You are on page 1of 265

1

‫ماذا يحدث عندما تقابل المجنونة‬


‫ً‬
‫من هو اشد منها جنونا !!‬
‫سمعنا بان القطاب المختلفة‬
‫تتجاذب فماذا عن قطبينا !!‬
‫هشام الرمله السوداء ‪ vs‬ليلي‬
‫خلخال‬

‫‪2‬‬
‫البارت الول‬

‫ً‬
‫اوقف سيارته فجاة محاول تجنب‬
‫ا إلصطدام بتلك التى ظهرت امامه‬
‫فجاة من العدم ‪ ..‬زفر بضيق فقد‬
‫تاخر على خالد ضرب عجلة القيادة‬
‫ً‬
‫بيده شاتما سيفوته الشوط الول‬
‫حتما آالن ‪ ..‬نزل من السيارة مسرعاً‬
‫ً‬
‫وقد إالتف الناس حول تلك التى‬
‫ً‬
‫سقطت ارضا بفعل ا إلرتطام‬
‫‪3‬‬
‫ً‬
‫هشام بصوت مرتفع موجها حديثه‬
‫لها ‪ :‬انتى يا ست انتى مش تاخدى‬
‫بالك من الطريق‬
‫آ‬
‫ليلى بغيظ ‪ :‬انسة لو سمحت‬
‫ً‬
‫نظر لها هشام غير مصدقا افى‬
‫موقفها هذا كل ما شغل بالها كونها‬
‫آ انسة ل سيدة وهنا انفجر ضحكاً‬
‫إ‬
‫نظرت له بضيق ولم تتحرك من‬
‫مكانها‬
‫نظر للجمع حول سيارته واخرج‬
‫ً‬
‫بطاقته مناول اياها لذلك الرجل‬
‫ً‬
‫الذى تبرع مشكورا لتقريعه على تلك‬
‫الفعلة الشنعاء‬
‫‪4‬‬
‫اتسعت حدقتا الرجل واعاد بصره‬
‫ً‬
‫نحوه ثم هتف موجها حديثه للجميع‬
‫‪ :‬يال كل واحد يشوف حاله ثم‬
‫غمزهم وتابع ‪ :‬حضرة الظابط‬
‫هيتصرف ‪ ..‬وبدون ك ثرة حديث وفى‬
‫خالل دقيقة خال المكان حولهم‬
‫فجاة‬
‫تلفتت ليلى حولها باستياء وحركت‬
‫شفتاها بامتعاض هاتفة ‪ :‬اسفوخس‬
‫رجالة شلت‬
‫ً‬
‫هشام واضعا يده خلف اذنه‬
‫باستفهام ‪ :‬نعم ياختى سمعينى كده‬
‫ليلى بال مباله ‪ :‬قولت رجالة شلت‬
‫‪5‬‬
‫ايه كدبت فى حاجة يا ريس‬
‫هشام ‪ :‬ريس يخربيتك بقي دى‬
‫اخرتها بقيت ريس على اخر الزمن‬
‫ليلى مادة له يدها ‪ :‬ما تتجدعن‬
‫وتقومنى ول عاجباك التسطيحة دى‬
‫مد لها هشام يده وساعدها على‬
‫النهوض ولكنه عقد بين حاجبيه‬
‫ً‬
‫متفحصا لها ‪ :‬ايه الى بيشخلل ده‬
‫ليلى بغرور انثوى ‪ :‬ده خلخالى‬
‫هشام ‪ :‬خل ايه ياختى وبسالمته‬
‫لبساه ليه فى الشارع انتى شغالة فى‬
‫الدعارة يا بت‬
‫ليلى بانفعال ‪ :‬دعارة ف عينك ده‬
‫‪6‬‬
‫لزوم ا إليافة وبعدين انت كمان‬
‫غلطان وبتبجح‬
‫هشام ‪ :‬اللهم طولك يا روح اخلصى‬
‫يال هش من هنا فضينا المولد‬
‫ليلى متخصرة ‪ :‬انا قلت برده شكلك‬
‫قرداتى‬
‫هشام بغيظ ‪ :‬اتلمى يا بت بدال ما‬
‫‪....‬‬
‫ليلي متخصرة ‪ :‬بدال ما إايه يا عنيا ثم‬
‫إاقتربت منه بتحدي هاتفة ‪ :‬وريني‬
‫مرجلتك‬
‫ً‬
‫اتسعت حدقتا هشام بصدمة هاتفا ‪:‬‬
‫إانتي بتتحديني يا بت‬
‫‪7‬‬
‫ليلي بانفعال ‪ :‬بت ف عينك ال بت‬
‫ال مسم حكم‬
‫ً‬
‫هشام باستهزاء مشيحا لها بيده ‪:‬‬
‫طب يال هش من هنا هنرش مية‬
‫ليلي بسماجة ‪ :‬رش يا عسل ومالو‬
‫علشان احط الخرطوم في قفاك‬
‫هشام وقد تحركت يديه ل ارادياً‬
‫إ‬ ‫ً‬
‫ممسكا خلفية راسه ‪ :‬قفايا انا يا بت‬
‫ال ‪ ....‬يال يا بت بدال ما اجرجرك‬
‫على القسم واعملك محضر‬
‫ليلي بسخرية ‪ :‬ليه هو القسم ده بتاع‬
‫الى خلفوك وانا معرفش‬
‫هشام بانفعال ‪ :‬يابت لمي لسان‬
‫‪8‬‬
‫اهلك الي عاوز قطعه ده‬
‫ليلي بتحدي ‪ :‬ل‬
‫حرك هشام راسه بياس وتركها فاتحاً‬
‫باب سيارته وهم بالجلوس خلف‬
‫مقعد السائق‬
‫قبضت ليلي علي معصمه بانفعال‬
‫هاتفة ‪ :‬انت هتسيبني واقفة كده‬
‫وتمشي‬
‫صفق هشام باب سيارته وتوجه‬
‫ً‬
‫بكليته نحوها هاتفا ‪ :‬ل اقعد جنبك‬
‫ع الرصيف نبيع فجل‬
‫ليلي بعصبية ‪ :‬ما تحترم نفسك يا‬
‫جدع انت‬
‫‪9‬‬
‫خلل هشام انامله في شعره بانزعاج‬
‫فتتبعت ليلي مسار انامله وهتفت‬
‫ذاهله ‪ :‬يا حالوة شعرك‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬نعم ياختي‬
‫ليلي باستدراك ‪ :‬إايه حد جه جنبك‬
‫ً‬
‫هشام بنفاذ صبر مسبال اهدابه ‪ :‬يا‬
‫صبر ايوووووب‬
‫ليلي ب إاندهاش ‪ :‬إانت لبس عدسات‬
‫! يا استاذ‬
‫آ‬
‫هشام بمهادنه ‪ :‬اه وصابغ شعري‬
‫ولسه نافخ شفايفي ا إلسبوع الى فات‬
‫وبفكر اعمل بوتوكس ا إلسبوع الجاي‬
‫ليلي باستفهام ‪ :‬بو إايه ياخويا‬
‫‪10‬‬
‫هشام بانفعال ‪ :‬عاوزة إايه إانتي‬
‫دلوقتي‬
‫ليلي ‪ :‬عاوزة اروح وبدات بتلمس‬
‫صدرها ثم شهقت بصدمة يالهوى‬
‫هشام ‪ :‬جرا ايه يا ولية‬
‫بدات بالبحث حولها وعاودت تلمس‬
‫ً‬
‫صدرها مجددا ثم شهقت لطمة‬
‫صدرها ‪ :‬البوك‬
‫هشام ببالهه ‪ :‬افندم‬
‫ليلي برجاء ‪ :‬تكسب ثواب في اختك‬
‫وتوصلني يخليلك عيالك يا شيخ‬
‫البك وقع من صدرى وشكل حد إابن‬
‫حرام سرقه وبيتي بعيد‬
‫‪11‬‬
‫ً‬
‫هشام مازحا ‪ :‬حاطة البوك في‬
‫صدرك ! ده الحكاية دى انتهت من‬
‫ايام الملك‬
‫ليلي بغضب ‪ :‬إانت هتقطمنى‬
‫ً‬
‫هشام مشيرا لسيارته ‪ :‬ل مش‬
‫هقطمك اتفضلي‬
‫تهللت مالمح ليلي وتوجهت نحو‬
‫السيارة‬
‫بعد قليل‬
‫هشام ‪ :‬بطلي لعب في التكييف هللا‬
‫يحرقك‬
‫ليلي بذهول ‪ :‬إانت عندك تكييف في‬
‫العربية يا حالوة‬
‫‪12‬‬
‫نظر لها هشام بطرف عينه ولم يرد‬
‫تفحصته ليلي هامسة ‪ :‬هو انت‬
‫مصري ول مخلط‬
‫هشام ‪ :‬اه ضربونى فى الخالط وانا‬
‫صغير علشان كنت مزعج زى ناس‬
‫آ‬
‫ليلي بتوضيح ‪ :‬اصل متاخذنيش‬
‫يعني ل عندك كرش و اسم النبى‬
‫حارسك مليان عضالت وشعرك‬
‫مصفر وعينك ملونه حاجه الفرانكا‬
‫خالص‬
‫ً‬
‫هشام مازحا ‪ :‬وانتى امك ملبساكي‬
‫الخلخال ده ليه علشان متتوهيش‬
‫ليلي بشموخ ‪ :‬إايش فهمك انت في‬
‫‪13‬‬
‫الموضة‬
‫ً‬
‫هشام ساخرا ‪ :‬موضة انتى بتسمي‬
‫الهباب ده موضة تعليم صرف صحي‬
‫صحيح ده تلبسيه لجوزك في بيتكم‬
‫مش في الشارع ثم ضيق بين عينيه‬
‫ً‬
‫مستفهما ‪ :‬مش الخت متجوزة بردو‬
‫ليلي بانزعاج ‪ :‬ل مخطوبة لحاجة‬
‫كده استغفر هللا‬
‫ً‬
‫ضحك هشام باستمتاع هاتفا ‪ :‬ليه‬
‫ماله الماسوف علي شبابه‬
‫ليلي باشمئزاز ‪ :‬ملهوش دمه سم‬
‫تقول واكل حالوة دقيق كاتمه على‬
‫مراوحه وريحته ياساتر كانه طالع من‬
‫‪14‬‬
‫بالعة صرف و سنانه السجاير‬
‫مخلياها شبه البالك الي بيعملوا بيه‬
‫الشوارع وشعره اكرت ينضف اوسخ‬
‫‪ ....‬حلة فى البيت و عينه‬
‫ً‬
‫قاطعها هشام هاتفا ‪ :‬بااااااس وليه‬
‫هتتجوزى الشكيف ده يا مااما‬
‫ليلي بضيق ‪ :‬امي مزهقاني جارتنا‬
‫بتها الى اصغر منك اتجوزت بنت‬
‫خالتك الى اصغر منك معاها عيال‬
‫وووو‬
‫ً‬
‫هشام ساخرا ‪ :‬خالص ارضى‬
‫بنصيبك بقي‬
‫ليلي باستسالم ‪ :‬مانا مك تومه اهو هو‬
‫‪15‬‬
‫انا إاعترضت‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬ل م إاعترضتيش انا‬
‫الى معترض على الجوازة السودة دى‬
‫هللا يعينه علي بلوته‬
‫آ‬
‫ليلي بعدم فهم ‪ :‬امين ياخويا ‪ ..‬ثم‬
‫اعادت نظرها له متسائلة ‪ :‬إال هو‬
‫إاسم الكريم إايه‬
‫هشام ‪ :‬هشام‬
‫ليلي وكانها تتذوق ا إلسم ‪ :‬هممم‬
‫هشااام‬
‫هشام بتساؤل ساخر ‪ :‬إايه عاجبك‬
‫ليلي بمشاكسة ‪ :‬ل إاسم ِد ِلع كده‬
‫ً‬
‫هشام ساخرا ‪ :‬دلع وانتى إاسمك ايه‬
‫‪16‬‬
‫يا ست هانم‬
‫ليلي بشموخ ‪ :‬إاسمي ليلي‬
‫هشام باستفزاز ‪ :‬يا سالم ع الثقة‬
‫ليلي طاهر بسالمتك‬
‫ليلي ‪ :‬احلي من إاسمك‬
‫ً‬
‫هشام مشاكسا ‪ :‬بس متنسيش إاني‬
‫مخلط ثم غمزها‬
‫ليلي لنفسها ‪ :‬يخربيت غمازتك عاوزة‬
‫آ‬
‫اضرب مفك فيها اجيب اخرها‬
‫ً‬
‫هشام مستفهما ‪ :‬بتقولى ايه يا بلوة‬
‫ليلي ببالهه ‪ :‬بقول اسم النبي‬
‫حارسك وصاينك‬
‫هشام باستنكار ‪ :‬بيئة‬
‫‪17‬‬
‫ليلي باستفهام ‪ :‬إانت شغال في‬
‫البيئة‬
‫آ‬
‫هشام ‪ :‬اه بقبض علي الجراد الي‬
‫بينزل مصر وبنزل اصطاد القناديل‬
‫الي في البحر‬
‫ليلي بشموخ ‪ :‬صياد يعني‬
‫ً‬
‫هشام طاحنا اسنانه ‪ :‬اصطادك من‬
‫برميل طرشي بعد ما يخللوكي يا‬
‫بعيدة ‪،،،،،،‬‬

‫‪18‬‬
‫البارت الثاني‬

‫اطفا محرك سيارته امام تلك الحارة‬


‫الشعبية البسيطة التي تقطنها ‪..‬‬
‫شكرته وهمت بالترجل ولكنها عادت‬
‫لمكانها من جديد متسائلة بحرج ‪:‬‬
‫‪19‬‬
‫هو يعني مش هشوفك تاني‬
‫ً‬
‫هشام متكائ بيده علي عجلة القيادة‬
‫ً‬
‫وممسكا ذقنه ‪ :‬وده ليه يا ست ليلي‬
‫ً‬
‫ثم حرك حاجبيه مشاكسا ‪ :‬معجبة‬
‫ك فاهلل الشر‬
‫ليلي باستنكار ‪ :‬هعجب بيك ليه‬
‫يعني وانت شبه مهند كده ثم تنهدت‬
‫بحالمية وتابعت ‪ :‬مش هتديني‬
‫رقمك بقي‬
‫جووووووووون‬
‫التفت هشام بغتة عندما استمع‬
‫لتلك الصيحة قادمة من المقهي‬
‫بجانبه‬
‫‪20‬‬
‫هشام باستعجال وهو يترجل من‬
‫السيارة ‪ :‬انزلي‬
‫ليلي بتعجب ‪ :‬متعرفش تتعامل مع‬
‫انثي ابداً‬
‫ً‬
‫هشام ساخرا ‪ :‬انتي انثي الضبع انثي‬
‫الهدهد مش انثي يا ماما انزلي هللا‬
‫يحرقك الماتش هيفوتني‬
‫زفرت ليلي بضيق وخرجت صافقة‬
‫باب السيارة خلفها ‪ ..‬نظر لها هشام‬
‫بانزعاج واغلق السيارة اوتوماتيكياً‬
‫انتفضت ليلي مبتعده عن السيارة‬
‫هاتفة ‪ :‬ايه الى بيصفر ده‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬انا بشخر وانا‬
‫‪21‬‬
‫صاحى حتي شوفى اهو‬
‫هوووووخخخخ‬
‫ليلي ببالهه ‪ :‬بتشخر وانت صاحي‬
‫ثم همست لنفسها مسم صحيح‬
‫الحلو ميكملش‬
‫هشام ‪ :‬سالم يا ست جمالت ك فته‬
‫هللا ل يسيقك عاوز الحق الماتش‬
‫ليلي مقتربة منه ‪ :‬طب هات رقمك‬
‫افرض وقعت في مصيبة مش انا زى‬
‫اختك بردو‬
‫هشام وهو يخرج حافظة نقوده‬
‫ً‬
‫مناول اياها الكارت الخاص به ‪:‬‬
‫اتفضلي يال سالم‬
‫‪22‬‬
‫ً‬
‫وتحرك امام عينيها راكضا وجلس‬
‫علي اول مقعد خالي وجده خارج‬
‫المقهي‬
‫رفعت ليلي حاجبها وهي تنظر‬
‫للكارت الخاص به هامسة ‪ :‬اهو كده‬
‫مش البت مديحة بت امو الخلول‬
‫الى عمالة تقولى خطيبي شغال في‬
‫بنك ومتفشخرة اوي بكوم اللحم الى‬
‫مخطوباله تيجي تشوف تقفيل برة‬
‫عامل ازاي ‪،،،‬‬
‫نظرت لها والدتها بخضة عندما‬
‫دلفت للشقة ‪ :‬ايه يا بت الي‬
‫مدهولك كدة انتي كنتي بتلعبي مع‬
‫‪23‬‬
‫العيال في الحارة‬
‫ليلي نافضة تنورتها السمراء التي‬
‫تغطيها التربة وهي تهمس لنفسها ‪:‬‬
‫قليل البخت يلقي عضم في الكرشة‬
‫بقي ده منظر ما له حق يقول انثي‬
‫الكلب كمان‬
‫الم بتساؤل ‪ :‬بتقولي ايه يا بت‬
‫ليلي بضيق ‪ :‬مبقولش ياما هخش‬
‫اغير ‪،،،‬‬
‫ً‬
‫بدلت مالبسها سريعا ووقفت تنظر‬
‫من نافذة غرفتها ‪ ..‬لم ينتبه لها وهي‬
‫تتفحضه عن قرب فقد كانت تقطن‬
‫الدور الرضي في المنزل المقابل‬
‫‪24‬‬
‫للقهوة ‪ ..‬كانت تتابع انفعالته‬
‫بانبهار واضعة يدها اسفل خدها‬
‫وهي تسبل اهدابها بحالمية ‪ ..‬تماماً‬
‫كما تمنت ان يكون فارسها الذي‬
‫يخطفها علي حصانه البيض ‪..‬‬
‫إابتسمت بسخرية هامسة لنفسها ‪:‬‬
‫ول حمار حتي انشاهلل توك توك انا‬
‫راضية‬
‫اجفلت علي نداء والدتها لها فزفرت‬
‫بضيق وهي تغلق النافذة ‪،،،‬‬
‫إايه ياما عاوزة ايه‬
‫الم ‪ :‬تعالي افتحي الباب ده عربي‬
‫ليلي بضيق ‪ :‬هو سي عربي ده‬
‫‪25‬‬
‫هينطلنا كل شوية ياما مبقبلهوش‬
‫الم زاجرة لها ‪ :‬إافتحي يا بت بال دلع‬
‫ماسخ‬
‫فتحت ليلي الباب وكما توقعت‬
‫قابلها وجه عربي ب إابتسامته السمجة‬
‫وهو يحاول ان يبدو رومانسي ‪ :‬إازيك‬
‫يا ست الحسن‬
‫ليلي بضيق ‪ :‬خش وانت ساكت بال‬
‫حسن بال بطيخ‬
‫ضحك عربي وهو يحشر نفسه في‬
‫باب الشقة ليدخل‬
‫تاففت ليلي وهي تفتح الضلفة‬
‫الخري من الباب لتفسح له الطريق‬
‫‪26‬‬
‫بعدها وهي تهمس بقنوط ‪ :‬كلب بحر‬
‫آ‬
‫مش بني ادم احشر كرشك خلينا‬
‫نخلص عاوزلك ونش يدخلك‬
‫ثم علت نبرة صوتها هاتفة ‪ :‬ياما‬
‫عربي دخل من باب الشقة بالسالمة‬
‫يال حطيله ال كل انا رايحة الصيدلية‬
‫اجيب حاجة ‪،،،،،،‬‬
‫انتهي الماتش وتحرك ليعود لسيارته‬
‫‪ ..‬وقف لوهلة يطالع تلك التي‬
‫تجلس علي مقدمة سيارته وابتسامة‬
‫بلهاء تعلو ثغرها‬
‫هشام بتساؤل ‪ :‬انتي لسة هنا‬
‫مروحتيش‬
‫‪27‬‬
‫ليلي ‪ :‬انا ساكنه هنا ثم نظرت‬
‫لمالبسها وتابعت ‪ :‬انت مش شايف‬
‫غيرت الهدوم الي كنت لبساها‬
‫هشام ‪ :‬طب قومي من على العربية‬
‫خليني امشي ك فاية عطلة‬
‫ليلي وهى تنزل عن السيارة ‪ :‬الى‬
‫عطاك باليمين يدينا بالشمال مالك‬
‫شايف نفسك علينا كدة ليييه‬
‫غلطانه اني برحب بيك في حتتنا‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬متشكر يا سمو‬
‫الملكة انك سمحتيلي اقعد في قهوة‬
‫المملكة و حطتيلي حراسة كلبين‬
‫وقطة جنب العربية‬
‫‪28‬‬
‫ً‬
‫فتح السيارة اتوتوماتيكيا فانتفضت‬
‫ً‬
‫مجددا وهي تشير للسيارة ‪ :‬الصوت‬
‫ده مش طالع منك ده م العربية انت‬
‫مسجل شوخيرتك اول ما حد يقرب‬
‫! من العربية تديها‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬هللا يحرقك ويحرق‬
‫شوخرتي في يوم واحد يا بعيدة اوعي‬
‫ياما مش ناقصة غباوة‬
‫ليلي بانفعال ‪ :‬انا غبية يابو مخ نص‬
‫لبة‬
‫هشام بانفعال ‪ :‬يابت اك تمي ثم اشار‬
‫لخلخالها وتابع ‪ :‬بدال ما اعلقك من‬
‫شخاشيخك دي واخليكي كده زي‬
‫‪29‬‬
‫الجرس الي بيحطوه على الباب الي‬
‫عاوز يدخل الحارة يخبطك علي‬
‫رجلك‬
‫ليلي متخصرة ‪ :‬ما عاش ول كان الي‬
‫يعلقني‬
‫ً‬
‫هشام مشيحا بيده ‪ :‬يال اتكلي علي‬
‫هللا شوفي كنتي رايحة فين‬
‫ليلي بتحدي ‪ :‬مش رايحة في حته‬
‫في ايه يا ست ليلي الفندي ده‬
‫بيضايقك ول حاجة احنا في الخدمة‬
‫يا قمر‬
‫نظر هشام لذلك الذي خرج من‬
‫العدم يفرك صدره وهو يتفحص‬
‫‪30‬‬
‫ً‬
‫جسدها بوقاحة محاول عرض‬
‫خدماته‬
‫هشام بال اهتمام ‪ :‬يال يا جدع انت‬
‫من هنا مش ناقص وش‬
‫مصطفي ‪ :‬عاوز منها ايه‬
‫ليلي بضيق ‪ :‬وانت مالك انت حاشر‬
‫مناخيرك الى اد وشك مرتين دى في‬
‫حياتي ليه روح شوف قهوتك هللا ل‬
‫يسيقك علشان مطلعش همي فيك‬
‫مصطفي بحقد ‪ :‬انا غلطان اني بدافع‬
‫عنك‬
‫ً‬
‫هشام ساخرا ‪ :‬اسماهلل عليك حوش‬
‫الي وقع منك‬
‫‪31‬‬
‫ً‬
‫مصطفي ناظرا حوله ‪ :‬هو ايه الي وقع‬
‫مني‬
‫هشام ‪ :‬كرامتك يا استاذ عجة‬
‫طحن مصطفي اسنانه وهو يقترب‬
‫من هشام فاوقفته ليلي هاتفة ‪ :‬خد‬
‫بالك ده ظابط‬
‫توقف مصطفي بصدمة وهو ينقل‬
‫نظراته بينهم فابتسم هشام واضعاً‬
‫يديه في جيوب بنطاله وهو يومئ‬
‫براسه موافقاً‬
‫ً‬
‫إابتسم مصطفي بتوتر هاتفا ‪ :‬مش‬
‫تقولي يا ست ليلي ثم ضحك ببالهه‬
‫ً‬
‫متابعا ‪ :‬منور يا باشا اسيبك انا انت‬
‫‪32‬‬
‫عارف القهوة وشغلها وهللا الحارة‬
‫نورت وكما ظهر فجاة إاختفي فجاه‬
‫تفلت ليلي بجانبها هاتفة ‪ :‬اسفوخس‬
‫عليك تقاوى راجل بصحيح‬
‫هشام ‪ :‬ما تلمي يا بنتي لسانك شوية‬
‫وقبل ان يكمل حديثه لحظ احد‬
‫الشباب يتلفت حوله بحذر وهو‬
‫يتناول لفافة صغيرة من احدهم‬
‫وينقده وريقات من المال‬
‫تتبعت ليلي نظراته فابتسمت هاتفة‬
‫! بال مباله ‪ :‬ده حشيش تعرفه‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬حشيش في الشارع‬
‫كده عيني عينك وانت ايش عرفك‬
‫‪33‬‬
‫بتحششي انا قولت بردو الدماغ دى‬
‫متكلفة‬
‫ليلي بثقة ‪ :‬ل مبحشش بس ده الواد‬
‫لماضة شغال مع المعلم حنفي‬
‫هشام بتساؤل ‪ :‬وبيشتغل ايه‬
‫معلمك حنفي ده‬
‫ليلي بال مباله ‪ :‬ده تاجر مخدرات اد‬
‫الدنيا عقبال عيالك‬
‫! هشام بصدمة ‪ :‬نعممممممم‬

‫‪34‬‬
‫البارت الثالث‬

‫يتحرك بثقة في مبني قسم الشرطة‬


‫بهيبته المعهودة رغم مزاحه الدائم‬
‫مع الجميع طوال طريقه لمك تب‬
‫العقيد رفعت ‪ ..‬فتح له العسكري‬
‫المناوب باب الغرفة حيث كان‬
‫العقيد رفعت ب إانتظاره ‪ ..‬دلف‬
‫ً‬
‫للمك تب مؤديا التحيه العسكرية‬
‫فاذن له العقد بالجلوس قبل ان يبدا‬
‫بالكالم ‪،،‬‬
‫رفعت بعملية ‪ :‬المكان الي بلغت‬
‫‪35‬‬
‫عن وجود تجارة مخدرات فيه جالنا‬
‫عنه بالغات ك تير ولالسف كل ما‬
‫تطلع حملة ضبط مش بنالقي اي‬
‫حاجة واضح إانهم مش سهلين زى ما‬
‫انت متخيل وعاوزين خطة محكمة‬
‫للقبض عليهم متلبسين إلنهم من‬
‫الواضح عارفين زباينهم كويس مش‬
‫بيتعاملوا مع حد غريب‬
‫هشام بجدية ‪ :‬والعمل‬
‫رفعت بجدية مماثلة ‪ :‬الموضوع عاوز‬
‫ظابط عنده ك فئ زيك وانا هعتمد‬
‫عليك تستلم القضية دي انا كنت‬
‫هبعتها لخالد بس طالما إانت عندك‬
‫‪36‬‬
‫خلفية مسبقة فاعتقد انها بقت‬
‫قضيتك دلوقتي وانا هعتمد عليك‬
‫ً‬
‫إابتسم هشام بثقة هاتفا ‪ :‬وانا هكون‬
‫ب إاذن هللا عند حسنك ظن حضرتك‬
‫ً‬
‫فيا ثم وقف مؤديا التحيه العسكرية‬
‫‪ ....‬قبل ان ينصرف الى مك تبه‬
‫ً‬
‫جلس خلف مك تبه يحرك قلما بين‬
‫انامله بتفكير ثم فجاه إابتسم بثقة ثم‬
‫ً‬
‫اخرج حافظة نقوده باحثا عن ورقة‬
‫تحوي الرقم المنشود ‪،،،،،‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪........‬‬
‫بعينان حالمتان اخذت تتابع‬
‫‪37‬‬
‫المسلسل بانهماك تام وكانها قد‬
‫عزلت عن العالم لداخل ذلك‬
‫الصندوق ا إل لك تروني ‪،،‬‬
‫إابتسمت بحالمية واضعة يدها اسفل‬
‫ذقنها عندما انقذ البطل البطلة وبدا‬
‫يقترب منها بوسامته الصارخة التي‬
‫افقدت البطلة عقلها فاومات بخجل‬
‫‪ ..‬انامله الممتدة نحو ذقنها ترفع‬
‫عيناها لتقابل عيناه في حديث‬
‫صامت كاد يفقدها عقلها فصرخت‬
‫وكان البطل يسمعها ‪ :‬ما تبوسها يا‬
‫عم هللا يحرقك البت طلع عينها‬
‫علشان تنقذك جاتك الهم وانت مز‬
‫‪38‬‬
‫كدة‬
‫صرخت بها والدتها ‪ :‬يبوس مين‬
‫يابت‬
‫إانتبهت ليلي لتفحص والدتها لها‬
‫والغضب البادي علي مالمحها‬
‫فابتسمت ببالهه وهي تجيبها ‪:‬‬
‫يبوس الواوا ياما مش شايفة البت يا‬
‫حبة عين إامها متدهولة إازاي‬
‫وقبل ان تهم والدتها بالرد قاطعتهم‬
‫طرقات منغمة علي باب الشقة‬
‫فاشارت ليلي للباب هاتفة ‪ :‬الرقاصة‬
‫وصلت‬
‫الم مشيرة للباب ‪ :‬إامشي شوفي‬
‫‪39‬‬
‫مين‬
‫ليلي بانزعاج ‪ :‬هيكون مين يعني دي‬
‫خبطة الواد حمو صبي البقال الي‬
‫يجيله خابط في نفوخه فاكر نفسه‬
‫بيخبط علي صافينار‬
‫! الم بتساؤل ‪ :‬مين‬
‫ليلي مشيحة بيدها وهي تتحرك نحو‬
‫الباب ‪ :‬دي دك تورة النسا الي فاتحة‬
‫في الشارع الي ورانا‬
‫فتحت الباب وهي تصرخ بذلك‬
‫الصبي الذي لم يتعدي الثانية عشر‬
‫بعض ‪ :‬إانت يال مش هتبطل جو‬
‫المطبالتية ده جك نقطة في‬
‫‪40‬‬
‫دماغك‬
‫ً‬
‫حمو ضاحكا ‪ :‬بحب اطبل انتي‬
‫مالك تعالي ردي في تليفون ليكي‬
‫! ليلي مشيرة لنفسها ‪ :‬ليا انا‬
‫ً‬
‫حمو منصرفا ‪ :‬اه خلصيني المعلم‬
‫هينفخني علشان اتاخرت‬
‫علت نبرة صوت ليلي مخاطبة‬
‫والدتها وهي تبحث عن شبشبها‬
‫المنزلي ‪ :‬انا شوية وجاية ياما تالقي‬
‫البت سماح عاوزاة تحكيلي عل‬
‫عريس الغبرة بتاعها ‪،،،،،‬‬
‫رفعت سماعة الهاتف علي اذنها‬
‫مجيبة ‪ :‬الو‬
‫‪41‬‬
‫ً‬
‫هشام مازحا ‪ :‬ازيك يا بت انا المالزم‬
‫هشام‬
‫ابتسمت ليلي ببالهه ولكنها سرعان‬
‫ما استعادت مالمح الثقة مجيبة‬
‫بتساؤل مصطنع ‪ :‬هشام مين‬
‫هشام بتساؤل ساخر ‪ :‬مش عارفة‬
‫هشام مين ! هشام الي خبطك‬
‫بالعربية بامارة البك الي بتحطيه ف‬
‫‪...‬‬
‫قاطعته هاتفة ‪ :‬بس بس افتكرت هللا‬
‫يحرقك الواحد ميعرفش يعمل مهم‬
‫شوية‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬تعالي مك تبي دلوقتي‬
‫‪42‬‬
‫وانا اخليكى مهمة مش الكرت بتاعي‬
‫! معاكي‬
‫ليلي ببالهه ‪ :‬اه معاية ليه‬
‫هشام ب إاقتضاب ‪ :‬طب يال مستنيكي‬
‫وبدون اتصال ردها اغلق الخط‬
‫إاحتضنت الهاتف بسعادة وهي‬
‫تهمس لنفسها ‪ :‬هيييح شكلي هكمل‬
‫المسلسل علي الطبيعة ثم انطلقت‬
‫زرغودة من فمها متابعة ‪ :‬يابركة‬
‫دعاكي ياما وهللا وباضتلك في‬
‫القفص يا لووولووو ‪،،،،‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪43‬‬
‫دلفت للمك تب بثقة ثم اومات له‬
‫بابتسامه مهذبة قبل ان تجلس على‬
‫المقعد المواجة لمك تبه واضعة‬
‫ساق فوق الخري‬
‫نظر هشام لتصرفها ثم إابتسم‬
‫ابتسامة جانبية ‪ :‬منورة يا شابة‬
‫خرابة الي جابك‬
‫ليلي بثقة نافضة شعرها بحركة إاغواء‬
‫مسرحية ‪ :‬حد يتكلم كدة مع انثي‬
‫متفجرة النوثة‬
‫ً‬
‫هشام متلفتا حولة بتساؤل ‪ :‬هي فين‬
‫دي‬
‫ليلي بضيق وقد انزلت ساقها ‪:‬‬
‫‪44‬‬
‫سالمة الشوف يا حظابط ثم اشارت‬
‫لنفسها بثقة وتابعت انا‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬انتي ! وانا الى سالمة‬
‫ً‬
‫الشوف ثم إاقترب ناظرا في عمق‬
‫ً‬
‫عينيها بتركيز وتابع متسائال ‪ :‬هو‬
‫الحول ده وراثي ول من الزمن‬
‫وعمايله‬
‫ليلي بحقد ‪ :‬ياخويا خف علينا ثم‬
‫تابعت هامسة تك ضربة في عينيك‬
‫الحلوة دي قلبت عليا المواجع‬
‫عقد هشام ك فيه امامه علي المك تب‬
‫‪ :‬حبة جد بقي انا جايبك هنا علشان‬
‫عاوز منك خدمة‬
‫‪45‬‬
‫اعادت وضع ساق فوق الخري‬
‫مشيرة له بال اك تراث ‪ :‬انجز خدمة‬
‫ايه مش فاضيالك‬
‫هشام بتقزز ‪ :‬ابو الثقة الي علي اهلك‬
‫ليلي بانفعال ‪ :‬هو ده الجد الي‬
‫بتقول عليه ول فكرك انا هخاف من‬
‫شوية العصافير الى معلقهم علي‬
‫ك تافك ل اقف عوج واتكلم عدل يا‬
‫اخينا انت ده انا ليلي والجر علي‬
‫هللا‬
‫هشام باستنكار ‪ :‬عصافير ! العصافير‬
‫دي الى امك كانت بتربيهم فوق‬
‫سطوح بيتكم وكنتي بتجري وراهم‬
‫‪46‬‬
‫زي الهبلة‬
‫ليلي بثقة ‪ :‬اجري وراهم احسن ما‬
‫امشي معلقاهم علي ك تافي يا‬
‫معصفر‬
‫ً‬
‫هشام رافعا يديه باستسالم ‪ :‬خالص‬
‫خالص نخش في الجد بدال ما‬
‫اتغابي واطلق العصافير دي عليكي‬
‫ليلي بثقة ‪ :‬ماشي إارغي‬
‫هشام لنفسه بنفاذ صبر ‪ :‬يارب عدي‬
‫المهمه دى علي خير بدال ما اروح‬
‫فيها ف داهيه‬
‫ليلي بتساؤل ‪ :‬بتقول حاجة‬
‫هشام بجدية ‪ :‬ل مبقولش المهم‬
‫‪47‬‬
‫دلوقتي فاكرة المعلم حنفي الي‬
‫عندكوا بيتاجر في المخدرات‬
‫ليلي مصححة ‪ :‬ابو الجهل اسمه‬
‫حشيش‬
‫هشام بمهادنة ‪ :‬اسفين يا ست‬
‫الكونتيسة حشيش‬
‫ليلي ‪ :‬اه فاكراه ماله‬
‫هشام ‪ :‬عاوزك تساعديني في خطتي‬
‫للقبض عليه‬
‫! ليلي ببالهه ‪ :‬مين يساعد مين‬
‫زفر هشام بضيق ‪ :‬انتي تساعديني‬
‫متخافيش انا هبقي معاكي خطوة‬
‫بخطوة‬
‫‪48‬‬
‫ضيقت بين عينيها ثم شردت في‬
‫احداث المسلسل الذي تتابعه‬
‫وتذكرت كيف كانت عالقة البطل‬
‫والبطلة متوترة وهم من عالمين‬
‫مختلفين حتي وقع البطل الثري‬
‫الوسيم في حب البطلة الفقيرة ‪..‬‬
‫تذكرت مشهد القبلة وهي تنظر له‬
‫وابتسامة بلهاء تعلو ثغرها‬
‫هشام بتساؤل ‪ :‬وانا افهم ايه من‬
‫الضحكة الهبلة دي يعني موافقة ول‬
‫اشوف غيرك‬
‫اتفضت ليلي واقفة ‪ :‬تشوف غيري ده‬
‫انا اروح فيك في داهية انت وهي انا‬
‫‪49‬‬
‫قتيلة المهمة دي‬
‫هشام ب إاستغراب ‪ :‬يعني موافقة‬
‫ً‬
‫ليلي بشموخ ‪ :‬طبعا موافقة وفي‬
‫سرها تهتف بسعادة ‪ :‬مهو يا هوقعك‬
‫يا هغتصبك ملحاش حل تاني ‪،،،،،،‬‬

‫البارت الرابع‬

‫دلفت للمطبخ مسرعة بعد ان عدلت‬


‫من هيئتها للمرة الخامسة ‪ ،‬اقتربت‬
‫من والدتها المنهمكة ب إاعداد الطعام‬
‫هاتفة ‪ :‬فاهمة ياما هتعملى ايه هللا‬
‫‪50‬‬
‫يسترك مش عاوزة مشاكل مع الجدع‬
‫احسن نروح ورا الشمس وياخدونا‬
‫مع حنفي ورجالته‬
‫التفتت لها الم شاهقة ‪ :‬يا مصيبتي‬
‫ل ل متخافيش يا بت انا هقول انه‬
‫قريبنا من بعيد وكان مسافر ورجع‬
‫هيقضي عندنا كام يوم ‪ ،،‬ابتسمت‬
‫ليلي بسعادة عندما سمعت طرقات‬
‫منتظمة على الباب ‪ ..‬عدلت من‬
‫هيئتها وهي تتوجه مسرعة لتفتح‬
‫للزائر ‪ ..‬ابتسمت بحالمية وهو يدلف‬
‫لشقتهم البسيطة والمنظمة في نفس‬
‫الوقت ‪ ..‬وضع حقيبة مالبسه علي‬
‫‪51‬‬
‫الرض بجوار باب الشقة وتحرك‬
‫خلفها ‪ ..‬ابتسمت بسعادة عندما‬
‫جلس باريحية علي المقعد المهترئ‬
‫بجوار النافذة بدون ان يبدي اي‬
‫استياء من ضيق حالهم ‪ ..‬جلست‬
‫علي المقعد المواجه له وهو تهتف‬
‫بسعادة لم تستطيع اخفائها ‪ :‬منور يا‬
‫سي هشام‬
‫ضحك بخفة وهو ينظر لسعادتها ثم‬
‫ً‬
‫قرر مشاكستها هاتفا ‪ :‬ياااه ده انتي‬
‫قديمة اوي محسساني انك الست‬
‫امينة وهي لسة طالعة طازة من‬
‫تحت السوارس بعد ما فرمتها ‪ ..‬كزت‬
‫‪52‬‬
‫ليلي علي اسنانها ثم رفعت اصبعها‬
‫محذرة ‪ :‬ل بقولك ايه شكلنا مطولين‬
‫مع بعض فبالش تخليني اطلع‬
‫عفاريتي عليك‬
‫هشام ب إادراك ‪ :‬انا قولت برده يا‬
‫مدمنة يا ملبوسة ‪ ..‬ضيقت بين‬
‫عينيها ثم هتفت بتساؤل ‪ :‬بتقول‬
‫ً‬
‫حاجة ‪ ..‬هشام مشيحا بيده بال‬
‫اك تراث ‪ :‬مبقولش ثم وقف متوجهاً‬
‫إ‬
‫نحو النافذة وهو ينظر لها بتساؤل ‪:‬‬
‫هو ده الشباك الي هراقبهم منه صح‬
‫ً‬
‫! ‪ ..‬اومات براسها ايجابا ففتح النافذة‬
‫ملقيا نظرة علي اطاللتها ‪ ..‬ضحك‬ ‫ً‬
‫‪53‬‬
‫بانطالق فجاة فاقتربت منه بتساؤل‬
‫مات علي شفتيها عندما شاهدت من‬
‫دلف للتو من باب المنزل هامسة‬
‫من بين اسنانها ‪ :‬هو ده وقتك‬
‫ياباااي ‪ ..‬التفت لها هشام بتساؤل‬
‫مرح ‪ :‬انتي تعرفي كوم اللحم ده !‬
‫ً‬
‫اومات له ليلي ايجابا وهي تجيبه‬
‫بضيق ‪ :‬ايوة ده الي قاري فتحتي ‪..‬‬
‫ً‬
‫ضيق هشام بين عينيه متسائال ‪:‬‬
‫مش انتي قولتي مخطوبة ‪ ..‬ليلي‬
‫بهدوء ‪ :‬هو عندنا كده طالما قرا‬
‫فاتحتي يبقي خطيبي ‪ ..‬اوما لها‬
‫ب إادراك قبل ان تقاطعهم طرقات‬
‫‪54‬‬
‫باب الشقة ‪ ..‬نظرت للباب بضيق‬
‫فابتسم هشام وهو يتوجه نحو باب‬
‫الشقه ليزيل عنها ذلك العبئ البادي‬
‫علي مالمحها ‪ ..‬نظر له عربي لوهله‬
‫ً‬
‫ثم تراجع ناظرا لباب الشقه وعندما‬
‫هم بسؤاله عن هويته ظهرت ليلي‬
‫من خلفه بترحيب مصطنع ‪ :‬يا اهال‬
‫يا اهال‬
‫نظر لها هشام ثم له وهو يحاول‬
‫حشر نفسه في باب الشقه فهتف به ‪:‬‬
‫اشفط كرشك يا ريس وانتي يا ابلة‬
‫شوفيلنا إازازة زيت علشان نزفلطوه‬
‫بيها وتعالي شدي معايا ‪ ..‬رفعت‬
‫‪55‬‬
‫ليلي حاجبها بكبرياء قبل ان تفتح‬
‫الضلفة الخري من الباب ‪ ..‬نظر‬
‫هشام للباب وهو يفتح علي مصراعيه‬
‫ً‬
‫استقبال لكرش المدعو عربي الذي‬
‫دلف وهو يحاول القاط انفاسه‬
‫ً‬
‫فابتسم هاتفا ‪ :‬حمد هللا ع السالمة‬
‫يا بطل وهللا وعملوها الرجالة ثم‬
‫تفحصه بتدقيق واشار ب إاصبعه نحو‬
‫ً‬
‫المقاعد متابعا ‪ :‬يارب الكراسي الي‬
‫جوة تك في ‪ ..‬اقبلت عليهم ام ليلي‬
‫وهي تبتلع ريقها مخاطبة هشام‬
‫بمحاولة لتبدو طبيعية ‪ :‬ج جيت‬
‫امتي يا واد يا هشام وازي امك‬
‫‪56‬‬
‫اتسعت حدقتها هشام فعضت ليلي‬
‫علي شفتها محذرة وهي تشير له‬
‫براسها نحو عربي فسرعان ما رسم‬
‫ً‬
‫ابتسامة دبلوماسية هاتفا ‪ :‬كويسه يا‬
‫خالتي بتسلم عليكي وبتقولك لسة‬
‫بتلمي الغسيل مبلول وترميه علي‬
‫الكراسي ‪ ..‬ضحكت ليلي ضحكه‬
‫جانبية قبل ان تحي ي والدتها عربي‬
‫ً‬
‫وتدعوهم جميعا للدخول ‪،،،‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪........‬‬
‫انتهي هشام من غذائه سريعا وعاد‬
‫للنافذة بعد ان غسل يده يتابع‬
‫‪57‬‬
‫التحركات بالخارج ‪ ..‬صوت تجشؤ‬
‫قوي جعله يلتفت فجاه لذلك الذي‬
‫لزال يحشر الطعام في فمه دون‬
‫اك تراث لمن حوله ‪ ..‬ضحك هشام‬
‫ً‬
‫بمرح هاتفا ‪ :‬صحة يا وحش ‪ ..‬نظرت‬
‫ليلي له ثم كزت علي اسنانها مخاطبة‬
‫والدتها ‪ :‬قولتلك ياما مليون مرة‬
‫علقيله كيس في رقابته وهو بياكل‬
‫بعد كده هيطرش ويغرقلك الدنيا ‪..‬‬
‫ضحكت والدتها بفخر ناظرة لعربي ‪:‬‬
‫ياختي مطرح ما يسري يمري ‪ ..‬ليلي‬
‫مصححه ‪ :‬قولي يهري يخنق‬
‫آ‬
‫ويخلصنا ده بياكل في اخر زاده ‪..‬‬
‫‪58‬‬
‫ً‬
‫ابتسم عربي ببالهه مربتا علي كرشه ‪:‬‬
‫الراجل من غير كرش ميسواش قرش‬
‫ً‬
‫‪ ..‬ضحك هشام محول نظره للنافذة‬
‫ً‬
‫هاتفا ‪ :‬هللا يكرم اصلك ‪ ..‬نظرت ليلي‬
‫لبطن عربي الممتده امامه ثم حولت‬
‫نظرها نحو بطن هشام المسطحة و‬
‫ذراعه العضلية قبل ان تزفر بضيق ‪:‬‬
‫ياارب نولني الي في بالي وابعد عني‬
‫ابو كرش قادر يا كريم ‪ ..‬انتهي عربي‬
‫من طعامه وهو يعود بظهره للخلف‬
‫ً‬
‫موجها حديثه لهشام ‪ :‬وانت مين‬
‫بقي يا استاذ ‪ ..‬التفت له هشام‬
‫ب إابتسامه ساخرة ‪ :‬مش شايف ان‬
‫‪59‬‬
‫السؤال ده متاخر شوية ‪ ..‬اجابته‬
‫ليلي بسخرية مماثلة وهي تنظر‬
‫لعربي المبتسم ببالهه ‪ :‬ل هو لزم‬
‫يملي الزمزمية الول علشان عقله‬
‫يشتغل بعد تكريعتين وترجيعة ‪..‬‬
‫زجرتها والدتها فتاوهت فاركة ذراعها‬
‫‪ ..‬نظر لها عربي بابتسامة سمجه ثم‬
‫وجه سؤاله لهشام ‪ :‬انت علي كده‬
‫خاطب يا استاذ هشام‬
‫ً‬
‫التفت له هشام هاتفا بمزاح ‪ :‬ل ليه‬
‫! عندك عروسة ليا‬
‫عربي بفخر ‪ :‬ست العرايس اختي‬
‫زينب ‪ ..‬شهقت ليلي لطمه صدرها‬
‫‪60‬‬
‫وهي تهتف بذهول ‪ :‬اطاطا ! ‪..‬‬
‫ً‬
‫ضحك هشام موجها حديثه لها ‪ :‬ا‬
‫! مين ياختي‬
‫ليلي وهي تميل علي والدتها ‪ :‬يعني‬
‫اطاطا تاخد ده وانا اخد عربي‬
‫ضحكت الم ببالهه وهو تنهض‬
‫ساحبة ليلي خلفها لتنظيف المائدة‬
‫‪ ..‬اقترب عربي من هشام وهو ينظر‬
‫ً‬
‫بدوره من النافذة هاتفا ‪ :‬ال هو انت‬
‫علطول قاعد جنب الشباك ليه ثم‬
‫ً‬
‫دفع هشام مفسحا لنفسه المجال‬
‫ً‬
‫! متابعا ‪ :‬في عركة برة ول ايه‬
‫سقط هشام علي المقعد بجانبه‬
‫‪61‬‬
‫ونظر لعربي الغير مك ترث بالمرة بما‬
‫ً‬
‫حدث ثم وضع ساقا فوق الخري‬
‫ً‬
‫علي ذراع المقعد هاتفا ‪ :‬كنت باخد‬
‫تان‬
‫ً‬
‫! عربي ملتفتا له ببالهه ‪ :‬بتاخد ايه‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬باخد بتنجان من‬
‫الراجل الي ماشي بعربية الخضار‬
‫ً‬
‫عربي لعقا فمه باشتهاء ‪ :‬ياااه فتحت‬
‫نفسي وياسالم لو ام ليلي تعملنا‬
‫مسقعة‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬فتحت نفسك لهي‬
‫البعيدة كانت لسه مقفولة هللا‬
‫يعينك عليها‬
‫‪62‬‬
‫ضحك عربي باريحية وهو يجلس‬
‫ً‬
‫بجانبها علي المقعد هاتفا ‪ :‬انت ايه‬
‫الي مقعدك كدة‬
‫ل ا ًبدا ده نوع من ‪:‬هشام ممازحاً‬
‫العوجان بعيد عنك‬
‫ً‬
‫عربي ضاحكا ‪ :‬هتتعوج علي ابو‬
‫نسب بردو‬
‫! هشام ببالهه ‪ :‬ابو نسب مين‬
‫عربي ب إاقرار ‪ :‬يعني لما تتجوز اختي‬
‫باعتبار ما سيكون يعني‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬اطاطا ‪،،،،،،،،‬‬
‫ً‬
‫زفر هشام بارتياح مفمضا عينيه وهو‬
‫يتراجع براسه للخلف بعدما غادر‬
‫‪63‬‬
‫عربي الشقه بعد ان استقبل حماه‬
‫بعد عودته من عمله والذي كان‬
‫بدوره علي علم مسبق بقدوم هشام‬
‫في مهمته ‪ ..‬اقتربت ليلي من هشام‬
‫فهمس باعين مغلقة ‪ :‬هللا يعينك‬
‫علي بلوتك يا شابة ‪ ..‬ابتسمت له‬
‫ليلي بحالمية قبل ان تتسائل ‪:‬‬
‫عرفت منين ان انا وعينك مغمضة‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا بدون فتح عيناه ‪ :‬من‬
‫الساجات الي معلقاها في رجلك ‪..‬‬
‫طحنت ليلي اسنانها قبل ان تضربه‬
‫ً‬
‫بقدمها فيهب معتدل وهو يفرك قدمه‬
‫‪ :‬ليه كده يا بنت المؤذية ‪ ..‬ليلي‬
‫‪64‬‬
‫بحقد ‪ :‬هو كده عديم المحسوسيات‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬اسماللة علي شيف‬
‫شربيني الى كل محسوسياته في‬
‫كرشه‬
‫ليلي بسعادة ‪ :‬بتغير عليا يا سي‬
‫هشام‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬اغير علي مين يا بت‬
‫المجانين ده انا بتريق علي الماسوف‬
‫علي شبابه ثم وقف متوجها للنافذة ‪:‬‬
‫وروحي نامي يال انا هراقب الوضع‬
‫برة‬
‫ليلي بضيق ضاربة الرض بقدمها‬
‫قبل ان تذهب لغرفتها ‪ :‬جاك ضربة‬
‫‪65‬‬
‫‪،،،‬‬
‫اقتربت منه علي مهل وهو نائم علي‬
‫المقعد الذي اتخذه كسريره في فترة‬
‫اقامته لديهم ‪ ..‬تطلعت لمالمحه‬
‫الصارخة الوسامه وجسده الرياضي‬
‫بحالمية ‪ ..‬جلست علي ركبتيها‬
‫بجوارها وهي ترسم مالمحه باناملها‬
‫بهدوء قبل ان يقبض علي معصمها‬
‫ً‬
‫فاتحا عيناه وبدون كلمه التهم‬
‫شفتيها في قبلة قاتلة تاقت نفسها‬
‫لها منذ راته ‪ ..‬استلمتك لقبلته التي‬
‫تحولت للرقة باستمتاع حقيقي تحلق‬
‫معه في عالم وردي خاص ‪ ،‬يرتعد‬
‫‪66‬‬
‫بدنها في اثارة ل قبل لها بها ‪ ،‬قبل‬
‫ان تتاوه بشدة فاتحة عينيها تنظر‬
‫حولها مودعة حلمها الجميل بسقطة‬
‫مدوية علي ارض غرفتها ‪،،،،‬‬

‫‪67‬‬
‫البارت الخامس‬

‫افاقت من احالمها الوردية على‬


‫سقطة مدوية على ارض الغرفة ‪..‬‬
‫تاوهت بالم وهي تمسك بمؤخرتها ‪:‬‬
‫اااه يا عصعوصي ياااانا‬
‫طرقات على باب غرفتها جعلتها‬
‫تعقد بين حاجبيها وهي تنظر‬
‫لفتحات نافذة غرفتها المغلقة ‪..‬‬
‫ً‬
‫ظالاام لزال الوقت ليال من يا ترا‬
‫سيطرق بابها في ذلك الوقت ‪..‬‬
‫إاستمرت الطرقات على باب الغرفة‬
‫‪68‬‬
‫ً‬
‫فتاوهت مجددا وهى تنهض متوجهه‬
‫نحو باب ‪ ..‬فتحته فجاة فطالعها‬
‫وجه هشام القلق ‪ :‬ايه الى وقع ده ‪..‬‬
‫ليلي وهي تفرك مؤخرتها ‪ :‬انا وقعت‬
‫ً‬
‫وانا نايمة ‪ ..‬إانفجر هشام ضحكا من‬
‫منظرها ‪ :‬ليه بتلعبى تايكوندو ده‬
‫البيت اترج رجه عنب دي مش وقعة‬
‫يا ماما ده زلزال بقوة ‪ ٥‬ريختر ‪..‬‬
‫نظرت له بضيق وهى تهتف من بين‬
‫اسنانها ‪ :‬ليييه تخينه ول تخينه‬
‫احمد ربنا مش عربى الى وقع الوقعه‬
‫دى كان البيت وقع على نفوخنا ‪..‬‬
‫هشام بمهادنه ‪ :‬طيب يا ست رشيقة‬
‫‪69‬‬
‫طالما صحيتى معلش فنجان قهوة‬
‫علشان اعرف اسهر ‪ ..‬ليلي ببالهه ‪:‬‬
‫وتسهر ليه الوقت متاخر كمل نومك‬
‫‪ ..‬هشام بمزاح ‪ :‬اه مانا جاي اوتيل‬
‫هنا ثم تحولت مالمحه للجدية وتابع‬
‫‪ :‬فوقي يا حاجة انا جاي هنا في‬
‫مهمه مش جاي اغير جو عندكوا ‪..‬‬
‫رفعت ليال حاجبيها وهي تحرك‬
‫راسها ب إادراك ‪ :‬اااه صح طب هعملك‬
‫قهوة حاضر ‪،،،،،،،‬‬
‫وضعت كوب القهوة على الطاولة‬
‫ً‬
‫امامه فنظر لها شاكرا ثم عاد ببصره‬
‫للنظر من بين فتحات النافذة ‪..‬‬
‫‪70‬‬
‫ابتسمت ليلي بحنان فتوجهت نحو‬
‫مفتاح ا إلضائة وقبل ان تهم بفتحه‬
‫كان هشام قد لمحها فقفذ مسرعاً‬
‫وهو يحملها من خاصرتها بيد وبيده‬
‫الحرة يبعد يديها عن المفتاح ‪ ..‬ليلي‬
‫بسعادة ‪ :‬ايه ده تحرش علطول كده‬
‫طب مش تقولى كنت استحمى ‪..‬‬
‫ً‬
‫تركها هشام مصعوقا ‪ :‬ت إايه ياختي‬
‫انتى هتلبسينى جناية ‪ ..‬تالعبت‬
‫بحاجبيها وهى تؤنبه ‪ :‬يا وااااد خش‬
‫في عبي فاكرنى هبلة معرفش‬
‫ً‬
‫التحرش ‪ ..‬تخصر هشام ضاحكا ‪:‬‬
‫انتى بقي من الى بيركبوا التوبيسات‬
‫‪71‬‬
‫علشان يتحرشوا بيهم والبك بتحطيه‬
‫! ايه تمويه‬
‫ليلي بثقة ‪ :‬فشرررر ال اركب‬
‫التوبيس علشات يتحرشوا بيا مسم‬
‫ده هم بيجوا لحد عندي ‪ ..‬هشام‬
‫آ‬ ‫ً‬
‫ضاحكا وهو يضرب ك ف بالخر ‪:‬‬
‫وربنا لسعة يا عندك ربع ضارب ‪..‬‬
‫حركت يدها بال اك تراث قبل ان‬
‫ترسم ابتسامة مشاغبة على وجهها‬
‫وتلكزة بك تفها في صدره ‪ :‬ايه بقي‬
‫! هشام بتساؤل ‪ :‬ايه ايه‬
‫ليلي ‪ :‬مش هتكمل تحرش ول ده‬
‫اخرك علشان ابقي فاهمه بس‬ ‫آ‬
‫‪72‬‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬اه ده اخري استري‬
‫عليا يسترك ربنا يا شيخة‬
‫ليلى لطمة صدرها ‪ :‬يا ضنايا ياخويا‬
‫والى يشوفك يقول ماشاء هللا تور‬
‫مسم صحيح من برة هاهلل هاهلل ‪..‬‬
‫هشام بانفعال ‪ :‬ل عندك بقي انا‬
‫عمال اهاودك من الصبح علشان‬
‫اتنيل اشوف شغلى انما تشككي فى‬
‫قدراتى ل والف ل ‪ ..‬تهللت مالمحها ‪:‬‬
‫ايه ضاه يعني انت كويس‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬سالماك م الخنفان‬
‫ليلي مازحة ‪ :‬ل ده محن بعيد عنك‬
‫مشفتش الست فيفي عبدو وهي‬
‫‪73‬‬
‫بتقولها ثم رمشت بعينيها وهى‬
‫تقلدها ‪ :‬اموااااه ايوة بقي ويال بقي‬
‫هشام ببالهه ‪ :‬يال فين‬
‫ليلي مازحة ‪ :‬ابقي تعال وانا اقولك‬
‫فين‬
‫اتسعت حدقتا هشام من جراتها لقد‬
‫قابل الك ثير ولكنها تبدو ساذجة ل‬
‫تعي ما تقول ‪ ..‬هشام بتساؤل حذر ‪:‬‬
‫هي البعيده فاهمه بتقول ايه ول‬
‫بتكرري زى البغبغان وخالص‬
‫ليلي ضاحكة وهى تلكزه فى ك تفه ‪:‬‬
‫ينيلك راجل فاكرنى هبلة ول ايه‬
‫هشام ‪ :‬طيب فهمينى يعني ايه‬
‫‪74‬‬
‫ليلي متحمحمه ‪ :‬احم هم بيقولوها‬
‫كده‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬انا قولت هبلة بردو‬
‫ليلي بضيق ‪ :‬روح روح هللا يسهلك‬
‫شوف شغلك فصلتنى من المود‬
‫الرومانسي الى الحلم خالنى فيه‬
‫! هشام ببلالهه ‪ :‬حلم‬
‫ليلي بحالميه ‪ :‬حلم حلو اوووي ثم‬
‫فركت مؤخرتها متابعة ‪ :‬صحيت‬
‫‪ .....‬منه على وجع‬
‫وقبل ان تكمل استوقفها هشام ‪:‬‬
‫بسسسس فهمت يا ماما مش لزم‬
‫توضحي ثم تركها وتحرك متناول‬
‫‪75‬‬
‫كوب القهوة وهو يتوجه لموقعه نحو‬
‫النافذة‬
‫ليلي بتساؤل ‪ :‬طب مطفى النور ليه‬
‫!‬
‫هشام بجدية ‪ :‬اول علشان هشوف‬
‫ً‬
‫اوضح ثانيا وده الهم علشان‬
‫محدش يشوفني من العصابة‬
‫اومات ليلي بتفهم وهى تقترب لتنظر‬
‫بدورها من فتحه النافذة قبل ان‬
‫تهمس ‪ :‬بتبص على ايه الشارع‬
‫فاضي‬
‫هشام بضيق وهو ينظر نحوها ‪ :‬مش‬
‫فاهم انا المفروض ده وقت شغلهم‬
‫‪76‬‬
‫همت ليلي بالحديث وهى تنظر من‬
‫النافذة قبل ان تشهق هامسة بص‬
‫بص دة الواد لماضة ‪ ..‬نظر هشام‬
‫ً‬
‫للخارج مسرعا فلمحه يتلفت حوله‬
‫بحذر وهو يدلف للمنزل وفى يده‬
‫حقيبة جلدية ‪ ..‬نظرت له ليلي‬
‫بتساؤل فهمس ‪ :‬حلو اوي كده ثم‬
‫نظر لها وتابع ‪ :‬تعرفى تدخلينى‬
‫البيت ده‬
‫ليلي ذاهلة ‪ :‬انت بتهزر تدخل ازاى‬
‫ده الحارة كلها بتترعب منهم‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬هتعرفي ول ل‬
‫ليلي مفكره ‪ :‬هحاول‬
‫‪77‬‬
‫نظر لساعة يده التى قد تعدت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الثالثة فجرا هامسا ‪ :‬طيب يال ‪..‬‬
‫اومات له باستسالم فاقترب متناولً‬
‫حقيبة جلدية صغيرة من داخل‬
‫! حقيبته فسالته ‪ :‬ايه ده‬
‫ً‬
‫هشام موضحا دي كاميرات مراقبة‬
‫هدخل ازرعها في المكان انا مش‬
‫عاوز تاجر صغير انا عاوز الى بيموله‬
‫بالبضاعة‬
‫قبل ان يخرج من الباب همست‬
‫ليلي وهي تقبض على ذراعه ‪ :‬استنى‬
‫التفت لها بتساؤل فتابعت ‪ :‬الناس‬
‫دى قتالين قتال انا عندى فكرة‬
‫‪78‬‬
‫هشام بتساؤل ‪ :‬فكرة ايه‬
‫ليلي ‪ :‬هخلى امي بكرة بليل تبل‬
‫شربات ان انا لقيت شغل وتوزعه‬
‫وهنحط فيه منوم للعصابة فنعرف‬
‫ندخل بعد ما يناموا‬
‫ً‬
‫هشام رافعا حاجبيه ب إاعجاب ‪ :‬مممم‬
‫بتعرفى تفكري‬
‫ليلي بشموخ ‪ :‬عيب تقول كده انا‬
‫عقلي يوزن بلد انا بس الى ميبانش‬
‫عليا‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا وهو يعود لغرفة‬
‫الجلوس وهي تتحرك لحقة به ‪ :‬وهللا‬
‫انتى مصيبة‬
‫‪79‬‬
‫ليلي ضاحكة وهى تتوجه نحو‬
‫النافذة لتغلق الضلفة الزجاجية ‪ :‬انا‬
‫هقفله علشان الجو بيبرد بليل ‪..‬‬
‫حرك هشام ك تفه بال مباله ووضع‬
‫حقيبة الكاميرات على المنضدة ‪..‬‬
‫التفتت لتعود له ولكن تعثرها في‬
‫الحصيرة المفترشة الرض جعلها‬
‫تسقط ولمفاجئتها سقطت فوقه على‬
‫الريكة ‪ ..‬ابتلع هشام ريقه بصعوبة‬
‫من ذلك القرب المهلك لحواسه‬
‫الذكورية ففاجاته ليلي بضحكه‬
‫خافته وهى تهمس ‪ :‬يا بركه دعاكى‬
‫ياما‬
‫‪80‬‬
‫! هشام ببالهه ‪ :‬افندم‬
‫ليلي غامزة ‪ :‬زى الفالم بالظبط بص‬
‫في عينيا كده‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا وهو يدفعها عنه ‪ :‬يال‬
‫يا معمصة مشي من هنا‬
‫ليلي متشبثة به ‪ :‬اهون عليك يا‬
‫شوشو‬
‫ً‬
‫هشام ممازحا ‪ :‬ل يا اوختي متهونيش‬
‫ثم احتضن خصرها فاتسعت‬
‫حدقتاها قبل ان يهمس امام شفتيها‬
‫‪ :‬انا ممكن استغل الموقف ده اسوا‬
‫استغالل على فكرة خافى على‬
‫نفسك‬
‫‪81‬‬
‫ليلي ضاحكة ‪ :‬ابوس ايدك استغله‬
‫ضحك هشام بشده وهو يبعدها عنه‬
‫‪ :‬يا بنتى بطلى هبلك ده لول‬
‫احساسي انك مش وش كده كنت‬
‫شكيت فيكى‬
‫ليلي بغضب ‪ :‬مين قال اني مش كده‬
‫انا كده وابو كده جربنى يمكن اطلع‬
‫حلوة واعجبك‬
‫ً‬
‫دفعها عنه ضاحكا فسقطط على‬
‫مؤخرتها ‪ ..‬ضحك على منظرها وهى‬
‫مفترشة لرض الغرفة ‪ ..‬تاوهت‬
‫بخفوت وهى تفرك مؤخرتها هامسة ‪:‬‬
‫انا على ما اعلقك هيكون جالى‬
‫‪82‬‬
‫الغضروف ثم تالعبت بحاجبيها‬
‫متابعه ‪ :‬بس كله يهون يابو عيون‬
‫دوبلى‬
‫وقفت متاوهه ثم تحركت مغادرة‬
‫الغرفة ‪ :‬انا هنام‬
‫هشام وهو يفرد نفسه على الريكة ‪:‬‬
‫تصبحى علي خير‬
‫كزت ليلي على اسنانها ‪ :‬بقولك هنام‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬ما اتخمدى انا‬
‫مال امي‬
‫ليلي بانفعال ‪ :‬طب قولى خليكى‬
‫شوية هتوحشينى للصبح هاتي بوسة‬
‫علشان اعرف انام يخربيت البرود‬
‫‪83‬‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬نامى يا ليلي هللا‬
‫يهديكى‬
‫زفرت بضيق وهى تضرب الرض‬
‫بقدمها ‪ :‬اووووف وترك ته وعادت‬
‫لغرفتها ‪ ..‬اعتدل هشام فى جلسته‬
‫ً‬
‫وزفر بارتياح هامسا ‪ :‬هللا يخربيتك‬
‫آ‬
‫كنا هنتقفش اداب يا بت المجنونه‬
‫يارب خلص المهمه دى علي خير‬
‫‪،،،،،،،،‬‬

‫‪84‬‬
‫البارت السادس‬

‫اخذ ينظر لها وابتسامه متسلية تعلو‬


‫ثغره وهو يطالع توترها وهي تفرك‬
‫يديها المتعرقتان ببعضهما بتوتر فى‬
‫انتظار مفعول المنوم الذي وضعه‬
‫‪85‬‬
‫هشام للعصابة في كوئس الشربات‬
‫التى حرصت بنفسها علي ايصالها‬
‫لكل فرد من افراد العصابة ‪ ..‬رغم‬
‫إاعجابه بجراتها ال انه يتعجب من‬
‫ً‬ ‫آ‬
‫حالها الن المنافي تماما لحماسها‬
‫منذ قليل ‪ ..‬قرر مشاكستها فهتف‬
‫باستهجان ‪ :‬ياااه وعاماللى فيها‬
‫السبع رجالة وداخلة نافشالى ريشك‬
‫وانتى اجبن خلق هللا وهتعمليها‬
‫على روحك م الخوف‬
‫التفتت له بحده مسترجعه شراستها‬
‫‪ :‬هى مين دى الى هتعملها على‬
‫! روحها‬
‫‪86‬‬
‫هشام بتاكيد ‪ :‬انتى‬
‫ليلي بشموخ ‪ :‬ماعاش ول كان الى‬
‫يخوفنى متكبرهاش في دماغي‬
‫وتخلينى اقوم احط الكاميرات‬
‫بتوعك دول فى عين حنفي ‪ ..‬هشام‬
‫ً‬
‫مادا يده بالكاميرات نحوها ‪ :‬خدي‬
‫اهم حطيهم فى عين حنفي وانا‬
‫هقف اتفرج‬
‫ليلي بابتسامة بلهاء وهى تضرب‬
‫ك تفه ‪ :‬ينيلك دمك عسل وانت‬
‫بتهزر‬
‫هشام بجدية ‪ :‬مين قال بهزر يال‬
‫خديهم‬
‫‪87‬‬
‫! ليلى بذهول ‪ :‬انت بتتكلم جد‬
‫ً‬
‫هشام وهو يومئ براسه ‪ :‬طبعا جد‬
‫ليلي مبتلعة ريقها وهى تمسك رقبتها‬
‫‪ :‬انت بتضحي بيا ول ايه لاا انا عاوزة‬
‫اتجوز قبل ما اموت يسترك‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا وهو يضع يديه فى‬
‫جيوب بنطاله ‪ :‬ومتجوزتيش ليه مهو‬
‫عربى اهو طول بعرض بكرش ولية‬
‫حاجة تشرح القلب الحزين‬
‫ليلي بانفعال ‪ :‬اهى اللية دى لوحدها‬
‫موال لوحده‬
‫ً‬
‫هشام غامزا ‪ :‬طب يال‬
‫ليلي بدلل ‪ :‬ل بقولك ايه متستغلش‬
‫‪88‬‬
‫ضعفى‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا وهو يتحرك نحو باب‬
‫الشقة ‪ :‬يال نزرع الكاميرات يا بايرة‬
‫نظرت لظهره المنصرف ببالهه قبل‬
‫ان تستعيد شراستها هامسة من بين‬
‫اسنانها ‪ :‬هتروح منى فييين مسيرك‬
‫يا ملوخية تيجى تحت المخرطه‬
‫ً‬
‫وساعتها ثم صمتت قليال وهى‬
‫تتالعب بحاجبيها متابعه ‪ :‬هشهقلك‬
‫شهقة تجيبك الرض يا واد يا‬
‫مسمسم يابو غمازات انت ‪،،،،،‬‬
‫حاول ك تم ضحك ته عندنا شعر‬
‫بالدغدغه وهو تحاول التشبث‬
‫‪89‬‬
‫بقميصه الملتصق بجسده العضلي‬
‫مبعدا لها بهدوء ‪ :‬ابعدي هضحك‬‫ً‬
‫وهبوظ الدنيا‬
‫ليلي بخوف وهى تتلفت حولها ‪:‬‬
‫تضحك على خيبة ايه دول لو‬
‫مسكونا هيضربونا بالنار لحد ما‬
‫هيخلونا شبه مصفة امى الي كل خرم‬
‫وخرم اد كده‬
‫ً‬
‫هشام مزيحا يدها ‪ :‬يبقي ابعدى‬
‫ايدك دى علشان ميعملوكيش‬
‫مصفي ويبعتوكى لمك في شوال‬
‫علشان بغير‬
‫ليلى بصدمه ‪ :‬بتغير ! هو فى ظابط‬
‫‪90‬‬
‫بيغير‬
‫ً‬
‫هشام متخصرا ‪ :‬ده على اساس ان‬
‫الظابط ده بيشتغل بالبطارية مثالً‬
‫مش بنى ادم ‪ ..‬قاطع جدالهما صوت‬‫آ‬
‫قوي صدر عن احد افراد العصابة‬
‫فنظر لها هشام بشك ‪ :‬انتى الى‬
‫عملتي كده ‪ ..‬ليلي متاففة وهى‬
‫تمسك انفسها ‪ :‬وربنا ( بانا ) مانا ده‬
‫ابو الروس عبل (عمل) تيت‬
‫هشام ببالهه وهو يك تم انفه بدوره ‪:‬‬
‫)عبل ايه (عمل ايه‬
‫ليلي بنفاذ صبر وهى تترك انفها‬
‫موضحة ‪ :‬عمل تيت ثم تساءلت ‪ :‬ال‬
‫‪91‬‬
‫هى الحاجات دي بتطلع حتى‬
‫والناس متخدرة ! ‪ ..‬هشام ضاحكاً‬
‫بخفوت ‪ :‬اه في كائنات بتسرب كده‬
‫عمال على بطال زى ابو الريح ده ‪..‬‬
‫ليلي متاففة وهي تعيد وضع يدها‬
‫على انفها ‪ :‬وربنا حسيت ان بنطلونه‬
‫اتحرق م النتعه الى نتعها دى ‪ ..‬ك تم‬
‫ضحك ته وهو يتحرك امامها فالقت‬
‫نظرة اخيرة على ابو الروس وهتفت‬
‫باشمئزاز ‪ :‬هللا يحرقك فاطر كرمب‬
‫على الصبح ‪،،،،‬‬
‫وقفت تطالع لماضة بانبهار وهو‬
‫ً‬
‫يغط فى نوم عميق مسبال اهدبه‬
‫‪92‬‬
‫ً‬
‫الك ثيفة وعاقدا بين حاجباه الك ثان‬
‫‪ ،‬انفه الصغير وشفتاه المنفرجتان‬
‫ب إاغراء هامسة بحسرة ‪ :‬خسارتك فى‬
‫النحراف يا واد يا لماضة كنا عملنا‬
‫دويتون عسسسل ‪ ..‬هشام هامساً‬
‫آ‬
‫بعد ان انهى تركيب اخر الكاميرات‬
‫فى مك تب حنفي ‪ :‬بتهببي ايه هللا‬
‫يحرقك بت يال خلصنا خلينا نمشي‬
‫قبل ما يفوقوا ‪،،،‬‬
‫جلس يطالع شاشة حاسوبه بانهماك‬
‫‪ ..‬فجلست بجواره متناولة احدى‬
‫سماعات الذن من اذنه ‪ ..‬التفت لها‬
‫هاتفا وهو يجذب طرف السماعه منها‬‫ً‬
‫‪93‬‬
‫‪ :‬بتهببي ايه ده مش للعب ‪ ..‬ليلي‬
‫ب إاصرار وهى تتشبث بها ‪ :‬مليش‬
‫دعوة عاوزة اسمع انا شريكة معاك‬
‫فى الشغالنه دي‬
‫هشام بنفاذ صبر وهو يعود بنظره‬
‫للشاشة ‪ :‬خالص اتنيلى اسمعى‬
‫وانتى ساك ته‬
‫اول من افاق كان لماضة فابتسمت‬
‫مشيرة نحوة ‪ :‬صاله النبى جته‬
‫ميحوقش فيه المخدر الخواجتى‬
‫بتاعكم يكش بس هو مجرم وسوابق‬
‫كان بقي لقطه‬
‫هشام بتافف ‪ :‬هتقعدى تلعنى بختك‬
‫‪94‬‬
‫ك تير سيبينى اشتغل بقي ‪ ..‬وضعت‬
‫يدها على فمها وهى تومئ بصمت‬
‫ً‬
‫عندما نهض ابو الروس فاركا راسه ‪:‬‬
‫انا نمت ول ايه ثم ربت على بطنه‬
‫ً‬
‫فاطلق ريحا بصوت جهورى اشاحت‬
‫ليلي بوجهها باشمئزاز عندما تتابع‬
‫اطالقه للريح بتنغم وهو يربت على‬
‫ً‬
‫بطنه باستمتاع متاوها بسعادة ‪..‬‬
‫ً‬
‫انفجر هشام ضاحكا ‪ :‬ده بيلحنها ‪..‬‬
‫ليلي باشمئزاز ‪ :‬انا بقول نستنى لما‬
‫ابو الروس ينضف من تاثير الكرمب‬
‫ونرجعله تانى يكون ربنا فرجها عليه‬
‫وارتاح ‪ ..‬اوما لها هشام من بين‬
‫‪95‬‬
‫ضحكاته وانتقل لغرفة اخري ‪ :‬كان‬
‫هناك رجالن فيما يبدو افاقا منذ‬
‫قليل وبدءا فى لعب الورق وهما‬
‫يتجرعان من زجاجات البيرة ‪..‬‬
‫هتفت ليلي ‪ :‬هو المنوم ده ضعيف‬
‫ول ايه ده يادوب خرجنا صحيوا ‪..‬‬
‫ً‬
‫هشام موضحا ‪ :‬انا حطيت جرعة‬
‫قليلة علشان ميشكوش فى حاجة ‪..‬‬
‫بدا احدهما بالكالم ‪ :‬بس تفتكر‬
‫البت ليلي دى هتشتغل فين‬
‫آ‬
‫الخر ‪ :‬وانا ايش عرفنى واك تم‬
‫احسن لماضة يسمعك وتتخانقوا‬
‫تانى‬
‫‪96‬‬
‫الول ‪ :‬ياعم انا مش فاهم عاجبه‬
‫فيها ايه الشعنونه دى ‪ ..‬ليلي‬
‫بحالمية ‪ :‬لماضة اتخانق علشانى‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬هو ده الى لفت‬
‫نظرك وبالنسبة لشعنونه عادى‬
‫يعنى‬
‫ليلي بحقد ‪ :‬انشاهلل يشرق بالى‬
‫بيطفحة البعيد ال شعنونه ال مسم‬
‫ميحكوشي‬
‫عندها اتاهم صوت تجشوء قوي‬
‫خرج عن احد الجالسين ‪ ..‬ابعدا على‬
‫آ‬
‫إاثره السماعات فاركين اذانهم قبل‬
‫ان يهتف هشام ‪ :‬صحة يا وحش‬
‫‪97‬‬
‫ليلي بانزعاج ‪ :‬صحة ايه وقرف ايه ده‬
‫ايه جنينه الحيوانات الى وقعنا فيها‬
‫دى ده انا شوفت اللوز من هنا ‪..‬‬
‫ضحك هشام قبل ان يعود لغرفة‬
‫لماضة الذي كان يتحدث مع احدهم‬
‫على الهاتف ب إاهتمام قبل ان يغلق‬
‫ً‬
‫الخط هاتفا ‪ :‬ابو الروووس‬
‫ً‬
‫اقبل ابو الروس راكضا فهتف به‬
‫لماضة ‪ :‬البضاعة قربت توصل مصر‬
‫فهم الرجالة يستعدوا في خالل ايام‬
‫هنروح نستلم ‪ ..‬اوما له آالخر موافقاً‬
‫وانصرف ‪ ..‬التفت كل من هشام‬
‫وليلي لبعضهما فى نفس الوقت‬
‫‪98‬‬
‫فهتفت ليلي بصدمة ‪ :‬معقووووول ‪،،‬‬
‫ابو الروس وقف خمس دقايق كاملة‬
‫من غير ما يعمل تيت ‪،،،،،،،،‬‬

‫‪99‬‬
‫البارت السابع‬

‫طرقات علي باب المنزل جعلتها‬


‫تتافف وهى تترك تفحصها السري‬
‫لهشام وهو يمارس بعض التمرينات‬
‫الرياضية متوجهه نحو الباب لتفتحه‬
‫‪ ..‬استوقفها هشام ب إاشارة من يده‬
‫وهو يلهث بينما هي تتامل جسده‬
‫الرياضي ب إاعجاب خفي‬
‫ً‬
‫فتح الباب ووقف متسمرا امامه‬
‫لوهلة وهو يطالع تلك المراة التي‬
‫‪100‬‬
‫تطالعه بدورها ‪ ..‬لم يكن متاكداً‬
‫كل في اتجاه ولكن‬ ‫فعيناها تنظران ٍ‬
‫حدسه ينبئه انها تطالعه بفكها‬
‫المتدلي وابتسامتها البلهاء‬
‫اقتربت منه ليلي ومالت على اذنه‬
‫هامسة ‪ :‬اطاطا اخت النبى حارسه‬
‫ً‬
‫التفت لها بسرعه مضيقا بين عينيه‬
‫ثم عاد بنظره لتلك الواقفة لم‬
‫تتحرك من مكانها‬
‫ً‬
‫مال على ليلي هامسا ‪ :‬هى مالها‬
‫مبتدخلش ليه‬
‫ليلي متاففة وهى تفرك جبهتها‬
‫ب إارهاق ‪ :‬مش هتعرف يال انت بس‬
‫‪101‬‬
‫ايدك معايا‬
‫! هشام بعدم فهم ‪ :‬ايه‬
‫ليلي موجهه حديثها لزينب ‪ :‬وسعي‬
‫يا زوزو خلي الفندي يطلع‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬اطلع فين بمنظري‬
‫ده‬
‫ليلي بنفاذ صبر ‪ :‬مش هتطلع الشارع‬
‫انت بس هتطلع تزقها من ورا علشان‬
‫الضرفتين مش هيك فوها الى عندها‬
‫مبيتشفطش زى عربي‬
‫ارتسمت عالمات التعجب على‬
‫وجهه فهتفت زينب ‪ :‬متخلثوني بقي‬
‫انتوا هتتنكوا تزغروا لبعض وثايبينى‬
‫‪102‬‬
‫كده‬
‫هشام باعتذار ‪ :‬معلش يا بثينه‬
‫فسحى كده‬
‫ابتعدت عن الباب بينما فتحت ليلي‬
‫ضلفتى الباب وخرج هشام وبمجرد‬
‫ان طالعها من الخلف انفجر فى‬
‫ً‬
‫الضحك هاتفا لليلى بعتاب مصطنع‬
‫‪ :‬ل احنا متفقناش على كده قولتى‬
‫اطاطا انما ده عزيز الهانش وش‬
‫التفتت له زينب بحدة ‪ :‬افندم‬
‫ً‬
‫هشام رافعا يديه امام وجهه‬
‫باستسالم وهو يحاول ك تم ضحك ته‬
‫‪ :‬معلش اسف خدي نفس عميييق‬
‫‪103‬‬
‫بس متخرجيهوش اوي علشان‬
‫مطيرش البس فى الباب الى ورايا ثم‬
‫هتف ‪ :‬يا عدوووى هوووووب ‪....‬‬
‫اندفعت زينب ساقطة فى حضن‬
‫ليلي التى هتفت بصدمة ‪ :‬ما تبصي‬
‫قدامك ياختي كنتى هتقلبينى على‬
‫ضهري فى الرض‬
‫التفتت زينب نحو هشام الذي اغلق‬
‫ً‬
‫الباب ملتفتا بدوره هاتفة بابتسامة‬
‫بلهاء وهي ترفع صدرها ‪ :‬ازيك يا‬
‫اثتاذ هثام‬
‫ً‬
‫هشام مضيقا بين عينيه ‪ :‬هثام هو‬
‫انتى لدغة فى الشين كمان‬
‫‪104‬‬
‫زينب وهي تومئ برقة مصطنعة ‪:‬‬
‫ايوة‬
‫ليلي مك تفة يديها امام صدرها ‪:‬‬
‫هتفضلي تستعرضي بلوناتك كده‬
‫ك تير مش تاخدي نفسك الول بدال‬
‫مانتى بتلقفي كده ‪ ..‬زينب موجهه‬
‫حديثها لهشام وهي ترفرف باهدابها‬
‫بسرعة كالبلهاء ملتفتة للداخل ‪ :‬عن‬
‫ازنك‬
‫ً‬
‫قبض على معصم ليلي هامسا ‪ :‬انتى‬
‫قولتى اطاطا بس اتفاجئت باطاطا‬
‫وبثينة وعزيز الهانش مضروبين في‬
‫خالط هي دي العروسة الى جابهالى‬
‫‪105‬‬
‫المحروس خطيبك‬
‫ليلي بانزعاج ‪ :‬بس متقولش خطيبي‬
‫لسة بدرى يمكن ربنا يخلصني منه‬
‫قول اميين‬
‫ً‬
‫هشام مشيرا بيده للداخل ‪ :‬امين‬
‫ياختى امين تعالى نشوف الست‬
‫البولين‬
‫ً‬
‫كاد يسقط عن المقعد ضاحكا وهو‬
‫يتابع محاولت زينب المستميته‬
‫لتضع ساق فوق الخري بال فائدة‬
‫عندما هتفت ليلي متاففة ‪ :‬ياختي‬
‫شنطته رافعة الچيبة ك فاية نزلى‬
‫رجلك‬
‫‪106‬‬
‫زينب بثقة وهي لزالت على‬
‫محاولتها ‪ :‬دى ثياكة ايث فهمك‬
‫انتي في الموضة‬
‫محاول ك تم ضحك ته موجهاً‬
‫هشام ً‬
‫حديثه لليلي بتانيب مصطنع ‪ :‬ايوة‬
‫صح ايش فهمك انتي سيبي الست‬
‫كرداشيان تعلمك ثم اعاد نظره نحو‬
‫ً‬
‫زينب متابعا ‪ :‬خدي راحتك يا شابة‬
‫آ‬
‫ع الخر‬
‫ليلي هامسة من بين اسنانها ‪:‬‬
‫عاجباك اوي ست اطاطا خليك‬
‫يارب باللينا تفرقع في وشك يا بعيد‬
‫ثم هبت واقفة وترك تهم وانصرفت‬
‫‪107‬‬
‫للمطبخ‬
‫نظرت زينب بخبث في اثرها ثم هبت‬
‫واقفة وجلست بجوار هشام ‪ :‬ال هو‬
‫انت بتثتغل ايه يا اثتاذ‬
‫هشام ‪ :‬بثتغل رقاثة بث الثغل‬
‫واقف اليومين دول معندكيث‬
‫كباريه يرضي يثغلني ده انا حرك‬
‫واعجبك ياثمك ايه‬
‫زينب ضاحكة بميوعة وهى تلكزه فى‬
‫ً‬
‫خاصرته فضيق بين عينيه متاوها ‪:‬‬
‫اااه يخربيتك واكلة ظلط‬ ‫آ‬
‫زينب مازحة ‪ :‬بفكر اقدم كمال‬
‫اجثام ثم تخصرت هاتفة ‪ :‬مث ثايف‬
‫‪108‬‬
‫القوام‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬اول مرة اشوف‬
‫بعيني القوام الى عاوز بردعة ولجام‬
‫الحقيقة‬
‫زينب مقتربة منه بعد ان تلفتت‬
‫حولها بحذر ‪ :‬بث في عينيا‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬نعم ياختي‬
‫زينب برجاء ‪ :‬بث بث‬
‫هشام بمهادنة ‪ :‬اااهووو‬
‫زينب باسمة ‪ :‬ثايف ايه‬
‫هشام ‪ :‬مش شايف حاجه ثم نظر‬
‫ً‬
‫بجانبه متابعا ‪ :‬انتي بتبصي فين‬
‫زينب بهيام ‪ :‬في عينيك‬
‫‪109‬‬
‫هشام بصدمة ‪ :‬لهو انتي شايفة عيني‬
‫على الشباك‬
‫زينب متاففة ‪ :‬بثثث بقي متقطعث‬
‫اللحظة خليني اثتمتع مش انت‬
‫عريثي‬
‫وقف هشام بصدمة بينما دلفت ليلي‬
‫للغرفة وهى تمسك بطنها وتكاد‬
‫ً‬
‫تسقط علي الرض ضحكا فالتفتت‬
‫لها زينب هاتفة بتلعثم ‪ :‬اااا اانتي‬
‫هنا من امتي‬
‫ليلي وهي ل تستطيع السيطرة على‬
‫نوبة الضحك التى انتابتها ‪ :‬من اول‬
‫ما كنتى عاوزاه يبص في الي يندب‬
‫‪110‬‬
‫فيهم رصاصة تفرقهم اك تر ماهم‬
‫زينب باحراج ‪ :‬اخث عليكي يا مرات‬
‫اخويا‬
‫هنا كان دور هشام لينفجر ضحكاً‬
‫وهو يسقط علي المقعد من خلفه‬
‫وقفت زينب تتمايل في مشيتها فى‬
‫محاولة منها إلغرائه هامسة ‪ :‬ايه‬
‫رايك فيا‬
‫هشام ‪ :‬من انهي زواية بالظبط‬
‫طحنت ليلي اسنانها وجلست تتابع‬
‫العرض بانزعاج بينما اجابته زينب‬
‫بدلل شامخة بصدرها ‪ :‬من كل‬
‫الزوايا‬
‫‪111‬‬
‫هشام بجدية مصطنعة ‪ :‬بصي من‬
‫قدام عاوزة شوية قص ولزق في‬
‫اماكن تانية يعني عندك مثال دراعات‬
‫عاوزة حبة نفخ فممكن نشيل من‬
‫قدام نحط فيهم ‪ ..‬نظرت له بانزعاج‬
‫بينما ابتسمت ليلي بسخرية فتابع ‪:‬‬
‫اما من ورا بقي هممممم عاوزة بردو‬
‫شوية قص ثم اشار نحو ليلي وتابع ‪:‬‬
‫وندي حبة للغلبانه الى جنبي دي ‪..‬‬
‫نظرت له ليلي بحقد بينما ضحكت‬
‫زينب وهي تتحرك بدلل ‪ ..‬تابع‬
‫هشام تمايلها وهي تنصرف نحو غرفة‬
‫ً‬
‫المطبخ بخطوات مدروسة هاتفا ‪ :‬يا‬
‫‪112‬‬
‫وعدي ‪،،،،،،،‬‬
‫وقفت ليلي متخصرة ‪ :‬نعم ياخويا انا‬
‫عاوزة اخد من كوم اللحم ده حته‬
‫اعمل بيها ايه تك نيلة وانت شكلك‬
‫ملكش في الوزى‬
‫! هشام ببالهه ‪ :‬مليش في ايه‬
‫ليلي بتاكيد ‪ :‬الوزى يعني البت‬
‫الحلوة السوفيفة الى زى حالتى‬
‫عاوزلك ونش زى النبي حارسها اخت‬
‫المحروس التاني خلفة الندامة‬
‫ثم تحركت لتقف في النافذة وهى‬
‫تنظر للعابرين بشرود ‪ ..‬اقترب منها‬
‫ً‬
‫هشام ناظرا بدوره وهو يتسائل ‪:‬‬
‫‪113‬‬
‫! بتبصي علي ايه‬
‫ليلي بغضب ‪ :‬امشي روح لعزيز‬
‫الهانش بتاعك يارب تفرقع في وشك‬
‫ً‬
‫هشام ضاحكا ‪ :‬ل كبيرة عليا‬
‫الصراحة دى عاوزة ونش مش عريس‬
‫ليلي وهى تلتفت له متخصرة وهي‬
‫تشير بعيناها نحو جسده العضلي ‪:‬‬
‫وبالنسبة لكوم الغضل ده ايه نافخه‬
‫عند عجالتى‬
‫ً‬
‫هشام رافعا ك تفيه ‪ :‬هعمل بيه ايه‬
‫معاها دي‬
‫ً‬
‫اشتعلت وجنتاها حرجا من كلمته‬
‫ففعم مسار افكارها الذي جعله‬
‫‪114‬‬
‫ً‬
‫ينفجر ضاحكا ‪ :‬يخربيت دماغك‬
‫السم ‪،،،،‬‬
‫يا ليييييلي‬
‫ايوة ياما‬
‫الم ‪ :‬روحى هاتيلي ازازة زيت من‬
‫عند البقال بسرعه‬
‫ليلي وهي تضرب بقدمها في الرض‬
‫بانزعاج ‪ :‬حاضر حاااااضر ‪،،،،،‬‬
‫عادت من عند البقال تحتضن‬
‫زجاجة الزيت التي ابتاعتها وفور‬
‫دخولها من بوابة المنزل دفعتها يد‬
‫قوية نحو الحائط بينما اغلق بوابة‬
‫المنزل بقدمه ‪ ..‬اتسعت عيناها‬
‫‪115‬‬
‫بصدمة عندما طالعتها عيناه‬
‫المتفحصتان فابتلعت ريقها بخوف‬
‫وهى تحاول إابعاده عنها بال جدوى ‪:‬‬
‫ل ل لماضة ابعد عاوز مني ايه‬
‫ميصحش كده ‪ ..‬رفع شيء ما امام‬
‫عيناها لم تتبينه من الوهله الولى‬
‫ولكن سرعان ما اتسعت حدقتاها‬
‫وهي تخطفه من يده هاتفة ‪ :‬ده‬
‫! خلخالى لقيته فين‬
‫لماضة وهو يقترب اك ثر ولزال‬
‫حابسا جسدها بين الحائط وجسده ‪:‬‬ ‫ً‬
‫لقيته في الشقة عندنا ثم مد يده في‬
‫ً‬ ‫آ‬
‫جيب معطفه الخر هاتفا وهو يخري‬
‫‪116‬‬
‫احدى الكاميرات واضاف بخبث ‪:‬‬
‫ولقيت دي كمان‬
‫اتسعت حدقتاها بصدمة ومادت‬
‫الرض بها ولكنه قبض على فكها‬
‫ً‬
‫هامسا امام شفتيها ‪ :‬بتراقبينى يا‬
‫ليلي ومين بقي الي ساعدك ! حضرة‬
‫الظابط الي مفهمه الحارة كلها انه‬
‫قريبك ‪ ..‬فتحت فمها محاولة‬
‫ً‬
‫الحديث واطبقته مجددا عندما‬
‫قبض على مؤخرة راسها وهمس امام‬
‫شفتيها ‪ :‬قوليله لماضة بيسلم عليك‬
‫وبيقولك هو عارف انت مين كويس‬
‫‪ ،،،،،،،،‬اوي يا ‪ ..‬يا هشام باشا‬
‫‪117‬‬
‫البارت الثامن‬

‫‪118‬‬
‫كما ظهر فجاة إاختفي فجاة ‪ ..‬تلفتت‬
‫حولها بخوف وهي تهمس ‪ :‬تف تف‬
‫تف بسم هللا الحفيظ الراجل اختفي‬
‫‪ ..‬فركت راسها بتفكير ‪ :‬يكونش‬
‫! بيتهيالي‬
‫انحنت لتلتقط زجاجة الزيت التى‬
‫ً‬
‫سقطت منها ارضا في مرحلة ما‬
‫فاتسعت حدقتاها بذعر وهي تطالع‬
‫فردة خلخالها الضائعة وك إانها حية‬
‫ستقبض انفاسها ‪،،،،‬‬
‫دلفت للمنزل مسرعة وهي تناول‬
‫والدتها التى فتحت لها الباب زجاجة‬
‫الزيت واندفعت نحو حجرة الجلوس‬
‫‪119‬‬
‫‪ ..‬ضيق بين عينيه عندما لحظ‬
‫خوفها الواضع وتلفتها حولها كمن‬
‫رات عفريت للتو فهتف بها ‪ :‬مالك‬
‫مش علي بعضك كده ليه ‪ ..‬اشارت‬
‫له بعينيها نحو زينب قبل ان تهتف‬
‫بها ‪ :‬قومي يابوز الغراب امي عاوزاكي‬
‫في المطبخ ‪ ..‬تاففت زينب وهي‬
‫ترمقها بنظرات عاتبة قبل ان تقترب‬
‫منها هامسة ‪ :‬ميثحش تهزري كده‬
‫قدام عريثي لزم تدينى وضعي ‪ ..‬ليلي‬
‫بنفاذ صبر ‪ :‬اتكلي على هللا يا اطاطا‬
‫عفاريت الدنيا بتتنطط في خلقتي ‪..‬‬
‫زينب بحقد ‪ :‬ماثي بث ابقي افتكريها‬
‫‪120‬‬
‫وخرجت من الغرفة ‪ ...‬نظرت ليلي‬
‫في اثرها قبل ان تقترب من هشام‬
‫وهي تلطم صدرها ‪ :‬الحقني اتكشفنا‬
‫هشام باستفهام ‪ :‬ازاي يعني‬
‫اخذت تروي له ما حدث بينما هشام‬
‫يستمع لها بصمت حتي انتهت ‪...‬‬
‫فتح حاسوبه وضغط عده ضغطات‬
‫قبل ان يحول نظره نحوها مبتسماً‬
‫هتفت به ‪ :‬ممكن افهم ايه الي‬
‫! بيضحك البعيد‬
‫ً‬
‫هشام مشيرا نحو شاشة حاسوبه ‪:‬‬
‫بصي‬
‫ليلي ناظرة للشاشة بانفعال ‪ :‬اهو‬
‫‪121‬‬
‫بصيت في ايه المخروبة الى حطينا‬
‫فيها الكاميرات هو ده وقته بقولك‬
‫احنا في مصيبة‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬يامو جهل هو لو‬
‫ناوي شر كان ساب الكاميرات‬
‫الباقية‬
‫ليلي ببالهه ‪ :‬يعني ايه ؟‬
‫هشام بثقة ‪ :‬يعني عاوز اقابل‬
‫لماضة‬
‫! ليلي شاهقة ‪ :‬تقابل مين‬
‫هشام وهو يضغط على كل حرف‬
‫ينطقه ‪ :‬ل م ا ض ة‬
‫ليلي بانفعال ‪ :‬ده بيهددنى انه عرفك‬
‫‪122‬‬
‫لم حاجتك دى ومنعطلكش احنا‬
‫غالبة مش وش بهدلة‬
‫ً‬
‫هشام رافعا إاحدي حاجبيه ‪:‬‬
‫وعاماللى السبع رجالة وانتي اجبن‬
‫خلق هللا ل واغباهم كمان‬
‫ليلي وهي ترفع إاصبعها محذرة ‪:‬‬
‫مسمحلكش‬
‫ً‬
‫هشام ضاربا يدها ‪ :‬اتنيلي مهو‬
‫شخشيخة العيال بتاعتك الي‬
‫كشفتنا ليه قولتلك مليون مرة شيلي‬
‫امه مفيش فايدة احمدى ربنا انها‬
‫موقعتش في ايد حد تاني لماضة ده‬
‫‪ ..‬شكله كده قالب عليهم‬
‫‪123‬‬
‫ليلي امك مكانتث عاوزاني كده‬
‫تضحكي عليا‬
‫ليلي بنفاذ صبر وهي تلتفت لزينب ‪:‬‬
‫ارحمي امي انا ف ايه وانتي ف ايه‬
‫اقولك سيباهولك اهو اشبعي بيه ثم‬
‫ترك تهم ودلفت لحجرتها ‪ ..‬إاقتربت‬
‫زينب من هشام وعيناها علي الباب‬
‫الذي خرجت منه ليلي هاتفة ‪ :‬مالها‬
‫! دي‬
‫هشام بال اك تراث ‪ :‬ممالهاش تالقيها‬
‫عاوزة تنام شوية اصلها سهرت‬
‫امبارح‬
‫زينب بفهم ‪ :‬اهااا تالقيها كانت‬
‫‪124‬‬
‫بتفكر في عربي ثم رمشت عدة مرات‬
‫كالبلهاء وهي تقترب منه هامسة‬
‫بحالمية ‪ :‬هاااح الحب بقي‬
‫هشام وهو يحاول ك تم ضحك ته ‪ :‬اه‬
‫هو بغباوته‬
‫لمحت بطرف عينها حاسوبه الذي‬
‫نسي ان يغلقه فاقتربت مشيرة نحوة‬
‫‪ :‬هللا لب توز كان نفسي العب بيه‬
‫من زمان‬
‫ً‬
‫قفز هشام سابقا لها وهو يغلق‬
‫حاسوبه ‪ :‬ل معلش محبش حد‬
‫يلعب فى لب توزي من فضلك‬
‫زينب بحزن ‪ :‬هلعب ثوية بث مث‬
‫‪125‬‬
‫هبوظ حاجة‬
‫هشام بجدية ‪ :‬ده عليه شغلي يا‬
‫بثينة معلش‬
‫زفرت بضيق وهي تبتعد عنه ‪ :‬خالث‬
‫يا ثيدي متزعلث ‪،،،،،‬‬
‫انتصف الليل والجميع نيام إال هي‬
‫فقد نامت حتي تتجنب الحديث مع‬
‫زينب وها هي حبيسة غرفتها ل‬
‫ً‬
‫تستطيع النوم مجددا ‪ ..‬طرقات‬
‫خافته علي نافذة غرفتها اجفلتها ‪..‬‬
‫اقتربت من النافذة بحذر هاتفة ‪:‬‬
‫! مين‬
‫لماضة‬
‫‪126‬‬
‫انتفضت وهي تتلفت حولها محاولةً‬
‫السيطرة على تلك الرجفة التي سرت‬
‫في بدنها وهي تهتف بتلعثم ‪ :‬ع عاوز‬
‫ايه يا لماضة‬
‫لماضة ‪ :‬عاوز اقابل الضيف بتاعكم‬
‫اتسعت عيناها بصدمة ثم ابتلعت‬
‫ريقها بتوتر هاتفة ‪ :‬ع عاوزه ليه‬
‫لماضة بنفاذ صبر ‪ :‬اخلصي يا ليلي‬
‫وقفتي دي خطر عليكوا‬
‫ليلي بخوف ‪ :‬ح حاضر استني بس‬
‫هصحيه وبدون انتظار اطلقت‬
‫لساقيها الريح ‪،،،،،،‬‬
‫قوم قوم هللا يخربيت شورتك‬
‫‪127‬‬
‫السودة قوووووم‬
‫ً‬
‫هشام منتفضا من نومه ‪ :‬ها فيه ايه‬
‫مين مات‬
‫ليلي نادبة وهي تلطم خدها ‪ :‬تموت‬
‫تعوي يا بعيد ااااه يانا ياما يا حلوة‬
‫يالي هتروحي بالش اه يانا يا صغيرة‬
‫ع الموت يانا‬
‫ً‬
‫هشام معتدل في جلسته وقد طار‬
‫النوم من عينيه ‪ :‬انت هتقعدي‬
‫تندبي ما تفهميني حصل ايه‬
‫ً‬
‫ليلي وهي تحرك راسها نفيا ‪ :‬ل ل انا‬
‫مش هروح فطيس ل ل ل ااااه ياني‬
‫مد هشام يده في حقيبته وسحب‬
‫‪128‬‬
‫ً‬
‫زناد سالحه مصوبا له نحو راسها ‪:‬‬
‫هتنطقي ول افرغ رصاص مسدسي‬
‫في دماغك الفاضية دي واخلص من‬
‫ام المهمه المنيلة بنيلة دي‬
‫ليلي مبتلعه ريقها وهي تنظر نحوه‬
‫بخوف وتشير بيدها للنافذة ‪ :‬ل ل ل‬
‫لمااااضة اااااه وعادت للندب‬
‫هشام ‪ :‬ماله زفت‬
‫ليلي ‪ :‬عاوزك‬
‫ً‬
‫هشام مبعدا سالحه ‪ :‬نعم‬
‫ليلي بخوف ‪ :‬اه وربنا عاوزك‬
‫تك تك تك طرقات علي باب الشقة‬
‫افزعتها فارتمت عليه محتضنة راسة‬
‫‪129‬‬
‫بهيستيريا ‪ :‬عاااا هيموتنا هيموتنا‬
‫عااااا‬
‫ً‬
‫هشام مبعدا اياها برفق ‪ :‬طب وسعي‬
‫بس متخافيش انا هتصرف ثم تركها‬
‫وتحرك نحو باب الشقة ولزال‬
‫سالحه في يده بينما ليلي تشبثت‬
‫بيده بذعر ‪ ..‬نظر لها بنظرة مطمئنة‬
‫ً‬
‫قبل ان تمتد يده فاتحا للباب بهدوء‬
‫‪،،،،‬‬
‫تلفت لماضة حوله ودفع الباب‬
‫ً‬
‫ودخل صافقا الباب خلفه قبل ان‬
‫ينظر لليلي بلوم ‪ :‬كل ده علشان‬
‫تصحيه‬
‫‪130‬‬
‫قبضت ليلي علي ذراع هشام الذي‬
‫عاجله بالسؤال ‪ :‬خير يا لماضة‬
‫! عاوزني في ايه‬
‫ً‬
‫لماضة ناظرا ليدها المحتضنة ك تف‬
‫هشام بضيق ‪ :‬طب مش لما نقعد‬
‫الول ‪ ..‬اشار له هشام للداخل‬
‫فدلف وتبعه كل من هشام وليلي‬
‫الممسكة به كالغريق الذي وجد‬
‫طوق نجاته ‪ ..‬انا عاوز اساعدك بس‬
‫تضمنلي متحبسش‬
‫كانت تلك الجملة هي ما بدا بها‬
‫ً‬
‫لماضة حديثه مقاطعا تحديقهم‬
‫المتسائل به ‪ ..‬اتسعت حدقتا ليلي و‬
‫‪131‬‬
‫آ‬
‫فرغت فاها عن اخره كالبلهاء بينما‬
‫ً‬
‫نظر له هشام بشك متسائال ‪ :‬و إايه‬
‫السبب الي مخليك عاوز تساعدني يا‬
‫لماضة ‪ ..‬زفر لماضة بضيق ‪ :‬اسمي‬
‫اسامة ‪ ..‬ضربت ليلي صدرها هاتفة ‪:‬‬
‫اسامة مرة واحده ده احنا اتنجرنا‬
‫اوي‬
‫نظر لها هشام بتحذير فتاففت هاتفة‬
‫‪ :‬اووف الواحد ميعرفش ياخد ويدي‬
‫كده مع اسم النبي حارسه‬
‫ابتسم اسامه لوجهها ب إاشراق‬
‫ً‬
‫فاحمرت وجنتاها خجال ‪ ..‬هشام‬
‫ً‬
‫محركا راسه باستهانة ‪ :‬ليييلي روحي‬
‫‪132‬‬
‫اعملي شاي هللا يكرمك مش وقتك‬
‫خالص‬
‫تحولت مالمحها للضيق ثم ضربت‬
‫الرض بقدمها قبل ان تتحرك‬
‫منصرفة ‪ ..‬اعتدل هشام في جلسته‬
‫ً‬
‫ناظرا نحو ذلك الذي تتبعها بعيناه‬
‫قبل ان يفرقع باصابعه امام وجهه‬
‫مم اجفله ‪ :‬هاااي ركز معايا انا ايه‬
‫سبب انك عاوز تساعدني‬
‫اسامة بحرج ‪ :‬ا اصل يعني مم‬
‫بصراحة‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬انجز يا عم‬
‫اسامة ‪ :‬اصلي عاجبانى واحدة وعاوز‬
‫‪133‬‬
‫اتوب علشان ترضي بيا ولو ساعدتك‬
‫مش بعيد يعني‬
‫هشام بفهم ‪ :‬ااااه قولتلي‬
‫ً‬
‫! اسامة باسما بحرج ‪ :‬ها قولت ايه‬
‫هشام وهو ينظر بطرف عينه لليلي‬
‫وهى تتقدم نحوهما ‪ :‬قولت هللا‬
‫يعينك علي ما بالك قبل ان تتعثر‬
‫ليلي في جلبابها الطويل وتسقط ما‬
‫ً‬
‫بيدها كامال علي اسامة الذي نفض‬
‫مالبسه دون ان يبدي انزعاج من‬
‫سخونة الشاى الذي سكب بكامله‬
‫عليه فتراجعت للخلف شاهقة بينما‬
‫حاول هشام ك تم ضحك ته عندما‬
‫‪134‬‬
‫هتفت موجهه حديثها لسامة‬
‫بابتسامة بلهاء ‪ :‬هههه هتتكسي ‪،،،‬‬

‫البارت التاسع‬

‫بعد انصراف اسامة (لماضه) التفت‬


‫ليواجه تلك التي وقفت متخصرة‬
‫ترمقه باستفهام وهي تشير نحو باب‬
‫الشقه المغلق براسها ‪ :‬انت‬
‫مصدقه؟‪ ..‬نظر هشام لطريقتها فى‬
‫‪135‬‬
‫الحديث باستنكار ‪ :‬ولو مصدقه‬
‫هتعملى زى احمد حلمى لومش‬
‫! عاجبك طلقنى‬
‫رفعت احدي حاجبيها وهي ترمقه‬
‫من اعلى راسه لخمص قدميه‬
‫باستهانه مصطنعه ‪ :‬وانت تطول‬
‫اصال‬
‫هشام منحنيا بحركه مسرحيه ساخره‬
‫‪ :‬ودي تيجي بردو يا ست اليزابيث ‪..‬‬
‫ثم اعتدل هاتفا بنفاذ صبر ‪ :‬خشي‬
‫نامي يال الك تاكيت نامت‬

‫‪136‬‬
‫ليلى وهي ترفع ابهامها محذرة ‪:‬‬
‫مسمحلكش ‪ ,‬اشاح هشام بيده‬
‫باستهانه بينما يحاول ك تم ضحك ته‬
‫علي ذكرى ليست ببعيده ‪ :‬يا شيخه‬
‫روحي كده لما تعرفى تمشي من غير‬
‫ما تتكبى على وشك ابقى اتفرعني ‪..‬‬
‫رفعت ليلى راسها بشموخ ‪ :‬ايه‬
‫اتكعبلت عادي يعنى اعيش‬
‫واتكعبل واكيد العدوين ‪ ..‬ارتد راسه‬
‫للخلف بضحكه مجلجله ففتحت‬
‫فمها ببالهه وهي تطالع وسامته‬
‫المستفزة بينما يهتف هو من بين‬
‫ضحكاته ‪ :‬وهو انتى لما تقعي‬
‫‪137‬‬
‫هتكيدى العدوين ول هتشمتيهم فى‬
‫خيبتك ثم اشار بيدها نحو غرفتها ‪:‬‬
‫خشي خشي يال انتى مهيسه شكلك‬
‫من قلة النوم ‪ ,,‬زفرت بخفوت قبل‬
‫ان تتحول مالمحها للجديه ‪ :‬طيب‬
‫نتكلم جد بقى انت مصدق انه‬
‫هيساعدنا ‪ ..‬اوما لها تاكيدا بثقه‬
‫فضيقت بين عينيها بتساؤل ‪:‬‬
‫واشمعنا واثق فيه اوي كده ؟ ‪ ...‬زفر‬
‫هشام وهو يتحرك نحو احد المقاعد‬
‫ويشير لها نحو المقعد المقابل له ‪:‬‬
‫تعالي اقعدى يا ليلى انا هفهمك‬
‫ويارب متتغابيش علشان انا عاوز‬
‫‪138‬‬
‫انام لن ورايا مشاوير ك تير بكره ‪,,‬‬
‫جلست بهدوء وهى تنظر نحوه‬
‫باهتمام ‪ ,‬تنتظر تفسيره المنطقي‬
‫لكل هذه الثقة فى لماضه ( رد‬
‫السجون) على حد قولها تشعر‬
‫بحماسه منذ اخبرته بما قال ذلك‬
‫الخير ولكنها ببساطه ل تفهم ‪,,‬‬
‫بداهشام حديثه ‪ :‬دلوقتى زى ما‬
‫قولتلك هو كان بكل بساطه بعد ما‬
‫كشفنا شال كل الكاميرات وجاب‬
‫العصابه واحنا نايمين وشال رقبه‬
‫البعيده وخلصنى وارتاح ‪ ..‬ليلى‬
‫مزمجرة ‪ :‬ممممممممممم‬
‫‪139‬‬
‫هشام ضاحكا وهو يرفع يديه امامه‬
‫بمهادنه ‪ :‬خالص هكملك ببساطه‬
‫هو مكانش محتاج يعمل عليا الفيلم‬
‫ده خصوصا انه عارف كويس انا مين‬
‫من اول يوم وده كالمه ليا لما‬
‫خليتك تدخلي اوضتك بعد ما دلقتى‬
‫الشاى عليه‬
‫ليلى رافعه ك تفها بال معني ‪ :‬بردو‬
‫مش شايفاه سبب مقنع‬
‫هشام بتافف ‪ :‬مهو لو فضلتى‬
‫تنطيلى فى كل كلمه كده هسيبك‬

‫‪140‬‬
‫تخبطى راسك فى الحيط وهنام‬
‫اخرسي واسمعى لالخر‬
‫اومات بملل وهى تك تف يديها امام‬
‫صدرها ‪ :‬اتفضل صدغني‬
‫هشام ذاهال ‪ :‬اصدعك تصدقى انا‬
‫غلطان غورى نامي ثم هم بالوقوف‬
‫فاستوقفته هاتفه وهى تشير نحو‬
‫فمها عالمه الصمت ‪ ,‬حرك ابهامه‬
‫محذرا ‪ :‬ده اخر تنبيه ليكى ‪ ..‬اومات‬
‫بصمت فتابع ‪ :‬دلوقتى الى فهمته‬
‫من كالمه انه معاه دبلوم وطبعا‬
‫مفيش شغل للى معاهم شهادات‬
‫‪141‬‬
‫ولقى دي طريقه سهله للرزق‬
‫فاشتغل فيها ‪ ,‬دلوقتى م الخر عمل‬
‫قرشين وعاوز يخلع منهم وانتى‬
‫عارفه الى زي دول الخالص منهم اما‬
‫بالدم او ‪ .....‬صمت قليال فالتزمت‬
‫هى الخري بالصمت ‪ ,‬ابتسم وهو‬
‫يكمل ‪ :‬شاطرة تعجبينى وانتي‬
‫مطيعه‬
‫ليلى ولو تستطيع السيطره عل‬
‫فضولها ‪ :‬وايه خلصنى انت‬
‫هتنقطني‬

‫‪142‬‬
‫هشام ضاحكا بانطالق ‪ :‬هههههههه‬
‫هو بغباوته ‪ ..‬بالعقل كده هيكون‬
‫بايه ؟ بانه يبلغ عنهم ويعتبر شاهد‬
‫ملك فى القضيه ويساعد فى القبض‬
‫عليهم ولما لقانى معاكي شك بس‬
‫اتاكد لما لقى الكاميرات ان فى خطه‬
‫للقبض عليهم وهو قرر يستغلها‬
‫ليلى مضيقه بين عينيها ‪ :‬ومحطتش‬
‫احتمال انه يغدر؟‬
‫هشام بثقة ‪ :‬لهو انتى فاكرانى برياله‬
‫انا هفصص امه وههريه تحريات لحد‬
‫ما اتاكد من صدقه بس فى حاجه‬
‫‪143‬‬
‫صمت متفحصا لها فهتفت ‪ :‬ايه هي‬
‫هشام بحذر ‪ :‬هو يعنى معجب‬
‫ليلى لطمه صدرها ‪ :‬معجب بيك‬
‫اتفوخس عليه‬
‫هشام بانفعال ‪ :‬بت انتى اخرسي‬
‫بدماغك الى شبه فرده الشبشب الى‬
‫ف رجلك دى‬
‫ليلى باشمئزاز لم تستطيع اخفاؤه ‪:‬‬
‫اتفضل اتحفني‬
‫هشام ‪ :‬معجب بجناب الكونتيسه‬
‫ليلى بشك ‪ :‬كونتيسه مين‬
‫‪144‬‬
‫هشام بنفاذ صبر ‪ :‬امي‬
‫ليلى بارتياح ‪ :‬ااااااااه امك ل طالما‬
‫كده خير البر عاجله‬
‫وقف فجاه وقد هالها الشرار‬
‫المنطلق من عينيه فتراجعت فى‬
‫مقعدها بخوف وبنبره مهزوزة هتفت‬
‫‪ :‬ايييه يا عم ب ب بهزر معاك انت‬
‫خلقك كنز كده ليه ده حتي غلط‬
‫على صحتك وانت ‪ .....‬قبض على‬
‫شفتيها بانامله وهو يهمس من بين‬
‫اسنانه ‪ :‬اقطعهم ومعاهم لسانك‬
‫وارميهم لكالب الحاره وارتاح‬
‫‪145‬‬
‫واكسب ثواب فى الناس الى‬
‫مستحمله غبائك‬
‫ابتلعت ريقها من قربه المهلك ذاك‬
‫وحاولت الكالم فخرج صوتها‬
‫مضحكا ل مفهوما ‪ ..‬ترك شفتها‬
‫واقترب باذنه منها فهمست بصوت‬
‫متهدج ‪ :‬انت لزم تصلح غلطتك‬
‫ازاى تمسك بؤي‬
‫ابتعد هشام وهو يشد شعره بيده‬
‫حتي كاد يقتلعه من جذوره ‪ :‬مهو يا‬
‫هموت يا هموتها يارب الصبر‬

‫‪146‬‬
‫ليلى باندفاع ‪ :‬بعد الشر عنك تف‬
‫من بقك‬
‫نظر لها لوهله قبل ان ينظر بجانبها‬
‫ووو ‪ :‬اااتفوووو‬
‫ليلي شاهقه ‪ :‬قولت تف من بقك‬
‫مش تف عليا هتبقى انت و ابو‬
‫الروس‬
‫مسح هشام وجهه بانفعال ثم نظر‬
‫لها هاتفا ‪ :‬اسامه بيحبك‬
‫ليلى مبتسمه ببالهه وهي تشير نحو‬
‫نفسها ‪ :‬بيحبنى انا‬
‫‪147‬‬
‫هشام باستنكار ‪ :‬اه شوفتى دعوة امه‬
‫عليه‬
‫ابتسمت بحالميه وهى تتلمس‬
‫شعيراتها بوداعه قب ان تهمس ‪:‬‬
‫بيحبنى انا‬
‫هشام وهو يحاول ك تم ضحك ته تلك‬
‫الفتاه مجنونه ول شك ولو طالت‬
‫المهمه لك ثر من ذلك سيعود ل‬
‫للقسم بل لمستشفى المراض‬
‫النفسيه ‪ :‬هي سيره ما قولنا بيتهبب‬

‫‪148‬‬
‫تركت شعرها فجاه وكانها تذكرت‬
‫شيائ قبل ان تعاجله بالسؤال ‪ :‬ال‬
‫هو ياخويا معلش سؤال رفيع ؟‬
‫هشام مك تفا يديه امام صدره بنفاذ‬
‫صبر ‪ :‬خيييييييييير‬
‫ليلى مضيقه بين عينيها ‪ :‬اسامة مين‬
‫؟‬
‫هشام رافعا وجهه للسماء وهو يهتف‬
‫‪ :‬يا صبر ايووووووووووووووب‬
‫ليلى وهي ترتد للخلف مجفله قبل‬
‫ان تتفل فى صدرها ‪ :‬تف تف تف‬
‫بالراحه خضيتنى‬
‫‪149‬‬
‫اعاد نظره لها وهو يكز على اسانه ‪:‬‬
‫اسامه يبقى ل م ا ض ة‬
‫ليلى بصدمه ‪ :‬لماضة مين ؟ ثم‬
‫اشارت للنافذه متابعه بتساؤل حذر ‪:‬‬
‫ل لماضة ب بتاعنا ده‬
‫اوما لها ايجابا فنظرت له لوهله‬
‫تحاول التاكد من صدق كلماته قبل‬
‫ان تضحك بهيستيريا حتي اصابه‬
‫ضحكها بالعدوى فهتف من بين‬
‫ضحكاته ‪ :‬بتضحكي على ايه يا‬
‫متخلفه‬

‫‪150‬‬
‫ليلى وقد ادمعت عيناها من شده‬
‫الضحك ‪ :‬هههههههه لماضه بيحبنى‬
‫انا ثم وضعت يدها على فمها‬
‫واطلقت زرغوده مجلجله قبل ان‬
‫تسقط بين يديه فاقده للوعي‬

‫‪151‬‬
‫البارت العاشر‬

‫عاد هشام من الخارج بعد يوم طويل‬


‫‪ ،‬وفور دلوفه من باب المنزل‬
‫الخارجي وجد من يهتف ب إاسمه ‪،‬‬
‫التفت لتقع عيناه علي عربي المبتسم‬
‫ً‬
‫بسماجة وهو يهتف لهثا ‪ :‬ايييه يا‬
‫عم قطعت نفسي ‪ ..‬ارتفع حاجب‬
‫ً‬
‫هشام قبل ان يهتف مازحا ‪ :‬ياراجل‬
‫سلم طيب الول ‪،‬‬
‫‪152‬‬
‫ابتسم عربي وهو يربت علي ك تف‬
‫هشام ‪ :‬هههههه ازيك يا استاذ هشام‬
‫تعال ندخل جوة عند الست ام ليلي‬
‫ده انا عاملك حتة مفاجاة ‪،،،،،،‬‬
‫ً‬
‫وقف فارغا فاه بمجرد دلوفه من باب‬
‫المنزل وهو يطالع ثالث نسخ من‬
‫عربي قد إاحتلت المكان بالكامل ‪.‬‬
‫وبالطبع توقع من هم ‪ ..‬والده الذي‬
‫ً‬
‫يشبهه تماما ووالدته التي تشبه اخته‬
‫ً‬
‫تماما وبالطبع اخته التي وقفت فور‬
‫ان لمحته بينما يطالعه ابواها بتقييم‬
‫لم تخطئه عيناه ‪ ،،‬التقت عيناه‬
‫بعينا ليلي التي تحاول ك تم ضحك تها‬
‫‪153‬‬
‫بصعوبة وهي تقترب منه هامسة ‪:‬‬
‫مبروك يا عريس اسم النبي حارسها‬
‫جاية تخطبك بتقول في الهند عادي‬
‫النسوان بتروح تخطب الرجالة ‪،‬‬
‫كانت قد وصلت لعنده حينها‬
‫فلكزته في خاصرته متابعة ‪ :‬المهر‬
‫بالنص انا بقولك اهو ‪ ..‬فرغ فاه وهو‬
‫يحرك نظره بينها وبين زينب التي‬
‫اخذت ترمش بعينيها كالبلهاء بينما‬
‫والدا ليلي يرمقانه ب إاعتذار وقلة حيلة‬
‫‪ ،‬مال علي ليلي وهمس من بين‬
‫اسنانه ‪ :‬هي البت دى هبلة ول‬
‫بتستهبل ‪ ..‬حركت ك تفيها بال مباله‬
‫‪154‬‬
‫ً‬
‫فتحرك راسما ابتسامة دبلوماسية‬
‫بينما وقف عربي يطالع ليلي هامساً‬
‫وهو يميل علي اذنها ‪ :‬وحشتيني اوي‬
‫‪ ،‬رمقته شزرا بطرف عينيها قبل ان‬
‫تشير له للداخل ‪ :‬خش خش الحق‬
‫الغدا هيتحط ‪ ..‬ربت علي معدته‬
‫الضخمة وهو يقول بحب ‪ :‬واعية‬
‫وعارفة ان اقرب طريق لقلب الراجل‬
‫‪ ..‬قاطعته متفحصة له بتقزز ‪ :‬كرشه‬
‫‪،،،،،‬‬
‫ً‬
‫مال والد عربي علي والدته هامسا ‪:‬‬
‫بتك هتعرنا هنود ايه وزفت ايه‬
‫الم بمهادنة ‪ :‬مفيهاش حاجة يابو‬
‫‪155‬‬
‫عربي المثل بيقول اخطب لبنتك‬
‫ومتخطبش لبنك ‪ ،‬نظر لها بغير‬
‫رضا قبل ان يعتدل في جلسته وهو‬
‫يشير بعينيه لعربي ليفتح الكالم ‪،‬‬
‫عربي بجدية مضحكة ‪ :‬احنا جايين‬
‫عاوزين نخطبك لزينب ‪ ..‬ليلي بتهكم‬
‫‪ :‬مش تستني لما يقوم يعمل‬
‫الشربات ويجي وشه في الرض لحد‬
‫ما يدلقه ع الى ما تتسمي ‪ ،‬تبادل‬
‫والدا ليلي النظرات وهما يحاولن‬
‫ك تم ضحك تهما بينما هتف هشام ‪:‬‬
‫طب مش تاخدوا راى العروسة‬
‫قصدي العريس ‪ ،‬نظرت له زينب‬
‫‪156‬‬
‫بحب هامسة ‪ :‬وانت رايك هيكون‬
‫ايه بث حد يرفض عروثه متفجرة‬
‫النوثة زي ي ‪ ،‬تفحص جسدها بطرف‬
‫عيناه وهمس ‪ :‬هي متفجرة بعقل ‪،،‬‬
‫ابتسمت والدة عربي وهي تلكز‬
‫زوجها في ك تفه قبل ان تهتف‬
‫موجهه حديثها لم ليلي ‪ :‬ما تيجوا يا‬
‫جماعة نسيب العرسان لوحدهم‬
‫شوية ‪ ..‬رمقها زوجها بحدة فسحبته‬
‫وهي تشير لوالدة ليلي لتلحق بها هي‬
‫وزوجها لخارج الغرفة بينما تشبثت‬
‫ليلي بموقعها هاتفة ‪ :‬مش لزم يبقي‬
‫فيه محرم علشان لمؤاخذة العروسة‬
‫‪157‬‬
‫متتحرشش بالعريس ده ابن ناس‬
‫بردو ‪ ..‬نهرتها والدتها وهي تسحبها‬
‫من يدها خلفهم ‪ :‬تعالي خلينا‬
‫نخلص من العبط الي بيحصل ده‬
‫الوليه كبرت وخطرفت ‪،،،،،‬‬
‫اقتربت زينب من هشام الجالس‬
‫بجوارها فرمقها بتوجس قبل ان‬
‫تجلس ملتصقة به ‪ :‬احتضن نفسه‬
‫ً‬
‫ساخرا وهو يهتف ‪ :‬لو سمحتي يا‬
‫بثينه فسحي حبة علشان كده عيب‬
‫مش قبل ما تك تبي عليا الناس تقول‬
‫عليا ايه ‪ ،‬ضحكت زينب وهى‬
‫تطالعه بهيام ‪ :‬متخافش مش هتهور‬
‫‪158‬‬
‫‪ ،‬اتسعت حدقتاه وهو يحدق بها‬
‫ببالهه ‪ .‬اتمازحه ام ماذا ‪ ،‬نفض‬
‫راسه وهو يغمض عيناه عله يكون‬
‫ً‬
‫كابوسا سيستفيق منه قبل ان‬
‫يفتحهما علي اتساعهما عندما‬
‫تلمست يدها انامله ‪ ،‬نفض يدها عنه‬
‫ً‬
‫وهو يقف هاتفا ‪ :‬جري ايه يا ست‬
‫آ‬
‫انتي ‪ ،‬زينب مصححة ‪ :‬انثة لو‬
‫ثمحت ‪ ،‬نظر لها هشام بجدية قبل‬
‫ان يهتف بتهكم ‪ :‬مش عارف دي‬
‫مش تصرفات انسة ابدا الصراحة ‪،‬‬
‫نظرت له زينب قبل ان تحاول‬
‫النهوض عن المقعد الذي التصق‬
‫‪159‬‬
‫بمؤخرتها ‪ ..‬ك تم ضحك ته قبل ان‬
‫ً‬
‫يمد يده مقتلعا لها من المقعد الذي‬
‫احتضن مؤخرتها بتملك ‪ ،‬ارتدا‬
‫للخلف وبسبب ثقل وزنها اندفعا‬
‫آ‬
‫للجانب الخر فوقع علي المقعد‬
‫المقابل وهي فوقه ‪ ،‬دخلت ليلي‬
‫الغرفة في تلك اللحظة وهي تنقل‬
‫بصرها بينهما قبل ان تهتف بها‬
‫بحدة ‪ :‬قومي يا مزغودة من علي‬
‫الراجل احنا سيبناكوا تتعرفوا مش‬
‫علشان قلة الدب دي ‪ ،‬ثم اقتربت‬
‫وهي تسحبها من فوقة متابعة ‪ :‬وربنا‬
‫لقول لدكر البط الي جابك انك‬
‫‪160‬‬
‫كنتي بتغتصبي الراجل ‪ ،‬هشام‬
‫بحركة مسرحية وهو يلف يده حول‬
‫جسده ‪ :‬استري عليا يسترك ربنا ‪،‬‬
‫نظرت لها زينب بحدة قبل ان تعيد‬
‫بصرها نحوه مطمئنة ‪ :‬متخافث يا‬
‫هثام انا هتجوزك ‪ ..‬نظر لها هشام‬
‫ً‬
‫لوهلة غير مستوعبا لما تقول قبل ان‬
‫ينفجر في الضحك حتي ادمعت‬
‫عيناه ‪ :‬يا ولد المجانيييين ‪ ..‬نظرت‬
‫لهم ليلي باستهجان قبل ان توجه‬
‫حديثها لزينب ‪ :‬يال ياختي نحط‬
‫ال كل اخوكي لو اتاخرنا عليه اك تر‬
‫من كدة ممكن يدور فينا العض ‪،،،،‬‬
‫‪161‬‬
‫جلست بجواره تطعمه في فمه‬
‫بينما والدتها تنظر لهما بسعادة وهي‬
‫تلكز زوجها وهي تلوك الطعام في‬
‫فمها بجشع ‪ :‬بص حلوين ازاي ‪ ،،‬لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعرها اهتماما وهو مشمرا عن‬
‫ساعديه يلتهم الطعام بنهم بينما‬
‫ً‬
‫بطنه تصدر اصواتا مرحبة باكوام‬
‫الطعام التي تلقي بداخلها ‪ .‬قرب‬
‫عربي قطعة دجاج من فم ليلي دون‬
‫نزع الجلد عنها وهو يقول والطعام‬
‫متكدس في فمه ‪ :‬مبتاكليش ليه يا‬
‫ليلي كلي متتكسفيش ‪ ،‬رمقته ليلي‬
‫بتقزز قبل ان تهتف من بين اسنانها‬
‫‪162‬‬
‫‪ :‬انا الي اتكسف انا مكسوفالكم‬
‫سلف وهللا يقطعكوا عيلة سووو ‪،‬‬
‫غص هشام بطعامه الذي تحشره‬
‫زينب حشر في فمه ‪ ،‬اسرعت ليلي‬
‫تناوله كوب من الماء بينما حالت‬
‫مؤخرة زينب التي وقفت خلف هشام‬
‫تضربه بكل قوتها علي ظهره دون‬
‫ذلك ‪،،،،،،‬‬
‫بعد الطعام جلس الجميع يتناولون‬
‫الشاي الذي اعدته ليلي بينما هتفت‬
‫والدة عربي موجهه حديثها لهشام ‪:‬‬
‫! ها يا استاذ هشام قولت ايه‬
‫تصنع هشام الخجل وهو يفرك يده‬
‫‪163‬‬
‫هاتفا بجدية مصطنعة ‪ :‬معلش يا‬‫ً‬
‫حاجة اصل نسيت اقولك ان في‬
‫ناس متكلمين عليا ‪ ،‬الم ببالهه ‪:‬‬
‫! يعني ايه‬
‫ً‬
‫هشام متابعا تمثيليته وتصنع الحزن‬
‫‪ :‬ياريتكوا جيتوا بدري زينب ست‬
‫العرايس بس انا مقري فاتحتي‬
‫وخطيبتي بتحبني خاالص وبتغير‬
‫عليا ولو عرفت اني قعدت القعدة‬
‫دى مش بعيد تعاقبني ‪ .‬ثم تنهد‬
‫باسي مصطنع وتابع ‪ :‬يال مفيش‬
‫نصيب ‪،،،،،،،‬‬
‫اغلقت ليلي الباب خلف السرة التي‬
‫‪164‬‬
‫انصرفت منزعجة وهي تهتف ‪ :‬اتفووو‬
‫عيلة واقعة بيدللوا علي بتهم جاتهم‬
‫الهم ‪ ،‬امسك هشام بطنه وهو‬
‫ً‬
‫متراجعا للخلف علي مقعدته‬
‫وضحك ته تدوي في المكان هاتفاً‬
‫وقد ادمعت عيناه ‪ :‬لو الى حصل ده‬
‫اتعرف في القسم الهيبة هتروح‬
‫خالص ‪ ،‬اقتربت ليلي منه عندما‬
‫سمعت صوت طرقات علي باب‬
‫الشقة ‪ ،‬التفتت عائدة بتذمر وهو‬
‫تهتف ‪ :‬ييييي ي شكلهم رجعوا تاني‬
‫مش هنخلص احنا ‪ ،‬فتحت الباب‬
‫وتسمرت في مكانها وهي تطالع ذلك‬
‫‪165‬‬
‫الغاضب امامها باعين تطلقان شرراً‬
‫ومن غيره اسامه ‪ ،‬ارتدت للخلف‬
‫خوفا من منظره الخطير عندما‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫امتدت انامله قابضا علي معصمها‬
‫وهو يسحبها معه للخارج ويعيد غلق‬
‫الباب خلفهما‬
‫دفعها حتي ارتطمت بالحائط خلفها‬
‫ووضع يديه علي جانبي راسها وهو‬
‫ً‬
‫مشرفا عليها هامسا من بين اسنانه‬ ‫ً‬
‫وانفاسه الساخنة تحرق بشرتها ‪:‬‬
‫عربي واهله كانوا بيعملوا ايه هنا ها‬
‫!‬
‫ليلي مبتلعه ريقها ‪ :‬مم ههه اااا زز‬
‫‪166‬‬
‫زيارة ع عادي‬
‫رفع احدي يديه وهو يمسك بذقنها‬
‫ويقترب بوجهه من وجهها ‪ :‬انهي‬
‫الموضوع ده معاه بدال ما انهيه‬
‫بطريقتي احسنلك‬
‫ليلي بخوف وهى توميء براسها ‪ :‬ح‬
‫ح حاضر‬
‫اقترب اك ثر حتي تالمست شفتاه مع‬
‫ً‬
‫خاصتها هامسا ‪ :‬انتي بتاعتي فاهمه‬
‫مش هتبقي لغيري يا ليلي ‪،،،،،،‬‬

‫‪167‬‬
‫البارت الحادي عشر‬

‫افاقت من صدمتها علي صوت هشام‬


‫الذي انتابه القلق عندما اختفت بعد‬
‫‪168‬‬
‫فتحها للباب ‪ ،‬اين ذهبت تلك‬
‫المجنونة في ذلك الوقت ومن كان‬
‫بالباب ‪ ،‬لم يحتاج للتفكير اك ثر وهو‬
‫ً‬
‫يندفع فاتحا للباب ولكن ظلمة‬
‫المكان حالت دون رؤيته لهما ‪،،،‬‬
‫انتفضت وهى تتلفت حولها ‪ ..‬اختفي‬
‫فجاة ‪ ،‬توجست خيفة فقد اعتاد‬
‫ا إلختفاء المفاجئ ‪ ،‬هل هو انسان ام‬
‫هو ! لطمت خدها وهي تهمس‬
‫لنفسها مؤنبة " هو لو كان بسم هللا‬
‫الحفيظ كان خبط علي الباب ! "‬
‫نفضت عنها تلك الفكار وهي تخرج‬
‫من خلف السلم بابتسامة بلهاء "‬
‫‪169‬‬
‫" هههه كنت بتمشي في بير السلم‬
‫هشام ب إادراك وهو يحاول إاخفاء‬
‫ابتسامته " قصدك تحت بير السلم‬
‫"‬
‫اشتعلت وجنتاها وهي تتقدم نحو‬
‫الباب دافعه له ‪ ،‬تاوه وصوت‬
‫ضحكاته تالحقها قبل ان يغلق‬
‫ً‬
‫الباب ويستدير لها هاتفا وهو يشير‬
‫براسه للخارج " ايه هو المعلم اسامة‬
‫مش يراعي ان وراكي رجالة ول ايه "‬
‫ً‬
‫التفتت له مجفلة ‪ ،‬هل حقا يعتبر‬
‫نفسه سندها ام إانه يغار ‪ ..‬ضيقت‬
‫بين عينيها قبل ان تتحدث بهيام‬
‫‪170‬‬
‫مصطنع " يخربيته وهو مز كده يكش‬
‫بس يستحمي ويتلمع ويبعد عن ابو‬
‫الروس الي مخلي ريحته مكمكمه‬
‫وهيبقي مفيش منه اتنين " هشام‬
‫ً‬
‫مغيظا لها وهو يشيح بيده بال‬
‫اك تراث " لما بقي يديني ويديكي‬
‫طولة العمر " ‪ ،‬طرقات سريعة علي‬
‫ً‬
‫باب المنزل اجفلتهما معا وهما‬
‫ينظران لبعضهما ثم لباب المنزل‬
‫الذي كاد ينخلع من مكانه بينما هب‬
‫ابواها من نومهم فزعين ‪ ،‬اشار لهم‬
‫هشام ليلتزموا الهدوء قبل ان يقترب‬
‫ً‬
‫من الباب متسائال من خلفه " مين "‬
‫‪171‬‬
‫اتاه صوت لهث " افتح يا هثام دي‬
‫انا " تبادل الجميع النظرات قبل ان‬
‫تمتد يد هشام ليفتح مقبض الباب ‪،،‬‬
‫ببكاء مصطنع هتفت وهي تطالع‬
‫الجميع من خلف ك تفه " معلث يا‬
‫جماعة ثكلي ثحيتكوا بث ابويا حلف‬
‫طالق تالته مرجعث البيت بعد الي‬
‫حثل ومعنديث مكان ابات فيه "‬
‫اومات لها ام ليلي بنعاس وهي‬
‫تسحب زوجها خلفها " بيتك‬
‫ومطرحك يا زينب معلش هنروح‬
‫احنا نكمل نوم انتى مش غريبة "‬
‫ابتسمت ب إاشارق قبل ان تقترب من‬
‫‪172‬‬
‫هشام هامسة " مث هتفتح الضرفة‬
‫التانية ول هتبيتني علي الثلم "‬
‫نفيا فالتفت فاتحاً‬
‫اومات له ليلي ً‬
‫ً‬
‫لباب الشقه علي مصراعيه داعيا لها‬
‫للدخول ‪،،،،،،‬‬
‫استاذنت ليلي وهي تسحب هشام‬
‫خلفها نحو المطبخ هامسة بضيق "‬
‫هنعمل ايه في بوز ا إلخص دي "‬
‫هشام وهو يخلل انامله في شعره‬
‫بتوتر واضح " مش عارف دي لو‬
‫شكت في حاجه هتبوظ كل شغلنا "‬
‫اخذت تتامله بانبهار وعيناها‬
‫تتابعان حرك ته تلك همس ب إاسمها‬
‫‪173‬‬
‫فلم تجبه ‪ ،‬فرقع باصبعيه امام عينها‬
‫فانتبهت وهي تتحمحم لتجلي صوتها‬
‫ً‬
‫ثم صمتت قليال بتفكير قبل ان‬
‫ترتسم نظرة خبيثة علي مالمحها "‬
‫سيبها عليا " ابتسم هشام ب إادراك‬
‫ً‬
‫فليلي حتما ستسعي لتطفيشها "‬
‫" قوينا ع الشر يارب‬
‫اشارت له ليقترب وبدات تتلو عليه‬
‫خطتهما بينما هشام يحاول ك تم‬
‫ضحك ته وهو يتخيل ردود فعل‬
‫زينب علي ما انتوت ليلي فعله بها‬
‫‪،،،،،،،،،،‬‬
‫جلست ليلي بجانب زينب التي ترمق‬
‫‪174‬‬
‫هشام بنظرات حالمة هاتفة وهي‬
‫تربت علي قدمها بعنف اوجع‬
‫الخيرة وكانها ترحب بها وهي تكز‬
‫علي اسنانها " منورة يا اطاطا ياختي‬
‫‪ ،‬منورة ومكعبرة " اخفي هشام‬
‫ابتسامته بينما تابعت ليلي بضيافة‬
‫زائفة " خشي يا حبيبتى اوضتي‬
‫غيري هدومك علشان تتبحبحي كده‬
‫" اومات لها بخجل قبل ان تقف‬
‫وتتحرك نحو الغرفة منتوية تبديل‬
‫مالبسها ‪ ،‬غمزته ليلي قبل ان تندفع‬
‫لغرفة ابويها وتخرج بعد قليل‬
‫آ‬
‫تلتحف بمالة بيضاء وهو تشير لها‬
‫‪175‬‬
‫بابهامها ‪ ،،‬انقطع نور الشقة فجاه‬
‫فشهقت زينب التي كانت قد خلعت‬
‫ثيابها وعك فت علي تبديلها باخري‬
‫منزلية مريحة ‪ ،‬صوت صرير باب‬
‫الغرفة المرتفع جعلها تضع يدها علي‬
‫خافقها بخوف قبل ان تهتف بتلعثم‬
‫" م م مين ه هنا " ‪ ،‬اغلق الباب‬
‫بعنف فانتفضت في مكانها وهي‬
‫تعيد سؤالها بينما تتراجع للخلف‬
‫وهي تحرك يديها في الهواء دون‬
‫رؤية " م م مين " ‪ ،‬غيرت ليلي نبرة‬
‫صوتها لخري خشنة مخيفة وهي‬
‫تهمس بصوت كالفحيح " انا قرينك‬
‫‪176‬‬
‫يا زينب " زينب بصدمه وقد اتسعت‬
‫حدقتاها " ق ق قريني " لم ياتيها رد‬
‫بينما تشعر بحركة سريعة حولها‬
‫اثرت القشعريرة في بدنها متابعة " و‬
‫و عاوز ايه مني " ‪ ،‬ليلي " انا مكنتش‬
‫عارف استفرد بيكي في بيتك الي‬
‫كان زي الحق ودلوقتي جت فرصتي‬
‫إاحنا لزم نتجوز " اشرقت مالمحها‬
‫وهي تتسائل ببالهه " بجد هتثاعدني‬
‫اتجوز هثام ياااه انت طيب اوي ده‬
‫امي بعتاني علثان اوقعه وادبثه في‬
‫الجوازة " اتسعت حدقتا ليلي لوهله‬
‫بصدمة قبل ان تتكلم بنفس الصوت‬
‫‪177‬‬
‫المخيف بحزم " انا قولت نتجوز‬
‫مش اجوزك انا لزم اخدك معايا‬
‫تحت الرض واخسف بيكي الرض "‬
‫ثم عادت لصوتها الطبيعي وهمست‬
‫دون وعي " قولي انشاهلل " زينب‬
‫بدهشه من تبدل نبرته " ها " ‪،،،‬‬
‫عادت ليلي للصوت المخيف " يال‬
‫علشان المارد سنقورس راسم عليكي‬
‫وانا قررت اتجوزك قبل هو ما‬
‫يتجوزك غصب عنك ويطلع البلي‬
‫علي جتتك " زينب باعتراض طفولي‬
‫" ل بث انا عاوزة اتجوز هثام المز الي‬
‫برة ده " ليلي بانفعال مصطنع "‬
‫‪178‬‬
‫هحرقه " شهقت زينب بهلع وهي‬
‫تضع يدها علي فمها هاتفة " ل ل‬
‫حرام ده حلو ومثمثم بث احرق ليلي‬
‫عادي " نهار ابوكي اسود يا وارمه يا‬
‫بت الوارمين ‪ ،‬كانت تلك صيحة‬
‫ليلي التي جعلت ليلي زينب تضيق‬
‫بين عينيها " ده ثوت ليلي " ‪ ،‬ليلي‬
‫وقد بدلت نبرتها " عارف مانا لبستها‬
‫علشان اعرف اوصلك " زينب بفرحة‬
‫" هييه لبثت ليلي كده هثام عمره ما‬
‫هيبصلها ‪ ،‬بث اتجوز ليلي وثيبلي‬
‫هثام " ليلي بحزم " ل وبحذرك بكرة‬
‫ترحعي بيتكم وتنامي في اوضتك‬
‫‪179‬‬
‫لوحدك وتقفلي الباب بالمفتاح‬
‫وتنكشي شعرك وتقولي " انا‬
‫العبيطة المهبولة انا حفيدة امنا‬
‫الغولة عشرين مرة وانتي بتتنطتي‬
‫ومطلعه لسانك برة بقك " زينب‬
‫متخصرة " وازاي يا ذكي هتكلم‬
‫ولثاني بره بقي " ‪ ،‬ليلي بنفس‬
‫الصوت " ما انتي علطول لسانك برة‬
‫بقك انتي هتستهبلي " زفرت وينب‬
‫بخفوت قبل ان تهمس بتساؤل "‬
‫طب انت ثكلك ايه خلو ومثمثم زيه‬
‫ول زي ما بثوف في الفالم " قهقهت‬
‫ليلي بصوت جهوري وهي تهتف "‬
‫‪180‬‬
‫هاهاهاهااااا انا اقدر اخد اي شكل‬
‫انتي عاوزاه " ثم تابعت محذرة " ولو‬
‫فكرتي تعاكسية هفجر كل دقيقه‬
‫بلونه من بلوناتك لما هخلي وشك‬
‫شبه قفاكي فاهمه ! " اومات زينب‬
‫بخوف " ف فاهمه خالث امري هلل "‬
‫تحركت ليلي لتغادر الغرفة تسبقها‬
‫صوت طخكخة خلخالها الذي‬
‫لحظته زينب للتو هاتفة بشك " ايه‬
‫الي بيشخشخ ده " وقف ليلي فجاه‬
‫وهي تلعن غباءها قبل ان تواتيها‬
‫فكره فتهتف بجدية " ده جرس‬
‫الفسحه والبلة بتنبهني علشان‬
‫‪181‬‬
‫ادخل الفصل اصل انا في حضانه‬
‫ولو متجوزتش قبل ما سناني كلها‬
‫تتبدل هتسخط سحليه وساعتها‬
‫هسحل الي خلفوكي " وبدون انتظار‬
‫ردها اسرعت لخارج الغرفة تحاول‬
‫ك تم ضحك تها التي كادت توشي بها‬
‫كخلخالها اللعين ‪،،،،،‬‬
‫تحسست طريقها لمكان قابس‬
‫الكهرباء حيث ينتظرها هشام الذي‬
‫اعادها فور تلمسها لك تفه هامساً‬
‫" بلهفة " ها سبع ول قطة‬
‫ابتسمت ليلي وهي تنفض المالئة‬
‫عن جسدها هاتفة " عيب علييييك‬
‫‪182‬‬
‫عفريت ابن عفاريت " ضحك هشام‬
‫بشدة بينما استمعا لصوت زينب من‬
‫خلفهم هاتفة بحقد " نعم نعم يا ثت‬
‫" ! ليلي بتقولي ايه‬
‫البارت الثاني عشر‬

‫التفتا كل من ليلي وهشام بعدما‬


‫استمعنا لنبرة ا إلستنكار الواضحة‬
‫لزينب ‪ ،‬ابتسمت ليلي ببالهه وهي‬
‫تطالع زينب المتحفزة امامها بينما‬
‫ً‬
‫وضع هشام يده على فمه محاول ك تم‬
‫ضحك ته ‪ ..‬تخصرت زينب بيننا‬
‫‪183‬‬
‫تطالع ليلي بحقد هاتفة من بين‬
‫اسنانها " قثدك مين بقي يا ثت ليلي‬
‫" الي عفريته انا ؟‬
‫ضيقت ليلي بين عينيها بينما لم يعد‬
‫ً‬
‫هشام قادرا علي ك تم ضحك ته اك ثر‬
‫ً‬
‫فانطلقت رغما عله مجلجلة ‪ ..‬تلك‬
‫الغبية ‪ ،‬لقد ظنت ان ليلي تسخر‬
‫منها ‪ ..‬بينما فرغت ليلي فاها قبل ان‬
‫يلكزها هشام في خاصرتها لتستفيق‬
‫ً‬
‫من ذهولها هاتفا باستنكار مصطنع "‬
‫حد يتريق علي ضيوفه يا ليلي تؤ تؤ‬
‫تؤ بجد عيب عليكي "" ‪ ..‬افاقت ليلى‬
‫من صدمتها وهي تطالع نظرات‬
‫‪184‬‬
‫زينب المستنكره نحوها ‪ ..‬اقتربت‬
‫منها بهدوء هاتفة " مش عليكي يا‬
‫خايبه اصل النور قطع وفكرت‬
‫البيت فيه عفاريت ‪ ,‬اوعي تفكري انى‬
‫قولت عليكى ك فاهلل الشر بومه يعنى‬
‫ول علي وشك الفقر النور قطع ‪ ,‬ل ل‬
‫عمري عمريي ي " ‪ ,‬وضع هشام يده‬
‫علي فمه بينما لنت مالمح زينب‬
‫وهي تزفر بارتياح محتضنه ليلى "‬
‫ياااااه ظلمتك يا ليلي ياختي‬
‫متزعليث مني يا اختي " ‪ ..‬ليلي بحزن‬
‫مصطنع " مكانش العشم يا اطاطا "‬
‫شددت زينب من احتضانها حتي‬
‫‪185‬‬
‫كادت تك تم انفاسها فهتفت ليلي‬
‫بصوت متحشرج وكانها تلفظ انفاسها‬
‫" يخربيتك هفطس في ايدك خفي‬
‫ايدك شويه " ‪ ..‬ابتعدت زينب باسمه‬
‫فقرر هشام العبث قليال ‪..‬اقترب من‬
‫ً‬
‫زينب ممسكا يدها وهو يسحبها‬
‫خلفه نحو غرفة الجلوس " خالص‬
‫بقي يا بنات تعالي يا زوزو نسهر كلنا‬
‫سوا " نظرت نحوه ببالهه ‪ .‬فلكزها‬
‫ً‬
‫في ك تفها غامزا " تصدق لبس البيت‬
‫يجنن عليكي " ابتلعت ريقها بتوتر‬
‫بينما عيناها تطالعانه بوله سرعان ما‬
‫تحول لدراك وكلمه واحده ترن في‬
‫‪186‬‬
‫اذنها " هحرقه " ابتلعت غصه في‬
‫ً‬
‫حلقها وهي تبتعد عنه قليال فنظر‬
‫لليلي من خلفهم والتي شمخت‬
‫بانفها لنجاح خطتها ‪ ..‬حشرت زينب‬
‫مؤخرتها الكبيره في المقعد لتجلس‬
‫بهدوء وراسها يدور من كلمته ‪ ..‬ماذا‬
‫ستفعل في تلك الورطه ‪ ,‬ذلك الجني‬
‫اللعين سيضيع فرصة عمرها ‪ ,,‬لقد‬
‫ً‬
‫اتت خصيصا لنسج شباكها حول‬
‫هشام وعندما نجحت خطتها وبادلها‬
‫ً‬
‫العجاب اخيرا ‪ ..‬يظهر لها ذلك‬
‫اللعين ليهددها ‪ ..‬ماذا ستفعل الن‬
‫في تلك المعضلة ‪ .‬زفرت بخفوت‬
‫‪187‬‬
‫وهي تنظر نحو ليلي التي جلست‬
‫بجوارها ومالت عليها هامسه " ليلي‬
‫انا متوترة خالث منكن تعمليلي‬
‫شاندويتش ‪ ..‬ليلي بذهول " نعم يا‬
‫عنيا ؟ " لكزتها زينب فى خاصرتها‬
‫وهي تنظر نحو هشام الذي تظاهر‬
‫بالنشغال بفتح حاسوبه وتابعت "‬
‫بث بث هتفضحيني ‪ ..‬ليلي بال مباله‬
‫" مانتي ياختي الى بتقولى متوتره‬
‫وعاوزة ساندويتش هو الي بيتوتر‬
‫بيعرف ياكل اصال " اومات زينب‬
‫براسها قبل ان تهمس " ايوة يا بنتى‬
‫انا ال كل بيثغل مخي " ‪ .‬ليلي‬
‫‪188‬‬
‫بسخريه " ل وانتى الصادقه انا عرفت‬
‫دلوقتى سبب تربسه المخ الي في‬
‫عيلتكوا " ثم زفرت بخفوت وهي تهم‬
‫بالنهوض " تطفحي ايه خلصيني "‬
‫ابتلعت زينب ريقها قبل ان تهمس "‬
‫يا ثالم يا لولو لو شاندوتش لحمه‬
‫تبقي عملتي فيا جميلة " ‪ ,,‬ضحكت‬
‫ليلي بخفوت قبل ان تنهض للمطبخ‬
‫‪....‬‬
‫بعد ان التهمت زينب الطعام بنهم‬
‫اعادت ظهرها للخلف وهي تحرك‬
‫لسانها علي فمها باسترخاء فهتف‬
‫هشام " ايه يا وةوة هتنامى ول ايه‬
‫‪189‬‬
‫ده لسه السهره في اولها " ثم غمزها‬
‫‪ ,,‬طالعته ببالهه لوهله قبل ان‬
‫تعتدل في جلستها وقد واتتها فكره‬
‫جهنميه ستعينها علي حل معضلتها‬
‫بسهوله ‪ ,,‬سحبت ليلي من ياقة‬
‫جلبابها فشهقت الخيره هاتفه " ما‬
‫براحة ياختي ك تفي مش حمل كلوة‬
‫ايدك الى اد وشك دي " ‪ ,,‬زينب‬
‫بخفوت " هوووش وطي ثوتك احثن‬
‫هثام يثمعنا عاوزاكي فى خدمه " ‪,,‬‬
‫زفرت ليلي بانزعاج " خير يا ست‬
‫كوريا عاوزة ايه مانا مش هخلص فى‬
‫" ليلتك الي زى وشك دى‬
‫‪190‬‬
‫زينت بخفوت " عاوزاكي تيجي معايا‬
‫للثيخ مبروك " ‪ ..‬ليلي لطمه صدرها‬
‫بصدمه " يانهار ابوكي اسود يا اطاطا‬
‫وعاوزة الراجل بتاع تف تف تف‬
‫اللهم احفظنا ده فى ايه " ‪ ..‬ابتسمت‬
‫زينب ببالهه لوجه هشام الذي انتبه‬
‫ً‬
‫علي صرخه ليلى متسائال " في ايه ؟‬
‫" ‪ ..‬زينب مسرعه " ل ل ل ل مفيث‬
‫مفيث بث بقول حاجه مهمه لليلي "‬
‫ثم اعادت نظرها نحوها هاتفه‬
‫بتانيب " كده كان هياخد باله يا‬
‫ليلي بقولك ثر ثر اثمعي بث‬
‫وافهميني " ليلي بنفاذ صبر " ارغي‬
‫‪191‬‬
‫وصدعي امي " ‪ ,,‬زينب بجديه " اثل‬
‫انا في عفريت بيحبني وهو الي قطع‬
‫النور علثان بيغير عليا من هثام "‬
‫ليلي بشك مصطنع " يا شيييخه "‬
‫زينب بجديه " ايوة اثمعي بث ‪,‬‬
‫دلوقتى الثيخ مبروك هو الي‬
‫هيثاعدني ويبعده عني علثان اتجوز‬
‫هثام وانا بثراحه بخاف فعاوزاكي‬
‫تيجي معايا " ثم تابعت برجاء "‬
‫علثان خاطري " ‪ ,,‬ليلي بسخريه " ل‬
‫يا بت حلفتينى بالغاليه " ‪ ..‬ابتسمت‬
‫لها زينب بامتنان متجاهله النبرة‬

‫‪192‬‬
‫ً‬
‫" الساخره في صوتها " ثكرا يا لولو‬
‫‪,,,,‬‬
‫التهت زينب بالفيلم العاطفى الذي‬
‫فتحه هشام علي حاسوبه وهي‬
‫تتخيل نفسها مكان البطله وهشام‬
‫بطلها المغوار ‪ ,,‬نظر هشام لليلي‬
‫الصامته بتفكير قبل ان يميل عليها‬
‫ً‬
‫هامسا " في ايه مالك قالبه وشك‬
‫ليه" ‪ ,,‬نظرت له ليلي بصمت لوهله‬
‫قبل ان تتسع عيناها بادراك وهي‬
‫تهمس به بينما تشير بعينيها نحو‬
‫زينب الملتهيه عن حديثهم " اصبر‬
‫بس ام اويء تنام وهحكيلك كل‬
‫‪193‬‬
‫حاجه يااااا " ‪ ....‬ثم تالعبت‬
‫بحاجبيها بشقاوة وتابعت " يا شيخ‬
‫" مبروك‬

‫البارت الثالث عشر‬


‫تقف في المطبخ بصحبة والدتها ‪..‬‬
‫في محاولة منها لقناعها بالذهاب مع‬
‫زينب للشيخ مبروك ‪ ..‬قفزت فزعة‬
‫عندمة هتفت زينب فجاة من خلفها‬
‫" إابوث ايدك يا خالتي ثيبيها تيجي‬
‫معايا هعنث هعنث حثوا بيا بقي "‬
‫ظهر عدم الرضا علي مالمح ام ليلي‬
‫‪194‬‬
‫فتابعت بتحذير " تثدقي بقي لو‬
‫مثيبتيهاث تيجي معايا هخلي‬
‫العفريت الي بيحبني ينفخها نفث‬
‫النفخة الي انا فيها دي وابقي ثوفي‬
‫مين هيبثلها بعد كدة " ‪ ..‬حاولت‬
‫ليلي ك تم ضحك تها من طريقة زينب‬
‫في التهديد ‪ ..‬لكن ضحك تها تالشت‬
‫بينما تتخيل كلمات زينب قيد‬
‫التنفيذ ‪ ..‬تتخيل نفسها وقد ماثلت‬
‫ً‬
‫زينب حجما ‪ ..‬انتفخ صدرها وكذلك‬
‫مؤخرتها بتلك الطريقة ‪ ..‬انتفخ‬
‫ك فاها كك ف زينب الذي يشبه ك ف‬
‫(المخبرين ) ‪ ..‬تتخيل نفسها في‬
‫‪195‬‬
‫جسد زينب تحاول لف خلخالها‬
‫ً‬
‫حول قدمها ‪ ..‬سينفجر حتما ‪.. ،‬‬
‫تتخيل نفسها التصقت بهشام وهي‬
‫يسبل اهدابها مرفرفة بها ببالهه ‪..‬‬
‫ووجنتاها التي تماثالن حبتي برتقال‬
‫تشتعالن ‪ ..‬وهشام يناظرها برغبة‬
‫ً‬
‫جامحة متامال مفاتنها المبالغ بها ‪..‬‬
‫بينما تحول وجهه كله للتعبير‬
‫الشهير للفنان لحمدي الوزير ‪،،‬‬
‫افاقت من شرودها علي سحب زينب‬
‫يدها تهلل فرحة " يال يال قبل ما‬
‫‪ " ،،،،،‬ترجع في كالمها‬
‫قبل ذلك بساعتين ‪،،‬‬
‫‪196‬‬
‫اقتحم خالد شقة الدجال مبروك‬
‫ومعه قوة من المباحث ‪ ..‬اقتادوا‬
‫ذلك الدجال و مساعده وصرفوا‬
‫ً‬
‫المتواجدين في المكان ‪ ..‬امال في‬
‫نيل رضا الشيخ مبروك المبروك ‪،،،،‬‬
‫بعد ان اطمان لستقرار الجميع في (‬
‫البوكس ) دلف للشقة بثقه ‪ ..‬لقد‬
‫اطمان على انتهاء المر ‪ ..‬ولحسن‬
‫حظه فالمبروك اختار الجزء الخالي‬
‫ً‬
‫تقريبا من الحي ولم يكن هناك‬
‫العديد ممن شهدوا القبض علي‬
‫الدجال ‪ ..‬التفت عندما احس‬
‫ب إاحاطة احدهم لك تفيه فاتسعت‬
‫‪197‬‬
‫ابتسامته وهو يطالع صديقه ورفيق‬
‫دربه خالد ‪ ..‬رفع خالد إاحدي‬
‫حاجبيه " انت ناوي علي ايه بقي‬
‫" مش مرتاحلك‬
‫ً‬
‫ابتسم هشام غامزا " عيب عليك‬
‫" تشك في صاحبك يابو نسمة‬
‫ضحك خالد وهو يحرك راسه بياس "‬
‫مهو المصيبة انك صاحبي وعارف‬
‫بالويك " قهقه هشام باستمتاع‬
‫وعيناه تلتمعان بمشاكسة محببة‬
‫وعقله يفكر في خطوته القادمة ‪،،،،‬‬
‫بتوتر طرقت باب المنزل وهي تبتهل‬
‫الي هللا ان يكون هشام انتهي سريعاً‬
‫‪198‬‬
‫‪ ..‬لقد ذهبت معه في الصباح لعمل‬
‫بالغ ضد ذلك الدجال وطمانها ب إان‬
‫ً‬
‫اسمها لن يصله ابدا ‪ ..‬لقد كانت‬
‫مرتعبة وفكرة انتقام مبروك منها لو‬
‫علم كانت تشل كل حواسها ‪ ..‬فتح‬
‫الباب فجاة فتنهدت بارتياح ‪ ..‬لقد‬
‫كان العسكري المناوب لهشام الذي‬
‫تعرفت عليه في الصباح ولكنه اخفي‬
‫هيئته بجلباب ناصع البياض ووشاح‬
‫يماثله بينما تالعبت انامله بمسبحة‬
‫وهو يسالهم بجدية " عاوزين تقابلوا‬
‫ً‬
‫الشيخ ! " ‪ ..‬كادت تنفجر ضحكا وهو‬
‫يفسح لهما الطريق ويشير لهما‬
‫‪199‬‬
‫بالدخول بينما يتمتم " مدااااااااد يا‬
‫" شيخ مبروك مدااااد‬
‫قبضت زينب علي ذراعها وعيناها‬
‫تدوران في المكان حولها بينما‬
‫ارتعاش بدنها الممتلىء دفع ليلي‬
‫للحظة ل إالشفاق عليها ‪ ..‬لحظة‬
‫واحدة فقط قبل ان تنطق زينب‬
‫بجملتها التالية التي جعلت اشفاقها‬
‫يذهب ادراج الريح " تفتكري ممكن‬
‫لما يخلث ينفع يعملي عمل علثان‬
‫" ! هثام يحبني‬
‫استقبلهم هشام بهيئته الجديدة التي‬
‫جعلت ليلي تفرغ فاها بذهول بينما‬
‫‪200‬‬
‫عيناها جحظتا حتي كادتا ان تخرجا‬
‫من محجريهما ‪ ..‬لقد كان يرتدي‬
‫جلباب ابيض اللون يعلوه عباءة من‬
‫اللون السود ‪ ،‬بينما استقرت العديد‬
‫من المسابح الملونة غريبة الشكل‬
‫علي صدره ‪ ..‬لحية رمادية مشعثة‬
‫وشعر طويل يماثلها يصل لنهاية‬
‫عنقه ‪ ..‬لقد بدي شكله مضحكاً‬
‫ولكنها صدمت بحق ‪ ..‬لقد اصبح‬
‫قريب الشبه بذلك المبروك ‪..‬‬
‫انتفضت فجاة عندما قذف بشىء في‬
‫النيران المشتعلة امامه في المبخرة‬
‫ً‬
‫هاتفا " اشتوووووت " ‪ ..‬صرخت‬
‫‪201‬‬
‫زينب ولكن ليس من الخضة تلك‬
‫المرة ‪ ..‬لقد تطايرت بعض شرزات‬
‫النار عليها ومنها من دخل لعينيها ‪..‬‬
‫كادت ليلي تضحك من منظرها وهي‬
‫تفرك عينيها صارخة به " مث تفتح يا‬
‫" عم الثيخ كنت هتعميني‬
‫قهقه هشام بصوت جهوري " العمي‬
‫بصيييير في حضرة السيااد " ثم‬
‫قذف المزيد من ما بيده الي النيران‬
‫متابعا " حابس حابس ‪ ،‬لبس لبس‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬كابس كابس " ثم تحدث بصوت‬
‫ً‬
‫قاتم وكانه خرج توا من اعماق‬
‫" الجحيم " عاوزة ايه يا بثينة‬
‫‪202‬‬
‫نظرت ليلي بسرعة ناحية زينب التي‬
‫ضيقت بين عينيها ثم عادت بنظرها‬
‫له وهى تكز على اسنانها " عرفت‬
‫منين ا إلسم ده انا الى بنادي‬
‫" ! البعيدة بيه‬
‫ً‬
‫رمش باهدابه مجفال من اسقاطته‬
‫ً‬
‫تلك ثم تحدث متداركا " عارف كل‬
‫حاجة اسمها زينب بنت فوزية "‬
‫اومات براسها بفخر بمعني " هووو ده‬
‫" فتابع " عاوزة تصرفي قرينك الي‬
‫بيحبك لكن ده مش ممكن ابداً‬
‫قرينك هيفضل معاكي ليوم الدين‬
‫" مش هتتخلصي منه‬
‫‪203‬‬
‫شهقت زينب لطمة صدرها بينما‬
‫" تهتف باستياء " ده بيحبني يا ثيخ‬
‫ً‬
‫هشام متمتما بصوت وصلهما‬
‫" بوضوح " نفسه حلوة هنقول ايه‬
‫" زينب متخصرة " نعممم‬
‫انتبه لنه تحدث بصوت مرتفع فالقي‬
‫بالمزيد في المبخرة مم جعل السنة‬
‫اللهب تتعالي فجاة وصرخ !! "‬
‫" جاماااايكا‬
‫همست ليلي لنفسها من بين اسنانها‬
‫بصوت غير مسموع " هتفضحنا هللا‬
‫" يحرقك عاملي فيها الخالة نوسة‬
‫تدلي فجاة من السقف شخص اسود‬
‫‪204‬‬
‫ً‬
‫يماثل چامايكا تماما فهتفت ليلي "‬
‫مش هتديله جبنة نستون يا شيخ‬
‫بالمرة وتخلي كهرمانه تلم عيالها‬
‫تصدق انا استاهل ضرب الجزمة ‪ ..‬اه‬
‫وربنا " ‪ ..‬لكزتها زينب التي لم تنتبه‬
‫لخفاقته هاتفة برعب " اثك تي احثن‬
‫يثخطك زي جاميكا ده تف تف تف‬
‫" ربنا يجعل كالمنا خفيف عليه‬
‫آ‬
‫حركت ليلي راسها باليه نحو زينب‬
‫وكانها تنظر لمخبول قبل ان يغمزها‬
‫هشام خفية عن عين زينب التي‬
‫كانت تحدق في الكائن السود‬
‫المتدلي برعب ويهتف بخادمة الغير‬
‫‪205‬‬
‫آ‬
‫" ! ادمي " إاسمه ايه القرين بتاعها‬
‫چامايكا وهو يرمقها بعينينه‬
‫الحمراوان باستمتاع " إاسمه‬
‫"بسابيسو " زينب بصدمة " ايه ؟‬
‫قهقهت ليلي وهي تهتف وقد ادمعت‬
‫عيناها " انطقي اسمه بقي يا فالحة "‬
‫‪ ..‬رمشت زينب بعينيها بحرج قبل‬
‫ان تشمخ براسها هاتفة بعند وبصوت‬
‫مرتفع " بثابيثووو " ‪ " ...‬شبيكي‬
‫لبيكي امرك وبين ايديكي ‪..‬‬
‫وحشتيني يامو كرش " شهقت زينب‬
‫وهي تختبيء في ك تف ليلي مغمضة‬
‫عينيها عندما ظهر فجات ذلك‬
‫‪206‬‬
‫الكائن السود الطويييل بعيناه‬
‫الحمراوان المشقوقتان من‬
‫المنتصف بخط طولي اسود بينما ل‬
‫يظهر من مالمحه سواهما واسنان‬
‫ناصعة البياض ‪ ..‬لهجته ليست‬
‫مصرية سليمة فهتفت ليلي "‬
‫ً‬
‫متخافيش هم تقريبا كل ال تف تف‬
‫تف بسم هللا الحفيظ ‪ ..‬يعني كلهم‬
‫من اثيوبيا " هتف به هشام بصوته‬
‫" الجهوري " عاوز ايه من زينب‬
‫رفعت عيناها فقط عن ك تف ليلي‬
‫تنتظر رده فصرخ " بهبها بهبها ‪ ،‬و ف‬
‫" قلبي ساكن هوبهااااا‬
‫‪207‬‬
‫ليلي ضاحكة " هب فيك وابور جاز‬
‫يا بعيد بتهب فيها ايه مسم عفريت‬
‫‪ "،،،‬مصدي بصحيح‬
‫شهقت زينب كاتمة صوت نحيبها‬
‫ً‬
‫فهتف به هشام متجاهال الصوت "‬
‫وهي مش بتحبك لزم تالقي حل‬
‫وسط وال هبلغ ملك الجان‬
‫شمهورش انك عاوز تخرق قوانين‬
‫" المملكة‬
‫بسابيسو برعب " ل ل ال شمهورش‬
‫آ‬
‫" خالص مش اوزها‬
‫ليلي لكزة لها في خاصرتها " يخطي‬
‫الى ما يتسمي قطع قلبي ماتحني‬
‫‪208‬‬
‫عليه انتي كنتي تطولي ده اجنبي‬
‫شوفتي بهبها ‪ ..‬يا وعدي " هشام‬
‫بجدية مصطنعة " لو عاجبك نتمم‬
‫الجوازة واهو نوفق راسين في جهنم‬
‫"‬
‫" زينب مسرعة " ل ل ل مث عاوزاه‬
‫ً‬
‫نظر لها بسابيسو بحقد هاتفا "‬
‫هالص يا شيه مبروك "‪ ..‬ثم نظر لها‬
‫ً‬
‫بتقزز متابعا " هليكي قاعدة كدة‬
‫مش هتالقي نسناس يبووصلك " ثم‬
‫اختفي في ظالم الغرفة ‪ ..‬تهللت‬
‫اسارير زينب قبل ان تسال هشام‬
‫بحذر " خالث كده ! " ‪ " ..‬خالص يا‬
‫‪209‬‬
‫بنتي بقيتي حرة " زفرت بارتياح قبل‬
‫ان تنظر لليلي بخبث وتعيد بصرها‬
‫نحوه " عاوزة منك خدمة بقي يا‬
‫برك تنا " ‪ ..‬ضيق هشام بين حاجبيه‬
‫بينما طحنت ليلي اسنانها وهي تتابع‬
‫" عاوزة اعمل عمل لهثام يخليه‬
‫" يحبني ويموووت في دباديبي‬
‫" !!! هشام بصدمة " نعم ياختي‬

‫البارت الرابع عشر‬

‫‪210‬‬
‫لم تصدق نفسها ‪ ..‬لقد مرت تلك‬
‫الزيارة علي خير ‪ ..‬التفتت تواجه‬
‫زينب التي دلفت للتو من باب‬
‫المنزل بعد صراعات كالمعتاد ‪ ..‬لقد‬
‫كاد هشام ان يفضح مخططها عندما‬
‫قذفت زينب بقنبلتها في وجهه‬
‫ولكنها استطاعت تدارك المر ‪..‬‬
‫حاولت اخفاء ابتسامتها وهي تدلف‬
‫لغرفتها مستندة بظهرها علي بابها‬
‫المغلق ‪ ..‬قبل ان تضع يدها علي‬
‫فمها كاتمة لصوت ضحك تها التي‬
‫بالكاد استطاعت السيطرة عليها ‪..‬‬
‫منظر هشام المنفعل بعد ان طلبت‬
‫‪211‬‬
‫من زينب البقاء خارج الغرفة علها‬
‫تستطيع اقناع الشيخ بالموافقة علي‬
‫العمل ‪ ..‬متحججة بانه رجل مبروك‬
‫ل يفعل ما قد يؤذي احدهم ‪ ..‬لقد‬
‫اظهرت الدجال بمظهر الرجل‬
‫الشريف الذي ل يفعل ما يسوء ‪..‬‬
‫ً‬
‫لقد كاد هشام حرفيا ان يقذف بها‬
‫من نافذة الغرفة ‪ ..‬بينما تحاول‬
‫اقناعه بالرضوخ لطلب زينب ‪..‬‬
‫تالعبت بحاجبيها بشقاوة ‪ ..‬فقد‬
‫ادعت بانها ستثنيها عن الفكرة ‪..‬‬
‫ولكن فور خروجها اخبرتها بانها‬
‫اقنعت الشيخ وبدات تشرح لها‬
‫‪212‬‬
‫الطريقة الفعالة التي امرها بها لجعل‬
‫العمل ياخذ مفعوله حدثت نفسها‬
‫وابتسامة شريرة تعلو مالمحها ‪،،،،‬‬
‫ياعيني عليك يابن امو هشام ‪ ..‬ده "‬
‫" الضحك هيبقي للركب‬
‫سمعت صوت طرقات علي باب‬
‫الشقة صحبها صوت هشام ‪..‬‬
‫مسحت وجهها وسحبت نفس عميق‬
‫قبل ان تفتح الباب وهي تتحرك علي‬
‫اطراف اصابعها ‪ ..‬ارتطمت بجسد‬
‫عضلي وهي تتحرك مولية ظهرها‬
‫لصالة المنزل ‪ ..‬شهقت وهي تتفل‬
‫في صدرها ‪ ..‬ثم التفتت لتواجه‬
‫‪213‬‬
‫مالمحه المتحفزة " ها عملتي ايه مع‬
‫بثينة اوعي تقولي ماقنعتيهاش‬
‫" تصرف نظر عن العبط ده‬
‫تظاهرت بالبراءة وهي تطالعه بحزن‬
‫مصطنع " انا بردو اعمل فيك كدة ‪..‬‬
‫" ل اخس عليك انا زعالنه‬
‫ل بقولك ايه جو المسكنة ده مش "‬
‫" ليق عليكي‬
‫تالعبت بحاجبيها بشقاوة وقالت "‬
‫قول بقي ان امكانياتها عالية عليك‬
‫"‬
‫ضحك هشام وهو يرسم بيده نتوء‬
‫وهمي كبير علي صدره " هي من‬
‫‪214‬‬
‫ناحية كبيرة فهي كبيرة زيادة عن‬
‫" اللزوم الحقيقة‬
‫لكزته ليلي في صدره ضاحكة قبل‬
‫ان تنتفض علي صوت زينب‬
‫المنفعل " هللا هللا ممكن اعرف‬
‫" ! بتعملوا ايه ومثتخبيين كدة ليه‬
‫ً‬
‫برطم هشام لعنا فهتفت ليلي " ل ل‬
‫مبنعملش " ثم غمزتها خفية عن‬
‫عينيه وتابعت " خشي انتي غيري‬
‫هدومك وانا هشوف امي تكون عاوزة‬
‫حاجة " حاول هشام استيقافها‬
‫ولكنها لم تمهله وهي تندفع جهه‬
‫المطبخ ‪ ..‬اسبلت زينب اهدابها‬
‫‪215‬‬
‫ودلفت للغرفة محتضنة الكيس‬
‫البيالستيكي الذي بيدها ‪ ..‬عاد‬
‫ً‬
‫هشام للصالة فاتحا حقيبته ‪ ..‬تناول‬
‫منها طقم رياضي مريح ودلف للحمام‬
‫‪ ..‬منتويا ا إلغتسال ‪،،،،،،،،‬‬
‫يا بت مجرجراني وراكي كدة ما "‬
‫كنتي روحتي انتي اديتي الجمعية‬
‫لخالتك ميصحش نسيب البنية مع‬
‫هشام لوحدهم " كادت ليلي ان‬
‫تضحك وهي تتخيل شكل هشام‬
‫عندما يك تشف وجوده في المنزل‬
‫وحيدا بصحبة زينب ‪ ..‬كادت تضحك‬ ‫ً‬
‫من طيبة امها فعلي العكس منها هي‬
‫‪216‬‬
‫تخشي علي هشام من البقاء وحيداً‬
‫برفقتها " يال ياما متقلقيش عليها دي‬
‫‪ " ،،،،،،،‬تاكله لو قربلها‬
‫خرج من الحمام بعد فترة ليست‬
‫بالقليلة فقابله الهدوء القاتل ‪..‬‬
‫ً‬
‫تلفت حوله متوجسا ‪ ..‬دلف للمطبخ‬
‫ً‬
‫الخالي وقبل ان يلتفت مغادرا "‬
‫خالتي راحت تدي الجمعية لمو‬
‫" فتحية وليلي معاها‬
‫شتم في سره وهو يلتفت ‪ ..‬اتسعت‬
‫عيناه حتي كادتا ان تخرجا من‬
‫محجريهما ‪ ..‬فامامه كانت تقف زينب‬
‫بكامل زينتها وكانها ضربت وجهها‬
‫‪217‬‬
‫في شوال من الدقيق بينما خرج‬
‫احمر الشفاه القاني عن حدود‬
‫شفتيها كما البلياتشو ‪ ..‬نزلت عيناه‬
‫بتقزز علي هيئتها ‪ ..‬لقد كانت ترتدي‬
‫عبائة مفتوحة من الجانبين ‪..‬‬
‫التصقت بحناياها كجلد ثاني بشكل‬
‫منفر ‪ ..‬مبرزة صدرها العارم الذي‬
‫ظهر من رقبة الفستان العميقة نوعاً‬
‫ما ‪ ..‬ارتد للخلف بصدمة بينما‬
‫اقتربت منه علي مهل متلمسة‬
‫اطراف سترته بدلل " كنت عاوز‬
‫حاجة يا هثام متتك ثفث قول عاوز‬
‫" ايه‬
‫‪218‬‬
‫ً‬
‫" هشام متلعثما " إا إا إا نصرف‬
‫" ! زينب بتساؤل " ها‬
‫هشام باصرار وهو يغمض عينيه بقوة‬
‫" إا نصرف ل تئذيني ول ااذيك ‪ ..‬هللا‬
‫" يحرقك يا مبروك الكلب‬
‫آ‬
‫ثم اخذ يتمتم ببعض ايات من‬
‫آ‬
‫القران ‪ ..‬لم تنتبه زينب لما يقول‬
‫ً‬
‫وقد كان صوته خافتا ‪ ..‬تلفتت حول‬
‫نفسها بينما استقرتا عيناه علي‬
‫مؤخرتها الضخمة والتي كادت تمزق‬
‫الثوب المسكين ‪ ..‬ابتلع ريقه وهو‬
‫يتحرك من امامها دون للتفوه بكلمة‬
‫‪ ..‬لو ظنت انها ستغريه بمؤهالتها‬
‫‪219‬‬
‫الضخمة فقد اخطات ‪ ..‬تك في‬
‫معدتها الضخمة التي تدلت امامها‬
‫والتي اظهرها الفستان الضيق عليها‬
‫بتملك يثير الغثيان ‪ ..‬نظرت في اثره‬
‫بضيق قبل ان تمصمص شفتيها‬
‫آ‬
‫هاتفة بحنق " مسم رجالة اخر زمن‬
‫ثحيح بث علي مين " اندفعت‬
‫خارجة من المطبخ فوجدته جالساً‬
‫بشرود يحاول استيعاب الموقف‬
‫ً‬
‫الذي وضع فيه ‪ ..‬حتما تلك الفكار‬
‫الفذة لليلي ل غيرها ‪ ..‬طحن اسنانه‬
‫ً‬
‫وهو يتوعدها بصمت غافال عن تلك‬
‫التي اقتربت منه وادعت التعثر في‬
‫‪220‬‬
‫السجادة لتسقط علي قدميه " ا ا‬
‫اثفة يا هثام الثبثب اتقطع " اخذ‬
‫يحاول دفعها عنه بال جدوي وهو‬
‫يحاول التقاط انفاسه التي اطبقت‬
‫ً‬
‫عليها بصعوبة هاتفا " ك تر خيره انه‬
‫" استحمل كل ده‬
‫ضحكت زينب بميوعة وهي تلقي‬
‫بشعرها المجعد والذي كان منتصباً‬
‫ً‬
‫بشموخ تماما كغرتها التي كانت‬
‫تشبه ( التندة ) التي كادت تجرح‬
‫جبهته للخلف ‪ ..‬حك جبهته بالم‬
‫فهمست بدلل " معلث ملحقتث‬
‫اعمل إاثتثوار كان هيبقي ثايخ ونايح‬
‫‪221‬‬
‫" هتف هشام بنفاذ صبر " طب‬
‫ابعدي جالي كرشة نفس هللا يحرقك‬
‫انتي واكلة ايه " حاول دفعها مجدداً‬
‫ً‬
‫فخرج منها صوتا دفع بالحمرار الى‬
‫وجهها " ايه الصوت ده " تحمحمت‬
‫بحرج وهي تحاول وضع غرتها‬
‫المنتصبة خلف اذنيها بال جدوي "‬
‫ده ده اثل عندي قولون عثبي " اوما‬
‫ً‬
‫لها متفهما فازداد الصوت وخرج‬
‫بنغمة موسيقية ‪ ..‬ضيق بين عينيه‬
‫وهو يرمقها بشك " ده قولون بردو‬
‫انتي متاكدة ان الصوت ده خارج من‬
‫بطنك " اومات له بحرج قبل ان‬
‫‪222‬‬
‫تتكلم بهيام " اثلي لما بتوتر القولون‬
‫بيزيق ‪ ..‬وانا متوترة اوي يا هثام ‪ ..‬هو‬
‫انت مث هتبوثني زي الفالم بقي "‬
‫دفعها عنه بعنف تلك المرة‬
‫فسقطت علي مؤخرتها الضخمة‬
‫آ‬
‫متاوهه " اييييي ي العثعوث " هشام‬
‫كاتما ضحك ته " ل الف سالمة علي‬ ‫ً‬
‫عصعوصك ‪ ..‬خشي انتي غيري بدلة‬
‫الغطس دي وانتي هتبقي زي الفل ‪..‬‬
‫هي بس كاتمة علي ‪ .....‬علي مراوحك‬
‫" مدت له يدها ليساعدها علي‬
‫الوقوف هاتفة " ثدني بث البتاع ده‬
‫ضيق اوي مث عارفة اقوم ‪..‬ك تم‬
‫‪223‬‬
‫ضحك ته وقد لمح الكلسون القماش‬
‫ً‬
‫الذي ترتديه تحت الفستان هاتفا "‬
‫ايه ده يا زوزة انتي لبسة كلسون‬
‫عربي صح " ضحكت وهي تعتدل في‬
‫وقفتها " اثل بخاف اثتهوي وبعدين‬
‫علثان التثلخات بتموتني " انفجر في‬
‫ً‬
‫الضحك وهو يبتعد جالسا علي‬
‫مقعده ‪ ..‬بينما جلست هي على‬
‫المقعد المقابل تتامله بهيام ‪ ..‬نظر‬
‫في ساعة معصمه قبل ان يعيد بصره‬
‫لها " خشي غيري ام ليلي زمانها‬
‫جاية ومفتكرش انك عاوزاها تشوف‬
‫كلسونك " شهقت وهي تحاول‬
‫‪224‬‬
‫الوقوف ولكن ثقلها يعيدها للمقعد‬
‫من جديد في كل مرة ‪ ..‬ك تم هشام‬
‫ضحك ته وهو يقف بطوله الفارع‬
‫ً‬
‫امامها مادا يده " قومي يا شابة‬
‫استري نفسك ومتنسيش تمسحي‬
‫وش البلياتشو الي لبساه ده كنتي‬
‫‪ " ،،،،،،،،،‬هتقطعيلي الخلف‬
‫تقدمت والدة ليلي مسرعة حتي‬
‫تستطيع النتهاء من وجبة الغداء‬
‫قبل وصول زوجها بينما ليلي كانت‬
‫تمشي علي مهل خلفها وهي تك تم‬
‫ضحك تها متخيلة المشهد الذي‬
‫سيصعق والدتها ل محالة ‪ ...‬سمعت‬
‫‪225‬‬
‫صوت صفق الباب خلف والدتها‬
‫فشتمت في سرها " ياباي عليكي ياما‬
‫مانتي عارفة اني وراكي لسة‬
‫هخب‪ .....‬وقبل ان تكمل جملتها‬
‫سمعت صوت باب المدخل يغلق‬
‫بينما اندفعت بعنف للحائط ‪ " ..‬ايه‬
‫الي لبساه ده " حاولت تنظيم‬
‫انفاسها المتسارعة وكانها كانت تعدو‬
‫في سباق وهي تطالع وجه اسامة‬
‫الغاضب القريب منها " ا إايه فيه ايه‬
‫"‬
‫هدر بها بخفوت من بين اسنانه " هو‬
‫ايه الي في ايه ‪ ..‬الجيبة دي‬
‫‪226‬‬
‫متتلبسش تاني ماسكة فيكي ول انتي‬
‫عاجبك بصة مصطفي لجسمك‬
‫" وانتي ماشية تتقصعي في الحارة‬
‫ليلي بذهول وهي تشير لنفسها " انا‬
‫"‬
‫ً‬
‫امال امي " ثم رفع سبابته محذرا " "‬
‫يمين باهلل يا ليلي لو شوفتك لبسة‬
‫كدة تاني لجيبك من شعرك في‬
‫وسط الحارة وانا مجنون واعملها "‬
‫ابتلعت ريقها بتوتر بينما يتابع وهو‬
‫يتلمس وجنتها بحنان غريب علي‬
‫انفعاله السابق وانفاسه الساخنة‬
‫تلفح بشرتها " بغير عليكي يا‬
‫‪227‬‬
‫بت راعيني شوية لحد ما نخلص من‬
‫الزفت حنفي " رفعت نحوه عينان‬
‫وجلتان وقد احمرت وجنتاها وقالت‬
‫" بتلعثم " ل ليه‬
‫اقترب اك ثر حتي ما عاد يفصلهما‬
‫سوي ذرات الهواء التي احتلتها‬
‫رائحته الذكورية المسكرة " عاوزك يا‬
‫بت ‪ ،‬عاوزك حاللي " وقبل ان‬
‫تستوعب فحوي كلماته اطبق علي‬
‫شفتيها بعنف ‪ ،‬بلهفة ل قبل لها بها‬
‫‪ ..‬حاولت دفعه ولكنه كان كالحائط‬
‫لم يتزحزح ‪ ..‬ابتعد عنها بعد فترة‬
‫لهثا وهو يطالع شفتاها المتورمتان‬‫ً‬
‫‪228‬‬
‫بفعل قبلته الشرسة ‪ ..‬متلمساً‬
‫ملمسهما الحريري بابهامه وتابع وهو‬
‫يعض علي شفته السفلي "‬
‫ومتحطيش احمر في بقك تاني "‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ابتعد عنها قليال سامحا لها بالتقاط‬
‫انفاسها بينما تناول محرمة ورقية من‬
‫ً‬
‫جيب بنطاله ماسحا شفتاه ثم‬
‫خاصتها وهمس " بحبك يا بت "‬
‫وقبل ان تستوعب جملته كان قد‬
‫ً‬
‫فتح باب المنزل وغادر ‪ ..‬تاركا لها‬
‫تحاول استيعاب مشاعرها المتخبطة‬
‫دون قدرة حقيقية وقد صارتا قدماها‬
‫رخوتان كالهالم هامسة بتيه "‬
‫‪229‬‬
‫ينيلك يا إايسامة بتعرف تبوس يا‬
‫‪ " ،،،،،،،‬مضروب‬

‫البارت الخامس عشر‬

‫تحركت باقدام كالهالم بعد تلك‬


‫العاصفة التي غيبها بها ذلك الوقح‬
‫الوسيم ‪ ..‬بايد مرتعشة ونبضات‬
‫مضطربة رفعت يدها تنتوي طرق‬
‫باب الشقة ‪ ..‬فتح الباب فجاة ويدها‬
‫‪230‬‬
‫لزالت معلقة في الهواء ‪ ..‬ترمش‬
‫باهدابها الك ثيفة بينما تطالع ذلك‬
‫الغاضب امامها وقبل ان تتفوه‬
‫بكلمة دفعها للخارج و تحرك معها ‪..‬‬
‫ارتطم ظهرها بالحائط خلفها بينما‬
‫تواجه الشرر المتطاير من عينيه ‪..‬‬
‫ضرب بقبضته الحائط خلفها‬
‫فاجفلت وهي تستفيق من تيهها ‪..‬‬
‫اعتدلت في وقفتها وهي تالحظ ذلك‬
‫القرب فدفعته في صدره هاتفة "‬
‫انتوا ايه حكايتكوا مع بير السلم لااا‬
‫انا بنت ناس انا بقولك اهو " ضيق‬
‫هشام بين حاجبيه بينما يطالعها‬
‫‪231‬‬
‫بتساؤل سرعان ما خرج من شفتاه "‬
‫قصدك ايه ! " ‪ ..‬انتبهت لما تفوهت‬
‫به فشهقت واضعة يدها على فمها "‬
‫" م م مفيش‬
‫لم يكن هشام في حالة تسمح‬
‫ً‬
‫بسؤالها المزيد ‪ ..‬فهذه المرة حقا قد‬
‫طفح الكيل ‪ ..‬يعلم حبها للمقالب‬
‫ولكن بتلك الطريقة !! ‪ ..‬زفر بخفوت‬
‫وهو يظنها خائفة منه ‪ ..‬قبل ان‬
‫يطالعها بنظرة لئمة " ينفع الي‬
‫عملتيه ده ‪ ..‬افرضي امك كانت جات‬
‫والهبلة لسة ببدلة الرقص الى‬
‫معرفش جابتها من انهي داهية ‪..‬‬
‫‪232‬‬
‫كانت هتقول عليا ايه ! " ‪ ..‬ضيقت‬
‫بين عينيها تحاول استيعاب حديثه‬
‫ثم فجاة وبدون مقدمات انفجرت في‬
‫الضحك ‪ ..‬توحشت نظرات هشام‬
‫وهو ل يصدق ل مبالتها " انتي‬
‫بتضحكي يا جزمة ‪ ..‬بقي بتدبسيتي‬
‫في بثينة ! " هتفت بينما تحاول ك تم‬
‫ضحك تها بال جدوي " هي عملتها !‬
‫وانا الي قولت هتتكسف وتمشي‬
‫وتريحنا من طلتها البهية " ابعد‬
‫هشام يده وهو يهتف بتهكم " تمشي‬
‫مين يا حاجة دي ما صدقت‬
‫وفاكرالي نفسها صافينار هتغريني "‬
‫‪233‬‬
‫حركت ليلي صدرها لعلي واسفل‬
‫كما تفعل الراقصة الشهيرة هاتفة‬
‫بمزاح " معرفتش تعمل كدة‬
‫" ضحك هشام بخفة وقد فهم‬
‫حرك تها تلك " اتلمي يا هبلة ‪ ..‬دي لو‬
‫عملت كدة كانت جابتلي ارتجاج ‪..‬‬
‫سبحان هللا بتفكرني بعطيات‬
‫بمنحنياتها المبالغ فيها دي " بادلته‬
‫الضحك باستمتاع لوهلة ثم ضيقت‬
‫بين عينيها متسائلة " طب و و امي‬
‫" ! شافتها بالمنظر ده‬
‫ً‬
‫لوح بيده بانزعاج قائال " ل ربنا ستر‬
‫وسمعت الكالم وال كانت هتبقي‬
‫‪234‬‬
‫مصيبة " اومات براسها موافقة‬
‫وهمت بالحديث ‪ " ...‬يا ثالااااام‬
‫واقفين هث هث وتحت بير الثلم‬
‫بتعملوا ايه ‪ ..‬يعني انا تقولي روحى‬
‫البثي وهي لزقها في الحيطة كدة ‪..‬‬
‫طب ما تلزقني انا مش يمكن اطلع‬
‫حلوة واعجبك " ابتعد هشام عن‬
‫ليلي وهو يطالع زينب من قمة راسها‬
‫ً‬
‫لخمص قدميها هاتفا " ل بصراحة‬
‫اخاف ع الحيطة البيت مش‬
‫مستحمل لو ريحتي علي الحيطة‬
‫هتنهار علي دماغك ‪ ..‬وبعدين ايه‬
‫لزقها دي انا بكلمها عادي علشان‬
‫‪235‬‬
‫عارف ان الفكرة الجهنمية دي‬
‫متطلعش ال من دماغها الي كسره‬
‫" هيبقي علي ايدي بس متقاطعيش‬
‫" يا ليلي "‬
‫ايوة ياما " واسرعت ليلي بالركض "‬
‫لداخل الشقة ‪ ..‬تقدمت منه زينب‬
‫ببطء بينما هو يطالعها بتوجس "‬
‫اعقلي يا زينب هتعملي ايه " ‪ ..‬لم‬
‫تهتم وتابعت تقدمها المتمهل منه‬
‫فاحتضن نفسه بحركة مسرحية وهو‬
‫يحاول ك تم ضحك ته من منظرها "‬
‫يالهووووي انتي معندكيش اخوات‬
‫صبيان" لم تهتم وهى تتقدم ب إاصرار‬
‫‪236‬‬
‫حتي وقفت امامه وفجاة دفعت‬
‫بظهرها علي الحائط امامه وهي‬
‫تقبض علي طرفي قميصه ساحبة له‬
‫نحوها فهتف " متريحيش اوي يا زوزا‬
‫" انتبه لصمتها وانقباض مالمحها‬
‫فعقد حاجبيه قبل ان تصرخ " اااااي‬
‫" ارتد للخلف بينما تراخت قبضتها‬
‫علي قميصه وهتف بحيرة " مالك يا‬
‫بت ! " ‪ " ..‬م م م مثماااااااار " هشام‬
‫بشك " فين ده " احمرت وجنتاها‬
‫ً‬
‫وهي تنظر ارضا بينما تتقلص‬
‫مالمحها بالم واضح ‪ ..‬ك تم ضحك ته‬
‫وسحبها فجاة فتاوهت وعيناها‬
‫‪237‬‬
‫تزرفان الدموع ‪،،،،‬‬
‫وقفت ليلي تطالع هشام يدخل من‬
‫باب الشقة بوجه محمر و يبدو وكانه‬
‫يقاوم ليك تم ضحكاته ‪ ..‬بينما زينب‬
‫من خلفه تدخل مطرقة الراس وهي‬
‫تفرك مؤخرتها بالم ‪ ..‬تقوسا حاجبيها‬
‫وارتفعا بدهشة ‪ ..‬فتابعت زينب‬
‫تقدمها حتي اختفت خلف باب غرفة‬
‫ليلي بصمت ‪ ..‬تقدمت ليلي منه بيننا‬
‫عيناها لزالت علي باب الغرفة‬
‫المغلق واقتربت هامسة " انت‬
‫" ضربتها‬
‫ً‬
‫وهنا لم يعد هشام قادرا علي ك تم‬
‫‪238‬‬
‫ضحك ته اك ثر وهو يهمس " ل ده‬
‫كان فيه مسمار في الحيطة وهي‬
‫كانت عاوزة تقلدك فاا هوووووب "‬
‫وضعت يدها علي فمها وهي تضحك‬
‫بشدة حتي ادمعت عيناها وهي‬
‫تمسد مؤخرتها بال وعي " اسماهلل‬
‫‪ " ،،،،،،‬ياختي‬
‫حاولت النوم بال جدوي ‪ ..‬اخذت‬
‫تتقلب علي سريرها مناشدة النوم بال‬
‫فائدة ‪ ..‬بينما احتالل زينب لغلب‬
‫الفراش ل يسعادها ‪ ..‬وعقلها الذي‬
‫يستعيد إاحساسها بين يدي المدعو‬
‫اسامة يؤرقها ‪ ..‬ترا ماذا يريد ! ‪..‬‬
‫‪239‬‬
‫ايظنها سهلة المنال ! ‪ ..‬حركت راسها‬
‫بعنف علي وسادتها نفيا وعقلها‬
‫" يستعيد إاعترافه " بحبك يا بت‬
‫ً‬
‫إابتسمت بخجل ‪ ..‬اتراه يحبها حقا ‪..‬‬
‫ذلك المجرم الذي تسعي لسجنه ‪ ..‬ل‬
‫آ‬
‫ل لقد اصبح شريكهم الن ‪ ..‬لقد اراد‬
‫التطهر من إاثمه ‪ ..‬هل فعلها من‬
‫اجلها ! ‪ ..‬فركت راسها ب إارهاق وهي‬
‫تترجل عن فراشها متوجهه للحمام‬
‫‪ ....‬غسلت وجهها ورفعت عيناها‬
‫آ‬
‫نحو المراة المكسورة المواجهه لها ‪..‬‬
‫مسحت قطرات الماء علي وجهها‬
‫براحة يدها بشرود ‪ ..‬وابتسامتها‬
‫‪240‬‬
‫ً‬
‫تتسع رويدا رويدا هاتفة لنعكاسها‬
‫آ‬
‫في المراة " وليه ل مانتي قمر يا بت‬
‫وتتحبي " ‪ ..‬اطفات نور الحمام‬
‫وعادت لغرفتها ‪ ..‬تمددت علي‬
‫الفراش وعيناها تطالعان سقف‬
‫غرفتها بشرود وعندها "‬
‫خخخخخخخخخ " انتفضت فزعة‬
‫عندما خرج ذلك الصوت من زينب ‪..‬‬
‫تلفتت تطالعها باشمئزاز قبل ان‬
‫تتفل هامسة " اتفووو وبتشخري‬
‫كمان يا بوز ا إلخس " اخذت زينب‬
‫تهمهم في نومها فضيقت بين‬
‫حاجبيها ومالت عليها تحاول‬
‫‪241‬‬
‫ا إلنصات " بث بقي يا هثام ميثحش‬
‫كدة بغير " ك تمت ضحك تها براحة‬
‫يدها هامسة " هللا يحرقك بتغيري‬
‫منين يا كوم اللحم انتي " ‪ ..‬طرقات‬
‫خافتة علي باب غرفتها نبهت كل‬
‫حواسها ‪ ..‬تركت الفراش وتسللت‬
‫علي اطراف اصابعها وفتحت الباب ‪..‬‬
‫وضع هشام سبابته علي فمه عالمه‬
‫للصمت وسحبها من يدها ‪ ..‬اغلقت‬
‫الباب خلفها بينما تتحرك خلفه بال‬
‫سؤال حتي وصال لجهاز الحاسوب‬
‫الخاص به ‪ ..‬اشار بيده نحو الشاشة‬
‫وهتف " بصي فيه حركة غريبة في‬
‫‪242‬‬
‫بيت حنفي مش مطمنلها " حولت‬
‫نظرها لشاشة الحاسوب وهي تطالع‬
‫تاهب بعض رجال حنفي وحرك تهم‬
‫غير ا إلعتيادية ‪ ..‬بينما تحشرون‬
‫اسلحتهم في مالبسهم ‪ ..‬تبادل‬
‫النظرات عندما طالعا الشاشة‬
‫ً‬
‫تحديدا في الحجرة التي يقف بها‬
‫اسامة ‪ ..‬هتفت ليلي مسرعة " كبر‬
‫الشاشة هنا ده بيبص ناحية الكاميرا‬
‫" لحظ هشام ما يفعله اسامة بدوره‬
‫فضغط علي احد الزرار لتصبح‬
‫صورة تلك الغرفه تحتل كل الشاشة‬
‫امامهما ‪ ..‬ضيق بين عينيه وهو يتابع‬
‫‪243‬‬
‫حركة شفاه اسامة الذي ترك الغرفة‬
‫بعدها مباشرة ‪ ..‬اعتدل هشام وهو‬
‫يقفز نحو باب الشقة ليفتحه ‪..‬‬
‫هتفت به ليلي " انت بتعمل ايه ! "‬
‫‪ ..‬هشام بجدية " كان بيقول افتح‬
‫الباب انا جايلك " اخذت تفرك يدها‬
‫بتوجس بينما تفرك راحتيها‬
‫ببعضهما وقد تفصد العرق من‬
‫جبينها محاولة انكار ذلك الهاتف‬
‫الداخلي الذي ينبئها ان ساعة الصفر‬
‫قد حانت وعندها ‪ ....‬وقف اسامة‬
‫يلهث علي باب الشقة وعيناه ترمقان‬
‫باب البيت الخارجي بقلق واضح‬
‫‪244‬‬
‫ً‬
‫هاتفا " حنفي الكلب فاجئنا بمعاد‬
‫استالم الشحنة زي ما توقعنا " ‪...‬‬
‫ابتلع ريقه وتابع " دلوقتي هنبقي‬
‫معاه علي التليفون وهنتحرك كمان‬
‫ساعة " ‪ ..‬ابتلع ريقه وعيناه تطالعان‬
‫ً‬
‫الباب مجددا " زي ما قلتلك المكان‬
‫هيوصفهولنا علي التليفون وهنستلم‬
‫البضاعة من رجالة الراجل الكبير‬
‫نفسه ‪ ..‬جهز نفسك " ‪ ..‬اسرع هشام‬
‫يتناول هاتفه بينما اسامة يطالع‬
‫ً‬
‫ليلي بقلق هاتفا " انتي متتحركيش‬
‫من هنا ملكيش دعوة بحاجة انا‬
‫هتصرف " ليلي بعند وهي تحاول‬
‫‪245‬‬
‫اخفاء رعشة بدنها بشق النفس "‬
‫ليه ياخويا شايفني جبانة ول جبانة "‬
‫ً‬
‫كز اسامة علي اسنانه هاتفا " اسمعي‬
‫الكالم بقولك " ‪ ..‬حركت ك تفيها بال‬
‫معني وتحركت نحو غرفتها ‪ ..‬انهي‬
‫هشام مكالمته مع خالد بكلمات‬
‫مقتضبه وعاد لسامة " روح انت‬
‫علشان محدش يشك فيك وانا‬
‫هتصرف وهبقي وراك والقوة‬
‫ً‬
‫هتحصلنا " ‪ ..‬اوما اسامة منصرفا بعد‬
‫ان رمق غرفتها بنظرة اخيرة ‪ ..‬بينما‬
‫اسرع هشام للحمام وهو يحتضن‬
‫مالبسه ‪،،،‬‬
‫‪246‬‬
‫بعد فترة قصيرة كان يضح هاتفه في‬
‫جيب بنطاله بينما يعدل من وضع‬
‫سالحه في الحزام المخصص له‬
‫ً‬
‫محاول إاخفائه عن العين ‪ ..‬تناول‬
‫مفاتيح سيارته علي عجل وتحرك‬
‫نحو باب الشقة ‪ " ..‬علي فين رجلي‬
‫ً‬
‫علي رجلك " اجفل ملتفتا نحوها‬
‫بحدة ‪ ..‬يطالعها بكامل مالبسها‬
‫ولكن لول مرة يراها ترتدي بنطالً‬
‫من الجينز السود تعلوه كنزة حريرية‬
‫من اللون الزرق " تيجي معايا فين‬
‫يا بنت المجانين انتي عقلك فوت‬
‫خالص انتي مهمتك خلصت لحد‬
‫‪247‬‬
‫كدة " ‪ ..‬شمخت بانفها وهي تتخطاه‬
‫لتفتح الباب قبل ان تنظر له من‬
‫فوق ك تفها هاتفة باصرار " هتيجي‬
‫ول اروح وراهم لوحدي وانت‬
‫المسوئل لو كشفوني ‪ ..‬حرك هشام‬
‫راسه بانفعال بيننا اختفت ليلي‬
‫خارج باب الشقة ‪،،،،،‬‬

‫‪248‬‬
‫البارت السادس عشر والخير‬

‫لم يستطيع احدهما اثناءها عن‬


‫القدوم بصحبة هشام ‪ ..‬ولم يكن‬
‫هنالك الك ثير من الوقت ليسمح‬
‫بك ثرة الجدال ‪ ..‬لذا اصطحبها هشام‬
‫في سيارته ‪ ..‬بعد ان تاكد اسامة من‬
‫انشغال باقي افراد العصابة في‬
‫ا إلستعداد ‪ ..‬اتصل هشام بالرائد‬
‫خالد ليتتبع وفرقته إاشارة جهاز‬
‫التتبع الذي طلب من اسامة وضعه‬
‫‪249‬‬
‫في السيارات التابعة لعصابة حنفي‬
‫‪ ..‬وكذلك فعل هشام ‪ ..‬لم تشعر‬
‫آ‬
‫ليلي بحماس كما تفعل الن ‪ ..‬وكان‬
‫ً‬
‫احد اك ثر إاحالمها جموحا علي وشك‬
‫التحقق ‪ ..‬فركت ك فيها ببعضهما‬
‫وهي تطالع هشام المنهمك في تتبع‬
‫إاشارة السيارات باهتمام ‪ ..‬قبل ان‬
‫يلتفت لها وهو يهم بتشغيل محرك‬
‫ً‬
‫سيارته هاتفا ‪،،،،‬‬
‫" يال علي بركة هللا نبدا " ‪-‬‬
‫صفقت ليلي بحماس بينما يرمقها‬
‫ً‬
‫هشام بطرف عينيه باسما ‪ ..‬تلك‬
‫المجنونة تظن نفسها ممثلة في احد‬
‫‪250‬‬
‫افالم ال كشن ‪ ..‬ل يبدو عليها انها‬
‫تعي ما هم مقدمون عليه ‪ ..‬ابتسم‬
‫بسخرية ‪ ..‬وك إان هذا ما كان ينقصه ‪..‬‬
‫حرك راسه بمعني ل فائدة وتابع‬
‫النظر للطريق ‪ ..‬بعد ساعة ‪ ..‬تلفتت‬
‫حولها بضجر لقد طالت المسافة‬
‫اك ثر مم توقعت ‪ ..‬لماذا ل يحدث‬
‫مثل افالم ال كشن ‪ ..‬يصل البطل‬
‫لوجهته بعد دقيقة واحدة ‪ ..‬بينما‬
‫ً‬
‫يرمق البطل بخوف جلي هاتفا "‬
‫متخافيش هحميكي بحياتي ‪..‬‬
‫هتنتهي المهمة ونتجوز علطول ‪..‬‬
‫إانتي كل حاجة ليا ‪ ..‬انتي النفس الى‬
‫‪251‬‬
‫ً‬
‫بتنفسه "‪ ..‬واخيرا يمد يده لتنطلق‬
‫اغنية المطرب صابر الرباعي ‪..‬‬
‫بتحدي العالم كله وانا وياك وبقول‬
‫للدنيا بحالها ان انا بهواااك ‪ ..‬بينما‬
‫تعبث نسمات الهواء بشعرها‬
‫الحريري ‪ ..‬فتمتد انامل البطل‬
‫إلزاحة خصلة من خصالت شعرها‬
‫لخلف اذنها بينما شفتاه تتحركان‬
‫هامسة " بحبك " ‪ ..‬تنهدت بخفوت‬
‫وهي تعبث بجهاز التسجيل لتنطلق‬
‫فجاة " نفيت واستوطن الغراب في‬
‫بلدي ودمروا كل اشيائي الحبيبات ‪..‬‬
‫" ليلي‬
‫‪252‬‬
‫تف تف تف ياساتر يارب ليه "‪-‬‬
‫بتفقر علينا يا عم القيصر ده انا لسة‬
‫" صغيرة وعاوزة اتجوز قبل ما اموت‬
‫ك تم هشام ضحك ته ‪ ..‬فقد عرف ليلي‬
‫ً‬
‫في تلك الفترة جيدا وبمجرد ان هم‬
‫باخراج السيارة قبل خروجها تعمد‬
‫اغالق المسجل علي تلك الغنية‬
‫ً‬
‫تحديدا ‪ ..‬اغلقت المسجل بحركة‬
‫حادة وعقدت ذراعيها امام صدرها‬
‫بينما مطت شفتيها بحركة طفولية‬
‫وهي تتوعده في سرها بينما تتمتم ‪..‬‬
‫" " قتل مشاعري الحيوان‬
‫توقفت السيارات التابعة للعصابة‬
‫‪253‬‬
‫علي مسافة بعيدة منهم ‪ ..‬رفع هشام‬
‫هاتفة ليتصل بخالد ‪،،،،‬‬
‫" ايه الخبار " ‪-‬‬
‫تمام الشارة وقفت وقدامنا " ‪-‬‬
‫" خمس دقايق ونكون عندك‬
‫" تمام " ‪-‬‬
‫التفت لها بعد ان اغلق الهاتف بينما‬
‫امتدت يده لتابلوه السيارة مخرجاً‬
‫سالحه الميري ‪ ..‬ارتدت ليلي للخلف‬
‫بينما يحرك صمام المام مصدراً‬
‫ً‬
‫الصوت الذي سمعته مرارا من قبل‬
‫!! في احالمها الوردية الجامحة‬
‫" مش هتديني مسدس انا كمان " ‪-‬‬
‫‪254‬‬
‫تقوسا حاجبي هشام لعلي بدهشة "‬
‫" ! ليه خير ناوية تعملي رامبو‬
‫بال رامبو بال كرومبو ‪ ..‬علشان " ‪-‬‬
‫" احمي ضهرك‬
‫ً‬
‫انفجر هشام في الضحك محاول ك تم‬
‫صوت ضحكاته المرتفع بشق النفس‬
‫هاتفا " بت انتي تقفلي بقك خالص‬ ‫ً‬
‫لو اتكشفنا هتبقي انتهي ولسانك الى‬
‫" عاوز قطعه ده السبب‬
‫زمت شفتيها بحنق بينما عيناه‬
‫استقرتا علي العلب الكرتونية التي‬
‫بدات في الخروج من احدي‬
‫السيارات بينما لم تصل القوة بعد ‪..‬‬
‫‪255‬‬
‫تافف وهو ينظر في ساعة معصمه‬
‫بضيق " انت فين يا خالد بس هللا‬
‫يحرقك هو انا جاي اتفرج عليهم وهم‬
‫" بيسلموا البضاعة‬
‫ً‬
‫اخذ يتلفت حوله بضجر واخيرا وضع‬
‫سالحه في حزام بنطاله وفتح باب‬
‫السيارة ليترجل عنها ‪ ..‬التفت بحدة‬
‫آ‬
‫عندما استمع لباب السيارة الخر‬
‫يفتح ‪ ..‬تلك البلهاء تظن نفسها في‬
‫احد الفالم البوليسية ‪ ..‬ول تفهم‬
‫لالن ان الواقع مختلف وقد يكون‬ ‫آ‬
‫مميت في تلك الحالة ‪ ..‬زجرها‬
‫ً‬
‫هامسا من بين اسنانه " إاترزعي في‬
‫‪256‬‬
‫الزفتة العربية لحد ما اجيلك ‪..‬‬
‫وياريت يعني لو تتكرم الكونتيسة‬
‫وتنزل في الدواسة مش ناقص خوته‬
‫"‬
‫" هروح معاك " ‪-‬‬
‫مسح هشام وجهه بانفعال هامساً‬
‫خلي ليلتك تعدي يال علي العربية "‬
‫بدال ما افرغ فيكى المسدس ده حالً‬
‫"‬
‫ارتدت للخلف بصدمة وقبل ان يعيد‬
‫كلماته كانت قد اسرعت لداخل‬
‫السيارة ‪،،،‬‬
‫تقدم هشام بحذر بينما يحاول‬
‫‪257‬‬
‫ا إلختباء خلف بعض الصخور في‬
‫تلك المنطقة الصحراوية ‪ ..‬التي‬
‫خصصتها العصابة للتسليم بعيداً‬
‫عن العين ‪ ..‬وقف علي بعد ليس‬
‫بكبير منهم وهو يستمع الي حديث‬
‫حنفي ورئيس العصابة واحد الرجال‬
‫يبدو من هيئته إانه اجنبي الجنسية ‪..‬‬
‫اخرج سالحه بهدوء وعندها ‪ ..‬سمع‬
‫صوت صمام امان احد السلحة يفتح‬
‫ً‬
‫قريبا جدا من اذنه وصوت خشن‬ ‫ً‬
‫" يهتف به " إارمي سالحك‬
‫ابتلع ريقه بتوتر بينما يعيد الرجل‬
‫جملته بتحذير ‪ ..‬انحني واضعاً‬
‫‪258‬‬
‫سالحه علي الرض قبل ان يرفع‬
‫‪ ..‬يديه في عالمة إاستسالم واضحة‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫" اااي " ‪-‬‬ ‫آ‬
‫التفت خلفه بسرعة فوجدها ‪..‬‬
‫تمسك بعدة تبديل العجالت في‬
‫السيارة والخير ملقي خلفة مضرجاً‬
‫بدمائه‬
‫حرك هشام نظره بينها وبين ذلك‬
‫ً‬
‫الراقد فاقدا للوعي فشمخت براسها‬
‫وهي تهتف بثقة " عد الجمايل بقي ‪..‬‬
‫آ‬
‫مسم ظباط اخر زمن ‪ ..‬ورافعلى‬
‫" ايدك منظرك كان يعر الصراحة‬
‫تناول هشام سالحه هامسا‬
‫‪259‬‬
‫ل كنت عاندت وكان فرغ رصاص " ‪-‬‬
‫مسدسه فيا ورجع خلص واحد تاني‬
‫" فيكى وريح البشرية منك‬
‫همت بالحديث فقاطعها صوت‬
‫طلقات نارية ك ثيفة في الجواء ‪..‬‬
‫انحنت بخوف وركض هشام وهو‬
‫يهتف بها " علي هللا تطلعي من‬
‫" مكانك ‪ ..‬الجاي مش لعب‬
‫اومات براسها بخوف وانطلق هشام‬
‫يشارك فرقته اطالق النار المتبادل‬
‫بينهم وبين افراد العصابة ‪ ..‬بمجرد‬
‫ان اقترب هشام ‪ ..‬اسرع اسامة‬
‫لحماية ظهره بينما التفت افراد القوة‬
‫‪260‬‬
‫حولهم مطوقة للمكان ‪ ..‬وهنا انطلق‬
‫صوت خالد من المذياع " سلم‬
‫" نفسك المكان كله محاصر‬
‫اتسعت عينا هشام بصدمة ‪ ..‬اما‬
‫سمعه صحيح ! ! ‪ ..‬فبمجرد ان‬
‫استسلمت العصابة انطلقت زغرودة‬
‫مجلجلة من فم ليلي وهي تركض‬
‫نحوه ‪ ..‬قبل ان تسقط بين ذراعيه‬
‫!! فاقدة للوعي‬
‫***‬
‫بعد شهر‬
‫جلس كل من هشام واسامة بصحبة‬
‫والد ليلي ‪ ..‬بعد ان طلب منه اسامة‬
‫‪261‬‬
‫التوسط له عند والد ليلي ليوافق‬
‫علي زواجه بها ‪ ..‬فكما وعد هشام‬
‫اسامة اصبح شاهد في القضية ‪..‬‬
‫وبعد استجوابه حول الحداث خرج‬
‫بمساعدة هشام ‪ ..‬كانت ليلي تجلس‬
‫بجوار والدها تطالع المشهد امامها‬
‫بحسرة هامسة لنفسها " قليل‬
‫البخت يطلعله اسامة في المقدر ‪..‬‬
‫يعني هو انتي نسيتى نفسك ما اخرك‬
‫اسامة ‪ ..‬انتي كنتي فاكرة يعني‬
‫الحليوة ده يبصلك " ثم حركت‬
‫نظراتها نحو اسامة وتابعت وهي‬
‫تتفحصه " النبي بوونو ‪ ..‬ماله طول‬
‫‪262‬‬
‫بعرض ‪ ..‬حيطة ماشاء هللا ‪ ..‬ويجي‬
‫منه ‪ ..‬واهو من توبي ‪ ..‬مسم يال هي‬
‫" موته ول اك تر‬
‫التفت والد ليلي نحوها " رايك ايه يا‬
‫" بنتي‬
‫قاطعته والدتها هاتفة بسعادة " وهي‬
‫" ليها راي اقري ياخويا الفاتحة اقري‬
‫يال علي بركة هللا " قالها والد ليلي "‬
‫وهو يرفع يده ليقرا الفاتحة ولحق به‬
‫كل من ام ليلي وهشام واسامة ‪..‬‬
‫انتهوا من قرائة الفاتحة فنظر هشام‬
‫لليلي " مبروك يا فقر ‪ ..‬جالك عدلك‬
‫" اهو ‪..‬على يدددي‬
‫‪263‬‬
‫ليلي من بين اسنانها " ياما جاب‬
‫" الغراب لمه‬
‫ً‬
‫" هشام متسائال " نعم‬
‫ليلي لنفسها " نعمة ترفصك "‬
‫ثم إاغتصبت ابتسامة نحو اسامة "‬
‫آ‬
‫منور يا لماضة يا اخرة صبري ‪..‬‬
‫" لولولولولولولى‬

‫تمت بحمد هللا‬

‫‪264‬‬
‫اتمني اكون ساهمت في رسم بسمة‬
‫علي وجوه احببتها في هللا بصدق‬
‫لكم تحياتي‬
‫هدير السيد‬

‫‪265‬‬

You might also like