في‬
‫سلطاني‪.....‬‬‫مطعم ُ‬
‫نور اضحكها االسم فجأة‪ :‬هههههههه ايش‪......‬شاالسم؟ تنكتين‬
‫صح؟‬
‫ايًلف ابتسمت على ردت فعلها‪ :‬ال عاد هالمرة لألسف ما انكّت‬
‫‪......‬‬
‫وبنبرة غضبت‪ :‬تعالي يا حـ‪.......‬يوعانه حدي‪......‬‬
‫نور مشت بخطى متسارعة ‪ :‬من جدك فيه مطعم في أمريكا‬
‫بهاالسم؟‬
‫ايًلف ‪ :‬صاحبة سعودي تبيني اروح له أقوله‪ ......‬حضرت نور‬
‫مو عاجبها اسم مطعمك‪....‬عفيه غيره عشانها؟‬

‫نور ‪ :‬وجع وجع كلتيني‪......‬ارسلي اللوكيشن وبجيك‪.....‬‬


‫ايًلف ‪ :‬تراه قريب من الشقة‬
‫نور بنرة حادة‪ :‬طيب رسلي اللوكشن بًل لعانة‪....‬‬
‫ايًلف ضحكت ‪ :‬هههههههههههه انزين‪.....‬ال تتأخرين وهللا‬
‫يوعانة حدي‪......‬‬
‫نور ضحكت بخفة‪ :‬هههههه باي‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أغلقت الخط‪......‬وبعد مرور عشر ثواني تلقّت الرسالة‬


‫‪.......‬اوقفت سيارة أجرة اشارت له بالمكان المنشود لم تأخذ‬
‫سوى عشر دقائق للوصول إلى ذلك الحي نزلت من السيارة‬
‫نظرت لوجهة المطعم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رفعت رأسها وقرأت االسم‬
‫))‪((Sultani Restaurant‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ابتسمت ثم دخلت ‪.......‬ودارت بعينيها على الموجودين عندما‬


‫رأتها إيًلف نهضت من على الكرسي وأشارت لها‬
‫حتى بها مشت لناحيتها رأت امامها صحون كثر ومن الواضح انّ‬
‫إيًلف بدأت باألكل‬
‫لذا‬
‫ضربت على كتف ايًلف بخفة وهي تقول بصوت اشبه للهمس‪:‬‬
‫وجع في بطنك يا كـ‪..........‬ما نتظرتيني‪....‬‬
‫إيًلف لم يهمها تناولت لقمة جديدة‪ :‬تأخرتي‪...‬‬
‫نور وضعت حقيبتها جانبًا على الطاولة‪ :‬كذابة‪....‬أم بطنين‪.....‬‬
‫إيًلف توقفت عن المضغ وتحدثت متفاجأة‪ :‬آمبيه ‪.......‬تعرفين‬
‫كل المصطلحات العامية العربية‪.......‬‬

‫نور ضحكت على ردت فعلها اشارت لها‪ :‬بلعي‬


‫لقمتك‪....‬بس‪.....‬ال تفشليني قدام الناس‪....‬‬
‫بلعت ايًلف لقمتها وشربت من كأس الماء‬
‫ثم اقترب مستندة بيدها على اطاولة‪ :‬صج صج شلون جذه كأنج‬
‫ساكنة بالسعودية ‪.......‬ومو عايشة برا من سنين‪.....‬‬
‫نور مسحت على شعرها يوترها هذا الحديث اردفت ‪ :‬مادري‬
‫‪...‬يمكن عشاني كنت اتابع مسلسًلت عربية كثير‪......‬ويمكن‬
‫عشاني عشت سنين هناك حتى لو كانت بسيطة اكيد بتترك اثر‪....‬‬
‫ايًلف هزت رأسها بتفهم ثم تساءلت بحماس‪ :‬ما قلتييييييي‬
‫شسويتي؟‬
‫نور اخذت ملعقة وبدأت تأكل من الرز الذي أمامها‪ :‬وال‬
‫شي‪.....‬بترك هالشغلة ماحسها تناسبني‪....‬‬
‫قوست حواجبها‪ :‬وليش ان شاء هللا تهدينها هو عندج‬ ‫ايًلف ّ‬
‫وظيفه غيرها عشان تهدينها بارده مبرده؟‬
‫نور بلعت لقمتها ولكي ال تسهب في هذا الحديث‪ :‬ما رتحت‬
‫لألهل‪...‬‬
‫ثم بلعت اللقمة ولتغير مسار الحديث‪ :‬هللا وش يسمون هالطبخة؟‬
‫ايًلف فهمت انها تغير االمر لذا لم تحبذ أن تطيل االمر ستتحدث‬
‫معها في وقت الحق قالت بحده ‪ :‬كل شيء تعرفينه جات على‬
‫هالطبخة‪.....‬‬
‫تركت نور الملعقة على الصحن ليصدر صوت قليًل ثم قالت‪:‬‬
‫جالسة تحسديني‪....‬‬
‫ايًلف نظرت لمن حولها ‪ ،‬اصواتهما ملفتة لألنظار‬
‫تحدثت بهمس‪ :‬مينونة الكل يطالع‪....‬‬
‫نور ابتسمت ‪ :‬أمانة من متى تهتمين للي حولك؟‬
‫ايًلف اخذت لقمة من جديد مضغتها سريعا لتردف‪ :‬صاجة ما‬
‫عمري اهتميت‪....‬‬
‫نور ضحكت بخفة وبجدية‪ :‬هههه صدق عاد وش اسمها؟‬

‫ايًلف ‪ :‬برياني‪....‬‬
‫نور مضغت لقمتها وهي تردف‪ :‬واضح واثقة في هالمطعم انه‬
‫حًلل‪....‬وال ما كان خذتي راحتك في الطلب‪....‬‬

‫ايًلف ضحكت ‪ :‬ههههههههههه وهللا من ييت أمريكا وانا اطفح‬


‫من اكلهم ‪......‬دلني عليه طارق‪......‬صاحبه طالب سعودي يدرس‬
‫اهنيه ‪.....‬واظن اسمه سلطان بعد‪......‬‬
‫فموثوق دام صاحبه عربي‪.....‬ومسلم ‪.....‬خًلص أ ّمنت‪....‬‬

‫نور ضحكت‪ :‬هههههههههههه زين لقيتي لك من اللي ما يحرمك‬


‫عن االكًلت اللي تحبينها‪....‬‬
‫ايًلف ‪ :‬أي وهللا‪...‬‬
‫نور بهدوء تساءلت‪ :‬ما شفتي طارق؟‬
‫ايًلف توقفت عن االكل شربت القليل من الماء‪ :‬ال‪......‬واحمد‬
‫ربي الف مرة اني ما شفته‪....‬‬
‫نور طبطت على يد ايًلف وبحنية‪ :‬انسي‪....‬‬
‫رفعت ايًلف يدها األخرى على يد نور طبطبت عليها‪ :‬قولي لي‬
‫شنو صار بالضبط واضح انه صار شي مكدر خاطرج‪...‬‬

‫نور بًل مقدمات تنهدت‪ :‬راح أكون مسؤولة عن بنت تعاني من‬
‫مرض التوحد‬
‫ايًلف بتهم‪ :‬مالومج لو تركتي الوظيفة الوضع اكيد صعب‪....‬‬
‫نور شتت ناظريها‪ :‬موع شانها مريضة‪...‬‬
‫ايًلف انشد انتباهها هنا وبدأت تنظر لنور بشك‪ :‬أيل؟‬
‫نور بشتات‪ :‬مادري احسها تشبه ساندرا‪......‬وحسيت انه‪...‬‬
‫ايًلف نظرت لها بتمعّن تريد ان تكمل‪ ،‬تفصح ع ّم بداخلها ولكن‬
‫لألبد ستبقى نور كما كانت عليه‬
‫ولكي التدع هذا السكوت يطول قالت بمرح‪ :‬أمبيه سندرا تشبه‬
‫عيال األجانب‪....‬يعني حلوة مو مثلج تخرعين‪....‬كأنج ينّي‪.....‬‬
‫ضحكت نور وهي ترمي على وجه ايًلف بعضًا من ورق الخس‬
‫‪:‬حيوانة‪.....‬‬
‫ايًلف مسحت على وجهها لتمسح قطرات الماء من عليه‬
‫ثم اردفت‪ :‬انزين شلون يعني بظلين جذه ال انتي قادرة تجاوزين‬
‫شي من اللي صار لج وتشتغلين وال انتي قادرة تدرسين بسبب‬
‫اوراقج الرسمية اللي موعندج‪.....‬‬
‫نور بحسم االمر‪ :‬بداوم خًلل هاالسبوع بس وبعدها بقول لهم‬
‫ورفعت يدها‪ :‬باي‪.....‬‬
‫ايًلف كملت‪ :‬وبعدها اكلي تبن‪....‬وقعدي بالشقة ال شغل وال‬
‫مشغلة‪...‬‬
‫ثم اردفت بشكل سريع وحماسي‪ :‬شرايج تشتغلين عندي تنظفين‬
‫الشقة وتطبخين واعطيج‪.....‬راتب‪....‬‬
‫نور تجاريها في هذا الخبال‪ :‬كم بتعطيني؟‬
‫ايًلف بتفكير وهي تكتم ضحكتها‪ :‬دينار كويتي‪....‬‬
‫قوست حاجبيها ‪ :‬كم بالدوالر؟‬‫نور ّ‬
‫ايًلف تحاول أال تضحك سكتت‬
‫نور ‪ :‬حيوانة وهللا ‪.......‬اكيد مبلغ وال يسوى‪.....‬‬
‫ايًلف ضحكت‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫نور باحراج‪ :‬قصري صوتك وهللا ال يجون ويطردونا‪....‬‬
‫ايًلف هدأت ً‬
‫قليًل ثم قالت‬
‫بدور على شغل من جديد‪.......‬‬ ‫نور بجدية‪ّ :‬‬
‫ايًلف ‪ :‬اعتقد هنا يبون عامًلت‪.....‬‬
‫نور ‪ :‬متأكدة؟‬
‫ايًلف ‪ :‬وهللا مادري بس اذكر ذاك األسبوع شفت اعًلن عن شي‬
‫مثل جذه‪.....‬‬
‫نور عادت تأكل‪ :‬لخلصنا نسألهم كملي اكلك عشان نروح الشقة‬
‫احس ابي انام تعبت‪....‬‬
‫ايًلف تأيدها‪ :‬أي وهللا تعبت وايد اليوم‬
‫نور بانسجام مع االكل‪ :‬اكلي‪....‬اكلي‪....‬عشان نروح نخمد‪......‬‬
‫ايًلف وهي تمغض لقمتها ضحكت بخفة‪ :‬وربي عليج كلمات‬
‫تخليني اشك انج عشتي في أكسفورد لسنوات طويلة‬
‫نور وهي تغلط طريقة ايًلف في لهجتها‪ :‬آمبيه عاد‪...‬سكتي ال‬
‫اطعنج بالملعقة‪....‬‬
‫ايًلف بجنون‪ :‬يمه يمه على الحجي الكويتي‪....‬‬
‫نور ضحكت بخفة واكملت اكلها دون ان تعلّق‬
‫كلتاهما تحاوالن التخفيف عن بعضهما البعض كلتاهما تحاوالن‬
‫نسيان مسببات جراحات القلب تحاوالن النظر للحياة بعين أخرى‬
‫لًلستمرارية في الحياة وبطريقة مختلفة وربما جنونية!‬
‫بينما هناك في تلك الزاوية لم يشعروا بوجود شخص من خلف‬
‫األبواب الزجاجية يلتقط لهما الصور بشكل متكرر وعشوائي ثم‬
‫غادر مكانه بشكل سريع دون ان يُلفت النظر!‬
‫‪........‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تريد أن تراها ال تريد ان تترك ابنت عمها وهي على هذا الحال‬
‫تعرف حساسية ونعومة مشاعرها‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫وتأججها بشكل سريع ومتناقض تفهم عقليّتها‬
‫تحدثت معهما‬
‫‪:‬حرام عليكم خلوني اروح لها‪....‬‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬نوف‪....‬وش تروحين‪....‬خالد كلّم بندر وقال له‬
‫عمي بخير‪...‬ماله داعي تروحين‪...‬‬
‫نوف ضربت برجلها على األرض‪ :‬ابي اوقّف جنب شيخة اكيد‬
‫الحين منهارة‪...‬‬
‫بندر خرج من المطبخ‪ :‬بكرة اوديك لها‪.....‬الحين روحي نامي‬
‫بس‪.....‬‬
‫نوف ‪ :‬قسم باهلل مالكم داعي‪....‬خلوني اروح لها‪.....‬‬
‫بندر رمقها بنظرات حاده‪ :‬اتصلي عليها وتطمني سالفة اوديك‬
‫موديك‪......‬‬‫لها‪...‬ما نيب ّ‬
‫نوف بغضب‪ :‬قول كذا من قبل‪.....‬خًلص اترك السواق اجل‬
‫يوصلني‪...‬‬
‫الجازي نهضت ‪ :‬قلنا لك روحي بكرا‪......‬ال سوينها سالفة‬
‫الحين‪....‬‬
‫نوف تأففت بينما الجازي صعدت لغرفتها‬
‫نوف بانفجار‪ :‬وبعدين تعال قولي‪.......‬شمسوي لها انت؟‬
‫بندر كان يرتشف من كأس الماء عندما قالت كلمتها كح‬
‫ونظر لها ‪ :‬وش قصدك؟‬
‫نوف اقتربت منه‪ :‬تعاملها بأسلوب جديد‪....‬وكأنك تقول لها‬
‫وأشارت لها بيدها‪ :‬باي!‬
‫بندر ابتسم رغ ًما عنه هل كانت تفضفض عن صدّه لها وهي‬
‫السبب األول واألخير في ايقاظه على امر كان مغمض عينيه عنه‬
‫‪:‬مالك شغل‪....‬‬
‫نوف وضعت يديها على خصرها‪ :‬ال حبيبي لي شغل ونص حتى‬
‫لو انك اخوي ما راح اسمح لك تكسر قلبها‪.....‬‬
‫بندر بحده‪ :‬قصري حسك ال تسمعك الجازي‪....‬‬
‫نوف بسخرية‪ :‬عادي خل الكل يعرف انك عاشق وش فيها‪....‬‬
‫بندر ‪ :‬جنيتيييييييي؟‬
‫نوف ‪ :‬ال بعدي ما جنيت‪.......‬بندروه شيخه تراها حساسة انتبه‬
‫تكسرها‪....‬وربي اكسر لك راسك‪....‬‬
‫بندر بغضب‪ :‬شكلك ناسية انك تكلمين اخوك األكبر منك يا نويّف‬
‫نوف بنبرة خوف وجدية في اآلن نفسه‪ :‬انا بس احذرك‪....‬‬
‫بندر أشار لها‪ :‬انا أقول روحي طسي نامي احسن ما افصل‬
‫عليك‪.....‬‬
‫نوف بتأفف‪ :‬بروح اكلمها أصًل‪....‬‬
‫بندر بتصريح ‪ :‬ال تتصلين بكلمها انا‪...‬‬
‫قوست حاجبيها وبشك‪ :‬تكلمها؟‬ ‫نوف سكتت ونظرت لوجهه ّ‬
‫بندر بلل شفتيه‪ :‬عندك مانع؟‬
‫نوف بقصد قالت‪ :‬عادي تقولها في وجهي كذا يعني؟‬
‫ال يريد أن يخوض معها في هذا الحديث يعلم االمر غير محبب‬
‫وغير لطيف في مجتمعه ولكن ح اقا هو يريدها وال يستهين‬
‫بمشاعرها او يتًلعب بها‬
‫بندر جلس على الكنب‪ :‬أي عادي‪...‬‬
‫نوف لتقهره‪ :‬اجل حتى انا بروح اكلم حبيبي دام صرنا‬
‫فري‪....‬وكل شي ينقال على بًلطة من يوم ورايح بصير واثقة من‬
‫نفسي ‪......‬وبتكلم ِبًل حدود!‬
‫بندر ارعبها بنظراته وبصوت خشوني حاد‪:‬‬
‫نوووووووووووووووف‬
‫اخذت وضعيت االستعداد للهرب وصرخت بخوف‪ :‬وهللا‬
‫امزززززززززززززززح‬
‫ثم ركضت على عتبات الدرج‪...‬‬
‫بينما هو ابتسم على ردت فعلها ‪ ،‬ح اقا نوف قادرة على‬
‫النصح‪......‬على ايقاظ األمر على األمور‪....‬وعلى تغيير مزاجه‬
‫واسعاده ‪......‬بطبيعة شخصيتها‪....‬‬
‫سحب هاتفه واتصل عليها‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫كانوا في الصالة جالسين ‪.....‬ما زالت ام سيف ترسل كلمات‬


‫االطمئنان وجمل التفائل لهما‬
‫‪:‬قولي الحمد هلل ربي دفع عنه الشر وسلمه من هالجلطة‪....‬‬
‫ام ناصر‪ :‬الحمد هلل‪...‬‬
‫ام سيف بتنهد‪ :‬وانتي يمه هدي عمرك وال تبكين‪....‬وقومي اكلي‬
‫لك لقمة وروحي ارتاحي‪...‬‬
‫شيخة نهضت وفي اآلن نفسه رن هاتفها وهي تقول‪ :‬ان شاء هللا‬
‫ام ناصر التفتت عليها‪ :‬من يتصل؟‬
‫شيخة نظرت لًلسم‬
‫ازدردت ريقها وبكذب‪ :‬نوف‪....‬‬
‫ام يوسف‪ :‬ردي عليها وطمنيها وقولي لها تطمن الجازي‪.....‬‬
‫شيخة ‪ :‬ان شاء هللا عن اذنكم‬
‫ثم اجابت‬
‫‪.....‬‬
‫بينما ام ناصر قالت‪ :‬يا نجًل اخوك مو طبيعي‪......‬اللي صار له‬
‫كله من التفكير‪......‬‬
‫ام سيف بهدوء‪ :‬هو قال لك صاير شي في شغله ؟‬
‫ام ناصر بتنهد وسرحان‪ :‬شكله يفكر بالماضي‪...‬وحن‬
‫قلبه‪.....‬على‪...‬‬
‫قاطعتها ام سيف بعد ان استوعبت ما تعنيه منيرة‪ :‬ال تحطين شي‬
‫بذمتك اخوي مسحها من حياته لألبد يا منيرة‪......‬‬
‫ام ناصر ترقرقت الدموع في عينيها‪ :‬القلب يحن لو ايش‪.....‬‬
‫ام يوسف طبطبت على كتفها‪ :‬وهللا قلبه مكسور منها‪.....‬‬
‫ام ناصر نظرت لعينيها‪ :‬قلبه حن على بنته اللي تركها‪.....‬من‬
‫صدمت اللي صار‪....‬‬
‫سكتت ام سيف‪....‬شعرت بقشعريرة تسللت في جسدها‬

‫‪:‬نورة؟‬
‫هزت رأسها بالتأكيد‬
‫ثم أكملت‪ :‬ما ينام‪...‬وفكر فيها‪.....‬ولوم نفسه بصوت ‪....‬يكفرني‬
‫ماسمعه‪....‬الشوق لها ياكل من صحته‪......‬‬
‫ام سيف ببهوت‪ :‬قصدك ضميره اللي ياكل منه‪....‬‬
‫وبتنهد‪ :‬وش اللي طرى عليه وذكّره فيها‪....‬‬
‫صرحت‪ :‬خطوبة سلطان لشيخة‪...‬‬ ‫ام ناصر ولي اول مرة ّ‬
‫ام سيف بعدم فهم‪ :‬شلون؟‬
‫ام ناصر بحشرجة‪ :‬شيخة كانت رافضة‪......‬وهو اعطى بو‬
‫سلطان الموافقة‪...‬بس انا ضغطت عليه بالكًلم‪.....‬وجبت‬
‫طاريها‪...‬له‪...‬وقلت ال تسوي فيها مثل ما سويت في‬
‫اختها‪....‬ومن هالكًلم‪......‬و‪...‬‬
‫ام سيف قاطعتها‪ :‬ذكرتيه فيها‪...‬‬
‫هزت رأسها‬
‫أكملت ام سيف‪ :‬ان جيتي للحق اخوي غلطان‪....‬‬
‫ام ناصر بقهر‪ :‬اغًلط اخوك كثيرة‪.....‬‬
‫ام سيف ‪ :‬ما صفح قلبك عنه‪....‬‬
‫ام ناصر بهدوء نظرت لها‪ :‬لو ما صفح ما قدرت أعيش‬
‫معاه‪.......‬بس اثر الجروح ما نمحت‪......‬وحنينه لبنته ذكرني‬
‫بالماضي ‪......‬يا نجًل‪....‬اللي صار لي بالماضي مو شي سهل‪....‬‬
‫ام سيف لتهدأ وضعها‪ :‬انسي الماضي وال عاد تطرينه‪......‬وقولي‬
‫يقوم يوسف بالسًلمة‪....‬‬
‫هللا ّ‬
‫ام ناصر بسرحان‪ :‬آمين!‬
‫‪..............‬‬

‫في الغرفة‬
‫تحدثت بنبرة باكية‪ :‬خايفة يموت‪...‬‬
‫بندر خرج لحديقة المنزل المتواضعة‪ :‬وش هالحكي ال تفاولين‬
‫على عمي‪.....‬كلمت خالد وقال لي انه بخير‪...‬‬

‫شيخة مسحت دموعها‪ :‬عمري ما تخيّلت راح اشوف ابوي‬


‫ضعيف ‪......‬ومنكسر ويتوجع ‪...‬كذا‪....‬‬
‫بندر بمواساة‪ :‬قولي الحمد هلل ربي عداه شرها‪...‬‬
‫شيخة تمتمت‪ :‬الحمد هلل‪.....‬‬
‫ثم انتبهت لشعار أبعدت الجوال عن اذنها ثم اعادته‪ :‬نوف‬
‫تتصل‪....‬‬
‫بندر ابتسم‪ :‬حيوانة تعاندني‪...‬‬
‫شيخة بعدم فهم‪ :‬شصاير بعد‪...‬‬
‫بندر ‪ :‬مقهورة اني ما وصلتها بيتكم‪.......‬وكانت بتتصل عليك‬
‫وقلت ال تتصلين انا بتصل عليها‪...‬‬
‫شيخة ضحكت بخفة‪ :‬ههههه ‪....‬طيب ليش ما جبتها؟‬
‫بندر بجدية‪ :‬نوف تعبانة‪.......‬‬
‫شيخة بخوف‪ :‬جد؟؟؟؟ما قالت لي‬
‫تصرح بهالشي‪........‬ودايم تخبي عنّا‬ ‫ّ‬ ‫بندر بهدوء‪ :‬هي عمرها ما‬
‫تعبها‪...‬وتحاول ما تبيّن ألمها‪.....‬ما حبيت اجيبها لك وانا عارف‬
‫انها بتبذل جهد تخفف عنك‪....‬وهي أصًل تعبانة‪....‬‬
‫شيخة بخوف‪ :‬ال تخوفني بندروه شفيها؟‬
‫بندر بتنهد‪ :‬سكرها هاالسبوع مو منتظم‪......‬يا انها تاكل من‬
‫ورانا سكريات كثيرة ومن هالخرابيط يا انه نفسيتها صفر وجالسة‬
‫تبيّن لنا العكس‪...‬فنحاول نبعدها عن كل شي يسبب لها ضغط‬
‫نفسي بدون ما تحس‪....‬‬
‫شيخة اجتمعت الدموع في عينيها‪ :‬عمري هي وهللا‪....‬‬
‫بندر ابتسم رغ ًما عنه‪ :‬طيب وانا‪...‬‬
‫شيخة مررت جملته وهي تقول بجدية‪ :‬دايم نوف ‪...‬تحاول تسعد‬
‫اللي حولها وتفكر فيهم وال تفكر بنفسها‪.......‬وانا بعد ما قصرت‬
‫ما غير اتشكّى لها في األوان األخيرة‪...‬‬
‫بندر بضحكة‪ :‬هههههههههههههه طبعا تشكّين لها مني‬
‫صح‪......‬ال تحاولين تنكرين واضح‬
‫شيخة ضحكت بخفة ومسحت دموعها التي انسابت على خديها‬
‫فجأة‪ :‬هههههههههههههههه طيب دامك عارف يا حيوان ليه‬
‫تسأل؟‬
‫بندر بهدوء‪ :‬شيخه‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬نعم‪...‬‬
‫بندر بجدية‪ :‬من يوم ورايح أي شي يصير بينا ال قولينه لها خلي‬
‫بيني وبينك فيه خصوصية‪....‬‬
‫شيخة بهجومية وبطريقتها المعتاد عليها‪ :‬تخسي وهللا‪.......‬نوف‬
‫هذي اختي‪...‬ماقدر يحكني لساني لو ما أقول لها شي‪....‬‬
‫بندر انفجع من حديثها‬
‫ثم انفجر ضاحكًا‪ :‬هههههههههههههههههههه‬
‫ثم قال بنفس هجومها‪ :‬شلون اجل قدرتي تخبين عليها من يكون‬
‫حبيبك ؟‬
‫شيخة ‪ :‬بصعوبة وهللا حسيت بموت‪......‬‬

‫بندر ‪ :‬حسبي هللا بس‪.......‬ههههههههه‪.....‬يعني كل شي‬


‫تقولونه لبعض ما فيه اي خصوصية‪....‬يعني بالمستقبل‬
‫‪....‬راح‪...‬‬
‫قاطعته بهجوم‪ :‬جب جب ‪.....‬عارفة وش بقول يا وصخ‪...‬‬
‫بندر ما زال مبتس ًما وسعيد جدًا انه استطاع تغيير مزاجها سري ًعا‪:‬‬
‫وهللا تفكيرك الوصخ‪........‬طيب دايم كل شي تقولونه‬
‫لبعض‪....‬نوف قد قالت لك تحب‪...‬‬
‫شيخة بفجعة من السؤال وبدفاع‪ :‬شدخلللللللللللللللك؟‬

‫بندر ابعد الهاتف من على اذنه ‪ :‬وجع وجع ‪.....‬فجرتي اذني‪.....‬‬


‫ثم اردف‪ :‬ليش هاالنفعال‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬وانت ليش تسأل‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫خاف من ردت فعلها‬
‫حاول أن يكون هادئًا ‪ :‬يمكن اللي تمر فيه بسببه‪....‬‬
‫شيخة بجدية‪ :‬شوف خلني أكون صريحة ‪....‬نوف ما تفضفض‬
‫‪....‬واللي فهمته منها ما تعرف تفضفض أصًل هي تعرف تسمع‬
‫وتعطي نصايح وتطقطق بس‪......‬وسالف تحب ذي شيلها من‬
‫راسك‪....‬نويف تكره اللي لهم عًلقات‪.....‬واصًل قبل ال تعرفك‬
‫كانت تستحقرني على غباء قلبي على قولتها‪.....‬وما ظل نصيحة‬
‫ما قلتها لي تبيني اتركك بس لم عرفت انك انت ‪.....‬ما صارت‬
‫ترمي علي حكي‪.....‬‬

‫بندر سكتت‪ ،‬فعًل اخته من النوع الكتوم‪......‬بعكس الجازي‬


‫تحدث‪ :‬يعني ما فيه امل تحب‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬ر ّيح بالك نوف ما تعرف احد‪......‬وال تحب‬
‫احد‪......‬وتراني مثلها‪...‬بس حسبي هللا عليك‪....‬خربتني‪....‬‬
‫بندر بضحكة عالية‪:‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههه باهلل من اللي‬
‫خرب الثاني؟ هااا‪....‬‬
‫ّ‬

‫شيخة احمر وجهها‪ :‬وربي انت‪........‬خليتني طايشة‬


‫‪......‬وشجعتني اكلمك‪....‬‬
‫بندر بنبرة خادعة تدل على معنى الزعل‪ :‬ال تحسسيني بالذنب‪.....‬‬
‫شيخة مسحت على شعرها‪ :‬ذنبي في رقبتك‪...‬‬
‫بندر بصدمة‪ :‬حيوانة‪.......‬‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬المهم‪.....‬شكلنا مطولين‪....‬‬
‫ً‬
‫حقيقة كان سيتكلم مع والده ‪.....‬ولكن‬ ‫بندر سكتت فهم ما تعنيه‬
‫ما حدث اخرسه‬
‫كلما أراد التحدث في االمر حدث امر آخر يسكتهما‬
‫بندر بتنهد‪ :‬ما تدرين وين الخيرة فيه‪....‬‬
‫شي خة تحولت مشاعرها إلى اللين والعاطفية اكثر‪ :‬بندر تحبني؟‬
‫بندر ضحك بخفة‪ :‬هههههههه باهلل كم مرة سالتيني هالسؤال؟‬
‫شيخة ابتسمت‪ :‬ماذكر سالتك إياه بشكل متكرر‬
‫بندر بجدية‪ :‬في هذي صدقتي‪......‬‬
‫شيخة عادت على مشاعر الهجومية‪ :‬ال ضيّع السالفة جاوبني‪....‬‬
‫بندر بحده خفيفه ومائلة للمزح‪ :‬ال بعد اطلعي لي من الشاشة‬
‫وخنقيني‪....‬‬
‫شيخة بهبال‪ :‬ال ليش اخنقك اطلع احضنك‪.....‬شرايك؟‬

‫بندر بجراءة لكي يخرسها عن هذا الجنون‪ :‬ال بوسيني‪....‬‬


‫شيخة بنفور وصوت شبه عالي‪ :‬يا وصخخخخخخخ‪....‬‬
‫بندر عاد للضحك‬
‫المتنوع ومشاعرها المتداخلة ومصداقية‬
‫ّ‬ ‫اعتاد على مزاجها‬
‫حديثها معه طيلة الفترة التي يتحدث فيها معها‬

‫قال بهدوء‪ :‬لو ما احبك ما تحملت مزاجك الشين‬


‫هذا‪......‬ومشاعرك المتناقضة اللي تصير في الثانية الوحدة‪....‬‬
‫شيخة بعصبية‪ :‬حيوان‪........‬اجل خذها مني انا اكرهك‪....‬‬
‫بندر ‪ :‬ههههههههه أي لدرجة رفضتي سلطان بس عشاني‪....‬‬
‫شيخة بتحدي‪ :‬هيّن ‪......‬بس‪.....‬اصبر علي‪...‬وهللا آلخذ‬
‫سلطان‪....‬واحرق قلبك‪.....‬‬
‫بندر لم يستطع ان يهدأ من ضحكه‪ :‬ههههههههههههه‬
‫اوووووووه‪......‬هد اللعب يا بو متعب‪....‬ال تتعب قلبنا‪.....‬تو‬
‫استقر مكانه وهجد‪....‬‬
‫شيخة بسخرية‪ :‬أي صر عاقل‪......‬تبن‪....‬‬
‫بندر بضحكة وتصريح من قلب‪ :‬ههههههههههههه احبك يا‬
‫مجنونة ههههههههه ربي ال يحرمني منك‪....‬‬
‫احمرت وجنتيها‬
‫ّ‬ ‫شيخة‬
‫ولكن حاولت ان تكون طبيعية قلّدت صوته‪ :‬وال منك!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫النظرة األولى ‪ ،‬والهمس الذي يقود الواعي‬
‫لًلنفصال عن العالم الواقعي للذهاب إلى خزعبًلت وعو ٍد غير‬
‫مرهونة بإثباتات حقيقة!‬
‫ذلك الشعور الذي ينتشلك من االحزان مدع ايا أن يكون سب ًبا في‬
‫جعلك سعيد لمدى الحياة‬

‫تمحور في قلبها تحت مسمى العُشق وعدم‬ ‫ّ‬ ‫هو ذاته الشعور الذي‬
‫القدرة على تجاوزه!‬
‫انقادت إلى هذه المشاعر‪ ،‬حتى انضربت منها ضر ًبا مبر ًحا‬
‫خسرت نفسها ما بين هفواته‪...‬وفقدت نفسها في عُتمته‬
‫ونتج عنه ذنب من الغير ممكن محيه!‬
‫إيًلف‬
‫ذلك الذنب الذي ال تستطيع ان تُنكر انها غير قادرة على محيه كما‬
‫محت اثاره!‬
‫تتمنى دو ًما موتها لدفن ما تبقى من السر‬
‫تكرهها‪ ،‬ألنها تذكرها بحادثة اغتصابها في وحدتها المظلمة‬
‫تكرهها ألنها تذكرها بصدق مشاعرها الذي نمت بين ثنايا‬
‫صدرها‪....‬‬
‫تتمنى موتها بمقابل نجاتها!‬
‫ولكن لم يحدث شيء منهما!‬
‫سماع صوته بعد هذه السنوات اخ ّل باتزان تفكيرها‬
‫اشعل في فؤادها فتيل الخوف‪ ،‬فتيل الكُره ‪......‬واالزدياد في‬
‫الدعاء بأخذ روح تلك المسكينة من هذه الحياة للنجاة!‬

‫صوته اشعل في فؤادها ألم ‪ ،‬وأنين ‪.....‬مشت بخطى بطيئة‬


‫اتجهت لذلك الصندوق والذي يحمل بداخله ذكريات ميّتة ولكن ال‬
‫تدري لماذا تحتفظ بها؟!‬
‫فتحته نظرت لذلك العُقد‬
‫نظرت لفص الفيروز السماوي الًلمع!‬
‫خفق قلبها‪ ،‬وازدردت ريقها االحتفاظ به يُعني خيانة لزوجها ولكن‬
‫ال تدري لماذا احتفظت به‬
‫اول هدية لها من جورج!‬ ‫ّ‬
‫لن تنسى كيف كان رومنسيًا‪ ،‬ولطيفًا في حديثه‬
‫لن تنسى بعده وقُربه في اآلن نفسه عندما أراد أن يُلبسها إيّاه‬
‫لن تنسى ذلك الشعور‪.....‬‬
‫الشعور بالخوف وال ُحب م ًعا!‬
‫تمنّت لحظتها ان تتوقف الدقائق والثواني‬
‫شعرت انها محظوظة كونها فتاة حظت بقلبه ولكن‬
‫تحول كل شيء إلى رماد‬ ‫سرعان ما ّ‬
‫وتحول هذا العُقد الذي يرتجف بين يدها إلى ذكرى مأساوية ال تنم‬
‫ّ‬
‫الخداع‪...‬‬
‫إال عن ِ‬
‫خدعها وورطها ‪....‬ثم رماها على رصيف أمنيات الموت!‬

‫شهقت ببكاء‪......‬ثم ‪....‬شدّت على العقد حاولت قطعة ولكن لم‬


‫تستطع‪....‬فبكت اكثر‪....‬‬
‫ثم جثلت على األرض‪....‬شهقت ما بين دموعها ‪.....‬وفجأة انفتح‬
‫الباب عليها‪.....‬‬
‫نظر إلى حالها هرع إليها سريعًا‬
‫وجثل على ركبتيها‬
‫امسك اكتافها نظر لعينيها وبخوف‪ :‬دالل‪.......‬اشفيج‪.....‬احد من‬
‫اهلج صار له شي؟‬
‫دالل‪....‬نظرت لعينيه الخائفتين‪.....‬لمشاعر الحب المتأجج منهما‬
‫‪.....‬لنبرته‪......‬ارتجفت شفتيها‪......‬‬
‫واحتضنته ‪....‬خائفة من ان تخسر (حبها الحقيقي)احبته‪....‬حقاا‬
‫احبته‪....‬وشعورها معه مغاير لشعورها مع‬
‫جورج‪....‬ادركت‪....‬مامرت به ‪.....‬ليس ُح ًبا وربما كان تحد ايا ال‬
‫تدري ولكن شعورها مع زوجها اآلن هو ال ُحب‬
‫والعشق ‪...‬وإن كان ذلك ُحبا هذا هيا ًما ال تستطيع االنفصال عنه‬
‫‪....‬هي أنانية ‪.......‬خائفة من ان تخسر هذا الحب‪.....‬ويستبدل‬
‫بالكره ‪......‬ان لم تقضي على جذور ماضيها األسود مع جورج‬
‫وتلك الجذور ما هي إال ايًلف‬
‫سرا اختها‬ ‫ايًلف التي إلى اآلن لم تندم على تركها‪......‬وتعاتب ا‬
‫بالتضحية واخذها لتربيتها‬
‫بدال من كل هذا!‬ ‫تمنّت لو فُضح امرها وقتها ً‬
‫فلو افتضح اآلن ‪....‬لن يكرهها زوجها فقط‬
‫بل أبناؤها وعائلتها وحتى مجتمعها!‬
‫وهي غير قادرة على تحمل هذا شدّت عليه تردف‬
‫‪:‬خايفة‪.....‬‬
‫شد عليها وطبطب على ظهرها‪ :‬من شنو؟‬
‫دالل اغمضت عينيها بقوة‪ :‬من كل شيء يا مشعل من كل شي‪...‬‬
‫ابعدها عن حضنه ونظر لعينها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة‬
‫والمليئة بالدموع‪ :‬صاير شي في شغلج؟‬
‫هزت رأسها بًل‬
‫ازدردت ريقها‬
‫ثم اردف‪ :‬أيل شنو صاير لج؟‬
‫يخوف‪...‬‬‫دالل بكذب وبصوت مبحوح‪ :‬حلمت حلم ّ‬
‫مشعل ابتسم رغ ًما عنها‪ :‬ما اظنج ياهل عشان تخافين وتنفزعين‬
‫جذه‪.....‬ال جذبين علي شنو فيج‪.....‬‬
‫طرق الباب‬‫كانت ستبرر بحديث آخر ولكن ُ‬
‫قطع عليهما بصوت ابنتها الطويل‪ :‬يمه‪.........‬يًل‪...‬تأخرنا وايد‬
‫خالتي سعاد اتصلت تقول بنتغدى بدونكم‪....‬‬
‫مشعل بصوت ‪ :‬انزين الحين راح ننزل‪....‬‬
‫هالزوارة قولي‬
‫ّ‬ ‫ثم نظر لزوجته‪ :‬قومي جهزي نفسج ولردينا من‬
‫لي كل شي‪....‬‬
‫هزت رأسها بهدوء ثم نهضت ودخلت الخًلء وهي تحاول كتم‬
‫انين الماضي بداخلها!‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في منتصف الليل‪....‬مع هدوء االنفاس النائمة‪......‬وسقوط الثلج‬
‫على مدينة برلين‪......‬سكنت انفس المرضى ولم يعد هناك صوت‬
‫ألنينهم في الممرات ‪.....‬بينما نفسه كان منتظ ًما ‪......‬خرج من‬
‫العملية ‪.....‬دون خسائر كبيرة!‬
‫األجهزة كثرت لتتصل بجسده‪.....‬بينما االنين واأللم سكنا من وخز‬
‫خًلياه‪.....‬‬
‫شعر بفتح باب الغرفة عليه يشعر بمن حوله بشكل جزئي وبشكل‬
‫غير مرئي‬
‫شعور مخيف‪.......‬ويُعجزك عن التركيز‪.....‬‬
‫فجأة شعر بقرب ذلك الجسد منه‪.......‬شعر بيدين متجهتين لنزع‬
‫االكسجين عنه‪....‬‬
‫رفّا جفنيه لألعلى ‪......‬بألم‪.....‬بعد ان طبقّت تلك االيادي على‬
‫رقبته‪.....‬وحاول ان يفتح عينيه كلياا ليرى الفاعل ولكن‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫البارت الواحد والعشرون‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تتكرر شهقات األلم ‪ ،‬ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة‬
‫تطبيق أيدي الموت على مجرى التن ّفس لًلستمرارية في العيش‬
‫‪....‬في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله‬
‫سابقًا‪....‬لتتركهُ يعج بضجيج محاوالته في النجاة ولكن بًِل‬
‫جدوى!‬
‫‪.......‬‬
‫شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه‬
‫هو ضعيف‪.......‬وخائف‪....‬واأللم يزداد بألحان ِه المعذّبة للفؤاد‬
‫من شدّة حركته نزف جرحه‪......‬وفتح عيناه على اآلخر وحدّق‬
‫في وجهه من يحاول قتله‪......‬‬
‫حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة‬
‫ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشك ٍل متقطع‬
‫‪:‬إ‪...‬يـ‪...‬لـ‪....‬ا‪....‬ف‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وتعرق جبينه دموعهُ انسابت على‬ ‫ّ‬ ‫وازدادت طبقته على عُنقه‬
‫خديه ال زال قلبه مقهور مما حدث‪.....‬‬
‫تحدث بكره‪ :‬ال تطري اسمها على لسانك‬
‫القذر‪......‬موت‪.....‬موت‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫زادت حركة طارق على ال ِفراش‪.....‬شعر بالتن ّمل يعود لجسده‬
‫كله‪.....‬اعاد بشكل متقطع‬
‫مخيف ‪ :‬إيـ‪.....‬لـا‪......‬ف‪....‬‬
‫شهق بشكل متتا ٍل ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه‬
‫اكمل عبارته المتقطعة‪ :‬بـ‪....‬يـ‪...‬ق‪..‬تـ‪....‬لو‪....‬نـ‪....‬‬
‫صرخ اآلخر ‪ :‬وآني بقتلك‪........‬باخذ حق اخويا منك‪....‬‬
‫ارتخت يدي طارق من شدها على يد ُمراد‬
‫واستسلم للموت‬
‫اغرقّت عينيه بالدموع ‪...‬وما زال يكرر ببهوت اسم ايًلف‪...‬‬
‫تحدث ُمراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين‪ :‬خليت اخويا‬
‫عاجز‪......‬عقب اللي سويته بيه‪.....‬ما راح يمشي‪........‬بسببك‬
‫انت‪......‬انت‪....‬‬
‫رف جفن طارق لألعلى‪.....‬ليعلن احتضاره امام عينين ُمراد‬ ‫ّ‬
‫الغاضبتين‬
‫ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه‬
‫وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق‬
‫ويكح ‪....‬ويبكي في اآلن نفسه!‬
‫ُمراد ‪ :‬تريد تذبح بنته بعد‪......‬تريد تذبحها‪.....‬‬
‫طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن ُمراد يعصف به‬
‫ً‬
‫مجاال في الحديث‬ ‫بغضبه دون أن يترك لهُ‬
‫صرخ مراد‪ :‬ما راح اجتلك‪......‬بس راح اخليك تذوق مرارة‬
‫الموت‪.....‬ومرارة محاوالتك من إنك تعيش‪......‬اريد اشوفك‬
‫تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود‪.......‬راح اخليك تعاني‬
‫مثل ما خليته يعاني‪..........‬ما راح اسمح لك تعيش بهدوء‪....‬‬
‫ثم وضع له االكسجين‪....‬وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده‬
‫وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت األلم‪ُ :‬مراد‪.....‬‬
‫ُمراد نفض يده منه‪......‬وكان سيخرج ولكن تحدث‬
‫طارق وعينيه تدمعان ‪ :‬احمي‬
‫ايًلف‪......‬إإدواااارد‪......‬إدوااارد‪....‬ببببيذبحها‪. ...‬‬
‫ُمراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي‪.......‬هو مصدوم مما‬
‫سمعه من الطبيب ‪.......‬انسالت دموعه على خديه وبًل وعي‬
‫خرج من الغرفة‪....‬وبقي طارق‬
‫ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبًل صوت‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما ُمراد بعد أن خرج من الغرفة ‪.....‬نظر للممر بعينين باهتتين‬
‫‪.......‬مسح على شعره عدّت مرات ‪...‬ازدرد ريقه ‪......‬وبدأ‬
‫يفكر‪......‬ما حدث ألخيه عقوبة؟ أم نتيجة النتقام طارق منه‪...‬ال‬
‫يدري‪.....‬لن يراه في جبروته بعد اآلن؟‪....‬سيبقى على كرسيه‬
‫مدى الحياة‪.....‬سيبقى يتألم‪...‬ألنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب‬
‫طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!‪......‬سحب رجليه من‬
‫سيتجرع‬
‫ّ‬ ‫الممر‪.....‬ونظر لظله‪.....‬الذي يتبعه بضميره!‪......‬ماذا‬
‫من وراء تلك األشياء التي فعلها؟‪...‬ماذا‪......‬‬
‫في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه‪...‬اخرجه ثم أجاب‬
‫‪ُ :‬مراد‪......‬امير صحى‪...‬من الغيبوبة وبدو‪...‬نور!‬
‫رمش مرتين كالمجنون‪......‬ثم انسابت دموعه على خديه‪...‬‬
‫حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها‬
‫بالضياع والشتات وتذبذب التفكير‪......‬ال يريد أن يخسر أخيه‬
‫شيئ ًا يُكّرههُ في الحياة ال يريد ان يراه ضعيف‪.....‬فهو لم يعتاد‬
‫على ضعفه ولن يتقبله!‬

‫بلل شفتيه تحدث بًل وعي‪ :‬وانا ابيها بعد‪.....‬‬


‫ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد ماكس المصدوم منه‬
‫مشى بصعوبة إلى ان خرج من المستشفى‪ ،‬تنفّس بصعوبة‬
‫‪.....‬اخذ الماضي في لحظته تلك يطرق رأسه ‪....‬تذكر ُمعاناته‬
‫‪......‬تذكر جبروته‪....‬وظلمه‪....‬تذكر أمور كُثر مختلطة ببعضها‬
‫المقود‬
‫ّ‬ ‫البعض‪....‬إلى أن ركب سيارته ‪...‬واسند رأسه على‬
‫وبكى‪.....‬بكى بخوف‪....‬بكى بحسرة على ما حدث‬
‫لعضيده‪......‬للجبل األصم‪....‬للشخص الذي ال يُهزم‪...‬أح ًقا اصبح‬
‫ً‬
‫عاجزا سيًلزمه الكرسي لبقيّت حياته!‬
‫أحقاا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ما يحدث لهما ‪....‬ليس لسوء تخطيطهما‪.....‬بل نتيجة له!‬
‫دون ان يدركا ذلك‪.......‬لم يتوقعا يو ًما سيحدث ما يحدث لهما‬
‫اآلن‪.....‬بكى ال يدري هل ند ًما ام خوفًا مما قد سيحدث او ما حدث‬
‫ألخيه!‬
‫ولكن كل ما يشعر به اآلن‬
‫بالخوف!‬
‫بالبرد ينهش عظامه‪....‬وهو ذعر جداا من جميع الذكريات التي‬
‫تطرق رأسه اآلن‪.....‬ما يتذكره في لحظة غضبه‬
‫وخوفه‪...‬ودموعه جنون‪.....‬‬
‫شهق وهو ينظر للشارع بعينين فارغتين ‪........‬ازدرد ريقه عدّت‬
‫مرات‪.....‬خشي من أن يخسر جز ًءا منه‬
‫همس ما بين جنبات عاصفته‬
‫سحب الهاتف واتصل على ماكس‬
‫تحدث بًل مقدمات‪ :‬ماكس بنتي بخير ما فيها شي صح؟‬
‫سكت‪......‬صدم الرجل بسؤاله‪....‬وصمت بسرحان‬
‫الماضي‪...‬والخوف من العقوبة اإللهية!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صدم من حديثه‬ ‫ماكس للتو دخل إلى الشقة سمع الرنين واجابه ُ‬
‫ولكن تحدث بضياع أفكاره‪ :‬بخير‪...‬‬
‫مراد انسابت دموعه على خديه من جديد وبجنون الخوف تحدث‪:‬‬
‫انطيني إيّاها اكلمها‪....‬‬
‫قوس حاجبيه وبهدوء‪... :‬هأل بخليها تحاكيك‪...‬‬ ‫ماكس ّ‬
‫ثم اقترب من الكنبة التي تمكث بها سندرا ‪ ،‬كانت جالسة مكتفت‬
‫اليدين تنظر لشاشة التلفاز بينما جولي كانت في المطبخ‬
‫تقدم لناحيتها ابتسم لها‪ :‬اوه‪...‬شو عم تتابعي‪...‬‬
‫كانت عاقدة لحاجبيها تتابع بصمت وبرفض من التحدث‬
‫ماكس عندما لم يراها تتحدث جلس بالقرب منها‬
‫ومد هاتفه إليها‪ :‬خزي‪....‬في شخص بتحبيه راح يحاكيكي‪...‬‬
‫بشكل سريع اردفت وهي تنظر له بسعادة‪ :‬نور؟‬
‫تعجب ماكس من ردت فعلها وكلمتها تلك ‪......‬ال يدري‪....‬كيف‬
‫لها ‪.....‬تتعلّق بنور بهذا الشكل الكبير كيف؟‬

‫سحبت الهاتف منه وبلهجة ثقيلة وصادمة لمسامع جولي التي‬


‫أتت وهي تحمل بيدها صحن الطعام ولماكس الذي شعر بالشتات‬
‫‪:‬ماما!‬
‫سقط الصحن من يد جولي وارتعشت يدين ماكس‬
‫بينما ُمراد سقطت دموعه على خديه!‬
‫‪:‬اخبارك رتيل؟‬
‫سندر قطبت حاجبيها‪ :‬بابا ُمراد‪....‬‬
‫جولي كاد قلبها يقف‪....‬بينما ماكس استشاط قي ًظا‪....‬متى مراد‬
‫اخبرها بكل هذا‪...‬متى؟‬
‫تحدث بعصبية‪ :‬سندرا اعطيني الموبايل‬
‫سندرا نهضت وهي تتحدث بلهفة‪ :‬بابا أمتى راح شوف ماما‪....‬‬
‫ُمراد ضاع الحديث من فاهه‪ ،‬وندم من اخبارها‬
‫بالحقيقة‪.....‬اخبرها انه اباها ونور والدتها في معمعة تلك‬
‫االحداث ظنّ أن نور تقبلتها جيّدًا اخبرها ولكن اجبرها على كتم‬
‫السر لسبب‪......‬‬
‫اردفت‪ :‬انت ئلت إلي ما ئول لحدا‪...‬حتى تشتري إلنا بيت ونطلع‬
‫سوا مع بعض‪...‬شو صار‪..‬هأل‪....‬فينها ماما‪....‬‬

‫جولي تقرقت عينيها كيف اطاعه قلبه ان يتًلعب بمشاعرها‬


‫ويعقد العهود بينها ‪،‬‬
‫السؤال نفسه كيف تقبّلت هي األمر؟‬
‫الجواب بسيط يا جولي‬
‫ألنها بحاجة ألم وأب وهي على علم أنّ جولي ليست والدتها‬
‫وأمير ليس والدها ولكن لقبته بـ(بابا) كما هو طلب منها!‬
‫كان حريص على ان يعلمها انه ليس والدها لكي ال يتصعب االمر‬
‫فيما بعد‪.....‬‬
‫ماكس لم يتحمل سحب من يدها الهاتف‬
‫وصرخ متحدثًا مع ُمراد‪ :‬انا الغلطان ياللي ‪...‬وثقت فيك‪.....‬كيف‬
‫‪.....‬تئول‪.....‬إلها كل شي‪ُ ......‬مراد أمتي ئلت إلها كل‬
‫هاد‪......‬انت مجنون؟‪......‬الخطأ مني أنا‪.....‬اللي تركت إلك‬
‫المجال حتى تبّث سمك‪....‬‬
‫ُمراد بصوت مكسور‪ :‬ماكس‪........‬ال صير علي قاسي‪......‬هي‬
‫المفروض تعرف اني ابوها‪....‬ونور‪.....‬امها‪....‬وقلت لها عشان‬
‫تقربت‬
‫تقرب من نور ‪......‬بس البنت ترددت وخافت منها‪...‬ويوم ّ‬ ‫ّ‬
‫نور هربت!‬
‫ماكس صرخ‪ :‬مجنون‪.....‬بسببك التنتين جنّوا‪.....‬نور‬
‫هربت‪......‬وسندرا تبكي‪...‬وتصرخ بدها نور‪........‬المكان كلّوه‬
‫صار فوضى بسببك‪....‬‬
‫جولي ركضت للغرفة بعد ان رأت سندرا تبكي بصوت عالي‬

‫ُمراد مسح دموعه‪ :‬مو بسببي‪...‬نور هي مخططه على كل‬


‫شي‪.....‬وكل اللي صار بسببها‪...‬‬
‫قاطعه بصرخة‪ :‬ال تحملها كل شي انت سهلت عليها عملية‬
‫الهروب‪....‬‬
‫ُمراد بغصة‪ :‬اوعدك خًلل هاالسبوع اعرف مكانها ال قول شي‬
‫ألمير حاول قد ما تقدر باي‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط في وجهه وقاد سيارته بعيدًا عن المستشفى!‬
‫بينما ماكس شتم ُمراد سريعًا ثم خرج من الشقة!‬
‫‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في الغرفة‪.......‬الجو بارد ‪.....‬يرتدون مًلبس صوفية‬
‫‪.....‬متغطين بأغطيتهم الثقيلة‪.....‬وما زلتا تشعران‬
‫ا‬
‫ل‪....‬كًل منهما‪......‬تربط‬ ‫مطو‬
‫ّ‬ ‫بالبرد‪....‬وتنظران للسقف‪...‬بتحديق‬
‫عقد االماني امام عينيها‪....‬وتتمنيّا ان تتحقق في اسرع وقت‬
‫ممكن‪.....‬‬
‫بكت كلتاهما بًل صوت وبًل دموع‪......‬عندما تذكرتا ما حصل‬
‫لهما‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تأففتا في اآلن نفسه ثم دار رأسهما على الجهة نفسها‬
‫ابتسمت ايًلف وهي تقول‪ :‬كملت اليوم عشرين سنة‪....‬‬
‫نور بصدمة‪ :‬اليوم ميًلدك؟‬
‫هزت رأسها ايًلف (بأي)‬
‫ثم تحدثت بعتاب‪ :‬لألسف ‪...‬انه ميًلدي‪...‬وقاعدة اقضيه‬
‫‪.....‬بهالنفسية والذكريات الشينة‪....‬كان ودي اقضيه مع امي‬
‫ابوي‪.......‬اخواني‪.....‬كان ودي يفاجاوني‪....‬ويبون لي كيكة‬
‫‪.......‬كبيرة‪.....‬وهدية‪.......‬حتى لو بسيطة‪....‬‬
‫ثم التفت على نور بعد ان أسندت‬
‫ظهرها خلف الوسادات الصغيرة‪ :‬تصدقين ما مره فاجاوني‬
‫بهدية‪....‬وال مرة ‪...‬احتفلوا بهاليوم معاي‪.......‬‬
‫نور اعتدلت في جلستها وطبطبت على كتف ايًلف‬
‫الذي أكملت ببحة بكاء‪ :‬أصًل عمري ما حسيت باهتمامهم‬
‫فيني‪.....‬كل واحد يحاول يتخلّص مني ويبعدني مادري ليش‪......‬‬
‫نور بهدوء‪ :‬ال تفكرين كذا‪.....‬‬
‫ايًلف بنبرة بكاء‪ :‬مو هذا الصج‪......‬امي الهية مع‬
‫ريلها‪....‬وتبعدني عن حضنها وانا بحاجه له‬
‫عشانه‪.....‬وابوي‪...‬الهي بشغله وعياله ومرته‪....‬وال فتكر‬
‫فيني‪.......‬حتى لم قلت بروح عند خالتي سعاد ماهتموا‪....‬و‪..‬لم‬
‫قررت ابتعث حسيت انهم ارتاحوا من‬
‫وجودي‪....‬نور‪...‬متخيلة‪.....‬وال قد اتصلوا علي‪....‬انا اللي بس‬
‫اتصل عليهم‪.....‬فيهم خير بس يرسلون لي فلوس‪...‬وكأنه الدنيا‬
‫بس فلوس‪.......‬ابي حنانهم ‪....‬ابي حضنهم‪....‬ابي وجودهم ّ‬
‫حزة‬
‫خوفي‪....‬‬

‫نور تنهدت بضيق‪ :‬قولي الحمد هلل على نعمة وجودهم‪....‬‬


‫ايًلف بقسوة ودمعتها انسابت على خديها‪ :‬وجودهم وعدمه واحد‬
‫يا نور‪......‬ما يفرق معاي‪...‬وهللا ما يفرق‪....‬‬
‫نور احتضنتها وبكت هنا ايًلف‪.......‬ثم ابعدتها نور‬
‫وهي تقول‪ :‬قومي نطلع ونسوي لك احلى بارتي‪....‬‬
‫ايًلف مسحت دموعها‪ :‬الجو بارد وال لي خلق‪...‬‬
‫خلينا تحت الفراش متدفين احسن من البارتي‪...‬واهله‬
‫ابتسمت نور‬
‫ثم قالت‪ :‬متخيلة انا بيوم ميًلدي الواحد والعشرين تلقيت فيه خبر‬
‫موت ديانا‪.......‬‬
‫شهقت ايًلف ووضعت يديها على فمها‬
‫هزت رأسها نور وهي تبتسم بقهر‪ :‬ماتت‪.....‬وحاسة موتها مو‬
‫طبيعي‪.....‬تركتني في نص الطريق اللي اخذتني منه‪......‬وتركت‬
‫لي صدمتي‪.......‬صدمة الحقائق اللي خايفة اني استوعبها‪....‬‬
‫ايًلف نزلت دموعها من جديد على حالهما!‬
‫نور أكملت ‪ :‬فجأة صار لي بنت‪....‬وفجأة األموات صاروا احياء يا‬
‫ايًلف!‪....‬متخيلة‪....‬شفت بنتي‪....‬اللي قالوا عليها ماتت بعد ست‬
‫سنين ‪...‬وشفت زوجي اللي ظنيته مات‪.....‬بعد كل‬
‫هالسنين‪......‬صدمة يمكن تسبب الجنون ‪......‬وكنت أتمنى اصير‬
‫مجنونة او اموت عشان ارتاح‪....‬بس ما صار لي ال هذا وال‬
‫هذا‪...‬‬
‫ايًلف ‪ :‬اسم هللا عليك‪.....‬‬
‫نور بتنهد‪ :‬يبوني اتقبل وجودها بهالسهولة‪....‬وانا مو متقبلة‬
‫حياتي‪ .....‬أساسا كيف اهديها حياة ‪.......‬خالية‬
‫‪......‬مظلمة‪.......‬حتى لو اثارت شوفتها مشاعر امومة‬
‫بسيطة‪.....‬ماقدر اعطيها مجال تتغلب علي‪.....‬‬
‫ايًلف بحنية‪ :‬ليش يا نور؟‬
‫نور بصوت شبه مرتفع‪ :‬ألني دفنتها يا ايًلف‪...‬دفنتها في الحظة‬
‫اللي حسيت نفسي فكيت القيود من ايديني‪.......‬ايًلف‪....‬انا دخلت‬
‫في مرحلة جنون‪......‬مرحلة طيش‪...‬وعصيان‪.........‬انا خايفة‬
‫من نفسي‪....‬ما عندي امان‪.......‬كيف اصير لها امان‪....‬وانا‬
‫دافنتها‪......‬بعيد عن قلبي وعقلي‪......‬وحياتي مهدده!‬

‫ايًلف ‪ :‬لو فعًل دفنتيها بعيد عنك‪......‬ما كان حسيتي‬


‫بهالمشاعر‪....‬‬
‫نور ابتسمت بسخرية‪ :‬تعودت اني احس بمشاعر وفجأة بعدها‬
‫تنطفي‪....‬مشاعر كثير‪.....‬كانت بداخلي والحين بس باقي رمادها‬
‫يا ايًلف‪......‬‬
‫قليًل‪ :‬مشكلتنا مو يايين نسامح‪......‬وال قادرين‬ ‫ايًلف سرحت ً‬
‫ننسى‪.....‬‬
‫نور بللت شفتيها‪ :‬حتى لو نسيت يا ايًلف‪......‬امور كثير‪.....‬ومن‬
‫حولي‪.....‬تذكرني قد ايش انا منبوذة‪...‬وضايعة‪.......‬يمكن انتي‬
‫اهون مني‪...‬‬
‫اهون!‪.....‬تعرضت الغتصاب‪.....‬يا‬
‫ّ‬ ‫ايًلف ازدردت ريقها‪:‬‬
‫نور‪....‬كيف اهون منك‪.....‬‬
‫نور ابتسمت وشدّت على شفتيها العلوية ثم نظرت لها وبنبرة لها‬
‫معنى كبير ولكن اردفتها مازحة لتخرج ايًلف من حزنها‪ :‬مابي‬
‫اخرب اخًلقج‪.....‬وقومي بس نسوي لنا عشا‪.....‬‬ ‫ّ‬
‫ايًلف شعرت برعشة من حديثها هل تعنى انها تعرضت له؟ ام‬
‫خضت له تما ًما!‬
‫ولكن نبرتها تلك جعلتها تقول ‪ :‬امبيه ال تتكلمين كويتي‪.....‬‬
‫ثم استوعبت ‪ :‬بعدين تعالي يا المينونة تو ماكلين‪....‬‬
‫نور بجدية‪ :‬وهللا جعت‪.....‬يمكن عشانا بس شربنا شوربة‬
‫‪.....‬ابي شي يثقلني للصبح‪....‬‬
‫ايًلف بحده‪ :‬مالج إال خبز وجبن‪....‬‬
‫نور نهضت سري ًعا‪ :‬وهللا راضية بس قومي‪.....‬‬
‫ايًلف ضحكت بخفة‪ :‬وليش ههههههه أقوم‪.....‬‬
‫نور نظرت لها ‪ :‬ساعديني‪....‬‬
‫ايًلف بطنز‪ :‬ليش بسوين ذبيحة‪....‬‬
‫نور ‪ :‬مابي ابرد وانتي ال!‬
‫ايًلف رمت عليها الوسادة‪ :‬حيوانة‪.......‬ههههههههه‪........‬‬
‫نور هربت سريعًا خارج الغرفة‪،‬‬
‫بينما ايًلف تنهدت ونهضت لتتبعها رأتها تفتح الثًلجة‬
‫وهي تتذمر‪ :‬ما فيه شي ينوكل‪....‬بكرا بروح السوبر ماركت‬
‫اشتري ‪.....‬كل ملتزمات المطبخ‪....‬‬
‫ايًلف اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها‪ :‬ليش تشترين واغلب‬
‫وقتنا ناكل من برا؟‬

‫نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول‪ :‬من‬
‫يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم‪...‬‬
‫ايًلف تخصرت‪ :‬ليش ان شاء هللا ؟‪........‬على اساس انتي‬
‫بطبخين ويّه ويّهك؟‬
‫نور اشارت ال وبنظرة تعالي‪ :‬تؤتؤ ‪.....‬انتي بطبخين‪....‬‬

‫ايًلف بشهقة‪ :‬هأأأ‪......‬مشي بوزج‪.......‬تحلمين يا معوده انا‬


‫وراي جامعة وكرف‪....‬‬
‫نور سحبت كيف الخبز وبدأت تدهنها بالجبن‪ :‬وانا وراي‬
‫شغل‪....‬وراي مراكض وراء مدير المطعم‪....‬‬
‫نسيت‪......‬مصرة‬
‫ّ‬ ‫شهقت ايًلف وكأنها تذكرت امر‪ :‬أمبيه صج‬
‫يعني تتركين شغلة جليسة األطفال‪....‬‬
‫نور قضمت لقمة من الخبز‪ :‬بقوة بعد‪......‬‬
‫ايًلف ‪ :‬ترا وهللا مو متأكدة اذا يبون عامًلت او ال‪....‬ال ضيعين‬
‫هالشغلة من ايدج‪.....‬صبري‪....‬‬
‫نور مسحت على شعرها‪ :‬بكرا بروح اتأكد‪......‬بس قبل بروح‬
‫الكنيسة‪......‬وبعدها بروح هم يفتحون الصباح؟‬
‫قوست ايًلف حاجبيها وكأنها ادركت حقيقة‬ ‫حينما اردفت (كنيسة) ّ‬
‫شتات نور بللت شفتيها ثم اردفت‪ :‬تقريبا ال‪......‬يفتحون‬
‫الظهر‪.....‬‬
‫نور سكبت لها ماء‪ :‬خًلص اجل اروح بعد ما اطلع من بيت‬
‫لورين‬

‫ايًلف سكتت وحكّت أرنبة انفها‪ ،‬فاشارت لها نور‪ :‬تبين اسوي‬
‫لك؟‬
‫ايًلف بتوتر‪ :‬ال‪......‬ثم اردفت‬
‫‪:‬نور‪....‬‬
‫نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل‪ :‬اممم‪....‬‬
‫وكأنها تقول ماذا تريدين!‬
‫اقتربت ايًلف‪ :‬شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟‬

‫نور توقفت عن المضغ وشربت الماء في دفعة واحدة ثم أكملت‬


‫بجمود‪ :‬يمكن اعرف عن اإلسًلم اكثر منه‬
‫صدمت وبنبرة جدية‪ :‬انزين ليش لحد الحين‪...‬‬ ‫ايًلف ُ‬
‫قاطعتها نور بحده‪ :‬مادري مادري ايًلف ال تساليني عن شي انا‬
‫ماعرف اجابته‪....‬‬
‫ايًلف امسكت يد نور وبحده‪ :‬انتي تعرفين اإلجابة بس خايفة‬
‫تواجهين نفسج‪.....‬‬
‫نور نفضت يدها من ايًلف وتكتفت وبحده‪ :‬المطلوب مني؟‬
‫ا يًلف بًل مقدمات‪ :‬ارجعي لدينج؟‪.....‬انتي أصًل مسلمة‪......‬دامك‬
‫ما تعرفين شي عن المسيحية ‪....‬يعني ما زلتي‪...‬‬
‫قاطعتها بصوت عال ‪ :‬ايًلااااااااااف‪....‬الف مرة قلت لك تدخلين‬
‫في هالموضوع‪....‬‬
‫ايًلف امسكتها من اكتافها وبحده‪ :‬ال بدخل‪.....‬بحاول الملم‬
‫شتاتج‪....‬في هالموضوع‪.......‬نور‪......‬ال تحاولين تثبتين عكس‬
‫الحقائق اللي تشوفينها وتؤمنين فيها‪......‬هالشي بزيد عليج من‬
‫عذاب الضمير‪......‬واجهي كل شي وتماشي معها على حسب‬
‫واقعيته يا نور‪......‬تصبحين على خير‬
‫ثم تركتها واقفة تنظر للمكان بعينين حائرتين ومترقرقتين‬
‫بالدموع‬
‫وعندما انسابت على خديها مسحتهما وذهبت لناحية الصالة‬
‫ورمت بنفسها على الكنب واخذت تبكي بًل صوت!‬
‫‪..............................................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في اليوم التالي وفي الصباح الباكر قاموا بزيارته‬
‫وادخلهم سيف عليه بعد ان اطمان انّ حالته الصحية في‬
‫تحسن‪....‬‬
‫تحدثت ام ناصر وهي تطبطب على كف يده‪ :‬ما تشوف شر ‪...‬يا‬
‫بو ناصر‪....‬ما تشوف الشر‪....‬‬
‫بو ناصر نظر لها وبهدوء وبلسان اثقله التعب‪ :‬الشر ما يجيك يا‬
‫الغالية‪...‬‬
‫شيخة قبلّت رأسه‪ :‬ما تشوف شر يبه‪......‬‬
‫مسح على رأسها بعد ان رأي تج ّمع الدمع في عينيها‪ :‬الشر ما‬
‫يجيك يا بنتي‪....‬‬
‫سعود نظر لناصر وناصر نظر له وكأنه فهم من نظرات أخيه كل‬
‫شي حديث عمها اشعل اسالة كثيرة في بالهما ولكن اجوبتها‬
‫ستبقى مؤجلة‪....‬‬
‫ناصر ‪ :‬ما تشوف شر يا الغالي‪.....‬‬
‫سعود‪ :‬اجر وعافية يايبه‪....‬‬
‫كان سيتحدث ولكن كح وأشار لهم برأسه‬
‫بعد ان قالت زوجته‪ :‬ريّح عمرك ال تتكلم كثير‬
‫رن هاتف شيخة ونظرت لًلسم وارتعش جسدها ونظرت لوالدتها‬
‫ووالدتها واخوتها‬
‫تحدث سعود‪ :‬ردي‪.....‬ازعجنا جوالك‪....‬‬
‫شيخة بكذب‪ :‬هذي صديقتي‪...‬‬
‫بو ناصر بصوت متعب‪ :‬ردي عليها‪....‬‬
‫نهضت شيخة ‪ :‬بطلع برا عشان مازعجكم‬
‫ناصر بهدوء‪ :‬ال تبعدين عن الغرفة‪...‬‬
‫شيخة بتوتر‪ :‬طيب‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ثم خرجت واجابت في الممر بصوت واطي‪ :‬وجع وجع‪...‬ليش‬


‫تتصل‪....‬‬
‫بندر‪ :‬ايش فيك؟‪....‬توقعتك بتفرحين باتصالي‪....‬‬
‫شيخة تتلفت يمين ويسار‪ :‬انا في المستشفى ازور ابوي‪...‬والكل‬
‫جالس لم اتصلت ‪.....‬خرشتني‪....‬‬
‫بندر بضحكة خفيفة‪ :‬هههههههه اسم هللا عليك‪....‬‬
‫شيخة بصوت واطي‪ :‬شتبي متصل؟‬

‫بندر بتًلعب‪ :‬ولهت عليك‪....‬‬


‫شيخة بنفس النبرة ولكن على طريقة ساخرة‪ :‬منين طالعة‬
‫الشمس؟‬
‫بندر بابتسامة ‪ :‬من المشرق يا قلبي‪...‬‬
‫شيخة بعصبية ‪ :‬ال تستهبل على راسي‪....‬‬
‫بندر انفجر ضاحكًا‪ :‬واضح اني خرشتك على قولتك مرا‪.....‬وش‬
‫هالنفسية‪....‬‬
‫شيخة بنبرة جدية‪ :‬اكلمك بعدين‪.....‬‬
‫بندر سبقها قبل ان تغلق الخط‪ :‬كيف عمي؟‬
‫شيخة بشكل سريع‪ :‬بخير‪...‬‬
‫بندر ‪:‬اشوي راح نجي المستشفى‪.....‬‬
‫شيخة بذعر‪ :‬ايشششششش؟‬
‫بندر ضحك من جديد‪ :‬ههههههههه جاي اشوف عمي ما اشوفك‬
‫ريحي يا عمري‪....‬‬
‫شيخة بعصبية ‪ :‬كـ‪...‬‬
‫ثم بترتها عندما رأت ممرضة تمر بجانبها‪...‬‬
‫فاكمل بندر‪ :‬هههههه الجازي ونوف بجون معاي‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬يعني شسوي لك‪....‬؟‬
‫بندر ‪ :‬قلت اعطيك خبر عشان ال جيبين العيد فيني‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬وهللا مادري منو اللي بجيب العيد في الثاني‪....‬‬
‫بندر ‪ :‬هههههههههه شوفي لك حل؟‬
‫شيخة بتأفف‪ :‬تبيني ارجع البيت مثًل‪....‬‬
‫بندر باستمتاع ‪ :‬ترا جالس اطقطق عليك وربي‪....‬‬
‫شيخة بًل مقدمات تأففت وأغلقت الخط في وجهه‬
‫ومات ضحكًا ‪ ،‬ثم انفتح باب غرفته على حين فجأة‬
‫ورأى نوف تدخل لغرفته مكتفت اليدين‬
‫‪:‬متي بتوديني؟‬

‫بندر بروقان‪ :‬اجهزي الحين وقولي للجازي تجهز بعد‪...‬‬


‫نوف جلست بالقرب منه‪ :‬الجازي ما تبي تروح‪...‬‬
‫بندر ‪ :‬ليش‬
‫نور بنرفزة‪ :‬ما تعرف اختك يعني‪.....‬خايفة تقابل سيف‪....‬وال‬
‫ابشرك نزلت تكلم ابوي‪....‬عن الطًلق‪.....‬والحرب قايمة تحت في‬
‫الصالة‪....‬‬
‫بندر بصدمة نهض‪ :‬مو من جدك‪...‬‬
‫نوف‪ :‬وهللا‪....‬‬
‫بندر ركض من الغرفة لينزل‬
‫بينما نوف تأففت‪ :‬يا ربي متى تنتهي هالمشاكل‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫األصوات ً‬
‫قليًل ارتفعت‬
‫تحدثت من جديد‪ :‬يبه‪.....‬افهمني‪...‬ما بيه‪....‬وهللا ما ابيه‪....‬‬

‫بو خالد ال يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب ‪.....‬ولكن‬
‫معرفته لألمر جداا سطحي‬
‫‪:‬قولي لي السبب ‪....‬عشان اقتنع يا الجازي‪...‬‬
‫خالد بتأييد‪ :‬صحيح قولي السبب‪.......‬اللي يخليك تطلبين‬
‫الطًلق‪...‬‬
‫وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه‬

‫الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها‪ :‬يا ربي ليش ما‬
‫تفهمون ‪....‬قلت لكم عفته مابيه‪....‬السبب خلوه بيني وبينه‪....‬‬
‫بو خالد نهض وبعصبية‪ :‬وش بينك وبينه‪......‬قوليه يمكن نقدر‬
‫نصلح الحال بدل طلبك لهالطًلق‪.....‬ترا الطًلق يا الجازي ما‬
‫هوب امر سهل‪...‬‬
‫بندر بخوف ‪ :‬يبه على هونك‪.....‬‬
‫خالد نهض ونظر لوجه اخته ‪ :‬هد يبه‪.....‬‬
‫الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها‪ :‬ما عدت‬
‫اطيقه‪....‬اكرهه‪.....‬يبه‪....‬اكرهه ‪.....‬مابي اشوف خلقته‪...........‬‬
‫بو خالد بغضب شديد‪ :‬وش اللي خًلك تكرهينه‪.......‬كنتي وش‬
‫زينك معه‪.......‬والحين بعد ما جبتي منه الولد‪....‬تقولين لي‬
‫اكره‪....‬‬
‫خالد وبندر صمتوا هنا‬
‫بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا‬
‫اكمل والدهم‪ :‬الطًلق ما هوب سهل‪ .......‬وما هوب حل‬
‫للمشكلة‪........‬ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصًل‪.....‬‬

‫هنا انفجرت الجازي صارخة ‪ :‬يبه‪.......‬ولد اختك‪......‬هذا‪......‬‬


‫كانت ستنطقها‪......‬ستنطقها ولكن شهقت ببكاء وارتجفت شفتيها‬
‫فصرخ والدها‪ :‬كملي كًلمك‪....‬دامك تبين الطًلق‪......‬كملي‬
‫كًلمك‪.....‬خليني بس افهم سالفتكم‪.....‬‬
‫الجازي بقهر‪ :‬روحوا اسالوه‪....‬‬
‫ثم ركضت للدرج تصعد لغرفتها‪....‬‬
‫بو خالد تمتم‪ :‬استغفر هللا‬
‫بندر نظر ألبيه‬
‫بينما خالد تحدث‪ :‬هد يبه‪.....‬‬
‫بو خالد مسح على لحيته‪ :‬اتصل على سيف قوله يجي‪....‬‬
‫خالد نظر لبندر بتوتر‬
‫ثم قال‪ :‬ان شاء هللا‬
‫‪.................................................. .....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما في الغرفة بكت ‪.......‬وسحبت بيدها الهاتف واتصلت عليه‬
‫بًل تردد‪......‬‬
‫بينما هو للتو وصل إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته‪......‬‬
‫سمع الرنين اجابه سري ًعا بعد ان رأى اسمها‬
‫تحدث‪ :‬الجازي‪...‬‬
‫الجازي بصوت باكي‪ :‬هللا ياخذ الجازي‪.....‬‬
‫سيف بصدمة ‪ :‬اسم هللا عليك‪......‬‬
‫الجازي بانهيار‪ :‬متى ناوي تطلقني‪.....‬متى؟‬
‫سيف بنبرة هادئة‪ :‬وهللا ما طلقك‪....‬‬
‫الجازي بصرخة‪ :‬ال تحلللللللللللف‪.......‬الااااااااااااااتحلف‪.....‬‬
‫سيف بجدية‪ :‬الجازي‪.....‬الزم تستوعبين اني احبك‪....‬‬
‫الجازي بانهيار تام‪ :‬وانا اكرهك وهللا اكرهك‪.......‬الكل مو جاي‬
‫يوقف معي‪........‬الكل‪.....‬بسببك‪....‬روح قول لهم وش سويت‬
‫فيني روح‪......‬روح‪......‬ال تخليهم يسألوني‪.......‬قول لهم انت‪.‬‬
‫وش سويت فيني‪......‬يمكن يوقفون معي‪......‬‬

‫سيف مسح على رأسه‪ :‬الجازي اهدي وخلينا نتفاهم بهدوء‪....‬‬


‫الجازي ببكاء‪ :‬ما فيه شي نتفاهم عليه‪.......‬كل اللي ابيه‬
‫منك‪...‬تطلقني ‪.....‬طيب‪.....‬وش تبي مني ‪......‬اطلب مني شي‬
‫بمقابل الطًلق انا راضية بكل شي راح تطلبه مني بمقابل نطلق‬
‫‪......‬بس تكفى طلقني‪.....‬‬

‫اغمض عينيه وسكت لتكمل‪ :‬تكفى سيف‪....‬وهللا تعبت‪......‬وهللا‬


‫ر ّيحني‪........‬ماطلبت شي صعب‪....‬‬

‫سيف نظر لهاتفه فقال لها‪ :‬خالد يتصل اكلمك بعدين‪...‬‬


‫الجازي بصوت مبحوح‪ :‬ال ترد عليه‪.....‬قبل قول لي‪..‬ايش اسوي‬
‫عشان تطلقني‪...‬‬
‫سيف‪ :‬جنيتي الجازي؟‪.....‬قلت لك انا مستحيل اطلقك‪....‬‬
‫الجازي بجنون وبنبرة مكسورة‪ :‬حتى لو بمقابل‪....‬؟‬
‫سيف ما تطلبه منه صعب‪ ......‬صعب للغاية‪.....‬تنهد بضيق‬
‫ثم اردف‪ :‬حتى لو بمقابل‪....‬‬
‫الجازي قست على نفسها اكثر وبوجع‪ :‬حتى لو جيت وظليت معك‬
‫أسبوع!؟‬

‫قوس حاجبيه اوجعه حالها ‪ ،‬انكسارها وتذللها الغير مباشر‬ ‫سيف ّ‬


‫له ‪،‬يقسم انه فاه ًما لشعورها‪.....‬لحالها ولكن ال يريد ان يبعدها‬
‫عنه‬
‫تحدث بهمس‪ :‬انا ابيك عمر مابيك أسبوع‪......‬‬
‫تحدثت وكأ نها تعرض نفسها عليه وهذا االمر يؤلمها للغاية ويزيد‬
‫من نزف قلبها ودموعها‪ :‬شهر طيب‪.....‬‬
‫سيف يكرر بوجع‪ :‬قلت لك ابيك لي العمر كله‪.......‬‬
‫الجازي ضربت على قلبها بقبضة يدها وبشهقة‪ :‬ست شهور‬
‫تكفيك؟‬
‫سيف ‪ :‬ليش تقسين على نفسك بهالطلب؟‬
‫الجازي بشهقة ‪ ،‬بدا جسدها يرتجف‪ :‬ابيك تعتق ارقبتني‪....‬‬
‫سيف انقهر‪ :‬وش هالكًلم يا الجازي‪....‬خذي وقتك بالتفكير‬
‫اكثر‪.....‬‬
‫الجازي بانهيار وصراخ‪ :‬تعبت وانا افكر‪.....‬ابيك تطلقني‬
‫خًلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص‪...... .‬‬
‫سيف بهدوء‪ :‬مازال اخوك يتصل‪.......‬اكلمك بعدين‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط في وجهها وبقيت منهارة على السرير‬
‫بينما أجاب على خالد‪ :‬نعم‪.....‬خير خالد صاير شي؟‬
‫خالد نظر ألبيه‪ :‬ابوي يبيك تجي بيتنا ضروري‪...‬‬
‫سيف فهم االمر‪ :‬انا جاي في الطريق‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط‪....‬‬

‫نزلت هنا نوف نظرت لهم‪ :‬شصار؟‬


‫بو خالد ‪ :‬نوف‪....‬اختك تكلمت لك عن سبب طًلقها‪...‬‬
‫نوف بخوف نظرت ألخوتها ألنها تعلم‬
‫يعلمان بأمر اخفائها للسبب‬
‫ازدردت ريقها‪ :‬ال‪....‬‬
‫خالد شد على قبضة يديه‬
‫بينما بندر تحدث‪ :‬يبه دام الجازي طلبت الطًلق‪....‬يعني‬
‫‪......‬صدق مجروحة من سيف‪.....‬‬

‫بو خالد بجدية‪ :‬انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة‪...‬‬
‫انقبض قلب نوف‬
‫خالد بنرفزة‪ :‬يبه تعرف؟‬
‫بندر ‪ :‬وجالس تضغط على الجازي‪....‬‬
‫بو خالد بغضب‪ :‬ماعرف التفاصيل‪.....‬وال اعرف شسالفة‪.....‬‬

‫نوف ‪ :‬دامك تعرف انه سيف خانها‪......‬ليش مصر تعرف كل‬


‫شي‪....‬يعني هالسبب مو مقنع انها تطلب الطًلق‪.....‬‬

‫بو خالد بنبرة حازمة‪ :‬يعني تعرفين انتي السبب هااااا؟‬

‫نوف حاولت أن تكون اشجع ‪ :‬حتى لو اعرفه ما بقول‪....‬دامك‬


‫انت تعرفه وصاف معه ضد بنتك‪....‬‬
‫بو خالد بصرخة‪ :‬انا ما نيب ضد بنتي‪....‬وال بصاف معه‪.....‬مثل‬
‫ما هي بنتي هو ولد اختي ومن حقي اعرف منهم االثنين السالفة‬
‫عشان اعرف منو اللي على حق ومنو اللي على باطل‪....‬‬

‫بندر بتدخل‪ :‬بس يبه‪.....‬‬


‫رفع يده والدهم‪ :‬ال تجلس تبسبس على راسي‬
‫نوف تقدمت لناحيته ‪ :‬يبه‪......‬الموضوع واضح ولد اختك‬
‫خانها‪........‬ليش تجلس تسمع لها و تسمع له ‪.......‬خًلص قالت‬
‫لك تبي الطًلق‪.....‬‬
‫بو خالد بنبرة حازمة‪ :‬في بعض األمور الحريم يلبسون المشاكل‬
‫لقب خيانة وهو في األصل ما هوب خيانة!‬

‫نوف بنفاذ صبر‪ :‬يبه بس هو قالك خانها‪....‬‬

‫بو خالد ‪ :‬ما قال انا استنتجت‪....‬‬


‫ثم اقترب منها وبحده‪ :‬عارف انك تعرفين كل شي‪.....‬بس مابي‬
‫اسمع منك وال شي‪......‬ابي اسمع من صاحبة الشأن‪......‬وصاحب‬
‫الشأن‪....‬مابي اظلم احد‪......‬الحين هي في لحظة غضب‪....‬لم‬
‫تستوعب بعدين األمور بتندم‪......‬وانا ما بي اتبعها على‬
‫خبالها‪.....‬وراح اسمع للخبل الثاني‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬يبه‪....‬الجازي مكسورة من سيف مرا‪......‬وما اظنها راح‬
‫تتراجع‪....‬‬

‫بو خالد بحده‪ :‬راح تتراجع اذا انتي ما دعمتيها في خبالها‪...‬‬


‫نوف نظرت له ثم ادارت ظهرها عنه وركضت لناحية الدرج‪....‬‬
‫بينما هو خرج ليجلس وينتظر سيف في المجلس‪....‬‬

‫خالد بقهر‪ :‬خاينها؟‬


‫بندر بعصبية‪ :‬ابوي مادري شلون يفكر‪......‬‬
‫خالد ‪ :‬تعال ‪......‬نروح المجلس‪....‬‬
‫طى في بطنك يا سيف!‪.....‬‬ ‫بندر بتهديد ووعيد‪ :‬وهللا ال اتو ّ‬
‫‪.........................‬‬
‫بينما سيف خرج‪ ،‬وهو يتأفف ماذا يقول‪.....‬كيف يواجه خاله في‬
‫االمر؟‪....‬شعر بالثقل من حديثها ‪.....‬ورغبة خاله في سماع كل‬
‫شي‪.....‬اتصالها وانهيارها ال يدل على أي خير!‬
‫‪....‬‬
‫بعد مرور ربع ساعة وصل ‪...‬طرق الباب فتح له بندر وجعله‬
‫يدخل في المجلس‬
‫وبعد السًلم‬
‫تحدث بصيغة امر‬
‫‪:‬خالد قول للجازي تجي‪...‬‬
‫بندر بقهر‪ :‬يبه ماله داعي‪.....‬‬
‫بو خالد بحده‪ :‬اسكت انت وال تقلّع من هنا‪....‬‬
‫خالد أشار ألخيه برأسه ثم تنهد ونهض‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫بينما سيف شعر بالتوتر اكثر من نظرات بندر وخالد‬
‫تحدث بو خالد‪ :‬اليوم يا تتكلم انت والجازي عن مشكلتكم‬
‫وتحطون النقاط على االحرف‪......‬وال انا وابوك بنتصرف‪.....‬‬

‫سيف انفجع‪ :‬خالي‪....‬انا والجازي نحل ال‪....‬‬


‫قاطعه بغضب‪ :‬ما شفتكم حليتوا وال شي‪.......‬وكل ما سألت احد‬
‫فيكم عن السبب ‪.....‬ماحد يجاوب‪....‬وضعكم مو‬
‫طولت‪....‬يا سيف‪....‬‬ ‫عاجبني‪.....‬والسالفة ّ‬
‫سيف ال يريد ان يقحم نفسه في احراجات وال يريد من الجازي ان‬
‫تخضع للضغوطات‬
‫تحدث‪ :‬خال‪.....‬افضل األمور تبقى بيني وبين الجازي‪....‬‬
‫بو خالد بعصبية‪ :‬لم تجي هي وتقول يبه ابي اطلّق‪....‬من حقي‬
‫اعرف السبب وال ال يا سيف؟‪....‬ومن حقي اسمع لك ولها‪.......‬‬
‫سيف تنهد بضيق واخذ يفرك بيديه‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬بينما في غرفة الجازي ما ان اخبرها خالد باالمر‬
‫حتى استشاطت غيضًا‬
‫وبصراخ‪ :‬مابي اشوفه‪.....‬مابي‪...‬‬
‫خالد يحاول ان يتمالك اعصابه‪ :‬تكفين الجازي انزلي ال سوين لنا‬
‫سالفة مع ابوي‪......‬‬
‫الجازي بانهيار‪ :....‬ليش ابوي يحاول يقهرني‪....‬‬
‫خالد بتفهم لفكر ابيه‪ :‬ابوي يحاول ما يظلمك‪......‬‬
‫الجازي وتشير لنفسها‪ :‬ويقسي علي بهالطريقة ظنًا منك انه ما‬
‫راح يظلمني؟‬
‫نوف أتت بالقرب منها‪ :‬نزلي الجازي‪......‬خًلص‪....‬ما صار‬
‫قدامك خيار ثاني اذا صدق مقررة تطلقين انزلي‪....‬وواجهي‬
‫ابوي‪....‬وقولي له كل شي‪....‬‬
‫الجازي عضّت على شفتيها بقهر‪ :‬اف اف افففففففففففف‪...‬‬
‫ثم مسحت دموعها‪.....‬ونزلت قبل خالد‬
‫خالد قبّل رأس اخته نوف‪ :‬مشكوووووووووووووورة‪....‬‬
‫ضحكت بخفة في معمعة هذه الفوضى وتوجهت للصغير!‬
‫‪....................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دلفت باب المجلس بعجل ودخلت بحالها المرثي له‬
‫وجه متعب واحمر من البكاء وجبين متعرق من العصبية وشعر‬
‫مربوط باهمال ولبس كئيب ‪....‬وجسد هزيل‬
‫دخلت وجلست مقابل سيف‬
‫وبين فترة وأخرى رغ ًما عنها يخرج منها صوت كشهقة خفيفة‬
‫تتلوها رجفة‬
‫تلك الرجفة التي تأتي بعد بكاء متعب وطويل مؤلمة للغاية!‬
‫تحدث بو خالد بهدوء‪ :‬خالد وبندر اطلعوا برا‬
‫بندر كان سيعارض ولكن خالد قال‪ :‬بندر يًل‪.....‬‬
‫ثم خرجا بعد ان رمق بندر ابن عمته بنظرات الحقد!‬
‫‪.........‬‬
‫بو خالد تحدث‪ :‬اعرف يا سيف انك خنت بنتي‪......‬‬
‫الجازي نظرت البيها بصدمة‬
‫اكمل‪ :‬ولكن ماعرف التفاصيل‪....‬‬
‫الجازي بصوت مبحوح‪ :‬وليش التفاصيل يبه‪....‬‬
‫بو خالد‪ :‬عشان ماظلم احد‪......‬‬
‫سيف بجدية‪ :‬يا خال السالفة مو كذا‪......‬انا ما خنتها‪...‬‬
‫الجازي نظرت له بغضب‬
‫سيف بقهر‪ :‬انا اعترفت لها عن حبي القديم‪....‬ومات وانتهى‬
‫‪.....‬ز ّلة لسان جابت لي مشاكل‪....‬‬
‫الجازي احترقت في مكانها دو ًما ما يحرقها بحديثه وتبسيط االمر‬
‫وكأنه ال يُعني شي‬
‫بو خالد بعدم فهم‪ :‬شلون يعني؟‬

‫سيف بهدوء‪ :‬قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار‬
‫نصيب‪.....‬‬
‫بو خالد ضحك بسخرية‪ :‬وليش قلت لها‪....‬‬

‫الجازي ان لم تكمل الجانب اآلخر من القصة سوف تكون هي‬


‫الظالمة وهو المظلوم!‬
‫اكمل‪ :‬زلّة لسان يا خال‪.....‬‬
‫بو خالد ‪ :‬تطلبين الطًلق عشان هاالمر يا الجازي؟‬
‫الجازي شتت ناظريها عن والدها وعن سيف‬
‫تمتمت بقهر‪ :‬هللا يحرق الجازي‬
‫سمعها سيف وكذلك والدها‬
‫الذي قال‪ :‬استغفري ربك‪.........‬‬
‫الجازي نهضت بقهر‪ :‬يببببببه تخيل لو انا اللي قلت له هالكًلم‬
‫‪....‬وش كان بصير‪.....‬كان بيضربني ‪....‬ويهيني ويرمي علي‬
‫الطًلق بعد‪........‬وال النه العكس صار شي يهون‪.....‬‬
‫بو خالد بغضب‪ :‬ما قلت يهون‪.......‬الطًلق صعب يا‬
‫الجازي‪......‬وبينكم ولد‪.....‬‬
‫الجازي دون ان تنظر لسيف‪ :‬ولدي بعيش حاله حال أي طفل يا‬
‫يبه ال تصعب األمور‪........‬‬
‫بو خالد بتنهد‪ :‬الجازي‪.......‬‬
‫الجازي فهمت‪ :‬خًلص‪....‬فهمت‪......‬ماتبيني اطلق‪....‬على مبدأ‬
‫ما عندنا بنات يطلبون الطًلق صح؟‬
‫بو خالد بغضب‪ :‬وش فيك صايرة بارود‪....‬جلسي نتفاهم‪....‬‬
‫الجازي بعصبية‪ :‬يبه انا مابي اتفاهم يبه انا ابي الطًلق‪..........‬‬
‫بو خالد نهض وهو يردف‪ :‬تفاهموا مع بعض‪......‬وان اتفقتوا‬
‫على الطًلق‪....‬‬
‫نظر ألبنته بهدوء‪ :‬ما راح امنعك يا بنتي‪....‬بس‬
‫فكري‪.....‬وتفاهمي مع زوجك عن اذنكم‬
‫ثم خرج واغلق الباب عليهما‪....‬‬
‫ضربت برجلها على األرض غاضبة‪ :‬ليش يبه تصعب األمور؟‬
‫نهض سيف ونظر لها‪ :‬راح انتظرك العمر كله‪.......‬بس فكري‪....‬‬
‫كان سيخرج ولكن امسكت يده‬
‫نظرت له ‪ :‬طلقني‪......‬تكفى طلقني سيف‪......‬ال تطلع إال وانت‬
‫رامي علي الطًلق‪.....‬‬
‫سيف نظر لوجهها للتعب ‪.....‬للذل‪....‬للقهر‪.....‬‬
‫منقهرا من نفسه‪ :‬ما قدر‪....‬‬‫ً‬ ‫اشاح بنظره عنها‬
‫امسكته من اكتافه هزته‪ :‬ليششششششششششش؟‬
‫سيف بهمس‪ :‬ألني احبك‪...‬‬
‫الجازي لم تعد قادرة على تحمل تكرير الكًلم واآلالم جثلت على‬
‫رجليها أمامه وبذل صريح ومباشر وقهر ‪ :‬تكفى طلقني‬
‫سيف‪......‬تعبت ‪...‬ر ّيحني‪.....‬ريّحني‪.....‬‬
‫سيف جلس امامها رفع وجهها بطرف ذقنها‪ :‬صدقيني راحتك مو‬
‫في الطًلق يا الجازي‪.....‬وانا راح انتظرك متى رضيتي‬
‫علي‪........‬راح اجيك وآخذك لبيتك‪...‬‬
‫قبّل جبينها ثم قال‪ :‬ال تتعبين نفسك في هالطلب‪.....‬عن اذنك‪....‬‬
‫ثم خرج‪...‬وبقيت هي ترتجف باكية على األرض تشعر بالقهر‬
‫منه‪....‬ومن الجميع‪.....‬تشعر أنها بدأت تكرهه اضعاف‬
‫مضاعفة‪.........‬والخًلص منه بات صعبًا‪......‬بكت بجنون‬
‫‪....‬وبانين‪......‬مسموع‪......‬بكت لتنزف جروحها من جديد وتجدد‬
‫عزاء اعترافه مرةً أخرى ‪.......‬لن تتقبل االمر ولن تعطي نفسها‬
‫فرصةً لتقبله ‪.....‬مسحت على شعرها ثم حاولت النهوض لتخرج‬
‫من المجلس ولكن شعرت بثقل جسدها فرمت بنفسها على الكنب‬
‫لتكمل نوبة البكاء والغضب هناك!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان في غرفته يحدثها بهدوء‪ :‬ايش تبيييييييين؟‬

‫ُمهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر‪ :‬العطر‬
‫اللي تحط منه‪....‬‬

‫قصي مسح على وجهه‪ :‬متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي‬
‫لي جيب العطر اللي تحط منه‪......‬فكرت فيك شي‪...‬وهللا‪...‬‬

‫ُمهره تشعر برغبتها الصارمة في شم رائحة ذلك العطر الذي علق‬


‫في مًلبسها باألمس‬
‫‪:‬تكفى جيبه معاك لو بتجي اليوم‪....‬‬
‫قصي بضحكة خفيفة‪ :‬ههههههه وهللا انك غريبة‪.......‬‬
‫ُمهره ابتسمت على مضض‪ :‬وهللا حتى انا حسيت اني غريبة بس‬
‫مادري ابي هالعطر يعني‪....‬‬
‫قصي استوعب االمر بعد سكوت طال لثًلثون ثانية‪ :‬لحظة‬
‫لحظة‪.....‬عرفت حالتك هالمستعصية‪.....‬‬
‫قوست حاجبيها‪ :‬وش حالته بعد‪.....‬‬ ‫ُمهره ّ‬
‫قصي نهض من على السرير‪ :‬هذا اللي فيك من الوحام‪.....‬‬
‫ُمهره باستفهامات‪ :‬وحام؟‬
‫قصي بهدوء‪ :‬كل ُحرمة تحمل يجيها يعني‪.....‬‬
‫ُمهره بطنز وسخرية بعد ان شعرت باالحراج‪ :‬ما شاء هللا تعرف‬
‫كل شي‪.....‬‬
‫ضحك ‪ :‬هههههههههههههههههههههه المهم راح اجيبه لك‬
‫بالليل‪.....‬ألنه احتمال ماجيك العصر بروح ازور خالي تعبان‬
‫بالمستشفى‪....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬ما يشوف شر‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬الشر ما يجيك حـ‪.....‬‬
‫وانبترت كلمته بعد ان دخلت والدته على حين فجأة‬
‫فقال‪ :‬اكلمك بعدين سامي‪....‬‬
‫ُمهره ضحكت بخفة‪ :‬هههههههههههه تمام‪....‬باي‪....‬‬
‫ثم اغلقه‬
‫تحدث‪ :‬صباح الخير يمه‪.....‬‬
‫ام سيف‪ :‬وين كنت فيه امس؟‬
‫قصي بهدوء‪ :‬عند اخوياي‪....‬‬
‫ام سيف بجدية‪ :‬وش هاالخويا اللي طلعوا فجأة‪......‬قصي مانت‬
‫طبيعي‪....‬‬
‫قصي ابتسم لها‪ :‬يمه وش فيك مركزة علي كأني بزر‪.....‬‬
‫ام سيف بنظرة ‪ :‬حركاتك هذي ما سويتها وانت‬
‫مراهق‪....‬تسويها الحين وال بعد لم خطبنا لك‪......‬‬
‫قصي بضحكة‪ :‬هههههههههههههههههههه يمه‪.....‬‬
‫ام سيف ابتسمت رغ ًما عنها‪ :‬وهللا مابيك تفشلني قدام‬
‫الجماعة‪......‬خايفة وراك شي مخبيه‬
‫علينا‪.....‬ونتفشل‪......‬والبنت بعدها ترفضك‪......‬‬
‫قصي ق ّبل رأسها ويدها‪ :‬يمه وهللا اني أخاف ربي‪.....‬ومالي‬
‫باالشياء اللي تجي براسك‪.....‬‬
‫ام سيف‪ :‬ال تتأخر برجعتك في الليل‪......‬واليوم حط ببالك تروح‬
‫تزور خالك‪.....‬‬
‫قصي أشار على انفه‪ :‬على هالخشم‪.....‬‬
‫ام سيف خرجت من غرفته ودخًل التوأم‬
‫جسار‪ :‬اويلي كنت بتنكشف‪...‬‬
‫عزام بدقة‪ :‬هااا بو عزام‪......‬على وين الفرة اليوم‪.....‬؟‬
‫قصي ضحك بخفة ثم قال‪ :‬ههههههههههه عزام بعينك‪....‬مجنون‬
‫اسميه على اسمك‪.....‬‬
‫جسار لكزه في خاصرته‪ :‬خًلص سمه على اسمي‪.....‬‬
‫قصي ‪ :‬تخسي‪......‬‬
‫عزام رمى نفسه على سرير أخيه ‪ :‬وش بسميه يعني؟‬
‫جسار رمى نفسه بجانب أخيه واخذ يفكر ‪ :‬اممممم أتوقع بسميه‬
‫‪....‬معيض‪....‬‬
‫عزام نظر ألخيه بسخرية ‪ :‬ال أتوقع يسميه عايض‪.....‬‬

‫قصي كتف يديه‪ :‬تمصخروا ‪......‬قومي انقلعوا بس على شغلكم‬


‫قوموا‪.....‬‬
‫عزام ‪ :‬الحمد هلل بدات إجازتي‬
‫قصي نظر لجسار‪ :‬وانت‪.....‬‬
‫جسار حرك حواجبه ‪ :‬خذت إجازة‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬اطلعوا برا غرفتي ببدل‪....‬‬
‫عزام بروقان‪ :‬بدل ماحد ماسكك‪....‬‬
‫سار غمض عينيه‪ :‬غمضت عيوني انا بدل‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫قصي ‪ :‬ياربي وش سويت بدنياي انا عشان تسلطون علي من‬
‫الصبح‪....‬‬
‫عزام‪ :‬خايف تتأخر عليها؟‬
‫بتولع فيه لو تأخر‪....‬‬ ‫سار‪ :‬اوه يا انها ّ‬
‫ج ّ‬
‫قصي رمى عليهما بسرعة عقالة الذي سحبه من على الكمودينة‪:‬‬
‫قووووووووموا‪ ....‬روحوا لسيف طقطقوا عليه‪....‬‬
‫سار بجدية‪ :‬لألسف جا وطلع بسرعة‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام نظر ألخيه‪ :‬صدق؟‬
‫سار‪ :‬أي‪.....‬حسيت فيه شي‪....‬بس ما امداني اكلمه‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫قصي جلس على الكرسي‪ :‬يمكن المستشفى استدعوه‪....‬‬
‫عزام بتفكير‪ :‬ليكون خالي صار له شي؟‬
‫سار ‪ :‬وهللا مادري‪...‬‬
‫ج ّ‬
‫قصي بهدوء‪ :‬ما اظن‪.....‬‬
‫طول بسالفته مع زوجته‪...‬‬ ‫عزام ‪ :‬ما تحسون ّ‬
‫قصي أشار بيده‪ :‬مالنا دخل فيهم ‪....‬يحلون مشاكلهم بنفسهم‪...‬‬
‫سار‪ :‬انا مستغرب من امي لحد الحين ما تدخلت‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫قصي بجدية‪ :‬واحسن انها ما تدخل‪.....‬في وال شي‪....‬وال األمور‬
‫بتصعّب‪...‬‬
‫عزام ‪ :‬اول مرة تقول شي صح‪...‬‬
‫قصي ضحك بخفة‪ :‬هههههه حيوان‪...‬‬
‫سار بابتسامة‪ :‬المهم بروح نزور خالي جميع ماله داعي كل‬ ‫ج ّ‬
‫واحد يروح بسيارته ‪....‬نروح مع عزام‪....‬‬
‫عزام بمزح‪ :‬سواق ابوكم انا‪....‬؟‬
‫قصي ‪ :‬هههههههه ‪.......‬ال انا بروح بسيارتي عشان اروح‬
‫لزوجتي بعدها‪.....‬‬
‫سار لعب بحواجبه‪ :‬يا حركات انت‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام بتعزيز‪ :‬يا خطير‪....‬‬
‫قصي نهض ‪ :‬الحمد هلل والشكر مطولين‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬أي وهللا نبي نطقطق على احد‪....‬‬
‫قصي بنرفزة‪ :‬طقطقوا راسك في الجدار قوم آمين‪....‬‬
‫سار بجدية‪ :‬تعال صدق‪.....‬وش بصير الحين على موضوعك‬ ‫ج ّ‬
‫خالي تعبان اكيد ابوي باجل‪....‬االمور الباقية‪....‬‬
‫قصي بتنهيدة‪ :‬وانا هذا اللي خايف منه‪.....‬‬
‫عزام ‪ :‬ال المفروض ما يتأجل شي‪......‬لو ما هي حامل يمكن‬
‫أي‪.....‬بس وضعكم صعب‪......‬‬
‫قصي بتفكير وخوف‪ :‬يا كـ‪....‬ال تخلوني اتوتر‪......‬‬
‫سار بضحكة‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬ ‫ج ّ‬
‫عزام ابتسم رغ ًما عنه‪ :‬األفضل تكلم ابوي‬
‫قصي فتح الباب سري ًعا وهو يصرخ‪ :‬هللا ياخذكم‬

‫سار ضرب بيد أخيه‪ :‬لعبت في اعداداته يا ولد‬ ‫ج ّ‬


‫عزام ‪ :‬ما توقعت بكون ردت فعله كذا‪....‬‬
‫جسار مبتسما‪ :‬هو خلقه كله متوتر‪....‬‬
‫عزام نهض من على السرير ‪ :‬هللا يعينه!‬
‫‪.................................................. ............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يشعر باألسى ‪ ،‬يشعر باأللم‪......‬يشعر بالوحدة وبالخوف‪....‬يشعر‬
‫أنّ الزمن يًلحقه ‪...‬يشعر أن حان موعد موته‪.....‬حقيقةً هو‬
‫رافض فكرة العيش دون ديانا‪......‬رافض ان يكمل حياته‬
‫بًلياها‪....‬يؤلمه حقيقة موتها‪......‬ويؤلم عناد نور‪......‬يريد أن‬
‫يراها ‪....‬ليخبرها بكل شيء‪....‬ليُريح قلبه‪.....‬يريد ان يشرح لها‬
‫األمور عامةً‪......‬ليس هناك وقت‪.....‬ازدرد ريقه ‪....‬الم الجرح‬
‫قليًل ولكن ألم الجرح المعنوي يزداد يو ًما عن يوم!‬ ‫بدأ يخف ً‬
‫رأى ماكس يدخل إليه‬
‫إجت نور؟‬ ‫تحدث بهفة‪ِ :‬‬
‫ماكس هز راسه‪ :‬ال‪....‬‬
‫وليخفف عنه‪ :‬سندرا إجت وبدها إ ّياك‪....‬‬
‫ابتسم أمير‪ :‬خليها تفوت لهنون‬
‫هز ماكس راسه خرج وما هي إال ثواني حتى دخلت سندرا‬
‫وجولي‬
‫قليًل ماكس‬ ‫سندرا اقتربت من السرير رفعها ً‬
‫حتى وضع امير يده خلف ظهرها واحتضنها إليه تو ّجع حينما‬
‫قربها من جرحه اغمض عينيه واشت ّم رائحتها وقبّل خدها ويدها‬
‫الصغيرة‬
‫نظر إليها‪ :‬كيفك يا ئمر؟‬
‫سندرا ما زالت تعيش في صراع نفسي لرغبتها في رؤية نور!‬
‫اجبرتها جولي على المجيء هنا بعد أن وعدتها في محادثة ُمراد‬
‫ليخبرها عن موعد قدوم والدتها!‬
‫تحدثت‪ :‬منيحة‪....‬‬
‫أمير قبّل باطن كف يدها‪ :‬ما بدّك تسأليني كيفك؟‬
‫سندرا بصوت واطي‪ :‬انت منيح؟‬
‫هز رأسه بنعم‬
‫تحدث لجولي‪ :‬كيفها لنور جولي؟‬
‫جولي نظرت لمكان ومكان نظر لها وكأنه يخبرها ان تجيبها على‬
‫حسب ما اخبرها به‪ :‬بخير‪.....‬‬
‫سندرا نظرت له‪ :‬أمتي راح تجي؟‬
‫ماكس وجولي وقع قلبهما في األرض‬
‫أمير فهم انها تقصد تجي لهون‪ :‬أمتي ما هي قررت‪.....‬‬
‫سندرا ترقرقت عيناها‪ :‬بس انا بدي إ ّياها‪....‬‬
‫امير سكت هنا‪....‬نظر لماكس وجولي شعر أنّ سندرا ليست على‬
‫ما يُرام‬
‫ماكس بتوتر‪ :‬جولي اخزيها لسندرا واطلعي برا‪...‬‬
‫امير شد على يد سندرا بخفة وبشك‪ :‬هي بالبيت ‪.....‬لم تروحي‬
‫البيت راح تشوفيها‪...‬‬
‫سندرا بزعل‪ :‬بس هيّا مو في البيت‪....‬‬
‫جولي اقتربت من سندرا قالت‪ :‬تعي لهون سندرا ‪.....‬تعي‬
‫حبيبتي‪...‬‬
‫اخذتها بخفة وحملتها‪.....‬‬
‫ماكس شعر بالتورط‬
‫تحدث أمير بذعر‪ :‬فينها لنور؟‬
‫وقربه إليه‪ :‬ئول لي فينها لنور‪...‬انا حاسس‬ ‫شد على يد ماكس ّ‬
‫فيك شي‪.....‬وفي شي مخبيه عني‪...‬‬
‫ماكس دون ان ينظر له‪ :‬في البيت‪...‬‬
‫أمير بحده‪ :‬ئول إلها اتصل عليها وئول إلها تجي بدي ئول إلها‬
‫شي مهم‪...‬‬
‫ماكس بتوتر‪ :‬ما بدها تشوفك‪.....‬‬
‫أمير بنبرة صارمة‪ :‬فينها؟‬
‫ماكس ‪ :‬انتّا الزمتك الراحة ‪....‬بــ‪....‬‬
‫امير فهم صرخ‪ :‬هربت صححححححح؟‪....‬هربتتتتتتت؟‬
‫ماكس سكت‬
‫أمير صرخ‪ :‬فييييييييييييييييينها نوووووووووووور‬
‫ماكس بتردد‪ :‬هرببببببببببببببت‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫اعتذر عن اخطائي االمًلئية‬


‫كتبت بشكل مستعجل ونزلته عشان ما اتاخر عليكم‬

‫تحياتي شتات‬

‫البارت الثاني والعشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها‬
‫البعض بات صعبًا عليه ‪ ،‬كُلما فكّر في حلول تس ّهل األمور الصعبة‬
‫سع من فجوات الصعوبة‬ ‫حدث عليه أمر يو ّ‬
‫ويُزيد على نفسه الموجعة ِجراحات أخرى‬
‫كان صع ًبا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها‬
‫هربت كما فعلت قبل ست سنوات‬
‫الخداع‬
‫هربت من احضانهما للعُصيان ول ُحب لعين وبه الكثير من ِ‬
‫ُحب آال ِبها إلى مشاكل نفسية كُثر ‪ ،‬وآالم ال تُنسى‬
‫هربت إلى أحضان ذلك الغريب‪ ،‬لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة‬
‫بشكل مثالي‬
‫نتيجة هروبها في السابق حالها اآلن في الحاضر!‬
‫كُل األشياء مرتبطة ببعضها البعض‪.....‬وكل الخيوط وال ِبنان تُشير‬
‫إلى الطريق نفسه‬
‫هروبها يعني ‪....‬الضياع من جديد‬
‫والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف األلوان واالشكال!‬
‫الحبكة ذاتها ‪......‬ولكن بطريقة أشد أل ًما‪...‬هربت بعد أن علمت‬
‫بموت والدتها‪.....‬بوجود ابنتها‪....‬وبعد رؤية طليقها‪....‬وبعد ان‬
‫تجرعتها لفترة زمنية طويلة!‬ ‫عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة ّ‬
‫لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم اآلخر كما فعلت‬
‫والدتها؟!‬
‫ِلم ال؟!‬
‫لن يتعجب بعد اآلن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من‬
‫افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية!‬
‫‪............................‬‬
‫قليًل من على الوسادة‬ ‫ش ّد على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض ً‬
‫آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره‬
‫هزه بضعف حالته ‪.....‬تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين‬
‫حائرتين وقلب ُمتعب وجسد يرتجف خو ًفا‬
‫من األفكار المشؤمة التي تطرق رأسه‪:‬‬
‫هرببببت‪.....‬هرببببت‪.....‬عم تئول إللي هربتت‪....‬‬

‫‪....‬‬
‫لم يكن حال ماكس افضل من حاله‪...‬خشي على أمير ان يُصاب‬
‫بمكروه‪...‬في حالة انهياره هذه‪.....‬هو حاول بج ّل جهده أن يحمي‬
‫عائلته كما امره ولكن ‪.....‬نور‪...‬دو ًما ما تخرج عن توقعاته‬
‫‪....‬كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي‬
‫اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون‬
‫الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف ُمراد وفي اآلن‬
‫نفسه ال يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر ‪.......‬دخل في‬
‫حالة تناقض وخوف‬
‫‪....‬‬
‫ش ّد على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات‬
‫دون أخطاء ‪ :‬سيّد امير‪......‬بليز‪...‬اهدأ‪.....‬‬

‫‪....‬‬
‫أمير وكيف لهُ ان يهدأ‪......‬نور‪....‬ليس جزأ من ديانا‬
‫وفقط‪ُ ......‬حبه لها ليس ألنه يشتّم رائحة ديانا فيها‪....‬وليس ألنها‬
‫قليًل من محبوبته ‪....‬ال‪....‬بل ألنها اشعلت‬‫تمتلك سمات شكلية ً‬
‫في فؤاده شعور ‪....‬يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن‬
‫شعور(األبوة)‪...‬شعوره‬
‫ّ‬ ‫بوجودها تحقق وشعر به وهو‬
‫بالمسؤولية ‪.....‬شعور أنّ لديه ابنه ‪....‬هذا الشعور داوى‬
‫جراحات العُقم في ذهنه!‬
‫‪.....‬‬
‫تحدث برجفة شفتيه‪ :‬كيف راح اهدأ‪......‬وانت تئول ِهربت‪....‬أنت‬
‫فهمان إيش يعني هيدا الشي؟‬
‫‪.....‬‬
‫انخرس ولم يعد قادر على نطق حر ًفا واحدًا‬
‫فاكمل امير‪ :‬كم صار إلها؟‬
‫لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه‪ :‬تقريبًا أربعة‬
‫أيام!‬
‫‪.......‬‬
‫ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس‪....‬نظر للفراغ من‬
‫الغرفة‪.....‬واخذ يفكر لماذا هربت؟‬
‫ازدرد ريقه عدّت مرات‬
‫تحدث بصوت غضب‪ :‬كيف ما لئيتوها؟‬
‫ماكس يحاول ان يكون هادئ ًا‪ :‬بترجاك أهدأ‪....‬راح نلئاها أكيد‪....‬‬
‫أمير مسح دموعه التي خانته‪ :‬انا مخبي الجوازات واألوراق‬
‫الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا‪......‬اكيد هيّا هون بهاد البلد‪....‬‬
‫‪....‬‬
‫قوس حاجبيه ‪.....‬وبشك‪ :‬فين مخبيهم؟‬ ‫ماكس ّ‬

‫أمير سكت‪ ،‬وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول‪ :‬ظنك عرفت‬
‫مكانهم ‪...‬و‪...‬‬
‫ضرب على فخذه بيده بكل حسرة ‪ :‬آه نور آه‪...‬‬
‫ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على االستلقاء‬
‫وهو يكرر‪ :‬ال تتعب حالك‪....‬راح اشيّك عليهم‪.....‬‬
‫امير بتعجل‪ :‬انا حاططهم بصندوق‪....‬في غرفتي‪.....‬راح تًلئيه‬
‫فوق‪....‬الدوالب‪.....‬‬
‫جمد ماكس ماكنه‪.....‬وتذكر‪...‬حينما دخلوا عليها في إحدى األيام‬
‫بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا‬
‫قالت‬
‫‪....‬‬

‫فتحت الدوالب من الجانب األيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني‬


‫وحتى الثالث اما األول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على‬
‫اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية االمام‬
‫خافت من ان يسقط عليها ‪....‬ويحتضنها ‪..‬اهتز اكثر وسمعت‬
‫صوت سقوط شي حديدي على األرض ض ّج صداه على في المكان‬
‫بينما هي ثبتت قدميها على األرض ووضعت يديها امام الدوالب‬
‫لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن‬
‫فجأة انفتح الباب‬
‫ماكس بخوف‪ :‬نور فيكي شي؟‬
‫التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا‪...‬‬
‫نور بتوتر‪ :‬ال بس فتحت الدوالب وكان فاضي‪...‬وطاح هالشي‬
‫على األرض‪...‬‬
‫وأشارت لصندوق صغير مرمي على األرض‪...‬‬
‫ماكس اقترب منها‪ :‬ما طاح عليكي‪....‬‬
‫نور هزت رأسها‪ :‬الال ما طاح علي‪...‬‬
‫اليكسا‪ :‬نور الزم تاكلي مشان تاخزي الدوا‪...‬‬

‫نور بتسليك‪ :‬تمام‪....‬‬


‫ثم نظرت لهم ونظروا لها‬
‫شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت‬
‫براحة‬
‫‪.....‬‬

‫شعر باالختناق من هذه الذكرى ‪ ،‬نفضها من رأسه وتحدث‬


‫ليُطمئن أمير‪ :‬ان شاء هللا خير ارتاح راح روح اشوف‬
‫هز أمير رأسه بضعف وهو مغمض لعينيه من األلم‬
‫بينما ماكس‬
‫خرج ورأى جولي تتحدث مع‬
‫سندرا ‪ :‬حبيبتي اهدي‪.....‬‬
‫سندرا ضربت برجليها على االري‪ :‬بدي شوف نور‪...‬‬
‫ماكس شتم هنا بصوت مسموع لمسامع سندرا وجوري ُمراد‬
‫حتى التفتت عليه جولي بغضب‪ :‬اشش‪.....‬ال تس ّمعها‪....‬‬
‫ماكس بعجل‪ :‬راح روح على الشقة‪....‬امشي وانتي وياها‬
‫بسرعة‪...‬‬
‫ثم تحرك من امامهما أما جولي عندما رأت سندرا تعُاندها في‬
‫المشي حملتها ومشت بخطى سريعة إلى ان خرجت ووصلت إلى‬
‫سيارة اخيها‬
‫ماكس ما إن أغلقت جولي باب السيارة حتى قاد سيارته ليُسابق‬
‫الزمن‬
‫فعًل هربت خارج البلد فهذا ما ال يتم ّناه‬
‫إن كان ً‬
‫ولكن لن يكون صع ًبا عليهم في البحث عنها‬
‫خافت جولي من سرعته وزفيره القوي ما بين فترة وأخرى‬
‫وبعد مرور عدّت دقائق وصًل نزل قبلهما من سيارته ورمى‬
‫المفتاح على الحارس الشخصي ليوقفها في مكانها الصحيح نزلت‬
‫جولي متعجبة من حاله وحملت سندرا على يدها‬
‫بينما ماكس ركض لغرفة امير‬
‫وبحث في الدوالب عن الصندوق‪.....‬رآه‪.....‬‬
‫فتحه وهو يتمنى شيئ ًا بداخله‬
‫ولكن عندما لم يجد جوازها هنا رمى الصندوق بقوة على األرض‬
‫وصرخ‪ :‬افففففففففففففف‬
‫سحب هاتفه سري ًعا ‪ ،‬يعلم أنّ اذرع ُمراد طويلة ومتعددة‬
‫اتصل عليه ولم يُجيبه في المرة األولى‬
‫وال في الثانية‬
‫‪.............‬‬
‫سا امام أخيه ال ُملقى على السرير صحى من سباته وادرك‬ ‫كان جال ً‬
‫عاجزا ودخل في صدمه وصمت طويل‬ ‫ً‬ ‫انه اصبح‬
‫مما جعل ُمراد يخاف من ردت فعله تلك‬
‫بقي معه وهو يُراقبه ولكن باألخير طرده ولكن بعد ان نام دخل‬
‫ليطمئن عليه‬
‫سمع رنين هاتفه‬
‫ولم يجيب بسبب سرحانه وشدّت تفكيره‬
‫في المرة الثالثة ادرك اهتزاز هاتفه في مخبأ بنطاله‬
‫نهض رمق أخيه بنظرات الحزن‬
‫خرج في الممر أجاب‪ :‬هًل ماكس‬
‫ماكس بغضب‪ :‬اسمعني منيح‪.....‬نور‪...‬هربت برا فرنسا‪....‬‬
‫ُمراد بذعر‪ :‬كيييييييييييف؟‬
‫ماكس مسح على شعره‪ :‬حنا مغفلين‪....‬كنا‪....‬نفكر‪.....‬‬
‫ثم سكت ال يعرف كيف يوصل معنى ما حدث اردف بصعوبة‪:‬‬
‫خدعتنا‪.......‬عرفت مكان‪.....‬االوراق الرسمية‪...‬ياللي مخبيهم‬
‫امير‪.....‬اخزيت الباسبورت وهربت‬

‫مراد شتم الًلشيء وكان عليه ان يشتم نفسه حقيقةً!‬


‫ماكس بنفس عميق‪ :‬وبالمناسبة امير عرف انها هربت‪...‬‬

‫ُمراد اغمض عينيه لتعصب األمور‪ :‬ليش تقول له‪....‬‬


‫ماكس بصوت عال‪ :‬بنتك ئلت إلوا‪......‬مو انت وعدتها تشوف‬
‫نور‪...‬وهي تكرر بداياها‪....‬ومستجني علينا‪...‬‬

‫ُمراد بتفكير‪ :‬اقدر اطلّع وين هي فيه خًلل ساعتين‪....‬‬


‫ُمراد ‪ :‬وهازا اللي بدي ايّاه‪.....‬‬
‫ُمراد بشتات‪ :‬راح اكلم صديق لي‪....‬في الخطوط الجوية‪...‬ونظام‬
‫الرحًلت‪.....‬بس اعرف وين هي فيه راح اتصل عليك‪...‬‬
‫ماكس ‪ :‬راح انتظرك باي‬
‫ثم اغلق الخط في وجهه بينما مراد لم يتوانى في االتصال‬
‫بصاحبه لينظر لألمر!‬
‫‪.........................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما في الغرفة ‪ ،‬كان يتألم من كتفه ومن الذعر الذي عاشه‬
‫وذاقه يُريد أن ينهض للسفر ألمريكا وإنقاذ تلك المسكينة ولكن‬
‫يشعر بالعجز‪.......‬حاول النهوض‪....‬وهو يزدرد ريقه‪......‬وبعد‬
‫محاوالت عدّه نهض‪.....‬سحب مًلبسه المرمية على الكرسي‬
‫والتي بها بقع الدم ارتد اها بعجل وبصعوبة ‪......‬اخذ يتنفس‬
‫بصعوبة من حركته السريعة ‪....‬والمؤلمة له‪...‬خرج من الغرفة‬
‫‪.....‬مشى بخطى بطيئة‪.....‬وهو يُسند نفسه على‬
‫الجدار‪......‬سقطت عينيه على ُمراد المشغول في مهاتفته‬
‫اقترب منه بصعوبة سمعه‬
‫وهو يردف باإلنجليزية‪ :‬اسمها نورة يوسف محمد الناصي‬
‫قوس شفتيه االسم يعرفه جيّدًا صديقة ايًلف‬ ‫ّ‬
‫اغلق مراد الهاتف بعد ان شكر ذلك الرجل التفت ورآه‬
‫فابتسم بسخرية‪ :‬امداك تشافيت؟‬
‫طارق بصعوبة النطق‪ :‬ما تبي تسمعني‪....‬قلت أقوم اسوي‬
‫الواجب علي‪....‬‬
‫تقرب من اخويا وشوف راح‬ ‫جرب ّ‬ ‫اقترب ُمراد منه وبنبرة تهديد‪ّ :‬‬
‫قاطعه طارق بعد اقترب منه‪ :‬اخوك اخذ حقه ‪......‬قمت عشان‬
‫‪...‬راح انقذ ايًلف‪....‬‬
‫ُمراد دفعه بخفه ‪ :‬انقذها من نفسك وابعد عنها‪.....‬‬
‫طارق ابتسم على مضض‪ :‬ال تصدقني‪....‬بس إدوارد هددني‬
‫فيها‪......‬عارف تقدر تحميها وانت مكانك بس انت مو راضي‬
‫تصدق‪......‬فعن اذنك‪...‬‬
‫ومشى عنه‬
‫تار ًكا مراد يردف‪ :‬خبيييييييث!‬
‫ثم دخل لغرفة أخيه وهو يفكر بنور!‬
‫‪...............................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت ترتدي على عجل من أمرها‪......‬تتحدث‬
‫‪:‬ادعي ادعي انه المطعم مفتوح‪.....‬‬
‫ايًلف وهي تجفف شعرها‪ :‬يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح‬
‫نور وهي ترتدي حذاءها‪ :‬يمكن اليوم غير يعني‪....‬‬
‫ضحكت ايًلف‪ :‬الحمد هلل والشكر قعدي محلج بس احس مو‬
‫فاتح‪....‬‬
‫نور بتأفف‪ :‬ال‪........‬ما بقعد وبطلع ‪....‬وعلى فكرة تراني زعًلنة‬
‫من كًلمك امس‬
‫ايًلف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده‪ :‬وهللا‬
‫ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين‬
‫هالشي‬
‫نور بتأفف‪ :‬ااااااااااااف‬
‫ايًلف اشارت لها‪ :‬افين ‪....‬يًل طسي‪....‬‬
‫نور مسكت ايًلف وحضنتها بقوة دون سابق انذار‬
‫ايًلف دفعتها عنها‪ :‬وييييييييييعه وخري‪....‬شنو هذا‪.....‬‬
‫ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايًلف تتفلّت منها‬
‫نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها‬
‫ايًلف ضربتها على كتفها‪ :‬مينونة؟‬
‫نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء‪ :‬فكرت امس‬
‫بكًلمك‪....‬صدق انا زعًلنه‬
‫ايًلف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية‪ :‬خليني اكمل‬
‫ايًلف تكتفت ونظرت لها بملل‪ :‬جلست اعيد االمر على نفسي‬
‫واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها‬

‫ايًلف ابتهجت اساريرها نظرت لنور وهي تهز برأسها‬


‫لتكمل‪ :‬حسيت وقتها بتذبذبي‪.....‬وخوفي‪.....‬انا لو أقول مسيحية‬
‫اشوه سمعتها وان قلت مسلمة اإلسًلم متبري مني ومن‬‫راح ّ‬
‫افعالي‪...‬‬
‫ايًلف اشارت لها بأن تسكت ووضعت يديها على رأسها بصدمة‪:‬‬
‫نور شالحجي‪....‬‬
‫نور بنفس متسارع‪ :‬خليني اكمل‪...‬‬
‫ايًلف سكتت‬
‫لتكمل نور‪ :‬انا ال كذا وال كذا‪...‬‬
‫ايًلف بصوت يشبه الصرخة نقزت للوراء كردت فعل مخيفة ‪:‬‬
‫شنهوووووووووووو؟‪......‬كافرة يعني‪......‬‬

‫ضحكت نور رغ ًما عنها‪ :‬هههههههههههههههههههه الال‪....‬‬


‫نور بجدية‪ :‬انا مسلمة بس ما فيني‪....‬‬
‫قاطعتها ايًلف وهي تزغرط‪ :‬كللللللللللوش‪.....‬خًلص انتي قلتيها‬
‫بعظمة السانج انج مسلمة‪......‬بس مابي حجي ثانية‪....‬‬
‫نور بجدية‪ :‬مسلمة بالمسمى بس‪.......‬حتى لم كنت ادّعي‬
‫المسيحية كنت بالمسمى وبس‪....‬يا ايًلف‪......‬انا ضايعة‪.......‬مو‬
‫عارفة وين وجهتي فيه‪....‬إن قلت انا مسلمة ‪......‬هذا ما راح‬
‫يغير شي من كوني عاصية‪....‬‬

‫ايًلف بتفهم‪ :‬عشان كذا كنتي‪...‬تقولين‪..‬‬


‫هزت رأسها نور ‪ :‬أي‪......‬ادري اني عاصية‪......‬سويت‬
‫أمور‪....‬كثير‪....‬تغضب ربي‪......‬امور استحي اقولها لك‪....‬و‬
‫صت في بكاؤها‬ ‫ثم غ ّ‬
‫ايًلف طبطب على كتفها‪ :‬انّ هللا غفور رحيم‪...‬‬
‫نور مسحت دموعها‪ :‬أمور كثير اجهلها‪.....‬في الدين‬
‫اإلسًلمي‪......‬وامور كثيرة أصًل ما عرفها في الديانة‬
‫المسيحية‪........‬حتى لم كانت تعلمني عليها ديانا ما كنت‬
‫استوعبها ألني مو مقتنعه فيها‪.....‬بس كنت أخاف اواجه نفسي‬
‫‪.......‬كنت أخاف اواجه هالتخبط اللي بداخلي بس امس عجزت‬
‫أنام بعد كًلمك‪....‬انا ابي اتغير‪.....‬قلت ابدي من هالنقطة‬
‫‪......‬عشان ابدأ صح‪....‬وفكرت‪...‬وحسيت اني‪....‬ما زلت على‬
‫اإلسًلم‪......‬بس ما عرف أمور كثيرة فيه‪.....‬يا ايًلف‪.....‬‬

‫ايًلف ابتسمت‪ :‬خطوة حلوة منج‪.......‬بساعدج تفهمين أمور‬


‫كثير صدقيني‪......‬بحاول ألملم شتاتج ‪.....‬وبحاول اساعدتج في‬
‫فهم األمور ‪.....‬وحل المسائل المعقدة اللي تجي براسج‪....‬‬
‫نور احتضنت ايًلف بشدة وبكت بصوت‪ :‬وجودك مخليني شجاعة‬
‫قدام كل التخبطات اللي اعيشها‪........‬‬
‫ايًلف طبطبت على ظهرها واغمضت عينيها ال تريد أن تبكي‪:‬‬
‫ووجودج مخليني اتناسى أمور وايد عجزت اتناساها وانا بذيج‬
‫الفترة اللي صرت فيها لحالي‪...‬‬
‫نور ابتعدت وقبلّتها على خدها‪ :‬خًلص ما ابي ابكيك روحي‬
‫الجامعة‬
‫مسحت ايًلف دموعها سريعًا‪ :‬شعقبى يا كـ‪....‬‬
‫ضحكت نور‬
‫بينما ايًلف مرت من جانبها وهي تقول‪ :‬باذن هللا بشوفينه‬
‫فاتح‪.......‬روحي‪....‬والقلب داعي لج‪.....‬‬
‫أرسلت نور لها قبلة في الهواء ضحكت ايًلف بينما نور جففت‬
‫دموعها وخرجت وبيدها حقيبتها‬
‫‪....‬‬

‫كانت ع امل من ان ترى لها وجهة جديدة للهروب من حرب افكار‬


‫االمومة وهفوات أنانيّة الماضي‪ ،‬والذّكريات المستحيلة‬
‫لذا قررت أن تُكمل ما بدأته هنا لن تسمح ألي شيء كان يُحرقها‬
‫بما آالمها ُمنذ التسع السنوات يكفي تُريد أن تعيش بًل أوجاع‬
‫نفسية وجسدية أخرى لذا قررت‬
‫لن تُكمل مسيرة عملها كجليسة اطفال ‪ ،‬ألنها ادركت هذا العمل لن‬
‫يجلب لقلبها إال المآسي والندم وتدفق الذكريات وسيضيّق عليها‬
‫محاوالت النهوض واالبتعاد ع ّم حدث لها ساب ًقا!‬
‫ستهرب بطريقة اخرى‪ ،‬وفي منحنى آخر وباندفاع اكبر عن‬
‫مشاعر امومتها وعن محاولة سجنها في قوقعة االنتحار!‬
‫‪.....‬‬
‫ازدردت ريقها ومشت بخطى واسعة لتش ّجع نفسها على االقدام‬
‫وحينما اقتربت وسقطت عيناها على‬
‫واجهة المطعم‬

‫تقدمت اكثر وقرأت االسم بترنّم وتن ّهد مخيف!‬


‫مشت بخطواتها‬
‫لترى الباب مغفًل ونظرت للوحة الصغيرة التي تُعلن عن قفله‬
‫بهذا الوقت(مغلق)‬

‫تنهدت بضيق وشعرت باول الخيبات من هذا المنحنى الجديد من‬


‫حياتها‬
‫ا‬
‫مطوال بعد ان رأت احدهم يقوم بتنظيف‬ ‫ولكن لم يبقى هذا الشعور‬
‫الطاوالت وترتيب المكان شعرت أنّ روحها عادت لمكانها مسحت‬
‫على شعرها ابتسمت بتفاؤل في لحظة ارتعاش جسدها من البرد‬
‫واخذت تطرق الباب بخفة‬
‫ِللفت انتباهه‬
‫التفت ونظر لها بتساؤل‬
‫فأشارت له برجاء ان يفتح لها الباب‬
‫فاشار لها بانه مغلق‬

‫عبست بوجهها وطرقته ضامه كفي يدها برجاء‬


‫ان يفتحه‬
‫تنهد بضيق من إصرارها ترك ما في يده ثم مشى لناحية الباب‬
‫فابتهجت اساريرها بينما هو فتحه تحدث باإلنجليزية ‪: what‬‬
‫?‪do you want‬‬
‫(ماذا تريدين؟)‬
‫نظرت لوجهه بهدوء‪: I want to see your manager‬‬
‫(اريد ان اقابل مديرك)‬
‫تحدث برسمية‪:Iam sorry…..he..‬‬
‫(آسف هو)‪.....‬‬
‫قاطعته برجاء بعد ان ادركت جملته ‪:please, let me see‬‬
‫‪it.‬‬
‫(رجا ًءا دعني اراه)‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صا لرؤية صاحبه‬ ‫تأفف وخشي من ان يكون االمر مه ًما وخا ً‬
‫وألنه ال يريد ان يطيل االمر امام الباب لكي ال يتجمهر الناس‬
‫حولهما ويظنون انّ المطعم في هذا الوقت متا ًحا لذا دخل الرجل‬
‫تارك جزء من الباب مفتوحا لقطع النقاش‬
‫مشى بخطى وهو يصرخ‪:‬سلطان‪...‬يا سلطان‪...‬تعال شوف‬
‫هالبرصة وش تبي؟‬

‫فتحت عيناها على االخر لكلمته لم تفهمها بالمعنى الحرفي حقيقة‬


‫ولكن شعرت معناها كالشتيمة لذا غضبت وشعرت أنّ األمر‬
‫سيطول وهي ال تريد ذلك ابدًا تقدمت لألمام ودلفت من الباب‬
‫واغلقته ورائها ليترك صوته العالي‬
‫فالتفت وهو يردف بالعربية ظنًا منه أنها اجنبية ال تعرف حديثه‪:‬‬
‫وش في امها ذي؟‬
‫قوست حاجبيها بملل لوقاحته وكانت ستتحدث بسبب اسلوبه‬ ‫ّ‬
‫الهمجي هذا ولكن ظهور سلطان أمامها على حين فجأة اخرسها‬
‫وهو يردف ‪:‬خير شصاير؟‬

‫تحدث االخر وهو يشير لها بًل مباالة‪ :‬هذي صدعت براسي اال‬
‫تبي تشوفك‪....‬مادري وش تبي‪....‬بس واضح وراها بًل‪....‬وهللا‬
‫يستر منها ‪...‬شوف وش تبي‪...‬خل تطلع من هنا‪....‬‬
‫لم تتحمل حديثه وفهمها له ‪.....‬تقدمت لألمام رفعت صوتها ً‬
‫قليًل‬
‫لتصدمه بقولها له‪ :‬تطمن ما وراي شي‪......‬والني جاية عشان‬
‫اجيب لكم ال مصايب وال غيره‬

‫فتح عينيه مذعورا‪ :‬عربية؟‬

‫كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل‪ ،‬واخذت ت ّحك طرف انفها‬
‫لتظهر له عدم مباالتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه‬
‫كوضوح الشمس!‬
‫اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي‬
‫المنفعل شعر باألحراج في وضعه أمامهما هكذا‬
‫تحدث بحرج ‪ :‬عيسى روح ارتاح‪.....‬‬

‫نظر اليه صاحبه بخجل فهم يريد أن يبعده عن المحيط المخجل‬


‫الذي عاشه هز رأسه ثم توجه للداخل هاربًا من عينيها التي‬
‫ّ‬
‫تمركزت عليه في تلك اللحظة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين لألمام ثم تحدث بهدوء وحرج‬
‫في اآلن نفسه بسبب موقف صاحبه‪ :‬خير اختي‬

‫شعرت بالتوتر والتخبط والخوف في اآلن نفسه ال تدري كيف تبدأ‬


‫وكيف تنهي الحديث معه بإقناعه في قبلوها للعمل معهم بللت‬
‫شفتيها سريعًا ثم نظرت له وبكذب‪ :‬انا قد قريت انكم محتاجين لـ‬
‫وبتردد كبير ‪..‬اخذت ترمش عدّت مرات باضطراب واضح ثم‬
‫اردفت‪ :‬لموظف جديد‪...‬اقصد‬
‫فهم قصدها وشعر بتوترها وباختصار اردف ‪ :‬اسف اختي ما‬
‫نوظف طاقم نسائي‪...‬‬
‫شعرت انّ االكسجين انقطع في هذه اللحظة‬
‫لن ولن تستلم لذا اندفعت بحده حديثها وتشاؤمها ‪ :‬وش هالصبح‬
‫اللي ط ّيحني على واحد همجي والثاني عنصري!!!‬

‫صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير ‪:‬اختي إلزمي حدودك‬
‫واوزني كًلمك‪...‬‬

‫نور ال تريد ان تخسر فرصة توظيفها هنا مسحت ع شعرها‬


‫وادركت انهيارها هذا في غير محله سحبت هواء عميق تمتمت‬
‫باالستغفار! ثم نظرت له‪ :‬آسفه‬
‫وبنبرة مترجية‪ :‬لكن انا بحاجة لهالوظيفة‬

‫سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجد ّية حديثها ‪:‬وانا اسف ع‬
‫اللي بدر من صديقي ‪......‬واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك‪...‬‬
‫نور ترقرقت الدموع في عينها ال تريد ان تعود لنقطة الصفر‬
‫تحدثت بهدوء وبكذب الستعطافه‪ :‬انا حالي من حالك طالبة‬
‫‪.......‬واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا‪....‬‬
‫سكت سلطان وشتت ناظريه عنها!‬
‫تحدثت برجاء‪ :‬وش بصير يعني لو وظفتني‬
‫سلطان بهدوء‪:‬اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي‪......‬وانا مابي‬
‫وجع الراس‬
‫نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء‪ :‬وهللا فاهمه بس‬
‫عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون‬
‫قاطعها ‪ :‬ال تحرجيني اختي اسف وهللا‬
‫قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كامًل ورقم هاتفها‬
‫ايضا‪ :‬يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك‬

‫وضعت الكرت ع الطاولة الفاصلة بينهما ثم خرجت وقلبها‬


‫مكسور وعينيها مترقرقتين بالدموع ركضت لوجهتها الغير‬
‫معروفة اخذت تظهر شهقاتها ممتدّة من صدرها خارجه من‬
‫بلعومها وحتى مخرج فمها بصعوبة مسببة آل ًما لصدرها وضعت‬
‫يدها على صدرها لتضغط عليه بقوة ركضت بعيدا عن قساوة‬
‫افكارها وخوفها من البقاء في وحل الماضي وذكريات الم الوالدة‬
‫بكت بدموع بًل حرج من نظرات الناس من حولها‬
‫الموقف ال يستدعي أن تنهار بهذا الشكل ولكن الضغوطات تسبب‬
‫هذه االنهيارات التي ليس لها مبرر صريح ومعروف‪....‬صدمت‬
‫بهذا وهذاك وهي تركض‬
‫خائفة من كل شيء‪.....‬هاربة لًلشيء!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم‬
‫قوس حاجبيه ونظر السمها من باب‬ ‫م ّد يده لـيسحب الكرت ّ‬
‫الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها ال يستطيع‬
‫أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان !‪ :‬نورة‬
‫يوسف الناصي‬
‫وضعت اسمها الحقيقي بًل خوف‪.....‬طبّقت حديث ايًلف في كل‬
‫األشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها اآلن‬
‫واجهة نفسها أنها ال تدرك شيء في الديانة المسيحية ‪.....‬ادركت‬
‫انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن‬
‫متذبذبة!‬
‫واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها‬
‫ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم‬
‫ادركت انّ نُكران هذه األمور لن يجلب لها الراحة وال حتى‬
‫السعادة ‪.....‬لذا كما قالت لها ايًلف عليها بالمواجهة وإن كانت‬
‫النتائج مخيفة ومحزنة‬
‫وهذي هي بداية المواجهات!‬
‫‪...........‬‬

‫قوس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا‬
‫ّ‬
‫معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر االمر ولكن كيف اسم والدها‬
‫كاسم‪.......‬‬
‫وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر‪ :‬مستحييييييييل‬
‫شلووووووون؟‬

‫مسح على راسه ودار حول نفسه كل ما يعرفه عن صاحب ابيه‬


‫المقرب (يوسف) أنّ لديه ولدين‬
‫ّ‬
‫ناصر وسعود وفتاة كان سيرتبط بها ولكن حدث ما حدث لتنفصل‬
‫فكرة االرتباط هذه ولكن اسمها ليس نورة بل شيخة‬
‫هل هناك سر خفي؟! أم تشابه أسماء‬

‫اخذ يكرر ‪ :‬ياربي وش هالللغززززز بنت عمي يوسف!!‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫من باب االحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تر ّبى‬
‫منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي)‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شعر لوهلة أنه أضاع ّ‬
‫حًل للغز ما!‬

‫فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم‬
‫سا واخذ يفكر‬‫يجدها‪...‬تقدم للشارع الرئيسي اخذ نف ً‬
‫ّ‬
‫بنته‪......‬وال مجرد تشابه اسماء‬ ‫‪:‬شلون ‪.....‬شلون‬
‫اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره‪ .......‬ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو‬
‫يفكر بعمق في االمر! البد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها‬
‫بيوسف‪ِ .......‬لم هو مهتم ال يدري ولكن الفضول‪.....‬اخذ يدّق‬
‫رأسه د اقا‪....‬سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت‬
‫نادى‪ :‬عيسى أنا طالع‪.....‬‬
‫ثم خرج من المطعم من جديد!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طعم‪ ....‬رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر‬ ‫تم رمي ال ُ‬
‫‪.....‬رمى الذبذبات وموجات صراخها‪.....‬رمى الحنين واالشتياق‬
‫لوالدتها رغم كل شيء‪.....‬ركضت عائدة للشقة هاربة من كل‬
‫االشياء التي تخيفها ال تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال‬
‫وإال ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعًله‬
‫ال تريد ان يطول االمر ّ‬
‫بها امير وديانا‪.....‬بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز‬
‫كل االشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم!‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫بينما ايًلف بعد ان خرجت مبتسمة ومبتهجة في ايفاق نور على‬


‫حقيقة امرها مشت بخطى متفائلة للحياة تبتسم للمارة باطمئنان ‪،‬‬
‫تنهدت بسعادة وتمنت في هذه اللحظة رغم صعوبة تمنيها ولكن‬
‫هناك رغبة صارمة في ان تتمنى لقيا طارق اليوم تشعر انها‬
‫اشتاقت له‪ ،‬رغم انها خجلة من ان تراه وتضع عينيها في عينه‬
‫‪....‬فامر التحرش حدث امام عينيه دون وشوشة وهذا امر‬
‫مخجل‪.....‬ولكن ال يهم ما يهمها اليوم ان تكتمل سعادتها بلقياها‬
‫به‪....‬واحتضان عينيه بنظراتها ‪.....‬حقيقةً هي خائفة من ان‬
‫يتركها بعد ما حدث ‪.....‬ولن تلومه ع ذلك‪ ....‬إن فعل‪....‬هكذا‬
‫فه ّمت نفسها ال محال للومه‪...‬ما حدث صعب عليها ‪..‬فكيف به؟‬
‫‪....‬مسحت ع شعرها ‪.....‬ولم تدرك انّ هناك شخص نظر‬
‫لصورتها التي تم التقاطها باألمس ‪......‬لينظر لها اليوم بأفكاره‬
‫الجديدة والخبيثة‪...‬ارسلوا له صورتها مع نور وما زالت رغبته‬
‫بها تزداد‪.....‬ورغبته في اقهار طارق تزداد يوما عن يوم‪....‬علم‬
‫انه لم يمت‪...‬ولكن ال يحق له ان يعيد محاولته في قتله فتلك‬
‫قوانينهم الغريبة يحق له محاولة قتل الخائن بينهم مرة واحد وان‬
‫فشل ال يحق له ان يعترض له من جديد لقتله واال طرد من عمله!‬
‫وهذا االمر ممتع بالنسبة اليه ويعلم انه سيؤلم فؤاد طارق بخططه‬
‫الجديدة‪....‬عندما راها تمر من ناحية الممر الذي يؤدي اليه اسند‬
‫نفسه ع الجدار وتهيّأ لًلستعداد في المغامرة‬
‫رآى ابتسامتها ضحكتها‪....‬شموخها‪......‬مشيتها المتزنة جسدها‬
‫الممشوق ‪.....‬جمال وجهها الهجين!‪....‬رأى كيف تسترق النظر‬
‫للناس لترمي لهم بعينها جزء من سعادتها ‪......‬ولكن لم يهمه‬
‫ذلك كتم انفاسه عندما سمع طرق نعليها بالقرب منه اخذ وضعية‬
‫الهجوم واالستعداد في سحبها بخفة‬
‫ً‬
‫وحقيقة هذا ما حصل‬
‫ما ان خطت خطواتها بالقرب من هذا الممر الضيّق حتى شعرت‬
‫بتلك االيادي تط ّبق على يديها واالخرى تُكمكم فمها‬

‫شدها اليه كلمح البصر وكأنها ُمعتاد على فعل هذا األمر دون أن‬
‫طاع‬‫يجعل الناس ان يًلحظوه! خفة‪....‬ومهارة خبيثة يمتلكها ق ّ‬
‫الطرق ورجال العصابات والمجرمين!‬
‫ّ‬
‫سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها‬
‫بيديه عن محاولة اإلفًلت!‬
‫كانت تتحرك بعشوائية ال يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك‬
‫قليًل قريبة من بعضها لذا‬ ‫سحبها لعمق الممر وكانت المباني ً‬
‫ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر‬
‫منه الضوء لألسفل بشكل خافت‬
‫ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة االبره‬
‫من جيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها‬
‫ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه‬
‫وكرد فعل منه تركها سري ًعا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه‬
‫هنا سحب نفسا لكتم األلم وركض خلفها تما ًما‬
‫‪..‬‬
‫مؤخرا ال تريد أن‬
‫ً‬ ‫المرة‬
‫ايًلف بدأت ذاكرتها تسترجع األحداث ّ‬
‫تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل‬
‫فكثيرا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في األوان األخيرة‬
‫ً‬
‫والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي ال تريد أن تصبح‬
‫واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي األيادي‬
‫الحقيرة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صرخت مستنجدة ‪....‬قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة‬
‫ايام‪......‬للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خًلل دقائق قليلة‪،‬‬
‫شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها‬
‫ويعتصره بقوته ‪...‬ارتجفت كل خًليا جسدها وهي تركض‪...‬سريعا‬
‫جف لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها لًلختناق‬ ‫ما ّ‬
‫لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة‬
‫في الركض!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫نظرت للخلف لتختطف نظره سريعة لم تتعرف على وجهه بسبب‬


‫تجمع الدموع في عينيها‪....‬وتشوش الرؤية على عينيها‪....‬تريد‬
‫والدتها حصة ‪......‬حضن ابيها مشاري‪........‬تريد حضن‬
‫نور‪....‬أجل تريد نور اآلن‪....‬تريد أن تختبأ في حضنها ‪.....‬رغم‬
‫أنه ال يسع حزنها فكلتاهما موجوعتين وعندما يحتضنان بعضهما‬
‫كبيرا من احضانها ليخنقهما في نوبة‬
‫ً‬ ‫البعض حزنهما يأخذ حيّ ًزا‬
‫البكاء‬
‫صرخت‬
‫‪:‬نووووور‬
‫ال احد يسمعها‪ ،‬ازداد تنفسها في صعوبة سحب الهواء‬
‫بينما هو اقترب منها اكثر وسحب حقيبتها بقوة ليضع ثقله عليها‬
‫ويجعلها تتعرقل في ركضنها ولكن هي تركتها‬
‫شتم نفسه من جديد هذا الممر طويل وهي تمتلك طاقة كبيرة في‬
‫الركض‬
‫هو لم يدرك أنّ‬
‫طاقتها نفذت وما يجعلها تركض اآلن هو الخوف فقط ال دخل في‬
‫الطاقة اآلن ‪....‬كل ما يحرك خًليا جسدها الذعر والخوف‬
‫ادخلها في متاهات البيوت الضيقة اين الشارع؟ ال تدري‬
‫هل هو كان مخطط لذلك؟‬
‫بكت بصوت عالي الحد هنا‪......‬ماذا يحدث هل المكان مهجورا؟‬
‫ركضت ثم نظرت للخلف من جديد وليتها لم تلتفت التوت رجلها‬
‫وسقطت عل وجهها حتى انضرب طرف ذقنها بقوة على االرض‬
‫واحدث جرح صغير وربما ستخرج بعدها كدمة صغير لتنم عن‬
‫األلم!‬
‫وبسبب هذه الضربة عضّت ع طرف لسانه بشكل ال ارادي حتى‬
‫جعلته ينزف‬
‫بكت بالم ونهضت لتقف سريعًا على قديمها دون وعي لآلالم!‬
‫أخذت تمشي خطوة لألمام وهي تعرج ال تدري كيف نهضت ربما‬
‫ظله الذي يعلن عن قربه جعل معدل األدرينالين يرتفع لتنهض‬
‫وتدوس على قدميها وتسقط من جديد‬
‫هدّأ من ركضه ومشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث على حالها‬
‫اما هي زحفت ع بطنها الى ان حاولة النهوض نهضت من جديد‬
‫وهي تنتحب بخوف‬
‫الموت افضل من ان يحدث لها كل هذا الرعب‬
‫صرخت ‪:‬يبببببا ‪..............‬يممممه‬
‫ال احد يجيبها سوى صوت قرب خطواته وتردد صوتها في المكان‬
‫دون ُمجيب!‬
‫نهضت من جديد وهي تبصق الدم من فمها وتبكي كطفل اصاب‬
‫باألذى ويريد من يخلصه منه!‬
‫مشت خطوة وخطوتين وثًلث‬
‫ولكن شعرت بتطبيق يده حول خاصرتها اغمضت عينيها وجمدت‬
‫في مكانها وشعرت بانقطاع االكسجين من حولها شعرت بمرارة‬
‫الدم وكثافته في فمها شعرت باستنفار خًليا جسدها من‬
‫مسكته‪...‬شعرت بالخوف‪.....‬والذعر منه شعرت انّها على حفة‬
‫شفرة من االغتصاب او الموت او التعذيب او‪.....‬ال تدري أي‬
‫ستتجرع مرارتها بعد أن ظفر بها!‬‫ّ‬ ‫االحداث‬
‫همس بلغتها العربية المكسرة‪ :‬ال تخاففففففي‬
‫جعلتها ال شعورياا ترتجف ما بين يديه‬
‫شدّت على جفنيها وهي مغمضة‪......‬ازدردت ريقها لتبلع معه الدم‬
‫ال ّمر بكل خوف حاولت برجفة يديها للمرة األخيرة ان تزيح يديه‬
‫طوق جسدها بيديه اكثر وشد عليه ليوقف‬ ‫من عليها ولكن ّ‬
‫مقاومتها له وبكت وانتحبت هنا وهي تكرر‬
‫‪:‬اسفه يمه‪....‬ييييبه‪ .....‬مو قادرة مو قادرة‪....‬‬
‫تتكلم بهذيان ‪......‬تشعر انها تحلم ‪.....‬دقائق وستستيقظ من‬
‫كابوسها هذا وهي في حضن والدتها الدافي‪....‬لن يطول االمر‬
‫‪....‬لن يطول‪....‬فتحت عينيها تريد أن ترى ما تخيلته‬
‫وعندما شعرت بالخيبة‬
‫همست ‪:‬طارق‬
‫ولكن فجاة ع اسمه شعرت بوخز االبرة في رقبتها ‪.....‬وشعرت‬
‫بوجعها في تلك اللحظة‪.....‬وبضعفها واستسًلمها‪....‬لنفاذ صبرها‬
‫‪.....‬وطاقتها‪......‬افرغ السائل ثم سحبها بلطف‬
‫رف جفن ايًلف لألعلى تحاول مقاومته‪....‬تهمس‬ ‫ّ‬
‫‪:‬يمه‪.......‬يبه‪....‬‬
‫شعرت بثقل جسدها ً‬
‫قليًل وتنمل أطرافها ‪:‬‬
‫نووووور‪........‬طااارق‪....‬‬
‫ولكن ما هي اال دقيقتين حتى تدلّى راسها لألمام ومن جنون‬
‫أفعاله قبّل مكان الوخز بلطف ثم همس‬
‫(مترجم)‪ :‬لن اؤذيك‪....‬فقط سأؤذي قلب محبوبك عزيزتي!‬
‫حملها بين يديه ثم مشى للوجهة التي يعرفها‪ ،‬بهدوء ‪.....‬رجليها‬
‫أصبحت متدليتين وكذلك رأسها ويديها‪ُ ....‬حملت على ايدي اقدار‬
‫طرق‪.....‬وعلى مسميات ال تذكر‬ ‫أخرى‪.....‬واحداث متفرقة ال ّ‬
‫‪......‬دالل ن ّجت من حبها‬
‫وجورج تس ّلط عليه من يأخذ بثأر دالل دون أن يدرك ذلك!‬
‫وطارق اخذ حق السنوات الضائعة‬
‫بمقابل ضياع شخص ال يعي شيء من كل هذه األحداث المترابطة‬
‫ببعضها‪ُ .....‬حملت على مبدأ االنتقام ‪......‬واستخدامها كوسيط‬
‫للوصول إلى مخاوف العدو ولكن ‪......‬تحريكها في منتصف هذه‬
‫الخطة لم يحدث إلى انعاش للماضي‪......‬‬
‫وإلرسال نبضاته إلى كل من سكنت روحه‬
‫لتذكيرهم بما فعلوا‪.......‬اما هي اآلن ستدفع ثمن الجميع ليس‬
‫فقط ثم رغبة طارق في االنتقام!‬
‫‪..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصل السيارة فتحوا الحرس له الباب ادخلها ثم دخل بعد ذلك‬
‫اغلقوا الباب وانطلق السيارة إلى مصير جديد‬
‫وحياة جديدة‪.......‬واحداث ال عناوين لها!‬
‫‪.................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يريد أن يتحدث يستفسر عن حديث عمه يشعر بلغز كبير في‬
‫حياتهم ويخشى ان يكون حله صعبًا ونتائجه وخيمه‬
‫اليوم اخرجوا والده من المستشفى ‪......‬بطلب منه وبخروجه على‬
‫مسؤوليته ‪......‬الجميع اصبح في منزله‪.....‬من أرادوا المجيء‬
‫ومن ال يريدوا‪.....‬‬
‫سا في وسطهم رغم محاولة الجميع في جعله ان‬ ‫اصبح جال ً‬
‫يستلقي على سريره‬
‫بينما سعود ما زال يفكر باللغز يريد من ابيه ان يسترد وعيه‬
‫وصحته للتحدث معه من هذا الباب‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تحدث أبا سلطان‪ :‬ال وجهك اليوم يبشر بالخير‪......‬ما فيك إال‬
‫العافية وانا خوك بس شد حيلك‪......‬واهتم لصحتك‪......‬وال تهتم‬
‫بشي ثاني‪...‬‬
‫يوسف‪....‬‬
‫فهم حديث صاحبه كيف ال يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء‬
‫كبير من عقله‪.....‬واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف‬
‫ومخيف‪......‬‬
‫تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب‪...‬بعينين غارقتين‪...‬ووجه‬
‫مسود‪.......‬ويدين مقطوعتين‪....‬وشعر منكوش‪....‬تكرر بصوت‬
‫مخيف وغريب ال يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة‬
‫(خايفة)‬
‫هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر‬
‫هز رأسه متنهدًا‬
‫بو خالد ال يعرف كيف يخفف عن أخيه وال يعرف كيف يُسعده‬
‫ولكن يدرك انّ األمر ليس هيّن واصًلحه صعبًا‬
‫متأخرا ولكن سيحاول معه في أصًلح‬ ‫ً‬ ‫وتأنيب ضمير أخيه جاء‬
‫االمر‬
‫ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من األجواء الكئيبة رغم انه اتفق‬
‫معه على عدم اإلفصاح عن االمر‬
‫استمرت‬
‫ّ‬ ‫ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ األجواء الحزينة ان‬
‫ستجلب االسالة وستحزن قلوب كُثر‬
‫لذا قال‪ :‬ما عليك شر يا خوي‪....‬والف الحمد هلل على سًلمتك‬
‫تحدث أبا ناصر بوهن‪ :‬هللا يسلمك‪.....‬‬
‫بو خالد تحمحم ‪ :‬احم‪....‬وانا خوك دامك قمت بالسًلمة‪.....‬ووفينا‬
‫بالنذور‪.....‬والعيلة تجمعّت‪....‬والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة‬
‫‪........‬حاب اخلي هالفرحة فرحتين‪....‬‬
‫بندر وخالد نظروا ألبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم‬
‫وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله‬
‫بينما بو سيف نظر إليه باهتمام‬

‫عزام لكز سيف وبهمس‪ :‬ال يكون بزو ّجه على خالتي‬
‫سيف ابتسم على ذبه أخيه ‪ :‬اهجد‬
‫عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه‪ :‬الحق‬
‫بزوج ابوك على امك‪...‬‬‫خالي ّ‬
‫سمعه قصي ليبتسم ببهوت‪ :‬شكلهم االثنين مع بعض‬
‫ضحك بخفة ناصر ‪ :‬قسم باهلل عليكم خبال حتى في وقت الحزن‬
‫ههههههه‬
‫بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته‪ :‬شفيكم تتهامسون‪....‬‬
‫رد جاسر على ناصر‪ :‬أي حزن ‪.......‬صدقني الحين بنقوم نرقص‬
‫دبكة على خبر زواج ابوك‪...‬‬
‫بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف األجواء لذا‬
‫(درعم ) في الحديث‪ :‬وانا اشهد‪...‬‬
‫خالد نظر لوالده يريد ان يكمل‬
‫فقال‪ :‬انا شاري قربك يا خوي‪......‬‬
‫بندر وقع قلبه في رجليه‬
‫خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به‬
‫بينما عزام همس لجاسر‪ :‬اوه أخيرا بصير عندنا فرح‬
‫تزوج؟‬
‫جسار لكز خالد‪ :‬من متى قررت ّ‬
‫خالد مصدوم هل ح ًقا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟‬
‫ولكن اكمل أبا خالد‪ :‬طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر!‬
‫كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع‬
‫حديث ابيه حتى شرق بالماء‬
‫قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه ‪ :‬كح كح‬
‫كح‪...‬‬
‫التفتت األنظار عليه‬
‫وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم‬
‫بينما عزام همس‪ :‬فشلتنا ‪.......‬اهجد‪.....‬‬
‫سعود ضحك بخفة‪......‬‬
‫بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا‬
‫فهمس جاسر‪ :‬اويلي استحت العروس‬
‫لكزه سيف ‪ :‬اهجدوا خلونا نسمع‪.....‬‬
‫اكمل يوسف‪ :‬تعرف يا غازي البنت تو‪....‬‬
‫اطول‬
‫قاطعه بو خالد‪ :‬عارف‪.......‬ولكن يا خوي‪.....‬ما ودي ّ‬
‫السالفة والولد شاري البنت‪....‬‬
‫قوس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ‬ ‫ناصر ّ‬
‫وعطى في هذه األمور‬
‫اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس‪ :‬هللا بيزوج قبل‬
‫خالد‪....‬‬
‫عزام بهبل‪ :‬متولّع في اختك ‪......‬ما عليه شرها‪...‬‬
‫سع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال‪:‬‬ ‫سعود و ّ‬
‫اسفين اسفين يا ولد الخال‪.....‬‬
‫سار شاركهم الهمس‪ :‬وهللا وطلع يعرف يحب‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫خالد نظر ألخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال‪ :‬انت‬
‫قايل ألبوي يخطبها لك؟ بهاالوضاع ذي‪...‬‬
‫بندر هز رأسه بًل‬
‫اكمل يوسف‪ :‬نسال البنت يا خوي وان شاء هللا تسمعون اللي‬
‫يسرك انت وبندر‪....‬‬
‫بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ االمر سيطول ولكن ما حدث اصبح‬
‫في صالحهما وليس كما يظنون‬
‫قصي لكزه‪ :‬اووووووه شعليك بتعرس‪.....‬‬
‫سعود‪ :‬وبنصير نسايب‪......‬‬
‫ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه‪.....‬‬
‫بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول‪ :‬ودام اليوم يوم‬
‫االفراح‪.....‬اجل اسمعوا‪.....‬‬
‫عزام همس ألخيه سيف‪ :‬ايش عنده الوالد تحمس‪...‬‬
‫سيف ضحك بخفة عنه‪ :‬هههههههه اكيد بقول عن قصي‪...‬‬
‫قصي سمعه‪ :‬ان شاء هللا‪.....‬يارب‪...‬‬
‫جسار‪ :‬خذ لك شوفوا المتولّع الثاني‪...‬‬
‫سعود بفضول‪ :‬بمنو متولّع قصقوص؟‬
‫قصي ضرب فخذ سعود‪ :‬فيك يا قلبي‪...‬‬
‫سعود ‪ :‬ويييييييييييييييع‬
‫ناصر أخيرا شاركهم‪ :‬هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت‬
‫الهمس ذي‪......‬وال ضحك على الصامت هللا يفشلكم‪....‬‬
‫خالد ابتسم‪ :‬كانهم طلبة في حصة رياضيات‪....‬‬
‫سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود‪ :‬ها ها ها وهللا ما ضحك ما‬
‫تعرف تنكت يا خويلد‪...‬‬
‫خالد رمق بنظرات‪ :‬تكفى عاد اضحك!‬
‫عزام‪ :‬بدأت أجواء الضراير الحمد هلل والشكر‬
‫سار ‪ :‬هههههههههههه‬ ‫ج ّ‬
‫‪........‬‬
‫بو سلطان ابتسم‪ :‬هللا يدوم الفرح ‪......‬اي وش بقول لنا يا بو‬
‫سيف‬
‫بو سيف بهدوء‪ :‬الحمد هلل بعد الزن والحن ‪.....‬احد من هالثًلث‬
‫يزوج‬
‫‪....‬قرر ّ‬
‫وأشار على قصي وجسار وعزام‬
‫الذي همس‪ :‬ال حول وال قوة اال باهلل دايم مخلينا ضد الزواج‬
‫جسار‪ :‬اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك‬
‫سيف ضحك بخفة‬
‫‪....‬‬
‫بو سيف‪ :‬قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي‪....‬‬
‫بو ناصر ابتسم‪ :‬مبروك الف الف مبروك‪.....‬‬
‫بو سلطان‪ :‬وهللا زين ما ناسبتوا‪....‬عيلة السامي معروف عنها‬
‫باالخًلق والسمعة الطيب‪....‬‬
‫‪....‬‬
‫سار بهمس لقصي‪ :‬واخذ لك احلى تطبيل الحين‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫ناصر بضحك‪ :‬ههههههههههه استغفر هللا‬
‫قصي لكز كتف أخيه‪ :‬جببببببب‬
‫‪...‬‬
‫بو خالد‪ :‬ورا ما زوج عزام وجسار‪...‬‬
‫عزام بهمس ألخيه‪ :‬بدأ أسلوب التحريض‬
‫سار‪ :‬قوم قوم ننحاش‪....‬‬‫ج ّ‬
‫سيف‪ :‬ولعنه اجلسوا بس‪...‬‬
‫سعود ضحك‪ :‬هههههههههه دوروا لكم مخرج‪....‬‬
‫‪............‬‬
‫بو سيف‪ :‬متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون‬
‫زوجانهم‪......‬‬
‫بو خالد التفت عليهم‪ :‬ومتى تبون تعرسون‪...‬‬
‫ضحك بو سلطان ‪ :‬ههههههه حجر عليكم خالكم‪....‬‬
‫جسار همس لعزام‪ :‬رد رد‪....‬وال بقوم اسوي سالفة‪...‬‬
‫قصي ضحك‪ :‬ههههه وش بسوي يعني‪....‬‬
‫عزام نظر لخالد ‪ :‬اصبر بوهق معاي خويلد‪...‬‬
‫خالد سمع وفتح عينيه على اآلخر‬
‫قال عزام‪ :‬باذن هللا زواجي انا وجسار وخالد مع بعض‬
‫خالد همس له بعصبية‪ :‬هللا ياخذك‪...‬‬
‫سيف بضحكة وهمس‪ :‬تعرفون توهقون بعضكم هههههههه‬
‫ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته‬

‫بو خالد ابتسم‪ :‬ومهر حريمكم نذر علي‪.......‬‬


‫بو ناصر بدأ يندمج معهم وتحدث مبتسم‪ :‬ونزوج ناصر معاهم‬
‫وتكاليف زواجهم علي‪.....‬‬

‫ناصر نظر لوجه عزام وكأنه يقول(حسبي هللا عليك)‬


‫وغمز له عزام‬
‫جسار همس لهم‪ :‬مصيرنا واحد الحد ينطق وقول يبي يعرس إال‬
‫وهو مشاورنا‬
‫عزام بتعزيز‪ :‬بسوي قروب خاص فينا‬
‫الحصار‬
‫قصي بضحكة خفيفه‪ :‬ههههه سموه رجال تحت ِ‬
‫سيف ‪ :‬هههههههههه حالكم مستعصي‪....‬‬
‫سعود رفع كفيه لألعلى‪ :‬الحمد هلل ما جاني الدور‪.....‬الف الحمد‬
‫والشكر لك يا رب‪...‬‬

‫‪..........‬‬

‫بينما قصي تذكر امر ُمهره فهمس في اذن عزام‪ :‬عزام تكفى لحد‬
‫سال عني صرفه الزم اروح لمهره‪...‬‬
‫عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث ال احد يسمعها‪ :‬ليش‬
‫فيها شي؟‬
‫قصي بهدوء‪ :‬ال ال‪....‬بس تعرف‪...‬‬
‫عزام ابتسم وغمز له‪ :‬خًلص فهمنا ياخي روح روح‪...‬‬
‫قصي ‪ :‬عارفك بذلني‪...‬‬
‫عزام بابتسامة خبث‪ :‬حبيبي اللي يعرفني وهللا‬
‫قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اما في صالة النساء ‪ ،‬الفرح والسرور‪.....‬يدور حولهم ويخترق‬
‫وجوههم‬
‫ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة‬
‫نوف لكزت شيخه‪ :‬قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف‬
‫الكبار‬
‫شيخة رمقتها بنظره وبهمس‪ :‬متأكدة ؟‬
‫نوف ضحكت على نظراتها‪ :‬عندك شك‪...‬؟‬
‫شيخة ‪ :‬أي وهللا‬
‫نوف بملل‪ :‬جد قومي عندي لك سالفة بمليون‬
‫شيخة بحماس ‪ :‬قولي وهللا‬
‫نوف بهدوء‪ :‬وهللا‬
‫شيخة شعرت بجد ّية نوف نهضت وهي تقول‪ :‬عن اذنكم‪......‬‬
‫ثم نهضت نوف‬
‫‪....‬‬
‫ام ناصر‪ :‬اال كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري‪....‬‬
‫الجازي تحاول بعد ما حدث في األوان األخيرة تبتسم ‪ :‬بخير‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على‬
‫حالهما‬
‫‪:‬بعد عمري كبر‪....‬يا جعل افرح فيه معرس‬
‫ابتسمت الجازي وق ّبلت ابنها‪.....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في غرفة شيخة‬
‫شيخة جلست على طرف الجازي‪ :‬هاااا وش عندك‪....‬‬
‫نوف بًل مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من‬
‫يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت‬
‫قالت بصدمة‪ :‬سيف والجازي مزاعلين‪...‬‬
‫نوف جلست بالقرب منها‪ :‬أي صار لهم يمكن شهر ونص‬
‫‪......‬وووصلت للطًلق‪...‬‬
‫شيخة شهقت‪.... :‬هأأأأأأأأأأأأ‪......‬ال قولين‪....‬‬
‫نوف تكتفت‪ :‬مع األسف‪.....‬ومثل ما تشوفين حتى هو سيف‬
‫يفكرني احرضها على الطًلق‪.....‬‬
‫شيخة بعدم فهم‪ :‬منو غيره يفكر كذا‪...‬‬
‫نوف بنبرة حزن‪ :‬ابوي‪....‬‬
‫شيخة بشك‪ :‬وانتي صج‬

‫نوف باندفاع‪ :‬مجنونة؟‪....‬اكيد ال مابي اخرب حياتها بس هي‬


‫مكسورة من سيف‪....‬‬
‫شيخة عادت تقرأ بصوت عالي‪ :‬رجاء نوف‪.....‬حاولي في‬
‫الجازي تغير رأيها ‪.....‬وال تحاولين تأيدينها على‬
‫خبالها‪.....‬تكفين‪....‬تذكري عبد هلل‪......‬حاولي هي تسمع منك‪....‬‬
‫ثم نظرت للنوف‪ :‬شمسوي فيها هو هاللي طلبت هالطًلق‪.....‬‬
‫نوف جلست وبتهديد‪ :‬بقولك بس أمانه ما تقولين ألحد‪....‬‬
‫شيخة نهضت أغلقت الباب ثم جلست امام نوف الذي بدأت تتلو‬
‫عليها ما حدث بين سيف والجازي وبعد ان فرغت‬
‫شيخة اخذت تسب وتشم سيف‬
‫‪:‬الحييييييييييييييوان بعقله هو لم يقول لها كذا‪....‬‬
‫نوف كمكم فم شيخة‪ :‬اششششششش ال حد يسمعك ويا ويلك لو‬
‫قلتي ألحد‬
‫شيخة وجهها احمر‪ :‬ليش وش شايفتني وبعدين من حقها تطلب‬
‫الطًلق هالزفت عيشها في حالة نفسية ‪....‬هللا ياخذه‪....‬‬
‫نوف تشعر انها ابتلشت في ردفت فعل شيخة وضعت يدها على‬
‫رأسها ‪ :‬قصري حسك‪.....‬‬
‫شيخة اخذت نفس عميق‪ :‬قهرني ‪.....‬ليش الحين صار‬
‫يبيها‪.....‬هالثور‪....‬وين عقله لم يعترف لها يحب ‪......‬بنت عمه‬
‫‪....‬والجازي بعد عمري خايفة تخرب بيت ذيك ‪....‬وساكتة ومو‬
‫فاضحته التبن‪....‬‬

‫نوف ‪ :‬سمعيني الحين طلعي من صدمتك‪....‬‬


‫شيخة بنرفزة‪ :‬شتبين؟‬
‫نوف تخصرت‪ :‬ال تحطين حرتك فيني قومي حطيها في سيف‪.....‬‬
‫شيخة نهضت‪ :‬وهللا ودي ادوس في بطنه الكلـ‪.....‬‬
‫نوف ضحكت ثم قالت‪ :‬ههههههههههههه المهم ابي مساعدتك‬

‫شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا ال تلوم الجازي على ردت فعلها‬
‫ابدًا‪.....‬‬
‫‪:‬اساعدك في ايش‪....‬‬
‫نوف بهدوء‪ :‬اثبت للكل اني ما احرضها‪....‬‬
‫شيخة بنرفزة‪ :‬ألنك غبية لو مكانك احرضها ‪...‬واقنعها بعد‪....‬‬
‫نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما‬
‫عنها‪ :‬ألنه عقلك عقل بزر‪....‬‬
‫شيخة فتحت عيناها على اآلخر‪ :‬ايشششششششششششش‪....‬‬
‫نوف بنرفزة‪ :‬شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل‬
‫االوادم‪........‬وجع اقلقتيني تراك‪......‬‬
‫شيخة مسحت على وجهها‪ :‬تكلمي‪....‬‬
‫نوف‪ :‬مابي الجازي تطلق‪......‬حرام عبد هلل يعيش بعيد عن ابوه‬
‫‪....‬وعن امه‪....‬‬
‫شيخة بتعاطف كبير مع الجازي‪ :‬ومو حرام اختك تعيش بألم معه‬
‫هالـ‪....‬استغفر هللا بس‬
‫نوف جارت بعينيها ‪ :‬اففف‪.....‬منك‪.....‬‬
‫شيخة ‪ :‬تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف‪....‬‬
‫نوف باندفاع‪ :‬مو صافه معاه‪......‬بس هو غبي‪.....‬كان‬
‫مذبذب‪.....‬وفجأة حس انه فعًل وقع في‬
‫حبها‪.....‬وندم‪.....‬المفروض الجازي تعطيه فرصة‪.....‬‬
‫شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب‪ :‬ال ابد ما فيك عقل‬
‫انتي‪...‬‬
‫نوف لتختبرها‪ :‬لو مستقبًل بندر سو فيك مثل ما سوى سيف‬
‫للجازي تعطيه فرصة‪....‬‬
‫شيخة بغضب اكثر‪ :‬ال طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي‬
‫عليه‪....‬‬
‫نوف بشك‪ :‬حتى لو بينكم عيال‪....‬‬
‫شيخة بانفعال‪ :‬حتى لو بينا درزن عيال‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬وهللا وقتها بكون الكًلم غير‪.....‬بس سمعيني‪....‬هو طولة‬
‫هالشهر يحاول يراضيها‪........‬وهي موجوعة منه‪.......‬وعشان‬
‫تثق فيه هو الزم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد‬
‫بينهم وبينه‪......‬هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ‬
‫‪......‬وترضى‪.....‬بس هالشي مسوي فجوات بينهم‪.....‬‬
‫شيخة كتفت يدها‪ :‬احسن‪......‬‬
‫نوف نهضت وبجدية‪ :‬شيخة ابيك لي عون الفكاري مو‬
‫فرعون‪......‬‬
‫شيخة بجدية نظرت لعينين نوف‪ :‬مو جاية اتقبل وهللا‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬وهللا كنت مثلك‪.......‬بس وهللا حرام هي تتعذب ‪....‬وعبود‬
‫متشتت بينهم‪.....‬وسيف واضح ندمان ‪.......‬عارفة‬
‫غلطان‪......‬بس مابيهم يطلقون‪......‬‬
‫شيخة ‪ :‬نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصًل مو متقبلته‬
‫ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض‪.....‬‬

‫نوف بحزن‪ :‬بحاول عشان ال يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما‬
‫يفكرون‪.....‬‬
‫شيخة مسكت اكتافها‪ :‬طز في أفكارهم‪........‬‬
‫ثم بتفكير‪ :‬اممممم ‪.....‬انتي تشوفين اختك مثًل تحب سيف‪....‬بس‬
‫تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ‪....‬وفكرت كذا‪....‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬ال‪....‬ماحسها تحبه ابد‪.....‬‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬اجل ليش تحاولين في شي مستحيل‪.....‬‬
‫اول مرة تتحدث بتلك النبرة ‪ :‬مابي عبد هلل يعيش في‬ ‫نوف ولي ّ‬
‫تذبذب الجازي‪......‬مابيه يحس بالنقص‪....‬مهما حاولوا بعد‬
‫الطًلق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا‬
‫شيخة‪......‬ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب‬
‫عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم‬
‫تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها‬
‫عشانه‪........‬ومابي انا يصير هاالشياء‪.......‬وال ابي عبود يحس‬
‫بالـ نقص‪......‬انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي‪......‬عارفة‬
‫راح يعيشه رغم االثنين بكونون موجودين بحياته‪....‬فهمي‬
‫قصدي‪.....‬يا شيخة فهميه‪.....‬‬
‫شيخة لم تتوانى في حضن نوف ‪.......‬طبطبت على ظهرها‬
‫وحاولت نوف أال تبكي همست شيخة‪ :‬فهمت‪.....‬فهمت نوف‪....‬‬
‫نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها ‪ :‬يمكن الجازي‬
‫تشوف الطًلق حل‪....‬وفعًل يكون هو الحل الصحيح‪.....‬بس اكيد‬
‫وراه عواقب انانية انا اشوفها‪.......‬هي بس لو تحاول وتجرب‬
‫‪......‬لو تحس مو قادرة تكمل‪.....‬هنا ما راح الومها‪....‬هو جالس‬
‫يحاول من طرفه بس‪.......‬وهي بعيدة‪....‬وهالشي ما راح يجيب‬
‫نتيجة‪....‬‬
‫شيخة بعدم فهم‪ :‬يعني‪.....‬‬
‫نوف هزت اكتافها ‪ :‬بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس‬
‫ال هي وال هو‪....‬‬
‫شيخة سكتت ثم قالت‪ :‬كيف؟‬
‫نوف بنفس عميق‪ :‬اول صدفة اليوم ببيتكم‪....‬‬
‫شيخة بخبث ابتسمت ‪ :‬فهمتك بس شلون‬
‫نوف بادلتها االبتسامة‪ :‬بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور‬
‫العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف‬
‫االم على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا‪...‬‬
‫قاطعتها شيخة بصرخة‪ :‬يييييييييييييييييييمه منك‪....‬‬
‫نوف ضحكت‪ :‬هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه‪.....‬‬
‫شيخة بحماس‪ :‬كملي كملي‬
‫نوف بهدوء‪ :‬يمكن هو يفهم ‪......‬ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص‬
‫ويقرب منها‪.......‬بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني‬
‫‪.....‬بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك‪....‬‬
‫شيخة بفجعة‪ :‬شلون؟‬

‫نوف بهدوء‪ :‬بسيطة‪.....‬ابيك تسوين ضجة ‪....‬ودخلين الرعب‬


‫في قلوبهم لدرجة ينسون اساميهم‪.....‬ابيك تسوين فوضى في‬
‫عقلهم ما يركزون علي من شدة خوفهم‪.......‬يعني الجازي تفهم‬
‫حالتي ألغمى علي في حالة ارتفاع السكر وانخفاضه وتعرف‬
‫تتصرف‪.......‬‬
‫شيخة بتفكير‪ :‬امممم شوفي دامها هي تعرف حالتك وبتعرف وش‬
‫فيك من اول نظرة الزم نسوي لك شي يجيب الشك‪....‬‬
‫نوف بعدم فهم‪ :‬شقصدك‪...‬‬
‫بًل أي مقدمات شيخة رفعت يدها وضربت نوف على وجهها بقوة‬
‫حتى صرخت نوف وسقطت على جانبها أما شيخة اخذت (تنقز)‬
‫في الهواء وهي تحرك يدها التي ضربت بها نوف من شده األلم‬
‫وهي تقول ‪ :‬آي يدي آي راحت فيها آييييي‪.....‬وجع وجع‬
‫‪.....‬اي‪...‬‬
‫نوف مسكت خدها ونهضت غاضبة ‪ :‬يا كـــ‪....‬ليشششش؟‬
‫شيخة نفخت بالهواء على يدها بوجع ونظرت للنوف‪ :‬هللا وجهك‬
‫صار احمر‪....‬كذا تقنعين الواحد بس يا ريت يطلع دم من‬
‫خشمك‪....‬‬
‫نوف ضربتها على كتفها بقوة‪ :‬لفيتي راسي لف وجع وش‬
‫هاليد‪......‬خشبة مو يد وهللا‪.....‬‬

‫شيخة حدقت في منخرين نوف وبجنون نقزت‪ :‬هللا دم دم وهللا‬


‫دم‪...‬‬
‫نوف نظرت لها بغضب ثم تحسست بيدها انفها وشعرت برطوبة‬
‫عند منخريها وصرخت‪ :‬هللا يلـ‪.......‬شاليد‪.....‬‬
‫شيخة ماتت ضحك وانحنت لًلمام‬
‫ثم قالت بعد أن هدأت‪ :‬حطيت حرتي كلها فيك‪......‬وهللا مقهورة‬
‫من سيف‪.....‬سويت مثًل األفًلم عشان يطلع دم‪......‬‬
‫نوف ضحكت بخبال ‪ :‬هههههههههههه سددتي الهدف الحين‬
‫عليك بالتمثيل يا خطيييرة‪.....‬‬
‫شيخة ‪ :‬الال صبري‪...‬‬
‫نوف بفجعة‪ :‬ناوية تكسريني صدق انتي‪....‬خًلص ما بتحس‬
‫وجع‪.......‬ولو حسوا بالدم اللي في مناخيري‪....‬الفي لك كم كذبة‬
‫نوف ضحكت على كلمتها األخيرة ونظرت للدم البسيط‬
‫‪:‬ههههههههههههه ما بلحظون إال أصابع يدي على خدك‪....‬‬
‫نوف بًل مقدمات صفعتها على وجهها هنا‬
‫بقوة ولكن ال تجاري قوة شيخة لها‬
‫صرخت شيخة‪ :‬وجججججججججججججع‪...‬‬
‫نوف‪ :‬قلعتك وحده بوحده والحين بسوي نفسي مغمى علي‬
‫‪...‬ونزلي صرخي ‪.......‬خلي بيتكم يهتز‪...‬حاولي كل اللي‬
‫بالمجلس يسمعون صريخك‪....‬‬
‫شيخة بخوف وتردد‪ :‬تخيلي ما يدخل هو‪....‬تخيلي يدخل اخوك‬
‫وال ناصر وسعود‪....‬‬
‫نوف غمزت لها‪ :‬كذا انا الربحانة والقط لي عريس‪.....‬‬
‫شيخة ضربتها على كتفها‪ :‬حيوانه ‪........‬اعترفي اعترفي خاقة‬
‫على ناصر وال سعود‪...‬‬
‫نوف بشهقة‪ :‬هأأأأأأأأأأ ال ذا وال ذا‪....‬يًل طسي ال تفلمين‬
‫لي‪....‬الحين‪....‬‬

‫شيخة ‪ :‬وهللا نويّف لو ننكشف ترا بنعض األرض‪.‬‬


‫‪..‬‬
‫نوف بحيرة‪ :‬ادري‪....‬بس شسوي‪....‬يعني‪......‬نحاول‪....‬‬
‫ولتخفف من توترهما‪ :‬ومنها تشوفين حبيب القلب‪....‬‬
‫شيخة عادت وضربتها على كتفها‪ :‬قليلة ادب‪....‬‬
‫نوف مسحت على كتفها‪ :‬خًلص طيحتي كتفي‪....‬‬
‫شيخة ضحكت وحضنتها من جديد وقبلت كتفها وخدها‬
‫نوف ابعدتها‪ :‬وخري ‪......‬تراني مو بندر صدق اشبه بس مو‬
‫حيل‪...‬‬
‫عادت وضربتها على كتفها ولكن نوف دفعتها‪ :‬يًل روحي‬
‫صارخي‪.....‬لقالوا اشفيها ‪.....‬قولي مادري‪.....‬ولو شافوا صفعتك‬
‫لي‪....‬وحسوا قولي تهاوشنا وتضاربنا وتركي الباقي علي‪.....‬‬

‫شيخة اخذت وضعية االستعداد‪ :‬تمام يًل‪....‬‬


‫ثم خرجت شيخة اما نوف تنهدت واستلقت على األرض كوضعية‬
‫المغمى عليها!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظرت البنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها‬
‫وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت‪ :‬لولوة ‪....‬متى‬
‫بتتركين هالشي‪....‬‬
‫لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها‪ :‬يمه شفيج علي‪.....‬انا‬
‫اخذت اذن من ابوي ومنج قبل ال اصير فاشنستا شغيّر الحين‪.....‬‬
‫تحدثت بصوت شبه حاد‪ :‬االشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي‬
‫يدزونها لي ‪....‬غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد‪.......‬‬
‫لولوة تحدثت‪ :‬يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من‬
‫حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني‪......‬والباقي مالي شغل‬
‫فيه‪.....‬‬
‫تحدثت بجدية‪ :‬هالشي بأثر حتى على نصيبج‪....‬‬
‫لولوة بعدم مباالة وهي تحدث بشاشة هاتفها‪ :‬الرزق بيد هللا‬
‫يمه‪.....‬‬
‫نهضت والدتها بتأفف‪ :‬انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة‪....‬‬
‫لولوة مضغت العلك بهدوء‪ :‬يمه ريًلكس ‪.....‬شنو شايفة هالمرة‬
‫وخًلج جذيه علي‪....‬‬
‫لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال‪ :‬ها جهزتي يا دالل‪....‬‬
‫دالل بمزاج متعكر‪ :‬ال هونت ما بروح مكان‪....‬‬
‫تحدث بعدم فهم‪ :‬ليش نو صار؟‬
‫لولوة نهضت ‪ :‬بس عشان شافت االشاعة اللي طلعوها علي‪...‬‬
‫مشعل بهدوء‪ :‬دالل انتي تعرفين الشهرة و‪...‬‬
‫صرخت هنا دالل‪ :‬هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر‬
‫من جذيه؟‪.....‬‬
‫انصدم بل صعق نظر البنته التي خافت من نظراته‪:‬‬
‫شنوووووووو؟‬
‫لولوة لتهدأ االمر‪ :‬يبه اشفيك بعد أنت‪.......‬أكيد‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬إال هالشي‪.......‬‬
‫دالل بتأييد‪ :‬عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل‬
‫دراستها احسن بوايد من هالشهرة‪......‬‬
‫مشعل رمق ابنته‪ :‬الحين خلينا نروح موعدنا وليينا‬
‫نتفاهم‪.....‬اصًل انا ماوعايبني اللي قاعد يصير‪....‬‬
‫لولوة بزعل‪ :‬يعني شلون‪....‬‬
‫مشعل بحده‪ :‬اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة‬
‫‪....‬وسكت ‪......‬بس توصل للشرف ال ‪.....‬مو ناقصين‬
‫‪...‬حجي‪......‬ويا دالل وريني المقطع وال المكتوب عشان اقاضي‬
‫قليلين االدب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها‪...‬‬
‫دالل ارتجف قلبها حينما قال(إال الشرف) عادت بها الذكريات‬
‫للوراء وإلى ايًلف باالخص‬
‫تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها‬
‫مشعل‪ :‬يًل مشينا‬
‫تبعته وفي قلبها غصة وخوف‪.....‬وذعر‪...‬وما زالت تكرر بداخلها‬
‫(هللا ياخذج وافتك منج يا ايًلف)‬
‫‪..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫هناك في وسط الغرفة ‪ ،‬الشعور يزداد ‪......‬والخوف والفرح‬


‫يختلطان ببعضهما البعض‪......‬تشعر باالرتياح بعد فضفتها‬
‫‪......‬بعد ان اباحت ع ّم يخالجها من الداخل‪.....‬تشعر اآلن هي‬
‫راضية عن نفسها ولكن هناك وقت طويل لكي تتقبل فيه قصي!‬
‫بالشكل الذي خرج فيه في أوان األخيرة‬
‫ولكن ستحاول وكما هو يحاول أن يصلح ما بينهما‬
‫ستعطيه فرصة وستعطي نفسها فرصة جديدة‬
‫مسحت على بطنها بهدوء‬
‫بللت شفتيها ثم اردفت‪ :‬صدق يعني الحين انت او انتي تبين‬
‫تشمين العطر ليش احس ابي اشمه‪......‬‬
‫ثم نظرت للساعة وبتوتر‪ :‬صدق قصي تأخر‪....‬المفروض جابه‬
‫لي‪.....‬ليش ما جابه‪.....‬‬

‫ثم سكتت لوهلة تفكر‪ :‬اتصل عليه؟‬


‫الال‪.....‬‬
‫ثم تذكرت امر شهقت ونهضت‪ :‬لحظة امس هو ترك‪....‬اي‪...‬‬
‫ثم نهضت تركض لناحية سلة المًلبس‬
‫نظرت لثوبه سحبته استنشقت العطر الذي يتخلله‬
‫ثم اردفت‪ :‬الال مو هذا العطر‪...‬‬
‫وفجأة ركضت ب عد ان شعرت برغبتها باالستفراغ لناحية الحمام‬
‫وهنا انفتح باب الشقة‬
‫انحنت على المغاسل اخذت تستفرغ سائل اصفر اجهدها في‬
‫إخراجه ألنها لم تاكل شي تشعر بعدم رغبتها في االكل‬
‫وتشعر بتغير طعمه في األوان األخيرة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما من ناحية أخرى قصي دخل سمع صوت كحتها واستفراغها‬
‫ركض لناحية الحمام‬
‫رآها منحنية على المغسلة ترشح وجهها وتغسل فمها وعينيها‬
‫مترقرتين‬
‫طبطب على ظهرها وهمس‪ :‬تعبانة؟‬
‫هزت رأسها بًل بينما هي سحبت المنشفة الصغيرة المعلقة على‬
‫الحائط جففت وجهها واردفت بهدوء‪ :‬جبت العطر؟‬
‫قصي ابتسم‪ :‬أي‪.....‬تعالي‪.....‬‬
‫اخذت نفس عميق جلست على طرف السرير‬
‫مد لها العطر اخذته وبدأت (بطشه) على يدها وفي الهواء واخذت‬
‫تستنشقه بصوت مما جعل قصي يضحك ويقول‪ :‬ههههههه مهره‬
‫مو من جدك ‪......‬كأنك مدمنة‪....‬‬

‫ُمهره بحساسية‪ :‬تتمصخر علي؟‬


‫قصي خشي من ان تكبر االمر‪ :‬ال‪.....‬امزح معك‪....‬‬
‫ُمهره بًل مقدمات اردفت‪ :‬ابي معصوب!‬
‫قصي بصدمة‪ :‬نععععععععم؟!‬
‫انتهت‬

‫البارت الثالث والعشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تتصرف مع قصي تشعر‬ ‫ّ‬ ‫احمرت وجنتيها إلى اآلن ال تعرف كيف‬
‫ّ‬
‫أنّ هناك حواجز ال تستطيع أن تتجاوزها معه ولكن هرمونات‬
‫الحمل اليوم جعلتها أن تطلبه ذلك العطر وبذلك استوعبت انها‬
‫استدعته للمجيء لها بطريقة غير مباشرة!‬
‫سر طلبها كخضوع له او‪...‬‬ ‫لذلك اخذت تفكر ماذا لو ف ّ‬
‫شعرت لوهلة أنها عادت ل ُمهره وإلى افكارها العميقة فركّت بيديها‬
‫مع بعضها البعض‬
‫وولّت بظهرها عنه قائلة بصوت اشبه للهمس‪ :‬امزح!‬
‫ثم خرجت من الغرفة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ست من ردّت فعله‬ ‫توقف في مكانه يُريد أن يستوعب هل تحس ّ‬
‫معان أخرى ‪....‬فكّر ً‬
‫قليًل ثم‬ ‫ٍ‬ ‫سرت عدم استيعاب إلى‬ ‫‪.....‬هل ف ّ‬
‫تأفف وتبعها قائًل‬
‫‪ُ :‬مهره‪ُ .....‬مهره‪....‬‬
‫خرج ورآها جالسة على الكنبة تنظر للتلفاز وتمرر يدها لناحية‬
‫انفها بطريقة ال تريد أن يًلحظها لشم العطر ولكن ابتسم لفعلتها‬
‫التي ظنّت غير مرئية له!‬
‫تقدم لناحيتها ثم جلس بالقرب منها‬
‫نظر لها بعد ان امسك بطرف ذقنها للـ رأسها لناحيته‪ :‬زعلتي؟‬
‫ازاحت يده عن ذقنها بهدوء ثم اردفت بجدية‪ :‬مو لهالدرجة‬
‫عاد‪....‬‬
‫قصي نهض ‪ :‬ثواني وكون عندك‪...‬‬
‫سحبت يده وهي تنظر إليه‪ :‬اجلس خًلص مابي‪.....‬‬
‫قصي بهدوء‪ُ :‬مهره‪.....‬حبيبي‪.....‬ترا طبيعي الشي اللي تمرين‬
‫فيه ‪....‬بروح اشتري لك‪...‬واجي‪....‬‬

‫ُمهره بجدية‪ :‬ال جد وهللا مابي‪....‬انا كذا قلت الن جا ببالي بس‬
‫عارفة ما راح اقدر اكله‪.....‬‬

‫قصي سكت ‪ ،‬وبشك جلس بالقرب منها ‪ :‬شقصدك ما تقدرين‬


‫تاكلينه؟‬
‫ُمهره بللت شفتيها وابتعدت عنه مسافة بسيطة واردفت بتوتر‪:‬‬
‫لكلت أي شي استفرغه‪.......‬‬

‫قصي بتفهم‪ :‬موعدك أسبوع الجاي نقول للدكتورة عن‬


‫هالشي‪......‬بس الزم تغصبين نفسك تاكلين يا مهره عشان ال‬
‫صير لك مضاعفات‪.....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬ان شاء هللا‪.....‬‬
‫قصي سكت لوهلة ثم اقترب منها بقدر المسافة التي ابتعدت فيها‬
‫عنه‬
‫مسك كفي يديها ثم قال‪ُ :‬مهره خبر خطبتي منك انتشر في‬
‫العيلة‪.......‬فموعد الملك ال تستغربين لو صار قريب‪....‬‬
‫ُمهره سحبت يديها منه وارجعت خصلة من شعرها للوراء‪ :‬ما‬
‫فيه مشكلة‬

‫انصدم ‪ ،‬تلعثم في الرد عليها حكّ ارنبة انفه مبتس ًما و استبشر‬
‫خير منها ثم قال‬
‫‪:‬والحين قومي نسوي شي ناكله‪.....‬‬
‫ُمهره نظرت لعينيه ‪ :‬ليش انت جوعان؟‬

‫حقيقةً ال ‪......‬ويشعر أنه في حد الشبع ‪.....‬ولكن فهم أنها لم‬


‫تأكل شيء ابدًا لخوفها من االستفراغ‪....‬لذا ال يريد أن يأمرها‬
‫كصيغة توجب عليها امر الفعل ‪.......‬فأجابها‬
‫‪:‬أي وهللا ومشتهي آكل من ايديك‪....‬وايديني‪....‬‬
‫ُمهره ضحكت بخفه‪ :‬هههه ليش تعرف تطبخ؟‬

‫قصي نهض ‪ :‬ال بس قولي لي وش المفروض اللي اسويه وراح‬


‫اساعدك‪....‬‬

‫وهذي بداية يريد منها ان يكسر الحواجز عن طريقها ‪ ،‬يريد أن‬


‫يرسل إليها إشاراته‬
‫ت في الطريق نفسه)‬ ‫(أنا وأن ِ‬

‫ُمهره وقفت واخذت تعدّل قميصها ‪ :‬طيب ايش تبي تاكل؟‬


‫قصي ابتسم ‪ :‬أي شي‪....‬‬
‫جوه سريعًا ‪ :‬ما فيه اكله اسمها أي‬
‫ُمهره هنا انقادت إلى ّ‬
‫شي‪......‬‬
‫قصي كتّف يديه ورفع حاجبه االيسر‪ :‬حسافة‪...‬‬
‫ضحكت ُمهره ‪ :‬ههههههههههه حركات البنات ‪.....‬ال‬
‫توسيها‪......‬ههههههههههه‬
‫قصي شعر باختًلجات السعادة تُداعب قلبه لضحكتها‬
‫لن ينكر انه خائفة من تغلّب مزاجها ولكي ال تعود لقوقعتها‬
‫سحب يدها بخفة‪ :‬يًل عاد حددي وش بطبخين‬
‫ومشى مع بعضهما البعض لناحية المطبخ‬
‫‪:‬خًلص بسوي لك مكرونة‪.....‬‬
‫توقف في منتصف المطبخ ونظر لها ثم غمز بعنينه اليمنى‪ :‬اكلتي‬
‫المفضلة‪....‬‬
‫ضحكت بخفة ‪ :‬ههههههه تمام عشان تاكلها كلها وما ارمي شي‬
‫منها‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬راح تاكين معي‪....‬‬
‫ُمهره عبست ً‬
‫قليًل بوجهها‪ :‬ال انا شبعانة‬
‫قصي لن يطيل االمر في االقناع واالوامر انسحب إلى االواني وهو‬
‫يردف‪ :‬صدقيني راح تاكلين نصها عشاني بس ساعدتك‬
‫فيها‪......‬وسويت فرق عن الطعم اللي تعرفينه‪....‬‬
‫ضحكت بخفة من جديد وهي تسحب كيس المكرونة‬
‫‪:‬نشوف‪.....‬‬
‫قصي نظر لها مبتس ًما وهمس بهدوء‪ :‬الحمد هلل‪....‬‬
‫بينما هي انشغلت في تجهيز باقي المكونات لتطهي الطعام لتشغل‬
‫تفكيرها عن تلك األمور المخيفة‬
‫!‬
‫‪....................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صراخ ‪.....‬لتنفيذ‬ ‫توقفت في منتصف الدرج ‪ ،‬كانت مستعدة في ال ُ‬
‫لثوان واخذت تفكر بعمق بحوادث ما قد تفعله‬ ‫ٍ‬ ‫الخطة ولكن توقفت‬
‫اآلن ‪......‬وسريعًا ما تذكرت سبب تواجد الجميع هُنا ‪....‬ادركت‬
‫تج ّمع العائلة هنا لسبب خروج والدها من المستشفى‪....‬تذكرت‬
‫الخوف والبكاء الذي تجرعته بعد سقوط والدها امام اعينهم‬
‫لذلك انسحبت سري ًعا وعادت بادراجها للغرفة دخلت وأغلقت الباب‬
‫بقوة مشت لناحيتها وهي ممددة على األرض متقمصة الدور‬
‫ظنّت أنهما آتى إليها‬
‫ولكن ركلت شيخة رجلها وهي تصرخ‪ :‬قومي قومي‪....‬شلون‬
‫تبيني اسوي كذا وابوي تو طالع من المستشفى تبينه يرجع مرة‬
‫ثانية‪....‬‬

‫نوف فتحت عينيها ثم جلست وهي تضرب ساق شيخة‪:‬‬


‫وجع‪.......‬عورتيني‪.....‬‬
‫جلست شيخة أمامها بعد ان تربّعت‪ :‬تدرين لو طاوعتك على‬
‫خبالك كان ابوي الحين طايح علينا من جديد‪....‬‬
‫شهقت نوف بعد ان استوعبت االمر‪ :‬يؤؤؤؤ ما فكرت‬
‫فيها‪....‬كيف راح عن بالي‪....‬‬
‫بتموت‬
‫ّ‬ ‫شيخة اتكأت على يدها اليمنى‪ :‬انسي هالخطة الفاشلة اللي‬
‫ابوي‪......‬‬
‫نوف تأففت‪ :‬اااااااااف‪.....‬‬
‫شيخة بحلقت بعينيها‪ :‬ال تجلسين تتأففين‪.......‬جد انسي نسوي‬
‫هـ الخطة‪......‬وهللا انها فاشلة وبسبب لنا وجع‬
‫راس‪......‬ونصيحتي‪....‬اتركي اختك وال تدّخلين فيها اتركيها تحل‬
‫مشاكلها مع زوجها بنفسها‪....‬انتي نصحتي وسويتي اللي عليك‬
‫خًلص‪.....‬‬
‫نوف باقتناع‪ :‬قولك كذا‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬اجل شلون‪....‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬وهللا ماقدر‪....‬‬
‫شيخة ضربت على فخذيها‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل ‪........‬اجل‬
‫تحملي كًلمهم ‪....‬وال تتذمرين ‪.....‬هااا‪....‬‬
‫ثم نهضت وهي تقول‪ :‬قومي ننزل‪......‬ال الحين يصعدون‬
‫ويقولون وشفيكم‪....‬‬
‫نوف نهضت وهي تتنهد‪... :‬طيب‪....‬‬
‫خابت ظنونها وحديث شيخة في محله ولكنها ال تريد أن تقف‬
‫مكتوفة اليدين وتنظر لألمر بكل بساطة‬
‫لتقرب فيها الجازي من سيف ليس من اجل‬ ‫سترى طريقة أخرى ّ‬
‫سيف هذا االمر‬
‫بل من اجل الصغير عبد هلل‬
‫لذلك خطت خطواتها مع الجازي وبعدها قالت‪ :‬بروح الحمام‪...‬‬
‫شيخة بشك‪ :‬عارفة بتروحين تسوين مصيبة ‪...‬طسي‬
‫‪......‬وبعدين تعالي قولي لي كل شي‪....‬‬
‫نوف ضحكت‪ :‬هههههههههههه طيب‬
‫ذهبت إلى الخًلء‬
‫بينما شيخة تقدمت لناحية الصالة‬
‫نظرت لعمتها وللجازي ابتسمت وحينما ادركت انّ والدتها ليست‬
‫في وسطهم قالت‪ :‬وين امي‪....‬‬
‫ام سيف وهي ترتشف الشاي‪ :‬راحت تشوف ابوك‪...‬‬
‫شيخة بانقباض قلبها‪ :‬ليش فيه شي؟‬
‫الجازي وهي ترضع ابنها‪ :‬ال‪.....‬بس راح غرفته يبي يرتاح‪...‬‬
‫شيخة تحاتي امر نوف وجنون تفكيرها‪ :‬اجل انا بروح اجدد‬
‫القهوة لكم‪....‬‬
‫ابتسمت الجازي لها‬
‫اما ام سيف اردفت‪ :‬سنعة على امك ربي يسعدك‪.....‬‬
‫خجلت شيخة ثم اختفت عن انظارهما‬
‫اما ام سيف بعد أن نظرت للجازي وادركت انها انتهت من ارضاع‬
‫الصغير‬
‫تحدثت بهدوء‪ :‬الجازي عطيني ولدي‪...‬‬
‫الجازي قبلّت ابنها ما بين عينيه ونهضت واعطته لعمتها‬
‫ثم عادت لمكانها‬
‫تحدثت ام سيف وهي تقبّل جبين الصغير‪ :‬هللا يحفظك ألمك‬
‫وألبوك ولنا كلنا يارب‪......‬ونفرح فيك معرس‪....‬‬
‫الجازي تمتمت‪ :‬آمين‪...‬‬
‫ام سيف بحذر للكلمات ومن قدوم أي احد ‪ :‬الجازي‪....‬‬
‫ثم نظرت لعينين الجازي‪ :‬انا ساكتة عن موضوعك وموضوع‬
‫سيف لخوفي من اني ازيد المشكلة ‪.......‬لكن‪....‬‬
‫تفرك بيديها في بعضهما البعض وتنظر‬ ‫قاطعتها الجازي وهي ّ‬
‫لًلشيء‪ :‬ليش ما زوجتيه إياها يا ع ّمه؟‬

‫انخرست ام سيف وبتنهيدة‪ :‬كل ام تبي الزين لولدها‪......‬يا‬


‫الجازي‪.....‬‬
‫الجازي بغصة‪ :‬المرض مو عيب‪...‬‬
‫ام سيف بهدوء‪ :‬غزل بذاك الوقت ما كانت بخير ابد يا‬
‫الجازي‪....‬امها وابوها حطين ايدينهم على قلبهم خايفين يفقدونها‬
‫باي لحظة‪...‬‬
‫الجازي باختصار وبانقباض شديد ‪ :‬الموت بيد هللا‬
‫ام سيف اخذت نفس عميق‪ :‬مرضها اخذ منها الكثير‪......‬سيف‬
‫كان متعاطف معها اكثر من انه يحبها في ذاك الوقت يا الجازي‬
‫وانا‪.....‬‬
‫الجازي قاطعتها والدموع في محجر عينيها‪ :‬مو مهم كان‬
‫احترمتي رغبته ‪.....‬لو فعًل‪...‬‬
‫قاطعتها بنبرة مرتفعة قليًل‪ :‬يا الجازي‪......‬ما حبيت اظلمها‬
‫مطور وهو من دفع لها عناد فيني ‪........‬يا‬ ‫ّ‬ ‫واظلمه‪........‬مرضها‬
‫الجازي ما في ام ما تحترم قرارات عيالها لكن في بعض الحين‬
‫العيال ياخذون قرارات غلط ومن الواجب عليها توجهم للقرارات‬
‫الصح‪.....‬‬
‫الجازي بانفعال ‪ :‬انتي ما و ّجهتيه انتي غصبتيه وحطتيني في‬
‫المدفع وظلمتيني معاه‪....‬‬
‫تهون على الجازي وكيف تحل‬ ‫سكتت ام سيف ال تدري كيف ّ‬
‫مشكلتهما‪....‬‬
‫الجازي مسحت على وجهها ثم اردفت‪ :‬عشت معاه جسد بًل‬
‫روح‪......‬يمكن صدق على قولتك ما كان يحبها كان متعاطف‬
‫معها بس كان خلتيه يخوض تجربته معاها ‪.....‬ما كان المفروض‬
‫تفرضيني عليه‪.......‬ما كان المفروض تحطيني بالنص‪......‬‬
‫ام سيف دون ان تنظر لها‪ :‬افعاله الحين تبرهن لك انه ما كان‬
‫يحبها يا الجازي ‪....‬وكان متعاطف معها‪.....‬‬
‫الجازي قاطعتها‪ :‬ايش بعده؟‬
‫وبتصريح جارح‪ :‬عارفة انه ندمان‪.......‬ويمكن صادق في‬
‫مشاعره ناحيتي‪......‬بس انا‪.....‬‬
‫وبنبرة بكاء‪ :‬مو بس مجروحة منه‪..........‬انا‬
‫مكسورة‪......‬ومابي ارجع له من جديد ‪......‬اللي كسرني مرة‬
‫يكسرني الف مرة‪.....‬ما راح اتراجع عن قراري‪......‬راح‬
‫نننفصل‪......‬وكل واحد يروح في طريقه‪....‬‬
‫ام سيف بفجعة ‪ :‬وعبد هلل‪......‬‬
‫الجازي مسحت دمعه تسللت من عينيها رغ ًما عنها‪ :‬بعيش‪.....‬‬
‫سكتت ام سيف بعد ان أتت شيخة وهي تقول‪ :‬وهذا القهوة‬
‫اجهزت‪.....‬‬
‫ابتسمت وهي تحاول أن تخرج من طور حزنها‪ :‬ريحتها تصك‬
‫بالراس يا بنت العم‪...‬‬
‫ام سيف نظرت للجازي وهي تداري دموعها اردفت مبتسمة‪:‬‬
‫تسلم ايدينك‪...‬‬
‫شيخة ابتسمت وهي تقدم القهوة لهم!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في المجلس‬
‫خرج أبا سلطان وكذلك الشباب خرجوا بعد أن وك ّلهم أبا خالد‬
‫بالذهاب لشراء ذبحتين لوليمة العشاء غدًا فغدًا سيأتي رجال كُثر‬
‫ليتحمدوا بالسًلمة ألبا ناصر‬
‫األقارب والزمًلء واألصدقاء‬
‫يريدون أي يضيفونهم بأفضل ما عندهم‪.....‬‬
‫صر أبا خالد ليرتاح‬ ‫نهض أبا ناصر بعد أن ا ّ‬
‫واخيرا اقتنع واخبره انه هو وابا سيف سيخرجون‬ ‫ً‬ ‫في غرفته‬
‫لشراء ما يلزمهم لغدًا‬
‫ولكن بعد ان اغلق عليهم الباب واصبحوا في المجلس لوحدهم‬
‫تحدث أبا خالد مترددًا‪ :‬بو سيف اجلس قبل ال نطلع ودي اكلمك‬
‫في موضوع شاغل بالي‪.....‬‬
‫جلس أبا سيف بالقرب منه‪ :‬خير وانا خوك ؟‬
‫بو خالد بتردد‪ :‬اسمعني‪.....‬انت اتفقت مع اهل العروس متى‬
‫تملكون؟‬
‫بو سيف‪ :‬المفروض أسبوع الجاي بس قلت أنا بنأجل عشان‪...‬‬
‫قاطعه بو خالد مندفعا‪ :‬الال تأجل ‪......‬هالمناسبة جات‬
‫بوقتها‪........‬بو ناصر إن تم على حاله بيدخل في مراحل‬
‫جنون‪.....‬وهالمناسبات راح تشغل تفكيره اشوي بعيد عن بنته‪....‬‬
‫سكت أبا سيف وشعر بالريبة‬
‫وبتساؤل‪ :‬غازي ليش تحاول تبعد تفكيره عن بنته‪.....‬ما نيب‬
‫فاهم خوفك هذا ‪.....‬من حقه يفكر فيها لو فيها شي‪.....‬او‬
‫قاطعه ‪ :‬مالومك تقول كذا النك ما تعرف شي‪....‬‬
‫بو سيف بشد انتباه‪ :‬وش الشي اللي ما اعرفه‪....‬‬
‫مرت عليها عشرين سنة كيف تبيني‬ ‫بو خالد بتنهيده‪ :‬سالفة ّ‬
‫اشرحها لك‪.....‬‬
‫بو سيف ‪ :‬تخص بنته؟‬
‫هز رأسه ليأكد ذلك‬
‫فنطق أبا سيف‪ :‬اللي اعرفه واللي الكل يعرفه البنت عند أمها وبو‬
‫ناصر مو مقصر عليها‪......‬‬
‫بو خالد ابتسم بسخرية من الوضع وحقيقته وكذبتهم الذي‬
‫اذاعوها للناس لتسكيتهم‬
‫‪:‬ال الحقيقة مو كذا‪.....‬‬
‫بو سيف ‪ :‬شلون يعني؟‪.....‬غازي هللا يهديك تكلم معي بدون‬
‫الغاز‪.....‬‬
‫بو خالد ‪ :‬هللا يرحم ابوي هو اللي علمكم بالسالفة على الطريقة‬
‫اللي ذكرت‪....‬لكن الحقيقة والواقع اخوي ما يدري عن هوا دار‬
‫بنته‪......‬‬
‫بو سيف شعر بالتشتت والضياع تساءل‪ :‬أمها يعني مخبيتها‬
‫عنه؟‪....‬خاطفتها؟‬
‫بو خالد بًل مقدمات ‪ :‬بو ناصر طلّق ديانا ألنها تخونه يا‬
‫ظافر‪.......‬تخونه وبعد ما كشفها اخوي تن ّخت بحبيبها وجاها من‬
‫لبنان‪.......‬وربطوا مؤامراتهم على اخوي وشككوه في نورة أنها‬
‫ما هي بنته ‪....‬واخوي في صقعة وطيش االحداث تنازل عن بنته‬
‫‪......‬والحين مادري وش جابها على باله‪....‬‬

‫اندهش أبا سيف من الحقائق التي انهالت عليه دفعة واحده‬


‫ثقل لسانه وبصدمة‪ :‬هاللي ما يخافون من هللا ‪......‬هللا‬
‫حسيبهم‪....‬حسبي هللا عليهم‪........‬من جدك غازي‪.....‬من جدّك‬
‫صار‪....‬‬
‫قاطعه‪ :‬هذا اللي صار وحاولنا نلملمه بدون ماحد يحس ‪......‬يا‬
‫ظافر‪......‬والحين مثل ما تشوف اخوي ندمان على قرارة‬
‫ويبيها‪....‬وجلس هو مع بو سلطان يدورون عليها‪......‬‬

‫بو سيف ما زال منصد ًما‪ :‬ما عرفوا مكانها‪...‬؟‬


‫لألمور!‪ :‬إال مستقرين‬
‫ّ‬ ‫بو خالد احب ان يفضفض ليرى مرب ًطا اخر‬
‫في بريطانيا ‪.......‬بس أمير زوج ديانا‪....‬ما هوب سهل‪....‬ومع‬
‫أوضاعهم المضطربة اخوي لو يروح هناك يروح فيها‪....‬‬
‫بو سيف بتأييد‪ :‬صادق صادق وانا اخوك‪......‬بس واضح على‬
‫يوسف هالموضوع ماخذ الكثير من فكره وباله‪........‬‬
‫بوخالد بتنهيدة‪ :‬ضميره صحى في وقت متأخر‬
‫بو سيف‪ :‬ال تجلس تقول كذا اخوك ردت فعله بوقتها من غضبه‬
‫‪......‬بس وش اللي خًله يغيّر رايحه عن فكرة انها ما هيب‬
‫بنته‪........‬وخًله يطيح هالطيحه‪.....‬‬
‫بو خالد بنفس عميق‪ :‬علمي علمك‪......‬الحين كل همي‪....‬يبعد‬
‫عن تفكيره ‪.....‬عن هالموضوع لين يجي الوقت‬
‫الم ناسب‪........‬عشان كذا خطبت شيخة لبندر‪.....‬وانت ال تأجل‬
‫ملكت قصي هاالمور اشوي راح تشغله‪.......‬‬
‫بو سيف بتفهم‪ :‬والمفروض بعد ما نتركه لحالها ونجي نزوره‬
‫يوميا‪......‬حنا مقصرين معه كثير‪.....‬‬
‫بو خالد هز رأسه‪ :‬وهذا اللي بصير‪.......‬‬
‫سرح بو سيف وهو يفكر‪ :‬هللا يفرجها عليه يارب‬
‫‪..............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫كانوا يتمشون بجوار بعضهم البعض‬
‫ينظرون لبعضهم ويرمون الكلمات المستهزئة لترتفع األصوات‬
‫بالضحك‬
‫عزام امسك بالخروف قائًل‪ :‬باهلل مو يشبه ناصر‪......‬‬
‫جسار بعزيز‪ :‬هههههههههههههههههههههههه إال كانهم توأم‬
‫ناصر بانفعال‪ :‬وهللا يشبهك انت ‪......‬بعدين تعال يا كـــ‪.....‬ليش‬
‫توهقني معاك بسالفة الزواج‪...‬‬

‫سعود بضحك‪ :‬هههههههههههه هو مو بس وهقك وهق الجميع‬


‫إال أنا وهلل الحمد‪....‬‬
‫سيف بتأفف‪ :‬الشمس حارة وانا صدّعت اخلصوا علينا خلونا‬
‫نشتري ونمشي‪.....‬‬

‫خالد متلث ًما‪ :‬شوف كيف بس يختارون ‪....‬وهللا العظيم ابوي‬


‫بيجلدك يا بندوره على هاالختيار‪.....‬‬
‫بندر يمثل الزعل‪ :‬ليش باهلل بس عشانه خروف اجرب؟‬
‫وشد على الخروف من اذانيه إلى ان صدر صوته‬
‫عزام ‪ :‬عنصررررررررررري‬
‫سيف بصوت مرتفع‪ :‬صبرك يا رب‪....‬‬
‫ثم كان سيردف‪ :‬صار لنا ساعة ‪...‬ندور بسوق الغنم‬
‫‪...‬يًل‪...‬وانتوا بس ماسكينها تطقطق على بعض ‪....‬بدون ما‬
‫تاخذون االمر بجدية ونشتري ونخلص‪...‬‬
‫ثم ارتفع صوت رنين هاتفه وسكت‪....‬‬
‫سعود بغمزة‪ :‬بنت العم اتصلت في الوقت المناسب‪.....‬‬
‫جسار يعلم انها ليست الجازي لذلك اردف‪ :‬روح رد على اتصالك‬
‫وبعدها ارجع وبشوفنا خالصين‪......‬‬

‫سيف نظر لخالد‪ :‬خالد اذا ماخلصوا اشتر انت الخرفان وحملهم‬
‫بالسيارة‪......‬‬
‫خالد بملل‪ :‬وبترك هالحيوانات هنا‪....‬‬
‫عزام رمى عليه من البرسيم ‪ :‬انت الحيوان‬
‫سيف هز رأسه ثم ابتعد عنهم‬
‫ناصر بجدية‪ :‬يًل مانبي نتأخر خففوا من ظرافة هالدم اللي‬
‫عندكم‪....‬‬
‫بندر همس لسعود‪ :‬ول ّعوا‪...‬‬
‫سعود ضحك‪ :‬ههههههه على اآلخر‪...‬‬
‫عزام‪ :‬خًلص نفختوا راسنا الحين بنخلص‬
‫جسار ‪ :‬قدام قدام يًل‬
‫‪..................‬‬

‫سيف أجاب ‪ :‬هًل نوف‪....‬خير فيه شي؟‬


‫نوف وهي تتحدث بصوت واطي‬
‫داخل الخًلء‪ :‬ال ما فيه شي‪....‬بس اتصلت عليك بقول‬
‫لك‪.....‬شي‪.....‬بس ابيك تسمعني‬
‫سيف مسح جبينه من العرق‪ :‬تكلمي اسمعك‪...‬‬
‫نوف ‪ :‬سيف انا عمري ما ش ّجعت الجازي على شي فيه ضرر‬
‫عليها او على عبد هلل‪......‬‬
‫وبتردد‪ :‬انا ما شجعتها على الطًلق رغم لها الحق في انها تطلبه‬
‫سيف بتنهد‪ :‬نوف‪...‬‬
‫نوف بحذر تحدثت‪ :‬خلني اكمل كًلمي‪...‬‬
‫سكت سيف‬
‫واكملت‪ :‬انا اللي بسويه الحين مو على شانك عشان عبد هلل‬
‫وعلى شان اعطي فرصة انكم تصلحون اللي بينكم‪....‬‬
‫سيف بعدم فهم‪ :‬شلون؟‬
‫نوف بتوتر‪ :‬انا بنصحك‪....‬اسلوب انك تكون بعيد عن الجازي‬
‫مصره‬
‫ّ‬ ‫عشان تطخ وترجع لك‪....‬هذي في المشمش ألنه الجازي‬
‫على الطًلق ومستحيل تتراجع ألنها مرا مكسورة ومقهورة‬
‫منك‪...‬‬
‫سيف بتلعثم‪ :‬نوف انا ندمان‪.....‬‬
‫نوف ‪ :‬وضّح لها هاالشياء باالفعال‪....‬‬
‫سيف بانفعال‪ :‬شنو اسوي اكثر من كذا يا نوف‪....‬‬
‫نوف بحده‪ :‬ال تبعد نفسك عنها‪......‬وانت شوف تلين وتغير رايها‬
‫وال ال‪.....‬اذا ال‪....‬احترم رايها و‪...‬‬
‫سيف بقهر‪ :‬مستحيل‪....‬‬
‫نوف ازدردت ريقها‪ :‬الطريق لقلب الجازي صعب يا سيف‬
‫وهالشي بسببك‪......‬فمهما كان قرارها ‪.....‬تحمله مثل ما تحملت‬
‫‪..‬‬
‫قاطعها بهدوء‪ :‬وصلت النصيحة يا نوف‪....‬باي‬
‫ثم اغلق الخط في وجهها اما هي تحدثت‪ :‬أي الكًلم الحقيقي‬
‫يوجع‪.....‬الزفتتتت‪....‬‬
‫ثم خرجت من الخًلء‪...‬‬
‫بينما هو ذهب لناحية سيارته يفكر بحديثها‬
‫حديثها زاد من توتره وخوفها من فكرة خسرانها لألبد‪ ....‬ضرب‬
‫على المقود وتنهد بضيق ال يسع العالم كله!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫حقيقةً تحدث أمور لنا لم نتوقعها ابدًا ولم نتخيّل يو ًما سنجرعها‬
‫ولكن كُتب لنا أن تحدث وليس هناك ما فر منه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بكيت وكانها تريد أن تتأكد انها أصبحت قادرة على ذرف الدموع‪،‬‬
‫انهكت نفسها طيلة اليوم في البكاء ألنه فقط رفض ان يوظفها‬
‫وشعرت لوهلة انها عاجزة وغير قادرة على تجاوز حموالت‬
‫الحياة!‬
‫اتصلت عليها ام الطفلة الصغيرة تتساءل عن عدم مجيئها ولكن‬
‫انهت الحديث بقولها لن تُكمل مسيرة العمل معهم!‬
‫انهت كل شيء وكانت لورين متوقعة ذلك ظ انا منها انّ ال احد‬
‫يتحمل ابنتها التي تعاني من مرض متًلزمة التوحد!‬
‫ثوان لسوادها‬
‫ٍ‬ ‫ولكن ال تعرف حقيقة االمر انّ نور دخلت في خًلل‬
‫المظلم!‬
‫ومرت ساعات كثيرة دون أن تعي شيء‪........‬شعرت أنها‬ ‫نامت ّ‬
‫بذلت طاقة عظيمة وهي تنتحب وتبكي وتلوم نفسها والجميع على‬
‫كل شيء‪.....‬من الصعب على اإلنسان النسيان أو التناسي البد‬
‫هناك لحظة تهدم هذا الجبروت!‬
‫اخيرا استيقظت ‪......‬وفتحت عينيها بهدوء ‪.....‬نظرت‬‫ً‬
‫للسقف‪.......‬ثم استوعبت االمر ونهضت سريعًا تنظر للنافذة‬
‫مباشرة وكان الظًلم يرسل لها أنّ الليل قد حل‬
‫شهقت هل من المعقل نامت كل هذه الساعات؟!‬
‫نهضت راكضة للغرفة‬
‫وهي تتمتم‪ :‬ياربي شلون كذا‪..........‬نمت ‪....‬تقريبا‬
‫واخذت تحسب على يدها ‪ :‬عشر ‪....‬الال‪....‬اثنعش‬
‫ساعة‪.....‬افففف‪......‬‬
‫ثم تذكرت‪ :‬غريبة ايًلف ما جلستني‪....‬‬

‫ثم دخلت الغرفة تنظر وهي تنادي‪ :‬ايًلف‪.....‬ايًلف وينك‪......‬‬


‫ثم دخلت الخًلء ‪.....‬اغسلت وجهها ‪...‬وشدّت على رقبتها شعرت‬
‫بااللم بسبب نومتها الخاطئة على الكنب‪......‬خرجت من الخًلء‬
‫بعد ان قضت حاجتها ثم سحبت هاتفها ‪.....‬اتصلت على ايًلف‬
‫قوست حاجبيها ‪ :‬غريبة‪....‬وين راحت‪.....‬‬ ‫فكان مغلق ّ‬
‫نهضت لتبدّل مًلبسها مقررة على الخروج‬
‫ولكن فجأة سمعت طرق باب الشقة‪....‬‬
‫ابتسمت وهي ترتدي القميص‪ :‬اكيد هي‪.......‬‬
‫أكملت ارتداؤها على عجل ثم أخرجت شعرها من تحت قميصها‬
‫ومشت لناحية باب الشقة ‪.....‬ابتسمت وهي تفتحه وهي تردف‪:‬‬
‫وينك فيه يا الخاييييـ‪....‬‬
‫بترت حديثها عندما رأته واق ًفا أمامها‬
‫انحرجت بللت شفتيها ومسحت على شعرها وهي تردف‪ :‬هًل‬
‫طارق هًل‪.........‬‬
‫هنا‪.....‬قوس حاجبيه بعد ان شعر بتعب من‬ ‫ّ‬ ‫تعجب من تواجد نور‬
‫رحلته وألم جرحه ‪ ،‬ولكن نظره استرق ألرجاء الشقة بشكل‬
‫سريع‬
‫تحدث‪ :‬ايًلف اهنيه‪....‬؟‬
‫نور بهدوء‪ :‬ال‪......‬‬
‫طارق بشك‪ :‬هي راحت الجامعة؟‬
‫نور شعرت بالقلق قليًل‪ :‬أي‪......‬‬
‫طارق اكمل تساؤالته وهو يتنفس بعمق إلسكات المه‪ :‬ردّت بعدها‬
‫وال؟‬

‫نور بشك‪ :‬طارق اشفيك؟‪.....‬ليش تسأل وكأنك ما‬


‫شفتها‪.......‬انت ما داومت ‪....‬وال عشان اللي صار تخليت‬
‫عنها‪.....‬‬
‫طارق بحده‪ :‬انا ما تخليت عنها‪.......‬وجاوبيني يا نور‪.....‬‬
‫نور ‪ :‬مادري مادري انا نمت وجلست وال شفتها واتصلت عليها‬
‫وجوالها مغلق‬

‫جمد الدّم في عروقه وصلت الرسالة‪ ،‬فهم كل شيء انسحبت‬


‫إيًلف إلى أعماق حقده إلى أعماق انتقامه حقق انتقامه من‬
‫جورج بمقابل إدخال إيًلف في متاهات عميقة ورميها للهاوية‬
‫ببرود‪....‬ولكن ِلم اآلن اهتم هل احبها؟ أم الضمير! ِلم هو حزين‬
‫ِلم يحدث لها؟! ِلم هو غير قادر على سحب االكسجين‬
‫لرئتيه‪.....‬هل سيغتصبها إدوارد ويتركها؟! ام سيجعلها دميته‬
‫المفض ّلة ‪ِ ....‬لم هو م ّ‬
‫صر عليها ‪....‬هل لجمالها‪....‬أم عنادًا لكسر‬
‫رأس طارق!‬
‫اغمض عينيه تألم بشدة بسبب انقباض قلبه ال تسعه األفكار‬
‫البشعة التي تطرق رأسه‬
‫يعرف جيّدًا كيف يتصرف ادوارد وكيف ينتقم؟‬
‫وكيف يقتل؟!‬
‫ال يرحم ابدًا!‬
‫هو رأى الكثير من المعذبين تحت يديه حتى احدهم لم يفقده الحياة‬
‫بل افقده عقله وتركه!‬
‫يعلم جيّدًا على أي مبدأ يسير ويخطط!‬
‫واهتز جسده وخطى خطوة للوراء لتنم عن عدم‬ ‫ّ‬ ‫شعر بغثيان‬
‫اتزانه وقرب سقوطه على األرض‬
‫ولكن نور كانت تراقب وجهه واصفراره مما قالته‬
‫واضطراب تنفسه واهتزاز جسده‬
‫سرعت لناحيته واسندت جسده عليها‬
‫قائلة ‪ :‬طاااااااااارق‪....‬‬
‫أشار لها وهو يشد على عينيه بأصابع يده‪ :‬ما فيني شي‪...‬‬
‫نور بخوف‪ :‬ادخل ادخل‪....‬‬

‫ثم اشرعت الباب على مصرعيه ‪.....‬اسندت جسده من جانبه‬


‫األيمن ادخلته بخطى بطيئة للشقة وأغلقت الباب جعلته يجلس‬
‫على الكنبة بهدوء نظرت له‬
‫ثم إلى كتفه وإلى بقعة صغيرة من الدم شهقة‪ :‬هأأأ انت متصاوب؟‬
‫طارق انحنى قليًل ليقترب من طرف الكنبة أشار برأسه بنعم‬
‫تحرك نفسك ‪.....‬كثير‪...‬‬‫فاقتربت قائلة‪ :‬ال ّ‬
‫ثم ركضت للمطبخ ‪ ،‬سحبت كأس مألته بالماء‬
‫ثم أتت قدمته إليه‬
‫اخذه وشرب على مه ٍل وبألم‪.....‬عادت بخطواتها إلى الغرفة وهي‬
‫تقول‪ :‬بجيب المعقم وو‪....‬‬
‫تحدث‪ :‬نور ماله داعي تو طالع من المستشفى انا بخير‪...‬‬
‫توقفت ثم التفت عليه ‪ :‬دامك تو طالع ليش ما رحت بيتكم‪...‬‬
‫طارق بصيغة امر‪ :‬اتصلي على ايًلف‪...‬‬
‫وقوست حاجبيها‬ ‫فاقت من صدمتها ّ‬
‫تقدمت‪ :‬انت متهاوش معاها؟‬
‫طارق نظر إلى شتاتها الواضح‪ :‬ال‪...‬‬
‫اقتربت اكثر‪ :‬ليش جاي تسال عنها بهالطريقة اللي‬
‫وبرجفة صوتها‪ :‬تدل انها ما هي بخير‪....‬او فيه شي بينكم‬
‫‪...‬اقصد يعني متهاوشين ‪....‬او‪...‬‬
‫قاطعها بهدوء‪ :‬قعدي اتصلي‪....‬‬
‫نور ال تنكر انها ارتعبت ولكن خضعت ألمره جلست امامه اتصلت‬
‫‪....‬ثم نظرت له‪ :‬مغلق‪....‬‬
‫ارتجفت شفتي طارق‪ ،‬وتسللت تلك الرجفة إلى جسده كله‬
‫تنهد مرتين وثًلث‪......‬شعرت هنا نور باضطرابه وتوتره‬
‫وازداد خوفها‪ ،‬سريعًا ما اجتمعت الدموع في عينيها‪........‬نهضت‬
‫واتت امامه مباشرة جثلت على ركبتيها أمامه‬
‫وضعت كف يدها اليُمنى على ركبته ارتجفت من افكارها المخيفة‬
‫‪......‬‬
‫تحدثت بتردد‪ :‬شصاير؟‪.....‬طارق‪....‬ايًلف فيها شي؟‬
‫طارق نظر لوجهها ابتلع ريقه‪ ،‬من الواضح من حزنه أنّ ايًلف‬
‫ستتجرع آال ًما يصعب عليها في المستقبل إن بقيت على نسيانها‬
‫ّ‬
‫او تناسيها!‬
‫‪...‬‬
‫احتار كيف يخبرها‬
‫نزلت هنا دموعها على خديها‪ :‬تو اليوم ما فيها شي راحت‬
‫الجامعة فرحانه ‪....‬وهللا ما فيها شي‪........‬يعني هي بخير‬
‫‪......‬ما فيها شي‪....‬بس انت ليش كذا متوتر‪.......‬‬
‫تصلّب جسده على الكنبة تحدث بحشرجة صوته‪ :‬ايًلف‬
‫انخطففففففففففففففت‪......‬‬

‫حدّقت في وجهه دون أن ترمش تحدثت بصدمة‪ :‬شلون يعني؟‬


‫طارق ابعد ناظريه عنها‪ ،‬اهتزت شفتيها وسالت دموعها على‬
‫خديها‬
‫اخذ صدرها يخفض ويرتفع بشهيق وزفير متعب‬
‫شدّت على ركبته بقبضة يديها‬
‫تحدثت بنبرة هامسة‪ :‬يعني خًلص ما فيه ايًلف؟‬
‫طارق فهم ما تعني‪ :‬ان شاء هللا االقيها‪.....‬‬
‫نور نهضت بسرعة من امامه ‪....‬دارت حول نفسها‪.....‬نظرت‬
‫إليه‬
‫بكت وانقلب وجهها للون األحمر‪:‬‬
‫ليييييييييش؟‪......‬لييييييييييييييييييييييش يصير لنا‬
‫كذا‪......‬ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي‬
‫يش‪.......‬قولي‪......‬حنا جالسين ندفع ثمن منو؟‪.........‬جالسين‬
‫نتعذب عشان منو بالضبط‪..........‬ليييييييييييييييش‬
‫خطفوها‪........‬لييييييييييييييييييييش‪.....‬‬

‫سقطت على ركبتيها وضربت على فخذيها بانهيار غير متوقع‬


‫كررت‪ :‬كاااااااااانت فرحانه‪.........‬هي علمتني كيف‬
‫اعيييييييييييييش‪.........‬ليش خطفوها‬
‫طارق‪........‬ليششششششششششش هي أصًل ما نست اللي صار‬
‫‪.......‬كيف يصير لها مرتينننننننننننننننننن‪.......‬‬
‫هزت رأسها بًل‪ :‬ايلللللللللللًلف ما راح تتحملللللل ما راح‬
‫تتحمللللللللللل هاالوجاع ابد‪.........‬‬

‫ثم انهارت تبكي من قلب موجوع‪......‬أما هو نهض بصعوبة‬


‫واقترب منها ليهدئها امسك بكفي يديها‬
‫‪:‬نور اهدي‪........‬اهدي‪...‬‬
‫نور نظرت لوجهه تحدث بذعر‪ :‬بلغ الشرطة‪.....‬تكفى بلغ الشرطة‬
‫‪....‬الزم يلقونه اليوم‪....‬ايًلف ما بتتحمل‪....‬وهللا ما‬
‫بتتتحمل‪..........‬طااااااارق‪.......‬تكفى‪......‬‬
‫كسرت قلبه اوجعته على حقيقة ُّمر الخبر تحدث وهو يكبح نفسه‬
‫المنهارة من الداخل‪ :‬انا بطلع بدور عليها ‪....‬و‪...‬‬
‫قاطعته ‪ :‬خذني معاك‪....‬خذني‪....‬‬
‫طارق بهدوء‪ :‬ال انا بطلع وانتي خلج اهني يمكن تيي ‪....‬او يصير‬
‫شي‪....‬فاتصلي وعطيني خبر‪....‬‬

‫نور بانهيار‪ :‬تكفى طااارق رجعها‪.......‬ايًلف ما تتحمل‪....‬ما‬


‫تتتحمل‪....‬‬
‫طا رق طبطب على كف يديها‪ :‬هدي نور‪....‬ما راح يصير لها شي‬
‫هدي‪........‬‬
‫ثم نهض ‪ :‬خلج قريبة من جوالج ‪.......‬لو صار شي اتصلت‬
‫عليج‪....‬‬
‫لم يمهلها تتحدث يريد ان يهرب من حقيقة ما تقوله‬
‫عن ضعف ايًلف امام االوجاع هو رأى ضعفها انهيارها‬
‫يا ترى بأي حال هي اآلن خرج وترك نور في صدمة جديدة من‬
‫صدمات الحياة‪......‬‬
‫تنظر للفراغ بعينين غارقتين بالدمع يرتجف جسدها وفجأة‬
‫احتضنت جسدها واخذت تهزه كالبندول‬
‫كررت بصوت مسموع‪ :‬ايًلف ال تموتيييين ال تموتين‬
‫تكفييييييييييين انا‪....‬‬
‫نزلت دموعها على خديها ‪......‬ثم عادت هائجة تصرخ باسم‬
‫ايًلف‪.....‬تصرخ بتساؤل لماذا يحدث لهما كل هذا بعثرت‬
‫الوسط‪.....‬رمت الطاولة الصغيرة بعيدة عنها ‪....‬ضربت بيدها‬
‫على الكنب ‪......‬واخذته تحركه بًل شعور من مكانه‪......‬ضربت‬
‫الجدران‪......‬صرخت على الًلشيء‪.....‬بكت بجنون ثم سقطت‬
‫على األرض‪.........‬تفرك خدها األيمن على األرضية بوجع‬
‫‪....‬تشد على قلبها بقوة وتضربه ‪......‬تصرخ‬
‫‪:‬اييييييييييييييييييييييييييًلااااااااااااااااااااف‬
‫ايللللللللللللللللللًلااااااااااااااف‬

‫حقيقةً جنّت نور خرجت من قشرة الصًلبة والقوة إلى الضعف‬


‫واالنهيار‬
‫تتجرعه هذا االنهيار الذي ظنّت‬
‫ّ‬ ‫هذا االنهيار الذي خشيت من ان‬
‫أنها لن تصل إليه ألنّ الموت سيكون اقرب منها إليه! ولكن تلك‬
‫التوقعات فشلت‪....‬‬
‫ارتجف جسدها ‪.......‬واخذت تشد بقبضة يديها وتضرب على‬
‫األرض بقوة إلى أن تركت كدمات على يدها دون أن تشعر!‬
‫وبشكل جنوني ومخيف لمن يراها ضربت جبينها على األرض‬
‫بحسرة وتندم وخوف‪....‬عدّة مرات ثم‬
‫‪.....‬‬
‫‪........................‬‬

‫عندما علم بمكانها لم يستطع ان يكبح مشاعر الخوف‬


‫والتردد‪.......‬اخبر ماكس باالمر‪.....‬واوصى الحرس لمراقبة‬
‫أخيه‪....‬ولكي يصل سريعًا استخدم طيارته الخاصة‪......‬وصل‬
‫‪....‬إلى العنوان الذي يدله اليها‪.....‬كان في طريقه إليها‬
‫رنّ هاتفه‬
‫أجاب ‪ :‬كيف بتعمل هيك يا مراد‪.....‬كيف تخبر البنت الصغيرة بكل‬
‫شي‪.....‬وكيف اثرت على‪...‬نور‪.....‬كيف ضغطت عليها و‪....‬‬
‫قاطعه ‪ :‬أمير‪.....‬باألمس ّجنت عدّوك بس هسه ال تفتكر‬
‫عدوك‪....‬افتهم هالشي زين‪....‬‬
‫هيج‪....‬آني هسه ابدًا مو ّ‬
‫أمير وهو يتحامل على ألمه‪ :‬والنت صاحبي‪........‬اسمع كًلمي‬
‫منيح ال تئرب من نور‪....‬ئلت إلّك أنا وماكس راح نجي إلها بعّد‬
‫عنها‪.......‬‬

‫مراد بتنهد‪ :‬ما راح اضرها‪.....‬‬


‫أمير بانكسار شديد‪ :‬لم تشوفك هي تنكسر آالف المرات افهمني‬
‫منيح مراد‪....‬نور مجروحة منّك كتير‪....‬‬
‫ومراد وهو يركز على طريقه‪ :‬ومجروحة منك مليون مرة‪....‬‬
‫أمير نزلت دمعته‪ُ :‬مراد ال تروح إلها بعرف نور‪......‬راح‬
‫تجن‪.....‬‬
‫ُمراد بهم وبصدق‪ :‬كلنا جنّنينا من هالقصة اللي‬
‫رسمناها‪....‬عشان مصالحنا يا أمير‪.....‬وجا الوكَّت اللي نحط في‬
‫النهاية‪......‬‬
‫أمير فهم اشارته‪ :‬النهاية بكون محزنة يا مراد‪...‬‬
‫ُمراد ازدرد ريقه ورمش عدّت مرات‪ :‬واحتمال تصير سعيدة‬
‫امير أشار لماكس لحمل الحقيبة‪ :‬بترجاك ال تروح إلها‪.......‬بكفي‬
‫اللي صار‪.....‬‬
‫ُمراد ‪ :‬قلت لك ما راح اضرها‪.........‬وبس اطلع من عندها‬
‫اتصلت طمنتك وهسه باي‪...‬‬
‫أمير‪ :‬مرررا‪...‬‬
‫قطع الخط وشتم أمير مراد وصرخ بشتمه‬
‫ماكس ‪ :‬أمير‪....‬ال تتعب حالك‪....‬‬
‫أمير نهض بصعوبة من على السرير‪ :‬الزم نسافر‪.......‬‬
‫ماكس اتى بالقرب منه‪ :‬طيارتنا الصبح‪.....‬‬
‫أمير بتنهد‪ :‬ما فيني انتظر اكتر من هيك‪.....‬‬
‫ماكس امسك يده‪ :‬بترجاك ال تضغط على حالك‪.......‬‬
‫أمير باختناق‪ :‬طلعني من هون‪.....‬طلعني حاسس حالي ‪ .....‬راح‬
‫اختنق‪......‬‬
‫ماكس ساعده بالمشي إلى ان طلعوا من الغرفة‬
‫‪.............‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هناك خيط ضعيف يفصل بيننا وبين الحياة والموت‪.....‬انهياراتنا‬
‫المتكدسة من الداخل ما إن تخرج حتى تنفّس ع ّم بداخلنا‬
‫بجنون‪......‬من المحتمل ننجو منها ومن المحتمل ال‪......‬‬
‫‪.....‬‬
‫صوت تكسير األشياء واالثاث‪.....‬والضرب على‬
‫الجدران‪.....‬بشكل جنوني‪...‬وكسر الزجاج‪.....‬اثار فضول الشقق‬
‫المجاورة خرجوا‪....‬وتجمهروا أمام شقتها‬
‫منهم من غضب بسبب االزعاج ومنهم من طرق الباب باحترام‬
‫يخفف عن اوجاع من هم خلفه!‬
‫ولكن فجأة لم يسمعوا إال صوت نحيب وبكاء‪....‬موجع‪....‬طلب‬
‫احدهم بالتحدث مع حارس العمارة ليفتح الباب ولكن اخرسه‬
‫االخر بقول ال تتدخل‪....‬‬
‫‪.............‬‬
‫بينما ُمراد ذلك الرجل الذي لن ينكر انه احبها ولكن من اجل‬
‫االنتقام‪...‬ومن اجل انانيته وحبه للمال والمغامرات واالعمال الغير‬
‫قانونية ترك هذه المشاعر جانبا وداس عليها ليعش بهناء‪....‬هذا‬
‫هو عاد‪.....‬عاد ليكفر عن خطئه ‪.....‬وعاد ألنّ اروى ذلك ال ُحب‬
‫البسيط‪....‬واشعله بفتيل ال معنى له في قواميس نور اآلن!‪......‬لن‬
‫يفرض نفسه عليها ‪......‬فهذا ليس من حقه‪....‬لن‬
‫يجرحها‪.....‬ولكن سيحاول أن يستعيدها كما كانت‪.....‬نظر للعنوان‬
‫‪.....‬لرقم الشقة ‪.....‬خرج من السيارة راكضًا يسابق‪....‬شيء‬
‫بداخله‪......‬استيقظ مؤخرا‪....‬واشعل شموع‪....‬قديمة‪....‬لذلك‬
‫اضاءتها خفيفة!‪.......‬صعد المصعد‪....‬ضغط الزر الذي سيؤدي‬
‫به للمواجهات ‪.....‬للحقائق‪....‬للخوف‪.......‬هو أتى ليواجهها بكل‬
‫شيء‪....‬ليخبرها عن حقيقته‪....‬ليخبرها أنه متألم كونه سببًا في‬
‫اوجاعها وشتاتها‪.....‬يريد االنفراد للتحدث معها‪....‬يريد أن‪....‬‬
‫انفتح الباب‪.....‬رأى تجمهر الناس امام الشقة المنشودة بدايةً ظن‬
‫ان رجاله اخطئوا بالعنوان ‪....‬ولكن سمع صوت صريخها الذي‬
‫عاد مجددًا ‪....‬كانت تصرخ بانزعاج‪....‬وكأن احدًا‬
‫يعذبها‪.....‬عرف تلك النبرة ‪.....‬عرف ذلك الوجع الذي‬
‫يتخلله‪....‬هذه الصرخة لم تغب عن باله حينما صفعها بكل قوته‬
‫على وجهها في ذلك اليوم الذي قرر فيه باالبتعاد عنها!‬

‫صرخ ‪ :‬وخرووووووووووا‪.....‬‬
‫لم يفهموا كلمته ولكن خافوا منه صرخ باالنجليزية (مترجم)‪:‬‬
‫عودوا إلى شققكم‪....‬‬
‫ال يدري لماذا امرهم بذلك‪.......‬ال يعرف ولكن تخبطه وخوفه جعل‬
‫لسانه ينطق بتلك الكلمة‪......‬ومن ثم ركل الباب ‪....‬ودفعه‬
‫بجسده‪....‬بقوة‪....‬منهم من دخل شقتهم در ًءا للمشاكل ومنهم من‬
‫بقي لـِ ينظروا إلى سوبرمان الحديث!‬
‫كان كالمجنون يركل ويدفع الباب عدّة مرات‪...‬وعندما لم يسمع‬
‫صوتها بعد تلك الصرخة خفق قلبه‪.....‬‬
‫ودفع الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار‪.....‬وارتد مجددًا ودفعه‪....‬‬
‫دخل الشقة‬
‫كان احدهم سيدخل ولكن تحدث االخر ليمنعه‬
‫وتقدم اآلخر واغلق الباب ثم أشار لهم بالدخول إلى شققهم بقوله‬
‫(ال تدخلوا أنفسكم فيما ال يعنيكم وإال اللعنة ستصيبكم هيا ادخلوا‬
‫إلى شققكم قبل أن تأتي الشرطة وتأخذكم جمي ًعا)‬

‫الجميع ال يريد أن يقحم نفسه في المشاكل وإن كان فضوليا!‬


‫انصاعوا ألمره ودخلوا خاصة أنه رجل له ايدي في قطاعات‬
‫األمنية الرسمية!‬
‫خافوا منه ومن صيغة االمر تلك واغلقوا ابوابهم!‬
‫‪..............‬‬
‫مراد بأي حال رأى فيها نور يا ترى؟‬
‫‪...............‬‬
‫سا على عقب‪.....‬شخصت عيناه مما‬ ‫دخل الشقة وكانت رأ ً‬
‫رآه‪.....‬همس بخوف‪ :‬نور‪....‬‬
‫‪........‬‬
‫بينما نور كانت بالقرب من الزجاج الناجم عن انكسار الكأس الذي‬
‫شرب منه طارق ‪.....‬كان جسدها يرتجف بشكل مرعب‪...‬يرتد‬
‫لألعلى واالسفل ينشد بشكل ملحوظ عينيها تدوران كالمغشي‬
‫عليها‪.....‬اسنانها تصطك ببعضهما البعض‪.....‬كانت تشد على‬
‫قبضة يديها ‪.....‬ورجليها بقوة‪.......‬تخرج أنين ‪...‬مسموع‬
‫وواضح له‪.......‬‬
‫‪.....‬‬
‫ارتعب من شكلها وبهذلت حالها‪......‬شعرها متبعثر على األرض‬
‫قليًل وكذلك اطراف قبضة يدها جسدها يرتجف‬ ‫جبهتها مزرقة ً‬
‫وكأنها دخلت في نوبة صرع او تشنّج ال يدري ماذا حدث لها‬
‫بالضبط؟‪....‬صرخ باسمها ‪....‬ابعد عنها الطاولة التي تضرب‬
‫تحركت ال اردايًا!‪.........‬ابعد الكنب الذي يحيط‬‫ساقيها كلما ّ‬
‫ظهرها ‪........‬اقترب منها‪....‬مسح على رأسه بحيرة ‪.......‬انينها‬
‫ما زال يسمع جفني عينها مازاال يرتجفان‪........‬هو ال يدري أنها‬
‫دخلت في هذه النوبة عندما سمعت بخبر وفاة والدتها ولكن تلك‬
‫النوبة كانت جدًا بسيطة‪......‬ولكن اآلن ‪......‬نوبتها‬
‫مخيفة‪.......‬يشعر أنّ روحها ستخرج ‪.....‬وهو غير قادر على‬
‫انقاذها!‬
‫مسك يديها وشعر بتصلبها وتركها‪......‬نهض‪.....‬ازاح من على‬
‫جسده الجاكيت‪.......‬لملمه بيديه ووضعه تحت رأسها‪.........‬‬
‫تحدث‪ :‬نور‪......‬نور‪.....‬‬
‫بقي جسدها يهتز لدقيقة كاملة‪....‬وانينها لم ينقطع ابدًا‪ .....‬ثم‬
‫توقف عن ذلك‪.......‬واغمضت عينيها‪.......‬وارتخى جسدها‬
‫‪......‬وضع يده على كتفها‪......‬تحدث وعينيه تدمعان‪ :‬نور‪....‬‬
‫كانت مغمضة لعينيها ‪.....‬ودموعها مازالت تنهمًلن‪.......‬تنفسها‬
‫غير منتظم‪.....‬يشعر برجفة طبيعية تتسلل منها إليه‪....‬همست‬
‫وهي مغمضة‪ :‬ايًلف‪.....‬ايًلف ال تموتين‪.....‬‬
‫سكت‪.......‬سمع لهذيانها بًل حول وال قو ٍة منه‬
‫ثم قال‪ :‬نور‪....‬فتحي عيونج‪.....‬‬

‫متعبة ‪ ،‬اليوم بذلت طاقة عظيمة ‪......‬سمعت صوته‪......‬ميّزته‬


‫رغم االنهيارات ‪.....‬رغم برودة وحرارة الهواء الذي يضرب‬
‫جسدها في اآلن نفسه‪......‬رغم تسلل ذلك السائل منها‪.....‬شعرت‬
‫تبولت على‬
‫بدفئه ما بين رجليها‪......‬فهمت أنها ّ‬
‫النوبة‪.....‬وقوست حاجبيها تبكي بًل صوت‬
‫ّ‬ ‫نفسها‪.......‬بسبب تلك‬
‫‪.....‬حرجة من نفسها‪....‬من االحداث‪.....‬من عدم قدرتها على‬
‫السيطرة على زمام األمور‪......‬هل اضعفتها ايًلف هل تلك‬
‫الصداقة اشعلت في فؤادها عواطف تحجرت لفترة طويلة!‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫مسح على شعرها بلطف تحدث بتردد‪ :‬اريد افتهمي شنو صاير‬
‫بيج؟‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رف جفنيها وشدّت بقبضة يدها على قلبها حقيقة اآلن ال يسعها‬ ‫ّ‬
‫هذا العالم ال يسعها‪......‬ال تستطيع ان تتحمل اكثر ‪.....‬طارق‬
‫ارمى قنبلته الملتهبة‪..........‬وخرج‪........‬جدد جراحتها‪.....‬وأتى‬
‫بك؟‬
‫اآلخر بشكل غير متوقع ليتساءل ماذا ِ‬
‫ألم يرى بعد ما يوجعها؟!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تريد النهوض ولكن الخجل‪......‬الضعف قيداها على ان تكون‬
‫مستلقية على جانبيها األيمن تبكي بأنين‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ما زال يمسح على شعرها‪.......‬ما زال يطبطب على يدها‬
‫‪:‬نور‪....‬الدنيا مو مستاهله تسوين بنفسج جي‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فتحت عيناها تريد أن تراه بعينيها ‪ ،‬نظرت إليه بصورة‬
‫مشوشة‪......‬حاولت الجلوس واالعتدال‪.....‬ولكن تشعر أنّ خًليا‬
‫جسدها خاملة ‪.......‬ساعدها وما إن جلست ‪...‬نظرت إليه بوجهها‬
‫المحمر‪....‬ببعثرت مشاعرها وشعرها‪........‬بامتًلء وجهها‬
‫بالدموع‪......‬‬
‫رمشت مرتين ‪.....‬وكأنها تريد ان تستوعب أنه حقًا أمامها‬
‫همست‪ :‬شوفني‪......‬شوف شسويت فيني‪........‬شوفني‪....‬‬
‫كانت تشير لنفسها بضعف‪.....‬‬
‫تحدثت برجفة‪ :‬لو ما سويت لي اللي سويته ما كان الحين اعرف‬
‫ايًلف‪....‬ما كان انخطفت‪......‬بقول لي ماله دخل‪....‬بس إال له‬
‫دخل ‪...‬لو ما رميتني في الشارع كان انا مازلت في‬
‫أكسفورد‪. ..‬في بيتنا‪......‬مو هنا‪....‬كان ماعرف احد‬
‫غيرك‪.......‬كان امي ديانا عايشة ‪.......‬امير ما تصاوب‪......‬انا‬
‫اربي بنتي‪.........‬مو يحطونها في دار االيتام‪.....‬كان ما صار كذا‬
‫صح‪......‬‬
‫كان ينظر لها‪.....‬لتخبطها‪......‬لثقل لسانها‪.....‬لرجفة يدها وأخيرا‬
‫نظر للسائل من تحتها وهذا االمر جعل قلبه يرتجف‬
‫نور بانكسار‪ :‬اكسر الخاطر صح؟‬

‫عضّت على شفتيها نهضت ونهض سريعًا معها ترنّحت وكادت‬


‫تسقط امسك بها ولكن سحبت يدها منه وصرخت‬
‫‪ :‬ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييش جييييييييييييييت؟‬

‫وقف أمامها ينظر إليها بتمعن كعادته هذه ليست نور ؟‬


‫ابدًا ليست نور‬
‫صرخت‪ :‬ايًلف خطفوها‪.....‬بموتونها‪.......‬قلبي واجعني عليها‬
‫اكثر من نفسي‪.......‬ابي اختفي‪.....‬مابي اشوف حزنها‪.....‬مابي‬
‫اسمع خبر موتها‪.........‬مابي‪.....‬‬
‫وأشارت لراسها بيدين مرتجفين‪ :‬هذا ينصدم اكثر‪.......‬‬
‫اقتربت منه وهنا وطأت على الزجاج دون ان تشعر ودون ان‬
‫ينتبه ُمراد لذلك‬

‫كان يحدّق في عينيها الضائعتين ‪ ،‬لرجفة جسدها ‪...‬كان ينظر‬


‫لذنبه‪...‬ألثمه‪...‬ألنانيته على هيأت انسان ميّت!‬
‫تحدثت‪ :‬هي بتدفع ثمن منو بالضبط‬
‫اشارت باكتافها بهذيان‪ :‬مادري‪....‬بس‬
‫ثم اشارت لنفسها وارمشت مرتين إلى ان سقطت دموعها الثقيلة‪:‬‬
‫بس أنا طولة الواحد والعشرين سنة جالسة ادفع ثمن‬
‫منو؟‪.....‬ثمن يوسف وال ديانا‪....‬وال االثنين‪....‬؟‬

‫مراد شعر بقربها تسلل الوجع الذي لم تستطع وصفه يوم إليه‬
‫‪......‬هي اآلن تعاتبه ‪......‬هي االن في حالة صدمه وهذا ما فهمه‬
‫من حديثها ‪...‬تحدث بخوف‬
‫‪:‬احد متهجم عليك؟‬
‫نور ا بتسمت بسخرية وسط انهياراتها ‪ :‬الكل يا مراد الكل‪......‬مو‬
‫قادرة اسيطر على احد‪.....‬مو قادرة اردع احد‪....‬وين ما اروح‬
‫صارت لي مصيبة‪...‬ووين ما اروح تلحقوني وتجون‬
‫وراي‪......‬وين اروح؟‪......‬المفروض اروح عند ديانا صح؟‬

‫فهم اشارتها المخيفة هز رأسه بًل‬


‫اقترب اكثر منها اختلط الخوف والندم مع بعضهما‬
‫البعض‪....‬اختلطت االنفاس واالوجاع في آن واحد‪.....‬لم ترمش‬
‫وهي تنظر لعينيه ‪...‬وهو لم ينزل عينيه المذعورة من حالها‬
‫عنها‪.......‬ال يدري ماذا يقول ؟‪...‬ال يعرف كيف يخفف‬
‫عنها‪....‬من هي ايًلف؟‪....‬هل من المعقول ان تكون‪.....‬‬
‫ضاق صدره‪.....‬واسودّت الدنيا في عينه‪...‬‬
‫تحدثت بالًلواعي‪ :‬مابيها تموت‪....‬هي‬
‫طيبة‪....‬نظيفة‪.......‬بريئة‪........‬ما تتحمل األلم‪...........‬ما تتحمل‬
‫احد يغلط عليها‪....‬ال تموت‪........‬ال تموت‪......‬‬
‫امسك باكتافها وهو يهمس‪ :‬ما راح يصير بيها شي‪...‬‬
‫نفرت منه وابعدت يديه عنها صارخه‪ :‬وخر عنيييي‪........‬ال‬
‫تحرقني بايدينك‪.....‬يكفي‪.....‬صرت رماد انا صرت رمااااااااد‪....‬ال‬
‫تبعثرني‪.......‬ال تبعثرنيييييييييييييييييييي‪............‬‬

‫جنّ على جنونها بكى بًل صوت ‪.....‬بكى على حالها بًل دموع‬
‫ازدرد ريقه ‪......‬ضاق تنفّسه‬
‫اردف‪ :‬نور‪....‬‬
‫تراجعت للوراء وهي ترتجف بشكل ملحوظ ترنّحت لليمين وهي‬
‫تُشير إليه‪ :‬اطللللللللللع برا‪......‬اطلللللللللللللللع برا‪.....‬‬

‫رمش مصدو ًما حقيقةً مما آلت عليه ومما رآه‬


‫مشى بثقل لألمام ليقترب منها وهي تصرخ وتأمره ليخرج‬
‫تحدث‪ :‬نور‪......‬‬
‫نور وهي تشّد على آذانيها‪ :‬ال تقول اسمي‪.....‬ال تقوله‪......‬‬
‫فتحت باب الشقة‪...‬وتركته مفتو ًحا ثم‬
‫قالت‪ :‬اطلع وسكر الباب‬
‫ثم دخلت الغرفة واغلقته على نفسها‪.....‬اما مراد اغلق باب الشقة‬
‫وجلس على طرف الكرسي الذي وجده امامه‬
‫‪.....‬موتها انا‪...‬‬
‫ّ‬ ‫همس بضيق‪ :‬ماتت نور‬
‫شد على قبضة يده وبندم‪ :‬هللا يسامحك يا جورج!‬
‫‪..................................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫غير قادرة على ان تتجاهل االمر اكثر‪....‬خائفة‪....‬خائفة من أنّ‬
‫الوقت حان في كشف الحقائق‪.....‬مشعل لن يغفر لها كذبتها‬
‫وخدعتها وكذلك أبناؤها ‪.....‬لن يغفر لها احد‪.....‬‬
‫تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا االمر‬
‫تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُضح ذلك االمر‬
‫تشعر بالقلق والحيرة‬
‫وتدعو من قلبها‬
‫بكل قهر‪ :‬يا ربي اخذها من هالدنيا ور ّيحني منها آخذها يا رب‪....‬‬
‫ال تشعر بناحيتها بشعور االمومة رغم أنّ هي ّ‬
‫اول األلم اول‬
‫اول الصرخة‬ ‫االحتضان ّ‬
‫اشت ّمت رائحتها‪ ،‬نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء‬
‫مشاعرها رمتها ‪....‬بكرهها لوالدها ‪...‬رمتها على‬
‫جورج‪....‬ورمت خلفها الذكريات‪....‬ولكن اآلن تخشى ان تشتعل‬
‫هذه الذكريات بالنيران‬
‫الجميع مجتمع‪.......‬الجميع يضحك‪....‬هي غير قادرة ‪....‬على ان‬
‫تندمج معهم خائفة من ان تطرد يو ًما من هذه األجواء‪.....‬‬
‫نظرت للبحر‪......‬بحيرة‪.....‬تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر‬
‫جديد‪......‬تهديد جديد لكن ال شي‪......‬‬
‫نادتها ابنتها‪ :‬يمه‪......‬صار العشا جاهز تعالي‪....‬‬
‫التفت وهي تمسح على وجهها بضيق‪ :‬يايه‪.....‬يايه الحين‪...‬‬
‫ثم نهضت وهي تدعو‬
‫‪:‬يارب ال تحرمني من هـ اللمة!‬
‫‪.....‬‬
‫على أم ٍل من انقاذها على ام ٍل من انتشالها من الظًلم‬
‫من ايدي الثعابين وال‪xxxx‬ب!‬
‫ُمتعب‪....‬بل منهمك‪ُ ...‬جرحه بدأ بالنزف‪......‬شعوره بالغثيان‬
‫يزداد‪....‬ولكن يحاول أن يصمد‪.....‬يحاول أن يصمد من أجل أال‬
‫يعش في عذاب ضميره لألبد‪....‬من أجل تلك المسكينة التي ال‬
‫دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!‪.....‬قادة‬
‫سيارته‪......‬وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه‪.....‬لن‬
‫يذهب إلى إدوارد لوحده‪.....‬هو ليس مجنون‪......‬جلب معه‬
‫ُح ّراس‪.......‬ليرهب بهم قلب ادوارد‪......‬ليوصل له أنه عنيد كما‬
‫هو!‪......‬ليبرهن له انّ لن تنازل عن حبيبته كما‬
‫يظن‪......‬وصل‪....‬إلى العتمة‪.....‬إلى الضيّاع‪....‬إلى الخوف‪....‬‬
‫نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال‪....‬اتوا‬
‫خلفه‪....‬مشى بخطى ضعيفة‪....‬بطيئة‪......‬مؤلمة‪......‬مشى وهو‬
‫حامًل سًلحه بيده‪.......‬مقرر تما ًما على ان ياخذها منه ويخرج‬ ‫ً‬
‫من هنا‪......‬‬
‫وصل للباب‪.....‬نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل‬
‫جانب‪....‬رأى كيف سري ًعا تو ّجهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله‬
‫عندما اقتربوا‪.....‬نظر إلدوارد وهو يحتسي القهوة في شرفته وما‬
‫إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشى امامه‬
‫وهو يتحدث باإلنجليزية (مترجم)‪ :‬كُنت انتظرك‬
‫طارق بنفس متسارع ‪ :‬وين ايًلف؟‬
‫إدوارد وضع يديه في مخبأ بطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة‬
‫ي إيًلف؟‬
‫وجدًا‪ :‬مين ه ّ‬
‫طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف‬
‫شهر السًلح في وجهه وصرخ‪ :‬قلت لك ووووووووووووين‬
‫ايًلف‬
‫سمعوا سري ًعا صوت (تعشيقة المسدسات) المو ّجهة لناحية طارق‬
‫ورجاله‬
‫ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه‬
‫ثم قالت لطارق بثقل لسانه‪ :‬ابحث عنها‪......‬‬
‫طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل‪...‬‬
‫ثم قال‪ :‬عارف انها مو اهنيه‪....‬يا ادوارد‪......‬وعارف انك انت‬
‫اللي خاطفها‪.....‬قول لي وين مكانها‪.....‬‬
‫ادوارد هز اكتافه ‪ :‬آي دونت نو‪....‬‬
‫طارق لم يتح ّمل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع لكم بطرف‬
‫مسدسه وجه ادوارد وسري ًعا ما تو ّجهت األسلحة بشكل سريع‬
‫عليه‪....‬و‪...‬‬
‫‪...............‬‬

‫انتهى‬

‫قراءة ممتعة‬
‫تحياتي شتات‬
‫البارت الرابع والعشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫غير قادرة على ان تتجاهل االمر اكثر‪....‬خائفة‪....‬خائفة من أنّ‬
‫الوقت حان في كشف الحقائق‪.....‬مشعل لن يغفر لها كذبتها‬
‫وخدعتها وكذلك أبناؤها ‪.....‬لن يغفر لها احد‪.....‬‬
‫تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا االمر‬
‫تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُفضح ذلك االمر‬
‫تشعر بالقلق والحيرة‬
‫وتدعو من قلبها‬
‫بكل قهر‪ :‬يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها أخذها يا رب‪....‬‬
‫ال تشعر بناحيتها بشعور االمومة رغم أنّ هي ّ‬
‫اول األلم اول‬
‫اول الصرخة‬ ‫االحتضان ّ‬
‫اشت ّمت رائحتها‪ ،‬نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء‬
‫مشاعرها رمتها ‪....‬بكرهها لوالدها ‪...‬رمتها على‬
‫جورج‪....‬ورمت خلفها الذكريات‪....‬ولكن اآلن تخشى ان تشتعل‬
‫هذه الذكريات بالنيران‬
‫الجميع مجتمع‪.......‬الجميع يضحك‪....‬هي غير قادرة ‪....‬على ان‬
‫تندمج معهم خائفة من ان تطرد يو ًما من هذه األجواء‪.....‬‬
‫نظرت للبحر‪......‬بحيرة‪.....‬تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر‬
‫جديد‪......‬تهديد جديد لكن ال شي‪......‬‬
‫نادتها ابنتها‪ :‬يمه‪......‬صار العشا زاهب تعالي‪....‬‬
‫التفت وهي تمسح على وجهها بضيق‪ :‬يايه‪.....‬يايه الحين‪...‬‬
‫ثم نهضت وهي تدعو‬
‫‪:‬يارب ال تحرمني من هـ اللمة!‬
‫‪.....‬‬
‫على أم ٍل من انقاذها على ام ٍل من انتشالها من الظًلم‬
‫من ايدي الثعابين والعقارب!‬
‫ُمتعب‪....‬بل منهمك‪ُ ...‬جرحه بدأ بالنزف‪......‬شعوره بالغثيان‬
‫يزداد‪....‬ولكن يحاول أن يصمد‪.....‬يحاول أن يصمد من أجل أال‬
‫يعش في عذاب الضمير لألبد‪....‬من أجل تلك المسكينة التي ال‬
‫دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!‪.....‬قاد سيارته‪......‬وحرسه‬
‫بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه‪.....‬لن يذهب إلى إدوارد‬
‫لوحده‪.....‬هو ليس مجنون‪......‬جلب معه ُح ّراس‪.......‬ليرهب بهم‬
‫قلب ادوارد‪......‬ليوصل له أنه عنيد وعناده ال‬
‫يُضاهيه!‪......‬ليبرهن له انه لم و لن يتنازل عن حبيبته وخطيبته‬
‫كما يظن‪......‬وصل‪....‬إلى العتمة‪.....‬إلى الضيّاع‪....‬إلى‬
‫الخوف‪....‬‬
‫نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال‪....‬اتوا‬
‫خلفه‪....‬مشى بخطى ضعيفة‪....‬بطيئة‪......‬مؤلمة‪......‬مشى وهو‬
‫حامًل سًلحه بيده‪.......‬مقرر تما ًما على ان يأخذها منه ويخرج‬ ‫ً‬
‫من هنا‪......‬‬
‫وصل للباب‪.....‬نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل‬
‫جانب‪....‬رأى كيف سري ًعا تو ّجهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله‬
‫عندما اقتربوا‪.....‬نظر إلدوارد وهو يحتسي القهوة من خًلل‬
‫شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى‬
‫يمشي امامه‬
‫وهو يتحدث باإلنجليزية (مترجم)‪ :‬كُنت انتظرك‬
‫طارق بنفس متسارع ‪ :‬وين ايًلف؟‬
‫إدوارد وضع يديه في مخبأ بنطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة‬
‫ي إيًلف؟‬ ‫وجدًا‪ :‬مين ه ّ‬
‫طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف‬
‫شهر السًلح في وجهه وصرخ‪ :‬قلت لك ووووووووووووين‬
‫ايًلف‬
‫سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) المو ّجهة لناحية طارق‬
‫ورجاله‬
‫ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه‬
‫ثم قال لطارق بثقل لسانه‪ :‬ابحث عنها‪......‬‬
‫طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل‪...‬‬
‫ثم قال‪ :‬عارف انها مو اهنيه‪....‬يا ادوارد‪......‬وعارف انك انت‬
‫اللي خاطفها‪.....‬قول لي وين مكانها‪.....‬‬
‫ادوارد هز اكتافه ‪ :‬آي دونت نو‪....‬‬
‫طارق لم يتح ّمل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع له و بطرف‬
‫مسدسه لكم به وجه ادوارد وسريعًا ما تو ّجهت األسلحة عليه لم‬
‫يكتفي بهذا القدر من افراغ غضبه بل اقترب من جسد ادوارد‬
‫الذي انحنى متأل ًما‬
‫رفعه من اكتافه ولم يتردد في سحبه لألمام ومن ثم يركله بركبته‬
‫على بطنه‬
‫سمع ادوارد هنا صوت اطًلق النار وسحب طارق معه لألرض‬
‫لكي ال تخترقه الرصاصة!‬
‫صرخ ادوارد (مترجم)‪ :‬توقفوا عن اطًلق النار وإال قتلتكم‬
‫جمي ًعا!‬
‫نظروا حرسه بتعجب إليه ومن ثم ‪....‬نظروا إلى طارق الذي سدد‬
‫لكمته في وجه ادوارد وهو يقول‪ :‬خايف من ابوك ينحيك عن‬
‫هالمنصب‪...‬تدري لو مت بسببك ‪...‬ابوك راح يشرب من دمك‬
‫‪....‬عارف قوانينكم اللي ما فيها خير‪.....‬عارفها وحافظها مثل‬
‫اسمي‪....‬‬
‫دفعه إدوارد وبخفة هنا استلقى طارق على األرض واصبح ادوارد‬
‫سريعًا فوقه ماسكًا بياقة طارق وهو يهزه‬
‫تحدث بحقد وبلغة مكسرة‪:‬‬
‫ايًلاااااف‪.....‬ستككون‪....‬الااعبتي‪.....‬جميلة‪...‬رائع‬
‫ة‪...‬وانت‪....‬خائن‪...‬ال تستـ‪....‬‬

‫لم يكمل حديثه بعد أن ابعد طارق راسه للوراء وبشكل سريع لكم‬
‫وجه بجبينه‪.....‬‬
‫ثم نهض وهو يتألم من جرحه الذي بدأ ينزف بشدة‬
‫تحدث‪ :‬مريض نفسي‪....‬حقييييييييير‪........‬خذت حقك‪......‬خليت‬
‫ابوك يطلع حكمه صوبتني‪.....‬تدري لو يدري انك خاطف لي احد‬
‫من اهلي واقربائي‪.....‬بيحكمه ينهيك‪.......‬ينهيك يا اللقيط‪........‬‬

‫ادوارد لم يفهم حديث طارق كله‪......‬ولكن استشاط غيضًا‬


‫‪.....‬نهض وكان سيهجم عليه ولكن احد حرس طارق اتى مسرعًا‬
‫في ركضته واطلق النار في الهواء‬
‫تج ّمد ادوارد في مكانه ظنّ انّ الرصاصة اصابتهُ ح ًقا‬
‫ولكن استوعب ما حدث على صوت طارق وهو يضحك‬
‫بجنون وقهر وحقد‬
‫وهو يقول‪ :‬جبان‪....‬وبتظل جبان‪....‬‬
‫ثم اردف بهمس إلدوارد‪ :‬اسمعني يا اللقيط اذا ما طلعت لي‬
‫ايًلف‪...‬راح أقول ألبوك انك على عًلقة مع زوجته‬
‫لورين‪....‬وانت فاهم شقصد صح؟!‬
‫صت عيني ادوارد نظر لطارق بحقد‬ ‫شخ ّ‬
‫واكمل طارق وهو يردف‪ :‬صدقني اعرف ابوك ما راح يتردد من‬
‫انه يذبحك‪......‬واختك ادري انها طفلة‪......‬ومالها‬
‫ذنب‪.....‬وعارف شقد تحبها‪....‬وهللا احرق قلبك عليها‪......‬‬

‫ادوارد تذكر اخته‪......‬الرا‪...‬طفلة ‪....‬دفعت ثمن تلك‬


‫التحرشات‪......‬تحرش بها والده دون ان تعلم لورين‪....‬إلى ان‬
‫ّ‬
‫التوحد‪....‬او‬
‫آلت إلى هذه التطورات ‪.....‬ودخلت في قوقعة مرض ّ‬
‫تطور معها االمر‪.....‬واجه ابيه بهذا‬‫ربما كانت تعاني منه ولكن ّ‬
‫االمر فطرده والده وابعده عن أحضان لورين دون يعي ذلك!‬
‫جميعهم خائنون‪.....‬ويختبئون وراء ستائرهم‪.....‬ولكن االمر الذي‬
‫ارعبه طارق كيف علم بهذا االمر!؟‬
‫واعلم انّ الجميع يتساءل هل الرا ولورين‬
‫هما نفسهما التي حاول نور ان تعمل في منزلهما كمربية أطفال‬
‫نعم اجل هما نفسهما!؟‬
‫كانت ستدخل في عالم مخيف ولكن سحبت نفسها قبل ان تغرق‬
‫في قاعه!‬
‫‪....‬‬
‫طارق ابتسم بخبث‬
‫ثم طبطب على كتف ادوارد‪ :‬عارف كيف اط ّلع ايًلف من بالك‬
‫‪......‬عن اذنك‪....‬‬
‫ثم خرج وتبعوه الرجال‪ ،‬ادوارد بقي واقفًا يرتجف في مكانه‬
‫بينما طارق تحدث بالفرنسية إلحدى رجاله‬
‫(مترجم)‪ :‬اتصل لي على ماكسين‪.....‬‬
‫ثم نظر لبقية رجاله فتحدث(مترجم)‪ :‬انتم ابقيا هنا راغبا تحركات‬
‫ادوراد‪....‬وانت‪...‬‬
‫أشار ألحدهم‪ :‬دعنا نبتعد إلى ناحية رأس الجبل‪......‬‬
‫ثم أشار بتهديد‪ :‬اجعلوا اذانكم واعينكم متسلطة عليه ‪.....‬وإن‬
‫حاول الهروب ال تترددوا في قتله!‬

‫ثم دخل سيارته ودخل اآلخر ليقودها إلى حيثما قال بينما طارق‬
‫كان ينتظر رد ماكسين عليه‬
‫ثوان ثم أجاب مع انطًلق السيارة إلى ناحية الجبل‬
‫ٍ‬ ‫لم يأخذ إلى‬
‫تحدث‬
‫(مترجم)‪ :‬كُنت اظن انّ الحكم انقضى وتم اخذ القرار ونهي‬
‫التفاوض في االمر‪...‬‬
‫سكت الطرف اآلخر ليردف‪ :‬لم تمت‬
‫تحدث طارق (مترجم)‪ :‬ارجو انك في وعيقك‪....‬اآلن‪.....‬لكي‬
‫نستطيع التحدث بوضوح‪......‬‬
‫تحدث اآلخر(مترجم)‪ :‬ماذا تريد‪.....‬الحكم كما قلت انقضى‪....‬ال‬
‫استطيع ان اميّزك عن البقية انت خنتنا في نقوضك لبعض‬
‫القوانين‪......‬واخذت الجزاء‬

‫طارق بحقد وهو يشد على جرحه بألم(مترجم)‪ :‬وابنك إدوارد‬


‫خانك في قوانينك اراك ال تعاقبه؟ّ!‬

‫تحدث بلغة صارمة(مترجم)‪ :‬لم يخونني‪.....‬‬


‫طارق ضحك باستفزاز وهو يتو ّجع ويحاول ان يتقلّب على‬
‫آالمه(مترجم)‪ :‬ماكسين‪....‬هههههههههههههه ح ًقا انك مسكين‬
‫‪....‬بأي واحده تريدني ان افضحه‪.....‬ولكن دعني‪......‬اخبرك ً‬
‫اوال‬
‫بما فعله بي‪.......‬وماذا يعني في قوانينكم‪....‬‬
‫ماكسين بملل (مرتجم)‪ :‬ال تطل االمر تحدث‪.....‬‬
‫ثوان ثم قال‬
‫ٍ‬ ‫طارق شعر بالدوران لذلك سكت لخمس‬
‫بهدوء(مترجم)‪ :‬خطف خطيبتي‪.....‬كعقاب‪....‬وانا اعلم اطًلقه‬
‫بالنار علي ألخذ الجزاء انتهى‪....‬وفي قانونكم ‪......‬ال يسمح‬
‫لمحاولة قتل الشخص من افراد المجموعة إال مرة واحدة ‪...‬وال‬
‫يجوز ألي احد بأذ ّية اقرباؤه ‪....‬هل انا مخطأ؟‬
‫لثوان ثم قال‪ :‬سانهي االمر‪......‬واآلن اغلق‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ماكسين سكت‬
‫مصرا على بث السم في العسل‬ ‫ا‬ ‫قاطعه‬
‫يريد ان ينتقم من ادوارد(مترجم)‪ :‬أأتي اآلن وانهي االمر‪......‬‬
‫ماكسين بحده(مترجم)‪ :‬سأنهيه باتصال واحد‪...‬ال تقلق‪...‬‬
‫طارق بغضب(مترجم)‪ :‬انا امام منزله ‪....‬أتيت إليه ليخرجها لي‬
‫ولم يفعل‪......‬أنا ال اثق به ابد‪......‬ودعني اخبرك‪......‬ادوارد‬
‫ولورين زوجتك على عًلقة‪........‬مدتها لم تقل عن السنة‬
‫الكاملة‪......‬‬
‫ماكسين نهض هنا وشخصت عينيه(مترجم)‪ :‬حاقد‬
‫‪........‬ومقهور ‪.....‬وتقوم بالتلفيقات‪.....‬‬
‫طارق بخبث(مترجم)‪ :‬سأغلق اآلن وسأرسل إليك الصور التي‬
‫تثبت خيانتهما‪.....‬وسأنتظر مجيئك وإال ‪....‬نشرت الصور في كل‬
‫مكان‪...‬وسأكتب تحتها بالخط العريض‬
‫لورين تخون زوجها الثري ماكسين مع ابنه الوسيم‪......‬‬
‫ثم اغلق الخط ونظر لحارسه‬
‫وهو يقول(مترجم)‪ :‬ارسل الصور‪....‬‬

‫حقيقةً طارق لم يخطط لكل هذه األمور ولكن إصرار ادوارد‬


‫المريض في جرح قلبه جعل ه يتصرف بهذا الشكل ويهدده بأمور‬
‫لم ينساها اب ًدا كان لدى طارق مبدأ‬
‫البد أن تعرف كل شيء عن حياة المجرم الذي تعمل معه‬
‫وعليك أال تثق به ال تدري ربما تدور الحياة وينقلب ضدك!‬
‫وهذا ما حدث معه‬
‫سيجعل األب يقتل او يعاقب األبن ال يهمه اآلن سوى ان يظفر‬
‫بإيًلف المسكينة‬
‫ويعلم جيّدًا ما إن يرى ماكسين تلك الصور‬
‫إال وسيأتي هنا غاض ًبا!‬
‫البد أن يخرج ايًلف‪......‬اليوم ‪...‬من وكر الشيطان‬
‫ال يعلم اآلن ماذا فعل بها ولكن كما يعرف ادوارد‬
‫ال يقهر الشخص بأسلوب رحيم بل بأسلوب مخيف ومرعب‬
‫ربما هو لم يغتصبها اآلن!‬
‫ولكن ربما فعل بها ما هو اشد!‬
‫فهو مريض نفسياا ومحباا للتعذيب وفرض سلطته على الضعفاء!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وهذه الظنون حقيقية‬
‫إيًلف‪....‬وعت على نفسها بعد سكب الماء البارد على جسدها‬
‫فتحت عينيها وهي تشهق وقتها‪....‬وهي في مكان مطمور‬
‫‪....‬بعيد عن ضوء الشمس‪.....‬مخيف بإنارته الخفيفة‪......‬‬
‫نظرت للوجه الذي ال تريد يو ًما ان تراه‪.....‬ال تريد ان تتذكره‬
‫حتّى‪.....‬وحاولت الهرب‪....‬وادركت انها مثبته برباط حكيم‪......‬لم‬
‫يأخذ منها الشيء السهل‪.....‬لم يأخذ منها عذريتها! بل أخذ جمال‬
‫جسدها بتشويهه!‬
‫بالجروح‪......‬والحروق ‪.....‬مريض نفس ًيا‬
‫ربما سادي‬
‫يُسعد نفسه بأذيّة اآلخرين‪.......‬السادية ال تقتصر على الجنس‬
‫فقط‪.....‬فهي ممتدّة في المعاني والتشخيصات الطبية‬
‫وفي األوان األخيرة أشير لهذا المرض انه يشتمل على اضطرابين‬
‫وهما السادية الجنسية واألسلوب السادي العام‬
‫‪.......‬‬
‫كما انّ بعضهم مهووسون ومفتونون باألسلحة والحرب والجرائم‬
‫واالعمال الوحشية‬
‫ربما إدوارد يعاني من هذا المرض النفسي‬
‫وافعاله تخبرنا انه في اشد واعماق هذا المرض‬
‫التقرب منها وحاول بشتّى الطرق في اخذ ما‬‫ّ‬ ‫لن انكر انه حاول‬
‫اغلى ما تملكه‬
‫ولكن ايًلف كانت تصرخ وتبكي وتضربه وتحاول ابعاد نفسها‬
‫المحرمة‪.....‬وقربه المشؤوم‬
‫ّ‬ ‫عن قُبًلته‬
‫حاولت جاهدة إلى ان فقدت وعيها بسبب ذعرها وصحت من‬
‫جديد بصرخة خرجت من أعماق قلبها‬
‫بعد ان المس الماء الحار ظهرها‬
‫ولم تهدأ عن الصراخ ابدًا‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫جنّ جنونها واخذ المكان يهتّز بصراخها حينما رأته يقص شعرها‬
‫ويرميه في وجهها بابتسامة ماكرة وعينيه محمرتين‬
‫طويًل يصل إلى مستوى اكتافها واآلن وصل إلى‬ ‫ً‬ ‫شعرها كان‬
‫رقبتها!‬
‫ما هذا الجنون ولم يكتفي بعدها بهذا االمر اقترب منها بالحدود‬
‫الذي ال تضيّع عذريتها ‪....‬ال وصف ُمناسب لحالها ال وصف يمثّل‬
‫شعورها ‪......‬بهت لون ايًلف سري ًعا وفجأة‬
‫سكنت في مكانها بعد زوبعة رغبته ‪.....‬وبعد نفاذ طاقتها في‬
‫الصراخ والبكاء‪......‬عاد من جديد ليسرق روحها ‪.....‬عادت‬
‫بقوة‬
‫ثائره تمنعه إلى ان لكمها على وجهها ّ‬
‫حتى سقطت هي والكرسي م ًعا على األرض‬
‫وبدأت تصرخ من ألم انفها تشعر انه فعل ايا انكسر وبدأ بالنزف‬
‫هو قادر على ان يأخذ منها ما ال تريد أن يأخذه ولكن هو مستمتع‬
‫لهذا الوضع‬
‫هو قال لن أؤذيك فقط سأؤذي طارق‬
‫ولكن في الواقع هو آلمها وبشدّة‬
‫تمنّت لو تموت تحت تعذيبه النفسي والجسدي‬
‫تذكرت والدتها ووالدتها وهمست بأسمائهما‬
‫ال تدري كم مرة اغمي عليها لتجلس على نظام تعذيب جديد‬
‫ال تدري كم مرة ُجرح جسدها بأظافر يده لتثبيتها‬
‫للتقبيل ‪...‬والتعذيب!‬
‫حدث لها ما لم يستوعبه المرء‬
‫حاولت ب ّجًل جهدها ال يصل تعذيبه لألمر الذي يفقدها كل شيء‬
‫رغم انها فقدت جزء من روحها اآلن!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فتحت عينيها ببطء شديد دون ان يلحق الضرر بها‪......‬رأته واق ًفا‬
‫بالقرب من رأسها‬
‫كانت مستلقية على طرف كتفها األيمن وجهها يًلمس األرض وما‬
‫قربت ركبتيها لناحية بطنها وشدّت بخدها على‬ ‫ان شعرت به ّ‬
‫األرض كانت تخرج شهقة وأخرى منها‬
‫تشعر باأللم والمهانة‬
‫تشعر بالم جسدها ‪....‬خاصةً ظهرها وانفها يحرقا قلبها الموجوع‬
‫أصًل!‬
‫كان شعرها المقصوص بالقرب منها على األرض‬
‫والكرسي الذي ابعده عن جسدها مركونًا في الزاوية محتف ًظا ببقيّة‬
‫دماؤها!‬

‫انحنى وشدّت على عينيها لتنزل دموعها ويرتجف جسدها ببرد‬


‫المكان و بخوف من وحشية ذلك الوحش!‬
‫تحدث بلغته(مترجم)‪ :‬يهدنني؟‪.....‬طارق يهددني من أجلك‪...‬وانا‬
‫سأوجع قلبه اآلن‪....‬‬
‫فتحت عيناها على اآلخر وكأنها فهمت ما يُشير إليه‬
‫ليس لها طاقة على مقاومته‪.....‬ليس لها طاقة على الصراخ‬
‫والعويل‪.....‬هي انتهت‪....‬ولكن هي سعيدة انها لم تخسر نفسها‬
‫كليا بعد!‪....‬حاولت ان تسحب نفسها للوراء بعيدًا عنه ولكن‬
‫شعرت بتخدر جسدها من شدّت اآلالم‬
‫تحركت بشكل غير ملحوظ تحاول االبتعاد‬
‫ولكن هو وضع يده على اكتافها وهو يحدّق في عينها الجوزاء‬
‫‪.....‬‬
‫استقرت على الرباط حرر يدها‬ ‫ّ‬ ‫مرر يده ببط على ذراعها إلى ان‬
‫وكذلك رجليها وانكمشت على نفسها وهي تنظر له بفجعة ما مر‬
‫عليها اليوم من احداث صعبة‬
‫تحدث بخبث وهو يقترب من وجهها ويتفحصه‬
‫ينظر آلثار آثامه‬
‫ينظر إلى الخوف المزروع في منتصف بؤبؤ عينيها‬
‫همس بالعربية ‪ :‬لنلعب‪...‬لعبتنا‪......‬االخيرة‪....‬‬

‫حركت رأسها ِبًل‪........‬حاولت بثقل يدها والتي تشعر بتنملها اثر‬


‫رباطها الشديد لساعات طويلة ‪.....‬حاولت دفعه ولكن لم‬
‫تستطع‪....‬ط ّبق على جسدها وحكّمه‪.......‬اقترب اكثر من‬
‫وجهها‪....‬كانت تبكي ‪..‬بحشرجة صوتها بنبرة تنّم عن تعبها‬
‫‪.....‬وتنم عن كثرة بكاؤها لذلك يخرج بشكل متق ّ‬
‫طع‬
‫وواطي‪......‬رجليها تتنمًلن تحاول تحريكهما لتبتعد عنه ولكن كل‬
‫شيء خانها في هذه اللحظة‬
‫اللحظة األخيرة‪.......‬والتي تُعلن عن ضياعها فيما بعد‪......‬التهم‬
‫جبينها بقبلة هادئة‪....‬ثم اسند جبينه على جبينها‬
‫والمست ارنبة انفه ارنبة انفها المكسور فتأو ّهت بوجع انفها‬
‫وبكت تحاول الفرار من يديه ولكن شد على رأسها بهدوء‬
‫اغمض عينيه وعينيها شاخصتين‬
‫تحدث‪: I want you so much‬‬

‫جمد الدم في عروقها في ايدي أي مريض نفسي وقعت؟‬


‫ارتفع صدرها بشهيق موجع ولم تستطع زفره ابدًا‬
‫تريد معجزة‪.....‬اآلن تخلصها من يده‬
‫اغمضت عينها وهمست بضعف‬
‫‪:‬يا رب‪.....‬‬
‫ما زال ادوارد على وضعه‬
‫ايًلف ببكاء‪ :‬استغفر واتوب اليك‪....‬يا رب‪.....‬‬

‫ادوارد احتضنها‪....‬واخذت ترتجف‪......‬بكت واخذ يطبطب على‬


‫ظهرها!‬
‫همست تنادي والدتها والدها‪......‬اخت تنادي الجميع‬
‫نادت خالتها سعاد ‪....‬تذكرت حنانها وعطفها عليها‬
‫اصًل وتتمنى موتها‬‫ً‬ ‫نادت خالتها دالل والتي ال تعرف انّها والدتها‬
‫بالدعاء عليها بالموت!‬
‫نادت الجميع‪ .......‬ثم تذكرت بُعد مسافاتهم‬
‫فناجت ربها بهمس موجع‪ :‬يا رب‪.....‬‬
‫كرهت نفسها ‪.....‬قربه اشعرها برخصها‪....‬رغم انها ال ذنب لها‬
‫في كل شيء‪....‬انكرت فعله‪.......‬بكلمات‬
‫وافعال‪.....‬بصراخ‪....‬ونحيب‪......‬موجع‪......‬ما يحدث لها اآلن‬
‫اصعب مما حدث عليها في بداية األمر!‬
‫ففي بداية األمر تملك طاقة لبعثرة الوسط اآلن‬
‫ال تملك شيء‪...‬ضعيف‪ُ ...‬مهانة‪......‬شبه مستسلمة!‬
‫كررت الهمس وأطراف يديها مرتخيتان وتًلمس األرض‬
‫بضعف‪....‬‬
‫‪:‬يا رب‪.....‬‬
‫ال تدري هل هو يعذبها اآلن بهذا االحتضان ام ينوي على شر آخر‬
‫غير االمر الذي اتى في بالها؟!‬
‫اجابها بعد ان شعرت بوخزة ثقيلة‬
‫ومخدرة لخًليا جسدها ‪.....‬ومؤلمه‬
‫حتى انّ من شدّة المها رفعت يديها تشد على اكتافه من وجعها‬
‫بعد ان رفعت نفسها من على حضنه دون ان يعيدها إليه‬
‫نظرت لوجهه‬
‫وهو يقول (مترجم)‪ :‬اخبرتك اريد اؤذي طارق ليس انتي؟!‬
‫انزلت نظراتها على فخذها نظرت الستقرار السكين عليه‬
‫لم تستوعب االمر‪ ،‬هو يريد فقط تعذيبها من اجل جرح قلب طارق‬
‫‪......‬فهمت انه لم يخطط على موتها ابدًا وصلت الفكرة!‬
‫اردف(مترجم)‪ :‬انا ال اريد قتلك ال ادري لماذا ولكن اريد ان‬
‫اوجعه!‬
‫ثم نهض وتركها ‪.....‬معلّقة تنظر اليه وهو يخرج‪....‬حاولت ان‬
‫تصرخ لم يخرج صوتها‪.....‬لم تستطع ان تبكي بصوت مرتفع‬
‫اعادت النظر للسكين المرتكزة على فخذها‬
‫حاولت سحبها ولكن كانت يديها ترتجفان رمشت عدّت‬
‫مرات‪........‬همست‬
‫بخوف‪ :‬نور!‬
‫‪...................‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ال ُحزن والفرح توأمان ملتصقان ببعضهما البعض ال ينفصًلن عن‬


‫بعضهما ولكن في بعض الحين تكون سطوة أحدهم اقوى من‬
‫اآلخر!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الماء الدافئ قادر على ان يدفأ برودة قلبنا المتج ّمد من مرارة‬
‫األحداث قادر على إذابته بهدوء وسكينة انسيابه‬
‫اثارا كُثر‬
‫لها القدرة الكُبرى في ان تزيح ً‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫امتزج الماء الساخن الساقط على وجهها مع ُحبيبات الدمع‬
‫النازف من عينيها‬
‫تبولت على نفسها؟‬ ‫هل ح اقا ّ‬
‫هل ح اقا عاشت وذاقت نوع جديد من االنهيارات ظنّت يو ًما انها‬
‫ختمت جميع أنواعها؟‬
‫ارتجف جسدها تحت صنبور الماء‪....‬لم تطل في‬
‫االستحمام‪....‬حاولت ان تستعيد وعيها الذي فقدته في لحظة‬
‫جنون غير متوقعة‬
‫أغلقت الصنبور‪....‬سحبت المنشفة جففت جسدها وارتدت‬
‫مًلبسها في الخًلء على عج ٍل منها ثم خرجت‪......‬نظرت للغرفة‬
‫‪....‬ببهوت‪......‬اختطاف ايًلف‪...‬يُعني أشياء كُثر‬
‫يُعني معاناة جديدة ستتجرعها ايًلف‪....‬يُعني بًلء جديد سينزل‬
‫على رأسها!‬
‫هزت رأسها واقتربت من النافذة ‪...‬نظرت للظًلم‪.....‬نظرت‬ ‫ّ‬
‫للسماء‪...‬للنجوم‪....‬نزلت دموعها بضعف‬
‫تتجرع إيًلف آال ًما ستًُلزمها لسنوات وربما لـِ حتى‬
‫ّ‬ ‫ال تريد أن‬
‫الممات؟!‬
‫والديها ال يستحقان فتاة بطيبة قلبها‪...‬ونفسها المرحة‪...‬ال‬
‫يستحقان عينيها البريئتين ‪.....‬وطموحها المتدفق ‪.....‬ال يستحقان‬
‫ابنه كإيًلف‬
‫ماذا لو اهت ّما بها؟ ماذا سيحدث؟!‬
‫كسرا قلبها وها هو الزمن بدأ يأخذ دوره في كسر قلبها وفلقه إلى‬
‫نصفين!؟‬
‫تنهدت بضيق على افكارها ‪...‬وشهقت بوجع‬
‫واقتربت اكثر من النافذة ‪....‬إلى ان الصقت جبينها على‬
‫زجاجتها‪....‬‬
‫لن تتح ّمل إيًلف ‪.......‬لن تجن ثم تعود لوعيها‪....‬ربما إن أُصيبت‬
‫بالجنون لن تُشفى منه ابدًا!؟‬
‫فهي اآلن اجزمت انها لم تُشفى من جنون الماضي‬
‫‪.....‬تبولت على نفسها؟‬
‫ّ‬ ‫تطورت حالتها حتى ِبها‬ ‫بل ّ‬
‫مؤلم ومخجل حالها‪.......‬الوجع اآلن اصبح وجعين‪.....‬‬
‫ال شيء يُضاهي ما تشعر به‪.....‬اثنتهما اُجبرا على أمور لم‬
‫تجرعتا شعور النقصان والتخلّي من‬ ‫يحبذاها يو ًما‪.....‬اثنتهما ّ‬
‫اقرب الناس لهما ماذا لو عاشت كما كانت تحلم فيه؟!‬
‫ب اغدق‬ ‫في ِعش موطنها األصلي‪.....‬تلتمس الحنان من أحضان ا ٍ‬
‫عليها بالكثير ولكن تخلّى عنها لسنين طويلة‬
‫ماذا لو عاشت تحت ظ ّله وتحت حب والدتها له‪...‬‬
‫ماذا سيحدث لو احبّت ديانا يوسف كما احبّت أمير‬
‫ماذا سيحدث؟‬
‫وماذا سيحدث لو اهت ّما والدّي إيًلف بها ماذا سيحدث؟‬
‫هل ستنهدم الحصون فوق رأسهما كما حدث اآلن‬
‫بالتأكيد ال؟!‬
‫ُمتعب تفكيرها‪......‬احًلمها انهدمت باألخبار السيئة‪......‬‬
‫تهرب من كل األشياء‪...‬لتأتي فوق رأسها كجماعة واحدة لتهدمه‬
‫قررت المواجهة ‪.....‬اُجبرت في نهاية األمر ان تواجهه ما‬ ‫بعد أن ّ‬
‫هو اكبر منها وما هو اصعب‪....‬‬
‫عليها اآلن ان تتقبّل اكثر وجود تلك الوجوه التي كرهتها‬
‫عليها ان تتق ّبل أنّ ايًلف ستدخل في قوقعة الظًلم التي دخلت‬
‫بداخلها سابقًا‪....‬‬
‫عليها ان تكون قوية ليس من اجلها ومن اجل إرضاء الجميع‬
‫بل من اجل صديقتها‪.....‬ستقويها‪...‬ثم ستودعها لكي ال تحرقها‬
‫بهذا الوجود المشؤوم!‬
‫سا عميقًا‪......‬مسحت‬ ‫ازدردت ريقها‪.......‬اخذت نف ً‬
‫دموعها‪....‬رفعت نفسها وثقلها من على النافذة‬
‫دارت عينياها كالمغشي عليه لتداري دموعها التي تحاول النزول!‬
‫كررت عمليّة التنفّس العميق‪.......‬ثم قامت بجمع شعرها الرطب‬
‫‪...‬وربطته بعشوائية‪.....‬‬
‫ثم توج ّهت للخروج ‪...‬لترتيب ما قامت بتخريبه‪.....‬ولكن ما إن‬
‫فتحت الباب‪...‬حتى تغلغلت رائحة السجائر إلى انفها‪....‬‬
‫عقدت حاجبيها‪........‬ثم وقفت من هو المدخن؟‬
‫ثم اخذت تفكر وتسترجع االحداث بشكل سريع‬
‫شعورها باأللم‬
‫تشجنها‬
‫تبولها‬

‫وجود ُمراد‬
‫وطرده‬
‫‪......‬‬
‫عادت لوعيها ‪......‬عقدت حاجبيها ‪...‬اكثر‪.......‬‬
‫هل سيكون هو المخرج لغضبها؟‬
‫هل سيكون هو ال ُمنقذ النهيارها‪....‬‬
‫بللت شفتيها‪.....‬ال تدري لماذا شعرت باألحراج للخروج‬
‫إليه!‪.....‬احراج ألنه رآها على حال هي ال تدري كيف كان!‬
‫ولكن شعرت انه مؤلم لدرجة ال تُحتمل‬
‫هزت رأسها بعنف ثم خرجت‪......‬‬ ‫ّ‬
‫مشت بخطى متسارعة ‪......‬إلى أن‬
‫سقطت انظارها على األرض‪....‬لألشياء التي ُكسرت‬
‫بسببها‪.....‬لتبعثر الطاولة ‪........‬واثر بولها!‬
‫اغمضّت عينيها بشدّة ثم ‪.....‬اشاحت بنظرها عن هذه الفوضى‬
‫لتستقر على ذلك الجسد‪.....‬لذلك الشخص الذي يحدّق لها‬
‫بمرارة‪....‬ويد ّخن بشراهة‪.....‬وقهر يقدح من عينيه المحمرتّين‬
‫التي تنّم عن رغبته في البكاء!‬

‫ازدردت ريقها ‪......‬تشعر بالضعف‪.....‬بالخوف‪...‬بالبرد‬


‫والحر‪......‬تشعر بعواصفها‪......‬‬
‫بقهرها من نفسها على هذا االنهيار‪.....‬إلى هذه الدرجة ايًلف‬
‫عزيزة عليها لتنهار حصون القوة وتسقط متشنجة ليراها العدو؟!‬
‫ليستمتع بضعفها‪.....‬ليرى نتيجة افعاله بها‪....‬ليتأكد من انه حقق‬
‫انتصار باهر لترك بصمة كبيرة في حياتها‪....‬‬
‫ال وجود للصراخ اآلن‪....‬فالصراخ لن يحل األمور ولن يربطها‪...‬‬
‫صرخت وانهارت وبكت بما فيه الكفاية‬
‫جاء وقت الجمود‪...‬وقت الوقوف‪....‬بًل احاسيس‬
‫معروفة‪.....‬وخوف وقلق مسيطران على الكيان‬
‫هذا االمر اعتادت عليه‬
‫تنهار بشدة ثم تدخل في حالة الجمود المخيف‪.....‬حالة السكون‬
‫ال ُمرعب‪.....‬‬
‫اقتربت منه وهي ترتجف ‪.......‬حقيقي ال تعلم هل ترتجف من‬
‫تطوق بيديها على عنقها‬ ‫مشاعر الضياع التي عادت ّ‬
‫أم بسبب ارتداؤها للمًلبس الصيفية‬
‫كانت ترتدي بجامة صيفية‪.....‬ذات لون اسود‪(......‬كت)‪...‬كانت‬
‫عارية االكتاف‪......‬وشورت!‬
‫جنّت ح ًقا لبسته بعد ان اخرجته بعشوائية من الكيس‪......‬فهي لم‬
‫مؤخرا‪...‬لبسته‪....‬وهي تشعر‬
‫ً‬ ‫تقم بتعليق المًلبس التي اشترتها‬
‫بحرقان جسدها‪....‬تريد شيئ ًا يبرده‪...‬ولكن اآلن بعد ان رأت نتيجة‬
‫انهيارها اختلطت المشاعر‬
‫حريق ورياح باردة تهب وتعصف بها!‬
‫لم تهتم ‪.....‬كانت مقررة ان ترتدي هذه البجامة التي اشترت‬
‫نسخة أخرى منها إليًلف في الصيف القادم ظنّت انها ستعيش‬
‫معها لفترة طويلة وبهناء ولكن هي اعتادت على ان تحدث أمور‬
‫تقلب جميع رغباتها وتوقعاتها ولكن لم تتوقع انها ستتأثر بها‬
‫لدرجة االنهيار الجنوني!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تمشي امامه بهذا المنظر المؤلم‪......‬حافية‬
‫القدمين‪....‬تمشي على األرضية الباردة دون اكتراث‪......‬ينظر‬
‫لقطرات الماء التي تسقط من على شعرها لترسم تفاصيل ال ُحزن‬
‫على اكتافها‬
‫درجة الحرارة تحت الصفر كيف بها تتح ّمل أن تقف في هذه‬
‫البرودة هكذا؟!‬

‫كيف ترتدي هذه المًلبس‪....‬كيف تهمل تخبأت شعرها الرطب من‬


‫هفوات الهواء البارد؟‬
‫هل جمدّت المشاعر بعد هذا االنهيار؟!‬
‫هل عادت من جديد إلى الكهف الذي اعتاد على وجودها‪.....‬‬
‫ارتجف جفنيه‪....‬عدّت مرات وهو ينظر لعينيها‬
‫ّ‬
‫المنتفختين‪....‬لرجفة شفتيها‪......‬ال يدري هل ترتجف للصدمة ام‬
‫سببًا لبرودة الجو!‬
‫نظر لعدم اتزان مشيها‪.....‬كانت تشد بأصابع رجليها على األرض‬
‫لتمنع نفسها من السقوط يشعر بهذا الشيء يشعر بتخبطها يقسم‬
‫انه يشعر‪.....‬‬
‫تبولت‬
‫نظر لنظرة الضعف حينما سقطت عينيها في المكان الذي ّ‬
‫فيه!‬
‫دقق النظر إلى عينيها ليرى إلى أي حال‬
‫وصلت إليه بسببه ؟‪......‬كانت ترجو منه ان يخلصها من شتاتها‬
‫مع أهلها‪....‬من اشتياقها المهدور لوطن تقيؤها من داخلها‬
‫كنت تخبره انه ( هو)أهلها بعد اآلن ‪....‬باعت الجميع من اجله‬
‫بالمقابل هو اعادها إليهم واعادها بحال ابشع مما جعلوها تعيشه‬
‫وتكون عليه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وصلت إليه ‪......‬نظرت لعينيه بشتات‪......‬لم يراه في عينيها يو ًما‬


‫حتى بعد رؤيته لها بعد كل هذه السنوات‪.....‬‬

‫انحنت لألمام لتقترب منه‪.......‬تج ّمد في مكانه‬


‫ماذا ستفعل؟ هل ستقتله؟‬
‫لن يمنعها هو يستحق ذلك‬
‫ولكن ما فعلته ‪ ....‬اشعره بالذنب أكثر‬
‫سحبت السيجارة من يده‪.....‬جلست بجواره‪.....‬‬
‫كانت تنظر لـِ لسيجارة بتمعن‪.....‬كانت تنظر لها وكأنها شيء‬
‫ً‬
‫اصًل‬ ‫غريب‪.......‬لم تقربها من فاهها‪...‬ولم تحاول‬
‫كانت تنظر لها فقط‪.....‬‬
‫بينما ُمراد التفت عليها كان يظن ستدخنها ولكن ازدرد ريقه من‬
‫نظراتها للسيجارة‬
‫كان يريد ان يتحدث يردف بأي كلمة ولكن يعلم أي حرف سيخرج‬
‫منه اآلن‬
‫سا على عقب‬ ‫سيقلب المكان رأ ً‬
‫فالتزم بالصمت تحت تنهيداتها المستمرة!‬
‫نظرة إليه ثم اشارت للسيجارة‬
‫كان ينظر ليديها التي ترتجفان ‪....‬كان يسمع تنهيداتها ومحاولتها‬
‫للتنفس بشكل منتظم‬
‫تحدثت بتعتعة واضحة على لسانها‪ :‬انا مثلها بالضبط!‬
‫ستبدأ بالهذيان ستوجع تأنيب ضميره أكثر مما هو اآلن يؤلمه‬
‫ويوجعه!‬
‫تحدثت وهي تنظر إليه دون ترمش‪......‬كان يرى صدمتها الذي ال‬
‫يعرف سببها بشكل واضح‬
‫أكملت‪ :‬أأأأخذتني بهدددوء‪.....‬مثلللل ما اخذتهااا من‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سكتت لتضغط على اسنانها بشدة تحاول أن تهدأ نفسها وتمنعهما‬


‫من االصطكاك في بعضهما‪....‬‬
‫ثم شدّت على عينيها وانحنت لألمام وهي تشد على قلبها‪....‬‬

‫حقيقةً ارتعب ُمراد من فعلتها اقترب اكثر ووضع يده على كتفها‬
‫وهو يقول‪ :‬نور‪....‬‬
‫سا عميقًا وهي تكمل وتنظر‬ ‫ولكن انكمشت مبتعدة عنه ثم اخذت نف ً‬
‫إليه متوجعة ‪ :‬اشعلتني بالبداية بهدوء‪.....‬سحبت مني كل مشاعر‬
‫الخووووف‪...‬والقهههههر‪....‬والضياااع‪....‬بعدين‪....‬‬
‫وبشكل غير متوقع‪.....‬اطفأت السيجار في باطن يدها اليُسرى‬
‫اخذت تضغط بقوة وهي مغمضة لعينيها‬
‫وهو مصدوم وعينيه شاخصتين بخوف من حالها هذا هل فقدت‬
‫عقلها؟‬
‫حاول ان يُبعد يدها اليُمنى التي تضغط على السيجارة ولكن نور‬
‫كانت تشد اكثر ثم فتحت عينيها واقتربت منه وهمست‬

‫‪:‬وطفيتني كذا‪...‬واهديتني اكبر المخاوف‪...‬واكبر قلق‪......‬واكبر‬


‫ضياع ‪...‬يا بهاء!‬

‫اقشعر جسده حينما نادتهُ باالسم الذي كذب عليها فيه!‬

‫ثم ازاحت السيجارة من يدها وأشارت له بها‪ :‬شوف‪....‬تركت لي‬


‫اثر بقلبي مثل هذا‪....‬‬

‫نظر ليدها وعينيه مليئتين بالدموع‪........‬نزلت وانسابت الدموع‬


‫من عينيه بهدوء وهو ينظر ألثر الحرق‬
‫أكملت بضعف نور‪ :‬كلكم مو بسسس انت‪......‬عاملتوني كذا‪.......‬‬
‫وبهذيان اكبر‪ :‬ابي بس اعرف‪...‬كيف عرفت مكاني‪....‬ودامك‬
‫عرفت اكيد الباقي عرفوا؟‬

‫ال يستطيع التحدث‪......‬غير قادر على نطق كلمة واحدة ‪...‬ما زال‬
‫ينظر لنتيجة أخيه ‪....‬لنتيجة افعاله‪.....‬ألنانيته ‪.....‬لضياعها الذي‬
‫تشرحه بخوف وضعف‪......‬‬
‫حينما لم تجد منه جوا ًبا‬

‫نهضت واخذت تصرخ غير قادرة على كبح رغبتها في الصراخ ‪:‬‬
‫كيييييييييييييييييف عرفت مكاااااااااااااااااااااااااني؟‬

‫ثم اقتربت منه شدّته من ياقة بدلته بيديها الصغيرتين‬


‫والمرتجفتين‪.....‬‬
‫انحنت لألمام وعينيها المحمرتين تنظران لصدمته ولدموعه‪:‬‬
‫اهرب منكمممممممم وتجوني‪.....‬تحرقوني فوق الجرح‬
‫مرتين‪........‬تضيعوني وتشتتوني وتبعدوني عن الراحة آالف‬
‫االميال‪....‬شتبون‬
‫منيييييييييييييييييييييي‪...‬شتبوووووووووووووووووووو‬
‫ون؟‪....‬ابي افهم بس شعوركم كيف وانتوا تسوون فيني كذا‬
‫كيف؟ تقدر تشرحه لي؟!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اهتز بدنه كله ‪.......‬شعوره هو اآلن ‪.....‬ال يستطيع ان يوصفة‬
‫ألحد‪.....‬هو حقاا ندم وما هو اقسى من هذا الشعور؟!‬
‫الندم حينما يأتي في قلب صاحبه يجعله يتآكل ببطء وكأنه ينتقم‬
‫منه على انغام موسيقى هادئة‪.......‬ندم ويعلم انه‬
‫حقير‪.....‬ويستحق السحق تحت اقدامها!‬
‫اضاعها‪.....‬ح اقا اضاعها‪......‬هي صادقة ‪....‬هو اشعلها بالسعادة‬
‫‪...‬بالحب‪.....‬باألمان واطفئها بالنيران وحقده الذي لم يكن في‬
‫ً‬
‫اصًل!‬ ‫مكانه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫همس‪ :‬نور‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شدّت على شفتها لتمنع صوت شهقة البكاء ثم دفعته على الكنبة‬
‫‪......‬وولّت بظهرها عنه وانحنت لألمام وهي ّ‬
‫تتأوه‬
‫فنهض سري ًعا واقترب‪ :‬نور‪...‬‬
‫التفت عليه بشكل سريع وهي تتحامل على هذا النوع الجديد من‬
‫اآلالم والمختبأ من الناحية اليُسرى‬
‫تحدثت ‪ :‬هربت منكم‪.....‬وانت جيت‪....‬طردتك‪....‬ما‬
‫طلعت‪.....‬هدييتوا حيلي‪....‬شسوي اكثر من كذا‪....‬تبون اصير‬
‫قاتلة‪.....‬تبوني اجرم فيكم ‪......‬عارفة حتى لو سويت هالشي ما‬
‫برتاح‪.....‬ما برتاح‪....‬ال تقولي كيف عرفت ‪...‬وال تطلع من‬
‫هنا‪.....‬انا اللي كالعادة المفروض اهرب‪......‬اهرب‪......‬لين هللا‬
‫ياخذني ‪....‬وال ليش ما اعجل انا بموتي‪...‬وافتك منكم‪.....‬لهدرجة‬
‫خوافة ‪.....‬مو قادرة اواجهه شي بحياتي‪....‬حتى الموت مو‬ ‫انا ّ‬
‫قادرة اواجهه مو قادرة لهالدرجة انا ضعيفة؟‬

‫اتى بالقرب منها همس‪ :‬االنتحار مو شجاعة‪....‬‬

‫نور نظرت لعينيه‪ :‬امير‪...‬ماكس‪....‬جولي‪...‬سندرا كلهم عارفة‬


‫بكرا او بعد لحظة بجون لي هنا‪......‬انا مو في حال اني اجلس‬
‫اواجهكم ‪.......‬همي اكبر منكمممم اكبر‪.....‬كل همي اشوف‬
‫ايًلف‪....‬وانتوا بحريقة‪......‬بحريقة يا ُمراد‪....‬والحين ال‬
‫تتعبني‪.....‬مابي اشوفك‪.......‬تكفى‪......‬اذا رجائي لك بيرضي‬
‫المرض اللي فيك فأنا اترجاك اطلع برا‪.......‬انا تعبت‪......‬ابي‬
‫ارتاح اطلع من هنا‪......‬يكفي انكم بكرا بتخنقوني كلكم‬
‫‪....‬بوجودكم‪.....‬وبكًلمكم‪......‬بكرا او مادري متى تعال مع‬
‫الكل‪....‬لو حاب تنهي وجودي‪....‬اجله ‪....‬صر معهم‪.....‬ال‬
‫تسابقهم‪....‬‬

‫بكى بًل صوت ‪.......‬فقط بدموع‪.......‬‬


‫تنهد‪ :‬آني ‪.....‬آآآنيييي‪.....‬آسف نور‪.....‬‬
‫ابتسمت بحزن‪.....‬نظرت لمكان االنكسار ‪...‬مكان‬
‫الضعف‪....‬اردفت وهي تهز بجذعها كالنخلة لألمام والخلف!‬
‫‪:‬لهالدرجة صرت اكسر الخاطر‪.......‬وخليتك تتأسف‪.....‬‬

‫ُمراد مسح على وجهه بيديه اقترب منها اكثر‪ :‬نورر‪......‬وهللا آني‬
‫مغفل‪.......‬ضعفت جدام الفلوس‪........‬والحين ندمان‪......‬‬

‫نور اغمضت عينيها بشدّة األلم ‪ :‬مراد لو اسفك برجعني لوراء‬


‫‪...‬برجعني قبل ال انرمي في الشارع ‪......‬قبل ال انصدم اني‬
‫حامل‪.....‬قبل لحظة شكوكي من أصًل زواجنا رسمي‬
‫اتجرع آالم والدة في صغر سني‪.....‬قبل ال‬‫ّ‬ ‫وموثوق‪.......‬قبل ال‬
‫انرمي في مستشفى االمراض النفسية‪.......‬راح ار ّحب فيه وأقول‬
‫مسامحتك‪.....‬بس الحين اسفك هذا ما بزيديني إال نيران‬
‫واوجاع‪.......‬‬
‫كان سيتحدث ولكن نور سمعت رنين هاتفها وتركته تركض‬
‫لناحية الغرفة‪......‬تُسابق الريح‬
‫تسابق االحًلم والحقائق‪.......‬ما إن وصلت حتى أجابت دون‬
‫النظر لًلسم‬
‫‪:‬طارق‬

‫ً‬
‫محاوال ان يكون حديثه هادئ ًا‪:‬‬ ‫تلعثم ‪....‬حكّ ارنبة انفه وهو يقول‬
‫هًل اخت نورة‪....‬‬
‫عقدت على حاجبيها‪....‬ثم قالت‪ :‬مين معي‪....‬‬
‫تحدث الطرف اآلخر‪ :‬انا سلطان‪...‬صاحب مطعم سلطاني‪...‬‬

‫حكّت جبينها بأطراف اصابعها اليسرى وتذكرت سريعًا ايًلف التي‬


‫تعشق اكًلت هذا المطعم ‪ :‬أي عرفتك‪.....‬خير؟‬
‫سلطان ‪ :‬اختي قبلت اني اوظفك ممكن تمريني بكرا عشان اكمـ‬
‫قاطعته بهدوء‪ :‬ال خًلص مابي اشتغل مع السًلمة‬
‫أغلقت الخط في وجهه قبل ان تسمع حديثه‬
‫ثم نهضت سحبة الجاكيت واخذت الهاتف وخرجت من الغرفة‬
‫نظر إليها مراد ونظرت له‪ :‬ماقدر اجلس في مكان انت موجود‬
‫فيه‪.....‬‬
‫مجاال في ان يُثنيها عن الخروج‬‫ً‬ ‫ثم خرجت دون ان تترك له‬
‫‪....‬ولكن استوعب ما قالتها وتبعها مناديا‪ :‬نوووووووووور‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سلطان دخل في حيرة ‪...‬هل يُعقل ان تكون ابنته ‪...‬ولكن‬
‫كيف‪...‬اراد ان يوظفها معه الكتشاف االمر ولكن سدّت امامه‬
‫الطريق تنهد‬
‫وجاء في باله ان يحدث ابيه ويتساءل عن االمر وهذا ما فعله‬
‫بينما حقيقةً والده كان في سيارته بطريقة إلى المنزل‬
‫رأى اسم ابنه فأجاب‪ :‬هًل سلطان‬
‫سلطان شعر بالتوتر يشعر انّ هناك لغز وخائف من ان يثير‬
‫المشاكل بحله‬
‫‪:‬هًل يبه‪...‬اخبارك واخبار االهل‪...‬‬
‫أبا سلطان تحدث بهدوء‪ :‬الحمد هلل انت بشرني عنك وعن‬
‫دراستك‪....‬‬
‫سلطان ‪ :‬بخير‪....‬‬
‫ثم اردف سري ًعا فضوله حقاا يقتله‪ :‬يبه بسالك سؤال‪.....‬‬
‫توقف أبا سلطان أمام اإلشارة تحدث‪ :‬خير اللهم اجعله خير‪....‬‬
‫سلطان بتردد‪ :‬يبه عمي يوسف بو ناصر عنده بنت مبتعثه اسمها‬
‫نورة؟‬
‫فتح عيناه على اآلخر وبصوت عالي وبًل مقدمات اردف‪:‬‬
‫ويييييييييييييييين شفتها؟‬
‫بدأت اإلشارة الخضراء وارتفعت أصوات بواري السيارات لتنبه‬
‫أبا سلطان للسير‬
‫سار بطريقة وتوقف جانبًا‬
‫تحدث بصوت اشبه للصراخ‪ :‬تكلم سلطان‪....‬وين شفتها‬
‫فيه؟‪......‬وين‪...‬‬
‫سلطان ذعر من صدمت ابيه حقيقة خاف من ردت فعله‬
‫تحدث بتردد‪ :‬شفتها اليوم جات مطعمي تبيني أوظفها وانا‪.........‬‬
‫بو سلطان ابتسم وهو يأخذ نفسه المتسارع‪ :‬الحمد هلل الحمدهلل‬
‫ثم قال بسرعه‪ :‬وظفها ‪...‬وظفها اسًلطين‪......‬‬
‫سلطان عقد حاجبيه‪ :‬يبه‪......‬يعني صج بنته؟‬
‫بو سلطان‪ :‬أي أي‪....‬سلطان‪....‬حاول تكون البنت تحت عينك‪...‬‬
‫سلطان بجدية‪ :‬يبه بشويش علي‪...‬تراني ما نيب فاهم شي‪....‬‬
‫بو سلطان ‪ :‬مو الزم بعدين تعرف‪....‬‬
‫ً‬
‫محاوال توضيح األمور لوالده ‪ :‬يبه أصًل البنت ع ّيت‬ ‫سلطان‬
‫‪.......‬تتوظف‪....‬وانا بس شفتها وعطتني رقمها واسمها‬
‫الكامل‪......‬تراها ما هيب تحت عيني طول الفترة ال اعرفها وال‬
‫تعرفني بس لم قريت االسم جاني شلل بالتفكير‪.....‬‬
‫بو سلطان بخيبة‪ :‬ما تعرف مكانها يعني‪...‬؟‬
‫سلطان‪ :‬اعرف رقمها بس‪......‬‬
‫سلطان ‪ :‬يكفي يكفي الرقم‪......‬باي باي‬

‫سلطان بعد ان اغلق في وجهه ابيه ‪....‬تحدث بفضول بينه وبين‬


‫نفسه ‪ :‬شسالفة؟!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما أبا سلطان لم يتردد في االتصال على أبا خالد ‪......‬والذي‬
‫سا في مكتبته المنزلي‬ ‫كان جال ً‬
‫اجابه ‪ :‬هًل بو سلطان‪...‬‬
‫بو سلطان مستبشرا بالخير من الوصول إلى اطراف الخيوط‬
‫المتشابكة ‪ :‬البشارة يا بو خالد‪....‬‬
‫بو خالد ‪ :‬خير ‪...‬يا بو سلطان‪....‬شصاير‪....‬؟‬
‫بو سلطان ‪ :‬نورة‪....‬بنت اخوك‪.....‬‬
‫بو خالد ببهوت‪ :‬شفيها؟‬
‫بو سلطان‪ :‬شافها سلطان اتصل علي يسأل يوسف عنده بنت‬
‫مبتعثه وال ال‪....‬يعني شافها‪.....‬البنت في أمريكا‪......‬في أمريكا يا‬
‫بو خالد‪....‬‬
‫زفر بو خالد ثم نهض قائًل‪ :‬يعرف مكانها‪....‬؟‬
‫بو سلطان‪ :‬ال‪.....‬بس يعرف رقمها وهالشي بسهل علينا في‬
‫الوصول لها‪....‬‬
‫بو خالد بتحذير‪ :‬ال تقول ليوسف شي‪....‬ال تقوله الحين أي‬
‫شي‪.....‬لم نتأكد ‪......‬هي وال ال‬
‫سلطان بتأكيد‪ :‬ولدي اكد لي هي ‪.....‬يا بو خالد وشفيك‪......‬برأيي‬
‫يوسف الزم يعرف هالشي عشان تخف حالته لو بقدر بسيط‪.....‬‬
‫بو خالد ابتسم فر ًحا وبمشاعر مختلطة‪ :‬أخاف عليه من‬
‫الصدمة‪....‬ما اضمن ردت فعله‪....‬اخاف يقول يبي يسافر‬
‫لها‪.....‬وبحالته هذي ما يصلح‪....‬‬
‫بو سلطان بتفهم‪ :‬صادق‪...‬بس راح يلومني انا بالذات على‬
‫سكوتي لو عرف بعدين‪......‬‬

‫بو خالد ازدرد ريقه‪ :‬برأيك نقوله‪....‬‬


‫بو سلطان ‪ :‬اخوك صبر واجد وصبره نفذ‪.....‬وعلى قولتهم دق‬
‫الحديد وهو حامي‪...‬نقوله وان شاء هللا ما هوب صاير له‬
‫شي‪.......‬‬
‫بو خالد ‪ :‬راح امره الحين‬
‫بو سلطان ‪ :‬وانا بسبقك‪......‬‬
‫ثم اغلق الخط ابتسم أبا خالد رغم خوفه من ردت فعله أخيه ولكن‬
‫حقًا أخيه يتعذب ِلم يُخفي عليه امر كهذا ‪....‬خرج من مكتبه‬
‫وذهب ليزف الخبر إليه!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كًلهما ُيسابقان زف الخبر وكأنهما رآها بأم اعينهما‬
‫يوسف‬
‫الرجل المخدوع‪...‬والرجل الهزيم في اآلن نفسه‬
‫الرجل الذي لم يُحارب ِل إثبات الحقائق‪....‬‬
‫ربما صدمته لم تكن طفيفة حتى جعلته يتخلّى عن جميع األشياء‬
‫التي تذكره بخيانة وفضاضة أفعال ديانا!‬
‫ربما نور اخذت منه هذه الصفة حتى ِبها تخلّت هي األخرى عن‬
‫ابنتها ولكن ب ُمختلف األسباب‬
‫وهل سيطول امرها كما طال يوسف في وعي االمر من جذوره؟!‬
‫اماتها ‪....‬ولم يُحييها يو ًما بينهم بذكر اسمها حتّى‪.....‬اشتعلت في‬
‫فؤاده بعد ان استيقظ انه اعدم كيان شخص موجودًا على الحياة‬
‫شيخة وخطبتها وحديثها األخير‬
‫زوجته وحديثها المؤلم‬
‫كًلهما جعًل قلبه يرتجف خو ًفا من الحقائق‬
‫ال يدري ِلم اآلن اشتعلت النيران‬
‫ولكن ّ‬
‫جًل ما يُريده لقاؤها اآلن‬
‫سدّت في‬‫احتضانها ‪...‬توضيح أمور كُثر لها‪...‬ولكن األبواب ُ‬
‫وجهه‬
‫سقط‪ُ ......‬معلنًا عن انهياره وعن تعبه‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظر ألبنائه وكأنه يودعهم ‪.....‬اليوم سيخبر الجميع‬
‫عنها‪.....‬سيوكّل مه ّمة البحث عنها لناصر اخيها‬
‫كانت زوجته عن يمينه‬
‫وناصر وسعود بالطرف االيسر والشيخة في الطرف األيمن‬

‫قال‪ :‬جمعتكم ابي اقولكم اللي المفروض ينقال قبل عشرين سنة‬
‫‪....‬‬

‫التفتت زوجته سري ًعا تنظر إليه بذعر‬


‫همست‪ :‬يوسف‪....‬‬
‫التفت عليها مطبط ًبا على كف يدها‪ :‬منيرة عيالنا الزم يعرفون‬
‫‪.......‬‬
‫سعود كان يتآكل من الفضول هل سيتحدث عن ذلك األمر الذي‬
‫يخبأه عمه أبا خالد؟‬
‫بينما شيخة حدّقت بوالديها دون ان ترمش خو ًفا مما سيُقال‬
‫ناصر تحدث بهدوء‪ :‬يبه ا ّجل كل الكًلم لين تصـ‪...‬‬
‫قاطعه وهو يرفع يده‪ :‬ال الزم تعرفون‪......‬‬
‫ثم شد على كف يد زوجته بقوله‪ :‬قبل أنا اتأسف منك يا منيرة‬
‫قدام عيالك كلهم‪.....‬اتأسف اني جرحت‬
‫قلبك‪......‬وألمتك‪......‬آسف ألني ما عرفت قيمتك إال في وقت‬
‫متأخر‪.......‬آسف يا ام عيالي‪....‬‬

‫منيرة اغرقت عينيها وسالت دموعها تحت صدمت ابنائهم‬


‫تحدثت ‪ :‬وهللا اني سامحتك من سنين يا يوسف انا اللي آسفة‬
‫وصلتك لهالمواصيل ‪......‬بكًلمي‪.....‬و‪...‬‬
‫قاطعها وهو يتنهد‪ :‬ال يا منيرة ‪....‬خطبة شيخة لسلطان‪...‬وكًلمك‬
‫تركوني اواجه الشي اللي بداخلي‪.....‬الشي اللي احاربه‪.....‬من‬
‫سنين!‬
‫سعود لم يتحمل‪ :‬يبه وش صاير‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬يمه يبه‪.....‬ال تخوفونها تكلموا‪...‬‬
‫ناصر يشعر انه فهم جزء بسيط لذا قال بتردد‬
‫‪:‬الموضوع يخص اختي نورة؟‬
‫شيخة بصدمة‪ :‬اختييييي؟‬
‫هز أبا يوسف رأسه ماكدا ذلك‬
‫واخذت منيرة تحمل من اعباؤه القليل بقولها‬
‫‪:‬عندك اخت يا شيخة‪....‬انت ما شفتيها‪...‬‬
‫رف جفنها‪ :‬ووينها هي الحين؟‬ ‫شيخة ّ‬

‫أبا ناصر اخذ دوره‪ :‬تخليت عنها غصبن عني‪....‬تلفقت لي سالفة‬


‫انها ما هيب بنتي‪.....‬بس عشان اني اترك أمها‪.....‬وفي لحظة‬
‫غضب وطيش تخليت عنها وطلقت أمها‪....‬ألني اكتشفت انها‪....‬‬
‫ام ناصر نظرة لوجه زوجها المخنوق شدّت على كف يده بقوة‬
‫بينما سعود حدّق في وجه ابيه‪ :‬أنها ايش يبه؟‬
‫ناصر شربك أصابع يده ببعضهما البعض‪...‬‬
‫وانصتت شيخة لحديث والدها الذي اردف بصوته المرتجف‬
‫‪:‬تخوني!‪....‬‬
‫شهقت شيخة حتى كادت تختنق بالهواء الذي سحبته‬
‫ناصر التفت سريعًا على والده‪ :‬يبه ماله داعي تقول لنا التفاصيل‬
‫ال تتعب حالك‪......‬‬

‫بو ناصر نظر ألبنه‪ :‬ابي افهمكم الصدق مابي احد يغشكم بسالفة‬
‫مثل ما غشوا باقي العيلة‪....‬‬
‫سعود نهض ومسح على رأسه بحيرة‪ :‬طيب وهالنورة وينها فيه؟‬
‫بو ناصر تنهد من جديد‪ :‬خذتها أمها عندها وال ادري وين سماهم‬
‫عن أراضيهم‪....‬‬
‫سعود بدأ يشتم والدة نورة \نور‬
‫بصوت مسموع‬
‫حتى قالت والدته‪ :‬ولدددددد عيب عليك‪.......‬ال زيد النار‬
‫حطب‪....‬اجلس وهد‪...‬‬
‫شيخة اغرقت عيناها بالدمع‬
‫ثم قالت‪ :‬ليش يبه ما قلت لنا من قبل عنها‪....‬ليش؟‬

‫ناصر التفت عليها‪ :‬مو وقت اسالتك يا شيخة‪.....‬‬


‫شيخة بانهيار نهضت وهي تقول‪ :‬اال وقته‪....‬ليش تتخلّى عنها‬
‫بهالسهولة ‪.....‬لهدرجة رخيصة يبه‪....‬يعني لو مثًل جا احد وقال‬
‫لك انا مو بنتك راح تتخلّى عني‪....‬‬
‫صرخ هنا سعود في وجهها بعد ان نهض‪:‬‬
‫بننننننننننننننت‪........‬شالحكي‪....‬‬
‫ناصر تحدّث بحده‪ :‬شيخه يا تبلعين لسانك يا طسين في‬
‫غرفتك‪....‬‬
‫ام ناصر خافت من أوالدها على ابنتها ومن حديث ابنتها على‬
‫زوجها!‬
‫لذا قالت‪ :‬شيخة روحي على غرفتك‬
‫‪......‬‬
‫شيخة برجفة من الموقف‪ :‬حتى لو شككوك يبه‪.....‬حتى لو‬
‫‪......‬تتركها ‪.....‬كم كان عمرها وقتها هااا؟‪....‬كم كان‪......‬كيف‬
‫امنتها عند ام مثل كذا‪......‬كيف؟‬

‫بو ناصر لم يتوقع انّ احدهم سيسأله هذا السؤال‪......‬سيلومه‬


‫‪.....‬سيعاقبه بحديث لم يدور في عقله وقتها‪.....‬‬
‫تحدث وهو ينظر إليها بانكسار‪ :‬التحاليل يا بنتي ‪....‬اوراق‬
‫التحاليل ع ّمت عيوني‪.....‬‬
‫شيخة انكسر قلبها عليه هنا سالت ببراءة‪ :‬شفت التحاليل بعينك‬
‫يبه؟‬
‫هز رأسه بًل‪ :‬منعوني‪. .......‬جننوني يا يبه‪.....‬جننوني‪....‬ما خلوا‬
‫بي عقل‪....‬‬
‫شيخة نظرت إليه ثم ركضت لناحية الدرج تركض لغرفتها‪.....‬‬
‫ناصر بهدوء‪ :‬يبه‪.....‬‬
‫تدور لي عليها يا ناصر‪...‬قلبي يا‬ ‫بو ناصر تحدث‪ :‬ابيك ّ‬
‫كلني‪.....‬ضميري يخنقني‪....‬‬
‫سعود لم يتمكن من ان يُسكت نفسه من قوله‬
‫‪:‬شلون يبه عرفت انها بنتك يمكن صدق هالزبالة ‪....‬خانتك‪...‬‬
‫قاطعه ابوه بصوت شبه مرتفع‪ :‬ال ‪.....‬بنتي‪.....‬هي خانتني‬
‫بمكالمات ‪.....‬ما‪.....‬‬
‫وسكتت رأت منيرة ضعفه في التحدث عن الماضي اردفت بهدوء‪:‬‬
‫حبيبها كان بناني مثلها ‪...‬كانت تكلمه وبس‪....‬انا اشوفها‬
‫‪....‬كانت تحت عيني ما تطلع‪...‬من البيت كثير‪....‬بس قدروا‬
‫يشككون ابوكم ‪.....‬بسبب قهره وغضبه وقتها‪...‬‬

‫ناصر بتفهم‪ :‬خًلص يبه‪.....‬اعتمد علي‪....‬وهد من نفسك‪....‬‬


‫سعود جثل على ركبتيه امام ابيه ‪ :‬وعد مني لك الحرق قلب‬
‫هاللي ما تنتسمى‪.....‬‬

‫ام ناصر بذعر‪ :‬سعود حنا ما نبي مشاكل‪...‬‬


‫بو ناصر طبطب على اكتاف ابنه‪ :‬صادقة امك‪....‬انا كل همي‬
‫بنتي‪...‬اما هي بحريقة ‪....‬ال تدخل نفسك بمشاكل انت في غنى‬
‫عنها‪...‬ال تخليني اندم اني تكلمت‪....‬يا وليدي‪....‬‬
‫سعود سكت ثم نهض قبل جبين والده ‪ :‬لك ما تبي يا يبه‪....‬‬
‫ثم سمعوا صوت جرس الباب‬
‫نهض ناصر‪ :‬بفتح انا‪....‬‬
‫ثم التفت بو ناصر على زوجته‪ :‬قومي شوفي بنتي‪......‬يا‬
‫منيرة‪.....‬‬
‫ام ناصر بتفهم هزت رأسها ثم نهضت‪...‬‬

‫سعود جلس عن يمين والده ‪ :‬يبه‪.....‬ليش ما تبلغ‪...‬‬


‫قبل ان يُكمل فهم ما سيقوله ابنه فقال‪ :‬الال‪.....‬كذا بتطول السالفة‬
‫وبندخل في قضايا انا ما فيني حيل على الحكي‪....‬‬
‫سكت سعود واتى ناصر‪ :‬يبه عمي غازي وبو سلطان بمجلس‬
‫الرجال ينتظرونك‬
‫بو ناصر وهو يتكأ على عصاته الذي بدأ يستخدمها بعد طيحته‬
‫األخيرة‬
‫ساعده سعود ‪ :‬حياهم هللا‬
‫ثم مشوا معه إلى ان دخلوا المجلس‬
‫أبا خالد استقبله وهو مبتسم ق ّبل جبين أخيه الذي يصغره بأربع‬
‫سنوات‬
‫ثم قال‪ :‬البشارة يا بو ناصر‪....‬‬
‫نظر لوجه أخيه ثم لوجه أبا سلطان المتهلل وجهه بالفرح‬
‫والسرور‬
‫‪:‬خير اللهم اجعله خير‪...‬‬
‫بو خالد شد على يدي أخيه وهو يقول بهدوء‪ :‬عرفنا مكان‬
‫نورة‪...‬‬
‫سقطت عصاته على األرض وأصدرت صدى اوجاعه في اركان‬
‫المجلس‪...‬‬
‫ابتسم وارتجفت شفتيه بتلعثم من شدة فرحه‪ :‬صدددددق؟‬
‫ناصر نظر لوجه أخيه سعود‪.....‬المتجهم بسبب خيانة زوجة ابيه‬
‫‪...‬وكذبها‪...‬وخداعها‪...‬‬
‫بو سلطان اقترب‪ :‬أي صدق صدق‪...‬يا يوسف‪.....‬ولدي سلطان‬
‫شافها‪......‬هي بامريكا‪...‬بنفس الوالية اللي يدرس فيها ولدي‬
‫سلطان‪......‬‬
‫شكرا‪....‬وبدأ‬
‫ً‬ ‫أبا ناصر سريعًا ما جثل على ركبتيه ثم سجد هلل‬
‫يبكي وهو ساجد‬
‫فرفعه أخيه من على األرض واحتضنا بعضهما البعض‬
‫سعود خرج سري ًعا من المجلس ال يحبذان ينظر لـِ ضعف ابيه‬
‫ألنه يشعره بالضعف‬
‫بينما ناصر طبطب على ظهر ابيه الذي يكرر‪ :‬الحمد هلل بشوفها‬
‫قبل اموت‪...‬بشوفها يا غازي بشوفها‪.....‬‬
‫بو سلطان طبطب على كفه‪ :‬بشوفها يا يوسف بشوفها‪.......‬هدي‬
‫من نفسك‪....‬‬

‫ابتعد يوسف عن أخيه ثم قال‪ :‬خلونا نسافر‪...‬نسافر بكرا‪....‬‬


‫بو خالد بهدوء‪ :‬ال وانا اخوك‪......‬نأجلها لألسبوع الجاي‪....‬بعد‬
‫ملكة قصي‪......‬‬

‫بو ناصر بضعف جعل ابنه تدمع عيناه‪ :‬ما فيني صبر وانا‬
‫اخوك‪.....‬ما فيني صبر‪.....‬‬
‫بو سلطان ‪ :‬كلها كم يوم يا يوسف ال تستعجل‪......‬بو سيف‬
‫محتاج لوجودكم ‪.....‬في ملكة ولده‪......‬‬
‫بو خالد ‪ :‬صادق بو سيف‪......‬محتاجنا لذاك اليوم‪....‬ال نستعجل‬
‫وانا اخوك وانا اوعدك‪......‬انا اللي اوديك لها‪....‬‬
‫بو ناصر بتنهد‪ :‬ان شاء هللا ‪....‬هللا يصبرني‪......‬هللا يصبرني‪...‬‬
‫بو خالد نظر لناصر‪ :‬ناصر جيب ماي ألبوك‬
‫ناصر هز رأسه ثم خرج‬

‫فقال أبا ناصر‪ :‬ترا قلت لعيالي عنها‪....‬‬


‫بو خالد يريد ان يريح أخيه فقط ال يريد ان يلومه ال يريد ان يضع‬
‫على جراحاته ملح لتلتهب‬
‫فقال وهو يمسح على ظهره ويخفف عنه‪ :‬زين ما سويت زين ما‬
‫سويت‪.....‬‬
‫بو ناصر بضعف‪ :‬شيخة جلست تلومني ‪....‬ليش‬
‫تركتها‪.....‬وصارت تحط نفسها بمكان نورة‪.....‬‬
‫بو سلطان بهدوء ثابت‪ :‬جاهلة‪....‬جاهلة يا يوسف ما تدري وش‬
‫تقول‪.....‬‬
‫بو خالد بهدوء‪ :‬من صدمتها تقول لك هالحكي‪...‬ال تحط ببالك وانا‬
‫اخوك‪...‬‬
‫اتى ناصر فتناول أبا خالد الكأس وقام بسقي أخيه على مه ٍل ثم‬
‫نهض وساعد أخيه في النهوض‬
‫جلس بالقرب منه‪ :‬قوي نفسك ياخوي‪...‬هانت ما بقى شي‪.....‬‬
‫ثم نهض ‪ :‬بروح اطمن على بنتي‪(...‬يقصد شيخة)‬
‫فقال‪ :‬ناصر شوف لي الطريق ‪....‬ناد لي شيخة بمجلس‬
‫النساء‪....‬‬
‫ناصر بهدوء‪ :‬حاضر يا عم‪...‬‬
‫ثم نهض‬
‫بينما أبا سلطان اخذ يطبطب على يوسف ويخفف عنه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت والدتها تتحدث وهي تبكي‬
‫‪ :‬يمه شيخة‪.....‬هذا بدل ما تخففين على ابوك تزيدينه‪....‬‬
‫شيخة بانهيار وعاطفية فياضة‪ :‬يبه ابوي تخلّى عن بنته فاهمه‬
‫وش يعني‪......‬لهالدرجة تهون عليه حتى يصدق اللي ينقال‬
‫عليها‪...‬ويتركها‪....‬‬

‫ام ناصر ‪ :‬قلت لك يا يمه‪...‬وقتها ابوك هللا ال يوريك كيف‬


‫كان‪....‬صدمة ورا صدمة‪......‬اصعب شي على الرجال ‪...‬يشوف‬
‫زوجته تخونه‪........‬هي تآمرت عليه و ّيا اللي ما‬
‫ينتسمى‪....‬وقدروا يلعبون بعقل ابوك‪........‬‬

‫شيخة اشارت لنفسها‪ :‬لو احد تآمر علينا‪...‬وقال له بنتك شيخوه‬


‫مو بنتك‪...‬يعني راح‪...‬‬
‫أمها نهضت سري ًعا وصفعتها على وجهها ثم هزتها‪ :‬ال تقارنين‬
‫نفسك فيها‪.......‬كذاااااااااااااا انتي جالسسسسسسسسة تحطين‬
‫فيني العيب‪......‬شيخوه‪.......‬بًل هبال‪....‬استوعبي وجع‬
‫ابوك‪.......‬استوعبي اللي صار غصبن عليه مو من خيره‪........‬ال‬
‫تجلسين تلومينه‪.....‬ألني بقطع لسانك‪.....‬بقطعه يا شيخه وبًل‬
‫دلع زايد‪.......‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة غضبه ودخل هنا ناصر ليرى اخته تبكي‬
‫واقفه وهي ممسكة خدها‬
‫عقد حاجبيه‪ :‬شصاير؟‬
‫شيخة بكت ولم تُجيبه‬
‫ناصر اقترب منها ازاح يدها من على خدها ورأى االحمرار‪:‬‬
‫ضربتك؟‬
‫ثم قال بغضب‪ :‬وش قايلة انتي لها ها؟‬
‫شيخة برجفة شفتيها‪ :‬قلت الواقع‪.....‬‬
‫ناصر بنفس عميق‪ :‬استغفر هللا‬
‫ثم اردف‪ :‬شيخه‪....‬بًل دراما‪....‬‬
‫شيخة بشهقة‪ :‬كلكم متعاطفين مع ابوي عشانه مريض‪.....‬ومو‬
‫قادرين تلومونه على‪.....‬‬
‫صرخ هنا ناصر‬
‫كثيرا من االمر‬
‫ً‬ ‫يبدو انّ الجميع اعصابه متوترة‬

‫‪:‬على ايش نلومه وعلى ايش ما نلومه؟‪....‬شايفه حالته انتي؟‬


‫شايفتها كيف‪.....‬؟‬
‫ثم قال بحده‪ :‬أي هو غلطان ‪...‬انه تسرع بقراره ‪....‬ها‬
‫ارتحتي؟‪.......‬بس مو وقت اللوم الحين‪.....‬مو وقته ابد يا‬
‫شيخه‪.......‬‬
‫شيخة استمرت في البكاء‬
‫ناصر مسح على رأسه‪ :‬امسحي دموعك عمي بو خالد يبقيك‬
‫تحت‪....‬‬
‫شيخة بصدمة نظرت ألخيها‪ :‬ايششششش؟‬
‫ناصر سحب علبة المناديل من على الكمودينة‪ :‬مسحي دموعك‬
‫يًل‪.......‬‬
‫شيخة خافت من رؤية عمها‪....‬جا ببالها انه سيتحدث معها بأمر‬
‫بندر‬
‫هل افتضح امرهما؟‬
‫مسحت دموعها ومسحت على شعرها بيدها ومشت خلف ناصر‬
‫وهي ترتعد خو ًفا من األفكار التي تطرق رأسها‬
‫فتح ناصر الباب‬
‫دخلت وهي مطأطأة رأسها بخجل‬
‫فقال عمها‪ :‬ما تبين تسلمين على عمك يا شيخة؟‬
‫شيخة تقدمت لناحيته قبلت رأسه‬
‫نظر لوجهها ونظر لناصر‬
‫انتبه لًلحمرار فقال‪ :‬انت ضاربها؟‬
‫ناصر بهدوء‪ :‬ال‪....‬‬
‫تحدث بجدية‪ :‬منو ضاربك يا بنتي؟‬
‫بكت هنا شيخة فتأفف ناصر وهو يردف‪ :‬امي ضربتها عشان‬
‫طوالة لسانها‪...‬‬
‫شيخة نست وجود عمها فقالت‪ :‬بس عشان قلت الكًلم اللي‬
‫تخافون تقولونه‪...‬‬
‫بو خالد عقد حاجبيه‪ :‬فهمني ناصر‪....‬‬
‫ناصر بغضب‪ :‬األخت جالسة تلوم ابوي انه ترك نورة‪.......‬وتزيد‬
‫النار حطب‪...‬‬
‫بو خالد بتفهم سكت ثم قال‪ :‬اتركنا بروحنا يا ناصر‪...‬‬
‫هنا خافت شيخة‪...‬‬
‫نهض ناصر واغلق الباب‬
‫ثم مسك يد ابنت أخيه‪ :‬تظنين ابوك راح يتخلى عنك في يوم من‬
‫األيام‪....‬‬
‫شيخة ببكاء وغصة‬
‫حقاا كانت عاطفيتها مسيطرة عليها ولكن‬
‫اباحة لعمها بما دار في عقلها في الحقيقة‪ :‬أصًل هو كان بسوي‬
‫فيني مثل ما سوى في نورة‪...‬كان راح يجبرني على سلطان‬
‫ويتخلّى عني‪......‬‬
‫انصدم بو خالد يعني انّ االمر لم يكن بسبب التحاليل كما اخبرهم‬
‫ولكن اصرف النظر عنه ‪ :‬يعني هالشي تشبهينه باللي صار قبل‬
‫عشرين سنه‪...‬‬
‫تمشقت وهي تردف‪ :‬شالفرق يعني‪.......‬‬
‫بو خالد بحكمه‪ :‬الفرق انه كان يبي لك الزين ‪...‬ولو صدق يبي‬
‫يتخلّص منك كان الحين انتي ببيت سلطان من شهر‪......‬بس‬
‫شوفي وينك الحين فيه‪....‬‬
‫سكتت هنا شيخة‬
‫فقال‪ :‬ال تقارنين نفسك بيوم بنورة‪....‬ابوك مر بظروف ما يعلم‬
‫بها اال هللا ‪.....‬أنا ما كنت ادري انهم يضغطون عليه‬
‫وقتها‪.....‬ديانا وامير الشخص اللي خانة ابوك معه‪.....‬لعبوا بعقله‬
‫وهو في مرحلة غضب‪......‬وتوتر‪...‬وحقد ‪.....‬كان يبي ينهي امر‬
‫طًلقها‪...‬ويمسح من وراها اثر الخيانة‪....‬وهي خبيثة‪...‬عيّت‬
‫تسافر بدون بنتها‪......‬ولفقوا هالسالفة‪.......‬ابوك انجرح‪....‬ال‬
‫تزيدين جروحه يا بنتي‪....‬تفهمي وضعه‪......‬‬
‫شيخة وكأنها بدأت تستوعب األمر وتخرج من طور الغضب‬
‫قالت ‪ :‬ان شاء هللا‬
‫بو خالد تحدث‪ :‬وفي شي ثاني‪....‬عارف ابوك ما راح يوصله لك‬
‫هالفترة ‪......‬عشان ما يضغط عليك وخايف‪....‬‬
‫شيخة بفضول‪ :‬شنو؟‬
‫بو خالد‪ :‬انا خطبتك منه لولدي‪......‬بندر‪.....‬هو خايف يقولك‬
‫بهالفترة وترفضين ‪.......‬وخايف يجرحك‪.......‬وظنين فيه مثل ما‬
‫ظنيتي عنه لم تقدم سلطان‪......‬‬
‫ثم نهض‪ :‬فكري زين‪......‬وال تستعجلين بالرد‪........‬وهللا يكتب‬
‫اللي فيه الخير‪...‬‬
‫ثم خرج تاركها في صدمة عارمة‪......‬صدمة من سبب تردي حالة‬
‫ابيها ‪.....‬وسبب آخر لخوفه عليها واخفاؤه امر تقدم بندر‬
‫لها‪.......‬إلى هذه الدرجة مكسور‪...‬وخائف من ان يخسرها‪....‬إلى‬
‫هذه الدرجة اقنعته بكذبته وآالمتهُ بذكريات الماضي بربطه مع‬
‫حاضره؟! ادركت هذه األمور بربط حديثه قبل قليل‬
‫تأففت‪ :‬هللا ياخذني‪.....‬‬
‫ثم نهضت وخرجت عائده لغرفتها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تنظر للسقف واضعة يديها على بطنها ‪.....‬تشعر انها اكلت‬
‫الكثير‪.....‬ومر وقت طويل وممتع معه‪...‬ظنّت ما إن سيحل الليل‬
‫والظًلم عليهما سيعود لمنزله ولكن لم يحدث هذا االمر‪...‬‬
‫شعرت بالتعب فاستلقت على ظهرها واتى هو االخر استلقى‬
‫بجانبها‬
‫تحدثت ‪ :‬ما بتروح بيتكم؟‬
‫كان ينظر لها بهدوء هز رأسه ‪ :‬تؤ‪....‬‬
‫تنهدت ثم سكتت‬
‫ثم تحدثت‪ :‬قصي انا خايفة‪.....‬‬
‫قصي هنا خفق قلبه بلل شفتيه ثم قال بهدوء يحاول أال يب ّين‬
‫الخوف الذي اجتاحه من كلمتها‪ :‬من شنو بالضبط؟‬
‫سا عميقًا‪ :‬من كل شي‪.....‬‬ ‫ُمهره اخذت نف ً‬
‫اقترب قصي منها ثم همس لها‪ :‬خايفة مني؟‬
‫مطول ثم عادت تقول‪ :‬قلت لك‬ ‫ّ‬ ‫التفت عليه ونظرت لعينيه بشكل‬
‫خايفة من كل شي‬
‫قصي ابتسم لها‪ :‬يعني حتى انا؟‬
‫هزت رأسها بنعم ثم عادت تنظر للسقف‪ :‬خايفة‬
‫تتركني‪......‬وتتخلّى عني‪.....‬خايفة ‪...‬اعيش اللي عشته‬
‫زمان‪......‬خايفـ‬
‫قاطعها ‪ :‬ثقي ثقة تامة انه ما راح اتركك‪......‬وما راح يفرقني‬
‫عنك إال الموت يا ُمهره‪......‬‬
‫ثم اردف بجدية‪ :‬لو ناوي اتركك‪....‬ما قلت البوي عنك‪....‬ما‬
‫خليته يكلم عمك‪.......‬ما علنت زواجنا من األساس‪.....‬‬
‫ُمهره التفت عليه بعينين دامعتين‪ :‬يمكن عشان الحمـ‪....‬‬
‫قصي أشار بيده‪ :‬الحظي جالسة تظلميني وانا ساكت لك‪.....‬‬
‫ُمهره ضحكت بخفة على حركته وحديثه‬
‫ثم قالت‪ :‬طيب اوعدني ما‪....‬‬
‫قبل ان تكمل قال بصوت مرتفع‪ :‬الللللللللله ياخذني لو تخليت‬
‫عنك‪.....‬يا شيخة من يقدر يتخلّى عنك انتي‪......‬انتي‬
‫روحي‪......‬وعمري وحياتي‪.....‬‬
‫ُمهره ضحكت حرجه ثم قالت‪ :‬خايفة من شي ثاني‪...‬‬
‫قصي سكتت‬
‫ثم قال‪ :‬إللي هو‪...‬‬
‫ُمهره مسحت على بطنها بشكل ملحوظ له‪ :‬االمومة‪...‬انا ما عرف‬
‫قصي‪....‬شي‪....‬ماحس‪...‬‬
‫وضع يده فوق يدها التي تمسح بها على بطنها ثم قال‪ :‬راح‬
‫تصيرين احلى ام يا ُمهره‪.....‬انا وانتي بنتساعد على تربيته‬
‫واالبوه بشكل مشترك‬
‫ّ‬ ‫‪......‬راح نتعلم نمارس االمومه‬
‫‪.......‬تكفين ُمهره نفضي هالخوف من على قلبك‪...‬وثقي فيني‪....‬‬
‫هزت رأسها برضى ثم استلقت على جانبها لتصبح مقابله لوجهه‬
‫قالت‪ :‬مصر يعني ما تبروح بيتكم‬
‫قصي ابتسم من جديد‪ :‬ما بروح إال لم تنامين‪....‬‬
‫ُمهره سكتت ولكي تعطي نفسها فرصة أخرى قالت‪ :‬اجل ن ّيمني؟‬
‫قصي بتساءل‪ :‬كيف؟‬
‫قليًل سحبت يده ووضعت رأسها على يده‬ ‫ُمهره اقتربت منه ً‬
‫اليمنى أصبحت قريبه من صدره ثم قاتل‪ :‬كذا‪....‬يًل قول لي‬
‫قصة‪....‬‬
‫قصي من سعادته ضحك بخفة‪ :‬هههههههه ‪....‬تبيني أقول أي‬
‫قصة؟‬
‫ُمهره نظرت إليه‪ :‬يعني بتقنعني انك تعرف قصص كثير‬
‫قصي سرح في عينيها‪ :‬ال وهللا ماعرف‪....‬‬
‫ُمهره اغمضت عينيها ‪ :‬قولي عن مغامراتك وانت صغير‪.....‬‬
‫قصي ‪ :‬كذا ما راح تنامين راح تتحمسين وتصحصحين‪....‬‬
‫ُمهره شدّت على يده‪ :‬الال صدقني بنام‪......‬للعلم احب انام واحد‬
‫يسولف على راسي‪...‬بس مو أي سوالف‪...‬يعني قصص‬
‫وكذا‪.....‬حتى لو تألف قصة من راسك قولها‪....‬عادي‪....‬‬
‫قصي بضحك خفيفة‪ :‬اجل هللا يعينك على الكذب اللي بسمعينه‪.....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬ال تحاتي بر ّحب فيه يًل‪....‬‬
‫وبدأ يندمج قصي في تأليف قصته ‪....‬وهو يحمد هلل ويشكر آالفًا‬
‫من المرات على تغيّر حالهما‪.....‬وبعد أن خلدت للنوم قبّل جبينها‬
‫واغمض عينيه هو اآلخر!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫غ ّيرت حفاضات ابنها(اكرمكم هللا)‪...‬وقامت بتلبيسه مًلبس‬


‫أخرى‪......‬ارضع ته ‪......‬وقامت بتنويمه بحنانها المعطاة‪....‬ثم‬
‫وضعته على سريره‪....‬ثم تو ّجهت للخًلء لتتحمم‬
‫ولكن اوقفها صوت رنين الهاتف‬
‫سحبته من على سريرها نظرت لًلسم فتأففت‬
‫‪:‬اففف منك يا سيف‪..‬‬
‫رمت هاتفها وتوجهت للخًلء‪.....‬ولكن سمعت الرنين المتكرر‬
‫وخشيت من ان يوقظ ابنها‪.....‬‬
‫فعادت واجابت وهي تبتعد عن ابنها بقدر أال يسمعها‬
‫‪:‬نننننننننننعم‬
‫سيف بهدوء‪ :‬ظنيت ما راح تردين ابد‪...‬‬

‫الجازي بملل‪ :‬وهللا زين انك عارف‪....‬بس رديت عشان ال تزعج‬


‫عبد هلل تو نايم‪...‬ومابي ابي اقفل جوالي‪....‬ألني انتظر‬
‫اتصصصصصصصصصصصال مهم‪....‬‬

‫سيف يعلم انها تستفزه اآلن لذلك لن يطيل االمر قال‪ :‬انا موافق‬
‫على عرضك‬
‫الجازي عقدت حاجبيها‪ :‬أي عرض؟‬
‫سيف حديث نوف جعله يفكر بقساوة على قلبه تذكر آخر مكالمة‬
‫حينما طلبت ان يطلقها بمقابل ان تأتي وتعيش معه لمدة أسبوع‬
‫وعندما رفض قالت له‬
‫*ست شهور تكفيك*‬
‫هو ال يريد أن يصبح استغًللياا لضعفها ولكن نوف محقة إن ابتعد‬
‫ستبتعد عنه لألبد‬
‫فقال‪ :‬قد قلتي لي اذا تبي تطلقني بمقابل‪...‬و‪...‬‬
‫قاطعته بحقد‪ :‬قسم باهلل ما شفت استغًللي‪....‬مثلك‪.....‬قلتها وقت‬
‫ضعف وانهيار تفكرني ب‪....‬‬
‫قاطعها بحده‪ :‬الجازي ما تًلحظين جاالسة تدورين وتلفين على‬
‫نفسك‪...‬‬
‫الجازي بنفس عميق‪ :‬شقصدك ؟‬
‫مطول السالفة‪......‬وفرضا وجيت وعشت‬ ‫ّ‬ ‫ثم تحدثت بعصبية‪ :‬انت‬
‫معك أسبوع‪.....‬اسبوعين وش بغ ّير ‪.....‬هاااا‪.....‬وش بغ ّير‬
‫هالشي من اللي بداخلي‪......‬تتوقع بغيّر قراري بعدها؟‬
‫سيف اغمض عينيه تمتم باالستغفار ثم قال‪ :‬الجازي‪......‬عطيني‬
‫فرصة ثانية‪......‬‬
‫قليًل‪ :‬ياربي انت ما تفهم؟‪....‬فجأة‬ ‫الجازي شدّت على شعرها ً‬
‫صرت غبي؟‪.....‬سيف هللا يرضى عليك افهمني انت‪...‬انا قررت‬
‫وخًلص‪....‬ابييييييييييي الطًلاااااااق‪.....‬سالفة ارجع‬
‫لك‪....‬هذي‪....‬انساها‪.....‬تكفى استوعب هالشي‪.....‬‬
‫سيف بهدوء‪ :‬قلت لك انا موافق على عرضك‪....‬‬
‫الجازي بتفكير‪ :‬امممم يعني بمقابل الطًلق‪...‬‬
‫سكت ولم يجيبها‬
‫الجازي ‪ :‬سيف‪.......‬وهللا لو ارجع لك‪....‬راح‬
‫تكرهني‪.....‬وهللا‪.......‬خل صورتي الحسنة اللي ببالك‬
‫الحين‪....‬وطلقني‪......‬‬
‫سيف تنهد‪ :‬حاولي عشان عبد هلل مو عشاني وال عشانك‪......‬‬
‫الجازي تكتفت بيد واحدة‪ :‬الحين ه ّمك عبد هلل هااااا‪....‬‬
‫سيف تحاصره‬
‫تخنقه تضغط عليه‬
‫همس‪ :‬الجازي‪......‬صيري قد كًلمك‪.....‬‬
‫الجازي بصراخ‪ :‬قلت لك قلتها بلحظة انهيار ‪....‬وانت ما ستغليتها‬
‫في وقتها ‪.....‬الحين فكرت فيها‪....‬يعني‪....‬هاااااااااااااااااااا؟‬
‫سيف بلل شفتيه‪ :‬من وين هالعند من ويننننننن؟‬
‫الجازي ضكت بسخرية‪ :‬هههههههه منك‪......‬‬
‫سيف بحده‪ :‬ما راح اتنازل عنك‪...‬‬
‫الجازي ببرود نظرت ألصابع يديها‪ :‬وانا متنازله عنك كل ايا‪....‬‬

‫سيف سكت‪......‬وأطال السكوت فقالت‪ :‬بسكر‪......‬بـ‪...‬‬


‫قاطعها بنبرة حادة‪ :‬الجازي‪....‬سمعيني زين‪...‬لك مهلة أسبوع‬
‫‪....‬تعيدين فيه التفكير‪.......‬واذا هجدت شياطينك اتصلي علي‬
‫اجي اخذك ‪.....‬وإالااااااا انا قسم باهلل راح اجيككككككك‪.......‬‬

‫الجازي تمثل الغباء بطريقة مستفزة‪ :‬يعني قصدك راح تسكن‬


‫عندنا؟‬
‫سيف خرج عن طوره‪ :‬المهم تفهمين سالفة اني اطلقك بالمشمش‬
‫يا الجازي‪.....‬والحين مع السًلمة‪...‬‬
‫اغلق الخط في وجهها اما هي اتاها برود من هذا االمر رمت‬
‫هاتفها على السرير بسخرية على حالهما‬
‫ثم اردفت‪ :‬ال طلّق‪....‬وانا بعيش‪.....‬الحمد هلل والشكر بس‪....‬‬
‫ثم دخلت الخًلء لتستحم‬
‫‪.......‬‬
‫وجنّ حنون سيف‪.....‬ال يعلم ماذا يفعل ‪.....‬ليرضيها ال يدري‬
‫تأفف سحب (الًلب كوت من على سريره ) ثم خرج من شقته!‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سمع والدته وهي تتحدث‪ :‬اتصل باخوك ما رجع‪....‬‬
‫عزام وهو يعبث بهاتفه‪ :‬يمه قصي مو بزر‪....‬اكيد طس عند‬
‫اخوياه‬
‫سار ارسل ألخيه عن طريق الوات ساب‬ ‫ج ّ‬
‫(واضح نايم بالعسل عند حرمته)‬
‫عزام وهو يقرأ‬
‫(هللا ياخذه بوهقني مع امي)‬
‫تحدثت والدته‪ :‬تركوا هالجواالت ‪....‬واتصلوا عليه‪....‬‬
‫ثم نظرت البنها الغاضب سيف‬
‫فقالت‪ :‬يمه سيف وين رايح‪....‬‬
‫سيف ‪ :‬جهههههههههههههنم‬
‫ثم اغلق الباب‬
‫جسار ارسل سريعًا ألخيه‬
‫(واضح مكلم المدام وشبت نيران الشوق في قلبه)‬
‫عزام اهتز ضا ًحا ليكتب‬
‫(وهللا اخوانك نكتتتتتتته)‬
‫التفت عليه والدته‪ :‬تضحك تضحك‬
‫‪......‬اتصصصصصصصصصصصل على اخوك يًل‪...‬‬
‫جسار تدخل وبكذب‪ :‬كلمته قال هو عند اخوياي في االستراحة‪...‬‬
‫ام سيف بقلق‪ :‬هللا يقطع هاالستراحة اللي طلعت لنا فجأة‪......‬وهللا‬
‫ياخوفي يجيب لنا مصيبة‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬شدعوة يمه قصي كبير‪.....‬‬
‫ام سيف بنرفزة‪ :‬كبير وطايش‪....‬وعقله قد حبة الفول‪.......‬خايفة‬
‫عليه من عيال الحرام‪....‬عمره ما سهر‪....‬لحد هالوقت‪....‬‬
‫سار نهض وجلس بالقرب منها‪ :‬يمه تو الناس‪....‬وهللا‬ ‫ج ّ‬
‫‪.....‬شفيك‪.....‬صرتي تقلقين على اقل شي من جينا الرياض‬
‫ام سيف بنبرة حزن‪ :‬احاتيكم خايفة عليكم ‪....‬الدنيا تخوف يا‬
‫يمه‪....‬والحين القابض على دينه كالقابض على جمرة ‪....‬خايفة‬
‫عليكم من فتن هالدنيا وبًلويها‪....‬‬
‫قبّل سري ًعا عزام رأسها‪ :‬يمه ال تحاتين انتي ربيتي‪....‬ربيتي‬
‫رجال‪......‬وهللا قصي ما يسوي اللي يمر ببالك ال تحاتين حنا‬
‫وراه‪.....‬‬
‫ام سيف بمحاتاه‪ :‬اتصلت عليه ما يرد‪......‬خايفة صار له شي‪...‬‬
‫سار رمق عزام وعزام هز رأسه وفهمه‬ ‫ج ّ‬
‫فقال‪ :‬انا اتصلت عليه وقال هو باالستراحه ال تحاتين‪......‬‬
‫سار وارسل رسالة نصية ألخيه‬ ‫عزام استقل حديث ج ّ‬
‫( يا حماااااااار ارجع البيت امي قلقانه عليك مووووت هللا ياخذك‬
‫انت واخوك جننتوها)‬

‫ام سيف بعتب‪ :‬احاتيه هو وال احاتي سيف هو وزوجته‬


‫‪........‬مادري احاتي منو ومنو‪.....‬‬
‫سار‪ :‬هونيها وتهون يمه‪.....‬‬
‫ج ّ‬
‫عزام بجدية‪ :‬يمه قصي ينسى نفسه مع اخوياي شي‬
‫معروف‪.....‬والثاني ال تدخلين نفسك خليه يحل مشكلته بنفسه‬

‫ام سيف بتنهيدة‪ :‬كيف اتركه يا يمه وانا اللي وصلته لهالحال‪...‬‬
‫سار بنرفزة‪ :‬ال يمه مو انتي غباءه هو اللي وصله لهالحال‬ ‫ج ّ‬
‫عزام ‪ :‬صدق يمه‪....‬هو اللي رفس النعمة برجله‪....‬خليه‬
‫يتحمل‪.......‬ال تلومين نفسك‪....‬ابد‪.....‬‬
‫سار‪ :‬والحمار الثاني تركيه علينا‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫ام سيف ضحكت‪ :‬هههههههههههه وهللا بتركه على ابوك‬
‫يسنعه‪......‬هذا وملكته أسبوع الجاي‪.....‬وهللا ان فشلني قدام‬
‫الجماعة‪...‬ال اوريه شغله‪.....‬‬
‫عزام ‪:‬ههههههههه قومي ارتاحي‪......‬ونامي وال تساهرين الليل‬
‫يا الحنونة‪.....‬ولجا ثورنا أدبناه‪....‬‬
‫ام سيف بقلق بلغ منتاه‪ :‬وهللا ما تغفى لي عين واخوانك برا البيت‬
‫سار بهدوء‪ :‬سيف شفتيه حامل الًلب كوت حقه يعني عنده‬ ‫ج ّ‬
‫مناوبة ‪.....‬والثاني قلنا لك ادواه عندنا‪....‬‬
‫سار‪ :‬يًل يومه قومي‪.....‬قومي ريحي‬ ‫عزام قبل يدها وكذلك ج ّ‬
‫نفسك‪....‬‬
‫ام سيف تنهدت ثم قامت‪ :‬اذا جا قولوا لي‪....‬‬
‫سار قبل جبينها‪ :‬وال يهمك يمه‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫ثم اتجهت لناحية عتبات الدرج اما‬
‫سار‪ :‬اتصل على هالحمار‪......‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام بملل‪ :‬وهللا اتصلت عليه‪......‬ما يرد‪....‬شكله نايم‪....‬‬

‫سار رفع كفيه ‪ :‬نام عليه بعير‪...‬وال قام‪....‬‬


‫ج ّ‬
‫عزام ضحك إلى ان دمعت عيناه‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬
‫استغفر ربك‪........‬‬
‫سار ابتسم رغ ًما عنه‪ :‬وهللا امي بيجي يوم وتكتشف بسبب‬ ‫ج ّ‬
‫غباءه ‪.....‬الحين خطتهم ماشية تمام‪.....‬يروح يخوره‪....‬ليش؟‬
‫عزام بهدوء‪ :‬اكيد زوجته فيها شي عشان كذا تأخر‪.....‬ما اظن‬
‫قصي غبي لهالدرجة‪.....‬‬
‫سار ‪ :‬اففففففففففف هللا يستر‪.....‬ان شاء هللا ابوي يهدي وضع‬
‫ج ّ‬
‫امي واضح المسكينة تحاتيه‪....‬‬
‫عزام عاد يتصل عليه‬
‫ثم أجاب سمع صوته المشبّع بالنوم‪ :‬الو‪.....‬‬
‫عزام بطنز‪ :‬يا صباح الورد والياسمين‪......‬‬
‫قصي بالكاد يفتح عينيه‪ :‬صار الصبح؟‬
‫عزام بسخرية ‪ :‬نايم وال سكران؟‬
‫قصي شعر بتنمل يده الذي نامت عليها ُمهره‪ :‬مو رايق لك‬
‫‪...‬ترا‪....‬‬
‫سار أشار له بمعنى اعطني الهاتف‬‫ج ّ‬
‫سحبه‪ :‬يا حمار‪.....‬ارجع البيت ‪....‬القيامة‬
‫قامت‪.......‬بسببك‪......‬الوقت متأخر‪...‬وامي شابه ضو‪....‬‬
‫قصي ببحة‪ :‬بجي الحين بجي‪...‬‬
‫سار وهو يفخم صوته بشكل مضحك ‪ :‬بجيييييييييي‬ ‫ج ّ‬
‫تتحول لزومبي‬
‫ّ‬ ‫بجييييييي‪.....‬نعنبو شكلك ‪....‬واضح بديت‬
‫شالصوت الخايس‪....‬‬
‫قصي بملل‪ :‬اجلوا طقطقتكم بعدين يا كـ‪.....‬‬
‫ثم اغلق الخط‬
‫عزام بضحك‪ :‬هههههههههههههههههههههههه ‪..........‬وش‬
‫هالتقليد انت بعد‪....‬‬
‫سار‪ :‬واضح انه نايم بالعسل ‪...‬خل يجي نكمل طقطقة عليه‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام غمز له‪ :‬للصبح وحياتك‪.....‬‬

‫بينما قصي‪....‬حاول النهوض دون ان يزعج ُمهره ‪...‬وضع‬


‫رأسها على الوسادة ع‬
‫ثم قبّل جبينها‪.......‬ونهض‪.....‬متج ًها للخًلء‬
‫‪............................‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اتى كما توقّع الشرار يتطاير من عينيه ‪......‬رجاله حاوطوا‬
‫المكان ‪.....‬وهو عاد لمنزل ادوارد بعد رسالة احدى حرسه الذي‬
‫اخبره عن مجيء ماكسين‬
‫اتى وترجل من سيارته رأه ماكسين‬
‫التف عليه‬
‫(مترجم)‪ :‬ستأخذ خطيبك من هنا وستذهب بعي ًدا عنا‪...‬وإن شعرت‬
‫انك في مآمرة ضدنا لن اتوانى عن قتلك‪....‬‬
‫مد طارق يده له ليصافحه(مترجم)‪ :‬موافق‪....‬‬

‫تقدم ماكسين وهو يزفر بصوت مسموع ‪...‬عندما دخل إلى وجهية‬
‫المنزل الواسعة‬
‫صرخ ‪ :‬إدووووووووووووووووووووووووووووووارد‬

‫سا في الصالة عندما سمع صوت ابيه‬ ‫ادوارد كان جال ً‬


‫اغمض عينيه ثم أشار لحارسه ليفتح جميع األبواب‬
‫تقدم ماكسين وطارق ورجاله خلفه‬
‫دخل إلى الصالة نظر ألبنه‬
‫تحدث بحقد (مترجم)‪ :‬هل تريدني ان اصبح ً‬
‫قاتًل أيها المخادع؟‬
‫ادوارد ابتسم بخبث(مترجم)‪ :‬في الواقع انت قاتل‪......‬‬
‫اتى بالقرب منه ولكمه على وجهه(مترجم)‪ :‬لن احاسبك‬
‫اآلن‪...‬ستتم محاسبتك أنت ولورين معًا‪......‬اما اآلن فاخرج‬
‫خطيبة طارق واجعلها تذهب معه‪....‬وحسابنا سيتصفى بيننا ليس‬
‫امام الجميع‪.....‬‬
‫ادوارد تحدث بحقد(مترجم)‪ :‬هل صدقته؟‬
‫ماكسين هز رأسه(مترجم)‪ :‬ال‪.....‬بل صدقت الصور‪......‬‬
‫ثم أشار لحرسه(مترجم)‪ :‬ابحثوا عن الفتاة‬
‫ادوارد (مترجم ) أشار لهم‪ :‬ال داعي فهي في القبو‪...‬‬
‫طارق مشى وتبعوه رجاله بينما ماكسين أشار لحرسه ليتبعونهم‬
‫يخشى من ابنه ان يوقع الجميع اآلن في الفخ‬
‫فقال(مترجم)‪ :‬سأسلبك كل شي‪........‬ادوارد‪.....‬‬
‫ادوارد كان سيتحدث ولكن صرخ ماكسين(مترجم)‪ :‬ال اريد ان‬
‫اسمع صوتك‪....‬وإال ستندم‪....‬‬
‫سكت ادوارد وجلس على الكنبة وهو يشتم غباؤه واستغًلل طارق‬
‫له من ناحية ابيه‬
‫بينما طارق كان خائف من ان يرى محبوبته على حا ٍل بشع‬
‫ومخيف‪.....‬‬
‫أشاروا له الحرس عن مكان القبو نزل‪......‬فتحوا الباب‪.....‬‬
‫تقدم وكان الجميع سيتقدم معهم ولكن أشار لهم بالتوقف لهذا‬
‫الحد‪.....‬ال يريد ان يروها‪.....‬ال يريد ان تصبح محط انظار‬
‫للشفقة‪....‬‬
‫قلبه يرتجف‪....‬وجرحه ينزف‪....‬وجميع خًلياه تنزف‪....‬‬
‫ازدرد ريقه‪.....‬‬
‫سقطت انظاره عليها‪...‬سمع انينها‪.....‬وعدم قدرتها على التنفس‬
‫بشكل سوي‪....‬نظر إلى‪.....‬‬
‫ّ‬
‫لتمزق مًلبسها‪.....‬لآلثار‬ ‫فتح عيناه على االخر‪.....‬نظر‬
‫‪.....‬للدماء‪.......‬لشحب وجهها‪.....‬لشعرها‪....‬‬
‫جثل على ركبتيه بضعف‪......‬لم يُرمش‪.....‬كانت تحاول سحب‬
‫السكين ولكن بًل جدوى ترتجف كالعصفور‪....‬تبكي بًل صوت‬
‫‪.....‬بل بصوت طفيف‪....‬جداا‪......‬صدرها يرتفع وينخفض بشكل‬
‫متتا ٍل تعض على شفتيها المجروحتين لتزيد من نزفهما‪....‬‬
‫زحف لناحيتها‪...‬‬
‫وهي انتبهت اليه ‪....‬خافت من انه يكون المجرم نفسه‬
‫فانكمشت على نفسها وابتعدت عنه‪.....‬‬
‫اقترب وهو يهمس بضعف‪ :‬انا طارق‪...‬جيت لج يا ايًلف‪....‬‬
‫شخصت عيناها‪....‬ومدّت يديها اليه بخوف‬
‫تحدثت بصوت بالكاد يخرج من احبالها الصوتية‬
‫فهم انها صارخت لدرجة مؤلمة حتى اآلن اختفى صوتها‬
‫‪:‬ططططططلعععني ممممن ااهنيه‪...‬‬
‫اقترب منها ارتجفت يديه وهو ينظر الرتكاز السكين في فخذها‬
‫طوق وجهها بيديه تحدث‪ :‬آآآآآآآآآآآآسف‪.....‬‬ ‫ّ‬
‫ايًلف دون ان ترمش وبذعر هزت برأسها‬
‫وكررت‪ :‬طططططططططلعني من اهننننننيه‬
‫طارق هز رأسه ثم مسك السكين نظر إليها‪ :‬تحملي‪.......‬بشيلها‬
‫منج‪....‬‬

‫ايًلف ارتعد قلبها بكت بدموع ‪.......‬وفي لحظة غفلة منها سحب‬
‫السكين بطريقة سريعة وض ّج المكان بصوتها الصارخ‪...‬وانينها‬
‫المسموع‪........‬‬
‫طارق سري ًعا وضع يده خلف ظهرها ونظر لعينها‪:‬‬
‫اششش‪....‬خًلص‪....‬خ ًلص ايًلف‪...‬كل شي‪...‬انتهى كل شي‬
‫انتهى‪...‬‬
‫ازاح من على جسده الجاكيت ‪...‬ووضعه على جسدها‬
‫ليغطيه‪....‬ثم حملها ليزيد من نزف جرحه‪.....‬وليزيد من وجعه‬
‫حراسه ولكن‬ ‫خرج ‪...‬ورآه الحرس‪.....‬كان سيتناوله منها احد ّ‬
‫رفض‪....‬‬
‫ومشى معه ‪.....‬وهو يحسب الثواني ال يريد ان يرى ادوارد واال‬
‫سيقتله‪....‬‬
‫كان يسمع توجعها انينها‪.....‬رجفتها كانت تتسلل‬
‫اليه‪.........‬الجروح‪....‬االثار المقرفة‪.....‬منظرها‪.....‬اشعل في‬
‫فؤاده الكره لنفسه‪....‬هو من اوصلها إلى هذا الحال‪....‬هو‬
‫وحده‪.....‬شعر برجفت خًلياه هو اآلخر شعر انه سيغمى عليه‬
‫مجبورا‬
‫ً‬ ‫ولكن سحب كمية كبيرة من االكسجين ‪.....‬مر من الصالة‬
‫ليرى ادوارد رمقه بنظرات الحقد ثم خرج تارك الوالد يتوعد ابنه‬
‫ويهدده‬
‫فتح احدث حرسه الباب الخلفي للسيارة‬
‫جعلها في حضنه ش ّد عليها بيديه‬
‫تحدث‪ :‬ايًلف‪....‬تسمعيني‪......‬ال تغمضين عيونج تكفين‪.....‬‬

‫مقهورة ‪.......‬مجبورة على هذا الحضن‪....‬هذا‬


‫الدفء‪......‬خائفة‪......‬تشعر باأللم‪......‬تشعر بالضياع‪.....‬تشعر‬
‫بعدم قدرتها على اخراج (اآله) من فاهها‪....‬‬
‫تحدثت ببطء ‪ :‬ببببموت‪...‬‬
‫طارق جنّ جنونه‪ :‬الال‪.......‬تتوهمين‬
‫ايًلف‪...‬هدي‪.....‬هدي‪.....‬نور تنتظرج‪...‬‬
‫ثم قال للحارس (مترجم)‪ :‬اتصل على نور‪...‬‬
‫‪................‬‬
‫بينما نور كانت تركض على الرصيف تريد االبتعاد ‪....‬تريد ان‬
‫تبحث عن ايًلف‪....‬تريد ان تختفي من الوجود‪.....‬تريد ان ترى‬
‫وجهة تُبعدها عن هذه األوضاع‪....‬‬
‫سمعت الرنين توقفت‬
‫وهنا ُمراد اقترب‬
‫قائًل‪ :‬نووووور تكفين ردي مجانج انا بطلع‪...‬خًلص‪...‬‬
‫لم تهتم له اجابت على هاتفها‪ :‬نووووووور‪....‬لقيت ايًلف‪...‬‬
‫نور ابتسمت وسط الدموع‪ :‬صدق؟‪....‬صدق؟‪...‬وينها وينها‪...‬‬
‫الحارس كان ممسك بالهاتف لطارق‬
‫تحدث‪ :‬بروح المستشفى الـ‪......‬تعالي‪.....‬‬
‫نور خفق قلبها‪ :‬ليش شسوو فيها؟‬

‫طارق بضعف‪ :‬تكفين تعالي‪.....‬انتظرج‪....‬باي‪...‬‬


‫ثم اغلق الخط‬
‫اما هي كالمجنونة نظرت لمراد‪ :‬طارق نقذ ايًلف نقذها‪...‬ببببروح‬
‫لها بببروح‪....‬‬
‫مراد امسك يدها وشد عليها‪ :‬اوديج آني‪.....‬وين هي فيه‪...‬‬
‫نور بخوف اردفت‪ :‬مستشفى الـ‪.....‬‬
‫سحبها مراد دون ان يترك لها المجال في الرفض ومشى بالقرب‬
‫من سيارته!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في الصباح‪.....‬لم يستطع النوم‬
‫يتجول في غرفته ذها ًبا وإيا ًبا ‪.....‬يريد لُقياها يريد ان‬
‫ّ‬ ‫كان‬
‫يحتضنها من جنون آخر يظن انها وقعت فيه!‬
‫فرحيلها هكذا يُعني شيء مخيف بالنسبة إليه‬
‫يُعني ضياع آخر‪.....‬يُعني‪.....‬جنون آخر‪.....‬‬
‫تذكر جنونها في الماضي‪...‬وتوبيخ ديانا لها على ذلك‬
‫تذكر كيف كانت تكسر قوانين والدتها وتتلذذ في عنادها‬
‫يتذكر كيف كان يطبطب عليها وهي تدفعه بعيدًا عنها ولكن تعود‬
‫له من جديد بطريقة غير مباشرة‬
‫يعلم نور إن قالت انا لست بحاجتك فهي كاذبة‬
‫البد ان يمر الوقت بسرعة ليحتضنها من جديد‬
‫‪...‬‬
‫كان سيخرج من غرفته ولكن‬
‫سمع‬
‫ماكس يتحدث مع خطيبته اليكسا‬
‫وهو يتحدث بلغة عربية تارة يُصيب فيها وتارة يخطأ‬
‫‪ :‬ئصري (قصري) من صوتك ‪.....‬ال تخليه يسمع حكيك‬
‫ويسمم‪....‬‬
‫اليكسا أتت اليوم لتضع النقاط على االحرف كما قالت‬
‫‪:‬خليه يسمع‪....‬ما فيني اتحمل هيدا الشي‪.....‬هسة بديّاك‬
‫تف كر‪.....‬بس لثانية وحده‪....‬بتحس انا وياك مخطوبين ‪.....‬اكيد‬
‫آل‪.......‬منّا آدرين نعمل حفلة ‪....‬عقد قران وغيروا مشان‬
‫ظروفهم ه ّما‪....‬‬
‫ماكس بجدية‪ :‬شوبدّك ياني اعمل‪....‬‬
‫أليكسا بحده‪ :‬أدّم (قدم) استقالتك من هالشغلة واشتغل على‬
‫شهادتك‪......‬بدنا نوخلص من هيدي الشغلة ونرتاح‪....‬‬
‫أمير سمع الحديث واغمض عينيه هل وصل التضرر لعًلقة‬
‫المقرب ‪.....‬بل نائبه في االعمال‪.......‬هل ستضرر عًلقته‬ ‫ّ‬ ‫حارسه‬
‫بخطيبته بسببهم‬
‫كان سيخرج ولكن توقف حينما سمع‬
‫ماكس‪ :‬ما فيني اترك خيي بهيك أوضاع‪......‬أمير مو بس مديري‬
‫الخاص يا اليكسا‪......‬‬
‫أليكسا تحدثت‪ :‬خلص‪.....‬انا ما فيني اتحمل‪....‬ومشان عدم قدرتك‬
‫على تركوه‪....‬انا راح اتركك‪...‬‬
‫وكادت تمشي ولكن مسك بذراعها‪ :‬شو ئصدك؟‬
‫أليكسا بحده‪ :‬األفضل انه ننفصل وكل واحد يروح بسبيل‬
‫حالوا‪........‬‬
‫ماكس بفجعة‪ :‬تتخخلّي عني بهالبـ‪...‬‬
‫قاطعته ‪ :‬انا صبرت كتير ‪.......‬مليت ‪......‬بس تتجول من بلد‬
‫لبلد‪......‬بئول إلك نعمل العرس اليوم بتئول لي‪.....‬ما بئدر‬
‫‪......‬امير متصاوب‪....‬نور رجعت تعبانة‪........‬االعداء راح يئتلوا‬
‫هالعيلة‪.....‬وانا ‪...‬وانا ماكسسسس‪.‬ما ئدمتني عليهم في وال‬
‫شي‪......‬‬
‫ماكس سكت‬
‫اليكسا تنهد وبضيق‪ :‬األفضل انه ننفصل‪...‬عن اذنك‪...‬‬
‫ثم خرجت من الشقة وبقي واقفًا ينظر لسرابها‬
‫وهنا خرج امير‬
‫وهو يردف ‪ :‬روح إلها‪.....‬وراح ارسل كل مستحقاتك ماكس‪...‬‬
‫ماكس التفت عليه سري ًعا ‪ ،‬كان عليها ان تتفهمه ان تشد من ازره‬
‫ً‬
‫بدال من قرار االنفصال‬
‫تحدث بخيبة‪ :‬ما راح اتركك‪.....‬امير‪...‬‬
‫ابتسم لكلمته امير دون سيد امير‬
‫اقترب منه‪ :‬ما فيني اخرب بيتك خيي‪....‬اتركني بحالي‬
‫وبهمومي‪....‬‬
‫ماكس بنفس عميق‪ :‬وانا ما فيني اتركك بالنص خيو‪....‬‬
‫ثم تو ّجه للغرفة األخرى‪ :‬راح تشوف نور اليوم‪......‬وراح أكون‬
‫معك‪...‬‬
‫امير دمعت عيناه ‪....‬وازدرد ريقه ال يريد أن يكون سب ًبا في‬
‫خراب بيوت االخرين يكفيه هذا الوجع من تأنيب الضمير‬
‫عاد لغرفته واغلقها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫البارت الخامس والعشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫األمل طريق وعر ولك ّنهُ ُمسعد للقلب ‪ُ ،‬متعب في بعض الحين‬
‫ولكن تعبه له لذّة في األمر‬
‫لواله لم تهدأ القلوب‪.....‬ولم تسكت النفوس عن أنينيها‬
‫ولواله ‪.......‬لم تكف العيون عن ذرف الدموع‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان على متن طائرته‪....‬ينظر لتلك الصغيرة‪....‬وتاره لماكس الذي‬
‫بان اصله‪.....‬في مواقفه‪.....‬رغم أنه غير موافق على انفصاله‬
‫من اليكسا‪.......‬حدّثه من جديد‪....‬ليذهب إليها ولكن ‪....‬أبى‬
‫ذلك‪.....‬ربما فعلتها كسرت شيئ ًا في قلبه‪....‬ربما كان يظنها‬
‫شيء‪....‬وبفعلها هذا رآها على شيء آخر!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أطلق تنهيدات نفاذ الصبر‪.....‬يُريد رؤيتها‪.....‬احتضانها‪....‬تخفيف‬
‫آال ًما كُثر من على اعتاقها‪.....‬ولكن المسافات ‪...‬دو ًما ما تلعب‬
‫دورا في هيجان القلوب‪.....‬‬ ‫ً‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ً‬
‫قائلة‬ ‫يعلم ج ّيدًا انها لن تستقبله‪......‬لن تُق ّبله‬
‫مرحبًا بك‪....‬اشتقت إليك‪.....‬فقدتك‪....‬‬
‫مطوال ‪....‬وربما‬‫ا‬ ‫ولكن ستبقى هكذا واقفة تحدّق به‬
‫تصرخ‪.....‬لتطرده‪.....‬لتلعنه‪.......‬‬
‫ولكن هذا ال يهم‪....‬‬
‫ما يهمه اآلن‪...‬رؤيتها‪.....‬واالطمئنان عليها‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تحدثت الصغيرة‪ :‬يعني راح اشوف ماما نور؟‬
‫كبيرا مما هو قادم‬
‫ً‬ ‫هزت جولي رأسها وهي مبتسمة تُخفي خوفًا‬ ‫ّ‬
‫خائفة من أمور كُثر أهمها‬
‫ماذا لو تقبلت نور وجود ابنتها‬
‫ماذا سيحدث بعدها؟!‬
‫هل سيتم استبعادها عن مهمتها؟‬
‫ابعاد الصغيرة عن احضانها؟!‬

‫هزت رأسها تؤكد لسندرا انها سترى والدتها‬

‫التفت ماكس هنا وابتسم على لهفة الصغيرة لرؤية نور‬


‫بينما أمير كان يتنهد وهي يستمع لها‬
‫فقال ماكس‪ :‬خيي‪....‬بتحس بتعب؟ بدّك تس ّطح؟!‬

‫أمير التفت على ماكس مسح انفه بطريقه سريعة تنّم على توتره‬
‫‪:‬الال ‪...‬ال تاكول هم‪....‬أنا بخير‪.....‬‬

‫ماكس نظر لهاتفه‪ُ :‬مراد ‪...‬استأجر‬


‫شئة(شقة)‪....‬ئريبة(قريبة)‪....‬من ياللي ساكنة فيها نور‪.....‬‬

‫أمير هز رأسه برضا تام‪.....‬حتى بتدخل ُمراد‪.....‬ألنه اآلن ُج ًّل ما‬


‫يهمه نور فقط‬
‫لي‪.....‬هو ما تركها بحالها‪.......‬بيُئصد أنه عم‬
‫ِّ‬ ‫أكمل ماكس‪ :‬وئال‬
‫يرائبها‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫حقيقةً هو لم يُراقبها فقط‪ ،‬بل واقفًا جانبها‪....‬وهي لم تعي هذا‬
‫الوجود بسبب صومعة احداث ايًلف‪.....‬وطارق‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فبعد أن وصلت إلى المستشفى ً‬
‫ليًل‪...‬ركضت في (االسياب) تبحث‬
‫يطوقون المكان فتذكرت امرهما قبل أن‬‫عنهما‪......‬رأت الحرس ّ‬
‫تهرب من فرنسا‪.....‬ارتعد قلبها ولكن مشت‪......‬رأت طارق‬
‫يمشي ذهابًا وإيا ًبا‪....‬والحارس الشخصي يريد أن يجبره للخضوع‬
‫والجلوس على الكرسي المتحرك لمعاينته ولكن ابى‬
‫فخافة اكثر‪.....‬‬
‫وتبعها ُمراد الذي شعر ح اقا بحقارته!؟‬
‫هو اخبره انّ ادوارد سيدمرها ولكن لم يصدقه‬
‫عدوه؟!‬
‫كيف عليه ان يصدّق ّ‬
‫ولكن ح اقا اآلن لم يعد يعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو‬
‫الصديق الوفي؟!‬

‫تحدثت نور كالهمس‪ :‬طارق‬


‫التفت عليها‪.......‬سقطت عينيها على بقعة الدم الناتج عن انفتاح‬
‫الجرح ‪........‬وتدفق الدم منه‪....‬واضح من وجهه انه‬
‫بكى‪......‬كان ‪....‬محمر‪....‬متعرق‪.....‬خصًلت كثيرة من شعره‬
‫ساقطة على عينيه باهمال‪.....‬يمشى بترنّح ‪.....‬ويعض على‬
‫شفتيه بألم ووجع‪.....‬‬
‫اقتربت منه‬
‫تحدثت وعينيها مليئتين بالدموع‪ :‬وينها ايًلف؟‬

‫طارق نظر إليها وجفنيه يرفان الحتضان الدموع في محجرهما‬


‫ولكن لم تستطعا على امساك تلك الدموع سقطت من عينيه‬
‫وجثلت نور سريعًا على ركبتيها‪......‬‬
‫فركض ُمراد‪ :‬نووووووووووور‪.....‬‬
‫اقترب منها امسك اكتافها‪....‬‬
‫تحدث طارق بثقل لسانه‪ :‬في غرفة العمليات!‬
‫نور بكت بدموع ولكن بًِل صوت‬
‫تحدثت برجفة شفتيها‪ :‬ليش؟‬
‫عندما تحدث إليه الطبيب هو كان في الًلواعي‪......‬اخبره انها‬
‫فقدت دم كثير في نزفها‪.......‬الجرح عميق جدًا‪......‬عليهما إيقاف‬
‫النزيف‪.......‬أوتار وأربطه تضررت‪....‬ال يدري‪....‬ال يعي المعنى‬
‫الحقيقي لحديث الطبيب‪....‬ولكن فهم أنّ وضع ايًلف ليس‬
‫محضرا للتحقيق ولكن رشاهم بمبلغ وقدره لغلقه‬ ‫ً‬ ‫هيّن‪.......‬فتحوا‬
‫‪....‬وعدم احداث ضجة‪.....‬وانتهى االمر‪.....‬‬
‫لن ينسى انّ قلبها توقف لمدة لم تقل عن الثًلث دقائق بعد ان‬
‫وضعوها على السرير‪.....‬شعر هنا انه خسر العالم ك ّله‪....‬تذكر‬
‫أخيه والدته‪.....‬تذكر خسارته البشعة‪.....‬بكى‪......‬انهار‪......‬ولم‬
‫يجد احدًا يواسيه‪...‬‬
‫خر على األرض ساجدًا ‪....‬يرجو هللا ان يعيدها على قيد الحياة!‬ ‫ّ‬
‫كان يكرر‪ :‬تبت يا ربي تبت‪....‬اسمع ندائي‪.....‬استجب‬
‫دعائي‪.....‬تبت ‪....‬تبت‪....‬‬

‫‪...‬‬
‫في لحظة ‪.....‬شعر انّ الجميع يطبّق بيديه على عنقه‬
‫يخنقه‪.....‬يعاتبه‪......‬يؤلمه‪......‬هو من ادخلها إلى اوساع جنون‬
‫ادوارد‪.......‬هو من اوصلها على ُخسران الذات!‬
‫‪....‬‬

‫همس‪ :‬بوقفون نزيف الجرح‪...‬‬


‫‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ثم ولّى بظهره عنهما‬


‫ترنّح ‪......‬يشعر ما هي إال دقائق وسيسقط على األرض بسبب‬
‫غشاوة عينيه ولكن ال يهم‪......‬ال يهمه ابدًا يريد االطمئنان على‬
‫ايًلف‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمراد رفع نور من على األرض كانت مصدومة تنفسها مسموع‬
‫‪.....‬عينيها شاخصتين‪.....‬من الواضح انها خائفة من‬
‫الفُقد‪.....‬خائفة من ان تفقد ايًلف‪....‬‬
‫اجلسها على احدى الكراسي الجانبية‪........‬نظر لشعرها‬
‫الرطب‪......‬ورجفتها‬
‫سحب (الشال\ اسكارف) لم يتردد في وضعه على رأسها ويلفه‬
‫مرتين عليه‪....‬بينما كانت هي في الًلواعي‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫تو ّجه لطارق‪....‬نظر إلى حاله‪....‬‬
‫تحدث‪ :‬شنو صار؟‬

‫طارق تمعّن في وجهه‪......‬ادرك شيء‪......‬ايًلف تشبه‬


‫ً‬
‫قليًل‪......‬فرسمة االنف واحده‪......‬كيف ال تشبه وهو ع ّمها؟‬
‫دمهما واحد‪......‬‬
‫طارق ابتسم بسخرية‪ :‬قول شنو ما صار‪....‬‬

‫ُمراد مسح على رأسه امسك بكتفي طارق‪ :‬طارق‪......‬اريد افتهم‬


‫كل شي‪.....‬عشـ‪....‬‬

‫طارق ابعد نفسه عنه وبهمس‪ :‬فات األوان يا ُمراد‪.....‬فات‬


‫األوان‪......‬انت ما صدقتني‪.....‬ما صدقتني‪....‬‬

‫تفهم ُمراد أنه وقع ما بين شخصين في الًلواعي من‬


‫صدمتهما‪...‬واألمر هذا يُرعبه ‪........‬ألنه يدل على أي مدى من‬
‫الخطورة وصلت إليه إيًلف‪.....‬وهو ال يريد ان تصاب بأي يسوء‬
‫وإال أخيه جورج سيموت بعدها!‬

‫أشار له‪ :‬اهدأ ‪....‬واجلس‪.....‬‬

‫اتى احد الحرس تحدث (مترجم)‪ :‬سيدي‪.....‬نزفك لم‬


‫يكف‪....‬ارجوك‪.....‬دعهم‪...‬‬
‫أشار طارق وعينيه جاحدتين باالحمرار‪ :‬اششششش‪.....‬‬
‫سكت وابتعد ً‬
‫قليًل ولكن بقي يُراقبه‬

‫نظر بعدها ل ُمراد ليقول‪ :‬خذتوا روحي‪......‬قلت باخذ روح اغلى‬


‫ما عندكم‪......‬ولقيتني اخذ روحي من يديد‪......‬‬

‫ضحك بسخرية ‪ :‬هههههههههه ‪...‬قلت برعب قلب اخوك‬


‫فيها‪......‬بس عمري ما نويت‪....‬اسوي فيها اللي سواه‬
‫ادوارد‪......‬عمري يا ُمراد‪...‬‬

‫مشى بالقرب من ُمراد وعينيه بدتا بذرف الدموع‪ :‬علّقتها‬


‫فيني‪......‬خليتها تحبني‪.....‬تحبني‪.......‬لدرجة ما تقدر تستغني‬
‫عني‪....‬كنت احس وايد بهالشي‪....‬بس ما تب ّينه‪...........‬وبعدين‬
‫شصار؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نور كانت تسمع حديثه‪.....‬تشعر انّ هُناك تشابه بينها وبين ايًلف‬
‫‪....‬رغم انها ال تدري ما هي دوافع زواج ُمراد منها ولكن تعلم‬
‫جيّدًا‪.....‬أنّه كذب عليها بزيف مشاعر ال ُحب‪....‬وما سمعته‬
‫اآلن‪......‬جعل شعرها يقشعر‪....‬‬
‫نهضت وسواعدها ترتجف‪......‬شعر ُمراد بها ونظر لشكلها‬
‫تقدمت لناحية طارق‬
‫تحدثت ‪ :‬كنت تخدعها يعني؟‪.....‬كنت مخطط لكل شي صار لها؟‬
‫طارق هز رأسه وعينيه تدمعان‪ :‬ال نور‪...‬ال‪.....‬ما خططت اني‪..‬‬
‫قاطعته بصرخة وهي تسترق النظر بينه وبين ُمراد‪ :‬كلكم‬
‫‪....‬حقققققققققققققققره‪........‬كلكم‪............‬تلعب في‬
‫مشاعرها‪.....‬تخليها تحبك‪......‬تتعلّق فيك عشان‬
‫تتركها‪....‬بوجعها‪....‬تبيها تصير مثلي‪.....‬مثلي‪...‬أنا‪......‬‬

‫طارق سكت‪......‬نظر لنور‪....‬بدأ اآلن يبصم نور هي‬


‫ذاتها‪....‬الذي ارتبط بها ُمراد وبدآ لعبتهما فيها لًلنتقام ‪.....‬هو‬
‫حقاا في البداية لم يهتم لهذا األمر ألنه ليس هدفه‪......‬ولكن شكّ‬
‫‪....‬واآلن تيقّن‪......‬انها ه ّ‬
‫ي‪....‬‬
‫تحدث بجدية‪ :‬نور انا مو مثل ُمراد‪....‬‬
‫مراد فتح عينيه على اآلخر ونظر إليه‬
‫بينما نور تحدثت وهي تبكي‪ :‬كلكم وااااااااااااحد‬
‫طارق بتعب‪ :‬نور‪....‬انا حبيتها‪...‬نقذتها من يد اكبر اعدائي‪.....‬ما‬
‫تركتها‪......‬ما تركتها‪....‬‬

‫ضربها على الوتر الحساس ‪.....‬فلق قلبها إلى نصفين‬


‫نظرت له ببهوت‪....‬لم تستطع ان تردف حر ًفا واحدًا كل ما فعلته‬
‫هزت رأسها‪......‬‬
‫ثم ابتعدت عنه‬
‫ُمراد انقهر تحدث‪ :‬طااااااااااااااارق‪.....‬‬
‫تحدث طارق بنبرة متعبة‪ :‬كلّم مشاري وحصة‪......‬قول لهم‬
‫بتتزوج‪.....‬‬
‫ّ‬ ‫‪....‬بنتكم‬
‫مراد بفجعة‪ :‬ايش؟‬
‫طارق ‪ :‬انا بزوجها‪........‬ابي أكون معاها هالفترة‪........‬وهي‬
‫راح تمنعني‪....‬عشان جذه الزم اعقد عليها ال ِقران‪....‬كلم مشاري‬
‫وتفاهم معاه‪.........‬‬
‫ونبرة انكسار‪ :‬وفهمهم انها في المستشفى‪.....‬هذا اذا اهتموا‬
‫‪....‬بييون لها‪....‬اذا ال‪........‬حسافة امنتوها عندهم‪....‬‬

‫ُمراد كان سيتحدث ولكن شعر انّ طارق بدأ يغلق عينيه ويفتحها‬
‫وبدأ يتراجع خطوتين للوراء وكاد يسقط على الكراسي ولكن‬
‫امسكه من يديه‬
‫وسانده‬
‫ولكن طارق اغمي عليه كليا ما بين يديه‬
‫مراد الذي صرخ‪ :‬دكتووووووووووووووووووووور‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫التفتت نور هنا ونهضت ترتجف في مكانها بخوف!‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يرن في آذنيها‪......‬جرح قلبها ‪.....‬مزقها‬ ‫كًلم طارق باألمس ّ‬
‫بعنف مصداقية األمر‪....‬هو لو كان ينوي الهروب واالبتعاد عنها‬
‫لم يقف ناز ًفا امام بابها‪....‬الفرق بينه وبين ُمراد انه لم يتخلّى‬
‫عنها إلى اآلن هذا ما دار في عقلها‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تج ّمدت الدموع في عينها بعد أن رأتهم وهم يضعونه على السرير‬
‫‪.....‬و ُمراد فجأة اخذ يتوتر ويشتم نفسه واخذته االتصاالت في‬
‫االطمئنان على شخص يدعو جورج‪.....‬ولم يفتها انه حدّث فيما‬
‫بعد ماكس‪.....‬‬

‫ولكن بعد ان اخرجوا ايًلف من العمليات ‪.....‬ووضعوها في‬


‫العناية المركزة لمراقبة حالها هي دخلت لها هناك‪......‬بعد ان‬
‫سط لها ُمراد في هذا االمر‪....‬‬
‫تو ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رأت شحوب وجهها‪.....‬تعبها‪......‬حدّقت في اآلثار‬
‫التحرش‪....‬‬
‫ّ‬ ‫الوحشية‪......‬واآلثار التي تؤول بنا لمعنى‬
‫‪....‬ويتلون‬
‫ّ‬ ‫لم تنزل دموعها‪......‬ولم تبكي‪.....‬ولكن وجهها يتقلب‬
‫ببؤس ما تراه‪......‬‬
‫جلست بالقرب منها‪....‬قبلّت جبينها‪.....‬يدها‪.......‬همست في‬
‫آذانيها‬
‫انّ كل شيء سيكون بخير‪.....‬وهي لم تؤمن بما تقوله!‬

‫بقيت تراقب ايًلف خائفة من أن تتوفّى ‪....‬وفجأة‬


‫‪....‬راقبتها‪....‬لساعات طويلة‪.....‬ولم تنم‪....‬ولم تغفى لها‬
‫عين‪.......‬تشعر بالخدر ألطراف جسدها‪.....‬تشعر بالصداع‬
‫‪....‬واأللم حينما تبلع ريقها‪......‬عرفت انّ هذه العًلمات ‪...‬تدل‬
‫انها ستخضع لمرض قريب‪......‬وربما ستصيبها‬
‫االنفلونزا‪......‬شدّت على الجاكيت على جسدها‪.....‬بقيت تحدّق في‬
‫ايًلف‪...‬‬

‫تنهدّت ثم وقفت لتتجه لناحية الخًلء ‪....‬ولكن سمعت الباب ينفتح‬


‫لترى طارق على الكرسي المتحرك تدفه الممرضة لناحية‬
‫ايًلف‪......‬وهو ممسك بساق المغذي الموصول به‪.....‬‬
‫تحدثت بحشرجة صوتها‪ :‬الحمد هلل على سًلمتك‪...‬‬

‫نظر إليه ببهوت وهو يقول‪ :‬هللا يسلمك‪.....‬‬


‫ثم قال بنبرة هادئة‪ :‬ممكن تتركيني مع ايًلف بس اشوي‪....‬‬
‫نور حكّت انفها بحرج‪ :‬طيب‪.....‬‬
‫وقبل ان تخرج اردف‪ :‬ما راح اتركها‪......‬يا نور‪......‬راح‬
‫اعوضها‪.......‬عن كل شي‪....‬‬

‫ال تدري ماذا تقول؟‬


‫وال تدري لماذا يبرر لها هي ذلك؟‬
‫هزت برأسها برضى وبمشاعر مختلطة ثم خرجت‬
‫تاركته‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أشار للممرضة ِلتنتظره في الخارج‬
‫فخرجت هي األخرى‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظر إلى ايًلف‪....‬إلى بهذلت حالها‪.....‬وإلى ما آلت إليه‪....‬خفق‬
‫قلبه‪....‬تنهد بضيق‪....‬‬
‫سحب يدها الموصول بها ذلك االنبوب الصغير‬
‫قبلها بلطف ثم اعادها على السرير‬
‫هي نائمة نتيجة للمسكنات والمهدئات‪.....‬اقترب اكثر‬
‫وامتدت يده تمسد على شعرها‬
‫تحدث بندم‪ :‬سامحيني يا ايًلف‪....‬سامحيني‪......‬يا روح طارق‬
‫انتي‪......‬انا حقير ‪.......‬وواطي‪....‬لم دمرت‬
‫براءتج‪.....‬جذيه‪....‬سامحيني‪..‬‬
‫مسح على وجهه‪......‬ابعد الدموع ‪.....‬ثم ابتسم‬
‫قائًل‪ :‬اوعدج كل شي بكون بخير‪.......‬يا‪..‬ايًلف‪....‬‬
‫ثم ازدرد ريقه وشد على يدها ‪ :‬بس تفتحين عينج‪....‬وتسترجعين‬
‫قوتج‪.......‬راح نملج‪......‬ايًلف‪.....‬انا‬
‫احبج‪.....‬صج‪.....‬احبج‪.....‬وما راح اتركج‪.......‬وال راح افكر‬
‫بيوم اني اسوي جذيه‪...‬اصًل‪.......‬بس تكفين‪.....‬صيري‬
‫قوية‪....‬وشدي حيلج‪......‬وطيبي بسرعه‪.....‬‬

‫نظر للزجاجة التي تطل منها الممرضة وتشير له بان يعود لغرفته‬
‫‪......‬من اجل راحته هو اآلخر‬
‫هز رأسه لها‬
‫فدخلت واخرجته بعد ان مسح دموعه من عينيه‬
‫شعر باالطمئنان عليها بعد أن رآها‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما نور عندما خرجت جلست على الكراسي الجانبية والواقعة‬
‫في الممر‬
‫نظر إليها ُمراد ثم جلس بالقرب منها‬
‫شعر برجفة جسدها وتنهدها بين الفينة والخرى‬
‫شعر بتعبها‪.......‬كانت تشد بأصبعيها على عينها لتُسكّن الم‬
‫الصداع‬

‫تحدث‪ :‬نور رجعي الشقة ارتاحي‪.....‬‬

‫نور رفعت رأسها له وبتعب‪ :‬انت بعدك هنا؟‬


‫ُمراد اخذ نفس عميق وسكت‬
‫نور نهضت عندما رأت طارق يخرج من عند ايًلف‬
‫‪:‬بروح اليًلف‪....‬‬
‫ُمراد بهدوء‪ :‬ايًلف ما عليها شر‪......‬اهنيه ممرضات ودكاترة‬
‫‪....‬يتابعونها‪....‬ال تخافين عليها‪....‬رجعي الشقّة ارتاحي‬
‫سمع طارق ذلك وهو يمر من جانبها أشار للممرضة لتقف ليقل‪:‬‬
‫صادق ُمراد شكلج تعبانة وايد ردي الشقة ارتاحي وبعدها تعالي‬
‫شوفيها‪....‬‬

‫نور نظرت له ول ُمراد ثم توجهت إليًلف‬


‫هز ُمراد رأسه بأسى‬
‫بينما طارق قال دون ان ينظر إليه‪ :‬نور محتاجه لراحة‪......‬ال‬
‫تتركها لحالها‪...‬‬
‫ثم أشار للممرضة لتعود به إلى غرفته‬

‫مراد نظر للسقف بحيرة‪ :‬يا رب‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دخلوا الشقة اغلقها ‪.....‬جولي كانت حاملة ساندرا التي نامت في‬
‫احضانها‬
‫استأذنت منهما ودخلت إلى اقرب غرفه لترتاح هي األخرى‪.....‬‬

‫بينما أمير التفت على ماكس‪ :‬آمتى راح شوفها؟‬


‫ماكس بهدوء‪ :‬هأل ما تئدر‪.....‬‬
‫أمير بملل‪ :‬ليش؟‬
‫كان س ُيجيبه ولكن سمع رنين هاتفه أجاب‪ :‬هًل ُمراد‬

‫امير ركّز بسمعه على ما يقوله ماكس هنا‬


‫ُمراد بتعب‪ :‬مو راضية ترجع عالشقة‪......‬رغم انها تعبانة‬
‫هواية‪....‬‬
‫ماكس قرأ رسالة مراد الذي شرح فيها كل شيء‪......‬انهيارها‬
‫‪...‬وتعب ايًلف ‪..‬ولكن لم يخبر امير بهذه األشياء لكي ال يُزيد‬
‫عليه ضيقته‬

‫قال‪ :‬اوك‪......‬ال تضغط عليها‪....‬باي‬


‫اغلق الخط‬
‫ثم قال امير بشك‪ :‬شو صاير؟‬
‫ماكس قرر أن يقول الواقع‪ :‬نور مع صاحبتها في المشفى‪....‬‬
‫امير بفجعة‪ :‬كييييييف؟‬
‫ماكس أشار لها‪ :‬اهدأ‪....‬صاحبتها تعباني ِمش نور‪....‬وغير‬
‫هيك‪...‬انتّا بتعرف هيّا ما‪....‬‬
‫قاطعه امير وهو قف‪ :‬بأي مشفى؟‬
‫ماكس وقف هنا‪ :‬امير‪....‬اهدأ‪....‬وفكّر منيح‪....‬لو‬
‫رحنا‪...‬ل ُهنيك‪.....‬ما نضمن نور ما راح تـ‪....‬‬
‫أمير تو ّجه للباب‪ :‬ما يهمني‪......‬‬
‫ماكس حكّ جبينه بتعب‪ :‬يا هللا‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أغلقت عليها الباب‪....‬ال تريد أن تقابل والدتها بعد أن صفعتها‬
‫على وجهها وال تريد ان ترى وجه والدها خجلة منه‬
‫اتصل عليها بندر‬
‫فأجابته بعتب‪ :‬تخطب وال تقول؟‬
‫بندر مستغربًا‪ :‬عمي قالك؟‬
‫شيخة ‪ :‬مو مهم منو قال لي‪..‬‬
‫بندر مسح على شعره‪ :‬صوتك ‪......‬كأنك باكية‪....‬‬
‫شيخة بسخرية‪ :‬أي ما تدري‪.....‬قد ايش بكيت من الفرحة على‬
‫هالخبر‪.....‬‬
‫بندر ضحك بخفة‪ :‬ههههههههه‪......‬تتمسخرين‪.....‬قولي وش‬
‫فيك‪...‬‬
‫شيخة بعاطفية وبخلط األمور‪ :‬اشتقت لك‪....‬‬
‫بندر سكت ثم قال بجدية‪ :‬هانت ‪......‬ان شاء هللا قريب بنكون‬
‫قراب من بعض بالحًلل‪....‬‬
‫شيخة نزلت دموعها‪ :‬محتاجتك بندر‪....‬‬
‫بندر تربع على سريره‪ :‬تكلمي وش فيك وش مضايقك؟‬
‫شيخة مسحت انفها سري ًعا‪ :‬احسني مخنوقة‪.....‬‬
‫ّ‬
‫شي‪....‬خًلك‬ ‫بندر بتعجب‪ :‬هللا هللا‪....‬مخنوقة كذا فجأة ّ‬
‫وال فيه‬
‫مخنوقة‪....‬‬
‫شيخة ال تريد ان تخبره وال تريد أن تتحدث في هذا االمر‬
‫فقالت بصوت شبه مرتفع‪ :‬يمممممه منك شفيك قلبت محقق‪.....‬‬

‫بندر ‪ :‬هههههههههههه اعوذ باهلل من تقلب مزاجك الخايس‪....‬‬

‫شيخة ضحكت بخفة واردفت ‪ :‬هههههههههههههههه احبك‪....‬‬


‫بندر بجدية‪ :‬شيخوه‪.......‬وهللا أخاف منك‪......‬لقلبتي فجأة‬
‫عاطفية وح ِّبيبة وكذا‪....‬ادري فيه مصيبة‪.....‬بس طمنيني مصيبة‬
‫ما تنهي ُحبنا؟‬

‫ضحكت من قلبها هنا لتردف‪ :‬ههههههههههههههههههههه ال‬


‫تطمن مالها دخل فينا ابد ابد‪......‬‬

‫بندر ابتسم ‪ :‬أي كذا زين‪........‬المهم‪......‬كل عام وانتي‬


‫بخير‪.....‬‬
‫شيخة بغباء‪ :‬عيد ايش عشان تعايدني فيه يا الفاهي‪.....‬‬
‫بندر ضرب على جبينه وبنفاذ صبر‪ :‬اه يا ربي اه‪.....‬صبرني على‬
‫هالمجنونة‪......‬يا رب انت تعلم بحالي‪....‬يا رب زدني صبر‪.....‬‬
‫شيخة بنرفزة وعادت على شخصيتها المعتادة ‪ :‬هي هي‪....‬يا‬
‫الخبل‪...‬وش قلت عشان تقول كذا‪.....‬‬
‫بندر بنبرة تدل على العصبية ولكن ممزوجة بضحكة خفيفة‪ :‬يا‬
‫حيوانة اليوم ميًلدك كملتي‪....‬الثمنطعش سنة‪.....‬‬
‫شيخة شهقت ‪ :‬هأأأأأأأأأأأأأأأ‪....‬احلف؟‬

‫بندر نهض من على السرير‪ :‬انتي غبية وال تستغبين علي هاااا؟‬
‫شيخة ضحكت هنا‪ :‬هههههههههههه وهللا ناسية لو تدري‬
‫شصاير عندنا بتعذرني بس ال تسالني وش صاير عشان ما اقلب‬
‫نفسية‪....‬اعرف السالفة من غيري‪......‬‬
‫بندر ‪ :‬شذاااااا‪..........‬اللي قلتيه لغز وال ‪......‬مسألة رياضية‪.....‬‬
‫شيخة ‪ :‬ها ها ها ما ضحك‪......‬انزين شسمه‬
‫وبهدوء قالت‪ :‬وانت بخير‪....‬‬
‫بندر انفجر هُنا ضاحكًا‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫تو الناس‪.......‬‬
‫شيخة ‪ :‬شسوي عقلي مو معي‪.....‬بعد‪......‬صدق مامزح‬
‫األوضاع متكهربة‪.....‬‬
‫بندر نظر للنافذة‪ :‬قولي لي وش صاير‪......‬وال عمي يوسف صاير‬
‫له شي؟‬

‫شيخة ‪ :‬ال موصاير شي‪....‬بس صدقني بينتشر الخبر مالي خلق‬


‫اسولف فيه‬
‫بندر بتفهم‪ :‬طيب‪......‬اجل مع السًلمة‪.......‬بروح اتروش‬
‫واطلع‪...‬مع اخوياي‪.....‬‬
‫شيخة ‪ :‬انقلع‪.....‬باي‪...‬‬
‫بندر ضحك واغلق الخط‪....‬وهز رأسه بأسى على حالها‬
‫المجنون‪....‬‬
‫ثم خرج من الغرفة ورأى اخته نوف واقفة‬
‫مكتفه يدها وتنظر إله برفعة حاجبها األيمن‬
‫تحدثت بخبث‪ :‬ما شاء هللا ضحكك واصل آلخر الدنيا‪......‬‬
‫بندر بملل‪ :‬وخري عن وجهي مالي خلقك‪....‬‬
‫نوف دفعته ً‬
‫قليًل لتجعله يعود خطوة للوراء‪ :‬افا هذا وانا‬
‫اختك‪....‬بس مقيولة من لقى احبابه نسى أصحابه‪......‬وانا مو‬
‫صاحبتك ‪...‬أنا اختك ياحـ‪....‬‬
‫قاطعها وهو يضع يديه على اذنيه‪ :‬بس بس بس‪....‬ال تقلقين‬
‫راسي الحين وصدعيني‪....‬‬

‫نوف ضحكت‪:‬هههههههههههههه‪.....‬المهم جيت‪.......‬وابي منك‬


‫شغلة‪...‬‬
‫بندر اسند نفسه على الباب‪ :‬ادري ‪......‬وش تبين؟‬
‫نوف بنفخة صدر‪ :‬احم‪....‬ابي منك اخوي العزيز تشتري لي‬
‫كتكات‪....‬‬
‫بندر بهبل‪ :‬شنو ما سمعت‪...‬‬
‫ورفع نبرة صوته‪ :‬نوف تبي شنو‪...‬؟‪....‬اي قالت‬
‫كتكااااااااااااااات‪.......‬‬
‫نوف بحذر‪..... :‬حيوان‪...‬تبي خويلد‬
‫صر حسك‪...‬‬ ‫يسمع‪...‬هاااااااااااا‪.........‬ق ّ‬
‫بندر بجدية‪ :‬ما فيه‪.......‬اكلتي كثير هالشهر‪.....‬يا لمجنونة ال‬
‫تعطين نفسك فرصة وال حالتك بتدّمر‪.....‬‬
‫نوف تستعطفه‪ :‬وهللا وضعي الصحي تمام‪....‬ومثل‬
‫العسل‪......‬اها‪....‬عاد ال تعاندني‪.....‬‬
‫بندر لكي يخلص منها‪ :‬تمام وخري عني‪.....‬‬
‫نوف انقضت عليه لتقبّل جبينه‪ :‬عمريييييييييييييي وهللا اخوي‬
‫اللي ما يرفض لي طلب‪....‬‬
‫فجأة سمعت صوت من خلفها‪ :‬اذا شفت شاري لها‪....‬صدقني راح‬
‫تنام في الشارع‪...‬‬
‫التفتت عليه بفجعة‪ :‬وجع من متى وانت هنا‪.....‬‬
‫خالد أشار ألخيه بحذر‪ :‬هذا انا قلت لك‬
‫بندر غمز له وهنا انتبهت‬
‫لتصرخ‪ :‬يا كـ‪.....‬يعني تكذب علي هااااا‪....‬شايفني بزرة‪......‬‬
‫والتفت على خالد‪ :‬وانت ال تدّخل‪....‬ما بتدفع من جيبك‪.......‬وال‬
‫تسوي لي فيها سالفة‪....‬‬
‫خالد بجدية‪ :‬كثرة طلبك على السكريات يعني فـ‪....‬‬
‫قالت بملل وبمرح‪ :‬ياخي خلني‪......‬استانس‪......‬والواحد بعيش‬
‫مرة وحدها‪......‬وما بصير انت احرص مني على صحتي‪...‬‬
‫ثم التفتت على بندر بشكل سريع‪ :‬ال تنسى اشتر لي‬
‫بندر بتأفف‪ :‬اف‪...‬شخلصني منها الحين‪...‬‬
‫خالد‪ :‬حذرتك ترا‪...‬‬
‫خرجت هنا الجازي حامله ابنها‪ :‬وش هاالزعاج‪.....‬‬
‫نوف نظرت لعبد هلل سحبته من يد اختها‪ :‬عمري الحلو‬
‫جلس‪....‬هللا على جمالو‪.....‬صاير‬
‫يجنن‪...‬كييييييييييييكة‪.....‬خقّة‪...‬‬
‫بندر‪ :‬الحمد هلل والشكر اشك فيها انفصام األخت‪.....‬‬
‫خالد ضحك‪ :‬هههههههههههههه حقيقي شكلها تعاني منه‪...‬‬
‫طعتي خدود ولدي‪....‬‬ ‫الجازي ابتسمت‪ :‬خًلص ق ّ‬
‫نوف نظرت إليه بحالمية‪ :‬راح ازوجك بنتي‪.....‬يا الحلو‪....‬بس‬
‫هااااااا‪...‬ال شوف نفسك عليها وال ذبحتك‪....‬‬
‫بندر هنا اندمج مع خبالها‪ :‬انتي تزوجي قبل‪...‬‬
‫نوف بهباله ‪ :‬على يدك‪...‬‬
‫خالد استشاط غيضا‪ :‬بنننننننننننننت‬
‫التفت هنا تشير له بحذر‪ :‬وهللا امزززززززززززززح‬
‫الجازي ‪ :‬ههههههههههههههههههههه‪....‬يا ربي تجيبين لك‬
‫الكًلم انتي‪....‬‬
‫نوف حملت عبد هلل‪ :‬وهللا انتوا مادري متى راح تصيرون فري‬
‫يعني‪......‬‬
‫خالد ‪ :‬ال تخليني اجي لك واعلمك الفري الحين‪...‬‬
‫بندر أشار له بمعنى (اهدا ماله داعي هالعصبية )‬
‫فسكت‬
‫وهي انسحبت إلى غرفتها حامله عبد هلل‬
‫بندر التفت على أخيه‪ :‬دايم تأخذ كًلمها على محمل جد ترا البنت‬
‫تمزح‪....‬‬
‫ثم دخل الخًلء‬
‫الجازي اقتربت من خالد وقالت‪ :‬خالد ابي اكلمك في موضوع‪....‬‬
‫خالد ‪ :‬خير‪....‬‬
‫الجازي بًل مقدمات‪ :‬اقنع ابوي بطًلقي من سيف‪...‬‬
‫خالد بعصبية‪ :‬نننننننننننننننعم؟‪....‬وليش ما تقنعينه انتي‪...‬‬

‫الجازي بنفاذ صبر‪ :‬مو جاي يسمع مني أصًل‪.....‬‬


‫خالد بهدوء يحاول اال يغضب‪ :‬انتي ما كلمتيه إال مرة ‪.....‬كلميه‬
‫مرة ثانية بشرط تكونين انتي هادية‪....‬ترا هو تحت ‪....‬فرصة‬
‫كلميه‪...‬عن اذنك‬

‫واتجه لناحية الدرج‬


‫اما هي تأففت ثم تبعته نازلة لتحدّث والدها‬

‫خالد خرج من المنزل بينما هي توج ّهت ألبيها الجالس لوحده في‬
‫الصالة‬
‫اقتربت بحذر وهي تقول‪ :‬يبه فاضي؟‬
‫التفت عليها ثم قال‪ :‬لو مشغول فضيت نفسي لك‪...‬‬
‫ثم ضرب على الكنبة ‪ :‬تعالي جلسي جنبي‪.....‬‬
‫الجازي ابتسمت له ثم جلست بالقرب منه‬
‫قائلة‪ :‬يبه‪.....‬ابي أتكلم معك في موضوع‬
‫قاطعها‪ :‬سيف؟‬
‫هزت رأسها برضى‪.....‬‬ ‫الجازي ّ‬
‫بو خالد بجدية‪ :‬يعني ما قدرتوا توصلون لحل ثاني‪....‬‬
‫الجازي هي لم تستطع ان تصل لحل آخر بينما هو لديه حلول‬
‫تشعرها بالحرقان‬
‫تحدثت‪ :‬ال‪.....‬‬
‫بو خالد‪ :‬قرارك هذا وال قراركم انتوا االثنين؟‬

‫ال تستطع ان تنكر امامه طأطأت برأسها‪ :‬قراري‬


‫يبه‪....‬وارجوك‪.....‬وقف معي فيه‪....‬وكلمه يطلقني بهدوء‪...‬‬
‫سكت ثم قال‪ :‬الجازي مع ليش تأجلين هالموضوع‬
‫الجازي بنفس عميق‪ :‬يبه‪.....‬‬
‫بو خالد‪ :‬مو عشاني عشان بس ع ّمك يوسف‪...‬‬
‫الجازي بدأت تفقد سيطرتها على نفسها‪ :‬يبه شدّخل هذا بهذا‪....‬‬
‫بو خالد يريد أن يعطي سيف مسافة طويلة لألظفار بقلب الجازي‬
‫مرة أخرى ال يريد أن يراها هكذا متذبذبة‬
‫يعلم الطًلق ليس الحل األخير وليس الطريق لسعادتها‬
‫لذلك هو يخشى عليها منه ال يريد منها ان تتعجل وال يريد ان‬
‫يظلمها‬
‫لذا يعطي فرص لمسافات أطول فقط‬
‫فقال‪ :‬ع ّمك ‪....‬يحاتي بنته نورة اذا تذكرينها‪...‬يا الجازي‪...‬‬
‫الجازي عقدت حاجبيها وبتذكر قالت‪ :‬بنت ديانا؟‬
‫يدور عليها‪...‬‬
‫هز رأسه وهو يقول‪ :‬ع ّمك ّ‬
‫الجازي بصدمة ‪ :‬ليش هي ضايعة طول هالفترة؟‬
‫بو خالد ليستعطفها اكثر لتزيح نظرها عن امر الطًلق المستعجل‪:‬‬
‫ال‪.....‬لكن فيه قصة مابي ازيد همك فيها‪....‬لكن أمها بعدتها‬
‫عنه‪....‬طولة هالفترة‪......‬وهو طاح بسبب هالشي‪.......‬والحمد‬
‫هلل امس جانا خبر عن مكانها ‪....‬وانا مشغول معه‪.....‬تركت‬
‫اخوي فترة لحاله وهو الحين بحاجة لي يا الجازي‪....‬وبحاجة لنا‬
‫كلنا‪.....‬مانبي نضيّق له خلقه‪...‬ومابي انا اصير بعيد عنه وقت‬
‫حاجته لي‪...‬وما ودي ‪....‬نصعب األمور عليه‪.....‬عشان كذا اجلي‬
‫هالموضوع‪.....‬‬
‫الجازي بتفهم وضيقه‪ :‬تمام‪......‬طيب يبه‪......‬وين لقيتوا‬
‫البنت‪.....‬وشلون يعني أمها‪...‬باعدتها‪....‬‬
‫بو خالد بجدية‪ :‬بقولك كل شي يا بنتي‪.....‬عشان بعد تعقلّين‬
‫شيخة‪....‬‬
‫صدمت كغيرها‬ ‫ّ‬
‫هزت رأسها بينما هو بدأ بسرد حقيقة األمور ‪ُ ،‬‬
‫‪.....‬وخفق قلبها تعاطفًا مع عمها ونورة التي وقعت بين االحداث‬
‫هذه كلها كالضحية ‪....‬وما اقسى هذا االمر‪....‬حينما يصبحون‬
‫األبناء ضحايا لوالديهما‪.....‬ضحايا لقرارات‬
‫طائشة‪....‬أنانية‪.......‬غير عقًلنية‪.....‬شعرت باألسى على ضياع‬
‫هذه السنين‬

‫تساءلت كيف تح ّمل ان تعيش ابنته بعيده عنه‬


‫‪......‬تكبر‪......‬تدرس‪.....‬ربما تعمل‪.....‬ربما تزوجت‪....‬انجبت‬
‫وهي بعيده عنه‪......‬الخيانة مؤلمة لقلب الرجل والمرأة‪....‬مؤلمة‬
‫‪.....‬ونتائجها ‪...‬فضيعة‬
‫سمعت له ‪.....‬ووعدته انها ستحدث شيخة وتخفف عنها‬
‫ثم نهضت‪......‬‬
‫وهي تستغفر‪....‬بعد ان شتمت ودعّت على ديانا وامير‪.....‬اللذان‬
‫شتتا فؤاد وحياة عمها يوسف‪....‬‬
‫عادت لغرفتها وسمعت رنين هاتفها‬
‫اجابت وهي تحت تأثير حزنها مما سمعته‪ :‬نعم‬
‫تحدث‪ :‬انا تحت جيبي لي عبود‪...‬‬
‫هزت رأسها بهدوء‪ :‬طيب‪...‬‬
‫ثم أغلقت الخط‬
‫مسحت على وجهها‪....‬تمتمت باالستغفار‬
‫ثم خرجت من الغرفة ودخلت غرفة اختها‬
‫نظرت البنها وشه قت‪ :‬هأأأأأأأأأأأ وجع وش سويتي بولدي‪...‬‬
‫نوف حملته‪ :‬باهلل مو حلو‪....‬‬
‫كانت نوف ‪...‬واضعه له (روج احمر)‪....‬رافعه شعره برباط‬
‫خفيف‪......‬‬
‫الجازي ابتسمت رغما عنها‪ :‬يجنن بس ولدي مو بنت عشان‬
‫تلعبين فيه كذا‪...‬وجع مسحي هالروج‪.....‬بنزله البوه‪....‬‬
‫نوف نهضت واعطته إياها ‪:‬خذيه كذا خلي ابوه يشوفه كذا‪...‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة غير مبالية‬
‫بينما الجازي قالت بعد ان سقطت عينها على العلبة‪ :‬وجع‬
‫نووووووووووووووووفووه حاطه له روج ثابت؟‬

‫سمعت ركض نوف من على عتبات الدرج‬


‫بينما الجازي اخذت منديل بللته بماء محاولة ان تزيح جزء منه‬
‫ولم تستطع‬
‫بينما عبد هلل كلما حاولت ان تزيح من على شفتيه الصغيرة اخذ‬
‫يلعق المنديل‬
‫فتأففت وصرخت‪ :‬ان شاء هللا اشوف فيك يوم يا نوف‪.....‬كذا‬
‫لعبتي في ولدي‪....‬‬
‫حملته وسحبت من شعره الربطه‪.....‬ورتبت شعره نظرت‬
‫للكومدينة‬
‫باحثة عن مناديل خاصة إلزالة الميك اب ولم تجد‬
‫ثوان حتى دخلت ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫فخرجت ونزلت ذاهبة للمجلس‪......‬وما هي اال‬
‫السًلم عليكم‪....‬‬
‫وقف سيف هنا ‪ :‬وعليكم السًلم‪...‬‬
‫مدّت له عبد هلل‬
‫وكانت ستخرج ولكن مسك يدها قائًل‪ :‬اخبارك الجازي‬
‫الجازي بهدوء ‪:‬بخير‪...‬‬
‫سيف نظر لها‪ :‬جلسي‪...‬‬
‫لم تأبى‬
‫جلست وهو نظر البنه قبله واشتم رائحته‬
‫ثم انتبه لشفتيه‪ :‬وش مسوين بولدي‬
‫الجازي ‪ :‬هللا يهادي نوف‪...‬بقوم بجيب مناديل‪...‬‬
‫قال‪ :‬جلسي الجازي بعدين‪.....‬شيليه‪....‬‬
‫الجازي سحبت هواء عميق ثم جلست‬
‫سيف بهدوء‪ :‬فكرتي‪...‬‬
‫الجازي نظرت في عينيه بحده‪ :‬مو موافقة‪......‬‬
‫سيف نظر ألبنه ثم قال‪ :‬عشان عبد هلل‬
‫الجازي بجدية‪ :‬سيف ال تحرمني من عبد هلل بعد طًلقنا‬
‫صدم من حديثها وشعر بغرابة حقيقةً من شكلها شعر انها على‬
‫غير ما يرام‬
‫فقال‪ :‬شالكًلم‪...‬وبعدين كيف انتي واثقة انه راح اطلقك‪...‬‬
‫الجازي اغمضت عينيها وبهدوء‪ :‬راح تطلقني برضاك يا‬
‫سيف‪......‬‬
‫سيف اقترب منها‪ :‬الجازي انا تأسفت منك‪......‬وانا‬
‫ندمان‪....‬تكفين مابي اخسرك‪....‬‬
‫الجازي بجدية بللت شفتيها‪ :‬انت خسرتني من اول يوم تزوجنا‬
‫توك تحس بهالخسارة‪........‬لألسف حسيت فيها‬ ‫فيه يا سيف بس ّ‬
‫بوقت متأخر‪....‬وانا اسفة ‪....‬مو قادرة انسى ‪...‬والني قادرة‬
‫اضغط على نفسي‪....‬‬
‫ثم قالت بهدوء‪ :‬بس تكفى لتطلقنا ال تحرمني من ولدي‪...‬‬
‫ثم نهضت لتقول‪ :‬بروح اجيب مناديل وبجي‪....‬‬
‫سيف تنهد بضيق هنا على حالهما‪....‬وتعجب من حالها وهدوئها‬
‫‪....‬ولكن سكت ‪....‬وهو يفكر بحل لألمر!‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا في وسطهم ‪.....‬والدته لم تكف عن تهزيئه ُمنذ ان‬ ‫كان جال ً‬
‫استيقظ من نومه‪....‬والتوأم لم يكفا عن االستهزاء به‬
‫بينما والدهم خرج لزيارة يوسف‪.....‬‬
‫‪ :‬نعنبو شرك‪......‬كم يوم وتملك على البنت‪....‬بكرا بعد لخذتها‬
‫خلها تولي ‪....‬ما وصيك ورح اسرح وامرح ‪...‬واسهر‬
‫للفجر‪....‬واترك بنت الناس‪.......‬لحالها‪......‬شفيك انهبلت‪....‬يوم‬
‫جينا للرياض‪...‬هااا‪......‬وش غيرك عن قبل‪....‬؟‬

‫قصي كان سيتحدث‬


‫ولكن قال عزام وهو يغمز لجسار‪ :‬بنت الناس تبي من يهتم‬
‫فيها‪.....‬‬
‫سار غمز لقصي‪ :‬ويسهر معاها مو يسهر مع اخوياه‪.....‬‬ ‫وج ّ‬
‫ام سيف أكملت‪ :‬من يوم ورايح حدكم سهر للساعة احدعش‬
‫ونص بالليل‪......‬‬
‫عزام اكمل حديث والدته وهو يلكز قصي من جانبه‪ :‬سمعتتتتتتت‬
‫جسار نظر ألمه‪ :‬خًلص يمه‪...‬اظنه ما راح يعيدها‪...‬هدي‬
‫بالك‪....‬‬
‫ام سيف ‪ :‬أتمنى الحكي ينفع معاك‬
‫كان سيتحدث ولكن رفع صوته عزام‪ :‬اكيد يمه بفيد غير كًلمنا‬
‫امس له‪...‬يعني‬
‫جسار كتم ضحكته‬
‫بينما والدتهم تمتمت باالستغفار وتوجهت للمطبخ‬
‫قصي نهض وهو غاضب‪ :‬هللا يلـ‪...‬‬
‫قاطعه جسار‪ :‬ال تعلن ‪......‬جب‪.....‬تراك غلطان‪....‬وانت فتحت‬
‫عيونها عليك‪.....‬‬
‫عزام وهو يأكل الحلى من صحنه‪ :‬وهللا جس جس صادق‪....‬‬
‫جسار رمى الخدادية عليه‪ :‬جس جس في عينك‬
‫قصي بعصبية‪ :‬جالسين تزيدون االمر انتوا‪...‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬بطبعنا ما نزيد االمر ‪.....‬نحاول نخفف عن امي‬
‫ونشتت انتباهها يا الثور‪.....‬‬
‫جسار وهو يمضغ لقمته‪ :‬ومنها نطقطق اشوي ونستانس‪...‬‬
‫قصي رمى عليهما علبة الماء الذي سحبها من على الطاولة‪:‬‬
‫مستلميني من فجر هللا ‪......‬هللا ياخذكم‪.....‬عيب وهللا عليكم‬
‫عيب‪......‬تراني اخوكم مو عدوكم‪....‬‬
‫جسار غمز له‪ :‬انا قول هد اللعب ياخوي لين يصير وضعكم في‬
‫السليم‪...‬‬
‫عزام أشار له بهباله‪ :‬خفف حب وله و‪...‬‬
‫قصي بصرخة‪ :‬اففففففف منكم عبالكم عايش بعشق و‪....‬‬
‫نهض جسار مسك فمه‪ :‬هللا يأخذ هالطيش اللي براسك افضح‬
‫نفسك افضح‪....‬ترا المسافة ما هي طويلة من هنا للمطبخ‪...‬‬
‫نهض عزام سحب أخيه ليجلس‬
‫‪:‬تكلم شصاير بعد‪...‬‬
‫قصي بغضب‪ :‬البنت مو واثقة فيني‪....‬وروحتي لها مو مثل ما‬
‫تفكرون‪....‬‬
‫سك‪....‬‬ ‫جسار ‪ :‬طيب ال تنافخ وقصر ح ّ‬
‫قصي تمتم باالستغفار ثم قال‪ :‬صدق انا غلطان‪.....‬واحاول اغير‬
‫الوضع‪.....‬وبدت تتقبل‪....‬بس البنت خايفة‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬انت وسيف ما تحمدون هللا على النعمة اللي يعطيكم‬
‫‪........‬متهورين وطايشين‪....‬‬
‫جسار ‪ :‬وضيف عليها اغبياء‪...‬‬
‫قصي بجدية‪ :‬تكلموا معي بجدية وال خلوني انقلع‪...‬‬
‫عزام‬
‫بتأفف ثم قال‪ :‬اكيد تحتاج لوقت عشان تثق فيك‪..‬‬
‫جسار ‪ :‬شمسوي فيها عشان ‪....‬ما تثق فيك على قولتك‪....‬‬
‫قصي سكت‬
‫عزام بمسخرة‪ :‬واضح واضح بدون ما تكلم‪.......‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬هي تحاول تتغير‪.....‬بس احس بخوفها‪......‬وغير‬
‫انها مثل ما تعرفون صغيرة وخايفة من الحمل‪......‬وخايف انا‬
‫الخطة ما تضبط‪....‬‬
‫سار بجدية ‪ :‬ما راح تضبط اذا انت استمريت تفكر‬ ‫ج ّ‬
‫بهالطريقة‪....‬واستمريت تلفت األنظار لك‪....‬‬
‫عزام طبطب على كف يده‪ :‬تحمل نتيجة افعالك‪..........‬وفكر كيف‬
‫تخليها تثق فيك‪.....‬حنا ما نقدر نقول لك باي طريقة تعاملها‬
‫عشان تثق فيك‪......‬انت عشت معها وفهمتها ‪.....‬وانت اللي‬
‫تقرر باي سلوب‪...‬وباي تعامل ‪...‬تحسسها انك مهتم‬
‫‪......‬وتبيها‪......‬بس جسار صادق حاول ما تلفت األنظار عليك‬
‫هالفترة‪....‬‬
‫واطول‬
‫ّ‬ ‫قصي نظر لهما‪ :‬هي تعبانة عشان كذا اروح‬
‫جسار ازدرد ريقه‪ :‬خير وش فيها؟‬
‫قصي بتوتر ‪ :‬تعب حمل‪.......‬ونفسيتها ‪...‬تعبانه‪....‬فكل شي جاي‬
‫مع بعضه‪....‬‬
‫عزام بتهوين عليه‪ :‬هونها وتهون‪.......‬اقلب زياراتك‬
‫صباحية‪.....‬‬
‫قصي بضحك بخفة‪ :‬ههههههه صدقني امي بتحس‪...‬‬
‫جسار ‪ :‬اطلع معاك بذاك الوقت عشان نشتت موضوع الدشارة‬
‫اللي راكز في عقلها‬
‫عزام ضحك‪ :‬ههههههههههههههه‪...........‬امي عليها شطحات‬
‫بالتفكير والخيال‪....‬‬
‫تخوف‪......‬‬‫قصي بهدوء‪ :‬وهللا ما لومها‪......‬الدنيا صايرة ّ‬
‫سار ‪ :‬المهم‪.....‬متى بتروحون تفصلون لكم ثياب للملكة وال ما‬ ‫ج ّ‬
‫فيكم نية أصًل تفصلون‪......‬‬
‫قصي بجدية‪ :‬أصًل ما بقى شي‪.....‬منو هالخياط اللي بخيط لك‬
‫لمدة تقريبا خمس أيام‪.....‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬على كذا يبيلك تشتري لنفسك جاهز يا قصي‪....‬‬
‫جسار بروقان‪ :‬اليوم نطلع‪......‬‬
‫قصي نظر له‪ :‬أي مروق بعد كمية الطقطقة اللي طقطقتها انت ويا‬
‫هاالهبل علي‪.....‬‬
‫عزام‪ :‬هههههههههههههههههههه وربي احلى فصلة امس‬
‫‪........‬‬
‫قصي ضحك‪ :‬ههههههههههههه ال تعيدونها طيب‪....‬عشان ما‬
‫افصل عليك‪....‬‬
‫جسار ‪ :‬انت وسيف طينة وحده‪....‬رسميين ونفسيين‪...‬وال تحبون‬
‫الحياة‪...‬‬
‫قصي بصدمة‪ :‬هللا حنا كذا‪....‬‬
‫عزام أشار له‪ :‬هذا وجهة نظري انا بعد‪....‬‬
‫قصي أشار لجسار‪ :‬هات هات بس كلت كل الحلى‪...‬‬
‫سار‪ :‬قول ما شاء هللا ال يجيني اسهال‪.....‬‬
‫ج ّ‬
‫قصي بضحكة‪ :‬هههههههههههه ما شاء هللا ما شاء هللا‪...‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫محاولة التغيّر في هذه الحياة تتطلّب إرادة قو ّية خارجة من قاع‬


‫الشخص المتردد!‬
‫عليه التجرأ لإلقدام على ما هو افضل ‪....‬البد أن يكون شُجاعًا في‬
‫المواجهة‬
‫يتجرد من جميع مخاوفه‪ِ ....‬ليُعطي نفسه حقاا للحياة‬‫ّ‬ ‫ال بد أن‬
‫بصورة غير اعتيادية‪.....‬‬
‫عليه أن ينفض ذكرياته البائسة للوراء ويستفيد منها لبناء‬
‫المستقبل‬
‫الماضي سيبقى ماضي ال يُمكن تغيريه ولكن الحاضر‬
‫يُم ّهد للمستقبل بتفكيرك‪......‬وبنظرتك للحياة‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هي بدأت بالتغيّر‪....‬ولكن قلبها لم يرتاح كليا ‪...‬هناك جزء من‬
‫الخوف عالق في منتصفه‪....‬ولكن هي تحاول التغلّب‬
‫عليه‪....‬نهضت من نومها العميق‪......‬الجميل‪......‬بأحًلمه‬
‫الوردية‪......‬لم توبّخ نفسها على ما فعلته باألمس‬
‫هي اآلن استوعبت انّهما من المستحيل يفترقا‪.....‬‬
‫وهي ستتقبل هذا االمر!‬
‫لكي ال تعود للوراء وإال ستتد ّمر‬
‫مشت ِب ُخطى ومسافات بطيئة ‪....‬تشعر بالتعب ً‬
‫قليًل‬
‫وبالجوع الكثير‬
‫سقطت عيناها على المرآة‬
‫نظرت لنفسها ابتسمت ب ُحب‪.....‬بتفاءل‪....‬بنظرة أخرى للحياة‪...‬‬
‫ثم اقتربت من المرآة‪......‬تحدثت‬
‫‪:‬ما بصير نكدية‪.....‬على قولة امي‪....‬ال ُحرمة النكدية‪...‬ما تعيش‬
‫في سعادة‪.....‬بحاول اعطي نفسي فرصة اتقبّل يا قصي‪.......‬‬

‫ثم نظرت لبطنها‪.......‬ابتسمت‪.....‬شدّت قميصها من‬


‫الخلف‪....‬ليلتصق من األمام ‪...‬مسحت على بطنها‪....‬اخذت‬
‫تتحسس بيد ثابته‪......‬‬
‫تكرر‬
‫‪:‬يعني جد داخل بيبي؟‬
‫ضحكت بخفة‬
‫‪:‬هههه ُمهره عن الجنون‪......‬شخربط انا‪.....‬‬
‫تذكرت سابقًا كيف كانت تنتظر اخ او خت ًا‬
‫لتلعب معه او معها‪.....‬كانت حقاا تتمنى اخت ًا لها تُشاركها في كل‬
‫األشياء‪.....‬‬
‫همست بتنهيدة‬
‫‪:‬اوعدك اذا بنت اخليك اخت لي وصديقة‪....‬وحتى لو كنت‬
‫ولد‪.....‬ال تخاف بحبك‪....‬وبشاركم كل شي‪.....‬‬

‫مسحت على رأسها‪.......‬ثم تو ّجهت لهاتفها‪.....‬ال تدري ‪....‬لماذا‬


‫اآلن اتى في عقلها‪......‬ال تردي لماذا تزداد رغبتها في‬
‫محادثته‪...‬تشعر بالغرابة ‪...‬ولكن هذا االمر جيّد بالنسبة‬
‫لقصي‪.....‬بينما هي ترددت في ارسال رسالتها‪...‬ولكن فعلت‬
‫كتبت (اشتر لي من عطرك)‬
‫ثم نهضت للخًلء‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا بين اخوته لم ينهض‬ ‫بينما هو كان جال ً‬
‫نظر للرسالة وضحك بصوت عا ٍل‬
‫حتى قال‬
‫عزام‪ :‬خير؟!‪.....‬وش هالضحك‪.....‬ضحكنا معك‬
‫سار كاد يسحب الهاتف من يده ولكن ش ّد عليه قصي‪ :‬ال‬‫ج ّ‬
‫تتليقف‪...‬‬
‫ثم نهض ‪ :‬انا طالع‪.....‬‬
‫اتاه صوتها الغاضب‪ :‬ال مانت طالع‪....‬‬
‫التفت عليها‪ :‬يمه‪......‬‬
‫جلست بعد ان وضعت صحن الفاكهة‬
‫‪:‬وال كلمة‪....‬‬
‫قصي نظر ألخويه يريد منهما التحدث ولكن رفعا كتفيهما‬
‫بمعنى(مالنا شغل فيك)‬

‫جلس بالقرب منها‪ :‬يمه ‪.......‬لهدرجة مو واثقة فيني ‪....‬تبين‬


‫تعامليني كمراهق‪....‬‬
‫ام سيف نظرت إليه‪ :‬فسر لي طلعاتك اللي للفجر‪....‬‬
‫قصي نظر لعزام ‪.....‬يريد ان يساعده في الدفاع عنه وعن نفسه‬
‫ولكن عزام اخذ يمضغ طعامه بًل تدخل‬

‫‪ :‬يمه الواحد لجلس مع اخوياي ينسى نفسه‪......‬بس اوعدك ما‬


‫اعيدها‪......‬والحين بطلع ‪....‬ابي اشتري لي ثوب للملكة‬
‫نظروا اليه اخويه‬
‫علم من انهما كاذب‪....‬‬
‫وهما على ٍ‬
‫ولكن سكتوا ال يريدون ان يزيدوا والدتهما عنادًا‬
‫فقالت‪ :‬روح‪......‬ودير بالك على نفسك‪......‬وصبر‬
‫مرني‪.....‬العصر اليوم ‪...‬نروح نشتري للبنت هدية‪......‬الذهب‬
‫شريته انا‪.....‬بس باقي كم شغله‪....‬‬
‫قصي ق ّبل رأسها وجبينها ويديها‪ :‬هللا يخليك لي‪.....‬يا الغالية‬
‫ثم ذهب من انظارها‬
‫وهي تمتم‪ :‬هللا يهاديك‪....‬‬
‫عزام ابتسم بخبث لجسار‬
‫ثم نهضوا وهما يتحدثا‪ :‬وحنا بنروح وراه نشتري لنا ثوب‬
‫يمه‪....‬‬
‫هزت رأسها برضى ثم ركضا للخارج!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم يستطع ان يمنعه ‪.....‬وكان خائف عليه وعلى جرحه‪.....‬تبعه‬
‫‪...‬قاد سيارته بطريق المستشفى الذي ارسل موقعه ُمراد وذهبا‬
‫هناك‪......‬‬
‫تتجرع نور لقاءات مكروهة طوال هذه الفترة؟‬ ‫ّ‬ ‫هل من الواجب ان‬
‫هل ستتحمل كل هذا ام انها ستثور بانهيار خاص في وجوههم؟‬
‫مشى في (االسياب) بينما ماكس يو ّجهه بأي طريق يسلك‪....‬‬
‫ماكس خائف من ان تحدث فوضى عارمة هُنا‬
‫بينما أمير قلبه غير مطمئن عليها‪.....‬‬
‫ثوان عدّة‬
‫ٍ‬ ‫و ُمراد ينتظر الحرب الذي ستقوم بعد‬
‫كًل منهم يزفر ويتنهد بضيق‪....‬‬ ‫ّ‬
‫وصًل إلى المكان المنشود‪.....‬سقطت عيني امير على ال ُمراد الذي‬
‫وقف ما إن رآهما‬
‫تقدم إليه يشعر باالنهيار لفكرة وقوفه امام نور طيلة هذه الفترة‬
‫تجرعت آال ًما وطرقت اسأله كُثر في‬ ‫يشعر بالقهر والحسرة انها ّ‬
‫رأسها بسبب تواجده يعلم ج ّيدًا بأي طريقة نور تفكر!‬
‫كان سينتقم لها ولنفسه‬
‫تقدم وبًل مقدمات الكمه ‪....‬لكمه ليست قوية ‪.....‬كما‬
‫سن لدرجة استرجاع‬‫يجب‪...‬فجسد أمير ضعيف‪.....‬ولآلن لم يتح ّ‬
‫صحته بكاملها‪.....‬ولكن آلمت ُمراد الذي مسك طرف ذقنه‪....‬‬
‫اردف بحده‪ :‬كًلتها إلك وراع اعيدها‪......‬يمكن تستوعبها‬
‫عدوك وال عدو أي‬
‫عدوك‪....‬هسه آني مو ّ‬ ‫أمير‪.....‬جنّت بالسابق ّ‬
‫احد له صلة فيك‪....‬‬

‫ماكس اقترب هنا واصبح في منتصفهما نظر لوجه أمير‪:‬‬


‫امير‪.......‬مشان هللا‪.....‬بليز‪.....‬هدي من حالك‪.....‬‬
‫أمير بحده ينظر ل ُمراد‪ :‬فينها ؟‬
‫ُمراد مسح على رأسه ابتعد عنهما ‪....‬اشار للغرفة‪....‬بل للعناية‬
‫المركزة‪....‬كان سيدخل امير ولكن منعه ُمراد‬
‫بهدوء‪ :‬امير‪.....‬نور‪.....‬مو في وضع ‪.....‬يستحمل يخليك‬
‫تشوفها‪.....‬وانت حال يا في العناية ‪.....‬مانبي نسبب فوضى جبيرة‬
‫(كبيرة)‪....‬للمرضى‪....‬‬
‫أمير عاد لشخصيته القيادة دون ان يعي ذلك‬
‫امره‪ :‬نادها لي‪....‬نادها‬
‫سا عميقًا‬‫ماكس أشار ل ُمراد بعينيه بمعنى(افعل ذلك) وهو يأخذ نف ً‬
‫أمير ابتعد عن الباب ازدرد ريقه عدّت مرات‪....‬واخذ يمشي ببطء‬
‫ذهابًا وإيّابًا‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما ُمراد دخل ورآها جالسة بالقرب من إيًلف تحدّق بها‬
‫بخوف‪.....‬وبعينين ثابتتين دون أن تُرمش‪....‬جسدها ما زال‬
‫يرتعش‪....‬جبينها يتصبب عرقًا‪.....‬‬
‫تساءل هل مرضت؟‬
‫ولكن‬
‫‪:‬احم‪...‬نور‪...‬ممكن تجين برا اشوي‬
‫مراد‪......‬حينما يتحدث معها ال يتحدث باللهجة العراقية‬
‫االصلية‪......‬بل يشعر بانقًلب لسانه‪....‬بالتحدث معها بنبرة‬
‫مشابه للهجتها‪.....‬وفي الواقع‪.....‬اللهجات الدخيلة وبسبب مكوثه‬
‫في بلد األجانب اثّر ذلك على لهجته‪....‬لذلك‪.....‬هو ال يتحدث‬
‫بها‪....‬طوال الوقت بالشكل الواضح للمستمع انها لهجة‬
‫عراقية‪...‬ولكن حينما يغضب ال ارادي يتحدث بها ج ّيدًا!‬

‫نور نظرت إليه ولم تبالي‪...‬شدّت على يد ايًلف وهي تقول‪ :‬اطلع‬
‫برا‪....‬‬

‫ُمراد خطى خطوة لألمام‪ :‬تكفين نور‪......‬تعالي اشوي بس‪....‬‬

‫رف جفنيها‪.....‬نهضت ليس انصياعًا ألمره بل تشعر ح اقا انها‬‫نور ّ‬


‫متعبة ‪.....‬حلقها اصبح كالخشبة ال تستطع ان تبلع ريقها بسهولة‬
‫‪...‬تشعر باالختناق‪...‬وهذا عًلمة من عًلمات االلتهاب!‬
‫بينما الصداع بدأ يشتّد ويمتد إلى ناحية جبينها إلى عينيها وهذا‬
‫مزعج‪....‬‬
‫خشيت من ان تُنقل عدوى إليًلف فأيضًا ادركت انّ حرارتها‬
‫مرتفعة‬
‫نهضت وهي تق ّبل رأس ايًلف‬
‫ترن ّحت خطوتين للوراء واقترب منها‬
‫يقول‪ :‬نور تعبانة؟‬
‫نظرت إليه دون ان تُجيب ثم سبقته لتخرج وتبعها ‪......‬خائفًا من‬
‫كل شيء!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خرجت لتعود للشقة ‪ُ ....‬متعبة‪.....‬تشعر بانهيار جسدها بسبب‬
‫سهرها الطويل‪.......‬وارتفاع درجة حرارتها‪......‬فتحت الباب‬
‫خرجت‬
‫سقطت انظارها على أمير وماكس‪....‬‬
‫وقفت تحدّق بهما بثبات‪......‬دون ان ترمش‬
‫خرج ُمراد واصبح خلفها تما ًما‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أمير‬
‫ُمشتاق إليها‪.......‬قلبه يعزف ألحانًا من الحنين ‪......‬خفق وبشدة‬
‫مطوال بسبب الغيبوبة‪.....‬نحفت‬‫ا‬ ‫حينما رآها هكذا‪.....‬لم يراها‬
‫كثيرا‪.....‬هزلت‪......‬وجهها شاحب ومصفر‪....‬شفتيها‬ ‫ً‬
‫اي شيء‪......‬‬ ‫جافتين‪....‬نظراتها خالية من ّ‬
‫كان يسمع اصطكاك اسنانها في بعضهما‪.....‬كان ينظر‬
‫لرجفتها‪......‬هل هي خائفة؟‬
‫اقترب خطوة بحذر لألمام‪ :‬بنتي‪....‬‬
‫نظرت إليه‪..‬‬

‫هل تصرخ‪......‬هل تبكي‪......‬ال طاقة لها‬


‫جميعهم بدوا بفكرة اقتحام حياتها‪...‬جميعهم فرضوا انفسهم عليها‬
‫‪ِ ....‬بًل رضا؟‬
‫ملّت من هذا السيناريو‪.....‬لقاءات وانهيارات متكررة‪...‬كبتت‬
‫انهيارها ‪...‬وشدّت على قبضة يديها‪.....‬شعرت بوخزة شديدة األلم‬
‫جًل ما فعلته اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما‬ ‫في قلبها ولكن ّ‬

‫لتعود بالتحديق بهما‬


‫ُمراد نظر لماكس‬
‫كان ينتظرا هجوم عنيف بالصراخ او باأليادي منها‬
‫ولكن لم يحدث هذا‬
‫حقاا لم يفهما نور‬
‫وخشي عليها اآلن من الجنون‬
‫اقتربت من أمير بهدوء‬
‫نظرت لعينيه المتعبتين‬
‫همست بصوت متعب وبالكاد يخرج‪ :‬الحمد هلل على سًلمتك‪...‬‬
‫ثم غابت ببطء عن انظارهم تحت صدمتهم وهي تتو ّجه للسًللم‬
‫ُمراد نظر ألمير المصدوم من ردّت فعلها‪...‬بينما ماكس‬
‫لم يكن اقل دهشة منهما‬
‫تحدث أمير‪ :‬ماكس روح وراها‪....‬‬
‫ثم نظر لمراد‪ :‬مراد تعى معي‪....‬‬
‫مشوا‬
‫ماكس فعل امر امير‪....‬بينما مراد رضخ لألمر بًل استيعاب منه‪...‬‬
‫نور قلبت توقعاتهم‪........‬وصدمتهم بشخصيتها الغير مفهومة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫**يوم الملكة**‬

‫فعل أبا خالد خطته كما يجب مع عمها أبا محمد‬


‫بدال من ان يأتي الشيخ في‬ ‫اخبر الناس انّ الملكة تمت في الظهر ً‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫الليل ‪....‬استغرب البعض ولكن لم يدققوا في االمر‬
‫وانشغلوا باالحتفال بهذه ال ُمناسبة‬
‫قصي شعر باالطمئنان ‪.......‬حينما مشت األمور كما يجب‪....‬شعر‬
‫بحبه وخوفه عليها في لحظة فكرة ُخسرانها لألبد‪.....‬‬
‫سا ثوبه الجديد‪......‬مرت ًبا غترته كما ينبغي‪......‬رائحته‬
‫كان الب ً‬
‫كالمسك‪.....‬الممزوج بالعطور والعود‪.....‬كان يقف‪...‬يسلم على‬
‫هذا وهذاك‪.....‬‬
‫اكتظ المجلس بالرجال‪.....‬‬
‫اتى بالقرب منه‬
‫سعود لكزه بخفة وهو يقول‪ :‬شعليك صرت عريس‪.....‬مبورك‪...‬‬
‫ناصر سلم عليه ‪ :‬مبروك يا ولد عمتي‪....‬‬
‫قصي لم تفارقه تلك االبتسامة‪ :‬هللا يبارك فيكم وعقبالكم‪....‬‬
‫اتى هنا بندر ليردف في ضوضاء المكان‪ :‬خًلص قررت املك على‬
‫اختكم انا‪....‬‬
‫سعود بسخرية‪ :‬خل توافق باألولي بعدين املك انت ويّا هالوجه‬
‫سمع عزام وهو يجلس بالقرب منهما قائًل‪ :‬تبي الصدق‬
‫قصقوص‪...‬هيّض مشاعري على الزواج‬
‫ناصر هنا اردف مخترعًا‪ :‬كل تبن‪.....‬وال تفتح فمك تبي‬
‫تعرس‪...‬نسيت سويت‪......‬‬
‫ضحك قصي هنا‪ :‬هههههههههههه بزوجونكم بال ُجملة‪.....‬‬
‫يحرك حاجبيه بخبث ‪...‬وكتفيه ببطء‬ ‫سار اتى بالقرب منهم وحو ّ‬
‫ج ّ‬
‫إلى ان جلس على يمين قصي‪ :‬فرحان الكـ‪......‬طالعوا وجهه صار‬
‫ظف الوسخ‪...‬‬ ‫ينور‪...‬تن ّ‬
‫ّ‬
‫قصي رمق‪ :‬اهجد عني‪.....‬ال الحين‪.....‬ادبغك هنا‪.....‬‬

‫سار‪ :‬الال انت عريس بعدين الهيبة تروح‪.......‬‬


‫ج ّ‬
‫بندر بضحكة‪ :‬ههههههههههه وهللا يصير مسخرة‪...‬‬

‫ناصر ‪ :‬عزام ترا أتكلم جد ال تسويها انا مانيب على استعداد‬


‫عزام ضحك بخبث هنا‬
‫سار‪ :‬شصاير؟‬ ‫وتساءل ج ّ‬
‫سعود ‪ :‬هههههههههه اخوك يبي يعرس‪...‬‬
‫بندر ‪ :‬يعني يبي يزوجكم ههههههههههههه‬
‫جسار نهض كالمقروص‪ :‬تخسي وهللا‪......‬هي العقل زين‪....‬‬
‫عزام مات ضحكًا عليهما‪ :‬هجدوا الكل يطالع‬
‫اتى هنا سيف عاقدًا على حاجبيه فقال‬
‫سار‪ :‬جا النفسية‬‫ج ّ‬
‫سمعه سيف ليردف‪ :‬انقلع صب قهوة للرجاجيل بدل هالهروج‬
‫اللي مالها معنى‪.....‬‬
‫عزام غمز ألخيه‪ :‬هللا هللا‪......‬طلع العرق البدوي‪.....‬كلن على‬
‫اصله‪.......‬‬
‫سيف دفه من كتفه‪ :‬وانت قوم شيّك مع خالد‪.....‬‬
‫عزام باستهبال‪ :‬اشيّك على شنو‪....‬‬
‫قصي هنا يريد أن يخفف من توتره فقال‪ :‬التواير؟‬
‫عزام ضحك حتى ضربه ناصر‪ :‬اهجد وجعع‪.....‬‬
‫سيف أشار‪ :‬هذا وانت عريس‪....‬تنكت انت و ّيا وجهك‪...‬‬
‫عزام يكمل‪ :‬هههههههههههه ليش بس عشانه عريس المفروض‬
‫ينكتم‪....‬‬
‫بندر نهض‪ :‬هذا بطولها ترا‪....‬بروح اشوف خالد‪....‬‬

‫سيف يحاول كتم غيضه‪ :‬ترا أتكلم جد قوم شيّك على‬


‫العشاء‪...‬نبي نحطه للناس‪....‬‬

‫ناصر نهض‪ :‬وانا بعد بشوف معهم‪....‬‬


‫سيف جلس بالقرب من قصي‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬فكرة انكم ملكتوا الظهر ما مشت علي‪.....‬عارف‬
‫فيه أنّ الموضوع‪....‬هالشي ما هوب من عوايدنا ابد‪....‬‬
‫قصي نظر إليه وبًل مقدمات‪ :‬ألني بالمختصر مزوجها بالسر‬
‫‪....‬وهذا اعًلن ‪...‬زواج وال نبي امي تدري‪...‬‬
‫سيف بصدمة ‪ :‬ايشششششششششش؟‬
‫قصي لم يتوقع ردت فعله هذه فقال‪ :‬سيفوه‪...‬‬
‫سيف حاول ان يضبط انفعاالته‪ :‬من جدك تكلم؟‪........‬يا‬
‫كـ‪....‬ليش ما قلت‪......‬طيب شلون ابوي رضا يـ‪....‬‬
‫قاطعه قصي بهدوء‪ :‬ما رضى ابوي بسرعة‪.....‬بس‬
‫قنعته‪....‬وعرف العايلة‪....‬والسالفة كلها‪.....‬وبعدين انا ما قلت لك‬
‫واشوا ما قلت لك‪......‬اخوانك ما قصروا فيني‪....‬‬
‫سيف ‪ :‬كفو عليهم‪......‬الليلة تقول لي كل شي‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬ال الليلة ليلتي يا قلبي ال تزعج امي‪.....‬‬
‫سيف ضحك بخفة‪ :‬ههههههه ه ّين وهللا ال اطلّع السالفة من‬
‫عيونك‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬احم احم‬
‫نظر لألمام سيف‬
‫نظر لرجل قادم لتهنئة قصي ونهضوا إلكمال التبريكات‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمهره تشعر انها في حلم‪...‬كم تمنّت هذه اللحظات‪...‬كم تمنّت ان‬
‫تعيش هذه األجواء‪...‬ولكن تمنّت تعيشها كحلم أي فتاة‪...‬بالقرب‬
‫من والدتها‪....‬ووالديها‪....‬ولكن‪....‬‬
‫ازدردت ريقها ال تريد أن تسرف في التفكير‬

‫كانت متوترة من نظرات عائلة قصي‪...‬ومن الناس بشكل‬


‫عام‪.......‬بينما زوجة عمها كانت بالقرب منها‪....‬استغربت من‬
‫تبدّل حالها‪....‬حينما تحاول التخفيف عنها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شيخة وهي تلعب في خصلة من شعرها همست‬
‫‪:‬نوف وهللا تجنن البنت بس واضح صغيرة‪....‬‬
‫نوف مستمرة في التحديق في ُمهره‪ :‬أي وهللا ولد عمتك طاح‬
‫وهو واقف‪.....‬‬
‫شيخة ضحكت بخفة‪ :‬هههههههههه عليك حكي من زمن‬
‫الجاهلية‪...‬‬
‫نوف بعربجة‪ :‬كلي تبن‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬اششششش‪....‬ال تفضحينا‪......‬‬
‫ثم انتبهت لفستان نوف الناعم بلونه التركوازي‬
‫‪:‬فستانك حق بزران‬
‫قالت ذلك لتستفزها كالعادة‬
‫نوف اخذت تلفح بشعرها بخفه ‪ :‬مقهووووورة يا قلبي‪....‬‬
‫شيخة بملل‪ :‬ترا مليت‪....‬ابي ارقص‪...‬ابي ‪....‬شي كذا ‪...‬يفرفش‬
‫المكان‪....‬‬
‫نوف لعبت بحاجبيها‪ :‬شوفة بندر بتر ّقص خًليا عقلك كلهم‪...‬‬
‫شيخة قرصتها في فخذها‪ :‬شدخل‪....‬‬
‫ثم أتت الجازي التي ارتدت فستان ناعم ُمناسب لهذه المناسبة‬
‫بلونه األسود‬
‫أعطت نوف عبد هلل ‪ :‬خذيه بروح اساعد عمتي‪...‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬طيب‪...‬‬
‫اخذته وبدأت تًلعبه هي وشيخة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫األجواء مستمرة في نشر الفرح ‪...‬والسرور والتعارف ما بين‬
‫العائلتين‪ُ .....‬مهره وقصي يشعران انهما في حلم ال يريدان ان‬
‫يفيقا منه ابدًا‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بعد العشاء ‪....‬وبعد انصراف الكثير من الناس‪....‬لم يتبقى سوى‬
‫اهل قصي واهل ُمهره‬
‫ثم ذهبا بها إلى مجلس النساء‬
‫صر قصي على والدته باالتصاالت يريد أن يراها‪.....‬‬‫بعد ان ا ّ‬
‫وافقت ‪......‬ادخلوها وبقيت زوجة عمها ووالدته ينتظرانه‬
‫إلى ان اتى ودخل‬
‫ألول مرة يراها‪......‬بفستان كهذا ‪....‬وميك‬ ‫سقطت عينيه عليها ّ‬
‫اب‪....‬شكلها متغيّر عليه تما ًما‬
‫احمرا ‪.....‬ناع ًما ممسكًا على جسدها‪......‬لم‬ ‫ً‬ ‫كانت ترتدي فستا ًنا‬
‫يكن باختيارها بل هذا الفستان اختياره‪.....‬وغضبت بسبب لونه‬
‫اصر ان تأخذه‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫الجريء‪....‬ولكنه‬
‫تحدثت زوجة عمها‪ :‬هاهلل هاهلل في بنتنا يا قصي‪......‬ما وصيك‬
‫عليها‪....‬‬
‫تحدث بلباقة‪ :‬مهره في عيوني يا خالة‪....‬‬
‫ام سيف بهدوء‪ :‬نتركم اشوي‪...‬وراجعه‪....‬‬
‫ناظرة ابنها ثم خرجت هي وام محمد‬
‫انغلق الباب عليهما‬
‫تحدث بًل مقدمات‪ُ :‬مهره طالعة تجننين‪...‬‬
‫ُمهره ضحكت بخفة ‪....‬وبتوتر وبحرج ال تعرف ماذا تقول‪:‬‬
‫ههههه ‪....‬مشكور‪...‬‬
‫اقترب منها ومسك يدها واخذ ينظر لها بحب‪ :‬انا محظوظ فيك يا‬
‫ُمهره‪...‬‬
‫ازدردت ريقها بخجل‬
‫فقال بضحكة‪ :‬هههههههههههه شكلك مصدقة انه تونا نشوف‬
‫بعض‪....‬يعني‪....‬وما كأنه‪..‬‬
‫سك ال يحد‬ ‫وحط يده على بطنها فقالت بحرج‪ :‬قصي قصر ح ّ‬
‫يسمع‪.....‬‬
‫ضحك بخفة ‪ :‬وهللا صايرة تجنين‪...‬‬
‫ُمهره حكّت جبينها‪ :‬خًلص‪.....‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬ربي ال يحرمني منك قولي آمين‪....‬‬
‫ُمهره شتت ناظريها عنه ‪ :‬آمين‪.....‬‬
‫قصي بصدق‪ :‬ما تعتبي؟‬
‫ُمهره ‪ :‬اشوي‪...‬‬
‫بطول‪.......‬واكيد لطلعت انتوا الحين‬ ‫قصي بجدية‪ :‬انا ما ّ‬
‫بتمشون‪......‬بكلم عمي بو محمد يوديك‬
‫الشقة‪....‬وبجيك‪.....‬طيب‪....‬‬
‫ُمهره برضى‪ :‬تمام‪...‬‬
‫ثم اخرج من جيبه علبة صغيرة واهداها إياها‬
‫ُمهره اخذتها وهي مبتسمة‪ :‬شنو؟‬
‫قصي بهدوء‪ :‬هدية بسيطة‪........‬فتحيها‬
‫ُمهره فتحت العلبة بهدوء‪....‬ونظرت للعقد والذي كان من الذهب‬
‫كان منقوش بنقوش صغيرة وكتابة دقيقة آلية الكرسي‪....‬‬
‫تحدث‪ :‬خليني البسك إياها‪....‬‬
‫لم تمانع ُمهره البسها إياها ثم ق ّبل جبينها ‪ :‬يًل انا‬
‫طالع‪......‬تمام‪....‬‬
‫نهضت ثم انتبه لطولها‪ :‬وش فيك طولتي؟‬
‫ُمهره ضحكت بخفة ورفعت جزء من الفستان‪:‬‬
‫هههههههه‪.....‬البسة كعب‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬مجنونة انتي‪....‬مو‪...‬‬
‫قاطعته بهدوء‪ :‬اششش صوتك بسمعونه ترا‪....‬‬
‫قصي ضحك بخفة‪ :‬ههههههه طيب امشي بشويش‪.....‬‬
‫قبّل يدها ثم خرج‬
‫مطوال خرجا بعد مضي‬ ‫ا‬ ‫اما هي خرجت ‪....‬وكما قال لم يبقون‬
‫نصف ساعة من خروجها من المجلس‪....‬‬
‫تشعر انّ المخاوف بدأت تنجلي‪....‬والشكوك لم يعد لها أي مكان‬
‫في قلبها‪...‬تشعر باالطمئنان‪.....‬وتشعر بصدق حب قصي‪...‬هذه‬
‫الليلة غيّرت الكثير من افكارها ‪....‬وبرهنت لها ُحب قصي‬
‫الصادق‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في المجلس‬
‫تحدث أبا سيف‪ :‬هااا يا غازي متى نسافر‪...‬‬
‫بو خالد بهدوء‪ :‬بعد يومين يا خوي‪...‬‬
‫بو سيف علم بأمر نور وتواجدها في أمريكا ‪ :‬تبون اجي معكم‪...‬‬
‫بو ناصر(يوسف) بجدية‪ :‬الال خلك هنا‪....‬ودير بالك على العيلة‬
‫‪.....‬‬
‫بو سلطان تحدث‪ :‬ناصر وسعود بروحون معنا‪...‬‬
‫هز بو ناصر رأسه‬
‫فتحدث بو خالد بجدية‪ :‬اسمعني يوسف‪.....‬انا ما ودي أقول‬
‫هالحكي بس لزوم تسمعه‪....‬‬
‫بو ناصر ‪ :‬خير‬
‫بو خالد بثبات وحكمه‪ :‬نورة الحين اكيد ما هيب على‬
‫خبرك‪....‬كبرت ‪...‬عمرها صار عشرين سنة‪......‬المكان‬
‫والظروف لها دور في التربية وتكوين الشخصية‪.......‬اكيد بعد‬
‫سمعت حكي منا ومناك‪......‬فًل تتوقع انها راح تتقبّل وجودك‬
‫بسرعة‪....‬يمكن مخبصين بعقلها ‪......‬و‬
‫قاطعه بو ناصر بهدوء‪ :‬عارف هالشي‬
‫بو سلطان طبطب عليه ‪:‬ال ضايق عمرك‪.....‬يا خوي‪.....‬ما تدري‬
‫يمكن‪...‬‬
‫قاطعه ‪ :‬ال وهللا اال اكيد البنت ما تبيني أصًل‪....‬بس اهم شي‬
‫اشوفها‪.....‬اكلمها‬
‫بو سيف ‪ :‬ان شاء هللا بشوفها يا خوي‪.....‬ان شاء هللا‪....‬‬
‫بو ناصر بهدوء‪ :‬ان شاء هللا‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬
‫البارت السادس والعشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اتاه الخبر ِلـ يصدمه‪.....‬لم يخبأ عنه شيء ‪....‬اخبره بالحقيقة‬
‫التي ال يريد ان يستوعبها‪...‬فمهما حدث‪...‬هو من قام‬
‫بتربيتها‪.....‬شعر باالنكسار عليها‪....‬بالخوف‪.....‬ولكن ‪...‬ماذا‬
‫يفعل‪....‬هو من ابعدها ‪...‬ظنَّا منه انّ بُعدها يُعني الراحة وتخفيف‬
‫الحمول من عليه‪....‬وجودها كان يشكل خطورة لهدم حياة‬
‫الكثير‪.....‬ابعدها لتستفيد من دراستها في الخارج‪....‬ولكن ماذا‬
‫صعق‪....‬طلبه جورج ان يأتي إليه ‪.....‬حيث انّ جورج‬ ‫حدث‪ُ .....‬‬
‫علم بكل شي عن ابنته‪.....‬و ُمراد اجبره على النزول‬
‫ألمريكا‪.....‬واخبره برغبة زواج طارق منها‪.....‬ولم يرفض!‬
‫ُمراد هنا جن‪.....‬ولكن فهم أخيه‪......‬طارق جريء مع‬
‫الحياة‪......‬ببداية األمر‪....‬استخدم ابنت أخيه ايًلف كوسيلة‬
‫لًلنتقام‪...‬ولكن انقلب الحال‪....‬واحبها واصبح كالفارس والمنقذ‬
‫لها‪.....‬لم يخبرها عن الحقائق ابدًا‪....‬لم يقهرها ‪....‬في حقيقة‬
‫والديها‪......‬في حقيقته‪....‬هي مازالت في المشفى تتردد عليها‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫كثيرا بينما هو يرى طارق كيف مهتم بها‪....‬لم تتقبله‬
‫ً‬ ‫نور‬
‫‪...‬لم تتقبل وجوده ولكن‪....‬فيما بعد‪...‬وبمساعدة من نور‪...‬قبلت‬
‫رؤية طارق‪....‬وعادت ثقتها به‪....‬يبدو انها بحاجة ان تثق‬
‫به‪.....‬لكي يخرجها من ظلمات ما حدث‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫مشاري اخبر حصة‪....‬برغبة جورج بتزويجها لشخص يدعا‬
‫طارق‬
‫فرحت ولكن لم يطيل هذا الفرح انقلب مزاجها سريعا لخوف‬
‫بسبب معرفتها بما حدث لها‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مشاري اليوم في أمريكا اتى لرؤية جورج الذي طلبه ان يأتي‬
‫دخل ورآه على الكرسي‪.....‬ووجهه شاحب ومتعب‬
‫أشار له بالجلوس‬
‫ونظر لمراد ولطارق الذي يجلس عن يمين ُمراد‬
‫تحدث جورج‪ :‬اكيد تعرف ليش اليوم حنا هون‪...‬‬
‫ازوج بنتي بهالطريقة ‪......‬حتى‬ ‫مشاري بجدية‪ :‬جورج مستحيل ّ‬
‫بعد اللي صار‪......‬‬
‫ضحك طارق بخفة وسخرية هنا‬
‫فتحدث ُمراد‪ :‬مشاري احنا جبناك ننطيك خبر‪...‬وعلمود انت الولي‬
‫عليها‪......‬ونريد نخلص من هالموضوع بسرعة‪....‬‬
‫تحدث بغضب‪ :‬مراد انت بعقلك يوم تقول لي هالكًلم‪....‬ايًلف‬
‫تزوج ‪.......‬بهالطريقة‪.......‬وغير نفسيتها‬
‫مستحيل ّ‬
‫التعبانة‪.....‬رحت المستشفى وشفت حالها مو حال‬
‫زواج‪....‬وملجة وغيره‪......‬‬
‫طارق نهض وبحقد‪ :‬الحين خفت عليها؟‪....‬وينك عنها طول‬
‫هالفترة‪.....‬هااااااااا‪.....‬وينك انت وحصة عنها‪.....‬‬

‫مشاري بعصبية‪ :‬أي أخاف عليها انا اللي ربيتها ‪....‬انا اللي‬
‫كبّرتها‪......‬هي بنتي‪....‬‬
‫طارق بغضب‪ :‬بنتك؟!!!‪.......‬ومخليها تعيش عند‬
‫خالتها‪.......‬وما تسال عنها‪....‬وال تتصل‪....‬وال تهتم‪......‬خليتها‬
‫تبتعث‪....‬وتركتها بدون ما تحسسها بخوفك عليها بدون ما تسال‬
‫عنها‪...‬وتحسسها انك االمن واألمان‪.....‬‬
‫مشاري بغضب‪ :‬كل تبن‪...‬منو انت عشان تقعد تقول لي‬
‫هالكًلم‪....‬الفاضي‪....‬‬
‫جورج و ُمراد كانوا ينظرون لطارق وغضبه ولجنون حديثه‬
‫طارق ‪ :‬زوجها المستقبلي ان شاء هللا‬
‫مشاري بحده‪ :‬تخسي تاخذها‬

‫جورج بصوت شبه عالي‪ :‬مشاااااااااري‪........‬‬


‫ُمراد خشي هنا على أخيه‬
‫تحدث‪ :‬س ّلمت إلك بنتي‪....‬بس من الواضح انك ما ئمت‬
‫بواجبك‪....‬إلها‬
‫مشاري بغضب‪ :‬تصدق هالكـ‪......‬‬
‫طارق كاد يتحدث ولكن ُمراد قال‪ :‬طاااااااارق‪...‬‬
‫جورج بهدوء‪ :‬هالزواج راح يتم‪........‬وانت وحصة شايلين هم‬
‫انكم تنفضحوا‪....‬وكل واحد عم يرميها على التاني انا منّي غافل‬
‫عن هالشي‪.....‬ولم حكيتني بدك تخليها تكمل دراستها انا هون‬
‫ايقنت انكم بدكم تتخصلوا منها‪....‬فخًلص ليش بتعقد‬
‫ازوجها‪...‬يا مشاري‪...‬ومنها تخلصوا منها‪...‬‬ ‫المسألة‪....‬راح ّ‬

‫مشاري ‪ :‬انت فاهم غلط‪......‬قلت لك ايًلف بنتي‪....‬مستحيل‬


‫اتخلّى عنها ‪.....‬ومستحيل ّ‬
‫أزوجها للحـ‪....‬هذا‪..‬‬

‫بزوجها غصبن عليك‪.....‬ليش الحين قاعد تمثل‬ ‫طارق بغضب‪ :‬ال ّ‬


‫علينا دور االب المهتم‪....‬انتوا ما تبونها‪.......‬ال حصة وال دالل‬
‫يبونها‪......‬وال انت‪....‬حاول تقنعني انكم تبونها‪....‬‬
‫مشاري ‪...‬كيف يعلم بكل هذا‬
‫أشار له‪ :‬واذا مابيها تخسي اعطيك إياها‪...‬‬
‫جورج بعصبية‪ :‬مشاري البنت بنتي ال تنسى‪.....‬راح تزوج‬
‫طارق‪...‬وإال وهللا العظيم‪......‬راح ئول إلها أمك دالل‪......‬وبخليها‬
‫تعمل ياللي انتوا ياخفين منه‪....‬‬
‫ُمراد التفت على أخيه هنا اردف‪ :‬جورج‪..‬‬
‫جورج أشار له‪ :‬ك ّبرت راسك بالفلوس يا مشاري‪......‬بس إجا‬
‫الوئت يا اللي المفروض نتساوى فيه‪.....‬‬
‫مشاري بحقد‪ :‬ايًلف بنتي‪......‬وهي كانت مو مرتاحة في بيتي‬
‫وراحت لبيت خالتها‪.....‬الفكرة مو مثل ما ظنون‪....‬انا‪..‬‬
‫قاطعه مراد‪ :‬مشاري‪....‬حنا ما قلنا ‪....‬بناخذها منك ونبعدها عنك‬
‫‪....‬ألنه مو هدفنا نقول إلها الحقيقة‪...‬حنا نريد‬
‫مصلحتها‪.....‬بس‪...‬‬
‫مشاري أشار بغضب‪ :‬مصلحتها مو مع هالـ‪...‬‬
‫قاطعه‪ :‬تراك جالس تغلط علي وايد وانا ساكت لك‪....‬‬
‫جورج أشار لطارق‪ :‬طاااااااااارق‬

‫مراد‪ :‬مشاري نريدك تفكر على كيفك‪ .....‬وافق على هيج موال‬
‫علمود تخلص من مشاكله‪....‬‬
‫مشاري نظر إلى خبثهم ‪....‬هو ال يستطيع ان يجاريهم فيه‬
‫تحدث‪ :‬موافق‪...‬بس بشرط ما تقولون لها الحقيقة‪....‬وبس تسترد‬
‫صحتها‪......‬ينزل هذا ونسوي لهم زواج في الكويت‪..‬‬
‫طارق ضحك‪ :‬ههههههههههه خايف من كًلم الناس ‪...‬جان قلت‬
‫من اول ‪...‬ليش تلف ودور يعني‪...‬‬
‫مشاري بحقد‪ :‬راح اكلمها اليوم وأقول لها‪....‬مثل ما تبون‪....‬واذا‬
‫رفضت مالكم حق تجبرونها‪..‬‬
‫طارق باستظراف‪ :‬الال تطمن هي بتوافق‬
‫مشاري رمقه بنظرات ثم خرج‪....‬‬
‫وسري ًعا ما نظر جورج لطارق‪ :‬ال تفكر اني موافق يعني حبيتك‬
‫وخلص‪....‬ال مشان بنتي بس ‪.....‬راح اتئبل وجودك بيناتنا‪....‬‬
‫طارق فاهم جورج ‪ :‬عارف انك وافقة عشان‬
‫مصلحتك‪......‬بس‪.....‬‬
‫قاطعه جورج‪ :‬ال تكتّر معي حكي‪......‬وحسي عينك بتئول اليًلف‬
‫عن أي شي‪......‬‬
‫طارق بًل مباالة‪ :‬وانا مابيها تعرف انك ابوها ودالل أمها ال تطمن‬
‫ما بئول‪....‬‬
‫جورج بحده‪ :‬وترجع تشتغل عندي‪.....‬‬
‫طارق ضحك هنا ‪ ،‬في الواقع لم يتشافا من جرحه جيدًا ولكن‬
‫خرج من المستشفى قبل يومين‬
‫‪:‬ههههههههههههه كنت متوقع هالشي‪...‬بس آسف‪.......‬ماكل‬
‫من مال حرام‪....‬‬
‫ُمراد ضحك بسخرية هنا‪ :‬ههههههه‬
‫طارق اردف‪ :‬حاليا اكمل دراستي‪...‬واشتغل‪.....‬في شريكتي‪....‬‬
‫جورج بخبث‪ :‬ياللي اسستها مع ادوارد‪...‬‬
‫طارق بنرفزة‪ :‬يخسي‪......‬ال‪.....‬هالشريكة هي الوحيدة اللي‬
‫اسستها بعرق جبيني وبالحًلل‪...‬تطمنوا ايًلف ما راح اوكلها‬
‫بمال حرام ‪....‬ماسمح انا بهالشي‪......‬‬
‫جورج بحده‪ :‬راح تشتغل معي‪....‬حتى لو بدون مقابل‪....‬بس‬
‫تخلص كم شغلة‪....‬هالفترة على األقل‪...‬‬
‫طارق كان سيتحدث ولكن قطعه ُمراد‪ :‬الشغًلت ما فيها دم‪....‬وال‬
‫غيره‪.....‬نبيك تتلف مستندات‪.....‬وفيديوهات‪...‬بطريقة ما تثير‬
‫الشكوك للعدو‪...‬‬
‫طارق‪ :‬يعني تبتوا‪...‬‬
‫ُمراد بنرفزة‪ :‬طارق خفف ظرافة‪.....‬‬
‫جورج بحده‪ :‬من بكرا تجي لهون‪....‬وتعمل كل شي ئولوا‪...‬‬
‫طارق بملل‪ :‬يصير خير‪....‬انا ماشي‬
‫ثم خرج‬
‫وهو يشعر بالسعادة ‪...‬موافقة جورج ‪...‬يعلم ليست ُح ابا فيه‬
‫وليست رضى بوجوده ‪...‬ولكن رأى قوته وحبه الصادق إليًلف‬
‫خاصة بعد الخطف وشعر هو الرجل المناسب إليًلف لحمايتها من‬
‫كل األفكار التي تطرق رأسه‬
‫انتهت حماية مشاري وحصة وستبتدأ حماية طارق لها‬
‫هو يعلم بهذا ولكن سعيد انه اصلح أمور كُثر قبل تفاقمها وقبل أن‬
‫يؤنبه ضميره‬
‫تنهد ثم سحب من مخبأ الجاكيت قرص مسكن لآلالم اعتاد عليه‬
‫خًلل هذه الفترة‬
‫ابتلعه دون ان يشرب وراؤه ماء‬
‫أشار للحرس ان يتبعوه ‪.....‬لن يذهب إلى المستشفى اآلن لكي ال‬
‫قليًل ثم سيذهب‬ ‫يتصادم مع مشاري ‪...‬سيذهب لشقته ‪...‬سيرتاح ً‬
‫لًلطمئنان عليها‬
‫ولكن م ّد أحد الحرس الهاتف له ‪.....‬نظر إليه واذا به مقتل ادوارد‬
‫ورؤية جثّته في الغابة الغربية‬
‫ابتسمت هنا ‪......‬هل قتله والده ورماه‪.....‬ال يهم‬
‫المهم أنه خلص منه!‬
‫‪.‬‬
‫وخرج بنفس اللحظة ُمراد ‪.....‬بعد ان حدّث أخيه عن امر عملهم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما امام البحر في الكويت في المكان الذي اعتادا على ان يلتقيا‬
‫فيه إن وجدت الضرورة‬
‫لم تكن مرتاحة مما سمعته ‪....‬هي حملتها ما بين يديها ُمنذ ان‬
‫كان عمرها شهور عدّة‪.....‬ال يهون عليها ان تسمع كل هذه‬
‫األمور دون أن تتأثر حقيقةً هي تحبها ولكن تخاف منها في اآلن‬
‫نفسه!‬
‫تخاف ان تهدم الكيان الذي حاولت تأسيسه‪....‬حاولت‬
‫ترميمه‪....‬حاولت تخبأته‪.....‬‬
‫ابعدتها عن أحضان األمومة لنجاتها ‪....‬ولخوفها منها وعليها‬
‫ولكن ما حصل‪...‬قضية االختطاف‪...‬ومحاولة االعتداء‬
‫جعًلها تبكي ‪....‬تند ًما على ابعاد نفسها عنها‪....‬اخذت تتصل‬
‫عليها‬
‫مطوال بكت وهي تقول‪ :‬يمه ايًلف سامحيني‬ ‫ً‬ ‫حدثتها‬
‫سامحيني‪.......‬خليتج تسافرين عن حضني‪.....‬‬
‫هنا ايًلف جنّت بالبكاء‪.....‬بكت ونور أمامها لم تتركها وربما هذا‬
‫الشي خفف عليها من وطء االمر عليها‬
‫وجود نور لم يجعل لها فرصة ان تختلي بنفسها لتدخل في عالم‬
‫الجنون‪.....‬ووجود طارق والتماس حبه‪.....‬جعًلها تتكيّف مع‬
‫حالها هذا‬
‫مسحت دموعها‪ :‬ال قولين جذه يمه‪.....‬ال قولين‪....‬اصًل انا اللي‬
‫اصريت على هالبعثه‪....‬واصريت اني ابعد عنكم‪....‬‬
‫حصة ببكاء وعينين محمرتين‬
‫أي قلب تمتلكينه يا ايًلف أي قلب؟‪ :‬طمنيني عليج يا‬
‫يمه‪......‬زينه انتي الحين‪....‬وهللا مو جاية ارتاح ابي ايي‬
‫لج‪.....‬بس اخوانج اختبارات‪......‬وعمج مو راضي لي اسافر‬
‫(عمج) تقصد زوجها‪..‬‬
‫ايًلف تنهدت بدموع‪ :‬ال يمه ال تيين ابوي اتصل قال هو‬
‫بيي‪...‬لي‪....‬ال تحاتين يمه‪...‬انا ما فيني شي‪....‬وحتى لو مو‬
‫ومصدقة بخلي نور تصورني وتدز الصور لج‪.......‬‬
‫نور هنا ابتسمت‬
‫بينما حصة قالت بحشرجة صوتها‪ :‬أي صوري لي‪.....‬اشتقت لج‬
‫يمه‪......‬جعل عيني ما تبجيج‪.....‬‬
‫ايًلف حاولت الصمود أمام مشاعرها‪ :‬ان شاء هللا يمه الحين ادز‬
‫لج إياهم مع السًلمة‪...‬‬
‫أغلقت الخط نظرت لنور ونور فهمت ابتسمت بوجهها المصفر‬
‫قالت‪ :‬عطيني جوالك اصور‬
‫ايًلف بنبرة تخالجها الدموع‪ :‬شعري قصير مرة‪.......‬‬
‫نور في الواقع قامت بترتيب شعرها وقصته بحيث انها ساوت‬
‫اطرافه مع بعضها البعض‬
‫اصبح مًلئم لشكلها ولكن ايًلف لم تتقبله كلما تذكرت كيف وصل‬
‫الحال به اآلن قصير يصل إلى رقبتها‪......‬بكت‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قامت نور بترتيبه وسدل قذلتها لألمام‪.....‬ومسحت الدموع من‬
‫على وجه ايًلف‬
‫‪:‬كذا صار حلو‪....‬‬
‫ايًلف بخجل وبعينين دامعتين‪ :‬عطيني الشال بلفه على‬
‫رقبتي‪.....‬مابيها تش‪...‬‬
‫قاطعتها نور قبل ان تدخل في حالة هيجان في البكاء‪ :‬وال يهمك‬
‫سحبت الشال من على الكنب وساعدتها على لفه بشكل جميل على‬
‫رقبتها‬
‫ثم سحبت الهاتف‪ :‬يًل استعدي‪.....‬‬
‫ايًلف تساءلت‪ :‬سناب؟‬
‫نور بابتسامة واسعة‪ :‬ال‪....‬بصور بالكام حقت‬
‫الجوال‪.....‬وبرسلها لها على الوات‪...‬‬
‫ايًلف برضى‪ :‬تمام!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت جالسة على طرف الصخرة تنظر للشاشة ‪.....‬يومين وهي‬
‫تحدّق في الصورة‪...‬تنظر ألنفها الموضوع عليه الًلصق تعلم انها‬
‫كُسر‪....‬للبقع الزرقاء الممو ّجة باللون األحمر والقليل من األصفر‬
‫والتي تنّم عن الضرب المبرح القريب من فاهها‪....‬نظرت لعينها‬
‫الجوزاء والواسعة كيف أصبحت ناعسة بال ُحزن واأللم‪.....‬نظرت‬
‫لبعض اآلثار التي توزعّت على يديها‪........‬حدّقت لشعرها ‪...‬هل‬
‫صته؟ ام هذا جزء من االعتداء؟!‬
‫ق ّ‬
‫ا‬
‫‪.‬مطوال‪...‬‬ ‫بكت ‪..‬‬
‫ورأتها اختها عندما أتت عقدت حاجبيها‬
‫بخوف‪ :‬حصة شفيج؟‬
‫حصة نظرت لدالل تمعنّت في وجهها‬
‫نهضت من على الصخرة ‪.....‬وبًل أي مقدمات رفعت الشاشة‬
‫لتريها ايًلف‬
‫دالل حدّقت في الشاشة إلى ان استوعبت التي في الصورة هي‬
‫ابنتها ايًلف‬
‫اشاحت بوجهها سري ًعا عن الصورة وحكّت انفها‬
‫عًلمةً للتوتر‬
‫قالت ‪ :‬خير حصة ‪.....‬شصاير بعد؟‬
‫حصة ‪ :‬بنتج جان راح يقتلونها اخطفوها‪.....‬وحنا يا غافلين لكم‬
‫هللا‪.......‬‬
‫دالل بللت شفتيها ارجعت خصًلت كثيرة من شعرها خلف اذنها‪:‬‬
‫يعني‪.....‬شنو‪....‬‬
‫ونظرت لعيني اختها الباكيتين‪ :‬اسوي؟‬
‫حصة بانفجار‪ :‬دالل انتي عندج قلب؟‪........‬تخيلي اللي صار لها‬
‫صار في اختها لولوة وش بسوين؟‬

‫تنرفزت هنا دالل وبرفعة صوت‪ :‬بنت هالحرام مستحيل تصير‬


‫اخت لولوة‪.....‬‬
‫حصة ضحكت بسخرية وشتت ناظريها عن اختها بعد ان تنشقت‪:‬‬
‫ههههههههه مهما حاولتي تنكرين ‪.......‬الواقع ال يمكن تغييرة‬
‫‪.....‬‬
‫دالل اشارت لنفسها بجنون‪ :‬انا ضحية ‪.....‬ضحية ُحب‬
‫مزيّف‪.......‬نتج عنه ‪.....‬بنت‪.....‬مابيها‪.....‬يا ليت‬
‫اقتلوها‪....‬وفكونا منها‪.......‬‬
‫حصة أتت بالقرب منها هزت اختها‪ :‬من قلبج تقولين هالكًلم؟‬
‫دالل سحبت نفسها من اختها‪ :‬أي‪.....‬والحين قولي لي‪...‬شنو‬
‫تبين‪......‬ليش يايبتني اهنيه‪.....‬بس عشان تقولين لي‪...‬شنو‬
‫صار لبنت الحرام؟‬

‫حصة بصراخ‪ :‬هذي بنتج ‪......‬بنتج‪.......‬‬

‫دالل اشارت ألختها‪......‬هي في األوان األخيرة كانت في غاية‬


‫التوتر والخوف من افشاء هذا السر ومع حديث اختها تشعر‬
‫باالنفجار وعدم قدرتها على الكبت‬
‫‪:‬يات على هالدنيا بدون رضاي‪........‬غصبن علي‪....‬ولم جيت‬
‫بجهضها‪......‬هم تمسكت فيني ‪.....‬غصب‪...‬كانت راح‬
‫تقتلني‪.....‬سببت لي آالم‪....‬نفسية وجسدية‪........‬‬

‫حصة شعرت انّ الحديث مع ام كدالل ال تحمل ايّة مشاعر اتجاه‬


‫طفلها\طفلتها ضائع‬
‫تحدثت بحده‪ :‬جورج يبي يزوجها‪......‬‬
‫دالل مسحت دموعها سريعًا‪ :‬شنو المشكلة ؟خليه يزوجها!‬
‫حصة ‪ :‬مابي يزوجها من رجاله الخ ّمه‪......‬ومابيه يبعدها‬
‫عني‪.....‬‬
‫دالل ضحكت باستخفاف‪ :‬انتي بعدتيها خايفة على زوجج منها‬
‫شصار الحين‪......‬‬
‫اصرت‬
‫ّ‬ ‫حصة بدفاع‪ :‬بعدتها بعد عشان احميها‪.....‬منه‪.......‬وهي‬
‫تبتعث ‪...‬وما قدرت امنعها‪...‬والحين‪...‬دالل تكفين كلمي جورج ال‬
‫يزوجها ‪.....‬كلميه‪.....‬‬
‫دالل لتنهي النقاش‪ :‬قولي لمشاري يكلمه‪.....‬‬
‫حصة ‪ :‬مشاري سافر عشان يكلمه وخايفة يضغط عليه‬
‫ويجبره‪.......‬‬
‫دالل بجدية‪ :‬األفضل تزوج وتبعد عنا يا حصة‪.....‬تبعد عنا تركيه‬
‫يزوجها‪.....‬عشان ما تشيلين هم‪....‬من انها تخرب بيتج‪......‬‬‫ّ‬
‫حصة ضربت اختها بخفة على كتفها‪ :‬ليش مو ياية تستوعبين‬
‫اني أنا كبرتها وربيتها‪....‬وحطيتها في حضني طولة التَّسعتعش‬
‫سنة؟‪........‬بنتي ايًلف بنتي‪....‬يا دالل‪...‬‬
‫ثم اردفت بنبرة ساخرة‪ :‬بس ما لومج ما تعرفين إحساس األمومة‬
‫النه عيالج قاطتهم على الخدم والمربيات‬

‫دالل بصوت مرتفع‪ :‬حصصصصصصصصصصصصصة‪......‬‬

‫حصة ‪ :‬مو هذا الصج‪....‬‬


‫دالل بملل‪ :‬حصة‪.......‬لصيرين مثالية وايد‪.......‬وتحسسيني‬
‫انج‪....‬‬
‫قاطعتها‪ :‬انا ضحيت عشانج‪........‬ضحي عشاني الحين وكلمي‬
‫جورج يوقّف هالزواج‪....‬انا ابي بنتي‪......‬وهللا ياخذني لو خليتها‬
‫مرة ثانية بروحوها‪.....‬‬
‫دالل نظرت ألختها لوجهها المحمر‪.....‬لرجفة كفيها‪...‬تنهدت‬
‫بضيق‪....‬‬
‫ثم قالت‪ :‬اتصلي عليه من جوالج‪....‬‬
‫حصة لم تترد سحبت الهاتف من حقيبتها‬
‫اتصلت عليه‬
‫زفرت هنا دالل بضيق‪...‬من تدفق الذكريات عليها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تأفف من صوت الرنين عليه ‪...‬سحبه وأجاب‪ :‬نعم حصة؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫حصة مدّت الهاتف لها‬
‫سحبته‬

‫دالل و ازدردت ريقها قائلة‪ :‬جورج‪....‬‬


‫سكت جورج لفترة استوعب انها دالل من خًلل صوتها‪.....‬ثم‬
‫قال‪ :‬شو بدّك؟‬
‫تزوج ايًلف‬
‫دالل بعجلة ‪ :‬ال ّ‬
‫حصة كانت تراقب تردد اختها‪.....‬وحيرتها وهي تحدثه وكيف‬
‫تشد بقبضة يدها على طرف الحقيبة‬
‫جورج بهدوء‪ :‬وليش ما زوجها‪...‬‬
‫دالل نظرت لحصة ولتثبت له كرهها له والبنته‪ :‬عشان حصة ما‬
‫تبيك تبعدها عن حضنها‪...‬‬
‫جورج بجدية‪ :‬راح ازوجها وما راح ابعدها عن حضن‬
‫اختك‪.....‬خليها تطمن وال تاكول هم‪....‬‬
‫دالل بضيق‪ :‬راح تزوجها من رجالك اللي‪...‬‬
‫بتزوج شاب‪.....‬كويتي‪.....‬بحبها‬ ‫ّ‬ ‫قاطعها ‪ :‬ال‪.......‬ئولي إلها‬
‫وهوي ياللي ساعدها لم خطفوها‬
‫ّ‬ ‫كتير‪...‬وبخاف عليها‬
‫اسمو‪....‬طارق محمد الـطارق‪....‬‬
‫(اسم العائًلت من مخيلتي)‬

‫دالل هزت رأسها‪ :‬اوك‪....‬باي‬


‫ثم أغلقت الخط ونظرت الختها قائلة‪ :‬بزوجها واحد كويتي ‪....‬هو‬
‫اللي ساعدها‪......‬اسمه طارق محمد الطارق‪.....‬اظن مهمتي‬
‫انتهت عن اذنك‬

‫مشت دون ان تسمع حرف واحد من حصة التي قالت‪ :‬حسبي هللا‬
‫عليك يا جورج‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما جورج شعر بنبرة دالل الجافة‪....‬والحاقدة ‪.....‬لم ينتهي هذا‬
‫الحقد لم ينتهي بعد‪....‬‬
‫وهو يستحق ذلك تنهد بضيق ونظر لرجليه العاجزتين بندم!!!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ً‬
‫بلطف‪...‬حقيقة كسرت‬ ‫كان يمسد على شعرها‪......‬يحدثها‬
‫خاطره‪.....‬شعر بخوفها‪....‬بتشبثها به‪...‬شعر برجفة‬
‫جسدها‪......‬وشتات عينيها يحكي حكاية ألم باحثة عن امل جديد‬
‫‪...‬‬
‫تحدث‪ :‬يبه ايًلف‪.....‬ابي اكلمج في موضوع‪....‬‬
‫ايًلف وهي مسندة رأسها على كتفه‬
‫فهو جالس على السرير من جانبها األيمن حاضنها إليه‬
‫ويطبطب عليها بحنان‬
‫قالت‪ :‬تكلم يبه‪.....‬‬
‫ال يدري كيف يقول هذا االمر يشعر بصعوبته‬
‫وح َّقا هو خائف عليها‬
‫‪:‬يبه تعرفين طارق اللي انقذج؟‬
‫رفعت ايًلف رأسها عنه وبخوف من انه اكتشف حبها له‪ :‬أي‪....‬‬
‫مشاري ازدرد ريقه‪ :‬هو طلب يدج مني‪.........‬وقلت له الراي‬
‫األول واألخير لج‪......‬‬
‫سكتت ايًلف ‪.....‬ح اقا يو ًما عن يوم يزداد حبها لطارق‬
‫لم يتركها ولم يتخلّى عنها بعد كل األمور البشعة التي حدثت على‬
‫مرأى عينيه‬
‫بللت شفتيها وشتت عينيها‪ :‬يبه انت شتشوف؟‬
‫مشاري بهدوء‪ :‬اّير مصلي ومسمي‪.....‬ولو ما يخاف هللا ما‬
‫انقذج ‪.......‬وحام عنج‪....‬اّير شهم‪......‬وما ينرفض‪....‬على‬
‫مواقفه اللي وقفها معاج يا بنتي‪.....‬‬

‫ايًلف حقاا طارق ال يُرفض‬


‫تحدثت‪ :‬اللي تشوفه يبه‪....‬‬
‫تحدث بعد ان قبّل جبينها‪ :‬ايل سمعي‪......‬انا طلبت منه لو بس‬
‫توافقين تملجون على طول‪.....‬‬
‫فتحت عينيها بصدمة‬
‫وشد على كتفيها‪ :‬فهميني يا يبه‪....‬ابي أأمنتج عنده ‪...‬انا راح‬
‫ارد الكويت‪....‬‬
‫ايًلف بنبرة حزن‪ :‬يبه انا مابي ايلس اهنيه‬
‫مشاري بحكمة ‪ :‬يا يبه ‪.....‬والدراسة؟‪....‬مابقى شي أصًل على‬
‫اختباراتكم‪......‬وتعطلون‪......‬يا يبه ال تخلين اللي صار يأثر على‬
‫مستقبلج‪.....‬وطارق لو انه مو ّاّير ما وثقت فيه‪....‬ولملجتوا‬
‫على األقل يصير معاج ‪.....‬ويحميج‪.....‬وانا اصير مرتاح‬
‫‪....‬ومطمن عليج‪.......‬ولرديتوا‪......‬الكويت ‪....‬نذر علي ال‬
‫اسوي لج عرس ال صار وال استوى‪....‬‬
‫بكت هنا واحتضنها بشدة‬
‫وهي تكرر‪ :‬ال ترد الكويت‪....‬‬
‫مشار ابعدها عنه‪ :‬مضطر يا يبه ماقدر اترك اخوانج‬
‫اهناك‪.....‬وانتي بصير معاج طارق بعد هللا‪....‬‬
‫ايًلف هزت رأسها بالرضا‬
‫ابتسم هنا براحه ثم قال‪ :‬وين صديقتج اللي كل يوم تقعد‬
‫عندج‪.....‬‬
‫ايًلف ‪ :‬قلت لها راح يي ابوي‪....‬واستحت وال يات‪...‬‬
‫مشاري بهدوء‪ :‬سلميلي عليها وشكريها على وقفتها‬
‫معاج‪.....‬والحين يا يبه ‪....‬بروح اشتري لج شي تاكلينه غير اكل‬
‫المستشفى وما راح اتأخر عليج‪....‬‬
‫نهض وابتسم لها ثم خرج من الغرفة‬
‫بأي قلب تعيشين يا ايًلف؟‬
‫قلب طاهر ونقي‪.......‬وطيّب‬
‫ازدرد ريقه يشعر انه يسلمها كل ايا لجورج وهذا ماال يريده‪...‬ولكن‬
‫هو من ابعدها‪....‬بموافقته على هذا االبتعاث‪.....‬عليه ان يتح ّمل‬
‫النتائج‬
‫اتصل على جورج قائًل باختصار‪ :‬بكرا نملج عليهم‪.....‬ألني راح‬
‫ارد الكويت باي‪....‬‬
‫ثم خرج من المستشفى‬
‫‪.....................‬‬

‫في شقتها الظلماء‪......‬وفي الغرفة ‪....‬كانت مستلقية على السرير‬


‫تحدّق بالسقف بًل ملل‪.....‬لم تستطع ان تردع تواجد ماكس أمام‬
‫عينيها‪...‬ولكن وجوده اقل وطء من تواجد ُمراد الذي يحرقها‬
‫بذكرياته!‬
‫ماكس مجرد موظف وموكّل لحمايتها‪....‬لم يسيء لها يو ًما لذلك‬
‫تقاضت عن امر تواجده رغ ًما عنها‪.....‬‬
‫ُمنذ ذلك اليوم‪.....‬اليوم الذي انهارت فيه ‪....‬ولم تبكي‪....‬كانت‬
‫توعد نفسها بانها ستصبح قوية من اجل ايًلف واستطاعت‪....‬‬

‫تشعر انها على غير استعداد في مواجهة أمير وابنتها ‪....‬ال تريد‬
‫مزيدًا من اللقاءات التي تعبث بما في ذاكرتها ومشاعرها‬
‫سمعت صوت ماكس وهو يقول‪ :‬نور مابدّك تروحي إليًلف؟‬
‫نور تحدث بصوت عالي لكي يسمعه‪ :‬ال‪...‬‬

‫ماكس هنا ابتسم ثم سحب هاتفه من على الطاولة الزجاجية التي‬


‫مؤخرا!‬
‫ً‬ ‫اشترتها نور‬
‫ارسل( ُمراد‪....‬نور ما راح تطلع)‬
‫ولكي يم ّهد الموضوع هو اتى بالقرب من بابها طرقه بخفة‬
‫ثم قال‪ :‬نور ممكن اشوي؟‬
‫نور شدّت على عينيها ‪......‬هل حان موعد المواجهة‪....‬نهضت‬
‫‪....‬رتبت شعرها بًل مباالة‬
‫فتحت الغرفة خرجت وهي تقول‪ :‬شعندك ماكس؟‬
‫تبعها وهي تجلس على الكنبة في الصالة‬
‫مقابًل لوجهها‪ :‬ئبل كل شي انتي بخير‬‫ً‬ ‫جلس‬
‫ترجمة جملته‬
‫(عندك طاقة تسمعين اللي بقوله؟)‬
‫هزت رأسها‬
‫فقال‪ :‬صارت أشياء بعد ‪.....‬سفرك لهون‪.....‬من‬
‫ضمنها‪.....‬سندرا‪.....‬عرفت انك أمها‪....‬‬

‫سا عميقًا ‪ :‬انا قلت لكم الحد يقول‬ ‫نور كتفت يديها واخذت نف ً‬
‫لها‪......‬‬
‫ماكس لم يحبذ ان يخبرها انّ ُمراد هو من اطلّعها على هذا االمر‬
‫فقال‪ :‬عرفت وخًلص‪....‬بس الشي اللي‪...‬‬
‫نور قاطعته ‪ :‬شنو؟‬
‫ماكس‪ :‬تبي تشوفك‪.......‬وصار لها فترة تبكي‬
‫‪...‬وما‪....‬تنام‪....‬مشان هيك‪...‬انا‪..‬‬
‫نور فهمت اشارته فقاطعته‪ :‬والحين بتجي صح؟‬
‫هز راسه بخجل من كشفه‬
‫نور تنهدت‪ :‬اتصل على امير يجي‪...‬‬
‫ماكس بحلق في وجهها بعدم تصديق‬
‫فقال‪ :‬راح يجي‪....‬راح يجي‪...‬‬
‫وفجأة سمعوا الجرس وطرق على باب الشقة!‬
‫فنهض ماكس يفتح لجولي وسندرا‪....‬وامير و ُمراد الذي اتى بهم‬
‫إلى هنا‪...‬‬
‫نهضت نور ووقفت تنتظر دخولهم‪....‬‬
‫وسندرا ما ان رأتها حتى ركضت وهي تصرخ‬
‫‪:‬ماما‪....‬‬
‫قليًل للخلف بعد أن احتضنت‬ ‫انقبض قلب نور‪...‬هنا‪....‬وارتدّت ً‬
‫ساقيها سندرا‪...‬وهي تكرر‬
‫‪:‬ماما‪..‬‬

‫ذكرتها بديانا‪.....‬ذكرتها بنفسها حينما تنادي والدتها‪.....‬اخذ‬


‫ّ‬
‫صدرها يرتفع وينخفض ‪...‬باضطراب مشاعر ال تعرف‬
‫صلتها‪....‬انحنت أبعدت سندرا بلطف‪...‬‬
‫ثم توجهت ألمير الذي ينظر لتغير شكلها‬
‫تحدثت‪ :‬راح ارجع ألكسفورد‪......‬وهذا انا قلت لك‪.....‬عشان ما‬
‫تجلس تًلحقني‪.....‬‬
‫أمير بهدوء‪ :‬ما نقدر نرجع‪....‬االوضاع مازالت مضطربة يا‬
‫نور‪.....‬‬
‫نور بًل مباالة‪ :‬مو مهم‪...‬‬
‫سندرا تحدثت‪ :‬ماما‪....‬‬
‫التفت عليها ثم التفت على أمير وهمست‪ :‬قول لها اني مو‬
‫أمها‪....‬‬
‫ثم كانت ستخرج ولكن قال ُمراد بحده‪ :‬الهروب مو‬
‫حل‪......‬هروبك من بلد لبلد ‪.....‬ضعف‪.....‬وخوف‪......‬المواجهة‬
‫هي الشجاعة‬

‫جولي وأمير وماكس حدقوا به‬


‫التفتت عليه لتقول‪ :‬صادق‪......‬بس انا فخورة اني ضعيفة‪......‬‬
‫امير بحده‪ :‬جوازك معي‪....‬وما راح تسافري ألي مكان‪.....‬وراح‬
‫نستقر هون لفترة‪......‬‬
‫نور نظرت إليه ثم إلى ماكس استوعبت حديثه‬
‫يُعني ماكس دخل الغرفة ‪...‬بحث عن الجواز وسلمه إلى ايادي‬
‫امير‬
‫شدّت بقبضة يدها بغضب ثم سكتت‬
‫هنا تحدثت سندرا ‪ :‬ماما‪......‬بدي‪...‬‬
‫قبل ان تكمل هنا صرخت نور ‪ :‬انا مو امك‪....‬‬
‫سندرا بكت هنا واحتضنتها جولي‬
‫نور وكأنها رأت لها منفذًا للغضب فقالت‪ :‬ابي افهم منو قال لها‬
‫اني أمها؟‬
‫ُمراد بتحدي‪ :‬انا‪.....‬‬
‫نور اقتربت منه ‪ :‬مسوي نفسك مهم‪...‬ومهتم‪......‬وطيب‪.....‬ترا‬
‫ما يليق‪......‬انقلع برا شقتي‪....‬برااااااااااا‬
‫أمير تحدث هنا‪ :‬نور‪.....‬‬
‫نور اشارت له‪ :‬اششششش‪....‬مابي اسمع شي منكم‪....‬‬
‫ثم نظرت لماكس‪ :‬حتى انت لم اغراضك واطلع برا‪....‬‬
‫امير بحده ‪ :‬ما راح يطلع حدا من هون‪........‬‬
‫نور نظرت إليه ‪....‬ثم ضحكت بسخرية‬
‫‪:‬امير ‪......‬ال تحاول ت‪.....‬‬
‫أمير اقترب منها وقاطعها‪ :‬ما أحاول اسوي شي‪.......‬‬
‫نور مسحت على شعرها‬
‫شعرت بارتجاف جسدها ‪ ،‬ال تدري لماذا اصبح جسدها ضعيفًا‬
‫ً‬
‫‪...‬قليًل‬ ‫يرتجف ويرتعش بسرعة‪....‬ازدردت ريقها ابتعدت عنهم‬
‫سا عميقًا ‪ ،‬اغمضت عينيها وهم ينظرون إليها‬ ‫اخذت نف ً‬
‫ولرجفتها‪.....‬ال تريد أن تسقط امام أعينهم اآلن‪.....‬خائفة من‬
‫عودت النوبة عليها‪......‬خائفة من ان يستمر الوضع معها‬
‫ويتطور‪.....‬‬
‫ّ‬
‫شعرت باالختناق‪...‬ذهبت أمام النافذة‬
‫سحبت الستائر بقوة وفتحت النافذة واخذت تستنشق الهواء بعمق‬
‫خشي عليها أمير‪.....‬تحدث وهو في مكانه وبلهجة سعودية قال‪:‬‬
‫نور‪....‬جا الوقت اللي تعرفين فيه كل شي‪....‬‬

‫ابتسمت بسخرية على هذا الحال‪.....‬يأتي يكرر جملته‪....‬يحرقها‬


‫بالحقائق ويشعل في فؤادها كُره جديد لهم ‪...‬حكّت انفها سري ًعا‬
‫التفتت عليه تكتفت‬
‫وبحده اردفت غير متوقعة وظنّ انها ناسية األمر كلياا ولكن يبدو‬
‫انها تتساءل عن هذه األمور كل يوم‬
‫قالت‪ :‬ابدأ من مرض ديانا وموتها‬
‫التفت ُمراد عليه وأمير نظر إليها بثبات‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬كان فيها السرطان‪....‬‬
‫نور لم ترمش أكملت‪ :‬وماتت بسببه؟‬
‫أمير سكت ومسح على وجهه اقترب‬
‫‪:‬نور‬
‫نور تحاول أال تنفعل‬
‫أال تهتز‪.....‬يُكفيها هذا االنهيار ‪....‬يُكفيها انها بدأت تعود من‬
‫جديد في تخبط الجدران لجسدها‪......‬‬
‫‪:‬أمير انت تقول جا الوقت اللي المفروض اعرف فيه كل‬
‫شي‪.......‬تكلم‪....‬اسمعك‪....‬‬
‫أمير ازدرد ريقه واشار لجولي تطلع مع سندرا للغرفة‬
‫نظر لنور‪......‬بهتت اكثر مما قبل‪...‬ضعف جسدها‪.....‬وقلّت‬
‫حيلتها‪...‬وتضاءل حماسها للحياة‪....‬للعيش بسًلم‪......‬للهدوء‬
‫والسكينة‪...‬ولكن‪.....‬البد ان تعرف بكل شيء‪....‬البد‪...‬ان تفهم‬
‫الحقائق‪...‬لتق ّيمها بشكل نهائي‪.....‬وتتعامل مع حياتها على هذا‬
‫النحو‪.....‬‬

‫نور اقتربت منه ‪ :‬لهدرجة موتتها شنيعة؟‬


‫ماكس رأى ضعف أمير‬
‫وتردده في نطق الحقيقة‬
‫اقترب قائًل‪ :‬نور‪.....‬مم‬
‫بقوة وقوفها وشموخها‪......‬تحاول أال تظهر ضعفها‬
‫اشارت له ّ‬
‫اآلن‬
‫ألنها تعلم ضعفها يُضعف أمير‬
‫‪:‬ال تدّخل ماكس‪...‬‬
‫أمير ترقرقت عينيه شتت نظره عنها‪...‬وبتردد‪ :‬انننننتحرت‪....‬‬

‫لم تهتز شعره واحده من جسدها‪.....‬بل خًلياه انهارت ‪....‬كلياا‬


‫ولكن لم تُظهر ذلك‪......‬أنانية ‪...‬مغلّفة بحب غير‬
‫عادل‪......‬تركتها‪....‬تخ ّلت عنها‪.......‬عجلّت في موتها‪...‬من أجل‬
‫ماذا يا تُرى؟‪.....‬من أجل ماذا؟‬
‫سا عميقًا‪.......‬تذكرت حضنها‪......‬همساتها‪.......‬نظرات‬ ‫اخذت نف ً‬
‫األمان ‪......‬ازدردت ريقها‪...‬‬
‫شدّت على قبضة يديها‬
‫كررت‪ :‬ليش؟‬
‫ُمراد خشي من امير ان يتحدث بكل األمور وتنهار‬
‫ثوان او دقائق ستنهار‬
‫ٍ‬ ‫هي تمثّل القوة اآلن ولكن يعلم بعد‬
‫أمير بًل تردد‪ :‬ضغوطات حياة‪...‬واكتشفت بخطر‬
‫مرضها‪.....‬اضعفت‪......‬والشيطان وسوس لها‪....‬‬
‫ُمراد زفر دون ان يلحظ الجميع براحة‬
‫هناك حقائق علينا أال نفهمها وأال نعرفها وإال ستُدمي قلوبنا‪....‬‬
‫نور بهمس‪ :‬جبانه‪.....‬‬
‫شدّت على اسنانها تُمنع رغبتها في البكاء ‪ ،‬تحاول هدم‬
‫صمودها‪...‬‬
‫تحدثت‪ :‬انتحرت بنفس اليوم اللي صارت فيه الفوضى وسافرنا‬
‫لفرنسا‬
‫هز رأسه بنعم‬

‫مسحت على وجهها وكفي يدها ترتجفان‬


‫تذكرت الم والدتها‪.....‬تذكرت وحشية ُمراد معها‪....‬تذكرت ليلتها‬
‫المظلمة فاردفت‬
‫‪:‬وسندرا ليش كذبتوا علي انها ماتت؟‬
‫ُمراد نظر ألمير‬
‫اول كنبة يبدو انها ستتدرج‬ ‫أمير بدأ يفقد اتزانه فجلس على ّ‬
‫باألسئلة إلى ان تصل لحقيقته‬
‫‪:‬خفنا عليك انا وديانا‪.....‬ألنك وقتها في مرحلة متطورة من‬
‫مراح االكتئاب‪........‬وما كنتي متقبلتها ‪...‬ألنك حاولتي كذا مرا‬
‫تقتلينها‪......‬خفنا تضرين نفسك وتضرينها ‪.......‬ما كنّا على‬
‫استعداد تام ‪...‬نفقدك يا نور‪....‬‬
‫نور هزت رأسها ‪ ،‬اشارت له‬
‫وبنبرة راجفة‪ :‬حلو‪....‬حل وسيط‪.......‬لواله كنت بموت‪......‬‬
‫وبغضب‪ :‬انتوا كيف تفكرون؟‪....‬ابي افهم كيف كانت تفكر‬
‫ديانا‪.....‬كيف ‪......‬تفكرون بأنانية‪......‬ظنكم هالشي ر ّيحني‬
‫وقتها؟‬
‫أمير يعلم حينما علمت انّ ابنتها توفيت ‪...‬دخلت في حالة صدمة‬
‫وصمت‪.....‬‬
‫صرخت هنا نور‪ :‬لو قايلين لي‪.....‬كان أمور واجد ما صارت لي‬
‫بعدها‪.....‬كنت لهيت مع بنتي‪.....‬كنت تقبلتها غصبن علي‪....‬‬
‫ظا اكثر‪ :‬ما كان تعرفت على‬ ‫احمر وجهها واستشاطت غي ً‬
‫توم‪.....‬ما كان انخدعت منه‪.....‬ما كان شربت‪....‬ماااااااا كان‬
‫وشمت‪.....‬ما كان عاندتكم‪....‬‬
‫أمير يحاول الصمود‪ :‬سوينا الشي اللي فكرناه من صالحك‬
‫نور‪........‬‬
‫ُمراد كان يستمع لها بانصات جيّد يريد ان يعرف ماذا حدث لها‬
‫ماكس كان ينظر لها ولرجفتها وتقلب حالها‬
‫نور صرخت هنا‪ :‬انتوا اذيتوني ‪..........‬ست سنين باعدينها‬
‫عني‪....‬وفجأة تبوني الحين اتقبلها‪.....‬عقلكم وين‬
‫فيه؟‪.......‬خايفين علي‪......‬وما خفتوا بكرا وش بصير‪...‬ما‬
‫فكرتوا المفروض اعرف بهالشي؟‪.....‬ديانا انتحرت‪....‬انت بكرا‬
‫مادري وش تسوي‪.....‬لو ما عرفت كان راح أعيش على‬
‫ذكراها‪....‬راح تعيش هي بدون ام واب‪......‬اكثر من كذا‬
‫انانية‪....‬ما اظن فيه‬
‫أمير‬
‫نهض وأشار لها‪ :‬نور اهدي‪...‬‬
‫نور اشاحت بوجهها عنه ولّت بظهرها لتتنفس بصوت مسموع‬
‫‪:‬غيره؟‪.....‬وش اللي ما اعرفه‪...‬‬
‫أمير عندما رأى رجفتها تزداد قال‪ :‬نأ ّجل الكًلم‪....‬‬
‫نور التفت عليه وأشارت له وتحدثت ما بين اسنانها‪ :‬ما فيه‬
‫تأجييييييل تكلم‪.....‬‬
‫أمير ازدرد ريقه ركّز ناظريه على عينها المتغايرتين‬
‫‪...‬والمحمرتين‪....‬اقترب منها يريد تهدئتها‬
‫مسك يدها ولكن سحبت يدها‬
‫لتصرخ‪ :‬تكلللللللللللم‪......‬‬
‫أمير نظر ل ُمراد ثم ماكس‬
‫ثم عاد بالنظر إليها‪.....‬يعلم ما سيقوله اآلن ‪....‬سيجعلها‬
‫تحتقره‪....‬وتكره وتنفر منه ربما لألبد‬
‫تحدث‪ :‬ابوك يوسف‪......‬‬
‫نور خفق قلبها هنا‬
‫اكمل‪ :‬ابتعد عنك بسببي انا‪.......‬‬
‫واكملت ‪ :‬وبسبب ديانا‪...‬‬
‫هز رأسه بنعم‬
‫نور نظرت للسقف ثم ابتسمت بسخرية‬
‫لتردف‪ :‬كيف؟‬
‫أمير‪ :‬شككناه انك مو بنته‪.......‬‬
‫ُمراد شعر بثقل ما يتحدث به أمير شعر انّ امير آنذاك ال يقل عن‬
‫حقارة أخيه جورج‬
‫بينما ماكس خشي من ان تنفجر نور هنا‬

‫نور ضحكت وترن ّحت للوراء خطوتين‬


‫ثم قالت‪ :‬شلون‪.....‬والتحاليل‪....‬‬
‫ثم قالت بتذكر‪ :‬لحظة‪....‬‬
‫توجهت لغرفتها‪.....‬ركضت لناحية الحقيبة ‪......‬سحبت الورقة‬
‫الي تثبت انها ابنت يوسف‪........‬خرجت ورمتها في وجه أمير‬
‫تحدثت‪ :‬وهذي‪....‬كيف ماعرف‪.....‬وال‪...‬‬
‫قاطعها حينما نظر للورقة بوجع من ذكريات الندم‪ :‬سحبتها منه‬
‫طول السالفة راح اوصلها‬ ‫قبل ال يشوف النتيجه‪...‬وهددته لو ّ‬
‫للمحاكم‪......‬هو كان ضارب ديانا‪....‬ضرب مبرح‪.....‬هددته اقلب‬
‫الطاولة على راسه‪......‬هو انسحب‪.....‬ما يبي وجع الراس‪....‬‬

‫ضحكت هنا نور بًل مقدمات ‪.....‬ضحكت بصوت عا ٍل‬


‫كالمجنونة‪.......‬ضحكت إلى ان انحنت لألمام تشد على بطنها‬
‫‪......‬دمعت عيناها‪...‬‬
‫ُمراد بخوف‪ :‬نور‬
‫ماكس اقترب هنا‪...‬وتبعه مراد‬
‫ج ثلت نور على ركبتيها وهي تضحك‪....‬وعينيها تدمعان‪.....‬أمير‬
‫عض على شفتيه ال يعرف كيف يتصرف‬ ‫ّ‬
‫ضحكت إلى أن بكت فجأة وهي تقول‪ :‬كلكم كـ‪.......‬حتى هو تخ ّلى‬
‫عني ‪....‬بمجرد ما شككتوه‪......‬ليش ما تمسك فيني‪...‬ليش‪.....‬وال‬
‫عشانه كره ديانا‪...‬كرهني‪......‬ليش تسوون فيني‬
‫كذا‪......‬أمير‪.....‬ليش؟‬

‫أمير نهض وجلس امامها وضع يديه على ركبتيها‬


‫وبرجفة ‪ :‬امك ما كانت راح تسافر بدونك‪......‬وما لقيت إال‬
‫هـالحـ‪..‬‬
‫قاطعته وهي تبكي بحرقة‪ :‬خليتوه يكرهني‪........‬واكرهه‪...‬تكرر‬
‫علي‪...‬يوسف ما يبيك‪.......‬ما يحبك‪........‬ليشششششششش؟‬

‫أمير امسك وجهها بيديه وبعينين دامعتين‪ :‬مستعد ارجعّك‬


‫للسعودية ‪..‬و‪.....‬‬
‫قاطعته بصرخة وهي تبعد يديه عنها اردفت بانهيار‪ :‬حتى هو‬
‫حقير‪.....‬تخلّى عني‪...‬بسهولة‪.......‬بسهولة‪....‬‬
‫أمير بدفاع ‪ :‬كان مصدوم‪...‬ومقهور نور‪........‬انا ما قصرت‬
‫اوجعت قلبه‪.....‬‬
‫كانت تريد النهوض تريد االبتعاد عنه صوتها بالبكاء بالكاد‬
‫يخرج‪...‬تشعر باالختناق نظرت ل ُمراد ‪....‬لماكس‪.....‬‬
‫اردفت بضعف‪ :‬وزواجي‪.....‬مخطط له‪....‬؟‪...‬خططتوا انه يتركني‬
‫بهاء‪.......‬خوفتوه‪......‬ضغطتوا عليه انت وديانا ‪....‬صح‪....‬؟‬

‫صعق هنا أمير‪....‬وفهم إلى أي مدى كرهته لكي تتو ّقع منه هذا‬ ‫ُ‬
‫الشيء‪....‬‬
‫تدخل ُمراد ‪ :‬ال‪....‬نور‪....‬انا‪......‬‬
‫هزت رأسها ‪ :‬مابي اسمع‪...‬مابي‪.....‬قلبي‬ ‫نور بغصة ّ‬
‫يوجعني‪....‬مابي‪......‬‬
‫ثم انحنت لألمام تخبأ وجهها عنهم بضعف وبكاء‬
‫أمير اقترب‪ :‬نور‪...‬وهللا ا ّمك بتحبك‪......‬وانا حبيتك‪......‬ساوينا‬
‫هالشي مشان تكوني بيناتنا‪.....‬‬
‫كانت تبكي وتشهق‬
‫وتخرج من فاهها كلمة‪ :‬أنانييين‪.....‬‬
‫حاولت النهوض ولكن رجفتها منعتها من ذلك‬
‫تحدثت ‪ :‬ماكس شيلني‪....‬تكفى بعدني من هنا‪....‬تكفى‪...‬‬
‫ماكس تج ّمد مكانه نظر ألمير‪.....‬الذي بدأت دموعه كالسيل على‬
‫خده‬
‫ولم يهتم لنظرات ُمراد الذي تنم عن ندمه‬
‫اقترب منها‪...‬حملها ما بين يديه‪....‬كان سيتو ّجه بها للغرفة ولكن‬
‫دفنت وجهها في كتفه وهي تهمس بضعف‪ :‬طلّعني من الشقة‬
‫ولم يتوان في فعل هذا االمر‬
‫مراد حاول ان يُصيغ لها األمور ‪....‬بلغة اخف وطء وبكلمات اقل‬
‫وجع‪...‬ولكن النتيجة واحدة ورآها أمام عينيه‪......‬‬
‫ازدرد ريقه ‪ ،‬عدّت مرات ‪....‬شتم نفسه وهو يدفع الكرسي‬
‫الجانبي للوراء ليسقط على االرض‬
‫مراد تحدث بجدية هنا وهو يقترب منه‪ :‬أمير‪......‬انت بخير‬
‫أمير بضعف التفت عليه‪ :‬بعطيك رقم يوسف‪.......‬اتصل عليه‬
‫ُمراد بصدمة‪ :‬أبو نور؟‪....‬كيف عرفت رقمه‪...‬‬
‫عدوي وراح يهاجمني بأي لحظة فكنت‬ ‫أمير بنبرة ندم‪ :‬كنت اظنه ّ‬
‫اراقبه طول هالسنين!‬

‫صعق حينما سمعه يتحدث باللهجة السعودية‪ ،‬ويشرح له انه اكمل‬ ‫ُ‬
‫مسيرة هذا البُعد بمراقبته ليسوف‬
‫هذا يعني لو كان يوسف ينوي االقتراب من ابنته كان سيمنعه‬
‫وإال لم يُراقبه طيلة هذه السنوات‬
‫أي ظلم تجرعته نور‪.....‬اي خبث التهمها ليوقعها على هذا‬
‫المنوال المتكرر من األلم؟‬
‫سحب هاتفه وقال‪ :‬كم الرقم‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫األجواء سعيدة‪...‬بعيدة عن التوتر والحزن‪.....‬ابا خالد جعل العائلة‬
‫كلها تجتمع في منزله‪......‬من اجل ان يخفف عن أخيه ‪......‬ومن‬
‫اجل ان يغيّر الشيء البسيط من حاله‪......‬كان الضحك‪......‬يُسمع‬
‫تتوزع بشكل ال ارادي بسبب األجواء‬ ‫ّ‬ ‫برحابة صدر‪....‬واالبتسامات‬
‫الفرحة‪....‬‬
‫بينما هناك في الخارج‪....‬قلب عاشق يرفرف بفرح‬
‫لمرور االحداث بسًلم‪......‬لبرهنة ُحب نبض باسمها‬
‫دون مقدمات‪ُ .....‬حب أتى وتسلل إلى قلبه دون أن يخطط له‬
‫ُحب عميق وصادق‪.....‬ال يمكن أن يُبعد نفسه عنه‬

‫تحدث‪ :‬يعني؟‬
‫كل شيء اختفى‪......‬الخوف‪...‬التوتر‪....‬االضطراب‪.....‬ايقنت أ ّنه‬
‫صادق ونادم على ما فعله بها سابقًا ‪.....‬ايقنت أنّ ال داعي في‬
‫االسهاب فيما مضى‪....‬والتنازل امام هذه المشاعر‪....‬لتحيا حياة‬
‫جميلة معه‪...‬ادركت لمعة ال ُحب ونبرة الحنان في صوته‪....‬ادركت‬
‫انّها قادرة على ان تحبه خًلل أيام قليلة‪........‬كما انها علمت‬
‫ج ّيدًا انها على غير استعداد للعيش بًل وجوده‬

‫‪:‬كل شي بخير تطمن‪....‬ال تحاتي‪.....‬‬

‫تحدث بحب‪ :‬وولدي بخير؟‬

‫ابتسمت هنا ومسحت على بطنها بخفة ‪ :‬وهو بخير ويسلم عليك‬
‫وقول جيب لماما العطر‪.....‬‬
‫ضحك هنا قصي ليردف منصد ًما‪ :‬اعترفي تشربين العطر‬
‫انتي؟‪...‬تو شاريه لك‪...‬‬
‫طر فيه الشقة‪.....‬‬ ‫ُمهره ضحكة بخفة‪ :‬ال بس اع ّ‬
‫ذويق‪....‬وهللا‪....‬ترا هالعطر‪....‬افضل عطر‬ ‫قصي ‪ :‬واضح ولدي ّ ِ‬
‫بالنسبة لي‪...‬ومكـ‪...‬‬
‫ُمهره قاطعته ‪ :‬تكفى مابيك تتفلسف‪....‬‬
‫قصي ضحك هنا‪...‬والتفت ليرى‬
‫سار وعزام ‪....‬وكذلك بندر ‪....‬وسعود يحدقون فيه بحالمية‬ ‫ج ّ‬
‫ومن الواضح انهم (يتمسخرون عليه)‬
‫قصي بلل شفتيه وبهمس‪ :‬مهره‪.......‬مفرقين الجماعات‬
‫جو‪.......‬اكلمك بعدين عمري‪....‬‬
‫ُمهره ضحكت وهي تحك ارنبة انفها‪ :‬طيب‪.......‬مع السًلمة‪...‬‬
‫اغلق الخط ثم أشار لهم‪ :‬خير؟‬
‫بندر ‪ :‬انتبه هنا فيه عزاب‪...‬عمري وحياتي‪....‬ال تخرب‬
‫عقولنا‪....‬وتخرب اخًلقنا‪....‬‬
‫ننحرف بسبّتك‪....‬‬
‫ّ‬ ‫سعود ابتسم‪ :‬أي وهللا ‪.....‬انتبه ال‬
‫قصي علم أن وقف هنا سيصبح (مسخرة ) لحديثهم‬
‫سار خًلص نويت انا اخطب‪....‬‬ ‫عزام قال‪ :‬ج ّ‬
‫سمع صوت من خلفه‬
‫ناصر للتو خرج من المجلس ليذهب للخًلء ولكن سمع صوت‬
‫عزام‬
‫فقال بصوت عا ٍل‪ :‬تخسسسسسسسسسسسسسسسسسى‪....‬‬
‫التفت عليه‬
‫قصي ‪ :‬ههههههههههههههههه وهللا يا نويصر انك تورطت‬
‫ورطة مع ناس حقيرين‪...‬‬
‫سار ‪ :‬ليش عاد كاره الزواج‪.....‬‬ ‫ج ّ‬
‫ناصر اقترب‪ :‬ليش بعد انت دخلت الفكرة براسك؟‬
‫سعود ‪ :‬انا انسحب منكم‪....‬حلو مشكلتكم‪...‬‬
‫بندر بضحكة‪ :‬هههههههههههههه وانا خطبت ‪......‬يعني مالي‬
‫بهالمشاكل‪....‬‬
‫ثم تبع سعود ليعودا إلى المجلس‬
‫تحدّث ناصر بجدية‪ :‬انتوا من جدكم تتكلمون؟‪...‬وال تستهبلون‬
‫على راسي‪...‬؟‬
‫قصي نظر إلى التوأم‪ :‬وهللا ما عندهم ما عند جدتي‪......‬اتركهم‬
‫عنك‪....‬‬
‫عزام ّحك انفه‪ :‬ال وهللا انا جازت لي الفكرة‪...‬‬
‫سار على كتفه‪ :‬ال قول!‬ ‫وبًل مقدمات هنا ضربه ج ّ‬
‫وهللا‪....‬تخسي‪...‬يا شيخ‪......‬هييييييي‪......‬اهجد‬
‫ناصر ضحك هنا‪ :‬ههههههههههههههه يعني انت ما تبي‪...‬‬
‫سار هز رأسه بًل‬ ‫ج ّ‬
‫يزوج شصار في‬ ‫قصي‪ :‬ههههههههههههه غريبة عزام‪......‬يبي ّ‬
‫الدنيا‪...‬‬
‫عزام باسهبال‪ :‬ابي حن ّية‪....‬‬
‫سار انفجر ضاحكًا‪ :‬هههههههههههههههههه وال يهمك انا‬ ‫ج ّ‬
‫اعطيك حنيّة‪....‬‬
‫ناصر يكمل بسخرية‪ :‬وانا اعطيك ُحب‪....‬بس فكنا من‬
‫هالسيرة‪.....‬‬
‫عزام ‪ :‬ال مابي منكم شي‪......‬ابيه من زوجتي‪.....‬‬
‫قصي ‪ :‬ال واضح األخ مبيّت النية‪....‬‬
‫سار بجدية‪ :‬ال تستبهل على راسي عزاموه‪........‬وش اللي‬ ‫ج ّ‬
‫نزوج الحين‪......‬هد اللعب اشوي‪...‬‬ ‫ّ‬
‫ناصر سكت ليفكر ثم قال‪ :‬تبي من برا العيلة وال من داخل‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬وش بيفرق؟‬
‫نتلزق بسرعة‪....‬لو‬‫ناصر‪ :‬اال يفرق‪....‬عشان تطول السالفة وما ّ‬
‫‪...‬تدور على مواصفاتك‪....‬ولو من‬ ‫ّ‬ ‫تبي من برا عمتي بتجلس‬
‫العيلة انت بتأشر من هي اللي تبيها‪....‬‬

‫سار بخبث وليعقد االمر‪ :‬خًلص‪...‬نبي خوات توأم‪...‬‬ ‫ج ّ‬


‫قصي فهمه فضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههه حيوان عشان‬
‫ابد ما تزوجون‪....‬‬
‫عزام نظر ألخيه‪ :‬وهللا فكّرت كذا‪....‬ههههههههههههههههه‪.....‬‬
‫ناصر ضحك‪ :‬ههههههههههههه اذا لقيتوا‪....‬قولوا لي‪...‬‬
‫تتهرب تبي من العيلة وال‪....‬‬
‫ّ‬ ‫قصي ‪ :‬ال‬
‫ناصر بتفكير ‪ :‬وهللا ما فكرت‪.....‬‬
‫عزام غمز له‪ :‬نقول نبي توأم بس يكونون ثًلث‪....‬‬
‫قصي‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه مجانين انتوا؟‬
‫سار ‪ :‬وهللا حلوة الفكرة عشان يطولون وهم يدورون لنا‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫ازوج بسرعة‪......‬‬ ‫اطول ابي ّ‬‫عزام رمق أخيه‪ :‬تراني مابي ّ‬
‫ناصر ضحك‪ :‬هههههههه شعندك ته ّيضت على‬
‫الزواج‪....‬شسالفة‪....‬؟‬
‫سار بطنز‪ :‬ما دريت هالحين موسم تزاوج السحالي عشان‬ ‫ج ّ‬
‫كذا‪...‬‬
‫قبل ان يكمل وعلى صوت ضحك ناصر وقصي‬
‫ضرب عزام أخيه بقوة على ظهره‬
‫‪:‬كل تبن‪.......‬بس‪......‬‬
‫قصي ‪ :‬ههههههههههههه ‪...‬استغفر هللا يارب‪...‬‬
‫ناصر ‪ :‬هههههههههههه مالكم حل انتوا‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬شوفوا ‪.......‬االوضاع الحين حلوة ‪....‬عادي نكلم‪....‬‬
‫ناصر بجدية‪ :‬الال مو الحين‪.....‬ا ّجل اشوي‪....‬‬
‫سار أشار الخيه‪ :‬وإن تكلمت وهللا ذبحتك‪.....‬تكلم أسبوع‬ ‫ج ّ‬
‫الجاي‪....‬‬
‫عزام ابتسم‪ :‬ترى لتكلمت ماراح يزوجونا بكرا‪....‬‬
‫ناصر‪ :‬مانبي حن وزن‪.....‬ا ّجل‬
‫قصي ‪ :‬ههههههه هللا يعينكم‪...‬‬
‫عزام نظر لناصر‪ :‬فهمتك تمام‪....‬بدخل المجلس‪...‬‬
‫سار مسك كف أخيه‪ :‬بجي معك‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام فهم أخيه‪ :‬ههههههه وهللا مابقول‬
‫قصي‪ :‬ما يثق فيك‪....‬واضح نكبه‪.....‬‬
‫سار ال يوهقنا‪....‬‬ ‫ناصر قبل ان يدخل الخًلء‪ :‬حط عينك عليه يا ج ّ‬
‫سار ‪ :‬هههههههههه ال تاكل هم‪.......‬‬ ‫ج ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بدأ بمرحلة الرسائل ‪....‬بمرحلة وصف ال ُحب كصورة ‪......‬مثالية‬
‫‪...‬مبروزه بعشق ال ينتهي‪.....‬‬
‫لن يستسلم‪.....‬لن يقف ويستمع ويطيع امرها‪...‬‬
‫كتب‬
‫(وفي قُربك‪ ،‬يزداد ُحبي واشتاقُك اكثر)!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظرت لهاتفها ولتلك الرسالة ‪....‬قرات رسالته وعقدت‬
‫حاجبيها‪.....‬قرأتها ثًلث مرات ‪...‬بكل سخرية!‬
‫الملوح‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ثم همست‪ :‬شعنده قيس بن‬
‫كانت نوف بالقرب منها‬
‫سمعتها لتردف‪ :‬صيري له ليلى‪...‬‬
‫شيخة انتبهت لهمسهم وحاولت التص ّنت عليهما لتردف األخرى‬
‫بهمس‬
‫الهجر‬
‫ِ‬ ‫المحب ِمن‬
‫ُ‬ ‫ق مرةً ‪ ،‬فيعلم ما يلقى‬ ‫ش ُ‬
‫‪:‬فيا ليت هذا الحب يع ِ‬
‫فتحت الجازي عينها على وسعهما‬
‫فقالت بتحذير‪ :‬جب‪....‬‬
‫ضحكت شيخة ونوف هنا‬
‫ام سيف تحدثت‪ :‬وهللا احسن شي سواه اخوي هاللّمة الحلوة‬
‫هذي‪.....‬‬
‫ام ناصر‪ :‬أي وهللا‪.....‬يحاول يغيّر من مزاج اخوه يوسف‪...‬هللا‬
‫يعطيه العافية‪...‬‬
‫ام ناصر بتنهد‪ :‬امين‪....‬‬
‫ثم قالت‪ :‬إال ما قلتي لي يا ام سيف‪.....‬متى بكون زواج قصي‪....‬‬
‫ام سيف بهدوء‪ :‬الشهر الجاي‪....‬‬
‫الجازي حاولت أن تخرج نفسها من همزات ولمزات نوف وشيخة‬
‫فقالت‪ :‬عمتي ما تحسون بدري مرا؟‬
‫ام سيف ابتسمت في وجه بنت اخيها‪ :‬تعرفين عمك ما يحب فترة‬
‫الخطوبة تصير طويلة‪.....‬وماخفي عليك قصي مستعجل‪....‬‬
‫نوف همست لشيخة‪ :‬اكيد بيستعجل ‪......‬ياخي صدق ‪.....‬طلعت‬
‫خطيبته ُمزه‪....‬‬
‫لكزتها شيخة لتتحدث ما بين اسنانها‪ :‬ال تبالغين وبلعي لسانك ال‬
‫يجيك كًلم يسنعك الحين‪.....‬‬
‫نوف ضحكت بخفة ثم سكتت‬
‫لتردف ام ناصر‪ :‬هللا يوفقه‪....‬وعسانا نفرح في الباقي‪.....‬‬
‫ثم التفتت على عبد هلل‪ :‬ما شاء هللا عبادي كبر‪........‬‬
‫ام سيف ابتسمت‪ :‬أي هللا يبلغنا فيه‪...‬‬
‫الجازي ابتسمت لهما على مضض‪ :‬آمين‪...‬‬
‫نوف نظرت للرسالة التي أتت لها‬
‫من أخيها بندر‬
‫(سوي قهوة)‬
‫تأففت هنا نوف‬
‫فقالت شيخة‪ :‬شفيك‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬يبوني اجدد القهوة للرجال‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬قومي‪....‬مليت أصًل من الجلسة هنا‪...‬‬
‫نهضت نوف وشيخة‬
‫فقالت ام ناصر‪ :‬على وين؟‬
‫نوف ابتسمت لها‪ :‬بندر يبيني اسوي قهوة‪.....‬‬
‫هزت رأسها ثم ذهبت وهي وشيخة إلى المطبخ‪...‬‬
‫دخلتا إلى المطبخ‬
‫تحدثت شيخة ‪ :‬صدق اختك ما زالت تبي الطًلق‪..‬‬
‫نوف زفرت‪ :‬أي‪.....‬بس هالليّام هذي طاخه اشوفها‪....‬‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬واضح سيف يحاول انه يرضيها‪....‬‬
‫نوف وضعت القًلية ‪ :‬حاسة فيه ‪....‬انه نادم‪......‬بس اختي‬
‫موجاية تسامح ابد‬
‫مطوال ثم قالت‪ :‬واضح انه كاسر قلبها‪....‬‬ ‫ً‬ ‫شيخة فكرت‬
‫نوف‪ :‬بقوة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ابتسم في وجهه‪ :‬الحمد هلل على كل حال‪......‬بس وهللا ماخفي‬
‫مشوق ومستعجل اسافر اليوم‬
‫ّ‬ ‫عليكم قلبي‬

‫بو سلطان بهدوء‪ :‬العجلة ما هيب زينة وانا خوك‪....‬كلها يوم‬


‫وتروح تشوفها‪.....‬‬
‫التفتت انظار التوأم وقصي وجميع من ال يعرف بقصة نور‬
‫تساءل قصي‪ :‬يشوف من يا عم؟‬
‫التفت عليه أبا سيف‪ :‬بنته نورة؟‬
‫بانت عًلمات الصدمة على وجوههم ولكن لم تطول حينما قال‬
‫أبا خالد‪ :‬باذن هللا انا وناصر وسعود وبو سلطان وصاحب الشأن‬
‫بو ناصر بنسافر بعد يوم ألمريكا‪.....‬عشان نورة‪......‬اذا‬
‫تذكرونها‪......‬‬

‫خالد يتذكرها بصورة ضبابية تمنعه من تذكر مًلمحها بشكل‬


‫مثالي‬
‫ً‬
‫اصًل‬ ‫بينما بندر ال يذكر مًلمحها‬
‫التوأم يذكرونها ج ّيدًا حتى انهما آنذاك يقولون‬
‫لها بسبب تغاير عينيها‬
‫(يا القطوة)‬
‫كانت تبكي لذلك اللقب ‪......‬وتذهب ألحضان ابيها يوسف شاكية‬
‫عليهما!‬
‫قصي يتذكرها ولكن ال يتذكر مًلمح وجهها اطًلقًا‬
‫ال يستطيعون ان يتساءلوا عن االمر‬
‫فسكتوا‬
‫ونظروا لناصر والذي نظر لهم وكأنه يقول‬
‫(افهمكم بعدين)‬
‫وعلى هذه النظرات واالحاديث رنّ هاتف يوسف‬
‫أجاب كعادته دون النظر للرقم‬
‫‪:‬الو‪....‬‬

‫صعب جدًا ان تحدّث شخص تُجزم انّك ظالمه لسنوات كثيرة‬


‫وتعلم ج ّيدًا انّه ّ‬
‫تجرع آالم عدّة وخضع لخسائر ال تُحصى‬
‫انخرس تحت انظار ُمراد الذي ينظر إليه بصمت وبتفكير طويل‬
‫ينظر إلى شخصيته التي لم يراها‬
‫شخصيته على صورة انانية تشابه شخصيته قبل ست سنوات!‬
‫كيف كانوا هكذا!‬
‫هو متعجب من حالهما‬
‫خائف من العقوبة!‬
‫بينما أمير حكّ جبينه‪.....‬بلل شفتيه عاجز عن نُطق حرف واحد‬
‫تحدث يوسف‪ :‬مين معي؟‬

‫معك القرار الخاطئ‬


‫اآلثام المستمرة‬
‫الثعلب المكّار‬
‫قاتل روحك وجسدك!‬
‫أمير عاجز أن يتلفظ باسمه ‪......‬ظنّ انّ يوسف عدو ذو قوة في‬
‫رد الصاع صاعين‬
‫ولكن لم يعرف انّ خيانة احب الناس اليه اضعفته‬
‫وجعلته يتخبط حتّى في قراراته‬
‫سلبت منه عقله‪...‬وروحه‪....‬وجسده‪......‬حتى به تهاوى هكذا‬
‫ناد ًما بعد صراعات التفكير!‬
‫كاد يوسف يغلق الهاتف‬
‫ولكن تحدث أمير بسرعة‪ :‬يوسف‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يوسف لم يُميّز النبرة‪...‬ولم يأتي في باله انه أمير‬
‫تحدث‪ :‬ايوا يوسف‪.....‬من معي؟‬
‫سكت كل من في المجلس مستم ًعا ألبا ناصر(يوسف)‬
‫فقال وهو يغمض عينيه ليرى ذنبه‬
‫ليسمع‬
‫صوته وهو يقول في الماضي‬
‫‪:‬ما فيه غير هالحل ديانا‪....‬‬
‫تبكي ت شد على يديه‪ :‬ما راح تنجح هالخطة ‪.....‬يوسف بحب‬
‫نورة كتير‪.....‬بحبها من ئلبوا‬

‫سك جيّدًا باكتافها ‪ :‬اعتمدي علي هالمرة‪....‬‬


‫أمير تم ّ‬

‫عاد بذاكرته على صوت يوسف‬


‫‪:‬الووووووو؟‬

‫عدوه اللدود ‪ ،‬الشخص الذي هدم‬ ‫ال يدري كيف يُخبره انه ّ‬
‫كيانه‪.....‬وعلّق رقبته على حبل المشنقة‬
‫ُمراد اقترب منه همس‪ :‬أمير ال تضغط على نفسك‬
‫نظر إلى وجه ُمراد بعينين دامعتين‬
‫سمع صوت يوسف الذي يقول‬
‫‪:‬الو‪....‬قلت من معي‪....‬‬
‫أمير اغمض عينيه لتنساب على خديه دموعه‪ :‬امير‪.......‬‬
‫وبرجفة اردف‪ :‬زوج ديانا طليقتك!‬

‫انتهى‬
‫اتمنى لكم قراءة ممتعة واعتذر عن االخطاء اإلمًلئية‬

‫مًلحظة مهمة‬
‫احاول قد ماقدر انزل بارتات كثير واحاول اختم لكم الرواية‬
‫بالشكل المطلوب وقبل الدراسة‬

‫فهذي االحداث جدًا مهمة وما هي تمديد وتمطيط*(‬

‫ماقدر اعدي هذي االحداث وعلى طول ادخل في النهاية اول ادخل‬
‫في لقاء نور مع يوسف‬

‫اتمنى الفكرة وصلت‬


‫وتحملوني اشويتين*(‬
‫وال تحرموني من تفاعلكم‬

‫حاسة اني خسرت بعض الردود&((‬

‫تحياتي‬

‫شتات الكون‬

‫البارت السابع والعشرون‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ما تفكّر به قد يحدث!‬
‫فلسفة عقلية‬
‫تُدخل في تفصيًلت العقل الباطن وكيفية ترجمته لكل ما تفكّر به‬
‫وتؤمن!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هل اثبت يوسف هذه النظرية ؟‬
‫هل ح اقا جذب إليه ما يفكّر به‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هو اصبح يُسرف في النظر إلى صورتها قبل خلوده إلى النوم‬
‫سرا يطلب منها السماح ألف مرة‬ ‫يحدثها ً‬
‫قبل ان تغمض عيناه‬
‫يهمس لها ُحبه األبوي وعشقه قبل أن يخدر لسانه ويخضع‬
‫للسكون‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت مسيطرة عليه ‪ ،‬كانتقام ِلم فعله بها طيلة هذه السنوات‬
‫شتت انتباهه من جديد وجعلته ال يفقه شيء مما يفعله في عمله‬
‫لها‪...‬وعصرت بيديها عقله من شدّت‬
‫ّ‬ ‫امرضت قلبه بسبب اشتياقه‬
‫تفكيره بها‪....‬‬
‫بالمختصر اصبحت تتردد في كوابيسه قبل أحًلمه لتوقظ مارد‬
‫الضمير الخامد بداخله‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رجفت شفتيه‪....‬نظر للوجوه التي تبدّلت إلى خوف بالنظر إليه‬
‫حاول الوقوف على رجليه وهو يحاول لفظ اسم احقر مخلوق على‬
‫وجه األرض‬
‫تقدم لناحيته أبا خالد‬
‫وكذلك أبا سلطان والبقية‬
‫تحدث أبا سيف بخوف‪ :‬يوسف شصاير؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يوسف ترقرقت الدموع في عينيه‬
‫لماذا اتصل هو؟‬
‫هل ماتت نور لذلك اتصل‬
‫ماذا حدث من تطورات كي تجعله يتصل به ويتوصل إليه‬
‫واالهم كيف استطاع الوصول له‬
‫اسالة تدّق الرأس باألفكار التشاؤمية‬
‫والسلبية‪.....‬جعلته يترجف ‪.....‬ويتعرق جبينه ‪....‬ويتخطف القلق‬
‫وجهه بشكل ملحوظ‪....‬هل اتاك الموت يا نور؟‬
‫بعدك؟‬
‫ِ‬ ‫هل اودّع السًلم من‬
‫هل ابدأ بالنيّاح والعويل؟‬
‫بك؟‬
‫هل او ّبخ الذات على ما فعلته ِ‬
‫هل اصرخ في العالم انني ظالم؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تقدم سعود‪ :‬يبه‪.......‬من المتصل؟‬
‫بو خالد‬
‫خشي على أخيه ‪.....‬على تصلّب شفتيه وعجزها على‬
‫النطق‪....‬على منظر ارتجاف جسده‪......‬ودهشته المخيفة‬
‫للقلوب‪...‬‬
‫سحب الهاتف من يده‪....‬‬
‫واجلسه أبا سلطان على الكنبة‬
‫ليقول سيف‪ :‬افتحوا النوافذ والباب‬
‫مشى قصي لفعل هذا االمر‬
‫فيوسف بدأ يتنفّس بصوت مسموع‪....‬ووجه مخنوق‬
‫اما أبا خالد رد على المتصل‪ :‬الو مين معي؟‬

‫أمير سمع أصواتهم ‪....‬كصوت غريق في قيعان البحر ‪....‬وبالكاد‬


‫يصل لمستمعي من هم على الشاطئ!‬
‫ولكن سمعه‬
‫واغمض عينيه‪...‬وبلل شفتيه‪...‬‬
‫جرأ نفسه بذكر اسمه لهذا الشخص الذي ال‬ ‫تنفّس عدّت مرات ليُ ّ‬
‫يدري من هو‬
‫يشعر انه يبذل جهد صعب عليه وثقيل‬
‫ولكن حان موعده‬
‫‪:‬معك أمير‪.....‬زوج ديانا‪......‬‬
‫أبا خالد نظر ألخيه كلمح البصر‪....‬ورآه يهمس وهو يشد على‬
‫فخذيه‬
‫‪:‬نورة‪.....‬‬
‫ازدرد ريقه أبا خالد وخرج من المجلس‬
‫والتفتت عليه األنظار‬
‫فقال عزام‪ :‬خالي اهدأ‪.....‬‬
‫ناصر اخذ يفتح اول (االزارير) من ثوب ابيه وهو يقول‪ :‬يبه ال‬
‫تضغط على نفسك‪....‬تكفى يا الغالي‪.....‬‬

‫سيف بهدوء‪ :‬بعدوا اشوي‪...‬عطوه مجال يتنفس‪....‬‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أبا سيف خرج وقلبه يشدو الحانًا‪.....‬من الخوف‬


‫نظر ألبا خالد وهو يتحدث بكل غضب وعصبية وصراخ‬
‫‪:‬لك وجه تتصل بعد عشرين سنة من سواتك الشينة؟‪.....‬تبي‬
‫تموت اخوي انت‪...‬ما كفاك اللي سويته؟‪.....‬وش اللي خًلك‬‫ّ‬
‫تتصل‪....‬شصاير ؟‪......‬قتلتوا البنت؟‪...‬ضيعتوها؟‪...‬دمرتوها؟‬

‫أمير اغمض عينيه لتسقط دموعه تحت انظار ُمراد الذي لم يعد‬
‫بيده شيء يفعله‬
‫حقاا هو دمرها وقتل روحها‬

‫تحدث بثبات وبداخله عواصف تأخذه يمنةً ويسرى!‪:‬‬


‫خيي‪......‬نور عايشة‪....‬بس محتاجة إلكون‪.....‬بليز‪...‬خبّر يوسف‬
‫بهيدا الشي‪....‬خليه يجي على أمريكا بأسرع وئت‪.......‬‬

‫صرخ أبا خالد‪ :‬أالعيبك هذي ما تمشي علي‪....‬اكيد عرفت انه‬


‫يدور عليها‪....‬والحين تبيه يوقع في الحفرة اللي انت حفرتها‬
‫ّ‬
‫له‪......‬‬

‫أبا سيف أشار له ان يهدأ‬


‫بينما امير قال‪ :‬قلت لك‪........‬خليه يجي أمريكا‪.....‬نور‬
‫بحاجتكم‪....‬امها انتحرت‪....‬وعرفت بكل شي‪........‬عرفت‬
‫الحقيقة‪......‬مو قادر اسيطر على وال شي!‬

‫صعق من خبر انتحار والدتها ‪.....‬عقد حاجبيه‬


‫أبا خالد ُ‬
‫يتسرع في الرد‬
‫ّ‬ ‫وقبل ان‬
‫قال أبا سيف‪ :‬كلمه بهدوء‬
‫هز رأسه ثم قال‪ :‬برسل لك رقمي الحين‪........‬وبتصل عليك‬
‫بعدها باي‬
‫ثم نظر للرقم ‪.......‬ارسل رقمه ‪.....‬وسريعًا دخل المجلس وتبعه‬
‫أبا سيف‬
‫هنا وقف يوسف بعد ان استوعب كل شي‬
‫اقترب من أخيه‬
‫وبانهيار‪ :‬بنتي غازي‪...‬بنتي؟‪....‬عايشة وال ميتة؟‬

‫نظروا لوجه أبا خالد‬


‫ازدرد ريقه‪ :‬عايشة‪....‬‬
‫أبا سلطان لم يتحدث ولم ينطق كلمة واحده لكي ال يزيد االمر‬
‫سوء بأسالته‬
‫وكذلك الشباب‬
‫أبا ناصر بصرخة فقد فيها اتزانه ‪ :‬اجل ليه‬
‫متصصصصصصصصصصصل هالكـ‪....‬‬
‫بو سيف اقترب منه‪ :‬اهدأ يا بو ناصر‪.....‬البنت ما فيه إال العافية‬
‫‪.....‬‬
‫بو ناصر نزلت دموعه على خديه‪ :‬تكذبون علي‪.....‬مستحيل‬
‫يتصل علي عشان‪...‬‬
‫قاطعه أبا خالد‪ :‬متصل عشان أمها انتحرت والبنت‪....‬عرفت بكل‬
‫شي‪......‬ومنهاره‪......‬وواضح فاقد السيطرة على كل شي‪....‬‬
‫بو سلطان بحذر‪ :‬يمكن يكذب ومسوي فخ‪....‬‬
‫سعود بحقد‪ :‬ان شاء هللا يلحقها هو بعد‪.......‬‬
‫ناصر رمق أخيه ليسكت‪....‬‬
‫بو خالد بعجز‪ :‬مادري اذا صادق وال ال‪.....‬انا الزم اسافر قبلكم‬
‫اشوف الوضع‪......‬‬
‫بوناصر ‪ :‬الال بسافر معك ماقدر انا اظل هنا ‪....‬ما اقدر‪...‬‬
‫بو خالد بحكمة‪ :‬ال تستعجل يا خوي‪...‬‬
‫ثم نظر لخالد‪ :‬خالد شوف لي الحجوزات‪.....‬ابيك تحجز لي‬
‫الليلة‪.........‬على اقرب وقت ممكن‪....‬‬
‫خالد الضائع في حديثهم وتصرفاتهم‪ :‬طيب‪...‬‬
‫ثم أشار لسعود‪ :‬بلغي حجزك‬
‫سعود ‪ :‬عميييييي‪..‬‬
‫قاطعه بصيغة امر‪ :‬هاالمور ما يبي لها طيش‪.....‬اجلس عند امك‬
‫واختك‪....‬‬
‫سعود كان سيتحدث ولكن عزام لكزه وهو يهمس‪ :‬خًلص سعود‬
‫صل على النبي‪...‬‬
‫سعود زفر ومسح على رأسه‬
‫فقال أبا ناصر‪ :‬غازي‪.....‬احلف لي انها عايشة‪....‬احلف لي‪...‬‬

‫بو خالد اقترب من أخيه قبل رأسه ومسك كفي يده ليردف‪ :‬اقسم‬
‫لك باهلل العظيم‪.......‬قال لي عايشة‪....‬ما فيها شي‪....‬بس من زود‬
‫خوفي عليك‪.....‬ابي اروح اشيّك على األوضاع‬
‫حيلك‪.....‬تقوى وانا‬
‫ّ‬ ‫قبل‪.....‬تطمن‪......‬تطمن يوسف‪....‬وشد‬
‫خوك‪....‬‬
‫هز رأسه‬
‫بو سلطان نظر لقصي‪ :‬قصي جيب ماي لخالك‪....‬‬
‫هز رأسه وذهب لناحية الطاولة لجلبه‪....‬‬

‫سار همز لناصر‪ :‬نويصر علمنا بالسالفة صايرين مثل المجانين‬


‫ج ّ‬
‫وقلوبنا بدأت تضرب شوط خوف‪....‬‬

‫ال يتغ ّير أسلوبه حتى في المواقف الصعبة‬


‫ابتسم ناصر رغ ًما عنه وأشار له وللبقية يخرجوا حتى سيف‪....‬‬

‫وحينما اصبحوا في الخارج قريب من المجلس‬


‫تحدث‪ :‬ديانا خانة ابوي‪......‬وخذت بنتها بتلفيقها لكذبة طويلة‬
‫عاش ابوي مرارتها‪...‬‬
‫سيف بجدية‪ :‬شلون؟‬
‫قصي ‪ :‬الحيوانة‪......‬كيف كذا‪....‬وليش ما درينا من اول‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬لحظة لحظة ‪.......‬شلون اخذتها منه ‪.....‬واالهم شلون‬
‫هو تنازل عنها‪...‬‬
‫سار ‪ :‬هللا ال يرحمها‪......‬جننت خالي‪......‬‬
‫ج ّ‬
‫خالد ‪ :‬يعني عمي كشفها وقتها وال كيف صار كذا‪...‬‬
‫بندر نظر لهم‪ :‬هدوا اكلتوه باالسئلة‬
‫بندر بانفعال‪ :‬الكلـ‪.....‬خانته مع اللي داق على ابوي أمير‪.......‬‬
‫عزام بصدمة‪ :‬عشان كذا‪....‬خالي انصصصدم‪.....‬حسبي هللا‬
‫عليه‪......‬‬
‫سار بانفعال‪ :‬وعليها‪...‬‬‫ج ّ‬
‫سيف‪ :‬كمل ناصر‬
‫ناصر حك ارنبة انفه‪ :‬شككوه انه نورة مو بنته‪.....‬وسوى تحاليل‬
‫‪....‬واخفوه عنه ‪....‬هذا اللي فهمته من ابوي‪.....‬‬
‫بندر بغضب وانفعال اطلق شتيمه قوية بحق ديانا‪....‬‬
‫فقال خالد بغضب‪ :‬حسبي هللا عليهم ‪...‬جنننوا الرجال‪....‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬ليت خالي دخلهم في سين وجيم‪.......‬ووقفهم وقتها‬
‫عند حدهم‪...‬‬
‫سار اكمل‪ :‬واضح خالي وقتها مو في وعيه من صدمته‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫بندر‪ :‬شي مو سهل‪...‬الخيانة مو سهله‪....‬هللا يلوم اللي‬
‫يلومه‪......‬‬
‫خالد نظر لناصر‪ :‬والحين كيف عرف انها بنته‪....‬‬
‫ناصر هز اكتافه‪ :‬تقدر تقول ان ّبه ضميره‪....‬بوقت متأخر‪....‬و‬
‫قاطعه سعود بغضب‪ :‬أصًل واضح يفكر فيها طولة هالسنين‬
‫‪...‬بس يخبي علينا‪...‬والحين مع كبر سنه‪....‬ما قدر يتماسك‬
‫اكثر‪....‬‬
‫عزام مسح على رأسه‪ :‬حسبي هللا عليهم‪.....‬‬
‫قصي بصدمة ‪ :‬وله وجه يتصل عليه يبي يجلطه هللا ياخذه‪.....‬‬
‫سيف ‪ :‬ناصر‪....‬عمي‪.....‬الزم يداوم على عًلجاته‪.......‬وتبعدونه‬
‫عن أجواء الضغط رغم هالشي صار مستحيل ‪.......‬واالفضل انه‬
‫ما يسافر‪......‬حالته الصحية ما تسمح‪...‬‬
‫سعود بقلق‪ :‬ابوي ما راح يوافق‪.....‬‬
‫سيف بجدية‪ :‬عارف‪.....‬بس وضعه اقولكم ‪....‬ما يطمن‪....‬‬
‫ناصر‪ :‬مادري وهللا شسوي انا احس مختبص من هالسالفة‪.......‬‬
‫قصي اقترب منه وطبطب على ظهره‪ :‬هونها وتهون‪...‬‬
‫عزام نظر لسيف‪ :‬شلون يعني وضعه ما يسمح‪....‬‬
‫سيف نظر ألخيه‪ :‬الجلطة اللي جاته قبل‪......‬لها آثار جانبية حتى‬
‫لو طفيفة‪.....‬واخاف مع هالضغوطات‪....‬يـ‪...‬‬
‫سار ليخفف عن البقية‪ :‬ال ان شاء هللا مو صاير له اال‬ ‫قاطعه ج ّ‬
‫العافية‪...‬‬
‫عزام ‪ :‬تعالوا بس‪...‬صلوا على النبي‪...‬ودخلوا اجلسوا‪.....‬مو‬
‫صاير اال كل خير‪...‬‬
‫خالد اقترب من ابن عمه ناصر وطبطب على كتفه‬
‫وكأنه يخبره‬
‫أن كل شيء سيصبح بخير اهدأ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ال يعلم إلى اين يأخذها‪......‬إلى اين يستقر بها‪....‬وضعها على‬
‫المقعد االمامي ‪...‬وارجعه للخلف لتستند عليه‬
‫لم يسمع لها صوت بكاء‪....‬انهيار‪....‬كانت مستلقية تنظر للنافذة‬
‫بعنينين جاحظتين‪.....‬تشد بقبضة يدها على مًلبسها‪.....‬تتنهد بين‬
‫الفينة واألخرى‬
‫ينظر إليها ‪...‬وهو يفكر إلى اين يذهب‪....‬تذكر منزل جدّته‬
‫المتوفية ‪.....‬لم يكن قريب منهما بل يحتاج للوصول إليه ساعة‬
‫تقري ًبا!‬
‫فسلك طريقه‬
‫ولكن أوقف سيارته جانبًا لشراء ماء‬
‫ثم عاد وقبل ان يحرك السيارة مدّه لنور‬
‫‪: take it‬‬
‫نظرت إليه ثم هزت برأسها انها ال تريد‬
‫ال يريد ان يزعجها اكثر‪....‬سمع رنين هاتفه ولكن لم يُجيب عليه‬
‫أما هي اغمضت عينيها ‪......‬تذكرت مًلمح وجه والدتها‬
‫عقدت الحاجبين بطريقة تدّل على وجع قلبها‪.....‬تذكرت حديث‬
‫والدتها‬
‫تذكرت رسمتها لها ‪.....‬تذكرت كل شيء‪....‬حتى أنانيتها‪...‬‬
‫لماذا هربت؟‬
‫كانت تتساءل لماذا فعلت بها كل هذا‬
‫ازدردت ريقها‪.....‬بكت ‪.....‬بصمت‪....‬ولكن بدموع ثقيلة‪.....‬‬
‫تشعر بالوحدة وبالخوف‪......‬تشعر بالخذالن ‪......‬تشعر انها اآلن‬
‫ادركت معناه الحقيقي‪.....‬خبر انتحار والدتها‪.....‬لخبط مشاعرها‬
‫كليّا‪.......‬لو لم تنتحر وعلمت بالحقيقة لكان سامحتها‬
‫ألنها لم تتخ ّلى عنها بسهولة كما فعل يوسف‬
‫ولكن اآلن ال تستطيع ان تسامحه على الكذبة وال على هروبها؟!‬
‫لو كانت عزيزة حقاا على يوسف‬
‫تلوح له‬‫لتمسك بها‪......‬تشبث بيدها وهي ّ‬
‫قبل خروجها من الغرفة ولكنه لم يفعل؟‬
‫لم يُبدي لها ُحبه األبوي في الصورة األخيرة التي تذكرها‬
‫عاملها كطفلة غريبة عليه‪...‬ولكن لم تدرك وقتها هذا االمر‬
‫ادركته اآلن وتجرعت مرارته‪....‬‬
‫تعرق جسدها‪......‬خائفة!‬ ‫زادت نبضات قلبها‪.....‬وزاد ّ‬
‫جميع من وثقت بهم ‪....‬هدموا هذه الثقة ‪....‬بقساوة‪....‬‬
‫بمن تثق؟ وبمن تُسند نفسها عليه؟‬
‫ال أحد‬

‫وهي ال تريد احد‪...‬تريد العيش بسًلم دون وجوه منافقة‬


‫ومخادعة ‪....‬ال تريدهم ‪.....‬يكفي‪...‬ما تجرعته منهم‪.....‬‬

‫بينما ماكس كان ينظر لتقلب وجهها‪...‬وحالها‪.....‬وينظر‬


‫لطريقه‪....‬‬
‫اغلق هاتفه بسبب الرنين المستمر‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ُمتعبة ‪.....‬تشعر بالثقل‪.....‬بطنين صوت والدتها‪.......‬تشعر‬


‫بيديها تطبق على جسدها‪...‬تحتضنها‪......‬تشعر بهمساتها‪......‬‬
‫انكمشت حول نفسها‪...‬وبكت بصوت وهي تكرر‪ :‬خًلص وخري‬
‫عني وخري‬
‫نظر إليها هنا ماكس بخوف‪ :‬نور‪.....‬اهدي‪.....‬‬
‫نور فتحت عينها ونظرت إليه بعينين دامعتين‪ :‬ليش خذت‬
‫جوازي؟‬
‫ماكس سكت وركّز بطريقه وشد على مقود السيارة‬
‫أكملت بهذيان‪ :‬ليش تكرهوني كلكم؟‬

‫تحدث وهو ينظر لألمام‪ :‬ساعات لم نحب حدا‪....‬من كتر ُحبنا‬


‫أللوه ‪....‬نوجعوا بدون ما نحس‪.....‬‬
‫نور بكت بصوت ‪...‬تشهق ‪...‬تبكي‪....‬تهذي‪......‬تضرب على‬
‫فخذيها وقلبها بوجع‬
‫وهو يستمع لها‪....‬وبعد وصولهم‪.....‬نزال من السيارة ‪.....‬نظر‬
‫لكل المفاتيح المعلقة في المدلية‬
‫ال يعرف أي واحد منهم تاب ًعا لباب جدته‪....‬ولكن جربهم جمي ًعا‬
‫إلى ان فتح الباب‬
‫وأشار لها بالدخول‪.....‬نظرت للبيت بطرازه القديم‪.....‬نظرت‬
‫للغبار الذي يغطي األرضية‪....‬لألثاث الذي وضع عليه غطاء‬
‫ابيض‪.....‬‬
‫اغلق ماكس الباب‪.....‬ثم قال‬
‫‪:‬دخلي‪....‬‬
‫فتح االنوار‪......‬ورآها خافتة ‪....‬ال تنير ارجاء المكان كلها‪...‬ازاح‬
‫الغطاء من على الكنبات‬
‫فاردف‪ :‬راح جيب صوفيا تنظف المكان بكرا‪....‬‬
‫مشت ورمت بنفسها على الكنبة التي تش ّبعت من الغبار ولكن لم‬
‫تهتم نور‬
‫تحدثت بهذيان وعدم اتزان‪ :‬ماكس‪...‬عندك شـ‪...‬‬
‫ذكرت اسم شراب مما حرمه هللا‬
‫نظر إليها ماكس‬
‫فهم انها عادت للتخبط وعليه ان يراقب افعالها‬
‫تحدث وهو يزيح بقية االغطية‪ :‬من اسلمت ما اشرب‪...‬‬
‫هزت رأسها بتفهم دون وعي منها‪....‬‬
‫نهضت وهي تترنح يمين ويسار بسبب خوفها ورجفتها‬
‫‪....‬وتخبط مشاعرها‪.....‬‬
‫‪:‬بروح اشتري واجي‪...‬‬
‫وقبل ان ترفع قدم رجلها لتخطو خطوة واحده‬
‫امسك بزند يدها‬
‫ونظر لعينها‪ :‬نور‪......‬الشراب ما راح يحل لك مشاكلك‪.....‬‬
‫نظرت لعينيه ‪.....‬لثباته‪......‬لتحديقه بها بحدة نبرته وكأنه‬
‫يوبخها‪....‬‬
‫سحبت يدها منه‪.....‬ثم ولّت بظهرها عنه‬
‫لتردف ‪ :‬مالك دخل فيني‪...‬‬

‫ومشت متو ّجه للباب ولكن لحقها وامسك بها من جديد‪....‬‬


‫ولكن هُنا نور ّ‬
‫تجردت من صمودها‪......‬من هذيانها لتترجمه بهذه‬
‫العواصف‪....‬‬
‫سحبت يدها منه‪........‬صرخت في وجهه‪ :......‬قلت لك مالك دخل‬
‫فيني ‪......‬وخر عني‪.....‬‬
‫فتحت جزء من الباب ولكن ماكس ال يريد من جنونها هذا‬
‫االستمرار حتى الغوص في وحل الخراب‪....‬ظنًا منها انه طريق‬
‫سليم ‪...‬وطريق لنسيان‪....‬‬
‫سحبها من يدها بقوة ‪...‬ليبعدها عن الباب‪.....‬وبسبب ضعفها‬
‫سقطت على األرض اقفل الباب ووضعه في جيبه‪.....‬‬
‫ثم مشى من أمامها وكأنه لم يفعل شي‪....‬‬
‫يعلم انها سترد عليه ‪...‬هي اآلن تراه منفذًا ِلم بداخلها‪...‬‬
‫ال يوجد امير ولكن يوجد ماكس‬
‫ال توجد ديانا ولكن يوجد ماكس‬
‫ال مكان لوسف‬
‫ولكن هنا مكان ماكس!‬

‫ارتجف صوتها واخذ صدرها يهبط ويرتفع بشدة‬


‫تشعر بكرههم‪....‬وتشعر بكرهها لهم‪.......‬بكت بدموع ثقيلة‬
‫ونهضت هنا سري ًعا ‪.....‬وجمد الدم في آخر أنفاسها!‬
‫شعرت بدوران شديد‪.....‬وغشاوة على عينيها مع لحظة مؤقتة‬
‫من فقدان الرؤية ‪......‬وقفت مكانها‪....‬سكنت ‪......‬امام‬
‫ضعفها‪....‬إلى ان أصبحت رؤية ماكس بالنسبة إليها واضحة‬
‫فذهبت لناحيته‬
‫وبًل مقدمات مدّت يدها على مخبأ الجاكيت الذي وضع بداخله‬
‫المفتاح‬
‫ولكن امسك يدها سريعًا‬
‫واردف بهدوء‪ :‬ما راح تشربين‪....‬‬

‫يُعاندها‪.....‬وهي في حالة هيجان‪....‬يُعاندها وهي في اشد حاجتها‬


‫لتفريغ غضبها‬
‫دفعته بقوة ولكن لم تأثر به دفعتها ثم صرخت هنا وبكت في اآلن‬
‫نفسه‪.....‬تشعر انّ الكون كله ضدها‪.....‬تشعر انّ ايادي كُثر تمتد‬
‫على عنقها لتخقنها‬
‫تريد والدها‪.....‬تريد والدتها رغم ما فعلته بها‪...‬تريد ان‬
‫تحضنها‪....‬تهمس لها‬
‫(سويت كل شي عشاني احبك)‬
‫تريد ان تصدّق الكذبة ‪......‬من اجل ان ينزاح عن قلبها هذا الثقل‬
‫تريد ان تعود للوراء‬
‫تعود قبل ان ترى بهاء الدين الكاذب‪.....‬تريد ان تُمحي من‬
‫ذاكرتها آال ًما عدّة‬
‫أهمها آالم الوحدة والوالدة!‬
‫تريد ان تعود لغرفتها البسيطة‪....‬في مدينة الرياض في ذلك‬
‫الحي‪....‬الذي احتفظ ببقاياها ‪....‬الذي يصرخ بطفولتها العذبة‬
‫بسبب تعامل والدها لها بكل حنيّة وأبويّة مثالية‪.....‬‬
‫صرخت لكل هذه الذكريات‪.....‬صرخت وبكت ‪....‬بانهيار‪......‬‬
‫ال ُحب‪.......‬الذي عاشته‪......‬العشق الذي ال مس اطراف‬
‫قلبها‪.....‬النظرات التي اشعلت نيران ال ُهيام في خًليا‬
‫عقلها‪.....‬جميعها كذب‪....‬جميعها خداع‪....‬‬
‫الجراح‪.....‬الهمسات‬ ‫االحتضان‪......‬الطبطبة على ِ‬
‫االبوية‪.......‬وقبًلت األمومة‪......‬بُنيت على كذبة‪...‬تجرعّتها لمدة‬
‫الواحد والعشرون سنة!‪......‬عاشت في تذبذب‬
‫ديني‪...‬اجتماعي‪...‬معنوي بسبب كذبة‪......‬كذبة واحدة‪.....‬باعدت‬
‫بينها وبين موطنها األصلي آالفا من االميال!‪.....‬باعدت بين قلوب‬
‫احبتها بكل براءة ‪.....‬كيف تعيش؟ كيف تستمر في العيش‬
‫اآلن‪....‬‬

‫انانية البُعد وقصته استمرت و ُختمت بانتحار عنيف‪......‬ركلت‬


‫الطاولة الخشبية‪.....‬فقدت اتزانها‪....‬‬
‫كُل شيء بدأ يتدفق أمام عينيها‬
‫صراخ والدتها‬
‫الدم الخارج من تحتها‪...‬‬
‫ضرب يوسف لها‪...‬‬
‫اخيرا‬
‫ً‬
‫حصة ووضع يديها على عينها لتمنعها من رؤية الباقي‬
‫صرخت بوجع وهي تضرب على قلبها‬

‫ال تتوقف الذكريات تستمر في لحظة الضعف واالنهيار‪....‬تستمر‬


‫لتفلق قلوب عديدة‬
‫تذكرت حبها ‪.....‬ال ُحب الذي عاشته بصدق‪...‬حتى انها سل ّمت‬
‫روحها وجسدها له!‬
‫ال ُحب الذي اخرجها من الظلمات الى النور‬
‫ظلمات الضياع إلى نور السكينة والهدوء‬
‫تذكرت همساته‬
‫‪:‬احبج هواية نور‬
‫تذكرت لمساته الحانية لتخفيف جراحاتها وهي تعاتب الجميع‬
‫وقتها‬
‫تذكرت احتضانه‪...‬تذكرت نظراته التي تستمد منهما قوتها‪....‬‬
‫لم تتحمل هذا التدفق من الذكريات‬
‫ضربت على األرضية بوجع‬
‫عاشت طيلة حياتها في كذبة‪........‬كذبة ادّت بها إلى الكثير من‬
‫االوجاع‪....‬كذبة جعلتها تلد طفلة صغيرة ‪.....‬تريد ان تحتضنها‬
‫ولكن خائفة من ان تقترب فتحرقها!‬
‫كذبة جعلتها تقترف الكثير من الخطايا عنادًا لديانا‬
‫كذبة جعلت ظهرها منحن ًيا ‪......‬لفروقات ‪...‬كثيرة‪....‬‬
‫فروقات التفكير‪.....‬والعادات والتقاليد‪.....‬والتعاليم الدينية‪.....‬‬
‫هذا الكون اظلم ‪......‬معتم‪.....‬ومخيف‪...‬تريد الهروب منه‪....‬تريد‬
‫النجاة من هذه الذكريات ‪...‬ومن عتمة المكان‪...‬صرخت ‪....‬وهي‬
‫تضرب برأسها على الجدار‪......‬‬
‫بينما ماكس‪...‬دمعت عينيه‪....‬يريد منها ان تبكي‪...‬ان تفرغ ما‬
‫بداخلها أال تكتم اوجاعها لكي ال يزداد االمر سوء‬
‫ترك لها المجال‪...‬ولكن خشي عليها حينما رآها تؤذي نفسها دون‬
‫وعي منها‬
‫اقترب منها وحاول ان يُمسك يديها بحركاتها العشوائية‬
‫بينما هي كانت تعيش في مرحلة استرجاع شريط حياتها بصورة‬
‫توضّح لها سذاجتها بتفكيرها السوداوي‬
‫تشعر بالسذاجة والخداع انها قبلت ان تعيش كل هذا‬
‫رغم انها في الواقع لم تتقبله وفعلت الكثير من اجل تغييره ولكن‬
‫لم تستطع‬
‫ضربت بيدها على قلبها وهي تتذكر حبها‬
‫وخضوعها لبهاء‬
‫هذا االمر حقيقةً يوجعها بشدّه ألنه قرارها الوحيد الذي اتخذته‬
‫هي وباألخير اصبح قرار خاطئ‬
‫تشعر بكرهها لنفسها حينما جعلته يقترب منها ويهدم جميع‬
‫الحدود معها‬
‫تذكرت نبرة ابنتها‪....‬لمساتها على ساقيها‪......‬فحركتهما بسرعه‬
‫وكأنها تريد ان تبعدها‬
‫والحظها ماكس هنا وعقد حاجبيه‬
‫كانت مغمضة لعينها تبكي بجنون‬
‫ال تريد ان تعيش سندرا او كما اسماها والدها بـ رتيل ما عاشته‬
‫ال تريد ان تعيش قصة مشابه لها‪....‬ال تريد ان تكون سببًا في‬
‫اوجاعها‪......‬ال تريد منها ان تحبها واو تكرهها ‪...‬ال تريد كل هذا‬
‫ولكن صوت سندرا يتكرر‬
‫‪:‬ماما‪......‬ماما‪.......‬ماما‪....‬ماما‪...‬‬
‫وضعت يديها على آذانيها تخبئها‬
‫اخذت تتخ ّيل صوتها على صورة عتاب لتردف لها‬
‫‪:‬ليش حاولتي تموتيني؟!‬
‫بدأت تتخيّل انّ ابنتها تلومها على محاوالتها في اجهاضها‪...‬في‬
‫الخًلص منها‪....‬في ضربها وهي في بطنها‪...‬في‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تذكرت تلك الحادثة ج ّيدًا وهي في غرفتها قبل ان تُحتجز في‬
‫المستشفى‪....‬قبل ست سنوات‪...‬من اآلن‪.....‬‬
‫حالها آنذاك يشابه حالها اآلن‪....‬كانت تعتصر آل ًما ووج ًعا‬
‫تبكي لماذا بهاء الدين ( ُمراد) فعل بها كل هذا‬
‫هو احبها‬
‫اهداها الحياة‬
‫لماذا اآلن تخلّى عنها بهذه الصورة البشعة ؟‬
‫أقفلت الباب على نفسها ونظرت لبعثرت المكان ‪.....‬الناجم عن‬
‫انهيارها وضعت يديها على بطنها ‪...‬تتحسس النتيجة التي آلت‬
‫بها لهذا الجنون ‪.....‬اخذت شهرين ‪......‬وهي تسكن بداخلها‬
‫سندرا ‪.......‬شهرين من البكاء‪....‬المستمر‪....‬والنحيب‬
‫المزعج‪.....‬شهرين من حاوالت التخ ّلص منها‪......‬‬
‫نظرت للسكين التي بيدها‪.....‬تسمع صراخ الجميع ‪...‬تسمع طرق‬
‫الباب عليها‬
‫تسمع والدتها ديانا تكرر‪ :‬بنتي نور‪....‬بليييييييييز افتحي‬
‫الباب‪....‬نور‪......‬نور‪......‬‬

‫كانت مستمرة في التحديق للسكين‪......‬دموعها تنساب بًل‬


‫توقف‪...‬عقلها‪....‬يترجم حديثه األخير إلى أمور كُثر عجزت عن‬
‫تفسيراتها‪...‬‬
‫وضعت السكين على معصم يديها‪.......‬‬
‫زادت الضربات على الباب‬
‫وزادت نبضات قلبها‪.....‬‬
‫سمعت ديانا تحدث امير الذي دخل للشقة للتو‬
‫تموت حالها‪......‬‬‫تصرخ‪ :‬نور راح ّ‬
‫ركل امير الباب‬
‫اما هي سري ًعا ما جرحت يدها‪.....‬‬
‫نظرت للجرح‪.....‬ثم ألرجاء الغرفة‪......‬فتاة‪....‬مراهقة‪....‬مبعثر‬
‫ألول‬
‫وتكرارا ولكن ّ‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫الحياة‪....‬فكرت باالنتحار‬
‫ّ‬ ‫كيانها‪...‬كرهت‬
‫مرة تجرؤ على فعله اآلن‪....‬خافت عندما رأت الدم‬
‫جثلت على ركبتيها‪...‬بكت‪....‬صرخت‪......‬‬
‫امير ما زال يركل الباب‬
‫الى ان انفتح على مصرعيه ليضج المكان بصوت والدتها‪:‬‬
‫نوووووووووووووووووووووووووووووووووووووور‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اوال بالهروب‪....‬هي من فعلتها قبل ان تفعلها‬ ‫فكرت ّ‬‫هي من ّ‬
‫ديانا‪...‬ولكن ال تجرؤ على ان تُسهب في هذه االحداث ولكن ماذا‬
‫حدث لها اآلن‪....‬بدأت تتذكرها بأدق التفاصيل‪.....‬‬
‫كانت تبكي منهارة ‪...‬تنظر لمكان الجرح الذي بهت لونه‪.......‬‬
‫هزها ماكس يريدها ان تفيق على نفسها‪.....‬‬
‫كانت تصرخ من أعماق قلبها وهي تضرب على بطنها‪.....‬‬
‫شد على يديها وثبتهما على بطنها ليمنعها من الحركة‬

‫سكنت هنا‪...‬وهي تنظر لزاوية من زوايا المكان‪....‬دموعها عالقة‬


‫على طرف رموشها‪.....‬‬
‫شعرها الطويل تبعثر على اكتافها ‪......‬ليعزيها على هذه‬
‫الذكريات‪....‬‬
‫شفتيها ترتجفان بخوف‪......‬جفني عينها ال يتحركان ثابتان‪.....‬‬
‫حرارة جسدها ارتفعت‪.....‬‬
‫ماكس اقترب اكثر منها‪...‬مسح على خدها‬
‫كسرت خاطره‪.......‬خاف عليها ان تجن‬
‫كرر‪ :‬اهدي‪....‬نور‪.....‬تسمعيني‪.....‬اهدي‪.....‬‬
‫تنفسها مضرب‪....‬افكارها مشتتة‪....‬عينيها ال تتحركان‪.....‬صوت‬
‫ديانا يضج في خًليا عقلها‬
‫صورة الدم تتدفق امام عينيها‪...‬‬
‫تداخلت الذكريات في بعضها‬
‫لتتذكر‬
‫بشكل سريع‪......‬قبلتها األولى‪......‬مشاعرها الصادقة‪...‬احتضانها‬
‫للحياة من جديد‬
‫صوت بهاء‬
‫‪:‬انسي نور انا معاج ‪....‬مستحيل اتركج‬
‫لحالج‪.....‬نامي‪.....‬نامي‪...‬‬

‫نامت عن ظنونه‪.....‬وغفت عن خبث تفكيره‪.....‬‬


‫احترقت نور بآخر ذكرى لها‬
‫مع ابيها في الغرفة قبل ان تأخذها والدتها منه‬
‫تلوح له تودعه‬ ‫وهي ّ‬
‫هذا الوداع الذي استمر إلى عشرون سنة‬
‫تتجرع أمور كثر‪...‬‬
‫ّ‬ ‫هذا الوداع الذي كتب لها ان‬
‫مزقها إلى أشًلء‪.....‬هذا الوداع الذي ظنّته‬ ‫هذا الوداع الذي ّ‬
‫مؤقت ًا‪.....‬‬
‫تداخلت صور في ذاكرتها ‪.......‬لترجف قلبها وجسدها‬
‫يوسف‪....‬حصة‪...‬ناصر‪.....‬اخيها الصغير‪....‬جدها‬
‫‪....‬جدتها‪.....‬افراد من عائلتها نست أسمائهم‪......‬‬
‫هزها ماكس يريد منها ان تستعيد وعيها ‪......‬ترك يديها لتسقطا‬
‫على حجرها بًل مقاومة‪......‬‬
‫خشي عليها هنا‪......‬امسك وجهها بيديه‪.....‬حدّق في يعيناه اللتان‬
‫تنظران للماضي‪......‬نظر للمعة الحزن‬
‫تحدث‪ :‬نور‪.....‬انا معاك‪......‬ال تخافي‪......‬‬
‫سمعتها بنبرة بهاء‬
‫كررها هذه الجملة عليها طوال زواجهما‬
‫نظرت لعينيه‪......‬تنفست بضيق‪......‬شعرت انها ستفقد‬
‫وعيها‪....‬ولكن شدّت بيديها سري ًعا على طرف جاكيت ماكس‪....‬‬
‫تعلّقت في اطراف آمال الحياة‪.......‬‬
‫وهي ترتجف‪.....‬بكت‬
‫وهي تردف له‪ :‬خدعوني‪.....‬خدعوني‪...‬كلهم‪....‬كلهم‪...‬‬

‫ازدرد ريقه‪.......‬ال يدري كيف يخفف عنها‪.....‬ولكن كل ما فعله‬


‫‪...‬احتضنها دون ان تبادله هذا االحتضان‪......‬‬
‫بكت في حضنه‪....‬واستمر هذيانها‪....‬إلى ان حملها‪...‬ووضعها‬
‫على الكنبة ‪....‬وجعلها تستلقي عليه ‪...‬ولكن نور استلقت على‬
‫جانبها األيمن ‪...‬وانكشمت حول نفسها‪....‬‬
‫اغمضت عينيها‪....‬ابتعد ماكس يبحث عن لحاف يغطيها به‬
‫ووجد‪.....‬ثم عاد ووضعه على جسدها الذي يرتعش‪....‬‬
‫ثم جلس على األرض بالقرب منها‬
‫مسح على شعرها بهدوء واخذ يطبطب على كتفها‪....‬‬
‫فتح هاتفه بنفس اللحظة وانهالت عليه الرسائل‬
‫ولكن لم يقرئها ارسل لمراد‬
‫(طمن امير نور بخير)‬
‫ثم اغلق هاتفه من جديد‬
‫ال يلوم نور على هذه االنهيارات وال يستطيع لوم امير على ما‬
‫فعله بالماضي‪.....‬‬
‫مسح على شعره بهدوء‪...‬ثم نظر إلى وجهها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تنظر له ‪.....‬تشعر بالحرج منه بسبب ما حدث‪...‬تشعر بالخوف‬


‫ولكن متيقنة من حبه لها‪....‬غير قادرة على ان تجعل نظراتها‬
‫ثابتة عليه‪.....‬ان تحدثه بطًلقة مثلما يفعل‪......‬تشعر انّ ما حدث‬
‫لها جعلها تبني حواجز وحصون مش ّيدة بينها وبينه رغم انها‬
‫تحبه‪....‬ولكن حتى حينما يحاول ان ُيمسك يدها تشعر بلذعه‬
‫مخيفة في فؤادها فتسحبها بهدوء‪.....‬ازدرد ريقها‬
‫وهي تردف‪ :‬ليش خطبتني؟‬

‫كان يرى التغيرات التي طرأت عليها‪....‬يرى كيف بدأت تهتم‬


‫لتخبأت شعرها‪....‬من مرأى عينه‪....‬ينظر لتحذرها من ان يُمسك‬
‫يدها‪....‬رأى خوفها وحبها منه ولكن لن يلومها ابدًا على كل هذا‬
‫ما مرت به صعبًا‬
‫‪:‬ألني احبج‪....‬‬
‫اشاحت بنظرها عنه‪......‬هل هذا ال ُحب الذي سيغذيها لنسيان ما‬
‫حدث؟ هل هذا ال ُحب الذي شعر به قيس ليلى‪......‬وهذى به عنتر‬
‫لعبلة؟‬
‫هزت رأسها‬
‫ليكمل بهدوء‪ :‬قررتي تتحجبين؟‬
‫ايًلف ال تدري‪......‬ولكن ال تريد ان يرى احدًا‬
‫شعرها‪.....‬وربما‪....‬اتخذت القرار الصائب في حياتها‬
‫وهي تهز رأسها بنعم‬
‫فقال‪ :‬اليق عليج وايد‪....‬‬
‫ابتسمت له ‪.....‬وهي تفكر‪.....‬ليت لم يحدث لها ما حدث‪....‬ليت‪.‬‬
‫قاطعها وهو يقول‪ :‬بكرا راح نملج‪......‬ايًلف سمعيني زين‪....‬‬
‫ثم اخذ صوته يلين‪ :‬انا ما خطبتج عشان شفقة وال غيره‪.....‬انا‬
‫نيّتي هذي من زمان ‪......‬بس جات بوقت‪.....‬‬
‫قاطعته وهي تنظر إليه بعينين دامعتين‪ :‬كان ودي‪....‬‬
‫قاطعها وهو يُمسح دموعها ‪ :‬عارف‬
‫ابتعدت عنه بشكل ملحوظ‬
‫فقال‪ :‬آسف‪.....‬‬
‫نهض ‪ :‬راح امرج الصبح‪....‬‬
‫وقبل ان يخرج قالت‪ :‬ما كلمتك نور؟‬
‫التفت عليها‪ :‬ال‪.....‬ليش هي ما جاتج ؟‬
‫هزت رأسها بًل‬
‫فقال‪ :‬يمكنها مشغولة ‪......‬ال تحاتينها‪....‬‬
‫ايًلف اردفت‪ :‬ان شاء هللا‪.....‬تصبح على خير‬
‫طارق بهدوء‪ :‬وانتي من اهله‬
‫ثم خرج‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وهو يفكر بحالها هذا؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ايًلف تحتاج الى طبيب نفسي هذا ما دار في عقله‬


‫ولكن لن يجعلها تخضع له‪....‬حركاتها‪...‬ترددها في‬
‫الحديث‪....‬خوفها من لمساته‪......‬تجنبها للنظر إليه‬
‫عًلمات ال تبشره بأي خير‪......‬ولكن لم يضغط عليها‪....‬ولن‬
‫يجبرها على ما ال تريده‪....‬سيحاول أن يقف معها إلى ان يُمحي‬
‫ما حدث من ذاكرتها‪.....‬فمن الصعب نسيان أمر‪....‬أخذ منك الكثير‬
‫وهذا االمر اخذ منها‬
‫الثقة واستبدلها بالتردد‬
‫وانتزع منها الطمأنينة ليحل محلها االضطراب‬
‫التشتت يشع منها ‪....‬بوضوح‪.....‬ووجود والديها في هذا الحال‬
‫مهم ولكن ماذا يقول؟‬
‫حقاا جورج ظلمها ودالل قتلتها ُمنذ ان ولدتها!‬
‫زفر بضيق على هذا الحال‬
‫وشدد الحراسة عليها ثم خرج‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اضطرت للذهاب إلى منزل كرهته وحمل بين طياته ُمعاناة طويلة‬
‫ولكن شعورها بالتعب وبالخوف من ان يحدث لها شي اجبرها‬
‫على القدوم هنا‬
‫ف أخبارها قصي ‪ :‬روحي بيت عمك ‪.......‬هذي األيام ماقدر‬
‫اجيك‪......‬‬
‫ُمهره بتساءل‪ :‬ليش؟‬
‫قصي بهدوء‪ :‬عمي بو ناصر تعب من جديد‪....‬وتعرفين كل العيلة‬
‫في حالة استنفار‪.....‬‬
‫ُمهره بتفهم‪ :‬تمام‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وهنا اتصلت بعمها والذي من الواضح انّ قصي حدّثه قبلها آتاها‬
‫اخذت ما تحتاجه ووضعته في حقيبة متوسطة الحجم‬
‫ثم ذهبت معه‬
‫أول قدومها إليه‬‫وها هي اآلن أمام باب منزله تحدّق به‪...‬تذكرت ّ‬
‫‪....‬يتيمة وضعيفة‪......‬خائفة من المستجدات التي ستطرأ على‬
‫حياتها‪.....‬عانت فيه لفترة ولكن اآلن تحمد هلل على كل شيء‪...‬‬
‫دخلت مع عمها الذي قال‪ :‬تفضلي يا بنتي‪....‬‬
‫مشت معه ولم تزيح الغطاء عن وجهها‪.....‬رأتها زوجة عمها‬
‫واستقبلتها ‪.....‬بتعامل لم تعتاد ان يخرج منها ولكن غضّت‬
‫بصرها عن هذا الطرف‪....‬وجاملتها‬
‫إلى ان حملت الخادمة اغراضها واوصلتها للغرفة‬
‫أغلقت الغرفة عليها نظرت ألرجائها‪.....‬تذكرت أمور‬
‫كُثر‪....‬بكائها ضربها‪...‬خوفها‪.....‬تنهدت بعدها بضيق ثم أرسلت‬
‫لقصي‬
‫(قصي حبيبي‪.....‬بظل ثًلثة أيام بس وبرجع‪....‬احس بيتهم‬
‫يخنقني)‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في تمام الساعة الثامنة والنصف ً‬
‫ليًل مازالوا في منزل أبا خالد‬
‫‪....‬انتشر الخبر للنساء ‪....‬خبر اتصال امير‪.....‬اخذت أجواء‬
‫االضطراب تظهر عليهم‪.....‬بينما نوف اخذت شيخة لتتساءل عن‬
‫االمر وشيخة لم تقصر في سرده عليها بينما الجازي لم تنصدم‬
‫كثيرا‬
‫ً‬
‫بسبب ما اخبرها به والدها‬
‫نهضت مستأذنة اخذت ابنها لتغير ما تحته‬
‫وأغلقت عليها الغرفة‬
‫اخذت تعيد الحسابات من جديد في عقلها‬
‫تريد الطًلق ولكن ال تريد أن يؤذي هذا القرار ابنها‪.....‬ال تريد‬
‫يو ًما أن يلومها على هذا القرار‪....‬خائفة ان يُصبح حاله مثل‪....‬‬
‫هزت رأسها وهي تقول‬‫لم تستطع أن تكمل ّ‬
‫‪:‬الال الفرق كبير‬

‫هي مؤمنة بأن نورة ستلوم عمها بأشد االلفاظ‪.....‬وربما‬


‫األفعال‪.....‬‬
‫الطًلق‪....‬بوجود األبناء صعب‬
‫في اتخاذه كقرار نهائي!‬
‫واآلن هي بدأت تُدرك هذا األمر‬
‫ً‬
‫مستحيًل‬ ‫ولكن العيش مع سيف بالنسبة إليها‬
‫صر ابدًا في جرح انوثتها‪....‬وجرح قلبها‪...‬‬ ‫هو لم يق ّ‬
‫بدأت تحتار وتختلف موازين تفكيرها‪...‬‬
‫وخائفة من ان تًُلم في المستقبل القادم‬
‫وهي ال قدرة لها على تخيّل ابنها عبد هلل يأتي ويلومها يو ًما على‬
‫قرار اتخذته ظنًا منها مناسبًا‪....‬‬
‫ازدردت ريقها واحتضنت ابنها‬
‫لتردف‪ :‬قولي‪......‬شالحل؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نوف ضربت على فخذ شيخة‪ :‬جب‪....‬جب‪...‬شالكًلم اللي‬
‫تقولينه‪....‬عمي يوسف يحبكم ‪....‬وخاف عليكم‪....‬وتستاهلين‬
‫الكف اللي جاك من خالتي‪......‬‬
‫شيخة مسحت دموعها سري ًعا‪ :‬يعني انتي واقفة معاه‪...‬ضد‬
‫نورة‪...‬‬
‫نوف بغضب وعصبية‪ :‬قسم باهلل تفكيرك تفكير بزر عمره ثًلث‬
‫سنين‪....‬شنو معاه وضده‪......‬اللي صار اكبر مني ومنك‪....‬واكبر‬
‫من الواحد انه يستوعبه ‪.......‬لو صدق ما يغليها ما طاح مريض‬
‫‪...‬بسبب هالشي يا شيخوه‪....‬ال تزيدينها على ابوك‪......‬هجدي‪...‬‬

‫شيخة مسحت انفها بالمنديل‪ :‬أصًل هاجدة من زمان على‬


‫قولتك‪.........‬وتذكرت أشياء خلتني استحي من ابوي‪....‬بس‬
‫ابليس يجي ويوسوس لي‪.....‬و‬
‫قاطعتها نوف ‪ :‬عمي مصدوم وما زال مصدوم‪.......‬ديانا وأمير‬
‫ما قصروا فيه ومن واجبنا نخفف عنه ما نزيد عليه‪....‬‬
‫هزت رأسها برضى‬ ‫شيخة ّ‬
‫ثم سمعت رنين هاتفها‬
‫فرمقتها نوف‪ :‬بندروه؟‬
‫شيخة نظرت لشاشة هاتفها‬
‫ابتسمت‪ :‬أي‪...‬‬
‫نوف سحبت الهاتف منها ثم اجابت تحت صدمة شيخة التي تقول‪:‬‬
‫يا حمـ‪....‬هاتيه‪.....‬‬
‫اجابت‪ :‬هًلبي يا العاشق‪.......‬‬
‫بندر أراد االتصال على شيخة واالطمئنان عليها‬
‫خاصة انه فهم سبب حزنها في آخر مكالمة لها‬
‫عبس بوجهه‪ :‬نويّف‪.......‬عطيني شيخة‪.....‬‬
‫نوف باستهبال‪ :‬شيخوه في الحمام‪......‬اخليها تتصل عليك‬
‫بعدين‪...‬‬
‫شيخة صرخت هنا بحماس‪ :‬الااااااااا كذاااااااابة‪...‬‬
‫نوف اشارت لها‪ :‬اشششش فضحتينا‪....‬‬
‫بندر ضحك بخفة ‪ :‬ههههه عطيني إياها ال اجي‪...‬‬
‫قاطعته وهي تحدق في شيخة‪ :‬شبسوي يعني‪....‬‬
‫بندر بملل‪ :‬مطولة؟‬
‫نوف ‪ :‬وهللا عجبني صوتك بالجوال‬
‫شيخة ضحكت‬
‫بينما بندر عصب للغاية‪ :‬نويييييييييييييييييييييييييّف‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬يممممممممممممه ما قلت شي‪...‬‬
‫ثم رمت الهاتف على شيخة وهي تقول‪ :‬خذي كلمي وانا بروح‬
‫اشوف عبادي‪....‬‬
‫أغلقت باب غرفتها على شيخة‬
‫التي قالت‪ :‬هًل بندر‪...‬‬
‫بندر بجدية وبًل مقدمات‪ :‬عشان كذا كنتي زعًلنة ‪....‬وقولين كل‬
‫شي ببان بعدين‪.‬؟‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬أي‪....‬‬
‫بندر ‪ :‬ان شاء هللا كل شي بكون بخير‪.....‬‬
‫شيخة بجدية ‪ :‬الوضع صعب‪.......‬ابوي غلط غلطة كبيرة بحق‬
‫نورة ‪...........‬ونورة ما راح تسامح ابوي‪...‬وال راح‬
‫تستقبله‪.....‬وهالشي بيزيد وضع ابوي سوء‪....‬‬
‫بندر بانفعال‪ :‬فال هللا وال فالك‪......‬ال تفكرين كذا مهما كان هذا‬
‫ابوها‪....‬باذن هللا موصاير شي‪...‬‬
‫شيخة ‪ :‬أتمنى‪....‬بس خايفة وهللا يا بندر‪......‬‬
‫بندر مسح على رأسه بتوتر‪ :‬اكيد البداية صعبة ‪....‬بس بعدين كل‬
‫شي بلين‪.....‬‬
‫شيخة تنهدت‪ :‬هللا يعدي هالليام على خير‪...‬‬
‫بندر التفت على باب المجلس بحذر‪ :‬هللا يسمع منك‪.....‬والحين‬
‫بسكر‪....‬اكلمك بوقت ثاني ‪...‬طيب؟‬
‫شيخة ‪ :‬تمام‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط وهي اغلقته ثم خرجت‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نوف نزلت للصالة لترى عبد هلل ولكن اخبرتها ام ناصر انه مع‬
‫والدته في الغرفة فصعدت ألختها‬
‫بعد ان طرقت الباب‬
‫ثم فتحته ‪....‬دلفت الباب‪...‬فرأت اختها تُلبس عبد هلل مًلبس جديد‬
‫بشرود‬
‫تقدمت لناحيتها‪ :‬الجازي‪....‬شفيك؟‬
‫الجازي (انتقزت )ببداية االمر ثم قالت‪ :‬هااا‪......‬ال وال شي‪....‬بس‬
‫صعدت اغيّر لعبد هلل‪.....‬‬
‫نوف ‪ :‬متأكدة؟‬
‫الجازي نظرت اليها‪ :‬أي‪....‬‬
‫وبتذكر ‪ :‬خذتي االبرة؟‬
‫نوف هزت رأسها ثم قالت‪ :‬جوجو‪....‬ادري مو وقته‬
‫بس‪....‬بسألك‪......‬متى راح تبدون إجراءات الطًلق؟‬
‫تعلم نوف‪.....‬أنّ القرار إلى اآلن من ناحية الجازي فقط وسيف لم‬
‫يقرر بعد‬
‫هل يتنازل ام ال‪....‬لذلك سألتها بطريقة غير مباشرة لتعرف‬
‫المستجدّات من هذا االمر كله!‬
‫سا على عقب!‬ ‫فإن سألتها بشكل مباشر ستقلب الجازي المكان رأ ً‬
‫الجازي مدّت ابنها لنوف‪ :‬بعد ما تخلص سالفة عمي يوسف‪....‬‬
‫نوف احتضنت عبد هلل وببهوت‬
‫اردفت‪ :‬يعني قررتوا؟‪....‬سيف اقتنع؟!‬
‫الجازي وهي تتو ّجه للخًلء‪ :‬بيقتنع‪....‬بيقتنع‪.....‬‬
‫نوف هنا زفرت باطمئنان علمت إلى اآلن سيف لم يحزم االمر‬
‫ليُنهيه‬
‫ثم تحدثت بصوت شبه عالي‪ :‬باخذ عبود وبنزل‪......‬‬
‫ثم خرجت من الغرفة‬
‫بينما الجازي أسندت‬
‫ظهرها على الجدار ونظرت للهاتف الذي سحبته من على السرير‬
‫دون ان تلحظ اختها‪...‬تنهدت عدّت مرات تشعر‬
‫بالتخبّط‪....‬والحيرة بدأت تقتلها ‪.....‬ولكن هيهات لن تسمح لهذا‬
‫طول لتتأثر به لذا‬ ‫األمر أن ي ُ‬
‫اتصلت عليه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان في المجلس يستمع لألحاديث ويشارك عمه في نشر‬
‫الطمأنينة‬
‫سمع الرنين ونهض‪....‬وعندما نظر السمها خشي من انّ هناك‬
‫امر سيء بالداخل!‬
‫فأجاب عندما اغلق بيده باب المجلس‬
‫‪:‬هًل الجازي‪....‬‬
‫الجازي بنبرة ثابتة‪ :‬تعال عند مجلس النساء ‪....‬ابي اكلمك في‬
‫موضوع مهم‪...‬‬
‫سيف مسح على وجهه ‪ :‬طيب‪...‬‬
‫ثم أغلقت الهاتف‪....‬‬
‫غسلت وجهها متوترة من االمر برمته‪ ،‬أخذ قلبها‬
‫يضطرب‪......‬خائفة من قرارها‪...‬خائفة من النتائج‪......‬تشعر‬
‫باالختناق ‪.....‬مسحت على وجهها‪...‬‬
‫ثم خرجت من غرفتها كلها‪....‬نزلت للدور السفلي‬
‫وسري ًعا ما توجهت لباب المجلس الجانبي نظرت نوف وشيخة‬
‫إليها ولكن سكتوا‪.....‬لكي ال يُثيرا الشكوك أمام البقيةّ!‬
‫أما هي دخلت واقفلته‬
‫وتوجهت للباب اآلخر والذي يطل على وجهة المنزل‪...‬اغمضت‬
‫عينيها تنفّست بعمق‪.....‬ثم‬
‫فتحته ورأته واق ًفا ينتظرها‬
‫اشارت له‪ :‬ادخل‪....‬‬
‫دخل وأغلقت الباب بهدوء‬
‫مشت وجلست قبل أن يجلس‪...‬بينما هو نظر إليها بتم ّعن‬
‫خسرت وزن كثير‪...‬وجهها مصفر‪.....‬ال يبشّر بأي خير‪....‬يعلم‬
‫انها تعاني من فقر الدم‪.....‬ولكن ايضًا يعلم انه عاد إلى المعدل‬
‫الطبيعي‪.....‬هل اآلن ساء حالها دون ان يخبروه؟‬
‫مشى بهدوء لناحيتها‪.....‬وقلبه بدأ ينبض ح اقا‬
‫ودو ًما ما ينبض بجانبها ولكن كان يخرسه‪.....‬يوب ّخه‬
‫واآلن هو نادم على كل هذا‪....‬ألنه خسر قلبه وعقله معها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كثيرا حينما تتوتر أو‬
‫ً‬ ‫نظر كيف تهز رجلها ‪.....‬هذه الحركة تفعلها‬
‫تخجل!‬
‫ازدرد ريقه‬

‫المطول وتحديقه بها‬


‫ّ‬ ‫اشارت له ان يجلس بعد أن شعرت بوقوفه‬
‫سا عميقًا وشتت ناظريها عنه ‪ :‬الزم نكلم‪....‬بهدوء‬ ‫ثم اخذت نف ً‬
‫سيف‪...‬ونحط النقاط على االحرف‪....‬‬
‫سيف جلس عن يمينها يفصل بينه وبينها مسافة بسيطة‬
‫تكاد ان تًلحظ ولكن هي بعدت عنه مسافة يمكنك مشاهدتها‬
‫ومًلحظتها‪...‬حكّت ارنبة انفها بتوتر ‪...‬وتردد كبير‪...‬‬
‫‪:‬في ايش بالضبط؟‬
‫التفتت اليه بعد أن مسحت على جبينها بطرف اصابعها الطويلة‬
‫‪....‬ال تدري ماذا يحدث لها اآلن‪.....‬ح اقا هي خائفة ولكن ‪....‬ال‬
‫تدري ِم ّمن؟‪ :‬سيف‪......‬عارفة األوضاع الحين ‪....‬مو‬
‫وقته‪......‬عشان تخليني أتكلم‪......‬والكل فحالة توتر وخوف على‬
‫عمي‪....‬ومو من حقي أزيد عليهم الضغط من كل النواحي‪....‬بس‬
‫من حقي اتفاهم معك‪....‬ونحل الموضوع بهدوء بدون أي ضغط‬
‫ومشاكل‪....‬وبدون أي عناد!‬

‫سيف فهم ما ترمقه إليه ابتسم بسخرية ‪.....‬بلل شفتيه‪......‬ثم‬


‫فرط بهما كيف؟‬‫نظر لعينيها وشرد فيهما ‪.....‬كيف ّ‬
‫زاد وجع قلبه‪....‬وزاد تشبثاا بها!‬
‫ليردف‪ :‬ما زلتي تبين الطًلق؟‬

‫هزت رأسها بهدوء‬ ‫الجازي ّ‬


‫وقلبها يعزف ألحانًا من القلق والخوف!‬

‫سيف اكمل‪ :‬وقلبي من يداويه بعد بُعدك يا الجازي؟‬

‫الجازي اغمضت عينيها بقوة ثم قالت وهي تنظر إليه بهدوء‬


‫ً‬
‫اصًل!‬ ‫تحاول أال تغضب ففي غضبها نهاية لنقاش لم يبدأ‬
‫وحالها يُكفي في أن يُخرس غضبها هذا!‬

‫‪:‬رجا ًء سيف‪.....‬ال تدّخل العاطفة في نقاشنا‪...‬اتركنا نتناقش بعقل‬


‫ومنطقية‪......‬‬
‫سيف بنرفزة‪ :‬وانتي برأيك العقل والمنطق يقول نطلّق؟‬
‫الجازي بللت شفتيها‪ :‬أي‪....‬‬
‫سيف ضرب على فخذيه ثم نهض وأشار لها‪ :‬الجازززززي كيف‬
‫صرتي بهالقساوة قولي لي كيف؟‪........‬باهلل عليك‪......‬الطًلق‬
‫حل يعني‪.....‬وبينا ولد‪........‬الجازي اذا مانتي شايفة‬
‫حبي‪......‬ناظري في ولدنا‪........‬ال تخلينه يعيش شي بإمكانك‬
‫تمنعين حدوثه‪...‬‬
‫وقفت هي األخرى ومازالت تحاول ان‬
‫النقاش‪....‬تفرك بكف يديها‬
‫ّ‬ ‫تصبح الطرف الهادئ من هذا‬
‫‪.....‬محاولةً الصمود أمام قرارها األخير!‬

‫‪ :‬شفت حبك اللي يمكن صادق‪....‬وشفت ندمك‪......‬وشفت تمسكك‬


‫فيني‪.....‬بس بعد ايش يا سيف؟‪....‬بعد ايش؟‬
‫ثم اقتربت منه بتردد ثم نظرت لعينيه اللتان تُحدقان بها‪ :‬عارفة‬
‫يمكن ب نظرتك تشوفني مفخمة األمور‪...‬ومكبرتها‪........‬بس اقسم‬
‫لك باهلل يا سيف‪......‬اللي صار عجزت انساه‪.....‬ياكلني كل‬
‫ليلة‪....‬ويحرقني هنا‪....‬‬
‫بأصبع يرتجف‬
‫ٍ‬ ‫وأشارت لقلبها‬

‫ازدرد ريقه بينما هي أكملت‪ :‬انا ما احبك وال اكرهك سيف‪......‬‬

‫وبتردد أكبر قالت‪ :‬أصًل سامحتك‪.......‬رغم اللخبطة اللي سببتها‬


‫لي سامحتك ‪........‬اتركني بهالجرح‪......‬ألنه عمره ما راح‬
‫يشفى‪......‬اتركني سيف‪....‬بهدوء‪...‬بدون مشاكل‪......‬باتفاق‬
‫بينا‪.....‬وبرضى‪......‬‬
‫سيف اقترب منها امسكها من اكتافها‪ :‬الجازي‪....‬اقسم باهلل‬
‫احبك‪.....‬ومتندم على كل شي سويته لك‪........‬وهللا العظيم ماقدر‬
‫على فراقك‪.....‬‬
‫الجازي ابتعدت بهدوء عنه وشتت ناظريها عن ضعفه! ‪ :‬يا بو‬
‫عبد هلل بتقدر‪....‬متأكدة‪......‬راح تقدر‪...‬‬
‫سيف لمعة في عينيه الدموع‪ :‬عطيني فرصة‪.....‬‬
‫الجازي بنبرة خانقة وهي تهز رأسها تمنع أي سيطرة تمنعها من‬
‫هذا القرار الصعب ‪ :‬عطيتك فرص‪....‬مو فرصة وحده ‪....‬وانت‬
‫وال استغليت وال وحده منها‪........‬خًلص‪.....‬ما عندي القدرة اني‬
‫اجبر نفسي على شي انا متوجعة منه مرا من الداخل‬
‫وأشارت من جديد لقلبها‬
‫ولكن هذه المرة وهي تضربه بخفة بقبضة يدها اليُسرى!‬
‫سيف نظر للسقف يداري دموعه من السقوط‬
‫وهو يردف‪ :‬هللا ال يسامحني‪......‬هللا ال يسامحني‪...‬‬

‫سا عميقًا‬
‫الجازي مسحت دموعها التي انسابت سريعًا ‪ ،‬اخذت نف ً‬
‫تسرب لمسامعه!‪....‬مشت خطوة إلى األمام تريد االقتراب منه‬
‫‪....‬ثم عادت لمكانها بشكل متردد‪.....‬‬

‫وتحدثت بهدوء وهي تنظر لدبلتها ‪ :‬قلت لك ال تدخلنا في العاطفة‬


‫‪.......‬ألنك راح توجعني وتوجع نفسك يا سيف‪.....‬‬

‫سيف مسح على وجهه اقترب منها لم يُمنع نفسه من االقتراب‪:‬‬


‫اوعدك‪........‬وعد مني‪.....‬يا الجازي‪....‬ما بشوفين مني إال اللي‬
‫يسرك‪...‬تكفين فكري‪.....‬‬
‫تحرك الدبلة حول اصبعها بعبث‬‫الجازي نظرت له بانكسار وهي ّ‬
‫وحيرة ‪ :‬مليت وانا افكر يا سيف‪.....‬مليت‪.....‬واللي يصير الحين‬
‫صاير يضغط على قراراتي وانا مابي اماطل‪.......‬وال ابي اضغط‬
‫على احد‪......‬عشان كذا قلت لك نتفق بينا إلى ان تنتهي مشكلة‬
‫عمي‪...‬وبعدها تبدأ بإجراءات الطًلق‪....‬‬

‫سيف نظر إليها ‪....‬ولرجفتها‪......‬نظر إلى عينيها اللتين تشتتهما‬


‫عنه‪.....‬لعبثها بالخاتم‪......‬‬
‫ال شيء يقف بصفه‪.....‬ابعدها عنه وهو يريدها ولكن ‪....‬اراد‬
‫يصرح به قط‪.......‬تمسك بحب وهمي‪.....‬ووفاء ال فائدة‬ ‫ّ‬ ‫حبها ولم‬
‫منه ‪....‬على حساب تهميشها‪....‬ولكن نتيجة كل افعاله ‪.....‬قاتلة‬
‫لقلبه اآلن!‬

‫تحدث بصعوبة‪ :‬يوم ابعدك عني‪.......‬احس كأني جالس اطعن‬


‫نفسي بخنجر هنا‬
‫وأشار لقلبه‬
‫ثم قال‪ :‬بس شسوي يا الجازي‪....‬امي اظلمتني‪.....‬اظلمت‬
‫قراراتي‪......‬فهمت اني ما احب غزل‪......‬وكنت بس ابي اوفي‬
‫لها الوعود‪.....‬بس امي شتتني لم حطتك قدامي‪....‬وخلتني احبك‬
‫بدون ماحس‪......‬يمكن تقولين علي‪.....‬مشتت‪.....‬ما يعرف‬
‫قراراته‪......‬مريض نفسي‪....‬بس صدقيني‪...‬انا وقتها مادري‬
‫شلون فكرت ‪.....‬و‪....‬ضميري كان ياكلني‪....‬اني علّقتها فيني‬
‫وتركتها وهالشي خًلني اعاملك بذيك الطريقة اللي خلتني اخسرك‬
‫اصرف يا الجازي‪....‬امي حرفيا‬ ‫ّ‬ ‫فيها‪......‬ما كنت عارف كيف‬
‫احرقتني‪......‬ما تركت لي عقل يفكر ‪....‬بطريقة‪...‬‬
‫الجازي بدفاع قاطعته ‪ :‬عمتي مالها شغل ‪......‬انت‬
‫بإمكانك‪....‬انصفتني وانصفتها بكلمة وحدة‪......‬بإمكانك يا‬
‫سيف‪.....‬ما وافقت تزوجني‪.......‬ون ّهيت األمر كله‪...‬‬

‫سيف هز رأسه بندم لتكمل‪ :‬وحتى لو ما كان عندك خيار ثاني‬


‫‪.....‬بإمكانك قلت لي كل شي ببداية زواجنا عشان اعرف‬
‫حدودي‪......‬بس انت يا سيف‪...‬أناني‪.....‬سكت‪.....‬قربت‬
‫مني‪.....‬وكأنك جالس تعطيني إشارة على الرضا بالحياة‬
‫معك‪....‬صدقت مثل الغبية‪......‬ونفضت الخوف من‬
‫قلبي‪.....‬وعطيت نفسي فرصة اتقبلك‪....‬وبعدتني‪.....‬وعلى هذا‬
‫الحال‪....‬كنت أحاول ‪.....‬احاول اتكيّف مع‬
‫مزاجك‪......‬فكرك‪...‬طريقتك معاي ‪....‬بس‬
‫وبنبرة خالجها الضعف‪ :‬كان هالشي يقتلني يحطمني‪.....‬يشككني‬
‫بنفسي‪.....‬وكرهني فيك وفيني‪.....‬وهم حاولت أعيش‬
‫ّ‬
‫تقربني وتبعدني على مزاجك‬‫معاك‪....‬وصرت على هذا الحال ّ‬
‫وكيفك‪........‬ومن بعدها صرت ما اثق فيك‪.......‬وصرت أخاف‬
‫منك يا سيف‪.....‬يكفي اللي هدمته فيني‪.....‬يكفي‪....‬ويكفي اني‬
‫اضغط على نفسي وأقول اني سامحتك‪......‬احاول ما اوجعك يا‬
‫سيف‪....‬إال انك توجعني وتطعني على قلبي مليون مرة‪.......‬‬
‫اقتربت منه نظرت لعينيه‪ :‬ما اقدر أعيش معاك تحت سقف‬
‫واحد‪.....‬وهللا العظيم ما قدر يا سيف‪....‬وصدقني الطًلق مو سهل‬
‫علي‪.....‬ومو شي سهل اني اتحمله‪....‬بس مو قادرة ‪.....‬اتقبل‬
‫فكرة اني اكمل معاك مو قادرة ابد‪.....‬‬

‫وتسرع‬
‫ّ‬ ‫سيف عض على شفتيه ‪ ،‬توجعه صراحتها‪.....‬تفلق قلبه‬
‫من نبضات الندم‪....‬علم أنه هو من عجنها على هذا النحو‪.....‬هو‬
‫من ابعدها عنه‪.....‬تنهد!‬

‫أكملت‪ :‬مو همي الحين اني أقول هالكًلم عشان اوجعك يا‬
‫سيف‪.....‬هللا يشهد‪.....‬مابي اوجعك‪......‬كل همي نتفق‬
‫بهدوء‪......‬بس انت دخلتنا بهالطريق‪......‬‬

‫مسكت كفّي يده‪...‬بيديها المرتجفتين‪ :‬بتنساني سيف‪....‬وهللا‬


‫بتنساني‪......‬وانا بساعدك انك تنساني‪......‬بس احترم‬
‫قراري‪...‬وقدّر العشرة اللي عشتها معك مهما كانت‪.....‬‬

‫همس لها وهو يشد على يدها‪ :‬صايرة حيل قاسية ‪........‬صايرة‬
‫اقوى مني ‪....‬عجزان استميل قلبك لي‪.....‬واضح اني خسرتك يا‬
‫الجازي‪....‬خسرتك وانتي ربحتي‪...‬‬
‫شدت على يديه وكأنها تريد ان تقويه من قوتها‬
‫وتسكّن من رجفات يديها‪....‬وقلقها!‬

‫وبهدوء نظرت لعينيه‪ :‬سيف ‪....‬ما فيه شي اسمه ربح‬


‫وخسارة‪........‬بس في شي اسمه قسمه ونصيب‪.....‬‬
‫ضحك بسخرية ودمعت عينيه‪.......‬ازدرد ريقه وسحب كفيه من‬
‫كفيها‪...‬‬
‫ادار ظهره لها‪....‬ووضع يده على وجهه ليمسح الدموع ‪....‬آالمه‬
‫حديثها‪......‬اوجعته ‪......‬ادرك حجمه‪.....‬وقدره عندها‪....‬ادرك‬
‫أنه ال شيء بنظرها‪....‬ادرك انه اطفأ ذلك النور من ال ُحب قبل أن‬
‫يقوى‪......‬هزمته‪......‬هزمته ح اقا‬
‫أتت بمقابل وجهه‬
‫مسكت يده من جديد وهي تزدرد ريقها‪ :‬سيف‪......‬ال تضعف‬
‫كذا‪......‬‬
‫لثوان عدّه ثم قال وهو يحدّق في عينيها‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫سيف شد على شفتيه‬
‫انتي اضعفتيني يا الجازي‪.....‬مو جاية تصدقين اللي أقوله‪...‬‬
‫الجازي هي ضعيفة ايضًا‪.....‬ليس أمام حبه‪....‬ليس امام‬
‫مشاعرها‪ .....‬ألنه ما تشعر به‪.....‬طبيعي كونها عاشت معه لفترة‬
‫طويلة‪....‬ولكن تجزم انها ال تحبه وال تكرهه!‬
‫ال يهون عليها ان تراه على هذا الحال‪.....‬ببداية مشكلتهما َّ‬
‫جًل ما‬
‫تريد رؤيته ‪......‬وجعه‪.......‬ندمه‪......‬اما اآلن بعد ان استعادت‬
‫منطقية التفكير‬
‫ال تريد كل هذا كل ما تريده االتفاق واالنتهاء من هذا االمر‬
‫بهدوء ‪....‬تريد أن ينتشلها برضاه بهذا القرار قبل أن تعصف بها‬
‫الظروف ‪.....‬وتجعل األمر اكثر تعقيدًا!‪...‬‬
‫الجازي بنبرة ‪ :‬آسفة‪.....‬يا سيف‪.....‬‬
‫سيفالتفت سري ًعا لناحية اليمين وعقد حاجبيه بوجع وهو يشد على‬
‫يدها بقوة ‪ :‬ال توجعيني اكثر ‪.....‬ال توجعيني اكثر‪....‬‬
‫ثم ابتعد عنها وجلس على طرف الكنبة ‪...‬علمت بحديثها تزيد‬
‫جرح قلبه‪......‬وتزيد من ندمه‬
‫‪...‬ارتجفت شفتيها ‪......‬ضعفت ونزلت دموعها على خديها‬
‫هو اآلن يُبكيها‪......‬ويبكي حبه وعشقه لها‪...‬ولكن بعد ماذا؟‬
‫رجًل يبكي وها هو يبكي‬ ‫ً‬ ‫حقيقةً‪...‬ال تحبذ ان ترى‬
‫‪....‬أمامها‪....‬على خسرانها‪......‬‬
‫هل ادرك انه وصل إلى نهاية الطريق‪......‬إلى الطريق المسدود‬
‫مسح دموعه اخذ يتنفس بعمق‪....‬ينظر لها وهي تفرك بيديها‬
‫ال يريد أن يزيدها حزنًا‪.....‬‬
‫اقتربت منه ولكن اشار لها بيده يصدّها ال يريد أن تزيده ه اما بهذا‬
‫القرب ال يريد أن تشعره بحقارة افعاله السابقة‬
‫ال يريد منها ان تشعره انه كان انان ًيا وظال ًما لنظرته ألمر غزل!‬
‫ال يريد‬

‫وقف من جديد‬
‫تحدث بعد ان سحب لرئتيه هواء عميق ليهدّأ به عواصفه‬
‫ثم قال‪ :‬عبد هلل بعيش‪.....‬مثل ما قلتي‪......‬بتردد عليه اشوفه‬
‫‪.....‬واطمئن عليه‪......‬‬
‫ثم اقترب منها ونظرت إليه ببهوت وثبات‬
‫اكمل‪ :‬إجراءات الطًلق ببدأ فيها بعد ما تخلص سالفة عمي‪....‬‬
‫ازدردت ريقها ‪.....‬ورمشت بعينيها ‪....‬عدّت مرات‪....‬غير‬
‫مستوعبة انه رضخ لقرارها‪....‬كتمت أنفاسها سري ًعا حينما‬
‫انحنى ليقبّل جبينها ‪......‬ارتجفت هنا‪......‬ونظرت لعينيه وزفرت‬
‫‪....‬طوق‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫مجاال سيف لًلبتعاد‬ ‫الهواء ببطء وضيق‪....‬لم يترك لها‬
‫وجهها بيديه ‪.....‬وداهمها‬
‫يقبّل ارنبة انفها وخديها ‪.....‬اغمضت عنيها ال تريد أن تضعف‬
‫امام مشاعر مؤقته!‬
‫ثم همس‬
‫في اذنها ‪....‬بينما هي تذكرت انتقامها ‪.....‬منه عندما قبلّته‬
‫وابتعدت خشيت من ان يوجع قلبها اآلن‪.....‬خشيت ان يحرقها‬
‫ويزداد كرها لنفسها آال ًفا من المرات‪.....‬شعرت انها اآلن تحت‬
‫تخدير وقع هذا الخبر‪.....‬وتحت تأثير قُربه‪......‬وتحت تأثير‬
‫خوفها وقلقها‪...‬لذلك لم تستطع ان تتحرك‪....‬وتبتعد عنه‪.....‬لم‬
‫تستطع الهروب من تحت عينيه واخفاء لخبطة مشاعرها!‬
‫ولكن قطع هذه الظنون حينما همس‪ :‬تكفين سامحيني يا الجازي‬
‫تكفين‪......‬‬
‫‪.....‬ارتجفت وشعرت انها ستتراجع عن االمر ‪.....‬بكت‬
‫بدموع‪.....‬وعلمت انه خضع ألمر الطًلق بشكل نهائي‪.....‬باغتها‬
‫باحتضان ‪....‬شديد‪....‬لدرجه اوجعها ولكن لم تقل‬
‫شيء‪....‬وبادرته باالحتضان‬
‫وبكت‪.......‬احتضانه لها اشعل في قلبها نيران ‪.....‬شعرت وكأنه‬
‫طفل يودّع والدته‪...‬شعرت بخوفه من ان يفقدها‪......‬شعرت‬
‫باضطراب أنفاسه وهو يحاول ان يكتم فيها شهقات تحمد هلل على‬
‫عدم إخراجها وإال ضعفت!‬
‫وتجرب نفسها بالعيش معه‬
‫ّ‬ ‫حقاا‪...‬هي عاجزة‪....‬من ان تتنازل‬
‫‪......‬عاجزة وخائفة من ما هو قادم‪.....‬هي ال تثق به‪.....‬وهو ال‬
‫أفعال‪....‬دمرت‬
‫ّ‬ ‫يلومها على عدم ثقتها تلك ‪....‬فهي ناتجة عن‬
‫قلبها وحطمته من ان يحتفظ باسمه!‬

‫ازدرد ت ريقها عدّت مرات‪......‬ارتجفت ما بين احضانه‪....‬ان لم‬


‫تكن تحبه في الواقع اعتادت على وجوده في حياتها‪....‬ولكن ال‬
‫تريد أن تصبح اسيرته ‪....‬وتظلم نفسها معه‪....‬وتجبرها على ما‬
‫سهًل عليها‪.....‬ولكن ستعتاد‪.....‬‬‫ً‬ ‫تريده‪.....‬وقع الطًلق لن يكون‬
‫ابتعد عنها‪...‬نظر لعينيها‪.....‬‬
‫حقيقةً كانت مبعثرة‪.......‬انعدم تركيزها في هذه اللحظات القصيرة‬
‫‪....‬رفع كفيها حضنهما بكفيه ‪.....‬قبلهما ثم اشتم‬
‫رائحتهما‪......‬وهي تنظر له‪....‬دون وعي‪.....‬ولكن‬
‫ارتجفت شفتيها وهو يضع يده على قلبها وهو يردف بصعوبة‪:‬‬
‫خليه يسامحني ‪.....‬ألني اوجعته كثير‪...‬‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫دمعت عيونها‬
‫ثم ابتعد عنها لمسافة‬
‫وبهدوء قال‪ :‬انتي طالق‪....‬‬
‫الكلمة موجعة‬
‫وإن لم تكن تريده‬
‫سيبقى للكلمة اثر‬
‫جعل قلبها يخفق‪......‬جعل روحها ترتجف‪.....‬بردًا رغم حرارة‬
‫المكان‪......‬بللت شفتيها‪...‬اشاحت بنظرها عنه تريد ان‬
‫تستوعب‪.....‬أنه طلقها اآلن‪......‬اقترب منها من جديد ولم تستطع‬
‫ردعه رغم انها ال تريد منه ان يقترب ‪.......‬ألنه حقيقةً‬
‫هدمها‪....‬وخائفة من ان تطلب منه إعادة بناؤها من‬
‫جديد‪.....‬تبعثرت ‪....‬تشتت‪...‬تساءلت بًل صوت هل قرارها‬
‫صائب؟ ولكن لم تستطع ان تجيب فاجئها بقُبّلته على جبينها من‬
‫جديد‪..‬‬
‫ثم اردف قبل ان يفتح الباب‪ :‬ما يهون علي فراقك يا ام عبد‬
‫هلل‪.......‬لكن‪.......‬‬
‫وشد على شفتيه ال يريد ان يطيل الحديث ويزعجها اكثر مما هي‬
‫مزعوجة من كلمة (انتي طالق)‬
‫‪:‬فمان هللا‪....‬‬
‫ثم فتح الباب وخرج‬
‫اما هي بقيت تنظر ألرجاء المكان‪......‬اآلن‬
‫تحررت‪..........‬بكت‪......‬الكلمة صعبة‪....‬صعبة من ان تتقبلها‬
‫حتى وهي تريدها‪......‬ازدردت ريقها‪.....‬اشتمت رائحة عطره‬
‫العالقة بها ‪.....‬وبكت وهي تشد على فمها بيدها ‪....‬ثم ‪..‬مشت‬
‫خطوتين وشعرت انها ستسقط‪....‬ولكن شدّت على نفسها‬
‫‪...‬حاولت أال تنهار‪ ...‬مسحت دموعها سريعًا ‪...‬فخرجت من‬
‫المجلس‪....‬هاربة من المكان الذي شهد على اضطراب مخيف‬
‫وقلق بالنسبة إليها‪....‬وشهد على لقاؤهما األخير‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تركت باب المجلس مفتو ًحا ثم ركضت لناحية الدرج‬
‫تحت انظار الجميع‬
‫كان وجهها محمر‪.....‬صدرها يرتفع وينخفض‪...‬بشدة‪...‬تركض‬
‫ونوف نهضت‬
‫وام ناصر تحدثت‪ :‬الجازي‪....‬‬
‫ام سيف بخوف‪ :‬الجازي عًلمك؟‬
‫شيخة التفتت على نوف سحبت عبد هلل من يدها‬
‫ثم همست‪ :‬روحي شوفيها‪...‬‬
‫هزت نوف رأسها ثم ركضت على عتبات الدرج‬
‫بينما الجازي وصلت لغرفتها أغلقت الباب اقفلته‬
‫واسندت نفسها عليه بكت وهي تُكمكم فمها لتمنع الشهقات‬
‫لماذا تبكي هكذا؟‬
‫هي ال تريده ؟‬
‫إذًا لماذا؟‬
‫شعرت باالضطراب‪......‬وقع الكلمة ليس ه ّين‪....‬ربما سيلومها‬
‫ً‬
‫فرصة‬ ‫عبد هلل حينما يكبر‪...‬ربما ‪....‬ظلمت سيف دون ان تُعطيه‬
‫للتغيّر‪...‬وإن بقيت دون طًلق ‪.....‬كانت تجزن انها ستظلم‬
‫نفسها‪...‬‬
‫سمعت طرق نوف على الباب‬
‫فنهضت سري ًعا‪....‬مبتعدة عن الباب رمت نفسها على السرير‬
‫خبأت وجهها بالوسادة‪....‬عضّت عليها تريد ان تتخلّص من هذه‬
‫الدموع‪....‬والرجفات‪.....‬تريد ان تستعيد عقلها ووعيها‪....‬ولكن‬
‫بًل جدوى‬
‫أضاءت شاشة هاتفها معلنه‬
‫وصول رسالة جديدة لها‬
‫سحبته سريعًا‬
‫ثم قرأت‬
‫(آسف)‬
‫لماذا يكرر اسفه‪...‬لماذا يحاول يعبث بها من جديد؟‬
‫رمت هاتفها بعيدًا عنها ثم بكت‬
‫ونوف تكرر‪ :‬الجازي‪....‬فتحي الباب‪...‬‬
‫سمعت هنا رنين هاتفها ‪....‬فشدّت على اسنانها‬
‫وكتمت بداخلها صرخة كادت تخرج وتفضح االمر للجميع‬
‫سا عميقًا مسحت دموعها‬ ‫ولكن اخذت نف ً‬
‫نظرت لهاتفها وكان والدها من يتصل‬
‫بللت شفتيها ثم عضّت عليهما‬
‫حاولت ان تهدأ ثم اجابت عليه‬
‫ليقول‪ :‬الجازي خذي لي طريق‪...‬بدخل ‪......‬عشان بروح للغرفة‬
‫‪.....‬‬
‫اخيرا رأت لها مخر ًجا يشتت تفكيرها مما حدث‬ ‫ً‬ ‫الجازي نهضت‬
‫لها‬
‫‪:‬طيب‪...‬‬
‫اغلق والدها الهاتف وهي فتحت الباب لتنظر نوف لوجهها‬
‫المحمر‬
‫فقالت‪ :‬شصار؟‬
‫الجازي ال تريد التحدث رمشت مرتين ثم قالت‪ :‬وال شي‪....‬بنزل‬
‫ابوي يبي يدخل ‪...‬بروح أقول لخالتي وعمتي يدخلون مجلس‬
‫النساء‬
‫وكانت ستعبر ولكن نوف مسكت يدها‪ :‬الجازي‪...‬‬
‫الجازي دون تلتف‪ :‬نوف‪...‬مالي خلق ‪....‬حنّه ورنّة‪....‬‬
‫ثم نزلت للدور السفلي‪.....‬‬
‫رأت خالتها وعمتها وشيخة التي تنظر لوجهها المحمر‪....‬‬
‫تحدثت‪ :‬عمتي خالتي‪...‬اذا ما عليكم امر ادخلوا مجلس النساء هو‬
‫مفتوح‪....‬عشان ابوي بيدخل‪....‬‬
‫ام سيف نظرت لوجهها‪ :‬طيب‪....‬بس قولي لي وش فيك يا‬
‫بنتي‪....‬‬
‫ام ناصر بهدوء‪ :‬وال عشان ابوك بسافر‪.....‬‬
‫الجازي بعدم فهم‪ :‬بسافر؟‬
‫شيخة ‪ :‬أي‪......‬بندر قال لنوف‪....‬انه بيمشي للمطار الساعة‬
‫عشر‪.....‬عشان سالفة ا‪..‬‬
‫قاطعتها الجازي وهي تتنهد‪ :‬أي أي‪.....‬عرفت ‪.....‬طيب انا بروح‬
‫اشوفه‪....‬‬
‫نهضوا وانتقلوا لمجلس النساء‬
‫بينما الجازي خرجت ‪.....‬للوجهة نظرت ألبيها القادم لناحيتها‬
‫فقالت‪ :‬صدق بسافر يبه؟‬
‫تم ّعن في وجهها ولم تخفيه نبرة صوتها قال‪ :‬أي‪.....‬‬
‫ثم اقترب منها‪ :‬فيك شي الجازي؟‬
‫على هذا النحو من الوقوف‪....‬ومن الصدمات ‪...‬التي ال تعتبر‬
‫صدمات في األصل‪.....‬فباألخير حدث ما تريده ولكن ‪.....‬الكًلم‬
‫ليس مثل الفعل‪....‬فأثر الفعل اشد من الكًلم‪...‬‬
‫خرج سيف من المجلس يريد االختًلء بنفسه‪....‬يشعر‬
‫بالتعب‪....‬باأللم ‪...‬بالخسارة ‪...‬بينما هو خارج‬
‫وقعت عينه على عمه وهو يت ّجه إلى الجازي‪.....‬‬
‫نظر إليها ونظرت إليه‪....‬‬
‫ثم اختفى‬
‫فقال اباها مكررا‪ :‬الجازي وش فيك؟‬
‫الجازي حكّت جبينها وبشتات‪ :‬تبيني اج ّهز شنطتك‪....‬‬
‫أبا خالد ال يريد ان يضغط عليها باألسئلة فقال‪ :‬يا ليت‪...‬‬
‫دخلت إلى الداخل قبله ‪......‬تشعر انها ستسقط على األرض في‬
‫أي لحظة ‪.....‬ولكن تحاول مقاومة هذا الشعور‪....‬ركضت على‬
‫عتبات الدرج‪.....‬تشعر بـالـ رهبة من تلك الكلمة ‪...‬ورهبة ما‬
‫حدث لم يكن الشيء السهل!‪.....‬وشعورها بصدق سيف‪....‬يخيف‬
‫قلبها‪.......‬كما انها تشعر بخفة وهي تركض على الدرج‪.....‬رغم‬
‫رجفتها كانت تزداد ال تخف‪.....‬رغم دموعها جفت‬
‫سري ًعا‪.....‬ولكن هناك شيء عالق بقلبها وعقلها‪.....‬هناك ثقل‬
‫آخر لم تعرف مصدره ‪.....‬وفي الواقع‬
‫تفكيرها‪...‬مشيها‪.....‬حركاتها‪....‬ردة فعلها‪...‬ال ارادية‪....‬وهذا‬
‫االمر ال يُطمئن ‪....‬فهي مشتتة بشكل كبير‪....‬ومصدومة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في اليوم الذي يلي ‪....‬هذه العواصف‪.....‬هذه الزالل‪.....‬والحقائق‬
‫المكروهة‪....‬‬
‫جلست من النوم‪....‬تنظر للسقف بتحديق‬
‫ممل‪....‬وبخوف‪......‬قلبها مضطرب‪.....‬تشعر بالبرد‪.....‬وتقشعر‬
‫جسدها‪...‬من نسماته‪......‬سمعت طرق حذاء احدهم‬
‫فسمعت صوت انثوي يقول بهدوء‬
‫(مترجم)‪ :‬سيدي استيقظت اآلنسة!‬
‫مسح على شعره ثم نهض وترك الجريدة على الطاولة‬
‫سحب هاتفه سريعًا‬
‫ليرسل(ط ّمن امير هي بخير‪....‬وال تجون إلنا اليوم)‬
‫تو ّجه إليها ‪...‬سقطت عينه عليها كانت مستلقية على ظهرها‬
‫تحدّق للسقف بعينين محمرتين ‪...‬وجاحظتين من كثرت البكاء‬
‫لم تنم طوال الليل‪...‬وهو لم ينم‪....‬كانت كالطفل الصغير‪....‬تجلس‬
‫تصرخ تبكي‪...‬يُطبطب عليها ‪....‬يحاول التخفيف عنها‪.....‬إلى ان‬
‫تعود للنوم‪.....‬بقي طوال الليل يُراقب تقلباتها ‪.....‬ويحاول‬
‫التخفيف عنها‪.....‬‬
‫اقترب وأشار إلى صوفيا لتقدم الطاولة لوضع اإلفطار‬
‫جلس على طرف الكنبة ‪ :‬نور‪....‬ئومي أكلي إلك كم لقمة‪.....‬‬

‫سمعت صوته كذبذبات غير واضحة‪.....‬كموجات عالية التردد‬


‫ومزعجة للمسامع‪.....‬ازدردت ريقها‪.....‬تشعر بجفاف‬
‫حلقها‪......‬ارتجف جسدها واستلقت على يمينها‪....‬لتحتضن‬
‫ال ّلحاف‪....‬واشتدّت رجفتها‪.....‬‬

‫فهم انها مرضت ‪......‬واستسلمت لوجع جديد‪.....‬وجع جسدي‬


‫‪....‬مختلط بوجعها النفسي المعنوي ‪ّ .....‬مد يده بتردد‪...‬إلى أن‬
‫وضعها على كتفها ‪.....‬وانتقلت إليه رجفاتها‪...‬‬
‫تحدث‪ :‬نور ‪.....‬ئومي تروشي‪....‬حتى تخف الحرارة‪....‬‬

‫ماكس في هذه األوان واالحداث اصبح تعامله مع ُمراد‬


‫‪....‬ونور‪.....‬بشكل اكبر مما كان لذلك تحسنت لهجته ولغته‬
‫العربية‪.....‬رغم انّ اليكسا ‪....‬كانت من أصول عربية ولكن ال‬
‫كثيرا بأشخاص‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مطوال بلغتها‪......‬اما اآلن اختلط‬ ‫تتحدث معه‬
‫يتحدثون اللغة العربية وهذا االمر جعله يكتسب مفرداتها بشكل‬
‫كبير!‬

‫‪............‬‬
‫نور اغمضت عينيها ‪...‬تشعر بالبرد‪......‬بوجع عظامها‪....‬تشد‬
‫على اسنانها بقوة‪.......‬تشعر انّ المكان بدأ يضيق عليها‪......‬‬
‫أتت صوفيا ووضعت صينية الطعام على الطاولة المقابلة لها‪...‬‬
‫اقترب ماكس ليساعدها على الجلوس‪...‬‬
‫وكانت كالجماد‪....‬تحركه بًل ردت فعل‪....‬فقط جسد‬
‫يرتجف‪.....‬ويرتعش‪....‬بردًا ‪....‬وفي الحقيقة خوفًا من‬
‫الحقائق‪...‬عقلها شارد‪....‬نفسها غير منتظم‪.....‬وعينيها‬
‫مشتتين‪...‬‬

‫نارا وسريعًا ما‬


‫وضع ماكس يده على جبينها وشعر انها تشتعل ً‬
‫ابعد عنها اللحاف الذي تشد به على جسدها‪.......‬ونهض وهو‬
‫يقول‪.....‬‬
‫‪:‬نور الزم تتحممي‪....‬‬
‫ثم انحنى عليها‪.....‬لينهضها من مكانها بصعوبة ‪.....‬واسندها‬
‫على جانبه األيمن‪....‬‬
‫تحدث ‪ :‬صوفيا‪....‬‬

‫أتت إليه وحدثها بان تدخل مع نور للخًلء وتحممها‪...‬‬


‫فهزت رأسها بطاعة أمره‪..‬‬

‫ثم نظر لوجهه نور وسكونها ‪....‬وعدم تحدثها وشرودها‬


‫شد على كف يدها ‪....‬ال رد‪.....‬بالكًلم وال باألفعال‪....‬‬
‫كانت ترتعش‪...‬وتحدّق لًلشيء‪....‬خشي عليها في الواقع‬
‫تحرك لألمام خطوة واحدة‬
‫وساعدها على ان تتقدم معه‬
‫مشت خطوة واحدة‪.....‬وذهنها شارد‪...‬‬
‫لألصوات التي تسمعها في عقلها وللصور التي تتكرر عليها‬
‫ديانا‬
‫امير‬
‫يوسف‬
‫حصة‬
‫مراد‬
‫سندرا‬
‫ناصر‬
‫جدتها‬
‫جدها‬
‫أناس نسيت أسمائهم‬
‫حارة صغيرة‬
‫غرفة دافئة‬
‫حضن اشتاقت إليه لسنوات طويلة‬
‫وهمسات لعنتها آالفًا من المرات‬
‫تعبت من هذه األصوات والصور المدمجة ببعضها البعض‬
‫تعبت من كل شيء‪...‬‬
‫مشت خطوتين لألمام‪.....‬وتبعها مراد وارخى من‬
‫مسكته‪....‬وبشكل غير متوقع‬
‫ضرب ساقها بطرف الطاولة الخشبية وسقطت الصينية على‬
‫األرض لتحدث ضجة قوية في المكان‬
‫وشد ماكس على خصرها ليمنعها من التقدم والسقوط على‬
‫الزجاج الذي انتشر على االرض‬
‫نظر إلى وجهها‪ :‬نور‪......‬انتي بخير؟‬
‫ال تعرف الرد‪....‬وال تعرف ماهية سؤاله؟‬
‫باألمس ودّت لو شربت القليل لتفقد عقلها‬
‫ولكن ها هي اآلن فقدت عقلها تما ًما مع هذه األصوات والصور‬
‫تشعر انها ثملة‪...‬لسانها ثقل‪....‬جسدها ثقيل‪...‬‬
‫طنين في رأسها‪....‬اطراف جسدها ترتجف بًل توقف‪...‬‬
‫تحاول الصمود ولكن ‪...‬ال تستطيع‪....‬السيطرة‪..‬‬
‫ارتفع صدرها وهبط عًلمةً على عدم انتظام نفسها‪.....‬‬
‫نظرت لعيني ماكس‪....‬‬
‫هزت رأسها دون ان تعي ماهية ما قاله‪...‬‬
‫تقدم بها لناحية الخًلء بصعوبة‪....‬‬
‫أوصى صوفيا ان تمسك بها جيّدًا‪ ،‬وان تنتبه عليها‪.....‬‬
‫ولكن لم تصل ايادي صوفيا إليها وإال نور وقعت والتقفها ماكس‬
‫بيديه‬
‫وهو يردف بخوف‪ :‬نوووووووووووور!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫انتهى‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫قراءة ممتعة للجميع‬

‫ونلتقي بإذن هللا الخميس القادم*(‪:‬‬

‫البارت الثامن والعشرون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الشتات يعدم كيان اإلنسان ويبدّل من حاله لألسوأ‬
‫اثره ثقيل وهفواته مؤذية وإن حاولت مقاومته قتلك بصعوبة عدم‬
‫منطقيّته في التفكير‬
‫يحاول أن يط ّبق بيديه على عينيك ليأخذ منك الكثير من الطاقة‬
‫ليأخذ ُجهدك ومحوالتك في الخًلص منه‬
‫هكذا كان شعورها حينما شعرت بتلك االيادي التي تلتقفها‬
‫تسمع اسمها من قاع عميق‬
‫وتشعر بثق ٍل ال تتحمله على صدرها‪.....‬شعرت انّ الكون كله في‬
‫لحظة هزمها حينما استمالها للظًلم‪....‬وللغشاوة التي سيطرت‬
‫على عينيها‪...‬‬
‫بينما تلك الرجفة التفت حول خًليا جسدها كلّه حتى انتابتها‬
‫رعشة جعلت جسدها يتهاوى ضعفًا‬
‫استسلمت لكل هذا‬
‫وشدّت على عينيها ‪.....‬ظنّت انها سترتاح حينما تُفقد عقلها تماما‬
‫ولكن فقدتهُ بشكل جزئي‪....‬‬
‫فتحت عينها ببطء شديد‬
‫شعرت بدوران رأسها‪.....‬شعرت باليدين التي تشدان على جسدها‬
‫لتُعطيه بعضًا من القوة‪.....‬‬
‫تسمع صوت انثوي ‪...‬متداخل مع صوت رجولي ‪....‬خائف‪....‬‬
‫نظرت إليه‪....‬ونظر إليها‬
‫بعد ان زفر بكلمة‪ :‬الحمد هلل‬
‫شدّت على جبينها بيديها تشعر بالصداع وحاولت النهوض‬
‫فقال‪ :‬ساعديني نور‪...‬الزم تحممي حتى تخف الحرارة‪....‬‬
‫اقتربت صوفيا منها بأمر من ماكس‪...‬امسكتها من زندها لتشدها‬
‫على جانبها األيمن ‪.....‬ساعدها ماكس في النهوض‪...‬‬
‫شعرت كأنها طفلة ‪.....‬يُمسكان بها بلطف‪...‬وحنان‪....‬وربما‬
‫شفقة على حالها‪...‬مشكت بخطى غير متوازنة‪......‬‬
‫فقال ماكس(مترجم)‪ :‬انتبهي صوفيا‪......‬انا سأنتظر‬
‫هنا‪.....‬اجعليها تتحمم‪....‬‬
‫هزت صوفيا رأسها ثم أغلقت باب الخًلء عليهما‬ ‫ّ‬
‫وبقي ماكس يتجول ذها ًبا وايا ًبا بالقرب من باب الخًلء‬
‫خائف عليها ‪.....‬خائف من ان يتطور األمر ‪...‬خائف من ان يكون‬
‫غير قادر على ان يُسكت غضبها هذا ‪....‬مسح على شعره عدّت‬
‫مرات ‪....‬ثم نظر للسقف‬
‫بحيرة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اشتم هواء اثقل اعتاقه ‪....‬اثقل روحه‪......‬جنّبه النوايا‬
‫الحسنة‪....‬وجعله يغوص في تساؤالت مخيفة‪....‬وصل الى هُنا‬
‫مؤخرا‪ُ .....‬متعب‪...‬بل منهمك‪...‬من شدّت‬
‫ً‬
‫التفكير‪.....‬باالثنين‪....‬بها وبأخيه‪....‬ذهب للفندق ‪......‬تحمم‬
‫سري ًعا‪....‬اتصل عليه‪....‬ليتقيا في نقطة الغضب‪....‬نقطة الشتم‬
‫والحرب‪.....‬دعاه إلى الشقة التي شهدت على انهيارات متكررة‬
‫بلُغة بالغة في األلم‪...‬خشي من ان يكون هناك فخ يوقف أنفاسه‬
‫ونبضات قلبه‪...‬ولكن لم يهتم‪...‬كل شيء يهون أمام سعادة‬
‫أخيه‪.....‬هو لم يتدخل في تلك األوان‪....‬ولم يهتم‪....‬بل اجمدوا‬
‫اهتمامه بإلزامه في السكوت عن الحق‪.....‬نسي األمر‪...‬ولكن‬
‫أخيه لم ينسى‪.....‬نساه وكأن تلك الفتاة ليست جزء من دمه هو‬
‫ايضًا‪.....‬ليست منهم‪....‬وكأنها غريبة او دخيلة على‬
‫عائلته‪.....‬سكت‪.....‬وغض البصر عن طرف هذا الموضوع الذي‬
‫أذّى الكثير!‪....‬ولكن اليوم‪....‬لن يسكت‪...‬ولن يقف كالشيطان‬
‫االخرس والمتفرج‪......‬إن كان هناك فخ‪....‬عليه ان يفدي أخيه‬
‫بروحه من اجل‪...‬أن يُسكت عذاب ضميره هو اآلخر‬

‫طرق الباب وفي اآلن نفسه سمع رنين هاتفه ‪.....‬نظر لًلسم‪....‬‬
‫ثم وضع هاتفه على الصامت‪.....‬‬
‫وانفتح الباب‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫فتح الباب رجل‪...‬مرتد ًيا بدلته الرسمية السوداء‪....‬ذو بشرة‬


‫حنطية ذات درجة مائلة للبياض ً‬
‫قليًل‪.....‬وعينين حادتين‬
‫بقزحيتين ذات اللون العسلي الفاتح‪.....‬وشعر بني غامق قصير‬
‫ومرتب‪.....‬‬
‫أشار له بعد ان شعر انّ الرجل يتفحصه واذن له بالدخول‬
‫ولكن أبا خالد تحدث بحده‪ :‬انت أمير؟‬

‫فاضطرب ُمراد بقول‪ :‬امير ينتظرك داخل‪....‬‬

‫فدخل أبا خالد وهو يرمق ُمراد بنظرات الشرار الدالة على عدم‬
‫الرضى بكل شيء‪....‬‬

‫بينما أمير‪...‬جعل جولي تعود للشقة التي استأجراها بالقرب من‬


‫شقة ايًلف الذي مكث فيها بعد خروج نور‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا في الصالة ينتظر مجيء أخ يوسف‪....‬‬
‫كان جال ً‬
‫وكان مضطربًا‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تقدم ُمراد وأشار ألبا خالد بالتقدم‬
‫وسقطت عيني أبا خالد على رجل‬
‫هزيل‪.....‬ومن الواضح انه ُمتعب‪....‬يهز برجله اليُسرى من شدّت‬
‫توتره‪.....‬عينيه زائغتين ً‬
‫قليًل‪ ،‬هاالت بنية ت ُحيط ُرمادية اقدار ما‬
‫حدث‪.....‬شعره األشقر طويل‪...‬ومهمل‪.....‬يصل إلى اسفل‬
‫اذنه‪.....‬يمسح عليه بشكل متكرر‪....‬ليخفف من ضغط الموضوع‬
‫عليه‪.......‬بينما بشرته رغم بياضها إال انها ومن الواضح شاحبة‬
‫لتنم عن مرض او تعب ثقيل‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ا‬
‫مطوال هناك‬ ‫انتبه لنظراته ووقوفه‬
‫وقف‪......‬وخفق قلبه‪.....‬يُشبه يوسف ً‬
‫قليًل‪.....‬وقوفه هكذا‬
‫‪....‬وتحديقه له بهذا النحو ارجع ذاكرته الى ما قبل العشرون‬
‫سنة‪......‬ارجعه لغضب يوسف وعصبيّته وزمجرته‪......‬اقشعر‬
‫جسده‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم بلل شفتيه‪ :‬تفضل‪.....‬‬
‫وأشار إلى الكنبة المقابلة له‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أبا خالد‪.....‬بدأت شياطين االنس والجن تمر وتعبر وتركض أمام‬
‫وجهه‪.....‬هذا هو الخائن‪....‬هذا هو المجرم‪...‬هذا هو الذنب الذي‬
‫سعت وراؤه ديانا؟‬
‫يُقهره ان يقابله ‪......‬ان يُشاهده‪...‬ان يشاركه هذا المكان بسقف‬
‫واحد‪....‬ولكن‬
‫زفر بضيق وهو يحاول ان يخمد هذه النيران ليفهم ما يريده ذلك‬
‫الشيطان!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جلس‬
‫بينما ُمراد سريعًا قال‪ :‬راح اتركم لحالكم‪...‬‬
‫ثم خرج من الشقة بأكملها‪...‬فحان موعد عقد قران ايًلف‬
‫وطارق‪....‬وعليه ان يعود ألخيه لتذليل العقبات لهم!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظر إليه‪....‬وذلك ايضًا نظر إلى عينيه‪....‬‬
‫ش ّد على كتفيه ‪....‬واآلخر بدأ يهز برجليه اكثر‪....‬‬
‫ال يريد ان يبدأ بالكًلم‬
‫ال يريد ان يشتمه اآلن ويريه الغضب‪.....‬‬
‫اسند ظهره على الكنبة وتحدث بًل نفس‪ :‬تكلم‪....‬شعندك؟‬
‫حاول ان يتمالك نفسه‪.....‬ان يصبح اكثر هدوء مهما كان‬
‫يريد حقاا ان يعالج األمور وان ينفذ وصيّت محبوبته‬
‫لم ينسى انها اوصته بأن يُخبر نور بالحقيقة ولم ينسى انها‬
‫شددت بحروفها على عودتها للسعودية‬
‫يريد أن يشرح كل شيء ليزيل عن عاتقه هذا الحمل‬
‫فقال‪ :‬نور‪...‬‬
‫قاطعه وكأنه يشتمه‪ :‬قصدك نورة؟‬

‫تنفس أمير بضيق ‪....‬وفهم أنّ هذا اللقاء‬


‫سيطول‪...‬وسيوجعه‪.....‬تيقّن انه عقابه ‪....‬من اجل ذنبه الذي‬
‫استمر لهذا اليوم‪.....‬مسح على شعره من جديد‪...‬وشعر بألم‬
‫جرحه وشد عليه ً‬
‫قليًل بيده ولم تخفى حركته على أبا‬
‫خالد‪.....‬فعلم انه مصاب‪...‬او يعاني من مرض مزمن‪....‬‬

‫قليًل ليقول‪ :‬وش فيها؟‬‫فخفف من حدته ً‬


‫أمير تحدث بلهجة سعودية اكتسبها من نور ومن زوجته ديانا‬
‫‪:‬ضاعت‪.....‬‬
‫ثم اردف بشكل سريع لكي ال يقاطعه أبا خالد‪ :‬عرفت كل‬
‫شي‪.....‬عرفت اني خدعت ابوها يوسف‪....‬عرفت بانتحار أمها‬
‫‪...‬وعرفت اني مخبي بنتها‪....‬‬

‫وكانت هنا الصاعقة الكُبرى التي نزلت على رأسه لتفلقه إلى‬
‫نصفين‬
‫ابنتها؟‬
‫هل تزوجت‬
‫ولكن يعلم انها صغيرة ‪...‬متى ؟‪...‬وأين‪....‬ومن يكون زوجها؟‬
‫عقد حاجبيه وتقدم ً‬
‫قليًل لطرف الكنبة ‪ :‬بنتها؟‬
‫ثم قال‪ :‬هي تزوجت؟‬

‫أمير ال يعلم كيف يسرد عليه مل ّخص حياة نور ويفهمه كل شيء‬
‫في غمضة عين‪...‬ال يريد ان يصدمه وال يريد أن يجعل االمر‬
‫يطول ‪.....‬ليأخذ من طاقته الشيء الكبير‬

‫فقال دون ان ينظر إليه ‪ :‬نور‪....‬عاشت بتذبذب‪...‬كبير‪....‬معنوي‬


‫ونفسي‪...‬وحتى ديني‪...‬‬
‫فهم أبا خالد انّ امير بدأ بسرد مل ّخص حياة ابنت أخيه‬
‫فسكت وهو يشّد على كفي يديه بغضب‬
‫‪:‬ما كانت متقبلة ببداية االمر العيشة بدون يوسف‪...‬بس حاولت‬
‫أنا وامها‪....‬نشتت انتباهها عن االمر‪...‬وقدرنا‪...‬لكن نور‪...‬دخلت‬
‫في مرحلة عصيان وكأنها تنتقم منا ‪.....‬وضيّعت نفسها‪....‬في‬
‫حب‪...‬وتزوجت دون علم أمها‪.....‬و‪...‬‬
‫ّ‬ ‫وهم‬
‫قاطعه أبا خالد هنا بضياع ‪ :‬كيف؟‬
‫امير سكت هنا‬
‫شتم نفسه كيف يلفظ الكلمات كيف؟‬
‫‪:‬لم تزوجت كان عمرها سطعش سنة‪....‬‬
‫أبا خالد جن هنا وظنّ ان الزواج غير مصدّق وربما ابنتها تكون‬
‫غير شرعية ‪....‬تضخمت عليه االسالة وبدأت نبرته تنخفض‬
‫عًلمةً لصدمته وخوفه من األجوبة‬
‫‪:‬اللي اعرفه فيه نظام ما يز‪...‬‬
‫زور عمرها وكبّرها للسن‬ ‫قاطعه أمير بضعف‪ :‬زوجها ّ‬
‫القانوني‪......‬‬
‫نهض هنا أبا خالد ‪...‬شعر باالختناق‪....‬نظر للشقة بغضب مسح‬
‫على وجهه عدّت مرات‪...‬شد على قبضة يديه‪.....‬تنهد ‪...‬ثم بلل‬
‫شفتيه‪..‬‬
‫فاكمل أمير ويده اليُسرى ترتجف‪ :‬فجأة زوجها تركها‪....‬وعاشت‬
‫في مرحلة اكتئاب حاد‪.......‬وبعد تقريبا شهر عرفنا انها‬
‫حامل‪....‬وحاولت بعدها تجهض الجنين‪.....‬وحاولت االنتحار‪....‬‬

‫حدّق في أمير‪....‬وشفتيه ترتجفان بشدّة‪.....‬أيعقل هذا ما حدث لها‬


‫في سن السادسة عشر من عمرها؟‬
‫يا ترى ماذا حدث بعد؟‬

‫تجرعت ‪....‬هذا التخلّي جعلها تغوص في أعماق‬‫ماذا ّ‬


‫البحار‪....‬جعلها تغرق بًل حدود‪....‬دون ان تجد طوق نجاة لها‬
‫ألنها هي من ارادت هذا الغرق‪....‬هي من ارادت االنغماس في‬
‫شخصية سوداوية غير محبة للحياة من اجل االنتقام من والدتها‬
‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ولكن اذّت نفسها بهذه األفعال واألمور التي ادّت ِبها إلى‬
‫كثيرة غير محببة لإلنسان!‬

‫ازدرد ريقه ‪....‬وبغضب اردف‪ :‬جايبني هنا عشان تقول لي وش‬


‫سويتوا ببنت اخوي يا المجرم؟‬

‫أمير نهض وأشار له‪ :‬بو خالد‪.......‬انا ندمان على كل‬


‫شي‪....‬ومجبور أوضح إلكم ‪.....‬شو صار حتى تتفهموا‬
‫‪....‬نور‪....‬نور ‪.....‬مو متل ما تفكر‪....‬نور‬
‫وبثقل قال‪ :‬مو مثل نورة‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انقض هنا أبا خالد على امير امسكه من ياقة بدلته‪....‬شعر‬
‫بالوجع من ناحية اإلصابة ‪...‬شعر باالختناق كلما شد أبا خالد‬
‫ببدلته بالقرب من عُنقه‪.....‬مشى أبا خالد وهو يشد على امير الى‬
‫ان اسقطه على الكنبة‪....‬‬
‫تحدث‪ :‬بعد تها عن ابوها‪.....‬تسببتوا فيها‪......‬والحين جاي تقول‬
‫لي ندمان؟‪....‬ندمااااااااااااااااااااان هاااااااا‪....‬‬

‫أمير حاول ان يُهدأ أبا خالد ‪....‬هذا لم يشرح له الباقي ‪....‬ماذا لو‬
‫شرح له ماذا سيفعل؟‬

‫حاول ان يصمد امام جرح قلبه‪...‬شد على يدين أبا خالد وابعدهما‬
‫عنه بقوة‪.....‬ثم اخذ يتنفس بعمق‬
‫ثم تحدث بنفس متسارع‪ :‬اسمعني ‪.....‬حبيت ديانا‬
‫أي‪...‬مانكر‪.....‬استغليت يوسف‪....‬وضعفه مانكر‪...‬بس عمري ما‬
‫فكرت أأذي نور‪....‬نور مثل بنتي‪...‬لكن‬
‫قاطعه أبا خالد بعد ان الكمه على وجهه‬
‫غاضبًا‪ :‬اسكت‪....‬اسكت ‪.........‬انت دمرت اخوي مو بس‬
‫استغليته‪.....‬خليته يعيش عذاب الضمير‬
‫باسكات‪.....‬خايف‪.....‬وش مهدده فيه انتي وش مهدده‬
‫فيه؟‪......‬هددته تسجنه؟‪.....‬تقلب عليه السالفة‪.....‬تخليه يكمل‬
‫عمره في السجن؟‪......‬كل هذا حب‪...‬؟‪...‬كل هذا حب ‪.....‬هللا‬
‫ياخذك‪.....‬فرقت بين البنت وابوها‪...‬ود ّمرت‬
‫ّ‬ ‫ياخذك‪....‬هللا‬
‫انسان‪......‬متشفق على شوفة بنته‪....‬‬

‫أمير مسح الدم بيده‬


‫والنازف من انفه‬

‫تحدث‪ :‬الزم تسمعني لتفهم كل شي‪.....‬ما اقدر ابرر لك ‪...‬افعالي‬


‫في يوسف‪......‬النه حبي كان‪...‬‬

‫أنانية‪......‬ومجرد من أي إنسانية‬
‫ّ‬ ‫قاطعه أبا خالد بصرخة‪ :‬حب‬
‫‪........‬‬
‫أمير أشار له وهو يشد على جرحه ويغمض عينيه بوجع‪ :‬بو‬
‫خالد‪......‬نور بحاجه لكم‪.......‬فهمتها اني غلطان‬
‫بحقكم‪....‬وخسرتها في لحظة‪..........‬‬
‫ثم اقترب منه‪ :‬نور‪...‬ماتبيني‪...‬وما تبي احد‪...‬حتى‬
‫بنتها‪......‬ضاعت‪...‬تشوفني وتشوف يوسف بنفس النظرة‬
‫‪..........‬مو قادر اسيطر على ردات فعلها‪.....‬مو قادر‪.....‬‬
‫كان سيضربه ولكن تحدث أمير بتعب‪ :‬بكفي‪......‬انا مصاوب هون‬
‫أشار بالقرب من قلبه‪ :‬هـ االصابة عقاب لي على اللي صار في‬
‫نور‪........‬انا موجوع من كل شي‪......‬انا ما فيني قوة اواجهك‬
‫وال اواجه يوسف‪....‬بس مشان نور‪...‬ومصلحته راح‪...‬‬
‫قاطعه أبا خالد وهو يضرب على الجدار بيده‪ :‬شنو صار طوال‬
‫هالسنين اللي راحت‪.....‬شنو صار؟‬
‫امير بنفس يُسمع‪ :‬اجلس‪...‬اهدأ‪....‬وخليني اخبرك بكل شي‪.....‬ما‬
‫فيني احكي وانتّا هيك‪.....‬ساعدني احكي‪......‬‬
‫نظر إليه أبا خالد‪...‬نظر ألحمرار وجهه‪......‬ومحاولته في‬
‫التنفس‪.....‬رأى ضعفه ‪....‬وارتجاف اطراف جسده‪.......‬جملته‬
‫األخيرة جعلت جسده يرتعش خوفًا من المعرفة والحقائق الذي‬
‫سيسدل الستار عنها أمير‬
‫جلس على الكنبة مسح على رأسه عدّت مرات‬
‫تحدث امير بصعوبة وهو يجر أنفاسه بضعف‪ :‬حاليا هي‬
‫مطلقة‪......‬تطلقت‪.........‬وانا وديانا قلنا لها بنتك ماتت بعد‬
‫الوالدة‬
‫التفت سري ًعا هنا أبا خالد‬
‫ليكمل أمير‪ :‬ألنه حالتها النفسية جدًا مضطربة وما كانت رغبانه‬
‫في البنت‪.......‬فقلنا هذا الحل األفضل عشان نقدر نستعيد‬
‫نور‪......‬وهذا اللي صار‪...‬خذت البنت وكّلت مربية وممرضة لها‬
‫بدار االيتام‪...‬مرت ست سنين ‪......‬وعرفت نور‪......‬‬

‫ضرب أبا خالد على فخذه‪ ،‬ابعدوها عن قطعة وجزء ال يتجزأ منها‬
‫كردت فعل لخوفهم؟‬
‫أيعقل؟‬
‫اكمل أمير‪ :‬ومن األشياء اللي الزم تعرفوها نور ‪...‬تذبذبت من‬
‫الناحية الدينية وصارت ‪...‬تئول انها مسيحية ‪...‬لكن‪...‬‬
‫وقف هنا أبا خالد ال يريد ان يستمع لهذه الحقائق ال ُم ّرة‬
‫نهض وهو يشد على رأسه مكررا بهمس‪ :‬يا رب‪....‬‬
‫صر على شرح كل شيء‪....‬وإن‬ ‫أمير سكت للحظات ولكن هو م ّ‬
‫كان موج ًعا‪.....‬شرح كل األشياء التي استطاع ان يختصرها‬
‫‪.....‬انتحار ديانا‪...‬مكوثهم في أكسفورد وسبب خروجهم بعد‬
‫تزعزع األمن هناك‪......‬حمايته لنور‪......‬تحدث عن مراد‪.....‬عن‬
‫خدعته‪....‬لنور‪.....‬وعن ندمه اآلن ومحاولته في المساعدة‬
‫‪....‬تحدث شار ًحا كل شيء لكي ال يلومونها على الصورة التي ال‬
‫يحبذانها‪.....‬يعلم العادات والتقاليد التي‬
‫يعرفونها‪.....‬نور‪....‬تعدّتها‪....‬بل محتها من ذاكرتها‪.....‬وفعلت ما‬
‫يُعاكسها تما ًما‪....‬هو خائف عليها منهم‪...‬‬
‫خائف من ردّت فعلهم‪.....‬نور‪...‬بحاجة الى تصحيح في سلوكياتها‬
‫وهذا من الصعب‪...‬فهي ليست طفلة ‪....‬بل شابة تبلغ من العمر‬
‫واحدة وعشرون سنة‪....‬فمن الصعب التحكم فيها‪.....‬‬
‫ولكن يعلم هي بحاجة لًلحتضان من جديد‬
‫بحاجة الى التوجيه‪....‬‬
‫بحاجة للعودة إلى اصلها ‪..‬سيتخ ّلى عن انانيته‬
‫سيتنازل عن كل شيء من أجل سعادتها ‪...‬حتى لو كانت مقرونة‬
‫بعيشها بعيدة عنه‪....‬‬
‫وهذا االمر ُمتعب‬
‫يعلم اآلن هو خسرها‬
‫وعلى يوسف ان يربح بقبولها به‬
‫ً‬
‫مستحيًل!‬ ‫ولكن مت ّيقن انّ هذا االمر‬

‫ولكن سيحاول فعل كل األمور الذي تستدعي الستعادتها الى‬


‫شخصيتها الحقيقية‬
‫سيحاول وإن كلّفه األمر الكثير‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهت قصة وحياة نور‪......‬وزادت كراهية أبا خالد‬
‫ألمير‪.....‬وديانا‪....‬و ُمراد‪......‬واخذ يلوم يوسف على تهاونه في‬
‫االمر وتخليه عنها ‪...‬كان عليه ان يُحكّم عقله‬
‫أال يتسرع ‪.....‬فمهما كان هي ابنته وان شككوه فيها‪....‬كان عليه‬
‫ان يتمسك بها كما تمسكت بها والدتها‪....‬‬
‫لن يعقد مقارنة بينه وبين ديانا‪...‬ولكن كان عليه ان يتم ّهل‪....‬‬
‫كان عليه ان يكون اكثر حكمه‪......‬ولكن‪....‬‬
‫مسح على رأسه‪.....‬لمعت الدموع في عيناه‪...‬‬
‫من األفضل أال يرى يوسف ابنته‪....‬فمن حديث أمير وسرد‬
‫قصتها‪......‬من األكيد ستؤلم يوسف‪...‬ولن تتقبل رؤياه‬
‫ها هي اآلن مبتعدة عن االحضان التي ربّتها‪.....‬واجتمعت معها‬
‫تحت سقف واحد‪.....‬ابتعدت كـ المخبولة ‪...‬عنهم لتنجو ‪...‬وتظفر‬
‫بالراحة‬
‫عليهم االبتعاد وإال ستشتعل النيران وتحرق الكثير منهم‬
‫اخيرا أمير‪ :‬يوسف الزم يجي لهون‪....‬‬‫ً‬ ‫تحدث‬
‫أبا خالد التفت عليه وبحده‪ :‬ما راح تستقبله ‪...‬ويمكن هنا اخوي‬
‫يموت‪....‬من القهر‪....‬‬
‫أمير بتعب‪ :‬الزم يتحمل ردات فعلها‪....‬وال نور بضيع اكثر‪...‬‬
‫لم يرد عليه بأي كلمة يشعر باالختناق من الجلوس معه‪....‬ولو‬
‫جلس اكثر لن يتمالك نفسه ومن الممكن ان يقتله‪....‬‬
‫خرج من الشقة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وهو على علم ومعرفة ان اخبر يوسف بالحقائق‪......‬ستزيد حالته‬


‫صر اكثر على‬‫سو ًءا‪.....‬ويعلم ان نهاه عن المجيء هنا ‪....‬سي ّ‬
‫سرا‪....‬وتساءل أي حب هذا الذي اضاعت‬ ‫لُقياها‪.....‬شتم والدتها ا‬
‫فيه ابنتها؟ أي ُحب‪.....‬ها هي تركت ال ُحب وتركت ابنتها ضائعة‬
‫بًل هوية‪ ...‬وبًل وطن‪...‬وروح‪.....‬ركب السيارة ‪...‬سحب هاتفه‬
‫اتصل على أبا سيف‬
‫ثوان‬
‫ٍ‬ ‫والذي اتصل عليه قبل أن يدخل الشقة ‪......‬لم يأخذ عشر‬
‫حتى به أجاب‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪:‬هًل بو خالد طمني‪....‬وش صار؟‪....‬قابلت أمير؟‬


‫بو خالد مسح على جبينه ونظر للمارة من خًلل النافذة‬
‫‪:‬يوسف المفروض ما يشوف بنته‪...‬‬
‫أبا سيف عقد حاجبيه‪ :‬ليش وش صاير فيها شي؟‬
‫بو خالد بتنهد‪ :‬وهللا مادري كيف اقولك‪.....‬شي ما يستوعبه‬
‫العقل‪......‬قابلة امير وقال لي عن حياتها كلها‪......‬لوصلت بتصل‬
‫عليك افهمك‪......‬كل شي حاليا انا بالسيارة‪....‬‬
‫بو سيف‪ :‬طيب‪....‬انتظرك‪.....‬مع السًلمة‬
‫اغلق الخط ‪...‬بينما تحدثت هنا زوجته‬
‫‪:‬شقالك اخوي؟‪....‬هاللي وجهك تغيّر؟‬
‫بو سيف ‪ :‬قابل امير‪.....‬وقال بتصل عليك اشوي وافهمك كل‬
‫شي‪....‬بس نبرته خوفتني‪...‬‬
‫ام سيف بتنهد تقدمت لناحيته وجلست أمامه‪ :‬كلنا خايفين‬
‫‪....‬يوسف مو على طبيعته‪........‬تغيّر‪ .....‬وصحته يوم عن يوم‬
‫تدّهور‪......‬‬
‫بو سيف طبطب على يدها‪ :‬هللا يجيب العواقب سليمة‪....‬‬

‫همست ‪ :‬يارب‪..‬‬
‫كثيرا‪....‬وجعله يتوتر أكثر‪....‬‬
‫ً‬ ‫ثم تذكر االمر الذي شغل باله‬
‫احب ان يُخبرها بكل شيء بهدوء‪...‬لتتفهم األمور‪.....‬ليجعلها‬
‫تتقبل فيما بعد رأيه‪....‬هو خائف عليها ‪...‬وخائف منها ومن ردّت‬
‫فعلها ‪....‬ولكن من الواضح امر يوسف وابنته سيطول‪....‬وعلى‬
‫ً‬
‫مجاال لقصي‬ ‫زوجته ان تتقبل االمر في اسرع وقت ممكن لتعطي‬
‫البقاء معها ‪......‬بشكل شبه مستقر!‬

‫نوت النهوض والخروج من الغرفة ولكن قال‬ ‫بينما هي ّ‬


‫‪:‬نجًل اجلسي ابي اكلمك في موضوع‪....‬مهم‪....‬‬
‫ام سيف نظرت إلى زوجها ‪ :‬خير اللهم اجعله خير‪....‬‬
‫بو سيف بدأ يتوتّر اكثر‪ :‬خير خير‪....‬بس بسألك‪...‬وش رايك‬
‫بخطيبة قصي؟‬
‫ام سيف ابتسمت وتهلل وجهها‪ :‬اشهد انها بنت‬
‫اخًلق‪......‬ورزانة‪......‬ما هيب نفس بنات هالجيل الطايش رغم‬
‫انها منهم‪ ......‬جزى هللا من رباها الجنة ان شاء هللا‪.....‬‬

‫بو سيف تطمئن هنا ً‬


‫قليًل ثم قال‪ :‬اجل سمعيني لألخير‪......‬‬

‫نظرت إليه بشك‬

‫ثم قال ‪ :‬نجًل‪......‬‬


‫وبتردد شد على كفي يديها‪ :‬نجًل وقصي مزوجين بالسر‪.....‬‬

‫نزل عليها الخبر كالصاعقة التي تهدم الكيان‪....‬اقشعر‬


‫جسدها‪.....‬ورمشت بعينيها بعدم استيعاب لألمر‪......‬نطقت بكل‬
‫سرعة ونبرة مخيفة‪ :‬ايييييييييييييييييش؟‬
‫ثم اخذت تنظر لزوجها ‪....‬وهي تسترجع االحداث‪...‬تأخره عن‬
‫المنزل‪......‬طلب زوجها في ان تكون الملكة ‪...‬سري ًعا‪.....‬ان‬
‫يكون كل شي سريع ‪..‬ولكن مع فرحها خضعت لكل‬
‫شيء‪......‬دون أن تدقق في األمور ‪....‬شعرت لوهلة باالستغفال‬

‫نهضت وهي تقول بكل عصبية ‪ :‬وانت تدري‬


‫وسااااااااااااكت؟‪...‬وراضي بعد‪..‬‬

‫نهض هنا وأشار لها‪ :‬نجًل اهدي وخليني اشرح لك كل شي‪....‬‬

‫ام سيف بغضب‪ :‬وش تشرح انت وولدك مستغفليني طولة‬


‫هالفترة‪.......‬‬
‫وبتفكير‪ :‬وحتى أهلها ‪....‬مستغفليني‪....‬اخطب‪...‬وانتظر‬
‫الرد‪....‬وتعالي اشتري ذهب‪....‬وحددي موعد الملكة‪.....‬ظافر‬
‫جنيت يومنك تطاوع ولدك في هالخبال‪.....‬ياخذ لي وحده رضت‬
‫على نفسها بالمسيار ما ندري و‪...‬‬
‫قاطعها بحدّة صوته‪ :‬نجًل‪.....‬صوتك ال يعلى علي‪........‬انا فهمت‬
‫من قصي وعمها السالفة‪....‬البنت شريفة‪.........‬وما عليها‬
‫كًلم‪......‬العيب في ولدك‪....‬اللي استغل طيبة‬
‫عمها‪.......‬وتزوجها‪....‬بالسر‪......‬بس زين عرف ‪...‬اللي جالس‬
‫يسويه ظلم لها‪...‬وهي توها بنت عمرها سبعطعش سنة‪........‬‬

‫مسحت ام سيف على رأسها ‪....‬بحنق‪.....‬اشارت له بغضب‪:‬‬


‫وليش ما خليته يطلقها‪.....‬ليش دبسته فيها؟‪.......‬وهو يومه يبي‬
‫العرس‪...‬ليش ما قال لي‪......‬‬
‫تحدث أبا سيف ‪ :‬الولد خذ قرار طايش‪....‬وزين انه صلحه‪....‬‬

‫ام سيف ضربت على فخذيها بقهر‪ :‬وش صلّح وش ص ّلح يا‬
‫ظافر‪.....‬كاذبين علي وعلى الكل‪.....‬زواج طبيعي‪....‬وهم‬
‫مزوجين !!!‪.......‬وانا قول وين يروح ويتأخر‪....‬بالليل‪......‬غلط‬
‫عليك ‪...‬شجعته ياخذها‪.....‬‬
‫بو سيف خرج عن طوره‪ :‬قلت لك‪....‬عايلة السامي والنعم فيهم‬
‫كلهم‪......‬عمها شرح لي كل شي‪......‬غير كذا ‪....‬زوجته حامل‬
‫‪...‬‬

‫شعرت بوقوع مصيبة أخرى على رأسها‪.....‬نظرت‬


‫لزوجها‪.....‬وبقهر قالت‪ :‬بععععععععد؟‬

‫كانت ستخرج ولكن سحب يدها زوجها وهو يقول‪ :‬وش بيفرق‬
‫الحين ‪....‬انتي شفتي البنت كيف‪.....‬اخًلق‪......‬خلينا نخلص من‬
‫هالموضوع‪......‬ساعديني ‪...‬ال زيديني ضيم وقهر فيه‪.....‬‬

‫نفضت يدها منه وبعصبية‪ :‬الخذتوا بشوري‪...‬وال سمعتوا‬


‫كلمتي‪....‬بس تقولون لي سوي وفعلي‪...‬وش شايفيني‪....‬ها‪.......‬‬

‫بو سيف تعوذ من الشيطان الرجيم وتنهد باالستغفار‬


‫ثم قال‪ :‬يا مره‪......‬الولد خًلص يبيها واقتنع فيها‪...‬مانبي‬
‫فضايح‪......‬‬
‫لم تستمع له خرجت وهي غضبه وتصرخ‪:‬‬
‫قصصصصصصصصصصصي‪......‬قصييييييييييييي‪......‬‬

‫كانوا جالسون في الصالة ومن ضمنهم سيف‪....‬سمعوا صوت‬


‫والدتهم‬
‫والتفت عزام‪ :‬شفيها تصارخ؟‬
‫نهض قصي راكضًا ليتقدم للدرج ولكن هي سبقته بالنزول وخلفها‬
‫زوجها‬
‫تحدثت بعصبية وهي تشير له‪ :‬يومك تبي العرس‪....‬ليش ما‬
‫جيتني‪...‬وقلت‪...‬يمه خطبي لي بدل‪.....‬زواج المسيار هذا‪.......‬‬

‫جميعهم سكتوا ونظروا إلى غضب والدتهم‪.....‬‬

‫سار‪ :‬ليش ابوي قال لها؟‬


‫همس ج ّ‬

‫سيف نظر لقصي وجموده‬

‫بينما تحدث أبا سيف‪ :‬نجًل‪.....‬قلت لك‪...‬صار اللي صار‪...‬وهذا‬


‫اختياره وراضي فيه‪....‬حنا علينا التقبل‪......‬ونلملم‬
‫الموضوع‪.......‬‬

‫التفتت عليه‪ :‬وش تلملم فيه؟‬


‫ثم التفتت على ابنها‪ :‬انا تستغفلني كذا يا قصي؟‪...‬انا‪....‬‬

‫قصي بتردد‪ :‬يمه‪....‬‬

‫قاطعته‪ :‬جب وال كلمة‪.......‬وطلقها‪.....‬وهللا ‪.....‬ما راح اسمح‬


‫لكم تسوون عر‪...‬‬
‫قاطعها زوجها‪ :‬نجًلاااااااااااااااا‪.........‬انا قلت أقول لك‪....‬عشان‬
‫تتفهمين قراري بعدها‪........‬مو تزيدين الوضع تعقيد اكثر ما هو‬
‫متعقد‪.......‬‬

‫ام سيف التفت على زوجها‪ :‬وش قراره بعده؟‬

‫بو سيف نزل واقترب من أبناؤه‪ :‬تعرفين سالفة اخوك‪.....‬يوسف‬


‫ونورة‪...‬مطولة ‪.....‬وزوجة ولدك حامل‪......‬وما نبي نطول‬
‫بالشهور‪.....‬ويطلع كًلم عليها‪.......‬فقلنا نسوي لهم حفلة بسيطة‬
‫ويجيبها هنا ونخلص‪....‬‬

‫ام سيف بقهر‪ :‬هللا ‪...‬هللا عليك‪...‬حل حلو‪....‬‬

‫ثم صرخت في وجه ابنها‪ :‬وهللا ما تطب رجلها في هالبيت‪......‬‬


‫قصي بنرفزة‪ :‬يمه‪........‬انتي شفتيها‪.....‬ورضيتي فيها‪....‬وش‬
‫غيّر يومنك عرفتي اني أصًل مزوجها‪.....‬‬

‫ام سيف بعصبية‪ :‬انت استغفلتني انت وابوك‪....‬وال حسبت لي‬


‫حساب‪...‬‬
‫وبغضب‪ :‬ومنو هذي اللي ترضى على نفسها تزوج مسيار غير‪...‬‬

‫قصي قاطعها وهو يشد على قبضة يديه ومغمض لعينيه‪ :‬ما فيه‬
‫اشرررررررررررررف من ُمهره يمه‪.........‬‬

‫سكتت هنا والدته ونظرت إليه ونظرت إلى زوجها ثم قالت‬


‫‪:‬اطلع برا‪.........‬‬
‫سيف هنا تدخل ‪ :‬يمه‪...‬‬
‫اشارت له‪ :‬انت ال تدّخل‪...‬‬

‫أبا سيف قال‪ :‬ماحد بيطلع برا يا نجًل‪....‬‬

‫سار خاف من ان تسوء االمور فقال ‪ :‬قصي تعال ‪...‬لم تهدأ‬


‫ج ّ‬

‫قصي سحب كتفه من أخيه وهو يقول ألمه‪ :‬يمه انتي راضية‬
‫عليها الحين شصار؟‪......‬اي تزوجتها‪......‬تزوجتها ‪......‬عشان‬
‫ماحد يدّخل فيني بعدها وحدد لي منو آخذ‪.......‬خذتها عشان ال‬
‫اصير مثل سسسسسسسيف‪.......‬‬

‫عزام هنا تحدث بحده‪ :‬قصييييييييييييييييي‪....‬‬

‫أبا سيف عقد حاجبيه‬


‫بينما نجًل ضمت شفتيها وانتقلت عيناها على سيف الذي يقف‬
‫بجانب قصي ويحدّق فيه كالمصدوم‬

‫قصي قال‪ :‬انا ما حبيت ُمهره‪.......‬وال خذتها عشان‬


‫احبها‪...‬خذتها ‪.....‬عنّد ألفكارك يا يمه‪.....‬باالخير حسيت نفسي‬
‫‪....‬اغرق‪.....‬وبغلط‪........‬بس الحمد هلل صحيت على نفسي‪......‬‬

‫بو سيف بعدم فهم‪ :‬شقول انت؟‬

‫سار نظر ألبيه ثم قصي‪ :‬قصي قلت لك امش‪....‬‬ ‫ج ّ‬


‫قصي ‪ :‬راح اطلع يا يمه‪....‬راح اطلع‪.......‬بس خاطري‬
‫‪....‬خاطري يجي يوم وتتقبلين فيه قراراتنا ‪.....‬بدل ما تفرضين‬
‫قرارك علينا‪......‬‬

‫ثم مشى لناحية الباب وخرج‬

‫بو سيف نظر لزوجته‪ :‬شقصده ولدك؟‬

‫صعقت من تفكير ابنها‪.....‬سكتت حتى االحرف جمدّت في‬ ‫ام سيف ُ‬


‫فاهها نظرت لسيف وعينيها غارقتين بالدموع‪....‬‬
‫تحدث سيف‪ :‬يبه ما يقصد شي‪......‬ولدك هذا هو ما تغير ال‬
‫عصب قال‪.....‬‬
‫قاطعه هنا بتذكر‪ :‬متى الجازي بترجع‪....‬‬
‫عزام فهم سياسة ابيه هنا وخشي على والدته فقال‪ :‬يمه تعالي‪....‬‬
‫ازدردت ريقها ومسحت على وجهها‬
‫ليردف سيف‪ :‬الحين خلنا في قصي‪....‬انا والجازي حطونا على‬
‫جنب‪....‬‬
‫بو سيف شعر انّ هناك امر ولكن ال يريد ان يطيل الوقوف‬
‫معهم‪...‬فأبا خالد من المؤكد اتصل عليه اآلن‬
‫لن يخلط الحابل بالنابل‬

‫ولكن أشار لهم بتهديد‪ :‬اقسم باهلل‪......‬لو سويتوا شي من وراي‬


‫من اآلن‪.....‬حسابكم عسير عندي‪.......‬‬

‫ثم قال لسيف‪ :‬وانت يا سيف‪.......‬انا شايل نفسي من سالفتك‬


‫عشان مصلحتك بس واضح‪...‬ال انت وال اخوانك‪...‬تعرفون‬
‫مصلحتكم ‪....‬كأنكم بزران‪...‬انتوا تغلطون وانا اصحح من وراكم‬
‫هاالغًلط‪....‬وامكم تاخذين بالصيحة والصراخ‪...‬وتلومني‪.....‬بس‬
‫اخلص من سالفة يوسف‪....‬التفت عليك‪....‬‬

‫ثم صعد لغرفته‬


‫بينما ام سيف نظرت لسيف الذي مسح على رأسه‬
‫ثم تحدث بنرفزة ‪ :‬اتصل على خوك‪...‬‬
‫سار بجدية‪ :‬تركه عنك‪....‬خله بس تهجد شياطينه بيرجع‪....‬‬‫ج ّ‬
‫بينما عزام اجبر والدته على الجلوس‬
‫وطبطب على ظهرها‬
‫بينما دموعها انسابت على خديها‬
‫فقال ‪ :‬يمه ال إال دموعك‪....‬ما عاش من ّ‬
‫ينزلها‪....‬‬
‫عضت على شفتيها ونظرت لسيف‪...‬شعر بها سيف‪.....‬وفهم هذه‬
‫النظرات فاقترب منها وامسك كفّي يديها وقبلهما‬
‫‪:‬يمه ال تحطين كًلم هالبزر براسك‪......‬‬
‫ام سيف ‪ :‬كًلمه صح يا يمه‪......‬‬
‫سيف بوجع‪ :‬ال يمه مو صح‪....‬هدي نفسك بس‪....‬‬
‫سار ذهب لناحية المطبخ لجلب الماء‬ ‫ج ّ‬
‫فقالت والدته ‪ :‬اسفه يا يمه‪.......‬لو ظلمتك‪...‬‬
‫سيف قبل جبينها ‪ :‬يمه‪...‬شالكًلم‪.......‬اهدي الحين ‪....‬وال‬
‫تفكرين ال بكًلم قصي‪...‬وال بغيره‪...‬‬
‫عزام نظر اليها‪ :‬يعني ما تعرفين قصي‪.....‬يمه‪.....‬‬
‫سار وهي تقول‪ :‬اتصلوا عليه خلوه‬ ‫ام سيف نهضت عند قدوم ج ّ‬
‫يرجع‪.......‬‬
‫سار اقترب منها‪ :‬يمه شربي لو اشوي‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫ام سيف هدأت ‪...‬وسكنت عواصفها بعد ضربة قصي بالحديث‬
‫عليها‪...‬‬
‫تنهدت‪ :‬مابي‪......‬بروح ارتاح‪...‬‬
‫ثم تو ّجهت لعتبات الدرج‬
‫سار بهمس‪ :‬ما كان المفروض ابوي يعلمها‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام ‪ :‬ما علمها إال على شان األوضاع‪....‬‬
‫سيف شد على جبينه‪ :‬اتصلوا على هالخبل‪...‬‬
‫سار جلس بالقرب منها‪ :‬ما راح يرد عليك‪....‬عطوه‬ ‫ج ّ‬
‫طاف‪....‬ولهدا بيجي‪....‬‬
‫عزام طبطب على كتف أخيه‪ :‬وانت ال تحط في خاطرك ‪......‬من‬
‫كًلمه‪........‬‬
‫سيف شبّك أصابع يديه مع بعضهما البعض‪ :‬امي اللي بتحطم مو‬
‫انا‪....‬‬
‫سار نظر اليه‬ ‫ج ّ‬
‫ثم قال بعد ان نهض‪ :‬اتصلوا عليه ال تنسون‪...‬‬
‫عزام ‪ :‬وانت وين رايح‪...‬‬
‫سيف‪ :‬المستشفى‪....‬عن اذنكم‬
‫ثم صعد لجناحه‬
‫سار بغضب‪ :‬حقيقي قصي جاب العيد في األولي والتالي‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام بهدوء‪ :‬دايم يجيب العيد‪.....‬مانكر امي كًلمها غلط‪....‬بس‬
‫هو بدل ما يخمد النار‪...‬زادها‪.....‬‬
‫سار ‪ :‬ها ما زلت مصر على الزواج؟‬ ‫ج ّ‬
‫بعيد‪.....‬هونا‪...‬‬
‫ّ‬ ‫عزام ضحك‪ :‬هههههههههههههه ال ال‪...‬بعّد‬
‫سار ‪ :‬هههههههههههههههههههههه تعقّد الولد‪......‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام ‪ :‬مو وقته الحين بعدين ‪...‬االوضاع حيل شابه ضو‪....‬‬

‫سار‪ :‬وال بعد سالفة خالي ‪....‬والكل صاير ‪....‬كبريت‪....‬‬ ‫ج ّ‬


‫عزام هز برأسه‪ :‬هللا يسر األمور‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُحرقة بقلبه واحراج‬
‫كان يتخ ّيل ردّت فعلها ولكن ليست على هذا النحو من عدم القبول‬
‫المبالغ فيه!‬
‫ظن انها ستحرقه ولكن ليست بهذه الطريقة‬
‫ويعلم جيّدًا أنّ ردّه عليها ‪ ،‬احرق فؤادها‪...‬‬
‫التهور‪ ،‬هذا الطيش‬
‫ّ‬ ‫ولكن ح اقا هو ال يعلم كيف انصاع وراء هذا‬
‫شوه‬‫‪....‬قرر ان يقترن بتلك الضعيفة ‪.....‬حتى به ّ‬‫ّ‬ ‫حتى به‬
‫براءتها‪...‬وسلب روحها في بداية األمر!‬
‫تطورت مشاعره ناحيتها ‪...‬حتى به ايقن انه لن‬ ‫ال يدري كيف ّ‬
‫يستطيع العيش بًلياها‬
‫لم ينوي حبها ولم ينوي ان يطول امر زواجه منها‬
‫ولكن كل شيء اصبح جميل في عينه بعدما استيقظ على نفسه‬
‫ولم يتردد في اصًلح األمر ابدًا!‬
‫حقاا هو مقتنع فيها‪....‬ح اقا اصبح عاشقها‪.....‬ال يريد من احد ان‬
‫يُفسد عليه كل هذه األمور‬
‫الحب‪....‬العشق‪....‬وربما ال ُهيام‪.....‬‬
‫سحب هاتفه ‪....‬اتصل عليها‬
‫بمرك‪....‬‬
‫اختصر حديثه‪ :‬جهزي نفسك ّ‬
‫واغلق الخط ‪...‬لم يُعطيها ُمهلة حتى في الرد‬
‫اغلقه ‪....‬وتوقف عند اإلشارة ‪....‬تن ّهد بضيق‬
‫مطوال بحديثه ‪.....‬مسح على وجهه احزن والدته‬ ‫ا‬ ‫فكّر‬
‫يعلم بذلك ‪...‬وربما ستخاصمه لفترة طويلة‬
‫وفي هذه األثناء من التفكير العميق اتصلت ُمهره ‪.....‬ولكن لم‬
‫يُجيب عليها‪.....‬انفتحت اإلشارة‬
‫لف يمينًا ‪....‬اكمل سيره ‪......‬ثم توقف عند منزل أبا محمد‪.....‬‬
‫اغمض عينيه ‪....‬ثم اتصل من جديد‬
‫فقالت‪ :‬قصي شفيك هللا يهديك ما ترد‪.....‬وشو الحين‬
‫بتجي؟‪...‬شصاير؟‬
‫قصي بنبرة هادئة‪ :‬طلعي انا عند الباب‪...‬‬
‫ُمهره نهضت من على السرير وبصدمة‪ :‬من جدّك قصي؟‬
‫قصي ‪ :‬ال طولين انا انتظر‪......‬‬
‫ثم اغلق‪....‬بينما ُمهره لن تنكر انّ األمر اسعدها فجدران هذا‬
‫المنزل يحتفظ بصدى بكاؤها المكبوت بين ثنايا صدرها!‬
‫تشعر باالختناق لم تتردد في الخروج له سحبت عباءتها ارتدتها‬
‫ً‬
‫اصًل‬ ‫تفرغ ما بداخلها‬ ‫سحبت الحقيبة التي لم ّ‬

‫ثم خرجت‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما قصي ‪....‬صادف ‪...‬ابا محمد قادم ‪.....‬خرج من السيارة‬
‫‪.....‬وباحترام شديد له‪...‬اقترب ثم قبّل رأسه‬
‫فقال أبا محمد بابتسامة‪ :‬يا هًل بوليدي‪.......‬تفضل تفضل‪.....‬‬
‫قصي اجبر نفسه على االبتسامة‪ :‬زاد فضلك‪....‬ال وهللا‬
‫مستعجل‪....‬جيت آخذ ُمهره وامشي‪....‬‬
‫بو محمد بتعجب‪ :‬تاخذها‪....‬‬
‫هز رأسه قصي‬
‫فضحك أبا محمد بخفة‪ :‬واضح بنت اخوي خذت عقلك كله‪.....‬‬
‫ابتسم قصي على مضض هنا‪....‬ثم خرجت ُمهره ‪.....‬والتفت‬
‫قصي لها‪...‬وتقدم ليأخذ الحقيبة منها‬
‫فقال أبا محمد‪ :‬دير بالك عليها يا قصي وانتبه للطريق‪...‬‬
‫بينما ُمهره ق ّبلت رأس عمها وسلمت عليه ثم‬
‫دخلت السيارة‬
‫وزفرت بصوت مسموع‬
‫على دخول قصي واغًلقه للباب‬
‫تحدثت ‪ :‬زين انك جيت‪.....‬حسيت راح اختنق‪...‬‬
‫قصي قبل أن يتحرك من أمام المنزل‪ :‬ليش احد زعلك‪...‬‬
‫ُمهره نظرت لعينيه‪ :‬ال ‪...‬بس اكره هالبيت ‪......‬احس‬
‫يذكرني‪......‬بكل شيء سيء صار لي‪...‬‬
‫قصي تفهم وضعها‬
‫وابتسم‪ :‬خًلص‪.....‬ما راح اجيبك هنا إال للزيارات بس‪.......‬وفي‬
‫خبر حلو‪...‬‬
‫ُمهره ابتسمت خلف نقابها‪ :‬وشو؟‬
‫قصي يحاول ان يتناسى ما حدث‪ :‬راح تملين من ريحة عطري من‬
‫اليوم‪....‬‬
‫ُمهره لم تفهم مغزاه ‪ :‬كيف؟‬
‫قصي بدأ بقيادة سيارته‪ :‬راح استقر معاك هالفترة في الشقة‪....‬‬
‫ُمهره شعرت بالفرح‪....‬والسعادة شعرت بحبه وصدق مشاعره‬
‫‪...‬ويو ًما عن يوم هو يثبت ذلك لها دون ان يشعر!‪...‬ولكن خشيت‬
‫انّ هناك امر يُخفيه عليها فقالت‪ :‬من جدك قصي؟‬
‫ابتسم والتفت عليها سري ًعا‪ :‬وهللا‪....‬وال ما تبيني؟‬
‫ُمهره ضحكت بخفة ‪ّ :‬إال‪.....‬بس ليش؟‪...‬كذا فجأة‪....‬‬
‫قصي بحديث متقصد ليحرجها‪ :‬اكتشفت ماقدر افارقك يا ُمهره‪...‬‬
‫ُمهره غاصت في حياؤها وقالت بعد ان ك ّحت مرتين‪ :‬انتبه‬
‫للطريق‪...‬‬
‫قصي هنا ضحك بخفة وفهم أنها تضيّع حياؤها بجملتها تلك ثم‬
‫بروح مطعم نتعشى‪......‬‬ ‫قال‪ّ :‬‬
‫ُمهره هزت رأسها برضى ‪...‬وقلبها بدأ يطمئن ‪...‬من وجود قصي‬
‫بحياتها‪....‬وعقلها بدأ يتقبل فكرة االقتران بها لألبد‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ال تعرف كيف تصف شعورها‪......‬بعد ان وقعت بجانب‬
‫اسمها‪.....‬بعد ان علمت انها ستكمل حياتها معه‪....‬تشعر‬
‫بالتسرع ولكن ‪....‬هي متيقنة من حبه‬ ‫ّ‬ ‫باالضطراب‪...‬تشعر‬
‫لها‪...‬هي لم ترى منه إال الخير‪....‬هو من وقف معها في السراء‬
‫والضراء‪...‬هو من أمأل عليها وحدتها وخوفها في بداية قدومها‬
‫إلى هنا ‪...‬لماذا اآلن تخاف منه؟‬
‫هل بسبب ما حدث لها؟‬
‫ربما نعم‪....‬‬
‫وقّع هو اآلخر اخذ طارق وثيقة الزواج‪.......‬ق ّبل والدها‬
‫رأسها‪......‬وابتسمت ‪...‬واختلج صوتها نبرة بكاء وهي ترد عليه‪:‬‬
‫هللا يبارك فيك‪....‬‬
‫كانت تتمنى ان يحتضنها‪....‬حقيقةً هو احتضنها ولكن ابتعد عنها‬
‫سريعًا ولكن تمنّت ان يطول احتضانه لها فهي بحاجة إلى هذا‬
‫الحضن ‪....‬بحاجة إلى هذا الحنان األبوي‪......‬شعرت لوهلة انها‬
‫ال تريد ان تكمل دراستها ال تريد ان ترتبط بطارق ّ‬
‫جًل ما تريده‬
‫البقاء بحضن والدها‪.....‬والنظر إلى وجهه الذي يبعث بداخلها‬
‫السًلم واالطمئنان ولكن لم يطول هذا االمر‪....‬‬
‫مشا بخطى متقاربة ‪......‬واقترب منها طارق ليهنّئها وقبّل جبينها‬
‫بهدوء‬
‫حتى ارتعشت من قُبلته خوفًا‪....‬اجل خو ًفا من الحياة الجديدة الذي‬
‫دخلت فيها بًل مقدمات‪....‬وبًل تخطيط‪....‬‬
‫تشعر باضطراب مشاعرها على هذه األثناء من الفرح!‬
‫وخالجتها نبرة البكاء اكثر حينما ركبا السيارة ‪....‬وسقطت‬
‫انظارها على السائق‬
‫حقيقةً كان ُمراد هو من يقود ولكن هي ال تعرفه وال تعرف من‬
‫يكون؟‬
‫لم تتردد في ان تبادر بعد ذلك من احتضان والدها من ناحيته‬
‫اليسرى وضعت رأسها على صدره‬
‫بينما طارق ركب في المقعد األمامي‬
‫وقاد ُمراد السيارة لناحية المطار‬
‫ال تدري كم مضى من الوقت ربما ربع ساعة‬
‫وهي تحتضنه وهو يطبطب على كتفها بهدوء‬
‫تمنّت لو يداعب شعرها ولكن تذكرت انها التزمت في ارتداء‬
‫الحجاب ‪......‬ارتدته باقتناع‪......‬ودون تردد‪....‬تشعر انه يحميها‬
‫ال تدري لماذا ولكن هكذا اتاها الشعور!‬
‫تنهدت واغمضت عينيها ودّت لو تطول المسافات اكثر لكي تختفي‬
‫عن هذا الوجود في احضانه‬
‫نزلت دموعها‬
‫ال تريد منه العودة للكويت‬
‫ال تريد ان تفقد هذا الحضن‬
‫هذا الدفء‬
‫وكل هذه الطمأنينة‬
‫ولكن فجأة توقفت السيارة وتوقف قلبها‪....‬‬
‫رفعت نفسها من على صدره نظرت لعينيه‬
‫كان جامد‪.....‬تزيّن وجه ابتسامة‪.....‬عجزت عن‬
‫تفسيرها‪.....‬بينما هو حقاا متأثر من كل شيء حدث لها‪ِ...‬شعر‬
‫مقصرا في حقها‪....‬التمس حبها له‬ ‫ا‬ ‫بالخوف عليها ‪....‬شعر انه‬
‫وكأنه والدها الحقيقي‪...‬ولكن هذا ما تشعر به‬
‫فهي ال تظن يو ًما انه ليس والدها!‬
‫هذا والدها الحقيقي اجل‬
‫هذا هو ‪......‬كيف لها ان تعرف انه ليس هو‪...‬بل خدعة لفقوها‬
‫‪......‬لمحي الفضيحة!‬
‫ق ّبل جبينها ثم قال‪ :‬يًل بابا‪....‬‬
‫هزت رأسها وفتحت الباب خرجت معه‪....‬‬ ‫ّ‬
‫ونزل هنا ُمراد وطارق‪...‬وكان هُناك ‪......‬سيارة سوداء مضللة‬
‫‪.....‬انفتح باب السحب‪.....‬تن ّهد ‪....‬ثم ضغط على الزر الصغير‬
‫ليتحرك الكرسي ‪...‬ويخرج من الباب بسهولة‪...‬فتلك السيارة‬
‫مخصصة له ولحالته‪.....‬نزل دون ان يمد يده للمساعدة‬
‫لمحه ُمراد والذي هز برأسه له ان كل شيء انتهى وكل شي‬
‫بخير‪....‬‬
‫ثم سقطت عيناه على ابنته‪...‬دو ًما ما يراها من خًلل‬
‫الصور‪.....‬وفيديوهات قصيرة الدقيقة الواحدة حتّى!‪......‬لم يراها‬
‫على الطبيعة ابدًا‪.....‬رآها كيف تحتضن والدها وتشد على خصره‬
‫وكأنها تخبره‬
‫(ال تروح بعيد عني)‪.....‬تبعهم ‪.....‬إلى ان دخلوا المطار‬
‫شعرت باالضطراب‪....‬شعرت بالخوف‪...‬شعرت بالوحدة ‪....‬تريد‬
‫العودة للكويت‪...‬ما حدث لها‪..‬صع ًبا ‪....‬واراضي هذه الدولة‬
‫تذكّرها بكل شيء‪...‬تريد العودة اآلن‪....‬‬
‫فاجأت ابيها بعد ان اعترضت‬
‫طريقة‬
‫احتضنته ‪....‬و ُمراد هنا ازدرد ريقه‬
‫بينما طارق شعر بالتوتر من صوت بكاؤها‬
‫وجورج لم يرمش ابدًا ولم يزحزح ناظريه عنها‬
‫شدّت على مشاري بيدها باكية‪ :‬تكفى اخذني‬
‫معاك‪....‬يبه‪.....‬تكفى‪...‬‬

‫مشاري ‪.....‬ال يدري ماذا يقول‪...‬يشعر انه ندم حينما وافقها على‬
‫االبتعاث‪....‬شعر انه ال يقل حقارة عن ابيها بالتخلي عنها‪...‬شدّها‬
‫إليه‪...‬واخذ يطبطب على ظهرها ويمسح عليه ‪....‬وهنا ارتجفت‬
‫ومصرة على العودة‬
‫ّ‬ ‫‪...‬من حنيّته‪ .....‬شدت عليه اكثر باكية‬
‫معه‪........‬‬
‫وسمعوا النداء األخير للرحلة‬
‫فابعدها عنه ً‬
‫قائًل‪ :‬ايًلف يبه‪.......‬كملي‬
‫اختباراتج‪....‬ورجعي‪.....‬ال ترجعين وتتركين كل شي‬
‫بالنص‪....‬هانت وانا بوك‪....‬كلها كم شهر‪...‬‬
‫هزت رأسها كالطفل‪.......‬شهقت ‪...‬وهي تمسح دموعها‬ ‫ّ‬
‫باضطراب رجفة أصابع يدها‪ :‬تكفى خذني‪.....‬مابي أعيش اهنيه‬
‫أخاف‪....‬‬
‫طارق اوجعت قلبه‪....‬فهمها ال تشعر باألمان بعد ما حدث لها‪...‬‬
‫بينما ُمراد قال‪ :‬مشاري نادوا على الرحلة‬
‫‪....‬غص في بكاء ال يستطيع ذرفه ابدًا!‬
‫ّ‬ ‫جورج‬

‫طوق وجه ايًلف ق ّبل جبينها من‬


‫مشاري نظر إلى مراد هز رأسه ّ‬
‫جديد‬
‫‪:‬طارق معاج ال تخافين واوعدج كل يوم اتصل عليج‪...‬‬
‫هزت رأسها برفض كالطفل الخائف‬ ‫ايًلف وكأنّ حصونها هُدمت ّ‬
‫‪....‬ثم قالت بين شهقة وأخرى‪ :‬قلتها لي من قبل‪...‬وال سمعت‬
‫حسك اال بعد اللي صار‪...‬‬

‫تعاتبه ‪.......‬تزيد من وجع ضميره‪...‬‬


‫احتضنها وشعر بالضعف‬
‫طارق نظر ل ُمراد ومراد نظر لجورج الذي احتقن وجهه بمعالم‬
‫حزينة‪....‬كان بعيد عنهم ولكن قريب منهم بحيث ال يشعران به!‬
‫معادلة اختلقها من نفسه ظناا منه انه يحميها هكذا!‬

‫مراد اقترب ‪....‬طبطب على كتف مشاري‪ :‬يًل مشاري‪....‬‬


‫شدّت على والدها اكثر هنا‪.......‬تحدثت وهي مغمضة لعينيها‪ :‬ال‬
‫تروح تكفى يبه‪...‬ال تروح‪.......‬اخاف اضيع لرحت تكفى‪...‬‬
‫حز في خاطره حديثها‪.....‬طبطب على ظهرها ‪....‬وشدّها‬ ‫مشاري ّ‬
‫اليه ‪......‬ثم ابعدها وهو يمسك بكفي يدها قبلهما ثم‬
‫قال بنبرة حانية‪ :‬راجع لج يا بوج‪....‬راجع‪....‬‬
‫ثم التفت على طارق سريعًا بوجه محمر ودموع تسربت إلى لحيته‬
‫‪ :‬دير بالك عليها يا طارق‪....‬تراها امانة عندك‪.....‬‬
‫هز طارق رأسه ‪...‬بهدوء ثم اقترب منها‪.....‬‬
‫وكاد مشاري يمشي عنها ولكن شدّت على طرف بذلته‬
‫ورمشت إلى ان انسابت الدموع من عينيها‪ :‬تكفى ال تروح‪...‬‬
‫ُمراد شعر االمر سيطول‬
‫فسحب يدها من بذلة والدها ووقف كالحاجز بينها وبين مشاري‬
‫وهمس سريعًا‪ :‬امش‪......‬يًل‪....‬‬
‫مشاري نظر إلى مراد ومراد فهم نظراته هز رأسه وكأنه‬
‫يقول(بصير بخير)‬
‫نظر إليها وهي تحاول الوصول اليه ولكن طارق اتى من خلفها‬
‫واحتضنها وهي تبكي ‪.....‬وتكرر‬
‫‪:‬يييييييبه‪....‬‬
‫جورج أشار للحارس ان يعطيه نظارته فأعطاه إياها‬
‫وارتدها شعر انه سيبكي في أي لحظة‪....‬‬
‫لذلك حركّ كرسيه وتبعوه الحرس من خلفه‬
‫بينما ايًلف انهارت باكية‬
‫وطارق شدها إليه يحاول تهدئتها‪ُ ...‬مراد ساعد طارق في مسك‬
‫ايًلف ‪....‬للخروج من المطار فهي لفتت انظار الجميع اليهم‬
‫ً‬
‫كامًل على جزئها السفلي‬ ‫‪......‬ولكن ايًلف كانت تضع ثقلها‬
‫لتبطئ من حركتهما‪....‬فتحدث بحنان‬
‫طارق‪ :‬ايًلف خلينا نمشي‪.....‬كلها كم شهر وحنا رادين‬
‫الكويت‪....‬‬
‫بينما ايًلف ضربته وحاولت التفلت منه ولكن ط ّبق ُمراد على‬
‫جسدها الضئيل‬
‫وهي تكرر‪ :‬خلوني اروح ويا ابوي‪......‬خلوني‪.....‬‬
‫احتضنها بقوة ُمراد من جانبها األيمن ‪.....‬وثبّت يديها بيديه‬
‫بلطف‪...‬‬
‫طارق لم يرد على فعلته ولكن سكت يريد ان يصل الى السيارة‬
‫ليهدّئها ‪.....‬فانهيارها هذا اخافه‪...‬وجعل عقله يتوقف عن التفكير‬
‫والتصرف‪....‬‬
‫وبعد ان وصًل فتح طارق الباب سري ًعا وبخفة ُمراد ادخلها الى‬
‫السيارة مجبوره!‬
‫فدخل طارق واحتضنها اليه وهو يقول‪ :‬اششش‪....‬ايًلف اهدي‬
‫تكفين‪....‬هدي‪....‬‬
‫ايًلف استسلمت ما بين يديه وهي تشهق‪ :‬ابي ابوي‬
‫ُمراد بدأ بالقيادة‬
‫ثم قال‪ :‬الزم نوديها المستشفى ‪...‬علمود يعطونها مهدأ‬
‫طارق بخوف عليها ‪ :‬انزين اسرع‬
‫ايًلف بدأت تهذي ‪ ،‬وتكرر تريد والدها بصرخة وأخرى بشهقة‬
‫‪...‬وهو يشد عليها‪.....‬ويحاول التخفيف عنها إال انها تزداد‬
‫بحركاتها العشوائية تريد الخروج من السيارة وتلحق بوالدها!‬

‫شعر هنا طارق ‪...‬بوجعها ‪......‬بخوفها‪....‬بنفورها من هذا‬


‫البلد‪.......‬ازدرد ريقه‪....‬لم يعتاد ان يراها على هذا النحو‪....‬‬
‫احتضن رأسها إلى صدره‬
‫واغمض عينيه وبهدوء اخذ يرتّل آيات قرآنية من سورة‬
‫البقرة‪.......‬شعر بالخجل من نفسه وهو يقرأ اآليات وهو هاجرها‬
‫ً‬
‫اصًل كيف تذكرها اآلن!‬ ‫ُمنذ سنوات طويلة! ال يدري‬
‫شعر قلبه يرتجف ويتخبط بداخله ولكن استمر في الترتيل‪...‬‬
‫طوق جسدها‪......‬واخذ يرتل بصوت اعلى بعد ان شعر‬ ‫ثم ّ‬
‫بمحاولتها بالنهوض من حضنه من جديد‬

‫بينما مراد شعر بالتأثر من ترتيل طارق بصوته الشجي‪.....‬ومن‬


‫بكاء ابنت أخيه‪...‬شعر بالكره ‪....‬لحياتهم السوداء‪....‬ولباسهم‬
‫األسود‪.....‬والمتخفي خلف نواياهم العقيمة‪......‬شعر انّ جورج‬
‫أخيه خسر كل شيء‪....‬خسر‬
‫ابنته‪....‬حبه‪......‬ماله‪...‬صحته‪....‬خسر كل شيء‪....‬وال يستطيع‬
‫استعادة جزء بسيط من هذه األشياء حتى ابنته‪......‬فهي محبه‬
‫ألبيها مشاري وتراه طوق نجاتها‪.........‬‬
‫حقاا عليهم ان يحمونها من معرفة الحقائق وإال ستنهدم‬
‫يجب أال تعرف بالحقائق لكي ال يضيع حبها ألبيها مشاري في‬
‫الريّاح المسممة!‬
‫زاد سرعته متج ًها للمستشفى ‪......‬وقلبه يخفق بقوة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تشعر باالضطراب وعدم األمان من تكرر صورتها وهي في‬
‫المستشفى في بالها‪....‬تشعر بالخوف‪....‬من موجة قاتلة لقبلها‬
‫خائفة منها‪.....‬خائفة من ان ينكشف الستار وتخسر كل‬
‫شيء‪.....‬االفضل اال ينكشف شيء‪....‬حتى ال تخسر زوجها وال‬
‫أبناؤها‪.....‬حتى ايًلف!‬
‫إن انكشف االمر ستكرهها ولن تظفر بها‬
‫وأولهم هي‬‫سيلومها الجميع ّ‬
‫سيقتلونها بالعتاب والعقاب‪.....‬سيدمون جراحاتها التي تعبت‬
‫وهي تداويها‪......‬سينقلب على رأسها كل شيء‪....‬لذلك هي تتمنّى‬
‫موتها ليعم السًلم ‪.....‬ويبقى ما في الذاكرة كذكرى ‪....‬قابلة‬
‫للنسيان‪....‬‬
‫لن تنكر‪.....‬انها احبتها حينما وضعوها على صدرها بعد ان‬
‫انجبتها على صخرة القساوة من الحياة‪.....‬‬
‫مطولة حينما اعطتها‬ ‫ّ‬ ‫لن تنكر انها اشتاقت لها فترة‬
‫ليذكرها‬
‫ّ‬ ‫لجورج‪....‬وبكت الف مرة حينما يدر صدرها بالحليب‬
‫بها‪....‬‬
‫لن تنكر انها بقيت لفترة تشتم رائحة مًلبسها الصغيرة وتجن‬
‫لتحتضنها الجدران‪....‬‬
‫لن تنكر ولن تنسى محاوالتها في نسيانها لألبد‬
‫حتى بها استبدلت حبها وعذاب اشتياقها لها‬
‫بالكره وتمني الموت!‬
‫ست قلبها ‪.....‬بعد ان تذكّر نفسها بأنها ابنت ابيها‬ ‫ق ّ‬
‫جورج الذي خدعها‪....‬وجعلها تغرق في أمواج خداع حبه‬
‫الشقي‪....‬‬
‫كرهتها ‪...‬وتمنّت موتها لتعيش‪...‬فهي ترى األمر انها مظلومة‬
‫‪......‬‬
‫انظلمت بسبب سذاجتها ‪......‬وتفكيرها آنذاك‪....‬‬
‫وايًلف ما هي اال ثمرة لهذه السذاجة!‬
‫ال تريد من هذه الثمرة النضوج اكثر‪.....‬ال تريد ان تتعفّن يو ًما‬
‫وتنتشر رائحتها لجلب العقاب‪.....‬‬
‫لن تتنازل عن تمني الموت لها‪.....‬ولن تتنازل من حماية نفسها‬
‫من ذكريات الماضي‪.....‬‬
‫قررت هذه الفترة السفر‪....‬واالبتعاد ‪...‬مع زوجها‪....‬اخبرته انها‬
‫متعبة ‪....‬وتريد ان تخرج في رحلة سفر لًلستجمام‪.....‬‬
‫امرا حجز لهما تذاكر‬
‫ولم يرفض لها ً‬
‫للسفر للمالديف لمدة أسبوعين‬
‫تريد ان تبتعد عن حصة واجوائها الكئيبة‬
‫تريد اال تستمع لها لكي ال تخضع لها بمشاعر امومة قتلتها منذ‬
‫سنين بداخلها‬
‫استيقظت من موج افكارها على صوت زوجها وهو يقول‪ :‬دالل‬
‫حياتي تأخرتي يًل‪...‬عاد ‪....‬خلينا نطلع‪....‬‬
‫دالل أغلقت سحاب الجاكيت على جسدها ثم سحبت حقيبتها‪ :‬كاني‬
‫يايه‪....‬‬
‫ثم هربت من أفكار كادت ان تتمكن منها ولكن قتلتها بكره شديد!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أصبحت كالجسد ِبًل روح‪...‬هذه اال ّيام التي تمر بها حزينة وجدًا‬
‫كل شيء انكشف امام عينيها ببرود‬
‫كل شيء اخذ يدق قلبها وذاكرتها وكأنّه امر طبيعي معتادة عليه‬
‫هي اعتادت على كل األشياء إال الخذالن‬
‫شعرت بالكره للجميع‬
‫امير وديانا ويوسف‬
‫الكل‬
‫‪ ....‬تشعر باإلحباط من حياتها‪...‬كلما قالت األمور بدأت تتسهل‬
‫‪...‬بل بالعكس تتصعب عليها‪....‬هي قادرة على تقبل كل شي ولكن‬
‫من ‪...‬الصعب عليها ان تتقبل خذالنها من الجميع حتى تحت‬
‫مس ّمى الحماية‬
‫ومسمى ال ُحب!‬

‫تلوم يوسف وبشدّة كيف اقتنع بحديثهما؟ كيف تخلّى عنها بكل‬
‫مجاال الستيعاب األمور‬‫ً‬ ‫بساطة ‪....‬لماذا لم يُعطي نفسه‬
‫لماذا لم يتم ّهل؟‬
‫هل اوجعته الخيانة ‪ ،‬هل اماتت قلبه لهذه الدرجة؟‬
‫ماذا فعلت به ديانا؟‬
‫تعزه وتحبه من أعماق أعماق قلبك‬ ‫الخيانة من شخص ّ‬
‫ستكون موجعة وعواقبها لم تتمناها يو ًما!‬
‫هل اوجعت ديانا قلبك يا يوسف؟‬
‫هل كان ُحبك لها صادقًا؟‬
‫يوسف تركها لكي ال يتذكر خيانة زوجته‬
‫وديانا اخذتها منه بحجة حبها لها‬
‫وهي عاشت في مسافات انانيتهما‬
‫طوقت عنقها بعنف‬ ‫من مشاعرهما التي ّ‬
‫وتد ّخل أمير في حياتها ‪.....‬وشعوره بالخوف عليها‪.....‬وتعامله‬
‫معها وكأنها ابنته‪........‬وحبه ‪....‬كانت تشعر بحبه ‪....‬ولكن لم‬
‫يكمل صورته الحسنة التي ال تستطع ان تعترف بها يو ًما‬
‫هدم كيان هذه الصورة حينما ادركت كذبه عليها‬
‫وهو يكرر‬
‫يوسف ال يريدك‬
‫هو من زرع كرهها ليوسف‬
‫وهو من ساعد ديانا في العصيان!‬
‫ال تغفر لهذا وال هذاك‬
‫ال تستطيع ان تغفر لهم‬
‫اما ذنب ديانا بالنسبة اليها عظيم‪....‬لم تض ّحي بها بل ض ّحت‬
‫بيوسف‪.....‬ال تدري لماذا‪.....‬ربما بسبب حبها الجنوني‬
‫ألمير‪....‬فهي لن تنسى انها ض ّحت بها لتقضي شهر عسلها‬
‫معه‪...‬ولكن عادت لها من جديد‪....‬ولكن يوسف ‪....‬لم يفعل شيء‬
‫بأبوته!‬
‫‪...‬لم يبادر ليشعرها ّ‬
‫لماذا؟‬
‫هل بسبب تلك التحاليل وزيفها؟‬
‫جنّت هزت رأسها‬
‫ال تعرف كيف تهدّأ عقلها وتوقفه عن التفكير‪.....‬بالكاد درجة‬
‫حرارتها انخفضت ‪.......‬بالكاد أنفاسها انتظمت‪...‬‬
‫ولكن رجفتها لم تزول‪.....‬وعقلها لم يتوقف ابدًا عن التفكير‪....‬‬
‫تنظر للنور البسيط الذي يتسلل الغرفة من تحت الباب‪......‬تحدّق‬
‫به‪......‬وتتمنى لو يُنير جانبًا من حياتها ولو بشكل البسيط‪......‬‬
‫استلقت على ظهرها‪....‬تذكرت أمور كثيرة‬
‫‪...‬منها‪....‬ابنتها‪....‬واحتضانها لساقيها‪...‬شعرت برعشة تتسلل‬
‫ألطراف جسدها‪....‬ورجفة شفتيها؟‬
‫تساءلت كيف استطاعوا ابعادها عنها؟‬
‫كيف فكروا هكذا؟‬
‫وضعت يداها على بطنها واخذت تتحسس‬
‫تشعر بها اآلن ‪...‬تمكث بداخلها‪....‬تتحرك بعشوائية‪.....‬سندرا‬
‫كانت كثيرة الحركة في بطن والدتها ‪....‬وهذا االمر كان يؤنس‬
‫وحشة نور ‪....‬ولكن لم تُظهر لهم ذلك‪...‬دو ًما ما تظهر لهم كرهها‬
‫لها‪.....‬‬
‫هل هي السبب في ابعاد ابنتها عنها؟‬
‫شدّت على بطنها‪.....‬تذكرت حينما شعرت بالمخاض‪....‬شعرت‬
‫طع جسدها‪....‬وتسارع أنفاسها‪....‬شعرت بعدم قدرتها على‬ ‫بتق ّ‬
‫االستلقاء والجلوس وحتى الوقوف!‬
‫تمنّت الموت‪.....‬بكت بصوت عا ٍل تستنجد للخًلص من‬
‫المها‪.....‬تذكرت وجه والدتها ‪...‬وخوفها عليها‪...‬تذكرت‬
‫صرختها‪...‬ثم اغمائها‪....‬وبعدها جلوسها‪.....‬متعبة‪...‬‬
‫تذكرت حينما اخبروها انّ الطفلة توفيت!‬
‫لم تبكي بجانبهما‪.....‬بكت في ظلمة تُشابه ظلمتها اآلن‪...‬بكت‬
‫‪......‬وكرهت ابنتها التي لم تبقى معها‪....‬بكت‪......‬وكرهت حبها‬
‫الذي جعلها تعتصر ال ًما جسد ايا ومعنو ايا‪......‬‬
‫بكت ‪......‬بًل صوت‪.....‬وبعنين تحدقان بالسقف‬
‫تتساءل من هو المسؤول األول عن حالتها ؟‬
‫اسالة تطرق رأسها‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫واجوبتها في ظًلم دامس ال تريده‬
‫تنهدّت ‪.....‬وحينما سمعت طرق حذاء احدهم‬
‫اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم‬
‫انفتح الباب‪.....‬كانت الساعة تشير الى الثانية عشر من منتصف‬
‫اليل‪....‬‬
‫اقترب منها ‪......‬نظر لوجهها لبقايا دموعها‪......‬لتنهدها اثر‬
‫ّ‬
‫الطويل‪......‬هز رأسه بأسى وانحنى‬ ‫البكاء‬
‫ليضع يده اليسرى على جبينها‬
‫شعر انّ حرارتها انخفضت‪.....‬‬
‫جلس على طرف السرير‬
‫تحدث كالهمس‪ :‬ما بتستاهلي كل شي عم يصير إلك يا‬
‫نور‪......‬وهللا ما تستاهلي‪.....‬‬
‫ثم نهض‪.....‬وهي سمعته ‪......‬وسمعت تنهيداته‪....‬هذا‬
‫الرجل‪....‬الرجل المنقذ بالنسبة لها‪...‬ولكن اوجعها حينما سلّم‬
‫جوازها ألمير‪.....‬ولكن تشكره من داخلها آالفا من المرات على‬
‫قبوله في طلبها حينما طلبته في ابعادها عن الجميع‪....‬‬
‫اغلق الباب‬
‫وفتحت عيناها ‪.....‬حدّقت للنافذة ‪......‬ثم جلست على طرف‬
‫السرير ‪ِ....‬وتدلت رجًلها ‪...‬لتضرب اطراف قدمها بهدوء على‬
‫األرض الباردة‪......‬حدّقت بًل ملل‪...‬تريد شيئ ًا ‪....‬يخفف من وطء‬
‫قليًل‪.....‬تريد الهروب‪....‬من‬‫ما حدث لها‪...‬تريد ان تشعر بالراحة ً‬
‫جسدها‪...‬ال من األرض ‪....‬ال من المكان!‬
‫فهي تجزم ما إن تهرب سيًلقيها أمير‪....‬والجميع‪...‬لذلك لن تتعب‬
‫نفسها‪.....‬لن تهرب ولكن ستهرب بعقلها نهضت‬
‫واقتربت من النافذة ‪......‬النافذة التي تطل على الحقل الخلفي من‬
‫المنزل‪....‬النافذة التي ال تمتلك اسوار حديدية محكّمة‪.....‬فكرت‪....‬‬
‫ثم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طرق الباب بشكل خفيف‪.....‬التفتت هنا‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما في صالة المنزل أتت صوفيا لتفتح الباب ولكن أشار لها‬
‫ماكس‬
‫(مترجم)‪ :‬صوفيا اذهبي ونامي‪...‬انا سأفتح الباب‪...‬‬

‫هزت رأسها ‪....‬حقيقةً تشعر بالتعب ‪...‬بعد الجهد الذي بذلته في‬
‫مساعدة نور في االستحمام‪...‬واللبس‪...‬واالكل ومراقبة‬
‫حرارتها‪....‬تشعر انها فقدت طاقتها ما بين طبخ‬
‫ورعايتها‪.....‬وتنظيف المنزل‪....‬لذلك دخلت الغرفة المخصصة لها‬
‫وأقفلت عليها الباب‪....‬‬
‫بينما ماكس‪...‬تو ّجه لناحية الباب‪......‬ظن ان احد الحرس‬
‫الخاصين بأمير أتوا لجلب الطعام الذي طلبه منهم ‪.......‬ولكن‬
‫ال‪....‬فتح الباب‬
‫وصعق‬
‫تحدث بصوت تسرب لمسامع نور الذي هبط صدرها بخوف‪:‬‬
‫أميييييير؟‬
‫أمير دخل واغلق الباب ثم أشار لماكس‬
‫ليتبعه‬
‫ولكن ماكس خشي من ان تصحى نور وتحدث ضجة‬
‫فقال‪ :‬أمير دخيل هللا ‪......‬روح من هون ال تجلس نور‪....‬وتوجعك‬
‫بالحكي‪..‬وتوجع نفسها‪....‬‬
‫أمير نظر لماكس لحيرته وارتباكه‬
‫‪:‬ابي اشوفها ئلبي‪....‬حاسس انها تعبانه كتير‪....‬عجزت انام يا‬
‫ماكس‪.....‬بدي شوف بنتي‬

‫أغلقت عينيها هنا وسقطت دموع ثقيلة على خديها على كلمة‬
‫(بنتي)‬
‫تعلم أمير يحبها‪...‬يعزها ‪....‬يعتبرها مثل ابنته‪.....‬تحمل كلماتها‬
‫القاسية في ذلك الوقت ‪.......‬تحمل كلماتها البذيئة‬
‫‪......‬وتصرفاتها المتهورة والطائشة‪....‬كان دو ًما ما يسحبها من‬
‫أيادي والدتها حينما تضربها‪....‬يطبطب عليها بعد ان يقسي‬
‫عليها‪.......‬يعتذر لها بتصرفات ابويّة حاولت تُظهر انها‬
‫تكرهها‪.....‬‬
‫تنفست بصوت مسموع‪.....‬تشعر بالخوف‪.....‬تشعر‬
‫باالضطراب‪.....‬‬

‫سمعت ماكس‪ :‬هيّا نايمة‪.......‬وبخير‪...‬‬


‫أمير تقدم وهو يقول‪ :‬خليني اشوفها‪...‬‬
‫نور تداركت االمر ركضت لناحية السرير ‪......‬استلقت عليه‬
‫‪...‬وتظاهرت بالنوم من جديد‪.....‬‬

‫ماكس شعر بأمير‪...‬شعر بحزنه‪....‬وبضيقة ‪...‬اشار له على‬


‫غرفتها‪.....‬مسح هنا امير دموعه ومشى بهدوء‪.....‬وتبعه‬
‫ماكس‪.......‬‬
‫وضع امير يده على مقبص الباب‬
‫وشدّت نور على قبضة يديها وعينيها ‪....‬تحاول ان تسيطر على‬
‫تسارع نبضات قلبها الهائج بخوف‪.....‬وتنفسها المتسارع بحيرة‬
‫األمر!‬

‫تسلل النور الى الغرفة وترك الباب امير مفتو ًحا ‪.....‬دخل‬
‫‪.....‬وماكس تبعه واشعل االنارة الخافتة ليمكن أمير من‬
‫رؤيتها‪....‬‬
‫مشى امير وعينيه على الجسد المستلقي على السرير بًل حول وال‬
‫قوة‬
‫بينما هي كانت تشعر به يقترب‪....‬تشعر به‪....‬تريد ان يقترب‬
‫اكثر‪...‬يحتضنها‪...‬يخفف عنها ‪....‬ولو بشيء قليل‪...‬ولو كان هو‬
‫سبب اوجاعها‪....‬هي اعتادت على ان تحتضن مسببي اوجاعها‬
‫‪...‬تقسم انها اعتادت‪.....‬تريد ان يقترب‪...‬ليلملم شتاتها‪....‬لتشتم‬
‫ابوته ‪.....‬تريده ‪...‬هي بحاجة اليه ‪.....‬بحاجة الى‬
‫رائحة ّ‬
‫حضنه‪.....‬‬
‫شعرت بجلوسه على طرف السرير‬

‫ماكس تقدم ‪.....‬ونظر الى سكون الغرفة‪...‬‬


‫بينما امير‪....‬رفع يده ‪...‬بتردد كبير‪.....‬مررها على شعرها‬
‫المبعثر على الوسادة‪......‬بهدوء‬
‫نور كتمت أنفاسها ً‬
‫قليًل‬
‫تحدث امير كالهمس‪ :‬سامحيني‪......‬‬

‫تسللت رجفة الى جسدها‪......‬شعرت بانكساره ‪...‬وبنبرة‬


‫بكاؤه‪....‬شعرت بحزنه‪.....‬وبوجعه ولكن اوجاعها مضاعفة منه‬
‫ومن الجميع!‬

‫شعرت انه يقترب منها اكثر‬


‫ويسحب كف يدها اليمنى ويقبلها‪.....‬‬
‫ليكمل‪ :‬كنا بنظن باللي ساويناه راح نحميك يا نور‪.....‬راح نخليك‬
‫تعيشي بسعادة لكن ظنونا ‪.....‬وصلتنا لهون!‬
‫قبّل اصبعا االبهام ثم السبابة ‪....‬وشعرت برطوبة على باطن‬
‫كفها‪...‬وادركت هنا انّ هذه دموعه‪....‬‬
‫ماكس تكتف وازدرد ريقه وشتت ناظريه عنه حينما رأى امير‬
‫يبكي‪.....‬‬
‫وهو يقول‪ :‬وهللا لم اكرهك في يوسف‪.....‬ألني كنت خايف تروحي‬
‫مني‪...‬مو بس عشان ا ّمك بدها ياكي‪...‬ال انا ما بئدر اتخلّى عنكي‬
‫يا بنتي‪...‬‬
‫قبّل اصبعها البنصر ثم شهق بصوت واطي‪ :‬بس ما انكر انني‬
‫أناني‪.....‬‬
‫ترك يدها‪....‬وشعرت انها ستنهض وتنهار في احضانه باكية‪....‬‬
‫ً‬
‫مجاال‪......‬ابدًا‪......‬شعرت انه ينحني ليصل‬ ‫ولكن لم يترك لها‬
‫لمستوى جسدها على الفراش‪...‬واهداها قبلة اعتذار‪......‬على‬
‫جبينها وما بين عينيها‪........‬‬
‫ثم همس من جديد‪ :‬سامحيني‪....‬‬
‫ثم سمعت طرق نعليه وهو يبتعد عنها ويخرج‪.......‬‬
‫شعرت بإطفاء اإلنارة ‪...‬ليعم الظًلم من جديد‪....‬‬
‫فتحت عيناها ‪......‬وضعت يداها على فمها كممت فمها لتبكي‬
‫‪.....‬بجنون‪....‬ذرفت دموع كثيرة‪....‬رجف جسدها‪.....‬وقلبها في‬
‫اآلن نفسه‪...‬نهضت ‪...‬وكادت تتعثر ولكن تمسكت بالجدار‬
‫واسندت رأسها عليه‬
‫وسمعت‬
‫‪:‬يوسف ‪....‬ابوها لنور‪...‬راح يجي بكرا لهون‪.......‬‬
‫ماكس بفجعة‪ :‬شوووووووو؟‬

‫نور ضاقت أنفاسها‪.....‬لم تتخيّل ان ترى والدها بعد كل هذه‬


‫االعترافات ‪.....‬هي على غير استعداد‪.....‬هي اآلن ميّته كيف‬
‫تراه‪.....‬كيف؟‪...‬هل ستسامحه‪....‬هل ستخضع له حينما يقول لها‬
‫سنعود للبًلد‬
‫هزت رأسها بًل‪.....‬‬
‫وسمعت أمير‪ :‬عمها لنور‪...‬أجاني اليوم‪...‬وحكيتوا عن كل‬
‫شي‪...‬وئلت إلوا انا خسرت نور‪....‬وخايف اخسرها بشكل‬
‫أبدي‪...‬فًلزم يوسف يجي‪....‬ووقف األمور لهون ‪...‬ئبل ما تسيء‬
‫ماكس ‪ :‬الال امير‪.....‬نور هأل ما بتتحمل صدمة جديدة‪....‬شو‬
‫تشوف بيّا ما بيّا‪.....‬وهللا راح تموتوها للبنت‪....‬أمير‪...‬‬
‫ربت أمير على كتف ماكس ‪ :‬مهمتك تخبرها‪...‬وراح كون هون‬
‫الصباح‪......‬تصبح على خير‪....‬‬
‫ثم خرج‬
‫وسمعت اغًلق الباب‪....‬وتنهد امير وتأففه بخوف من االمر‪....‬‬
‫لم تتحمل االمر بكت بصوت عا ٍل ثم خرجت من الغرفة ‪...‬وركضت‬
‫لناحية الباب تحت انظار ماكس المصدوم تبعها ولكن توقف‬
‫حينما‪....‬توقفت واسندت جبينها على الباب وبكت ‪...‬وهي‬
‫ترتجف‪......‬وهي تشد على قلبها ‪.......‬وتجثل على ركبتيها‬
‫ببطء‪.....‬لم يفهم ‪..‬هل سمعت كل شيء؟‬
‫هل كانت‪.....‬قاطع ظنونه واقترب منها‪........‬وضع يديه على‬
‫كتفيها‪....‬‬
‫تريد أمير‪.....‬ال تريد يوسف‪.....‬ال تريد ان تسامحهما‪...‬ولكن ال‬
‫تريد ان تخسر أمير‬
‫ال تريد ان يتنازل عنها كما فعل يوسف‬
‫ال تريد أن يقدمها له بسهولة‪.....‬‬
‫هي ال تريدهما‪....‬ال تريد ولكن‬
‫ال تدري ال تدري صرخت ‪...‬بقوة ‪......‬حتى صوفيا خرجت تنظر‬
‫اليهما برعب‪....‬‬
‫ماكس خشي عليها هنا‪....‬هزها‬
‫‪:‬نورر؟‬
‫صرخت من جديد وكأنها تخبره ‪.......‬كيف وضعها امير في هذا‬
‫الموقف‬
‫كيف يقدمها ليوسف؟ كيف؟‬
‫التفتت على ماكس وحضنته بقوة‬
‫حتى صوفيا ظنّت انها تلقّت خبر موت احد اقرباؤها وبكت هي‬
‫األخرى بدموع‬
‫ماكس لم يستطع ان يبقى بًل تأثر ‪.....‬لم يستطع ان يخبأ حزنه‬
‫عليها بكى بدموع‪...‬وشدها اليه ‪...‬يعلم انها عانت ‪....‬عانت كثي ًرا‬
‫‪.....‬يعلم انها انجبرت على معيشة ال تطيقها‪....‬ويعلم انها تجرعت‬
‫آال ًما ال تستحقها ولكن ماذا يفعل؟‬

‫نور‬
‫هي خائفة‪....‬من ان تبتعد عن أحضان امير الذي تكرهه‪.....‬وعن‬
‫والدتها التي دفنت بعيدًا عنها‪....‬ال تريد رؤية يوسف‪....‬ال تريد‬
‫ان يأخذها ألرض لفظتها من باطنها بكره‪....‬ال تريد ان تعود‬
‫لوطن ال تعرف عنه شيء سوى انه طردها عنه بقساوة‪....‬ال تريد‬
‫ان تعود ‪.....‬لغربة جديدة!‬
‫إلى هنا يكفي‬
‫ال تريد هذا العذاب‪....‬‬
‫انهضها ماكس‬
‫وهي ما زالت متشبثة به‪...‬تشعر انه نجاتها‪.....‬تشعر انه من بعد‬
‫اآلن ارضها وموطنها الذي تستطيع العيش بداخله‪........‬وإن‬
‫فرضت نفسها عليه‪....‬ما يهمها اآلن هو شعورها‪.....‬بكت وشدّت‬
‫على رقبته ‪.....‬بكت وهي ترتجف‪....‬‬
‫اغمضت عينيها‪.....‬همست في اذنه‬
‫بوجع وخوف‬
‫ورجاء من قبوله لطلبها‬
‫تتزوجني؟!‬
‫ّ‬ ‫شهقت وهي تقول له‪:‬‬

‫انتهى‬

‫اتمنى للجميع قراءة ممتعة‬

‫تحياتي محبتكم‬

‫شتات الكون‬
‫انوه على شغله مهمة‬
‫حابة ّ‬

‫في غلط سقط مني سهوا‬


‫ذكرته ببارت ‪27‬‬

‫اسم حصة‬
‫ام ناصر‬
‫االسم لها االساس‬
‫منيرة‬
‫ما نتبهت إال لم نبهتني‬

‫غاليتي ا‪afnan20‬‬
‫فاعتذر على الخطأ‬

‫البارت التاسع والعشرون‬


‫‪.‬‬

‫اكرر اعتذر على االخطاء االمًلئية إن وجدت‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أين طوق نجاتها من هذا اللقاء‪ ،‬أين خًلصها من هفوات الخوف؟‬


‫اين تجد األمن واألمان ليخلصاها من هذه الحروب النفسية‬
‫والجسدية‪ ،‬ال تريد غربة جديدة ال تريد رؤية أُنّاس‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جدد شدّت عليه بيديها بعد أن ترجته مرة أخرى ‪:‬تتزوجني؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫لم يجيبها في المرة األولى بسبب صدمته‪ ،‬وتسارع الدم في مشيه‬


‫ليضغط على دماغه بقوة!‬
‫شعر بالمسؤولية كونها تثق به لتطلبه أمر كهذا كما انه شعر‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫بالخوف من نفسه‬
‫ازدرد ريقه وارتخت يداه من الشّد عليها ولكن حينما شدّت عليه‬
‫وكررت سؤالها ابعدها عنه بلطف ال يريد ان ينهزم أمام رجاؤها‬
‫هذا!‬
‫ثم نظر لوجهها رآها‬
‫منهزمة‪ ،‬مكسورة‪ ،‬ال حيلة لها‪ ،‬والشيء المخيف انها صادقة في‬
‫طلبها ‪ ،‬والشيء المرعب نظرات رجاؤها للتو هو خارج من‬
‫انكسار عظيم من خطيبته السابقة اليكسا بسبب ما يحصل ويدور‬
‫لهم واآلن نور تطلب منه الكثير لتعصف به الذكريات للوراء مع‬
‫اليكسا‬
‫حقيقةً هو مجروح لعدم صبر اليكسا عليه‪.‬‬
‫‪.....‬‬
‫كما أنه خائف بأن يقوم بمعالجة جرحه بطريقة مدمرة تزيد من‬
‫التهاباته المؤذية تحدث وهو يهمس ليقاوم كل عواصف الشفقة‬
‫والخضوع من اجل التخفيف عنها حاول التحدث معها‬
‫بالعقل ‪:‬نور‪.....‬هدي هأل وخبريني شوفيكي؟‪.....‬شو صار حتى‬
‫جنّي هيك؟‬

‫حاولت التحدث والشرح له ‪ ،‬حاولت ان تخبره انها ضائعة تشعر‬


‫بالضياع والغرق اكثر في هذه الحياة تريد ان تشرح له انها على‬
‫غير استعداد تام لرؤية يوسف‪ ،‬لرؤية ذلك الرجل الذي هدم‬
‫بداخلها الكثير‪ ،‬هدم االمن واألمان‪ ،‬واستقرار‬
‫األماني والعقائد بداخلها!‬
‫مجردة من الراحة‪ ،‬عاصية كثيًرا‬
‫ّ‬ ‫تريد ان تُفهمه انها انسانة‬
‫وغير قادرة على ربط األمور واعادة ترتيبها من جديد حركة‬
‫شفتيها كمحاولة في الشرح انها حقا غير راضية على ما عاشته‬
‫‪ ،‬غير مقتنعة بما فعلته‪ ،‬غير قادرة على الشّد على زمام األمور‬

‫شهقت لتبرهن لنفسها انها خسرت كل شيء‬


‫ديانا ‪،‬امير‪ ...‬الذي سيقدمها كقربان ّميت ليوسف ‪..‬ابنتها‬
‫‪....‬دينها ‪...‬خسرت كل شيء وهي غير قادرة على استعادة كل‬
‫األشياء ألنها غير قادرة ع التسامح وتقبل األمر!!!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ضربت على فخذيها حتى عضلة لسانها ّخيبت ظنونها لم تستطع‬


‫نطق الحروف لم تستطع ايصال الجمل شفق عليها ماكس وحن‬
‫قلبه‪....‬وخانته دموعه شد على كف يديها وانهضها بلطف ومشى‬
‫بها إلى محاذاة الكنبة ثم قربها منها واجلسها عليها!‬
‫نور حاولت السكون ‪ ،‬حاولت السيطرة على نفسها ولكن بًل‬
‫جدوى تشعر انها استغلت طاقتها بما فيه الكفاية حتى بها اآلن‬

‫نفذت وال توجد اي طاقة تستمد بها قوتها تحدثت بثقل‪ :‬زواجي‬
‫منك بوقف الكل من انه يقرر بدالي‪.....‬بوقف امير من انه‬
‫يرخصني ليوسف‪...‬وبوقف يوسف من انه ياخذني للسعودية!‬

‫صدم لتفكيرها‪ ،‬لن ينكر انها صادقة في هذا األمر ولكن هي‬
‫ستعالج ألمر على منحنى خاطئ لذلك اقترب منها تحدث‬

‫بهدوء‪ :‬نور ‪.....‬تئدري ترفضي اي قرار ما يعجبك‪....‬اي قرار‬


‫انتي ما بدّك ياه بدون اي زواج‬

‫نظرت اليه بعينين محمرتين بينما صوفيا دخلت غرفتها منذ ان‬
‫جلست نور على الكنبة تحدثت‪ :‬عارفة انك تحب‬
‫اليكسا‪...‬بس يكون زواج شكلي انا‪..‬ماقققصصد‬

‫قاطعها وهو يشد ع كفيها‪ :‬انا واليكسا انفصلنا‪.....‬وعارف بدك‬


‫يانا نزوج بس مشان انه ماحدا يدخل فيكي‪ ...‬صدقيني نور لو‬
‫ساوينا هالشي راح تندمي‪....‬األنه قرارك هاد بوقت‬
‫قاطعته وهي تنهض وتمسح دموعها بيدين مرتجفتين‪ :‬خلص‬
‫وصل جوابك انت ما تبيني‪.....‬وما تبيني اثقل عليك حقيقي انا‬
‫صايرة ام مصايب‪...‬‬

‫ماكس تنرفز من حديثها نهض هو اآلخر ‪:‬نوررر انا ما قصد‬


‫قاطعته وهي تهز رأسها وتشير اليه‪ :‬خًلص خًلص‪.....‬‬

‫ثم سكتت بللت شفتيها وسريعا ما تذكرت ايًلف تذكرت اخر لقاء‬
‫تذكرت اخر حوار بينهم تذكرت وعودها بالتغير شعرت انها‬
‫بحاجه قصوى الى ايًلف كما أّن ايًلف في الواقع بحاجه لها‬

‫ابتعدت عن ماكس وعادت لغرفتها تحت انظاره الحائرة عادت‬


‫للظًلم‪ ،‬للخوف‪ ،‬للجنون‪...‬ستُجبر على امر هي ال تطيقه ستجبر‬
‫ع فعل لم تفكر يو ًما ستخوضه‬
‫‪ ....‬قدوم يوسف لن ينتهي لهنا‪....‬وتعلم انه سيحاول من‬
‫استعادتها الى موطنها األصلي ولكن حقا ال تريد ان تعود للنقطة‬
‫نفسها‬
‫شتات جديد‪......‬غربة جديدة‪...‬ولكن بجسد وروح ممتلئتين‬
‫بجروح ثائرة‪....‬ال تريد يوسف‪....‬وتريد امير عن بعد!‬
‫كيف تحقق هذه المعادلة كيف؟‬

‫نظرت للسقف لوهلة سقطت دمعه منها نطقت بضعف ورجفة‬


‫جسدها ‪ :‬يا رب‬

‫خجله من ان تدعو هللا‪ ،‬خائفة ‪...‬تشعر انها تغرق ‪....‬وال تعرف‬


‫كيف تنجو من هذا الغرق المخيف‬
‫وكلما حاولت ان تدعو هللا تشعر تتلعثم وكأنها نست كيف تدعوه!!‬
‫وكيف ترجوه؟‬
‫وكيف تعود اليه؟؟؟؟‬

‫بكت اكثر وهي تجثل على ركبتيها وتكرر بعجزها وضعفها‬


‫الواضح‪ :‬يا رب‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫شعرت بالضّيق‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سها‬
‫ضيق روحها على جسدها ضيق جهلها بالدين‪ ،‬ضيق نف ُ‬
‫‪...‬وضيق المكان من حولها‬

‫بكت حائرة ال تعرف موازنة األمور هل تخضع وترى يوسف‬


‫وتخضع لما يعقب هذا اللقاء هل تخضع لكل األشياء السيئة!‬
‫بقيت تفكر بطريقة أخرى وعجز آخر وتذبذب عظيم ينزرع وينبت‬
‫وينمو بداخلها ِبًل حدود‪...‬يتش ّعب بجذوره ليطغى عليها‬
‫‪...‬ويخنقها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بمن تثق؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ال احد هي اآلن تثق بماكس فقط ال تثق بغيره ولكن تشعر انه‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫خذلها‪...‬وتشعر ا ّنها اثقلت عليه‬
‫وهو غير ملزوم بهذه الحمول التي وضعتها على أكتافه‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الى من تعود؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هل تعود للضًلل‪ ،‬لمسببي جراحاتها هل تعود لضيق األماكن‬
‫وتنفسها!‬
‫هل تعود لبهاء الدين وتطلبه ان يتزوجها من جديد؟‬

‫نفضت هذه األفكار من رأسها ونهضت لتدور حول نفسها‪ ،‬واخذت‬


‫تفكر كيف تنجو من هذا اللقاء الذي لطالما حلمت به وهي صغيرة‬
‫‪ ،‬ومراهقة‪ ،‬وشابة الى ان كرهوها فيه!‬
‫الوضع اختلف كليّا اآلن‬
‫ال تتخيل ان تقف امام يوسف‪ ،‬ال تتخيل ان تنظر لعينيه‬
‫هو لن يتحمل النظر اليها وهي لن تتحمل أيضا تجزم بذلك‬

‫دخلت الخًلء اغسلت وجهها عدّت مرات‬

‫تحدثت بصوت مسموع‪ :‬االنهيار يا نور ما بسوي لك‬


‫شي‪....‬اهدي وفكري‪....‬حاولي تسددين رمياتك للي اوجعوك يكفي‬
‫وجعتي نفسك سنين‪.....‬‬

‫اخذت بعدها نفس عميق بشكل متكرر ‪ ،‬تشعر انها دخلت في‬
‫المتطور!‬
‫ّ‬ ‫مراحل االنفصام‬

‫تارة تبكي وتارة تنهزم واخرى تنهار حتى ماكس الذي وقف معها‬
‫مًلّ منها هي تشعر هكذا خاصة بعد حديثه معها قبل دقائق‬

‫عليها ان تنقذ نفسها من هذه المتاهات بنفسها ‪....‬عليها ان توفي‬


‫بالوعود الذي عقدتها بين نفسها‪......‬خرجت من الخًلء وسقطت‬
‫انظارها على ماكس الواقف والذي يحدق بها تجاهلته لن‬
‫يساعدها في الشيء الذي تريده ولن تذل عمرها له‪ ،‬تشعر اآلن‬
‫عادت للواعي قليًل‬

‫تحدث ‪:‬نور‬

‫اشارت له‪ :‬انسى اللي قلته بليز‪.....‬وروح نام‬

‫حاول التحدث معها نصحها ‪ ،‬وايقاظها من لو وافق على ما طلبته‬


‫ستجني ثمار ندمها باألخير قرارها هذا اُتخذ وهي في حالة طيش‬
‫وغضب وليس رغبة ومحبة لذلك إن فعل يشعر انه سيكون أنان ايا‬
‫مثل البقيّة عليه أن يفهمها األمر ولكن‬

‫كررت‪ :‬بلييييز ماكس‪....‬قو‪....‬‬

‫حينما تحدثت باإلنجليزية بحاجبين غاضبين فهم انها غير متاحة‬


‫فورا من الغرفة‬
‫للحديث ولذلك لم يحبذ ان يضغط عليها خرج ً‬
‫واغلق الباب وهي استلقت على السرير ولم تستطع النوم‬

‫غدا سترى الرجل الذي يرى في عينيها جمال ال يراه سواه ويرى‬
‫ابوته‬
‫في وجنتيها خجل يحب ان يقبله بدفء ّ‬
‫غدا سترى من غرس بداخلها القوة والصًلبة وع ّلمها العقيدة‬
‫والسًلم‬

‫غدا ستر يه عكس كل هذا‪ ،‬غدا ستعاتبه‪ ،‬ستصرخ وتنشق كارهته‬


‫ال تدري ماذا ستقول له وكيف ستكون ردت فعلها للقاءة ولكن لن‬
‫تخضع ال له وال ألمير بقيت تفكر كثيرا ولم تنم!‬

‫اتى الفجر ومرت الساعات لتشرق الشمس وهي تفكر حتى انها‬
‫فكرت بسندرا‬

‫بمصيرها ‪ ،‬بكرهها لها وايقنت انها ال تكرهها ولكن تكره الطريقة‬


‫التي ابعدوها عنها ولكي تصلح األمور عليها ان تستعيد ابنتها الى‬
‫احضانها أيضا!!‬
‫عليها ان تتقبلها لتساعدها على تخطي هذه األوجاع‬
‫عليها ان تخضع لألمومة ّ‬
‫وإال ستندم!‬

‫فكرت كثيرا بما فعلته والدتها ديانا لم تتخلى عنها بل شدّت على‬
‫يدها لتبقى معها بينما يوسف هو من تخلّى‬

‫ال تريد تشبه احدهما ولكن قطع تفكيرها صوت طرق الباب ثم‬
‫دخول صوفيا تدعوها لإلفطار عقدت حاجبيها نظرت للساعه‬
‫صعقت من مرور الوقت‬‫وكانت تشير الى الثامنة والنصف ُ‬

‫شعرت بالراحة وهي تفكر وتخطط وتقرر من جديد بهدوء شعرت‬


‫بقدرتها من جديد على كبح مشاعرها الملخبطة لوهلة فقد من اجل‬
‫ّأال تجبر على الخضوع ليوسف او ألمير‪.‬‬

‫خرجت من الغرفة نظر اليها ماكس وعلم انها لم تنم فحين‬


‫استيقاظه لصًلة الفجر سمع صوت بكاؤها فهي بكت ووب ّخت‬
‫ذاتها واستعادتها من جديد وخططت كثيرا لتعديل حالها توجهت‬
‫للباب لتخرج ونهض سريعا‪ :‬وين؟‬

‫نور بحشرجة وإرهاق‪ :‬بروح ألمير‬

‫ماكس صعق‪ :‬هو راح يجي هأل‬


‫نور بللشت شفتيها وبتساؤل‪ :‬وجولي وسندرا معه؟‬

‫ماكس باستغراب‪ :‬ما بعرف‪...‬‬

‫نور بصيغة امر ‪ :‬اتصل وقول لهم يجيبهم‬

‫ماكس ذهل من امرها ولكن هز راسه بينما هي ذهبت لتجلس ع‬


‫الكنبة واخذت نفس عميق البد ان تقوي نفسها االبد ان تتقبل‬
‫جميع األشياء بحدود هي مجبورة على ذلك!‬

‫ازدردت ريقها ثم نهضت من جديد بتوتر للذهاب للخًلء بينما‬


‫ماكس حدّث امير واخبره بما قالته نور وفي الحقيقة امير وجولي‬
‫وسندرا كانوا في السيارة امير فجعت قلبه سندرا من شدّت بكاؤها‬
‫ورجاؤها لرؤية نور لذلك جلبها هي‬

‫وجولي متمن ًيا نور تتقبلها يعلم انها اآلن تفسر افعاله كقساوة‬
‫عليها وخاصة بعد ان حدثها ماكس عن يوسف ربما ستظن انه ال‬
‫يريدها بعد اآلن ولكن نور يجب ان تتقبل كل شي حتى‬

‫وان كان في دفعة واحدة فتجزأت األمور مع شخصية نور يصعّب‬


‫االمر أكثر ممن يسهل!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نصف ساعه وانطرق الباب بينما ماكس كان ع طاولة اإلفطار لم‬
‫يأكل شيء فقط كان ينظر للطعام بذهن شارد‬

‫ونور عادت تنتظر على الكنبة وتنظر للفراغ حينما سمعت طرق‬
‫الباب نهض ماكس ولكن اشارت له بأن يجلس في مح ّله‬

‫هو خائف من تغلّب مزاجها وتغ ّيره اقتربت من الباب فتحته كانت‬
‫سندرا ممسكة بيد جولي ما إن رأت نور فلتتها واحتضنت ساقي‬
‫نور‬
‫نور اغمضت عينيها هنا‬
‫وامير وجولي يحدّقان بها ومراد الذي قاد سيارة امير لجلبهم‬
‫واقفا خلف امير شهد هذا المنظر الذي لم يتوقعوه حتى ماكس‬
‫نهض وازدرد ريقه ظنوا انها ستركلها أو ستبعدها عنها‬
‫بعنف ولكن نور اثبتت لهم انها ما زالت لديها احاسيس ومشاعر‬
‫ما زالت تحتفظ ببقايا عقلها!‬
‫جثلت ع ركبتيها نظرت لعينين ابنتها المتغايرتين ‪ ،‬ستتغير من‬
‫اجل ان ترى حياتها من جانب آخر هي حزينة وكئيبة ولكن لم‬
‫تمنع مشاعر األمومة التي نبضت بداخلها منذ ان فكرت بها اليوم‬
‫مطول وتفصيلي‬ ‫ّ‬ ‫بشكل‬
‫هناك شيء يخبرها أن تحتضن هذه الطفلة وإال ستكون من‬
‫الخاسرين!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سترى يوسف ال تدري ماذا تفعل وال تعلم كيف ستكون الخسائر‬
‫ولكن ّ‬
‫جًل ما تعرفه انها تريد ان تعطي هذه الصغيرة جزءا مما‬
‫فقدته هي ابتسمت في وجهها وعينيها مترقرقتين بالدموع‬
‫احتضنتها‬
‫وجولي هنا شعرت بالخوف‪...‬اذا تقبلتها‪....‬ستحتضنها لألبد‬
‫وستخسر طفلتها هي األخرى‬

‫امير لن يلوم نور على تغلب مزاجها وردّات فعلها الغير طبيعية‬
‫يقصروا ح اقا في جعلها هكذا‬
‫ّ‬ ‫فهم لم‬
‫ولكن ال ينكر امرها اقلقه‬

‫مراد فهم حينما تتغير نور بشكل سريع هيا تنوي على فعل يوقع‬
‫بهم في الفخ‬

‫!‬
‫سندرا احتضنتها وهي تكرر‪:‬‬
‫ماما ماما‬

‫نور حاولت الصمود وعدم البكاء ولكن عجزت بكت وهي تشد‬
‫على سندرا بقوة ‪...‬وتشم رائحتها وهي مغمضة لعينيها تشعر‬
‫بنبضات قلبها تُسمع للجميع تشعر بشعور األمومة يتدفق من‬
‫أعماق ‪...‬أعماق قلبها‪...‬تشعر انها ُولدت من اجل هذه اللحظة‬
‫بكت ومسحت ع شعر ابنتها وهي تكرر ‪ :‬يا عيون ماما‪....‬‬

‫ماكس نظر ألمير الذي يزدرد ريقه وألخته التي اختطف لونها‬
‫ولمراد الذي يحاول ان يشتت نظره عنهم‬

‫نور صابتها رجفه ولكن تعلق سندرا برقبتها جعلها تنحني اكثر‬
‫‪...‬قوت نفسها بالنهوض وحملت سندرا ثم جلست‬ ‫ّ‬ ‫على ابنتها‬
‫على الكنبة وسندرا وضعت راسها على صدر نور‬

‫‪.‬الجميع في حالة صدمة في حالة ذهول وخوف من نور خوف‬


‫على نور من نفسها وعلى سندرا من نور!‬
‫تحدثت نور وهي تنظر ألمير‪ :‬متى بيجي يوسف‬
‫امير ببهوت ‪ :‬في الطريق‬

‫نور وقع قلبها في منتصف ساقيها شعرت بالخدر في جسدها بعد‬


‫ذلك ولكن شدّت بيديها على يدي ابنتها الصغيرة التي غمرتها‬
‫السعادة من احتضان والدتها لها ‪....‬انحنت نور لمستوى ابنتها‬
‫وهي تنوي بيوسف حربا ولكن بنوعها الفريد‬

‫تحدثت نور وهي تحاول ان تسيطر ع رجفاتها‪ :‬تلعبي معي؟‬

‫كًل من جولي وماكس وحتى امير بينما مراد خرج سريعا‬‫صعقوا ّ‬


‫ليشدد الحراسة ع المنزل خوفا من ان تباغتهم بهروب جديد او‬
‫جنون آخر‬

‫‪.‬هزت سندرا لها موافقة فلم تمنع نور نفسها من ان تجرب‬


‫حضن ابنتها وحملها ع لىيديها بهدوء شعرت انها تملك الدنيا بما‬
‫فيها‪ ،‬شعرت بعذوبة مشاعر األمومة التي تتهرب منها وتهرب‬
‫اليها باحثة عنها في احضان الغرباء!‬

‫شعرت انها ستبكي ‪ ،‬ستنهار متنازلة عن كل شيء ولكن طبطبت‬


‫على ظهر الصغيرة بخفه وهي تهمس وتجبر نفسها على‬
‫اإلبتسامة‪ :‬يًل‪....‬‬
‫ثم دخلت بها الغرفة وهنا جولي تحدثت بذعر‪ :‬نور‪...‬‬

‫شعر بها اخيها وبخوفها ومن جنون ما تفكر به اتى بالقرب منها‬
‫امسك يديها بينما امير تبع نور سريعا خشي من ان تؤذي الطفلة‬
‫يشعر انها غريبة وتنوي على قدوم امر يستفز قلوبهم انتقاما‬

‫فتح الباب على مصرعيه بقوة وهو يتنفس بعمق نظر الى نور‬
‫وهي تحتضن ابنتها وتهز برجليها وكأن سندرا طفلة رضيعة‬
‫نظرت اليه نور تم ّعنت في وجهه قرأت تعابير الخوف والتوتر‬
‫قبلت سندرا من جبينها وسقطت دموعها على خديها ‪:‬ما راح‬
‫أأذيها‪.....‬‬

‫ذهل وهي تقول ‪ :‬بنتي قولي له شنو نسوي؟‬

‫سندرا نظرت ألمير ببراءة ثم اردفت بصعوبة نطق األحرف‬


‫عليها‪ :‬نلعب ام وبنتها‪...‬هي ماما وانا النونو‪....‬‬

‫امير ارتجفت يداه تلعب دور األمومة وتتخيل سندرا انها طفلة‬
‫ذات اشهر من عمرها شعر بوجع قلبه‪ ،‬شعر بخيانته لنفسه قبل‬
‫كل شيء ‪ ،‬شعر باالضطراب والخوف ع نور ‪ ،‬هي ليست بخير‬
‫نظراتها البنتها مخيفة بها لمعة حزن وفراق!‬
‫بها شوق واشتياق‬

‫لم تكن هكذا هذه ليست نور كيف استبدلت على هيأة الضعف‬
‫والسكون والعواصف في آن واحد حدّق بها كيف تحضن ابنتها‬
‫تشتم رائحتها وكأنها تودعها!‬

‫وكأنها تريد ان تشبع ذاتها من معاني األمومة ارتعش جسده ماذا‬


‫ستفعلين يا نور ما الذي تخططين له؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫قبل ما يقارب الواحد والعشرون ساعة‪....‬القلوب تهتف بذكر هللا‬


‫ال يعرف كيف يصف شعوره‪ ....‬حديث ابا سيف معه‬
‫‪...‬اخافه‪....‬فهم انهم استبدلوا نور بنورة‪...‬فهم انها اآلن تعيش‬
‫في تذبذب ابا خالد اوصى ابا سيف بأن يخبره كل شيء‪...‬ويقرر‬
‫بعدها هل يمضي في رحلة السفر هذا أم ال؟ ولكن (ابا‬
‫صر عليه‪.....‬ولكن اخبره ابا سيف عليه ان يتحلى‬ ‫ناصر)يوسف ا ّ‬
‫بالصبر‪....‬وعليه ان يكون اكثر اتزانا وهدوء مهما كانت ّ ردت‬
‫فعلها‪.....‬واخذ يضطرب قلبه‪.....‬هل يقصدون انّ نورة ت ّحولت الى‬
‫وحش مخيف ‪...‬لكي ينصحوه بهذه الغًلظة والشّدة؟‪...‬عليه ان‬
‫يذهب ويتأكد من نفسه؟‬
‫اغلق سحاب الحقيبة‪...‬آلمه قلبه ‪...‬لقد سقطت عينيه على زوجته‬
‫وهي تنظر له بألم‪ ....‬ظلم هذه المرأة كثيرا‪...‬احزن فؤادها حينما‬
‫ّ‬
‫تزوج عليها‪...‬اهملها‪....‬وتعامل معها برسمية افلق قلبها‪...‬قدّم‬
‫عليها ديانا في امور كثيرة‬

‫‪....‬حتى به قدّم اسمها في قلبه‪....‬اشعل في قلبها فتيل‬


‫غيرة‪......‬فتيل قهر وغضب‪...‬كتمته في قلبها‪...‬لمدة ثمان‬
‫سنوات‪.......‬ولكن بعد تلك الخيانة‪.....‬انفجرت وانفجر هو اآلخر‬
‫بمشاعر مختلفة‪....‬هي بمشاعر غضب‪...‬وعتاب‪....‬وهو بمشاعر‬
‫الندم‬
‫‪ ...‬وطلب السماح‪....‬انتهت فترة النفوس المشتعلة‪...‬ورمى ذكرى‬
‫نور‪....‬خلف ظهره رغما عنه‪.....‬لي ٍعوضها عن كل شي‪....‬ليستعيد‬
‫سكينة المنزل‪....‬كان خائف من التحدث‪....‬من ارجاع الماضي‬
‫لحاضره‪......‬ليشعل القلوب غضبا‪.....‬تناساها‪....‬من اجل ان‬
‫ي ّعوض ما تلف بحضور والدتها‪.......‬لم يفكر ابدا في ان يجعل‬
‫الميزان متساويا‪......‬اتكأ ع كف واحده‪....‬حتى به غرق!‬

‫‪ ....‬نظرت اليه بعينيين غارقتين بالدمع تحدثت‪ :‬يوسف‬

‫نهض وابتسم ليطمأنها ‪.....‬مشى وخطى بخطوات هادئة لناحيتها‬


‫تحدث‪ :‬عيونه‬

‫نظرت اليه برجاء‪ :‬حلفتك باهلل ما تنفعل مهما صار‪....‬حلفتك باهلل‬


‫ما تلوم نفسك وتهوجس‬

‫‪....‬يوجعه انهم يحاولون التخفيف عنه‪...‬ولكن هل هناك من‬


‫يخفف عن نورة من اجل هذا اللقاء؟ امهناك من يزيدون النار‬
‫حطبا‪.....‬تكميلةً لإلنتقام؟‬

‫ً‬
‫مقبًل جبينها ‪:‬ال تحاتيني يا الغالية‪.....‬‬ ‫انحنى‬

‫ام ناصر بنبرة خالجها الدمع‪ :‬ارجع لنا سالم غانم‪.....‬وال تحزن‬
‫نفسك!‬

‫هل تقصد اذا لم تتقبلك ال تحزن؟ ولكن بجمله اخف وقعا‬

‫خفق قلبه من هذه التحذيرات السلبية طبطب ع كفها ثم قال‪ :‬هاهلل‬


‫هاهلل بنفسك وبالعيال بغيابي‪....‬‬

‫هزت رأسها ثم خرج من الغرفة‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لتستقبله شيخة باحتضان مباغت له‪.....‬وكان ناصر وسعود خلفها‬
‫تما ًما‬
‫سعود غير مطمئن لهذه السفر وكان يريد الذهاب معهم ولكن هو‬
‫من أوقف هذا االمر بعصبيّته‬
‫بينما ناصر ال يستطيع ان يوقف ع ّمه‪......‬وال يستطيع ان يوقف‬
‫ابيه ‪......‬كما انّ قلبه يصرخ اذهب لرؤية اختك ‪....‬وحاول ان‬
‫تستعيدها لوطنها‪......‬حدّث سلطان ‪....‬اخبره بالترتيبات‪......‬كما‬
‫انه حجز لهم في افضل الفنادق هُناك‪......‬تساءل سلطان عن كل‬
‫األشياء وخجل ناصر كيف يخبره بالحقائق‪....‬اختصر عليه األمور‬
‫دون تفاصيل واآلخر تف ّهم‪.....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫احتضن ابنته قبّل جبينها ‪...‬ورأسها تحدث بحنان‪ :‬ماله داعي‬
‫هالدموع‪.........‬يا يبه‪....‬‬
‫شيخة شهقت ‪ :‬ال تروح‪.....‬يبه‪......‬خل ناصر هو اللي يجيبها ال‬
‫تروح انت‪.....‬‬
‫بو ناصر بتفهم ‪ :‬حبيبتي شيخة‪......‬ما راح يصير لي‬
‫شي‪......‬كلها سفرة أسبوع وراجعين‪....‬‬
‫ام ناصر مسحت دموعها وتظاهرت بالقوة‪ :‬ال تزعجين‬
‫سر‪.....‬‬‫ابوك‪.....‬ابعدي عن طريقه‪....‬وخليه يتي ّ‬
‫شيخة هزت رأسها وهي تبكي‪....‬وابتعدت ولكن اعادها والدها‬
‫إلى احضانها قبّل جبينها ثم قال‪ :‬وقفي دموعك‪.....‬ال عاد‬
‫تبكين‪......‬وال بزعل عليك يا شيخة‪...‬‬
‫مسحت دموعها منصاعة ألمره‬
‫ثم نظر ألبنه سعود‪ :‬ما وصيك يا سعود على امك واختك‪.....‬دير‬
‫بالك على البيت‪......‬وعلى نفسك‪.....‬‬
‫سعود اقترب منه قبّل رأسه ثم‬
‫قال‪ :‬ال توصي حريص يا يبه‪....‬‬
‫وبثقل‪ :‬وتروح وترجع بالسًلمة‬

‫ثم تحدثت والدته وهي تنظر ألبنها ناصر‪ :‬هاهلل هاهلل في ابوك يا‬
‫ناصر‪....‬‬
‫ناصر ابتسم ثم اقترب منها قبّل يدها ورأسها‪ :‬ابوي بعيوني يا‬
‫يمه‪.......‬‬
‫بو ناصر بلهفة‪ :‬يًل يبه ناصر مانبي نتأخر‬
‫ناصر سحب الحقيبة من يد والده ثم قال‪ :‬مشينا‪....‬‬
‫وتبعتهم منيرة وابنتها إلى الباب إلى ان غابوا عن انظارهم‬
‫وتحدث سعود‪ :‬دخلي يمه‪.....‬دخلي‪....‬‬
‫ام ناصر بقبضة‪ :‬هللا يعدي هالسفرة على خير‪....‬‬
‫شيخة ركضت صاعدة لغرفتها ‪...‬ثم أغلقت الباب عليها‬
‫خائفة من ان تخسر والدها فصحته ال تطمئنهم ابدًا‬
‫اتصلت لملجئها اآلخر ليسكن نوبة الذعر منها‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان واقفًا بالقرب من أخيه يستمع إلرشادات والدهم‬
‫بصمت‪....‬وهناك عينين تنظران له وهي تدمعان‪.....‬وعينين‬
‫‪.....‬تبتسم ‪...‬وتحاول ان تشتت رغبتها في البكاء‬
‫اقبلت عليه قبلّت يده ورأسه تحدثت‪ :‬تروح وترجع بالسًلمة‬
‫يبه‪....‬وهاهلل هاهلل في عمي‪.....‬‬
‫ابتسم لها وقبّل جبينها‪ :‬هللا يسلمك وعمك في عيوني يا‬
‫نوف‪....‬ما وصيك على اختك‪.....‬‬
‫قليًل‪ :‬حاضر يا ئمر‪....‬دا البيت حيكون‬‫جوهم ً‬ ‫نوف لتغيّر من ّ‬
‫تحت إيديّا وحيات عينيّا‪.....‬ما تشيل هم‪....‬‬
‫ضحك بندر هنا وتحدث خالد‪ :‬ههههههه ال باهلل رحنا وطي‪....‬‬
‫بينما الجازي ‪....‬كانت تنظر ألبيها وعينيها تحكران الدمع في‬
‫محجرهما‪.....‬تشعر بالخوف‪.....‬من هذه السفرة وتشعر باالختناق‬
‫من كل شيء‪....‬اقتربت من ابيها‬
‫ناولت ابنها لنوف وهي تقول‪ :‬سكتي سكتي وخذي الولد بس‪....‬‬
‫ثم ودون سابق انذار احتضنت ابنها‪....‬وبكت‪....‬‬
‫هنا ضحك بندر ‪ :‬هههههههههههههههههههه يمه يا‬
‫الحساسة‪....‬‬
‫نوف طبطبت على ظهر عبد هلل وهي تردف بسخرية‪ :‬مالوم ابوي‬
‫يوم يوصيني عليك‪......‬‬
‫بو خالد طبطب على ظهر ابنته وهو يقول‪ :‬الجازي‬
‫‪....‬عًلمك؟‪.....‬وين بروح انا‪....‬كلها أسبوع وحنا هنا‪.....‬‬

‫خالد ابتسم‪ :‬واضح واضح غًلتك عندها يا بوي‪....‬‬


‫ابتسم عليه أبا خالد وردفت‬
‫نوف بحنك‪ :‬وش قصدك‪.....‬يعني انا ما اغليه‪....‬الزم‬
‫اتبكبك‪...‬وانوح عشان ابيّن غًلته؟‬

‫خالد ‪ :‬انتي من اللي رمى عليك عظم؟‬


‫بندر انفجر ضاحكًا ‪ :‬هو هو‪(....‬بطريقة النباح كالكًلب‪)....‬‬
‫نور ضربت برجلها وهي تشد على عبد هلل لتمنعه من السقوط‪:‬‬
‫يبه‪....‬‬
‫لم يبالي لها‬
‫بل شد على الجازي الذي اخذت تبكي بشدة‪ ،‬بكاء الجازي‬
‫غريب‪.....‬وشد ولفت االنتباه لوهلة ‪....‬واخرس الجميع‪....‬هي‬
‫حقيقةً كانت بحاجة لهذا البكاء ُمنذ ان القى عليها سيف‬
‫الطًلق‪....‬شعرت بفراغ كبير‪.....‬شعرت بالخوف‪....‬من هذه‬
‫الكلمة‪...‬شعرت بالتردد من تأكيدها‪.....‬‬
‫خائفة من انها اتخذت قرار خاطئ ‪....‬خائفة من ان تظلم ابنها‬
‫ونفسها‪...‬وحتى سيف!‬

‫ابعدها عنه حضنه ‪ :‬يبه الجازي‪....‬ال تخوفيني عليك‪...‬عًلمك؟‬


‫الجازي ابنتها لنفسها مسحت دموعها تحدثت بكذب جاهدت في‬
‫اختراعه‪ :‬خايفة ينكسر عمي وتسوء حالته‪...‬على كًلمكم صحته‬
‫على قده‪......‬خايفة عليه‪....‬‬
‫بو خالد شك في األمر ولكن اردف ‪ :‬ال تحاتين اخوي جبل ما يهزه‬
‫ريح‪......‬سمي باهلل‪...‬وذكري ربك‪......‬ووقفي بكاء‪...‬وانا‬
‫بوك‪...‬ال تخوفيني عليك‪...‬‬
‫هزت رأسها‪.....‬‬
‫ثم قال‪ :‬خالد وصلني المطار‪...‬‬
‫بندر ‪ :‬بجي معكم‪....‬‬
‫بو خالد أشار بحزم‪ :‬ال اجلس مع خواتك‪....‬‬
‫خالد خرج هنا‬
‫ثم قال أبا خالد بوصاة‪ :‬ما اوصيك على نوف‪......‬يا بندر‪....‬ودها‬
‫لمواعيدها ‪...‬خًلل هالليام‪...‬ال تنسى‬
‫بندر بهدوء‪ :‬ال تحاتي يبه وال تشيل هم‪....‬انا حافظ تواريخ‬
‫مواعيدها اكثر منها‪.....‬ما ني ناسي‪...‬‬
‫ثم قال أبا خالد‪ :‬وانتي يا الجازي هاهلل هاهلل في نفسك‪.....‬وفي‬
‫ولدك‪...‬وفي اختك‪......‬وإن جاك سيف يا‬
‫يبه‪...‬عشاني‪....‬استقبليه‪......‬وعطي نفسك فرصة‪....‬وبعد ما‬
‫نرجع راح اسمعك من جديد يا يبه‪....‬الزم ما علي‪...‬راحتك‬
‫وسعادتك‪....‬‬

‫شعرت انها ستبكي من جديد‪....‬ولكن هزت رأسها بهدوء وسحبت‬


‫ابنها من يد نوف خرج والدهم‬
‫انوم عبود‪....‬‬
‫وهي تحدثت‪ :‬بروح ّ‬
‫نوف شكت باألمر ولكن ال تريد ان تضغط عليها‬
‫وكانت ستتحدث ولكن سمعت رنين هاتف بندر‬
‫فقال ‪ :‬هللا اكبرررررررررررر عليك يا شيخوه‪.....‬‬
‫بندر هنا سحب الهاتف ونظر لًلسم وضحك‪ :‬ههههههههههههه‬
‫قسم باهلل ساحرة‪......‬‬
‫نوف ‪ :‬هههههههههههه ادري انه هي‪.....‬الحيوانه‪...‬بدل ما‬
‫تتصل علي ‪...‬صارت تتصل عليك‪....‬‬
‫سك ال تسمعك الجازي وسوي لي عرس‬ ‫بندر بحذرك قصري ح ّ‬
‫هنا‪....‬‬
‫نوف كشت عليه‪ :‬مالت عليك وعليها‪.....‬بروح اكل‪....‬‬
‫بندر كش بيده هو اآلخر وأجاب‬
‫‪:‬هًل بشيخة الناصي‪...‬‬
‫سمع صوتها‪...‬‬
‫خرج لوجهة المنزل‬
‫‪:‬افا‪...‬ليش البكاء؟‬
‫شيخة وهي تشهق‪ :‬ابوي‪...‬‬

‫فهم تنهد بضيق‪ :‬ان شاء هللا ما هوب صاير له شي‪....‬‬


‫شيخة باستمرار في البكاء‪ :‬وهللا خايفة عليه‪...‬‬
‫بندر إن استمر يطبطب عليها بجدية ستستمر في البكاء يعرفها!‬
‫قليًل ليردف‪ :‬وانا مالي نصيب من‬‫لذلك حاول أن يغيّر من مزاجها ً‬
‫خوفك علي مثًل؟‬

‫شيخة عقدت حاجبيها‪ :‬وهللا مالك داعي‪......‬‬


‫ثم مسحت دموعها‬
‫ضحك هنا بندر‪ :‬وهللا كل يوم تصدميني ههههههههههههه‪....‬تو‬
‫وخوافة‪....‬‬
‫ّ‬ ‫اكتشف انك بكايّة‬
‫شيخة بلعت ريقها وبمزاج عكر قالت‪ :‬جب بس جب‪....‬‬
‫شعر انها هدأت‬
‫فقال بجدية‪ :‬شيخوه‪......‬وهللا ما راح يصير إال اللي ربي‬
‫وخوافة‪.....‬بتمرضين نفسك ترا‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫كاتبه‪.....‬ال صيرين كذا قلقه‬
‫مسحت على وجهها لمسح دموعها بشكل عشوائي‪ :‬االمر مو‬
‫سهل‪....‬‬
‫بندر ‪ :‬عارف‪.....‬بس عمي الزم يحاول من انه يفهمها كل‬
‫شي‪.....‬ويتحمل ردات فعلها بعد‪.....‬‬
‫شيخة بتنهد‪ :‬حسبي هللا على من كان السبب‪...‬‬
‫بندر بًل مقدمات ليخرجها من هذا الخوف والقلق‬
‫وجوها الكئيب‪ :‬أحبك ياخي‪...‬‬
‫شيخة ابتسمت رغ ًما عنها لتردف‪ :‬داخلك سكني؟ انت!‬
‫(يعني داخلك جني؟)‬

‫بندر ضحك‪ :‬ههههههههههههه ال وهللا بس احسني‬


‫مروق‪......‬على صوتك‪...‬وهو كذا صاير ناعم بسبب‬ ‫ّ‬
‫بكاك‪...‬بالعادة لكلمتك كأني اكلم صاحبي‪.....‬بو جركل‪....‬‬

‫وهنا استفزها حقيقةً وعادت لجنونها الذي اعتاد عليه‪ :‬وجع وجع‬
‫‪...‬تقصد انه صوتي خشن؟‪.....‬سمعت صوتك انت؟‪....‬ال باهلل‬
‫قولي سمعته وال ال؟!‬
‫بندر اطمئن عليها اآلن واخذ يماطل ‪ :‬ال ما سمعته‪.....‬‬
‫شيخة ضربت على الوسادة‪ :‬تمام ارسله لك وات‪...‬‬
‫بندر مات ضحكًا‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬
‫وليحرجها قال‪ :‬امانة تحفظين الفيوزات(التسجيًلت الصوتية)‬
‫اللي أرسلها لك؟‬

‫شيخة بانفعال‪ :‬باهلل شايفني مراهقة ؟‬

‫بندر ‪ :‬ههههههههههههه قسم باهلل فيوزاتك فصلت وصرتي‬


‫تفضحين نفسك يا المراهقة‪....‬ايوا مراهقة الحمد هلل والشكر‪.....‬‬
‫شيخة ‪ :‬انا أقول اسكر الخط احسن من اني اقلب‬
‫عليك‪....‬الحين‪......‬واخليك تاكل تراب‪.....‬‬

‫بندر باستفزاز‪ :‬دامه من ايدينك ما برفضه باكله‪......‬‬


‫شيخة بصوت عالي‪ :‬باااااااااااااااي‬

‫بينما هو تحدث وسط ضحكة‪ :‬احبك يا يا‬


‫الخبله‪...‬ههههههههههههههههههه‬

‫حقيقةً اطمئن عليها بعد قدر في ان يغ ّير مزاجها‪........‬وشعر‬


‫بالسعادة بعد ان التمس حبها الصادق له‪......‬هو متأكد فعًل هي‬
‫تقوم بحفظ المحادثات بينهما ‪....‬وهو الذي يوصيها‬
‫بحذفهما‪...‬لكي ال تقع في ايدي اخوتها وتقوم هنا الكارثة‬

‫حقاا هو يريدها بالحًلل‪....‬ال يريد مهاتفتها ‪....‬ولكن هي تجبره‬


‫دون ان تدرك‪......‬حكّ جبينه‬
‫وهو يكرر‪ :‬هانت هانت‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم يذهبا الى المطار‪....‬اخبرهما والدهما ان يبقيا بجانب والدتهما‬
‫التي أغلقت على نفسها الباب‪......‬‬
‫بينما اخيهم سيف‪.....‬لديه مناوبة ‪...‬ولم يعود من المستشفى‬
‫واآلخر لم يتصل عليهم ولم يعود للمنزل‬

‫سار‪ :‬وضعنا من حفره لدحديره‪.....‬‬‫تحدث ج ّ‬


‫ضحك اآلخر وهو يقضم التفاحة‪:‬‬
‫ههههههههههههههههه‪........‬توك تحس؟‬
‫سار بجدية‪ :‬سيف مو طبيعي‪.....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام بلل شفتيه ‪ :‬باهلل قولي في احد بهالبيت صاحي‪....‬‬
‫سار بتفاخر ‪ :‬أي انا‪...‬‬
‫ج ّ‬
‫عزام كش عليه بيده‪ :‬على تبن‪....‬‬
‫سار ضحك‪ :‬هههههههههههههههههههههه روحي رياضية ما‬ ‫ج ّ‬
‫بزعل منك يا توأمي‪.....‬‬
‫عزام بهبل ‪ :‬ما عليك زود يا الغالي‪....‬‬
‫سار سحب هاتفه‪ :‬بتصل على قصي‪....‬امي تحاتيه وهللا‪......‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام ‪ :‬ما بيرد عليك‪......‬رسلت له انا امي كيت وكيت ‪.....‬وتعال‬
‫البيت‪.....‬واليوم بسافر خالي ‪...‬ما رد‪....‬بس قرا الرسالة‪.....‬‬
‫بجرب‪....‬كود يرد‪.......‬وبرد قلب هالمسكينة اللي‬ ‫سار تأفف‪ّ :‬‬‫ج ّ‬
‫فوق‪.......‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬امي ما هيب قلقانه عليه وبس ‪....‬هي ندمانة على‬
‫صر‬‫زوجت سيف للجازي وتحس ظالمته‪....‬اخوك قصي ما ق ّ‬ ‫انها ّ‬
‫في حكيه‪....‬‬

‫جسار كان ينتظر إجابة من أخيه‬


‫على الخط‪ :‬وانت الصادق ‪...‬التبن ‪....‬رمى قنبلته وانحاش‪...‬‬
‫ضحك عزام على التشبيه‬
‫سار حينما قال‬ ‫ولكن تفاجأ من ج ّ‬
‫‪:‬هللا ياخذك‪.......‬هللا يلعـ‪...‬‬
‫ثم تمتم باالستغفار‬
‫وقال‪ :‬ارجع البيت ‪.......‬امي تحاتيك يا الكـ‪......‬وانت وال على‬
‫بالك‪.....‬‬

‫قصي ‪ :‬انا عند الباب ومرتي معاي‪...‬سوو طريق‪....‬باي‪...‬‬


‫اغلق الخط‬
‫ليترك أخيه منصدم‬
‫وينظر للشاشة ثم لعزام‬
‫ويردف‪ :‬جاي ومع حرمته‪...‬‬
‫عزام ‪ :‬وشو؟‬
‫سار مسح على رأسه‪ :‬ال اخوك هذا ناوي يجلط امي‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫متوترا‪ :‬حمار هذا ‪...‬ما عنده عقل‪.....‬ما يوزن‬
‫ً‬ ‫عزام نهض‬
‫تفكيره‪....‬اللي يجي على باله ‪...‬على طول يسويه‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما في السيارة ‪ ،‬هي علمت بكل شيء منه‪.....‬اخبرها لماذا‬
‫سيبقى معها في الشقة‪....‬واخبرها بالسبب‪...‬ال يريد ان يخبأ عنها‬
‫أي شيء‪.....‬خففت عنه‪....‬واخبرته تريد ان تحدث‬
‫والدته‪......‬تريد ان تراها‪......‬حاول ان تشيح بنظرها عن االمر‬
‫اصرت‪.....‬‬
‫ّ‬ ‫ولكن‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وها هي اآلن في السيارة ‪.....‬تشعر بالتوتر‪...‬تشعر‬
‫اصرت على رؤيتها‪....‬هل‬ ‫ّ‬ ‫بالتردد‪......‬ماذا ستقول والدته‪...‬ولماذا‬
‫ألنها تشتاق لوالدتها‪...‬ام ال تريد ان تسكن يو ًما في منزل لتشعر‬
‫انها مكروهة فيه وتحدث عليها احداث اكثر ال ًما مما حدث لها في‬
‫السابق‪....‬‬
‫ال تدري‪.....‬حينما اخبرها قصي انّ والدته علمت‬
‫بزواجهما‪...‬خشيت من ان يكون هناك فراق‪....‬‬
‫طلبته ان تقابلها ورفض بشدّه‬
‫ولكن هي على غير استعداد بأن تعود للنقطة نفسها‬
‫للكره‬
‫للنفي‬
‫للعذاب‬
‫‪.‬‬
‫افاقت على صوته حينما قال‪ :‬نزلي‪.....‬‬
‫نزلت دون ان تظهر له ترددها‪....‬‬
‫ومشى هو اآلخر لناحيتها مسك يدها‪...‬ثم دخًل الى المنزل‬
‫لم تزيح من على وجهها‬
‫الغطاء‪....‬‬
‫دخل قصي وسقطت انظاره على التوأم‬
‫قال‪ :‬السًلم عليكم‬
‫ردوا عليه السًلم وهما يشتتان نظرهما عنه وعن زوجته‬

‫فقال‪ :‬امي في غرفتها؟‬

‫هز رأسه عزام‬


‫فسحب بخفة يد زوجته التي شعرت انّ نفسها بدأ يضيق‪...‬وقلبها‬
‫يعزف الحانًا من الخوف‪......‬‬
‫وتو ّجه بها لناحية عتبات الدرج‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عزام بصوت هامس‪ :‬ال هذا ناويها على امي‪...‬‬
‫سار تحرك‪ :‬بصعد وهللا ما بترك امي لهالمجنون‪....‬‬‫ج ّ‬
‫عزام ‪ :‬وانا معك‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصًل إلى الغرفة ‪....‬كان سيفتح الباب ولكن قالت ُمهره‪:‬‬
‫لحظة‪....‬‬
‫فتحت وجهها ونظر إلى احمراره‬
‫تحدث‪ :‬خايفة؟‬
‫ُمهره لتصحح أفكاره‪ :‬متوترة‪....‬‬
‫قصي بنرفزة وبهمس‪ :‬انا ما نيب فاهم وش تبين تقولين‬
‫لها؟‪.....‬انا مابي ازعلها‪....‬يا ُمهره‪....‬‬
‫ُمهره بللت شفتيها‪ :‬ظنّك راح ازعلها؟‬
‫قصي بنبرة ذات معنى‪ :‬وال ابيك تزعليني‪....‬‬
‫ُمهره شتت ناظريها‪ :‬ان شاء هللا ما راح ازعّل احد‪.....‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬بدخل معك‪...‬‬
‫هزت رأسها وعلمت انه يريد ان يستمع لما تريد قوله‬
‫اوال ثم مشت خلفه‬ ‫فتح الباب ودخل هو ً‬
‫وهنا وصًل التوأم ووقفا بالقرب من الباب‬
‫خائفين على والدتهما‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تقرأ قرآن وتدعو ان‬
‫ييسر هللا امر اخيها يوسف‪.....‬ويصلح بال وحال سيف‪....‬ويبعد‬
‫قصي عن األشرار وتدعو له بالهداية‪...‬‬
‫كما انها بكت نادمة ترجو من هللا ان يسامحها ان ظلمت الجازي‬
‫بتزويجها البنها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عزوجل‪.....‬ثم نهضت‪....‬لتضع سجادتها على‬ ‫ّ‬ ‫صلّت ركعتين هلل‬
‫الكمودينة‬
‫والتفت لترى‬
‫قصي وخلفه امرأة‬
‫حدّقت بوجهها وعلمت انها ُمهره‬
‫وقفت في مكانها‬
‫وتقدم هو اآلخر‬
‫وصل ليقبّل رأسها ويدها‬
‫فقال‪ :‬آسف يمه‪....‬‬
‫نظرت إليه بعتب ثم تنهدت‪ :‬ما فيني حيل ازعل على احد‪.....‬‬
‫ثم جلست على طرف السرير‪ :‬سوو اللي تبونه‪...‬ماحد بقول لكم‬
‫ال‪....‬بس اهم شي ال ضرون نفسكم وتوجعوني‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫التوأم شعرا بحزنها‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بينما قصي انحنى من جديد قبّل رأسها ‪....‬ويدها‪ :‬شالكًلم‬


‫يمه‪....‬؟‬
‫هزت رأسها واشاحت بنظرها عنه‬
‫ثم قالت‪ :‬مابي احد يلومني على شيء‪....‬وح ّملني ذنبه!‬

‫قصي فهم ما ترمقه إليه‬


‫تزوجت من وراكم‪.....‬بس وش‬‫ثم قال‪ :‬يمه انا اخطيت‪ ......‬لم ّ‬
‫ذنبها لو تركتها وهي صغيرة بهالسن‪.....‬وحامل بعد‪....‬‬

‫ام سيف دون ان تنظر له كتّفت يديها‪ :‬ما قلت لك اتركها‪....‬قلت‬


‫لك سوو اللي تبون‪...‬مالي دخل في احد‪.....‬‬
‫قصي مسك يدها‪ :‬يمه تكفين ال تقسين علي‪....‬بهالحكي‪....‬انا ابي‬
‫رضاك علي‪.......‬‬
‫ثم نظر ل ُمهره وبقصد‪ :‬اقصد رضاك علينا‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سار همس ألخيه‪ :‬امي مكسورة عشان سيف‪....‬‬‫ج ّ‬


‫عزام بتنهد‪ :‬عشان بنت اخوها قصدك!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ام سيف نظرت ل ُمهره‬
‫ثم قالت‪ :‬ابوك قال لي السبب اللي خًلك تزوجها‪....‬وسبب قبول‬
‫عمها في هالزواج‬

‫وهذا ما حدث قبل ان تخلد الى النوم في ذلك اليوم الذي خرج فيه‬
‫قصي‪.....‬ابا سيف لم ينم قبل ان يسرد عليها كل شيء‪.....‬تفهمت‬
‫األمر ولكن بقيت مجروحة من فعلت ابنها‬
‫هي حالها كحال أي ام‬
‫تريد ان تفرح بأبنائها ولكن ليست بهذه الطريقة‬
‫قصي أشار ل ُمهره واقتربت منهما‬
‫ثم قال‪ :‬يمه‪....‬هي طلبت تجي عشان تكلمك‪...‬‬
‫ُمهره ازدردت ريقها‪....‬شعرت باالضطراب وبتذكر والدتها‬
‫المتوفية‬
‫انحنت تقبّل رأسها ثم قالت باحترام ‪ :‬خالتي‪....‬انا‪.......‬أنا‪....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫التوأم انصتا جيّدًا لها‪...‬من خلف الباب‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قصي نظر إليها وإلى رجفتها‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ام سيف نظرت لوجهها المًلئكي‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمهره ازدردت ريقها ‪ :‬مستحيل اسمح لقصي يستمر معاي اذا‬
‫انتي مو راضية!‬

‫صعق‬ ‫قصي ُ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سار بتعزيز‪ :‬وهللا انها كفو‬
‫ج ّ‬
‫عزام ضرب على كتفه بخفه‪ :‬جب‪....‬اكيد قصي ولّع!‬
‫سار بًل مباالة‪ :‬عساه يشب‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أكملت ُمهره‪ :‬مابيك تغضبين عليه بسببي‪....‬انا ظروفي‪...‬حكّمت‬


‫علي‪....‬اتزوجه‪.....‬واعيش أشياء مثل هذي‪......‬‬

‫قصي كاد ان يتحدث ولكن رفعت صوتها ُمهره‪ :‬عارفة كل ام تبي‬


‫تفرح بولدها‪....‬وتزوجه البنت اللي تناسبه‪......‬وتعز شانه‪......‬‬
‫قصي عقد حاجبيه‬
‫ماذا تقول؟‬
‫هل ستطلب اآلن منه الطًلق ايضًا‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سار بتعجب‪ :‬امانة مو يقولون صغيرة؟‪...‬صغيرة وتصفصف‬ ‫ج ّ‬
‫حكي مثل كذا‪.....‬‬
‫عزام ادار عينيه كالمغشي عليه ‪ :‬قالوا صغيرة ما قالوا طفلة في‬
‫المهد‪.....‬وكل تبن خلنا نسمع‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ُمهره خانها صوتها بذكريات‪ :‬ربي يشهد علي‪....‬عمري ما حطيت‬


‫أمل من انه زواجنا ينعلن‪........‬كنت مزوجه قصي بس عشان‬
‫ظروفي‪...‬‬

‫ال تريد ان تسرد تفاصيل الزواج وسببه لكي ال تقع زوجة عمها‬
‫من عين ام سيف‪...‬‬

‫قصي استشاط غضبًا‬


‫ولكن أكملت‪ :‬بس ما انكر اني‪...‬‬

‫والتفتت على ذلك المجنون الذي و ّد لو يقوم ويخنقها ويسكتها من‬


‫هذا الحديث الذي اوجع قلبه‬
‫‪:‬حبيته‪.....‬وتمنيت اني أعيش معاه عمري كله!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عزام وجسار في اللحظة نفسها نظروا لبعض‬
‫وهم مبتسمين‬
‫سار يضحك‬ ‫وكاد ج ّ‬
‫ولكن قال عزام‪ :‬جب جب‪...‬اهجد‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قصي النت معالم وجهه هنا‪...‬‬
‫بعد ان اعترفت بحبها له امام والدته‬

‫اكلمت‪ :‬اذا طًلقنا بيرضيك‪.....‬مـ‪...‬‬


‫قاطعتها وهي تنهض وتنظر إليها‪ :‬ال وهللا ما راح‬
‫يرضيني‪....‬وبزيدني شقا‪...‬وعذاب ضمير‪.....‬‬

‫قصي هنا نهض‪...‬كاد يخنق ُمهره على حديثها هذا‪......‬‬


‫ولكن تنفس بعمق ليهدّأ نفسه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمهره ابتسمت في وجهها ثم قالت‪ :‬يعني مو زعًلنة عليه؟‬

‫ام سيف‪....‬ابتسمت رغ ًما عنها‪.....‬ونظرت لقصي‪...‬ثم نظرت‬


‫ل ُمهره‪......‬تنهدّت بضيق‪...‬ثم اردفت وهي تهز رأسها‬
‫‪:‬ال‪.....‬‬

‫قصي هنا انحنى على والدته قبّل جبينها ورأسها وكف يدها‬
‫وهو يكرر‪ :‬آسف يمه‪....‬آسف‪.......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا ‪ :‬تعال‪.....‬‬‫سار هام ً‬
‫عزام هنا ارتاح نسبياا أشار لج ّ‬
‫سار هز رأسه وتبع أخيه ليعودا إلى صالة المنزل‬ ‫ج ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما ام سيف ‪ ،‬ال تريد ان تغلط بحق ابنها‪...‬وال بحق تلك‬
‫المسكينة‬
‫ليست لها طاقة كافية في أن تتح ّمل‪...‬عذاب ضمير جديد‪....‬هي ما‬
‫زالت تتألّم ‪....‬بسبب ابنها سيف‪.....‬فبعد حديث قصي أخذت تُعيد‬
‫األمور من زاوية أخرى ‪.....‬فعلمت انها ح اقا اطبقت على سيف‬
‫بيدها على عنقه لتخنقه‪.......‬وها هو منزله ينهدم من أمامها‬
‫وهي مق ّيدة بسًلسل التردد من التدخل واقحام نفسها في حياته‬
‫من جديد‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لذلك حاولت أن تهدأ وتفهم األمور ‪....‬من زوجها‪....‬وابا سيف لم‬
‫صر في الشرح‪.....‬لن أقول انها تقب ّلت األمر ولكن حقاا ال تريد‬‫يق ّ‬
‫ان ترى ابنها يُعاني كاآلخر‪.....‬‬
‫‪..‬‬

‫طبطبت على ظهره ‪...‬ثم قالت‪ :‬مسموح يا عين‬


‫امك‪.....‬مسموح‪......‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمهره شعرت بالراحة‪.....‬هي حقاا ال تريد ان تُفرض نفسها على‬
‫عائلة تكرهها غدًا وإن احبها قصي!‬
‫هذا ال يكفي‬
‫هي تريد أب وأم‪.....‬‬
‫هي ال تريد قصي فقط‪...‬ال‬
‫هي تريد ان تنعم في العيش براحة مع اهل هذا المنزل‪......‬ال تريد‬
‫مشاجرات‪ .....‬أو تلميحات قاسية‪......‬اآلن وقت التصفيّة‬
‫واآلن وقت اثبات األشياء الصحيحة في مكانها‪......‬‬
‫تنهدت‬
‫ثم التفت عليها ام سيف‪.....‬وتقدمت هي األخرى‬
‫لتنكب عليها تسلم‪....‬‬
‫طبطبت على ظهرها ام سيف‪...‬‬
‫ثم قالت‪ :‬هللا يسعدكم يا بنتي‪.....‬‬

‫ابتعدت ُمهره بخجل‬


‫ثم قالت ام سيف‪ :‬الليلة باتوا هنا‪......‬خذ‬
‫حرمتك‪.....‬لغرفتك‪.....‬ومن بكرا ابدأ ج ّهز شقتك‪..........‬‬

‫خيرا‪ :‬ان شاء هللا‪......‬‬


‫قصي استبشر ً‬

‫ثم سحب يد زوجته وخرجا بهدوء من الغرفة ‪...‬وما إن وصًل إلى‬


‫الممر‪...‬حتى قال‬
‫‪:‬مجنونة تقولين نطلّق‪....‬‬
‫ُمهره ضحكت بخفة‪ :‬هههههههه وهللا مادري شلون قلتها‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬بسامحك عشان امي سامحتني‪.....‬بسببك‪....‬بس‬
‫صدقيني‪......‬لو اني مو في نفس هالموقف كان‪...‬سويت فيك‬
‫علوم‪....‬‬
‫ُمهره‪ :‬ههههههههههه لهالدرجة انقهرت‪...‬‬
‫قصي وهو يفتح باب غرفته‪ :‬فوق ما تتصورين‬

‫ُمهره بعد ان اغلق باب غرفته عليهما‪ :‬آسفه‪.....‬‬

‫قصي التفت عليها ابتسم ثم تقدم وبًل مقدمات احتضنها‪ :‬ماله‬


‫داعي تتأسفين‪....‬‬
‫ُمهره بتعجب رفعت حاجبها االيسر‪ :‬هللا ريحة العطر هنا قوية‪.....‬‬
‫ابتعد عنها قصي وبحنق اردف‪ :‬انا الحين وين وانتي وين‬

‫ضحكت وهي تضع العباءة على السرير بعد ان ازاحتها من‬


‫عليها‪ :‬وهللا الريحة قوية معليش ما قدرت ‪....‬اتعاطف معك‪..‬‬

‫ثم جلست على طرف السرير‬


‫واخذت نفس قوي‪ :‬اشتقت للريحة‪....‬‬

‫ثم سحبت هواء عميق‬

‫ُمهره ‪ :‬هههههههههههه قسم باهلل لشميت ريحة هالعطر هذا‬


‫بالذات انسى نفسي‪......‬‬

‫ثم نهضت واتجهت ناحية التسريحة وسريعًا ما التقفت القنينة‬


‫واخذت تتعطر به‪...‬‬
‫ونهض قصي‪ :‬بشويش على عطري‪.......‬خلصتيه‪.....‬‬

‫ُمهره توقفت هنا ثم قالت‪ :‬تدري وش ودي؟‬


‫تكتف هنا قصي ثم قال‪ :‬وش؟‬

‫ُمهره نظرت للزجاجة‪ :‬اشربه‪...‬‬


‫اقترب منها وسحب القنينة من يدها ‪ :‬مجنونة؟‪.....‬ترا فيه‬
‫كحول‪......‬‬

‫ُمهره ضحكت‪ :‬ههههههههههههه تراني مو مجنونة عشان‬


‫اسويها‪.....‬‬
‫قصي ضحك رغ ًما عنه‪ :‬هههههههههه مادري عنك أخاف‬
‫هرمونات الحمل تلعب عليك ‪....‬وتشربينه صدق‪......‬انتبهي‬
‫تسوينها بجيك تسمم‪.....‬‬
‫ُمهره ه ّمت بأخذ الزجاجة ‪ :‬طيب هات‪....‬‬
‫ابعد يده عنها‪ :‬خًلص بس خنقتينا‪....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬امانة هاته ‪...‬وال رش في الهواء‪...‬‬

‫قصي ‪ :‬الحمد هلل والشكر ‪.......‬يعني هالريحة هذي ما‬


‫تكفيك‪.....‬؟‬

‫ُمهره ّ‬
‫هزت رأسها بًل‪....‬‬
‫رش مرتين في الهواء ثم قال‪ :‬خًلص‪.....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬واضح خايف عليه يخ ّلص يا بخيل‪.....‬‬

‫قصي مات ضحكًا هنا‪ :‬هههههههههههههههههه وهللا المكان‬


‫صار خنقه ‪....‬ما تشمين‪..........‬‬
‫ثم قال‪ :‬المهم بطلع‪....‬الحين مشوار وبجي‪.....‬لك خلك هنا ال‬
‫طلعين من الغرفة ‪...‬تمام‪...‬‬
‫هزت رأسها برضا وهي تقول‪ :‬أصًل بنام‪...‬فيني النوم‪...‬‬
‫قصي تو ّجه لناحية النافذة فتحتها ‪ :‬خلي النافذة مفتوحة ال‬
‫تختنقين من هالريحة‪...‬‬
‫بينما ُمهره رمت نفسها على السرير‪ :‬ال سكرها‪...‬‬
‫التفت هنا ‪ :‬ال سكرينها‪....‬وبشويش على نفسك‪........‬‬
‫ُمهره نظرت له‪ :‬طيب‪....‬خًلص روح‪....‬‬
‫قصي ضحك بخفة هنا ثم خرج من الغرفة ونزل‪....‬الى صالة‬
‫منزلهم‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سار وعزام‬‫وبشكل مفاجأ سمع صوت صفير عا ٍل التفت واذا به ج ّ‬
‫يأكل فصفص‪...‬ويحرك حواجبه بطريقة مستفزة لقصي‬
‫فضحك قصي‬
‫واآلخر يصرخ‪ :‬مبروووووووك رضى الوالده عليك‬
‫سار تحدث‪ :‬زوجتك مو هينة ‪....‬كلت بعقل امي حًلوة‪.....‬‬ ‫ج ّ‬
‫قصي ‪ :‬ههههههههههههه كل تبن وانت ويّاه‪....‬غريبة ما رحتوا‬
‫مع ابوي‪...‬‬
‫عزام ‪ :‬ابوي خًلنا نرابط مع الوالده هنا‪....‬‬

‫سار يدقه بالحديث‪ :‬خبرك انت ما سويت اسوا‪....‬رميت علينا‬


‫ج ّ‬
‫قنبلة هيروشيما وطلعت‪....‬‬

‫قصي حك ارنبة انفه ‪......‬بتوتر ثم تقدم لناحيتهما ليردف‪ :‬سيف‬


‫ما هوب هنا؟‪...‬وال مع ابوي؟!‬
‫سار‪ :‬ال هذي وال هذي‪.....‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام اردف سري ًعا‪ :‬في المستشفى عنده مناوبة‪....‬‬
‫قصي بهدوء‪ :‬هللا يعين‪.......‬‬
‫ثم هم بالخروج‬
‫سار‪ :‬وين؟‬ ‫فقال ج ّ‬
‫قصي دون ان يلتفت‪ :‬مو شغلك‬

‫ضحك عزام هنا‪ :‬هههههههههههههههههههههههه حرفيا فيك‬


‫انفصام ِقص قص‪....‬‬
‫سار اردف‪ :‬اشبك على‬ ‫ولكن لم يسمع رده فقد خرج‪...‬بينما ج ّ‬
‫نتفليكس ‪....‬فيه فلم جديد ‪...‬رعب على كيف كيفك‪.....‬‬
‫عزام وهو يشرب من العصير‪ :‬تمام‪.........‬نشبك ليش ال‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم تهدأ عن الصراخ ولم تكف عن البكاء ‪......‬ما زالت تعيش‬
‫تفاصيل تلك الليالي‪...‬وألم جرحها يزداد‪.........‬احقنوها‬
‫بالمهدئات‪.....‬كانت تصرخ‪....‬وهي فاقدة لعقلها‬
‫الواعي‪.......‬وكان من الواضح عليها انّ ذاكرتها تستعيد ما حدث‬
‫لها ‪...‬مع إدوارد‪.........‬لم يكف طارق من قراءة بعض اآليات‬
‫‪....‬والسور القرآنية عليها‪....‬هو حقيقةً انصدم من نفسه من انه‬
‫يتذكرها ‪.....‬لقد مضى وقت طويل عليه من هجرانه للقرآن‬
‫الكريم!‬

‫بكى على ح الها وحاله‪....‬ودخل للخًلء‪......‬دون تردد توضأ‪.....‬ثم‬


‫خرج‪....‬صلّى هلل عز وجل ركعتين ثم جلس على طرف‬
‫السرير‪....‬واخذ يمسح على شعرها‪.....‬الذي كشفت عنه دون ان‬
‫تعي‪.....‬بسبب حركتها العشوائية ‪....‬واحد الممرضات ازاحته‬
‫عنها بعد ان فقدت وعيها‪.......‬سحب الحجاب‪....‬وبكل هدوء‬
‫وضعه على رأسها ثم انحنى وقبّل جبينها وقبّل يدها‬
‫ثم همس بندم‪ :‬سامحيني يا إيًلف!‬

‫واغمض عينيه ليبكي هو اآلخر بصمت‬


‫بينما مراد بعد ان اطمئن عليها ذهب إلى أخيه ليطمئنه عليها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمتعب ‪....‬و ُمرهق‪.....‬قلبه لم يهدأ وعقله لم يتوقف عن‬
‫التفكير‪ُ .....‬منذ خروجه من غرفة العمليات وهو يشعر بالصدّاع‬
‫‪.....‬عمله وضغط مشاعره ‪......‬جلبا له األرق وق ّلة النوم‬
‫‪.....‬موجوع‪.....‬نادم‪...‬متعطش لها‪...‬ومشتاق‬
‫لرائحتها‪.....‬رغبتها في االبتعاد عنه يعتبر من اشد العقوبات التي‬
‫اتخذته في حقه‪.......‬كانت قريبة منه ‪...‬قريبة منه لدرجة ال‬
‫تسمح لهما باالنفصال ولكن ‪.....‬اين هو في ذلك الوقت ؟‪....‬ال‬
‫يدري‪.....‬‬
‫نظر لرقمها‪....‬يريد مهاتفتها‪...‬يريد ان يقول‬
‫لها‪......‬تراجعي‪....‬لدينا وقت‪....‬ولكن ‪....‬ال يريد ان يفرض نفسه‬
‫عليها اكثر ‪...‬فاألمر يجرحه‪....‬هو تنازل عن كبرياؤه‪....‬اما هي‬
‫جرحها العميق يمنعها من التنازل ‪.....‬يمنعها من التناسي!‬

‫‪....‬مسح على رأسه ‪.....‬هو ايقن انه يحبها بل اصبح هائ ًما‬
‫بها‪....‬ال يستطيع ان يعيش ويكمل حياته دونها‪.......‬ما الحل؟‬

‫اتصل عليها دون ان يتردد‪....‬قلبه يصدر ضجيج اشتياق والحانًا‬


‫من الندم الذي يحثّه على مهاتفتها‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت في الغرفة ارضعت الصغير وجعلته ما بين احضانها لتتأمل‬
‫وجهه‪.....‬يشبه أبيه‪.....‬ال تنكر هذا االمر‪.....‬يشبه في اتساع‬
‫حدقة العين ‪.....‬واالنف‪.....‬تنهدّت‪......‬‬

‫واخذت تفكر هل قرارها صائب؟‬


‫هل الطًلق هو الحل؟‬
‫هل سترتاح؟‬
‫شعرت بالخوف من انها تظلمه‪......‬تخشى من ان يكبر ويلومها‬
‫على انفصالها عن ابيه‪......‬‬
‫حسنًا ما بال احاسيسك وشعورك بالخوف من هذا الطًلق؟‬
‫ال تدري‬
‫هل ألنها ال تريد ان تكون من احدى نصيب هذا اللقب الذي‬
‫سيتعلّق بها لسنوات ام لشيء آخر؟‬
‫هي تجزم ال تحمل أي مشاعر حب لناحية سيف‬
‫ولكن اعتادت على وجوده هذا هي المسألة‬
‫ولكن خائفة من ان يكون عبد هلل ذلك الطفل الصغير ضحيّة‬
‫قرارها هذا‪.....‬‬

‫قبّلت ابنها ووضعته على سريره ‪....‬ثم استلقت على سريرها‬


‫القريب من سرير الصغير‪....‬سمعت هاتفها ونظرت لًلسم‬
‫وتنهدت بوجه‪ :‬اف منك يا سيف‪....‬اف‪....‬‬
‫ووضعته صامت ًا‪...‬واغمضت عينيها محاولة في ان تحظى بنوم‬
‫هنيء‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما سيف‪.....‬رمى هاتفه على الطاولة متأففًا ثم خرج من مكتبه‬
‫!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تشعر أصبحت ايًلف عالقة في ذهنها‪...‬اصبحت ال‬


‫تفارقها‪....‬اصحبت تردد حتى في كوابيسها‪....‬لم تستطع‬
‫االستمتاع في هذه السفرة‪...‬تشعر انّ عقلها ُمجبر على تذكر ما‬
‫حدث قبل سنوات‪...‬حبها لجورج‪....‬خيانته لها‪......‬واغتصابه‬
‫لها‪....‬حملها‪...‬وضعف حالتها آنذاك‪....‬آالم الوالدة‪.....‬وتعلّقها‬
‫بإيًلف‪...‬ثم رميها على ابيها‪.....‬لم تستطع ان تسيطر على‬
‫مشاعر الخوف اصبح خوفها ظاهر حتى زوجها أخذ يتساءل عن‬
‫سبب هذا التوتر والقلق‪...‬تشعر أنه حان وقت معرفة الجميع بكل‬
‫هذه األشياء‪.....‬تشعر انّ مشنقتها قريبه ‪.......‬نظرت لزوجها‪....‬‬

‫وشعر بالنظرات فقال‪ :‬دالل عًلمج؟‬

‫افاقت على نفسها ابتسمت له ثم قالت‪ :‬احاتي لولوة‬


‫‪.....‬واخوانها‪...‬‬
‫مشعل بشك نهض واقترب منها‪ :‬كلمتها وطمنتي‪.......‬‬
‫ثم قال‪ :‬دالل‪...‬صاير معاج شي؟‪.....‬تراج مو على بعضج أبد‪....‬‬

‫دالل ارتبكت‪ :‬ال‪....‬بس احاتي‪....‬العيال‪...‬‬

‫مشعل ال يريد ان يطيل األمر‪ :‬لولوة معاهم موصاير لهم شي‬


‫والحين قومي جهزي روحج نطلع نتمشى‪..‬‬
‫هزت رأسها بالرضا‬
‫تشعر به يحاول ان يسعدها بأي طريقة‬
‫ولكن في الواقع هي غير قادرة على االستمتاع بأي شيء‪...‬‬
‫تنهدت ثم دخلت الخًلء‬
‫لتستعد!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫العودة الى الحياة بعد ت ّجرع جزء بسيط من الموت يعني موت‬
‫آخر ولكن بطريقة أخرى‬

‫تشعر بشعور غريب بداخلها يسكنها ويحتضن قلبها سكينة وحنين‬


‫نابع لناحية ابنتها تشعر بالحزن على تلك السنوات الضائعة‬
‫بالياها تشعر باألم وعدم القدرة ع مسامحة ديانا وامير ألنهما‬
‫خلقا في قلبها جرح عميق وموحش ‪.....‬نامت سندرا على‬
‫صدرها‪...‬ال تدري كيف نامت في غضون ثلث ساعه لم تشبع من‬
‫النظر لعينيها لم تشبع من سماع صوتها ‪.....‬ولكن سندرا‬
‫استجابة لحنانها المتدفق بًل حدود واستجابة للنعاس الذي خالج‬
‫اجفان عينيها نامت‪.....‬‬

‫واخذت نور تغني لها تهويدة النوم‪.....‬الى ان استسلمت كل ايا‬


‫لحضنها ‪....‬شّدت نور عليها لتقربها من ناحية صدرها‪.....‬قبلّت‬
‫جبينها‪ ،‬ارنبة لنفها ‪،‬وجنتيها وحتى شفتيها بحنان امومي‬
‫موجع‪....‬‬

‫قبلّت اطراف شعرها واشتمت كفي يديها الصغيرتين ثم‬


‫قبلتهما‪.....‬‬
‫تشعر باالشتياق لها‪...‬أيعقل هذه سندرا الذي حدثتها ليا ٍل طويلة‬
‫ها هي لم تمت كما اخبروها لم تتركها‬

‫مسحت على وجنتيها واخذت ترسم وجهها بطرف اصبعها السبابة‬


‫وهي تبتسم شعور كبير يجتاح قلبها ويجبره على النظر الى براءة‬
‫الصغيرة تشعر جزء من ثقب قلبها امتأل لم تظن يوما انها‬
‫ستخضع او سوف تتقبل هذه المشاعر‪....‬ارتجفت وشّدت ع يد‬
‫الصغيرة من جديد‬

‫لتقبلهما ثم تحدثت متلعثمة‪ :‬بعدوك عني‪......‬يظنون‬


‫بيحموني‪...‬مادروا انهم ذبحوني وقتها!‬

‫ثم انحنت وطبعت قبلة طويله ع جبين ابنتها ‪ ،‬ابتعدت ً‬


‫قليًل عنها‬
‫واخذت تتأمل ‪....‬وجنتيها وبراءتها‪....‬تشبه والدها في لون‬
‫البشرة ‪....‬كما انّ شعرها بنفس اللون الذي يت ّميز به مراد‬

‫‪ ...‬ولكن رسمة العينين مطابقة تماما لرسمة عينين نور‪...‬ولون‬


‫القزحيتين متغايرتين بألوان مختلفة ‪...‬فالعين اليمنى لونها عسلي‬
‫فاتح واألخرى بني غامق‪.....‬‬

‫اخذت من والدها الكثير‪.....‬لذلك شعرت بوخز عظيم في‬


‫قلبها‪...‬حتى انحنت لألمام وشّدت بيدها ع قلبها هذه النغزات ما‬
‫هي إال عذاب آخر لها تشعر بها حينما يشتد حزنها‬
‫وألمها‪.....‬تجاهلت هذا الشعور ودّت لو تمتلك اآلن قلم وورقة‬
‫لترسم ابنتها‪.....‬اشتاقت للرسم‪...‬هي تتذكر اخر رسمة رسمتها‬
‫كانت لديانا‪....‬وال تدري اين هذه الرسمة اآلن!‬

‫‪ .....‬تجاهلت شعور الخذالن بعد أن طرأت ديانا على بالها‬


‫‪...‬وقّبلت يدي ابنتها بشدة واستلقت بجانبها األيمن وهي ممسكة‬
‫بيد ابنتها اليسرى‪.....‬تذكرت الوشم‪....‬الذي طلبته لتضعه على‬
‫الجرح الباهت الناتج عن عملية قيصرية لواالدة ابنتها‪....‬‬

‫‪.‬تشعر بسذاجتها حينما ّودت ان تمحي ذكرى ابنتها وكل شيء‬


‫يذكرها بها‪.....‬فجأة تذكرت يوسف‪...‬هل فعل بها هكذا هو اآلخر‬
‫من اجل ان ينسى او يتناساها؟‬

‫ّ‬
‫هزت رأسها بعنف ‪ .....‬بينما في خارج الغرفة ‪ ،‬هناك قلوب‬
‫مشتعلة‪....‬غارقة في دوامة الخوف‪...‬مضطربة للغاية من هذا‬
‫التغيير‪...‬من هذا الهدوء‬

‫تحدث ماكس وهو يشير ألخته‪ :‬جولي هدي وقصري صوتك‬

‫ألول مرة تشعر بالخسران‪ ،‬وبالندم على القدوم على فعل كهذا‪...‬‬
‫ّ‬

‫هي ظنّت انها تخ ّلت عن ابنتها كما اخبرتها ديانا قبل وفاتها حينما‬
‫علمت ان نور تخلّت عن ابنتها كل ايا قبلت بالوظيفة التي وكلّت بها‬
‫وسمحت لقلبها ان يتعلّق بها وكأنها ابنتها ‪ ،‬ولكن اآلن شعرت‬
‫بالخيانة من قبلهم‪...‬الحكاية ليست كما روتها ديانا لها‪....‬ففي‬
‫ببداية األمر سكتت بسبب عدم تقبل نور ألبنتها ولكن اآلن هيهات‬
‫هي من ّربت‬

‫وبداخلها مشاعر امومية متفجرة لناحية سندرا نهضت تبكي‪:‬‬


‫هدي بنتي‪....‬انتوا كزبتوا علي‪....‬‬

‫امير كان يستمع‪...‬وكذلك مراد الذي بدأ يتساءل كم كذبة امير‬


‫وديانا كذبوها من اجل ان يسعدوا نور؟!أو يبعدوها عن‬
‫المخاطر؟!‬

‫ماكس لًلا يريد منها ان تتصرف بحماقة اكثر تحدث بنبرة عالية‪:‬‬
‫ئلت إلك بكفي حكي‬

‫صوفيا كانت تنظر لهم بصمت لعدم فهمها للغتهم ولكل شي أمير‬
‫اخيرا نطق‪ :‬ما راح تبعد عنك سندرا‬

‫ّجنت هنا وبخوف نهضت ‪ :‬البنت بدها أمها‪....‬‬

‫امير لينهي الحديث وبنبرة واثقة‪ :‬راح تظل عند امها بس ما راح‬
‫تبعد عنك كثير‬

‫التفت هنا مراد مستحقرا أمير على كل فكرة طرأت عليه‬


‫هل ينوي خطة جديدة لينهي فيها قلب تلك المسكينة؟ هل سيفكر‬
‫بأنانية ليجبرها على البقاء معه ً‬
‫بدال من الذهاب مع ابيها تحدث‬
‫بنرفزة‪ :‬شناوي عليه يا امير؟‬
‫تساءل ماكس ‪ :‬شو بتفكر فيه خيي؟‬

‫امير نهض وكتف يديه‪ :‬مافكر في شي‬


‫‪ ....‬ثم تقدم لجولي ‪,‬قلبه يرفض ما سيفعله ولكن ال مجال للهروب‬
‫عليه بالمواجهة لتحقيق العدالة لضميره قال‪ :‬عارفة ضّيعت إلك‬
‫شبابك‪.....‬وضّيعت مستقبلك‪....‬وانا رابطك مع سندرا‪...‬وإجا‬
‫الوئت ياللي اعوضك فيه عن كل شي‪...‬‬

‫مراد وماكس صعقوا ماذا سيفعل؟‬

‫جولي بعدم فهم ‪ :‬كيف امير‬

‫تنهد‪ :‬انتي خايفة سندرا تبعد عنك وانا اوعدك ما راح تبعد عنك‬
‫وعشان اثبت لك هالشي ‪.....‬تتزوجبني؟‬

‫ماكس ومراد وجولي في آن واحد وكلمة ذات معنى واحد وصدمة‬


‫غريبة‪ :‬اتزوجك؟‬

‫مراد وماكس‪ :‬تتزوجها؟‬

‫ما هذا الرابط العجيب؟!‬


‫سمعوا طرق الباب وتو ّجه ليفتحه ولكن اشار لجولي‪ :‬فكري منيح‬

‫ثم تقدم خطوة لألمام‬

‫فتح الباب‬
‫‪....‬‬

‫وفتح الذكريات‬

‫‪....‬‬
‫تغّير‬
‫‪....‬‬

‫وقفته‪....‬نظرته‪.....‬هيبته‪......‬كل شيء فيه زاد حده‪....‬زاد‬


‫ثبات‪...‬ارتعب قلبه‪.....‬نظر للرجال الواقفين خلفه‪....‬يحدقون به‬
‫وكأنهم ممسكين ب ّلص‬
‫نظروا اليه حتى شعر بقشعريرة‪ .....‬تّنم عن توتره‬
‫‪....‬نظرتهم‪...‬اشعلت في قلبه ‪...‬ندم‪...‬خوف على نور‪.....‬تردد من‬
‫ا ن يجعلهم ان يعبروا للدخول‪....‬نظر اليه ابا خالد وكأنه يخبر ان‬
‫اليوم هم الفائزون‪....‬وهو من الخاسرين‪....‬شعر بنظرة اإلنتصار‬
‫والتحدي‪....‬ارتجفت اطراف جسده واشار ‪:‬فضلوا‪....‬‬

‫ماكس اشار لجولي لتدخل مع صوفيا للغرفة المجاورة لغرفة مراد‬


‫التفت لينظر لكل من ‪....‬بوناصر‪(....‬يوسف)والد نور‪....‬و‬
‫ناصر‪..(...‬غازي)بو خالد‪....‬وابا سلطان‪....‬ازدرد ريقه‪.....‬و ّحك‬
‫ارنبة انفه‪....‬‬

‫بقيا ماكس ومراد واقفين بينما أمير جلس وهو يتنفس بعمق‪....‬‬
‫كان يحاول ان يشتت نظريه عن يوسف‪ ....‬ولكن تعلّقت عيونهما‬
‫ببعضها البعض واشعلت النيران في القلوب ال يدري ماذا‬
‫يقول‪.....‬ماذا يفعل؟‬

‫تحدث ابا خالد بثقة‪ :‬بو ناصر ‪ ..‬واشار عليه‬


‫ا ليكمل‪ :‬ابو نورة‬

‫واشار على ناصر‪ :‬اخوها‬

‫ثم اشار على بو سلطان‪ :‬بو سلطان اخونا‬

‫امير ما زال ي ّحدق في يوسف ويوسف يحدق به كاد يوسف‬


‫يتحدث ويشعل النيران ولكن تذكر وعده لشيخه وزوجته لذلك‬
‫تمتم باالستغفار واشاح بوجهه عنه مراد لم تعجبه نبرة ابا خالد‬
‫وشعر بعدم اتزان امير ولم تخفيه رجفة يده اليمنى ال يدري كيف‬
‫جاءت له القدرة في النطق واهو يشير ألمير بنفس تلك النبرة‬
‫التي تحدث بها ابا خالد وكانه يستهزأ ‪ :‬امير‪....‬ابو نور‬

‫التفت عليه امير وكذلك ماكس واشار لنفسه‪ :‬طليق‬


‫نور‪...‬مراد‪...‬بو رتيل‪ ....‬انشدت عضًلت يوسف بقوة‪....‬‬
‫ابا سيف اخبره انها تزوجت و ُطلّقت‪...‬ولديها بنت‪......‬شعر بوجع‬
‫‪...‬رهين بذكريات الماضي‬

‫!اشار لماكس ‪ :‬اخونا ماكس‬


‫‪ .....‬ماكس توتر‪.....‬وبو خالد فهم حركته وشد على يديه بقوة‬
‫وناصر ود لو ينهض ويعثو بهم ضربا هنا‪..‬‬

‫ولكن تحدث ابا سلطان‪ :‬اظن الكل عارف ليش حنا هنا‬
‫امير اخير تحدث ونطق‪ :‬هون نور‬

‫بو سلطان بحكمة ‪ :‬يا ليت تناديها تشوف ابوها وما نطول‬

‫‪...‬مراد بانزعاج من األمر كله ال يدري لماذا؟‪ :‬ليش‬


‫مستعجلين‪ ...‬قول لصوفيا تضّيف ‪...‬خ ّ‬
‫طارنا يا ماكس‪...‬‬

‫تنرفز هنا ناصر وتحدث بغضب‪ :‬ما نبي منكم شي‪....‬حنا ما جينا‬
‫عشان ناكل وال نشرب‪....‬نادوا نورة‬

‫بو خالد وضع يده على فخذ ابن أخيه وكانه يقول )اهدأ( بو خالد‬
‫نظر لناصر ثم ألمير فقال‪ :‬وينها امير‬

‫صدم الجميع‪ :‬مو مستعدة تشوفك يا يوسف‬


‫بو ناصر نطق ببهوت‪ :‬يعني؟‬

‫امير نهض ثم قال‪ :‬ثواني بس‬

‫قلبه غير مطمأن شعر باالنقباض‬


‫زفر‬

‫ثم توجه للغرفة التي بداخلها نور وابنتها وجلس هنا مراد واضعا‬
‫رجله اليسرى على اليمنى وماكس ينظر لهم بتوتر وتوجس بينما‬
‫ابا ناصر وناصر ودوا لو ينهضوا ليقتلوأ مراد ولكن ابا خالد‬
‫ينظر اليهما وكانه يقول لهما )هدوا ما نبي مشاكل(دخل وقعت‬
‫عينيه عليها ممده بالقرب من ابنتها ت ّمسد ع شعرها‪.....‬وتقبل‬
‫كفي يدها بشكل متكرر‪....‬تنفس بضيق‪...‬ال يدري كيف يقول لها‬
‫اباك في الخارج‬
‫ِ‬

‫ولكن سبقته بقولها‪ :‬سمعت صوتهم‬

‫ثم نهضت من على السرير ‪...‬سحبت ابنتها الى منتصفه‬


‫بلطف‪...‬ثم وضعت الغطاء عليها‪...‬انحنت وقبل جبينها‪...‬ثم نظرت‬
‫الى وجهه امير وبًل مقدمات همست وعينيها مليئتين بالدموع‪:‬‬
‫بسوي فيني مثل ما سوا هو فيني قبل واحد وعشرين سنة‬

‫فهم ما تقصده هز رأسها بًل ‪...‬وهو يقترب منها بحذر شديد‬


‫وخوف من ان تنفعل هزت رأسها بالتأكيد ‪ّ :‬إال ‪.....‬ماتت‬
‫د يانا‪...‬الحين وش تبي فيني‪....‬تبي ترميني عنده‪ ...‬لم يتمهل من‬
‫طوق وجهها بيديه‪....‬انتابته رجفة ابوية من اعماق قلبه اآلن‬‫ان ي ّ‬
‫شعر بشعور جولي‪....‬خاف من ان تذهب من‬
‫يديه‪....‬خاف من ان تتنازل عنه مقابل الثمان سنوات‪...‬خاف من‬
‫عنادها‪ ...‬فهي تجيد العناد بكفاءة عالية‬
‫تحدث بهمس ‪ :‬ال نور ‪....‬ال تقولين هالكًلم‪....‬انا كل اللي سويته‬
‫‪...‬ابيك تعرفين الحقيقة وبس‬

‫ابتعدت عنه واشارت لبنتها وبنبرة باكية‪ :‬حقيقة مقرفة يا‬


‫امير‪....‬ابعدتني عن شعور اسمه األمومة‪....‬حقيقة خليتني مجوفة‬
‫من الداخل‪.....‬ومشتته من الخارج‪....‬‬

‫صرت‬
‫‪....‬التفتت عليه‪ :‬كان راح اسامحك امير‪...‬بس‪.....‬ما ق ّ‬
‫فيني ‪.....‬كلكم تفننتوا في عذابي‪....‬وتشتيتي‪...‬‬

‫يشعر بوجع جرحه من جديد ‪...‬يشعر انه فقد سيطرته على نفسه‬
‫‪...‬وخوفه من ان يخسرها احتضنها‪.....‬بًل مقدمات‪....‬وبًل ردت‬
‫فعل منها ثم قال ‪ :‬ال تسامحيني‪...‬بس ال تتركيني‬
‫بنتي‪...‬اوعديني‪....‬‬

‫‪ ..‬بكت بدموع بًل صوت‪....‬ارتجف جسدها في حضنه دون ان‬


‫تبادره هذا االحتضان‪.....‬ابتعدت عنه ودون ان تنظر اليه قالت‪:‬‬
‫ما اوعدك‬

‫خفق قلبه بقوة‪.....‬هي تشير الى شي‬


‫آخر‪....‬ومزعج‪......‬ومخيف‪....‬بينما هيا‪....‬جلست على طرف‬
‫السرير ‪....‬لتحدّق ألبنتها ‪ : ...‬ناد جولي تجي‪.....‬وانا راح اطلع‬
‫لهم‪...‬‬

‫هز رأسه بًل وعي وعينيه مليئتين بالدموع خرج سريعا وسقطت‬
‫األنظار اليه ليحدقوا بوجهه المحمر تحدث وهو يمسح ع وجهه‪:‬‬
‫راح تجي الحين‬

‫ثم دخل الغرفة األخرى لمناداة جولي هنا ابا سلطان نهض‪....‬نور‬
‫ليست من محارمه‪...‬ومن شيمته ‪....‬ومعرفته لحدود هللا عز وجل‬
‫نهض‪...‬‬

‫وهو يقول‪ :‬بنتظر برا‪...‬‬

‫مراد بسخرية‪ :‬ما تبي تشوف بنت اخوك‬


‫بو سلطان بحده ‪ :‬انا عمها ‪....‬اللي ما يحل عليها‪...‬‬

‫مراد سبقه قبل أن يخرج ليردف ‪ :‬لغز هذا ؟‬

‫ماكس ّود لو يتحدث ليوقف مراد من استفزازه لهمم ولكن قطعه‬


‫ناصر بغضب‪ :‬اي لغز‬

‫بو خالد رفع صوته ً‬


‫قليًل‪ :‬اخونا من باب الصداقة‪.....‬لو انه ما‬
‫نعزه وال يعزنا ما كان جا معنا لهنا‪....‬‬

‫وبنبرة سخرية‪ :‬صحيح انتوا ما عندكم صداقة من هالنوع فطبيعي‬


‫ما تعرف حل لهاللغز‪...‬‬

‫بو ناصر ليسكت الجميع وعلى خروج بو سلطان قال‪ :‬لو سمحت‬
‫مراد اكرمنا بسكوتك‪......‬ألنه الوضع ابدا ما يسمح لنا باألخذ‬
‫والعطا معك‪...‬‬

‫سعد حينما شعر انه استفزازهم هناك شي عالق في ذهنه‬ ‫مراد ُ‬


‫وخائف منه!‬
‫كما انه ال يريد ان يحدث صلح بينهم وبين نور ال يريد من نور‬
‫االستسًلم واالبتعاد من هنا‬
‫يريد ان يُصلح األمور التي حط ّمها يريد ان يعوض نور ولو‬
‫بشيء قليل‪....‬يريد أن يسبقهم قبل أن يسبقوه ويبعدوها عن‬
‫انظاره!‬

‫كان سيتحدث ولكن خروج امير وهو يقول لجولي‪ :‬قولي لها تطلع‬

‫هزت جولي رأسها ودخلت لغرفة نور‪ ....‬نور التفتت على جولي‬
‫المحمر وجهها‪ ،‬نهضت وفهمت مشاعر جولي‪....‬نظرت كيف‬
‫تفرك يديها بتوتر‪...‬ابتسمت بوجه جولي بهدوء رغم انها تشعر‬
‫بدأت تفقد صبرها وهي تحاول ان تتح ّلى بالهدوء والسكينة ‪.....‬‬
‫وضعت كفيها على اكتاف جولي‪.....‬‬
‫وكانت جولي مطأطأة برأسها ولكن نور رفعت رأسها بطرف ذقنها‬
‫‪ : ....‬جولي‪...‬ما راح ابعدك عنها‪......‬انا مو مثلهم انانية‪.....‬‬

‫جولي شعرت بهم قليل انزاح عنها ثم اكملت نور‪ :‬فاهمه شقلت‬
‫انا؟‬

‫هزت جولي رأسها نور بًل مقدمات‪ :‬ديري بالك عليها لو صار‬
‫فيني شي‪......‬خليك ماسكة بيدها‪.....‬‬

‫جولي شعرت بالخوف من حديثها ولكن هزت رأسها وفاجأتها‬


‫نور عندما احتضنتها بقوة ‪.....‬وهي تتن ّهد بصوت مسموع‬
‫‪...‬حقيقةً نور تريد حضن ‪....‬تستمد منه طاقتها لمواجهة‬
‫يوسف‪.....‬ومن معه‪....‬ثم ابتعدت ‪...‬ودخلت بخطى سريعة‬
‫للخًلء‪...‬محاولةً ان تبعد وجهها عن انظار جولي‬

‫لكي ال تقع عينيها على احتقانه اثر كتمانها للدموع من الجريان‬


‫على خديها‪.....‬اقفلت الباب عليها‪.....‬نظرت لوجهها ‪....‬النغزات‬
‫طور معها ضيق تنفسها‪...‬تشعر بالخوف‪...‬ورجليها‬ ‫مستمرة‪....‬وت ّ‬
‫وقدميها يرجفان‪.....‬غسلت وجهها عدّت مرات ستخرج اآلن‬
‫وتراه هل حقا‪....‬ستنظر لعينيه‪....‬‬
‫ولكن كيف تعاتبه؟ ‪...‬كيف ستشرح له وجعها؟ كيف تستقبله؟!‬

‫نظرت لشكلها المبهدل فقامت ً‬


‫اوال بترتيب شعرها‪...‬ربطته‬
‫بعشوائية ليتدلى على ظهرها‪ ..‬رتبت بدلتها السوداء‪....‬حدّقت في‬
‫الجينز األسود الذي ترتديه‪....‬كانت ستغيره ولكن سألت نفسها‬
‫لماذا هي مهتمة لهذا اللقاء؟‬

‫نفضت رأسها‪.....‬ثم انحنت على مغسلة اليدين‪...‬من شّدت‬


‫اضطرابها شعرت انها ستستفرغ في اي لحظة ولم تـأخذ ثوان‬
‫عدة حتى بها استفرغت سائل‪...‬اعتصر بلعومها‪.....‬واستنزف‬
‫طاقتها‪...‬‬

‫فتحت الماء وبدأت تكح‪...‬وتبكي‪....‬بصوت خفيف‪...‬غسلت‬


‫وجهها‪....‬وتمضمضت بالماء البارد‪....‬اغمضت عينيها بقوة‬
‫وهمست بوجع ‪ :‬وينك يمه!‬
‫ثم شدّت بيديها على بدلتها لتقاوم شعور اضطراب معدتها اثر‬
‫التوتر‪.....‬عادت ارشحت وجهها ثم خرجت دون أن تنظر لوجهها‬
‫المحمر‬
‫مشت بخطوات مضطربة لناحية جولي ونظرت إليها ثم همست‬
‫لها برجفه ‪ :‬ديري بالك ع سندرا‬

‫‪...‬جولي التفتت عليها وانفجعت من احمرار وجهها وارتفاع‬


‫صدرها وهبوطه ليدل على صعوبة تنفسها نهضت ولكن اشارت‬
‫لها‪ :‬انا بخير‪...‬جلسي جنبها‬

‫ثم توجهت للباب وقفت ووضعت يديها على المقبض اغمضت‬


‫عينيها تردده في الخروج‪......‬مضطربة من لقاء من تركها طيلة‬
‫هذه السنوات ‪......‬همست ‪ :‬يا رب‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بينما يوسف‪....‬خائف‪....‬من كل شيء‪....‬قلبه يرجف‪.....‬نفذ‬


‫صبره‪...‬يهز برجليه‪...‬يريد ان يشتم رائحتها العطرة‪...‬يريد ان‬
‫يخبرها انه لم يذق العيش بسًلم من بعدها‪....‬يريد ان يضعها ما‬
‫بين ثنايا صدره ويخبئها‬

‫نفذ صبره ونهض‪ :‬نورة وينها يا امير؟‬

‫ناصر وقف مع ابيه ومسك يده ولكن والده سحب يده منه وهو‬
‫يتقدم ألمير‬

‫ووقف هنا مراد وماكس‬


‫كرر بعينين محمرتين ‪:‬وين بنتي؟!‬

‫‪...‬شعرت بالخدر هنا‪.....‬وزادت رجفتها ‪...‬اذا هذا صوت‬


‫يوسف‪....‬هذا وجعها‪.....‬هذا عقابها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بو خالد بخوف‪ :‬يوسف اهدأ‬

‫أمير حقيقة طاقته نفذت ال يريد ان ينظر لوجه يوسف لكي ال يزيد‬
‫وجع ضميره اكثر وال يريد أن يوجع قلب نور بهذا اللقاء ولكن‬
‫هو مجبور ‪....‬مجبور على ذلك يريد أن يتخلّص من ذنوبه التي‬
‫اغرقته واغرقت محبوبته!‬

‫اشار لماكس‪ :‬روح نادها‬

‫و ّد مراد لو يعترض طريقه ليوقفه ولكن صوتها وصلهم بعد ان‬


‫خرجت من الغرفة‬
‫خرجت بعد ان شعرت أنّ هناك حرب ستُقام إن تأخرت‬
‫اكثر‪....‬وهي ال تريد حربًا قاتلة بل تريد حرب باردة تكسر‬
‫الضمائر فيها وتكسر القلوب!‬
‫خرجت بعد ان‬
‫لبست لباس خفيف من القوة تقدمت وهي تخبأ رجفة يديها في‬
‫مخبأ الجينز‪ .‬تحاول أن تتزن في مشيتها ‪....‬وتركّز بناظريها على‬
‫الجميع!!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تحدثت وهي تنظر للجميع وكأنها تبحث عن شيء ما‪ :‬شفيكم‬


‫‪....‬مستعجلين على شوفتي؟‬

‫ثم كتّفت يديها ‪ ،‬شعرت بنبضات قلبها تدق دماغها من شّدت وقوة‬
‫دفع الدم ‪...‬تشعر انّ الجدران التصقت مع بعضها البعض لتقتلها‬
‫باختناق تخافه‪.....‬تدور بعينها ببرود‪...‬وبداخلها لواهيب من‬
‫النيران التي قتلت قلبها بنغزاته‪ ...‬اقتربت اكثر من الكنب حاولت‬
‫ان تبّين هدوئها وهذا امر يتطلب طاقة عظيمة!‬

‫يوسف‪....‬لم يزحزح نظره عنها‪.......‬بعد ان سمع‬


‫لكنتها‪......‬نبرتها‪......‬شعر انه سيسقط ع األرض‪......‬‬

‫ولكن ناصر تدارك الوضع وامسك ابيه بينما بو خالد اخذ ينظر‬
‫اليها دون ان يرمش‪.....‬وينظر ألخيه خوفا عليه من هذه الصدمة‬
‫‪.....‬ابيها اخذ يفصل وجهها‪.....‬عينيها‪...‬رسمتهما‬
‫السحرية‪.....‬حواجبها وتموج طرفهما بانزعاج واضح تحاول ان‬
‫تخفيه‪...‬انفها الشامخ‪...‬أرنبته المحمرة أثر البكاء‪......‬انتفاخ‬
‫جفنيها ليدل على نوبة بكاؤها المستمر لساعات طويلة‪.....‬‬

‫ووجنتيها ‪...‬الشاحبتين‪...‬وشفتيها التي ترتعشان وتعض عليهما‬


‫بخفة وتبللهما ليتلونا ً‬
‫قليًل بالورودة‪.....‬ارتعشت اطرافه‪....‬يا‬
‫هللا‪....‬كبرت طفلته‪....‬كبرت وأصبحت يافعة ‪.....‬تقف‬
‫بشموخ‪....‬رغم االنكسارات التي تحاول ان تخفيها ‪......‬نظر‬
‫لشعرها لوهلة‪...‬لطوله‪.....‬نظر لطول هامتها‪......‬وضعف‬
‫جسدها‪.....‬وترددها في التقدم ‪...‬خطوة والوقوف عند تلك النقطة‬
‫‪....‬حدّق من جديد لضعف جسدها وذبوله‪.....‬لم يفت عليه‬
‫رجفتها‪.....‬‬

‫كبرت هذه ليست طفلته‪.......‬وأخذت الكثير من‬


‫والدتها‪.....‬نظرتها‪......‬طولها‪.....‬‬

‫وكيف تخرج امام طليقها وماكس دون حجاب‪...‬دون عباء تستر‬


‫جسدها الضعيف؟‬
‫احقا هي ليست نورة كما قالوا له؟‬
‫غيرته عليها اخذت تعبث بداخله لتثير غبار الغضب‬

‫‪....‬ولكن الندم وعذاب الضمير مسيطران عليه اكثر من غضبه‬


‫لوقوفها امامهم بهذا اللباس‬
‫ال يدري كيف قادته رجاله بصعوبة بالغة في األلم والمعاناة‬
‫سحب رجله اليمنى ثم اليسرى‪....‬وعينيه لم ترمشا بعد ماكس في‬
‫الواقع خائف على نور للغاية فعزلتها في الغرفة لساعات طويلة‬
‫والمصحوبة بسهر لم يخلو من البكاء والعتاب ادخل في قلبه‬
‫خوف عظيم عليها وندم على عدم شجاعته للموافقة على طلبها‬
‫منه!‬

‫متشوق لمعرفة ردت فعلها ما ان يقترب لكي تُعطيه‬


‫ّ‬ ‫مراد كان‬
‫نصف اشارة على ما ينوي فعله‬

‫امير تًلشى وأخذت الرجفة تسيطر عليه خائف من ان تبيعه عنادا‬


‫له‬

‫ابا خالد خائف على اخيه من ردت فعلها‪.....‬شكلها ال يُطمئن‬


‫‪.....‬هذه ليست ابنتهم ‪....‬ليست ابنت الناصي!‬

‫بينما ناصر مصعوق وغير قادر على ان يستوعب هذه نورة اخته‬
‫‪...‬الذي شاركها في اللعب معها وهما طفًلن صغيران يشعر انها‬
‫غريبة ‪......‬وبعيدة جدًا من ان تكون اخته!‬

‫اقترب يوسف واصبح امامها مباشرة يحدّق بها وكأنه ال يريد ان‬
‫ينسى مًلمح وجهها‪....‬وكانه يحفظ د ّقة رسمة وجهها‪.....‬عينيه‬
‫تلمعان بالدمع ‪....‬يديه ترتجفان‪....‬وشفتيه تحاول أن تخرج‬
‫الكلمات من فاهه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫شعرت ببرودة اطرافها فجأة‪...‬تشعر انفاسها بدأت تُسمع‪...‬شعرت‬


‫باالختناق‪....‬عرفته‪....‬هو يوسف‪...‬الشخص الذي سرق منها‬
‫واحد وعشرون سنة‪.....‬اشتاقت اليه ‪ ،‬اشتاقت‬
‫ألحضانه‪......‬ولكن‪....‬في اآلن نفسه شعرت انه ليس يوسف ذاته‬
‫‪....‬تشعر انه غريب وال تريده‪.......‬ألنه وبكل بساطه‪.....‬باعها‬
‫‪....‬تنازل عنها كيف تستقبله برأيه؟‬
‫ال شيء يشجعها على قبوله ال الحقائق‬
‫وال وجوده‪.....‬نعم تشتاقه‪...‬ولكن تشعر انه غريب‪....‬‬
‫تشعر انه خائن مثل الجميع‪.....‬ومجيئه هنا‪.....‬سب ًبا ليلهب‬
‫جراحاته فقط‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ه ّم في احتضانها بيديه المرتجفتين وبشكل سريع افاقت على‬
‫نفسها و ابتعدت‬

‫ثم مشت مبتعدة عنه قائلة بنبرة قاتلة لفؤاده‪ :‬انت يوسف؟‬

‫ابا خالد علم انّ العاصفة اآلن ستهب على اخيه برياحها العتية‬
‫علم انه حان وقت المواجهة والتبرير‬
‫ناصر كره ردت فعلها وخفق قلبه لكسر رغبة والده من احتضانها‬
‫اما مراد ا ابتسم بسخرية وانزاح من على قلبه ثقل!‬

‫وماكس بقي ينظر لهم بشتات‬

‫ناصر لم يتحمل السكون والنظرات مشى بالقرب من والده وامسك‬


‫يده ونظر اليها بحده مردفا‪ :‬هذا ابوك يا نورة‬

‫حدّقت في وجهه بتمعن تريد ان تخمن من يكون ولكن عجزت من‬


‫ان تعرفه تساءلت بوجع‪ :‬نورة مين؟‬
‫هي بنظرها نورة ‪....‬شخص مغاير ‪.....‬وشخص فريد ‪....‬ال يمس‬
‫نور بصلة‪.....‬هي اماتت نورة من داخلها ُمنذ العاشرة من سنها‬
‫او ربما التاسعة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫امير لم تخفى عليه رجفة ساقيها ومشيها خطوة للوراء بحيرة‬


‫خائف‪ ،‬من هذا اللقاء المستمر بالتحديق!‬

‫بو خالد اقترب هنا وتحدث وهو يقول‪ :‬يوسف‪ ...‬يوسف‪...‬‬


‫كان يريد من أخيه االنسحاب‬
‫شعر بالخوف على يوسف من هذا التحديق‬
‫ينظر إليها بشوق‪.....‬وجسد مهتز‪...‬ونفس متسارع‬
‫ال يريد ح اقا ان يخسر أخيه‬
‫لذلك نداه لينسحبا ولكن‬
‫ابا ناصر اقترب منها‬

‫به شوق عظيم يدفعه الحتضانها‪ ،‬يصرخ به ال تفرط بها ولكن‬


‫كلما اقترب ابتعدت عنه خطوة لتُرضي بها دون قصد قلب مراد!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نور بأفعالها تقسي حتى على نفسها ولكن ال تستطيع ان تفعلها‬
‫لن تحتضنه‪...‬‬
‫هو الألساسي في عذابها‪...‬في كرهها للحياة ربما تغفر للجميع ّإال‬
‫هو!‬

‫ال تستطيع ابدا من ان تجعله يحتضنها مد يده برجاء وضعف‪:‬‬


‫بنتي نورة‬

‫أخيرا بصوت مرتجف وهي تهز رأسها بعنف‪ :‬عظم هللا‬


‫ً‬ ‫تحدثت‬
‫اجرك فيها!‬

‫ا‬
‫مطوال‬ ‫‪...‬ابا خالد حدّق بها‬
‫كم هي قاسية على يوسف كم هي عديمة لألحاسيس بوقوفها هكذا‬
‫دون ان تثار مشاعر اشتياق لناحية والدها‬
‫هو ال يعلم انها مجتهدة في بذل طاقتها لتقف امامهم على الصورة‬
‫التي يشاهدونها اآلن‪....‬‬
‫ناصر بحزم‪ :‬يبه نمشي؟‬

‫صر على احتضانها‪.....‬على شم رائحتها‪...‬على الطبطبة‬


‫يوسف م ّ‬
‫عليها‪....‬هي مجروحة واحتضانه لها سيداوي جزء بسيط من هذه‬
‫الجروح‪......‬اقترب‪....‬‬

‫وهي توقفت عند نقطه ال تستطيع الحراك فيها‪....‬بقيت‬


‫محاصرة‪....‬بمخاوفها‪.....‬وعدم سيطرتها على‬
‫الرجفات‪.....‬ضخ ّمت عليها تسارع نبضات قلبها‪.....‬وقعت في فخ‬
‫الذكريات‪....‬اخذت تتذكر يوسف‪....‬وهي صغيرة‪.....‬تتذكر كيف‬
‫ودّعته‪...‬وودّعها بصمت دون احتضان‪....‬هل هو نادم انه لم‬
‫مره‬
‫يحتضنها واآلن‪....‬يريد أن يعوضها عن ذلك الحضن الذي ّ‬
‫عليه الدّهر؟!‬

‫ابتلعت ريقها‪...‬ورمشت عدّت مرات بعد ان فهمت انه لن يتراجع‬


‫من ان يقتطف من عقلها تلك الذكريات! ‪....‬رجفتها بلغت منتهاها‬
‫‪...‬وقلبها يطلبها الرجاء من أال تجبره على هذا العذاب‬

‫شعرت بغشاوة على عينيها لتنبأها عن قدوم و نزول دموع ثقيله‬


‫على خديها‪....‬شعرت بعدها بدوار‪ ......‬مفاجأ تحدثت‪ :‬اي خذ‬
‫ابوك وامش‬

‫ناصر صدم هل عرفته؟ في الواقع ال ولكن هي قالت هكذا على‬


‫سياق الجملة‬
‫يوسف اقترب اكثر وكانه تحت تأثير ابوي مغنطيسي يشدذه‬
‫‪...‬واخيرا انتهى عذابه وبدأ عذابها‬
‫ً‬ ‫إليها‪...‬تقدم خطوتين‬
‫‪.....‬واحتضنها بقوة حتى بها شهقت‬

‫شعرت بالخوف‪....‬بالضياع‪.....‬بالشتات‪...‬تشعر بالغرابة‬


‫‪.....‬تشعر انه غريب عليها‪....‬يؤلمها احتضانه لها‪....‬يوجعها‬
‫شدها إليه‪......‬‬

‫واحدة وعشرون سنة من الضياع‪......‬من عذاب الضمير‪....‬من‬


‫التخبط والتفكير‪....‬في صحة ما قااله له؟‪......‬واحد وعشرون‬
‫سنة‪.....‬من البكاء الصامت بًل دموع‪......‬والخوف من هللا انه‬
‫ظالم بحقها‪.......‬خدعوه‪......‬ولكن هو اخطأ بقراره ‪.....‬هو‬
‫اظلمها اكثر منهم‪......‬بتخليه عنها‪.......‬اآلن لن يتخلّى‪....‬لن‬
‫يجعلها تهرب منه‪.......‬اشتّم رائحتها‪....‬وبكى بصمت‪.......‬‬

‫بينما هي ال تريد ان يعبث بمشاعرها بزيف مشاعره هو من تخلّى‬


‫عنها هو من اوجع قلبها هو من اختار مصيرها‬
‫لم تستطع ان تبادره هذا االحتضان‪....‬وتهمس له انها اشتاقت له‬
‫!‪.....‬تشعر بمرارة هذا الحضن المتأخر‪.....‬حقيقةً شعرت انه‬
‫يبحث عنها وهي ما بين يديه‪.....‬بكاؤه الصامت بجسد‬
‫متأخرا وبصورة‬
‫ً‬ ‫يرتجف‪....‬ارجف قلبها‪...‬ولكن كل شيء اتى‬
‫زرعت في قلبها التذبذب والثقة به وبالجميع‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يوسف‪....‬انهار باكيا‪....‬انهار مشتاقا‪...‬رائحتها لم تتغير‪.....‬شعر‬
‫برجفتها‪.....‬كلما ش ّد عليها‪.....‬شعر‪..‬بضعفها وبمحاولة مقاومتها‬
‫للبكاء‬
‫ابا خالد دمعت عينيه وناصر اصبح خلف أبيه تماما يطبطب على‬
‫ظهره‬
‫امير وقع قلبه في األرض خانته رجليه وسقط على الكنبة منهارا‬
‫مما هو آتي‬

‫مراد ازدرد ريقه لسكون نور في احضان يوسف‬

‫ماكس يترقب عاصفتها التي ستكسر كل التوقعات بينما‬


‫هي‪.....‬تشعر بنيران تتآكل بقلبها وبنغزات تزداد كلما ش ّد عليها‬
‫قبضّت على يديها وشدّت عليهما بقوة‬
‫وشعر بضيق تنفسها يزداد أيضا‬

‫حاولت ان تُعطي نفسها فرصةً لتبادره بهذا االحتضان ثم تحرقه‬


‫بابتعادها عنه ولكن لم تستطع‪...‬اغمضت عينيها‪...‬ودّت لو جاء‬
‫لها ‪.....‬وهي في سن الثًلثة عشر سنة على األقل‪.......‬‬
‫حقاا تأخر عليها!‬
‫شدّت على عينيها بقوة‬
‫شعرت روحها ستخرج من مكانها‪....‬ضيّق حضنك يا يسوف‬
‫عليها ‪....‬تقسم انه ضيّق!‬

‫‪....‬لم تتحمل صرخت ‪....‬وهي تبعده عنها ‪:‬ووووخررررر!‬


‫حتى به تراجع للوراء ولكن شده ناصر اليه بصدمة واتزن يوسف‬
‫في وقفته بينما ناصر لم يتحمل ذل ابيه امام الجميع‬
‫شعر بانكسار ابيه‪....‬وتنهده ‪.....‬واحراجه هكذا فجأة على ردّت‬
‫فعلها‬

‫اقترب منها بعد ان تقدم خطوة لألمام والكمها كف قوي ليترك‬


‫بصمة أصابع يده على خدها الشاحب حتى صدم الجميع بذلك‬
‫نور اهتز جسدها‪......‬وترن ّحت لليمين والشمال ثم استقرت في‬
‫نقطة اتزانها عقدت حاجبيها منصدمه من كل شيء ليس من هذه‬
‫اللكمة فقط!‬

‫امير وقف هنا ومراد كاد أن يتدخل ولكن ماكس امسك كف يده‬
‫ليوقف جنون افعاله‬

‫ابا خالد صعق وعقد لسانه يوسف بكى بدموع‬

‫ال تدري ماذا حدث شعرت انها ال تراهم اغمضت عينيها وش ّدت‬
‫على قبضة يديها‪....‬فتحت عينها ببطء ورأتهم بشكل‬
‫ضبابي‪...‬تنفست بصوت مسموع‪....‬‬

‫ثم هاجت على ناصر تصرخ في وجه ‪:‬وصل الكف‪....‬الحين‬


‫برا‪.....‬اطلع برا‬

‫‪ ....‬ناصر فقد سيطرته على نفسه امسك كتفيها وحركها بعنف‬


‫لألمام والخلف‪ :‬ما حنا بطالعين‪...‬وبسمعين ألبوي اللي هو ابوك‬
‫سحبت نفسها من يديه‪....‬صرخت من جديد بانهيار واخذ دخان‬
‫غضبها يتصاعد ألعلى‪.....‬‬

‫ذهلت الجميع بقولها‪ :‬وش بقول؟‬

‫وبصرخة اعلى ‪:‬بقووووول خيانة امك هي من خلتني اتخلّى‬


‫عنك؟‪....‬بقوووووول سامحيني؟‬

‫صرخت بصوت اقوى وهي تشير لهم بعشوائية ورجفه ‪:‬ما راح‬
‫اسامح احد‬

‫اقتربت من يوسف دفعته من كتفه بيد مرتجفة‪ :‬ماااااا بسامحك ال‬


‫انت وال ديانا وال اااامييييررر‬

‫ثم مشت وهي تتخبط لتسير لمراد وبصرخة ‪:‬وال انت‬

‫‪ ...‬ثم التفتت على يوسف ‪:‬طلعوا من حياتييي ابي اعيييييش‬

‫براحه وضربت ع رأسها بقوة ‪:‬وطلعوا من هنا‬

‫يوسف بكى بدموع‪ :‬نورة‪.....‬‬


‫همت بضربه وهي تصرخ ولكن الجدار كان اقرب لها منه فلكمته‬
‫دون وعي واحدثت بيدها كدمة صغيرة لم تحس بوجعها ابدًا!‬
‫صرخت بانفعال جنوني ‪:‬قلت لك نوووورة مااااتتت من واحد‬
‫وعسرين سننننننننة‪....‬‬

‫بو خالد حينما علم انها بدأت تدخل في عولمة الغضب والعتاب‬
‫اقترب من أخيه ‪:‬يوسف نمشي ونرجع من جديد لم تهدأ‬
‫األمور‪....‬‬

‫صرخت هنا‪ :‬ال ترجعون امير‬

‫نهض وكان سيقترب منها ولكن ركلت الطاولة التي امامها‬


‫لتضرب ساقيه بقوة‪ ،‬سمحت لنفسها اآلن ان تعود لغضبها‬
‫وحرقان االعصاب‪.....‬لم تستطع ان تكبح ذاتها آلخر رمق‪...‬ما‬
‫يحدث اآلن اكبر مما تظن يريدون‬
‫منها‪....‬التسامح‪.....‬العفو‪.....‬االستمرارية في الحياة وكأنّ شيئ ًا‬
‫لم يكن أيقعل هذا؟‬

‫والخسائر التي خسرتها؟ كيف سيعوضونها ً‬


‫بدال عنها!‬

‫تعلم ال بديل لكل األشياء التي خسرتها لذلك‬

‫صرخت ‪:‬ال تقرب‪....‬‬

‫توجع ولكن فهم انها دخلت في نوبة افقدتها عقلها تماما ماكس‬
‫تذكرها حينما رمت السكين عليه علم انها منهارة بطريقه مشابه‬
‫فيها لذاك اليوم‬
‫وكان متيقن هدوئها لم يكن إال تمهيدًا لكل عواصفها اآلن!‬

‫نور احتقن الدم في وجهها صدرها بدأ يرتفع ويهبط بعنف‬


‫صرخت‪ :‬كلكم هدمتوا كياني‪.....‬وكلكم تحرقوني لقلتوا‬
‫سامحيني‪.....‬ماقدر اسامح وال واحد فيكم ألنكم ظلمتوني‪.....‬‬
‫‪....‬ووصلتوني ع هالشكلية‪.....‬‬

‫بترنح‪......‬وهي تحاول‬
‫هذي واشارت لنفسها مشت ّ‬
‫التماسك‪....‬تحاول ّإال تخضع لشعور يصرخ بإنزالها لألعماق‬
‫للظًلم‬

‫نظرت ليوسف‪....‬رمشت مرتين‪.....‬نظرت‬


‫لدموعه‪.....‬لرجفته‪.....‬لعدم قدرته على الحركة والتقدم‬
‫لناحيتها‪.....‬التفتت ونظرت للجميع‪....‬وسمعت صوت ابنتها‬
‫تصرخ تريد ان تخرج لها وهي تكرر من خلف الجدران وباب‬
‫الغرفة‪ :‬ماما‪.....‬ماما‬

‫يوسف ُ‬
‫طعن في قلبه تما ًما هذا صوت حفيدته كم هو مؤلم‬
‫ّ‬
‫شعوره‪....‬شًل لسانه عن الحديث‪.....‬‬
‫أي ٍحب سقيم سكن في قلبه حتى يوصل به إلى هذه المواصيل‬
‫والعديد من ال ُخسران؟‬

‫‪....‬احب ديانا بل عشقها‪ ....‬كحب اول‪.....‬رغم انه كان متزوج‬


‫بابنت عمه‪...‬ولكن لم يحبها مثلما احب ديانا‪....‬لذلك خيانتها‪....‬لم‬
‫تكن هينة وان لم يكن يحبها ‪....‬وطء الخيانة لن يختلف عليه‪...‬‬

‫فهو رجل‪...‬يعرف الحًلل والحرام‪...‬يعرف معنى الغيره‪....‬وما‬


‫فعلته به ديانا اثار غيرته وغضبه‪.......‬‬

‫وعلم حينها انه استغفل لفترة ليست ه ّينة‪ ....‬طوال الثمان‬


‫سنوات‪.....‬كانت تستغفله‪...‬وتخدعه ‪...‬و‪...‬بعد وقوعه على ذنبها‬
‫ال يدري ماذا حدث لعقله !‪....‬عقله توقف عن التفريق بين‬
‫القرارات الصائبة والخاطئة والظروف اقفلت على عنقه‬
‫بشدة‪....‬كيف يبرر لها؟‬

‫‪...‬كيف سييخبرها انه ندم وبشدة‪....‬كيف يخفف عنها؟‬

‫أول‬
‫وصوت ابنتها ‪....‬اخذه لعالم آخر‪....‬اذا اصبح جد‪...‬ابنتها ّ‬
‫حفيدة له‪......‬مؤلم‪....‬ما يدور حوله‪...‬ويراه عقاب‪ .........‬ازدرد‬
‫ريقه تحدث وهو يجاهد نبرة األلم‪....‬ويجاهد نفسه بأال يصرخ‬
‫اشتياقا ً‬
‫قائًل‬

‫(انسي كل شي وتعالي لحضن ابوك يا نورة‪.....‬انا وقتها ما كنت‬


‫ادري وشلون تخلييت عنك‪....‬وقتها كنت مجروح يا نورة‪(.....‬‬
‫كل ما همس به ‪ :‬ندمان يا نورة‪......‬وكنت وقتها‬
‫موجوع‪....‬مادري كيف خذت قراري أصًل‪....‬‬
‫ابتسمت بسخرية وهي ترمش وتتحرك بعشوائية ال تريد الخضوع‬
‫لشيء هي تخافه!‬
‫وتخاف ان يحدث لها للمرة الثالثة!‬

‫تحدثت بهذيان غير مرتب ‪ :‬ندمان؟‪....‬مهما كان وجعك من‬


‫ديانا‪....‬المفروض ما تركتني‬

‫امير بكى بدموع وهو يمسح على وجهه عدت مرات‬

‫ماكس كان يراقبها بدقة وعلم انها تحاول السيطرة على رجفتها‬
‫ولكن لن تسيطر عليها ان طبقت على عنقها لن تسيطر ابد‬
‫صة وجع‬
‫مراد وقف يحدّق بها ببهوت‪.....‬وفي قلبه غ ّ‬
‫عليها‪....‬وندم على اتباعه ألخيه‪...‬‬

‫يوسف اخذ يتفاعل معها ويتقدم لناحيتها وهو منفعل ً‬


‫قليًل بنبرته‬
‫وشكله حتى ناصر كان سيمسك به ولكن امسك يده الممدودة عمه‬
‫وهو يهمس له‪ :‬اتركه‬

‫يوسف‪ :‬كًلمك صحيح‪....‬يا بنتي‪....‬بس انا غلطت‬


‫‪...‬وقتها‪...‬وقررت اقسى قرار علي وعليك‪......‬يا نورة‪....‬انا‬
‫انخدعت‪.....‬ثمان سنين مخدوع‪....‬ثمان سنين‪....‬واانا‪...‬‬

‫مغفل‪ ...‬امير فهم معاني كلماته ‪...‬ديانا خانته من قلبها ‪....‬لم‬


‫تحب يوسف قط‪....‬بل تكرهه ألنه سببا في انفصالهما عن‬
‫بعضهما البعض ‪....‬حقا كان يحادثها سرا طيلة الثمان سنوات‬
‫‪....‬فهو اآلخر لم يتنازل عنها كما هي لم تفعل‪.....‬فكروا‬
‫بأنانّية‪....‬حتى بهما التقاء بشرط ظلم اشخاص بريئين‪....‬‬

‫نور كانت مركزة على صوت ابنتها اكثر مما تسمع صوت والدها‬
‫ما زالت سندرا على هذه األثناء من التوتر والتخبط تصرخ تريد‬
‫ان تخرج من الغرفة وجولي تمنعها تكرر‪ :‬ماما‬

‫همست وهي واقفة كالمخدرة‪.....‬تشعر بخدر في اطراف‬


‫جسدها‪....‬تشعر بتوقف حواسها ‪...‬تقدمت خطوة للوراء وهي‬
‫ترمش بطريقة غريبة متكررة‪....‬وعشوائية بشكل ملحوظ‪:‬‬
‫بننننتي!!‬

‫فجأة انقطعت األصوات عن مسامعها كل ايا ‪ ،‬واخذت تسمع طنين‬


‫مزعج ‪...‬ومخيف‪...‬‬

‫حاولت ان تخطو خطوة اخرى ولكن‪.....‬هوت بشكل مفاجأ على‬


‫األرض ‪......‬كاللوح الساقط مع الرياح القوية‪....‬سقطت تحت‬
‫انظار الجميع الذين توقفوا عن الحركة بسبب صدمتهم‪.....‬ارتطام‬
‫جسدها على األرض اصدر في فؤاد يوسف الفجعة‬

‫مراد بًل وعي صرخ‪ :‬ياااااربي‪....‬‬


‫وهذه الكلمة لفتت انظار امير الذي وقف ينظر لنور برجفه وغياب‬
‫عقلي واضح نظر لمراد وكيف ركض لنور الذي تتحرك بعشوائية‬
‫ع األرض ‪.....‬وتأن بأنين مسموع على مسامع الكل‪....‬والدم‬
‫يخرج من فمها بغزارة!‬

‫ماكس في الواقع ركض قبل امير سحب الشال من على‬


‫عنقه‪...‬ووضع طرفه في فمها وكانت شادة جدا اسنانها التي‬
‫تعض ع طرف لسانها ‪....‬استطاع ان يدخله ليوقفها من العض‬
‫ً‬
‫جاثًل على‬ ‫على لسانها ناصر نظر البيه المفجوع‬

‫ركبتيه يحاول التحدث ولكن اختفى صوته تحدث بصدمة‪ :‬يبه‬


‫بو خالد هرع ألخيه‪ :‬يوسف‬
‫يوسف ضاق الكون عليه همس‬
‫‪:‬بنتتتتتتتتتي‬

‫ماكس صرخ في وجه مراد حينما وضع يده تحت رقبتها واألخرى‬
‫تحت ساقيها لحملها‪ :‬ال راح تأذيها‬

‫ابا سلطان سمع الصراخ‪ ،‬سمع همهماتهم وحركتهم المستمرة‬


‫كان سيدخل ولكن توقف آلخر لحظة وهو متوتر للغاية‬
‫بينما مراد تركها ونظر اليه ماكس بحده‪ :‬اطلب اإلسعاف‬

‫قليًل ومسح على شعرها تحدث بخوف‬ ‫ثم انحنى على نور ً‬
‫واضطراب‪ :‬نوى اهدي‪.....‬اهدي‪.....‬انتي بخير‪...‬كل شي‬
‫بخير‪...‬انا موافق‪....‬موافق نور‪...‬على طلبك‪...‬بس بليييز‬
‫اهدي‪......‬ال تششدي ع نفسك‪......‬ال تشدي‪.....‬‬

‫مسح على خدها بلطف تحت انظارهم المتًلشية اثر الصدمة‬

‫ثم قال‪:‬راح نعيش سوا‪.....‬سندرا‪....‬معنا‪......‬ماراح اعمل‬


‫فيكي‪...‬متلهم‪....‬اوعدك‪...‬‬

‫مراد غضب‪.....‬ماذا يقول؟ هل يعني انه يريدها‪....‬يريدها‬


‫لنفسه؟‪...‬يتزوجها‬

‫بينما امير هز رأسه بًل‬


‫بًل معنى! معنى لم يتقدم لناحيتها‪....‬ولم يتحرك‪.....‬كان في غاية‬
‫صدمته ‪.....‬وذعره من أنّ الموت اآلن يتخطف أنفاسها‬
‫وبصرها‪...‬‬

‫والدها يحدق بها دون ان يرمش البقية خائفون متى ستنتهي هذه‬
‫النوبة؟‬
‫وضع ماكس يده على كفها بعد ان بسطتها بشكل جزئي ثم همس‬
‫‪ :‬كل شي بخير نور‪.....‬ال تخافي‪....‬ما فيه شي يخوف‬

‫مرت دقيقة وهي على هذا الحال ثم توقف جسدها عن األرتعاش‬‫ّ‬


‫فاقترب هنا يوسف يريد ان يلمسها ويتأكد من بقاؤها على هذه‬
‫الحياة!‬

‫ولكن ماكس تحدث دون ان ينظر اليه‪ :‬بليز بعّد عنها‪.....‬محتاجه‬


‫هواء‬

‫ثم اخذ يحدثها ‪ :‬نور تسمعيني؟‬

‫كان صدرها يهبط ويرتفع بقوة منحرها وجبيينها يتصببان‬


‫عرقا‪......‬ما زالت تأن وهي شادة على عينيها بقوة‪....‬تشعر انها‬
‫في عالم آخر‪....‬عالم ‪....‬مخيف‪....‬يخنقها‪...‬ويط ّبق على جسدها‬
‫ليعتصرها ويوقف مقاومتها أالإرادية‬

‫ماكس نظر لمراد‪ :‬اتصلت باإلسعاف؟‬

‫لم يجيبه بل تفحصه بحقد وغضب‪....‬وهو يشد على قبضة‬


‫يده‪....‬هز رأسه بًل دون ان يرمش فانحنى ماكس بشكل سريع‬
‫حملها ثم خرج وخرج يوسف وناصر وابا خالد معه وبقي امير‬
‫مصعوق وملذوع مما حدث بينما‪....‬مراد ‪...‬مسح على‬
‫رأسه‪.....‬وهو يشتم ويسب‪ ...‬ثم تبعهم‬

‫أبا سلطان ذهل مما رآه‪...‬تساءل ماذا حدث ‪....‬ولكن تحدث أبا‬
‫خالد‪ :‬اركب السيارة واتصل على سلطان!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قراءة ممتعة للجميع‬

‫تحياتي‬

‫شتات الكون‬

‫البارت الثًلثون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قبل ما ندخل في البارت راح أنبّه على شيء يمكن حقيقي غفلت‬
‫عنه!‬
‫*عًلقة شيخة ببندر*‬
‫ً‬
‫اوال‬
‫انا لست من ممن يؤدي هذا النّوع من العًلقات‬
‫عًلقات محرمة وهذا األمر مفروض منه!‬

‫ولها توابع وعقوبات دنياوية وأخروية‬


‫وإن كان بندر ح اقا قاصد الزواج بها‬
‫ليس من حقّه ابدًا ان يحادثها في الخفاء‬

‫فأنا كما ذكرت ببداية الرواية‬


‫ليست ممن يزيّن الحرام‬
‫ولكن حاولت أن اتطرق لهذا الموضوع دون ان اخوض فيه بشكل‬
‫متوسع‪......‬ألسباب كُثر!‬
‫فشخصيات روايتي ليسوا منز ّهين عن األخطاء‬
‫وإن لم اوضّح عقوبة هذا األمر ال يعني انني اش ّجع واحث عليه‬
‫يمكن طريقة كتابتي عنهم ربما يراها البعض تُش ّجع على مثل هذه‬
‫العًلقات‬
‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫وتزيّنه للمراهقات ولكن‬
‫انا اخطأ وأصيب فيما اكتب‬
‫وواقعياا انا ضد هذه العًلقات التي حرمها هللا عزوجل‬
‫انوه على امرهما‬ ‫فأحببت ّ‬
‫وإن كانت نهاية االمر في روايتي مغاير ِلم نسمعه وهذا ربما‬
‫يحدث بنسبة ضئيلة‬
‫هذا ال يُعني في الواقع انها دو ًما ما تكون بنتيجة كما أنا كتبتها‬
‫هنا‪......‬ولكن ح اقا ال اريد ان اتطرق للخوض فيها من منحنى آخر‬
‫انا قادرة على الخوض فيه ولكن اعلم انّ االمر سيطول‪.....‬وربما‬
‫موازين االحداث ستتغيّر‪....‬ولكن ح اقا ال اريد ان اخوض فيه بشكل‬
‫صل!‬
‫مف ّ‬
‫فاألمر سيكون مشابه ً‬
‫قليًل لروايتي السابقة‬
‫(ل ّجة الذكريات)‬
‫ولكن على منحنيات ومسميات ونوايا أخرى ‪...‬ولكن سيبقى األمر‬
‫تقليد ًيا ان فعلت هكذا‬
‫لذلك لن اسهب فيه!‬

‫وأنا حينما تطرقت بها ال اقصد االمتثال بها‬


‫فالحًلل بيّن والحرام بيّن‬
‫ولكن كما ذكرت‬
‫بقدر ما اوتيت من جهد وطاقة حاولت ان انسج أحداث‬
‫وشخصيات قريبة من الواقع دون مثالية او مبالغة في التنزيه!‬
‫فأرجو أال يقتدي بهما أحد ‪....‬فمثل هذه العًلقات محرمة‬
‫وال ترضي هللا عزوجل‬

‫(اللهم بلغت اللهم فاشهد)‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الظروف تُجبر اإلنسان في بعض الحين على ارتكاب الحماقات!‬
‫وهذا ال يُعني انه بريء مما يفعله‬
‫عزوجل جعل لنا عقل لنتفقه به‬
‫ّ‬ ‫فاهلل‬
‫وقلب لندرك به مشاعرنا‬
‫ولكن ردود األفعال تنقسم من خًلل اإلنسان المؤمن‬
‫واالنسان العجول‬
‫واالنسان الضعيف‬
‫واالنسان المشكك‬
‫واالنسان الناكر‬
‫واالنسان الشقي‬

‫ردود أفعال قد تمتاز بالعقًلنية والثبات والصبر‬


‫واألخرى بالتع ّجل واإلنكار وكذلك الشكوك‬

‫ليس من السهل أن يكون اإلنسان مثال ايا‬


‫ولكن ليس من الصعب ان يكون راضياا بكل ما يحدث له‬
‫إن كان يؤمن باهلل وبالقدر خيره وشره!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫النفوس الضعيفة مع كل ه ّبة ريح وأخرى تهتز‪ ،‬تريد من يشد بها‬
‫لتشد به وتتشبّث لتنعم بالراحة‬
‫تريد من ين ّجيها من هفوات الخوف والضعف واألنانية من الغرق‬
‫لتجاهل أمور عدّة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما هي‬
‫يضيق بها تنفسها‪ ،‬لم ترحمها ذاكرتها في تذكر كل شيء باتت‬
‫صور أهلها تتدفق عليها بشكل مخيف‬
‫جدها وحنقه عليها جدتها وغضبها الًل مبرر له تسمع أصواتهم‬
‫المتداخلة مضى من عمرها واحد وعشرون سنة من الضياع‬
‫ادركت كل شيء اآلن‬
‫هي ضائعة ُمنذ الثامنة من عمرها‬
‫وجه يوسف ذكّرها بالكثير من األشياء‬
‫كُره بعض األشخاص من حولها آنذاك‬
‫تملل بعض االفراد منها‪........‬شعرت رغم انّ والدها قريب إال انه‬
‫بعيد‪...‬لم يحميها بشكل مثالي‪.....‬حتى به تنازل عنها بسهولة‬
‫لتنمسح من ذاكرتها الثمان سنوات التي مضتها معه فراقهما لم‬
‫يكن فقط ثًلثة عشر بل واحد وعشرون سنة!‬
‫بتخليه عنها محت الثمان سنوات‪.....‬محت فضائله عليها‪....‬امير‬
‫صر ابدًا في جعلها تكره‪....‬هي كرهته وكرهت نفسها‬ ‫لم يق ّ‬
‫والجميع ولكن ح ًقا هو ا ّحب ديانا بشكل كبير بشكل اعمى عينيه‬
‫عنها لتخلّيه عن زوجته‪....‬أوالده في وقتها‪.....‬حتى به تخلّى‬
‫عنها هي دون أن يُدرك‪.......‬وبلقاؤه هذا ادركت ح اقا انّ الفراق‬
‫بينهما لم يكن إال واحد وعشرون سنة ليست ثًلثة عشر سنة‬
‫فقط!‬

‫كانت واقع ايا تصرخ تُريد النجاة ولكن ال توجد موجات صوتية‬
‫تصطدم بجزيئات الهواء لتترجم لنا ع ّم تقوله تريد النجاة من‬
‫جميع الذكريات والمخاوف!‬

‫تشعر بالخدر‪....‬باالنهماك‪....‬بالغوص في وحل لزج‪.......‬منصتة‬


‫ألسئلة الدكتور بل هادئة وكأنها تستمع إليه ‪...‬ولكن تشعر انها‬
‫فاقدة لحواسها في الواقع‪....‬‬

‫سمعت انه يسأل بشكل فوضاوي!‬


‫ت إحدى التهديدات او التحذيرات قبل النوبة؟‬
‫هل تلقي ِ‬

‫ما هو شعورك بعد انتهاء النوبة؟‬


‫حاولت ان تُجيبه ولكن لم تستطع‬
‫لذلك بدوا‬
‫بإجراء الفحوصات الطبية البحتة‬
‫فحوصات الدم كفحص السكري‬
‫للتعرف على نسبة مستوى الدم في السكر لتحديد ما إن كان هو‬
‫سب ًبا رئيس ًيا لحدوث النوبة‬
‫كما انها خضعت لفحص الدماغ واخذ صور تفصيلية بالتصوير‬
‫الرنين المغناطسي‬
‫ال تدري كم مضى من الوقت وهي تخضع لهذه الفحوصات التي‬
‫اتعبتها؟‬

‫ولكن بعد مرور ما يقارب الثًلث ساعات ونصف!‬


‫وصل الطبيب للنتيجة‬
‫التي أك ّد فيها انّ نور تُعاني من صرع نفسي‬
‫من نوع نوبات الصرع االنفصالية‬
‫والتي تحدث دون وعي ‪ ،‬وتجعلها غير قادرة على السيطرة على‬
‫هذه النوبة وال تستطيع حتى الت ّحرك من مكانها!‬
‫ومن مسببات هذا النوع من الصرع‬
‫حاالت االضطراب القلق العام‬
‫واالضطرابات والصدمات العاطفية‬
‫وكذلك اضطرابات ما بعد الصدمة‬
‫اول المسببات التي أدّت لتدهور‬ ‫والكثير من المسببات ولكن ذكرت ّ‬
‫حالة نور هنا فقط!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الجميع ذُهل‪....‬يوسف ‪....‬اآلن استوعب معاناة ابنته‪.....‬اآلن‬
‫ادرك انها فارقته ُمنذ زمن طويل‪......‬اآلن يستطيع ان يثبت انه‬
‫فاقدها ح اقا ُمنذ واحد وعشرون سنة ليست ثًلثة عشر‪.....‬‬

‫ُحبه لديانا‪.....‬اوقع به في الفخ‪....‬جعله كالقريب البعيد‪.....‬جعله‬


‫يتو ّجع بعُمق‪.......‬ينفث على جراحته رذاذ مالح ليلتهب‪.....‬تخلّى‬
‫عنها‪ُ .....‬منذ تلك اللحظة‪....‬ومحى من ذاكرته حبها‪...‬وتناسى‬
‫‪.....‬ليعوض‬
‫ّ‬ ‫بذاكرته الثمان السنوات ليحظى بعدها براحة مؤقته‬
‫به ويستعيد طمأنينة منزله!‬

‫ولكن خسر‪.....‬خسر قطعة كبيرة من قلبه‪.......‬لم يخسر نورة‬


‫فقط‪.......‬بل خسر كيانه بعدها‪.....‬لم يتح ّمل‪.....‬حينما سلطان‬
‫سا على األرض‬
‫الطبيب‪.....‬خر جال ً‬
‫ّ‬ ‫ترجم لهما على حده ما قال‬
‫بقلة حيلة‪......‬‬

‫يتصور ما عانتهُ‪ ،‬ال يستطيع ان يبرر لها تخليه‬


‫ّ‬ ‫ال يستطيع ان‬
‫عنها أكثر من هكذا فطاقتهُ نفذت وهي من الواضح لن تتحمل‬
‫المزيد منه!‬
‫النوافذ واألبواب أصبحت مؤصدة في وجهه‬
‫جلس أبا خالد امامه أخيه‬
‫وش ّد ازره أبا سلطان‬
‫وناصر كان ما بين التصديق وعدم التصديق‬
‫تحدث سلطان‬
‫بعد ان رأى خوف الجميع‬
‫حاول ان يخفف عنهم‪ :‬عمي‪.....‬هالشي ما هوب خطر‪....‬اذكر‬
‫هللا‪.....‬‬
‫خطرا‪ ،‬ابنته ليست بعيدة عن الخطورة ابدًا!‬ ‫ً‬ ‫وإن لم يكن‬
‫رفع يوسف رأسه وسقطت انظاره على أمير الجالس على‬
‫الكرسي‬
‫كان منحني لألمام واض ًعا كفي يديه على رأسه ويهز بجسده‬
‫كالبندول‪.....‬بعينين محمرتين ودموع عالقة في محجره‬
‫بينما ماكس كان بجانبه يطبطب على ظهره ويخفف عنه‬
‫تمزق بنظرها ماكس كانت‬ ‫وطليقها ذو النظرات الحادة والتي ّ‬
‫تخنقه‬
‫لم يتوانى في النهوض بشكل مفاجأ وسريع‬
‫حتى به انقض كاألسد الجائع على فريسته‬
‫يشعر باالختناق‬
‫هذا هو الخائن‬
‫هذا هو الشيطان‬
‫أال لعنة هللا على الظالمين‬
‫ماذا يقول؟‬
‫اكثر من هكذا كان يلعنه رغم انه يعلم حكم اللعن ولكن خرج عن‬
‫طوره ‪....‬خرج عن مثاليته ‪.....‬و‬
‫اخذ يشتمه تنازل عن بعضًا من مبادئه وحتى اخًلقه‬
‫ليشتمه وينعته بأبشع األلفاظ والنعوت‬
‫ط ّبق بيديه على عنق أمير‬
‫اخذ يهزه يمين ويسار‬
‫يشده إليه لألمام‬
‫يصرخ بكل ما أتي من قوة‪ :‬ضيييييييييييييعت لي‬
‫بنتتتتتتتتتتتتتتتتتي‪.......‬ضيعتوها هللا يضيّعكم‪.....‬دمرتها يا‬
‫الحقيييييييييييييير‪....‬دمرتها انت وامها‪....‬‬

‫ناصر خشي على ابيه ‪.....‬شدّه من جانبه األيمن ليبعده وسلطان‬


‫من الخلف‪....‬وابا سلطان يشد على يده اليسار وابا خالد‬
‫يكرر‪ :‬اتركه عنك ال تبلي نفسك فيه‪....‬‬

‫مراد تدّخل واخذ يحاول ان يبعد أمير عن الموت وماكس يحاول‬


‫ان يبعد يدي أبا ناصر‬
‫ولكن يوسف‪....‬لم يتحمل ان يتقبّل انّ نورة مرت فيما هو يكره‬
‫ويبغضه‪.......‬ومن الواضح انها فعلت الكثير من األمور التي ال‬
‫يحبذه مجتمعه ‪....‬ويخالف العادات والتقاليد‪....‬وخارج عن‬
‫المعتقدات الدينية الصحيحة!‬

‫شكلها‪.....‬وقوفها‪.....‬خوفها‪....‬تذبذبها‪....‬واآلن مرضها‪.....‬جعًله‬
‫يجن‪...‬ويستنتج خيوط كثيرة وإن لم تكن صحيحة!‪.....‬تجعله يشد‬
‫بيديه ويلفها على عنق أمير‪......‬يريد ان ينتقم‬
‫لنفسه‪...‬وألبنته‪....‬‬

‫يتلون بالحمرة‪.....‬وبالزرقة‬
‫ناصر عندما رأى وجه أمير ّ‬
‫ً‬
‫قليًل‪......‬خشي هنا من ان يفقد ابيه لألبد!‬

‫ارتفع مستوى األدرنالين في جسده كله‪......‬حتى به سحب ابيه‬


‫بقوة ‪.....‬جعلت من يمسكوه‪...‬يترنحوا بعيدًا عنه‪....‬‬
‫وناصر بشكل ال ارادي ث ّبت والده على الجدار‬
‫وتحدث بصوت مرتفع‬
‫‪ :‬يبببببببببببببببببببببببببه ال تنساااااااانا‪..........‬ال تنسى عندك‬
‫‪............‬ناااااااااااصر‪....‬سعوووووووود‪....‬ششششي‬
‫خة‪........‬ال تنسى‪........‬ال ضيّعنا معك‬
‫ييييييييييييييبه‪.....‬تكفى‪....‬يبببببببببببببه تكفى‪........‬يكفي اللي‬
‫صار لنا‪.....‬يكفي‪.......‬‬
‫سلطان تنفّس بقوة واخذ صدره يهبط ويرتفع بخوف‬
‫طفه الوجع‪،‬‬ ‫بينما أخيه اخذ يحدق في وجه يوسف الذي يتخ ّ‬
‫وينظر لناصر بعينين مفجوعتين‬
‫بينما أمير سقط على األرض متعب من آالم الرصاصتين التي‬
‫كادت ان تُصاب قلبه مباشرة‬
‫و ُمتعب من خبر مرض نور الجديد عليه والمؤلم لقلبه‬

‫شعر انه يحتضر ليس بسبب قبضة يوسف‬


‫ال من نفسه‬
‫من انانيّته وبشاعة ما فعله بتلك المسكينة من أجل ان يحضا‬
‫بحبه!‬
‫لم يتح ّمل هذا الضغط الناتج من تفكيره‪ ،‬وألم اختناقه بسبب قبضة‬
‫يمزق صدره‬‫يدي يوسف‪....‬وألم جرحه العميق ّ‬
‫دارت عيناه لألعلى‬
‫واستسلم للظًلم‬
‫كان عن يمينه ماكس وعن يساره مراد‬
‫عندما عاد بجسده للوراء‬
‫امسكا به في اآلن نفسه‬
‫وتحدث ماكس بذعر‪ :‬أأأأأأأأأأمير‪.....‬‬
‫سلطان خشي من انه فارق الحياة ومسح على رأسه بخوف‬
‫مراد نهض راكضًا لمناداة الطبيب‬
‫اما يوسف لم يرمش ابدًا كان يحدّق في أمير‬
‫وحديث ابنه ناصر يتردد في عقله‪......‬‬
‫أتوا الممرضات والطبيب مع النقّالة حملوه عليها كلمح البصر‬
‫واختطفوه عن انظارهم لغرفة الطوارئ‬

‫أبا خالد اقترب من أخيه‪...‬شعر بالورطة ‪ :‬يوسف‪....‬‬


‫أبا ناصر بتعب وبهمس‪ :‬مابي اسمع شي‪......‬مابي‪......‬‬

‫أبا سلطان تحدث بجدية‪ :‬يوسف‪...‬الزم تمسك اعصابك‬


‫ونفسك‪....‬عارف الوضع صعب عليك ‪....‬بس تكفى ما نبي‬
‫مشاكل‪...‬مانبي نخسرك‪......‬اذكر هللا ‪....‬قول ال إله إال هللا‪....‬‬
‫سلطان ذهب لناحية ناصر ليهمس‪ :‬ناصر اهدأ بعد انت‬
‫الثاني‪.....‬اذكر ربك‪.....‬‬
‫ناصر تمتم باالستغفار‬
‫بينما يوسف نظر ألبا سلطان تحدث بغضب‪ :‬تبوني‬
‫فرق بيني وبين‬ ‫اهدأ‪.....‬واجلس اطالع فيه ببرود‪.......‬هذا اللي ّ‬
‫بنتي‪...‬هذا اللي وصلها لهالمواصيل‪....‬‬

‫بو خالد ليهدئه‪ :‬كلنا نعرف هالشي‪...‬بس عمر األمور ما نحلت‬


‫بهاالسلوب‪...‬‬

‫منهارا هنا‪ :‬تطلبون مني الشي‬ ‫ً‬ ‫بو ناصر صرخ‬


‫الصعبببببببببببب‪.....‬بنتي ضاعت من يديني‪........‬مادري وش‬
‫القت وش شافت في دنيتها عشان توصل‬
‫لهالمواصيل‪.........‬تبوني اهدأ واصفق له ‪.......‬واقوله كفو‬
‫قدرت علي‪....‬قدرت تبعدني عن األم والبنت ‪.....‬قدرت تلعب‬
‫براسي ‪...‬مثل ابللللللللللللللليس‪...‬‬

‫ناصر رق قلبه هنا فقال‪ :‬يبه تكفى‪.....‬اهدا‪......‬الزم ما علينا‬


‫صحتك‪......‬نورة ما راح يصير فيها شي بإذن هللا‪.....‬‬

‫أبا ناصر ابتسم بسخرية ‪ :‬خايفين علي اموت‪.......‬‬

‫حدّق بهم وبحيرتهم‬


‫اكمل‪ :‬ليتني مت وال شفت العتب والقهر اللي بعيونها ليتني مت‬
‫وال شفت هاليوم ‪......‬اللي كسر ظهري‪.....‬‬

‫سلطان تنفس بعمق‬


‫بينما أبا خالد تحدث‪ :‬يوسف ‪......‬اذكر ربك‪.....‬وقول الحمد هلل‬
‫على كل حال‪.......‬وقوم نروح الشقة ترتاح اشوي‪....‬‬

‫أبا ناصر‪ :‬اذا انتوا تعبتوا روحوا‪......‬انا بجلس‪...‬هنا‪....‬‬

‫أبا سلطان بتدخل سريع‪ :‬يوسف‪......‬امش معنا وال تعاند‪......‬انت‬


‫تعبان‪...‬واالوضاع مشربكة‪......‬امش‪.....‬ارتاح‪....‬‬

‫ناصر بتأييد‪ :‬صدق يبه ‪.....‬نمشي واوعدك نرجع هنا بعد على‬
‫األقل ثًلث ساعات‪...‬‬
‫بو ناصر بعند‪ :‬ما راح اتحرك من هنا قبل ال شوف بنيتي‪.....‬‬
‫ناصر بتنهد‪ :‬يييييبه‪.....‬‬
‫أبا خالد هز رأسه لناصر بمعنى ال تكثر الحديث عليه‪....‬‬
‫ا‬
‫مطوال‬ ‫ثم تمتم باالستغفار وحدّق ألخيه‬
‫وهو يحمل بنظراته معاني األسى الثقيل!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في اليوم الذي فارقت روحها الحياة!‬
‫في اليوم الذي فتحت عيناها فيه لتجد نفسها في شقة طارق‬
‫ادركت انّ والدها ح اقا عاد للكويت‬
‫ادركت جزء بسيط من ليلة أمس‬
‫شعرت وكأنها بين الواعي والًلواعي حينما دخلت الشقة هنا معه‬
‫كانت متعبة‬
‫تُهذي بكلمات وعبارات‬
‫تمتم بها‬
‫وتكرر رجاؤها ببقاء والدها مشاري‬
‫كل ما تتذكره بشكل واضح وصريح‬
‫صوت طارق وهو يرتّل القرآن‪....‬‬

‫بينما طارق‪......‬احب ان ينقلها إلى شقته ‪...‬فبقاؤها في‬


‫المستشفى لن يزيد امرها إال سو ًءا هي ال تعاني جسدياا بل نفسياا‬
‫اخرجها من هناك على مسؤوليته وهي في جزء بسيط من الواعي‬
‫بسبب المهدئات التي احقنوها بها‬
‫لم تغط عينه ولم يغفي طيلة الليل‪...‬كان ‪....‬يراقبها عن بعد وعن‬
‫قرب في اآلن نفسه‬
‫حينما سكنت عن الهذيان والتخبّط نام‪....‬نام على جانبه األيمن‬
‫وهو جالس و ُمسند نفسه على خشبة السرير الجانبية!‬
‫كان رأسه متكأ على يده الممدودة ‪.....‬ورجًله مثنيتان‪.....‬ال‬
‫يشعر بالراحة ولكن من التعب واإلرهاق نام!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫التفتت عليه وهي تنقلب على جانبها األيسر‬
‫وسقطت عيناها عليه‬
‫شهقت بخفة هنا وعندما ادركت من يكون شدّت على اللحاف على‬
‫جسدها رغم انّ طارق لم يزيح من على جسدها الجاكيت كان‬
‫الجاكيت مطبقا على جسدها تماما‬
‫ولكن شعرت بالعري أمامه!‬
‫ال تدري هُناك شعور مخيف يدفعها لإلبتعاد عنه‪....‬شعور ينبض‬
‫من قلبها وتلفظه من فمها بدم خاثر اسود و ّمر!‬
‫تشعر انها تنظر إليه بنفس النظر التي نظرت بها إلى ادوارد‬
‫حينما يقترب منها‪...‬حينما يتف ّحصها‪....‬ويتغزل بجمالها‪....‬‬
‫اغمضت عينيها بقوة ‪.....‬وتذكرت حينما يقترب‪.....‬ليلهب مشاعر‬
‫الخوف‪...‬مشاعر الكره‪...‬مشاعر تمني الموت‪...‬ويبتعد بعد ان‬
‫طف أنفاسها كالموت الذي ال مفر منه‪.....‬‬‫يتخ ّ‬
‫ارتعش جسدها على هذه الذكرى ‪.....‬وشعرت بالغثيان‬
‫والخوف‪....‬‬
‫شدّت على اللحاف‪....‬واثنت ساقيها اكثر لتصطدم ركبتيها‬
‫وتلتصقان في بطنها‪....‬‬
‫ازدردت ريقها‪......‬تمنّت لو لم تصر على هذا االبتعاث‪...‬تمنّت لو‬
‫بقيت عند خالتها سعاد ً‬
‫بدال من كل هذا العناء‪......‬‬
‫وعرتهُ تما ًما‪...‬‬
‫ّ‬ ‫سلبت من هذا الجسد‬ ‫شعرت انّ روحها ُ‬
‫ازدردت ريقها ثم ابتعدت وهي تزحف بجسدها خطوات بطيئة‬
‫للوراء‪....‬شعرت بالوجع بسبب جرحها الذي تسببه لها ادوارد‬
‫توقفت عن الزحف ‪....‬ثم أبعدت اللحاف ونهضت ببطء‪....‬لتت ّجه‬
‫للخًلء‬

‫مشت وهي تعكز ً‬


‫قليًل اقترب من الباب ثم فتحته واغلقته‬
‫ومع صوت اصطكاك الباب فز طارق فزعًا وهو ينظر لمكانها‬
‫‪:‬إيًلف!‬
‫عقد حاجبيه عندما لم يجدها وادرك انها دخلت للخًلء‪....‬‬
‫حرك رقبته ببطء شديد ثم‬ ‫تحرك ثم شعر بشد عضلي في رقبته ّ‬
‫نهض ووقف على رجليه وهو يشعر انّ جسده كله‬
‫يؤلمه‪.....‬ويشعر بتن ّمل رجله اليُمنى بشكل كبير‪...‬شعر انه‬
‫سيسقط ولكن توقف وزم شفتيه من شدّت األلم‪.....‬ربما كل خًليا‬
‫تحرك‪...‬‬
‫جسده بدأت بالشد والضغط اكثر واكثر كلما ّ‬
‫بلل شفتيه ثم تنفس بهدوء‪...‬واقترب من الباب وهو يعرج ً‬
‫قليًل‪...‬‬
‫طرق الباب بلطف‪ :‬ايًلف‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اين ايًلف؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫امام المرآة‪....‬تقف كالمجنونة تحدّق بنفسها لآلثار المثيرة‬
‫تتدرج بالنظر‬
‫إلشمئزازها‪......‬وعينيها مليئتين بالدموع‪.....‬كانت ّ‬
‫من فوق إلى األسفل‪......‬تتحسس بيدها اطراف شعرها الذي‬
‫صه لتسويته‪......‬بعد ان قصه ادوارد بشكل‬ ‫اضطرت إلى ق ّ‬
‫عشوائي‪.....‬وضعت يدها على الجرح القريب من شفتها‪....‬نزلت‬
‫يدها على عنقها لتصاب برجفة شديدة االرتباك والتي تنم عن‬
‫ذكرى لهذا األثر الذي اعدم اتزانها‪.....‬ازاحت جزء بسيط من‬
‫بدلتها لتكشف عن اسفل عنقها ‪.......‬لم تتح ّمل اهتّز جسدها‬
‫وبكت‪......‬تشوهت‪....‬تبدّلت إلى اثار مقرفة‪.......‬انزلت يدها على‬
‫ّ‬
‫رجلها‪.....‬المجروحة‪.....‬شعرت بالوجع‪...‬حينما شدّت على ساقها‬
‫بقوة‪.....‬وكادت تسقط ولكن شدّت بسرعة بيدها على مغسلة‬
‫اليدين وانحنت عليها‪....‬اغمضت عينيها بقوة‪.....‬‬

‫ادوارد لم يأخذ عذريتها ولكن اخذ جسدها وروحها بعنف!‬


‫كرهت نفسها‪....‬كرهت كل شيء‪......‬شعرت بموجة باردة تلتهم‬
‫عظام صدرها العاري‪......‬اخذت ترتجف كالعصفور ‪....‬وبدأت‬
‫رجًلها ‪.....‬تهتزان بًل توقف‪....‬كعود ضعيف ينتظر اللحظة‬
‫المناسبة لينحني وينكسر‪.......‬‬

‫شدّت بقوة اكبر لتتمسك بطرف المغسلة ‪.....‬ورفعت جزء بسيط‬


‫من رأسها لتنظر لوجهها وشعرت بالدوار‬

‫تُريد حصة اآلن ‪....‬تريد والدتها التي ربتها ‪.....‬واغدقت عليها‬


‫بالحنان الكث ير في صغرها ‪.....‬تريد تلك األيادي الحانة لتطبطب‬
‫اموي عميق لتهدأ أنفاسها‬ ‫عليها‪...‬وتلتهمها في احتضان ّ‬
‫الخائفة‪...‬تريد ان تسمع صوتها‪....‬تريد ان تشتم رائحتها ليهدأ‬
‫هذا الذعر الذي يسكن بداخلها‪......‬‬

‫واشتعل فؤادها بالحسرة‪.......‬إن بقيت معه ستظلمه‪....‬ستلهب‬


‫نفسها ‪....‬وتحرقه ‪.....‬هو يستحق األفضل‪......‬يستحق‬
‫األجمل‪.....‬‬
‫تشعر انها اقل بكثير مما كانت عليه قبل ‪.....‬ايادي ادوارد‬
‫تلوث طارق‪.....‬ذلك الرجل الذي احبّها‬ ‫لوثتها‪...‬وال تريد ان ّ‬
‫ّ‬
‫بصدق وأصبحت اآلن تخافهّ!‬

‫تظن انها ستظلمه ‪......‬وتخشى من ان تكون أنانية حينما تقبل‬


‫بأن تبقى معه لألبد!‬

‫هي ال تدري هذه اآلالم واآلثار‪....‬والمعاناة النفسية بسببه‬


‫لو علمت لربما قالت يستحق ان ترتبط به كعقاب أبدي!‬

‫اخذ يتسارع نفسها‪.....‬وطارق اخذ يخاف من ان تفعل شيء‬


‫بنفسها‬

‫فكرر الطرق بلطف وهو يقول‪ :‬ايًلف‪...‬انتي بخير؟‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ال‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ليست بخير‪.....‬تحتاج من الوقت الكثير لتتجاوز فيه هذه‬


‫الغربة‪...‬غربة المكان‪...‬وغربة الجسد الجديد!‬

‫هي استسلمت ‪...‬تريد العودة للبًلد ‪...‬لتنسى كل‬


‫شيء‪........‬وستتقبل بُعد والدها عنها رغم المسافات القصيرة‬
‫التي تجمعهما!‬

‫تريد ان تشتم هواء الكويت‪....‬وتريد ان تعفّر خدها بترابها لتخفف‬


‫عن اوجاعها المثقلة باآلثار والتي قسمت ان تبقى معها كذكرى‬
‫أزلية تسلب وتتخطف أنفاسها!‬

‫ارشحت وجهها بديها المرتجفتين لعلّى تطفي هذه النيران التي‬


‫تشتعل بداخلها‪....‬وسري ًعا ما شهقت حينما المس الماء البارد‬
‫وجهها‬
‫ثم‬

‫ك ّحت بعمق‪....‬التهب حلقها من الهواء الذي تستنشقه من فمها‬


‫تسرع‬
‫بدال من انفها ‪......‬التهب قلبها من الخوف الذي ّ‬‫ً‬
‫نبضاته‪....‬تو ّقف عقلها تماما عند تلك اللحظة التي تعصف بها‬
‫اثارا كثيرة‪.......‬‬
‫‪.....‬وتركت ً‬
‫ارشحت مرةً أخرى وجهها بالماء البارد ولكن بكم ّية اكبر‬
‫وشهقت من جديد‪.........‬حتى تبلل شعرها والتصق‬
‫بوجهها‪........‬نظرت لوجهها‪......‬كانت تتمنى لو تراه بًل اثار‬
‫لتلك الجروح الصغيرة‪........‬كانت تتمنى تلك القطرات الساقطة‬
‫التي تنساب على عنقها وتمتد إلى اسفل صدرها تمر مر السًلم‬
‫دون ان تختلط بتلك االثار التي توجعها‪.....‬شدّت على اسنانها‬
‫وضربت على قلبها بقبضة يدها ال ُيمنى‪....‬‬

‫هل أصبحت رخيصة؟‬


‫هل أصبحت ِبًل شرف؟‬

‫اسألة كثيرة توجعها‪.......‬واألهم‪....‬كيف استطاع والدها التماسك‬


‫حينما علم بكل شيء؟‬

‫ولماذا مرر األمر بسًلم وبتزويجها لطارق ثم ذهب للكويت!‬

‫اآلن عادت لوعيها‪....‬عادت للربط والتحليل‪...‬عادت للواقع‬


‫المرير‪...‬‬
‫ألي هذه الدرجة والديها ال يردانها؟‬
‫حتى بههما تنازال عنها لطارق!‬

‫ام فعل والدها هذا االمر سريعًا من اجل ان يحمي سمعة العائلة؟‬
‫يفرط بها في هذه األوضاع‪....‬‬ ‫حقاا طارق فرصة ذهبية ال ّ‬
‫غضبت ببكاء‪....‬بًل صوت‪.....‬اخذت تتع ّمق بالتحليل ‪....‬لتزداد‬
‫نبضات قلبها وتكره نفسها اكثر‬
‫هل هي حمل ال يُطاق؟‬
‫هل هي ال شيء بالنسبة لهما؟‬
‫(آه)‬
‫خرجت من فاهها بعد ان شدت على ساقها بقوة لرجلها‬
‫المجروحة‪......‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طارق اخذ يمسح على شعره‪......‬يبلل شفتيه بتوتر‪....‬متردد من‬
‫ان يشد على قبضة الباب‪...‬اغمض عينيه ليعد من الواحد إلى‬
‫العشرة بعد مناداتها‬
‫للدخول‬
‫قال‪ :‬ايًلاااااااااف‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ابتعدت عن المغسلة وتخبطت خطوتين للوراء ولكن لم تسقط‬
‫شدّت على نفسها على الرجل ذاتها المصابة وعقدت حاجبيها‬
‫تتأوه بصوت اشبه للهمس‪......‬ثم انحنت على‬‫واخذت ّ‬
‫الجدار‪......‬واخذت تتنفّس بعمق شديد‪....‬‬

‫كل شيء فيها ملتهب‪....‬‬


‫وذاكرتها ملتهبة بذكرى إدوارد‪....‬‬

‫بللت شفتيها‪.....‬تكرار طارق السمها ينرفز خًلياها ‪.......‬ويقشعر‬


‫جسدها‪......‬لم تقم بتعديل بدلتها‪...‬ولم ترتدي الجاكيت التي خلعته‬
‫ورمته في البانيو ‪......‬فكرها كان مشتت‪.....‬عقلها راكز ومتمركز‬
‫في التحليل فقط‪.....‬‬
‫فتحت الباب‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سقطت انظاره عليها‪.....‬ازدرد ريقه‪....‬من منظرها وكأنها خارجة‬
‫من حرب ضروس!‬

‫عينيين تحدقّان للفراغ‪....‬وجهه مخطوف تزيّنه قطرات ماء باردة‬


‫تنساب من عليه لتسقط بكل هدوء على صدرها العاري الذي‬
‫يرتفع ويهبط بشهيق وزفير موجع ‪....‬نظر لشعرها القصير وإلى‬
‫الخصًلت الكثيفة الملتصقة على خديها‪.....‬المصفرين‪.......‬‬

‫شعر انها ليست بوعيها‪......‬خشي من ان يقترب ويحرق المكان‬


‫بغضب منها‪.....‬‬

‫مشت وهي تعكز‪.....‬وتزم شفتيها بوجع‪....‬تقدمت لألمام‪...‬تريد‬


‫ان تمر من جانبيه االيسر‪....‬ولكن لم تتح ّمل رجلها مستشيطه‬
‫باأللم‪.....‬انحنت ً‬
‫قليًل وشدّت عليها اكثر ثم حاولت ان تخطو‬
‫خطوتها‪...‬‬

‫وكادت تسقط بمثل حركتها وهي في الخًلء‬


‫ويطوق جسدها بيديه‬
‫ّ‬ ‫ولكن خوف طارق جعله يقترب منها‬
‫لتصبح بعد ذلك في احضانه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم تستوعب هذا الحضن‪.....‬بل هذا االحتضان‪....‬هذا القرب‪...‬هذه‬
‫صة التي تدّل على شدّت‬
‫األنفاس الخائفة‪...‬والنظرات المتفح ّ‬
‫حرصه وحبّه لها‪.......‬عقلها ح اقا ليس مع ما يحدث ويعصف‬
‫بطارق‪.....‬‬
‫طارق الذي ينظر إليها بأسى ‪...‬وبندم شديد ‪....‬ينظر لها‬
‫بحب‪...‬وخوف عميق‪.....‬ينظر إلى نظراتها الضائعة وهو يحاول‬
‫ان يد ّلها على طريقه بنظراته المترددة‪.....‬ش ّد على خاصرتها‬
‫ليقربها إليه ‪.....‬ويمشي بها بخطوات هادئة لناحية‬
‫السرير‪...‬اجلسها‪.....‬‬
‫وإلى اآلن لم يرى أي ردت فعل على فعلته‪...‬‬
‫كانت تفكر بحصة‬
‫ومشاري‪.....‬‬
‫ببعثتها‪.....‬بما حدث‪....‬‬
‫وحينما ات ّجه التفكير لناحية طارق‬
‫حدّقت به‬
‫وخشي منها من ان تنهار‪....‬ان تصرخ‪....‬وتو ّبخه على قربه‪.....‬‬
‫ولكن لم تفعل‪.....‬بللت شفتيها‪....‬وشتت ناظريها عنه‪....‬‬
‫حكّت جبينها‪...‬وكأنها وعت من جديد على نفسها‪...‬انزلت يديها‬
‫لناحية بدلتها‪...‬واخذت تغلق‬
‫ازرارها‪....‬بسرعة‪.....‬‬
‫حاولت النهوض‪...‬‬
‫ولكن اقترب منها ‪ :‬ريحي‪...‬ريلج‪.....‬ال تتركّين عليها وايد‪.....‬‬
‫نظرت إليه بللت شفتيها ‪....‬اخذت عينيها الجوزاء تضيقان‬
‫بمحاولة درأ الدموع من االنسياب على خديها‪...‬‬
‫تحدثت بوجع‪ :‬ما يحبوني صح؟‬

‫لم يفهم سؤالها ‪....‬ولم يستوعبه عقد حاجبيه‪....‬‬


‫ايًلف اقتربت منه ً‬
‫قليًل لتضيّق عليه الحركة ‪ :‬امي‬
‫ابوي‪.......‬الكل‪....‬‬

‫فهم اآل ن تحدث بهدوء‪ :‬شالحجي ايًلف؟‬


‫اخيرا‪ :‬لو يحبوني ما تركوني أهنيه بعد كل اللي‬
‫ً‬ ‫نزلت دموعها‬
‫صار لي‪......‬‬

‫وطوق وجهها ‪ :‬ما تركوج لحالج‪....‬انا أهنيه‪....‬‬


‫ّ‬ ‫اقترب هو اآلخر‬

‫غاصت في وجع آخر وعالم آخر‪ :‬مو أهنيه مربط الفرس‪....‬ما‬


‫يبوني ولحوني(رموني) عليك‪.......‬‬
‫طارق ازدرد ريقه‬
‫خشي من امر الجميع يخشاه!‪ :‬ايًلف‪......‬‬
‫ايًلف أبعدت وجهها عنه وانسحبت للوراء ً‬
‫قليًل‪ :‬شافوك فرصة‬
‫عشان يسترون علي‪.....‬‬

‫طارق ش ّد على كفيها‪ :‬ال قولين هالحجي‪.....‬ايًلف‪...‬اهلج لو ما‬


‫يحبونج‪...‬ما كان جا ابوج لج‪......‬ما كـ‪...‬‬
‫قاطعته بغضة وصوت بالكاد يخرج من فاهها‪ :‬جا يستر على‬
‫شرف العيلة وراح‪....‬لم زوجني لك‪......‬‬

‫طارق سكت لوهلة ‪.....‬إلى أي تفكير ذهب عقلها به‬


‫‪:‬انتي اشرف من الشرف‪...‬ال قولين على نفسج جذه‪....‬وانتي‬
‫نزوج بعض‪....‬انتي تفكريني مثل‬
‫تدرين انه باألول واألخير راح ّ‬
‫شباب هالليام يواعدون البنت بعدين يهدونها(يتركونها)؟‬

‫ايًلف سحب يديها منه‪ :‬بعد اللي صار ‪..‬مابيك طارق‪...‬ابي ارجع‬
‫بيتنا‪.......‬ارجع للكويت وبس‪....‬‬

‫طارق عاد يشّد على كفي يديها‪ :‬وانا ما راح اتركج‪......‬انا ما‬
‫تزوجتج عشان اتركج‪....‬يا ايًلف‪...‬‬
‫قبّل كفيها حتى بها ارتعشت‪ :‬انا احبج وايد‪.......‬ومستحيل اتخلّى‬
‫عنج‪.....‬‬
‫ازدردت ريقها وابتعدت اكثر عنه‪ :‬شوف‬
‫شكلي‪.....‬شصار‪....‬شوفني زين طارق‪......‬انا انتهيت‪.....‬‬

‫طارق اقترب منها ‪ ،‬قلبه موجوع عليها‪......‬قلبه يشتمه ِلم فعله‬


‫بها‪....‬رغم ما حدث لم يكن مخط ًطا له ابدًا ولكن كان سب ًبا فيه!‬
‫‪:‬وانا حياتي بدت معاج يا ايًلف‪....‬ما فيه شي اسمه‬
‫انتهيت‪........‬‬

‫ايًلف بانهيار صوتي متقطع وخفيف‪ :‬شوفي االثار‬


‫وبتكرررررررررررهني‪....‬ادوارد‪....‬عـ‪....‬‬
‫وضع يده على فمها وهو موجوع وشد على يدها بيده األخرى‪:‬‬
‫اشششششش‪.......‬انا ما اشوف شي يا ايًلف‪.......‬ما‬
‫اشوف‪.......‬‬

‫نظرت لعينيه وحاولت النهوض ولكن اجبرها على البقاء ليقول‪:‬‬


‫احنا انخلقنا لبعض يا ايًلف‪....‬‬

‫ايًلف بكت اكثر‪ :‬انا كاسرة خاطرك عشان جذه‪.....‬‬


‫نهض هنا وجلس بالقرب منها على السرير‪ :‬نسيتي اني احبج؟‬
‫هزت رأسها بًل‬
‫اكمل‪ :‬نسيتي اني وعدتج ازوجج؟‬
‫اقترب اكثر‪ :‬دامج تتذكرين ليه تظنين فيني ظن هالسوء؟‬
‫ايًلف بوجع‪ :‬خايفة‪.....‬‬

‫طارق ال يدري كيف يواسيها‪....‬كيف يطمئنها انّ كل شيء‬


‫بخير‪....‬كل شيء على ما يرام‪.....‬ال يدري كيف يثبت لها انه حقاا‬
‫متو ّجع لحالها‪......‬ومتعطش للتخفيف‬
‫عنها‪......‬وتعويضها‪....‬احتضنها ‪.....‬بهدوء‬
‫وهمس لها وبعنيني ترفان ولتمنعا دموعه‪ :‬كلما خفتي‪....‬بتلقيني‬
‫قدامج‪...‬بشيلج من هالخوف مثل ما الحين انا اسوي‪.....‬‬

‫ثم بدأ يقرأ عليها آيات قرآنية بصوت هادئ‬


‫ومريح للنفس‪...‬جعلها تبكي بهدوء‪.....‬طارق اغمض عينيه‬
‫‪....‬ليتذكر بقيّة اآلية ‪...‬وهو فرح انه بدأ يسترجع جزء من روحه‬
‫بتًلوة القرآن الكريم‬
‫إيًلف رحمه عليه‪.....‬رغم ما حصل لها إال انها رحمه‪....‬وطريق‬
‫لنجاته‪...‬ش ّد عليها‪...‬واخذ يكرر اآلية الكريمة وهو يمسد‬
‫ويطبطب على ظهرها بهدوء‬
‫وعندما انتهى‬
‫رفعت نفسها من عليه واردفت بتذكر‬
‫‪:‬ابي اشوف نور‪.....‬‬

‫طارق هز رأسه‪ :‬ان شاء هللا ‪......‬الحين قومي‪.....‬نسوي لنا اكل‬


‫خفيف‪....‬الزم تاكلين عشان تاخذين عًلجج‪.....‬‬

‫ايًلف بتعب وارهاق‪ :‬مابي آكل‪....‬ابي انام‪....‬‬

‫طارق بتفهم نهض ‪ :‬الزم تاكلين ثم رجعي نامي‪.....‬‬

‫لم يعطيها فرصة للرفض خرج من الغرفة يترك لها مساحة‬


‫بسيطة إلن تبقى لوحدها وتستعيد نفسها بهدوء‬
‫بينما هي رمت نفسها من جديد على السرير وهي تفكر بكل‬
‫شيء!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كيف له أن يترك جزء منه مقطوعًا وبعيدًا عنه؟‬
‫كيف له يتنازل عنها بهذه السهولة‬
‫لماذا لم ينصت ألختها نوف‬
‫حقاا هو ال يريد أن يستفز روحها بهذه المماطلة طلقها ولكن ليس‬
‫خياره هذا األمر‬
‫واآلن ال يريد ان يكتّف يديه مستسل ًما لقرارها‬
‫اآلن يستطيع ان يرجعها على ذمته ما زال لديه وقت‬
‫ولكن عليه ان يتحدث معها كيف ال يدري‬

‫أركن سيارته أمام منزل بيت خاله‬


‫تر ّجل من السيارة‬
‫اصبح امام الباب طرقه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت في الصالة بينما اختها في المطبخ وبندر في المجلس يشاهد‬
‫المباراة‬
‫كانت تحدثها وهي متنرفزة كل َّيا‪ :‬ابي افهم متى بتوقفين‬
‫بكى؟‪.....‬ترا ما صار له يوم من مشى‪...‬شفيك انتي؟‬
‫ُمنذ األمس لم تخرج من غرفتها تشعر بالخوف على أبيها‬
‫‪....‬تخشى عليه من أنه ال يتح ّمل ردت فعل اختها‬
‫هي وضعت نفسها مكانها تماما وتقسم انها لن تمرر األمر ببرودة‬
‫تحدثت‪ :‬عارفة بس احس‪...‬نورة راح توجع ابوي‪.....‬‬
‫نوف بملل‪ :‬ماردها وبترضى‪....‬باألول واألخير هو ابوها‪.....‬مهما‬
‫صار‪....‬صدقيني راح ترضى وما راح توجعه‪....‬‬
‫شيخة ‪ :‬يا خوفي ما يصير هالشي أبد‬

‫نوف بنرفزة‪ :‬شالتشائم اللي عندك؟‪.....‬وهللا تنرفزين شيخوه‪....‬‬


‫شيخة مسحت دموعها‪ :‬تعالي بيتنا وتعرفين ليش‪...‬امي‬
‫تحاتي‪...‬وسعود متوتر‪.....‬الكل خايف‪....‬‬
‫نوف ‪ :‬ما راح يصير اال اللي ربك كاتبه‪......‬وبعدين تعالي ابي‬
‫اقول لك شي ادري مو وقته بس الزم اقوله‪...‬‬
‫شيخة نهضت من على سريرها‪ :‬شصاير بعد؟‬
‫نوف بًل مقدمات‪ :‬وقفي مكالماتك مع بندر!‬
‫شيخة بصدمة‪ :‬ليشششششش؟‬
‫نوف بغضب‪ :‬لك وجه تسألين؟‪.....‬عارفة هو خطبك‪....‬بس لسى‬
‫ما ملك عليك عشان يحل عليك يا زفته‪.....‬‬
‫شيخة بتأفف‪ :‬اففففف نويّف‪......‬ال تتصدعين براسي‪....‬‬
‫نوف‪ :‬تبون ربي يوفقكم وقفوا مكالمات يا عبلة‪...‬‬
‫شيخة رغما عنها ضحكت بخفة‪ :‬هههههههههههههههه وهللا‬
‫ماقدر‬
‫نوف ابتسمت رغما عنها‪ :‬ترا جهنّم تقول هل من مزيد؟‬
‫سمعت رن جرس الباب وعلى هذه االثناء‬
‫كان خالد نازال من غرفته‬
‫نظر لنوف‬
‫وأشار لها‪ :‬هي يا خبلة ما تسمعين جرس الباب؟‬
‫نوف كشت عليه بملل‬
‫فتمتم‪ :‬وهللا مو منك من هالشوشة هاللي رافعتها‬

‫كانت نوف مجعدة شعرها‬


‫رافعته برباط الى منتصف شعرها‬
‫لم تهتم له اكملت‪ :‬انا سويت اللي علي ونصحتك‪....‬‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬وصلت النصيحة‬
‫نوف كانت ستتحدث ولكن نظرت لعبد هلل الصغير استيقظ من‬
‫النوم نهضت واتجهت للكنبة التي وضعته عليها وردفته‬
‫بالوسادات الكثيرة‬
‫تحدثت‪ :‬باي جلس عبود طسي عن وجهي‪...‬وبكرا ان شاء هللا‬
‫بجيك‪.....‬مابيك تجين اخاف تستهدفين اخوي وسوون لنا‬
‫مصيبة‪....‬‬
‫شيخة ضحكت‪:‬هههههههههههههههه حيوانه ايش شايفتني يا‬
‫قليلة األدب؟‬
‫نوف باستهبال وهي تجلس بالقرب من عبد هلل‪ :‬شايفتك رقاصة يا‬
‫نظر عيني‬

‫صرخت هنا شيخة‪ :‬كلي تبن وطسي بس‪...‬‬


‫نوف‪ :‬هههههههههههههه باي‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خرجت هنا الجازي وهي تمسح على وجهها‪ :‬صحى عبادي؟‬
‫اقتربت من اختها التي خملت الصغير‪ :‬اي خذيه رضعيه‪...‬‬

‫الجازي جلست على الكنبة واخذت عبد هلل ثم قالت‪ :‬قومي اجل‬
‫راقبي الكيكة ال تحترق‪.....‬‬
‫نوف بصوت عالي‪ :‬وحضرت اآلنسة وينها؟‬
‫الجازي بدأت ترضع ابنها بعد ان رجت الرضاعة بخفة بيدها‪:‬‬
‫تعبانه‪....‬بطنها تركتها ترتاح‬

‫نوف نهضت‪ :‬وهللا بتخربينها علينا‬


‫اردفت بًل مباالة الجازي‪ :‬ارحموا من في االرض يرحمكم من في‬
‫السماء‪...‬‬
‫لم تعلق نوف اخذت تتحلطم وهي تعبر الى المطبخ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بينما خالد فتح الباب لسيف وادخله للمجلس‬


‫وهنا نهض بندر كالملسوع‬
‫حدّق بشرر لسيف‬
‫واردف بكره‪ :‬شعندك جاي؟‬
‫خالد رمق اخيه‪ :‬سعوووووووووود‬

‫سيف ‪ :‬المفروض يا سعود تساعدني من اني ارجع اختك مو‬


‫تبعدني‪....‬‬

‫بندر بنرفزة‪ :‬وهللا انك شين وقوي عين‪......‬خاينها وتبيني اوقف‬


‫معك‪....‬‬

‫سيف بهدوء‪ :‬انا ما خنت‪.....‬وربي ما خنتها وشرحت كل شي‬


‫لخالي‪....‬ع شان كذا يحاول نصلح اللي بينا‪....‬لو فعًل خاينها خالي‬
‫بنفسه اجبرني اطلقها‪...‬‬
‫خالد سكت‬
‫ثم قال‪:‬اجلس وفهمنا كل شي يا سيف‪....‬حقيقي انا مو عاجبني‬
‫حال الجازي خاصة باألوان االخيرة بس ماني قادر اتكلم‪......‬‬
‫بندر بصوت مرتفع‪ :‬وش يجلس بعد انت الثاني‪...‬‬
‫خالد التفت عليه‪ :‬بندر اهجد‪......‬ماخبرتك كبريت‪...‬اهدأ‪...‬‬

‫بندر سكت وجلس على الكنبة‬


‫وكذلك سيف‬
‫تنفس بعمق ثم قال‪ :‬وهللا يا خالد اني شاري اختك بماي‬
‫الذهب‪....‬وربي اني متندم على كل شي‪...‬انا ما نيبب مجبور‬
‫اقولك وش اللي بيني وبينها دام خالي عرف بكل شي‪......‬بس‬
‫وربي انا ابيها‪.....‬ساعدوني من اني اصلح االمر ‪...‬مو تفاقمون‬
‫االمور علي‪....‬‬
‫بندر ضحك بسخرية‪ :‬ههههههههههه حلوة ذي‪.....‬وش‬
‫نساعدك‪.....‬مجنون انت‪....‬تراها اختنا مو‪...‬‬
‫خالد تحدث متنرفزا من اسلوب اخيه وهو يقاطعه‪ :‬بندر باهلل عليك‬
‫اهجد‪.....‬تراك ازمتني معك‪....‬‬
‫ثم التفت علي سيف‪ :‬طيب سيف‪....‬بس كيف تبين اوقف معك وانا‬
‫فاهمك انك انت الغلطان‪....‬ما هيب الجازي‪....‬‬
‫سيف‬
‫طأطأ برأسه ثم قال‪ :‬زل لساني واعترفت لها اني ابي اتزوج‬
‫غيرها قبل ال اتزوجها بس هللا ما كتب‬
‫بندر ‪ :‬باهلل فيك عقل يوم كنت تقول لها؟‬

‫سيف بندم‪ :‬اظن ال‪....‬‬


‫ثم التفت على خالد‪ :‬تكفى يا خالد‪......‬انا مابي اخسرها وربي‬
‫ابيها واعزها واحبها‪.......‬ما فيني حيل على بعدها ‪...‬هي مصره‬
‫على الطًلق‪...‬وانا ابيها معي لين اموت‪...‬‬

‫خالد تنهد يضيق‪:‬وهللا مادري شقول لك‪....‬‬


‫سيف ‪ :‬ال قول شي‪....‬قوم شف لي طريق‪.....‬ابي اشوفها‬

‫بندر نهض بعصبية‪ :‬مجنون انت‬

‫سيف نهض‪ :‬اي مجنون‪...‬هي صادتني بكل شي‪....‬تكفى ابي‬


‫اكلمها‪...‬آخر مرة‪....‬وان ما صلحت االمور بينا لها اللي تبيه‪....‬‬
‫ثم نظر لخالد‪ :‬تكفى خالد‪.....‬‬
‫خالد نهض ‪ :‬طيب‪....‬بس قسم باهلل لو زعتها بكون انا دفّانك‪...‬‬
‫ثم سحب بندر الذي هم برفع صوته لقول شي ولكن منعه اخيه‬

‫وعندما خرجا‬
‫‪:‬مجنون انت‪...‬‬
‫خالد ‪ :‬ترااااا سيف زوجها‪.....‬‬
‫بندر بعصبية‪ :‬عارف‪.....‬بس الجازي ما تبيه‪...‬وال تبي تشوف‬
‫رقعت وجهه‪..‬ليش تساعده؟‬

‫خالد مشى‪:‬الني مابي اخرب بيتها‪.....‬نعطيه فرصة‪...‬وان‬


‫جرحها‪...‬دليناه الباب يا بندر!‬

‫بندر تأفف ثم توجه للداخل‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫في الصالة‬
‫خرجت نوف وسحبت عبد هلل من يد الجازي‬
‫تحدثت‪ :‬يمه يمه الحلو‪.....‬فديت هالخدود‪...‬‬
‫الجازي ابتسمت‪ :‬وربي بيستفرغ عليك الحين تو‬
‫راضع‪...‬بشويش عليه رجتيه‪....‬‬
‫قليًل وتحركه بعشوائية وهي تًلعبه دون ان‬ ‫نوف اخذت ترفعه ً‬
‫تسمع الختها‬
‫ثم دخًل بندر وخالد‬
‫ونهضت الجازي ‪ :‬احط لكم العشاء؟‬
‫بندر نظر اليها دون ان ينطق بحرف واحد‬
‫بينما خالد تحدث‪ :‬ال انا شبعان حاليا‬
‫الجازي بفجعة‪ :‬ال قول وهللا‪.....‬احلف‪....‬باهلل واالكل اللي طبخته‬
‫منو ياكله؟‬
‫نوف نهضت وهي تحمل الصغيرة وتضحك‬
‫‪:‬هههههههههههههههههههه استلم لك احلى حوشة الحين‬

‫بندر لم يشاركهم بأي حرف‬


‫خالد ابتسم‪ :‬تسلم ايدينك حطيه على الساعه تسع كذا تمام‪....‬‬
‫الجازي اشارت لعينيها‪ :‬من عيوني‬
‫ثم اردفت‪ :‬اتصل عليك ابوي؟‬
‫خالد حك انفه‪ :‬ال‪....‬‬
‫نوف بهدوء‪ :‬رسلت له وات وال رد‪....‬‬
‫الجازي بتنهد‪ :‬هللا يساعدهم‪...‬ومرر االمور على خير‪....‬‬
‫خالد نظر لبندر وبندر فهم تلك النظرات‬
‫خالد يستنجده بطريقة غير مباشرة‬
‫تحدث اخيرا‪ :‬نوف تعالي انتي وعبود‪...‬‬
‫الجازي ‪ :‬شوف اذا شاري خرابيط وبتوكل ولدي وهاآلفة اللي ما‬
‫تصدق خبر انه فيه حلويات وشبسات تراك بتنام برا البيت‬

‫شهقت نوف على تشبيه اختها لها‬


‫وبندر رغما عنه ضحك‪ :‬ههههههههههههههههههه صادقة بس‬
‫ال هالمرة سماح شريت قليل لهم‪...‬تعالي نافوه‪...‬‬
‫نوف قبلّت عبد هلل ‪ :‬يًل حبيبي تعال صير معي آفة‪...‬‬
‫الجازي ‪ :‬ال تعطينه شي خشن ال ينشب بحلقة‪....‬تراه تو ما يعرف‬
‫ياكل‪....‬‬

‫نوف ‪:‬طيب طيب‪...‬‬

‫خالد بتوتر‪ :‬بروح اتروش‬

‫واخرج الهاتف من يده وارسل لسيف‬


‫"ادخل الصالة"‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خالد تبع بندر واخته ودخًل الغرفة‬

‫نوف بشك عندما اقفل بندر الباب‬


‫‪:‬شفيكم صاير شي؟ وخايفين تدري الجازي؟‬
‫بندر ضرب على فخذه بملل وطفش‬
‫هو غير راضي تماما على فعلت اخيه خالد ويراه متسرع‬
‫بينما خالد ال يريد ان يقف كالحاجز بينهما ويقوم بتخريب حياة‬
‫اخته‬
‫تحدث خالد‪ :‬بيدخل سيف للجازي‬

‫نوف شهقت هنا وشدت على عبد هلل‪ :‬بدون ما تدري؟‬


‫خالد هز رأسه‬
‫بندر بقلق‪ :‬وهللا لو يصير لها شي يا خويلد ذنبها في رقبتك‬
‫خالد بصوت عالي‪ :‬الااا تببالغ بندروووه‬

‫نوف خشيت من ان تتحدث عن رأيها وتخبرهم ما فعًله سوف‬


‫يشعل نيرانا ولكن‬
‫تحدثت‪:‬اهدوا ‪.....‬ان شاء هللا مو صاير شي‪....‬وان شاء هللا‬
‫يصطلح امرهم‪.....‬‬
‫خالد جلس على طرف سرير اخيه‬
‫واخذ يهز برجليه بتوتر‬
‫‪........‬‬

‫بينما سيف تردد من الدخول‪.....‬تردد من ان يفتح الباب ويفرض‬


‫نفسه عليها من جديد ولكن هو ايقن ال يستطيع ان يعيش بًلياها‬
‫فتح الباب‪....‬‬
‫وهي كانت امام التلفاز تقلب القنوات‬

‫دخل‬
‫هو لم يخطط على ان يأتي‪....‬يعود ويتراجع عن كًلمه الذي قاله‬
‫لها‪...‬لم تمضي ايام اصًل على رمي كلمته عليها ولكن شعر انه‬
‫خسر جزء منه ولن يتنازل ان يبقى هذا الجزء بعيد عنه لفترة‬
‫مطولة‬
‫سيحاول من جديد على أمل من ان تغيّر رأيها‬
‫دخل واغلق الباب من بعده وبردت فعل منها التفتت عليه ووقفت‬
‫ووقف قلبها انفجعت‬
‫كيف ومتى وصل ليدخل هنا ؟‬
‫‪.....‬‬
‫بينما هو نظر لخوفها‬
‫لنظراتها الضائعة‬
‫التفت يمينا ويسارا كأنها تبحث عن شيء‬
‫مهم ضاع منها‬
‫اقترب‬
‫تحدثت‪ :‬سيف وش جابك هنا؟‬
‫لم يردف أي حرف‪ ،‬اقترب اكثر منها وفي قلبه آالفا من الجمل‬
‫التي ال يعرف كيف يصفصفها كسلسلة طويلة ليروي لها معنى‬
‫حبه معنى خوفه من يخسرها‬
‫لم يزحزح ناظريه عنها‬
‫يشعر انّ هناك مغناطيس قوي يشدّه إليها‪ ،‬نظر للخوف والتردد‬
‫الذي في عينها‪....‬اقترب‬
‫ولم يتردد من ان يحتضنها‪....‬واغمض عينيه‪....‬واشتم رائحتها‬
‫حقاا هو على غير استعداد تام لخسرانها‪.‬‬

‫بينما هي بردت عظامها‪....‬شعرت بالخوف‪...‬واخذ عقلها يتخ ّبط‬


‫بأفكارها‪.....‬‬
‫لم تبادله لهذا االحتضان كل ما همست به‬
‫‪:‬ابوي صاير له شي؟‬
‫واخذ جسدها يرتجف‬
‫شعر بخوفها وسريعا ما ابتعد مردفا بخوف‪ :‬اسم هللا عليك اهدي‬
‫‪....‬مو صاير شي‬
‫الجازي ترقرقت عيناها ‪ :‬ال كذب‪....‬خالد صعد فوق وبندر اخذ‬
‫نوف من هنا‪...‬وانت تطلع لي فجأة شصاير؟‬
‫ادرك انها فهمت االمور على منحنى بعيد عنهما‬
‫لذلك اقترب من وجهها قليًل ليردف‪ :‬اشتقت لك‪...‬وجيت‪....‬‬
‫وبضعف اردف‪:‬ماقدر يا الجازي على بُعدك ماقدر وهللا‬
‫الجاز ي نظرت لعينيه‪....‬لرجفة يديه‪....‬لحديثه‪...‬ابتعدت اخيرا‬

‫ازدردت ريقها‪ :‬وش قلنا يا سيف‪...‬اصًل الحين حنا‪....‬مط‬


‫قاطعها‪ :‬اقدر ارجعك ماظنك غشيمة في دينك يا الجازي‬

‫الجازي حكت جبينها ابتعدت عنه مسافة طويلة‪ :‬تكفى‬


‫سيف‪......‬ال زودها علي‬
‫اقترب منها مسك كفي يدها‪:‬انتي اللي تكفين ال تقسين علي‬

‫بكت هنا الجازي وخبأت وجهها بيدها‪...‬تشعر باالضطراب‪...‬تشعر‬


‫باختًلل اتزان مشاعرها‪.....‬هي اآلن ال تدري ماذا تريد‬
‫ولكن تجزم انها على غير استعداد لكل هذا‪....‬هي الى اآلن لم‬
‫تفيق من وقع كلمة(طالق) الى اآلن خائفة من ان تظلم ابنها‬
‫هل تتنازل من اجل عبد هلل هل تُرضيه بمقابل معاناة مشاعرها‬
‫الًلمعروفة معه؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اقترب منها تحدث‪ :‬تكفين الجازي عطيني فرصة وربي اني ماني‬
‫قادر اتخيل اعيش بدونك‪.....‬الجازي انا تعبت‪....‬انا محتاج‬
‫لك‪....‬قلبي يوجعني وانتي بعيدة عني‪......‬تكفين الجازي‬
‫تكفين‪.....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظرت له ماذا تقول ؟ توافق‬
‫تتنازل‬
‫ال تدري ال تدري‬

‫تحدثت وهي تهرب منه خطوات‪:‬اذا رجع ابوي يصير خير يا‬
‫سيف‪...‬عن اذنك‬
‫لم تعطيه مجاال هربت صاعدة لًلعلى تاركته يتخبط من ردها هذا‬
‫هل يعني خيرا ام شرا ال يدري‬

‫خرج هو اآلخر‬
‫وهي االخرى دخلت غرفتها تبكي ال تدري بما تقرر‬
‫تشعر ان كل شيء بدأ بالتعقيد اكثر فأكثر‬
‫هي خائفة من نفسها وخائفة من سيف ان يؤثر عليها‬
‫بكت بدموع وبحيرة‬
‫ولم‪.‬تستسقر على رأيها وال على رأيه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫يشعر اآلن باستقرار الراحة‪ ،‬يشعر باستبتاب األمر ‪....‬ولكن‬


‫اخويه لم يكفاه عن االستهزاء به‬
‫لم يكفاه ابدا عن رمي الكلمات عليه‬
‫عزام بهمس‪ :‬وجهك منور‬
‫جسار اكمل‪ :‬انتبه من هاالبتسامة ال تشق وجهك شق‪.....‬‬
‫قصي كان جالسا في وسطهم ويستمع لهما‬
‫تحدث ‪ :‬اففففف منكم ‪...‬يا المخبّل‬

‫ابا سيف بهدوء‪ :‬اخبار مهرة يا قصي؟‬


‫قرص جسار خصر اخيه لينقز ويردف‪ :‬بخير يبه‬
‫ام سيف نهضت‪ :‬بروح اشوفها‪.......‬‬
‫قصي كان سينهض ولكن مسك يده عزام‪ :‬عط امي فرصة تتعرف‬
‫عليها‬
‫جسار بخبث‪ :‬ال تخاف ما بتاكلها امي‬
‫قصي شد على اسنانه‬
‫بينما ابا سيف تحدث‪ :‬سيف طلع‬
‫عزام بهدوء‪ :‬اي طلع‪....‬‬
‫ابا سيف نهض خارجا‬
‫بينما قصي ‪ :‬هللا ياخذكم اقرفتوني من طقطقتكم‪....‬‬
‫سع صدرك‪.....‬‬ ‫عزام ‪ :‬هههههههههههههههههههههه نبي نو ّ‬
‫قصي ‪ :‬صدق وهللا؟‬
‫ثم قال بصوت عالي‪ :‬وهللا انكم تضيقونه ما توسعونه‬
‫جسار قبل رأسه وهو يهتز من الضحك‪:‬آسفين يابو الشباب‪....‬‬
‫عزام ضربه على فخذه‪ :‬نمزح معك‪....‬‬
‫قصي‪ :‬ال عاد تمزحون قدام امي وابوي‬
‫عزام وجسار ‪:‬ان شاء هللا‬
‫قصي ابتسم‪ :‬وهللا اد ري انكم فاصخين عقلكم‪.....‬بس شنقول‪....‬‬

‫جسار ضربه على كتفه‪ :‬قول هللا ال يحرمني منكم‬


‫عزام اكمل بهبل‪ :‬ويخليكم لي‬

‫قصي ضحك هنا‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه الحمد‬


‫هلل والشكر بس‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ام سيف طرقت الباب ولم تسمع اجابة من مهرة‬
‫فترددت في فتحه‬
‫وخشيت من ان تكون الغرفة مقفولة‬
‫جربت وفتحته‬ ‫ولكن ّ‬
‫وسمعت هنا أنين ُمهرة وكحتها المتتالية وهي منحنية على‬
‫القمامة‬
‫وتستفرغ وهي تبكي‬
‫دخلت للداخل‬
‫ونظرت اليها حتى انفجعت بخوف‪ُ :‬مهرررررة!!!‬

‫انتهى‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بارت قصير وخفيف‬

‫اتمنى ينال على أعجابكم‬


‫وقراءة ممتعة لكم‬

‫تحياتي‬
‫❤❤‬

‫البارت الواحد والثًلثون‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هرعت راكضة لناحيتها‪.....‬ثم انحنت سريعًا لتجلس بالقرب منها‬
‫واخذت تطبطب على ظهرها بحنان ملموس من خًلل صوتها‬
‫‪ُ :‬مهره ‪.....‬ارفعي راسك‪......‬‬

‫ألم طاحن ونار مشتعلة ال تدري أين بالضبط ولكن تشعر هذا األلم‬
‫يصل إلى قلبها ويعبر لألعلى ليصل إلى بلعومها‪....‬‬
‫ال تدري كم اخذت من الوقت وهي تتقيأ‪......‬ولكن تعلم جيّ ًد انها‬
‫بذلت جهد كبير في ذلك‪......‬‬
‫رفعت نفسها مسحت فمها بالمنديل الذي سحبته معها قبل دقائق‬
‫ي‬
‫وتنكب على القمامة للتق ّ‬

‫وهنا ام سيف احتضنت ُمهره من الخلف وارجعت رأسها لتسنده‬


‫على كتفها وهي‬
‫تردف‪ :‬اسم هللا عليك‪.....‬اسم هللا عليك‪.....‬‬
‫ُمهره اخذ جسدها يهتز‬
‫هذه النبرة‬
‫هذه اللمسة‬
‫هذا الحنان‬
‫فقدته من زمن‬
‫اضعفها!‬
‫أعاد عليها صوت والدتها‬

‫ام سيف‪ :‬شكل النّسا عندك كايدة يا بنتي؟‬


‫ُمهره ابتعدت ُ‬
‫قليًل ومسحت بقايا الدموع‬
‫تحدثت برجفة شفتيها‪ :‬ال‪....‬بس كلت ‪.....‬شيبس حار‪.....‬وحسيت‬
‫قلبت علي معدتي‪....‬‬

‫ام مهره بحنان نظرت لوجهها المنفوخ اثر البكاء‪ :‬أحد ياكل‬
‫هالخرابيط على معدة فاضية ؟‬

‫ثم اقتربت منها‪ :‬الحمد هلل انك طلعتيه من بطنك‪......‬الحين‬


‫ترتاحين ‪...‬وبقوم اسوي لك‪....‬شوربة ‪....‬تل ّين معدتك‪.....‬‬

‫ُمهره مصعوقة ‪ ،‬مخنوقة من مشاعر الماضي‬


‫تحدثت بلخبطه‪ :‬الال‪...‬ماشتهي‪.....‬تو مستفرغه‪......‬انا لبقيت‬
‫‪...‬اقول لقصـ‪...‬‬
‫قاطعتها‪ :‬بتشتهين ال تعاندين نفسك‪.......‬هي كذا تجي لوعة‬
‫وحومت كبد‪........‬لكن الواحد يغصب نفسه‪...‬والشوربة‬
‫زينة‪......‬ما هيب ثقيلة‪....‬‬
‫ثم وقفت ووقفت ُمهره معها‪....‬‬
‫‪:‬انسدحي ارتاحي‪...‬ربع ساعة واجيك‪.....‬وراح تاكلين احلى‬
‫شوربة من ايديني‪....‬‬
‫صت في بكاؤها هزت رأسها برضا ثم جلست على طرف‬ ‫ُمهره غ ّ‬
‫السرير وخرجت ام سيف وأغلقت الباب‬

‫حتى انسابت هنا دموع ُمهره‬


‫تذكرت والدتها ‪ ،‬حنانها‪......‬خوفها عليها حينما تمرض‬
‫استلقت على ظهرها‪......‬واغمضت عينيها لترى وجه والدتها‬
‫مبتس ًما!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما ام سيف نزلت لألسفل ولفت نظرها قهقهة قصي مع اخويه‬
‫أتت بالقرب منهم متحدثة‬
‫وتحدثت بجدية‪ :‬بدل هالضحك اللي ماله داعي اصعد لحرمتك‬
‫‪.....‬البنت تعبانة وانت والبحاس فيها‪......‬‬

‫قصي نهض كالمقروص‪ :‬تعبانة؟‬

‫ام سيف ‪ :‬ويا المجنون ال عاد تشتري لها هالخرابيط وهي‬


‫حامل‪......‬كلت ‪.....‬شيبس حار‪...‬على معده خاوية يا هللا‬
‫عفوك‪.......‬بس‪.....‬شبّت عليها معدتها ‪....‬بروح اسوي لها شي‬
‫خفيف تاكله واضح زوجتك ما هيب مهتمة بروحها‪...‬وإن تمت‬
‫على كذا‪.....‬بجيها مضاعفات حمل‪......‬وغيره‪....‬‬

‫ثم مشت إلى المطبخ تاركة قصي يهم بالتو ّجه للعتبات الدرج‬
‫ولكن امسكه عزام‬
‫‪:‬هي اهدأ‪......‬ما فيها اال العافية‪......‬‬
‫قصي سري ًعا التفت على جسار‪ :‬انا حمار لم قلت لك اشتري‬
‫لي‪....‬معك من‪...‬‬
‫سار وهو يضحك بصوت عال‪:‬‬ ‫قاطعه ج ّ‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شدخل‬
‫امي فيك الحين‪......‬هييييييييي‪.......‬ال تفصل علي‪.....‬‬

‫عزام ابتسم على أخيه‬


‫ثم قال لقصي‪ :‬روح شوفها بس اذا جات لها امي اطلع‪....‬مثل ما‬
‫قلنا لك ‪.....‬اترك مسافة قريبة لها وألمي‪....‬‬
‫قصي هز رأسه وسحب يده من أخيه وركض على عتبات الدرج‬

‫سار ‪ :‬وهللا انه منفصم اكثر من سيف‪.....‬‬


‫ج ّ‬

‫عزام ضربه على كتفه‪ :‬هههههههههههههه اسكت امي خوفته‬


‫عليها‪......‬‬
‫بالها‪.....‬فجرت القنبلة‬
‫ّ‬ ‫سار ‪ :‬هههههههههههه امي وال على‬
‫ج ّ‬
‫وعلى طول على المطبخ‪..........‬الحين فهمت قصي طالع على‬
‫مين‪.....‬‬
‫عزام لم يتحمل انفجر ضاحكًا حتى اخذ يكح‪ :‬اسكت وال وربي‬
‫بتجي الحين تسنعك بالكًلم‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما هو دخل الغرفة رآها مستلقية ووجهها محمر اغلق الباب‬
‫واتى بالقرب منها جلس على طرف السرير وبخوف قال‪ُ :‬مهره‬
‫شفيك؟‬

‫ُمهره فتحت عينيها ونظرت له‪ :‬مادري كلت الشيبس ومعدتي‬


‫شبّت نار علي‪.....‬‬

‫قصي بنبرة حادة ً‬


‫قليًل‪ :‬انا قايل لك ال تاكلينها إال بعد ما تاكلين‬
‫غداك‪.......‬‬
‫ُمهره مسحت على وجهها ثم جلست واعتدلت مسندة ظهرها على‬
‫الوسادة‪ :‬ايش اسوي اشتهيتها‪....‬‬
‫قصي نظر ألرنبة انفها المحمرة‬
‫وشعرها المنسدل على اكتافها باهمال‪......‬‬
‫كان سيوبخها ولكن فهم من حالها انها بكت إلى ان صدّع رأسها‬
‫والدليل انتفاخ جفنيها‬

‫اقترب اكثر منها ووضع يده على بطنها‬


‫‪:‬وهذا ما يشتهي إال أشياء مثل وجهه‪....‬؟‬

‫خجلت منه ووضعت يدها على يده وازاحتها بلطف وهي تردف‪:‬‬
‫ليش ما قول هي؟‬

‫قصي وضع يده متعمدًا على بطنها من جديد يُريق له خجلها‬


‫ويعجبه!‬
‫‪:‬ايش رايك تجيبين توأم؟‬
‫ُمهره شهقت واندفعت لألمام لتقترب منه ً‬
‫قليًل وتردف‪ :‬تبيني‬
‫اموت؟‬

‫قصي ضحك على ردت فعلها‪ :‬هههههههههههه ترا التوأم حلوين‬


‫سار أنا اللي هنا بموت من‬‫‪.....‬بس ال يصيرون مثل عزام وج ّ‬
‫سماجتهم‪.....‬‬
‫ُمهره بقلق‪ :‬الال واحد‪.....‬وجالسة احاتي الوضع‪.....‬واحاتي‬
‫الوالدة كيف اثنين ‪....‬؟‬

‫ق قلبه هنا واقترب اكثر‪ :‬انا معاك‪....‬ال تخافين‪.....‬‬


‫ر ّ‬

‫ُمهره رمشت مرتين ‪ :‬بس أنا اللي بتألم‪.....‬‬


‫قصي لكي يضيّع أجواء الحزن‬
‫وحديث األلم وغيره‬
‫شد ً‬
‫قليًل على بطنها‪....‬حتى عقدت حاجبيها‬
‫ليردف‪ :‬امانه متى بيكبر؟‬
‫ازاحت يده وهي تبتسم ‪ :‬مادري‪......‬‬
‫قصي سحب هاتفه من جيبه ‪ :‬خليني ابحث في هالمواضيع‬
‫اكثر‪....‬‬
‫سحبت هاتفه لتردف‪ :‬ال تبحث‪.........‬في الشهر الثالث على‬
‫الرابع‪....‬اشوي يبرز البطن‪.....‬‬
‫قصي اخذ يصفق بيده ويصافر بفمه‪ :‬اوووووووووووه طلعتي مو‬
‫هينة عندك معلومات‪.......‬‬

‫ُمهره انسجمت معه‪ :‬اعترف انت داخل علمي وال ادبي؟‬

‫قصي يمثل الصدمة‪ :‬حلفي ما تدرين؟‬


‫ُمهره بضحكه هزت رأسها (بًل)‬

‫قصي نفح صدره وهو يقول‪ :‬أدبي وبكل فخر‪.....‬‬

‫ُمهره ضحكت هنا‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه الحين‬


‫عرفت السبب‪......‬‬
‫قصي‪ :‬هي هي انا قايل نكتة؟‬
‫ُمهره بللت شفتيها‪ :‬ليش ما دخلت علمي؟‬

‫قصي اقترب منها على الجانب االيسر فقالت‪ :‬هي السرير صغير‬
‫وين بتنسدح‪.......‬‬
‫قصي ‪ :‬عادي عادي يكفي‪...‬اثنينا عصاقل(ضعاف)‬
‫ضحكت وهي تضربه على كتفه‪ :‬انا امتن منك وبعدين ال تتهرب‬
‫جاوب‪.....‬‬

‫قصي شهق‪ :‬وين امتن‪.......‬جلد على عظم تقول امتن‪.....‬‬


‫ضحكت هنا‬
‫وهي تعيد‪ :‬هذا اسميه هروب من الجواب ترا؟‬

‫قصي حاوط خصرها هنا وهو يردف‪ :‬وهللا ألني داج‬


‫بالكيمياء‪.....‬عشان كذا ما دخلته‪.....‬‬

‫زحفت مسافة قليلة لتبتعد عنه‪ :‬عاد الكيمياء احسن من‬


‫الفيزياء‪.....‬بالنسبة لي‪.......‬‬
‫قصي ابتسم له واشار لرأسه‪ :‬اثنينهم عقلي ما يستوعبهم‬

‫ُمهره اخذت تنسى مشاعر الحزن‬


‫وذكرياتها مع والدتها‬
‫‪:‬والرياضيات‪......‬‬

‫قصي بجدية ‪ :‬هذا اكثر شي ابدّع فيه‪......‬‬


‫ثم جلس واخذت تهتز على السرير‬
‫لتردف‪ :‬حستنا تراك اهجد‪.....‬‬
‫ضحك هنا وهو يقول‪ :‬هههههههههه طيب انتي شنو احلى مادة‬
‫عندك‪.....‬‬
‫ُمهره بتهرب‪ :‬قلّة السوالف صح؟‪....‬عشان نسولف عن دراسة‬
‫وغيره‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬ههههههههههههههههه ابي اطمن على مسقبلك‪......‬يًل‬
‫وقولي لي كم نسبتك‪.....‬‬

‫ُمهره ابتسمت‪ :‬نسبتي ما تقل عن التسعة والتسعين ‪....‬الفاصلة‬


‫هي اللي تنزل ‪...‬يعني‪.....‬واحب ‪...‬كل المواد إال الفنية‪.......‬‬

‫قصي ‪ :‬مو منجدك؟!‪....‬احد يكره الفنية‪.....‬هذي على‬


‫أيامنا‪...‬نعتبرها حصة فراغ‪......‬‬
‫ُمهره ‪ :‬ههههههه يمكن عشان الزفت اللي تدرسني‪....‬محسستني‬
‫انها مادة كيمياء او فيزياء‪.......‬يعني حقيقي ‪...‬تكرفنا‬
‫فيها‪....‬واغلط في الرسم ‪...‬تشق الرسمة في وجهك‪......‬‬

‫قصي ‪ :‬هللا‪.......‬‬
‫ُمهره ‪ :‬وهللا‪......‬تقهر تقهر‪...‬حيل‪....‬‬

‫قصي بهدوء‪ :‬هو صحيح ساعات المعلم يخليك تكره المادة حتى‬
‫اللي تحبها‪....‬بسبب تعامله‪...‬وشدّته وتصعيب األمور على‬
‫الطلبة‪.....‬‬
‫ُمهره اخذت تصفق‪ :‬اووووه‪...‬طلع العرق‪....‬عرق المعلمين‬
‫وكًلمهم في الطابور‪....‬‬
‫ضحك هنا قصي وسحب الوسادة واخذ يضربها بخفة على رأسها‪:‬‬
‫انطمييييييييييييي‪.........‬‬
‫ُمهره مسحت على رأسها‪ :‬خًلص بنطم‪.......‬‬
‫قصي‪ :‬أي صيري عاقلة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نزلت لألسفل‪......‬رأت اخيها ووالدتها‪...‬مرت ثًلث أيام على‬
‫مضي والدها لهناك‬
‫تشعر بتوتر وخوف والدتها‪ ،‬تشعر بتأزم سعود‬
‫وتعلم بالسبب‬
‫دو ًما ما تسمعه وهي تسترق السمع من غرفته يُحاكي أخيه ناصر‬
‫آخر الليل‪......‬تسمع كيف يشتم ويسب‬
‫أمير‪....‬وشخص يدعا مراد‪.....‬وآخر ماكس!‬
‫ناصر يخبره بكل شيء وهو يخبرهما بعكسه‬

‫جلست‬
‫لتسمع والدتها تقول‪ :‬والحين ما طلعت من المستشفى؟‬
‫ام ناصر ‪ :‬وابوك؟‬
‫سعود بنفس عميق‪ :‬بخير‪......‬وهلل الحمد‪....‬‬
‫ام ناصر هزت رأسها بأسى‪ :‬اشهد انه ما هوب بخير‪...‬‬
‫سعود برجاء‪ :‬يمه‪...‬‬
‫ام ناصر بنرفزة‪ :‬أي اجلس اكذب علي ‪.......‬خابره‬
‫ابوك‪...‬واعرفه زين‪....‬الحين بيجلس يلوم نفسه‪....‬لين‬
‫يطيح‪.....‬وخايفة يطيح وال يقوم‪...‬‬
‫شيخة بانفعال‪ :‬يمه تفائلي بالخير‪.......‬‬
‫سعود نظر لوالدته‪ :‬اظن انه كلمك اليوم‪.....‬‬
‫ام ناصر‪ :‬وصوته تعيبين‪......‬‬
‫ثم ضربت على فخذيها‪ :‬قلت له ارجع‪.....‬عيّى‪.....‬وعصب‬
‫علي‪.........‬انا خايفه عليه‪......‬خايفه ما يقوى على اللي بيجي‬
‫بعدين‪....‬‬
‫شيخة نهضت وجلست بالقرب من والدتها‪ :‬يمه مو صاير اال كل‬
‫خير‪.....‬هدي بس انتي هدي‪....‬‬
‫سعود بهدوء‪ :‬ابوي يا يمه بصحة وعافية وسلطان معهم‬
‫‪....‬وتّابع ابوي‪......‬اللي صدق ما ندري كيف بتجاوز كل هذا‬
‫نورة يا يمه‪......‬نورة بينها وبين الجنون شعره‪.......‬‬
‫ام ناصر بنرفزة اخذت تدعي‪ :‬جنون يدخل أمها‪....‬وزوج‬
‫أمها‪........‬هللا ال يحللهم وال يبيحهم‪....‬‬
‫سعود تنهد بضيق‬
‫بينما شيخة قالت‪ :‬يمه تكفين اهدي‪........‬ال تسوين بنفسك‬
‫كذا‪......‬هدي ال يرتفع عليك الضغط‪......‬‬
‫سعود ‪ :‬هي فترة وبتعدي يا يمه‪.....‬تطمني‪....‬ابوي مؤمن بقضاء‬
‫هللا وقدره‪.......‬مهما صار راح يبقى شامخ مثل الجبل اللي ما‬
‫يهزه ريح‪.....‬‬
‫ام ناصر تمتمت‪ :‬ان شاء هللا‪.....‬ان شاء هللا‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الخوف‪....‬يأكل فؤادها‪.......‬يعجنه‪.....‬ويلتهمه ببرود‪.....‬اتت من‬
‫السفر‪....‬رأت أبناؤها ابنتها‪.....‬رأت اختها حصة التي سردت‬
‫عليها تكملة ما حدث إليًلف‪....‬ال تدري ماهية شعورها‬
‫كل ما تعرفه‬
‫انّ نهايتها اقتربت‬
‫وهي تريد اآلن ان تُنهيها بأسرع وقت ممكن‬
‫ولكن ال تدري كيف‬
‫هل تطلب الطًلق من مشعل؟‬
‫هل تهرب من كل األشياء بطريقة أخرى؟!‬

‫ازدردت ريقها من هذا التفكير‬


‫ثم اخذت تكرر‬
‫‪:‬يارب اخذها ‪..‬وريّحني!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫موجوع‪....‬من تصرفها‪...‬من محاولتها في ابقاؤه بعيد‪...‬وقريب‬
‫منها بحدود‪...‬موجوع ألنّ هذا األمر يشعل فتيل ضميره هو من‬
‫اوصلها على هذا الحال‬
‫مشوهة من الداخل قبل الخارج‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫هو من جعلها‬
‫وما زالت تلّح تريد رؤية نور‬
‫تحدث مع مراد‬
‫اين هي نور؟‬
‫هو ذهب الى الشقة ولم يجدها‬
‫اختصر مراد له القصة‬
‫وفهم انّ نور هي األخرى موجوعة وغير متاحة اآلن‬
‫ولم يخبر ايًلف انها ترقد في المستشفى ُمنذ ثًلثة أيام‬
‫كل ما اخبره به‬
‫انها مشغولة!‬
‫ولكن ايًلف لم تنطلي عليها كذبته وفهمت انّ نور واقعة في‬
‫ضيقة او مصيبة‬
‫ولكن كل ما فعلته اخذت تدعي هللا وترجوه ان يحفظها ويسهل‬
‫عليها الصعاب‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دخل الشقة ووضع كتبه على الكنبة‬
‫لم يراها‪...‬ويعلم انها تمكث في الغرفة لساعات طويلة‬
‫تجلس امام المرآة وتحدّق لآلثار‬
‫قرر ان يحاكي طبيبة نفسية من اجلها ولكن لم يجرؤ!‬
‫خائف من ردت فعل ايًلف‬
‫لذلك غيّر رأيه‬

‫طرق بابها‬
‫ثم دخل‪.....‬كانت جالسة في حالة انتظار إجابة المتصل!‬
‫بلل شفتيه وفهم انها تتصل على نور‬

‫فقال‪ :‬شريت غدا لج‪....‬‬


‫ايًلف انزلت الهاتف ‪ :‬مابي اكل أنت‪....‬‬
‫طارق اقترب منها‪ :‬ايًلف‪....‬‬

‫تنرفزت وهي تبتعد عنه ‪ :‬طارق ال تضغط علي اففففففف‪......‬‬

‫سكت ثم حكّ انفه ليقول‪ :‬متى ناوية تداومين في الجامعة؟‬

‫لم تُجيبه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ايًلف فجأة تغ ّيرت عليه وتبدلت إلى عناد‬
‫وصًلبة‬
‫وردود جافة‬
‫هو ال يلومها ولكن كل هذه األمور تحرقه‪ ....‬وتلهب قلبه الذي‬
‫فكّر يو ًما بأنانيّة انتقام ال معنى له! وال يسترد الميّت وال يُشفي‬
‫المرض ابدًا!‬
‫اقترب منها وابتعدت هي األخرى بعصبية‬
‫‪:‬من بكرا الزم تداومين وال بفصلونج‪....‬‬
‫ايًلف تكتفّت‪ :‬خلهم يفصلوني‪.....‬‬
‫طارق تنهد‪ :‬جهزي نفسج على الساعة ثًلث بروح اسوق‪...‬‬

‫مشى وكانت سترد بعدم قبولها ولكن اغلق الباب‬


‫وهي تحدثت بنرفزة‪ :‬اااااااااااااااااف‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بقيت هنا لثًلثة ا ّيام مجبورة‪......‬وحتى يثنونها عن موضوع‬
‫الخروج ‪....‬ويقومون بإيقاف هذا الجنون‪.....‬قيّدا يديها برباط‬
‫على الحديدة الجانبية من السرير!‪......‬ضحكت بسخرية على‬
‫نفسها‪....‬عاد الزمن نفسه قبل ست سنوات‪.....‬تجرعّت لوعة‬
‫غرس االبر في وريدها‪......‬في كل مكان‪........‬عاشت على‬
‫مهدئات طيلة الثًلث أيام‪......‬كانت تكرر وتصرخ تريد رؤية‬
‫ابنتها‪....‬ولكن ماكس لم يستطع ان يجلبها لها‪....‬بسبب حالة‬
‫اله يجان التي دخلت فيها‪........‬طردت الجميع حينها‪......‬ولم‬
‫تسمح ألمير للدخول لها وال مراد وال يوسف وال غيرهم‪.....‬‬

‫ولكن اليوم‪...‬فكّوا الرباط وحررا يديها‪......‬شعرت بانتظام‬


‫نفسها‪...‬واتزان عقلها‪.......‬ازاحت الممرضة من يدها االنبوب‬
‫الصغير‪.....‬وقدمت لها حقيبة صغيرة ‪..‬جلبها ماكس واعطاها‬
‫الممرضة لتعطيها ايّاها‪....‬سحبتها من يدها‪......‬ثم دخلت‬
‫للخًلء‪......‬بدلت مًلبس المستشفى سري ًعا‬
‫كانت تسابق كل اللحظات التي من الممكن ان تحدث اآلن!‬

‫ارتدت مًلبسها التي كانت عبارة عن جينز اسود‪........‬وبدلة‬


‫صوفية صفراء! وهناك قباعه وجاكيت ولكن لم ترتديهما!‬

‫ربطت شعرها المنثور على كتفيها باهمال‬


‫خرجت وهي تجر رجليها على األرض بصعوبة‪.....‬‬
‫ال دموع‬
‫ال حاجبين معقودان‬
‫ال نيران مشتعلة‬

‫كانت هادئة‪........‬تفكر فقط دون ان تثير العواصف‪...‬كانت تعلم‬


‫خلف الباب وجوه كثيرة تريد رؤيتها ولكن هي ال تريدهم!‬
‫مش ّيت لناحية الباب‬
‫فتحته على مصرعيه‪....‬خرجت دون ان تلقي ً‬
‫باال للوجوه التي‬
‫تعلّقت بها‬
‫وللوجوه التي صدّت عنها!‬

‫مشت ً‬
‫قليًل لتبتعد عنهم دون ان تنطق بكلمة‬
‫ولكن قال امير وهو يقترب لناحيتها بخطى سريعة ويختطفها‬
‫ألحضانه ‪ ،‬ش ّد عليها بقوة واخذ يهتز جسده‪......‬‬

‫ليس هيّن عليه ان يراها بهذا الشكل‪...‬مسلوبة الحياة‪......‬مغلوب‬


‫على امرها‪...‬ضائعة ال تعرف أي قرار تقرر‪....‬وايهما تبتعد‬
‫للوراء‪...‬وتجرعت من جديد لوعة‬
‫ّ‬ ‫عنه‪........‬فهم انها عادت‬
‫أخرى مشابه تما ًما لتلك التي تجرعتها قبل ست سنوات!‬
‫بكى وهو يهمس في اذنها‪ :‬بنتي!‬

‫لم تبادره بهذا االحتضان‪......‬لم ترمش حتّى‪....‬تشعر بفراغ‬


‫كبير‪.....‬تشعر انها ما زالت تحت تأثير المهدئات‪....‬تنظر للوجوه‬
‫التي تنظر ألمير‪...‬وهو يحتضنها ‪......‬كانت حدقت عينيها‬
‫تتف ّحص وجوه مكفهرة‪.....‬وغاضبة‪......‬ونادمة‪.....‬وباكية ايضًا!‬

‫ووجوه صادّة ال تحدّق بها ابدًا!‬

‫امير‬

‫(ال اعلم كيف استعيد لها روحها‪ ،‬انا نادم اشعر بالذنب الشديد‬
‫ّ‬
‫حياتي‪....‬جًل ما‬ ‫لناحيتها‪ ،‬لم اخطط يو ًما على ان تكون جز ًءا من‬
‫‪...‬اصرت على ابقاؤها في حياتنا نحن‬ ‫ّ‬ ‫اردته والدتها ولكن والدتها‬
‫باألبوة‬
‫ّ‬ ‫االثنان إلى ان دخلت في قلبي‪....‬إلى ان اشعرتني‬
‫الصارخة التي كُنت احلم بها يو ًما!‬
‫شعرت انني عدت للحياة حينما احتضنتها‪....‬شعرت ح اقا انها‬
‫ابنتي‪....‬وكل ما يؤلمها يؤلمني‪....‬ولكن انا آلمتها بأنيّة تفكيري‬
‫آنذاك‪....‬ح ًقا انا متندّم‪....‬ظننتها ستسامحني ألنها عاشت بالقرب‬
‫مني سنوات طويلة ‪.....‬حتى حينما عرضت الزواج على‬
‫جولي‪.....‬فكّرت كثيرا وتيقّنت انها لن تختار يوسف وستختارني‬
‫‪.....‬وستبقى معي هكذا كنت اظن وعرضت الزواج على جولي‬
‫لتبقى معنا وقريبة من سندرا ولكن نور‪.......‬لم تعد نور وال‬
‫نورة‪....‬بل شخصية جديدة ال تريد كًلنا‪...‬ال أنا وال يوسف)!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم تقول له ابتعد‬
‫لم تعصف به‬
‫تركته يحتضنها ويعتصرها وكأنه سيدخلها داخل قلبه‬
‫تركته يتأسف عشرات المرات بصوت هامس‬
‫وتركته يخبرها عن ألمه‬
‫وبقيت هي ثابتة‬

‫ابوة‬ ‫فاقدة لمعنى الحياة‪َّ ،‬‬


‫جًل ما تريده ابنتها اآلن‪....‬ال تريد ّ‬
‫احدهم‪....‬ال تريد كذبة جديدة تسحبها للموت‪......‬ال تريد نفاقهم‬
‫‪....‬وال تريد انانيّتهم ‪....‬تشبعّت منهم للحد الذي يجعلها تتقيّأهم‬
‫بصعوبة‪......‬اعادت النظر للجميع‪....‬وتًلقت عينيها بعنين ذلك‬
‫الشاب‪.....‬‬
‫عقدت حاجبيها‪....‬وجهه لم يكن غريب عليها ابدًا‪....‬شدها النظر‬
‫اليه ‪.....‬بينما هو ابعد ناظريه عنها‪.....‬‬
‫اغمضت عينيها ً‬
‫قليًل تريد ان تتذكّر وما زال امير يحتضنها‬
‫ويبكي بًل صوت!‬

‫اخيرا تذكرت حينما دخلت الى المطعم‬


‫ً‬
‫مطعم سلطاني!‬
‫عرفته ذلك الشاب الذي ارادت ان يو ّظفها ورفض‪....‬‬
‫ابتسمت بسخرية هل يكون من احدى رجال عائلتها؟!‬
‫أبعدت هنا بهدوء امير‪....‬‬
‫ثم مشت دون ان تنظر لوجهه مقتربة من‬
‫سلطان!‬
‫تمشي باتجاهه تما ًما‬
‫عقد حاجبيه والدها يوسف واخيها‬
‫استقرت واقفة بثبات امامه وهو يشتت ناظريه عنها‬
‫يعرف شعور ناصر ووالدها كيف تقف امامه هكذا وهو ال ي ّحل‬
‫عليها‬
‫يعلم اآلن غيرتهما وصلت منتهاها‬
‫ولكن ماذا يفعل؟‬
‫تحدثت بصوت مبحوح للغاية‬
‫ونتيجة لصراخها لثًلثة األيام التي مضت‬
‫ذلك الصراخ الذي يعلن لهم كرهها لهم وعدم قبولها لكل األشياء‬
‫التي حدثت لها!‬
‫‪:‬أنت اجل اللي قلت لهم على مكاني؟‬

‫ابتسمت بسخرية ولم يجيبها استنتجت األمر سريعًا‬


‫فقالت‪ :‬اخوي؟‪....‬وال ولد خالي؟‪...‬وال ولد عمي؟‬
‫لم يجيبها‬
‫فحركت اكاتفها بًل مباالة‪ :‬ما يهم‪...‬‬

‫ثم التفتت على البقية وأمير ينظر لها بوجع‬


‫قالت بسخرية‪ :‬في احد بعد يبي يحضني؟ قبل ال امشي؟!‬

‫أبا خالد اغمض عينيه ليمتص غضبه‪ ،‬خوفه‪....‬حزنه‬


‫بينما ناصر ش ّد على قبضة يده‬
‫يقهره منظرها ‪.....‬حتى بعد معرفته بالقليل من معاناتها‬
‫مقهور من اسلوبها المستفز!‬

‫يوسف نهض واقترب‬


‫منها ً‬
‫قليًل‬

‫طول مثل أمير!‬


‫فابتسمت بسخرية في وجهه‪ :‬ال ّ‬

‫شعر باإلهانة بتشبيهها له بذلك الرجل‬


‫ومراد شعر حقيقةً بالخوف من شخصيتها الجديدة‬
‫وماكس كعادته يراقبها بهدوء‬

‫يوسف كان ينظر لها بتفحص موجع‬


‫وجهها‪.....‬شعرها‪...‬طولها الشامخ‪.....‬وقفتها الثابتة‪......‬علم ان‬
‫الضربة التي توجعك تقويك!‬
‫وقوفها هكذا يعلن قوتها الجديدة ولكن مخيفة‬

‫اقترب اكثر‪.....‬والذي ارعب الجميع انها اقتربت‪.....‬‬


‫وكررت‪ :‬يًل ‪.....‬احضني‪......‬يمكن ترتاح‪...‬مثل غيرك‪....‬‬

‫ونظرت ألمير الذي نزلت دموعه امام الجميع دون ان يخجل منها‬
‫خسرها!‬
‫حقاا خسرها كلياا‪.........‬كيف يستعيدها إليه؟‬
‫وهل يحق له ذلك؟‬

‫أبا خالد وناصر ازدردوا ريقهما‬

‫ناصر و ّد لو يخنقها‪......‬حديثها هذا يوجع والده‬


‫ً‬
‫حقيقة‬ ‫وال يريد ان يتأذى والده‬

‫يوسف اقترب اكثر منها وهو يردف دون ان يرمش‪ :‬انا ما تخلّيت‬
‫عنك!‬

‫ابتسمت في وجهه ببرود ‪ ،‬نظرت للحيته التي امتألت بالشعر‬


‫األبيض لعينيه الحزينتان‪....‬لوجنتيه المجعدتان ً‬
‫قليًل ‪.....‬لطوله‬
‫الفارع‪......‬كانت تصل ألكتافه‪....‬هي األخرى ورثت طولها‬
‫منه‪.......‬ال تشعر اآلن بأي شيء‪......‬كل ما تشعر به‪......‬رغبتها‬
‫في رؤية ابنتها فقط‬

‫تحدثت بهدوء ولكن بنبرة ساخرة للغاية وموجعة للجميع‬


‫‪:‬شكلي انا اللي تخليت‪....‬صح؟‬
‫ثم التفت على امير فقالت‪ :‬امير انا اللي تخليت؟‬
‫ثم نظرت للوجوه األخرى‬
‫ثم لوالدها لتردف‪ :‬بتحضني وال امشي؟‬
‫ناصر تهين والده هذا ما ترجمه عقله اقترب اكثر‬
‫فقال‪ :‬احترمي شيبته واحترميه عشانه ابوك‪........‬مهما صار‬
‫واجب عليك تحترمينه‪.....‬‬

‫نظرت لناصر بنظرات تصفح ّيه‬


‫ثم قالت‪ :‬يكفيه انك انت وخوانك تحترمونه وبس‪......‬انا فقط‬
‫جزء زائد هو بنفسه قطعه بس الغريب و اللي ماله أصًل تبرير‬
‫ليش جا يشوفه؟‬

‫يوسف بنبرة مهتزة‪ :‬تقسين علي كثير يا نورة؟‬

‫الفتت عليه‪ :‬ما أنت مجبور توقف قدامي وتشوف قسوتي عليك يا‬
‫يوسف‪...‬‬

‫بو خالد هنا تدخل‪ :‬بنتي‪........‬ابوك موجوع ‪.....‬خفي‬


‫عليه‪...........‬عمره ما نساك‪......‬ونادم على اللي صار‬
‫‪.....‬حسبي هللا على من كان السبب‪......‬‬

‫بللت شفتيها وكررت بنفس النبرة ‪ :‬بتحضني وال امشي؟‬

‫ناصر بعصبية‪ :‬امشي هللا ال يردّك!‬


‫ابتسمت ابتسامة عريضة كالبلهاء‪ ،‬وولّت بظهرها عنهم‬
‫وتحدث يوسف‪ :‬وقفي‪.....‬‬

‫ناصر بغضب مشتعل في صدره منذ رؤيتها‪ :‬اتركها يبه‪...‬هذي مو‬


‫اختي‪....‬وال هي بنتك‪....‬هذي وحدة ما نعرفها‪....‬الهي من ثوبنا‬
‫وال هي من‪.....‬‬
‫قاطعته وهي تتحدث وتلتفت عليه فجأة‪ :‬صحيح كًلم ناصر‪....‬انا‬
‫مو منكم ‪....‬وال راح اصير منكم‪....‬انا غريبة عليكم‪......‬شكلي‬
‫غريب‪.....‬عقلي غريب‪......‬حياتي غريبة‪........‬ال تصدّع راسك‬
‫وارجع للسعودية‪......‬‬

‫ثم نظرت للجميع وهي تردف بتحذير‪ :‬مابي اشوف احد‬


‫منكم‪......‬بعدوا عني‪....‬خلوني أعيش‪......‬بهالغرابة‬
‫وهالغربة‪......‬بهدوء‪....‬مابي احد‬

‫وحركت يديها بعشوائية‪.....‬‬


‫‪:‬يثير جنوني‪....‬‬

‫ثم اشارت لهم بسبابتها بكل تهديد‬


‫‪:‬ابتعدوا عني لمصلحتكم‬

‫ماكس تحرك هنا ومراد شد على قبضة يده‬


‫‪:‬نوررررر‬

‫توقفت والتفتت عليه‪ :‬رايحة شقتي ‪.......‬قول ألختك تروح‬


‫هناك‪...‬وجيب معها بنتي‪......‬وتجيب اغراضهم‪......‬معها‪....‬‬
‫بالتحرك ولكن‬
‫ّ‬ ‫ه ّمت‬
‫امسك ذراعها‪ :‬وقفي‪.....‬‬
‫نظرت لعينيه الملوتين‪....‬وشفتيه المترددة ‪ :‬خليني اوصلك‪....‬‬

‫نور بثبات‪ :‬اعرف طريقي زين ماله داعي‪.....‬‬

‫مراد تحدث هنا ‪ :‬نور‪...‬‬


‫التفت عليه وابتسمت بشكل ال ارادي بكل سخرية‪ :‬نعمممممم‬
‫اقترب ً‬
‫قليًل منها ‪ ،‬وهو يحدّق في ماكس بشرر وبها بًل كلل‬
‫ويوسف وناصر وابا خالد وابا سلطان ايضًا حدقا به‬

‫تحدث بعدما اصبح أمامها تما ًما‪ :‬صدق انتي وماكس راح‬
‫تتزوجون؟‬

‫ماكس التفت عليه متفاجئ من مباغتته لهما بهذا السؤال‬

‫بينما هي نظرت لماكس ثم لمراد‬


‫‪:‬ال‪...‬‬
‫ثم تركتهما تمشي وتعبر أمامهم لتعلن خروجها تما ًما عن هذا‬
‫الممر‪ ،‬وتعطي إجابة صريحة لرغبة ماكس!‬

‫أمير تحدث ‪ :‬ماكس‪.......‬اطلع وراقبها‪...‬‬

‫مراد التفت هنا بغضب‪ :‬انا طالع‪....‬‬

‫أمير اقترب وبحده‪ :‬انت ابعد يا مراد ابعد‪.......‬‬

‫بينما يوسف كان يستمع لهما بغياب عقلي‬


‫وتفكير غير متوقف‬
‫نهض وتحدث‪ :‬ارسل موقع الشقة اللي ساكنة فيها‪...‬‬
‫امير دون ينظر إليه‪ :‬بو خالد بيعرف مكانها منيح‪....‬‬
‫ثم خرج هو اآلخر‪...‬بعد غياب ماكس عن انظارهما‬
‫سلطان همس لناصر‪ :‬ناصر‪......‬ابوك الزم يعطي اختك فرصة‬
‫تتقبل األمور ويبتعد عنها اشوي‪......‬‬
‫ناصر مسح على رأسه‪ :‬ابوي ما يبي يعطي فرصة‬
‫لهالكًلب‪.....‬يصيرون قريبين منها اكثر منه‪....‬وما اخفيك انه‬
‫مقهور من هالوضع ‪...‬وهالمهزلة‪.....‬‬

‫سلطان بنفس الهمس‪ :‬وضعها بالنسبة لمعيشتهم طبيعية يا‬


‫ناصر‪.....‬ال تنسى تربّة على ايادي غربية وفكر غربي‪.....‬‬

‫ناصر هز رأسه بأسى‬


‫وسمعوا أبا ناصر يقول‪ :‬مشينا الشقة‪...‬‬
‫بو خالد نظر ألبا سلطان ‪......‬وهز رأسه وتوجها الى بوابة‬
‫الخروج!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نور قلبها مضطرب ‪ ،‬امومة متف ّجرة بداخلها‬
‫عقل شارد‪ ،‬وتفكير مضلل‬
‫ورغبة في االبتعاد عنهم دون الهروب مثل المرتين السابقتين!‬
‫أوقفت سيارة اجرة ‪...‬ووصفت له المكان الذي تريد الذهاب اليه‬
‫‪......‬لم تأخذ نصف ساعة حتى وصلت‬

‫لم تملك مفتاح الشقة ‪...‬فطلبته من صاحب العمارة واعطاها إياه‬


‫بعد ربع ساعة من الحديث واالقناع!‬

‫دخلت‬
‫أغلقت الباب نظرت ألرجاء الشقة‪....‬‬
‫ذهبت لغرفتها تبحث عن هاتفها التي ال تدري اين سقط بالضبط‬
‫وسقطت انظارها على مًلبس ايًلف‪....‬وتذكرت امرها وشعرت‬
‫بالخوف عليها‪......‬‬
‫بعثرة الوسط وهي تبحث يمنة ويسرى عن الهاتف‪.....‬بحثت في‬
‫الدواليب وتحت السرير ‪...‬واالدراج‪....‬‬
‫اخيرا موضوعًا على الكمودينة‬‫ً‬ ‫وجدته‬
‫بالقرب من كتب ايًلف!‬
‫سحبته‬
‫ولم تترد في االتصال عليها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت األخرى مستلقية على السرير تفكر بمستقبلها الضائع‬
‫والمجبور على البقاء بآثار مخيّبة لآلمال‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سمعت الرنين سحبت الهاتف واجابت‬
‫بشكل ملهوف‪ :‬نورررررر‪........‬وينج يا بنت؟‪.......‬خوفتيني‬
‫عليج‪......‬شصاير معاج‪....‬عشان تنسيني جذيه‪.....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انقبض قلبها ‪ ،‬ال طاقة لها في الشرح‬
‫وتكرارا‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫في التحدث عن االمر‬
‫وكثيرا من هذا االمر‪......‬ومن طريقة تعايشها معه‬
‫ً‬ ‫ملّت‬
‫اردفت بغصة‪ :‬يوسف‪.......‬ابوي‪...‬جا هنا‪.......‬شفته يا‬
‫ايًلف‪.....‬شفته‪......‬اوجعوا قلبي‪...‬يا ايًلف‪....‬اوجعوه‬
‫لي‪......‬خنقوني‪....‬تركوني ارجع أليام‬
‫االبر‪...‬المهدئات‪......‬خلوني اكتشف اني مريضة نفسية من‬
‫جديد‪........‬تعبت ايًلف‪......‬تعبت‪......‬واحس اني ضايعة‪....‬‬

‫ايًلف نهضت من على السرير‬


‫واخذ صدرها يهبط ويرتفع بخوف‪ :‬وين انتي فيه الحين؟‬

‫نور فعًل هي بحاجة اليها‪ :‬بشقتك‪....‬‬

‫ايًلف تو ّجهت لباب الغرفة بعد ان سحبت معها الحجاب‬


‫والجاكيت‪ :‬دقايق واجيج باي‪....‬‬
‫أغلقت الخط‬
‫ثم خرجت من الغرفة وهي تلف الحجاب على رأسها‬
‫وتتجه لباب الخروج‬
‫اوقفها صوته الرجولي‪ :‬وييييييييييييين؟‬

‫لم تتوقف فتحت الباب وهي تقول‪ :‬بروح شقتي القديمة نور هناك‬
‫ومحتاجتني وايد‪.....‬‬
‫ثم خرجت وصفعت بالباب‬

‫بينما طارق اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم تبعها بخطوات‬


‫راكضة‪......‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دخلت الى الخًلء‪ ،‬فتحت الصنبور‪.....‬لتستحم‪....‬لتنفض ذاكرتها‬
‫من الغبار‪.....‬من األلم‪......‬هي كانت تريد هذا اللقاء‪....‬هذا‬
‫الحضن‪......‬هذا العنوان الذي يدلها ألصلها‪....‬لوطنها‪....‬ولكن‬
‫متأخرا‪.....‬اتى بعد عدّة عواصف وحطام لعبا‬ ‫ً‬ ‫اتى كل شيء‬
‫بقلبها‪...‬وذاكرتها‪......‬اتى بعد عدّت انهيارات‪.....‬وامراض نفسيّة‬
‫ال تستطيع ان تنكرها!‬
‫ال تريد يوسف‬
‫ال تريد امير‬
‫ال تريد سوى ابنتها والعيش براحة‬
‫هذا ما تريده اآلن‪.....‬‬
‫لم تأخذ خمس دقائق‪...‬خرجت من تحت الباب‪.....‬جففت جسدها‬
‫وارتدت بعجل‪.....‬وتركت شعرها المبلول يتدلّى على ظهرها‪.....‬لم‬
‫تتجول ذها ًبا وإ ّيا ًبا‬
‫ّ‬ ‫تهتم‪.....‬واخذت‬
‫تنتظر جولي وابنتها‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما هو امسك كتفها ‪ :‬بوصلك انا‪...‬‬
‫ايًلف زفرت بملل وركبت سيارته مجبورة‬
‫فقال طارق‪ :‬كيف عرفتي انها هناك؟‬

‫ايًلف شتت ناظريها للشوارع‪ :‬اتصلت علي‪...‬‬


‫طارق شكّ باألمر ولكن سكت واخذ يقود سيارته بهدوء‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أصبحت امام الباب قرعة الجرس‪....‬وهرعت األخرى‬
‫لتفتحه‪......‬وهي تركض‬
‫فتحته على مصرعيه‬
‫ونظرت البنتها‪....‬وعاد الشعور من جديد‪...‬رغبة في البكاء‬
‫حنين ‪....‬وعتاب‪.....‬وقهر‪.....‬‬
‫مدّت يديها لها وهرعت سندرا لحضنها واحتضنتها هي األخرى‬
‫ودارت بها‬
‫وهي مغمضة لعينيها‪....‬‬
‫جولي دمعت عينيها ‪....‬سحبت الحقيبة ودخلت وأغلقت الباب‬
‫بينما نور حاولت ان تتناسى االمر بوجود ابنتها‬
‫وضعتها على حضنها‬
‫ونظرت لها ‪ :‬آريو فاين؟‬
‫هزت سندرا رأسها بنعم‬
‫جولي تحدثت بصعوبة‪ :‬نور‪....‬بدي احكي معك‪.....‬‬
‫التفت عليها‬
‫لتكمل‪ :‬امير خطبني‪....‬‬

‫نور شدّت على ابنتها لتردف‪ :‬لك حرية التفكير واالختيار مالي‬
‫دخل‪.....‬‬

‫جولي بمصداقية‪ :‬انا ما بدي شي غير اني مابعد عن سندرا بخاف‬


‫أ‪...‬‬
‫قاطعتها بعد ان فهمت االمر‪ :‬حتى لو وافقتي عليه ما راح امنعك‬
‫من سندرا‪...‬‬
‫ثم نهضت نور وهي تحمل الطفلة‬
‫وتقول لجولي‪ :‬خذي الغرفة الثانية بكون لك ولسندرا‪....‬‬
‫هزت رأسها جولي ودخلت الغرفة ‪...‬بينما نور‬
‫ما زالت تشم وتق ّبل ابنتها وتمسح على رأسها‬
‫تحدثت‪ :‬جوعانة؟‬
‫سندرا ابتسمت في وجه والدتها‪ :‬كتير‪....‬‬
‫نور قبّلت خدها‪ :‬ما عاش الجوع وانا جنبك‪......‬الحين نطلب لك‬
‫احلى بيتزا‪....‬‬
‫وسحبت هاتفها‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أجابت على المتصل‬
‫‪:‬جولي ال تنسي تعطي الدواء لنور‪....‬واذا صار شي خبريني‪...‬‬

‫جولي بهدوء‪ :‬اوك‪..‬‬


‫أغلقت الهاتف واخذت ترتب المًلبس ‪....‬والفرش‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طلبت نور لها ولجولي وحتى ايًلف!‬
‫ثم نهضت وجلست امام التلفاز ووضعت لسندرا فلم كرتوني‬
‫وهي تقول‪ :‬هذا حلو‪...‬‬
‫هزت سندرا بمعنى (أي)‬
‫سمعت قرع الجرس من جديد نهضت‬
‫وفتحت الباب نظرت إليًلف‬
‫وطارق كان خلفها كان يريد ان يتأكد‬
‫هل فعًل نور هنا ام ال!‬
‫بينما ايًلف باغتت نور باحتضان عميق‬
‫واألخرى شدّت عليها‬
‫وطارق انسحب عن األنظار ليعود لسيارته ويذهب الى شقته!‬

‫ايًلف ببكاء‪ :‬عمري انتي‪....‬‬

‫نور بهمس‪ :‬تعبانة ايًلف تعبانة‪....‬‬


‫تقدمت ايًلف بعد ان ابتعدت عنها‪ .....‬واغلقت الباب‬
‫مسكت بنور‪ :‬اسم هللا عليك من التعب‪....‬‬
‫نور مسحت دموعها وهمست في اذن ايًلف‪ :‬بنتي هنا‪......‬‬

‫ايًلف بتفهم ‪.....‬ابتسمت في وجه نور‪...‬وشعرت بالفرح بقبول‬


‫نور البنتها‪....‬طبطبت على ظهرها وتقدمت‪....‬مع نور وهي تشير‬
‫البنتها‪ :‬شوفيها‪...‬‬
‫ايًلف نظرت للطفلة ‪....‬جميلة‪...‬ترتدي مًلبس انيقة‪....‬ونظارات‬
‫طبية ‪....‬تدل على أي مدى من ضعف نظرها وصل اليه!‪....‬نظرت‬
‫لشعرها المفتول‪...‬الناعم‪......‬لشكلها البريء‪.....‬‬
‫همست ‪ :‬عمري‪...‬تجنن باسم هللا عليها‪....‬‬
‫ثم تقدمت لها‪...‬ومدت يدها‪ :‬كيفج يا حلوة‪...‬‬
‫نور‬
‫جلست بالقرب من ابنتها وكأنها لم تبكي ولم تنهار‬
‫ولم تعاني ابدًا‪ :‬هذي صديقتي‪....‬ماما‪...‬سلمي عليها‪...‬‬
‫ابتسمت سندرا وصافحت ايًلف‬

‫الذي جلست بالقرب منها‪ :‬باسم هللا عليها جميلة طالعه عليج‪....‬‬

‫نور ابتسمت على مضض واحتضنت ابنتها‪ :‬حرموني منها‬


‫ايًلف‪....‬‬
‫ايًلف بتهوين عليها‪ :‬الحمد هلل على كل حال هذا هي الحين قاعدة‬
‫جنبج‪....‬قولي الحمد هلل ‪......‬ما تدرين وين الخيرة في‬
‫الموضوع‪....‬قولي الحمد هلل‪....‬‬

‫نور هزت رأسها ثم قالت ‪ :‬طمنيني عنك؟‬


‫بجاوز اللي اعيشه‪....‬‬
‫ّ‬ ‫ايًلف بغصة‪ :‬اه يا نور اه‪......‬مادري كيف‬

‫نور ‪ :‬انتي اقوى مني‪.......‬يا ايًلف‪...‬عندج الشي اللي ما عندي‬


‫إياه‪.......‬‬

‫ايًلف عقدت حاجبيها‪ :‬شنو اهو؟‬

‫نور بتردد ودمعة منسابة على خديها‪ :‬تعرفين ربك‪....‬تعرفين‬


‫‪...‬كيف تصلين‪...‬كيف تدعين‪....‬كي‪...‬‬
‫قاطعتها ايًلف وهي تنهض وتجلس بجانبها‪ :‬وانتي بعد؟‬

‫نور بكت هنا بدموع فقط‪ :‬حاولت ثًلث أيام ‪...‬ادعي‪......‬عجزت‬


‫ايًلف‪...‬نسيت كيف ادعي‪....‬نسيت هللا وهللا نساني‪........‬‬

‫ايًلف بنفعال‪ :‬استغفري ربج نور‪....‬شالحجي‪.....‬‬

‫نور ‪ :‬انا ضايعة ‪....‬ضايعة ايًلف مو قادرة أوقف على‬


‫رجولي‪....‬من صدمة لصدمة‪...‬من قهر لقهر‪.....‬مو عارفة كيف‬
‫اهرب من هاالشياء‪.....‬لدعيت ربي ‪....‬دعوتي تجي لي بالعكس‬
‫يا ايًلف‪....‬بالعكس‪....‬‬

‫ايًلف تنهيها بعنف ‪ :‬استغفري ‪....‬استغفري يا نور‪ .....‬قال وم ْن‬


‫ي ْقنط ِم ْن رحْ مة ربّه ِإ َّال الضَّالُّون‪.....‬‬
‫نور بوجهه محمر وبغصة‪ :‬كيف اتصرف مع اللي‬
‫يصير؟‪...‬يوسف‪...‬مرضي‪.....‬حياتي‪....‬‬
‫ايًلف بصدمة‪ :‬مرضج؟‬

‫هزت رأسها وهي تردف‪ :‬فيني صرع نفسي‪....‬يا ايًلف‪....‬شي‬


‫يفشل‪...‬ويقهر‪...‬ويضعف‪.....‬يخليني بالموت اتنفس‪....‬يا ايًلف‪...‬‬

‫ايًلف حقًا شعرت بالفرق اآلن‬


‫ما حدث لها مؤلم‬
‫ولكن لم يصل لدرجة معاناة نور‬
‫احتضنتها وهي تطبطب عليها‪ :‬بذكر هللا كل شي يهون يا‬
‫نور‪........‬نوري قلبج‪.....‬بذكره‪.....‬وبتقربج منه‪....‬وبتعرفين‬
‫كيف تتصرفين‪......‬‬

‫نور بكت‪ :‬مو عارفة ‪....‬مو عارفة‪.......‬‬

‫ايًلف اغمضت عينيها‪ :‬بعلمج انا بعلمج‪....‬‬


‫سندرا نظرت لوالدتها التي تبكي‪....‬‬
‫تحدثت‪ :‬ماما‪...‬‬
‫ابتعدت نور عن ايًلف بسرعة ونظرت لسندرا وهي تقول‪ :‬عيون‬
‫ماما‪....‬‬

‫سندرا اشارت على عيونها‬


‫وسمحت هنا نور دموعها واحتضنتها وهي تقول‪ :‬ما فيني شي ما‬
‫فيني‪.....‬‬

‫ايًلف رقّى قلبها على نور‪...‬على ضياع هويتها‪....‬وضياع‬


‫دينها‪...‬وتخبطها فيه‪....‬شعرت انها اآلن مسؤولة تما ًما باإلمساك‬
‫بيد نور ‪....‬لتخرجها من ظلمات الماضي إلى نور‬
‫المستقبل‪.....‬وإلى الهدى‪.......‬ستخطو معها خطوة بخطوة‬
‫للتعرف على اإلسًلم من جديد‪......‬ليشفى قلبها بعد ذلك من جميع‬
‫دوامات التخبط التي تعيشه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عادت للتفكير‪ ،‬ولتوبيخ نفسها‪.....‬ال تحبه‪....‬ولكن هو يحبها‪...‬ال‬
‫تريده ولكن ال تريد ان تظلم ابنها!‬
‫تظن انها ستكون ضح ّية هذه المرة‬
‫تشعر انها ستضعف وستتنازل‪.....‬بعد لقاؤه بهذا الشكل‬
‫بهذا الضعف لن تنكر انه اضعفها!‬

‫ال زال قلبها مجروح منه‪.....‬ولكن ابنها سب ًبا في شفاء جزء منه!‬

‫هل تتراجع عن الطًلق؟‬


‫تعود إليه!‬
‫تمنحه فرصة جديدة ليجعلها تثق به من جديد!؟‬

‫صعب‬
‫االمر صعب وثقيل وموجب للحزن!‬
‫لم يبقى اال عدّة أ ّيام على عودة ابيها للوطن‬
‫عليها ان تفكّر اآلن اكثر‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طع الطماطم بحده ‪ ،‬وبتأفف‬ ‫اخذت تق ّ‬
‫ال تدري كيف تدير األمور‬
‫كيف تعيد حساباتها من جديد؟‬
‫كيف تقبل ان تعيش معه رغم ما فعله بها؟!‬
‫هي ال تثق به‬
‫وال بقلبه‬
‫هي تخافه‬
‫تخاف ان يجرح قلبها ويصدمه من جديد ويجعله يهوي واق ًعا على‬
‫األرض دون ايدي تمسك به‬
‫كيف ستحبه؟ كيف ستتقبّل ان يشاركها كل شيء؟‬
‫االمر بات صعبًا‪...‬كلما حاولت ان تعيد التفكير‬
‫اتى امر حبه القديم في ذاكرتها‬
‫ليجعلها تتخ ّبط اكثر‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صحت من زوبعة تفكيرها على صوت اختها نوف‪ :‬هللا‬
‫كببببببببببببببببببببسه صح‪.......‬‬
‫التفتت عليها وهي تهز برأسها‬
‫(أي)‬
‫وطوقت بديها خصرها‬ ‫ّ‬ ‫نوف أتت خلف اختها‬
‫لتبتعد الجازي متنرفزة‪ :‬وجع وجع الف مرة أقول لك اكره‬
‫هالحركة‬
‫ماتت نوف ضحكًا ‪ :‬ههههههههههههههههههههه اه ياربي‬
‫‪......‬شكلك يضحك‪.......‬‬

‫الجازي بحلقت بعينيها‪ :‬نويّف انقلعي عن وجهي ال اجرم فيك‬


‫الحين‪......‬‬
‫ثم عادت لتق ّ‬
‫طع الطماطم‬
‫فقالت نوف‪ :‬واضح النفسية صفر مقابل واحد‪...‬‬
‫لم تجيب عليها‬
‫أكملت نوف بجدية‪ :‬شصار ذاك اليوم؟‬
‫لم تجيبها اخذت الصحن واقتربت من القدر ورمت بداخله الطماط‬

‫نوف أكملت بًل ملل‪ :‬رضاك على خالد وبندروه رغم اللي سواه‬
‫شاغل بالي‪.....‬‬

‫الجازي بدأت ترش الملح‬


‫فقالت‪ :‬بدل هالهذرة ‪....‬طسي جنب عبادي‪....‬‬
‫نوف منفعلة‪ :‬الجازززززززززززززي تكفين تكلمي‪....‬احس‬
‫بموت لو ما عرفت وهللا احاتيك‪....‬‬

‫الجازي ب توبيخ نظرت لها‪ :‬حاتي عمرك ال تحاتيني‪.....‬تحاليلك‬


‫آخر مرة مثل وجهك‪.........‬السكر عندك مو منتظم‪.......‬وحالتك‬
‫النفسية لها دور بهالشي‪......‬‬

‫نوف احتقن وجهها علمت بندر اخبرها عن آخر زيارة لها‬


‫بالمستشفى‪ :‬حالتي النفسية عال العال‪....‬بس قولي خبّطت‬
‫باألكل‪.......‬المهم قولي لي‪.....‬وش صار‪.....‬ريحيني؟‬

‫الجازي بنفس عميق‪ :‬كالعادة يبيني اشيل فكرة الطًلق من راسي‬

‫نوف بنفس عميق وهي تقترب من اختها‪ :‬وهو الصادق‬


‫شيليها‪......‬‬

‫الجازي عادت تحرك الطماطم بالملعقة‪ :‬أحاول‬

‫نوف دون تركيز اردفت‪ :‬أي حـ‪...‬‬


‫وحينما استوعبت االمر صرخت بفرح‪:‬‬
‫حلللللللللللللللللللللللللللللللفي؟‬

‫الجازي وضعت يدها على اذنها‪ :‬وقص في السانك‪.........‬فجرتي‬


‫طبلة اذني‪....‬‬
‫نوف بحماس‪ :‬حلفي حلفي‪.....‬يعني في امل ترجعين له؟‬

‫الجازي ابتسمت ألختها وبطنز‪ :‬واضح تبين الفكّه مني؟‬

‫نوف‪ :‬شوفي عاد ال تستهبلين على راسي ال احوسك هنا‪.....‬وش‬


‫افتك منك‪.....‬الغبية ؟‬

‫الجازي بحلقت بها‪ :‬لسانك متبري منك هالليام شكلك ناسية اني‬
‫اكبر منك يا نويّف‬

‫نوف نقزت واحتضنتها لتردف الجازي صارخة‪ :‬النار ال تحترقين‬


‫يا الهبلة‪......‬‬

‫نوف بضحك‪ :‬هههههههههههههههههههه وهللا فرحانه‪......‬اي‬


‫نتطوف ّ‬
‫رزة‬ ‫فكري فكري‪....‬ترا سيف‪...‬ما ي ّ‬
‫وجمال‪....‬وخقّة‪....‬ودكتور‪...‬واخًلق‪......‬‬

‫الجازي بنرفزة‪ :‬وقلبه شقق مفروشة‪.....‬‬

‫نوف لم تستطع ان تتمالك نفسها‪:‬‬


‫ههههههههههههههههههههههههههههه الال في هذي‬
‫كذبتي‪....‬عنده شقة وحده تسكنها الجازي‪....‬‬
‫الجازي‪ :‬عاد روحي عن وجهي‪.......‬خليني اكمل طبخ‪.....‬‬
‫نوف‪ :‬بروح بروح بعد هالخبر الحلو‪.....‬‬
‫الجازي ‪ :‬شوفي عبد هلل جلس وال‪...‬‬

‫نوف وهي تخرج من المطبخ‪ :‬عند بندروه‪...‬‬

‫الجازي تنهدت بضيق وهي تقول‪ :‬يارب ارجوك دلني على‬


‫الطريق الصحيح‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سئم من االنتظار‪....‬من الغوص في األفكار‪....‬من مراقبتها عن‬
‫كثب‪.....‬شعر بالتعب‪...‬وباالنهماك‪....‬ابنته تمارس معه معادلة‬
‫القريب والبعيد في اآلن نفسه‪.....‬مضى ثًلثة أسابيع‪.......‬وهو‬
‫هنا‪.....‬ينتظر الفرج‪....‬ينتظر قلبها يحن عليه‪....‬اجبر ابنه ناصر‬
‫واخيه وكذلك أبا سلطان بالعودة الى البلد لحضور زواج قصي‬
‫رفضوا ولكن اخبرهم حاس ًما االمر‬
‫‪:‬سلطان معي‪.......‬‬
‫ناصر ب ضيقة‪ :‬يبه تكفى‪.....‬انزل معنا‪...‬وبعدها نرجع‪.....‬‬
‫بو ناصر بوجه شاحب ومصفر‪ :‬ما فيني حيل يابوك‪....‬وطاقتي‬
‫نفذت‪....‬‬

‫بو خالد‪ :‬ان ما نيب راجع‬

‫بو ناصر بنرفزة‪ :‬ال بترجع‪......‬عشان اختك‪....‬زواج ولدها بعد‬


‫بكرا‪.....‬ارجع ‪....‬يكفي انها زعلت علي يا بو خالد‪.....‬‬

‫بو سلطان ‪ :‬يوسف‪......‬انزل وبعد أسبوع نرجع هنا‪....‬‬


‫بو ناصر ‪ :‬نلعب حنا‪....‬ارجعوا‪....‬انا باخذ وقتي هنا وبرجع‬
‫لكم‪.....‬‬
‫ناصر بحزن‪ :‬بتهرب منا‪...‬يبه‪.......‬‬
‫تحدث منفعًل‪ :‬وش اهرب‪......‬ناصر‪......‬انا حلفت ما ارجع إال‬
‫واختك تكلمني‪.......‬خًلص يابوك ارجع امك واخوانك بحاجه‬
‫لك‪.....‬‬
‫سلطان لينهي االمر‪ :‬خًلص يا جماعة ‪......‬خلوه انا كلها أسبوع‬
‫واخلص اختبارات‪....‬وباذن هللا بيرجع معي‪.....‬‬

‫بو ناصر يسلك لهم‪ :‬أي برجع مع سلطان‪.....‬‬

‫بو خالد بضيق‪ :‬امرنا هلل‪......‬‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كثيرا ‪ ،‬قلبه ُمتعب ومرهق‪....‬وعضلته بدأت‬‫ً‬ ‫ال تخرج من شقتها‬
‫باالرتخاء‪...‬خاصة بعد ازمته القلبية األخيرة‬

‫يشعر انه يحتضر‪....‬وينتظر مسامحتها له‬


‫ت يا ديانا؟‬
‫اين ان ِ‬
‫ليتها تأتي وترى كيف أصبحت ابنتها‬
‫قاسية ‪......‬مبتعدة‪......‬منعزلة عن العالم‬
‫طالبته احدى المرات عندما أتت اليه بإثباتاتها الشخصية واوراقها‬
‫الرسمية‬
‫ومن بعدها لم يراها‪....‬ماكس اخبره انها أوقفت الدراسة لهذا‬
‫العام بسبب ما فاتها‬
‫وصعوبة تماشيها مع األوضاع الجديدة!‬
‫كانت جولي تنقل لهما كل شيء‪...‬‬
‫اخبرتهما انّ ايًلف لم تتركها يو ًما‬
‫اخبرتهما انها هي وايًلف يخضعان لعًلج نفسي عند الطبيبة‬
‫نفسها!‬
‫اثرت بنور بحثها على الصًلة‬ ‫اخبرتهما انّ ايًلف ّ‬
‫وقراءة القرآن‬
‫والصوم في أيام محددة!‬
‫اخبرتهما انّ نور بدأت تتقبل فكرة الحجاب ولكن ليس كما يجب‬
‫كانت تضع قطعة سوداء على شعرها ولكن من االمام والخلف‬
‫يظهر شعرها‬
‫ولكن هذه خطوة جيّدة كما قالت ايًلف!‬
‫اخبرتهما ايضًا هي دخلت في اإلسًلم بفضل ايًلف‬
‫وانها رافضة امير‬
‫وال تريد الزواج بأي احد!‬

‫ولكن لم تخبرهما ابدًا عن مسامحته ومسامحة حتى والدها‬


‫يوسف!‬
‫لم تخبرهما ابدًا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫لم تحرمه من ابنته‪.....‬ولم تنتقم منه ‪.....‬ولكن حرمته من رؤيتها‬
‫ومن الدخول إلى شقتها‪.....‬‬
‫كان يأتي تخرج جولي‪.....‬لتعطيه ابنته‪....‬وبعد مضي ساعتين‬
‫يرجعها لها‪...‬‬
‫شعر بأن فكرة مسامحته مستحيلة‬
‫وفكرة قبولها لعرضه الذي فكّر به‬
‫ً‬
‫خياال‬
‫بدأ يتقبل االمر‪......‬وبدأ يفكر بمعالجة أخيه ليعود ويمشي على‬
‫قدميه!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫التقى بها يو ًما عندما خرجت لتتقضّى للمنزل‬
‫حدثها بهدوء‪ :‬نور‪.....‬سمعيني منيح‪....‬بدي اخبرك شغله‬
‫مهمة‪....‬‬
‫نور وهي تحمل ابنتها ‪ :‬شعندك ؟‬

‫ماكس‪ :‬تقبلي تتزوجيني؟‬

‫نور بملل وتأفف‪:‬ال‪.....‬‬


‫ماكس برجاء‪ :‬دخيل هللا فكري ئبل ال‪...‬‬
‫نور بجدية‪ :‬ماكس انسى ‪......‬انسى اني طلبت منك‬
‫هالشي‪.....‬انسى موضوع اني ارتبط فيك ‪....‬كل همي بنتي‬
‫وبس‪.....‬مابي ال ارتبط فيك وال في غيرك‪....‬‬
‫ثم نظرت إليًلف‪ :‬يًل ايًلف مشينا‪...‬‬

‫اغلق هذه الصفحة‪.....‬اغلقها مؤقتًا‬


‫حقاا يشعر بمشاعر أخرى لناحيتها‪.....‬يشعر انه احبها‪...‬وال يريد‬
‫ان يض ّيعها من يديه‬
‫ان لم توافق اآلن ستوافق فيما بعد!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أغلقت صوت المنبّه‬
‫نهضت وهي تشعر بثقل في رأسها لم تنم جيّدًا‬
‫البرد يمنعها من النهوض‪...‬ولكن لن تتوانى عن النهوض‬
‫للصًلة‪......‬‬
‫نهضت توج ّهت للخًلء‪......‬توضأت‬
‫خرجت‬

‫توج ّهت لنور التي تغط في سبات عميق ودافئ‬


‫‪:‬نور‪.....‬نور قومي‪...‬صلي‪...‬‬

‫نور تمللت ‪ :‬ايًلفووووووه وخري‬

‫ايًلف ‪.....‬اصعب امر عليها هو انهاض نور لصًلة الفجر‪.....‬لن‬


‫تنسى انها ببداية االمر ال تنهض لتصلي ابدًا‬
‫لن تنسى انها اخذتها باألسالة الكثيرة ‪....‬التي جعلتها تشتري‬
‫كتب دينية ‪.....‬وتحمل تطبيقات كثيرة على هاتفها لتستطع ان‬
‫تجيب عليها‪....‬شعرت انّ نور متقبله دينها تما ًما ولكن لديها‬
‫بعض الشبهات واستطاعت ان تتجاوزها‬
‫في خًلل ثًلثة أسابيع ألنها باألصل هي مسلمة ولكن ضائعة!‬
‫لو كانت كافرة ح اقا لما استطاعت ايًلف اقناعها باإلسًلم‬
‫كثيرا عن طريق مقارنة الدين اإلسًلمي‬ ‫ً‬ ‫بينما جولي اقتنعت‬
‫بالمسيحي في نقاط معيّنة مما ساعد جولي تقتنع به‬
‫ولكن لديها وقت طويل لتلتزم به اكثر‪....‬‬
‫ايًلف بتهديد‪ :‬قومي وال بالماي البارد الحين‪...‬‬
‫نور تحدثت بتعب‪ :‬عندي عذر شرعي‪....‬‬

‫ايًلف لن تنطال عليها هذه الكذبة‪ :‬ال كذبين‪.......‬باقي أسبوع‬


‫على ما تجيك‪......‬‬

‫نور تأففت ثم نهضت ‪ :‬حسابه مو آدم ّية‪......‬‬


‫ايًلف نظرت لها بحده‪ :‬روحي توضي‪....‬‬
‫نور أبعدت اللحاف عنها ودخلت الخًلء‬

‫تعترف انّ حياتها خًلل الثًلث أسابيع بدأت بالتغير‪....‬بعد‬


‫الصًلة‪....‬بعد الدعاء‪.....‬تشعر بالراحة‪......‬وبالقبول‬
‫لحياتها‪.....‬شعرت بالسكينة‪......‬بالرضا ً‬
‫قليًل‪.....‬‬

‫ولن تنسى انّ العًلج النفسي مع هذه األمور ساعداها في تخطي‬


‫فترة االكتئاب!‬
‫لم تشفى منه كلياا ولكن يكفيها ما تعيشه اآلن من راحة‬
‫اقنعتها ايًلف للخضوع للعًلج النفسي خاصة بعد ان تكررت‬
‫عليها النوبة مرتين واخبرتها عن رغبتها للخضوع هي األخرى‬
‫لعًلج نفسي لتتقبل بعدها طارق!‬
‫ا‬
‫وكًل منهما شج ّعت األخرى‬
‫ومضى م ًعا بحب لرحلة العًلج‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهت ايًلف من الصًلة وذهبت لتوقظ بلطف جولي‬
‫لتصلي‪.....‬وبقيت بجانب سندرا وفي اآلن نفسه لتراقب جولي هل‬
‫تصلي ام ال‬
‫ولكن ح اقا جولي كانت متقبلة االمر‬
‫صلت وانتهت ثم عادت تنام‬
‫وعادت الى للغرفة‬

‫فقالت نور‪ :‬سندرا نايمة‬

‫هزت رأسها ايًلف‬


‫الذي اقتربت فقالت‪ :‬أي‪.....‬ترا بكرا بروح عند طارق‪...‬‬
‫نور ابتسمت هنا وغمزة لها ‪ :‬ليلة رومنسية يعني؟‬

‫ايًلف بحده‪ :‬قليلة ادب‪....‬‬


‫نور ضحكت‪ :‬هههههههههههههههههه ما قلت شي‪...‬‬

‫ايًلف ‪ :‬المهم بروح معاه ‪......‬نرتب اوضاعنا بنجهز لسفرتنا‬


‫للروما‪....‬‬
‫نور الى االن تظن انّ ايًلف تمزح في هذا االمر‬
‫لم تظنها جادة لهذه الدرجة‬
‫اردفت‪ :‬من جدّك انتي؟‬
‫ايًلف‪ :‬أي‪......‬وهللا صج‪......‬‬
‫نور ‪ :‬ما فيه وحده بعقلها ما تبي تفرح بيوم عرسها‪.....‬‬

‫ايًلف منفعلة‪ :‬قلت لج ما ابي ارجع الكويت‪.......‬خًلص هم قالوا‬


‫للناس تزوجت ليش بعد ارجع عشان لوية عرس‬
‫وغيره‪......‬نسافر معه شهر عسل وخلصنا‪.....‬هم أصًل ما‬
‫يبوني‪....‬وانا ما ابي اروح عشان ال اسالهم ليش وضيّق‬
‫صدري‪....‬‬

‫نور بتفهم‪ :‬سوي اللي يريحك‪.....‬بس من حقك تسألينهم ترا‬


‫ايًلف بضيقة صدر‪ :‬يا أ ُّيها الَّذِين آمنُوا ال ت ْ‬
‫سألُوا ع ْن أشْياء ِإ ْن‬
‫س ْؤ ُك ْم‬
‫تُبْد ل ُك ْم ت ُ‬

‫نور ‪ :‬والنعم باهلل ‪....‬بس احس هالشي مأثر عليك مرا‪....‬سألي‬


‫عن اللي بخاطرك‪.....‬‬
‫ايًلف ‪ :‬مابي اض ّيق صدري يكفيني الحين اني تق ّبلت‬
‫طارق‪....‬وعقبالج ما تتقبلين ماكس‪...‬ويوسف وامير‪.....‬‬

‫نور كشت على ايًلف بيدها وعبست بوجهها‪ :‬ال عاد تجيبين‬
‫طاريهم‪....‬‬
‫ايًلف بجدية‪ :‬لمتى؟‬
‫نور بنرفزة‪ :‬ليوم الدين!‬

‫ايًلف بهدوء‪ :‬نور‪....‬مهما صار ‪....‬ترا يبقى ابوج ‪......‬واظنج‬


‫قريتي وايد عن عظم بر الوالدين يا نور‪....‬‬

‫نور بيأس‪ :‬مو قادرة اسامحه عشان اقدر اقابله‪.......‬يا ايًلف‪...‬‬

‫ايًلف ‪ :‬ال سامحينة‪.......‬بس روحي شوفيه‪.....‬المسكين كل يوم‬


‫اشوفه تحت العمارة‪....‬ينتظرني انزل عشان أقول له عن وضعج‬
‫وحالج‪.....‬ولرديت من الجامعة هم اشوفه‪......‬ويسألني مرة‬
‫ثانية‪....‬الاّير مشتفق عليج‪....‬وندمان‪.........‬نور‪....‬ال تقسين‬
‫ّ‬
‫عليه‪....‬يكفي امج قست عليه‪........‬‬
‫نور بانفعال‪ :‬حاولت ‪......‬بس ما قدرت‪....‬‬

‫ايًلف‪ :‬حاولي من جديد‪........‬وبعدين ‪......‬ال تعضين اليد اللي‬


‫ربّتج‪.....‬وسمت عليج‪.......‬‬

‫نور بطنز‪ :‬الحييييييييييين بجيب لي طاري الزفت‬


‫امير‪............‬شالفجر المخيس ذا‪.......‬‬

‫الاّير مريض‪.......‬عنده ارتخاء‬ ‫ايًلف ابتسمت رغ ًما عنها‪ :‬ترا ّ‬


‫بالقلب بعد ازمته القلبية اللي دخل فيها‪.....‬وكل يوم‪.....‬وهللا انه‬
‫كل يوم‪...‬يرسل لي سًلم لج‪.......‬ويحط بذمتي اقولج انج‬
‫تسامحينه‪.......‬على فكرة امير اسلم ترا‪.....‬ماكس واضح انه اثّر‬
‫عليه‪.....‬‬

‫نور بتنهد وضياع‪ :‬المطلوب الحين؟‬

‫ايًلف بهدوء‪ :‬تتقبلين وجودهم بحياتج‪.......‬هذاك ابوج‪....‬وذاك‬


‫اللي رباج وكبّرج‪....‬ما قول سامحيهم‪.....‬بس بردي قلبهم‪.......‬ال‬
‫تخلين ابليس يلعب براسج‪.....‬وال تخلين قلبج اسود وحقود‪......‬‬

‫نور استلقت على ظهرها‪ :‬انام ابرك لي على قولتج‪....‬‬

‫ايًلف بضحكة‪ :‬هههههههههههه ادري تأثرتي‪.....‬وكًلمي بجيب‬


‫نتيجة معاج‪......‬‬
‫نور أغلقت نور االباجورة‪ :‬انكتمي بس!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أتت وهي تضع صحن البيض امامهم فاردف‪ :‬شالصباح الحلو‬


‫هذا‪.....‬‬
‫وضع أخيه يده على جبينه وهو يردف‪ :‬امانه انت مس ّخن؟‬

‫اخذ األخرى يجس نبضه‪ :‬أتوقع عند هبوط‪....‬‬

‫ضحك اآلخر ‪ :‬هههههههههههههههههههههههه وهللا صدق‬


‫سيف ‪......‬مو صاحي‪.....‬‬

‫ام سيف‪ :‬اتركوا اخوكم بحاله‪.........‬وانت ابلع وقوم ودني لبنتي‬


‫ُمهره‪.....‬ابي اطمن عليها‪.......‬اعرفها ما تاكل‪.....‬واللوعة‬
‫ماسكة معها‪......‬‬
‫قصي ق ّبل كف يدها‪ :‬طيب يمه طيب‪....‬بس خلينا نطقطق على هذا‬
‫اشوي‪.....‬‬

‫سار هو يمضغ الخبز‪ :‬إال صدق الحين ببيت عمها وال في‬
‫ج ّ‬
‫شقتك‪......‬‬

‫عزام فهم نذالة أخيه فقال‪ :‬أي صدق وين هي فيه؟‬


‫سيف فهم خبثهما فزاد العيار اكثر‪ :‬اظنها بالشقة‪......‬‬

‫شهقت ام سيف وضربت على صدرها‪ :‬ال تقول صددددددددق يا‬


‫قصي‪....‬‬

‫غص في اكله وكح بقوة فأخذ سيف يضرب على ظهره ليقول‪:‬‬
‫شفتي هذا البرهان‪....‬يمه‪....‬‬

‫قصي دمعت عيناه‪ :‬هللا‪...‬يـ‪...‬‬


‫قاطعه عزام‪ :‬ال تلعن‪.....‬يا عدو هللا‪......‬‬
‫سار بضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههههه‬
‫ج ّ‬

‫ام سيف‪ :‬صدق اللي يقولونه‪....‬‬

‫قصي بجدية‪ :‬أي يمه صدق‪....‬هي ما ترتاح بيت‬


‫عمها‪...‬وجلوسها هنا ‪...‬بجيب لنا كًلم ال يودي وال يجيب‪......‬‬

‫ام سيف بانفعال‪ :‬حسبي هللا على طيشك ‪.......‬نعنبوا تتركها وهي‬
‫تعبانه من هالحمل‪....‬والتجهيز‪.....‬‬

‫قصي‪ :‬قلت لكم ماله داعي هالعرس‪......‬خًلص اجيبها ونسكر‬


‫الموضوع‪.....‬‬

‫سار وهو يشرب الشاي‪ :‬مثل الشيّاب يعني‪.....‬‬


‫ج ّ‬

‫قصي ‪ :‬انت انكت ‪....‬انكتم وال وهللا بهالملعقة على راسك‪...‬‬


‫عزام ‪ :‬ههههههههههههههههه انحشر انحشر‪...‬‬
‫سيف ‪ :‬هههههههههههه هد اعصابك قصقوص‪....‬‬
‫ام سيف ‪ :‬اف منكم‪......‬سكتوا‪.......‬‬
‫ثم التفتت على قصي‪ :‬وانت قم انقلع اشوف‪.....‬بقوم اجهز ودني‬
‫لها‪......‬‬
‫قصي ‪ :‬طيب‪...‬‬
‫نهضت لتجلب عباءتها‪....‬‬
‫عزام‪ :‬اغسلت شراعك الوالدة بطريقة غير مباشرة‪......‬‬

‫قصي بقهر‪ :‬يا جعلني اغسلك بايديني‪...‬‬


‫سار بفجعة رمى عليه علبة المنديل‪ :‬وجججججججججججع يا‬
‫ج ّ‬
‫حقود‪.....‬ال تدعي‪.....‬‬

‫سيف ضحك‪ :‬هههههههههههههههه خلوه مقهور مقهور‪.....‬‬


‫قصي نظر اليه‪ :‬كل تبن انت بعد ‪.....‬من عاشر القوم أربعين‬
‫يوم‪.....‬هذا وضعك انت‪.....‬فجأة صرت مثلهم‬
‫‪...‬‬

‫سيف وهو يمضغ الخبز‪ :‬يحق لي وهللا يحق لي‪.....‬‬

‫سار‪ :‬وهللا لو ابوي هنا‪.....‬كان غسل شراعك بعد‪......‬اقول‬ ‫ج ّ‬


‫اركب سيارتك‪...‬ال تمسح فيك البًلط الحين‪....‬‬
‫عزام ‪ :‬اسمع اخوك‪....‬يًل‪...‬‬
‫قصي تنرفز منهم فخرج سريعًا على قهقهت سيف!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نزلت من غرفتها وهي تركض كالمجنونة‬
‫وتصرخ‪ :‬يا جمااااااااااعة ‪.....‬يا جماااااااااااااااااعة‪....‬‬

‫نهض اخيها ‪....‬وتبعته الجازي التي ترضع ابنها‪.....‬‬


‫خالد بفجعة‪ :‬شصاير ‪........‬؟‬

‫نوف وقفت امامهم وهي تلتقط أنفاسها‬


‫ابتسمت‪ :‬ابوي اتصل‪.....‬قال بكرا بوصلون هنا‪....‬‬

‫خالد حنق عليها‪.....‬واخذ الغضب يتطاير من عينيه وبصرخة‪ :‬هللا‬


‫ياخذك خوفتينا‪...........‬يا المجنونة‪......‬وانا قول وش فيها‬
‫تصارخ‪.......‬‬

‫نوف بضحكة‪ :‬هههههههههههههههه قلت اسوي لكم شو‪....‬‬

‫بندر انحنى ليلتقط نعلته ويرميها في الفراغ بالقرب منها‪ :‬وقفت‬


‫قلبنا‪....‬‬
‫الجازي ‪ :‬حسبي هللا عليك كأنك مجننتنا‪.......‬يا جعل يجيك نصيبك‬
‫نفتك منك‪....‬‬

‫نوف باستهبال‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييين‬

‫خالد بصرخة‪ :‬بنتتتتتتتتتتت‬

‫بندر ‪ :‬ههههههههههههههه مشفوووووووووووحة خلها‬


‫خلها‪.....‬‬

‫نوف ‪ :‬ما ينمزح معاكم‪...‬‬


‫ثم قالت للجازي‪ :‬جوجو جهزي نفسك‪.......‬اليوم العصر بروح‬
‫السوق‪....‬‬

‫خالد كتف يديه‪ :‬ومن بوديك ان شاء هللا؟‬

‫نوف بنبرة خافتة‪ :‬انت‪.....‬‬

‫بندر ‪ :‬ههههههههههههههههههههه حلم ابليس بالجنة‪.....‬‬


‫نوف بنرفزة‪ :‬عرس قصي بعد بكرا وال رحنا السوق عشان‬
‫األوضاع‪......‬حسوا ياخي‪...‬‬
‫الجازي بتفكير‪ :‬صادقة نوف‪......‬الزم نروح‪.....‬‬
‫خالد ابتسم في وجه اخته الجازي‪ :‬دام ام عبد هلل تبي تروح‬
‫خًلص تم‪...‬‬
‫نوف بتقليد‪ :‬داااااام ام عبببببد هلل تبي‪.....‬‬
‫ثم قالت بهيجان‪ :‬وانا صار لي ساعة التح ما نقالت لي كلمة‬
‫حلوة‪....‬‬

‫خالد التفت على بندر‪ :‬وخرها عن وجهي ال اذبحها الحين‪...‬‬


‫تونس‬
‫بندر ‪ :‬ههههههههههههههههههه خلها خلها وهللا ّ‬

‫نوف وتتجه لناحية عبد هلل‪ :‬ليش شايفني مهرج ‪...‬؟‬

‫الجازي بضحكة‪ :‬هههههههههههههههه مهرجة الناصي‪.....‬‬

‫ضحك بندر وخالد لم يمنع نفسه من ان يبتسم‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫فكرت الطًلق تواردها‬


‫فكرت الهروب ما زالت تمكث على صدرها‬
‫دخلت في مرحلة االكتئاب‬
‫مرحلة االنزعاج‬
‫مرحلة االنطواء‬
‫تعب مشعل منها‬
‫مًل من بؤس حياتها‬‫ّ‬
‫طلبته ان تذهب إلى منزل ابيها‬
‫ولم يرفض‬
‫وبقيت في زاوية غرفتها تبكي‬
‫ال تعلم ماذا يحدث لها اآلن‬
‫مر ما يقارب الشهر اآلن ولم تحدث فضيحة‬‫رغم ّ‬
‫ولم ينتشر الخبر‬
‫ولكن تشعر بالحزن‬
‫بالخوف‬
‫بعدم االطمئنان‬
‫تشعر بالخيانة‬
‫ال تدري كيف تعيش وتستمر‬
‫ال تدري كيف تمضي في حياتها‬
‫دون ان تفكر بأمر ايًلف‬
‫حقاا ال تدري‬
‫ولكن ّ‬
‫جًل ما تفكر به اآلن الطًلق‬
‫واالفتراق!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى‬

‫اشوفكم على خير في البارت األخير‬


‫راح اتاخر عليكم في تنزيله ‪......‬بسبب فترة االختبارات اللي امر‬
‫فيها‬

‫خًلص هانت‬
‫بارت واحد وننهي روايتنا*(‬

‫تحياتي‬

‫شتات الكون‬

‫البارت الثاني والثًلثون‬

‫واألخيرة‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اشواك مدببة وأخرى حادة بشك ٍل مخيف‬ ‫ٍ‬ ‫تركض على‬
‫تركض تت ّجه لناحيتها‬
‫تركض كالمجنونة دون أن تعي انها تؤذي نفسها‬
‫سن اللعين ليُدميه‬ ‫ترفع قدميْها ال ُمدميّة وتُنزلها لتنغرس في ذلك ال ّ‬
‫اضعاف مضاعفه‬
‫جسدها هزيل‪ ،‬و ُحبيبات العرق تتقاطر وتنساب من على جبينها‬
‫مشرعه يديها تصرخ‬ ‫ّ‬ ‫بحرقة الجو الخانق‪ ،‬تركض وهي‬
‫بًل صوت‪......‬وعينين جاحظتين اثر الدموع الذي لم يتوقف أبدًا‬
‫من االنسياب على وجنتيها الشاحبتين‪......‬شفتيها متقشرتّان‬
‫وتنزفان بشدة‬
‫بقوة شدها عليه‬‫مًلبسها رثّة تلتف حول جسدها لتخنقّه ّ‬
‫كانت ‪....‬تركض وكأنها هي بعيده عنها لمسافات طويلة‬
‫‪...‬وشاسعة لتجعلها تركض بهذا الشكل وبهذه اللهفة!‬

‫هي في الواقع قريبة منها ولكن رغم الركض التي تركضه‬


‫تشعر بطول المسافة أالفًا من األميال!‬

‫نبضات قلبها تُسمع‬


‫ورجفتها تُرى‬
‫وعينيها تُحكي معاني وأنغام جديدة عن ندمها!‬

‫مهووس ومخيف‬ ‫ٍ‬ ‫تصرخ بشكل‬


‫‪ :‬بنتي نور‪...‬سامحيني‪......‬بنتيييييييييييييي‬
‫نور‪....‬سامحيني‪.......‬سامحيني‪.......‬نوووووووووووووو ر‬

‫كانت واقفة ‪....‬صامتة‪...‬تحدّق‪....‬بها وبالمكان الذي يضم ُهما بين‬


‫ثناياه!‬

‫غابة ‪.....‬بعيدة عن الحياة‬


‫بعيدة عن ضوضاء العالم‬

‫ذات أشجار عمًلقة وطويلة وقريبة من بعضهما البعض‬


‫ق!‪....‬وحرها ُيجلب العطش‬
‫ُّ‬ ‫ارضها مليئة باألشواك‪.....‬والطين الز ّل‬

‫حدّقت في ديانا ‪....‬مدّت يدها لها تريد ان تصل لها‪....‬تريد ان‬


‫تخبرها انها قريبة منها جدًا ولكن لماذا تركض إليها وال تصل؟‬

‫رفعت قدمها‪.....‬لتتقدم لها‪...‬فاستوعبت ألم الجرح العميق النازف‬


‫من باطن قدمها‪....‬طأطأت برأسها لتنظر النتشار الدماء تحت‬
‫قدمها‪.......‬ارتجفت شفتيها ثم رفعت رأسها وبألم‬

‫صرخت‪ :‬يمممممممممممممممممممممممممممه‪.......‬‬

‫واألخرى صرخت‪ :‬سااااااااااااااااااااااااااااامحينيييييييييييييي‪.‬‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫عرق جبينها واشتّدت حرارة جسدها‪....‬ترتجف شفتيها‬


‫حرك رجليها بعشوائية وكأنها تريد التخلّص من‬ ‫بهمس(يمه) ت ُ ّ‬
‫قيود تق ّيد قدماها لدرجة األلم‬

‫بسبب حركتها العشوائية هذه‬


‫زحفت لطرف السرير ‪...‬وسقطت على جانبها األيمن‬
‫وهنا شهقت‬
‫واستيقظت من كابوسها المخيف!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظرت ألرجاء الغرفة لتتأكد من بقاؤها على قيد الحياة‬
‫اخذت تتنفس بعمق بطريقة مؤلمة لصدرها‬
‫شخصت عيناها ‪....‬بعدما استوعبت الحلم ‪....‬وصدى صوت‬
‫والدتها يؤذي عقلها الًلواعي!‬
‫لم ترى والدتها يو ًما في احًلمها بعد وفاتها ابدًا‬
‫اول حلم بل كابوس!‬ ‫هذا ّ‬
‫ثقيل على تق ّبله‬
‫اول خوف وذعر‪....‬وشوق يتدفق لناحيتها اليُسرى‪....‬‬ ‫ّ‬
‫اثنت ساقيها واحتضنت رجليها‬
‫ثم أسندت‬
‫ظهرها على خشبة السرير وبكت!‬

‫والدتها منزعجة في الحلم‪.....‬مرهقة‪......‬خائفة‪.....‬مصدومة‪.....‬‬


‫لم تجد في عينيها ال راحة وال طمأنينة!‬

‫تطالبها بالسماح مثلهم‪ ،‬تحاول التمسك بها‪......‬ولكن هذه المرة‬


‫ليست هي من ال تريد اإلمساك بها ‪...‬بل القدر‪.....‬‬
‫قدرها ان تعيش بعيدًا عنها قدرها ان تبقى على قيد الحياة‬
‫لتعيش كل هذا!‬

‫بكت‬
‫ثم استطرد عقلها عليها الذكريات‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان الجو غائ ًما على الرياض‬
‫وبدأت االمطا ر الغزيرة تهل على القلوب لتثير سعادتها ببطء‬
‫كانت تحت المطر تدور حول نفسها وتقفز بين الحين واألخرى‬
‫مكررة‬

‫(شتي يا دنيا شتي على صلعة ستي‬


‫ستي جابت صبي سمته عبد النبي‬
‫حطته بالطنجرة طلع صحن مجدره‬
‫حطته بالبير طلع راسه كبير)‬

‫تكررها باستمرار‪....‬تدور حول نفسها عشرات المرات‪....‬‬


‫تقفز هنا وهناك‬

‫‪.....‬لتتذوق طعم المطر‪....‬ثم‬


‫ّ‬ ‫وتفتح فمها لألعلى‬
‫ترقص‪...‬بحركات طفولية تنّم عن سعادتها‪......‬‬

‫كانت تحدّق فيها من بعيد تراقبها وتستمع ِلما تقوله‪ ،‬تذكرت‬


‫الكلمات ج ّيدًا‬

‫تلك الكلمات التي حفظتها من جدتها ذات األعراق الفلسطينية‬


‫تذكرت كيف كانت تترنم كلمتها وتتلوها باألخير بضحكة وهي‬
‫تجدّل شعرها!‬
‫تنهدت ثم نظرت ألبنتها وهي تدور حول نفسها‬
‫دوران ابنتها تحت المطر يذكرها بدورانها هي تحت سماء لبنان‬
‫وهي تُمطر‪....‬تذكرت كيف كانت تركض هنا وهناك في الساحات‬
‫والشوارع الترابية ‪....‬تذكرت حينما كانت تضع هي وبقيّة األطفال‬
‫من حي الروشة القديم قبل ان يؤول على ما عليه اآلن!‬
‫قطعة من الخشب ويضعونها فوق رؤوسهم ويكملون مسيرة‬
‫الركض وترنم الكلمات إلى ان يخرج والدها ويوبخهم جميعًا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تم ّعنت في‬
‫ضحكتها‬
‫فرحها‬
‫صرخاتها التي تنّم عن أي مدى من السعادة وصلت فيها؟‬
‫اقتربت منها‬
‫حاولت اإلمساك بها ولكن هربت لمعرفتها بن ّية والدتها التي ال‬
‫مفر منها‬
‫‪:‬الال ماما ما بدي‪......‬‬

‫تحدثت وهي مبتسمة‪ :‬راح تمرضي‪....‬‬

‫تحدثت براءة وهي تنظر للسماء ‪ :‬بابا يوسف يوديني عند‬


‫الطبيب‪.....‬عادي‪....‬‬

‫ضحكت بخفة ‪ :‬ههههههه بكفي شوفي مًلبسك تبللّت‪.....‬يًل‬


‫بنتي‪...‬ادخلي‪....‬‬

‫هزت رأسها بعناد األطفال البعيد عن الخبث والكراهية والنوايا‬


‫السيئة‬
‫ثم اخذت تركض بعيدًا عن ايادي والدتها وتبعت خطواتها والدتها‬
‫لتصرخ بخوف‪ :‬نووووووووووور ال طيحي‪...‬هللا يرضى عليكي‬
‫وئفي‪......‬‬
‫عبرت نور امام الباب الرئيسي للمنزل وهي‬
‫‪...‬بنفس‬
‫ٍ‬ ‫تضحك‪...‬تصرخ‪......‬تُنشد أناشيد على عشوائية‬
‫طع‪.....‬تنظر للخلف وتضحك على والدتها‬ ‫متق ّ‬

‫انفتح الباب واصطدمت بساقيه ثم ضحكت هنا‪ :‬بابا‪.....‬‬

‫انحنى اآلخر ليحملها وهو يضحك‪ :‬وش مسوية بنفسك ؟‬

‫رأته‪ ،‬توقفت بعيد عنهما‪......‬عقدت حاجبيها ثم دخلت إلى الداخل‬


‫دون نطق أية كلمة‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم استوعبت اآلن األمر‪....‬وجوده كان ً‬
‫ثقيًل عليها غير محبب‬
‫وقاسي على قلبها الذي ُجبل على محبة أمير‬
‫تتحرك عن موقفها ومكانها من‬
‫ّ‬ ‫لم تحاول ولم تُبادر في تبديله‪...‬لم‬
‫أجل استقرار طمأنينة ابنتها‪....‬حاربت ‪....‬وقاتلت ‪....‬واحدثت‬
‫بذلك ضحايا ‪......‬يؤلمهم قلوبهم اآلن‪....‬واشعلت في فؤادهم فتيل‬
‫الندم والخوف‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رفعت رأسها‪.....‬بعد ان سمعت صوت‪ :‬ماما‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بدافع أمومي مجنون‪...‬تخلل وتغلغل أعماق قلبها‪......‬نهضت‬
‫وركضت ألبنتها لتحتضنها‪....‬وتبكي بًل صوت‬

‫تريد ان يحتضنها احد‪....‬تريد ان يطمئنها احد‪...‬انّ والدتها تنعم‬


‫في نعيم الراحة‪...‬تريد ان تمحي الذكريات التي قسمت على ان‬
‫تقسم ظهرها وتحنيه!‬

‫همست وكأن ابنتها تعلم بما يدور في قلبها‪ :‬وهللا سامحتها وهللا‬
‫سامحتها‪.....‬وهللا‪....‬وهللا‪.....‬‬

‫ارتعش فؤاد الصغيرة ‪ ،‬وارتعبت من حضن والدتها الذي خنقها‬


‫وقلّص عليها المكان‬
‫همست‪ :‬ماما تعوريني!‬

‫هنا استوعب انها دخلت في حالة انهيار وذعر‪.....‬ابتعدت وهي‬


‫تمسح دموعها وتحاول السيطرة على رعشاتها‬
‫وتذبذبها الذي احدثه ذلك الكابوس‬
‫‪:‬آسفة ماما آسفة‪....‬‬

‫طوقت وجهها‪ :‬اكلتي؟‬


‫ثم ّ‬

‫هزت رأسها مردفه‪ :‬أي‬

‫ثم قالت‪ :‬بابا‪.....‬برا‪.....‬جا عشان اروح معه‪...‬بس ماما‬


‫جولي‪...‬قالت اقولك قبل‪....‬‬

‫نور وقفت على رجليها هنا‪.....‬ثم نظرت لساعة الحائط لتنظر‬


‫الى عقارب الساعة التي تُشير الى الساعة العاشرة والنصف‬
‫صبا ًحا‬
‫عقدت على حاجبيها ثم تمتمت‪ :‬مو وقتك‪.....‬‬

‫ثم التفتت على ابنتها‪ :‬ماما‪.....‬روحي فتحي له الباب وخليه يدخل‬


‫في الصالة‪....‬‬

‫هزت رأسها سندرا وركضت لتخرج من الغرفة‬

‫اما نور‪...‬مسحت على رأسها لتستوعب األمور‬


‫ثم دخلت للخًلء ارشحت وجهها عدّت مرات ثم بعد ذلك خرجت‬
‫ارتدت جاكيتها األسود الطويل والذي يصل الى نصف‬
‫ساقها‪....‬وسحبت الحجاب لتضعه كما اعتادت عليه‬
‫بشكل مهمل‪.....‬ال يغطي كامل شعرها!‬
‫تمتمت باالستغفار‬
‫ثم سحبت هاتفها‬
‫لتتصل على ايًلف‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تتطول مقبضه‪...‬ابتسمت لوالدها‬
‫ّ‬ ‫فتحت باب الشقة وهي‬
‫وهي تقول‪ :‬بابا‪...‬ماما تقول ادخل الصالة‬

‫يشعر انّ روحه تجددت بالطاقة على كلمة (بابا) شعر بجمال‬
‫الكلمة ونعمتها‬
‫واشعلت في فؤاده نوعًا آخر من الندم‬
‫كم تمنّى ان تعود المياه لمجاريها‬
‫وتنمحي الذكريات السيئة من باطن عقل نور‬
‫للعودة الى ال ُحب‬
‫إلى االستقرار‬
‫إلى التعويض والحنان!‬
‫ولكن كل شيء انهدم أمامه ليخسر نور‬
‫ولكن لم تجعله يخسر ابنته ابدًا!‬
‫كثيرا!‬
‫ً‬ ‫لم يصبح كأخيه وهذا االمر يخفف عليه‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انحنى وحملها ما بين يديه‬
‫قبّل خدها بعمق وهو يقول‪ :‬اوك‪....‬‬
‫دلف الباب بحذر‪....‬ثم دخل واغلق الباب‬
‫وتو ّجه لناحية الكنبات‬
‫رأى جولي تجول في المطبخ‪.....‬‬
‫حول ناظريه إلى باب غرفتها‬ ‫ثم ّ‬
‫وسمع صوتها وهي تقول‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪:‬اوف منك‪.......‬ليش ما جلستيني؟‪....‬خلتيني انام لهذا الوقت‬
‫‪.....‬ما ظل كابوس ما شفته‪.....‬بعدين تعالي‪...‬شلون تطلعين معاه‬
‫بدون اذني؟‬

‫ايًلف بهبل ‪ :‬شبي في اذنج أنا؟‬

‫نور بمزاج سيء‪ :‬ال تنكتين انتي وج ّهك‪......‬‬

‫ايًلف بللت شفتيها‪ :‬اخت نور واضح ابليس راكب راسج‬


‫اليوم‪.......‬سكري تعوذي منه ‪....‬وانا اشوي ويايه الشقة‪.....‬‬
‫نور ‪ :‬طيب طيب‪...‬‬
‫ثم اردفت باستفزاز‪ :‬ال تفلينها مع الحبيب‪....‬هاااااااا‪.....‬‬

‫ايًلف تو ّجهت نظراتها له وهو قادم بعد خروجها من الخًلء‪:‬‬


‫انجبي باي‪...‬‬
‫ثم أغلقت الخط في وجهها دون ان تسمع كلمة واحدة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طارق سحب الكرسي وجلس‪ :‬تأخرت عليج؟‬

‫ايًلف ابتسمت في وجهه‪ :‬ال حبيبي‪...‬‬

‫طارق‬
‫ابتسم‪.....‬ايًلف تغ ّيرت جذر ايا‪.....‬وجودها مع نور غ ّير الكثير‬
‫ً‬
‫شجاعة وثقة بنفسها‪.....‬ووقوفها‬ ‫صبرا واكثر‬
‫ً‬ ‫منها‪...‬جعلها اكثر‬
‫مع نور لفهم بعض االحكام الدينية ساعدها في فهم أمور كثيرة‬
‫هي تجهلها حقيقةً وهذا االمر جعلها تتقرب من هللا عزوجل اكثر‬
‫فاكثر‪......‬وعًلجها النفسي ساعدها ايضًا في تخطي مرحلة الذعر‬
‫والخوف من طارق‪...‬ومما حدث لها‪......‬تشعر انّ ذلك الموقف لم‬
‫كثيرا على وجود‬‫ً‬ ‫يحدث ابدًا‪.....‬تشعر انها نسته‪......‬وتحمد هلل‬
‫طارق الذي صبر عليها لتجاوز كل المحن الذي عاشتها ونستها‬
‫اآلن!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مسك كف يدها طبطب عليها بحنان‪ :‬فكرتي باللي قلت لج أمس؟‬

‫عبست بوجهها وسحبت يدها من يده بلطف‪ :‬كلمة امي حصة عن‬
‫رغبتي وقالت سوي اللي يريحج‪.....‬في اكثر من جذه بعد؟‬

‫طارق‬
‫يشعر انها بدأت تفهم األمور وواقعيّة عدم تقبّل والديها منها‬
‫والخوف من انها تكتشف واقعية حقيقتها‬
‫وحقيقة من يكونا هما؟‬
‫تحدث‪ :‬يعني؟‬

‫ايًلف تحاول ان تتماثل بالهدوء‪ :‬هم ما يبون وجودي‬


‫بالكويت‪.....‬وعارفة هالشي له اسباب وايد بس انا ما ابي‬
‫اعرفها‪.....‬وال ابي اضغط على نفسي وافرض نفسي عليهم‪......‬‬

‫طارق بجدية‪ :‬شالحجي ايًلف انتي بنتهم؟‬

‫يعلم وإن لم تكن هذه الحقيقة هما من رباها‬


‫ويعلم انّ هناك في قلوبهما ذرة حب وخوف عليها‬
‫فلقد رأى بشكل جزئي هذا الخوف في عين مشاري ليلة ذهابه من‬
‫هنا‬

‫قالت‪ :‬واذا بنتهم؟‪....‬انا موحاسه بهالشي‪...‬‬

‫صعق وشعر بنبضات قلبه تتسارع‪.....‬شعر انّ الدم ك ّله وقف في‬
‫ُ‬
‫عروقه دون ان يعبر بسًلم‪...‬انخطف لونه‪...‬وشحب‪.....‬‬
‫ارتجفت يديه بشكل ال ارادي‬
‫حتى بها شعرت به عقدت حاجبيها لتردف‪ :‬طارق شفيك؟‬

‫طارق ازدرد ريقه وبلل شفتيه ‪ :‬ال ما فيني شي‪.....‬بس مصدوم‬


‫من كًلمج‪....‬ايًلف‪.....‬شلون تفكرين جذيه‪.....‬‬

‫ايًلف بنفس عميق‪ :‬اتركني على جنب‪.....‬وقولي انت متى بتروح‬


‫ألمك‪....‬مو تقول‪...‬بتروح‪...‬وبتاخذني معاك‪.....‬‬

‫طارق ضاق نفسه ‪ ،‬حقيقةً هو اشتاق لوالدته ولكن يعلم والدته‬


‫لن تستقبله بسبب ما حدث لهم‪....‬سجنه‪....‬موت أخيه‪...‬ومعرفة‬
‫الجميع بطبيعة عمله!‬

‫شتت ناظريه عنه‪ :‬الوضع صعب وايد علي وعليها‪....‬‬

‫تحدثت وهي تسند ظهرها على الكرسي‪ :‬صدقني بسامحك‬


‫وبترضى عليك‪.....‬بس بادر‪.....‬تأكد انها الحين هي وايد بحاجه‬
‫لك‪....‬خاصة صحتها على قدها‪.....‬‬

‫هو لم يخبرها بسبب الزعل الذي بينهما‪...‬قال لها انهما على‬


‫خًلف‪.....‬واغلق الموضوع دون ان يسهب فيه‪.....‬ولكن هي‬
‫فهمت انّ والدته مخاصمته لمدة لم تكن هيّنة‬

‫فقال‪ :‬واذا قلت لج ما عندي الجرأة اني اروح واشوفها؟‬


‫ايًلف ابتسمت هنا وطبطبت على يده‪ :‬انا معاك‪...‬وبعطيك من‬
‫الجرأة اللي عندي‪....‬‬

‫طارق ضحك بخفة‪ :‬ههههههه انزين‪....‬نروح لها بعد ما نرد من‬


‫شهر العسل‪....‬‬

‫هزت رأسها برضى‪ :‬اوك‪....‬‬

‫ومصرة‬
‫ّ‬ ‫طارق وقف‪ :‬قومي نكمل تجهيز‪....‬دامج راكبة راسج‬
‫على سفرة روما‪.....‬‬

‫ايًلف نهضت ‪ :‬اكيييييييييييد مصرة‪.....‬‬

‫ضحك بخفة وامسك يدها ‪.....‬ومشا بخطى متقاربة ‪...‬لتعلّق‬


‫قلبوهما ببعضها البعض‪...‬وتمسح من على ذكرياتهما الحزن‬
‫والكآبة‪.......‬هو يحاول ان يسعدها وهي تحاولن ان تهديه‬
‫طمأنينة ‪....‬وراحة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما هي ‪....‬شتمت ايًلف ألنها أغلقت الخط في وجهها‪....‬ثم‬
‫خرجت‪....‬وسقطت انظارها على مراد الذي يًلعب ابنته‪...‬وجولي‬
‫في المطبخ بًل حجاب‪....‬‬
‫همست ‪ :‬ياربي هذي متى تلتزم فيه‬

‫ثم تذكرت انها ال ترتديه بالشكل المطلوب فقالت‪ :‬على أساس انا‬
‫احسن منها‪.....‬افففف‪.....‬‬
‫ثم تقدمت لناحية مراد وابنتها‬
‫فقالت‪ :‬السًلم‪...‬‬
‫همس‪ :‬وعليكم السًلم‪....‬‬

‫فقالت بعد ان جلست‪ :‬اليوم الثًلثاء‪....‬‬

‫مراد بهدوء‪ :‬عارف‪.....‬بس بعد بكرا عندي سفرا‪....‬وجيت‬


‫علمود اشوفها‪....‬ومن بعد اذنج ودي آخذها معاي‪......‬تنام معي‬
‫وبكرا اجيبها لج‪....‬‬

‫نور‪....‬بتفكير ‪...‬نظرت ألبنتها‬

‫فقال‪ :‬ال تخافين عليها آني ابوها ماني غريب‪...‬يا نور‪....‬‬

‫نور بهدوء قالت‪ :‬سندرا‪.....‬تعالي‪....‬‬

‫جلست سندرا بالقرب من والدتها ثم انحنت لتهمس‬


‫‪:‬ماما ابي اروح‪...‬‬

‫لذلك نادتها نور تفهم ابنتها ‪....‬بل أصبحت تدريجيا تفهمها‬


‫حينما تسكت وتشتت ناظريها عن الجميع‬
‫هذا يعني انها تريد التحدث ولكن تتردد بشكل كبير‬

‫ً‬
‫مجاال اآلن للتحدث‬ ‫ونور اعطتها‬
‫فقالت نور بهمس‪ :‬طيب‪....‬‬

‫فقالت وهي تنظر لمراد‪ :‬انتبه عليها‪......‬والصباح بكرا تجيبها‪....‬‬


‫مراد ابتسم‪ :‬طيب‪....‬‬
‫نور مسحت على جبينها‬
‫ثم قالت‪ :‬جولي‪.....‬‬
‫جولي سمعتها واقتربت منهما وحينما أدركت انها ال ترتدي‬
‫الحجاب كادت تتراجع ولكن نظرت لنور وتوقفت وهي تتنفس‬
‫بعمق‬

‫فقالت نور‪ :‬جهزي سندرا ‪....‬وحطي لها مًلبس في شنطتها‪...‬‬


‫جولي بهدوء‪ :‬اوك‪...‬‬
‫نهضت سندرا وهي تبتسم وتت ّجه لوالدها‬
‫لتردف‪ :‬بابا‪.....‬ابي اروح دزني الند‪...‬‬
‫وطوق وجهها بيديه ‪ :‬نروح لمكان احلى من دزني‬ ‫ّ‬ ‫ابتسم‬

‫سندر ببراءة‪ :‬فيه احلى‪....‬‬


‫هز رأسه‪....‬‬
‫بينما هي قفزت ‪ :‬يًل نروح يًل‪....‬‬
‫ضحك بخفة‪ :‬روحي البسي وآني انتظرج‪...‬‬

‫قفزت من جديد ولكن هذه المرة‪ ،‬قفزت لتسقط في أحضان والدها‬


‫وتحتضنه بيديها الصغيرتين ثم قبلته على خده تحت انظار نور‬
‫التي تتعجب في بعض الحين واآلخر من تق ّبل ابنتها لها ولوالدها!‬
‫كسرت قلبها‪.....‬كيف تتعلّق بوالدها‪....‬تقبله‬
‫تشكره‪...‬بلطف‪.....‬وبأدب‪...‬ثم ركضت لناحية الغرفة ‪....‬لتساعدها‬
‫جولي في تبديل مًلبسها‪.....‬‬
‫تنهدّت‬

‫ثم قالت‪ :‬مراد‪....‬انتبه عليها‪......‬ال تتركها لوحدها ‪.....‬وانتبه‬


‫النظارات ال طيّحها وتكسرهم‪......‬وخلها تاكل‪...‬زين‪.....‬وعطها‬
‫عًلجاتها اول بأول‪......‬‬

‫ُمراد‬

‫كيف تغيّرت نور؟ كيف أصبحت بهذه األمومة الواضحة‬


‫والصريحة‬
‫كيف تق ّبلت ابنتها وكل ما يخصها دون ان تُثير عواصف أخرى؟‬
‫ال يدري‬
‫هل سيأتي يو ًما وتتقبله هو اآلخر؟‬
‫ال‬
‫هز رأسه‪ :‬ال توصين حريص‪.....‬‬

‫نور شتت نظريها عنه وبًل مقدمات‪ :‬ما ابيها تعيش‬


‫بنقص‪......‬وتعيش نفس اللي اعيشه انا‪....‬‬

‫عقد حاجبيه‬

‫ثم نظرت لعينيه لتردف‪ :‬ما ابيها تكرهك لو فيك مساوئ‬


‫الدنيا‪.......‬كلها!‬

‫وبرجفة وبحديث عقلها الًلواعي‪ :‬ألنها راح تتعب‪.....‬راح تتو ّجع‬


‫وانا ما ابيها ‪.......‬تعيش اآلالم اللي عشتها‪......‬عشان كذا يا‬
‫مراد‪.....‬‬

‫ثم شبكّت أصابع يديها ببعضهما البعض‪ :‬لو ايش يصير ؟‪.....‬ال‬
‫تعرفها على شخصيتك ابد ابد‪....‬خلها تشوفك على ما هي‬
‫تحاول ّ‬
‫تشوفك عليه الحين‪....‬‬
‫فهم اشارتها‬
‫فهم ما تريده‬
‫فهم انها تقول له‬
‫ال تخبرها عن ماضيك‪.....‬عن ما فعلته بي‪.....‬عن حقيقة زواجنا‬
‫الذي ال اعرفه تماما!‬

‫مراد بضيق‪ :‬نور‪.....‬انا ندمان‪.....‬‬

‫هزت رأسها لتردف‪ :‬حلو انك ندمان‪...‬لو انك مو ندمان ‪...‬ما‬


‫ً‬
‫اصًل يا مراد!‬ ‫أ ّمنت بنتي عندك‬

‫صعق‪.....‬هل تقصد انها تثق به؟‬


‫ُ‬

‫أكملت‪ :‬صر لها االبو الطيب الحنون‪....‬ما راح ابعدها‬


‫عنك‪.....‬بس ما راح تكون قريبه منك كثير يا مراد!‬

‫ازدرد ريقه‪.....‬حجرت عليه بالحديث‪.....‬نهض وهو يقول‪ :‬ما‬


‫راح ازعلها وال راح اضرها يا نور تطمني‪......‬‬

‫ولكي ال يستمع لحديثها الموجع‪ :‬عن اذنج آني بنتظرها برا‪.....‬‬

‫ثم خرج وهي تنظر له‪.....‬تنظر لماضيها‪...‬لحبها الذي‬


‫سلبت‪......‬ثم وعت على صوت ابنتها‬ ‫سحق‪....‬لروحها التي ُ‬ ‫ُ‬
‫ولمساتها وقبُلتها اللطيفة التي الصقتها على خدها‪ :‬باي ماما‪....‬‬

‫ابتسمت في وجهها‪....‬ومسحت على شعرها ثم قبّلت جبينها‪:‬‬


‫صيري قريبة جنب بابا‪......‬طيب‪......‬امسكي يده‪....‬وال‬
‫تتركينها‪.....‬‬

‫هزت سندرا رأسها ثم ركضت لناحية الباب وتبعتها جولي‬


‫لتوصلها‪...‬إليه!‬

‫بينما نور‪.....‬نهضت وتوجهت للغرفة‪...‬وسمعت رنين هاتفها‬


‫سحبته لترى رسالة من‬

‫أمير‬
‫( نور‪.....‬برتجاكي تعي اليوم في شي مهم بدي ئولك إياه)‬

‫مسحت على شعرها وشدّته بقوة بعد ان أبعدت الحجاب من على‬


‫شعرها‬
‫واردفت‪ :‬أصًل انا بجيك بدون هالرسالة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ُمتعب بل ُمرهق ال يجد مفر من صراخ الضمير وال يجد مفر من‬
‫شوقه لها ‪......‬كلما اتى إليها ابعدتهُ عنها عشرات‬
‫المسافات‪.....‬ال يلومها ولكن ما بال قلبه هو؟‬
‫لماذا ال تقدّر كبر سنه على األقل‬

‫هو موجوع من كل شيء‪ ،‬ومن نفسه باألخص‬


‫ما كان عليه ان يتع ّجل في امر تسليمها لوالدتها ما كان عليه ان‬
‫يقف وينظر لهما وهما ينفذان خطتهما بكل سًلسة‬
‫هو بغضبه ساعدهما في تنفيذ ما خططاه له بكل سهولة!‬

‫ولكن هو ال يًُلم‬
‫كان موجوعًا‪ ،‬عقله ال يربط وال يحل!‬
‫كان بحاجة إلى شخص يُمسك بيده يُهديه‬
‫ولكن كل االيادي التي مسكت به تُثير عواصفه وقليل من األيادي‬
‫التي ربتت على يده واخذت تدفئه بحديثها!‬
‫ومن األيادي التي امتدت إليه لتزيد من غضبه وتسارع في اتخاذ‬
‫قرارات ال يعيها عقله!‬
‫يدين والده وزجره في اتخاذ اسرع قرار للتخ ّلص من تلك‬
‫المشؤومة التي دخلت بينهما فجأة‬
‫حقيقةً هو نادم‬

‫ليته استمع ألخيه أبا خالد‬


‫ليته!‬

‫خرج من الغرفة‬
‫المقرب‬
‫ّ‬ ‫وسقطت انظاره على ابن صديقه‬
‫وابنه!‬
‫ابتسم في وجهه‬

‫فتحدث‪ :‬منّك رايح الجامعة؟‬

‫سلطان ابتسم له‪ :‬إال رايح يا عم‪.....‬بس بعد ساعة‪....‬‬

‫ثم جلس أبا ناصر أمامه‬

‫فنهض ‪ :‬اصب لك شاي ؟‬


‫هز رأسه وسكب سلطان له الشاي وقدمه إليه ثم لملم األوراق‬
‫عن الطاولة وابعدها عن وجه أبا ناصر‬

‫فقال‪ :‬عمي‪....‬‬

‫نظر أبا ناصر(يوسف) له‬


‫فقال سلطان بتردد‬
‫كم و ّد التحدث إليه بهدوء‬
‫ورأى اليوم هو اليوم ال ُمناسب فقال‪ :‬عمي ‪.....‬ال تضغط على‬
‫نفسك كثير‪......‬هد من نفسك‪.....‬واترك كل شي لأليام‪.....‬ما ّردها‬
‫وراح تجي لك يا عمي‪.....‬راح تبقى ابوها لو ايش صار‪....‬‬

‫اسند ظهره على الكنبة وابتسم بسخرية ‪ ،‬ثم تو ّجهت انظاره‬


‫للنافذة المفتوحة وحدّق في الستارة التي يطيّرها الهواء بهدوء‬
‫لتتراقص أمام ذكرياته السيئة‬

‫ابوتي ابد يا سلطان‪.......‬أنا‬


‫اردف‪ :‬نورة ما راح تعترف في ّ‬
‫قسيت عليها‪...‬تركتها سنين ‪...‬مو سهلة ‪....‬وانت سمعت باذنك‬
‫شنو صار لها ‪......‬وفهمنا أشياء كثير من صديقتها‬
‫وزوجها‪......‬نورة تربيّة هالمواقف اللي عاشتها‬
‫‪.......‬وهالمواقف كلها‪.....‬كفيلة من انها تخليها تكرهني‪.....‬‬

‫سلطان بهدوء‪ :‬طارق كلمني وقال‪....‬اتركوا لها مسافة‬


‫‪........‬وزوجته معها‪....‬البنت محتاجة وقت ال اقل وال اكثر‪.....‬‬

‫أبا ناصر بثقل‪ :‬وانا ما عندي وقت يا سلطان‪.....‬‬


‫يطول بعمرك ‪......‬ال تقول كذا‬
‫سلطان فهم ما يقصده‪ :‬هللا ّ‬
‫يعمي‪.....‬‬

‫ولكي يغيّر الجو‪ :‬اليوم عازمك على الغدا‪......‬وهالمرة على‬


‫حسابي ‪...‬وفي مطعمي‪....‬‬

‫ابتسم أبا ناصر هنا ثم قال‪ :‬ان شاء هللا يا وليدي‪....‬ان شاء‬
‫هللا‪.....‬‬
‫ثم نهض وخرج إلى البلكونة‪....‬يشعر باالختناق‪.....‬فهم أمور‬
‫كثيرة عن حياة نور‪...‬من خًلل ايًلف وزوجها‪.......‬تواصًل‬
‫معهما كطريقة لًلطمئنان على نور في الفترة الصعبة‬
‫بينما نور ال تعرف شيء عن ذلك لو عرفت لخرجت من شقة‬
‫ايًلف من وقت باكر!‬

‫لن ينسى هجوم ايًلف في بداية اول لقاء لهما وهي ترمي عليه‬
‫ً‬
‫كامًل‪....‬‬ ‫أحاديث ثقيلة جعلته يتهاوى على الفراش لمدّة اسبوعًا‬
‫تحدثت بعد ان استدعاها طارق واخبرها انّ يوسف تواصل معه‬
‫ويريد ان يقابلها‪...‬رفضت ولكن طارق اقنعها واخبرها انّ نور‬
‫بحاجة من وقوفها بجانبها وعليها ان تعمل ما هو من صالح نور‬
‫لتُسعد قلبها ‪.....‬اقنعها انّ نور بحاجة لوالدها مهما‬
‫كابرت‪.....‬عليها ان تذهب ليوسف وتستمع له ففعلت!‬

‫كان ناصر معه وهي وابا خالد وطارق‬

‫حينما اردف‪ :‬ابيك تلينين قلبها علي يا بنتي‪.......‬ابيك تساعدينها‬


‫تتقبلني‪.....‬‬

‫كانت ايًلف وقتها لم تتجاوز الصدمة لم تتجاوز حزنها‬


‫كانت مليئة بالثقل‬
‫اردفت‪ :‬مو مجبورة؟ يا عم‪......‬ألنه اللي سويته فيها د ّمر لها‬
‫حياتها‪......‬عدمتها يا عم ‪...‬عدمتها‪...‬‬

‫التفت ناصر عليها‪...‬وكذلك أبا خالد‬


‫بينما طارق قال‪ :‬ايًلف‪....‬‬

‫ايًلف نظرت ليوسف بعينين مدمعتين‪ :‬هاللي شفتها واقفة‬


‫قدامكم‪...‬بداخلها ألم ‪...‬لو شنو يصير‪....‬ما تعرف تعبّر‬
‫عنه‪.......‬هاللي شفتها‪...‬مو نورة مثل ما تقولون وال‬
‫نور‪.....‬وحدة كرهت نفسها ‪..‬وكرهت اللي يسميها نورة ونور!‬
‫فهمت‪...‬شقصد ‪...‬فهمت؟‪......‬مو انت اللي ض ّيعتها‪...‬حتى‬
‫أمها‪.........‬‬

‫ناصر يحاول ان يتماسك‪ :‬لو سمحتي‪....‬‬


‫يوسف أشار له‪ :‬ناصر‪.....‬‬
‫ثم نظر إليًلف‪ :‬كملي يا بنتي كملي‪.....‬‬
‫ايًلف ازدردت ريقها‪ :‬عاشت ما تدري هي شنو‪.....‬مسلمة وال‬
‫مسيحية وال كافرة؟‪......‬عاشت وهي تتمنّى تيي(تجي) يوم‬
‫لها‪.....‬وترجعها ألصلها‪....‬تمنّت وايد أشياء كنت انت‬
‫فيها‪.......‬بس كل هاألشياء احترقت وهي‬
‫تنتظرك‪.......‬عانت‪......‬من تن ّمر‪.....‬وعاشت‪.....‬من جذبه‬
‫لجذبه‪........‬حبت‪......‬تزوجت‪......‬انهانت‪...‬وانخانت‪. ....‬‬

‫ثم نهضت وهي تحاول ان تتماسك‪...‬ما يطلبه منها ثقيل ‪....‬وهي‬


‫الوحيدة التي تعلم بأمور كثيرة اخبرتها عنها نور وهي في حالة‬
‫انهيار‪.....‬وبكاء‪...‬وصراخ‪......‬إلى ان سقطت في نوبتها‬
‫‪......‬وهذا االمر جعل ايًلف تحقد على يوسف ً‬
‫قليًل آنذاك‪....‬‬
‫فاكملت‪ :‬تخ ّيل معاي‪....‬بعمر حوالي ستعش سنة او اصغر‪...‬مو‬
‫مهم‪......‬انطردت في الشوارع‪....‬يا عم‪.......‬بعد ما‬
‫انضربت‪......‬تخيّل معاي‪...‬حجم معاناتها النفسية بعد ما عرفت‬
‫انها حامل‪.....‬وتعال احسب معاي كم مرة حاولت تنتحر؟‬

‫ثقيل حديثها‪.....‬موجعة نبرتها‪.....‬تسرد عليه نتائج هذا التخلّي‬


‫‪...‬تسرد عليه لتوجع قلبه‬
‫بكى بصمت‬
‫وابا خالد التزم الصمت احترا ًما له‬
‫بينما ناصر‬
‫ز ّم على شفتيه‬
‫صعق من انهيار زوجته‬ ‫وطارق ُ‬
‫سن صورتك في عينها عشان تتقبلك وانت‬ ‫التي أكملت‪ :‬تبيني اح ّ‬
‫‪.....‬سبب في كآبتها‪...‬دمار نفسيتها‪......‬كرها‬
‫لنفسها‪......‬وتمنيها للموت الف مرة‪......‬كانت تهرب من نفسها‬
‫‪....‬اقول شلون وال تبيني اسكت بعد؟‬

‫يوسف هز رأسه ليوجع قلبه‬

‫وهي تبكي وتردف‪ :‬ادمنت الكحول والمخدرات‪......‬وكانت بتروح‬


‫فيها‪...‬لكن امير‪......‬قدر يبعدها عن هالطريق‪......‬لكن بعد‬
‫شنو؟‪.....‬‬

‫ناصر هنا وقف لم يتح ّمل ‪ ،‬ثم خرج من الشقة‪.....‬‬


‫بينما أبا خالد اغمض عينيه بقوة‪.....‬‬

‫هي ابتسمت ثم قالت بسخرية‪ :‬افكر ‪.....‬بموضوع اني اليّن قلبها‬


‫عليك‪...‬‬
‫ثم خرجت!‬
‫وتبعها طارق‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ال يدري كيف تغ ّيرت ايًلف ‪...‬وتبدّلت إلى فتاة ذات حكمة‬
‫‪.....‬وهدوء‪.....‬ربما عندما تحدثت معه في ذلك الوقت‬
‫بتلك الهجومية بسبب ما حدث لها‪......‬‬

‫ولكن واقع ًيا‪.......‬هي اآلن تنظر لألمر من زاوية أخرى‬


‫‪....‬جعلتها تستقر نفس ًيا وتكون مطمئنة!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تنهد ثم تذكر شيء ‪......‬غدًا م زواج قصي‪....‬عليه ان يتصل‬
‫بأخته يحدّثها‪...‬ويحدّث قصي‬
‫سحب هاتفه من مخبأ الجاكيت واتصل على قصي ليهنئه ً‬
‫اوال‬

‫‪.....‬‬

‫متأخرا بتوقيت السعودية‬


‫ً‬ ‫كان الوقت شبه‬
‫ولكن لم تكن نائمة ‪.....‬كانت جالسة زوجها حقيقةً نام من وقت‬
‫مبكر من أجل غدًا‬
‫بينما هي تشعر بمجافاة النوم لعينيها‬
‫وأوالدها متخذين الصالة جلسة لـ(وناستهم) عدا سيف الذي لديه‬
‫مناوبة في المستشفى‬
‫تحدثت‪ :‬قم قصي نام‪....‬عشان تجلس مبكر تروح تحلق وجيب‬
‫ثوبك ‪...‬والبشت‪.....‬‬

‫قصي ‪ :‬وهللا النوم طاير من عيوني‪....‬‬

‫عزام غمز له‪ :‬من الحماس‪.....‬‬

‫سار اكمل وهو يأكل بذور (الفصفص) وينثره بشكل مستفز في‬
‫ج ّ‬
‫وجه أخيه‪ :‬اللي يشوفه يقول صج معرس‪...‬‬

‫قصي مسح على وجهه وهو يسب ويشتم بعد ان التصق القشر‬
‫على وجهه‬
‫‪:‬هللا ياخذك‪.......‬‬

‫ام سيف ضحكت‪ :‬ههههههههههه ال تدعي على اخوك وقوم‬


‫نام‪...‬‬

‫عزام بسخرية‪ :‬قوم ريّح بشرتك‪...‬بكرا وراك حرب عالمية‪.....‬‬

‫هنا قدرا على ان يسيطرا على قصي الذي قال‪ :‬حرب‬


‫يشيلك‪......‬يمه شوفيهم‪......‬‬

‫سار ضحك‪ :‬ههههههههههههههههه بكى بكى البزر‪......‬‬


‫ج ّ‬

‫ام سيف‪ :‬وانتوا قوموا‪...‬متى ناوين تنامون‪....‬بكرا وراكم كرف‬


‫‪....‬ود وجيب‪...‬وشل وحط‪....‬‬

‫سار‪ :‬هللا عليك ام العرب‪......‬ما فيه مثلك يوم تنكدين علينا‪...‬‬


‫ج ّ‬
‫ام سيف بحلقة بعينيه‪ :‬ولللللللللللللد‬

‫عزام ‪ :‬هههههههههههههههههه يمزح يمه‪....‬‬

‫سمع رنين هاتفه قصي ونهض هنا‬


‫فقال عزام وهو يخرج صفير مزعج من فاهه‪ :‬هللا هللا على‬
‫الغراميات‪....‬‬

‫جسار‪ :‬عشان كذا مو قادر ينام‪....‬‬

‫ام سيف ‪ :‬اتركوا اخوكم‪....‬‬

‫قصي نظر للرقم فقال بتعجب‪ :‬هذا خالي بو ناصر‪...‬‬


‫ام سيف ببهوت‪ :‬رد‪.....‬‬

‫عزام وجسار نظروا ببعضهما البعض‬


‫اتصاله بهذا الوقت بالنسبة لهما مرعب‬

‫قصي‪ :‬الو هًل خال‪.....‬‬

‫أبا ناصر‪ :‬هًل يبه قصي‪.....‬اخبارك‪....‬وش علومك؟‪....‬ان شاء‬


‫هللا طيّب‪....‬‬

‫قصي ينظر للوجوه التي تحدّق به‪ :‬الحمد هلل بخير جعلك‬
‫سالم‪......‬طمني عليك؟‬
‫أبا ناصر‪ :‬بخير ‪...‬بخير‪....‬وهلل الحمد‬

‫ثم قال‪ :‬عارف الوقت متأخر عندكم‪....‬بس ما قدرت‬


‫اصبر‪.....‬مبروك يا وليدي‪......‬عسى ربي يوفقكم‬
‫ويسعدكم‪...‬واعذرني‪....‬‬

‫استوعب االمر هنا قصي فقال‪ :‬معذور يا الغالي معذور اتصالك‬


‫هذا يكفيني‪....‬وهللا‪....‬‬

‫ارتاح قلب عزام وجسار هنا‪...‬وفهما ماهية االتصال‬

‫ولكن ام سيف ال!‬

‫فقال أبا ناصر‪ :‬كان خاطري اجي‪...‬ازفك‪......‬لكن انت خابر‬


‫األمور‪.....‬‬

‫قصي بهدوء‪ :‬هللا ييسر هاالمور وترجع لنا‪.......‬‬

‫وبمزح قال ليغيّر من مزاج خاله ‪ :‬ونزوجك‪....‬‬

‫ام سيف هنا عقدت حاجبيها‬


‫بينما أبا ناصر ضحك بخفة‪ :‬هههههههههه ‪.......‬عشان ام ناصر‬
‫تزعل‪.....‬‬

‫قصي ابتسم ‪ :‬بكرا ترضى‪....‬‬

‫أبا ناصر‪ :‬هههههههه ما في من يجي مكانها‪....‬‬


‫قصي ‪ :‬هللا هللا ‪.....‬يا حض خالتي‪.......‬‬

‫أبا ناصر ‪ :‬ويا حض ُمهره فيك يا وليدي‪.....‬‬


‫ثم استطرد‪ :‬مابي أطول عليك‪...‬تصبح على خير‪....‬كان ودي اكلم‬
‫اختي بس عارف الحين وقت متأخر ويمكنها نايمة‪...‬‬
‫قصي بسرعة أجاب‪ :‬ال ما هي نايمة‪.......‬لحظة بس‪...‬‬
‫ثم نهض ومد الهاتف لوالدته‪ :‬يمه خالي يوسف‪...‬‬

‫سحبت الهاتف من يد ابنها‬

‫وعاد جلس بالقرب من التوأم‬


‫فقال عزام‪ :‬خير فيه شي؟‬

‫قصي بجدية‪ :‬ال اتصل يهنأني بس‪.....‬‬


‫ثم همس‪ :‬واضح ضايقة فيه ‪....‬صوته وهللا ما يطمن‪....‬‬
‫سار همس ‪ :‬هللا يعين‬
‫ج ّ‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ازوج ولدي وانت‬
‫بينما ام سيف اردفت بعتاب‪ :‬يرضيك بكرا ّ‬
‫بعيد‪......‬‬

‫أبا ناصر بهدوء‪ :‬بو خالد جاكم‪.....‬والجماعة يكفون ووفون يا‬


‫نجًل‪.....‬ان شاء هللا نحضر عرس الباقي‪....‬‬

‫ام سيف بتنهد‪ :‬متى ناوي ترجع؟‬

‫أبا ناصر بوجع ‪ :‬لين يحن قلبها علي‪.....‬‬


‫ام سيف بنبرة قهر‪ :‬يا قساوة قلبها ‪.....‬هاللي ما حن للحين‪...‬‬

‫أبا ناصر وكأن اخذ مخر ًجا لينفّس ع ّم بداخله‪ :‬آه يا اختي‬
‫آه‪......‬مالومها‪...‬بس قساوتها توجع قليبي‪....‬‬

‫ام سيف ته ّجد صوتها‪ :‬اسم هللا على قليبك ياخوي‪...‬‬

‫أبناؤها التفتوا عليها‬

‫فقالت‪ :‬هونها وتهون‪.......‬ياخوي ‪.....‬هونها وتهون‪....‬‬

‫أبا ناصر ‪ :‬هللا كريم‬

‫ثم قال‪ :‬ومبروك زواج قصي‪.....‬واعذريني‪.....‬‬

‫وتطول االمر ولكن شعرت اخيها بحاجة‬


‫ّ‬ ‫ام سيف كانت ستعاتب‬
‫الى التخفيف ليس اضافت حمل جديد عليه‬

‫فقالت‪ :‬هللا يبارك فيك‪...‬وعقبال ما نفرح في ناصر‬


‫وسعود‪...‬ومعذور‪...‬ياخوي معذور‪......‬‬

‫أبا ناصر بهدوء‪ :‬مع السًلمة‪....‬‬

‫ام سيف‪ :‬في حفظ الرحمن يا الغالي‪...‬‬


‫ثم أغلقت الخط‬

‫فقالت‪ :‬هللا يهونها عليك‪...‬‬


‫عزام بهدوء‪ :‬شفيه؟‬

‫ام سيف بهدوء نهضت‪ :‬وال شي‬


‫ثم لتنهي االمر‪ :‬وقوموا ناموا بًلش سهر‪...‬بكرا ورانا عرس‪.....‬‬

‫سار ‪ :‬طيب يمه روحي ارتاحي‪...‬وحنا أصًل بنقوم الحين‪.......‬‬


‫ج ّ‬
‫هزت برأسها ثم توج ّهت لعتبات الدرج‬
‫بطول‬
‫فقال قصي‪ :‬تصدقون عاد‪......‬احس خالي ّ‬

‫بطول‪......‬واضح بنته حاقدة عليه‪...‬‬


‫عزام بتفكير‪ :‬حتى انا احس ّ‬

‫سار بتنهد‪ :‬وش حاقدة بعد انت الثاني‪......‬‬


‫ج ّ‬

‫قصي بجدية‪ :‬وهللا بعد انا احس كذا بنته حاقدة‪.....‬‬

‫سار‪ :‬انا أقول قوموا ناموا احسن‪.....‬‬


‫نهض ج ّ‬
‫عزام بجدية ‪:‬صدق قصي قوم نام‪.....‬حرفيا بكرا بتنكرف‬

‫قصي تنهد ثم قام وتبعوه فيما بعدها!‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫القلب‬
‫حينما يعشق يرى كُل األشياء جميلة‬
‫وحينما يكره‬
‫يرى الظًلم ويبتعد عن السكينة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قلبها يُرفرف حباا وشو ًقا وخو ًفا‬
‫تشعر بطول المدّة ‪ ،‬تشعر بجوع قلبها وتشعر بشدة ظمأه‬
‫هل ما يحدث لهما االثنان عقاب؟‬

‫كلما حسبا االيّام وجدوها قريبة جدًا من بعضها البعض في‬


‫سقف واحد‬
‫ٍ‬ ‫جعلهما تحت‬
‫سا على عقب‬ ‫ولكن وبشكل سريع ومفاجأة ينقلب كل شيء رأ ً‬
‫ويبتعدا بسهولة‬
‫اخذت بنصيحة نوف لم تعد تحدّثه ‪ ،‬ولكن لم تُمنع نفسها من‬
‫مراسلته!‬
‫هي ضعيفة‬
‫وجدًا‬
‫يهزمها قلبها‪ ،‬وتهزمها نفسها ‪.....‬وتهزمها األحداث التي تدور‬
‫حولها‪....‬‬
‫أرسل لها‬
‫(اشتقت اسمع صوتك)‬
‫وهي ايضًا ولكن إلى متى سيطول هذا األمر؟‬
‫الى متى!‬
‫ارسلت له‬
‫(صدقتك! اظن اكثر صوت يستفزك هو صوتي)‬
‫كتبتها وهي تشعر بحرقة ال ُحب تتآكل بداخلها بًل رحمة‬
‫ال تدري لماذا تشعر بالضعف أمام هذا ال ُحب‬
‫ً‬
‫مطوال‬ ‫تشعر برغبتها في البكاء ‪ ،‬تود لو تحادثه‬
‫حتى انها تشعر انها بحاجة لحضنه!‬
‫أيعقل بسبب بُعد والدها أيعقل هذا؟‬
‫ماذا حدث إلعداداتك يا شيخة!؟‬
‫سمعت رنين هاتفها‬
‫ولم تتوانى عن اإلجابة عليه‬
‫‪:‬خيييييير متصل بنام!‬

‫ضحك هنا‪ :‬هههههههههههه واضح بتنامين وانتي اونًلين على‬


‫الواتساب هااا!‬

‫نفسيتها ُمتعبة للغاية ‪ ،‬ال تدري كيف تخبره انها اشتاقت له‬
‫وبحاجة إليه‬
‫‪:‬هاهاها مالك دخل‪.....‬‬

‫اردف هو اآلخر بهمس يدل على التعب‪ :‬اشتقت لك‪....‬‬


‫ازدرت ريقها‬
‫اكمل‪ :‬فاهم بُعدك وهللا ‪....‬وفاهم تفكيرك يا شيخة‪.....‬بس‬
‫شسوي؟‪......‬كلما قلنا ‪...‬قربنا نجتمع‪...‬صار شي‪.....‬‬

‫نزلت دمعتها بحساسية مفرطة واردفت لتعاكس شعورها‪ :‬عادي‬


‫شورانا ننتظر ونبتعد طولة الفترة‪......‬‬

‫بندر بنبرة ذات مغزة‪ :‬عسى قلبك يقوى على هالشي؟‬

‫سكتت ال تريد ان تتحدث وتُفضح ما بداخلها ألنها حقيقةً هي‬


‫غاضبة من نفسها ‪....‬ومن هذا الضعف الذي اخذ يلتف‬
‫حولها‪.....‬‬
‫تحدث متعمدًا‪ :‬ليش ما تردين؟‬
‫عضّت على شفتيها مسحت دموعها ثم اردفت ببهوت‪ :‬دامي‬
‫اعرف انك لي لألبد راح اقدر ابعد‪....‬‬

‫تحدث هنا وهو يجول في غرفته ذهابًا وإيّابًا‬


‫‪:‬تبكين عشان البعد وال عشان عمي؟‬

‫فهمت انه علم من خًلل صوتها انها بكت‬


‫فقالت بنرفزة‪ :‬قسم باهلل انك كلـ‪.....‬‬

‫ضحك حينما فهم انها علمت بخدعته من جعلها تتحدث وهي على‬
‫هذه الحال‬

‫فقال بحنيّة‪ :‬اشتقتي لي وال له؟‬

‫بكت ‪ ،‬بصوت ‪.....‬يشبه األنين‪...‬تشعر باليتم رغم انّ والدها‬


‫موجود‪...‬تشعر بالغيرة انه قريب من اختها التي ترفض وجوده‬
‫اساسا! لم تعتاد على ان يكون بعيدًا ‪....‬لم تعتاد على أال تسمع‬
‫صوته يوميًا ‪......‬لم تعتاد على هذه األجواء المليئة بالتوتر‬
‫والحزن‪....‬‬
‫سعود ُمرهق للغاية ‪ ،‬والدتها ُمتعبة‬
‫وباألمس وصل خالد بوجه شاحب ومصفر ‪...‬ينّم ع ّم عاشه‬
‫فرقتهم جميعًا‬‫هناك‪......‬كرهت نورة ألنها ّ‬
‫كر ّهت ديانا ألنها اضعفت الجميع‬
‫كر ّهت أمير ألنه افلق قلبهم‪....‬‬

‫بندر لم ينصدم منها‪.....‬اغمض عينيه وتنهد‪ :‬شيخة‪......‬‬


‫شيخة بهروب وببحة‪ :‬بنام بندر بنام‪.....‬‬

‫بندر ‪ :‬شيخة‪.....‬صدقيني هاأليام الثقيلة بتعدي‪....‬هونيها‬


‫وتهون‪....‬‬

‫شيخة ال تريد ان تطيل المكالمة معه‪ :‬تصبح على خير‪....‬‬

‫أغلقت الخط قبل ان يتكلم ثم انخرطت في بكاؤها‪.....‬‬


‫بينما بندر مسح على رأسه عدّت مرات‬
‫ال يدري كيف يخفف عنها‪......‬ال يدري كيف في األصل يفاتح‬
‫والده عن رغبته في (التمليك_ عقد قران ) عليها في هذه‬
‫األوضاع‪...‬يشعر انها بحاجة اليه‪...‬ويشعر انها تحاول ان تبتعد‬
‫عنه ‪.....‬هذه الفترة‪.....‬هو خائف من نفسه ومنها ومن كل‬
‫شيء‪....‬كلما حاول ان يضع النقاط على األحرف جاءت االحداث‬
‫تركض تمحيها بسرعة ‪....‬رمى الهاتف على سريره ثم دخل‬
‫الخًلء!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫االهتمام بمن تحبهم‪....‬شعور يجلب المسؤولية ‪.....‬والخوف‬
‫عليهم ‪....‬في بعض الحين يجلب القلق‪.....‬ربما تبالغ باالهتمام‬
‫لدرجة نسيان نفسك‪ ،‬حتى انه يُبهت شعورك باأللم‬
‫وهذا ما حدث فعلياا لها‪...‬‬
‫تشعر بالتعب‪ُ ،‬مرهقة‬
‫‪....‬ولكن ال تُبالي‪....‬تضغط على نفسها ‪...‬تحاول ان تبتسم‬
‫‪...‬تضحك‪....‬تنشر الفرح والسرور في االرجاء‪....‬ولكن ال تعي‬
‫للتعب الذي يحاول أن يتقلّب على سعادة قلبها‪.....‬بل‬
‫تتجاهله‪...‬ولكن في هذه الليلة ‪....‬في هذا الهدوء‪.....‬تشعر انّ‬
‫الرجفة اخذت تسيطر على نفسها‪....‬تشعر انها بدأت تخاف مما‬
‫يحدث لجسدها الضعيف‪.....‬ازدردت ريقها‪.....‬اخذت تُتمتم‬
‫باالستغفار ‪.....‬تضع يدها على قلبها لتسكن الذعر الذي بدأ يدب‬
‫بداخله‪...‬هل ستدخل في غيبوبة السكر مرةً أخرى؟!‬

‫يتعرق ‪.....‬وشعورها بالغثيان يزداد‪....‬هل انخفض‬


‫ّ‬ ‫بدأ جبينها‬
‫مستوى السكر لديها؟‬
‫حاولت النهوض من على السرير ‪....‬شعرت بدوار وغشاوة على‬
‫عينيها‬
‫خافت ال تريد الموت وهي هنا لوحدها‪....‬‬
‫همست وهي تشد على بدلتها ‪ :‬الجازي‪....‬‬

‫اغمضت عينيها بقوة ‪ ،‬ثم فتحتهما لتعود بشكل جزئي‬


‫لوعيها‪....‬سحبت قدمها اليُمنى ‪....‬وتبعتها اليُسرى‪.....‬هذا‬
‫الشعور‪....‬الذي قتلها في بداية األمر لتكتشف انها تعاني من‬
‫مرض سكري مزمن‪...‬هذا الشعور الذي رأت فيه دموع‬
‫والدها‪...‬وذعر اختها ‪....‬وخوف بندر‪...‬ورجفة خالد‪.....‬الذي‬
‫احتضنها ‪.....‬هل ستعود تلك االحداث؟‬

‫ّ‬
‫هزت رأسها وهي بالكاد تهمس لنفسها‪ :‬نوف‪...‬مممما رااااح‬
‫يصير شششي‪...‬اهدي‪....‬‬

‫اقتربت من الباب‪....‬فتحته بيد مرتجفة‪...‬تريد ان تذهب لغرفة‬


‫بندر القريبة من غرفتها‪...‬فتحته وكادت تسقط ولكن شدّت على‬
‫مقبض الباب‪...‬واتكأت عليه‪....‬اغمضت عينيها بقوة‪......‬تشعر‬
‫أنّ نفسها يضيق‪...‬وروحها تشتد وتصعد لرأسها بوجع مخيف!‪...‬‬

‫همست وكأنها تنادي احدًا وفي الواقع هي تنادي‪ :‬بننننندر‪....‬‬

‫ولكن صوتها بالكاد يخرج من فاهها‪...‬ازدردت ريقها‪...‬مسحت‬


‫ُحبيبات العرق من على جبينها استقامت في وقفتها بصعوبة وهي‬
‫تكبح هذا الشعور ثم مشت بخطى غير متزنة لناحية باب بندر‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان في غرفته ‪....‬لم ينم‪.....‬كان يعمل على حاسوبه‬
‫اآللي‪....‬يشعر بمجافاة النوم لعينيه بسبب نومه في‬
‫العصر‪.....‬اشتغل على اعمال والده التي تراكمت بسبب تعبه‬
‫ومكوثه في المنزل بعد اصابته في أكسفورد‪........‬حاول أن ينجز‬
‫الكثير ‪.....‬ثم نهض وخرج من الغرفة لشعوره بالجوع ورغبته‬
‫في النزول للمطبخ لتناول الطعام ليسد به جوعه‪....‬فتح الباب‪....‬‬
‫خرج‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تمشي وهي ترتجف‪....‬مغمضة لعينيها بقوة‪....‬شعرها‬
‫منسدل على ظهرها الطويل‪.....‬جسدها يرتجف بشكل ملحوظ‬
‫وكأنها تعاني من برد شديد‪.....‬خطواتها غير متزنة ‪...‬تهمس‬
‫‪:‬بندر‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رآها وارتعب‬
‫قائًل‪ :‬بسم هللا‪...‬‬
‫قوس حاجبيه وركّز بنظريه عليها ليردف‪ :‬نووووووووف؟‬ ‫ثم ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صعق‬
‫التفتت عليه وكأنها لقت طوق نجاتها‪.....‬اقترب ‪...‬منها ‪..‬و ُ‬
‫من شحوب وجهها وتعرقه ورجفتها‪.....‬وذبول جسدها‬
‫النحيل‪....‬نوف‪....‬كانت ضعيفة‪....‬وقصيرة‪.....‬ومع هذه‬
‫األوضاع‪.....‬انكمشت حول نفسها ‪....‬واصبح ظهرها‬
‫منحنياا‪.........‬فهم حالتها تلك‪.....‬فهم وخفق قلبه لذا‬
‫ركض اليها‪...‬وهو يهمس‪ :‬نوف‪....‬‬

‫حاولت التحدث ‪ :‬تتتتتتعععبانهه‪....‬‬

‫تصرح بها‬
‫ّ‬ ‫ألول مرة‬
‫ّ‬
‫ُمتعبة جميعهم يعلمون انها متعبة ولكن تكابر‪....‬وتشتتهم‬
‫بضحكتها‪....‬بمزحها‪.....‬مدّت يدها له‪....‬وكأنها تقول‬
‫(ساعدني)‬
‫‪:‬بننننند‪....‬‬

‫اقترب منها وامسك بأكتافها ‪....‬وهنا استندت عليه وارتخى‬


‫جسدها‪....‬وسري ًعا ما‪.....‬اصبح رأسها متدلياا للوراء‬
‫ً‬
‫مجاال‬ ‫وكأنها كانت تنتظر اقترابه لتترك لنفسها وتعطي ذاتها‬
‫للهروب من الحياة‪...‬‬

‫خالد بذعر‪ :‬نووووووووووووف‪.....‬نوفففففففففففف‪....‬‬


‫ثم جثل على ركبتيه وجعلها في حضنه‬
‫وبخوف وصوت مسموع‪ :‬نوفففففففففف ال تستهبلين‬
‫علي‪....‬نوووووووووووووف‪.....‬‬
‫سا يفكر بشيخة وبنفسه‬ ‫انفتح باب غرفة بندر الذي كان جال ً‬
‫وبطريقة ليخبر بها والده انه يريد يُعقد القران عليها بهذه‬
‫األوضاع ‪.....‬سمع صوت خالد‪....‬وهو ينادي نوف‪....‬ونهض‬
‫سريعًا من على سريره ثم فتح بابه وخرج لينظر إليهما‬

‫فهم حالة نوف وبشكل سريع‪....‬تحدث‪ :‬اتركها خالد على األرض‬


‫اتركها ممدها على األرض‪...‬‬

‫خالد كان ينظر اليها‪.....‬الى مًلمحها الذي اكتسبتها من والدته ‪،‬‬


‫وجه دائري‪......‬ممتأل ً‬
‫قليًل‪....‬ولكن تمتاز بحده مًلمحها‬
‫‪.....‬حاجبين اسودين مرتخيين‪.......‬لتتضّح رسمتهما ‪.....‬وانف‬
‫شامخ‪...‬مصفر‪....‬به حبيبات عرق‪.....‬تنساب على جانبيه لتخبر‬
‫خالد عن رغبتها التي تلّح في التهام وجنتي اخته ‪......‬شبيهة‬
‫والدته بين يديه ‪....‬ظن انها تصارع الموت‪......‬توقف عقله‬
‫واخذه ينظر لها‪...‬وكأنه ينظر لوالدته‪....‬ينظر لها يودعها‪....‬يكرر‬
‫بداخله‬
‫(ارجوك ياربي خذ من عمري واعطيها‪....‬يمه ال تروحين)‬
‫يود ان يتكرر عليه‪...‬وهذا هو تكرر بًل‬‫هذا المنظر‪.....‬مؤلم‪....‬لم ّ‬
‫موعد وبًل سابق انذار!‪.......‬تحدث بصوت اعلى وكأنه يريد ان‬
‫ينفي ما يجول بعقله‬

‫‪:‬نوووووووووووووف‬

‫بندر شعر بسكون أخيه‪....‬وبتحدّيقه بأخته‪.....‬اقترب وامسك‬


‫بأكتافه‪ :‬ما فيها شي‪....‬منخفض السكري‪....‬اتركها‪....‬ارفع‬
‫رجولها بس‪.....‬‬

‫لم يرى منه ردت فعل‬


‫فارتفع صوت بندر‪ :‬خااااااااااااااااااااالد تكفى اصحى ‪....‬على‬
‫نفسك وساعدني‪....‬‬

‫خالد ما زال يحدّق بها وكأنه يحدّق بوالدته ‪........‬بندر سحبها‬


‫من يديه‬
‫وممدها على األرض ركض لناحية غرفته واخرج وسادتين‬
‫وضعهما تحت رجليها‪...‬‬

‫تحدث ‪ :‬خالد انزل المطبخ جيب تمرة‪.....‬خااااااااااااالد‪....‬‬

‫انفتح باب غرفة الجازي التي ترتدي بجامتها السوداء القطنية‬


‫وشعرها منكوش ً‬
‫قليًل ‪....‬عاقدة حاجبيها‬
‫تحدثت ببحة نوم‪ :‬شصااااااااااااااير؟‬

‫ثم سقطت انظارها على اختها الممددة‬


‫هنا فاقت خًليا عقلها من النوم صرخت‪ :‬نووووووووووووووف‬

‫بندر اغمض عينيه وتحدث‪ :‬خااااااااااااااااااااالد‬

‫خالد أخيرا وعى على نفسه ‪....‬مسح سري ًعا دمعته ثم نهض وهو‬
‫يكرر‪ :‬طيب طيب‪....‬‬

‫الجازي أتت بالقرب من رأسها وبخوف‪ :‬شفيها‪....‬‬

‫بندر يعرف جيّدًا حالة اخته‪ :‬انخفض السكر عندها‪...‬شكلها نست‬


‫تأخذ االبره‪...‬‬
‫ضربت الجازي على فخذيها‪ :‬يمه اختي يمه‪......‬‬
‫طوق وجه نوف تحدث‪ :‬نوف تسمعيني؟‬ ‫بندر ّ‬
‫الجازي نظرت إليها وبكت‬
‫بندر بنرفزة‪ :‬الجازي‪.....‬تكفين هدي‪.....‬مو وقت بكاك‪...‬ال‬
‫تّسمعين ابوي‪....‬وتخرعينه‪.....‬‬

‫الجازي ازدردت ريقها ووضعت يدها على فمها‬

‫بندر مسح العرق من على جبين اخته تحدث بهدوء‪ :‬نوف‪....‬‬


‫تحسس نبضها‪.....‬وهو يزدرد ريقه‪....‬ثم نظر لوجهها‬
‫‪:‬نوف‪....‬‬
‫ضرب على خديها بلطف‬
‫فقال‪ :‬الجازي جيبي ماي‪....‬‬
‫نهضت األخرى بسرعة ‪.....‬لجلبه‪....‬واتى هنا خالد راكضًا يقول‪:‬‬
‫نوديها المستشفى‪......‬‬
‫هز بندر رأسه‪.......‬بخوف‪...‬‬
‫‪....‬واخيرا فتحت عينيها ببطء شديد‬
‫ً‬ ‫ثم نظر لها‬
‫فقال وهو يمد التمرة لفاهها‪ :‬نوف‪.....‬تسمعيني‪...‬‬
‫هزت رأسها ببطء شديد‬
‫همس‪ :‬الحمد هلل‬
‫قرب التمرة من فاهها‪ :‬فتحي فمك تكفين‪...‬‬‫ّ‬

‫نوف حاولت فتح فاهها‪...‬بينما بندر رفع رأسها ‪.....‬وضع جزء‬


‫بسيط من التمرة في فاهها‪.......‬‬
‫فقال خالد‪ :‬الزم نوديها المستشفى‪......‬‬

‫نوف أسندت‬
‫رأسها على صدر بندر ‪.....‬تشعر بالخمول والتعب‬
‫فقال بندر‪ :‬طيب‪....‬‬
‫أتت الجازي وهي تحمل بيدها كاس ماء‬
‫فقالت بخوف وهي تنظر ألختها التي تسند رأسها على صدر‬
‫اخيها بتعب ووجه شاحب‬
‫تحدث‪ :‬يمه نوف‪......‬تسمعيني‪....‬‬
‫هزت رأسها وهي تأشر بيدها وكأنها تقول (انا بخير)‬
‫بندر‪ :‬الجازي جيبي عباتها بنوديها المستشفى‪...‬‬
‫الجازي بخوف‪ :‬بروح معاكم‬
‫خالد ‪ :‬الال وعبد هلل تتركينه عند من‪......‬‬
‫الجازي بأنهاء النقاش‪ :‬سينا هنا‪....‬‬
‫ثم دخلت غرفتها أوال سحبت عباءتها‪....‬ثم جلبت عباءة اختها‪....‬‬
‫تناولها خالد من يدها‪ :‬هاتيها عنك‪....‬روحي نادي سينا‪...‬‬
‫فعلت ما امرها به سريعا وصدرها يشتعل خو ًفا على نوف‬
‫لم يخبرا ابوهم‪.....‬لم يحبذا اخافته في هذا الوقت المتأخر‪.....‬حمل‬
‫بندر اخته بعد ان ساعدها على ارتداء العباءة‬
‫وخرجا من المنزل بعد ان اطمأنت الجازي بتواجد سينا مع‬
‫ابنها‪.....‬ركبا السيارة ولم تكف الجازي عن قراءة القرآن على‬
‫اختها‪...‬وضعت رأس نوف على صدرها وطبطبت على ظهرها‬
‫واخذت تدعي لها بالشفاء‪......‬وقلبها مضطرب‪.......‬بينما خالد‬
‫الذي يقود السيارة ال يدري كيف وصل إلى المستشفى في غضون‬
‫سا عن يسار نوف‪...‬يراقبها‬ ‫ربع ساعة‪.....‬وبندر كان جال ً‬
‫بخوف‪.....‬ماذا حدث لها؟ ال يذكر انها كانت متعبة ‪.....‬بل ال يعلم‬
‫انها كانت تخبي تعبها عنهم‪....‬‬

‫وصًل امام باب الطوارئ‬


‫نزل خالد وسريعًا ما فتح باب الجازي وسحب نوف بسهولة‬
‫لتصبح ما بين يديه‬
‫نوف كانت ما بين الواعي والًلواعي‪....‬‬
‫ركض بندر لناحية أخيه المذعور وركضت الجازي خلفهم‬
‫عندما رآهم‬
‫الممرضات على هذا الحال‪....‬‬
‫أتوا اليهم مسرعين بالكرسي المتحرك‬
‫وضعوها عليه‬
‫وادخلوها غرفة الطوارئ‬
‫خالد تحدث بخوف‪ :‬اتصل على سيف‪.....‬‬
‫بندر بتشوش‪ :‬يمكن مو هنا‪.....‬ما عنده ‪...‬مناوبة او شي‪....‬‬
‫الجازي اردفت بشكل سريع‬
‫هي تعلم في هذا اليوم تكون مناوبته‬
‫اردفت‪ :‬إال اليوم مناوبته‪...‬‬
‫بندر سحب الهاتف اجرى اتصاله السريع‪....‬واخبره سيف بأي‬
‫قسم هما‪...‬ليأتي!‬

‫الجازي اخذت تفكر بيدها بقوة‪.....‬خائفة‪....‬خالد متوتر للغاية‬


‫بينما بندر يحاول ان يهدأ من نفسه‪......‬‬
‫ست دقائق ووصل سيف اصبح أمامهم‬
‫قائًل‪ :‬طلع الدكتور؟‬

‫خالد بخوف‪ :‬ال‪....‬‬


‫سيف التمس خوفهم ونظر للجازي التي تبكي بًل صوت‪ :‬هدوا يا‬
‫جماعة ان شاء هللا ما فيها اال العافية‪....‬بدخل الحين اشوف‬
‫الوضع واطمنكم‪....‬‬
‫بندر تنهد وهز رأسه برضى‪...‬‬
‫بينما سيف دلف الباب ودخل الغرفة‪....‬‬

‫لم يتوقعوا ان تطيح مرةً أخرى نوف بضعف هكذا‪......‬هم‬


‫معتادون على قوتها وضحكتها‪......‬حينما تنهزم جميعهم‬
‫ينهزمون‪....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مرت ثمان دقائق من على دخول سيف‬
‫ثم خرج‬
‫فقال خالد‪ :‬طمنا‪....‬‬
‫سيف ابتسم‪ :‬وهللا انها بخير‪....‬بس انخفض عندها مستوى‬
‫السكري‪....‬وبسوون لها فحوصات كإجراءات احترازية ال اقل وال‬
‫اكثر‪....‬‬

‫الجازي بخوف‪ :‬نقدر ندخل لها‪...‬‬

‫سيف نظر لها‪ :‬اكيد‪...‬‬


‫بندر بًل تردد دخل‪....‬وخالد ايضًا‬
‫وكادت تدخل الجازي ولكن سيف امسك بيدها‬
‫ثم نظر إلي ها وكأنه يحدّق في عينها‪ :‬نوف بخير‪....‬ما عليها‬
‫شر‪......‬تعب بسيط‪....‬ال تخافين‪...‬‬
‫هزت رأسها‬
‫وكادت تدخل ولكن اغلق الطريق عليها حينما اقترب منها‬
‫يقول‪ :‬عبد هلل وينه؟‬
‫الجازي كل همها رؤية اختها فقالت بشكل سريع‪ :‬بالبيت عند‬
‫سينا‪....‬‬
‫هز رأسه ثم قال‪ :‬دخلي راح انتظرك هنا‪.....‬‬
‫ثم تركها‪....‬ودخلت دون ان تفكر فيما قاله!‬

‫رأت اخويها‬
‫وهما يحدثان‬
‫نوف التي بالكاد تبتسم لهما لكي ال تخيفهما‬
‫بينما الممرضة كانت تضع لها المحلول ‪......‬واخبرتهم ان‬
‫يخرجوا ليجعلوها تنام ً‬
‫قليًل!‬

‫بندر قبّل جبينها‪ :‬خوفتينا عليك‪...‬‬


‫خالد حدّث الطبيب جانبًا وفهم انّ اخته مهمله لغذائها وصحتها‬
‫ولكي يطمئنوا اخبره بملزوميّة اجراء التحاليل‬
‫ولكن اخبره ال داعي للخوف‬
‫ً‬
‫اصًل‬ ‫فمدة االغماء لم تطول‬
‫لكي يخاف من دخولها في غيبوبة السكري كما يظن خالد‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خالد‪ :‬اخبارك الحين‪....‬؟‬
‫دخلت الجازي وهي تقول‪ :‬نووووووف‬
‫اخيرا نطقت‪ :‬البكايّة جات؟‬
‫ً‬ ‫نوف‬

‫ضحك بندر بخفة‪ :‬ههههه أي جات‪...‬‬


‫نوف بدأت تستوعب من هم حولها‪....‬بللت شفتيها‪ :‬وين عبود‪...‬‬
‫الجازي وهي تطبطب على يد نوف‪ :‬عند سينا‪...‬‬
‫نوف عقدت حاجبيها وبدأت تستوعب جدية االمر‬
‫وارهاقها ولكن قالت بدعابة‪ :‬طسي لها ال تتركين الولد عندها ال‬
‫تاكله‪...‬وثانيا روحي نامي ورانا عرس‪...‬‬
‫خالد بنبرة جادة في العصبية‪ :‬أي عرس‪.......‬فكري بنفسك اشوي‬

‫بندر أشار له بان يهدأ وال يُكثر عليها الحديث فقال‪ :‬اليوم بتنامين‬
‫هنا‪.......‬والزمتك راحة نوف‪...‬‬

‫نوف بهدوء‪ :‬وهللا تعب بسيط‬


‫خالد كاد يشتمها ولكن تمتم باالستغفار‬
‫فقال‪ :‬نوف‪...‬بًل هبل‪....‬‬
‫الجازي ‪ :‬نوف‪....‬شفيك انتي كذا‪.....‬استوعبي ‪.....‬انتي الزمتك‬
‫راحة‪....‬العرس مو طاير‪......‬ومو الزم أصًل نحضره‪....‬‬
‫نوف بجدية‪ :‬مو من جدك‪....‬من هنا لليل بصير احسن‪....‬‬

‫خالد بجدية‪ :‬الدكتور يقول فيك سوء تغذية‪.....‬والزمتك‬


‫راحة‪....‬وهدوء‪.....‬‬
‫نوف ابتسمت له‪ :‬صدقني لرحت العرس ورقصت ‪....‬بصير‬
‫بخير‪...‬‬
‫بندر‪ :‬ههههههههههههههه ياربي انتي يوم اغمى عليك طار‬
‫عقلك شكله‪....‬‬

‫الجازي ابتسمت‪ :‬واضح هذا اللي صار‪...‬‬

‫نوف لتخفف عنهم ‪ :‬انتوا دايم تكبرون المواضيع‪......‬‬


‫ثم قالت‪ :‬باهلل الدكتور الحليو الي تو طلع هو اللي انقذني‪...‬‬
‫خالد بنرفزة أشار‪ :‬باهلل سكتوها ال اذبحها سكتوها‪....‬‬
‫بندر‪ :‬ههههههههههههههههه نويّف ‪......‬ارتاحي ال كثرين‬
‫كًلم‪....‬‬
‫نوف بللت شفتيها بابتسامة باهته‬
‫ثم التفت على الجازي وهمست‪ :‬باي مستشتفى حنا‪...‬‬
‫الجازي نظرت ألختها وفهمت ما يجول في عقلها لذلك لم ترد‬
‫فغمزة نوف لها‪ :‬جنب الحبيب اجل؟‬

‫بندر سمع همسها ولم يستطع ان يكبت ضحكته‪:‬‬


‫هههههههههههههههههههههههه اختكم فصخت عقلها‪....‬‬
‫خالد نظر لها بخوف وفي اآلن نفسه يبتسم‬
‫‪:‬نامي نامي وانا خوك عشان ال اجرم فيك‪....‬‬
‫نوف باستهبال‪ :‬قول لي قصة‪.....‬‬
‫بندر نظر لخالد ثم لها‪ :‬نويّف ‪.....‬انضرب عقلك؟‬
‫الجازي بضحكة خفيفة‪ :‬هههههههههههه وربي وال كأنها طيّرت‬
‫قلبنا‪...‬‬
‫نوف بحنية‪ :‬اسم هللا على قلبكم‪...‬‬
‫وبجدية‪ :‬انا بخير‪......‬‬
‫الجازي ربتت على يدها‪ :‬نامي‪....‬‬
‫نوف همست لها‪ :‬روحي شوفيه‪....‬‬
‫الجازي بحده‪ :‬نوووووووووووف‬

‫بندر فهم ما يحدث بينهما فقال‪ :‬عن اذنكم بروح اشرب ماي‪...‬‬
‫خالد اتى بالقرب من سرير اخته جلس على طرفه فقال‪ :‬يًل نامي‬
‫عاد نوف‪....‬ارتاحي‪...‬‬
‫الجازي تذكرت سيف نهضت وهي تقول‪ :‬بروح الحمام وبجي‬
‫نوف نظرت لها واخذت تلعب بحواجبها حتى خالد قال‪ :‬بنتتتت‬
‫شالحركات‬
‫بينما الجازي بقهر قال‪ :‬حيلك فيها‪.....‬‬

‫ثم خرجت من الغرفة‬

‫ورأت سيف ينتظرها على الكراسي الجانبية‬


‫فقال‪ :‬تعالي نروح المكتب‪.....‬‬
‫الجازي تنهدت بضيق ولكن تبعته‬
‫‪....‬‬

‫لم تفكر بعد‪...‬تشعر بالتذبذب بالحيرة والشك‪...‬بالخوف والقلق‬


‫مجاال في التفكير بناحيته بشكل اجابي‪....‬‬ ‫ً‬ ‫لم يترك سيف لها‬
‫مشت بهدوء وانغلق عليهما الباب‪...‬ازاحت من على وجهها‬
‫الغطاء‪....‬واشار لها ان تجلس على الكرسي‪....‬‬
‫فقال‪ :‬الحمد هلل على سًلمة نوف ً‬
‫اوال‪....‬‬
‫ثم تابع بقول‪ :‬فهميها انه الزم تلتزم بعًلجاتها وبأكلها‪...‬‬
‫هزت رأسها ‪ :‬ان شاء هللا‪...‬‬
‫قال بتوتر ‪ :‬اللي صار لها‪...‬نتيجة اهمالها لصحتها ‪.....‬وان شاء‬
‫هللا ما يتكرر‪....‬‬

‫الجازي تعلم انه متوتر‪......‬ال يدري كيف يبتدأ‪...‬وهي ال تعرف‬


‫بما تجيبه لو سأل‪....‬‬
‫تنحنح ثم قال‪ :‬الجازي‪..‬‬
‫التفت عليه ثم نظرت للفراغ ‪ :‬سيف‪....‬‬

‫سكت وهي فركّت بيدها بقوة‬


‫فابتسم‪ :‬نعم‪...‬‬
‫اشارت بتوتر‪ :‬قول اللي عندك‪.....‬‬
‫سيف ‪ :‬شنو ردك؟‬

‫هزت رأسها بشتات عارم‪....‬وخوف‪ :‬مادري سيف مادري‪...‬‬

‫سيف تنهد بضيق‪ :‬خذنا حوالي شهر وانتي ما تدرين؟‬

‫الجازي‪ :‬سيف انت موفاهمني‪....‬وهللا مو فاهمني‪.....‬انا‬


‫خايفة‪......‬خايفة اظلم نفسي‪...‬اظلم عبد هلل‪......‬حتى اني‬
‫اظلمك‪....‬انا تعبت‪....‬مادري ايش ابي‪....‬بس اللي اعرفه بشكل‬
‫صريح وواضح مابي بكرا عبد هلل يلومني على شي‪.....‬خارج عن‬
‫سيطرتي‪....‬‬
‫سيف بهدوء‪ :‬ثقي فيني‪...‬وحطي يدك بيدي‪....‬‬

‫الجازي سكتت ‪ ،‬نظرت إليه وفي قلبها ثقل وخوف ‪ :‬وفرضًا‬


‫وحطيت يدي بيدك يا سيف‪....‬وقرصتني من جديد‪.....‬‬

‫سيف ‪ :‬هللا ال يسامحني لو سويتها‪......‬‬


‫ضت شفتيها بقوة‪....‬لتمنع رغبتها في البكاء‪....‬ال تدري‬ ‫الجازي ع ّ‬
‫جًل ما تشعر به لناحيته ‪......‬تشعر بالخوف واأللم‬ ‫كيف تخبره انّ ّ‬
‫ال الحب والعشق‪.....‬‬
‫مسحت على جبينها‪ :‬سيف انا ما اكرهك‪....‬بس ما‬
‫احبك‪....‬سيف‪....‬انا‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬الجازي‪....‬تكفين‪....‬ال توجعيني‪....‬انا موجوع‬
‫منك‪......‬كثير‪.....‬سمحت لك توجعيني‪...‬عشان بس‬
‫ترضين‪......‬حاليا ماقدر ماقدر اسمع هالشي منك‪.....‬‬

‫الجازي تنهدت من جديد فقالت بحسم االمر وهي تنهض‪ :‬برجع‬


‫لك عشان عبد هلل يا بو عبد هلل‪......‬بس ال تنتظر مني‬
‫شي‪.....‬انت بغرفة وانا بغرفة‪.......‬لين يفرجها ربي‪.....‬‬

‫ثم خرجت سريعًا من المكتب دون ان تنظر إلى وجه‬


‫هي جرحته ولكن ليس بمثل جرحه الذي سببه لها‪...‬هو قتل شيء‬
‫بداخلها‪....‬شيء حاولت ان تحافظ عليه ولكن قتله‪.....‬واآلن ال‬
‫يريد منها ان تؤذيه ‪.....‬باإلفصاح عن مشاعر النفور‬
‫لناحيته‪......‬ستضحي من أجل الصغير‪...‬رأت ما حدث لعمها‬
‫يوسف‪....‬رغم االختًلف الواسع إال انها اخذت تربط وضعها‬
‫بقصته‪....‬ال تريد من ابنها ان يعيش‪...‬متذبذب‪...‬وبعيد‬
‫عنهما‪....‬ال تريد غدًا يشعر انهامختلفة بطريقة غير محبذة في‬
‫المجتمع!‬

‫تفكيرها غريب‪.....‬ولكن آل بها بالتنازل عن عنادها والخضوع‬


‫لرغبة سيف بشرطها الذي ذكرته‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫سيف شعر بالسعادة بالفرح رغم انه اُحبط من محادثتها بهذا‬


‫البرود ‪......‬شعر انها حقًا مجروحة‪....‬جرحها عميق وربما لم‬
‫يلتمسه ابدًا ‪....‬وشرطها بأال يقترب منها ابدًا‪....‬اوقع في قلبه‬
‫خوف‪....‬من ان يبقيا طيلة حياتهما هكذا قريبين ‪......‬وبعيدين في‬
‫اآلن نفسه‪.....‬مسح على رأسه‪.....‬‬
‫وحمد هلل على كل حال‪....‬‬
‫هذا هي البداية‬
‫النهاية ستكون اجمل‬
‫ستكون اجمل‬
‫هذا ما يكرره بداخله‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دو ًما ما يتحدثون عن ال ُحب األول‬
‫والنظرة األولى‬
‫والعشق األخير!‬
‫دو ًما ما يضيعون اطار حول استدامة ال ُحب األول وبقاؤه في اثر‬
‫ال ُحب اآلخر‬
‫ولكن هي ال ترى هذا الحب‪....‬‬
‫بل تحول حبها األول إلى رماد حارق لحبها اآلخر‬

‫لم تذهب إلى منزلها‪.....‬تشعر بالخجل من النظر إلى عين‬


‫زوجها‪...‬تشعر بحقارة نفسها‪...‬وأنان ّيتها في ِخداعه طيلة هذه‬
‫السنوات‪....‬هي ضحية‬
‫ضحية ُحب‪......‬استمال بها إلى ان تكون ضحية‬
‫اغتصاب‪.....‬لتكره ال ُحب وال تصدقه‪......‬تزوجت بمشعل ِبًل حب‬
‫ولكن ‪...‬هو بنفسه علمها ال ُحب الحقيقي‪....‬فتعلقت به‪.....‬واخذت‬
‫قوة‪....‬واآلن‪.....‬وبسبب األحداث‬ ‫تخبأ الوقائع بكل ما أتيت من ّ‬
‫األخيرة ‪....‬لم تعد تطيق خداعه ‪....‬ولكن ال تريد مفارقته ‪...‬وال‬
‫تريد ان يعرف بكل األشياء‪......‬هربت منه هذه الفترة‪.....‬‬
‫وهي تكثر بالدعاء على ابنتها ايًلف التي لم تكن إال نتيجة ل ُحب‬
‫فاشل‪......‬ونوايا سيئة‪.........‬بالموت!‬
‫تصرح بالدعاء عليها بالموت امام حصة‬ ‫ّ‬ ‫اخذت‬
‫حتى ذات يوم‬
‫صرخت حصة ‪ :‬انتي عندج قلببببببببببببببب؟‪....‬شلون تدعين‬
‫عليها جذه؟‪....‬تدعين على بنتيييييييييي‪.....‬يا القاسية‪....‬‬

‫بكت ‪ ،‬خائفة‪......‬منهارة ‪...‬اسم ايًلف يرعب فؤادها‪...‬يخل‬


‫بتوازنها‬
‫صرخت‪ :‬أي خليها تموت ونفتك منها‪......‬‬
‫هزت اختها ‪ :‬جب وال كلمة‪...‬الحد يسمعج‬
‫‪.....‬خًلص‪....‬انسيها‪...‬هذي بنتي‪......‬بنتي‪........‬‬

‫دالل دفعت اختها للوراء وبانهيار‪ :‬خذيها شبعي فيها ما ابيها ما‬
‫ابيها‪.....‬‬
‫حصة بغضب مشتعل ‪ :‬وهي ما تبيج‪.....‬وال تبينا‪.....‬البنت‬
‫تزوجت‪....‬ومو راضية ترد الكويت نسوي لها عرس‪.......‬فهمت‬
‫انه نبيها تبتعد‪....‬يا دالل‪.......‬ركدي‪.....‬وطسي بيت ريلج ال‬
‫تهدمين بيتج بنفسج‪....‬ايًلف ال شكّل خطر ال عليج وال على احد‬
‫ثاني‪.......‬وبدل ال تدعين عليها‪.....‬ادعي لها‪...‬يا دالل‪....‬‬

‫ثم خرجت من الغرفة وتركتها تجول في الغرفة ذهابًا وإيابّا‪...‬‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫كما تفعله اآلن تجول في غرفتها كالمجنونة‪..‬‬


‫ثم سحبت هاتفها وبًل تردد اتصلت على مشعل‬
‫في هذا اليل‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان نائم ‪.....‬ازعجه رنين الهاتف بشكل مستمر سحبه‬
‫وأجاب‪ :‬نعمممممم‪...‬‬

‫بكت وهي تقول‪ :‬مشعععععععل طلقني‪....‬‬

‫ّ‬
‫مًل من تكرارها لهذه الكلمة‪......‬تنهد‪ :‬نتفاهم باجر يا دالل‬
‫باي‪.....‬‬

‫دالل بانهيار بكائي وصوت مرتفع‪ :‬ال‬


‫الحين‪.......‬مشعل‪.....‬طلقني‪....‬‬
‫مشعل جلس على السرير وتحدث بحده‪ :‬انتي شنو جاج ابي‬
‫افهم‪....‬فجأة قلبتي ‪....‬وتطلبين الطًلق‪....‬بعد هالعمر‪........‬وبعد‬
‫هالعشرة‪....‬شسويت لج عشان تطلبين الطًلق هاااااااااااا‪.....‬‬

‫دالل مسحت على رأسها وبانهيار‪ :‬مابيك‪......‬‬

‫مشعل بانفعال‪:‬انا عارف فيه شي شاغل لج بالج‪....‬وموترج‬


‫ومخليج تطلبين الطًلق‪........‬فقوليه بدون هاللف والدوران‪....‬‬
‫دالل بقلب محطم وجرح غائر في قلبها‪ :‬ما فيه‬
‫‪....‬ماااااااااااااافيه‪....‬بس انا ما ابيييييييييييييييييييييييييك‪.......‬‬

‫مشعل ببرود اعتاد على حدتها وصراخها‪ :‬حبيبتي ولمي نفسج‬


‫بكرا بيي اخذج‪...‬والحين تصبحين على خير‪...‬‬
‫وببرود اكبر‪ :‬دلول حلمي اطلقج عمري‪....‬يًل ‪...‬احًلم سعيدة‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط في وجهها وهي رمت الهاتف تبكي‬
‫‪....‬بجنون‪.....‬واخذت تدعي على نفسها بالموت‪....‬وتدعي على‬
‫ايًلف‪.....‬وكذلك حصة!‬
‫ال تشعر بالراحة‪.......‬ال تنعم بالسكينة‬
‫ابنتها لولوة تحاول ان تخرجها مما هي فيه ولكن ‪...‬هي ال تساعد‬
‫نفسها‪...‬غرقت في ذكريات الماضي‪....‬غرقت في وحل‬
‫الخوف‪...‬ولم تعد قادرة على الخروج منه‪.......‬جثلت على ركبتيها‬
‫واكملت رحلة البكاء‬
‫تشعر انها خسرت نفسها‪...‬خسرت من ان تكون دالل‪...‬خسرت كل‬
‫شيء بسبب جورج‪........‬وإن ماتت ايًلف‪.....‬لن يموت الكره‬
‫جورج‪....‬خدعها‪...‬لوثها‪...‬وطوقها‬
‫ّ‬ ‫الذي بقلبها تجاه‬
‫بسمومه‪......‬ورمى بها لتكون على هذا الحال‪....‬تريد ان تبقى‬
‫بعيدة عن الناس‪......‬ال تريد احدًا يلومها ‪...‬ال تريد نظرات‬
‫العتاب‪....‬والكره‪......‬لذلك هي تحارب اآلن قبل ان‬
‫يحاربوها‪.....‬وال تدري بذلك تقتل نفسها دون ان تشعر‬
‫ُخبث جورج ّ‬
‫دمرها واشعل في قلبها الكره والحقد واألنانية‬
‫ولكن ها هي اآلن خسرت نفسها والجميع!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ينظر لصورتها‪.....‬يحدّق لشعرها الناعم القصير‪....‬يركّز بناظريه‬
‫على عينيها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمزيّنة بالكحل‬
‫األسود البارز لجمالهما‪.....‬ينظر‬
‫لضحكتها‪....‬لصفاوتها‪...‬لصدقها‪.....‬لبراءتها‪....‬‬
‫لوثها؟‬
‫كيف ّ‬
‫كيف جعل منها وحش؟‬
‫كيف خدعها؟‬

‫لم يكن صاد ًقا حقاا في حبه لها لم تكن إال مخر ًجا لنسيان ُحبه‬
‫الذي علّق في قلبه وذاكرته وجلب له مخارج االنتقام لمن اخذه‬
‫منه غصبًا عنه‬
‫لم يعي انّ ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه ‪ ،‬لم يرضى ولم يقتنع‬
‫بما عنده‪.....‬كان يريدها ان تكون ُملكا ً ِبًل القاب‬
‫وبًل قوانين!‬
‫وكأنه في زمن العبودية ‪....‬يجعلها عبده لهذا ال ُحب فقط!‬
‫خبيث‪.......‬علّقها به‪......‬واوقعها في ظلمات ذنبه!‬
‫ماذا حدث؟‬
‫أصبحت قويّة‪....‬رمت بتهديداته في الحائط‬
‫لتتلقاها وتجمعها اختها حصة‬
‫لتنظلم تلك المسكينة‬
‫بزواج فاشل من مشاري‬
‫سمعة العائلة ولكن دالل‬ ‫ض ّحت بنفسها من اجل ُ‬
‫هربت من أجل ذاتها‬
‫وتركت اجمل طفلة له‬
‫اخذت منها الكثير‪.....‬ح اقا ورثت منها الكثير‪...‬‬
‫رمى بصورة دالل جانبًا!‬
‫ثم سحب صورة ابنته ايًلف‬
‫نظر لمًلمحها الحادة ‪ ،‬هي الطرف المظلوم بينهما‬
‫ظلموهما ولكن ال يعلمون‬
‫بل يعلمون ويتجاهلون‬
‫مسح على الصورة ‪......‬وهو مبتسم وبداخله غصة ‪ُ .....‬حرم من‬
‫ان يكون اباا لها‪...‬ابعدها عن ُخبث اعماله‪...‬ابعدها لكي ال‬
‫يستخدمونها األعداء كنقطة ضعف ‪.....‬ليهددوه بها‪.......‬ابعدها‬
‫عن هويتها‪.....‬ووطنها‪.....‬ابعدها ‪....‬ليحميها‪...‬ويخسر لذّة‬
‫األبوة‪.....‬اصبح غير قادر على لمسها وشم رائحتها ‪......‬اصبح‬ ‫ّ‬
‫محروم‪.....‬وبعد ان استوعب األمر كله‪......‬بكى ند ًما‬
‫عليه‪.....‬اخذ يغبط أخيه مراد‪...‬في تقبل ابنته له‪......‬واحتضانه‬
‫لها‪.....‬وشم رائحتها‪....‬هو ال يستطيع ان يفعل كل هذا ال يستطيع‬
‫‪......‬‬
‫وضع الصور في حضنه‬
‫وتذكر حديث أخيه‬
‫‪:‬جورج‪...‬ايًلف مو مفروض تعرف كولشي‪....‬البنت‬
‫بالموت‪...‬هدت وتقبلت طارق‪...‬آني أقول‪...‬الحد يعلمها‬
‫بشي‪....‬حتّى ال تتخبّل علينا ونخسرها‪....‬‬

‫جورج هز رأسه برضى‬


‫فاكمل ‪ :‬وآني وياك بنسافر عشان العًلج‪.....‬‬
‫كاد يتحدث ولكن وقف‪ :‬ال تقول شي‪...‬باخذ بنتي‪....‬بهاليوم‬
‫‪....‬عشان سفرتنا‪...‬‬
‫ثم خرج وتركه يجول بذاكرته للوراء‪.......‬ليلقى نفسه ضعيف ما‬
‫بين شخصيته الخبيثة السابقة‪.....‬‬
‫خسر كل اشيائه لم يبقى له سوى ُحب أخيه‬
‫وذكريات الماضي المغلغلة بالندم!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أصبحت امام باب الشقة‪.....‬تشعر بارتجاف جسدها‪....‬وبذكريات‬
‫طفولتها‪....‬التي غاصت ما بين ثنايا شقتهما في‬
‫أكسفورد‪.....‬اشتاقت له ال تنكر‪......‬هو من ربّاها‪....‬هو من حاول‬
‫ان يصحح اخطاؤها‪....‬ولكن مجروحة منه‪.....‬مقتولة من‬
‫اكاذيبهما‪......‬ولكن تقبلت كل هذه األمور‪.....‬كانت ستطرق الباب‬
‫سحبت يدها سري ًعا‬‫ولكن ُ‬
‫وانجر جسدها للشقة المجاورة بشكل سريع بعد ان كمكم ذلك‬
‫الشخص فمها ‪.....‬وسحبها بقوة إلى الشقة واغلق الباب‬

‫ثبتها على الحائط ونظر لعينها‬


‫‪:‬اششش‪.......‬‬
‫فتحت عينيها بذعر بعد ان ابعد يديه عنها‪:‬‬
‫مااااااااااااااااكس؟‪......‬جنّيييييييييييييييت!‬

‫ماكس يعلم ما ف عله جنون ‪......‬ولكن ماذا يفعل لكي تسمعه ؟‬


‫ماذا يفعل ليجبرها على االنصات له‬
‫لم يجد إال هذه الطريقة‬
‫تحدّث‪ :‬محمد ‪...‬محمد مو ماكس‪....‬‬
‫تعلم انه قام بتغيير اسمه‪......‬بعد معرفته بأمور كثيرة من‬
‫اإلسًلم‪.........‬‬
‫قامت بترتيب الجاكيت على جسدها فقالت‪ :‬شتبي مني؟‪.....‬كيف‬
‫تجرني كذا‪......‬خوفتني‪....‬‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬سوري‪.....‬بس‪....‬بلييييييييز‪......‬بدي احكي‬
‫معك‪.....‬‬
‫نور اشارت له بنرفزة من تصرفه‪ :‬على موضوع خطبه‬
‫وزواج‪....‬قلت لك ردي يا ممماككـ‪...‬محمد‪...‬‬

‫تنهد بضيق بلل شفتيه?‪:why‬‬


‫تأففت‬
‫حقاا هي متوترة من األجواء هذه‪...‬وهو يزيد همها ‪...‬اكثر‬
‫قالت‪ :‬انسى اني بيوم جيت وعرضت عليك الزواج‪.....‬‬
‫تحدث منفعًل‪ :‬انا ما ئول بدي يّاكي عشان ‪...‬ذاك اليوم‪....‬‬

‫نور بجدية‪ :‬ماكس‪.....‬مستحيل ارتبط فيك وال في غيرك‪....‬افهم‬


‫هالشغلة‪....‬ومستحيل احب‪.....‬انت اكثر واحد المفروض تكون‬
‫فاهم هالشي‪....‬‬
‫وكادت تخرج من الشقة ولكن اعترض طريقها‪ :‬لكن انا بحبك‪....‬‬
‫نور بعصبية‪ :‬مو مشكلتي ماكس مو مشكلتي‪...‬والحين وخر عن‬
‫طريقي بروح ألمير‪.....‬‬
‫ماكس تنهد بضيق ثم فتح باب الشقة وخرج‬
‫فهم انّ ال مجال من ان يظفر بقلبها‪...‬عليه ان يتقبّل هذا األمر‬
‫ويخبأ حبها في قلبه‪...‬إلى ان يذوب‪....‬ويتًلشى‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما هي شتمته ‪..‬ال ينقصها إال الخوف‪.....‬‬
‫خرجت وطرقت باب شقة امير بًل تردد‪....‬‬
‫فتح لها الباب‬
‫‪:‬تفضلي‬
‫نظرت إليه تذكرته جيّدًا ‪.....‬هزت رأسها ثم دخلت‪....‬‬
‫أشار لها‪ :‬انتزري هون‪.....‬امير راح يجي‪....‬‬

‫نور جلست على الكنبة وهي تنظر له وهو جلس امامها وهو‬
‫يقول‪ :‬تذكرتيني؟‬

‫نور عقدت حاجبيها‪ :‬دانيال؟‬


‫هز رأسه بنعم‬

‫فجأة انفتح الباب واتى أمير بجسده الهزيل‪....‬وشعره‬


‫القصير‪....‬ونظراته الحزينة يتقدم لناحيتهما بضعف حالته‬
‫الصحية‪....‬سقطت انظاره على نور‬
‫تجلّى األلم من جسده‪.....‬وفاضت عينيه الحزينتين‬
‫دم ًعا‪.......‬وفاض قلبه شوقًا‪.....‬اقترب بحذر منها‪...‬يريد ان‬
‫يحتضنها‪....‬يشتم رائحتها‪....‬هو اقسم لو كان لديه ابنه من لحمه‬
‫ودمه لن يحبها كثر ما يحب نور‪....‬‬
‫نور ابنته‪......‬ابنته‪......‬الحقيقية‪....‬هناك مشاعر فيّاضة باألبوة‬
‫لناحيتها‪.....‬ال يستطيع ان ينكرها‪...‬ال يستطيع‪.....‬‬

‫بينما نور‪.....‬نظرت لتبهدل حالة وتردّي صحته‪....‬خفق‬


‫قلبها‪......‬كيف آل به المرض إلى هذا الحال‪.....‬ازدردت‬
‫ريقها‪....‬شعرت بشوقه لها‪....‬وال تدري هل التمس شوقها‬
‫له‪...‬اشتاقت له‪...‬كونه لم يتخلّى عنها واهداها األمان‪....‬واشتاقت‬
‫له ألنه يذكرها بوالدتها؟‬
‫إلى متى ستحاربه؟‬
‫إلى متى!‬

‫نهضت واقتربت منه‬


‫لم تتح ّمل نظراته‬
‫رجفة كفيه‬
‫احتضنته‪.....‬شدّت عليه‪....‬وكأنه تخبره‪....‬انّ العالم ض ّيق‬
‫بأكاذيبهم‪.....‬العالم خانق‪....‬بتخطيطاتهم‪......‬وانها أصبحت‬
‫ابوته وحنيّته‪.....‬بكت‬‫متناقضة بسببهم‪......‬تحبه ‪.....‬تحب ّ‬
‫بدموع‪.......‬ثم انسحبت عن احضانه وامسكت بيده‬
‫لتردف ‪ :‬كيف حالك؟‬
‫أمير طبطب على كتفها‪ :‬هأل صرت منيح‪....‬‬
‫شعرت بقساوتها من كلمته‪....‬شعرت بجنون افعالها في تلك‬
‫الفترة‪......‬هو نادم‪...‬نادم وندمه مخيف‪...‬جداا‪....‬‬
‫قال‪ :‬جلسي بنتي‪....‬‬
‫جلست بالقرب منه‬
‫فقال‪ :‬طمنيني عليك‪....‬‬
‫تحدثت وهي تنظر لتعبه‪ :‬بخير‪......‬تحسنت كثير ال تشيلين هم‪...‬‬
‫وضع الملف على الطاولة‬
‫فتحدث‪ :‬رضيتي علي‪.‬؟‪....‬سامحتيني نور؟‬
‫نور ال تعرف كيف تجيبه‬
‫حقيقةً ُمسامحته شيء‪....‬واشتياقها له شيء آخر!‬

‫حقيقةً هي مصدومة من شكله وحزنه الواضح‬


‫من الواضح انه خسر الكثير من وزنه‬
‫بشرته جافة ‪....‬لتنّم عن موتها ال ُمبكر!‬
‫قليًل لتنّم عن شدّت بكاؤه‬
‫عينيه اصبحتا ناعستين ً‬
‫هل يُبكي ديانا ام يُبكيها ام يبكيهما هما االثنتان طيلة الشهر‬
‫الفائت؟‬

‫رحمت حاله كسر قلبها ح اقا هزت رأسها وسحبت يده لتقبلها‬
‫ق قلبه تنهد بضيق أمير استدعاه في اشد حاجته إليه‬ ‫دانيال ر ّ‬
‫ولباه فأتى وبقي هنا معه لمدة الشهر التي قضّاها دون رؤيتها!‬
‫واخذ يشد من ازره وفهم منه كل شيء‪......‬‬
‫أمير طبطب على ظهره نور‬
‫فقال‪ :‬نور‪......‬‬
‫نظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفي يديها‪ :‬لبيه‪....‬‬

‫ابتسم لها فقال بلهجة سعودية ‪ :‬آسف‪....‬عارف هاآلسف ما راح‬


‫يسوي شي‪......‬بس صدقيني لو ادري راح يصير لك كذا‪......‬وهللا‬
‫ما سويت كل هاالشياء‪......‬انا وقتها فكرت بقلبي مو بعقلي يا‬
‫نور‪....‬وفكرت بأنانية‪......‬بس لو يرجع بي الزمن‪...‬ما اكرر‬
‫هالغلط مرة ثانية ابد‪.....‬‬

‫نور عضّت على شفتيها ‪....‬ال تريد ان تتذكر ما حدث ‪....‬وال تريد‬
‫ان تتحدث عن الماضي‪....‬‬
‫تحدثت‪ :‬صار اللي صار‪.....‬وحنا عيال اليوم‪.....‬‬

‫ابتسم لكلمتها فقال لكي يخرج نفسهما من هذه الكآبة‪ :‬واضح‬


‫ايًلف علمتك مصطلحات جديدة‪...‬‬
‫ضحكت بخفة‬
‫دانيال تدخل هنا سريعًا‪ :‬هاا امير تبيني أقول لها انا وال انت؟‬

‫نور نظرت بتعجب له‬


‫امير ابتسم فالتفت عليها‪ :‬ال انا‬
‫نور بقلق‪ :‬خير فيه شي؟‬
‫أمير هز رأسه‪ :‬كل خير‪....‬‬
‫ثم سحب الملف فقال‪ :‬هذي أمًلك ديانا وامًلكي‪.....‬حولتها‬
‫باسمك‪....‬بس ابي منك توقعين عليها‪....‬بس‪.....‬‬

‫صعقت‪......‬واقشعر جسدها من اسم والدتها‪.......‬فهمت تبقى‬ ‫نور ُ‬


‫هي الوريثة الوحيدة لوالدتها حسنًا ولكن ما بال امًلكه؟‬
‫هل تُعتبر تعويضًا !؟‬

‫تحدث‪ :‬بنتي‪......‬بدي يّاك تمسكي كل شي‪.....‬انا‬


‫وبنبرة سعودية‪ :‬تعبان‪....‬ما اعرف ادير كل شي‪....‬بلقب‪.....‬متل‬
‫هيك‪......‬وما بعرف‪....‬‬
‫عرفت ما سيقول‬
‫فخفق قلبها من جديد اقتربت منه وبصوت باكي‪ :‬ال قول كذا‬
‫امير‪....‬تكفى ال توجع قلبي‪...‬حرام عليك خًلص ال‬
‫توجعني‪....‬راح تعيش‪....‬راح تعيش امير‪.....‬‬

‫ابتسم لها وطبطب عليها‪ :‬االعمار بيد هللا‪....‬‬

‫نور بحشرجة صوتها‪ :‬والنعم باهلل بس ال قول كذا‪...‬وماله داعي‬


‫تكتب امًلكك باسمي‪...‬دانيال موجود يديرها هو‪....‬انا أصًل مـ‪...‬‬

‫قاطعها دانيال‪ :‬اإلدارة بكون تحت ايديني باشرافك يا نور‪......‬فقط‬


‫راح تتحول األمًلك باسمك‪......‬‬

‫نور نظرت له‪ :‬بس العقود‪.....‬وغيره ما راح تمر إال‬


‫بتوقيعي‪.....‬وكأن بابا امير‪...‬مو موجود اسم هللا عليه‪....‬‬

‫ثم نظرت ألمير الذي خفق قلبه لكلمة(بابا)‬


‫كم اشتاق لها‬
‫كم هو نادم ِلم فعله بها دون قصد او بقصد!‬
‫تحدثت‪ :‬أمير‪....‬ال ‪....‬ما بوقع‪...‬كل شي باسمك‪...‬واوعدك انا‬
‫بشرف على كل شي‪...‬خًلص بكون موجودة‪........‬‬

‫و ّد لو نادته من جديد(بابا) (يبه) تنهد‪ :‬نور‪....‬تكفين وقعي‪....‬ما‬


‫بعرف شو راح يصير ئلي‪....‬بدي اضمن لك شي‪......‬‬

‫نور بدموع‪ :‬ما راح يصير شي‪....‬وهللا ما راح يصير شي‪....‬‬

‫دانيال ابتسم على تبدل حالها‪....‬وصف أمير له عن حالتها سابقا‬


‫اشعل في فؤاده الخوف من مقابلتها اليوم واشعال حرب طاحنة‬
‫هنا ولكن من الواضح انها بدأت تنظر لألمر بعينين مغايرتين ِلم‬
‫قبل‪....‬‬

‫تتحول باسمك‪....‬‬
‫ّ‬ ‫أمير بجدية‪ :‬امًلك أمك راح‬
‫نور شدّت على كفي يديه‪ :‬موافقة بس امًلكك ال‪........‬‬
‫سكت ونظر لدانيال ‪...‬ودانيال هز رأسه‬
‫فقال‪ :‬تمام نور‪...‬بس تحطي ببالك راح نحتاج إلك كتير‪....‬‬

‫امير بهدوء‪ :‬دانيال راح يشرح لك كل شي‪.....‬وبحلف إلك‬


‫‪......‬شفتي هالمصاري كلها بالحًلل‪......‬أني مني‪...‬‬
‫قاطعته ال تريد ان يقسى على نفسه اكثر‬
‫حاله من الواضح ال يسمح ان يكون تحت ضغط كبير من اجل‬
‫سًلمة قلبه‪ :‬مصدقتك مصدقتك امير‪.......‬‬

‫ابتسم لها ولم يمنع نفسه من احتضانها من جديد‬


‫شعرت بالضياع في حضنه ‪ ....‬ضياع جديد‪.....‬و‪.....‬جميل!‬
‫انحرجت من تواجد دانيال ابتعدت ثم قالت‪ :‬الزم امشي‪....‬بالليل‬
‫راح اجيك‪...‬‬
‫ثم قبلّت جبينه‬
‫وخرجت‬
‫دانيال ابتسم ‪ :‬ئلت إلك الئصيل عمره ما يتغيّر (قلت لك األصيل‬
‫عمره ما يتغ ّير)‬
‫أمير بتفهم هز رأسه‪ :‬تبقى مجروحة يا دانيال!‬
‫ثم نهض ليذهب لغرفته‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نور‪....‬اخذت تتنفس بعمق‪...‬وبصوت مسموع‪.......‬وجه‬
‫عابس‪...‬ذكّرها بوالدتها‪....‬بنفسها‪...‬بطغيانها‪......‬بحبها وكرهها‬
‫له‪.......‬باشتياقها ‪.....‬ازدردت ريقها‪.....‬ستحاول ان تسامحه‬
‫‪...‬ستحاول ان تخفف عنه‪......‬ستحاول ان‪......‬‬

‫هزت رأسها ومشت ‪....‬راكضة على الرصيف‪.....‬العالم ُمتسع‬


‫ولكن ال يسعها‪....‬الذكريات كثيرة ‪.....‬وثقيلة ‪.....‬النكران اصبح‬
‫ً‬
‫سهًل!‬ ‫صعب‪....‬التقبّل بات‬
‫بأبوته وهذا األمر يخنقها‪...‬لماذا ال تشعر بهذا الشعور‬ ‫تشعر ّ‬
‫باتجاه يوسف؟‬
‫لماذا !؟‬
‫ً‬
‫مجاال لتقبل األمر‪.....‬لم تُعطي نفسها‬ ‫هل ألنها لم تُعطي نفسها‬
‫ً‬
‫مجاال لألخذ والعطا معه‪....‬‬
‫تنهدت وبكت ‪....‬اكثر‪.....‬ماذا تفعل؟ تخشى من ان تكون أنانية‬
‫كما كانوا‪...‬هي ال تريد ان تصبح مثلهم ابدًا‪.......‬‬
‫رنّ هاتفها ‪....‬سحبته من مخبأ الجاكيت اجابت‬
‫‪:‬وينج انتي رديت الشقة ما شفتج؟‬
‫نور بصوت متحشرج‪ :‬رحت عند امير‪....‬‬
‫سكتت ايًلف‬
‫أكملت نور‪ :‬تغيّر ايًلف‪...‬تعبان‪.....‬انا قاسية‪....‬قاسية صرت‬
‫مثلهم‪.....‬يا ايًلف‪.....‬مرض بسبتي وال‪..‬‬
‫قاطعتها هنا ايًلف‪ :‬اذكري ربج‪....‬اللي صار لها مقدّر‬
‫ومكتوب‪.....‬وانتي مو مثل احد‪....‬انت تمثلين نفسج يا ام قلب‬
‫طيّب‪....‬‬

‫نور بغصة‪ :‬حسيت انه صدق ابوي هو‪....‬لم شفته عجزت انكر‬
‫شعور اشتياقي له‪.....‬تتوقعين لشفت يوسف بحس كذا؟‬

‫ايًلف فهمت ما يجول بعقلها‪ :‬كل شي حبه حبه يي (يجي) يا‬


‫نور‪......‬ال تضغطين على نفسج‪.....‬‬
‫نور مسحت انفها بانهيار‪ :‬يوسف مجروح مني بعد‪....‬وانا حيل‬
‫مجروحة منه‪......‬بس ماحس اني مشتاقه له ايًلف‪....‬انا عاقّه‬
‫كذا؟‬

‫ايًلف يبدو انّ نور دخلت في التخبط من جديد‪.....‬في‬


‫الشتات‪.....‬في نوبات الهلع والوسوسة ‪.......‬ال نور ‪.....‬ال‪..‬‬
‫تحدثت بانفعال‪ :‬نوووووووور اصحي على نفسج‪......‬طبيعي اللي‬
‫تحسين فيه‪.....‬طبيعي نور‪.....‬ألنج ما شفتيه من سنين ‪....‬نور ال‬
‫ضغطين على نفسج تكفين ردي الشقة تكفين‪.....‬‬

‫نور ‪ :‬برجع برجع‪....‬باي‪...‬‬

‫ايًلف‪ :‬انتظرج‬
‫مشت نور لطريق الشقة‪...‬مسحت دموعها وتفكر‪.....‬هل ستتنازل‬
‫عن يوسف‪....‬هل ستقف امامه دون مشاعر ‪.....‬هل سيبقى‬
‫شعور انه رجل غريب عليها؟‪.....‬لماذا تشعر بالخوف منه حتّى!‬
‫ركضت في الشارع لتصل إلى الرصيف اآلخر مشت بًل‬
‫روح‪.....‬بًل عقل‪.....‬اقتربت من العمارة مرت في ممر ا‬
‫ضيّق‪.....‬رفعت رأسها للسماء ‪....‬كانت السماء غائمة‪.....‬تنهدت‬
‫بضيق وتمتمت باستغفار‬
‫وعبرت السًللم وهنا‬
‫توقف الزمن بها‪....‬‬
‫كان واقفًا كما اخبرتها ايًلف‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫يقف ينتظرها‪...‬ولكن لم تكن تخرج في تلك األوان‬
‫فكان يلتقي بإيًلف ليسأل عنها‬
‫دققت بالنظر إليه هو اآلخر تغيّر هزل‬
‫خسر وزن كثير‪......‬زاد بياض لحيته ً‬
‫قليًل‬
‫ال تدري ولكن هذا ما تراه‬
‫عينيه حزينتين كعينين امير‬
‫تنهدت مرة ومرتين‬
‫تشعر باالختناق‬
‫تشعر بقساوتها عليهما‪....‬تشعر بالخوف من نفسها‪......‬‬
‫اشاحت بنظرها عنه‬
‫تحدثت بصوت مهزوز‪ :‬تعال ادخل الشقة‪....‬‬
‫فجعتهُ‬
‫هل حان موعد اللقاء ؟‬
‫هل تقبلته؟‬
‫ام انها تظنه شخص آخر‬
‫لم يتزحزح من مكانه‬
‫وحينما أصبحت في منتصف السًللم التفت ورأته في مكانه فقالت‬
‫بغصة وحرقة وعيون دامعه‪ :‬يبه تعال‬
‫تريد ان تختبر نفسها‬
‫بأبوته؟‬
‫هل تشعر ّ‬
‫هل عادت مشاعر الحب لناحيته؟‬
‫شعرت بالحرقة‬
‫ال تشعر بذلك‬
‫تشعر فقط باأللم‬
‫تشعر انه غريب‪.....‬‬
‫ضغطت على نفسها اكثر تريد ان تفهم ذاتها تفهم هذا الشعور‬
‫المخيف‪.....‬‬
‫نزلت لتقف امامه‪...‬لم يتحرك مصدو ًما لكلمتها التي فلقت قلبه‬
‫‪...‬واوقفت عقله‬
‫سحبت يده ‪....‬حتى بها ارتجفت‪.....‬قالت بشفتين مرتجفتين‪ :‬تعال‬
‫يبه‬
‫تكررها بطريقة‪...‬باهتة‪......‬تكررها بوجع ‪.....‬وحزن‪....‬‬
‫مشى معها بًل هدى‪....‬عقله مغيّب عن الواقع‪.....‬مشت‪.....‬معه‬
‫تزدرد ريقها‪....‬خائفة‪....‬ال شعور حقيقي‪.....‬تشعر انه‬
‫غريب‪.....‬تشعر انه ليس والدها‬
‫لماذا؟‬
‫هذا الشعور يقهرها‪...‬يحرقها ‪....‬يلهبها‪...‬لن تبوح به‪....‬ال تريد‬
‫ان تلهبه اكثر‪......‬‬
‫وصلت الشقة فتحت الباب‬

‫تواجهت مع ايًلف‪ :‬نور وينج‪...‬‬


‫صعقت حينا رأت يوسف خلف نور‬ ‫ايًلف ُ‬
‫تحمد هلل انها لم تزيح الحجاب عن رأسها‬
‫نور‪ :‬ادخل‪....‬‬

‫يوسف غير مستوعب االمر‪....‬‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نور دخلت الغرفة وتركته‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫واستوعبت ايًلف فعلت نور‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬حياك يا عم تفضل ‪....‬تفضل‪....‬‬

‫ثم جعلته يجلس على الكنبة في الصالة‬


‫نورة ليست طبيعية‬
‫شكلها‪....‬حديثها‪.....‬شعر برجفة يدها حينما مسكت بكف‬
‫يده‪....‬اشتاق لها‪....‬و ّد لو احتضنها ولكن شعر‬
‫باضطرابها‪....‬شعر انها تحاول ان تتماسك ‪.....‬يشعر بنفورها‬
‫ً‬
‫قليًل‪......‬مسح على رأسه عدّت مرات‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دخلت ايًلف تحدثت وكأنها تهمس‪ :‬نور‪.....‬‬
‫نهضت نور التي كانت جالسة على طرف السرير تهز بجسدها‬
‫كالبندول ‪....‬رامية الجاكيت على األرض والحجاب على السرير‬
‫نظرت إليًلف المنصدمة من وجهها المحمر‬
‫‪:‬ايًلف‪...‬احسه مو ابوووووووووووي احسه مو‬
‫ابوي‪......‬مسكت يده‪....‬ابي اشوف بحس بأمان‪...‬بدفا‪.....‬ما‬
‫حسيت ‪....‬ما حسيت مثل ما احس و ّيا امير‪......‬ايًلف‪....‬انا‬
‫ضايعه‪....‬‬

‫ق قلبها عليها احتضنتها وطبطبت عليها تحدثت‪ :‬وهللا‬‫ايًلف ر ّ‬


‫العظيم طبيعي‪....‬هو بعيد عنج سنين يا نور‪...‬وامير ‪.....‬وياج‬
‫على كثر السنين اللي بعيد فيها هو‪....‬‬

‫نور ابتعدت وأشارت كالمجنونة وهي تبكي وتحاول اال ترفع‬


‫صوتها كي ال يسمع‪ :‬بس ما كنت احب امير اول‪.....‬كنت‬
‫اكرهه‪....‬ايًلف‪.....‬‬

‫ايًلف ابتسمت‪ :‬بس حبتيه بعدين وعشتي معاه سنين ‪....‬طبطب‬


‫عليج‪...‬وعاملج مثل بنته‪.......‬‬

‫نور غاب عقلها في جنون الذكريات‪ :‬ابوي يوسف صح ابوي‬


‫صح؟‬
‫ايًلف بدأت تخاف عليها‪ :‬نوووور اذا ما تبين تشوفينه أقوله يي‬
‫وقت ثاني‪......‬‬
‫نور بجنون‪ :‬الال‪...‬خليه ايًلف‪.....‬هو ابوي صح هو ابوي‪...‬‬
‫مسكت كفي يديها واخذت تهز برأسها‪ :‬وهللا ابوج وهللا‪.....‬‬

‫نور بكت بقهر‪ :‬ليش احس خايفة منه‪.....‬ليش احسه‬


‫غريببببببببببب‪...‬‬

‫ايًلف احتضنتها من جديد‪ :‬نور ال ضغطين على نفسج‪......‬‬


‫ابتعدت بشكل مفاجئ عن حضن ايًلف‬
‫ثم ركضت لناحية الباب‬
‫ايًلف لم تستوعب جنون نور‪...‬تبعتها‪ :‬نور‪......‬‬

‫جولي كانت تقدم الماء ليوسف‪.....‬وضعته على الطاولة ثم ذهبت‬


‫للغرفة على خروج نور‬
‫الراكضة لناحيته وهي تبكي ‪...‬وصوت تنفسها مسموع لمسامعه‬
‫عندما رآها بهذا الحال نهض‬
‫وجه محمر‪....‬شعر مسدول على اكتافها ‪....‬صدرها يرتفع ويهبط‬
‫كأنها راكضة لمسافات طويلة‪......‬كفي يديها ترتجفان بشكل‬
‫ملحوظ‬
‫اقتربت منه وببكاء‪ :‬احضني‪.....‬‬

‫ايًلف تعلم جنون افعالها‪...‬إالم تدل‪....‬حقاا ال تلومها ولكن هي‬


‫خائفة عليها‬
‫خائفة من ان تعود للوراء‪....‬من شدّت ضغطها على نفسها‬
‫همست‪ :‬نور‪....‬‬
‫يوسف وقف كالصنم ينظر لها بندم‪.....‬بندم التخلّي عنها ‪...‬بندم‬
‫االستماع لوالده‪.....‬بندم قهره‪....‬وغضبه‪....‬‬
‫رفع يديه المرتجفتين مترددًا في تلبية طلبها‬
‫همست من جديد بضعف‪ :‬احضني يبه‪....‬‬

‫ايًلف بكت بدموع‬


‫نور‬
‫تريد حضنه‪...‬تريد حضن يوسف السابق‪.....‬تريد يوسف‪.....‬الذي‬
‫تعرفه‪....‬الذي طبطب على ظهرها حينما أتت لغرفته بعد رؤيتها‬
‫لحلم مخيف‪....‬تريد ان تلتمس األمان مثلما التمسته عندما هربت‬
‫من ناصر وهو يتبعها بلعبته لضربها بعد ان كسرتها في احدى‬
‫تلك األيام الماضية‪......‬تريد ان تختبأ في مصدر امانها‬
‫الحقيقي‪....‬تريد ان تعود للوطن‪.....‬للهدوء والسكينة‪.....‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫حينما لم تجد منه ردت فعل‬


‫رمت نفسها في حضنه‪ُ .......‬متعبة تريد ان ترى وجهتها‬
‫الحقيقية‪...‬تريد قرارها األخير‪...‬البقاء في وطن‬
‫‪.....‬حقيقي‪.....‬ليس به شوائب ليضطرب امنه‪.....‬‬
‫يوسف شدها اليه وبكى بصوت‬
‫همس‪ :‬سامحيني بنتي سامحيني‪...‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شدّت عليه ‪...‬اغمضت عينيها‪....‬شعور الغربة يزداد في‬
‫حضنه‪....‬شعور الغرابة مسيطر على كيانها‪....‬خائفة من هذا‬
‫االمر‪....‬كيف تشعر بالغربة وهو وطنها األصلي؟‪....‬كيف تشعر‬
‫الحقيقي‪....‬جرداها من حقيقة‬
‫ّ‬ ‫بالغرابة ‪....‬وهو قريبها‬
‫األمور‪.....‬وادخلوها في أكاذيب حتى بها صدقتها من أعماق‬
‫قلبها‪.....‬بكت في حضنه ليس شو ًقا‪....‬خوفا من شعورها بالغربة‬
‫معه‪....‬خو ًفا من نفسها‪......‬‬
‫أصبحت تائهة بًل وطن‪...‬وبًل اب حقيقي‪.....‬مكتوب على جبينها‬
‫مشردة هكذا‪....‬وهي في حضن اقرب الناس‬ ‫ّ‬ ‫ان تبقى‬
‫اليها‪....‬شعور مؤلم‪....‬ما تشعر به مؤلم‬

‫ايًلف عضّت على شفتيها‬


‫(طبيعي هذا الشعور يا نور‪...‬طبيعي)‬
‫كانت تكررها بداخلها عشرات المرات‬
‫تقسم انها شعرت بهذا الشعور حينما عادت للكويت واحتضنت‬
‫والدتها ‪...‬ولكن مضت عدّت أيام وتجاهلت هذا الشعور وعادت‬
‫كما كانت!‬
‫ولكن اآلن لو عادت هل ستشعر بمثل ما تشعر به نور اآلن!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ويسارا‬
‫ً‬ ‫ابتعدت وهي تهز برأسها يمينًا‬
‫تحدث بغصة‪ :‬انت ابوي صح‪...‬‬

‫فُجع من كلمتها وخشي من انها بدأت تصدق تلك الكذبة التي‬


‫القوها عليه‬
‫طوق وجهها وتحدث بغصة‪ :‬انتي بنتي بنتي يا نورة بنتي‪.....‬‬ ‫ّ‬
‫بكت بقهر ‪ :‬ادري وهللا ادري‪.....‬‬
‫ثم أشار لصدره وهي تضربه بخفة ‪ :‬بس ماحس باألمان هنا‬
‫ماحس‪......‬احسك غريب علي غرييييييييييب‪.......‬‬
‫انسابت دموعه من عينيه بقهر‪ :‬حسبي هللا على من كان‬
‫السبب‪....‬حسبي هللا على من كان السب‪....‬‬
‫نور أسندت‬
‫جبينها على جبينه ‪.....‬تلك العادة التي ال تتخلّى عنها حينما تتألم‬
‫تبكي تحزن‪....‬تُنسد جبينها كما أسندته على جبين امير حينما‬
‫ذهبت للُقياه في المستشفى قبل هروبها هنا ‪......‬تُسنده لتضع‬
‫جزء من ثقلها عليه ‪.......‬وتبكي براحة‪.....‬تلك الحركة التي‬
‫اكتسبتها من والدتها اآلن تفطر قلبها ‪.....‬ألنها امطرت عليها‬
‫ذكريات حارقة‬
‫اغمضت عينيها بكت وهي تكرر‪ :‬يبه يبه‪..........‬‬
‫الشعور مختلف ع ّم في السابق‬
‫الحضن كذلك‬
‫وهذان االمران‬
‫يلوحان بمعنيان ال ثالث لهما‬
‫ّ‬
‫الغربة‬
‫والتبعثر!‬
‫احتضنها من جديد فقال‪ :‬اه يا نورة اه‪.....‬‬

‫شدّت عليه اكثر‬


‫ايًلف لم تتحمل ركضت للغرفة ال تريد ان ترى ضعفهما‪...‬تريد ان‬
‫تترك لهما مسافة اكثر‬
‫تريد ان تعطي نور فرصة من ان تتغلب على ضعفها بنفسها‬
‫احتضنا لمدة دقيقتين ثم ابتعدت مسكت يده‬
‫بقلة حيلة‪ :‬ما احس بشعوري األولي ‪....‬بس بتبقى ابوي‪....‬اللي‬
‫جرحني‪...‬وتخلّى عني‪....‬وتذكرني ‪....‬ما راح انسى انك‬
‫تذكرتني‪......‬ما راح انسى‪....‬‬

‫أبا ناصر بدموع‪ :‬سامحيني نورة‪......‬‬

‫نور شهقت ببكاء‪ :‬انت اللي سامحني ما بصير لك نورة‪....‬‬


‫بو ناصر شد على اكتفاها‪ :‬األيام كفيلة من انها تخليك نورة‪...‬‬

‫ً‬
‫مستحيًل‬ ‫نور هزت رأسها وكأنه تقول هذا االمر‬
‫أجبرت نفسها على تقبيل يده‪ :‬تعبت من نفسي يا بو نورة‬
‫تعبت‪.....‬واحلف لك باهلل اني مو نورة ‪....‬وهللا‪......‬‬

‫ّ‬
‫حز بخاطره حديثها‪ُ ...‬متعبه منه‪......‬من األيام التي مرت فيها‬
‫بسببه‪.....‬متعبه ‪.....‬ق ّبل كف يدها وجبينها‪.....‬‬
‫طبطب على ظهرها ‪ :‬هللا ال يسامحني ‪......‬على اللي سويته‬
‫فيك‪....‬‬
‫تحدثت وهي تهز برأسها‪ :‬و هللا ال يسامحني على هالشعور‪.....‬‬

‫فهم شعورها‪.....‬تشعر انه غريب‪.....‬تشعر انه ليس والدها تفهم‬


‫الوضع‪.....‬ال يريد ان يضغط عليها اكثر‬
‫‪:‬بمشي‪....‬‬
‫نور هزت رأسها‪ :‬ال‪....‬خلك‪....‬تكفى ال تتركني مرة ثانية‪....‬‬

‫يوسف بمعنى عميق‪ :‬انتي تعالي معي‪....‬‬


‫نور ببكاء‪ :‬ماقدر ماقدر‪.....‬‬

‫قهرا لشعوره الغريب‪،‬‬


‫تنهد واحتضنها من جديد وهي بقيت تبكي‪ً ،‬‬
‫لشعوره الذي يفلق قلبها إلى نصفين‬
‫بكيت في حضنه تريد ان تلتمس وطنها ولكن لم تجده‬
‫تنهدت ثم نظرت لعينيه‬
‫‪:‬اتعبتك يابوي‪...‬اتعبتك ‪....‬عارفة وهللا‪....‬بس انتوا ما قصرتوا‬
‫هديتوا حيلي‪....‬‬

‫ش ّد عليها بقوة ‪ :‬هللا ال يهد لك حيل‪....‬يا عين ابوك‪.....‬‬

‫‪....‬طولت‬
‫ّ‬ ‫نور ابتعدت عنه نظرت لوجهه وبعتب‪ :‬طولت علي‬
‫‪....‬كنت انتظرك لين تطلع الشمس احتريك تجي‪....‬‬
‫بكى وهو يمسح على خدها األيمن بحنان ابوي مؤلم‪ :‬طولت وانا‬
‫طولت وانهد حيلي انا بعد‪......‬‬
‫بوك ّ‬

‫نور بهذيان‪ :‬كنت أخاف انام لحالي‪......‬واقول فجأة بتدخل علي‬


‫تقول لي قصة وما تقوم إال لم انام‪......‬بس الواقع يا‬
‫يوسف‪.....‬يقهر‪....‬كنت اشوف امير يسوي لي كذا‪.....‬كنت انقهر‬
‫وابكي ابيك‪.......‬‬
‫عض على شفتيه ال يتحمل هذا العتاب ال يتحمل هذا الضعف‬ ‫ّ‬
‫‪:‬مو بيدي ‪.....‬مو بيدي يا نورة‪....‬كنت موجوع بالحيل‪.....‬قلبي‬
‫كان مجروح‪...‬وانا بوك‪....‬والغيرة ع ّمت عيني‪....‬‬

‫نور بللت شفتيها ثم قالت ‪ :‬انا هنا من يوم ورايح‪...‬انا بحياتك يا‬
‫يوسف حتى لو تخليت عني‪....‬‬
‫بو ناصر ابتسم وليطمئنها شد على يدها‪ :‬اتخلّى عن روحي وال‬
‫اتخلّى عنك‪.....‬‬
‫ثم قال بندم‪ :‬تعالي معاي‪....‬وطنك مشتاق لك‪......‬‬
‫هزت رأسها بوجع‪ :‬ماقدر يبه‪....‬ما قدر‪....‬عطني فرصة اتقبل‬
‫فيها الوضع‪.....‬‬
‫يوسف بتنهد‪ :‬بنتظرك‪....‬بظل هنا‪...‬‬
‫نور شد على يده‪ :‬ال‪.....‬ارجع السعودية‪......‬ال تتعب‬
‫نفسك‪.....‬اوعدك‪....‬انا اللي اجيك‪.....‬تكفى ارجع‪.....‬مابي احس‬
‫بعذاب الضمير‪...‬مابي اشوفك كذا تعبان بسبتي‪...‬مابي اصير‬
‫انانية مثلكم!‬

‫تصيب وتُجرح فؤاده ‪......‬تضربه وتل ّين قلبه‬


‫تحدث‪ :‬ماقدر على فراقك‪....‬‬
‫نور ببكاء‪ :‬اوعدك انا اجيك بالسعودية بس عطني فرصة‪......‬ال‬
‫تظل هنا‪......‬جلستك لوحدك هنا بزيد تعبك‪...‬ال تمرض‬
‫بسببي‪....‬ارجع وانا كل يوم اكلمك صوت وصورة اوعدك ‪....‬وهللا‬
‫ياخذني لو ما وفيت بوعدي‬

‫مضغوطة‪......‬قلقه‪.....‬عقلها االواعي هو من يتحدث‬


‫لن يضغط عليها‪...‬لن يُتعب قلبها‪....‬‬
‫هز رأسه بالموافقة‬
‫فاردفت‪ :‬بحجز لك بعد ثًلثة أيام ترجع‪.....‬وتهتم في نفسك‪.....‬‬

‫ال تريده‪.....‬تريد ان تبعده لتختبر نفسها من جديد تريد متسع من‬


‫الوقت ‪.....‬لتقبله‪.....‬‬
‫قبّلت يده ‪......‬جبينه‬
‫هي حقاا مقهورة من هذا الشعور ولكن هو متعب ‪....‬البد ان يعود‬
‫للديار‪....‬البد ان يصبح ما بين ناسه واحبائه ليخففوا عنه‪....‬‬
‫نظرت لوجهه لتحفظ مًلمحه‪...‬‬
‫ثم وضعت رأسها على صدره واغمضت عينها لتبكي لهذا الشعور‬
‫غربتها وقهرها!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫المغرب من يومنا الموعود‬

‫كانت في الصالة يحتضنها‬


‫وهو يهزئها‪ :‬قسم باهلل لو ما تهتمين لنفسك يا نوف ال اغضبك‬
‫عليك‬

‫نوف نهضت كالمقروصة‪ :‬يبه شالكًلم‪....‬وهللا مهتمه وهللا‪....‬‬


‫بو خالد بعصبية‪ :‬انا تارك لك الحبل مرخي من خوفي عليك ما‬
‫ابي اضغط عليك بس من يوم ورايح ال‪...‬‬
‫الجازي بتأييد‪ :‬أي يبه ‪...‬حيلك فيها‪....‬‬
‫بو خالد بحده‪ :‬حتى انتي تصرفي معاك بيتغير‬
‫بندر ابتسم‬
‫خالد نظر ألخته‬
‫نوف انفجرت‬
‫ضاحكه‪:‬ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫حتى والدها رمقها بنظرات عميقه‬
‫فقالت الجازي‪ :‬وش سويت‬
‫طول جنانك مع سيف‪...‬‬ ‫بو خالد ‪ّ :‬‬
‫الجازي بللت شفتيها وبهدوء‪ :‬الليلة برجع معه‪......‬‬
‫نوف شهقت ‪ :‬هأأأأأأأأأأ‪....‬من جدك؟‬
‫الجازي بهدوء‪ :‬أي‪.....‬‬
‫بو خالد بجدية‪ :‬حليتي المشكلة‪....‬‬
‫الجازي لتنهي المسألة‪ :‬أي الحمد هلل‪...‬‬
‫خالد همس لها‪ :‬متأكدة من قرارك‬
‫هزت برأسها نعم‬
‫وفجأة قال بو خالد‪ :‬شوفي يا نو ّيف تروحين العرس هذا انتي‬
‫تسمعين ‪......‬بس قبل اشوفك ماكله قدامي‪....‬‬
‫نوف بتأزم‪ :‬طيب يبه‬
‫ثم التفت على بندر‪ :‬بندروه‪.....‬خذ األغراض اللي بالمطبخ روح‬
‫ودها لعمتك‪......‬‬
‫بندر نهض ‪ :‬ان شاء هللا‬
‫كان بالود ان يخبره برغبته ولكن األوضاع ليست من صالحه‬
‫فنهض‬
‫بينما خالد قال‪ :‬انا بطلع احلق وبرجع‬

‫هز والده رأسه‬


‫بينما نوف نهضت للمطبخ‬
‫فقال أبو خالد‪ :‬زعلتي مني؟‬
‫الجازي ابتسمت له‪ :‬ال يبه‪.....‬عارفة انك تحاتيني‪...‬وانا نسيت‬
‫عن اقولك رايي‪....‬‬
‫بو خالد بجدية‪ :‬بنتي‪....‬سيف ما في مثله‪.....‬بس الواحد‬
‫يغلط‪....‬االن سان مو معصوم من الخطأ‪....‬ولو اني شايفة مو كفو‬
‫وهللا ما خليتك ترجعين له حتى لو هو ولد اختي‬

‫الجازي وهي تطبطب على ابنها النائم‪ :‬عارفة يبه عارفة‪....‬‬

‫تحدث ‪ :‬لو آذاك‪....‬ولو بس رفع صوته عليك‪......‬تعالي لي ال‬


‫تخبين علي شي يا بوك‪....‬‬
‫الجازي نهضت وقبلت رأسه‪ :‬هللا يخليك لنا‪.....‬‬
‫بو خالد ‪ :‬هاتي عبد هلل هاتيه‪...‬‬

‫سحبه من يد والدته وقبل‪ :‬ياجعلني اشوفك معرس‬


‫ابتسمت ثم ذهبت هي األخرى للمطبخ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وبشكل سريع ضربت بيدها على ظهر نوف الذي تشرب الماء‬
‫حتى شهقت‪ :‬هأأأأأأأأأأأأأأ‪......‬‬

‫الجازي ضحكت بخفة ثم قالت‪ :‬قلعتك‪......‬‬

‫نوف ‪ :‬يحوانة اوجعتيني‪...‬‬


‫بندر سحب االكياس‪ :‬الفاظك نوف يبيلها إعادة نظر‪...‬‬
‫نوف بنرفزة‪ :‬مالكم دخل‪......‬‬
‫بندر خرج من المطبخ‪.....‬‬
‫والجازي قالت‪ :‬تعالي حطي لي ميك اب‪....‬‬
‫نوف بهدوء‪ :‬بعد صًلة المغرب‪....‬وال ؟‬
‫الجازي ‪ :‬عادي‪....‬‬
‫نوف بجدية اقتربت منها‪ :‬صدق بترجعين لسيف؟‬
‫هزت رأسها‬
‫فقالت نوف‪ :‬برضاك‪...‬مقتنعه؟‬
‫الجازي بنفس عميق‪ :‬أي‪...‬‬
‫نوف بشك‪ :‬اتحدااااااااك‪....‬‬
‫الجازي ‪ :‬ال تجلسين تتفلسفين على راسي وروحي جهزي‬
‫األغراض‪...‬‬
‫نوف ضحكت‪ :‬طيب طيب ههههههههههههههه‬
‫ثم خرجت من المطبخ وبقيت نوف تفكر ماذا سيحدث الليلة؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تحدثت بصوت عا ٍل‬


‫‪:‬شيخوووووووووووه نزلي اخرتينا‪.....‬‬

‫شيخة نزلت وهي تركض على الدرج‪ :‬يًل يمه‪...‬جيت‪....‬‬


‫سعود اتى‪ :‬يمه خمس دقايق وترا بمشي‪...‬عزام متصل علي يبي‬
‫اجيب له أغراض‪....‬‬
‫ام ناصر‪ :‬جهزنا وانا امك‪....‬‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬يمه مستعجلين وهللا ‪....‬عمتي مشتطه حييييييل‬

‫سعود بتأفف‪ :‬انطمي اخرتينا‪......‬‬


‫ام ناصر‪ :‬ناصر راح‪.....‬‬

‫سعود ‪ :‬أي راح يشيك على األوضاع‪....‬‬

‫ثم تحدث‪ :‬يًل عاد تاخرت‪...‬‬


‫ام ناصر ‪ :‬خًلص يمه‪....‬هذا حنا جاهزين‬
‫ثم خرجا من المنزل وربكا السيارة‬
‫شيخة سحبت هاتفها من الحقيبة وارسلت لبندر‬
‫(كيف األوضاع عندكم)‬
‫ثوان حتى ارسل‬
‫ٍ‬ ‫ولم تأخذ ست‬
‫(هههههههههه زحمة وشغل)‬
‫ابتسمت لترسل له‬
‫(عساك على القوة)‬
‫ثم نظرت للشوارع وهي مبتهجة من الداخل‪......‬رغم انّ بُعد ابيها‬
‫ليس ه ّين ولكن تشعر اليوم بتجدد طاقتها اإلجابية ‪...‬وحبها‬
‫للحياة‬
‫ولكن والدتها تشعر باالنهزام‪.....‬تشعر بالخوف على‬
‫زوجها‪....‬تشعر من استبداد الماضي لحاضرهم‪......‬ال تستطيع ان‬
‫تنكر غيرتها‪...‬من ديانا‪.....‬من خوفها لم قد يحدث فيما‬
‫بعد‪......‬حتى وإن توفيت‪......‬سيرى يوسف بابنتها ذكريات‬
‫شتّى‪......‬منها التي قهرته وعصفت به‪....‬ومنها التي اشعلت فتيل‬
‫الحب فيه‪......‬تنهدت عدّت مرات مجروحة من الماضي‪...‬وخائفة‬
‫من الحاضر والمستقبل!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫منزل أبا سيف‪....‬مليء بالحركة‪......‬بالسعادة‪......‬بالحب‪....‬‬
‫كانا في المطبخ‪....‬يرتّبا مع والدتهم بعض االشياء‬
‫تحدثت ام سيف‪ :‬قصي تراك زودتها طس حلّق وجيب‬
‫ثيابك‪....‬نعنبوا التّح عليك من الصبح‪....‬والحين الساعة خمس‬
‫ونص المغرب‪.....‬‬

‫قصي ‪ :‬ان شاء هللا يمه‪....‬‬


‫ثم التفتت على عزام‪ :‬وانت طس القصر ش ّيك على األوضاع‬

‫تقصد (قصر االفراح) المكان الذي سيقام فيه حفل زواج ابنها‬
‫تحدث عزام‪ :‬بيجي سعود وبنمشي معه‪.....‬‬
‫سار بجدية‪ :‬قصي طس حلّق‪....‬وال تبيني اوديك‪....‬ترا ما فيه‬
‫ج ّ‬
‫وقت‪...‬‬

‫دخل هنا سيف ‪ :‬السًلم عليكم‪....‬‬


‫ردوا عليه السًلم‬
‫فقالت ام سيف ‪ :‬ترا نظفت شقتك‪.....‬‬

‫عزام ‪ :‬عقبال شقتي‪....‬‬


‫ام سيف بصوت عالي‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآمين انت بس اشّر‪....‬‬

‫عزام بًل مقدمات‪ :‬ابي نوف بنت خالي غازي‪....‬‬

‫سار هنا ‪ :‬اوييييييييييييييلي يا المتولّع‪....‬‬


‫شهق ج ّ‬
‫قصي رمى عليه علبة المنديل وهو يضحك‪:‬‬
‫هههههههههههههههههههه اميييييييييييي يا تبنننننن‪...‬‬

‫ام سيف بحده‪ :‬تمزح هاااااااااااااااا؟‬


‫سيف اخذ يكركر بضحك عميق‪ ،‬ذات مغزى كبير‬

‫عزام ‪ :‬ال وهللا ما امزح‬

‫ام سيف بنص عين‪ :‬افرح يعني؟‬


‫صاب‪....‬كًلم الليل يمحه النهار‪...‬‬
‫سار أجاب‪ :‬ال ن ّ‬
‫ج ّ‬
‫سيف ‪ :‬هههههههههههههههههههههه وحنا الحين الفجر يا‬
‫حمـ‪.‬؟‬

‫قصي‪ :‬ههههههههههه تركه عنك مصدوم من توأم النكبة فجأة‬


‫قرر‪....‬‬
‫ام سيف بغضب‪ :‬سكتوا‪....‬‬
‫وناظرت لسيف‪ :‬من جدك وال تلعب على راسي‪.....‬‬
‫عزام ضحك بخفة‪ :‬ههههههههههههه وهللا من جدي خًلص‬
‫خطبيها لي‪....‬‬
‫سار وضع يديه على خصره‪ :‬وين اللي يقول يبي من برا‬ ‫ج ّ‬
‫العيلة‪.....‬‬
‫هونا يا العضيد‪....‬دهنا في مكبتنا‪.....‬‬
‫حرك رأسه‪ّ :‬‬
‫عزام ّ‬

‫قصي ‪ :‬خذ لك‪.....‬من أي مسلسل سامعها؟‬

‫سيف بضحك‪ :‬ههههههههههههه يمه ال توهقين البنت في‬


‫هالمجنون‪...‬‬
‫عزام رمى عليه كرتون عصير فاضي‪ :‬ال تدخل انتي‪...‬‬
‫سار ‪ :‬عزام صدق يعني ّ‬
‫معزم‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫عزام نظر ألمه‪ :‬يمه أي ‪...‬معزم على نوف ‪....‬ابيها‪....‬كلمي‬
‫خالي‪....‬‬

‫ام سيف فجأة بدأت تزغرط وتصفق بيديها بفرحة ال تسعها‬

‫سار‪ :‬ه ّبلت بأمي يا كـ‪......‬‬


‫فضحك ج ّ‬
‫سيف ضحك هنا‬
‫وقصي قال‪ :‬واضح زواجي مبارك ‪...‬الجازي بترجع‬
‫بتزوج‪......‬‬
‫ّ‬ ‫لسيف‪...‬وانت نويت‬

‫ام سيف بفرحه‪ :‬باذن هللا بعد العرس بكلم خالك‪...‬‬


‫سار‪ :‬وانت عجل ‪......‬بنزوجكم مع بعض‪...‬‬ ‫ثم نظرت لج ّ‬
‫سار أشار لها بحذر‪ :‬الال يمه‪ .....‬هدي اللعب اشوي‪....‬‬‫ج ّ‬
‫سيف‪ :‬هههههههههههه الحمد هلل والشكر‪.....‬‬
‫قصي ‪ :‬خله محروم‪.....‬‬
‫عزام بضحكة‪ :‬هههههههههههههه خذ بنت جيرانا‪.....‬‬

‫ام سيف بضحكة بسعادة‪ :‬هههههههههههه وين اخذها البنت‬


‫بخامس ابتدائي‪....‬‬
‫قصي بضحكة‪ :‬هههههههههه صدقيني عقلها ثًلثينية جادةةةةةة‬

‫فجأة سمع سيف يقول‪ :‬قص قص الفاظك حبيبي‪....‬ال تروح‬


‫وطي‪....‬‬

‫سار مات ضحك هنا‪.....‬‬ ‫ج ّ‬


‫ام سيف ‪ :‬قسم باهلل يبيلكم إعادة تأهيل انتوا‪........‬‬
‫ثم قالت بحده‪ :‬قصييييييييييي قوم طس حلّق ‪......‬قبل‪...‬ال‬
‫سيف نهض وهو يضحك‪ :‬هدي يا الغالية بقوم اروح معه‬

‫ثم ضرب على كتف أخيه‪ :‬قوم يًل‪.....‬‬


‫نهض قصي وهو يضحك‬
‫بينما والدتهم خرجت من المطبخ‪ ،‬لتصعد غرفتها وتتأهب لتزيّن!‬
‫سار‪ :‬من جدك‪....‬‬
‫فقال ج ّ‬
‫عزام بابتسامة‪ :‬وهللا من جدي ليش مصدوم‪....‬‬
‫سار لعب بحاجبيه‪ :‬من الوناسة‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫ثم حضن أخيه ليقول عزام‪ :‬عقبالك يا الغالي‪.....‬‬
‫سار ‪ :‬هللا يسمع منك يا العضيد‪...‬‬
‫ج ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فجأة وهما على هذا الحال دخل والدهم ليردف‪ :‬وين اخوك قصي‬
‫ّ‬
‫الحًلق‬ ‫عزام ‪ :‬راح مع سيف‬
‫بصدمة نظر للوقت‪ :‬تو يروح هالمجنون؟‬

‫سار ضحك‪ :‬ههههههههههههه متوتر الولد ‪.......‬واضح‬ ‫ج ّ‬


‫عليه‪...‬‬
‫بو سيف‪ :‬اسمعوا عجلوا علينا‪.......‬وخلكم معه ال يفشلنا‪...‬يجي‬
‫القصر متأخر بعد‪...‬‬
‫عزام بضحكة خفيفة‪ :‬هههههههههه ال ما يسويها يبه‪.....‬‬

‫بو سيف ابتسم رغما عنه‪ :‬وانتوا تجهزوا ‪....‬ما بقى شي على‬
‫صًلة المغرب‪.....‬ما نبي نتأخر‪....‬‬
‫سار ‪ :‬حاضر يبه حاضر‬ ‫ج ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫خرج أبا سيف وهما تبعاه‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بدأت الترتيبات على ما هو متماشي مع العادات والتقاليد‬


‫امتأل المكان برائحة السعادة والفرح‬
‫في هذه اللحظات نسوا آالمهم‪....‬نسوا خيباتهم ‪......‬وتناسوا‬
‫امراضهم!‬
‫هنا تحققت األماني واآلمال‪ ،‬انزاحت االثقال من على‬
‫القلوب‪.....‬واجتمعت القلوب على المحبة والصفاء‪.....‬شعرت‬
‫بالتعب‪...‬بالغثيان ‪...‬ولكن سعادتها تُجدد طاقتها آالفًا من‬
‫المرات‪.....‬وقفت‬
‫امام المرآة بكامل زينتها‬
‫صة عريضة ممتلئة‬ ‫بفستانها األبيض المنفوش‪...‬عاري االكتاف بق ّ‬
‫بالورود الصغيرة جدًا‪....‬ليرتسم على جسدها‪.....‬منسابًا إلى‬
‫خصرها ‪.....‬ومتفرعًا فيما بعد (بنفشته) الى االسفل‪.....‬‬
‫قليًل‪....‬ولكن لمن يدقق به يشعر ببروزه‪....‬‬ ‫بطنها برز ً‬
‫اخذت ترتيب احمر الشفاه‪....‬بعد ان شعرت انّ هناك جزء زائد‬
‫منه يرتسم خارج اطار الشفتين!‬
‫قامت بتعديله‪.....‬ثم عادت بالنظر إلى نفسها‬
‫مررت يدها على بطنها‬
‫وابتسمت‪...‬‬
‫ظنّت انها لن تعيش هذه األيام‪....‬ظنّت انها ستبقى عالقة ما بين‬
‫ب وعصيان‬ ‫ضر ٍ‬
‫وستبقى متزوجة لألبد بقصي ولكن بالسر‬
‫لن تُنجب ولن تحبه ولن يحبها‬
‫سرا!‬‫ولكن جرت األمور بما تمنته ً‬
‫كانت تتمنى ان تح ظى برجل يحبها‪....‬يعشقها‪....‬ينتشلها من ظلم‬
‫وجور من حولها‪......‬وقصي فعل ذلك‪........‬تمتمت بالحمد‬
‫‪...‬وانقضت الساعات سريعًا ‪.....‬ليأتي وقت الزفة والظهور امام‬
‫الحضور‪....‬اتى الوقت المنتظر‬

‫حدثتها ام سيف‪ :‬بشويش وانتي تمشين يا بنتي ال تخافين انا‬


‫وراك‬
‫تشعر انها محظوظة لوجود ام سيف في حياتها ‪...‬اغدقت عليها‬
‫حنان‪....‬وخوف اموي ‪....‬جعلها تتذكر فيه والدتها‪....‬وتطمئن‬
‫انها ستعيش معها بمشاعر الحب والتقبل‬
‫مشت على الممر الطويل‪...‬وتو ّجهت األنظار لناحيتها‪.....‬‬
‫كانت ملفتة للنظر‬
‫لطول قامتها‪...‬وتناسق جسدها‪....‬وجمال شكلها ‪....‬كانت ملكة‬
‫‪......‬وستتربع على عرش احًلمها‪...‬التي باتت تتعلّق في‬
‫قصي‪....‬مشت ‪...‬على انغام‪.....‬الطمأنينة ‪...‬األمان‪.....‬والحب‬
‫الصادق‪.....‬كانت تكرر بداخلها الحمد والشكر ‪...‬هلل عز وجل!‬

‫نوف همست لشيخة‪ :‬ما شاء هللا تجنن وهللا‪...‬‬

‫شيخة ‪ :‬أي بسم هللا عليها‪.....‬كيوت‪...‬‬


‫نوف رمقت شيخة لكلمتها األخيرة‬
‫فقالت شيخة‪ :‬خيييييييير‬
‫نوف بترفع‪ :‬مابي اخرب كشختي وال كان رديت‪.....‬‬
‫شيخة دفعتها قليًل‪ :‬امشي امشي بس‪....‬خلينا نرقص في زاوية‬
‫لحالنا‬
‫ضحكت نوف بخفة‪ :‬ههههههههه قدام‪...‬‬

‫وهما تمشيان ‪....‬اصطدما في امرأة بسبب (ربشتهما_ حركاتهما‬


‫العشوائية) شيخة بخجل‬
‫‪:‬اوه عذرا‬
‫نوف رفعت رأسها لتنظر لوجه المرأة‪ :‬سوري‪.....‬‬
‫شيخة نظرت لنوف‬
‫ً‬
‫مجاال لحرب النظرات‬ ‫ولكن المرآة لم تدع لهما‬
‫قالت‪ :‬اخبارك نوف؟‬
‫نوف عقدت حاجبيها‬
‫صافحتها‪ :‬يا هًل وهللا‪...‬‬

‫تحدثت‪ :‬شكلك ما عرفتيني‪...‬‬


‫شيخة اصبح وضعها كالحائط‬
‫ابتسمت باستخفاف على نوف لهذا الموقف المحرج‬

‫أكملت المرآة‪ :‬انا غزل بنت عم سيف شفيك نسيتيني‪...‬‬

‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫شعرت بالمغص في بطنها ابنت عم المجنون‪....‬تغيّرت‬
‫عليها‪...‬ربما المرض ‪....‬غيّر من حالها ولكن ستبقى جميلة‬
‫شامخة‪......‬خافت من ردت فعل الجازي لو رأتها‬
‫تحدثت‪ :‬يا هًل ‪....‬وهللا غزل‪...‬اخبارك وش مسوية‪...‬‬

‫غزل بابتسامة هادئة ‪ :‬الحمد هلل‪....‬‬


‫سلمت هنا شيخة باحترام‬
‫وأخيرا انتبهت نوف لذلك الصغيرة التي تُمسكه‬
‫فقالت ‪ :‬عمري الحلو اخبارك‪....‬‬
‫تخبأ في ساق غزل‬
‫فقالت غزل‪ :‬وين خالتي ام سيف اجل‪....‬‬
‫شيخة اجابت‪ :‬بهذي الطاولة‬
‫وأشارت لها‪.....‬‬
‫غزل حملت ابن زوجها ‪....‬فقالت‪ :‬عن اذنكم ‪....‬اجل‪...‬‬
‫ثم ذهبت لناحيتهما‬
‫فقالت نوف بخوف‪ :‬يمه يمه‬
‫شيخة قرصت يدها‪ :‬هييييي العقل‪....‬شفيك‪....‬‬
‫نوف ال تريد ان تتحدث انها خائفة من ردت فعل الجازي فقالت‪ :‬ال‬
‫وال شي‪...‬‬
‫شيخة بًل اهتمام ‪ :‬تعالي نعدّل بس اشكالنا‪....‬‬
‫نوف بتاييد‪ :‬الحمامات قريبة ‪....‬هنا‪..‬‬
‫شيخة قالت‪ :‬أي‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قطعت عليهم بالسًلم‪...‬والسؤال عن الحال‪...‬وتوج ّهت انظار‬
‫الجازي لها‬
‫صافحتها الجازي وهي ترمقها بنظرات ‪....‬ال تفسر‬
‫فقالت ام سيف وهي تعلم بكل شيء‪ :‬هًل يمه غزل‬
‫اخبارك‪...‬واخبار زيد وهالحلو‪...‬‬
‫غزل بهدوء‪ :‬الحمد هلل بخير خالتي‪.....‬‬
‫ام سيف حملت الصغير ‪ :‬حبيبي كبر‪...‬اخبارك يا الشيخ‪....‬‬
‫خبأ رأسه واسنده على صدرها سريعًا فضحكت بخفة‪ :‬اوه ولدكم‬
‫يستحي‪....‬‬
‫غزل ضحكت بخفة‪ :‬يستحي وخاف‪...‬‬
‫ثم سقطت انظارها على عبد هلل فقالت ‪ :‬الجازي ولدك‪...‬‬
‫الجازي كانت تنظر لها‪.....‬ليس بحقد ‪...‬او قهر‪...‬‬
‫ال‬
‫بنظرة كيف لها نست سيف وعاشت وسيف وقتها لم ينسى‬
‫هل ح اقا كان يتأنّب ضمير ايا لحالها‬
‫ابتمست مجاملة ‪ :‬أي عبد هلل‬

‫غزل ‪ :‬ما شاء هللا ‪......‬هللا يخليه لكم‬


‫ام سيف قالت‪ :‬تعالي غزل جلسي هنا‪....‬‬
‫غزل جلست وتبادال اطراف الحديث وما زالت الجازي تحدّق بها‬
‫ببهوت!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تنظر للناس لفرحتهم وسعادتهم وابتهاجهم‪....‬توترت ً‬
‫قليًل‬
‫ولكن كانت تأخذ هواء عميق ليهدأ من أنفاسها المضطربة‬
‫فجأة اقبلت عليها امرأة هي تعرفها ج ّيدًا وكيف تنساها؟‬
‫نهضت واقبلت عليها احتضنتها وهي تقوم‪ :‬اففف الحمد هلل جيتي‬
‫فطوم ‪....‬وهللا توقعتك ما جين‪...‬‬
‫فاطمة قبلتها وس ّلمت عليها‪ :‬عمري مستحيل ما اجيك‪.....‬مبروك‬
‫يا احلى عروس‪....‬‬
‫مهرة شدّت على يدها‪ :‬هللا يبارك فيك‬
‫ثم نظرت للصغير‪ :‬حمادة عمري اخبارك؟‬
‫احمد الصغير اردفت ‪ :‬زين‪...‬‬
‫مهرة ‪ :‬حياتي‪...‬‬
‫فاطمة تحدثت‪ :‬زوجي رجع من شغله ‪....‬وقلت إال واجيك‪.....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬حبيبتي وهللا جيّتك هذي على عيني وراسي‪...‬‬
‫فاطمة ‪ :‬يسلم لي راسك يا الغالية‪...‬‬
‫ُمهرة ابتسمت‬
‫لها وفاطمة نزلت لتستقر للجلوس‬
‫ُمهره حينما نظرت لفاطمة لجارتها‬
‫تذكرت الموقف حينما نست المفاتيح وبقيت عندها إلى حين قدوم‬
‫قصي‬
‫ابتسمت على هذه الذكرى‪....‬وهي تكرر الحمد على كل شيء!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سا متسمر كالخشبة خوفًا من ان‬ ‫في صالة الرجال‪......‬كان جال ً‬
‫يسقط العقال او الغترة‬
‫عزام اتى بجانبه ‪ :‬اووووخص عليك وهللا اصغر منا‬
‫‪....‬وسويتها‪.......‬‬
‫سار اتى من جانبه االيسر‪ :‬ال تنسى بعد بصير أبو‬ ‫ج ّ‬

‫عزام بهمس وبسخرية‪ :‬قبل الدخلة!‬


‫سار مات ضحكًا‬
‫ج ّ‬
‫ولكزه قصي وهي يشد على اسنانه‪ :‬جب انكتموا يا قليلين‬
‫االدب‪......‬جب‪....‬‬
‫سيف اتى سلم على أخيه فقال‪ :‬خير يأجوج ومأجوج‪.....‬قوموا‬
‫شيكوا على العشاء‪.......‬‬

‫عزام ‪ :‬وهللا حافظين هالموال‪....‬ذكروني بعرسي ما سوي عشا‬


‫عشان ال تسمعونه ‪....‬ها‪....‬‬
‫سار بضحكة‪ :‬ههههههههههه وال يهمك‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫اتى هنا ناصر وسلّم على قصي وكذلك خالد‬
‫فقال بًل مقدمات لخالد وسعود الذي اتى متأخرا‪ :‬هًل بالنسيب؟‬
‫وجه خالد امتأل بالغرابة والتعجب‬
‫فضحك سيف بخفة‬
‫وقصي ابتسم‬
‫خالد‪ :‬فاصل عقلك؟‪....‬من هالطق‪....‬‬
‫سار بهبل‪ :‬ال اصبر ما بعد يح ّمون الطيران‪......‬عشان تبدأ ليلتنا‬
‫ج ّ‬
‫صح‪.....‬‬
‫يلوع الكبد‬
‫قصي ‪ :‬انتبه تفشلنا برقصك اللي ّ‬
‫لم يرد عليه ألنّ‬
‫بندر اتى هنا وسلم على قصي وقطع حديثهم‪ :‬منك المال ومنها‬
‫العيال‪....‬‬
‫عزام سلم عليه‪ :‬هًل بالنسيب‪...‬‬
‫سيف بضحكة‪ :‬ههههههه عزام بًل سخافة‪.....‬‬
‫خالد تحدث‪ :‬شفي اخوك مسطول؟‬
‫عزام‪ :‬باذن هللا بنصير نسايب‪....‬‬
‫ناصر ضحك هنا‪ :‬هههههه قررت يعني ‪....‬؟‬
‫هز رأسه‬
‫بندر بدأ يستوعب‪ :‬من بتاخذ؟‬
‫سار‪ :‬اختك‪....‬‬ ‫ج ّ‬
‫خالد بتفهي‪ :‬نوف؟‬
‫قصي ضحك ‪ :‬هههههههه ياربي شكلك مرفوض عزام‪....‬‬

‫عزام ضحك‪ :‬ههههههههههه وهللا هذا الواضح‪....‬‬


‫خالد بضحكة‪ :‬ههههههه من جدّك؟‬
‫بندر ابتسم هنا‪ :‬شاق الحلق‪....‬ونسايب‪....‬كأنه البنت قالت‬
‫موافقة‪...‬اهجد ‪....‬اختي ما توافق على مجانين مثلك‪.....‬‬
‫سار‪ :‬حاصل لها بس‪...‬‬ ‫ج ّ‬
‫خالد رمق بنظرات‪ :‬اخ فله ‪.......‬اهجد‪...‬‬

‫سيف بجدية‪ :‬أقول تحركوا بًل تجمع العرب تناظر‪....‬‬


‫بندر‪:‬من جدك عزام‪...‬‬
‫عزام بجدية‪ :‬أي وهللا باذن هللا امي بكلم خالي‪...‬‬
‫خالد ربت على كتفه‪ :‬اللي مثلك ينشرا بماي الذهب‪....‬‬
‫عزام ابتسم‪ :‬ما عليك زود يا النسيب‪...‬‬
‫سار‪ :‬مصر نسيب‪...‬اصبر تقول رايها طيب‪....‬‬ ‫ضحك ج ّ‬
‫سيف بجدية‪ :‬حركوا يًل‪.......‬بينحط العشا‪...‬والشيخ بينزف‪....‬‬
‫قصي‪ :‬طيب ابي اكل‪....‬‬
‫ناصر غمز له‪ :‬مع زوجتك حبيبي‪...‬‬
‫سيف بضحكة خفيفة‪ :‬نأجل الزفة يعني؟‬
‫قصي بانفعال‪ :‬ال‪....‬‬
‫ماتوا ضحكً هنا على شكلك‪....‬‬
‫سار وهو يغمز له‪ :‬هدا اللعب خيو‪...‬‬ ‫فقال ج ّ‬
‫سار‪ :‬حسبي هللا عليك ال تفشلنا يا‬ ‫قصي كاد يضربه ولكن قال ج ّ‬
‫المرجوج‪....‬‬
‫ناصر ضحك‪ :‬هههههههههه وهللا كلكم مشموخ عقلكم‪....‬‬
‫سيف أشار‪ :‬يًل يًل‪....‬تعالوا‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما في زاوية أخرى كان أبا خالد يحدث أخيه‪.....‬‬
‫خيرا‪.....‬واخبره انه‬
‫ابا ناصر اخبره ع ّم حصل‪....‬واستبشر ً‬
‫سيعود بعد ثًلثة أيام‬
‫فقال أبا خالد ‪ :‬على كذا خًلص لرجعت نملك على بندر‬
‫وشيخة‪.....‬حاس فيه هالمرجوج‪.....‬يبي يملك‪...‬‬
‫ضحك أبا ناصر بخفة‪ :‬هههههههه اذا بنتي وافقة مع ليه‪....‬‬

‫بو خالد‪ :‬هللا يكتب لهم الي فيه الخير‪....‬ما طول عليك‪....‬بنزف‬
‫قصي الحين‪....‬‬

‫أبا ناصر‪ :‬مع السًلمة وسلم على الكل‬


‫أبا خالد‪ :‬هللا يسلمك‪...‬‬
‫ثم اغلق الخط وبدأت مراسيم زفة قصي‪.....‬‬

‫وبقي يوسف في وحدته يفكر‬


‫سلطان لم كان في جامعته وهو في الشقة‬
‫كثيرا من الواضح نور لن ترضى بقدومها إلى السعودية‬‫ً‬ ‫اخذ يفكر‬
‫بهذه السهولة وهو ال يستطيع اجبارها على ذلك‬
‫وإال ابتعدت عنه لألبد‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عادت اليه ‪......‬لكي تُنهي المسألة من جذورها‬
‫تحدثت معه‬
‫مع وهي تقول‬
‫‪:‬مشعل ‪.....‬رديت اهنيه عشان نتفق ونطلّق‪.....‬‬
‫مشعل بتنهد‪ :‬دالل‪.....‬عن الينون‪....‬تراني راد من تعب‪.....‬هللا‬
‫يخليج‪....‬قصري الشر‪....‬وروحي عني‪....‬‬

‫دالل اعترضت طريقه‪ ،‬عقلها رافض فكرة البقاء معه‪....‬رافض‬


‫وبشدة‬
‫تشعر انها غير مطمئنة للعيش مع بقية حياتها لذلك قالت‬
‫‪:‬مشعل ما اقدر وهللا اكمل معاك‪......‬‬
‫التفت مشعل‬
‫نظر لشكلها لذبول عينيها‪....‬لرجفة جسدها‪....‬‬
‫تحدث ‪ :‬ليششششششششش؟‪....‬شنو صاير ‪....‬ابي افهم‪.....‬ليش‬
‫خذتي هالقرار‪....‬‬

‫تتجرا وتنطق كلمتها التي نوت في القاها‬


‫ّ‬ ‫البد ان توجعه البد ان‬
‫عليه‬
‫بينما هو استرسل ‪ :‬بعد هالعمر وهالعشرة‪.......‬وبعد ما عيالنا‬
‫كبروا‪...‬وصاروا على وجه زواج‪....‬تبين تطلقين؟‬

‫دالل بكت‬
‫فصرخ‪ :‬انااااااااااااااا مليت من موالج‪...‬ومن هالنكد‪.....‬مليت يا‬
‫دالل وهللا ملّيت‪.....‬‬

‫دالل صرخت هنا بوجع‪ :‬اناااااااااا خنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪.......‬‬

‫توقف هنا‪......‬بلل شفتيه‪....‬ثم نظر لوجهها رمض عدّت مرات ثم‬


‫ابتسم بسخرية‪....‬ثم عاد ينظر لها بوجه مكفهر حتى بها خافت‬
‫من تغلّب احوالها في الثانية الواحدة‬
‫اقترب منها‪....‬وبشكل لم تتوقعه اكلمها كف حتى بها كادت تسقط‬
‫ولكن جرها من طرف بدلتها لتصبح ما بين يديه انكمشت حول‬
‫نفسها واخذ يهزها‬
‫بعنف وهو يتحدث بقهرررر‪ :‬انتيييييييييييي مينونة تقولين لي‬
‫جذه؟‪........‬ظنّج بطلقج يوم تجذبين بهالجذبة ‪.........‬خًلص دالل‬
‫واضح ينيتي انتي ما فيج عقل‪.......‬انقلعي فوق غرفتج‪......‬ال‬
‫اجرم فيج وهللا‪.....‬‬

‫خافت لم تستطع ان تردف كلمة واحدة بكت‪......‬ثم قالت بعد ان‬


‫دفعها وتصطدم بالجدار ‪ :‬طلققققققققققققققني تكفى‪.......‬‬

‫مشعل أشار لها‪ :‬جهزي نفسج‪...‬من بكرا بروح عن دكتور‬


‫نفساني‪...‬يشوف لج صرفة‪....‬‬

‫صرخت هنا دالل‪ :‬انا مو مينونة‪.....‬‬

‫مشعل شد على شعره بقوة‪ :‬خًلاااااااااااص انا المينون هاااااااااااا‬


‫انا‪.......‬‬
‫ثم ركض على عتبات الدرج ليتركها في معمعة الصراخ والبكاء‬
‫واالنهيار‬
‫دالل لم تعد القوية ‪....‬ولم تعد ذات الهيبة والشخصية‬
‫الذكريات اكلت ما تبقى منها من حياة‪....‬من مشاعر‬
‫واحاسيس‪....‬بكت‪....‬إلى ان انفتح الباب ودخلت ابنتها لولوة‬
‫التي ركضت اليها‬
‫‪:‬يمه شفيج‪....‬‬
‫دالل ببكاء‪ :‬خليه يطلقني يا لولوة خليه يطلقني‪...‬‬
‫ق قلبها على والدتها احتضنتها‪ :‬يمه هللا يهديج ‪......‬ليش‬ ‫لولوة ر ّ‬
‫تبين الطًلق‪...‬‬
‫دالل أسندت‬
‫رأسها على صدر ابنتها وبكت‪ :‬تعبت انا تعبت‪....‬‬
‫لولوة ‪ :‬خًلص يمه هدي قومي معاي قومي‪....‬‬
‫ثم ساعدتها على النهوض لتتجه بها لغرفتها وهي تبكي بصوت‬
‫وانين موجع‪.....‬جعلت ابنتها تبكي معها خوفًا‬
‫سألتها‪ :‬يمه تعبانه؟‬
‫تجيبها‪.....‬قربتها من السرير ‪...‬حتى استلقت وأغلقت باب‬
‫ّ‬ ‫لم‬
‫الغرفة واخذت تنظر لها بحيرة وهي تكرر‪ :‬يمه شفيج؟‬

‫دالل اغمضت عينيها ‪...‬لتهرب من الواقع بالنوم‪...‬لتهرب ‪....‬من‬


‫صورة ايًلف‪...‬وجورج‪.....‬واآلالم‪...‬ما تشعر به يؤلمها‬
‫وبشدة‪... ..‬شدّت على اللحاف‪....‬وسكنت أنفاسها بعد نصف ساعة‬
‫لتغط في نوم ‪...‬وتترك الظنون والشكوك في نفوس من حولها!‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الحياة‪.....‬تارة تُبكينا‪...‬تارة تُسعدنا ‪...‬وتارة تُلهينا‬
‫وتارة تُجبرنا على ما ال نريده‪ ......‬هي معادلة منطقية‬
‫وفي بعض الحين تتجلّى في الًلمنطقية‪.....‬ولكن نتقبلها‬
‫ونتعايش معها‬
‫باإلجبار وفي بعض الحين بالتقبل التدريجي‬
‫ال شيء يأتي بسهولة ‪....‬ولكن ربما جميع األشياء تتبدل وتتغير‬
‫وتتًلشى بمنتهى السهولة‪....‬‬
‫كتبدل الكره بال ُحب‪.....‬ربما هذا ام ٌر مستحيل‬
‫ولكن هذا ما حصل معها‪....‬‬
‫سقف واحد‬
‫ٍ‬ ‫احبته‪....‬تشعر انها محظوظة حينما اجتمعت معه تحت‬
‫مضت الثًلث األيام معه كـ سرعت البرق مليئة بالدفيء وال ُحب‬
‫والطمأنينة‪....‬مليئة بالهدوء والراحة‬

‫سا يُبرز بطنها الصغير ً‬


‫قليًل‬ ‫جلست من نومها‪....‬وهي ترتدي ملب ً‬
‫سك نوم الساعة عشر‪....‬‬‫تحدثت بحب‪ :‬قصي‪.....‬قوم‪......‬ب ّ‬

‫قصي مخبأ رأسه تحت الوسادة‪ :‬تو الناس‪....‬وهللا بدري‪....‬‬


‫ُمهره ‪ :‬بدري من عمرك حبيبي‪....‬‬
‫حينما قالت حبيبي‪....‬التفت بشكل سريع ونهض من السرير حتى‬
‫بها ضحكت‬
‫فقال‪ :‬عديها باهلل‪...‬‬
‫ُمهره خجلت لتردف‪ :‬قوم اليوم ابي اروح المستشفى‪....‬‬
‫قصي بخوف‪ :‬ليش شفيك‪....‬؟‬
‫ُمهره بتًلعب‪ :‬توقّع شفيني؟‬
‫قصي ‪ :‬مهروووووووه‬
‫مهره ضحكت هنا لتقول‪ :‬ما تبي تعرف جنس الجنين‬
‫قصي بتذكر ضرب بيده على جبهته‪ :‬اال‪...‬قومي قومي‪....‬‬
‫ضحكت مر ًة أخرى ‪ :‬هههههههه بشويش طيب‪....‬‬
‫قصي نهض راكضًا لناحية الخًلء وهي نهضت لتسحب الورقة‬
‫من الدوالب‪...‬‬
‫لو يعلم انّ النتيجة بيدها ‪...‬لخنقها‪.....‬‬
‫ضحكت من جديد على شكله وحماسه‪......‬لم تأخذ ست دقائق‬
‫حتى به خرج‬
‫‪:‬يًل‪....‬‬

‫ُمهره اقتربت منه وقالت‪ :‬قصي انت بوعيك؟‬


‫قصي نظر لها بابتسامة بلهاء‪ :‬هاااا‪.....‬‬
‫ُمهره ‪ :‬متى اخر موعد كان لي‪...‬‬
‫قصي بتفكير‪ :‬قبل زواجنا بيوم‬
‫ُمهره مستمرة بالتًلعب‪ :‬ورحت مع من المستشفى؟‬

‫قصي ‪ :‬مهروووووه شفيك روحي جهزي بًل اسالة الغباء ذي‪....‬‬


‫ُمهره بضحكة‪ :‬هههههههههههه تكفى جاوب‬
‫قصي‪ :‬مع عمك‪...‬‬
‫ملونه‬
‫رفعت له صورة صغيرة مربعة الشكل ّ‬
‫قصي سحبه من يدها فقال ‪ :‬شنو ذا؟‬
‫ُمهره بضحكة‪ :‬ولدك‪...‬‬
‫قصي عقد حاجبه واخذ يدقق في النظر ثم استوعب ليقول‪:‬‬
‫حللللللللللللللللفي‪.....‬‬

‫ُمهره ‪ :‬ههههههههههه واضح لسى خًليا عقلك نايمة‪...‬‬


‫قصي ضحك ثم احتضنها بقوة وهو يقول‪ :‬ليششششش ما قلتي‬
‫لي‪....‬‬

‫ُمهره ‪ :‬حبيت اسوي لك مفاجآة‪...‬‬


‫قصي بتفكير‪ :‬باهلل أي شهر انتي؟‪....‬كيف يتحدد؟‬

‫ُمهره ماتت ضحك ألنها هي األخرى كانت تظن انها في الشهر‬


‫الثاني‬
‫ولكن حسبتها كانت خطأ ‪.....‬والطبيبة الخاصة فيها في اخر زيارة‬
‫صعقت انها لم تعرف بأي شي‬ ‫لها ُ‬
‫حتى مهره اخبرتها انها هي المخطئة لم تخبرها‬
‫ولكن في الواقع قد اخبرتها ولكن ُمهره لم يكن عقلها معها‬

‫ضحكت وأشارت له‪ :‬دخلت الرابع‪....‬‬

‫قصي بفجعة‪ :‬وبطنك كذا‪....‬‬


‫ُمهره ‪ :‬ههههههههههه احسن صغير‪...‬شتبي يصير مترين‬
‫قدام‪....‬‬
‫قصي ‪ :‬ههههههههه وهللا صادقة لم قالت لي انك ما تعرفين‬
‫شي‪....‬شلون نراجع مع الدكتورة وال قد سالتيها انتي باي‬
‫شهر‪....‬‬

‫ُمهره انحرجت وبتبرير‪ :‬وهللا ماذكر قالت لي‪...‬يمكن قالت بس انا‬


‫حسبت غلط‪.......‬وانتي بعد شلون ما تنتبه الوراقي‪.....‬‬
‫قصي بضحك‪ :‬هههههههههه واضح احنا االثنين مفهين‪...‬‬
‫ثم اقترب منها وق ّبل كفيها‪ :‬مو مهم‪...‬عاد‪.....‬المهم بصير أبو بعد‬
‫خمس شهور‪...‬‬
‫خجلت الجازي هنا‪ :‬وانا ام‪...‬‬
‫قصي‪ :‬احلى ام وهللا‪.....‬‬
‫ُمهره بهدوء‪ :‬وش بسميه‪....‬‬
‫قصي بتفكير ‪ :‬امممممم‪.....‬مادري سميه انتي‬
‫ُمهره دون تفكير‪ :‬صالح‪....‬‬
‫ابتسم كان يعلم انها ستردف باسم والدها لذلك لم يرد ان يغلق‬
‫الباب في وجهها من هذا الطريق‬
‫ابتسم وحضنها وهو يردف ‪ :‬فديت صالح وامه‪...‬‬
‫ارخت مهره رأسها على كتفه‬
‫وهمست بطمأنينة حبهما‪ :‬وخلي لنا ابوه‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ال ُحب من طرف واحد‪....‬مزعج‪...‬و ُمربك‪......‬ويؤول بنا باالنعزال‬
‫الًلمنتهي‬
‫حقاا ال تشعر بأي مشاعر لناحيته‪....‬تشعر انّ قتل‬
‫روحها‪....‬وعقلها وجسدها‪...‬‬
‫ُمنذ ان أتت هنا هي تنام في غرفة واآلخر في غرفة‪....‬‬
‫يحاول ان يكسر صمتهما‪....‬حاجزهما ‪...‬بحديث‪...‬بكلمة‪...‬بفعل‬
‫بسيط‪...‬ولكن عجز‪....‬‬
‫فعًل الجازي التي كانت تتودد اليه بخجلها‪.....‬بحياؤها‬‫يشعر انّ ً‬
‫آنذاك‬
‫توفيت!‬
‫لم يعد قادر على كبح مشاعره لناحيتها‪...‬ولم يعد قادر على تقبل‬
‫هذا البرود‪...‬هذه النظرات التي تقتله‪....‬‬
‫قبّل ابنه الصغير ووضعه في سريره‬
‫هي كانت المطبخ ‪......‬وهو دخل لغرفتها دون ان تلحظ‪...‬سمع‬
‫صوتها قادمة ‪...‬اخذ نفس عميق وكتمه بداخلها ونهض‬
‫دخلت وعندما رأته قالت‪ :‬نام‪....‬‬
‫هز رأسه‪....‬‬
‫وهي دخلت ووضعت (رضاعة) ابنها على الكومدينة‪....‬‬
‫كانت تنتظر سيف ليخرج وهي األخرى تستلقي ً‬
‫قليًل فهي لم تنم‬
‫جيّدًا بسبب ارتفاع درجة حرارته‬
‫لم يفعل‪.....‬‬
‫بقي واقفًا‬
‫فقالت‪ :‬سيف‪....‬معليش ‪..‬بنام‪....‬‬
‫اقترب منها ‪.....‬ينجذب اليها ‪....‬بندم‪...‬وبحب‪...‬وباشتياق‬
‫تحدث بهمس يرعب قلبها ‪ :‬ماقدر؟‬
‫الجازي تفهمه‪.....‬ولكن ال تريد ان تجيبه‬
‫تحدثت‪ :‬وش اللي ما تقدر‪....‬‬
‫اقترب اكثر وكانت ستهرب منه خطوة للوراء ولكن امسك كتفها‬
‫فقال‪ :‬مشتاق لك‪....‬‬
‫حكّت جبينها ‪ ،‬فهمت رغبته‪....‬فهمت شعوره ‪....‬ولكن الى اآلن‬
‫هي غير مستعدة ان تكون قريبة منه‬
‫هي خائفة من ان يجرحها ‪...‬لذلك ستبتعد‬
‫‪:‬يكفي ‪...‬عاقبتني شهور‪...‬الجازي شهور‪....‬‬

‫الجازي نظرت لعينيه‪ :‬انا ما عاقبتك يا سيف‪.....‬هي األوضاع‬


‫صارت كذا‪....‬انا ما خططت اني اعاقبك أصًل‪....‬‬
‫سيف هم باحتضانها ولكن ابتعدت‬
‫وهي ترتجف‪ :‬تكفى‪.....‬سيف اطلع‪....‬‬

‫سيف نظر إليها الضطراب تنفسها ‪....‬لرجفتها‪.....‬حولها الى‬


‫شخص ضعيف متردد وخائفة وقلق‪....‬ماذا فعلت يا سيف بها؟‬
‫ماذا فعلت؟‬
‫ازدرد ريقه ‪.....‬ونظر لها كيف تتردد في خطواتها لتعبر من‬
‫جانبه‪...‬امسكها من جديد واغمضت عينيها‬
‫كانت ستتحدث ولكن احتضنها وقطع الحديث‬
‫شدّت على قبضة يدها‬
‫ال تريد ان تتنازل اآلن‪.....‬هي غير مستعدة‪....‬هي تظن انها‬
‫بحاجة للتفكير وإعادة النظر في االمر من جديد‬
‫ولكن هذا االمر يُبعدها من سيف ال يقربها‬
‫وسيف هيهات لن يبتعد بعد اآلن‬
‫بكت بدموع وهي تهمس‪ :‬سيف‬
‫تحدث بندم وعتاب وهي يشد عليها ‪ :‬احبك‪.....‬‬
‫ارتجفت شفتيها ‪....‬ال تحبذ رؤيته ضعيف ولكن ال تريد قربه‬
‫رفعت يديها في الهواء هل تبادله هذا الشعور؟‬
‫ال‬
‫هل تطبطب عليه‬
‫لتحاول‬
‫طبطبت على ظهره وهي تتنفس بعمق‬
‫وتطلبه من جديد‪ :‬عطني وقت اكثر‪....‬‬

‫سيف شد عليها اكثر‪ :‬ال تبتعدين يا الجازي‪....‬تكفين‪....‬اشوي‬


‫‪.....‬محتاج لحضنك‪....‬محتاج لك‪.....‬كثير‪...‬‬
‫ازدردت ريقها‪....‬‬
‫بكت بدموع‪......‬ضعف الرجال‪....‬مخيف‪ُ .....‬مرعب‪...‬وهي ال‬
‫تحبذه‪...‬ابدًا‪....‬ستحاول ان تتقبله‪....‬ستحاول اال تكسره‬
‫بكلمات‪....‬ال تريد هذا الضعف‪...‬وال تريد هذه اللهفة‪....‬ستغ ّير من‬
‫الحدود والحواجز‪.....‬ستحاول ان تنسى‬
‫الجروح‪...‬ومسببها‪...‬ستحاول ان تعيش ليس من اجل عبد هلل فقط‬
‫‪...‬بل من اجلها ايضًا‪....‬ستحاول‪.....‬‬
‫طبطبت على ظهره لتهمس‪ :‬آسفة‪....‬اضعفتك‪....‬‬

‫همس هو اآلخر‪ :‬وآسف اني جرحتك‪......‬‬


‫الجازي شدّت عليه اكثر وبكت بصوت هنا‪....‬وسيف شد عليها‬
‫وكأنه يقدم لها اعتذاره‬
‫بكى بًل صوت وبكت بصوت‬
‫ّ‬
‫كًل منهما فهم وجع اآلخر بهذا الحضن‬
‫وهي ايقنت انّ البُعد والعيش معه‪......‬شيء لن يقدم من عًلقتهما‬
‫بشيء‪....‬عليها ان تعطي نفسها فرصة ذهبية أخرى‪....‬وإن‬
‫رفضها‪....‬هنا تستطيع ان تنسحب ‪.....‬ولكن ترجو اال يحدث هذا‬
‫االمر مطلقا‬
‫بينما سيف من المستحيل ان يتركها مرةً أخرى‬
‫ابتعد‬
‫قبّل جبينها ثم خرج من الغرفة‬
‫ليترك بها اثر ‪......‬اثر للنظر لألمور من جديد!‬
‫تنهدت ثم ذهبت لناحية ابنها لتمسح دموعه‬
‫وتقول‪ :‬انا لك يا سيف لك!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫احتضنتها‪....‬اصبحت لها كاالخت‪.....‬كاألم‪....‬كالمرشدة‪....‬امسكت‬
‫بيدها واخرجتها من قيعان التفكير المظلم‪....‬اخرجتها قبل أن‬
‫تُصبح أنانية مثلهم‬
‫يعز عليها ان تفارقها اآلن‪....‬ولكن هي فرحه من اجلها‪....‬فرحه‬
‫من ‪....‬أجل سعادتها‪......‬ق ّبلت خديها‪...‬وجبينها‪......‬ابتسمت في‬
‫وجهها‬
‫لتردف‪ :‬لوصلتي دقي علي‪....‬طيب‪.....‬‬
‫االخوة التي تربطهما‬
‫ّ‬ ‫طارق كان ينظر لهما‪.....‬تعجبه عًلقة‬
‫يعجبه تمسكهما ببعضهما البعض‪.....‬‬
‫اردفت ‪:‬ان شاء هللا‬
‫نظرت نور لطارق‪ :‬هاهلل هاهلل فيها‪....‬ما اوصيك عليها‪....‬‬

‫وطوق كف ايًلف بكفه‪ :‬ال تحاتين ايًلف بعيوني‪....‬‬


‫ّ‬ ‫طارق ابتسم‬
‫ايًلف ابتسمت لها‪ :‬ال تحاتيني نور‪.....‬‬
‫نور بتذكير‪ :‬ال تنسين اتصلي على امك‪.....‬طيب‪...‬‬
‫هزت رأسها‬
‫وتقدم هنا امير ليصافح طارق‪ :‬تروحون وترجعون‬
‫بالسًلمة‪.......‬‬
‫طارق ابتسم على مضض‪ :‬هللا يسلمك‬
‫ايًلف انحنت لسندرا قب ّلت خدها وهي تقول‪ :‬ديري بالج على‬
‫ماما‪...‬‬
‫سندر هزت رأسها وحضنت ايًلف لتقول‪ :‬ال تنسين جيبي لي‬
‫لعبة‪...‬‬
‫ايًلف ابتسمت هنا‪ :‬من عيوني‪...‬‬
‫نور احتضنت ايًلف من جديد ثم‬
‫قالت‪ :‬حافظك ربي‪...‬‬
‫ايًلف ابتسمت لها ثم مشا عنهما ببطء‬
‫مشت مع طارق‪.....‬لتنعم بحياة جديدة‪......‬لتهرب من حقيقتها بًل‬
‫وعي‪.......‬ذهبت مع ذلك الشخص الذي احبها واحبته تركت‬
‫وراؤها حصة مشاري‬
‫رغبتهما في التخلّي عنها زادت من حبها لطارق‪...‬هي اآلن تجد‬
‫فيه الحياة‬
‫هي اآلن سعيدة ال تريد سواه‬
‫احتضنت كفه‪.......‬وشكرت هللا على نعمة تواجده في حياتها‬
‫بينما طارق‬
‫عدم معرفتها بالحقيقة افضل‬
‫ستهدم كيانها الحقائق‪...‬وستجعلها نسخة من نور‪...‬هو ال يريد‬
‫ذلك‪...‬سيحاول ان يبعدها عن ضوضاء هذه الحقائق‪....‬لينعما‬
‫براحة وسكينة‪.....‬بعد عودتهما من شهر العسل ‪.....‬وعدها بان‬
‫وقربها الى‬
‫يزورا والدته ‪.....‬وهي تحمست لألمر‪.....‬قبّل رأسها ّ‬
‫جانبه الى ان اصبحا على متن الطائرة ليذهبا ب ُحب لرؤية حياتهما‬
‫الجديدة‬
‫والمليئة بمشاعرهما الحقيقية‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما ُمراد‪....‬كان هو واخيه على متن الطائرة‪....‬ينظر لألرض‬
‫وللناس والمباني كيف بدأت تضمحل كلما زاد ارتفاعهما في‬
‫السماء‬
‫ترك نور‪.....‬وترك ابنته أمانة عندها‪.....‬يعلم نور لن تستطع‬
‫العودة للسعودية حينما يعود سيجدها‪.....‬وسيرى ابنته‪......‬او‬
‫حتى لو عادت‪...‬لن تحرمه منها هو يثق بكًلمها‪....‬ولكن يتمنّى‬
‫لو تعود اليه‪...‬بحبها‪......‬ليمتزج بحبه لها‪....‬ال ُحب المتأخر الذي‬
‫شعر به اآلن‪....‬يمزقه بندم‪......‬لن ينسى انّ أخيه له يد في‬
‫ذلك‪....‬ولكن ال يستطيع ان يلومه‪...‬وال حتى يصرخ في‬
‫وجهه‪.....‬نظر ألخيه الذي يحاول ان يغفى ً‬
‫قليًل ‪......‬ولكن رآه‬
‫يحدّق في صورة ابنته ايًلف‪......‬رحم حاله‪.....‬ولكن من‬
‫األبوة‪....‬ايًلف ال‬
‫ّ‬ ‫المستحيل ان يبادر في تقريب اوصال هذه‬
‫تستحق ان تعيش في ازمة حقائق الماضي‪.......‬يعلم هذا األمر‬
‫مؤلم‪....‬ولكن ليس بيده شيء‪.......‬على أخيه ان يتقبل هذا‬
‫االمر‪....‬وإال سيحرق ابنته وسيدفنها ‪...‬لو ثقب كيس‬
‫الحقائق‪.......‬ايًلف ليست قوية كـ‬
‫نور‪.....‬ضعيفة‪.....‬للغاية‪.....‬إن عرفت لن تبقى على الحياة‬

‫وعليهما ان يبتعدا ‪.....‬يبتعدا لكي ال يسببا المشاكل‬


‫سيساعد أخيه على العًلج‪.....‬ولكن لن يقربه من ابنته ابدًا!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مسك امير بسندرا‪....‬واحتضن بيده اليسرى نور‬
‫تحدث‪ :‬راح تروحي له؟‬
‫هزت رأسها وهي تقول‪ :‬بروح اشوفه‪....‬الليلة بيمشي‪....‬‬
‫أمير بتنهد‪ :‬ما راح تروحي معه؟‬
‫نور بغصة‪ :‬ما اقدر‪....‬احس مو مستعدة لهالشي‪....‬‬
‫أمير ‪ :‬بدّك ياني روح معك؟‬
‫هزت رأسها‪ :‬ال‪.....‬‬
‫طبطب على ظهرها‪ :‬خليني اوصلكم بعدين راح ارجع على‬
‫الشقة‪...‬‬
‫هزت رأسها‬
‫وركبت معه السيارة‬
‫اخذت قرارها‪...‬لن تعود إلى السعودية اآلن‪....‬هي ليست على‬
‫استعداد تام لمواجهة عائلة كاملة‪....‬وفي الواقع هي ال تشعر انها‬
‫تنتمي لذلك الوطن‪....‬تشعر انها اطمأنت هنا‪...‬ال تريد ان تزعزع‬
‫امنها‪...‬ستكمل دراستها‪......‬ستعطي نفسها فرصة من تقبل كل‬
‫األشياء ثم‪....‬ستهذب هناك للزيارات فقط‪......‬‬

‫في خًلل الثًلث أيام جبرت نفسها على التردد على زيارة‬
‫بأبوته‪...‬تريد ان تخفف من حمله‪.....‬‬
‫يوسف‪...‬تريد ان تشعر ّ‬
‫تواجهت ذات يوم مع سلطان‪.....‬واجبرها على االستماع له‬
‫وفهمت وضع يوسف الصحي‬
‫وخفق قلبها‬
‫تشعر انّ نصف قلبها معلق بأمير‪...‬والنصف اآلخر مجبور بالتعلق‬
‫بيوسف‬
‫ال تريد ان تخسر احدهما‬
‫تريد تواجدهما في حياته رغم انهما سببا لها جراحات ثقيلة‬
‫ولكن تواجدهما مهم!‬

‫مسحت على شعر ابنتها‪....‬لن تنسى فرحته حينما رأى حفيدته لن‬
‫تنسى ابدًا‪.....‬‬
‫لن تنسى ف رحته حينما تأتي الى الشقة تجلس معه‬
‫يخبرها عن شيخة (الدلوعة)‬
‫وسعود المحب للمغامرات‬
‫وناصر العصبية‬
‫وتذكرت صفعته لها‪.....‬ولكن تفهمت الوضع‪....‬اآلن وادركت ثقل‬
‫ان يكون لك أخت تعيش في وحل هذا االنفتاح الغربي المخيف‬
‫المزعزع والبعيد عن الدين‪......‬تفهمت كل شيء ‪....‬ولكن قبول‬
‫األشياء ال يأتي دفعة واحدة‪.....‬‬

‫اخذت تفكر كيف تخبره انها تريد ان يبقى معها‪....‬وتعلم سيقول‬


‫لماذا ال تأتين معي؟‬
‫ال تريد ان تجرحه وتقول‬
‫لم يشفى جرحي منك‬
‫واشعر بالغربة معك‬
‫ال تريد‬
‫تشعر بالتناقض‬
‫ولكن تناقض مرحب به‬
‫وجميل‬
‫أوقف السيارة امير تحت عمارتهم‬
‫تحدث‪ :‬نور وصلنا‪....‬‬
‫نور التفت عليه‬
‫ثم قالت‪ :‬باليل برجع‪...‬‬
‫هز رأسه بتفهم‪...‬‬
‫قبلّت كف يده ثم نزلت‬
‫ونظر لها‪...‬لتغيرها‪...‬لتقبلها له وتعلّقها فيه‪....‬يشعرانها تراه‬
‫والدها الحقيقي‪...‬ولكن دوما ما يذكرها بيوسف‪...‬ال يريد ان‬
‫يصبح انانيًا اكثر‪...‬ولكن بطرق تليّن فيها قلبها على‬
‫يوسف‪...‬تنهد‪....‬حارب والده‬
‫عمه‪.....‬جميع عائلته ليظفر بديانا‪.....‬ونجح‪...‬ولكن النتائج أتت‬
‫بعد سنوات بثقلها‪....‬كان شاب في ريعان شبابه‪....‬به ُحب‬
‫متأجج‪....‬يدفعه الرتكاب الحماقات‪....‬يدفعه بأن يكون انانيًا‪.....‬‬
‫ماذا نتج عن هذه األنانية‬
‫انتحار‬
‫وظلم‬
‫وخوف!‬
‫هز رأسه بندم‬
‫ثم قال‪ :‬هللا يسامحني‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بينما نور طرقت باب الشقة‬
‫فتح لها سلطان والقى السًلم‬
‫ثم انحنى وحمل ابنتها وقبلها‪ :‬اخبارك سندرا‬

‫سندرا بخجل منه‪ :‬بخير‪....‬‬


‫سلطان تحدث ‪ :‬جبت لك حلوات كثير‪...‬‬
‫نور ابتسمت هنا‪...‬‬
‫سندرا بسعادة‪ :‬وينهم؟‬
‫سلطان انزلها على األرض‪ :‬الحين اجيبهم‬
‫فقالت نور‪ :‬وين ابوي؟‬
‫سلطان نظر لها ثم شتت ناظريه بهدوء‪ :‬بالغرفة‪....‬‬
‫بينما هو ذهب لناحية الطاولة سحب كيسة الحلوات‬
‫واعطاها سندرا‪ :‬خذي‪...‬‬
‫سندرا بفرح‪ :‬هللا كثير‪....‬‬
‫نور ‪ :‬بس ما ناكلهم كلهم في يوم واحد‬
‫سلطان ابتسم لسندرا‪ :‬صحيح كل يوم بس وحده‬
‫هزت سندرا بالموافقة‬
‫ثم قال سلطان‪ :‬انا رايح الجامعة‪....‬‬
‫هزت نور رأسها بينما هو خرج واغلق الباب‬
‫وتوجهت للباب سمعت صوت والدها يضحك وابتسمت‬
‫طرق الباب‬
‫وسمعته ‪ :‬سلطان يابوك بجي‪...‬‬
‫ثم قال‪ :‬شيخوه عن الهبل سكري بس‪..‬عاد‪..‬‬
‫نور هنا فتحت الباب‬
‫عندما فهمت انه يحادث اختها‬
‫أخرجت رأسها لتقول‪ :‬ادخل؟‬

‫فز قلبه وهو ممسك بهاتفه فقال‪ :‬تعالي تعالي‪...‬‬


‫ثم حدث شيخة‪ :‬اختك نورة جات‪...‬‬

‫شيخة ودّت لو تراها ‪...‬بها شعور ‪....‬مختلف‪....‬ومخيف‪....‬من‬


‫ان يكون لها اخت‪........‬‬
‫سعود فجأة سحب الهاتف من اخته فقال‪ :‬وينها؟‬
‫ضحك ناصر الجالس بالقرب من والدته التي تشرب الشاهي‪:‬‬
‫بشويش كسرت اختك‪...‬‬
‫شيخة قرصت فخذ سعود‪ :‬هات الجوال‬
‫يوسف تحدث‪ :‬ترا بسكر على هاالزعاج‪.....‬‬
‫نور اقتربت منه قبلت رأسه‬
‫وكذلك سندرا التي قالت‪ :‬جدو من تكلم؟‬
‫سعود سمع صوتها‪ :‬يبه هذي بنتها؟‬
‫سحب يوسف سندرا على رجليه ووضع الهاتف امامها‪ :‬أي‬
‫شوفها‬
‫صرخت هنا شيخة لتسحب الهاتف‪ :‬ابييييييييييي اشوف‬

‫ام ناصر ‪ :‬شيخه عن الجنان‪...‬‬


‫ناصر ‪ :‬وهللا بقوم اكسر الجوال‪....‬‬
‫ضحك يوسف وهو يقول‪ :‬بشويش على شيخة وراها ملكة‬
‫‪....‬وزواج‪....‬ال يعصب علينا بندر‪...‬‬
‫تلون وجهها فقالت ام ناصر بصوت عا ٍل‪ :‬ليتك قايل كذا من‬
‫شيخة ّ‬
‫البداية عشان تهجد‬
‫تفرك بيديها بقوة‬
‫ضحك يوسف وضحكت نور‪..‬بخفة‪....‬وهي ّ‬
‫سعود اردف عندما نظر سندرا‪ :‬ما شاء هللا ‪...‬هللا يحفظها‬

‫شيخة أتت بالقرب منه ونظر اليها‪ :‬عمري‪....‬ام‬


‫خدود‪....‬حبيبتي‪....‬يبه تعرف عربي؟‬

‫ناصر (شرق) في الشاهي ومات ضحكًا‬


‫وطبطبت على ظهره والدته وهي تضحك األخرى‬
‫وسعود اردف‪ :‬فشلتنا‪...‬هههههههههههههههه‪.....‬‬

‫نور ضحكت لكلمة شيخة‪....‬‬


‫بينما قال يوسف‪ :‬ههههههههه أي‪....‬‬
‫سندرا نظرت له‪ :‬جدو مين ذول؟‬
‫شيخة بهبل‪ :‬اروح وطي على هالكلمة‪....‬‬
‫سعود ضرب على رأسها‬
‫فقال يوسف‪ :‬هذا عمو سعود‪....‬وهذي عمتو شيخة‬

‫شيخة ‪ :‬يبه وش عمو وعمتو‪......‬سندرا انا يور انكل‪....‬‬


‫ناصر بضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه موتي ام اللغة‬
‫وش انكل‪.....‬‬
‫سعود‪ :‬هههههههههههههه ال فالحة ال في دراسة وال غيره‪....‬‬
‫شيخة بعصبية‪ :‬كل تبن‪...‬‬
‫أبو ناصر‪ :‬شيخهههه‬
‫شيخة ‪ :‬لبيههههههههههه اسفه اسفه‪...‬‬

‫ثم قال بجدية‪ :‬نور شوفي اختك الهبلة وهذا اخوك سعود‪...‬‬
‫ثم ناولها الهاتف‬
‫شعرت بالخوف من ان تراهم وتجعلهم يرونها‪...‬تشعر بالتوتر‬
‫ولكن سحبته ثم قالت‪ :‬هًل‪...‬‬
‫شيخة بهدوء‪ :‬اخبارك نورة‪...‬‬
‫هي ليست نورة‬
‫تقسم انها ليست نورة ولكن قالت‪ :‬بخير انتي اخبارك؟‬

‫نور ‪ :‬الحمد هلل‪....‬ثم قالت اخبارك سعود؟‬


‫سعود تنحنح ثم قال‪ :‬بخير‪....‬‬
‫اقترب منها والدها فقال‪ :‬يًل سكروا‪...‬بجلس مع بنتي‪...‬بكرا انا‬
‫عندكم باذن هللا‪...‬‬
‫سعود بتفهم‪ :‬طيب يبه‪....‬مع السًلمة ودير بالك على نفسك‪....‬‬
‫يوسف ‪ :‬سلم على الكل‪....‬‬
‫ثم اغلق الخط ونظر ألبنته‬
‫وقبل حفيده من وجنتيها‬
‫فقال‪ :‬اخبارك يبه اليوم‬

‫خائفة من عودتها ‪....‬للسعودية‪....‬خائفة من نفسها‪.....‬خائفة من‬


‫كل شيء‪....‬‬
‫هزت رأسها‬
‫فقالت بصوت تكبت فيه بكاؤها‪ :‬الليلة بتمشي؟‬

‫ال يدري كيف يفهمها‪...‬يشعر انها تريده وال تريده ‪.....‬يشعر انها‬
‫مذبذبة ومضطربة‪.....‬طبطب على ظهرها‬
‫‪:‬تعالي معي‪....‬‬

‫نور بًل وعي‪ :‬اوعدك الشهر الجاي ‪.....‬ازورك هناك‪.....‬‬


‫ابتسم لها ‪......‬تحدث ‪ :‬يبه نورة‪....‬الليلة برجع‪....‬بس طمني‬
‫قلبي ال روح‪.....‬سامحتيني‪....‬؟‬
‫سكتت ال تدري ‪....‬هل سامحت ُه‬
‫تتجرع مرارة احداث اخلّت‬ ‫ّ‬ ‫هل غفرت له الذنب الذي جعلها‬
‫باتزانها‪....‬هل تكذب انها سامحته ليجعله يطمأن‬
‫وتجعل قلبها ينفر بقهر منها؟‬
‫ماذا تفعل‪...‬‬
‫هزت رأسها بنعم‪....‬‬
‫فقال‪ :‬يا نورة‪...‬يعلم هللا انه الوجع اللي ذقته‬
‫وقتها‪......‬نحرني‪.......‬‬
‫ثم تنهد ليكمل‪ :‬حبيت امك حب ال يعلم به اال هللا‪.....‬حطيتها وسط‬
‫قلبي وخليتها تتربّع بداخلها‪....‬بس شصار؟‪....‬جزاتني‬
‫بهالجزا‪.......‬وقتلتني‪...‬‬

‫نور بكت بدموع هنا‬


‫فقال متوجع‪ :‬حاولت أني ما اصدق هالشي ‪....‬عجزت ‪.....‬صار‬
‫ياكلني ‪....‬الغيرة‪......‬خوفي على شرف عيلتي‪......‬كل شي خًلني‬
‫مجنون‪......‬رميتها وطردتها‪.......‬لقيتها محتمية بأمير‪.....‬وتجي‬
‫تهددني ‪......‬وش تبيني اسوي وقتها‪....‬؟‬

‫بكت اكثر ‪.....‬هل اآلن يبرر تخليه عنها‬


‫هل يشرح شعوره ؟‬
‫اكمل‪ :‬هددوني ‪....‬وانا في قمة غضبي‪....‬كنت راح ارتكب‬
‫جريمة‪....‬بس تذكرت شيخة‪....‬سعود ‪...‬ناصر‪....‬منيرة‪........‬لين‬
‫شفت نفسي مستسلم ‪...‬لهم‪....‬قالت تبيك‪...‬ما رفضت‪........‬كنت‬
‫بس ابيها تبعد‪.....‬‬
‫نور بغصة‪ :‬ليش ما سالت عني طيب؟‬

‫يوسف بعنين محمرتين‪ :‬مادري‪...‬كنت مشتت ‪......‬كنت‬


‫خايف‪......‬من سالفة انك مانتي بنتي‪.....‬كنت خايفة اكتشف‬
‫العكس رغم كنت اؤمن بهالشي‪....‬انتي بنتي‪.....‬بس‬

‫وشد على كفي يديها‪ :‬بس كنت جبان ‪....‬جبان يا نورة‪....‬‬


‫سندرا نظرت لهما‪ :‬ليه تبكون؟‬

‫نور نظرت لوالدها مسحت دموعها سري ًعا تحدثت‬


‫‪:‬الال ما نبكي‬
‫يوسف مراعاة للطفلة نهض وقطع الحديث‪ :‬ما نبكي‪....‬نطلع‬
‫نروح لأللعاب‪....‬‬
‫‪:‬سندرا نهضت هنا‪ :‬أي أي جدو‪...‬‬
‫نور ابتسمت وسط احمرارا عينيها قالتك سندرا ماما روحي‬
‫الصالة‪.....‬اشوي وبنجي‬

‫سندرا هزت رأسها وركضت وهي تقول‪ :‬ال تتاخرون نبي‬


‫األلعاب‪...‬‬
‫ابتسمت لها‬
‫اما نور نهضت ووقفت أمامه ‪ ،‬قلبها مضطرب‬
‫تحدثت حشرجة‪ :‬لرجعت السعودية تكفى ال تنساني‪....‬‬

‫طوق وجهها بيديه‪ :‬اموت وال انساك يا‬


‫يوسف ابتسم لها ّ‬
‫بنتي‪......‬انتي قطعة مني‪...‬كيف انساك‪...‬كيف؟‬

‫كانت تود لو تقول (انت نسيتني سنين ‪....‬اخاف تنساني عمر )‬


‫ولكن لم تجرؤ على نطقها‬
‫فقال‪ :‬انتي وعديني ترجعين لي‪....‬‬
‫نور هزت رأسها وهي تبكي‪ :‬اوعدك ‪....‬اوعدك‪.....‬‬

‫أبا ناصر طبطب على اكتافها‪ :‬وانا انتظرك‪....‬‬


‫نور اقتربت منه اكثر‪....‬ح اقا هي ال تريد عودته ال تريد ان تعيش‬
‫بعيدًا عنه وعن امير‪...‬تريد ان تعيش بقربهما‬

‫تعوض الثًلثة عشر سنة‬


‫ّ‬ ‫وبقربه هو ‪......‬تريد ان‬
‫الماضية‪....‬تريد ان تُمحي عن ذاكرتها ‪.....‬جميع ما حدث‬
‫هي على غير استعداد من ذهابه‬
‫للتو ذهبت ايًلف‬
‫ال تريد ان يذهب‪......‬للتو وب ّخت ماكس على رغبته بالزواج‬
‫منها‪.....‬لم يبقى لها احد!‬

‫سيبقى امير‪....‬بوجعه‪...‬بحزنه‪.....‬بحنانه‪.....‬وستبقى الذكريات‬


‫خالدة في ذاكرته‬
‫هي تريد حياة أخرى‬
‫بجانبه‬
‫تريد ان يعوضها قبل ان يعود‬
‫تريد ان‬
‫لم تتحمل احتضنته وبكت‬
‫وشد عليها‬
‫وهي تكرر‪ :‬تكفى ال تروح‪......‬اخاف تنساني‪....‬يبه‪......‬اخاف‬
‫تنساني‪....‬‬
‫بكى هو االخر‪ :‬وهللا ما انساك‪.....‬وهللا‪.........‬‬

‫نور دفنت وجهها في كتفه‪ :‬احضني يبه‪....‬ابي حنانك‪....‬ابي‬


‫الوطن اللي فارقته من سنين‪......‬ابي هدوء‪....‬ابي تمسح من‬
‫ذاكرتي‪.....‬كل شي‪.....‬خبيني في صدرك يبه‪......‬خبيني ما ابي‬
‫اذكر شي ما ابي‪...‬‬
‫خشي عليها هنا ‪....‬وارتجف‬
‫قلبه شد عليها اكثر‬
‫لتكمل‪ :‬ال تشوف عيالك وتنساني‪....‬تكفى يبه‪....‬حطني على‬
‫بالك‪.....‬تذكرني‪....‬انا مستحيل انساك‪....‬بس انت ال تنساني‪....‬‬

‫تتخبط في الحديث وجسدها تزداد رجفته‬


‫ابعدها عنه قبّل جبينها‬
‫تحدث بهدوء ليبث السكينة في قلبها قال‪ :‬ما فيه أبو ينسى‬
‫ضناه‪.....‬ما نسيته طولة هالسنين يا نورة وهللا ما نسيتك‪....‬‬

‫احتضنته من جديد واحتضنها ‪.....‬ورق قلبه عليها‪....‬خشي عليها‬


‫ان تنهار وتتعاكس للوراء‬

‫بينما هي‬
‫ال ُحب‬
‫ال ُحضن‬
‫والدفيء‬
‫وجدتهما‬
‫هنا ما بين ثنايا صدره‪....‬وجدت وطنها‪...‬وجدت ارض غير‬
‫ارضها الجدباء‪.....‬خضعت ‪....‬للشعور‪....‬للطمأنينة ‪.....‬خضعت‬
‫لًلشتياق‪...‬بضياع وتخبط‪.....‬وخوف‪.....‬الجرح هنا‪....‬والدواء‬
‫هنا‪......‬والذكريات الثقيلة‪......‬تقبلتهم‪.....‬تث ّبت به‪.......‬لتتبعثر‬
‫كل األشياء‪....‬وتعود نورة‪....‬تعود وتنسلخ من كونها‬
‫نور‪.....‬العاصية‪.....‬الغاضبة‪....‬الكارهة‪....‬تثبّت به لتزرع‬
‫جذورها في الوطن الذي لفظها ‪.....‬نثرت بذور الخوف ‪....‬واثبات‬
‫الهوية‪....‬همست له برجاء‬
‫‪:‬ال تتركني يبه‬

‫بكى هو اآلخر‪....‬وايقن انها عادت وتنازلت عن التهرب من‬


‫شعورها‪......‬وان شعر انها تشعره انه غريب هناك‪....‬جزء‬
‫بداخلها يرفض هذا الشعور وربه قتله اآلن كان يؤمن انها ستعود‬
‫لكونها نورة ابنت يوسف الناصي‬
‫وها هي عادت‬

‫سمعوا سندرا‪ :‬تأخرتوااااااااااااااااااااا‬

‫ابتعد هنا يوسف ‪ :‬يبه مسحي دموعك عشان بنتك‪....‬‬


‫هزت رأسها‪.....‬وتشبثّت به‪....‬خرجا معًا من الغرفة وحمل يوسف‬
‫سندرا وامسك بيد ابنته وخرجا من الشقة‬

‫ال يريد ان يترك نور‪....‬هنا‪...‬ال يريد ان يجلسا هنا ويبكيا الى ان‬
‫يحل الليل ويذهب للمطار‪....‬يريد ان تعود لرشدها‪...‬يريد ان يغيّر‬
‫من نفسيتها يريد ام يفهمها انّه لن يتخلّى عنها مجددًا‬
‫ق ّبل رأسها وقربها اليه‬
‫وهي حضنت كفه‬
‫وحضنت ايامها الكئيبة وابعدتها عن عقلها اآلن‬
‫تريد ان تحضا بدفئه‪.....‬بتذكر اجمل األيام التي قضتها‬
‫مع‪....‬ستتقبل كل شيء‬
‫ستعود بعد شهر إليه‪....‬ستبقى هناك لمدة شهر وستعود ألمير‬
‫لن تتخلّى عن امير‬
‫لن تُبعد ابنتها عن والدها وإن كان سببا في وجعها‪...‬فشعور‬
‫البنت بالقرب من والدها شعور مهم ‪....‬يصقلها يثبّت‬
‫جذورها‪....‬تستند عليه ان كثرت اوجاعها‪....‬ستبقى بحاجة اليه‬
‫وإن اوجعها‪...‬وسيبقى هو والدها وإن تخلّى عنها في لحظة‬
‫غضب‬
‫ال احد ينكر قرابة الثاني منهما ‪...‬شدّت على يديه‬
‫وقبلّت كتفه ‪...‬نظر اليها بحنان‬
‫ونظرت لألمام بتفاؤل من األيام الجميلة القادمة‬
‫تنهدت وهي تهمس شاكرة هللا على هذه اللحظة‬
‫رغم انها تعلم ما زالت مذبذبة وضائعة قليًل‬
‫ولكن شعور انّ هناك بداخلها جزء يريد بقاؤه‬
‫اثبتت لها انّها ما زالت نورة‬
‫وانتهت رحلة نور وكآبتها‬
‫وبدأت رحلة نورة وسعادتها‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تمت بحمد هللا‬
‫بداية كتابتها ‪2019\5\2 :‬‬
‫ختامها‪2020\3\13 :‬‬

‫مخيف‪....‬متلون ما بين التردد واالقبال‬


‫ّ‬ ‫شعور‬

‫ولكن ال تتم البدايات إال بالنهايات‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫شعوري ال يوصف‬
‫حقاا هفوات مختلفة بالنسبة لي‬

‫ً‬
‫سهًل ابدًا‬ ‫لم يكن ختمها‬

‫كثيرا في مشاهد‪.....‬‬
‫ً‬ ‫توقفت‬

‫خشيةً من انهاؤها!!!‬

‫راح اشتاق‬
‫لنور‬

‫ويوسف‬
‫وامير‬
‫نوف‬
‫شيخة‬
‫الجازي‬
‫الجميع‬
‫الجميع بًل استثناء‬
‫حتى جورج‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ساشتياق لكم جمي ًعا‬
‫لردودكم‬

‫وتفاعلكم‬

‫اتمنى روايتي هذه تترك اثرا اجابيا في نفوسكم‬

‫اتمنى قدرت اوصل الفكرة بالشكل المطلوب وان لم تكن بالشكل‬


‫المثالي!‬

‫اشكركم جمي ًعا بًل استثناء‬

‫اشكر كل من تابعني هنا او خلف الكواليس‬

‫اشكر كل من صديقاتي‬

‫فطوم‪.‬ه‬
‫فطوم‪.‬ع‬

‫شكرا لكم يا اجمل صدقتين‬


‫جدًا يسعدني تناقشكم معي حول االحداث‬
‫وجدًا تسعدني ردات فعلكم‬

‫شكرا للجميع‬

‫محبتكم‬
‫شتات الكون‬

‫(زينب)‬

‫حسابي باالنستا والخاص للرواية‪:‬‬


‫‪lifelove1417‬‬

You might also like