Professional Documents
Culture Documents
.
.
حينما تشتاق لنفسك ،وتبحث عن ذاتك
ت تحبه
فمن المؤكد ستبحث عن شيئ ًا أنت\أن ِ
وستمارسه باشتياق عانق السماء
للعثور عليك....
وهذا ما فعلته أنا
بحثت عن نفسي فلم أجدني إال ما بين كومة ورق مقط ّعة
وأخرى ممزقّة بعنف!
جدران فوالذية
ٍ بحثت أكثر فوجدتُ الحبر ينسج احداثًا جديدة على
لم اتخلى عن هذه الفرصة ما إن قفزت الفكرة الضمنية فعقلي
حتى احتضنتُ نفسي من جديد ما بين موهبتي التي ال استطع
اإلنفصال عنها
المرة األولى
طويًل كما في ًّ ها انا قد عُدت بعد انقطاع لم يكن
ولكن مضى عليه وقت ليس هيّن
عدتُ للحياكة من جديد ولكن بطريقتي الخاصة
عدتُ بشخصيات جديدة انطوت تحت اقدارها العميقة ربما هذه
المرة الشخصيات لن تكون تحت نطاق واسع ومشتت ولكن ّ
ضغط من األحداث اكثر ففي بداية األجزاء ستظهر ٍ ستكون تحت
كًل منها بعدد قليل ولكن فيما بعد سنُسهب في قصتهم! ا
فكرة ربما جديدة ،وإن لم تكن فهذا من محض الصدف
الشخصيات لن تكون ّ
منزهه كل التنزيه!!
ولن تكون مثالية بالشكل واألخًلق كما يجب عليه أن تكون!
فلذا ربما تكون جريئة تلك الشخصيات في الطرح والسرد ولكن
بحدود على أال تكون خادشه أو محرضة لًلقتداء بها! فأنا لستُ
ممن يزيّن الشّر او الحرام للغير ولكن اسعى جاهدة في توضيح
معانيه وتوابعه بطريقتي وبكلماتي الخاصة لإلبتعاد عنه!
فهذه الخطوة ما هي إال البداية!
تنوع باللهجات واللغات وحاولت مًلحظة هامة جدًا :الرواية فيها ّ
بقدر استطاعتي أن اتقن األمر في كتابتي إيّاه كوني سعودية !فإن
اخطأت كل ما ارجوه منكم التوجيه وكتابة مًلحظاتكم ِب ُرقي هنا او
في الخاص
نقطة مهمة:الرواية سعودية!!وليست أجنبية
هفوات أنانية
هفوات أنانية
"[color="blackهناك الكثير من الصفات التي يتميّز ِبها
البشر
صفات مشتركة وصفات خاصة لذات الشخص نفسه
واألنانية من إحدى الصفات الخاصة
لطبيعة الذات
ولطبيعة ذلك اإلنسان التي تك ُمن فيه
قد يتساءل البعض من منّا ال يحب ذاته؟
في الحقيقة والواقع
جميعنا نحب ذاتنا
ولكن هُناك درجات ل ُحب الذات
ما إن تصل إلى درجة طاغية من درجات الحب
حتى وقعت تحت مسمى ((األنانية))
صور األنانية بالعديد من األفعال وتتفّرع ّ
التي ال يحبذها عامة الناس ربما!
طرقات مشبوهة تتمحور في ُ
ّ ألنها دو ًما ما
وملتوية...
في بعض الحين تُبدّل وجوه أصحابها حتى أنك تُصبح ال تعرفهم
بل انك تنصدم من جلدهم الجديد هذا
كأنهم انسلخوا
من جل ٍد لجل ٍد آخر كـاألفعى
في الحقيقة تلك األنانية ال تظهر عًلماتها سريعًا لك
وربما تنمو وتكبر في روح ذلك الشخص وأنت ال تعلم انه يمتلكها
تتلون وتتشكّل بعدّة ألوانفهي ّ
ربما تكون باهته وبسيطه ال تُخلّف ورائها أ ً
ثرا
وبعضها متوسطة بلونها الفاتح اثرها يبقى ولكن بإمكانك أن
تُصلحه
أما النوع األخير واألشد خطورة
الحالكة بالسواد
والتي من الغير ممكن ان تتخ ّلص من آثارها بسهولة!
في بعض الحين نتساءل
وهل يصعب االتفاق إال على ذوى النفوس الخبيثة الطامعة التي
تملؤها األنانية ويغزوها الحقد ؟(يوسف السباعي)
ربما البعض يُجيب نعم والبعض اآلخر ال
ك ًُّل يجيب حسب وجهة نظره
مع سببه الخاص
فهنا ما بين طيات تلك الهفوات
سأجيبكم أنا بوجهة نظري الخاصة
.................................................. ...
مقدمة لألحداث!
.
.
.
.كُّل األشيا ء بدأت تصغر ،تضعف وتتهاوى ساقطة على األرض
باستسًلم ضجيجها المزعج وأنينها المؤلم للسامعين ...كانت قد
بأال يحدث هذا الضجيج ....قسمت بأال عقدت العهد بينه وبينها ّ
تفترق عن روحها ولكن ماذا حدث؟ ُك ّل األشياء تغيّرت وتحولت
تحولت اغصان االشجار فجأة إلى غضاريف ضعيفة إلى رما ٍد قاتل ّ
اوراق شفافة ال
ٍ متناهية في الصغر !!! وتحولت اوراقها إلى
يُعرف لونها! من شكلها!! ....الجدران تخبطت في بعضهما
البعض وصرير األبواب بدأ باالرتفاع ويعلو تردده في كُل يوم!
غا ...تكتم بداخلها صرخت طف ٍل مات ُّك ّل شيء وبقى جسدها فار ً
كان واسع....ال تعرف بدايته من نهايته!
أضاع امه في م ٍ
ذهبت إليه ،ليُرمم شتاتها فاخرسها بقبلة الفراق
الموجعة....كانت تظن سيض ّمد جراحاتها وسيُمسح على قلبها
بقرار الهروب ولكن رضخ ِلم يحدث حولهما ...بكى بعينين
محمرتين ِبًل دموع ..اعتصرها ما بين اضًلعه ....وفي وسط
مشاعر مجهولة ..علقت دموع ا
كًل منهما ٍ رجفتهما الناجمة من
في ثياب اآلخر أطال قُبلة الوداع ما بين عينيها ثم رحل بانكسار
وضعف! تاركها في وسط هذا الع ّج من الغبار ال ُمميت حاولت أن
تحدث فرقًا في هذه األحداث الماكره ولكن لم تستطع ....استسلمت
وحان موعد دفانها في هذه الليلة
..................................................
.................................
أنانية القرار ،وقساوة الحديث فطر قلبها وقسمه إلى شقّيْن كانت
تنظر لعينيه بجمود الدموع في وسط محجر عينيها...قراره صادم
تتذوق مرارته اضاعت عمرها اربع سنوات ولم تتخ ّيل يو ًما ّ
انقضت معه بهدوء
يتحول إلى
ّ وبروتين ممل ال تنكر هذا ابدًا ولكن كيف لهذا الهدوء
عاصفة يُصعب عليها ان تُديرها بنفسها ! ارتفعت اصواتهما
ليرتعب ذلك الصغير ذو الخمس سنوات صرخ في وجهها ً
قائًل
:ما حد يقدر يوقفني عن قراري فاهمه
ثم خرج ولم يعد إليها إلى بعروسته ،كانت جميلة ذات مًلمح
هادئة وباهتة ال تحبذ الحياة خائفة من مصيرها الحالي تنظر إليها
بضعف ترجو منها المساعدة تلتهمها بقول (انجبرت عليه) تبكي
امامها بانهيار مختنقة(بدي ارجع على بلدي ......ساعديني)تنظر
إليها بضعف وتهرب من انجاداتها بعيدًا عنها عاشا معًا في هذا
المنزل بما يقارب ثمان سنوات
ال تخلو هذه السنوات من الصراخ ...واالنفعاالت ....وكان ثمر
زواجه منها طفلة جميلة تحمل صفات جمال والدتها وانتهى هذا
الزواج
بخيانة ال تُعرف....
ق جديد لها ،بدايته الضياع ......ونهايته أمل!!!! ق طري ٌوانش ّ
..................................................
.............................
قبل الزواج باسبوع
بكانت أمامه جاثلة على ركبتيها تترجاه بألم موجع تصرخ بح ٍ
سريع وأناني ،اخذت تُسرد عليه برجاء وعود هذا ٍ قرار
اخرسه ٍ
الحب
فنهض ليخرسها ً
قائًل
:ما بدي يّاكي تزوجي هايدا الحئير......ما بتعرفي بيُّوه شو عمل
تزوجي يوسف ....وبطلي بكى وكثرة حكي عن هـ... فيّا......راح ّ
قاطعته برجاء وقاطعها بضربته القاضية في قول :زواجك منّو
راح يكون الخميس الجاي....
خرج من المنزل
فبقيت في الحقيقة الصادمة ،ثم قررت الهروب والتسلل إليه من
اجل ان يُحدث شيئ ًا يُغيّر مجرى هذه االحداث المؤلمة ،ولكن لم
يفعل شيء واخذ يزيد ألمها بقول :ابوكي وبيّي قرروا هالقرار
شي ما فيني.... حتى نموت ويتصافى اللي بيناتهوم ما فيني اعمل ِ
بكيت على حالها وضعفها وتّم زواجها بنجاح وانتهى بفش ٍل لم
تُطيقه
..................................................
.................................
بعد ثمان سنوات انقضت من زواجهما انتهى بها المطاف ان
تجول في الشوارع تائه ال تعرف أين
تذهب؟ وقلبها يصرخ بخوف شديد على طفلتها بقيت بما يقارب
نوم هني إلى أن اتى وانتشلها من هذا اسبوعين بًل مأوى وبًل ٍ
األلم ولم ترضى أن تُبقي ابنتها في هذا المنزل اخذتها منه بالقوة
وبالخداع ثم
اعوام ونصف
ٍ الصًلة الصحيحة ....كل هذا وهي طفلة ذات ثمان
!ولكن تربت على هذا ووالدتها لم تنهيها يو ًما عن كل هذا ولكن
هنا ....في هذه الغربة ....احدثت تغيرات عليها إلى ان كرهت ذلك
البارت األول
تتمايل بجسدها أمام المرآه ترقص ِبًل توقف تكرر كلمات األغنية
ت مضحكة تنخفض نبرت صوتها بًل ملل تمثل معانيها بتعبيرا ٍ
وتعلو متبّعة نوتات األغنية تحركّ شعرها بجنون لألمام والخلف
تدور حول نفسها عدّة مرات تغمض عينيها لتصرخ بكلمات ذلك
المقطع الذي تعشقه وانفتح باب الغرفة فجأة فتحت عيناها لتنصدم
محمر
ٍ بنظراته ،واقف رافع حاجبه األيمن مكتف االيدي بوج ٍه
وغاضب
حكّت رقبتها وابعدت شعرها للوراء وقامت بفصل السلك عن
هاتفها من مكبّر الصوت !فدلف الباب وتحدث بغضب :انتي ما
بتستحي على حالك......ازعجتي الجيران....وازعجتينا....شو هاد
اللي عمل تعمليه؟....وال كأنك بالبيت.....ومعك ناس وحوليكي
ناس.....ما بتخجلي.....
بللت شفتيها وبًل مباالة اشارت له : calm down….I’m
turn off look
ازداد غضبه ليردف :بدي افهم شغلي أمتي راح تفيئي على
حالك.....أمتي...
اتت والدتها هنا متعجبة لتردف :شو صار....
اشارت ابنتها لتردف : he screamed at
me……..and I can’t afford that mom ….I will
… go
ألي ِ مكان ....
قطعتها والدتها بحزم :ما راح تروحي ّ
ألي مكان عم تحدث بملل :ضلي على جنانك ضلي ما راح تروحي ّ
تسمعيني؟
ثم خرج من الغرفة وتقدم لناحيتها والدتها
امسكت بيد ابنتها لتردث بلهجة شديدة التحذير وثقيلة:
نور.....بكفي جنان....شوفي شسويتي بنفسك....صرتي تعملي
اشياء بدون ما ندري.....تاتو؟.....وشم.....وتدخين...
وضربتها عليه! وكان بالقرب من كتفها وصرخت في وجهها
لتردف :وامس حفلة وما بعرف شو صار فيها؟.....متى راح
تكبرين وتعقلين؟
نظرت إلى والدتها بحنق لتردف :ماما....انا كبرت خًلص....ماله
داعي ....take care for me…......خًلص شيلي يدك
مني....
ضربتها على يدها بعنف :وبطلي تحكي معي هيك.....وبتخلطي
بحكيّك....والعذرا وانا هأل بحلف لك لو ما تأدبتي....ما راح
يحصل لك طيّب...
تأفأت ثم سحبت حقيبتها بعجل ثم خرجت لتتبعها صارخة:
نور........نور...يا زفت نوووور لوين رايحة....
وصلت إلى باب الشقة خرجت واغلقت الباب بقوة....
اتى بالقرب منها طبطب على ظهرها :اتركيها.....تهدأ وراح
تجي....
التفتت إليه بخيبة وخوف :امير بنتي .....بضيع من ايديني.....
أمير ابتسم ليخفف عنها :ما راح يحصل إلها شي وانا موجود...
ثم اخذ يردف بتلطيف جو :وبطلي تحكي سعودييي......حتى ما
ابلّش واحكي مصري....
عبست بوجهها ونظرت إليه بطرف عينها :بتظن اني احكي
عشان...
قاطعها ليتحضنها ما بين يديه :نووووووو.....ال تئوليها
.....وتعكري الجو علينا....خًلص.....احكي زي ما بدك.....
ثم نظر لعيناها ليردف :حليانه اليوم.....
ابتسمت بخجل لتبعده عنها :وانت صاير وحش....
ثم توجهت للطاولة لتشير إليه :تعال افطر...
وبعد أن جلسا حول طاولة الطعام حتى ابتسم ورفع وجهها بطرف
وجهه :ديانا .....دخيل هللا عليكي ما بدي شوف و ّجهك هيكي
عابس وحزين.....
ديانا بلهجة ابنانية ،ورجفة شفتيها :منّي آدري اتحكم في وال
شي......فقدت الكنترول على نور........نور صارت هيك مشّان
اللي صار إلها وهي صغيرة انا بعرف.....بس مانّي عارفة كيف
اتصرف.....هأل هي صارت مضطربة في كل شي.....
وليهون عليها األمر :راح حاول احكي ّ أمير طبطب على كف يدها
معها.....ونهدي الموضوع.....
ي اليوم وبدُّو ثم حكّ رقبته بتردد ليردف :ديانا.....ابوكي اتصل عل ّ
يشوفك....
عبست بوجهها ثم اردفت بحنق :يشوفني؟.....وليش......بعد كل
هالسنوات....بدو إياني...
أمير اغمض عينيه لياخذ نفس عميق ويردف بهدوء :بيّك
تعبان.....
قاطعته بنهوضها المفجأ وتنفسها السريع :وإزا؟.....مابدي
اشوفه
وقف واشار لها :اوكيه اوكيه......ال تزعجي حالك وال تفكري
بهيدا األمر......
ثم سحب جاكيته الرسمي :انا راح اروح عالشغل ومنّي متاخر
ثم انحنى ليطبع قبلة طويلة على جبينها وخرج ،فخاضت حر ًبا مع
الذكريات البائسة ،جلست على الكرسي وانخرطت في بكاء
ممزو ًجا مع ذكريات ال تريد أن تتذكرها يو ًما فهي متعبة للحد
الذي يجعلها تتمنى الموت..,.ذكريات تجرعت ورائها أل ًما ومرضًا
ال تستطيع الخًلص منه!
المر التي مرت عليهاارتعش جسدها وغاصت في عمق االحداث ّ
ك ّمر السيف على عنق المذنب للقصاص منه!
..................................................
.................................
حدثته ،واجبرته على اللقاء هي بحاجة إليه ،بحاجة إلى
حضنه.....وحبه هي مكتفية بوجوده لتفهمه لعقليتها....وعدم
تعجبه لشكلها وألفكارها....اخبرته انها ستًلقيه في مطعم
ناندوز....جلست تنتظره لم تطلب ال ماء وال أي شيء آخر....هي
فقط تنتظره ليسكن من آالمها تريد ان تشتكي له عن جميع ما
يحدث.....تريد أن...
قاطع تفكيرها وجوده نهضت واحتضنته وش ّد عليها بيديه نظرت
إلى عينيه قرأ افكارها فابتعد لكي ال ينصاع لرغبته ورغبتها
الجنونية فجلسا وبدآ بالحديث إلى أن وصلت في قول :
Tom……we should travel to another
country …….because I need to escape
away from my real life…..
تحدث بتردد وامسك بيديها وشدهما إليه ،ح ّدق في عينها :
……I can’t do that…..
خرسها جوابه وانسكبت الدموع من عيناها لتدخل في دوامة
التساؤالت : why?.....tom…..please tell me
?why
األمر ليس في غاية السهولة لًلعتراف بذلك....هو احبها بصدق
ولكن القدر شاء أن يفرقهما عن بعضهما البعض ال يريد ايذائها ال
يرد أن يراها تتعذب بسببه لذا اختصر األمر عليها بقول :
because …..I……Iam sick…..
انفعلت هنا لتخبره أنّ ذلك ال يهم ولكن اخرسها بقول : I have
….HIV….do you know what does mean
?that
لم تجيبه.....كل ما دار في عقلها .....انها ستنفصل عنه.....لم
تهتم للخيانة.....ألنها تعلم جيّدًا ذلك المرض ال يأتي إال بسبب
جميعنا يعلم به ونخجل من أن نردده أمام الخلق!....مسكت يده
برجاء بأال يتركها في هذه الظروف فهي ال تملك القدرة على أن
تعيش دون وجوده ....فقبّل جبينها ثم ذهب.....وارتعش جسدها
ببكاء....نهضت وخرجت من المكان....واخذت تمشي في زحمة
شارع كاولي رود....تشعر بضيق تنفسها فجأة تريد
الهروب....تريد ان تفهم ما هية الشعور بالضياع؟.....تريد ان
تفهم سببب عدم تقبل الناس لها.....سببب عدم تقبلها
للحياة؟....واألهم لماذا تريد الهروب؟...ركضت بعيدًا وعيناها
تمطران بالدمع....تصطدم في ظهره هذا وهذاك ....تتأسف ثم
تكمل مسيرة الركض بًل خارطة و ِبًل وضوح.....قلبها
يؤلمها...لماذا تشعر بالحزن والكآبة؟.....لماذا تشعر باالشتياق
لمكان رفضها وبشدّة؟.....لماذا؟.....قررت أن تذهب إلى لندن ٍ
تريد الهروب من اجواء اكسفورد....فهي تخنقها ألنها احتفضت
بذكريات طفولتها التعيسة......ذهبت سري ًعا إلى محطة اكسفورد
سيركس....لتهرب من جميع االشياء التي تُخيفها....وتقلق
تفكيرها...لن تبالي ال لوالدتها وال حتى ألمير!....تريد أن تحضى
بفرصة البقاء مع نفسها بعيدًا عن جميع االشياء التي تذكرها
بالماضي!
..................................................
.................................
علينا باإلكتفاء....ثم النضج الفكري ِلنحب بطريقة سليمة وبطريقة
ت طويل.....ال ُحب كافية لبقاء المشاعر لوق ٍ
تضحية....وال ُحب....مشاعر ال يمكن الخًلص منها لو كانت
فعًل....ال شيء أجمل من أن نحب وننحب في هذه حقيقية ً
الحياة......احبته.....احبها....سرا!...وخالفا العادات
ا
متمرد فيّ والتقاليد....هي جريئة حينما بادرته بهذا ال ُحب وهو
االعتراف لها بحبه!......هي خائفة من الجميع...وهو خائف من
أال تكون من نصيبه.....ال يدري لماذا يخالجه شعور أنّ هذا ال ُحب
لن يستمر ...أنّ هناك شي ٌء سيء سيحدث ليقلب هذا الحب
القريب ....بعيدًا وجدًا ....هو ليس سلبية لتلك الدرجة ولكن
كثيرا وسيصل ك ّل ً الهمهات التي تخرج من حوله اشغلت فكره
شيء في آوانه....لن يستعجل....
انفتح باب غرفته ثم توقفت أمامه قائلة :الجازي ما جت اليوم؟
عقد حاجبيه :ال.....
حكّت رأسها لتردف بملل :اففف...من بزيّن لنا الغدا أجل؟
اشار له بتهكم :انتي؟ويا ليت تسوين كبسة بعد.....
فتخصرت بيدها نافية االمر كلياا :ال يا شيخ.....توني راجعه من
المدعسة وراسي مصدّع تبيني اقطع بصل ....ودجاج واسوي
كبسة ........هذا اللي ناقص....بعد....
نهض من على السرير متحدثًا :اجل روحي انقلعي نامي....ولجا
خالد وال لقا له شي ينوكل بقول له عييتي تسوين الغدا؟
انفعلت بخوف :ليش تحطها براسي....قدّر ياخي اني تعبانة وروح
اشتر غداء جاهز....
تكتف عنادًا لها :ال ليش ناكل من المطاعم وعندي اخت قد البغل
وتعرف تبطخ....
ضربته على كتفه بقوة :البغل أنت واشكالك.......ياخي تعبانة من
وين تفهم أنت.........
ناظر لها بغضب :قد هالحركة ذي؟
اخذت تغير الموضوع برجاء :تكفى عاد...روح اشتر...
كرر عليها :قدها وال ال؟
ارتفع صوتها بحنق :ال.....خلصني اشتر ....وربي جايعة
.....امس ما تعشيت.....واليوم بعد ما اتغدى .....ولو ابوي جا
وال لقى غدا بس ّفل فيني وبيمسح فيني البًلط...
ضحك واخذ يربت على كتفها :خًلص ال سوينها علينا دراما
بروح اشتري.......وانتي روحي ارتاحي اشوي....
احتضنته سريعا وابتعدت مبتسمة :فديت قلبك الكبير يا بندر...ليت
خويلد يتعلم منك كيف تحن علي بس....
بند اكتفى بابتسامة حتى خرجت ،وهو ذهب الرتداء ثوبه على
عجل للخروج.....
أمرا فهي اخته الصغرى ....تيتمت في ال يستطع ان ال يلبي لها ً
سن صغير جدًا حتى أنها لم ترى والدتها فربتها اختها الكُبرى
الجازي وأدارت المنزل بعد وفاة والدتها لم يتزوج والدها إلى هذا
اليوم لذلك ال يستطيع أال ينفذ لها طل ًبا حينما تطلب......فهي تشبه
كثيرا وعانت في صغرها ...فيريد أن يعوضها على ما ً والدته
فات!
..................................................
.................................
تحدث لها عن األمر بهدوء.....وبرجاحة تفكيره اقنعها باألمر
ولكن
ما زالت تقول :ولكن يا يوسف شيخة ما زالت صغيرة توها
عمرها سبعطعش....
تحدث بهدوء وهو يحدق في وجهه زوجته :بو سلطان قال لي
الزواج بعد الثانوية لتخرجت يعني.....الحين خاطره بس انه
يحجزها لولده....ويتعرف الولد والبنت على بعض...في فترة
الخطوبة وانا ما عندي مشكلة بهاألمر دام الولد براسة الزواج
منها.....انتي اساليها وردّي لي خبر....
هزت رأسها :ان شاء هللا....وهللا يكتب اللي فيه الخير......الليلة
بكلمها.....والحين بدل مًلبسك وانزل الغدا جاهز....
تحدث بهدوء :طيب....
ثم نزلت ....للدور االرضي ونظرت ألبنتها وابنها سعود فتساءلت
:ما جا ناصر؟
شخة وهي ترتشف الكثير من البيبسي :ال بعده....وواضح ابوي
كارفة ...ومخليه يعض االرض.....
ام ناصر بتهكم :شالكًلم هذا؟.....ما عمرك قلتي شي سنع....
تحدث اخيها سعود ليغيضها :وال راح تقولك شي سنع بحياتها
كلها....سيرتها الذاتية فقط لًلشياء الغير سنعة....
رمت عليه الخدادية منفعلة :كل تبن وال تدخل....
ارتفع صوت والدتها :العقل زينة وانا امكم اهجدوا ال يجي ابوكم
ويجلدكم اثنينكم...
ثم اشارت البنتها :وانتي قومي عاونيني ...على
المطبخ....قومي....
نهض شيخة وسمعت همهمات اخيها بقول :يا زين شغالتنا
الجديدة...
فركلت رجله لتجعله يصرخ :وجع......ولد...مو بنت....
صرخت والدتها وهي في المطبخ :شيخووووووه
.......تعاااالي....يًل
فسارعت خطواته بتأفف لناحيته....
ودخل ناصر المنزل القى السًلم ورد عليه سعود
ائًل :تغديتوا؟رمى نفسه على االريكة متع ًبا ومتس ً
سعود بهدوء :ال لسى .......ومستحيل ناكل وانت منّك موجود
تعرف قوانين امي...
ابتسم :هللا يخليها لي يارب.....
سعود :آمين...
ثم همس ألخيه بقول :خالد يتصل عليك وقول ما ترد....
سعود تكتف بغضب :وال راح ارد عليه.....
ناصر قبل ان ينهض اردف كلمته لترن في اذهان اخيه :تعوذ من
ابليس مهما صار ...يبقى ولد عمك....وعمر الظفر ما يطلع من
اللحم....
سعود نهض وربت على كتف اخيه :اترك عنك خالد وتعال نتغدى
بس..
همس ناصر بضيق :هللا يهدي النفوس....
..................................................
.................................
في تمام الساعة التاسعة والنصف
كانت تجول في غرفتها ذهابًا وإيابًا ،تشّد بطرف (روب )نومها
على جسدها الذي بدأ يرتعش خوفًا من غيابها لهذا
الوقت....ازدردت ريقها عدّت مرات ال تريد ُخسرانها فهي خسرة
الكثير وال تمتلك الطاقة الكافية في تح ّمل المزيد!...فركت يديها
ببعضهما البعض ابعدت خصًلت شعرها الكستنائي
للوراء....ضربت على فخذيها بمحتاه بلغ منتهاها لتردف :فين
رحتي يا نور؟
سمعت اغًلق باب الشقة فهرعت راكضة لترى من هو القادم
وانصدم أمير حينما رآها بهذا الحال امسكها من اكتافها متسائِ ًًل
شي؟ بكل خوف :شوفي؟ فيكي ِ
ديانا بقلق :بنتي نور لهأل ما إجيت ...وئلبي منُّو مطمن؟
باال إال بعدما تتسبب في موت امير تنفس ،نور لن يهدأ لها ً
والدتها قبض على يده بقوة وحاول أال يب ّين عصبيته من هذا
خاصة في األوان األخيرة ...طبطب على اكتافها : ً األمر المتكرر
اهدئي اكيد راحت مع صحباتها للشوبينق او...
قاطعته وهي تُشير إلى ساعة يدها الفضية :من الصبح لهأل
يعملوا شوبينق؟....أمير بتصل عليها وما بترد........بخاف البنت
شي أنتّا بتعرف هيدا البلد وبهيك وئت شو بصير؟ فيها ِ
سكت وحكّ طرف ذقنه ثم نظر إلى وجهها المتعب :طولي
أي شي....ارتاحي.....هأل راح اتصل بالك.....ما راح يصير إلها ّ
عليها....
اتصل عليها تحت انظار والدتها ......التي اصبحت ِبًل
قلب.......ليس هذا يُعني أنها اصبحت قاسية ال ....بل قلبها تآكل
صغيرا ال
ً من اآلالم والحزن إلى أن تضاءل واصبح شيئ ًا
يُرى......لم تجب عليه....فنهض ليردف لزوجته :ديانا
حبيبي.....روحي نامي.....بكرا الصبح ....ال تنسي عندك موعد
مع....
قاطعته بضيق وخوف :ما يهم....ئبل بدي شوف بنتي وبعدها
بنام.....
انحنى ليقترب من وجهها العبوس رفع طرف وجهها بطرف
اصابعه تحدث بهدوء :ما ينفع هيك...ديانا انتي تعبانة ومحتاجة
كتير للراحة.....نور ....عم تعاندك .....عشان الشي التافه اللي
صار بالصبّح.....روحي نامي وانا ما راح نام إال لم اشوفها(......
اقترب منها اكثر وش ّد على كفيها بيديه)بترجاكي....نامي ....ما
فيني اخسرك ديانا.....ما فيني اخسرك وال اخسر حتى نور.....
كأنها وبدأت تقتنع في األمر...هزت رأسها ثم قالت :راح اغفي لي
اشوي....بس تجي فيّئني...
امير قبّل جبينها :ال تاكلي هم ......روحي......
ابتسمت له وما إن ولّت بظهرها عنه حتى عبس بوجهه وش ّد
على شعره مرد ًفا ما بين اسنانه :فينك يا زفت نور.....
سا لو ضرب بيديه بخفة على الجدار واخذ يتوعد ان يُلقّنها در ً
عادت وثبّتت شكوكه و ما يدور في عقله ،ستاتي ولكن بحال هو
رسمه في عقله لذلك اراد من زوجته ان تخلد للنوم لكي ال تراها
وتنفجع....بعد مرور نصف ساعة ذهب لغرفته نظر لزوجته
انحنى وقبّل رأسها ...كانت تغط في سبات عميق....وضع اللحاف
على جسدها ثم خرج واغلق الباب بخفة وذهب لغرفة نور اشعل
االنوار ....واخذ ينظر لبعثرة مًلبسها واشيائها االخرى كالميك
آب.....األقًلم....وحتى الدفاتر......عبس بوجهه غير راضي عن
حالها هذا .....ولكن لن يكذب على نفسه فهي تجرعت الكثير
لتصبح على ما هي عليه اآلن.....ولكن هذا الشيء ال يبرر
المتمردة ألنها نضجت واصبحت فتاة تبلغ من العمر ّ ألفعالها
عشرون سنة....وبدأ عقلها يُدرك الخير من الشر....جلس على
طرف سريرها ...نظر لصورتها الموضوعه جانبًا على
الكومدينة....كانت مبتسمة .....مبتهجة .....التقط لها هذه
الصورة وهي فتاة ذات السابعة عشر من عمرها....التقط هذه
الصورة بعد ان تقبلت وجوده في حيات والدتها!! اجل هي لم
كثيرا وللوطن الذي تنتمي ً تتقبّل وجوده ابدًا وتشتاق لوالدها
إليه!!!رغم انها لم تعش فيه إال ثمان سنوات فقط...ولكن الشعور
لم يمت.....الضياع مستمر.....الوجهة هذه ال تًُلئمها أبدًا ولكن
اعتادت عليها بطريقتها التي تُخالف كُل القوانين والعادات
والتقاليد وحتى التعاليم الشرعية! لذا الجميع منصدم لحالتها
تلك!مسح بلطف على وجهها ثم أعاد الصورة في مكانها....تنهد
بضيق....ثم نهض يجول في غرفتها ينظر إلى األشياء
سر....بتندم على حالها ولفت نظره علبة السجائر فسحبها من بتح ّ
على االرض بعنف والقاها في القمامة وهو يسب ويشتم واقعها
ال ُّمر!
نظر لساعة يده مضت ساعة ....ولم تأتي!
بدأ يقلق حقيقةً ....ثم سحب هاتفه اتصل عليها لم تجيبها
فشتمها!
خرج من الغرفة خشي من زوجته ان تفيق من نومها.....فتح باب
غرفته بهدوء ورآها نائمة فاغلق الباب...
وانفتح باب الشقة هنا....فهرع راكضًا لناحيتها....وامسكها من
كتفها األيمن .....وركض بخطواته واجبرها على ان تركض معه
وما إن دخًل غرفتها فاغلق الباب....
وتفلتت من قبضة يده وجسدها يرتعش : leave me
alone…......
ثم جلست على ركبتيها تبكي!ما زالت منهارة من أمر ترك توم
لها؟ وجهها محمر للغاية عينيه منتفختين نوعًا ما وصوتها
متحشرج!!!......
انحنت وهي تبكي بجنون : please……go away at
me….......
جنّ جنونه ،وبدأت الشكوك تحوم حوله اقترب منها ورفع رأسها
إليه بقوة وتحدث بلهجة سعودية صارمة لعلها تفهمه .....فهي
اجبرته على أن يتحدث تلك اللهجة التي كرها بسبب ما حدث له
ولحبيبته! :شفيك؟.....شنو صاير؟....تكلمي.......
ابعدت يده عن وجهها :قلت لك اتركني لوحدي ومالك دخل
فيني....
انهار بغضبه هنا وامسكها من اكتافها :لك انتي بنت
ديانا........كيف ما يهمني؟.....نور.....شنو صاير لك......شو
صار إلك......في احد تعرض لك......تحرش فيك...اغتـ...
قاطعته بغضب وانهيار :قلت لك مالك دخل.....وانقلع من
وجهي....مالك...دخل فيني...
انهضها من على االرض بقوة يديه قربها منه وتحدث بجدية:
تكلمي ليش جيتي متاخر؟.....وتبكين....وحالتك حالة؟....فهميني
شو صاير إلك.....أمك ما فيها حيل لهيك أشياء يا نور...امك
مريضة بتفهمي هيدا الشي وال ال؟
اخرسها وصدمها في اآلن نفسه حينما قال (امك مريضة)نزلت
دموعها على خديها وصرخ في وجهها :تكلمي......انا عارف
انتي وتوم بتحبو بعضكم.....ولكن اعرف توم ما يصلح
إللك......و...
قاطعته برجفة شفتيها :تركنا بعض......
تركها وتحدث بتهديد :نور.....اسمعيني.....وركزي معي......اللي
تعمليه بخالف الشريعة االسًلمية وانتي مسلمة...
قاطعته بتذبذب :انا مسيحية....
انهار بغضب :وإزا؟...هيدا الشي ما يبرر افعالك السودة.......ما
ابي اشوفك تدخنين.....تحبين؟....تمارسين الجـ...
قاطعته بصراخ :ما قد سويت هالشي واطلع برا.....اطلع ما ابي
اشوفك....
اقترب منها وامسكها من ياقة بذلتها :ولو شفتك شاربه بس قليل
من الخـ
دفعته عنها وهي تقول :مالك شغل فيني......انت وديانا تشربون
ال تقنعني ما قد شربتوا.....
تحدث بغضب وعاد في امساكها بالطريقة المهينة! :اثبتي انك
شفتينا نشرب هالسم اثبتي؟
صرخت في وجهه :اتركني ....وانقلع لحبيبتك.....ماراح اظل
هنا....راح ارجع على بلدي......واترككم...ترتاحون مني...
ضحكت بسخرية :ههههههه بظني ابوكي راح يستقبلك
باالحضان....شوفي........
وانقلبت نبرته لخبث :ابوكي هو اللي تركك ألمك...ألنه كان يشك
فيها كتير......وبيزن أنك منّك بنتوه ....وال .....بدُّو يشوفكي حتى
......وامك اخذتك منُّو(.....اردف بسخرية )....لوين ئلتي بدك
تروحي؟ئال ترجع للبلد ئال......
بكت هنا لتصرخ :هي خاينة.....كنت اسمعها تكلمك.........ابوي
طلقها عشان هالشي....ال تنكر وتألف علي قصص
اقترب منها ونظر لعيناها المحمرتين :ليش ما تسألي حالك
......ليش ما يسأل عنّك طول هالسنين؟
تسارعت انفاسها ،واضطربت اعصابها لتنهار بضربه على
صدره وهي تكرر: go out……..goooo out.....
ابعد يده عنها وتركها.....تجول في سم الحديث الذي دار بينهما،
دارت حول نفسها بضياع ،شدّت على شعرها لتضج في نوبة بكاء
هستيري ...سقطت على االرض .....ال تُريد أ تفهم ما هية شعور
والدها تجاهها ...ال تُريد ان تسمع ما قاله أمير لها!!!لماذا قلبها
متعلّق في ذلك المكان...ربما أي فتاة اخرى لو كانت مكانها
ألعجبها الوضع....شعورها بالنقص.....يزداد يو ًما عن
يوم....وشعورها بالخيانة يقتل قلبها آالفًا من المرات....حتى
طعن بآالف من السكاكين ال ُحب الذي ستلده ع ّم قريب......قُتل....و ُ
والخناجر قبل ميعاده!.....كُّل شيء.....يحدث لها بالطريقة
العكسية التي تفكر بها!.....ال تدري ما هو الخطأ في طريقة
عيشها....تذبذب قاتل يُحيطها من كل جانب ....وربما ِعنادًا
لوالدتها تزداد رغبة العودة للديار....الذي لفظها
بقسوته!....قوقعة نفسها في ظًلم الغرفة رغم أنّ هناك نور قوي
منبعث في أرجائها إال انها ظلماء في نظرها وبسوداوية أفكارها
!....احتضنت بكلتا يديها جسدها.....محتاجة
لًلحتضان....للهمسات الحانية....للصوت
الشجي....لكلمة(يبه.....عمري بنتي الحلوة...امسحي
دموعك)...تتوق نفسها للمشاعر األبويّة....تلومه اش ّد اللؤم رغم
انها تلذذت في دفء احضان والدتها ولكن هذا لم يُكفيها!....تُريد
أن تراه لتسأله ويبرر لها ِلم لم يتصالحا وعاشا زوجين سعيدين
وعاشت هي في احضانهما!!!....تريد أن تفهم لماذا بعد مرور
عشرون سنة لم تنساه.....قلبها معلّق ب ِه....هل ألنه احسن
معاملته معها؟....اعطاها حبًا ال يُنسى؟!....اغمضت عينيها
شهقت ....وازدادت رجفات جسدها....
بينما هو كان خلف الباب يسمع صوت
بكائها....ونوحها.....وشهقاتها المتتالية لم يهون عليه
ذلك.....فهو من اكمل تربيتها....وساندها طوال حياتها....ففي
قلبه مشاعر اخرى تجاهها...مشاعر تُشعره بالمسؤولية
اتجاهها.....يحبها لن ينكر هذا....فهي ابنت محبوبته لم يتقبل
وجودها كما هي لم تتقبل وجوده في بداية األمر ولكن سري ًعا ما
دخلت قلبه ....اغمض عينيه....شهقاتها تخترق آذانه....يؤلمه
ذلك وبشّدة....هي عاشت في وسط ال يرحم.....عاشت لفترة
تُعاني من التن ّمر بسبب لون عينيها المختلفتين اليُمنى ذات لون
االزرق السماوي الفاتح كلون السماء وصفاوتها واالخرى اخضر
سبب لها عقدةً في
ّ فاتح كمروج الحقول الفاتنة!......هذا األمر
الظهور امام الناس....غير ذلك.....لم تكن محببه لدى االطفال قبل
في بداية قدومهم لهذا البلد ألنها ال تعرف من اللغة االنجليزية
شيء....فالجميع بدأ يسخر منها حينما بدأت تتعلم وتنطق االحرف
والكلمات بلهجتها ....بلكنتها الخاصة......ولم تسلم من تعليقاتهم
على لبسها ومظهرها الخارجي......هو من وقف معها آزرها
...وشجعها في الظهور أمامهم واكمال دراستها.......ساعد
والدتها في النهوض وساعدها هي ايضًا!......لذا صوتها اآلن
يؤلمه .....يشعره بالندم....قسى عليها بالحديث....لكي تُشيح
بنظرها عن المعزوم والدها!....التفت للباب....نظر
للمقبض.....اغمض عينيه ودلف منه واغلقه بهدوء ....تقدم
لألمام ما زالت على االرض ترتجف
كالعصفور!....خائفة....متوترة من المجهول....تشهق ...تردد
بصوت هامس تمتمات ال يعرف معناها مغمضة لعيناها
...ومستسلمة لنوبة البكاء....ينظر إليها بشفقة....يعلم أنها تعاني
من جميع النواحي....عاطفيًا ...ومعنو ًيا وحتى جسديًا لم تنجح في
العًلقات االجتماعية .....ولم تنجح في عًلقاتها العاطفية.....لذا
اآلن هي تدفع ثمن هذا الفشل.....ويعلم جيّدًا انها بحاجة ماسة
إلى من يشد بيدها ليخطو معها للخروج من هذه القوقعة
السوداء!....اقترب منها
فانحنى اغمض عينيه واخذ نفس عميقًا ،وضع يده على كتفها
قليًل عن األرضوازاحت نفسها بعيدًا عنه فجلس ورفع جسدها ً
مقابًل له فاحتضنها واخذت تتحرك بعشوائية تريد منه ً كان ظهرها
ان يتركها
همس في اذنها :اشششش......نور.....بليييز اهدي......ما فيه
شي بيستاهل ....دموعك....حزنك وألمك.....اششش...
ضربت يديه تردف بكلمات متقطعة :اترركني......اتتتركني...
شد عليها اكثر واغمض عينيه وهو يردف بحزن :كان حلمي
اكون أب.....لكن هللا ما كتب لي هالشي....
ثم ابتسم وسط انهياراتها المتراكمة :ولكن عوضني بوجودك
......بحياتي.....عوضني اني اكون اب لشابة حلوة مثلك......
بكت اكثر ،هي في قناعة داخلية وتامة بانها ابشع مخلوق على
وجه الكرة االرضية بسبب ما واجهته استسلمت ما بين يديه
وطأطأت برأسها واخذت تبكي في حضن
مسح على شعرها بحنان ليردف :ما بتعرفي قد ايش يا
نور....غيّرتي حياتي......لألفضل طب ًعا.....عطيني فرصة
افرجيكي ابوتي تجاهك....
تحركت بسرعة ،لتلتف حوله وتقابله وتعانقة بشدة همست له :
خايفة
عقد حاجبيه ،م ّم تخاف؟ولماذا اردفتها طبطب على ظهرها وم ّد
رجليه ليسند ظهرها بفخذه مسح على رأسها مردفًا :ما في شي
بخوف أنا وا ّمك معك......وئبل كل شي هللا معك.....نامي.....نامي ّ
نور...
لن تتنازل عن هذه اللحظات ،فهي بحاجة لهذا الحضن
والدفء....هي بحاجة إلى شخص يخفف عنها آالمها العاطفية
!!دفنت وجهها في صدره كتمت شهقاتها واغمضت عيناها واخذ
أمير يغني لها اغنية شعبية ....تلك االغنية الشعبية المشهورة
لدى اللبنانيين ال يدري لماذا اختارها؟ ولماذا بدأ بلحنها البطيء
والمائل للحزن مسح على رأسها :هيهات يا بو الزلف عيني يا
قرة
بحب السمرة يا ّ ّ موليّا.....ال تنكري أصلك لبنانيّة....مغرم
عيوني.....ما بفوتهن عالعمر مهما جافوني....ومهما قسوا باألمر
والبيض ح ّبوني...ما بميل نحو الشقر لو قطعو د ّيا......
اخذ يكرر الكلمات ويلحنها بالطريقة المناسبة....ال يدري كم مضى
على الوقت وهو يُغنيها ويكررها ......ولكن حينما شعر
بهدوء جسدها عن االرتعاش وانتظام انفاسها المضطربة ،نظر
لوجهها وشحوبة بشرتها فعلم انها دخلت في سبات النوم العميق،
....قبّل جبينها وتنهد بضيق لحالها المرير....حملها ما بين يديه
ثم وضعها على السرير والقى اللحاف عليها ليغطيها به.....خفف
اضاءة الغرفة ثم خرج ليذهب لغرفته وينام!
..................................................
................................
انتهى
البارت الثاني
.
.
.
انتهى
تحياتي لكم
زينب او شتات الكون
البارت الثالث
سا عمي ًقا تحدثت بسخرية :ها ها مسحت دموعها هنا واخذت نف ً
ها .....عشان ناصر وسعود يعلقونك على باب البيت عبرة لمن ال
ملوح....وال تكثر حن وزن......انا صايرةيعتبر....اهدى قيس بن ّ
حساسة هالليام من االختبارات ...العبة في نفسيتي هللا ياخذ
المدعسة
ضحك هنا ألنها تحدثت بالطريقة التي اعتاد عليها ثم همس :احب
جنانك ايوا الحين اقدر اسولف معك رجعي طبيعية.....
مسحت انفها سريعًا ابتسمت ستعيش هذه اللحظات رغم أنه
سيلومها عليها فيما بعد ولكن ال يهم اآلن تحدثت :ال وين
نسولف.....انقلع نام...وراي مذاكرة....
بندر بتعجب نظر إلى ساعة يده :شالمذاكرة اللي بنص الليل
خبري الناس اتراجع......بهالوقت...
مسحت على شعرها ونهضت من على السرير :عاد انا غير الناس
وال عندك مشكلة في هالشي....
بندر بتحذير :شيخوه....انتبهي ترسبين اقسم باهلل...
قاطعته بانفعال :فال هللا وال فالك.....يا شين كًلمك ذا....وش
ارسب....علي مادة دين....سهلة واألستاذة
مأشرتها.....بيمديني....بس انت سكر...وفكني....وعلى قولتك
كله اختبار شهري بو عشر درجات...
بندر بلل شفتيه واردف :وانا وش يفكني من اشتياقي لك بعد ما
اسكر....
شيخة بخبال :خًلص ال تسكر بحط جوالي على جنب اذاكر
واسمع صوتي....يا عنتر.....
بندر بضحكة :ههههههههههههههههههههههههههههه فيك
إعاقة في المشاعر أنتي....
شيخة بتذمر :لم مثّلت عليك دور العاشقة الولهانة ما عجبك
وصرت تشكك فيني شي...ولم كلمتك بطبيعتي على قولتك صار
فيني إعاقة ...ما عرفت لك ترا؟
بندر مستمر في الضحك على اسلوبها وطريقة حديثها:
ههههههههههههههههه انا ابيك في النص.....المهم روحي
ذاكري.....وحاولي تروحين وانتي نايمة على االقل ساعة.....
رفعت وجهها ونظرت ألمير الذي م ّد يده ليقدم لها علبة العصير
ابتسمت واخذته منه هامسة :ميرسي...
ابتسم لها ،وسهبت في الرسمة......وصوت والدتها يزداد
باألنين....تبكي وتصرخ وتحرك رجليها بعشوائية والدم ...ينساب
من تحتها بًل
توقف....فاجأة يد خبأت عيناها عن هذا المنظر وابعدتها عن
المكان ليقل األنين والبكاء......ويكن آخر مشه ٍد لها رأته لوالدتها
على هذا النحو من األلم!
ابتسمت حينما بدأت ترسم الحاجبين ،وتذكرت حينما تعصب
والدتها حاجبها األيسر يتقوس اكثر من حاجبها األيمن هكذا ال
ارادي !
فيبدو شكلها مضحكًا بالنسبة إليها ....نور ادركت خًلل هذه األ ّيام
أنّ الحياة جميلة....ولكن ال بد ان نعطي فرصة ألنفسنا لنرى
جمالها وننسى الماضي بما فيه من احزان للعيش بسًلم .....انهت
الحاجبان ثم اسندت رأسها للوراء تريد ان تغفو ً
قليًل .....فالتعب
تمكن منها ! فاستسلمت لرغبة النوم...
وقف أمام فلة أمير.....التي اشتراها واعتزل نفسه فيها بعد زواج
ديانا....بسنتين!.اعتزل والديه والعائلة ولكن لم يستطع أن يخرج
من الحي الذي يجمعهم فيه....ولكن ال اهله يدخلون عليه وال هو
يدخل عليهم....كان شعوره بدونها كالجسد بًِل روح...وكالرجل
الضائع في الصحراء بًل مؤونة وبًل ماء يُساند عظامه للنهوض!
نزال من السيارة واخذ نسيم الهواء البارد يخترق قلبهما لينتفضا
من ذكريات الماضي!.....شدّت ديانا على ابنتها وهي تقول :راح
ادخل...
نزيف(نظيف).....وفيه خادمة عم دانيال تحدث ألمير :كل شي ّ
بتحضر إللكوم األكل(....ومد له مفتاح السيارة)....وهايده مفتاح
سيارتك......خذها......
اخذها امير ثم نظر للناس اردف بتحسر :كل شي تغيّر....
بيتعوض
ّ دانيال فهم هذه النبرة طبطب على كتفه :وكل شي
امير...
مؤخرا لن يستطع ً ضحك بسخرية فبعد تلك المتاهات التي ظهرت
أن يُصلح العود المكسور! :ان شاء هللا...
ً
متسائًل :ب ّيي نزل على المصيطبة... ثم اطرق
دانيال شتت ناظريه عنه :نحكي بعدين في هالموزوع.....
أمير تكتف اغمض عينيه ثم فتحمها وهو يقول :بعرف هو وعمي
اتصالحوا.....وعم يعيشوا بالئصر(القصر) مع بعضهم...
ثم ضحك :شي بيضحك وهللا
دانيال طبطب على كتفه :ابوها لديانا....كتير تعبان.....وحتى من
شدّت تعبو ما بيئدر يئوم ووئف (يقوم ووقف)...على
رجليه....لهيك بيّك...اتصالح معوه وجبروه على العيشة
معوه...خاصة بعد وفاة مرتو....وبيتمنى يشوف بنتو...
أمير بهدوء :حكيت معها بهيدا الشي...ورافضة كليّا من انها
تشوفو....على العموم
صافحه وش ّد على يده وهو يقول :دانيال مشكور على كل
شي....وما بدي اعزبك (اعذبك) اكثر.....ميرسي....
هاد....حنّا
ِ دانيال ضربه على كتفه بخفة :شو هالحكي
اخوة.....وما بينا ....شكر....وهيدا الكًلم....وهأل ادخل بيتك
...ريّح...وال تشغل بالك...
خجلت ديانا وضربت على ظهر ابنتها بخفة :شكلنا ركبنا الطيارة
وطار عئلك يا مفعوصة.....
نهضت نور وهي تنظر لهما وغمزة لهما سريعًا :كأنكم
كناري.....
ثم ارسلت لهما قبلة في الهواء :اترك لكم الجو يا روميو وجوليت
انتوا...
حدقت فيها والدتها بتهديد أما أمير ضحك وهي هربت سري ًعا
للطابق العلوي وانحنى أمير ليصل إلى مستوى زوجته واصبح
وجه قريبًا جدًا لوجهها تحدث :خلينا نذكر زهور
األيام.......ووردت حبنا اللي فتحت في هالمكان.....ال تفكري
بشي سلبي....وئفي(وقفي)...ذكرياتك النيقتف.....وخلينا نعيش
بحب من جديد....
علقت عيناها في عينيه وترقرقت بدموع :بحس جو البنان عم
يخنئني...حاسة حالي رح موت....
جثل على ركبتيه وش ّد على كفيها قبلها بلطف :
تزكري(تذكري)...اللي صار ما بعّدنا كتير عن بعض.....انتي
طلعتي من لبنان لوحدك ...ورجعنا انا ويّاكي سوا.....رجعنا بحب
جديد...وعًلئة كتير ئويي(عًلقة كثير قوية).....
ثم نهض ومد يده :ال تحرميني من حبنا(....ثم غمز لها)...خلينا
نتذكر األشياء الجميلة وبس.....ونخبّر نور عنها...
البارت الرابع
ال ُحب أنواع ...وكذلك الغيرة أنواعًا شتّ حينما تُدرك معنى ُحبك
لذلك الشخص تستطيع أن تميّزه عن باقي العناوين
اآلخرى....ولكن حينما يكون
ظاهرا في معانيه ومفرداته العميقة ....قد تنحرج منه أو
ً ال ُحب
ربما الطرف اآلخر هو من سينحرج لو كان ُحب تملك....او حب
انانية....وعلى التفاصيل سيصاب بنوبة قهر من دوامته !
دورا في تقبله او رفضه! ولكن في بعض وهنا الكرامة تلعب ً
الحين الظروف تُجبرك على تقبله....واإلسهاب في جنونه ويؤلم
ذلك ولكن ليس هناك مخر ًجا للخروج منه والنجاة من
ويتصور على
ّ يتمحور
ّ عواقبه....والنوع االكثر خطورة حينما
شكل ُحب الشّك!
أو جنون الشّك....كيف يكون هناك ُحب الشّك؟....هُنا التفاصيل
ستُروى عنه....وعن جروحها المخباه خلف ثنايا اضلعها....جمع
في قلبه حب التملك واألنانية والقليل من حب الشك!!!....وهذا ما
يجعلها تحبذ الهروب منه واالسهاب في التنظيف هنا ً
بدال من
بيتها!
اخذت دقيقة وهي على هذا الحال ثم مضى هذا األلم! اخذت نفس
عميق واكملت الطبخ واغلقت القدر بغطاه وبدأت تغسل الصحون
التي استخدمتها ومسحت أرضية المطبخ! ثم انتقلت لتنظيف
مجلس الرجال رغم أنه غير وسخ ولكن مسحت األرضية
ظف أرضية بالمنظفات والتعقيمات....وبقيت على هذا الحال تن ّ
غرفة الجلوس ...الصالة.....ثم صعدت للدور
العلوي....ورتبت غرف اخوتها رغم انهم اعتادوا على ترتيبها
بأنفسهم ولكن مسحت األرضيات لتبقى المعة مضت ساعة كاملة
وهي تن ّ
ظف !!!!
وتراقب الرز لكي ال يحترق....والوخزات تأتي وتذهب
بغتة!!..ولم تهتم لألمر كما اوصتها خالتها.....في تمام الساعة
ظهرا وضعت الغداء على السفرة ...ورتبتها....
ً الثانية
وانفتح الباب فجأة وصوت اختها سبقها وهي تتذمر وتتأفف:
استغفر هللا حر ....حر مو طبيعي...
ودخًل ورائها اخوانها ابتسمت لهما وذهبت نوف راكضة تحتضن
اختها
:اخبارك جوجو.....ولهت عليك وهللا...
ضربتها بخفة على كتفها :كذابة بس يوم ما شفتيني...
لم تجيبها اخذت نفس عميق وهي تشتم :يمه يمه يا الريحة
....كبسة....صح؟
هزت الجازي رأسها وهي مبتسمة وحضنتها هنا نوف واقتربا ّ
خالد وناصر
من جانبهما تحدث خالد :بشويش على اختك يا هبلة....شكلك
نسيتي انها حامل.....
بندر ضرب رأس نوف من الخلف وبخفة :هجدي...
عبست بوجهها :الزم تخربون جوي....
خالد بجدية :اخبارك الجازي؟
الجازي بوج ٍه شاحب ومتعب :بخير يا خوي
ثم نظرت ألختها :نوف روحي بدلي....وصلي على ما يجي
ابوي....
بندر نظر لألكل بنظرة خاطفة :شكله يشهي...
الجازي بحنان :بالعافية عليكم....
خالد بهدوء :جلسي تغدي معنا....
الجازي نظرت لعينيه :ال سيف بيجيني الحين....
خالد :براحتك
بندر بتساؤل :هو جاء؟
قبل أن تجيب دخل والدها وما إن وقعت عيناه عليها حتى ابتسم
منور البيت.....نورتي بيتك
لها وتقدمت لناحيته :وانا اقول ليش ّ
يا عين ابوك...
ألول مرة ترى وجه اختها بينما نوف كانت مرعوبة للغاية ّ ،
يتلون بعدّة ألوان في الثانية الواحدة وصوتها يخرج بتردد عالي
ّ
هكذا.....كانت تشد على يدها كلما زاد األلم تنظر ألختها بتحذير :
تكفين طالعي وجهي بس...
بينما نوف لم تنظر ابدًا ألرجاء الغرفة وال لشيء آخر كانت فقط
تراقب وجه اختها وتنفسها المضطرب ال تدري هنا في هذه
اللحظات تذكرت وفاة والدتها!!
خافت أن تفقد أختها....كانت تسمع الممرضات بعشوائية
...وصرخات اختها يزداد...ودموعها هي تزداد وكلماتها
التشيجعية تزاد كلما صرخت اختها هملت دموعها على خديها
ترجوها أال تموت!ال قدرة لها على ان تفقدها
سيزول هذا األلم....هذا الوجع....سيزول األمر برمته ما إن يولد
هذا الصبي المشاغب!....رفعت رأسها وهي تشد على يدها
صرخت بأقوى ما تملك من صوت وقوة....عرق جبينها....وبانت
عًلمات الموت على وجهها كما تظن اختها....نبضات قلبها تزداد
بجنون ...بكت نوف....مسحت على رأس اختها بتخفيف من األلم
صرخت الجازي :يمااااااااااااااا........اه.....
فبكت نوف هامسة :يارب ارحم حالها...يارب....خليها لي
يارب!!!
اخيرا وبعد نصف ساعة واكثر سمعوا صوت الطفل....وارتخى ً
جسد الجازي على السرير ومسحت نوف دموعها وهي تنظر إلى
اختها بدموع وصوت متحشرج ق ّبلت يد اختها ورأسها وطرف
انفها همست :مبروك ما جاك.....مبروك...
همست بوجع وهي تنظر ألختها برؤية مشوشة :آسفة....
فهمت نوف لم؟تتأسف...ألنها اجبرتها على ان ترى هذا
الوجع...ان تسمع هذه الصرخات...أن تعيش معها هذه
اللحظات...ولكن نوف هزت رأسها :عادي....عادي....
في الواقع هي لم ترى سوى الم اختها حفظت تعابير وجهها
المتألمة...والمرعبة.....رأت الموت كيف يختطف أنفاسها بين
لحظ ٍة ولحظة
قبلّت يدها من جديد ورأسها همست لها :الزم اطلع الحين....
هزت الجازي رأسها برضى....وخرجت من الغرفة وهي تحاول
أال تنظر إال إلى الباب فما زالت مرعوبة فبعد أن خرجت تبعت
نظراتها في االرجاء ولم تراهم ففهمت انهم في غرفة االنتظار
ذهبت لناحيتها طرقت الباب....همست :خالد....
ما إن سمعوا صوتها حتى خرجوا تحدث بندر :ولدت؟
خالد بخوف :تكلمي؟...
تحدث والدها بقلق :طمنيني على اختك...يبه...
نوف بصوت متحشرج حضنت والدها وهي تبكي وتردد :جابت
ولد....جابت ولد...
خالد بقلق :وهي كيفها؟
أتت الطبيبة تبشرهم ولكن نوف سبقتها ابتعدت نوف عن حضن
والدها
وتحدث بندر :طمنينا عليها...
الدكتور بهدوء :الطفل وامه بخير....
بو خالد مسك يد ابنته التي بدأت ترجف كان عليه أال يدخلها معها
ولكن لم يحبذ أن يكسر خاطر ابنته في تلك االوضاع تحدث :بندر
جيب ألختك ماي...
خالد التفت عليها مسك يدها :شفيك؟
بو خالد نظر إليه بنظرة تدل على أال يكثر الحديث واالسالة تحدث
ألبنته بحنان :تعالي جلسي على الكرسي
همست :يبه اتصل على خالتي بشرها...
بو خالد اجبرها على ان تجلس على الكرسي :بنتصل...بس
جلسي انتي....
بندر اتى وقدم لها الماء فشربته بدفعة واحدة!
التفت عليه والده :بندر اتصل على زوجها وبشره....وانت يا خالد
اخذ اختك ودها البيت ترتاح....وانا بتصل على اخوي
يجي....هنا....
خالد بهدوء نظر ألخته :طيب.....يًل نوف...
نهضت وهي تشعر هي من ولدت ذلك الصبي...قلبها
يرجف.....خوف...في لحظة خافت ان تخسر فيها اختها....تخسر
حنانها.....واأللم وصل....وصل إلى اعماق قلبها ...كلما شدّت
تذوقت طعم عذابها!..رائحة الدم ايضًا بدأت
اختها على يدها ّ
باالنتشار في عقلها وبقوة....شعرت بالغثيان ولكن حاولت
التماسك...شدت على يد خالد في هذه اللحظة ففهم انها مضطربة
مما رأته !
فتح لها باب السيارة واغلقه بعدما أن ركبت السيارة ...نظر إليها
كانت تتنفس باضطراب واضح من ارتفاع وانخفاض صدرها
بشك ٍل سريع ومريب....
هي بالواقع بحاجة إلى فعل هذا األمر ،ولكن تخشى من أن يرى
وجهها فينصدم ولكن لم تبالي رفعته واسندت رأسها للوراء
واغمضت عينيها بينما هو التفت عليها لينصدم من احمرار
وجهها والعرق الذي يتصبب من جبينها.....فهم أنها عاشت
لحظات مرعبة مع الجازي وكان عليهم ان يمنعا حدوث هذا
األمر!
تحدث بهدوء :تطمني نوف اختك بخير.....
هزت رأسها داللة على معرفتها بذلك فتحت عيناها ونظرت
للشارع بضياع نطقت بصوت خافت :خفت اخسرها مثل ما
خسرت امي......شفت الموت يا خالد يخطف انفاسها.....خفت
.....خفت اطلع من الغرفة اصيح على فراقها......الوالدة
تخوف...ّ
ثم اغمضت عينيها واستمع لكلماتها ،بتمعّن اخذ نفس عميق
واكمل الطريق دون أن يلتفظ بأي كلمة ،ألنه ال يملك أي كلمة
تجاه تعبيرها وخوفها من الموت......في تخطف انفاس من
تحبهم!
..................................................
.................................
أحببتُك بيما فيك من عيوب ،احببت قلبك بحجم ِه الكبير ،واحببتُ
عقلك لرجاحته في التفكير ،واحببتُك ألنني وجدّت فيك حياة
أُخرى!ُ ،حبي لك جنون ،وقُربك كان مستحيل ،وصراع القدر كان
محتو ًما ،إلى أن زال ذلك الكابوس ،وأنجلى ذلك الظًلم من
العيون ،فاصبحنا بالعشق هذه المرة نتًلقا ،وبالهيام نحتضن
ذكريات السنين ،لم اخذل يو ًما قلبُك النابض باسمي ،ولم أدفع هذا
الجسد نحو هاوية الضياع الثقيل ،كُنت قد شارفت على أبواب
الموت بعد فراقنا الطويل ،ولكن برائحة عُطرك يا هذا انتفض
ب أُحسدتُقلبي من جديد ،واستطعت أن اشتم رائحة الول ِه عن قر ٍ
عليه ،وها انا أنع ُم في دفء حضنك ،وأريد منكّ المزيد!
طبطبت ديانا على يدها وبنرة صادقة :ال تتأسفي انا مقدره الوضع
اللي مريتي فيه......بس بليز......نور.....ال تعملي
شي.....يضرك....قلبي راح يوجعني عليك.....لو سويتي
شي.....وجرحك بأي شكل من األشكال....
ً
اتصاال سري ًعا ديانا ابتسمت له ثم خرجت وهو خرج ليجري
اتصل عليه تحدث برسمية :انا فكرت كتير.......وما زلت على
سخ
قراري األول....ما راح اخوض في هيك اشغال.....وما بدي او ّ
اسمي.....بين الت ّجار....ألني شخص نزيف(نظيف)....ما عمري
حتى فكرت اعمل الشي اللي بدكوم إياني اعملوه....لهزا(لهذ)
أي مانع....ولكن اذز(اذا) بدكم اعوضكم عن خسارتكوم ما عندي ّ
بشرط....
تحدث اآلخر بنفاذ صبر :وكيف بدك تعوزنا؟(تعوضنا)
أمير بحده :راح اعطيكم المصاري....بمقابل....انك
تعطيني.....العئد(العقد)
ضحك بصوت عالي :هههههههههههههههههههههههه ما راح
تأدر تدفع مبلغ كبير ....متل هاد يا زلمه....
أمير بجدية :إلي(قلي) كم بدك؟
تحدث بسخرية :تأدر تدفع عشرين مليون دوالر
اغمض أمير عينيه بقوة......ليس له أي خيار تحدث بنبرة
صارمة :أي بئدر......وفكر فيها منيح......بسلمك اياهوم
وبسلمني.....العئد(العقد)...وهيك تنسى اسمي حتى.....
ثم اغلق الخط في وجهه ،سيجبر على ان يدفع هذا المبلغ سيجبر
على ان يبيع....شريكته وعمارته وحتى فلته التي يملكها في
لبنان....ولن يخبر زوجته لكي ال يرعبها بأمرهم سينهي االمر
قبل أن يعودوا إلى اكسفورد....سينهيه من جذوره....
أتت نور وديانا
فتحدثت نور :جهزنا يًل احس بموت من الجوع....
أمير مسك يدها وهو يقول :راح اخليكي تاكلي احلى فطور
بهالعالم كله....
ديانا ضحكت :ههههههههههه خلينا نروح على المطعم نسيت
اسموه هداك يلي ئريب(قريب) من صخرة الروشة....
امير عرفه ولكن ليس قريب جدًا منها فقال :عرفتو...اطلعوا على
السيارة يًل....
نور تمكنّت منها الحماسة لذا قفزت وفتحت الباب من إن اغلقته
بعد ذلك حتى وضعت سماعاتها في آذانها تحدثت :راح اسمع
لفيروز عشان اعيش الجو......صدق لبنان غير...
ديانا ابتسمت والتفتت عليها :غير في شو؟
نور حركت اكتافها العارية فهي ترتدي بدلة سوداء بًل اكمام وبًل
سيور ما إن تتحرك حتى بان بطنها ووشمها ايضًا ،وارتدت
ً
واصًل إلى الركبة فقط اعتادت على ان تلبس ما تُريده بًِل شورت
شخص يهزئها
ٍ قيود وبًل
عليها! :مادري بس حسيت براحة وجوها يجبرك تصيرين
ريًلكس....
أمير نظر لًلمام :لسى ما شفتي شي....راح فرجيكي اشياء كتير
حل ِو وبتتصفي ذهنك....كمان....
نور قبل ان تشغل االغنية :وهللا متحمسة اكتشف كل زاوية ونقطة
في لبنان وانت عاد بصير التور قايد حقي....
اكتفى ان يبتسم ،وهي بدأت تستمع لكلمات األغنية
بتمعن...اصبحت تطير وتبتعد عن جميع ما يُفسد عليها احزانها،
هي محظوظة بهذه العائلة المتواضعة واصبحت جدًا سعيدة اآلن
باحتضانهما لها من جديد
اخذت تنظر للشوارع واالبتسامة لم تنمحي عن وجهها أبدًا ،
ستنسى الماضي وستتناسى يوسف كونه أب فاشل في ممارسة
أبوته لها بعد ان تركها هكذا وبسرعة ،تُريد أن تحضى بلحظات ّ
اجمل من تلك التي اصبحت في طيّات الماضي
للماره ولجمال هذا الحي ...ابتعداّ لذا اسهبت في التأمل والنظر
إلى أن رأت اطراف البحر تطل عليهم بهدوء فابتهج قلبها
واتسعت ابتسامتها أكثر فاكثر!
تشعر بصفاء افكارها في هذه اللحظة وتشعر بالسعادة تُحيطها من
كل جانب مضت الدقائق المعدودة ووصًل إلى المطعم المنشود
ترجًل من الس ّيارة ،مشى ِب ُخطى متقاربة لبعضهم البعض وبعدها
استقرا على طاولة طعام المط ّلة على الورود واالزهار والهواء
ّ
المنعش
تحدثت نور وهي تحتضن يديها :حاسة نفسي في عالم ثاني...
أمير نظر إلى زوجته وهو مبتسم ثم أدار نظره لها بحنية تحدث:
شعورك هذا يسعدنا نور.....
ديانا طبطبت على يد ابنتها وهي تردف بحنان :لو نعرف أنك راح
تتغيري هيك كان جينا من زمان على لبنان....
نور اخذت نفس عميق ونظرت لهما :هالسفرة جات بوقتها و...
قطع عليهما رنين نور نظرت لًلسم ابتسمت فقالت :عن اذنكم
بكلم صاحبتي...
وقبل أن تذهب إلى جانب منعزل تحدثت :دخيلكوم اطلبوا لي معاكم
اعرف ايًلف ما راح تتركني بهالمكالمة...
ضحكت ديانا :اوك...
أمير اشار إلى النادل ليأتي بجانبهم أما هي خرجت إلى االطًللة
الجميلة من المطعم كتفت يديها اليمنى وقبل أن تردف بأي كلمة :
هلووووووو يا بنت.....وينج؟ وسًلمتج شفيج ساحبة على
الجامعة طمنيني عليج.....
نور ،ابتسمت وعلمت هنا بيقين تام أنّ ايًلف تحمل بداخلها قل ًبا
وطاهرا لألبد! :تدرين أنا محظوظة فيك يا بنت.....فديت من ً نق ايا
يفقدني....بس ال تحاتين ....آم فاين ....بس فجأة طلعت سفرة كذا
ألمير ورحنا معه....بس انتبهي تقولين ألي أحد اني
مسافرة....ألنه الكل يعرف من ضمنهم االدارة اني تعبانة...
ايًلف :يا خاينة ....وال قلتي لي.....تسافرين وال تقولين...
نور ابعدت شعرها للوراء وما زالت مبتسمة :قلت لك السفرة
طلعت فجأة وربي.....
ايًلف :انزين انزين....وين سافرتوا؟
نور مشت بخطوات بطيئة إلى ان وصلت إلى السور المزيّن
بالورد االحمر واألبيض اسندت كوعها عليه واخذت تنظر للورد
بهدوء :لبنان.....تصدقين ايًلف....احس اني رجعت للحياة من
جديد بعد ما شميت هواها....
ايًلف ضحكت :ههههههههههههههههه يا عيني.......عاد ال
وصيك صوري لي كل األماكن الحلوة وصوري لي الحلوين
هههههههههههههه
..................................................
.................................................. .............
انتهى
البارت الخامس
.
.
.
.
.
بعد أن وصلت إلى المنزل ،لم تتردد في إطًلق ال ِعنان للبكاء حتى
شعرت بالدوران في رأسها ونامت نومة طويلة بعد أن بذلت كل
هذا ال ُجهد ،هي لم تبكي ألنها أُجبرت على أن تشهد على هذه
الصرخات والبكاء والدموع والشعور باإلختناق ال هي بكت خو ًفا
من الفقد والحرمان والموت! بكت خو ًفا من أن تفقد أختها فجأة
المستمرة
ّ تحت ظ ّل هذه الرجفات والرعشات
وبعد مضي وقت طويل جلست ،وهي تشعر بصداع عارم لرأسها
نظرت لساعة الحائط المقابلة لسريرها وشهقت :ااااف نمت كل
هالوقت.....
فهم أنه موافق على بعثته واآلن سيراوغه في قول الحقيقة لذا
أخذ يتعتع بالحديث :يبه......ارجوك ال كبّر المسألة....
بو خالد رمقه بنظرات :بقول وال شلون؟
وقوس حاجبيه وحدّق في أخيه وكأنه يخبره بأن بندر ازدرد ريقه ّ
يعترف بالحقيقة!
خالد بيأس من ترك ابيه له :قد اخذ اوراق من سيارتي وعفّس
فيها عن طريق المزح وهاالوراق حق الشريكة لقسم الحسابات
......وغ ّير ارقام وحوس الورق حوس وكان سبب في
خسارتنا.....
ما زال ابيه ساكت وينتظر التكملة :عاد انا طلعت من طوري
وضربته وسببت له كسر بيده.....
بو خالد نظر ألبنه :يعني الكسر اللي صار له قبل ست شهور ما
كان بسبب حادث على قولتكم بسيط........
خالد زفر :ال.....يبه أنت لمتني.....وفصلتني شهر عن الشريكة
بسببه وانا سويت هالشي من قهري....
بو خالد بغضب :ال بارك هللا فيك وال في ولد عمك .......سواتكم
سوات مراهقين .......ما فيكم غير الطيش.....والدجه....
خالد سكت ورمق اخيه بنظره وكأنه يستنجد به
فاكمل ابيهم :اصلح اللي بينك وبينه قبل ال تسافر ........محنا
ناقصين مشاكل......والخسارة وعوضناها بس انت بجنونك لو
ذبحته عمك يوسف وش كان رده عليك ! وكيف بتقدر تعوضه
هالتهور والخبال.....والركادة
ّ بدل ولده هاااا!......اترك عنك
زينة.....
وقبل ان يخرج قال :وأنت الثاني ال درعّم داخل بًل احم وال دستور
بنت عمك تراها هنا.....
ثم خرج
تحدث بندر :ابوي شكله يفكرني داشر...
خالد ابتسم بسخرية :داشر إال نص....
بندر كتف يديه :ال تتمصخر علي......تو ابوي ممصخرك....المهم
جد اخذ بخاطر ولد عمك .....واضح شايل عليك وبقوة وبعد....
خالد بملل من هذا االمر :كل ما حاولت اكلمه يصدني وش اسوي
احب راسه يعني.....
بندر بجدية :اللي سويته فيه مو اشوي.....
خالد بعصبية وقهر :واللي سواه فيني مو اشوي بعد....ابوي
عاقبني على شي ما سويته حرمني من
الفلوس.....وشغلي........شهر ....شهر يا بندر ما هوب سهل
وهللا.....عشان كذا ....راح اكمل الماجستير وارجع واستغل في
شغلي....وال منّت أحد.....
ثم خرج من المجلس
وتمتم بندر بكلمات ثم خرج هو اآلخر....
ركب سيارته واغلق الباب بقوة سحب الهاتف واتصل على
اتاه الرد :هًل خالد.....
خالد قاد سيارته :انت بالبيت؟
تحدث بهدوء :ال بجي بيتكم آخذ شيخه....
خالد بحذر :الال ناصر من بعد اذنكم خلوها تنام عند اختي
الليلة....
ناصر بحيرة :ما ظنتي ابوي ما بوافق.....المهم قولي وش فيك
متصل؟
خالد بلل شفتيه وضرب على مقود السيارة :ابوي عرف باللي
بيني وبين سعود....
ناصر بحذر :ال قول.....!!!!.وهللا يا انه بيجلد اسعودوه على اللي
سواه بشريكته....
خالد انعطف يمينا :ال ال التخاف من هالناحية......عمك حاط الغلط
علي اكثر.....ويببيني اصالحه قبل ال اسافر....
ناصر توقف امام اإلشارة :تسافر!....وين ؟
خالد :بكمل الماجستير....ببريطانيا....
ناصر بهدوء :اها هللا يوفقك.....طيب....وش ناوي عليه...
خالد بجدية :ابي اشوفه.....باالستراحة....الليلة.....كل ما اتصلت
عليه ما يرد.....ارسل بقروب العيال......انه بنتجمع واسحبه
معك....
ناصر أخذ نفس عميق :طيب انا راح ارجع البيت
الحين.....واشوف الوضع....
خالد :وانا بروح االستراحه مع السًلمة
..................................................
.................................
الخًلبة شعر برنينّ اثناء تجو ّلهم ومتعتهم في النظر إلى الطبيعة
هاتفه فأجاب وهو يحاوط بيده زوجته بينما نور كانت بعيدة عنهم
الصور لهما ولمن حولها ايضًا!اجاب :موافق ّ منشغلة في التقاط
على عرضك.....وبكرا تجي نتئابل(نتقابل) ونسلم ووتستلم...
ثم اغلق الخط ابتسم ! غدًا سيرى وجهه ...سيتعرف
عليه.....سيواجه بقوة ....وسينهي هذه القصة الفاشلة!
رفعت ديانا وجهها له نظرت إليه بهدوء :شوفي مين المتصل؟
أمير ق ّبل جبينها وصرخت هنا نور وهي تردف :أحلى صورة
التقطتها للحين....وش هالرومنسية.....
ديانا اشارت بخجل :وهللا طار عئلك(عقلك) بعد ما ركبنا
الطيّارة....
ضحك أمير واحتضنها من الخلف وهمس في اذنها :خليها
مبسوطة....
ثم صرخ :نور...صورينها وح ّنا هيك وائفين(واقفين)
نور ركضت بجانبهما لتصبح قريبة منهما وبمحاذتهما ً
قليًل
التقطت الصورة وابتسمت لهما ثم ه ّمت بالذهاب ولكن استوقفها
أمير :نور وئفي راح نرجع البيت.....
ديانا نظرت إليه واكمل :دانيال متصل علي مشان الشغل....
نور مسحت على رأسها :وهللا هالمكان يجنن....بكرا خلونا نجي
هنا...
ديانا امسكت بيدها :ال بدنا نروح لمكان ثاني
ثم نظرت لزوجها واردفت :شو رأيك نورح لتيري....
امير بدأ يفكر باألمر واخذ عقله يتشتت فقال :اذا افضيت من
الشغل ما عندي مشكلة نروح....ليش أل....
وقبل أن يركبا السيارة اشترت نور آيس كريم وانطلق بهما
للمنزل ما إن اوصلهما حتى اتصل على دانيال :دانيال بدي شوفك
هأل وبسرعة.....جورج وافق على العرض بتاعي....
دانيال ترك اوراقه واطفأ سيجارته نهض :شو؟
أمير :متل ما اسمعت....عشان هيك....تعال.....بدوا بكرا
نتئابل(نتقابل) ونسلموه المصاري(الفلوس)...
دانيال بتشتت :أمير بدّك تفهمني كل شي يخص جورج ألني مانّي
فهمان شي....
أمير بعصبية :انت تعال ورح تفهم كل شي....
دانيال خرج من المنزل :هأل راح اجيك....
وبسبب قرب منزلهما وصل إلى أمير وجلسا في حديقة الفيًل
تحدث دانيال :شوفي فهمني بكل شي....
أمير بدون مقدمات :جورج خدعني في صفقة التجارة
باأللماس......صرح لي بنفسوا انه بئوم(يقوم) بتهريب أحجار
ّ
مزيفة والماس على انها اصلية وماعرف شو بخبص....وبدو
يهرب باسمي للسويد وبيعها في المزاد الكبير...خًلل خمس
شهور لتعويض خسارته اللي خسرها في واشنطن....وعرضت
عليه انه اعوضه بمصاري بمقابل .....ننهي العئد(العقد)...
دانيال بتركيز :مشان هيك ...ئلت لي اعلن عن الشريكة والعمارة
في المزاد...
هز رأسه بأسى....ثم ضرب على الطاولة التي أمامهما:
طيب....انا بدئت متل ما ئلت لي.......وبعتها للشركة والعمارة....
أمير هو رأسه :بعرف بهالشي....
دانيال :كم بدك تدفع أللهوم..
أمير شتت ناظريه عن صاحبه :عشرين مليون دوالر
دانيال بصدمة :شو هالجنون هايدة....لك المصاري ماوصلت
لهيدا الرئم(الرقم) القياسي....
أمير بحسرة شبّك يديه ببعضهما البعض :مشان هيك بدي ابيع
الفيًل....وبس اسلموه المبلغ راح ارجع على البريطانيا....
دانيال وضع يده على كف صاحبه :شو تبيعها ما تبيعها
جنيت.......راح تخسر كتير...
أمير وقف بعصبية وهو يدفع الكرسي للوراء ليسقط ولم ينتبه
لتلك األعين التي تراقبه من الشُرفة صرخ :اخسر مصاري وال
اخسر روح حبيبتي وبنته...
دنيال اشار له :اهدا اهدا امير.....خلص راح اشتريها
منك.....ألنه ما فيه وئت.......
أمير هز رأسه :اوك.....بدي ّياك تجهز لي كل المصاري وبكرا
الصبح راح اطلع لك حتى آخذهم.....واسلمك مفاتيح
الفًل......وراح اسافر .....وهأل روح جهز كل شي...وانا راح
اول ط ّيارة....
احجز على ّ
دانيال لم يكثر الحديث ،وكان خائف للغاية من أنّ جورج يوقعه
في فخ اكبر بكثير من هذا ولكن سكت فأمير ليس بحال جيّد وليس
ً
اتصاال متاح لألخ ِذ والعطاء هز برأسه ثم خرج أما أمير اجرى
سري ًعا ليخبر رجل اعماله ليقوم بحجز الطيران لبريطانيا غدًا
صعد للغرفة ورأته ديانا فسألته بتوتر :شو صاير؟
أمير دون ان ينظر إليها توجه للخًلء :وال شي...
فهنا وقع قلبها وعلمت أنّ هناك مصيبة وكبيرة ايضًا فاردفت
بخوف :هللا يستر....
بينما هو دخل الخًلء....نظر لوجهه من خًلل المرآة ....غدًا
سيرى وجه الواقع....سيتعرف على ما هية جورج!....فهو ال
يتعامل معه مباشرة.....بل رجالهم هم من يتقابلون في إيصال
كًل منهما مستفيد من اآلخر ومحترمين العقود....ببداية شراكتهم ا
بعضهما البعض.....ولكن بعد عدّة شهور انزاح الستار الذي
يُخفي مًلمح الخبث مع على وجهه ذلك الرجل الشهير بسمعته
.....وأمواله.....ارشح وجهه بالماء....ال يريد ان يخسر ُحبه وإن
كلفه األمر أن يخسر ماله وحتى روحه هو ايضًا!....ال يريد ان
يحزنها آل ًما على ابنتها .....وفي الواقع ال يريد أن يؤذي قلب تلك
الصغيرة التي بدأت تبتسم لها الحياة من جديد!....ال يريد أن يُفسد
متعة األيّام على نور....فهي تجرعت الكثير وهذا يكفي!.....اخذ
يزيح من على جسده مًلبسه بقوة ....ووقف تحت الدش ليستحم
وينفض من عقله افكاره السوداوية!
تقبلت وجود أمير الذي اخذ مكان األب الذي من المفترض أن
يكون ليوسف لن تنكر أحاطها بحنانه وبحبه رغم ما حدث في
الماضي! يعجبها اهتمامه ولكن كانت تنكر ذلك بمقت لهذه
مصرة على أن تكون ابنه ليوسف وإال لن يأتي ّ الحقائق كانت
األبوة....
ّ أحدًا مكانه ليملؤه بمعاني
وتقبلت ايضًا رغبة والدتها وهروبها لحبيبها أمير...كانت تعتبر
هذا األمر أنانية وال زالت تسميه أنانية ولكن لقّبته باألنانية
العاطفية التي ال يمكن التحكم ِبها ....أخذت تعيد األمور من جديد
في عقلها ...أنانية جعلتها تعاني لفترة ولكن ....عوضوها
لسنوات اطول من تلك التي عانت فيها! لذا غفرت لهما تلك
األنانية ولكن لن تغفر أنانية والدها يوسف ابدًا
وستحملّه ذنب ما حدث لها قبل سنوات عدّه!
كما أنها اقتنعت بجمالها الخليط بمًلمح خليجية وأجنبية في آن
واحد!
تقبلت أمر تغاير لون القزحيتين الناتج عن نقص أو زيادة في
صبغة الميًلنين ! ولم تعد ترتدي العدسات لتوحيد لونهما! تقبلت
طولها ...وزنها ....شعرها وطوله ولونه االسود
الحالك!.....أخذت تُدرك النعم التي من حولها.....
ابتسمت وشدّت على العقد الذي ترتديه
وكان عبارة عن عًلمة الصليب! اغمضت عينيها وضمت كفيها
لناحية صدرها واخذت تدعو في سرها بأن تستمر هذه السعادة
وال تنقطع
وما إن انهت دعاؤها حتى اشارت على جبينها ويمينها ثم
يسارها
هي مقتنعة في هذا الدين كل االقتناع.....رغم انها لم تبحر ولم
تُسهب فيه ال تعرف الكثير عنه ولكن اتبعتهم في تقاليدهما
وعادتهما وحتى صًلتهما
اتبعت امير وديانا....لن تنكر يوسف علمها كيف تتوضأ....كيف
تصلي.....كيف تقرأ القرآن....ولكن ما إن أتت هنا استعصبت
عليها األمور لفهم أمور اخرى ......خاصة بعد ان بلغت ....بعد
أن بانت عليها عًلمات اخرى من البلوغ....شعرت
بالتذبذب....ولم تعد قادرة على تملك نفسها في فهم أمور عدّه
لذا اتبعت ما هو اسهل ألنه هناك من يوجهها ويصحح معلوماتها
المغلوطة عن هذا األمر!
لذا رضيت بكل شيء ،ولم تعد متذبذبة بعد اآلن
نهضت ونظرت لنفسها من خًلل المرآة ابتسمت
برضا.....واخذت تخط الكحل في عينها ......وبدأت بالتزيّن!
..................................................
.................................
مجبرا
ً في بعض الحين تفكر اكثر وتسقط في متاهت ماذا لو كان
على الزواج منها....فتنفض الفكرة من رأسها الرجال ال
ينجبرون على ما ال يريدونه! نزلت دموعها انسابت ِبًل توقف،
ابنها في الحضانة وكان من المفترض في هذا الوقت أن تتخذه
فرصةً للراحة والنوم ولكنها لم تستطع!
بروده ناحيتها ،وصرامة افعاله معها يجبرانها على البكاء !
فشعور المرء بكره من حوله له يُجبره على االنعزال ،والحذر،
وربما ينقص من الثقة بنفسه! وضعت يديها على وجهها تبعد
الدموع من عينيها
ازدردت ريقها ،تريد أن تخرج من هنا ،واآلن وإال ستجن!
ثم انحنى ليقبل جبينها ولكن وضعت يدها على صدره لتمنعه
فرفع حاجبيه مستغربًا ولكن استقام في وقفته ولينهي األمر :
ريحي اعصابك يا أم عبد هلل!
ثم خرج ،وهي ازدردت ريقها تشعر بالضّيق يلتهمها من كُّل
جانب ال تدري ما هية شعورها بالكره المل ّحة والغريبة التي
فاجئتها بغته ناحيته هي لن تنكر أنها في السابق لم تحبه ولكن
شر افعاله وكًلمه!
لم تكره رغم ّ
بينما سيف بعدما خرج كان سيذهب لرؤية ابنه مرةً أ ُخرى هناك
شعور يتغلغل ما بين ثنايا صدره غريب ولكنه لذيذ ،شعور
األبوه! الفرحة والسعادة كان من المفترض ان يكون ابًا قبل ّ
سنتين ولكن .....استعاذ من الشيطان الرجيم
ثم سلك طريق الخروج من المستشفى ورفع هاتفه بعد الرنّة
الرابعة ِليُجيب أخيه بقول
سار....اخبارك.....والحمد هلل على السًلمة...... سيف :هًل ج ّ
سار نظر لوالدته مبتس ًما :هللا يسلمك.....وين أنت فيه يا
ج ّ
رجل.....وصلنا أمس الساعة وحدة بالليل ...وامي ما نامت
تتصل عليك ما ترد تبي تطمن وأنت وال على بالك؟....صاير
شي؟
بقوة ،فهو لم ينم
سيف بعد ان اغلق باب سيارته اغمض عينيه ّ
سار....جوالي طفى إال حوالي ساعتين فقط تحدث :شقولك يا ج ّ
امس علي....وكنت ناسي الشاحن بالبيت....وغير أنه عندي
مرت علي صعبة .......تصدقني عاد مناوبة ....والحاالت اللي ّ
توني أشوف زوجتي وولدي....
سار بتفهم هز رأسه :على أجر ياخوي ....بس امي انشغل ج ّ
بالها عليك خاصة بعد ما اتصل عليها خالي بو خالد يبشرها...
تحدث بهدوء :ال طمنها علي.....والحين بجي بفطر معكم
.....انتظروني...
سار اشار لوالدته :يمه تراه بيجي يفطر ج ّ
ثم اردف ألخيه :ننتظرك مع السًلمة
ثم اغلق الخط
أم سيف بتهلل وفرح :بقوم اسوي احلى فطور لوليدي...فطور
ملكي يحبه قلبه.....
سار م ّد شفتيه يمثل دور المهضوم والزعًلن :لنا هللا ج ّ
.....بسوي فطور ملكي....له.....وحنا...لنا اكل
خرابيط......هااا....
ام سيف ضربته على كتفه :استغفر ربك ما فيه شي اسمه اكل
خرابيط....كله نعمه ....والحمد هلل عليها....هللا يدومها علينا...
نهض قبّل رأسها وابتسم :امزح وربي......طيب محتاجة
مساعدة....
ام سيف :ال روح.....جلّس اخوانك....
سار اشار على انفه :على هالخشم.... ج ّ
ثم ركض لناحية الدرج وصعد غرفة قصي اخيه يُريد أن يتحقق
من أمر مهم فهو لم ينم ج ّيدًا من شدّت التفكير في تلك الرسالة
التي وصلته باألمس
يًل فعلم أنّ عزام يتواجد في غرفة سمع صوت عزام مرتف ًعا قل ً
اخيه ويتحقق من أمر الرسالة التي شغلت بالهما!
فتح الباب واغلقه بهدوء
فتحدث قصي بملل :خذ لك جا الثاني يحقق بعد...
قصي جلس على طرف أخيه ليقترب منه :اشغلت بالي هللا
يشغلك .....اقسم باهلل عجزت انام....
قصي بصدمة نهض واشار لهم :مو من جدكم مكبرين الموضوع
ترا
يشعر انها تملك ذكاء كافي في فهم هذا الزواج ورفضه ولكن
تعجب أنها قبلت به والحظ يغلبها الهدوء والذي جذبه إليها
بسرعة
هزت رأسها بهدوء وخرج وبقيت تتذكر تلك الذكرة المؤلمة التي ّ
خلّفت ورائها نتيجة لم تتوقع ولم تكن في الحسبان ،ارتعش
جسدها حينما تذكرت صراخها في تلك الليلة المظلمة والممطرة
حركت رأسها ترفض ذكرياتها القاسية ثم توجهت للدور العلوي!
انتهى
البارت السادس
دانيال ،خفق قلبه بشدّة مسك بيد صاحبه برجاء :ما فيني اتركك
لهيك وحوش.......ديانا ما بينخاف عليها راح تحمي حالها
وتحمي بنتها متّل ما عملت في السنوات الماضية....دخيل هللا
......خلّيني روح معك....
أمير مسح على وجه عدّت مرات رمى الحقيبة السوداء على
األرض ثم و ّله بظهره عن صاحبه وصرخ بقل حيلة وهما كانا
بالقرب من الجبل وتردد صوته في ارجاء المكان ثم التفت على
صاحبه بقول :اركب السيارة يًل ما بدي اتأخر...
ثم سحب الحقيبة من على االرض بكل غضب فهم دانيال شعور
أمير بهذا الوقت
شعور العجز والخوف سيطران عليه ،خائف من الفقد وخائف
من أن يُفتقد
ال يريد أن يتركه وهو على هذا الحال لوحده البّد أن يذهب معه
ليفهم جورج أنّ أمير لهُ قدره على أن يُبيده بوجود رجاله الذي
يستنّد عليهم!
وهو سيكون إحدى رجاله في هذه اللحظة اغلق الباب وانطلق
أمير بعجل للمكان الذي حدده ذلك الملعون لم يكن قريب
المقود بينما دانيال
ّ غضب أمير في هفوات أفكاره وضرب على
التزم الصمت كعادته ال يُريد أن يخفف وال يزيد الحمل على كاهل
صاحبه نظر للطريق وتنهد اآلخر بتوتر!
..................................................
.................................
بقوة وركض لناحية العمار السكنية والتي اغلق باب السيّارة ّ
تحضن بداخلها تلك الضعيفة بجسدها وربما لحالها ! فتح المصعد
دخل
ثم اغلق الباب هو يتواجدون في الطابق الثالث ما إن انفتح حتى
ركض في الممر والذي لم يكن واسعًا بكفاية ثم تو ّجه لناحية
شقته
أدار بغضب المفتاح ثم فتحه صرخ بعد أن اغلق الباب
ظن أنه سيجدها لن تستطع أن تكسر قوانينه فهي جبانه تهابه ّ
وتخافه في اآلن نفسه ُ :مهرررررررررررررره ُمهره...
ثم أخذ يبحث عنها مشى في الممر القصير الذي يؤدي إلى غرفة
الجلوس المتوسطة في مساحتها نظر إلى الشيبسات المرمية
وللقراطيس والمًلبس المرمية في كل جانب تعجب من هذا
السور القرآنية
ّ شغاال على قناة تبث فقط ّ اإلعصار ....التلفاز كان
والصوت كان متوس ًطا لم يكون عاليًا ولم يكن خافت ًا لدرجة ال
تُسمع!
ألتف ليدخل المطبخ الصغير كان مرتبًا ونظيف ،ثم تو ّجه إلى
دورت المياه اعزكم هللا وهو يصرخُ :مهررررررررررررره....
عجز في أن تُجيبه ال يريد ان يلتمس معنى عدم وجودها ألنه
سيُميتها ال محاله!
سا على عقب.....مًلبسها مرمية ذهب لغرفة النّوم ....وكانت رأ ً
في كل جانب......أحذيتها كذلك.....ودفاترها ...وأقًلمها على
السرير....
عبس بوجه.....اخرج هاتفه من جيبه اتصل على
.............................
سا على مكتبه سمع رنين هاتفه سحبه وعندما نظر إلى كان جال ً
االسم تحدث بهدوء :هًل قصي......
قصي حاول أن يتمالك نفسه :هًل يا عم......اخبارك؟
قليًل :بخير أنت طمني عليك صار تحدث الرجل الكبير في السن ً
لك مدّه ما نشوفك.....
قصي لينهي الرسميات :بخير....ولكن يا عم ودي اطلبك طلب
بسيط وخايف اكلّف عليك.....
رمى القلم من يده تحدث بأهمية :ال ما بينا كًلفة يا ولدي
آمر.....
قصي شد على يده وتحدث :أنا جيت الشقة وال قدرت ألحق على
ُمهره راحت المدرسة وكان ببالي افاجئها بج ّيتي وال اتصلت وال
عطيتها خبر.....عشان كذا ممكن تروح المدرسة وتسوي لها
استئذان...مثل ما انت عارف أنا ماقدر أروح ّ ...
وإال الكل بيعرف
بزواجها!
سكت لوهلة ،اغمض عينيه اخذ نفس عميق وبنبرة هدوء:
ابشر....يا ولدي.....الحين طالع لها....
قصي ابتهجت أساريره :ما تقصر يا بو محمد.....وسامحني كلفت
عليك....
بو محمد سحب مفتاح سيارته وبحسن نيّة سيذهب لها إلعادتها
لشقتها ِلـ تلك المفاجأة :ما بينا يا ولدي.....
ثم سكر الخط.....وجلس قصي على الكنب وابعد مًلبسها وكومة
اكياس الشيبس برجليه وهو يقول :وهللا ال أربيك يا بنت
صالح.....
تبعها للغرفة وكانت ستغلق الباب ولكن وضع رجله وشدّها من
يدها وثبتها على الحائط ليردف بصراخ صدّع رأسها منه في هذه
اللحظة :صوتتتتتتتتك ال يعًل علي يا بنت صالح........ال ادفنك....
لتعويض خسارته التي تُعتبر عار عليه كونه رجل أعمال معروف
في بريطانيا !
ما إن رأى أنه بدأ الدّم يعود لمجراه ويشد من عود ثروته حتى
ي على باطل.....لم يعرف كيفنظر إلى نور المحط ّمة في زواج بُن ّ
تعرفت نور على ذلك المدعو !
ولكن عرف في وقتها انها احبته واستغل ذلك الخبيث حبها له في
الزواج! ففي
انتهاك عرضها وشرفها حتى لو كان تحت مسمى ّ
ذلك الوقت كانت تعاني من األكتئاب وتتناول عقاقير لتخفيفه
ولديها جلسات محددة مع دكتورة لألمراض النفسية لذلك مراد
استطاع أن يقنعها بحبه ويحتضنها بحب كذب!
ولكن سري ًعا ما غدر في ذلك الحب بعد مرور ستة اشهر عادت
إلى بابهم معنّفة ترتجف بردًا وخو ًفا م ّما حدث لها والطامة
الكُبرى ظهرت بعد مرور اسبوعين
اكتشفت أنّ بداخلها طفل من ذلك الخائن ،وحاولت عدّة مرات
لإلقبال على الإلنتحار و ُح ِجزت في مستشفى االمراض النفسية
لمدة لم تقل عن التسعة اشهر وانجبت .....و....
ألنه وبكل بساطة لم تكن اولى اهتماماته في ذلك الوقت ...بل كان
يظن أنه اعطاها الكثير من وقته وبسبب صدها عنه وعدم تقبلها
له جعلها تفعل ما تشاء دون مراقب ٍة منه ولكن والدتها لم تتركها
يو ًما لطيش افعالها ولكن لم تستطع السيطرة عليها!
ثم هرب من مًلمح وجهها وفي قلبه ألم ،ضعف ،خوف من
الكذبة التي اختلقها لها بل األكاذيب....ما إن ستنكشف يجزم أنها
ستعود من جديد في قوقعة مظلمة وهذا ما ال يُريده اختفى عن
انظارهما هاربًا إلى الخًلء!
بكى بًِل صوت وبًِل دموع ......يريد الهروب من جديد من هذا
باال قبل أن يكون ً
قاتًل! حاال ً
البلد ً
سينتقم لها ولكن ليس اآلن ال المكان وال الزمان مناسبين
فتح صنبور الماء ارشح وجهه واخذ تنفس الصعداء ثم خرج
لرؤيتهم
..................................................
.................................
في بعض الحين ال ال ُحب يكفي وال اإلحتضان يكفي لتهدأت رجفات
الروح!
القلب وتسكين ألم ُّ
بل اإلعتياد على األمر وتقبله هو من يمتص كل هذه الرعشات
واآلالم ....سوا ًءا ببطء أو سري ًعا كلمح البصر.....
اإلعتياد على العيش.....على البُعد....على الغُربة.....على
ال ُحب.....على حتى الخيانة.....يجعلك تعيش بألم طفيف.....وربما
مع مرور الوقت يُبهت األحاسيس في قلبك....وينتزع العواطف
من خًليا جسدك لتصبح بًل مشاعر و ِبًل مباالة لألمور التي تجري
من حولك!
..................................................
.................................
بعد مرور ثًلثة أسابيع
.
.
.
.
ذكرا بًل معنى في الوجود! رجًل كالجبل أو ً ً الغُربة ،إمأ أن تجعلك
إما ان تصقل شخصيتك وإما ان تهدمها في عواصف ملذّات
الدنيا....
.................
وصل إلى اكسفورد قبل اسبوعين رتّب أموره من سكن
.....ودراسة.....وتهيئة نفس لتقبل المحيط الذي سيعيش فيه.....
للتسوق لشراء ملزمات المنزل وعاد إلى الشقة ّ خرج
وضع األكياس في المطبخ وبدأ يرتب الفواكة وإدخالها في الثًلجة
وكذلك أدوات التنظيف وضعها في مكانها الخاص.....
ثم خرج من المطبخ ورمى نفسه على الكنب سحب الكتاب ليبدأ
بالمذاكرة ولكن سمع رنين هاتفه
سحبه ما إن رأى اسمها يزيّن الشاشة حتى اردف :هًل وهللا بأم
عبد هللا....
كان ابنها في حضنها تهزه برجليه ببطء لينام :هًل فيك زود يا
الغالي....بشرني عنك......اخبارك ؟....طمني عليك....
ترك الكتاب من يده واسند ظهره على للوراء :بخير.....ال تحاتيني
....أنتي طمنيني عنك وعن عبادي....؟
تنهدت الجازي :بخير....بس اشتقت لك واتصلت.....
خالد بحنان :جعلني ما انحرم منك يا الحنونة.....
ثم اردف بتساءل :صدق اللي سمعته من نوف....؟
الجازي :وش خربطت عليك نوف بعد
خالد ابتسم :رجعتي شقتك قبل ال تكملين االربعين....
الجازي بهدوء :أي.......صدق عمي وخالتي فرحانين بوجودي
بس احس فشلة اتم أكثر من كذا ....والحمد هلل وضعي في
التمام.....وكذا اريح لي ولحتى....
بدون نفس :سيف...
خالد بتفهم :اهم شي راحتك.....وانتبهي على نفسك زين......إال
اخبارنوف من زمان ما كلمتها ؟
الجازي نظرت لزوجها بعد أن دخل عليها فجأة الغرفة :بخير
ومطلعة عيون الخدامة ......هجدها عن هالموال ال تذبحها زين
جبت طاريها وذكرت....
ضحك خالد :هههههههههههههه ليش؟
الجازي ابتسمت رغما عنها :على قولتها خايفة تلف ابوي حولها
....وصايرة تشغلها بتنظيف البيت اربعة وعشرين ساعة
وتراقبها.....وما تنام إال إذا نامت......ونام بندر بعد....
خالد انهار ضاحكًا:
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وهللا مو
سهله اختي.......
الجازي نهضت وهي حاملة ابنها مبتعدة عن وجود زوجها :امانة
عليك ال تشجعها على هالخبال......وهللا الخدم يوم يطفشون
يسوون بالواحد اللي ما يتخيله اتصل عليها .....وهجد
شياطينها....وخلها تشيل هالوساويس اللي معشعشة براسها.....
خالد ما زال يضحك :ههههههههههه ابشري...
الجازي وضعت الهاتف على كتفها لتشده ناحية اذنها ووضعت
ابنها في سريره تحت انظار زوجها :يًل ما اطول عليك مع
السًلمة....
خالد :سلمي لي على سيف...
ثم اغلق الخط والتفتت على زوجها :يسلم عليك خالد....
سيف نظر إليها :هللا يسلمك وسلمه....
وه ّمت في الخروج ولكن تحدث :على وين؟
اتروش
ّ الجازي دون ان تنظر له :بروح
سيف :جهزتي الشنط؟ ترا بكرا راح نروح....
الجازي نظرت له :على إني ماني راضية نسكن في بيت
عمتي.......ال اخوانك وال أنا راح نرتاح بس جهزت كل شي....
سيف لينهي النقاش :قلت لك جناحنا منفصل عنهم......
الجازي تأفأفت ثم دخلت الخًلء
أما هو لم يحبذ إطالة األمر تنهد ثم رمى نفسه على السرير لينام
بعد دوام
طويل.....
..................................................
.................................
ال ُحب.....ليس وعود ت ُعقد....وليس كلمات تُقال في منتصف
الروح وابعادها عن المفسدات......عن الليل.....ال ُحب احتضان ّ
المشوهات .....وعن االنكسارات المتتالية......احتضانها بشدّة ّ
وربطها برباط وميثاق غليظ....
حان موعد المواجهة!
الرأي
حان موعد إبداء ّ
حان موعد التخلّص من رداء الخوف
ابتعدت عن حبها لفترة لم تقل عن اسبوعين ال تجيبه على
اتصاالته وال حتى عن رسائله تُريد أن تفكر بهدوء لتواجه أمر
الخطوبة!
تقدمت لناحية الباب طرقته إلى ان اذنت لها والدتها بالدخول
تقدمت وهي خجلة :يمه ابي اقول لك شي
تركت والدتها ترتيب المًلبس ونظرت ألبنتها بهدوء :خير يمه
تكلمي.....
شيخة فركت بيديها :يمه ادري طولت وأنا افكر بس جيت اليوم
اقولك رايي...
والدتها بتوجس :عن خطبة سلطان لك؟
شيخة هزت رأسها (أي)
ازدردت والدتها ريقها واقتربت من والدتها وهي تقول :اجلسي
يمه....
هنا خشيت شيخة من األمر فقالت :يمه انا مو
موافقة....بصراحة احس إني مو على استعداد للزواج....
تحدثت والدتها بتردد :يمه تفكرين ابوك مارد على بو سلطان
طولة هالفترة؟ هو رد عليه من زمان.....
شيخة وقفت نبضات قلبها ،وبحلقت في عين والدتها بذعر :وش
رد عليهم؟
نهضت من ناصر وبهدوء :رد عليهم بالموافقة....
شيخة نهضت كالمقروصة :شلووووون ؟....يعني يبي
يجبرني؟؟!
ثم قابلت والدتها وج ًها بوجه وعيناها مليئتين بالدموع:
يمه......تكفين ال تخلينه يجبرني .....يمه....ادري هو يعز بو
سلطان وصديقه من عمر بس ال يبني سعادته من هالنسب على
حسابي....
ام ناصر بقلب عطوف مسكت ابنتها من اكتافها :وهللا قلت
له......يمه....بس ابوك يشوف سلطان مناسب لك.....وهو لو
شايف غير كذا وهللا ما وافق عليه.......يمه ...هو
صرخت شيخة ببكاء وانهيار :قولي له شيخه مو موافقة.....وهللا
لو تجبروني عليه ألموت نفسي....
ثم خرجت من الغرفة تركض باكية ووالدتها تبعتها تردد:
شيخه.....شيخووه......
اصطدمت في صدر سعود وامسكها من معصم يديها وهو يقول:
هي وش فيك عميا؟
الحظ دموعها وشهقاتها ورأى والدتها التي تردف :يمه
شيخه....ابوك يبي مصلحتك....وسلطان ما يعيبه شي...
نفضت يديها من يد سعود صارخة :بس انا مو
موااااااااااااااااافقة......مو موااااااااااااافقة
ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة
سعود بتعجب :شسالفة؟
ام ناصر بخوف على ابنتها :رافضة الزواج من سلطان وابوك
عطاهم الموافقة....
سعود بصدمة :يعني بيجبرها؟
ام ناصر سكتت
سعود بعدم تصديق :وهللا ابوي غريب.......ما ينفع كذا .....انا
راح اكلمه.....
ام ناصر بتنهد :كلمه ناصر وال نفع.....سكر على
الموضوع....بكرا تتقبل األمر....
سعود باستنكار :وهللا ما عرفتي شيخة .....وش تتقبل.......هذا
إذا ما رفضته في ليلة الملكة........وابوي غلطان يعطيهم الرد
قبل ال يسمعها
ام ناصر :اختك هللا يهديها طولت عليه....وظن انها مستحية
وموافقة.....ومن زود محبته لهالسلطان عطاهم الموافقة....
سعود هز رأسه متعجبا من فعل ابيه ثم دخل غرفته!
.
.
.
.
انتهى
قراءة ممتعة
واعتذر عن التأخير
البارت السابع
حاولت التفلّت من يديه ولكن ش ّد عليها اكثر حتى ترك اثر أصابع
يده على زندها وضعت في هذه اللحظة كفّي يديها على صدره ِلـ
تدفعه للخلف وهي
أول يوم خذتني فيه! ....خًلص تصرخ :يعني في نيّتك تطلق من ّ
طلقني....تعبت انا ما عاد فيني طاقة اتحمل .....أنت خذتني لسبب
واحد وهذا اللي واضح بالنسبة لي وما توقعت هالشي ألني من
األساس ما كنت فاهمة ايش هالشي بالضبط !.....بس انا ما نيب
حيوانه .....متى ما تبيها حصلتها بدون أي رفض وبدون أي
مقاومة.......أنت قتلت فيني شي من الداخل وما عاد اقدر
استرجعه إال بهالطًلق!
رماها على الكنب بعد أن القت عليه تلك القنبلة من الكلمات والتي
اشعرتهُ باإلشمئزاز ...ما توصلت إليه سب ًبا لردات
افعاله.....وخشونة تصرفاته معها خاصةً بعد حديث
اخويه....يشعر باالصطدام ما بين جدران غرفة ضيّقة ال يستطع
الخروج منها! هو قبل ذلك لم يكن قاسي القلب عليها هكذا ولكن
كان هادئ معها .....لطيف في تعامله .....لهذا كانت ساكتة
.....مطمئنة في هذه الشقة ولكن بعد ذلك تراه وحش كاسر يُريد
ان ينقض عليها في أي لحظه من اجل إشباع رغبته .....بينما هو
يفرغ غضبه بتلك الطريقة المستفزة لها بالتقرب.....خاصةً كان ّ
بعد ُمعاندتها له....فيأخذ من هذا الطريق تأديبًا لها
....وإلسكاتها.......إلى أن بهت لونها...وسرق من فؤادها معاني
الحياة!
وهي كونها فتاة ذات عمر صغير ......بريئة ال تعرف هذه األمور
....وما إن عرفتها حتى كرهتها وادخلتها في صمت المحزونين
والمغلوب على امرهم!
تحدث بلغة العصبية التي ال تضمن عواقبها! تحدث بشفافية لعلها
تفهمه :وانا ما نيب حيوان.....يوم ابوسك احضنك....غصبن
عنك.....ردًا على عنادك ألني عارف انك تكرهين هالشي و....لم
اقرب منك اكثر وآخذ حقي .......ما آخذه إال برضاك.....بس ذاك
اليوم اللي سويت كل شي غصب عليك ولكن عمري ما غصبتك
على شي...والحين نكرتي كل شي سويته لك من قبل....
أشار لها بصوت مرتفع :ودامك مو قد هالزواج.....ال كان
حطيتي اسمك عند الخطابة ام اكرم!!!.......ال كان ركضتي ورا
شي أنتي منّك قده ومنّك فاهمته....
هنا ضحك بسخرية ومسح على رأسه عدّة مرات وهو يتمتم
باالستغفار
اقترب منها خطوة واحدة ونظر لعينيها بحده :وانا ما خذتك عشان
بس تشبعين رغباتي مثل ما ظنيتي....
نزلت دموعها ِبًل توقف ثم اردفت برجفة جسدها :واللي تسويه
فيني هالليام وش تسم يه؟.....هذا اكبر دليل .....أنك خذتني بس
عشان الفراش.....وعشان نفسك.....
ازدرد ريقه هنا ،ال يعرف كيف يُجيبها؟
افعاله في األوان األخيرة مستفزة للغاية وغير قادرة على انصافه
في هذا الموقف!
ّ
مهتزه :وكنت أنا الطريق األسود ُمهره أبعدت يديه وتحدثت بنبرة
تفرغ فيه غضبك حتى بالضرب!!! اللي ّ
صرخت :ليومك هذا أنا التزمت في شروطك.....ال اطلع....وال
حتى ازور صديقاتي......وطلباتك كلها مجابه.......بس ما ظنيتك
انك ما تحس....المفروض بدون ما ابرر....واعاتب....تحس
فيني....مو تأخذ مني اللي تبيه حتى لو شي سخيف من ترتيب
وغيره......وتتركني معلقة بدون كلمة حلوة.....بدون
أفعال.....تمسح من ذاكرتي مساوئك!!!!......
ثم جلست على الكنب واسندت رأسها على كفيها وبدأت تبكي
بصوت مسموع ،وأخذت تتحدث بانهيار صدمت به قصي
ازوج
شهقت وهي تردف :ال تفكرني ميته على الزواج وكنت ابي ّ
بسرعة لدرجة حطيت اسمي عند خطابة بدون علم عمي! ال
أنا.......سويت هالشي عشان اهرب من التعذيب الجسدي
والنفسي.....
صعق هنا ولم يستطع التحدث بقي واق ًفا بالقرب منها يستمع ِلم
ُ
تقوله بمًلمح الصدمة واإلستغراب ،سيعطيها فُرصة للتحدث لفهم
أمورها الخاصة!
أكملت وهي تشد بيديها على وجهها باكية :ما كنت املك الجرأة
في إني أتكلم.......اني صرت تحت ابتزاز........وتحت ضغط مثلك
الحين.......ما كنت املك الجرأة في إني أواجه عمي...
قليًل ونظرت هنا لزاوية أخرى وهي تكمل :زوجة اقترب منها ً
عمي ما كانت حابة تواجدي في بيتهم بحكم عندها خمس
أوالد.....وكانت تبي تتخلص مني بأي طريقة وتضغط علي من كل
جانب.....من.....ترتيب البيت ......وتنظيفه ......وفي كل
شي.....
قليًل ثم اردفت تحت صمت قصي المتفاجئ والذي ينم عن سكتت ً
رغبته في سماعها واكمال ما تقوله ليفهم السبب!
واكملت دون ان تنظر إليه :لم عرفت أنه محمد بدا يميل
لي....وحبني....
وبتردد اردفت وهي تفرك في يديها :وحبيته...ألنه......ألنه كان
حاس انه امه تعذبني....تضغط علي في شغل البيت رغم إني
ادرس ونص النهار بالمدرسة ولرجعت يكون في تكملة التنظيف
وغيره....فكان يخفف عني.....وصرت اتواصل معاه بالرسايل
بحكم ما عندي جوال كنت اكتب له على ورق وكان يكتب لي.....
ثم التفتت عليه لتنظر لجمود نظراته واحمرار عينيه اردفت :ربي
يشهد انه رجال....وعمره ما رفع عينه علي....كل اللي بينه
رسايل ورقية ووضحت لها هالشي وما صدقت......وابتزتني يا
اواجه عمي وأقول انا موافقة على اخوها وال راح تصورني وانا
بهالحالة ......وكان جسمي وقتها رايح فيها من ضربها وترسل
الصور وتقول لعمي
كان ينظر إليها بحيره ،هو مخطأ لم يستمع لها يو ًما دو ًما ما يحكم
عليها بالقصاص.....من اجل ان ينتقم من نفسه ومن تسرعه في
قرار الزواج خشيةً من أن يزوجوه مما ال يُريدها!
.........
حقيقةً كان نائم ،وبجانبه تلك الفتاة الشقراء والتي دفع لها الكثير
من اجل هذه الليلة المقرفة والتي تجلب الهم والغم وتنزل على
المرأ المصائب والبًلء!
تنهد بضيق ......وانقلب إلى الجهة المخالفة لهذا الرنين ولكن
الرنين مستمر
تأفأف وتلك األخرى جلست متذمرة ثم ذهبت للخًلء
فنهض هنا وأجاب :ألو....
تحدث وهو ينظر لنفسه من خًلل المرآة بنبرة حقد :اسمعني
جورج...واصحى تسكر بوجهي!
خًليا جسده جميعها استيقظت من نومه كيف عرف رقمه الجديد؟
ألم ينتهي االمر بعد؟ ام أنه يراقبه هو وأخيه
كان سيغلق الهاتف ولكن أمير سبقه :اسمعني منيح.......خبّر
الكلب مراد يرجع على بريطانيا حتى يبلش في إجراءات
الطًلق.......ومنها يئوم(يقوم) بتعديل النسب لبنتوه وإال راح
استخدم الثغرات اللي عندي ضدك وبخليك تخلل في سجون
أكسفورد......فكّر منيح.....بدي هالشي يخلص في هيدا
األسبوع....وإذا تأخر هنا راح بلش ارجعك لمكانك ......وادفنك
في قاع مظلم.....فهمت؟
جورج ازدرد ريقه ما هي الثغرات؟......يعلم امير ليس بالرجل
السهل في التعامل معه ومن خشيته اردف :فهمت
اغلق امير الخط في وجه ثم خرج من الغرفة
بينما جورج سكت يُريد ان يستوعب ما أخبر ُه به أمير ،ثم نهض
سري ًعا من على السرير سحب القميص المرمي على األريكة
الجانبية وارتداها سريعًا وسحب هاتفه واتصل على أخيه
لينهي األمر من جذوره!
................
ولكن عزام سحبه رغ ًما عنه وادخله إلى مجلس الرجال واقفل
عليهما الباب
سيف بانهيار :عزام وخر عن الباب وفتحه ال تخليني اقل ادبي
عليك وامد يدي....
عزام بعصبية أخرى ومن نوع ال يعرف! :تضربني على شان
شنو بالضبط هاااا؟
سيف مسح على رأسه وابتعد عن أخيه لكي ال يتهور تمتم
باالستغفار مرتين
ثم جلس على طرف الكنب وشبّك يديه
وبدأ يهز رجليه بتوتر
عزام بصوت مرتفع :اللي يشوفك ما يقول أنه تزوج وصار
أبو....ونســ...
ثم خرج تارك والدته واقفه تنظر للفراغ وعزام ينظر إليها خو ًفا
من أن يصيبها أي مكروه
عزام :يمه....
خرجت من المكان دون ان تنطق بكلمة واحدة
سار الذي تساءل بخوف من وخرج بعدها عزام وصادف أخيه ج ّ
تضخم االمر على كتف عائلته!!
فلو انفجر أخيه من ينابيع مشاعره سيهدم الجميع بقراراته ال
محاله
:شصار؟.......اخوك وجه ما يطمن ....وما أظن الليلة هذي بتمر
على خير....
عزام بحيره :اللي فهمته من اخوك انه حبهم متبادل......والعالم
هللا كانوا يتواصلون مع بعض....ويا خوفي الليلة يسوون اثنينهم
شي يسود وجه العيلة بكبرها....
يخون في سار بصدمة :يكلمها!؟!؟؟!؟!؟ ....ال ال سيف مستحيل ّ ج ّ
عمي.....
عزام بلل شفتيه بتوتر شديد :و يا خوفي الجازي بعد تدري
.....اكثر وحده كاسره خاطري من هالموضوع اهي وهللا
سار بتفكير :ااممممم....اخوك المفروض ما يحضر.....لو حضر ج ّ
بيخرب الدنيا...
عزام سكت لوهلة ثم اردف :لو في عقل ولو صدق يحبها ما
يخرب عليها هالليلة وما يحضر.....بس ما أقول إال هللا يعدي
الليلة على خير....
سار كتف يديه ونظر لمن حوله بحذر ثم اردف :واخوك الثاني ج ّ
وضعه ما يطمن احس فيه شي....
قوس حاجبيه من شدّت اشعة الشمس وحرارتها :قصدك عزام ّ
قصي؟
سار هز رأسه بـ(أي) ج ّ
عزام ب عصبية وتحدث ما بين اسنانه :اقسم باهلل هاالثنين بجيبون
اجل امي وابوي.....اتركنا منه الحين خلنا في سيف......ونشوف
بعدها حل لهالقصي......انا طالع....
ثم خرج من المنزل
اخويه ثم عاد ادراجه إلى الداخل سار تأفأف من وضع ّ بينما ج ّ
..................................................
.................................
اإلرادة ،واإلصرار قد يكنان سب ًبا في التك ّيف في األماكن الغير
مرغوبه
يشعر بالغرابة في هذا المكان وبالغربة ايضًا رغم أنه لم يُكمل
الشهر من مجيئه هنا ولكن ادرك أنّ الحياة ِبًل عائلة تُفصل
الروح
الجسد عن ّ
.................................................. ..
.
.
.
في مكان آخر ولكن في منطقة أكسفورد التي تحملّت الكثير من
األسرار حول قصة نور!
بعد مضي ما يقارب الثمان ساعات أو اكثر بساعتين
أُجر ّيت العملية بنجاح تام
ولكن ينتظرون النتيجة بعد استيقاظها ،فقد تجاوزت مراحل
الخطر جميعها
تلك الصغيرة متمسكة بالحياة لدرجة تُذهلك!
تريد العيش رغم أنّها ِبًل أم وال أب
!
هكذا جعًلها تعيش ،بإرادتهما على هذا القرار الذي اتخذاه معًا
كان ينظر إليها من خلف النافذة الكبيرة الزجاجي ة ،وقلبه يتألم
ند ًما
وضميره يصرخ توبي ًخا على ما فعله لها وابعادها عن حضن
والدتها!
مجبرا على فعل هذا األمر ،لم تكن نور في حالة جيّدة ولم
ً كان
تكن متقبلة فكرت اإلنجاب....كانت محاوالت االنتحار كثيرة
ومحاولة قتل الجنين أكثر!
لذلك احتجزوها لفترة لم تكن هينّة عليها ،وبسبب حملها ُمنعت
من أنواع خاصة من األدوية التي قد تسبب التشوهات واإلجهاض
لذلك ،عاشت اقسى أنواع األلم النفسي والجسدي آنذاك!
صغيرة......ولم تعُد قادرة على موازنة األلم تلك األجهزة التي
اتصلت بجسدها ال شك أنها مؤلمة....
هل يخبر والدتها عن تواجدها ؟!
هل يظهر الجانب المخفي عنها؟!
آه يا نور آه
رنّ هاتفه في هذه اللحظات أجاب
:الو
اتاه الصوت الحازم :اسمعني أمير......أريد أقلك.......ال تتعبك
نفسك ويّاي.....باذن هللا ورقة طًلقها بتوصلها بس سالفة إني
اعدّل نسب البنت .....انساها......الشغلة مو بهالسهولة.....
أمير ابتسم بسخرية :بعرف هالشي......ومئدر خوفك من انك
تنسجن....بس اسمعني منيح.....لو ما رجعت للبلد وسويت
اإلجراءات الًلزمة راح اعمل شي بخيلك انتا وخيّك تندموا يا
ُمراد
مراد نظر ألوجه أخيه الخائف :ما في شي نخاف منه....
أمير بتحدي :وسكرتيرة اخوك السابقة........داليا؟
ازدرد ريقه وفتح عينيه بصدمة كيف؟
كيف استطاع الوصول إليها رغم أنّ أخيه جعلها تعود لديارها؟
إن التقى بها ستخبره عن حقيقة عملهم ،وهذا ما ال يُريدانه
ويُريده أمير
ما إن تتلفظ بكلمة ،سيكون مصيره ومصير أخيه القتل على يد
أمير ايضًا!
السجًلت! أجل السجًلت ماذا لو سقطت بيده!
هل سينفضحون في نهاية األمر
لينهي المسألة :اوك.....بعد يومين اشوفك...
اغلق أمير وهو مبتس ًما ابتسامة النصر ،اردف بقهر وهو يشّد
على هاتفه :وأنتي يا ديانا راح احاسبك على كل شي عرفتوه
عنّك!
.
.
انتهى
.
.
.
اتمنى للجميع قراءة ممتعة
البارت الثامن
.
.
.
بسبب سوء حالتها في األوان األخيرة ،وما تشعر به من ضغط
وإعياء مستمر ذهبت للمستشفى وهي متيقنة أنها أصبحت على
مشارف الموت!هي تعلم جيّدًا السبب الذي أدّى إلى تدهور حالتها
الصح ّية
فاتصاله عليها ما قبل أسبوع اشعل بداخلها قساوة الذكريات التي
وتكرارا بما اخبرها به
ً مرارا
ً تحاول نُسيانها وجعلها تفكّر
حتى أنه افلق قلبها إلى نصفين!
كيف ساعدته دون ان تشعر في إغتيال ابنتها ،كيف؟
ظنّت أنها بتلك الطريقة حمتها من أيديهم القذرة ولكن....
مقود السيّارة عدّت مرات ضربت بيديها على ّ
وهي تكرر :جبانة.....جبانة
لو أنها وكلّت محامي في ذلك الوقت ألثبتت قذارتهما
واجبرت جورج على االعتراف بخطيئته!
كيف اآلن يعترف بوجود ُمراد!
كيف لهُ ببشاعة الفاظه ولسانه يخبرها أنّ اسمه كان ّ
مزو ًرا
هل استقلّها بشر افعاله من اجل
من اجل....
صرخت باكية :حقيييييييييييير
أمر الجواز الذي ساعدت على عمله بتدخل سريع بسبب واسطتها
المعروفة في مكتب الجوازات
كان ل ُمراد!!
كان لذلك البشع ،ولكن اخبرها في ذلك الوقت أنّ ذلك الرجل لم
يكن إال توأم بهاء الدين!
ولم تعرف كيف انطلت عليها تلك الكذبة
ربما انشغالها في فكرة إنقاذ ابنتها من أيديهما جعلت على عينيها
غشاوة لكي ال تعرف الحقيقة!
لتتذوق
ّ تتجرع مرارتها
ّ بكت ،ادركت ما يحدث لها اآلن كعقوبة
ذنب خيانتها ألمير وبشكل خاص ومؤلم ألبنتها
تطور الورم في رأسها ،ورم خبيث وليس حميدي ومن األفضل ّ
أن تخضع لجلسات كيماوية مبتدأه ،ليروا بعدها هل يستطيعون
إجراء عملية إزالته ام ال؟
بكت وكأنها لم تبكي يو ًما ،خوفًا من تلك الحقائق التي اشعرتها
بتأنيب الضمير
جورج لم يخبرها بذلك إال لسبب ولكن إلى اآلن لم تعرفه
هل يُريدان استغًللها من جديد ام ماذا؟!
رنّ هاتفها وكان الرقم نفسه هو من يزيّن شاشة هاتفها
مسحت دموعها ونظرت للشوارع تشعر باإلذالل
تحدثت :الو....
جورج نظر ألخيه ،الذي اخبره أن يراقبها عن كُثب ويشدد
الرقابة عليها في األوان األخيرة ،ألنهما خائفين من ردت فعل
أمير خاصة بعد ما اخبراه عن الحقائق!
تحدث :بفكّر أنك زكية(ذكية).......ومستحيل تخوني اللي بيناتنا
ديانا صرخت بقهر :ما بيني وبينك شي؟
ديانا ضربت بيدها على المقود وبكت صارخة :انت جبرتني على
اي شي......ما كان بديكل شي انتّا.........ما كان بدي اعمل ّ
....بس كنت أظن بهالطريقة راح ائدر احمي بنتي نور.....من
تهديداتك.......بس
قاطعها بملل :اووووووه.....اسمعي الحكي منيح.....حاولي
تبعدي أمير عن داليا.......
ثم اغلق الخط في وجهها حتى ض ّجت بالبكاء والنحيب ،ماذا
تفعل؟
ما الذي يجب عليها أن تفعله؟
قادت سيارتها بسرعة جنونية ،لناحيه بعيدة عن البشر هي تموت
وببطء
المرة في
أمير سيتوصل إلى السجًلت ال محالة ستخفق هذه ّ
حماية ابنتها وكذلك امير
وال تُريد ان ترى وجه أمير وهو يظن انها خائنة
الموت تفضله على أن ترى وجهه الغاضب منها
أسندت
بقوة ما فعلته
مقود السيّارة ،واخذت تضرب جبينها ّ جبينها على ّ
ال يُغتفر ابدًا ،خانت نفسها قبل أن تخون الجميع ،بكت بانهيار
وبصوت عا ٍل ال يسمعه سواها
كُل شيء بدأ ُحطا ًما ،خًلف والدها مع عمها قتل ُحب الطفولة
بينهما!
ابتدأ بإجبارها من الزواج بيوسف والذي كان يأتي بين فترة
وأخرى إلى لبنان من اجل الشراكة التي عقدت بين والده محمد
ووالدها
كانت شراكة في استيراد وتصدير االقمشة!
ولكن يوسف أعُجب بها ود ّمر ال ُحب الذي بينها وبين أمير آنذاك
والدها وافق عليه بسرعة لكي يمنعها من رؤية امير
فالخًلف الذي نشب بينهما كان بسبب اختًلفهما على تقاسم
األرض التي في جنوب لبنان! سبب تافه د ّمر عًلقات كثيرة
احداهما يقول ليس من حقك أن نتقاسمها ألنها لم تكن من ضمن
اإلرث
واآلخر يرفض ذلك!!!
حقيقةً والدها هو من اشتراها وقام بتطويرها
ولكن عمها ظنّ انها جزء من إرث ابيهم لذا ،تخاصم مع أخيه
من هذا الشأن
فزوجها والدها ليوسف وابعدها بما يقارب الثمان سنوات عن
أراضي لبنان!
سرا إلى أن ولكن هي كانت شغوفة لهذا ال ُحب ،كانت تحدث أمير ً
وقعت
تحت مسمى الخيانة
تذكرت تلك الفاجعة ،حينما علمت بحملها الثاني
كانت تتحدث مع امير كيف ستتخ ّلص من الجنين
ولكن دُهمت في هذه األثناء حتى أكلت ضر ًبا لن تنساه ابدًا
وتعلم اآلن انها تستحقه
كانت في شهرها الثالث ال تعلم لماذا اآلن تتذكر هذه األمور ربما
ألنها في حالة سوداوية للغاية وفكرة التخلّص من العيش تتوارد
في عقلها ما بين دمعة وأخرى
لم يرحمها يوسف ،ضربها تحت انظار ابنتها نور
ضربها حتى جهضت وباألخير رأت نفسها في الشارع تجول
ولكن تم نقلها للمستشفى ،وتواصلت مع أمير ليأتي ويأخذها من
أحضان بل ٍد لم يتقبلها ابدًا!
أتى بشر ال تعلم كيف بدأ وكيف انتهى
ولكن انتهى بأخذ نور من أحضان ابيها باإلجبار!
واآلن في ظلمت هذا الليل ستنهي قصتها ،ال تريد أن يضربها كما
فعل يوسف حينما علم أنها تخونه!
هي لم تخونه كما يظن ،فقط كانت تحدّث أمير
ولكن ارتفع مستوى الشك حتى بابنته
صر في رفعه إلى درجة اإلقتناع وأمير لم يق ّ
لذلك كان من الصعب عليه أن يستوعب حجم خيانتها
األبوه ولكن
ّ كان سيجري تحليل اثبات
أمير وحديثه الذي من المستحيل ان تنساه
اخبره
(اقسم باهلل ،لو ما كفيت شرك عنّا ال اشتكيك....وأئلب الطاوليه
على راسك.....اتار الضرب ما برح على و ّجه وجسمه.....ب ّطل
تفكير تاخذ البنت منها وإال وهللا بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا
...واد ّخل السفارة اللبنانية كمان....خًلص تطمن البنت باحضان
امه....واألم بًلش تفكر فيها هأل ألنها ما عادت إللك)...
لن تنسى تلك العيون الحاقدة التي تنظر إليها
مجبورا
ً جعلها تدخل المنزل من جديد تأخذ مًلبسها سريعًا وابنتها
على تصديق ما قااله لهُ
وكان قلبه وقتها محط ًما!
ال تريد أن ترى انكسار أمير مثلما يوسف
ليس لها القوة والشجاعة في أن تراه
سحبت هاتفها بيدين مرتجفتين
أرسلت رسالتها ألمير بكل شجاعة تخبره بما فعلته بلغة هشّة
ومنكسرة
وبدأت بعدها تحثه على اخبار نور بكل شيء
وختمتها متأسفة لكل هذا
ثم قامت باغًلق هاتفها ،وانحنت لتفتح الدرج األمامي وسحبت
سًلحها المر ّخص!
جنون تخبطت سريعًا ،هي ستموت ع ّم قريب هكذا كانت تظن
المرض بدأ يأكلها ً
أكًل
وجورج سيستخدمها لصالحة مرةً أخرى لذا
يشوه صورتها اكثر..... لن تسمح له ان ّ
فهي بعد كل هذا ال تستطيع ان ترى وجه أمير مرةً أخرى وكذلك
نور
والذي عانت الكثير بسببها
بكت وجثلة على ركبتها ،تشعر بالحرقة .......احرقت نفسها
بإرادتها
كان من المفترض ان تخبر أمير بتهديداته في ذلك الوقت ولكن
.....
سكتت وجعلته يتمادى عليها اكثر!
رفعت المسدس بيد مرتجفة تحدثت صارخة :ما في شي طالع
بإيدي.......سامحيني
نووووووووور....ضيّعتك....بأنانيتي....ضيعتك
نور.........أمييييييييييير بحبك..........والعذراء ما كان ببالي
ألي شي........
ي ألني ما كنت واعيي ّ خونك........هو اعتدى عل ّ
ثم بكت ،وبدأت تتذكر أمور كثيرة والندم يزداد
وهمس الشيطان لها يزداد في االقدام على االنتحار
هل ستنتهي اآلن؟
نور ماذا سيحدث لها!
هل ستعود لقوقعة الكآبة والعصيان؟!
ماذا سيحدث ألمير؟!
هل سيكرهها
هزت رأسها بًل بكل عنف ،ال تريد ذلك ّ
كل شيء يهون امام هذا ال ُحب الفوالذي
وتحوله إلى رماد غير معروف ّ ال تريد أن ترى انصهاره
سيكرهها ،سيشتمها
بكت ،انهارت ،صارخت ،لطمت خدّيها أمام هذا العجز
لماذا لم تستطع العيش بهناء ،لماذا تشعر هناك حاجز كبير بينها
وبين السعادة
هل سيغفر لها أمير ذنبها العظيم
ام ال؟!
تجزم أنه لن يُسامحها
حضن
ٍ أول قبل ٍة لها ،أولانحنت لألمام ،اغمضت عينيها تذكرت ّ
وأول اعتراف حبه لها ّ
هي انتهت ،األلم ....والمرض.....والضغط الناشئ من جورج
جعلها تتهاوى في قيعان الضعف
همست بين رجفة جسديها وضعفها
:احبك أمير
ثم
ض ّج المكان بصوت اطًلق الرصاصة!
.................................................. ....................
متوترا ويشك هذه المرة من تعاونها معهما لذا نهض واخذ ً كان
يفكر
حًل لهذا األمر ،ال يريد أن يقضي بقيّة عمره في السجون يُريد ا
ال يُريد ذلك اعمالهما غير قانونية
وما إن يتم سجنهما سيتم الحكم عليهما إما بالقصاص او السجن
المؤبد وهذا ما ال يُريدانه
توترا منه
ً ضرب على فخذيه تحت انظار أخيه والذي لم يكن أقل
اردفت بعصبية :ديانا هالمرة ما راح تتعاون معانا......
جورج رمى القلم على الطاولة واشعل سيجارته :راح تخاف من
أمير يشوف خيانتها إللوه.....مشان هيك يا ُمراد راح تمنعوه....
مراد بخوف وتوتر :اوك.........واذا باوع على الفيديو......قبل
ما تتصل عليها الحين ........علمود انه مستعجل من انه ينتقم
يدور
منا.....شنو راح يسوي؟....ما راح يقتل زوجته....وراح ّ
عليك ينتقم........وراح يصدق حجيها عنّا وانها كانت
مجبورة......
جورج نهض كالمقروص ،واخذ يسب وشتم غباء أخيه
ورطه باألمر ،لم يكن موضوع الزواج من نور ضمن الخطة الذي ّ
دمارها هو األساس ولكن ليس االرتباط بها
صرخ مراد بقل حيلة :ال تجلس تلومني.....قلت لي بصريح
العبارة أذي البنيّة.......وعلقها فيك.......
جورج بصراخ :بس ما ئلت روح تزوجها
مراد أشار له بغضب :ما جان عندي غير هالحل!.......والحين
خلنا نفكر نلقى لنا حل و ّيا هاألمير.....
جورج سكت ورمى نفسه على الكنبة الجانبية وهو يكرر :ما
بعرف ....ما بعرف شو نعمل إيلوه
سكت مراد لوهلة واخذ يفكر بما يقارب الثًلث دقائق ثم ضحك
بخبث
وهو يردف :راح اطلّق نور أهنيه........راح تنهي هاالمر
بتدخًلتك.......ونرسل ورقة طًلقها مع قاتل مأجور.....
جورج قوس شفتيه :قاتل ماجور؟
مراد بحماس لتلك الفكرة :أي.......يسلمه ورقة طًلق
نور......ويخلص عليه ونفتك منه.....وبجيه (وبكذا) نقدر نمشي
اول واحسن.... امورنا بعده مثل ما كنا ّ
ابتسم جورج على هالفكرة ونهض مؤيدًا أخيه :اوك.......
مراد تحدث بأهمية :راح اكلم واحد اعرفه........خًلل يومين
بنخلص من هالتوتر.....وداليا.......بنفسي بروح اجيبها
لك....وانت تصرف معها
جورج ابتسم ألخيه ثم خرج مراد وفي عينيه شر ال يمكن أن
ينضب!
..................................................
..........................
.
.
.
.
امير كان في المنزل الريفي والذي يبعد كيلومترات طويلة عن
مدينة أكسفورد
كانت أمامه مقيّدة اليدين والرجلين على الكرسي
تحاول التفلّت والتم ّلص من تلك الحبال الثقيلة
أشار أمير للحراس حتى خرجوا وتقدم لناحيتها ،نظر لعيناها
العسليتين بحده
أزاح عن فمها الًلصق حتى انهالت عليه بالكلمات
ّ
جورج.....والسجًلت :شتريد مني؟.....انطيتك كل اللي يخص
صارت بإيدك شتريد هسه مني؟.....اتركني .....اتركني....
أمير انحنى ليصل لمستوى جلوسها :حطيتك هون حتى ماحد
يتعرض إللك ......جورج ومراد لو شافوكي ما راح يسمحوا إلك
تعيشي يوم تاني.....
نور شتت ناظريها عنها ،جميعنا يُريد ان يعيش ب ُحب وشاعرية ،
كتلك القصص التي نسمع عنها في االحًلم الحالمة!
ولكن الواقع ليس مليء بالورود ،ليس مليء باأللوان الصافية
فقط
البد ان تتخلله االشواك واأللوان العاتمة لتحقق التوازن
ولكن ماذا لو هناك اختًلل في ذلك األمر ولم يعد ما يسمى
بالتوازن
كيف ستصبح الحياة؟!
اردفت :من حقك .....بس في الوقت المناسب والمكان
الم ناسب....صدقيني ايًلف اللي تعيشينه الحين مجرد اعجاب ال
اقل وال اكثر....صدقيني راح تكتشفين انه مو ُحب...
ايًلف بدأت تأكل واخذت تردف :خًلص خلينا نغيّر الموضوع....
.
.
.
اآلن......صحت من تلك الذكرى
حقيقةً من حقّ إيًلف أن تشعر بالحب ،ولكن ليس من حقها أن
تُض ّيع نفسها ما بين هفواته وأنانيته
هي ال تدري ما وراء هذا الحب
هل سيكون متبادل؟
هل سيكون شريفًا؟
أم فقط مؤقت إضاعةً للوقت والتسلية!
البد ان تعرف ماهية مشاعرها لكي ال تضيع ،والبد ان تختار
الشخص الموثوق به والشخص الصحيح لكي ال تندم
لكي ال تضيع حقوقها وتُهدر مشاعرها بتعب! ،لكي ال تبكي على
مشاعر متأججة ادّت بها للهًلك.....
ٍ وسادتها كل ليلة نادمةً على
نظرت للشوارع من خًلل النافذة ،كل األشخاص
سهامهم في فؤادها بًل رحمه! الذين احبتهم ،رموا ِ
أولهم والدها ،اعتادت على العيش ما بين هفوات ذكرياتهم ّ
وأنانيتهم
أول مرة! ولكن جرحها يتجدد ويؤلمها وكأنها ُجرحت به ّ
ولكن األمر األكثر أل ًما حينما س ّلمت قلبها لمن ال يستحقه حتى أنه
دهسه بًل رحمه
ولم يشفق على ضعفها آنذاك...
مشت بخطى اضعفها الحنين لن تنكر انها ت ُحن وتتألم وتشتاق
لمن كان سب ًبا في وجودها على الحياة!!
قيًل بأن تلقبه بـ (أبي)ولكن اصبح االمر ث ً
رمت نفسها على السرير ،واستلقت على ظهرها حد ّقت في
ا
مطوال السقف
ال تُريد شيئ ًا من هذه الحياة سوى العيش بهدوء وبعيدًا عن
الذكريات!
اغمضت عينيها وحاولت ان تنام وبعد نصف ساعة
احًلم وردية!ٍ غاصت في
.................................................. .....................
العجز حينما يجتمع بالحيرة يقيّد يديك عن فعل األمور الصائبة
سا في سيارته يفكر ماذا عليه أن يفعل ليوقف خزعبًلت كان جال ً
المرة
هذه الليلة ّ
ماذا يصنع لكي يصرخ بحبها عش ًقا ويتأسف لها على ما مضى
ماذا يفعل لكي يبرر لها فعلته من الزواج بغيرها
بعد أن علم بشدة مرضها؟!
مجبورا على ما ال يُريده!؟
ً وهل ستصدق انه كان
لم يمنع نفسه من أن يبكي...
ولكن بكى بطريقة مختلفة
بًل دموع وبًل صوت
وهذا النوع من أقسى أنواع البكاء
تشعر أنّ هناك جرح عميق في قلبك ولكن داخل هذا الجرح جروح
أخرى متناهية في الصغر تؤلمك بشدة وتُرهق عينيك وتمنعها عن
افراز الدموع!
لذا
كان ينظر لباب منزلهم ولتلك االنوار التي تز ّينه
وإلى تزاحم السيارات امام منزلهم
بعجز كبير وقلب مح ّطم
عاد الرنين من جديد .......نظر إلى شاشة الهاتف
(الجازي يتصل بك)
ه ّم بالنزول وضجّ! الرنين من جديد
وكأن الجازي تثنيه عن اإلقدام لفعل شنيع ومجنون،
قلبه يؤلمه......هذا ما يعرفهُ
توقف عن النزول ،وتذكر انه ليس مراهق في سن الخامسة
عشر لكي يفعل ما يفكر به!
ويشوه سمعتها ايضًا ّ ما سيفعله سيهدم عًلقات عائلية ،
تعوض ما إن كان يحبها حقيقةً عليه ان يتركها في هذه الليلة ّ
خسرته!
انحنى إلى أن اسند جبينه على مقود السيارة تنهد بضيق
يريد ان يبكي والبكاء ال يريده
يريد ان يصرخ والصراخ يزجره بعنف وينهره عن إخراجه من
احباله الصوتية
لم يشعر بالشخص الذي فتح باب سيارته األمامي وجلس بجانبه
وضع يده على كتفه حتى انتقز ونظر إلى وجهه :قصي
قصي بهدوء :سيف.......ماله داعي تحضر الليلة.....خل األمور
تمشي مثل ما هي عليه......انت تزوجت وهي بتزوج......ال انت
من نصيبها وال هي.....وتذكر الجازي....مالها ذنب....
سيف تحدث بحشرجة :أصًل بمشي بروح البيت....
قصي اربت على كتفه :احسن شي تسويه.....
سيف بهدوء نظر لألمام :مو قادر اتقبل أنها بكون لغيري....
قصي بجدية :بكون لغيرك النها مو من نصيبك......الجازي هي
نصيبك.....وهي بحاجة لك.......ال تكسرها مثل ما كسرت
غيرها.....انسى اللي فات......وعش حياتك.....
كان بينزل من السيارة ولكن قال :ترا الجازي ما جات
معنا.......قالت بتجي معك........روح البيت .....هي لحالها.....ال
تخليها بروحها وتستاحش....
ثم نزل من سيارة أخيه
تاركًا سيف يتخبط بمشاعره ،ثم قاد سيارته لناحية منزلهم
وبعد نصف ساعة وصل
ودخل إلى جناحه ما إن انغلق الباب
حتى استقبلته الجازي وهي تردف بحده :وين اللي بوديني بيت
اهلي؟
سيف هل بان على وجه األلم لكي تفهمه أم فهمت شيء آخر!؟
تحدث بصوت اشبه للهمس يغلفه الحنين للماضي والندم على
الحاضر!!! :تعبان....
الجازي ابتعدت عنه لتزيح كفيه عنها وأشارت بًل مباالة له :روح
المستشفى طيب......واضح فيك حرارة ....حتى خلّتك تهلوس...
ادرك سيف ز ّلة لسانه او ربما سكرة العشق لم تجعله يعي ما
يقوله
وادرك أنه من المفترض لم يأتيها لكي ال يُفتضح
كان سيتحدث
ولكن سبقته وهي تتقدم لناحيته تقول :تعاملني
بقسوة........وبدون أي مشاعر......تعاملني بطريقة خلتني اشك
في نفسي........عشان.....
واهتز صوتها بقول :عشان وجع قلبك صح يا سيف؟
ثم صرخت :صصصصصصصصصح....؟
سيف امسك يديها المرتجفتين ثم قال بصوت مخنوق :عبد هلل ال
يجلس......قصري صوتك...
الجازي عضت على شفتيها أي قنبلة تلقتها اليوم
لم تستطع ان تصارحه بظنونها اكثر ضربت على قلبه قائلة:
طولة هالسنتين وقلبك مو لي صح؟
سيف انربط لسانه ،واغمض عينيه ال يريد ان يرى وجهها
فانفعلت قائلة :شذنبي انا.....هاا....شذنبي؟....سيف .....تخ ّيل
حتى انا قلبي يوجعني.....تصدق يوجعني....
نظر إليها وهي تكمل بسخرية :بس يوجعني قهر منك...
ابتعدت عنه وأشارت له بقل حيلة وضعف من وضعها
اآلن فهمت تصرفاته وسببها
هي غير مرغوب بها في حياته هذا ما فهمته
:روح ........روح قول انا ابي غزل.....وانا أولى فيها
روح....وقف هالملكة.....روح اخذها.....روح.......تجيني هنا
ليه؟.......
ثم سمعت صوت عبد هلل يبكي
فذهبت عنه لناحية الغرفة وتبعها
دخلت الغرفة اخذت عبد هلل من وسط سريرهما
كانت سترضعه ولكن قال سيف بهدوء :ال ترضعينه وانتي في
هالحالة مو زين......
كانت يديها ترتجفان وعبد هلل يبكي بصوت مرتفع اخذت تهزه
برجليها وهي تبكي بدموع بًل صوت تحاول أال تخرج صوت ًا لكي
ال ترعبه
حاولت أن تواسيه في بكاؤه ويواسيها
اخيرا نام عبد هلل
ً وهو ينظر لضعفها ورجفتها
وضعته في سريره وخرجت من الغرفة إلى الصالة جلست على
طرف الكنب وضعت كفي يديها على وجهها تشعر بالحيرة
وتشعر برغبتها في احتضان والدتها
اتى بالقرب منها
تحدث :الجازي
الجازي رفعت وجهها المحمر وأشارت له بيديها التي ما زالت
ترتجفان
شعرت بثقلها عليه ،كانت مجرد أداء لنسيان الماضي ولم ينساه
كانت مجرد زوجه تُنجب بًل حب وتدير المنزل بًل عواطف!
آه اخرجتها بضيق شديد وألم لم تشعر به يو ًما لناحيتها ال ُيسرى
ثم أكملت له
:ال تكلم سيف.....كل شي واضح........
ثم نظرت إلى وجهه :بس قل لي.......وش ذنبي؟ خليتني اجيب
عبد هلل ليش؟........ليش......ليش تعاقبني على شي مالي دخل
فيه...
سيف انصدم لسوء فهمها له من ناحية عبد هلل
تحدث بهدوء :تعتقدين عبد هلل عقاب لك؟
الجازي ببكاء :واشد عقاب ........كيف أصًل كنت...
ثم سكتت باكية لتردف بقهر :كنت تتخ ّيلني غزل.......عشان
تقدر.....تعيش معاي صح؟......عشان ما توضح لي أنه قلبك مو
لي.....
ثم نهضت غير قادرة على التكملة اخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام
ناظريه
سيف ادرك حيرتها وصدمتها يريد التخفيف عنها ولكن لم يستطع
شيخة ببكاء وصوت مخنوق :واذا قلت لك اللي احبه واكلمه بندر!
أمير يبدو أنّ األمور تعقدت اكثر لذا تحدث بتردد(مترجم) :سيدي
في هذه األوان ...ال استطع.......لدي أمور عائلية خاصة ....تلزم
علي البقاء هنا...
لويس لينهي النقاش(مترجم) :حسنًا......سأضطر بإزالة اسمك
من النظام في االعمال الخيرية واالعمال األخرى .....لكي ال
ي ان افعله من اجل
صلوا إليك وهذا امر بسيط عل ّ
يتو ّ
حمايتك.......
دخل أمير وانغلق الباب عليهما رأى جثتها الممددة على السرير
األبيض والغطاء األبيض ايضًا مغطي جسدها ووجهها
يُريد أن يتأكد هل هي ديانا أم ال؟
اهتز جسده بضعف
واقترب منها ،م ّد يديه إلزاحة الغطاء وهو يرتجف خو ًفا
واخيرا ازاحه
ً
ونظر لوجهها وخارت قواه وانحنى لألمام مغمض العينين يبكي
بًل صوت
وجهها شاحب وشفتيها مبيضتين
رأسها ملفو ًفا بشاش ابيض وعلى جانبه بقعة حمراء!
تحدث بهمس :ليش عملتي هيك؟.....ليييييييييييييييييييش....
نظر لوجهها واخذ يمسح على خصًلت شعرها المرتخية جانبًا
على السرير
سقطت قطرات دموعه على وجهها تحدث بألم :ديانا ......انا
مسامحك .....بس ما فيني اسامحك على هروبك مني
وانتحارك......ديانا....
البارت التاسع
.
.
.
لم ينم بسبب بكاء الطفل وحاجته للغذاء والتبديل
فاضطر باألمس إعطاؤه لوالدته التي اخذته يمن ٍة ويسرى باألسالة
التي ال جواب لها
اخبرها أن زوجته ذهبت إلى بيت خاله ألنها متعبة ولكن لم تنطلي
على والدته تلك األكاذيب التي قالها ولكن رحمت حاله ووضعه
واخذت الطفل من يده
واسكتته وارضعته من الحليب الصناعي وغ ّيرت ما تحته وبعد ان
نام وضعته بغرفتها هي وزوجها
تساءل أبا سيف عن األمر فقالت زوجته :بكرا نسال ولدك
لم يخرج من غرفته إال للعمل وبعد انتهاؤه
باكرا وحبس نفسهوألنه ليس هناك مناوبة له في هذا اليوم اتى ً
في الغرفة ال يُريد ان يسأله احد ع ّم حدث بينهما
وابنه ما زال عند والدته
وكًل منهم ذهباخوانه عادوا من اشغالهم تناولوا وجبة الغداء ا
ليرتاح في غرفته
كيف يتصرف مع األمر ،كيف؟!
يصعب عليه األمر بينما هو مخطأ وليس لهُ الحق في التبرير
والدفاع عن نفسه ألنه ال يجد كلمات في الواقع تبرؤه مما وقع
على اكتافه من ذنب!
أخيرا خرج من جناحه ونزل إلى الصالة رآه والده فتحدث :سيف ً
تعااااااااال....
اغمض عينيه ليمتص التعب الذي جثل على قلبه فجأة
ذهب لناحية والده ووالدته تُراقبه وتراقب تعابير وجهه وابنه في
حضنها
أشار له والده :اجلس
جلس سيف وشبّك يديه ببعضها البعض
بو سيف :اللي عرفته زوجتك زعًلنه......بس اللي ماني فاهمه
كيف تركت ولدها عندك.....اغلب األمهات همهم اعيالهم
.....شصاير؟......وش اللي خًلها تروح بيت أهلها حتى ولدها ما
خذته...
سيف بهدوء نظر ألبيه :يبه ما فيه زوجين خالين من
المشاكل.....صارت بيني وبينها مشكلة.....باألمس وطلبت تروح
بيت أهلها وما رفضت وتركت عبد هلل ألنها تعبانة....
بو سيف بتذكر :وليش ما جيت ملكة عمك......ليش ما تعوذت
من ابليس وجبتها معك بدل جلستكم اللي مادري كيف صارت
وتمشكلتوا مع بعض فيها....
سيف ...ما هو هذا األمر الذي تسبب في خلق أكبر المشاكل
بينهما!
تنهد بضيق :على العموم صار اللي صار...
ام سيف لم تحبذ التدخل اآلن ألنه سيف غير متاح لحديثها الغير
مقبول
سكتت وستأجله في ميعاد آخر
بو سيف بجدية :روح كلمها وراضها......ورجعها ببيتها يا
سيف.....
سيف نهض بهدوء :إن شاء هللا....
ثم نظر لوالدته :يمه ديري بالك على عبد هلل....واضح ام عبد هلل
بتطول
ّ
ثم خرج ولم يترك مجال لوالده للحديث وعلى خروجه نزل قصي
والتفت إليهما وإلى وجههما الخالي من أي ردت فعل
سحب عبد هلل من يد والدته وهو يقول :يا زين هالخشة......
ثم قبّل خده بلطف :سيف ما نزل؟
ام سيف بشتات ذهن :إال .....وطلع.....
بو سيف نظر ألبنه :شكلك طالع...
قصي اعطى والدته عبدهلل :بروح النادي.....يًل عن اذنكم
بو سيف نظر لزوجته :اتصلي على الجازي وسأليها وش
فيها.......كًلم ولدك ما عجبني.....
بنوم عبود
ام سيف ازدردت ريقها :ال تاكل هم بكلمها بس ّ
بو سيف نهض :زين......انا طالع عندي كم شغلة أخلصها وارجع
فمان هللا
ام سيف :فمان الكريم
ما إن خرج حتى تمتمت :آه يا سيف ليكون قلت لها وهدمت بيتك
بإيدينك
ثم نهضت متجه للدور العلوي لترضع الصغير!
..................................................
........................
مشت لناحية (الشيبسات والشكوالتات) اخذت األنواع التي
تفضلها حاسبت ومن ثم خرجت من (البقالة) وكانت قريبة جدًا
من العمارة التي تسكن فيها
مشت بخطى مطمئنة وهادئة ،الوقت يُشير إلى الساعة الرابعة
عصرا
ً
كثيرا بالناس ولكن هناك مجموعة من الصغار ً الشارع ليس ممتأل
التي تتراوح أعمارهم بين السابعة وحتى الثانية عشر من العمر
يلعبون كرة القدم في الواجهة الرملية بالقرب من (البقالة)
وهي تمشي احدهم ركل الكورة بقوة وأتت في منتصف رأسها
تما ًما
صرخت متألمة وهي تشتمهم التفتت عليهم :عمى ان شاء هللا
وين عيونكم......
أتى احدهم ذو العشر سنوات :في وجهنا يعني وين باهلل
اتى اآلخر ساحبًا الكرة من تحت قدميها :بالغلط جاتها(ركلها)
اخوي عليك.....
ُمهره استغفرت ثم ولّت بظهرها عنهما ،حقيقةً آلمتها الركلة
ولكن تحاملت على نفسها واكملت الطريق إلى أن دخلت العمارة
ومن ثم صعدت إلى شقتها وما إن وقفت امام الباب
أدركت فهاوتها واضطرب قلبها
دون شعور رفعت نقابها من على وجهها وصفقت على خديها :يا
ويل حالي........صدق إني غبية كيف ما اخذت المفتاح....
ثم ضربت على جبهتها :والجوال....
سقط الكيس من يدها واخذت الحيرة تسيطر على تفكيرها كله
ولكن حاولت ان تتزن اعادت النقاب على وجهها سحبت الكيس
من على األرض
وتوج ّهت للشقة الجانبية
وهي خائفة ضربت الباب بخفة وهي تطلب من هللا ان يلطف بها
قصي لن يرحمها على خروجها دون استئذان
ولن يغفر لها خطيئتها وغباؤها في اآلن نفسه
اتاها صوت انثوي تتساءل من الطارق
فأجابت :انا جارتك ُمهره....
فتحت الباب وجعلتها تتفضل
مهره ما زال النقاب عليها
قالت لها :شيلي نقابك زوجي ما هو هنا....
ازاحت مهره النقاب عن وجهها حكت جبينها بتوتر
صافحتها :أنا مهره جارتك.....طلعت اشتري لي شغلة ونسيت
مفتاح الشقة عن ما آخذه وجوالي بعد.....فاعذريني جيتك بوقت
غير مناسب
صافحتها بحرارة وابتسمت في وجهها :حبيبتي ماله داعي
لًلعتذار.....والوقت مناسب تفضيل تفضلي جلسي...
جلست ُمهره ،ووضعت الكيس جانبًا
متوترة وال تريد ان تتخيّل ردت فعل قصي
ذهبت الفتاة لجلب الماء
ثم أتت وناولتها الكأس وهي تقول :أنا اسمي فاطمة...
ُمهره ارتشفت القليل :تشرفت....
فاطمة بهدوء :تشرفت بك أكثر......ما عمري شفتك بصراحة
واضح انك ما تخرجين كثير....
ُمهره بتورط :أي.....يعني احب الجلوس بالشقة اكثر.....وحدي
اروح وارجع من المدرسة....
فاطمة بابتسامة ورحابة صدر :ما شاء هللا عليك.....انا عكسك
احب الطلعات مرا.....بس من بعد ما راح زوجي على الحد
الجنوبي .....ما عدت اخرج كثير....
ُمهره شعرت بالحرارة واالختناق البد ان تعود للشقة قبل فوات
األوان فتحدثت :هللا يرجعه لك سالم يا رب
فاطمة :آمين.....
ُمهره باحراج :فاطمة مع ليش آخذ جوالك اتصل على زوجي
بس....
فاطمة نهضت :اكيد حبيبتي...
سحبت هاتفها من على الطاولة ومدّته ل ُمهره
ُمهره اخذته ،وعندما أرادت االتصال عليه تذكرت انها غير حافظة
لرقمه
فازدردت ريقها
كيف تتصرف األمر اصبح معقدًا اكثر
هل تتصل على عمها؟!
رفضت الفكرة تما ًما ،ال تُريد أن توصل األمور إلى هذه الدرجة
قطع عليها األفكار ذلك الصغير حينما اتى إلى والدته
قالت ُمهره :نسيت رقمه......
فاطمة حملت ابنها إلى حضنها :رقم زوجك؟
ُمهره واجتمعت الدموع في عينيها :أي
فاطمة تطمئنها :مع ليش يمكن يرجع بالليل .....فتطلعين له
وخًلص......وزوجي قلت لك ما هو هنا فاخذي راحتك ولو حابة
تتصلين على احد ثاني من اهلك ما فيه مشكلة.....
ما ال تعرفينه حقيقة هذا الزواج ،
ُمهره لتضيع توترها وخوفها :ببقى هنا للمغرب هللا يعينك علي...
أتت فاطمة بعد ربع ساعة وفي يدها صحن كبير وضعته على
الطاولة ومن ثم ذهبت للمطبخ إلحضار دلة الشاي والقهوة
ُمهره باحراج :كلفتي على نفسك...
فاطمة تسكب القهوة في الفنجان :حبيبتي ما فيها كًلفه.....وزين
نسيتي مفتاحك عشان اتعرف عليك
ضحكت ُمهره بخفة على غباؤها في الواقع :ما اكذب عليك إني
متوترة
فاطمة طبطبت على فخذها :مانتي في الشارع ......انتي في امان
وزوجك اكيد بيجيك بالليل....
ُمهره توهقت كيف تخبرها أنّها متزوجة بالسر ،وال تراه يوم ًيا
ابتسمت مجاملة لها لتخفي خوفها
فأردفت فاطمة :بصراحة ما عمري فكرت اتعرف على الجارات
.......ألنه باالصل تو ناقلين لهالشقة وبعد رجوع زوجي باذن هللا
بننقل بشقة في بيت ابوه....ار ّيح له واصرف له....
ُمهره بهدوء :ليش ما سكنتوا من البداية
فاطمة مدّت صحت البقًلوة ل ُمهره :ألنه ما بعد يبنون بيتهم
الجديد من األساس ألنهم كانوا ساكنين ببيت جد زوجي ولكن
توفى والكل خذ نصيبه ...عاد.....تو خلص بيتهم من
نتزوج في ذيك األوضاع.... ّ البني....وزوجي اصر
ُمهره اندمجت معها بالحديث :هو يصير لك.....
فاطمة بابتسامة :ولد خالتي.....
ُمهره بشقاوة :تزوجتوا عن حب؟
ضحكت فاطمة بحرج :ال .....زواج تقليدي......بس بعد الزواج
صرنا عشاق
ُمهره ضحكت بخفة :هههههههه هللا يهنيكم...
فاطمة ارتشفت القليل من القهوة :أي وأنتي؟
ُمهره بتوتر :أنا ايش؟
فاطمة مبتسمة :شكلك صغير....وما يوحي انك مزوجه......
غمزة لها :شكلكم مزوجين عن ُحب....
س ِكب عليها كيف تُجيبها
شعرت وكأن ماء بارد ُ
لن تنسى تحذيرات زوجها لها في االفشاء عن هذا الزواج
والتحدث به
اكتفت بقول :انا مزوجة بالسر لظروف
شهقت هنا فاطمة حتى لفتت انظار ابنها لشكلها المذعور
سا في وسطهما يلعب بلعبته بهدوء كان ابنها جال ً
:حرااااام....توك صغيرة وش حادك على الزواج هذا....
ُمهره لتنهي المسألة :ظروف....وهلل الحمد طحت في واحد كويّس
فاطمة بشفقة :بس معروف هالزواج هذا حقوق المرأة فيه
ضعيفة ومسلوبة بعد......اهلك جبروك....يعني...
ُمهره ال تريد أن تكثر الحديث ،فاألمر حقاا بدأ يضايقها
نظرت للصغير مسحت على رأسه :نصيب......يا فاطمة .....وهذا
نصيبي....
فاطمة بحرج :انا آسفة لو...
قاطعتها وهي تحمل احمد وتقبله :ال عادي بس خلينا نغير
الموضوع
فاطمة ابتسمت وهي تنظر ألبنها :صاير هادي لم شافك ....شكله
مستحي....
ُمهره قبلته مرة أخرى :فديت اللي يستحون....
ثم اخذت تًلعبه وتًلطفه....
قليًل تذكرت ،ماذا لو لم يأتي قصي اليوم لها هلوسرحت ً
ستتغيّب عن االختبار؟!
اوه غدًا .....اول أيام المراجعة وهناك اختبار شهري أخير عليها
ان تذاكره
نهضت كالمقروصة
حتى تساءلت فاطمةُ :مهره حبيبتي وش فيك؟
ُمهره بتوتر :فاطمة الزم ارجع الشقة ......علي اختبار
بكرا....وما ادري زوجي اليوم يجي وال....
فاطمة اشارت لها :اهدي ......طيب اتصلي على احد من اهلك
....الحين...
ستضطر باالتصال بعمها اخذت الهاتف من يد فاطمة
اتصلت عليه وكان في سيارته للتو خرج من عمله وسيذهب إلى
المنزل
نظر لًلسم ابتسم :هًل وغًل باللي نستنا
ُمهره بهدوء :هًل عمي...اخبارك
بو محمد :الحمد هلل طمنيني عنك وعن زوجك
قليًل عن فاطمة التي جلست تًلعب ابنها الصغير: ُمهره ابتعدت ً
بخير.....بس عمي انا في ورطة
بو محمد بخوف :وش فيك؟
ُمهره :طلعت مضطرة عشان اشتري شي وبدون ما استأذن من
قصي ونسيت عن ما آخذ مفتاح الشقة......وحتى جوالي مو معي
ومو حافظة رقم قصي اتصل عليه قوله يجي.....
بو محمد بقلق :ال حول وال قوة إال باهلل.....كيف كذا تطلعين بدون
ما قولين له......حتى لو بقيتي شي كان قلتي لي وجبته
لك......طيب الحين انتي وين؟
ُمهره اجتمعت الدموع في عينيها :في بيت جارتي....تكفى عمي
قوله يجي ابي اذاكر....
بو محمد بتفهم :طيب طيب.....بكلمه وانتي خلك عند جارتك.....
مع السًلمة
أغلقت الخط ثم ذهبت لناحية فاطمة التي قالت :ابتسمي موصاير
إال كل خير.....شفيك مكبره الموضوع هاالشياء عادي
تصير....النسيان من عادة البشر محنا مًلئكة ما ننسى شي....
ابتسمت ُمهره هنا :وانتي الصادقة.....
فاطمة :تعالي بس ذوقي الكيكة .....من حضك سويتها اليوم....
ُمهره ابتسمت :وهللا شكلها يشهي
..........................................
بدأ بالتمارين وهاتفه وضعه بعيدًا عنه
حيث أنه كان في الحقيبة الرياضية
اخذ بما يقارب النصف ساعة من قدومه إلى هنا
نزل من على السير لسحب علبة الماء والتي كانت قريبة من
الحقيبة
سحبها واخذ يشرب منها القليل
رنّ هاتفه ولكن بعدما أعادها إلى مكانها وذهب لناحية حمل
األثقال!
.............................................
اليوم قررت أن تخرج من قوقعة الكآبة ،قررت أن تكون اقوى
ألنها وجدت حل لهذه الخطبة التي ستنتهي ع ّم قريب
نزلت من غرفتها بعد أن اخذت غفوة طويلة بعد قدومها من
المدرسة
نزت إلى الدور األرضي وهي تجول بنظرها لألرجاء
كان الهدوء هو من يقعد بمقاعده في زوايا الصالة
هل ما زالوا في غفوتهم؟ ام ماذا؟!
ذهبت للمطبخ وهنا رأت والدتها تغسل الصحون بهدوء
خجلت من وضعها ولمقاطعتها لوالدتها منذ ذلك اليوم
حتى انها لم تعد تساعدها في االعمال المنزلية
فاتجهت بجانبها وهي تردف :عنك يمه عنك ......أنا بكمل جلي
الصحون
خيرا عند رؤية ابنتها ويبدو ام ناصر تهلل وجهها واستبشرت ً
انها في حالة جيدة ولكن ما زال وجهها شاحب ومائل للصفرة
ام ناصر ...حقيقةً ال تعلم ولكن ماذا تفعل بقرارات زوجها هذا
لذا اردفت :وهللا ما ادري عن ابوك....ما قال لي شي
ما اقسى حديثها وما ابشعه ،كيف لها بكلمه أثارت نيران في
جوفه
نيران يُصعب اطفاؤها ،زأر عليها كاألسد لتجاهل الذكريات التي
توارت عليه ِبًل رحمه
ما اقسى قلبك يا يوسف هل هان عليك ان تتجاهلها
واآلن تحرق من هو أمامك ليصمت عن ذكراها! :نورة
ماتت.......ماتت من عشرين سنة يا منيرة.....
تموت شيخة معها ....برغم انه الثنتين ام ناصر بصرخة :وتبي ّ
عايشين
قادرا على السيطرة على تلك بو ناصر .....تلفت اعصابه ولم يعد ً
الذكريات التي تتوارى أمام عينيه .....كلمات زوجته قاسية
قاسية وجدًا....نسي ابنته نورة ُمنذ عشرون سنة!
تجرعه حينما علم أنها ليست ابنته كما أو ربما يتناسى األلم الذي ّ
اخبروه!
سهًل ...وإلى اآلن يشعر بالتخبط وتسرعه في ً لم يكن تقبل األمر
قراره وفي آخذها من احضانه!
ولكن يقسى على نفسه بتذكر خيانة والدتها المزعومة ديانا ،لكي
يُشيح بنظره عن تأنيب الضمير!
ولكن اآلن وبًل سابق انظار بدأ
قلبه يضرب ألحانًا ال تعرف
ربما اشتياق.....خوف.....تأنيب ضمير....وربما ض ّياع.....
رفع يده لكي يضربها ولكن صحى من غيبوبة الذكريات
هُنا صحى على نفسه كما امرته ونظر ليده المعلّقة في الهواء
تسارعت أنفاسه وضاق الكون في عينه....نورة....لم تكن ابنه
دمروا مكانتها في
فقط....كانت بالنسبة إليه كل شيء.....ولكن ُّ
قلبه بكلماتهم القاسية وعجزه في اثبات العكس بسبب تجمدّه عن
سره ديانا.....ولعنالصواب.....احمرت عيناه ....ولعن في ّ
ّ فعل
خيانتها التي فلقت قلبه إلى نصفين......هو احبها ....ال بل
عشقها....عشق أحاديثها......تصرفاتها
العفوية.....عينيها.....الساحرتين .....تملكها بحبه.....وطعنته
بشكوك
ٍ كارهته بخيان ٍة ال تُغتفر....واخذت منه ذكراها
وظنون.....كيف تساهل في التنازل عنها؟.....بالضغط واإلصرار
وكثرت الحديث .....وإثارة الشك في قلبه.....جعلوه يتنازل عن
أول حديث عنها! أغلى ما يملك.....وها هو اآلن ضعف في ّ
مسح على رأسه وو ّل بظهره عنها تحدث بصوت اشبه للهمس:
منيرة اتركيني بحالي......اتركيني.....اطلعي برا....
ام ناصر عندما رأت تغلبات وجهه ورجفة يديه خشيت أن يُصاب
بانتكاسة جديدة ناجمة عن الضغط فمهما كان هو زوجها وأب
ابناؤها وتخاف عليه كما تخاف على نفسها وعلى أوالدها
ازدردت ريقها بخوف :يوسف......
قاطعها وهو يغمض عينيه :منيرة اطلعي برا.....اطلعي...
ترددت في تركه وهو على هذا الحال....ولكن في األخير خرجت
ويتجرع
ّ وبقي هو في غرفته يُصارع الشكوك والظنون من جديد
لوعة اإلشتياق لها
وهناك صوت آخر كريه ومؤلم بحقه
صوت تأنيب الضمير ،والخوف من انه ظلم حقها في هذا القرار
ولكن ما بال حديثهم ......وثقتهم؟!
تنهد بضعف وجلس على طرف السرير
اردف :يارب الطف بي.....بجن....بجن من التفكير.....يا رب
الطف بي...
.................................................. ....................
.
.
.
في بعض الحين نشعر باأللم دون سبب مقنع ،ألم ينبهنا عن
سحرا االمر غير متعلّق ً حدوث أمر مخ ّيب لآلمال .....ليس
بالسحر
طا روحيًا خاصةً بمن نحبهم ولكن يعتبر ارتبا ً
ألم ال تستطيع ال الكلمات وال الجمل وال كل اللغات على وصفه
ولكن ربما يُشبه تلك الجروح الصغيرة والصغيرة جدًا
جرح صغير مرتبط بأخوته الجروح األخرى مبطن بدم اسود فاسد
متخثر على بعضه يربط بخيوطه الجروح الطويلة والضعيفة
يود كل جرح الخروج منها ناز ًفا دم طرياا ببعضها في نقط ٍة ضيّقه ّ
آخر ليلتصق ببعضه اآلخر مسببًا أل ًما ال يوصف!
....
لم تستطع التركيز في قراءة الكتاب ،المكتبة هادئة ولكن قلبها
مع هذا الشعور المخيف مع وصفه الذي يجلب القشعريرة للبدن
يبدو المكان لها مزع ًجا و
مؤذي لها....اغلقت الكتاب .....وسحبت هاتفها الن ّقال من حقيبتها
اخذت تعبث به....تدخل مرةً في االنستغرام ...واخرى في سناب
شات.....واخيرا دخلت تويتر
ً
باق....تشعر بعدم اإلرتياح.....وتشعر ولكن الشعور نفسه ٍ
ً
.....بدال من شعور الفرح باإلضطراب والخوف.....يا للسخرية
والسعادة وربط األماني في هذا اليوم والذي لم يكن بالنسبة إليها
أي يوم
فهو يوم مولدها إال شعور الخوف واالضطراب مسيطران عليها
نهضت وسحبت الكتاب من على الطاولة ،خرجت من المكتبة
وذهبت إلى الكافتيريا....من سوء حضها إيًلف لديها محاضرة
....اآلن ّ
وإال دعتها لإلفطار خار ًجا من الجامعة....
وكالعادة ما إن دخلت إلى المكان حتى التفتت األنظار إليها ،رغم
انها غيّرت من طريقة لبسها ....وحتى تسريحة شعرها
أخذت تلبس مًلبس مائلة للستر اكثر مما قبل!
بدال من رفعه وجمعه إما من مفتوال على راحة كتفيها ً
ً وشعرها
الجهة اليُمنى او اليُسرى!
كحًل اسود لبرز عدستي عينها المتغايرة بين اللون واضعة ً
األزرق سماوي للعين اليُمنى واللون األخضر الفاتح للعين
اليُسرى
لم ترتدي العدسات لتوحيد لونهما ،متقبلة نفسها تما ًما
ولكن ما بال الناس ال يتقبلون شيئ ًا منها؟!
ولماذا يلقبونها بـ غريبة األطوار!
تجاوزت األنظار واتجهت لتشتري لها موكا التيه حار
سحبت الكوب وابتعدت عن الناس متجهة للخروج إلى الفناء
ولكن
تصادفت هذه المرة مع
قال بمرح :هًل نور....اخبارج؟
ابتسمت له مجاملة ......فوضعها عبارة عن توتر في توتر وال
تعلم ممن؟ :هًل طارق.....الحمد هلل انا بخير انت كيفك؟
طارق بهدوء :الحمد هلل
وبتوتر اطرق :إيًلف داومت اليوم؟
لمست في صوته نبرت االهتمام ابتسمت عندما تذكرت أنّ إيًلف
بدأت تميل له :أي ....عندها محاضرة الحين تخلص بعد
ساعة....تقريبا....
طارق بعجل :اها.....يًل عن اذنج.....باقي خمس دقايق وتبدأ
محاضرتي....
نور وضعت النظارات الشمسية على عينها :موفق
.
.
.
اردف خالد :ال حول هلل وال قوة إال باهلل.........غريبة خبري
امورهم زينة ....وال قد شكت منه....
بو خالد بجدية واهمية االمر :وهذا اللي خايف منه.......أنها
تكون مضيومة عنده وألنه ولد عمتها ما تقول...
خالد بتهدأة األمور :ال يبه ال تظن في سيف.....اشهد أنه رجال
كفو.....بس الزم كل زوجين يصير بينهم مشاكل وانت ادرى
بهالشي....
بو سيف .....وألنه خالد األقرب منه ....ويعتمد عليه تحدث بكل
اريحية :حال الجازي ما يطمن يا خالد......
خالد ليطمئن ابيه :يبه هد من عمرك.....إن شاء هللا أنا بكلمها
وبحاول منها تتكلم.......ألزم ما علينا صحتك يبه......ال
تحاتيها....بكلمها....
بو خالد لكي ال يطيل المكالمة :تمام.....ما أطول عليك ....وهاهلل
هاهلل بالصًلة.....والدراسة و انا ابوك
خالد حكّ جبينه....انشغل حقيقةً بأمر اخته :ال توصي
حريص.....مع السًلمة
بو خالد اردف :حافظك ربي .....مع السًلمة...
ثم اغلق الخط
واخذ يفكر خالد ب ّجل األمر...ماذا حدث يا تُرى حتى ان الجازي
تتخلّى عن طفلها.....
لم يتردد في االتصال عليها ... ،اتصل مرة ومرتين وثالثة
كانت في دورة المياه .....ارشحت وجهها عدّت مرات بعد نوبة
شديدة في البكاء
اشتاقت للصغير .......واخذت تحاتي امره ....فمن الطبيعي اآلن
هو جائع
يبحث عن ثدياها .....يبكي....يصرخ.....يريد رائحتها
حاولت التماسك وسمعت رنين هاتفها
وعندما نظرت لًلسم مسحت بقايا دموعها
واردفت بصوت مخنوق :هًل بعزوتي....هًل بالغالي...
لم تخفيه نبرتها ....نبرة تنّم عن البكاء والضعف :هًل فيك زود يا
ام عبد هلل....طمنيني عنك.....كيف حالك؟
حاولت أال تبكي أال تب ّين له سوء حالها فأردفت :اشكر هللا ....انت
طمني عنك....وعن دراستك
خالد نظر إلى زخات المطر....من خًلل النافذة :الحمد
هلل.....بخير......الجازي...
الجازي مسحت انفها بالمنديل تحاول السيطرة على رجفة صوتها
المخنوق :سم.....
خالد :حلّفتك باهلل تقولين لي وش صاير بينك وبين سيف؟
قوست شفتيها تمنع نفسها عن البكاء الجازي ّ
من اخبره ؟هل سيف نفسه من اخبره ام والدها؟!
ولكن من المؤكد والدها سيف لن يخبره قاتله عن جريمته!
هذا ما دار في عقلها :مشكلة......
خالد جلس على الكنبة :وهالمشكلة ما تنحل إال بالطًلق؟!
الجازي بضعف بكت :ألني تعبت ياخوي.....تعبت.....
خالد تنهد بضيق على حالها :اشرحي لي وش هالمشكلة اللي
خلتك حتى عبود ما تاخذينه معك....
وكثيرا
ً بكت اكثر على اسم ابنها فهي اشتاقت له
اردفت خالد :هللا هللا......واضح سيف مزعلك
كثير........الجازي...تكفين ....ال تخبين علي....وش مسوي فيك
....حتى لو هو ولد عمتي وهللا لو غالط عليك ال اخليه يندم....
الجازي هدأت ً
قليًل :خلك بدراستك ما ابي اهمك....
ً
مجاال ثم اغلق الخط في وجهها ولم يترك لها
للرفض شتمته ثم نهضت واغلقت على نفسها الباب
سيجعلها تتصرف كالمراهقات مرغمة!
وهذا ما ال تُريده .....ألنها ستعذب فؤاد والدها واخيها بندر
وكذلك المسكينة والتي تحملت الكثير نوف...
تأففت...
وجلست على طرف سريرها تنتظر مناداتهم للذهاب إليه!
...
.
.
.
أما هو ادخله بندر إلى مجلس الرجال وجلس بجانبه وبعد السؤال
عن الحال تحدث :سيف .....شصاير؟......الجازي ما جفّت عينها
عن البكي.....وما وقف لسانها وهي تترجى ابوي من انك
تطلقها....شصاير؟.....حتى ولدها تركته عندك...
بو خالد باصرار وانفعال :ما راح اخليك تشوفها إال لم تقول لي
وش مشكلتكم ؟
سيف شتت ناظريه عنهما وبنبرة انكسار :انا زعلتها ....يا خال
وجيت الحين أراضيها....
بندر نظر ألبيه ال يستطيع ان يتكلم وينهار بعصبيته أمام ابيه
الذي حت ًما سيخرسه ،يُريد أن يستفسر بأي طريقة تم زعلها
منه؟!
اردف الخال :زعلتها ؟......تكلم بوضوح يا سيف...
سيف برجاء ووجه متعب :تكفى يا خال ال تضغط علي خلها تجي
نتكلم مع بعض.....
منفعًل :هي تسكت و انت تسكت واثنينكم مصيرين ً نهض أبا خالد
ما تقولون شي....بس....ما ردي بعرف......بس بتركم على
جنانكم الحين.....عشان اشوف آخرتها معاكم
نظر لبندر :روح ناد لها....هذا إذا نزلت لك....
ثم خرج
ونهض بندر للخروج ولكن تبعه سيف برجاء :تكفى بندر اقنعها
تنزل عشان نخلص من هالمشكلة تكفى.....
بندر طبطب على يد سيف :بحاول معها....عن اذنك
ثم جلس سيف على الكنبة وهو يشتم نفسه ،وأنانيته
وأخذ يرجو هللا ان ييسر أمورهما
..............
بينما بندر صعد متج ًها لغرفتها طرق الباب متحدثًا:
الجازي......الجازي....اعرف انك جالسة شفتك قبل كذا في غرفة
نوف....افتحي الباب....سيف يبي يتكلم معك.....
نوف أتت بجانب اخيها
نظرت له ثم وضعت يدها على مقبض الباب حاولت فتحه
تساءل بندر :مقفول؟
هزت نوف رأسها باإليجاب
ثم تحدثت بهدوء :الجازي....انزلي اسمعي وش يقول
لك......اسمعي له حتى لو ما تبين تغيرين قرارك
بندر نهرها هنا :شقولين انتي....مجنونة....تشجعينها على
الطًلق....
نوف همست له لكي ال يتسلل صوتها ألختها التي كانت تبكي بًل
صوت على السرير :وهللا يستاهل....هللا ال يسامحه
بندر بشك :هي قالت لك وش صاير بينهم
نوف طرقت الباب متجاهلة اخيها بقول :وال راح أقول
ظا بندر هنا واخذ يهدد :ال قولين بس ابوي بطلّع منك استشاط غي ً
الكًلم غصبن عنك.....
نوف كشّت على وجه اخيها ثم قالت :الجازي فتحي
تكفين.....نزلي عشان عبد هلل.....ترا ماله ذنب......سمعي له
عشانه أبو عبد هلل موعشانه سيف......يًل الجازي فتحي.....
بندر بحيرة همس ألخته :هو ضاربها؟
نوف تحدثت وهي تنظر لعينيه :يا ريت.....كان اهون عليها....
بندر تحدث ما بين اسنانه :ال تجنيني نويف قولي وش مسوي
لها...
لم تجيبه وطرقت الباب بقوة :الجازي..........ترا كذا انتي
تعاندين نفسك......ما تعاندينه هو....صيري قوية ونزلي له
واثبتي له أنه هو الغلطان مو انتي....
بندر سحب اخته هنا بعنف وشدها من زندها وهو منفعل وبصوت
مسموع لمسامع الجازي :أي .....شيطيها.....وشجعيها على
خبالك............
بتأوه :يا غبي اترك
نوف ّ
يدي....آي......عورررتني...بندروه...اترك...
سمعت الجازي تأوهات اختها وحديث بندر
فنهضت مسرعة من على السرير مسحت دموعها وفتحت الباب
وسحبت اختها نوف لجانبها :بندر الزم حدك وال تمد يدك عليها
مرة ثانية وال بقول ألبوي...
بندر بعصبية :ال تسمعين لها ألنه راح تخرب بيتك.......
الجازي نظرت لنوف المنزعجة من اخيها ثم اردفت :ما قالت شي
خطأ....كل كًلمها صحيح يا بندر...
بندر بجنون :الجازي....قبل ال تنزلين قولي لي وش مسوي فيك
هالكـ.....ترا صدق بديت افقد عقلي....
الجازي نظرت لهما وهي تقول :انا بنزل له....عن اذنكم...
ثم اختفت عن انظارهما
قهرا بندر من تجاهلها ونظر لنوف فاردفت مسرعة :ال ومات ً
تحاول تعرف مني...شيء ألني مانيب متكلمممة أبد
ثم اتجهت لغرفتها واغلقت عليها الباب
هنا مشى بخطواته لغرفته وشتم نوف بداخله على عنادها!
...........
كان ينتظرها بفارغ الصبر.... ،متوتر...يهز برجليه ومشبك
أصابع يديه ببعضها البعض رفع رأسه عندما شعر بأحدهما دخل
واغلق الباب
ً
داللة على رآها واقفة....وجهها محمر وجفن عينيها منتفخين
مطول.....كتفت يديها واردفت :وش عندك يا سيف.... ّ بكاء
سيف نهض واتجه بالقرب منها :اجلسي وخلينا نتفاهم.....
الجازي نظرت لعينيه وبحده :وش نتفاهم عليه بالضبط......اذا
على إجراءات الطًلق راح اجلس؟
سيف وبدأ صبره ينفذ :الجازي .....تكفييييييين جلسي....
وسحبها من زندها واجبرها على الجلوس حتى بها تحدثت بكره:
قسم باهلل ما قد شفت اوقح منك.....اترك يدي...
تركها وتحدث سري ًعا :ادري اني غلطان....وغلطت بحقك
كثير.....بس كل شي صاير غصب عني......غصب عني يا
الجازي......
الجازي بانفعال :وانا وش ذنبي هاااا وش ذنبي تعاقبني بشي
مالي دخل فيه..
سيف أشار لها :خليني أتكلم......
تكتفت هنا الجازي وشتت ناظريها عنه
تحدث :البنت الحين خًلص تزوجت..........
تحبها....وجرحت فيني لين
ّ الجازي بعصبية :بس انت ما زلت
قلت بس.....ألنك مو قادر تنساها.....وجيت امس واعترفت لي
بوجع قلبك اللي تسببت فيه هي....
وقفت وأشارت له بانفعال :تخيلني انا اللي قلت لك نفس الكًلم
اللي قلته لي أمس....اكيييييييييد راح تطلقني ألنك راح تعتبرني
خاينة......
سيف وقف وتحدث بغضب :الجازي ......غزل مو من
نصيبي....ابد....
الجازي قاطعته باستهزاء :وتوك تقتنع...بهالشي....وال توك
تستوعب انك هدمت هدوء حياتك معي...
سيف اغمض عينيه ثم فتحهما ماسكًا بأكتافها :الجازي....انا
آسف على كل شي.....آسف على صدي....على عصبيتي اللي
مالها مبرر.....على قساوة كًلمي وافعالي معك....
يمنة ويسرى :طلقني سيف....كل شي ً الجازي ّ
هزت رأسها
انتهى....ما في شي يربطني فيك غير عبدهلل....ال انا احبك وال
انت تحبي!!.....ليش تحاول ترجعني لك....إذا على تربية عبد هلل
خًلص جيبه لي ....اربيه إلى ان يكبر...ولو تبي تاخذه مني ما
راح ارفض.....ألنه مابي شي يذكرني فيك ما بي....ابي أعيش
حرة.....ابي أعيش...اني انسانه....يكفي ....عشت سنتين معك
....وانا احس بالنقص والته ّمش....خلني أعيش .....يكفي انك
شتتني....عشان حبك......اللي مادري ليه ما وفيت له بالزواج...
......................
وما هي إال خمس دقائق حتى بدأ بالقيادة متج ًها لشقتهم!
حتى انقلبت األمور وأصبحت محط للسخرية والتن ّمر الغير منتهي
ال تذكر سوى ابتسامتها له لتبادله تلك النظرات
مودّعه إ ّياه ببراءة وحسن ن ّية بعيدة كل البعد عن الخبث
.
.
نظرت للنافذة ........وما زالت تحدّث نفسها......تجبرها على
النسيان ُمنذ واحد وعشرون سنة!
بكت والمطر أخذ يشتّد في الهطول .....واصبحت قطراته تزيّن
نافذتها وتُعزيها دون شعور؟!
سمعت اغًلق الباب الرئيسي
ال تريد ان ترى والدتها وال حتى امير
ال تريد منهما ان يحتفًل بها كل سنة باإلجبار!
ال تريد....
تريد أن تبقى لوحدها هنا......منعزلة عن العالم تجول بخواطرها
وافكارها لناحية ذلك البلد......والذي حفظ بين طياته القليل من
ذكرياته معها
فهي عاشت فيه فقط لفترة لم تتجاوز العشر سنوات حتّى ولكن
تشعر باالنتماء إليه ،تشعر أنّ ترابه جز ًءا منها
وبعد مرور ثًلثة عشر من عيشها هُنا لم تحظى بهذا الشعور
تشعر انها دخيلة على هذه األرض ،وإنها ال تنتمي لجذور ارضه
أبدًا
مهما حاولت في زرع جزء منها فيه ،رفضها
حتى تيبّس جسدها ولم يعد قابل للمحاولة في اثبات جذوره مرةً
أخرى!
مسحت دموعها التي هطلت كالمطر على خديها
ِضيقتها .....إذًا بسبب وجود شخص من عائلتها......هي لم تخف
فقط في فكرة اخذها من أحضان والدتها
ال
بل باغتها اشتياق مفاجأ رغم ما سمعته عنه من افواههما إال إنها
اشتاقت!
الرعد وفتح الباب عليها ارتعد قلبها مع صوت ّ
واقتحام مشاعرها المتأججة بغتة
.......................................
هل ح ًقا اليوم مولد ها ،في ضجيج موت محبوبته نسى التواريخ
والساعات واأل ّيام في غضون ساعات قليلة وجدًا؟!
ً
طبوال من الخوف :بابا امير.....أنت تعبان؟! تحدثت وقلبها يقرع
ً
محاوال نهض أمير...وامسكها من اكتافها العارية
ست هنا بشيء غريب .....ككهرباء حزينة صعقت تهدئتها......فح ّ
قلبها بسوط عميق من معاني األلم!
همست له :وينها؟
شدها إليه واغمض عينيه ال يريد منها هذا االنهيار ال يريد منها
هذا الضعف
حكّمها ما بين يديه لكي ال تثور بجنون ما سيقوله
سقط الهاتف من يده وبسبب نوبة الهلع وشدّت البكاء سقط على
صدرها مغش ًيا عليه
وبقيا االثنان ممدين على األرض بًِل حول وال قوة
احداهما يتحرك بطريقة غريبة تشبه التشنجات وجفنين يتحركان
ببطء يُعاند رغبتهما في رؤية النور!
واآلخر م ّمد بعد تعب شديد وانهيار عاطفي خبيث تمكن منه في
لحظة هو كان يجب ان يكون فيها قو ًيا!
.................................................. ............
لم يتبقى إال يوم واحد على رؤيته ،والخًلص منه اتصل من اجل
يحدد مكانًا ووقت ًا مناسبا لرؤيته في الغد
والذي يكون أجله!
فقد تحدث مع إحدى القتلة المأجورين واتفقا معه على االجر
المحدد إلنهاء حياة امير
ولكن ما سمعه كان عجبًا ،من الواضح امير في حال يُرثى لها
حزين.....باك....متخبط....خائف....بل مذعور
ٍ صوته
ماذا يعني (تلحق ديانا)
مطوال........باحثًا عن معنى لهذا الحديث المثير للشك
ً فكّر فيها
ثم شهق ووقف هنا ......متوج ًها إلى مكتب أخي راكضًا
دخل ووجهه مخطوفًا مما دار في عقله
جورج بعصبية وكانت بالقرب منه فتاة المانية ذات جمال طفولي
مخبأ وراء خبث مموس ال يهمها سوى المال!
ا
مطوال جورج حدّق في أخيه
واكمل :واظن نور بتلحق أمها
قصي أتى بالقرب منهم وجلس على الكنبة :يعني اعترف لها انه
يحب غزل
عزام بجدية :الخبل خيّرته بين كذا بنت بالعيلة ومن ضمنها
هي....وصارت تلمح له عنها كثير كلنا فهمنا إال هو يعني وال كان
يتغيبا علينا؟
سار ابتسمت بسخرية :أي برر له....مو انت بعد رابط سالفةج ّ
زواجك بسالفته .......وجالس تبرر له كأنك تبرر لنفسك
قصي لينهي النقاش :انا هالبلوة اللي فيها على قلوتك دامك أنت
بعيد عنها ما راح تكبر
سار الذي بدأ بالصراخ :اقسم باهلل ذول صعد على انفعال ج ّ
عايشين بوهم.........أنانيين......ما يحبون إال انفسهم.....والباقي
بالطقاق
مطول مع
ّ سار يأكل بنفسه بحديث ثم خرج من المنزل وبقي ج ّ
الجدران!
.................................................. ................
ما زالت متوترة ،تعلم أن االمر لن يمر مرور الكرام على قصي
اتصلت على عمها واتضح أنه اتصل عليه ولكن لم يجيبه
أخبرها بانه آتي ألخذها إلى بيته ولكن رفضة ألنها تعلم لو فعلت
هذا األمر ستزيد االمر سو ًءا لذا طلبته
أن يُعطيها رقم قصي وسجلته بورقة
وستتصل عليه بعد صًلة المغرب
شعرت بالخجل من فاطمة ألنها أطالت بالجلوس عندها ،نظرت
إلى الصغير النائم على الكنبة بهدوء وابتسمت
هل سيكون لها أطفال يو ًما؟
ً
اصًل طفلة طردت الفكرة من عقلها سريعًا ،هي
وطبيعة زواجهما يرفض إنجاب األطفال!
نظرت لهاتف فاطمة ترددت في أخذه واالتصال عليه
أتت على حين فجأة فاطمة وبيدها سجادة قائلةُ :مهره حبيبتي ما
باقي شي ويأذن لو حابة تدخلي الحمام .....تتوضي وهذي
السجادة....عشان تصلي عليها
ثم اغلق الخط في وجهها واخذت تبكي بًل صوت ،خائفة ِمن
عقابه ....آه.....خرجت منها ببطء ...ضائعة تشعر بفقد األمان
وهي كانت تجده ما بين يديه رغم قساوة عينيه .....وحديثه
واآلن لم يعد هناك امان في حضنه ....اصبح قاسي....قاسي
لدرجة أصبحت ال تعرفه .....هل سيشفع حديثه معها باألمس
ويخفف وطء العقوبة عليها هل سيغفر لها؟!
سمعت صوت باب الحمام يغلق مسحت دموعها سري ًعا والتفتت
قائلة :فطوم زوجي راح يجي....
البارت العاشر
.
.
.
.
ً
مجاال لدانيال للرد عليه نزل اركن سيارته بشكل خاطئ ولم يعطي
.....وكان األمن محاوط المستشفى من كل مكان .......ينتظرون
فقط إشارة حتى يداهمهم العدو بأسلحتهم....
فجأة الهيلوكوبترات أصبحت معلّقة فوق رأس مدينة أكسفورد من
كل جانب حتى انها اخفت الغيوم خلفها لتمنع الناظرين عن جمال
السماء والتمتّع في مشاهدة المطر
يبدو ان الحرب قامت هنا بشكل سريع!
حملها بين يديه ......نزل....صرخ في الطوارئ لنجدتها وظنوا
إنها احدى المصابين من الهجوم العدواني الذي حدث من قبل
عصابات مجهولة االسم والهوية!
رجاله بدئوا يفعلون ما أمرهم به سري ًعا ولكن مسألة نقل األموال
ربما ستأخذ ساعتين أو اكثر ليس من السهولة نقل مبلغ ضخم
كهذا في غضون دقائق! هو تهاون في االمر واآلن سيدفع ثمن
تهاونه!
تذكر امر داليا تأفف هنا ،وفتح عينيه على اآلخر عندما تذكر امر
سندرا
األمر بات صعبًا واخذ يجول بما يقارب العشر دقائق الطبيب لم
يخرج ليطمئنه على نور ولم يستطع االتزان في تفكيره من اجل
ابنتها
حراسة راكضين لناحيته ....عندما أتوا إليه ّ
تو ّجه إليهم وتحدث بسرعة بالغة في الخوف
(مترجم) :أنا ذاهب اآلن لجلب أشياء مهمة ولكن اريد منك ستيفن
للذهاب إلى مكان داليا انت تعرفهُ جيّدًا
ستيفن بهدوء (مترجم) :اجل سيدي
امير بقلق :حسنًا اذهب ....واجعلها تعود لديارها اليوم......فهذه
األوضاع ال تبشر بخير وربما الخطوط الجوية ستصبح بعد ذلك
مزدحمة او مغلقة .......اجعلها تعود للديار مجبرها على ركوب
الطيارة....
ستيفن(مترجم) :ال تقلق سيدي سأفعل ذلك
ثم انصرف عن وجهه
اكمل امير(مترجم) :ماكس ستأتي معي أما انتما ابقيا هنا واحرسا
نور وال تجعلها تخرج إلى أي مكان!
وكأنه واثق من نجاتها من كل هذا حتى اردف جملته األخيره
عليهم كاألمر
حركوا رؤوسهم بطاعة ثم انصرف أمير
وتحدث مع ماكس بهمس(مترجم) :هل معك سًلحك
ماكس (مترجم) :أجل وهناك واح ٌد في السيارة من اجلك
حرك رأسه برضى امير ّ
رغم الحزن......رغم األلم والفقد الذي يشعر به إال أنه حاول أن
يُسيطر على نفسه ويلمل ّمها من ضياعه
فاألوضاع اجبرته على أن يستيقظ من عاطفيّته وينسلخ من حداد
األموات!
ذهب إلى مكتب الطبيب الخاص بها حدثه بانه سيأخذها اآلن
للرحيل واالبتعاد عن هذه الفوضى
ولكن منعه بسبب ضعف العًلمات الحيوية لديها
فهناك مؤشرات ال تطمئن بالخير عن حالتها!
أمير اشتهر بالخير ولكن ما يحدث اآلن ربما خطأ من إحدى الكبار
الذين لم يلتقي بهم
و يرجو من هللا أن ال يصيبه مكروه وال يصيب نور وال حتى
ابنتها!
ولكن وجود حرس من قِبل الشرطة والحكومة رسميًا سيلفت
األنظار حوله
وهذا ما ال يُريده لذا قال(مترجم) :ال داعي لمجيئكم......ال اريد
اثارت الشبهات من حولي...لط ًفا...
ّ
هز الشرطي رأسه واخبر الباقي في االبتعاد
امير همس لماكس(مترجم) :اركب معها في سيارة
اإلسعاف.....واهتم بها....سأذهب إلى الشقة وسآخذ األوراق
الرسم ّية وسآتي إليكم....
ذهب لناحية سيارته ........ال خطر عليه اخبره لويس انه أزال
صوره التي
ّ اسمه من النظام إذًا لن يكون مستهدفًا ولكن ما بال
خرجت معه في كل مكان
تبًا
حقًا عليه االبتعاد ،هو خائف ليس على نفسه وإنما على تلك
األمانة التي في يده....
حاول جاهدًا التركيز في عمله اآلن
أزاح من على جسده الجاكيت الرسمي.....
ازاح ربطة عنقه ....يريد أن يتحرر من نفسه
ومبعثرا على وجه ُه
ً ً
مهمًل بعثر شعره ليصبح
يريد أن يخفي القليل من مًلمحه ،عشّقْ سًلحه ليكون مستعدًا
للمواجهة في أي لحظة وانطلق لناحية شقته ،وكان الشارع
مزدح ًما وبعض الطرق أُغلقت في خًلل ساعة فقط!
يا هللا....
استقر على طريق ولكن ضيّق ّ واخيرا
ً تنهد من أي طريق يخرج
ومرا من خًلله وخشي من أال تدخل سيارته فيه ولكن حسم االمر ّ
بصعوبة
عدّى عدّت شوارع مزدحمة ومضى نصف ساعة على عدم
مقدرته للوصول إلى الشقة ولكن بقى شارع ما إن يتعداه سيصل
ولكن الزحمة
واللعنة على هؤالء األنانيين!
ترجل من سيارته ،وركض بخفية من جوانب العمارات الشاهقة
تنفس سريعًا يشعر أنه في فلم اكشن ُمخيف
حت ًما ما إن يروا وجهه سيقتلوه فالمستهدف كل من شارك لويس
في اعماله هذا اختصار القصة!
فعًل يريدون أموال اليتامى بدأت الشكوك تطرق في باله هل ً
والمساكين من االعمال الخيرية ام يعاقبون لويس من اجل شيء
آخر
نفض الفكرة سري ًعا من رأسه راكضًا ليقفز من الحاجز الحديدي
ويصبح في الوجهة األخرى من الشارع
اقترب من العمارة
ركض ودخل هنا ،كان ماسكًا سًلحه ،يتخطف ببصره لمن حوله
ما زال الناس مرعوبون ولكن لم يسمع صوت اطًلق النار
ركض لناحية الشقة بعد أن تعدّى عتبات الدرج
فتح الباب
وركض بسرعة لغرفتهما وخفق قلبه بشدة .......اليوم
يوم عنيف وقاسي على قلبه وحياته كلها .....كيف سيترك المكان
الذي جمعهما فيه!
نظر لصورتها المركونة جان ًبا على الكمودينة أخذها سحبها من
اإلطار ووضعها في مخبأ ثوبه
فتح الصندوق الحديدي واخرج األوراق الرسمية لنور واوراق
أخرى واوراق ابنتها ،ومبلغ مادي ليس هيّن
وضعها في حقيبة سوداء ومن ثم نهض
وسقطت انظاره على الصورة المتوسطة في حجمها والمعلقة على
الحائط الصورة التي آخذها (كسلفي) في لبنان والتي تجمعه هو
وديانا ونور
سحبها من على الجدار وفتح الحقيبة من جديد ووضعها بداخلها
واغلقها ثم خرج من الغرفة القى نظره سريعة على الشقة
تنهد بضيق ُمجبر على تركها ثم خرج
وركض على عتبات الدرج للخروج من العمارة
وسمع صوت إطًلق نار فتأفف كيف سيعبر الشارع
اآلن.....كيف؟
عاد من جديد للشقة عليه التخفي كيف ولكن....
دون شعور قادته رجًله إلى غرفته فتح الدوالب اخرج مًلبس
صيفية
ارتداها على عجل ثم سحب جاكيته األسود
والشال الصوفي معه....
نظر إلى الحقيبة ...حقيبة سوداء رسمية كتلك التي يحملها رجال
االعمال!
فكر إن خرج ورآه العدو سيسدد هدفه لذا كل ما فعله
سحب حقيبته الرياضية الخاصة بمًلبس الرياضة حينما يذهب
للنادي
افرق األوراق بداخلها ووضع الصور ايضًا ثم اغلق الحقيبة
و خرج .....ركض إلى الشارع وسًلحه تحت بدلته ولكن كان
ممسكًا به بطريقة ال تُثير الشكوك
قليًل والمطر يزداد والغيوم السوداء تراكمت في الجو بدأ باردًا ً
السماء
واطًلق النار يزيد...
اسند نفسه على جدار إحدى المحًلت الخاصة بالمًلبس تنهد
عليه أن يقفز من الحاجز مرةً أخرى وإال سيموت هنا....ولكن
عليه أن يركض اكثر....وبشدة
بقي بما يقارب الربع ساعة لكي تهدأ تلك اإلطًلقات النارية سبهم
سرا وعًلنية
ً
مجبرا
ً فرقوه عن محبوبته
فرقوه عن الموطن والمكان الذي جمعهما فيه
ألم يكفيهم أن الموت فرقه عنها
اآلن يريدون منه ان يتفرقا حتى بالمكان ؟!
ضرب على قلبه بوجع ........برجفة حبه ....وخوفه من الفراق
سمع اطًلق نار قريب منه
فركض للناحية األخرى التي تقربه من الحاجز.....
ولكن لم ينتبه لذلك الرجل الذي اطلق عليه النار
وهو يقفز من على الحاجز
كتم فجأة نفسه من األلم....واغمض عينيه .....ال....لن يتوقف
ركض ........إلى ان وصل إلى سيارته وعاد ادراجه سريعًا إلى
الشارع اآلخر والذي خفّت زحمته من الناس
.....تأوه
ّ وضع يده على الجرح القريب من زنده األيمن
قليًل وازاح الجاكيت من يده ...نظر للجرح لم تكن بداخله توقف ً
الرصاصة إنما لمست جلده فقط واحدثت جرح بسيط ولكن مؤلم
لو اخترقته لكان األلم اهون عليه من هذا هكذا حدّث نفسه!
فتح هاتفه سري ًعا كلّم إحدى الحراس الذين بقوا مع نور
(مترجم) :هل أخذتم نور معكم
تحدث اآلخر وهو ينظر إليها كجثة هامدة :آخذناها بالقوة فالطبيب
لم يسمح بخروجها لسوء حالتها
قاد أمير سيارته بسرعة عندما لقي الطريق مفتو ًحا(مترجم) :ماذا
قال لك؟
تحدث بهدوء :تُعاني من حالة صدمة وانهيار شديد .....وعلينا أال
نكدّر خاطرها وال نجعلها تحت ضغط عنيف وإال...
يسارا(مترجم) :وإال ماذا؟
ً قاطعه امير بخوف وهو ينعطف
تحدث (مترجم) :وإال من الممكن ان تصاب بنوبات تشنجية أو
تدخل في حالة صرعية نفسية
أمير تنهد واكمل طريقه بصعوبة من شدّت الزحمة التي عادت في
هذا الطريق(مترجم) :نلتقي في المطار.......انتبهوا
لها......وانتبهوا إلى الصغيرة فهي سبقتنا إلى هناك ُمنذ وقت
طويل....
يتأوه من ُجرح زنده وقلبه ثم اغلق الخط.....وتابع طريقه وهو ّ
وعلى األوضاع التي انقلبت سريعًا هنا!
.................................................. ...................
.
.
.
استيقظ من غفوته التي أصبحت كالغيبوبة فمن التعب نام لمدة لم
تقل عن ثًلث أور اربع ساعات
ردت فعلهم مخيفة وهذا ما يُريده العدو يُريد وقوف المدنيين معه
وعدم التعاطف مع رجال االعمال
لم يتحمل والدها هذا االنتظار يُريد تفريغ غضبه من األمر تحدث
ما بين اسنانه :اتصل على الزفت سيف وعطني بكلمه...
بندر نظر إلى غضب أبيه توتر واخرج هاتفه واتصل على سيف
األول وال الثاني
فلم يجيبه عند االتصال ّ
اخبر ابيه :ما يرد
بو خالد بعصبية :حسبي هللا عليه....
سرا على ان يلطف بحالها بندر سكت هنا واخذ يدعو هللا ا
...................................
بينما في المنزل......اسكتت الصغير وقامت بهدهدته بين يديها
حتى نام وضعته على الكنبة واردفته بالوسادات الصغيرة
بكت .....ال تستحمل ضعف اختها وال تستحمل تذكر منظرها وهي
ساقطة والدماء تسيل من بين قدميها
كثيرا قبل خروجها من األربعين؟! ً هل تعبت ألنها تتحرك
ام ماذا حدث بينها وبين سيف هل ضربها؟!
تف ّجر قلبها خوفًا سحبت هاتفها من على الكنبة اتصلت عليه
ولم يجيبها
..............................
سا في وحدته ينظر للفراغ ،ويعاتب نفسه على ما فعله كان جال ً
بها
اتصاالت بندر عليه اخافته من معرفة الحقيقة
ولكن اصرارهم على االتصال به حتى أنّ نوف اآلن اتصلت عليه
هذا يُعني أنّ هُناك أمر مهم
بعد اتصالها الثالث أجاب
وسمع صوتها الباكي :حلّفتك باهلل يا سيف.....تقول لي
الحقيقة.....أنت ضربت الجازي اليوم.....سويت لها شي
يضرها؟!
...قوس شفتيه وحاجبيه ّ تعجب
ماذا حدث حتى بها تتهمه بضربه لها؟!
تحدث بنبرة هادئة :ال....وش صاير نوف؟
نوف شهقت لم تتح ّمل األمر....فاألمر اصبح فوق طاقتها :مادري
مادري.....طاحت علينا وكانت تنزف بغزارة....ونقلها ابوي
وبندر للمستشفى
اردف بذعر :وشهوووووووووووووووووو؟
ثم تساءل بعدما نهض :أي مستشفى
نوف مسحت دموعها حاولت التماسك ألنها استوعبت أنها فجعتهُ
بالخبر :مادري........ما قالوا لي
خرج من جناحه راكضًا وهو يقول :بتصل على بندر ال تهتمين
......إن شاء هللا موصاير لها إال كل خير...
ثم اغلق الخط جاعلها تتآكل من كثرة الدموع والخوف على اختها
وحبيبتها!
.................
نزل من جناحه وهو يركض ووجهه مكفهر ومائل للشحوب ماذا
فعلت بها يا سيف؟
ركض تحت انظارهم وتساؤالتهم ومناداتهم له
فوالدته هي من تناديف :سيف......سيف شفيك ....وش صاير؟
عزام ناداه ولكن لم يعطيه أي وجه وعندما رأى ذعر والدته
هدأها قائًل :يمه ال تخافين يمكن طالبينه المستشفى لحاله
صعبة....هدي...
ام سيف وضعت يدها على قلبها :ان شاء هللا ما فيه شي....ان
شاء هللا
حقيقةً عزام توتر من وجه أخيه وحركته تلك ....ولكن بقي بجانب
والدته يهدأها ويحدثها بمختلف االحاديث لكي تشيح بنظرها عن
خوفها لرؤيته هكذا!
.............................................
اتصل وهو يقود سيارته على بندر الذي ما إن سمع صوت سيف
حتى م ّد الهاتف لوالده وهو يقول :انتتتت وش سويت ببنتي
هاااااا وش سويت فيها يا....
قاطعه سيف بخوف :خالي وش في الجازي....
بو خالد ضرب على فخذه بتوتر :قول وش اللي ما فيها....؟
سيف بتساؤل :بأي مستشفى انتوا؟
بو خالد حاول تهدأت نفسه على سيف الحضور لكي يفهم منه كل
شي
اخبره بأي مستشفى هما وبعد عشر دقائق كان أمامهم يتساءل:
وين الجازي
هجم عليه خاله ماسكه من ياقة بدلته :وش سويت فيها وش
سويت فيها؟!
أول مرة يرى خاله في هذا الحال من الغضب والعصبية خشي ّ
عليه حقيقةً امسك بيد خاله واتى بندر راجيًا ابيه ان يهدأ
وهنا خرج الطبيب تحدث بهدوء :وين زوجها؟
سيف تقدم لناحيته فقال الطبيب :حنا قدرنا نسيطر على
النزيف.......وبعد الفحوصات والكشوفات اتضح انه معها نقص
لمتبرع بالدم...
ّ حاد في الهوجلوبين وتحتاج
بندر تقدم ً
حاال :انا نفس فصيلة دمعها اقدر اتبرع
الطبيب بأهمية :ايوا تقدر تتبرع روح مع الممرضة إلجراء
التحاليل اللي تسبق التبرع
هز بندر راسه وتبع الممرضة
بو خالد بخوف :وش سبب النزيف؟
الطبيب بهدوء :قد حملت قبل كذا او...
قاطعه سيف بهدوء :هي تو والد هاالسبوع هذا كملت شهر من
ولدت....
الطبيب حكّ انفه ومن ًعا لإلحراج :ممكن تتفضل معي...
سيف فهم اشارت الطبيب
سرهوبو خالد شتم ابن اخته في ّ
ما إن انغلق الباب عليهما حتى بدأ الطبيب يستفسر عن طريق
طرح اسالة جدًا حرجة ومحرجة وأخرى يسأل عنها ليتضّح له
نمط حياتها الصحي .....سيف انفى كل ما توقعه الطبيب ألسالته
األولى!
لذا حسم الطبيب األمر :واضح زوجتك جاهدة نفسها....وعليها
ضغط جسدي ونفسي.....وسوء حالتها الصحية اثر عليها بشكل
كبير من هالناحية....على العموم الزم تبقى عندنا تحت المًلحظة
لمراقبة حالتها ....وهي بحاجة كبيرة لًلستلقاء على ظهرها لفترة
أطول والتغذية السليمة.....مهمة خاصة لوضعها هذا!
سيف نهض وهو يشكر الطبيب ثم خرج واخذه خاله باألسئلة
والشتم :و ش مسوي فيها سيف؟.....تكلم ما عاد لي صبر.....انت
قد قربت منها وهي في األربعين؟ هااااا.
تصبّغ وجه سيف بالحمره نفس السؤال التي طرحه عليه الطبيب
أجاب دون ان ينظر لوجهه :ال......وقال الطبيب بسبب االجهاد
صار لها اللي صار.....والجازي هللا يهداها ما كانت تريّح نفسها
على السرير وتو نقلنا بيت ابوي وشالت أشياء ثقيلة وانا ناهيها
عن هالشي بس ما تسمع لي وتعاند....
بو خالد ضربه على صدره بحنق :ما عاندتك إال ألنها شافت
المضرة منك وتبي تقهرك....وش مسوي فيها يا
الخسيس.....تكلم....
ازدرد سيف ريقه ،من الواضح خاله لن يهدأ له بال قبل ان يعرف
بسبب خًلفهما ولكن تحدث :خال.......اهدأ الحين انت ولكل
ث حديث...حاد ٍ
امسكه خاله من اكتافه تحدث بغضب :منّك متحرك من هنا قبل
تقول لي وش مسوي فيها .....بنتي ما توصل هالمواصيل لشي
تافه وبسيط.....قول وش مسوي لها؟
سيف مسح على رأسه بحيرة وسقطت انظاره على بندر الذي أتى
بجانبهما ....فأشاح بنظره عنه ال يُريد أن يوبخه اآلخر ما إن
يعرف بالحقيقة
وال يريد أن يذهب إلى أي مكان قبل أن يطمئن عليها بنفسه
ً
منفعًل أبا خالد :قلت لك انقلع بيتكممممممممم تحدث
ولكن اآلن ادرك أنه عاند نفسه وعاقبها بشكل مخيف ومضر
شعر بارتجاف جفنيها وشدها على يده الممسكة بيده ال ُيسرى
ثوان عدّة التقت
ٍ وبطريقة سريعة رفع رأسه ازدرد ريقه وبعد
عينيهما في نقطة قريبة ولكن لم يدركا البُعد الذي بداخلها!
لم يدركا كلماتها....وال معانيها ....وال رجفة الخوف التي تمتزج
مع الغدد الدمعية والتي تحفزها على الخروج من هذا الظًلم!
بينما جلس على طرف السرير ونظر إليها وهو يحاول السيطرة
على ضحكة.:ههههههههههههههههههههه ....خليه ينفضح...
ُمهره بذعر :ال....مابي......
قصي سكت لو هلة ونظر إلى خوفها :وليش ما تبين؟
ُمهره بتردد :األفضل يكون كذا بالسر....وبس......مابي
ينعلن....مابي....
قصي نهض واقترب منها وليختبرها :واذا قلت لك راح اعلنه
عن قريب...
ُمهره فتحت عيناها على اآلخر
مسكت يده :تكفى ال.....حياتك الطبيعية وزواجك الحقيقي مو
معي....مو معي قصي.....تكفى ال تسويها وتعلنه تكفى
ال.....تكفى ال تعاقبني بهالشي
جنّت ُمهره هنا وخافت أن يقتلها على هذا االعتراف ...وفهم ردت
فعلها اآلن بشكل خاطئ شدّت على كف يده وهي تبكي بجنون
وتحدّق في عينيه :اقسم لك باهلل ...ما احبه مثل ما
تظن.......قلبي خالي....وهللا خالي مابه احد......خذتك عشان
األمان أي....بس ما هو من طبعي الخيانة......وهللا يا
قصي....امي وابوي ما ربوني على الخيانة ونكر
الجميل.....وقلبي مال له في ذاك الوقت عشانه بس
يساعدني......أدبت قلبي قبل ال احط اسمي عند
خطابة....ومستحيل ارجع هناك واصير لهم زوجة ولد....ألني أنا
هربت من هالشي....مو بس هربت عشان القى أمان .....وابتعد
عن التهديدات ...انا مابي ارجع لهم....مابي يزوجوني منهم
ماااابي مااااااااااااااااااااااااااااااابي
قصي ...ابتسم فهمت انه يريد تعذيبها بالكًلم ولكن ليس بالتدخل
فيما يؤلمها....هو ليس وقح ...وفي قلبه رحمه عليها ولكن يريد
ان يفهم سبب انهيارها بمجرد اردف لها بكلمة
بقيت بما يقارب الساعة الكاملة تجول بضياع عدم قدرتها على
التواصل مع اآلخرين تُريد العودة لبلدها وعندما يئست جلسة أمام
ضفة نهر اآلير وهذا يُعني انها ابتعدت عن السكن لمسافات
شاسعة!
حتى انّ المربية أعطت ً
خبرا ألمير وأخذ يشتمها ويوبخها لغفلتها
عنها
ولم يخبر ديانا بذلك ال يُريد بانانيته أن يُفسد جمال اجوائهما
الرومنسية فأخبرها ما إن تعثر عليها تتصل عليه لتطمئنه!
كانت تفكر بع ّمق في هذه األمور الدقيقة ....ثم انتابها شعور باهت
اللون متمحور حول تلك الفتاة الصغيرة فجلست على الكنبة هنا
وشبكّت كفّي يديها
البد أنّ هناك اسرار حول حياتهم ،وهي كالجدار االصم ال تعرف
عنها شيئ ًا؟!
البد أن تسأله اآلن وتستفسر من تكون تلك الفتاة وكيف ماتت
ديانا
عض
ّ بينما في الخًلء ازاح عن جسده الجاكيت.....ونظر للجرح
على شفتيه بألم
واخذ يزيل الًلصق من عليه وبدله بآخر جديد اعطته إ ّياه جولي
في الحقيبة الصغيرة
ومن ثم ارشح وجهه وخرج نظرت هنا إليه بسرعة ووقفت :أمير
لم تعد تقول (بابا امير)
إذًا عادت نور إلى انتكاستها وربما انسلخت من نفسها وستظهر
شخصية جديدة لن يتعرف عليها
تقدم لناحيتها م ّد له جاكيته :خذي.....ما جبت معي مًلبس ال إلك
وال إللي والجو كتير هون بارد...
نور تقدمت لناحيته وبقيت يدّه معلّقة في الهواء :ماني بردانه...
وبحده اردفت :كيف ماتت ديانا؟
سا على الكنبة اسند ظهره على امير سكت.....وابتعد عنها جال ً
المسند .....اغمض عينيه .....حتى اضطربت أنفاسه بذكراها
اصرت على سؤالها :كيف ماتت... ّ جلست بالقرب منه
أمير بكذب فتح عينيه ونظر لعينيها ولشدّة احمرارهما :ماتت
موتي طبيعية...
نور رفعت حاجبيها األيمن بانكار شديد :اشك.....
أمير بهدوء :منّك مصدئة؟
نور بدأت حقيقةً تنسلخ من نفسها ،من كونها متقبلة ألمر زواج
والدتها من امير ...وحبهما السرمدي....عادت إلى تخبطها ولكن
هذه المرة تخبط بشكل آخر لن يفهمه امير ولن يفهمه شخص
آخر!
غير قادر على ان يصدمها مرةً أخرى في نفس اليوم .....ال يريد
أن يسبب لها أذى .....ال يريد ان
قاطعته بصرخة :قووووووووووول
أمير بهرب من مواجهتها و ّل بظهره واغمض عينيه بقول :هذي
نتيجة ُحبك لبهاء الدين....
لذا صدمها بوجود ابنتها اآلن ألنه األمر اهون عليه من ان
يخبرها بواقعية انتحار ديانا وما وراء انتحارها؟!
.
.
.
انتهى
.
.
.
.
.
الحرب هدأت بينهما ولم يعد لها مكانًا في حضنهما! ،تشعر بغرابة
تصرفاته ....لم تُريحها تلك االعترافات خائفة من أن تتعلّق في
حب ٍل من السعادة وينقطع بها من المنتصف!
ً
سهًل وهي خائفة من العودة إلى ما عانتهُ بعد وفاة أبويها لم يكن
ذلك المنفى ،ورغبة الجميع في التحكم بها للتخلّص منها!
تعترف أنها وجدت نفسها ما بين أحضان أبا محمد ولكن لم يكتمل
هذا الشعور ...ألنه
ما زال هُناك من يكره تواجدها بينهم لذا قررت االنسحاب منهم
جمي ًعا بتلك الطريقة التي ظنّت انها ُمريحة وللغاية!
حقيقةً هي اآلن تنعم بالراحة ،والطمأنينة بتغيّر زوجها ولكن في
لحظات يتخللها القلق والخوف من أن يكون ذلك مؤقت ًا....
.
.
.
سهر على
ٍ واآلن هي تنعم في نعيم النوم ال ُمريح على سريرها بعد
مذاكرة ما فاتها من مواد! وحل واجبات متراكمة عليها
بسبب تأجيلها ألداؤها في نهاية األسبوع!
كانت ُمغمضة العينين مستلقية على بطنها تحلم أحًل ًما سعيدة ال
تُريد ان تستفيق منها...ولكن األلم .....األلم الذي يخالج
بطنها...أفسد عليها لذّت النوم...تمللت وبدأت ت ُخرج من فاهها
تأوهات وهمهمات تنم عن انزعاجها وشدّت ألم بطنها......لذا
انقلبت على ظهرها بشكل سريع دون فتح عينيها ومن ثم استلقت
على جانبها األيمن واصطدم ظهرها بشيء ما! جعلها تنزعج
وتأففت......بقيت ساكنة وهي تشعر بذلك الشيء الملتصق
بظهرها ظنّت انها إحدى الوسادات ولكن لم تكن هشة ابدًا!
لذا ج لست بطريقة سريعة ومنزعجة ...وما زال األلم يداهم بطنها
مسحت على بطنها وهي تضغط عليه! ......ثم ....ابعدت شعرها
عن وجهها التفتت على المنبه وكانت الساعة تُشير إلى الساعة
الثامنة والنصف
ذعرت هنا وصرخت تشعر انها فقدت ذاكرتها في هذه اللحظة :
المدررررررررررررررررررررررسه....
ثم التفتت على الجنب اآلخر وهي تبعد اللحاف عن جسدها
وفتحت عيناها على آخرهما بصرخه:
يماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.. ...
قصي عندما رآها تريد تسديد لكمه أخرى من يدها مسكها وهو ما
زال يضحك ....ش ّد على يدها بخفة :جيتك بعد صًلة الفجر وكنتي
نايمة وحاولت .......قد ما قدر ما زعجك.....
ابعد نفسه عنها إلى ان نهض من على السرير وهو يضحك بقوة
لدرجة استفزها ضحكه وصرخت :ال
تضضضضضضضضضضضضحك.........ضحكت من سرك بًل
قول آمين........
قصي هدّأ نفسه من الضحك وات ّجه إلى ناحية الستائر وابعدها عن
النافذة لتتخلل أشعة الشمس زوايا الغرفة .......وانزعجت من
الضوء
اردف :وهللا لو ما أنتي تعبانة كان ر ّجعت لك هالضربات .....بس
ما لومك واضح هذي العبة في نفسيتك.....لعب....
مشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث ويريد أن يحرجها أكثر :الال ما
فيك شي ثاني....شفت الزبالة حقت الحمام......
ُمهره رمت عليه وسادتها قبل أن يصل إلى السرير :انقلع عن
وجهي ......ال تقرب.....
مجاال للهروب كانت ستقوم ولكنً قصي اقترب منها ولم يترك لها
أعادها على السرير وقبّل خدها وهو يضحك:
ههههههههههه.......الحين انتي زعًلنة وال مستحية؟
ُمهره لن تنكر أنّ تغيره يُعجبها ولكن ُيخيفها وبشدّة
:يا صبر أيوب......
أول ما
ثم نظرت لعينيه وبرجاء :تكفى قصي ارجع مثل ّ
خذتني.....
ّ
هز رأسه بعبط لها بمعنى (أي انا)
ه ّمت بالذهاب لناحية الخًلء ولكن تبعها وامسك بها ليردف بشك:
كم شهر وهي تجيك بهالغزارة؟
ُمهره وهي تدخل الخًلء وقبل ان تُغلق الباب :ماله داعي انا
اغ ّيره
ثم أغلقت الباب حتى أصدر صوت أما هو تن ّهد بضيق على حالها
وبدأ يفكر لماذا وصلت إلى هذا الحال؟
أيعقل بسبب تناول ذلك الxxxx؟
اقراص منع الحمل أم انها....قطع تفكيره
وهو يتحدّث بصوت عالُ :مهره قد نسيتي تاخذين حبوب منع
الحمل.....ولم تذكرتي خذتي حبتين؟
ُمهره بانفعال شديد دون مبرر :قصي ال تهتم فيني ....ال تهتم
.....سو لي مثل قبل...اتعبتني وانا اكرر عليك ....هالشي...
وفهم أنّ أخيه أراد االنتقام بهذه الشدّة وبهذه الطريقة المؤذية
لتأذيت ا
كًل من امير وديانا!
لن ينكر أنّ أخيه استغ ّلهُ في االنغماس ليعسف برأس تلك الصغيرة
ويقهر والدتها عليها من هذه الناحية ويقهر أمير من رؤية
محبوبته في ذلك الحال ومن ناحية أخرى كسر ظهر امير في
خسارته للصفقات المالية ...ولكن امير لم يستسلم عاد يقف على
رجليه بعد هذه العواصف وس ّد ثغرات خسارته بحكمته وسرعة
تصرفه
ّ
ولكن نور
من يسد ثغرات خسارتها؟!
أم أنه أدرك أنّ أخيه جورج انان ًيا بشكل كبير
ويستغله في تخليص األمور الصعبة بطرق ملتوية سهلة عليه؟
تن ّهد بضيق...
ثم ثبّت رأسه ما بين ركبتيه واخذ يحلل األمور من ناحية أخرى
رفع رأسه بهدوء :أق ّلك غيّرت رايي ...ما راح اقتله...
جورج بعصبية أشار له :وليه إن شاء هللا.....بدّك يّاه ينتئم منا....
.
.
تململ من ازعاج أخته وبكاء الصغير رفع نفسه من على وسادته
واسند ظهره على الوسادة األخرى وهو يحاول ان يكتم ألمه
خالد تحامل على ألمه ونهض بشكل سريع دون ان يبالي أللم
جرح خاصرت وكتفه يُريد أن يثبت لها قوته بأي فع ٍل متهور منه
حتى بها تراجعت للوراء وهي تضحك:
صاوب وفيك ههههههههههههههههههه هب عليه.....هذا وأنت م ّ
حيل....
خالد اقترب منها وهو يمشي ببطء وأشار للباب :انقلعي برا.....
نوف اشارت ألنفها :على هالخشم.....بس بشويش على
روحك!....
بينما هو مسح على رأسه بضيق من األلم وتو ّجه للخًلء وهو
يستند على الجدار ،ليتوضأ.
كانت ستتحدث ولكن دخلت هُنا نوف بمرح وهي تقول :اوه
بندروه في غرفة جوجو وش صاير بالدنيا......مو انت تقول اكره
ريحة الحلبة وتخلي معدتك تقلب....
فتح بندر عيناه على اآلخر منصدم من حديث اخته وبانفعال :متى
قلت ؟ يا البزر!
الجازي فهمت أنّ اختها تتبلّى على أخيها من اجل ان تُضيف على
جوهم المرح
أكملت نوف :إال قلته.......حتى خالد سمعك....
ثم اعطته الصغير وهي تقول بابتسامة بلهاء :خذ عبود وانا
بساعد الجازي تتج ّهز عشان تروح معك المستشفى....
الجازي دخلت جو سري ًعا معهم :أي واضح ......مو كأنك قبل
يومين تاركتها .....تشطف وتكنس...وتغسل مًلبس صار لهم
أسبوع ما انغسلوا بس عشان ال تحتك في ابوي......الحمد هلل
والشكر.....
نوف تصبغ وجهها بالحمرة من هذا الطاري :ياخي وهللا مانكر
...ومدور ...واحمر
ّ البنت حلوة......وجها ما شاء هللا مشدود
وعليها عيون تذبح....ياخي انا خقيت أخاف ابوي بعد
يخق...عليها وال هالتبن هالي جالس جنبك .......يشبّكها....
بندر رمى عليها وسادة سحبها من تحت رجلي اخته :انا تبن يا
وجه العنز.......بعدين تعالي .....شالحكي الفاضي نشبك ونخق
...وش شايفتنا حنا؟!
نوف بملل :اوه خلونا بالمهم الحين ......قومي
الجازي.....خلصينا ترا ورانا كرف ....ولزوم تروحين الحين
عشان ترجعون ......قبل المغرب...ابوي اليوم عازم العيلة
الكريمة كلها....
ثم أغلقت الخط وهو تقدم لناحيتها وهو يسحب قدميه على األرض
بتحام ٍل كبير على الوجع وجلس بجانبها تحدث بأهمية :وين
الجازي رحت غرفتها ما شفتها؟
نوف :عندها موعد ووداها بندر المستشفى
تحدث بهدوء :طيب نوف ابيك تفهميني وش صاير بينها وبين
زوجها؟
نوف بجدية وضعت عبد هلل في حضنها واخذت تهزه ألنه بدأ
ببكاؤه :اسالها انت يا خالد......
خالد حاول أال يغضب لكي ال يخيفها يعلم نوف ال تعامله بمثل
معالمتها لبندر .....وتهابه ايضًا تحدثت بهدوء :قال لي بندر انها
اعترفت لك...
نوف بملل :اخلص من بندر تجي انت....هي صدق قالت لي بس
ما قالت لي قولي لخوانك...
خالد بجدية :الزم تقولين عشان نحل موضوعها...
نوف :اظن ابوي عرف .....سكوته وهدوؤه معها يدل على
هالشي...
خالد سكت ،ثم قال :ابوي يسوي هالشي عشان ال يضايقها.....ال
اقل وال اكثر.....
نوف شدّت عبد هلل لناحية صدرها لينام :الجازي لو تبي تقول
بقول لكم بدون تردد....
خالد احمر وجهه من كتم غيظه وتحدث ما بين اسنانه:
نوف.....يرضيك اختك تطلق؟.....قولي لي يمكن نقدر نحل
الموضوع....ونوقف االمر عن نقطة بعيدة عن الطًلق
نوف بإصرار :ما هوب حسافة عليه أنها تطلق منه......من اآلخر
الجازي وهللا تستاهل اللي أفضل منه.....
خالد بغضب :ما قلتي هالكًلم إال انّ الموضوع كبير....
نوف بجدية :أي كبير....ويجرح بعد......بس ما نيب
قايلته.......وتركوا الجازي وال تضغطون عليها....يكفي ماجاها
منه ولو تبي تعرف هو بيجي الليلة إال اكيد.....كلمه وسأله
نوف وضعت عبد هلل على السرير وبحساسية الموضوع :ال يا
خالد........ال تهددني بهالشي....انت بتظل اخوي.....وراح اكلمك
وتكلمني......مو انا وال انت نقدر نأثر على قرار
الجازي....الجازي ما قررت بهالقرار إال انها مجروحة....من
سيف.....وانا ماقدر اقولك السبب ألنها تشوف األمر من ناحية
ثانية وما تبي تخرب على ناس......
خالد بشك :تخرب على ناس؟....وش تقصدين!....
نوف لتنهي األمر :ما عندي التفاصيل ....اسالها وريّح
يخوف....نفسك.....بس ال تقهرني بصد.....وكًلم ّ
خالد اغمض عينيه ومن ثم مسح على شعرها ليردف :تمام ،ال
تنسين ابرة السكر........اشوفك هالليام مشغولة فينا........ال
تنسين نفسك.....عن اذنك...
ثم خرج تاركها تتنهد بعمق ،هي تحاول ان تغير من تعكر مزاجهم
ولكن هي من يحاول أن يغير مزاجها ويخفف عنها هذا الحمل
ال أحد!
ذهبت لناحية الكمودينة لتسحب ابرة االنسولين التي وضعتها قبل
دقائ ق عدّه هناك سحبت الغطاء من عليها وحقنت نفسها بخفة
اعتادت عليها
ومن ثم خرجت وتركت الباب مفتوح من أجل عبد هلل
!
.................................................
.
.
.
لكل شيء حد وحدودها هي سراب! ما إن تتجاوزها ستتغير
شخصيتها....ربما تتغير لتنغمس في جنون أو برود أو سعادة او
حزن!
ولكن هي انغمست في شحوب مخيف ،وعينين فارغتين من
وأخيرا انتقلت إلى معنى آخر من البرود لم ً الحياة ،وعقل شارد،
يحدث حولها .....اعتادت على األلم....وتشعر بالرضى حول
غربتها الثانية!
فمجيئها إلى هُنا تعبّر عنه بغربتها الثانية فاألولى كانت في
بريطانيا وحملت بين طياتها الكثير من الصعّاب واالحداث
واالكاذيب
وهُنا لن تقل احداثها عن هُناك هي تؤمن بهذا الشيء الذي أرهق
عينيها وجعل الهاالت البُنيّة تحاوط جفني عينها .....وسلب منها
النوم ...وجهها اصبح باردًا خاليًا من التعابير تشعر بصعوبة في
االبتسامة في البكاء ال تدري ماذا دهاها؟
ام انّ عضًلت وجهها اعتادت على حركة واحدة؟!
الدموع.....نزفت دموعًا كثيرة في أول أربعة ايّام لها في هذا
الفندق .....تلك األيّام التي قضتها مع الجدران ....ومع رعشاتها
التسوق
ّ وخوفها....ولكن في اليوم الخامس قررت في الذهاب إلى
مزقتهُ في القمامة ولم ُمجبرة .....ألنها رمت البدي األسود بعد ان ّ
يعد هُناك ما يُقيها من البرد سوى الجاكيت التي اخذتهُ من أمير
للتسوق بشكل سريع وعشوائي وعادت إلى الفندق ّ ذهبت ذات يوم
ولم تخرج إلى هذا اليوم....
تستيقظ كل يوم من نومها لتقابل النافذة تنظر لمن خلف النافذة
....تطلق تنهيدات عميقة من صدرها.....مضى يومان عليها وهي
تُحاول أن تخرج الدموع من عينيها ولكن لم تستطع وربما هذا
األمر ينم عن صدمتها ....ولم تعد غددها الدمعية تفرز الدموع
وكأنها جفت!.....االمر ليس ُمري ًحا بالنسبة لها ....بل أخذ طاقتها
في محاولتها في إخراج الدموع ......فهذا الشي سبب لها جفافًا
في عينيها....ولكن رضيت بعصيان عينيها من إفراز دموعهما!
نور ابتسمت هنا مرةً أخرى وكأنّ عضًلت وجهها اعتادت على
االبتسامة :طيب.....ما أطول عليك مع السًلمة
ايًلف بزعل :وجع ال سكرين...
نور سكتت ،سمعت انفاس ايًلف ثم اردفت :ماقدر اشوي مشغولة
اكلمك بعدين وسيفي عندك رقمي الجديد
ايًلف برضا :انزين....وديري بالج على نفسج...
نور :وانتي بعد مع السًلمة
أغلقت الخط ثم نهضت ،الهروب مفيد في بعض األحيان ولكن لن
يطول أمره بالنسبة إليها ،البد ان تواجه كل الحقائق
لذا .....قررت أن تخرج من هذه الوحدة جمعت مًلبسها القليلة
في الحقيبة المتوسطة الحجم التي اشترتها من اجل هذا اليوم
واخذت جاكيتها األسود التي اشرته ارتدته على عجل وسحبت
هاتفها وخرجت من الغرفة
صعدت المصعد وصلت إلى اللوبي سلمت مفتاح الغرفة
ومن ثم دفعت المال المستحق لجميع الليالي التي مكثت فيها هنا
ثم تو ّجهت لناحية ماكس والذي كان يُراقبها طيلة المدة
يظن أنها لن تلحظ مكانه ولكن هو مخطأ ولن تنكر أنّ وجوده
سا يرتشف قهوته ويقرأ اشعرها باألمان توجهت إليه وهو كان جال ً
الجريدة!
علمت انه مكث في الغرفة المجاورة لها وفهمت أنه يُجيد اللغة
العربية ألنها سمعته ذات يوم يتحدث مع أمير بها ولكن بطريقة
مكسرة
عندما وصلت إليه سحبت الجريدة من يده وتحدثت باللغة العربية:
وصلني لمكان امير...
نظر إليها لوهلة ،وبتعجب اردف?: what
انحنت لألمام ليصبح وجهها مقابل وجهه اكثر وبحده نظرت
لعينيه :ادري انك تفهم عربي .......ال تسوي فيها
كريزي......وقوم وصلني لعند أمير...
ازدرد ريقه وبلل شفتيه ونظر لمن حوله ثم نهض وسحب من
يدها حقيبتها وأشار لها أن تتقدم أمامه....وما إن خرجا حتى فتح
لها باب السيارة وركب بعدها وقادها إلى المكان المنشود
حدّقت في كل األشياء من حولها دون أن تركّز عليها
.....وكثيرا حتى بها وصلت إلى أعماق تفكيرها
ً كانت تفكر
المخيفة
وهي ابنتها؟!
هل ستدخل عليه وستراها في حضنه؟ هل حان موعد لقاء األلم
واالبنة اآلن
كانت ستتراجع ولكن الجمت نفسها عن التحدث بأخذ نفس عميق
مسموع لمسامع ماكس....
شبكّت أصابع كف يدها ببعضهما البعض ،تذكرت األمور الخف ّية
عن ديانا وأمير
ذات ليلة ،في غرفة المستشفى التي احتجزوها بداخلها ،بكت
بوجع نفسي مؤلم ....كانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة والثلوج
طت شوارع أكسفورد بكثافة زادت من جمالها..... غ ّ
كبيرا بالنسبة إليها ومخيفًا
ً كانت في شهرها السابع بطنها بدأ
كرهت نفسها اكثر مما قبل وقفت امام النافذة وهي ترتجف خو ًفا
اضاعت عليها سنة دراسية كاملة بسبب زواجها وحملها!
واحتجازها هنا
بكت ،بكت بخوف ......خائفة من فكرة االنجاب......خائفة من
كل شيء .....مجروحة من ال ُحب....من العشق....من الفراق
الغير مخطط له بالنسبة إليها
وضعت يدها على بطنها وهي ترتجف ،علمت أنها تحمل بداخلها
أنثى....ربما ستكون قبيحة كوالدتها .....او جميلة كوالدها
كانت تلك الفترة تثق بقبح وجهها......صنفت نفسها من اقبح
الناس على وجهه األرض بسبب قلة ثقتها بنفسها وبسبب ما
عانتها من تن ّمر
.
.
.
.
.
اهتّز جفن عينيها بًل دموع كانت والدتها تغنيها لها وهي بعمر
السادسة والسابعة قبل غربتها األولى عندما تأبى النوم كانت
تُغنيها لها لتغط في سبات عميق ال تدري هي تنام بسبب دفئ
صوت والدتها ام بسبب الكلمات!
هل يعلم أنها كانت تُغنيها لها أم ما يحدث اآلن من محض الصدق
التي تُزيد األوجاع؟
لم تنهاه عن اكمالها وترديدها لمسامع آذنيها جعلته يُكملها وهي
تتذكر طفولتها المحفوفة بحب والدتها وبحب ابيها
ّ
يوسف......اهتز جسدها برغبة عارمة للبكاء ولكن عجزت من
اخراج الدموع
فشدها أمير لصدره مردفًا هذا البيت :يا هللا يا هللا يا دايم ،
تحفظ عبدك النايم
فشدّت على جفني عينها وحاولت بشتّى الطرق للنوم ولكن عجزت
من النوم .....سيطرتها باتت مستنزفة .....عاجزة .....سكت أمير
واخذ يراقب مًلمح وجهها .....ويمسح على شعرها
بهدوء....تشبه والدتها لديها االنف ذاته.....الحاجبين ذاتهما
.....حدّة الوجه ذاته.....انحنى وقبّل جبينها بلطف وكأنه يُهديها
اعتذاره عن كل شيء بًل استثناء......مسح على خدها بلطف
.....وبندم يأكل قلبه على إخفاء امر ابنتها عنها طيلة هذه
المدّة.......سمعها وهي تأخذ نفسها عميقًا
وتردف وهي مغمضة لعينيها :اوصف لي شكلها؟
لم يفهم ماذا تقصد بالضبط لذا أكملت قائلة :اقصد بنت بهاء الدين
اوجعه قلبه ،حينما اردفت بهاء الدين لو تعلم أنّ حتى اسمه كذبة
وحياتها معه اكبر كذبة الستمالتهم عن طريقها لناحية الهوى
ل ُجنّت!
تنهد بضيق وازدرد ريقه مترددًا :شعرها بني غامق.......
ابتسمت بسخرية وما زالت مغمضة لعينها :على ابوها
ش ّد عليها وكانه يريد مؤازرتها :عندها تغاير لون عينين
.....اليمين لونها عسلي فاتح.....واليسرى بني غامق....
تحشرج صوتها هنا وهي تشد على عينها تريد إخراج الدموع
ولكن بًل جدوى :يعني قبيحة مثلي....
قوس حاجبيه بضيق ،وخالجته حشرجت بكاء حاول كبحها: ّ
بشرتها حنطية مائلة للبياض....
اردفت بضيق :مثل ابوها.....اجل لعصبت بصير لونها احمر......
ارتجف جسدها بعد ان سكتت تلك الرجفة التي تنم عن البكاء
ثم نهضت من حضنه ونظرت لعينيه :هي مريضة بسببي
....عشان كنت آخذ حبوب عن الكآبة......وعن اضطرابي.....
امير بجدية ليطمئنها :ال.......
نور ازدردت ريقها :أجل ليش تعبانة؟
امير ال يريد أن يُخفي عليها تلك األمور تحدث باللهجة السعودية:
نقّص عندها األكسجين عند والدتك لها.....واثر هالشي على
نظرها...
نور بانكسار :يعني صارت عميا؟
أمير بهدوء :ال.....ولكن صار عندها ضعف نظر
حاد....واضطريت أوافق على عملية إعادة تصحيح النظر وهي
بهالعمر ألنها صارت نسبة العما كبيرة.....
نور ازدرد ريقها واردفت بصوت اشبه للهمس بسبب حشرجت
البكاء :والحين تشوف؟
هز برأسه مبتس ًما وهو يطبطب على كف يدها األيمن: أمير ّ
أي....بس الزم تلبس نظارة....
نور سكتت ،ومن ثم تذكرت أمر واردفت سريعًا :اخبار يدك؟
لن ينكر أنها تملك قلبًا طيبًا ،تملك في قلبها حنيّة ال تعرف
رغم محاولتها في أن تصبح قاسية وبعيدة كل البعد عن مشاعر
الرأفة إال انها ال تستطيع أن تنغمس لهاويتهم!
:بخير.....بدأ الجرح يلتئم وما صرت احس بالوجع.....
هزت رأسها برضى.....ثم قالت :خًلص روح لها.....
ثم نهضت لتردف :أنا بطلع اتمشى اشوي.....وبرجع....
أمير نهض ثم قالت سري ًعا قبل أن تتحرك من أمامه :طلعت رقم
جديد....عطني جوالك اسجله لك...
مد هاتفه لها بهدوء سحبته سجلت رقمها ثم انسحبت من نظراته
ومن ضعفها امامه ثم خرجت......لتجد نفسها تتنفّس بعمق
وتشهق بشهقات متتالية تنّم عن رغبتها في البكاء......وضعت
يدها على قلبُها تشعر باضطراب أنفاسها ....تشعر
بالخوف......بالضياع.....بالتشتت واالنهيارات أمام جميع
الذكريات التي تطرأ عليها في هذه الدقيقة
نظر إليها ماكس ثم اتى بقربها راكضًا
?: are you ok
حدّقت في عينيه بعينيها الجاحظتين أومأت برأسها بمعنى (أجل)
ثم ابتعدت عنه وه ّم بمتابعتها وفق امر امير ولكن شعر بكف
تربت على كتفه األيسر :اتركها.....خليها اليوم بدون
مراقبة.....يمكن تئدر تتنفّس وتتخ ّلص من عبء احزانها....
حرك رأسه بهدوء ماكس فهم على امير ّ
أمير :راح روح للمستشفى اطمأن على سندرا.....وبعدها راح
روح على المبنى الجديد للشركة....وانتّا هأل روح وتابع شغلك
......لك بس ساعة حتى تخلّص شغلك وتجي لهون ال تنسى
...بخاف ترجع ديانا وما تًلئي حدا هون وانا انسيت اعطيها
مفتاح احتياطي للشقة!
ماكس :اوك....
ثم ركب سيارته وانطلق
أما هي تمشت ببطء على الرصيف......تحاول أن تهدأ من
سها المضطربة أن تستعيد وعيها ....اخذت تنظر لمن انفا ُ
حولها....اغمضت عينيها وامتّصت ذكرياتها المأساوية واكملت
الطريق إلى ان دخلت في زحمة باريس ...بقُربها من المطاعم
ّ
المحًلت المًلبس.....تجولت حول
ّ والكافيهات وحتى محًلت
ودخلت في معمعة الناس وزحمتهم إلى ان قررت في الذهاب إلى
اقرب
كوفي شوب .....تُريد أن تشرب قهوة تستعيد بها نفسها
وتمتص غضبها!.
حقيقةً أصبحت مدمنة على شربها .....في هذه األوان!
مشت بخ ُطى هادئة ،تتنفّس بهدوء وتجول بانظارها إلى الشوارع
اقتربت من الباب
سحبت الباب لتفتحه ثم خطت خطوة كبيرة لألمام حتى اصطدمت
في كتف إحداهما
واردفت بالفرنسية قبل أن ترفع رأسها وهي مطأطأة به ومنحنية
لسحب هاتفها الذي سقط على األرض ولكن لم ينكسر!
: Je m'excuse
اما توم مسح على وجهه بتوتر وتلك الفتاة ما زالت تسأله من
صر عليها ان تبقى هنا تنتظره ثمهي نور؟ ولكن لم يُجيبها وا ّ
خرج راكضًا....
أما نور.....ما إن خرجت حتى ضحكت بقوة وشعرت بضيق
تنفّسها يعود من جديد نظرت لمن حولها وابتسمت بسخرية
وعادت تضحك كالمجنونة!.....ولم تنتبه لتوم الذي يركض
لناحيتها
وما إن طرأ عليها اسم والدها حتى شدت على شفتيها لتمنع
رغبتها في البكاء.. .....ابعدت الكأس عنها وكأن تُبعد صورته
عن بالها بهذا الفعل!.....ثم ...اخرجت من حقيبتها المال
المستحق وبعثرتهُ على الطاولة بيدين مرتجفتين!
مرت الخمسة عشر دقيقة قررت االنسحاب من هذا المكان بعد أن ّ
من بقائها هنا فضجيج الموسيقى التي من هذا النوع بدا يزعجها
لذا نهضت وشعرت بدوران عارم لرأسها ،ولكن لم تبالي ...مشت
خطوة لتبتعد عن الكرسي وكادت تسقط ولكن تشبثت بيدها بطرف
الطاولة وضحكت بخفة و بخجل! ثم استقامت في وقفتها
...و.....سحبت الجاكيت بيديها ...واخذت تترنّح يمنةً ويسرى في
مشيها ...إلى أن وصلت إلى الباب ثم خرجت للهواء الطلق!...
ضحكت على حالها ،وبدأت تُهذي بكلمات غير مفهومة وتمتمات
غير معروفة وبلهجات ولغات مختلفة ومكسرة؟
ال تنّم إال عن حالتها وانكسارها وشتم نفسها!
جلست على إحدى األرصفة الجانبية واسندت رأسها على الجدار
الخلفي
حدّقت في السماء الممتلئة بالغيوم
واردفت :انا حققييييييييييييرررررررررررة.....
امير بغضب وعصبية ،هذا ما كان يخشاه طيلة الفترة ...ان تعود
لًلدمان.....لًلنسحاب إلى الهاوية .....والسقوط بًل وقوف!
.
.
.
.
.
تشعر باالضطراب ،أجل هي ُمضطربة ألنها ستكون معه من خلف
الحائط! وفكرة التخ ّلص من ذلك الدخيل في ذلك اليوم سيكسر
والدها وبشدة وهي ال تريد أن تؤذي ال والدها وال اخويها!
ال تريد أن تسبب لهم الحرج أمام الرجال
بعد مهاتفتها مع ابنت عمها بدأت تفكّر بعمق
السكوت هذا يُخيفها ،ويُعني أنّ هناك أمر سيتحدث به والدها ع ّم
قريب
عليها ان تقطع هذا االمر
قبل وقوع الحادثة الكُبرى ،ال تريد أن تتسبب في قطع عًلقات
وإحداث مشاكل.....
إن رفضتهُ في ليلة الملكة أبا سلطان سيلقي اللوم على والدها ألنه
اجبرها وسيفهم الجميع إنها لم تختاره بل أجبرت عليه!
وهذا ما ال تُريده ...ال تُريد أن تصغّر والدها في أعين الناس
وال تريد أن يُطيل زعل بندر عليها!
تريد إرضاء الجميع دون خسائر!
ولكن كيف؟
هي ال تجرؤ على مناقشة ابيها في هذا األمر.....تشعر
بالخوف....وتخشى من أن تُفضح أمامه....ولكن هناك وقت طويل
قبل ذهابهم إلى منزل عمها غازي....
ووالدها في غرفته ِلم ال تذهب وتحادثه اآلن وتُنهي األمر؟
تجرب حظها...وإال ستكون سببًا في خصومات كبيرة عليها أن ّ
.....وربما ستُحدث شجارات هما في غنى عنها!
ازدردت ريقها ......وفركّت يديها ببعضهما البعض.......ستحدثه
البد أن تخطو هذه الخطوة الجريئة منها.....إن لم يقتنع
.....ستضطر إلى الخيار المؤلم لهم!
خرجت من الغرفة......واألفكار تدور في عقلها....لن تخضع لهذا
الزواج بأي طريقة كانت.....
سمعت صوت سعود وناصر يتحدثون في الصالة الجانبية من
مرت ُمجبره من أمامهما لكي تذهب لناحية جناح الدور العلوي ّ
والدها
تحدث سع ود :شيخوه طلبتك....سوي لنا الكيكة اللي سويتيها قبل
يومين.....
شيخه التفتت عليه واردفت بعجل :مو وقتك...
ثم مشت أكملت طريقها متوترة من هذه الخطوة
سعود نظر إلى أخيه المنشغل بهاتفه :شفيها ذي؟
حرك اكتافه بمعنى (ما دري) ناصر بعدم اهتمام ّ
.....
أصبحت أمام الباب تعلم والدته في الدور األرضي .....تشرب
قهوتها المعتادة في هذا الوقت .....ووالدها صعد إلى غرفته من
أجل أن يحظى بغفوة صغيرة بعد عمله الشاق ....طرقت
الباب....وبدأت تقضم اظافر يدها بخوف
تسلسل إلى قلبها بسرعة!
ما ستفعله اآلن .....خطوة لكي تمنع نفسها من تأنيب الضمير لو
لم يستمع لها في إقدامها على الرفض امام جماعتهم!
اخذت نفس عميق سمعتهُ يأذن لها بالدخول فتحت الباب
ارتجفت شفتيها ،ال تريد أن تواجهه ويواج ُهها في ظنونه التي في
محلها!
خائفة من ان يُدرك سبب الرفض.....تقدمت خطوة وخطوتين
وأكثر إلى أن أصبحت أمامه....شبّكت أصابع يديها في بعضهما
البعض.....
تحدثت بتردد :ييييبه....
ترك من يده األوراق ووضعها جان ًبا على السرير
أدرك ِلم هي هنا اآلن؟ ولم هي خائفة منه!
أشار لها بان تجلس بجانبه ولم تتردد في الجلوس
نظرت إلى والدها ثم شتت ناظريها عنه
بقول :يبه....ابي اكلمك في موضوع.....ادري أنه...
ثم سكتت تكبح مشاعر التردد والخوف أبعدت خصلة من شعرها
لخلف أذنها
ووالدها ينظر إليها بتمعّن وبنظرات أبويّه لها الكثير من المعاني
حقيقةً هو طيلة الفترة التي مضت يفكّر بها وبأختها!
وبه ندم كبير وعارم لقلبها
أكملت :الموضوع بالنسبة لك انتهى ......بس يبه بالنسبة لي
....فيه وقت....
مسكت يده وبرجفة بكاء قبلتهما ونظرت إلى وجهه برجاء :يبه
ي
انا مستحيل اطلع عن شورك.....بس يبه قولي أنت ترضى عل ّ
بالغصيبة؟
يرن فيش ّد على يديها ،وشعر بالغصة حديث والدتها ما زال ّ
آذانيه واشعل في فؤاده جمرة ندم ال تُطفى!
أكملت بعينين دامعتين
:وهللا يبه .....عارفة معزت عمي بو سلطان عندك....وعارفة
شقد تعز سلطان وتحبه مثل ولدك.....ورجال كفو .......والكل
يشهد له بمواقفة الطيّبة ...وافعاله اللي تدل على
المرجلة........بس أنا....
ً
فعًل في األوان األخيرة من انقطاع مكالماتها مع بندر حاولت أن
تختبر نفسها ولجات لًلستخارة ولكن لم تشعر بسوى االنقباض
في قلبها....
بو ناصر طبطب على يد ابنتها وتن ّهد بضيق ال يُريد ان يتحدث
ويُقطع عليها تلك الرغبة في إيصال ما تشعر به باتخاذ الفضفضة
طريقًا للخًلص من اعبائها
أكملت وهي تنهض وتجثل على ركبتيها أمامه قبلّت يديه من جديد
ولم تستطع أن تسيطر على رغبتها في البكاء بكت
وهي تقول :يببببه تكفى.......ال تجبرني ...وهللا اعرفك ما عمرك
جبرتنا على شي ما نبيه......بس فاهمتك....وهللا فاهمتك.....بو
سلطان مثل االخو لك...وما تبي تكسر فيه.....بس يبه ال
تكسرني...انا بنتك....بنتك الوحيدة.....افرح فيني بس بدون
اجبار....عطني مجال اقرر مصيري بنفسي .......بس ال تتركوني
بحالي...ارشدوني بس ال تجبروني....يبه.....ال تجبرني.....
ثم مسحت دموعها تحت صمته ورجفة يديها ،كان ينظر لها
تؤلمه تلك الكلمة
(بنتك الوحيدة) هزتهُ تلك الكلمة من األعماق...هي لم تعي في
ذلك األوقات انّ هناك اخت ًا لها...كانت صغير ......لم تراها.....لم
تعي بوجودها بينهم......وحينما كبرت ....فات أوان تعرفها عليها
....والجميع بدأ ينسى ....أمر نورة او نور كما تسميها والدتها
انطوت قصتها ولم يذكرها أحد قط رغبةً في تلبية أمر والدهم ّ
الذي قال
:نورة راحت مع أمها.......ومن هاليوم الحد يجيب لي طاريها!
تحشرج صوته وهو يرفعها من على األرض بقول :لك اللي يسرك
فرطت في اختك....ما راح
افرط فيك مثل ما ّ
يا يبه.....ما راح ّ
اكسرك....وال راح اسمح ألي احد يزعلك وانا راسي يشم الهوا
انحنت عليه من جديد قبلّت رأسه وخديه ....وهي تكرر :هللا ال
يحرمني منك......يا الحنون ...هللا ال يحرمني منك....
امرك
سحب الهاتف اتصل عليه اردفت :بو سلطان......راح ّ
الحين .....فيه موضوع ضروري الزم تعرفه....
......................
خرجت فجأة توقفت تبتسم ثم ( نقزت ) في الهواء فرحة وتركض
وتغني بأغانيها الوردية ....عبرت من أمام اخويها ......واستغربا
من تغيّر مزاجها سري ًعا حتى اردف اخيها سعود
:اختك مسكونة صدقني...
بينما ناصر ضحك على شكلها وهي تنقّز ......وتدور حول نفسها
......وترسل لهما قُبًلت هوائية .......دخلت غرفتها ورمت
نفسها على السرير وشدّت على الوسادة لتقربها من حضنها وهي
تصرخ بفرح ...وجنون ....إلى أن استوعبت وسكتت
ضاحكة ......نهضت من جديد اغفلت على نفسها الباب
سحبت الهاتف واخذت تتصل عليه....ولم يُجيبها
واتصلت عليه مر ًة أخرى .....ولم يُجيبها........
ي عندي لك خبر بمليون! أرسلت له وهي تهمس :بندر رد عل ّ
وانتظرت رده
..............................
بينما بندر كان في الصيدلية .....يشتري ألخته االدوية الًلزمة
التي صرفها له الطبيب.....سمع رنين هاتفه ونظر لًلسم
ولكن اعاده إلى مخبأ ثوبه
سمع رنّ خاصة تنم عن وصول رسالة جديد فتحها سريعًا وقرأ ما
كتبته .....وفي هذه األثناء م ّد الموظف يده يناوله الكيس....سلمه
المال المستحق وسحب الكيس....ثم خرج واخذ يفكر....ماذا تريد
منه أي خبر تقصد؟
ولكن الوقت ليس مناسب للحديث معها اآلن ركب سيارته
مبتس ًما :وهذا عًلجاتك......والحمد هلل نسبة الهيموجلوبين عندك
بدأت ترجع للنسبة الطبيعية بس مثل ما قال الطبيب الزم تمشين
على نفس النظام الغذائي عشان ما تتراجع صحتك للوراء
.
.
.
.
طيلة الطريق الهدوء سيّد موقفهما ال يُريد أن يجادلها ألنها ُمتعبة
وال يُريد أن يضغط عليها في الحديث التفت عليها وكانت مسندة
رأسها على النافذة وتنظر بعين شاردتين
ما قالتهُ الطبيبة أخافها وبشّدة تنهدّت بضيق....
وعندما وصًل إلى العمارة نزال ومشا بخطى هادئة إلى أن دخًل
المصعد ...لم تتحدث بكلمة واحدة كانت تفكر
ما اخبرته به الطبيبة ذكرها بحالة والدتها
هل من المعقول أن يكون األمر وراثيًا؟
نفضت تلك األفكار من رأسها ،هي لم تأكد أنها مصابة
به....بسبب صغر سنها .....فنسبة إصابتها بهذا المرض تكون
ضئيلة؟!
انفتح باب المصعد تقدما لألمام واخرج قصي مفتاح الشقة فتح
الباب سبقته في الدخول رمت حجابها وعباءتها وجلست على
الكنب بعد أن دخلت الصالة
أتى بجانبها جلس ووضع يده على ركبتهاُ :مهره....
ُمهره اخذت نفس عميق ثم اردفت بنبرة حزن :امي كانت مصابة
فيه......
ليهون عليها األمرُ :مهره الدكتور قالت احتمال مو أكيد ّ قصي
.....ألنه النتايج ما كانت واضح.......بالنسبة لها...وعادت
التحاليل وعمل السونار مرة ثانية وأكّدت حال ًيا وضعك ما فيه
شي...
ُمهره التفت عليه وعيناها ترقرقت في الدموع :بس قالت يمكن ما
بيّن ألنه صغير.....وتوه ببداياته.....
ُمهره مسحت دموعها وبدأت تطمأن بحديثه :ان شاء هللا .....ما
فيني تليّف ....إن شاء هللا.....
رنّ هاتفه سحبه من مخبأ ثوبه نظر لًلسم
فتحدث :هذي امي.....
نهض وابتعد عن ُمهره ً
قليًل
.................................
كانت في غرفتها للتو خرجت من الخًلء بعد استحمامها وارتداء
مًلبسها
اتصلت عليه من أجل ان تطمأن على سًلمته وتسأله عن سبب
اختفاؤه من الصباح الباكر إلى اآلن
اجابها فقالت بهدوء :وينك أنت؟.......طالع لي من الصبح
.....للمغرب .....فيك شي؟......صاير لك شي....؟
قصي حكّ جبينه ال يعلم كيف مضى الوقت ....ببداية األمر اجبر
ُمهره على الذهاب للمستشفى وبسبب عنادها ...ورفضها القاطع
ً
مجاال ..اخبرها أنه سيذهبان بعد صًلة الظهر دون ان يترك لها
للنقاش!....ورضيت ...وبعد الصًلة اتى إليها وذهبا إلى
المستشفى مباشرة .....وبعد ان اخبرتهما الطبيبة باالحتماالت
التي أخافت ُمهره اضطر أن يتمشى معها من أجل تخفيف توترها
وذهبا بعدها إلحدى المطاعم ليتغدى ومضى الوقت عليهما
بسرعة!
:ال أنا بخير يمه....بس طلعت من اخوياي....
ام سيف بشك :طيب.....ارجع بدري....الليلة خالك عازمنا على
العشا.....
قصي بهدوء :طيب....ساعة وبشوفيني قدامك....
ام سيف :مع السًلمة
أغلقت الخط وأخذت تفكر وهي تردف :هللا يستر منك يا
قصي......اكيد وراك شي....ومخبيه علينا...هللا يستر!
............................
.
.
.
.
ً
مطوال......لم ينظر إال لسرابها....لعتمتها......وسواد حدّق فيها
هالتها!......كل شيء بها
مبعثر....كيانها.......روحها...جسدها.......مًلبسها قذرة
ومبعثرة......شعرها قذر ومبعثر....ووجه
شاحب.....وجامد....وجسد يرتجف......وبقع دم على
قميصها....وبنطالها ايضًا.......تقدم خطوة لًلمام
ثم خرج ماكس من الغرفة
امير تحدث بهدوء لماكس :ماكس تستطيع االنصراف.....
حرك رأسه برضى .....ثم خرج! ماكس نظر إلى نور ثم إلى امير ّ
أمير........اقترب منها....هل ما زالت فاقدة؟.....أم أنها استعادة
وعيها!؟....ستعاتبه ديانا......ستعاقبه....على ما فعله بها.....كان
بدال من ان يتركها بصدمتها تجول في يجب عليه أن يحميها ً
الشوارع والطرق!.....
هل عادت للوراء!.....
هل يبخها كما كان يفعل في الماضي.......هو اآلن شرارة غضب
تمشي أمامها...وهي لم تشعر بحرارتها إلى اآلن....
ما إن اصبح امام وجهها حتى ......تسارعت أنفاسه واشتم
وعز عليه أن يراها بهذا الحال! ّ رائحتها
ال يُريد منها ان تميل كل الميل!....ال يريد منها أن تنغمس في
دور ال يُليق بها.....
لم يسيطر على كبح غضبه وخوفه عليها....رفع يده
اليُمنى.....وصفعها على وجهها....حتى بها مالت إلى الجانب
اآلخر من الكنب.....فتحت عيناها على آخرهما....استفاقت من
شربها اللعين! نظرت إليه بجمود ...وصدرها يرتف وينخفض
بشهيقين متعبين.......
انحنى ليقترب منها وشدّها من ياقة قميصها.....وهزها بعنف
وهو يكرر :بدّك ترجعي لوراء؟
منفعًل :بدّك تضيعي تعب أمك؟ ً صرخ
وقربها من وجهها وعينيها تبحلق في وجهه بصدمة شدّه اكثر ّ
وهو يكرر بانفعال :بدّك تحرئي ئلبها عليكي؟
صرخ حتى ارتجف جسدها بخوف:
بكفي...جنان......بكفي...عناد......بكفي
نوووووور.....بكفي.....أنتي ما تنتقمي منّا....أنتي هأل عم
تنتقمي من نفسك!
ازدردت ريقها واختنقت بعبرتها
ليدفعها للوراء ويصطدم ظهرها على الكنب
انهار بقول :مانتي فاهمة شي........مانتي فاهمة وال راح
تفهمي.......ي اللي بتعمليه....بياخذ صحتك مو صحتنا.....بياخذ
جهدك مو جهدنا......انتي عم تموتي حالك ......بهالطريق
الوسخ........نسيتي األلم؟....نسيتي احتيازك لمدة شهر ونص
بالمشفى.......نسيتي...انهياراتك.....انسيتي.....صرا خك
وجنونك حتى تتخلصي من ادمانك؟!.....اليوم اشربتي.....بكرا
راح ترجعي تاخزي مخدرات كمان؟
صرخ عليها بقوة :جاوبيني؟
تشعر انها في داخل قاع بئر مظلم .....جدرانه عبارة عن شريط
اسود .....يمرر عليها تلك االحداث المؤلمة مع كل كلمة ينطق بها
أمير....
انكمشت حول نفسها ....وكأنه تحمي جسدها من مًلمسة جدرانه
عاد أمير إل يها سحبها من يدها واجبرها على المشي
وهو يصرخ :فهميني.......انتي راضية على نفسك؟......حابة
نفسك أنك مو ئادرانه تمشي من وراء شربك.....؟......فرحانه
كتير أنك نسيتي كل شيء بس خًلل دقايق محدودة؟
كادت ان تتعثر من جديد في الطاولة بسبب عدم اتزانها.....في
المشي...ولكن سحبها للناحية األخرى ورماها على الكنبة دون ان
يراعي ضعف جسدها....ضعف حالتها النفسية!
امير متعب.....وخائف....وغاضب......مسح على رأسه
وأشار لها :ما راح اخليكي من يوم وطالع تطلعي
لوحدك.......راح تطلعي معي انا.......وبس........وراح
تتئبلي....كل شي....متل ما تئبلتي حياتك في بريطانيا.....ال تعملي
صغير.....حتّى جني....وتعمليِ لي جنان......انتي ما عدتي
حركات مراهقين.....انتي صرتي أم....بتفهمي هالشي؟.....الزم
تستوعبي انك كبييييرة..حتى...تتزني في افكارك
وقراراتك....وتئدري تعيشي ....وتعيشيها معك بسًلم....
ثم امطر عليها باالعترافات المرة :أنا اليوم هون....بكرا راح كون
متل امك......وانتي اكثر وحدي بتعرف....هيدا الشي....حياتي
بخطر....وانتي ما عم تساعديني اعتمد عليكي...واسلمك كل
شي.......
ضرب على فخذيه بًل حول وال قوة :ما بعرف امتى راح تتخلصي
من شتاتك؟....من تخبطاتك....انا اتعبت.....نور وهللا
اتعبت......انتي منّك ئادرة تساعديني وساعدي نفسك.....وهالشي
عم يتعبني يا نور!
ُمراد تمشى بعبث أفكاره على الرصيف بهدوء وبنبرة يتضح بها
الكثير من الخبث :اوك........هسه ال تلومني لو ما طلقتها انت
رفضت........واظن آني اعرف مكانك زين......اقدر او ّجه عليك
العدو اللي هربت منه.......عاد أنت بكيفك......تصرفه معه إن
قدرت...
أمير شتمه بغضب ونهض ليضرب بيده على النافذة بقوة :ما
ستبعد أنه انتّا وخيّك متورطين بهاي الشغلي .....وبقضية محاولة
قتل لويس....
قوس حاجبيه لن ينكر نبرة أمير أصبحت ُمخيفة لفؤاده ولن ُمراد ّ
حوال هو وأخيه حياتهيستبعد أن يضربه بضربته القاضية بعد ان ّ
الى جحيم!
ي......تريد تسمع مني الشرط لو ال؟ :ال تطولها عل ّ
أمير سكت
ابتسم مراد :افهم منّك تريد تسمعه....
أمير زفر بضيق :شو هالشرط؟
انتهى
بو ناصر و ّجه حديثه ألخيه :وال عاد تخليه يرجع لهناك وأنا
اخوك النار شابه فيهم وال عادها طفت....
بو خالد بجدية :ال وهللا ما راح يرجع لهناك....انا قلتها له وبعيدها
عليه مرة ثانية قدامكم....السنة هذي يشيل من راسه فكرة
االبتعاث ابد ابد....
جسار ليشعل النار قال :أصًل أنا شاك بندر يصير ولد
خالي......دايم خالي معطيه طااااف كبر وجهه!
ناصر قبصه من زنده :انتبه مني صاير اشيل حديد ....كل هذا
عضل ما هو شحم....مثلك!
بو خالد بهدوء دارت عينيه على ابنه بندر وتذكر رغبته الشديدة
في االرتباط بها
:التحليل الوراثي اللي ما قبل الزواج ........يا خوي قلل من
امراض كثيرة.......صدق في ناس يزعلون.....بس يزعلون في
فترة لحظية ....احسن من انهم يزعلون عمر لم يشوفون عيالهم
يعانون....وان شاء هللا شيخة بيجيها اللي يسعدها ......وهي
توها صغيرة وانا خوك ال تستعجل على رزقها....
ايعقل اليوم شيخة غيّرت أفكار والدهم حتى به اتخذ من هذا األمر
مخر ًجا امام الناس ألنهاء هذا الموضوع؟
كثيرا!
ً بينما البقية لم يهت ّما لألمر
بو ناصر ّ
هز رأسه مؤيدًا لحديث أخيه
متذكرا حديثه مع أبا سلطان قبل ساعتين من
ً وشاردًا في ذهنه
اآلن....
كان متر ًددًا ومنحرج للغاية ....دعاه أن يخرجا إلى اقرب مكان
ممكن بعيد عن ضجيج الناس ليتفاهما
خشي أبا سلطان أنّ هناك أمر كبير قد ح ّل على عائلة صاحبه
لذا بعد أن جلسا على الكرسي المقابل له :تكلم يا بو ناصر صاير
شي وأنا خوك؟
بو ناصر
قلبهُ لم يهدأ ،عينيه متشتتين كعينين تلك الضائعة في هفوات
أنانيّتهم
سر....ومنحرج ....كيف:بو سلطان اللي بقوله لك ......ما ي ّ
ابتدي.....وكيف انتهي....منه....
بو ناصر تنهد بضيق :أنا تسرعت لم ردّيت عليك ....وقلت بنتي
شيخة موافقة....الحقيقة أنها رافضة.....
ّ
هز رأسه بو ناصر بخيبة أمل من هذه الدنيا كلها!
بو سلطان :انت غلطان انك تجبرها مانكر بس فيه أمور ما الزم
نتركهم يسوونها ألنها بضرهم مثل ما انا سويت في ولدي
.......انا خايف عليه.....وهو برا ......وملذات الدنيا
واجد......حبيت افرض عليه فكرة الزواج ....عشانه مو
عشاني.....
ليهون عليه :ما نيب زعًلن على فصخة الخطوبة ّ بو سلطان
......ونقدر نقول للناس واقربائنا ....التحاليل ما هي متوافقة
......ال تضايق عمرك وانا خوك ما يهون علي اشوفك
بهالحال....
بو ناصر اغمض عينيه ليردف بضياع :ما ستقمت في التفكير في
وقتها...وتهاونت في ورقة التحليل وال فتحتها...وامير استغل
ضعفي وسحبها من يدي....كل شي وقتها انهار .....كان كل
تفكيري .....آخذ حقي منها بدون فضايح.....بس حتى حقي منها
ما اخذته!.....كان المفروض اروح ألبوها واعلمه بكل
شي...عشان تعرف إن هللا حق.....
هز بو ناصر رأسه واخذ يفكر بطريقة أخرى في انهاء تأنيب هذا
الضمير!
................................................
من أنواع ظلم اإلنسان لنفسه أن يقدم سعادة من حوله على
يتمزق في اجباره على تح ّمل ّ سعادته هو .....وأن يجعل قلبه
مشاعر فوق طاقته!ٍ
صراع طويل....بينها وبين نفسها.....ال ٍ نزلت من غرفتها بعد
تريد أن ترى عمتها ال تريد أن تستمع لنصائحها في العودة
لزوجها وال تريد أن تعرف خالتها بذلك!
دورا صعبًا عليها
ولكن لم تستطع أن تتركك اختها نوف لتأخذ ً
فهي ملزمة في الجلوس معهم .....فنوف ربما ستخجل من
الجلوس معهم لتبادل اطراف الحديث......فهي ما زالت صغيرة
.....ال تريد أن تح ّملها اكثر من هذا الحمل!
القت السًلم عليهم ثم نهضت
ام ناصر :يا هًل وغًل ببنتي......اخبارك يا يمه؟........إن شاء
هللا تحسنتي الحين.....
ثم مسكت يدها بعد أن سلمت على عمتها التي كانت هادئة وتنظر
إلى حالها بجمود وبتوتر ملحوظ!
اجلستها بجانبها
.
.
.
تنوه على سينا بوضع صحن نوف خرجت من المطبخ وهي ّ
البقًلوة بالقرب من الضيوف على الطاولة التي امامهم وليس
الجانبية
ثم قالت :وبعدها روحي قولي للجازي تنزل....
شيخة اقتربت منها :نزلت وهي داخل...
نوف ضربتها دون سابق انذار :هللا ياخذك وينك تاركتني احوس
معها
وأشارت على الخادمة :لحالي
ثم نظرت لسينا :دخلي يًل وش تنتظرين
سينا هزت رأسها :حاضر ماما...
شيخة :وهللا تو جيت بدخل جاني اتصال رديت ....وتو سكرت
نوف لعبت في حواجبهاِ :من من؟
اصًل عادي.....قلبه دليله ...هو بيجيني بدون ً نوف برفعة راس:
ما تدلّينه أنتي علي...
دفعتها شيخة لتخرج :الحمد هلل والشكر بس....امشي امشي
ندخل ال يعطونا محاضرة بس....
.................................................. .
سا وهنا أدرك أنّ نور تًلشت! ولكن ما سبب هذا لم يسمع لها ح ً
التًلشي هل ً
فعًل سببه موت والدتها او معرفتها بابنتها
من المؤكد ال فلو ً
فعًل هذا السبب لفعلت فعلتها األخيرة قبل
أسبوع!
إذًا ماذا حدث عندما خرجت من هنا ،هل عاد التن ّمر؟ أم أنّ التخبط
والتشتت داهمها فجأة واخ ّل باتزانها؟!
لم يفهم سبب اقبالها على الشرب فجأة هكذا......لم يفهم السبب
الفرعي ولكن الرئيسي هو ُمدركه أال وهو التخبط والض ّياع!
.
.
مضت الساعات والدقائق والثواني عليه ببطء وهو لم يستطع أن
يو ِنخ بالقطار ليأتي لباريس يغفو......اخبره انه سيخرج من ِم ُ
...وهذه الرحلة تستغرق ما يُقارب الست ساعات تقريبًا!
يعلم مجيئه بالقطار ال يعني انه ال يستطيع أن يأتي بطائرة ولكن
ُمراد يريد أن يض ّيق عليه األمر......وشعل في فؤاده فتيل النصر
عليه!
..
حدّق في ساعته .....كانت تُشير الى الساعة التاسعة والنصف
صبا ًحا وهو لم ينم.....
تنهد بضيق ونظر لصورة زوجته الذي اخرجها من الدرج الجانبي
من السرير!
تأملها.......وضاق صدره على فراقها
همس :تعبان يا ديانا......تعبان كتير!
استقرت أنّ ما فعلته عقوبة شعر بها أمير بالفعل وإال لم
ّ إلى أن
سة افعاله لذلك
يجرؤ على ضربها ....آالمه المنظر واشعره بخ ّ
ضربها ولكن تُجزم ليس من حقه ان يصفعها على وجهها هو من
اتى بها لهذا الجنون هو من دعاها إلى هذا الضياع والغربة
الجديدة
...
لم ت ُزيح من على جسدها تلك المًلبس ذات الرائحة الكريهة ولم
تهتم في ارتداء غيرهم!
كل ما تُريده اآلن الهروب هي اعتادت على الهروب والضياع في
ُمدخًلت الخريطة الضيّقة اصبح األمر ممتعًا بطريقة هزلية لها!
لذا نهضت واتجهت لغرفة امير ستعبث في غرفته وستبحث عن
جوازها.....ستخرج من هنا وستترك له تلك الفتاة .......وكل
شيء...,.حتى نصيبها من والدتها ال تريده!
مشت بخطى بطيئة لناحية الدوالب....فتحته على مصرعيه
واخذت تبحث بطريقة عشوائية في مًلبسة
تريد ان ترى اوراقًا .......تريد أن تلقى ملجؤها الوحيد للعيش
كما تريد!
بحثت وبحثت ولم تجد شيئ ًا فذهبت لناحية السرير بعثرة أشياء
أمير من لحاف ووسادات وغيرها...
نظرت للكومدينة ....فتحتها .....واخذت تبحث فيها بجنون
كمتعاطي يرتجف باحثًا عن امله الوحيد في نجاته من األلم!
ولم ترى شيء سوى ضياعها!
حدّقت في الغرفة بضياع ....مسحت على رأسها
بات صوت تنفسها مسموعًا من جهدها الذي بذلته في بعثرت كل
األشياء حولها!
ثم وبطريقة مفاجأة بعد تفكير لعدّة دقائق ....وتحديق في الًلشيء
انحنت لتنظر ِلم هو تحت السرير فنظرت إلى الحقيبة الرياضية
سحبتها .......وفتحتها سري ًعا
وأول ما وجهتهُ
تلك الصورة التي التقطاها في لبنان
تلك الصورة التي تنّم عن رضاها عن حياتها معهما ،نظرت
لوالدتها التي تحتضنها من الخلف لتشد عليها لكيًل تتبعثر
وتنظر لنفسها وكيف كانت مغمضة لعينيها وكأنها ال تريد ان
تستيقظ من هذا الحلم مع تلك االبتسامة التي لم تفارقها ....كانت
نارا أو سها ًما قاتلة فيها تشير بيدها على رأسها وكأنها ستطلق ً
كل الذكريات ولكن كان ذلك مؤقتًا!
حدّقت في وجهه امير بكره .....والذي كان يحدق في وجهه ديانا
بسكرة ُحب عظيمة!
رمت الصورة باشمئزاز بعيدًا عنها ....واخذت تبحث ع ّم
تريده.......لم ترى جوازاتهم....جميعها لم تراها!.....
هُناك أوراق أخرى......بدأت تقرأ العناوين سري ًعا
ورقة لدخول ابنتها في مستشفى الفًلني ......ورقة تدل على
صحة ابنتها وأخرى تدل على توقيع بقاؤها في الدار....
واوراق مبعثرة لمستشفى األورام.......وتوقيع والدتها على
موافقتها للخضوع في العًلجات .....وو....
تحدثت بهمس :فيها ورم خبيث!؟
تنهدّت بضيق لماذا لم تخبرها؟ نفضت هذه الفكرة العتاب اآلن لن
يحل األمر والعاطفة باتت ميّتة!
بحثت في األوراق وقرأت
ما فيها فهمت انها ورقة تحليل لـDNA
االسم :يوسف محمد أحمد الناصي
واسمها على الجانب
:نورة يوسف محمد الناصي
قرأت النتيجة بهمس :التطابق بنسبة .....99.99
.
.
.
جمدّت في مكانها ،حقًا كما قال لها أمير هو شكّ في امرها
شكّ انها لم تكن ابنته واجرى التحاليل إلثبات ذلك....ولكن إن
كانت النتيجة هكذا ِلم تخلّى عنها؟!
ِلم لم يُحارب من أجل بقاؤها عنده؟......ألي هذه الدرجة ال يُريد
شيئ ًا يذكره بخيانة زوجته؟
ألي هذه الدرجة كره األشياء كلها التي تذكره بديانا!؟
إذًا تركها تخوض هذه الجولة دون خداع كما ظنّت أم هناك شيء
آخر!؟
صرخت وهي ترمي الورقة :ليش تحاولين تلقين له
مبرر.....اصًل كلهم انانيين وحقيرين كلهم ....كلهم....
ّ
.....وتمزق أوراق اخرى نهضت واخذت تبعثر الورقة
بقهر....تركل الوسادات برجليها...ورمت صورة ديانا
....وصورتهم العائلية على األرض ليتناثر االطار بعيدًا على
األرض وتتناثر شظايا زجاجه
صرخت :اكرهكم يا كًلب......اكرهكم يا
حقيرين.....أنانيين.....انانييين.....
ماكس ّ
هز رأسه برفض :نو ......ال استطيع....
نور أتت إليه ودون سابق إنذار شدّته من ياقة بدلته الرسمية
شدّت على اسنانها بكره :ودنييييييييييي ألمير.....ودني له.....
ماكس حقيقة ال يعلم إلى أين ذهب أمير لذلك ابعد يديها عنه
بلطف :نور......اهدئي....انا ما ....اعرف....مكانه....
ُمراد اسند ظهره للوراء وابتسم بخبث :ال .....بس مثل ما قلت لك
أريد اتأكد قبل ال انسبها لي نفسي....
نهض ُمراد مبتس ًما بكل انتصار ،تو ّجه أمير للباب
للخروج....وقلبه وعقله مع تلك التي ُجنّت ال محالة
تن ّهد بوجع مكبوت في قلبه تحدث ُمراد سري ًعا :ارسلي الموقع
....راح ألحقك بسيارتي....
امير اغلق باب سيارته بقوة وبنرفزة من ضعفه أمام شروط
وأوامر ُمراد!
.................................................. ..........
.
.
.
تناوال العشاء بهدوء......وبعد االنتهاء ومرور ما يُقارب الثًلث
كًل من أبا ناصر وابا سيف عادا إلى المنزل إال هو ساعات معًا ا
بقي هنا......يُريد ان يرى ابنه.....
ولم يمنعهُ احد عن هذا األمر
خاله لم يتحدث معه بأي حديث وهو كان متوقّع العكس
يتهرب منها
ّ تواله باألسئلة وهوخالد الذي ّ
إلى أن قال :براحتك ال تقول شي......بس يا سيف الزم تلقالك حل
وال راح تخسر الجازي.....
سيف بضيق :كل األمور بتنحل بإذن هللا....
ثم تحدث ليضيّع األمر :تأخر بندر....
كان سيتحدث خالد ولكن فجأة انفتح الباب ودخلت الجازي وهي
بدال من بندر ،قررت على ان تخطو هذه الخطوة هو تحمل ابنها ً
لم يطلب رؤيتها ولكن حققتها ألنها تعلم هذا االمر بات عالقًا في
قلبه وعقله!
وفي الواقع هي اآلن متاحة لمناقشة امر الطًلق بشكل جدي
ومقنع بالنسبة له حدثّت والدها الذي سألها
:وين رايحة؟
الجازي بهدوء :بحل موضوعي مع سيف...
ثم مشت وتركت نوف وبندر ووالدها خلفها ينظرون لها بحيرة
وخوف
مدّت الجازي بدون سابق انذار عبد هلل لوالده وهو يقول :سم
عليه.....
كانت متعجبًا منها ،ومن نبرة صوتها الهادئة ومن مظهرها الذي
ال ين ّم عن الغضب
سحب من يدها ابنه :بسم هللا....
حدّق في وجه ابنه ثم ابتسم ق ّبله بلطف ثم اردف :ربي يخليك لنا!
جلست على بعد مسافة قليلة منه اردف :أنا جيت عشان نتفاهم
على الطًلق!
.
.
.
مجاال خرجت الجازي بخطى متقاربة لتعود بادراجهاً لم تترك لها
له
.....
كان ينتظرها.....اشتاق لها......اشتاق لحنانها .....لخجلها
...لحديثها الذي لم يعطيه أي اهتمام في ذلك الوقت لكي ال ينجذب
لها....لكي ال يخون وعوده!
تنهد عندما رآها تدخل وتغلق الباب
جلست بعيدة عنه ثم اردفت بجدية :سيف......مثل ما قلت لك
الزم نتفاهم ....وننهي األمر...بدون ما ندخل بينا أحد.....وبدون
ضغوطات أي طرف ثاني.....
أبعدت عنها يديه واردفت ببرود قاتل لقلبه :وانا ندمانة اني وافقة
عليك.....ندمانة إني سلمتك نفسي....ندمانة على محاوالتي من
إني اقرب منك عشان املك قلبك ......ويملكك قلبي....ندمانة كل
الندم انه اسمي ارتبط باسمك.....وندمانة اني حملت...وانجبت
وص رت ام منك.....ندمانة ألني خسرت نفسي.....وسمحت لنفسي
انذل.....وانطعن......وانقهر بسكات.....خًلص يا سيف......اللي
بينا انتهى....واللي يربطنا بس عبد هلل....ال تحاول....ال تحاول
أنك تصلح األمر بشي ثاني غير الطًلق...
سا
الجازي نهضت من على الكنبة ونظرت له بعد أن اخذت نف ً
عميقًا :إال هذا الحل.....والحل األمثل بعد....
ً
منفعًل :الجازي... سيف وقف معها هنا وتحدث
اشارت له بصوت شبه مرتفع :ال تحاول يا سيف.....ال
تحاول....كسري منك كبير وعميق......والعود اللي انكسر ما اظن
عمره بينجبر معاك...
.
.
سا لم يتعلمهركب سيف السيارة ....هي اوجعته ......علمته در ً
ابدًا.....وقتلته حينما قالت (ال تفرض نفسك علي) هذه الكلمة
ست كرامته وحتى رجولته ولكن حاول أال يظهر ذلك حقيقةً م ّ
أمامها ألنه يعلم هو يستحق كل ما اسمعته من حديث قاسي ومؤلم
له
قاد سيارته بعيدًا عن منزل خاله....عائدًا إلى منزل ابيه ......يريد
أن يهرب....منها ومن كل افعاله األنانية تلك!
.................................................. ...
.
.
.
قبل دقائق عدّة
ذهب إلى الشقة يريد أن يطمئن عليها ،حالها ال يسر بعد سماعها
لحديث الطبيبة.....لذا ذهب إليها مباشرة من خروجه من منزل
خاله .....اغلق باب الشقة بهدوء
وكان الهدوء مسيطر على الشقة ظنّ انها نائمة .....ولذا تقدم
لناحية الصالة ورأى االنوار مغلقة ولكن لم تخلو من ضوء بسيط
من تلك اإلنارة المتسللة من المطبخ
فهم ُمهره تغلق انوار الصالة قبل نومها ولكن المطبخ ال وابدًا وال
يعرف السبب!
دلف باب غرفتها ورآها على سجادتها ،تُقيم الليل ...ابتسم
ق قلبه على حالها......تعلّم الكثير من هذا الزواج....تعلم
....ور ّ
وتألم منه حقيقةً!
واآلن ال بد ان يُعلنه بأي طريقة كانت ُمهره ال تستحق كل هذا....
افرقت من الصًلة .....اقترب منها :السًلم عليكم
ردت عليه وهي تنظر إليه بهدوء
ثم قال :اخبارك الحين؟
ُمهره أزاحت من على جسدها ِجًلل الصًلة(المشمر )
:الحمد هلل....
ثم اردفت :ما كان له داعي تجي.....
قصي جلس على السرير ونظر إليها بحنان :حبيت اطمن عليك
وما هان علي اتركك لحالك....بعد ما سمعتي اللي قالته الدكتورة!
ُمهره اخذت تمشط شعرها :كان اتصلت علي....احسن من انك
تضرب مشوار طويل...
اقترب منها واحتضنها من الخلف ثم ق ّبل خدها االيسر :حبيت اجي
واشوفك واطفي نيران الشوق اللي بقلبي عندك مشكلة ؟
.
.
اتى بالقرب منها وجلس على ركبتيه منحنيًا
:نور انتي بخير....
نور دون سابق انذار احتضنته .....ولمست اكتافه وكأنه تريد أن
تتأكد انه ما زال على قيد الحياة .....شهقت ما بين توترها ،
قلقها ،خوفها ال بكاؤها وال دموعها! :آسفة....آسفة.....آسفة.....
كانت تكررها بجنون ....ويديها تتحسس وجوده بارتجاف عظيم
شعر بخوفها ....ومن لحظة غياب وعيها التي رمت فيها السكين
عليه ش ّد عليها ليخفف عنها آلمها وهو يردف :انا بخير
نور....اهدئي......اهدئي...ما زلت على قيد الحياة....
اغمضت عينيها....شدّت على جسده بيديه بعد ان حاوطته
بيديها.....فهم حاجتها إلى هذا الحضن.....وشدها إليه وكأنه
يخبرها أنّ كل شيء سيكون بخير.....وأنّ الحياة جميلة ......وال
داعي لهذا الخوف والقلق....
بقيت محتضنته ودافنة وجهها في كتفه وكأنها تخفي نفسها عن
لقب _مجرمة_(قاتلة) كانت ستكون في لحظة طيش انانية مثلهم
في انتزاع النفس من جسدها بغير حق! كما انتزعوا روحها
وجسدها من المكان التي تحبه
لم تحاول البكاء ...ولم تحاول إخراج الدموع من عينيها ابدًا فقط
اغمضت عينيها .....اغمضتهما....ابعدت عن مخيلتها توم
.....وديانا....وأمير ويوسف......وحتى ابنتها وبهاء
الدين.....وحاولت أن تركّز بمخيلتها على صورة إيًلف....هي
الوحيدة التي تقبلتها....احبتها اخلصت في صداقتها
معها.....طيفها امام عينها له دور في تهدأت نور......وكأنها
تجزم أن هناك خير في الناس ليس الجميع سواسية فإيًلف لم
تكن مثل الجميع...
.
.
.
.
.
بعد مرور ما يقارب الثًلث دقائق ابتعدت عنه ،شتت ناظريها
ً
مجاال في عنه بشتات .....وبضياع.....ولكن لم يترك ماكس لها
البقاء هكذا
طوق وجهها بيديه :نور.....انا بخير.....ال ....تخافي....اوك...ّ
هزت برأسها برضى ّ
بينما هو اجبرها على النهوض : You should take
shower now.
هزت رأسها برضى ،ثم توجهت للغرفة الذي أشار إليها أمير ّ
ألبقاؤها فيها.......دخلت ورات دوالب خاص بها ومن المؤكد
امير قام بتبضع لشراء المًلبس المناسبة لها فتحت الدوالب وكما
ظنت رأت لها ما يناسبها من مًلبس
لذا سحبت بدلة صوفية سوداء طويلة تصل إلى ما تحت الركبة
بنطاال اسود ضيقًا!
ً وسحبت من الطرف الجانبي
ثم توجهت إلى الخًلء وأغلقت الحمام!
...........
انتهى
البارت الرابع عشر
.
.
.
.
.
......
ما إن خرجت حتى توجهت األنظار إليها
تحدث ماكس (مترجم) :اليكسا......ماذا حدث؟
اليكسا نظرت لهم بحيرة :ما بدهاش تشوف حدا.....
جولي نظرت لماكس (مترجم) :أخي......نور تحتاج للمزيد من
الوقت .....ال اريد أن ترى سندرا اآلن.....ح ًقا وضعها ال يسمح...
ماكس تحدث بلغة مكسرة :نور....تبي
تشوفها....بس....اآلن....تعاند....
التف عليهم ُمراد والذي علم من ماكس أنّ نور لم تتعرف على
ت متأخر ولم تعرف شكلها ابدًا ابنتها إال في وق ٍ
فتساءل عن األسباب ولم يُجيبه ماكس .....وبعدها لم يكثر
الحديث
أكملت اليكسا :انا ئلت إلها أمير صحى من الغيبوبة....
ماكس بشك :شووو كانت.....ردت فعلها؟
اليكسا :ما بعرف هي سألت وانا جاوبتها بدون ما شوف و ّجها
وطلعت....
ُمراد بجدية :ما كان له الزم تجذبين عليهاُ .....مراد يمكن ما
يصحى لألبد الرصاصتين قريبة من قلبه هواية .....وزين منه
طلع من العمليات......
ماكس بتفهم ُ :مراد......هو استيقظ اليوم.....
:نور.....
رفعت نفسها من على الوسادة ببطء بحلقت في عينيه بجمود:
متى يموت؟
شيخة بخوف :بندر لو تتقدم لي الحين الكل بيشك خاصة إني قلت
ألبوي...ما ابي ازوج الحين وابي ادرس...ومن الحكي لو جيت
وتقدمت وانا وافقة عليك بصير مكشوفة عند الكل....
بندر مسح على وجهه :طيب لو جا احد وتقدم لك....
شيخة بهدوء :بضمن لك ماحد هنا يقدر يجبرني خاصة بعد اللي
صار لي من هالسالفة
شيخة ابتسمت :بس آخر مكالمة بيني وبينك ما حسيت إنك متهور
وكنت تهديني بطريقة قهرتني...
تشعر بالسعادة لتصريحه بذلك والذي ينم عن مدى حبه لها ولكن
اردفت بتًلعب :يعني وش كنت بسوي؟
بندر بخبث وبكذب :شي فوق الثمنطعش....
شيخة بصوت عالي :هللا ياااااخذك يا حيـ....
قاطعها بضحكة :هههههههههههههههههههههه امزح معك.....
ثم اردف بجدية :فكرت اكلم سلطان ينهي االمر من عنده أو اخليك
تهربين وأمن لك مكان ....وانا أقول لهم ابيك واعرف مكانك وما
راح اخليها تجي إال لم تزوجونا.....
.
.
.
قاطعته بحده :وأنت كيف ترضاها على شيخة تكلمك دامك مو
راضي انا اكلم لي واحد واحبه؟!
بندر بانفعال :انا احبها وناوي الزواج ........اللي بكلمينه يمكن
يكذب عليك....يمكن ياخذك تسلية....
نوف بصوت شبه عالي :عادي اجرب....
بندر كان سيضربها ولكن صحى على نفسه وابتعد وهو يستغفر
نوف :شفت .....شفت كًلمي يوجع....لو شيخة قالت لناصر وال
سعود نفس كًلمي بس قالت هذا اللي اكلمه ولد عمي هم بقولون
لها نفس كًلمك.......ما فيه اخ يرضى ألخته تكلم لها واحد....ايًا
كان ...سواء من أهلها وال ما يعرفونه...وانت رضيت على بنت
هالشي....وخونت في ناصر وسعود....
ّ عمك
اندفع بالحديث :قلت لك انا غير راح اتزوجها....
نوف :اذا خطبتها روح كلمها.....للعلم ترا اللي تسوونه
حرام...هي غبية ومندفعة في مشاعرها ....وانت
استغًللي.......اذا تبيها ومو قادر تصبر ابوي تحت روح قوله
يخطبها...لك...
ثم خرجت من الغرفة
وتكرارا
ً مرارا
ً وهو بقي....يعيد حديثها
شعر بالقليل من تأنيب الضمير....والخوف ايضًا!
......................
عندما خرجت نوف ذهبت لغرفة خالد وكانت الجازي جالسة بقربه
وفي حضنها الصغير
تحدثت :نعنبوا شركم كلتوا علي الشيبس....
الجازي :النصابة وهذا هي اللي قالت ما ابيه....
خالد رمى عليها الكيس :خذي شبعي منه....
نوف جلست على األرض بعد ان سحبت شوكوالتة من يد اختها
الجازي بطريقة خفيفة وسريعة :ال ابي هذا...
خالد بعصبية :تراك كثرتي منهم هاالسبوع
الجازي هدهدت ابنها ليكف عن البكاء :وهو الصادق
...كثرتي......إال صدق خذتي االبرة...
هزت رأسها بـ(أي)* واخذت تمضغ الشوكوالتة بتلذذ
ولكن خالد لم يدعها تأكله كلها نهض بصعوبة من آالم جراحه
وسحبه من يدها :بس يكفي....
نوف عبست بوجهها ثم نهضت لتقف :وجع...ما تخلون الواحد
يتهنى...
الجازي بجدية :انا أقول روحي ذاكري...
نوف بتملل :تحبين النكد....
ثم قالت :بروح ألبوي حبيبي...
الجازي بتحذير :ال تروحين...
خالد ونوف بتعجب :ليش...
الجازي ضحكت بخفة :هههههه ابوي مشغول قدامه ملفات
كثيرة......ووجهه ما يطمن واضح مشغول مرا...
خالد بتنهد :وهللا انا السبب لو كنت معه كان شلت من تعبه
نوف :يمديك على الضيم والظًليم......بس تبرا جروحك ابوي
بتلّك من رقبتك للشغل...
خالد رمى عليها الوسادة :ما عمرك قلتي شي....يبرد خاطري....
نوف بضحكة :ههههههههههههههههههههه اول مرة اشوفك
مقهور كذا....
رماها بوسادة أخرى
فضحكت هنا الجازي :ههههههههههه خالد على هونك نسيت
جروحك.......اترك عنك هالخبلة ....هي شاطرة في
االستفزاز....ال تغلبك....
نوف مشت بغرور :أصًل غلبته وخًلص......يًل بطس المطبخ
آكل...
ثم خرجت من الغرفة
خالد ابتسم :وهللا مسوية لنا جو......هللا يخليها لنا...
الجازي بصدق :آمين......وان شاء هللا ازفها عروس....
ثم نهضت :بتركك ترتاح ....عن اذنك
خالد نظر ألخته وت نهد لحالها كان سيفاتحها بموضوع سيف ولكن
لم يحبذ أن يُفسد عليها ابتسامتها تلك ...فنهض هو اآلخر ليستحم
ثم ينزل ليساعد أبيه!
.....................
كان مترددًا للغاية ،هو فكّر في األمر وعليه أن يحسمه قبل فوات
األوان.....إن خبأ األمر لوقت أطول سيتصعب عليه ال محالة
....مسح على رأسه ....طلب من والده أن يحدثه على انفراد
وفضّل أن يخرجا إلى المجلس الخارجي لكي ال يسمعهما احد
.
دخًل المجلس اغلق الباب
جلس مقابل لوالده الذي قال :قصي شفيك.....صاير لك شي؟
سا عمي ًقا ليشجع به توتر أكثر من ردت فعل والده ولكن اخذ نف ً
نفسه..... :يبه.....انا أقدمت على هالخطوة......وانا متردد بس
ما توقعت يصير لي .....كل هذا...
ثم ارتفع صوته بتوبيخ :دامك تبي العرس وانت مقتدر ليش ما
خليت امك تخطب لك اللي تبيها......ليش رحت من هالطريق
.....بس شكلكم يا عيالي.....تحبون المشقّة لي ولكم......كل واحد
فيكم ما عنده ذرة تفكير واتزان في قرارة....ذاك يبي يطلق وانت
مزوج.....لو جايب لي بنات ارحم منكم ......والحين
تجيني تقول ّ
وش المطلوب من اعترافك بهالشي؟
قاطعه والده بحزم :ما ابي اسمع منك وال كلمة......ومستحيل اقبل
انك تعلن هالزواج.....مستحيل يا قصي......
نسي أنّ والده ال يعلم بحقيقة مشاعر سيف .......ولكن يعرف في
اصرت عليه
ّ ذلك الوقت هو ال يرغب في الزواج...ولكن والدته
إلى ان خضع لألمر!!
بو سيف بشبح صوته :كيف رضى يزوجها بهالعمر وال بعد
مسيار .....أكيد ألنها...
إيًلف بحشرجة صوتها لم تعد قادرة على كبح مشاعر البكاء :مو
بخير...
نور سكتت....جميعنا ليس بخير.....
ت وأنا واحد بمختلف االحداث ال ُم ّرة التي تدور حولنا.....
أن ِ
:شفيك ؟
ايًلف ابتسمت وسط دموعها :اشتقت لج....واشتقت لنفسي لم
الحقج ......واجننج......واغثج في سوالفي....
ً
مجاال في نور كاذبة.....تعلم أنها كاذبة ولكن لم تحب ان تعطيها
قول الحقيقة :وانا فرحانة أنك بعيدة عني .......وافتكيت منك...
ايًلف ارتفع صوت ضحكها وهي تمسح دموعها :ههههههههه
حقيرة.....
نور تنهدت :متى بتسافرين أمريكا؟
.
.
.
أما إيًلف سحبت وجبتها من على الطاولة وانسحبت من المكان
وهي تضع يدها على قلبها :يمه قلبي.....
ثم توجهت لناحية سيارتها ركبت وذهبت لتزور والدتها تريد ان
تودعها من اآلن...
بعد نصف ساعة وصلت إلى الباب طرقته وانتظرت الخادمة لـ
تفتحه ...وبعد دقائق فتحته
:ماما أهنيه؟
الخادمة :يس مدام...
دخلت إيًلف المنزل.....كان هادئ ًا للغاية ساكنًا رأت والدتها
تُلقّن أخيها الصغير االنشودة اقتربت منها وهي تسلم :اخبارج
يمه؟
انصدمت والدتها من تواجدها ثم رحبت بها بضيق من تواجدها:
يا هًل ايًلف هًل يمه....
جلست ايًلف بجانبها ثم قالت :حبيت ايي(اجي)...واسلم
عليج.......بعد يومين راح اسافر أمريكا .....اكمل دراستي هناك
بدل بريطانيا....
ام ايًلف :أي احسن يمه روحي كملي دراستج.....ورفعي راسي
بالشهادة الطيبة.....
ايًلف قبلت يد ورأس أمها :إن شاء هللا يمه...
ثم سكتا لفترة .......شعرت بضيق والدتها .....من تواجدها هنا
....لم يخفى عليها االمر خاصةً عندما يأتي زوجها ينقلب وجهها
إلى الوان ففهمت اإلشارة زوج والدتها ربما بمثل زوج خالتها
ولكن الفرق خالتها ترحب بها وال تعلم بخبث نواياه
لم تحبذ ان تطيل األمر.....ولم تحبذ ان تحرج والدتها نهضت :يًل
يمه ....مع السًلمة ودعواتج لي...
نهضت والدتها :يمه جلسي.....ما شبعت منج...
ايًلف ابتسمت بسخرية على حالها تعلم والدتها تريد اللحظة التي
تخرج فيها من المنزل :ال يمه مشغولة بروح اجهز أشياء وايد
للسفرة.....
ثم مشت عنها لتردف والدتها بتنهد :سامحيني يا ايًلف....بس
مابي اخرب بيتي بيدي....وال ما تركتج تسافرين.....وهللا ما
تركج!.....
بينما ايًلف ركبت السيارة وقادتها سري ًعا وهي تبكي ....على حال
ابويها وتغيرهما عليها ُمنذ فترة طويلة!
.......................................
كثيرا....ازداد طول
ً ا
مطوال....كبرت .....كبرت مراد حدّق بها
شعرها.....يشعر أنه اصبح اكثر سوادًا........عينيها باتت
نظراتهما حادة.....حاقدة ...ومخيفة مع تغاير لونهما والمحيطتان
بالهاالت البنية الغامقة ...وكأنها مدمنة كحول!.......ال يوجد
بياض لعينيها فعدستها محاطة باللون األحمر الباهت والنقاط
الغامقة!.....شفتيها بهما جروح طفيفة ومتقشرة.....كما أنّ
بشرتها باهتة كاألموات.....ال لون لها.....نبرة صوتها تغ ّيرت
وكثيرا......نور لم تعد نور الفتاة العاشقة.....المراهقة المندفعة
ً
في حبها لناحيته......تلك توفيت وما يراه فيها شخصية أخرى....
تقدمت ولكن امسك بيديها
ولكن بطريقة مفاجأة له حررت يديها من يديه وامسكته من ياقة
بذلته والصقت ظهره بالجدار بعد أن دفعته بشكل عنيف وقوي
عليه اخذ نفسها يتسارع
تحدثت ما بين اسنانها وبكره حدّقت في عينيه
(مترجم) :ال تلمسني مر ًة أخرى وإال قتلتك.....ما عدت نور
السابقة ...فاحذر مني......فاحذر مني...
اتى ُمراد هنا وامسكها من اكتافها ليبعدها قائًل :نور......
تركت الرجل وبسرعة التفت على امير بنرفزة وابعدت يديه عنها
وهي تصرخ :ال تلمسني أنت الثاني...
نور دون أن تنظر له :ال تجلس تًلحقني مثل ظلي انقلع من هنا يا
بهاء....
ثم انعطفت يمينًا لتخرج من هذا القسم ......نزلت من السًللم
بشكل سريع تريد أن تخرج من المستشفى....اآلن..
أخيرا
ً تبعها مراد دون ان يوقفها ودون أن يردف حرفًا خرجت
اشتمت هواء نقي بعيد عن المعقمات قللت من سرعتها.....مشت
بهدوء.....ونظرت لمن حولها
كررت :ال تًلحقني.....
.....
ضاق تنفسها.....همست برجفة يديها :بهاء وخر....
ماكس خشي عليها :نور....
تقدمت لألمام ً
قليًل ابتعدت عن حصارهما لها.....جثلت على
ركبتيها...اخذت تتنفّس بصعوبة.....وتنظر لمن حولها
بضياع.......فتحت الجاكيت من على جسدها وهرع إليها
ماكس.....وكذلك ُمراد انحنى وهو يهمس :نور......تنفسي...
ماكس ابعد عن صدرها الجاكيت نظر لوجهها المحمر:
نور....take your breath…........نور.....
ثم اخذ نفس ونظر لوجهها ونظراتها التائه امسك بيدها واسند
ظهرها على رجله وامسك ُمراد يدها األخرى ....واخذ يطبطب
على كتفها ويدلكه بخفه
ماكس بدأ يعلمها كيف تتنفس بشكل بطيء وهادئ
اخذت تتنفس بنفس طريقة ماكس....واغمضت عينيها وتجمهر
حولهم الناس متسائلين إن أرادوا مساعده ولكن
تحدث مراد (مترجم) :ال فقط افسحوا المجال....لكي تتنفس...
شعرت لوهلة أنها غير قادرة على التنفّس ......هناك ألم ال
تستطيع أن تشرحه لهما ...يعبث بقلبها وكيانها بشكل
مخيف....شدّت على يد ماكس وكأنها تريد منه أن ينقذها من
كثيرا....
ً الموت وهي التي تمنته
وشدّت بشكل ال ارادي على يد ُمراد ايضًا في نفس تلك
اللحظة.....
شعر باألسى عليها ....تتألم...أدرك ذلك ورأى األلم والشتات في
عينيها .....طبطب على يديها مسح على ظهرها...
اخذ هو و ماكس يطمئنونها كل شيء بخير.....وعاد تنفسها
طبيعيًا.......وبعد ان هدّأت من روعها سحبت يدها من يد
أمير.....ومن يد ماكس ثم نهضت...
وكانت ستتقدم لًلبتعاد
ماكس برجاء :نور بليييييز......وين....
قاطعته بهدوء وهي ال تنظر لمراد :خذني للشقة.....
ماكس مسكها من يدها مشى بها لناحية سيارته
بينما ُمراد شعر بالغصة على واقعها األليم....مسح على شعره
عدّت مرات...ال يعرف هل هو السبب في حالتها تلك ام أمير
وخباياه هم السبب؟!
رنّ هاتفه
سحبه من مخبأ الجاكيت :نعم....
جورج بعصبية وغضب :طولّت كتير...شو ما انتهيت من ئصة
الطًلق؟
مراد :الورقة لسى عندي...امير تصاوب وال قدرت اعطيه
إياها.....وسويت تحاليل اثبات ابوة......وعرفت سندرا تكون
بنتي...وراح اتاخر هواية لين اعدل نسبها واعرف من الفاعل في
محاولة قتل امير...
جورج اخذ يسب ويشتم أمير :لك جنيت انتّا........شو عم
تئول؟......اسمعني منيح اعطي الورئة لنور.....وتعى لهون
.....بديّاك ع ّنا اشغال اهم من معرفتك لقاتل أمير....واهم من كل
شي....
مراد بنبرة حادة :بنتي اهم.......متى ما خلصت شغلي جيتك
وخلصت إلك شغلك...
اغلق الخط في وجهه أخيه.....ثم عاد بأدراجه لداخل المستشفى
وبقي جورج يشتم ويسب امير ويكرر :هيدا مصر على الحياة
.....ومراد واضح.....راح يحميه...مشان بنتوا....
رمى هاتفه على السرير وركل برجله االريكة واخذ يجول ذهابًا
وإيا ًبا...يفكر لطريقة توقف كل هذه األمور الذي ال تعجبه!
.....................................
.
.
.
.
.
.
.
هل يعدها من األموات وينسى امرها؟ هل يدفنها في قلبه بغصة
بكاء الضمير؟ الخيانة اوجعته واضاعتها من يده
عاش معها اجمل ثمان سنوات.....في حياته.....هي
اختياره......هي اختيار قلبه أما منيرة فكانت اختيار والدته ووالده
ولكن ....لم يكرهها...احبها....بعد العشرة ولكن في بداية االمر
اعتاد على وجودها في حياته وعندما اكتشف ُحبه في ذلك
البلد.....لم يتردد في اصطياده ...ولم يتردد في
امتًلكه.....تزوجها......قضى معها اجمل األيام والسنين .....لن
ينكر ....في بعض الحين يراها حزينة تترجى زوجته في
مساعدتها للعودة لبلدها ولكن ظنّ كل هذا بسبب اشتياقها
ألهلها.....لم يظن انّ قلبها كان هائ ًما بغيره ....فالخطأ خطؤها
هي لم تفصح ببداية األمر عن حقيقة مشاعرها اتجاهه.....ربما
كانت خائفة منه ومن والدها...ولكن نتيجة هذا الكتمان...خيانة ال
تُغتفر......وضياع طفلة ما بين هفوات حقيقة مشاعرها ....ما
حدث كان ظل ًما له ولها....
لم يُعير حديثه أي اهتمام اغلق الخط ونظر لنفسه من خًلل المرآة
...ابتسم بانتصار شديد ِلم فعله!؟
مجرد تمهيد والقادم أقوى!
ّ ثم همس :هذا
انتهى
شتات
.
.
.
.
مضى أسبوعين ونصف على االحداث أمير صارع الموت من
جديد ودخل في غيبوبة الزمته هذه المرة لفترة اطول ولم تجعله
يفيق حتى اآلن!
فانقبض قلب حارسيه ....وبدأوا بالتفكير .....اآلن هوية القاتل
غير معروفة......ولكن ايقنوا ليس من جماعة المخربين في
وحش ويريد أن يغدر اكسفورد.....ربما هناك طرف آخر....طرف ِ
وزع الرجال بشكل مكثف داخل بأمير بأي طريقة........فماكس ّ
وخارج المستشفى وحول منزله وشقة امير الذي تمكث بها
نور.....يشعر بالمسؤولية ....والشك من تواجد ُمراد ....ولكن
مراد ما إن ظهرت نتيجة التحليل وعلم أنّ ساندرا ابنته سارع في
تعديل انتسابها إليه واالمر ليس هينًا وقد يُدخله في اوساع
التساؤالت الكثيرة ولكن
ارشى المسؤولين لمساعدته في االمر وقام بتعديل النسب في
غضون هذين األسبوعين .....قام بتغيير اسمها إلى رتيل....ذلك
االسم الذي يعز عليه....وعلى قلبه
سماها على اسم تلك المرأة التي ربته واغدقت عليه الكثير من
الحنان الذي فقده في ذلك األوان تلك المرأة لم تكن إال (عمته)!
.........................
.
.
.
ُمراد عاد أللمانيا.....قبل خمسة أيام من هذا اليوم وشعر ماكس
بالطمأنينةِ ....لبُعده......
.............
.
.
.
نور ......خضعت خًلل هذه الفترة لمرحلة عًلجية من دخولها
متطورة من االكتئاب وكانت المشرفة على حالتها اليكسا
ّ لمراحل
...وعادت من جديد تتناول العقاقير الًلزمة لتهدأت النفس وتنظيم
النوم وتخفيف األلم النفسي.......لم تعد تُجيب على اتصاالت
ايًلف ولكن تكتفي بمواصلتها عن طريق الرسائل.....عاتبتها
مؤخرا على عدم قدرتها في الوفاء بعهدها بالمجيء الى ً ايًلف
امريكا....ولكن تعذرت لها بسبب حالة امير....وانصدمت ايًلف
مما حدث له فأخبرتها ستزورها في أيام ال ِعطل!
..
.
.
في الواقع االمر اصبح معقدًا على ماكس......فهو اصبح مشرف
على منزلين ......منزله األساسي والذي تمكث فيه جولي وسندرا
وشقة امير والذي تمكث فيه نور ويتناوب عليها هو وخطيبته
اليكسا....
يحاول بقدر اإلمكان توفير الحماية لهم ........ومراقبة امرهم....
اليوم دوره في البقاء مع نور......عاد بعد اشرافه على العمل
ّ
الحال...وإال ستنهار ....لن يوقف العمل حتى لو كان امير في هذا
شركته!....حاول بج ّل جهده ان يُمشي األمور كما يُمشيها أمير
...واآلن عاد وعلى طريقه اشترى لهما عشاء
.
.
فتح الباب دلف منه وكانت خطيبته امامها .....ناولتها دواؤها ثم
رفعت رأسها لتنظر لماكس نهضت وهي تقول :نور حبيبتي راح
امشي هأل.....وراح يكون ماكس هون.....
ّ
هزت نور رأسها بتفهم
نوف لم تتحمل حديث اختها القاسي لذا ارتفع صوتها بقول :وش
اسوي؟...هاااااااااااااا....هو يبي يتواصل معك....حاس بغلطته
وانتي تصدينه ......صار له أسبوعين ما شاف
ولده..........وعشان مايبي يضايقك ارسل لي.....تعالي بيتنا
وجيبي معك عبد هلل ما ابي اجي بيتكم عشان ال تضايق
الجازي.......
تن ّهد بضيق ورأى الجازي القادمة لناحيته وتمد بيدها عبد هلل
:خذه....وبخلي سينا تروح معك عشان تمسكه وانت تسوق....
اخذ عبد هلل ال يريد ان يناقش اخته بأي شيء اآلن أما هي نزلت
لتستدعي سينا للذهاب معه و خضع ألمرها!
الجازي ضغطت على نفسها ال تريد أن تعقد االمر كما عقدتهُ على
اختها.... :سيف ......بندر بيجيب لك عبد هلل..........والشنطة
فيها كل حاجاته الضرورية......
اعتادت على وجوده معها كما اعتادت على أحاديثه وجرأته في
اإلفصاح عن مشاعره اتجاهها ولكن إلى اآلن هي لم تعطيه
ً
متبادال بعد ذلك. اإلشارة الكاملة في تقبّل حبه ليصبح
.
.
.
........
المرة لم تسكن في السكن التابع للجامعة احبّت أن تكون في
هذه ّ
شقة مستقلّة بعيدة عن ضوضاء الطلبة والطالبات والقوانين!
مشاري ببداية األمر كان معارضًا لألمر ولكن سريعًا ما اقتنع
وحول لها مبلغ مالي ضخم لتدير شؤونها به خًلل فترة طويلة! ّ
.
.
.
تنهدّت بضيق.....تكره الغُربة....وشعور الوحدة اخذ ّ
يطوقها من
صر في تخفيف هذا الشعور ولكن هناك كل جانب.....طارق لم يق ّ
فرق عندما تصبح لديك صديقة قريبة منك افضل ممن يكون لديك
صحبة الذكور وفي األصل ال صديق قريب! هي لم تعتاد على ُ
تتقبلها وهي ضدها تما ًما.....بغض النظر عن العادات
والتقاليد....التي تربّت عليها ....هي تملك بداخلها قناعة كبيرة ال
ص ُحبة بين اإلناث والذكور .....ألنها ستتحول هذه الصحبة إما
إلى كارثة أو إلى أمور لم تتوقعها!
ايًلف حكّت جبينها بتوتر ونظرت لساعة الحائط والتي كانت تُشير
إلى الساعة التاسعة والربع مسا ًءا
طارق اقترب خطوة لألمام نظر إلى قطرات الماء الساقطة على
اكتافها...قوس حاجبيه :شعرج رطب؟
ّ
ايًلف بتوتر :لبست قبعة...عادي يعني ...اطلع....بدو..
قاطعها وهو يسحبها للداخل دون اذنًا منها :روحي جففي شعرج
انا بنتظرج اهنيه بالصالة...
ثم فتحت باب شقتها ....واشار لها بالتقدم خرجت ثم اغلق الباب
جي ًدا ومشى بخطى متقاربة من بعضهما إلى أن وصًل للشارع
وركبا السيارة....
.
.
بالتوتر......فسرت توترها بسبب انعزالها عن الناس فترة
ّ شعرت
تكون صداقات كثيرة .....واآلن هي ليست هيّنة ......حتى إنها لم ّ
متوترة ألنها لم تعتاد على هذا االمر....تنفست بعمق وبهدوء
لتخفف عن توترها...نظرت للشوارع.....ودّت لو كانت اآلن هي
سد على شعرها وتغرقها في الكويت....جالسة بجانب والدتها لتم ّ
بأحاديث األمهات الذي يليّن القلب!.....ماذا لو اهتم والدها ً
بدال
من طارق؟
ولكن طارق ال يهتم فقط....هو عـ...
قاطع تفكيرها
ً
متساءال :تحبين تسمعين لمين؟
نظرت له باستفهامات؟
ليردف :اوه شكلي اتحجى بروحي....صار لي ساعة اسولف
وانتي سرحانه....
ايًلف ابتسمت بخجل :ال بس شردت اشوي.....
طارق نظره لها بمكر :بمنو؟
هو يعلم بذلك! ،ويعرف السبب لذا اتاها من هذه المخارج لينتقل
إلى خطوته الجديدة في اقناعها بحبه
لذا تحدث بتعجب ليخدعها :ليش؟
ايًلف نظرت له بعدم فهم ،فسحب يدها ووضعها على قلبه وهو
يردف :ابي قلبي يستقر في مكانه لشفتج...
ارتعش جسدها و سحبت يدها من على صدره بتوتر
طارق بهمس العشاق :يعني وش اسوي؟ أخاف تروحين من
ايديني ...لو انتظرت....
ايًلف ....سكتت ثم نظرت لوجهه :لهدرجة تحبني؟
طارق بمكر :ظنج لو ما احبج قلت لج ابي اخطبج؟
ثم اقترب منها :ايًلف انا ّاّير ما يعرف الخرابيط.....قلت
اخطبج.....واريّح نفسي....وكونين حًللي....وانتي تقولين ابوج
بيرفض لو تقدمت ....شسوي....إال اذا انت مو متقبل...
قاطعته بتوتر وباعتراف طال عليه طيلة هذه الفترة :ال....ال
تفهمني غلط....وهللا ابوي هو تفكيره جذيه...
.
.
مهموم.....فقد اتزانه في كل شيء.....يشعر صورتها باتت
مسيطرة على عقله ......هل هذا هو شعور األبوة الذين يتحدثون
عنه؟......عندما نظر إليها شعر بسذاجته في التخلي عن والدتها
بمجرد انتهاء الفترة المحددة من أخيه!.....وانتصاره على
امير.....شعر أنه كاللوح الذي يغيّر جورج مكانه دون اخذ رأيه
بذلك!.......اآلن يلوم أخيه في سحبه في هذا الطريق......كان
عليه أال يرميه في طريق أمير.....كان عليه ان ينتقم لنفسه دون
أن يجعل له يد توصله إليهم!
نظراتها إلى اآلن تخترقه.....ويشعر بأنها تًلحقه وتلومه ....حقاا
هذا الشعور ال يطاق!......وقّع على األوراق....ثم نهض ليدخل
إلى مكتب أخيه...
الغارق في مراجعة المستندات الجديدة....
رمى عليه الملف....
ثم تحدث :جورج....اللي ساويته بداليا.....خبال.....
تخون فينا
مرة تانية ما ّ
جورج دون ان ينظر ألخيه :مشان تعرف ّ
ُمراد بضيق من هذا األمر ندم انه حدّث أخيه بشأن اعتراف امير
وبمعرفته عن أمور كثيرة عنهم!
سكت مراد لن يناقشه في امرها اكثر ولكن صدم أخيه عندما قال:
انت لك يد في موضوع امير......
قوس حاجبيه :شو ئصدك؟ جورج ّ
ُمراد بملل وحده :أنت اللي صاوبت امير.....
جورج ضحك بصوت عالي:
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
لثوان
ٍ بو سلطان سكت،
ثم اردفت :رجعنا على نفس السالفة؟
بو ناصر بجدية :أحس إني ظلمتها......شيخة اشعلت بقلبي
نار......بسالفتها.....وهالنار شبّت لي نيران الماضي....
.
.
.
.
تُريد مهاتفته......واآلن....تُريد أن تحتضنه بعد رؤيتها لهذا
الكابوس....حاولت تهدأتها....والتخفيف عنها ولكن زاد
أنينها.....وزاد البكاء......
أخذت تمسح على شعرها برقة ...وتطبطب على ظهرها
بحنان....ولكن كانت تكرر
:بدي أمير.........أميييييييير....
.
.
.
.
.
.
.
كانا يتناوالن العشاء على اطراف انغام لحن الموسيقى
الهادئة....لم يكف عن الحديث إلقناعها بحبه....وبدأت هي في
الواقع تنساب مع مشاعره تلك....اتاه اتصال
فاعتذر منها وأجاب دون النهوض واالبتعاد عن انظارها
كانت تستمع لكلماته ولتغيّر نبرته لفرح وسعادة
:هللا يبشرك بالخير....وال يهمك.....هههههه ......سلملي عليهم
كلهم.....وتحمد لها بالسًلمة.....مع السًلمة...
طيلة الطريق كان يفكر ،هذه المرة من الواضح حاولوا قتل او
تخويف سندرا....وطلبهم في االبتعاد عن والدها يؤكد
ذلك.....حاول أن يطمئن اخته والصغيرة إلى ان وصلوا للشقة
....ودخلوا.....
اغلق الباب ثم قال :دخلوا الغرفة هذي...
ثم أشار لغرفة امير...
:وناموا...
ُمراد انقض على أخيه مرةً أخرى :ترسل كًلبك عشان يموتون
بنتي.....بس علمود ما ساعدتك في عملية التهريب....
ُمراد ابعد أخيه عنه ....ثم مسح على رأسه عدّت مرات
ليردف جورج :في حدا عم يعمل كل هالشغًلت وبعلّئها فيني....
مراد بصرخة :منوووووووووووو؟
تُرسل للقلوب الطيبة والصافية تنبيهات جيّدة لتقترن بها وما إن
دمارا ال يُشفى!
ً تتمكّن منها وتقترن تعصف بها...مسببة لها
.
.
.
ال تعرف نواياه وخبثها .....ال تعرف انه سيستخدمها كأداة من
أجل تحقيق عدالته في االنتقام.....كما عذبوه....وحرموه من
أشياء عزيزة على قلبه.......نفوه لمكان بعيد.....لفترة لم تتجاوز
الثًلث سنوات....لمكان الجميع يكره ...زجوه في السجن
كرهًا!.....بقضية لم يقترفها .....شعر بعجزه وحرقة قلبه خاصةً
بعد أن علم بوفاة أخيه الوحيد والذي يصغره بسنة واحدة...توفي
وهو غريب ....في بلد يمتلك قوانين صارمة بحقه....وغريب في
ظلمة جدران السجن....جنّ ....هناك بالبكاء .....صحة أخيه لم
تكن ج ّيدة فهو يعاني من االنيميا المنجلية .....في ذلك الوقت
.....كان مخاصمه ....ألنه علم بطبيعة عمل أخيه مع ذلك
المتجبّر....ولم يعد يأخذ منه المال.....ولم يعد يتصل عليه كما
يفعل....خاصمه.....في األوان التي هو بحاجه إليه .....ها هو
اآلن خرج....وفي خًلل سنتين جمع معلومات جداا مهمة ومفيدة
من أجل انتقامه....كونه مهووس....باإللكترونيات واعمال
الهكر.....وهذا كان عمله مع ذلك المدعو...استطاع أن يخترق
نظام المعلومات الخاصة به......حتى توصل إليها ...واستخدم
قريبتها لتعلمه بأدق تفاصيلها....ولم يكتفي بذلك أبدًا.....ولن
سجن.....اضاع يكتفي ابدًا.....خسر كل شيء بالنسبة لهُ ....
دراسته......اضاع جزء من عمره.....ما زالت والدته
المقرب توفّى دون أن يسامحه ....دون أن ّ مخاصمته.....واخيه
معتذرا! ....استقله....استقل
ً يحتضنه ويشتم رائحته ويقبله
ذكاؤه.....في انشاء القواعد والنظم االلكترونية ......وحتى
البرامج .....التي تساعده في العمل.....ذكاؤه ادخل عليه الكثير
من المال......واآلن سيستخدم هذا الذكاء لحرقه!......سيحرقهُ
عن طريق أحب األشياء لقلبه....سيجعله يتألم....ببطء....
بينما هي
ابتسمت ب ُحب....على احًلمها الوردية التي بدأت تتحقق
دون إدراك نواياه....كسرت القواعد التي رسمتها في عقلها
.....وهدمت جميع الحواجز ألنها بحاجة إلى هذا االهتمام ....هذا
ال ُحب....هذا العشق...وهذه الكلمات التي لم تسمعها ُمنذ ان
انفصًل والديها....
سار طبّق بطرف شفتيه على طرف خد عبد هلل دون عضّه ثم
ج ّ
بعد ذلك ابتعد عنه وقبّل يده وهو يقول :وهللا احسن شي في
هالدنيا ذي كلها .....االطفال وبراءتهم......ياخي فيهم صفاء
ونقاء ......يجبرك على محبتهم...
تزوج....
عزام :خًلص يا خوي ّ
قصي التقط عنقود العنب من على الصحن وبدأ بأكل حبه واحده
منه...:مسكين وين ما يروح يشوف نفس وجهه بدون مرايا....
غص في اكل العنب ضحك هنا قصي وكاد يموت مختنقًا بعد أن ّ
اخذ يكح :هههههههههههههههه كح كح هللا يقلعكم...
سيف نهض وضرب بخفة على ظهره وهو يضحك:
ههههههههههههههههههههه ال تتكلم يا غبي خذ نفس عميق
وناظر على فوق....
عزام :هذا حوبتي يا كـ......
سار :هههههههههههههههههههههههه ال تموت ج ّ
تكفى.....بعدين ما يصير عندنا احد نطقطق عليه...
قصي هدأت أنفاسه :عليه صوت بنت مادري من وين تجيبه هللا
ياخذك...
.
.
.
.
ً
اتصاال من أخيه رد عليه بهدوء :هًل وغًل بو خالد.... تلّقى
بو خالد لم يحب أن يناقش أخيه اكثر وال يريد أن يضغط عليه :
هللا يدومه عليك من حال....
ثم تنحنح وهو يقول :اجل اسمعني.....ما تصلت عليك وانا
خالي...يا يوسف.....
.................................................. ............
.
.
.
مضت ساعات طويلة وهي ال زالت في غرفتها ،بالواقع نامت
....بعد رحلة بكاؤها الطويل......اتت من جديد اطرقت الباب
عليها ترجتها بفتح الباب ولكن لم تسمع صوت لها!
خشيت عليها من أنّ هناك سوء قد ح ّل عليها ولكن هدئها اخيها
خالد ِلتكف عن التفكير بهذه الطريقة
واخذها لغرفته وكان بندر هناك......
فبعد سماعه لحديث اخوتيه فهم جزء بسيط من سبب رغبة اخته
في الطًلق واخبر خالد.....
لذلك استدرجاها لهذه الغرفة للتحدث معها
هل ح ًقا هي بالغت حتى بها اآلن تتعاقب بشكل غير س ِو
أم أنّ سيف بدأ بالتحجج عليها واخذ الموقف من صالحه
لن تبقى هُنا .....إن بقيت واقفة هكذا أمامه ....ستجرم بحقها! ال
سخف الحديث هذا...محاله....لذا ستنسحب من ُ
مشت وعبرت من جانبه للخروج ولكن امسك بمعصم يدها بقوة
واغمضت عينيها لكي ال ترى وجهه بعدما سحبها لألمام
الخناق الصارم وبعد قرارها أي ُحب هذا؟ لم ترى ُحبه إال في فترة ِ
بالطًلق...لذا ُحبه هذا لن ينفعها بأي شيء ألنها في الواقع لم
تحبه بل اعتادت على وجوده واآلن أصبحت تمقت وجوده ايضًا
ال وجود لسيف في حياتها بعد اآلن
فتحت عيناها ونفضت يدها منه اقتربت اكثر وبحلقت في عينيه
بثبات
اشارت إلى قلبها وهي تنفي األمر :قلبي ما يبيك....مشكلتك انت
اذا قلبك يبيني......ما احبك.....وتصدق عاد.....صرت اكرهك
على قدر محبتك لي!....هذا إذا انت صادق وفعًل تحبني....بعد....
اقتربت اكثر بجرأة وبتحدي صدمه
و لم يعد هناك بينهما إال سنتميترات قليلة وجدًا
أكملت :ما علمتني كيف احبك.....كل اللي علمتني إيّاه إني احذر
من قربك لي......احذر من إني اعطي قلبي فرصة
باالعتراف.......ف ّهمتني الدرس صح......اللي كان بينا.....مجرد
تأدية واجب....وانتقام.......
وضربته بقهر على صدره :وعاقبتني أشد العقاب......لم جبت
عبد هلل.......اكرر عليك هالكًلم لعلى وعسى تفهمه......وتفهم قد
ايش اوجعتني والحين تبيني ارجع لك ....بسهولة.....
انقض عليها
ّ حقًا اآلن لم يعد قادر على تحمل إهانتها وحديثها
سريعًا واض ًعا كف يده على فمها لبتر هذه الكلمة....
والصق ظهرها على الجدار حدّق في عينيها وهو يقول
ً
منفعًل :عمري ما تخيّلتها مكانك......تمنيتها لي بالحًلل وهللا ما
كتب
هنا حاولت التفلّت ولكن شد بيده على كتفها ليثبتها ويكمل
:اللي جالس يصير عقاب لي........وفيت لها بمشاعر باهتة بس
ألني خايف هللا يعاقبني عطيتها وعد وما وفيت به......عشان
أمي.....وعشاني انا كنت جبان.......ما قدرت أواجه
الكل....واقول ابيها.....وبسبتي ساءت حالتها .....وطاحت في
المستشفى وزاد تأنيب ضميري...
يكفيها تصري ًحا بحبه لها تريد التنفس والهروب من يديه ولكن
كلما حاولت الهروب ش ّد عليها بيديه اكثر
فاكمل بقساوة وهو يشد عليها وما زال واضع يده على فمها لكي
يمنعها عن مقاطعته :كنت خايف اتعاقب.....وكنت خايف تظن
فيني ظن سوء.....وكنت ما زلت وقتها أحس اني احبها......ما
قدرت اوضّح لها سبب عدم خطبتي لها.....وأمي عشان تنهي كل
هذا ...دخلتك في النص.....وصار اللي ما توقعته...
بكت والقت برأسها على صدره لتسند جبينها عليه ،قهرها اكثر
كان يحبها بمجرد ما تفكر أن سبب مشاكلهم اآلن امرأة أخرى
تشعر بالغليان وعدم القدرة على الصفح
حقًا هي ال تحبه وال تريد أن تجبر نفسها عليه
تريد أن تعيش بعيدًا عنه ،تريد ح ًبا حقيقيًا عفوي بإرادتها دون
إجبار قلبها على ُحب هي ال ترغبه
احتضنها ما بين يديه
وهي شدّت عليه اكثر وبكت ،اوجعها.....ويحاول ان يداوي
جراحاتها بقرب لعين ...واعترافات ال تزيد االمر إال سو ًءا.....ماذا
تفعل للتخ ّلص من هذه االوجاع؟
الطًلق هو من سيخلصها منه...
دفنت وجهها في كتفه......مجبرة على ان تستخدم كيدها وهي في
هذا الحال....مجبرة على ان تُذيقه من الكأس نفسه
.....ستؤلمه....وستهينه .....لربما يُدرك أنّ وجعها ليس بهذه
البساطة .....وليست بساذجة للخضوع له بعد كل هذه االعترافات
القاهرة لها....
رفعت رأسها من على كتفه شدّت بيديها على رقبته وابتعدت ً
قليًل
عنه.....نظرت لعينيه بعينيه دامعتين
ما إن رأى وجهها المحمر وعيناها الغارقتين بالدموع حتى ش ّد
على جسدها بلطف وكأنه يُجمع بحركته بعثرتها الجديدة بعد
حديثه
:آسف.....الجازي...أنا ...والـ...
ً
مجاال لإلكمال اغمضت عينيها ،وبدأت باالنتقام لم تجعل له
.....ستؤلمه .....وستوجع قلبه ...شدّت بيديها على
رقبته......والتهمتهُ بانتقام صغير وبسيط......تصرفها هذا ال
يوجد عنوان مناسب له سوى االنتقام ...ثم الرحيل......ستفعل
كما يفعل بها ....يقربها منه ويبعدها عنه لتتبعثر....وتتهاوى
وج ًعا وشكوكًا على األرض!......ستجازيه من جنس العمل
نفسه......ستحاول أن يفهم .....شعورها ....فحديثها معه ال فائدة
منه ....ولكن ربما بالفعل سيفهم......ستوصل له الرسالة لعله
يدركها....
ً
مجاال باغتته باحتضان حتى انه ظنّ أنها ابتعدت ولم تعطيه
سامحته بهذا الفعل ش ّد عليها واخذ ينغمس في مشاعره ولكن
قربّت شفتيها ألذنه اليسرى وهي تهمس
بحده وبصوت مبحوح :انا مو آسفة على اللي سويته.....
ثم قبّلتهُ على خده بلطف وازاحت يديه عنها وهي تردف
بعينيه غاضبتين :انتظر ورقة طًلقي يا سيف.....ع ّجل ابها.....ما
عدت اطيق قُربك أبد!
شعر ببرودة تضربه من اسفل قدميه حتى تصل إلى اقصى رأسه
.....اصبح كالتمثال الواقف بًل ِحراك.....عجز من أن يتحرك
ليعاقبها قبل ان تخرج .....ظنّ أنّ حركتها بداية المسامحة وبداية
الرضا ...لم يُدرك انها بداية االذالل والمهانة.......الال....هي تُريد
ان يجعله يُدرك شيء....
واتصل عليها....
وصلت لغرفتها أقفلت عليها الباب ووضعت يديها على قلبها الغير
منتظم.....ما فعلته حت ًما سيصيبه بالقهر.....حت ًما سيشعل غضبه
ابتسمت بنصر وسط دموعها....
سمعت رنين هاتفها......سحبته ونظرت لًلسم
وضحكت كالمجنونة:
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ولم تجيبه...
شتمها وبدأ بالقيادة وما زال يتصل عليها
اجابته بعد االتصال الخامس
وهو يتنفس بشكل متسارع ويصرخ :قد هالحركة يا الجازي؟
بو ناصر ابتسم بسخرية :حتى انا ضنيت راح أكون صلب
وقاسي....مثل شخصيتي يوم تركتها....بس شي غريب ....يلعب
باعصابي وقلبي.....مخليني عاجز من غني ارتاح.....واالحًلم
والكوابيس....فجأة صارت تهل علي هل.....
بو سلطان بهدوء :عشانك صرت تفكر فيها كثير.....يا
يوسف....ابعد نفسك عن القلق ....اذكر ربك.......وانت مانت
ظالم.....هم الظالمين لم ابعدوها عنك.......يا يوسف...
بو ناصر تنهد :ظالم عشاني ما تاكدت.....ظالم عشاني......تخليت
عنها بسهولة......ونسيت اني انا اللي ربيتها بحضني.....
بو سلطان :هللا ينتقم منهم........هللا ينتقم منهم ويسلبهم راحتهم
يارب....
.
.
.
.
نور ابتعدت عنها :ما ابي آكل شي....ابي افهم هذا وش يسوي
هنا....وليش انتوا مجتمعين؟
نور ولّت بظهرها عنهم وهي تتحدث بصرامة :اذا ما طلعوا من
هالشقة أنا اللي بطلع...
ماكس برجاء :نوررررررر بليييييييييييز......
مشت متوجهة للغرفة ولكن نهض ُمراد بخطى متسارعة حتى
اليكسا قالتُ :مراد...ال....
ولكن تو ّجه إليها وامسك بيدها وماكس تحدث بصرامة:
ُمراددددددد...
جولي شدّت على سندرا حملتها وتو ّجهت بها لغرفة امير....
مراد تحدث بحده :امس....هاجموا بنتج ...يريدون يذبحونها...
حولت ناظريها لوجه نور.....لترى تعابيره اليكسا بقلق ّ
ولكن نور نفضت يديها من يده وببرود :ما يهمني....
ه ّمت بالدخول ولكن سحبها من يديها وش ّد عليها
ماكس :مراااد اتركها...
ُمراد نفذ صبره :بلييييييز ماكس...واليكسا....اريد اتفاهم
معها.....ال حد يدّخل...
ثم سحبها وادخلها للغرفة ...الخاصة بها....واغلق الباب
واغفله...
صح
ُمراد يحاول أن يتحدث باتزان :نور.....رتيل بنتج.......وإن ّ
التعبير بنتنا.......باالمس....عيال الحرام حالوا
يقتلونها.......ويخوفونها.....
صرخت في وجهه :مالي شغل فيها.....
تكذب أم تهذي؟
هل هي ثملة؟ أتدرك ما تُعنيه...كان ينظر لها بحيرة
رمت نفسها على السرير واستلقت عليه وضعت الغطاء على
جسدها
جنّ حقيقةً ....كيف ّ
تحولت إلى كتلة كبيرة من البرود؟ هذه...كيف
تح ّولت إلى جماد ال يمتلك أيّة مشاعر...في نظراتها شحوب
مخيف...وحدّة لم يعهدها عليها قط
ووجه كئيب....وجسد نحيل....وإرادة قوية في لذع اآلخرين...
ً
منفعًل وش ّد على اكتافها :جذبوا عليج وكتها.......وهسه تحدث
اعترفوا إلج .......وانتي تقسمين بداخلج انها بنتج....بس ما
تريدين تعترفين...
ُمراد :ليييييييييييييييش؟
نور ت ّحدق في عدسة عينيه :ألنها منك.....
هز برأسه دون أن ينطق بحرف واحد بـ(أي) ال يريد أن يزيد النار
حطبًا ويخبرها عن حقيقة هذا االسم
فتحدثت :عشان كذا سميت بنتك اسمين....طلعت مثلك....
وبغصة :مثلي!
ثم ه ّمت باالستلقاء ولكن التقفها لتصبح بعدها ما بين يديه ينظر
لعينها وهي تهمس :اتركني....
.................................................. ................
.
.
مستفسرا :وافقة؟
ً عندما خرج نظر إليه ماكس
ُمراد مسح على شعره وتقدم لناحيته..... :ما اظن.....بس األفضل
نجبرها على تقبّل بنتها....اضطراب األوضاع تجبرني على هيج
فعل....علمود نحمي الكل....
ماكس سكت وشتت نظراته عن ُمراد الذي اتى وجلس بالقرب منه
تحدث ُمراد بجدية :ماكس أنا حاس فيك.....شايل على اجتافك
(اكتافك) حمل ثجيل (ثقيل).......أريد منّك بس تفتهم شي
واحد.....اللي قاعد يصير....ال أنا وال جورج حتى لنا دخل
بيه......
(اعلم جيّدا أنك تعيش في صراع اخوي وصراع آخر ُمنشّق عليك
من أبواب الخوف
ً
مجاال لتخمين من أكتب لك بالعربية الفُصحى لكي ال اعطي لك
أكون؟
التعرف علي ولن آتي إلى عقلك قط!
ّ ألنك لن تستطع
فالمظلومين من قِبلك كُثر ولن تستطع تذكرهم!
و
قهرا
اخرج داليا من السجن سريعًا وإال سيموت قلب ابنتك ً
سأرسل هذه الصورة المرفقة مع حقيقتها التي ال تعرفها
كونها
غير شرعية ألم احبّت نفسها ،خافت على نفسها من القتل والذبح
واستمرت في اكمال رحلة دراستها
ّ ِمن قبل أهلها لغسل العار
وكأنّ شيئ ًا لم يكن اخفت الحقائق على أهلها واختفت عنهم لفترة
طويلة بح ّجة الدراسة حتى بها
ولكن دالل كانت مكافئة لخبثك وذكاؤك القت عليك حمل ثقيل
ورحلت ِلتعيش بنعيم
.
.
.
(خوفك)
رمى الورقة واخذ يسب ويشتم هذا المخبول الذي من الواضح انه
يعلم بكل شيء يدور حوله
مسح على رأسه عدّت مرات تأفف ،اآلن فهم هُناك
طرف يُريد االنتقام منه كما اخبره أمير
ولكن سيبقى مجهول الهوية إن لم يبذل قصارة ُجهده في معرفة
شخصيته
صرخ على أحد الحرس وما إن دخل عليه تحدث :بدي يّاك تبحث
عن المعلومات الشخصية للي رسل هذا الطرد
الحارس اومأ برأسه داللةً على الموافقة لتنفيذ ما أمر ُه به
وبقي جورج في محله يتآكل من خوفه ،ويتآكل من تفكيره
علم بما جرى بينه وبين داللاذا هو على ٍ
هذا يُعني انه يعلم بالكثير عن حياته وطبيعة عمله
سحب هاتفه واتصل عليه
الذي اجابه بملل :نعمممممم
جورج بحيرة وخوف :أمير.....وصلتني رسالة تهديد.....ويمكن
تكون من نفس الشخص ياللي بحاول قتل بنتك وقتل أمير...
ُمراد سكت ثم ستحدث :شنو مضمونها؟
صل
جورج بحيرة :الزم اتنازل عن قضية داليا مشان ما يو ّ
حقيقتي وحقيقة دالل إليًلف....
ُمراد تن ّهد بضيق :ال تبادر ال برد وال بأي حركة تثير شكوك
هالحاقد.....علمود ال نحقق مراده....ال تحاول تسوي حركة
توصل له شقد أنك اخترعت او اهتميت بالرسالة .....وداليا طلعها
من السجن مو علمود تهديده .....ال علمود انها مظلومة....
ثم اغفل الخط في وجه أخيه الذي بدأ بشتم داليا وشتمه وشتم ذلك
الحاقد
صرخ مرةً أخرى للحارس :ال تبحث عن شي....وروح ج ّهز لي
سيارتي
.
.
انتهى
وهالمرة القفلة م اظنها قوية (كان ودي اخلي اشوي فيها نذالة
بس قلت نخليها في البارتات الجاية
.
.
.
.
.
.
.
.
.
متألم على حالها ،يرى في عينيها ُحزنٌ وخوف وقلق تحاول أال
توضّح هذا األمر ولكن ال تستطيع إخفاؤه
فهو مرئي له بشكل صريح ومخيف له
كثيرا ولكن
ً تُغرق نفسها في المذاكرة وتشرد بذاكرتها في التفكير
في األوان األخيرة لم تعد كما في السابق
فقدت شهيتها ،شحب لون وجهها مزاجها اصبح عكر وكثرة
رغبتها في االستفراغ فخشي من أنّ األمر قد ّ
تطور،
ولكن أتى في باله أمر آخر ربما سيُخيفها وربما سيفقدها اتزانها
لذلك اليوم سيجبرها على مواجهة هذا االختبار
فقبل مجيئه إليها ذهب الى الصيدلية لشراء اختبار الحمل
المنزلي!
ولم يلحظ سيارة والده التي تتبعه ُمنذ أن خرج من المنزل
تا بع ابنه ليعرف في أي سكن يمكث هو وزوجته ولكن عندما رآه
يت ّجه إلى الصيدلية ش ّد ُه الفضول لمعرفة السبب تر ّجل من سيارته
دخل تبعهُ عن كثب
الرف
رآه وهو يسحب بخجل العلبة المنشودة من على ّ
تن ّهد بضيق وتوارت عليه الشكوك تبعه إلى ان خرج
ثم اقترب من سيارة ابنه فتح الباب ولم يجعل له أ ّية فرصة في
استيعاب وجوده في نفس السيارة!
تحدث :قصي...
التفت عليه بذعر :يبههههه.......
بو سيف بانفعال :وش تبي تقول ألمك ....يمه انا تزوجت وخلّفت
بعد.....وش في عقلك أنت ....وش هالطيش.......غلطتك هذي كل
مالها وتكبر يا قصي ...انت مستوعب هالشي وال ال؟
قصي بجدية :يبه...انا دخلت في حياة هالبنت بدون مخطط....كنت
محدود التفكير وقتها....ومع األيام ادركت اللي سويته غلط...بس
من الغلط اني اتركها الحين.....يبه تكفى ...كل شي قدامي
صعب....هي تعبانة.....وانا تعبان....ال تضغط علي...
ُمهره اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشهيقين مزعجين :ال ال هللا ال
يقوله....وش تقول انت....مابي اصير ام...مابي ....قصي....انا
وهللا نفسيتي عشان المذاكرة...حتى استفراغي عشاني قلقة
بزيادة.....
ثم خبأت وجهها وجهشت بالبكاء احتضنها لم يتوقع ردّت فعلها
هذه ظن انها ستنفعل ولكن لن تصل إلى هذه المرحلة من مراحل
االنفعال والذعر شدّها إليه أكثر
ثم طبطب على ظهرهاُ :مهره حبيبتي..اهدي....حتى لو صار
صدق وحامل انا جنبك...وهللا ما راح اتركك......ال تخافين
ُمهره....
اعادها إلى احضانه واخذ يطبطب ويسمي باهلل عليها اجلسها على
الكنب وابعدها عنه وشد على كفي يديها نظر لعينها المليئتين
بالدموع
تحدث ُ :مهره....سمعيني لآلخر.....انا ما الومك على
خوفك.....من االستمرار معي....ألنه ما اقدر انكر طريقة زواجنا
غلط......ما نكر هالشي....بس وهللا ....اني ابيك لي عمر.....ابيك
تصيرين ام عيالي.....مابي غيرك...ما راح اتخلّى عنك...وراح
اعلن هالزواج....وراح اعوضك عن كل شي......
.
.
كان مضربًا مثلها تما ًما.....يفكر هل آن األوان ليصبح أب...يشعر
بالسعادة لهذه الفكرة ويشعر بالخوف....والده اخافه حقيقة خاصةً
بعد أن طلب رقم عمها ....خشي من األمر ....ولكن ارسلهُ...مهما
حدث لن يتخلّى عنها....احبها.....وعشقها...وال يتمنى بعدها
ابدًا...يريد أن تبقى بجانبه طوال حياته.....هي علمتهُ
الكثير....ولن يكتفي....سيتعلم منها أمور كُثر دون ان تشعر!
هزت رأسها وهي تمسح انفها بيدها بطريقة سريعة ودخلت ُمهره ّ
في نوبة بكاء :مابي أخاف......قصي انت مو حاس فيني....وال
عارفة كيف أوصل شعوري لك....مادري احس مخنوقة.....مابي
أصير ام....
فتحت هاتفها نظرت لرقم اختها ثم رسلته على رقمه وحذفت رقمه
سري ًعا لكي ال يُفتضح امرها عند زوجها!
تحدثت بهمس :ما راح اسمح ال لك وال لها تتحكمون فيني بعد
هاليوم....
ثم اتصلت على اختها ولم تُجيبها ......واتصلت مرةً أخرى ولم
تجيب....فرسلة لها رسالة
(ردي علي يا دالل ضروري الموضوع اللي ابي احاجيج فيه
يخص جورج)
لم تأخذ عدّة دقائق وإال اتصلت وهي تردف :شصايييير بعد؟
حصة بًل مقدمات :الزم اشوفج بمكان ...غير بيتج....
دالل ال تريد رؤيتها وال تريد التحدث معها :خلصي علي اشفيج
قولي كل شي لي الحين....
حصة بكره :ما يصير.....الزم اشوفج.....
دالل سكتت ثم اردفت :خًلص بيي(بيجي) امرج .....ونتكلم في
السيارة....
ثم دخلت إلى أبناؤها ونادت الخادمة وهي تقول :ديري بالج
عليهم وال تخلينهم يطلعون برا ...انا راح اروح مشوار صغير
وبرد....
ثم صعدت لتغيّر مًلبسها......ستوقفهم يكفي...اضاعت
عمرها...وتحملت نتيجة غلط غيرها.....انهدم قلبها .....وكيانها
ايضًا ال تريد مزيدًا من االنكسارات ...والخضوع ..والبقاء ضعيفة
ال إرادة لها....ارتدت مًلبسها بعجل سحبت حقيبتها وبعد عشر
دقائق رنّ هاتفها اجابت
فسمعت اختها تقول :انا تحت...
فـ أغلقت الخط سريعًا ثم نزلت من على عتبات الدرج بعجل
خرجت لها ركبت السيارة
حصة نظرت لها بحسرة :بتمين جذيه طول عمرج .....ما تفكرين
إال بنفسج......وال تعترفين باغًلطج....
دالل مسحت على شعرها سمعت رنين هاتفها نظرت للرقم الدولي
وفهمت اجابته :الو جورج اكلمك بعدين...
صلت إلك حصة كل شي واضح...بس ما راح جورج بتعجب :و ّ
أطول كلها كلمتين راح ئلك إياها...
دالل بحقد :شتبي؟
جورج بغضب :في حدا بيعرف كل شي بيناتنا وعم يهددني ببنتنا
....
دالل ببرود :والمطلوب....
جورج بانفعال :انتي ئلتي لحدا شي عن هالموال...
دالل ضحكت بقهر :هههههه مينون أنت تبيني افضح نفسي
بنفسي...؟
جورج بضياع :اجل منو هاد؟
دخلت والدته وهي تحدّق إليه بشرر :شلون عبد هلل بيظل الليلة
عندنا....ما بتوديه ألمه....وال تبي تعاندها وتحرق قلبها عليه...
لو تدرك ان الجازي ال تريد ابنها لجنّت
تحدث بهدوء بعكس النيران التي في قلبه :جهزيه بقوم اوديه
ألمه....
واخذ بعد ذلك بما يُقارب النصف الساعة للوصول إلى منزله
كان يفكر ما هي الدواعي التي تجعله يُرخص ابنت أخيه هكذا؟ هو
ينظر لألمر من نواحي تُجلب عليه التفكير الغليظ واالناني!
بو محمد انتقلت نبرات صوته للضيق :كان عندي أمل وإيمان
زواجها من قصي ينعلن........البنت صغيرة.....ولو ال الظروف
وهللا ما وافقت اني ازوجها لولدك....
انشد للحديث هنا وانشدت كل خًليا جسده أتت إليه أفكار مزعجة
ومخيفة
فاكمل أبا محمد :شفت عليها اثر ضرب......وخفت هنا اخسر بنت
اخوي ......واخذتها معي ووصلت األمور للمحاكم
بعد....ونفسيتها صارت تعبانة.....ولكن الحمد هلل قدرت آخذها
واعوضها عن كل شي ....وظنيت المشاكل بتخلص بس ابد ما
خلصت...
بو سيف اخذ نفس عميق وهز رأسه وكأنه يخبره وصلت الفكرة
يتزوج
ّ ولكن اكمل :ومرة من المرات دخلت علي تقول اخوها يبي
بنت اخوك....وهنا وقف قلبي...
بو سيف نظر إليه باهتمام بعد ان ش ّبك أصابع يديه ببعضهما
البعض
ليكمل :وبنفس الوقت ولدك قصي جا وطلب يدها مني ما انكر اني
انصدمت لم جاني يخطب بدون اهله......قلت له وش األسباب
اللي تخليك تزوجها بالسر ......وما عطاني إجابة تقنعني بس قلت
له عطني وقت وارد لك خبر
بو سيف سكت طأطأ برأسه تفهم الوضع جيّدًا ثم اردف :وهللا يا
مزوج من بنات السامي عجزت استوعب بو محمد....لم قال انه ّ
األمر...انتوا ناس معروفة باالخًلق والكرم....والصيت
الطيّب......بس لعب براسي الشيطان وظنيت سبب زواجها يا
طمع يا
بو محمد انشرح صدره لتقبل أبا سيف لًلمر :تعالوا اخطبوها
على األصول.......
بو سيف سكت ونظر له وفهم المغزى :فهمتك....واذا هي حامل
صدق بحاول اع ّجل األمر........
ثم نهض وصافحه :آسف اني جيت بوقت متأخر......بس وهللا بعد
حكيك نسيت غضبي على قصي وعصبيتي......
وكذلك ُمراد
ولكي ال تثير شكوكهم لم تبتسم على افكارها فقط اردفت بجمود:
جولي ....نامي انتي وسـ....
نطقت اسمها بـ لذعه سرت في قلبها :سندرا في غرفتي انا بنام
في غرفة امي....مليت من غرفتي....
حدّقت اليكسا بعدم تصديق لماكس الذي بادرها بالنظرات ذاتها
توردّت وجنتيها بخجل ونظرت لعينيه ببراءة وهي تهز رأسها بـ
(اوك)
ثم ابتسم لها واخذ نفس عميق وخرج ،قلبه يؤلمه....يراها بهذا
القرب وال يستطع ان يخبرها أنه والدها....وانها ابنته....يريد أن
يشتم رائحتها يحتضنها......ولكن ال يستطع ...لعن نفسه على
فعلته الشنيعة بنور....وعلى موافقته في ُمجاراة أخيه في جنونه
...مشى بخطى متقاربة
كان يذكر نفسه ما عن تنجح خطتهما سينعم بحياة لم يحلم بها قط
وقادتها نفسه االمارة بالسوء في اكمال مسيرة هذه الخطة
تنهد
قتلها.....لن ينكر انه قتلها ...اغمض عينيه
تذكر آخر لقاء لهما بعد أن عرف انّ المصيبة وقعت عليه
.....وفضح امر تهريبه للمخدرات صعق أخيه بهذا االمر
.....وشعر بربكته اخبره عليه ان يُنهي امره بينه وبين نور لكي
يهربه إلى خارج البلد ارغمه بالعودة إلى تركية
ّ
استطاع أخيه جورج بنفوذه الفذّة ان يُلصق هذه القضية بإحدى
رجاله الص ّغار ليحكم عليه بالسجن لمدة لم تقل عن ثًلث سنوات
وهو ابتعد هاربًا إلى تلك البًلد!
..
عاد إليها وهو متوتر خائف من عدم نجاح أخيه في تهريبه من
هذه البلد وانتشاله من هذه القضية
ما إن اغلق باب الشقة
استقبلتهُ......كما علمتهُ تأتي تحتضنه تُهديه قبله على خديه
ولكن هذه المرة دفعها وهو يقول :ال تقربين...
عض على شفتيه ثم ركب سيارته وقادها بجنون للهروب من ّ
ذكرياته معها!
.................................................. .................
نور اغمضت عيناها على آخرهما :ما بيهم يعرفون مكاني ابي
اتحرر منهم يا ايًلف.....كلهم ظلموني.....
ايًلف تشعر هناك خطب ما لذا قالت :اوك ....سوي اللي تبين
ولييتي (ولجيتي) قولي لي كل شي....تراني مو فاهمة حياتج
عدل....
نور لتنهي المكالمة :تمام ...باي....راح ارسل لك رسالة متى
بسافر ومتى أوصل عشان تستقبليني...
ايًلف :اوك...انتظرج...
ثم أغلقت الخط
وهي تتنفّس براحة خطوة جريئة ومليئة بالمغامرات لن تنكر هذا
....ولكن يكفيها أن تبتعد عنهم وعن قراراتهم .....وعاطفيتهم
....ونظرة الشفقة على حالها.....اآلن ستحجز الكترونيًا على
اقرب طائرة للسفر ألمريكا...ستنزل في الوالية التي تمكث بها
ايًلف....ستفعل ما بوسعها لتعيش بعيدًا عن هذه الهموم
المزعجة.....يُكفيها ما حدث....تعبت....تريد التحرر حتى من
شخصياتها...ستُحدث على نفسها بعض التغيرات ما إن تصل لكي
تنسى شخصية نور الضعيفة ......والهادمة......
خرجت من الغرفة ...لتأكل وستعود لترى اقرب حجز
......للسفر......
كان الجميع ينظر لها بنظرة تفاؤل......وهي تنظر لهم بنظرة
االنتصار....
.................................................. ..................
.
.
أعطاه المال ال ُمستحق لهذه العملية ،اقحهم نفسه في عالم ُمظلم
وسوداوي لغربته في االنتقام دخل في عالم مظلم.....اصبح اسمه
منتشرا بين القتلة المأجورين....بينما رجاله الخاصين ً الوهمي
به...يزدادون يو ًما عن يوم......شغله في الهكر.....وفي أمور
امواال طائلة....جعلتهُ ينعم في العيش ً االختًلسات ...اغدق عليه
براحة من أجل تحقيق االنتقام .....المال ساعده في كل شي...في
حرس عودته للدراسة....في شراء منزل خاص به......في وضع ّ
لحمايته وتنفيذ أوامره...وفي تأجير القتلة المأجورين........يشعر
بالرضا بما يفعله!
للتو كانت ستخلد للنوم بعد ان انهت مذاكرتها سمعت رنين هاتفها
سحبته من على الكمودينة
نظرت لًلسم ابتسمت :هًل طارق....
طارق بصوت هادئ :ولهت عليج ما شفتج اليوم...
ايًلف خجلت :وانا بعد.....استغربت انك ما داومت
احب ردها هذا الذي اعلن لهُ خضوعها لهذا ال ُحب المز ّيف
ّ
تحدث :حضرت محاضراتي وطلعت ألني تعبان وايد...
قوست حاجبيها :سًلمتك ...شفيك؟ ايًلف ّ
طارق ابتسم بخبث :ال تلومين قلبي عجزت انام قبل ال اشوفج....
ايًلف مسحت على شعرها نظرت لساعتها :ال طارق الوقت وايد
متأخر.....شنزلني بهالبرد.......والحين السكارة مليانين في
الشوارع...روح شقتك حتى انت خطر عليك...تطلع بهالوقت.....
ونظر لباب العمارة ينتظر خروجها وبعد مرور دقيقتين أتت بجانب
سيارته انزل جزء من النافذة :دشي عن البرد
انتهى
.
.
.
.
اتمنى قراءة ممتعة للجميع
ومن اآلن بدأنا بعشوائية تنزيل البارتز (ماقدر احدد يوم معيّن
سوري!
تحياتي
شتات
.
.
.
حقاا ال يعرف كيف انقلبت األمور إلى هذه الجديّة أخبرهم بأن
يختطفوها دون أن يلحقوا بها الضرر واآلن الحقوا بها الضرر
كما هو الحقوه به...
سيت) ص ِعق من منظر الدم النازف من أنفها وضعوها على (ال ِ ُ
كانت فاقدة لوعيها نظر للرجل
تحدث باإلنجليزية (مترجم) :ماذا فعلت أيها األحمق....ألم اخبرك
بأال تُلحق بها الضرر.....
ثم استوعب ما فعله به :وكيف تجرؤ على ضربي هكذا هااا....
.
.
تعترف انها سببًا في ضياع حياة اختها حصة إلجبارها على
التضحية ...بكت .....بخوف من افتضاح الحقيقة ...ومن العقوبة
التي جاهدة حصة على أال تطولها وتلمسها
تحسبت على جورج ثم نهضت عائدة لمنزلها!
.................................................. .................
.
.
كانت غارقة في إتمام الحجز نجحت في فعل هذا االمر ستكون
طائرتها غدًا في تمام الساعة الثامنة والنصف مسا ًءا
اخذت اآلن تفكر كيف ستخرج من المنزل األمر صع ًبا ولكن يحتاج
إلى مغامرة كبيرة.....كيف ستقنع ماكس بالخروج من الشقة دون
ان يتبعها.....األمر صع ًبا للغاية ومخيف .....وشعرت بجد ّيته
ولكن عليها الخروج من هذه القوقعة قبل أن تُخ ّمد لها أنفاسها
....ساهرت عينها الليالي ....بقيت تفكر ....كيف ستخرج من هذه
الشقة لساعات طويلة......تذكرت إيًلف اتصلت عليها ولم تجيب
فظنت انها نائمة....فسري ًعا أرسلت وقت وصولها إليهم .....ثم
اغمضت عينيها تحاول النوم ....ولم تستطع تشعر باالضطراب
والغثيان....ال تدري ِلم هي خائفة.......
نظرت للساعة فراتها تُشير إلى الساعة الخامسة ً
فجرا حاولت أن
تُغمض عينيها وتنام حتى لو لربع ساعة
نور فهمت همست بينها وبين نفسها :وترك هذا ينام هنا
بداله.....اففف
تحدثت :جوعانة؟
ُمراد كان يستمع لكل هذا فالمطبخ على نظام البوفيه مفتو ًحا على
الصالة فمن السهل استراق السمع منه!
سندرا ّ
هزت رأسها
فهمست نور :غريبة جولي نايمة لهالوقت!
ُمراد هنا شعر باختناقها في عبرتها ،نهض وات ّجه لهما رآها تفتح
الثًلجة لتخرج علبة الحليب وسندرا تتناول اكلها بهدوء
تحدث :صباح الخير...
التفت هنا نور دون ان تجيبه....
ُمراد نظر لوجه نور يُريد أن يلتمس شيئ ًا ....وكان
محمرا.....وعيناها مشتتين ....ثم نظر ألبنته اتى بالقرب منها
ً
وسحب كرسي للجلوس بجانبها
:نمتي زين؟
ازوج....
قصي بهدوء :انا نويت ّ
ام سيف وكأن احدًا صفعها على وجهها :جد وال تمزح....
عزام انصدم كذلك جسار اما سيف ابتسم على ردت فعل والدته
سار طبطب على كتفه :ان شاء هللا ...ال تحاتي دام ابوي ماسك
ج ّ
الموضوع ارتاح
صل ألي معلومة عن أمير....بات األمر لم يستطع عبد الكريم التو ّ
معقدًا ومن يسألهم جداا متحفظون وربما خشوا منه
تسائلوا ِلم تبحث عنه وبدأ بالتحجج بالعمل ....ومن هذه األمور
البسيطة ولكن لم يقتنعوا اخبر أبا سلطان بذلك وابا سلطان أوصل
األمر إلى صاحبه.....وض ّج فؤاد يوسف بالقلق
ً
خجًل من أن يُثقل على ....بالحيرة.....بالتردد في االنسحاب
صاحبه......ال يدري ماذا يفعل ح اقا.....بات األمر يأخذ ج ّل تفكيره
.......خائف....خائف جدًا من انه ظلمها واضاعها بجنون قراره!
...............
ً
كامًل ولكن تحدث طارق بجدية(مترجم) :إدوارد.....سادفع المبلغ
عليك ان تطلق صراحنا نحن االثنين....
إدوارد بتًلعب دار حول كرسي ايًلف التي ترتعش وتًلحقه
بنظرات القلق من خبث أفكار
اول مرة يعرف انها تثق ألول مرة يرى ضعف ايًلف...ولي ّ طارق ّ
به لدرجة تستنجد به في شدتها اآلن....تريد منه ان يحميها وهو
الذي اوصلها لهذا الحال...تريد منه ان يُصبح أمانًا....وهو الذي
اثار الحروب من حولها....لتصبح عالقة ما بين يدين هذا
المتوحش....هو على يقين ....إدوارد لن يتركهما قبل أن يأخذ ما
كامًلّ!
ً يريده منها ويدفع له المبلغ
تحدث(مترجم) :إدوارد......اتركها......
وبتردد(مترجم) :ارجوك.....دعها...تذهب.....ودعنا نتفاهم بشكل
س ِو دون أن نُدخل الغير في هذه المسألة....
إدوارد ترك هُنا إيًلف.....ونظر لطارق وهو يقترب إليه(مترجم):
ألي هذه الدرجة تُحبها؟
ثم اردفت بسخرية(مترجم) :ليلة واحدة لن تضر.....عليك ان تقبل
بهذا......وإال قتلتكما انتما االثنان...ها ما رأيك...؟
فهم طارق أنّ تهديد شكلي ومن خًلله يُريد فقط تخويف
قلبه.....ولكن عندما رأى جديّة ايًلف....بدأ بالتحايل بطريقة
أخرى
.
.
شعورها ال يوصف.....اضطربت وشعرت بعجزها تريد التحرر
ليس فقط من هذه القيود ال ...بل التحرر من هذا الجسد
.....واالختفاء في ظًلم األموات......
ترجتهُ.....صرخت في وجهه.......خائفة من ان يفعل اكثر من
هكذا....تحت انظار طارق المذهول......
اثارا تُثير
ابتسم بخبث ابتعد عنها بعد أن ترك عليها ً
اشمئزازها.......تشعر بحرارة قبًلته الكريه حتى بعد ان
ابتعد.....ارتخى فجأة جسدها على الكرسي....واغشي
عليها........وطأطأت برأسها لألمام ليتدلّى بهدوء....
بلل ادوارد شفتيه وتحدث (مترجم) :ماذا قلت؟
بقي بما يُقارب الربع ساعة يمشي بًل هوادة ويُشير للناس طالبًا
منهم الوقوف
ايًلف بدأت بمحاوالتها في فتح عيناها ولكن تشعر بالبرد فجأة
والخوف في آن واحد.....تريد أن تحرك جسدها ولكن تشعر انه
مقيّد
بدأت تهلوس وهي مغمضة لعيناها.....وترتجف شفتيها:
طاااارق....تتتتتتـ...
ال تدري هل ستحتاج إلى هذه الورقة يو ًما إلثبات الحقائق للغير أم
ال...
لم تُطيل التفكير سحبت الورقة وخبأتها في حقيبتها
ر....وكثيرا...وجهه
ً سقطت انظارها عليه.......تغ ّي
مصفر....وشفتيه مبيضتّان والكثير من األجهزة متصلة عليه...
نحيًل....شعره األشقر مبعثر ً كان عاري الصدر.....جسده بات
على الوسادة ....صوت تخطيط القلب.....اشعرها
بعجزه....واشعرها بتوترها....
هاالت بن ّية احاطت عينيه بقسوة األلم.......انابيب كثيرة متصلة
بيديه وحتى انفه
زفره.....احمرت عيناها ً
بدال من ّ اخذت نفس عميق وعجزت في
اجتماع الدموع....
ارتجفت شفتيها واطرافها
سحبت قدميها لتتقدم لناحيته ،اوجعها حاله
هي تكره ولكن لم تريد يو ًما ان تراه هكذا على السرير ُملقاه بًل
حول وال قوة
شعرت بالغصة......اقتربت اكثر ....ومشت ِب ُخطى ثقيلة
وبعد ان اقتربت ...حدّقت في وجهه دون أن تُرمش
هذا هو عاشق ديانا؟
هذا هو ُملقاه بضعف على سرير ابيض؟! بوجه شاحب ....وجسد
باهت اللون.....
واهتز جسدها لينّم عن رغبتها في البكاء ّ اغمضت عينيها،
ولكن ما زالت دموعها تُعصيها في النزول!
شعرت بثقل جسدها وعدم قدرتها على الوقوف اكثر
فجلست على الكرسي القريب منه
مدّت يدها المرتجفة بتردد في مسك يده الباردة
اعتصر قلبها أل ًما
هو من رباها ،هو من داوى الجروح التي تسبب لها بها!
فهي اآلن ايقنت
ال تحب وال تكره تلك الجروح ومسببها!
ولكن هي بحاجة لقُربه!
ال تريده ان يموت كما فعلت والدتها....ابتعدت عنها فجأة في
لحظة قبولها للحياة ...وفي فترة تغيّر نظرتها لهما!
هو لم يتخ ّل عنها لم يتركها في أكسفورد حتى بعد أن شعر بخطر
الموت واختطافه من هذه الحياة!
انتشلها معه وحاول أن يُلملم ضياعها
ولكن هي لم تق ّبل
....
ارتجفت شفتيها وهي تحدّق له
تحدثت بضعف لم يسبق لها التحدث بهذه النبرة :أمير......
ازدردت ريقها وشدّت على يده بقوة
ارتجفت نبرتها :تكفى ال تموت!
انتهى
تحياتي
محبتكم
شتات
.
.
ال يكفيني هذا الهروب ،هروب الجسد والروح من المكان الذي
يحمل بداخله الكثير من الذكريات وال ُمظلم بعواصفه
ال يكفي!
كان بو ِ ّد لو استطعت الخروج من هذا الجسد ال ُمتعب وال ُمثقل
بالحمول الضخمة والثقيلة
كُنت أظن إنني قادرة على تجاوز الذكريات
تجاوز مرحلة الصدمات التي تعاشيت معها ُمنذ الصغر
تناسي الضغوطات التي واجهتها ُمنذ إن كنت ابلغ التاسعة من
عمري ولكن فجأة حينما قررت التكيّف مع هذه المعيشة بعد
واحدة وعشرون سنة من المحاوالت واالضطرابات النفسية
عدُت إلى المح ّطة نفسها دون التخطيط لذلك
ظننُت إنني تجاوزت مرحلة التن ّمر ،االشتياق لوطن لفظني بغلظة
االحداث من داخلة ،عدم الشعور بالراحة في ُمحيط غريب
ويناقض
معتقداتي وافكاري التي ُجبلت عليها وتن ّمت بداخلي بفضل
يوسف!
ظننت إنني تجاوزت مرحلة التذبذب االجتماعي والنفسي
وكذلك الديني حتى إنني أصبحت اخبر نفسي إنني
مسيحية دون تردد!
وها انا اليوم بعد هذه الزوبعة من األحداث
ً
حقيقة تبعثرت من جديد
ً
سهًل أبدًا لم يكن! وفاتك يا أمي وطئهُ
ِ لم يكن خبر
ي من ان استوعبه وافهمه! كان صعبًا عل ّ
ولكن حدثت أمور كثيرة جعلتني ثملة ولكن اتألم بًلواعي مني!
تألمت ِلفُراقك ....وتلقّيْت الصفعات لتشعرني بألم
خدائعكما لي طيلة هذه السنوات
ي ِ في المشفى سيكون ارحم لي من جنوني ال أنكر كُنتما تظنان نف ّ
في الخارج....
ففي ذلك الوقت أصبحت اكثر تمرداا وحنقًا على نفسي
ً
سهًل لم يكن وطأ ما حدث لي
ت على إننا سنذهب من المنزل وسنعود ليوسف كذب ِ
ولم تصدقي
بينما يوسف تخلّى عني وكأنه ال يعرفني ابدًا
لم استطع العيش بشكل س ِو
مصدرا للحنان
ً ظل يوسف كان لي شعرت باليُتم ،وبالخوف...ف ّ
وتضميد نوبات الهلع لقلبي
ولكن بيديك يا أُ ّماه اقتلعتني من هذا المصدر!
امان متشك ٍل في قصة ُحب مندفعة ٍ ثم إنني وجدتُ نفسي باحثة عن
وفاشلة
حتى بي انخدعت ،وانسغت وراء هذا ال ُحب اكثر حتى نتجت
ثمرتهُ الخائبة!
كثيرا في بعض الصفات ً انجبت....طفلة....تشبهني .....تشبهني
الشكلية وحتى النفسية!
ال اريدها أن تعيش ما عُشته
تتجرع جز ًءا لو تعيه ّ ولكن انتما االثنان جعلتاها
ستكون أسوأ من حاالتي اآلن
خائفة من أن اعترف لها باألمومة
فأنا ال زلت اريد حضنًا يحتضني وال اعرف كيف احتضن احد!
فاألفضل تبقى ُمبتعدة عن ظلّي لكي ال يحرقها!
انطوت صفحات العيش في ظل العائلة التي تحاول اسعادي
ها انا اليوم يا أماه اركض
باحثةً عن الراحة لعلني اجدها
هاربة من تذبذبي وتناقض مشاعري
وداعًا!
.......
.
.
.
قبل ساعات عدّة كانت تركض تارة تنظر للخلف وتارة تنظر لألمام
وصلت على الموعد .....وصلت وقلبها يشدو بألحان ِه الخائفة ،
المتوترة ،الشاردةُ ....حزنًا ال ينطفي
ظل الخوف والتردد خشيت من ان يتبعها أحد ولكن لم ترى سوى ُّ
يلحقها بصمته!
سمعت آخر نداء للتو ّجه إلى بوابة المغادرون
خفق قلبها بشده يعز عليها ان يكون آخر وداع بينها وبين والدتها
وأمير بهذا الشكل ......تشعر بانها بدأت تستوعب فقدها لديانا
....وفقدها ايضًا ألمير
تشعر أنها فاقت من صدمتها اآلن......حتى بها تشعر بنوع آخر
من اآلالم....الذي يُصعب على المرء شرحه ...ويصعب على
المستمع فهمه!.
حدّقت بالناس...
شعرت برغبتها في البكاء ولكن تكتمها بسحب هواء عميق
لتدخله لرئتيها وليسكت شهقاتها
مشت وهي ت ّجر خلفها اذيال الخيبة.......اذيال الخيانة.......تاركه
عواصف الخوف تعصف وتهدم ما بداخلها ،انفجرت الينابيع
مرت عليها.....انفجر بداخلها الصامتة بصدمة ُّمر األحداث التي ّ
كل شيء....وازادت رغبتها في الهروب من الًلشيء!
وبعد عدّة دقائق من اشتعال النيران والعواصف واالعاصير
المشاعرية والنفسية
أصبحت على متن الطائرة
ً
سهًل االمر ليس
هناك أمور متشابكة في عقلها تزيد من رهبتها حينما تُدرك
منطوقها الصحيح!
اليوم ...شعرت أنها ستنصاع وراء رغباتها الًلإرادية
بالتقرب من
ّ نحو شعور ُمخيف وغريب بعد ان سمحت لنفسها
ابنتها .....شعور لم يواردها قط....شعور ُمخيف كونها مسحتها
من ذاكرة حياتها وجعلتها من ِعداد األموات!
وتبع خوفها هذا
خوفها من وجود بهاء.......وحنانه على ابنتها ....وجد ّيته في
الحديث معها...شعرت بالضياع والشتات.....ولم تعد قادرة على
ربط ما يحدث لها اآلن بالماضي...تشعر بسذاجتها......وبانانيّتهم
التي بات واضحة لها!
ادركت إنها ضائعة
بعد إصابة أمير!
واألدهى في االمر أنها شعرت بالخوف والقلق بعد أن ادركت موت
والدتها
وضعت يديها على وجهها
وبكت......ال تتحمل االنغماس اكثر في التفكير في تفكيك
األمور......بكت بدموع....هي...كانت بحاجة إلخراج وافراز هذه
الدموع
ُمنذ وقت طويل.......تريد البكاء.....تريد التحدث بًل
حواجز....تريد حضن دافىء .......وتريد الهروب من رغباتها
كلها!
بكت بًل صوت وبدموع كثيفة ،تحاول أال تلفت النظر ولكن
منظرها هذا يُجبر من هم حولها بالتحديق بتعجب لها
مسحت دموعها عندما ادركت نظراتهم ثم أسندت
رأسها للوراء
اعلنوا عن اقًلع الطائرة.....حدّقت في فراغ ما
كيف ستعيش؟
شهاداتها ليست بحوزتها ...اوراق رسمية كُثر من اجل الدراسة
ليست معها ففكرة اكمال الدراسة هناك مستحيلة!
وفكرة العمل صعبة ألنها ال تملك أوراق رسمية غير الجواز
والبطاقة الشخصية لها
هل ستعيش في ظروف اقسى مما عاشته؟
هل ما ينتظرها قبي ًحا ؟
تذكرت عليها ان تُرسل رسالة تذكير إليًلف
أرسلت لها متى ستتواجد في المطار والقت بهاتفها في الحقيبة ثم
عادت تحدّق لًلشيء بضياع عينيها الغارقتين بالدموع وبعقل
شادر في ذكريات الماضي!
.................................................. ......
بينما ُمراد قبل عدّت دقائق من إقًلعها
لم يكن مرتا ًحا لوضعها اطالت وهي في الخًلء مسح على شعره
عدّت مرات ثم مشى بخطواته لناحيته
كان مترددًا بين الدخول وبين االنتظار اكثر
ولكن شكّ باألمر
مضطرا
ً طرق الباب ليعلن عن دخوله
فتحه ...حدّق لألرجاء وكان خاليًا ....خطى ُخطوة لتجعله بالداخل
تحدث :نور.....
لم يسمع سوى صدى صوته
فهم انّ المكان خال ًيا من أي شخص
وشخصت عيناه وخرج راكضًا بعدما فهم جزء بسيط من حالتها
اجرى اتصاال سري ًعا
يقول(مترجم) :نور هربت ......انتشروا في المستشفى من الداخل
والخارج ....ه ّيا....
ثم اغلق الخط وركض في ارجاء المستشفى
وهو يقولِ :جنّت عارف فيج شي مو طبيعي.....خدعتينا يا
نور...خدعتينيييييييينا...
المارة عنها بوصفه لها ولكن قالوا لمّ سأل الممرضات وبعض
يروها
دار حول نفسه وهو شاد على اسنانه
كثيرا من إقناعه لها في المجيءً ندم
فهو س ّهل عملية هروبها دون أن يشعر آنذاك
ولكن اآلن ادرك تغ ّير حالها......سكونها......مكوثها في الغرفة
لفترة طويلة....شتات عينيها....وشرودها....نرفزتها.....كل هذه
األمور ال تبشّر بأي خير ولكن ....فجأة ظهرت لهم جزء آخر
يقنعهم أنها على ما يرام....تقبل امر سندرا...خروجها من الغرفة
لتناول االكل.......
ركض من ناحية الطوارئ......خرج من الباب نظر....لمن حوله
وانفاسه بدأت مسموعة
إذًا هربت منه .....ومن ك ّل شيء يدور حولها
ألي هذه الدرجة كانت موجوعة ؟
ألم يزول وجعها؟ ألم تتق ّبل امرها الحالي؟
كيف ظنوا انها تحسنت في خًلل أسابيع قليلة
ضرب بيديه على فخذيه
حينما ادركت انهم سيجبرونها على المعيش وتقبل أمور كُثر
جنّت وهربت
أكانت تخطط لهذا الهروب طيلة فترة جلوسها في الغرفة؟
كان عليهم منعها من الجلوس لوحدها
ش ّد على شعره واتصل على ماكس
تحدث :ماكس...نور جاتكم على الشقة لو ال؟
وها اآلن يقف ينظر ألرصفة الشارع ليخبرها أنه كان متوحش
ومسلوب الحرية في ذلك الوقت
وحقيرا لدرجة ركل من قلبه ُحب كاد ان ينضخ طيل
ً كان انان ًيا
حياته
استوعب حجم األلم الذي تعيشه....أدرك هناك موت بطيء يخب
من عينيها ......جامدة ظاهر ًيا ولكن
بها فوضة قاتلة من الداخل....ال يستطيع أحد على ترتيبها او حتى
انتزاعها!
تحرك يبحث في االرجاء وهو يتنهد بين شهيقه وزفيره! ّ
.................................................. ................
التفتت انظاره على الباب سري ًعا عندما سمع صوت ارتطام الباب
في الجدار
فهم أنها استيقظت
نهض راكضًا
.....
اقترب من باب الخًلء سمع صوت بكاؤها....ومحاوالتها في
الستفراغ......
سمع صوت شهقاتها ،وتمتمات كلمات غير مفهومة
ازدرد ريقه....
اقترب اكثر
ونظر إليها دون ان يدخل رآها منحنية على المغسلة وجسدها
يرتعش
تشد بيدها على طرف المغسلة لتمنع نفسها من السقوط
تبكي بمرارة........ترشح وجهها بالماء بيدين مرتجفتين
شدّت انظاره عندما رفعت رأسها للمرآة ......وتنظر لوجهها
هو لم يدخل الى اآلن للداخل ولم تشعر بوجوده بسبب نوبة
بكاؤها وانهيارها!
مررت من جديد يدها على اآلثار شدّت على اسنانها وهي تبكي
بألم ،اغمضت عينيها ثم
شهقت ببكاء وبغضب ممزوج برعشاتها رفعت رأسها وضربت
بقبضة يدها المرآة
وصرخت :ليييييييييييييييييييييييييييش؟
هنا دخل سري ًعا ،
وقال :إيًلف....
التفتت عليه بطريقة هجومية وانفعالية.......نظر ليدها لم تنجرح
بجرح عميق...بل انخدشت ببعض شظايا الزجاج....
اقترب وهو يقول :ايًلف ما صار شي.......
ايًلف اغمضت عينيها بكت بجنون وهي تهز رأسها وتضرب على
فخذيها :ابوي وامي
...بذبحوني..........بذذذذذذذذذذذذذذبحوني....انا ضعت
سكنت ً
قليًل وفتحت عينيها عليه.........كان صوت تنفسها
مسموعًا وكذلك هو كان يتنفس بتوتر شديد....ومسموع.....
ارتخت يديها من الشد على القميص
نظرت له وبرجفة شفتيها وعدم تصديق :ما ذكر شي؟
طارق نظر لعيناها وبهدوء :كل شي صار قدام عيني.....ما سوى
لج شي........ايًلف ما سمحت له......خليته يتركج...وطلّعتج من
اهناك وجبتج اهنيه......
....
بكت....انهارت....بعثرت األثاث واالشياء من حولها...ثم غفت
على السرير ......بعد صراعها النفسي...فكرة انّ شخص ّ
تحرش
بها ......جعلتها تكره نفسها لوهلة!
...............
اما نور...وص لت .....بعد مضي ساعات قليلة تشعر باإلرهاق
و ُمتعبة .......اتصلت على ايًلف لم ترد عليها بقيت تنتظر ليس
لديها الطاقة الكافية للمشي.....تريد أن يأتي احدًا وينتشلها مما
هي فيه اآلن.....
تشعر بالضياع.....والخوف.....ومشاعر أخرى تلعب في قلبها
ونفسيتها.....
نظرت للناس من حولها سمعت الرنين
أخرجت هاتفها اجابت :وينك ايًلف تكفين تعالي؟
نبرت الحزن واضحة ونبرة الخوف مسيطرة عليها
ايًلف تحاول أال تبيّن لها حزنها :راح اجي.....
نور برقرقت عينيها :تكفين ال تتأخرين...
ايًلف ازدردت ريقها :انزين
ما إن رأتها نهضت تتجه لناحيتها وهي تتنفس بعمق ال تريد ان
تبكي وكذلك ايًلف ال تريد مشت بثقلها...تريد أن تصل ولكن
تشعر أنّ احدهما يسحبها للخلف بينما
ركضت ايًلف لناحيتها بعد ان شعرت بثقل خطواتها ....ودموعها
انسابت على خديها عجزت من أن تتحكّم بهما ..بكت وما ان
اقتربت ايًلف منها احتضنها بشدة......
وبكت وكأنها لم تبكي يو ًما
بكت على فقدها ألمها
بكت على مشاعرها التي اتضحت لناحية سندرا
بكت لخداع الجميع لها
بكت بشتات وخوف وضياع قراراتها في هفوات غير معروفة
شدّت عليها ايًلف وبكت هي األخرى بألم ما حدث
بكت خو ًفا من ان تتبعها يدين إدوارد من جديد
تحرش بهابكت من ثقل فكرة أن رجل حقير كأدوارد ّ
انهارت بخوف وش ّدت على نور وكأنها تريد أن تفهم أنها بحاجة
لهذا ال ُحضن العميق
ولكن نور ادركت هذا وشدّت عليها األخرى ودفنت وجهها في
رقبة ايًلف....تريد االختفاء من هذه الحقائق
تريد حقاا الهروب من نفسها ........ومن ضعفها!
.
.
كلتهما محتاجتين إلى هذا الحضن ودّت كل منهما ان يتًلشى في
هذه اللحظة الناس بدؤوا ينظرون إليهما بتعجب...
نور
بشهقة تكاد تُسمع
لها :تعبت ايًلف تعتب....
ايًلف بصدق همست وهي تشد على نور بيديها التي حاوطتا ظهر
نور بضعف :وانا خايفة يا نور.....الحمد هلل جيتيني....
نور شدّت عليها وكذلك ايًلف فعلت ذلك.....وبعد دقيقة ابتعدت
ايًلف
ومسحت دموعها وحاولت ان تتزن في فعلها وقولها :تعالي
....برا تاكسي ينتظرنا...نروح الشقة.....يًل ....واضح انج تعبانة
لم تتحدث نور بأي كلمة......مشت معها ووصلتا إلى السيارة
ركبتا واخرجت نور هاتفها ....اخرجت البطاقة منه وكسرتها
وهي تقول اليًلف :مابي احد يعرف مكاني
هزت ايًلف رأسها بتفهم...وشدّت على يديها!
.
بعد مرور ثًلثة أيام
.
.
.
زارها اخبرها عن مخططهم انصدمت.........وخافت من
المواجهة....خاصةً بعد أن اخذها عمها قبل يومين من اجل رؤية
ام قصي لها...شعرت بشعور غريب....
أوصل لها ُحبه على طريقته.......حقاا هو ُمقتنع فيها
مقتنع لدرجة حارب من اجل أن يوصل إلى هذه اللحظة.....شعرت
بالتوتر من نظرات امه......تبتسم تارة
تكرر :ما شاء هللا
زوجة عمها بدأت تتقبّل الموضوع بسعة صدر.....كل ما يهمها
ابتعاد هذه الفتاة عن انظار أبنائها وخاصة محمد
فأيّدت فكرة زوجها....
واستقبلت ام سيف.....بترحيب ....وابتسامة...ووجه بشوش...
..واصرت على عمها في إعادتها إلى الشقة
ّ انتهت الزيارة .....
تُريد ان تختلي بنفسها ،تريد أن تستوعب األمر....هل حقاا يحبها
حتى به اعلن هذا الزواج؟
.
.
كانت في غرفتها تحدثها وهي منفعلة :تخيلي...وربي انهرت لم
شفت الفاصلة نازلة.....
ضحكت شيخة :هههههههههههههههههههه يا كـ.......المفروض
تفرحين نسبتك مرا مرا مرتفعة...
شيخة شتمتها
نوف :هههههههههههههه حقيرة ......هذا جزاتي اطبطب
عليك.....
شيخة لتنهي المكالمة :انقلعي...
نوف بنفس النبرة :جهزي نفسك بس.......بكرا بجيك.....
اقتربت منها ومسكت يدها :جب جب...ال قولين كذا انا اللي آسفة
تركتك فترة خلتك تفكرين بهالطريقة.....الجازي...حنا
لبعض....حنا خوات.....مالنا غير بعضنا.....وترى يوم ما
اكلمك...مو بس ألني زعًلنة عليك ال....عشاني اختبر وهذي آخر
سنة لي...فاحس تراكم كل شي علي.....
الجازي مسحت بيدها األخرى دمعة تسللت على وجنيتها قائلة :ال
جد انا ضغطت عليك كثير....
نوف ردت عليها وهي تنظر لعبد هلل :هللا يبارك فيك......اوه احس
عبود كبر...
الجازي ضحكت بخفة :ههههههه تراك ما شفتيه كم يوم....مو
سنة...
نوف نظرت لعبد هلل وبنبرة حاده :خًلص يا يبه اسكت انت...
ثم نظرت ألختها :يا تبن ماحد هنا....وما البزر اال انتي كملي....
الجازي :بوسه....
نوف سكتت وتوقفت عن الحركة
نظرت ألختها بصدمة :بوستيه؟
وبتساءل :وين؟
الجازي وقفت منفعلة :ال اله اال هللا و ّقف عقلها الحين.....
ضحكت على ردت فعل اختها ونظرت ألبنها وهي تقول :عصب
اتصل علي......وتحديته انه يطلق وقال اجل انسي ولدك ومن
هالحكي الفاضي...وبالليل جابه لي....
سينا ّ
هزت رأسها واخذت عبد هلل
نوف :قومي روحي شوفيه......وفتحي معاه موضوع
بجرك من شعرك على بيتهم....الشغل....صدقيني ّ
.
.
شعر أنّ أخيه في األوان األخيرة جدًا متعب....وشكّ
باألمر.....ولكن بعد ان حدثه أبا سلطان عن األمور وفشل عبد
الكريم في الوصول إلى أي معلومة عن مكان امير والذي اتضح
له ا ّنه من إحدى الرجال المهددين من ِقبل تلك الجماعة التي قتلت
لويس حاول أبا سلطان ان يُشيح بنظر يوسف عن االمر خشيةً
من أمور سياسية ،فالفوضى هدأت في بريطانيا
والجميع يقول هذه حركة شخصية وال تنم للسياسة من أي ناحية
ولكن في الواقع أبا سلطان يراها سياسية بحتة والبحث عن امير
في هذه األوضاع سيدخلهم في محط األنظار والشكوك والظنون
لم يقتنع أبا ناصر في االمر
فاضطر ان يخبر أخيه أبا خالد بكل شي ليقنعه
بو ناصر ساءت حالته جدًا خاصة حالته النفسية ،وكذلك الصحية
لم يعد قادر على العيش تأنيب ضميره جاء متأخرا ولكن جاء بقوة
...تُمرضه!
:هذي بنتي يا غازي بنتي.....
خرج أبا خالد ال يريد أن يطيل الجلوس معه أخيه لكي ال يزيد
عليه تأنيب ضميره
ال ينكر يوسف طائشًا بقراراته ولكن لم يتوقع يو ًما انه سيتخذ
قرار صارم في اتجاه ابنته صدمه في ذلك الوقت
يتزوج ديانا
ّ وبحكم انه يكبره بسنوات نصحه في وقتها على اال
على أال يكرر سفره لهناك
ولكن يوسف مندفع لرغبته ....ولحبه ....وها هو اآلن يدفع
ضريبة هذا االندفاع بشكل مؤلم!
.
.
واط ...لنبعد ان خرج أخيه.....بقي مكانه .....يبكي بصوت ٍ
ينسى عينيها التي تنظران إليه ببراءة ...لن ينسى آخر موقف
بينه وبينها ...كانت جالسة في غرفة نومهما
جالسة امامه ترسم في كراستها وهي مبتسمة
وهو يحدّق لها آنذاك بشحوب الحقائق التي وصلت إليه
اقتحمت غضبه عندما أتت تُريه الرسمة
اجبرته على ان يُمسك بها
:بابا شوف....رسمتي حلوة...
لم تمهله في ان ينطق ....بكلمة واحدة ....سحبت جسدها ووقفت
على اطراف اصابعها لتجلس بعدها على فخذه األيمن
.
.
.
دخل إلى المنزل اغلق الباب بقوة ثم تو ّجه إلى الطابق العلوي
وقبل أن يلتف لناحية اليمين صدم في أخيه
سار وربي مالي خلقك....و ّخر.... قصي دفع أخيه بخفة :ج ّ
سار انسحب من مكانه تارك أخيه يتو ّجه للغرفةج ّ
عزام مشى بخطواته لناحية عتبات الدرج :ال تعايب عليه عشان
ربي ما يبتليك وراك .....مشوار على سالفة الزواج ترا....
مزوج....
سار ضحك وتبعه :ههههههههههههه ما نيب ّ ج ّ
عزام بنبرة سخرية :نشوف
............
شيخة بانفجار بالبكاء :طيب انا ماقدر ابعد عنك على األقل
نتواصل على الوات.....
بندر سكت
واكملت :بندروه ال تخليني اكرهك.....وهللا ما صدقت على هللا
اخلص من سالفة سلطان ال تخليني اندم.....
بندر بلل شفتيه واردفت هو يحاول أال يبتسم :ما عرفتك وانتي
تحبيني هالكثر.....
وبنبرة تقلّد فيها صوته :ما نكلم بعض لين يصير بينا شي
رسمي.......
وبهجومية :من زين صوتك عاد.....اجلس اسمعه أربعة وعشرين
ساعة
بندر اتسعت ابتسامته وعينيه :انتي شيخوه اللي اعرفها وال وحده
ثانية......
شيخة باندفاع :أي عمتك شيخة اللي تعرفها.....
بندر :هههههههههههههه جنيتي؟ انتي؟لهدرجة بُعدي عنك
جننك
شيخة هدأت ً
قليًل تشعر أنها بدأت تهاجمه بكلمات وجمل متناقضة
....ومتداخلة في بعضها البعض
.
.
.
الوضع بات فوضى ......مشتت....قلوب خائفة .....وعيون
حائرةُ .....منذ اتصاله عليها وهي لم تذق النوم ......لم يهدأ لها
بال
خائفة من هذا السكون كانت تنتظر فضيحتها تصبح على كل لسان
تنتظر لحظة انهيار حصة .....تنتظر لوم ايًلف لها...
تنتظر انتقام أهلها ألخذ الثأر منها وغسل العار الذي جلبته
باتت باهتة خائفة من مًلحقة الماضي
لم تستطع أن تكبح مشاعر القلق
رسلت له
(جورج صار شي يديد؟)
..................................................
حقيقة تلك الرسالة وترت حياته كلها....وبُعد أخيه ً بينما جورج
عنه وتأخر أمور التصدير واالستيراد للبضائع
ووقوف حركة النقل الداخلية كل هذه األمور اشعرته بالعجز
كان ينتظر صدمة أخرى تهديد آخر خًلل هذه األيام ولكن
لم يرى سوى الهدوء
حتى أخيه ُمراد بات هادئ ًا رغم تزعزع األوضاع هناك اخبره بكل
شيء وامره بان يتدخل في االمر بنفوذه ويبحث عن نور ولكن
رفض من ان يتدخل بقوله
(مابدي ادخل في أي شي بيخص امير ألنوه ئصتي معوه ِخلصت
من زمان)!
فأدرك ُمراد أنان ّية أخيه في هذا األمر
ولكن التمس خوفه من الشخص الذي يهدده بابنته حتى به اتصل
عليه ذات يوم يخبره(تعال انا بحاجة إللك كتير ،مشان هللا تعال
واتروك أمير ونور)
مراد احتار هل يترك ماكس في معمعة االحداث هل يترك ابنته،
ولكن شعر بخوف جورج مهما كان انان ًيا هو بحاجته
ً
اآلن.....وحقيقة ليس له غنى عنه فهو أخيه الوحيد الذي وقف
معه في ازماته بغض النظر عن حقده لناحية امير وانانيته لناحية
نور!
فهو لم يسبق
له سماع نبرة الخوف تلك منه عليه ان يعود ويرى امر هذا
التهديد لكي يُجبر أخيه بعد ذلك بنفوذه يبحث عن نور بسهولة!
ويصبح له مدينًا ....لكي ال يرفض له طلبًا!
عاد إلى المانيا باألمس ولكن لم يأتي إليه قرر أن يأتي اليوم
لرؤيته ولحل االمر!
.
.
بينما جورج
سمع نغمة خاصة للرسائل سحب هاتفه نظر للرغم ادرك انّ هذه
الرسالة من دالل
قرأ رسالتها
فارسل بهدوء
(ما صار شي)
ورمى هاتفه واغمض عينيه ،يريد الهروب من هذا الخوف....ال
يدري لماذا هو خائف من إزاحة الستار عن عينين ايًلف
ال يدري لماذا!
.................................................. .................
.
.
.
كانتا غارقتا في النوم......خًلل هذه األيام القليلة شرحت كل
منهما لألخرى عن همومها التي تُثقلها في المشي وتُثقل عليها
لذة العيش
كلتاهما انصدمتا مما حدث لألخرى
كلتاهما شعرتا انهما متشابهتين باختًلف االحداث التي عاشتاها
طبطبا على بعضهما البعض.......وبكى معًا...واحتضنا
بعضهمل......وحاوال ان يمررا ايامهما بهدوء....بعد جولة
االنهيار واالعترافات الثقيلة...
خاصة موضوع زواج نور وانجابها .....كان كالصفعة على وجه
ايًلف ولكن ادركت ان ما حدث لها وطئه اقل بكثير مما حدث لنور
وشدّة وطئه عليها!
........................................
سمعت صوت المنبّه ،شعرت بثقل على ساقيها
انقلبت وصدمت في كتلة صلبة وادركت انها بجانبها
تمللت وتأففت
أغلقت صوت المنبه وركلت رجلها
وهي تقول بصوت مشبّع بالنوم:
ايًلااااااااااااف.....ايًلاااااااااااااااافوه.. .....ايًلف....
وابعدت نفسها من على الوسادة وحدّقت في ايًلف
جلست على السرير ازاحت اللحاف من على جسدها وسحبت
لحاف ايًلف ورمته على األرض وهي تهزها
:ايًلااااااافوه....قومي......وش هالنوم الثقيل......قومي....
نور بجدية جلست بالقرب منها طبطبت على يدها :حبيبتي ايًلف
انتي رايحة تدرسين مو رايحة تقابلين طارق......حرام
عليك.......تضيعين مستقبلك......انسي اللي صار....
جورج
مذعورا من طارق ،الذي بدأ وجهه يحمر وتبرز ً حقيقةً اصبح
عروقه من شدّة صراخه
:طارق......دخيل هللا ...اسمعني للحظة وبس...
طارق اقترب منه :انا مو جاي عشان اسمعك....انا جاي اترك لك
بصمة في حياتك وامشي....
جورج فتح عينيه مذعور
طارق بدون أي تردد رفع مسدسة والذي يحتوي على كتم الصوت
تحدث بتهديد :لو تشتكي علي بعد ما اطلع اقسم لك باهلل.....ايًلف
ما راح تكون بخير......
جورج ارتجفت بداخله كل خًلياه
جورج نطق :ططططــ
لم يمهله اطلق النار على ساقه األيمن
وبشكل سريع وقبل ان يسقط اطلق النار على رجله اليسرى
حتى صرخ جورج واتى بالقرب منه وهو يضع المسدس على
جبينه ويضحك بسخرية :شي بداخلي يصرخ يقول لي موته....
جورج بوجع جاثل على ركبتيه
وانفاسه باتت مسموعة
وعرق جبينه :ممممممممشششــ
طارق بتلذذ من رؤيته هكذا خائف وعاجز
:اششششش.......
جورج اغمض عينيه بخوف وما زال يشد بالمسدس على جبينه:
خايف من الموت؟
انتهى
.
.
.
أول مرة اسويها قفلتين في بارت واحد(
ودعواتكم لي يا غاليين
تحياتي شتات
البارت العشرون
.
.
.
.
.
.
.
وعى أخيه على وضعه المخيف وإلى الدماء التي باتت تغطي
رجليه بكثافة مخيفة
هرع إليه ثم صرخ باأللمانية (مترجم) :اطلبوا اإلسعاف
ثم التفت على طارق وعينيه تجحدان من شدّت الغضب والحقد:
وانت باذن هللا بتكمل باقي حياتك بالسجن...
هنا جورج وضع يده على كتف أخيه برجاء :ال يا مراد ...مابدي
اسجنوه مرة تانية....
ابتسم بسخرية رغم اآلالم المشتعلة بداخله ،فهم أنّ سجنه ال
يُعني راحته األبدية ....فهناك حلقة متصلة به
كما ف ّهمه *....ايًلف* هي الحلقة المشتركة بينهما.....إن أحدث
ضررا له سيحدث لها اضعاف ما سيفعله به!
ً
فهم قاعدته.....فهم جنونه....
مراد اسند أخيه على كتفه :بعدين نتفاهم على هيج موال
حقير.....
ثم رمق طارق الذي سحب رجليه بصعوبة ليخرج من المكتب
ما إن وصل للباب التفت عليهما قائًل :اخذت انتقامي
منكم......تركت لك بصمة يا جورج لو شنو ما راح تقدر تمحيها
مثل ما تركت لي بصمة عجزت امحيها واتناساها....
ثم خرج وهو يجر جسده على قدميه بصعوبة يشعر بالتن ّمل واأللم
ّ
يحفزه على الضغط على الجرح اكثر.....ولكن وهذا الشعور
شعوره باالختناق ازداد.....وصعوبة تنفسه باتت واضحة من
خًلل صوته في سحب الهواء ولكن لم يهتم .....تو ّجه لناحية
الباب الرئيسي....وهو يشعر بانتصاره .....لن يقدر جورج على
المشي مرةً أخرى هو واثق من هذا االمر لن يقدر ابدًا
سدد رميته بالطريقة الصحيحة .....كما تعلّم!
جورج كاد يفتح فمه ليكمل ولكن أخيه مسح العرق من جبينه:
اإلسعاف بالطريق هدي من نفسك....
.....
..
.
.
.
حان ويدين دافئة
ظًلم امتزج بالنور......صوت ٍ
عينين مترقرقتين بالدموع مترج ّية العون والمساعدة
صرخات ولوم بصوت رجل غاضب
جسد يرتجف ويبكي بعيدًا في الزاوية.....نظر لسرابهم.....نظر
لشحوب وجوههم.....
نظر لنفسه الباكية في الزاوية تنتحب .....بصوت ُمرعب....
دارت حول نفسه بضياع ثم.....
........
مسح مراد دمعة تسللت من عينيه خرج وضع رأس أخيه على
األرضية ال يدري لماذا تأخرت اإلسعاف أم انّ االحداث سريعة
تحدث في الثانية الواحدة بشكل مخيف!
خرج صرخ (مترجم) :لماذا اطلقتوا النار عليه...
تحدث بذعر حارس أخيه(مترجم) :لم نطلق.....بل هناك رجال
استهدفوه سري ًعا...
قوس حاجبيه لم يفهم شيء...ولكن سريعًا قادته رجًله إلى
ّ
الشارع...
نظر إلى ط ارق المنكب على وجهه اضطربت أنفاسه ال يعلم لماذا؟
اقترب منه بحذر...وفي هذه األوان أتت سيارة اإلسعاف
انحنى ...قام بقلبه على ظهره نظر لوجهه شاحب وإلى خديه
المعفرين في التراب....
تحدث بهمس دون ان يُرمش :طااارق...
نظر لجسده بتفحص عميق ودقيق.......لم يرى سوى طلقته
المستقرة عليه!
ّ
اغمض عينيه ثم زفر براحة يريد أن يُرضي أخيه ال يريد أن يخبر
أخيه أنّ طارق قُتل ،ولكي يتأكد تجسس نبضه
كان ضعيفًا ولكن جعله يطمئن
صرخ(مترجم) :اسعفوه
ثم نهض وركض ألخيه
الشارع اصبح مزدح ًما بالفضوليين.....و بسيارات
الشرطة......الجميع يتساءل ماذا حدث......
مجاال لًلقتراب من مسرح الجريمة ً ولكن الشرطة لم تجعل لهم
....سري ًعا ما حجزوه بالشريط األصفر واغلقوا المكان بتحويطه
بسيارتهم
.
.
......
.
.
.
.
كانت مترددة جدًا في الدخول للمنزل......من الواضح افراد عائلة
هذا المنزل من الطبقة االمريكية المخملية!
مسحت على شعرها عدّت مرات من شدّت توترها.......ازدردت
سا عميقًا ثم زفرته ...دخلت إلى حديقة المنزل ريقها....أخذت نف ً
الواسعة ......ثم عبرت من خًلل طريق طويل يؤدي بها إلى باب
المدخل الرئيسي....وكان هناك رجل.....فهمت أنه الحارس
الشخصي من وقفته ورسميته وبذلته!
تحدثت بتردد وخوف(مترجم) :اريد مقابلة السيدة لورين
الحارس بتوجس(مترجم) :ومن تكونين؟
نور اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها متوترة(مترجم):
نور......جليسة أطفال.....اقصد....
دون ان تكمل وضعهيده على اذنه واخذ يضغط في منطقة معينة
ثوان ثم فتح الباب
ٍ بخفة ثم همس بكلماته لم يأخذ إال ثًلث
قائًل(مترجم) :تفضلي....
ابتسمت مجاملةً له ،شعرت أنها ستخوض مغامرة في هذا
المنزل......فقلبها حقيقة مضطرب....وجسدها كذلك....دخلت إلى
الممر الواسع ...بجدرانه البيضاء والواح المعلقة على
الحائط.....الواح...تدل على أي ديانة اهل البيت يؤولون
إليها!.....فهمت انهم مسيحيين وربما من الطائفة الكاثولكية
ايضًا!
مشت بحذر إلى ان أتت إليها الخادمة
مبتسمة آليًا اشارت لها وهي تردف(مترجم) :تفضلي إلى غرفة
الجلوس...
وأشارت لليمين مشت نور وتبعتها الخادمة ،فتحت لها
الباب......ورأت لورين.....وربما هذا زوجها ال تردي ولكن من
المرجح أنه هو!
ابتسمت قائًل: hello
نهضت لورين واقتربت منها ،وهي تنظر إليها بتفحص شديد
وكذلك الرجل...
(مترجم) :اهًل.....
ثم دعتها للجلوس ،جلست نور ونظرت لهم تحدثت
بالتعريف عن نفسها (مترجم) :انا نور...قرأت عن اعًلنكم في
موقع....
حرم هللا
قاطعها الرجل وهو يرتشف القليل من ِم ّم ّ
(مترجم) :نعلم بذلك....
لورين لم تهتم له اردفت(مترجم) :نورُ ......منذ متى وانتي تعملين
في هذا المجال...
.
.
.
هذه البداية........بداية مؤلمة على عائلته....والخبر نزل على
الجميع بصعوبة تقبله.......كاد يدخل في مرحلة قاتلة ....ولكن
ناصر وسعود انقذوه....قبل أن تتمكّن منه الجلطة البدائية.....س ِلم
منها.....ولكن وضعوه تحت المًلحظة.......انتشر الخبر
سري ًعا.......الجميع بدأ بالتشاغب عليه.....والخوف بدأ يدُب في
قلوبهم.....وبدأت التساؤالت
ما الذي حدث حتى يدخل في هذه المراحل ال ُمميته
ولكن ليس هناك جواب!
شيخة لم تكف عن البكاء....ووالدتها لم تكف عن محاولة
تهديتها......ناصر شعر بالذعر...من فكرة فقدان والده بينما
سعود لوهلة شعر بتوقف الزمن به....صورة ابيه وهو يحاول
التحدث بصعوبة.....وعدم قدرته على تحريك بعضًا من أجزاء
جسده......وتكريره لقول (اشهد أال إله إال هللا)....وبسبب ضيق
تنفسه ال يستطع اكماله.....اشعل في فؤاده فتيل.....الخوف من
الموت......وفكرة خسران األب!
الموقف عليهم صعب......ويوسف لم يتوقع أن يؤول حاله إلى
هذه الدرجة.....
ولكن عدّت هذه األزمة لن أقول بًل خسائر ولكن الجلطة ما ان
طا فهو مخيف للشخص اثرا وإن كان بسي ً
تأتي لصاحبها تُترك ً
تعرض لها! الذي ّ
.
.
ممر المستشفى اصبح مليء بعائلة الناصي وعائلة العالي!
ام سيف ما إن وصل إليها الخبر أتت لرؤية اخيها وغازي ندم
لحديثه له شعر انه هو المسؤول عن جلطة أخيه!
بينما
سيف القوا على عاتقه ِحمل تطمينهم خاصة بعد أن مسك حالته
.....
اطمأنهم على وضعه الحالي
قال :ماله داعي جلستكم هنا......خالي بخير....محتاج بس
لراحة.....
تقدم أبا خالد هو يشعر بثقل في قلبه :كيف وضعه؟
سيف فهم انه قلق بشأن أخيه :وهللا هو بخير.....عدّى مرحلة
الخطر....والجلطة خفيفة.....والحمد هلل ناصر وسعود تًلحقوه
بالوقت المناسب...باذن هللا ما راح تأثر عليه كثير....
اعتلى صوت شيخة بنبرة شهقتها الًلإرادية ....وحضنتها وقتها
ام سيف.....وبقيت ام ناصر تلملم دمعتها وتكتم شهقاتها....
ناصر بخوف :طيب ابي اشوفه...
تدخل سعود :وانا بعد...
سيف بهدوء :ماقدر.....حال ًيا مع العًلج أصًل نايم...ما نبي نسبب
له أي ازعاج.....
عزام نظر ألخيه ثم نطق :انا أقول األفضل تأخذ اختك وامك
وتمشون....
ام ناصر بصوت مهزوز :ماني ماشية....لين اشوفه....
جسار مسح على رأسه وهمس في اذن سعود :سعود هللا يهديك
هد......بسك ال تهز رجولك.....باذن هللا خالي بقوم بالسًلمة...
سعود بنفس الهمس :شفته شفته ...كان بموت قدامي....
جسار وضع يده على فخذ سعود ليمنعه من هزها :اذكر ربك يا
شيخ....قول ال إله إال هللا.....
سعود ال يتذكر حتى شكلها هي تكبره بسنة واحدة ولكن يعلم ان
لديه اخت تدعى نورة ولكن ال يدري ما الذي حدث لها حتى انه
يظن انها توفت!
بينما ناصر يذكرها ....يتذكر مًلمحها جيّدًا
ازدرد ريقه :اختي نورة؟
سعود نهض من على الكرسي :مو هي ميته....
بو سلطان تمتم :استغفر هللا...
بو سيف نظر لبو خالد :مو هو يطمن عليها ومأمنها عند
أمها؟....وال صار لها شي....وجاه الخبر واصدمه؟
ال يُريد أن يدخل في متاهات اسألتهم التي ستكشف لهم الحقيقة
ولكن نظر إلى زوج اخته
فهو ال يعلم بحقيقة ما حدث بأدق التفاصيل ولكن يعرف هناك
حرب نشأت بين يوسف وديانا ادّت بهما إلى الطًلق واصرارها
في اخذ ابنتها دع يوسف بالتنازل ولكن يظن انه ما زال على
التواصل معها من أجل الطفلة!
بو خالد بحشرجة صوته اختنق من ذكريات كثيرة تناثرت عليه
في وهلة قصيرة
يعلم تلك المسكينة ال ذنب لها في خيانة والدتها ولكن ال يًُلم
أخيه....
ففي ذلك الوقت دخل في حالة صدمة واختًلل فكري أدى به في
اتخاذ هذا القرار القاتل للقلوب!
:ال.......
أبا سلطان ما زال ينظر للوجوه المنصدمه
ومنصت لحديث أبا خالد الذي اكمل
:سالفة طويلة.....مو وقتها أتكلم فيها....
سعود بحيرة :عمي ....كيف....انا اللي اعرفه...
ناصر نظر ألخيه وقاطعه :ما ماتت عمر ابوي ما قال انها ميتة
.....يا سعود....
فقد تذكر كيف فرح وسعد بهذا االمر بعد أن اخبرهم يوسف انه
بدأ بإجراءات الطًلق....سعادته كانت ُمخيفة.....كلماته كانت
ثقيلة لو تسمعها ديانا لن تتقبلها!
كان سعيد لدرجة لم يتساءل فيها ِلم تركت ابنتك؟ ِلم جعلت والدتها
تأخذها
كل ما قاله
:افتكينا من شرها...هللا ال يعودها ال هي وال بنتها!
.
.
مسح دمعة خانته بالتسلسل على وجنتيه لتعبث بلحيته التي
امتألت بالشعيرات الصغيرة ذات اللون األبيض!
مسح على وجهه....واخذ نفس عميق ثم دخل إلى الخًلء!
...............................
.
.
.
.
الخبر ال يعلم كيف يُفرحه أم يُحزنه؟
مع هذه األوضاع اخافه وجعله يتساءل بشكل جنوني ومتردد
للطبيب ليستوعب ماذا يُعني؟
يُعني أنّ األمور ستبدأ بالتعقيد أكثر
سيُرهقهُ األمر ومن الممكن سيعوده لهاويته الذي خرج منها في
هذا اليوم!
كثيرا ،والمخيف أنّ اول ما نطق به بعد ً هذا يُعني انه سيكذب
اسيقاظه
:بدي نور!
.
.
.
هي اآلن لن تنكر أنها تعيش قرار اتخذته مجبرة ولكن كانت
مقتنعة فيه ولم تدرك عواقبه
سكتت ،واخذت تنظر لنفسها بنفس متسارع بقيت على هذا الحال
لمدة دقيقة ثم مشت لناحية السرير رمت نفسها على السريري،
ودفنت رأسها تحت الوسادة وبكت....تشعر بالعجز ....تشعر
بالشتات وعدم فهم الذات....التذبذب الذي تعيشه ناجم عن ما
عشتهُ ساب ًقا
تحدثت
ما بين شهقة وأخرى :رحتوا .....تركتوني.....ليش رحتوا...ابيكم
انا......انا من دونكم...وال
شي.....اغلط......واجد.....قراراتي....كلها غلط....من بعدكم انا
ضعت.........
....
بينما هو قرر أن يقاطعها ولكن لم يستطع....ال يريد ان يكون
مثلها تما ًما في العناد ألنه ادرك سيخسر في لعبة العنِاد هذه لذا
صاع لها فهي بكًل الحالتين غيابه عنها يُريحها
تنازل عن ّرد ال ّ
وهذا ما فه مه وأخافه لذا لن يبتعد سيحاول أن يتفهم وضعها
ويُمسك بيدها ليخرجها من ظًلم ما تفكر به!
لذا
اتى اليها ليطمئن......فتح الباب....اغلقه
وكالعادة الشقة بأكملها هادئة......
فهم الجزء اآلخر مما ستقوله لذلك لم يمهلها في قوله اتى سريعًا
خلفها واحتضنها من الخلف وق ّبل كتفها وهو يقول
بندم :تكفين ال تكملينُ ......مهره.......
قوست حاجبيها وشدّت على اعصابها ،مستنفره منه ّ
ولكن شد عليها ليثبتها في مكانها ويكمل
:ما نكر كنت مسوي بيني وبينك حاجز ومعاملك معاملة ما ابي
احط لها عنوان!
اغ ّمضت عينها وانسابت دموعها بقهر
اكمل بصوت موجع
:لكن وربي ما كنت راضي عن نفسي احس اللي جالس اسويه
غلط....بس مثلك زواجي منك كان لهدف ...ابي اثبت ......ألهلي
اني قادر اسوي اللي ابيه...بدون تدخل منهم...بس طلعت
غلطان....كان المفروض أتقدم لك رسمي بدل هاللخبطة.......
ثم ابتعد عنها ولفها لناحيته رغما عنها ليرى دموعها واحمرار
وجهها ليكمل :اثنينا متساوين في الهدف....واثنينا انانيين يا
ُمهره........
صة وبجفن يرتجف لألعلى وهي تقول :اوجعتني! ُمهره بغ ّ
ق قلبه امسك يدها وقبّلها بلطف :سامحيني! قصي ر ّ
ُمهره وكأنها حقاا وجدت لها مخر ًجا لتصارحه بكل األشياء:
اوجعتني حسستني إني رخيصة.......ما كنت فاهمة شي....رميت
وكرهتني بنفسي.....
نفسي بهالزواج ...وانا عميا.......صدمتني ّ
قصي فهم رسالتها بدأت وكأنها تُذكّره بما فعله بها في بداية
زواجهما وعلى أي مبدأ كان يُعاملها
وهذا االمر بدأ يأكل قلبه من القهر من نفسه!
طبطب على يدها ونظر للسقف تار ًكا لها المجال للفضفضة
:واكثر شي احس دمرني ....وخًلني احس جد اني شي ما
يسوى لم رجعت للرياض بعد غيبتك.....و....
انخنقت في عبرتها بترت جملتها التي ستكسر قلبه اكثر ولكن
تنفس الصعداء حينما بترتها
واكملت :اوجاعي كثير......اوجاع من اهلي......وجع اشتياقي
ألمي وابوي.......هو لو بس .....لو بس ما ماتوا ....كان انا
بخير.....
شد على يدها واقترب منها ً
قليًل :استغفري ربك.....
سحبت يدها منه ونظرت لعينه :قصي انت ما تعرفني.....وانت ما
تحبني انت اعتدت على وجودي بس......ومعرفتك بالحمل يمكن
هي اللي حفزتك انك تعلن الزواج....
بكت
واقترب اكثر واحتضنها ،لن تنكر انها بحاجة لهذا الحضن وإن
اوجعها ذات يوم ولكن هي بحاجة إليه
شدّت عليه بيديها تحدثت بشهقة :ابي امي وابوي.....قصي احس
خايفة....قلبي يوجعني....
طبطب على ظهرها ومسح على شعرها تسللت رعشات جسدها
إليه فهم ُمعانتها ....تعيش في صراح نفسي ما بين الماضي
مجوفة من الداخل بسبب اآلهات التيّ والحاضر.....اصبحت
اطلقتها مسب ًقا دون ان يشعر بها احد كانت تبحث عن األمان
.....اهداها األمان بمقابل شيء اشعرها برخصها واآلن اشعره
بحقارته!
ش ّد على جسدها بيديه وكأنه يريد ان يمتص منها هذا الخوف
ويخبرها بأسفة
همس :اسم هللا على قلبك......
ُمهره اغمضت عينيها وكأنها تريد الهروب ،الهروب في حضنه
ونسيان كل األمور السيئة التي حدثت
.
.
.
ايًلف :برياني....
نور مضغت لقمتها وهي تردف :واضح واثقة في هالمطعم انه
حًلل....وال ما كان خذتي راحتك في الطلب....
نور بًل مقدمات تنهدت :راح أكون مسؤولة عن بنت تعاني من
مرض التوحد
ايًلف بتهم :مالومج لو تركتي الوظيفة الوضع اكيد صعب....
نور شتت ناظريها :موع شانها مريضة...
ايًلف انشد انتباهها هنا وبدأت تنظر لنور بشك :أيل؟
نور بشتات :مادري احسها تشبه ساندرا......وحسيت انه...
ايًلف نظرت لها بتمعّن تريد ان تكمل ،تفصح ع ّم بداخلها ولكن
لألبد ستبقى نور كما كانت عليه
ولكي التدع هذا السكوت يطول قالت بمرح :أمبيه سندرا تشبه
عيال األجانب....يعني حلوة مو مثلج تخرعين....كأنج ينّي.....
ضحكت نور وهي ترمي على وجه ايًلف بعضًا من ورق الخس
:حيوانة.....
ايًلف مسحت على وجهها لتمسح قطرات الماء من عليه
ثم اردفت :انزين شلون يعني بظلين جذه ال انتي قادرة تجاوزين
شي من اللي صار لج وتشتغلين وال انتي قادرة تدرسين بسبب
اوراقج الرسمية اللي موعندج.....
نور بحسم االمر :بداوم خًلل هاالسبوع بس وبعدها بقول لهم
ورفعت يدها :باي.....
ايًلف كملت :وبعدها اكلي تبن....وقعدي بالشقة ال شغل وال
مشغلة...
ثم اردفت بشكل سريع وحماسي :شرايج تشتغلين عندي تنظفين
الشقة وتطبخين واعطيج.....راتب....
نور تجاريها في هذا الخبال :كم بتعطيني؟
ايًلف بتفكير وهي تكتم ضحكتها :دينار كويتي....
قوست حاجبيها :كم بالدوالر؟نور ّ
ايًلف تحاول أال تضحك سكتت
نور :حيوانة وهللا .......اكيد مبلغ وال يسوى.....
ايًلف ضحكت :هههههههههههههههههههههههههههههه
نور باحراج :قصري صوتك وهللا ال يجون ويطردونا....
ايًلف هدأت ً
قليًل ثم قالت
بدور على شغل من جديد....... نور بجديةّ :
ايًلف :اعتقد هنا يبون عامًلت.....
نور :متأكدة؟
ايًلف :وهللا مادري بس اذكر ذاك األسبوع شفت اعًلن عن شي
مثل جذه.....
نور عادت تأكل :لخلصنا نسألهم كملي اكلك عشان نروح الشقة
احس ابي انام تعبت....
ايًلف تأيدها :أي وهللا تعبت وايد اليوم
نور بانسجام مع االكل :اكلي....اكلي....عشان نروح نخمد......
ايًلف وهي تمغض لقمتها ضحكت بخفة :وربي عليج كلمات
تخليني اشك انج عشتي في أكسفورد لسنوات طويلة
نور وهي تغلط طريقة ايًلف في لهجتها :آمبيه عاد...سكتي ال
اطعنج بالملعقة....
ايًلف بجنون :يمه يمه على الحجي الكويتي....
نور ضحكت بخفة واكملت اكلها دون ان تعلّق
كلتاهما تحاوالن التخفيف عن بعضهما البعض كلتاهما تحاوالن
نسيان مسببات جراحات القلب تحاوالن النظر للحياة بعين أخرى
لًلستمرارية في الحياة وبطريقة مختلفة وربما جنونية!
بينما هناك في تلك الزاوية لم يشعروا بوجود شخص من خلف
األبواب الزجاجية يلتقط لهما الصور بشكل متكرر وعشوائي ثم
غادر مكانه بشكل سريع دون ان يُلفت النظر!
........
.
.
.
تريد أن تراها ال تريد ان تترك ابنت عمها وهي على هذا الحال
تعرف حساسية ونعومة مشاعرها
كثيرا
ً وتأججها بشكل سريع ومتناقض تفهم عقليّتها
تحدثت معهما
:حرام عليكم خلوني اروح لها....
الجازي بهدوء :نوف....وش تروحين....خالد كلّم بندر وقال له
عمي بخير...ماله داعي تروحين...
نوف ضربت برجلها على األرض :ابي اوقّف جنب شيخة اكيد
الحين منهارة...
بندر خرج من المطبخ :بكرة اوديك لها.....الحين روحي نامي
بس.....
نوف :قسم باهلل مالكم داعي....خلوني اروح لها.....
بندر رمقها بنظرات حاده :اتصلي عليها وتطمني سالفة اوديك
موديك......لها...ما نيب ّ
نوف بغضب :قول كذا من قبل.....خًلص اترك السواق اجل
يوصلني...
الجازي نهضت :قلنا لك روحي بكرا......ال سوينها سالفة
الحين....
نوف تأففت بينما الجازي صعدت لغرفتها
نوف بانفجار :وبعدين تعال قولي.......شمسوي لها انت؟
بندر كان يرتشف من كأس الماء عندما قالت كلمتها كح
ونظر لها :وش قصدك؟
نوف اقتربت منه :تعاملها بأسلوب جديد....وكأنك تقول لها
وأشارت لها بيدها :باي!
بندر ابتسم رغ ًما عنه هل كانت تفضفض عن صدّه لها وهي
السبب األول واألخير في ايقاظه على امر كان مغمض عينيه عنه
:مالك شغل....
نوف وضعت يديها على خصرها :ال حبيبي لي شغل ونص حتى
لو انك اخوي ما راح اسمح لك تكسر قلبها.....
بندر بحده :قصري حسك ال تسمعك الجازي....
نوف بسخرية :عادي خل الكل يعرف انك عاشق وش فيها....
بندر :جنيتيييييييي؟
نوف :ال بعدي ما جنيت.......بندروه شيخه تراها حساسة انتبه
تكسرها....وربي اكسر لك راسك....
بندر بغضب :شكلك ناسية انك تكلمين اخوك األكبر منك يا نويّف
نوف بنبرة خوف وجدية في اآلن نفسه :انا بس احذرك....
بندر أشار لها :انا أقول روحي طسي نامي احسن ما افصل
عليك.....
نوف بتأفف :بروح اكلمها أصًل....
بندر بتصريح :ال تتصلين بكلمها انا...
قوست حاجبيها وبشك :تكلمها؟ نوف سكتت ونظرت لوجهه ّ
بندر بلل شفتيه :عندك مانع؟
نوف بقصد قالت :عادي تقولها في وجهي كذا يعني؟
ال يريد أن يخوض معها في هذا الحديث يعلم االمر غير محبب
وغير لطيف في مجتمعه ولكن ح اقا هو يريدها وال يستهين
بمشاعرها او يتًلعب بها
بندر جلس على الكنب :أي عادي...
نوف لتقهره :اجل حتى انا بروح اكلم حبيبي دام صرنا
فري....وكل شي ينقال على بًلطة من يوم ورايح بصير واثقة من
نفسي ......وبتكلم ِبًل حدود!
بندر ارعبها بنظراته وبصوت خشوني حاد:
نوووووووووووووووف
اخذت وضعيت االستعداد للهرب وصرخت بخوف :وهللا
امزززززززززززززززح
ثم ركضت على عتبات الدرج...
بينما هو ابتسم على ردت فعلها ،ح اقا نوف قادرة على
النصح......على ايقاظ األمر على األمور....وعلى تغيير مزاجه
واسعاده ......بطبيعة شخصيتها....
سحب هاتفه واتصل عليها...
.
.
.
.
:نورة؟
هزت رأسها بالتأكيد
ثم أكملت :ما ينام...وفكر فيها.....ولوم نفسه بصوت ....يكفرني
ماسمعه....الشوق لها ياكل من صحته......
ام سيف ببهوت :قصدك ضميره اللي ياكل منه....
وبتنهد :وش اللي طرى عليه وذكّره فيها....
صرحت :خطوبة سلطان لشيخة... ام ناصر ولي اول مرة ّ
ام سيف بعدم فهم :شلون؟
ام ناصر بحشرجة :شيخة كانت رافضة......وهو اعطى بو
سلطان الموافقة...بس انا ضغطت عليه بالكًلم.....وجبت
طاريها...له...وقلت ال تسوي فيها مثل ما سويت في
اختها....ومن هالكًلم......و...
ام سيف قاطعتها :ذكرتيه فيها...
هزت رأسها
أكملت ام سيف :ان جيتي للحق اخوي غلطان....
ام ناصر بقهر :اغًلط اخوك كثيرة.....
ام سيف :ما صفح قلبك عنه....
ام ناصر بهدوء نظرت لها :لو ما صفح ما قدرت أعيش
معاه.......بس اثر الجروح ما نمحت......وحنينه لبنته ذكرني
بالماضي ......يا نجًل....اللي صار لي بالماضي مو شي سهل....
ام سيف لتهدأ وضعها :انسي الماضي وال عاد تطرينه......وقولي
يقوم يوسف بالسًلمة....
هللا ّ
ام ناصر بسرحان :آمين!
..............
في الغرفة
تحدثت بنبرة باكية :خايفة يموت...
بندر خرج لحديقة المنزل المتواضعة :وش هالحكي ال تفاولين
على عمي.....كلمت خالد وقال لي انه بخير...
تمحور في قلبها تحت مسمى العُشق وعدم ّ هو ذاته الشعور الذي
القدرة على تجاوزه!
انقادت إلى هذه المشاعر ،حتى انضربت منها ضر ًبا مبر ًحا
خسرت نفسها ما بين هفواته...وفقدت نفسها في عُتمته
ونتج عنه ذنب من الغير ممكن محيه!
إيًلف
ذلك الذنب الذي ال تستطيع ان تُنكر انها غير قادرة على محيه كما
محت اثاره!
تتمنى دو ًما موتها لدفن ما تبقى من السر
تكرهها ،ألنها تذكرها بحادثة اغتصابها في وحدتها المظلمة
تكرهها ألنها تذكرها بصدق مشاعرها الذي نمت بين ثنايا
صدرها....
تتمنى موتها بمقابل نجاتها!
ولكن لم يحدث شيء منهما!
سماع صوته بعد هذه السنوات اخ ّل باتزان تفكيرها
اشعل في فؤادها فتيل الخوف ،فتيل الكُره ......واالزدياد في
الدعاء بأخذ روح تلك المسكينة من هذه الحياة للنجاة!
.
.
.
تتكرر شهقات األلم ،ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة
تطبيق أيدي الموت على مجرى التن ّفس لًلستمرارية في العيش
....في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله
سابقًا....لتتركهُ يعج بضجيج محاوالته في النجاة ولكن بًِل
جدوى!
.......
شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه
هو ضعيف.......وخائف....واأللم يزداد بألحان ِه المعذّبة للفؤاد
من شدّة حركته نزف جرحه......وفتح عيناه على اآلخر وحدّق
في وجهه من يحاول قتله......
حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة
ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشك ٍل متقطع
:إ...يـ...لـ....ا....ف...
.
.
وتعرق جبينه دموعهُ انسابت على ّ وازدادت طبقته على عُنقه
خديه ال زال قلبه مقهور مما حدث.....
تحدث بكره :ال تطري اسمها على لسانك
القذر......موت.....موت.......
.
.
زادت حركة طارق على ال ِفراش.....شعر بالتن ّمل يعود لجسده
كله.....اعاد بشكل متقطع
مخيف :إيـ.....لـا......ف....
شهق بشكل متتا ٍل ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه
اكمل عبارته المتقطعة :بـ....يـ...ق..تـ....لو....نـ....
صرخ اآلخر :وآني بقتلك........باخذ حق اخويا منك....
ارتخت يدي طارق من شدها على يد ُمراد
واستسلم للموت
اغرقّت عينيه بالدموع ...وما زال يكرر ببهوت اسم ايًلف...
تحدث ُمراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين :خليت اخويا
عاجز......عقب اللي سويته بيه.....ما راح يمشي........بسببك
انت......انت....
رف جفن طارق لألعلى.....ليعلن احتضاره امام عينين ُمراد ّ
الغاضبتين
ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه
وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق
ويكح ....ويبكي في اآلن نفسه!
ُمراد :تريد تذبح بنته بعد......تريد تذبحها.....
طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن ُمراد يعصف به
ً
مجاال في الحديث بغضبه دون أن يترك لهُ
صرخ مراد :ما راح اجتلك......بس راح اخليك تذوق مرارة
الموت.....ومرارة محاوالتك من إنك تعيش......اريد اشوفك
تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود.......راح اخليك تعاني
مثل ما خليته يعاني..........ما راح اسمح لك تعيش بهدوء....
ثم وضع له االكسجين....وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده
وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت األلمُ :مراد.....
ُمراد نفض يده منه......وكان سيخرج ولكن تحدث
طارق وعينيه تدمعان :احمي
ايًلف......إإدواااارد......إدوااارد....ببببيذبحها. ...
ُمراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي.......هو مصدوم مما
سمعه من الطبيب .......انسالت دموعه على خديه وبًل وعي
خرج من الغرفة....وبقي طارق
ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبًل صوت
.
.
بينما ُمراد بعد أن خرج من الغرفة .....نظر للممر بعينين باهتتين
.......مسح على شعره عدّت مرات ...ازدرد ريقه ......وبدأ
يفكر......ما حدث ألخيه عقوبة؟ أم نتيجة النتقام طارق منه...ال
يدري.....لن يراه في جبروته بعد اآلن؟....سيبقى على كرسيه
مدى الحياة.....سيبقى يتألم...ألنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب
طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!......سحب رجليه من
سيتجرع
ّ الممر.....ونظر لظله.....الذي يتبعه بضميره!......ماذا
من وراء تلك األشياء التي فعلها؟...ماذا......
في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه...اخرجه ثم أجاب
ُ :مراد......امير صحى...من الغيبوبة وبدو...نور!
رمش مرتين كالمجنون......ثم انسابت دموعه على خديه...
حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها
بالضياع والشتات وتذبذب التفكير......ال يريد أن يخسر أخيه
شيئ ًا يُكّرههُ في الحياة ال يريد ان يراه ضعيف.....فهو لم يعتاد
على ضعفه ولن يتقبله!
نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول :من
يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم...
ايًلف تخصرت :ليش ان شاء هللا ؟........على اساس انتي
بطبخين ويّه ويّهك؟
نور اشارت ال وبنظرة تعالي :تؤتؤ .....انتي بطبخين....
ايًلف سكتت وحكّت أرنبة انفها ،فاشارت لها نور :تبين اسوي
لك؟
ايًلف بتوتر :ال......ثم اردفت
:نور....
نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل :اممم....
وكأنها تقول ماذا تريدين!
اقتربت ايًلف :شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟
.
.
.
.
.
األصوات ً
قليًل ارتفعت
تحدثت من جديد :يبه.....افهمني...ما بيه....وهللا ما ابيه....
بو خالد ال يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب .....ولكن
معرفته لألمر جداا سطحي
:قولي لي السبب ....عشان اقتنع يا الجازي...
خالد بتأييد :صحيح قولي السبب.......اللي يخليك تطلبين
الطًلق...
وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه
الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها :يا ربي ليش ما
تفهمون ....قلت لكم عفته مابيه....السبب خلوه بيني وبينه....
بو خالد نهض وبعصبية :وش بينك وبينه......قوليه يمكن نقدر
نصلح الحال بدل طلبك لهالطًلق.....ترا الطًلق يا الجازي ما
هوب امر سهل...
بندر بخوف :يبه على هونك.....
خالد نهض ونظر لوجه اخته :هد يبه.....
الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها :ما عدت
اطيقه....اكرهه.....يبه....اكرهه .....مابي اشوف خلقته...........
بو خالد بغضب شديد :وش اللي خًلك تكرهينه.......كنتي وش
زينك معه.......والحين بعد ما جبتي منه الولد....تقولين لي
اكره....
خالد وبندر صمتوا هنا
بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا
اكمل والدهم :الطًلق ما هوب سهل .......وما هوب حل
للمشكلة........ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصًل.....
بو خالد بجدية :انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة...
انقبض قلب نوف
خالد بنرفزة :يبه تعرف؟
بندر :وجالس تضغط على الجازي....
بو خالد بغضب :ماعرف التفاصيل.....وال اعرف شسالفة.....
سيف بهدوء :قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار
نصيب.....
بو خالد ضحك بسخرية :وليش قلت لها....
.
.
.
كان في غرفته يحدثها بهدوء :ايش تبيييييييين؟
ُمهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر :العطر
اللي تحط منه....
قصي مسح على وجهه :متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي
لي جيب العطر اللي تحط منه......فكرت فيك شي...وهللا...
تحياتي شتات
.
.
.
محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها
البعض بات صعبًا عليه ،كُلما فكّر في حلول تس ّهل األمور الصعبة
سع من فجوات الصعوبة حدث عليه أمر يو ّ
ويُزيد على نفسه الموجعة ِجراحات أخرى
كان صع ًبا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها
هربت كما فعلت قبل ست سنوات
الخداع
هربت من احضانهما للعُصيان ول ُحب لعين وبه الكثير من ِ
ُحب آال ِبها إلى مشاكل نفسية كُثر ،وآالم ال تُنسى
هربت إلى أحضان ذلك الغريب ،لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة
بشكل مثالي
نتيجة هروبها في السابق حالها اآلن في الحاضر!
كُل األشياء مرتبطة ببعضها البعض.....وكل الخيوط وال ِبنان تُشير
إلى الطريق نفسه
هروبها يعني ....الضياع من جديد
والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف األلوان واالشكال!
الحبكة ذاتها ......ولكن بطريقة أشد أل ًما...هربت بعد أن علمت
بموت والدتها.....بوجود ابنتها....وبعد رؤية طليقها....وبعد ان
تجرعتها لفترة زمنية طويلة! عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة ّ
لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم اآلخر كما فعلت
والدتها؟!
ِلم ال؟!
لن يتعجب بعد اآلن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من
افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية!
............................
قليًل من على الوسادة ش ّد على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض ً
آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره
هزه بضعف حالته .....تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين
حائرتين وقلب ُمتعب وجسد يرتجف خو ًفا
من األفكار المشؤمة التي تطرق رأسه:
هرببببت.....هرببببت.....عم تئول إللي هربتت....
....
لم يكن حال ماكس افضل من حاله...خشي على أمير ان يُصاب
بمكروه...في حالة انهياره هذه.....هو حاول بج ّل جهده أن يحمي
عائلته كما امره ولكن .....نور...دو ًما ما تخرج عن توقعاته
....كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي
اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون
الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف ُمراد وفي اآلن
نفسه ال يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر .......دخل في
حالة تناقض وخوف
....
ش ّد على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات
دون أخطاء :سيّد امير......بليز...اهدأ.....
....
أمير وكيف لهُ ان يهدأ......نور....ليس جزأ من ديانا
وفقطُ ......حبه لها ليس ألنه يشتّم رائحة ديانا فيها....وليس ألنها
قليًل من محبوبته ....ال....بل ألنها اشعلتتمتلك سمات شكلية ً
في فؤاده شعور ....يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن
شعور(األبوة)...شعوره
ّ بوجودها تحقق وشعر به وهو
بالمسؤولية .....شعور أنّ لديه ابنه ....هذا الشعور داوى
جراحات العُقم في ذهنه!
.....
تحدث برجفة شفتيه :كيف راح اهدأ......وانت تئول ِهربت....أنت
فهمان إيش يعني هيدا الشي؟
.....
انخرس ولم يعد قادر على نطق حر ًفا واحدًا
فاكمل امير :كم صار إلها؟
لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه :تقريبًا أربعة
أيام!
.......
ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس....نظر للفراغ من
الغرفة.....واخذ يفكر لماذا هربت؟
ازدرد ريقه عدّت مرات
تحدث بصوت غضب :كيف ما لئيتوها؟
ماكس يحاول ان يكون هادئ ًا :بترجاك أهدأ....راح نلئاها أكيد....
أمير مسح دموعه التي خانته :انا مخبي الجوازات واألوراق
الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا......اكيد هيّا هون بهاد البلد....
....
قوس حاجبيه .....وبشك :فين مخبيهم؟ ماكس ّ
أمير سكت ،وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول :ظنك عرفت
مكانهم ...و...
ضرب على فخذه بيده بكل حسرة :آه نور آه...
ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على االستلقاء
وهو يكرر :ال تتعب حالك....راح اشيّك عليهم.....
امير بتعجل :انا حاططهم بصندوق....في غرفتي.....راح تًلئيه
فوق....الدوالب.....
جمد ماكس ماكنه.....وتذكر...حينما دخلوا عليها في إحدى األيام
بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا
قالت
....
.
.
.
كانت ترتدي على عجل من أمرها......تتحدث
:ادعي ادعي انه المطعم مفتوح.....
ايًلف وهي تجفف شعرها :يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح
نور وهي ترتدي حذاءها :يمكن اليوم غير يعني....
ضحكت ايًلف :الحمد هلل والشكر قعدي محلج بس احس مو
فاتح....
نور بتأفف :ال........ما بقعد وبطلع ....وعلى فكرة تراني زعًلنة
من كًلمك امس
ايًلف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده :وهللا
ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين
هالشي
نور بتأفف :ااااااااااااف
ايًلف اشارت لها :افين ....يًل طسي....
نور مسكت ايًلف وحضنتها بقوة دون سابق انذار
ايًلف دفعتها عنها :وييييييييييعه وخري....شنو هذا.....
ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايًلف تتفلّت منها
نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها
ايًلف ضربتها على كتفها :مينونة؟
نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء :فكرت امس
بكًلمك....صدق انا زعًلنه
ايًلف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية :خليني اكمل
ايًلف تكتفت ونظرت لها بملل :جلست اعيد االمر على نفسي
واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها
تحدث االخر وهو يشير لها بًل مباالة :هذي صدعت براسي اال
تبي تشوفك....مادري وش تبي....بس واضح وراها بًل....وهللا
يستر منها ...شوف وش تبي...خل تطلع من هنا....
لم تتحمل حديثه وفهمها له .....تقدمت لألمام رفعت صوتها ً
قليًل
لتصدمه بقولها له :تطمن ما وراي شي......والني جاية عشان
اجيب لكم ال مصايب وال غيره
كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل ،واخذت ت ّحك طرف انفها
لتظهر له عدم مباالتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه
كوضوح الشمس!
اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي
المنفعل شعر باألحراج في وضعه أمامهما هكذا
تحدث بحرج :عيسى روح ارتاح.....
اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين لألمام ثم تحدث بهدوء وحرج
في اآلن نفسه بسبب موقف صاحبه :خير اختي
صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير :اختي إلزمي حدودك
واوزني كًلمك...
سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجد ّية حديثها :وانا اسف ع
اللي بدر من صديقي ......واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك...
نور ترقرقت الدموع في عينها ال تريد ان تعود لنقطة الصفر
تحدثت بهدوء وبكذب الستعطافه :انا حالي من حالك طالبة
.......واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا....
سكت سلطان وشتت ناظريه عنها!
تحدثت برجاء :وش بصير يعني لو وظفتني
سلطان بهدوء:اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي......وانا مابي
وجع الراس
نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء :وهللا فاهمه بس
عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون
قاطعها :ال تحرجيني اختي اسف وهللا
قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كامًل ورقم هاتفها
ايضا :يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك
بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم
قوس حاجبيه ونظر السمها من باب م ّد يده لـيسحب الكرت ّ
الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها ال يستطيع
أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان ! :نورة
يوسف الناصي
وضعت اسمها الحقيقي بًل خوف.....طبّقت حديث ايًلف في كل
األشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها اآلن
واجهة نفسها أنها ال تدرك شيء في الديانة المسيحية .....ادركت
انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن
متذبذبة!
واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها
ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم
ادركت انّ نُكران هذه األمور لن يجلب لها الراحة وال حتى
السعادة .....لذا كما قالت لها ايًلف عليها بالمواجهة وإن كانت
النتائج مخيفة ومحزنة
وهذي هي بداية المواجهات!
...........
قوس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا
ّ
معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر االمر ولكن كيف اسم والدها
كاسم.......
وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر :مستحييييييييل
شلووووووون؟
من باب االحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تر ّبى
منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي)
.
.
شعر لوهلة أنه أضاع ّ
حًل للغز ما!
فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم
سا واخذ يفكريجدها...تقدم للشارع الرئيسي اخذ نف ً
ّ
بنته......وال مجرد تشابه اسماء :شلون .....شلون
اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره .......ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو
يفكر بعمق في االمر! البد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها
بيوسفِ .......لم هو مهتم ال يدري ولكن الفضول.....اخذ يدّق
رأسه د اقا....سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت
نادى :عيسى أنا طالع.....
ثم خرج من المطعم من جديد!
.
.
.
.
.
.
.
طعم ....رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر تم رمي ال ُ
.....رمى الذبذبات وموجات صراخها.....رمى الحنين واالشتياق
لوالدتها رغم كل شيء.....ركضت عائدة للشقة هاربة من كل
االشياء التي تخيفها ال تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال
وإال ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعًله
ال تريد ان يطول االمر ّ
بها امير وديانا.....بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز
كل االشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم!
.
.
شدها اليه كلمح البصر وكأنها ُمعتاد على فعل هذا األمر دون أن
طاعيجعل الناس ان يًلحظوه! خفة....ومهارة خبيثة يمتلكها ق ّ
الطرق ورجال العصابات والمجرمين!
ّ
سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها
بيديه عن محاولة اإلفًلت!
كانت تتحرك بعشوائية ال يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك
قليًل قريبة من بعضها لذا سحبها لعمق الممر وكانت المباني ً
ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر
منه الضوء لألسفل بشكل خافت
ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة االبره
من جيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها
ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه
وكرد فعل منه تركها سري ًعا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه
هنا سحب نفسا لكتم األلم وركض خلفها تما ًما
..
مؤخرا ال تريد أن
ً المرة
ايًلف بدأت ذاكرتها تسترجع األحداث ّ
تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل
فكثيرا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في األوان األخيرة
ً
والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي ال تريد أن تصبح
واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي األيادي
الحقيرة
.
.
صرخت مستنجدة ....قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة
ايام......للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خًلل دقائق قليلة،
شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها
ويعتصره بقوته ...ارتجفت كل خًليا جسدها وهي تركض...سريعا
جف لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها لًلختناق ما ّ
لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة
في الركض!
.
.
.
.
تحدث أبا سلطان :ال وجهك اليوم يبشر بالخير......ما فيك إال
العافية وانا خوك بس شد حيلك......واهتم لصحتك......وال تهتم
بشي ثاني...
يوسف....
فهم حديث صاحبه كيف ال يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء
كبير من عقله.....واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف
ومخيف......
تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب...بعينين غارقتين...ووجه
مسود.......ويدين مقطوعتين....وشعر منكوش....تكرر بصوت
مخيف وغريب ال يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة
(خايفة)
هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر
هز رأسه متنهدًا
بو خالد ال يعرف كيف يخفف عن أخيه وال يعرف كيف يُسعده
ولكن يدرك انّ األمر ليس هيّن واصًلحه صعبًا
متأخرا ولكن سيحاول معه في أصًلح ً وتأنيب ضمير أخيه جاء
االمر
ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من األجواء الكئيبة رغم انه اتفق
معه على عدم اإلفصاح عن االمر
استمرت
ّ ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ األجواء الحزينة ان
ستجلب االسالة وستحزن قلوب كُثر
لذا قال :ما عليك شر يا خوي....والف الحمد هلل على سًلمتك
تحدث أبا ناصر بوهن :هللا يسلمك.....
بو خالد تحمحم :احم....وانا خوك دامك قمت بالسًلمة.....ووفينا
بالنذور.....والعيلة تجمعّت....والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة
........حاب اخلي هالفرحة فرحتين....
بندر وخالد نظروا ألبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم
وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله
بينما بو سيف نظر إليه باهتمام
عزام لكز سيف وبهمس :ال يكون بزو ّجه على خالتي
سيف ابتسم على ذبه أخيه :اهجد
عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه :الحق
بزوج ابوك على امك...خالي ّ
سمعه قصي ليبتسم ببهوت :شكلهم االثنين مع بعض
ضحك بخفة ناصر :قسم باهلل عليكم خبال حتى في وقت الحزن
ههههههه
بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته :شفيكم تتهامسون....
رد جاسر على ناصر :أي حزن .......صدقني الحين بنقوم نرقص
دبكة على خبر زواج ابوك...
بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف األجواء لذا
(درعم ) في الحديث :وانا اشهد...
خالد نظر لوالده يريد ان يكمل
فقال :انا شاري قربك يا خوي......
بندر وقع قلبه في رجليه
خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به
بينما عزام همس لجاسر :اوه أخيرا بصير عندنا فرح
تزوج؟
جسار لكز خالد :من متى قررت ّ
خالد مصدوم هل ح ًقا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟
ولكن اكمل أبا خالد :طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر!
كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع
حديث ابيه حتى شرق بالماء
قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه :كح كح
كح...
التفتت األنظار عليه
وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم
بينما عزام همس :فشلتنا .......اهجد.....
سعود ضحك بخفة......
بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا
فهمس جاسر :اويلي استحت العروس
لكزه سيف :اهجدوا خلونا نسمع.....
اكمل يوسف :تعرف يا غازي البنت تو....
اطول
قاطعه بو خالد :عارف.......ولكن يا خوي.....ما ودي ّ
السالفة والولد شاري البنت....
قوس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ ناصر ّ
وعطى في هذه األمور
اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس :هللا بيزوج قبل
خالد....
عزام بهبل :متولّع في اختك ......ما عليه شرها...
سع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال: سعود و ّ
اسفين اسفين يا ولد الخال.....
سار شاركهم الهمس :وهللا وطلع يعرف يحب.... ج ّ
خالد نظر ألخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال :انت
قايل ألبوي يخطبها لك؟ بهاالوضاع ذي...
بندر هز رأسه بًل
اكمل يوسف :نسال البنت يا خوي وان شاء هللا تسمعون اللي
يسرك انت وبندر....
بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ االمر سيطول ولكن ما حدث اصبح
في صالحهما وليس كما يظنون
قصي لكزه :اووووووه شعليك بتعرس.....
سعود :وبنصير نسايب......
ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه.....
بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول :ودام اليوم يوم
االفراح.....اجل اسمعوا.....
عزام همس ألخيه سيف :ايش عنده الوالد تحمس...
سيف ضحك بخفة عنه :هههههههه اكيد بقول عن قصي...
قصي سمعه :ان شاء هللا.....يارب...
جسار :خذ لك شوفوا المتولّع الثاني...
سعود بفضول :بمنو متولّع قصقوص؟
قصي ضرب فخذ سعود :فيك يا قلبي...
سعود :ويييييييييييييييع
ناصر أخيرا شاركهم :هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت
الهمس ذي......وال ضحك على الصامت هللا يفشلكم....
خالد ابتسم :كانهم طلبة في حصة رياضيات....
سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود :ها ها ها وهللا ما ضحك ما
تعرف تنكت يا خويلد...
خالد رمق بنظرات :تكفى عاد اضحك!
عزام :بدأت أجواء الضراير الحمد هلل والشكر
سار :هههههههههههه ج ّ
........
بو سلطان ابتسم :هللا يدوم الفرح ......اي وش بقول لنا يا بو
سيف
بو سيف بهدوء :الحمد هلل بعد الزن والحن .....احد من هالثًلث
يزوج
....قرر ّ
وأشار على قصي وجسار وعزام
الذي همس :ال حول وال قوة اال باهلل دايم مخلينا ضد الزواج
جسار :اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك
سيف ضحك بخفة
....
بو سيف :قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي....
بو ناصر ابتسم :مبروك الف الف مبروك.....
بو سلطان :وهللا زين ما ناسبتوا....عيلة السامي معروف عنها
باالخًلق والسمعة الطيب....
....
سار بهمس لقصي :واخذ لك احلى تطبيل الحين.... ج ّ
ناصر بضحك :ههههههههههه استغفر هللا
قصي لكز كتف أخيه :جببببببب
...
بو خالد :ورا ما زوج عزام وجسار...
عزام بهمس ألخيه :بدأ أسلوب التحريض
سار :قوم قوم ننحاش....ج ّ
سيف :ولعنه اجلسوا بس...
سعود ضحك :هههههههههه دوروا لكم مخرج....
............
بو سيف :متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون
زوجانهم......
بو خالد التفت عليهم :ومتى تبون تعرسون...
ضحك بو سلطان :ههههههه حجر عليكم خالكم....
جسار همس لعزام :رد رد....وال بقوم اسوي سالفة...
قصي ضحك :ههههه وش بسوي يعني....
عزام نظر لخالد :اصبر بوهق معاي خويلد...
خالد سمع وفتح عينيه على اآلخر
قال عزام :باذن هللا زواجي انا وجسار وخالد مع بعض
خالد همس له بعصبية :هللا ياخذك...
سيف بضحكة وهمس :تعرفون توهقون بعضكم هههههههه
ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته
..........
بينما قصي تذكر امر ُمهره فهمس في اذن عزام :عزام تكفى لحد
سال عني صرفه الزم اروح لمهره...
عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث ال احد يسمعها :ليش
فيها شي؟
قصي بهدوء :ال ال....بس تعرف...
عزام ابتسم وغمز له :خًلص فهمنا ياخي روح روح...
قصي :عارفك بذلني...
عزام بابتسامة خبث :حبيبي اللي يعرفني وهللا
قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن
.
.
.
اما في صالة النساء ،الفرح والسرور.....يدور حولهم ويخترق
وجوههم
ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة
نوف لكزت شيخه :قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف
الكبار
شيخة رمقتها بنظره وبهمس :متأكدة ؟
نوف ضحكت على نظراتها :عندك شك...؟
شيخة :أي وهللا
نوف بملل :جد قومي عندي لك سالفة بمليون
شيخة بحماس :قولي وهللا
نوف بهدوء :وهللا
شيخة شعرت بجد ّية نوف نهضت وهي تقول :عن اذنكم......
ثم نهضت نوف
....
ام ناصر :اال كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري....
الجازي تحاول بعد ما حدث في األوان األخيرة تبتسم :بخير
.
.
ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على
حالهما
:بعد عمري كبر....يا جعل افرح فيه معرس
ابتسمت الجازي وق ّبلت ابنها.....
.
.
في غرفة شيخة
شيخة جلست على طرف الجازي :هاااا وش عندك....
نوف بًل مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من
يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت
قالت بصدمة :سيف والجازي مزاعلين...
نوف جلست بالقرب منها :أي صار لهم يمكن شهر ونص
......وووصلت للطًلق...
شيخة شهقت.... :هأأأأأأأأأأأأ......ال قولين....
نوف تكتفت :مع األسف.....ومثل ما تشوفين حتى هو سيف
يفكرني احرضها على الطًلق.....
شيخة بعدم فهم :منو غيره يفكر كذا...
نوف بنبرة حزن :ابوي....
شيخة بشك :وانتي صج
شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا ال تلوم الجازي على ردت فعلها
ابدًا.....
:اساعدك في ايش....
نوف بهدوء :اثبت للكل اني ما احرضها....
شيخة بنرفزة :ألنك غبية لو مكانك احرضها ...واقنعها بعد....
نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما
عنها :ألنه عقلك عقل بزر....
شيخة فتحت عيناها على اآلخر :ايشششششششششششش....
نوف بنرفزة :شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل
االوادم........وجع اقلقتيني تراك......
شيخة مسحت على وجهها :تكلمي....
نوف :مابي الجازي تطلق......حرام عبد هلل يعيش بعيد عن ابوه
....وعن امه....
شيخة بتعاطف كبير مع الجازي :ومو حرام اختك تعيش بألم معه
هالـ....استغفر هللا بس
نوف جارت بعينيها :اففف.....منك.....
شيخة :تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف....
نوف باندفاع :مو صافه معاه......بس هو غبي.....كان
مذبذب.....وفجأة حس انه فعًل وقع في
حبها.....وندم.....المفروض الجازي تعطيه فرصة.....
شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب :ال ابد ما فيك عقل
انتي...
نوف لتختبرها :لو مستقبًل بندر سو فيك مثل ما سوى سيف
للجازي تعطيه فرصة....
شيخة بغضب اكثر :ال طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي
عليه....
نوف بشك :حتى لو بينكم عيال....
شيخة بانفعال :حتى لو بينا درزن عيال....
نوف :وهللا وقتها بكون الكًلم غير.....بس سمعيني....هو طولة
هالشهر يحاول يراضيها........وهي موجوعة منه.......وعشان
تثق فيه هو الزم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد
بينهم وبينه......هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ
......وترضى.....بس هالشي مسوي فجوات بينهم.....
شيخة كتفت يدها :احسن......
نوف نهضت وبجدية :شيخة ابيك لي عون الفكاري مو
فرعون......
شيخة بجدية نظرت لعينين نوف :مو جاية اتقبل وهللا....
نوف :وهللا كنت مثلك.......بس وهللا حرام هي تتعذب ....وعبود
متشتت بينهم.....وسيف واضح ندمان .......عارفة
غلطان......بس مابيهم يطلقون......
شيخة :نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصًل مو متقبلته
ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض.....
نوف بحزن :بحاول عشان ال يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما
يفكرون.....
شيخة مسكت اكتافها :طز في أفكارهم........
ثم بتفكير :اممممم .....انتي تشوفين اختك مثًل تحب سيف....بس
تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ....وفكرت كذا....
نوف بجدية :ال....ماحسها تحبه ابد.....
شيخة بهدوء :اجل ليش تحاولين في شي مستحيل.....
اول مرة تتحدث بتلك النبرة :مابي عبد هلل يعيش في نوف ولي ّ
تذبذب الجازي......مابيه يحس بالنقص....مهما حاولوا بعد
الطًلق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا
شيخة......ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب
عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم
تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها
عشانه........ومابي انا يصير هاالشياء.......وال ابي عبود يحس
بالـ نقص......انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي......عارفة
راح يعيشه رغم االثنين بكونون موجودين بحياته....فهمي
قصدي.....يا شيخة فهميه.....
شيخة لم تتوانى في حضن نوف .......طبطبت على ظهرها
وحاولت نوف أال تبكي همست شيخة :فهمت.....فهمت نوف....
نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها :يمكن الجازي
تشوف الطًلق حل....وفعًل يكون هو الحل الصحيح.....بس اكيد
وراه عواقب انانية انا اشوفها.......هي بس لو تحاول وتجرب
......لو تحس مو قادرة تكمل.....هنا ما راح الومها....هو جالس
يحاول من طرفه بس.......وهي بعيدة....وهالشي ما راح يجيب
نتيجة....
شيخة بعدم فهم :يعني.....
نوف هزت اكتافها :بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس
ال هي وال هو....
شيخة سكتت ثم قالت :كيف؟
نوف بنفس عميق :اول صدفة اليوم ببيتكم....
شيخة بخبث ابتسمت :فهمتك بس شلون
نوف بادلتها االبتسامة :بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور
العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف
االم على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا...
قاطعتها شيخة بصرخة :يييييييييييييييييييمه منك....
نوف ضحكت :هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه.....
شيخة بحماس :كملي كملي
نوف بهدوء :يمكن هو يفهم ......ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص
ويقرب منها.......بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني
.....بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك....
شيخة بفجعة :شلون؟
.
.
.
نظرت البنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها
وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت :لولوة ....متى
بتتركين هالشي....
لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها :يمه شفيج علي.....انا
اخذت اذن من ابوي ومنج قبل ال اصير فاشنستا شغيّر الحين.....
تحدثت بصوت شبه حاد :االشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي
يدزونها لي ....غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد.......
لولوة تحدثت :يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من
حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني......والباقي مالي شغل
فيه.....
تحدثت بجدية :هالشي بأثر حتى على نصيبج....
لولوة بعدم مباالة وهي تحدث بشاشة هاتفها :الرزق بيد هللا
يمه.....
نهضت والدتها بتأفف :انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة....
لولوة مضغت العلك بهدوء :يمه ريًلكس .....شنو شايفة هالمرة
وخًلج جذيه علي....
لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال :ها جهزتي يا دالل....
دالل بمزاج متعكر :ال هونت ما بروح مكان....
تحدث بعدم فهم :ليش نو صار؟
لولوة نهضت :بس عشان شافت االشاعة اللي طلعوها علي...
مشعل بهدوء :دالل انتي تعرفين الشهرة و...
صرخت هنا دالل :هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر
من جذيه؟.....
انصدم بل صعق نظر البنته التي خافت من نظراته:
شنوووووووو؟
لولوة لتهدأ االمر :يبه اشفيك بعد أنت.......أكيد....
قاطعها :إال هالشي.......
دالل بتأييد :عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل
دراستها احسن بوايد من هالشهرة......
مشعل رمق ابنته :الحين خلينا نروح موعدنا وليينا
نتفاهم.....اصًل انا ماوعايبني اللي قاعد يصير....
لولوة بزعل :يعني شلون....
مشعل بحده :اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة
....وسكت ......بس توصل للشرف ال .....مو ناقصين
...حجي......ويا دالل وريني المقطع وال المكتوب عشان اقاضي
قليلين االدب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها...
دالل ارتجف قلبها حينما قال(إال الشرف) عادت بها الذكريات
للوراء وإلى ايًلف باالخص
تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها
مشعل :يًل مشينا
تبعته وفي قلبها غصة وخوف.....وذعر...وما زالت تكرر بداخلها
(هللا ياخذج وافتك منج يا ايًلف)
..............
.
.
.
.
.
.
تتصرف مع قصي تشعر ّ احمرت وجنتيها إلى اآلن ال تعرف كيف
ّ
أنّ هناك حواجز ال تستطيع أن تتجاوزها معه ولكن هرمونات
الحمل اليوم جعلتها أن تطلبه ذلك العطر وبذلك استوعبت انها
استدعته للمجيء لها بطريقة غير مباشرة!
سر طلبها كخضوع له او... لذلك اخذت تفكر ماذا لو ف ّ
شعرت لوهلة أنها عادت ل ُمهره وإلى افكارها العميقة فركّت بيديها
مع بعضها البعض
وولّت بظهرها عنه قائلة بصوت اشبه للهمس :امزح!
ثم خرجت من الغرفة
.
.
ست من ردّت فعله توقف في مكانه يُريد أن يستوعب هل تحس ّ
معان أخرى ....فكّر ً
قليًل ثم ٍ سرت عدم استيعاب إلى .....هل ف ّ
تأفف وتبعها قائًل
ُ :مهرهُ .....مهره....
خرج ورآها جالسة على الكنبة تنظر للتلفاز وتمرر يدها لناحية
انفها بطريقة ال تريد أن يًلحظها لشم العطر ولكن ابتسم لفعلتها
التي ظنّت غير مرئية له!
تقدم لناحيتها ثم جلس بالقرب منها
نظر لها بعد ان امسك بطرف ذقنها للـ رأسها لناحيته :زعلتي؟
ازاحت يده عن ذقنها بهدوء ثم اردفت بجدية :مو لهالدرجة
عاد....
قصي نهض :ثواني وكون عندك...
سحبت يده وهي تنظر إليه :اجلس خًلص مابي.....
قصي بهدوءُ :مهره.....حبيبي.....ترا طبيعي الشي اللي تمرين
فيه ....بروح اشتري لك...واجي....
ُمهره بجدية :ال جد وهللا مابي....انا كذا قلت الن جا ببالي بس
عارفة ما راح اقدر اكله.....
انصدم ،تلعثم في الرد عليها حكّ ارنبة انفه مبتس ًما و استبشر
خير منها ثم قال
:والحين قومي نسوي شي ناكله.....
ُمهره نظرت لعينيه :ليش انت جوعان؟
سيف نظر لخالد :خالد اذا ماخلصوا اشتر انت الخرفان وحملهم
بالسيارة......
خالد بملل :وبترك هالحيوانات هنا....
عزام رمى عليه من البرسيم :انت الحيوان
سيف هز رأسه ثم ابتعد عنهم
ناصر بجدية :يًل مانبي نتأخر خففوا من ظرافة هالدم اللي
عندكم....
بندر همس لسعود :ول ّعوا...
سعود ضحك :ههههههه على اآلخر...
عزام :خًلص نفختوا راسنا الحين بنخلص
جسار :قدام قدام يًل
..................
حقيقةً تحدث أمور لنا لم نتوقعها ابدًا ولم نتخيّل يو ًما سنجرعها
ولكن كُتب لنا أن تحدث وليس هناك ما فر منه!
.
.
بكيت وكانها تريد أن تتأكد انها أصبحت قادرة على ذرف الدموع،
انهكت نفسها طيلة اليوم في البكاء ألنه فقط رفض ان يوظفها
وشعرت لوهلة انها عاجزة وغير قادرة على تجاوز حموالت
الحياة!
اتصلت عليها ام الطفلة الصغيرة تتساءل عن عدم مجيئها ولكن
انهت الحديث بقولها لن تُكمل مسيرة العمل معهم!
انهت كل شيء وكانت لورين متوقعة ذلك ظ انا منها انّ ال احد
يتحمل ابنتها التي تعاني من مرض متًلزمة التوحد!
ثوان لسوادها
ٍ ولكن ال تعرف حقيقة االمر انّ نور دخلت في خًلل
المظلم!
ومرت ساعات كثيرة دون أن تعي شيء........شعرت أنها نامت ّ
بذلت طاقة عظيمة وهي تنتحب وتبكي وتلوم نفسها والجميع على
كل شيء.....من الصعب على اإلنسان النسيان أو التناسي البد
هناك لحظة تهدم هذا الجبروت!
اخيرا استيقظت ......وفتحت عينيها بهدوء .....نظرتً
للسقف.......ثم استوعبت االمر ونهضت سريعًا تنظر للنافذة
مباشرة وكان الظًلم يرسل لها أنّ الليل قد حل
شهقت هل من المعقل نامت كل هذه الساعات؟!
نهضت راكضة للغرفة
وهي تتمتم :ياربي شلون كذا..........نمت ....تقريبا
واخذت تحسب على يدها :عشر ....الال....اثنعش
ساعة.....افففف......
ثم تذكرت :غريبة ايًلف ما جلستني....
صرخ :وخرووووووووووا.....
لم يفهموا كلمته ولكن خافوا منه صرخ باالنجليزية (مترجم):
عودوا إلى شققكم....
ال يدري لماذا امرهم بذلك.......ال يعرف ولكن تخبطه وخوفه جعل
لسانه ينطق بتلك الكلمة......ومن ثم ركل الباب ....ودفعه
بجسده....بقوة....منهم من دخل شقتهم در ًءا للمشاكل ومنهم من
بقي لـِ ينظروا إلى سوبرمان الحديث!
كان كالمجنون يركل ويدفع الباب عدّة مرات...وعندما لم يسمع
صوتها بعد تلك الصرخة خفق قلبه.....
ودفع الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار.....وارتد مجددًا ودفعه....
دخل الشقة
كان احدهم سيدخل ولكن تحدث االخر ليمنعه
وتقدم اآلخر واغلق الباب ثم أشار لهم بالدخول إلى شققهم بقوله
(ال تدخلوا أنفسكم فيما ال يعنيكم وإال اللعنة ستصيبكم هيا ادخلوا
إلى شققكم قبل أن تأتي الشرطة وتأخذكم جمي ًعا)
مسح على شعرها بلطف تحدث بتردد :اريد افتهمي شنو صاير
بيج؟
.
.
رف جفنيها وشدّت بقبضة يدها على قلبها حقيقة اآلن ال يسعها ّ
هذا العالم ال يسعها......ال تستطيع ان تتحمل اكثر .....طارق
ارمى قنبلته الملتهبة..........وخرج........جدد جراحتها.....وأتى
بك؟
اآلخر بشكل غير متوقع ليتساءل ماذا ِ
ألم يرى بعد ما يوجعها؟!
.
.
تريد النهوض ولكن الخجل......الضعف قيداها على ان تكون
مستلقية على جانبيها األيمن تبكي بأنين
.
.
ما زال يمسح على شعرها.......ما زال يطبطب على يدها
:نور....الدنيا مو مستاهله تسوين بنفسج جي.......
.
.
فتحت عيناها تريد أن تراه بعينيها ،نظرت إليه بصورة
مشوشة......حاولت الجلوس واالعتدال.....ولكن تشعر أنّ خًليا
جسدها خاملة .......ساعدها وما إن جلست ...نظرت إليه بوجهها
المحمر....ببعثرت مشاعرها وشعرها........بامتًلء وجهها
بالدموع......
رمشت مرتين .....وكأنها تريد ان تستوعب أنه حقًا أمامها
همست :شوفني......شوف شسويت فيني........شوفني....
كانت تشير لنفسها بضعف.....
تحدثت برجفة :لو ما سويت لي اللي سويته ما كان الحين اعرف
ايًلف....ما كان انخطفت......بقول لي ماله دخل....بس إال له
دخل ...لو ما رميتني في الشارع كان انا مازلت في
أكسفورد. ..في بيتنا......مو هنا....كان ماعرف احد
غيرك.......كان امي ديانا عايشة .......امير ما تصاوب......انا
اربي بنتي.........مو يحطونها في دار االيتام.....كان ما صار كذا
صح......
كان ينظر لها.....لتخبطها......لثقل لسانها.....لرجفة يدها وأخيرا
نظر للسائل من تحتها وهذا االمر جعل قلبه يرتجف
نور بانكسار :اكسر الخاطر صح؟
مراد شعر بقربها تسلل الوجع الذي لم تستطع وصفه يوم إليه
......هي اآلن تعاتبه ......هي االن في حالة صدمه وهذا ما فهمه
من حديثها ...تحدث بخوف
:احد متهجم عليك؟
نور ا بتسمت بسخرية وسط انهياراتها :الكل يا مراد الكل......مو
قادرة اسيطر على احد.....مو قادرة اردع احد....وين ما اروح
صارت لي مصيبة...ووين ما اروح تلحقوني وتجون
وراي......وين اروح؟......المفروض اروح عند ديانا صح؟
جنّ على جنونها بكى بًل صوت .....بكى على حالها بًل دموع
ازدرد ريقه ......ضاق تنفّسه
اردف :نور....
تراجعت للوراء وهي ترتجف بشكل ملحوظ ترنّحت لليمين وهي
تُشير إليه :اطللللللللللع برا......اطلللللللللللللللع برا.....
.
.
غير قادرة على ان تتجاهل االمر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ
الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها
وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد.....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا االمر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُضح ذلك االمر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر :يا ربي اخذها من هالدنيا ور ّيحني منها آخذها يا رب....
ال تشعر بناحيتها بشعور االمومة رغم أنّ هي ّ
اول األلم اول
اول الصرخة االحتضان ّ
اشت ّمت رائحتها ،نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء
مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على
جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن اآلن تخشى ان تشتعل
هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان
تندمج معهم خائفة من ان تطرد يو ًما من هذه األجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر
جديد......تهديد جديد لكن ال شي......
نادتها ابنتها :يمه......صار العشا جاهز تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق :يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
:يارب ال تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أم ٍل من انقاذها على ام ٍل من انتشالها من الظًلم
من ايدي الثعابين والxxxxب!
ُمتعب....بل منهمكُ ...جرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان
يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل أال
يعش في عذاب ضميره لألبد....من أجل تلك المسكينة التي ال
دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قادة
سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن
يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه
ُح ّراس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد كما
هو!......ليبرهن له انّ لن تنازل عن حبيبته كما
يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا
خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو
حامًل سًلحه بيده.......مقرر تما ًما على ان ياخذها منه ويخرج ً
من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل
جانب....رأى كيف سري ًعا تو ّجهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله
عندما اقتربوا.....نظر إلدوارد وهو يحتسي القهوة في شرفته وما
إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشى امامه
وهو يتحدث باإلنجليزية (مترجم) :كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع :وين ايًلف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة
ي إيًلف؟
وجدًا :مين ه ّ
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السًلح في وجهه وصرخ :قلت لك ووووووووووووين
ايًلف
سمعوا سري ًعا صوت (تعشيقة المسدسات) المو ّجهة لناحية طارق
ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قالت لطارق بثقل لسانه :ابحث عنها......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال :عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت
اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه :آي دونت نو....
طارق لم يتح ّمل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع لكم بطرف
مسدسه وجه ادوارد وسري ًعا ما تو ّجهت األسلحة بشكل سريع
عليه....و...
...............
انتهى
قراءة ممتعة
تحياتي شتات
البارت الرابع والعشرون
.
.
.
.
غير قادرة على ان تتجاهل االمر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ
الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها
وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد.....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا االمر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُفضح ذلك االمر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر :يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها أخذها يا رب....
ال تشعر بناحيتها بشعور االمومة رغم أنّ هي ّ
اول األلم اول
اول الصرخة االحتضان ّ
اشت ّمت رائحتها ،نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء
مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على
جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن اآلن تخشى ان تشتعل
هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان
تندمج معهم خائفة من ان تطرد يو ًما من هذه األجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر
جديد......تهديد جديد لكن ال شي......
نادتها ابنتها :يمه......صار العشا زاهب تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق :يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
:يارب ال تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أم ٍل من انقاذها على ام ٍل من انتشالها من الظًلم
من ايدي الثعابين والعقارب!
ُمتعب....بل منهمكُ ...جرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان
يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل أال
يعش في عذاب الضمير لألبد....من أجل تلك المسكينة التي ال
دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قاد سيارته......وحرسه
بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد
لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه ُح ّراس.......ليرهب بهم
قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد وعناده ال
يُضاهيه!......ليبرهن له انه لم و لن يتنازل عن حبيبته وخطيبته
كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى
الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا
خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو
حامًل سًلحه بيده.......مقرر تما ًما على ان يأخذها منه ويخرج ً
من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل
جانب....رأى كيف سري ًعا تو ّجهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله
عندما اقتربوا.....نظر إلدوارد وهو يحتسي القهوة من خًلل
شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى
يمشي امامه
وهو يتحدث باإلنجليزية (مترجم) :كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع :وين ايًلف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بنطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة
ي إيًلف؟ وجدًا :مين ه ّ
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السًلح في وجهه وصرخ :قلت لك ووووووووووووين
ايًلف
سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) المو ّجهة لناحية طارق
ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قال لطارق بثقل لسانه :ابحث عنها......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال :عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت
اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه :آي دونت نو....
طارق لم يتح ّمل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع له و بطرف
مسدسه لكم به وجه ادوارد وسريعًا ما تو ّجهت األسلحة عليه لم
يكتفي بهذا القدر من افراغ غضبه بل اقترب من جسد ادوارد
الذي انحنى متأل ًما
رفعه من اكتافه ولم يتردد في سحبه لألمام ومن ثم يركله بركبته
على بطنه
سمع ادوارد هنا صوت اطًلق النار وسحب طارق معه لألرض
لكي ال تخترقه الرصاصة!
صرخ ادوارد (مترجم) :توقفوا عن اطًلق النار وإال قتلتكم
جمي ًعا!
نظروا حرسه بتعجب إليه ومن ثم ....نظروا إلى طارق الذي سدد
لكمته في وجه ادوارد وهو يقول :خايف من ابوك ينحيك عن
هالمنصب...تدري لو مت بسببك ...ابوك راح يشرب من دمك
....عارف قوانينكم اللي ما فيها خير.....عارفها وحافظها مثل
اسمي....
دفعه إدوارد وبخفة هنا استلقى طارق على األرض واصبح ادوارد
سريعًا فوقه ماسكًا بياقة طارق وهو يهزه
تحدث بحقد وبلغة مكسرة:
ايًلاااااف.....ستككون....الااعبتي.....جميلة...رائع
ة...وانت....خائن...ال تستـ....
لم يكمل حديثه بعد أن ابعد طارق راسه للوراء وبشكل سريع لكم
وجه بجبينه.....
ثم نهض وهو يتألم من جرحه الذي بدأ ينزف بشدة
تحدث :مريض نفسي....حقييييييييير........خذت حقك......خليت
ابوك يطلع حكمه صوبتني.....تدري لو يدري انك خاطف لي احد
من اهلي واقربائي.....بيحكمه ينهيك.......ينهيك يا اللقيط........
ثم دخل سيارته ودخل اآلخر ليقودها إلى حيثما قال بينما طارق
كان ينتظر رد ماكسين عليه
ثوان ثم أجاب مع انطًلق السيارة إلى ناحية الجبل
ٍ لم يأخذ إلى
تحدث
(مترجم) :كُنت اظن انّ الحكم انقضى وتم اخذ القرار ونهي
التفاوض في االمر...
سكت الطرف اآلخر ليردف :لم تمت
تحدث طارق (مترجم) :ارجو انك في وعيقك....اآلن.....لكي
نستطيع التحدث بوضوح......
تحدث اآلخر(مترجم) :ماذا تريد.....الحكم كما قلت انقضى....ال
استطيع ان اميّزك عن البقية انت خنتنا في نقوضك لبعض
القوانين......واخذت الجزاء
جنّ جنونها واخذ المكان يهتّز بصراخها حينما رأته يقص شعرها
ويرميه في وجهها بابتسامة ماكرة وعينيه محمرتين
طويًل يصل إلى مستوى اكتافها واآلن وصل إلى ً شعرها كان
رقبتها!
ما هذا الجنون ولم يكتفي بعدها بهذا االمر اقترب منها بالحدود
الذي ال تضيّع عذريتها ....ال وصف ُمناسب لحالها ال وصف يمثّل
شعورها ......بهت لون ايًلف سري ًعا وفجأة
سكنت في مكانها بعد زوبعة رغبته .....وبعد نفاذ طاقتها في
الصراخ والبكاء......عاد من جديد ليسرق روحها .....عادت
بقوة
ثائره تمنعه إلى ان لكمها على وجهها ّ
حتى سقطت هي والكرسي م ًعا على األرض
وبدأت تصرخ من ألم انفها تشعر انه فعل ايا انكسر وبدأ بالنزف
هو قادر على ان يأخذ منها ما ال تريد أن يأخذه ولكن هو مستمتع
لهذا الوضع
هو قال لن أؤذيك فقط سأؤذي طارق
ولكن في الواقع هو آلمها وبشدّة
تمنّت لو تموت تحت تعذيبه النفسي والجسدي
تذكرت والدتها ووالدتها وهمست بأسمائهما
ال تدري كم مرة اغمي عليها لتجلس على نظام تعذيب جديد
ال تدري كم مرة ُجرح جسدها بأظافر يده لتثبيتها
للتقبيل ...والتعذيب!
حدث لها ما لم يستوعبه المرء
حاولت ب ّجًل جهدها ال يصل تعذيبه لألمر الذي يفقدها كل شيء
رغم انها فقدت جزء من روحها اآلن!
.
.
.
فتحت عينيها ببطء شديد دون ان يلحق الضرر بها......رأته واق ًفا
بالقرب من رأسها
كانت مستلقية على طرف كتفها األيمن وجهها يًلمس األرض وما
قربت ركبتيها لناحية بطنها وشدّت بخدها على ان شعرت به ّ
األرض كانت تخرج شهقة وأخرى منها
تشعر باأللم والمهانة
تشعر بالم جسدها ....خاصةً ظهرها وانفها يحرقا قلبها الموجوع
أصًل!
كان شعرها المقصوص بالقرب منها على األرض
والكرسي الذي ابعده عن جسدها مركونًا في الزاوية محتف ًظا ببقيّة
دماؤها!
وجود ُمراد
وطرده
......
عادت لوعيها ......عقدت حاجبيها ...اكثر.......
هل سيكون هو المخرج لغضبها؟
هل سيكون هو ال ُمنقذ النهيارها....
بللت شفتيها.....ال تدري لماذا شعرت باألحراج للخروج
إليه!.....احراج ألنه رآها على حال هي ال تدري كيف كان!
ولكن شعرت انه مؤلم لدرجة ال تُحتمل
هزت رأسها بعنف ثم خرجت...... ّ
مشت بخطى متسارعة ......إلى أن
سقطت انظارها على األرض....لألشياء التي ُكسرت
بسببها.....لتبعثر الطاولة ........واثر بولها!
اغمضّت عينيها بشدّة ثم .....اشاحت بنظرها عن هذه الفوضى
لتستقر على ذلك الجسد.....لذلك الشخص الذي يحدّق لها
بمرارة....ويد ّخن بشراهة.....وقهر يقدح من عينيه المحمرتّين
التي تنّم عن رغبته في البكاء!
حقيقةً ارتعب ُمراد من فعلتها اقترب اكثر ووضع يده على كتفها
وهو يقول :نور....
سا عميقًا وهي تكمل وتنظر ولكن انكمشت مبتعدة عنه ثم اخذت نف ً
إليه متوجعة :اشعلتني بالبداية بهدوء.....سحبت مني كل مشاعر
الخووووف...والقهههههر....والضياااع....بعدين....
وبشكل غير متوقع.....اطفأت السيجار في باطن يدها اليُسرى
اخذت تضغط بقوة وهي مغمضة لعينيها
وهو مصدوم وعينيه شاخصتين بخوف من حالها هذا هل فقدت
عقلها؟
حاول ان يُبعد يدها اليُمنى التي تضغط على السيجارة ولكن نور
كانت تشد اكثر ثم فتحت عينيها واقتربت منه وهمست
ال يستطيع التحدث......غير قادر على نطق كلمة واحدة ...ما زال
ينظر لنتيجة أخيه ....لنتيجة افعاله.....ألنانيته .....لضياعها الذي
تشرحه بخوف وضعف......
حينما لم تجد منه جوا ًبا
نهضت واخذت تصرخ غير قادرة على كبح رغبتها في الصراخ :
كيييييييييييييييييف عرفت مكاااااااااااااااااااااااااني؟
.
.
اهتز بدنه كله .......شعوره هو اآلن .....ال يستطيع ان يوصفة
ألحد.....هو حقاا ندم وما هو اقسى من هذا الشعور؟!
الندم حينما يأتي في قلب صاحبه يجعله يتآكل ببطء وكأنه ينتقم
منه على انغام موسيقى هادئة.......ندم ويعلم انه
حقير.....ويستحق السحق تحت اقدامها!
اضاعها.....ح اقا اضاعها......هي صادقة ....هو اشعلها بالسعادة
...بالحب.....باألمان واطفئها بالنيران وحقده الذي لم يكن في
ً
اصًل! مكانه
.
.
همس :نور....
.
.
شدّت على شفتها لتمنع صوت شهقة البكاء ثم دفعته على الكنبة
......وولّت بظهرها عنه وانحنت لألمام وهي ّ
تتأوه
فنهض سري ًعا واقترب :نور...
التفت عليه بشكل سريع وهي تتحامل على هذا النوع الجديد من
اآلالم والمختبأ من الناحية اليُسرى
تحدثت :هربت منكم.....وانت جيت....طردتك....ما
طلعت.....هدييتوا حيلي....شسوي اكثر من كذا....تبون اصير
قاتلة.....تبوني اجرم فيكم ......عارفة حتى لو سويت هالشي ما
برتاح.....ما برتاح....ال تقولي كيف عرفت ...وال تطلع من
هنا.....انا اللي كالعادة المفروض اهرب......اهرب......لين هللا
ياخذني ....وال ليش ما اعجل انا بموتي...وافتك منكم.....لهدرجة
خوافة .....مو قادرة اواجهه شي بحياتي....حتى الموت مو انا ّ
قادرة اواجهه مو قادرة لهالدرجة انا ضعيفة؟
ُمراد مسح على وجهه بيديه اقترب منها اكثر :نورر......وهللا آني
مغفل.......ضعفت جدام الفلوس........والحين ندمان......
ً
محاوال ان يكون حديثه هادئ ًا: تلعثم ....حكّ ارنبة انفه وهو يقول
هًل اخت نورة....
عقدت على حاجبيها....ثم قالت :مين معي....
تحدث الطرف اآلخر :انا سلطان...صاحب مطعم سلطاني...
.
.
.
كًلهما ُيسابقان زف الخبر وكأنهما رآها بأم اعينهما
يوسف
الرجل المخدوع...والرجل الهزيم في اآلن نفسه
الرجل الذي لم يُحارب ِل إثبات الحقائق....
ربما صدمته لم تكن طفيفة حتى جعلته يتخلّى عن جميع األشياء
التي تذكره بخيانة وفضاضة أفعال ديانا!
ربما نور اخذت منه هذه الصفة حتى ِبها تخلّت هي األخرى عن
ابنتها ولكن ب ُمختلف األسباب
وهل سيطول امرها كما طال يوسف في وعي االمر من جذوره؟!
اماتها ....ولم يُحييها يو ًما بينهم بذكر اسمها حتّى.....اشتعلت في
فؤاده بعد ان استيقظ انه اعدم كيان شخص موجودًا على الحياة
شيخة وخطبتها وحديثها األخير
زوجته وحديثها المؤلم
كًلهما جعًل قلبه يرتجف خو ًفا من الحقائق
ال يدري ِلم اآلن اشتعلت النيران
ولكن ّ
جًل ما يُريده لقاؤها اآلن
سدّت فياحتضانها ...توضيح أمور كُثر لها...ولكن األبواب ُ
وجهه
سقطُ ......معلنًا عن انهياره وعن تعبه......
.
.
نظر ألبنائه وكأنه يودعهم .....اليوم سيخبر الجميع
عنها.....سيوكّل مه ّمة البحث عنها لناصر اخيها
كانت زوجته عن يمينه
وناصر وسعود بالطرف االيسر والشيخة في الطرف األيمن
قال :جمعتكم ابي اقولكم اللي المفروض ينقال قبل عشرين سنة
....
بو ناصر نظر ألبنه :ابي افهمكم الصدق مابي احد يغشكم بسالفة
مثل ما غشوا باقي العيلة....
سعود نهض ومسح على رأسه بحيرة :طيب وهالنورة وينها فيه؟
بو ناصر تنهد من جديد :خذتها أمها عندها وال ادري وين سماهم
عن أراضيهم....
سعود بدأ يشتم والدة نورة \نور
بصوت مسموع
حتى قالت والدته :ولدددددد عيب عليك.......ال زيد النار
حطب....اجلس وهد...
شيخة اغرقت عيناها بالدمع
ثم قالت :ليش يبه ما قلت لنا من قبل عنها....ليش؟
بو ناصر بضعف جعل ابنه تدمع عيناه :ما فيني صبر وانا
اخوك.....ما فيني صبر.....
بو سلطان :كلها كم يوم يا يوسف ال تستعجل......بو سيف
محتاج لوجودكم .....في ملكة ولده......
بو خالد :صادق بو سيف......محتاجنا لذاك اليوم....ال نستعجل
وانا اخوك وانا اوعدك......انا اللي اوديك لها....
بو ناصر بتنهد :ان شاء هللا ....هللا يصبرني......هللا يصبرني...
بو خالد نظر لناصر :ناصر جيب ماي ألبوك
ناصر هز رأسه ثم خرج
سيف يعلم انها تستفزه اآلن لذلك لن يطيل االمر قال :انا موافق
على عرضك
الجازي عقدت حاجبيها :أي عرض؟
سيف حديث نوف جعله يفكر بقساوة على قلبه تذكر آخر مكالمة
حينما طلبت ان يطلقها بمقابل ان تأتي وتعيش معه لمدة أسبوع
وعندما رفض قالت له
*ست شهور تكفيك*
هو ال يريد أن يصبح استغًللياا لضعفها ولكن نوف محقة إن ابتعد
ستبتعد عنه لألبد
فقال :قد قلتي لي اذا تبي تطلقني بمقابل...و...
قاطعته بحقد :قسم باهلل ما شفت استغًللي....مثلك.....قلتها وقت
ضعف وانهيار تفكرني ب....
قاطعها بحده :الجازي ما تًلحظين جاالسة تدورين وتلفين على
نفسك...
الجازي بنفس عميق :شقصدك ؟
مطول السالفة......وفرضا وجيت وعشت ّ ثم تحدثت بعصبية :انت
معك أسبوع.....اسبوعين وش بغ ّير .....هاااا.....وش بغ ّير
هالشي من اللي بداخلي......تتوقع بغيّر قراري بعدها؟
سيف اغمض عينيه تمتم باالستغفار ثم قال :الجازي......عطيني
فرصة ثانية......
قليًل :ياربي انت ما تفهم؟....فجأة الجازي شدّت على شعرها ً
صرت غبي؟.....سيف هللا يرضى عليك افهمني انت...انا قررت
وخًلص....ابييييييييييي الطًلاااااااق.....سالفة ارجع
لك....هذي....انساها.....تكفى استوعب هالشي.....
سيف بهدوء :قلت لك انا موافق على عرضك....
الجازي بتفكير :امممم يعني بمقابل الطًلق...
سكت ولم يجيبها
الجازي :سيف.......وهللا لو ارجع لك....راح
تكرهني.....وهللا.......خل صورتي الحسنة اللي ببالك
الحين....وطلقني......
سيف تنهد :حاولي عشان عبد هلل مو عشاني وال عشانك......
الجازي تكتفت بيد واحدة :الحين ه ّمك عبد هلل هااااا....
سيف تحاصره
تخنقه تضغط عليه
همس :الجازي......صيري قد كًلمك.....
الجازي بصراخ :قلت لك قلتها بلحظة انهيار ....وانت ما ستغليتها
في وقتها .....الحين فكرت فيها....يعني....هاااااااااااااااااااا؟
سيف بلل شفتيه :من وين هالعند من ويننننننن؟
الجازي ضكت بسخرية :هههههههه منك......
سيف بحده :ما راح اتنازل عنك...
الجازي ببرود نظرت ألصابع يديها :وانا متنازله عنك كل ايا....
ام سيف بتنهيدة :كيف اتركه يا يمه وانا اللي وصلته لهالحال...
سار بنرفزة :ال يمه مو انتي غباءه هو اللي وصله لهالحال ج ّ
عزام :صدق يمه....هو اللي رفس النعمة برجله....خليه
يتحمل.......ال تلومين نفسك....ابد.....
سار :والحمار الثاني تركيه علينا.... ج ّ
ام سيف ضحكت :هههههههههههه وهللا بتركه على ابوك
يسنعه......هذا وملكته أسبوع الجاي.....وهللا ان فشلني قدام
الجماعة...ال اوريه شغله.....
عزام :ههههههههه قومي ارتاحي......ونامي وال تساهرين الليل
يا الحنونة.....ولجا ثورنا أدبناه....
ام سيف بقلق بلغ منتاه :وهللا ما تغفى لي عين واخوانك برا البيت
سار بهدوء :سيف شفتيه حامل الًلب كوت حقه يعني عنده ج ّ
مناوبة .....والثاني قلنا لك ادواه عندنا....
سار :يًل يومه قومي.....قومي ريحي عزام قبل يدها وكذلك ج ّ
نفسك....
ام سيف تنهدت ثم قامت :اذا جا قولوا لي....
سار قبل جبينها :وال يهمك يمه.... ج ّ
ثم اتجهت لناحية عتبات الدرج اما
سار :اتصل على هالحمار...... ج ّ
عزام بملل :وهللا اتصلت عليه......ما يرد....شكله نايم....
.
.
اتى كما توقّع الشرار يتطاير من عينيه ......رجاله حاوطوا
المكان .....وهو عاد لمنزل ادوارد بعد رسالة احدى حرسه الذي
اخبره عن مجيء ماكسين
اتى وترجل من سيارته رأه ماكسين
التف عليه
(مترجم) :ستأخذ خطيبك من هنا وستذهب بعي ًدا عنا...وإن شعرت
انك في مآمرة ضدنا لن اتوانى عن قتلك....
مد طارق يده له ليصافحه(مترجم) :موافق....
تقدم ماكسين وهو يزفر بصوت مسموع ...عندما دخل إلى وجهية
المنزل الواسعة
صرخ :إدووووووووووووووووووووووووووووووارد
ايًلف ارتعد قلبها بكت بدموع .......وفي لحظة غفلة منها سحب
السكين بطريقة سريعة وض ّج المكان بصوتها الصارخ...وانينها
المسموع........
طارق سري ًعا وضع يده خلف ظهرها ونظر لعينها:
اششش....خًلص....خ ًلص ايًلف...كل شي...انتهى كل شي
انتهى...
ازاح من على جسده الجاكيت ...ووضعه على جسدها
ليغطيه....ثم حملها ليزيد من نزف جرحه.....وليزيد من وجعه
حراسه ولكن خرج ...ورآه الحرس.....كان سيتناوله منها احد ّ
رفض....
ومشى معه .....وهو يحسب الثواني ال يريد ان يرى ادوارد واال
سيقتله....
كان يسمع توجعها انينها.....رجفتها كانت تتسلل
اليه.........الجروح....االثار المقرفة.....منظرها.....اشعل في
فؤاده الكره لنفسه....هو من اوصلها إلى هذا الحال....هو
وحده.....شعر برجفت خًلياه هو اآلخر شعر انه سيغمى عليه
مجبورا
ً ولكن سحب كمية كبيرة من االكسجين .....مر من الصالة
ليرى ادوارد رمقه بنظرات الحقد ثم خرج تارك الوالد يتوعد ابنه
ويهدده
فتح احدث حرسه الباب الخلفي للسيارة
جعلها في حضنه ش ّد عليها بيديه
تحدث :ايًلف....تسمعيني......ال تغمضين عيونج تكفين.....
.
.
.
.
األمل طريق وعر ولك ّنهُ ُمسعد للقلب ُ ،متعب في بعض الحين
ولكن تعبه له لذّة في األمر
لواله لم تهدأ القلوب.....ولم تسكت النفوس عن أنينيها
ولواله .......لم تكف العيون عن ذرف الدموع......
.
.
كان على متن طائرته....ينظر لتلك الصغيرة....وتاره لماكس الذي
بان اصله.....في مواقفه.....رغم أنه غير موافق على انفصاله
من اليكسا.......حدّثه من جديد....ليذهب إليها ولكن ....أبى
ذلك.....ربما فعلتها كسرت شيئ ًا في قلبه....ربما كان يظنها
شيء....وبفعلها هذا رآها على شيء آخر!
.
.
أطلق تنهيدات نفاذ الصبر.....يُريد رؤيتها.....احتضانها....تخفيف
آال ًما كُثر من على اعتاقها.....ولكن المسافات ...دو ًما ما تلعب
دورا في هيجان القلوب..... ً
.
.
ً
قائلة يعلم ج ّيدًا انها لن تستقبله......لن تُق ّبله
مرحبًا بك....اشتقت إليك.....فقدتك....
مطوال ....وربماا ولكن ستبقى هكذا واقفة تحدّق به
تصرخ.....لتطرده.....لتلعنه.......
ولكن هذا ال يهم....
ما يهمه اآلن...رؤيتها.....واالطمئنان عليها.....
.
.
تحدثت الصغيرة :يعني راح اشوف ماما نور؟
كبيرا مما هو قادم
ً هزت جولي رأسها وهي مبتسمة تُخفي خوفًا ّ
خائفة من أمور كُثر أهمها
ماذا لو تقبلت نور وجود ابنتها
ماذا سيحدث بعدها؟!
هل سيتم استبعادها عن مهمتها؟
ابعاد الصغيرة عن احضانها؟!
أمير التفت على ماكس مسح انفه بطريقه سريعة تنّم على توتره
:الال ...ال تاكول هم....أنا بخير.....
.
.
فبعد أن وصلت إلى المستشفى ً
ليًل...ركضت في (االسياب) تبحث
يطوقون المكان فتذكرت امرهما قبل أنعنهما......رأت الحرس ّ
تهرب من فرنسا.....ارتعد قلبها ولكن مشت......رأت طارق
يمشي ذهابًا وإيا ًبا....والحارس الشخصي يريد أن يجبره للخضوع
والجلوس على الكرسي المتحرك لمعاينته ولكن ابى
فخافة اكثر.....
وتبعها ُمراد الذي شعر ح اقا بحقارته!؟
هو اخبره انّ ادوارد سيدمرها ولكن لم يصدقه
عدوه؟!
كيف عليه ان يصدّق ّ
ولكن ح اقا اآلن لم يعد يعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو
الصديق الوفي؟!
...
في لحظة .....شعر انّ الجميع يطبّق بيديه على عنقه
يخنقه.....يعاتبه......يؤلمه......هو من ادخلها إلى اوساع جنون
ادوارد.......هو من اوصلها على ُخسران الذات!
....
.
.
ُمراد رفع نور من على األرض كانت مصدومة تنفسها مسموع
.....عينيها شاخصتين.....من الواضح انها خائفة من
الفُقد.....خائفة من ان تفقد ايًلف....
اجلسها على احدى الكراسي الجانبية........نظر لشعرها
الرطب......ورجفتها
سحب (الشال\ اسكارف) لم يتردد في وضعه على رأسها ويلفه
مرتين عليه....بينما كانت هي في الًلواعي.....
.
تو ّجه لطارق....نظر إلى حاله....
تحدث :شنو صار؟
ُمراد كان سيتحدث ولكن شعر انّ طارق بدأ يغلق عينيه ويفتحها
وبدأ يتراجع خطوتين للوراء وكاد يسقط على الكراسي ولكن
امسكه من يديه
وسانده
ولكن طارق اغمي عليه كليا ما بين يديه
مراد الذي صرخ :دكتووووووووووووووووووووور
.
.
نظر للزجاجة التي تطل منها الممرضة وتشير له بان يعود لغرفته
......من اجل راحته هو اآلخر
هز رأسه لها
فدخلت واخرجته بعد ان مسح دموعه من عينيه
شعر باالطمئنان عليها بعد أن رآها.....
.
.
.
بينما نور عندما خرجت جلست على الكراسي الجانبية والواقعة
في الممر
نظر إليها ُمراد ثم جلس بالقرب منها
شعر برجفة جسدها وتنهدها بين الفينة والخرى
شعر بتعبها.......كانت تشد بأصبعيها على عينها لتُسكّن الم
الصداع
بندر نهض من على السرير :انتي غبية وال تستغبين علي هاااا؟
شيخة ضحكت هنا :هههههههههههه وهللا ناسية لو تدري
شصاير عندنا بتعذرني بس ال تسالني وش صاير عشان ما اقلب
نفسية....اعرف السالفة من غيري......
بندر :شذاااااا..........اللي قلتيه لغز وال ......مسألة رياضية.....
شيخة :ها ها ها ما ضحك......انزين شسمه
وبهدوء قالت :وانت بخير....
بندر انفجر هُنا ضاحكًا :ههههههههههههههههههههههههههههه
تو الناس.......
شيخة :شسوي عقلي مو معي.....بعد......صدق مامزح
األوضاع متكهربة.....
بندر نظر للنافذة :قولي لي وش صاير......وال عمي يوسف صاير
له شي؟
خالد خرج من المنزل بينما هي توج ّهت ألبيها الجالس لوحده في
الصالة
اقتربت بحذر وهي تقول :يبه فاضي؟
التفت عليها ثم قال :لو مشغول فضيت نفسي لك...
ثم ضرب على الكنبة :تعالي جلسي جنبي.....
الجازي ابتسمت له ثم جلست بالقرب منه
قائلة :يبه.....ابي أتكلم معك في موضوع
قاطعها :سيف؟
هزت رأسها برضى..... الجازي ّ
بو خالد بجدية :يعني ما قدرتوا توصلون لحل ثاني....
الجازي هي لم تستطع ان تصل لحل آخر بينما هو لديه حلول
تشعرها بالحرقان
تحدثت :ال.....
بو خالد :قرارك هذا وال قراركم انتوا االثنين؟
.
.
.
سا في وسطهم .....والدته لم تكف عن تهزيئه ُمنذ ان كان جال ً
استيقظ من نومه....والتوأم لم يكفا عن االستهزاء به
بينما والدهم خرج لزيارة يوسف.....
:نعنبو شرك......كم يوم وتملك على البنت....بكرا بعد لخذتها
خلها تولي ....ما وصيك ورح اسرح وامرح ...واسهر
للفجر....واترك بنت الناس.......لحالها......شفيك انهبلت....يوم
جينا للرياض...هااا......وش غيرك عن قبل....؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بينما ُمراد دخل ورآها جالسة بالقرب من إيًلف تحدّق بها
بخوف.....وبعينين ثابتتين دون أن تُرمش....جسدها ما زال
يرتعش....جبينها يتصبب عرقًا.....
تساءل هل مرضت؟
ولكن
:احم...نور...ممكن تجين برا اشوي
مراد......حينما يتحدث معها ال يتحدث باللهجة العراقية
االصلية......بل يشعر بانقًلب لسانه....بالتحدث معها بنبرة
مشابه للهجتها.....وفي الواقع.....اللهجات الدخيلة وبسبب مكوثه
في بلد األجانب اثّر ذلك على لهجته....لذلك.....هو ال يتحدث
بها....طوال الوقت بالشكل الواضح للمستمع انها لهجة
عراقية...ولكن حينما يغضب ال ارادي يتحدث بها ج ّيدًا!
نور نظرت إليه ولم تبالي...شدّت على يد ايًلف وهي تقول :اطلع
برا....
.
.
.
انتهى
البارت السادس والعشرون
.
.
.
.
اتاه الخبر ِلـ يصدمه.....لم يخبأ عنه شيء ....اخبره بالحقيقة
التي ال يريد ان يستوعبها...فمهما حدث...هو من قام
بتربيتها.....شعر باالنكسار عليها....بالخوف.....ولكن ...ماذا
يفعل....هو من ابعدها ...ظنَّا منه انّ بُعدها يُعني الراحة وتخفيف
الحمول من عليه....وجودها كان يشكل خطورة لهدم حياة
الكثير.....ابعدها لتستفيد من دراستها في الخارج....ولكن ماذا
صعق....طلبه جورج ان يأتي إليه .....حيث انّ جورج حدثُ .....
علم بكل شي عن ابنته.....و ُمراد اجبره على النزول
ألمريكا.....واخبره برغبة زواج طارق منها.....ولم يرفض!
ُمراد هنا جن.....ولكن فهم أخيه......طارق جريء مع
الحياة......ببداية األمر....استخدم ابنت أخيه ايًلف كوسيلة
لًلنتقام...ولكن انقلب الحال....واحبها واصبح كالفارس والمنقذ
لها.....لم يخبرها عن الحقائق ابدًا....لم يقهرها ....في حقيقة
والديها......في حقيقته....هي مازالت في المشفى تتردد عليها
ً
حقيقة كثيرا بينما هو يرى طارق كيف مهتم بها....لم تتقبله
ً نور
...لم تتقبل وجوده ولكن....فيما بعد...وبمساعدة من نور...قبلت
رؤية طارق....وعادت ثقتها به....يبدو انها بحاجة ان تثق
به.....لكي يخرجها من ظلمات ما حدث.....
.
مشاري اخبر حصة....برغبة جورج بتزويجها لشخص يدعا
طارق
فرحت ولكن لم يطيل هذا الفرح انقلب مزاجها سريعا لخوف
بسبب معرفتها بما حدث لها....
.
.
مشاري اليوم في أمريكا اتى لرؤية جورج الذي طلبه ان يأتي
دخل ورآه على الكرسي.....ووجهه شاحب ومتعب
أشار له بالجلوس
ونظر لمراد ولطارق الذي يجلس عن يمين ُمراد
تحدث جورج :اكيد تعرف ليش اليوم حنا هون...
ازوج بنتي بهالطريقة ......حتى مشاري بجدية :جورج مستحيل ّ
بعد اللي صار......
ضحك طارق بخفة وسخرية هنا
فتحدث ُمراد :مشاري احنا جبناك ننطيك خبر...وعلمود انت الولي
عليها......ونريد نخلص من هالموضوع بسرعة....
تحدث بغضب :مراد انت بعقلك يوم تقول لي هالكًلم....ايًلف
تزوج .......بهالطريقة.......وغير نفسيتها
مستحيل ّ
التعبانة.....رحت المستشفى وشفت حالها مو حال
زواج....وملجة وغيره......
طارق نهض وبحقد :الحين خفت عليها؟....وينك عنها طول
هالفترة.....هااااااااا.....وينك انت وحصة عنها.....
مشاري بعصبية :أي أخاف عليها انا اللي ربيتها ....انا اللي
كبّرتها......هي بنتي....
طارق بغضب :بنتك؟!!!.......ومخليها تعيش عند
خالتها.......وما تسال عنها....وال تتصل....وال تهتم......خليتها
تبتعث....وتركتها بدون ما تحسسها بخوفك عليها بدون ما تسال
عنها...وتحسسها انك االمن واألمان.....
مشاري بغضب :كل تبن...منو انت عشان تقعد تقول لي
هالكًلم....الفاضي....
جورج و ُمراد كانوا ينظرون لطارق وغضبه ولجنون حديثه
طارق :زوجها المستقبلي ان شاء هللا
مشاري بحده :تخسي تاخذها
مراد :مشاري نريدك تفكر على كيفك .....وافق على هيج موال
علمود تخلص من مشاكله....
مشاري نظر إلى خبثهم ....هو ال يستطيع ان يجاريهم فيه
تحدث :موافق...بس بشرط ما تقولون لها الحقيقة....وبس تسترد
صحتها......ينزل هذا ونسوي لهم زواج في الكويت..
طارق ضحك :ههههههههههه خايف من كًلم الناس ...جان قلت
من اول ...ليش تلف ودور يعني...
مشاري بحقد :راح اكلمها اليوم وأقول لها....مثل ما تبون....واذا
رفضت مالكم حق تجبرونها..
طارق باستظراف :الال تطمن هي بتوافق
مشاري رمقه بنظرات ثم خرج....
وسري ًعا ما نظر جورج لطارق :ال تفكر اني موافق يعني حبيتك
وخلص....ال مشان بنتي بس .....راح اتئبل وجودك بيناتنا....
طارق فاهم جورج :عارف انك وافقة عشان
مصلحتك......بس.....
قاطعه جورج :ال تكتّر معي حكي......وحسي عينك بتئول اليًلف
عن أي شي......
طارق بًل مباالة :وانا مابيها تعرف انك ابوها ودالل أمها ال تطمن
ما بئول....
جورج بحده :وترجع تشتغل عندي.....
طارق ضحك هنا ،في الواقع لم يتشافا من جرحه جيدًا ولكن
خرج من المستشفى قبل يومين
:ههههههههههههه كنت متوقع هالشي...بس آسف.......ماكل
من مال حرام....
ُمراد ضحك بسخرية هنا :ههههههه
طارق اردف :حاليا اكمل دراستي...واشتغل.....في شريكتي....
جورج بخبث :ياللي اسستها مع ادوارد...
طارق بنرفزة :يخسي......ال.....هالشريكة هي الوحيدة اللي
اسستها بعرق جبيني وبالحًلل...تطمنوا ايًلف ما راح اوكلها
بمال حرام ....ماسمح انا بهالشي......
جورج بحده :راح تشتغل معي....حتى لو بدون مقابل....بس
تخلص كم شغلة....هالفترة على األقل...
طارق كان سيتحدث ولكن قطعه ُمراد :الشغًلت ما فيها دم....وال
غيره.....نبيك تتلف مستندات.....وفيديوهات...بطريقة ما تثير
الشكوك للعدو...
طارق :يعني تبتوا...
ُمراد بنرفزة :طارق خفف ظرافة.....
جورج بحده :من بكرا تجي لهون....وتعمل كل شي ئولوا...
طارق بملل :يصير خير....انا ماشي
ثم خرج
وهو يشعر بالسعادة ...موافقة جورج ...يعلم ليست ُح ابا فيه
وليست رضى بوجوده ...ولكن رأى قوته وحبه الصادق إليًلف
خاصة بعد الخطف وشعر هو الرجل المناسب إليًلف لحمايتها من
كل األفكار التي تطرق رأسه
انتهت حماية مشاري وحصة وستبتدأ حماية طارق لها
هو يعلم بهذا ولكن سعيد انه اصلح أمور كُثر قبل تفاقمها وقبل أن
يؤنبه ضميره
تنهد ثم سحب من مخبأ الجاكيت قرص مسكن لآلالم اعتاد عليه
خًلل هذه الفترة
ابتلعه دون ان يشرب وراؤه ماء
أشار للحرس ان يتبعوه .....لن يذهب إلى المستشفى اآلن لكي ال
قليًل ثم سيذهب يتصادم مع مشاري ...سيذهب لشقته ...سيرتاح ً
لًلطمئنان عليها
ولكن م ّد أحد الحرس الهاتف له .....نظر إليه واذا به مقتل ادوارد
ورؤية جثّته في الغابة الغربية
ابتسمت هنا ......هل قتله والده ورماه.....ال يهم
المهم أنه خلص منه!
.
وخرج بنفس اللحظة ُمراد .....بعد ان حدّث أخيه عن امر عملهم
.
.
.
بينما امام البحر في الكويت في المكان الذي اعتادا على ان يلتقيا
فيه إن وجدت الضرورة
لم تكن مرتاحة مما سمعته ....هي حملتها ما بين يديها ُمنذ ان
كان عمرها شهور عدّة.....ال يهون عليها ان تسمع كل هذه
األمور دون أن تتأثر حقيقةً هي تحبها ولكن تخاف منها في اآلن
نفسه!
تخاف ان تهدم الكيان الذي حاولت تأسيسه....حاولت
ترميمه....حاولت تخبأته.....
ابعدتها عن أحضان األمومة لنجاتها ....ولخوفها منها وعليها
ولكن ما حصل...قضية االختطاف...ومحاولة االعتداء
جعًلها تبكي ....تند ًما على ابعاد نفسها عنها....اخذت تتصل
عليها
مطوال بكت وهي تقول :يمه ايًلف سامحيني ً حدثتها
سامحيني.......خليتج تسافرين عن حضني.....
هنا ايًلف جنّت بالبكاء.....بكت ونور أمامها لم تتركها وربما هذا
الشي خفف عليها من وطء االمر عليها
وجود نور لم يجعل لها فرصة ان تختلي بنفسها لتدخل في عالم
الجنون.....ووجود طارق والتماس حبه.....جعًلها تتكيّف مع
حالها هذا
مسحت دموعها :ال قولين جذه يمه.....ال قولين....اصًل انا اللي
اصريت على هالبعثه....واصريت اني ابعد عنكم....
حصة ببكاء وعينين محمرتين
أي قلب تمتلكينه يا ايًلف أي قلب؟ :طمنيني عليج يا
يمه......زينه انتي الحين....وهللا مو جاية ارتاح ابي ايي
لج.....بس اخوانج اختبارات......وعمج مو راضي لي اسافر
(عمج) تقصد زوجها..
ايًلف تنهدت بدموع :ال يمه ال تيين ابوي اتصل قال هو
بيي...لي....ال تحاتين يمه...انا ما فيني شي....وحتى لو مو
ومصدقة بخلي نور تصورني وتدز الصور لج.......
نور هنا ابتسمت
بينما حصة قالت بحشرجة صوتها :أي صوري لي.....اشتقت لج
يمه......جعل عيني ما تبجيج.....
ايًلف حاولت الصمود أمام مشاعرها :ان شاء هللا يمه الحين ادز
لج إياهم مع السًلمة...
أغلقت الخط نظرت لنور ونور فهمت ابتسمت بوجهها المصفر
قالت :عطيني جوالك اصور
ايًلف بنبرة تخالجها الدموع :شعري قصير مرة.......
نور في الواقع قامت بترتيب شعرها وقصته بحيث انها ساوت
اطرافه مع بعضها البعض
اصبح مًلئم لشكلها ولكن ايًلف لم تتقبله كلما تذكرت كيف وصل
الحال به اآلن قصير يصل إلى رقبتها......بكت
.
.
قامت نور بترتيبه وسدل قذلتها لألمام.....ومسحت الدموع من
على وجه ايًلف
:كذا صار حلو....
ايًلف بخجل وبعينين دامعتين :عطيني الشال بلفه على
رقبتي.....مابيها تش...
قاطعتها نور قبل ان تدخل في حالة هيجان في البكاء :وال يهمك
سحبت الشال من على الكنب وساعدتها على لفه بشكل جميل على
رقبتها
ثم سحبت الهاتف :يًل استعدي.....
ايًلف تساءلت :سناب؟
نور بابتسامة واسعة :ال....بصور بالكام حقت
الجوال.....وبرسلها لها على الوات...
ايًلف برضى :تمام!
.
.
.
كانت جالسة على طرف الصخرة تنظر للشاشة .....يومين وهي
تحدّق في الصورة...تنظر ألنفها الموضوع عليه الًلصق تعلم انها
كُسر....للبقع الزرقاء الممو ّجة باللون األحمر والقليل من األصفر
والتي تنّم عن الضرب المبرح القريب من فاهها....نظرت لعينها
الجوزاء والواسعة كيف أصبحت ناعسة بال ُحزن واأللم.....نظرت
لبعض اآلثار التي توزعّت على يديها........حدّقت لشعرها ...هل
صته؟ ام هذا جزء من االعتداء؟!
ق ّ
ا
.مطوال... بكت ..
ورأتها اختها عندما أتت عقدت حاجبيها
بخوف :حصة شفيج؟
حصة نظرت لدالل تمعنّت في وجهها
نهضت من على الصخرة .....وبًل أي مقدمات رفعت الشاشة
لتريها ايًلف
دالل حدّقت في الشاشة إلى ان استوعبت التي في الصورة هي
ابنتها ايًلف
اشاحت بوجهها سري ًعا عن الصورة وحكّت انفها
عًلمةً للتوتر
قالت :خير حصة .....شصاير بعد؟
حصة :بنتج جان راح يقتلونها اخطفوها.....وحنا يا غافلين لكم
هللا.......
دالل بللت شفتيها ارجعت خصًلت كثيرة من شعرها خلف اذنها:
يعني.....شنو....
ونظرت لعيني اختها الباكيتين :اسوي؟
حصة بانفجار :دالل انتي عندج قلب؟........تخيلي اللي صار لها
صار في اختها لولوة وش بسوين؟
مشت دون ان تسمع حرف واحد من حصة التي قالت :حسبي هللا
عليك يا جورج
.
.
بينما جورج شعر بنبرة دالل الجافة....والحاقدة .....لم ينتهي هذا
الحقد لم ينتهي بعد....
وهو يستحق ذلك تنهد بضيق ونظر لرجليه العاجزتين بندم!!!
.
.
.
.
ً
بلطف...حقيقة كسرت كان يمسد على شعرها......يحدثها
خاطره.....شعر بخوفها....بتشبثها به...شعر برجفة
جسدها......وشتات عينيها يحكي حكاية ألم باحثة عن امل جديد
...
تحدث :يبه ايًلف.....ابي اكلمج في موضوع....
ايًلف وهي مسندة رأسها على كتفه
فهو جالس على السرير من جانبها األيمن حاضنها إليه
ويطبطب عليها بحنان
قالت :تكلم يبه.....
ال يدري كيف يقول هذا االمر يشعر بصعوبته
وح َّقا هو خائف عليها
:يبه تعرفين طارق اللي انقذج؟
رفعت ايًلف رأسها عنه وبخوف من انه اكتشف حبها له :أي....
مشاري ازدرد ريقه :هو طلب يدج مني.........وقلت له الراي
األول واألخير لج......
سكتت ايًلف .....ح اقا يو ًما عن يوم يزداد حبها لطارق
لم يتركها ولم يتخلّى عنها بعد كل األمور البشعة التي حدثت على
مرأى عينيه
بللت شفتيها وشتت عينيها :يبه انت شتشوف؟
مشاري بهدوء :اّير مصلي ومسمي.....ولو ما يخاف هللا ما
انقذج .......وحام عنج....اّير شهم......وما ينرفض....على
مواقفه اللي وقفها معاج يا بنتي.....
تشعر انها على غير استعداد في مواجهة أمير وابنتها ....ال تريد
مزيدًا من اللقاءات التي تعبث بما في ذاكرتها ومشاعرها
سمعت صوت ماكس وهو يقول :نور مابدّك تروحي إليًلف؟
نور تحدث بصوت عالي لكي يسمعه :ال...
سا عميقًا :انا قلت لكم الحد يقول نور كتفت يديها واخذت نف ً
لها......
ماكس لم يحبذ ان يخبرها انّ ُمراد هو من اطلّعها على هذا االمر
فقال :عرفت وخًلص....بس الشي اللي...
نور قاطعته :شنو؟
ماكس :تبي تشوفك.......وصار لها فترة تبكي
...وما....تنام....مشان هيك...انا..
نور فهمت اشارته فقاطعته :والحين بتجي صح؟
هز راسه بخجل من كشفه
نور تنهدت :اتصل على امير يجي...
ماكس بحلق في وجهها بعدم تصديق
فقال :راح يجي....راح يجي...
وفجأة سمعوا الجرس وطرق على باب الشقة!
فنهض ماكس يفتح لجولي وسندرا....وامير و ُمراد الذي اتى بهم
إلى هنا...
نهضت نور ووقفت تنتظر دخولهم....
وسندرا ما ان رأتها حتى ركضت وهي تصرخ
:ماما....
قليًل للخلف بعد أن احتضنت انقبض قلب نور...هنا....وارتدّت ً
ساقيها سندرا...وهي تكرر
:ماما..
صعق هنا أمير....وفهم إلى أي مدى كرهته لكي تتو ّقع منه هذا ُ
الشيء....
تدخل ُمراد :ال....نور....انا......
هزت رأسها :مابي اسمع...مابي.....قلبي نور بغصة ّ
يوجعني....مابي......
ثم انحنت لألمام تخبأ وجهها عنهم بضعف وبكاء
أمير اقترب :نور...وهللا ا ّمك بتحبك......وانا حبيتك......ساوينا
هالشي مشان تكوني بيناتنا.....
كانت تبكي وتشهق
وتخرج من فاهها كلمة :أنانييين.....
حاولت النهوض ولكن رجفتها منعتها من ذلك
تحدثت :ماكس شيلني....تكفى بعدني من هنا....تكفى...
ماكس تج ّمد مكانه نظر ألمير.....الذي بدأت دموعه كالسيل على
خده
ولم يهتم لنظرات ُمراد الذي تنم عن ندمه
اقترب منها...حملها ما بين يديه....كان سيتو ّجه بها للغرفة ولكن
دفنت وجهها في كتفه وهي تهمس بضعف :طلّعني من الشقة
ولم يتوان في فعل هذا االمر
مراد حاول ان يُصيغ لها األمور ....بلغة اخف وطء وبكلمات اقل
وجع...ولكن النتيجة واحدة ورآها أمام عينيه......
ازدرد ريقه ،عدّت مرات ....شتم نفسه وهو يدفع الكرسي
الجانبي للوراء ليسقط على االرض
مراد تحدث بجدية هنا وهو يقترب منه :أمير......انت بخير
أمير بضعف التفت عليه :بعطيك رقم يوسف.......اتصل عليه
ُمراد بصدمة :أبو نور؟....كيف عرفت رقمه...
عدوي وراح يهاجمني بأي لحظة فكنت أمير بنبرة ندم :كنت اظنه ّ
اراقبه طول هالسنين!
صعق حينما سمعه يتحدث باللهجة السعودية ،ويشرح له انه اكمل ُ
مسيرة هذا البُعد بمراقبته ليسوف
هذا يعني لو كان يوسف ينوي االقتراب من ابنته كان سيمنعه
وإال لم يُراقبه طيلة هذه السنوات
أي ظلم تجرعته نور.....اي خبث التهمها ليوقعها على هذا
المنوال المتكرر من األلم؟
سحب هاتفه وقال :كم الرقم....
.
.
.
.
األجواء سعيدة...بعيدة عن التوتر والحزن.....ابا خالد جعل العائلة
كلها تجتمع في منزله......من اجل ان يخفف عن أخيه ......ومن
اجل ان يغيّر الشيء البسيط من حاله......كان الضحك......يُسمع
تتوزع بشكل ال ارادي بسبب األجواء ّ برحابة صدر....واالبتسامات
الفرحة....
بينما هناك في الخارج....قلب عاشق يرفرف بفرح
لمرور االحداث بسًلم......لبرهنة ُحب نبض باسمها
دون مقدماتُ .....حب أتى وتسلل إلى قلبه دون أن يخطط له
ُحب عميق وصادق.....ال يمكن أن يُبعد نفسه عنه
تحدث :يعني؟
كل شيء اختفى......الخوف...التوتر....االضطراب.....ايقنت أ ّنه
صادق ونادم على ما فعله بها سابقًا .....ايقنت أنّ ال داعي في
االسهاب فيما مضى....والتنازل امام هذه المشاعر....لتحيا حياة
جميلة معه...ادركت لمعة ال ُحب ونبرة الحنان في صوته....ادركت
انّها قادرة على ان تحبه خًلل أيام قليلة........كما انها علمت
ج ّيدًا انها على غير استعداد للعيش بًل وجوده
ابتسمت هنا ومسحت على بطنها بخفة :وهو بخير ويسلم عليك
وقول جيب لماما العطر.....
ضحك هنا قصي ليردف منصد ًما :اعترفي تشربين العطر
انتي؟...تو شاريه لك...
طر فيه الشقة..... ُمهره ضحكة بخفة :ال بس اع ّ
ذويق....وهللا....ترا هالعطر....افضل عطر قصي :واضح ولدي ّ ِ
بالنسبة لي...ومكـ...
ُمهره قاطعته :تكفى مابيك تتفلسف....
قصي ضحك هنا...والتفت ليرى
سار وعزام ....وكذلك بندر ....وسعود يحدقون فيه بحالمية ج ّ
ومن الواضح انهم (يتمسخرون عليه)
قصي بلل شفتيه وبهمس :مهره.......مفرقين الجماعات
جو.......اكلمك بعدين عمري....
ُمهره ضحكت وهي تحك ارنبة انفها :طيب.......مع السًلمة...
اغلق الخط ثم أشار لهم :خير؟
بندر :انتبه هنا فيه عزاب...عمري وحياتي....ال تخرب
عقولنا....وتخرب اخًلقنا....
ننحرف بسبّتك....
ّ سعود ابتسم :أي وهللا .....انتبه ال
قصي علم أن وقف هنا سيصبح (مسخرة ) لحديثهم
سار خًلص نويت انا اخطب.... عزام قال :ج ّ
سمع صوت من خلفه
ناصر للتو خرج من المجلس ليذهب للخًلء ولكن سمع صوت
عزام
فقال بصوت عا ٍل :تخسسسسسسسسسسسسسسسسسى....
التفت عليه
قصي :ههههههههههههههههه وهللا يا نويصر انك تورطت
ورطة مع ناس حقيرين...
سار :ليش عاد كاره الزواج..... ج ّ
ناصر اقترب :ليش بعد انت دخلت الفكرة براسك؟
سعود :انا انسحب منكم....حلو مشكلتكم...
بندر بضحكة :هههههههههههههه وانا خطبت ......يعني مالي
بهالمشاكل....
ثم تبع سعود ليعودا إلى المجلس
تحدّث ناصر بجدية :انتوا من جدكم تتكلمون؟...وال تستهبلون
على راسي...؟
قصي نظر إلى التوأم :وهللا ما عندهم ما عند جدتي......اتركهم
عنك....
عزام ّحك انفه :ال وهللا انا جازت لي الفكرة...
سار على كتفه :ال قول! وبًل مقدمات هنا ضربه ج ّ
وهللا....تخسي...يا شيخ......هييييييي......اهجد
ناصر ضحك هنا :ههههههههههههههه يعني انت ما تبي...
سار هز رأسه بًل ج ّ
يزوج شصار في قصي :ههههههههههههه غريبة عزام......يبي ّ
الدنيا...
عزام باسهبال :ابي حن ّية....
سار انفجر ضاحكًا :هههههههههههههههههه وال يهمك انا ج ّ
اعطيك حنيّة....
ناصر يكمل بسخرية :وانا اعطيك ُحب....بس فكنا من
هالسيرة.....
عزام :ال مابي منكم شي......ابيه من زوجتي.....
قصي :ال واضح األخ مبيّت النية....
سار بجدية :ال تستبهل على راسي عزاموه........وش اللي ج ّ
نزوج الحين......هد اللعب اشوي... ّ
ناصر سكت ليفكر ثم قال :تبي من برا العيلة وال من داخل....
عزام :وش بيفرق؟
نتلزق بسرعة....لوناصر :اال يفرق....عشان تطول السالفة وما ّ
...تدور على مواصفاتك....ولو من ّ تبي من برا عمتي بتجلس
العيلة انت بتأشر من هي اللي تبيها....
.
.
نظرت لهاتفها ولتلك الرسالة ....قرات رسالته وعقدت
حاجبيها.....قرأتها ثًلث مرات ...بكل سخرية!
الملوح...
ّ ثم همست :شعنده قيس بن
كانت نوف بالقرب منها
سمعتها لتردف :صيري له ليلى...
شيخة انتبهت لهمسهم وحاولت التص ّنت عليهما لتردف األخرى
بهمس
الهجر
ِ المحب ِمن
ُ ق مرةً ،فيعلم ما يلقى ش ُ
:فيا ليت هذا الحب يع ِ
فتحت الجازي عينها على وسعهما
فقالت بتحذير :جب....
ضحكت شيخة ونوف هنا
ام سيف تحدثت :وهللا احسن شي سواه اخوي هاللّمة الحلوة
هذي.....
ام ناصر :أي وهللا.....يحاول يغيّر من مزاج اخوه يوسف...هللا
يعطيه العافية...
ام ناصر بتنهد :امين....
ثم قالت :إال ما قلتي لي يا ام سيف.....متى بكون زواج قصي....
ام سيف بهدوء :الشهر الجاي....
الجازي حاولت أن تخرج نفسها من همزات ولمزات نوف وشيخة
فقالت :عمتي ما تحسون بدري مرا؟
ام سيف ابتسمت في وجه بنت اخيها :تعرفين عمك ما يحب فترة
الخطوبة تصير طويلة.....وماخفي عليك قصي مستعجل....
نوف همست لشيخة :اكيد بيستعجل ......ياخي صدق .....طلعت
خطيبته ُمزه....
لكزتها شيخة لتتحدث ما بين اسنانها :ال تبالغين وبلعي لسانك ال
يجيك كًلم يسنعك الحين.....
نوف ضحكت بخفة ثم سكتت
لتردف ام ناصر :هللا يوفقه....وعسانا نفرح في الباقي.....
ثم التفتت على عبد هلل :ما شاء هللا عبادي كبر........
ام سيف ابتسمت :أي هللا يبلغنا فيه...
الجازي ابتسمت لهما على مضض :آمين...
نوف نظرت للرسالة التي أتت لها
من أخيها بندر
(سوي قهوة)
تأففت هنا نوف
فقالت شيخة :شفيك....
نوف :يبوني اجدد القهوة للرجال...
شيخة :قومي....مليت أصًل من الجلسة هنا...
نهضت نوف وشيخة
فقالت ام ناصر :على وين؟
نوف ابتسمت لها :بندر يبيني اسوي قهوة.....
هزت رأسها ثم ذهبت وهي وشيخة إلى المطبخ...
دخلتا إلى المطبخ
تحدثت شيخة :صدق اختك ما زالت تبي الطًلق..
نوف زفرت :أي.....بس هالليّام هذي طاخه اشوفها....
شيخة بهدوء :واضح سيف يحاول انه يرضيها....
نوف وضعت القًلية :حاسة فيه ....انه نادم......بس اختي
موجاية تسامح ابد
مطوال ثم قالت :واضح انه كاسر قلبها.... ً شيخة فكرت
نوف :بقوة
.
.
.
ابتسم في وجهه :الحمد هلل على كل حال......بس وهللا ماخفي
مشوق ومستعجل اسافر اليوم
ّ عليكم قلبي
عدوه اللدود ،الشخص الذي هدم ال يدري كيف يُخبره انه ّ
كيانه.....وعلّق رقبته على حبل المشنقة
ُمراد اقترب منه همس :أمير ال تضغط على نفسك
نظر إلى وجه ُمراد بعينين دامعتين
سمع صوت يوسف الذي يقول
:الو....قلت من معي....
أمير اغمض عينيه لتنساب على خديه دموعه :امير.......
وبرجفة اردف :زوج ديانا طليقتك!
انتهى
اتمنى لكم قراءة ممتعة واعتذر عن االخطاء اإلمًلئية
مًلحظة مهمة
احاول قد ماقدر انزل بارتات كثير واحاول اختم لكم الرواية
بالشكل المطلوب وقبل الدراسة
ماقدر اعدي هذي االحداث وعلى طول ادخل في النهاية اول ادخل
في لقاء نور مع يوسف
تحياتي
شتات الكون
.
.
.
.
ما تفكّر به قد يحدث!
فلسفة عقلية
تُدخل في تفصيًلت العقل الباطن وكيفية ترجمته لكل ما تفكّر به
وتؤمن!
.
.
.
هل اثبت يوسف هذه النظرية ؟
هل ح اقا جذب إليه ما يفكّر به...
.
.
هو اصبح يُسرف في النظر إلى صورتها قبل خلوده إلى النوم
سرا يطلب منها السماح ألف مرة يحدثها ً
قبل ان تغمض عيناه
يهمس لها ُحبه األبوي وعشقه قبل أن يخدر لسانه ويخضع
للسكون
.
.
كانت مسيطرة عليه ،كانتقام ِلم فعله بها طيلة هذه السنوات
شتت انتباهه من جديد وجعلته ال يفقه شيء مما يفعله في عمله
لها...وعصرت بيديها عقله من شدّت
ّ امرضت قلبه بسبب اشتياقه
تفكيره بها....
بالمختصر اصبحت تتردد في كوابيسه قبل أحًلمه لتوقظ مارد
الضمير الخامد بداخله
.
.
رجفت شفتيه....نظر للوجوه التي تبدّلت إلى خوف بالنظر إليه
حاول الوقوف على رجليه وهو يحاول لفظ اسم احقر مخلوق على
وجه األرض
تقدم لناحيته أبا خالد
وكذلك أبا سلطان والبقية
تحدث أبا سيف بخوف :يوسف شصاير؟
.
.
يوسف ترقرقت الدموع في عينيه
لماذا اتصل هو؟
هل ماتت نور لذلك اتصل
ماذا حدث من تطورات كي تجعله يتصل به ويتوصل إليه
واالهم كيف استطاع الوصول له
اسالة تدّق الرأس باألفكار التشاؤمية
والسلبية.....جعلته يترجف .....ويتعرق جبينه ....ويتخطف القلق
وجهه بشكل ملحوظ....هل اتاك الموت يا نور؟
بعدك؟
ِ هل اودّع السًلم من
هل ابدأ بالنيّاح والعويل؟
بك؟
هل او ّبخ الذات على ما فعلته ِ
هل اصرخ في العالم انني ظالم؟
.
.
تقدم سعود :يبه.......من المتصل؟
بو خالد
خشي على أخيه .....على تصلّب شفتيه وعجزها على
النطق....على منظر ارتجاف جسده......ودهشته المخيفة
للقلوب...
سحب الهاتف من يده....
واجلسه أبا سلطان على الكنبة
ليقول سيف :افتحوا النوافذ والباب
مشى قصي لفعل هذا االمر
فيوسف بدأ يتنفّس بصوت مسموع....ووجه مخنوق
اما أبا خالد رد على المتصل :الو مين معي؟
أمير اغمض عينيه لتسقط دموعه تحت انظار ُمراد الذي لم يعد
بيده شيء يفعله
حقاا هو دمرها وقتل روحها
بو خالد اقترب من أخيه قبل رأسه ومسك كفي يده ليردف :اقسم
لك باهلل العظيم.......قال لي عايشة....ما فيها شي....بس من زود
خوفي عليك.....ابي اروح اشيّك على األوضاع
حيلك.....تقوى وانا
ّ قبل.....تطمن......تطمن يوسف....وشد
خوك....
هز رأسه
بو سلطان نظر لقصي :قصي جيب ماي لخالك....
هز رأسه وذهب لناحية الطاولة لجلبه....
.
.
سا عميقًا
الجازي مسحت دموعها التي انسابت سريعًا ،اخذت نف ً
تسرب لمسامعه!....مشت خطوة إلى األمام تريد االقتراب منه
....ثم عادت لمكانها بشكل متردد.....
وتسرع
ّ سيف عض على شفتيه ،توجعه صراحتها.....تفلق قلبه
من نبضات الندم....علم أنه هو من عجنها على هذا النحو.....هو
من ابعدها عنه.....تنهد!
أكملت :مو همي الحين اني أقول هالكًلم عشان اوجعك يا
سيف.....هللا يشهد.....مابي اوجعك......كل همي نتفق
بهدوء......بس انت دخلتنا بهالطريق......
همس لها وهو يشد على يدها :صايرة حيل قاسية ........صايرة
اقوى مني ....عجزان استميل قلبك لي.....واضح اني خسرتك يا
الجازي....خسرتك وانتي ربحتي...
شدت على يديه وكأنها تريد ان تقويه من قوتها
وتسكّن من رجفات يديها....وقلقها!
وقف من جديد
تحدث بعد ان سحب لرئتيه هواء عميق ليهدّأ به عواصفه
ثم قال :عبد هلل بعيش.....مثل ما قلتي......بتردد عليه اشوفه
.....واطمئن عليه......
ثم اقترب منها ونظرت إليه ببهوت وثبات
اكمل :إجراءات الطًلق ببدأ فيها بعد ما تخلص سالفة عمي....
ازدردت ريقها .....ورمشت بعينيها ....عدّت مرات....غير
مستوعبة انه رضخ لقرارها....كتمت أنفاسها سري ًعا حينما
انحنى ليقبّل جبينها ......ارتجفت هنا......ونظرت لعينيه وزفرت
....طوق
ّ ً
مجاال سيف لًلبتعاد الهواء ببطء وضيق....لم يترك لها
وجهها بيديه .....وداهمها
يقبّل ارنبة انفها وخديها .....اغمضت عنيها ال تريد أن تضعف
امام مشاعر مؤقته!
ثم همس
في اذنها ....بينما هي تذكرت انتقامها .....منه عندما قبلّته
وابتعدت خشيت من ان يوجع قلبها اآلن.....خشيت ان يحرقها
ويزداد كرها لنفسها آال ًفا من المرات.....شعرت انها اآلن تحت
تخدير وقع هذا الخبر.....وتحت تأثير قُربه......وتحت تأثير
خوفها وقلقها...لذلك لم تستطع ان تتحرك....وتبتعد عنه.....لم
تستطع الهروب من تحت عينيه واخفاء لخبطة مشاعرها!
ولكن قطع هذه الظنون حينما همس :تكفين سامحيني يا الجازي
تكفين......
.....ارتجفت وشعرت انها ستتراجع عن االمر .....بكت
بدموع.....وعلمت انه خضع ألمر الطًلق بشكل نهائي.....باغتها
باحتضان ....شديد....لدرجه اوجعها ولكن لم تقل
شيء....وبادرته باالحتضان
وبكت.......احتضانه لها اشعل في قلبها نيران .....شعرت وكأنه
طفل يودّع والدته...شعرت بخوفه من ان يفقدها......شعرت
باضطراب أنفاسه وهو يحاول ان يكتم فيها شهقات تحمد هلل على
عدم إخراجها وإال ضعفت!
وتجرب نفسها بالعيش معه
ّ حقاا...هي عاجزة....من ان تتنازل
......عاجزة وخائفة من ما هو قادم.....هي ال تثق به.....وهو ال
أفعال....دمرت
ّ يلومها على عدم ثقتها تلك ....فهي ناتجة عن
قلبها وحطمته من ان يحتفظ باسمه!
............
نور اغمضت عينيها ...تشعر بالبرد......بوجع عظامها....تشد
على اسنانها بقوة.......تشعر انّ المكان بدأ يضيق عليها......
أتت صوفيا ووضعت صينية الطعام على الطاولة المقابلة لها...
اقترب ماكس ليساعدها على الجلوس...
وكانت كالجماد....تحركه بًل ردت فعل....فقط جسد
يرتجف.....ويرتعش....بردًا ....وفي الحقيقة خوفًا من
الحقائق...عقلها شارد....نفسها غير منتظم.....وعينيها
مشتتين...
انتهى
.
.
.
قراءة ممتعة للجميع
.
.
.
.
.
الشتات يعدم كيان اإلنسان ويبدّل من حاله لألسوأ
اثره ثقيل وهفواته مؤذية وإن حاولت مقاومته قتلك بصعوبة عدم
منطقيّته في التفكير
يحاول أن يط ّبق بيديه على عينيك ليأخذ منك الكثير من الطاقة
ليأخذ ُجهدك ومحوالتك في الخًلص منه
هكذا كان شعورها حينما شعرت بتلك االيادي التي تلتقفها
تسمع اسمها من قاع عميق
وتشعر بثق ٍل ال تتحمله على صدرها.....شعرت انّ الكون كله في
لحظة هزمها حينما استمالها للظًلم....وللغشاوة التي سيطرت
على عينيها...
بينما تلك الرجفة التفت حول خًليا جسدها كلّه حتى انتابتها
رعشة جعلت جسدها يتهاوى ضعفًا
استسلمت لكل هذا
وشدّت على عينيها .....ظنّت انها سترتاح حينما تُفقد عقلها تماما
ولكن فقدتهُ بشكل جزئي....
فتحت عينها ببطء شديد
شعرت بدوران رأسها.....شعرت باليدين التي تشدان على جسدها
لتُعطيه بعضًا من القوة.....
تسمع صوت انثوي ...متداخل مع صوت رجولي ....خائف....
نظرت إليه....ونظر إليها
بعد ان زفر بكلمة :الحمد هلل
شدّت على جبينها بيديها تشعر بالصداع وحاولت النهوض
فقال :ساعديني نور...الزم تحممي حتى تخف الحرارة....
اقتربت صوفيا منها بأمر من ماكس...امسكتها من زندها لتشدها
على جانبها األيمن .....ساعدها ماكس في النهوض...
شعرت كأنها طفلة .....يُمسكان بها بلطف...وحنان....وربما
شفقة على حالها...مشكت بخطى غير متوازنة......
فقال ماكس(مترجم) :انتبهي صوفيا......انا سأنتظر
هنا.....اجعليها تتحمم....
هزت صوفيا رأسها ثم أغلقت باب الخًلء عليهما ّ
وبقي ماكس يتجول ذها ًبا وايا ًبا بالقرب من باب الخًلء
خائف عليها .....خائف من ان يتطور األمر ...خائف من ان يكون
غير قادر على ان يُسكت غضبها هذا ....مسح على شعره عدّت
مرات ....ثم نظر للسقف
بحيرة!
.
.
.
.
.
اشتم هواء اثقل اعتاقه ....اثقل روحه......جنّبه النوايا
الحسنة....وجعله يغوص في تساؤالت مخيفة....وصل الى هُنا
مؤخراُ .....متعب...بل منهمك...من شدّت
ً
التفكير.....باالثنين....بها وبأخيه....ذهب للفندق ......تحمم
سري ًعا....اتصل عليه....ليتقيا في نقطة الغضب....نقطة الشتم
والحرب.....دعاه إلى الشقة التي شهدت على انهيارات متكررة
بلُغة بالغة في األلم...خشي من ان يكون هناك فخ يوقف أنفاسه
ونبضات قلبه...ولكن لم يهتم...كل شيء يهون أمام سعادة
أخيه.....هو لم يتدخل في تلك األوان....ولم يهتم....بل اجمدوا
اهتمامه بإلزامه في السكوت عن الحق.....نسي األمر...ولكن
أخيه لم ينسى.....نساه وكأن تلك الفتاة ليست جزء من دمه هو
ايضًا.....ليست منهم....وكأنها غريبة او دخيلة على
عائلته.....سكت.....وغض البصر عن طرف هذا الموضوع الذي
أذّى الكثير!....ولكن اليوم....لن يسكت...ولن يقف كالشيطان
االخرس والمتفرج......إن كان هناك فخ....عليه ان يفدي أخيه
بروحه من اجل...أن يُسكت عذاب ضميره هو اآلخر
طرق الباب وفي اآلن نفسه سمع رنين هاتفه .....نظر لًلسم....
ثم وضع هاتفه على الصامت.....
وانفتح الباب.
.
.
فدخل أبا خالد وهو يرمق ُمراد بنظرات الشرار الدالة على عدم
الرضى بكل شيء....
.
.
سا في الصالة ينتظر مجيء أخ يوسف....
كان جال ً
وكان مضطربًا
.
.
تقدم ُمراد وأشار ألبا خالد بالتقدم
وسقطت عيني أبا خالد على رجل
هزيل.....ومن الواضح انه ُمتعب....يهز برجله اليُسرى من شدّت
توتره.....عينيه زائغتين ً
قليًل ،هاالت بنية ت ُحيط ُرمادية اقدار ما
حدث.....شعره األشقر طويل...ومهمل.....يصل إلى اسفل
اذنه.....يمسح عليه بشكل متكرر....ليخفف من ضغط الموضوع
عليه.......بينما بشرته رغم بياضها إال انها ومن الواضح شاحبة
لتنم عن مرض او تعب ثقيل.....
.
.
ا
مطوال هناك انتبه لنظراته ووقوفه
وقف......وخفق قلبه.....يُشبه يوسف ً
قليًل.....وقوفه هكذا
....وتحديقه له بهذا النحو ارجع ذاكرته الى ما قبل العشرون
سنة......ارجعه لغضب يوسف وعصبيّته وزمجرته......اقشعر
جسده...
.
.
.
ثم بلل شفتيه :تفضل.....
وأشار إلى الكنبة المقابلة له....
.
.
أبا خالد.....بدأت شياطين االنس والجن تمر وتعبر وتركض أمام
وجهه.....هذا هو الخائن....هذا هو المجرم...هذا هو الذنب الذي
سعت وراؤه ديانا؟
يُقهره ان يقابله ......ان يُشاهده...ان يشاركه هذا المكان بسقف
واحد....ولكن
زفر بضيق وهو يحاول ان يخمد هذه النيران ليفهم ما يريده ذلك
الشيطان!
.
.
جلس
بينما ُمراد سريعًا قال :راح اتركم لحالكم...
ثم خرج من الشقة بأكملها...فحان موعد عقد قران ايًلف
وطارق....وعليه ان يعود ألخيه لتذليل العقبات لهم!
.
.
نظر إليه....وذلك ايضًا نظر إلى عينيه....
ش ّد على كتفيه ....واآلخر بدأ يهز برجليه اكثر....
ال يريد ان يبدأ بالكًلم
ال يريد ان يشتمه اآلن ويريه الغضب.....
اسند ظهره على الكنبة وتحدث بًل نفس :تكلم....شعندك؟
حاول ان يتمالك نفسه.....ان يصبح اكثر هدوء مهما كان
يريد حقاا ان يعالج األمور وان ينفذ وصيّت محبوبته
لم ينسى انها اوصته بأن يُخبر نور بالحقيقة ولم ينسى انها
شددت بحروفها على عودتها للسعودية
يريد أن يشرح كل شيء ليزيل عن عاتقه هذا الحمل
فقال :نور...
قاطعه وكأنه يشتمه :قصدك نورة؟
وكانت هنا الصاعقة الكُبرى التي نزلت على رأسه لتفلقه إلى
نصفين
ابنتها؟
هل تزوجت
ولكن يعلم انها صغيرة ...متى ؟...وأين....ومن يكون زوجها؟
عقد حاجبيه وتقدم ً
قليًل لطرف الكنبة :بنتها؟
ثم قال :هي تزوجت؟
أمير ال يعلم كيف يسرد عليه مل ّخص حياة نور ويفهمه كل شيء
في غمضة عين...ال يريد ان يصدمه وال يريد أن يجعل االمر
يطول .....ليأخذ من طاقته الشيء الكبير
أمير حاول ان يُهدأ أبا خالد ....هذا لم يشرح له الباقي ....ماذا لو
شرح له ماذا سيفعل؟
حاول ان يصمد امام جرح قلبه...شد على يدين أبا خالد وابعدهما
عنه بقوة.....ثم اخذ يتنفس بعمق
ثم تحدث بنفس متسارع :اسمعني .....حبيت ديانا
أي...مانكر.....استغليت يوسف....وضعفه مانكر...بس عمري ما
فكرت أأذي نور....نور مثل بنتي...لكن
قاطعه أبا خالد بعد ان الكمه على وجهه
غاضبًا :اسكت....اسكت .........انت دمرت اخوي مو بس
استغليته.....خليته يعيش عذاب الضمير
باسكات.....خايف.....وش مهدده فيه انتي وش مهدده
فيه؟......هددته تسجنه؟.....تقلب عليه السالفة.....تخليه يكمل
عمره في السجن؟......كل هذا حب...؟...كل هذا حب .....هللا
ياخذك.....فرقت بين البنت وابوها...ود ّمرت
ّ ياخذك....هللا
انسان......متشفق على شوفة بنته....
أنانية......ومجرد من أي إنسانية
ّ قاطعه أبا خالد بصرخة :حب
........
أمير أشار له وهو يشد على جرحه ويغمض عينيه بوجع :بو
خالد......نور بحاجه لكم.......فهمتها اني غلطان
بحقكم....وخسرتها في لحظة..........
ثم اقترب منه :نور...ماتبيني...وما تبي احد...حتى
بنتها......ضاعت...تشوفني وتشوف يوسف بنفس النظرة
..........مو قادر اسيطر على ردات فعلها.....مو قادر.....
كان سيضربه ولكن تحدث أمير بتعب :بكفي......انا مصاوب هون
أشار بالقرب من قلبه :هـ االصابة عقاب لي على اللي صار في
نور........انا موجوع من كل شي......انا ما فيني قوة اواجهك
وال اواجه يوسف....بس مشان نور...ومصلحته راح...
قاطعه أبا خالد وهو يضرب على الجدار بيده :شنو صار طوال
هالسنين اللي راحت.....شنو صار؟
امير بنفس يُسمع :اجلس...اهدأ....وخليني اخبرك بكل شي.....ما
فيني احكي وانتّا هيك.....ساعدني احكي......
نظر إليه أبا خالد...نظر ألحمرار وجهه......ومحاولته في
التنفس.....رأى ضعفه ....وارتجاف اطراف جسده.......جملته
األخيرة جعلت جسده يرتعش خوفًا من المعرفة والحقائق الذي
سيسدل الستار عنها أمير
جلس على الكنبة مسح على رأسه عدّت مرات
تحدث امير بصعوبة وهو يجر أنفاسه بضعف :حاليا هي
مطلقة......تطلقت.........وانا وديانا قلنا لها بنتك ماتت بعد
الوالدة
التفت سري ًعا هنا أبا خالد
ليكمل أمير :ألنه حالتها النفسية جدًا مضطربة وما كانت رغبانه
في البنت.......فقلنا هذا الحل األفضل عشان نقدر نستعيد
نور......وهذا اللي صار...خذت البنت وكّلت مربية وممرضة لها
بدار االيتام...مرت ست سنين ......وعرفت نور......
ضرب أبا خالد على فخذه ،ابعدوها عن قطعة وجزء ال يتجزأ منها
كردت فعل لخوفهم؟
أيعقل؟
اكمل أمير :ومن األشياء اللي الزم تعرفوها نور ...تذبذبت من
الناحية الدينية وصارت ...تئول انها مسيحية ...لكن...
وقف هنا أبا خالد ال يريد ان يستمع لهذه الحقائق ال ُم ّرة
نهض وهو يشد على رأسه مكررا بهمس :يا رب....
صر على شرح كل شيء....وإن أمير سكت للحظات ولكن هو م ّ
كان موج ًعا.....شرح كل األشياء التي استطاع ان يختصرها
.....انتحار ديانا...مكوثهم في أكسفورد وسبب خروجهم بعد
تزعزع األمن هناك......حمايته لنور......تحدث عن مراد.....عن
خدعته....لنور.....وعن ندمه اآلن ومحاولته في المساعدة
....تحدث شار ًحا كل شيء لكي ال يلومونها على الصورة التي ال
يحبذانها.....يعلم العادات والتقاليد التي
يعرفونها.....نور....تعدّتها....بل محتها من ذاكرتها.....وفعلت ما
يُعاكسها تما ًما....هو خائف عليها منهم...
خائف من ردّت فعلهم.....نور...بحاجة الى تصحيح في سلوكياتها
وهذا من الصعب...فهي ليست طفلة ....بل شابة تبلغ من العمر
واحدة وعشرون سنة....فمن الصعب التحكم فيها.....
ولكن يعلم هي بحاجة لًلحتضان من جديد
بحاجة الى التوجيه....
بحاجة للعودة إلى اصلها ..سيتخ ّلى عن انانيته
سيتنازل عن كل شيء من أجل سعادتها ...حتى لو كانت مقرونة
بعيشها بعيدة عنه....
وهذا االمر ُمتعب
يعلم اآلن هو خسرها
وعلى يوسف ان يربح بقبولها به
ً
مستحيًل! ولكن مت ّيقن انّ هذا االمر
همست :يارب..
كثيرا....وجعله يتوتر أكثر....
ً ثم تذكر االمر الذي شغل باله
احب ان يُخبرها بكل شيء بهدوء...لتتفهم األمور.....ليجعلها
تتقبل فيما بعد رأيه....هو خائف عليها ...وخائف منها ومن ردّت
فعلها ....ولكن من الواضح امر يوسف وابنته سيطول....وعلى
ً
مجاال لقصي زوجته ان تتقبل االمر في اسرع وقت ممكن لتعطي
البقاء معها ......بشكل شبه مستقر!
ام سيف ضربت على فخذيها بقهر :وش صلّح وش ص ّلح يا
ظافر.....كاذبين علي وعلى الكل.....زواج طبيعي....وهم
مزوجين !!!.......وانا قول وين يروح ويتأخر....بالليل......غلط
عليك ...شجعته ياخذها.....
بو سيف خرج عن طوره :قلت لك....عايلة السامي والنعم فيهم
كلهم......عمها شرح لي كل شي......غير كذا ....زوجته حامل
...
كانت ستخرج ولكن سحب يدها زوجها وهو يقول :وش بيفرق
الحين ....انتي شفتي البنت كيف.....اخًلق......خلينا نخلص من
هالموضوع......ساعديني ...ال زيديني ضيم وقهر فيه.....
قصي قاطعها وهو يشد على قبضة يديه ومغمض لعينيه :ما فيه
اشرررررررررررررف من ُمهره يمه.........
قصي سحب كتفه من أخيه وهو يقول ألمه :يمه انتي راضية
عليها الحين شصار؟......اي تزوجتها......تزوجتها ......عشان
ماحد يدّخل فيني بعدها وحدد لي منو آخذ.......خذتها عشان ال
اصير مثل سسسسسسسيف.......
ثم خرجت...
.
.
.
بينما قصي ....صادف ...ابا محمد قادم .....خرج من السيارة
.....وباحترام شديد له...اقترب ثم قبّل رأسه
فقال أبا محمد بابتسامة :يا هًل بوليدي.......تفضل تفضل.....
قصي اجبر نفسه على االبتسامة :زاد فضلك....ال وهللا
مستعجل....جيت آخذ ُمهره وامشي....
بو محمد بتعجب :تاخذها....
هز رأسه قصي
فضحك أبا محمد بخفة :واضح بنت اخوي خذت عقلك كله.....
ابتسم قصي على مضض هنا....ثم خرجت ُمهره .....والتفت
قصي لها...وتقدم ليأخذ الحقيبة منها
فقال أبا محمد :دير بالك عليها يا قصي وانتبه للطريق...
بينما ُمهره ق ّبلت رأس عمها وسلمت عليه ثم
دخلت السيارة
وزفرت بصوت مسموع
على دخول قصي واغًلقه للباب
تحدثت :زين انك جيت.....حسيت راح اختنق...
قصي قبل أن يتحرك من أمام المنزل :ليش احد زعلك...
ُمهره نظرت لعينيه :ال ...بس اكره هالبيت ......احس
يذكرني......بكل شيء سيء صار لي...
قصي تفهم وضعها
وابتسم :خًلص.....ما راح اجيبك هنا إال للزيارات بس.......وفي
خبر حلو...
ُمهره ابتسمت خلف نقابها :وشو؟
قصي يحاول ان يتناسى ما حدث :راح تملين من ريحة عطري من
اليوم....
ُمهره لم تفهم مغزاه :كيف؟
قصي بدأ بقيادة سيارته :راح استقر معاك هالفترة في الشقة....
ُمهره شعرت بالفرح....والسعادة شعرت بحبه وصدق مشاعره
...ويو ًما عن يوم هو يثبت ذلك لها دون ان يشعر!...ولكن خشيت
انّ هناك امر يُخفيه عليها فقالت :من جدك قصي؟
ابتسم والتفت عليها سري ًعا :وهللا....وال ما تبيني؟
ُمهره ضحكت بخفة ّ :إال.....بس ليش؟...كذا فجأة....
قصي بحديث متقصد ليحرجها :اكتشفت ماقدر افارقك يا ُمهره...
ُمهره غاصت في حياؤها وقالت بعد ان ك ّحت مرتين :انتبه
للطريق...
قصي هنا ضحك بخفة وفهم أنها تضيّع حياؤها بجملتها تلك ثم
بروح مطعم نتعشى...... قالّ :
ُمهره هزت رأسها برضى ...وقلبها بدأ يطمئن ...من وجود قصي
بحياتها....وعقلها بدأ يتقبل فكرة االقتران بها لألبد
.
.
.
ال تعرف كيف تصف شعورها......بعد ان وقعت بجانب
اسمها.....بعد ان علمت انها ستكمل حياتها معه....تشعر
بالتسرع ولكن ....هي متيقنة من حبه ّ باالضطراب...تشعر
لها...هي لم ترى منه إال الخير....هو من وقف معها في السراء
والضراء...هو من أمأل عليها وحدتها وخوفها في بداية قدومها
إلى هنا ...لماذا اآلن تخاف منه؟
هل بسبب ما حدث لها؟
ربما نعم....
وقّع هو اآلخر اخذ طارق وثيقة الزواج.......ق ّبل والدها
رأسها......وابتسمت ...واختلج صوتها نبرة بكاء وهي ترد عليه:
هللا يبارك فيك....
كانت تتمنى ان يحتضنها....حقيقةً هو احتضنها ولكن ابتعد عنها
سريعًا ولكن تمنّت ان يطول احتضانه لها فهي بحاجة إلى هذا
الحضن ....بحاجة إلى هذا الحنان األبوي......شعرت لوهلة انها
ال تريد ان تكمل دراستها ال تريد ان ترتبط بطارق ّ
جًل ما تريده
البقاء بحضن والدها.....والنظر إلى وجهه الذي يبعث بداخلها
السًلم واالطمئنان ولكن لم يطول هذا االمر....
مشا بخطى متقاربة ......واقترب منها طارق ليهنّئها وقبّل جبينها
بهدوء
حتى ارتعشت من قُبلته خوفًا....اجل خو ًفا من الحياة الجديدة الذي
دخلت فيها بًل مقدمات....وبًل تخطيط....
تشعر باضطراب مشاعرها على هذه األثناء من الفرح!
وخالجتها نبرة البكاء اكثر حينما ركبا السيارة ....وسقطت
انظارها على السائق
حقيقةً كان ُمراد هو من يقود ولكن هي ال تعرفه وال تعرف من
يكون؟
لم تتردد في ان تبادر بعد ذلك من احتضان والدها من ناحيته
اليسرى وضعت رأسها على صدره
بينما طارق ركب في المقعد األمامي
وقاد ُمراد السيارة لناحية المطار
ال تدري كم مضى من الوقت ربما ربع ساعة
وهي تحتضنه وهو يطبطب على كتفها بهدوء
تمنّت لو يداعب شعرها ولكن تذكرت انها التزمت في ارتداء
الحجاب ......ارتدته باقتناع......ودون تردد....تشعر انه يحميها
ال تدري لماذا ولكن هكذا اتاها الشعور!
تنهدت واغمضت عينيها ودّت لو تطول المسافات اكثر لكي تختفي
عن هذا الوجود في احضانه
نزلت دموعها
ال تريد منه العودة للكويت
ال تريد ان تفقد هذا الحضن
هذا الدفء
وكل هذه الطمأنينة
ولكن فجأة توقفت السيارة وتوقف قلبها....
رفعت نفسها من على صدره نظرت لعينيه
كان جامد.....تزيّن وجه ابتسامة.....عجزت عن
تفسيرها.....بينما هو حقاا متأثر من كل شيء حدث لهاِ...شعر
مقصرا في حقها....التمس حبها له ا بالخوف عليها ....شعر انه
وكأنه والدها الحقيقي...ولكن هذا ما تشعر به
فهي ال تظن يو ًما انه ليس والدها!
هذا والدها الحقيقي اجل
هذا هو ......كيف لها ان تعرف انه ليس هو...بل خدعة لفقوها
......لمحي الفضيحة!
ق ّبل جبينها ثم قال :يًل بابا....
هزت رأسها وفتحت الباب خرجت معه.... ّ
ونزل هنا ُمراد وطارق...وكان هُناك ......سيارة سوداء مضللة
.....انفتح باب السحب.....تن ّهد ....ثم ضغط على الزر الصغير
ليتحرك الكرسي ...ويخرج من الباب بسهولة...فتلك السيارة
مخصصة له ولحالته.....نزل دون ان يمد يده للمساعدة
لمحه ُمراد والذي هز برأسه له ان كل شيء انتهى وكل شي
بخير....
ثم سقطت عيناه على ابنته...دو ًما ما يراها من خًلل
الصور.....وفيديوهات قصيرة الدقيقة الواحدة حتّى!......لم يراها
على الطبيعة ابدًا.....رآها كيف تحتضن والدها وتشد على خصره
وكأنها تخبره
(ال تروح بعيد عني).....تبعهم .....إلى ان دخلوا المطار
شعرت باالضطراب....شعرت بالخوف...شعرت بالوحدة ....تريد
العودة للكويت...ما حدث لها..صع ًبا ....واراضي هذه الدولة
تذكّرها بكل شيء...تريد العودة اآلن....
فاجأت ابيها بعد ان اعترضت
طريقة
احتضنته ....و ُمراد هنا ازدرد ريقه
بينما طارق شعر بالتوتر من صوت بكاؤها
وجورج لم يرمش ابدًا ولم يزحزح ناظريه عنها
شدّت على مشاري بيدها باكية :تكفى اخذني
معاك....يبه.....تكفى...
مشاري .....ال يدري ماذا يقول...يشعر انه ندم حينما وافقها على
االبتعاث....شعر انه ال يقل حقارة عن ابيها بالتخلي عنها...شدّها
إليه...واخذ يطبطب على ظهرها ويمسح عليه ....وهنا ارتجفت
ومصرة على العودة
ّ ...من حنيّته .....شدت عليه اكثر باكية
معه........
وسمعوا النداء األخير للرحلة
فابعدها عنه ً
قائًل :ايًلف يبه.......كملي
اختباراتج....ورجعي.....ال ترجعين وتتركين كل شي
بالنص....هانت وانا بوك....كلها كم شهر...
هزت رأسها كالطفل.......شهقت ...وهي تمسح دموعها ّ
باضطراب رجفة أصابع يدها :تكفى خذني.....مابي أعيش اهنيه
أخاف....
طارق اوجعت قلبه....فهمها ال تشعر باألمان بعد ما حدث لها...
بينما ُمراد قال :مشاري نادوا على الرحلة
....غص في بكاء ال يستطيع ذرفه ابدًا!
ّ جورج
أصبحت كالجسد ِبًل روح...هذه اال ّيام التي تمر بها حزينة وجدًا
كل شيء انكشف امام عينيها ببرود
كل شيء اخذ يدق قلبها وذاكرتها وكأنّه امر طبيعي معتادة عليه
هي اعتادت على كل األشياء إال الخذالن
شعرت بالكره للجميع
امير وديانا ويوسف
الكل
....تشعر باإلحباط من حياتها...كلما قالت األمور بدأت تتسهل
...بل بالعكس تتصعب عليها....هي قادرة على تقبل كل شي ولكن
من ...الصعب عليها ان تتقبل خذالنها من الجميع حتى تحت
مس ّمى الحماية
ومسمى ال ُحب!
تلوم يوسف وبشدّة كيف اقتنع بحديثهما؟ كيف تخلّى عنها بكل
مجاال الستيعاب األمورً بساطة ....لماذا لم يُعطي نفسه
لماذا لم يتم ّهل؟
هل اوجعته الخيانة ،هل اماتت قلبه لهذه الدرجة؟
ماذا فعلت به ديانا؟
تعزه وتحبه من أعماق أعماق قلبك الخيانة من شخص ّ
ستكون موجعة وعواقبها لم تتمناها يو ًما!
هل اوجعت ديانا قلبك يا يوسف؟
هل كان ُحبك لها صادقًا؟
يوسف تركها لكي ال يتذكر خيانة زوجته
وديانا اخذتها منه بحجة حبها لها
وهي عاشت في مسافات انانيتهما
طوقت عنقها بعنف من مشاعرهما التي ّ
وتد ّخل أمير في حياتها .....وشعوره بالخوف عليها.....وتعامله
معها وكأنها ابنته........وحبه ....كانت تشعر بحبه ....ولكن لم
يكمل صورته الحسنة التي ال تستطع ان تعترف بها يو ًما
هدم كيان هذه الصورة حينما ادركت كذبه عليها
وهو يكرر
يوسف ال يريدك
هو من زرع كرهها ليوسف
وهو من ساعد ديانا في العصيان!
ال تغفر لهذا وال هذاك
ال تستطيع ان تغفر لهم
اما ذنب ديانا بالنسبة اليها عظيم....لم تض ّحي بها بل ض ّحت
بيوسف.....ال تدري لماذا.....ربما بسبب حبها الجنوني
ألمير....فهي لن تنسى انها ض ّحت بها لتقضي شهر عسلها
معه...ولكن عادت لها من جديد....ولكن يوسف ....لم يفعل شيء
بأبوته!
...لم يبادر ليشعرها ّ
لماذا؟
هل بسبب تلك التحاليل وزيفها؟
جنّت هزت رأسها
ال تعرف كيف تهدّأ عقلها وتوقفه عن التفكير.....بالكاد درجة
حرارتها انخفضت .......بالكاد أنفاسها انتظمت...
ولكن رجفتها لم تزول.....وعقلها لم يتوقف ابدًا عن التفكير....
تنظر للنور البسيط الذي يتسلل الغرفة من تحت الباب......تحدّق
به......وتتمنى لو يُنير جانبًا من حياتها ولو بشكل البسيط......
استلقت على ظهرها....تذكرت أمور كثيرة
...منها....ابنتها....واحتضانها لساقيها...شعرت برعشة تتسلل
ألطراف جسدها....ورجفة شفتيها؟
تساءلت كيف استطاعوا ابعادها عنها؟
كيف فكروا هكذا؟
وضعت يداها على بطنها واخذت تتحسس
تشعر بها اآلن ...تمكث بداخلها....تتحرك بعشوائية.....سندرا
كانت كثيرة الحركة في بطن والدتها ....وهذا االمر كان يؤنس
وحشة نور ....ولكن لم تُظهر لهم ذلك...دو ًما ما تظهر لهم كرهها
لها.....
هل هي السبب في ابعاد ابنتها عنها؟
شدّت على بطنها.....تذكرت حينما شعرت بالمخاض....شعرت
طع جسدها....وتسارع أنفاسها....شعرت بعدم قدرتها على بتق ّ
االستلقاء والجلوس وحتى الوقوف!
تمنّت الموت.....بكت بصوت عا ٍل تستنجد للخًلص من
المها.....تذكرت وجه والدتها ...وخوفها عليها...تذكرت
صرختها...ثم اغمائها....وبعدها جلوسها.....متعبة...
تذكرت حينما اخبروها انّ الطفلة توفيت!
لم تبكي بجانبهما.....بكت في ظلمة تُشابه ظلمتها اآلن...بكت
......وكرهت ابنتها التي لم تبقى معها....بكت......وكرهت حبها
الذي جعلها تعتصر ال ًما جسد ايا ومعنو ايا......
بكت ......بًل صوت.....وبعنين تحدقان بالسقف
تتساءل من هو المسؤول األول عن حالتها ؟
اسالة تطرق رأسها
ً
حقيقة واجوبتها في ظًلم دامس ال تريده
تنهدّت .....وحينما سمعت طرق حذاء احدهم
اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم
انفتح الباب.....كانت الساعة تشير الى الثانية عشر من منتصف
اليل....
اقترب منها ......نظر لوجهها لبقايا دموعها......لتنهدها اثر
ّ
الطويل......هز رأسه بأسى وانحنى البكاء
ليضع يده اليسرى على جبينها
شعر انّ حرارتها انخفضت.....
جلس على طرف السرير
تحدث كالهمس :ما بتستاهلي كل شي عم يصير إلك يا
نور......وهللا ما تستاهلي.....
ثم نهض.....وهي سمعته ......وسمعت تنهيداته....هذا
الرجل....الرجل المنقذ بالنسبة لها...ولكن اوجعها حينما سلّم
جوازها ألمير.....ولكن تشكره من داخلها آالفا من المرات على
قبوله في طلبها حينما طلبته في ابعادها عن الجميع....
اغلق الباب
وفتحت عيناها .....حدّقت للنافذة ......ثم جلست على طرف
السرير ِ....وتدلت رجًلها ...لتضرب اطراف قدمها بهدوء على
األرض الباردة......حدّقت بًل ملل...تريد شيئ ًا ....يخفف من وطء
قليًل.....تريد الهروب....منما حدث لها...تريد ان تشعر بالراحة ً
جسدها...ال من األرض ....ال من المكان!
فهي تجزم ما إن تهرب سيًلقيها أمير....والجميع...لذلك لن تتعب
نفسها.....لن تهرب ولكن ستهرب بعقلها نهضت
واقتربت من النافذة ......النافذة التي تطل على الحقل الخلفي من
المنزل....النافذة التي ال تمتلك اسوار حديدية محكّمة.....فكرت....
ثم
.
.
طرق الباب بشكل خفيف.....التفتت هنا....
.
.
بينما في صالة المنزل أتت صوفيا لتفتح الباب ولكن أشار لها
ماكس
(مترجم) :صوفيا اذهبي ونامي...انا سأفتح الباب...
هزت رأسها ....حقيقةً تشعر بالتعب ...بعد الجهد الذي بذلته في
مساعدة نور في االستحمام...واللبس...واالكل ومراقبة
حرارتها....تشعر انها فقدت طاقتها ما بين طبخ
ورعايتها.....وتنظيف المنزل....لذلك دخلت الغرفة المخصصة لها
وأقفلت عليها الباب....
بينما ماكس...تو ّجه لناحية الباب......ظن ان احد الحرس
الخاصين بأمير أتوا لجلب الطعام الذي طلبه منهم .......ولكن
ال....فتح الباب
وصعق
تحدث بصوت تسرب لمسامع نور الذي هبط صدرها بخوف:
أميييييير؟
أمير دخل واغلق الباب ثم أشار لماكس
ليتبعه
ولكن ماكس خشي من ان تصحى نور وتحدث ضجة
فقال :أمير دخيل هللا ......روح من هون ال تجلس نور....وتوجعك
بالحكي..وتوجع نفسها....
أمير نظر لماكس لحيرته وارتباكه
:ابي اشوفها ئلبي....حاسس انها تعبانه كتير....عجزت انام يا
ماكس.....بدي شوف بنتي
أغلقت عينيها هنا وسقطت دموع ثقيلة على خديها على كلمة
(بنتي)
تعلم أمير يحبها...يعزها ....يعتبرها مثل ابنته.....تحمل كلماتها
القاسية في ذلك الوقت .......تحمل كلماتها البذيئة
......وتصرفاتها المتهورة والطائشة....كان دو ًما ما يسحبها من
أيادي والدتها حينما تضربها....يطبطب عليها بعد ان يقسي
عليها.......يعتذر لها بتصرفات ابويّة حاولت تُظهر انها
تكرهها.....
تنفست بصوت مسموع.....تشعر بالخوف.....تشعر
باالضطراب.....
تسلل النور الى الغرفة وترك الباب امير مفتو ًحا .....دخل
.....وماكس تبعه واشعل االنارة الخافتة ليمكن أمير من
رؤيتها....
مشى امير وعينيه على الجسد المستلقي على السرير بًل حول وال
قوة
بينما هي كانت تشعر به يقترب....تشعر به....تريد ان يقترب
اكثر...يحتضنها...يخفف عنها ....ولو بشيء قليل...ولو كان هو
سبب اوجاعها....هي اعتادت على ان تحتضن مسببي اوجاعها
...تقسم انها اعتادت.....تريد ان يقترب...ليلملم شتاتها....لتشتم
ابوته .....تريده ...هي بحاجة اليه .....بحاجة الى
رائحة ّ
حضنه.....
شعرت بجلوسه على طرف السرير
نور
هي خائفة....من ان تبتعد عن أحضان امير الذي تكرهه.....وعن
والدتها التي دفنت بعيدًا عنها....ال تريد رؤية يوسف....ال تريد
ان يأخذها ألرض لفظتها من باطنها بكره....ال تريد ان تعود
لوطن ال تعرف عنه شيء سوى انه طردها عنه بقساوة....ال تريد
ان تعود .....لغربة جديدة!
إلى هنا يكفي
ال تريد هذا العذاب....
انهضها ماكس
وهي ما زالت متشبثة به...تشعر انه نجاتها.....تشعر انه من بعد
اآلن ارضها وموطنها الذي تستطيع العيش بداخله........وإن
فرضت نفسها عليه....ما يهمها اآلن هو شعورها.....بكت وشدّت
على رقبته .....بكت وهي ترتجف....
اغمضت عينيها.....همست في اذنه
بوجع وخوف
ورجاء من قبوله لطلبها
تتزوجني؟!
ّ شهقت وهي تقول له:
انتهى
تحياتي محبتكم
شتات الكون
انوه على شغله مهمة
حابة ّ
اسم حصة
ام ناصر
االسم لها االساس
منيرة
ما نتبهت إال لم نبهتني
غاليتي اafnan20
فاعتذر على الخطأ
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نفذت وال توجد اي طاقة تستمد بها قوتها تحدثت بثقل :زواجي
منك بوقف الكل من انه يقرر بدالي.....بوقف امير من انه
يرخصني ليوسف...وبوقف يوسف من انه ياخذني للسعودية!
صدم لتفكيرها ،لن ينكر انها صادقة في هذا األمر ولكن هي
ستعالج ألمر على منحنى خاطئ لذلك اقترب منها تحدث
نظرت اليه بعينين محمرتين بينما صوفيا دخلت غرفتها منذ ان
جلست نور على الكنبة تحدثت :عارفة انك تحب
اليكسا...بس يكون زواج شكلي انا..ماقققصصد
ثم سكتت بللت شفتيها وسريعا ما تذكرت ايًلف تذكرت اخر لقاء
تذكرت اخر حوار بينهم تذكرت وعودها بالتغير شعرت انها
بحاجه قصوى الى ايًلف كما أّن ايًلف في الواقع بحاجه لها
شعرت بالضّيق
.
.
.
سها
ضيق روحها على جسدها ضيق جهلها بالدين ،ضيق نف ُ
...وضيق المكان من حولها
بمن تثق؟
.
.
ال احد هي اآلن تثق بماكس فقط ال تثق بغيره ولكن تشعر انه
كثيرا
ً خذلها...وتشعر ا ّنها اثقلت عليه
وهو غير ملزوم بهذه الحمول التي وضعتها على أكتافه...
.
.
.
الى من تعود؟
.
.
.
هل تعود للضًلل ،لمسببي جراحاتها هل تعود لضيق األماكن
وتنفسها!
هل تعود لبهاء الدين وتطلبه ان يتزوجها من جديد؟
اخذت بعدها نفس عميق بشكل متكرر ،تشعر انها دخلت في
المتطور!
ّ مراحل االنفصام
تارة تبكي وتارة تنهزم واخرى تنهار حتى ماكس الذي وقف معها
مًلّ منها هي تشعر هكذا خاصة بعد حديثه معها قبل دقائق
تحدث :نور
غدا سترى الرجل الذي يرى في عينيها جمال ال يراه سواه ويرى
ابوته
في وجنتيها خجل يحب ان يقبله بدفء ّ
غدا سترى من غرس بداخلها القوة والصًلبة وع ّلمها العقيدة
والسًلم
اتى الفجر ومرت الساعات لتشرق الشمس وهي تفكر حتى انها
فكرت بسندرا
فكرت كثيرا بما فعلته والدتها ديانا لم تتخلى عنها بل شدّت على
يدها لتبقى معها بينما يوسف هو من تخلّى
ال تريد تشبه احدهما ولكن قطع تفكيرها صوت طرق الباب ثم
دخول صوفيا تدعوها لإلفطار عقدت حاجبيها نظرت للساعه
صعقت من مرور الوقتوكانت تشير الى الثامنة والنصف ُ
وجولي متمن ًيا نور تتقبلها يعلم انها اآلن تفسر افعاله كقساوة
عليها وخاصة بعد ان حدثها ماكس عن يوسف ربما ستظن انه ال
يريدها بعد اآلن ولكن نور يجب ان تتقبل كل شي حتى
ونور عادت تنتظر على الكنبة وتنظر للفراغ حينما سمعت طرق
الباب نهض ماكس ولكن اشارت له بأن يجلس في مح ّله
هو خائف من تغلّب مزاجها وتغ ّيره اقتربت من الباب فتحته كانت
سندرا ممسكة بيد جولي ما إن رأت نور فلتتها واحتضنت ساقي
نور
نور اغمضت عينيها هنا
وامير وجولي يحدّقان بها ومراد الذي قاد سيارة امير لجلبهم
واقفا خلف امير شهد هذا المنظر الذي لم يتوقعوه حتى ماكس
نهض وازدرد ريقه ظنوا انها ستركلها أو ستبعدها عنها
بعنف ولكن نور اثبتت لهم انها ما زالت لديها احاسيس ومشاعر
ما زالت تحتفظ ببقايا عقلها!
جثلت ع ركبتيها نظرت لعينين ابنتها المتغايرتين ،ستتغير من
اجل ان ترى حياتها من جانب آخر هي حزينة وكئيبة ولكن لم
تمنع مشاعر األمومة التي نبضت بداخلها منذ ان فكرت بها اليوم
مطول وتفصيلي ّ بشكل
هناك شيء يخبرها أن تحتضن هذه الطفلة وإال ستكون من
الخاسرين!
.
.
سترى يوسف ال تدري ماذا تفعل وال تعلم كيف ستكون الخسائر
ولكن ّ
جًل ما تعرفه انها تريد ان تعطي هذه الصغيرة جزءا مما
فقدته هي ابتسمت في وجهها وعينيها مترقرقتين بالدموع
احتضنتها
وجولي هنا شعرت بالخوف...اذا تقبلتها....ستحتضنها لألبد
وستخسر طفلتها هي األخرى
امير لن يلوم نور على تغلب مزاجها وردّات فعلها الغير طبيعية
يقصروا ح اقا في جعلها هكذا
ّ فهم لم
ولكن ال ينكر امرها اقلقه
مراد فهم حينما تتغير نور بشكل سريع هيا تنوي على فعل يوقع
بهم في الفخ
!
سندرا احتضنتها وهي تكرر:
ماما ماما
نور حاولت الصمود وعدم البكاء ولكن عجزت بكت وهي تشد
على سندرا بقوة ...وتشم رائحتها وهي مغمضة لعينيها تشعر
بنبضات قلبها تُسمع للجميع تشعر بشعور األمومة يتدفق من
أعماق ...أعماق قلبها...تشعر انها ُولدت من اجل هذه اللحظة
بكت ومسحت ع شعر ابنتها وهي تكرر :يا عيون ماما....
ماكس نظر ألمير الذي يزدرد ريقه وألخته التي اختطف لونها
ولمراد الذي يحاول ان يشتت نظره عنهم
نور صابتها رجفه ولكن تعلق سندرا برقبتها جعلها تنحني اكثر
...قوت نفسها بالنهوض وحملت سندرا ثم جلست ّ على ابنتها
على الكنبة وسندرا وضعت راسها على صدر نور
شعر بها اخيها وبخوفها ومن جنون ما تفكر به اتى بالقرب منها
امسك يديها بينما امير تبع نور سريعا خشي من ان تؤذي الطفلة
يشعر انها غريبة وتنوي على قدوم امر يستفز قلوبهم انتقاما
فتح الباب على مصرعيه بقوة وهو يتنفس بعمق نظر الى نور
وهي تحتضن ابنتها وتهز برجليها وكأن سندرا طفلة رضيعة
نظرت اليه نور تم ّعنت في وجهه قرأت تعابير الخوف والتوتر
قبلت سندرا من جبينها وسقطت دموعها على خديها :ما راح
أأذيها.....
امير ارتجفت يداه تلعب دور األمومة وتتخيل سندرا انها طفلة
ذات اشهر من عمرها شعر بوجع قلبه ،شعر بخيانته لنفسه قبل
كل شيء ،شعر باالضطراب والخوف ع نور ،هي ليست بخير
نظراتها البنتها مخيفة بها لمعة حزن وفراق!
بها شوق واشتياق
لم تكن هكذا هذه ليست نور كيف استبدلت على هيأة الضعف
والسكون والعواصف في آن واحد حدّق بها كيف تحضن ابنتها
تشتم رائحتها وكأنها تودعها!
ً
مقبًل جبينها :ال تحاتيني يا الغالية..... انحنى
ام ناصر بنبرة خالجها الدمع :ارجع لنا سالم غانم.....وال تحزن
نفسك!
.
.
احتضن ابنته قبّل جبينها ...ورأسها تحدث بحنان :ماله داعي
هالدموع.........يا يبه....
شيخة شهقت :ال تروح.....يبه......خل ناصر هو اللي يجيبها ال
تروح انت.....
بو ناصر بتفهم :حبيبتي شيخة......ما راح يصير لي
شي......كلها سفرة أسبوع وراجعين....
ام ناصر مسحت دموعها وتظاهرت بالقوة :ال تزعجين
سر.....ابوك.....ابعدي عن طريقه....وخليه يتي ّ
شيخة هزت رأسها وهي تبكي....وابتعدت ولكن اعادها والدها
إلى احضانها قبّل جبينها ثم قال :وقفي دموعك.....ال عاد
تبكين......وال بزعل عليك يا شيخة...
مسحت دموعها منصاعة ألمره
ثم نظر ألبنه سعود :ما وصيك يا سعود على امك واختك.....دير
بالك على البيت......وعلى نفسك.....
سعود اقترب منه قبّل رأسه ثم
قال :ال توصي حريص يا يبه....
وبثقل :وتروح وترجع بالسًلمة
ثم تحدثت والدته وهي تنظر ألبنها ناصر :هاهلل هاهلل في ابوك يا
ناصر....
ناصر ابتسم ثم اقترب منها قبّل يدها ورأسها :ابوي بعيوني يا
يمه.......
بو ناصر بلهفة :يًل يبه ناصر مانبي نتأخر
ناصر سحب الحقيبة من يد والده ثم قال :مشينا....
وتبعتهم منيرة وابنتها إلى الباب إلى ان غابوا عن انظارهم
وتحدث سعود :دخلي يمه.....دخلي....
ام ناصر بقبضة :هللا يعدي هالسفرة على خير....
شيخة ركضت صاعدة لغرفتها ...ثم أغلقت الباب عليها
خائفة من ان تخسر والدها فصحته ال تطمئنهم ابدًا
اتصلت لملجئها اآلخر ليسكن نوبة الذعر منها
.
.
.
.
كان واقفًا بالقرب من أخيه يستمع إلرشادات والدهم
بصمت....وهناك عينين تنظران له وهي تدمعان.....وعينين
.....تبتسم ...وتحاول ان تشتت رغبتها في البكاء
اقبلت عليه قبلّت يده ورأسه تحدثت :تروح وترجع بالسًلمة
يبه....وهاهلل هاهلل في عمي.....
ابتسم لها وقبّل جبينها :هللا يسلمك وعمك في عيوني يا
نوف....ما وصيك على اختك.....
قليًل :حاضر يا ئمر....دا البيت حيكونجوهم ً نوف لتغيّر من ّ
تحت إيديّا وحيات عينيّا.....ما تشيل هم....
ضحك بندر هنا وتحدث خالد :ههههههه ال باهلل رحنا وطي....
بينما الجازي ....كانت تنظر ألبيها وعينيها تحكران الدمع في
محجرهما.....تشعر بالخوف.....من هذه السفرة وتشعر باالختناق
من كل شيء....اقتربت من ابيها
ناولت ابنها لنوف وهي تقول :سكتي سكتي وخذي الولد بس....
ثم ودون سابق انذار احتضنت ابنها....وبكت....
هنا ضحك بندر :هههههههههههههههههههه يمه يا
الحساسة....
نوف طبطبت على ظهر عبد هلل وهي تردف بسخرية :مالوم ابوي
يوم يوصيني عليك......
بو خالد طبطب على ظهر ابنته وهو يقول :الجازي
....عًلمك؟.....وين بروح انا....كلها أسبوع وحنا هنا.....
وهنا استفزها حقيقةً وعادت لجنونها الذي اعتاد عليه :وجع وجع
...تقصد انه صوتي خشن؟.....سمعت صوتك انت؟....ال باهلل
قولي سمعته وال ال؟!
بندر اطمئن عليها اآلن واخذ يماطل :ال ما سمعته.....
شيخة ضربت على الوسادة :تمام ارسله لك وات...
بندر مات ضحكًا :هههههههههههههههههههههه
وليحرجها قال :امانة تحفظين الفيوزات(التسجيًلت الصوتية)
اللي أرسلها لك؟
.
.
ام سيف نظرت ل ُمهره
ثم قالت :ابوك قال لي السبب اللي خًلك تزوجها....وسبب قبول
عمها في هالزواج
وهذا ما حدث قبل ان تخلد الى النوم في ذلك اليوم الذي خرج فيه
قصي.....ابا سيف لم ينم قبل ان يسرد عليها كل شيء.....تفهمت
األمر ولكن بقيت مجروحة من فعلت ابنها
هي حالها كحال أي ام
تريد ان تفرح بأبنائها ولكن ليست بهذه الطريقة
قصي أشار ل ُمهره واقتربت منهما
ثم قال :يمه....هي طلبت تجي عشان تكلمك...
ُمهره ازدردت ريقها....شعرت باالضطراب وبتذكر والدتها
المتوفية
انحنت تقبّل رأسها ثم قالت باحترام :خالتي....انا.......أنا....
.
.
التوأم انصتا جيّدًا لها...من خلف الباب
.
.
قصي نظر إليها وإلى رجفتها...
.
.
ام سيف نظرت لوجهها المًلئكي.....
.
.
ُمهره ازدردت ريقها :مستحيل اسمح لقصي يستمر معاي اذا
انتي مو راضية!
صعق قصي ُ
.
.
سار بتعزيز :وهللا انها كفو
ج ّ
عزام ضرب على كتفه بخفه :جب....اكيد قصي ولّع!
سار بًل مباالة :عساه يشب.... ج ّ
.
.
ال تريد ان تسرد تفاصيل الزواج وسببه لكي ال تقع زوجة عمها
من عين ام سيف...
قصي هنا انحنى على والدته قبّل جبينها ورأسها وكف يدها
وهو يكرر :آسف يمه....آسف.......
.
.
.
سا :تعال.....سار هام ً
عزام هنا ارتاح نسبياا أشار لج ّ
سار هز رأسه وتبع أخيه ليعودا إلى صالة المنزل ج ّ
.
.
.
بينما ام سيف ،ال تريد ان تغلط بحق ابنها...وال بحق تلك
المسكينة
ليست لها طاقة كافية في أن تتح ّمل...عذاب ضمير جديد....هي ما
زالت تتألّم ....بسبب ابنها سيف.....فبعد حديث قصي أخذت تُعيد
األمور من زاوية أخرى .....فعلمت انها ح اقا اطبقت على سيف
بيدها على عنقه لتخنقه.......وها هو منزله ينهدم من أمامها
وهي مق ّيدة بسًلسل التردد من التدخل واقحام نفسها في حياته
من جديد.....
.
.
لذلك حاولت أن تهدأ وتفهم األمور ....من زوجها....وابا سيف لم
صر في الشرح.....لن أقول انها تقب ّلت األمر ولكن حقاا ال تريديق ّ
ان ترى ابنها يُعاني كاآلخر.....
..
.
.
.
ُمهره شعرت بالراحة.....هي حقاا ال تريد ان تُفرض نفسها على
عائلة تكرهها غدًا وإن احبها قصي!
هذا ال يكفي
هي تريد أب وأم.....
هي ال تريد قصي فقط...ال
هي تريد ان تنعم في العيش براحة مع اهل هذا المنزل......ال تريد
مشاجرات .....أو تلميحات قاسية......اآلن وقت التصفيّة
واآلن وقت اثبات األشياء الصحيحة في مكانها......
تنهدت
ثم التفت عليها ام سيف.....وتقدمت هي األخرى
لتنكب عليها تسلم....
طبطبت على ظهرها ام سيف...
ثم قالت :هللا يسعدكم يا بنتي.....
ُمهره ّ
هزت رأسها بًل....
رش مرتين في الهواء ثم قال :خًلص.....
ُمهره :واضح خايف عليه يخ ّلص يا بخيل.....
.
.
سار وعزاموبشكل مفاجأ سمع صوت صفير عا ٍل التفت واذا به ج ّ
يأكل فصفص...ويحرك حواجبه بطريقة مستفزة لقصي
فضحك قصي
واآلخر يصرخ :مبروووووووك رضى الوالده عليك
سار تحدث :زوجتك مو هينة ....كلت بعقل امي حًلوة..... ج ّ
قصي :ههههههههههههه كل تبن وانت ويّاه....غريبة ما رحتوا
مع ابوي...
عزام :ابوي خًلنا نرابط مع الوالده هنا....
....مسح على رأسه .....هو ايقن انه يحبها بل اصبح هائ ًما
بها....ال يستطيع ان يعيش ويكمل حياته دونها.......ما الحل؟
العودة الى الحياة بعد ت ّجرع جزء بسيط من الموت يعني موت
آخر ولكن بطريقة أخرى
ّ
هزت رأسها بعنف .....بينما في خارج الغرفة ،هناك قلوب
مشتعلة....غارقة في دوامة الخوف...مضطربة للغاية من هذا
التغيير...من هذا الهدوء
ألول مرة تشعر بالخسران ،وبالندم على القدوم على فعل كهذا...
ّ
هي ظنّت انها تخ ّلت عن ابنتها كما اخبرتها ديانا قبل وفاتها حينما
علمت ان نور تخلّت عن ابنتها كل ايا قبلت بالوظيفة التي وكلّت بها
وسمحت لقلبها ان يتعلّق بها وكأنها ابنتها ،ولكن اآلن شعرت
بالخيانة من قبلهم...الحكاية ليست كما روتها ديانا لها....ففي
ببداية األمر سكتت بسبب عدم تقبل نور ألبنتها ولكن اآلن هيهات
هي من ّربت
ماكس لًلا يريد منها ان تتصرف بحماقة اكثر تحدث بنبرة عالية:
ئلت إلك بكفي حكي
صوفيا كانت تنظر لهم بصمت لعدم فهمها للغتهم ولكل شي أمير
اخيرا نطق :ما راح تبعد عنك سندرا
امير لينهي الحديث وبنبرة واثقة :راح تظل عند امها بس ما راح
تبعد عنك كثير
تنهد :انتي خايفة سندرا تبعد عنك وانا اوعدك ما راح تبعد عنك
وعشان اثبت لك هالشي .....تتزوجبني؟
فتح الباب
....
وفتح الذكريات
....
تغّير
....
بقيا ماكس ومراد واقفين بينما أمير جلس وهو يتنفس بعمق....
كان يحاول ان يشتت نظريه عن يوسف ....ولكن تعلّقت عيونهما
ببعضها البعض واشعلت النيران في القلوب ال يدري ماذا
يقول.....ماذا يفعل؟
ولكن تحدث ابا سلطان :اظن الكل عارف ليش حنا هنا
امير اخير تحدث ونطق :هون نور
بو سلطان بحكمة :يا ليت تناديها تشوف ابوها وما نطول
تنرفز هنا ناصر وتحدث بغضب :ما نبي منكم شي....حنا ما جينا
عشان ناكل وال نشرب....نادوا نورة
بو خالد وضع يده على فخذ ابن أخيه وكانه يقول )اهدأ( بو خالد
نظر لناصر ثم ألمير فقال :وينها امير
ثم توجه للغرفة التي بداخلها نور وابنتها وجلس هنا مراد واضعا
رجله اليسرى على اليمنى وماكس ينظر لهم بتوتر وتوجس بينما
ابا ناصر وناصر ودوا لو ينهضوا ليقتلوأ مراد ولكن ابا خالد
ينظر اليهما وكانه يقول لهما )هدوا ما نبي مشاكل(دخل وقعت
عينيه عليها ممده بالقرب من ابنتها ت ّمسد ع شعرها.....وتقبل
كفي يدها بشكل متكرر....تنفس بضيق...ال يدري كيف يقول لها
اباك في الخارج
ِ
صرت
....التفتت عليه :كان راح اسامحك امير...بس.....ما ق ّ
فيني .....كلكم تفننتوا في عذابي....وتشتيتي...
يشعر بوجع جرحه من جديد ...يشعر انه فقد سيطرته على نفسه
...وخوفه من ان يخسرها احتضنها.....بًل مقدمات....وبًل ردت
فعل منها ثم قال :ال تسامحيني...بس ال تتركيني
بنتي...اوعديني....
هز رأسه بًل وعي وعينيه مليئتين بالدموع خرج سريعا وسقطت
األنظار اليه ليحدقوا بوجهه المحمر تحدث وهو يمسح ع وجهه:
راح تجي الحين
ثم دخل الغرفة األخرى لمناداة جولي هنا ابا سلطان نهض....نور
ليست من محارمه...ومن شيمته ....ومعرفته لحدود هللا عز وجل
نهض...
بو ناصر ليسكت الجميع وعلى خروج بو سلطان قال :لو سمحت
مراد اكرمنا بسكوتك......ألنه الوضع ابدا ما يسمح لنا باألخذ
والعطا معك...
كان سيتحدث ولكن خروج امير وهو يقول لجولي :قولي لها تطلع
هزت جولي رأسها ودخلت لغرفة نور ....نور التفتت على جولي
المحمر وجهها ،نهضت وفهمت مشاعر جولي....نظرت كيف
تفرك يديها بتوتر...ابتسمت بوجه جولي بهدوء رغم انها تشعر
بدأت تفقد صبرها وهي تحاول ان تتح ّلى بالهدوء والسكينة .....
وضعت كفيها على اكتاف جولي.....
وكانت جولي مطأطأة برأسها ولكن نور رفعت رأسها بطرف ذقنها
: ....جولي...ما راح ابعدك عنها......انا مو مثلهم انانية.....
جولي شعرت بهم قليل انزاح عنها ثم اكملت نور :فاهمه شقلت
انا؟
هزت جولي رأسها نور بًل مقدمات :ديري بالك عليها لو صار
فيني شي......خليك ماسكة بيدها.....
ناصر وقف مع ابيه ومسك يده ولكن والده سحب يده منه وهو
يتقدم ألمير
أمير حقيقة طاقته نفذت ال يريد ان ينظر لوجه يوسف لكي ال يزيد
وجع ضميره اكثر وال يريد أن يوجع قلب نور بهذا اللقاء ولكن
هو مجبور ....مجبور على ذلك يريد أن يتخلّص من ذنوبه التي
اغرقته واغرقت محبوبته!
ثم كتّفت يديها ،شعرت بنبضات قلبها تدق دماغها من شّدت وقوة
دفع الدم ...تشعر انّ الجدران التصقت مع بعضها البعض لتقتلها
باختناق تخافه.....تدور بعينها ببرود...وبداخلها لواهيب من
النيران التي قتلت قلبها بنغزاته ...اقتربت اكثر من الكنب حاولت
ان تبّين هدوئها وهذا امر يتطلب طاقة عظيمة!
ولكن ناصر تدارك الوضع وامسك ابيه بينما بو خالد اخذ ينظر
اليها دون ان يرمش.....وينظر ألخيه خوفا عليه من هذه الصدمة
.....ابيها اخذ يفصل وجهها.....عينيها...رسمتهما
السحرية.....حواجبها وتموج طرفهما بانزعاج واضح تحاول ان
تخفيه...انفها الشامخ...أرنبته المحمرة أثر البكاء......انتفاخ
جفنيها ليدل على نوبة بكاؤها المستمر لساعات طويلة.....
بينما ناصر مصعوق وغير قادر على ان يستوعب هذه نورة اخته
...الذي شاركها في اللعب معها وهما طفًلن صغيران يشعر انها
غريبة ......وبعيدة جدًا من ان تكون اخته!
اقترب يوسف واصبح امامها مباشرة يحدّق بها وكأنه ال يريد ان
ينسى مًلمح وجهها....وكانه يحفظ د ّقة رسمة وجهها.....عينيه
تلمعان بالدمع ....يديه ترتجفان....وشفتيه تحاول أن تخرج
الكلمات من فاهه!
.
.
ثم مشت مبتعدة عنه قائلة بنبرة قاتلة لفؤاده :انت يوسف؟
ابا خالد علم انّ العاصفة اآلن ستهب على اخيه برياحها العتية
علم انه حان وقت المواجهة والتبرير
ناصر كره ردت فعلها وخفق قلبه لكسر رغبة والده من احتضانها
اما مراد ا ابتسم بسخرية وانزاح من على قلبه ثقل!
.
.
.
نور بأفعالها تقسي حتى على نفسها ولكن ال تستطيع ان تفعلها
لن تحتضنه...
هو الألساسي في عذابها...في كرهها للحياة ربما تغفر للجميع ّإال
هو!
ا
مطوال ...ابا خالد حدّق بها
كم هي قاسية على يوسف كم هي عديمة لألحاسيس بوقوفها هكذا
دون ان تثار مشاعر اشتياق لناحية والدها
هو ال يعلم انها مجتهدة في بذل طاقتها لتقف امامهم على الصورة
التي يشاهدونها اآلن....
ناصر بحزم :يبه نمشي؟
امير وقف هنا ومراد كاد أن يتدخل ولكن ماكس امسك كف يده
ليوقف جنون افعاله
ال تدري ماذا حدث شعرت انها ال تراهم اغمضت عينيها وش ّدت
على قبضة يديها....فتحت عينها ببطء ورأتهم بشكل
ضبابي...تنفست بصوت مسموع....
صرخت بصوت اقوى وهي تشير لهم بعشوائية ورجفه :ما راح
اسامح احد
بو خالد حينما علم انها بدأت تدخل في عولمة الغضب والعتاب
اقترب من أخيه :يوسف نمشي ونرجع من جديد لم تهدأ
األمور....
توجع ولكن فهم انها دخلت في نوبة افقدتها عقلها تماما ماكس
تذكرها حينما رمت السكين عليه علم انها منهارة بطريقه مشابه
فيها لذاك اليوم
وكان متيقن هدوئها لم يكن إال تمهيدًا لكل عواصفها اآلن!
بترنح......وهي تحاول
هذي واشارت لنفسها مشت ّ
التماسك....تحاول ّإال تخضع لشعور يصرخ بإنزالها لألعماق
للظًلم
يوسف ُ
طعن في قلبه تما ًما هذا صوت حفيدته كم هو مؤلم
ّ
شعوره....شًل لسانه عن الحديث.....
أي ٍحب سقيم سكن في قلبه حتى يوصل به إلى هذه المواصيل
والعديد من ال ُخسران؟
أول
وصوت ابنتها ....اخذه لعالم آخر....اذا اصبح جد...ابنتها ّ
حفيدة له......مؤلم....ما يدور حوله...ويراه عقاب .........ازدرد
ريقه تحدث وهو يجاهد نبرة األلم....ويجاهد نفسه بأال يصرخ
اشتياقا ً
قائًل
ماكس كان يراقبها بدقة وعلم انها تحاول السيطرة على رجفتها
ولكن لن تسيطر عليها ان طبقت على عنقها لن تسيطر ابد
صة وجع
مراد وقف يحدّق بها ببهوت.....وفي قلبه غ ّ
عليها....وندم على اتباعه ألخيه...
نور كانت مركزة على صوت ابنتها اكثر مما تسمع صوت والدها
ما زالت سندرا على هذه األثناء من التوتر والتخبط تصرخ تريد
ان تخرج من الغرفة وجولي تمنعها تكرر :ماما
ماكس صرخ في وجه مراد حينما وضع يده تحت رقبتها واألخرى
تحت ساقيها لحملها :ال راح تأذيها
قليًل ومسح على شعرها تحدث بخوف ثم انحنى على نور ً
واضطراب :نوى اهدي.....اهدي.....انتي بخير...كل شي
بخير...انا موافق....موافق نور...على طلبك...بس بليييز
اهدي......ال تششدي ع نفسك......ال تشدي.....
والدها يحدق بها دون ان يرمش البقية خائفون متى ستنتهي هذه
النوبة؟
وضع ماكس يده على كفها بعد ان بسطتها بشكل جزئي ثم همس
:كل شي بخير نور.....ال تخافي....ما فيه شي يخوف
أبا سلطان ذهل مما رآه...تساءل ماذا حدث ....ولكن تحدث أبا
خالد :اركب السيارة واتصل على سلطان!
.
.
.
.
.
قراءة ممتعة للجميع
تحياتي
شتات الكون
البارت الثًلثون
.
.
.
قبل ما ندخل في البارت راح أنبّه على شيء يمكن حقيقي غفلت
عنه!
*عًلقة شيخة ببندر*
ً
اوال
انا لست من ممن يؤدي هذا النّوع من العًلقات
عًلقات محرمة وهذا األمر مفروض منه!
.
.
.
.
الظروف تُجبر اإلنسان في بعض الحين على ارتكاب الحماقات!
وهذا ال يُعني انه بريء مما يفعله
عزوجل جعل لنا عقل لنتفقه به
ّ فاهلل
وقلب لندرك به مشاعرنا
ولكن ردود األفعال تنقسم من خًلل اإلنسان المؤمن
واالنسان العجول
واالنسان الضعيف
واالنسان المشكك
واالنسان الناكر
واالنسان الشقي
.
.
.
النفوس الضعيفة مع كل ه ّبة ريح وأخرى تهتز ،تريد من يشد بها
لتشد به وتتشبّث لتنعم بالراحة
تريد من ين ّجيها من هفوات الخوف والضعف واألنانية من الغرق
لتجاهل أمور عدّة
.
.
.
بينما هي
يضيق بها تنفسها ،لم ترحمها ذاكرتها في تذكر كل شيء باتت
صور أهلها تتدفق عليها بشكل مخيف
جدها وحنقه عليها جدتها وغضبها الًل مبرر له تسمع أصواتهم
المتداخلة مضى من عمرها واحد وعشرون سنة من الضياع
ادركت كل شيء اآلن
هي ضائعة ُمنذ الثامنة من عمرها
وجه يوسف ذكّرها بالكثير من األشياء
كُره بعض األشخاص من حولها آنذاك
تملل بعض االفراد منها........شعرت رغم انّ والدها قريب إال انه
بعيد...لم يحميها بشكل مثالي.....حتى به تنازل عنها بسهولة
لتنمسح من ذاكرتها الثمان سنوات التي مضتها معه فراقهما لم
يكن فقط ثًلثة عشر بل واحد وعشرون سنة!
بتخليه عنها محت الثمان سنوات.....محت فضائله عليها....امير
صر ابدًا في جعلها تكره....هي كرهته وكرهت نفسها لم يق ّ
والجميع ولكن ح ًقا هو ا ّحب ديانا بشكل كبير بشكل اعمى عينيه
عنها لتخلّيه عن زوجته....أوالده في وقتها.....حتى به تخلّى
عنها هي دون أن يُدرك.......وبلقاؤه هذا ادركت ح اقا انّ الفراق
بينهما لم يكن إال واحد وعشرون سنة ليست ثًلثة عشر سنة
فقط!
كانت واقع ايا تصرخ تُريد النجاة ولكن ال توجد موجات صوتية
تصطدم بجزيئات الهواء لتترجم لنا ع ّم تقوله تريد النجاة من
جميع الذكريات والمخاوف!
شكلها.....وقوفها.....خوفها....تذبذبها....واآلن مرضها.....جعًله
يجن...ويستنتج خيوط كثيرة وإن لم تكن صحيحة!.....تجعله يشد
بيديه ويلفها على عنق أمير......يريد ان ينتقم
لنفسه...وألبنته....
يتلون بالحمرة.....وبالزرقة
ناصر عندما رأى وجه أمير ّ
ً
قليًل......خشي هنا من ان يفقد ابيه لألبد!
ناصر بتأييد :صدق يبه .....نمشي واوعدك نرجع هنا بعد على
األقل ثًلث ساعات...
بو ناصر بعند :ما راح اتحرك من هنا قبل ال شوف بنيتي.....
ناصر بتنهد :يييييبه.....
أبا خالد هز رأسه لناصر بمعنى ال تكثر الحديث عليه....
ا
مطوال ثم تمتم باالستغفار وحدّق ألخيه
وهو يحمل بنظراته معاني األسى الثقيل!
.
.
.
.
.
في اليوم الذي فارقت روحها الحياة!
في اليوم الذي فتحت عيناها فيه لتجد نفسها في شقة طارق
ادركت انّ والدها ح اقا عاد للكويت
ادركت جزء بسيط من ليلة أمس
شعرت وكأنها بين الواعي والًلواعي حينما دخلت الشقة هنا معه
كانت متعبة
تُهذي بكلمات وعبارات
تمتم بها
وتكرر رجاؤها ببقاء والدها مشاري
كل ما تتذكره بشكل واضح وصريح
صوت طارق وهو يرتّل القرآن....
.
.
التفتت عليه وهي تنقلب على جانبها األيسر
وسقطت عيناها عليه
شهقت بخفة هنا وعندما ادركت من يكون شدّت على اللحاف على
جسدها رغم انّ طارق لم يزيح من على جسدها الجاكيت كان
الجاكيت مطبقا على جسدها تماما
ولكن شعرت بالعري أمامه!
ال تدري هُناك شعور مخيف يدفعها لإلبتعاد عنه....شعور ينبض
من قلبها وتلفظه من فمها بدم خاثر اسود و ّمر!
تشعر انها تنظر إليه بنفس النظر التي نظرت بها إلى ادوارد
حينما يقترب منها...حينما يتف ّحصها....ويتغزل بجمالها....
اغمضت عينيها بقوة .....وتذكرت حينما يقترب.....ليلهب مشاعر
الخوف...مشاعر الكره...مشاعر تمني الموت...ويبتعد بعد ان
طف أنفاسها كالموت الذي ال مفر منه.....يتخ ّ
ارتعش جسدها على هذه الذكرى .....وشعرت بالغثيان
والخوف....
شدّت على اللحاف....واثنت ساقيها اكثر لتصطدم ركبتيها
وتلتصقان في بطنها....
ازدردت ريقها......تمنّت لو لم تصر على هذا االبتعاث...تمنّت لو
بقيت عند خالتها سعاد ً
بدال من كل هذا العناء......
وعرتهُ تما ًما...
ّ سلبت من هذا الجسد شعرت انّ روحها ُ
ازدردت ريقها ثم ابتعدت وهي تزحف بجسدها خطوات بطيئة
للوراء....شعرت بالوجع بسبب جرحها الذي تسببه لها ادوارد
توقفت عن الزحف ....ثم أبعدت اللحاف ونهضت ببطء....لتت ّجه
للخًلء
ال
.
.
ام فعل والدها هذا االمر سريعًا من اجل ان يحمي سمعة العائلة؟
يفرط بها في هذه األوضاع.... حقاا طارق فرصة ذهبية ال ّ
غضبت ببكاء....بًل صوت.....اخذت تتع ّمق بالتحليل ....لتزداد
نبضات قلبها وتكره نفسها اكثر
هل هي حمل ال يُطاق؟
هل هي ال شيء بالنسبة لهما؟
(آه)
خرجت من فاهها بعد ان شدت على ساقها بقوة لرجلها
المجروحة......
.
.
.
طارق اخذ يمسح على شعره......يبلل شفتيه بتوتر....متردد من
ان يشد على قبضة الباب...اغمض عينيه ليعد من الواحد إلى
العشرة بعد مناداتها
للدخول
قال :ايًلاااااااااف....
.
.
.
ابتعدت عن المغسلة وتخبطت خطوتين للوراء ولكن لم تسقط
شدّت على نفسها على الرجل ذاتها المصابة وعقدت حاجبيها
تتأوه بصوت اشبه للهمس......ثم انحنت علىواخذت ّ
الجدار......واخذت تتنفّس بعمق شديد....
ايًلف سحب يديها منه :بعد اللي صار ..مابيك طارق...ابي ارجع
بيتنا.......ارجع للكويت وبس....
طارق عاد يشّد على كفي يديها :وانا ما راح اتركج......انا ما
تزوجتج عشان اتركج....يا ايًلف...
قبّل كفيها حتى بها ارتعشت :انا احبج وايد.......ومستحيل اتخلّى
عنج.....
ازدردت ريقها وابتعدت اكثر عنه :شوف
شكلي.....شصار....شوفني زين طارق......انا انتهيت.....
.
.
.
كيف له أن يترك جزء منه مقطوعًا وبعيدًا عنه؟
كيف له يتنازل عنها بهذه السهولة
لماذا لم ينصت ألختها نوف
حقاا هو ال يريد أن يستفز روحها بهذه المماطلة طلقها ولكن ليس
خياره هذا األمر
واآلن ال يريد ان يكتّف يديه مستسل ًما لقرارها
اآلن يستطيع ان يرجعها على ذمته ما زال لديه وقت
ولكن عليه ان يتحدث معها كيف ال يدري
الجازي جلست على الكنبة واخذت عبد هلل ثم قالت :قومي اجل
راقبي الكيكة ال تحترق.....
نوف بصوت عالي :وحضرت اآلنسة وينها؟
الجازي بدأت ترضع ابنها بعد ان رجت الرضاعة بخفة بيدها:
تعبانه....بطنها تركتها ترتاح
وعندما خرجا
:مجنون انت...
خالد :ترااااا سيف زوجها.....
بندر بعصبية :عارف.....بس الجازي ما تبيه...وال تبي تشوف
رقعت وجهه..ليش تساعده؟
.
.
.
في الصالة
خرجت نوف وسحبت عبد هلل من يد الجازي
تحدثت :يمه يمه الحلو.....فديت هالخدود...
الجازي ابتسمت :وربي بيستفرغ عليك الحين تو
راضع...بشويش عليه رجتيه....
قليًل وتحركه بعشوائية وهي تًلعبه دون ان نوف اخذت ترفعه ً
تسمع الختها
ثم دخًل بندر وخالد
ونهضت الجازي :احط لكم العشاء؟
بندر نظر اليها دون ان ينطق بحرف واحد
بينما خالد تحدث :ال انا شبعان حاليا
الجازي بفجعة :ال قول وهللا.....احلف....باهلل واالكل اللي طبخته
منو ياكله؟
نوف نهضت وهي تحمل الصغيرة وتضحك
:هههههههههههههههههههه استلم لك احلى حوشة الحين
دخل
هو لم يخطط على ان يأتي....يعود ويتراجع عن كًلمه الذي قاله
لها...لم تمضي ايام اصًل على رمي كلمته عليها ولكن شعر انه
خسر جزء منه ولن يتنازل ان يبقى هذا الجزء بعيد عنه لفترة
مطولة
سيحاول من جديد على أمل من ان تغيّر رأيها
دخل واغلق الباب من بعده وبردت فعل منها التفتت عليه ووقفت
ووقف قلبها انفجعت
كيف ومتى وصل ليدخل هنا ؟
.....
بينما هو نظر لخوفها
لنظراتها الضائعة
التفت يمينا ويسارا كأنها تبحث عن شيء
مهم ضاع منها
اقترب
تحدثت :سيف وش جابك هنا؟
لم يردف أي حرف ،اقترب اكثر منها وفي قلبه آالفا من الجمل
التي ال يعرف كيف يصفصفها كسلسلة طويلة ليروي لها معنى
حبه معنى خوفه من يخسرها
لم يزحزح ناظريه عنها
يشعر انّ هناك مغناطيس قوي يشدّه إليها ،نظر للخوف والتردد
الذي في عينها....اقترب
ولم يتردد من ان يحتضنها....واغمض عينيه....واشتم رائحتها
حقاا هو على غير استعداد تام لخسرانها.
.
.
.
نظرت له ماذا تقول ؟ توافق
تتنازل
ال تدري ال تدري
تحدثت وهي تهرب منه خطوات:اذا رجع ابوي يصير خير يا
سيف...عن اذنك
لم تعطيه مجاال هربت صاعدة لًلعلى تاركته يتخبط من ردها هذا
هل يعني خيرا ام شرا ال يدري
خرج هو اآلخر
وهي االخرى دخلت غرفتها تبكي ال تدري بما تقرر
تشعر ان كل شيء بدأ بالتعقيد اكثر فأكثر
هي خائفة من نفسها وخائفة من سيف ان يؤثر عليها
بكت بدموع وبحيرة
ولم.تستسقر على رأيها وال على رأيه!
.
.
.
.
.
.
انتهى
.
.
.
.
تحياتي
❤❤
.
.
.
.
.
.
.
.
هرعت راكضة لناحيتها.....ثم انحنت سريعًا لتجلس بالقرب منها
واخذت تطبطب على ظهرها بحنان ملموس من خًلل صوتها
ُ :مهره .....ارفعي راسك......
ألم طاحن ونار مشتعلة ال تدري أين بالضبط ولكن تشعر هذا األلم
يصل إلى قلبها ويعبر لألعلى ليصل إلى بلعومها....
ال تدري كم اخذت من الوقت وهي تتقيأ......ولكن تعلم جيّ ًد انها
بذلت جهد كبير في ذلك......
رفعت نفسها مسحت فمها بالمنديل الذي سحبته معها قبل دقائق
ي
وتنكب على القمامة للتق ّ
ام مهره بحنان نظرت لوجهها المنفوخ اثر البكاء :أحد ياكل
هالخرابيط على معدة فاضية ؟
ثم مشت إلى المطبخ تاركة قصي يهم بالتو ّجه للعتبات الدرج
ولكن امسكه عزام
:هي اهدأ......ما فيها اال العافية......
قصي سري ًعا التفت على جسار :انا حمار لم قلت لك اشتري
لي....معك من...
سار وهو يضحك بصوت عال: قاطعه ج ّ
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شدخل
امي فيك الحين......هييييييييي.......ال تفصل علي.....
خجلت منه ووضعت يدها على يده وازاحتها بلطف وهي تردف:
ليش ما قول هي؟
قصي اقترب منها على الجانب االيسر فقالت :هي السرير صغير
وين بتنسدح.......
قصي :عادي عادي يكفي...اثنينا عصاقل(ضعاف)
ضحكت وهي تضربه على كتفه :انا امتن منك وبعدين ال تتهرب
جاوب.....
قصي :هللا.......
ُمهره :وهللا......تقهر تقهر...حيل....
قصي بهدوء :هو صحيح ساعات المعلم يخليك تكره المادة حتى
اللي تحبها....بسبب تعامله...وشدّته وتصعيب األمور على
الطلبة.....
ُمهره اخذت تصفق :اووووه...طلع العرق....عرق المعلمين
وكًلمهم في الطابور....
ضحك هنا قصي وسحب الوسادة واخذ يضربها بخفة على رأسها:
انطمييييييييييييي.........
ُمهره مسحت على رأسها :خًلص بنطم.......
قصي :أي صيري عاقلة!
.
.
.
.
نزلت لألسفل......رأت اخيها ووالدتها...مرت ثًلث أيام على
مضي والدها لهناك
تشعر بتوتر وخوف والدتها ،تشعر بتأزم سعود
وتعلم بالسبب
دو ًما ما تسمعه وهي تسترق السمع من غرفته يُحاكي أخيه ناصر
آخر الليل......تسمع كيف يشتم ويسب
أمير....وشخص يدعا مراد.....وآخر ماكس!
ناصر يخبره بكل شيء وهو يخبرهما بعكسه
جلست
لتسمع والدتها تقول :والحين ما طلعت من المستشفى؟
ام ناصر :وابوك؟
سعود بنفس عميق :بخير......وهلل الحمد....
ام ناصر هزت رأسها بأسى :اشهد انه ما هوب بخير...
سعود برجاء :يمه...
ام ناصر بنرفزة :أي اجلس اكذب علي .......خابره
ابوك...واعرفه زين....الحين بيجلس يلوم نفسه....لين
يطيح.....وخايفة يطيح وال يقوم...
شيخة بانفعال :يمه تفائلي بالخير.......
سعود نظر لوالدته :اظن انه كلمك اليوم.....
ام ناصر :وصوته تعيبين......
ثم ضربت على فخذيها :قلت له ارجع.....عيّى.....وعصب
علي.........انا خايفه عليه......خايفه ما يقوى على اللي بيجي
بعدين....
شيخة نهضت وجلست بالقرب من والدتها :يمه مو صاير اال كل
خير.....هدي بس انتي هدي....
سعود بهدوء :ابوي يا يمه بصحة وعافية وسلطان معهم
....وتّابع ابوي......اللي صدق ما ندري كيف بتجاوز كل هذا
نورة يا يمه......نورة بينها وبين الجنون شعره.......
ام ناصر بنرفزة اخذت تدعي :جنون يدخل أمها....وزوج
أمها........هللا ال يحللهم وال يبيحهم....
سعود تنهد بضيق
بينما شيخة قالت :يمه تكفين اهدي........ال تسوين بنفسك
كذا......هدي ال يرتفع عليك الضغط......
سعود :هي فترة وبتعدي يا يمه.....تطمني....ابوي مؤمن بقضاء
هللا وقدره.......مهما صار راح يبقى شامخ مثل الجبل اللي ما
يهزه ريح.....
ام ناصر تمتمت :ان شاء هللا.....ان شاء هللا....
.
.
.
.
الخوف....يأكل فؤادها.......يعجنه.....ويلتهمه ببرود.....اتت من
السفر....رأت أبناؤها ابنتها.....رأت اختها حصة التي سردت
عليها تكملة ما حدث إليًلف....ال تدري ماهية شعورها
كل ما تعرفه
انّ نهايتها اقتربت
وهي تريد اآلن ان تُنهيها بأسرع وقت ممكن
ولكن ال تدري كيف
هل تطلب الطًلق من مشعل؟
هل تهرب من كل األشياء بطريقة أخرى؟!
طرق بابها
ثم دخل.....كانت جالسة في حالة انتظار إجابة المتصل!
بلل شفتيه وفهم انها تتصل على نور
لم تُجيبه
.
.
ايًلف فجأة تغ ّيرت عليه وتبدلت إلى عناد
وصًلبة
وردود جافة
هو ال يلومها ولكن كل هذه األمور تحرقه ....وتلهب قلبه الذي
فكّر يو ًما بأنانيّة انتقام ال معنى له! وال يسترد الميّت وال يُشفي
المرض ابدًا!
اقترب منها وابتعدت هي األخرى بعصبية
:من بكرا الزم تداومين وال بفصلونج....
ايًلف تكتفّت :خلهم يفصلوني.....
طارق تنهد :جهزي نفسج على الساعة ثًلث بروح اسوق...
مشت ً
قليًل لتبتعد عنهم دون ان تنطق بكلمة
ولكن قال امير وهو يقترب لناحيتها بخطى سريعة ويختطفها
ألحضانه ،ش ّد عليها بقوة واخذ يهتز جسده......
امير
(ال اعلم كيف استعيد لها روحها ،انا نادم اشعر بالذنب الشديد
ّ
حياتي....جًل ما لناحيتها ،لم اخطط يو ًما على ان تكون جز ًءا من
...اصرت على ابقاؤها في حياتنا نحن ّ اردته والدتها ولكن والدتها
باألبوة
ّ االثنان إلى ان دخلت في قلبي....إلى ان اشعرتني
الصارخة التي كُنت احلم بها يو ًما!
شعرت انني عدت للحياة حينما احتضنتها....شعرت ح اقا انها
ابنتي....وكل ما يؤلمها يؤلمني....ولكن انا آلمتها بأنيّة تفكيري
آنذاك....ح ًقا انا متندّم....ظننتها ستسامحني ألنها عاشت بالقرب
مني سنوات طويلة .....حتى حينما عرضت الزواج على
جولي.....فكّرت كثيرا وتيقّنت انها لن تختار يوسف وستختارني
.....وستبقى معي هكذا كنت اظن وعرضت الزواج على جولي
لتبقى معنا وقريبة من سندرا ولكن نور.......لم تعد نور وال
نورة....بل شخصية جديدة ال تريد كًلنا...ال أنا وال يوسف)!
.
.
.
لم تقول له ابتعد
لم تعصف به
تركته يحتضنها ويعتصرها وكأنه سيدخلها داخل قلبه
تركته يتأسف عشرات المرات بصوت هامس
وتركته يخبرها عن ألمه
وبقيت هي ثابتة
ونظرت ألمير الذي نزلت دموعه امام الجميع دون ان يخجل منها
خسرها!
حقاا خسرها كلياا.........كيف يستعيدها إليه؟
وهل يحق له ذلك؟
يوسف اقترب اكثر منها وهو يردف دون ان يرمش :انا ما تخلّيت
عنك!
الفتت عليه :ما أنت مجبور توقف قدامي وتشوف قسوتي عليك يا
يوسف...
تحدث بعدما اصبح أمامها تما ًما :صدق انتي وماكس راح
تتزوجون؟
دخلت
أغلقت الباب نظرت ألرجاء الشقة....
ذهبت لغرفتها تبحث عن هاتفها التي ال تدري اين سقط بالضبط
وسقطت انظارها على مًلبس ايًلف....وتذكرت امرها وشعرت
بالخوف عليها......
بعثرة الوسط وهي تبحث يمنة ويسرى عن الهاتف.....بحثت في
الدواليب وتحت السرير ...واالدراج....
اخيرا موضوعًا على الكمودينةً وجدته
بالقرب من كتب ايًلف!
سحبته
ولم تترد في االتصال عليها!
.
.
.
كانت األخرى مستلقية على السرير تفكر بمستقبلها الضائع
والمجبور على البقاء بآثار مخيّبة لآلمال
.
.
.
سمعت الرنين سحبت الهاتف واجابت
بشكل ملهوف :نورررررر........وينج يا بنت؟.......خوفتيني
عليج......شصاير معاج....عشان تنسيني جذيه.....
.
.
.
.
انقبض قلبها ،ال طاقة لها في الشرح
وتكرارا
ً مرارا
ً في التحدث عن االمر
وكثيرا من هذا االمر......ومن طريقة تعايشها معه
ً ملّت
اردفت بغصة :يوسف.......ابوي...جا هنا.......شفته يا
ايًلف.....شفته......اوجعوا قلبي...يا ايًلف....اوجعوه
لي......خنقوني....تركوني ارجع أليام
االبر...المهدئات......خلوني اكتشف اني مريضة نفسية من
جديد........تعبت ايًلف......تعبت......واحس اني ضايعة....
لم تتوقف فتحت الباب وهي تقول :بروح شقتي القديمة نور هناك
ومحتاجتني وايد.....
ثم خرجت وصفعت بالباب
نور شدّت على ابنتها لتردف :لك حرية التفكير واالختيار مالي
دخل.....
.
.
.
أجابت على المتصل
:جولي ال تنسي تعطي الدواء لنور....واذا صار شي خبريني...
الذي جلست بالقرب منها :باسم هللا عليها جميلة طالعه عليج....
ال زال قلبها مجروح منه.....ولكن ابنها سب ًبا في شفاء جزء منه!
صعب
االمر صعب وثقيل وموجب للحزن!
لم يبقى اال عدّة أ ّيام على عودة ابيها للوطن
عليها ان تفكّر اآلن اكثر
.
.
طع الطماطم بحده ،وبتأفف اخذت تق ّ
ال تدري كيف تدير األمور
كيف تعيد حساباتها من جديد؟
كيف تقبل ان تعيش معه رغم ما فعله بها؟!
هي ال تثق به
وال بقلبه
هي تخافه
تخاف ان يجرح قلبها ويصدمه من جديد ويجعله يهوي واق ًعا على
األرض دون ايدي تمسك به
كيف ستحبه؟ كيف ستتقبّل ان يشاركها كل شيء؟
االمر بات صعبًا...كلما حاولت ان تعيد التفكير
اتى امر حبه القديم في ذاكرتها
ليجعلها تتخ ّبط اكثر
.
.
صحت من زوبعة تفكيرها على صوت اختها نوف :هللا
كببببببببببببببببببببسه صح.......
التفتت عليها وهي تهز برأسها
(أي)
وطوقت بديها خصرها ّ نوف أتت خلف اختها
لتبتعد الجازي متنرفزة :وجع وجع الف مرة أقول لك اكره
هالحركة
ماتت نوف ضحكًا :ههههههههههههههههههههه اه ياربي
......شكلك يضحك.......
نوف أكملت بًل ملل :رضاك على خالد وبندروه رغم اللي سواه
شاغل بالي.....
الجازي بحلقت بها :لسانك متبري منك هالليام شكلك ناسية اني
اكبر منك يا نويّف
نور كشت على ايًلف بيدها وعبست بوجهها :ال عاد تجيبين
طاريهم....
ايًلف بجدية :لمتى؟
نور بنرفزة :ليوم الدين!
سار هو يمضغ الخبز :إال صدق الحين ببيت عمها وال في
ج ّ
شقتك......
غص في اكله وكح بقوة فأخذ سيف يضرب على ظهره ليقول:
شفتي هذا البرهان....يمه....
ام سيف بانفعال :حسبي هللا على طيشك .......نعنبوا تتركها وهي
تعبانه من هالحمل....والتجهيز.....
خًلص هانت
بارت واحد وننهي روايتنا*(
تحياتي
شتات الكون
واألخيرة
.
.
.
.
اشواك مدببة وأخرى حادة بشك ٍل مخيف ٍ تركض على
تركض تت ّجه لناحيتها
تركض كالمجنونة دون أن تعي انها تؤذي نفسها
سن اللعين ليُدميه ترفع قدميْها ال ُمدميّة وتُنزلها لتنغرس في ذلك ال ّ
اضعاف مضاعفه
جسدها هزيل ،و ُحبيبات العرق تتقاطر وتنساب من على جبينها
مشرعه يديها تصرخ ّ بحرقة الجو الخانق ،تركض وهي
بًل صوت......وعينين جاحظتين اثر الدموع الذي لم يتوقف أبدًا
من االنسياب على وجنتيها الشاحبتين......شفتيها متقشرتّان
وتنزفان بشدة
بقوة شدها عليهمًلبسها رثّة تلتف حول جسدها لتخنقّه ّ
كانت ....تركض وكأنها هي بعيده عنها لمسافات طويلة
...وشاسعة لتجعلها تركض بهذا الشكل وبهذه اللهفة!
صرخت :يمممممممممممممممممممممممممممه.......
بكت
ثم استطرد عقلها عليها الذكريات
.
.
.
كان الجو غائ ًما على الرياض
وبدأت االمطا ر الغزيرة تهل على القلوب لتثير سعادتها ببطء
كانت تحت المطر تدور حول نفسها وتقفز بين الحين واألخرى
مكررة
.
.
.
ثم استوعبت اآلن األمر....وجوده كان ً
ثقيًل عليها غير محبب
وقاسي على قلبها الذي ُجبل على محبة أمير
تتحرك عن موقفها ومكانها من
ّ لم تحاول ولم تُبادر في تبديله...لم
أجل استقرار طمأنينة ابنتها....حاربت ....وقاتلت ....واحدثت
بذلك ضحايا ......يؤلمهم قلوبهم اآلن....واشعلت في فؤادهم فتيل
الندم والخوف
.
.
رفعت رأسها.....بعد ان سمعت صوت :ماما.....
.
.
.
بدافع أمومي مجنون...تخلل وتغلغل أعماق قلبها......نهضت
وركضت ألبنتها لتحتضنها....وتبكي بًل صوت
همست وكأن ابنتها تعلم بما يدور في قلبها :وهللا سامحتها وهللا
سامحتها.....وهللا....وهللا.....
يشعر انّ روحه تجددت بالطاقة على كلمة (بابا) شعر بجمال
الكلمة ونعمتها
واشعلت في فؤاده نوعًا آخر من الندم
كم تمنّى ان تعود المياه لمجاريها
وتنمحي الذكريات السيئة من باطن عقل نور
للعودة الى ال ُحب
إلى االستقرار
إلى التعويض والحنان!
ولكن كل شيء انهدم أمامه ليخسر نور
ولكن لم تجعله يخسر ابنته ابدًا!
كثيرا!
ً لم يصبح كأخيه وهذا االمر يخفف عليه
.
.
انحنى وحملها ما بين يديه
قبّل خدها بعمق وهو يقول :اوك....
دلف الباب بحذر....ثم دخل واغلق الباب
وتو ّجه لناحية الكنبات
رأى جولي تجول في المطبخ.....
حول ناظريه إلى باب غرفتها ثم ّ
وسمع صوتها وهي تقول
.
.
.
:اوف منك.......ليش ما جلستيني؟....خلتيني انام لهذا الوقت
.....ما ظل كابوس ما شفته.....بعدين تعالي...شلون تطلعين معاه
بدون اذني؟
طارق
ابتسم.....ايًلف تغ ّيرت جذر ايا.....وجودها مع نور غ ّير الكثير
ً
شجاعة وثقة بنفسها.....ووقوفها صبرا واكثر
ً منها...جعلها اكثر
مع نور لفهم بعض االحكام الدينية ساعدها في فهم أمور كثيرة
هي تجهلها حقيقةً وهذا االمر جعلها تتقرب من هللا عزوجل اكثر
فاكثر......وعًلجها النفسي ساعدها ايضًا في تخطي مرحلة الذعر
والخوف من طارق...ومما حدث لها......تشعر انّ ذلك الموقف لم
كثيرا على وجودً يحدث ابدًا.....تشعر انها نسته......وتحمد هلل
طارق الذي صبر عليها لتجاوز كل المحن الذي عاشتها ونستها
اآلن!
.
.
.
مسك كف يدها طبطب عليها بحنان :فكرتي باللي قلت لج أمس؟
عبست بوجهها وسحبت يدها من يده بلطف :كلمة امي حصة عن
رغبتي وقالت سوي اللي يريحج.....في اكثر من جذه بعد؟
طارق
يشعر انها بدأت تفهم األمور وواقعيّة عدم تقبّل والديها منها
والخوف من انها تكتشف واقعية حقيقتها
وحقيقة من يكونا هما؟
تحدث :يعني؟
صعق وشعر بنبضات قلبه تتسارع.....شعر انّ الدم ك ّله وقف في
ُ
عروقه دون ان يعبر بسًلم...انخطف لونه...وشحب.....
ارتجفت يديه بشكل ال ارادي
حتى بها شعرت به عقدت حاجبيها لتردف :طارق شفيك؟
ومصرة
ّ طارق وقف :قومي نكمل تجهيز....دامج راكبة راسج
على سفرة روما.....
ثم تذكرت انها ال ترتديه بالشكل المطلوب فقالت :على أساس انا
احسن منها.....افففف.....
ثم تقدمت لناحية مراد وابنتها
فقالت :السًلم...
همس :وعليكم السًلم....
ً
مجاال اآلن للتحدث ونور اعطتها
فقالت نور بهمس :طيب....
ُمراد
عقد حاجبيه
ثم شبكّت أصابع يديها ببعضهما البعض :لو ايش يصير ؟.....ال
تعرفها على شخصيتك ابد ابد....خلها تشوفك على ما هي
تحاول ّ
تشوفك عليه الحين....
فهم اشارتها
فهم ما تريده
فهم انها تقول له
ال تخبرها عن ماضيك.....عن ما فعلته بي.....عن حقيقة زواجنا
الذي ال اعرفه تماما!
أمير
( نور.....برتجاكي تعي اليوم في شي مهم بدي ئولك إياه)
ولكن هو ال يًُلم
كان موجوعًا ،عقله ال يربط وال يحل!
كان بحاجة إلى شخص يُمسك بيده يُهديه
ولكن كل االيادي التي مسكت به تُثير عواصفه وقليل من األيادي
التي ربتت على يده واخذت تدفئه بحديثها!
ومن األيادي التي امتدت إليه لتزيد من غضبه وتسارع في اتخاذ
قرارات ال يعيها عقله!
يدين والده وزجره في اتخاذ اسرع قرار للتخ ّلص من تلك
المشؤومة التي دخلت بينهما فجأة
حقيقةً هو نادم
خرج من الغرفة
المقرب
ّ وسقطت انظاره على ابن صديقه
وابنه!
ابتسم في وجهه
فقال :عمي....
ابتسم أبا ناصر هنا ثم قال :ان شاء هللا يا وليدي....ان شاء
هللا.....
ثم نهض وخرج إلى البلكونة....يشعر باالختناق.....فهم أمور
كثيرة عن حياة نور...من خًلل ايًلف وزوجها.......تواصًل
معهما كطريقة لًلطمئنان على نور في الفترة الصعبة
بينما نور ال تعرف شيء عن ذلك لو عرفت لخرجت من شقة
ايًلف من وقت باكر!
لن ينسى هجوم ايًلف في بداية اول لقاء لهما وهي ترمي عليه
ً
كامًل.... أحاديث ثقيلة جعلته يتهاوى على الفراش لمدّة اسبوعًا
تحدثت بعد ان استدعاها طارق واخبرها انّ يوسف تواصل معه
ويريد ان يقابلها...رفضت ولكن طارق اقنعها واخبرها انّ نور
بحاجة من وقوفها بجانبها وعليها ان تعمل ما هو من صالح نور
لتُسعد قلبها .....اقنعها انّ نور بحاجة لوالدها مهما
كابرت.....عليها ان تذهب ليوسف وتستمع له ففعلت!
.....
سار اكمل وهو يأكل بذور (الفصفص) وينثره بشكل مستفز في
ج ّ
وجه أخيه :اللي يشوفه يقول صج معرس...
قصي مسح على وجهه وهو يسب ويشتم بعد ان التصق القشر
على وجهه
:هللا ياخذك.......
قصي ينظر للوجوه التي تحدّق به :الحمد هلل بخير جعلك
سالم......طمني عليك؟
أبا ناصر :بخير ...بخير....وهلل الحمد
.
.
ازوج ولدي وانت
بينما ام سيف اردفت بعتاب :يرضيك بكرا ّ
بعيد......
أبا ناصر وكأن اخذ مخر ًجا لينفّس ع ّم بداخله :آه يا اختي
آه......مالومها...بس قساوتها توجع قليبي....
القلب
حينما يعشق يرى كُل األشياء جميلة
وحينما يكره
يرى الظًلم ويبتعد عن السكينة
.
.
.
قلبها يُرفرف حباا وشو ًقا وخو ًفا
تشعر بطول المدّة ،تشعر بجوع قلبها وتشعر بشدة ظمأه
هل ما يحدث لهما االثنان عقاب؟
نفسيتها ُمتعبة للغاية ،ال تدري كيف تخبره انها اشتاقت له
وبحاجة إليه
:هاهاها مالك دخل.....
ضحك حينما فهم انها علمت بخدعته من جعلها تتحدث وهي على
هذه الحال
ّ
هزت رأسها وهي بالكاد تهمس لنفسها :نوف...مممما رااااح
يصير شششي...اهدي....
تصرح بها
ّ ألول مرة
ّ
ُمتعبة جميعهم يعلمون انها متعبة ولكن تكابر....وتشتتهم
بضحكتها....بمزحها.....مدّت يدها له....وكأنها تقول
(ساعدني)
:بننننند....
:نوووووووووووووف
خالد أخيرا وعى على نفسه ....مسح سري ًعا دمعته ثم نهض وهو
يكرر :طيب طيب....
نوف أسندت
رأسها على صدر بندر .....تشعر بالخمول والتعب
فقال بندر :طيب....
أتت الجازي وهي تحمل بيدها كاس ماء
فقالت بخوف وهي تنظر ألختها التي تسند رأسها على صدر
اخيها بتعب ووجه شاحب
تحدث :يمه نوف......تسمعيني....
هزت رأسها وهي تأشر بيدها وكأنها تقول (انا بخير)
بندر :الجازي جيبي عباتها بنوديها المستشفى...
الجازي بخوف :بروح معاكم
خالد :الال وعبد هلل تتركينه عند من......
الجازي بأنهاء النقاش :سينا هنا....
ثم دخلت غرفتها أوال سحبت عباءتها....ثم جلبت عباءة اختها....
تناولها خالد من يدها :هاتيها عنك....روحي نادي سينا...
فعلت ما امرها به سريعا وصدرها يشتعل خو ًفا على نوف
لم يخبرا ابوهم.....لم يحبذا اخافته في هذا الوقت المتأخر.....حمل
بندر اخته بعد ان ساعدها على ارتداء العباءة
وخرجا من المنزل بعد ان اطمأنت الجازي بتواجد سينا مع
ابنها.....ركبا السيارة ولم تكف الجازي عن قراءة القرآن على
اختها...وضعت رأس نوف على صدرها وطبطبت على ظهرها
واخذت تدعي لها بالشفاء......وقلبها مضطرب.......بينما خالد
الذي يقود السيارة ال يدري كيف وصل إلى المستشفى في غضون
سا عن يسار نوف...يراقبها ربع ساعة.....وبندر كان جال ً
بخوف.....ماذا حدث لها؟ ال يذكر انها كانت متعبة .....بل ال يعلم
انها كانت تخبي تعبها عنهم....
رأت اخويها
وهما يحدثان
نوف التي بالكاد تبتسم لهما لكي ال تخيفهما
بينما الممرضة كانت تضع لها المحلول ......واخبرتهم ان
يخرجوا ليجعلوها تنام ً
قليًل!
.
.
خالد :اخبارك الحين....؟
دخلت الجازي وهي تقول :نووووووف
اخيرا نطقت :البكايّة جات؟
ً نوف
بندر أشار له بان يهدأ وال يُكثر عليها الحديث فقال :اليوم بتنامين
هنا.......والزمتك راحة نوف...
بندر فهم ما يحدث بينهما فقال :عن اذنكم بروح اشرب ماي...
خالد اتى بالقرب من سرير اخته جلس على طرفه فقال :يًل نامي
عاد نوف....ارتاحي...
الجازي تذكرت سيف نهضت وهي تقول :بروح الحمام وبجي
نوف نظرت لها واخذت تلعب بحواجبها حتى خالد قال :بنتتتت
شالحركات
بينما الجازي بقهر قال :حيلك فيها.....
دالل دفعت اختها للوراء وبانهيار :خذيها شبعي فيها ما ابيها ما
ابيها.....
حصة بغضب مشتعل :وهي ما تبيج.....وال تبينا.....البنت
تزوجت....ومو راضية ترد الكويت نسوي لها عرس.......فهمت
انه نبيها تبتعد....يا دالل.......ركدي.....وطسي بيت ريلج ال
تهدمين بيتج بنفسج....ايًلف ال شكّل خطر ال عليج وال على احد
ثاني.......وبدل ال تدعين عليها.....ادعي لها...يا دالل....
ّ
مًل من تكرارها لهذه الكلمة......تنهد :نتفاهم باجر يا دالل
باي.....
لم يكن صاد ًقا حقاا في حبه لها لم تكن إال مخر ًجا لنسيان ُحبه
الذي علّق في قلبه وذاكرته وجلب له مخارج االنتقام لمن اخذه
منه غصبًا عنه
لم يعي انّ ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه ،لم يرضى ولم يقتنع
بما عنده.....كان يريدها ان تكون ُملكا ً ِبًل القاب
وبًل قوانين!
وكأنه في زمن العبودية ....يجعلها عبده لهذا ال ُحب فقط!
خبيث.......علّقها به......واوقعها في ظلمات ذنبه!
ماذا حدث؟
أصبحت قويّة....رمت بتهديداته في الحائط
لتتلقاها وتجمعها اختها حصة
لتنظلم تلك المسكينة
بزواج فاشل من مشاري
سمعة العائلة ولكن دالل ض ّحت بنفسها من اجل ُ
هربت من أجل ذاتها
وتركت اجمل طفلة له
اخذت منها الكثير.....ح اقا ورثت منها الكثير...
رمى بصورة دالل جانبًا!
ثم سحب صورة ابنته ايًلف
نظر لمًلمحها الحادة ،هي الطرف المظلوم بينهما
ظلموهما ولكن ال يعلمون
بل يعلمون ويتجاهلون
مسح على الصورة ......وهو مبتسم وبداخله غصة ُ .....حرم من
ان يكون اباا لها...ابعدها عن ُخبث اعماله...ابعدها لكي ال
يستخدمونها األعداء كنقطة ضعف .....ليهددوه بها.......ابعدها
عن هويتها.....ووطنها.....ابعدها ....ليحميها...ويخسر لذّة
األبوة.....اصبح غير قادر على لمسها وشم رائحتها ......اصبح ّ
محروم.....وبعد ان استوعب األمر كله......بكى ند ًما
عليه.....اخذ يغبط أخيه مراد...في تقبل ابنته له......واحتضانه
لها.....وشم رائحتها....هو ال يستطيع ان يفعل كل هذا ال يستطيع
......
وضع الصور في حضنه
وتذكر حديث أخيه
:جورج...ايًلف مو مفروض تعرف كولشي....البنت
بالموت...هدت وتقبلت طارق...آني أقول...الحد يعلمها
بشي....حتّى ال تتخبّل علينا ونخسرها....
نور جلست على الكنبة وهي تنظر له وهو جلس امامها وهو
يقول :تذكرتيني؟
رحمت حاله كسر قلبها ح اقا هزت رأسها وسحبت يده لتقبلها
ق قلبه تنهد بضيق أمير استدعاه في اشد حاجته إليه دانيال ر ّ
ولباه فأتى وبقي هنا معه لمدة الشهر التي قضّاها دون رؤيتها!
واخذ يشد من ازره وفهم منه كل شيء......
أمير طبطب على ظهره نور
فقال :نور......
نظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفي يديها :لبيه....
نور عضّت على شفتيها ....ال تريد ان تتذكر ما حدث ....وال تريد
ان تتحدث عن الماضي....
تحدثت :صار اللي صار.....وحنا عيال اليوم.....
تتحول باسمك....
ّ أمير بجدية :امًلك أمك راح
نور شدّت على كفي يديه :موافقة بس امًلكك ال........
سكت ونظر لدانيال ...ودانيال هز رأسه
فقال :تمام نور...بس تحطي ببالك راح نحتاج إلك كتير....
نور بغصة :حسيت انه صدق ابوي هو....لم شفته عجزت انكر
شعور اشتياقي له.....تتوقعين لشفت يوسف بحس كذا؟
ايًلف :انتظرج
مشت نور لطريق الشقة...مسحت دموعها وتفكر.....هل ستتنازل
عن يوسف....هل ستقف امامه دون مشاعر .....هل سيبقى
شعور انه رجل غريب عليها؟.....لماذا تشعر بالخوف منه حتّى!
ركضت في الشارع لتصل إلى الرصيف اآلخر مشت بًل
روح.....بًل عقل.....اقتربت من العمارة مرت في ممر ا
ضيّق.....رفعت رأسها للسماء ....كانت السماء غائمة.....تنهدت
بضيق وتمتمت باستغفار
وعبرت السًللم وهنا
توقف الزمن بها....
كان واقفًا كما اخبرتها ايًلف
كثيرا
ً يقف ينتظرها...ولكن لم تكن تخرج في تلك األوان
فكان يلتقي بإيًلف ليسأل عنها
دققت بالنظر إليه هو اآلخر تغيّر هزل
خسر وزن كثير......زاد بياض لحيته ً
قليًل
ال تدري ولكن هذا ما تراه
عينيه حزينتين كعينين امير
تنهدت مرة ومرتين
تشعر باالختناق
تشعر بقساوتها عليهما....تشعر بالخوف من نفسها......
اشاحت بنظرها عنه
تحدثت بصوت مهزوز :تعال ادخل الشقة....
فجعتهُ
هل حان موعد اللقاء ؟
هل تقبلته؟
ام انها تظنه شخص آخر
لم يتزحزح من مكانه
وحينما أصبحت في منتصف السًللم التفت ورأته في مكانه فقالت
بغصة وحرقة وعيون دامعه :يبه تعال
تريد ان تختبر نفسها
بأبوته؟
هل تشعر ّ
هل عادت مشاعر الحب لناحيته؟
شعرت بالحرقة
ال تشعر بذلك
تشعر فقط باأللم
تشعر انه غريب.....
ضغطت على نفسها اكثر تريد ان تفهم ذاتها تفهم هذا الشعور
المخيف.....
نزلت لتقف امامه...لم يتحرك مصدو ًما لكلمتها التي فلقت قلبه
...واوقفت عقله
سحبت يده ....حتى بها ارتجفت.....قالت بشفتين مرتجفتين :تعال
يبه
تكررها بطريقة...باهتة......تكررها بوجع .....وحزن....
مشى معها بًل هدى....عقله مغيّب عن الواقع.....مشت.....معه
تزدرد ريقها....خائفة....ال شعور حقيقي.....تشعر انه
غريب.....تشعر انه ليس والدها
لماذا؟
هذا الشعور يقهرها...يحرقها ....يلهبها...لن تبوح به....ال تريد
ان تلهبه اكثر......
وصلت الشقة فتحت الباب
.
.
فقالت :حياك يا عم تفضل ....تفضل....
.
.
شدّت عليه ...اغمضت عينيها....شعور الغربة يزداد في
حضنه....شعور الغرابة مسيطر على كيانها....خائفة من هذا
االمر....كيف تشعر بالغربة وهو وطنها األصلي؟....كيف تشعر
الحقيقي....جرداها من حقيقة
ّ بالغرابة ....وهو قريبها
األمور.....وادخلوها في أكاذيب حتى بها صدقتها من أعماق
قلبها.....بكت في حضنه ليس شو ًقا....خوفا من شعورها بالغربة
معه....خو ًفا من نفسها......
أصبحت تائهة بًل وطن...وبًل اب حقيقي.....مكتوب على جبينها
مشردة هكذا....وهي في حضن اقرب الناس ّ ان تبقى
اليها....شعور مؤلم....ما تشعر به مؤلم
.
.
.
ويسارا
ً ابتعدت وهي تهز برأسها يمينًا
تحدث بغصة :انت ابوي صح...
ً
مستحيًل نور هزت رأسها وكأنه تقول هذا االمر
أجبرت نفسها على تقبيل يده :تعبت من نفسي يا بو نورة
تعبت.....واحلف لك باهلل اني مو نورة ....وهللا......
ّ
حز بخاطره حديثهاُ ...متعبه منه......من األيام التي مرت فيها
بسببه.....متعبه .....ق ّبل كف يدها وجبينها.....
طبطب على ظهرها :هللا ال يسامحني ......على اللي سويته
فيك....
تحدثت وهي تهز برأسها :و هللا ال يسامحني على هالشعور.....
....طولت
ّ نور ابتعدت عنه نظرت لوجهه وبعتب :طولت علي
....كنت انتظرك لين تطلع الشمس احتريك تجي....
بكى وهو يمسح على خدها األيمن بحنان ابوي مؤلم :طولت وانا
طولت وانهد حيلي انا بعد......
بوك ّ
نور بللت شفتيها ثم قالت :انا هنا من يوم ورايح...انا بحياتك يا
يوسف حتى لو تخليت عني....
بو ناصر ابتسم وليطمئنها شد على يدها :اتخلّى عن روحي وال
اتخلّى عنك.....
ثم قال بندم :تعالي معاي....وطنك مشتاق لك......
هزت رأسها بوجع :ماقدر يبه....ما قدر....عطني فرصة اتقبل
فيها الوضع.....
يوسف بتنهد :بنتظرك....بظل هنا...
نور شد على يده :ال.....ارجع السعودية......ال تتعب
نفسك.....اوعدك....انا اللي اجيك.....تكفى ارجع.....مابي احس
بعذاب الضمير...مابي اشوفك كذا تعبان بسبتي...مابي اصير
انانية مثلكم!
تقصد (قصر االفراح) المكان الذي سيقام فيه حفل زواج ابنها
تحدث عزام :بيجي سعود وبنمشي معه.....
سار بجدية :قصي طس حلّق....وال تبيني اوديك....ترا ما فيه
ج ّ
وقت...
بو سيف ابتسم رغما عنه :وانتوا تجهزوا ....ما بقى شي على
صًلة المغرب.....ما نبي نتأخر....
سار :حاضر يبه حاضر ج ّ
.
.
.
كثيرا
ً شعرت بالمغص في بطنها ابنت عم المجنون....تغيّرت
عليها...ربما المرض ....غيّر من حالها ولكن ستبقى جميلة
شامخة......خافت من ردت فعل الجازي لو رأتها
تحدثت :يا هًل ....وهللا غزل...اخبارك وش مسوية...
بو خالد :هللا يكتب لهم الي فيه الخير....ما طول عليك....بنزف
قصي الحين....
دالل بكت
فصرخ :انااااااااااااااا مليت من موالج...ومن هالنكد.....مليت يا
دالل وهللا ملّيت.....
.
.
الحياة.....تارة تُبكينا...تارة تُسعدنا ...وتارة تُلهينا
وتارة تُجبرنا على ما ال نريده ......هي معادلة منطقية
وفي بعض الحين تتجلّى في الًلمنطقية.....ولكن نتقبلها
ونتعايش معها
باإلجبار وفي بعض الحين بالتقبل التدريجي
ال شيء يأتي بسهولة ....ولكن ربما جميع األشياء تتبدل وتتغير
وتتًلشى بمنتهى السهولة....
كتبدل الكره بال ُحب.....ربما هذا ام ٌر مستحيل
ولكن هذا ما حصل معها....
سقف واحد
ٍ احبته....تشعر انها محظوظة حينما اجتمعت معه تحت
مضت الثًلث األيام معه كـ سرعت البرق مليئة بالدفيء وال ُحب
والطمأنينة....مليئة بالهدوء والراحة
في خًلل الثًلث أيام جبرت نفسها على التردد على زيارة
بأبوته...تريد ان تخفف من حمله.....
يوسف...تريد ان تشعر ّ
تواجهت ذات يوم مع سلطان.....واجبرها على االستماع له
وفهمت وضع يوسف الصحي
وخفق قلبها
تشعر انّ نصف قلبها معلق بأمير...والنصف اآلخر مجبور بالتعلق
بيوسف
ال تريد ان تخسر احدهما
تريد تواجدهما في حياته رغم انهما سببا لها جراحات ثقيلة
ولكن تواجدهما مهم!
مسحت على شعر ابنتها....لن تنسى فرحته حينما رأى حفيدته لن
تنسى ابدًا.....
لن تنسى ف رحته حينما تأتي الى الشقة تجلس معه
يخبرها عن شيخة (الدلوعة)
وسعود المحب للمغامرات
وناصر العصبية
وتذكرت صفعته لها.....ولكن تفهمت الوضع....اآلن وادركت ثقل
ان يكون لك أخت تعيش في وحل هذا االنفتاح الغربي المخيف
المزعزع والبعيد عن الدين......تفهمت كل شيء ....ولكن قبول
األشياء ال يأتي دفعة واحدة.....
ثم قال بجدية :نور شوفي اختك الهبلة وهذا اخوك سعود...
ثم ناولها الهاتف
شعرت بالخوف من ان تراهم وتجعلهم يرونها...تشعر بالتوتر
ولكن سحبته ثم قالت :هًل...
شيخة بهدوء :اخبارك نورة...
هي ليست نورة
تقسم انها ليست نورة ولكن قالت :بخير انتي اخبارك؟
ال يدري كيف يفهمها...يشعر انها تريده وال تريده .....يشعر انها
مذبذبة ومضطربة.....طبطب على ظهرها
:تعالي معي....
بينما هي
ال ُحب
ال ُحضن
والدفيء
وجدتهما
هنا ما بين ثنايا صدره....وجدت وطنها...وجدت ارض غير
ارضها الجدباء.....خضعت ....للشعور....للطمأنينة .....خضعت
لًلشتياق...بضياع وتخبط.....وخوف.....الجرح هنا....والدواء
هنا......والذكريات الثقيلة......تقبلتهم.....تث ّبت به.......لتتبعثر
كل األشياء....وتعود نورة....تعود وتنسلخ من كونها
نور.....العاصية.....الغاضبة....الكارهة....تثبّت به لتزرع
جذورها في الوطن الذي لفظها .....نثرت بذور الخوف ....واثبات
الهوية....همست له برجاء
:ال تتركني يبه
ال يريد ان يترك نور....هنا...ال يريد ان يجلسا هنا ويبكيا الى ان
يحل الليل ويذهب للمطار....يريد ان تعود لرشدها...يريد ان يغيّر
من نفسيتها يريد ام يفهمها انّه لن يتخلّى عنها مجددًا
ق ّبل رأسها وقربها اليه
وهي حضنت كفه
وحضنت ايامها الكئيبة وابعدتها عن عقلها اآلن
تريد ان تحضا بدفئه.....بتذكر اجمل األيام التي قضتها
مع....ستتقبل كل شيء
ستعود بعد شهر إليه....ستبقى هناك لمدة شهر وستعود ألمير
لن تتخلّى عن امير
لن تُبعد ابنتها عن والدها وإن كان سببا في وجعها...فشعور
البنت بالقرب من والدها شعور مهم ....يصقلها يثبّت
جذورها....تستند عليه ان كثرت اوجاعها....ستبقى بحاجة اليه
وإن اوجعها...وسيبقى هو والدها وإن تخلّى عنها في لحظة
غضب
ال احد ينكر قرابة الثاني منهما ...شدّت على يديه
وقبلّت كتفه ...نظر اليها بحنان
ونظرت لألمام بتفاؤل من األيام الجميلة القادمة
تنهدت وهي تهمس شاكرة هللا على هذه اللحظة
رغم انها تعلم ما زالت مذبذبة وضائعة قليًل
ولكن شعور انّ هناك بداخلها جزء يريد بقاؤه
اثبتت لها انّها ما زالت نورة
وانتهت رحلة نور وكآبتها
وبدأت رحلة نورة وسعادتها.
.
.
.
تمت بحمد هللا
بداية كتابتها 2019\5\2 :
ختامها2020\3\13 :
.
.
.
شعوري ال يوصف
حقاا هفوات مختلفة بالنسبة لي
ً
سهًل ابدًا لم يكن ختمها
كثيرا في مشاهد.....
ً توقفت
خشيةً من انهاؤها!!!
راح اشتاق
لنور
ويوسف
وامير
نوف
شيخة
الجازي
الجميع
الجميع بًل استثناء
حتى جورج
.
.
.
ساشتياق لكم جمي ًعا
لردودكم
وتفاعلكم
اشكر كل من صديقاتي
فطوم.ه
فطوم.ع
شكرا للجميع
محبتكم
شتات الكون
(زينب)