Professional Documents
Culture Documents
2
تصميم
غالف Besan.Beso :
فريق عمل
للنشر اإللكتروني
3
تحمل كتابها الجلدي القديم بين كفيها ..وجهها صامت
بابتسامة صامتة كصمت المكان الذي تمر به ...
4
لكنهم جهالء ....واليعلمون ان للموتى عالم اخر ولديهم
حمامة زاجلة توصل اليهم كل تلك الرسائل المفعمة
بالعاطفة ...
هذا يقرأ دموع حبيبة وهذه تقرأ شجن صديقة وذاك يبكي
يُتم ولده وتلك تجزع النفطار قلب والديها عليها ...
5
وتنتهي المهمة ويعود الكتاب لبياض صفحاته ينتظر ان
تغلقه حمامة الرسائل
6
للحظة تتلفت يمينا ويسارا ..فوقها وتحتها !
7
اذن ..من هذا الغريب الذي اقتحم عالمها ويسخر من
جهلها ويالحق صفحات كتابها ليترك فيها رسالة مبهمة
الاسطر وال حروف فيها ؟؟
8
تتراقص ابتسامة العبث على شفتيه وهو يستقبل دفعة
جديدة من اوراق الخريف فتهل معها ارواح جديدة معها
..تمر به ..تهوى التشبث به بينما هو يهدهدها بترنيمة
تقطع اخر ارتباط لهواها بالدنيا ..
9
الغضب يرسم خطوطا وهمية من فتنته بالفتاة لكنها ابدا
لم تكن وهمية بتأثيرها عليه و ..عليها ...
10
عن حروف من نار تكتب في الرسالة المدسوسة في
كتابها ...
لقد كان يعلم انه يخرق قانونا اخطر للعوالم المتوازية ...
12
ترى هل سيراها تنتظره بشعر احمر ؟ لم يعد يقوى على
االكتفاء بالنظر اليها عبر بصيرته الحادة الفضولية
مخترقا العوالم ..
13
وقف على قدميه يستند بعصاه شامخا ...خلع ما تبقى
من سترته الممزقة فيرميها بعيدا متحررا من قيد كينونته
ويضحك ساخرا من ريش االرض الذي اطلق تنهدات
اعتراض على ازعاجه لها ...
14
قالت من بين اسنانها وكأنها تكلمه عبر كلماته " من انت
؟!"
تسمع ضحكاته وهو يرد قائال بشقاوة " انا كائن داكن
..امتص شجن الرحيل االخير "...
15
" كيف وصلت ؟ وصلت بك ! " ليتوقف للحظة ويضيف
بنفس الصيغة المباشرة " ماذا اريد ؟ اريدك انت "...
يضحك وهو ما زال يدور " انا خارج بيتك اتطلع اليك
عبر زجاج كرتك البلورية ...لكني افكر ببعض التغيير
...كأن ادخل اليك يا كائنة النور وانظر اليك ..عن قرب
"...
لم تشعر اال وهو يرفع شيئا في يده تظنها عصا ثم فجأة
أخترق الزجاج كأنه يخترق طبقة ضباب الهية ليتقدم
16
نحوها بعينيه الحالكة السواد وشعره المبعثر الخصالت
ومالبسه شبه الممزقة ..
17
" الضياء يخشى التلوث ..وانا احمل في مسام جلدي
الكثير من شوائب الكائنات الدنيا "...
18
تمتمت عابسة " قلبي ؟! انا الاملك قلبا ...انا كائنة نور
"...
19
اسقط عصاه ارضا ليمسك كفها بقبضة فوالذية ويسقط
كتابها الحقا بعصاه ...
تقاوم تقاوم وهي تصرخ فيه " لست فتاة ....آآآوه "...
20
تأوه افلت منها لتتوقف عن المقاومة بينما يسري في
كيانها صدى ضربات مدوية تكاد تشق صدره ....
21
ردد وهو يكاد يدمج نورها فيه قائال " البشر حمقى ...
اليعرفون اهميته اال بعد فقدهم لنبضه "...
22
يضمها اليه بقوة اكبر حتى كاد ان يتالشى هو بها بينما
يقول بصوت مبحوح مغو
" الاريد ان احرم بشريا من قلبه ..لن اشجع ايا منهم ان
يفقده هكذا بغباء " ! ....
23
يده ما زالت ترفع عصاه عاليا بينما راحة يده االخرى
مفرودة امام صدره ..
لم يستمع لها وهو يرفع كلتي يديه عاليا اكثر واكثر
ويواصل دمدماته حتى صعقها منظر القلب النابض وهي
ينشطر نصفين !
24
خارقين لم تعد بينهما حدود لتشعر خالل التحام بحصول
ما لم يحصل لها يوما ...
همست بال تصديق بينما انامله تبعثر شعرها اكثر " انه
..ينبض ..مؤلم ..ممتع "...
25
يعود قريبا من خدها وشفتيها هامسا بشغف " آسر ...
خالااااااااب "....
تمــــــــــت
26