Professional Documents
Culture Documents
2
تصميم -:
داخلي :ريم إكرامي .
غالف :غادة نعمان .
رفع :حنان الشربيني .
فريق عمل جروب
قصص وروايات هدي زايد"دودي" (للبنات
فقط)
3
المقدمه
4
أرجوك أن تعطي لقلبي البراءة ليعيش ما تبقى من
عمره!!!...
اميرة انور
5
الفصل األول
6
رفعت عينيها المتحدتين نحوه ،أمسكت يده التي
لمستها ،لوتها بشدة ثم سألته بانفعال-:
7
الحت على وجهها السخرية الشديدة ،عن أي
صداقة ،هل مازالت تلك الكلمة متواجدة ،حتى
وإن كان هناك صداقة قوية بين أحد فـ هي ال تثق
بصداقة الجنس الذكوري ،من هم ،هم
المتوحشين ،كالليل الظالم ،يشبهونه في سكونه،
وتفضيل الجميع له ،قلوبهم موحشة بالظالم،
سهل أن يقتلك به أحد...
8
_إنت لو رجعت تاني وحاولت تتعامل معايا مش
هلوي دراعك ال أنا هموتك وأخليك عبرة
إلسكندرية بكل حتة فيها تمام
9
الحديث الموجع أصبح ال يهمها ،كانت تعلم بأن
النية التي بداخل قلبه ليست خير لها ،وبدليل هذا
الكالم الذي قاله ،جاء يرسم الوجه المالئكي،
وحين سدته أخرج حقارته
10
ثم اتجهت نحو غرفتها ولكن نظرات خالتها لها
وطريقتها بالحديث أوقفتها-:
11
_آه دي النميمة الجديدة بتاعتكم المرة دي "مليكة"
ملبوسة خالص كدا هو دا الجديد ،أنا زهقت منكم
12
حدقت بيد أمها التي تلمسها ثم ابتعدت عنها وقالت
بكل برود-:
13
جلست بعد اقتناع ،لم يفيدها أي شيء من الحديث،
تعلم ذلك ،لذا هزت رأسها بملل ثم أمسكت هاتفها
وهتفت بعبوس-:
14
متوفية ،نعم ماتت مشاعرها وجميع ارتباطاتها،
تنهدت "كريمة" بقوة ،غيرت سؤالها بواحد آخر
وقالت-:
15
بعلو شديد وعصبية ليس لها نهاية ردت عليها
"مليكة"-:
16
كذبة أوقعتها بيئتها بها ،منذ قدوم المرأة للحياة،
يتمنون الجميع حياةٍ طيبة لها حتى إنهم يتخيلونها
بالفستان برغم من إنها طفلة حديثة الوالدة ،فتصبح
المرأة دائما ً تفكر بقلبها ،ليس بالدراسة أو المال أو
الشهرة فقط تريد ما يفرضه المجتمع من حب
وزواج ،تبغض العادات ،تبغض التقاليد ،التي
تجعل العائلة ،واألصدقاء ،والجيران يتحكمون بها،
وبمالبسها ،أي شرع يقول أن فقط من يقوم
بالتحرش بالنظرات أو الكالم أو بالمس للمتبرجة
فقط ،فقط مجتمعنا يفضل الرجل لذا فـ دائما ً يبرر
موقفه ،دائما الخطية تقع على النساء ،لذلك فـ
يجب دائما المحافظة على النفس..
17
_أنا مش هتجوز إلني دايما عاوزة أكون مختلفة
عن الكل البنات بتتجوز أنا ال وبعدين أنا مش
هتجوز عن طريق الصالونات
******
18
استيقظ بمفرده بدون أي منبه في تمام العاشرة،
بهلع ،كيف هرولت الساعة هكذا، ٍ نظر للساعة
اجتماعه الذي كان في تمام الثامنة والذي كان بمثابة
نقلة أخرى لشركته ،كيف سـ يحل هذا المأزق الذي
وضع فيه ،حدق بزوجته الغافلة بجانبه وكأنه لم
ينبه عليها أن تضبط المنبه ،كاد أن يقتلها ،حدق
بالوسادة كثيراً وكأنه يتمنى هذا الشيء ،رن هاتفه
بتلك اللحظة ،نظر للمتصل فوجده أخيه ،ابتلع ما
في حلقه بخوف شديد ،أخوه ال يعرف إال النظام،
كاد أن يتجاهله ولكن لم يستطيع فعل هذا ،سـ
يغضب أكثر
رد بخفوت-:
19
قفل معه الهاتف وحدق بها مرة آخر ،كيف أوقع
حاله بتلك الفتاة عديمة المسؤولية ،بعصبية شديدة
صرخ بها-:
20
تأفف بشدة ليقول بسخرية-:
21
_"خلود" هو إنتي متخيلة اللي بتقوليه إنتي عايشة
مع ابن "الصياد" اللي شعب مصر كله يمتنى يبص
له
22
_أنا نفسيتي بقت زفت بسببك كنت بقف وبتجمل
بس كنت بتعمل إيه كنت برضو بتسهر مع ستات
وتتعرف على دي وتمشي مع دي
23
_يا بنتي الراجل هيطفش منك ارحمي نفسك
وارحميه هو بيحبك لو مش بيحبك مش هيعتبك
24
_ال يا بنتي وعلى إيه كل واحد حر إنتي حرة
وجوزك حر
25
_اجذبيه ليكي شوفيهم بيلبسوا إيه والبسيه له
الراجل يا بنتي بيهرب من النكد لو بتنكدي بدلي
العادة دي ساعتها هيحب بيته
26
_خالص عيشي عشان نفسك بس أوعي تبعدي عنه
إنتي شايفة عشته وفلوسه الترفيهية اللي مرفهولك
إنتي وابنك ماحدش هيقدر لو اطلقتي يعيشك كدا
27
_بعد إذنك يا ماما لو سمحت عاوزة أقعد لوحدي
شوية أنا تعبانة
_حبيبي إنت!!
28
انهت كالمها ثم اتجهت نحو المرآة ،حدقت بنفسها
بشفقة ،نعم هي أهملت في نفسها ،اتجهت نحو
فستان أسود وبعد ذلك
ٍ دوالب المالبس ،أخرجت
دخلت المرحاض حتى تعود كما كانت ،سـ تثبت
لزوجها بأنها أجمل من النساء التي تستنشق كل ليلة
رائحتهم من قميصه..
29
_أنا هخليه أبوك يلف حولين نفسه بس أقف إنت
معايا
30
هكذا ،هناك شيء ما تخطط له ،ظلت تفكر وتنتظر
من ابنتها إجابة سؤالها ،هزت رأسها وعادت
تسألها-:
31
توقفت عن الحديث لتأخذ أنفاسها ثم تابعت
بغضب-:
*******
32
ً
مهمال لذلك الحد ،ظلت صرخ به بعلو ،كيف يكون
عيناه الثاقبة عليه ،أمسك مستند الصفقة الهامة ثم
ألقها على األرض ،مما جعل "إياد" يشعر
بالصدمة ،بفتور شديد رد على أخيه-:
33
رد عليه بحنق-:
34
ولكن وقبل أن يخرج ،دلفت السكرتيرة الخاص
بمكتب "إياس" ،رسمت بسمة ناعمة قائل ٍة بنبرة
جادة-:
35
استغرب "إياس" أخيه لما تغيرت مالمحه هكذا،
رمقه بخوف وأضاف بقلق-:
36
رمقته بنظرات حادة وهي ترد عليه بغضب-:
37
تعالت صوت ضحكاتها مما جعلهم يستغربون،
حسمت أمرها لن تدع "إياد" يهرب من حديثها،
سـ تكسر ثقة أخيه به...
38
اتسعت ابتسامة "إياس" غير مصدقًا لم تقوله تلك
ب،
الفتاة ،حدق بأخيه الذي كان يرمقها بغض ٍ
صرخ بها بعنف-:
39
_باهلل عليك يا أستاذ "إياس" تسمعني أو تشوف
الحقيقة من قبل الطرفين!...
40
_ماشي بكرا هتعرف إن أخوك دا اللي بدافع عنه
فعالً كل يوم ما بنت شكل بكرا هتعرف
41
_أوعي تدخلي حد تاني مش عارفة اسمه وال
هويته
42
_استنى يا "إياد" أنا مش بقول كدا عشان شاكك
فيك أنا بقول كدا إلني بتأكد منك أنا واثق فيك يا
أخويا
_طب إذا كان كدا بقى فـ إيه رأيك نروح نتغداء برا
بعد ما نخلص شغل
44
_بقولك إيه روح ارتاح وأنا هعدي عليك بليل
نخرج مع بعض
45
ضا ،استغرب "إياس" من
أسرع للخارج راك ً
تصرفه ،أسرع خلفه وبالفعل لحقه ،لهث أنفاسه ثم
بهلع-:
ٍ سأله
********
46
ظلت على جهاز الحاسوب ،تتابع آخر أعمال
"الصياد" يجب أن تبحث عن عمل ،بتلك اللحظة
دلف أمها ووجهها حزين ،حدقت بها بحنو ثم
قالت-:
47
_ربنا يخليكي ليا يا "مليكة" ويبعد عنك والد
الحرام
48
هزت رأسها ،أمها محقة تماما ،بقوة استمدها من
والدتها بتلك اللحظة قالت-:
49
ابتسمت لفرحة أمها التي ترأها ،جاء أبيها من
الداخل ،لقد تنازل عن صرامته ،ارتسم على
مالمحه الحنو ،اتجه نحوها ،ثم أردف بحب-:
_بجد يا "مليكة"!!!
50
هزت رأسها وأجابته بنبرة جادة-:
51
نظرت له بغرابة ،هل أبيها هنا على فراشها ويريد
التحدث معها ،منذ أن اصبحت حالتها النفسية سيئة
وأبيها منع نفسه من الدخول لغرفتها ،ال يستطيع
أن يراها تتجاوز حدود الحزن...
52
وضع يده على كتفها ورد عليها بفتور-:
بثقة رد عليها-:
53
_كنت واثق في تربية ايدي لبنتي فـ بسؤالي ليكي
إنتي ليه رافضة حياتك هل عملتي حاجة غلط يبقى
أنا بشك في التربية دي
54
ماذا إن قالت ألبيها ما حدث معها هل سـ يظل
موجوع عليها ،بداخلها انكسار ال يعلمه إال هي...
55
_مش هقدر أقول لعيلتي اللي حصل بس هقدر انتقم
على اللي عملته يا "إياد" أنا كنت زي أي واحدة
نفسها تبقى بفستانها حبيتك يا "إياد" بس إنت
دمرتني
تمتمت بخفوت-:
56
_لسه الليلة اللي فقد فيها نفسي وحياتي متصورة لي
ولسه كالمك ليا وبعدك ليا معشش جوايا وليلة
فرحك اللي كسرتني محفورة في قلبي
57
بتلك اللحظة دلفت أمها وسألتها بفزع-:
58
تنهدت "مرڤت" بحزن وأجابتها-:
59
ازداد وجعها ليس عليها ولكن على أمها ،لقد
فستان بفرحة
ٍ كسرت أحالم أمها ،كيف ترتدي
زائفة ،هل مجتمعها سـ يقبلها بعد فعلتها ،الرجال
جميعهم يمتلكون نفس التفكير ،حبيبها ومن فعل بها
هكذا لم يرضى بها ،والحجة هي إنها لن تحافظ
على بيته ،برغم من كونه الرجل الوحيد الذي كان
بحياتها ،هل سـ يوجد رجل يقبل باقية غيره....
سـ يقبل فعلتها....
60
الفصل الثاني
61
لم يرد عليها بل نظر لزوجته التي تغيرت ،نعم
ليست هي التي تهمل في نفسها وتعاقبه بسبب
أفعاله ،فتح فمه بدهشة ،هل تفعل هكذا حتى تبين
لهم أنها تفعل كل شيء من أجله وباآلخر يخونها،
رمقته "خلود" بخبث قائل ٍة له بدالل-:
62
فكر فيما سـ يرد على أمه ،حدق بها ثم قال
بجدية-:
63
_قول لي بقى مالك يا حبيبي؟!
64
_استنى!!
65
ب ثم أخذت منها الصغير،
هزت "حور" رأسها بح ٍ
ابتسمت له بتحدي ثم قربت منه ،تأبطت يدها بيده
وهتفت بحب-:
66
_براحة عشان ما تفضحش نفسك أنا مش هريحك
وأقول لهم دلوقتي تو تو عارف أمتى
_امتى!!...
_ فـ خلي بالك!!..
67
_إنت رايح تقعد ال أنا عاوزة أشرب ياال
بهلع-:
ٍ ازدرد ريقه قائالً
68
غمزت له وقالت بشامتة لحالته-:
ً
مجامال لها وكأنه يقربها منه-: رد
69
ثم حولت نبرة صوتها للجدية-:
تكلم بجمود-:
70
اقتربت منه وداعبته بيدها ،غازلته بتصنع ،حلت
الصدمة على تعابير وجهه ال يعلم لما تتعامل معه
هكذا
71
أجابها برجاء مصطنع-:
_بعينك يا "إياد"!!!
72
سـ يجعلها تندم على حياتها بأكملها ولن يكتفي بهذا،
رفع حاجبه ثم قال بغموض-:
73
أنفاسه منها بشراهة ،واحدة تلوها األخرى وهي
تنظر له ،وألول مرة يشعر بالهزيمة..
سألته ببرود-:
74
_ونبي يا روحي ما تصطنعي البرود على العموم
أنا خارج مع "إياس"
ُ
حيث قالت-: أغاظته بردها
75
_اللي في دماغي بثبت لكل الناس إني مش مقصرة
مع "إياد الصياد" فـ ليه كل ليلة بيرجع لي وقميصه
مليان بريحة برفن حريمي...
******
76
بفجر اليوم اآلخر ،استعد الجميع لالنتقال مرة
أخرى إلى القاهرة ،جهزت الحقائب في سرعة،
تحدث "كريمة" بعتاب-:
77
_اقطع دراعي إن البت دي مخبية حاجة كبيرة بس
هسكت شوية هروح القاهرة وشوية اسكندرية
ويعيني عليهم دايخين معاها ومش قايلين حاجة...
78
_خلوا بالكم من نفسك وبنتك وجوزك وطمنيني
عليكوا لما توصلوا
79
انتقامهم منها ،لن تحزن بل بالعكس سـ تشكرهم،
حاولت أن تعاقب نفسها ولكن ال تستطيع ،كلما
منعت نفسها عن الطعام شعرت بأن هذا العقاب
ليس لها بل كان ألهلها ،كلما كانت تضرب نفسها
كان هذا أيضا ً يؤلمهم ،ولكن ماذا عن الحقيقة
تشعر بأنها سـ تقتلهم ببطء حين تخبرهم...
80
ق عليها رد-:
بقل ٍ
_أجيب لك عالج طيب ،أصحي لك أمك؟
_روحي يا حبيبتي
81
وقبل أن تغادر أضافت-:
82
نعم هي كالمها صحيح يجب أن تعود للحياة ،فتح
منزله ،عادت ذكرياتهم ،أوجاع ابنتها ،وتحويل
نفسيتها إلى الحزن ،جلس "مراد" يفكر في تفكير
ابنته وما الذي تريده من حياتها
بعبوس-:
ٍ تنهد بقوة ثم أجابها
83
_متخافش عليها هي هتكون كويسة
ُ
حيث لم يقتنع بما يحدث، ازدرد ما في حلقه بتوتر
رد عليها بنبرة جادة-:
84
تنهد بقوة ثم عاتب عليها بنبرة هادئة-:
85
دلف كـ المجنون يبحث عن ما تعب ابنتها ،سـ يأخذ
لها حقها من أي شيء يحزنها...
سألها بلهفة-:
86
_بتفهمي في التكنولوجيا
87
_بنتك حارقة حاجات في األوضة دا معناه إيه كل
دا ما شوفتهوش....
88
هو محق تماماً ،الحقائق تظهر اآلن ،بتوتر شديد
ردت عليه-:
89
اتجهت نحو المطبخ أما هو فـ ظل بالغرفة ،عاتب
نفسه بقوة-:
أضاف بتمني-:
******
90
الشركة ،بنظرات ثاقبة ،صوت كعب حذائها كان
يدل على أن تلك الفتاة تختلف عن الجميع..
_اتفضلي يا "مليكة"
91
قامت بثبات ثم دلفت ،وجدته يعطيها ظهره،
رفعت رأسها ثم قالت بنبرة جادة-:
_ "إياس" بيه!!!
92
تقدمت نحو المقعد بكل رقة وثقة ،لقد اعتمدت على
فعل هذا الشيء ،وكأنها تتوقع انجذابه لها ،سألها
بجدية-:
93
حدقت به بشكر ليس ألنه تقبلها بشركته هي حتى ال
يهمها العمل معه ،ولكن ألنه قربها من الشيء التي
تريده ،قامت من مكانها بعد أن قالت بهدوء-:
_شكرا يا فنـ....
94
_يا حبيبتي احنا مش بنعمل حاجة غلط احنا كدا كدا
هنتجوز
95
بمزح رد "إياس" عليها-:
_ال مش من اولها!!
96
_طب جاوبني عشان امشي
97
يستطيع أن يعتبرها شيءٍ غير حبيبته ،جميع
النساء أمام كافتها يخسرن ،زوجته ،أم ابنه أمامها
تحت األرض وهي تظل في السماء العالية
_"مليكة"!!!!
98
_إنت تعرف "مليكة" يا "إياد"
ُ
حيث ردت "مليكة" وعيناها متعلقة بـ لم يرد عليه،
"إياد"-:
99
رمقته "مليكة" بنظرات اعجابيه مزيفة قائل ٍة
بفخر-:
100
_الصراحة أنا مش مرتاح لها في مهندسين كتار يا
برنس
101
_إنت نزلت أمتى إنك محتاج مهندسين ديكور؟؟
_تمام
102
_عامل إيه النهاردة؟؟
103
ابتسم له ثم قال بحب-:
104
حالتهم ،هل جاءت حتى تحرمه من أخيه وأعز ما
يملك ،نعم هو كان يقول لها بأن "إياس" بالنسبة
له ماله وحياته ،مكانته بقلبه أعلى من مكانة أمه
وأبيه
105
الفصل الثالث
106
_لما أكلمك تبصي لي يا "مليكة" فاهمة وال الء
إنتي عارفة إني مش بحب أكون بكلم حد وما
ينتبهش ليا أنا ما تغيرتش على فكرة
107
_بصفتك إيه!!! أنا شايفة إنك حد معرفهوش فما
دتيش لنفسك الحق إنك تتعامل معايا بعشم أوي كدا
108
_ضيعت من وقتي كتير وأنا عندي شغل يا أستاذ
"إياد" اتفضل روح شوف شغلك
109
_قصدك إيه ها؟! جاوبيني ومتخليش دماغي تروح
وتيجي كتير
110
عنه ،استغرب من حالتها ،ما أصابها ال يعلم،
سألها بفضول-:
ُ
حيث ال تستطيع أن تتوقف عن ردت عليه بتقطع
ضحكتها-:
111
توقفت عن الضحك ،واعتدلت في جلستها ،عادت
مالمحها إلى الجدية ،أمسكت أوراق المناديل،
مسحت دموعها ثم قالت-:
_حبنـ....
112
هز رأسه بندم ورد عليها بهدوء-:
113
انهت كالمها ولم يرد عليها يفكر في الحديث الذي
سـ يجابها عليه ،أما هي فـ نظرت له بغضب
وتابعت حديثها بنبرة أكثر قوة-:
114
هزت رأسها بلهفة مصطنعة ،هل عاشقها الذي
خانها يتحمل غلطته بعد عامين من فعلته ،ال
تستطيع أن تصدق ،سألته بفضول-:
115
_لسه مجرد واحدة رخيصة ماتصلحش إن أهلك
يشوفها اطلع برا وإال أقسم برب العباد لهطلعك من
هنا على نقالة
صرخت به بعصبية-:
116
ظلت تبحث عن شيءٍ ما حتى تضربه به ولكن لم
تجد ،بتلك اللحظة تفاجئت بدخول" إلياس" الذي
قال بذعر-:
117
كاد أن يخرج ولكن أمسك "إياس" يده بقوة ثم
تحدث بتساؤل-:
118
شك أن أخيه أزعجها ،نظر له بحد وقال-:
119
نظر لها بذهول ،هو لم يفعل معها شيء ،هو تكلم
في عالقتهم القديمة فقط..
120
بضيق شديد رد على أخيه-:
صرخ به بحد-:
121
استيقظت من النوم وكـ عادتها لم تجد زوجها
بجانبها ،بتلك اللحظة سمعت "يحيى" يسعل بشدة،
مما جعل قلبها يؤلمها ،أسرعت نحو الفراش في
سرعة ،وضعت أناملها على مقدمة جبينه تتفقد
حرارته ،فـ وجدتها عالية جداً ،مما جعلها تهرول
نحو المطبخ في سرعة ،تبحث عن خافض للحرارة
ثم أخرجت من الثالجة الكثير من الماء البارد حتى
تقوم بعمل كمادات له ،ابنها يحتاجها بشدة ،اآلن
هي بالبيت بمفردها ،أمها عادت لبيتها وهي وبرغم
من ترجي السيدة "سلوى" حتى تنام بمنزل العائلة
إال إنها رفضت ،تمنت أن يعود بها الزمن لكانت
وافقت على الفور ،ال تجد أي فائدة من خافض
الحرارة والكمادات التي تفعلها ،أسرعت نحو
الهاتف حتى تكلم زوجها ،يجب أن تذهب
122
بصغيرها إلى المشفى ،حملت ابنها الذي يصرخ
من شدة األلم وهي ال تعلم ما يؤلمه.
123
_عم "محمود" وصلنا ألقرب مستشفى "يحيى"
تعبان أوي وبيموت مني
124
بعد مرور نصف ساعة فقط وقف بها أمام مشفى
مصر الجديدة القريبة من منزلها...
125
يجب أن تدخل على الفور ،بعد سماع هذا االسم،
إدارة المشفى متأكدة بأن المبلغ سـ يسدد
_اتفضلي يا فندم
126
بشدة ،لما لم تنزل بالمال ،وقتها لم يكن لها أن تلجأ
لهذا االسم
127
هز "محمود" رأسه ينفي ما تقوله ثم أردف بنبرة
واثقة-:
128
_"يحيى" يا طنط تعبان جداً واأللم اللي حاسس بيه
واجعني أوي تعبانة ومش قادرة أشوفه بحالته دي
129
ملست" سلوى" على يدها بحنو ،تنهدت بقوة،
تصرفات ابنها تلك الفترة ال تعجبها قط ،أغمضت
عيناها بشدة ،تفكر في حالة حفيدها ،تتمنى أن
يكون بخير
130
جلست بصدمة كبير ،روح قلبها يعاني بشدة،
نظرت إلى "سلوى" التي تبكي بشدة ثم صرخت
بقوة-:
131
_ما فيش أي مشكلة يا طنط أنا هنا جنب ابني خليه
في شغله
132
بحثت "حور" أن الطبيب ،حتى تستفسر منه عن
حالة ابن أخيها ،تركتها وذهبت للمكتب الخاص
به ،دقت على باب الغرفة ،فـ سمح لها الطبيب
بالدخول-:
_ادخل!!..
133
أومأت برأسها بهدوء ،كادت أن تسأله عن أخيه
البغيض ولكن تذكرت ابن أخيها فـ قالت-:
134
قام على الفور ،هز رأسه وقال بجدية-:
135
خرجت من المكتب حتى ال تقتله وحتى ترأ حالة
"يحيى" ،أشارت إلى "أدهم" الذي يضحك عليهم
ثم قالت-:
136
_ماما "أدهم" ابن طنط "نيلي" رجع مصر وإنتي
عارفة إنه دكتور متمكن هيشوف حالة "يحيى"
ونشوف إيه اللي هيحصل
137
اتجه للرعاية ،فحص الصغير ،بعد مرور بعض
الوقت ،خرج لهم ومالمحه ال تدل على الخير،
تكلم بحزن-:
138
هو إال "إياس" تعلم جيداً ماذا يريد ،اتسعت
بسمتها ثم ردت على الهاتف بنبرة عابسة-:
139
_تعالي أعزمك على حاجة ونكمل شغلنا بعيد عن
دوشة العربيات
140
شرد في كالمها وعيونها التي تجذبه كلما نظر
إليها ،ال يعلم ما الذي يحدث معه منذ أن رأها،
هل هو ذاته كاره الزواج ،والمسؤوليات ،منذ أن
سافرت حبيبته وتركته وهو يبغض النساء ولكنه
يشعر أن "مليكة" غير الجميع.
141
_هو المفروض أنا اللي أسألك كنت سرحان في إيه
بس عادي خليها علينا!!
142
_هو وللا حنين وطيب وما بيعرفش يزعل حد بس
لسانه دبش شوية
143
_عملك إيه متخافيش لو حسيت إن "إياد" غلطان
هحاسبه..؟!
ً
حزن مصطنع ردت عليه-: بنبرة تحمل
144
_ارجعي ولو قالك كدا تاني مش هيشوف مني غير
الوش اللي هيكرهه في نفسه
145
_المكان دا مفضل ليا جيتوا وأنا فرحانة وعاوزة
أخبي فرحتي أجي هنا اتنطط وما فيش حد يبص
لي في الفرحة
146
_أنا كرامتي فوق الكل ولو حد جه على كرامتي
أمسحه من على وش الدنيا
147
_الوقت أخدنا الساعة خمسة
148
هز رأسه بحب ،لتنطلق بالفعل عند سيارته،
تأملها قليالً ثم قال-:
149
_أنا دخلت األوضة بتاعتك لقت حاجات محروقة
ولما فتحت الكمبيوتر كان مفتوح على الصفحة
الخاصة للفيس بوك ممكن تقوليلي لما وصلتك
رسالة إننا فتحنها ليه اتنرفزتي؟!
150
_وبعدين يا بابا انت ممكن تعمل حاجه غلط تدوس
على حاجه غلط تقبل حد ما عرفهوش اعمل ايه
بقى ساعتها ومع ذلك يا حبيبي تعال افتح الالب
توب وشوف عاوز تشوف إيه!!
اجابته بسعادة-:
151
_ لقيت شغل يا بابا في شركة الصياد وطبعا انت
عارف الشركة دي مستواها عامل إزاي
152
شبكت يدها بتوتر شديد ثم تنهدت وقالت باقتضاب-:
الفصل الرابع
153
_حاسس إني مش هعرف أوقف نارها اللي
هتحرقنا كلنا
154
قفل هاتفه ،حتى ال يهاتفه أحد ،أمه و "حور"
وزوجته ،يعلم بأنهم يهاتفوا من أجلها ،أصبح يعلم
مخططتها
155
وكأنه لم يكن السبب وراء ذلك ،أخرج زفيره ثم
بدأ في لم أشيائه حتى يغادر المكتب ،بتلك اللحظة
وجد " حور" ،تدلف المكتب بدون استئذان،
الغضب يبدو على وجهها ،ال يعلم ما السبب وراء
هذا الجموح ،تحدث باستغراب-:
156
صرخت به بقوة-:
157
ُ
حيث شعر بأنه تيقن توقف قليالً ولم يكمل كالمه
ما تريده ،صرخ بها بعلو-:
158
أكملت كالمها بسخرية-:
159
شعر بالضيق من كالمها ،تأكد بأن لم يكن هناك
أحد مريض وهي تفعل هذا حتى يعلم بأنه كان يجب
عليه الرد على الهاتف...
160
الصدمة انتابته ،ابنه ،كيف هذا "يحيى" بخطر،
أسرع للخارج فـ لحقته ،صعد بسيارته أما هي فـ
أمرت سائقها أن يلحقهم وصعدت مع أخيها الذي
قال بلهفة-:
_مستشفى إيه؟!
161
نظرت له بضيق ،اآلن شعر بالرهبة والخوف على
ابنه ،إين كان والجميع يحتاجوا له ،ما يطمئنها
اآلن أن "أدهم" معهم يقف بجانب الجميع ،يواسي
"خلود" تنهدت بقوة ،بعد مرور بعض الوقت
وصل أمام المشفى ،أوقف مكبح سيارته ،نزل في
سرعة وهرول إلى الداخل ،لحقته بعد أن أخذت
ُ
حيث تركه ولم يأخذه ،صفت مفتاح السيارة
السيارة بالجراش ولحقته
162
هز رأسه وأسرع إال أن وصل ،وجد أمه وأبيه
وزوجته تبكي ،حتى أخيه وصل قبله ،هو آخر
شخص يقف بجانب ابنه الوحيد ،اقترب من "خلود"
ثم قال بقلق-:
163
هزت رأسها باستياء ،وعادت تجلس بمكانها ،بتلك
اللحظة اقترب "إياس" من أخيه وحضنه بقوة ثم قال
بحنو-:
164
_"يحيى" عامل إيه؟
165
_عمو "حاتم" طنط "سلوى" حالة "يحيى" صعبة
واحتمال ما يكونش في أمل للعالج التحاليل كلها
بتأكد دا
بوجع-:
ٍ صرخت "خلود"
166
وجد أنظار الجميع متعلقة به ،ينتظرون أجابته،
وكأنهم وجدوا السفر أمل ،رد بحزن-:
167
بجانب "إياد" ،تاركين "خلود" بمفردها ،تبكي على
حالة ابنها ،ال تجد من يحضنها بهذا الموقف ،الحظ
"أدهم" هذا فـ نظر لشقيقه "أكرم" الذي فهم ما
يطلبه أخيه
168
همس في أذنها بحنق-:
*****
169
تنهدت بتلك اللحظة حين دلفت والدتها وبسمة
الطيبة ترسمها على وجهها ،نظرت لها بهدوء
وسألتها باقتضاب-:
170
القناعة تزداد وقاحتها بنظر نفسها ،تحتقر نفسها
بشدة ولكن يجب
171
_طب ياال إنتي ما أكلتيش تعالى نأكل
172
ال يستطيع أحد أن ينقذها منه ،بكت على كل دمعة
نزلت من عين أمها بسببها ،بكت لنيران قلب أبيها
الذي يبحث عن خيط للحقيقة...
173
بلهفة شديدة ردت عليها-:
174
نفسها تعود لتفكيرها ،قامت من مكانها واقترت من
المرآة ،حدقت بنفسها ثم ألقت ما في حلقها على
صورتها المعكوسة وقالت بكره-:
175
قفلت الهاتف ،ال تعلم هل تفرح ،للا يعاقب "إياد"
على أفعاله ،ولكن ال تشعر إال بالخوف على هذا
الطفل ،مازال صغير ،ما حال أمه ،كيف سـ
تتحمل مرض ابنها الوحيد ،تحدثت بخفوت-:
176
_بابا بعد إذنك أنا هجهز ورق ابني عشان هنقله
ألمريكا وهنروح أنا و "خلود"
_"خلود"!!!
177
حدقت به وكأنها ال تعرفه ،أصبح غريب ال تطيق
سماع صوته ،تشعر بقشعرة شديدة حين يتحدث،
انكمش حاجبها بضيق ثم نظرت له ،ردت عليه
باقتضاب-:
_نعم!!!...
179
يعلم ما الذي حدث بينهم وهذا يجعله يشعر بالراحة،
اقترب منه "أدهم" ثم قال بغيظ هامس-:
_أنا معرفش مين اللي قال لها أنا أصالً قطعت كل
صلتي بيها
180
_لسه حالته صعبة
181
ابتسمت لها "سلوى" وقالت بترحيب-:
182
بتمني شديد قالت-:
_يارب ادعيله
183
ابتسمت له ثم اتجهت معه للخارج ،حدق الجميع
بهم ،انتبه" إياد" لفرحة أمه التي تيقنت بأنها وجدت
العروس المناسبة ألخيه ،بتلك اللحظة انتبه إلى
كالم "أدهم" الذي قال بغضب مكتوم-:
184
_ال لما "يحيى" يكون كويس هأكل وأشرب
185
اللحظة لم ينتبه لنفسه إلى وهو يحملها ،صرخ
بالجميع بسخرية -:
186
_بس اهدي وإن شاء للا هيكونوا كويسين أنا
حاسس بكدا ما تقلقيش
*******
187
هز رأسه ،تخلى عن صرامته وقسوته الدائمة ،من
يراه اآلن ال يعرفه ،هل هو الشخص الحاد
بالمكتب ،ال يعتقد هذا
188
النساء ويشتري الجميع بماله ،وقعت في من يمتلك
قلب طيب..
ً
تنهدت بقوة ثم قالت بجدية-:
189
تأفف بقوة ثم أغمض عينه بتعب شديد ،يشعر بأن
ألم جمجمته سـ يقتله ،رد عليه بجدية-:
190
_شكلي مصدعاك بقعدتي معاك
191
قامت من مكانها ثم التفتت لتغادر ،تركته بمفرده.
ولكن وقبل أن ترحل تحدثت عيناها بالكثير والكثير
*******
192
بغرفة "خلود" أمر "آدهم" الجميع بالخروج حيث
هتف بضيق-:
193
أسف يا حبيبتي....بل يا عشقتي...بل يا دنياي لن
أبوح بحبي لك من أجل الجميع وليس آلجلك،
تمنيت أن أكون بجانبك...أخذك على جناحي وأطير
بك من بطش الهالك ومن بطش زوجك....عذراً
ِ
وكثيراً من األعذار وقفتي بجانبك ليس بها أي منفع
194
تنهد "أكرم" بقوة ثم قال بنبرة تحمل الكثير من
النصائح-:
_حضرتك طلبتني؟!
195
_تتابعي حالة مدام "خلود" مع دكتور "إيهاب" ولو
سألك واقفة معاه ليه وسايبة دكتور "آدهم" قوليله
الحالة دي تخصه
196
بتلك اللحظة سأله "حاتم" بحيرة-:
197
بعد أن أنهى كالمه حدق بأخيه بغضب وأمره أن
يلحقه-:
198
الفصل الخامس
199
_"إياس" أنا عرفت إنك جيت ها طمني على
"يحيى" ؟
200
_ما تقلقش هيكون كويس المهم ارجع اشتغل وظبط
نفسك كدا خلي الشغل ينور من تاني
201
أجابته بغموض-:
_كل خير!!!...
202
يحب إال الهدوء إال أنه تقبل منها كل ما يرفضه من
الجميع ،كالمها ال يجعل جمجمته تؤلمه بالعكس
تماما ً بل تزيل كل األلم الذي يحمله...
قهقهت بقوة-:
203
جلس على مكتبه وقال-:
204
لقد دمع من الضحك ،أمسك كوب الماء ثم شرد في
عينها بينما هي فـ خجلت من تحديقه بها ،شعرت
بالخوف لذلك قالت بتوتر-:
205
_ال ما ارتبطش قبل كدا
بهلع-:
ٍ شعر بالخوف عليها فـ قام من مكانه وسألها
_تعباني شوية
206
_طب سيبي الشغل وارتاحي روحي حتى روحي
البيت وخدي عالج وإنتي هترتاحي
207
أومأت برأسها ثم ذهبت وتركته لـ يظل مبتسم بعدها
متذكراً لتفاصيل وجهها وهي
*****
208
_كنت عاوزني؟
209
اتسعت بسمتها من حديثه ،تعلم جيداً بأنه يقول هذا
ليس ليستفزها ولكن ليسمع ضحكتها ،تعلم جيداً
حنيته التي تظهر عند حزنها...
قهقه بعلو-:
210
ُ
حيث تذكرت ابن أخيها بحزن شديد أومأت برأسها
ٍ
المريض ،نزلت دموعها عليه..
211
المساعدة حتى تخرج من حزنها ،ابتسمت له ثم
قالت-:
_"حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور"!!!
212
ب ما أصابه ،تركت يد "أكرم" في
شعرت بخط ٍ
سرعة ثم اتجهت نحو أخيه وقالت بقلق-:
213
_في إيه يا "إياد" اهدى كدا إنت فاهم غلط للدرجة
دي مش واثق فيا أنا كنت زعالنة ومضايقة و
"أكرم" كان بيهديني
214
تعجب "أكرم" من حديثه إال هنا ويكفي ما يقول،
رد عليه بتهكم-:
215
_بس بقى إحنا في المستشفى كفاية
216
******
217
_الصراحة يا "إياس" بيه أنا شايف حضرتك
مقرب للباش مهندسة "مليكة"!!...؟
218
استغرب "ياسين" من طريقته ولكنه ابتسم ثم
أجابه-:
_مؤدبة وكويسة
219
_هو إنت فاكرني فاتح شركتي عشان أخطب
وأجوز روح على مكتبك أنا مليش أدخل في
خصوصية غيري بس على العموم يا أستاذ هي
مرتبطة ياال على مكتبك
220
فتح الباب بانفعال ،مما جعلها تشعر بالرهبة
الشديدة ،قامت بفزع ثم صرخت به بقوة-:
_عادي زميل
221
كيف له أن يصدق بأنه مجرد صديق بعد أن جاء
إلى مكتبه يطلب المساعدة حتى يرتبط بها ،بتهكم
شديد قال-:
222
_هو فيه إيه يا مستر "إياس" إيه اللي وجعك أوي
كدا في الموضوع دا فيها إيه يعني لما يكون
صديقي ما هو إنت صديق
223
ضحكت بشدة على حديثه مما جعل عالمات
االستفهام تظهر على مالمحه ،ماذا تقصد بقهقهتها،
هل تسخر منه ،سألها بضيق-:
224
ازدرد " إياس" ما في حلقه بتوتر ،نفى كالمها
ولكن كان يشعر بأن حديثها بالفعل صحيح -:
225
شعر بالراحة من كالمها ،وأخيراً طمأنته ،ابتسم
لها ثم قال-:
*****
226
_أقعد يا " خلود"!!!!...
227
رمقها بضيق مصطنع ثم رد على ما تقوله بعتاب-:
سألها باهتمام-:
228
كانت تخشى أن تقول أنها لم تضع أي شيءٍ بفمها
حتى ال يزداد هلعه عليها ،صمتت وطال صمتها
ليقول "أدهم" بغضب-:
229
توقفت عن حديثها ،محاول ٍة أال تنهار ولكن الدموع
ال تستطيع أن تجف قط من عينها ،تجمعت في
مقلتيها ،أكملت كالمها بنبرة هستيرية-:
_ها ردي؟!
230
رفعت رأسها لتنظر بعينه بتعب ثم قالت-:
231
_قومي يا "خلود" ارتاحي شوية
232
ال تقتنع برده ولكنها حاولت أن تتجاوب مع أمر
السيد "حاتم" ،هزت رأسها بهدوء ثم خرجت من
الغرفة ،لينظر لطيفها " أدهم" الذي لم يشعر قط
بمراقبة "حاتم" له ،ظل واقفا ً إلى أن اختفت من
أمامه ،انتبه إلى كالم "حاتم" القاسي معه-:
ب طفيف-:
لم يفهم قط ماذا يقصد ،رد عليه بغض ٍ
_قصدك إيه يا عمي
بتهكم رد عليه-:
233
_يعني ملهوف عليها ومهتم بيها مع إنك تخصص
أطفال بس!!!...
234
حاول "أدهم" أن يقلل من غضبه ،كور يده بشدة
ثم رد على اتهامه ببرود-:
235
ضرب "أدهم" بيده على سطح مكتبه ثم و بنبرة
عالية قال-:
*****
237
_هو أنا مش قولتلك متجيش هنا طول ما أنا واقف
هنا
238
_إنت عارف كويس أوي أنا بتكلم على إيه؟!
239
اليوم تيقن بأنه حبيبها ،نعم ليس بصديق الطفولة
ب
فقط ،شجارهم هذا لم يكن شيءٍ عادي بل كان ح ٍ
ولم يشعر به غير قلوبهم...
240
_يعني يا "أدهم" ما إنتش شايف أخوك اللي رايح
يثبت في أختي وما بيسمعش الكالم كل يوم أقوله ما
تقفش في مكان هي فيه وهو مصر على إنه
يعصبني
241
_ إيه اللي "إياد" بيقوله يا "أكرم" ؟ كالمه دا
معاناه إيه؟!
242
_طول األسبوع بسمع تهديدات منه ومفيش ثقة في
أخته أبداً عمي أنا مش هقدر أبعد عن "حور" أبداً
وأنا متعودش إني مابقاش راجل زي ما هو فكرني
أنا يا عمي طالب ايدها ألني بحبها وعشان حبيبتي
أنا مش هحبها في الضلمة أو هيتغلب عليا شيطاني
وهيخليني أعمل لها أي حاجة وحشة!!!...
243
_قصدك إيه بالكالم دا ها؟! بقولك إيه أنا مش
هجوزك أختي...
244
_معلش يا بني استحملنا
245
شعر" إياد" باالنتصار ،ولكن "أكرم فـ شعر
بالوجع ،غادر من المكان ولحق به" أدهم" الذي
شعر بالشفقة على أخيه ،بينما حور فـ دمعت
عينها ،كيف ألبيها أن يأخذ القرار عنها ،حياة
أخواتها لم يتدخل بها أبداً لما يتدخل بحياتها
ويجرحها..
246
_أبوكي رفض عشان حالة ابن أخوكي و "أكرم"
مش مقدر الظروف....
الفصل السادس
247
تنهدت بقوة ثم خرجت حتى تتحدث مع والديها،
ابتسمت بهدوء ،حتى ال تظهر لهم عن الرهبة
المتواجدة بداخلها ،ابتلعت ما في حقلها بتوتر شديد
ثم قالت-:
248
حدق بها والدها ببسمة صغيرة ،تيقن بأنها سـ تقول
أنها وجدت الشخص الذي سـ يحبها ،ولكن ما قالته
ُ
حيث قالت-: كان مفاجأة له وللسيدة "مرڤت"
249
_ودا ليه إن شاء للا إيه الجديد اللي عندك ما هو أنا
بعيش معاكي على حسب جنانك
250
بعد أن انهت حديثها دفعتها بعيداً عنها ،ومسحت
دموعها ،حدقت بزوجها التي اقنعته طوال الشهر
أن يثق بابنته وأال يبحث في أشيائها ،ليتها سمعت
له ،تيقن بهذه اللحظة بأن ابنتهم ورائها شيءٍ كبير
تخفيه..
251
حدقت بـ "مراد" الذي لم يصدق ما قالته ابنته أبداً،
ولكنه تنهد وقال-:
252
_هتسبها تروح فين ها ال إحنا تعبنا بقى من
المرواح معها في أي حتة وكل حتة شنط مجرد
شنط بس ليها
253
قام أبيها من مكانه ولم يرد عليها ،قفل باب غرفته
بقوة وجلس حبيس بها ،ظلت هي وأمها أمام بعض،
تنهدت بقوة ،يجب أن تقنع والدتها ،تعلم أنها سـ
تعرف وسـ تنتصر في اقناع والدتها-:
254
تركتها "مرڤت" ورحلت من أمامها ،دمعت عينها
وهي تجد أبيها وأمها يبعدان عنها بسبب أفعالها...
*****
255
خرج "أدهم" والحزن الشديد على وجهه ،ال يوجد
غير "خلود" أما الباقون فـ رحلوا ليروا أعمالهم،
منذ قدوم ابنها للمشفى وهي بتلک الحالة ،انتبه
لقدوم "حور" التي كانت سعيدة جداً ،اقتربت منهم
ثم قالت بفرحة.-:
256
تنهد "أدهم" ثم قال بنبرة تحمل الكثير من األسف-:
257
_خف صح وبقى كويس
258
لم يرد عليها فـ ردت "خلود" التي قالت بدموع
منهمرة بشدة-:
259
_بالش تقولي على ابنك كدا يعني أنا اللي مش أمه
ومش عاوزة أقول كدا وعارفة إنه عاش وإنتي اللي
بتقولي عليه كدا
260
أسرعت لغرفة العناية ،تحت أنظار "حور"
والطبيب "أدهم" الذي دمعت عينه عليها ،وعلى
أمومتها ،تنهد بقوة ثم ذهب خلفها فـ وجدها تحمله
من بين ذراعيها وتصرخ به بقوة-:
261
صمتت قليالً ثم قالت بصوت أكثر فيه الوجع-:
262
أخذ منها طفلها ووضعه مرة ثانية على الفراش،
لتصرخ به بانفعال-:
263
بصوت هامس سألتها-:
264
_بكرا ربنا هيعوضك إن شاء للا
265
إلى عالم الخضروات ،الجنة والقصور ،أعلم بأنك
تنتظر قدومي ولكن كيف لي العيش بدونك اآلن...
266
سمعها تهمس باسمه والدموع تنزلق من مقلتيها-:
_"يحيى"!!!
267
مسح دموعها ثم خرج من الغرفة ،لمح "إياد" الذي
آتى حتى يطمئن على ابنه ،اتجه له بغضب ثم
أمسكه من قميصه وسحبه للمكتب ،صرخ به ما أن
دخل-:
268
لما يحدثه هكذا ،شعر بالضيق الشديد منه فـ قال
بانفعال-:
269
_طيب البقاء هلل ابنك مات ومراتك تعبانة و عندها
انهيار جوه
*****
270
ابتسم صديقه وأردف بذكاء-:
ُ
حيث فهم ما ينوي عليه صديقه ابتسم "عمر" بشر،
وشريكه ،رد عليه بنبرة ذات معنى وقال-:
271
_"مليكة"!!!!...
272
فكر "عمر" قليالً ،يعلم بأنه محقة ولكن أين الدليل
لذا فسأل اآلخر بفضول-:
ُ
حيث كان يجلس تذكر "خالد" ما حدث منذ عامان
ومعه "إياد الصياد" ويستفزه بالتحدي الخاص به،
أخرج وقتها صورة لـ "مليكة" ثم أردف بخبث-:
273
_يا بتاع البنات إنت بنات الناس كلها ممكن توقعهم
لكن دي ال وأنا متأكد من تربية أبوها
274
_بص أبوها شبح السوق وأنا مش عارف أعمل إيه
عشان أخليه يهدأ علينا شوية فـ وقع بنته وخليها
تخلي أبوها يعملنا مصلحة على أساس خدمة ليك يا
حبوب
275
مرت حينها األيام وقدر "إياد" أن يوقع "مليكة" في
شباكه
276
_مالك يا "خالد" رد بقى وخلصني عاوز أفهم
برضه هنعمل إيه؟!
277
ال يستطيع "عمر" أن يفكر بنفس تفكير "خالد"،
ولكنه معجب بشدة بما خططه ،هز رأسه ثم ضحك
بقوة وقال-:
بحزن
ٍ ظل يرقص حاجبيه بثقة ثم تنهد بقوة وقال
مصطنع-:
278
_أنا بس خايف علي" مراد" يعيني لما يعرف إن
بنته المهندسة اللي عاش عمره كله يفتخر بيها
ويقول بنتي ما فيش زيها عملت فيه إيه حطت
رأسه في الطين
279
أول مرة أشوف "مليكة" كانت قمة في االحترام بس
كله تمثيل
280
بتلك اللحظة انتبه "عمر" لـ سؤال "خالد" الذي قال
بحنق-:
281
_يا بني هو فتح معانا ونجح بسرعة وبقى انجح من
اللي عندهم مطاعم في العالم كله ودا اللي هيعمله
قريبا ً هيفتح في كل حتة خارج مصر وجواها
**"*
282
جلست معه بإحدى الكافيات ،وعلى وجهه ابتسامة
صغيرة ،بهذا الوقت قاطعت نظراته حين قالت
بتساؤل-:
283
_وللا لسه زي ما هو خالص ورقه خلص
وهنسفره
284
ُ
حيث كانت مترددة هز رأسها لتتابع بهدوء مخيف،
حتى تقول ما جاءت لقوله ،يجب أن تودعه ولكن
ما هي ردت فعله حتى اآلن ال تعلم-:
285
_ليه؟ مين زعلك مش إحنا اتفقنا في الموضوع دا
وال بتحبي تزعليني
286
_"إياد" زعلك صح أنا أصالً عارفه لما يتعصب
بصي هو دلوقتي زعالن على "يحيى" وإن شاء
للا هيكون كويس جداً لما ابنه يرجع بخير أنا
بنفسي هخليه يعتذر ليكي
287
_أومال ليه عاوزة تمشي؟! ليه بعض ما خالص
لقيتك ولقيت نفسي معاكي
288
_أنا أسفة يا "إياس" بس إنت مجرد صديق بس
وأنا عمري ما اعتبرتك غير كدا أنا لقيت شغل برا
البلد ودي فرصة حلوة
289
ابتلعت ما في حلقها وكادت أن ترد ولكن قاطعها
دخول صديقها بالجامعة ،حين مسك يدها قائالً
بانبهار-:
290
لم يعطيها فرصة لإلجابة ،وهي لم تهتم لكالمه هي
فقط تهتم بنظرات "إياس" إليها والتي كانت مليئة
بالغيرة من أمساك صديقها ليدها ،نظرت له بآسف
أما هو فـ كان يود أن يفتق بها ....وضعت أناملها
على مقلتيها لتلحق دموعها من النزول ثم حدقت
بصديقها بهدوء وقالت-:
291
هز رأسه وكأد أن يقعد معها ليكمل باقي كالمه
والفضول اتجاهها حتى يعرف عنها تفصيل أكثر
ولكنها قالت باعتذار-:
292
شعر "طارق" باإلحراج الشديد لذلك فضل أن
ينسحب ببسمة صغير بعد أن أخرج ورقة بها كل
أرقام تلفونه وعنوان شركته-:
293
لسيارته ،مما جعلها تشعر بالخوف ،قالت بصوت
مذعور-:
294
_مكننش عارف أزعق حلو في الكافيه عشان كدا
جبتك هنا يمكن تعرفي تحسي بيا أنا كل يوم قلبي
بيولع لما بشوف حد بيقرب ناحيتك وال بيقول إنه
معجب بيكي في الشركة
295
_زميلك في الجامعة مجرد زميل ليه يسلم عليكي
ما فيه بوق يتكلم بيه وخلصنا بصي بقى أنا معجب
بيكي من أول يوم شوفتك في اسكندرية وساكت بس
إنك تبعدي عني أنا مش هسمح
296
بأحد ،ما الذي سـ ينتابه حين يعلم بأن حبيبته
الوحيدة لم تكن عذراء...
297
كانت تقول هذا والدموع ال تكف من عينها ،كانت
تتحدث وهي تعطي له ظهرها حتى ال يرأ دموعها
ولكن شهقاتها ماذا عنها...
298
حدق بها وقال بعتاب-:
299
ماذا تعني بهذه الكلمة ،لما ال تستأهله ،لما تقلل
كنز لها، ،
من شئنها ،هو ليس بكثير وال حتى ٍ
فكر أن يتخلى عن عصبيته حتى يستحقها ولكنها
تعامله بجفاف...
300
_يعني إنتي شايفة إني اتجوز واحدة تانية لو هو دا
اللي إنتي شايفاه ساعتها هندم إني كلمتك في حاجة
زي كدا
301
لما يا حبيبتي ....رغم حبي واشتياقي لعش الزوجية
ترفضيني ...أنا أريدك وال أريد غيرك ...أنا ال
انتظر منك غير الشفقة على هذا العاشق الولهان
الذي تيم بحبک الصعب
302
بتلك اللحظة رن هاتفه فـ أخرجه ليجد أن المتصل
أمه ،رد عليها في سرعة متأمالً أن يسمع خبر
مفرحة عن ابن أخيه-:
303
_في إيه يا "إياس"؟
304
اتسعت عينها بصدمة ،ماذا يقول ،ما حال المسكينة
أمه اآلن ،تعلم بأن كل هذا تغفيراً عن كل ذنب قام
به "إياد" ولكن ماذا عن أمه ال ذنب لها...
305
تذكر أخيه ،ما هي حالته اآلن ،يجب أن يسرع له،
قال في لهفة-:
_"إياد"!!!!
*****
306
تذكر أول مرة مسكه بين يده وضمه لصدره ،لو
كان يعلم بأن كل هذا الشيء سـ يحدث لكان ظل
بجانبه ،حتى" خلود" شعر بأن المنزل بدونها
غريب...
307
بكى بشدة ،ثم أردف بحزن-:
308
كم فتاة ظلمها من أجل أن يتباهى به أصدقه،
أغمض عينه بقهر ،ثم ملس على فراش ابنه،
أمسك العابه وقال-:
309
صمت قليالً ليبتلع ما في حلقه ثم أضاف-:
310
مسح دموعه ،وقرر أن يذهب للمشفى ،يجب أن
يكون بجانب "خلود" ،قام من مكانه ثم اتجه ليغادر
منزله ولكن حين فتح الباب وجد أبيه أمامه ،حدق
به ثم قال بنبرة حزينة-:
_اتفضل يا بابا!!...
311
_عارف إنك عاوز تقعد لوحدك بس أنا أب يا بني
ومش هعرف أبداً أسيب ابني في حالة زي دي أبداً
312
_يا حبيبي إنت ملكش ذنب يا حبيبي دا نصيبه
313
_إيه اللي بيخليك تقول كدا يا حبيبي؟ إنت طول
عمرك ماشي على الرصيف!!!
314
_ما فيش يا بابا مجرد كالم ودلوقتي هستأذنك إنك
تسبني أقعد لوحدي!! عاوز أراجع حاجات كتير
أوي مع نفسي يا بابا
315
أومأ برأسه ثم قام من مكانه ،تركا ً والده بمفرده ،قام
"حاتم" بحزن ثم اتجه نحو باب الشقة ليغادر
_آسف يا بابا!!...
316
تذكر بأنه سـ يذهب لزوجته حتى يتحدث معها
ويعتذر على ما حدث.....
****
317
الكفيف من ال يبصر ،بل من ينعم بصحة النظر في
بعض األحيان يكون أعمى وال يرأ.
318
_جهزي مهدى عشان ممكن تنفعل تاني بسرعة!..
319
تمنى أن يكون متحكم بكل أجهزة الحزن الخاصة
بها ،حينها سـ يوقف عذابها ،وسـ يمنحها السعادة
فقط...
320
نعم حزين عليكي ولكن كل حدود الحزن ال تتماثل
ت
مع حزنك أن ِ
321
_"خلود" حاسة بـ إيه؟!
ً
حزين عليها وعلى ما وصلت له ،برجا ًء تنهد بقوة
شديد قال-:
322
_باهلل عليكي يا "خلود" حاولي تتقبلي الوضع!!..
323
كاد أن يضع يده على شعرها ولكن تراجع ،رد
عليها بحنو-:
324
اترك حزينة بمفردك...هذا الشيء
ِ كيف استطيع أن
لن يحدث قط...
ُ
حيث تتعلق رمقها بذهول ،ثم اتجه للجهة األخرى
أنظارها ،رد على طلبها بـ-:
325
دخلت بتلك اللحظة الممرضة لتخبره بهدوء-:
قاطعها بصرامة-:
_روحي دلوقتي!!...
326
بالفعل نفذت أوامره واتجهت للخارج ،جلس بتلك
اللحظة أمامها ثم قال بجدية-:
327
لم يتردد أبداً ليمسك يدها ،ابتسم بوجهها ثم تحدث-:
328
_الحمدهلل على كل حال!!...
329
استغلها حين تكلمت ووضع التفاح بفمها وقال
بتمرد-:
330
رد بغرور-:
331
بالفعل أعطتها صحن الفواكه ،لقد زادت بعينه برغم
من معرفة بما يحدث بينها وبين زوجها من مشاكل
إال إنها تحافظ على عالقتهم مادامت على زمته
سألته بحزن-:
332
أخرج زفيره ثم أجابها-:
333
أومأ برأسه ثم رد عليها قائالً-:
334
_هي عاملة إيه؟
من األول
335
ابتسم "إياد" له ثم قال برجاء-:
_عن إذنك!!!...
336
وقبل أن يخرج اقترب من "إياد" ثم قال بتحذير-:
337
خرج بالفعل ،قرب "إياد" من فراشها وسألها
بحزن-:
338
_عارف إنه من حقك ما تبصيش ليا وال تكلميني
بس أنا جاي أطلب منك اننا نبدأ من األول وللا
ساعتها أنا مش هعمل حاجة من اللي بعملها وربنا
ان شاء للا هيعوضنا عن "يحيى"
339
ُ
حيث حاول أن يقنعها ولكنها لم تعطي له الفرصة،
قاطعته بحزم-:
الفصل السابع
340
_هتفضل ساكت كدا يا "إياس"؟! اتكلم وأطلع من
الحزن اللي فيه إنت كدا بتأذي نفسك!!!
341
مازال يتذكر سفرها ،تعلم بأنه مازال غاضب من
قرارها ولكن يجب أن تفعل ذلك قبل أن يتعلق بها
أكثر من ذلك...
342
_وللا طب كتر ألف خيرك أفهم من كالمك إنك
لسة موجودة عشان بس الظروف اللي أنا فيها كـ
صديقة ألزم تقف مع صداقها في محنته
343
_ريحي نفسك أنا بقيت أحسن أخويا بس اللي
محتاج حد يقف جنبه وأنا هروح له...
344
رمقها بنظرات شديدة ،مستغرب ما أصابها فجأة،
تغيرت مالمحها كثيراً ،جلس مرة أخرى وسألها
بهلع-:
ٍ
345
كيف لها أن تقول له هذا الشيء ،فكرت كثيراً إلى
أن توصلت لـ-:
346
_قولي إيه اللي شاغل بالك ها؟! لو دا هيريحك
اتكلمي
347
_إزاي؟
348
صمتت قليالً ،تحاول أال يصاب صوتها ببعض
الشهقات فـ يشك بها ،نزلت دموعها ،فـ هز رأسه
بعدم استعياب لما سـ تقول ،حاول أن يعرف ما
أصابها فـ قال بفضول-:
349
_وفي يوم قالها احنا هنتجوز فـ ليه ما نعش يوم
زي أي اتنين هي ساعتها رفضت جداً بس هو
اقنعها وساعتها فقدت عذريتها
350
كان كالمه يدخل بقلبها كـ سكاكين تمزقه من
الداخل ،هزت رأسها وعلقت على كالمه بـ-:
351
_أوعي تتكلمي معاها تاني وللا هزعل منك أوي يا
"مليكة"!!!...
352
_هي كانت عارفة دا بس ضعفت وخافت تقول
ألهلها
بجدية رد عليها-:
353
هزت رأسها مقتنعة بكالمه ،ابتسمت ومن ثم قالت
باعتذار-:
354
_ال ما فيش مشكلة بس هي غلطانة!!!
****
355
_آسفة يا" يحيى" لو في يوم أهملت؟! آسفة يا روح
ماما لو اتاخرت عليك وإنت بتعيط...
356
_يارب يا "أدهم" إن شاء للا
_عاوزة ماية!!؟
357
هزت رأسها بنعم ،ليكمل "أدهم" حديثه-:
358
_عارفة إني مش شايفاك بس عارفة إنك سامعني
أنا عمري ما حبيت قدك متنساش تجي لي في المنام
لو فرحان أو زعالن طمني اتفقنا
359
_ياال بقى يا "خلود" عشان أروحك
360
_"أدهم"!!!!...
361
ولسوء حظها رأت "إياد" مرة أخرى ،الشخص
التي ال تتمنى قط أن تراه بحياتها ،تنهدت بقوة حين
سمعت "حاتم" يقول-:
362
_هو صديق العيلة يا عمي وحب يساعدني ويقف
جنبي في محنتي دي
363
ال يهمه غير العائلة ولكن شعورها ال يهمه ،ردت
عليه بهدوء-:
364
ازداد جمرات الغضب بداخل قلب "حاتم" الصياد"
ليصرخ بها بحد-:
365
كاد أن يرد "حاتم" ولكن تدخل "إياد" برجاء-:
366
ابتلع ما في حلقه واقترب منها ثم أكمل-:
367
_ما بقاش ينفع طلقني يا "إياد" لو بتحب ابنك
وبتقول إن ليا غالوة عندك طلقني!!؟
****
368
حتى يقف أمامهم مرة أخرى ،متردد جداً ،ولكنه
عقد العزم على الصعود ،يجب أن يحل موقف تلك
الفتاة ،وبنفس الوقت يعوض نفسه عن طفله
الصغير "يحيى"!!!!...
369
برجاء شديد رد عليها-:
370
_بقولك إيه ما بقاش بنا كالم!! إنت نفسك جيت لك
وحتى فرصة الكالم ما أخدهاش....
371
لم تصدق كالمه أبداً ،ابتسمت بسمة ساخرة ثم
أردفت ببرود-:
372
ضمت يدها لصدرها ثم جذت على أنيابه بحنق
وتابعت-:
373
_إنتي أكيد بـ تكدبي عليا أنا واثق من كدا هي
موجودة جوا
374
أنهت كالمها ،ثم قفلت الباب بوجه بقوة ،لتنزل
دموعه بشدة وندم" ،خلود" رفضت البقاء
وطلقها ،حتى من كان ينوي أن يتزوجها من أجل
ابنه الذي يسكن بداخل رحمها لم تعد موجودة
375
الممكن أن تكون تلك الجميلة كاذبة ،وتفعل هذا من
آجل االنتقام منه...
376
_في إيه يا "إياد" مالك؟!
377
_أنا مش فاهم كالمك؟ فاهمني طيب تقصد إيه؟!
378
ببكاء شديد أعتذر منه-:
379
_أنا هروح معاك وهحاول أحل لك موقفك بس بعد
كدا ما تطلبش مني أقف جنبك إلني بعدها هتبرى
منك ومن أفعالك يا بن "الصـــياد"...
****
ُ
حيث قال جلست بغرفتها ،بعد أن تركت "إياس"
لها بأنه سـ يذهب المكتب ،لالنتهاء ببعض
األعمال الهامة ،مازالت تفكر في حديثه وما قاله
لها حين تكلمت عن نفسها ولكن بطريقة غير
مباشرة ،كيف لها أن تبقى وهو يرأ صديقتها
المزيفة خاطئة وال يستطيع أن يتقبلها بحياتها ،فـ
380
كيف سـ يكون موقفه حين يعرف أنها هي الضعيفة
التي أهانت نفسها وأهانت أهلها!!...
381
بتلك اللحظة سمعت جرس باب المنزل ،تأففت
بشدة فـ أبيها وأمها بالمطعم ،وهي ال تستطيع أن
تقابل أحد بهذا الوقت ،اتجهت للخارج ،فتحت
الباب فـ لم تجد أحد ،شعرت بالغضب الشديد،
كادت أن تدخل ولكنها لمحت ظرف كبير على
األرضية ،شعرت باالستغراب ،عادت تبحث عن
الطارق مرة أخرى ،ولكن لم تجد أحد ،دخلت
المنزل ،كادت أال تفتح الظرف ولكن الكلمة التي
وجدتها جعلت فضولها يزداد-:
382
ابتلعت ما في حلقها بخوف ،فتحت الورقة بتوتر،
لتجد صور كثيرة لها هي و
383
توقفت عن صراخها لبضعت دقائق ،متذكرة
"إياد" ،نعم لن يفعل غيره تلك الحركة ،لقد سئمت
من تصرفاته وأفعاله التي وبكل مرة تفاجئها ،كيف
له أن يفعل هذا بعد ما مر به...
384
الحظت أن هناك ورقة بين الصور ،توقفت عن
الكالم ثم بدأت بالقراءة-:
385
انهارت بعد أن قرأت الكالم ،تيقنت أن" إياد" لم
يفعل شيءٍ ،ولكن من الفاعل ،يجب أن ترأ "إياد"
لتحل هذا المأزق ،يجب أن تخفي تلك الصور...
386
ولكن تلك هي النهاية لما تخفيه ،سمعت صوت أبيها
بتلك اللحظة ،الصوت الذي صاح باسمها بانفعال-:
_"مليكة"!!!...
387
_الظرف اللي اتفتح كان ألبوكي مش ليكي فـ
عشان أنا عارف إن المصلحة مش معاكي بعت
ألبوكي كل حاجة على الواتس أب
388
_طول عمري بثق فيكي بس من سنتين يا بنتي
تخوني ثقتنا ومكملة وعايشة معانا
389
مسك خصالتها وتابع كالمه بانفعال-:
390
برجاء شديد قالت-:
391
_آلخر مرة هنكون مسؤولين عنك وهنحل المشكلة
مش عشانك ال عشان سمعة أبوكي وبعدها عالقتنا
بيكي انتهت
الفصل الثامن
392
منذ رفض أبيها لـ "أكرم" وهي تجلس بغرفتها
حبيسة ،وزادت أوجاعها بموت "يحيى ،تنهدت بقوة
ثم قالت بحزن-:
393
"أكرم" و والدته بالحديقة ،ولألسف كان أبيها
يتحدث معهم بغضب.
394
ثم رمقت "أكرم" وسألته باشتياق عن حالته-:
395
تعلقت دموعها في حدقتها وهي تنظر ألبيها،
تحدثت بتساؤل:
396
حاولت "سلوى" أن تفهم تكراراً ومراراً تغير
زوجها ،تعلم بأن قرب "أدهم" من خلود يضايقه
بشدة ،ولكن هذا طبيبها" ،أدهم" وأخيه يحبهم
وربهم مع أوالده
397
انكمش حاجبه بانفعال ورد على كالمها بغضب
شديد-:
398
إنك هتعامل والدي وحش أو هتكسر قلب واحد فيهم
أنا اللي هقطع العالقة اللي بنا
399
رمقته بغضب ثم صاحت به-:
_بس إنت!!
400
جذ "حاتم" على أضراسه وقال من بينهم بتحذير-:
401
ارتفعت نبرة صوته وهو يرد عليها-:
402
_ال يا بابا "أدهم" ما يعملش كدا أبداً هو بيحب
صاحبه جداً وللا العظيم
403
صرخ بها بعصبية-:
404
انفعل" أكرم" على الجميع وصرخ بقوة-:
405
*****
_أنزل!...
406
حدق به بعينه التي تتكلم وتترجاه ،أرجك يا أخي
إال أنت ،ال يهمني الجميع ولكن أنت تعني لي ،فال
تعاملني بهذه الطريقة..
407
وصلوا أمام شقتها ،دق "إياس" الجرس ومن ثم
وقف بثبات ،فتحت "جميلة" الباب وما أن وجدتهم
أمامها شعرت بالضيق الشديد ،وضعت يدها على
خصرها ثم سألتهم بحنق-:
408
برجاء طفيف رد عليها "إياس"-:
409
رمق أخيه بعتاب ،لقد شعر بعدم الثقة بنفسه بسببه
وبسبب ما فعل ،تنهد بشدة ثم أردف بآسف-:
410
توقف "إياد" عند كلمة أخيه التي قالها أي وهي
الثقة ،لقد خسر ما يجمعه مع شقيقه ،تنهد بقوة ثم
رمقهما مرة أخرى...
411
صرخ "إياد" بها-:
412
رمق "إياس" أخيه بحد ليصمت ثم أكمل بهدوء-:
413
_بص يا أستاذ "إياس" اتعامل بذكائك أبو الطفل
مكنش عاوز يعترف فـ إيه اللي يخليني أبقى على
طفل هيخرب حياة أختي وكمان هنكره في حياته
لما يكبر بسبب إنه غير شرعي
414
قفلت الباب بعد أن ابتسمت بضيق ،حدق بأخيه ثم
أمره بغضب-:
_ياال..
415
ال يهتم بحديثه ،فقط يفكر في األمل الذي ضاع من
يده ،شعر باالختناق ،اليوم سـ يظل وحيد ،خسر
الجميع ،حبيبته وزوجته وابنه ،وتلك الفتاة التي
كانت تحمل جزءٍ منه بداخلها ،وأخيه من كان أهم
شخص بحياته..
_روحني يا "إياس"!..
416
برغم ما فعله إال أنه شعر بالخوف عليه ،أمسك يده
حتى يسنده ثم ركبه السيارة وصعد بعده ،وأنطلق
إلى المنزل..
****
418
نظرت له باستغراب ال تعلم عن أي شيءٍ يتحدث،
سألته بهدوء-:
419
لم تركز في كالمه بل ركزت لصوت هاتفه حين
صدر تذكرت هذا الشخص الذي يعرف عنها كل
شيءٍ ،من الممكن أن يكون هذا الصوت يدل على
وصول رسالته ،كيف لها أن تلهي أبيها حتى ال
يرأ ما بعت له...
420
_ها
421
هزت رأسها ثم قالت بإصرار-:
422
صمت قليالً ليأخذ أنفاسه ثم تابع بحد-:
423
_مصر الشغل فيها مش مهم لكن برا إنت هتكون
ترند وبعدين يا حبيبي إنت هنا في ناس بتكرهـ...
قاطعها بتهكم-:
424
أغمضت عينها ،حاولت أن تسكت وتوافق حاليا ً
على قرار والدها حتى ال تجعل الشك يتسلل داخل
قلبه
425
_إنتي بكدا متأكدة من كالمك
_آه
426
قامت من مكانها ثم قالت باستئذان-:
ُ
حيث تذكرت سارت خطوتين لألمام ولكنها توقفت
رنين صوت الهاتف الذي أعلن عن الرسالة التي
ُرسلت لوالدها ،يجب أن تعرف ما هو المحتوى،
ألتفتت مرة أخرى ثم قالت برجاء-:
427
_بابا ممكن بس موبيلك هشغل انستجرام عندك ألنه
واقف في فوني
428
موضوعها قبل أن يراها ،بتلك اللحظة خرجت
مرة أخرى وأعطت لوالدها الهاتف ثم عادت
لغرفتها...
_هتنجح!!!
****
429
مرت األيام ببطء شديد ،تلك هي األيام المحزنة ،ال
تنتهي بسهولة ،كان "أدهم" يجلس مع عائلته،
يجب أن يفاتح أمه بهذا الموضوع الذي عزم أن
يفاتحها فيه ،ابتلع ما في حلقه بهدوء ثم قال-:
430
رفعت "نيلي" رأسها بانفعال ثم قالت بحد-:
431
_أيوا يا ماما أنا كل يوم بطمن عليها وانهاردة
كانت بتابع مع دكتور نفسي وأنا بروح معها...
432
_كان عنده حق في أي يا ماما ياهلل عليكي ما
تعصبنيش يا أمي عشان ما أندمش إني واقف هنا
دلوقتي ،حضرته مفكرني بقرب من مرات ابنه
عشان حاجة مش كويسة
433
رد عليها بصياح-:
_دا أكتر وقت أنا فيه كويس ومركز أوي أنا يا ماما
ما ينفعش أشوف اإلنسانة اللي حبتها محتاجة لي
وأسبها عشان خاطر صاحبي مهمل وبعدين هو
طلقها خالص
434
_احنا ملنا مهمل أو غيره عارف لو هو كان
هيطلقها لمشاكل بنهم إنت خلتهم يقولوا إنك السبب
أصالً البنت دي مش كويسة
435
شبكت "نيلي" يدها في بعضها ثم أردفت ببرود-:
436
_وللا! هو دا تفكير رئيسة جمعية حقوق المرآة
ونبي يا ماما ما تتنزلي عن أفكارك يا ست يا
مثقفة...
437
رفع سبابته بوجهها ثم رد عليها بتحذير-:
438
اقترب منه "أكرم" الذي كان صامت ويسمع
لشجارهم للنهاية ،وضع يده على كتف أخيه ثم
قال بدعم-:
439
_ابعدوا عن الكالم الكتير يا والد عشان خاطري أنا
حذرتكم
440
تأففت "نيلي" بضيق ثم تركتهم بدون كالم ،لقد زاد
غضبها ،ال أحد من أوالدها يشعر بها ،تابع "أدهم"
طيفها ثم حدق بأخيه وتحدث بحنق-:
441
من جواها عاوز تحقق اللي عاوزينه فكرها إنك لما
تسيب "خلود" هيجوزني "حور" ما هما رافضين
من قبل موت "يحيى"
****
442
_ربنا يعني عليكي يا ست العنيدة!!!...؟
443
مزعلتش أنا هكون عايش يا أخويا أنا بتنفس
بوجودك بعدك عني كسرني وحاسس إني ميت
زعلك تعبني أكتر من موت ابني
444
رمق أخيه بندم ،نعم هو محق في كل ما يقوله ،لقد
ظلم أخته ،ودمر عالقتها بحبيبها ،وال يكفي كل هذا
بسببه انتهت عالقة الصداقة التي كانت بين عائلته
وعائلة "أدهم" ،يجب أن يصلح كل خطأ أرتكبه....
445
نظر لـ "إياد" بحزم ،ثم مسك يده وقال بثقة-:
446
هز رأسه وتركه ورحل من أمامه ،ليكمل "إياس"
طريقه حتى وصل لسيارته ،أشعل المحرك ثم
انطلق إلى منزل "مليكة"...
447
صعد الثالث درجات المتواجدين أمام الباب ثم رن
الجرس ،فتحت له بنفسها ،بتلك اللحظة حين راها
شعر بأن شمسه أشرقت ،وقمره سطع ،وحياته
امتألت سعادة فقط...ابتلعت ما في حلقها بخوف ،ثم
نظرت للخلف ،خائفة من ردت فعل أبيها حين
يعرف أن مديرها بالعمل جاء حتى يراها...
صرخت به بهمس-:
448
ابتسم على حديثها بشدة ،كاد أن يضحك بعلو ،رد
عليها ببرود-:
449
حدقت به بشدة ،لقد ارتعدت أوصلها ،كادت أن تفقد
الوعي ولكنها مسكت نفسها حين خرج والدها من
الداخل ،والذي سمع صوت "إياس" ،ابتسم له ثم
قال بترحيب-:
450
دخل معه تحت أنظارها ،جلس على األريكة ومعه"
مرڤت" التي قالت البنتها-:
451
رد "مراد" بـ-:
452
_والمعنى!!؟
453
_ملكيش حجة تهربي وترفضي أنا عملت كتير
عشان لحظة زي دي أنا هسيبك تفكري
454
ال تستطيع أن تقول ال وتجعلهم يبتعدوا عنها،
ستوافق موقتا ً وسـ تقول لـ "إياس" كل شيءٍ وهو له
حق االختيار-:
455
ثم حدق بـ أهلها وقال-:
456
رد عليها بهدوء-:
الفصل التاسع
457
_هينفع أقعد معاكي شوية؟!
458
برغم تعبها ابتسمت في وجهه ،كم كان ظالما ً لها،
يشعر بالضيق من أنانيته ،ابعدها عن حبيبها ومع
ذلك هي مازالت تحترمه ،أمسك يدها ثم تحدث
بندم-:
459
حدقت به بشدة ،ال تصدق الحديث الذي يقوله،
كادت أن تبكي ولكنها قيدت دموعها ،ردت على
كالمه بحزن-:
460
_آسف عشان اتكلمت معاكي بطريقة وحشة يومها
متزعليش مني
461
بوعد واثق إنه سـ ينفذه قال-:
_مالك يا حبيبتي؟!
462
من بين شهقاتها أجابته-:
ُ
حيث كان يعارض حديثها ،لم يكن هز رأسه
"أدهم" سببا ً في هذا الشيء بل هو من كان السبب
في خراب حياته ،هتف بضيق-:
463
_ما حدش خرب حياتي غيري كل الناس كانوا
بيحبوني بس أنا ما حبتش نفسي
464
_إنت دلوقتي طالما معترف بغلطك دا أكبر صح
متشيلش نفسك هم يا حبيبي وأبدأ من جديد وبس
465
صعقت "حور" من أنانية أخيها ولكنها حاولت أال
تظهر هذا حتى ال ينزعج فقط قالت بهدوء-:
466
_ياريت عشان أحس إني عملت حاجة في حياتي
كويسة "خلود" ما شافتش معايا وال يوم عدل في
حياتها ودا مزعلني من نفسي
467
قبل رأسها ثم قال بحنو-:
468
_آسفة لو قطعت قعدتكم
ب- :
ابتسم "إياد" ثم قال بح ٍ
469
_ابني حبيبي!!
470
_نور عيني وحبيبة قلب البيت كله
******
471
جلست بمفردها ،بمنزل أجرته حتى ال يأتي لها
أحد يعرفها ويفكرها بالماضي ،تذهب كل يوم
لمقبرة ابنها ،تجلس معه كثيراً ،تتحدث معه وكأنه
مازال موجود ،ارتدت مالبسها وجهزت حتى
تذهب للمقابر ،اتجهت نحو باب الشقة حتى تغادر
ولكنها حين فتحت وجدت أمامها السيد "حاتم"،
استغربت من قدومه ومن معرفته بعنوانها.
472
هزت رأسها ببسمة صغيرة ثم قالت بهدوء-:
473
صدمت من طريقته فـ سألته بعفوية-:
474
_ال إزاي يا عمو اتفضل!!
475
ببرود شديد رد عليها-:
_طب اتفضل
476
جلست أمامه وانتظرت ما سـ يقوله ،تنهد بقوة ثم
أردف بغضب طفيف-:
477
ردت على كالمه بنبرة يمألها الضعف-:
478
_واللي ادفن ليه لحد دلوقتي بتتكلمي مع "أدهم"
اإلنسان اللي خرب حياتك كلها
479
قام "حاتم" من مكانه ،لقد اغتاظ من كالمها،
كيف لها أن تتهم ابنه بالتقصير في عالقتهم وإن
تقول بأنه السبب في الطالق ،صرخ بها بانفعال-:
480
_هو وبرغم تقربك من "أدهم" اللي كنتي كل شوية
تروحي تعيطي له عشان حالة "يحيى" ما قالش
حاجة ومعلقش عليكي
481
_هو دا اللي طلع معاك يا عمو إني بقرب من
"أدهم" على فكرة أنا في مليون سبب عشان طلبي
للطالق االهمال بعده عني الطبطبة اللي كنت
محتاجها أنا مصعبتش على ابنك غير لما شافني
منهارة في ابنه أول يوم وبعد كدا لما احتاجته
مكنش جنبي
482
انكمش حاجبها باندهاش حاولت أن تبقى هادئة،
ردت باقتضاب-:
483
_الوقت هيعدي وعاوزة أروح لـ "يحيى" البيت
بيتك طبعا ً أقعد يا عمو وأنا همش
484
ماذا يقصد بحديثه ،ولم انقبض قلبها هكذا ،هل هذا
الخوف المتواجد داخلها مجرد خوف وهلع على
صديقها أم على حبيبًا حتى اآلن ال تعترف بداخلها
بكونه حبيب لها ،شعوراً ال تعرفه ،حاولت أن
تتجاهله ولكنها أخذت قرارها في االبتعاد عن
"أدهم" حتى ال يصيبه مكروه
*****
485
تتردد في إرسال رسالة لـ "إياد" حتى يحل لها هذا
المأزق ،يجب أن يتصرف في كل ما وضعها به،
بتلك اللحظة دلف والدها قائالً لها ببسمة صغيرة-:
486
عرسها حين يعرف "إياس" حقيقتها ،كيف سـ
تنظر في عينه ،هل سـ يتقبلها ،وإن تقبلها كيف سـ
تعيش معه وهي منكسرة وتعلم بأنه يتحملها مجرد
شفقة فقط...
487
شعر أبيها بنبرة صوتها الحزينة فـ قلق عليها
بشدة ،اقترب منها ثم سألها بخوف-:
488
هزت رأسها ولم تتفوه بأي كلمة مما جعله يتابع
كالمه بحب-:
489
قبلها من رأسها ثم قال بأمر-:
490
غمز لها" إياس" ثم حدق بـ "مراد" وقال
باستئذان-:
491
ابتسمت "مليكة" على سعادة أهلها ،لقد أصبح غا ٍل
عندهم ،بنبرة هادئة قالت-:
_إزيك يا "إياس"؟
492
_هو إيه اللي ازيك ال أنا قولت طنط أحلى وللا
مش عارف مش طلعة ليها ليه
493
_تقولي وحشتني يا" إياس" بقالنا أسبوع ما
تكلمنا...
494
_دلوقتي بابا جالك المطعم واتفق معاك في كل
الشكليات الخاصة بالجواز وساب لي أنا تحديد
الجواز
495
رمق "إياس "مليكة" ثم سألها بحب-:
496
صعق الجميع من المعاد التي حددته ،ردت أمها
عليها بتهكم-:
497
قامت "مليكة" من مكانها ثم قالت بضيق-:
498
مقاطعة لكالمه قال "إياس"-:
499
_مبروك
*****
500
حدق به الجميع بفرحة ماعدا "إياد" ،كيف له أن
يقول ألخيه بأن حبيبته كانت له من قبل وظلمها،
قرب منه" إياس" وقال-:
501
ابتسم له ثم قال بحب-:
_لما نشوف!!!...
502
بتلك اللحظة خرجت "سلوى" من المطبخ ومعها
عصير من المانجا مما جعلهم يستغربون ،سألها
"حاتم" بصدمة-:
503
ابتسمت بحب ،ثم وضعت يدها على دقن "إياس"
وهتفت بفرحة عارمة-:
504
رد عليه "حاتم" بضيق وقال-:
505
هو من فعل هذا بها وخسرها إلى األبد فال ينتظر
عدم الكره
506
صمت" حاتم" ولم يتكلم ،ولكنه ركز بأمر "إياس"
له-:
507
بتلك اللحظة قال "إياد" -:
508
_صاحب عمرك باعك وخلى مراتك تكرهك يبقى
أخو هيخون بنتي
ُ
حيث تكلم "إياد"-: لم يرد عليه "حاتم"
509
_معلش يا" أدهم" سبني أنا وبابا نتكلم واسمع،
بص يا بابا أنا كل البنات بتحبني و "خلود" كانت
مش معجبة بيا حستها هتميل لـ "أدهم" اللي شوفت
في عينه الحب ليها بس أنا اللي دخلت بنهم
وخطبتها وهي حبتني ألنه سافر
510
قاطعه أبيه بغي ً
ظا منه-:
511
_أنا عمري ما فكرت أحب مراتي غير بعد ما ابني
مات فكرت في نفسي بس وطول فترة جوزنا وأنا
بخونها كرهتها فيا وملقتش غير صديقها يقف جنبها
512
ال يتحمل بكائه فـ هز رأسه وقال-:
513
ابتسمت له ثم قالت بجدية-:
الفصل العاشر
_ازيك يا "مليكة"؟
514
لم ترد عليه أبداً ،الغضب فقط ينتابها ،غير سؤاله
قائالً لها بجدية-:
_هنعمل إيه؟
515
نكس رأسه لألسفل مردفا ً باعتذار-:
ال تريد أن تتذكر هذا اليوم مرة ثانية ،ال تريد أن
ترأ خدعته لها
516
جذت على أنيابها بانفعال قائل ٍة له بغضب -:
517
_هو إنتي متعرفش إنه مسافر وهيرجع قبل فرحكم
بيومين بس
518
_ولو معرفتش أقول له أنا حد تاني هيقول له
519
سردت له كل ما حدث ،ليتذكر "خالد" صديقه
هو من يريد أن ينهي أبيها ،تنهد بقوة ثم قال
برجاء-:
520
خنجر غرز بداخل قلبه،
ٍ لقد كان كالمها بمثابة
تحدث بخوف من ردت فعلها-:
521
_حبتني إنت نفذت رغبتهم حللي المشكلة دي
522
سـ يبعد عنها ،هي من أذت نفسها وال أحد أذها
وظلمها مثلما فعلت ،بنبرة باكية قالت-:
523
قامت من مكانها وتركته بعد أن نظرت له باستحقار
قائل ٍة له بجموح-:
524
_أوعى تاني مرة تلمسني ألني بحس بكل حاجة
مقرفة لمستني وألزم أخد شاور منها
525
_ال ابعد عني بقى
526
سـ ينقذني من العذاب ...كيف لي أن أرى نظرة
االنكسار بأهلي وأحبتي
*****
527
_وحشتني يا "يحيى"!!!
528
قاطعها سماع صوت "أدهم" الذي قال بحزن-:
529
رد عليها بحزن شديد-:
530
نعم أريد الهروب من هنا....ولكني سـ أعود...ال
تقطع أخبارك عني
531
إلى هذا الحد ال تريده ،لما تقول هذا الحديث
القاسي ،رد عليها بقسوة-:
532
صرخ بها وقاطع حديثها بـ-:
533
بوجع-:
ٍ صمت قليالً تنهد بحرارة ثم أكمل حديثه
534
_"أدهم" استنى؟!
_نعم
535
_أنا موافقة أبدأ من جديد بس لو حسيت إني مش
هكمل في العالقة هقولك لكن حاليا ً محتاجك جنبي
متسافرش
536
ت هامس ال
عادت ونظرت لقبر ابنها وقالت بصو ٍ
يسمعه غيرها-:
537
_أنا هفضل أدعمك في كل خطوة هتخطيها وأسندك
وأكبرك في مجال عملك وإنتي كمان هتكبريني في
مجال عملي...
538
*****
539
كادت أن تبكي ولكنها قيدت الدموع ،قائل ٍة لها
باقتضاب-:
540
_ممكن تجبيلي الفون بتاعي عاوزة أشوف الرسالة
اللي جت
541
بتهكم شديد تكلمت "مليكة"-:
542
هزت رأسها بخوف شديد ثم قالت بتلعثم-:
543
كيف لها أال تشغل بالها ،هي من وضعت نفسها في
كل هذا ،ما كان يجب أن تفكر في االنتقام ،تنهدت
بقوة ثم أغمضت عينها حتى تنهي وضع
المساحيق...
544
انظر فقط في عيناي سـ تجد نفسك بها وال أحد
سواك
545
ال يهمها إن كانت جميلة أو ال ،كل هذا سـ يصبح
رماد وقت اعترافها لـ "إياس" بكل شيءٍ
_تمام شكراً
546
بتلك اللحظة سمعت صوت أقاربها بالخارج،
ندائهم باسم "إياس" ارعبها ،تجمدت الدماء التي
تسير بداخل جسدها ،بتلك اللحظة دخلت
ب- :
"مرڤت" وقالت بح ٍ
_عريسك جه يا قلبي..؟
547
بفزع-:
ٍ انكمش حاجب والدتها ثم ردت عليها
548
_دا عادي يعني يا طنط هي بس متوترة زي أي
عروسة
549
_هو أنا ينفع اتكلم مع " إياس" لوحدنا
550
_حاضر يا طنط عن اذنكم
551
تفكر هل تقول لها الحقيقة ،ماذا سـ تكون ردت
فعلها ،ابتسمت لها ثم قالت بكذب-:
552
بتلك اللحظة دق "مراد" الباب فـ فتحت له
"مرڤت" ،حدق بـ" مليكة" بحب ،لقد دمعت عينه
من جمالها ،اقترب منها ثم قال بحنو شديد-:
553
تأبط ذراعيه بذراعها ثم خرج معها للخارج ،وقف
"إياس" شارد في جمالها ،اقترب منها حتى
يأخذها من يد أبيها مستمع لنصائحه-:
554
بدون أن ينظر له قال-:
555
هز "مراد" رأسه ثم سأله بجدية-:
_مالك يا حبيبتي ؟
556
هزت رأسها ثم قالت بخفوت-:
_ما فيش!!
557
هز رأسه ثم قال بأمر-:
558
استغرب طلبها ،هل مازالت تريد إلغاء الزواج،
ال يتوقع هذا الشيء ،أومأ برأسه ثم هتف بجدية-:
_قولي دلوقتي!
تلعثمت في الحديث-:
559
هز رأسه ،طال الصمت بينهم إال أن وصلوا إلى
المكان الذي سـ يلتقط لهم به بعض الصور ،نزل
من السيارة وساعدها في النزول ،بدأت جلسة
التصوير ،همست في أذنه وقالت-:
560
_"مليكة" عشان خاطري شوية تركيز نخلص
وبعدين نتكلم ألن المأذون هيوصل وإحنا لسه
مخلصناش
_قولي يا حبيبتي
561
_أستاذ "مراد" اتصل وبيقول المأذون وصل
*****
562
بعد معرفته بـ عودة "خالد" اتجه له حتى يحذره
حتى ال يكشف الحقائق المخفية ،وأن يبتعد عن
"مليكة" ،دخل المكان الذي أعتاد على رؤيتهم فيه
ثم صرخ بهم بجموح-:
563
_كدا تبقى ندل وما تقولش ألخوك إنه بيتجوز
بواقيك
564
_عشان أنا مزاجي أعمل كدا وعشان أخلي أبوها
يتهد
سأله بهدوء-:
565
قهقه "خالد" بقوة ثم رد عليه بذكاء-:
566
بتحذير شديد قال-:
567
كور" إياد" يده بقوة ثم لكمه مره أخرى وقال
بغضب-:
568
_أنا هنهيكم يا "خالد" إنت وهو وهتشوفوا هعمل
إيه؟!
569
نعم هو الوحيد المذنب ،بتلك اللحظة قال بحزن-:
570
يا "عمر" صاحبك دا بيخونك مع مراتك
571
_أنا بعد ما عرفت إن "خالد" صورني بعت اللي
يصوره وهو في بيتك ال ومش بس كدا واللي
صوره أخد الصور وهو في أوضة نومك
572
_طول عمري بأمن على نفسي معاك إنت تعمل فيا
كدا
573
_دا بيكدب عليك وبيعمل كدا عشان نبعد عن بعض
574
رفع على مواقع التواصل االجتماعي مقطع
الفيديو...
*****
575
تم عقد القرآن وسط فرحة من الجميع ،سلم "حاتم"
على "مراد" وقال بفرحة-:
576
حدق "إياس" بـ زوجته وحبيبته وقال بفرحة-:
_آه
577
ردت فعلها تجعله يندهش ،بتلك اللحظة تقدمت
منهم "سلوى" قائل ٍة بضيق-:
578
ثم حدق بزوجته وقال لها باستئذان-:
_تمام يا "إياس"!!!...
579
خرج للخارج بينمها هي فـ جلست تنتظره ،بتلك
اللحظة تقدمت منها " حور" وعلى وجهها بسمة
صغيرة ،قائل ٍة لها بمزح-:
580
ثم حدقت بـ " أكرم" الذي كان يقف بجانبها قائل ٍة له
بجدية-:
اقرصيها
581
ضحكت "سلوى" عليه بينما "مليكة" فـ قالت بحب-:
582
_للا يبارك فيك يا حبيبي!!!...
583
_وللا زعالنة على "يحيى" لسه حتى فرحنا هتعمله
كتب كتاب صغير على قد العيلة بس
_مبروك يا عروسة
584
ردت عليه "مليكة" بهدوء-:
585
_مالك يا حبيبي وشك ماله
_تعالي!!
586
شعرت بالفزع الشديد من حديثه ،قامت معه ،بتلك
اللحظة قالت أمه بخوف-:
587
يحاول أن يخفي غضبه حتى ال يشك به أحد ،أمرها
بهدوء بـ-:
588
تغيرت مالمحه سريعا ً فور سمعه السم أخيه ،رد
عليها بضيق-:
_جاي
589
رمقها بحد ثم قال بغضب هامس-:
_في إيه؟!
590
صفعها بشدة على وجهها ،ثم صرخ بها بانفعال-:
591
_وللا العظيم أنا كنت بحاول أقولك من يوم ما
جيت تخطبني
592
_أيوا!!!...
593
_أيوا .أنا عارفة إني غلطانة بس كنت ضحية
ألخوك وأفعاله
594
_أنا مش هطلقك عشان أبوكي وأمك وعشان
هصلح غلطت أخويا بس أنا هوريكي اللي عمرك
ما شوفتيه
أمرها بصرامة-:
595
_اعدلي لبسك خلينا ننزل
596
رمقه "إياس" بانفعال ثم صرخ به بحد-:
597
_كان ألزم تيجي وتقول لي من قبل ما أقع في حبها
بس إنت خوفت تنزل من نظري وأديك نزلت
لدرجة إني اعتبرتك موت
598
*****
599
_كنت عاوزها تتجوز ولما اتجوزت زعالن
حيرتني
600
_بنتك العزيزة كانت بتحب "إياد الصياد" وجوزها
اللي هتتجوزه مش عارف الحق امنع الجوازة قبل
ما منظرك قدامه يبقى وحش....
601
فزعت من طريقته هذه ،كادت أن تتصل ولكنه
وقع على األرض مغشي عليها ،صرخت باسمه
بفزع-:
_"مــــــــــــــــــــرااااااااد"
602
وزوجها ،ال تستطيع أن تنتظر سيارة االسعاف،
خرجت للخارج تبحث عن أحد يساعدها في حمله،
وقفت بالطريق كالمجنونة ،أوقفت أول واحد مر
أمامها ،قالت له ببكاء-:
603
أومأ الرجل برأسه ثم دخل معها وبالفعل ساعدها
ونقله معها للسيارة ،ركبت سيارتها ثم أسرعت إلى
أقرب مستشفى....
604
اتجه معها رجالن وبالفعل حملوا ،دخل لالستقبال،
فحص من قبل الطبيب ثم خرج وقال لها بأسف-:
605
أمسكت هاتفها واتصلت بزوج "مليكة" الذي رد
عليها على الفور ،بفتور شديد قالت-:
606
وحنان األم ،وأمان الزوج ،وحب العشيق المتيم،
ووفاء الصديق
607
شبكت يدها في بعضهم ثم ردت عليها بانهيار-:
608
نظر "إياس" لزوجته بعتاب ،كل هذا بسببها،
ابتعدت "مليكة" وهي تبكي بشدة ،بتلك اللحظة
حضن "إياس" "مرڤت" وقال لها بحنو-:
_يارب يا بني
609
بتلك اللحظة خرج الطبيب قائالً برجاء-:
_أنا أهو
610
بتلك اللحظة اتجهت "مليكة" له وقالت بإصرار-:
611
تركها بعد كالمه لها وذهب للداخل مع الطبيب،
وقف أمام "مراد" الذي يتحدث بصعوبة ،نظر له
"إياس" بحزن ثم قال بقلق-:
612
_أنا وللا ماكنت عارف باللي عملته بنتي أخوك
كان السبب وهي كمان بس حاول تسامحها...
613
نظر له "مراد" ثم رد عليه بوجع-:
614
شعر "مراد" بالراحة فـ قال له-:
615
_إن شاء للا هتقوم لنا بالسالمة وهتقول لها كل دا
_عمك كويس
616
_البقية في حياتك
_أنا السبب
617
اتجه نحوها ثم أمسك يدها وقال باقتضاب-:
618
*****
619
ُ
حيث وبعد ً
حزن على فراق أهل "مليكة" صغير
موت أبيها ماتت أمها ،لوال سفر "أكرم" لكانت
انتظرت عدة أشهر فـ حزن زوجة أخيها مازال
ُ
حيث أن زوجته بقلبها ،لم يأتي غير "إياس"
اعتذرت وهي تقبلت العذر
ب ثم قال بعشق-:
أمسك "أكرم" يدها بح ٍ
620
رفعت سبابتها بغضب ثم همست له بحد وقالت-:
621
أمسك يدها وركض بها حتى يصعد لغرفتهم قائالً
للجميع-:
622
ثم غمزت لـ "أدهم" وسألته بخبث-:
لم ينتبه لها قط ،فقط ينظر لعين حبيبته بشدة ،ولم
يخرج أي كلمة من فمه ،هي أيضا ً
623
أخيراً يا روح الفؤاد أصبحتي بين يدي....يا وردتي
الجميلة ويا رائحة الفل التي تجمل حياتي...مرحبا ً
بك يا سيدتي في حياتي المتواضعة
ِ
624
أحمرت وجنتيها من الغضب ،أغمضت عينها بشدة
بينما هو فـ قال بعد أن أمسك يدها-:
625
شعر به "إياس" كان يريد أن يتركه وال يقوم وراء
ولكن لم يعتاد على تجاهل الصرخات الحزينة التي
تخرج من قلب أخيه..
626
حضنه بشدة ثم قال ببكاء-:
627
_أنا وللا فرحان ليها بس كان نفسي تسامحني
وتحاول تقبلني تاني بس هي رفضت مكنتش عاوز
أحضر بس لوال فرح "حور" أنا كان نفسي أعملها
زيه عشان تفتكري حاجة حلوة أنا بقيت وحيد يا
"إياس"...
628
ليها ،بقيت وحيد عشان لما ربنا عوضك بمراتك
أهملتها
629
_مسامحك بغض النظر عن أخطائك
*****
630
قسوته توجع قلبها ،دخل المنزل وجدها جالسة
شاردة فـ سألها بهدوء-:
_مالك...؟
631
هز رأسه برفض ثم رد عليها بهدوء-:
632
تأفف بشدة ثم رد عليها بغضب-:
633
ابتسم لها باستفزاز ثم رد على حديثها ببرود-:
صرخت به بشدة-:
634
_أنا مش هعيش مع حد مش طايقني أختك اتجوزت
من تالت شهور وماشاء للا حامل و "خلود"
اتجوزت وسافرت مع جوزها وكلها شهر وتفرحنا
بحملها حتى "إياد" صالحته وكلمته
635
ببكاء شديد قالت-:
636
_أنا عارفة إني كنت غلطانة بس افتكر إني كنت
ضحية ألخوك
637
بتطلعي معاه الشقة اللي يا عيني ضحك عليكي
وأوهمك إنها شقة الزوجية
_طب طلقني!!...
638
_يا هانم ما فيش راجل وست لوحدهم إال والشيطان
ثالثهم ...أنا كلمت أخويا مش عشان هو أخويا ال
عشان أوري لك إن مجتمعنا هيعاقب الست ومش
هيقول ضحية راجل بالعكس هو ماحدش هيتكلم
عليه
639
_أنا عارفة إني غلطانة بس أنا حبيتك من قلبي
موت أهلي كان عقاب ليا وعايشة بتأنيب الضمير
بقالي خمس شهور متجوزاك وبرغم وقوفك جنبي
في كل اللي بحتاجه إال إن جفافك ليا وجعني
640
_خالص روحي البسي وأما نرجع من عند ماما
نتكلم
كالمجنونة تكلمت-:
_إنت مش هطلقني!!...
641
_يبقى هموت نفسي يا "إياس" عشان مظلمكش
معايا
642
تشعر بأن روحها تخرج من مكانها ،هي ال
تستطيع أن ترأ د ًما ،تأكد أن الجرح سطحي وإنه
لحقها ليصرخ بها بانفعال-:
643
حضنها بشدة ،لقد تخلى عن قسوته ،اختار حبه،
قلبه يحمل الكثير وال يستطيع أن يحمل أبداً حزن
على فراق زوجته ،عاقبها بما في الكفاية ،يجب
أن يحميها كما وعد أبيها وكم وعد نفسه ،حضنها
بشدة ثم قال بحب-:
644
نظرت له بعدم تصديق قائل ٍة له-:
_بجد؟
645
كيف لي أن أكثر في قسوتي لك وأنا أشعر بأن
دموعك تقتلني ...نعم كنت أقسى على نفسي ،أحبك
يا روح الفؤاد ،ويا عشقي األبدي ،يكفي أحزان
فأنا دائما ً سـ أغيثك بحبي بل بعشقي ،قلبي هو من
شفع لكي ألنك يا "مليكتي" تمتلكيه بشدة....
646