You are on page 1of 1743

1

‫رواية ‪:‬‬

‫* أشواك ورد *‬
‫ج‪ 1‬من سلسلة ‪:‬‬

‫األزهار والزمن‬

‫الكاتبة ‪:‬‬

‫منى لطيفي نرصالدين‬


‫‪2‬‬
‫التدقيق اللغوي واالمالئي ‪:‬‬

‫منى لطيفي نرصالدين ‪ +‬ضحى محاد‬

‫الغالف اخلارجي ‪:‬‬

‫رشيدة صادق‬

‫التصميم الداخيل ‪:‬‬

‫ديدي بريتي‬

‫التعبئة والكتاب والرابط االلكرتوين ‪:‬‬

‫ضحى محاد‬

‫‪3‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫* املقدمة *‬

‫صباح مجيل ينذر بنهار مشمش معتدل‪ ،‬هذا ما فكرت به ورد‬

‫إبان خروجها من بيتهاا إ أشاغا ا امللتلفاة وحتاى بعاد أن‬

‫وصلت إ وجهتها األو وجدت األمور مقلوبة و هذا ماا‬

‫تعد حتتمله ورد مؤخرا وها هي اآلن واقفة أمام نافادة مطلاة‬

‫عىل حديقة غناء هبا أشجار الزيتون و الربتقاال تزينهاا هناا و‬

‫هناك و األطفال يغمروهنا لعبا و رصاخا برباءة‪ ،‬فتفكر ورد يف‬

‫نفسها‪ ،‬ملاذا اإلنساان يكارب فينساى هاذرب الارباءةال ب ال تبقاى‬

‫القلوب نقية عىل فطرهتاال‬

‫‪4‬‬
‫‪¤‬السالم عليك آنسة ورد‪.‬‬

‫صوت امرأة جاد أخرجها من أفكارها‪ ،‬فالتفتت ورد إليها‪.‬‬

‫اماارأة باارواخر ال ال ااو ‪ ،‬متوسااطة الطااول نحيفااة بمالبا‬

‫حمتشمة‪ ،‬شعر بني جمماو بحازم عاىل شاكل عكاة ووجاه‬

‫تقاسيمه قاسية مهام حاولت إخفاءرب يظل يفضح حقيقته‪....‬آرب‬

‫لو فقط يكون داخلك لارجك! لكن لألسف‪...‬‬

‫‪¤‬هذا تسيب يا أسامء‪ ،‬لام غبت قليال تلعبون وراء ظهاري و‬

‫تنسون أن من تلعبون هبم برش ‪..‬يا اهلل! يف أتعامل معكمال‬

‫أعد أعلم‪ ،‬لقد حرص ت منذ سنو عىل أن يكون أغلب أفاراد‬

‫الطاقم من أبناء الدار ليشء واحد فقط‪ ..‬أنه لن يشاعر هبام و‬

‫‪5‬‬
‫بمعاناهتم سوى من عاش حياهتم و ها أنا اآلن مان تساموهنا‬

‫ابنة مرفهة أقيض الليايل أفكر هبم و يشاهد اهلل أين أخارج عان‬

‫عادايت و طوري فقط من أجلهم و أنتمال‪ .....‬آرب لقاد تعبات‪،‬‬

‫تعبت فعال ‪.‬‬

‫أجابتها أسامء وداخلها يرجه الرعب‪ ،‬ختشاى علام ورد بكال‬

‫يشء ‪ ،‬ال‪ ...‬ال يف ستعلمال يتساءل لسان حا ا نفسها قبال‬

‫أن جتيب بمهادنة ‪:‬‬

‫‪¤‬اهدئي آنسة ورد‪ ،‬ب ل هذاال ل األمور بلري !‬

‫‪ ¤‬بلري ال هل تعتقدين فعال برن هناك شيئا حيدث يف هذرب الدار‬

‫أن‬ ‫ال أعلم عنهال حري بك يا أسامء‪ ،‬أنت من بو ال الناا‬

‫‪6‬‬
‫تعلمي برن هذا مستحيل وإال ما وقع اختيار أعضاء اجلمعياة‬

‫عيل ألترأسها بعد أن أ بت جداريت بالتسيري ‪.‬‬

‫ارتعدت أسامء ولقد أدر ت يقينا برن ل يشء انكشف‪ ،‬ترى‬

‫هذرب الفت اة التي اقتحمت أعامل اخلري سواء باجلمعية الرئيساية‬

‫أو مجعيات أخرى منذ أن انت يف اخلامسة عرش فقط‪ ..‬ربت‬

‫وسط األيتام و الفقراء‪ ،‬عارشهتم وساعدت بكل ما أوتيت به‬

‫من عالقات ‪ ،‬تستغل من وضعها االجتامعي لكي جتماع ام‬

‫أمواال رية و انت حترص دائام عىل وصول هذرب األموال إ‬

‫حيت تنتمي و هم باملقابل يمدوهنا بالقوة‪ ،‬فمن أين اا بكال‬

‫هذرب الشجاعة و العزيمة التي ال تنضب وبعد مرور السنوات‬

‫أصبحت رئيسة أ رب مجعية خريية باملدينة وأشاك بارن يكاون‬

‫‪7‬‬
‫هذا اليشء الوحيد الذي وصلت إليه ألنه و ببسااطة ال حتاب‬

‫أن تعرف أعام ا و حترص دائام عىل العمل يف اخلفاء‪.‬‬

‫من يرى هذرب الفتاة األنيقة الكاملة األنو ة ال يفكر أبادا برهناا‬

‫تساعد بنظافة الدار و الطبخ أحيانا و حتى يف تنظيف الرضاع‬

‫تكاون ساعيدة و‬ ‫األيتام وال تشتكي أو تشامئز بال باالعك‬

‫ضحكتها للنواجذ ‪ ،‬إهنا حقا تستمد القوة منهم ‪.‬‬

‫‪¤‬أنا آسفة أسامء ولكنني أفكر جديا بتبديل الطاقم و خصوصا‬

‫من أشك هبم‪.‬‬

‫ان هذا اخلرب الصاعق الذي أخرج أسامء من أفكارها‬

‫‪¤‬ال آنسة ورد أرجوك! ملاذاال ماذا حصل لكل هذاال‬

‫‪8‬‬
‫‪¤‬هل الزلت تنكرين أسامءال أم أنك فعال ال تعلموالالناه إذا‬

‫ان هذا األخري فيجب فعال أن تستبديل‪.‬‬

‫تبدل وجهها من الصدمة إ اخلوف و الرعب مما ستلقيه عليها‬

‫ورد و يترخر األمر حيث قالت األخرية ‪:‬‬

‫فقاط مان املاواد الغذائياة‬ ‫‪¤‬منذ متى و املؤونة ترسقال و لي‬

‫وأيضااا املالباا ‪ ،‬األدوات املدرسااية! يااااهلل! حتااى ورق‬

‫املرحاض يسلم! هل هذرب األمانة التي ائتمنتكم عليهااال ماا‬

‫الذي حيدث أسامءال إن ختربيني سارعو جلناة حتقياق‪ ،‬لكان‬

‫حينها املذنب سيسلم للرشاطة و لان أتاوانى أبادا بتساليمه‪،‬‬

‫صدقيني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪¤‬آنسة ورد‪ ،‬أؤ د لك برنني ال أعلم عن ماذا تتكلماو‪ ،‬لقاد‬

‫فجاءتني وال أعلم ماذا أقول لك‪.‬‬

‫جتلت تعابري األسف عاىل مال ماح ورد بيانام ختربهاا بعباو‬

‫واجم‪:‬‬

‫‪ ¤‬نت امتنى فعال إصالح األمر بيننا‪ ،‬لكن لألسف لقد فاض‬

‫يب الكيل و هذرب أمانة سرحاسب عليها‪ ،‬لذا ستواجهون فرياق‬

‫حتقيق وليكن ما يكن!‬

‫مااا ياادور داخلهااا ماان‬ ‫وغااادرت ورد املكتااب عااىل عك ا‬

‫عواصف بكل برود ام اعتادت أن تتصف به أمام النا ‪ ،‬أما‬

‫‪10‬‬
‫أسامء فبمجرد خلو املكتب‪ ،‬امتدت يادها إ ا ااتف تطلاب‬

‫رقام انتظرت هنيهة م قالت‪:‬‬

‫‪¤‬سمري ب‬
‫تعال إ املكتب حاال‪ ،‬لقد شف املستور ‪.‬‬

‫***‬

‫املكان قسام الرشاطة الرئيلا للمديناة الاذي فماع أفضال‬

‫العنارص األمنية من خمتلف الرتب‪ ،‬يعملون للية واحدة‪.‬‬

‫‪¤‬صباح اخلري سيدي ‪...‬صباح اخلري سيدي!‬

‫حتيات الصباح مع حتيات عسكرية انطلقت من خمتلف األفوارب‬

‫احرتاما للضابط بم رتبة ممتاز ليث اجلندي الذي دخل القسام‬

‫منذ حلظات‪ ،‬يعد مع صديقه وزميله هشام من أفضال وأ فار‬

‫‪11‬‬
‫العنارص‪ ،‬يعتمد عليهام يف الرشطة القضاائية وضابط اجلارائم‬

‫والتحقق منها‪.‬‬

‫‪¤‬صباح اخلري ضابط ليث‪ ،‬قهوة الصباح املعتادةال‬

‫األمن صالح ما إن ملح ليث يتجاوزرب نحو مكتبه‬ ‫هتف حار‬

‫مع الضابط برتبة ممتاز هشام‪.‬‬

‫‪¤‬أجل صالح و برسعة فرأيس يؤملني واجلب يل مسكنا أيضا‪.‬‬

‫‪¤‬حاال سيدي!‬

‫دخل ليث مكتبه و ل مهوم الدنيا تتكالب عىل رأساه فوجاد‬

‫صديقه قد سبقه ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪¤‬من بحظك يا رجل! فقد متلصت من املهمة و دللت نفساك‬

‫ذلك هشام باشاال‬ ‫مستغال ل دقيقة بالنوم‪ ،‬ألي‬

‫‪ ¤‬ل دقيقة‪.‬‬

‫أجابه صديقه ضاحكا و يلقى صدى لضاحكته مناه و هاو‬

‫يعلم السبب ‪ ،‬فعرب عنه بسؤاله الضائق بينام يرتك طاولة مكتبه‬

‫لينحني بكفيه عىل سطح خاصة زميله‪:‬‬

‫‪ ¤‬تصلوا ليشء جمددا وجمهودك باملراقبة لليلاة املاة ذهاب‬

‫سدى‪ ،‬ياهلل إ متىال‬

‫‪¤‬لن أستسلم هشام و سو ف يقع ائنا مان اان وراء دخاول‬

‫امللدرات إ البلد مؤخرا‪ ،‬سوف يقع متاما ام وقع سابقيه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أ د له ليث مصمام‪ ،‬فهز هشام رأسه بتفهم فيبه‪.‬‬

‫‪¤‬أعلم ليث‪ ،‬ما يزعجني حقا أن املدة طالت و نتوصل ملتهم‬

‫واحد أ يد‪.‬‬

‫أجابه ليث و قد فتك األ برأسه متحامال عىل نفسه العاادة‪،‬‬

‫فيلوح بكفه ساخطا‪.‬‬

‫‪¤‬و إن يكن‪ ،‬ال هيمناي! هاديف نصاب عيناي و سرصال إلياه‬

‫ومعنااى أننااا ناادرك هويتااه حلااد اآلن فهاااذا يعنااي انااتامءرب‬

‫للشلصيات الرفيعة املستوى ‪ ....‬ومع ذلك م مان الوقات‬

‫ستسرترب عباءة الرباءةال البد سيللعها أو تسقط عنه يوما ما‪.‬‬

‫هز هشام رأسه م طلب منه بمودة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪¤‬ليث أنت مرهق‪ ،‬اذهب لشقتك ونم قليال واستعد للمسااء‬

‫من أجل احلفل‪.‬‬

‫رفع ليث أنظاررب إليه يتصنع الصدمة بوجهه‪.‬‬

‫‪¤‬حفلال أي حفلال أنا ال أذهب إ حفالت‪.‬‬

‫ضحك هشام بينام يعود ا مكتبه‪ ،‬مشريا بسبابته يامزحه‪.‬‬

‫مان هاذرب‬ ‫‪ ¤‬ال‪ ..‬ال‪ ...‬ضابط ليث اجلندي أنت لان تاتمل‬

‫احلفلة وال حتى يف أحالمك‪ ،‬العميد بنفسه أ د عىل حضورك‬

‫و سينتظرك م هو حفل خاريي يعناي أناك ساتترب لأليتاام‬

‫وهكذا حيفظك اهلل يف العمليات االنتحارية التي تغاامر دائاام‬

‫بنفسك هبا حتت عنوان رشف املهنة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تنهد ليث مرخيا ظهررب عىل مسند مقعدرب قائال بامتعاض‪.‬‬

‫‪¤‬أرجوك هشاام‪ ،‬ال أحتااج حلفال مايلء بمتبجحاو وحمباي‬

‫املظاهر لكي أترب أمامهم و رنني أستعرض رمي و أخالقي‬

‫الكريمة‪.‬‬

‫‪¤‬إن يكن من أجل ذلك يا صديقي فمان أجال اجلمايالت‬

‫الاليت سيحرضن‪.‬‬

‫اسرتسل هشام بمزاح يتالعب بحاجبيه‪ ،‬فرد ليث و قد بدأت‬

‫مالمح االشمئزاز ختالط األ بو قسامت وجهه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪¤‬تعني النوعية الفا رغة‪ ،‬ال مههاا املاال و املظااهر ال مكاان‬

‫ذلكال م تعال هنا أهيا املناافق‪،‬‬ ‫لألخالق يف حياهتن‪ ،‬ألي‬

‫حت ني عىل اخلري م مالحقة الفتيات‪ ،‬أال ختجل من نفسكال‬

‫ندم هشام عىل ما تفورب به حاملاا قارأ األ يعارب صافحة وجاه‬

‫صديقه‪ ،‬مدر ا للجرح املترصل عميقا برحشائه فاهد ليلفي‬

‫وجعه باملزاح‪ ،‬فهم بالرد عليه لكن دقات عىل البااب أنقذتاه‬

‫األمن حيمل صينية عليهاا فنجاان‬ ‫من املوقف بدخول حار‬

‫ماء وضعه عىل املكتب‪.‬‬ ‫قهوة مع مسكن و ر‬

‫شكررب ليث ا م و خارجاا وقبال أن يتحادث هشاام سابقه‬

‫صديقه بقوله اجلاد‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪¤‬هشام رأيس يؤملني سرقبل عرضك شا را و أذهب للناوم و‬

‫إذا استجد يشء‪ ،‬أي يشء يف القضية أبلغني حااال لان أغلاق‬

‫ا اتف‪.‬‬

‫ان قد ارتشف القهوة بعجالة وأعقباه باملساكن بيانام زميلاه‬

‫يبادررب بالسؤال عن احلفل‪.‬‬

‫‪¤‬واااالح‪..‬‬

‫فقاطعه ليث باجلواب قبل أن يكمل‪.‬‬

‫من أجال الفتياات‪ ،‬لكان مان‬ ‫‪¤‬مر عيل لنذهب سويا و لي‬

‫أجل العميد فرنا أ ن له احرتاما بريا ‪...‬سالم‪.‬‬

‫‪¤‬سالم يا صديقي‪ ،‬أراك الليلة إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫**الفصل االول **‬

‫*دار األيتام*‬

‫خرجت ورد من املكتب قاصدة املكان الوحيد الاذي تشاعر‬

‫اجلميلة‪ ،‬الرباءة‪ ،‬احلب واحلنان‪ ،‬إنه قسم‬ ‫فيه بكل األحاسي‬

‫الرضع‪ ،‬فال أحب إليها وال أفضل من ضحكة رضيع بريئاة و‬

‫ال حن ان أفضل من حنان ملسته الناعمة‪.‬‬

‫‪¤‬السالم عليكم‪.‬‬

‫انت هذرب حتية ورد عىل العاملتو اللتان هتتامن بالرضاع و يف‬

‫هذا الوقت يقمن بتحميمهم وورد ال أحب إليها مان ذلاك‪،‬‬

‫لذا تفضل قصد الدار يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫احدى العاملتو تعترب من األصادقاء املللصاو لاورد‪ ،‬مان‬

‫الرسيو طبعا و م اال تعلمه أسامء أن هذرب العاملة عو من أعو‬

‫رية جندهتا ورد من أجل السهر و املحافظة عىل األيتام‪.‬‬

‫‪¤‬اهال آنسة ورد دائام يف وقتك ‪.....‬تعايل وامحيل هذرب الصغرية‬

‫فهي من تتعبنا وطبعا لن تستكو إال بو يديك‪ ،‬لو أعلم الرس‬


‫ِ‬
‫لوفرت علينا ساعات بكاء رية بالليل‪.‬‬

‫أجا بت ورد وهي حتمل الطفلة و رهنا قطعة من زجاج رقياق‬

‫ختشى عليه من أدنى حر اة‪ ،‬تاداعبها بمالحمهاا قبال ملسااهتا‬

‫وصوهتا احلنون‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ¤‬ال رس فاطمة‪ ،‬فقط السعادة‪ ،‬هي تشعر برهنا تسعدين لاذلك‬

‫متنح يل املجال ألسعد معها‪ ،‬هذا ل يشء‪.‬‬

‫محلن األطفال إ احلجرة اخلاصة باالستحامم و بدأن بالعملية‬

‫ام ل مرة‪.‬‬

‫ِ‬
‫فعلت مع تلك احلية املسامة أسامء‪.‬‬ ‫‪¤‬ما األخبارال ماذا‬

‫رمقتها ورد بعتاب دون أن تتغري مالمح احلناان عاىل وجههاا‬

‫والتي عادة ما تتصف هبا مع املحتاجو و األضعف منها‪.‬‬

‫‪ ¤‬عيب عليك يا فاطمة‪ ،‬أ أنبهك مان قبال! ال أحاب تلاك‬

‫األلقاب وإن استحقوها‪ ،‬لن ندنو من مساتواهم و طبعاا لان‬

‫أسمح م برخذ حسنايت أو حتمل ذنوهبم ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ردت عليها فاطمة‪ ،‬ال تكل تتفاجر من ترصافات هاذرب الفتااة‬

‫ومن أخالقها‪ ،‬تفكر برهنا هكذا مناد أن تعرفات إليهاا وهاي‬

‫نفسها نزيلة هذرب الدار و انت أصغر من ورد ب الث سنوات‪.‬‬

‫تتذ ر يف تغريت أحوال الدار منذ أن أضحت من الفاعلو‬

‫فيها و تتجاوز بعد سن املراهقة وعندما حاولت ورد التقرب‬

‫منها القتهاا باالرفل لظنهاا مت ال الفتياات ال رياات الااليت‬

‫يتبجحن و يتفضلن عليهن و رسعان ما يملن وال يعدن ولكن‬

‫ورد أ بتت برهنا نذرت حياهتا لللري حتى أن الك اري ال يعلام‬

‫ماذا تفعل و ملاذاال فهي تبقى دائام غامضة وال تسلم دواخلها‬

‫حتى ألقرب األقربو إليها ولكنها خملصة و لمتها واحدة ال‬

‫ترد‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ¤‬يا ورد إال هي‪ ،‬إهنا ال ختاف اهلل أبدا‪ ،‬ال أعلم من أين أتات‬

‫بكل تلك القسوة‪.‬‬

‫أجابتها ورد وقد أهنت حتميم الرضيعة تلبسها ياهبا‪.‬‬

‫إ قسااة‬ ‫‪¤‬تقلبات احلياة يا فاطمة‪ ،‬جتعل من هم أحن النا‬

‫إال من رحام ريب ‪ .....‬تعارتف ياا فاطماة‪ ،‬نات أمتناى أن‬

‫تعرتف و نقوم بتسوية ل يشء داخل الدار و لكنها تفعل و‬

‫اآلن أنا مضطرة ألن أد للجنة التحقيق التدخل ‪.‬‬

‫‪¤‬لقد قمت بام يمليه عليك ضمريك يا ورد‪ ،‬لو اان شال‬

‫غريك‪ ،‬صدقيني ان سيطردهم رش طردرب ومن غري حتقيق و ال‬

‫تنل أهنا ليست لوحدها ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ل يشء وبعاد ذلاك سارحرص عاىل‬ ‫‪¤‬جلنة التحقيق ستتو‬

‫تعيو طاق م أ ق برفرادرب جيدا و لن أعيد خطئي و اعتماد عاىل‬

‫التحليالت املنطقية ‪.‬‬

‫أمتت ورد و فاطمة مهمة االستحامم‪ ،‬قبلت الرضاع و فاطماة‬

‫م مرت عىل سائر األقسام األخرى لتغادر إ وجهتها التالية‬

‫وأشغا ا التي ال تنتهي‪.‬‬

‫وصلت ورد بسيارهتا الصغرية اخلرضاء‪ ،‬فهي حتب ال يشء‬

‫أخرض ووقفت أمام بوابة حديدية برية مزينة بورود تعلوهاا‬

‫يافطة برية جدا مكتوب عليها "مدرسة نور العلم"‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ليفااتح البوابااة مااا إن رآهااا تتهلاال أساااريررب‬ ‫أرس احلااار‬

‫ريين إما ا فضل علياه أو‬ ‫ال ستقبا ا‪ ،‬فهو من ضمن أنا‬

‫أنقذت حياته أو حياة أحد هيمه‪.‬‬

‫‪¤‬صباح اخلري آنسه ورد يف حالك ابنتيال‬

‫أجابته ورد ضاحك ة و رهنا تكن ائرة غاضبة منذ الصباح‪،‬‬

‫هذرب أيضا من صفاهتا‪ ،‬من يعارشهاا يعتقاد برهناا قادت مان‬

‫هناك ما يؤ ر هبا أبدا‪ ،‬تعامل ل واحد ام فب‬ ‫صوان‪ ،‬فلي‬

‫أن يعامل ‪.‬‬

‫‪¤‬صباح اخلري عم سعيد يف حالكال و ياف هان بناتاك و‬

‫اخلالة أنوار لقد اشتقت إليهن‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫تر ر العم سعيد ريا ألن هذرب الفتاة الغالية عىل قلباه بناتاه‪،‬‬

‫تذ ررب من ضمن أشغا ا الك رية و تذ ر عائلته التي جعلها اهلل‬

‫سببا يف فافهم و سرتهم ‪.‬‬

‫‪¤‬هن أيضا مشتقات ِ‬


‫لك وأنوار تدعوا لك ل صالة بااحلف‬

‫والسرت بنيتي‪.‬‬

‫ِ‬
‫ساتت لزياارهتن‬ ‫‪¤‬أشكرها بالنيابة عني وأخرب الفتيات برنني‬

‫قريبا إن شاء اهلل ‪...‬ففاتن ما شاء اهلل ستدخل اجلامعة و فاب‬

‫و أيضاا فاب أن تبادأ بترساي‬ ‫أن نتحدث عن التلصا‬

‫حياهتا املستقبلية و سر ون أ ر من سعيدة بتوجيهها ‪.‬‬

‫‪¤‬جزاك اهلل خريا يا بنتي‪ ،‬سربلغها وستسعد ريا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ا والصالح لبناتاه وقاوة‬ ‫ودعها بينام يدعو بالتيسري واحلف‬

‫متا ل خاصة ورد‪.‬‬

‫قصدت ورد مكتب املديرة‪ ،‬دقت الباب تنتظر اإلذن بالدخول‬

‫الذي يترخر لتطر أرضية املساحة الواسعة نسبيا‪ ،‬حتتوي عىل‬

‫طاولة اجتامعات برية بمقاعاد جلدياة بيضااء لاون دهاان‬

‫جدران القاعة ويف الزاوية طاولة مكتب أنيقاة اام صااحبتها‬

‫املرأة اخلمسينية ببدلتها النسائية األنيقة الرمادية و حجاب من‬

‫اللون‪ ،‬مالحمها وقورة كل يشء فيها يسعد ورد‪.‬‬ ‫نف‬

‫أخرجتها السايدة ' نازة' مان أفكارهاا بابتساامتها و لامهتاا‬

‫احلنونة‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪¤‬مرحبا باحلارضة الغائبة ‪....‬هل تعلمو برنني أفكر يف زيادة‬

‫حصصك األسبوعية ألراك أ رال‬

‫‪¤‬تعلمو سيدة نزة برنني لاو ملكات املزياد مان الوقات ملاا‬

‫بللت به عليك ولكن ماذا أفعلال اليوم حيتوي فقط عىل أربع‬

‫وعرشون ساعة وصدقيني ال أنام هبا سوى ست ساعات عىل‬

‫أ ر تقدير ‪.‬‬

‫‪¤‬أعلم صغرييت أعلم‪ ،‬لذا أفعل ما بوسعي لكي يرتاح بالاك‬

‫من جهة املدرسة عىل األقل‪.‬‬

‫فتهاز‬ ‫انت قد قامت إليها تضمها ام أشاارت اا لاتجل‬

‫األخرى رأسها رافضة بدما ة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪¤‬أحب التحدث معك ملادة أطاول ولكان لألساف احلصاة‬

‫ستبدأ وفب عيل اللحاق هبا وبعدها سرغادر رسيعاا‪ ،‬فااليوم‬

‫ياوم امال فقاط‬ ‫لدي ظرف طاار‪ .....‬أعادك بتلصاي‬

‫للمدرسة خالل األسبو القادم إن شاء اهلل‪.‬‬

‫فعقبت السيدة نزة بمرح‪.‬‬

‫‪¤‬ومتى ال يكون لديك ظرف طار‪ .‬حبيبتايال حياتاك لهاا‬

‫ظرف طار‪ !.‬اذهباي صاغرييت‪ ،‬يف أماان اهلل و اهتماي قلايال‬

‫بنفسك فلبدنك عليك حقا‪ ،‬ال تنل‪.‬‬

‫رمقتها بامتنان ترد‪.‬‬

‫‪ ¤‬شكرا سيدة نزة أراك قريبا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مهنتها وهوايتهاا املفضالة‪،‬‬ ‫لتامر‬ ‫توجهت إ قاعة الدر‬

‫اللغة العربية فهي جمازة بااألدب العاريب و ام حتاب‬ ‫تدر‬

‫اللغة العربية! عندما تنادم ماع اإللقااء بالفصاحى تتليال‬

‫نفسها حملقة بو القرون القديمة حيث انت فيها اللغة العربية‬

‫الفصحى‪ ،‬لغة العارب و رهناا هتارب مان الزماان واملكاان‬

‫بعرصها احلايل‪..‬‬

‫اهنت احلصة وغادرت مضطرة إللغاء بقياة اشاغا ا وقاررت‬

‫الرجو لبيتها لتستعد للظرف الطار‪. .‬‬

‫****‬

‫‪30‬‬
‫منزل مجيل حتيط به حديقة مليئة بمروج خرضاء‪ ،‬تشامخ باو‬

‫م يالهتا بشكل مجيل حلي راق ونظيف‪ ،‬يربز مساتوى ساا نيه‬

‫املادي‪.‬‬

‫‪¤‬السالم عليكم امي يف حالكال‬

‫حتية ألقتها ورد عىل امرأة برواسط اخلمسينات‪ ،‬تكسوها عباءة‬

‫اللون حول وجه‬ ‫بيضاء م ل قلبها الطيب و حجاب من نف‬

‫بيضوي بشوش يشعر اإلنسان بالراحة النفسية ملجارد النظار‬

‫إليها‪.‬‬

‫هذرب املرأة ال تعلم ورد ا من أم سواها‪ ،‬حتبها حبا مجا وحتماد‬

‫اهلل أن من عليها هبذرب العائلة املكوناة مان أم حناون‪ ،‬السايدة‬

‫‪31‬‬
‫عائشة وأخت‪ ،‬سهى تصغرها برربع سانوات و قاد تزوجات‬

‫فقط من أشهر و أخ بم ل عمرها بل توأمها حممود و هو اآلن‬

‫قلام يريت فقد استرجر شقة صغرية‪ ،‬قريبة من املستشفى حياث‬

‫يعمل‪ ،‬فيسهل عليه متابعة دراسته وعملاه عاىل حاد ساواء‪،‬‬

‫لذلك أمها تسكن معها يف منز ا الذي تر ه ا والدها‪ ،‬ذلاك‬

‫الرجل احلنون الذي رباها وحباها بعاطفة جياشة‪ ،‬فلقد عمل‬

‫ل حياته بجهد بري و مجع من املاال احلاالل الاوفري اشارتى‬

‫لكل واحد من أبنائه منزل و تبه باسامه وتارك بيات العائلاة‬

‫لزوجته‪ ،‬باإلضافة إ أموال قسموها بام يريض اهلل بينهم لكن‬

‫ونظرا ألن بيت العائلة عبارة عن شقة رغم وهنا واساعة ويف‬

‫بناية راقية لكن تظل مشرت ة ماع ضاجي اجلاريان و انعادام‬

‫‪32‬‬
‫اخلصوصية‪ ،‬لذلك عرضات عاىل أمهاا االنتقاال إ املنازل‬

‫خاصتها ليانعام با ادوء و اخلصوصاية و لقاد وافقتهاا هاذرب‬

‫األخرية خصوصا بعد زواج ابنتها سهى وطبعا عمل و دراسة‬

‫حممود سبب غيابه املستمر‪.‬‬

‫‪¤‬وعليكم السالم يا بنتي‪ ،‬عدت با را‪ ،‬هل قررت الذهابال‬

‫والدهتا وجاورهتا جالسة عىل إحدى أرائاك‬ ‫قبلت ورد رأ‬

‫غرفة اجللو ‪.‬‬

‫‪¤‬نعم أمي‪ ،‬أنت تعلمو برنني يف ل مرة أفكر برتدد ويكاون‬

‫القرار إفابيا ما إن أقابل األطفال‪ ،‬تترج عزيمتي و أرص عىل‬

‫الذهاب والعمل بكل جهد‪ ...‬أحتمل زيف تلك الطبقة التاي‬

‫‪33‬‬
‫أنتمي إليها‪ ،‬فقط ألمجع ما أستطيعه من األماوال أنقاذها مان‬

‫التبذير بالتفاهات من جموهرات و ألبساة غالياة وديكاورات‬

‫يتبجح أصحاهبا برصالتها‪ ..‬يا إ ي أمي! لقد اشرتت واحادة‬

‫منهن لوحة المرأة ال أعلم حتى من أي قرن هي عليهاا ياباا‬

‫بالية‪ ،‬بربع مليون دوالر‪ ،‬تصوري ماذا سنفعل هبذا املبلغ لاو‬

‫حتصلت عليهال م من أف وارب سيسد جوعها! و ام مان فتااة‬

‫ستنقذ من تعب املارضال‬ ‫ست نقذ من مصائبال و م من نف‬

‫بدل لوحة تافهة ست علق عىل حائط‪...‬آرب نعم! ستفتلر هبا أمام‬

‫صديقاهتا و رهنا حققت نرصا ساحقا‪.‬‬

‫أجابتها والدهتا بينام تدعو رسا البنتها بالسرت‪ ،‬فهي تعلام ام‬

‫من عداوة تكتسب بسبب مبادئها التي ال تناسب هذا الوسط‬

‫‪34‬‬
‫الذي يعيشون به إال من رحم اهلل‪ ،‬تعلم برهنا حمقة لكن ما باليد‬

‫حيلة‪،‬لذا ترت ها تعمل يفام تريد و تلجمها عند الرضورة ‪.‬‬

‫‪¤‬هيااا ابنتااي اذهبااي و اسااتعدي‪ ،‬وحاااويل أن ال تظهااري‬

‫امتعاضك منهم و ا سبي صاداقات أوال لكاي يعجباوا باك‬

‫ويرون بك قدوة م و انيا ليعطوك أماواال ارية لصاغارك‪،‬‬

‫هيا! فلم يبقى وقت ري‪.‬‬

‫هنضت ورد ترد عليها‪ ،‬و هي تعلم جيدا مغزى المها‪:‬‬

‫‪¤‬حارض حبيبتي‪ ،‬حاال! سرستحم و أجهاز نفلا‪ ،‬أرجاوك‬

‫حلياب دافا حماىل‬ ‫أمي‪ ،‬أطلبي من نعيمة أن جتلب يل ار‬

‫بالعسل إ غرفتي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫قامت والدهتا جتيبها بحنو‪.‬‬

‫‪¤‬سرجلبه أنا‪ ،‬ألن نعيمة اليوم بإجازة هي و زوجها‪.‬‬

‫عقبت ورد باستغراب تتلكر عند مدخل الغرفة‪.‬‬

‫‪¤‬إجازةال غريبة‪ ،‬ما املناسبةال و هاذرب الليلاة بالاذاتال فرناا‬

‫سر ون غائبة وال أحبذ أن يكون زيد لوحدرب يف حراسة البيت‪.‬‬

‫ح تها لرتافقها بربتة حانية عىل ظهرها‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫‪¤‬ال مشكلة يا بنتي ‪ ،‬فلقد طلبا مني هذرب اإلجازة ريا ليازورا‬

‫الطبيب و يقوما بالتحاليل فرنت تعلماو ساعيهام لإلنجااب‪،‬‬

‫البوابة حتى‬ ‫دع يهام يفعالن ما يريدانه‪ ،‬فقط نبهي زيد ليحر‬

‫تعودين من احلفل ونحن لنا يف حف اهلل يا بنتي‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪¤‬ونعم باهلل ‪..‬حارض أمي‪ ،‬سارقوم باذلك و سارحاول عادم‬

‫الترخر‪.‬‬

‫قامت السيدة عائشة بغيل احلليب ام صابته بفنجاان لتحلياه‬

‫بالعسل متاما ام حتبه ورد‪ ،‬فهاو ياريح أعصااهبا ام جهازت‬

‫العشاء برطباق لكي توصله ورد لزيد بينام تغادر ‪.‬‬

‫دخلت السيدة عائشة إ غرفاة ورد حاملاة معهاا الفنجاان‪،‬‬

‫نظرت إ ابنتها فا تسى وجهها باحلنان و احلب واإلعجااب‬

‫تترمل وقوفها أمام املرآة بفستاهنا األخرض الشاحب املحتشم‪،‬‬

‫عبيها بر امم واسعة و رهنا من العرص‬ ‫ينسدل عىل جسدها إ‬

‫الع امين و شعرها األسود جممو بترسحية بسيطة خلف رأسها‬

‫تار ة بعل اخلصالت حتيط بوجهها امللايح املالماح بعيناو‬


‫‪37‬‬
‫سوداوين ذات نظرات صارمة‪ ،‬تكاد والدهتا تقسم أهناام مان‬

‫يساعداهنا عىل إبداء اجلماود و الاربودة التاي تربزهاا طاوال‬

‫الوقت‪.‬‬

‫ال تنكر حترساها‪ ،‬فاورد ال تعايش حيااة طبيعياة م ال ساائر‬

‫الفتيات ابنتها األخرى م ال‪ ،‬حتب و تتزوج‪ ،‬بل تارفل أي‬

‫اآلخر وجمرد أن تشاعر بنياة أحادهم للتقارب‬ ‫عالقة باجلن‬

‫منها‪ ،‬تقطع عليه الطريق حتى قبل أن ينوي و رن لدهيا حاسة‬

‫استشعار ذرب األمور وترفل متاما تدخل أي أحد من العائلة‬

‫يف املو ضو وهذا بدأ يشكل ازعاجا باريا اا‪ ،‬ففاي البداياة‬

‫اعتقدت برهنا تريد الرت يز عاىل دراساتها إ جاناب أشاغا ا‬

‫الك رية و لكن اآلن بدأت تشاك بارن هنااك ساببا قوياا وراء‬

‫‪38‬‬
‫طريقتها و لام فكرت يف هذا األمر نغزها قلبها ورجعت هباا‬

‫الذا رة ليشء انت تشك به و تعاررب انتباهاا آناذاك‪...‬ختاف‬

‫حتى التفكري يف األمر ألنه إذا صدق حدسها فويلها من أمانة‬

‫تصنها! عند هذرب الفكرة ارتعدت يداها بشدة حتى سامعت‬

‫ورد طقطقة اخلزف فالتفتت لتتفاجر بشحوب وجاه والادهتا‪،‬‬

‫أرسعت إليها تلتقط الفنجان من يادها بيانام تسار ا بلهفاة‬

‫تستطع إخفائها‪.‬‬

‫‪¤‬أمي ما بكال هل أنت بلريال هل هو الضغطال هال أخاذت‬

‫ضغطك اليوم‪ ،‬له بسبب‬ ‫دوائكال يا إ ي ! لقد نسيت قيا‬

‫احلفل اللعو‪ ،‬ماايل أناا واحلفاالت‪ ،‬اجللا أماي‪ ،‬ارتااحي‬

‫أرجوك حتى أجلب اجلهاز‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫أمسكت والدهتا بيدها جتلسها بجانبها فوق الرسير‪.‬‬

‫‪¤‬تعايل بنيتي‪ ،‬أنا بلري و يرتفع ضاغطي وماا ال تعرفيناه أن‬

‫ضغطي والسكر أيضا‪ ،‬أنا بلاري و‬ ‫حممود ان هنا قام بقيا‬

‫احلمد اهلل‪.‬‬

‫تنهدت ور ترختي مالحمها‪.‬‬

‫‪¤‬احلمد هلل و ملاذا وجهك شاحبال حممود اان هنااال ملااذا‬

‫ينتظر لرؤيتيال‬

‫‪ ¤‬لقد ان ينوي ذلك ولكن جاء رب اساتدعاء مان املستشافى‪،‬‬

‫فلم يستطع املكوث وقال برنه سيتصل بك الحقا‪ ،‬هياا ابنتاي‬

‫ارشيب حليبك لكي ال تترخري‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ذراعيها بلطف‪.‬‬ ‫تتلم‬ ‫رمقتها ورد بتفح‬

‫‪¤‬حقا أمي هل أنت بلاريال أساتطيع إلغااء األمار و املكاوث‬

‫بجانبك‪ ،‬فرنت أهم عندي من ل يشء‪.‬‬

‫حضنتها والدهتا بقوة‪ ،‬تدعو اهلل أن يكون ماا تفكار باه جمارد‬

‫أوهام م تصنعت احلزم مغتصبة ابتسامة هتد‪ .‬هبا روعها‪:‬‬

‫‪¤‬هيا اذهباي! أناا بلاري واحلماد هلل وال أحتااج إ جليساة‪،‬‬

‫سرختيل بريب قليال م ستوي إ الفراش وال تنل برن األيتام‬

‫حيتاجون ل مال ستجمعينه م‪ ،‬اذهبي يف حف اهلل حبيبتي‪.‬‬

‫احلليب م رمت انعكاسها عىل املرآرب بنظارة‬ ‫رشبت ورد ر‬

‫أخرية‪ ،‬تضع ملمع الشفارب الربتقايل اخلفياف‪ ،‬فهاو والكحال‬

‫‪41‬‬
‫اخلفيف الزينة الوحيدة التي تتزين هبا حتى العطر ال تضع منه‬

‫إذا انت تنوي اخلروج‪ ،‬وما يشم منهاا رائحاة النظافاة فهاي‬

‫نظيفااة للغايااة وحتااب االسااتحامم ااريا و تسااتعمل خمتلااف‬

‫الزيوت وأنوا سوائل تنظيف الشعر واجلسد بروائح خالباة‬

‫ترتك بجسمها رائحة عذبة هادئة بلالف العطاور الصاارخة‬

‫التي ما إن خترج هبا املرأة تدار إليها الرؤو ‪...‬‬

‫ودعت والدهتا ولبست معطفها م أخذت صينية العشاء لزيد‬

‫الذي ما إن ملحها هب واقفا بقوله املرتبك ‪:‬‬

‫‪¤‬ممم‪...‬مساء اخلخ‪...‬ير آنسة ورد‪ ،‬هل أنت خارجة اآلنال‬

‫‪42‬‬
‫شعرت ورد بتوتررب و ونه عىل غري حالته الطبيعية‪ ،‬تستشعر به‬

‫خطبا ما‪.‬‬

‫‪¤‬ما بك زيدال هل تريد قول يشء ماال‬

‫متالك زيد نفسه يتادارك األمار بابتساامة مطمئناة يغادرهاا‬

‫االرتباك ليا‪.‬‬

‫‪¤‬ال يشء آنسة ورد‪ ،‬أنا فقط أشعر بالقليل مان الاربد و لكان‬

‫بعد أن ألتهم هذا األ ل اللذيذ سوف أشعر بالدفء‪.‬‬

‫تقتنع ورد وبسبب ترخرها جتد بدا من جتااوز األمار عاىل‬

‫مضل توصيه‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪¤‬أرجوك زيد خذ حذرك فرنت وحيد اليوم باحلراسة و حاول‬

‫عدم النوم حتى أعود‪ ،‬وإذا طرأ أمر مهام ان صغريا اتصل يب‬

‫يف احلال‪ ،‬أعتمد عليك طبعا بعد اهلل‪.‬‬

‫أجاهبا بمالمح طغى عليها األسف بشكل غامل وغريب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال تقلقي آنسة ورد‪ ،‬اطمئني!‬

‫غادرت بقلب فارقه االطمئنان وتو لات عاىل رهباا الاذي ال‬

‫خيفى عليه يشء ‪ ،‬تشيعها نظرات زيد التي ولغرابة الوضاع ال‬

‫تزال آسفة‪.‬‬

‫***‬

‫‪44‬‬
‫**الفصل ال اين**‬

‫يف غرفة نوم تسبح بفوىض عارمة تتسم بطابع ذ وري بحات‬

‫بستائر ساوداء و طاالء اجلادران الرماادي‪ ،‬يتوساطها رسيار‬

‫برشاشف حتمل من األسود والرمادي عىل حاد ساواء‪ ،‬يرقاد‬

‫ملقااة‬ ‫عليه ليث عاريا سوى من رسوال داخيل وبقية املالب‬

‫عىل األرض هنا و هناك‪.‬‬

‫عال رنو املحمول امللقى أيض ا عىل الرساير بجانباه‪ ،‬فحااول‬

‫إطفاء رب بينام مالحمه تتكوم بانزعاج ولكن يف حلظاة استحرضا‬

‫عقله القضية‪ ،‬فرد عىل مضل‪.‬‬

‫‪¤‬ليث اجلندي‪....‬من معيال‬

‫‪45‬‬
‫جاءرب رد هشام الساخر‪.‬‬

‫‪¤‬ترشفنا بك يا سيد ليث يا جندي‪ ،‬ال تزال نائامال يا وييل! أنا‬

‫عىل باب البناياة انتظارك وأنات تتقلاب عاىل رسيارك‪ ،‬متاى‬

‫ستجهز نفسك‪ ،‬لقد ترخر الوقت‪.‬‬

‫انقلب ليث عىل ظهررب فيبه بضيق و يفتح عينيه بعد‪.‬‬

‫‪¤‬شششش! يا اهلل ! مذيا مفتوح بعلو صوته‪ ،‬لقد نت تعباا‬

‫و مريضا‪...‬من دون الم ري‪ ،‬هناك مقهى حتت البناية تعرفه‬

‫جيدا‪ ،‬ارشب شيئا لتهدأ سرجهز يف ربع ساعة و أ ون عندك‪،‬‬

‫سالم ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫من صديقه الصدوق و توجه إ املقهى‬ ‫هز هشام رأسه بير‬

‫ليهد‪ .‬أعصابه التي دائام ما يتلفها ليث بالمباالته‪ ،‬ربع ساعة‬

‫بالتامم وهذا األخري يقف أمامه بكامل أناقته التي تدير رؤو‬

‫النساء و الرجال هبيبته و طلته الوسايمة و الصاارمة يف نفا‬

‫الوقت‪.‬‬

‫هنل هشام وقبل أن يتمكن من قول يشء خطف ليث مفاتيح‬

‫السيارة عىل سطح الطاولة‪ ،‬ألهنام اتفقا سابقا باستقالل سيارة‬

‫هشام و طبعا لن يقودها إال هو فهو قائاد باالفطرة وال حياب‬

‫االنصيا ‪.‬‬

‫****‬

‫‪47‬‬
‫يف قرص مهيب بحديقة واسعة مزينة بشتى أناوا األضاواء و‬

‫برلوان ترس العو‪ ،‬تعرب إليها عرب بوابة باري مزدوجاة عليهاا‬

‫أعمدة حادة الرماح مصطفة و مزينة بب الث من الورد رهنا‬

‫بواباااة مااان القااارون الوساااطى ألحاااد قصاااور امللاااوك‬

‫آنذاك‪"....‬احلب و احلرب" ‪ ...‬فكرت ورد بمرح وهي تعرب‬

‫املمر املزين برحجار من يراهاا حيسابها ناو مان الكريساتال‬

‫حتدها من اجلانبو مروج خرضاء زينت بجلسات هنا وهنااك‬

‫مصنوعة أيضاا مان أعمادة حديدياة يتناا ر عليهاا الاورد و‬

‫األضواء‪ ،‬وصلت الباب الداخيل للقرصا‪ ،‬فحبسات أنفاساها‬

‫تشجيع ذايت‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪¤‬هيااا يااا ورد‪ ،‬هااذرب ليساات أول ماارة تسااتحملو هبااا مااا ال‬

‫أنت! بداية حمبطة‪.‬‬ ‫يعجبك‪ ،‬أنت قوية أنت قوية‪ ،‬اللعنة‪ ،‬لي‬

‫‪¤‬مرحبا حلويت‪ ،‬أ تعلمو م من الوقت انتظرتكال لو تؤ د‬

‫يل أختك جميئك ملا صدقت‪.‬‬

‫اشتد غضب ورد ويف حلظة فكرت برن ترماي ال يشء وراء‬

‫ظهر ها و خترج من ذلك املكان‪ ،‬لكن هيهات لان تكاون ورد‬

‫إن فعلت ذلك وستلرج من هنا بمبلغ بري يشعرها بقيمة ما‬

‫تعتربرب تضحية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫أجابته بوجه ا تسحه الربود املعتاد رافقته باشمئزاز ال ختفياه‬

‫الذي ماع ال هبااء طلتاه ببدلاة‬ ‫خصوصا عن هذا الشل‬

‫سوداء أنيقة تقلل من سامجته يشء‪.‬‬

‫‪¤‬تااامر‪ ..‬أرجااوك ال حتسسااني بااالغرور‪ ،‬وأناات تاارتك اال‬

‫حسناوات احلفل و تالحقني‪.‬‬

‫رد وابتسامة مكر تتعلق بشفتيه‪ ،‬ال يكل من حماوالته السمجة‬

‫لإلطاحة هبا ال لسبب فقط لتدخل الصف الطويال حلريماه و‬

‫ا‬ ‫يشهد له يف وسطه التافه م له بالدونجوان الاذي ال تستع‬

‫عليه امرأة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪¤‬حيق لك حبيبتي أن تغرتي‪ ،‬فرنا ال أرى غريك فاتنة وسر ون‬
‫سعيدا إن ِ‬
‫قبلت رفقتي باحلفل‪.‬‬

‫هم بإمساك يدها‪ ،‬فرتاجعت خطوة إ الوراء توقفاه بإشاارة‬

‫من يدها‪ ،‬تقول برصامة حمذرة‪:‬‬

‫‪¤‬توقف! أقسم إن ملستني فقط بإصبع من أصابعك لرصخت‬

‫و مجعت القرص له بمن فيه حولنا وأنات تعلام بارن القرصا‬

‫ال ليلة حيوي بار اجلهاز األمني للمديناة و ساتكون فضايحة‬

‫املوسم يف حقك سيد تامر ‪ ...‬وأنا لست ولن أ اون حبيبتاك‬

‫فكف عن قو ا ألنك رهتني هبا‪ ،‬أما الرفيقة فرنت لن تعجاز‬

‫عن إفاد بديلة‪ ،‬هناك العديد ممن سيقبلن بكل رسور لن جتدرب‬

‫عندي فارمحني و ال تدعني أملح طيفك باقي السهرة!‬


‫‪51‬‬
‫تر ته مصدوما مبهوتا‪ ،‬تفاجئه ل مرة بترصف أقسى من قبله‬

‫و لام اطمئن برنه وجد طريقا إليها سدته باإلسمنت يف وجهه‬

‫لكن رسعان ما رجعت إليه ابتسامة املكر و لسان حاله يقول‪:‬‬

‫‪¤‬قريبا يا ورد‪ ....‬قريبا جدا‪.‬‬

‫***‬

‫غري بعيد عنهام يف زاوية مظلماة قلايال ضاحك هشاام بقولاه‬

‫املرح‪.‬‬

‫‪¤‬أووووف! أريت يف عصفت بهال أحرجته احراجا حمرتما‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫نظر إ صاحبه الذي انتفلت أوداجه غضابا وباات األزرق‬

‫بعينيه مظلام و رنه ينوي اقرتاف جريمة قتل‪ ،‬يعقب مان باو‬

‫أسنانه‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أعلم يف أقنعتني بالبقاء مع هذا احليوان يف مكان واحد‬

‫دون أن انقل عليه ألنتقم منه‪.‬‬

‫‪¤‬إهدأ ليث‪ ،‬أ تنسى حلد اآلنال لقد مر وقت طويل‪ ،‬م أنت‬

‫ترى العميد بعد لكي تنرصف ‪..‬ملاذا ختيل له السااحةال هاو‬

‫من فدر به احلياء حتى من النظر إ وجهك‪.‬‬

‫‪¤‬حياءال تامر و احلياء! أنت متزح‪.‬‬

‫فيه بجيبي رسوال بدلته‪.‬‬ ‫استنكر ليث بينام يد‬

‫‪53‬‬
‫‪¤‬عىل العموم يبدو أن اآلنسة 'ممنو اللم ' تناتقم لاك مناه‬

‫باجلديد والقديم و القادم أيضا‪.‬‬

‫التفت إليه بتساؤله املتعجب‪.‬‬

‫‪' ¤‬ممنو اللم ' ماذا تقصدال‬

‫هشام بمالحمه العاب ة فيبه‪.‬‬ ‫ارتد رأ‬

‫‪¤‬ال‪ ...‬ال ختربين برنك ال تعرف آنسة ورد اخلطاب‪ ،‬إهنا رئيسة‬

‫مجعية "احلنو" وهي أول فتاة حتصل عاىل ذلاك املنصاب يف‬

‫م ل سنها الصغري‪. ،‬هذا غري أعام ا األخرى وهاي هناا فقاط‬

‫جلمع األموال‪ ،‬وصدقني هي بارعة يف ذلك جدا ‪.‬‬

‫عقب ليث بال مباالة وقد هدأ عليه الغضب قليال‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪¤‬سمعت عن مجعية احلنو و انجازاهتا األخرية و أعتقد بارن‬

‫رئيستها صغرية لكن بام أهنا تكررب ذلك الوغد فإهنا تستحق‪.‬‬

‫أجابه هشام بنظرة الهية من بو ضحكاته العالية‪.‬‬

‫‪¤‬آرب نعم فقط بسبب ذلك‪.‬‬

‫التمعت عينارب بربيق يالحظه ليث م الحات ابتساامة مكار‬

‫عىل شفتيه بينام يستدرك‪.‬‬

‫‪¤‬أتعلم ماذا سيجعل تامر يغضب بشدة فتنتقم منه رش انتقام‪.‬‬

‫التفت إليه ليث برسعة يسرله مستغربا ابتسامة صديقه املا رة‪.‬‬

‫‪¤‬ماذا يا حكيم زمانكال‬

‫رفع حاجبيه مرات عدة يلهو هبام ساخرا بقوله‪.‬‬


‫‪55‬‬
‫‪¤‬أن ختطف منه تلاك الفتااة‪ ،‬فهاو يكااد يماوت عليهاا مان‬

‫صغرها‪ ،‬فعائلتيهام أصدقاء حتى أنني سمعت برهنم أصابحوا‬

‫أنسباء‪ ،‬شقيقه محزرب‪ ..‬تعرفه متزوج من أختها سهى‪.‬‬

‫رد عليه ليث بتهكم‪.‬‬

‫‪¤‬يا إ ي هشام! وأنت تسرل بكل بجاحه عن سابب ترخرناا‬

‫بالقضية‪ ،‬فرنت الضاابط املمتااز اساتبدلت الرشاطة بلدماة‬

‫شائعات املجتمع امللميل‪ ،‬ماذا تر ت للعجائز‪.‬‬

‫تصنع هشام الوجوم بينام فيبه‪.‬‬

‫‪¤‬أنا بار بعميل وبشهادة املتميزين‪ ،‬منهم حرضتك لكنناي ال‬

‫و أعيش‪ ..‬م إنني أستمع‬ ‫أدفن نفل م لك فرنا أخالط النا‬

‫‪56‬‬
‫إ ر رات أختي صغرييت‪ ،‬بل وأستمتع هبا أم هال صادقت‬

‫برنني هنا من أجل النساء‪ ،‬ال صديقي فرنا أحتمل هذرب احلفالت‬

‫فقط من أجل أن أحيط هبا من هذا اجلمع "املبارك"‬

‫رفع فيه حيدد الكلمة األخرية مستهزئا يسرتسل‪.‬‬

‫‪ ¤‬التي باملناسبة ال أملحها منذ دقائق‪ ،‬فهاي أصابحت تتهارب‬

‫مني‪ ،‬تتهمني بإحراجها أمام أصدقائها‪ ...‬أتصدقال أنا هشام‬

‫الساملي الذي ترمتي الفتيات عليه حيرجها‪.‬‬

‫ضحك بصلب‪ ،‬فرد عليه ليث هبزؤ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪¤‬اذهب أهيا الوسايم القاتال‪ ،‬وابحات عان أختاك قبال أن‬

‫يلتهمها أحد حيتان هذا احلفال وأناا ساربحت عان العمياد‬

‫ألغادر‪ ،‬أرغب بنيل قسط من النوم‪ ،‬فلدينا عمل ري ‪.‬‬

‫‪¤‬سرتر ك قليال‪ ،‬وفكر يف عريض‪ ،‬ستمرح قلايال حتاى إن‬

‫تنجح فرنا أشك مع لقبها ذاك‪ ،‬لكن عىل األقل سيجن جنونه‬

‫من جمرد حماولتك‪.‬‬

‫فر بجلدرب قبل أن فهاز علياه و مهاا يضاحكان مان قلبايهام‪،‬‬

‫فقط رصدقاء و لكن إخوة‬ ‫فكالمها حيب وي ق باآلخر لي‬

‫حي مي ل واحد منهام ضهر اآلخر حتى لو بالدم ‪.‬‬

‫***‬

‫‪58‬‬
‫تر ت ورد ذلك السم تنفضه عن ذا رهتا يف تلاك اللحظاة‬

‫عىل األقل وما إن تراءت ا أختها حتى توجهت إليهاا رأساا‬

‫تترلق ببسمة ختباو لاام تعرفات إ الفتياات حو اا ‪...‬فتااة‬

‫ِ‬
‫تساتح مان‬ ‫باخلصوص بشعر أشقر حريري و مجال صارخ ال‬

‫إب رازرب‪ ،‬فتتسااءل جماددا ملااذا دواخال االنساان ختتلاف عان‬

‫الظواهر و ملاذا ال يريد أحدا أن هيون عليها هذرب الليلة!‬

‫حو بلغت مكاهنن ماتت البسمة داخلهاا عاىل غارار غرهاا‬

‫الذي جتمد عىل هيئة التبسم حتى أحست بتشن باألعصااب‬

‫املحيطة بالفم‪.‬‬

‫ِ‬
‫ترخرت‪.‬‬ ‫‪¤‬مرحبا حبيبتي‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫رحبت هبا سهى بحب بينام حتضنها‪.‬‬

‫‪¤‬ال عزيزيت سهى‪ ،‬فورد وصلت باملعاد لكن سلفك ام املعتاد‬

‫من أخرها باستقباله يقدم ا فروض الطاعة‪.‬‬

‫جتمدت الفتيات يف انتظار جاواب ورد‪ ،‬فهان معتاادات عاىل‬

‫أجوبتها احلارقة وهذرب ليست أول مرة خصوصا ماع الشاقراء‬

‫الفاتنة‪.‬‬

‫فكرت ورد * آرب تريدين تقديم عرض أمام التافهات أم الك‬

‫ليصدقن برنني من حريمه‪ ،‬ال‪ ...‬لن تكون لك أيتها ال ‪....‬ارب‬

‫إ ي! فب أن أخرج من هنا‪ ،‬إهنم يفسدون أخالقاي اساتغفر‬

‫اهلل*‬

‫‪60‬‬
‫لذا ابتسمت بنعومة مزعومة جتيبها بدهاء‪.‬‬

‫ِ‬
‫خطبت لتاامر‪،‬‬ ‫‪¤‬شاهي عزيزيت‪ ،‬اشتقت إليك وسمعت برنك‬

‫هاال هااذا صااحيحال ساارلت تااامر عاان الشااائعة إذا اناات‬

‫صحيحة‪ ،‬حتى أنني نت أناوي خماصامة شاقيقتي إن اان‬

‫اخلرب صحيحا و تبلغني و هي تعلم مقدار حبي لك و لتامر‬

‫عىل حد سواء‪ ،‬صدقا أمتناى أن تساعدا وال تنلا دعاويت إ‬

‫حفل الزفاف‪....‬باألذن حبيبايت أريد شقيقتي‪ ،‬فلقاد اشاتقت‬

‫إليها‪ ،‬محزة يستر ر هبا لنفسه و أعد أراها ‪.‬‬

‫انرصفت ورد جتذب أختها من يدها إ ر ان لوحادمها اي‬

‫الصعداء وتر ت شاهي مع صدمة ال تقل عن صادمة‬ ‫تتنف‬

‫‪61‬‬
‫الفتيات حو ا ‪ ،‬ينهلن عليها باألسائلة و العتااب بيانام لساان‬

‫حا ا يقول 'مما صنعت هذرب الفتاة'‬

‫‪¤‬يا إ ي ورد! من أين ترتو هبذرب األفكارال لقد تنبرت بكل رد‬

‫فعل لك وما قلته حبيبتي‪ ،‬لقد تفوقت عىل نفسك هذرب املرة‪.‬‬

‫أجابتها ورد تلهث من الضحك عىل بالدة شاهي املصدومة‪.‬‬

‫‪ ¤‬تعمدت ذلك ‪ ،‬فرنت تعلمو الشائعات يف هذا الوسط يف‬

‫تتحقق وأنا أعلام عان عالقاة مجعاتهام تكتمال‪ ،‬فلعال اهلل‬

‫يستجيب يل و يتزوجا ويرمحانني من ظرافتهام‪.‬‬

‫‪¤‬أمتنى مع أنني ال أحبذ معارشهتا لكن من أجلك ال مشكلة‪.‬‬

‫علقت ورد بتهكم شقي‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫‪¤‬من أجيلال أم ألنه لن يؤ ر عليك‪ ،‬فجناحك بقرصهم بعيادا‬

‫ل البعد عن جناح تامر حتى لن تضطري لرؤيتهم إذا أردت‪.‬‬

‫جتهم وجه سهى تقول بحزن‪.‬‬

‫‪¤‬مع ذلك تزوريني و ال مرة واحدة‪ ،‬ألن ختربيني الساببال‬

‫أل نني أعلم يقينا مقدار حبك يل وأ اد أجن ألعلم السبب غري‬

‫تامر‪.‬‬

‫عرب بؤبؤا عيني ورد بريق خاطف اختفى برسعة لتعاود تلاك‬

‫النظرة الصارمة جتيب بنربة عادية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪¤‬أنت تعلمو رأي جيدا بعائلاة زوجاك و لاوال يقيناي مان‬

‫أخالق محزة‪ ،‬ولو شككت فقط جمارد شاك أناه شاقيقه أو‬

‫والدرب ما وافقت عىل زواجك منه ولو عىل ج تي‪..‬‬

‫تفاجرت سهى من رصاحاة ورد هاذرب املارة‪ ،‬فلطاملاا علمات‬

‫موقفها من عائلة املنشاوي‪ ،‬ف بعزت ذلك لتامر بسبب تاذمرها‬

‫منه باستمرار لكنها تقل رأهيا هباذا الوضاوح حتاى عنادما‬

‫طلب محزة منها الزواج‪ ،‬ل ما طلبته منها التفكري جيدا‪ ،‬ام‬

‫هل قالت والدربال ماذا تقصدال ما به عم حلميال‬

‫‪¤‬ماذا تقصدين وردال ما به ‪....‬‬

‫‪64‬‬
‫‪¤‬أنت! ‪..‬ما هذا الذي قلته اآلن أمام الفتياتال ياف جتارأت‬

‫وألفت هكذا خربال‬

‫ألول مرة تشكر ورد شاهي برسها‪ ،‬مرحبة بتدخلها الساخط‪،‬‬

‫سهى ماا سامعته‬ ‫انت ستقرتف خطر شنيعا‪ ،‬تتمنى أن تن‬

‫وال تستفرس منها الحقا‪ ،‬ست ظل تتهرب منها إ أن تن ‪ ،‬نعم‬

‫هذا ما ستفعله‪.‬‬

‫التفتت إ شاهي ترد بربودها املعتاد‪.‬‬

‫‪¤‬ال تتصنعي السلط شاهي‪ ،‬فرنت تتمنو و أنا فقاط أحارك‬

‫املاء الرا د‪.‬‬

‫وجهت إليها نظرات حارقة م ل عبارهتا‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪¤‬وأنت ما شرنك يب هاال من أنت لتتدخيل بلصوصيايتال‬

‫‪¤‬خصوصياتكال شاهي‪ ...‬سرسلك سؤاال أسرله لنفل مناذ‬

‫أن وجدتني مضطرة للتعامل معك‬

‫تلكرت تكمل بجدية‪.‬‬

‫‪ ¤‬ملاذا بحق اهلل تكرهيننيال ‪...‬ها! حقا ملااذاال فرناا و أنات ال‬

‫وجه مقارنة بينناا حتاى يف لاون الشاعر‪ ...‬وأنات تفاوقينني‬

‫بمحرابه‪ ،‬وأناا لسات‬ ‫بجاملك الصارخ الذي يرضخ القدي‬

‫حتى بنصف مجالك‪ ،‬أنت خرفة علوم سياساية بتقادير ممتااز‬

‫وأنا األدب وبتقدير متوسط و قلام نات أحرضا لاوال حباي‬

‫للغة العربية ما اساتطعت النجااح طاوال الا الث سانوات‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫عائلتك عريقة و أغنى من عائلتي‪ ،‬فحقا ما هذا الذي فعلك‬

‫تكرهينني ذا احلدال صدقيني إنه أمر غري صحي ابدا‪.‬‬

‫أجفلت شاهي من سؤا ا للحظة‪ ،‬ورسعان ما اسرتدت نظرة‬

‫الكررب بعينها جتيبها‪.‬‬

‫‪¤‬بىل‪ ،‬أنا أفضل منك بمراحل ولكنني أ رهك‪ ،‬أ رهاك مان‬

‫ل قلبي وأحتقرك وأمتنى أن ختتفي من الوجاود و ال أضاطر‬

‫يوما حتى للمحك بمكان ما‪.‬‬

‫حينها ردت عليها ورد بعزم حماربة تصدم من مشاعر عادو‬

‫مبارش‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪¤‬إذا عزيزيت لن أستطيع و عدك باالختفاء من الوجود‪ ،‬فهاذا‬

‫بيد اهلل وحدرب واحلمد اهلل عىل ذلك‪ ،‬فعليك الدعوة و الترض‬

‫إليه عسى أن يستجيب لك أما بالنسبة ذرب احلفالت فرنا نفل‬

‫أحرضها مضطرة ولن أغيب عنها إال برشط واحاد فقاط‪ ،‬إن‬

‫حققته يل لن تلمحي طريف أبدا بحفالتك و اشبعي هبا‪.‬‬

‫الحت ابتسامة نرص عىل فم شااهي و هاي تسار ا باساتهزاء‬

‫متصنع‪:‬‬

‫‪¤‬و ما هذا الرشط الذي سريمحني من طلتك البهيةال‬

‫‪¤‬املال‪...‬‬

‫‪68‬‬
‫قالتهااا ورد بجاارأة حماات هبااا ابتسااامة شاااهي تااردد وراءهااا‬

‫باستغراب‪.‬‬

‫‪¤‬املال‪ ...‬ماذا تقصدينال‬

‫‪¤‬أقصد عميل هنا يا مجيلاة‪ ،‬هال تعتقادين بارنني أتساكع يف‬

‫احلفالت م لكنال ال ‪...‬فرنا هنا من أجل مجع املال للجمعية‪...‬‬

‫املبالغ التي أمجعها عادة‪ ،‬ساوف أتارك لاك‬ ‫فإذا مجعت نف‬

‫هذرب املهمة و برشط أن تسلميهم فور مجعهم لسهى‪.‬‬

‫شاهي بغرور تؤ د بتصميم‪.‬‬ ‫ارتفع رأ‬

‫‪¤‬إهنا مهمة سهلة و سرمجع أ ر مما جتمعو‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪¤‬سوف نرى‪ ،‬هيا ابدأي اآلن و أرين براعتك و ام وعدتك إن‬

‫فقط نجحت‪ ،‬تر ت لك تلك املهمة لكن ماا إن ينازل املبلاغ‬

‫عن املرلوف ستجدينني باملرصاد‪.‬‬

‫أرسعت شاهي لكي حتقق نرصها املزعوم غافلة عن ضاحكة‬

‫املكر التي ال تغمر صدر ورد إال إذا عزمت عاىل تغياري حيااة‬

‫أحد وهذا األحد هذرب املرة هي شااهي‪ ،‬فهال ساتنجح بقتال‬

‫ذلك الكررب و احلقد بقلبها لتمألرب بنور احلبال‬

‫ختتفي عينو زرقاوين تغفل عان تلاك‬ ‫وهناك يف ر ن ق‬

‫الضحكة والنظرة املا رة‪.‬‬

‫***‬

‫‪70‬‬
‫بعدما أو لت ورد مهمتها لشاهي قاررت ا اروب إلحادى‬

‫الرشفات و االختباء هناك إ حو وقت ذهاهبا وقد ختلصات‬

‫من أختها أيضا و الفضل لزوجها الذي خطفها و غادرا‪.‬‬

‫‪¤‬بنيتي يف حالكال اشتقت إليك‪.‬‬

‫التفتت جانبا تتساءل باستغراب م قلق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أأ ‪ ....‬أنت‪ ...‬ماذا تفعل هنااال أرجاوك اذهاب! سانلتقي‬

‫الحقا‪.‬‬

‫تقدم نحوها الرجل اخلمسيني‪ ،‬يربت عىل ظهرها بحنو وهاي‬

‫ترمقه بنظرات حب صافية‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫‪¤‬ال ختايف ورد‪ ،‬لن يرانا أحد‪ ،‬آسف حبيبتي‪ ،‬فلقاد انشاغلت‬

‫مؤخرا و أستطع التسحب ملالقاتك‪.‬‬

‫الفتااة‪،‬‬ ‫حسنا من يرى وجه ورد اآلن لن يصادق برهناا نفا‬

‫أصبح وجهها حنونا مع ملحة قلاق وهاي تنظار اذا الرجال‬

‫ببدلته األنيقة الزرقااء‪ ،‬يتمتاع بلياقاة بدنياة عالياة بعضاالته‬

‫املفتولة وال يدل عىل سنه سوى بعل اخلصالت البيضاء التي‬

‫ختللاات شااعررب األسااود‪ ،‬املحاايط بوجهااه األباايل وعينااان‬

‫سوداوين بنظرهتام ال اقبة ومالماح صاارمة ال تلاو إال اذرب‬

‫الفتاة‪ ...‬ورد‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪¤‬أرجوك سيادة العميد اذهب‪ ،‬فالقرص له ملغم بالفضوليو‬

‫وأنا لن أحتمل أ ر وسررمتي باو أحضاانك‪ ،‬اشاتقت إلياك‬

‫ريا ‪.‬‬

‫ضحك جميبا بينام حيتف بيديه بعيدا عنها‪.‬‬

‫‪¤‬أنت حمقة‪ ،‬أتيت فقط ألخربك برنك مجيلاة عادتاك وأنناي‬

‫فلور بك صغرييت و ستيت قريبا ألراك إن شاء اهلل‪.‬‬

‫قا ا وانرصف أمام نظراهتاا الرقيقاة تستنشاق هاواء الرشافة‬

‫النقي وبعد حلظات من ا دوء‪ ،‬عال رنو هاتفها ما إن أجابت‬

‫واستمعت قليال حتى تغضن وجههاا وأضاحت مالحمهاا ال‬

‫تفرس‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫منذ أن تر ه صديقه و هو يدعي أنه منزو عادته يف احلفالت‪،‬‬

‫يتطلع هنا وهناك حتى يلمح العميد و يرتيه اإلفراج لكن عينيه‬

‫تكن ترصد سوى تلك ال "ممنو اللم " لام رشد انتباهه‬

‫عن البحت خانته عينارب تفار نحوهاا‪ ،‬فهال السابب‪ ،‬فتلاك‬

‫الفاتنة التاي بادت لاه تكرههاا أ ار منهاا مجااال و رشايقة‬

‫عارضات األزيا ء و األخارى جسامها مملاوء بعال اليشاء‬

‫باألما ن املناسبة حتى أن ذلك التاوب املفاروض باه حمتشام‬

‫يظهرها ك‪ ...‬أين ملح تلاك ا يئاةال آرب نعام‪ ،‬ذلاك اإلعاالن‬

‫السليف ألحد املسلسالت الرت ية للعهد الع امين‪.‬‬

‫إهنا متلك املنحنيات ال ماذاال توقف يتساءل باستعجاب‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫*بامذا أهذ يال ساحمك اهلل يا هشام‪ ،‬أناا أفكار يف املنحنياات‪،‬‬

‫سيتدهور القسم عىل أيدينا ونحوله ملرتع لييل* ‪....‬‬

‫ملحها تتسلل نحو إحدى الرشفات‪ ،‬ان هيم بالذهاب وراءها‬

‫حو قاطعه صوت من أ ررب األصوات إليه‪.‬‬

‫‪¤‬ليث اجلندي بجاللة قدررب هنا‪ ،‬يا حلظي الرائع ألراك‪ ،‬فلقاد‬

‫اشتقت إليك ريا يا صديقي‪.‬‬

‫اسود وجه ليث الوسيم واعتلت مالحمه مزفا من االشامئزاز‬

‫و األ و الكررب‪ ،‬فيبه بنفور‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪¤‬أما أناا فااملوت أحاب إيل مان رؤيتاك‪ ،‬لاو نات مكاناك‬

‫لتفاديتني إ أن أذهب أو ستظهر غدا عاىل صافحات اربى‬

‫جرائد املدينة ولن تكون وسيام أبدا‪.‬‬

‫أ جابه تامر بجمود‪ ،‬فلقد ان ليث من أصدقائه املقربو أو هذا‬

‫ما اعتقدرب هذا األخري لكن ام العادة الطبع غالبا ماا يغلاب و‬

‫تامر غلب ه حقارته و خان أقرب أصدقائه‪.‬‬

‫‪¤‬تؤ تؤ تؤ‪ ..‬اهدأ صديقي‪ ،‬أنت رشطي و فب أن حتاف دائام‬

‫عىل أعصابك‪.‬‬

‫رمارب بنظرة حمتقرة عليه بينام هيم با ملغاادرة‪ ،‬فاإن بقاي لدقيقاة‬

‫أخرى ال يضمن نفسه‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪¤‬ابتعد عني وابحث لك عن صديق آخار واحارص عاىل أن‬

‫يكون متزوجا من فاتنة لتستمتع بليانتك له‪ ،‬فرنا اام تارى‬

‫يعد لدي زوجة!‪ .....‬وغد حقري‪.‬‬

‫وأرس من أمامه باجتارب الرشفة و هو يتمتم 'سرنتقم منك يوما‬

‫ما ال أعلم يفال لكن سرنتقم و سرجعل منك عربة لللونة'‪.‬‬

‫‪¤‬عىل رسلك يا ولد‪ ،‬ما بك مرسا هكاذا القطاارال و ملااذا‬

‫حتدث نفسكال هل جننت أخريا من رة القضاياال‬

‫تغريت مالمح لياث يف حلظاة وهاو يكااد يصاطدم بالعمياد‬

‫مصطفى الشهدي‪ ،‬فرصبح االحرتام هو ما يكتساحه اآلن‪.. .‬‬

‫ذا الرجل املهيب ذي املكانة الكبرية‪ ،‬لي‬ ‫االحرتام اخلال‬

‫‪77‬‬
‫يف قلبه فقط و لكن يف قلوب ل من حظي برشف العمل معه‪،‬‬

‫ففضله عىل ري من عنارص األمن بملتلف رتبهم و هو واحد‬

‫منهم إ جانب بطوالته التي حققها يف سبيل الوطن الذي من‬

‫أجله أفنى ل حياته‪ ،‬فلم يعرف له أحادا عائلاة وال أوالد و‬

‫لكن هذا أفضل له‪ ،‬فام فعله من أجل وطناه أ سابه أعاداء إذا‬

‫وجدو له نقطة ضعف واحدة لن يتوانوا عن الضغط هبا عليه ‪.‬‬

‫‪¤‬احرتامي سيدي‪ ،‬أنا آسف‪ ،‬نات أناوي الاذهاب للرشافة‬

‫الستنشاق هواء نقي ‪....‬لقد نت أبحث عنك سيدي ألراك‬

‫قبل أن أغادر‪ ،‬فرنت خري من يعلم بضغط العمل‪.‬‬

‫قاطعه العميد و هو يترمل هذا الشاب بنظرات أبوية‪ ،‬يكن لاه‬

‫حمبة ابن له وقد ان مدربه ملدة طويلة‪ ،‬عارشرب فيهاا و علام‬


‫‪78‬‬
‫عن معدنه األصيل حتى يف تلك املحنة التي ادت أن تادمررب‬

‫لوال رب العاملو هادارب إ طريقاة ناجحاة أخرجاه هباا مان‬

‫اال تئاب الذي اد أن يودي بعمله‪.‬‬

‫‪¤‬اسرتخي ليث‪ ،‬نحن يف حفلة‪ ،‬م ملااذا أنات مرسا هكاذا‬

‫للمغادرةال عش حياتك بني‪ ،‬أنت ماا زلات شاابا‪ ،‬ال تضايع‬

‫حياتااك هباااء ‪ ،‬فماان املمكاان أن تاانجح بحياتااك العمليااة و‬

‫الشلصية عىل حد سواء‪ ،‬ال تفضل إحدامها عاىل األخارى‪..‬‬

‫اسمع مني فرنا أعلام‪ ،‬صادقني ساتندم حاو ال ينفاع النادم‬

‫ليسوا سواء‪ ،‬هم احلجارة منها الكريمة‬ ‫وتذ ر دائام أن النا‬

‫والنقية والالمعة و طبعا التي ال تليق إال للزف هبا وهي رية‬

‫عىل األرض ‪..‬أما الكريمة فتحتاج للتنقيب و البحت للكشف‬

‫‪79‬‬
‫عنها‪ ،‬وما إن جتادها حتاى تصابح غنياا إ األباد‪ ،‬طبعاا إن‬

‫حافظت عليها هل تفهمني بنيال‬

‫أومر ليث بصمت‪ ،‬مدر ا الرسالة املبطنة التي يريد إيصا ا له‬

‫وغالبا ما يعامله هكذا‪ ،‬ينصحه دون أن فرحه‪ .‬ربت العميد‬

‫عىل تفه وتر ه ليدخل ليث الرشفة‪ ،‬حيث فاجررب صوت قوي‬

‫هز الرشفة‪.‬‬

‫‪¤‬ما هذا التسيب أسامءال ال أصدق بارن اإلمهاال وصال باك‬

‫ذرب الدرجة‪ ،‬ام السااعة األنال ملااذا األوالد يتعشاوا إ‬

‫اآلنال متى انت هذرب الفوىض يف الادارال أقسام باريب الاذي‬

‫أعبدرب إن يتعشى األطفال و يرووا إ أرسهتم وهم شابعانو‬

‫يف خالل ساعة ألحرصن عىل ترشيدك حتاى ترت او املديناة‬


‫‪80‬‬
‫بر ملها وأنت تعلمو جيدا برين أ ر من قادرة عىل ذلك‪ ..‬إال‬

‫الظلم يا أسامء ‪...‬إال الظلم و خصوصا األيتام‪ ...‬يا إ اي ماا‬

‫فائدة وجودي هنا ومجع هاذرب األماوال إن تساد جاوعهمال‬

‫وليكن بعلمك ساعة و ستجدينني بالادار و إن يكوناوا يف‬

‫أرسهتم و عىل وجوههم ابتسامة رضا فال تلومي إال نفسك‪.‬‬

‫أقفلت ورد ا اتف وهي تتميز غيضا من بجاحة هاذرب املارأة‪،‬‬

‫تنفست مرات عدة لتستعيد هدوءها م طلبت رقام آخر و ما‬

‫هي إال دقائق حتى قالت هبدوء‪.‬‬

‫‪¤‬نعم فاطمة ‪... ..‬حسنا جيد جدا‪ ،‬والرضع هل نامواال سرمر‬

‫بالدار قبل عوديت للبيت‪ ،‬شكرا لك فاطماة‪ ،‬اعتناي بنفساك‬

‫‪81‬‬
‫وإياك أن يشك بك أحد‪ ،‬وال تقلقي سايتغري احلاال قريباا إن‬

‫شاء اهلل ‪...‬سالم‪.‬‬

‫تنفست جيدا وعزمت عىل أن جتد نائبتها بالرئاساة لتوصايها‬

‫بمساعدة شاهي بجمع التربعات و اساتالمهم منهاا يف آخار‬

‫احلفلة‪ ،‬فهي فب أن تذهب للدار‪ ،‬لن يرتاح با ا حتاى تارى‬

‫الصغار شبعانو نائمو بسالم‪ ،‬استدارت هتام بامليشا لكنهاا‬

‫توقفت فجرة عىل مرآى شاب طويل عريل املنكبو ببذلة أو‬

‫أبيل و ببيونة سوداء‬ ‫ما يقال عنها 'التكسيدو' أسود بقمي‬

‫مف توحة ماع أول زريان ‪..‬شاعرت ورد بيشاء مان الرهباة و‬

‫اخلوف من هيرته الضلمة و مالحمه الصارمة ماع أناه وسايم‬

‫للغاية‪ ،‬شعر أشقر غامق قصري نوعا ما مصفف بعناياة عيناان‬

‫‪82‬‬
‫زرقاوان وسط رموش شقراء وأناف حااد‪ ،‬فام باري وذقان‬

‫تشاعر بااخلطر‬ ‫مشقوقة ولكن بر ر جرح قديم‪ ،‬ال تادري‬

‫عادهتا بجانب الرجال وخصوصا الوسايمو مانهم‪ ،‬الاذين‬

‫يعتقدون برهنم هبة اهلل للنساء عىل األرض‪.‬‬

‫*وما شرين أنا‪ ،‬فب أن أذهب*‬

‫فكرت ورد وهي هتم بالفرار‪ ،‬فعاجلها ليث و هو يبتسم مان‬

‫طريقة تدقيقها به رهنا حتاور نفسها وحتااول الوصاول لقارار‬

‫بشرن خماطبته من عدمها‪.‬‬

‫‪¤‬ذ ريني برن ال أ سب عداوتك أبدا‪.‬‬

‫أدر ت ورد برنه قد سمع حوارها مع أسامء‪ ،‬فردت بجدية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪¤‬وملاذا تكسب مني شيئا وأنا ال أعرفك مان األصالال وعاىل‬

‫العموم إذا ال تريد أن تكسب عداويت‪ ،‬فابادأ مان اآلن وأزح‬

‫نفسك عن طريقي!‬

‫استجاب ا ليث يف احلال وأشار ا إ الباب بطريقة مرسحية‬

‫وما إن مهت باخلروج حتى جتمدت مكاهنا تصغي لقوله بنربة‬

‫ما رة‪.‬‬

‫‪¤‬سمعت برن رئيسة مجعية *احلنو* بارعاة بجماع األماوال‬

‫متاما‪ ،‬فلقد تراجعت عن التارب‬ ‫لكن ما أرارب اآلن هو العك‬

‫با و ‪.‬‬ ‫بسببك واملبلغ لي‬

‫‪84‬‬
‫الحت بسمة االنتصار عىل شفتيه حو ملحها تتجماد مكاهناا‬

‫و انت من سارعت بمحوها و هي تلتفت إليه ببردها البارد‪.‬‬

‫‪¤‬حو تعلم برن ما دفع بك لتلشى عداويت وماا فاربين اآلن‬

‫عىل مغادرة احلفل هباذرب الطريقاة هام أولئاك األوالد الاذين‬

‫أعترب نفل مسؤولة عنهم و سرحاسب عليهم‪ .. ..‬فإناك ياا‬

‫سيدي ستترب و بالك مطمئن عىل تلك األموال‪ ،‬متر د برهنا‬

‫أيضا‪ ،‬برن حياهتم ال‬ ‫ستصل إ مكاهنا الصحيح لكن ال تن‬

‫تتوقف عليك أو عىل أموال أحد‪ ،‬فاهلل هاو الارزاق ورزقهام‬

‫سيصلهم بكم أو بدونكم‪ ،‬فام نحن إال جمرد أساباب‪...‬عمت‬

‫مساء سيدي‪ ،‬إذا أردت الترب فرنت تعلم أين تفعل ذلاكال و‬

‫أنا متر دة من ونه مبلغا بريا‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫انرصفت متالفية مت اال جامدا ما إن غابت عان أنظااررب نطاق‬

‫بلفوت‪.‬‬

‫‪¤‬تبا! إهنا بارعة جدا‪ ،‬لن تكون سهلة أبدا لكان ال ضاري مان‬

‫املحاولة ‪.‬‬

‫أرس يف أ رها يراقبها وهي تتحدث مع فتاة ما م قام بتربعاه‬

‫الذي يكن هينا وعندما ملحها خارجة تبعها ليستقل سيارته و‬

‫قادها يلحق بسيارهتا الصغرية بينام يضحك بمرح عىل ذوقها‬

‫بالسيارات‪.‬‬

‫ر ن سيارته بعيدا عنها يتابع خطواهتا نحو بناية برية تعاود‬

‫مان خروجهاا‬ ‫للدار‪ ،‬انتظرها لنصف ساعة املة حتى يئ‬

‫‪86‬‬
‫وفجرة ملحها خارجة من الدار بوجه شاحب و رهنا مريضاة‪،‬‬

‫ماذا حدث يا ترىال شغل السيارة وتبعهاا إ أن وصالت إ‬

‫حي راق م استدارت نحو أحد املنازل به‪ ،‬أوقفات سايارهتا‬

‫عند البوابة وما هي إال حلظة و فتحت البوابة من طرف شاب‬

‫صغري يف العرشين من عمررب عىل األ ر‪ ،‬حتد ت معه قليال م‬

‫دخلت‪.‬‬

‫علم ليث برن هذا بيتها وما إن استدار إ سايارته حتاى عاال‬

‫رنو هاتفه‪ ،‬تطلع بشاشت ه فشاتم يف رسرب‪ ،‬لقاد نلا صاديقه‬

‫متاما‪ ،‬تم ابتسم يفكر برنه يستحق‪ ،‬أ تكن فكرتهال فليتحمل!‬

‫أدار هاتفه عىل الصامت وعاد إ منزله رأسا للنوم‪.‬‬

‫هشام اتفه بنزق‪.‬‬ ‫وهناك يف الشار أمام القرص هيم‬


‫‪87‬‬
‫‪¤‬اللعنة ليث! أين أنتال السيارة ليست هنا يعناي أناه ذهاب‬

‫للنوم‪ ،‬ال فائادة تر جاى مناك‪ ...‬مااذا سارفعل اآلنال حتاى‬

‫شقيقتي تكفل عمي بإيصا ا سرطلب سيارة أجرة و أمري هلل‪.‬‬

‫****‬

‫ببااوادر التهاااب‬ ‫اسااتلقت ورد بتعااب فااوق رسيرهااا‪ ،‬حتا‬

‫اللوزتو‪ ،‬فرصاخها اليوم فاق ل احلدود باإلضافة إ برودة‬

‫اجلو ‪...‬خروجها لتلك الرشفة انت فكارة خاطئاة‪ ،‬فكارت‬

‫ورد تردف بلساهنا‪.‬‬

‫‪¤‬احلمد هلل‪ ،‬عىل األقال األوالد بلاري‪ ...‬سرساتعجل بقضاية‬

‫التحقيق‪ ،‬فب أن يستبدل طاقم اإلدارة بررس وقت‪..‬‬

‫‪88‬‬
‫و انت تلك آخر عبارة نطقت هبا قبل أن تغط يف نوم عمياق‬

‫بسبب الدواء الذي جترعته‪.‬‬

‫***‬

‫دقات متتالية عىل باب غرفة ليث أيقظتاه مان نوماه العمياق‪،‬‬

‫طالع الساعة امل شرية إ السابعة صباحا تعلمه بموعد قياماه‪،‬‬

‫فصاح بعد دقات أخرى‪.‬‬

‫‪¤‬أدخيل خالة سعاد‪ ،‬أنا مستيق ‪.‬‬

‫ممتلئة اجلسام‪،‬‬ ‫دخلت امرأة برواسط اخلمسو‪ ،‬بسيطة امللب‬

‫حنونة املالمح‪ ،‬ما إن ملحت حالة الغرفة حتى اشمرزت تلومه‬

‫بقو ا احلاين‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ ¤‬ما هذرب الفوىض يا ولدال لام غبت يومو أجد الشقة مقلوبة‬

‫عىل رأسها‪ ،‬أنا ال أعلم إذا مت ماذا ستفعل مان دوين وأنات‬

‫تكررب اخلادمات و ال تريد الزواجال‬

‫بينام يغادر الرسير ب ياب عادياة‪ ،‬رسوال‬ ‫تصنع ليث العبو‬

‫و نزة ارتدامها عىل غري عادته حو يعلم برنه وحيد ولن تاريت‬

‫اخلالة‪.‬‬

‫قبل رأسها من فوق قامش حجاهبا‪ ،‬معقبا بصدق‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال حرمني اهلل منك يا خالة‪ ،‬وما ولد هذربال احرتميني قلايال‬

‫أنا ضابط ممتاز وقاد جتااوزت ال ال او مناذ أربعاة سانوات‬

‫مضت‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫مان األرض بيانام جتيباه‬ ‫بدأت اخلالة سعاد بالتقااط املالبا‬

‫بتربم‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف ال ال ااو‪ ...‬يف الساابعو سااتبقى دائااام ولاادي الصااغري‬

‫احلبيب‪ ،‬أول م ن حضنته بو يدي و رب أمامي و عايشت ل‬

‫مراحل حياته حتى الغريبة منها‪.‬‬

‫ان قد التقط املنشفة وفتح باب خزانته يستل بعل املالبا‬

‫وهو فيبها بمزاح‪.‬‬

‫‪¤‬آرب لو تسمعك أمي‪ ،‬سيحمر وجهها و ت ور ائرهتا ‪....‬أنا ال‬

‫زلت ال أصدق يف تر ت لاك مساؤولية تربيتاي ماع ال‬

‫ربيائها األرستقراطيال‬

‫‪91‬‬
‫ضحكت بلجل مرح جتيبه بمالمح ما رة‪.‬‬

‫‪ ¤‬الفضل بعد اهلل يعود جلديك‪.‬‬

‫واملنشفة‪.‬‬ ‫تفاجر ليث يتساءل بحرية بينام يقف حامال املالب‬

‫‪¤‬جديتال ال أصدق‪ ،‬فهي أحىل من الساكر وحنوناة جادا و‬

‫أرها يوما تعامل أمي بحزم‪ ،‬أما جدي نعم اصدقك‪.‬‬

‫انتقلت لرتتيب الرسير وهي تعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬جدتك امرأة طيبة وتستحمل أمك لكن حو يتعلاق األمار‬

‫بحفيدهيا الوحيدين‪ ،‬األمر خيتلف‪ ،‬وجتيد حتريك خيوطها من‬

‫بعيد‪.‬‬

‫م استقامت تكمل برسى ورجاء‪.‬‬


‫‪92‬‬
‫‪¤‬متى ستعود إ القرصال إنه مظلم بغيابك بني‪ ،‬أنت تر تاه‬

‫من أجل تلك التي أرفال ذ ار اسامها‪ ،‬واآلن هاي خاارج‬

‫حياتك‪ ،‬وعدتنا برنك ستبتعد قليال وتعود‪ ،‬لكناك تارخرت‬

‫واجلميع ينتظروناك‪ ..‬أرى االنتظاار يف عياوهنم لاام ذ ِار‬

‫أسمك بني ‪.‬‬

‫انب ق األسى عىل وجهه و األ يعترص أحشائه‪ ،‬فيبها بينام هيم‬

‫برتك الغرفة‪.‬‬

‫‪¤‬قريبا‪ ...‬قريبا جدا خالة سعاد‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مهت بقول يشء إال أن رنو ا اتف حال دون ذلك لتعاود ا‬

‫أشغا ا وهي تدعو له با داية بينام ليث يعود ليلاتقط ا ااتف‬

‫من عىل املنضدة املنلفضة‪.‬‬

‫‪¤‬صباح اخلري سيدي‪ ،‬هناك إخبارية مؤ دة عن خمزن به مياة‬

‫الناو الاذي نحان بصادد‬ ‫برية من امللادرات ومان نفا‬

‫التحقيق حوله‪.‬‬

‫برقت مقلتارب بزرقة قامتة وهو فيبه بحزم‪.‬‬

‫‪ ¤‬أحرض إذن بالتفتيش ستجدرب جاهزا عند الو يل و سارلقاك‬

‫بالعنوان‪ ،‬امليه عيل!‬

‫أمالرب عليه وليته يفعل‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪¤‬ماذاال هل أنت متر دال‬

‫أصغى لرد حمد ه و صدغيه يتصلبان بجمود رهيب م حاذررب‬

‫بحزم‪.‬‬

‫‪ ¤‬القيني أماام العناوان‪ ،‬إيااك و الادخول قبال أن ِ‬


‫آت‪ ،‬هال‬

‫فهمتال سالم‪.‬‬

‫****‬

‫يف منزل ورد استيقظت ال سايدة عائشاة عادهتاا قبال الفجار‬

‫تصيل ر عات حتى يؤذن الفجر‪ ،‬فتمر بحجرة ابنتها لتوقظهاا‬

‫وتطمئن عليها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الحظت عليها أ ر املرض رغم حتاملها ذا ما إن عاادت إ‬

‫النوم أخذت والدهتا هاتفها لتنام براحة‪.‬‬

‫‪¤‬السالم عليكم أمي‪ ،‬يف أصبحتال‬

‫خاطب حممود والدته بعد أن أغلق البوابة الداخلية وقد ملحها‬

‫املفتوحة عىل هبو االستقبال‪،‬‬ ‫حتتل إحدى أرائك غرفة اجللو‬

‫يستدرك بحرية‪.‬‬

‫‪ ¤‬وجدت البوابة اخلارجية مفتوحة و يكن هناك ال زيد وال‬

‫رم‪ ...‬أين مهاال ال فوز ترك البوابة هكذا‪.‬‬

‫أمه التي تعجبت هي األخرى‪ ،‬جتيبه‪.‬‬ ‫قبل حممود رأ‬

‫‪96‬‬
‫‪¤‬عليكم السالم بني‪ ،‬ظننت برن زيدا هناك أماا ارم فهاو يف‬

‫إجازة مع زوجته وسيعودان غدا إن شاء اهلل‪...‬غرياب حقاا!‬

‫يف احلديقةال‬ ‫أين ذهب زيد دون إذنال هل أنت متر د برنه لي‬

‫البيت‪ ،‬فعاد ليفتح عسى‬ ‫ان حممود سيجيبها لوال رنو جر‬

‫أن يكون زيد قد عاد من مشوار ما‪.‬‬

‫جذب البوابة اخلارجياة لي قابلاه جمموعاة مان الرجاال بازي‬

‫الرشطة حيملون السالح أمام ناقلتو خاصتو برشطة التدخل‬

‫مدنية يبدوان أعىل منهم رتبة‪.‬‬ ‫الرسيع ورجلو بمالب‬

‫تقدم األشقر يقول أمام وجه حممود املدهوش‪.‬‬

‫‪¤‬السالم عليكم‪ ،‬هل هذا منزل ورد اخلطابال‬

‫‪97‬‬
‫‪¤‬أجل وأنا أخوها‪ ،‬ماذا هناكال‬

‫مد ليث بيدرب مل حمود يصافحه فبادله هذا األخري املصافحة بينام‬

‫يوجه له نظرات مرتابة وقلقة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أتتنا إخبارية بوجود خمزن للملدرات بقبو املنازل اخلااص‬

‫باآلنسة ورد اخلطاب‪ ،‬ولقد صدر إذن بتفتيش املنازل ونحان‬

‫هنا لتنفيذرب ‪ ،‬نرجو أن تساعدونا لتمر العملية بسالسة وهدوء‪.‬‬

‫جتمد حممود مصدوما وشل تفكريرب متاما‪ ،‬فلم يستوعب لماة‬

‫مما قيل له‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫شعر به ليث‪ ،‬فطلب منه مرافقته داخل املنزل و خيتلف شعور‬

‫والدته وهي ترى رجال الرشطة يستبيحون منز اا‪ ،‬يفتشاون‬

‫بكل زاوية‪.‬‬

‫طالبث ابنها بتفسري‪ ،‬فتهرب منها حممود بكلامت مهدئة يدعو‬

‫اهلل أن يمر الوقت برسعة و ال فدوا أي يشء‪.‬‬

‫***‬

‫متلملت ورد بفراشها تشعر بجسدها قيال و رن جابال فا م‬

‫عليه‪ ،‬أحست بحر ة بالبيت غري عادية وضجي مكتوم دفاع‬

‫هباا لتغاادر رسيرهاا بت اقاال وإعيااء تلملام شاعرها بشااكل‬

‫فوضوي‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫خرجت من غرفتها تلتقط األصوات املكتومة بشكل أوضاح‬

‫حتى فغرت فمها وهي تشاهد عناارص الرشاطة منترشاة باو‬

‫أرجاء بيتها و ارهنم يبح اون عان يشء ماا و ال ماا شاغل‬

‫تفكريها يف تلك اللحظة أمهاا‪ ،‬فهمات بالبحاث عنهاا حاو‬

‫سمعت صوهتا و صوت أخيها لتتوجه رأسا نحو البهو ‪.‬‬

‫ما هذرب الورطةال ‪..‬فكر ليث أمام املرأة الوقورة تبدو له فزعة‪،‬‬

‫مرتبكة بوقفتها ترتعش وابنها حيااول احتواءهاا وهاو نفساه‬

‫خائف بالرغم مما يظهررب خالف ذلك‪. ...‬قطاع علياه أفكااررب‬

‫القريب‪.‬‬ ‫صوت يعلمه جيدا ان قد سمعه باألم‬

‫‪¤‬ماذا حيدث هناال‬

‫‪100‬‬
‫يكن يتوقع و ال برحالماه أناه سايفارقها بمنتصاف الليال‬

‫ليصبح عليها اليوم التايل مبارشة‪ .‬ابتسم هيزأ و يفكر سااخرا‬

‫* إفرح يا هشام‪ ،‬فها ه و القدر وضعها بطريقنا‪ ،‬لكن يا ترى‬

‫هاال باااخلري أو بالرشااال ستسااف ااريا بوضااع هااذرب اآلنسااة‬

‫بمنامتها الوردية وترسحيتها الطفولية خلف القضابان‪ ..‬وماع‬

‫محرة النوم العالقة بلدهيا تبادو طفلاة صاغرية‪ ،‬لاوال تلاك‬

‫النظاارة السااوداء عااىل صاافحة عينيهااا ال تتغااري حتااى وهااي‬

‫مستيقظة من النوم ل تاو‪ *...‬قطاب لياث يشاعر بقبضاة تلام‬

‫بصدررب من جمر د التفكري برن ا عالقة بمن يبح اون عناه ام‬

‫تصنع الالمباالة يفكر برهنا غريهاا إن اتضاح برهناا مذنباة‪،‬‬

‫ستلقى جزاءها م ل من قبلها و يكمال فكرتاه تلاك حتاى‬

‫‪101‬‬
‫سمع الضابط ياسو يلهث من هول ما سيقوله‪ ،‬فاستعد ليث‬

‫خلرب لن يعجبه الب ة‪.‬‬

‫الكمياة التاي ناا‬ ‫‪ ¤‬سيدي‪ ،‬القبو مايلء بامللادرات! نفا‬

‫النوعية أيضا‪.‬‬ ‫نتابعها مند دخو ا أرض الوطن ونف‬

‫ساد اجلمود يكتسح اجلميع حتى عنارص الرشطة صمتوا فجرة‬

‫و رهنم هم أيضا صادموا‪ ،‬يكرسا هاذا اجلماود إال ساؤال‬

‫السيدة عائشة بنربة با ية وقد بدأت تستشعر اخلطر حيوم حول‬

‫صغارها‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل يستطيع أحد م إخباري بام حيدثال‬

‫‪102‬‬
‫تدارك ليث نفسه من املفاجرة ونظر مباارشة نحاو عيناي ورد‬

‫التي بادلته النظرة بربود و رن األمر ال خيصها‪ ،‬فتقلد شلصية‬

‫الضابط خياطبها بحزم وجدية‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد اخلطاب‪ ،‬أتتنا إخبارية عن وجود خمدرات هنا باالقبو‬

‫امل لدرات التي نا نرتصدها منذ مدة حتاى ادنا‬ ‫وهي نف‬

‫نفقد أ رها لذلك حصلنا عىل إذ ن النيابة العامة للتفتيش ولقد‬

‫بت وجودها بقبو منزلك‪ ،‬وعليه ورد اخلطاب أنت مقبوض‬

‫عليك للتحقيق باألمر‪.‬‬

‫‪ ¤‬آآآرب!‬

‫‪103‬‬
‫رصخة أليمة شقت صمت البيت مان حلاق عائشاة قبال أن‬

‫يغمى عليها‪ ،‬يتلقفها حممود فررسعت ورد هتتف بقلق‪.‬‬

‫‪ِ ¤‬‬
‫ستت باجلهاز و الدواء‪ ،‬أظن برن ضغطها ارتفع‪.‬‬

‫وافقها حممود بينام حيمال والدتاه إ أقارب أريكاة‪....‬عادت‬

‫رسيعا بحقيبة صغرية ساوداء فتحتهاا وناولتهاا ملحماود ام‬

‫أمسكت بيدرب توصيه برجاء بالغ‪.‬‬

‫‪ ¤‬اعتني هبا حممود ال ترت ها وال للحظة أخي‪ ،‬اتصال بساهى‬

‫إذا اضطررت لرت ها ال تشغل بالك يب‪ ،‬فرنا بريئة‪ ...‬اهتم فقط‬

‫برمي أرجوك‪.‬‬

‫نظر إليها بغموض ملدة م ابتسم بتشجيع فيبها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ ¤‬اذهبي عزيزيت و ال ختايف‪ ،‬أعلم برنك بريئة و هذرب جمرد حمنة‬

‫و ستمر عىل خري‪ ،‬ال تقلقي عىل أمي سارعتني هباا وسرتصال‬

‫بمحامي العائلة ليلحق بك‪.‬‬

‫رمقته با متنان م دنت من أمها تقبلها قبلة طويلة عىل وجنتهاا‬

‫قبل أن تلتفت إ الضابط ليث‪.‬‬

‫‪¤‬هل يمكنني تغيري يايبال‬

‫رافقت لامته‪.‬‬ ‫أجاهبا هبزة رأ‬

‫‪¤‬يمكنك لكن فب أن ِ‬
‫آت معك‪ ،‬فاب أن أتر اد مان عادم‬

‫وجود منافذ للهروب بعدها سرنتظرك عىل الباب‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ال يشء غري الربود واجلمود‪ ،‬ال تعبري يصدر عان وجاه هاذرب‬

‫الفتاة مع ل ما حيصل‪ ،‬تلك النظرة الصارمة ال تتغري ‪،‬‬

‫*أين رأيت تلك العينو من قبلال أيانال* تسااءل لياث يف‬

‫نفسه بينام يسري يف أ رها‪.‬‬

‫بعد عرش درجات بالضبط أطل عليهام رواق ذو بابو عىل ل‬

‫جانب‪ ،‬فتحت ورد الباب ال اين عىل اليماو ام أشاارت لاه‬

‫بيدها ليدخل‪ ،‬فتجاوزها نحو غرفتها يتفقد امللارج‪ ،‬رشفة و‬

‫نافذة مطلتو عىل احلديقة األمامية اململوءة بالرشطة‪.‬‬

‫عاد أدراجه إ باب الغرفة تم توجه إليها قائال بنربة رسمية‪.‬‬

‫‪ ¤‬حاويل أن ترسعي يا آنسة فلقد ترخرنا ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫أغلقت ورد الباب بوجهه دون رد م أغمضت عينيها لتانياة‪،‬‬

‫انيتو‪ ،‬لدقيقة املة ‪..‬وفتحات عينيهاا يطال مانهام غضاب‬

‫أسود خميف‪ ،‬ظلمة حقد غطت صفحتيهام تزفر أنفساا حاارة‬

‫معربة عام فيش به صدرها‪ ،‬تدرك جيدا برن املرحلاة القادماة‬

‫من حياهتا لن تكون سهلة أبدا‪.‬‬

‫وجلت احلامم امللحق بغرفتهاا‪ ،‬أطلقات املااء الباارد و تر تاه‬

‫يتدفق عىل سائ ر جسدها ليطف القليل من نار الغضب الاذي‬

‫تشعر به و أيضا حرارة جسدها املرتفعة جراء احلمى‪ ،‬حلظات‬

‫و لفت نفسها بمنشفة م توجهت نحو اخلزانة لتلرج لباا‬

‫الطوار‪ .‬الذي لطاملا لبسته بمهامهتا اخلريية الرسية‪ ،‬عبارة عن‬

‫‪107‬‬
‫محالة صدر ورسوال داخيل بجياوب صاغرية ورسوال جيناز‬

‫بجيوب أيضا داخلية رية‪.‬‬

‫الداخلية أوال م توجهت إ خزنتهاا تلاتقط‬ ‫ارتدت املالب‬

‫منها حزمة من املال ذات فئة املئة و املئتو‪ ،‬طوهتا جيادا حتاي‬

‫أصبحت صغرية احلجم حتشو هباا اجلياوب‪ ،‬فهاي عاىل علام‬

‫الضعيفة يمكن رشائها لألسف باملال و احلجز‬ ‫بذوي النفو‬

‫ميلء هبم‪.‬‬

‫استلت سكو صغري وقلم أساود مان ناو الفاوتر الاذي ال‬

‫يمسح ووضعتهام عىل املنضدة حتى لبست الرساوال لتلفاي‬

‫السكو بجيب داخيل لرسوال و القلم بجيب آخر م ماألت‬

‫اآلخرين بمزيد من املال‪.‬‬


‫‪108‬‬
‫ارتدت بعدها قميصا أسود م ل لون اجلينز طويل إ الر بتو‬

‫لوناه‪،‬‬ ‫و من فوقهام معطف رمادي يتوسطه حازام مان نفا‬

‫مجعات شااعرها إ خلااف رأسااها عادهتااا وأطلقاات بعاال‬

‫اخلصالت األمامية م حاوطت عنقها بوشاح أساود وأخاريا‬

‫د‬ ‫ارتدت جوارب وحذاء رياايض ماريح أساود و تان‬

‫حبتي مسكن بفمها تبلعهام بامء قبل أن تتوجه إ الباب‪.‬‬

‫قبضت عىل مقبضه وتلكرت قليال وهي مغمضاة العيناو ام‬

‫فتحت ه و معاه عيناهاا تسارتجعان بارودهتام ‪...‬وجدتاه الزال‬

‫ينتظرها فسرلته بجمود‪.‬‬

‫‪¤‬هل ستصفد يديال‬

‫‪109‬‬
‫ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخرة بينام فيبها برسمية‪.‬‬

‫له لزوم‪ ،‬فرنا ال أعتقد برنك ستحاولو ا رب‪ ،‬ألاي‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫ذلكال‬

‫أومرت برأسها‪ ،‬تطلب منه‪.‬‬

‫‪¤‬هل يمكنني االطمئنان عىل أمي قبل الذهابال دقيقة فقط‪..‬‬

‫أومر ا بدوررب مشريا ا لتتقدمه‪.‬‬

‫حضنت أمها بشدة بعد أن وجدهتا قد استيقظت من إغامئها ال‬

‫تكف عن البكاء‪ ،‬فتحا يها بحنو ومهادنة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ ¤‬ال تبكي أمي‪ ،‬أرجوك‪ ...‬أنا بريئة و سارعود قريباا إن شااء‬

‫اهلل‪ ،‬املهم عندي أن هتتمي بصحتك وتتنااويل الادواء بوقتاه‪،‬‬

‫أرجوك أمي ال تشغيل بايل عليك ‪.‬‬

‫تضمها السيدة عائشة بلهفة جتيبها بلوعة‪.‬‬

‫‪¤‬ال ختايف عيل حبيبتي‪ ،‬سار ون بلاري بفضال اهلل‪ ،‬إهناا فقاط‬

‫الصدمة‪ ،‬اعتني بنفسك‪ ،‬لقد اتصالنا باملحاامي ليسابقك إ‬

‫املر ز و سرتصل بمصطفى‪.‬‬

‫انتفضت ورد ترفل بقوة‪.‬‬

‫‪¤‬ال أمي! إيا م أن تتصلوا بهال ال أريدرب أن فازف بكل يشء‪،‬‬

‫أرجوك أمي‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫شددت والدهتا من ضمها إ صدرها‪ ،‬فرمات حمماود بنظارة‬

‫استجداء استجاب ا وحضن أمه من تفيها لترت ها ففعلات‬

‫عىل مضل جتاهد لتكفكف دموعها‪.‬‬

‫أشارت لليث ليغادرا برهنا مستعدة وخرجا إ احلديقة حيث‬

‫تفاجرت من م العلب التي خيرجوهنا من القبو ولسان حا اا‬

‫يتساءل بصدمة *ربارب! متى و يف أدخلت ل هذرب العلب إ‬

‫بيتي دون أن أشعرال أ تكن البوابة دائام حمروسةال ‪..‬احلرا !‬

‫صحيح أين زيدال*‬

‫قاطع ليث الذي تفته نظرة الصادمة مان عينيهاا البااردتو‬

‫تفكريها‪ ،‬طالباا منهاا ر اوب سايارة الرشاطة‪ ،‬غاافلو عان‬

‫خفي بعيد ي بت بيديه آلة تصوير‪.‬‬ ‫شل‬


‫‪112‬‬
‫استيق من رقادرب العميق عىل نغمة هاتفه‪ ،‬بحث عنه متلمساا‬

‫بيدرب ليجيب بنربة ناعسة‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم‪....‬‬

‫انتفل عىل فراشه الو ري بعاد ساام حاديث خماطباه‪ ،‬يقاول‬

‫باستغراب‪.‬‬

‫‪¤‬حسنا ‪ ...‬سرحلق بكم‪.‬‬

‫نفل عنه سل النوم و انتعش برسعة ليجهز نفساه ام نازل‬

‫عىل الدرج بلباسه األنيق رغام بسااطته‪ ،‬رسوال جيناز أزرق‬

‫و نزة زرقاء تعلوها سرتة سوداء‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ملح أخته برفقة والدتاه عاىل مائادة األ ال واألخارية تبادو‬

‫متجهمة‪ ،‬ئيبة املالمح‪ ،‬فزفر بضيق وقلاق متوجهاا نحومهاا‬

‫ليلتقط بضع لقيامت رسيعة قبل اللحاق بعمله وما اد يصال‬

‫برذنه‪.‬‬ ‫هتم‬ ‫حتى سحبته أخ ته من يدرب ليجل‬

‫‪¤‬إنه احللم ذاته مرة أخرى‪ ،‬أال تعتقد برن هاذا الوضاع يتارزم‬

‫أ ر فر رال لقد بدأ مرة بالشهر واآلن تقريبا ل يوم‪ ،‬ال أعلم‬

‫ماذا أفعلال تعد مواسايت تفيد بيشء‪.‬‬

‫تطلع هشام بوالدته مقطب اجلبو من منظرها الذي ال يرسا‪،‬‬

‫يسر ا بإشفاق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمي‪ ،‬ألن ختربيني عن ماهية احللمال قد يرحيك ذلك‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫بادلته النظر بوجوم و رن وجهها بان عليه التجعد حزنا وقلة‬

‫النوم‪.‬‬

‫‪¤‬رفضت إخبار م به ساابقا ألناه مكارورب رسد حلام بشاع‪،‬‬

‫لكنني تعبت إنه ال يفارقني ماؤخرا وماع ذلاك لان أخارب م‬

‫أختاي لايىل يشاعرين برهناا غاضابة مناي‪....‬‬ ‫سوى أنه خي‬

‫غاضبة جدا‪.‬‬

‫اقرتبت ابنتها ملار لتضع يدها عىل يدي والدهتا‪ ،‬جتيبها مواسية‪.‬‬

‫‪¤‬اهدأي أمي هوين عليك‪.‬‬

‫ست مالمح االستغراب وجوههم وهشام يعقب مستنتجا‪.‬‬

‫‪¤‬مهام ان املوضو ‪ ،‬فاألمر له عالقة بلالتي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫دمعة و تلتها م يالهتا من عيني والدته‪ ،‬جتيبه ببكاء‪.‬‬

‫‪¤‬أرجوك بني ال متل من البحت عنها‪ِ ،‬جدها حتى لو انات‬

‫ميتة‪ ،‬أريد أن أزور قربها ‪.‬‬

‫قام إليها حيضنها مشفقا عىل حا ا وانضامت إلايهام ملاار هاي‬

‫األخرى تبكي‪.‬‬

‫‪ ¤‬أوقف البحث أمي لكنه سيساتغرق وقتاا ألن املعلوماات‬

‫بحوزيت شحيحة‪ ،‬فقط لاو تعلماو بمان تزوجات أو مكاان‬

‫سكنها باملايض‪ ...‬لكن سارج دها إن شااء اهلل أعادك ‪..‬أماي‬

‫استرذن اآلن فلقد ترخرت و لدي عمل مهم‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫أومرت والدته بتفهم فقبل رأسها ووجنة شقيقته ليغادر بعدها‬

‫يفكر بام قالته والدته‪ ،‬فقد أوحت له بفكرة من غري أن تقصد‪،‬‬

‫سيبحت بسجل الوفيات وإذا فاد اسامها سايكون جيادا‪،‬‬

‫فهذا يعني أهنا ال تزال حية أما إن وجدها فعىل األقل سيصال‬

‫إ أوالدها وينتهي من هذا املوضو ‪.‬‬

‫استل هاتفه و بحث عن اسم معو طلبه وانتظر قليال م قال‪.‬‬

‫‪ ¤‬مرحبا ياسو‪ ،‬اميل عيل العنوان‪.‬‬

‫قطب بروية من قول الضابط ياسو فعلق مستغربا‪.‬‬

‫‪¤‬غريب‪ ،‬أهنياتم ال يشء بادون قتاال و املجرماون سالموا‬

‫أنفسهم هكذا! أنا ال أفهم‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫سكت قليال تم أردف‪.‬‬

‫‪ ¤‬فتاة! هي فتاة! ‪....‬سرسبقكم إ املر ز ألفهام ال يشء‪..‬‬

‫سالم‪.‬‬

‫بلغ مكتبه وهو يف حرية من أمررب‪ ،‬يف ببضاعة هبذرب الكمياة‬

‫أن تكون بعهدة فتاةال وختزهنا يف قبو بيتهاال ما هذرب اجلرأةال إما‬

‫جمنونة أو ‪...‬يف خضم أفكاررب ينتبه إ ذلك الرجال بالبذلاة‬

‫السوداء‪ ،‬اد أن يصطدم به لوال أن هذا األخري تنحنح ليلفت‬

‫نظررب إليه م قال ببسمة رسمية‪.‬‬

‫‪ ¤‬السالم عليكم‪ ،‬أنا املحامي عز الدين الشاامي حاارض عان‬

‫مو لتي‪...‬‬

‫‪118‬‬
‫قاطعه هشام بينام يرفع أحد حاجبيه بسلرية‪.‬‬

‫‪¤‬هبذرب الرسعة! وااااو حتى أن مو لتك تصل بعد‪ ،‬هل تدفع‬

‫لك جيدا إ هذا احلدال‬

‫تنبه لوجود حر ة فالتفت‪ ،‬عندها انت الصدمة!‬

‫مشهد يتوقعه حتى يف أشد أحالماه تطرفاا وحلاق حاجباه‬

‫اآلخر برخيه ذهوال يفغر فاهه حتى بدا األبله وهاو يشااهد‬

‫ليث قادما مع ااا‪'..‬ممنو اللم '!‬

‫ما إن ملحه ليث حتى ابتسم و لام اقارتب توساعت ابتساامته‬


‫أمام مالمح هشام ِ‬
‫البل بهة فتنظر ورد لكليهام بحرية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫مللم نفسه من املفاجارة بصاعوبة وساحب لياث مان يادرب إ‬

‫الزاوية يستفرس منه‪،‬‬

‫بااملعنى‬ ‫‪ ¤‬ليث‪ ،‬صحيح طلبت منك أن ختطفهاا لكان لاي‬

‫اآلخر‪ ...‬ملاذا تبتسم هكذاال‬

‫هز رأسه بلفة يستسلم لطرافة الوضع بينام فيبه بمرح‪.‬‬

‫‪¤‬أتعلم يا هشام! يف خضم هاذا الصاباح الغرياب و ال ماا‬

‫حدث فيه‪ ،‬ما نت أفكر إال بوجهك عنادما تراناا معاا هناا‬

‫ولكنك فقت خيايل بك ري يا رجل‪.‬‬

‫‪¤‬هاهاها‪ .....‬أضحكتني فعال‪ ،‬هل سترشح اآلن أم ماذاال‬

‫‪¤‬ستفهم ل يشء يف التحقيق‪ ،‬هيا! لقد طال وقوفنا هنا‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫حتر ا ناحية املكتب وأشار للمحامي وورد للادخول‪ ،‬جلا‬

‫ليث خلف مكتبه وظل هشام واقفا يستشعر غرابة املوقف ام‬

‫ظلت ورد واقفة مع املحامي حتى طلب منهام اجللو ‪ ،‬فقعدا‬

‫عىل الكرسيان املتقابالن‪.‬‬

‫دقات عىل الباب تالرب دخول شاب ال يناي متوساط الطاول‬

‫عليه‬ ‫جيد املظهر‪ ،‬أخذ رسيا يتجه به جانب ليث حيث جل‬

‫فهز احلاسوب م نظر إ األخري وأومر بمعنى جاهز‪ ،‬ليتكلم‬

‫ليث يقول‪.‬‬

‫‪¤‬بسم اهلل نبدأ التحقيق بالقضية ست مئاة و واحاد ومخساون‬

‫اخلاصة بشحنة امللادرات ناو ‪ .....‬املرسابة إ املديناة عارب‬

‫الطريق الصحراوي بتاريخ ‪ .....‬والتي متت متابعتها من قبلنا‬


‫‪121‬‬
‫نحن الضابط املمت از ليث اجلنادي و الضاابط املمتااز هشاام‬

‫الصياد والضابط ياسو فااخر ‪..‬بتاريخ‪...‬أتتناا إخبارياة مان‬

‫مصدر جمهول بوجود الشحنة باملنزل رقم‪....‬الكائن بحي‪...‬‬

‫تعود ملكيته لآلنسة ورد خطاب وعليه أصادرت النياباة إذن‬

‫بالتفتيش امللحق بتقرير التحقيق وقمنا نحن الضاابط املمتااز‬

‫ليث ا جلندي والضابط ياسو فاخر وفرياق التادخل الرسايع‬

‫رقم* بالتفتيش ولقد بت وجاود الشاحنة باملكاان الساالف‬

‫ذ ررب وقمنا بإلقااء القابل عاىل صااحبة املنازل اآلنساة ورد‬

‫خطاب للتحقيق معها اليوم‪...‬بتاريخ‪.....‬وبحضور املحامي‬

‫عز الادين الشاامي وبياناتاه ‪......‬احلاارض عان املتهماة ورد‬

‫‪122‬‬
‫خطاب وعليه نفتتح التحقيق بالسؤال األول االسم والنسب‬

‫والسن واملهنة والعنوان‪.‬‬

‫سكنت تنصت بإمعان لك ل ما يقوله الضابط وقاد لغات ال‬

‫يشء آخر من ذا رهتا‪ ،‬لتستوعب ل ماا تساتطيع أن تلتقطاه‬

‫ذا رهتا وبدأت جتاوب عىل األسئلة هبدوء‪.‬‬

‫‪¤‬ورد خطاب‪ ،‬سبع وعرش ون سانة‪ ،‬املهناة أساتاذة بمدرساة‬

‫'نور العلم' العنوان حي‪...‬‬

‫صمتت فتحدث ليث بينام يراقبها عن ب‪.‬‬

‫‪¤‬ماذا تعرفو عان امللادرات التاي تام الع اور عليهاا بقباو‬

‫منزلكال‬

‫‪123‬‬
‫‪¤‬ال عالقة يل هبا وال أعلم يف تم إدخا ا إ بيتي‪.‬‬

‫‪¤‬من يقطن املنزل معكال أسامؤهم املة‪.‬‬

‫‪¤‬أمي عائشة يرسي مساعدهتا نعيماة اجلرماي ‪....‬و زوجهاا‬

‫رم السهامي‪ ..‬األخري مع زيد سا حاريس البيت‪ ،‬أما أخي‬

‫حممود و أختاي ساهى خطااب فهاام يارتددان عاىل البيات ال‬

‫يعيشان معنا‪.‬‬

‫‪¤‬هل تشكو برحد منهمال‬

‫‪¤‬ال ‪ ...‬بالنسبة للموظفو فهم قة أعرفهم لسنوات أما أهايل‬

‫فوق مستوى الشبهات‪.‬‬

‫ابتسم ليث بسلرية‪ ،‬يعقب‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫هناك يشء اسامه قاة‬ ‫‪¤‬متهيل آنسة ورد وفكري جيدا‪ ،‬فلي‬

‫معرض لللياناة حتاى مان يظانهم‬ ‫ملعرفة طويلة ل شل‬

‫إليه‪.‬‬ ‫أقرب النا‬

‫أجابته بجدية رغم حفاظها عىل هدوءها‪.‬‬

‫و ام يوجد اخلائن‬ ‫‪¤‬أنا لن أهتم أحدا زورا إ أن ي بت العك‬

‫يوجد الويف‪.‬‬

‫رمارب هشام بنظرة ذات معنى فضم ليث حاجبيه باستياء وعاد‬

‫إ استجوابه لورد‪.‬‬

‫‪¤‬هل شعرت بيشء غري عادي يف األيام ال ال ة األخرية‪.‬‬

‫رمقته باستفسار‪ ،‬فرجاهبا‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪¤‬تتبعنا مسار الشحنة إ أن اختفت منذ ال ة أيام‪.‬‬

‫رشدت ورد قليال‪ ،‬تفكر بزيد ان خمتلفا عن املرلوف‪ ،‬انقبل‬

‫قلبها تفكر بحرية ‪*...‬بام ورطت نفسك يا زيادال ياا اهلل هال‬

‫يمكنال ‪...‬مسكو زيد‪ ،‬لقد اقرتبت من حلمك اريا‪ ،‬فاامذا‬

‫حصل بالضبطال‪..‬آرب‪ ،‬غبي غبي! ما باليد حيلة يا زيد فب أن‬

‫أجدك قبل أن تضيع أ ر‪ ،‬عىل األقال ساتكون حياا حمبوساا‬

‫‪..‬حزمت أمرها م تكلمت‪.‬‬

‫‪ ¤‬هناااك يشء ال أعلاام إن ااان سيساااعدين لكاان بالتر يااد‬

‫سيساعد م‪.‬‬

‫لفتت انتبارب أربعة أزواج من العيون تستطرد‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ ¤‬نت قد قمت بتوزيع عادد مان آالت التصاوير الصاغرية‬

‫برما ن متعددة باحلديقة و أيضا عىل باب القبو مان الازاويتو‬

‫وأنا متر دة برهنا صورت مان أدخال تلاك األشاياء ‪...‬إهناا‬

‫موصولة بحاسويب اخلااص وهاو يف غرفتاي لكان فضاال ال‬

‫رشطي حيرضرب سواك أهي ا الضابط ليث‪ ...‬لن أسمح ألحد برن‬

‫يدخل غرفتي بغيايب ‪...‬أما أنت فقد دخلتها من قبل و سردون‬

‫لك لامت الرس ‪.‬‬

‫دغدغة صغرية تسللت إ صدررب‪ ،‬نفل رأسه منهاا والتفات‬

‫إ ضابط املحرض بقوله‪.‬‬

‫‪ ¤‬بعد التحقيق مع املتهمة ورد خطااب قررناا التاايل‪ ...‬أوال‬

‫التحقيق مع األشلاص القاطنو يف بيتها السيدة عائشة يرسي‬


‫‪127‬‬
‫والسيدة نعيمة اجلرمي ‪...‬و السيد رم الساهامي‪...‬و السايد‬

‫زيد سا و ذا السيدة سهى و حممود خطاب ‪ ...‬انيا اإلحرتاز‬

‫للمتهمة نظرا ملا حيتوي عليه من أدلة‬ ‫عىل احلاسوب الشل‬

‫املتهمة ورد اخلطاب ال ة أيام عىل‬ ‫تفيد القضية ‪ ...‬ال ا حب‬

‫ذمة التحقيق قابلة للتجديد مع استحالة الكفالة نظرا خلطورة‬

‫القضية‪.‬‬

‫هتف املحامي باستنكار‪.‬‬

‫عدال‪ ،‬فسجل اآلنسة ورد نظيف ولن هتارب‬ ‫‪¤‬لكن هذا لي‬

‫ألي مكان‪.‬‬

‫التقط مجودها فيب املحامي برسمية‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪¤‬إنه القانون يا أستاذ عز هذرب القضية خطارية ‪...‬حادث عاىل‬

‫إ رها جرائم قتل عدي دة وهذا أول خايط نملكاه وسانحرص‬

‫عليه ‪...‬أقفل املحرض يف ساعته ‪...‬دقيقة ويكون التقرير جاهز‬

‫لتميض عليه اآلنسة‪.‬‬

‫***‬

‫طمرن املحامي ورد التاي انات بعاا آخار تفكار بزياد ام‬

‫انرصف‪ ،‬تبعه الكاتب بعد جتهيز التقرير وتزيله بتوقيعها‪.‬‬

‫تناقش ليث وهشام بلطة التحقيق املقبلة م انرصاف هشاام‬

‫يتكلف بإحضار الشهود وظل ليث يترمل ورد‪.....‬إهنا سامهة‬

‫يراهن برهنا ختفي شيئا ما‪ ،‬حتى وهي سامهة عيناها جامادتان‬

‫‪129‬‬
‫حجرين أسودين‪ ،‬ترى من أين ا بكل هذرب القوةال الفتيات‬

‫بنصف موقفها ينهرن ويمألن الدنيا دموعا وبكاء وهي رهناا‬

‫يف رحلة استكشاف‪.‬‬

‫قطع صوت هاتف املكتب ترمله مالحظا ما قد يكاون إجاباة‬

‫ضئيلة عىل وجه ورد‪ ،‬فاستل السامعة من مكاهنا برسعة ليتلون‬

‫وجهه بجدية‪ ،‬مستغربا بعل اليشء‪.‬‬

‫‪¤‬احرتامي سيدي‪ ،‬نعم‪ ....‬أنا أسمع‪.‬‬

‫نظر إ ورد التي لفت انتباهها تغري وجهه‪ ،‬يستدرك‪.‬‬

‫‪¤‬نعم سيدي إهنا أمامي ولقد انتهى التحقيق‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫استمع‪ ،‬تفاجر م جتهم وجهه و رنه غري راض عىل ما يسمعه‪،‬‬

‫لكنه رد عىل أي حال‪.‬‬

‫‪¤‬سيدي تعلم برنني ال أعمل بالتوصيات ام تعلم جيدا قدرك‬

‫عندي لذلك سرحاول بام يسمح به ضمريي ‪....‬حارض‪ ،‬إهناا‬

‫معك‪.‬‬

‫مد السامعة لورد فرمسكتها بلهفة تدرك هوية من حيد ه‪ ،‬حتذررب‬

‫بحزم‪.‬‬

‫‪ ¤‬أرجوك ال تتدخل! أنا بريئة و سرخرج من هنا قريبا ‪ .‬قطعا‬

‫ال‪ ،‬لن تريت! اسمعني جيدا‪ ،‬ال ضري بالبقاء هنا قلايال‪ ،‬فرنات‬

‫تعلم منذ متى وأنا أحاول زيارة حجز النساء و تسامحوا يل‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫هذرب فرصتي حتى يتم إ بات براءيت التي لن تترخر فال تقلق و‬

‫تضيع عيل الفرصة‪ ،‬وال تتدخل ال أريد أي متييز ‪.‬‬

‫التفتاات إ وجااه ليااث املصادوم وأعااادت مجلتهااا األخاارية‬

‫بوضوح ‪:‬‬

‫‪¤‬ال أريد أي متييز وأنت يا سيدي العميد شدد عىل موظفياك‬

‫ليقوموا بعملهم عىل أ مل وجه ودعني أقوم بعمايل ‪..‬اعتناي‬

‫بنفسك و ال تفعل شيئا يضيع ما بنينارب‪ ،‬إ اللقاء‪.‬‬

‫أعادت السامعة إ ليث الذي هبت مما سمع‪ ،‬يتساءل عن نو‬

‫العالقة بو العميد و هذرب الفتاة التي تزداد غموضا لاام بقاي‬

‫معها مدة أطول‪ ،‬وعد نفسه بارن يعلام ألن هاذرب البااردة لان‬

‫‪132‬‬
‫تشفي غليل فضوله والتقط السامعة من يدها تم ضاغط عاىل‬

‫زرين يطلب من رشطية ماا القادوم إ بمكتباه وأخاد ورقاة‬

‫صغرية ليضعها أمامها مع قلم حرب‪ ،‬خياطبها ببعل التهكم‪.‬‬

‫‪¤‬بام أنك ترفضو التمييز‪ ،‬فرنت اآلن ستنزلو إ احلجز حتى‬

‫نحتاجك جماددا وطبعاا لان يكاون سايئا باام أن زيارتاه مان‬

‫أمنياتك‪ ...‬لكن ال أظ ن برنه سيعجبك ما سرتينه‪ ،‬فبالنهاية هو‬

‫مر ز استجامم ‪.‬‬ ‫حجز و لي‬

‫نطق اجلملة األخرية بسلرية تامة‪ ،‬يردف‪.‬‬

‫‪ ،‬سرغادر‬ ‫‪ ¤‬لكن قبال ا تبي لامت الرس حلاسوبك الشل‬

‫إلحضاررب ما أن أسلمك إلحدى املكلفات بحجز النساء‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫أخدت القلم و بدأت بالكتابة ورأسها يكاد ينفجر من ازدحام‬

‫ل أمر عىل حدة‬ ‫هذا ما يزعجها حقا‪ ،‬فستعال‬ ‫األفكار لي‬

‫لكن ما يزعجها حقا أن اللوزتو قد التهبتا بالفعل‪ ،‬ألن البلع‬

‫يؤملها واحلمى عىل أبواب الرجو ومن غبائها تذ رت أخاد‬

‫ل ما يلزمها إال الدواء تناولت منه و حترضرب معهاا وتتمناى‬

‫بوقت املرض بتاتا‪.‬‬ ‫فعال الصمود‪ ،‬فهذا لي‬

‫أخد ليث الورقة من أمامها طواها ودسها بجيبه دون أن ينظر‬

‫إ حمتواها‪ ،‬طرقت الباب وفتحته امرأة أربعينية بزي الرشطة‬

‫لون الازي‪ ،‬رفعات يادها بتحياة‬ ‫النسوي وحجاب من نف‬

‫عسكرية م قالت‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمرك سيدي‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ ¤‬سيدة ملياء ‪...‬رافقي اآلنسة إ احلجز‪.‬‬

‫التفتت إ ورد و رهنا اآلن الحظت وجودها واجتهت إليهاا‬

‫لتمسك بمرفقها وما إن وصلتا الباب نادى ملياء فعادت إلياه‪،‬‬

‫ا بيشء تسمعه ورد فابتسمت و متتمات‪ ،‬بارمرك ام‬ ‫مه‬

‫رجعت إ جانب ورد ترميها بنظرة غريبة م ح تها عىل امليش‬

‫دون إمسا ها هذرب املرة‪.‬‬

‫الرواق الذي عربت منه عند جميئها وبعادرب‬ ‫وجهتها عرب نف‬

‫رواق أطول منه عىل يمينه ينتهي بالدرج عىل لتا اجلهتو‪.‬‬

‫أشارت ا ملياء جهة اليسار حيث نزلتا السلم حتى وقفتا عىل‬

‫حجرة هبا الث مكاتب و امرأتو‪ ،‬األو صغرية و مجيلة بزي‬

‫‪135‬‬
‫الرشطة الرجايل يفصل قدها‪ ،‬شعرها مصفف ووجهاا مازين‬

‫زهيا لكن‬ ‫بمساحيق جتميل بارزة وال انية من عمر ملياء و نف‬

‫بنظرة ما رة و انت السباقة باحلديث‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل من أجل هذرب طلباك الضاابط لياث باالسامال تراهاا‬

‫شلصية هامةال ألن هناك من ستنفجر مرارهتا جاراء تفويات‬

‫هذرب الفرصة لرؤية الضابط املمتاز‪.‬‬

‫بينام ملياء‬ ‫ورد بتدقيق عاب‬ ‫انت الرشطية الصغرية تتفح‬

‫جتيب ببعل التشفي‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ ¤‬جدا‪ ....‬مهمة جدا‪ ،‬ولقد أوصاين عليها و قال إهنا ختصاه‪،‬‬

‫فرتاجعا وابتعدا عنها فإن شكتكام إلياه لان تسالام مان عقاباه‬

‫وأنتام تعرفانه حق املعرفة‪.‬‬

‫رمتها الصغرية بنظرة حاقدة أما األخارى فقاد ملعات عيناهاا‬

‫وفكرت بام أهنا معرفة الضاابط فهاي غنياة‪ ،‬أرسعات إليهاا‬

‫تظهر اهتاممها الزائف ترحب هبا‪.‬‬

‫‪¤‬أهال أهال يا آنسة‪ ،‬ال ختايف أبدا ‪ ،‬أنات بضايافتنا إ أن ياريت‬

‫الفرج‪ ،‬أي يشء تريدينه نرتيك به‪ ،‬طلباتك أوامر‪.‬‬

‫‪¤‬ما هتمتك ال فهيئتك تنم عن االحرتام و النظافة‪ ،‬ماذا تفعلو‬

‫هناال‬

‫‪137‬‬
‫سرلتها الرشطية الصغرية بغي تريد و بشدة أن تعارف ماهياة‬

‫عالقتها بليث الذي ترمت ي عليه أغلب الرشاطيات العازباات‬

‫منذ معرفتهن عن طالقه‪....‬‬

‫سارت ورد إ أن وصل ت أمامها م نظرت مباارشة بعينيهاا‪،‬‬

‫فجمدهتا بمكاهنا توجه ا جواهبا اجلامد‪.‬‬

‫‪ ¤‬خمدرات! عزيزيت‪ ،‬ال تسمحي للمظاهر بلاداعك‪ ،‬فلاي‬

‫ل الظواهر البواطن‪ ،‬تذ ري هذا جيدا‪ ،‬أما عالقتي بليث!‬

‫تعمدت ذ ر اسمه جمردا و ضمت شفتيها ام أمالات رأساها‬

‫قليال‪ ،‬تكمل‪.‬‬

‫‪¤‬أظن برنك لن تعلمي أبدا‪ ،‬ونصيحة‪...‬‬

‫‪138‬‬
‫رفعت يدها وبدأت تعدد عىل أصاهبا‪.‬‬

‫‪¤‬أنت رشطية‪ ،‬يعني قوية‪ ،‬مستقلة و مجيلة فال تضيعي أيامك‬

‫بمطاردة هدف ال تريدينه من األصل لذلك لن حتصايل علياه‬

‫والتفتي حلياتك وابح ي عمن فعل مناك هادفا لاه ويريادك‬

‫بشدة‪ ،‬وأرسعي فإن الزمن ال ينتظر أحد ويف طرياق البحاث‬

‫أنظري حولك قليال وافتحي عينيك‪ ،‬فهناك ما هاو أهام مان‬

‫ا‬ ‫الص بغة التي أنا متر دة برهنا تستنفذ وقتك و مالك‪ ...‬ختل‬

‫منها عزيزيت و ستتضح لك أمورا ريا ‪.‬‬

‫م اجتهت إ ملياء سلمتها حقيبة يادها ومضات عاىل وصال‬

‫األمان للحفاظ عليها لتنرصف برفقتهاا إ احلجاز‪ ،‬متالفياة‬

‫‪139‬‬
‫زوجو من العيون‪ ،‬األو متفاجئة ماع ملحاة مكار و ال انياة‬

‫فقدت حدة حقدها وبدت حائرة‪.‬‬

‫فتحت ملياء بوابة احلجز تشري ا بالدخول و هي تتطلع إليهاا‬

‫بإعجاب تستطع إنكاررب وأغلقت الباب وانرصافت حتلاف‬

‫برغل أيامهنا عىل تلك الفتاة‪ ،‬ال يمكن أن تكون جمرمة‪.‬‬

‫دخلت ورد احلجز تتفحصه‪ ،‬غرفة طويلة بعرض أقرص مقعد‬

‫م بت عىل طول حائط ذو طالء أمحر باهت ووساخ ويف أعاىل‬

‫ل واحد من اجلدران ال ال ة نافذة صغرية بقضابان حديدياة‬

‫سوداء‪ .‬يكاد اجلو خيتنق من رة املحجوزات‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫أمهلت نظرات الفضول و االستغراب املوجهة إليها و تقدمت‬

‫نحو ر ن منازو باتخر املقعاد عاىل يمينهاا وجلسات لارتيح‬

‫جسدها‪ ،‬فلقد متكن منها التعب واحلمى تكتسح بدهنا‪.‬‬

‫أقفلت عينيها للتفكر بكل ما حدث يف يومها الغريب ختاطب‬

‫نفسها‪..‬‬

‫‪*..‬آرب يا زيد بام أدخلات نفساكال أرجاو أن تكاون خمادوعا‬

‫خمادعا ‪...‬أساتغفر اهلل العظايم‪ ،‬اان فاب أن أحد اه‬ ‫ولي‬

‫البارحة عندما شككت بكوناه غاري طبيعاي‪ ،‬آرب تلاك احلفلاة‬

‫اللعينة! إفرحي يا شاهي فرناا لان أعتاب حفاال بعاد الياوم‪،‬‬

‫سرلف عىل مكاتبهم و قصورهم إن اقتضا األمار و لكان ال‬

‫حفالت بعد اليوم‪ ،‬هاذا إن قبلاوا يب باجلمعياة أصاال‪ ،‬فرناا‬


‫‪141‬‬
‫أصاابحت رد سااجون حمرتمااة ‪..‬ال هياام‪ ،‬متااى اناات رئاسااة‬

‫اجلمعية سببا بحبي لللري والعمل بهال فالعمل اخلاريي باري‬

‫وقت وأي مكان م ل اآلن‪ ،‬سرسرتيح قليال وأبادأ عمايل لان‬

‫أضيع هذرب الفرصة‪.‬‬

‫‪¤‬إهييئهيئهي آرب آرب إهييئهيئهي‪..‬‬

‫فتحت ورد عيناها عىل صوت فتاة باك بمرارة تلفتت تبحاث‬

‫عن صاحبة الصوت فوجدهتا‪ ،‬إن انات الرشاطية الصاغرية‬

‫مجيلة بصباغتها فهذرب الفتاة فات ناة ماع أهناا متلحفاة يف عبااءة‬

‫سوداء مغربة ضعف حجمها ووشاح أسود مغرب مشقوق من‬

‫اجلانب وعيناها محراوان الدم حا‪ ،،،‬مهال! هال حاجباهاا‬

‫‪142‬‬
‫أمحرانال سبحان اهلل ولكن هل مهاا مصابوغو أم خلقاة اهلل‪،‬‬

‫قطعت أفكارها عىل إ ر صياح امرأة مزع ‪.‬‬

‫‪ ¤‬أصمتي يا فتاة! أال متلو و ال تكلو لقد صدعت رؤوسنا‬

‫ببكائك ‪..‬لن يفيدك بيشء فنحن ال هيمنا براءتك من عادمها‪،‬‬

‫ال بارك اهلل بك! إال أقسم أن أعطيك سببا مقنعا للبكاء‪.‬‬

‫حطت الفتاة يدها عىل فمها لتكتم شاهقاهتا األليماة ترجاف‬

‫خوفا‪ ،‬غضبت ورد ملرآها الباائ ‪ ،‬فتحر ات دون أن تاتلىل‬

‫عن برودهتا املعتادة حتى وقف ت أمام املرأة املزعجة و بساطت‬

‫يدها بورقة من فئة املئة أمام وجهها‪ ،‬فتوسعت عيناها من رؤية‬

‫املال قبل أن ترفاع أنظارهاا إ ورد بلهفاة متساائلة ‪...‬ردت‬

‫عليها ورد‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫‪¤‬هل تكفيك هذرب لرتمحينا من صياحكال فبكاؤها أرحم بك ري‬

‫مطت شفتيها دون أن حتيد بعينيها عن الورقة املالية م خطفتها‬

‫لتحرشها بصدرها تقوم من مكاهنا تشري ا قائلة‪.‬‬

‫‪¤‬لن أرمحك من صياحي املزع فقاط بال ساوف أتارك لاك‬

‫املكان بجانبها لرتتاحي تفضيل يا سيدة احلسن‪.‬‬

‫يتغااري وجااه ورد أباادا وظلاات تراقبهااا إ أن ابتعاادت اام‬

‫جلست بجانب الفتاة‪ ،‬نظرت إ وجهها مطوال حتدث نفسها‬

‫*مماام و عينااو خرضاااوين البااد أن ساابب شااقائك مجالااك‪،‬‬

‫فاإلنسان يتمنى نعام لو انت له ألضحت نقام حتيل حياتاه إ‬

‫‪144‬‬
‫جحيم اللهم أرزقناا القناعاة و الرضاا ياا رب‪ ،‬لكان هاذان‬

‫احلاجبانال*‬

‫‪ ¤‬هل مها مصبوغانال‬

‫من الساؤال فقاد‬ ‫رفعت الفتاة رأسها إ ورد مستغربة‪ ،‬لي‬

‫سؤا ا لكن عجبها يكمن باهتامم هذرب الفتاة‬ ‫سئلت ريا نف‬

‫هبا و الدفا عنها أيضا‪ ،‬تبدو حمرتمة و ملاذا هي هنا يا ترىال و ب‬


‫ال تكونال لقاد جربات الظلام وساهل جادا أن تكاون هاي‬

‫األخرى مظلومة‪ ..‬انتبهت عىل نظراهتا ال اقبة واملوجهة إليها‪،‬‬

‫فر زت عىل قو ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬حاجباك هل مها طبيعيو أو لوريالال‬

‫‪145‬‬
‫ابتسم ت الفتاة بوهن جتيبها بنربة مبحوحة‪.‬‬

‫لوريال‪.‬‬ ‫‪¤‬طبيعي و لي‬

‫ابتسمت ورد بدورها‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫‪ ¤‬عىل األقل رأينا ابتسامتك ‪..‬مع أنني أرتح لتلك املزعجاة‬

‫لكنها حمقة يف يشء واحد‪ ..‬البكاء ال يفيد إال يف حالة واحادة‬

‫‪....‬يف السجود هلل‪ ،‬البكاء من خشيته و التذلل لاه والشاكوى‬

‫إليه فقط له سبحانه‪.‬‬

‫عاد الوجوم ليشمل وجهها وتغضانت مالحمهاا بحازن مريار‬

‫حلياة تنصفها وبدأت الدمو تتجماع بمقلتيهاا‪ ،‬فساارعت‬

‫ورد تستدرك‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ ¤‬صيل عىل رسول اهلل‪.‬‬

‫‪¤‬عليه الصالة و السالم‪.‬‬

‫مهست الفتاة بر سى‪ ،‬فتلفتت ورد يميناا ويساارا تبحاث عان‬

‫يشء ما‪.‬‬

‫‪¤‬هل يوجد محام هناال‬

‫أ شارت ا إ باب صغري جانبي‪ ،‬تفرس‪.‬‬

‫‪ ¤‬هناك ‪...‬لكنه صغري جدا‪.‬‬

‫‪¤‬ال هيم‪ ،‬هل به ماءال‬

‫أشارت ا بنعم‪ ،‬فقالت ورد‬

‫‪147‬‬
‫‪¤‬إذن فلنقم نتوضر ونصيل الظهر‪ ،‬فهذا وقته م بعدها تقصو‬

‫عيل مشكلتك هيا!‬

‫***‬

‫توجه ليث إ بيت ورد حيث ملح سيارة هشام قارب املادخل‬

‫الباب الذي فاتح‬ ‫اخلارجي‪ ،‬ر ن خلفها وترجل ليدق جر‬

‫له آليا بعد أن تعرفوا عليه‪ ،‬مر عرب احلديقة حيث ملح صاديقه‬

‫بجانبه حممود قبالة الباب الداخيل‪ ،‬فلطا نحومها بلفة يلقاى‬

‫السالم‪ ،‬فيلربرب هشام‪.‬‬

‫‪ ¤‬سلمت ل واحد منهم ورقة استدعائه إال زياد غائاب وال‬

‫أحد يعلم أين هوال‬

‫‪148‬‬
‫رمق ليث صديقه بنظرة ذات معنى فالتفت إ حممود بسؤاله‪.‬‬

‫‪ ¤‬من أين تعرفون زيد يا د تاور حمماودال أعناي ياف قماتم‬

‫بتوظيفهال‬

‫مط شفتيه بتعبري اجلهل‪ ،‬فيبه‪.‬‬

‫‪¤‬ورد من وظفته‪ ،‬أذ ر برهنا قالت تعرفه منذ أن ان بالرابعاة‬

‫عرش من عمررب‪ ،‬لكن يف ال أعلم ‪ ...‬ماا أعرفاه أهناا تولياه‬

‫أمهية و رهنا مسؤولة عنه لكنني رصاحة أهاتم ألهناا عاادة‬

‫ورد مع الك ريين‪.‬‬

‫حدق بالرجلو يستدرك بنربة صادقة‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ ¤‬أقسم لكام أختي بريئة‪ ،‬أضمنها بحيايت ‪...‬ما حيادث معهاا‬

‫مكيدة البد حا وهاا مان حتاارهبم ‪...‬نصاحناها اريا لكان‬

‫عبث‪ ،‬ال هيمها سوى خالقها ومبدأها املوت واحاد و الارب‬

‫واحد‪.‬‬

‫أجابه ليث بسؤال آخر‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل تشك برحد معوال‬

‫ضم شفتارب و ضيق عينيه برسف‪.‬‬

‫‪ ¤‬لألسف ال أعلم‪ ...‬فرنا أعرتف بارنني مناذ أرباع سانوات‬

‫تقريبااا أصاابحت مشااغوال جاادا بااو املستشاافى و الدراسااة‬

‫‪150‬‬
‫الذي اخرتته صاعب جادا و حيتااج مناي جمهاودا‬ ‫التلص‬

‫جبارا لذا ابتعدت رغام عني ‪....‬وهي انت هتاتفني ريا ‪...‬‬

‫ابتسم لتذ ر يشء ما و أردف‪.‬‬

‫‪ ¤‬وتستغلني اام تقاول يف ال فرصاة تسانح اا ألفحا‬

‫مرضاها‪ ،‬معوزين و مرشدين‪ ...‬ختربين برهنا تنتظر فراغي من‬

‫بفارغ الصرب لتفتتح عيادة خريية وتنسق معي‬ ‫دراسة ختص‬

‫ومع األطباء من أصدقائي لكوهنم لن يستطيعوا رفل طلبي‬

‫ل واحد مناا يوماا باألسابو‬ ‫منهم عىل حد قو ا ليلص‬

‫للعيادة‪ ،‬أؤ د لكم برهنا مكيدة وعليكم ا تشاف مرتكبيها‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ ¤‬سنفعل إن شاء اهلل! تر د من ذلك‪ ،‬أطلاب مناك مرافقتاي‬

‫لغرفة األنسة‪ ،‬ألجلب حاساوهبا فلقاد بلغتناا باحتوائاه عاىل‬

‫معلومات هتم التحقيق‪.‬‬

‫أومر حممود باتفهم واساترذنا هشاام الاذي أخارب لياث برناه‬

‫سينتظررب يف غرفة زيد املوجودة بامللحق الصغري باحلديقة‪.‬‬

‫دخال هبو البيت يلتقطان أصواتا قادمة مان جهاة الصاالون‪،‬‬

‫فرخربرب حممود باسام بحرج أهنا والدته جمتمعة بسهى واخلادمة‬

‫وزوجها مشكلو فرقاة للتحقياق بقضاية ورد‪ ،‬ابتسام لياث‬

‫يستغرب قة عائلتها العمياء هبا حتى اخلدم مع أهنم شااهدوا‬

‫امللدرات برعينهم خترج من القبو‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ول الغرفة هذرب املرة قرر ترملهاا بتمهال ‪....‬واساعة نسابيا‪،‬‬

‫غرفة أن وية زهرية الطالء‪ ،‬الستائر‪ ،‬الرشاشف وحتى السجادة‬

‫املتوسطة احلجم عىل جانب الرسير املفارد ام مكتاب صاغري‬

‫بالزاوية ميلء بملفات مرتباة‪ ،‬راجعهاا برساعة فالحا أهناا‬

‫معلومات عن حاالت للمساعدة إما طبية أو دراسية ‪ ...‬بحت‬

‫جيدا عن أدراج و فدها‪ ،‬إلتفت جهة الرسير وخطا برسعة‬

‫يبحث بدرجي املنضدتو م خاصة منضدة الزيناة‪ ...‬جتاهال‬

‫مالبسها اخلاصة داخل أحاد األدراج اام فعال وهاو‬ ‫ملم‬

‫يتفقد خزانتها و فد شيئا ملفتا‪ ،‬فعاد إ احلاسوب املوضو‬

‫وسط املكتب‪ ،‬أخذرب و تطلع إ الغرفة نظرة أخرية شاملة قبل‬

‫أن يغادر‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫نزل السال م متوجها نحو الصالون ليود حممود ووجدهم‬

‫الزالوا يطرحون توقعات هبوية مدبر املكيادة‪ ...‬ماا إن ملحاه‬

‫حممود حتى سار إليه ليودعه عىل وعد باللقاء يف املكتاب مان‬

‫أجل استكامل التحقيق‪.‬‬

‫حلق بصديقه إ امللحق الصغري ليجدرب قد قلب الغرفاة رأساا‬

‫عىل عقب وهو مقطب‪ ،‬خيربرب باستنتاجه‪.‬‬

‫‪ ¤‬حيمل معه يشء‪ ،‬لقد هرب عىل حو غفلة‪.‬‬

‫أومر ليث يوافقه الرأي تم سرله‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل ستعود معي إ املر زال فرنا متشوق ألشاهد ما سجلته‬

‫آالت التصوير‬

‫‪154‬‬
‫‪¤‬طبعا‪ ،‬أنا ر منك فضوال ‪..‬هل اتصلت بعادلال‬

‫نفل هشام فيه ببعضهام يرافق ليث مغادرين بينام يتر د مان‬

‫التقني‪.‬‬ ‫استدعاء املتلص‬

‫‪¤‬نعم سينضم إلينا‪.‬‬

‫***‬

‫يف احلجز‪.....‬دخلت ورد تلك الغرفة املسامت جزافاا محاماا‪،‬‬

‫تكاد تتسع ا‪...‬غرفة مرت عىل مرت بمقعد محام متسخ مشقوق‬

‫وصنبو ر ميارب صد‪ ،.‬أغلقات عينيهاا تتحامال عاىل غ ياهناا‬

‫وفتحت الصنبور لتغمر وجهها باملااء علهاا تاربد قلايال مان‬

‫حرارة احلمى التي متكنت من جسدها‪ ،‬ام بدأت تشعر باتالم‬

‫‪155‬‬
‫فقط بحلقها أيضا بصدرها ورأسها ‪...‬توضرت بصعوبة‬ ‫لي‬

‫م خرجات متانح املجاال للفتااة بارن تادخل هاي األخارى‬

‫‪...‬تلفتت تبحت عن موضع للصالة والحظت بقعة صاغرية‬

‫مناسبة بجانب باب احلجز‪ ،‬توجهت إليها م رفعت أنظارهاا‬

‫الضائيلة املتساللة عارب النوافاذ الصاغرية‪،‬‬ ‫إ أشعة الشام‬

‫وبحسابات قليلة حددت القبلاة واساتقامت إليهاا‪ ،‬بساطت‬

‫الوشاح عىل رأسها وأرخت حزام معطفها ام رفعات يادهيا‬

‫و ربت‪....‬فرغ ت من صاالهتا بعاد أن شاكت إ رهباا قلاة‬

‫حيلتها و محدته عىل أقاداررب ايفام انات واساتغفرته بعادها‬

‫نظرت إ جانبها حيث تقبع تلك الفتاة التي بكات اريا يف‬

‫‪156‬‬
‫صالهتا حتى ابتل موضع سجودها الاذي أشاارت إلياه ورد‬

‫مبتسمة بوهن تعقب بمرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬سوف تغرق و احلجز بدموعك وسنغرق مجيعا‪ ،‬فكام تارين‬

‫ال منافد للامء هنا‪.‬‬

‫ابتسمت الفتاة بحزن وورد تنهل لتمساك بيادها‪ ،‬تساحبها‬

‫ملكان جلوسهام حياث إلتفتات إليهاا بكليتهاا توليهاا امال‬

‫انتباهها‪.‬‬

‫‪¤‬هيا يا زميلة احلجز‪ ،‬أخربيني باسمك وعن حياتك‪ ،‬أرغب‬

‫بمعرفة ل يشء وبالتفصيل فلدينا ل الوقت‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫غامت عيناها بذ ريات بعضها مجيل و اآلخار مريار‪ ،‬تقاول‬

‫بوجوم‪.‬‬

‫‪¤‬إسمي مريم أبلغ من العمر الث و عرشون سنة‪ ،‬أستطع‬

‫إ امل تعليمي اجلامعي وانقطعت عن الدراسة بعد أول سانة‬

‫مع أنني جتاوزهتا بمعدالت جيدة قسم األدب اإلنجليازي‪...‬‬

‫و ل ذلك بسبب زوج أمي‪ ،‬منذ أن دخل حياتناا انقلبات إ‬

‫جحيم مس تعر‪ ..‬نت الفتاة الوحيادة لوالاداي أرسة صاغرية‬

‫سعيدة‪ ،‬نكن من األغني اء لكن أيضا نكن فقاراء‪ ،‬أغادق‬

‫عيل والداي باحلنان ورأيت احلب احلقيقي فيهام‪ ،‬فاريب أحاب‬

‫أمي بصدق وهي أحبته باملقابل وألهنام يتيماو اعتارباين ال‬

‫حياهتام‪ ،‬ان ل يشء مجيال إ الياوم الاذي ظهار باه ذلاك‬

‫‪158‬‬
‫الرجل احلقري عىل باب شقتنا ليبلغنا باخلرب الذي زلزل حياتنا‬

‫وقلبها رأسا عىل عقب ‪...‬وفاة والدي أ ناء تردية عمله بسبب‬

‫مادة خطرية يستعملوهنا أحرقت رئتيه ‪...‬صعقنا وأغمي عاىل‬

‫أمي فساعدين بحملها إ املستشفى حيث علمنا أهنا أصايبت‬

‫برزمة قلبية جاراء الصادمة‪ ...‬يرت ناي أبادا خاالل أزمتناا‬

‫وأخربين برنه زميل لوالدي بالعمل وأنه سيتكلف باإجراءات‬

‫تسليمه و دفنه ‪...‬صدقنا طيبته أناا و أماي وخصوصاا حاو‬

‫نصحنا بطلب التعاويل مان الرشا ة التاي ستساار لتلبياة‬

‫مطالبنا تفاديا للمحا م وتشاويه سامعتها‪ ،‬أقناع أماي بارنني‬

‫سرحتاج للامل لدراستي و أيضا لقلبها املترضر الذي سيحتاج‬


‫للعالج ولن يكفيناا معااش أيب‪ِ ،‬‬
‫فعملناا بنصايحته وبالفعال‬

‫‪159‬‬
‫بتعاويل مهاام بلاغ‬ ‫سلمتنا الرش ة مال التعويل الذي لي‬

‫قدررب‪ ،‬فكيف باهلل عليك سيعوض املال موت أحد والديكال‬

‫صدرت عن حلقها شهقة بكاء مريرة فربتت ورد عاىل تفهاا‬

‫بمواساة حت ها عىل مت ابعة احلديث‪ ،‬مسحت دموعهاا الغزيارة‬

‫تسحب ا واء إ رئتيها م أردفت‪.‬‬

‫‪ ¤‬توالت زياراته املتكررة حتى أضحينا نلجل من أهل احلاي‬

‫ومالحظاهتم وقررناا طلاب قطاع زياراتاه ألهناا ال تصاح‪،‬‬

‫ليفاجئنا بطلبه أمي للزواج‪ ،‬طبعا أمي رفضت يف تلك اللحظة‬

‫دو ن تردد أو تفكري‪ ،‬وحاول إقناع ناا بااللو أنناا وحيادتان و‬

‫نحتاج لرجل معنا يعوض غياب األهال والساند لكان أماي‬

‫أرصت عىل الرفل مما دفع به ليظهر عاىل حقيقتاه‪ ...‬هاددنا‬


‫‪160‬‬
‫برصيح العبارة إن نوافق سيسبب ألماي فضايحة بااحلي و‬

‫سيسلط عيل من يغتصبني‪ ...‬عشنا الرعب بعينه و تاهت عناا‬

‫احليلة حتى رضلت أمي جمربة وأصابحت دموعهاا ال جتاف‬

‫‪....‬عشنا معه أسوأ سنتو استنزف ل مالنا الذي رصفه عاىل‬

‫شهواته يربر فحشه بعدم قيام أماي بحقاه الرشاعي‪ ،‬أماا أناا‬

‫فمرضها منعني من االلتزام بدوام اجلامعة ام قارر تزوجاي‬

‫لرجل غني‪ ،‬الزمت البيت فقط من أجل أماي نات أخشاى‬

‫عليها مناه الرضار أو الرضاب خصوصاا بعاد أن تادهورت‬

‫صحتها تذ ر أيب ريا وبرهنا ستلحق به فتوصيني با رب ماا‬

‫إن تفارق احلياة‪ ...‬حاول تزوفي أ ر من مرة و ل مرة أحبط‬

‫حماوالتااه‪ ،‬فقااد ااانوا رجاااال متاازوجو و ااان سااهال عاايل‬

‫‪161‬‬
‫الوصول لزوجاهتم و طبعا بعد ل إحبااط للزفاة يربحناي‬

‫رضبا‪ ...‬وبتخر مرة تتحمل أمي و أصايبت برزماة أخارى‬

‫توفيت عىل إ رها‪.‬‬

‫اسود وجه مريم غضبا وحقدا‪ ،‬تكمل من بو أسناهنا بغل‪:‬‬

‫‪¤‬يف اليوم ال الث للعازاء مجعات رجاال احلاي مان أصادقاء‬

‫والدي و أعطيتهم صك ملكيتي للشقة التي يكن يعلم بارن‬

‫والداي قد تباها بإسمي قبل أن يموت أيب بمدة طويلاة‪ ،‬أناا‬

‫أيضا أ ن أعلم حتى أخربتني أماي قبال وفاهتاا‪ ،‬أعلماتهم‬

‫بوجوب مغادرته فال فاوز بقااؤرب معاي ‪ ..‬الرجاال دعماوين‬

‫م باستساالم مرياب و نات‬ ‫وطلبوا منه الرحيل‪ ...‬انصا‬

‫حمقة بإحسايس‪ ،‬فبعد أسبو استيقظت من الناوم عاىل أفاراد‬


‫‪162‬‬
‫الرشطة خيلعون باب شقتي ويقتحمون غرفتي‪ ...‬فوجئت هبم‬

‫و بالر جل الراقاد بجاانبي عاار عان مالبساه‪ ،‬قبضاوا عليناا‬

‫ووجهوا يل هتمة الفساد واستغالل بيتاي للادعارة و أناا هناا‬

‫ألربعة أيام ‪....‬احلقري أرسل إيل حماام بحوزتاه أوراق بياع و‬

‫رشاء لشقتي وهددين إن قبلت سيغري الرجال أقوالاه ويارهيم‬

‫عقد زواج عريف بشهود وإن رفضت سيبقى عىل أقواله بارنني‬

‫استدرجته من أجل املال وسايبعث رجااال آخارين ليشاهدوا‬

‫األمر‪.‬‬ ‫بنف‬

‫و عادت للبكاء أما وجه ورد اجلامد بدون تعابري حمددة‪ ،‬فهي‬

‫وأسوء منها‪ ...‬إساتلت مان جيبهاا‬ ‫معتادة عىل هذرب القص‬

‫علبة بالستيكية صغرية للمحارم الورقية تذ رهتا للتو‪ ،‬ناولت‬

‫‪163‬‬
‫بعضها ملريم وأخذت واحدا متسح باه حبيباات العارق عاىل‬

‫جبينها من أ ر احلمى وهي تفكر بعمق قبل أن تضام شافتيها‬

‫وعيناها تلمعان بفكرة ماا مهات بالتحادث لكنهاا تراجعات‬

‫تترمل وجه ماريم رهناا مارتددة باام ساتتفورب باه ويف النهاياة‬

‫حسمت أمرها تستفرس منها بحذر‪.‬‬

‫‪ ¤‬هذا الرجل الذي وجدته بجانبك عار هل ملسكال‬

‫سارعت مريم بالنفي قطعا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أبدا يلمسني أنا بكر عذراء ياا ‪....‬صاحيح أناا ال أعلام‬

‫اسمك‪.‬‬

‫ابتسمت ورد ختاطبها بنربة قوية‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ ¤‬اسمي ورد‪ ...‬انظري إيل جيدا وضعي عينك عىل عيناي ياا‬

‫مريم‪ ،‬قي بكل لمة سرقو ا لاك وبعادها ستمساحو عان‬

‫وجهك دمو الضعف وتلقو بكل يشء عشته وراء ظهارك‪،‬‬

‫لتبدئي حياتك من حيث وقفت‪ ،‬ستنهو دراستك و ستعملو‬

‫وحتيو حياتك إن شاء اهلل ولن! ‪...‬إسامعيني جيادا‪ ....‬لان‬

‫تفكري بزوج والادتك وال باري انتقاام أهاوج‪ ..‬ساتكملو‬

‫حياتك بشكل طبيعي‪ ،‬هاذا رشطاي ملاا سارطلبه مناك وماا‬

‫سرفعله من أجلك‪ ،‬فهل توافقوال‬

‫اتسعت عينا مريم تفغر فمها ببالهة بينام حتاول اساتيعاب ماا‬

‫تتفورب به الفتاة جوارها‪ ،‬هل ما سمعته حقاال هل ستلرج من‬

‫احلجزال هل ستعود لدراستها‪ ،‬حلياة خالية مان وجاود ذلاك‬

‫‪165‬‬
‫احلقري وهتديداته ومقابل ماذاال أن ال تنتقم مناهال إ اجلحايم‬

‫هو وأي انتقام منه‪ ،‬لن يرجع إليها والداها من املوت‪ ،‬واألهم‬

‫هو استعادة حياهتا‪...‬‬

‫قطعاات ورد أفكارهااا بلمسااة ماان ياادها لكفهااا حت هااا عااىل‬

‫التحدث‪ ،‬فقالت بحرية طاغية ختشى رغم ذلك غدر البرش‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا موافقة‪ ...‬إذا ان نسيان ذلاك الرجال مقابال اساتعادة‬

‫حريتي فليكن ‪...‬سرتناسارب فال أبحث عن انتقام لان يعياد إيل‬

‫أغىل ما فقدت‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫إبتسمت ورد برض ا وقد حققت فوزا جديدا بإنقاذ قلب آخار‬

‫من ظلامت احلقد والضيا ‪..‬متى حيو دورك يا وردال تنبهات‬

‫مريم هبا فسرلتها‪.‬‬ ‫إ تفر‬

‫‪ ¤‬اميل عيل اسمك بالكامل واسام ذلاك الرجال ‪..‬سار لف‬

‫حمامي العائلة بقضيتك ليقوم بالالزم وال تقابيل أحدا إال هاو‬

‫‪...‬اسمه عز الدين الشامي إحفظي هذا االسم وال تقابيل غريرب‬

‫وافعيل ل ما سيطلبه منك دون سؤال و ال ختايف‪ ...‬اتفقناال‬

‫أومرت مريم بتفهم شا ر‪ ،‬تتساءل بحرية‪.‬‬

‫‪¤‬ملاذا تساعديننيال‪ ...‬أنا ال أملك املال‪..‬‬

‫قاطعتها ورد بمالمح متصلبة‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ ¤‬أسرلك ماال و لكي تطمئني أناا أعمال يف مجعياة خريياة‪،‬‬

‫أساعدك باسمها ‪...‬مجعية احلنو‪ ...‬أ تسمعي عنهاال‬

‫‪ ¤‬أظنها مجعية برية لكن ماذا تفعلو أنت هناال‬

‫ابتسمت ورد بربود جتيبها‪.‬‬

‫‪ ¤‬صدقيني يا مريم ال تريدين أن تعريف‪.‬‬

‫م أردفت بعد أن أرخت مالمح وجهها الشاحبة مرضا‪.‬‬

‫‪ ¤‬عندما نلرج من هنا إن شاء اهلل ستتعرفو عيل جيادا‪ ،‬فرناا‬

‫أحببتك و سنكون صديقتو بعون اهلل‪...‬دعيني اآلن أسارتيح‬

‫ألن جسدي مهدود‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫تكمل عبارهتا وباب احلجز يفتح ليظهر وجاه مليااء تصايح‬

‫باسمها‪ ،‬نظرت نحوها توم بتعب م التفتت إ مريم تعيد‬

‫سؤا ا عن االسمو‪...‬ردت عليها مريم بلهفة وأمال قبال أن‬

‫تقوم بإجهاد تلملم أطرافها املتعبة‪ ،‬تشد حزام معطفها لتتوجه‬

‫نحو الباب حيث أخربهتا ملياء برن الضابط يطلب حضورها‪.‬‬

‫*******‬

‫حترك ليث بسيارته و هشام يف أ ررب نحاو املر از حياث التقياا‬

‫التقني ينتظرمها ‪....‬تصافحا و أخربرب لياث‬ ‫بعادل املتلص‬

‫باختصار ما يريدرب وسلمه احلاسوب‪ ،‬أخربهم أن األمر ساهل‬

‫مااادام لاادهيم لااامت الرس ا ‪ ،‬شااغله بسااهولة وبحااث عاان‬

‫التسجيالت وبحسب الوقت و التاريخ فالشحنة أدخلات إ‬


‫‪169‬‬
‫أي يف‬ ‫الفيال ما بو العارشة واحلادية عرش لايال بياوم األما‬

‫وقت احلفلة فكر ليث وهشام‪.‬‬

‫تعرف ليث عىل زيد لكنه خيرب صديقه بذلك اي ال فاذب‬

‫فضوله وغاادر عاادل ماع هشاام بعاد أن انتهاى مان عملاه‬

‫واستدعى ليث ملياء لتريت بورد لعلها تتعارف عاىل أحاد مان‬

‫الرجال االخرين وقبل أن تصل ورد دخل عليه رجال ببذلاة‬

‫سوداء يملك هيبة جذابة ما إن ملحه حتى انتفل مان مكاناه‬

‫متفاج و رسعان ما هتللت أساريررب يسلم عليه برتحاب داف‬

‫ِقلة من حيظون به من المها‪.‬‬

‫‪ ¤‬احرتامي سيدي ملن ندين برشف زيارتكال‬

‫‪170‬‬
‫‪¤‬ورد‪...‬‬

‫قا ا الرجل باقتضاب مبارش غري مبال بصادمة لياث و أردف‬

‫باسام عىل ذهول ليث‪.‬‬

‫‪¤‬أريد أن أعلم ل يشء عن قضيتها‪ ،‬سرتابع معكام بنفلا‪،‬‬

‫اشتقت للعمل امليداين وهذرب فرصة ال تعوض‪.‬‬

‫يتسلل الشك زاحفا ليكتسح عقل ليث‪ ،‬فهم بقول يشء لكن‬

‫دقتو عىل الباب حالتا دون ذلك والتفتا جتاهه‪ ،‬أدخلت مليااء‬

‫ورد وانرصفت برسعة واألخرية تقطب جبينهاا عتاباا وحاو‬

‫قررت فتح فمها تراجعت تنظر إ ليث فابتسم الرجل يبسط‬

‫يديه بدعوة ترمجها بقوله احلاين‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ ¤‬أضمنه بحيايت يا ورد‪ ،‬تعايل والختايف إنه ابني الذي أنجبه‪.‬‬

‫إن ا ن ليث متفاج من قبل فحالته احلو ال تفرس بينام يراقب‬

‫امل وقااف بحاارص ال يسااتوعب‪ .‬أدارت ورد ظهرهااا ااام‬

‫وتوجهت نحو الباب تقفلاه بإحكاام ام عاادت إ الرجال‬

‫ترمتي بو أحضانه‪ ..‬جتمد ليث و رنه أصايب بغبااء ال يصال‬

‫الستنتاج مناسب أو موافق ملاا يرغاب باه أماا هاي فرفعات‬

‫وجهها إ الرجل ختاطبه بعتاب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا تفعل هنا سيدي العميدال أ أحذرك من املجي ال ملااذا‬

‫أنت عنيد دوماال‬

‫زاد من ضمها إليه بينام فيبها‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ ¤‬أستطع‪ ...‬ان فب أن أراك أطمئن عليك‪ ،‬ملاذا جسادك‬

‫هبذرب احلرارة العاليةال يا إ ي أنت تشتعلو!‬

‫أمسكت بيديه تطمئنه‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال تقلق ‪....‬احلجز مزدحم و داف ‪ ،‬أنا بلري‪.‬‬

‫هز رأسه باستساالم يعرفهاا جيادا تتحامال عاىل أوجاعهاا‪،‬‬

‫ماء اان أماام‬ ‫فسحبها ليجلسها عىل الكريس وأعطاها ر‬

‫ليث وأستل من جيب معطفاه دواء مساكن يضاعه يف فمهاا‬

‫أمامهاا ولياث حيادث‬ ‫بلطف حي ها عىل رشب املاء م جلا‬

‫نفسه ‪*...‬إذن *ممنو اللم * ليست ممنو بعاد ال يشء‪،‬‬

‫ليريت هشام ويرى أن الفتاة قد خطفها سيادة العميد بنفسه‪..‬‬

‫‪173‬‬
‫انتبه السمه ينادى عليه فرجابه بنعم‪.‬‬

‫‪ ¤‬سررشح لك الحقا‪ ،‬اآلن ما اجلديد بالقضيةال‬

‫‪ ¤‬هاال‬

‫نطق ليث ببالهة قبل أن يلتقط ابتسامة العميد و يكن ذلاك‬

‫ما لفت انتباهه بل ابتسامتها‪ ،‬يا اهلل ! تلاك العيناو‪ ،،،،،‬ااااارب‬

‫عيني! ماذاال هل يعقلال لكن‪.....‬‬ ‫حلظة! العينو إهنا نف‬

‫‪ ¤‬أرحه أيب و أخربرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬أيبال!‬

‫أطلق العميد ضحكة عالية عىل مالمح ليث املصدومة بغباء‪،‬‬

‫يقول‪:‬‬
‫‪174‬‬
‫‪ ¤‬ليث ‪...‬سرخربك الحقا وطبعا أعتماد عال تامناك كال‬

‫مرة‪.‬‬

‫استجمع ليث نفسه تتضح له الصورة عاىل األقال علام ناو‬

‫باراءة ورد‬ ‫العالقة بيانهام لكان يافال الزال مابهام عكا‬

‫أضحى متيقنا اآلن منها‪ ،‬فابنة هذا الرجل مستحيل أن تكاون‬

‫جمرمة‪ ،‬وسيبذل جهدرب لي بت ذلك ألن أفضال والدها عليه ال‬

‫يمكن له إيفاؤها‪.‬‬

‫أخذ احلاسوب وقام بإدارته نحومها‪ ،‬خياطب ورد بعملية‪.‬‬

‫‪ ¤‬آنسة ورد آالت التصوير أتت بنتائ جيدة‪ ،‬صورت رجاال‬

‫و هم يدخلون بالبضاعة إ قبوك و لقاد حادث ذلاك أ نااء‬

‫‪175‬‬
‫حضورك باحلفل وهذا ي بت برنك تكوين بالبيت لكن يبقى‬

‫إ بات عدم إمتام العملياة بارمرك لاذلك فاب أن نجاد أحاد‬

‫أولئك الرجال‪ ...‬أنظري جيدا لعلك تتعارفو إ أحاد غاري‬

‫زيد طبعا‪.‬‬

‫تالحا ورد باارن ليااث يعاارف زيااد تااويل اماال تر يزهااا‬

‫للمقاطع املصورة‪ ..‬أربعة من الرجال وزيد ‪...‬حزنت ريا و‬

‫هي تشاهدرب يساعدهم عىل إدخال البضااعة وماع ذلاك لان‬

‫تتلىل عنه‪ ،‬لقد واجه الك ري بحياته و لن تسمح للباطال بارن‬

‫ينترص عليها و يستحوذ عليه‪.‬‬

‫ر زت عىل هيئة رجل منهم تبدو مالحمه مرلوفة‪ ،‬حتاول التذ ر‬

‫لكن ذا رهتا تسعفها وما هيمها اآلن زيد‪ ،‬فقالت‪.‬‬


‫‪176‬‬
‫‪ ¤‬أتعرف إال عىل زيد ‪..‬اسمع سيدي الضابط ‪....‬زيد لي‬

‫ام تظن‪ ..‬أنا اعرفه منذ صغررب ‪...‬لقاد مار بظاروف سايئة ال‬

‫تتليلها لذا أنا متر دة برهنم خادعورب بطريقاة ماا‪ ...‬أرجاوك‬

‫معهام‪ ،‬جادرب قبال أن‬ ‫جدرب قبل أن فدورب‪ ،‬أنا متر دة أنه لي‬

‫يقتلورب أرجوك! ‪..‬عدين أنك ستساعدرب و سرعطيك العنااوين‬

‫التي يمكن أن يكون هبا‪.‬‬

‫هل يمكن ذرب الفتاة أن تفاجئه أ رال ال يستطيع تقديم وعود‬

‫فهل إن ان سيفي هبا! فهو ال يصدق برن زيد هذا بريء‪ ،‬لذا‬

‫حاول مناقشتها بعقالنية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫‪¤‬آنساه ورد أرجاو أن هتتمااي بإ باات براءتاك اآلن فالتهمااة‬

‫املوجهة إليك خطرية وعقاهبا عىل أقل تقدير ومع حماام جياد‬

‫مخسة عرشة سنة‪ ،‬فال تفكري بيشء آخر سوى اخلروج من هنا‬

‫شلصا آخر ‪.‬‬ ‫أجابته بصالبة و رن ما يقوله خي‬

‫‪ ¤‬ما إن جت د زيد سيشهد باحلقيقة‪ ،‬لن يستطيع تلفيق هتماة يل‪،‬‬

‫اجلبه وسرتى بنفسك لكن عليك أن تعادين إن صادق قاويل‬

‫ستساعد الفتى ما رأيكال‬

‫إلتفت إ العميد متفاجئا من هادوءرب وابتساامة تسالية تازين‬

‫شفتيه بينام يراقبهام‪ ،‬فسرله مغتاظا‪.‬‬

‫‪ ¤‬ما رأيك سيديال‬

‫‪178‬‬
‫رفع مصطفى يديه باستسالم يقر‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال تنظر إيل هكذا‪ ،‬وهنا ابنتي ال يعناي أن يل سالطة عليهاا‪،‬‬

‫إهنا عنيدة جدا وصدقني هذا املوقف أيرسهم‪.‬‬

‫أرخى ليث أ تافه باستسالم‪ ،‬يناول ورد ورقة و قلم‪ ،‬فيبهاا‬

‫بجدية‪.‬‬

‫‪ ¤‬اتفقنا لكن أقسم إن ذب سربذل ل جهدي حلبسه وملادة‬

‫طويلة‪.‬‬

‫أجابته ورد ب قة بينام تكتب العناوين‪.‬‬

‫‪ ¤‬سرتى‪ ...‬لن يلفق يل هتمة‪ ،‬إنه فقط خائف لاذا هاو خمتبا‬

‫أنت ال تعلم ما مر به‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫م نظرت جتارب أبيها تبتسم بمكر قو ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل مجيع رجالك يفتقدون لل قة هكذا يا سايادة العمياد أم‬

‫هو طفرةال‬

‫ابتسم العميد بمرح يشوبه بعل األ لعلماه بالسابب و غاري‬

‫جمرى احلديث‪.‬‬

‫‪ ¤‬اتصلت بالسي دة عائشة‪....‬تطلب مني اخراجاك مان هناا‬

‫لكن ضغطها جيد ولقد أقنعتها برن تعتربها زيارة عمل لاك‬

‫وهي تعلم برغبتك بزيارة احلجز ‪ ...‬ها! أخربيني هل أعجبك‬

‫ما رأيتهال‬

‫‪180‬‬
‫قا ا مع ضحكة استهزاء شار ه هبا ليث بينام هي تزم شافتيها‬

‫مضيقة عينيها داللة عىل االشمئزاز‪ ،‬جتيبه‪.‬‬

‫من هذرب القضية سارحتدث‬ ‫‪ ¤‬أول يشء سرفعله عندما أختل‬

‫مع املسؤول عن يشء واحد فقط ‪....‬‬

‫نظرا إليها بتساؤل والتسلية التزال عىل وجهيهام‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل باهلل عليكم تسمون علبة الكربيت تلك محاماال يا إ ي !‬

‫ال يكاد يتسع لعىص فام بالكم ببني آدمال‬

‫انفجرا ضاحكو وليث يعقب بتهكم‪.‬‬

‫بفندق‪ ،‬ال فاب أن يعجابهم‬ ‫ِ‬


‫توقعتال إنه حجز ولي‬ ‫‪¤‬ماذا‬

‫ي ال يعودوا إليه‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫راقب العميد تغري مالمح ابنته رهنا تذ رت شيئا ما ولقد ان‬

‫حمقا ألهنا رسعان ما نظرت إليه بجدية‪ ،‬ختاطبه‪.‬‬

‫‪ ¤‬أيب سرطلب منك خدمة‪ ،‬مهمة للغاية‪ ....‬نت سرطلب من‬

‫هنا سرخربك أنت و بلغه بارن األمار‬ ‫املحامي لكن بام أنه لي‬

‫عاجل‪.‬‬

‫حصلت عىل امل انتبارب والدها و ذا انتبارب ذاك الذي يتظاهر‬

‫بالعمل عىل حاسوبه‪.‬‬

‫التقطت ورقة صغرية من عىل سطح طاولة مكتب ليث‪ ،‬تدون‬

‫هبا البيانات بينام تفرس ألبيها‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪ ¤‬هذا اسم فتاة هيمني أمرها ريا‪ ...‬إهنا هنا باحلجز واالسم‬

‫اآلخر لضابطة صاديقة يل بمصالحة االخاالق العاماة‪ ،‬بلاغ‬

‫املحامي أن يتصل بالضابطة وخيربهاا بإسامي و اسام الفتااة‬

‫وهي ستقوم بام فب القيام به‪.‬‬

‫تطلع إ الورقة يوم بموافقة عادية استهجنها لياث حيادث‬

‫نفسه ‪* ..‬تلتقي بفتاة يف احلجز و ت ق هباا وتسااعدها أيضاا‪،‬‬

‫هذرب الفتاة تصدم برحد إ اآلن ‪...‬هذا التفسري الوحياد أو‬

‫ه ي محقاء و هو األرجح بام أهنا رأت زيد يساعدهم و مع ذلك‬

‫تؤمن برباءته*‬

‫قطع تفكريرب صوت العميد الذي سر ا‪..‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ ¤‬و االسم األخري ‪...‬من هوال‬

‫مالت نحورب قليال ي ال يسمعها ذاك الذي يتظااهر بانشاغاله‬

‫ومجيع حواسه معهام الصقر‪ ،‬فسامع ال حارف نطقات باه‬

‫بلفوت‪.‬‬

‫‪ ¤‬ذا أخربك برنه حيتاج إ قرصة أذن‪ ،‬فلقد دمر أرسة و ان‬

‫سببا بموت امرأة و تشويه سمعة ابنتها فقط مان أجال املاال‪،‬‬

‫فهل ترضاها يل أناال يمكنك أن تتحقق من صاحة قاويل هاذا‬

‫سهل عليك‪ ..‬لكن عندما تتر د أريد أن تؤمله أذنيه لدرجة إن‬

‫رأى املال أحرق يديه قبل ملسه‪.‬‬

‫قطب العميد حاجبيه يعقب بلفوت معاتب‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ ¤‬متى أصبحت قاسية هكذاال ال يليق بك حبيبتي ‪..‬عىل ال‬

‫سرتر د من األمر وسرقرص أذنيه حتى تؤملانه‪.‬‬

‫*ابنة أبيها لن تفاجئيني بعد اآلن بام أناك ابنتاه* فكار لياث‬

‫ساخرا‪.‬‬

‫‪¤‬عىل فكرة ورد‪ ،‬أوصيت عائشة بتحضاري طعاام و باام أنناي‬

‫أعرفك جيادا طلبات منهاا جتهياز مياات مضااعفة تكفاي‬

‫املحتجزات معك‪ ،‬أرجوك يل شيئا‪ ،‬فوجهك شاحب و أناا‬

‫دف هواء احلجز‪ ...‬اتفقناال‬ ‫متر د برن ما بك محى و لي‬

‫أومرت بتار ر ولياث يطلاب مليااء الصاطحاب ورد بعاد أن‬

‫ودعت هذرب األخرية والدها الذي ظل مع ليث‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫وصلت ورد إ احلجز و أول ماا قامات باه أن أراحات باال‬

‫صديقت ها م أسندت عليهاا رأساها و راحات يف ناوم رهناا‬

‫غابت عن الوعي فقد وصل هبا التعب أقصارب‪.‬‬

‫***‬

‫بت ليث أنظاررب عىل وجه العميد يعلمه برنه منتظر تفساريرب ‪،‬‬

‫فلن يفوت هذرب الفرصة لذا قرر مشا سته بسؤاله‪.‬‬

‫‪ ¤‬أخربين ليث ‪..‬ماذا ظننت برناه فمعنااال حقاا أخاربين لان‬

‫أغضب‪...‬‬

‫أجابه برتدد وبعل اخلجل‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ ¤‬يعني ‪...‬أنا اعتقدت‪ ..‬اااا يعني‪ ...‬هاي فتااة مجيلاة وأنات‬

‫وسيم و برصاحة ظننتها من متكنت من أسوار قلبك‪.‬‬

‫ضحك العميد مصطفى معقبا‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا هي من متكنت من أسوار قلبي ووالدهتا قبلها‪.‬‬

‫سكت قليال يفكر يف يشء ما‪ ،‬فعاجله ليث بالسؤال عن أمها‪.‬‬

‫‪¤‬السيدة عائشةال‬

‫أومر العميد سلبا يفرس له بشجن استو عىل مالحماه بوجاوم‬

‫حزين‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال ليست السيدة عائشة هذرب املرأة و زوجها ‪....‬أنا مدين ام‬

‫بحيايت إن طلباها لن أترخر ‪.....‬آرب يا ليث من جارح ينغار‬


‫‪187‬‬
‫برعامقك فتقوى جذوررب إ أن تتف ر بو أرجاء صدرك حتاى‬

‫يناادم بجساادك و يطلااق اامررب املاارة تااذوب مااع دمائااك‬

‫وأعصابك‪ ،‬فال يمكن اقتالعها إال باستئصاال اجلساد معهاا‬

‫‪...‬وهذا يعني املوت ‪..‬املوت يا بني و لكني ال أساتطيع‪ ،‬ألن‬

‫هناك وسط القلب تقبع نقطة نور بيضاء نقية تدعم هذا القلب‬

‫و تذ ررب بارن اهلل موجاود و أن احليااة تساتحق و أن اآلخارة‬

‫تستحق أ ر ‪...‬هذ رب النقطة هي ورد نور حيايت وهبجتي وسط‬

‫حزين و ر ائي امرأة انت نصفي اآلخر‪ ،‬امرأة أخرتهاا و‬

‫خترتين و إنام القدر مجعنا معا و بارك اهلل زواجنا حساب نياتناا‬

‫وأحببنا بعضنا‪ ،‬فلقد نا صغارا فقط يف ال ال ة والعرشين حو‬

‫تزوجنا‪ ...‬أناا نات باملعهاد امللكاي للرشاطة و هاي بكلياة‬

‫‪188‬‬
‫اآلداب‪ ،‬انت مغرمة باللغة العربية وورد ور ث حبها للغاة‬

‫الوقات وحيادهتام يف‬ ‫‪ ...‬انت ابنة عماي و خاالتي يف نفا‬

‫احلقيقة م يل وحيد والداي‪ ..‬ربنا معا يف بيت واحد‪ ،‬احلقيقة‬

‫أنني أفكر هبا زوجة أبدا وال أظنها هاي أيضاا فعلات ‪..‬يف‬

‫يوم مض قرروا الذهاب برحلة إ مدينة سياحية أذ ر أن أمي‬

‫قد طلبت مني مرارا الذهاب معهم إليها لكني أستطع نت‬

‫أحاول إ بات نفل باملعهد أل ون مان املتميازين للترهال إ‬

‫امتحان املحققو‪ ،‬املهم أذهب معهام ليارتيني خارب وقاو‬

‫حادث م ‪ .‬رحت أجري املجنون ألصل املستشفى حياث‬

‫أعلموين برنه ينجو سوى الفتاة ‪ ،‬الصدمة انت قاسية جدا‬

‫و أنا أراها ممددة فوق الرسير بال حول وال قوة و سور متفرقة‬

‫‪189‬‬
‫بجسدها جتهل خرب وفاة أهلنا ‪..‬هناك فكرت برن تلك الفتااة‬

‫هي ل ما تبقى يل ‪...‬هاي عاائلتي رائحاة أيب و أماي ساواء‪،‬‬

‫فرقسمت أن ال تفارقني أبدا ‪...‬عندما أفاقت أخربهتا فاهنارت‬

‫وبااذلت جهاادي ااي ال أفقاادها واخلااوف ماان الوحاادة قااد‬

‫تلبسني‪ ...‬عندما تعافت قليال طلبت منها الازواج‪ ،‬تارددت‪،‬‬

‫فبكيت أمامها طفل صغري فقد أمه و هو جز مان املساتقبل‬

‫فوافقت و انت تلك أول مرة التقط نظرة حب بعينيها عندما‬

‫رأت دموعي ‪..‬تزوجنا يف املستشفى و ان طبيبهاا وصاديقي‬

‫الوحيد وزمييل باملعهد عيل اخلطاب الشاهدين عىل زواجنا‪..‬‬

‫يميض وقتا حتى أحببتها بكل جاوارحي‪ ..‬انات حقاا وردة‬

‫ترس قلبي بجامل مالحمها الطيبة وعبري روحها الراقية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫حيدق به ليث متر را بينام هو يستطرد‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم ‪ ..‬ابنتي حتمل اسام والادهتا ‪....‬وردة حياايت العطارة‬

‫‪...‬أجلنا اإلنجاب حلو فراغها من اجلامعة وأنا ر ازت عاىل‬

‫دراستي وبالفعل نجحت بامتياز واجتزت امتحان املحققاو‬

‫و العرشاين مفاتش أمساك أول‬ ‫وأصبحت يف سان اخلاام‬

‫قضية يل و نت سعيدا جدا إذ أن عميدا باار باملديناة حينهاا‬

‫اختارين ألتو معه تلك القضية‪ ،‬يشهد يل بذ اء حاد و حاسة‬

‫استشعار لللطر ام ان يقول والقضية انات البحات عان‬

‫قاتل متسلسل يقتل النسااء بادم باارد ‪..‬عملات بكال جهاد‬

‫فذهني اان صااف و نات ساعيدا جادا ألن ال أحالماي‬

‫حتققت‪ ،‬زوجة أحبها و حتبني ‪ ،‬عميل الذي اخرتته أرتقاي باه‬

‫‪191‬‬
‫وفوق ل ذلك ورد انات حامال‪ ،‬يعناي أرسة و سارعوض‬

‫عائلتي التي راحت ولن أ ون وحيدا‪.‬‬

‫اشتدت تقاسيم وجهه واسودت إ درجة بروز عصاب عاىل‬

‫جبهته رنه سينفجر ‪ ....‬وهو يكمل‪.‬‬

‫‪ ¤‬ا تشفت هويته بعد اين جريماة قاام هباا عنادما أمساكت‬

‫القضية‪ ،‬ان رجال أجنبيا يعمل بالسفارة الفرنساية علمات‬

‫ذلك ألن ل النساء اللوايت قتلهن ن عالقة بعيادة أو قريباة‬

‫بالسفارة الفرنسية و عندما زرت السفارة شككت به مبارشة‪،‬‬

‫أظنها حاسة االستشعار تلك ال أعلم‪ ،‬املهم أنني أرتح له و‬

‫بقيت مراقبا له إ أن قمت بإ بات تورطه‪ ،‬طبعا قبضانا علياه‬

‫لكن بسبب االتفاقيات الدولية اضاطررنا لتساليمه لدولتاه و‬


‫‪192‬‬
‫طبعا هرب و لك أن حتزر ماذا فعل ‪ ....‬انت ورد يف شاهرها‬

‫األخري و نت أحاول أن ال أترخر عليها ‪..‬يف يوم ما عال رنو‬

‫هاتف مكتبي و عندما أجبت سمعت رصاخهاا‪ ..‬صادمت و‬

‫أفقت عىل صوته السااخر ذو اللكناة يقاول ‪ ....‬ياف حاال‬

‫املفتش ا اممال أليست هذرب الكلمة الصحيحةال أخربين سيدي‬

‫املفتش ماذا ستفعل اآلن لتمنعني من أن أحلقها بصديقاهتا هاال‬

‫اشتد احتقان وجه العميد حتى ترهب لياث بجلوساه يسامع‬

‫بقية حدي ه املؤ ‪.‬‬

‫‪ ¤‬أجبته برنني سرفعل ما يريدرب فقط ليرت ها‪ ..‬احلقري ان فقط‬

‫يتر د من مدى حبي ا ليكون انتقامه شديد األ يل‪ ..‬سمعت‬

‫رصختها و هو يقول ‪...‬لألسف أهنا حامل‪ ...‬أتعلام مفاتش‬


‫‪193‬‬
‫مصطفىال أنا أقتل امرأة حامل من قبل ذا سرعطيك امتيازا‬

‫واحدا ‪...‬سرطعنها وأتر ها تنزف وإذا أرسعت بام فيه الكفاية‬

‫ستنقذ ابنتك وسر ون سعيدا جادا‪ ،‬ألنتظرهاا بفاارغ الصارب‬


‫حتى تكرب م ل هذرب اجلميلة م ِ‬
‫آت و أذ رك يب جمددا وأحلقها‬

‫برمها ‪..‬هيا مصطفى أرس أرس ! ‪...‬و أقفال ا ااتف‪ ،‬اان‬

‫زمييل بجانبي وسمع ل يشء سحبني من يدي و جرى يب و‬

‫أنتظر أن يوقظني منه‬ ‫أر بني بالسيارة و أنا ‪ ..‬رنني يف ابو‬

‫أحد ما وهذا ما فعله زمييل‪ ،‬صفعني ألعي ما حيدث‪ ..‬أرسعنا‬

‫إ البيت حيث وجدت ورد ممددة عل األرض والدماء حو ا‬

‫‪...‬من ظر فظيع ولن يمحى من ذا اريت أبادا ماع أنناي أرى‬

‫مناظر م له ل يوم تقريبا بسبب عمايل ولكان عنادما خيا‬

‫‪194‬‬
‫شلصااا منااك و فيااك يكااون أصااعب و ال ياازول أ ااررب‬

‫زماييل وشاعر باالعرق الناابل‬ ‫أبدا‪....‬محلتها عندما فح‬

‫الذي الزال متشبث باحلياة و خرجنا أنوي محلها للمستشافى‬

‫لكن زمييل ذهب ب نا إ عيادة خاصة لد تور نساء صاديق لاه‬

‫‪ ...‬تنجو لكن الطفلة قاومت وتشبت بحقها باحلياة ‪..‬زمييل‬

‫لفت انتباهي برن نجااة الطفلاة فاب أن يظال طاي الكاتامن‬

‫ونعلن وفاهتا مع زوجتي ‪....‬تدبر بعالقاته تدبر أمر ج ة طفلة‬

‫حدي ة الوالدة و وضعها بجانب زوجتي‪ ...‬نا متر دين برناه‬

‫يراقبنا ذا نلرج الصغرية من العيادة وظلت برعاية ممرضة‬

‫ي ق هبا زمييل و الطبيب ‪..‬أنا خرجات ماع اجل تاو و دفناتهام‬

‫‪....‬بقيت باملقربة و أرد املغادرة و بقي معي عيل صاديقي و‬

‫‪195‬‬
‫املفتش زمييل ا أن سمعت األخري يسرل عيل عن محل زوجته‬

‫‪...‬عيل ان قد تزوج لتو من عائشة و لقد انت صديقة لورد‬

‫تعرفتا عىل بعضهام باجلامعة و رآها عندي يف البيت يوما وهي‬

‫تزور ورد أعجب هبا فتزوجا ‪..‬أجابه أهناا يف شاهرها االخاري‬

‫فنظر ايل نظرة ذات معنى واستغرب عيل و هو ينظر إلينا بريبة‬

‫‪...‬أخربرب زمييل بكل يشء و طلب منه مساعديت‪...‬أنا صاديقه‬

‫الوحيد ما انتهى من احلديث حتى انقل عليا عايل وأخاذين‬

‫بحضنه يعدين برنه سيعتربها ابنته احلقيقية و سايحاف عليهاا‬

‫من ذلك املجرم و أعود ألبناي أرسيت‬ ‫من أجيل إ أن أختل‬

‫من جديد يكن يعلم أنني قد استنفذت و انتهيات و ال ماا‬

‫العيادة وبدل‬ ‫حير ني هو االنتقام ‪...‬اتفقنا أن تلد عائشة بنف‬

‫‪196‬‬
‫أن تلد طفال واحد سيعلنان والدة توأم و ان رد فعل عائشاة‬

‫مرحبة و موافقة لتتكفل بابنة صديقتها الوحيدة و أقسام أن ال‬

‫خيرجا الرس ألحد ولكناي اعرتضات عاىل يشء واحاد أنناي‬

‫سرخرب الطفلة عندما تكرب برهنا ابنتي ألنني لن أستطيع البعاد‬

‫عنها وعدم احتضاهنا‪ ..‬فوعدين عيل أن خيربهاا حاو ينضا‬

‫عقلها وتستطيع االستيعاب ‪...‬أنجبت عائشة بعد أربعة أيام و‬

‫بالفعل أعلنوا أهناا وضاعت تاوأم و أرضاعتها ماع حمماود و‬

‫عاملوها ربنائهام ‪..‬أما أنا فلقد سلرت حيايت لعميل والبحث‬

‫عنه التحقت بامللابرات ونفذت عمليات خطرية و أنا أبحث‬

‫عنه‪ ...‬بعد مدة عارض عايل منصاب يف رشطاة اإلنرتباول و‬

‫قبلت ألنه سيعطيني صالحيات أ ر للبحات عناه صاادفت‬

‫‪197‬‬
‫جرائم قام هبا بدول خمتلفة نت أعرف رأسا أنه مرتكبها لكنه‬

‫دائام يسبقني بلطوة و أفقد أ ررب‪ ...‬بعد مادة طويلاة توقفات‬

‫جرائمه و فقدت أ ررب و أساتطع املجازفاة باابنتي‪ ،‬فرت تهاا‬

‫برعاية عائلة خطاب و عندما بلغت السادسة عرش أخربها عيل‬

‫و عائشة واستقبلت األمر بشكل عادي إستغربنارب مجيعا فمان‬

‫يراها ال حيسبها ابنة السادسة عرش بل امرأة ناضجة تستوعب‬

‫ل ما يقال ا فهاي انات قاد بادأت تشاارك برنشاطة ماع‬

‫اجلمعيات اخلريية قبل ذلك بسنة والكال يشاهد أهناا ساابقة‬

‫لسنها ‪.. .‬سرلتني عن السبب و أخربهتا ‪...‬دمعة واحدة نزلت‬

‫من عينها اليمنى و هي تنظر إيل بحزم تطلب مني أن ال أوقف‬

‫التحقيق حتى أجادرب‪ ،‬وعادهتا واحتضانتني ‪...‬حلظتهاا فقاط‬

‫‪198‬‬
‫منذ أن ماتت ورديت و هاا‬ ‫ا تشفت برنني توقفت عن التنف‬

‫هي قطعة منها تعيد يل أنفايس التي فقدهتا‪..‬‬

‫توقف ليرخذ نفسا عميقا‪ ،‬فلم يسبق أن رسد قصة حياته ألحد‬

‫ببعل الراحة واخلفة من عاىل صادررب‪،‬‬ ‫وبشكل غريب أح‬

‫هنل ليث من عىل رسيه وامجا يكن يعلم برن رئيسه حيمال‬

‫ل هذا املايض األليم بو أحشائه‪ ،‬أخذ رسا و ماألرب باملااء‪،‬‬

‫ناوله إيارب فتقبله منه ورشبه له دفعة واحادة ياروي جفااف‬

‫حلقه الياب ‪.‬‬

‫احتل ليث الكريس املقابل له و ربت عىل يدرب املوضاوعة عاىل‬

‫فلدرب يعدرب بصدق‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ ¤‬سرساعد ورد و سارخرجها مان هاذرب القضاية باإذن اهلل و‬

‫بعدها أريد منك ل املعلومات عن ذلك املجرم‪ ،‬سنتعاون أنا‬

‫وأنت نستغل ل عالقاتن ا وسنجدرب و نعدمه و بعدها ستضم‬

‫و تستعيد حياتك‪.‬‬ ‫إليك ابنتك أ مام ل النا‬

‫ابتسم مصطفى بفلر لو ان أنجب ابنا لتمنارب م ل ليث‪ ،‬ام‬

‫يتمنى أن يكون لورد ابنته زوجاا م لاه‪ ...‬و ملااذا م لاه وهاو‬

‫موجودال انقلبت ابتسامته املتر رة إ أخرى ما رة بينام فيبه‪.‬‬

‫‪ ¤‬إن شاء اهلل بني‪ ...‬ر ز اآلن عىل ورد‪.. .‬أقصد قضية ورد‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫أومر له ليث موافقا يستغرب حتول مالماح وجهاه إ هادوء‬

‫‪..‬دقات عىل الباب ودخل هشام الذي تفاجر بوجود العمياد‬

‫فسار ليث يربر‪.‬‬

‫‪ ¤‬سيدي العميد صديق لعائلة خطاب فالسيد عايل رمحاه اهلل‬

‫ان زميله وصديقه املقرب لذا أتى ليطمئن عىل سري التحقيق‪.‬‬

‫ابتسم هشام باحرتام يصافحه وأخاربهم بارن حمماود جااء و‬

‫جلب معه طعاما لآلنسة ورد‪ ،‬فاستل ليث ا اتف ليطلب من‬

‫ملياء القدوم ومحال الطعاام إ احلجاز بعاد تفتيشاه يتعامال‬

‫برسمية رغم ل يشء‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫ودعهام العميد و غادر برفقة حممود وغادر بعدمها ليث وهشام‬

‫ليتناوال الغذاء م يتحققاان مان العنااوين التاي دونتهاا ورد‬

‫لعلهم يع رون عىل زيد‪.‬‬

‫******‬

‫‪ ¤‬رنا ‪.....‬رنا ‪..‬أين ِ‬


‫أنتال رنا!‪...‬لقد أتيت لنلعب سويا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أيتها الغبية ماذا تفعلو هناال ‪...‬إذهبي حاال!‬

‫‪ ¤‬ملاذا رناال لقد أتيت من أجلك‪...‬أنت وعدتني بارن تكاوين‬

‫صديقتي لكن تريت مع ا خلالة نااريامن وأناا اشاتقت إلياك‪،‬‬

‫فصاحبت أمي عندما أعلمتني أهنا آتية لزيارتكم‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ ¤‬قلت إذهبي حاال و ال تعودي إ هنا أبدا‪ ،‬أنا ستيت مع أمي‬

‫وإن تسمعي المي لن أ ون صديقتك بعد اآلن ‪...‬اذهبي!‬

‫‪ ¤‬لكن ملاذا أنا‪...‬‬

‫‪¤‬قلت اذهبي يا غبية أال تسمعو! سوف يراك و‪..‬‬

‫‪¤‬رنا‪ ..‬أين نتال بح ت عنك و أجدك ‪..‬مان هاذرب الفتااة‬

‫الصغرية اجلميلةال‬

‫‪ ¤‬إإننن‪....‬ها ابنة اخلااا‪...‬لة ععائشاش‪...‬ة جااءت لزيارتناا‬

‫وفب أن ترح ل‪ ،‬فهي تنادهياا وإن تاذهب لان تسامح اا‬

‫ذلك يا وردال‬ ‫باللعب معي مرة أخرى ‪....‬ألي‬

‫‪203‬‬
‫‪¤‬ورد‪...‬ها! اسمك مجيل يا ورد من األحسن أن تذهبي قبال‬

‫أن تريت والدتك لتبحت عنك‪ ،‬فرنا أريدك صديقة لرنا و حتى‬

‫يمكن أن ندعوك لتلعبي معنا أنا و هي‪..‬‬

‫‪ ¤‬ال!‪ ...‬أقصد ‪....‬هيا أيب أ حترض يل دمياة جديادة أرياد أن‬

‫أراها هيا ‪...‬وداعا ورد‪....‬‬

‫‪ ¤‬ورد ‪...‬ورد إفتحي عينيك ورد!‬

‫‪¤‬هاال‬

‫فتحت ورد عيناها للحظات تعلم أيان هاي! إ أن ملحات‬

‫وجه مريم فاستعادت إدرا هاا رويادا رويادا تكتشاف برهناا‬

‫‪204‬‬
‫انت غافية هتذ ي ‪...‬يا إ ي! ‪...‬ملاذا اآلنال ‪...‬قاطع أفكارها‬

‫صوت مريم‪ ،‬تستدرك‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنظري إهنا ملياء! تريد تسليمك طعام أرسل لك‪.‬‬

‫قامت بت اقل تتجه نحو ملياء تتسلم منها حافظة طعام برية م‬

‫أمسكت بيد ملياء والتفتت إ النساء هبتافها املبحوح‪.‬‬

‫‪ ¤‬إسمعنني! ‪...‬هاذا أ ال يكفيناا مجيعناا‪ ......‬جتمعان مان‬

‫فضلكن ولترخذ ل واحدة ما يكفيها‪ ...‬بسم اهلل‪.‬‬

‫ناولتهن حافظة الطعام يتهافتن عليها غري مصادقات لكرمهاا‬

‫م إلتفتت للمياء‪ ،‬ختربها بلطف‪.‬‬

‫‪ ¤‬خدي من الطعام لك و لزميلتيك سيعجبكن‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫ربتت عىل يدها بشكر تزداد ودا نح وهاا ويقيناا برهناا ليسات‬

‫جمرمة‪.‬‬

‫‪ ¤‬نت أود ذلك لكن األمر ممنو ‪..‬عندما ختارجو مان هناا‬

‫سرنتظر منك دعوة فلمة هدية الرباءة‪.‬‬

‫ابتسمت ورد بضعف ممزوج بحازن تساتطع إخفائاه وهاي‬

‫تعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬إن شاء اهلل ‪...‬‬

‫ظنت ملياء حزن ورد جراء مصيبة قضيتها غافلاة عان جارح‬

‫عميق قديم‪ ،‬أمهلته وتناسته جربا حتاى التهاب و بادأ قيحاه‬

‫‪206‬‬
‫بالطفو‪ ...‬فلامذا اآلنال تنهدت تلقي نظرة عىل النساء يلتهمن‬

‫األ ل بلذة ترس غبطة نحو إقبا ن وشهيتهن‪.‬‬

‫الحظت إنزواء مريم‪ ،‬فانحنت تلتقط رغيفا دست به بعال‬

‫اللحم وأخذت علبة عصري مع علبة زبادي وملعقة بالستيكية‬

‫صغرية م خطت إل يها لتناو ا اخلبز‪ ....‬ترددت ماريم قلايال‬

‫فتح ها ورد بقو ا اللطيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬أ نتفق برن ال مكان للحزن بعد اآلنال هيا أمسكي!‬

‫إبتسمت مريم تلتقط منها اخلبز والعصري وبدأت باأل ل بيانام‬

‫ورد ا تفت بالزبادي‪ ،‬ل منهام تفكر بحياهتا األو برمل بدأ‬

‫يتضلم يف صدرها‪ ،‬حتلم بحياة جديدة طبيعية ختلو من ا موم‬

‫‪207‬‬
‫واملشا ل واخلوف أما ال انية بحزن حلق مهدور مهام حاولات‬

‫التي تعمل جاهدا حتى تسرتدها تعود‬ ‫تعويضه بحقوق النا‬

‫إ نقطة الصفر ‪ ،‬يض خيا ا بعينو جاحظتو غادرهتام احلياة‬

‫‪....‬رنا! ‪..‬آرب يا رنا ساحميني‪.‬‬

‫يانم عان فقار‬ ‫يف زقاق ضيق بو حائطو مهرتئو حلي باائ‬

‫سا نيه يقف ليث أمام بااب حديادي صاد‪ ،.‬خلفاه هشاام‬

‫ظهررب ‪...‬دق ليث الباب بملال‪ ،‬فلقاد اان هاذا آخار‬ ‫حير‬

‫عنوان يقصدانه بعد أن فقدا األمل بإفاد زيد‪...‬سمعا صاوتا‬

‫يرد برتدد‪.‬‬

‫‪ ¤‬من ‪..‬من الطارقال‬

‫‪208‬‬
‫نظرا لبعضهام بحذر وليث يرد‪.‬‬

‫ما هال ساعدتناال‬ ‫‪ ¤‬نحن نبحت عن بيت هنا لشل‬

‫النربة املرتددة‪.‬‬ ‫سكن الصوت للحظات قبل أن يرد بنف‬

‫‪¤‬أنا جديد هنا و ال أعرف أحدا‪ ،‬بسال شلصا آخر ‪.‬‬

‫رمق ليث هشام بنظرة ذات معنى فرومر له األخاري و اساتعد‬

‫ليث رافعا مسدسه أمام الباب بينام رفع صديقه يادرب بإشاارة‬

‫إ العد و بيادرب األخارى مسدساه ‪..‬واحاد ‪..‬اتنان‪ ...‬ال اة‬

‫‪....‬دفع ليث البااب املهارت‪ .‬برجلاه دفعاة واحادة وانللاع‬

‫ليقتحم البيت برسعة يتبعه هشام ‪....‬ملحا ظل رجل يقفز من‬

‫النافذة فررس هشام يلحق به بينام ليث عاد أدراجه خارجاا‬

‫‪209‬‬
‫من الباب يفكر بلطة أخرى ملالقاته وراء الزقااق و هاذا ماا‬

‫فعله‪ ،‬قطع عليه طري قه بلكمة عىل أنفه أوقعته بكال ساهولة‪،‬‬

‫فور وصاول هشاام يلهاث اساتل لياث األصافاد مان جيباه‬

‫اخللفي‪ ،‬يقول بينام يصفد رسغي زيد‪.‬‬

‫‪ ¤‬أظن أنك زيد ‪.....‬أنت مقبوض علياك بتهماة التاورط يف‬

‫قضية خمدرات ال نعلام بعاد مادى هاذا التاورط وحياق لاك‬

‫ال صمت إ حضور حماميك الذي ال أظن برنني سرنتظررب وإن‬

‫تبدأ برسد ما حدث سارتر د مان متتعاك بكال حقوقاك و‬

‫بشكل صدقني لن تتحمله‪.‬‬

‫حدق بصديقه يبتسم ساخرا بسؤاله املتهكم‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ ¤‬هل هذرب مجيع حقوقهال ‪..‬لقاد تلوهتاا عاىل مساامعه ألاي‬

‫ذلكال ‪...‬هل نسيت شيئاال‬

‫رد عليه هشام ابتسامته الساخرة‪ ،‬قائال‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم لقد نسيت شيئا واحدا ‪...‬حماولة هروب مان الرشاطة‬

‫هذا يعطينا حقاا بادورنا بتشاويه هاذا الوجاه الوسايم ولان‬

‫نحتسب األنف املتورم‪.‬‬

‫يرمقهام زيد برعب حقيقي‪ ،‬قبل أن يطرط رأسه باستساالم‪،‬‬

‫يقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا سرخرب م بكل ما تريدونه‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫سحبه ليث إ السيارة بينام يفكر بارن ورد ستكساب الرهاان‬

‫ألن هذا الفتى ال يبدو عليه سامت اإلجرام‪.‬‬

‫حو دخلوا املكتب ان الليل قد أسدل ستاررب و حيات زياد‬

‫سوى سؤاال واحدا ليعرتف بكال يشء‪ ،‬فرصافورب إ احلجاز‬

‫حتى حو حضور ضابط التحقيق الكتايب بالغد‪.‬‬

‫ظل ليث شاردا يفكر بارن قاول ورد حقيقاة وهاذا لألساف‬

‫يعيدهم إ نقطة الصفر لكن عىل األقل لدهيم صاور األرباع‬

‫رجال‪ ،‬عمموها عىل سائر املرا ز للبحت عانهم ولان يطاول‬

‫األمر حتى يتم القبل عليهم‪.‬‬

‫وعى عىل سؤال هشام‪ ،‬فنظر نحورب‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ ¤‬ألن تغادر‪ ،‬أنا سرفعل ‪...‬لقد تعبات الياوم وأماوت شاوقا‬

‫حلامم ووجبة ساخنة والنووووووم‪.‬‬

‫أجابه ليث مقطب اجلبو‪ ،‬ال يبدي أي إشاارة للنهاوض مان‬

‫عىل مقعدرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬لن أغادر اآلن ‪...‬سرعمل قليال بعد‪ ،‬فهذرب القضية أ رب مماا‬

‫اعتقدنا‪.‬‬

‫اقرتب من مكتبه حيذررب‪.‬‬

‫‪¤‬ليث فب أن ترتاح لكي تصفي دهناك للعمال‪ ...‬جسادك‬

‫حيتاج للنوم واأل ل ليقوم بواجبه عىل أ مل وجه‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫من إقناعه فودعاه وانرصاف بيانام لساان حاال صاديقه‬ ‫يئ‬

‫يقول‪ ...‬يف أغا در وهي هناال أنا أريد الرحيل لكن أطارايف‬

‫ال تطيعني‪ ،‬ماذا حيدث معيال ‪...‬‬

‫***‬

‫مع بداية ل يوم تفتح األعو برمر خالقها‪ ،‬هناك من يفتحهام‬

‫برمل لليوم اجلديد مهام ان سبب هاذا األمال مزيفاا اان أم‬

‫حقيقي وهناك من يفتحهام متشائام يرى الدنيا قامتة‪ ،‬يعترب ذلك‬

‫يعيشه يفام اتفق‪ ،‬ومنهم من يعود إلغالقها‬ ‫اليوم زيادة بؤ‬

‫ألن السهرة انت صباحية‪ ،‬و هناك من يفتحها منعدم الشعور‬

‫يقوم فقط ألنه فب عليه القيام‪ ...‬ل هذرب الفئاات موجاودة‬

‫هبذا القرص املهيب خيطف األبصار حتسد قاطنيه‪ ،‬ان ذلك ما‬
‫‪214‬‬
‫السيدة نارماان حارم السايد حلماي ا بملنْشااوي‪،‬‬ ‫يدور برأ‬

‫صاحب أ رب جمموعات رش اات االساترياد والتصادير بيانام‬

‫إ مائدة طويلة تسع مخسة عرش شلصا‪ ،‬املفاروض أن‬ ‫جتل‬

‫إليها يوميا مخساة أفاراد ‪....‬فلاامذا أغلاب الوجباات‬ ‫فل‬

‫إليها لوحدها وتلك املائادة تساتفزها رهناا هتازأ هباا‬ ‫جتل‬

‫بالقول الساخر ‪*...‬تفضيل سايدة نااريامن ساليلة احلساب و‬

‫النسب هذرب نتائ اختيارك فرريني ماذا ستفعلوال* لوحات‬

‫بكفها الناعمة تتهم نفسها با ذيان و اان مان حظهاا صاباح‬

‫ذلك اليوم أول مفاجرة حو دخل عليهاا ابنهاا البكار محازة‪،‬‬

‫فرحة قلبها حتى وإن ان يغيب بسبب العمل لكنه عىل األقل‬

‫يملك قلبا طاهرا‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫هتللت أساريرها حال رؤيته مع زوجته سهى‪ ،‬تلمح فرحة غري‬

‫عادية تتعلق بمالحمهام‪ ،‬فبادرهتام مبتسمة بحنو‪.‬‬

‫‪ ¤‬صباح اخلري بني‪ ،‬أنا سعيدة جدا لرؤيتك و زوجتاك‪ ،‬فرناا‬

‫أصبحت أعيش لوحدي هذرب األيام‪.‬‬

‫قبل وجنتيها يضمها بحب بينام يعتذر إليها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا آسف أمي ‪...‬غبت بعاد الازواج شاهرا فرتا مات عايل‬

‫أعامل رية ولقد أتينا لنزف إليك خربا سيساعدك أنات أول‬

‫من نعلمه‪.‬‬

‫استقبلت ضمة ساهى ماع قبلتاو عاىل الاوجنتو‪ ،‬تناظرمهاا‬

‫بتساؤل فيكمل محزة برسور‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ ¤‬سهى حامل أمي‪ ..‬إنه شهرها األول‪.‬‬

‫هنضت نارمان ليظهر جسدها املتوسط القاد والقاماة ترتادي‬

‫فستانا قرمزي اللون أنيق وفلم ببساطة قصاته‪ ،‬هتنا ساهى‬

‫التي امحر وجهها بينام تضمها‪ ،‬فرتد املبار ة قبل أن يتنااهى ا‬

‫أسامعهم صوتا ان املفاجرة ال انية لذلك الصباح‪.‬‬

‫‪ ¤‬أرش وين معكم باحتفالكم أم أنني ال أستحقال‬

‫أصبحت األجواء مشحونة رغام عنهم لكان محازة يسامح‬

‫برن تفسد فرحته‪ ،‬فيبه برسمية‪.‬‬

‫‪ ¤‬سر ون أبا بإذن اهلل يا تامر‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫ارتسمت عىل فمه ابتسامة مستفزة وفتح ذراعيه حيضن أخارب‪،‬‬

‫يبارك له‪.‬‬

‫مبارك لك أخي هذا يعني أنني سرصبح عام ‪...‬أنا سعيد جدا‪.‬‬

‫هم باحتضان زوجة أخيه التي ارتعبت من جرأته ليقف محازة‬

‫بينهام‪ ،‬فيضحك تامر مل فيه يعقب بسامجة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمزح يا أخي أمزح!‪ ..‬ملاذا ال تتقبلون املزاح أبداال‬

‫فتح محزة فمه لريد عليه بجفاء لكن والدهتام تدخلت تغري دفة‬

‫احلديث‪.‬‬

‫‪ ¤‬تفضلوا أرجو م شار وين طعام الفطور‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫تاامر‬ ‫انضمت سهى وزوجها إ املائدة عىل مضال وجلا‬

‫مقابال ام والزالت بسمته املستفزة عىل شفتيه بينام نارمان عىل‬

‫الطاولة تنظر إ أصغر ولدهيا‪ ،‬تسرله بحرية‪.‬‬ ‫رأ‬

‫‪ ¤‬ملاذا أنت اليوم مستيق با راال ما هاذا اليشاء املهام الاذي‬

‫من أجلهال‬ ‫تنازلت وضحيت بنومك املقد‬

‫حتدث وهو يشملهم برنظاررب املا رة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمي أنت تظلمينناي ‪...‬أناا لسات مهماال اذرب الدرجاة و‬

‫الدليل أنني ما إن بلغني عرب م كاملة هاتفية خاربا منترشاا عاىل‬

‫جرائد اليوم‪ ،‬قمت مبارشة وجهزت نفل لتقديم املساعدة ‪.‬‬

‫يف حلظة بينام هو يكمل بلبث‪.‬‬ ‫إلتفتت إليه الرؤو‬

‫‪219‬‬
‫‪ ¤‬بربك سهى ال تقويل برنك تكوين تعلمو أو أنك أخفيات‬

‫عن أخي مغامرة شقيقتك القديسة‪.‬‬

‫تفاجرت سهى وشحب وجهها الذي ان حممارا قبال قليال‪،‬‬

‫محزة يضم يدها يدرك ما حيدث أما والدهتام فتنظر إليهم بريباة‬

‫وتامر يستدرك بمزاح سم ‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذن‪ ،‬الزوجة املطيعة أخربت زوجها ‪..‬ممممم‪..‬‬

‫تدخلت نارمان‪ ،‬تستوضح بريبة‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل سيلربين أحد م ما لذي فريال‬

‫وحو يبدو عىل سهى أو زوجها أي نياة بالتحادث تكلاف‬

‫تامر بتقديم تفسري ساخر‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫ِ‬
‫أخربكال بل سرريك لرتي بنفسك‪.‬‬ ‫‪ ¤‬وملاذا‬

‫الطاولاة األخارى حياث توضاع‬ ‫هنل عن مكانه نحو رأ‬

‫اجلرائد برتتياب مانظم‪ ،‬الاتقط بعضاها حتات أنظاار اجلمياع‬

‫املستغربة م عاد ليناول والدته واحدة وأخرى ألخيه وزوجته‬

‫التي شهقت بفز ما إن ملحات صاورة أختهاا يعلاورب عناوان‬

‫باخلط العريل " ورد خطااب متهماة يف قضاية خمادرات"‪.‬‬

‫املااء مان زوجتاه يعينهاا عاىل رشباه‪ ،‬وقاد‬ ‫قرب محزة ر‬

‫رشعت دموعها بالنزول‪ ،‬فتعقب نارمان بقلق وأسى‪.‬‬

‫‪ ¤‬مستحيل‪ ،‬أنا ال أصدق! هاذا افارتاء‪ ....‬ورد ال يمكان أن‬

‫يكون ا عالقة بامللدرات‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫حضن محزة زوجته املرتعشة يربت عىل رأسها‪ ،‬يب ها الدعم‪.‬‬

‫‪ ¤‬اهدئي حبيبتي‪ ،‬ال تنل أنك حامل‪ ،‬ورد قوية لان هتزمهاا‬

‫هذرب األزمة‪.‬‬

‫تدخل تامر متصنعا اجلدية بقوله الغامل‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا سرحل هذرب املشكلة ال ختافوا‪.‬‬

‫حامت حوله األنظار بريبة‪ ،‬فاستدرك ممتعضا‪.‬‬

‫‪ ¤‬ملاذا تنظرون إيل هكذاال ل ما سرفعله أنني سرنقذ سامعتها‬

‫من الوحل ‪....‬سرتزوجها ‪...‬عندما تصبح حرم املنشاوي لن‬

‫يستطيع أحدا التحدث بسمعتها و لو بكلمة واحدة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫فغرت سهى فمها ببالهة بينام محزة يتبسم بفهام سااخر متاماا‬

‫تلك السلرية‬

‫التي تلونت هبا ضحكة والدهتام وإن اختلاف القصاد‪ ،‬تعلاق‬

‫وهي تقوم عن املائدة‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم حرم املنشاوي و رن ذلك سيحمي سمعتها‪.‬‬

‫م نظرت إ سهى ومحزة بحنو ودفء تستدرك‪.‬‬

‫‪ ¤‬مبارك لكام حبيبي‪ ،‬وأنت سهى إعتني بنفسك حبيبتاي ورد‬

‫بريئة و ستلرج من هذرب املحنة حتى أ ر قوة‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫م خرجت من غرفة الطعام يتبعها تامر حتات نظارات أخياه‬

‫املتسلية‪ ،‬إستغربت سهى تعبري زوجها فرومرت له باستفساار‬

‫ليجيبها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أدفع نصف مليون ألسمع جواب أختك عىل عرض تامر‪.‬‬

‫عبست سهى تعقب باستهجان‪.‬‬

‫‪¤‬شقيقك وقح وأنت تعلم فعال برد ورد‪.‬‬

‫ضحك محزة وهو يسحب زوجته من خرصها ليقبلها خيربهاا‬

‫بمكر‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ ¤‬أعلم حبيبتي ‪...‬لكن الطريقة التي سرتميه بجواهبا هاذا ماا‬

‫أريد رؤيته حقا‪.‬‬

‫******‬

‫‪225‬‬
‫**الفصل ال الث**‬

‫رنااو هاااتف املكتااب أيق ا ليااث ماان رقااادرب املتعااب عااىل‬

‫الكرسيو‪ ،‬فلقد أمض ليلته بمكتبه ألن أطرافه تطاوعه عىل‬

‫العودة لبيته‪ ،‬متلمل عىل الكريس حيارك عنقاه يميناا ويساارا‬

‫باسطا يدرب ليرخد السامعة وما إن ألصقها برذنه فتح عينيه عاىل‬

‫وسعهام‪.‬‬

‫‪ ¤‬ليث! هل طالعت اجلرائدال ماا فعلاورب مقصاود باه تشاويه‬

‫سمعتها‪.‬‬

‫انتصب ليث يف جلسته يصغي لصوت العميد الغاضب يازأر‬

‫عرب األ ري فيجيبه بريبة‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫‪ ¤‬احرتامي سيدي أنا ال أفهم‪ ،‬ما هبا اجلرائد ومن تقصدال‬

‫صاح العميد بقوله العصبي‪.‬‬

‫‪ ¤‬باهلل عليك ليث‪ ،‬أ ترى جرائد اليوم بعدال إهنا مليئة بصور‬

‫ابنتاااي يعلوهاااا عناااوان ورد خطااااب متورطاااة يف قضاااية‬

‫خمدرات‪...‬أقسم أ ن أقلب هذرب املدينة عىل رأسها بح ا عنهم و‬

‫عندما أقبل عليهم أرواحهم لن تكفيني فداء ا‪.‬‬

‫قطب ليث جبينه‪ ،‬يبلغه بتخر التطورات‪.‬‬

‫‪ ¤‬سيدي ورد سيفرج عنها الياو م ‪..‬لقاد قبضانا عاىل زياد و‬

‫أخربنا بكل يشء‪..‬‬

‫‪227‬‬
‫‪ ¤‬ماذاال وجدتم زيدال ماذا أخرب مال أرياد التفاصايل‪ ،‬فهاذرب‬

‫القضية أصبحت شلصية ‪...‬هيا تكلم ليث!‬

‫يفرس‪.‬‬ ‫هز ليث رأسه بير‬

‫‪ ¤‬قال برنه تعرف عىل شاب يف صالة رياضية يقصدها صاباح‬

‫ل يوم‪ ،‬تقربا من بعضاهام وأضاحيا صاديقو وأخاربرب برناه‬

‫يتاجر بمواد التنظيف‪ ،‬طلب منه عدة مارات أن يعمال معاه‬

‫منزل لكن زيد ان دائاام‬ ‫خصوصا حو علم أنه جمرد حار‬

‫الرفل ويف يوم احلفل جائه متوسال أن حيفا عنادرب بضااعة‬

‫ملواد التنظيف‪ ،‬ألن سائر خمازنه مليئة ووعدرب بحاجته للملزن‬

‫فقط ليلة واحدة‪ ...‬طبعاا ألناه صاديقه يساتطع الارفل و‬

‫ال ااين ماع زوجتاه‬ ‫خصوصا أن ورد تعمل اريا واحلاار‬


‫‪228‬‬
‫بإجازة و السيدة عائشة عندما تتناول دواءها تنام ولن تشاعر‬

‫بيشء‪ ...‬يف صباح اليوم التاايل انتظارهم و يارتوا يف الوقات‬

‫املحدد‪ ،‬فذهب جريا إ الصالة بح ا عن صديقه بعد أن طلب‬

‫من البحث عااد إ‬ ‫هاتفه مرات ع دة دون إجابة وعندما يئ‬

‫املنزل ليصدم بوجود أف راد الرشاطة‪ ،‬فلااف و هارب وهباذا‬

‫و شاهد قد برأ ورد لكن هو فب أن ن بت صحة قصته طبعا‬

‫لن حيصل إال عندما نقبل عىل صديقه ذاك‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذا أخرجهااا برسااعة ماان هناااك وبعاادها ساانقوم باااجتام‬

‫مستعجل‪ ،‬فهذرب القضية مهام انت ا صلة ما بورد‪ ..‬أعلمني‬

‫بكل جديد سالم ‪.‬‬

‫‪ ¤‬متام سيدي‪ ...‬احرتامي‪.‬‬


‫‪229‬‬
‫فتح الباب و دخل هشام حامال اجلرائد بيادرب مقطاب اجلباو‬

‫يضعها أمام صديقه الاذي مادد اال ذراعياه ا أعاىل رأساه‬

‫ينفل عن جسدرب آالم التشنجات‪.‬‬

‫‪ ¤‬عىل األقل رصنا نعلم احدى صفات هذا املجرم جبان ‪...‬بام‬

‫أنه يستهدف الفتيات ليلء إ سمعتهن‪.‬‬

‫ألقى مهند نظرة رسيعة عىل صفحات اجلرائد يقول بتعب بينام‬

‫ينهل هبيئته املزرية‪ ،‬مالبساه املكوناة مان نازة ساوداء مان‬

‫الصوف الرقيق ورسوال جينز أزرق جتعدا وشعررب األشقر ذو‬

‫القصة القصارية حيتااج لتمشايط اام حيتااج وجهاه ا املااء‬

‫ليستعيد حيويته‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ ¤‬سرنتعش باحل امم وأنت قم باستدعاء اتاب الضابط و مليااء‬

‫حجاز الرجاال ليحرضا‬ ‫لتحرض ورد ‪...‬واطلب أحد حرا‬

‫زيد وطبعا قبلهام املحامي عز الدين الشامي ‪.‬‬

‫قبالاة‬ ‫نصف ساعة ومكتب ليث يكت بااملعنيو‪ ،‬ورد جتلا‬

‫زيد املطرط رأسه خجال منها يردد اعرتافه فرمت ليث بنظرة‬

‫ذات معنى استغرهبا هشام املتابع بصامت ‪..‬انتهاى التحقياق‬

‫باإلفرا ج عن ورد و سجن زيد حتت ذمة التحقيق‪.‬‬

‫اقرتبت ورد من زيد تطمئنه برهنا ستكلف املحامي عز بقضيته‬

‫وهذا األخري يعتذر منهاا بتوسال قبال أن يعيادورب إ احلجاز‬

‫لتستعلم بعد ذلك عن قضية مريم من املحامي الذي أخربهاا‬

‫‪231‬‬
‫برن إ بات عذريتها يلغي القضية‪ .‬فكرت ورد قليال م طلبت‬

‫منه أن ينتظرها أمام مصلحة األخالق العامة فغادر يسبقها‪.‬‬

‫وأخريا توجهت إ ليث وهشام تشاكرمها لكان دقاات عاىل‬

‫تاود رؤيتاه‬ ‫الباب أوقفتهاا إلتفتات فوجادت آخار شال‬

‫‪...‬تامر!‬

‫‪ ¤‬مرحبا ورد يف حالكال‬

‫انتصب ليث واقفا بتحفز وترهب هشاام خوفاا مان حادوث‬

‫مشاجرة فهو يعلم مدى الكررب بو هذين اإل نو‪ ،‬رها جتساد‬

‫بنربة ورد هي األخرى بينام تستفرس منه بذهول‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا بحق اهلل تفعل هناال‬

‫‪232‬‬
‫خطا أرضية الغرفة ينفل جانبي سرتته البنية‪ ،‬فيبها متصانعا‬

‫اجلدية وقد جتاهل هشام وليث املتجمد‪.‬‬

‫‪ ¤‬رأيت اخلرب عىل اجلرائد وأتيت عىل الفور لالطمئنان عليك‬

‫و أ ن أعلم برن الضابط ليث اجلندي بنفسه يتو القضية‪.‬‬

‫اآلن فقط رمارب بنظرة مبطنة ال يعلم بكنههاا ساوى املتصالب‬

‫مكانه يكاد ينقل عليه ليزهق روحه‪ ،‬فيكتفاي بإصادار أمار‬

‫غاضب بينام ورد تتساءل بعدم فهم‪.‬‬

‫‪ ¤‬جرائدال‬

‫‪¤‬من تظن نفسك لتقتحم مكتبي هبذرب السفاهة! أخارج حااال‬

‫إال أخرجوك عىل نقالة!‬

‫‪233‬‬
‫ضحك تامر بربود استفز ليث فهم بالتقدم نحورب بمالمح تربد‬

‫غضبا لوال هشام ردعه‪ .‬فوجئت ورد من م العداء بينهام لكن‬

‫ما اسرتعى إنتباهها أ ر هي اجلرائاد املكباة بسالة املهماالت‬

‫توجهت إليها رأسا وأخدهتا تطالع اخلرب بجمود للحظات قبل‬

‫أن تعيد مجعها و بها بالسالة حتات أنظاارهم اجلامادة أيضاا‬

‫نظرت إ تامر و لقد بدأت تفقد أعصاهبا‪ ،‬تسرله‪.‬‬

‫لدي اليوم بطوله‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ماذا تريد تامرال تكلم لي‬

‫حاد برنظاررب املا رة نحو هشام يسحب ورقة يقدمها له‪.‬‬

‫‪ ¤‬هذا إذن بالزيارة ‪..‬أريد أن أحتدث إ اآلنسة عىل انفراد‪.‬‬

‫هم ليث بالرد لكن ورد رمقته بمعنى أن يسكت جتيبه هي‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ ¤‬ام ترى تامر أنا متهماة بقضاية خطارية قياد التحقياق وال‬

‫يمكن تر ي بانفراد مع أحد حتى مع املحامي‪ ،‬فمن األفضال‬

‫لك أن تقول ما بحوزتك و برسعة‪.‬‬

‫تناظر ليث و هشام مبتسمو بسلرية واألخاري يازداد يقيناه‬

‫بكون ورد أنسب فتاة لليث‪.‬‬

‫اقرتب تامر من ورد حياول خما طبتها بلفاوت يترمال مالحمهاا‬

‫بشغف ال يعلم له من سبب‪ ،‬ال متلاك مجااال خالباا وال فتناة‬

‫طاغية ورغم ذلك يموت رغبة ليحصل عليها‪.‬‬

‫‪ ¤‬طلبتك للزواج من قبل ورفضت أما اآلن فرنت جمربة‪.‬‬

‫بتت ورد غيظها بصعوبة‪ ،‬تسرله من بو أسناهنا‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ ¤‬وأنا اآلن جمربة‪ ،‬ملاذا بالضبطال‬

‫يدنو برأسه منها يقول بلهفة يتشوق إلقناعها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أ تري اجلرائد أم أن سمعتك ال هتمكال عىل األقل فكري‬

‫بعائلتك ألن رؤياة ساهى تبكاي الياوم بيانام تشااهد صاورة‬

‫شااقيقتها عااىل صاافحات اجلرائااد ال ترسا إطالقااا ااام يرضا‬

‫محلها‪..‬فكري جيدا ورد حو نتزوج سيتر د اجلميع بارن ماا‬

‫حدث جمرد حماولة توريط ال أ ر‪.‬‬

‫اشتد الغضب بليث يفكر با جوم عليه وليحادث ماا حيادث‬

‫لوال صوت ورد الذي عال واحتد بعصبية‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ ¤‬إسمعنني تامر ألنني لن أ رر المي بعاد الياوم وانظار إيل‬

‫جيدا لتفهم‪..‬‬

‫أجفل تامر يرف بجفنيه وهي ترفع فها تشري إ ما تتفورب به‪.‬‬

‫‪ ¤‬لو وقعت السامء عىل األرض ولو انقرض الرجاال وبقيات‬

‫لوحدك‪ ،‬أنا لن أتزوجك‪ ...‬ولو انقرضات النسااء مان عاىل‬

‫وجه األرض وبقيت لوحدي لقتلت نفلا قبال أن أسالمها‬

‫لك‪ ،‬فابتعد عني وارمحني!‬

‫م التفتت ا ليث تكمل بلهاث امحر له وجهها الشاحب‪،‬‬

‫‪ ¤‬واآلن هل سرتشدين ملصلحة األخالق العامة أم أبحث عنه‬

‫بنفلال‬

‫‪237‬‬
‫إبتسم ليث بحبور تعمد إبداءرب بكل تشفي يشاري اا بيادرب أن‬

‫تتقدمه متجاوزين تامر الذي ظل جامدا مكانه حتى جفل من‬

‫اقرتاب هشام خياطبه بابتسامة ما رة‪.‬‬

‫‪ ¤‬عىل فكرة لقد أ بتنا براءة ورد و أفرجناا عنهاا قبال جميئاك‬

‫بقليل‪ ،‬آرب بالنسبة للجر ائد فرنت تعلم أن الشائعات ال تعايش‬

‫ريا ورسيعا ما تنسى وال يبقى سوى عمل اإلنسان يتحدث‬

‫عنه‪ ،‬ا اللقاء سيد تامر فرنا لدي عمل ري ‪.‬‬

‫امحر وجه تامر بغضب وخارج مان املكتاب يزفار الناريان و‬

‫يتوعدها برسرب ‪.‬‬

‫***‬

‫‪238‬‬
‫أوصلها مصلحة األخالق العامة بصامت ال واحاد مانهام‬

‫بعامله إ أن استقبلهام املحامي بقوله املعاتب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ترخرت يا بنتي ولدي قضايا أخرى‪.‬‬

‫أجابته معتذرة بردب واحرتام وبنربة تعبة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا آسفة عمي عز ‪...‬شكرا لك ضابط ليث يمكنك العاودة‬

‫لعملك لن أؤخرك أ ر‪.‬‬

‫لكن ليث يكن مستعدا بعد ملفارقتها يستفرس منها بفضول‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة لست مستعجال ويمكنني مساعدتك إن علمات‬

‫باملشكلة‪.‬‬

‫ا تسى وجهها بالربود بينام جتيبه بجدية‪.‬‬


‫‪239‬‬
‫صديقتي لاذلك‬ ‫‪¤‬آسفة سيد ليث إهنا مشكلة شلصية خت‬

‫ال أستطيع اطالعك عليهاا‪ ،‬أماا بالنسابة للمسااعدة فهنااك‬

‫رشطية صديقتي ستقوم بالواجب عن إذنك‪ ...‬شكرا لك‪.‬‬

‫تر ته يتميز غيظا لتجاهلها إيارب ترافق املحامي إ باب ما لكن‬

‫وبطريقة ما يستطع أن يغضب منها حتديدا بعد موقفهاا مان‬

‫تامر‪ ،‬فقرر انتظارها‪.‬‬

‫أرشد املحامي عز ورد إ مكتب الضاابطة ميسااء صاديقتها‬

‫التي قابلها من قبل وتناقشاا بقضاية ماريم ‪..‬هنضات ميسااء‬

‫تستقبل ورد لتسلم عليها بحرارة‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫‪¤‬ف ب أن أشكر مريم هذرب التي انات السابب بترشايفك يل‬

‫بمكتبي يا فتااة! لقاد أصابحت مشاهورة و صاورك منترشاة‬

‫بالصحف و رنك نجماة ساينام ‪...‬حاذرتك مان قبال أنات‬

‫حترشين نفسك باملشا ل حرشا‪.‬‬

‫أجابتها ورد بمزاح بينام تباد ا املصافحة‪.‬‬

‫‪ ¤‬وأنا أخربتك برنني أحب املشا ل‪ ،‬جتعلني أحتداها فرنشغل‬

‫بإفاد حلول ا ‪..‬دعك مني فرن ا أ ر من قادرة عىل مواجهاة‬

‫مشا يل واحلمد هلل‪ ...‬أريد أن أطلب منك طلبا شلصيا‪.‬‬

‫أشارت ام ميساء للجلو ‪ ،‬وورد تستدرك‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫‪ ¤‬أريد لقضية مريم أن تنتهي برسعة‪ ،‬ال أريادها أن تتارخر يف‬

‫احلجز أ ر من هذا‪ ،‬إهنا فتاة هشة ويمكن أن تنهاار وتترضار‬

‫نفسيا‪.‬‬

‫أجابتها ميساء بجدية وه ي حتتل مقعدا خلف طاولاة مكتاب‬

‫بو مكتبو آخرين شاغرين‪.‬‬

‫‪ ¤‬بمجرد أن ربط األستاذ هنا اسمك بتلك الفتاة تر دت مان‬

‫وهنا بريئة لكن القانون قانون‪ ...‬لذا صديقتي ل ما أستطيع‬

‫فعله هو استدعاء طبيبة املر ز وبمجرد أن تؤ د عذريتها لان‬

‫تكون هنااك قضاية وساتلرج يف احلاال إال إذا أرادت إهتاام‬

‫الرجل الذي ضبط معها بمحاولة اعتداء واقتحام شقتها‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫ضمت ورد شفتيها بتفكري م قالت‪.‬‬

‫‪ ¤‬دعي األمر ملريم حينها ‪....‬متى يمكنك ترمو الطبيبةال‬

‫‪ ¤‬اليوم‪ ...‬تقريبا بعد ساعتو‪.‬‬

‫هزت ورد رأسها بامتنان‪ ،‬جتيبها‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذن ساارنت ظر خارجااا ا أن ينتهااي املوضااو ‪.....‬هل ماان‬

‫الرضوري وجود املحاميال‬

‫رفعت فها تفرس ا بتر يد‪.‬‬

‫‪ ¤‬ام أخربتك‪ ..‬إذا انت عذراء ال وجود لقضاية وبالتاايل ال‬

‫داعي ملحامي‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫هنضاات ورد واملحااامي أيضااا‪ ،‬فقاماات ميساااء تتقباال شااكر‬

‫ومصافحة ورد بحرارة م تفارقا عىل موعد بلقاء قريب جادا‬

‫وحو خرجا من مكتب ميساء وجدا ليث الزال واقفا حياث‬

‫تر ارب‪.‬‬

‫****‬

‫إلتفت إليها املحامي يودعها عىل أن تتصال باه عناد احلاجاة‬

‫يوصيها باحلذر م انرصف وظلت هي واقفة مستغربة إنتظاار‬

‫ليث‪ ،‬شعر هبا فاقرتب منها يسر ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل أهنيت مهمتكال‬

‫أومرت بسلب جتيبه‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫‪ ¤‬فب أن أنتظر ساعتو لذا ال يمكنني العودة إ البيت اآلن‪.‬‬

‫هز تفيه يدعوها‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذا تعايل معي‪ ،‬يوجد مطعم جيد مقابل املر ز‪ ،‬فرنا أفطار‬

‫بعد و أنت أيضا‪.‬‬

‫مهت بالرفل لوال حلقها املتورم يطالبها بمرشاوب سااخن‪،‬‬

‫فرومرت موافقة وانرصفا يتقدمها إ طاولة منزوياة بااملطعم‪،‬‬

‫سحب ا رسيا شكرته م جلست ليحتل املقعد أمامها يفكر‬

‫ساخرا من نفسه برنه يترصف بلباقة مما لة مع فتاة من قبل‪.‬‬

‫أشار لنادل فحرض يف احلال‪ ،‬نظر إليها ليث لتطلب ما تريادرب‬

‫فابتسمت برسمية تقول‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫‪ ¤‬هل أجد عند م لبن مغيل وعسل نحلال‬

‫أومر النادل بموافقة‪ ،‬فر ملت‪.‬‬

‫‪ ¤‬أريد فنجان لبن مغيل حمىل بملعقة عسل واحدة إذا أمكن‪.‬‬

‫أجاهبا النادل بحارض مبتسام من لطفها الذي يعجاب لياث‬

‫أبدا بينام يرمق الشاب بحدة يطلب من بجفاء‪.‬‬

‫‪ ¤‬وأنا أريد فنجان قهوة سوداء مر زة وبرسعة‪.‬‬

‫متتم برمرك وانرصف مرتبكا من أمامه يدعوا اهلل أن ال يضاعه‬

‫برأسه‪ ،‬فهو الضابط ليث اجلندي و من ال يعرفه! ‪...‬إستغربت‬

‫ورد من طريقته اجلافة مع النادل املسكو مهت بفتح فمها ام‬

‫‪246‬‬
‫أقفلته حو سمعت نغمة هاتفها‪ ،‬فتذ رت أهنا فتحته منذ قليل‬

‫لتحدث نائبتها باجلمعية ونسته‪.‬‬

‫طالعت الشاشة و انت حقا هي فرجابت عىل الفور‪.‬‬

‫‪ ¤‬السالم عليك ناديا نت سرحد ك اآلن و لكن‪....‬‬

‫قاطعتها األخرى بعجالة قلقة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين أنت يا وردال هل أنت بلريال ما هذا ا راء الاذي يماأل‬

‫بالصحف لقد اتصلوا من مقر اجلمعية و سايعقدون اجتامعاا‬

‫بلصوصك واتصلوا يب أيضا من الدار ليلربوين برن اللجناة‬

‫القانونية بدأت حتقيقها‪ ،‬ال تقويل برناك ساترت ينني لوحادي‬

‫وسط هذرب املشا ل أنا لست أنت‪ ،‬أقسم أنني أرتعد بشدة‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫حتد ت ورد بحزم رغم هدوء نربهتا‪،‬‬

‫‪ ¤‬ناديا تنفل!‪ ....‬شاهيق و زفاري ‪...‬نعام ‪...‬جياد! تنفلا‬

‫لتسمعيني جيدا ‪...‬أنت لست لوحدك وأنا أسجن وأحد ك‬

‫من مطعم‪ ،‬إهنا مكيدة لكن لألسف اجلمعية لن ترخذ بكالمي‬

‫األن‪ ،‬فرنت تعلمو سطحية أغلب أعضائها لاذلك سارختفي‬

‫من بعل املشا ل ‪...‬هذا ال هيم‬ ‫من ال صورة ملدة حتى أختل‬

‫اآلن ل ما هيمني هي الدار ناديا افعيل ما سرطلبه منك و ال‬

‫يشء ساايكون بلااري ‪..‬إذهبااي أوال إ االجااتام ‪..‬بحسااب‬

‫القانون الداخيل عند عجز الرئيساة عان أداء واجباهتاا تعاو‬

‫النائبة مكاهنا وختتار هاي األخارى مسااعدة اا لاذا عنادما‬

‫‪248‬‬
‫يعينوك رئيسة بادال مناي‪ ،‬أول يشء تفعليناه تطلباو شااهي‬

‫مساعدة لك‪..‬‬

‫قاطعتها ناديا برعب‪.‬‬

‫ِ‬
‫بدأت هتذينال‬ ‫‪ ¤‬ماذاال منال شاهي هل‬

‫أجابتها ورد ب قة‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال ناديا إسامعيني جيادا‪ ،‬أنات حتتاجينهاا يف هاذا الوقات‬

‫حتديدا‪ ،‬هي صارمة ستساعدك و أنات ستسااعدينها بادورك‬

‫فب أن خترج يها من عاملها الوردي إ أرض احلقيقة‪ ،‬أريدها‬

‫أن ترى األطفال و احلرمان بعينيها صدقيني ناديا ستنفعك‪..‬‬

‫نظريت ختب من قبل‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫هزت ناديا تفيها باستسالم‪ ،‬تسرل‪.‬‬

‫‪¤‬و ماذا أفعل بعد ذلكال‬

‫‪¤‬ستطلبو من مساعدتك موافاتك إ الادار لتقاابال اللجناة‬

‫وأنا متر دة من نتائ الت حقيق األويل حتى دون انتظاررب ولكن‬

‫أنت ستنتظرين إ أن يعلموك بعدها ترصفو أسامء من الدار‬

‫سالطي عليهاا شااهي و هاي ساتقوم‬ ‫و إن حاولت التمل‬

‫بالواجب وأنت خري العارفو هبا‪ ...‬بعدها قومي بتسليم املهام‬

‫لفاطمة ‪....‬هل فهمت ما ستفعلينه عزيزيتال هوين عليك إهنا‬

‫أمور سهلة‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ ¤‬نعم سهلة بالنسبة لك سرحاول القياام بكال ماا قلتاه وإن‬

‫أخفقاات بيشااء سرتصاال بااك ‪....‬آرب باملناساابة عنااد تسااليم‬

‫املسؤولية لفاطمة سرحتاج طابع اإلمضاء و ملف اإلدارة‪.‬‬

‫فكرت ورد قليال م قالت‪.‬‬

‫أ ق باه ألنناي مشاغولة‬ ‫‪ ¤‬حارض سربع ه لفاطمة مع شل‬

‫اآلن و لن أستطيع املجي ‪.‬‬

‫‪¤‬إعتني بنفسك و في عن جلب املشا ل ا إ اللقاء‪.‬‬

‫تنهدت ورد براحة‪ ،‬تودعها‪.‬‬

‫‪¤‬إن شاء اهلل إ اللقاء‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫وضعت هاتفها عىل املائدة حتات أنظاار لياث املعجاب بقاوة‬

‫شلصاايتها وحتملهااا للمسااؤولية بعياادا عاان دالل وميوعااة‬

‫الفتيات املعتادة وهم بالتحدث ليحول رنو هاتفها من جديد‬

‫دون ذلك‪ ،‬فزف ر بملل تالحظه ورد التي ملحات اسام نازة‬

‫تتوقع ما ستسمعه لذا قامات حتاد ها بعيادا عان لياث لكان‬

‫هيهات! لن يكون الضابط املمتااز املحناك إن يلاتقط ال‬

‫لمة خترج من بو شفتيها‪.‬‬

‫‪¤‬السالم عليكم سيدة نزة يف حالكال‬

‫‪ ¤‬ورد ‪...‬بنيت ي هل أنت بلريال قلقت علياك للغاياة مناذ أن‬

‫قرأت الصحف صباحا هل قبل عليك حقاال‬

‫‪252‬‬
‫عبست ورد تتوعد رسا من سبب ا هذرب الفوىض‪ ،‬ترد‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم سيدة نزة قبل عيل البارحة واتضاح برهناا مكيادة و‬

‫أفرجوا عني هذا الصباح‪.‬‬

‫شهقت نزة تصيح بغضب‪.‬‬

‫لدياه أخاوات أو بناات أو‬ ‫‪ ¤‬ال بارك اهلل يف من فعلها‪ ،‬ألي‬

‫حتى أال خياف اهلل ال‬

‫تقلدت قسامهتا السلرية بينام تعقب‪.‬‬

‫لديه دين أو ضمري ليحكماه ياا سايدة‬ ‫‪ ¤‬من يفعل ذلك لي‬

‫نزة ما علينا‪ ،‬يف هي املدرسةال‬

‫أجابتها بتلع م التمسته بو لامهتا‪.‬‬


‫‪253‬‬
‫‪ ¤‬احلح‪..‬قييقة هههنا‪...‬ك من أولياء األمور قادموا شاكايات‬

‫و هددوا بنقل أوالدهم من املدرسة إن يتم رصفك‪ ...‬حتاى‬

‫أنني أوشكت عىل إخبارهم برن املدرسة لك لكن أعلم جيادا‬

‫برنك ستغضبو مني‪.‬‬

‫‪¤‬طبعا سرغضب سيدة نزة‪ ،‬تعلمو أنناي أخفيات ملكيتاي‬

‫للمدرسة عن عمد ألن ل يشء خاص حيياا بحيااة مالكاه و‬

‫يموت بموته ولقد نت حمقة‪ ،‬تصوري إن علم األمر م مان‬

‫أستاذ وأستاذة سيفقدون وظائفهم بغلق املدرساة‪ ....‬عملناا‬

‫بجهد لسنوات لتبلغ هذا املستوى الرفياع‪ ،‬ال‪ ...‬ال! أرجاوك‬

‫حافظي عىل هدوءك وبلغي أوليااء التالمياذ برناك فصالتني‬

‫وانتهى األمر‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫أجابتها نزة برتدد وارتباك‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ¤‬هل أنت متر دة عزيزيتال أعلم قدر حبك للتدري‬

‫ومجت رغم ردها الوا ق‪.‬‬

‫‪¤‬بىل متر دة سيدة نزة أرجوك ‪..‬عىل األقل أنا مرتاحة ألنك‬

‫املسؤولة عن املدرسة وأتق بك‪ ...‬إعتني بنفساك ‪...‬سارراك‬

‫قريبا إن شاء اهلل وبلغي سالمي لعمي سعيد وأخربياه أنناي‬

‫أنسه و ستيت لزيارته أيضا قريبا بإذن اهلل‪.‬‬

‫‪ ¤‬إن شاء اهلل ‪...‬حيل مش ا لك التي ال تنتهي و تعايل ألراك و‬

‫هذرب املرة سرقرص أذنك حتى تترملو عسى تتعلماو الادر‬

‫‪...‬سالم‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫عادت ورد ا املائدة تلقي بمحمو اا فوقهاا ساطح الطاولاة‬

‫بلفة‪ ،‬التقطت الفنجان ترتشف منه م أعادتاه مكاناه تعلاق‬

‫بوجوم يفارقها بعد‪.‬‬

‫‪ ¤‬لقد برد ‪....‬‬

‫أخدرب ليث واستقام واقفا خيربها برنه سايجلب واحادا آخار‪،‬‬

‫فرومرت ت راقب خطواته باستغراب ملالزمته ا‪ ،‬تذ رت أهنا‬

‫ختاطب أمها بعد ام تذ رت الطابع‪ ،‬فرخذت ا ااتف تطلاب‬

‫رقم حممود‪ ،‬وان قليلة فسمعت صوته القلق‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫ِ‬
‫آت ألصاحبك ألن‬ ‫‪ ¤‬ورد أين أنت عزيازيت لقاد تارخرت‬

‫عمي مصطفى حو أخربنا عن اإلفراج قال أن الضابط لياث‬

‫سيوصلك للبيت‪.‬‬

‫ا نتاهبا االرتباك بينام تتساءل مستغربة‪.‬‬

‫‪¤‬حقاال قال‪...‬‬

‫فكرت *إذن هو الذي طلب منه* م أردفت‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا التي أخرته‪ ،‬أقيض بعل األمور العالقاة وساتيت بعادها‬

‫للبيت ‪...‬إسمعني أخي أريد منك خدمة‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا عزيزيت‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫‪ ¤‬يف غرفتي ستج د خزنة حديدية بدواليب ‪...‬الباب األول من‬

‫جهة ا ليمو إفتحهاا وابحاث عان ملاف مكتاوب علياه دار‬

‫*األمل* وستجد قربه طاابع إمضااء خاذمها إ الادار مان‬

‫فضلك ‪...‬إسرل عن اآلنسة فاطمة وسلمها األمانة شلصيا ال‬

‫ألي أحد آخر سوى فاطمة هل فهمت أخيال‬

‫‪ ¤‬أ يد عزيزيت سرفعل ال تقلقي لن أسلمهم إال لآلنسة فاطمة‬

‫لقد فهمت وحفظت‪ ....‬خذي أمي تريد حماد تك‪ ،‬سالم‪.‬‬

‫اتسااعت بساامة ورد مااع طرفااة حممااود حتااى أن ليااث أرس‬

‫بالرجو ليعلم سبب تلك االبتساامة بعاد الوجاوم الطااغي‬

‫عليها قبل قليل‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫‪ ¤‬أنا بلري أمي وقريبا سار ون بااملنزل إن شااء اهلل‪ ،‬حبيبتاي‬

‫أطلبي من نعيمة جت هيز الغرفة املقابلة لغرفتي سرحرضا معاي‬

‫ضيفة حتتاج لراحة نفسية ودعم‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا بنتي فكري بنفسك قليال م اآلخرين‪.‬‬

‫تنهدت ورد بتعب متيل رأسها جانبا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمااي ال مشااكلة سااررتاح أيضااا وأعاادك الليلااة سرقضاايها‬

‫بحضنك لتمسحي عىل شعري ام حتبو‪ ،‬ما رأيكال‬

‫‪ ¤‬آرب منك يا حمتالة! عودي رسيعا وسنجهز لك غارف البيات‬

‫لها إذا أردت وطعاما لذيذا أيضا‪.‬‬

‫‪¤‬إن شاء اهلل‪ ،‬أحبك أمي ريا‪ ،‬سالم عليكم‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫ابتسم ليث بغموض بيانام عيناارب تنجاذبان لطريقاة التقاطهاا‬

‫للفنجان‪ ،‬يفتح باب احلوار بينهام‪.‬‬

‫‪¤‬إذا أنت حمظوظة بعد ل يشء‪.‬‬

‫رفعت عينيها السوداوين إليه بعدم فهم‪ ،‬فرردف‪.‬‬

‫‪ ¤‬عائلتك حتبك ريا وتساندك‪ ....‬والدك والدتك و حمماود‬

‫وسهى وحتى اخلدم‪.‬‬

‫أجابته بفلر تألألت به ظلمتي مقلتيها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أ يد‪ ...‬و هناك آخرين ر و أنا أحبهم أيضا وستتفاجر باام‬

‫يمكن أن أفعله من أجلهم‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫يشء ما نغزرب بصدررب ما إن ذ ارت احلاب و يكان باملعادلاة‬

‫جتاهله‪ ،‬فهم باحلديث ليسبقه استدراك ورد تسرله‪.‬‬

‫لاديك عائلااة يف مكااان مااا حتبااك‬ ‫‪ ¤‬ملااذا تسااتغربال ألااي‬

‫وتساندك ال‬

‫أجفل قليال من السؤال لكن رسعان ما أجاهبا‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا لدي والدان وجد وجدة وأخت وحيدة حيبونني ريا‬

‫وأحبهم أيضا‪.‬‬

‫قا ا ليث بقليل من الذنب الحظتاه ورد وجتاهلتاه‪ ،‬تستفرسا‬

‫أمرا آخر شغلها‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذن ما الذي فعله بك تامر ال‬

‫‪261‬‬
‫رمقها بحدة جراء التغيري الرسيع للموضو وسؤا ا املباارش‪،‬‬

‫فيب بجفاء يقصدرب لكن وطرة الشعور الكريه بصدررب حتكم‬

‫به‪.‬‬

‫‪ ¤‬سرجيبك لو أخربتني أوال بام فمعكام‪.‬‬

‫يعجبها سري احلديث‪ ،‬فقامت تلتقط حقيبتها هتم بالذهاب و‬

‫جفاءرب‪.‬‬ ‫هي تقول بنف‬

‫‪ ¤‬ال أريد أن أعرف شيئا‪ ،‬أنا فب أن أذهب‪.‬‬

‫بسط ليث يدرب ليوقفها عفويا‪ ،‬فعادت إ اخللف خطوة تازداد‬

‫شحوبا م رفعت يدها إليه بإشارة أن يقف مكانه حتذررب بحدة‬

‫قصدهتا‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫‪ ¤‬إذا أردت أن تبقى بلانة من أحرتمهم وأتعامل معهم تذ ر‬

‫هذا ليث‪ ،‬تذ ررب جيدا ألنني ال أتساهل به‪....‬أبادا ال حتااول‬

‫ملل أ بدا ‪....‬مهام انات األساباب ال تلمساني ألن رد فعايل‬

‫حينها لن يعجبك‪ ،‬صدقني ‪.‬‬

‫رفع يديه باستسالم مبهوتا مان ترصافها وشاحوهبا واأل ار‬

‫أمهية ذ رها السمه جمردا أول مرة‪ ،‬ملااذا ال ماا تفعلاه هاذرب‬

‫الفتاة ي ري اهتاممهال‬

‫‪¤‬آسف‪ ،‬لن يتكر ر األمر أنا فقط أردت إيقافك عن املغادرة ال‬

‫يشء آخر‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫‪¤‬أخربتك مهام ان السبب‪ ...‬وأناا فعاال فاب أن أغاادر‪،‬‬

‫يتبقى سوى ساعة أرياد أن أساتغلها برشااء بعال املالبا‬

‫لضيفتي‪.‬‬

‫قاطعها ليث بنفاذ صرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬آنسة ورد‪ ،‬أعلم برنك تتابعو قضية فتاة بمصلحة األخالق‬

‫العامة تنوين استقبا ا بمنزلك أيضا‪.‬‬

‫أجابته باندفا ‪.‬‬

‫‪ ¤‬إن شاء اهلل لن يكون هنااك قضاية و ساتخذها مان املر از‬

‫وتنسى ل يشء خيصه‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫حانت منه نحوها نظرات متشككة م ابتسم بمكر تالحظه‬

‫بينام يقرتح عليها‪.‬‬

‫عيل مشاكلة صاديقتك ونحان نقصاد‬ ‫‪ ¤‬ما رأيك برن تق‬

‫ألنني لن أفارقك إ أن أوصالك بيتاك اام‬ ‫حمالت املالب‬

‫وعدت والدك و باملقابل أنا لن أعلق بيشء عىل املوضو ‪.‬‬

‫برفل وهي جتيبه‪.‬‬ ‫زمت شفتيها تعب‬

‫‪¤‬أوال أنا ال أحتاج لسائق وأيب أ ر من يعلم ذلك‪ ،‬انيا أنا ال‬

‫هيمني تعليقك بالنهاية سرفعل ما يمليه عيل ضمريي‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫وبشكل ما يعجبها األمر و رن موقفها‬ ‫جتهم وجه ليث بير‬

‫بمكانااه‪ ،‬فرتاجعاات ورفعاات ياادا واحاادة باستسااالم‬ ‫لااي‬

‫تضيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا آسفة عام بدر مني‪ ،‬أحيانا لساين ال ينتظر إذين ي ينطاق‬

‫فينطلق لوحدرب‪.‬‬

‫هتللت أسارير ليث يعقب ببعل املرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬ينطلق مرسعا بالفعل‪.‬‬

‫ضمت شفتيها بحنق وهناك ِ‬


‫علقت عينا ليث بينام ورد تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬س ررىض برن توصلني هذرب املرة فقط من أجل أيب‪ ،‬أما قصاة‬

‫مريم فسرحيكها لك لتعلم برن اإلنسان يتعرض للظلم أحيانا‬

‫‪266‬‬
‫رية‪ ،‬وفب عليك التحقاق جيادا قبال أن تساجن أحادا و‬

‫تتحمل ذنبه طوال عمرك ‪.‬‬

‫هز رأسه بتفهم يشري ا ي تتقدماه مغاادرين ليجلباا بعال‬

‫ملريم وطبعا لتشبع فضوله‪ ،‬ألول مارة ينساى العمال‬ ‫املالب‬

‫وأشغاله بمعية هذرب ا ل‪....‬ورد لكن ما هاي بحيااة لاو ظلات‬

‫وردية‪ ،‬الرش دائام ما فد طريقا ليسالكه بظاالل ظلمتاه وهاو‬

‫اآلن يتاادفق سااهام مساامومة ماان عينااو بنيتااو محااراوين‬

‫بالغضب األعمى ولو بلغتهام تلك األساهم احلارقاة لساوهتام‬

‫باألرض‪ ...‬هون عليك يا تامر!‬

‫***‬

‫‪267‬‬
‫‪¤‬أختي احلبيبة أنظري إيل‪....‬لقد حذرتك من قبال أن رسقاة‬

‫الدار فعل ساذج لكنك تصاغي إيل ورجاوتني ألسااعدك‬

‫ولقد ساعدتك‪ ،‬ألنك شاقيقتي‪ ،‬اآلن حبيبتاي حتمايل اللاوم‬

‫وحدك م إن القديسة لن تفعل شيئا ساوى طاردك مان هناا‬

‫وأنت تعلمو برن لدي بيت يرحب بك بري وقت‪.‬‬

‫اشتد غي أسامء بينام جتيبه وهي تستند بنافذة غرفة املكتب‪.‬‬

‫‪ ¤‬أدفع نصف عمري ألعلم يف شفت خطتيال لقد نت‬

‫حذرة للغاية لكن ال لن أختل عن منصبي أبدا‪.‬‬

‫هز سمري رأسه يرسا من حالة أخته و قال هبازؤ بيانام يتصافح‬

‫اجلرائد جالسا عىل الكريس بليالء واضعا رجال عىل أخرى‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫‪ ¤‬شفت خط تك بعيوهنا الوفية املدسوسة بكل مكاان‪ ،‬فهاي‬

‫دا ئام حتب حرش أنفها بام ال يعنيها‪...‬‬

‫أدار اجلريدة نحوها‪ ،‬فردت وهي تشري إ ناديا القادماة عارب‬

‫مدخل الدار‪.‬‬

‫‪¤‬القديسة‪ ...‬إهنا القطة بسبعة أرواح أو طفرة بالقطط يعني‬

‫نفسها هذا إن تكن‬ ‫زد عليها الث أرواح أخرى‪ ،‬ستلل‬

‫فعلت بالفعل‪.‬‬

‫أومر ا ساخرا بقوله‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا عزيزيت‪ ،‬لو خترج ما انت الدار لتسري بنظام الساعة‬

‫إ اآلن‪ ،‬فهي جتيد اللعب بليوط املاريونت‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫هنل ليقرتب منها يقبل وجنتها م قال‪..‬‬

‫‪ ¤‬إمجعي أمتعتك واخرجي بكرامة عزيزيت نعد بحاجة إليهم‬

‫أو ال جتمعااي شاايئا‪ ،‬سرشاارتي ل اك مااا ترغبينااه‪ ،‬ساارنتظرك‬

‫بالسيارة خارجا ولن أمل من االنتظار‪.‬‬

‫اا بتحياة‬ ‫خرج سمري يف اللحظة التي دخلت هبا ناديا ياوم‬

‫صامتة قبل أن يكمل طريقه إ احلديقة حيث ملح منظرا مجدرب‬

‫مكانه ليترمله‪.‬‬

‫***‬

‫‪270‬‬
‫ترجلت شاهي من سيارهتا احلمراء الرياضية اآلخار صايحة‪،‬‬

‫طبعا محراء حمرة بذلتها املترنقة بتكلاف و حمارة مزاجهاا‬

‫الذي يستوعب حلد اآلن ملاذا اختارهتا نادياا مسااعدة ااال‬

‫توعاادت ورد برسااها إللقاااء نفسااها يف املشااا ل حتااى أهنااا‬

‫أصبحت حديث املدينة *آرب اآلن ماذاال أحسادها حتاى عاىل‬

‫مشا لها تبا لك ورد!*‪ ...‬تكن تع وسط هدرها أهنا تتوسط‬

‫ف صغري عىل ساقها‪،‬‬ ‫حديقة الدار إال حو شعرت بملم‬

‫أحنت رأسها فوجدت طفلاة صاغرية ببرشاة بيضااء اال ل‬

‫وشعر بني مفتوح و عينو زرقاوين زرقة عينيها تقول بانبهار‬

‫تألألت به مقلتاها اجلميلتو‪.‬‬

‫‪ ¤‬سنبلة ‪....‬‬

‫‪271‬‬
‫إستغربت شاهي فسرلتها بحرية‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذاال‬

‫استطالت الطفلة تشري إ شعرها و رهنا تتلهف للمسه‪.‬‬

‫‪ ¤‬شعرك لون السنبلة‪.‬‬

‫م دست اصبع سبابتها بفمها الهنام ها بالتفكري بام حيريها‪.‬‬

‫م ل لون شعري ماع أن لاون عينياك‬ ‫‪ ¤‬ملاذا لون شعرك لي‬

‫م ل لون عينايال أنا أحب شعرك أ ر‪ ،‬أريد سنبلة‪..‬‬

‫ابتسمت شااهي بتار ر ومهات باالرد حاو سامعت صاوت‬

‫رجوليا ساخرا يقول‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫‪¤‬مممم‪ ...‬متكلفة جديدة ‪...‬ما الذي أتى بك يا ترىال الشفقة‬

‫أم ذنب تكفرين عنه أم مهتمة القديسة املتورطة بامللدراتال‬

‫أجفلت للحظة تنظار إ الشااب ال ال يناي‪ ،‬ذو جساد يبادو‬

‫ريايض‪ ،‬لباسه أنيق لكن بسيط نزة بيضااء رياضاية ورسوال‬

‫اجوال أزرق شاحب‪ ،‬عينيه الرماديتو الواسعتو مظللتاو‬

‫برموش سوداء وشعر بلصاالت ساوداء و‪ ....‬فضايةال ماا‬

‫هذاال هل هو شيب بعمررب الصغري ويف حليتاه املشاذبه أيضاا!‬

‫تنبهت عىل ذ ر ورد وتشبيهها بالقديسة‪ ،‬فاستعادت مزاجهاا‬

‫الناري تصيح بغضب‪.‬‬

‫‪¤‬أنت ‪...‬من تظن نفسك لتحد ني هكذاال ما أفعله أو ال أفعله‬

‫من شرنك!‬ ‫لي‬


‫‪273‬‬
‫تقدم إليها متمهال يستمتع بإربا هاا والنسالة املصاغرة منهاا‬

‫طبعا إن أقصينا الشعر تنظر إليهام ببالهة حتى وصال أمامهاا‬

‫تناظررب بجمود وحتدي‪ ،‬فترلقت بسمة عىل شفتيه زادته وسامة‪.‬‬

‫‪ ¤‬رشسة ممم ‪ ...‬اللون يليق بك‪.‬‬

‫م ابتعد مغادرا يلوح بيدرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬لكن مع ذلك الزلت منهم متكلفة‪ ..‬سالم يا ‪...‬رشسة ‪.‬‬

‫أطلقت شاهي نفسا طويال إ تشافت عاىل إ اررب برهناا انات‬

‫أنفاسها‪ ...‬ماذا حدثال ملاذا صمتت و جتبهال ما الذي‬ ‫حتب‬

‫جرى بالضبطال و ب قلبها رنه يعدوال يا إ ي! أجفلات عاىل‬

‫ملسة الصغرية‪ ،‬تسر ا بقلق‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫‪ ¤‬سنبلة‪ ...‬هل صحيح أن رورو لن تعودال‬

‫ضمت شاهي فمها وحاجباها باستغراب‪.‬‬

‫‪ ¤‬من رورو هذربال‬

‫أش ارت ا الطفلة باالنزول رهناا ستفصاح عان رس حاريب‪،‬‬

‫فاستجابت ا شاهي عاىل غاري عادهتاا وجلسات القرفصااء‬

‫أمامها تصغي مسها الطفويل الربيء‪.‬‬

‫‪ ¤‬رورو الطيبة التي تلعب معنا وتضمنا واآلبلة أسامء تكرهها‬

‫تسميها دائام قديسة وتسلر منها واليوم سمعت برهنا لن تعود‬

‫هل هذا صحيحال‬

‫‪275‬‬
‫نظرت شاهي إ تلك العيناو املبتلتاو عاىل وشاك البكااء‪،‬‬

‫تنتظر اجلواب منها و رن حياهتا تعتمد عاىل إجابتهاا‪ ،‬فجارة‬

‫ضؤل رهها لورد أمام آماال هاذرب الفتااة الصاغرية‪ ،‬فقالات‬

‫هتادهنا‪.‬‬

‫‪ ¤‬رورو آرب‪ ...‬أنا أعرفها‪ ،‬سوداء الشعر و العينو ال ال تقلقي‬

‫ستعود‪ ،‬لدهيا بعل املشا ل ستحلها و تعود إليكم‪.‬‬

‫إبتسمت الفتاة بحبور وعانقتهاا تلصاق فمهاا الصاغري بقبلاة‬

‫برية عىل وجنتها‪ ،‬بادلتها شاهي االبتسامة وبمكار تفهماه‬

‫الصغرية سرلتها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أخربيني يا صغرية‪ ،‬من هي األمجل أنا أم روروال‬

‫‪276‬‬
‫نظرت الصغرية إ شعرها األشقر احلرياري‪ ،‬وبادون تاردد‬

‫هتفت‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت طبعا‪ ...‬سنبلة ‪...‬‬

‫ضحكت شاهي من قلبها تكتشف برهنا تضحك هكذا مناذ‬

‫أن انت بعمر هذرب الصغرية‪.‬‬

‫تمت ضحكتها بشدة وأمسكت بيد الصاغرية التاي بادلت‬

‫مزاجها بسهولة‪ ،‬تستفرس بمرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذن أيتها اجلميلة‪ ،‬أين مكتب األبلة أسامءال‬

‫اتسعت مقلتا الطفلة برعب تستنكر بطفولية‪.‬‬

‫‪ ¤‬ملاذاال هل ستلربينهاال‬
‫‪277‬‬
‫أوماارت ااا شاااهي بااال ورفعاات اصاابعها إ فمهااا إشااارة‬

‫للصمت‪ ،‬تطمئنها‪.‬‬

‫‪ ¤‬إنه رسنا الصغري‪.‬‬

‫إبتسمت ال فتاة تسحبها من يادها إ مكتاب األبلاة أساامء ‪..‬‬

‫حو بلغتا بااب املكتاب سامعت شااهي صاوت مشااجرة‪،‬‬

‫فانحنت نحو الصغرية تطلب منها بلطف العودة إ احلديقاة‬

‫م دخلت بوجه جامد‪.‬‬

‫تنفست ناديا الصعداء ما إن ملحت شااهي التاي تعرفات إ‬

‫تلك السيدة الغاضبة البد هي اآلبلة‪.‬‬ ‫األو عىل عك‬

‫‪ ¤‬مرحبا ناديا‪ ،‬ماذا هناكال‬

‫‪278‬‬
‫اقرتبت منها ناديا ختربها بضيق امحر له وجهها‪.‬‬

‫‪¤‬أ بتت اللجنة ال قانونية تورطها بعدة رسقات حد ت يف الدار‬

‫فرصفناها وال تر يد املغادرة‪ ،‬هل رأيت وقاحة أ رب من هذربال‬

‫مهاات أسااامء بالتحاادث لكاان شاااهي رفعاات ياادها إشااارة‬

‫لسكوت‪ ،‬ترمرها بربود‪.‬‬

‫دقائق لتلرجي من املكتاب‪ ،‬فرناا ال يعجبناي‬ ‫‪ ¤‬لديك مخ‬

‫رصفك فقط عقاب‪ ،‬بل السجن هو عقاب الرسقة‪ ،‬لاذا لان‬

‫دقائق خترجو من املكتب ونصاف سااعة‬ ‫أعيد المي‪ ،‬مخ‬

‫لرتحيل من الدار بعادها بدقيقاة واحادة ساتجدين رساغيك‬

‫مقيدين‪ ،‬فامذا ختتارينال‬

‫‪279‬‬
‫هبتت أسامء ومللملت نفسها تلتقط حقيبة يدها خترج بصامت‬

‫حتت أنظار ناديا املعجبة بقوة شاهي‪ ،‬لسان حا ا يصدق عاىل‬

‫ظن ورد‪.‬‬

‫سحبت شاهي إ املكتب جتلسها خلفاه مرحباة هباا بحفااوة‬

‫واستدعت فا طمة لتعرفها إليها م لتسلامها مهامها‪.‬‬

‫رافقت فاطمة شاهي بجولة يف الدار و م تفاجارت األخارية‬

‫من رب مرافقهاا‪ ،‬عادد ساا نيها والعااملو هباا وأ ار يشء‬

‫أعجبت به هي صالة األعامل اليدوية لألطفال‪ ،‬فطلبت منهاا‬

‫فاطمة حو الحظت بسمتها املعجبة زياارهتم ياوم األشاغال‬

‫لتشاهد يف يصنع األطفال جمسامت ساذجة لكان مجيلاة‪،‬‬

‫‪280‬‬
‫تؤ د ا شاهي حضورها فقط ملعة عينيها املبتهجتاو تفضاح‬

‫محاسها‪.‬‬

‫ودعتا بعضاهام وانرصافت فاطماة بيانام شااهي بح ات عان‬

‫الصغرية لتودعها فلم جتدها لرتحل مستسالمة بنياة الرجاو‬

‫قريبا جدا‪ ،‬م ر بت سيارهتا وانطلقت برسعتها املعهودة‪.....‬‬

‫فقال بمرح يفارقه‪.‬‬

‫‪ ¤‬مممم‪ ...‬رشسة حتى بسياقتها‪ ،‬لألسف يا سمري قلبك حترك‬

‫ملتكلفة متكربة وأختك بنظرها سارقة‪ ،‬فامذا ستفعل يا سمريال‬

‫نقر عىل املقود بيديه قبل أن يضحك ساخرا بقوله‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫‪ ¤‬ستحاول‪ ..‬تعلم أنك ستفعل حتى إن نت ستلرسا‪ ،‬إهناا‬

‫قصة حياتك فام اجلديدال‬

‫تر ت فاطمة ناديا وعادت إ املكتاب‪ ،‬تشاكر اهلل أن أساامء‬

‫ذهبت بغري رجعة ماع أهناا ال تصادق بارن شاقيقها الغرياب‬

‫مساؤوال‬ ‫األطوار يكن يساعدها لكن ال مشكلة هاو لاي‬

‫سوى عىل قسم أشغال األطفال وهواياهتم‪ ،‬يعني لن فاد ماا‬

‫يرسقه هناك وإن فعل ستكون له باملرصاد‪.‬‬

‫شعرت بوجود أحدهم ‪ ،‬فرفعت رأسها إ رجل طويل أنيق‪،‬‬

‫يف احلقيقة ترى فاطمة بحياهتا رجال أنيقا م له و رائحة عطررب‬

‫الفواحة! من يكونال إمحرت فاطمة بحياء حو ا تشفت متعنه‬

‫‪282‬‬
‫هب ا‪ ،‬فتنحنحت ليشعر هبا‪ ،‬رفاع يادرب و بات عويناتاه بحر اة‬

‫مرلوفة عند إرتبا ه م حتدث‪.‬‬

‫‪¤‬أنا حممود خطاب أخو ورد أرسلتني لآلنسة فاطمة برماناة‪،‬‬

‫هال بلغتها من فضلك آنستيال‬

‫يا لباقته ! هل هو حقا‪ !...‬مللمت نفسها جتيبه بلجل‪.‬‬

‫‪¤‬أنا فاطمة‪ ،‬ما هي األمانةال‬

‫***إذن أنت فاطمة‪ ،‬أين أخفيت صديقتك هذرب ياا وردال‬

‫أملح طيفها من قبلال هذا الوجه اجلميل الزهري الذي حياا ي‬

‫حجاهبا الوردي و قدها ‪...‬أستغفر اهلل****‬

‫بلع حممود ريقه يسلمها امللف والطابع‪ ،‬يقول‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫‪ ¤‬هذا امللف والطابع أرسلته لك ورد‪.‬‬

‫تسلمتهام بارتباك تسرله بقلق‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف حا اال هاتفتها البارحة و ان هاتفها مغلقا واليوم حو‬

‫رأيت اجلرائد أصدق وق لقت عليها أ ر‪ ،‬لكنه ان صاباحا‬

‫مشحونا بسبب ا للجنة القانونية‪ ،‬فلام أحظاى بالوقات بعاد‬

‫ألحا يها‪.‬‬

‫أجاهبا برقة يعدها بنفسه و هو الد تور اجلااد دائاام لكان‬

‫يتحمل ل هذا الوهن ‪..‬هذرب النعومة والرقة‪..‬‬

‫‪¤‬ال تقلقي آنستي هي بلري‪ ،‬إهنا مكيدة وقد أفرج عنها الياوم‬

‫فال داعي للقلق‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫ابتسمت بتوتر فابتسم لتوترها وظال حلظاات صاامتان حتاى‬

‫سمعا صوت األطفاال‪ ،‬فتنحنحات واساترذنت مناه لتغاادر‬

‫‪...‬ودعها برقة وقلبه يربى الرحيل معه فعلام يقيناا أناه الباد‬

‫تار ه بدار األمل ال حمالة‪.‬‬

‫***‬

‫‪285‬‬
‫**الفصل الرابع**‬

‫إنتهت ورد من التبضع ام انتهت من رسد قصة مريم عىل ليث‬

‫الذي ان مرخوذا هبا‪ ،‬يتبعهاا أيانام دخلات يراقاب حر اهتاا‬

‫وسكناهتا وحتى طريقة ملسها للقاامش ياررسرب بشاكل غرياب‬

‫و ان يلجم عينيه بمشقة من بي هبا ألول مرة‪...‬عاادا إ املر از‬

‫وتر ها ليستعلم عن مريم فرجع إليها باألخبار‪.‬‬

‫‪ ¤‬إهنا يف مكتب ميساء ومعهام طبيبة املر ز‪.‬‬

‫البالساتيكي‬ ‫نظرت ورد ا أسفل رجليها ومتسكت بالكي‬

‫بحياء ختفيه واحلقيبة باليد األخرى‪ ،‬تغمغم بجيد قبل أن تلمح‬

‫نظراته الغريبة‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫‪ ¤‬يف تفعلو ذلكال‬

‫ارتفع حاجباها بتساؤل فرردف‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف ت قو بفتاة تعرفيها بحياتك وتقدمو ا املساعدة بل‬

‫وتفتحو ا بيتكال ماذا إن خذلتكال ماذا إن خرجت الطبيباة‬

‫ما قالتهال‬ ‫اآلن و أخربتك بعك‬

‫ابتسمت ورد بجمود تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬ببساطة صادفت حالة إنسانية تستحق مناي مسااعدة وأناا‬

‫أملك إمكانية مساعدهتا ففعلت‪ .‬سرلتها أجاابتني‪ ،‬صادقتها‬

‫وقررت املساعدة إن ذبت عيل و شفت ذهبا ل ما سرفعله‬

‫أنني سرحاول احلصول عىل قتهاا ألعارف ياف أسااعدها‬

‫‪287‬‬
‫ألنني يف األص ل تقربات منهاا ألسااعدها أطلاب وفاءهاا‬

‫وحبها ‪.‬‬

‫ا ستغرب ليث منطقها ريا لكن عىل األقل بدأ يفهمها‪.‬‬

‫‪¤‬لكن إن صدقت اآلن ستكون أول درجاة عاىل سالم ال قاة‬

‫‪...‬وعىل حسب تعامالتنا ماع مارور الوقات سارقرر إذا ناا‬

‫نصلح لنكون صداقة أم ال ‪...‬هذا ل يشء‪.‬‬

‫ملحا خروج الطبيبة و من ور ائها ميساء التاي توجهات إلايهام‬

‫رأسا‪ ،‬ختاطبها ببعل اإلشفاق‪.‬‬

‫‪¤‬من األفضل أن تدخيل إليها‪ ،‬فانحن نساتطع إيقافهاا عان‬

‫البكاء‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫قطبت ورد جبينها تترهب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ملاذاال ماذا حدثال‬

‫ربتت ميساء عىل تفها تفرس ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬تعلمو يف أن هذا املوقف حمرج للفتيات يعتربناه إهاناة‬

‫بحق ربيائهن‪ ،‬لذلك هدئيها قليال م اسرليها إذا أرادت إهتام‬

‫احلقري الذي ضبط معها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين هو ال الزال يف احلجز ال‬

‫سرلت ورد بربود غاضب فرومارت ميسااء بانعم لتلتفات إ‬

‫ليث تستدرك‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫‪ ¤‬ها هي احلقيقة أمامك‪ ،‬ظلم و فتاة لن تستطيع القصاص منه‬

‫إال بمعاناة مع حما م لن تتحملها أعصاهبا‪ ...‬إذن أريني مااذا‬

‫ستفعلال‬

‫مجع ليث فمه بابتسامة مكر تعرف ميساء مغزاها جيدا م قال‪.‬‬

‫‪ ¤‬إهتمي بالفتااة سرقيضا أمارا و أعاود برساعة ألقلكاام إ‬

‫البيت‪.‬‬

‫إنرصاف لياث حتات أنظااار ورد وميسااء التاي قالات وهااي‬

‫تبتعد‪ ** ...‬يف خرب ان لقاد وقاع بياد الضاابط اجلنادي*‬

‫أجفل ضحكها ورد التي تنبهات أن لياث لباي طلبهاا حقاا‪،‬‬

‫فابتسمت هذرب املرة إبتسامة وصلت لعينيها م توجهت نحاو‬

‫‪290‬‬
‫مريم‪...‬دخلت إ مكتب ميساء فوجدهتا عىل أحد الكارايس‬

‫تكتم شهقاهتا بكفها‪ ،‬ترملت ألملها فرخدهتا يف حضانها حتااول‬

‫ب ها بعل األمان و األمل بالغد‪ .‬تشب ت ماريم بحضان ورد‬

‫تبكي ل الذل الذي عاشته وحزن فقدان والدهيا‪.‬‬

‫منحتها ورد الوقت الكامل لتلرج ما بصدرها من أوجا م‬

‫أمسكت بوجهها لتمسح دموعها بينام هتادهنا بالقول املرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل حتسنت أم أقسمت عىل إغراق املر ز بكل مرافقاهال إن‬

‫ان ذلك هدفك ‪ ..‬أساعدك لننتهاي باا را‪ ،‬أرياد العاودة إ‬

‫البيت ‪ . ..‬أختيل أنني سرشتاق إليه يوما ما ذرب الدرجة‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫تبسمت مريم من بو دموعهاا‪ ،‬جتيبهاا بحازن ادر مالحمهاا‬

‫اجلميلة‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أظنك تعرفو يف تذرفو الدمو فرنت قوية ورد‪ ...‬ما‬

‫شاء اهلل وحفظك من ل سوء‪.‬‬

‫زمت شفتيها ورفعت حاجبيها حترك مقلتيها بطريقة مضحكة‬

‫ال تفعلها سوى مع أطفال امليتم‪،‬‬

‫و يكان الوحياد فرناا نات‬ ‫‪ ¤‬نعم‪ ...‬فوت ذلاك الادر‬

‫و ادخايل إ احلاامم‪،‬‬ ‫تلميذة فاشلة ‪...‬هيا خذي هذا الكاي‬

‫غسيل وجهك و غريي يابك وأرسعي قبل أن تعود الضابطة‬

‫ميساء و تطردنا من هنا‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫منها برتدد فتح ها ورد لتستعجل وبلطاوات‬ ‫تناولت الكي‬

‫متع رة حاولت اإلرسا إ احلامم حيث غسالت وجههاا ام‬

‫غريت ياهبا التي أعجبتها ما إن رأهتا‪ ،‬انت عبارة عن فستان‬

‫طويل إ الكاحل أسود مزين بورود محاراء صاغرية ومغلاق‬

‫عند الرقبة بكمو طويلو معه سارتة ساوداء وحجااب مان‬

‫اللون وأخريا حذاء منبسط أسود‪ .‬تطلعات النعكاساها‬ ‫نف‬

‫وأخذت نفسا ل تهدأ تشكر اهلل أن أرسل إليهاا مان يسااعدها‬

‫ويدعمها م خرجت من احلامم ‪...‬ترملتها ورد برىض تسحبها‬

‫متجاهلااة لااامت شااكرها لتغااادر هبااا املكتااب و ااان ليااث‬

‫برذنه‪.‬‬ ‫بانتظارمها حو باغته هشام من خلفه هيم‬

‫‪ ¤‬ماذا تفعل هناال‬

‫‪293‬‬
‫ملح ورد فرضاف بمكر‪.‬‬

‫‪¤‬أم أن ا وى رماك ل‪....‬‬

‫ب ِرتت لامته حو ملح تلك اجلنية البيضااء صااحبة احلااجبو‬

‫األمحرين التي تسحبها ورد طفلة صغرية تائهة‪ ،‬يشعر بيديه‬

‫اجلامدتو عىل تفاي لياث إال حاو أزا اام األخاري بسالط‬

‫مزعوم يعيد عليه مهسه‪.‬‬

‫‪ ¤‬أظن برن ا وى قد عصف بك أن ت‪ ،‬فارغلق فماك ياا أبلاه‬

‫وغل برصك‪.‬‬

‫هتفت ورد باستغراب‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫شكل ولون عيني مريم يا ضابط هشام سبحان‬ ‫‪ ¤‬لديك نف‬

‫اهلل‪.‬‬

‫بلع ريقه يشعر حقا برنه ينظر إ املرآة واستغرب شعوررب هذا‪،‬‬

‫فقط إعجاب و لكن ألفة إرتباط خيط‬ ‫به هشام لي‬ ‫فام أح‬

‫ما يصله هبا ‪ ...‬يعلم إبان تفكريرب الشارد أنه يبحلق هباا دون‬

‫رمشة عو و األدهى أهنا أ يضا ذلك‪ ،‬فهال ياا تارى تشاعر‬

‫‪...‬‬ ‫بنف‬

‫‪ ¤‬هيييه هشام! يا رجل ر ز !‬

‫إلتفت هشام إ صديقه رنه اآلن تذ ر وجودرب وورد تبتسام‬

‫بمرح مستغربة نظرات مريم املذهولة نحو هشام‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫‪¤‬ضابط هشام هذرب صديقتي مريم وقعت بمشكلة واحلمد هلل‬

‫حلت برسعة وإن سامحت لناا نرياد مان الضاابط لياث أن‬

‫يوصلنا إ بيتي‪.‬‬

‫أومر بتفهم ما يزال ينظر إ مريم التي استجابت لادعوة ورد‬

‫برن تتربط ذراعها ومها تلحقان بليث‪...‬‬

‫***‬

‫يف قاعة ال ختتلف عن السابقة إال بكرب احلجم و رة القاعدين‬

‫هناك يف الزاوية عىل األرض رجال ضلام ذو هيئة‬ ‫فيها‪ ،‬فل‬

‫إجرام فجة ي ني إليه ر بته و ي ريح األخرى وقد بادأ يتملمال‬

‫من جلسته و يترفف بينام يتساءل عن ترخر الرجلال هل الفتاة‬

‫‪296‬‬
‫تستجب لتهديدرب بعدال نعته باحلمق وتوعادرب إن نلا أماررب‬

‫سيعاقبه أشد عقاب‪ ،‬متحرساا عاىل ضايا ليلاة محاراء اان‬

‫ليقضيها ام متنى بلياله املنحرف مع الفتاة اجلميلة وينفاذ ماا‬

‫طلب منه باملرة ! قطع أفكااررب القاذرة صاياحا باسامه‪ ،‬فرفاع‬

‫ليتر د من مناداته قبل أن يقوم سائرا نحاورب‬ ‫رأسه إ احلار‬

‫مبتهجا‪ ،‬حيسب بارن القضاية قاد انتهات ولكان ماا إن جاررب‬

‫بوحشية تسلل الشك إ صدررب خصوصا حو وجهه‬ ‫احلار‬

‫آخرين‪ ،‬تقدم إليه‬ ‫إ حجرة جانبية خالية إال من الث حرا‬

‫أحدهم يعا جله بلكمة قوية عىل وجهه بينام هيتف باستحقار‪.‬‬

‫‪ ¤‬لننظفه من وساخته يا رجال عسى أن يتعلم توقري حرمات‬

‫النا ‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫ويف تلك احلجرة تعلم املجرم درسا لن ينسارب بحياته أبدا مان‬

‫أجل فتاة ال يعرفها و يلمسها لكن فضحها وأساء لسمعتها‪،‬‬

‫فكان ما تلقارب من عقاب لظلمه ملريم وملا مض‪.‬‬

‫أوصلهام ليث لبيت ورد وفتح رم الباب الكبري بفرح لعاودة‬

‫رئيسته يرحب هبم بحفاوة وطلب من لياث الادخول بادعوة‬

‫من حممود و والدته املنتظرين عىل البااب الاداخيل ماع ساهى‬

‫وزوجها ونعيمة فاستجاب ليث للدعوة بفرح يظهررب‪.‬‬

‫رحب هبا اجلميع‪ ،‬طبعا السايدة عائشاة بعنااق طويال رهناا‬

‫انت يف غزوة وسهى ونعيمة أيضا لكن ماا الحظاه لياث أن‬

‫ورد إ تفت بالتحدث بحرارة أخوية فقط مع حممود تلمسه‬

‫و يلمسها أو حتى يسلم عليها‪ ،‬يفكر ريا بااألمر وعازى‬


‫‪298‬‬
‫ذلك لكوهنا أخته بالرضاعة وليست شقيقته غاري متر اد مان‬

‫أحكام‬ ‫صحة استنتاجه فام يعرفه أن األخوة بالرضاعة ا نف‬

‫األخوة العادية‪.‬‬

‫عرفتهم بمريم التي القت ترحيبا حمبا دافئا منهم إ درجة أهنا‬

‫استعادت شعورها برهلها بينام تتلقى األ ل عىل طبقها تارة من‬

‫عائشة وأخرى من سهى وحتى اخلادمة و خيتلف شعور ليث‬

‫أيضا وهو ير ل بشهية ان يفتقدها ويبدو أناه بادأ باساتعادة‬

‫مشاعر رية فقدها يف حياته منذ أن دخلتها‪ ...‬ورد‪.‬‬

‫***‬

‫‪299‬‬
‫عىل باب املر ز وقف رجل أشيب قصري نحيف‪ ،‬يتحدث ماع‬

‫آخر يبدو أنه املحامي هبتاف نزق يكاد يفقد وعيه‪.‬‬

‫هناك قضيةال أناا‬ ‫‪ ¤‬ماذا تقولال يف خرجت ‪ ..‬و يف لي‬

‫ال أفهم شيئا‪.‬‬

‫تشنجت مالمح املحامي بضيق بينام فيبه بنفاذ صرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا أستاذ هباء إفهم‪ ،‬الفتاة عذراء بشهادة طبيبة تابعة للمر ز‪،‬‬

‫لقضية فسااد وقاد أطلقاوا رساحهاا‪ ...‬إذهاب و‬ ‫فال أسا‬

‫اتر ني ألشغايل ‪.‬‬

‫إنرصف املحامي تار ا إيارب يكلم نفسه بضيق ممتعل‪...‬‬

‫‪300‬‬
‫‪¤‬أعلم برهنا عذراء فام نت ألغاامر باذلك و أخرسا الرجال‬

‫الغني الذي سربيعها له من بعد أن آخذ منها الشقة لكن يف‬

‫ترصفت وأين ذهبت‪ ،‬بالطبع إ بيتها لذا ‪ ..‬أاآآآرب!‬

‫امشتو برشيتو بقوة احلديد سحبتارب إ سيارة سوداء برية‬

‫و يتمكن من رؤية يشء ألن أول ما فعلورب هو تغطياة رأساه‬

‫بقامش م صفدوا رسغيه النحيفو‪.‬‬

‫سارت السيارة ملدة بصمت إال من صوت اساتجداءرب إ أن‬

‫توقفت السيارة ليدفعوا به منها و بعاد برهاة‪ ،‬بادأ الرضابات‬

‫تنهال من ل اجتارب ترتك أ رها املوجع عىل جسمه بينام يسامع‬

‫مجلة واحدة تتكرر خلف ل رضبة مربحة" ابتعد عان بناات‬

‫‪301‬‬
‫النا " يرددها من يرضابونه بالتنااوب وعقال هبااء العااق‬

‫يوصل له مجلة واحدة "مريم أصبح ا ظهر وسند"‪.‬‬

‫***‬

‫ض بيت ورد برفراد العائلة والضيفان‪ ،‬حممود حيتل القهوة‬

‫برفقة ليث ومحزة باألريكتو وسط هبو االستقبال بيانام ساهى‬

‫ووالدهتا ت ر ران بغرفة الضيوف املفتوحاة عاىل البهاو‪ ،‬قبالاة‬

‫مريم الباسمة بصمت ورد التي تت اءب تعباا تنتظار ذهااب‬

‫ليث لتلجر لغرفتها و رن اهلل استجاب اا حاو ارتفاع رناو‬

‫متاما ام متنت ألن ليث اناتفل قاائام يقطاب‬ ‫هاتفه لكن لي‬

‫جبهته و ينطق سوى بكلماة واحادة "قاادم" ام ودعهام‬

‫بكلامت مقتضبة ليغادر حتت أنظارهم املستغربة‪.‬‬


‫‪302‬‬
‫تلقت ورد مكاملة من والدها‪ ،‬طمرنته عليها ام أخربها عاىل‬

‫*قرصة ا ألذن* قبال أن يوصايها بالراحاة‪ ...‬رافقات ماريم‬

‫بعاادها إ غرفتهااا التااي أعجبتهااا ااريا وأتتهااا بمنامااة ماان‬

‫مناماهتا ‪ ،‬استحت مريم من سلاء ورد معها‪ ،‬تشكرها بصدق‬

‫وامتنان‪.‬‬

‫‪ ¤‬أشكرك ورد عىل ل ما فعلته من أجيل لن أنساى صانيعك‬

‫أبدا ‪....‬غدا إن شااء اهلل سارذهب إ بيتاي ألجلاب ياايب و‬

‫أوراقي و ‪....‬‬

‫قاطعتها ورد بسبابتها تلوح هبا يمينا و يسارا‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫‪ ¤‬ال آنستي أنت لن تذهبي إ ذلك احلي بعد اآلن ‪ ...‬ناامي‬

‫وارتاحي وغدا إن شااء اهلل إسامعي إقرتاحاي إن يعجباك‬

‫نبحث عن آخر ال يتضمن ذهابك إ هناك‪..‬‬

‫الصعداء ألهنا بالفعال لان تساتطيع‬ ‫أومرت ا موافقة تتنف‬

‫مواجهة أهل احلي بعد الفضيحة التي أحلقت هباا‪ ،‬عناد تلاك‬

‫الفكرة دمعت خرضاوتاها فشعرت ورد بام تفكر به لذا ضمت‬

‫سبابتها إلهبامها تستدرك ببعل املكر‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل يعزيك ولو هبذا القدر إن أخربتك أن احلقريين قد تلقيا‬

‫عقابا صارماال‬

‫‪304‬‬
‫نظاارت إليهااا بتساااؤل‪ ،‬تكفكااف دموعهااا‪ ،‬فر ملاات ورد‬

‫بغموض ما ر‪.‬‬

‫‪ ¤‬لنقل أهنام لن ينسيارب ملدة طويلة‪.‬‬

‫ابتسمت مريم بحزن تضم ورد إليها بامتنان‪.‬‬

‫‪¤‬شكرا لك حقا ‪...‬و نعم إنه يعزيني وسرنام براحة أ رب‪.‬‬

‫خرجت من غرفة مريم بعد أن اطمرنت برهنا هدأت وتوجهت‬

‫لغرفتها حيث وجدت والدهتا تنتظرها وقد حرضت ا احلامم‬

‫و ال ياب‪ ،‬قبلت والدهتا بحب وتوجهت للحامم تستمع بامليارب‬

‫الساخنة هتد‪ .‬هبا أنو أطرافها ام ارتادت ياهباا و آوت ا‬

‫‪305‬‬
‫فراشها الو ري‪ ،‬ضمت والدهتا بشدة و يطل هباا األمار حتاى‬

‫غرقت بو أحضاهنا احلانية يف سبات عميق‪.‬‬

‫أما هو فقد أرس بسيارته إ الطريق الساحيل للمدينة‪ ،‬فمنزل‬

‫عائلة اجلندي العرياق ينتصاب بشاموخ عاىل البحار‪ ،‬دخال‬

‫مرسعا حتى أنه يسلم عىل من يعملون عندهم اام عاودهم‬

‫يعذرون انشغاله‪ ،‬فكيف ال وهي املرأة األحب إليه بل إلايهم‬

‫مجيعهم‪ ،‬إهنا جدته السيدة 'طيبة' إسمها طبعها وهي تغادق‬

‫بطيبتها عليه منذ والدته حتى أصبحت قطعة من روحه واآلن‬

‫يتصلون به ليلربورب برهنا مريضة‪.‬‬

‫اقتحم البهو الكبري و منه إ الدرج هبرولة حتاى بلاغ جنااح‬

‫جدرب يتوغل دون أن يعري إنتباهه للفتاتو عاىل البااب وهنااك‬


‫‪306‬‬
‫ملحها عىل رسيرهيا املرتفع العتيق ذو األعمدة‪ .‬رأته فابتسمت‬

‫له بحنان عادهتا و بجانبها والادرب السايد يوساف بضاحكته‬

‫السمحة وعىل اجلانب اآلخر يقف جدرب السيد أمحد ملحاه هاو‬

‫اآلخر فرمارب بنظرة صارمة ال ختلاو مان احلناان‪ ،‬أماا والدتاه‬

‫السيدة زهرة فام إن رأته حتى هتفت بإسمه لكان رسعاان ماا‬

‫رسمت الغضب عىل وجهها ورفعت رأسها باستعالء مزعوم‪،‬‬

‫جتمد مكانه عىل قرب منهم و يتجرأ عىل التحرك خطوة حتى‬

‫بسطت جدته فها تناديه‪.‬‬

‫‪ ¤‬تعال بني‪ ...‬اقرتب!‬

‫‪307‬‬
‫اقرتب منها و ضم يدها بو يديه يقبل وجنتها بعاد أن جلا‬

‫بجانبها‪ ،‬هل ازدادت جتاعيد وجههاال هل هي شااحبة حقااال‬

‫يتساءل ليث بقلق يعصف به خيشى فقداهنا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أخريا جئت بني ‪...‬إهنم حيبسونني هنا وجاءوا بطبيب أيضا‬

‫يق ولون برنني ربت و مرضت‪ ،‬أخربهم حبيباي أنناي لسات‬

‫مريضة وأريد استعادة حريتي ‪.‬‬

‫إبتسم ليث يشد عىل يدها بحب بينام والدرب يعقب بمرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمي من يسامعك حيساب برنناا نقيادك إ الرساير‪ ،‬نحان‬

‫خائفو عليك أمي‪.‬‬

‫فهتف اجلد بنزق مزعوم‪..‬‬

‫‪308‬‬
‫‪¤‬لست مريضةال من وجدنارب مغام علياه يف الصاالة إذنال‪ ..‬ال‬

‫أستطيع التليل لو حدث هذا عىل الدرج ال قدر اهلل ماا اان‬

‫ليصيبك‪.‬‬

‫نظرت نحورب جتيبه بحنق طفويل تتصف به عند استفزازرب ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬حيدث احلمد هلل لقد أخربتكم برنني نسيت دواء الساكر‬

‫لذا ارتفع ‪...‬إهناا املارة األو ولان حيادث جماددا باإذن اهلل‪،‬‬

‫فدعوين أقوم ألشغايل‪.‬‬

‫رد اجلد بحزم مصطنع‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا لن حيدث وجلبث ممرضة خصيصا لك‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫ضمت يدهيا لصدرها بغضب ترد بغرية رسمت البسامت عىل‬

‫غور احلارضين‪.‬‬

‫‪ ¤‬جلب ها يل أم لتلرض عيناك بجامل الصبيةال أو لنقال تازرق‬

‫عينيك يا أزرق العينو‪.‬‬

‫تم اجلميع ضحكاهتم بينام اجلد يرنوها بحاب‪ ،‬رفيقاة درباه‬

‫التي تتغري حتى بعد تعدهيا السبعو وال زالت حتباه بجناون‬

‫وتغار عليه‪.‬‬

‫حاد بزرقاوتيه نحو ليث‪ ،‬خياطبه بحزم‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫‪ ¤‬عندما تنتهي من متلق جادتك وافناي إ املكتاب‪ ،‬أريادك‬

‫بموضو مهم ‪...‬هيا يا يوسف فحبيبها احلقيقاي قاد جاءهاا‬

‫وسيغري مزاجها‪.‬‬

‫متتم يوسف بحارض م خاطب ابنه بحنو‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف حالك بنيال إشتقت إليك‪..‬‬

‫حرر يدا من يديه ليمسك يد أبيه يقبلها بينام يقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا آسف أيب أعلم أنني ترخرت ولكن اان فاب أن أجاد‬

‫نفل‬

‫جانب وجهه‪ ،‬لطاملاا اان يوساف‬ ‫ابتسم والدرب بدفء يلم‬

‫متفهام ألبنائه أ ر من والدهتام‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫هنل عن مكانه يقول بلطف‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت هنا اآلن و هذا هو املهم ‪...‬إياك و ا ارب مان جادك‬

‫نحن ننتظرك يف املكتب‪.‬‬

‫انرصف والدرب والتفت إ أماه التاي تنطاق بكلماة مناذ أن‬

‫هتفت باسمه‪ ،‬هم أن حيد ها فقالت بربود‪.‬‬

‫‪¤‬أمي إذا أردت شيئا فررسيل يل اخلادمة‪.‬‬

‫م انرصفت و هي تتجاهل ليث‪ ،‬فتحدث بمكر‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا عطشان جديت‪ ،‬ميت من العطاش‪ ،‬جئات أجاري حتاى‬

‫انقطعت أنفايس‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫ضحكت اجلدة بمكر ما إن خرجت زهرة من الغرفة‪ ،‬تلما‬

‫بيدها جانب وجهه بينام تفصح بحنو‪.‬‬

‫‪ ¤‬إهنا غاضبة منك ألنك ابتعدت ونريت بنفساك عناا نحان‬

‫مااء وآخار‬ ‫عائلتك‪ ،‬لكنها حتبك وستعود بعاد قليال بكار‬

‫بالعصري الذي حتبه‪ ،‬لن تقاوم‪.‬‬

‫ارختى جسد ليث قبالة جدتاه يربات عاىل فيهاا بيانام يقاول‬

‫بوجوم‪.‬‬

‫‪ ¤‬أعرف جديت ‪..‬الكل غاضب مني لكن هاي أ ار ألنناي‬

‫أقبل الزواج بابنة أختها الوحيدة‪ ،‬ماذا أفعال إن نات أراهاا‬

‫أخاوي وحاو‬ ‫إرساء شقيقتي وإحسايس جتاههاا إحساا‬

‫‪313‬‬
‫فشل اختياري وجدهتا فرصة لتضغط عيل أ ر لذا اضطررت‬

‫ألبتعد ‪..‬ولو بقيت لكنت فعلت أحاد األمارين إماا الازواج‬

‫بالفتاة فردمر حياهتا ام تدمرت حيايت أو أغضب أماي بقاول‬

‫سيسلطها عيل‪.‬‬

‫عقبت اجلدة بتفهم‪.‬‬

‫‪¤‬لذلك حبيبي الكل تفهم بعدك بل جدك و والدك أيداك ‪...‬‬

‫لكن اآلن فب أن تقرر بني لتجعل األمور بنصاهبا‪.‬‬

‫رمقها ليث بريبة يستفرس‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا تقصدينال‬

‫أمسكت يدي ليث بيدهيا وشدت عليهم بحجرها‪ ،‬تفرس‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫‪ ¤‬جدك يرغب بتزوفك‪.‬‬

‫هم ليث بالقيام مستنكرا‪ ،‬فمنعته وزادت عىل شد يديه تكمل‬

‫بحزم حاين‪.‬‬

‫برنك حفيدرب الذ ر الوحياد وقاد‬ ‫‪ ¤‬جدك حمق بني ‪...‬ال تن‬

‫سبق وفرضت عليه ووالدك خيارك بسلوك طريق غري أعاامل‬

‫العائلة وسانداك و اآلن دورك لتساندمها حبيبي ومتنح العائلة‬

‫أبناء من صلبهم ويستمر نسل العائلة‪.‬‬

‫هم بالرد فدخلت والدته تتقدمها خادمة بكرسو واحد للاامء‬

‫وال اين بعصري اخلوخ املفضل لدى ليث‪ ،‬تقول بحنق ‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال تتعبي نفسك لن يفعل إال ما يريدرب‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫و‬ ‫ضحك ليث بمكر وهنل ليضم أمه التي حاولت التمل‬

‫يسمح ا حتى استسلمت وحضنته‪ ،‬تتشمم رائحتاه العزيازة‬

‫عىل قلبها‪.‬‬

‫أطلق رساحها أخريا يتناول العصري بينام يعقب بمرح‪.‬‬

‫أيضا أم سيرت ني أختارال‬ ‫‪ ¤‬ترى هل تدبر جدي أمر العرو‬

‫ابتسمت اجلدة بقبول ليث لألمر وهي متر دة برن حفيدها باه‬

‫تغي ري ما لكن رسعان ما ومجت حاو سامعت نتهاا تتادخل‬

‫بمحاوالهتا العقيمة‪.‬‬

‫وهي موجودةال إبنة خالتك حتباك‬ ‫‪¤‬وملاذا نبحت عن عرو‬

‫وماتزال تنتظرك‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫عقد ليث جبينه‪ ،‬خياطبها مشريا جلانب رأسه‪.‬‬

‫الفتااة هبكاذا االم‪ ،‬فرناا لان‬ ‫‪ ¤‬أمي فاي عان حشاو رأ‬

‫أتزوجهااا وهااي بالنساابة يل م اال إرساء متامااا‪ ،‬فاادعيها تاارى‬

‫مستقبلها ألنه حو يضيع لن تلوم سواك‪.‬‬

‫العادة عند‬ ‫إشتد غضب السيدة زهرة ترد غري مدر ة للنتائ‬

‫غضبها‪.‬‬

‫‪ ¤‬وماذا ستفعل هاال هل ستدخل علينا رهف جديدة لتشاورب‬

‫سمعة العائلة جمدداال‬

‫بيد لياث أفجاع قلاب‬ ‫"طرااااش" ‪ ....‬صوت تكرس الكر‬

‫اجلدة التي شهقت بشدة و حتى والدته التي تنبهت خلطورة ما‬

‫‪317‬‬
‫قالته‪ ،‬فر ضت إليه لكنه أوقفها بإشارة من يدرب وحو نظارت‬

‫إ عينيه هوى قلبها بو قدميها بينام تارى ألول مارة زرقتاي‬

‫ولدها تغيم بدمو حبيسة‪.‬‬

‫‪ ¤‬إياك أمي إياك! ‪...‬أقسم أمي بارين أحباك لكناك جتارحو‬

‫القلوب بسكا و لو جربتها لوقعت رصيعة‪.‬‬

‫م انرصف من الغرفة اإلعصار واجلادة تقاول بعتااب بيانام‬

‫تقوم عن الرسير بت اقل لتلحق به‪.‬‬

‫‪¤‬أشهد لك باجلنون يا امرأة‪.‬‬

‫وتر تها جامدة مع لسان حا ا يغمغم *ماذا فعلت يا غبياةال‬

‫نت ستبكو من تعرف الدمو إ مقلتيه طريقا من قبل*‬

‫‪318‬‬
‫خرج من الغرفة والرشار يتطااير أماماه و يلاق بااال لتلاك‬

‫الدامعة التي انت تصغي إلايهم‪ ،‬يكمال طريقاه إ املطابخ‬

‫ليضمد جرحه النازف بيدرب‪ ،‬أما الذي بقلباه فايعلم أن دوائاه‬

‫بمنزل اجلندي‪ ،‬ول املطبخ حياث هرعات إلياه اخلالاة‬ ‫لي‬

‫سعاد ما إن رأته وبيدها منشفة‪ ،‬تقول بمرح تغطي به هلعها‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا حدث ياا ولادال مناذ أول ياومال مااذا تر ات لألياام‬

‫القادمةال‬

‫تلقى صدى لطرفتها بوجهاه املتغضان والتفتاا نحاو بااب‬

‫املطبخ الذي دخلات مناه اجلادة بيادها معقام وغطااء طباي‬

‫الصق‪ ،‬أجلسته عىل أحاد ارايس طاولاة املطابخ وجاورتاه‬

‫متسك يدرب بحنان تنظفه حمافظة عاىل صامت تعلام جيادا أناه‬
‫‪319‬‬
‫بحاجته اآلن حتى انتهت من تضميد جرحه ورفعات رأساها‬

‫تلمح املرأة مساعدة اخلالة سعاد تلقي عليهم نظرات فضاول‬

‫لذا سحبته خارج املطبخ باجتارب املكتاب و عنادما وصاال إلياه‬

‫أوقفته ختربرب بحنو‪.‬‬

‫‪ ¤‬سندخل وخترب جدك بام تريدرب وأنا سرسااندك و لايكن ماا‬

‫يكون‪ ،‬إن نت بحاجة للمزيد من الوقات فستحصال علياه‬

‫‪..‬وإن ترد الزواج أبدا فليكن و أنا سرزوج أباك حتى تتعلم‬

‫وحتى ترتاح أنت من وجع الرأ ‪.‬‬ ‫أمك الدر‬

‫ضحك ليث بحزن عىل طرفتها‪ ،‬فهو يعلام يقيناا برهناا متازح‬

‫لتلفف عنه‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫قبل عىل يدها الصغرية ا شة يستمد منها الدفء ودخال إ‬

‫جدرب خلف طاولة مكتبه املهياب عادتاه‬ ‫املكتب حيث فل‬

‫ووالدرب عىل الكريس اجلانبي‪ .‬هتف جدرب ما إن رآمهاا سااخرا‬

‫بمرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬أرأيت يا يوسف! يعرف جيدا يف يتملقها وها هي تتقدمه‬

‫حامية‪.‬‬

‫أجابته بحنق تتدلل ‪..‬‬

‫‪ ¤‬هل لديك اعرتاضال‬

‫قام إليها اجلد يمسك بيدها يقبل ظهررب بحب‪ ،‬يقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬بالتر يد ال و لكن حذاري فقضيتك خارسة‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫جلست عا ىل الكاريس أماام إبنهاا وضاحكت بمكار تعقاب‬

‫بغموض‪.‬‬

‫‪ ¤‬من يدريال فعل أسبابه برضعف خلقه‪.‬‬

‫صمت ليث أعلمهم بتوتر األماور وزاد يقيانهم بجارح يادرب‬

‫الذي يدخل به القرص‪.‬‬

‫وخاطبه يفتح بابا للمناقشة‪.‬‬ ‫سحبه يوسف من ذراعه ليج‬

‫‪ ¤‬هاال علماات باحلفاال اخلااريي الااذي ساانقوم بااه هنااا هااذا‬

‫األسبو ال‬

‫‪322‬‬
‫رفع ليث رأسه إليهم و قد أراد أن ينهي حرية قلبه قبل قلوهبم‬

‫وإسعادهم‪ ،‬هم الذين لطاملاا اانوا بعوناه‪ ،‬يمدوناه باحلناان‬

‫والتفهم ‪...‬فنظر إ جدرب يبادررب باندفا ‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل سرتىض باختياري هذرب املرة أيضاال‬

‫فهم اجلد قصدرب وهتلل قلبه باألمل ب سيقوله حفيدرب يرد عليه‪.‬‬

‫‪ ¤‬سابقا أ ق باختيارك ومع ذلك قبلت ألنني دائام أؤمن برن‬

‫للمرء‪ ،‬أما اآلن فسرقبل باختيارك مغمل‬ ‫التجربة خري در‬

‫العينو ألنك تعلمت أن ختتار الدواخل ال الظواهر فقاط‪....‬‬

‫للحيااة‬ ‫أعرتف أناك تعلمات برصاعب الطارق لكناه در‬

‫بمجملها‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫حزم أمررب و نظر إليهم للحظات يئد هبا توتررب وترددرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬سردعو عائلتها والسيد العميد مصطفى الشاهدي للحفال‪،‬‬

‫فهو صديقهم وأعرفهم إليكم‪.‬‬

‫ابتسم اجلميع بحام ‪ ،‬يسرله جدرب‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل عائلتها من املعارفال‬

‫تردد ليث قليال يضع فه املضمدة عىل ر بته م أفصح‪.‬‬

‫‪ ¤‬عائلة اخلطاب‪.‬‬

‫ضم يوسف فمه يفكر برن اإلسم مارلوف ألذنياه‪ ،‬بيانام اجلاد‬

‫يرمقه بمكر يستوضح منه بفكاهة‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫‪ ¤‬هل أفرجت عنها أوال لتقوم بلطبتهاال يصعب علينا التقدم‬

‫إليها وهي بالسجن‪.‬‬

‫شهقت اجلدة ترفع فها لتبسطه عىل صدرها‪ ،‬يف حاو تاذ ر‬

‫يوسف أين قرأ اإلسم فضحك ملكر والدرب‪ ،‬أما ليث فصدم من‬

‫من رد فعلهم‪ ...‬هتفت‬ ‫متابعة جدرب ألخباررب وللحظة توج‬

‫اجلدة بقلق‪.‬‬

‫‪ ¤‬بني هل حتب جمرمةال‬

‫أجاهبا ليث باندفا و ينتبه لكلمة حتب‪.‬‬

‫‪¤‬إهنا مكيدة جديت و لقد أفرج عنها صباح اليوم‪.‬‬

‫عقب اجلد متهكام‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫‪¤‬طبعا سيكيدون ا إن ظلت حترش أنفها بام ال يعنيها‪.‬‬

‫نظر إليه ليث بريبة يتساءل‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل تعرفها جديال‬

‫أرخى ظه ررب عىل مسند مقعدرب يضحك عاليا م قال‪.‬‬

‫‪ ¤‬نارصة حقوق اإلنسان‪ ،‬بىل أعرفها ووالدك أيضا‪ ،‬فهي تعلم‬

‫جيدا يف جتعلنا نوقاع اا عاىل الصاكوك بمباالغ ضالمة‬

‫جلمعية احلنو‪.‬‬

‫حينها هتفت اجلدة بظفر‪ ،‬تقول بحام ‪.‬‬

‫‪ ¤‬آرب نعم‪ ،‬تلك الف تاة املحتشمة جامعة األموال‪ ،‬أعرفها أيضاا‬

‫قابلته ا بحفل خريي وأقنعتني حينها برن األيتام أحق باملال من‬
‫‪326‬‬
‫ذلك العقد ال مو الذي يزين رقبتي وحاو أخربهتاا أناه مان‬

‫زوجي و ال أستطيع الترب به تر رت وأقنعتني برن أترب ب منه‬

‫لكي حيف اهلل عيل نعمه ‪...‬تلك املحتالة الصغرية‪.‬‬

‫ضحكوا مجيعا حتى أن ليث نل جرح أمه له‪ ،‬ولدى رؤيتهم‬

‫ضحكته الصافية تيقن ال ال اة بارن لياث قاد ع ار عاىل دواء‬

‫أحزانه وآالمه‪.‬‬

‫‪ ¤‬سننتظرهم إن شاء اهلل لكن بني ال ترتك املنزل بعد اليوم‪.‬‬

‫طلب منه جدرب فرتققت أنظاررب بتوسل صادق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أرجو م إسمحوا يل أن ال أعود إال مع عرويس‪.‬‬

‫أومروا له بتفهم وقلوهبم قد غمرها الرضا أخريا‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫غادرت اجلادة املكتاب‪ ،‬متربطاة ذرا لياث وابتساامتها متاأل‬

‫وجهها‪ ،‬فرصبح أقل تشنجا و رهنا صاغرت لبضاع سانو يف‬

‫بضع دقائق ‪...‬سحبته إ الرشفة األرضية املطلاة عاىل البحار‬

‫حيث وجدا فيها الفتاتان‪.‬‬

‫ارمتت إرساء بو أحضانه هتتف بفرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬أخي إشتقت إليك ‪ ...‬أجلت مقابلتك حتى تنتهي مع أفراد‬

‫العائلة ألنفرد بك‪.‬‬

‫ضمها إليه بحنان يليق برقتها‪ ،‬فقلبه عشقها منذ أن وضاعوها‬

‫عرش‪ ،‬يشا سها بالقول‪.‬‬ ‫بو يديه وهو الزال مراهقا باخلام‬

‫‪ ¤‬هل ازددت طوال أم ماذا يا صغرييتال‬

‫‪328‬‬
‫وقفت منتصبة بفلر‪ ،‬تقول برنفة‪.‬‬

‫‪ ¤‬بالتر يد‪ ...‬لقد غبت اريا وأناا قاد أمتمات ال اامن عرشا‬

‫عزيزي‪.‬‬

‫ضحك بسلرية يعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬وإن رصت باخلمسو‪ ،‬ساتظلو صاغرييت و اآلن ياا حلاوة‬

‫أخربيني عن أحوال املدرسة‪.‬‬

‫ابتهجت حتكي لاه وصااحبة القلاب املفطاور تترمال حبيبهاا‬

‫بصمت ام العاادة‪ ،‬و رناه شاعر هباا فالتفات إليهاا لارتمش‬

‫بجفنيها ارتبا ا تبتسم له‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف حالك بيانال‬

‫‪329‬‬
‫أجابته باستحياء وهي تعيد خصلة من شعرها األمحر الغاامق‬

‫خلف أذهنا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا بلري شكرا لك و أنتال‬

‫أجاهبا بحزن عىل فتاة يعتربها أختا له‪ ،‬فهي يتيمة تربات معاه‬

‫البيت وألهنا أصغر منه برربع سنوات وجد هبا األخات‬ ‫بنف‬

‫الونيسة لوحدته بمنزل بري و ذلك انت هي األخرى لوال‬

‫والدتااه التااي باادأت متااأل رأسااها بروهااام إ أن صاادقتها‪،‬‬

‫فرضحت تنظر إليه و رنه خذ ا ‪.‬‬

‫‪¤‬بلري‪ ...‬أنا بلري ‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫استرذن من جدته للمغادرة و جتاهل والدته علها تشاعر باه و‬

‫بالفتاة التي تدمر مستقبلها م انرصف‪.‬‬

‫***‬

‫*بعد أسبو *‬

‫عىل باب مدرسة "نور العلم" ر نت ورد سيارهتا‪ ،‬ترافقهاا‬

‫مريم‪ ،‬فتح ام العم سعيد مرحبا هبا العاادة و أخربتاه برهناا‬

‫ستريت لزيارة بيته مساء ‪ .‬انت قد اقرتحت عىل مريم أن تؤجر‬

‫من فمع ا أ اث البيت وختزنه بقبو منز اا ام تبياع شاقتها‬

‫لتضع املال بوديعة إ أن حتتااجهم‪ ،‬و باام أن السانة اآلن قاد‬

‫جتاوزت منتصفها فمن االف ضل ا االهاتامم بالتادريب عاىل‬

‫‪331‬‬
‫اللغاة اإلنجليزياة‬ ‫الوظيفة التي أمنتهاا اا وهاي أن تادر‬

‫للمرحلة االبتدائية بام أهناا أهنات سانتها األو اجلامعياة ام‬

‫بمطلع العام اجلديد تلتحق باجلامعة وما ان من مريم إال أن‬

‫وافقت شا رة‪...‬‬

‫يف مكتب السيدة نزة وبعد حديث طال للحظات تسر ا عن‬

‫وضعها القانوين وأحوا ا‪ ،‬عرفتهام إ بعضهام‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬سيدة نزة‪ ،‬هذرب مريم صديقتي التي حكيت لك عنها‪.‬‬

‫صااافحتها ناازة بلطااف اام طلباات منهااا ورد أن هتااتم هبااا‬

‫وانرصاافت عااىل أن تعااود لتقلهااا و تاارى تلااك العينااو‬

‫‪332‬‬
‫اخلرضاوين التان انتا ترصدمها أو بااألحرى ترصاد عيناو‬

‫شبيهتو ام‪.‬‬

‫*هشام ماذا دهاكال تكن تتبع فتاة هكذا من قبل‪ ،‬أصبحت‬

‫تنظر للمرآة فقط لتلمح طيف مقلتيها آرب لعينو خرضااوين و‬

‫حاجبو أمحرين قضوا مضاجعي! وأصابحت شااعرا أيضاا‪،‬‬


‫املهم ِ‬
‫أنك ظهرت أخريا وخرجت من هفك‪ ،‬فاب أن أجاد‬

‫طريقة ألحد ها و أحادد مشااعري*‪.....‬قطع رناو ا ااتف‬

‫حدي ه نفسه داخل سيارته فمد فه يفتح اخلط‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم ليث‪..‬‬

‫‪333‬‬
‫‪ ¤‬أين أنت يا رجل ال لقد ترخرت ‪...‬هل هي مسرلة خالتك‬

‫جتدها بسجالت الوفياتال‬

‫أجابه هشام يترفف بضجر‪.‬‬

‫سهال مع عادم علماي بالتااريخ‬ ‫‪ ¤‬البحت بالسجالت لي‬

‫لذلك سيطول األمر‪.‬‬

‫‪¤‬إذن لف شلصا آخر فرنا أحتاجك هنا‪ ...‬عىل فكارة هال‬

‫أخربت عائلتك عن احلفل‪ ،‬هل سترتونال‬

‫ابتسم هشام بمكر بينام يضع أحد فيه عىل املقود‪.‬‬

‫‪ ¤‬عائلتي ستريت أما أنا فعىل حسب ‪....‬‬

‫‪ ¤‬حسب ماذا بالضبطال‬


‫‪334‬‬
‫جاءته نربة ليث متهكمة‪ ،‬فابتسم هشام فيبه‪.‬‬

‫‪¤‬أن جتلب خطيبتك صديقتها‪.‬‬

‫‪¤‬جعلتها خطيبتيال ف عن احلسد يا هشام‪ ،‬ساوف يفشال‬

‫ل يشء حتى قبل أن يبدأ بسبب عينيك اجلميلتاو‪ ،‬فاورد ال‬

‫تعرف بعد أنني سرخطبها وال أعلم ردها‪.‬‬

‫ضحك هشام عاليا يعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ومن يقاوم سحر اجلندي ‪.....‬اسمع! أنت صاحب احلفل‪،‬‬

‫قم بدعوهتا إال إن ! لن آيت‪.‬‬

‫رد عليه ليث بحنق مزعوم‪.‬‬

‫‪ ¤‬سوف تريت رغام عنك ‪.‬‬


‫‪335‬‬
‫وأغلق اخلط بوجه هشام الضاحك عىل توتر صديقه حاله و‬

‫هو يقول بينام هيم بتشغيل سيارته‪.‬‬

‫‪ ¤‬أصبحنا مراهقو يا صديقي ‪.‬‬

‫***‬

‫خارج سور دار األمل تقف شاهي مرتددة بعد أن زارت الدار‬

‫مرتو خالل األسبو املنرصم بعلة متابعة ساري خطاة اإلدارة‬

‫لدى فاطمة وإباان ذلاك تبحات عان الفتااة الصاغرية التاي‬

‫باملناسبة اسمها أمل عىل اسم الدار‪ .... ،‬تلعب معها وتدخلها‬

‫عا الرباءة ساحر‪ ،‬عرفتها إ صديقاهتا الصغريات طبعا باسم‬

‫سنبلة‪ ،‬أنسوها حياهتا ووسطها تعد ترى صاديقاهتا إال ملاام‬

‫‪336‬‬
‫لكن دائام ما انت تبحت عن يشء آخر‪ ،‬ربام عينو رمااديتو‬

‫وشعر أشيب‪ .‬هزت رأسها رهنا تنفل عنهاا تلاك األفكاار‬

‫وحددت سبب زيارهتا الياوم باام أناه ياوم ورشاات األعاامل‬

‫اليدوية وما تعلم باه شااهي أهناا باألصال ال حتتااج ساببا‬

‫للقدوم إ الدار‪ ،‬فهي نائبة رئيسة اجلمعية املكلفة بالدار‪ ،‬لكن‬

‫ذلكال‬ ‫ام يقولون مرآة احلب عمياء ‪...‬ألي‬

‫وجل ت تتمشاى بادالل اام اعتاادت‪ ،‬بقميصاها األمحار دون‬

‫محاالت عااري الكتفاو وأول الصادر لكان وحلسان احلا‬

‫ارتدت رسواال قطنيا أساود واساع بعال اليشاء‪ .‬قصادت‬

‫الورشة وما إن وصلتها جتمدت‪ ،‬شعرت بساائل باارد فماد‬

‫ل عروقها حتى ارتعشت ووصال إ دماغهاا فتجماد عان‬

‫‪337‬‬
‫إعطاء أوامر للجسد فظلت ابتاه بمكاهناا‪ ،‬إناه هو!‪...‬هنااك‬

‫يعلم األطفال طريقة تزيو الفناجو اخلزفياة‪ .‬مااذا يرتاديال‬

‫رسوال قصااري رجااايل ذاك الااذي يتعاادى الر بااة بقلياال‬

‫و نزة‪....‬ما هذرب الرسمة عليهاال هل هي قلوب محراء‪ ،‬ما هذا‬

‫الرجلال وملاذا بحق اهلل هتتمال ملااذا ال تساتطيع التحارك عان‬

‫مكاهنا‪ ،‬و أين دقات قلبهاال هل مجدت هي األخرىال‬

‫‪ ¤‬سنبلة!‬

‫صاحت هبا الصغرية وهي تعدو نحوها واجلميع يلتفت إليهاا‬

‫بمن فيه هو الذي ما إن رأى ملبسها و معاه حتاديق الشاباب‬

‫غااىل الاادم بعروقااه وبلطااوات واسااعة و صاال إليهااا‪ ،‬خياارب‬

‫للصغرية وعينيه عىل وجهها تتحداها االعرتاض‪.‬‬


‫‪338‬‬
‫‪ ¤‬اذهبي يا صغرية وأحرضي وشاحا لسنبلتك قبل أن أقطفها‬

‫وأفتتها أمامك‪.‬‬

‫شهقت الصغرية بلوف تر ل لتحرض اا وشااحا قبال أن‬

‫يقطفها و يفتتها وهاو يكمال بجفااء سااخر وعينياه مازالتاا‬

‫حتارصان عينيها‪.‬‬

‫‪ ¤‬عىل األقل القديسة انت حمتشمة‪.‬‬

‫حلظة إدرا ها أنه يفضل عليها ورد انتفل قلبها بغرية قديماة‬

‫وحرق ة جديدة‪ ،‬تنطق من بو فكيها املطبقو رشاسة‪.‬‬

‫لاك‬ ‫‪ ¤‬ال شرن لك يب‪ ،‬أرتدي ما أريدرب‪ ،‬أعيش ام أريد لاي‬

‫دخل!‬

‫‪339‬‬
‫يف ال انية التالية وجدت نفسها بالبهو املظلل م بتة إ احلاائط‬

‫من حائط آخر ناطق‪ ،‬ألنه قال بحزم خافات و هاو ينظار إ‬

‫شفتيها الورديتو تارة و إ زرقتيها تارة أخرى‪.‬‬

‫‪ ¤‬أقسم يا آنسة شاهيناز إن رأيتك عارية مرة أخرى‪ ،‬علقتك‬

‫عليه أراقبك إ‬ ‫عىل باب الدار اخللفي وآت بكريس وأجل‬

‫أن أمل لتعتربي ولتفعيل بعدها ما ترينه مناسب‪ ،‬يف تارتو‬

‫هكذا هناال بل يف خترجو هكذا من بيتاكال ‪..‬هال رأيات‬

‫نفسك باملرآةال‬

‫انت شاهي تقاوم بكل رشاسة بينام هو ي بتها متجاوزا حادرب‬

‫ألول مرة بحياته معرتفا برن قراررب بإخافتها جاء بغاري صااحله‬

‫وهو يستشعر نعومة ذراعيها حتت قبضاتيه‪ ،‬بادأت تساتكو‬


‫‪340‬‬
‫بكلامته التي تعرب عنها صدق عينيه قبل شفتيه‪ ،‬فر مال و هاو‬

‫يستشعر استكانتها و حتديقها به و رهنا تسامع هاذرب الكلاامت‬

‫ألول مرة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أرى بحيايت م ل زرقة عينيك وخصالت شعرك الذهبية‪،‬‬

‫رهنا حريار قادت مان الشام ‪ ،‬ام هاذرب البرشاة ببياضاها‬

‫ونعومتها ال فكرة لديك عام جعلت عقيل ينشغل به‪.‬‬

‫م اشتدت نربة صوته ام قوة قبضتيه جفاء‪ ،‬يضيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذا ان هذا تفكريي فإن ل رجل مررت عليه فكر بانف‬

‫لاك والاد أو أخ غياورال ياف‬ ‫اليشء ‪ ...‬تبا يا فتااة! ألاي‬

‫سمحوا لك باخلروج هكذاال‬

‫‪341‬‬
‫رس اجلمود بعروقهاا وحتاول ا محام‪ ،‬فاساتجمعت قواهاا‬

‫تدفعه بكل ما أوتيت به من قوة‪ ،‬تصيح‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم لدي والدين ونعم سمحا يل باخلروج هكاذا‪ ...‬أترياد‬

‫معرفة ما قالته ماماال ‪*...‬أوو ابنتي أنا الفاتنة أنت أمجل مان‬

‫بنات صديقايت‪ ،‬مري عيل بالنادي لكي ياروك ويماتن مادا‬

‫وغيظا*‪...‬‬

‫احتد صوهتا بتخر حدي ها باستهزاء مرير تقلد والدهتا بينام هو‬

‫مصدوم قبالة اسرتسا ا الساخر‪.‬‬

‫‪ ¤‬وبابا أخاربين بارن أصادقائه ساريغبون يب ألبناائهم وقاال‬

‫باحلرف ‪*....‬أنا فلورة بك يا دميتي اجلميلة* ‪ ..‬ما رأيكال‬

‫‪342‬‬
‫‪ ¤‬لقد أحرضت الوشاح سنبلة‪ ،‬إنه أمحر كنزتك ‪....‬أرجوك‬

‫عم سمسم ال تقطفها‪.‬‬

‫ابتسم اإلتنان بحزن رغاام عانهام لصاوت الصاغرية اخلاائف‬

‫بصدق‪ ،‬واقرتب منها سمري ليتسلم منهاا الوشااح ام التاف‬

‫حول شاهي من وراء ظهرها ليغطيها به هامسا هبدوء‪.‬‬

‫يطمع به اجلميع بجشاع مان أجال املاال‪ ،‬وال‬ ‫‪ ¤‬حجر املا‬

‫يستحقه سوى من يقدررب ويعتني به جيدا‪.‬‬

‫قشعريرة أصابتها عىل طول جسدها‪ ،‬جتهل سببها حتديدا أهاو‬

‫قربه أم مهسه أم لامته التي عرفت طريقها رأسا إ قلبها‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫سحب‬ ‫أمسك بكف أمل يبتسم ا بطفولية والصغرية تن‬

‫ف شاهي إ الورشة‪ ،‬حيث علمهاا ياف تازين الفنااجو‬

‫يعاملها الصغار برقة حتررت ا دقات قلبهاا ولساان حا اا‬

‫يردد مغيظا عقلها ومتحدا مع قلبها‪ ...‬أنا أحب‪.‬‬

‫****‬

‫عادت ورد من اجلمعية حيث رشحت ن مالبسات القضاية‬

‫وبرهنا ال تطلب منهن إعادهتا إ املنصب السابق‪ ،‬فهي تكتفي‬

‫املهاام وبعاد أن حتملات تكاربهن و‬ ‫نف‬ ‫بالعضوية لتامر‬

‫مواساهتن املزيفة انفردت بنادياا لترشاح اا الربناام الاذي‬

‫انت تتبعه ألنشطة اجلمعية ام عاادت إ املدرساة‪ ،‬وألهناا‬

‫مبكرة انتظرت بسيارهتا‪ ...‬رن هاتفها يومل باسام والادها‪،‬‬


‫‪344‬‬
‫فضمت شفتيها بحنق تدرك ما يريدرب وفتحات اخلاط تسامعه‬

‫نربته احلانية‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد حبيبتي‪ ،‬يف حالكال‬

‫‪ ¤‬بلري أيب وأنتال‬

‫‪ ¤‬بلري ما دمت أنت بلري‪.‬‬

‫رق قلبها ألبيها ونربة احلب بصوته تصغي الستدرا ه‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل سترتو للحفل بنيتيال‬

‫حاولت مناقشته بوهن‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫‪ ¤‬أيب لقد أقسمت برن ال أقصد حفال بعاد تلاك الليلاة التاي‬

‫قضيتها بالسجن ‪ ...‬م لست بمزاج ملواجهة نظرات الشاك و‬

‫االهتام‪.‬‬

‫جاءها رد والدها ساخرا‪.‬‬

‫‪¤‬و رنك هتتمو حبيبتي‪ ،‬أنا أعرفك جيدا ‪..‬فاب أن تاذهبي‬

‫هذرب املرة فقط مان أجايل‪ ..‬احلفال مان تنظايم عائلاة حمرتماة‬

‫وسيكون هادئا‪ ،‬فرناا أيضاا املارة املاضاية نات مارغام عاىل‬

‫احلضور‪ ...‬لكن هذرب العائلة أنا أعرفهم‪.‬‬

‫سرلته بريبة تسللت إليها من نربة صوته الغامضة‪.‬‬

‫‪ ¤‬ملاذا أيبال ما املهم هذرب املرةال‬

‫‪346‬‬
‫‪ ¤‬ستيت الليلة لنتحدث‪.‬‬

‫أجابته برتدد‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل نسيت مريمال‬

‫‪¤‬اجلميع يعلم برنني صديق والدك‪ ،‬سنتحدث بالصالون‪.‬‬

‫ردت بينام تلمح مريم قادمة‪.‬‬

‫‪¤‬حارض أيب سرنتظرك إن شاء اهلل‪.‬‬

‫أهنت املكاملة عندما دخلت مريم مبتسمة إ سيارهتا‪ ،‬سلمت‬

‫عليها تسر ا عن وجهتهام فردت ورد بغموض‪.‬‬

‫‪¤‬زيارة ترخرت ريا عن موعدها وحان وقتها اليوم ‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫رمقتها مريم بفضول‪ ،‬فلم جتبهاا و عنادما يئسات مان ردهاا‬

‫إلتفتت إ الطرياق والحظات بارهنام تسالكان طرياق اجلهاة‬

‫األخرى من املدينة ولو تكن باعت شاقتها العتقادت أهناام‬

‫ذاهبتان إليها‪.‬‬

‫دخلت بسيارهتا أحد األحياء البسيطة وتوقفت أمام بناية خترب‬

‫صديقتها ببسمة متحمسة‪.‬‬

‫املدرسةال‬ ‫‪ ¤‬هنا يقطن العم سعيد‪ ،‬تعرفينه حار‬

‫أومرت مريم بنعم وظلت تنظر إليها بمعنى ماذا نفعال هنااال‬

‫فر ملت تفرس ا‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫‪ ¤‬أعرف العم سعيد وزوجته منذ أربع سنوات ‪...‬لديه الث‬

‫فتيات الكربى منهن ستدخل اجلامعة مطلع العام املقبل وأناا‬

‫أشعر برهنا مسؤولة مني لذا فب أن نناقش اختياراهتا وتعلام‬

‫أن ا أخت تعتمد عليها ‪.‬‬

‫ضحكت مريم بلفة‪ ،‬تعقب بإعجاب‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل هناك أحدا ِ‬


‫لست مسؤولة عنهال‬

‫أجابتها بحنق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنصحك باالبتعاد عن سهى‪ ،‬ألهنا تؤ ر عليك بطرافتها‪.‬‬

‫البيت بينام مريم تبتسام بمارح زادهاا ترلقاا‬ ‫دقت ورد جر‬

‫وهبجة ‪...‬رنة واحدة وفتحت م فتاة صغرية نحيفة بعوينات‬

‫‪349‬‬
‫برية بزجاج ساميك‪ ،‬شاعرها بناي جمماو باديل حصاان‪،‬‬

‫إبتسمت حو رأت ورد وقبلتها األخرية بحرارة م عرفتها إ‬

‫مريم‪.‬‬

‫خرجت إلايهن والادهت ا سايدة مان املطابخ‪ ،‬سالمت علايهام‬

‫برتحاب وأدخلاتهام إ الصاالة وماا هاي إال حلظاات حتاى‬

‫انضمت إليهم سلوى االبنة الوساطى ‪...‬سالمت علايهن و‬

‫جلست معهن‪.‬‬

‫الحظت ورد توتر اجلو إذ أن سيدة وابنتيها تتبادالن النظرات‪،‬‬

‫فسرلت بتوج ‪.‬‬

‫‪¤‬أين فاتنال‬

‫‪350‬‬
‫تلكرت سيدة بالرد‪ ،‬فهتفت الصغرية برباءة‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال تريد الزواج وأيب مرص‪.‬‬

‫‪ ¤‬اخريس مروة واذهبي لغرفتك!‬

‫زجرت سلوى شقيقتها الصغرى‪ ،‬فرشارت ا ورد تعاتبها م‬

‫سحبت مروة تربت عىل رأسها بلطف تطلب منها جلب فاتن‪.‬‬

‫دخلت عليهن فتاة بال امنة عرش من عمرها‪ ،‬متوسطة الطول‪،‬‬

‫رشيقة هادئة املالمح عينو زيتونيتو بوجه عاىل شاكل قلاب‬

‫صغري كل تقاسيمه و شعر طويل إ منتصف ظهرها‪ ،‬بناي‬

‫مائل لسواد ‪...‬صافحت ورد ام ماريم و أفساحت اا ورد‬

‫بجانبها ‪...‬ربتت عىل ظهرها ختاطبها‪.‬‬ ‫لتجل‬

‫‪351‬‬
‫‪ ¤‬هل ستلربينني بالذي حيدثال‬

‫جتمعت الدمو بعينيها‪ ،‬جتيب بلفوت حزين‪.‬‬

‫‪ ¤‬أيب يريد تزوفي ‪....‬تصوري يا ورد‪ ،‬بعد ل املجهود الذي‬

‫قمت به بالدراسة‪ ،‬يضيع ل يشء وأنتهي بالزواج‪.‬‬

‫مويت!‬ ‫‪¤‬من قال برهنا النهايةال أنا قلت تزوجي ولي‬

‫إلتفتت العيون إ العم سعيد الذي دخل إ الصالون عىل إ ر‬

‫أصواهتن‪ ،‬فرحنت فاتن رأسها حمرجة‪.‬‬

‫توجه العم سعيد إ الكاريس قبالاة ورد يقعاد علياه مصاغيا‬

‫حلدي ها‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫‪ ¤‬يا عم سعيد‪ ،‬ملاذا تريد تزوي فاتن اآلنال ما تازال صاغرية‬

‫‪...‬أ نتفق عىل أن تكمل دراستها وتعملال‬

‫أجاهبا بحزم رغم هدوء نربته‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا بنتي ال ضري إن حرضت قسمتها أن تتازوج‪ ،‬فكال فتااة‬

‫مصريها إ الزواج‪.‬‬

‫إستغربت ورد من تغري رأي العم وإرصاررب‪ ،‬فشعرت بوجوب‬

‫احلذر حتى تعلم الرس دون أن تشعررب برهنا تريد فرض رأهيا‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا عمي هل تستطيع إجبار فاتن حبيبتك املدللة عىل يشء ال‬

‫تريدرب ‪...‬خصوصا الزواجال‬

‫النت مالحمه م نظر إ وجه فاتن البا ي‪ ،‬فيب بضيق‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫‪ ¤‬الرصاحة يا بنتاي الرجال ال يارفل ‪...‬أنات تعرفيناه إناه‬

‫األستاذ طه فاروق‪.‬‬

‫ضمت ورد فمها قليال بتفكري بينام العم يكمل بحزم معربا عن‬

‫قناعته‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أظن برنه سريفل دراستها وحتى إن فعل‪ ،‬فلتحمد رهبا‬

‫أن شلصا م له أعجب هبا ويريدها زوجة له‪.‬‬

‫انتحبت فاتن حتاول تم شهقاهتا‪ ،‬فسحبتها أمها إ حضنها‪.‬‬

‫قامت ورد تطلب من العم سعيد‪.‬‬

‫‪ ¤‬عم سعيد أريد التحدث معك عىل انفراد لو سمحت‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫هنل وأشار ا لتتقدمه وتوجها إ الرشافة الصاغرية املطلاة‬

‫عىل الشاار ‪ ،‬جلساا عاىل رسايو متقاابالن‪ ،‬فسابقت ورد‬

‫بقو ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬إسمعنني عمي و حاول أن تفهمني ‪....‬منذ أن ذ ر الزواج‬

‫وأنا رافضة باملطلق ألن فاتن مازالت صغرية فب أن تنضا‬

‫وتكمل دراستها وخصوصا أنني وعدتك بالتكفل بدراستها‪.‬‬

‫هم بالرد لكنها أشارت بيدها تستدرك‪.‬‬

‫‪¤‬لكن عند ذ رك إلسم األساتاذ طاه‪ ،‬أعادت التفكاري بكال‬

‫األمر‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫سكن العم سعيد عند هاذرب اجلملاة وفضال الساكوت حتاى‬

‫تكمل المها‪.‬‬

‫إحرتاما الاذين عارفتهم‬ ‫‪ ¤‬األس تاذ طه فاروق من أشد النا‬

‫بحيايت ‪....‬وبرصاحة أعتقد برنه مناسب جدا لفاتن بل هو من‬

‫سيحتوهيا وحيقق ل أحالمها‪ ...‬لكن!‬

‫إنطفرت اإلبتسامة التي مألت وجهه حو صادقت عىل قراررب‪،‬‬

‫يستفرس بتوج ‪.‬‬

‫‪¤‬لكن ماذا يا بنتيال أنت قلت بنفسك حمرتم و مقتدر و صعب‬

‫جدا أن جتد م ل هذرب الصفتو برجل واحد‪.‬‬

‫حتد ت و رد حتاول اختيار الكلامت املناسبة‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫‪ ¤‬يا عمي تكون األرض منبسطة وجااهزة للبنااء والتصاميم‬

‫أيضا من رسم أفضل املهندسو لكن إن بدأ البنااء عاىل خطار‬

‫وقع مع أول هزة أو حتى دون هزة‪.‬‬

‫فغر العم فمه بغباء يستشعر حكمة ما‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا تقصدين أفهمكال‬

‫‪ ¤‬ما أقصدرب يا عمي أن الطريقة التي تفرض هبا املوضو عاىل‬

‫فاتن فعلها تتمرد وترفضه مع أنه مناسب ا ‪....‬ملاذا حتسسها‬

‫بالنقصان يا عمال‬

‫هتف العم باستنكار‪.‬‬

‫ناقصة أبدا‪.‬‬ ‫‪ ¤‬أناال متىال فاتن ابنتي لي‬

‫‪357‬‬
‫ردت عليه بجدية‪.‬‬

‫‪¤‬إذن ملاذا ختربها برن حتمد رهب ا ألن رجال م ال األساتاذ طاه‬

‫فكر هباال‬

‫الحظت مجودرب حو علم أخريا خطررب‪ ،‬تكمل بلوم‪.‬‬

‫‪ ¤‬فاتن اآلن عىل أعتاب النضوج‪ ،‬يعني الشباب بكل ربيائه و‬

‫عنفوانه وأمانيه‪ ،‬فعندما ترمرها بالتليل عن ل أحالمها مان‬

‫أجل رجل بتفضال عليهاا باالزواج وهاي حتاى ال ترقاى إ‬

‫مستوارب‪ ،‬فمن الطبيعي أن تتمرد وستكررب هذا الرجل حتى وإن‬

‫ان مال ا هل تفهمني يا عميال ‪.‬‬

‫أومر بتفهم م سر ا بنربة رجاء‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫‪¤‬ماذا أفعل يا بنتي‪ ،‬فرنا بالفعل ال أريد رد األستاذ لكن أيضا‬

‫أحب ابنتي وال أريد خسارهتا‪.‬‬

‫إبتسمت برضا جتيبه‪.‬‬

‫‪ ¤‬سنجعلها هي توافق عليه‪.‬‬

‫تطلع إليها برمل‪ ،‬تضيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬خترج اآلن وا قا ختربها برناك ستشارتط عاىل طاه متابعاة‬

‫دراستها م تطلب منها أن تقابله و حتكم عليه بعقلها الراجح‬

‫الذي ت ق به ‪....‬واترك عيل الباقي ولن يكون إال ما يريدرب اهلل‪.‬‬

‫وافق عىل طلبها ونفذرب باحلرف وز اد يقينا بصحة قراررب ماا إن‬

‫رأى تبدل مالمح فاتن من الكتبة إ الرسور واتفقا عىل لقااء‬

‫‪359‬‬
‫فاتن باألستاذ ط ه لتحكم عليه ولذلك فكرت ورد أهناا فاب‬

‫أن تقابل طه قبل مقابلته لفاتن‪ ،‬فب أن تطلعاه عاىل الوضاع‬

‫ي يتفهم موقف فاتن و ال تتعقد األمور‪.‬‬

‫ودعتااا العائلااة بعااد أخااذمها الضاايافة و شااكرت فاااتن ورد‬

‫بحرارة‪ ،‬بعدها توجهتا إ البيت حيث موضاوعا مشااهبا يف‬

‫انتظارها ولكنها أبدا ليست فاتن‪.‬‬

‫***‬

‫‪360‬‬
‫**الفصل اخلام **‬

‫‪ ¤‬السالم عليكم‪ ،‬سيدة عائشة‪.‬‬

‫ألقى التحية بردب وود يكنه اذرب األرسة بكال أفرادهاا بيانام‬

‫يتوسط هبو االستقبال هبيبته اجلذابة‪ ،‬فتجيباه عائشاة بااحرتام‬

‫ونعيمة التي فتلت له الباب تنتظر ما ستلربرب هبا رئيستها‪.‬‬

‫‪ ¤‬وعليكم السالم سيد مصطفى ‪ ..‬يف حالكال ‪...‬تفضل‪...‬‬

‫نعيمة‪ ،‬فنجان قهوة سوداء للعمياد مان فضالك ‪...‬سارذهب‬

‫ألخرب ورد بحضورك!‬

‫رد عليها باستعجال قبل أن تنرصف‪.‬‬

‫‪ ¤‬أريد حماد ك أوال‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫أشارت إ الصالون‪ ،‬فسبقها تلحق به يباردها باملوضو دون‬

‫بعد‪.‬‬ ‫إطالة و فل‬

‫‪¤‬الضابط ليث اجلندي‪ ،‬طلب مني ورد للزواج وأنا موافق‪.‬‬

‫ابتسمت برسور ترلق بمالحمها تستبرش‪ ،‬جميبة برتحاب‪.‬‬

‫‪ ¤‬حقا يا سيد مصطفى! إنه خلرب مفرح‪.‬‬

‫م ما لب ت أن تغري تكدر وجهها بوجوم تستطرد بيانام تفارك‬

‫فيها ببعضهام‪.‬‬

‫‪ ¤‬لكن أخشى أن ترفل‪ ،‬ام رفضت من جاء قبله‪.‬‬

‫جتهم وجه العميد بتفهم يقول‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫‪¤‬هذا ما أخشارب ايضا لذلك فضلت احلديث معك باملوضاو‬

‫أوال لتساعديني عىل إقناعها‪ ،‬ألنني متيقن برنه يناسبها ‪.‬‬

‫فكرت قليال قبل أن تقول ببعل الرتدد‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد حتبك ريا لدرجة أهنا ختشى فقدانك لذلك أنصاحك‬

‫باللعب عىل هذا الوتر لتؤ ر عليها‪.‬‬

‫قاطع حدي هام دخول نعيمة بالقهوة‪ ،‬فاستدارت السيدة عائشة‬

‫الستدعاء ورد بينام يسرتخى العمياد عاىل أريكاة الصاالون‪،‬‬

‫يرتشف القهوة بتمهل وهو يفكار بطريقاة فعالاة توقاع ابنتاه‬

‫بشباك ابن اجلندي‪....‬انتباه إ ورد التاي وجلات إ الغرفاة‬

‫تترمل إستغراقه بالتفكري‪ ،‬فزاد من وجوم مالمح وجهه‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫أمسكت يدرب و قبلتها و ترت ها وهي جتااوررب بجانباه‪ ،‬تسارله‬

‫بقلق‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا بك يا أيبال‬

‫نظر ليدرب بو فيها بحزن شاب نربة صوته املنلفضة‪.‬‬

‫إ قلباي بعاد سايد اخللاق‬ ‫‪ ¤‬هل تعلمو برنك أحب الناا‬

‫طبعاال‬

‫إبتسمت بتر ر جتيبه‪.‬‬

‫‪¤‬عليه الصالة والسالم‪ ...‬أنا يقينه من ذلك وأنت أيب أحبك‬

‫أ ر من نفل‪.‬‬

‫ضمها إليه بلاطبها بحنو‪.‬‬


‫‪364‬‬
‫‪ ¤‬أنت يا ورد لست فقط ابنتي ‪ ،‬أنت قطعة من قلباي و قطعاة‬

‫من ل فرد أحببته بحيايت ‪...‬أماك ورد وأماي و أيب و عماي‬

‫وخالتي‪ ،‬أنت قطعة من ل واحد منا‪ .....‬من عائلتك التي لو‬

‫ان أفرادها أحياء لكنت أ رب مدللة هبذا الكون ‪...‬وعىل قدر‬

‫حبي لك عىل قدر خويف عىل مستقبلك ‪.‬‬

‫احتبست الدمو بعينيها السوداوين تار را و يفتهاا الرتقاب‬

‫للهدف من حدي ه‪،‬‬

‫‪ ¤‬ل أب يف هذا العا يتمنى إفاد رجل حيرتمه‪ ،‬يقدررب وي اق‬

‫به فاية ليرمتنه عىل فلذة بدرب و أنا ياا ورد قاد وجادت هاذا‬

‫الرجل ‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫أدر ت أخريا مسعى احلوار‪ ،‬فهمت باإلجابة لكناه شاد عاىل‬

‫تفها يكمل‪.‬‬

‫‪ ¤‬هذا الرجل أحبه ابن يل‪...‬له مواقف رية معي أ بت هباا‬

‫رجولته وقدرته عىل حتمل املسؤولية ‪..‬وما أساعدين أ ار أناه‬

‫معجب بك و طلب يدك مني‪.‬‬

‫هبتت ورد وفغرت فمها تتورب عنها احلروف والكلامت تكتفاي‬

‫بالنظر إ وجهه أبيها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت تعرفينه حبيبتي إنه الضابط ليث اجلندي‪.‬‬

‫ظلت جامدة بفمها املفتوح ووالدها يرمقها بنظارات حانياة‪،‬‬

‫عقلها يردد بصدمة *يا إ ي ما هذرب الورطةال بامذا سرجيبك يا‬

‫‪366‬‬
‫أيب مع ل هذا األمال بعينياكال ‪...‬إن وافقات سارظلمك و‬

‫أظلم ليث وأظلم نفل وإن رفضت أسابب لاك احلازن‪ ،‬أال‬

‫يكفي ما عشته من حزن بحياتك والفقد ‪..‬أرجاوك ال تنظار‬

‫إ هكذا أيبال*‬

‫‪ ¤‬أرجوك ابنتي ال ترفيض‪ ،‬أعطه فرصة لتتعريف عليه جيدا‪ ،‬إنه‬

‫إنسان حمرتم قابليه‪ ،‬تتحد ي معه‪.‬‬

‫الزالت ورد حتدث نفسها بام ال تستطيع النطق باه ‪*...‬ياا أيب‬

‫املشكلة ليست بليث‪ ،‬املشكلة يب أنا ‪..‬مهال ماذا قالال أقابلهال‬

‫هذرب هي! ‪...‬سرحد ه وأخربرب برفيض‪ ،‬هذا ما سارفعله نعام*‬

‫‪ ....‬تدري برهنا توم بنعم حتى أجفلت مان ضامة أبيهاا‪،‬‬

‫هيتف برسور‪.‬‬
‫‪367‬‬
‫‪ ¤‬شكرا حبيبتي سربلغه بموافقتك املبدئية‪.‬‬

‫انتفضت ورد متسك بيد والدها ختاطبه بتوتر‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أيب ال ختربرب بيشء ‪ ،‬أ يقم بدعوتنا إ احلفالال سارحد ه‬

‫هناك‪.‬‬

‫أجاهبا بشك حيدق هبا مرتابا‪.‬‬

‫‪¤‬هل أنت متر دةال‬

‫زفرت بلفوت‪ ،‬تؤ د بحزم‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم أنا متر دة‪ ،‬أيب ال تقلق‪.‬‬

‫ضمها بحنان يقبل رأسها م ودعها عىل أمل لقاءها باحلفل‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫أوصلته إ الباب اخلارجي حياث قاابال حمماود الاذي جااء‬

‫بزيارة تفقدية‪ ،‬سلم عليه مصطفى و رحل بيانام مهاا داخاالن‬

‫عرب احلديقة أوقفها حممود برتدد‪ ،‬يقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد أريد حماد ك يف موضو ‪.‬‬

‫نظرت إليه باستفسار‪ ،‬فر مل‪.‬‬

‫‪ ¤‬فكرت بام طلبته من قبل ‪ ..‬العيادة اخلريية ‪...‬و بام أنه لي‬

‫ياوم‬ ‫لدي وقت ايف لعيادة خاصاة‪ ،‬فلقاد قاررت ختصاي‬

‫األطفاال أو أي‬ ‫باألسبو من أجل الادار ‪..‬سارقوم بفحا‬

‫أخر حترضونه هناك‪.‬‬ ‫شل‬

‫‪369‬‬
‫هتللت أسارير ورد ومألت البسمة املبتهجاة وجههاا‪ ،‬تعقاب‬

‫بفرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا أخي أخربين باليوم و سرعلم فاطماة لتنظايم األماور‬

‫واستقبالك‪...‬جزاك اهلل خريا أخي‪.‬‬

‫ابتسم ببالهة عند ذ ر إسمها وأومر جميبا‪.‬‬

‫‪ ¤‬ل يوم أحد‪ ،‬فهو ياوم إجاازة وأساتغله للماذا رة‪ ،‬فاال‬

‫مشكلة إن تر ت املذا رة إ الليل ‪.‬‬

‫‪¤‬اتفقنا إذن‪ ،‬سرخرب فاطمة لتجهز ل يشء‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫دخال إ البيت وتر ت حمماود ماع أمهاا وذهبات إ غرفاة‬

‫ما حتى وإن تفيضا‬ ‫مريم‪ ،‬فهي حتتاج لتحد ت مع شل‬

‫بكل ما يف صدرها ولكن فقط لتشعر أهنا طبيعية‪.‬‬

‫دقت الباب فرجابتها تسامح اا بالادخول‪ ،‬وجادهتا وساط‬

‫رسير ها حماطة بروراق تطالعها تبينت برهنا حماارض للادرو ‪،‬‬

‫جلست بجانبها عىل الرسير‪ ،‬فرفعت مريم رأسها تسر ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل رحل السيد مصطفىال‬

‫يبدو أن ورد شبيهة أبيها إذ أهنا أفصحت مبارشة‪.‬‬

‫‪ ¤‬الضابط لياث اجلنادي طلبناي للازواج مان العمياد وهاو‬

‫موافق‪ ...‬جدا عىل ما يبدو وأنا رافضة جدا جدا‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫فغاارت مااريم فمهااا بطريقااة مضااحكة تتعلااق بياادها ورقااة‪،‬‬

‫فضحكت ورد حتى ظنت مريم برهنا متازحها فرمتها بالورقة‪،‬‬

‫تعاتبها‪.‬‬

‫‪ ¤‬متزحو معي وتضحكو عيل‪.‬‬

‫حاولت ورد تم ضحكاهتا تصحح ا بينام تلوح بكفها‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال ال أنا ال أمزح لكن شكلك متفاجئة أضحكني‪.‬‬

‫ضاقت عيني مريم بحرية تستفرس‪.‬‬

‫‪ ¤‬و ملاذا أنت رافضة جداال‪...‬ما يعيب الضاابطال ‪...‬صاحيح‬

‫أنني رأيته مرة واحدة لكن يظهر يل برنه رجل حمرتم‪.‬‬

‫أعادت ا ورد الورقة‪ ،‬جتيبها بمرح‪.‬‬


‫‪372‬‬
‫‪¤‬تزوجيه أنت إذن‪.‬‬

‫تربمت بملل تقول بينام جتمع األوراق لرتتبها‪.‬‬

‫‪¤‬إنه يريدك أنت يا حبيبة أمك وطلبك من العميد شلصيا‪.‬‬

‫غمزهتا ورد بمشا سة ختفي هبا ما يعرتهيا‪ ،‬تدعي ‪...‬دوماا ماا‬

‫تدعي ما ليست عليه أو ربام ما تتمنى لو حقا تكون عليه‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا ‪...‬فمن ان مبحلقا بك هاائام هاو صااحب العيناو‬

‫الشبيهتو بعينيك‪.‬‬

‫ارتبكت مريم وهنضت من عىل الرساير لتضاع األوراق عاىل‬

‫املكتب الصغري يف الزاو ية وأغمضت عينيهاا توليهاا ظهرهاا‬

‫بينام تصغي السرتسا ا‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫‪¤‬أ تالحظااي الشاابه بياانكام إن اساات نينا الشااعر واحلاااجبو‬

‫األمحرينال‬

‫يف ال وهي تشعر بارتباط أ رب فمعهام‪ ،‬فعلها حتلم به ال‬

‫ليلة‪ ،‬إهنا تبحث عنه يف ل الوجورب تتمناى أن تلماح صافحة‬

‫وجهه‪ ،‬أن تراها مرة واحدة فقط وهي تكااد تقسام بوجاودرب‬

‫‪..‬و‪....‬‬ ‫حو ا أينام انت فتتلفت بح ا عنه حتى تير‬

‫‪¤‬مريم هييييه أين ذهبتال ‪..‬ال ال حالتك يائسة‪ ،‬عىل العماوم‬

‫سرتينه غدا يف احلفل‪.‬‬

‫استدارت إليها بحدة هتتف‪.‬‬

‫‪ ¤‬حفلال‬

‫‪374‬‬
‫فردت عليها بمكر‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم‪ ...‬عائل ة اجلندي ستقيم حفال خريياا بمناز م الفلام‬

‫ولقد قاموا بدعوة عائلتي بر ملها‪.‬‬

‫هزت مريم تفاها النحيفو بلفة تقول بوجوم‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت قلتها‪ ،‬دعوا العائلة و يدعوين أناا ‪....‬مااذا ساتقولو‬

‫األخالق العامةال‬ ‫مال تعرفت عليها يف احلجز بقضية خت‬

‫فارقت ورد الرسير تقابلها لتقابل عاىل تفيهاا و ام باديتا‬

‫نوعا وطو ام املتوسط‪ ،‬من‬ ‫بمنامتيهام املتشاهبتو شكال ولي‬

‫العمر واحلقيقة أن ورد أ رب منها بسنوات عدة‪.‬‬ ‫نف‬

‫‪375‬‬
‫‪ ¤‬سرغل الطرف عن عدم اعتبارك لنفسك من عائلتي ‪،‬ليث‬

‫قام بدعوتك باالسم و سرسلمك الادعوة لتصادقي وللمارة‬

‫األخرية سرقول لك إنل املايض فال قضية بسجلك إنه نظيف‬

‫‪....‬و ام قلت قابلتاك بااحلجز أي أناا أيضاا نات بااحلجز‬

‫وقضاايتي مااع أهناام أفرجااوا عنااي لكنهااا الزالاات جاريااة‬

‫وامللدرات أخرجت من قبو منزيل‪.‬‬

‫ضمتها مريم بحرارة‪ ،‬ترجوها بتوسل با ي‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا آسفة أرجوك ساحميني ‪....‬أنا فقط ‪..‬‬

‫أبعدهتا ورد مسافة ذراعيها ختربها بام ختشارب وال تعرتف به‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫‪ ¤‬أنت معجبة به وختافو من عدم مبادلته مشاعرك وحتاى إن‬

‫فعل ختافو من الفوارق اإلجتامعية‪.‬‬

‫أوماارت باستسااالم حاازين ‪...‬فر ملاات ورد بنظاارة دعاام‬

‫وتشجيع‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذن جاهدي ل بتي لنفسك أنك لست أدنى منه وإن أعجب‬

‫بك سيريت إليك مرغام ليطلب ودك‪ ،‬ال تذيل نفساك وحتقاري‬

‫منها أبدا مريم‪.‬‬

‫حدقت هبا مريم مبتسمة برمل‪ ،‬تستفرس منها‪.‬‬

‫‪ ¤‬وأناات ورد ملااا ترفضااو الضااابطال ‪..‬هاال تكنااو مشاااعر‬

‫آخرال‬ ‫لشل‬

‫‪377‬‬
‫صدرت عن حلقها ضحكة ساخرة خالية من املرح‪ ،‬توم بال‬

‫‪..‬فرردفت صديقتها بحرية‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذا ال ترفضيه‪ ،‬امنحيه فرصة‪ ...‬أنت ال تعلمو أين يكمان‬

‫احلب وقد تندمو ألنك تعطيه فرصة عزيزيت‪.‬‬

‫ربتت ورد عىل ظهر مريم وجتاهلت الارد بغماوض تصاطنع‬

‫املرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬لقد أوصت أمي سهى لتقتني لنا فساتو‪ ،‬فكام تعلمو أختي‬

‫العزيزة هتوى التبضع لكن ل خويف من أن حترضا يل فساتانا‬

‫ب من يطعم عائلة برية أسبوعا امال ‪...‬حينها سرجدها علاة‬

‫مناسبة ولن أذهب إال لنوم‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫زفرت م ريم هتز رأسها بقلة حيلة بينام تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال فائدة ترجى منك ‪...‬ياا فتااة ‪...‬هاؤالء عائلاة خطيباك‬

‫وبمنزل فلم وأنت ماذا تنوين ارتداءرب م ال جلبابال‬

‫رفعت رأسها ترد عليها بحزم مزعاوم قبال أن تتساع عينيهاا‬

‫ذهوال‪.‬‬

‫ِ‬
‫قلاتال‬ ‫‪¤‬وما خطب اجللبابال ماريح و‪.....‬انتظاري! مااذا‬

‫خطيبي ال م ن األفضل أن أخرج من هنا قبل أن أصبح زوجة‬

‫من دون علمي‪.‬‬

‫خرجت من الغرفة تدعي ا روب حتت أنظار مريم السااخرة‬

‫بمرح ترس فرحة بقلبها الحتامل رؤيته باحلفل أما صديقتها فام‬

‫‪379‬‬
‫إن وصلت غرفتها وأقفلت الباب استندت عليه ووجهها يقفد‬

‫ل تعبري حي‪ ،‬لسان حا ا يتساءل بقلة حيلة‪..‬‬

‫*ماذا ستفعلو يا وردال*‬

‫***‬

‫بردائها احلريري وتوجهات إ‬ ‫قامت من نومها بدالل تند‬

‫محامها لتنتعش‪ ،‬ترنقت عادهتا التي بدأت بتغيري القليل منهاا‬

‫ألجل عينو رماديتو‪ ...‬ابتسمت لنفساها بااملرآة والتقطات‬

‫حقيبتها تغادر لتلحق بوالدهيا عىل مائدة اإلفطار‪..‬‬

‫جفلت من وجود ابن عمها نارص هبذا الوقت‪ ،‬سالمت علياه‬

‫قوال وجلست بمكاهنا صامتة حا ا دائام عند حضوررب‪ ،‬فهي‬

‫‪380‬‬
‫و بالرغم من وسامته التي ترمتي الفتيات عند قدميه بسببها ال‬

‫تتقبله وال تكربرب وأحيانا رية خييفها بتسلطه‪.‬‬

‫سمعت والدهتا تسر ا ببسمة أنيقة كل يشء هبا شبيهة ابنتهاا‬

‫شكال وهنداما‪.‬‬

‫‪ ¤‬ما هو برناجمك اليوم حبيبتايال فرناا أرغاب بمرافقتاك إ‬

‫النادي‪.‬‬

‫ردت باقتضاب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال ماما أنا مشغولة اليوم‪ ،‬لدي ما أقضيه بالدار‪.‬‬

‫رفعت فها الناعم تترفف بضجر‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫‪¤‬ال أعلم ملاذا ترهقو نفسك هبذرب األمور حبيبتيال ‪...‬أعطيهم‬

‫املال وأرحيي نفسك‪..‬‬

‫أجادت إخفاء حنقها وهي جتيب‪.‬‬

‫‪¤‬تسمى مسؤولية ماما ‪...‬فب أن أتر د من سري األمور جيدا‬

‫بنفل أو ترسق األموال وال تصل إ مكاهنا الصحيح‪.‬‬

‫هتتم بينام تقرتح عليها‪.‬‬

‫‪ ¤‬قومي بتوظيف أحد‪.‬‬

‫و قامت تاودعهم ‪...‬ماا إن غابات‬ ‫هزت شاهي رأسها بير‬

‫قال والدها ببسمة مستلفة ومرحة‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫‪¤‬مدللتي أصبحت مسؤولة‪ ،‬أعتقد بارن تلاك الادار تر ريهاا‬

‫سحري‪.‬‬

‫القاابع بكرسايه صاامتا‪،‬‬ ‫ضحك والاداها باساتهزاء بعكا‬

‫يستشعر خطر فقدان ما يعتربرب ملكيته اخلاصة لصالح جمهول‪.‬‬

‫ر نت سيارهتا احلمراء أمام الدار وتوجهت إ صاالة تقاديم‬

‫الطعام حيث فتمع سا ني الدار لتناول الطعام‪.‬‬

‫ملحت فاطمة معها املؤطرين‪ ،‬فقصدت طاولتهم تناقش معهم‬

‫برنام اليوم ووعدهتم باملساعدة لنصف يوم فقاط‪ ،‬لتساتعد‬

‫للحفل اخلريي الذي تنوي أن جتماع فياه ماا اساتطاعت مان‬

‫املال‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫شغلت نفسها بملتلف أعاامل تعلمتهاا مان فاطماة وبعال‬

‫املسؤوالت من بينهم حتميم الرضع الذين ما إن رأهتم شااهي‬

‫شعرت برهنا بعا آخر ال يمت للواقاع بصالة‪ ،‬أغرمات هبام‬

‫وبقبضة أيدهيم الصغرية إلصبعها‪ ،‬مارت أ ار مان سااعتو‬

‫وهي برواقهم ال تريد املغادرة‪ ،‬ال تدري ماهية ذلك الساكون‬

‫بقلبها وأعصاهبا‪ ،‬دمعت عينيها وهاي تشاعر بنفساها ما لهم‬

‫‪...‬نعم! فهي يتيمة بمعنى أ ر جمازا‪ ،‬عاىل األقال هام لاي‬

‫لدهيم أب أو أم أما هي فلدهيا و من الطبقة الراقياة أيضاا ماع‬

‫ري من املال لكان أيان هاو احلناان و اإلهاتاممال فمان قاام‬

‫بتحميمها منذ الصاغر إال اخلادمااتال و مان قاام بإطعامهاا‬

‫والقيام بكل يشء خيصها حتى احلضن سوى املربيةال هي التي‬

‫‪384‬‬
‫انت حتضنها حو تكون حزينة تبكاي أو حتاى ساعيدة مان‬

‫نجاح حققته‪ ،‬ال ترى والدهيا إال عاىل مائادة اإلفطاار و لاام‬

‫أرادت التحدث معهم أو قضاء بعل الوقت أمدوها باملال و‬

‫تعللوا بملتلف األعذار النشغا م‪ ،‬نعم‪ ...‬هي م ال هاؤالء‬

‫الرضع‪ ،‬سمعت بضع لامت تترسب من بو شفتيها بلفوت‬

‫بينام متسح دمعات فرت من زرقتيها‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا سرهتم بكم ‪..‬أعد م ‪...‬سرصغي إلايكم وأميضا وقتاا‬

‫معكم لنلعب ونضاحك و نفعال ال ماا تريدوناه وحتبوناه‬

‫أعد م‪.‬‬

‫سمعت وقع أقدام عىل األرض‪ ،‬فرفعت رأسها‪ ،‬نظرت إليهاا‬

‫فاطمة مبتسمة‪ ،‬تقول‪.‬‬


‫‪385‬‬
‫‪ ¤‬يبدو أن ل من يريت إ قسم الرضاع يغارم باه وال يرغاب‬

‫باملغادرة‪.‬‬

‫رمقتها شاهي باستفسار بعد أن مسحت ما تبقى من دموعهاا‬

‫برسعة‪ ،‬فرردفت بحنو للاميض‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد هي األخرى عندما دخلت هنا أو باألحرى ا تشافته‪،‬‬

‫عرش عندما تطوعت باجلمعية وأنا نات‬ ‫فهي انت باخلام‬

‫بالعارشة و انت تلعب معي باحلديقة دوماا‪ ،‬فرناا مان أبنااء‬

‫الدار منذ والديت وذات يوم أخربتناي برهناا ا تشافت مكاناا‬

‫تسااكنه خملوقااات صااغرية ومجيلااة وهااي قااررت أن تساااعد‬

‫برعايتهم‪ ،‬فطلبت منهاا أن ترخاذين ألرى تلاك املللوقاات‬

‫الصغرية‪ ...‬صاحبتني ا هنا رأياتهم وأحبباتهم‪ ،‬فرصابحت‬


‫‪386‬‬
‫أتسلل إليهم بشكل يومي ويف ل مرة جتدين املسؤولة تعاقبني‬

‫وأعود مرة أخرى حتى يئسات املساكينة ‪..‬فقاررت تعليماي‬

‫يفية اإلهتامم هبم و إ يومنا هذا ال يكتمال ياومي مان دون‬

‫رؤيتهم ‪... .‬وورد أيضا انت دائمة احلضاور لكان يبادوا أن‬

‫مشا لها األخرية صعبة لتمنعها عن الدار‪.‬‬

‫ابتسمت شاهي بسلرية‪ ،‬تعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬تلك الفتاة ال تفتر تبحت عن املشا ل‪ ،‬حتاب الظهاور دائاام‬

‫بمظهاار املااالك ‪....‬وال خت ا ايف عليهااا فهااي تبتعااد‪ ،‬الاادار‬

‫واجلمعية ال زالتا تسريان عىل خطاى براجمهاا وقريباا جتادينها‬

‫فوق رأسك جمددا‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫أجفلت فاطمة مان عدائياة شااهي عناد ذ ار ورد‪ ،‬فلطات‬

‫نحوها تواجهها بقلق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت ال تعلمو شيئا عن ورد ‪....‬أنا فقاط مان يعلام برهناا‬

‫تتعذب ‪ ...‬ل واحد منا لديه أ قال تعترص قلبه تدفع به ليشيد‬

‫أسوارا من حديد حتول بينه وبو النا ‪.‬‬

‫ر زت عليها شاهي باهتامم بينام تكمل بجدية‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت م ال آنساة شااهي‪ ،‬مااذا تفعلاو هنااال بكال ترنقاك‬

‫شتوية لطفلو ولان‬ ‫وعطرك الغايل‪ ،‬منه حلاله يكفي مالب‬

‫نذ ر عن السيارة و‪...‬و ‪..‬إذا نت فعال سيدة املجتمع املتكربة‬

‫التي ال هتتم إال باحلفالت والترنق‪ ،‬ماذا بحق اهلل تفعلينه هناال‬

‫‪388‬‬
‫حتممو الرضع باخلفاء وجتعلو حياة أمل أرو بعد أن فقدت‬

‫عائلتها وأصبحت و حيدة‪ ،‬فكري جيدا واعلمي أنك لسات‬

‫الوحيدة التي تعاين‪ ... .‬فمظهر املاالك الاذي حتااول ورد أن‬

‫تدعيه ما هو إال مهرب من يشء ما‪ ،‬صاحيح أنناي ال أعلماه‬

‫لكني متر دة من مدى بشااعته‪ ،‬أرى ذلاك يف عينيهاا يف ال‬

‫‪...‬ذلك اإلرصار ‪...‬ذلك التحدي‬ ‫حماولة منها إلنقاذ شل‬

‫و اارن لااام زاد التحاادي زاد شااغفها لتبااذل اال جهاادها‬

‫ما‪ ،‬بدل أن يتألأل الفرح‬ ‫‪....‬وحو تنجح بإنقاذ حياة شل‬

‫بعينيها يظل اجلو فيهام ال خيبو و ارهنام وحشاو رشساو ال‬

‫يشبعان‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫هبتت شاهي من احلقيقة التي تقدر أن تواجه هبا نفسها يوما‬

‫متفاجئة من مدى فهم فاطمة لواقعها وواقاع غريهاا‪ ،‬قامات‬

‫بت اقل حتى استقامت وسوت ياهبا بريد مرتعشة‪ ،‬نظارت إ‬

‫فاطمة برتدد م انرصفت بصمت‪.‬‬

‫اجتهت إ احلديقة لتلرج من الادار‪ ،‬بال لتلتفاي بسايارهتا‬

‫ولتستجمع أشالءها التي بع رهتا فاطمة‪.‬‬

‫أوقفها صوت أرادت أن تارى صااحبه بشادة لاوال توترهاا‬

‫وترددها‪ ،‬تشعر برهنا جسدها يرتعش‪ ،‬فاختبرت بزاوية حتاى‬

‫تااتمكن ماان رؤيتااه دون مواجهتااه ‪...‬ساامعته يتحاادث مااع‬

‫آخر ر زت قليال‪ ،‬فعلمت برن صاحبة الصوت بدون‬ ‫شل‬

‫أدنى شك ‪ ......‬ورد ‪.‬‬


‫‪390‬‬
‫استيقظت اليوم هباالت سوداء حتات عينيهاا‪ ،‬يغمال اا‬

‫مان هاذرب الزفاة دون خساائر‬ ‫جفن تفكر بطريقة للاتلل‬

‫متجسدة بوالدها وأيضا والدهتا التاي ماا إن تعارف ستنضام‬

‫لصااف العميااد‪ ،‬فهااي حتاااول إقناعهااا بااالزواج منااذ ماادة‬

‫وخصوصااا حااو تاارى يف مسااتواهم االجتامعااي باحلفاال‬

‫واحلسب والنسب‪ ....‬أووووف! زفرت ورد تنحي أفكارهاا‬

‫جانبا وهنضت لتوصل مريم إ املدرسة اي تقابال األساتاذ‬

‫طه‪.‬‬

‫أمهاا املبتسامة بفارح‬ ‫توجهت ملائدة اإلفطار‪...‬قبلات رأ‬

‫استغربته ورد ومريم عىل حد سواء‪ .‬تناولت إفطارها برساعة‬

‫‪391‬‬
‫استهجنتها والدهتا التي أوصتهام بالعودة با را لتجهزا نفسيهام‬

‫وستكون سهى بانتظارمها مع الفساتو‪.‬‬

‫استقلتا السيارة تقصدان رأسا املدرسة‪.‬‬

‫ا‪،‬‬ ‫طلبت ورد من نزة حماد ة األستاذ طاه بموضاو شل‬

‫فاستدعته األخرية وتر ت م املكتب‪.‬‬

‫جلست ورد يف اجلانب اآلخر من القاعة عىل األريكة البيضاء‬

‫بالكريس املقابل ا‪ ،‬نظرت قليال إ هاذا الشااب يف‬ ‫وجل‬

‫أواخر العرشين طويل جدا مائل للنحافة‪ ،‬شعر أساود أغماق‬

‫من لون عينياه املظللاة برماوش يفاة حاجبياه األساودين‬

‫املرسومو بإبدا رباين بوجه أبيل يتوسطه أنف حاد وحلياة‬

‫‪392‬‬
‫خفيفة مشذبه بعناية حتوم حول فمه‪ ،‬تعرفاه معرفاة ساطحية‬

‫منذ سنوات من خالل دراستها إ أن جاء يوما و قدم أوراقاه‬

‫بمدرستها‪ ،‬إستغربت ريا حينها يف أن طه فاروق‬ ‫ليدر‬

‫الذي ورث أموال أبيه يريد العمل مدر ‪ ،‬تقااوم ساؤاله‬

‫يومها لرتيض فضو ا‪ ،‬فابتسم وأخربها برنه نفذ رغباة والادرب‬

‫رمحه اهلل بمبارشة عمله واحلفاظ عليه لكن ذلك ال يمنعه عن‬

‫مم ارسة العمل الذي حيبه يف أوقات فراغه لذلك طلب وظيفة‬

‫بال أجر وبعاد أن احتكات باه بالعمال تر ادت مان معدناه‬

‫األصيل‪ ...‬و عادهتا طرحت املوضو مبارشة ووضوح‪.‬‬

‫‪ ¤‬أستاذ طه هل حتب فاتنال‬

‫‪393‬‬
‫فوج بالسؤال ام من طريقة إلقائاه وتاوتر قلايال‪ ،‬فرردفات‬

‫هبدوء‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أدرك إن ان بعلماك بارنني أعتارب نفلا أختاا لفااتن‬

‫و نت قد تكلفات بجمياع مصااريف دراساتها إ أن تنهاي‬

‫جامعتها ‪...‬والبارحة علمات مان العام ساعيد برهناا طلبات‬

‫للزواج نت يف البداية رافضة‪ ،‬لكن عندما أخربين أن املتقادم‬

‫أنت أعدت التفكري با ألمر فقاررت التحادث معاك ‪...‬فكاام‬

‫ترى فاتن رافضة باملطلق‪.‬‬

‫رمقها بحدة وامحرت عينارب و رهنا تبلغه برنه سيحرم من احلياة‪،‬‬

‫يرد بحدة يقصدها‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫‪ ¤‬فاتن رفضتنيال‬

‫ضاقت مقلتاها تر يزا بينام تفرس له‪.‬‬

‫‪ ¤‬فاتن صغرية ال تعرفك وهي ترفل رجاال فرضاه والادها‬

‫عليها بطريقة خاطئة‪ ،‬فاع تربته قاتال ألحالمها وسجاهنا الذي‬

‫سيمنع عنها احلياة‪.‬‬

‫ارتفعا حاجبارب متفاجئا هيتف باستنكار‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا ال أحرمها من أحالمها و أسجنهاال ملاذاال أفعل ساوى‬

‫طلب يدها من والدها‪.‬‬

‫سعدت بردرب تفصح برسف هتز تفيها‪.‬‬

‫‪395‬‬
‫‪ ¤‬عندما خيربها والدها برن رجال من خرية الرجال بالنسبة إليه‬

‫قد تكرم وتفضل بطلبه للزواج منها وأنه سيزوجها له حتى إن‬

‫يسمح ا بإمتام دراستها التي هي أ ارب أحالمهاا وقاال اا‬

‫باحلرف أمامي ‪...‬فلتحمادي رباك أن رجاال األساتاذ طاه‬

‫اختارك و طلبك ل لزواج ‪ ....‬يف تعتقد ستشاعر فتااة بعمار‬

‫وحساسية فاتنال‬

‫ضم شفتارب بشدة وتغضنت مالمح وجهه‪ ،‬يكتم تعبريا ال يريد‬

‫إبداءرب أمام ورد‪ ،‬يكتم غيظه من فعلة العم سعيد التي ستحرمه‬

‫من حلمه اجلميل الذي يراودرب ماذ أن رآهاا تضااحك طفلاة‬

‫صغرية يف ساحة املدرسة‪ ،‬يومها بت مكانه مرخوذا باللوحاة‬

‫الربانية البديعة أمامه‪ ،‬فتاة بوجه قلب صغري وفستاهنا الرقيق‬

‫‪396‬‬
‫م لها هيفهف حو ا مع شاعرها الطويال البناي حتات أشاعة‬

‫تضحك برباءة أخذت هبا قلبه‪ ،‬يف حلظة انتبه لتربطهاا‬ ‫الشم‬

‫ذرا العم سعيد فشعر بغرية حارقة للمسها من قبل رجل آخر‬

‫مهام ان‪.‬‬

‫أخذته رجالرب إ العم وسرله من غاري وعاي إن اان يعرفهاا‬

‫فرخربرب بكل فلر أهنا ابنته الكاربى‪ ،‬مدللتاه التاي ساتلتحق‬

‫باجلامعة بمطلع العام املقبل‪.‬‬

‫عاد إ بيته يومها وفكرة واحدة تستحوذ عىل عقله برهنا الباد‬

‫غريب طغى عىل جهاازرب‬ ‫سيلطفوهنا منه باجلامعة‪ ،‬إحسا‬

‫العصبي وأعجز عقله عن التفكري بمنطقية وما إن بازغ فجار‬

‫اليوم التايل قام وجهز نفسه و اان أول مان وصال آناذاك إ‬
‫‪397‬‬
‫املدرسة ينتظر العم سعيد الاذي تفاجار بوقوفاه أماام البواباة‬

‫ب ا را‪ ،‬سلم عليه فباغته بطلب ابنته للزواج‪ ،‬ذهل العم ساعيد‬

‫لكن رسعان ما هتللت أساريررب ووافاق دون إخفااء رسوررب و‬

‫هذا ما أراح قلبه و اآلن عاد الشك يتسلل إليه هال سايفقدها‬

‫‪...‬هل‪..‬‬

‫‪¤‬أستاذ طه أنا أحد كال‬

‫قطعت أفكاررب ينتبه إليها‪ ،‬فقال بصدق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا أحبها آنسة ورد و سرفعل أي يشء ألحظى بقلبها‪.‬‬

‫ابتسمت ورد برسور جتيب بمكر مرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬إذن أنصت إيل جيدا وفكر بكل لمة سرقو ا لك‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫أهنت ورد حدي ها مع األساتاذ وودعتاه ماع نازة وغاادرت‬

‫املدرسة تقصد الدار فقد اشتاقت ا ريا واشتاقت للرضع‪.‬‬

‫ر نت خلف سيارة شاهي احلمراء تبتسم بمرح فقد ورطات‬

‫األ خرية وال فكاك ا‪ ،‬وجلات تعارب احلديقاة حياث سامعت‬

‫صوت لطاملا جهر هبزؤ ملن يسمعه بغاري تادقيق فاال يلاتم‬

‫املرارة به‪.‬‬

‫مان‬ ‫‪ ¤‬أهال بالقديسة ‪...‬أين اختفيت ال هاذرب املادةال لاي‬

‫عادتك ‪...‬أخربيني يف ان احلجزال هل أعجبكال ‪...‬لطاملا‬

‫أردت زيارته وقد حقق لك القدر مطلبك‪.‬‬

‫إلتفتت إليه ورد‪ ،‬جتيبه بنربة عادية متجاهلة سلريته العادة‪.‬‬

‫‪399‬‬
‫‪ ¤‬يف حالك سمريال أناا بلاري ال تقلاق ونعام أخاريا زرت‬

‫احلجز وال يعجبني إطالقا‪ ،‬لذلك تبت بجدار من جدرانه‬

‫بلط بري وبقلم ال يمساح أدخلتاه معاي خلساة "بسام اهلل‬

‫الاارمحن الاارحيم ماان أرادت مساااعدة صااادقة‪ ،‬فلتتصاال‬

‫بالرقم‪ "..‬و تبت رقم اجلمعية ‪....‬ما رأيكال‬

‫صفق بسلرية‪ ،‬يعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬جيد جدا يا قديسة اآلن تستحقو اللقب عن جدارة ولكن‬

‫ذلكال‬ ‫ماذا بعدال إ متىال ‪...‬حتى يقتلونك هذرب املرة ألي‬

‫ردت عليه بحنق بينام تلوح بكفها‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫أنت أيضا‪ ،‬املوت واحاد و الارب واحاد‬ ‫‪ ¤‬بربك سمري لي‬

‫‪....‬أخربين يف حال أسامءال‬

‫رد بحزم دون أن خيرج فيه من جيبي رسواله اجلينز األزرق‪.‬‬

‫‪ ¤‬و رنك هتتموال‬

‫مدافع‪.‬‬ ‫ضمت شفتاها بتعبري حمرج م قالت بعبو‬

‫‪ ¤‬لن تغضب مني سمري‪ ،‬لقد حاولت معها عبث ‪...‬أخربتك‬

‫حتتاج لطبيب و تسامع مناي و أجاد حاال ساوى طردهاا‬

‫‪....‬ولااو أنااك تعااد املرسااوقات أ اان ألتاادخل وأجعاال‬

‫اجلمعية تكتفي بطردها‪.‬‬

‫مسح وجهه حمررا فه اليمنى بينام فيبها بوجوم جاف‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫‪ ¤‬ال أستطيع إجبارها‪ ،‬أخشى ان تعتقاد بارنني ختليات عنهاا‬

‫وهذا سيدمرها لألبد‪.‬‬

‫النت مالمح ورد‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا سمري هناك عيادات طبية راقية‪ ،‬إذهب معها و ن بجانبها‬

‫وصدقني ستت حسن بإذن اهلل‪ ،‬فالطب النفل تقدم ريا‪.‬‬

‫لوح بيدرب بملل مشريا ا برن تنرصاف وماا إن دخلات حتاى‬

‫هجمت عليه عاصفة ذهبية تصيح بالقول العصبي‪.‬‬

‫‪¤‬أنت شقيق تلك السارقة و ختربين!‪ ،‬تنصب نفسك قاضايا‬

‫عىل ترصفايت ‪..‬أنت‪...‬‬

‫‪402‬‬
‫فارت دمائه وفقد أعصابه‪ ،‬فهتف مترهبا بقوة أعادهتاا خطاوة‬

‫للللف فزعا‪.‬‬

‫‪ ¤‬وأنت بام هيمك إن نت شقيق سارقة أو الال بام هيمكال‬

‫حدقت به بحرية تتورب عنها الردود‪ ،‬فاستدارت تفر من أماماه‬

‫مرير‪.‬‬ ‫متالفية إيارب يردد هبم‬

‫أنات‪ ،‬لان‬ ‫‪ ¤‬أرجوك شاهي ال تكاوين قضاية خاارسة‪ ،‬لاي‬

‫أحتمل!‬

‫قابلت ورد فاطمة تضامن بعضهام بحارارة تفضايان لبعضاهام‬

‫عن شوقهام وعن ما مر هبام وأخريا سارلت ورد عان شااهي‪،‬‬

‫تفاجرت من قول فاطمة عن التزامها بمسؤوليتها و ذا حبهاا‬

‫‪403‬‬
‫لألطفال وحسن اهتاممها هبم‪ ،‬فرخربهتا هاي األخارى برغباة‬

‫املاارىض‬ ‫يااوم األحااد لفحاا‬ ‫أخيهااا حممااود بتلصااي‬

‫املحتاجو‪ ،‬رعشة أحست هبا فاطمة بقلبها وهي تسمع بإسمه‬

‫لكنها تستطع أن تفرح لقدومه املتوقع برن يكاون مساتمرا‪،‬‬

‫يف ستقدر عىل حتمل قربه وهي ‪.....‬تنبهت لترمل ورد هباا‬

‫للموضو تبتسم بتشجيع‪.‬‬ ‫فنحت أفكارها وادعت احلام‬

‫قاعة بالدار وجتهيزهاا باالالزم لتكاون‬ ‫‪ ¤‬اتفقنا عىل ختصي‬

‫جاهزة لعمل حممود هبا‪.‬‬

‫أومرت موافقة واسترذنتها لزيارة قسم الرضع حياث مك ات‬

‫طويال إ حو موعد خروج مريم م انرصفت‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫دخل بيته ام غادر الدار متجهم غاضب يلوم ل يشء‪ ،‬موت‬

‫والدرب و زواج والدته وموت والدته‪ ،‬لعن زوج والدتاه الاذي‬

‫طردمها من بيت والدمها ولعن صغررب وقلاة حيلتاه وحيااهتام‬

‫البائسة قبل دخو ام الدار وبعد التحاقهام هبا‪ ،‬فقد أ ارت هباام‬

‫وحفرت خطوطها البشعة بعقليهام حتى تر ت عقدا يصاعب‬

‫التعايف منها‪ .‬رفع يدرب إ رأسه يمسك بلصالته البنية القامتاة‬

‫الناعمة امللتلطة باخلصالت الفضية يكاد يقتلعها من منابتها‪،‬‬

‫مستقبال النافذة بقلب بيته‪ ،‬يفكر برنه فعل ال ماا يعتقاد أناه‬

‫سريحيه‪ ،‬انتقم من زوج والدته واسارتجع البيات فلام يكفاه‬

‫ذلك‪ ،‬ليعمل ليل هناار حتاى حسان وضاعه املاادي و يعاد‬

‫بحاجة ألحد ومع ذلك الزالت النار تستعر بصدررب خصوصا‬

‫‪405‬‬
‫وهو يرى عمر شاقيقته يضايع بسابب عقاد ال تعلام ياف‬

‫تواجههاااال أرادت أن تنااتقم و جتااد سااوى الاادار‪ ،‬تاارفل‬

‫االقتنا برن حال الدا ر قاد تغاري إ أحسان و ارن اعرتافهاا‬

‫بذلك سيعفي املتهمو من هتمة تدمري حياهتا‪ ،‬ظلمهم ولن جتد‬

‫هدفا لتنتقم به لعقدها‪.‬‬

‫أغمل عينيه يزفر بشدة وهو يسمع مشاجرهتا مع اخلادمة ‪..‬يا‬

‫اهلل! متى سينتهي هذا الكابو ال‬

‫‪ ¤‬ألن تذهب للحفلال‬

‫قاطعت أسامء أفكاررب بساؤا ا حتمال بيادها دعاوة للحفال‪،‬‬

‫التفت إليها ونظر إ الدعوة فرومر بال لتبتسم بسلرية تعقب‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫‪ ¤‬ملاذاال هل ختاف أن تكشف الشقراء أمارك و تعارف برناك‬

‫غني وترمتي حتت قدميك ‪...‬‬

‫رمقها بحدة فزادت سلريتها بينام تكمل‪.‬‬

‫‪¤‬ماذا تعتقدال خروج ي من الدار ال يعني أبدا برنني ال أعلم بام‬

‫حيدث به‪.‬‬

‫سلريتها‪.‬‬ ‫رد عليها بنف‬

‫‪ ¤‬أعلم أسامء‪ ،‬أعلم برنك الزلت هنااك قابعاة حتاى عنادما‬

‫أتيت معاي هناا ‪...‬ياا إ اي شاقيقتي ‪...‬إ متاى ستضايعو‬

‫أيامكال أنظري حولك‪ ،‬هناك عاا باري شاساع‪ ،‬تساتطيعو‬

‫فعل أي يشء وأنا سرساعدك‪ ..‬مرشو هواية أي يشء‪ ،‬املهام‬

‫‪407‬‬
‫من عقدك وتعييش حياتك عزيزيت‪ ،‬فاأليام متيضا‬ ‫أن تتلل‬

‫برسعة و ال تنتظر أحدا ‪.‬‬

‫السلرية تشوهبا املرارة‪.‬‬ ‫نطقت بنف‬

‫‪ ¤‬عقدي! ‪...‬عقدي أنا! و ماذا عنك يا شقيقي العزيزال مااذا‬

‫تفعل بالدار بعد أن أصبحت من امليسورينال لطاملا حتججات‬

‫بوجودي هبا وها أنت أخرجتني‪ ،‬فامذا تفعل ببقائاك هنااكال‬

‫ستقول برنك تعطف عىل األطفالال سرقول بكال قاة‪ ،‬لاي‬

‫وأنت ترتك عملك ل يوم سامري ال ياوم! ‪..‬أتعلامال لقاد‬

‫دهشت عندما علمت برنك حتوم حول الشقراء يف وأنت‬

‫الفتيات مان قبالال حتاى بعاد أن اغتنيات‬ ‫تكن هتتم بجن‬

‫يتقرب مناك عساارب يطماع باملاك‬ ‫رصت تشك بكل شل‬


‫‪408‬‬
‫‪....‬واآلن أنا متر دة برن الشقراء ال تعرف حتى عن سايارهتا‬

‫ماان إحاادى و االتااك ‪...‬و يااف تعاارف وملبسااك بساايط‬

‫وسيارتك مستعملة ‪...‬وتقول عقديال‬

‫زفر باستسالم يتلرص م تقدم إ أن أصبح أمامها يزر عينارب‬

‫بعينيها‪ ،‬يعرتف بجدية‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت حمقة‪ ،‬النا معطوبان لكان ماا ال تعرفيناه أنناي فعاال‬

‫بدأت أتعال وقد حان دورك‪...‬حد ت الطبيب عنك وطلب‬

‫مني إحضارك معي لتبدئي جلساتك معه‪.‬‬

‫جتمدت تطالبه بذهول‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل تصدق أنني جمنونةال‬

‫‪409‬‬
‫أمسك يدها فيبها بحرقة‪.‬‬

‫‪ ¤‬وهل أنا جمنونال ‪...‬إنه طبيب نفل معروف وماهر يستقبل‬

‫خرية وعلية القاوم‪ ،‬أرجاوك أساامء‪ ،‬أتوسال إلياك شاقيقتي‬

‫أمسااكي بياادي لنلاارج ماان تلااك احلفاارة الت اي ألقانااا هبااا‬

‫و نستمتع بام رزقنا‬ ‫زوج‪.....‬ذلك الرجل لكي نعيش ونتنف‬

‫اهلل به ‪.‬‬

‫أخذ منها الدعوة وتر ها جامدة مكاهنا وبعد برهاة ارتعادت‬

‫قدماها فاستندت برقرب ريس‪ ،‬تفكر برن شقيقها البد وجد‬

‫حب حياته‪ ،‬تغمغم بفز ‪.‬‬

‫‪ ¤‬سيرت ني ‪..‬هل سيرت ني ليعيش حياة خالية من العقدال‬

‫‪410‬‬
‫ارمتى ل واحد منهام عىل ريس مكتبه تعبا‪ ،‬دخل عليهام أحد‬

‫الشاي وامليارب مع الشطائر م انرصف فرشعا‬ ‫بكؤو‬ ‫احلرا‬

‫بالتقاط بعل الشطائر ير الن بنهم‪.‬‬

‫‪ ¤‬ذلك احلقري‪ ،‬أتعبنا و نحصل منه عىل يشء‪.‬‬

‫حتدق هشام بعصبية‪ ،‬فرد عليه ليث بينام يلوك طعامه‪.‬‬

‫‪¤‬أنا متر د برن هناك أمر مستجد‪ ،‬حر ته ليست روتينية‪.‬‬

‫هم هشام بالرد فعال رنو هاتف ليث‪ ،‬مساح يدياه بمحرماة‬

‫ورقية واستل ا اتف الوامل باسم جدرب ففاتح اخلاط يتلقاى‬

‫نربته املقرعة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين أنت يا ولدال لقد ترخرت‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫أجابه برسف مرح بعد أن بلع اللقمة بفمه‪.‬‬

‫‪ ¤‬آسف جدي‪ ،‬أعلام بارنني أسااعد م يف الرتتيباات فرناا‬

‫فاشاال يف ذلااك عااىل أي حااال‪....‬واليوم طاارأ عاايل طااار‪.‬‬

‫مستعجل بالعمل‪ ،‬لذا لن آت إال مع بداية احلفل وسرقل ورد‬

‫معي‪ ،‬فلقد استرذنت من عائلتها‪.‬‬

‫زفر اجلد باستسالم‪ ،‬فيبه‪.‬‬

‫‪ ¤‬عملك ال ينتهي يا ولاد ‪ ،‬ال أعارف ياف ستصارب علياك‬

‫الفتاةال‬

‫أجابه بمرح ضاحك‬

‫‪¤‬ال تقلق جدي‪ ،‬فهي م يل عملها ري‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫‪ ¤‬ف عن املزاح واذهب لتستعد وال تترخر !‬

‫أغلق ليث ا اتف حتت أنظار هشام املرحاة‪ ،‬فرمقاه بتحاذير‬

‫مزعوم‪.‬‬

‫مزاجك‪.‬‬ ‫‪¤‬ال تستلمني هشام أنا لست بنف‬

‫تالعب هشام بحاجبيه‪ ،‬يعقب هبزؤ‪.‬‬

‫‪ ¤‬ممم وستقلها أيضا ‪...‬جيد إذن إسبقني أنات واساتعد وأناا‬

‫سرترخر قليال حتى أتر اد مان هادوء الوضاع وأحلاق باك‪،‬‬

‫فررسيت سيوصلهم عمي‪.‬‬

‫رمقه بنظرة امتنان وغادر ليجهز نفسه‪ ،‬الشوق إليها قد أضنارب‪،‬‬

‫مر أسبوعا امال و يرها سوى برحالمه وقاد أهبا العمياد‬

‫‪413‬‬
‫قلبه حو بلغه بعدم رفضها طلبه للزواج منها‪ ،‬مع أهنا توافق‬

‫هو سيقنعها حو يلتقي هبا‪.‬‬ ‫أيضا لكن ال بر‬

‫***‬

‫‪¤‬هيا أمي‪ ،‬سنترخر هكذا ‪.‬‬

‫‪¤‬يا بنتي أخربتك برنني لست ذاهبة ‪...‬فاستعدي أنت عماك‬

‫عىل وصول‪.‬‬

‫انت ذلك رد والدة هشام السيدة هناء‪ ،‬تتمدد عاىل فراشاها‬

‫الو ري بغرفتها‪ ،‬ارمتت ملار جوارها تضم يدها‪ ،‬ترجوها‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫‪ ¤‬أمي فب أن تذهبي‪ ،‬عائلة اجلندي أصدقاء لنا ‪..‬عيب أمي‬

‫وزيدي عىل ذلك أن هشام أ د عيل ألقنعك‪ ،‬ال أعلم ولكناي‬

‫أشك برنه يريد تعريفنا إ أحد ما‪.‬‬

‫اسرتعت إنتبارب أمها التي سرلتها بلهفة‪.‬‬

‫‪¤‬فتاةال هل سيعرفنا ا فتاةال‬

‫أجابتها واملكر يترلق بربيق غموضه بيني نظراهتا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أظن ذلاك أماي ‪....‬فهال ساتفوتو إحاتامل رؤياة نتاك‬

‫املستقبليةال‬

‫فكرت السيدة هناء قليال قبل أن تبتسم وهي تانهل بنشااط‬

‫ترمرها‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫‪ ¤‬هيا اذهبي لتستعدي واتر يني أستعد أنا األخرى‪.‬‬

‫قبلت وجنتها تضحك بفرح وفارت إ غرفتهاا تار اة إياهاا‬

‫تستعد ملفاجئة تكن لتتوقعها حتى يف أحالمها التي الحظت‬

‫أهنا هدأت قليال وابيسها مؤخرا‪.‬‬

‫***‬

‫وقفت مريم تترمل انعكاسها باملرآة بعو مرتددة من مظهرهاا‬

‫ومن ل يشء حو ا‪ ،‬فهي تتعود بعد عاىل حياهتاا اجلديادة‬

‫اخلالية من البساطة التي عاشت هباا مان قبال‪ .‬تتعاود هاذا‬

‫الفسااتان الغااايل الااذي يظهرهااا ساايدة جمتمااع راقااي ب وبااه‬

‫وتطريزرب امل تقن يبدأ مان الطرحاة ا أسافل‬ ‫احلريري النفي‬

‫‪416‬‬
‫الكاحل بقليل‪ ،‬لونه الزبرجد لون عينيها متاما لكان فاب‬

‫أن تتعود عىل ذلك إن انت حتباه فعاال ‪.....‬حابال هال ماا‬

‫تشعر به حبال ‪ ...‬ل ما تعلم أن قلبها يطري مان مكاناه مان‬

‫جمرد ذ ر اسمه و‪......‬‬

‫دقات عىل الباب تالرب دخول ورد‪ ،‬التي صفرت بإعجااب ماا‬

‫إن رأهتا‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪¤‬وااااااو ما شاء اهلل يا فتاة‪ ،‬يبدو أننا سنحتفل بلطبتاك عاام‬

‫قريب هذا إن خيطفك الضابط الليلة‪.‬‬

‫ضحكت ورد بمرح ومريم تازم فمهاا بيانام تقييمهاا بنظارة‬

‫شاملة‪ ،‬تقول بسلرية‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫‪ ¤‬يف اقت ِ‬
‫نعت و ارتديت الفساتان بعاد املحاارضة الطويلاة‬

‫العريضة التي أطربتنا هبا عن التبذير وحقوق اإلنسان حتى أننا‬

‫يئسنا أنا وسهى من إقناعك فانسحبنا‪.‬‬

‫قلبث عينيها املكحلتو ولوحت بيدهيا بضجر‪ ،‬هتتف‪.‬‬

‫‪¤‬أمي تعلم جيدا نقطة ضعفي‪ ،‬فرنا أ ررب دموعها وأنفذ ل ما‬

‫تريدرب مع اول دمع ة مزيفة ‪....‬آرب تلك املرأة الطيبة ال تستعمل‬

‫مكر النساء إال معي‪.‬‬

‫م هزت تفاها تضيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬أحبها‪ ،‬ماذا أفعلال‬

‫ترققت بسمة ونظرات مريم بحنان‪ ،‬ترد‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫‪¤‬إهنا طيبة جدا تذ رين برمي رمحة اهلل عليها‪.‬‬

‫اقرتبت منها ورد تقبل عىل تفيها بلطف‪.‬‬

‫‪ ¤‬رمحة اهلل عليها ‪...‬هيا فرخي ينتظر م عىل البوابة ‪...‬‬

‫م زمت شفتاها بامتعاض‪ ،‬تستدرك‪.‬‬

‫‪ ¤‬ذلك املحتال اتفق مع العميد ليوصلني‪ ،‬سريى ماذا سرفعله‬

‫به إهنا فرصة لنتحدث فعال‪.‬‬

‫شهقت مريم تضع يدها عاىل قلبهاا بيانام رفعات حاجباهاا‪،‬‬

‫تستفرس هبلع‪.‬‬

‫‪ ¤‬ملاذا تتلططو يا وردال ‪....‬فكاري جيادا قبال أي ترصاف‬

‫أهوج قد تندمو عليه‪.‬‬


‫‪419‬‬
‫صاحت ورد بذهول مزعوم‪.‬‬

‫‪¤‬أهوج‪ ..‬أنا ترصيف أهوجال‬

‫وسحبتها من مرفقها تدفعها بلفة عرب الباب وهي تكمل‪.‬‬

‫‪ ¤‬أتصدقو أن ترصيف أهوج بالفعل ألنني أخربك بكال يشء‬

‫خيصني‪ ..‬قالت أهوج!‬

‫حاولت مريم الكالم لكن ورد تسامح اا وأنزلتهاا حياث‬

‫تنتظرهن السيدة عائشة للمغادرة تار و ورد يف انتظار ليث‪.‬‬

‫صف سيارته أمام منز ا و و قف أمام الباب الكبري بكل أناقته‬

‫أبيل علياه ببيوناة ساوداء و‬ ‫املعتادة يف بذلة سوداء و قمي‬

‫وجه مترلق حليق وشعر مصفف بعناية ‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫فتح له رم مرحبا به وأشار له إ اجلميلاة التاي تنتظاررب عاىل‬

‫الباب الداخيل‪ .‬نظار إليهاا انات الهياة هباتفهاا ومتعان باام‬

‫ترتديه‪ ،‬فستان أسود مشدو د من الصدر إ اخلرص م ينسدل‬

‫األرض بكمو واساعو و عناق‬ ‫شالل أسود‪ ،‬يكاد يالم‬

‫مسدود و الشعر دائام ما جتمعه ا اخللف‪* ،‬لو فقط تطلقه من‬

‫عقاله ألرى طوله! ‪..‬ال من األفضل أن يظل جمموعا حتاى ال‬

‫يرارب أحد! ‪...‬إذا انت تلك اخلصالت التي ترت ها حرة أماام‬

‫وجهها ت ري ج نوين و سرظل أشد عىل يدي ي ال تنفلت مناي‬

‫إليها وحتى الفستان‪ ...‬لن تبدأ بالتحكم هبا اآلن ياا لياث و‬

‫توافق عليك بعد!*‬

‫‪¤‬مساء اخلري‪..‬‬

‫‪421‬‬
‫رفعت وجهها إليه‪* ،‬يا اهلل هل هذا حالال سابحان اخلاالق‬

‫‪..‬ما هذا اجلاملال لقد طغاى البلاور األساود عاىل البيااض يف‬

‫لوحة مبد ‪*..‬‬

‫ححممم! تن حنحت ورد من بحلقته وقطبت جبينها تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬مساء اخلري ‪....‬هل نذهبال‬

‫رد عليها متصنعا اجلدية‪.‬‬

‫‪ ¤‬بالتر يد ‪...‬تفضيل!‬

‫تقدمته و حو وصال إ السيارة سبقها ليفتح ا الباب‪ ،‬يقول‬

‫مهذب‪.‬‬ ‫هبم‬

‫‪ ¤‬عىل فكرة أنت مجيلة جدا‪.‬‬


‫‪422‬‬
‫سقط فكها ببالهة و تعلم بامذا ترد‪ ،‬فدخلت السيارة هتارب‬

‫منه لرتتسم البسمة عىل وجهه يغلق الباب قبل أن حيتل مقعاد‬

‫السائق‪.‬‬

‫صمت رهيب احتل السيارة بينهام‪ ،‬فورد نصبت وجهها نحاو‬

‫الطريق ال حتيد عنه أما هو فيسرتق بضع نظرات إليها‪ ،‬يسارل‬

‫نفسه إن انت ستوافق أم ترفل‪.‬‬

‫ألول مرة بحياهتا توضع يف م ل هذا املوقف‪ ،‬فهي دائام صارمة‬

‫تعرب عن رأهيا برصاحة ودون خوف لكن ملااذا ضااعت منهاا‬

‫الكلامتال ملاذا أربكها بجملة واحدةال حتى أهنا عادياة 'أنات‬

‫مجيلة' هي تعلم أهنا مجيلة ‪...‬هل تعلم حقاال لكنه قاال جادا‬

‫ماذا يعني هذاال يا اهلل م‪....‬‬


‫‪423‬‬
‫‪ ¤‬يف حالكال‬

‫قرر ليث قطع الصمت‪ ،‬فرجلت حنجرهتا و رطبات شافتيها‪،‬‬

‫جتيب‪.‬‬

‫‪ ¤‬محم‪ ..‬بلري‪ ...‬أنا بلري‪..‬‬

‫ترقب سؤا ا عن حاله وحو تزد بحرف عن جواهبا‪ ،‬حتدث‬

‫بحنق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنا أيضا بلري‪ ...‬شكرا عىل السؤال‪.‬‬

‫أجفلت ‪....‬فنظرت إ املرآة تعقب بتربم‪.‬‬

‫‪ ¤‬أعلم أنك بلري ‪ ....‬ألست أمامي بكامل أناقتكال‬

‫اسرتجع ابتسامته‪ ،‬يسرل ببعل الفكاهة‪.‬‬


‫‪424‬‬
‫‪ ¤‬هل أعتربها جماملةال‬

‫ياف ت بات ناظرهياا عاىل املارآة‬ ‫جتبه‪ ،‬فنظر إليهاا يالحا‬

‫اجلانبية‪ ،‬فعلق بانزعاج‪.‬‬

‫‪ ¤‬لن أعتربها فقط ال‪...‬‬

‫‪¤‬ليثال‬

‫تفاجر من مناداهتا له وباسمه جمردا‪ ،‬فرد بريبة‪.‬‬

‫‪¤‬نعمال‬

‫قالت وهي التزال حتدق باملرآة اجلانبية‪.‬‬

‫‪ ¤‬أظن أن هنااك مان يرصادنا ‪...‬سايارة رباعياة الادفع بال‬

‫سيارتو‪.‬‬
‫‪425‬‬
‫ما إن إستوعب المها حتى نظر إ املرآة األمامية‪ ،‬فتر د من‬

‫قو ا لكن يرد إخافتها فتكلم هبدوء‪.‬‬

‫‪¤‬ال أعتقد ‪...‬‬

‫هتفت ب قة‪.‬‬

‫‪¤‬إذن أسلك طريقا آخر لتتر د‪.‬‬

‫تطلع إ وجهها زاما شفتيه بحنق‪ ،‬فرردفت بربود‪.‬‬

‫‪ ¤‬لست بغرة أعلم جيادا حاو أ اون مراقبة‪...‬فادعك مان‬

‫هتدئتي وفكر يف سنلرج من هذا املرزق!‬

‫راقب ليث السيارة التي زادت من رسعتهاا‪ ،‬حتااول اللحااق‬

‫هبام‪ ،‬فرطلقت ورد ضحكة ساخرة مان يسامعها يعتقاد برهناا‬


‫‪426‬‬
‫تسمع نكتة مما أجفل ليث‪ ،‬فا لتفت إليها مندهشا ونظرت إليه‬

‫تستدرك بينام جتاهد حلرص ضحكاهتا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أخربت أيب برنني أقسمت عىل أن ال أحرض حفال مان بعاد‬

‫ذاك األخري لكنه يعر المي أية أمهية وها أنا مطااردة و ال‬

‫هذا بسبب طلبك الغبي للزواج مني‪.‬‬

‫الناربة‬ ‫إشتدت حدة صوهتا بتخر حدي ها‪ ،‬فارد عليهاا بانف‬

‫الساخرة‪.‬‬

‫‪ ¤‬آرب اآلن نتحدث عن طلبي للزواج منك‪.‬‬

‫عىل البنزين يزيد من قوة الرسعة بيانام ير از عاىل املارآة‬ ‫دا‬

‫هاتفا بحنق‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫‪ ¤‬وملاذا طلبي غبي آنسة وردال‪....‬أال أليق بمقام سموكال‬

‫أمسكت ورد بجانبي املقعد ت بت نفسها مع رسعاة السايارة‪،‬‬

‫تقول من بو فكيها املطبقو‪.‬‬

‫‪ ¤‬منذ متى تعرفني هاال ه ي بضع مرات ألتقينا هباا وبمواقاف‬

‫لها ألعن من بعضها هذا اللقاء بالضبط ‪...‬ماذا تعرف عني‬

‫لتطلبني لزواجال وتستغل مكانتك عند أيب لتورطني‪.‬‬

‫مال جسدها بعنف حو جتنب ليث سيارة قادماة مان االجتاارب‬

‫والسيارة األخرى قاد بادأت بمحاارصهتام‪ ،‬فاردرك‬ ‫املعا‬

‫اإلتنان أهنا ليسات بعملياة ترصاد فقاط بال حماولاة قتال أو‬

‫اختطاف ‪...‬صاح ليث بحزم جدي‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫‪¤‬خذي هاتفي واطلباي هشاام إناه يف أول الئحاة االتصاال‬

‫وضعيه عىل املكرب‪.‬‬

‫فعلت ما طلب منها بصمت و برسعة‪ ،‬فاملوقف أصابح أشاد‬

‫خطورة ‪..‬صدح صوت هشام الساخر عرب يزيد من إحراجه‪.‬‬

‫هل تر ت عروسك لتكلمنيال‬ ‫‪¤‬يا عري‬

‫رمته بنظرة ذات معناى متطاط شافتيها باربود‪ ،‬فقاطعاه لياث‬

‫بجدية‪.‬‬

‫‪¤‬هشام اسمعني جيدا نحن بمرزق‪.‬‬

‫انتبه عىل نربة اجلدية بصوت صديقه فاستشعر اخلطار‪ ،‬هيتاف‬

‫بقلق‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫‪¤‬ماذا هناكال أين أنتال‬

‫أجابه برسعة وهو يتفادى سيارة شحن اربى وورد تغمال‬

‫عينيها تقاوم موجة الغ يان بسبب الرسعة‪.‬‬

‫‪¤‬نح ن بالطريق الرئيسية حياث سايارتان تطاردانناا‪ ،‬رباعياة‬

‫الدفع سوداو ين‪ ....‬فكارت يف خطاة سارطبقها‪ ...‬سرسالك‬

‫طريق الغابات فهو واسع ومنبسط اجلانبو سرساتدرجهم إ‬

‫املنطقة اخلرضاء ‪...‬أخرب الدورية القريبة ملالحقتنا ‪...‬سرحاول‬

‫مماطلتهم‪.‬‬

‫رد عليه بجدية وحزم وقد ترهب ليلحق هبم هو اآلخر‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫‪¤‬حاال‪...‬هناك دوريات قريبة ستصل إليك يف وقت وجيز ‪...‬‬

‫خذ حذرك صديقي يف حف اهلل ‪...‬سر ون هناك أيضا مسافة‬

‫الطريق إن شاء اهلل‪.‬‬

‫عاد الصمت إ السيارة إال من حر ات لياث للسايطرة عاىل‬

‫القيادة وما إن رشعا بالتوغل بطريق الغابات الواسع والاذي‬

‫يكون خاليا بالليل حتى أزالت ورد حازام الساالمة و بادأت‬

‫بالتحرك‪ ،‬شعر هبا فالتفت إ ليها بوسع عينيه ذهوال يراها ترفع‬

‫فستاهنا إ حدود الر بة تساتل مسدساا صاغريا مان حمرشارب‬

‫امللتف أعىل الر بة بقليل‪ ،‬فهتف باستنكار‪.‬‬

‫‪ ¤‬من أين لك هبذا املسد ال‬

‫‪431‬‬
‫وصاح بصوت أعىل حو رآها تستدير‪ ،‬وجههاا إ الكاريس‬

‫الذي متسك بجانبه وباليد األخرى حتاول فتح النافذة‪.‬‬

‫‪¤‬هل جننت ال ماذا تفعلوال أنت تفقدينني تر يزي‪.‬‬

‫هتفت بعصبية بينام حتاول التصاويب عاىل عجاالت السايارة‬

‫املرتصدة‪.‬‬

‫‪ ¤‬ونك عىل علم بام ال يعلمه غريك ال يعني برنك تعرف عني‬

‫شيئا‪.‬‬

‫أطلقاات رصاصااتو‪ ،‬فرصااابت الاادوالب الااذي انفجاار‬

‫وخرجت السيارة عن الطريق فاصطدمت باألشجار ‪،‬ليصيح‬

‫ليث بظف ر رغم ما به من حنق بسبب الوضع بر مله‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫‪¤‬أحسنت يا فتاةال‬

‫يلق ملزاجه صدى عند ورد التي عادت إ وضعها تصمت‬

‫بوجوم‪ ،‬فسر ا بريبة‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا بكال لقد أصبتهاال فب أن تكوين مرسورة‪.‬‬

‫نظرت إليه بجمود‪ ،‬تستفرس منه‪.‬‬

‫‪ ¤‬أال تالح شيئا ماال‬

‫‪¤‬ماذاال‬

‫منزع ‪.‬‬ ‫جعدت دقنها تقول بعبو‬

‫‪ ¤‬يردوا علينا بالرصاص وهذا له معنى واحاد ‪...‬يريادوننا‬

‫أحياء‪.‬‬
‫‪433‬‬
‫عقب ليث بحذر‪.‬‬

‫‪¤‬وهذا سبب آخر للرسور لن حياولوا قتلنا‪.‬‬

‫حينها طغى الرعب عىل مالح ورد تقول باضطراب‪.‬‬

‫‪¤‬بالنسبة لك ‪ ....‬أنا فتاة وهناك ما هو أسوء من املوت‪.‬‬

‫فهم إ ما ترمي إليه‪ ،‬فوعدها ب قة بينام يعترص املقود بو يديه‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال ختاااايف! لااان أد أحااادا مااانهم يلمساااك‪ ،‬ليقتلاااوين‬

‫أوال!‪....‬واآلن إساامعيني جياادا‪ ،‬فلقااد اقرتبنااا ماان املنطقااة‬

‫اخلرضاااء وفااب علينااا مماااطلتهم إ أن تلحقنااا الاادوريات‬

‫‪...‬عندما نصل إليها سرخفف الرسعة و نقفز من السيارة ‪...‬ما‬

‫إن تلمل األرض تر ض و بكل قوتك إ األشجار أماماك‪،‬‬

‫‪434‬‬
‫ال تنظري إ اخللف وال تبح ي عني‪ ،‬اجري و اختبئي جيادا‬

‫بو األشجار ‪...‬أنا سرمتهل ليلمحوين ويلحقون يب إ االجتارب‬

‫اآلخر‪.‬‬

‫التفت إليها ليجدها تنظر إليه بانتبارب‪ ،‬يكمل بحزم‪.‬‬

‫‪ ¤‬أنت فعال تفاجئينني يا بنت الشهدي! ‪ ..‬مدي يدك أسافل‬


‫ِ‬
‫أصابت سارقتلك‬ ‫املقعد ستجدين مسدسا بمنظاار لاييل وإن‬

‫بيدي‪.‬‬

‫ضحكت بتوتر تفعل ما طلبه منهاا وفعاال ساحبت املساد‬

‫تتفقدرب م حو نظرت إ فستاهنا هتفت بضيق‪.‬‬

‫‪¤‬تبا ‪...‬تبا!‬

‫‪435‬‬
‫‪¤‬ماذاال‬

‫سرل بحرية‪ ،‬فرفصحت بضيق‪.‬‬

‫قلت نقفز من السيارة‪ ،‬أال تعلم م لفني هاذا الفساتانال‬


‫‪ ¤‬ب‬

‫‪....‬لقد أخاربهت م برناه تباذير و ال فاوز لكان أماي أرصت‬

‫‪...‬ساحمك اهلل يا أمي ‪ ...‬ل هذا ي أعجبه‪ ...‬عنه ما فعل! ‪.‬‬

‫هتف باستنكار‪.‬‬

‫‪ ¤‬هيييه! ‪...‬وما دخيل أناال م حياتك عىل املحك إ اجلحايم‬

‫بكل الفساتو‪.‬‬

‫ا تفت بالنظر إليه من زاوية عينها تزم شفتيها‪ ،‬فصمت قلايال‬

‫م قال بينام هيز تف يه ويبدأ بالتمهل بالسيارة‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫‪ ¤‬لقد أعجبني عىل فكرة و ريا‪ ...‬وال أريد أن تظهري هبكذا‬

‫فساتو عىل املأل‪.‬‬

‫مهت بالرد‪ ،‬فصاح بحزم جدي‪:‬‬

‫‪¤‬اآلن هيا! استعدي ام أخربتك‪ ،‬عند الارقم ال اة تقفازين‬

‫بدون تردد وتفعلو ما طلبته منك‪.‬‬

‫ترهب اإل نان و خفف الرسعة أ ر‪ ،‬فرش يف العد‪ ...‬واحد‪،‬‬

‫إ نان‪ ....‬ال ة‪ ...‬اآلن! فتحا البابو وقفزا‪.‬‬

‫****‬

‫‪437‬‬
‫*الفصل الساد *‬

‫رشفة أرضية بمساحة شاسعة مطلة عىل البحر ما يمياز منازل‬

‫اجلندي العريق وبقية من منازل معدودة مرتاصاة عاىل ضافة‬

‫ذلك الساحل‪ ،‬تراصت علياه طااوالت مساتديرة برشاشاف‬

‫م ان الكريسااتال الشاافاف‬ ‫حريريااة بيضاااء مزينااة بكااؤو‬

‫واألطباق الفاخرة وتتوسطها باقات ورود بيضااء واألضاواء‬

‫منترشة عىل طول اجلدران والسور املطال عاىل البحار ‪...‬بادأ‬

‫الضيوف بالتوافد عرب املمار الاذي يتوساط احلديقاة الكبارية‬

‫الرابط بو الباب الكبري والرشفة وما يميز أ ر منازل وعائلاة‬

‫اجلندي انقسام املساحة واحرتامهم لعزل النساء بعيد قليال عن‬

‫الرجال وهاذا ماا ال هياتم بفعلاه الك اري مان العوائال أ نااء‬

‫‪438‬‬
‫احلفالت‪ ،‬ويف استقبال الضيوف انتصب بار عائلة اجلنادي‬

‫عىل مدخل الرشافة‪ ،‬اجلاد واجلادة فاورمهاا السايد يوساف‬

‫وحرمه‪.‬‬

‫و ان مان ضامن الوافادين عائلاة خطااب املرافقاة للعمياد‬

‫الشهدي املنتظر م أمام القرص‪ ،‬صافح العميد اجلاد اجلنادي‬

‫الكبري عرفهم إ باقي العائلة‪.‬‬

‫رحبوا هبم برسور ختفه اجلدة إذا است نينا السيدة زهرة التاي‬

‫ترىض باألمر بعد‪ ،‬ال تنكر برهنا تر دت من عدم حب ابنها‬

‫البنة أختها و ادت أن خترسرب لكن هذا ال يعني برن تقبل بفتاة‬

‫مشا ل‪.‬‬ ‫مغناطي‬

‫‪439‬‬
‫أمسكت اجلدة بيد عائشة تسحبها إ املائدة امللصصة ام و‬

‫األخرية حتدث نفسها ‪*..‬هداك اهلل ابنتي لكي ال تفاويت هاذرب‬

‫الزفة بعنادك‪ ،‬أظن برن العائلة ترحب بك‪ ،‬ربام والدته تظهار‬

‫ل احلماوات هكاذاال املهام بااقي‬ ‫بعل التحف لكن ألي‬

‫األفراد و األهم هو الزوج و العميد يضمنه* قااطع أفكارهاا‬

‫صوت اجلد ة طيبة التي جلست بالكريس جانبها‪:‬‬

‫‪ ¤‬أنا سعيدة جدا بالتعرف إليكم وأسعد أ ر بكون حفيادي‬

‫قرر الزواج‪...‬أتشوق لرؤية ورد ألعرف منهاا ياف جعلتاه‬

‫يغري رأيه فجرة بعد رفضه حتى بذ ر لمة زواج‪.‬‬

‫ابتسمت السيدة عائشة بفلر‪ ،‬تقول بحديث مهذب‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫‪ ¤‬أنا أسعد عزيزيت‪ ،‬شكرا لك‪ ...‬ابنتي ورد فتاة عاقلة ورزينة‬

‫ويشق عيل فراقها لكنها سنة احلياة‪ ....‬ال أمدحها ألهنا ابنتاي‬

‫لكنها حقا فتاة ناضجة حفظها اهلل يل من ل رش‪.‬‬

‫ردت عليها اجلدة بمرح تربت عىل فها‪ ،‬جعل السيدة عائشة‬

‫متفائلة بالنسب الذي قد فمع بينهم‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال تقلقي!‪...‬حفيدي شاب جيد سيحاف عليها ‪ ..‬م نحان‬

‫يف مدينة واحد يعني إن شاء اهلل لن يكون هناك فراق‪.‬‬

‫مريم اجلالسة قبالتهام غري مر زة بحدي هام والزبرجاد بعينيهاا‬

‫يترلق مع شعا األضواء‪ ،‬تبح ان عن أخرى شبيهة ا‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫أما باجلهة األخرى مال حمماود املراقاب لألماور بحاذر عاىل‬

‫العميد‪ ،‬يلفت نظررب بلفوت‪.‬‬

‫‪¤‬عمي ‪..‬أال تظن برن الضابط وورد ترخراال أنا قلق عليها ‪.‬‬

‫التفت العميد إليه مهتام بحدي ه فرومر مؤ دا واساتل ا ااتف‬

‫من جيبه يدخل رقام لياث وعنادما رد علياه الصاوت اآليل‪،‬‬

‫جتاهل قبضة آملت بقلبه وطلب رقم ابنته‪.‬‬

‫زفر حو سمع صوهتا وما ل باث أن هنال بتاوتر‪ ،‬فنظار إلياه‬

‫الرجال عىل طاولته عىل رأسهم حممود املقطب جلبهتاه ريباة‪،‬‬

‫لكنه متالك نفسه بمهارة يسترذن للحامم‪ ،‬مطمئنا األخري حتى‬

‫‪442‬‬
‫ال يشك برمررب معلال ترخرمها بانفجار دوالب سيارة ليث قبل‬

‫أن يتسلل خارجا حيدث ابنته با اتف‪.‬‬

‫*قبل قليل*‬

‫واحد ‪...‬إتنان‪ ...‬ال ة ‪...‬وقفزا اإلتنان‪.‬‬

‫تاادحرجت ورد بشاادة عااىل األرض ممااا ساابب ااا بعاال‬

‫الكدمات بجسدها وجرح نازف بساقها‪ ،‬حتاملات عاىل أملهاا‬

‫وهنضاات تاار ل باجتااارب األشااجار و تلتفاات وراءهااا ااام‬

‫أوصاها ليث وبعد مدة من اجلري‪ ،‬فكرت بمكان لالختبااء‪،‬‬

‫فلم جتد ساوى األشاجار حو اا‪ ،‬أ نات فساتاهنا إ فلادها‬

‫ليث حيث أهناا‬ ‫ومجعته يف عقدة م مررت يدها عىل مسد‬

‫‪443‬‬
‫دسته بو احلزام وحلم ساقها وحو اطمرنت بوجاودرب بح ات‬

‫عىل شجرة عالية ومستوية األغصان وحلسن حظها ان القمر‬

‫بدرا و إال انات لتتلابط باالظالم‪ ،‬حاددت واحادة بارية‬

‫ومهت بالتسلق لكنها مجدت وأرهفت السمع‪ ،‬فسكون املكان‬

‫منحها جماال واضحا لسام أي ضجي يصدر باملنطقة‪ ،‬قبضت‬

‫عىل صدرها جتح بعينيها‪ ،‬هامسة هبلع‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا إ ي! لقد أمسكوا به!‬

‫تدحرج ليث بقوة قافزا من السيارة باالجتارب اآلخار و يتار ر‬

‫ريا وقد تعرض لتدريبات أشد من تلك القفزة‪ ،‬تلكر قلايال‬

‫حتى يلمحاورب و اام خطاط أرسعاوا خلفاه‪ ،‬يساتطع لياث‬

‫استلدام مسدسه ي ال يرتعبوا ويبتعدوا‪ ،‬وفكار بارن علياه‬


‫‪444‬‬
‫تسليم نفسه م‪ ،‬أوال ليحااول اساتدراجهم ليفصاحوا عان‬

‫هوية حمرضهم‪ ،‬انيا يرفل املجازفة من أجل تلك التي دخل‬

‫اخلوف قلبه وألول مرة بسببها‪ ،‬فتصنع السقوط ليقبل عليه‬

‫أحد الرجال ال ال اة الضالام وعناد وصاول ال ااين‪ ،‬هتاف‬

‫بانزعاج‪.‬‬

‫‪¤‬أين الفتاةال أين هيال تكلم!‬

‫هوى قلب ليث بو قدميه‪ ،‬هم يريدوهنا هي ياا اهلل احفظهاا!‬

‫مترضعا بينام ينظر إليهم باحتقار‪ ،‬فب‪.‬‬ ‫مه‬

‫‪ ¤‬وهل تعتقد حقا برنني سردلكم عىل مكاهناال‬

‫‪445‬‬
‫عاجله بلكمة عىل وجهه واآلخر بر لة عىل بطنه وال الث ظل‬

‫ممسكا به‪ ،‬ليتلقى الرضبات دون مقاومة ‪.‬‬

‫أمسكت ورد برأسها تعترصرب لعلهاا جتاد حاال وهاي تسامع‬

‫رضهبم له ليكشف م عن مكاهنا‪ ،‬أنزلت يدهيا حترك رجلهاا‬

‫املصابة بر ‪ ،‬فزمت شفتيها بتصميم وقررت رضب ل أوامار‬

‫ليث باحلائط وأرسعت باجتارب الرصاخ وعىل بعد بسيط مانهم‬

‫حتسن إخفاء نفسها خلف إحدى الشجر الك يف بتلك املنطقة‬

‫بلغ الرعب بللجاهتاا املرتعشاة مادارب و هاي تلمحهام مان‬

‫باجتااههم‬ ‫موقعها وتسمع حوارهم‪ ،‬فرفعت يادها باملساد‬

‫مرتعدة‪ ،‬جبنت للحظ ة تفكر اخلطر سايكلفها مواجهاة أساوأ‬

‫وابيسها اللعينة‪ ،‬لكنها تستطع إبداء خماوفها عىل حياة الذي‬

‫‪446‬‬
‫ضااحى بن فسااه ألجلهااا‪ ،‬تقااوي قلبهااا بقاارب الاادوريات‬

‫فتشجعت واستنشقت أنفاسا عديدة منتظمة هتد‪ .‬هبا روعها‬

‫تفكر برهنا حتى إن أخطارت التصاويب‪ ،‬ساتحدث ضاجيجا‬

‫يسوق الرشطة إ موقعهم برسعة‪ ،‬مالات بنصاف جسادها‬

‫العلوي عىل جاناب الشاجرة وأبقات بقيتاه خلاف جاذعها‬

‫العريل وحاولت ت بيت يدها باألخرى تر ز بالفوهاة نحاو‬

‫اجتارب األجساد الظااهرة اا عاىل املنظاار اللاييل للمساد ‪،‬‬

‫حددت أهيم ستبدأ به واستحرضت تادريباهتا ماع والادها و‬

‫طفولتها و‪ ...‬رنا و‪........‬طرااااخ!‬

‫***‬

‫‪447‬‬
‫‪¤‬ألن ختربنا بمكاهناال هناك املزيد مناا قاادمون و سيمشاطون‬

‫الغابة بح ا عنها‪ ،‬فال تضيع و قتنا ودلنا عىل مكاهنا لنرمحك و‬

‫نرحيك من الدنيا بر ملها‪.‬‬

‫يستسلم ليث بينام يتلقى الرضابة تلاوى األخارى‪ ،‬حيساب‬

‫الدقائق انتظارا للدوريات و تفكريرب له منحرصا هباا‪ ،‬يقسام‬

‫برن يغلق عليها بمكان آمن لو خرجا من هذا املرزق عاىل قياد‬

‫احلياة‪ ،‬فجرة صدح حو م صوت إطالق رصاصة و‪...‬‬

‫‪¤‬آآآرب!‬

‫سااقه‬ ‫رصخ واحد من ال ال ة بر ‪ ،‬فررس إليه اآلخر يفحا‬

‫مصدومو من بينهم ليث الذي شتم برسرب‪ ،‬تنفذ ماا طلاب‬

‫‪448‬‬
‫منها! شد املجرم عىل جسدرب فمد حر ته و ل واحاد مانهم‬

‫يتلفت بح ا عن مصدر الطلقة‪.‬‬

‫فكر ليث برسعة إن أعادت ورد التصويب عاىل رجال آخار‬

‫سينقل عىل ماسكه وتنتهي الليلة عىل خري‪ ،‬تترخر الطلقاة‬

‫ال انية تصيب ساق الرجال ال ااين ويف انياة إلتفات لياث إ‬

‫األخري وبكل حقد أجهز عليه ومنحه عدة لكامت عىل وجهاه‬

‫م عاجله برضبة قاضية عىل رأسه أفقدته وعيه‪.‬‬

‫جتمدت ورد مكاهنا خلف الشجرة تضمها بقوة‪ ،‬متيال فقاط‬

‫برأسها تراقب ليث يصار املجرم و يرديه أرضا‪ ،‬أجفلت عىل‬

‫اهتزاز بصدرها فتذ رت أهنا دست هتفهاا داخال صادريتها‬

‫استلته وفتحت اخلط هتتف بتقطع هلع‪.‬‬


‫‪449‬‬
‫‪ ¤‬أيب ‪...‬لقد ‪..‬لقد ح ‪...‬حاولوا خطفنا ‪...‬إهنم يريادون خ‪..‬‬

‫خطفي أيب أنا خائفة‪.‬‬

‫رد عليها العميد بلفوت ممزوج برعب عىل ابنته‪.‬‬

‫‪¤‬ورد حبيبتي اهدئي و أفهميني ‪...‬أين أنتامال‬

‫النربة الضائعة ال تزال متسك بجذ الشجرة‪.‬‬ ‫أجابته بنف‬

‫‪ ¤‬ليث يصار ذلك املجرم و أنا ‪....‬أنا خلف شجرة ما أختب‬

‫ليث‪.‬‬ ‫ام طلب مني لكني أصبت إ نو منهم بمسد‬

‫قديم بشع عااد يتفشاى بلالياارب العصابية‪،‬‬ ‫رعب و إحسا‬

‫فطلب منها بنربة مكتومة‪.‬‬

‫‪¤‬ر زي ورد وأخربيني باملكان اآلن‪.‬‬


‫‪450‬‬
‫ملحت جمموعة من الرجال ينترشون باملساحة وأدر ت بارهنم‬

‫الرشطة وبعضهم يقبضون عىل املجرمو بينام ليث يلقي عليهم‬

‫أوامررب‪.‬‬

‫‪ ¤‬نحن يف الغابة أيب باملنطقة اخلرضاء‪ ،‬لقد وصلت الرشطة‪.‬‬

‫زفر العميد بارتياح‪ ،‬هيتف بحزم‪.‬‬

‫‪¤‬أنا قادم بنيتي‪.‬‬

‫ما إن أفقد ليث املجرم وعيه ‪ ،‬ملح رجال الدورية يرسعون إليه‬

‫أمرهم بإسعاف اإل نو اآلخارين وهاددهم برشا عقااب إذا‬

‫هرب أحد منهم م التفت يلمح هشام ببذلاة الساهرة حيادج‬

‫‪451‬‬
‫املجرمو بحدة م إ الكدمة بوجهه‪ ،‬ليعقب بسلرية ختلو‬

‫من اجلمود‪.‬‬

‫‪ ¤‬مغامراتك ال تنتهي يا صاح‪.‬‬

‫يعررب ليث اهتامما خيطو نحو الشجر الك يف بح ا عام جهلاه‬

‫هشام قبل أن يتذ ررب‪ ،‬فلحق بصديقه‪ ،‬يسرله بحرية‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين وردال‬

‫هز ليث تفارب يشري إ األشجار‪.‬‬

‫‪ ¤‬بمكان ما هنا‪.‬‬

‫م ناداها بصياح‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد أين ِ‬
‫أنتال أعلم بر نك قريبة‪ ..‬لقد انتهى ل يشء‪.‬‬
‫‪452‬‬
‫ظهرت ظل بالكاد يتبينان وجهها وقد متاازج لاون فساتاهنا‬

‫األسود املسدل عىل جسادها بظلماة املكاان تعقاب بانزعااج‬

‫يمألرب الك ري من الرعب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال يشء انتهى‪ ،‬ال يشء‪.‬‬

‫أجفل اإل نان بظهورها املفااج تعارج‪ ،‬فااقرتب منهاا لياث‬

‫يقول بقلق‪.‬‬

‫‪¤‬انت مصابةال‬

‫ليلتقطه بينام تقول بضيق‪.‬‬ ‫بسطت يدها باملسد‬

‫‪ ¤‬عندما قفزت ارتطمت ساقي بحافاة حجار حاادة وانشاق‬

‫فستاين من اجلانب األيمن‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫طلب منها ليث أن تتقدمه إ عربة اإلسعاف املرفقة للدورياة‬

‫وأطاعت طلبه بصمت وهشام يكتفي باملراقبة‪.‬‬

‫هم املسعف برؤية جرحها فرتاجعت مما دفع بالرجل ا رفاع‬

‫حاجبيه بتعجب ونظر إ الضاابطو خيفياان اساتغراهبام مان‬

‫ترصفها العجيب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ورد إنه مسعف وجرحك نازف دعيه يقوم بعمله‪.‬‬

‫ال اجلانبو مرات عدة‬ ‫بادرها ليث هبدوء‪ ،‬فحر ت رأسها ا‬

‫و قد بدا عليها فقدان أعصاهبا والرعب ينضاح مان مقلتيهاا‪،‬‬

‫فتلف نفسها بذراعيها و رهنا حتميها من املجهول‪.‬‬

‫‪454‬‬
‫عل عىل شفته السفىل ير ز عاىل مالماح وجههاا املرعوباة‪،‬‬

‫فطلب منهم تر هام عىل انفراد قرب سيارة اإلساعاف‪ ،‬هيئتاه‬

‫هو اآلخر مزرية وقميصه األبيل تلطخ بالرتاب والدماء‪.‬‬

‫جرحكال‬ ‫‪ ¤‬هل تسمحو يل بفح‬

‫رمته بنظرة خاوية وللحظات حتى ظن لياث أهناا مغيباة ام‬

‫فاجرته بقول يعتقد يوما أنه سيسمعه من فتاة ‪.‬‬

‫‪¤‬أتعلم ما أريدربال ال أريد لرجل أن يلمسني‪ ،‬أي رجل حتاى‬

‫أنت وال ألي سبب مهام ان ال أريد‪.‬‬

‫احتدت نظراهتا بتحدي شديد بينام تكمل حدي ها‪.‬‬

‫‪455‬‬
‫‪ ¤‬هل تستطيع ترمو ذلك يلال هل تستطيع محايتي من الرجال‬

‫حتى من نفسكال‬

‫م ضحكت بسلرية تضيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا ال و إال ملاذا طلبتني للزواجال‬

‫ظل الضابط منتصبا ال يصدق ما يسمعه وال يعلم بامذا فيبها‪،‬‬

‫يستشعر م الرعب ا ائل املحتشد بكياهنا ليطفو هبذرب الطريقة‬

‫فها التي رفعتهاا تارتعش‬ ‫املريرة عىل صفحة عينيها‪ ،‬نظر إ‬

‫حاارق‬ ‫ام نربهتاا الواهناة أصاابت قلباه الناابل بإحساا‬

‫ليحميها بحياته‪.‬‬

‫‪456‬‬
‫‪¤‬أتعلم ماذا ان ليحدث اليوم لو نجحوا بملططهم ال نت‬

‫سرواجه أسوأ وابيل‪.‬‬

‫م بدت لليث رهناا هتاذ ي بكلاامت غاري مرتابطاة واللؤلاؤ‬

‫األسود بعينيها يربق بدمو وشيكة تذرفها‪.‬‬

‫‪ ¤‬يا إ ي ارمحني ‪...‬ماذا ‪..‬ملاذاال ‪..‬من يكاونال و ماا سايفعل‬

‫يبال‬

‫وصل والدها لتورب يلمح حال ابنته امل ري للشفقة والرأفة فهام‬

‫ليحضنها ل كنها رجعت خطوة للللف و رهنا ال تعرفه‪.‬‬

‫هبت ليث والعميد من ترصفها لكن األخري فرس ذلك بصدمة‬

‫أصابتها‪ ،‬أما ليث فقد بدأ الشك يقودرب لفهم آخر‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫حتدث العميد برقة حماوال امتصاص صدمتها ورعبها‪.‬‬

‫‪¤‬حبيبتي ال ختايف‪ ،‬سنعرف مان حرضاهم وسرساجنه معهام‬

‫بنفل‪ ،‬سيتمنى املوت مما سرف عله به ‪...‬تعايل حلضني ابنتاي و‬

‫ال ختايف‪.‬‬

‫نظرت إ ليث و رهنا تنتظر منه شيئا هي نفسها ال تعلمه ام‬

‫و رنه شعر هبا تدخل بقوله‪.‬‬

‫‪¤‬سيدي من األفضل أن نذهب للمستشفى‪ ،‬فجرحهاا ينازف‬

‫وفب علينا اإلرسا ال أريد أن يقلق أهيل‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫أشار العميد ا مستسلام لتتقدمه‪ ،‬فلطت أماماه تعارج نحاو‬

‫سيارته‪ ،‬لتحتل املقعد اخللفي م تغلق البااب بصامت حتات‬

‫نظراهتم املستغربة‪.‬‬

‫طلب العميد من ليث االنضامم إلايهام وقبال أن يادخل هاذا‬

‫األخري السيارة‪ ،‬سرله هشام عن وجهتهم‪ ،‬فرخربرب و طلب منه‬

‫موافاهتم إ املستشفى ببذلة أخرى‪ ،‬فسرله العميد هو اآلخار‬

‫أن يمر ببيت ور د و فلب يابا أوىص هبا اخلادمة م انطلقاوا‬

‫ا املستشفى‪.‬‬

‫***‬

‫‪459‬‬
‫وقفت شاهي جوار السور املطال عاىل البحار بعاد أن أهنات‬

‫اجلولااة األو جلمااع املااال‪ ،‬تسااتطع حتماال احلااوار الفااارغ‬

‫املتداول بو من ن ا يوم قريب رفيقاهتا‪ ،‬حوار فارغ م لهن!‬

‫بام ينفعها من أحب من ومن طلق من وحتى غيبتهن عن سبب‬

‫عدم دعوة عائلة املنشاوي‪ ،‬إال من سهى ومحزة والذي عزينه‬

‫خلرب آخر هتتم به غريرب وهو خطبة ليث لورد‪.‬‬

‫ال تعلم ما هذا الفراغ الذي تشعر باهال ملااذا تعاد احلفاالت‬

‫هتمها حتى أهنا ارتدت فستان انت قاد ارتدتاه مان قبال‪،‬‬

‫تترنق بتكلف ام تعودت من قبل وذلك عرضها الستجواب‬

‫من والدهتا رهنا اقرتفت ذنبا ال يغتفر ‪ ،‬يف ترشح ا برهنا‬

‫تكن لتريت لوال الدار و التربعاتال واألهام مان ذلاك يعاد‬

‫‪460‬‬
‫هيمها مكان ال حيتوي عىل عبق عطاررب وهيبتاه التاي يفرضاها‬

‫رغم بس اطته الفريدة من نوعها ومن تبدله تارة متسلط هاائ‬

‫البحر و تا رة أخرى رقيق وحناون‪ ،‬حاو يالعاب األطفاال‬

‫يررس قلبها وتتمنى لو انت طفلة بينهم يناغشها ويالعبها‪.‬‬

‫عىل تفها فالتفتت يطالعها‬ ‫أجفلت شاهي عىل شعور بملم‬

‫وجه إبن عمها‪ ،‬غمرها إحباط‪ ،‬رن هذا ما ينقصاها مواجهاة‬

‫هذا املتعجرف‪ ،‬سمعته خيربها بينام فاورها ينظر إ البحر‪.‬‬

‫‪ ¤‬لقد بدأت فعال أقلق عليك‪ ،‬فهذا التغيري يعجبني أبدا‪.‬‬

‫وأشار بسبابته طلوعا ونزوال عىل جسدها‪ ،‬فزفرت بحنق ترد‬

‫من بو أسناهنا‪.‬‬

‫‪461‬‬
‫‪ ¤‬وبامذا هيمك أنتال لتقلق أو هتنر ‪.‬‬

‫تتغري نربة عجرفته بينام فيبها ب قة‪.‬‬

‫‪ ¤‬طبعا ل ما هو ملكي هيمني ‪.‬‬

‫رفعت شاهي حاجبيها وفتحات فمهاا مان وقاحتاه تشاتعل‬

‫عينيها بنار ختالف زرقتيهام فرخرجت الكلامت من فمها بغال‬

‫‪.‬‬ ‫رش‬

‫‪¤‬أقسم يا نارص إن تبتعد عني ‪..‬سرشعل ناارا بحياتاك لان‬

‫تستطيع إطفائها ولو مجعت بحور العا ‪.‬‬

‫ابتسم باس تفزاز وملع اإلعجاب بعينيه‪ ،‬يعقب‪:‬‬

‫‪462‬‬
‫‪ ¤‬أنت يل يا شاهي و قد طلبتك مان والادك‪ ،‬وناارص جماران‬

‫عندما يريد شيئا حيصل عليه‪.‬‬

‫تغريت مالحمهاا إ ا ادوء بشاكل غرياب و بادلتاه البسامة‬

‫قته‪.‬‬ ‫بواحدة باردة‪ ،‬وهي ختربرب بنف‬

‫‪ ¤‬بابا لن فربين عىل يشء وحتى إن فعل! ال تنسى برنناا أبنااء‬

‫الدماء و إذا نات أنات ناارص‬ ‫عمومة وجتري بعروقنا نف‬

‫جمران فرنا شاهيناز جمران‪ ،‬ضع هذا بحسبانك جيدا ‪.‬‬

‫وتر تاااه واقفاااا ياااردد لنفساااه ‪*...‬سااانرى ياااا شااااهي‬

‫سنرى!‪...‬ساارمتلكك بكاال رشاسااتك و ربيائااك وأسااتمتع‬

‫بتحطيمه حتى تكوين الدمية ألعب هبا يف أشاء*‬

‫‪463‬‬
‫وعىل مائدة اخلطاب متلملت مريم وبدأت تفقد أمل رؤيته وال‬

‫ماا‬ ‫يعزهيا سوى ترخر ليث و ورد‪ ،‬تعلال لنفساها بارن نفا‬

‫يؤخر ليث يؤخررب أيضا‪ ،‬نبهها حتارك اجلادة للوقاوف‪ ،‬قائلاة‬

‫بردب جم‪:‬‬

‫‪¤‬أنا أسفة سيدة عائشة‪ ،‬سرسترذنكم للرتحيب بعائلة الصاياد‬

‫معهاام ال أعلاام ماااذا يااؤخر هااؤالء‬ ‫‪...‬هشااام أيضااا لااي‬

‫الشباب‪..‬عن إذنكم!‬

‫رفرف قلب مريم وهي تلتفات لاتلمح عائلتاه لكنهاا حتا‬

‫برؤية جيدة ال تظاظ املكان‪.‬‬

‫***‬

‫‪464‬‬
‫يف املستشفى حتديدا قسام املساتعجالت طلبات ورد ممرضاة‬

‫لتضمد جروحها يف حو بقي العميد ولياث املمساك بكاي‬

‫املمرضة‪ ،‬هيد‪ .‬به أ الكدمات عىل‬ ‫ل حصل عليه من نف‬

‫وجهه بغرفة االستقباالت‪.‬‬

‫‪ ¤‬أصبح الوضع خطريا ‪ ...‬أولئك املجرمون فب أن نحصل‬

‫عىل اعرتاف منهم ‪...‬ل ن يكون سهال ولكن فب أن نعلم من‬

‫هوال‬

‫حتدث ليث بحزم جادي أماام وجاه العمياد املساود‪ ،‬عيناارب‬

‫تنضحان بوجع قديم ال يند ر‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫‪ ¤‬سيعرتفون ولو لفني األمر أرواحهام ‪...‬لان أفقادها اام‬

‫فقدت والدهتا من قبل ‪...‬سر ضاع اا حراساة و أحبساها يف‬

‫البيت إذا اضطررت لذلك ‪ ....‬أمتنى أن تقبل الزواج بك عىل‬

‫األقل زواجهاا مان عنرصا مهام يف األمان قاد يبعادها عان‬

‫حماوالت اخلطف‪.‬‬

‫زم ليث شفتي ه يف حماولة إلخفاء توتررب‪ ،‬فهو ال يعلم هل خيربرب‬

‫برفل ورد للزواج أم ينتظر إ حو التوضيح منها وقد اختار‬

‫األخري‪ ،‬خصوصا أن ما شعر به يف الساعتو األخريتو أ بات‬

‫له مدى قوة ما يشعر به نحوها و رن أنفاسه تسحب منه ببطء‬

‫أليم ‪..‬‬

‫‪466‬‬
‫‪ ¤‬ال أعلم إن انت ستقدر عىل الاذهاب إ احلفال بعاد ماا‬

‫حدث‪.‬‬

‫فياه‬ ‫نظر إليه ليث برتدد‪ ،‬فرد عليه العميد بوجوم بينام يد‬

‫بجيبي رسواله‪.‬‬

‫‪ ¤‬ابنتي لن خترج من تلك الغرفة حتى تلملام نفساها وتضاع‬

‫خوفها وأملها بمكان عم يق بداخلها وتوصد عليه الباب جيدا‬

‫م ترسم إبتسامة ال تصل إ سواد عينيها الباارد بيانام تقاول‬

‫"أنا بلري"‪.‬‬

‫التفت إليه حامال األ بو نظراته املرتققة حزنا عىل وحيدته‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫‪ ¤‬م أمتنى أن تنهار بالبكااء الفتياات‪ ،‬ترصاخ بكال ماا يف‬

‫جوفها‪ ،‬ينهش بجنباهتا دون رمحة م بعدها تتعاىف وحتيا حياهتا‬

‫باقي الفتيات‪.‬‬

‫تفاجر ليث من بوح العميد وحاف عىل صامته وهاو يصاغي‬

‫لبقية حدي ه املرير‪.‬‬

‫‪ ¤‬هل تعتقد برنني أالح غرابة مواقفهاال يف البداية سعدت‬

‫هبا وظننتها نتيجة الرتبية امل حافظة ببيت صديقي و اان شايئا‬

‫مرحيا أن تكون متحفظة حمرتمة وأحببت ذلك حتى أنني نت‬

‫فلورا هبا لكن مع الوقت الحظت برهنا عقدة أ رب منها تربية‬

‫وحتفا ‪ ،‬شاااهدت مواقااف اسااتغربتها وعناادها شااككت يف‬

‫سلو ها ‪ ...‬ابتعادها عن ال ماا يمات للرجاال بصالة‪....‬‬


‫‪468‬‬
‫هترب من حميطهم تترهب ل ما ان رجال قريبا منهاا و رناه‬

‫سينقل عليها‪ ...‬أما إذا حاول جتاهبه بعدائية زائدة‪ ...‬ترفل‬

‫ل من تقدم إليهاا بادون تفكاري ‪...‬استرشات طبيباا نفسايا‬

‫متر دا‬ ‫وأخربين باحتاملية تعرضها ملوقف بشع لكنه طبعا لي‬

‫‪...‬و حذرين من مواجهتها فيجب عليها أن تعرتف من نفسها‬

‫بعقدهتا وأن تذهب لطبيب بإرادهتا ‪.‬‬

‫زفر بشدة يضيف بنربة ئيبة‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف باهلل عليك سرساعدها دون أن أسبب ا انتكاساا قاد‬

‫يقيض عليها ‪..‬و أنا حتى ال أعرف ما هباال‬

‫‪469‬‬
‫ظل ليث يسمعه برت يز‪ ،‬يقلب األفكار برأسه ويرتب ال ماا‬

‫رآرب منها منذ أن تعرف إليها وما يسمعه اآلن حيااول التوصال‬

‫لقرار‪ ،‬فهو أبدا لن يستطيع االبتعاد عنهاا‪ ،‬فهاي مغنااطي‬

‫جتذبه ملحيطها وال تطلق رساحه بل ال يريد أن يط بلق رساحه‪.‬‬

‫دخل عليهام هشام حيمل يسا بريا وحافظة بذلة‪ ،‬فقام لياث‬

‫الوقات الاذي عاادت باه املمرضاة‬ ‫يتسلم البذلة منه يف نف‬

‫تكلمهم برسميتها املعتادة‪.‬‬

‫‪ ¤‬جرح اآلنسة ورد احتاج ل الث غارز أماا البااقي ساطحي‬

‫هناك يشء خطري‪ ،‬أخربتني برهنا تنتظر املالب ‪.‬‬ ‫وعموما لي‬

‫‪470‬‬
‫ناو ا هشام الكي ‪ ،‬فاسترذنت تعود إ ورد وتوجه لياث إ‬

‫احلامم بدوررب ليغري يابه بينام ظل هشام مع العميد يتحد ان عن‬

‫القضية يف انتظارمها‪.‬‬

‫ان ليث أول من عاد ما إن وصال حتاى انفاتح بااب غرفاة‬

‫املستعجالت وطلت عليهم ورد بفساتاهنا األزرق ذو القصاة‬

‫األش به برمريات العهد الع امين‪ ،‬حمتشام طويال حتاى أ امماه‪،‬‬

‫وجهها خال من الزينة إال من بقايا حل يف عينيهاا وال تازال‬

‫لعينيه مبهرة له ام يرى فتاة مان قبال‪ ،‬ابتساامتها البااردة‬

‫تسااتطع أن ختفااي شااحوب وجههااا‪ ،‬تقااول بتااوتر جاهاادت‬

‫إلخفائه‪.‬‬

‫‪¤‬أنا جاهزة ‪...‬هال ذهبناال‬


‫‪471‬‬
‫رمق العميد لياث بنظارة حتمال معااين ارية ام أشاار ام‬

‫لريحلوا‪ ،‬فتح ا والدها الباب األمامي‪ ،‬فر بت بصامت أماا‬

‫ليث ففضل الر وب مع صديقه ليحظى بوقت مستقطع بعيدا‬

‫عنها ألن وجودها يشوش عليه تر يازرب وهاو بحاجاة الختااذ‬

‫قرار سيكون معر ة ال يعلم إن ان سيلرج منها منترصا أو‬

‫خارسا‪.‬‬

‫وص لوا قرص اجلندي وعىل بابه أوقفت ورد والادها‪ ،‬إلتفات‬

‫إليها يلمح األسف يرتسم عىل وجهها املرتقق بلو وحزن بينام‬

‫ختاطبه بلفوت‪.‬‬

‫‪ ¤‬آسفة أيب أ ن بوعي ‪...‬ما حدث‪...‬‬

‫‪472‬‬
‫قاطعها والدها بلمسة حنان عىل رأسها و تستطع االقارتاب‬

‫منه نظرا ملكان وجودمها‪ ،‬فقال بحنو‪.‬‬

‫‪ ¤‬أعرف بنيتي‪ ،‬املهم أال ختيش شيئا ‪...‬هيا لننساى ماا حادث‬

‫اآلن وسنتحدث الحقا‪.‬‬

‫أشار م ليث ينتظرمها وهشام للدخول و ان أول من ملحهم‬

‫السيد يوسف فلطا باجتاههم مستغربا اختفاء العميد وظهوررب‬

‫مع ابنه وصديقه واستغرب أ ر حو الحا الكادمات عاىل‬

‫وجه ليث‪ ،‬هيتف بقلق‪.‬‬

‫‪¤‬بني ماذا حدث لكال وملاذا ترخرتال‬

‫ربت ليث عىل يد والدرب‪ ،‬هيدئه‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫‪¤‬هد‪ .‬أيب نت بمهمة مستعجلة م هاذرب ليسات أول مارة‪،‬‬

‫هذرب اآلنسة ورد‪.‬‬

‫أمال رأسه وضم غررب من تبسيط ابنه لألمور لكن ما إن إلتفت‬

‫إ ورد إبتسم بدفء للفتاة التي بسببها ختطى ليث أملاه وقارر‬

‫استئناف حياته وحياها بحبور قبل أن يسلم عىل هشام و يفته‬

‫سؤال العميد عن رس اختفائه‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين اختفيت ياا سايد مصاطفى أم أناك تارمن عاىل ابناة‬

‫صديقك مع ليث ورحت جتلبها بنفسكال‬

‫ما فول بلاطررب‪ ،‬فيبه بدما ة‪.‬‬ ‫ابتسم العميد بعك‬

‫‪474‬‬
‫‪ ¤‬أنا أ ق بليث فهو بم ابة إبني ‪ ....‬ل ماا يف األمار جااءتني‬

‫منها ‪.‬‬ ‫مكاملة عمل أستطع التمل‬

‫اجلاد الاذي اساتقبلهم عاىل املادخل‬ ‫رافق الرجال إ جمل‬

‫ليقابل ورد تتبسم له باحرتام فيحد ها بمكر مرح‪.‬‬

‫‪ ¤‬لن تستطيعي إقنااعي باالترب باملزياد‪ ،‬فالشاقراء سابقتك‬

‫واستولت عىل ما بمحفظتي‪.‬‬

‫النت مالمح ورد وابتسامة هادئة تزين غرها‪ ،‬جتيبه‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة سيد أمحد ل الطرق تؤدي إ مجعية*احلنو*‬

‫‪475‬‬
‫ضحك اجلميع وليث أيضا الذي يارى منهاا هاذا اجلاناب‬

‫املرح من قبل‪ ،‬قاطعتهم زهرة التاي تتطلاع إ ورد باتفح‬

‫مستعيل‪.‬‬

‫‪ ¤‬يبدو أن الفتاة فريدة حتى أضحكتك عمي‪.‬‬

‫رد عليها اجلد مرسورا هبا‪.‬‬

‫‪¤‬نعم ‪...‬هذرب الفتاة مرحة وتستويل عىل القلوب برسعة‪.‬‬

‫مطت شفتيها بصمت فتدخل ليث يقدمها ا‪ ،‬سلمت عليهاا‬

‫بربودة تستغرهبا ورد فهي معتادة عاىل نوعياة متعالياة مان‬

‫سيدات املجتمع الراقي‪ ،‬أشار اجلد نحو قسم النساء يقول‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫‪ ¤‬هيا ليث‪ ،‬خذ الفتاة ا جدتك‪ ،‬فهي قد تعبت من االنتظاار‬

‫و يتبقى إال القليل مان ا ألقاارب وعائلاة صاديقك أغلاب‬

‫الضيوف رحلوا‪.‬‬

‫ذهبا باجتارب املائدة أما هشاام فبحاث عان عائلتاه هياد‪ .‬مان‬

‫وجيب قلبه الذي فذبه إ مائدة اخلطاب لكن فب أن يسلم‬

‫عىل أمه أوال ‪..‬الح لاه وجه هاا‪ ،‬فاجتاه إليهاا يقبال وجنتهاا‪،‬‬

‫فتبادررب‪.‬‬

‫‪ ¤‬تطلب منا حضور حفلة وتترخر أنت عليهاال‬

‫أجاهبا بمرح يمنع نفسه عن النظر نحو من تشغل قلبه‪.‬‬

‫‪¤‬النجم دائام ما يترخر‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫قبلة رسيعة جاءته من أخته املبتسمة بشقاوة بينام تتساءل‪.‬‬

‫‪ ¤‬أهال أخي‪ ،‬ملاذا ترخرتال ‪.....‬هيا أرنا إياها‪.‬‬

‫تفاجر هبا هيتف بدهشة‪.‬‬

‫‪ ¤‬من هيال‬

‫‪¤‬التي من أجلها أرصيت علينا لنريت حتى رشوتني ألقنع أمي‬

‫وباملناسبة هي تريت إال لرؤيتها فاستغل الفرصة ‪.‬‬

‫ضحك بمرح و هو يقرص شقيقته من وجنتها‪ ،‬يشا سها‪.‬‬

‫ذلكال‬ ‫‪ ¤‬ال يفوتك يشء ألي‬

‫أشارت بال‪ ،‬فر مل ووالدهتام تسمعهام برت يز واهتامم‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫‪¤‬سرعرفكم عليها لكن و رهنا صدفة ال أريد إحراجها‪ ،‬فهي‬

‫لدهيا أدنى فكرة ‪.‬‬ ‫لي‬

‫تلفتت ملار حو ا تستفرس‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين هيال و يف ستفعل ذلكال‬

‫رد عليها بمكر ‪.‬‬

‫‪ ¤‬هي صديقة لعائلة خطاب وهاي عاىل طااولتهم‪ ،‬سارذهب‬

‫ألسلم عليهم وأفكر بطريقة ألجلبها هنا‪.‬‬

‫قارن قوله بالفعل و اجته نحوهم لكن ملار يكن لادهيا صاربا‬

‫لرتى من متكنت مان قلاب أخيهاا‪ ،‬فساحبت ياد أمهاا التاي‬

‫العصري رهو يدها‪،‬‬ ‫أجف لت من ترس ابنتها‪ ،‬متهلها و ر‬

‫‪479‬‬
‫فاستسلمت و تر تها تسحبها حتاى بلغات هباا املائادة التاي‬

‫أصبحت مكتظة بعائلة خطاب واجلدة و ليث وشاقيقة لياث‬

‫شقيقها ورؤية حبهاا‬ ‫التي انضمت إليهم لتتعرف عىل عرو‬

‫املستحيل املتم ل يف هاتان العينان اخلرضاوان‪ ،‬حتلم هباام مناذ‬

‫بداية مراهقتها‪.‬‬

‫وجهت مشاعرها الفتية ألول رجل ناض حتتك به يف حياهتا‪،‬‬

‫صديق شقيقها الذي يعاملها إال لاامر أختاه لكان ذلاك‬

‫نحورب النظارات و تكان‬ ‫يرد شعورها وها هي اآلن ختتل‬

‫مقابلتها تبحث عنه بعينيها اللتاو‬ ‫حلا ا‪ ،‬فهناك أخرى جتل‬

‫بو اجلدة‬ ‫رشدتا عن صديقتها بينام تسلم عىل احلضور وجتل‬

‫ووالدهتا وطبعا تالح شحوهبا ومبادلتها احلديث مع اجلدة‬

‫‪480‬‬
‫بتعب حماولة إسباغ املرح عاىل احلاوار‪ ،‬ال ماا انتبهات إلياه‬

‫حواسها قدومه باجتاههم ورضبات قلبها تعلو مع ل خطاوة‬

‫يتقدم هبا نحوهم بسمته تزين وجهه من األذن إ األخارى ‪،‬‬

‫أ لقى التحية عىل اجلميع وعينيه ال تفارقاان حمياهاا اخلجاول‪،‬‬

‫فالحظت فتاة ما متسك به من مرفقه برلفة و تسحب امرأة أ رب‬

‫سنا تبدو مرلوفة حمجبة ترتدي عباءة فاخرة‪ ،‬شعرت باأل من‬

‫ملسة لتلك الفتاة برلفة تتساءل من تكون وملاذا يبتسم ا هكذا‬

‫وملا يؤملها صدرهاال‬

‫الاذي اان بياد‬ ‫طراااااشش !! أجفلها صوت حتطم الكار‬

‫السيدة الكبرية املتجمدة مكاهنا حتدق هبلاع‪ .....،‬مهاال إهناا‬

‫تنظر إليها! تلفتت مريم إ اجلميع املر زين عىل السيدة التي‬

‫‪481‬‬
‫حتد بعينيها عنها و رهنا مصدومة من رؤيتها وابنها يمساك‬

‫هبا متسائال بقلق‪.‬‬

‫‪ ¤‬أمي هل أنت بلريال أتشعرين بيشءال‬

‫جاماادة ومصاادومة تشااري بيااد مرتعشااة نحااو مااريم‪ ،‬تنطااق‬

‫بارتعاش‪.‬‬

‫‪¤‬من ‪...‬من هيال‬

‫استغرب اجلميع من موقفها‪ ،‬أو م إبنها يرد عليها بريبة‪.‬‬

‫‪¤‬إهنا مريم صديقة ورد اخلطاب‪.‬‬

‫له‪.‬‬ ‫نزلت دموعها رغام عنها هتم‬

‫‪¤‬إهنا فتاة احللم‪.‬‬


‫‪482‬‬
‫هبت هشام وشقيقته‪ ،‬ينظران إليها بينام البااقي يراقاب بعادم‬

‫فهم‪ ،‬فر ملت وهي التزال تشري إليها‪.‬‬

‫‪ ¤‬م‪ ....‬من ‪....‬تكونال‬

‫االطبول بصادررب واإلدراك يزحاف‬ ‫دقات قلب هشام تقر‬

‫نحو عقله‪ ،‬فاشتعل عقله يشتغل اآللاة‪ ،‬ينساق لاه األفكاار‬

‫برسعة‪ ،‬األلفة التي شعر هبا منذ رؤيته ا وشابهها باه و ‪.....‬‬

‫سبقته والدته إ السؤال الذي ومل بلاطررب‪.‬‬

‫‪¤‬ما اسم والدتك يا بنتيال أرجوك أخربيني‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫عجزت مريم عن الترصف أو النطق بحرف وهي تسمع هدر‬

‫تلك املرأة‪ ،‬فتجمدت تراقب م ل اجلميع حتى أتاهاا الساؤال‬

‫الذي تفهمه رهنا بليدة أمام اجلميع ينتظرون إجابتها‪.‬‬

‫نظرت إ املرأة ببالهة فرعادت عليها السؤال وأدر ت برهناا‬

‫تسرل عن اسم والادهتا‪ ،‬فارتارت الارد ال ضاري‪ ،‬لاذا نطقات‬

‫بلفوت لكن نظرا لصمت اجلميع وصال اإلسام ا أذاهنام‬

‫بوضوح‪.‬‬

‫‪¤‬ليىل آل عالم‪.‬‬

‫شهقة حارقة تالها سقوط السيدة هناء فردر ها هشام يلتقطها‬

‫وليث ينتفل مع اجلميع القائمو من أما نهم‪.‬‬

‫‪484‬‬
‫ماء أمسكت به‬ ‫أجلسها إبنها عىل الكريس ومد ا ليث بكر‬

‫مرتعشة وابنها يساعدها لرتتشف منه‪ ،‬أما ملار فدموعها تغسل‬

‫وجهها تغطي فمها بيدها تكتم شهقاهتا‪ ،‬تبحلاق بماريم غاري‬

‫مصدقة للصد فة جتمعهام بابناة خالتهاا التاي يبح اون عنهاا‬

‫وتكون من أعجب هبا شقيقها‪.‬‬

‫بيد هشام تسرل بلهفة حتت أنظاار‬ ‫دفعت السيدة هناء الكر‬

‫اجلميع املصدومة واملبحلقة ببالهة تنم عن جهلهم ملا حيدث‪.‬‬

‫‪ ¤‬أين ليىل يا بنتيال أرجوك أخربيني‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫ردت عليها مريم وقد استحكمت الغصاة بحلقهاا مان ذ ار‬

‫والدهتا‪ ،‬حزن فراقها الزال جارحاا بقلبهاا‪ ،‬فادمعت عينيهاا‬

‫وهي جتيبها‪.‬‬

‫‪¤‬أمي توفيت قرابة الشهر تقريبا‪.‬‬

‫نسيت السيدة هنا ء مكان تواجدها تنتحب بحضن ابنهاا‪ ،‬مماا‬

‫جلب فضول بقياة احلضاور الاذي جتماع حاو م يف حلظاة‪،‬‬

‫غمرت احلرية هشام‪ ،‬أحيزن لع ورهم عىل خالته ميتة أم يفارح‬

‫لكون مريم إبنة خالتهال شد عىل ضم أمه هيدئها‪ ،‬فنطقات باام‬

‫جعل النساء يشهقن ذهوال‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫‪ ¤‬آآآرب يا ليىل يا شقيقتي احلبيبة‪ ،‬بح ت عنك لسانوات وحاو‬

‫وجدتك أجدك ميتة آآآرب‪.‬‬

‫نظاار اجلميااع إ مااريم التااي وقفاات ودموعهااا جاماادة عااىل‬

‫وجنتيها‪ ،‬فاقرتبت منها ورد تضم تفيها تستغرب من ليلاتهم‬

‫العجيبة تلك‪..‬‬

‫‪ ¤‬ماذا تقولو يا سيديتال أمي يكن ا أهل‪.‬‬

‫بسطت ذراعها تدعوها برجاء فاض ليلتلط باحلرسة والندم‪،‬‬

‫الك ري من الندم‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال يا حبيبة خالتك‪ ،‬والدتك متلك أهال لكن الشيطان دخل‬

‫بيننا فلشيت والادي رمحاه اهلل وهربات مناا‪...‬ليىل شاقيقتي‬

‫‪487‬‬
‫الوحيدة‪ ،‬بيضاء بعينو خرضاوين وشامة سوداء صغرية فوق‬

‫شفتها عىل اليمو‪.‬‬

‫شل اإلدراك أطراف مريم و تستطع اإلتيان بحر اة إال مان‬

‫مهسة متقطع ة لصديقتها التي الزالت متشب ة هبا‪.‬‬

‫‪ ¤‬أخرجيني من هنا ‪...‬أرجوك ‪.‬‬

‫***‬

‫ضمت ورد ذراعي مريم وأشارت ملحمود الذي ان انتصب‬

‫مترهبا عند املدخل ماا إن الاتقط إشاارهتا‪ ،‬فانساحبوا بعادما‬

‫ودعت السيدة عائشة اجلدة بكلامت مقتضبة‪ ،‬تابعهم العمياد‬

‫‪488‬‬
‫مودعا هو اآلخر العائلة يرس يف اجتارب ورد التي أدخلت مريم‬

‫السيارة قبل أن تلتفت ا مالحمه القلقة هتادنه بالقول اللطيف‪.‬‬

‫‪ ¤‬سر ون بلري ‪..‬لن نستطيع التحدث اآلن سر لمك غدا‪ ،‬إن‬

‫شاء اهلل‪.‬‬

‫أهداها إبتسامة متفهمة‪ ،‬بحنان فيبها‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة بنيتي‪ ،‬إسرتحيي فرنت شاحبة وفب أن ترتاحي‪،‬‬

‫السالم عليكم‪.‬‬

‫ضم هشام والدته يسحبها برفاق ليلرجاوا مان هنااك‪ ،‬فقاد‬

‫أصبحوا حمط أنظار البقية من احلضور‪ ،‬شعر بلمساة صاديقه‬

‫عىل تفه يسرله بإشفاق‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫‪ ¤‬هل أنت بلريال أستطيع نقلكم إ منزلكم‪.‬‬

‫فرد عليه ممتنا‪.‬‬

‫‪¤‬ال داعي لذلك أنا بلري‪ ،‬أراك غدا باملر ز إن شاء اهلل‪.‬‬

‫أومر له بتفهم وظل يشيع هم برنظاررب القلقة حتى تنبه ليد جدته‬

‫التي أمسكت به‪ ،‬تطلب منه بحنو‪.‬‬

‫‪ ¤‬تعال بني أوصلني حلجريت‪ ،‬لقد تعبت وأنت أيضاا‪...‬لند‬

‫والداك و زوجي العتيد يودعون ما تبقى من الضيوف‪.‬‬

‫إبتسم ليث لطرافة جدته‪ ،‬يتساءل متى تنتهي مفاجاتت تلاك‬

‫الليلة الطويلة‪ ،‬تسلال بلفة إ غرفة اجلدة حيث أجلسته عىل‬

‫‪490‬‬
‫طفلة فضولية‬ ‫األريكة املقابلة لرسيرها‪ ،‬تستوضح منه بحام‬

‫بينام جتاوررب‪.‬‬

‫‪ ¤‬هيا‪ ...‬أخربين بالذي حدث‪.‬‬

‫رمقها ببعل االرتباك استغربه بنفسه بينام يرد عليها‪.‬‬

‫‪¤‬ال يشء جديت‪ ،‬جمرد مطاردة العادة ‪...‬أنت تعرفو عميل‪.‬‬

‫حر ت اجلدة رأسها ال اإلجتاهو‪ ،‬تعقب بحزم ال خيلو مان‬

‫احلنان‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أقصد الرضوض اخلرضاء عىل وجهك والذي أنا متر دة‬

‫برن له عالقة بشحوب وجاه الفتااة وعرجهاا اخلفياف‪ ،‬لقاد‬

‫عيل أنا! بل أقصاد مالماح‬ ‫حاولت جاهدة إخفاءرب لكن لي‬

‫‪491‬‬
‫اخليبة والتشا ؤم بعينيك‪ ،‬فالنظرة فيهام الليلة ليست أبدا تلاك‬

‫الالمعة وأنت ختربن ا عن ورد‪ ،‬لاذلك عاد إ طبيعتاك معاي‬

‫وأخرج ما بقلبك حبيبي‪ ،‬هذا الشعر األشيب وهذرب التجاعيد‬

‫قد يساعدونك وحتى إن يفعلوا سيواسونك‪.‬‬

‫مال ليث نحوها ليمسك بيدهيا‪ ،‬يقول بعتاب وحب يكنه ا‪.‬‬

‫‪ ¤‬جديت أنت ال زلت صغرية والتجاعيد بوجهك تكاد تلمح‪.‬‬

‫إبتسمت اجلدة بمرح خبا م ا إن سحب ليث يدرب ليمساح عاىل‬

‫وجهه بكتبة‪ ،‬يكمل‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫‪ ¤‬آرب جديت‪ ،‬لطاملا ِ‬
‫نت بئر أرساري و ختذليني يوما ‪..‬أنا حقا‬

‫بحاجة لك‪ ،‬وحلكمتك‪ ،‬فرنا يف حرية من أمري وعقيل مشوش‬

‫لكن لن نستطيع التحدث هنا ‪.‬‬

‫ربتت عىل يدرب‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬حسنا حسنا‪ ،‬إذهب إ شقتك ونل قسطا وافرا مان الناوم‬

‫وستجدين عندك غدا بإذن اهلل لنتحدث عىل راحتنا‪.‬‬

‫أجاهبا بعزم ملع بعينيه الزرقاوين‪.‬‬

‫صباحا جديت ‪...‬هناك أمار بغاياة األمهياة ينتظارين‬ ‫‪¤‬ال لي‬

‫باملر ز‪ ،‬سرتصل بك لتريت إ شقتي بالوقت املناسب‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫ردت عليه وهي تقوم من عىل األريكة لتمسك بوجهاه تقبال‬

‫جبينه‪.‬‬

‫‪ ¤‬حارض بني سرتر ك اآلن‪ ،‬فرنا تعبة للغاية و سارخلد لناوم‬

‫‪...‬إهتم بنفسك واعلم أن لكل مشكلة حل بإذن اهلل‪.‬‬

‫وجد ليث بقية أفراد عائلته بالردهة حيث هبت إلياه والدتاه‪،‬‬

‫تستفرس بلهفة‪.‬‬

‫‪¤‬إ أين حبيبيال الفجر عىل بعد ساويعات‪ ،‬فلاامذا ال ترتااح‬

‫بغرفتكال‬

‫خرج صوته تعبا جمهدا و هو فيبها‪.‬‬

‫‪494‬‬
‫‪ ¤‬آسف أمي ال أستطيع‪ ،‬لادى عمال ملاح صاباحا والشاقة‬

‫أقرب‪.‬‬

‫مطت والدته شفتاها يرسا فولدها قراراتاه حاسامة بيانام هاو‬

‫يلتفت إ جدرب الذي قصدرب بقوله‪.‬‬

‫‪ ¤‬إتفق مع أهل الفتاة عىل موعد وبلغنا لنستعد واحرص عىل‬

‫أن يكون املوعد قريبا ‪.‬‬

‫أومر بتوتر خيفى عن اجلد وانرصف‪.‬‬

‫***‬

‫‪495‬‬
‫د قات عىل الباب تعرفت مريم عاىل صااحبتها التاي دخلات‬

‫وهااي ختفااي أ قاادمها بعاارج خفيااف تالحظااه صااديقتها‬

‫الشاااردة بنقطااة ومهيااة أمامهااا‪ ،‬ال تصاادق مااا حاادث وال‬

‫تستوعبه‪ ،‬تستحرض ومضات من املايض حو انات تضابط‬

‫والدهتا متسح بقايا دمعات متحجرة عىل خدهيا فكانات دائاام‬

‫تسرل عن سبب ت لك الادمو و دائاام ماا اان ردهاا *أنات‬

‫وو الدك أهيل وأحبايب أخشى فقدانكام * وإذا صاادف األمار‬

‫وجود والدها تالح األ مرتسام عاىل وجهاه وهاو يضامها‬

‫بقوة خيربها برن صدررب مكاهنا وأهلها ووطنها‪.‬‬

‫انت تتر ر ريا بذلك املشهد وتتمنى مان صاميم قلبهاا أن‬

‫يرزقهااا اهلل برجاال يعاملهاا وخيربهااا المااا مشاااهبا اعتربتااه‬

‫‪496‬‬
‫شاعريا‪ ،‬تكن تعلم برنه ان ياوايس فراقهاا وحرماهناا مان‬

‫أهلها‪.‬‬

‫انتبهت لورد اجلالسة أمامها عىل الرسير صامتة سا نة و رهناا‬

‫حترتم سهوها و انفرادها بنفساها‪ ،‬فقطعات الصامت ال قيال‬

‫حو ام‪.‬‬

‫‪ ¤‬أ تعلموال اآلن فقط تذ رت أنني أسرل والديت يوما عان‬

‫أهلها ‪ ...‬ان أيب دائام ما حيكاي يل عان وناه االبان الوحياد‬

‫لوالدين توفيا و يتبقى له إال عم خارج الوطن فقد االتصال‬

‫به‪ ،‬ففكرت تلقائيا برهنا أيضاا وحيادة عائلتهاا الراحلاة عان‬

‫احلياة‪ ،‬ال أتذ ر مرة تطرقنا أو ناقشنا هبا ما يمت لعائلتها بصلة‬

‫‪..‬و أعد متر دة إن ان ذلك سهوا أم عمدا ‪.‬‬


‫‪497‬‬
‫صمتت ورد متانح صاديقتها مسااحة للتعباري و ألهناا أيضاا‬

‫منهكة‪ ،‬لوال طبعها املترصل هبا لكانات اآلن برسايرها حتادق‬

‫ا عاادد دقااات قلبهااا املصاااب بااا لع‪ ،‬فااام‬ ‫بالسااقف وحت‬

‫بصديقتها أخف بك اري مان مصااهبا أو ماا سيصايبها لكنهاا‬

‫صديقتها الرقيقة‪ ،‬لقد أدر ت ورد خالل املدة القصرية التاي‬

‫قضتها مع مريم برهنا هشة وحساسة‪ ،‬تتر ر بربسط األمور اام‬

‫هو احلال اآلن‪ ،‬فبدل أن تفرح با تشاف عائلة ا بعد اعتقادها‬

‫اليتم والوحدة تفكر باحتامالت لن تفيدها بيشء متاما قو اا‬

‫املستطرد‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال أستطيع تقبل األمر يا ورد ‪...‬أين انوا قبالال وماذا فعلوا‬

‫ألمي ي هترب منهم و تتنكر لوجودهم‪ ،‬عقيل ال يكف عان‬

‫‪498‬‬
‫التفكري برهنم لو يتللو عنها ملا وقعنا فريسة ذلاك احلقاري و‬

‫لكانت أمي حية‪.‬‬

‫أمسكت ورد يدها‪ ،‬تزجرها بحزم‪.‬‬

‫عليها موعاد للرحيال مهاام‬ ‫‪ ¤‬إستغفري اهلل مريم ‪ ..‬ل نف‬

‫ان السبب لن تتقدمه و لن تترخر‪.‬‬

‫استغفرت مريم ودموعها مدرارا عىل وجنيتهاا وورد تكمال‬

‫بينام تنهل عن طرف الرسير‪.‬‬

‫‪ ¤‬عىل العموم يلزمك وقت حتى تستوعبي ما حادث‪ ،‬و ال‬

‫لمة أقو ا اآلن ساتطري هبااء لاذا حبيبتاي حااويل الناوم و‬

‫‪499‬‬
‫سنتحدث غدا أو بعد غد باإذن اهلل عنادما تكاونو مساتعدة‬

‫لإلنصات ‪...‬تصبحو عىل خري‪.‬‬

‫حتات‬ ‫مسحت د موعها تغمغام بارد خافات قبال أن تناد‬

‫الغطاء تغمل عينيها تنشد النوم لعلها تريح عقلها من ختبطه‪،‬‬

‫أما األخرى فقد غريت وجهتهاا نحاو غرفاة والادهتا حياث‬

‫استلقت بجانبها تضمها رهنا طفلة ختتب من جمهول‪ ،‬فضمتها‬

‫القوة دون سؤال تعلم برهنا لن تلقى له جوابا‪.‬‬ ‫والدهتا بنف‬

‫***‬

‫بلغت عائلة الصياد بيتهم والسيدة هناء ال تزال تبكي خسارة‬

‫أخت ماتت قبل أن حتصل عىل صفحها وابنتها تبكي إشافاقا‬

‫‪500‬‬
‫أما هشام فمراقب من غري حاول وال قاوة‪ ،‬يتسااءل ممتعضاا‬

‫أناه‬ ‫*من بو فتيات الكون تكاون هاي إبناة خالتاه!* لاي‬

‫رافل بل العك ‪ ،‬هي دمائه و مسؤول عنها بغل النظر عن‬

‫ل يشء آخر لكن ما يعكر عليه صفو احلدث عدم يقيناه مان‬

‫تقبلها م بعد أن تدرك سبب هروب والدهتا من العائلة‪ ،‬فهل‬

‫يا ترى ستقبل به رغم تورط والدته يف القطيعةال لكن ما ذنبهال‬

‫هي ابنة خالته و مسؤول عنها و فى‪ ،‬يدري برنه ظل واقفاا‬

‫عىل عتبة الباب الداخيل شاردا إ أن نادته أخته‪.‬‬

‫هوت السيدة هناء عىل أحد ارايس البهاو و تساتطع إ اامل‬

‫طريقها إ غرفتها‪ ،‬فحد تها ملار برقة‪.‬‬

‫‪¤‬أمي هيا حبيبتي ‪...‬فب أن ترتاحي يف غرفتك‪.‬‬


‫‪501‬‬
‫رفعت إليها عينو محراوين الدم‪ ،‬جتيبها بصوت باك‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف سرنام يا بنتي و أختي مدفونة حتات الارتابال فقادت‬

‫فرصة طلب الغفران‪ ..‬فرين السبيل لذلكال‬

‫نزلت دمو ملار املشفقة من جديد‪ ،‬فتدخل هشام الذي جاءته‬

‫فكرة قد يريح هبا بال والدته ومن يعلمال قد تؤ ر إفابا بمريم‪.‬‬

‫‪¤‬ابنتها أمي‪.‬‬

‫نظرتا إليه بتساؤل فر مل بينام يتلرص حتت طريف سرتته‪.‬‬

‫عفاو خاالتي رمحهاا اهلل بااالهتامم بابنتهاا‬ ‫‪ ¤‬يمكنك الاتام‬

‫‪....‬هي أمانتها التي ستكون ممتنة ملن يصوهنا ‪..‬فب أن تعطيها‬

‫‪502‬‬
‫حق أمها باإلرث م تعوضينها حناان والادهتا الاذي فقدتاه‪،‬‬

‫هكذا ترتاح خالتي يف قربها و تساحمك‪.‬‬

‫ومضت شعلة أمل بعيني السيدة هناء‪ ،‬فمسحت دموعها تقوم‬

‫و رن قوهتا شحنت من جديد‪ ،‬تقول‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم بني أنت حمق‪ ،‬سوف أفعل ل ما يلزم ألحاف عليهاا‪،‬‬

‫ستكون لامر و سرغدق عليها بحناين و عاطفتي‪.‬‬

‫م ما لب ت أن أصيبت بإحباط وهي تتذ ر ردة فعلها‪.‬‬

‫‪ ¤‬لكنني أخاف أن ال تتقبلني عندما تعلم برن يل يدا فيام حدث‬

‫لوالدهتا‪.‬‬

‫اقرتب منها هشام و ضمها إليه‪ ،‬فيبها بمهادنة‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫‪ ¤‬إنه أمر مرجح لذلك عليك بالصرب واإلرصار حتى تنجحي‬

‫حينها سرتتاحو أمي‪ ،‬مجيعنا نحتاج فرتة استيعاب وخصوصا‬

‫مريم‪ ،‬هيا لتا ام إ غرفتيكام‪ ،‬فرنا متعب للغاية و لدي عمل‬

‫مهم بالغد ‪.‬‬

‫ل واحد منهم ساقته رجليه لغرفته حيث غري‬ ‫و رنه أمر مطا‬

‫مالبسه وحط برأسه عىل وسادته هبم خمتلف ويف النهاية أحاط‬

‫النوم بسلطانه مجيع اجلفون ليسدل باذلك الساتارة عاىل ليلاة‬

‫طويلة حدث فيها العجب‪ ،‬مهال هناك مان يساد ا بعاد ال‬

‫زال حياسب ابنا حيسن تربيته‪ ،‬يف يربيه وهاو فاقاد لتلاك‬

‫الرتبية! أال يقولون فاقد اليشء ال يعطياهال وصااحبنا ينطباق‬

‫‪504‬‬
‫عليه امل ل وها هو واقف أمام ابنه يرفاع يادرب لايحط هباا عاىل‬

‫وجنته حتى امحرت و سال خيط دم رفيع من فمه يصيح به‪.‬‬

‫‪¤‬غبي!‪...‬غبي! مخسة عرش سنة يستطع فيهاا أمهار حمققاي‬

‫الرشطة أن يصل حتى حلرف من إسامي‪ ،‬لتاريت أنات اآلن و‬

‫هتديني إليهم ومصفد أيضا‪.‬‬

‫أجابه االبن هبدوئه املغي الذي دائام ما يعامله به بينام يمساح‬

‫جانب فمه‪.‬‬

‫‪ ¤‬هد‪ .‬نفسك بابا حيدث يشء لكل هذا‪.‬‬

‫قاطعه بحدة يشتاط غضبا من برود األمحق أمامه‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫‪ ¤‬حيدث يشءال‪...‬هتادهيم بضااعة لفتناي املالياو بحجاة‬

‫شفهم ا منذ دخو ا البلد و أعلق‪ ،‬واآلن الث من خرية‬

‫رجالنا بقبضتهم بسببك و ل هذا من أجل فتاة!‬

‫ظل االبن عىل هدوئه املغرض يبتسم بسلرية‪ ،‬يعقب‪.‬‬

‫‪ ¤‬خرية رجالنا يستطيعو اختطاف فتاة‪ ....‬الساجن أفضال‬

‫م م أنت تعرف جيدا برهنم لن يشوا بحرف من اسامك ماا‬

‫دامت رواتبهم تصل ذوهيم‪.‬‬

‫صك األب عىل أسنانه من تسيبه هيتف بسلط‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫‪ ¤‬وما فائدهتم إن ظلوا بالساجنال ‪....‬أماوال ترصاف بسافه‬

‫‪...‬أريد أن أعلم شيئا واحدا‪ ،‬ملاذا هاذرب الفتااة باذاتال أمجال‬

‫فتيات املدينة يسعو خلفك‪ ،‬ما املميز هباال‬

‫زاغت نظراته تلمعاان شاهوة ورغباة‪ ،‬فيباه بصاوت أقارب‬

‫للهم ‪.‬‬

‫‪¤‬أريدها هي ال غريها و ستكون يل أنا ‪ ...‬أ ن ألخطفها لو‬

‫يدخل هو باخلط‪ ،‬نت سرصرب عليها ام العادة حتى أستميلها‬

‫بري طريقة لكن أن يرخاذها هاوال ال وألاف ال! وساتكون يل‬

‫برضاها أو دونه‪.‬‬

‫نظر إليه بريبة‪ ،‬يسرله‪.‬‬

‫‪507‬‬
‫‪ ¤‬من هذاال‬

‫انتبه االبن إلفصاحه عن أ ر مما فب‪ ،‬فتوتر يوليه ظهررب لكن‬

‫والدرب يمهله وأداررب إليه بعنف‪ ،‬يصيح به‪.‬‬

‫‪¤‬قلت من يا تامر ال أجبني!‬

‫رد عليه بتلع م ‪ ،‬يعلم مسبقا مدى الغضب الذي سيستبد به‪.‬‬

‫‪ ¤‬للل‪..‬لليث اجلندي‪.‬‬

‫جحظت عينا حلمي املنشاوي بإدراك‪ ،‬فقبل عىل وجاه إبناه‬

‫بكلتا يديه خياطبه بنربة فحيح أفعى سامة بروج ترهبها‪.‬‬

‫بتحاد ستلرسارب‬
‫خ‬ ‫‪ ¤‬جتد سوى لياث اجلنادي لتتاورط معاه‬

‫ونوضع لنا بالسجن! أم أنك تعتقد بحمقك أناه سايمررها‬


‫‪508‬‬
‫فعلتك األو ال ال! أنت حتلم ‪....‬إسمعني جيدا‪ ...‬ستنسى‬

‫ورد و تلتفت حلياتك وعملك‪ ،‬لاديك فتياات الكاون اخارت‬

‫أمرهاا‬ ‫أمجلهن لكن تلك‪ ،‬مادامات عيناا لياث عليهاا إنا‬

‫‪...‬ألنه إذا وضعك هو برأسه ستضيع و تضيعني معاك و أناا‬

‫لن أسمح لك‪ ،‬قتلك أهون عندي‪ ،‬هل سمعتنيال‬

‫رأسه‪ ،‬فعاد والدرب إ رفعه يصايح بصاوت‬ ‫فبه تامر ينك‬

‫أعىل‪.‬‬

‫‪ ¤‬قلت هل سمعتنيال‬

‫أومر بحقد ظهر جليا بمقلتيه و هيتم به والادرب بيانام ينرصاف‬

‫بعد قوله املستدرك‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫‪ ¤‬أرساال املحااامي ليلااربهم باارن رواتاابهم زادت للضااعف‬

‫وستصل ذوهيم‪ ،‬وإن فاتح أحادهم فماه بحارف أعادمناهم‬

‫مجيعا‪.‬‬

‫سكن مكانه ينظر إ مكان خروج والدرب م مسح عىل وجهاه‬

‫لنفسه‪.‬‬ ‫يمسك بشعررب بينام هيم‬

‫‪ ¤‬ستكون يل‪ ..‬يل وحادي‪ ،‬وإن سابقت وتزوجتهاا ياا لياث‬

‫سرفعل متاما ما فعلت مع رهف وال تلم إال نفسك ‪...‬ولكان‬

‫رهف استجابت بملء إرادهتا أما ورد فستكون رضبة قاضاية‬

‫لك يا ضابط يا م ايل!‬

‫****‬

‫‪510‬‬
‫األستاذ طه‬ ‫يف غرفة ضيوف بيت العم سعيد املتواضعة فل‬

‫متوترا‪ ،‬تارة يسوي هندامه وأخرى يعدل من جلسته‪ ،‬فيسلر‬

‫من نفسه هو طه فاروق‪ ،‬املسري ملؤسسة الفاروق والاذي نشار‬

‫عىل يد أم فرنسية مسلمة وملتزمة ربته عىل الشجاعة و اإلقدام‬

‫عىل حتقيق أهدافه مادامت مرشوعة‪ ،‬فرضحى شابا وا قا مان‬

‫نفسه م رجال هيابه املنافسو يف الساوق و اان فلار والادرب‬

‫الذي ترك له تسي ري املؤسسة حتى قبل أن يسلم روحاه لبارئاه‬

‫ليغرق يف بحر رجال األعامل الذي ال يرحم لكنه توقف يوماا‬

‫فجرة و باندفاعه املعتاد قرر أن حيد من رة أعامله ليلصا‬

‫وقتا ملامرسة هوايته املفضالة والتاي اان يرياد اختاذهاا مهناة‬

‫لوال ابتغاء رضا والدرب دفع به ليؤجل ذلك احللم‪،‬‬ ‫باألسا‬

‫‪511‬‬
‫يكن يعلم أن بتحقيقه سيجد هدية دخلت قلبه بدون استئذان‬

‫من النظرة األو ‪ .‬عاد يسلر من نفسه‪ ،‬يفكر برنه يكن يعلم‬

‫أن هناك حب من النظرة األو ‪ ،‬دائام ما ان يعتربرب الم أفالم‬

‫عىل أعصابه ينتظار ملكاة قلباه‬ ‫وروايات وها هو اآلن فل‬

‫لتهل عليه بعدائية يعلم أهناا ساتتلذها معاملاة لاه باعتبااررب‬

‫طه فاروق مان يستسالم‪،‬‬ ‫سيحرمها من أحالمها ولكن لي‬

‫سيستعمل ل قته و ذ ائه و أيضا سحررب ليمتلك قلبهاا اام‬

‫امتلكت هي قلبه بل ل خلجاته‪ ،‬نظر ا املدخل حيث ول‬

‫العم سعيد تلحق به تلاك التاي شاغلت بالاه ‪....‬مهاال هال‬

‫ترتدي حجابال ياا آهلل لقاد زادهاا مجااال و هبااء لكان ملااذا‬

‫ارتدتهال هل ذلك من ضامن اخلطاةال إن اان اذلك فهاي‬

‫‪512‬‬
‫خمطئة متاما‪ ،‬فرنا وددت لو حجبتها داخال قمقام ال يلمحهاا‬

‫أحد سواي‪.‬‬

‫يعلم يف خضم حدي ه مع نفسه أنه يبحلق هبا مما اضطر العم‬

‫ألن يتنحنح‪ ،‬فانتبه طه و حاول الرت يز عىل لامته‬

‫‪ ¤‬بنيتي هذا األستاذ طه فاروق‪ ،‬لقد جاء اليوم ليتحدث معك‬

‫قبل أن حيرض والدته ليتقدم إليك رسميا ‪..‬سر ون يف الردهاة‬

‫عزيزيت‪.‬‬

‫اختذت فاتن رسيا بعيادا عناه منكساة رأساها ترفعاه ماذ‬

‫دخلت‪ ،‬فمنحت ه فرصة لياتمعن هباا قلايال ام ابتسام بمكار‬

‫‪513‬‬
‫يتحرك بكرسييه ليقرتب منها‪ ،‬فانتفضات مان مكاهناا واقفاة‬

‫لريفع يديه بحر ة استسالم يقول‬

‫‪ ¤‬اهدئي آنسة فاتن‪ ،‬اقرتبت من جملسك لتسمعيني جيدا‪.‬‬

‫ظلت جامدة مكاهنا ورأسها اليزال منكسا‪ ،‬فزفر بانزعاج من‬

‫موقفها العدائي‪ ،‬يضيف‬

‫‪ ¤‬اجلل يا آنسة‪ ،‬أنا لن آ لك‪ ،‬سنتحدث فقط ‪.‬‬

‫هاو أيضاا وطبعاا اان‬ ‫استجابت له عىل اساتحياء‪ ،‬فجلا‬

‫الباد‪ .‬بالقول‬

‫‪ ¤‬اختصارا حلديث طويل هل تقبلو الزواج يبال‬

‫‪514‬‬
‫من نطقها‪ ،‬فرومرت بال بحر ات تكاد‬ ‫ا نتظر جواهبا حتى يئ‬

‫ال ترى و يتر ر فاألمر متوقع يسر ا سؤاال أخر‬

‫‪¤‬هل ترفضينني شلصيا أم ترفضو مبدأ الزواج كلال‬

‫تستطع الساكوت أ ار خمافاة فقادان حلمهاا‪ ،‬اام أن ورد‬

‫أخربهتا برن األستاذ إنسان واعي لن فربها عىل يشء ترفضه‪،‬‬

‫فارترت مناقشته علها خترج بنتيجة ترضيها‪ ،‬فهمست‬

‫‪¤‬مبدأ الزواج كل‪.‬‬

‫زفر طه براحة‪ ،‬أخريا نطقت و سيصل معها لنتيجة‪ ،‬يستفرسا‬

‫منها هبدوء‬

‫‪¤‬هل يمكنك إخباري برسباب رفضك للزواجال‬

‫‪515‬‬
‫الذي يطرب سمعه نغمة هادئة‬ ‫ا م‬ ‫ردت عليه بنف‬

‫‪ ¤‬أريد إمتام دراستي و بعد ذلك اختاذ مهنة للعمل‪.‬‬

‫ابتسم بظفر تررب‪ ،‬فهي التزال منكسة لرأسها‪ ،‬فيبها‬

‫‪ ¤‬وأنا لست ضد ما تطلبينه‪.‬‬

‫رفعت رأسها أخريا بغية التر د من قوله وبدال من ذلك تاهت‬

‫بو نظرات عينيه املشعتو بتعلق أربكهاا‪ ،‬حيايط هباام رماوش‬

‫سوداء يفة م ل شعررب الذي متردت منه خصلتو عىل جبيناه‬

‫األبيل و لون حليته املشذبه ‪ ،‬ابتسم مان تفرساها‪ ،‬فاامحرت‬

‫بحياء و عادت تنظر لألرض‪.‬‬

‫‪516‬‬
‫‪ ¤‬ما رأيك لو أقمنا خطبة ما تبقى مان هاذرب السانة ام نعقاد‬

‫قراننا فقط لسنتك األو يف اجلامعة وأنا مستعد أل تاب ال‬

‫رشوطك بالعقد و بعدها نقيم حفل العر ‪ ،‬فرنا ال أقدر عىل‬

‫البعد أ ر من ذلك‪.‬‬

‫فاتن وقلبها عىل مضامر قاتل أقسم ل واحد‬ ‫تسابقت أنفا‬

‫فيهام الفوز و تدر أي رغبتيها تلبي‪ ،‬أتبقى وتنظر إ مالحماه‬

‫التي أرسهت ا أم تفر إ غرفتها حيث أماهناا لتساتعيد تر يزهاا‬

‫الذي فقدته وتشعر أهنا سترضب ل أمانيها باحلائط من أجل‬

‫نظرات عينيه تلك‪،‬‬

‫‪¤‬ها ما رأيك ال‬

‫‪517‬‬
‫‪ ¤‬هاال‬

‫نظرت إليه ببالهة‪ ،‬فضم حاجبيه باستغراب يعيد سؤاله‬

‫‪¤‬هل تقبلو بعريضال‬

‫تذ رت عرضه فامحر وجهها بحيااء و تساتطع الارد علياه‪،‬‬

‫بصوته األجش‬ ‫فهم‬

‫‪¤‬يمكنك اإلشارة إن أردت ألنني سارعترب ساكوتك عالماة‬

‫الرىض ‪.‬‬

‫تقوى عىل البقاء أ ار‪ ،‬فرومارت بانعم و فارت مان أماماه‬

‫مبتسمة تار ة إيارب مصدوما يتمتم‬

‫‪ ¤‬لقد وافقت ‪...‬و افقت‪.‬‬


‫‪518‬‬
‫أماماه‪،‬‬ ‫قطع اندهاشه دخول العم سعيد منبسط الوجه فل‬

‫قائال‬

‫‪ ¤‬يبدو أنك استطعت إقناعها يا أستاذ طه ‪.‬‬

‫بادله اإلبتسامة بينام فيبه هبدوء يناقل ما بداخله من ورة‬

‫‪ ¤‬أرجو ذلك عمي سرحرض والديت بعاد إذناك طبعاا نعقاد‬

‫خطوبة إ أن تنهي هذرب السنة‪ ،‬بعدها نعقد القاران ونمهلهاا‬

‫لتكمل سنتها األو يف اجلامعة وبعدها أقيم ا أ رب زفاف يف‬

‫املدينة‪.‬‬

‫تطل ع إليه العم برتحاب واحرتام‪ ،‬يسرله بقلق ورجاء عىل ابنة‬

‫حيبها مهام جفاها قليال ملصلحتها‬

‫‪519‬‬
‫‪ ¤‬تريدها بصدق يا أستاذ طهال‬

‫ا تسحت مشاعر احلب مالمح وجهه ونضحت عينارب صادقا‬

‫بينام فيبه‬

‫‪¤‬بىل عامرب‪ ،‬إهنا أمانتك ا لتي سرصوهنا بكل وفاء إ آخر نفا‬

‫بعون اهلل‪.‬‬

‫رسور أ بقلبه قبل وجهه و هو يرد عليه‬

‫‪¤‬أنا أقبل بكل ما تقارررب وأنات مناذ الياوم إبناي الاذي أ اق‬

‫به‪...‬فافعل ما ترارب مناسبا‪.‬‬

‫‪520‬‬
‫الح الفلر عىل قسامت وجاه طاه ساعيدا ب قاة العام ساعيد‪،‬‬

‫يستعد لتحمل مسؤولية أرسة حبيبة قلبه التي سيجعلها أرسته‬

‫من اآلن فصاعدا‪.‬‬

‫****‬

‫يف قاعة اجتامعات برية تسم ى قاعة العمليات‪ ،‬فتمع العميد‬

‫مصطفى بالضاابطو املمتاازين والضاابط ياساو يتبااح ون‬

‫القضية التي أصبحت خطارية و مساتعجلة‪ ،‬فلام تعاد فقاط‬

‫متعلقة بامللدرات بل باخلطف والقتل‪ ،‬متر دين برن األمر له‬

‫عالقة بورد بشكل أو بتخر ‪ ،‬حتدث هشام بحنق‬

‫‪ ¤‬فعلنا ل يشء ليعرتفوا عبث‪ ،‬إهنم الب أوفياء‪.‬‬

‫‪521‬‬
‫تدخل ياسو مؤ دا بينام ينظر إليهم بجدية‬

‫‪¤‬حتى الضابط ليث متادى قليال بطريقته ومع ذلك ال نتيجة‪.‬‬

‫التفتوا إ ليث عىل إ ر قول الضابط ليجدورب شاردا يفكر يف‬

‫أنه قد اختذ ال طريقاة تعلمهاا الساتجواب املجارمو دون‬

‫نتيجة‪ ،‬حتى أنه ضغط عىل جروح أرجلهم واآلخر قام برضبه‬

‫إ أن أوقفه هشام‪ ،‬فلو متادى قليال لسلب روحاه بيدياه‪ ،‬ماا‬

‫الذي فعلهم خملصو لرئيسهم ذرب الدرجةال‬

‫‪¤‬ليث!‬

‫ان هذا العميد حياول لفت إنتباهه‪ ،‬فرفع رأسه إليهم يواجاه‬

‫ال ة أزواج من العيون ترمقه بتساؤل‪ ،‬فرجىل حنجرته يقول‬

‫‪522‬‬
‫‪¤‬يف احلقيقة أناا أفكار بحال للمسارلة‪ ،‬فهاؤالء األوغااد لان‬

‫يتحد و أنا متر د‪ ،‬لذا فب االحتيال عليهم‪.‬‬

‫ألقوا إليه السمع بجدية‪ ،‬فر مل‬

‫‪ ¤‬لدي خطة ‪....‬ندخل بينهم عنرصا يكون منا يندم بيانهم‬

‫حتى ي قوا به وحيصل عىل معلومات تفيدنا‪ ،‬ل ما هيمني هاو‬

‫معرفة هوية رئيسهم‪.‬‬

‫ضم العميد حاجبارب‪ ،‬يزم شفتيه قبل أن يشري بيدرب‪ ،‬قائال‬

‫‪ ¤‬لن ي قوا به بسهولة واألمر سيطول وقد يسقط ضحايا قبال‬

‫أن نعلم هويته‪.‬‬

‫أجابه بتصميم و عزم سطع بعينيه‬

‫‪523‬‬
‫مناسب سرجندرب بطريقاة جتعلهام‬ ‫‪ ¤‬ال سيدي‪ ،‬لدي شل‬

‫يقبلون به بينهم وقد يطلبوا منه العمل معهم لكن سيدي فب‬

‫أن نساومه بحريته باملقابل‪.‬‬

‫زاد فضول ال ال ة‪ ،‬فرضاف‬

‫‪ ¤‬إنه زيد سيدي ‪..‬سيندم معهم بالساجن و يرساد علايهم‬

‫قصة الظلام الاذي تعارض لاه مان ورد وعائلتهاا وختطيطاه‬

‫لالنتقام منها و يعارشهم ليستميل ودهم حتى ي قوا به‪.‬‬

‫استفرس العميد تلقائيا‬

‫‪¤‬هل تظنه سيوافقال‬

‫طغى عليه احلام ‪ ،‬فيب بتصميم إلقناعه‬

‫‪524‬‬
‫‪ ¤‬سرقنعه سيدي‪ ،‬سرعدرب بتحويله ا شاهد ملك وسرساعدرب‬

‫أيضا ليبني مستقبله‪ ،‬فرنا أعارف ميولاه و هكاذا أيف بوعادي‬

‫لآلنسة ورد لكن سيدي فب أن تضاع حراساة عليهاا إ أن‬

‫نقبل عىل املجرم‪.‬‬

‫ابتسم العميد بينام هشام وياسو ينظران إليه بتفكري‪ ،‬فقام ليث‬

‫عن مقعدرب يسترذن وهكذا انتهى االجاتام عاىل قارار تطبياق‬

‫خطة ليث والتنسيق ا فيام بينهم‪.‬‬

‫***‬

‫‪525‬‬
‫تنفست فاطماة الصاعداء ماا إن خرجات شااهي‪ ،‬فااألعامل‬

‫رية‪ ،‬تكن تعلم أن منصب املسؤولة عن الدار مرهق اذرب‬

‫الدرجة‪ ،‬ممتنة لشاهي فلقد انت خاري معاو اا‪ ،‬أصابحت‬

‫تداوم بشكل يومي وتتدخل بكل شاردة وواردة وال خيفى عن‬

‫فاطمة رشودها و تلفتها رهنا تبحث عن أحد ما‪.‬‬

‫دقات عىل الباب جعلتها تتطلع نحاورب‪ ،‬فراحات تطفاو عاىل‬

‫هي ما تتملكها من جمارد وقوفاه‬ ‫السحاب‪ ،‬نشوة األحاسي‬

‫أمامها بطوله الفاررب و أناقته الغري مسبوقة طبعا اا هاي فقاط‬

‫والعوينات اللعينة! يشعرها وجودرب بالسكينة‪ ،‬فيلتفي املكان‬

‫و الزمان‪ ،‬ال يعود للوجود وجود ساوى هاو حتاى أنفاساها‬

‫سا نة‪ ،‬سا نة لدرجة أن هسيسها ال يسمع‪.‬‬

‫‪526‬‬
‫‪¤‬السالم عليكم‪ ،‬يف حالك آنسة فاطمةال‬

‫انتفضت من أحاسيسها عىل صوته ا اد‪ .‬كل يشء فيه‪ ،‬ترد‬

‫عليه بصوهتا ال ابت ذو النربة املنلفضة‬

‫‪¤‬و عليكم السالم د تور حمماود ‪...‬ححمام أناا بلاري مااذا‬

‫عنكال‬

‫أهداها إبتسامة دافئة سلبت ماا تبقاى مان باهتاا‪ ،‬فتفار مناه‬

‫برنظارها بينام فيبها‬

‫‪ ¤‬بلري احلمد هلل‪ ،‬ال أعلم إن انت ورد أخربتك أنني قررت‬

‫يوم من أجل الادار‪ ،‬طلبتهاا يف ا ااتف قبال جميئاي‬ ‫ختصي‬

‫لكنها ال جتيب وعندما هاتفت املنزل أخربتني أمي برهنا التزال‬

‫‪527‬‬
‫نا ئمة ومع ذلك قدمت لكي ال يضيع اليوم‪ ،‬فرنا نويت باإذن‬

‫اهلل وال أريد التقاع ‪.‬‬

‫استنشقت نفسا عميقا لتستطيع استلراج الكلامت التي تبادو‬

‫بتلع م‬ ‫هاربة سابقة إياها إ سحابتها‪ ،‬هتم‬

‫‪¤‬ارب مم‪ ..‬نعم أخربتني والغرفة جاهزة‪ ،‬تفضل معي‪.‬‬

‫أشار ا برن تتقدمه‪ ،‬يفكر برنه ومذ وقعت عينارب عليها وسمع‬

‫نغمة لامهتا التي تطرب سمعه وهو يبحث عن طريقة لتكون‬

‫أمامه ال ينقطع عن حمياها و فد حال سوى تواجدرب يف الدار‬

‫بري طريقة و هكذا اساتغل مهنتاه لتوصال حبال الاود بمان‬

‫سلبت اهتاممه فجرة ودون استئذان‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫خطى عىل إ رها مسحورا بحضورها‪ ،‬بمشيتها احليية تتهادى‬

‫بفستاهنا األزرق املحتشم بصمت وهدوء‪.‬‬

‫وقااف حااو فعلاات هااي أمااام باااب مااا فتحتااه وتقدمتااه إ‬

‫هباا‪ ،‬فهاي واساعة‬ ‫الداخل‪ ،‬ترمل حممود الغرفة يراها ال بر‬

‫برسيرين‪ ،‬واحد منهام حمجوب بساتارة بالساتكية و بالزاوياة‬

‫يقبع مكتب عليه أقالم و أوراق خاصة للتدوين‪.‬‬

‫إلتفت إليها باسام‪ ،‬يعلق‬

‫‪ ¤‬جيدة‪ ،‬راقت يل كل يشء هبذرب الدار‪.‬‬

‫امحرت بداية قبل أن تستجمع نفسها تقابله باجلدياة واحلازم‪،‬‬

‫جتيبه بنربة منلفضة لكن ابتة‬

‫‪529‬‬
‫‪ ¤‬تفضل وجهز نفسك‪ ،‬سوف أنادي عىل املمرض ريم‪ ،‬ان‬

‫من أبناء الدار و يرت ها بعد حتسن أوضاعه‪ ،‬شرنه شرن الك ري‬

‫منا‪ ،‬فهذرب الدار ومن فيها عائلتنا و لن نستطيع تر ها حتاى إن‬

‫نعد نحتاجها ‪...‬عن إذنك د تور‪.‬‬

‫وانرصفت متالفية خلفها مت اال عىل هيئة الرشود‪ ،‬حياول فاك‬

‫طالسم مجلتها األخرية بنربة تشبعت باأل والوجع‪.‬‬

‫****‬

‫ياريتال‬ ‫غادرت شاهي الدار حانقة‪ ،‬تتسااءل *أيان هاوال‬

‫ألنني أغضبته يا ترى ال لكن شقيقته فعال سارقة! وماذا عن ما‬

‫قالته ورد عن طبيب ومعاجلة أنا أفهم شيئا‪ ،‬يا غبية ان فب‬

‫‪530‬‬
‫أن تناقشيه وتستفرسي ال أن هتجمي علياه‪ ،‬إعارتيف شااهي‪،‬‬

‫أنت ال تستطيعو انتزاعه من عقلك‪ ،‬تتمنو فقط ملحه‪ ،‬لكنك‬

‫تعلمو جيدا حجم العقبات التي تنتظارك إذا قاررت فرضاه‬

‫ع ىل عائلتك و رن مستوارب املادي والعائيل و ونه من أبناء الدار‬

‫ال يكفي! لتكون أخته سارقة! ماذا أفعلال و مع دخول نارص‬

‫يف املعادلة‪ ،‬اللعنة! أين أنتال*‬

‫توجهت إ سيارهتا بترفف حانق وانطلقت هبا لينطلق وراءها‬

‫ذاك الذي لفه ابن عمها ملراقبتها‪ ،‬فهاو يعلام يقيناا بوجاود‬

‫بحياهتا ولن يكون نارص جمران إن يعرفه م يمحياه‬ ‫شل‬

‫من عىل وجه األرض لتجرؤرب عىل ممتلكاته‪.‬‬

‫****‬
‫‪531‬‬
‫لون السامء لوحة خالبة‬ ‫بناية راقية بواجهة من البلور تعك‬

‫زرقاء حتوم هبا سحبا بيضاء وحديقة بمساحة م ل ة قبالة بااب‬

‫البناية تضم شجريات صغرية مشذبه بعناية‪ ،‬شديدة اخلرضاة‪،‬‬

‫توحي بحسن العناية هبا‪ ،‬يقف جوارها حاريس أمن‪.‬‬

‫‪ ¤‬أسامء‪....‬هيا أختي تعايل معي ‪..‬‬

‫سحب سمري شقيقته املستغرقة يف ترمل البناية التاي دخالهاا‬

‫حتت أنظار احلارسو الذين حيا سمري بتحية مرلوفاة‪ ،‬اساتقال‬

‫املصعد إ الطابق التاسع املكون من الث شاقق‪ ،‬عاىل بااب‬

‫ل واحدة تتعلق لوحة خشبية أنيقة‪ ،‬عليهاا اسام مالكهاا و‬

‫اختصاصه‪.‬‬

‫‪532‬‬
‫انت وجهتهم الباب املقابل للمصعد‪ ،‬فرفعت أسامء رأساها‬

‫برهبة و رهنا منساقة إ السجن وأول ما ملحته اإلسم املكتوب‬

‫بلط عريب منمق "الد تور مفيد رشوان "‪ ،‬مفياد! ‪..‬مفياد!‬

‫اسمه غريب فكرت يف نفسها‪.‬‬

‫البااب يمساك بياد شاقيقته يضاغط‬ ‫ضغط سمري عىل جر‬

‫عليها ليمدها باألمان و ال قة‪.‬‬

‫فتحت ام امرأة يف أواخر األربعينيات‪ ،‬حمجبة ترتادي تناورة‬

‫طويلة بيضاء عليها سرتهتا‪ ،‬نظرت إليهام بوجه يعلورب مالماح‬

‫التذمر‪ ،‬تقول ببعل النزق‬

‫‪533‬‬
‫‪ ¤‬سمري ‪..‬دائام مترخر عىل موعدك‪ ،‬تعلم برن العياادة ليسات‬

‫حلرضتك ولدينا مرىض آخرين‪.‬‬

‫امتقع وجه أسامء ومهت بالرد لكن سمري منعها يبتسم للسيدة‪،‬‬

‫فيبها بمودة‬

‫‪ ¤‬آرب سيدة زينب‪ ،‬هذرب املرة أناا معاذور‪ ،‬شاقيقتي مارتددة يف‬

‫املجيء واحتاجت لوقت حتى تشجعت‪.‬‬

‫قاطعته بإشارة من يدها‪ ،‬تعقب‬

‫‪ ¤‬ال تبدأ بمهاتراتك معاي‪ ،‬لسات الطبياب هناا أدخال إلياه‬

‫لرتغي و تزبد يف تشاء ‪ ...‬ال أعلم يف يتحمل!‬

‫‪534‬‬
‫م انرصفت إ مكتب االستقبال رهنا تقل شيئا‪ ،‬فالتفتات‬

‫بغضب‬ ‫أسامء إ سمري‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬إذا انت املساعدة هكذا‪ ،‬فام بالك بالطبيبال‬

‫سحبها باجتارب حجرة الطبيب وهو يقول بمرح‬

‫‪ ¤‬ال تبااايل بزينااب إهنااا أطيااب ممااا تظهااررب لكنااه أساالوهبا يف‬

‫احلديث‪ ،‬ستتعرفو عليها الحقا‪.‬‬

‫يمهلها لرتد‪ ،‬يدق عىل الباب ليسمعا صوتا رزينا يسمح ام‬

‫بالدخول‪ ،‬تطلعت إ القاعة الواسعة بر ا ها الفاخر ‪ ،‬تنقسم‬

‫إ أقسام الث‪ ،‬األول برريكتو يكساومها جلاد بلاون بناي‬

‫فاتح بينهام طاولة من زجاج شفاف‪ ،‬عليها باقة أزهار بيضااء‬

‫‪535‬‬
‫لون األرائاك وال ااين‬ ‫مرتبة بشكل مبهر داخل مزهرية بنف‬

‫بجانب النافذة الشاغرة للحائط له‪ ،‬هبا أريكة طويلاة أو ماا‬

‫يسمى ب *الشيزلون * بلون ريمي أماماه اريس جلادي‬

‫اللون أما القسم ال الاث باه مكتاب باري مان خشاب‬ ‫بنف‬

‫اخلشاب و ال الاث خلاف‬ ‫العرعار‪ ،‬أمامه رسيو من نفا‬

‫عليه الطبيب‪ ،‬ماذاال أصالعال الاد تور مفياد‬ ‫ا لطاولة فل‬

‫رجل أصلعال‬

‫***‬

‫‪536‬‬
‫اخلااص‬ ‫وصل العميد بيت ابنته برفقة أربع من خرية احلار‬

‫بعااد أن اختااارهم بنفسااه بعنايااة و بحاارص‪ ،‬ألقااى علاايهم‬

‫التعليامت بوجوب حراسة ورد أينام حلات وأدخلهام البيات‬

‫يعرفهم عىل رم م انرصف ملقابلة ورد‪.‬‬

‫و جد السيدة عائشة يف استقباله وعىل وجهها أمارات القلاق‪،‬‬

‫فسار بالسؤال‬

‫‪ ¤‬السالم عليكم سيدة عائشة ‪....‬ماذا بكال هل من خطبال‬

‫ردت عليه بتوتر‪ ،‬تفرك يدهيا‬

‫‪¤‬ال أعلم ماذا أخاربكال لكان ورد وماريم تغاادرا إ اآلن‬

‫غرف تيهام‪ ،‬األو مذ أيقظتها لصالة الفجر‪ ،‬صلت م أوصتني‬

‫‪537‬‬
‫أ ن ال يوقظها أحد و ال حتى يدخل إ غرفتها ولقاد انتصاف‬

‫من عادهتا ‪...‬أما مريم فرنا أعذرها‪،‬‬ ‫النهار و تنزل بعد‪ ،‬لي‬

‫هينا لكان ورد ماا الاذي جارى جعلهاا هباذا‬ ‫ما حصل لي‬

‫الوضعال إهنا مرعوبة من يشء أنا متر دة‪.‬‬

‫زفر العميد بضيق‪ ،‬خائف عىل ابنته من املجهول و ذلك عىل‬

‫صحتها‪ ،‬فهي إ اآلن تر ل شيئا‪.‬‬

‫‪¤‬هل تعتقد لألمر عالقة بالزواجال ‪ ...‬نت أعلم أهنا ستتر ر‪.‬‬

‫حتد ت السيدة عائشة‪ ،‬فرد عليها بغموض‬

‫‪538‬‬
‫‪ ¤‬ماان فضاالك ساايدة عائشااة اجلبااي طعامااا إ غرفااة ورد‪،‬‬

‫سرسبقك إليها م خذي بعضا منه أيضا ملريم و طايل عليهاا‪،‬‬

‫فهي اآلن حتتاج حلكمة تساعدها عىل فهم األمور‪.‬‬

‫قالت بلهفة بينام تنسحب نحو املطبخ‬

‫‪ ¤‬حارض‪ ...‬حاال‪.‬‬

‫وسار العميد بدوررب باجتارب السال ‪ ،‬أما يف حجرة ابنته‪....‬‬

‫يف‬ ‫**‪¤‬رنا ‪...‬رنا! لقد أتيات لنلعاب‪ ،‬أماي قالات ال بار‬

‫جميئي‪.‬‬

‫‪539‬‬
‫‪¤‬أوورب من لدينا هناال ا لصغرية ورد اجلميلة‪ ،‬تعاايل صاغرييت‪،‬‬

‫رنا خمتبئة‪ ،‬فنحن نل عب الغميضة ‪...‬أنظاري مااذا لادي هناا‪،‬‬

‫شكوال هل حتبينهاال‬

‫‪ ¤‬أجل أحبها‪ ..‬بابا عيل يرتيني بالك ري منها‪.‬‬

‫‪¤‬أنا أيضا ستيت لك بالك ري منها برشط أن تر ليها معي ‪..‬هال‬

‫أنت موافقةال‬

‫‪¤‬أجل‪...‬‬

‫‪¤‬إذا تعايل فوق حجري صغرييت وافتحي فمك حلويت‪ ،‬هااام!‬

‫جيد جدا صغرييت‪.‬‬

‫‪¤‬ماذا تفعل يا عميال‬

‫‪540‬‬
‫‪ ¤‬أبدا صغرييت‪ ،‬هذا الفستان مجيل جدا و أريد أن أشرتي م له‬

‫لرنا لذلك أحتسسه إن ان جيدا‪.‬‬

‫‪¤‬أيب‪ ،‬ماذا تفعلال‬

‫‪¤‬رنا تعايل إهنا صديقتك ورد تريد اللعب معنا‪.‬‬

‫‪¤‬ال! دعها تذهب ال أريدها هنا ‪...‬هيا اذهبي ورد!‬

‫‪¤‬رررننناااا !**‬

‫‪¤‬ورد ابنتي! استيقظي ورد! عزيزيت إنه ابو !‬

‫إستيقظت ورد والرعب يسكن قلبها قبل عينيها‪ ،‬ترصخ دون‬

‫وعي بينام ترضب برطرافها عب ا‬

‫‪¤‬ابتعد عني! ال تلمسني! ابتعد!‬


‫‪541‬‬
‫ابتعد العميد عن الرسير رافعا يديه باستسالم و األ يعترصا‬

‫قلبه‪ ،‬يتر د له إصابة ابنته بلطب ماا ال تفصاح عناه‪ ،‬هيتاف‬

‫بلوعة‬

‫‪ ¤‬اهدئي حبيبتي أنا والدك‪ ،‬ال ختايف‪ ،‬أنت برمان ‪.‬‬

‫ما إن ر زت عىل صوته و بدأت بدعك عينيهاا تعرفات عاىل‬

‫والدها‪ ،‬خجلت من ترصفها ختشى مما رصخات باه‪ ،‬فغطات‬

‫وجهها بيدهيا تعود إ الوراء حتى اصطدمت بحافاة الرساير‬

‫حتاول مجع رجليها حيث نزغها اجلرح لتشهق ممسكة بقدمها‪.‬‬

‫رفعت رأسها فالحت ا تعابري األساى والوجاع عاىل وجاه‬

‫بجانبها‪ ،‬يقول بحزن وحنو‬ ‫والدها الذي ا قرتب منها و جل‬

‫‪542‬‬
‫‪ ¤‬هل يمكنني ضمك اآلنال‬

‫تكد هتز رأسها حتى سحبها والدها ترمتي بحضنه مغمضاة‬

‫عيناها‪ ،‬تشم عبريرب عنوان األمان والسكون بعد العذاب‪.‬‬

‫****‬

‫أهنى ليث اجتامعه مع العميد م التنسيق لللطة مع هشاام و‬

‫ياسو‪ ،‬اتفقوا عىل معاملها و يبق ساوى تطبيقهاا عاىل أرض‬

‫الواقع لكنه فضل مالقاة جدته قبال‪ ،‬هاتفها و واعدها ليلتقياا‬

‫يف شقته التي ما إن وصل إليها انتعش بحامم ان حيتاجه بشدة‬

‫الباب‪.‬‬ ‫وارتدى يابه‪ ،‬فسمع رنو جر‬

‫‪543‬‬
‫فتح جلدته و قبلها من وجنتها ام حيب أن يفعل مبتسام برسور‬

‫يشعر به لام رآها ‪ ،‬أدخلها إ غرفة اجللو ‪ ،‬مالحظا محلهاا‬

‫حلافظة طعام‪.‬‬

‫‪ ¤‬أعلم أنك حتب طعام سعاد لذلك جلبته لك معي‪ ،‬فرنا عىل‬

‫يقو أن معدتك قد هرمت مان األ ال اجلااهز ‪ ،‬هياا اجلاب‬

‫األطباق و تعال لتر ل‪ ،‬أراهن برنك جائع‪.‬‬

‫رد عليها بمرح بينام ينرصف نحو املطبخ‬

‫‪¤‬دوما ما تفهمينني جديت‪ ،‬حاال تكون األطباق عىل املائدة‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫فتحت اجلدة احلافظة وبدأت بإفراغ الطعام يف األطبااق التاي‬

‫قام ليث برصها واسترنفا األ ل بينام اجلدة تضع لقايامت بفام‬

‫حفيدها حتى هتف ضاحكا‬

‫ِ‬
‫وأنت تر يل شيئا‪.‬‬ ‫‪¤‬جديت فى‪ ،‬أنا شبعت‬

‫ردت عليه بمزاحها املعتاد‬

‫‪ ¤‬أنت شاب قوي بارك اهلل بك‪ ،‬فاب أن تتغاذى مان أجال‬

‫املجهود الذي تبذله بعملاك‪ ،‬أماا أناا فرعاانني اهلل إن أ لات‬

‫بعل الطعام شعرت بالتلمة‪.‬‬

‫م غمزته‪ ،‬تضيف بمرح‬

‫‪545‬‬
‫‪ ¤‬م أنا ال أريد أن أسمن‪ ،‬هل ترياد جلادك أن يرت ناي هباذا‬

‫العمر من أجل الفتيات الرشيقاتال‬

‫ضحك ليث بصلب‪ ،‬يلوح بكفه‬

‫‪ ¤‬آرب قد يفعلها‪ ،‬فهو وسيم جدا وسر ون حمظوظا إن أصبحت‬

‫شبيها به يف م ل عمررب‪.‬‬

‫م ما لبث أن انقلبت تعابري وجهه حلنان يشوبه حزن‪ ،‬يضيف‬

‫‪ ¤‬سر ون حمظوظا إن شاهبته يف الشكل والظفر بحاب زوجاة‬

‫م ل حبك جلدي‪.‬‬

‫م زفر برسى‪ ،‬يكمل‬

‫‪546‬‬
‫‪ ¤‬جدي حظي بعالقة زوجياة مليئاة باحلاب وال قاة والوفااء‬

‫و ذلك أيب ‪....‬ال أعلم ملا القدر يعاندينال‬

‫ملست السيدة طيبة جانب وجه حفيدها بحنان‪ ،‬ختاطبه بلطف‬

‫‪ ¤‬تكلم يا قلب جدتك‪ ،‬قال ماا عنادك ودعناي أمحال عناك‬

‫مهومك‪.‬‬

‫رفع ليث يدرب ليغطي يد جدته وحر ها ليضمها باو يدياه ام‬

‫تاهت نظراته و رنه حيلق عرب مكنونات أفكاررب‬

‫‪ ¤‬حو فشلت بزواجي األول ملت رهف عىل ل يشء حدث‬

‫لكن بعد ذلك ظللت أحلل وأبحاث عان أخطااء أ اون أناا‬

‫سببها إ أن محلت نفل أيضا وزر ما حدث‪ ،‬فقررت إغالق‬

‫‪547‬‬
‫قلبي و حيايت يف وجه النساء‪ ،‬ألنني مهام فعلت سارظل ألاوم‬

‫نفل وب املقابل سرظل أشك هبان ولان تساتقيم حياايت أبادا‪،‬‬

‫تعودت ورصت أشعر باستقرار لوال إحلاحكم عيل‪ ،‬فالتقيتها‬

‫هي ‪..‬ورد‪.‬‬

‫تر ته السيدة طيبة يعرب عن نفسه‪ ،‬تراقب قسامت وجهه تلاو‬

‫ونظرات احلب التي ال ختطئها عو‪ ،‬خصوصاا عاو حكيماة‬

‫لاصة اجلدة تلتقط تلك البسمة البلهاء تزين غررب و ل ذلك‬

‫انب ق من العدم عند ذ ررب إلسم ورد‪ ،‬فر زت سمعها مع بقية‬

‫المه‬

‫‪ ¤‬دخلت حيايت عىل حو غفلة أو باألحرى أنا دخلتها بفكرة‬

‫غبية ألقاها صديقي عىل مسامعي فراقت يل‪ ،‬حاولت حماد هاا‬
‫‪548‬‬
‫فرحجمتني و انت تلك بداية تعلقي هبا‪ ،‬نت ساربحت عان‬

‫طريقة ملالقا هتا لكن القدر اان أرس مناي وألقاهاا بطريقاي‬

‫و ل موقف مجعني هبا تكون ا الغلبة فيه بترصفاهتا التي نت‬

‫أستلف هبا أل تشف الحقا أهنا مباد‪ .‬راسلة لدهيا‪.‬‬

‫م نظر إ جدته‪ ،‬يردف بعجب‬

‫‪ ¤‬تقدم العون دون مصالحة تاذ ر‪ ،‬ال هيمهاا حتاى إن اان‬

‫يكذب عليها‪ ،‬ال هيمها مال وال منصب و ال مظاهر‪،‬‬ ‫الشل‬

‫وفيااة ألقىص ا درجااة لعائلتهااا وأصاادقائها وحتااى ماان قااد‬

‫تعترب ينهم أعدائها‪ ،‬جدية وصارمة لكن واعية وحكيمة ‪...‬ال‬

‫أعلم بالضبط أي هذرب الصفات أو مجيعها جعلت قلباي يادق‬

‫بحضااورها ااام يفعاال ماان قباال حتااى لزوجتااي السااابقة‪،‬‬


‫‪549‬‬
‫اساتغربتها بحاايل‪،‬‬ ‫فا تشفت أنني أشعر نحوهاا برحاساي‬

‫أنا لست‬ ‫غرييت عليها من مزاحها مع أي أحد أو حبها ألنا‬

‫ضمنه م ومرات يصل يب األمر إ رغباة ملحاة باالساتحواذ‬

‫عىل قلبها ومشاعرها وحتى أفكارها يل وحادي فقاط‪ ،‬أنانياة‬

‫هبا نحوها دون غريها و أ ِ عىل نفل إال و أنا أطلبهاا‬ ‫أح‬

‫من والدها‪.‬‬

‫زم شفتارب يقطب جبينه‪ ،‬فشدت السيدة طيبة عىل يديه ختاطباه‬

‫بحنو‬

‫‪ ¤‬هذا اسمه احلب يا بني وقليل هم املحظوظو بإفادرب‪ ،‬أ مل‬

‫حبيبي‪ ،‬ما الذي يؤرقكال هل هو عدم مبادلتها شعوركال هل‬

‫رفضت الزواج بكال‬


‫‪550‬‬
‫أومر إفابا تغضنت اا مالحماه وأظلمات مقلتاارب‪ ،‬فاختفات‬

‫زرقتهام الصافية‪.‬‬

‫***‬

‫أخي يكتفي باعتباري جمنونة‪ ،‬بل وفلبني عند طبيب جمانو‬

‫أسامء بينام تشد عىل‬ ‫أصلع وبالكامل‪ ،‬ان ذلك ما يدور برأ‬

‫يد أخيها لتطلب منه أن يغاادرا لكان الطبياب اان األسابق‬

‫بالقول املرحب‬

‫‪ ¤‬تفضال من فضلكام‪.‬‬

‫أجلسها سمري عىل أحد الكرسيو وجاورها عىل اآلخر أمامها‬

‫م أشار ا إ الطبيب‪ ،‬يقول‬

‫‪551‬‬
‫‪ ¤‬أ سامء ‪....‬أقدم لك طبيبي الاذي أصابح صاديقي وبم اباة‬

‫أخي األ رب‪ ،‬أ ق به ريا و أطلب منك أن ت قي ولن تندمي‪.‬‬

‫ابتسم الطبيب مفيد بامتنان يرد عليه‬

‫‪¤‬عىل رسلك سمري‪ ،‬ال قة ال تطلب و إناام تكتساب ‪...‬واآلن‬

‫بعد أن عرفتنا سارطلب مناك البقااء خارجاا إ أن أحادث‬

‫اآلنسة قليال‪.‬‬

‫حرك رأسه بتفهم م قام‪ ،‬فقامت م له ترميه بنظارة اساتجداء‬

‫عاىل‬ ‫أن ال يرت ها لكنه باد ا برخرى حازماة لتعاود و جتلا‬

‫مضل و ينرصف‪ ،‬ينتظرها خارجا‬

‫‪552‬‬
‫رفعت وجهها تترمل ل يشء يف الغرفة بعادما ملحات البااب‬

‫مواربا و يغلق مما أراح با ا قليال‪ ،‬قلايال فقاط! وقاررت أن‬

‫تلهي نفسها بتعمد عن النظر إليه‪.‬‬

‫صمت لربهة حمافظا عىل ابتسامته ا ادئة‪ ،‬يالحا ماا يصادر‬

‫عنها باح ا عن مدخل لسرب أغوارها‪ ،‬لن يكون هينا هو يعرف‬

‫ذلك يقينا من خالل ما وصفها به شقيقها ومن خالل جهادرب‬

‫مع شقيقها حتى تقدم عىل طريق التعايف بحمد اهلل لكان هاذا‬

‫عمله و التحدي يغريه دائام لي بت مهارته بمهنته‪.‬‬

‫طال الصمت فمطت شافتاها ولساان حا اا يتسااءل بحارية‬

‫*ماذا به ال يتحدثال هل أتى يب ليترملنيال آرب إنه فقاط حيتاال‬

‫عىل أخي املسكو لينهب ماله‪ ،‬إ اجلحايم‪ ،‬هاذا ماا أريادرب‪،‬‬
‫‪553‬‬
‫الصمت إ أن أخرج لكن حينها سرخرب سمري ليوقف سايل‬

‫النقود الذي يغدقه به‪.‬‬

‫‪ ¤‬بامذا تفكرين آنسة أسامء ال‬

‫نظرت إليه بحدة تعقاد ماا باو حاجبيهاا دون رد‪ ،‬فرضااف‬

‫حمافظا عىل ابتسامته‬

‫‪ ¤‬أريد أن أسمعها منك‪.‬‬

‫حتولت العقدة إ تساؤل‪ ،‬فاستطرد هبدوء‬

‫‪ ¤‬رهك يل ‪...‬أريد أن أسمعك تعربين عن رهك يل و بغل‬

‫قدومك إ عياديت‪...‬واحريص عىل أن تكون الكلامت معاربة‬

‫جدا‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫حطت بمرفقها عىل املكتب تسند براحة فها دقنها وأبرصاته‬

‫باستفزاز رافعة حاجبها األيرس‪ ،‬مستمرة بصمتها‪.‬‬

‫ر ز عىل عينيها هو اآلخر باساتفزاز جعال حادقتيها هتتازان‬

‫باضااطراب‪ ،‬فاارنزلتهام إ األرض و اسااتقامت يف جلسااتها‪،‬‬

‫فعادت إ وجهه اإلبتسامة لكن بمكر يقول‬

‫‪ ¤‬إذا آنسة أسامء‪ ،‬هل تعلمو م يدفع شقيقك بالساعةال‬

‫ترد‪ ،‬فاستدرك‬

‫‪ ¤‬يمكننا قضاء الساعة بالتطلع لبعضنا أو السقف أو حتى إ‬

‫الشار من النافذة‪ ،‬فااملنظر هنااك أمجال مان صالعتي التاي‬

‫شغلت بالك منذ دخولك‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫عادت لرفع رأساها إلياه بيانام يسرتسال هبادوء ال يادل عان‬

‫سلرية ‪:‬‬

‫و سيظل حيرضك‬ ‫‪¤‬يمكنك إ ضاعة الساعة وشقيقك لن يير‬

‫وماله يضيع هباء أو يمكناك البادء باالتكلم و نارى ا أيان‬

‫سيفيض بنا األمر‪.‬‬

‫متتمت بلفوت يكاد يسمعه ل كن رسرب‪ ،‬عىل األقل سيتواصال‬

‫معها ‪ :‬ماذا أقول ال‬

‫رد عليها ب قة‬

‫‪ ¤‬ل ما فول بلاطرك‪ ..‬ممم م ال رأيك نحو حضورك لادى‬

‫طبيب نفل‪.‬‬

‫‪556‬‬
‫حاولت مجع الكلامت لتلرجها عرب فمها املتصلب‪ ،‬فلرجت‬

‫أشبه هبم‬

‫‪¤‬ححم‪ ...‬أنا لست جمنونة‪.‬‬

‫أجاهبا بسلرية تعمدها مترمال ردة الفعل املناسبة‬

‫‪ ¤‬هذا ‪..‬أنا سرحددرب بنفل‪.‬‬

‫اشتعلت النريان بصادرها‪ ،‬فعادم نفاي صافة اجلناون عنهاا‬

‫ترمجتها مالمح وجههاا السااخطة‪ ،‬فاساتقامت ومالات عاىل‬

‫مكتبه حتط بكلتا يدهيا عليه بعنف م انفجرت بوجهه‬

‫‪¤‬أنا لست جمنونة هل تسمعال وقدومي هنا ان فقط من أجل‬

‫أخي‪ ،‬خشية أن يمل مني و يرحل عني ‪...‬ولوال ذلك ما أتيت‬

‫‪557‬‬
‫إ عيادتك الراقية التي تستقبل صفوة املجتماع‪ ،‬ال يعلماون‬

‫أين يذهبون برموا م فين روهنا هنا ليتسامروا معك‪ ،‬لكن لي‬

‫أنا! لن أحتمل مساعدتك املتذمرة من ل يشء حتاى مناك و‬

‫بالطبع لن أحتملك ورأسك الفارغ هاذا مان تعقلاه و شاعررب‬

‫‪....‬سرخرج من هنا و لن أعود أبدا‪ ..‬أبدا!‬

‫صمتت تلهت بشدة‪ ،‬مستغربة سكونه و ابتساامته اللعيناة ال‬

‫ماء أمساكته بلهفاة تاروي باه‬ ‫تفارق حميارب‪ ،‬مد ا يدرب بكر‬

‫ظ مرها النات عن غضبها م قال بكل هدوء الكون‬

‫‪¤‬جيد جدا ‪...‬هذرب بداية موفقة أ ن وا قا برننا سنصل إليها‬

‫يف احلصة األو ‪.‬‬

‫‪558‬‬
‫استقام واقفا فرطل عليهاا بطولاه املسااوي لطو اا فشاملت‬

‫أزرق فاتح حتت نزة زرقاء قامتة‬ ‫ملبسه بنظرة رسيعة‪ ،‬قمي‬

‫من الصوف الرقيق بفتحة عنق م ل ة ورسوال قطني من نف‬

‫لون الكنزة‪.‬‬

‫انتبهت إليه يقول‬

‫‪ ¤‬عىل فكرة‪ ،‬لو ظننت للحظة أنك جمنونة ألوصيت بحجازك‬

‫يف إحدى املصحات أو مستشفيات األمراض العقلياة‪ ،‬أظان‬

‫برن اجللسة اليوم انتهت‪ ،‬سرلقاك بعد غد يف م ل هذا الوقات‬

‫إن شاء اهلل و أنصحك بالتفكري جيدا برمر التعبري عاام يضاني‬

‫قلبك و يرهق أحاسيسك و ال تنل‪ ،‬أنا لست حا ام أو جالدا‬

‫‪559‬‬
‫أنا فقط حارض ألسمعك وأقودك إ فهم مشااعرك و إعاادة‬

‫بناء جهازك العصبي‪.‬‬

‫ضغط عىل زر ما وهي التزال جامدة مكاهنا تستغرب طريقته‬

‫يف االستدراج واألغرب أهنا تشعر بنو من االرتياح يف أعامق‬

‫أعامقه ا‪ ،‬أجفلت عىل صوت شقيقها يسلم عىل الطبيب مودعا‬

‫إيارب عىل أمل رجوعها يف املوعد اجلديد وودعته بإيامءة خفيفاة‬

‫م التفتت خترج إ صالة االساتقبال حياث خاطبتهاا زيناب‬

‫بتذمرها املعتاد‬

‫‪¤‬إذهبي وارشيب شيئا باردا هيد‪ .‬من أ ر رصاخاك ويف املارة‬

‫القادمة أخفيض صوتك قليال‪ ،‬فطبلة أذين م قوباة و ال أحاب‬

‫األطباء فارمحيني!‬
‫‪560‬‬
‫م انرصفت وهي تتمتم بفتيات آخر الزمن!‬

‫ضحك سمري بمرح بينام يسحبها من تفيها مغادرين وهي ال‬

‫تعلم إ اللحظة ما الذي حدث!‬

‫*****‬

‫فتح العميد باب غرفاة ورد للسايدة عائشاة التاي أحرضات‬

‫طعاما البنتها‪ ،‬تسلمه منها شاا را وطلاب منهاا تار هام عاىل‬

‫انفراد‪.‬‬

‫وضع الصينية عىل الرسير‪ ،‬ينتظر ورد الغائبة بااحلامم لتانعش‬

‫نفسها و تغري ضامدة جارح سااقها‪ ،‬ملحهاا ساائرة إ الرساير‬

‫وبدأ بإطعامها‪.‬‬ ‫بلطى متوترة‪ ،‬فرفسح ا املجال لتجل‬

‫‪561‬‬
‫تقبلت منه اللقيامت بصمت فرضه رهبة املوقف وظال ينظار‬

‫إليها بحنان بالغ حياول إشاعارها باألماان علهاا تفيضا إلياه‬

‫هبمها‪ ،‬يلوم نفسه عىل تر ها وتفرغه النتقام ليته حصل عليه!‬

‫هذا ال يعني أن صديقه و زوجته يصونا األمانة‪ ،‬فهو متر اد‬

‫من وفائهام لكن هذا ال يربر غيابه عنها‪ ،‬فهل سايزيد أل قاال‬

‫أوزاررب وزر ابنتهال هل أضاعها يا تارىال غصاة اساتحكمت‬

‫بحلقه الشوك يفكر بااملكرورب الاذي أصااب ابنتاه و يكان‬

‫بجانبها ليحميها ‪ ،‬فام أمه ية عمله إن يفد به أقرب األقربوال‬

‫والدهتا من قبل و اآلن! ‪ .....‬انت عينارب تلمعان بدمو أبات‬

‫النزول حياء من هذا الصلر الذي لطاملا خشيه أشد الرجاال‬

‫إجراما وحو الحظتها ورد انقبل صدرها تعلم أهنا السبب‪،‬‬

‫‪562‬‬
‫فحر ت الصينية لتمسك يديه تقابلهام ام نظارت إ مقلتياه‬

‫بر‬ ‫ال شبيهتو بلاصتها‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬أنا بلري أيب‪ ،‬أؤ د لك‪.‬‬

‫شد عىل يدهيا خياطبها بتوسل سطعت به ملعة عينيه احلزينتو‬

‫‪ ¤‬هل أنت حقا بلري يا بنتيال ألن قلبي ال يصادقك وقلاب‬

‫فلاذة بادرب ‪...‬لاذلك‬ ‫األب ال خييب أبدا شعوررب فايام خيا‬

‫حبيبتي أنا أظن بك بعيدة ال البعاد عان "ال بلاري" التاي‬

‫تظلو ختربين هبا من حولك‪.‬‬

‫*ماذا أخربك أيب و ماذا أخفيال إنه ألمر جلال‪ ،‬إن أفصاحت‬

‫عنه زدت عليك بحمل انتقام آخر أعلم أنك ستسعى إليه وأنا‬

‫‪563‬‬
‫ال أريد فقدانك أيب‪ ،‬ال ال أريد! ‪...‬ماذا أفعل يا ريبال أ مناي‬

‫عن‬ ‫احلكمة* ‪...‬مللمت أفكارها توقف بحث عقلها الرش‬

‫حل مؤقت قد فعل والدها ينحاي قلقاه عليهاا ولاو لابعل‬

‫الوقت حتى جتد حال قاطعا وفجرة مألت صورة ليث خيا ا‪،‬‬

‫يف تفهم ل الم ألقته عليه دون تفكري فيفاجئها بترصفاته‬

‫املحرتمة لرغباهتا! عادت لسؤال نفسها عام ان رأيه فيام طلبته‬

‫منهال هل فكر برهنا جمنونة ومعقادةال هال رصف النظار عان‬

‫هناك رجل طبيعي يربط‬ ‫رغبته باالرتباط هباال طبعا! ‪...‬لي‬

‫نفسه بفتاة لن يلمسها‪ ،‬بل سيفر بنفسه من محاقتهاال فام الاذي‬

‫فرب رجال بمكانته ووسامته عىل حتمل معقدة م لهااال تاراهن‬

‫برن فتيات املدينة يتمنو نظرة من عينيه ويسعو إليه حارسة‬

‫‪564‬‬
‫السجن تلك‪ ،‬ناهيك عن األخريات من وسطه لكنها سمعت‬

‫عن ونه مطلق‪ ،‬ملاذا يا تارىال ماا لاذي يادفع باامرأة عاقلاة‬

‫وطبيعية إ ترك رجل م لهال عند هذرب الفكرة شعرت بحرقاة‬

‫ال تعلم سببها تلتهم أحشائها‪ ،‬تعلم برن إحساساها عاربت‬

‫عنه مالحمها حتى تنبهت لسؤال والدها القلق‬

‫‪ ¤‬هل أغضبك قويل بنيتيال أنا حقا أطمع برن متنحيني قتاك‬

‫وتفضو إيل هبمك‪.‬‬

‫ردت عليه بتوتر تفلح يف إخفائه‬

‫‪ ¤‬أنا فقط خائفة من املجرم املجهول‪ ،‬أيب! نحن ال نعرف مان‬

‫يكون حتى و ما يريدرب منيال هذا األمر لوحدرب اف ليؤرقني‪.‬‬

‫‪565‬‬
‫أومر مؤ دا بينام يطمئنها برقة‬

‫‪ ¤‬ال ختايف‪ ،‬ليث خرج بلطة نعقد عليها آماال برية بعاون اهلل‬

‫‪...‬أظن أهنا قد تريت بنتائ جيدة إن شاء اهلل‪.‬‬

‫غلب عليها الفضول تر ز عىل والدها بمالمح جدياة‪ ،‬تنتظار‬

‫منه التفسري‪ ،‬فنطق باقتضاب بينام تفتح فمها بالدة‬

‫‪ ¤‬زيد!‬

‫****‬

‫‪566‬‬
‫ترملاات اجلاادة حلاازن حفياادها‪ ،‬ألول ماارة تاارى نظاارة احلااب‬

‫الصادقة الناضجة بعينيه‪ ،‬حتى حو قرر الزواج برهاف اان‬

‫شعوررب محاسا وعنفوان شباب رسعان ما انطفر وحتاول لكاررب‬

‫وقرف‪.‬‬

‫تريد مساعدته و بشدة لينال سعادته و إن انت تلك السعادة‬

‫فتاة يبدو قد نالت منها بشاعة احلياة ولكاي‬ ‫تتم ل يف شل‬

‫تتمكن من تقديم العاون لاه فاب أن تلام بجمياع جواناب‬

‫املوضو ‪ ،‬فسرلته بحذر‬

‫‪¤‬هل رفضتك لشلصك أم أهنا ترفل الزواج بشكل عامال‬

‫بت مقلتارب عليها قليال قبل أن يرد ببعل الضيق‬

‫‪567‬‬
‫‪ ¤‬جديت أنا يف حرية مان أماري وأشاعر بارنني ضاائع لاذلك‬

‫سرحكي لك عن ل يشء لعلاك ترشاديني إ حال ياريض‬

‫قلبي و رامتي عىل حد سواء‪.‬‬

‫رش ليث يف رسد ل ما علمه عان ورد ومواقفهاا املرشاوطة‬

‫و ذا تكهناته بشرن مصاهبا وجدته تنصت إليه برت ياز حتاى‬

‫ختم المه بزفرة عميقة خرجت من صدررب حارقة‪.‬‬

‫انتظر ردها و رن حياته بر ملها تقف عىل ما ستقوله بينام هاي‬

‫يوما‪،‬‬ ‫تفكر برن تلك الفتاة حتريها‪ ،‬ختط باحلكم عىل النا‬

‫دائام ما ان حدسها يصيب وهي متيقنة مان صادق و حسان‬

‫أخالق ورد لكن ما سمعته اآلن فعلها تشك بال تتر اد أهناا‬

‫جرحت بعمق ومن رجل‪ ،‬و بام أهنا ترتعب منهم فهذا اجلارح‬
‫‪568‬‬
‫من الطفولةال آرب يا ورد! ماذا يمكن أن يكون حدث لك بعمر‬

‫الرباءة‪.‬‬

‫قررت طرح السؤال املهم‪ ،‬تريد أن تعلم إن ان حياب تلاك‬

‫الفتاة بصدق ومستعد ألن يبذل ل يشء من أجل أن تكون له‬

‫‪¤‬بني‪ ،‬بغل النظر عام قد يكون أ هبا‪ ،‬أريد أن أعارف مناك‬

‫ألي درجة أنت متمسك هباال أعني هل أنت مساتعد لتقبلهاا‬

‫بعيوهبا أو حتى مرضها إن انت مريضة‪ ،‬لسات متر ادا مان‬

‫شفائهاال‬

‫نظر إليها دون تعبري‪ ،‬فاستطردت‬

‫‪569‬‬
‫‪¤‬فكر جيدا بناي‪ ،‬إن تيقنات مان اإلجاباة أياا انات أهنيات‬

‫حريتك بنفسك‪.‬‬

‫م أ ملت وهي تشري بيدهيا الصغريتو‬

‫‪ ¤‬إن نت ال تريد مزيدا من العقد يف حياتك وا تفيت‪ ،‬فابتعد‬

‫عنها وانسها فهي األخرى يف غنى عن عقد جديدة تضيفها إ‬

‫حياهتا املزدهرة بش وك حياوطها أماا إن اان فراقهاا يفاوق أ‬

‫مشا لك الشلصية وقرهبا هيون ل عقبات ستلقاها ال حمالة!‬

‫وإن ان ل ما تريدرب هو قرهبا و حماولة إسعادها مهام تطلاب‬

‫منك األمر من تضحية‪ ،‬حينها فقط يمكنني مساندتك بقرارك‬

‫للميض قدما بعالقتكام‪ ،‬وباملناسبة هاي أيضاا سارلتك نفا‬

‫السؤال‪.‬‬
‫‪570‬‬
‫رفع رأسه بحدة يضم حاجبارب بتفكري‪ ،‬فتبسمت تفرس‬

‫‪¤‬حو طلبت منك محايتها حتى من نفسك ‪...‬إهناا تساتجدي‬

‫منك املساعدة دون أن ت ِع ذلك‪ ،‬ألهنا يا حبيبي هي أيضا بلغت‬

‫آخر الطرياق وبوجههاا بااب مسادود اام أن حريهتاا تفاوق‬

‫حريتك‪.‬‬

‫ملعت عينارب بإدراك فتارب عماق بحار أفكااررب ا ائجاة وحينهاا‬

‫أدر ت اجلدة برهنا أوصلته لنقطاة ال يمكان أن تسااعدرب هباا‬

‫وفب عليه اختاذ القرار بنفسه ليجعله هدفا يتحمل مسؤوليته‬

‫و نتائجه‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫أجفل ليث من أفكاررب عىل ضمة جدتاه احلانياة‪ ،‬فشاد عليهاا‬

‫يضاامها هااو اآلخاار يشااكر ااا دوام دعمهااا ترشاادرب لطريااق‬

‫الصواب دون أن حتكم عليه حتى إن أخطر‪ ،‬تفهمه خطررب بلو‬

‫و تفهم‪.‬‬

‫افرتق والسيدة طيبة عىل وعد ب رن يعلمها بسري األمور ‪ ،‬فغادر‬

‫عائدا إ املر ز للبدء بتنفيذ اخلطة‪.‬‬

‫****‬

‫جلستها منذ أن استيقظت من النوم وعىل رسيرهيا ال‬ ‫عىل نف‬

‫متلك ذرة قوة تدفعها للنهوض من مكاهنا‪ ،‬ال تعلام مان أيان‬

‫جاءها هذا الوهنال هل ختشى من مواجهاة األمار ال حاد ت‬

‫‪572‬‬
‫نفسها‪ *،‬ملاذا أنا لست سعيدة با تشاف وجود عائلاة يلال أال‬

‫يعني هذا أنه أصابح يل عازوة و أعاد وحيادةال إذا ملااذا أناا‬

‫خائفةال هل حقا أناا خائفاة مان وجاود عائلاة يل فاب عايل‬

‫التعامل معهمال أم خائفة من قربه هوال ‪...‬أ يشغل بايل طيلاة‬

‫األيام املاضية الفوارق والعقباتال اختفاى ال ذلاك اآلن و‬

‫أصبح عائلتي وي ريدونني أيضا‪ ،‬إذا ماهي املشكلةال ‪...‬دقاات‬

‫خفيفة عىل الباب أيقظتها من سهوها حسبتها ورد لذا انتظرت‬

‫انفتاح الباب لتدخل ام تفعل لكنه حيدث و أعااد الطاارق‬

‫دقاته‪ ،‬فهتفت‬

‫‪¤‬أدخل!‬

‫‪573‬‬
‫انفتح الباب و دخلت السيدة عائشة بصينية أ ل و عىل غرها‬

‫إبتسامة دافئة‪ ،‬م هي حنونة الس يدة عائشاة! مراعياة وحمباة‪،‬‬

‫حمبة فعال ونعام األم فكارت ماريم بيانام تساتجمع أطرافهاا‬

‫لتلرج من الرسير‪.‬‬

‫وضعت الصينية عىل سطح املكتب وعادت إليها لتضمها بينام‬

‫تسمعها تقول بامتنان‬

‫‪ ¤‬أتعبت نفسك يا خالتي‪ ،‬أر سيل إيل نعيمة لتبلغناي وأنازل‬

‫إليك‪.‬‬

‫سحبتها إ املكتب يف الزا وية وأقعدهتا عىل الكاريس أمامهاا‪،‬‬

‫ترد بمحبة‬

‫‪574‬‬
‫‪ ¤‬أتيتك باأل ل هنا ألنني أريد التحدث معاك عاىل انفاراد‪،‬‬

‫هيا! سمي باهلل و يل‪.‬‬

‫رشعت مريم يف األ ل بلجل‪ ،‬فهي تعلم باام ترياد حماد تهاا‬

‫لكنها طرحت السؤال عىل أية حال‬

‫‪¤‬شكرا لك خالتي ‪...‬بامذا تريدين حماد تيال‬

‫ردت عليها بود‬

‫هباو لاذا أردت أن ناتكلم‬ ‫لاي‬ ‫‪ ¤‬أعلم أن ما حدث أما‬

‫قليال‪ ،‬هكذا تنفسو عن مشاعرك وقد أفيدك يا بنتي‪.‬‬

‫ابتسمت برسى بينام جتيبها بوجوم‬

‫‪ ¤‬فعال يا خالتي أنا يف حرية من أمري‪ ،‬ال أعلم ماذا أفعلال‬


‫‪575‬‬
‫ربتت عىل يدها املوضوعة عىل فلذها‪ ،‬ختاطبها بنربة حانية ال‬

‫ختلو من احلزم‬

‫‪ ¤‬أصغي إيل ابنتي! ‪...‬اهلل يعلم أنناي أحببتاك مناذ أول ياوم‬

‫رأيتك به‪ ،‬دخلت قلبي وأصبح مقامك ال يقل عن مقاام ورد‬

‫وسهى وفرحت جدا بوجودك معنا‪ ،‬لذلك طفلتي سرنصحك‬

‫نصيحة صادقة مبنية عىل قول الرش والدين‪ ،‬الرحم مقاد‬

‫عند اهلل و ال فب قطعه‪ ،‬لقد حادث ماا حادث حاو انات‬

‫والدت ك رمحها اهلل حية مع أنني ال أعلم سبب القطيعة لكن ما‬

‫أعلمه يقينا أهنا حرام وذنبها عظيم‪ ،‬فاالرحم تعلقات بعارش‬

‫الرمحن ووعدها سبحانه بوصل من وصلها وقطع من قطعها‪،‬‬

‫فوجب عليك عزيزيت رأب الصد الاذي شاق باو خالتاك‬

‫‪576‬‬
‫ووالدتك وال حتسبي برن األوان قد فات بموت والدتك‪ ،‬ال!‬

‫أبد ا‪ ،‬يبقى حقا م عليك عزيزيت وبوصالك لرمحاك هتادين‬

‫املرحومة أجر حسن تربيتها لك صغرييت‪.‬‬

‫انرشح صدر مريم حلديث السيدة عائشة ونزلت دمعات عاىل‬

‫وجنتيها‪ ،‬فارترت االفصاح عن خوفها‬

‫‪ ¤‬عقيل ال ينفك يلقي عيل بتساؤله‪ ،‬ملاذا هربت منهم أمي ومن‬

‫املذنبال و لام تذ رت اهنيار خالتي بسبب مساحمة يمهلهاا‬

‫القدر لتطلبها من أمي زاد يقيني برهنا السبب‪.‬‬

‫زادت نربة احلزم بصوت السيدة عائشة بينام جتيبها‬

‫‪577‬‬
‫‪¤‬هذا ما قصدته برأب الصد ياا ماريم‪ ،‬إن انات والادتك‬

‫رمحها اهلل املذنبة حتصلو ا عىل الغفران من أهلهاا وإن اان‬

‫تسمحو خلالتك امللهوفة عليك ام بدا عليها باألم‬ ‫العك‬

‫غفاران شاقيقتها‬ ‫واهنيارها أ رب دليل عىل عذاهبا‪ ،‬برن تلتم‬

‫من خاللك‪ ،‬الحظي برن خالتك وضاعها أصاعب إن انات‬

‫أمامهاا إال‬ ‫مذنبة ألن من أذنبات بحقهاا توفاهاا اهلل‪ ،‬فلاي‬

‫أمانتها التي تر تها لتحاف عليها تود هبا شقيقتها املتوفية‪ ،‬أما‬

‫فرنات حياة و نات لتباذيل قصاارى جهادك‬ ‫لو ان العك‬

‫لتحصيل عىل رضا خالتك الكامل عىل والادتك تغمادها اهلل‬

‫برمحته‪ ،‬لذلك صغرييت ليني قلبك فااهلل حياب العباد الطياب‬

‫األعذار لآلخرين أ تسمعي آيته الكريمة‬ ‫الذي يلتم‬ ‫النف‬

‫‪578‬‬
‫ام ۗ بواهلله‬ ‫ك‬ ‫ب‬
‫ل‬ ‫هلل‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ار‬ ‫اون بأن ي ْغ ِ‬
‫ف‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫"و ْليعفوا و ْليص بفحوا ۗ بأ بال ِ‬
‫حت‬
‫ْ‬ ‫ب ب‬ ‫ُّ‬ ‫ب بْ ب ب ْ‬

‫يم" ‪ .‬فكري جيدا حبيبتاي و ال تنلا أن تصايل هلل‬ ‫بغفور ر ِ‬


‫ح‬
‫ٌ ه ٌ‬
‫ر عتو يف جوف الليل وتسرليه احلكماة‪ ،‬فمان أويت احلكماة‬

‫فقد أويت خريا ريا‪..‬‬

‫انرصفت السيدة عائشاة وماريم تنظار إ مكاان خروجهاا‪،‬‬

‫تستشعر جدية الوضع و أهنا فب أن تصل لقرار حاسم تبادأ‬

‫بتنفيذرب‬

‫****‬

‫‪579‬‬
‫‪ ¤‬ماذاال زيدال وما شرنه هو برولئك املجرموال ارشح يل أيب‪.‬‬

‫ان هذا رد فعال ورد حاو علمات مان والادها بارن لياث‬

‫سيستعو بزيد يف خطة الستدراج املجرمو‪ ،‬فرشح ا ياف‬

‫سيتم جتنيدرب وطبعا بام سيساومه م أتبع آخار مجلتاه بابتساامة‬

‫مكر‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬أخربين أنه هكذا سيفي بوعدرب لك بلصوص زيد‪.‬‬

‫لللروج‬ ‫جتاهلت مقصدرب وقامت باجتارب دوالهبا تلتقط مالب‬

‫حتت أنظار والدها املستغربة‪ ،‬فسار يستفرس‬

‫‪ ¤‬ماذا تفعلوال‬

‫‪580‬‬
‫عادت شلصية ورد املعتادة حو ينادهيا الواجب‪ ،‬فاال تفكار‬

‫سوى بتلبيته ولو ان عىل حساهبا‪ ،‬تفرس لاه بيانام تنظار إلياه‬

‫بجدية‬

‫‪ ¤‬سنذهب إ املر ز‪ ،‬فزيد لن يوافق عىل مطلب ليث‪ ،‬أنات‬

‫ال تعلم بام مر به يف طفولتاه أصاابه بفوبياا ال قاة وخصوصاا‬

‫الرجال‪ ،‬أحصل عىل قته إال بعد أعوام من حسن معارشيت‬

‫له و إن يسمع مني مساومة الضابط لن ي ق باه أبادا لاذلك‬

‫وجب عيل احلضور‪.‬‬

‫عقد العميد جبينه بينام يستفرس بريبة‬

‫‪ ¤‬ورد! ما الذي أفقدرب ال قة بالرجالال ماذا حدث حتديداال‬

‫‪581‬‬
‫قبضت عىل أ رة باب احلامم وقاد حتولات النظارة بعينيهاا إ‬

‫صقيع مظلم وظلت للحظات تفتح فمها وتغلقه قبل أن تقرر‬

‫النطق بقو ا املليف مبارشة وهي تفر إ احلامم‬

‫‪¤‬االغتصاب أيب‪ ،‬زيد أغتصب يف طفولته ‪.‬‬

‫جتمد مكانه يتطلع إ باب احلامم الذي أغلقتاه ورائهاا ودوي‬

‫قلبه قد وصال مادارب بيانام فكاررب يتلاذ مسالكا آخار يغرقاه‬

‫بالظنون‪ ،‬فيتمتم هبلع‬

‫‪ ¤‬يا إ ي رمحتك!‬

‫هاتفها بحقيباة يادها‬ ‫أجفل عىل خروج ورد من احلامم‪ ،‬تد‬

‫قبل أن تنحني لرتتدي حذائها‪ ،‬متجاهلة أنظار والدها املريباة‬

‫‪582‬‬
‫واملتوت رة عاىل حاد ساواء حتاى انتهات التفتات إلياه بقو اا‬

‫املقتضب‬

‫‪ ¤‬هيا أيب!‬

‫هنل عىل مضل يستشعر تبة تتسلل إ أعامقه من ظنون ال‬

‫يعلم إ التحقق منها من سبيل‪.‬‬

‫صادفا السيدة عائشة املستغربة مان تغاري حاال ورد و شاعلة‬

‫بمقلتيها و يفتها شعلة اإلحبااط يف شابيهتيها لادى‬ ‫احلام‬

‫ال عميد لكنها تسرل وا تفات بتاوديعهام وماا إن خرجاا إ‬

‫مماا أجفال ورد متساك بمرفاق‬ ‫احلديقة حتى ترهاب احلار‬

‫والدها خوفا‪ ،‬فشد عليها داعام يرشح ا‬

‫‪583‬‬
‫سيتبعونك أينام ذهبت‪.‬‬ ‫‪ ¤‬إهنم احلر‬

‫حاولت االعرتاض‬

‫‪ ¤‬لكن أيب!‬

‫فقاطعها بحزم‬

‫‪ ¤‬ال اعرتاض ورد‪ ،‬سر ون مطمئنا عليك أ ر‪ ،‬حتملايهم إ‬

‫أن نقبل عىل املجرم‪.‬‬

‫صمتت تتقبل األمر مرغمة واستقال سيارة والدها تلحق هباام‬

‫متوجهو إ املر ز‪.‬‬ ‫سيارة احلرا‬

‫‪584‬‬
‫ول زيد مكتب الضابط املمتااز لياث‪ ،‬حالتاه مزرياة‪ ،‬حليتاه‬

‫طالت وهاالت سوداء حتت عينياه احلماراوين حتاى اختفاى‬

‫منهام لوهنام العسيل‪.‬‬

‫استقام واقفا وأجلسه عىل الكريس يعاجله بالسؤال‬

‫‪¤‬هل أنت بلري ال هل تعرض لك أحد بالسجنال‬

‫رمارب بنظرة مرتابة من معاملته املهتمة فجرة‪ ،‬يارد علياه بتاوتر‬

‫واضح‬

‫‪ ¤‬إنه سجن سيدي‪ ،‬يف سيعاملوننيال‬

‫قطب جبينه و زم شفتارب بضيق‪ ،‬يرش بالتمهيد له‬

‫‪585‬‬
‫‪ ¤‬أخربتني ورد برنك تتمنى االلتحاق بكلية الرشاطة‪ ،‬حتاى‬

‫أنك حصلت عىل جممو خيولك لدخول إليها‪.‬‬

‫عاىل وجهاه بيانام‬ ‫ضحك زيد بسلرية زينت لوحاة الباؤ‬

‫يعقب‬

‫‪¤‬نعم اجتهدت وحصلت عىل معدل جيد لكن يكن يل ظهر‬

‫فرنا يتيم نشرت بدار أيتام‪.‬‬

‫عقد ليث العزم عىل استغالل ذلك األمر‪ ،‬يغريه بتحقيق هدفه‬

‫ليوصله إ هدفه هو‪ ،‬فامل إليه مما أجفل زيد فيشري له بيدرب أال‬

‫خياف‪ ،‬خيربرب‬

‫‪586‬‬
‫‪ ¤‬ما قولك لو خرجت من هنا بساجل نظياف ومتانح فرصاة‬

‫لتحقق أمنيتك السنة القادمة إن شاء هللال‬

‫امتقع وجه زيد حيمر غضبا بينام هيتف فاقدا لتعقله‬

‫‪ ¤‬هل أتيت يب هنا لتهزأ و تسلر منيال ‪...‬أ ذرب الدرجة هيون‬

‫عليكم البرش وتعاملوهم احلرشات تتسلون هبم أيضاال‬

‫لكن ما يرارب‬ ‫هبت ليث من هجومه‪ ،‬ظن أنه سيسعد ويتحم‬

‫ذلك متاما‪ ،‬سيكون إقناعه مهمة صعبة للغاياة‪ ،‬فلاي‬ ‫عك‬

‫هناك ضامنة عدا لمته‪ ،‬فكيف سيقنعه باال تفاء هباال ‪.‬‬

‫هام بالتحاادث فقاطعتااه دقااات عااىل الباااب‪ ،‬صاااح باااإلذن‬

‫بالدخول وهنل عن رسيه عندما ملح الداخلو و ذلك فعل‬

‫‪587‬‬
‫زيد هو اآلخر وقد تغاريت مالماح وجهاه إ بعال اللاو‬

‫واملودة حينام رأى ورد‪.‬‬

‫سلم العميد عىل الضابط و زيد املستغربو عىل حد سواء أماا‬

‫هي فقد أبرصته بتوتر جيل يف مقلتيها‪ ،‬يشري اا بتحياة ردهتاا‬

‫بم لها م التفتت إ زيد الذي ها ا حاله املزرى لاذا أمالات‬

‫رأسها برسى‪ ،‬تسرله عن حاله‬

‫‪ ¤‬يا إ ي! هل أنت بلري يا زيد ال أعلم برن ظاروف الساجن‬

‫قاسية‪.‬‬

‫أجاهبا واالمتنان الهتاممها بالرغم مان فعلتاه التاي عرضاتها‬

‫للمشا ل يغمر أحشاءرب قبل وجه‬

‫‪588‬‬
‫‪ ¤‬نعم ‪ ...‬قاسية جدا‪.‬‬

‫إلتفتت إ ليث بسؤا ا املقتضب‬

‫‪ ¤‬هل أخربته باخلطةال‬

‫استوضح من العميد بإشارة‪ ،‬فرجابه األخري باإيامءة تعناي أن‬

‫األمر بعلمها‪ ،‬فعاد إليها بردرب‬

‫‪ ¤‬أعلمته باملساومة لكنه يصدقني بل اهتمني بالسلرية منه‪.‬‬

‫منحت والدها نظرة ذات معنى التقطها ليث م اقرتبات مان‬

‫زيد تعدرب ب قة‬

‫‪ ¤‬زيد‪ ،‬الضابط ليث ال يسلر منك‪ ،‬أريدك أن تصغي إليه فهو‬

‫أهل قة‪.‬‬
‫‪589‬‬
‫تدري ماذا فعلت به وهي تلقي بتلك اجلملة بكال سالساة‬

‫مما زاد من يقينه بام قرر فعله‪ ،‬أما زيد فكرنام شاع وجهاه بناور‬

‫البرش وظهر شبح إبتساامة عاىل غاررب خيااف أن يصادق ام‬

‫يستيق عىل واقعه املر بيد أن ورد ي ق هباا قاة عميااء‪ ،‬فهاي‬

‫الوحيدة التي آمنت ب ه وساعدته لسنوات ومهام أخطار هتذباه‬

‫برفق و دائام ما انت تناديه برخي يرى صدق مناداهتا بعينيها‪.‬‬

‫‪ ¤‬ستحقق أحالمك بشرن املهنة التي حتبهاا‪ ،‬فلياث والعمياد‬

‫لدهيام عالقات مهماة‪ ،‬أماا القضاية فساتعترب شااهد مسااعد‬

‫للرش طة‪ ،‬و إذا ساعدهتم بام يريدونه منك ستلرج حتاى قبال‬

‫هناية القضية‪.‬‬

‫‪590‬‬
‫ضم قسامت وجهه توجسا من املقابل املطلاوب مناه لتحقياق‬

‫حلمه الذي مان أجلاه سايفعل ال يشء باالطبع لاذا طارح‬

‫السؤال بحذر‬

‫‪ ¤‬بامذا أساعد م بالضبطال‬

‫هنا تدخل ليث‪ ،‬يفرس‬

‫‪ ¤‬منااذ ماادة ونحاان نبحااث عاان املااورد اجلديااد الرئيلاا‬

‫للملدرات‪ ،‬نستطع حتى الوصول ويته‪ ،‬فهو ماا ر جادا‬

‫خيفي نفسه بمهارة و دائام حيرك خمدوميه بعيدا و هم أوفياء له‬

‫بشكل صادم ‪...‬تتبعنا شحنة جديدة دخلت البالد جتاهلناهاا‬

‫‪591‬‬
‫األفعى ولكن بطريقة غامضة فقدنا أ رها ال ة‬ ‫لنصل ا رأ‬

‫أيام لتظهر يف قبو اآلنسة ورد‪.‬‬

‫جح زيد بعينيه صدمة وخزي مان تصاديقه لاذلك الوغاد‬

‫الذي ادعى صداقته حتى و ق به عىل غاري عادتاه‪ ،‬فلقاد أراد‬

‫اإل بات لنفسه برنه إنسان طبيعاي ويساتطيع إقاماة عالقاات‬

‫اجتامعية و يكن يعلم برنه يلقي بنفساه يف اجلحايم و يسابب‬

‫لورد شبهة شوهت سمعتها‪.‬‬

‫أ مل ليث بجدية‬

‫‪ ¤‬بعد التحر ياات وبعال االعرتافاات‪ ،‬تر ادنا أهناا مكيادة‬

‫لآلنسة ورد وعليه فإن املجرم تربطه هبا عالقة قريبة أو بعيادة‬

‫‪592‬‬
‫لذا اعتربناها بداية اخليط الذي سيوصلنا إليه وتضاعف يقيننا‬

‫حو حاولوا خطفها‪.‬‬

‫هتف زيد باستنكار شديد‬

‫‪¤‬خطفهاال وصل األمر خلطفها!‬

‫م نظر إليهم‪ ،‬يستطرد بقلق بالغ أ اد للياث والعمياد مادى‬

‫تقديررب لورد وخوفه الصادق عليها‬

‫‪ ¤‬و ماذا حدثال أعني ماذا ستفعلونال هل ستنتظروهنم حتى‬

‫يؤذوهناال‬

‫‪593‬‬
‫شعر العميد بارتياح بري ملرآى خوف زياد عاىل ابنتاه‪ ،‬فهاذا‬

‫يعني قبوله ملساعدهتا أمر مرجح أما ليث فالنار تنذر باشتعا ا‬

‫بصدررب الذي بدأ يضيق‪ ،‬فنطق بحدة يقصدها‬

‫‪ ¤‬فلتنا منهم هذرب املرة وقبضنا عاىل األوغااد لكان العاادة‪،‬‬

‫الب أوفياء و هنا يريت دورك‪.‬‬

‫ضيق عينيه طلبا للتفسري‪ ،‬فتكلم العميد بدوررب‬

‫‪¤‬هل أنت مستعد ملساعدة ورد يا زيدال‬

‫أجابه دون تفكري‬

‫‪¤‬أفدهيا بحيايت ‪..‬سرفعل أي يشء!‬

‫‪594‬‬
‫تبسمت ورد بتر ر‪ ،‬فررضمت النار و عا ت فساادا برعصااب‬

‫ليث ليهدأ قليال حو استطرد اآلخر بصدق‬

‫‪¤‬إهنا أختي التي ال أعرف يل عائلة غريها والبعل من قاطني‬

‫الدار‪ ،‬أنقذتني مرات عدة ولن أحتمل إن أصاهبا مكرورب‪.‬‬

‫تر رت ورد بشدة‪ ،‬جتيبه‬

‫‪ ¤‬أخي أنا أفعل سوى واجبي وال انتظار مقاابال‪ ،‬صاحيح‬

‫برنني أريدك أن تساعدهم لتحقق أحالمك لكان لان أسامح‬

‫بتعرضك ملكرورب لذا ‪...‬‬

‫إلتفتت إ ليث و العميد‪ ،‬تكمل‬

‫‪ ¤‬هل األمر فيه خماطرةال ألنني لن أقبل بذلك‪.‬‬

‫‪595‬‬
‫رد عليها ليث بنزق‬

‫‪¤‬ال خطر عليه‪ ،‬ل ما سيفعله يم ل عليهم رهك وعائلتاك‬

‫وتوعدك أمامهم باالنتقام حتاى ي قاوا باه ويتحاد وا بحرياة‬

‫أمامه‪ ،‬ال نريد سوى اسم رئيسهم وفقط‪.‬‬

‫ر ز نظررب عىل زيد‪ ،‬يعيد مجلته األخرية‬

‫‪¤‬اسمه فقط وتكون خارج السجن بإذن اهلل‪.‬‬

‫ابتسمت ورد ليبتسم زيد بدوررب فيبه بتصميم‬

‫‪ ¤‬اتفقنا‪ ،‬أعدك أن آتيك بإسمه ومعلومات عنه أيضاا هكاذا‬

‫تتر د أنني أصلح رشطي‪.‬‬

‫ضحك العميد الذي جاور ابنته‪ ،‬يقول‬


‫‪596‬‬
‫‪ ¤‬بام أن ورد قامت بادورها لتوفاق بيانكام ورصمتاا متفقاو‪،‬‬

‫اسمحا يل برن أعيدها لبيتها وندعكام لتكمال اجتامعكام‪.‬‬

‫اقرتب ليث منه‪ ،‬يطلب برجاء‬

‫‪ ¤‬لو سمحت سيدي أريد التحدث مع اآلنسة عىل انفراد‪ ،‬لن‬

‫يطول األمر‪.‬‬

‫نظر إ ابنته بقلق وهي تفكر برن عليهاا أن تارحم والادها و‬

‫ترصف قلقه عليها فرشارت له بقبول‪.‬‬

‫طلب ليث ياسو با ا تف الداخيل‪ ،‬فرت ه مع زيد ليطلعه عىل‬

‫املعلومات حول املقبوضو عليهم ليرش يف االندماج بينهم ما‬

‫إن يعود إ السجن م أخذ سرتته وغادر املر ز بصاحبة ورد‬

‫‪597‬‬
‫والعميد الذي فارقهام عىل وعد إيصا ا إ البيت بعاد انتهااء‬

‫لقائهام‪.‬‬

‫*****‬

‫زفرة راحة أطلقها حممود بينام يسارتخي عاىل الكاريس مرحياا‬

‫رأسه عىل حافته حيدث باطنه *أف‪ ،‬ان يوما طاويال‪ ،‬ياا هلل!‬

‫األطفال من قبلال هال فعاال لادهيم تكلفاة‬ ‫من ان يفح‬

‫الطبيب أم أنه ان هناك أطباء فعلاوا ما يلال وتلاك املاا رة‬

‫أملحها أبدا‪ ،‬منذ أن قابلتها صباحا اختفت رهنا هتارب مناي‪،‬‬

‫لنرى اآلن يف ستهربو عندما آيت ملكتبك!*‬

‫‪598‬‬
‫الح املمرض ريم البسمة الواسعة متأل وجهه‪ ،‬فقال بمرح‬

‫مستغربا‬

‫‪¤‬بعد ل هذا التعب تبتسمال الدار حمظوظة بك يا د تور‪ ،‬هل‬

‫تعلمال قليلون هم من يقدمون خدماهتم من قلوهبم‪.‬‬

‫رد عليه وهو يستقيم حمافظا عىل ابتسامته ا ادئة‬

‫‪¤‬صدقني ريم‪ ،‬أنا أفعل شيئا عظيام‪ ،‬املساعدة احلقيقية هي‬

‫ترمو العمليات اجلراحية باملجان وهذا ما سرعمل عليه باإذن‬

‫اهلل‪ ،‬هؤالء األوالد يستحقون بالفعل‪.‬‬

‫ربت ريم عىل تفه بإعجاب وامتنان وودعه عىل أمل لقائه يف‬

‫آخر األسبو املقبل واجته رأسا ا ا اربة منه‪ ،‬ان عىل وشك‬

‫‪599‬‬
‫طرق الباب حو تسمر وهو يترملهاا مساتلقية عاىل األريكاة‬

‫اجلانبية باملكتب وعينيها مغمضتو‪ .‬تسمرت قادمارب مكاانيهام‬

‫ام متردت علياه مقلتياه تلتقطاان مارآى هيئتهاا املسارتخية‪،‬‬

‫جفوهنا السوداء املسدلة عىل وجنتيها املحمارة وساط بيااض‬

‫وجههااا وطاارف الطرحااة يكاااد يظهاار بعاال اخلصااالت‬

‫تلك اخلصالت أو يعيد‬ ‫السوداء‪...‬امتدت يدرب و رن ه سيلم‬

‫طرف الطرحة مكاهنا لكنه أوقفهاا يف ا اواء قبال أن يضامها‬

‫بشدة ام يلجم نفسه عن التقدم نحوها‪ ،‬ال يعلم م بقي ابتا‬

‫مكانه فقط ينظر إليها‪ ،‬ال يريد أن تنتهي اللحظة حملقاا بساامء‬

‫صفاءها وبراءهتا لكن لكل يشء هناية‪ ،‬صوت أطفال باحلديقة‬

‫أيقظه ا ترفرف بجفنيها فريفرف معهام قلبه وقد نل متاما أناه‬

‫‪600‬‬
‫الزال عىل وقفته عىل املدخل وما إن وعت جيدا أجفلت مان‬

‫حضوررب‪ ،‬فشهقت وانتفضت واقفة حترك يدهيا بتاوتر تادخل‬

‫شعراهتا داخل الطرحة وتسوي هندامها قبالة بسمته البلهاء‬

‫‪¤‬ددد‪ ...‬توور م‪..‬حممود ماذا ‪...‬أنت هنا ‪...‬ما الذيال‬

‫رد عليها بنربة متر رة فضحت ما فيش به صدررب‬

‫‪ ¤‬لقد أهنيت عميل وجئت ألراك قبل مغادريت‪ ،‬أنت متعبة‪،‬‬

‫ال ترتاحو بغرفتكال‪ ...‬نومك هناا غاري ماريح وغاري الئاق‬

‫الدخول عليك‪.‬‬ ‫ويمكن ألي شل‬

‫‪601‬‬
‫للحظة انت ستطلق أرس أحاسيسها لتحلاق بغيماة عشاقها‬

‫املغرية كل مرة تلتقي به لكن ها أجلمات نفساها بقاوة‪ ،‬جتيباه‬

‫بجدية وحزم‬

‫‪ ¤‬م ل دخولك أنات عايل دون اساتئذان! ‪...‬اسامع د تاور‬

‫حممود! أنا ال أسمح بالتامدي ألحد! إلزم حدودك من فضلك‬

‫‪...‬عن إذنك!‬

‫تر ته للمرة ال انية يف ذلك اليوم ال يفقه من مواقفها شيئا لكن‬

‫املكر غطى حميارب متمتا لنفسه* األيام بيننا وسنرى!* م غادر‬

‫و قلبه قد اختذ الدار عنوان سكن له‪.‬‬

‫****‬

‫‪602‬‬
‫الطاولة املنزوياة بااملقهى املقابال للمر از‬ ‫جالسان عىل نف‬

‫املرشاوبات‪ ،‬لابن سااخن حماىل بالعسال وقهاوة‬ ‫وطلبا نف‬

‫سوداء مرة‪ ،‬ترفع وجهها منذ غادر والدها أما هو فلم يرفع‬

‫عنها عينيه رنه يستغل فرصة توترها ليحف معاملها‪ ،‬ارتشف‬

‫رشفة من القهوة ينشد منها دفعة شجاعة ملا يريد أن يصل إليه‬

‫م أجىل حنجرته ليلرج لامته‬

‫‪ ¤‬يف حال ساقكال‬

‫أجابته بينام تنظر لكرسها رهو قبضتيها املتشنجتو‬

‫‪ ¤‬بلري ‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫زم شفتي ه هيد‪ .‬من وجيب قلبه امللتا وقرر أن يديل ما بادلورب‬

‫مبارشة‪ ،‬فلقد فكر و أد ار املسرلة بعقله من ل جوانبها ودائاام‬

‫تفيض إ نتيجة واحدة‪ ،‬يريدها بجانبه‪ ،‬حيد ها حيميها‪ ،‬بلم‬

‫أو بدونه يريدها يف حياتاه‪ ،‬حيتاجهاا اام حتتاجاه‪ .‬يشء ماا ال‬

‫يعرف نهه يشعررب برهنا له‪ ،‬ختصه ومسؤول عنها‪ ،‬لذا سيرخذ‬

‫بيدها ام تفعل مع ل من تقابله وتساعد دون مقابال‪ ،‬تنرشا‬

‫اخلري والسالم أينام حلت حتى أخجلته من نفسه‪ ،‬مع أنه ان‬

‫يف عمله لكنه عمله عىل أي حال أما خارجه‪ ،‬فليسات‬ ‫خيل‬

‫مان حولاه‪ ،‬سايغري‬ ‫له أنشطة وال يلعب دورا يف حياة الناا‬

‫ذلك إن شاء اهلل و ساتكون هاي أول مان يقادم اا العاون‪،‬‬

‫سيحبها بال مقابل ولن هيدأ حتى يراهاا تضاحك مان قلبهاا‬

‫‪604‬‬
‫وتبكي من أبسط األشياء الفتياات‪ ،‬سايزر األماان بقلبهاا‬

‫من برودهتام‪.‬‬ ‫وصدرها ليطفو عىل صفحة مقلتيها فتتلل‬

‫‪¤‬هل نت جادة حو طلبت مني محايتك من الرجال وحتاى‬

‫من نفل ال‬

‫تر زت أنظاررب عىل يدهيا تشدان األرس عىل الكوب حتى خيش‬

‫أن يكرس بينهام‪ ،‬فرردف‬

‫‪ ¤‬إن نت جادة‪ ،‬فرنا مستعد لذلك‪.‬‬

‫رفعت عينيها إليه بحادة وحارية‪ ،‬ال تفهام قصادرب بالضابط‪،‬‬

‫فرمالت رسها عىل شافتيها وارتشافت مناه لتسالك الغصاة‬

‫بحلقها وتنطق بكلمة يتيمة‬

‫‪605‬‬
‫‪ ¤‬يفال‬

‫أجاهبا مفرسا ومسلطا نظراته عىل عينيها الساوداوين‪ ،‬يلاتقط‬

‫ل ردة فعل منهام‬

‫‪ ¤‬سرمحيك بكل ما يف الكلمة من معنى‪ ،‬لن يتجرأ أحاد عاىل‬

‫االقرتاب منك وطبعا أنا أو ام لكان ألفعال ذلاك فاب أن‬

‫تكوين أمام عيني ويف بيتي أي يف عصمتي‪.‬‬

‫الحت له احلرية والريبة ردة أو فوأدها بمهدها‪ ،‬مستدر ا‬

‫‪ ¤‬تذ ري أنك طلبت من زيد أن ي ق يب‪ ،‬لن تقويل ذلك لاو‬

‫تكوين وا قة من صدق وعدي و لمتي‪.‬‬

‫‪606‬‬
‫صدقته وظلت تتساءل عن املقابلال تعاملها املستمر مع خمتلف‬

‫أنااوا البرش ا علمهااا أن معظمهاام ال يقاادم شاايئا باملجااان‪،‬‬

‫فاستفرست منه بينام تفكريها منحرص بوالدها وخوفها عليه‬

‫‪¤‬ال أصدق برنك توافق دون مقابل‪ ،‬البد هناك شيئا أفيدك به‪.‬‬

‫أراد إقناعها بري شكل حتى ترمن جانبه‪ ،‬فرخربها بفائدة هاي‬

‫بالفعل ستعود هبا عليه‬

‫‪ ¤‬عائلتي تلح عيل ألتزوج ومنحوا يل مدة ألختار بنفل وإن‬

‫رفضت سيضغطون عيل ألتازوج إبناة خاالتي التاي أعتربهاا‬

‫بم ابة أخت يل‪ ،‬تربينا سويا وال أ ن ا إال مشاعر أخوة‪ ،‬لاذا‬

‫أنت ستوصدين ذلك الباب وترحيينني من املشا ل‪.‬‬

‫‪607‬‬
‫يعلم برنه متادى لكنه جمرب‪ ،‬أما هي فال تعلم ب أحسات بليباة‬

‫أمل من جوابه و رهنا تنتظر منه شايئا آخار‪ ،‬هكاذا أصابحت‬

‫مؤخرا‪ ،‬تريد شيئا وباطنها يذهب باجتارب آخر‪ ،‬رهنا أصابحت‬

‫مزدوجة الفكار واإلحساا ‪ ،‬نفضات عنهاا تلاك األفكاار‬

‫الغريبة جتيبه قبل أن ترتاجع‬

‫‪¤‬أنا موافقة لكن برشوط‪.‬‬

‫يتوقع موافقتها هبذرب السهولة‪ ،‬البد أهنا خائفة يائسة وتبحث‬

‫عن مصدر أمان تر ن إليه‪ ،‬ظل ينظر إليها منتظارا رشوطهاا‪،‬‬

‫فر ملت‬

‫‪ ¤‬أوال‪ ...‬ال أريد حفل زفاف‪.‬‬

‫‪608‬‬
‫رمقته بنظرة تساؤل ردها هبزؤ‬

‫‪ ¤‬إنه شرنك‪ ،‬فرنا حظيت بواحد وصدقيني يعجبني أبدا‪.‬‬

‫ها هي من جديد تلك النغزة املزعجة تصيب وسط صادرها‬

‫بر من إجاباته سوف جتن أ ر من جنوهنا‪ ،‬أجفلها ليث بقوله‬

‫‪ ¤‬انياال‬

‫زمت غرها وهناك علقات زرقاوتياه للحظاة قبال أن جتفلاه‬

‫بنربهتا احلانقة‬

‫‪ ¤‬لن أعيش معك يف بيت لوحدنا لذلك فب أن تعود لبيات‬

‫أهلك و تتر د من وجود غرفتو بجناحك‪.‬‬

‫‪609‬‬
‫وضع راحة يدرب حتت ذقنه يسند مرفقها عىل الطاولاة‪ ،‬يبتسام‬

‫بقوله متعمدا‬

‫‪ ¤‬نا ‪ !!!.‬جناحنا‪.‬‬

‫جتبه فقط حتدق به‪ ،‬فر مل‬

‫‪¤‬أنا موافق‪ ،‬ل رشوطك ستنفذ بعون اهلل‪.‬‬

‫مهت بالوقوف‪ ،‬فرشار ا بالرجو إ مكاهنا‪ ،‬يستدرك بمكر‬

‫‪ ¤‬سمعت رشوطك و تسمعي طلبايت‪.‬‬

‫استعمل لمة طلبايت عمدا مماا جعلهاا تستسالم بيانام تشاعر‬

‫باخلجل من وقاحتها‪ ،‬فاستطرد مبتسام بظفر‬

‫‪610‬‬
‫أنات زوجتاي‬ ‫‪¤‬سرنفذ ل رشوطك لكن باملقابل أمام النا‬

‫بكل ماا يف الكلماة مان معناى‪ ،‬وجاب علياك احرتاماي يف‬

‫وجودي و غيايب وإعالمي بمكان تواجدك طوال الوقت‪.‬‬

‫جتمدت لوهلة و رهنا تفكر م أومرت بنعم يكفيه‪ ،‬فطالبهاا‬

‫بتر يد شفهي‬

‫‪¤‬قوليها ورد‪ ،‬فب أن أسمع موافقتك ينطقها لسانك‪.‬‬

‫املكان أزال تلك‬ ‫ليست نغزة هذرب املرة بل شعور منعش بنف‬

‫النغزة رهنا تكن! ملاذا و يفال هل تطلب منه إعادة نطاق‬

‫إسمها جمردا لتتر دال‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫**تبا‪ ..‬تبا ! ماذا يبال فب أن أبتعد! فوجاودرب يشاوش عاىل‬

‫ياين*‬

‫سارعت تقول ‪:‬‬

‫‪ ¤‬اتصل بريب و حدد معه موعدا لتحرض عائلتك‪ ،‬هل يمكنناا‬

‫الذهاب اآلنال‬

‫رسور تفشى بلاليا جسدرب ونشاوة ساعادة أملات باه لكوهناا‬

‫ستكون ملكه وبجانبه‪ ،‬فقام يشري ا ي تتقدمه وأ ناء طرياق‬

‫ببنت شفة وهو أيضا‪ ،‬رنه خيشى تراجعها فت ر‬ ‫العودة تنب‬

‫الصمت‪.‬‬

‫‪612‬‬
‫أوقف السيارة أمام منز ا و يرى منها سوى حر ة خفيفة من‬

‫رأسها‪ ،‬فبادر بالقول‬

‫‪¤‬إعتني بنفسك ورد‪ ،‬أراك قريبا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫ردت وقااد تر ااد حدسااها باارن نطقااه الساامها جمااردا يبعااث‬

‫اللذيذ بصدرها وتساءلت إن انت ستشعر به ل‬ ‫اإلحسا‬

‫مرة ينطق فيها اسمها بتلك الطريقة‪.‬‬

‫دخلت بيتها تنوي رؤية ماريم قبال أن تاروي لغرفتهاا حتاى‬

‫يساعدها سقفها العادة عىل تفصيل األماور وترتيبهاا و اذا‬

‫فهمها لكنها توقفت ومساامعها تلاتقط أصاوات قادماة مان‬

‫‪613‬‬
‫الصالون‪ ،‬فاجتهت إليه لتجد مريم و خالتها مع ابنتها والسيدة‬

‫عائشة تغرقن يف بر ة من الدمو ‪.‬‬

‫هتدل تفا ورد باستسالم وحلام ساقف غرفتهاا باات بعيادا‬

‫وسلمت أمرها هلل تلقي السالم بينام تدخل عليهن‪.‬‬

‫***قبل قليل***‬

‫بعد حماد تها مع السيدة عائشة قررت التفكري بوضوح أ ار و‬

‫إزالة حريف *لو* من عقلها فلن تفيد يف وضعها شيئا‪ ،‬أما هو‬

‫لن تزيله إنام ستزحيه جانبا‪ ،‬فب أن تتواصل مع خالتها وتبني‬

‫معها عالقة ودية‪ ،‬هي اآل ن بم ابة والدهتا و ام قالات السايدة‬

‫عائشة سرتأب الصد الذي أحد ه الشيطان بينهم وهكذا هينر‬

‫‪614‬‬
‫األموات واألحياء لكن يف ستتواصل معها وال متلك رقام‬

‫هاتفهاال هزت تفاهاا و أرجارت األمار لاه إ عاودة ورد‬

‫وخرجت من غرفتها رنام تصفية األمور ماع ذهنهاا أنعشاها‬

‫وأزال اخلمول ع ن جسدها‪ ،‬سمعت أصوات السايدة عائشاة‬

‫ونعيمة قادمة مان املطابخ‪ ،‬فاجتهات إلايهام تلماح رسورمهاا‬

‫برؤيتها‪ ،‬أجلستها نعيمة إ طاولة املطبخ وأحرضت ا عصري‬

‫برتقال تشاورها فيام ان حدي ها والسيدة عائشة عان املطابخ‬

‫والطعام‪.‬‬

‫رنو ا اتف الداخيل للمنزل أسكتهن وقامت نعيمة جتيب قبل‬

‫أن تنظر إ مريم‪ ،‬تقول ‪:‬‬

‫‪615‬‬
‫‪ ¤‬هناك سيدتان عىل الباب تسترذنان للدخول‪ ،‬يقول ارم أن‬

‫إحدامها خالتك يا مريم‪.‬‬

‫إشتدت أطرافها وعال التنمل جسدها‪ ،‬تدري برهنا ستواجه‬

‫قرارها هبذرب الرسعة‪ ،‬شعرت بلمساة عاىل يادها‪ ،‬فالتفات إ‬

‫السيدة عائشة التي أومرت اا تشاجعها‪ ،‬فنظارت إ نعيماة‬

‫تشري ا بموافقة عربت عنها األخرية باقتضاب‬

‫‪ ¤‬أدخلهام رم‪.‬‬

‫سحبتها السيدة عائشة من يدها وخرجتا باجتارب الباب الداخيل‬

‫حيث تر ت يدها وسبقت ترحب هبام ومريم جامادة مكاهناا‬

‫م بتة عينيها عليهام‪.‬‬

‫‪616‬‬
‫تقدمت خالتها ومدت يدها لتصاافحها بيانام تقاول بعاطفاة‬

‫اختلطت بالوجوم واحلزن مع الك ري من الرتقب‬

‫‪ ¤‬أهال ابنتي‪ ،‬يف حالكال‬

‫نظرت لوهلة ا يدها املمتدة م عزمت أمرها وصافحتها مماا‬

‫أرس قلب األخرى تضم فها بحرارة وما تتوقعه هو هجاوم‬

‫تلك العاصفة املسامة ابنة خالتها ملار حتضنها بقوة‪.‬‬

‫دعااتهن ساايدة املناازل إ غرفااة الضاايوف اام إ اجللااو ‪،‬‬

‫بجوارهاا والبسامة تناري‬ ‫فسحبت السيدة هناء مريم لتجل‬

‫حمياها معربة عن سعادهتا بابنة أختها الوحيدة بينام انت ملاار‬

‫من استرنف احلديث‬

‫‪617‬‬
‫‪¤‬أنا سعيدة جدا بالتعرف إليك مريم‪ ،‬ال أصدق لآلن أن لدي‬

‫إبنة خالة‪ ،‬ن ت أود التعرف أيضا إ خالتي رمحها اهلل‪ ،‬فلقاد‬

‫نت متش وقة لرؤيتها من دوام حديث أمي عنها لكان املاوت‬

‫سبقنا إليها‪.‬‬

‫امتقعت الوجورب بحزن‪ ،‬فقالت السايدة هنااء بناربة هتادجت‬

‫بالبكاء وهي تضم مريم من تفيها‬

‫‪ ¤‬لكنها تر ت قطعة منها لتهون علينا القليل من حزن فراقها‪.‬‬

‫سالت الدمو تعبريا عن حزن القلب لفراق األحباة قبال أن‬

‫يرفعن رؤوسهن إ مكان وقوف ورد التي ألقت السالم للتو‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫ارتاحاات مااريم لوجودهااا‪ ،‬فقاماات إليهااا وأمسااكت بياادها‬

‫قرهبا‪.‬‬ ‫تسحبها إ األريكة املقابلة لتجلسها عليها وجتل‬

‫حتد ت ورد قائلة‬

‫‪ ¤‬يف حالك سيدة هناءال أجرك اهلل برختك سيديت‪ ،‬لنا ا‪.‬‬

‫أجابت السيدة و الدمو متأل عينيها‬

‫‪¤‬رمحها اهلل يا بنتي و ساحمنا اهلل فيها‪.‬‬

‫حينها تدخلت مريم مستغلة مجلتها األخرية‪ ،‬تستفرس‬

‫‪ ¤‬أخربيني خالتي‪ ،‬ما سبب القطيعةال‬

‫تشنجت مالمح وجهها بتاوتر تنااظر ابنتهاا املشافقة عليهاا‪،‬‬

‫يغمرمها اخلوف من قتل هاذا الاود الاذي أبدتاه ماريم لكان‬


‫‪619‬‬
‫السيدة هناء تذ رت نصيحة هشام برهنا فب أن تصرب وترصا‬

‫عىل مصاحلة إبنة شقيقتها حتى تكسبها‪ ،‬فالتفتت إليها‪ ،‬حتكي‬

‫ا قصة املايض األليم‬

‫‪ ¤‬أنا وشقيقتي رمحها اهلل االبنتو الوحيدتو للسيد مجاال آل‬

‫عالم‪ ،‬من أ رب عائالت املدينة‪ ،‬أ ان أ ربهاا ساوى بسانة‪،‬‬

‫أقسم برنني أحببتها ام أحبتني أيضا نكن نلفي عىل بعضنا‬

‫أي يشء نتقاسم ل ما نملكه لدرجة أن إحدانا دائام ما انت‬

‫ترتك غرفتها لتنام بجاناب األخارى و يكان بينناا اخاتالف‬

‫سوى صافة لعيناة دمارت عاائلتي وحرمتناي مان شاقيقتي‬

‫الوحيدة ووالدي‪ ،‬نت أرستقراطية بكل ماا يف الكلماة مان‬

‫معنى‪ ،‬متعجرفة ال يرضيني يشء يف الوقت الذي انات فياه‬

‫‪620‬‬
‫ليىل بسيطة جدا بل ريا ما انت تستهجن طريقة عيشنا ذا‬

‫ناا نعتاربهم‬ ‫ان أيب دائم الشجار معها الختالطهاا برناا‬

‫ساحمنا اهلل رعا وخدم لنا‪ ،‬يف سنتي األخرية باجلامعة توفيات‬

‫والدتنا وتر رنا بشدة خصوصا ليىل‪ ،‬فهي انت الوحيدة التي‬

‫ال حتكم عليها وتدافع عنها أمام والادي‪ ،‬حينهاا أناا خطبات‬

‫لزوجي من عائلة الصياد و ان ذلك فلرا لوالادي‪ ،‬فحااول‬

‫املستوى ا أيضا لكن لايىل انات لادهيا‬ ‫تدبر زوج من نف‬

‫خططا أخرى‪ ،‬فلقد تعرفت بشاب ما يف اجلامعة وأحبته‪.‬‬

‫زاد نحيبها وهي تكمل‬

‫‪ ¤‬أ خربتني عن رسها ألسااندها يف معر تهاا ماع أيب لكنناي‬

‫ختلي ت عنها ‪..‬شعرت باخلزي حينها من معرفة أهال زوجاي‬


‫‪621‬‬
‫باملوضو وفكرت برهنا ستجلب العار لعائلتنا وسيشمت بناا‬

‫أهل وسطنا ‪...‬فرخربت أيب‪ ..‬تشاجر معها يومهاا حتاى أناه‬

‫صفعها وحبسها بغرفتها وأخفى املفتاح ام منعنا من التواصل‬

‫معها أو إطعامها‪.‬‬

‫شهقة بكاء حادة خرجت من صدر مريم مشفقة عىل والادهتا‬

‫لكن خالتها أ ملت الرسد و رهنا تائهة مع الذ رى‬

‫‪¤‬ندمت عىل ما فعلت و نظرة اخليبة التي رمقتني هبا ال تفارق‬

‫عقيل لكن يكن بيدي يشء ألفعله ‪..‬أخربناا أيب بارن زفاايف‬

‫وشقيقتي سيقام بيوم واحد ألنه قبِل طلب أحد أصدقائه لليىل‬

‫من أجل ابنه لكن شق يقتي هربت بعدها بيومو‪ ،‬ال أحاد مناا‬

‫عرف من و يف ساعدهاال ‪...‬بحث عنها أيب بجناون طاالني‬


‫‪622‬‬
‫أنا األخرى ألنه حسبني أعرف هوية الرجل الذي هربت معه‬

‫وأنا أ ن أعرفه‪ ،‬تعجريف منعني حتى مان أن أساتمع لكال‬

‫تفاصيل شكواها ‪..‬أصيب أيب بجلطة دماغية بسابب ارتفاا‬

‫ضغط الدم و تاويف ‪ .. .‬يتحمال الفضايحة‪ ....‬حينهاا فقاط‬

‫علمت أنني دمرت عائلتي و فجرة أصبحت ل معتقدايت بال‬

‫معنى‪ ،‬يعاد هيمناي مظهاري و ال مساتواي ال ماا أردتاه‬

‫والزلت أريدرب أن نعود أرسة اام ناا‪ ،‬ساعداء‪ ،‬أن يعاود أيب‬

‫وأختي آآآرب! ‪..‬لوال وقوف زوجاي رمحاه اهلل بجاانبي لكنات‬

‫ضعت من الكتبة التي أصبت هبا‪.‬‬

‫ذرفت العيون الدمو بحرارة عادا حجاري البلاور األساود‬

‫الذي ال يبتل أبدا وصاحبتهام تراقب منقبة عن غرة فايام قيال‬

‫‪623‬‬
‫تساعد هبا صديقتها عىل الشيطان الذي سيصور ا مدى ظلم‬

‫هذرب املرأة لوالدهتا و ام العادة ومضات فكارة برأساها طبعاا‬

‫بتوفيق من اهلل لكل من حيب اإلصالح بو النا ‪.‬‬

‫ا‬ ‫أمسكت بكف صديقتها ومالت جانب أذهنا‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬البرش يا حبيبتي لهم خاطئون وخصوصا عندما يفكارون‬

‫برن قراراهتم األفضل ألحبائهم وليكن بعلمك‪ ،‬والادتك لاو‬

‫الذنب الذي تشعر به خالتك‪.‬‬ ‫انت حية لشعرت بنف‬

‫إلتفتت إليها مريم مستنكرة‪ ،‬فر ملت ورد مفرسة‬

‫‪¤‬نعم ستشعر بالذنب حو تعلم برن والادها ماات بحرساته‬

‫عليها‪ ،‬هذا إن تكن قد علمت حقا لذلك انت تبكاي لاام‬

‫‪624‬‬
‫استفردت بنفسها‪ ،‬لذا حبيبتي فكري جيدا وأغلقي هذا الباب‬

‫الذي فتحه الشيطان عىل مرصااعيه يادخل مناه ياف يشااء‬

‫واحتسبي األجر لوالدتك‪.‬‬

‫وضعت مريم يدها عىل صدرها‪ ،‬تعلم برهنا حمقة‪ ،‬فلو حادث‬

‫لوالدها أذى بسببها لكانت ماتت بحرسهتا‪ ،‬مهت بالتحادث‬

‫حو دخلت عليهن نعيمة ختربهن بقدوم السيد هشام‪ ،‬فبدأت‬

‫دقات قلبها سباقها املعتاد يف حرضته‪.‬‬

‫***‬

‫‪625‬‬
‫دخل هشام يكتمه حنقاه مان ترسا والدتاه التاي تعلماه‬

‫بذهاهبا ا مريم‪ ،‬فهو طلب منها أن متهل هذرب األخرية بعال‬

‫الوقت حتاى تساتوعب األمار واآلن إن أخربهتاا بكال يشء‬

‫وغضبت‪ ،‬ماذا سيفعل وهو خيطط إلحضارها للعيش معهام‬

‫وبعدها يطلبها للزواج! عينيها احلمراوين حاجبيها ال ماا‬

‫ملح يف تلك الغرفاة وظال حيادق هباا واقفاا حتاى تنحنحات‬

‫والدته‪ ،‬تقول‬

‫بجانبي!‬ ‫‪ ¤‬بني تعال واجل‬

‫توجه إليها فاورها ناظرا إليها بحزم فهمات مغازارب‪ ،‬فاردت‬

‫تفرس له بحزن‬

‫‪626‬‬
‫‪ ¤‬ان فب أن ِ‬
‫آت‪ ،‬أستطع االنتظاار أ ار‪ ،‬أخربهتاا بكال‬

‫حتاى أجعلهاا‬ ‫يشء وسرحتمل ل ما ساتقوله يل‪ ،‬لان أيار‬

‫هبا سامح أختي‬ ‫تساحمني و تسمح يل برن أ ون خالتها وألتم‬

‫رمحها اهلل‪.‬‬

‫قالت مجلتها األخرية و هي تنظر إ مريم‪ ،‬تلاك التاي قلبهاا‬

‫الطيب بطبيعته يستطع القسوة عاىل خالتهاا تطوقهاا حارية‬

‫نزعها من وسط بحرها نزعا صوته الرخيم الرجويل‬

‫‪ ¤‬آنسة مريم لدينا حق خيصك فب أن تساتلميه‪ ،‬إناه ماراث‬

‫خاااالتي وهاااو مااان نصااايبك اآلن‪ ،‬إذا سااامحت ساااربدأ‬

‫باإلجراءات‪.‬‬

‫‪627‬‬
‫تنطق ببنت شفة‪ ،‬تصغي خلفقات قلبها تعزف حلنها اخلاص‬

‫‪ ¤‬أرجوك اقبليه ‪ ،‬سرعترب قبولك للمارياث بداياة تقبلاك لناا‬

‫بحياتك‪.‬‬

‫تنبهت لرجاء خالتها ودون وعي أومرت بموافقة طار هبا قلب‬

‫هشام الذي جازف ليطلب منها ما هو أ رب‬

‫‪¤‬ما رأيك لو تنتقلو لب يتناال فهو بيتاك اآلن باام أنناا عائلتاك‬

‫الوحيدة‪.‬‬

‫جتمدت أنظارها عليه ويادها تكااد هتشام أصاابع ورد التاي‬

‫بمشقة إبتسامة مكر و تكن الوحيدة‪ ،‬فتدخلت السيدة‬ ‫حتب‬

‫عائشة قائلة بعتاب لطيف‬

‫‪628‬‬
‫‪ ¤‬نحن أيضا عائلتها وهذا بيتها‪.‬‬

‫فردت ملار هذرب املرة بمالمح بشوشة‬

‫‪ ¤‬طبعا سيديت لكن نا نريدها بيننا‪ ،‬إهنا دمنا وحلمنا و من رائحة‬

‫خالتي الغالية رمحها اهلل‪ ،‬ام أنني أريد أختا يل‪ ،‬فرنا ام تارين‬

‫الفتاة الوحيدة‪....‬أرجوك مريم ال ترفيض!‬

‫غمرت احلرية مريم‪ ،‬ال تنكر إحساساها بالاديفء العاائيل مان‬

‫جديد وأن اجلميع حيبوهنا ويريدوهنا بينهم لكن يف ستعيش‬

‫معه وبالقرب منهال شدت عليها ورد ترميهاا بنظارة مسااندة‪،‬‬

‫فقررت املغامرة ونظرت إليهم تقول بصوت أقرب للهم‬

‫‪ ¤‬حارض سرحرض للعيش معكم‪.‬‬

‫‪629‬‬
‫هتللت أسارير اجلميع و قامت السايدة هنااء إليهاا لتحضانها‬

‫بقوة وبعدها ملار بينام يضم يديه إ جانبيه بقاوة اي ال حياذو‬

‫حذو أمه وشقيقته ويفسد ل يشء‪.‬‬

‫قالت السيدة هناء‬

‫‪ ¤‬سنجهز لك أ ارب غرفاة يف البيات‪ ،‬ساتعجبك جادا‪ ،‬متاى‬

‫سترتو حبيبتيال‬

‫جتبها مريم حلريهتا وخجلها‪ ،‬فتدخلت ورد تنقذها‬

‫‪¤‬يومو سيديت‪ ،‬أمهلوها يومو جتهز فيهام نفسها‪.‬‬

‫رمقت مريم ممتنة ملوقفها‪ ،‬ال تصدق برن قلبها أخريا قد خيفف‬

‫من قله وآالمه‪ ،‬تقول ببسمة مستبرشة‬

‫‪630‬‬
‫‪¤‬فليكن إذن‪ ،‬سننتظرك بفارغ الصرب عزيازيت‪ ،‬فاال تتارخري‬

‫علينا‪.‬‬

‫غادروا بعاد وابال مان عباارات األساف والشاوق انتظاارا‬

‫لقدومها و خيفى عىل أحد نظرات هشام اخلاطفة نحو ماريم‬

‫حتى أن ورد رمقتها بمعنى مقصود م سحبتها و متشت معها‬

‫إ أن بلغتا غرفتها‪ ،‬طمرنتها برن ل يشء سايكون بلاري ام‬

‫انرصفت إ غرفتها ا لرتمتاي عاىل رسيرهاا‪ ،‬تبحلاق بساقف‬

‫غرفتها الصديق ليساعدها عىل ترتيب فوىض أفكارها ‪.‬‬

‫تكن وحدها من انفردت بسقف غرفتها‪ ،‬يبدو أن ال مان‬

‫آوى ا فراشه الليلة يتمعن بجامل سقف غرفته‪ ،‬إال أهنام لاو‬

‫س ِئلوا عن شكل زخرفة أسقفهم أو حتى ألواهنا انوا ليفتحوا‬


‫‪631‬‬
‫أفواههم بجهل ‪ ،‬فرسقف غرفهم انت عباارة عان شاشاات‬

‫أفكارهم‪ ،‬سقف حمماود ما ال يظهار‬ ‫مسطحة ملشاهد تعك‬

‫عليه مجاال سا نا عىل أريكة بينام هو بطل سقف فاطمة بطوله‬

‫الفاررب و عويناته التي يلمسها ل حو‪ ،‬فاتن بادورها ساقفها‬

‫ير ز عىل حاجبو أسودين يزعزعان أحالمها ومشكلتها أهنا‬

‫تعد تكرت ث بملاوفها بينام هي تشكل لوحاة علقات بساقف‬

‫صاحب احلاجبو بفستاهنا املهفهف حو ا شاعرها الطويال‬

‫وضحكاهتا مع والدها متأل أذنيه‪ ،‬الليث سقفه مظلم ال معاا‬

‫له معر ته التي سيلوضاها وال علام لاه بعتااد اا و هاذرب‬

‫الظلمة تومل بصورهتا ل حلظة‪ ،‬هي' صاحبة املعر ة وهذرب‬

‫األخري ة شاشة سقفها مزدهارة شاشاة مراقباة الطرقاات ال‬

‫‪632‬‬
‫تستطيع استيعاهبا من رة املربعات الصغرية التي انقسم إليها‬

‫املشهد أمامها‪ ،‬املجرمون يطاردوهناا‪ ،‬زياد و تورطاه معهام‪،‬‬

‫والدها وقلقه الذي يزيد ل يوم عن الذي قبله ومربع مبهم ال‬

‫تريد له وضوح ألن ذلك يعني فتح بااب اجلحايم أماا املرباع‬

‫الرئيل املتوسط للسقف‪ ،‬فيحتله هو' مقاتحم حياهتاا‪ ،‬هال‬

‫حقا سيصبح زوجهاال زوجها' لمة تتجرأ يوما حتاى عاىل‬

‫احللم هبا‪ ،‬هل يمكن ألحالمها األخرى أن تصري واقعاا يوماا‬

‫ماال مريم وهشام سقفيهام مزهر بلون أخرض ومستقبل حيلامن‬

‫بجمعهام ل عىل طريقته‪ ،‬حتى سقف شاهي املزخرف بعناياة‬

‫و رقي يشفع له وحتول إ عينو رمااديتو ماع شاعر فيضا‬

‫أ ب قلبها وتر ها حاائرة ضاائعة‪ ،‬فتحااول تشاكيل مشاهد‬

‫‪633‬‬
‫فمعهام هي باألبيل و هو باألسود أما سمري فسقفه يرشاق‬

‫برشعة ذهبية حارقة أشعلت أحاسيسه‪ ،‬يعاقبها ويعاقب نفسه‬

‫قبلها بعدم رؤيتها‪ ،‬فيتمرد القلب بدقاته التي خطفتها فوعادرب‬

‫بلقاء قريب ويف أخر الرواق غري بعيد عنه تقباع غرفاة أساامء‬

‫التي تبحلق بدورها بسقف يظهر ا وبشكل غريب رأسا خال‬

‫من الشعر‪ ،‬تتساءل عن مدى صواب حاديث شاقيقهاال هال‬

‫املعاجلة حل النار املترججة عرب خاليا جسدهاال هال ساينجح‬

‫األصلع برخذ يدها ليحول ظلمة حياهتا إ النورال 'األصالع'‬

‫‪'...‬األصلع' ما املميز بهال إنه عجوز أصلع! ملاذا يشغل با اال‬

‫حتدث نفسها دون صاوت فتسرتسال شااردة‪*.. ،‬ممام لاي‬

‫عجوزا بريا‪ ،‬قد يكون بال امن أو التاسع واألربعاون‪. ،‬وماا‬

‫‪634‬‬
‫شرين أناال عجاوز ‪..‬عجاوز! املهام أن خيلصاني مان عقادي‬

‫وأعيش حياة طبيعية ‪ ،‬أتصالح مع نفل وشقيقي وخصوصاا‬

‫شقيقي‪.‬‬

‫بطبيب نفل!ال‬ ‫أما األصلع فيسبح يف بحر النوم هانئا‪ ،‬ألي‬

‫"فيا بسقفا رفقا بمبحلقيك وإن تكن غايتهم"‬

‫****‬

‫بعد انتهائها من أعام ا اليومية اجتهت إ احلديقاة جتار أذياال‬

‫خيبة يوم جديد‪ ،‬حيرض اليوم أيضا أين جتدربال فهاي ال تعلام‬

‫عنه شيئا وال تستطيع سؤال فاطمة بامذا ساتعلل ااال *أنات‬

‫أنانية شاهي! تريدينه و ال تعرتفو لنفسك‪ ،‬فام بالاك برماام‬

‫‪635‬‬
‫املأل! طبعا يف البنة احلسب والنسب أن تغرم بابن دار أيتام‬

‫فقري! يا ي! يف سرواجه والاداي و ذلاك املتعجارف ابان‬

‫عمي سيستغلها فرصاة ليقلاب باباا عايل! وأناا أرى اآلخار‬

‫بمنامي ام يقظتي أبحث عان شاعررب الفيضا يف ال زاوياة!‬

‫اشتقت إليه‪ ،‬أرياد أن أرارب علاه خيرجناي مان حارييت! ‪..‬أناا‬

‫مستعدة لالعتذار منه فليريت فقط!‬

‫تدري أهنا يف خضم ترنيبها لنفسها نزلت دمعاة يتيماة عاىل‬

‫خدها امتدت ا يد صغرية متسحها عن وجنتهاا‪ ،‬فانتفضات‬

‫شاهي تنتبه من رشودها لتجد صااحبتها واقفاة عاىل اريس‬

‫احلديقة بجانبها تنظر إليها بعينو مبتلتاو‪ ،‬ختاطبهاا بصاوهتا‬

‫الرقيق الطفويل‬

‫‪636‬‬
‫‪ ¤‬ملاذا تبكو سنبلةال هل أنت أيضا تريدين بابا و ماماال‬

‫ظلت شاهي ترمقها بنظراهتا املستغربة بينام الصغرية تسرتسل‬

‫برباءة‬

‫عندي بابا وماما أنشاد‬ ‫‪¤‬أنا أيضا أبكي بعل األحيان‪ ،‬لي‬

‫ام ذلك النشيد الذي تعلمنارب يف القسم‪.‬‬

‫سيل دموعها الذي ال حيتاج لسبب‪،‬‬ ‫فسرلتها شاهي بينام حتب‬

‫فهو جاهز للنزول بري وقت‬

‫‪¤‬أي نشيد يا أملال‬

‫انتصبت الفتاة يف وقفتها بجدية بريئاة وفاردت يادهيا‪ ،‬تغناي‬

‫النشيد‬

‫‪637‬‬
‫‪¤‬أرسم بابا ‪..‬أرسم ماما ‪..‬باأللوان ‪..‬باأللوان ‪..‬أرسم علمي‬

‫‪..‬فوق القمم‪...‬أنا فنان أنا فنان‪.‬‬

‫بدأت الدمعات بالنزول عىل وجنتيها بينام تسمعها‪ ،‬تكمل‬

‫‪ ¤‬األوالد بالقسم رسموا ماما وبابا خاصتهم لكن أنا وبعل‬

‫ل دينا و نزلت الدمو مان عيناي‪،‬‬ ‫األوالد نستطع ألنه لي‬

‫بارن ال يكاون لادي باباا وماماا‬ ‫لكن املعلمة قالات ال بار‬

‫لدهيم‪ ،‬ملاذا سنبلة ل‬ ‫خاصتي‪ ،‬فكل األوالد هنا يف الدار لي‬

‫لدهيم بابا وماماال‬ ‫من يسكن هنا لي‬

‫بلعت شاهي ريقها بصعوبة عاجزة عن إجابتها‪ ،‬ياف تفهام‬

‫هذرب الطفلة أن للقدر تدابري ال يعلم حكمتها إال من قادرهاال‬

‫‪638‬‬
‫لد هيم والدين‪ ،‬فكام مان يتايم و‬ ‫هم فقط من لي‬ ‫وأن لي‬

‫والديه عىل قيد احلياة! ضمت الصغرية بقوة تتفجار شاهقاهتا‬

‫التي وجدت متنفسها أخريا لتسمع صوتا أضناها شوقها إليه‪،‬‬

‫هيتف بسلرية‬

‫‪ ¤‬أتر ي الصغرية يا فتاة! لقد هشمت أضلعها‪.‬‬

‫****‬

‫لليوم ال اين تستيق ورد مترخرة‪ ،‬ملاذا تستيق مبكرة وهي لن‬

‫تتج رأ وتعتب باب بيتهاال فلوفها من املجهول قد بلغ مدارب و‬

‫لن تغادر أمان بيتها عىل األقل حتى تتزوج الضاابط‪ ،‬حينهاا‬

‫ستسترنف عملها بعون اهلل‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫خرجت من غرفتها باجتارب السلم وأ ناء ذلك عال رنو هاتفها‪،‬‬

‫رمت شاشتها بنظرة تفقدية تلمح اسم والدها يومل‪ ،‬فردت‬

‫بينام تعرب اخر درجة من السلم‬

‫‪¤‬السالم عليكم ‪ ...‬يف حالكال‬

‫‪ ¤‬و عليكم السالم ابنتي أنا بلري ‪...‬وأنات ياف أصابحت‬

‫ساقكال‬

‫‪ ¤‬شفيت أيب احلمد هلل ال تقلق عيل‪.‬‬

‫تلكر قليال م قال بعزم ملسته ورد يف نربة صوته‬

‫‪ ¤‬حد ني ليث ‪...‬يف احلقيقة أن ا أصدق‪ ،‬ذا أهاتفاك‪ ،‬هال‬

‫فعال أنت موافقة عىل الزواجال‬

‫‪640‬‬
‫امحرار زحف عىل وجنتيها يف سابقة حتدث مان قبال وهاي‬

‫جتيبه‬

‫‪ ¤‬آسفة أيب‪ ....‬أعلم برنه ان عيل إخبارك أوال لكن أخربرب‬

‫سوى برن يتصل بك ليحدد موعدا إلحضار عائلته ‪.‬‬

‫السيدة عائشة‬ ‫انت قد وصلت إ غرفة الطعام حيث جتل‬

‫برفقة مريم ونعيمة إ املائدة‪ ،‬يرمقنها باستغراب وهي التزال‬

‫تكلم والدها‬

‫‪¤‬ال مشكلة حبيبتي‪ ،‬املهم أنك وافقات‪ ،‬هال أنات متر ادةال‬

‫أعني ال أريد أن توافقي ملجرد أنني أ ن له معزة خاصة‪.‬‬

‫ردت عليه مبتسمة بدفء‬

‫‪641‬‬
‫‪¤‬اطمئن أيب‪ ...‬أنا وافقت بكامل إراديت‪.‬‬

‫سمعت ورد زفرة الراحة تصلها عرب األ اري قبال أن تكتلا‬

‫نربة صوته الرسور بينام يقول‬

‫‪ ¤‬فليكن إذن‪ ،‬سرخربرب برن حيرضهم بعد غد‪ ،‬ما رأيكال‬

‫دقة دقتان الث ‪...‬حطت بيدها عىل صدرها وجتمادت قبال‬

‫أن تنتفل من صوت والدها‬

‫‪¤‬ورد ‪...‬ورد ما زلت عىل اخلطال‬

‫أخذت نفسا عميقا وزفرته م ردت عليه بتصميم‬

‫‪¤‬نعم ‪...‬أنا موافقة‪ ،‬سرخرب أمي لنجهز ل يشء ‪...‬بلغ أخي‬

‫حممود من فضلك‪.‬‬
‫‪642‬‬
‫‪¤‬حارض ابنتي‪ ،‬سرفعل! أراك قريبا عزيزيت إن شاء اهلل ‪.‬‬

‫‪¤‬إن شاء اهلل‪ ،‬السالم عليكم‪.‬‬

‫دست ا اتف بجيب رسوا ا املنزيل وجلست إ املائدة قبالاة‬

‫من ينظرن إليها برتقب‪ ،‬ينتظرن التفسري ملا سمعنه‪.‬‬

‫رفعت رأسها و شملتهن بنظرة قبل أن ختربهن بدون مقدمات‬

‫‪¤‬لقد وافقت عىل الزواج بالضابط ليث اجلندي‪.‬‬

‫هبتن وللحظة جتمدن من املفاجرة لكن رسعان ما وعاو عاىل‬

‫أنفسهن حو علت زغرودة من فم نعيمة‪.‬‬

‫نظرت إليهاا ورد بجماود جعلهاا ختفال صاوهتا ماع هناياة‬

‫الزغرودة‪ ،‬فرردفت برجاء حازم بينام حتدق بوالدهتا‬


‫‪643‬‬
‫‪ ¤‬لكن عندي رشط وحيد إن تقبليه أمي و تقنعي به العميد‬

‫مصطفى‪ ،‬فرنا سرتراجع و لن أتزوج أبدا‪.‬‬

‫أمسكت يدها بقلق‪ ،‬هتتف‬

‫‪¤‬أي يشء يا قلب أمك‪.‬‬

‫زمت شفتي ها ونظرت إليهن بينام تضيق عيناها‪ ،‬فهي تعلم برن‬

‫قرارها لن يعجبهن لكنه موضو منتهي‪.‬‬

‫‪...‬و أنا جادة‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال أريد حفلة عر‬

‫جتمدن للمرة ال انية بشكل مضحك حيث فتحن أفاواههن و‬

‫أعينهن‪ ،‬تمت ورد ضحكتها بشدة ي ال يساتهان برشاطها‬

‫‪644‬‬
‫و انت أول من ردت مريم يف حو بدا االنزعاج عىل وجهي‬

‫السيدة عائشة ونعيمة‬

‫‪ ¤‬أنت جمنونة ‪...‬هل هناك فتاة ترفل إقامة حفل عر ال‬

‫هتفت نعيمة بحنق‬

‫‪ ¤‬أخربهيا!‬

‫فهتفت ورد بدورها‬

‫‪ ¤‬نعم أعرف ‪...‬أنا!‬

‫زفرت السيدة عائشة بضيق‪ ،‬فهي تعلم تلك النظرة الصارمة‪،‬‬

‫ال ترتاجع عن قرار أخذته وتعلمات القناعاة و محاد اهلل عاىل‬

‫نعمه‪ ،‬عىل األقل أراحت با ا وسرتتبط برجل‪....‬رجل جياد‬


‫‪645‬‬
‫باحلقيقة‪ ،‬أصل ونسب وأخالق‪ ،‬فب أن توافق عىل رشطهاا‬

‫أفضل بك ري من بادون زواج ‪..‬فكارت السايدة‬ ‫بدون عر‬

‫عائشة قبل أن تقوم و توقف ورد لتحضنها بقوة وحب‬

‫‪ ¤‬مبارك حبيبة قلبي‪ ،‬بارك اهلل لكام وعليكام يا بدي‪.‬‬

‫دمعت عينا السيدة عائشة وأعو الناظرتاان إلايهام‪ ،‬فربعادهتا‬

‫ورد متسح ا دموعها بينام تعقب بمرح ختفي به الك ري‬

‫‪ ¤‬أريد فقط أن أفهم شيئا ‪...‬مال النساء و الادمو ‪.. .‬حتازن‪،‬‬

‫ختفن‪ ،‬تفرحن دائام الدمو مصاحبة لكل موقف‪ ،‬هل تعاانو‬

‫من زيادة يف الرطوبةال‬

‫‪646‬‬
‫مرحها الذي خيفي الك ري‪ ،‬فهتفت‬ ‫ضحكن لطرافتها و بنف‬

‫السيدة عائشة‬

‫‪¤‬فب أن أتصل بسهى‪ ،‬هناك حتضريات رية و حمماود هال‬

‫أخربتهال‬

‫قلبت ورد عينيها بتذمر‪ ،‬ترد بملل‬

‫‪¤‬بدأنا ‪....‬أمي هوين عليك‪ ،‬العميد وعدين باالتصال به و ما‬

‫إن يفعل ستجدينه فوق رأسك م املوعد بعد غد يعني أمامناا‬

‫و قت ري‪.‬‬

‫ردت عليها بحنق بينام تغادر الغرفة تلوح بيدها‬

‫‪647‬‬
‫لدينا وقت‪ ،‬بالكاد سنحرضا أنفسانا‪ ،‬أنات مساتهرتة‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫ورد‪ ...‬أعان اهلل ليث عليك‪.‬‬

‫شهقت ورد باس تنكار مصطنع مرحية يدها عىل صدرها‬

‫‪ ¤‬أنا مستهرتة و أعان اهلل ليثال لقد باعتني أمي احلبيبة‪ ،‬رمحك‬

‫اهلل يا ورد أخذ النسيب مكانك‪.‬‬

‫ضحكت اجلالستان معها هاذرب املارة بمارح حقيقاي و قالات‬

‫نعيمة‬

‫‪¤‬طبعا أال يقال ‪".‬محاتك حتبك"‬

‫مطاات ورد شاافتاها باسااتهجان و رشعاات باأل ل‪....‬أمااا‬

‫صدي قتها فرتمقها باستغراب‪ ،‬يف ال و هي حتلم باليوم الذي‬

‫‪648‬‬
‫تصبح فيه عروسا وتقيم به عرسا بريا‪ ،‬فتتسااءل عان الاذي‬

‫فعل فتاة تستغني عن ذلك احللمال‬

‫***‬

‫‪¤‬د تور حممود غرفة العمليات جاهزة‪.‬‬

‫حتد ت املمرضة بعملية وانرصافت مغاادرة غرفاة اسارتاحة‬

‫األطباء بعد أن سمعته‪ ،‬فيبها‬

‫‪ ¤‬شكرا آنسة‪.‬‬

‫إلتفت إليه صديقه بقوله املازح‬

‫‪¤‬أال ترتااح أباداال عااىل رسالك يااا صاديقي ‪....‬العمليااات‬

‫والفحوصات ال تنتهي‪.‬‬
‫‪649‬‬
‫فبه حممود يريح رأسه عىل مسند األريكة مغمل العيناو‪،‬‬

‫مبتسام ملرآى من تشغل باله بلياله‪ ،‬فتدخل صوت نسائي بنربة‬

‫دالل واضحة هوت بقلب األول بينام ال اين املقصاود بادال ا‬

‫تائه يف رموش منسادلة عاىل وجنتاو حممارتو يطغياان عاىل‬

‫صحورب ومنامه‬

‫‪ ¤‬أين اختفيت باألم ال ب حترض حلقة املراجعةال حتى أنني‬

‫اتصلت بك طوال اليوم و جتب‪..‬‬

‫يكلف نفسه برفع رأسه وظل عىل حاله بينام فيبها‬

‫‪ ¤‬نت أقوم بعمال تطاوعي و أجاد الوقات ألجياب عاىل‬

‫ا اتف‪.‬‬

‫‪650‬‬
‫تكلم بسام بسلرية يقصد هبا نرسين مان حماوالهتاا التاي ال‬

‫تلقى ا صدى من طارف صاديقه الاذي بادأ يتغاري باألياام‬

‫األخرية ويراهن نفسه برن اختفائه يف يوم املراجعاة لاه دخال‬

‫ببسمته البلهاء املتعلقة ب غررب‬

‫‪¤‬ملاذا ختربنا به لنساعدك و نكسب أجرا نحن اآلخرينال‬

‫هبا ل ما يتعلق بمحمود‬ ‫هتفت نرسين بلهفة خت‬

‫‪ ¤‬أجل حممود‪ ،‬أين هذا العمل التطوعي و سنساعدكال‬

‫تغضنت مالمح بسام التي ينتبه ا حمماود ألناه وببسااطة‬

‫يفتح عينيه بعد‪ ،‬يتمتم بشجن معهاا تنهيادة حاارة اساتغرهبا‬

‫صديقه بينام األخرى ارتابت منها‬

‫‪651‬‬
‫‪ ¤‬دااااار األمل‪.‬‬

‫هم بسام بالتحدث‪ ،‬فتوقف عاىل إ ار صاوت هااتف حمماود‬

‫الذي و أخريا فتح عينيه و رفع رأسه‪ ،‬استل ا اتف من جيب‬

‫وزرة األطباء البيضاء خاصته وحط بعويناته عىل عينيه يطاالع‬

‫الشاشة الصغرية م فتح اخلط‪ ،‬فيب‬

‫‪ ¤‬السالم عليك عمي‪.‬‬

‫رد عليه‬

‫‪¤‬وعليكم السالم بني ‪ ..‬يف حالكال‬

‫انتصب يف جلسته‪ ،‬جميبا‬

‫‪¤‬بلري عمي ‪....‬برفضل حال و احلمد هلل ‪.‬‬


‫‪652‬‬
‫‪¤‬احلمد هلل بني‪ ،‬هناك أمر فب أن تعلمه‪ ،‬عائلة اجلندي طلبوا‬

‫مني موعدا للتقدم خلطبة ورد البنهم الضاابط املمتااز لياث‪،‬‬

‫استرشهتا وبعد تفكري وافقت واحلقيقة أنا موافق عليه أيضاا‪،‬‬

‫فهو رجل جيد لكن طبعا رأيك أيضا مهم فام قولكال‬

‫مااألت تقاساايم وجهااه االحاارتام و التقاادير لرجاال حتماال‬

‫مسؤوليتهم منذ وفاة والدهم و اعتربهم أوالدرب متاماا اورد‬

‫التي ال يعلم أنه يعرف برهنا ابنتاه‪ ،‬فاام ال يعلموناه‪ ،‬أناه اان‬

‫حارضا يف البيت يوم أخربوها وسامع ال يشء‪ ،‬تار ر اريا‬

‫لظروفه القاسية‪ ،‬حرمته من عائلته و م احرتم رباطاة جرشاه‬

‫وقوة حتمله‪.‬‬

‫‪653‬‬
‫‪ ¤‬أنا أ ق بك عمي‪ ،‬إن نت ترارب مناسبا‪ ،‬فرنا أوافقك الرأي‪،‬‬

‫ترصف ام ترارب مناسبا وأنا معك إن شاء اهلل‪.‬‬

‫عقب بنربة حنان أبوي‬

‫‪¤‬عىل بر ة اهلل‪ ،‬سرخربهم ليحرضوا بعد غد بإذن اهلل‪ ،‬هل هو‬

‫مناسب لكال‬

‫أجابااه برسااور أ ااارت فضااول الفتاااة أمااام نظاارات الشاااب‬

‫الساخرة‬

‫‪¤‬طبعا عمي إن شاء اهلل‪.‬‬

‫ود العميد وأعاد ا اتف إ جيب الوزرة والبسمة متأل حميارب‪،‬‬

‫فلم تصرب الفتاة تسرله بفضول حارق‬

‫‪654‬‬
‫‪ ¤‬فب أن ختربنا عن سبب هذرب اإلبتسامة اخلالبة‪.‬‬

‫وعى لنفسه‪ ،‬فاستقام يغادر الغرفة متشدقا بسامجة متعمدة‬

‫‪ ¤‬إهنا مسرلة عائلية‪ ،‬عن إذنكام لدي عملية جراحية ‪....‬أرا ام‬

‫الحقا‪.‬‬

‫تر ها تتميز غيظ ا بينام اآلخر يبتسم برسور يشوبه بعل احلنق‬

‫و ‪....‬الغرية‪.‬‬

‫****‬

‫دخلت غرفتها وما إن أغلقت الباب هرولت لرسيرها ترمتاي‬

‫فوقه‪ ،‬سحبت وسادهتا تكتم هبا شهقات بكاء تنبع من حرقاة‬

‫خزي قلب مهان و ربياء مفقود يف بيت تربت فياه و تشاعر‬

‫‪655‬‬
‫يوما باالنتامء إليه‪ ،‬فرلقت السمع و اإلصغاء لكلاامت خالتهاا‬

‫اليومية حتى صدقتها و متنتها عساى بتحقيقهاا تشاعر أخاريا‬

‫بانتامئها املفقود لكن وا حرستارب عاىل حلام بللات باه احليااة‬

‫عليها ام أحالم أخرى!‬

‫أجفلت عىل طرقات خفيفة تعلم صاحبتها جيادا‪ ،‬فمساحت‬

‫دموعها وأخذت نفسا عميقا لعله خيفف من شحوب وجهها‬

‫واجتهت نحو الباب تفتحه حيث أطلت عليها إبتساامة إرساء‬

‫الربيئااة يشااوهبا بعاال احلاازن‪ ،‬فتكاادر صاافاء زرقااة عينيهااا‬

‫الشبيهتو بعيني شقيقها‪ ،‬حتد ت إرساء وهي تدخل إ غرفاة‬

‫بيان واألخرى مستسلمة‪ ،‬مغلقة الباب وراءها‬

‫‪ ¤‬يف أنت بيانال ‪...‬لقد علمت باألمر للتو ‪...‬أنا آسفة‪.‬‬


‫‪656‬‬
‫جلست عىل رسير بيان مع أخر مجلة وتقدمت إليهاا األخارية‬

‫عىل وجهها نظرة حزن ممزوجة بسلرية بينام جتيبها‬

‫‪ ¤‬عىل ماذا ترسافو إرساءال أناا ولياث نكان يوماا لبعضانا‬

‫واجلميع يعلم إال خالتي التي فهمت ذلك أخريا‪.‬‬

‫التفتت نحو النافذة تويل ابناة خالتهاا ظهرهاا ختفاي دمعتاان‬

‫خانتاها وتسللتا من أرس عينها‪ ،‬تستطرد بصوت هتدجت نربته‬

‫رغام عنها‬

‫‪ ¤‬لطاملا ان ليث أخي‪ ،‬ياوحي يل وال للحظاة بيشاء أخار‬

‫لكن نت مرغمة عىل جمااراة خاالتي وحتقياق أمنيتهاا‪ ،‬فهاي‬

‫والديت التي أعرف يل أما غريها‪.‬‬

‫‪657‬‬
‫أومرت إرساء بتفهم مشفقة‪ ،‬تكمل عنها‬

‫‪ ¤‬أنت حمقة‪ ،‬أمي أخطرت بحقك ولقد أخربهاا ساائر أفاراد‬

‫العائلة بذلك وال حياة ملن تنادي‪ ،‬أمتنى فقط أن تكاون الفتااة‬

‫هذرب املرة جيدة‪ ،‬فتلك السابقة شوهت سمعتنا وجرحت أخي‬

‫جرحا بالغا‪.‬‬

‫التفتت إليها بيان وقد متكنت من متالك نفسها‪ ،‬ترد عليها‬

‫‪ ¤‬املرء خيط مرة واحدة‪ ،‬فياتعلم ولياث تعلام درساه جيادا‬

‫وسيكون اختياررب هذرب املرة حكيام‪.‬‬

‫قامت إرساء ووقفت قبالة بيان بينام ختاطبها بام الحظته‬

‫‪658‬‬
‫‪ ¤‬أظنك حمقة‪ ،‬فالفتاة حازت عىل رضاا جادي وجاديت وأيب‬

‫عىل حد سواء ‪...‬املهم حبيبتي أنك ال تشعرين باحلاب ناحياة‬

‫أخي‪ ،‬أرحت بايل‪.‬‬

‫حزين‪ ،‬تستطرد‬ ‫ضمت شفتاها بعبو‬

‫‪ ¤‬فاحلب من طرف واحد مؤ جدا‪.‬‬

‫رمقتها بيان بريبة تستوضح‬

‫‪¤‬ماذا تقصدينال‬

‫رفرفت بجفنيها تقول بمرح تصانعته بيانام تبتعاد نحاو بااب‬

‫الغرفة‪ ،‬تفتحه لتلرج‬

‫‪¤‬هكذا يقولون يف الروايات واملسلسالت‪.‬‬


‫‪659‬‬
‫لنفسها بوجوم‬ ‫ظلت بيان تنظر إ أ رها‪ ،‬هتم‬

‫مشكلتي أبدا لكن يف تفهمينني وأنت لاديك‬ ‫‪ ¤‬احلب لي‬

‫ل يشءال‪ ...‬ل يشء!‬

‫***‬

‫فتح عينارب وابتسامة تزين غررب لوعد قطعاه لقلباه وسايفي باه‬

‫اليوم‪ ،‬ترك سمري رسيررب بنشاط وانتعش ام ارتادى مالبساه‬

‫بحيوية ان يفتقدها يف حياتاه‪ ،‬تلاك الرشساة فعاال شام‬

‫لساان حالاه و هاو يتجاه إ‬ ‫متوهجة أرشقت بحياته‪ ،‬مها‬

‫غرفة الطعام حيث سبقته شقيقته أسامء‪ ،‬قبل رأساها وجلا‬

‫‪660‬‬
‫بجانبها وبدأ بالتقاط طعام فطوررب‪ ،‬شعر بتشن أسامء‪ ،‬فالتفت‬

‫إليها بفضول يسر ا بحري‬

‫‪ ¤‬أنت بلري أختيال‬

‫رهنا أجفلت من سؤاله‪ ،‬فتوترت وتلع مت الكلامت بلساهنا‬

‫‪ ¤‬مم‪ ...‬اارب‪ ...‬الد تور‪ ...‬مم‪.‬‬

‫قطب سمري يفكر قليال قبل أن يقوم هاتفا بينام يبتعد خارجا‬

‫‪¤‬لقد حتاد نا مارارا أساامء‪ ،‬ساوف تكملاو عالجاك‪ ،‬لقاد‬

‫وعدتني‪.‬‬

‫نكست رأسها باستسالم‪ ،‬تتمتم بلفوت‬

‫‪ ¤‬نت سرذ رك باملوعد فقط‪.‬‬


‫‪661‬‬
‫انطلق إ الدار و قد تعكار مزاجاه‪ ،‬ال يرياد أن يقساو عاىل‬

‫شقيقته لكن ملصلحتها فاب أن يكاون حازماا معهاا‪ ،‬ر ان‬

‫السيارة أمام الادار و تفتاه تلاك األخارى املر وناة أماماه‪،‬‬

‫احلمراء م ل صاحبتها‪.‬‬

‫ابتسم بشغف غريب عليه ودخل عرب احلديقة ليهوي قلبه بو‬

‫حياته املتوهجة‬ ‫رجليه وهو يلمح تلك الشعلة النارية‪ ،‬شم‬

‫تبكي بحضن غري حضانه ‪...‬ماا الاذي أصاابهال إناه يريادها‬

‫برشاستها‪ ،‬بكربيائها واآلن باهنيارها‪ ،‬يريدها أن تنهار بو يديه‬

‫داخل أضلعه ‪...‬وهو يغار‪ ..‬يغاار مان تلاك الصاغرية التاي‬

‫تطوقها بيدهيا الصغريتو ‪ ..‬يتحمل‪ ،‬فصاح برول يشء تعلق‬

‫بطرف لسانه‬

‫‪662‬‬
‫‪ ¤‬أتر ي الصغرية يا فتاة! لقد هشمت أضلعها‪.‬‬

‫تر اات الصااغرية ماارة واحاادة والتفتاات بحاادة اهتاازت ااا‬

‫خصالت ش عرها الذهبية و بوجهها املحمر من البكاء أ بات‬

‫قلبه و يستطع متالك نفسه‪ ،‬فلطت إليها قدميه وأخذهتا يديه‬

‫بو ضلوعه ام متنى وحلم منذ برهة و رنام جسامه وأطرافاه‬

‫خرجت عن طوعه وذهبت ملالكها احلقيقي‪ ،‬مغمل العيناو‬

‫يشم عبريها يتعرف علياه ليساجنه يف ال خلياة مان خالياا‬

‫بوجنتيه خصالهتا الذهبية و يوقظه من وهم‬ ‫دما غه‪ ،‬يتحس‬

‫التليل ذاك سوى برودة النسامت هتب علياه لتصافع إدرا اه‬

‫آخر يبغضه ‪...‬الوحادة‪ ...‬تفاجار‬ ‫بشعور الوحشة و إحسا‬

‫من خياله اخلصب فقد ظن لوهلة برنه يضمها حقا لوال وعياه‬

‫‪663‬‬
‫اآلن حيدق هبا عىل بعد مسافة قليلة حيث ختشبت هي األخرى‬

‫ختشى أن يكون حضوررب حلام سيلتفي فيذرها وحيدة وسط‬

‫احلديقة ريامها األخرية‪ ،‬نست حتفظاهتا و ل ما انات تعاد‬

‫من عقبات هكذا جتردت من ربيائها وتكربها‪ ،‬ختطو نحاورب‬

‫و رهنا ستحقق لاه حلماه الاذي وللحظاة ظناه حقاا حقيقاة‬

‫والصااغرية واقفااة مكاهنااا مفغاارة فمهااا وعينيهااا الزرقاااوين‬

‫مفتوحتو عىل وسعهام ترتقب‪ ،‬تنبهت أخريا عىل نفساها قبال‬

‫آخر خطوة تفصلها عنه‪ ،‬فمهام حدث هي شاهيناز جمران التي‬

‫ال تفقد السيطرة أبدا و انت تلك ساابقة أن ر ضات نحاورب‬

‫تبدي فتهاا عاىل أحاد‪ ،‬المهاا يتنااظران برشاود يلملاامن‬

‫‪664‬‬
‫اجلاارف‬ ‫نفسيهام بتمهل‪ ،‬فهام اإل نان فربان ذلك اإلحساا‬

‫ألول مرة‪ ،‬والذي بع ر أحاسيسهام ليا‪.‬‬

‫عىل بعد أمتار منهام وحتديدا جانب البااب اخلاارجي‪ ،‬علاب‬

‫يبتسم إبتسامة ماتلم ظفار بفريساته‪ ،‬باو يدياه آلاة‬ ‫مرتب‬

‫تصوير سلطها عليهام يلتقط الصور برباعة ووضوح م غاادر‬

‫برسور‪.‬‬

‫أطرقت برأسها إ أن استجمعت قوهتا ورفعات إلياه عيناو‬

‫تشتعالن بينام هو ابت مكانه ال حيرك سا نا‪ ،‬ينتظر ردة فعلها‬

‫التي يتوقعها جيدا‬

‫‪ ¤‬أين نت خمتفيا ل هذرب املدةال‬

‫‪665‬‬
‫يديه بجيبي رسوالاه‬ ‫ابتسم بتهكم يضيق عينيه بكسل م د‬

‫يتشدق بقوله‬

‫‪ ¤‬إشتقت إليك أيضا ‪...‬يا رشسة!‬

‫ارتبكاات تقطعهااام ضااحكة مرحااة بريئااة‪ ،‬فالتفتااا إ الفت ااة‬

‫الصغرية تضع يدها عاىل فمهاا تضاحك بمارح حقيقاي مماا‬

‫جعلهام يبتسامن من قلبيهام‪ ،‬فتهتف الطفلة برمل تارلق بعينيهاا‬

‫اجلميلتو بلون سامء صافية بينام تشري بسبابتها إ شاهي م ا‬

‫سمري‬

‫‪¤‬أنت ماما و أنت بابا ام يف صورة الكتاب املدريس‪.‬‬

‫م أشارت إ عينيها تكمل برباءة وصدق‬

‫‪666‬‬
‫‪ ¤‬أال ترينال عيناي زرقاوان م ل عينيك‪.‬‬

‫تناظرا بتوتر خوفا من حتطيم األمل بعيني تلك الصغرية التاي‬

‫ترمقهام رهنا وجدت نزا مينا‪.‬‬

‫رفعت أمل يدها تشري ام ليتقاربا هبدف يف با ا‬

‫‪ ¤‬هيا قفا بجانب بعضكام س رغني لكاام النشايد‪ ،‬فرناا أحفظاه‬

‫جيدا وسرخرب املعلمة أنني حصلت عىل بابا و ماماا خاصاتي‬

‫هيا!‬

‫ابتلعا ريقهام بصعوبة وجتمدت مالحمهام‪ ،‬فام تريدرب هذرب الفتااة‬

‫يسبب ام جزعا ورعبا و رن مشا لهام ال تكفي ليتسببا بليبة‬

‫أمل برية ينجم عنها إنسانا معقدا آخر متاما م لهام‪.‬‬

‫‪667‬‬
‫تسمرا يتفرجان عليها بمالمح أقارب للجاز مناه للجماود‬

‫والصغ رية تغني بنشوة سعادة تشعر هبا من قبل وهاي تارى‬

‫حلام بريئا لطاملا راودها بمنامها يتحقق أمامها‬

‫‪¤‬أرسم بابا‪...‬أرسم ماما باأللوان ‪...‬باأللوان ‪...‬أرسم علمي‬

‫فوق القمم ‪...‬أنا فنان ‪..‬أنا فنان ‪...‬هييييه‬

‫تصفق بيدهيا بحرارة واجلامدان أمامها يرفعاان أيادهيام بتلياة‬

‫ليصف قا و ل واحد منهام بواد عميق من فوىض األفكار ‪.‬‬

‫****‬

‫‪668‬‬
‫خرج زيد من عنربرب متوجها إ الباحة‪ ،‬ليسات بكبارية لكان‬

‫األسوار املحيطة مرتفعة وعىل ل زاوية حارساو مسالحو‪.‬‬

‫هناك من يتمشى حيرك قدميه ومن يقاوم باتامرين رياضاية أو‬

‫يتسامر مع زمالئه باألوراق أو‬ ‫يلعب رة قدم ومن هو جال‬

‫خمتلف األلعاب‪ ،‬ل يقتل الوقت بطريقتاه آماال أن متار فارتة‬

‫من قضبان احلديد املكمماة ألنفاساه‬ ‫عقوبته برسعة ليتلل‬

‫قبل حريته‪.‬‬

‫يسري بلطوات عصبية مقطبا بغضب يكن يف حاجة ملجهود‬

‫بري ي يتصنعه‪ ،‬فمحياارب ياوحي برشا ساينفجر بوجاه مان‬

‫يدرب داخل جيب سارتة‬ ‫يقرتب منه‪ ،‬وقف وسط الساحة يد‬

‫زيه املوحد‪ ،‬استل علبة سجائر ونقرها بظهر يدرب نقرات الث‬

‫‪669‬‬
‫خفيفة حتى ظهرت واحدة بام يكفي ليساحبها بشافتيه‪ ،‬أعااد‬

‫املكان إ السايجارة‬ ‫العلبة مكاهنا لريفع يدرب بوالعة من نف‬

‫رهينة شفتيه‪ ،‬أشعلها وم نفسا حارقا مأل به رئتيه م أمسكها‬

‫سبابته وإهبامه يف حر ة مرلوفة تعلمها بسنوات مراهقته‬ ‫برأ‬

‫من الصحبة السيئة ليقلع عنها مذ وجدرب سامري يادخن يوماا‬

‫خلف السور املحيط بالدار‪ ،‬عنفه يومها ولقنه حمارضة طويلاة‬

‫عريضة عن مساوئه واألماراض الناجتاة عناه ليكتمال األمار‬

‫بإخباررب لورد التي عادهتا رشحت له بلو أنه يقتل نفسه بيدرب‬

‫وهذا حرام االنتحار متاما وأخذت منه وعدا أن ال يعاود إ‬

‫التدخو فوعادها و وىف بوعادرب لكان اآلن هاو مضاطر ألن‬

‫شلصية جمرم ليندم بينهم‪.‬‬ ‫يتقم‬

‫‪670‬‬
‫ملح ضالته بمكان منزوي‪ ،‬الث رجال ضالام اام رآهام يف‬

‫الصور‪ ،‬إ نو منهم جالساو عاىل األرض يرخياان أرجلهاام‬

‫أما مهام يتناقشون شايئا يبادو مهاام‪،‬‬ ‫املصابة وال الث مقرف‬

‫نظرا ملالحمهم اجلادة و أيدهيم التي يلوحون هبا ل حو‪.‬‬

‫فكر يف يلفت انتباههم فلمح شاابا يمار مان أماماه عرفاه‬

‫رأسا‪ ،‬ذلك املروج لسائر البضائع التي قد حيتاجها الساجناء‪،‬‬

‫ال أحد يعلم يف يدخل تلك البضائع إ الساجنال اقارتب‬

‫منه ليقابله‪ ،‬ين ظر إليه بتمعن إرتاب له اآلخر وأمال رأسه ام‬

‫أخذ نفسا من سيجارته املوشكة عاىل االنتهااء قبال أن يقاول‬

‫بتمهل متعمدا استفزازرب‬

‫‪671‬‬
‫‪ ¤‬يقولون برنك تؤمن ل ما حيتاجه املارء هناا ‪....‬هال هاذا‬

‫صحيحال‬

‫رد عليه الشاب النحيف متشدقا بفلر‬

‫‪ ¤‬بالتر يد‪ ،‬ادفع واطلب وسرتى بنفسك!‬

‫رمى ال شاب بنظرة استلفاف من أعىل رأسه إ أسفل قدمياه‬

‫ليستفز غروررب أ ر م قال‬

‫‪ ¤‬م من مكاملة هاتفية جمهولة ا ويةال‬

‫مط الشاب شفتارب داللة عىل االستهانة بطلبه‪ ،‬يعقب‬

‫‪ ¤‬هذا فحسبالأيرس ما عندي‪ ،‬أعطيني (‪) .....‬ويكون لديك‬

‫ا اتف يف التو واللحظة‪.‬‬


‫‪672‬‬
‫من السيجارة‬ ‫ضيق زيد عينارب بتشكك مزعوم وم آخر نف‬

‫قبل أن يرميها أسفل رجليه‪ ،‬يدعسها بإحداها بغل واضح م‬

‫رفع تلك الرجل‪ ،‬فتململ اآلخر بمكانه خشية منه يراقبه بينام‬

‫يستل ماال من جوربه فابتسم بمكر اختفى حو اقارتب مناه‬

‫زيد ومالمح وجهه ال تنذر بلري ليمد له يدرب باملال‪.‬‬

‫تلفت الشاب يمنة ويرسرب م خطف املال مان يادرب املبساوطة‬

‫وأخرج هاتفا صغريا خيفيه واقرتب من زيد أ ر لريميه داخل‬

‫جيب سرتته هامسا له بحذر‬

‫انفارادي لياومو‬ ‫‪¤‬ال تد أحدا ياراك باه‪ ،‬فالعقااب حاب‬

‫‪....‬وأنا ال أعرفك وال أنات تعرفنا ي وعنادما تنتهاي تعيادرب‬

‫الطريقة‪ ،‬سر ون يف غرفة الغسيل‪.‬‬ ‫بنف‬


‫‪673‬‬
‫م انرصف بلفة إ وجهته‪ ،‬أما زيد فاقرتب من هدفه متصنعا‬

‫التسحب خفية وهم يراقبونه بحذر‪.‬‬

‫وقف بمكان قريب منهم حيث يستطيعون سمعه‪ ،‬تكوم عىل‬

‫نفسه ورفع ا اتف خفية ليظهر رنه يطبع رقام بينام هو يضاعه‬

‫عىل الصامت م رفعه إ أذنه ليبدأ احلوار الومهي‬

‫‪ ¤‬ورد اخلطاب! هل تعتقدين برنك ختلصت مني! أنت خمطئة‬

‫لقد رميتني ونسيت أمري‪ ،‬ألتعفن يف السجن!‬

‫صمت قليال رنه يسمع م هتف بغضب‬

‫‪ ¤‬سرنتقم منك ومان عائلتاك وحتاى ذاك الرشاطي الاذي‬

‫حتتمو بظهررب وسوف ترين!‬

‫‪674‬‬
‫م أقفل ا اتف يدسه بجيب سرتته وانسحب رنه يرهم و‬

‫لنفسه‬ ‫هو هيم‬

‫‪¤‬رميت الصنارة و سرنتظر سمكتي وأرجو أن ال تترخر‪.‬‬

‫***‬

‫بحذر‬ ‫مال أحد اجلالسو عىل األرض باجتاههام‪ ،‬هيم‬

‫‪ ¤‬هل سمعتام اإلسمال‬

‫أومت بتر يد مقطبان‪ ،‬هيتف أحدمها‬

‫‪ ¤‬و ما شرنناال نحن ننفذ ما يطلبونه منا واآلن املطلوب منا هو‬

‫إغالق أفواهنا و هذا ما سنفعله مادامت رواتبنا تصل ذوينا و‬

‫مضاعفة أيضا ‪.‬‬


‫‪675‬‬
‫ضيق األول عينارب بمكر‪ ،‬يفرس‬

‫يف أ د علينا عدم إيذائها أو ملسها‪ ،‬إناه‬ ‫‪ ¤‬أ تر ابن الرئي‬

‫هبا يا رجل ليترصف باذلك التهاور مان وراء ظهار‬ ‫مهوو‬

‫والدرب‬

‫استحوذ عىل انتباههام يضاعف من نربة مكررب ليوافقورب عىل ما‬

‫يريدرب‪ ،‬فالطمع دائام ما يلغاي ذ ااء اإلنساان وفطنتاه فيلقياه‬

‫جشعه إ ا اوية‬

‫‪ ¤‬تصور م سيعطينا إن حصلنا عاىل معلوماات عاىل حبيباة‬

‫القلب ‪ ..‬م إهنا فرصة لننتقم منها أم نسيتام يف جعلات مناا‬

‫أضحو ة وسط زمالئنا و ها نحن نتجر نتائ فعلتها‪.‬‬

‫‪676‬‬
‫قال مجلته األخرية مشريا إ رجله و رجل صاحبه‪ ،‬يتيقن مان‬

‫حتقيق هدفه حو رد أحدمها‪.‬‬

‫‪ ¤‬يف سنصل إ مبتغاناال ذلك الشااب ال يبادو هيناا‪ ،‬إناه‬

‫غاضب طوال الوقت‪.‬‬

‫ابتسم بظفر‪ ،‬يقول متشدقا‬

‫‪ ¤‬أتر ا عيل األمر سرتقرب منه ألستدرجه يف الكالم و بعدها‬

‫نترصف‪.‬‬

‫أمجعااوا عااىل مكاارهم و اال يكيااد لآلخاار واهلل فااوقهم خااري‬

‫املكيدين‪ ،‬ولن يوفق إال من يبتغي طريق اخلري والصالح‪ ،‬إهنا‬

‫سنته جل جالله بو عبادرب‪.‬‬

‫‪677‬‬
‫ال يزاالن جامدين مكانيهام والصغرية أمال تضاحك بحباور‬

‫ونرص غافلة عن الزوبعاة التاي أ ارهتاا برحشاائهام‪ ،‬أول مان‬

‫سيطر عىل نفسه ان سمري الذي اقرتب من أمل وربات عاىل‬

‫رأسها‪ ،‬يطلب منها هبدوء مناقل للصلب برأسه‬

‫‪ ¤‬صغرييت! ! هل تسمحو لنا باخلروج قليال إ خارج الادار‬

‫لنقيض حاجات رضوريةال ‪ ....‬أعادك أن أحرضا لاك دمياة‬

‫جديدة بعينو زرقاوين م لك متاما‪.‬‬

‫صفقت الصغري بسعادة ماا بعادها ساعادة‪ ،‬فالباباا خاصاتها‬

‫سيجلب ا لعبة‪ ،‬هتتف بينام تبتعد‬

‫‪678‬‬
‫‪ ¤‬هييييي! ‪...‬دمية جديدة‪ .. .‬سرذهب ألخرب الفتياات بارنني‬

‫وجدت بابا وماما وغنيت اام النشايد وسيحرضاان يل دمياة‬

‫جديدة ‪...‬عودا برسعة سرنتظر ام‪.‬‬

‫إلتفت إ شاهي يتمعن بمالحمهاا املتجمادة حتاى أصابحت‬

‫تم ال إغريق ملون ورفع يدرب أمام وجهها يطرطاق بإصابعيه‬

‫هبلع‬ ‫لتنتبه إليه‪ ،‬فرمشت ونظرت إليه هتم‬

‫‪ ¤‬يا إ ي! سمري ماذا سنفعلال‬

‫بعينو زائغتو‬ ‫وأ ملت من هيلو‬

‫‪679‬‬
‫‪ ¤‬لن أحتمل ذنب تدمري حياهتا‪..‬ساتكرهنا وتكاررب نفساها ياا‬

‫إ ي! إهنا فقط طفلة صغرية رقيقة ومجيلة‪..‬أال يكفيهاا يتمهاا‬

‫لتفقد حلمها من جديدال أنت لن تفهم‪.‬‬

‫ان رافعا حاجبه األيمان بيانام يراقاب هلوساتها ليلحاق باه‬

‫األيرس مع آخر مجلتها‪ ،‬يشري ا أمام عينيها متهكام‬

‫ِ‬
‫نات‬ ‫‪ ¤‬هيييييه! صباح اخلاري‪ ،‬أناا تربيات يف هاذرب الادار إن‬

‫نسيت‪ ،‬وأ ر من يعلم عن اليتم والفقد ‪..‬لن تتلييل ما عشته‬


‫ِ‬
‫حاولت ‪...‬لذلك متالكي نفسك ورافقيني إ مكاان ماا‬ ‫مهام‬

‫و نتحدث‪ ،‬فهناك ما أنتظررب منك عىل فكرة‪.‬‬ ‫لنجل‬

‫‪680‬‬
‫جعدت سائر قسامت وجهها تفكار بمقصادرب ليلماع اإلدراك‬

‫بعقلها‪ ،‬فرفعت رأسها برنفة و تفت ذراعيها هتتف بصلف‬

‫‪ ¤‬أعلم ‪..‬سرعتذر لكن برشط‪.‬‬

‫ضحكة استهزاء صدرت منه وهو يشري ا نحو خارج الادار‪،‬‬

‫فيبها‬

‫‪ ¤‬برشااطال اعتااذار برشااطال‪...‬ماذا تفعلااو هنااا ال أعلاامال‬

‫‪..‬هنايتي عىل يديك يا‪....‬سنبلة!‬

‫***‬

‫‪681‬‬
‫واقفة أمام ن افذة مكتبها املطلة عىل احلديقة‪ ،‬تنظار بحرساة إ‬

‫املشهد العاطفي بو شااهي و سامري‪ ،‬اآلن تفهمات نظارات‬

‫شاهي املريبة وبح ها الغامل املستمر‪ ،‬إنه هو‪ ،‬احلب ‪...‬آآآرب!‬

‫لنفسها‬ ‫تنهدت بلفوت هتم‬

‫‪ ¤‬شاهي امل تصنعة للعجرفة وسمري الغامل يا ا مان خلطاة‬

‫غريبة! يبدو أن احلب يقرب بو النقيضو و يلغاي العقباات‪،‬‬

‫ملاذا ال يفعل معي امل ل إذنال‪..‬اجلواب سهل‪ ،‬ألناه ال يعارف‬

‫حقيقتك بعد‪ ،‬لذا ال تقرري أنه حيبك ‪ ...‬ياف بااهلل علياك‪،‬‬

‫الد تور حممود خطاب صااحب النساب واحلساب أن حياب‬

‫لقياي!‪....‬آآآرب! إن نات ال أساتطيع لفظهاا وتقبلهاا فكياف‬

‫سيتقبلها هوال يا ريب ارمحناي ال ياد يل يف ذلاك ولاو خريتناي‬

‫‪682‬‬
‫األقدار لكنت طلبت نسبا ولو من رجل فقري ‪..‬أساتغفر اهلل‪..‬‬

‫ماذا بك فاطمةال هال ساتكفرين بقضااء اهللال ال ماا يفعلاه‬

‫حلكمة فال تفقدي إيامنك به اللهام ال اعارتاض! ‪...‬اللهام ال‬

‫اعرتاض!‬

‫‪ ¤‬السالم عليكم آنسة فاطمة‪.‬‬

‫أجفلت من دخول ريم عليها‪ ،‬فانتفضت فزعة وطفق يعتذر‬

‫إليها‬

‫‪ ¤‬آسف آنسة ‪...‬لكناي طرقات مارتو و جتيباي فتوقعتاك‬

‫شاردة‪.‬‬

‫‪683‬‬
‫متالكت نفسها وابتسمت بتوتر‪ ،‬جتيبه بنربهتا ا ادئة بينام ختطاو‬

‫باجتارب مكتبها‬

‫‪...‬هل أساعدك بيشءال‬ ‫‪ ¤‬ال بر‬

‫رمقها هبيام خيفيه منذ أن جتاوزا حقبة الطفولة ليقتحام مرحلة‬

‫املراهق ة حتى تطور ذلك الشعور إ رغبة بالزواج منها عندما‬

‫أصبح رجال مسؤوال ويستطيع إعالة بيت عىل حد قوله لكنها‬

‫دائام تردرب بحجة عدم استعدادها للزواج بعد مع أهنا متيقنة من‬

‫ونه املناسب ا‪ ،‬فهو أيضا جمهاول النساب ولان ياريت يوماا‬

‫ويعايرها بمصاهبام لكن ماذا تفعل بقلبهاال فهي ال تطيق حتى‬

‫فكرة ملسه ا‪ ،‬ال سلطان ا عىل قلبها‪.‬‬

‫‪684‬‬
‫‪ ¤‬قدمت ألخربك بعلب دواء أرسلها الد تور حممود‪ ،‬إنه حقا‬

‫رجل يقدر اإلنسانية‪.‬‬

‫امحر وجهها ينطق بام تستطع االعرتاف به‪ ،‬فنكست رأساها‬

‫لكي ال تنكشف أمامه‪ ،‬فيعاود الضغط عليها من أجل رغبته‪،‬‬

‫تتمتم بلفوت بينام ترتك املكتب‬

‫‪¤‬بىل‪...‬نعم الرجل هو ‪...‬هيا سندخلها و أدون محولتها!‬

‫تقدمها يتساءل متى ستحن عليه بموافقة ليجمعهام سقف بيت‬

‫واحد‪.‬‬

‫****‬

‫‪685‬‬
‫دخل غرفة الغسيل واقرتب من الشاب ليلقي با اتف داخال‬

‫له األخري‬ ‫جيبه بلفة‪ ،‬فيهم‬

‫‪ ¤‬سااعدت بالتعاماال معااك ‪..‬إن أردت شاايئا آخاار‪ ،‬ادفااع‬

‫واطلب!‬

‫إلتفت إليه زيد بوجه أمحر مرعب لريفع الشاب يديه استسالما‬

‫يبتعد عنه بصمت‪.‬‬

‫انتصب أمام طاولة عليها أ اوام رشاشاف بيضااء وماد يادرب‬

‫يلتقط واحدا يقاوم بطيياه‪ ،‬واساتمر عاىل ذات احلاال ملادة‬

‫حيسبها‪ ،‬فلم هيتم حتى سمع نربة رجولية خافتة قريبة منه‬

‫‪ ¤‬مرحبا يا صاح أنا فيصل!‬

‫‪686‬‬
‫لوى عنقه باجتاهه لربهة يرميه بنظرة من فاوق إ أسافل ام‬

‫عاد إ عمله رنه يسمع شيئا‪ ،‬ال يعلم ملاذا فعل ذلكال فهو‬

‫و ينتظر أحدهم ليقرتب منه لكنه أ يد من أن فعلتاه‬ ‫متحم‬

‫يف مكاهنا وسيستفز فضوله أ ر وهذا ما حصال ‪...‬فالرجال‬

‫زاد من اقرتابه وا تسى صوته بنربة احرتام‪ ،‬بينام يستطرد بحذر‬

‫‪ ¤‬أمتنى التعرف عليك‪ ،‬فهدفنا وانتقامنا واحد ‪...‬فكام يقولون‬

‫عدو عدوي صديقي‪.‬‬

‫بالرضا والرسور غمر صدررب بانرشااح افتقادرب مناذ‬ ‫إحسا‬

‫سبب مشا ل لورد وشبح ابتسامة نرص تلوح عىل زاوياة فماه‬

‫بينام يقرتب من حتقيق هدفه وأحالمه‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫متهل حيسب ل خطوة ينوي تقدمها نحوهم‪ ،‬طوى الرششف‬

‫األخري بعناية ووضعه فوق سابقيه م التفت إليه يسند جسدرب‬

‫بالطاولة‪ ،‬يرفع يدرب حيك هبا ذقنه النامية واألخارى يساند هباا‬

‫مرفق األو ‪ ،‬يرمياه بنظارة تقيايم رناه يفكار هال حيد اه أم‬

‫ينسحبال ل هاذا واآلخار يرمقاه بنظارات وجلاة متصانعا‬

‫االحرتام‪ ،‬ينتظر جواب ه بقلة صرب متم لاة يف متلملاه يف وقفتاه‬

‫حتى قرر زيد أخريا النطق بردرب‬

‫‪ ¤‬ومن هو هذا العدو الاليا‪.....‬‬

‫هتف اآلخر مقرتبا منه‪ ،‬رافعا إليه يدرب بسيجارة أمساكها زياد‬

‫بإحباط أجاد إخفاءرب‬

‫‪688‬‬
‫‪ ¤‬فيصل ‪..‬أنا فيصل ‪...‬و العدو‪ .....‬ورد اخلطاب‪.‬‬

‫أشعل له السيجارة و اآلخر يكتم حقدرب بصعوبة شديدة لذ ررب‬

‫إسمها‪ ،‬فارتعدت عضلة أسفل خدرب فهمها اآلخر عىل أهنا من‬

‫حقدرب عىل ورد و رهه ا فسعد برضبته أما زياد فمان حنقاه‬

‫قرر املغامرة بفعل آخر يعلم جيدا نتيجته إما ال قة الكاملاة أو‬

‫االبتعاد‪.‬‬

‫رمى السيجارة بإمهال يتصلب يف وقفته متشدقا بجفااء وهاو‬

‫يتجاوزرب‬

‫‪ ¤‬ال أعرفها‪...‬‬

‫‪689‬‬
‫ظل فيصل مكانه يشعر بغي مان هاذا الباارد لينرصاف هاو‬

‫اآلخر متمتام‬

‫‪ ¤‬سر سب قتك ‪..‬ولنرى ما بجعبتك‪ ،‬فرنت نز مو‪.‬‬

‫***‬

‫أقنعها برن تر ب سيارته ففعلت عاىل مضال بعاد مناقشاة‬

‫مضنية وأخذها ا مقهى عىل البحر أعجبها وقلاب مزاجهاا‬

‫العكر ال تعلم منذ متىال‪ ..‬بىل تعلام! ماذ قارر هاذا اجللاف‬

‫أمامها االختفاء ‪ ،‬ترمل حسانها وملعاة عينيهاا حتاى أصابحتا‬

‫شبيهتو هبذرب املعجزة اجلبارة التي أبد اهلل يف خلقها وأسامها‬

‫‪690‬‬
‫البحر ‪..‬انسحب لسانه من عقاله اام تفعال ساائر أطرافاه يف‬

‫حرضهتا‪ ،‬يقول بصوت خرج أجشا رغام عنه‬

‫‪¤‬أنت مجيلة هذا البحر يا شاهي‪.‬‬

‫ضمت شفتاها داخل فمها والتفتت إ البحر حممرة عىل غاري‬

‫عادهتاا‪ ،‬فضااحك سامري بماارح‪ ،‬ال يعلاام ياف نطااق تلااك‬

‫الكلامتال‬

‫‪ ¤‬شاهي الرشسة حتمر حياء‪ ،‬إهنا هناية العا أ يد‪.‬‬

‫تغريت مالحمها إ حنق‪ ،‬هتتف بجفاء‬

‫‪ ¤‬أين اختفيت فجرةال‬

‫‪691‬‬
‫أراح رأسه عىل يدرب التي أسند مرفقها عىل سطح املائدة‪ ،‬يقول‬

‫بمكر‬

‫‪ ¤‬أخربيني برشطك ألسمع اعتذارك املبجل‪.‬‬

‫أضحت مالحمها جدية بينام ترد‬

‫‪ ¤‬أخربين عن أختك‪.‬‬

‫م أشارت إليه بسبابتها حتذررب‬

‫‪ ¤‬لقد سمعت حدي ك مع ورد‪ ،‬فال ختفي عني شيئا‪.‬‬

‫اعتدل بجلسته وتطلع إ البحر‪ ،‬قائال‬

‫‪¤‬لو ِ‬
‫نت سمعتنا بالفعل ملا هتجمت عايل يومهاا وال اهتمات‬

‫أختي بالرسقة‪.‬‬
‫‪692‬‬
‫هتفت بدفا وهي تستشعر مدى جرحها له‬

‫‪ ¤‬لكن اللجنة القانونية!‬

‫إلتفت إليها بحدة يقاطعها باسطا راحتيه عىل سطح املائدة‬

‫‪ ¤‬نعم أعلم ماذا قالت اللجنة! وهم حمقون‪ ،‬أختي رسقت وأنا‬

‫ساعدهتا‪.‬‬

‫قفز حاجبا شاهي مذهولة من عصبيته ماع اعرتافاه بيانام هاو‬

‫يكمل هجومه الغاضب‬

‫ِ‬
‫صربت قليال لكنات سامعت ورد و هاي تقاول‬ ‫‪ ¤‬لكنك لو‬

‫ل قرشة المعاة داللاة عاىل‬ ‫برنني أعدت املرسوقات‪ ،‬فلي‬

‫‪693‬‬
‫مرة ناضجة شاهي ‪....‬لكن أنت اهتمتناي دون أن تفهماي‪،‬‬

‫طبعا فربناء الدار ال يمكن أن يكونوا رشفاء‪.‬‬

‫رفعت شاهي يدها وبسطتها أمامه‪ ،‬هتتف‬

‫‪ ¤‬ال ال صدقني أنا ال أفكر هكذا لكان عناد جميئاي إ الادار‬

‫أخربوين برن اللجنة حتققت وأ بتت حدوث رسقة وفب طرد‬

‫مرتكبتها التي هي أسامء ونفذت األمر‪ ،‬و أ ان أعارف مان‬

‫‪..‬و عندما ا تشفت أهنا شاقيقتك فقادت‬ ‫تكون من األسا‬

‫عقيل‪ ....‬ألن‪...‬‬

‫‪694‬‬
‫قطعت المهاا تنظار إلياه غاري قاادرة عاىل املتابعاة‪ ،‬فسار ا‬

‫مستفرسا بينام يعلم مقصدها وقلبه يدوي داخل صدررب‪ ،‬فاإذا‬

‫صدق حدسه سيبتىل بسيف ذو حدين‬

‫‪ ¤‬ماذا شاهي‪ ،‬ألن ماذاال ‪..‬أ ميل!‬

‫غريت جمرى حدي ها‪ ،‬تقول باستسالم‬

‫‪ ¤‬املهم أنني ا تشفت خطئي‪ ،‬ان فب عيل االستفسار مناك‬

‫ال أن أهجم عليك بتلك الطريقة ‪...‬أعتذر منك‪.‬‬

‫ابتسم بإحباط‪ ،‬يرد‬

‫‪ ¤‬أنفذ رشطك بعد و اعتذرت‪ ،‬ترى ما هو السببال‬

‫اصطنعت املرح تقول بينام تلوح بكفها‬


‫‪695‬‬
‫‪ ¤‬هذا من رم أخالقي‪ ،‬فكن ريام أنت أيضا و أخربين‪.‬‬

‫ظل ينظر إليها لوهلة ام أخاذ نفساا عميقاا‪ ،‬فيبهاا بوجاوم‬

‫استغربته‬

‫‪ ¤‬أتعلمو يا شاهي‪ ،‬لو نت التقيت بك قبل سنتو تقريبا ما‬

‫نا جلسنا هذرب اجللسة وما سمحت لك بالتدخل بحيايت حتى‬

‫لو نت أموت عشقا بك‪.‬‬

‫ضمت يدهيا وأراحتهام عىل املائدة مقطباة مان مقدمتاه الغاري‬

‫متوقعة‪ ،‬فرشار برأسه مؤ دا‪ ،‬يستطرد‬

‫‪ ¤‬أنا اآل ن واحلمد هلل متصالح مع نفل و سارحكي لاك ال‬

‫يشء وأبدأ برنني أتعال عند طبيب نفل منذ سنتو‪.‬‬

‫‪696‬‬
‫تفاجرت شاهي لكنها تقاطعه تريد معرفة ال يشء خيصاه‪،‬‬

‫فر مل‬

‫فقاط‬ ‫‪ .¤‬نت أذهب إليه يف البداية تقريبا ال ياوم‪ ..‬أجلا‬

‫وأبحلق به يتحدث‪ ،‬يلمني يوما عىل سكويت فقاط يتحادث‬

‫وأن صت إليه حتى تنتهي الساعة وأخرج ألعود يف اليوم ال اين‬

‫‪ ..‬نت أعلم برنن ي حمتاج إليه‪ ..‬ال أعلم مااذا أقاول و يافال‬

‫لكن أتغيب يوما إ أن سرلني الطبياب إن انات يل عائلاة‬

‫‪....‬عندها انفكت عقدة لساين و أخربته بنعم ‪.....‬طلب مني‬

‫إخباررب عنهم‪ ،‬فرجبته برهنا شقيقة واحدة عمرها آناذاك سابع‬

‫و ال ون سنة‪ ،‬عازبة تعمل مسؤولة عن دار أيتام‪ ،‬سرلني‬

‫تتزوجال نظرت إليه ببالهة ال أعلام باامذا أجيباه ‪..‬فابتسام و‬

‫‪697‬‬
‫سرلني ‪...‬هل أحرجتكال ‪..‬فرجبته بال لكان لفتات انتبااهي‬

‫ليشء أفكر به من قبل‪ ،‬فلقاد انشاغلت بمشاا يل و نسايت‬

‫أختي التي تر ها يل والدي أمانة ‪..‬عاد ليسرلني ماا هاو هاذا‬

‫اليشء ال فرخربته ببساطة عمر أختاي يضايع هاذا إن يضاع‬

‫وانتهى األمر ‪...‬قال الطبيب إذن فب عليك تدارك األمار و‬

‫ولن تستطيع‬ ‫هناك فوات أوان مادام اإلنسان حي يتنف‬ ‫لي‬

‫مساعدهتا إن تساعد نفسك أوال ‪...‬وهكذا ابتادأت عالقاة‬

‫خمتلفة بيني وبو طبيبي الذي أصبح صديقي وقررت املعاجلة‬

‫مهام لفني األمر‪ ،‬ألجل أختي التي ل مدى حالتها النفساية‬

‫تتدهور ‪...‬واآلن شفيت نسبيا فهنااك أماور التازال تفارض‬

‫‪698‬‬
‫نفسها عيل لكن عىل األقل ارحتت من مهاوم اجلباال انات‬

‫جا مة عىل صدري‪.‬‬

‫أخذ رشفة من العصري قبالته قبل أن ياريح قال جسادرب عاىل‬

‫الكريس بينام شاهي ابتة عىل وضعها تنتظر منه التكملة‬

‫‪ ¤‬أنا وشقيقتي عانينا من مصائب يف حياتنا ‪ ...‬نت أظن برنني‬

‫عىل علم هبا لها لكن قبل فرتة بسيطة رصت متر دا برن أسامء‬

‫رأت ما هو أبشع وختفي ذلك إ أن بدأ يرصاخ ليلارج مان‬

‫خالل ترصفاهتا الغري معهودة منها م ل رسقة الدار‪.‬‬

‫‪699‬‬
‫غطت شاهي فمها املفتوح براحة فها متفاجئة ومستغربة أما‬

‫ماضايا‬ ‫سمري فيسبح بملكوت آخر حيكي ماضيه الذي لاي‬

‫بالنسبة له‪ ،‬فلو ان ذلك ما تذ ررب بكل تفاصيله‬

‫‪¤‬تويف والدي وأنا يف سان التاساعة وأختاي يف الرابعاة عرشا‬

‫‪...‬أتذ ررب جيدا رمحة اهلل عليه‪ ،‬ان دائام يوصيني برختي رناه‬

‫يعلم بدنو أجله‪ ،‬ان يقول يل‪ ...‬وددت لو أناك األ ارب مان‬

‫شقيقتك لرتعاها لكن ال ضري‪ ،‬احلمد هلل عىل ل حال ‪..‬أنت‬

‫رجل ياا بناي وساتحميها‪ ،‬نقشات تلاك الكلاامت باذا ريت‬

‫وحاولت‪ ،‬أقسم برنني حاولت محايتها من ل العذاب الذي‬

‫قابلنارب بعد موت أيب لكني نت صغريا و رهت ذلك ألقىص‬

‫حد‪ ،‬فرمي تزوجت بعد ذلك بضاغط مان جادي رمحهاام اهلل‬

‫‪700‬‬
‫مج يعا لكن الوغد يكن رجال بل حيوانا متسكن حتاى متكان‬

‫وأصبحت أمي بعصمته‪ ،‬فبدأ يظهر عىل حقيقته ‪ ...‬ان دائام‬

‫السكر والشجار مع أمي وعندما نتدخل فهز علينا أيضا ومع‬

‫توايل األيام أصبحت أختي صامتة منطفئة تتلفت حو ا بريباة‬

‫دائمة وفكرت برهنا ختاف منه ام حالنا مجيعا‪ ...‬ويف يوم عدت‬

‫من املدرسة ألجاد الرشاطة و سايارة إساعاف أماام بنايتناا‪،‬‬

‫رحات أعادو ودخلاات لبيتناا حتات أنظااار اجلاريان املشاافقة‬

‫‪....‬فرأيتهم حيملاون أماي عاىل نقالاة شااحبة ال حيااة فيهاا‬

‫‪...‬ملحت أختي جالساة منكمشاة عاىل نفساها أماام رشطاي‬

‫يسر ا‪ ،‬اقرتبت منها وما إن رأتني حتى انقضت عيل تضامني‬

‫وتنتحب‪ ،‬سرلتها ما الذي جرىال فالتفتت إ الرشطي ترسد‬

‫‪701‬‬
‫ما حصال ‪...‬قالات بارن والاديت انزلقات واصاطدم رأساها‬

‫بالطاولة الزجاجية‪ ...‬ال أعلم ب أصدقها حلظتها لكن وفاة‬

‫أمي انت الرضبة القاضية لنا نحن اإل ناو ‪...‬تبعهاا جادي‬

‫بعدها بيومو من صدمته ‪..‬أما هو فرصبح ينظر إلينا بنظارات‬

‫ارتبت ا ‪ ..‬نكمل الث أيام‪ ،‬فاساتيقظت مان ناومي عاىل‬

‫رصاخ أسااامء‪ ،‬انتفضاات ماان مكاااين أجااري باجتااارب صااوهتا‪،‬‬

‫فوجدت احلقري يرضهبا ويرمرهاا بالساكوت وعنادما رآين ال‬

‫أعلم أجفل ام ساحبني و شاقيقتي يلقاى بناا إ الشاار‬

‫‪...‬مهمت بالرجو إ الباب ألطرقه فذلك البيات‪ ،‬بيات أيب‬

‫وهو من فب عليه الرحيل لكن أسامء أمسكت يب ترجاوين و‬

‫توسلت تقبل يدي لكي ال نعود ‪...‬نظرت إليهاا أسار ا بقلاة‬

‫‪702‬‬
‫حيلة أين سنذهبال إلتفتت تنظر إ اجلريان املتجمعو حولنا‬

‫‪..‬فتقدمت جارة لنا و طلبت مناا املبيات عنادها لكان أساامء‬

‫نظرت باجتارب زوجها نظرة لا ن أنساها و أفهمهاا يومهاا ام‬

‫رفضت وأمسكت يدها أطلب منها أن توافق ليلة واحدة فقط‬

‫حتى وافقت عىل مضل ‪...‬الزلت أذ ر تلاك الليلاة انات‬

‫أسامء تقبل عيل بحضنها رنني سارهرب منهاا ‪...‬يف صاباح‬

‫اليوم التايل أحدث الوغد فضيحة جلارتنا التاي آوتناا فطردناا‬

‫زوجها ‪ ...‬نعلم أين نذهبال ال مال ال ياب فقط نميشا يف‬

‫الشار دون وجهاة حتاى حال الليال نتضاور جوعاا وتعباا‬

‫وللعجب أختي أسامء تبكي ‪...‬بكيت أنا الصبي وهي ارن‬

‫ا لتبكيها بعد‪.‬‬ ‫ال دمو‬

‫‪703‬‬
‫تقسم شااهي برهناا ملحات دموعاا متحجارة بمقلتياه اللتاو‬

‫أضحيتا قامتتو‪ ،‬عضالت وجهه هتتز رهنا ساتنفجر‪ ،‬فمادت‬

‫ي دها تربت عىل خاصته فوق املائدة فرجفل و رنه نسيها‪ ،‬نظر‬

‫ا يدها التي سحبتها برسعة‪ ،‬فالنت قسامته قليال يستدرك‬

‫‪ ¤‬قضينا ليلتنا بحديقة عامة و نستطع النوم حتاى ماع تعبناا‬

‫‪...‬وقف علينا رشطي ي نظر إلينا بريبة وسرلنا ماذا نفعال لايال‬

‫بحديقة عامةال ‪....‬أسامء انت صامتة رمقه بتحفز قابضة عىل‬

‫يدي بقوة وتشجعت أخربرب برن ال عائلاة لناا‪ ،‬ماتات والادتنا‬

‫وطردنا زوجها من حمل سكننا ‪..‬أشفق الرشطي عليناا فادلنا‬

‫عىل دار قريبة من هناك‪ ....‬رافقنارب بالرغم من اعرتاض أختي‪،‬‬

‫فال حيلة لنا وال حول وال قوة‪.‬‬

‫‪704‬‬
‫سكت قليال رنه هيد‪ .‬من أعصاابه التاي هتادد بااالنفالت‪،‬‬

‫فتدخلت شاهي تسرله‪ ،‬بصوت متر ر وقد سالت دموعها رغام‬

‫عنها‬

‫‪ ¤‬ماذا حدث بعدهاال‬

‫نظر إليها ونفسه تائقة لضمها‪ ،‬فقاط ضامها ليشاعر بااألن‬

‫والسكون ام يشعر حو متنحه نظرات خاصة به وحدرب فقط‪،‬‬

‫يقول بضيق‬

‫‪ ¤‬فعال استقبلونا يف الدار و ان وضعها يف تلك األيام مزرياة‬

‫‪..‬تسيب وفساد نت حينها باحلادي عرش وأسامء يف الساد‬

‫عرش ‪..‬ال أفارقها أبدا و نت أعاقب عىل ذلاك لكاوين أتارك‬

‫‪705‬‬
‫عنرب األوالد الذ ور ألذهاب إليهاا وأطمائن وحتاى بعال‬

‫األحيان أنام بجوارها لكن هيمني أبدا عقاهبم‪ ...‬اعتدنا عىل‬

‫الظلم واجلو واحلرمان أما شقيقتي فرصبحت أخرى قاساية‬

‫مع نظرة انكسار دائمة وشمت هبا مقلتاهاا ‪...‬وبسابب ذلاك‬

‫عرشا‬ ‫احلرمان اشتد عودي با ر ا فرصبحت بالسان اخلاام‬

‫خيشا ين قاطني الدار حتى بعل املرشفو الذين ال أظن برن اهلل‬

‫سيساحمهم عىل ما انوا يفعلونه باأليتام‪.‬‬

‫فرسد ا موم ي قل الكاهال و رناه يعيشاها‬


‫تنهد سمري بتعب‪ْ ،‬‬
‫بوجوم‬ ‫من جديد‪ ،‬هيم‬

‫‪¤‬يوم القيامة طويل واحلسااب سايكون فياه عساري ألولئاك‬

‫الذين استحلوا احلرام و أ لوا مال اليتيم دون أن نتحدث عن‬


‫‪706‬‬
‫رضهبم من غري وجاه حاق يف اري مان األحياان وساجنهم‬

‫عقاب عىل أتفه األسباب ‪ ...‬أساتطع مسااعدهتم‪ ،‬ال ماا‬

‫ر زت عليه مها شقيقتي ودراستي‪ ،‬ألنني علمت يقيناا برهناا‬

‫طريقي لللروج من هناك‪ ،‬مرت األيام بمرها وحلوها إ أن‬

‫بلغت سن الواحد والعرشون نت حينها عىل وشك التلرج‬

‫من اجلامعة أما شقيقتي فنفسيتها انت قد تدمرت و تستطع‬

‫اإل امل بعد ال انوية‪ ،‬بدأت أساعد عىل قدر ما أستطيعه و ان‬

‫هناك مسؤولو أق در عاىل حمااربتهم لعالقااهتم وأناا نات‬

‫بحاجة لبعل الوقت حتى أمتم جامعتي وأجد عمال مناسبا‪.‬‬

‫و أخريا ابتسم بسلرية يضيف‬

‫‪ ¤‬و جاءت القديسة‪.‬‬


‫‪707‬‬
‫قطبت شاهي جبينها وملعت مقلتاها بربيق الرشاسة بينام تكتف‬

‫ذراعيها جمددا فتنبسط شفتيه ببسمة ممتعة بينام يسرتسل‬

‫‪ ¤‬اقتحمت الدار شعلة صغرية فلتت من ومة نار مترججة‪،‬‬

‫بدأت يومها األول بمشاجرة برية مع أحد املرشافو عاقاب‬

‫فتاة ما ورضهبا ‪..‬فاجتمع أهل الدار لهم و هددته برن تناتقم‬

‫فقااط بااالطرد و إنااام بالسااجن‪ ،‬اسااتغربت حينهااا‬ ‫منااه لااي‬

‫فمظهرها حماف ال تشبه املنمقات بيشء‪.‬‬

‫انتفضت شاهي بغضب و رنا ه أهاهناا‪ ،‬فضام شافتيه تاذمرا‬

‫يستطرد‬

‫‪708‬‬
‫‪ ¤‬أقصد ال يظهر عليها برهنا من ذوي النفوذ واملال ألسمع من‬

‫ألذين برهنا ورد اخلطااب‪ ،‬إبناة النقياب عايل‬ ‫صديق يل هيم‬

‫اخلطاب‪ ،‬نائب وزير الداخلية‪ ،‬تفاجرت وأخذتني خطوايت إ‬

‫قرهبا ووقفت أنظر بعينيها ألرى ماا املمياز هباا‪ ،‬فهاي جمارد‬

‫عرش‪ ،‬دققات قلايال فلمحات ماا‬ ‫مرا هقة يف عامها اخلام‬

‫نظرة االنكسار بعيني‬ ‫يلمحه أحد من املجتمعو حو ا‪ ،‬نف‬

‫شقيقتي‪ ،‬يف تلك اللحظة حتديدا شاعرت ال أدري ملااذا! بارن‬

‫شقيقتي و ورد وجهان لعملة واحدة ماع أن ترصافاهتام عاىل‬

‫النقيل متاماا‪ ...‬املهام باملوضاو أن أحاوال الادار حتسانت‬

‫بشكل ملفت ويف مدة قياسية ‪...‬فتلك الفتاة جااءت بعزيماة‬

‫األسود ال تقبال ا زيماة وال تكتفاي أو ترتاجاع وال تعارف‬

‫‪709‬‬
‫اجلمعية‪ ،‬الراعية للادار‬ ‫االستسالم حتى عينوها رئيسة جمل‬

‫بعدها بسنوات قليلة‪ ،‬فرصبحت سلطتها أوسع وغاريت ال‬

‫طاقم اإلدارة واملوظفو‪.‬‬

‫جعد مالحمه باستغراب حيدق بشاهي‪ ،‬مستدر ا‬

‫‪ ¤‬ان هناك ناو مان التفااهم بينهاا وباو أساامء‪ ،‬حاديث‬

‫باألعو ال يفهمه إال اال نتو واختارهتا ورد لتكاون مساؤولة‬

‫عن الدار ال أعلم حتديدا ملاذا لكنها اختارهتا و و قات هباا و‬

‫أ ن سعيدا أبدا باختيارها‪ ،‬فرناا خاري مان يعلام باضاطراب‬

‫شقيقتي الذي رسعان ما طفت أعراضه للعلن‪ ،‬حتسن أحوا ا‬

‫وأحوال الدار سبب ا اختالال بنفسيتها و رهنا تعودت عاىل‬

‫الظ لم واخلوف‪ ،‬فبدأت تتلبط يف البحث عن هادف جدياد‬


‫‪710‬‬
‫غري الترهب طوال الوقت حلامية نفسها‪ ،‬ذا سومت ا نفسها‬

‫االنتقام ممن ان جزء يف عذاهبا‪....‬الدار‪...‬هذا ما أخاربين باه‬

‫الطب يب حو أخربته عنها‪ ،‬حاولت إ ناءها عىل ما تنويه لكنها‬

‫انت املهو وسة وتيقنت حينها أهنا مريضة و فب أن تعاال‬

‫الوقات أعياد ال ماا‬ ‫ساعدهتا يف ما تفعله ألمحيها ويف نف‬

‫ترخذرب بينام ورد تستطع حتملهاا ألن هوساها األخارى هاي‬

‫الدار ‪.....‬األيتام و الضعفاء بالنسبة ا منطقاة حمرماة لاذلك‬

‫اختذت اإلجراءات الالزمة واستغلت نفوذها لكي ال تساجن‬

‫أختي و يكتفوا بطردها ‪...‬فهي م يل تعلم برهنا مريضة وألهنام‬

‫وببساطة ام قلت سابقا وجهان لعملة واحدة ‪...‬هنااك دائاام‬

‫اليشء الغامل هبام‪.‬‬ ‫نف‬

‫‪711‬‬
‫العصري أمامه و ارتشف ل ما تبقى منه مرة واحدة‬ ‫أخذ ر‬

‫م رفع عينيه لتلك التي أمامه تبكي بحرقة تقطع نيااط قلباه‪،‬‬

‫رشسة يف ل حالتها حتى البكاء تبكي بحرقة‪ ،‬فاستل املنديل‬

‫من جيبه يقدمه ا قائال بوجوم ساخر‬

‫‪ ¤‬تتحميل اإلنصات‪ ،‬فكيف بك لو واجهت ما واجهنارب‪.‬‬

‫أمسكت باملنديل ممتنة‪ ،‬جتيب بصوت مرتعش‬

‫‪ ¤‬انت يل معانايت أنا األخرى لكنها تكن ببشاعة معاناتكم‬

‫‪..‬أنا آسفة‪ ،‬آسفة حقا ‪..‬وشقيقتك فب أن تساعدها لتتعال ‪.‬‬

‫انتظر حتى أخذ منها منديله‪ ،‬يقول بتفهم‬

‫‪712‬‬
‫‪ ¤‬هذا ما فعلته فعال‪ ،‬أخذهتا إ الطبياب وبادأت جلسااهتا‪،‬‬

‫أرجو اهلل التوفيق‪.‬‬

‫هزت رأسها وطالعت ساعتها‪ ،‬هتتف بذهول‬

‫‪ ¤‬يا إ ي! سمري لقد مض الوقت‪ ،‬ترخرت اريا وفاب أن‬

‫نمر عىل حمل ألعاب لنحرض الدمية‪.‬‬

‫يسمع سوى اسمه من بو شافتيها وتوقاف اإلدراك لدياه‪،‬‬

‫فهتفت به‬

‫‪¤‬أنا أحد ك! ما بكال‬

‫أجاهبا ببالهة‬

‫‪ ¤‬ها!‬
‫‪713‬‬
‫املعانقاة‬ ‫ضمت ما بو حاجبيها األشقرين تشاري إ الشام‬

‫للبحر ‪.‬‬

‫‪ ¤‬قلت ترخرت وفب أن نغادر‪ ،‬بالكاد سيكفي الوقت لرشاء‬

‫الدمية و العودة للدار لنعطيها ألمل‪.‬‬

‫قامت من مكاهنا تشري له فنهل يلحق هبا باستسالم عاشق‪.‬‬

‫***‬

‫استيق مترخرا عادته‪ ،‬يف ال يفعل وهو الراعاي للجاناب‬

‫املظلم لوالدرب‪ ،‬وهذرب األيام مشغول أ ار‪ ،‬فاالنتلاباات عاىل‬

‫األبواب ووالدرب قد اختار املرشاح األنساب وسايموله إ أن‬

‫حيصل عىل املنصب املهم م حير ه دمية املاريونت بينام يظال‬

‫‪714‬‬
‫بعيدا عن الصورة متاما‪ .‬سمع صاوت والدتاه وساهى فاجتاه‬

‫لدهيا شاغل إال التبضع‬ ‫إليهام يسلر من موقف أمه التي لي‬

‫حلفيدها املنتظر‪ ،‬جنو يكمل الشهرين يف بطن أمه‪ ،‬التقطت‬

‫أذنيه اسام ج علاه يطارق السامع‪ ،‬فاشاتدت أطرافاه و دخال‬

‫عليهام‪ ،‬نظرتاا إلياه و األجاواء تتاوتر اام حيصال دائاام عناد‬

‫حضوررب‪ ،‬فقال بنربة عادية‬

‫‪ ¤‬مرحبا‪.‬‬

‫ردت عليه والدته التحية وهو يقبلها عىل وجنتهاا أماا ساهى‬

‫فتمتمت بتحية خافتة و ضامت محاهتاا بعادما تر هاا‪ ،‬تقاول‬

‫باقتضاب‬

‫‪715‬‬
‫‪ ¤‬إ اللقاء خالتي‪ ،‬سرقيض اليوم عند أهيل وسيقلني محزة ليال‬

‫إن شاء اهلل‪.‬‬

‫ردت مبتسمة بينام تسرتخي عىل إحدى آرائك غرفة اجللو‬

‫‪ ¤‬رافقتك السالمة عزيازيت‪ ،‬بلغاي ساالمي لوالادتك وورد‬

‫وبار ي ام بالنيابة عني‪.‬‬

‫هزت سهى رأسها بتوتر تلقي نظرة عىل تامر املتحفاز وفارت‬

‫من أمامه قبل أن يسر ا‪ ،‬ش عر تامر برمعائاه تتلاوى يف بطناه‪،‬‬

‫وقد هنضت‬ ‫يستشعر ما سيعرفه من أمه التي حاولت التمل‬

‫من عىل األريكة لكان يمهلهاا ووقاف حاائال بينهاا وباو‬

‫الباب‪ ،‬يستفرس‬

‫‪716‬‬
‫‪ ¤‬ما هبا وردال‬

‫ضمت شفتاها بتوتر‪ ،‬فهي تعلم بتعلق ابنها املريض بورد فقط‬

‫ألهنا ترضخ لرغباته و يستطع ترويضها‪ ،‬فرصبحت هوسا‬

‫بالنسبة له‪.‬‬

‫رمقها بنظرة حتفز ‪ ،‬فقالت باقتضاب مرتبك‬

‫‪ ¤‬ورد ستتزوج‪.‬‬

‫ضم يديه يف قبضة حتى ابيضت مفاصله وارتعد عصب جبهته‬

‫حتى امحر وجهه‪ ،‬فهتفت والدته بينام متسك بكتفيه‬

‫‪¤‬بني أرجوك‪ ،‬دعها وشرهنا هاي ال تشاعر بعاطفاة اجتاهاك‪،‬‬

‫القلوب ال سلطان لنا عليها‪.‬‬

‫‪717‬‬
‫أزال يدهيا بحدة‪ ،‬يصيح‬

‫‪ ¤‬و من يشعر بعاطفة نحويال منال إن نت أنت أمي أو أخي‬

‫تتوتران ملجرد حضوري و رنني عدو ولست ابنك أو شقيقه‪،‬‬

‫أخربيني بمن ستتزوجال‬

‫نظرت إليه بريبة‪ ،‬فهي عاىل علام بتارخياه األساود ماع لياث‬

‫وتشك برن ليث يريد ورد فقط لينتقم رش انتقام منه‪ ،‬نفضات‬

‫عنها تلك األفكار‪ ،‬جتيبه بلفوت التقطه الصقر‬

‫‪¤‬ليث اجلندي‪.‬‬

‫ي ر ام اعتقدت والدته برنه سيفعل تكن تدري برنه توقاع‬

‫ذلك فقط أراد التر د‪.‬‬

‫‪718‬‬
‫غادر القرص له العاصافة والسايدة نارماان تتماتم بادعاء‬

‫البنها‪ ،‬فهي تعلام أناه مان سايكون اجلااين‬ ‫احلف لكن لي‬

‫لذلك دعت لورد و ليث بالسرت‪.‬‬

‫****‬

‫داخال مكتبه يف املر ز منبسط األسارير‪ ،‬يوم واحد يفصله عن‬

‫خطبة وردته وهو يفكر‪ ،‬بام أهنا ال تريد عرسا ونظرا للظروف‬

‫فسيستعجل بالزواج وهكذا تكون يف بيتاه أماام عينياه ليبادأ‬

‫معر ته إلخراجها من دوامتها‪ ،‬فهل الطريقة حلد اآلنال لكن‬

‫سيحاول بكل طريقة ممكنة‪.‬‬

‫‪719‬‬
‫ملح صديقه االبتسامة التي زينت وجهه فرضاحى أصاغر مان‬

‫عمررب‪ ،‬فشكر ربه عىل جتاوز ليث ملحنته و رس ذلاك احلااجز‬

‫الذي يمنعه عن احلياة الطبيعية م طلب من اهلل أن يكمل عليه‬

‫سعادته و يبعد عنه تامر ذاك و ال يعتربها حتدي‪.‬‬

‫جتاهل األفكار الدائرة برأسه‪ ،‬يقول بمرح‬

‫‪ ¤‬يا سالم‪ ،‬أ ان أعلام بارن الازواج يضافي البرشاى عاىل‬

‫هكذا‪.‬‬ ‫النفو‬

‫ابتسم ليث‪ ،‬يرميه بمكعب خشبي يزين ساطح مكتباه‪ ،‬قاائال‬

‫بمرح‬

‫‪720‬‬
‫‪ ¤‬بىل‪ ،‬تشجع أنت فقط واخطب صدفة عمرك اخلجول قبال‬

‫أن خيطفها منك أحد‪.‬‬

‫أهنا ستكون ألحد غاريرب‪ ،‬فهاو‬ ‫شعر بنغزة لقول صديقه‪ ،‬لي‬

‫لن يسمح بذلك لكن و رنه يعج به أن ياذ رها أحاد حتاى‬

‫صديقه‪ ،‬أ ذرب الدرجة وصل شعوررب بالتملك نحوهاال‬

‫حاول إخفاء إحساسه بالغرية‪ ،‬فصديقه ال يقصد ما يشو ام‬

‫قال بحزم رغم بسمته املرتفعة‬

‫‪ ¤‬لن أسمح بذلك‪ ،‬فهي ابنة خالتي وأنا أو هبا‪.‬‬

‫عىل رسيه يتفقد امللفات م قال‬ ‫ضحك ليث بينام هو جال‬

‫بمكر‬

‫‪721‬‬
‫‪¤‬إن حتبااك وتاارىض عنااك‪ ،‬لاان تسااتطيع فعاال أي يشء‬

‫آخر‪ ....‬فتحرك!‬ ‫وسرتاقبها بائسا بينام تزف لشل‬

‫هذرب املرة اشتعلت النار حمرقة خوفا من حتقاق االم صاديقه‪،‬‬

‫ففكر بوجوب بدء خطته‪ ،‬فهي حبيبته حلمه ودمه ولن تكاون‬

‫ألحد غريرب‪.‬‬

‫****‬

‫رفعت رأسها تنظر لألعىل بسلط‪ ،‬غارقاة وساط أ اوام مان‬

‫املجاااالت امللتلفاااة ألناااوا مااان األقمشاااة‪ ،‬املالبااا ‪،‬‬

‫أ سسااوارات‪ ،‬عطااور ‪ ،‬أحذيااة ‪ ،‬أدوات زينااة و ‪ ،،،،‬وهاان‬

‫يشكلن دائرة حو ا برمر من أمها طبعا التاي أنزلات دمعتاو‬

‫‪722‬‬
‫عادهتااا لتستساالم ورد حلملااة اإلعالنااات عاان خمتلااف‬

‫املنتوجات وليتهن يدعنها ختتار! ل واحدة ترهيا ما يعجبهاا‬

‫فتدونه" اتبة العدل " نعيماة ‪..‬اختنقات و تعاد تساتطيع‬

‫من ومة الكتيبات يف حجرها‪.‬‬ ‫التنف‬

‫عال رنو هاتفها‪ ،‬فاغتنمت الفرصة وألقت بكل يشء تقفز من‬

‫مكاهنا إ خارج الدائرة‪ ،‬تفر قائلة برسعة‬

‫‪¤‬أنا أ ق برذواقكن‪ ،‬فافعلن ما ترونه مناسبا‪.‬‬

‫قمن بمط شفاههن مجيعهن مرة واحدة مماا جعال ورد تطلاق‬

‫اللحظاة عاىل‬ ‫ضحكة صاخبة قلام تضاحكها جتياب يف نفا‬

‫‪723‬‬
‫هاتفها دون رؤية حمد ها‪ ،‬فتجمادت الضاحكة عاىل صافحة‬

‫وجهها منصتة مللاطبها يصيح بغضب‬

‫ذلكال ‪..‬ماذا وجدت باه‬ ‫‪ ¤‬سعيدة أنت بزواجك منه‪ ،‬ألي‬

‫ال أملكهال فرنا أفضل منه‪ ،‬يمكنك حتى سؤال طليقته‪.‬‬

‫بحرف‪،‬‬ ‫قطبت بريبة رغم اجل مود املكتسح ألطرافها و تنب‬

‫تسمعه يكمل بتهديد‬

‫‪ ¤‬أقسم يا ورد إن حدث و تزوجته ألجعلان حياتاك جحايام‬

‫أنت وهو!‬

‫‪724‬‬
‫قطع االتصال وهي متصلبة مكاهنا تعود إليهاا رائحاة مااض‬

‫ريه‪ ،‬رمشت بعينها و رهنا متسح الصور من عليهام لتشد عىل‬

‫بربود خميف‬ ‫ا اتف حتى أحدث صوت‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬وأنا أقسم إن اقرتبت مني ألقتلنك وأهد البناء عىل اجلمياع‬

‫ولتذهب ل خماويف إ اجلحيم‪.‬‬

‫*****‬

‫استيق من نومه بنشاط وسعادة يشعر هبا من قبل يف حياتاه‬

‫حتى أصبح يرى ل يشء بلون أشعة شمسه الذهبية‪ ،‬أزال ما‬

‫تبقى من قل عىل صادررب حاو رسد عليهاا أحاداث حياتاه‪،‬‬

‫فتفهمت معاناته وشقيقته‪ ،‬تذ ر ياف اان ي اري اساتفزازها‬

‫‪725‬‬
‫وهو يبحث عن دمية تشابهها‪ ،‬فيغيظهاا لتازم شافتيها حتاى‬

‫مسحت عنهام الصبغة فرصبحتا عىل طبيعتهام تساتفزانه هاو!‬

‫رأى منهاا جانباا‬ ‫دوما ما يدفع من ما يضيقه هبا غاليا! أم‬

‫آخر أ ر إنسانية يعلم أهنا متلكه‪ ،‬تعاطفت معاه دون شافقة‬

‫وبكت بحرقة من الظلام الاذي حلاق هباام ام الطريقاة التاي‬

‫عاملت هبا أمل لكي تسرتضيها وال تشاعرها برهناا رفضاتها‪،‬‬

‫فارقها بصعوبة وهو يمني نفسه برؤيتها اليوم بعد انتهاء جلسة‬

‫أسامء‪.‬‬

‫سار باجتارب شقيقته ليفطر معها‪ ،‬حيدث نفسه‬

‫‪ ¤‬امتحان صغري‪ ،‬إن نجحت باه أصابحت زوجتاي حبيبتاي‬

‫وأقسم أن نكفل أمل أيضا‪.‬‬


‫‪726‬‬
‫انتعش صدررب بالبرشى واألمال‪ ،‬حيياي شاقيقته بيانام فلا‬

‫ورش باأل ل مستمتعا و خيفى عنه توتر شقيقته اام ترنقهاا‬

‫والكحل اخلفيف يف عينيها الرماديتو‪ ،‬استغرب قليال فهاو‬

‫يرها تترنق هكذا منذ مدة طويلة‪ ،‬أ مال طعاماه‪ ،‬فسابقته إ‬

‫الوقوف مما اض طررب للنظر إليها فتنطق بارتباك‬

‫‪ ¤‬سرحرض حقيبة يدي‪.‬‬

‫فتحت ام السيدة زينب بوجهها املعتاد ذو املالماح املتاذمرة‪،‬‬

‫فرلقت عليهام نظرة متط شفتيها بقو ا املمتعل‬

‫‪ ¤‬عدنا يا سمري لرؤية طلتك البهية بشكل شبه يومي‪.‬‬

‫رد عليها سمري بمرح مازح‬

‫‪727‬‬
‫‪ ¤‬ملاذا يا مجيلة أال تشتاقو إيلال‬

‫جعدت أنفها وفمها جممو ألعىل‪ ،‬جتيبه مؤنبة‬

‫‪ ¤‬جيل آخر زمن ال يعرف احلياء‪.‬‬

‫م أشارت إ املكتب‪ ،‬تكمل بنزق‬

‫‪ ¤‬أدخل اآلنسة إ الطبيب‪ ،‬فهو ينتظرهاا وابحاث لاك عان‬

‫مكان تلهو به إ أن تنهي اجللسة‪.‬‬

‫ارتفع حاجبا أسامء إ أعىل تساتغرب املارأة وجتااوب سامري‬

‫معها بتلك الطريقة‪.‬‬

‫سحبها األخري باجتارب املكتب ي تدخل وتارك بااب املكتاب‬

‫العادة مواربا قبل أن يعود ليهتف قاصدا السيد زينب‬


‫‪728‬‬
‫‪ ¤‬وملاذا أبحث عن مكان آخرال إشتقت إليك وأريد التحدث‬

‫معك قليال‪.‬‬

‫ر زت برنظارها رافعة حاجبها األيمن وفمهاا مضاموم هاذرب‬

‫املرة إ اجلانب م فتحته‪ ،‬تقول بنزق‬

‫‪ ¤‬إن نت ستلربين عن رس اللمعة بعينيك وابتسامتك البلهاء‬

‫التي تشبه إبتساامة طفال حصال عاىل حلاوى العياد ‪...‬ممام‬

‫فسرحتملك غري ذلك‪ ،‬الباب تعرف مكانه‪.‬‬

‫ضم تقاسيم وجهه استنكارا‬

‫‪ ¤‬ابتسامتي ليست بلهاء‪.‬‬

‫م ابتسم بمكر‪ ،‬يضيف‬

‫‪729‬‬
‫أرشقت بحيايت عاىل غاري توقاع‪،‬‬ ‫‪ ¤‬أما اللمعة فسببها شم‬

‫فرست أشعتها الذهبية بدفئها عرب سائر خالياي العصبية‪.‬‬

‫أدارت رأسها بسلرية‪ ،‬تعقب‬

‫ذهبياة‪ ،‬دفا وخالياا‪ ،‬ملااذا ال تقاول شاقراء‬ ‫‪ ¤‬مممم شم‬

‫ذهبت بعقلك وننتهي بادل حاديث الشاعر هاذا! أتر اه اا‬

‫اجل ! سرحرض لك قهوة‪.‬‬ ‫وأعطين ي لامت مبارشة ‪..‬اجل‬

‫قلب عينيه بنزق مصطنع بينام يقول وهي حترضا القهاوة عاىل‬

‫احلاجز اخلشبي خلفها‬

‫‪ ¤‬أقسم برنك قاتلة هبجة وال أعلم يف أحتملكال‬

‫‪730‬‬
‫لوت عنقها املكسو باقي رأساها وصادرها بطرحاة بيضااء‪،‬‬

‫هتتف هي األخرى باستلفاف‬

‫‪ ¤‬ال أحد فربك‪ ،‬اذهب إ شمسك لتدفئك برشعتها الذهبية‪،‬‬

‫سر ون شا رة لك و ا‪.‬‬

‫ضحك بمرح من صميم قلبه‪ ،‬قائال‬

‫مني اليوم أبدا‪ ،‬مهام حاولت‪.‬‬ ‫‪¤‬لن تتلل‬

‫***‬

‫دخلت بوجل تتساءل عن سبب األرق وعادم نومهاا طاوال‬

‫الليل‪ ،‬تفكر باجللسة واألصلع و انت النتيجاة عيناو يظهار‬

‫عليهام التعب فاضطرت أن تكحلهام قليال‪ ،‬هاذا ماا ختارب باه‬

‫‪731‬‬
‫نفسها فيسر ا باطنها وماذا عن الترنقال ملحته جالسا عىل مكتبه‬

‫بيد أنه اليوم يرتدي نظارة شفافة زادته ذ اء و‪..‬و‬ ‫رول أم‬

‫هباء! مستغرقا بقراءة تاب ما فلم يالح دخو ا‪ ،‬تنحنحات‬

‫بلفوت فرفع رأسه و ألقى عليها نظرة من أعىل إ أسفل ام‬

‫ابتسم بغموض بينام يقوم من مكانه وهو يقول‬

‫‪ ¤‬مرحبا آنسة أسامء‪ ،‬يف حالكال‬

‫عىل بعد قليل منها وقاف قبالتهاا ينتظار ردهاا وهاي تلعان‬

‫أفك ارها التي جعلتها تترنق وترتادي بذلاة ساوداء بتناورة إ‬

‫نصف قصبتي ساقيها وسرتة مع حذاء رماادي لاون عينيهاا‬

‫برقبة طويلة‪ ،‬ظلت تنظر إليه حتى حتدث باسام هبدوء‬

‫‪732‬‬
‫‪ ¤‬لن يفرتسك أحد هنا عاىل فكارة ‪...‬أعادك‪ ،‬أيان تريادين‬

‫اجللو ال‬

‫التفتت إ مكان الشزلونك تشري إليه بسبابتها‪ ،‬تقول بعبو‬

‫هناك أبدا!‬ ‫‪ ¤‬أنا لن أجل‬

‫ضحك الد تور مفيد‪ ،‬يرد عليها‬

‫‪ ¤‬لذلك سرلتك لتلتاري أين تريدين اجللو ال‬

‫تااتكلم ختطااو نحااو األريكتااو اللتااو تفصاالهام الطاولااة‬

‫الزجاجية أما هو فتوجه إ املكتب‪ ،‬يلتقط دفرتا شبيها بمذ رة‬

‫باألريكة املقابلة‪ ،‬فاتح مذ رتاه‬ ‫بنية اللون م حلق هبا ليجل‬

‫ونظر إليها من فوق عويناته الشفافة‪ ،‬يسر ا‬

‫‪733‬‬
‫‪ ¤‬ملاذا عدتال‬

‫بدأت بقضم شفتيها من اجلوانب برنياهبا وصمتت إ أن ظن‬

‫أهنا ستحذو حاذو شاقيقها حتاى يساتفزها لتتحادث لكنهاا‬

‫خيبت ظنه‪ ،‬جتيبه بلفوت‬

‫‪ ¤‬ححمم ألنني تعبت‪.‬‬

‫م سكتت‪ ،‬فابتسم هبدوء يقول‬

‫‪ ¤‬بام أنك اعرتفت بتعبك‪ ،‬فسرسرلك السؤال التقليدي الاذي‬

‫يسرله الطبيب للمريل ‪..‬بامذا تشعرينال‬

‫انفرجت شفتاها و بتت مقلتاها عليه ‪..‬ال تعلم مااذا تقاول و‬

‫يفال رهنا أصبحت أمية بالكلامت‪.‬‬

‫‪734‬‬
‫‪ ¤‬ال تعلمو ما يتعبكال أم ال تعرفو ياف تعاربين عناهال أم‬

‫أنك ال تريدين التحدثال‬

‫أجابته بلفوت‪ ،‬قدميها مضمومتو جانبا و فيها تقبضان عىل‬

‫احلقيبة بحجرها‬

‫‪ ¤‬أنا تعبة وال أستطيع حتى التحادث‪ ،‬أشاعر باه يشء قيال‬

‫ألفعله وأنا منهكة‪.‬‬

‫حياورها بحرص ال يريد فقدان صلة التواصل بينهام‪ ،‬فيعود إ‬

‫نقطة الصفر‬

‫‪ ¤‬ما رأيك لو أسرل وأنت جتاوبو بكلماة واحادة‪ ،‬فشاقيقك‬

‫حكى عن حياتكام و مشقتها لذا أعلم أغلب األفاراد العاابرة‬

‫‪735‬‬
‫بحياتك تقريبا ‪..‬سنجرب و إن أحسست بعدم الراحاة فقاط‬

‫قويل لمة واحدة "توقف" و سرتوقف اتفقناال‬

‫الح توترها بجلستها رغم وهنا أومارت بموافقاة‪ ،‬فنطاق‬

‫برول اسم‬

‫‪ ¤‬سمريال‬

‫ردت دون تردد‬

‫‪ ¤‬األمان‪.‬‬

‫ابتسم‪ ،‬ينطق باالسم ال اين‬

‫‪ ¤‬والدك‪.‬‬

‫بارتعاش‬ ‫النت مالحمها‪ ،‬هتم‬


‫‪736‬‬
‫‪ ¤‬احلنان ‪..‬رمحه اهلل‪.‬‬

‫متتم أيضا بالرمحة عليه واستمر‬

‫‪¤‬والدتكال‬

‫ارتعدت يدهيا فقبضت هبام ر بتيها بعدما تر ت احلقيبة حتاى‬

‫هربت الدماء منهام‪.‬‬

‫الح ذلك فارترى تغيري اإلسم ي ال حيارصها فهي ليسات‬

‫جاهزة بعد‬

‫‪ ¤‬ورد خطابال‬

‫رفعت رأسها بحدة تعقد حاجبيها بشدة‪ ،‬هتتف‬

‫‪ ¤‬تعرفها ال‬
‫‪737‬‬
‫أجاهبا بنربة عادية‪.‬‬

‫‪¤‬أغلب أهل املديناة يعرفهاا‪ ،‬فاسامها مارتبط أوال بوالادها‬

‫النقيب عيل اخلطاب نائب وزير الداخلية قبال أن يماوت ام‬

‫بجمعية احلنو وهي أ ارب و أشاهر مجعياة يف املديناة و وهناا‬

‫عينت رئيستها يف سن صغرية هي سابقة حتادث مان قبال‪،‬‬

‫فهذا م ري لإلعجاب غري أن سمري حكى عنها وعن دورها يف‬

‫تغيري دار األمل لألفضل‪.‬‬

‫نكست رأسها و رهنا شعرت بلزي أرضارب‪ ،‬فهو بداية طريق‬

‫الشفاء بعون اهلل‪.‬‬

‫أيضا‪.‬‬ ‫‪ ¤‬نعم‪ ،‬سمري حيرتمها ريا والعديد من النا‬

‫‪738‬‬
‫فرعاد سؤاله جمددا‬

‫ِ‬
‫وأنتال الحظي أنك تصفيها بكلمة‪.‬‬ ‫‪¤‬‬

‫رطبت شفتاها وقالت بسلرية متقهقرة‬

‫‪ ¤‬لو ان أخي سيقول دون تفكري "قديسة"‬

‫ملعت عينارب بعزم غامل‪ ،‬يستفرس منها‬

‫‪ ¤‬هل ترينها قديسة يا آنسة أسامءال‬

‫جتبه‪ ،‬فكان هيم بسؤال أخر لكنها سابقته وحر ات رأساها‬

‫يمنة ويرسة‪ ،‬فطرح سؤاال آخر‬

‫‪739‬‬
‫‪ ¤‬صفيها يل ‪...‬أريد أن أعرفها من وجهة نظرك‪ ،‬فرناا علمات‬

‫م من خالل اجلرائد وأخريا من خالل‬ ‫عنها من خالل النا‬

‫سمري و اآلن أريد رأيك أنت من خالل عالقتك هبا‪.‬‬

‫عضت شفتها السفىل ونظرها م بت عىل نقطاة ومهياة‪ ،‬فقارر‬

‫دفعها لتحدث‬

‫‪ ¤‬ما رأيك برن ما ساتقولينه أنات ساتخذ باه وأرماي البااقي‬

‫‪...‬سرلغي ل يشء سامعته عنهاا وأصادقك وحادك‪ ،‬فاامذا‬

‫ستقولو عنها ولو بإفازال‬

‫‪740‬‬
‫نظرت إليه وقد أفرجات عاىل شافتها املساكينة التاي تر ات‬

‫بحذر‬ ‫أسناهنا أ را عليها لتهم‬

‫‪ ¤‬طفلة صغرية ترتعش خوفا‪.‬‬

‫تفاجر بجواهبا‪ ،‬فسر ا يريد إمتام الصورة بليال عقله‬

‫‪¤‬ما الذي خييفها برأيكال‬

‫حدقت به ببالهة‪ ،‬فابتسم يغري السؤال‬

‫‪ ¤‬يف تعارفتامال‬

‫النربة اخلافتة‬ ‫عادت للنقطة الومهية ترشد هبا‪ ،‬تقول بنف‬

‫‪ ¤‬انت جمرد مراهقة حو دخلت الدار أول مارة ‪...‬سامعت‬

‫الفتيات يتكلمن عن انتامئهاا لطبقاة األغنيااء‪ ،‬فكرهتهاا اام‬


‫‪741‬‬
‫رهت املتنمقات قبلها الل وايت ينظرن إلينا نوعية حقرية أدنى‬

‫منهن‪ ،‬فلم أهتم لرؤيتهاا إال أن عشاية ذلاك الياوم‪ ،‬الزلات‬

‫أذ رها جيدا‪ ،‬نت جالسة يف ر ن منزوي يف احلديقة‪ ،‬فرأيت‬

‫أحد املرشفو فر فتاة صغرية بعمر ال انياة عرشا تقريباا‪ ،‬مان‬

‫شعرها ليسجنها بعد أن رضهبا لفعلة ال أعلم ما هي! لكنناي‬

‫متر دة من أهنا ال تستحق ماا فعلاه هباا وحتاى ال أظان أهناا‬

‫السبب فيام فرها إليه‪.‬‬

‫ترمل جلستها املستقيمة ورجليها مضمومتان لبعضهام بشادة‪،‬‬

‫فيها يف قبضتو شاحبتو عىل ر بتيها ومالماح وجههاا قاد‬

‫قست مع مجلتها األخرية التي فهم مغزاها جيدا لكنه جتاهلهاا‬

‫حاليا‪ ،‬يصغي لبقية حدي ها‬

‫‪742‬‬
‫‪ ¤‬ال أعلم من أين خرجت تلك النحيفة ضئيلة احلجم متلاك‬

‫شجاعة بحجم اجلبال‪ ،‬انت تعلم مر زهاا و اساتغلته بكال‬

‫مزايارب‪ ،‬سحبت الفتاة من بو يديه وصاحت بعلو صوهتا حتت‬

‫أنظاررب املصدومة ‪" ....‬أ هيا الوحش يف تتجرأال ‪..‬إهنا طفلة‬

‫‪..‬ما الذي فعلته لكل هذاال م إ أين تريد أخذها الال"‪...‬بدأ‬

‫يتمتم بكلامت غري مفهومة واجلميع قد جتمع عىل رصاخها يف‬

‫حو أ ملت هي ‪. "..‬أقسم لك برنك لست فقط ستطرد وإنام‬

‫ستحول للتحقيق وتتعفن يف السجن أهيا النذل عديم املروءة"‬

‫دون مالحظته بينام يصغي إليها يف تعيد الكلامت ام قيلات‬

‫بلسان ورد و رهنا إ اآلن ال تصدق ما حدث! و رهنا ال تزال‬

‫حمصورة هناك تعيش اللحظة مرارا‬

‫‪743‬‬
‫‪ ¤‬أذ اار باارنني ملحاات بسااامت شااامتة عااىل أفااوارب الفتيااات‬

‫املتفرجات‪ ،‬بعاد أن انفال اجلماع تبعتهاا ألرى أيان ترخاذ‬

‫الفتاةال دخلت هب ا غرفة اإلسعافات وأخذت تطبب جروحها‬

‫تواسيها بكلامت رقيقة وأنا واقفة أترملها وأدقق هبا إن انات‬

‫حقا برش‪ ،‬حتى أجفلتني لامهتا املوجهة إيل "يمكنك التحرك‬


‫إذا ِ‬
‫شئت أو تظلو عىل وضع املراقبة" انت قد اقرتبت مناي‬

‫تنظر بعيني‪ ،‬تكمل بجفاء ‪ ".‬ام فعلت يف احلديقة "‪ .‬تسمرت‬

‫مكاين‪ ،‬فمقلتيها السوداوين تكونا أبدا ملراهقاة أقرصا مناي‬

‫شااب شاعرها وهرمات‬


‫ب‬ ‫ببضع سنتمرتات قليلة‪ ،‬بل لعجوز‬

‫مالمح وجهها‪ ،‬فلام أساتطع التحادث حينهاا وحتاى هاي‬

‫صمتت تنظر إيل لوهلة م فرت من أمامي‪.‬‬

‫‪744‬‬
‫تدخل الد تور مفيد يسر ا‬

‫‪¤‬ملاذا تظنو برهنا فرتال‬

‫ضمت شفتاها إ األمام تفكر م أجابت بيانام متيال برأساها‬

‫يلفه حجاب رمادي لون احلذاء‬

‫‪ ¤‬لكي ال أسرب مزيدا من أغوارهاا وأ تشاف ماا وراء مجاود‬

‫مقلتيها‪.‬‬

‫ابتسم بمكر‪ ،‬يناورها‬

‫‪ ¤‬أ تفكري برهنا ربام رأت انعكاساها باك لاذلك خافات و‬

‫فرتال‬

‫عقدت جبينها باستفسار‪ ،‬فر مل يفرس‬


‫‪745‬‬
‫‪ ¤‬ربام رأت ب عينيك أنت األخرى ما يررب غريهاال‬

‫اهتزت حدقتيها يلمع هبام اإلدراك يمتازج بالاذهول واحلارية‬

‫جاف‬ ‫لكنها رسعان ما متالكت نفسها‪ ،‬جتيبه بعبو‬

‫هناك يشء لتعرفه عني‪.‬‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫ملح هترب عينيها منه داللة عام ختفيه‪ ،‬فقرر اختااذ طرياق آخار‬

‫عىل مهل حتى يصل دفه‬

‫‪ ¤‬حد يني عن هواياتك‪.‬‬

‫أرجعت أنظارها إليه تتر د من سؤاله‪ ،‬فرومار مؤ ادا لتقلاب‬

‫عينيها الرماديتو تفكر قبل أن تقول‬

‫‪ ¤‬التطريز‪.‬‬
‫‪746‬‬
‫حمافظا عىل بسمته ا ادئة‪ ،‬يسر ا‬

‫‪ ¤‬هل جتيدينهال‬

‫ردت بفرح طفويل بينام توم برأسها‬

‫‪ ¤‬أجل‪ ...‬انت ل أعاميل يف ورشة الدار تبا ‪.‬‬

‫‪ ¤‬جيد ‪...‬إذن ملاذا ترت ي الدار ما دمات قاادرة عاىل إعالاة‬

‫نفسكال‬

‫عبست‪ ،‬ترد عليه‬

‫‪ ¤‬نت مسؤولة عن الدار يف أتر هاال‬

‫جرب حصارها قليال فسر ا‬

‫‪747‬‬
‫‪ ¤‬منذ متى تعلمت التطريز ورصت حمرتفة بهال‬

‫عادت إليها تبتسم بلفة ظنا منها أنه غري املوضو‬

‫‪ ¤‬منذ دخلت الدار يف سن السادسة عرش‪.‬‬

‫م قطبت جمددا تكمل‬

‫‪ ¤‬اليشء الوحيد الذي قد أصفه بجيد يف تلك الدار آنذاك هي‬

‫ورشة احلر ف ‪..‬تعلمت مباد‪ .‬التطرياز يف شاهرين و بعادها‬

‫أصاابحت حمرتفااة وأحطاات بكاال أنواعااه يف خااالل ساانتو‪،‬‬

‫أصبحت من أمهر الفتيات يف الدار حتى أنناي بادأت حينهاا‬

‫أطرز تصمياميت اخلاصة تنال إعجاب املرشفات وتشرتهيا مني‬

‫ويف املعارض التي تنظمها الدار دائام أ ون يف الصدارة‪.‬‬

‫‪748‬‬
‫ابتسم البتسامتها‪ ،‬معقبا‬

‫‪ ¤‬رائع‪ ،‬أحييك عىل ذلك‪.‬‬

‫شعرت بسعادة متلكتها بفلر وهي تسمع منه تلك الكلاامت‪،‬‬

‫وهو يضيف مشجعا‬

‫‪ ¤‬أريد أن حترضي معك قطعة ألراها يف احلصة املقبلة‪ ،‬اتفقناال‬

‫أشارت بنعم و ابتساامتها التازال عاىل غرهاا قبال أن يبادأ‬

‫باحلديث فتفرت رويدا رويدا‬

‫‪ ¤‬إذن أناات تعلماات يف السادس اة عرش ا وأظنااك أصاابحت‬

‫مسؤولة عان الادار بعاد تاويل ورد لرئاساة اجلمعياة يف سان‬

‫العرشين وبينكام ا نا عرش سنة يعني أناك أمساكت الادار يف‬

‫‪749‬‬
‫سن ال اين وال ال ون وهذا يعطينا فرق مممم لنقال ساتة عرشا‬

‫سنوات للنضاوج‪ ،‬فارعود وأسارلك‬ ‫سنة‪ ،‬إذا أزلنا منها مخ‬

‫ملاذا بقيت يف الد ار احدى عرش سنة‪ ،‬هذا قبل تويل مسؤوليتها‬

‫وأنت قادرة عىل إعالة نفسكال‬

‫ان توترها يزيد مع ل حساب حيسبه وتلك السانوات التاي‬

‫ينطقها بسالسة انت جحيام ال ينتهي بالنسبة ا‪ ،‬بلعت ريقها‬

‫بصعوبة مع آخر لامت السؤال‪ ،‬وظلات تبحلاق باه دون رد‬

‫يذ ر‪ ،‬فقرر إعادهتا إ مربعها اآلمن‬

‫‪ ¤‬آنسة أسامء بامذا تشعرين وأنت تطرزينال‬

‫‪750‬‬
‫تعودت أسلوب مناقشته‪ ،‬فرصبحت جتيب عىل ما جتد لسااهنا‬

‫ينطلق به وما يقرهبا من منطقة اخلطر يسقط لسااهنا ويلتصاق‬

‫بفكها السفيل‬

‫‪ ¤‬إنه ليشء رائع أن ترخذ قطعاة قاامش بيضااء نقياة وتانقش‬

‫عليها أمجل رسم‪ ،‬فتصبح حتفاة خالباة و لاام اهنمكات عاىل‬

‫قطعة ألنقش عىل بياضها وصفاءها أحىل الرسوم انعزلت عن‬

‫حميطي‪ ،‬يمكنني خلق عا خاص يب وحدي أشعر به بالسكون‬

‫واالندماج التام‪.‬‬

‫ابتسامته فريدة من نوعها فكرت أسامء‪ ،‬يبتسم بجانب واحاد‬

‫من فمه 'ر زي أسامء! ر زي!' أنبت نفسها بيانام حتادق باه‬

‫لام سمع منها تعبريا يعرب عنها‪.‬‬


‫‪751‬‬
‫‪ ¤‬سنكتفي هبذا القدر وأراك بعد غد إن شاء اهلل‪.‬‬

‫تسااتطع إخفاااء إحباطهااا الااذي ااان جليااا عااىل وجههااا‪،‬‬

‫فاستدرك مستفرسا‬

‫‪ ¤‬هل تريدين قول يشء ماال‬

‫أومرت بال فقال‬

‫‪ ¤‬آنسة أسامء‪ ،‬أريد منك أن ت قي برنني هنا ملساعدتك وساام‬

‫ل ما يدور بللدك‪ ،‬لن أصدر أحكاما بحقك‪ ،‬ل ما سرفعله‬

‫أنني سروجهك لتفهمي األمور ام فب‪ ،‬فتتصاحلي مع ذاتك‬

‫التي حالت بينك و بينها سنو مان املشاا ل واملصاائب‪ ،‬لاذا‬

‫فكري جيدا باألمر‪ ،‬أمتنى أن نتعمق قليال عاىل ماا حتاد نا باه‬

‫‪752‬‬
‫اليوم وصدقيني لام بقيت مهومك داخلك تعاظمت و ربت‬

‫حتى تتحول إ وحش ضاري يقتات عىل خوفك مناه لكان‬

‫حامل ا خترجينه من ذاتك عارب شافتيك يصابح لاامت حينهاا‬

‫يصغر و يصغر لام عربت عنه أ ار ونقشانارب ساويا حتاى ال‬

‫يعود له وجود وبعدها تستطيعو متابعة حياتاك وقاد خاف‬

‫ال قل من عىل صدرك وفهمت احلياة أ ر ‪.‬‬

‫ابتة تنظر إليه‪ ،‬مرخوذة بكالمه املسرتسل هبدوء‪ ،‬تريد ال قة به‬

‫ام ترغب بفتح تاب عقلها وصدرها تنرشا صافحاته أماماه‬

‫فيقرأها ام يشاء‪ ،‬ودت لو أدخلته داخل رأسها فينطلاق باو‬

‫أروقته ليعلم بكل ما عاشته و أ ر من ذلك ل ما صاحبه من‬

‫بشعة أملت هبا وتر ت جوفها صحراء قاحلة ال ماء‬ ‫أحاسي‬

‫‪753‬‬
‫و ال حياة فيها لكنها مرعوبة ترت عد من داخلها ولساهنا ي قال‬

‫فيصبح جبل صامد مكانه ال يمكنه التحرك برمر من عقلهاا‬

‫الذي تسمع مهسه‪ ،‬بامذا سايفكر الطبياب هباا إذا علام بكال‬

‫يشء ال ‪...‬لتجيبه هي‪ ...‬وملااذا تك ارتال هاو طبياب و هاذا‬

‫عمله‪ ،‬ليعود عقلهاا اللعاو ويطارح أسائلته الك ارية والتاي‬

‫لألسف ال جواب ا عند أسامء حاليا عىل األقل‪.‬‬

‫‪ ¤‬آنسة أسامء‪ ،‬بامذا ترشدينال‬

‫عادت من رحلة أفكارها عىل ابتسامته اجلانبية التي ال تعلم ملا‬

‫يعجبها التحدي ق هبا وقامت من مكاهنا مع وقوفه هو اآلخار‪،‬‬

‫فرشارت له ناية عىل االستئذان فقال‬

‫‪754‬‬
‫املوعد‪.‬‬ ‫‪ ¤‬سرنتظرك بعد غد إن شاء اهلل يف نف‬

‫ببنت شفة ختطو نحاو البااب ليناادي عليهاا بصاوته‬ ‫تنب‬

‫ا اد‪ .‬والوا ق‬

‫‪¤‬آنسة أسامء!‬

‫إلتفتت إليه بفضول ليلربها‬

‫‪ ¤‬ال تنل احضار إحدى حتفك اخلالبة ‪..‬وليكن بعلماك إن‬

‫أعجبتني سرشرتهيا‪.‬‬

‫ابتسمت بتحدي جتيبه قبل أن تكمل طريقها نحو اخلارج‬

‫‪¤‬ستعجبك لكنني لن أبيعك إياها‪ ،‬ستكون هدية مني‪.‬‬

‫‪755‬‬
‫بحديث مع السيدة‬ ‫خرجت من املكتب لتجد شقيقها منغم‬

‫زينب التي ما إن رأهتاا دققات بمظهرهاا رهناا ترهاا عناد‬

‫دخو ا متطط شفتاها بامتعاض بينام تقف‪ ،‬موجهة قو ا لسمري‬

‫جيدا‪ ،‬لك ل إنسان رامته لكانكم جيال هاذا‬ ‫‪ ¤‬ما تفعله لي‬

‫الزمن جيل الوقاحة وال هيمكم أمر غري م‪.‬‬

‫هن ل سمري باجتارب شقيقته‪ ،‬يسر ا متجاهال آخر حديث السيدة‬

‫زينب رغم ما تر ه من أ ر داخل صدررب‬

‫‪ ¤‬هل أنت بلري ال‬

‫لتهتف السيدة زينب بينام ترمق ترنق مبلسها بسلرية‬

‫‪756‬‬
‫‪ ¤‬وماذا سيصيبهاال ‪..‬سيبلعها مفياد م الال‪..‬هياا خاذ شابيهة‬

‫عينيك هذرب وعودا بعد غد إن شاء اهلل‪.‬‬

‫ِ‬
‫تلق ا بااال‬ ‫سحبها سمري وهو يرمي السيدة بنظرات عتاب‬

‫وما إن بلغا باب العيادة هتفت بتحذير غامل‬

‫‪ ¤‬حذار سمري إن مضايت يف ماا تنوياه قاد تغارب شمساك‬

‫فتصاب بالصقيع‪.‬‬

‫التفت إليها مستغربا لتكمل بحكمة غلفتها بسلرية‬

‫‪ ¤‬ال تنظر إيل هكذا ‪...‬فرنا فقط أشفق عىل مفيد الذي سيضطر‬

‫إ التعامل معك من جديد‪.‬‬

‫ضحك سمري بصلب‪ ،‬فيبها بينام يغادر برفقة شقيقته‬

‫‪757‬‬
‫‪ ¤‬ال تقلقي عيل أنا أعلم جيدا ماذا أفعل‪.‬‬

‫النربة النزقة‬ ‫لتجيبه بنف‬

‫‪ ¤‬ومن قال برنني قلقةال‬

‫انا قد غادرا فالتفتت عائدة إ مكتبها وابتسامة شقاوة تزين‬

‫غرها الذي بدت جتاعيد الزمن مرسومة عليه‪.‬‬

‫****‬

‫فلسااون إ طاااوالت مسرتساالة بطو ااا‪ ،‬ياار لون باانهم‬

‫عليهم قائمون‪ ،‬يراقبون السجناء بحارص وواحاد‬ ‫واحلرا‬

‫من هؤالء يستطع استطعام حصته من الطعام‪ ،‬يغايل حارية‬

‫وخوف من فشل خطته‪.‬‬

‫‪758‬‬
‫شعر بليال هيل عليه قبل صاحبه الذي احتل املكاان جاواررب‬

‫ليلتفت جانبا‪ ،‬فلم يكن سوى فيصل الذي حيمل حاملة طعام‬

‫بالستيكية مستطيلة الشكل‪ ،‬وضعها أماماه ام نظار إ زياد‬

‫بابتسامة سمجة‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬يف حالك يا صاحال‬

‫أعاد زيد رأسه إ أمامه ونكسه بصحنه دون رد‪ ،‬فضم اآلخر‬

‫قسامته بامتعاض لكنه يستسلم بينام زيد يقرر التجاوب معه‬

‫إن حاول مرة أخرى‪ ،‬أهنى طعامه فهم بالوقوف ليسبقه اآلخر‬

‫قائال‬

‫‪ ¤‬أعطني فرصة لنتحدث وبعدها قرر ما تريدرب‪.‬‬

‫‪759‬‬
‫تنفست أحشاءرب الصاعداء وألقاى إلياه نظارات حارقاة مان‬

‫الغضب تردعه وظل واقفا بتحادي ليؤ اد لاه عزماه عاىل‬

‫األمر‪ ،‬فرد عليه زيد بجفاء‬

‫‪ ¤‬اليوم دوري يف تنظيف احلاممات‪ ،‬فتعال وساعد ‪..‬يا ‪...‬‬

‫فهتف اآلخر بنزق‬

‫‪ ¤‬فيصل! فيصل!‬

‫ليكمل بسلرية قامتة‬

‫‪ ¤‬يا فيصل وسرسمعك‪ ،‬فكر يف ما ستقوله جيدا‪ ،‬فلن حتظاى‬

‫بفرصة أخرى‪.‬‬

‫الصعداء بدوررب‪.‬‬ ‫م انرصف تار ا إيارب يتنف‬


‫‪760‬‬
‫انقلب البيت عىل رأساه‪ ،‬فالسايدة عائشاة جلبات خادمتاان‬

‫تساعدان نعيمة وأو لت حممود ومريم مهامت يقضياهنا ال‬

‫واحد منه ام حلالاه حتاى ساهى يشافع اا محلهاا و لفتهاا‬

‫التي استغربت حو سامعت ذلاك هتتاف‬ ‫بمساعدة العرو‬

‫ببالدة "بامذا ستساعدين" لتجيبهاا ساهى عاىل مادى سات‬

‫ساعات بشتى أنوا األقنعة وتصفيف الشعر وتدليك لتنهيها‬

‫بتقليم أظافرها وظلت تسارتق النظارات إ شاقيقتها وهاي‬

‫ممسكة بيدها تصبغ أظافرها بالصبغة الشفافة حتى سرلتها ورد‬

‫متنهدة‬

‫‪ ¤‬سهى تكلمي‪ ،‬ماذا هناكال‬

‫متلملت بمكاهنا تتمتم‬


‫‪761‬‬
‫‪ ¤‬أ‪...‬ريد فقط أن أسرلك شيئا‪.‬‬

‫أشارت ا برن تستمر‪ ،‬فاستطردت برتدد‬

‫‪ ¤‬ملاذا ال تريدين إقامة حفل زفافال‬

‫جتمدت مقلتاها لدقيقة ورسعان ما اصاطنعت املارح ببسامة‬

‫مزيفة ختفى عىل شقيقتها بينام ترد‬

‫‪ ¤‬ألنني عشت حفل عرسك بكال تفاصايله وأناا لان أ اون‬

‫ضحية م لك أبدا‪ ،‬لقد سمحت لك بام فعلته اليوم فقط ألنك‬

‫شقيقتي التي أحبها‪.‬‬

‫‪762‬‬
‫استغلت انتهاء أختها مماا تفعلاه وقامات متجاهلاة أنظارهاا‬

‫املتشككة متظاهرة بالنفخ عىل أظفارها لتجف الصابغة لكان‬

‫سهى تكت في تضيف برجاء حتاول ردعها عن قرارها‬

‫‪ ¤‬لكن ياا ورد ال الفتياات حيلمان بياوم زفاافهن ليتادللن‬

‫ويرتدين الفساتان األبايل‪ ،‬أال تريادين فساتانا أبايل لاك‬

‫ختتارينه بنفسكال‬

‫ضحكة مريرة تلك التي ضاحكها قلبهاا وشاار ها صادرها‬

‫الذي حيويه وترمجها العقال بكلاامت السام تارتدد بررجااء‬

‫وعيها ‪...‬أبيل‪ ...‬أبيل! ما هاو اليشاء األبايل يف حياايت‬

‫السوداء البائسةال ‪...‬أستغفر اهلل آآآرب لو تعلمو يا شقيقتي! ال‬

‫تن ري امللح عىل اجلرح أرجوك! ‪..‬أال يكفيني إقدامي عىل أمر‬
‫‪763‬‬
‫عظيم ال أعلم صوابه من خطاررب ‪..‬آخار مهاي زفااف و اوب‬

‫أبيل‪.‬‬

‫انتفضت عىل إ ر دف يد أختها فوق تفها لتعي برهناا انات‬

‫سامهة‪ ،‬لتجيبها قائلة بصدق عىل قدر اإلمكان‬

‫‪ ¤‬أنت تعلمو جيدا برن هذرب الشكليات ال هتمني م إن لياث‬

‫قد سبق له الزواج و بحفل بري أيضا ماذا جنى غري الطاالق‬

‫وانتهاء عالقته الزوجيةال‬

‫ضمت سهى ما بو حاجبيها‪ ،‬تقول بحرية‬

‫‪ ¤‬أتعلموال أنا أشك برن هناك عالقة بو تامر وطالق ليث‪.‬‬

‫جعدت ورد دقنها تؤ د عىل ظنها‬

‫‪764‬‬
‫‪ ¤‬الحظت سابقا العداوة الشديدة بينهام لكن ال أعلام سابب‬

‫ا‪.‬‬

‫م جعدت أنفها بتقزز‪ ،‬تضيف‬

‫‪ ¤‬م إن تامر وغد وال يتحمله أحد‪.‬‬

‫ضمت سهى شفتاها ا األمام‪ ،‬جتيبها وهي تشري بيدها يمينا‬

‫وشامال‬

‫‪ ¤‬يف هذا أنت حمقة‪.‬‬

‫طرقات عىل الباب قاطعتهام لتدخل السايدة عائشاة وتصادم‬

‫عندما الحظت برن ورد ترتدي الفستان بعد‪ ،‬لتهتف بجز‬

‫األمهات‬

‫‪765‬‬
‫عىل وصول و ترتدي فستانك بعدال ياا هلل! ساهى!‬ ‫‪ ¤‬النا‬

‫ملاذا لفتك هباال ي تنهرهيا عىل تسيبها ال أن تساايرهيا و هاا‬

‫أنت أيضا جتهزي بعد‪.‬‬

‫هتفت ورد بابتسامة ما رة بينام ختطو لتضم تفيها‬

‫‪ ¤‬نعم أمي إهنا السبب‪ ،‬أخرتني برسئلتها الفارغة واآلن أرجو‬

‫منكام املغادرة ي أرتدي فستاين عىل عجل‪.‬‬

‫شهقت سهى بحدة تنظر إليها بصدمة م رفعت يادها إشاارة‬

‫إليها تستنكر‬

‫‪ ¤‬أمي ال‪...‬‬

‫‪766‬‬
‫قاطعتها السيدة عائشة بينام جتاذهبا إ خاارج الغرفاة‪ ،‬و ورد‬

‫تطل عليها من عىل تف والدهتا مبتسمة بمرح تلوح ا بيدها‬

‫وما إن أغلق الباب حتى أظلمت مالحمها ورفعت يدا مرتعشة‬

‫متسح هبا وجهها تغمغم لنفسها‬

‫‪¤‬فب أن أحتدث ماع لياث ب لصاوص تاامر‪ ،‬لان أد شايئا‬

‫للصدفة‪.‬‬

‫****‬

‫ينتظر بجانب سيارته مترنقا ام يفعل مان قبال‪ ،‬قلباه هيادر‬

‫داخل صدررب ال يعلم يف هيد‪ .‬من دقاته ام ال يعلام ياف‬

‫يلغيها قليال من فكاررب الاذي أصابح شاغله الشااغل البلاور‬

‫‪767‬‬
‫األسود‪ ،‬استقام يف وقفته حو ملاح عائلتاه يتقادمون باجتاهاه‬

‫و انت أول مان اقرتبات مناه جدتاه التاي ضامته بحناان و‬

‫وشوشت له يف أذنه‬

‫‪ ¤‬نت أعلم برن حفيدي رجل ولن يستسلم يف معار ه‪.‬‬

‫ملعت عينارب بفلر وابتسم بدفء ذرب املرأة احلكيمة التي قادر‬

‫اهلل أن تكون جدته لتنور حياته بحكمتها‪ ،‬سحبه جدرب من بو‬

‫يدي جدته‪ ،‬قائال بمرح‬

‫حفيدك لوحدك‪.‬‬ ‫‪ ¤‬دعيني أبارك له يا طيبة إنه لي‬

‫م مال عليه يضمه ضمة حازم يشاوهبا بعال احلناان و هاو‬

‫له بتهديد مفتعل‬ ‫هيم‬

‫‪768‬‬
‫‪ ¤‬ابتعد عن زوجتي و فى تدلال! أنت تعد طفال وستحصل‬

‫عىل واحدة لك‪ ،‬فابتعد عن خاصتي!‬

‫ضحك بصلب وهو يبتعد عن جدرب ليتلقفه والدرب حيضنه هو‬

‫اآلخر‪ ،‬يبارك له‬

‫‪ ¤‬مب ارك بني أسرل اهلل أن يوفقك يف حياتك‪.‬‬

‫رد عليه بينام يلتفت لوالدته املتباعدة عنه بتحف مرتدد‪ ،‬فتقدم‬

‫باجتاهها‬

‫‪ ¤‬بارك اهلل فيك أيب ‪....‬أمي ألن تبار ي يلال‬

‫ان قد وصل إليها وضمها بو ذراعيه‪ ،‬لتقول له‬

‫‪ ¤‬أنا عاتبة عليك بني لكن سنتحدث الحقا‪.‬‬


‫‪769‬‬
‫م ابتعدت عنه‪ ،‬تضيف ببعل الربود‬

‫‪ ¤‬مازال الوقت مبكرا عىل املبار ة‪ ،‬لنتقدم إليهاا أوال‪ ...‬ام‬

‫أنا أوافق عليها ليا‪ ،‬الزالت عندي بعل التحفظات‪.‬‬

‫زجمر اجلد معقبا بحنق‬

‫‪ ¤‬نحن أمام منز م و تستمرين بقول التفاهات‪ ،‬وين حاذرة‬

‫زهرة من التفورب بكالم ال يليق‪ ،‬سرغضب حينها ال تلومي إال‬

‫نفسك‪.‬‬

‫م انرصف يف أ ر زوجته املتربطة لذرا حفيدها‪ ،‬فمد يوسف‬

‫يدرب لزوجته‪ ،‬قائال بحنان‬

‫‪ ¤‬أنظري بعيني ولدك‪...‬متى رأينا ذلك الترلق آخرة مرةال‬

‫‪770‬‬
‫النت مالحمها وأعطته يدها التي قبال ظاهرهاا برقاة قبال أن‬

‫خيفضها حتت ذراعه‪ ،‬فابتسمت بحياء تفقدرب مع مر السنون ‪،‬‬

‫له ببسمة رقيقة‬ ‫خيطوان ا منزل ورد هتم‬

‫‪ ¤‬عندما خترج من املعهد العايل للرشطة ‪...‬نعم أذ ر جيدا‪.‬‬

‫لتلتفي ابتسامتها‪ ،‬تضيف بليبة‬

‫‪ ¤‬ام أذ ر أيضا متى انطفرت‪.‬‬

‫ربت عىل يادها يطمئنهاا وخياتم احلاديث‪ ،‬فلقاد ملاح عائلاة‬

‫اخلطاب عىل الباب الستقبا م‬

‫‪ ¤‬الزمي الدعاء له بالتوفيق وسيكون ل شيئا عىل أحسن ماا‬

‫يرام بإذن اهلل‪.‬‬

‫‪771‬‬
‫استقبلت هم عائلة اخلطاب برتحيب و ان العمياد مصاطفى يف‬

‫مقدمتهم مع حممود ورافقوهم إ غرفة الضيوف املرتبة بعناية‬

‫بر اث راق غري متكلف‪ ،‬طلبت منهم السيدة عائشة اجللو ‪،‬‬

‫فقعدوا عىل األرائك املرتبة بذوقها كل يشء يف بيات ابنتهاا‬

‫وأمامهم مائدتان من الزجاج السميك مملوؤتان بام لذ وطاب‬

‫من احللوى و املقبالت ‪ ...‬م التفتت البنها هتم‬

‫‪ ¤‬إذهب واستعجل شقيقتك حتى ال تترخر‪.‬‬

‫ذهب حممود باجتارب غرفة أخته ليجد شقيقته ساهى واملسااعدة‬

‫نعيمة ملتصقتان بباب غرفتها بوجهو ال يفرسان‪ ،‬يتهامساان‬

‫بنربة مكتومة‪.‬‬

‫‪772‬‬
‫جز‬ ‫ملحته سهى فررسعت تسحبه إ الباب هتتف هبم‬

‫‪ ¤‬ال تريد أن تفاتح أخاي‪ ،‬ال أدري ماا هباا ‪...‬ياا ا اي مااذا‬

‫سنفعلال‬

‫تسمر حممود أماام البااب لوهلاة يفكار برناه حقاا اساتغرب‬

‫موافقتها عىل الزواج‪ ،‬وإن يكن قد سمعها تقو ا بنفسها ماا‬

‫ان صدق‪ ،‬فهو يعلم يقينا بارن أختاه هباا أمار غاري طبيعاي‪،‬‬

‫يستحرض ملحات من ماض بعيد‪ ،‬حاول أن يستدرجها مارات‬

‫رية و انت النت يجة تباعدها عنه أ ر حتى أصبحت تتجنب‬

‫حتى ملساته األخوية ففضل جتاهل املوضو ‪ ،‬حمافظاا عاىل ماا‬

‫تبقى من عالقته هبا‪.‬‬

‫‪773‬‬
‫عاد من أفكاررب عىل يدي أخته هتزرب بقلق‬

‫وقت الصدمة‪ ،‬أرجوك افعل شيئا!‬ ‫‪ ¤‬أخي هذا لي‬

‫نظر إليهام برهة ليجد فكرة قد تساعدرب عىل األقل لتفاتح ام‬

‫وأمال رأسه عىل الباب‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬ورد حبيبتي سرنادي عىل عمي مصطفى ليساعدين يف فاتح‬

‫الباب من دون إحداث ضاجة‪ ،‬فكاام تعلماو لادينا ضايوف‬

‫جتالسهم والديت‪ ،‬هل تاذ رينهمال أهال ذلاك الشااب الاذي‬

‫وافقت عليه بميلء إرادتك!‬

‫‪774‬‬
‫يلعب عىل أوتارها احلساسة‪ ،‬أوال والدها الذي يعلم م حتبه‬

‫وحترتمااه و والدتااه التااي تعشااقها اام إحساسااها باملسااؤولية‬

‫وقراراهتا التي تتحمل نتائجها بشجاعة‪.‬‬

‫انفتح الباب لتلرج إليهم بوجه شااحب ااألموات يفلاح‬

‫ترنقها بإخفائه‪ ،‬شاملتهم بنظارة ام ختطاتهم دون أن تسامح‬

‫ألحد منهم برن ينطق‪ ،‬فتناظروا فيام بيانهم بوجاورب مصادومة‬

‫قبل أن يرسعوا الحقو هب ا‪ ،‬ذهبت إ غرفة الضايوف رأساا‬

‫دون محل الباقي من الضيافة االقهوة أو الشااي مماا أجفال‬

‫والدهتا التي قامت إليها تطلب السالمة ما إن ملحات وجههاا‬

‫املبيل شحوبا‪.‬‬

‫‪775‬‬
‫استقبلتها عند مدخل الغرفة تلاتقط نظارات حمماود اجلامادة‬

‫وسهى التي ال ختتلف عن أختها شاحوبا بيانام نعيماة ترسا‬

‫إلا يهم بصااينية القهااوة‪ ،‬فترصاافت رسيعااا وأمسااكت بياادها‬

‫تسحبها برفق وهي تلقي بنظرات توسل للعميد الذي فهمهاا‬

‫وقام إليها أيضا يسوقها إ السيدة طيبة‬

‫‪ ¤‬تعايل ابنتي‪ ،‬سلمي عىل السيدة طيبة‪.‬‬

‫تعلقت أنظار ورد بوالدها ولقد شعرت بقليل من قتها التاي‬

‫فقدهتا هناك يف غرفتها تعود إليها‪ ،‬غرفتها التي أحستها فجرة‬

‫باردة موحشة وهي تطالع املارآة تتفقاد شاعرها مارة أخارية‪،‬‬

‫لرتى وجه رنا يطل عليها هاتفاا بلاوم وعتااب (ساتتزوجو‬

‫ورد! ستنسو شيئا فشيئا وأصبح جمرد ذ ارى بيانام تعيشاو‬


‫‪776‬‬
‫حياتك!) رفعت سبابتها وحر تها بجز جتيبهاا ( ال ‪...‬ال‪...‬‬

‫زواجااا حقيقيااا رنااا‪ ،‬إنااه فقااط‬ ‫لاان أنساااك أباادا ‪ ،‬إنااه لااي‬

‫سيحميني ‪ )،‬و يرمحها خيال خماوفها يصيح بغضب ( وأنا من‬

‫محاينال أين حقي يف العيش يا وردال أين حقي يف الدراسةال يف‬

‫العماالال يف الاازواجال يف اإلنجااابال أياانال ستنسااو يااا ورد‬

‫ستنسو وستحررين مني!) رصخ اخليال بالكلمة األخرية بعد‬

‫أن اصبح ب شعا وطلت مناه مالماح أخارى لاذلك الاوحش‬

‫الضاري الذي اغتصب طفولتهام وحياهتام لياذرمها ساجينتارب‬

‫وينطلق هو حر يعيش حياته ام حيلو له‪ ،‬فتكومت بعدها فوق‬

‫بردا وإنام رعبا‬ ‫رسيرها تلف غطائها حو ا ترتعش بشدة لي‬

‫وللحظة أصبحت الغرفة تضيق وتضيق إ أن أضحت ر ناا‬

‫‪777‬‬
‫صغريا مظلام مشبعا بالرطوبة‪ ،‬خيرجها من ذلاك املكاان إال‬

‫صوت أخيها يذ ر اسام والادها لتناتفل و تنازل مان عاىل‬

‫رسيرهيا‪ .‬رتبت هندامها بتوتر و تستطع االلتفاات إ املارآة‬

‫وفتحت الباب هروبا من غرفة انت يوماا ماا أمنهاا وأماهناا‬

‫لتصبح جحرا دنسه ببشاعته العفنة وال تريد العودة إليها أبدا‪.‬‬

‫أمسكت السيدة طيباة بكفهاا وأجلساتها بجانبهاا‪ ،‬تستشاعر‬

‫وجود خطب ما ألطرافها املتشنجة وابتسمت بوجهها‪ ،‬تقول‬

‫‪ ¤‬مرحبا ابنتي ‪...‬ال تعلماو مادى ساعاديت ألناك باإذن اهلل‬

‫ستصبحو نتي‪ ...‬أ نات اآلن حفياديت لياث متاماا‪ ،‬ناادين‬

‫بجديت‪ ،‬اتفقناال‬

‫‪778‬‬
‫شااعرت بالاادفء باادأ يرسااي بعروقهااا وأطرافهااا ترختااي و‬

‫من تشنجها‪ ،‬ترد عليها‬ ‫تتلل‬

‫‪ ¤‬أنا أترشف بذلك يس‪...‬‬

‫قطعت المهاا ماا إن رأت نظارة عتااب مان السايدة طيباة‬

‫لترتاجع و تقول‬

‫‪ ¤‬جديت‪.‬‬

‫قبلتها السايدة طيباة مان وجنتهاا والتفتات إ السايد أمحاد‬

‫ليتكلم‪ ،‬فاستجاب ا قائال‬

‫‪ ¤‬اساامحوا يل أن أشااكر م عااىل حساان اسااتقبالكم‪ ،‬فلقااد‬

‫سبقتكم حسان ساريتكم و يرشافنا أن نطلاب نسابكم ‪..‬لان‬

‫‪779‬‬
‫نلفي عليكم ما هو معروف‪ ،‬ابننا سبق له الزواج لكنه يوفق‬

‫ونحن نستبرش بابنتكم و نرمل مان اهلل نسابا يشاار نا طاوال‬

‫الدهر ‪...‬آمو‪.‬‬

‫متتموا مجيعا بتمو بينام هو يكمل‬

‫‪ ¤‬سيد مصطفى نعلم أنك بم ابة والد اذرب العائلاة الكريماة‬

‫وهذا يزيدها رشفا ورفعة‪ ،‬أطلب منكم ريمتكم اآلنسة ورد‬

‫البننا ليث وتر دوا برهنا ما إن تقبل ستصبح ابنة عائلة اجلندي‬

‫و رامتها وحقوقها واحرتامها حمفوظ من طرف ل أفرادهاا‬

‫من بريهم لصغريهم‪.‬‬

‫‪780‬‬
‫ظل ل من السيدة عائشة و حممود وسهى مع العميد متوترين‬

‫يتر هبون ألي موقف من ورد‪ ،‬فعينيها زائغتو وهام يعلماون‬

‫جيدا برهنا أبدا ليست طبيعية و يكوناوا الوحيادين فااألو‬

‫نعيمة واقفة وراء بااب الغرفاة م ترهباة هاي األخارى تتماتم‬

‫بالدعاء‪ ،‬وال اين ليث الذي انطفرت ل سعادته وبالتايل الترلق‬

‫بعينيه ما إن دخلت وملح مقلتيها‪ ،‬فلطاملا رصعتاارب برصاامتهام‬

‫وبرودهتام خييفه ذلك الزيغ والتزعز هبام يظنها ستهرب يف أي‬

‫دقيقة‪ ،‬عند تلك الفكرة يستطع حتمل فقداهنا‪ ،‬فلم يا ِع عاىل‬

‫نفسه إال و هو واقف واجلميع يلتفت إليه باستغراب‪ ،‬فيوجه‬

‫طلبه للعميد‬

‫‪ ¤‬سيدي أريد التحدث مع اآلنسة قبل االتفاق عىل أي يشء‪.‬‬

‫‪781‬‬
‫هبت اجلميع حتى أن املتوترين سهوا عن توترهم لكن العميد‬

‫متالك نفسه وفضل قبول طلبه علها هتدأ إن خرجت من وسط‬

‫اجلمع‪ ،‬فرد وهو ينظر ملحمود‬

‫‪ ¤‬طبعا بني حقك‪ ،‬حممود سريافقكام‪.‬‬

‫حترك حممود معه ليث أما ورد‪ ،‬فكرهنا يف عا آخر و ل ما ترارب‬

‫أمامها هو وجه رنا ملتحم بوجه الوحش‪ ،‬أجفلت عاىل ملساة‬

‫والدهتا التي ملحت ضياعها تسحبها باجتارب خمارج الغرفاة ويف‬

‫تلك اللحظة اقرتبت السيدة زهرة من محاهتا متيل عليهاا‬ ‫نف‬

‫هامسة بحرية‬

‫‪782‬‬
‫‪ ¤‬أمي ‪..‬ما الذي حيدث مع هذرب الفتاة الغريبةال دخلت عليناا‬

‫و رهنا منساقة للموت وابني ماذا يرياد أن يقاول اا يف هاذرب‬

‫اللحظ ة بالذاتال هل سيقبل يدها لتقبل بهال‬

‫رمتها السيدة طيبة بنظرة زاجرة أخرستها بينام تفكار بارن ورد‬

‫البد وفب أن تتعال ‪ ،‬ألن آخر مرة رأت فيها نظرة م ل نظرة‬

‫عينيها انت لفتاة من عائلتها يعلم أحد ماا هباا و يفهمهاا‬

‫أحد إ أن وجدوها يوما قد شقت رسغيها وماتت‪.‬‬

‫خرج لي ث إ احلديقة ابتغاء إدخال أ رب قادر مان ا اواء إ‬

‫رئتيه‪ ،‬التفت إليها تتهادى بفستاهنا الذي يتحقاق مناه قابال‬

‫بسبب تر يزرب عىل عينيهاا‪ ،‬خالباة هاي! فكار لياث برناقتهاا‬

‫وبساطتها منفردة يف ل يشء‪ ،‬تسلب لبه وهي ال حتاول حتى‬


‫‪783‬‬
‫الزالت سامهة واقفة أماماه ونظراهتاا الزائغاة نحاو الفاراغ‪،‬‬

‫بصوت به شجن و أ وبعل من التوسل‬ ‫فهم‬

‫‪ ¤‬ورد!‬

‫انت التزال أمام مرآهتا بغرفتها التي لن تعود إليها أبدا ‪..‬لن‬

‫تعود إليها أبدا! علقت اجلملة برأسها ام تعلق أسطوانة خربة‬

‫يف جهاز فونوغراف قديم حو سمعت صاوتا أخرجهاا مان‬

‫قلبها‪ ،‬ففقد دقة من دقاته املتسارعة رعباا‪ ،‬رفعات‬ ‫تيهها مل‬

‫وجهها تبحث عن مصدررب لتقابلها نظراتاه املتوسالة فرفعات‬

‫يدها تدلك فوق عينيها بينام تتقدم إلياه ليساحب اا رسايا‬

‫جلست عليه منكسة رأسها‪.‬‬

‫‪784‬‬
‫اختذ رسيا مقابال ا وبرقة تعمدها‪ ،‬فاألن ى يفام انت تلو‬

‫للرقة والرفق‪ ،‬حد ها‬

‫‪ ¤‬ورد ماذا بكال‬

‫دقة أخرى ت بعت سابقتها إ ال تعرف أين! لتسرتجع شيئا من‬

‫تر يزها وترفع إليه عينان فارغتان‪ ،‬تتوسل إليه‬

‫‪ ¤‬تزوجني اليوم ليث ‪...‬أقنعهم و خذين لبيتك‪ ،‬لكن أرجوك‪.‬‬

‫صدمه وقطع نيااط‬ ‫بائ‬ ‫رققت نربهتا ومهست بتوسل يائ‬

‫قلبه‬

‫‪ ¤‬أرجوك أضمن سالمتي وأنا أقوم بعميل‪.‬‬

‫‪785‬‬
‫انت بالنسبة له م دمن يطلاب بتاذلل جرعتاه التاي ألفهاا‪،‬‬

‫يسمع مزيدا من رجائها الذي يتحمله‬

‫‪ ¤‬أحتاج أن أعود لعميل‪ ،‬أتوسال الياك سااعدين ألقاوم باه‬

‫وأخرجني من هنا‪ ،‬ال أريد املبيت هنا أرجوك‪.‬‬

‫ظل يترمل نظراهتا الفارغة وشحوب وجهها وتشن أطرافها‬

‫و يستطع إال أن يقوم ويشري ا لتتقدمه ا الداخل بعد أن رد‬

‫عليها باقتضاب صارم حازم‪ ،‬فلقد اختذ قاراررب ولان يرتاجاع‬

‫عنه‪ :‬لك ذلك‪.‬‬

‫****‬

‫‪786‬‬
‫بيت آل خطاب فقط من يع بالضيوف ويطلبون النسب‬ ‫لي‬

‫إنام هناك بيت آخر أقال فلاماة وأ ار بسااطة "بيات العام‬

‫عىل األريكتو‪ ،‬طه‬ ‫سعيد" يف غرفة الضيوف املتواضع فل‬

‫فاروق و والدته السيدة حفصة طبعا بعدما غريت اسمها نظرا‬

‫لدخو ا يف اإلساالم والعام ساعيد وبجانباه ابنتاه الصاغرى‬

‫وزوجتااه‪ ،‬اناات الفتاااة الصااغرى حتاادق بانبهااار بعويناهتااا‬

‫السميكة تترمل بياض برشهتا الشاحب ولاون عينيهاا األزرق‬

‫الغريب الشبيه بالزجاج فتلتفت إ ابنها الذي ال يشابهها إال‬

‫يف لو ن برشهتا‪ ،‬أشارت ا السيدة حفصة لتقرتب منها فنظرت‬

‫إ والدها الذي حرك رأسه موافقا لتلطاو باساتحياء إ أن‬

‫وصلت إليهاا‪ ،‬أمساكتها السايدة حفصاة مان تفيهاا تقاول‬

‫‪787‬‬
‫بلهجتها ذات اللكنة الظاهرة حتى مع طول مدة إقامتا بالبلاد‬

‫العريب‬

‫‪ ¤‬أهال صغرييت ‪...‬ما اسمكال‬

‫أطفال رقيق‬ ‫لتجيبها الصغرية هبم‬

‫‪ ¤‬مروة‪.‬‬

‫أ ملت و هي تسحبها إليها أ ر‬

‫‪ ¤‬بري صف أنتال‬

‫ملست عويناهتا بتوتر و رهنا يف امتحان شفهي‪ ،‬ترد‬

‫‪¤‬يف الصف الرابع‪.‬‬

‫‪788‬‬
‫ابتسمت السيدة حفصة بدفء وأمالت رأسها قلايال‪ ،‬هتما‬

‫وتقلدها‬

‫‪ ¤‬ملاذا نت تنظرين إيلال‬

‫فتحت فمها و رهنا ظبطت بفعل مشو‪ ،‬قبل أن تعلل بارباءة‬

‫بينام تشري إ وجهها‬

‫‪ ¤‬أنت بيضاء ريا وعينك زرقاء ريا‪.‬‬

‫اتسعت ابتسامتها بينام جتيبها بمرح‬

‫‪ ¤‬و ماذا يف ذلكال‬

‫ضمت بو حاجبيها تشري ا طه مضيفة بحرية بالغة‬

‫‪ ¤‬لكنه ابنك وعينه وشعررب سوداوينال‬


‫‪789‬‬
‫ضحكت و اآلخرون يف حاو هنرهتاا والادهتا‪ ،‬فرشاارت اا‬

‫السيدة حفصة أن ال تفعل وحاولت تم ضحكها قائلة‬

‫‪ ¤‬ماذا أفعل‪ ،‬خلقه اهلل يشبه أباارب يف ال يشءال حتاى شاكله‬

‫لكنني استحوذت عىل لون برشته‪ ،‬فوالدرب ان أسمر رمحه اهلل‪.‬‬

‫ضمت الفتاة الصغرية تقبلها بوجنتها‪ ،‬فادخلت رأساا قلاب‬

‫هذرب الصغرية وأحبتها‪.‬‬

‫التفتوا إ مدخل الغرفة ال ذي وجلت منه فاتن حاملاة صاينية‬

‫القهوة برفقة أختها‪ ،‬فانتفل طه ملرآى فاتنته بفستاهنا األزرق‬

‫احليها عليه سرتة سوداء قصرية إ أسفل الصدر‬ ‫الطويل إ‬

‫بقليل وطرحة زرقاء أبرزت بياض برشة وجهها‪ ،‬أجفال عاىل‬

‫‪790‬‬
‫ملسة والدته تنظر إليه بعتب خفيف لايغل برصارب‪ ،‬فتنحانح‬

‫بلفوت وتتظا هر برتتيب هندامه أما هي فقلبها هيدر بصدرها‬

‫ترتعش تكاد توقع الصاينية لاوال مسااندة شاقيقتها‪ ،‬قادمت‬

‫القهوة حلامهتا أوال تلك التي تبسمت بمكر بينام تقول بصدق‬

‫‪ ¤‬طه لديه ال احلاق يف اإلعجااب باك ‪..‬فرنات اسام عاىل‬

‫مسمى‪.‬‬

‫حتر ت الصينية بو يدهيا املرتعشتو وقد امحرت بشادة حيااء‬

‫فلم تستطع تقديم القهوة له و التفتت إ والدها الاذي أخاذ‬

‫الفنجان مبتسام أيضا يستشعر مدى خجلها وقدمه لطاه رأفاة‬

‫هبا‪.‬‬

‫‪791‬‬
‫التقطه خيفي ضيقه وقد ان ينتظر قرهبا ولو ل اوان معادودة‪،‬‬

‫فيتوعدها رسا‪.‬‬

‫بجانبهاا لكنهاا‬ ‫قدمت أخريا القهوة لوالدهتا ومهت باجللو‬

‫أدارت رأسها عىل صوت السيدة حفصاة التاي طلبات منهاا‬

‫جماورهتا‪ ،‬فاستجابت ا‪.‬‬

‫بعد رشفتو من قهوهتا حتد ت حفصة‪ ،‬تقول‬

‫‪ ¤‬القهوة لذيذة جدا سلمت يداك فاتن‪ ،‬يف احلقيقة لقد نات‬

‫أطلب من طه وألح عليه بالزواج منذ مدة خصوصا وهاو ماا‬

‫شاء اهلل رجل يستطيع حتمل بيت الزوجية ماديا ومعنويا و ان‬

‫دائ م الرفل بحجة بح ه عن نصافه اآلخار اام يقاول حتاى‬

‫‪792‬‬
‫يئست و أعد ألح ام السابق ليرتيني يف يوم فرحا برنه وجاد‬

‫نصفه اآلخر‪ ،‬سعدت جدا وحتمست لرؤية الفتاة التي قلبات‬

‫يانه ونجحت يف ما أفلح به‪.‬‬

‫أخذت رشفة أخرى لرتطب حلقها م وضعت الفنجان عاىل‬

‫املائدة أمامها‪ ،‬تكمل واجلميع ينصت إليها‬

‫‪ ¤‬أنا أ ق باختيارات ولدي‪ ،‬فلقد ربيته عىل األخالق احلسانة‬

‫التي بعث الرسول علياه الصاالة والساالم لياتمم مكارمهاا‬

‫واحلمد هلل فلقد وفقني ريب وأن ببته نباتا حسنا وأنا راضية علياه‬

‫دنيا وآخرة ‪.‬‬

‫‪793‬‬
‫يتحمل طه الم والدته املهيب‪ ،‬فاقرتب منهاا وقبال يادها‬

‫تتبسم له بحبور و فلر م ربتت عىل رأسه واستطردت بيانام‬

‫تلمع الدمو بعينيها‬

‫‪ ¤‬إنه ولدي احلبيب الوحياد وعاائلتي الوحيادة بعاد ماوت‬

‫والاادرب‪ ،‬فرنااا بعااد إسااالمي‪ ،‬أهاايل تااربؤا منااي و يعااودوا‬

‫يسااتقب لونني‪ ،‬فانقطعاات صاالتي هباام خصوصااا بعااد مااوت‬

‫والداي‪ ،‬أرجو من اهلل أن يبارك ارتباط ابنتكم باابني ويطارح‬

‫امرا ريا تربط ما بيننا ا األبد ‪.‬‬

‫التفتت إ فاتن وقد نزلت دمعة عىل خدها‪ ،‬تضيف بصاوت‬

‫متهدج‬

‫‪794‬‬
‫نتاي وإناام ابنتاي‪،‬‬ ‫‪ ¤‬أجل يا بنتاي أرياد أن تصابحي لاي‬

‫تعتربينني والدتك ال انية فرنا يرزقني اهلل بفتاة‪.‬‬

‫م أشارت بسبابتها تسرتسل رهناا حتاذرها بمارح وبعال‬

‫الشجن‬

‫‪ ¤‬وأريد أحفادا ر لتكرب عائلتنا‪ ،‬فرنا ال أحب الوحدة‪.‬‬

‫تضاعف امحرار فاتن لكن تر رها بحامهتا فاق حياءها‪ ،‬فبكات‬

‫معها األخريات يف الغرفة حتاى الصاغرية أزالات عويناهتاا‬

‫لتمسح دموعها‪ .‬ضمت فاتن محاهتا مواساة ا ليتكلم والدها‬

‫وقد ا تملت فرحته‪ ،‬فقد ان خيشاى أن ال تتقبال عائلاة طاه‬

‫مستواهم املادي وتر د له معدن طه األصيل من أين جاء‬

‫‪795‬‬
‫‪ ¤‬و اهلل يا سيديت مذ تعرفت عىل األستاذ طه أحببته من قلباي‬

‫واحرتمت أخالقه وصفاته احلسنة‪ ،‬فاهلل قد رزقه برمحته ل ما‬

‫يتمنارب األب يف زوج ابنته وقد سعدت أيام سعادة عندما اختار‬

‫ابنتي رشيكة حياته و طلب نسبي ‪..‬و نت دائام أترحم عىل من‬

‫ربى فلقد وىف لذلك سيديت اسعدي وامحدي اهلل‪ ،‬فقد جازاك‬

‫خريا وعوضك فراق أهلك بولادك‪ ،‬أداماك اهلل فاوق رأساه‬

‫ورزقه رضا ربه و رضاك ‪...‬ونحن نترشف بنسبكم يا سايديت‬

‫و لقد أخربت األستاذ من قبل أنه ابني فليقرر ماا شااء و أناا‬

‫معه‪.‬‬

‫أجابته بفلر و رضا قد ارتسم عىل قسامهتا‬

‫‪796‬‬
‫‪ ¤‬أشكرك سيد سعيد و لنا الرشف أيضا‪..‬فاتن أمارية البناات‬

‫‪..‬طه قد حكى يل عن خلقها و حياءها و هاذا ماا تتمناارب ال‬

‫امرأة عاقلة لولدها‪ ،‬فتاة ذات د ين وخلق وحياء‪ ،‬ندعوا اهلل أن‬

‫يبارك لنا وعلينا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫أمنوا من أ ربهم إ أ صغرهم ومالات السايدة حفصاة عاىل‬

‫ا‬ ‫فاتن‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬لقد علمت برشوطك ‪...‬أحييك يا فتاة ظيل هكاذا مدافعاة‬

‫عن حقوقك ال ضري‪ ،‬طاملاا انات حقاوق رشعهاا اهلل لكان‬

‫حبيبتي ال تطييل من فرتة اخلطوبة عييش حياتاك و تزوجاي و‬

‫أنجبي بام أن زوجك موافق و سيدون ذلك يف العقاد و حتاى‬

‫إن يدو نه أنا ورائك بعون اهلل‪ ،‬و من ناحية األوالد ال حتميل‬
‫‪797‬‬
‫مها أبدا‪ ،‬فرنا متشوقة ألحفاد أهتم هبم فلدي حناان فاائل‪،‬‬

‫وطه قد رب و يعد بحاجة إليه‪.‬‬

‫قاطعهام طه هاتفا‬

‫‪¤‬أمي!‬

‫غمزت السيدة حفصة لفاتن‪ ،‬تكمل بمكر مازح‬

‫‪ ¤‬تدخل يف ما ال يعنيك تسمع ما ال يرضيك ‪..‬أ أهناك عان‬

‫اسرتاق السمع‪ ،‬سرعيد نظري يف بعل سلو ك ام ترى أخرب‬

‫السيد سعيد ليعيد التفكري يف مصري ابنته ‪.‬‬

‫ضيق عينيه يقول ‪:‬‬

‫‪798‬‬
‫‪ ¤‬أنا ال أسرتق السمع أبدا م أنت بقاريب أماي‪ ،‬فكفاي عان‬

‫ال يعرفونك جيدا ‪.‬‬ ‫مزاحك النا‬

‫شهقت تزعم الذهول بينام هتتف‬

‫‪ ¤‬النا ال أين هم النا ال هؤالء عائلتي و هذرب ابنتي انشاغل‬

‫بنفسك أنت وال تتدخل‪.‬‬

‫ضمت إليها فاتن واألخرية تتبسم بسمتها الفاتنة‪ ،‬ليفتح طاه‬

‫الذي ان متحرجا قبل قليل فمه مبحلقا فيها‪.‬‬

‫قامت سيدة تدعو حفصة لتر ل من حلواها التاي ترشاح اا‬

‫يف صنعتها بالسمن البلدي وغمستها بالعسال احلار‪ ،‬هاذرب‬

‫املرأة البسيطة التي افحت مع زوجها وعاشات معاه حياتاه‬

‫‪799‬‬
‫بحلوها واملر منها دون أن تشتكي من ا م الذي قد ألفته مناذ‬

‫نشرهتا لتصري وتدا صامدا لبيتها وأرسهتا‪ ،‬حتمد رهباا صاباحا‬

‫ومساء عىل زوجها الرجل الصالح الذي يعايرها يوما بللفة‬

‫البنات أو يشتكي الحتياج ولد ذ ر‪ ،‬ال تعلام أن مان أبساط‬

‫حقوقها هو حق االحرتام و أن اخللفة من الارزق مقادرة مان‬

‫رب العاملو‪.‬‬

‫وها هي اآلن أ ر سعادة و هي تشاعر بارن اهلل قاد عوضاهم‬

‫سنو حرماهنم بالسرت عىل أول بناهتم من رجل طيب‪ ،‬ماتفهم‬

‫و صالح ومقتدر سيعتني هبا وتفكر كال أم بعقلهاا البسايط‬

‫أهنا فب أن تبلر البيت و هي تقارأ املعاوذتو لتحميهاا مان‬

‫العو‪ ،‬أما فاتن فتنظر حلامهتا بإعجااب‪ ،‬تفكار ياف أن مان‬

‫‪800‬‬
‫ختبط يف ظلامت الكفر ووجد نور اإليامن يتشبث و يلتازم باه‬

‫فيجمع بو مباد‪ .‬الغرب التاي أغلبهاا مان أوامار اهلل أيضاا‬

‫احرتام العلم وقدسيته وحقوق اإلنسان بصفة عامة واملارأة‬

‫بصفة خاصة‪ ،‬فيضمن ا حقو قها ااإلرث والتعلايم وحتاى‬

‫اختيار رشيك حياهتا م رشائاع الادين مان توحياد وعقيادة‬

‫أ ار‬ ‫و تز يتهاا و اذا محايتهاا‪ ،‬عاىل عكا‬ ‫وهتذيب النف‬

‫املسلمو الذين يولدون وينشؤون يف نفه فيصبح عادة أ ار‬

‫منها عقيدة إال من رحم ريب‪ ،‬فيطبقاون ماا يوافاق هاواهم و‬

‫يتجاهلون ما ال يتفق مع مصاحلهم‪.‬‬

‫اتفقت العائلتو عىل عقد القران يوما واحدا بعد انتهاء السانة‬

‫الدراسية بطلب من طه الذي يستطع أحدا االعرتاض علياه‬

‫‪801‬‬
‫حتى فاتن‪ ،‬فاللهفة يف عينيه تكاد تقفاز مانهام لتنتهاي ليلاتهم‬

‫هانئة سعيدة عىل ال الطرفو يف حو ان هناك مان خياوض‬

‫معر ة ضارية ضاد شابح وجمهاول يتلابط يف ظلماة أهاوال‬

‫الرعب‪.‬‬

‫وقف أمام مدخل غرفة الضيوف والتفت إليها‪ ،‬قاائال للمارة‬

‫األخرية‬

‫‪ ¤‬ل ما سرقوله ستجاريني فيهال هل تريدين اخلروج من هناا‬

‫الليلةال‬

‫ال ينكر أهنا تفاجئه وللمرة ال انية بينام توم بنعم‪ ،‬فيهز رأسه‬

‫بدوررب‪ ،‬ينبهها بحزم‬

‫‪802‬‬
‫‪ ¤‬إذن جاريني!‬

‫دخاال الغرفااة بلطااوات واسااعة فاجاارت اجلميااع الااذين‬

‫استدارت أعينهم إليه بااهتامم و مان ورائاه الفتااة الشااحبة‪،‬‬

‫فحدق هبم يبلع ريقه م يقول بحزم‬

‫‪ ¤‬أريااد أن أخاارب م بيشااء مهاام للغايااة ‪...‬لااذلك أرجااو م‬

‫ساندوين يف قراري وتفهمورب‪.‬‬

‫سكن اجلميع مستغربو عدا اجلدة التي هتفت‬

‫‪ ¤‬ومن سيفهمكام أفضل من عائلتيكامال تفضل إبني و قال ماا‬

‫عندك‪.‬‬

‫‪803‬‬
‫إشتدت أعصابه توترا ال يعلم إن انت عائلته ستتقبل األمار‬

‫لكن ما يرحيه هو دعم جدته املترهبة ملسااعدته شاجعه و قاال‬

‫نربة احلزم‬ ‫بنف‬

‫‪ ¤‬ورد يف خطر‪ ،‬أتتني معلومات عن استعداد ملحاولة خطاف‬

‫انية ‪.‬‬

‫شهقات رية صدرت من شتى األفوارب بعضها خوفا واآلخر‬

‫استنكارا‪ ،‬ليقف العميد هاتفا بحدة‬

‫‪¤‬ملاذا ختربين يا ليث ماذا نت تنتظرال‬

‫تلكر قليال قبل أن فيبه ي ينظم أفكاررب ويرتبها فيقتنعون ام‬

‫قال‬

‫‪804‬‬
‫‪ ¤‬نا نراقب ال وضاع مناذ مادة ولقاد أتات إخبارياة الليلاة‬

‫وحد وين منذ قليل لذا فكرت و توصلت إ حل‪.‬‬

‫حت ر ت السيدة عائشة وسهى حتيطان باورد املتجمادة مكاهناا‬

‫وحممود بجانب العميد مقطبو حواجبهم ينتظرون إمتام المه‬

‫‪ ¤‬سرتزوج ورد الليلة‪ ،‬أريدها أن تكون بحاميتاي وال يمكان‬

‫لذلك أن يتحقق إال بزواجها مني ‪.‬‬

‫قامت والدته بحدة هتتف‬

‫‪ ¤‬ماذا تقولال هل جننتال ملاذا تلقي بنفساك إ ا االك مان‬

‫أجلهاال‬

‫قاطعتها اجلدة تصيح باسمها‬

‫‪805‬‬
‫‪ ¤‬زهرة!‬

‫اجلد و السيد يوسف صامتان يرتقبان هبدوء‪ ،‬فتكلم العمياد‪،‬‬

‫قائال وهو يدعك جبهته‬

‫‪ ¤‬إهدأ بني األمور ال تعال هكذا ولان أقبال أن تتازوج ورد‬

‫هكذا من دون عر ‪.‬‬

‫رفعت ورد رأسها وشدت عاىل يادي والادهتا التاي تفهام‬

‫مرادها وسط ذهو ا‪ ،‬فرلقت إليها نظرة أخارى فتنبهات عاىل‬

‫الم العميد فتدخلت‬

‫‪ ¤‬سيد مصطفى‪.‬‬

‫إلتفت العميد إليها فر ملت بقلق وخوف عىل ابنتها‬

‫‪806‬‬
‫‪ ¤‬ورد ان ا رشطا لتقبل بالزواج ‪...‬هو ‪..‬هاو عادم إقاماة‬

‫‪.‬‬ ‫حفل عر‬

‫ألقى نظرة عىل وجه ورد‪ ،‬فرأى توسلها وضياعها وعلم يقينا‬

‫باارن حالااة ابنتااه متاارخرة وفااب عليااه الترصااف لكاان أوال‬

‫سيحميها‪ ،‬لذا اسمها فب عليه أن يقرتن بالضاابط و بعادها‬

‫سيبحث عن حل ‪..‬لن يتفرج عليها تترسب من بو يديه م ال‬

‫زوجته رمحها اهلل ‪ ...‬ال لن حيدث!‬

‫ويف تلك اللحظة هتفت والدة ليث بحنق‬

‫‪ ¤‬رشوط أخرى! يا سالم‪.‬‬

‫م تقدمت إ ابنها و أمسكته من تفيه هتزرب بدهشة‬

‫‪807‬‬
‫‪ ¤‬ما الذي فربك عىل هذا بنيال الفتيات اريات و مان دون‬

‫مشا ل ملاذا هيال‬

‫هتف بام جعل اجلميع يبهت من بينهم ورد‪ ،‬التاي تضااعف‬

‫ودقاات قلبهاا‬ ‫شحوهبا لتكتشف برهنا قد توقفت عن التنف‬

‫قد خطف ما تبقى منها لتلحق سابقاهتا لكن هذرب املرة تعارف‬

‫ا أينال أما اجلدة فاالبتسامة أضاءت وجهها واجلد قاد بلاغ‬

‫مبتغارب‪.‬‬

‫‪ ¤‬ألنني أحبها أمي! أحبها ولن أسمح ألحد برن يؤذهيا! عاىل‬

‫ج تي أمي‪ ،‬عىل ج تي!‬

‫استقام اجلد واقفا وتالرب إبنه ليقول هبدوئه املعتاد‬

‫‪808‬‬
‫‪ ¤‬ماذا تنتظر إذنال اذهاب و أحرضا ااتبي العادل‪ ،‬أظناك‬

‫وعمها بمناصب ختولكم بإحضارمها أينام انا‪ ،‬من األفضال‬

‫أن ترس فرنا ال أحب السهر‪ ،‬طبعاا إذا أردت أن أشاهد عاىل‬

‫العقد‪ ،‬سرهاتف البيت ليجهزا لكام اجلناح‪.‬‬

‫جتاهل مجود اجلميع التام يل وتقدم نحو زوجته يمد اا يادرب‬

‫هامسا‬

‫‪ ¤‬حبيبتي رافقيني إ احلديقة قليال ‪.‬‬

‫إبتسمت لرشيك عمرها الطويل الذي يفهمها فقط من نظارة‬

‫عينيها وسلمته يدها ترافقه حيث أراد‪.‬‬

‫****‬

‫‪809‬‬
‫انت الليلة عصيبة عىل اجلميع‪ ،‬فمن توقع أن تصبح اخلطوبة‬

‫زواج يف آن واحد‪ ،‬أخذ اجلد يتقدم مع زوجته خارجاان مان‬

‫غرفة الضيوف وزهرة التزال متشب ة بابنها تنظر بعينيه تتحرى‬

‫صدق قوله‪ ،‬لتلتفت إ زوجها الذي سحبها من تفها يرمقها‬

‫بعتاب لقلة حكمتها‪.‬‬

‫مهت بالتحدث فرسكتها برفع يدرب وبسط فه‪ ،‬قائال‬

‫‪ ¤‬لنا غرفة خاصة نتناقش فيها‪ ،‬أما اللحظة أرجوك فقط دعي‬

‫األمور متر بسالم‪.‬‬

‫العميد ترك حممود جامدا مكانه يتطلع إ ورد وشاحوهبا قاد‬

‫جعل عقله يض بومضات من املايض تلك الفارتة التاي بادأ‬

‫‪810‬‬
‫معهااا اال تغرياهتااا‪ ،‬فلقااد اناات سااعيدة بتعرفهااا عااىل رنااا‬

‫‪....‬رنا‪ ...‬آرب تلك الفتاة اجلميلة التي استحوذت عىل إعجاباه‬

‫الطفويل أيضا‪ ،‬يف ال و هاي فتااة حباهاا اهلل بجاامل أخااذ‪،‬‬

‫يتذ ر جميئهاا األول ماع أمهاا التاي انات صاديقة والدتاه‪،‬‬

‫تفامهت وورد و أحبا بعضهام لدرجة أن أختاه شاار تها ال‬

‫ا مكاان لتعتناي هباا وال تسامح‬ ‫ألعاهبا التي انت ختص‬

‫ألحد باالقرتاب منها أما هو فكانت تتباعد عناه وجتفال مناه‬

‫لام اقرتب منها يرى اخلوف بعينيهاا و رناه ساينقل عليهاا‬

‫رضبا‪ ،‬ان حيب أن يسامع ورد تتحادث عنهاا بشاغف بعاد‬

‫عودهتااا ماان زيااارهتام هااي ووالدتااه ال يعلاام متااى بالضاابط‬

‫أصبحت أخته طوال الوقت صاامتة‪ ،‬اختفاى مرحهاا حتاى‬

‫‪811‬‬
‫ألعاهبا أمهلتها وحو يسر ا عن رناا تزياغ عينيهاا وتفار مان‬

‫أمامه‪ ،‬اعتقد أهنام تشاجرتا وأناه جمارد دالل فتياات هاذا ماا‬

‫أسعفه به عقله الطفويل الربيء ويف يوم ما سمع والدرب يطلاب‬

‫من والدته أن تقطع عالقتها ب عائلة رنا‪ ،‬أطرق سامعه لساؤال‬

‫والدته عن السبب لكن والدرب أجاهبا برنه ال يعجبه رب تلاك‬

‫األرسة وأن الشبهات حتوم حوله‪ ،‬فردت علياه برهناا تاذهب‬

‫لصديقتها وهي إنسانة رشيفة وال شرن اا بازوج صاديقتها‬

‫لكن رغم ذلك و اام تفعال والدتاه دائاام اساتجابت لطلاب‬

‫زوجها فلم تعد تذهب إليه م‪ ،‬ظلت والدة رنا تاريت لوحادها‬

‫ويف ل مرة تراها فيها ورد تقبع بغرفتهاا و تبكاي‪ ،‬فاررجعوا‬

‫ذلك الشتياقها لرنا وأخذهتا والدته إليها لتزورها‪ ،‬اان قاد‬

‫‪812‬‬
‫عاد يومها إ البيت بعد مباراة رة قدم مجعته برصدقائه ليجد‬

‫و الدرب يضم والدته التي تبكي مواساية وورد جالساة أماامهام‬

‫شاح بة شحوهبا اليوم متاما‪ ،‬سرل عن الذي حدث ليلربرب أبارب‬

‫برن رنا اختفت وال يعلمون أين هيال فوج واقرتب من ورد‬

‫التي أجفلت منه والرعاب بعينيهاا يزعازعهام فناادارب والادرب‬

‫وأشار له باالبتعاد عنها ‪....‬أخربرب برهنام انتا تلعبان معا قبال‬

‫أن ختتفي رنا وأنه يظن برهناا تعلام ماا الاذي حادث لكنهاا‬

‫مصدومة‪ ،‬ان والدرب من تول القضاية بنفساه وحااول معهاا‬

‫ريا لكنها دائام تنكر معرفتها بيشء واجلمياع يالحا تبادل‬

‫سلو ها‪.‬‬

‫‪813‬‬
‫اللحظاة‬ ‫عاد من ذ رياته فزعا عىل رصخات أن وياة يف نفا‬

‫التي ان فيها العميد أمام ليث يطلب منه‬

‫‪ ¤‬فب أن نتحدث ليث‬

‫*قبل حلظات قليلة*‬

‫مازالت السيدة عائشة تضم ابنتها من جهة وسهى مان اجلهاة‬

‫األخر‪ ،‬ينصتن ملريم العاتبة عليهن‪ ،‬فهي انت باملطبخ تاتمم‬

‫عىل سري األمور لتريت نعيمة وختربها برن اخلطبة حتولت لزواج‪،‬‬

‫فرت ت ل يشء وأرسعت لتستفرس من ورد وهاذرب األخارية‬

‫رأسها يف فوىض عارمة من أصاوات متداخلاة تكارر نفساها‬

‫رسااطوانة خربااة (ستنسااو‪ ،‬سااتتزوجو ‪....‬أياان حقااي يف‬

‫‪814‬‬
‫احلياةال‪....‬ورد أين أنت صغرييتال ال ختايف! أخرجي لنلعب!‬

‫‪...‬أين حقاي يف الازواجال ‪....‬رناا متات إهناا فقاط نائماة‬

‫وتنتظرك لنلعب مجيعا! ورد هياا! ‪..‬أناا أحبهاا أماي أحبهاا!‬

‫‪.....‬ستنسو ‪...‬صغرييت أخرجي هيا! ) أجفلت عىل دخاول‬

‫مريم تتكلم بيشء تتبينه‪ ،‬حاولت لكنها تفلح بالتقااط ماا‬

‫تقوله ووجهها يبتعد ويبتعد فيضمحل معه النور حتى شعرت‬

‫بنفسها هتوي إ قا مظلم‪ ،‬فرصخن وهن يساندهنا‪ ،‬وصال‬

‫إليهن ليث والعميد ماع حمماود الاذي محلهاا ووضاعها عاىل‬

‫األريكة‪ ،‬يصيح‬

‫‪ ¤‬أحرضي حقيبتي سهى!‬

‫‪815‬‬
‫نبضها الضاعيف وبادأ‬ ‫أ رسعت حترضها بينام حممود يتحس‬

‫بفحصها واجلميع جمتمعو حو ا يتجىل القلق عاىل أوجههام‬

‫حتى السيدة زهرة دخال اخلاوف قلبهاا مان شاحوب الفتااة‬

‫الشبيه باألموات‪ ،‬أحرضت ساهى احلقيباة وفتحتهاا بجاناب‬

‫الضاغط‬ ‫شقيقها الذي أخذ السامعات الطبياة وجهااز قياا‬

‫وبدأ بعمله‪.‬‬

‫ورد شافتاها ال تتوقفاان عان‬ ‫السيدة عائشة مان جهاة رأ‬

‫التمتمة بالدعاء ويف اجلهة املقابلة صفحتا وجهاو متشااهبتو‬

‫تتسامن بالقلق القاتل والغضاب احلاارق ممان أوصالها اذرب‬

‫املرحلة والتوعد بقتله ما إن يعرفاناه وهاذان يكوناا ساوى‬

‫و محارب‪ ،‬أما الباقي فرياقبون بصمت منهم مان يبكاي‬ ‫العري‬

‫‪816‬‬
‫سهى و مريم ومنهم املقطب السيد يوسف الذي يستشاعر‬

‫خطورة املوضو قلقه يزداد لتورط ابنه الظاهر عليه يتعارف‬

‫عىل احلاب للمارة األو ‪ ،‬فيحادث نفساه (آرب بناي إن نات‬

‫جرحت وصدمت من فتاة أعجبتك و تزوجتها ‪..‬فام سايكون‬

‫شعورك إن جاءتك من فتاة دخلت قلبك) التفت إ زوجتاه‬

‫التي شدت عىل يدرب والظاهر عىل وجهها أهنا تقاسمه أفكاررب‪،‬‬

‫فرشار ا يب ها باتا ال يملكه بالكامل‪ ،‬يسمعان حديث حممود‬

‫‪ ¤‬الضغط مرتفع جدا‪ ،‬سرحقنها بدواء ليوازنه م أوقظها‪.‬‬

‫قارن القول بالفعل وبعد حلظات رمشت بجفنيهاا بضاعف و‬

‫ترخذرب‬ ‫بدا عليها االنزعاج‪ ،‬تتمتم بكلامت تتضح مع ل نف‬

‫حتى أصبحت واضحة للسامعو حو ا‬


‫‪817‬‬
‫‪ ¤‬رنا ‪..‬رنا أرجوك‪ ....‬ساحميني ‪...‬رنا!‬

‫دفع القلب بالدم ينرش اخلوف برشايو حممود مع والدته التي‬

‫فتحت عينيها عىل وسعهام مبهوتاة وقاد عاادت هباا الاذا رة‬

‫للاميض وأصبحت تتر د لدهيا الظنون من جديد‪.‬‬

‫هتف العميد الذي الح مالمح حممود و والدته بريبة‬

‫‪ ¤‬من رنا هذربال‬

‫انتفضت السيدة عائشة واقفة ترتعش مما اضطر حممود ليقاف‬

‫ويضمها من تفيها تار ا ورد و قد بدأت باسرتجا وعيهاا‪،‬‬

‫فتقدم ليث جالسا القرفصاء أمامها وصاح العميد بنفاذ صرب‬

‫‪ ¤‬هل ستلرباننيال‬

‫‪818‬‬
‫أجابه حممود بتبلد أصاب عقله‬

‫‪ ¤‬إهنا صديقة ورد‪.‬‬

‫عقد حاجبيه‪ ،‬حي ه مستفرسا‬

‫‪ ¤‬وال‬

‫بلع ريقه يشعر بارتعاد والدته م قال‬

‫‪ ¤‬صديقة طفولتها إبنة عائلة املنشاوي‪.‬‬

‫شهقت السيدة زهرة هتتف بذهول‬

‫‪ ¤‬تلك الفتاة التي اختفت و فدوهاال أال تذ رها يا يوسفال‬

‫انت ناريامن حترضها وتام‪....‬‬

‫‪819‬‬
‫قطعت السيدة زهرة المها وهي تلماح امحارار وجاه ابنهاا‬

‫الذي هتف بربود‬

‫‪ ¤‬أنا أيضا أذ رها جيدا‪ ،‬لقد انت فتاة غريبة م أنا أذ ر أهنم‬

‫أحرضوها من العدم وقالوا عنها ابنتهم‪.‬‬

‫ردت والدته بام يعلم به ل من زوجها والسايدة عائشاة بيانام‬

‫الباقي يتابعون بصامت حاذر ارهنم فمعاون خياوط لغاز‪،‬‬

‫منهمكو يف التفكري‬

‫‪ ¤‬هذا ألهنا ليست ابنتهم بني‪ ،‬لقد فلوها‪.‬‬

‫‪820‬‬
‫الشهقة احلادة هذرب املرة انت من فم ورد التي وعت عاىل ماا‬

‫هلوست به‪ ،‬اقرتب منها والادها يساندها لاتجل ‪ ،‬تتسااءل‬

‫بضعف خيالطه الذهول‬

‫‪ ¤‬رنا ليست ابنة أ‪....‬أقصد ليست ابنتهمال‬

‫أجابتها السيدة زهرة بريبة‬

‫‪ ¤‬طبعا ال! نارمان تنجب سوى ولدين والفتاة انت يتيماة‬

‫و فلوها ‪...‬أ خيربو م بذلكال ألستم أنسباءال وأصدقاء مان‬

‫قبلال‬

‫طرحت السؤال بنزق جعال زوجهاا ينهرهاا بعينياه‪ ،‬فاتكلم‬

‫العميد يطمئن عىل ابنته‬

‫‪821‬‬
‫‪ ¤‬هل أنت بلريال‬

‫والاد رناا‪،‬‬ ‫أومرت بضعف تفكار بارن ذلاك الاوحش لاي‬

‫تساءلت مريم بفضول‬

‫‪ ¤‬أنا ال أفهم شيئا ‪ ...‬يف اختفت هكذا م ما دخلها بوردال‬

‫أجابت السيدة عائشة وقد بدأت دموعها تنهمر‬

‫‪ ¤‬رنا صديقة ورد الوحيدة واملفضلة‪...‬آخرة مارة رأيتهاا هباا‬

‫انت تسحب ورد لتلعبا باحل ديقة ‪....‬عند موعد عوديت لبيتي‬

‫بح نا عليهام فلم نجادمها فاساتنفر قرصاهم بكال مان فياه‪،‬‬

‫ي بح ون عن الفتاتو ويف النهاية وجدوا ورد منكمشة بر ن يف‬

‫قبو القرص الكبري شاحبة‪ ،‬متجمدة ومصدومة بيانام األخارى‬

‫‪822‬‬
‫اختفت دون أ ر ‪ ،‬محدت ريب أن ابنتي حفظهاا اهلل يل و نات‬

‫فزعة من جمرد التفكري باحتامل اختفائها مع رنا‪.‬‬

‫ضمت رأسها إ صدر ابنها تكاتم شاهقات بكائهاا وحمماود‬

‫يشد عليها مواسيا‪ ،‬يكمل عنها‬

‫‪ ¤‬أيب رمحه اهلل تو القضية بنفسه لكنه يصل ليشء‪.‬‬

‫اقرتبت سهى من أختها تسر ا برقة وإشفاق‬

‫لك‬ ‫‪¤‬ملاذا تطلبو منها السامح أختيال لقد نت صغرية ولي‬

‫ذ نب يف اختفاءها ‪..‬بل ان من املمكن ال قدر اهلل أن حيصال‬

‫لك مكرورب م لها‪.‬‬

‫‪823‬‬
‫العميد بارتعاشها‪ ،‬يفكر بالذي حدث للفتاة أماام ورد‬ ‫أح‬

‫و رن حممود نطق سؤاله جهرا حو قال‬

‫‪ ¤‬أيب رمحه اهلل ان متر دا برن ورد تعلم بام حدث لرناا لكان‬

‫الصدمة أنستها أو أرعبتها حد االمتنا عن التحدث‪.‬‬

‫إلتفت األنظار لها حول ورد التي انتفضت تساتقيم واقفاة‪،‬‬

‫ترتب هندامها بينام تقول بصوت متهدج مرتعش‬

‫‪¤‬أنا ال أذ ر شيئا ‪...‬لقد مر ري من الوقات و نات صاغرية‬

‫حينها‪.‬‬

‫‪ ¤‬ماذا حيدث هناال أين اتبي العدلال الوقت يمر‬

‫‪824‬‬
‫ان هذا اجلد وزوجته عائدين من احلديقة وقد أعطتاه فكارة‬

‫عن حوارها مع حفيدها وعن شكو ها أيضا م جعلته يعدها‬

‫برن يساعدا ليث يف ما ينويه خصوصا أن حباه للفتااة واضاح‬

‫الشم ‪ ،‬أ مال اجلاد الماه عنادما يتلاق جواباا فااور‬

‫العميد‬

‫‪ ¤‬هل ت ق بتلميذك يا سيادة العميدال‬

‫نظر إ ابنته م إ ليث‪ ،‬جميبا بتر يد‬

‫فقط تلميذي بل إبني الذي أنجبه‪.‬‬ ‫‪ ¤‬طبعا ‪..‬ه و لي‬

‫ابتسم اجلد بغموض‪ ،‬يقول‬

‫‪825‬‬
‫‪ ¤‬إذا قوما بام يلزم لرتافقنا ريمة صديقك كنتنا الليلة‪ ،‬فبيتها‬

‫بانتظارها‪.‬‬

‫برقاة رناه‬ ‫إلتفت العميد إ ورد يمسك يدها بحنان هيما‬

‫حيدث طفلة صغرية‬

‫‪ ¤‬هل أنت موافقة عزيزيتال أناا أساتطيع محايتاك بعاون اهلل‪،‬‬

‫فكري جيدا وسرفعل ما تريدينه‪.‬‬

‫اغتم قلبه من نظرة عيني فلذة بدرب‪ ،‬يراها تائهة خائفة و ل ما‬

‫يريدرب ويتمنارب أن يضمها يف التو واللحظاة وخيفيهاا يف مكاان‬

‫آمن‪.‬‬

‫مهسه وإن خرج ضعيفا‬ ‫سلكت حنجرهتا وردت بنف‬

‫‪826‬‬
‫‪ ¤‬محم‪ ..‬أنا موافقة ‪.. ،‬ليث سايحميني ‪..‬فمان يرياد خطفاي‬

‫سيلشى توريط نفسه مع الرشطة‪.‬‬

‫هز رأسه مع تفيه باستسالم والتفت إ جد ليث‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬أرجو منك املعذرة سرقوم باالتصال بالكاتب العديل لعقاد‬

‫القران‪.‬‬

‫أشار له باملوافقة وعاد إ جملسه مستغربا من استساالم نتاه‬

‫زهرة لألمر الواقع و جلوسها بجانب زوجهاا متشاب ة بيادرب‬

‫رهنا تستمد منه ال قة التاي هاو بنفساه ال يملكهاا بالكامال‪،‬‬

‫خيشى فشل زفة أخرى حلفيدرب خصوصا لشعوررب هاذا الاذي‬

‫حلبيبه وحيكم الطوق علياه والفتااة ال‬ ‫فعل اإلنسان يتحم‬

‫‪827‬‬
‫يظهر عليها يف وضع طبيعي لتستوعب م مشاعر الرجل حو‬

‫حيب‪ ،‬خيشى أن يزيد الضغط عليها إ أن تنفجار و اهلل أعلام‬

‫يفال‬

‫سحبت مريم صديقتها تطلاب منهاا غسال وجههاا و إعاادة‬

‫زينتها‪ ،‬تريد التحدث معها يف ما توشك اإلقدام عليه وهذا ما‬

‫فعلته ما إن أوصلتها إ احلامم ال انوي للبيت‬

‫‪ ¤‬هل فكرت جيدا وردال ‪..‬أعني ستتزوجو الليلة! هل أنات‬

‫مستعدة لذلكال حتى أنك جتمعي أغراضك‪.‬‬

‫سحبت منها يادها برفاق وضامتها إ جانبهاا‪ ،‬جميباة بتاوتر‬

‫وارتباك‬

‫‪828‬‬
‫‪ ¤‬نعم لقد فكرت جيدا م أنا ال أريد حفل عر ‪ ،‬فام الفرقال‬

‫أما أغرايض فرعتمد عليك أنت وسهى‪ ،‬ستتكفالن هبذا األمر‬

‫وأنا أ ق أنكام ستنهيان التوضيب مع انتهاء عقد قاراين ألاي‬

‫ذلكال‬

‫ربتت عىل تف مريم مع آخر مجلتهاا وفارت مان أمامهاا إ‬

‫احلامم ترمل أن ترضب عصفورين بحجر واحد‪ ،‬أن ال تادخل‬

‫غرفتها حتى من أجل أغرا ضها وأن ترتااح مان تسااؤالت و‬

‫تدخالت سهى ومريم ‪.‬‬

‫وصل اتبي العدل وعقدا القران يف الساعة العاارشة مسااء‪،‬‬

‫بالفعل املناصب تساعد ب بعل األحيان وليتها تساعد يف م ل‬

‫عقد القران فقط! نزلت الفتاتان بحقيبتو مما اساتطاعتا مجعاه‬


‫‪829‬‬
‫من أغراضها‪ ،‬ان وداعا حزينا و يؤ ر بورد ساوى الادمو‬

‫احلارقة التي تذرفها والدهتا‪ ،‬فارمتت بحضنها تتمرغ به‪ ،‬قلبها‬

‫يتقطع ألشالء ال تعلم يف حتزن أ رال ترياد ذرف الادمو‬

‫لكنها ال تنزل‪ .‬حاولت‪ ،‬اعترصت مقلتاها وهي جامدة رهناا‬

‫حتولت إ سكا و من جليد تاذرف إ أحشاائها‪ ،‬فا تفات‬

‫هبمسها قرب أذنيها‬

‫‪ ¤‬ال تبكي أمي! أحبك ‪ ...‬فكفي دموعاك‪ ،‬سار ون بلاري‪،‬‬

‫ألست راضية عنيال‬

‫شدت من حضنها تسحبها أقرب و تشهق بحرقة تتمتم‬

‫‪ ¤‬ساحميني ابنتي ‪...‬ساحميني‪ ،‬آرب رمحتك ريب!‬

‫‪830‬‬
‫رفعت رأسها ا وجه والدهتا مقطبة متسح ا دموعها‪ ،‬هامسة‬

‫بلفوت‬

‫‪ ¤‬أمي! بل أنات سااحميني‪ ،‬لقاد أغادقت عايل مان حناناك‬

‫وأحببتني حتى أ ر من ابنتك‪.‬‬

‫حر ت رأسها بال و أعادت احتضاهنا‪ ،‬معقبة بحرقة‬

‫‪¤‬بل ابنتي بدي وقطعة من قلبي‪ ،‬لكني أخاف اهلل يف األمانة‪،‬‬

‫أن ال أ ون قد صنتها ام فب‪ ،‬فرحاساب عليهاا واهلل عاادل‬

‫بنيتي‪ ...‬اسمه العدل!‬

‫سحبت نفسها من بو أحضان والدهتا‪ ،‬ختربها بحزم‬

‫‪831‬‬
‫‪ ¤‬بل صنتها أمي وال ختاايف‪ ،‬سار ون بلاري إن شااء اهلل‪ ،‬أناا‬

‫مغادرة مع زوجي إ بيته‪ ،‬أ تتمناي دائاام زواجاي ساهىال‬

‫‪...‬إذن افرحي حبيبتي قد حتققت امنيتك‪.‬‬

‫اقرتبت اجلدة التي نزلت دموعهاا مان تر رهاا وهتفات بيانام‬

‫متسك ورد من تفها‬

‫‪ ¤‬سيدة عائشة‪ ،‬هذرب أمانتك عنادنا ال ختاايف عليهاا ام أنات‬

‫مرحب بك يف بيتنا وقت ما تشائو نحن عائلة واحادة و ورد‬

‫ابنتنا‪.‬‬

‫ودعت والدها مع الباقو‪ ،‬أخربهتا مريم برهنا ساتزورها بعاد‬

‫أن تستقر ببيت خالتها ألهنم لموها واتفقوا عىل انتقا ا بالغد‬

‫‪832‬‬
‫م حضنت سهى البا ياة رمهاا و يساتطع حمماود املقاوماة‬

‫فضمها إليه برفق متجاهال تشنجها‪.‬‬

‫ودعها والدها عىل أمل لقائها بالغد ليطمئن عليها ورحلت مع‬

‫رجل أصبح برش اهلل وقوانو البرش زوجها‪ ،‬هاربة من أشباح‬

‫تالزمه ألهنا مان صانع‬ ‫املايض وما يفوهتا أن أشباح الشل‬

‫خياله و عقله‪.‬‬

‫ر بت بجانب ليث بسيارته‪ ،‬يتفوها بكلمة واحدة و بارودة‬

‫احشائهام تطغى عىل برودة اجلو‪ ،‬عناد وصاو م للقرصا ملاح‬

‫تكمش ورد حتضان نفساها ترتعاد مان الاربد فالحا عادم‬

‫ارتدائها املعطف‪ ،‬نز عنه سرتته وبسطها رافعا يديه ليلبساها‬

‫‪833‬‬
‫إياها فانكمشت أ ر جمفلة من حر تاه‪ ،‬فضااقت مقلتاارب ام‬

‫أشار إ رأسه بقوله احلازم ا اد‪.‬‬

‫‪¤‬ضعي المي يف رأسك واعقليه جيدا ‪...‬أنا مساتحيل‪.....‬‬

‫مستحيل أن أؤذيك ورد ‪..‬سربرت يداي قبل أن أفعلهاا ألناك‬

‫زوجتي و ألنني أحبك‪.‬‬

‫رفعت رأسها مبهوتاة‪ ،‬فهاي ظنات بارن قولاه مان قبال وإن‬

‫أحست بوقعه عىل قلبها جمرد حماولة إقناا للعائلاة‪ ،‬فر مال‬

‫مؤ دا‬

‫‪ ¤‬نعم أحبك‪ ،‬فرنا رجل بام فيه الكفاية ألعلن عان مشااعري‬

‫وال أخجل منها‪ ،‬أنا لن أتازوج مان فتااة فقاط ألمحيهاا‪ ،‬قاد‬

‫‪834‬‬
‫أساعدها بكل ما أوتيت من سلطة رشطي وقوة رجل لكن‬

‫لن أمتادى حلد الزواج‪ ،‬خصوصا أهنا قد رفضتني من قبل و‬

‫تقبل زواجي منها سوى ألمحيه ا‪ ،‬لقد تزوجت مان قبال ظناا‬

‫مني برنني أحببت لكن ما أشعر به اآلن ‪ ...‬ربام يوما ما ‪..‬رباام‬


‫ِ‬
‫‪...‬نسيت ارتاداء معطفاك‪،‬‬ ‫سررشح لك يف أشعر نحوك!‬

‫ارتدي هذرب فالبيت عىل البحر مبارشة واجلو أ ار بارودة مماا‬

‫تعودت عليه‪.‬‬

‫مد ا السرتة و أخذهتا منه و هي التزال مبهوتة و خارج مان‬

‫السيارة و هو يقسم أن شحوهبا طغى عليه لون زهاري أعاىل‬

‫خدهيا‪..‬‬

‫‪835‬‬
‫البيت مستنفر‪ ،‬منذ مكاملة السيد أمحد واجلميع يتسااءل عان‬

‫سبب حتول اخلطبة ا زفة‪ ،‬فبدأت التكهناات والتحلايالت‬

‫وحتول أرجاء البيت الكبري إ برام "التوك شو" التي مهاام‬

‫أسبغوا عليها أسامء وصفات بقاي معناهاا واحادا "برناام‬

‫ال ر رة" سمعت أصوات وصول السيارات‪ ،‬فاختبر ل واحد‬

‫يف ر ن قريب من نافذ ته‪ ،‬ليرساقوا النظارات علهام يفقهاوا‬

‫الرس العظيم وراء زواج ليث املفاج ‪ ،‬ان يف استقبا م اخلالة‬

‫سعاد واملسؤول عن احلديقة واملرآب و ل ماا يتعلاق بصايانة‬

‫ذلاك‪ ،‬السايد‬ ‫البيت واملتابع ألي عامل حيتاجونه فايام خيا‬

‫مريس و طبعا إرساء املتحمسة التي أرسعت إ أخيها تضامه‬

‫مبتسمة بحبور‪ ،‬هاتفة‬

‫‪836‬‬
‫‪ ¤‬مبارك أخي‪ ،‬لقد سعدت لسام اخلرب‪ ،‬استغربت قليال لكني‬

‫سعيدة من أجلك‪.‬‬

‫ابتسم يتصنع املرح وهو فيبها‬

‫‪¤‬عىل رسلك يا فتاة! تدار ي أنفاسك ‪...‬شكرا حبيبتي‪ ،‬بارك‬

‫اهلل بك!‬

‫أرسعت إ ورد املرتجلاة مان السايارة متساك بطاريف سارتة‬

‫زوجها من فوق فستاهنا وضمتها أيضا تبارك ا‪.‬‬

‫سحبت اجلدة ورد مرحبة وعرفتهاا عاىل السايد ماريس ام‬

‫اخلالة سعاد التي ما إن رأهتا أطلقت زغرودة أجفلات الكال‪،‬‬

‫فنهرهتا السيدة زهرة وطبعا هتتم ا ام العادة‪ ،‬طلبات منهاا‬

‫‪837‬‬
‫اجلدة الدخول و سرلت اخلالة إذا ان اجلنااح جااهزا‪ ،‬فكاان‬

‫اجلواب باإلفاب‪ ،‬فعرضت إيصا ام بنفسها‪.‬‬

‫انت هنااك‪ ،‬تسارتق النظار غريهاا إال أهناا تتمتاع بموقاع‬

‫مشاهدة جيد‪ ،‬لدرجة أهنا ملحت نظرات ليث لزوجته وسرتته‬

‫املستكينة عىل تفيها‪ ،‬خاطبت نفسها قائلة ‪"...‬حيبها ‪..‬حيبهاا‬

‫لدرجة أنه تزوجها برسعة‪ ...‬يسبق يل أن رأيته ينظر المرأة‬

‫ام ينظر ا" ر فعت رأسها تترمل النجوم و تناجي رهبا‪" ..‬يا‬

‫ترى هل سينظر يل رجل ام ينظار ااال‪..." ..‬أطلقات زفارة‬

‫والتفتت إ رسيرها عل الناوم يلقاي عليهاا بسالطانه‪،‬‬ ‫ير‬

‫فريتاح عقلها من أفكاررب‪.‬‬

‫‪838‬‬
‫اجتها مع اجلدة إ جنااحهام‪ ،‬تتباع خطاواهتام بساهو يلفات‬

‫انتباههااا اارب مرافااق البياات و ال األ اااث العريااق أو حتااى‬

‫األطياف التي متر بري حجة القتنااص نظارة عان قارب مان‬

‫مساعدات اخلالة سعاد‪.‬‬

‫توقفت عندما توقفا‪ ،‬لرتفاع رأساها إ اجلادة التاي فتحات‬

‫الباب وأشارت ام بالدخول‪ ،‬تلفتات حو اا تترمال حجارة‬

‫االستقبال الواسعة باللون األرجاواين بدراجاتاه امللتلفاة إن‬

‫ان عىل اجلدران أو الستائر أو األريكتو‪ ،‬انتبهات إ اجلادة‬

‫التي تكلمت بلطف‬

‫‪ ¤‬أريدك أن تعلمي شيئا مهام ابنتي‪ ،‬هذا جناحي األول جددته‬

‫وأعددته منذ مدة حلفيدي وزوجته أمتنى أن يعجبكام ‪.‬‬


‫‪839‬‬
‫فهام اال نان إ ما ترمي إليه‪ ،‬فتقدم ليث وأمسك يدها ليقبلها‪،‬‬

‫شا را‬

‫‪¤‬شكرا لك جديت‪ ،‬بارك اهلل بصحتك وعمرك‪.‬‬

‫ربتت عىل رأسه جميبة بحنو‬

‫‪ ¤‬وبارك اهلل باك حبيباي ‪...‬سارتر كام اآلن لرتتاحاا وأرياح‬

‫عظامي أنا أيضا‪ ،‬أنت تعلم بني ال طاقة يل بالسهر‪.‬‬

‫التفتاات لتلاارج ماان اجلناااح فوقفاات عااىل إ اار صااوت ورد‬

‫الضعيف النربة‬

‫‪ ¤‬جديتال‬

‫‪840‬‬
‫استجابت لندائها وعادت تلتفت إليهاا ترقباا‪ ،‬فتقادمت ورد‬

‫نحوها متسك يدها ام فعال لياث و قبلتهاا احرتاماا‪ ،‬هتما‬

‫بتعب‬

‫‪ ¤‬شكرا لك‪ ،‬اجلناح مجيل وأ ر من املطلوب‪.‬‬

‫ابتسمت اجلدة يؤ د ا قلبها صدق إحساسها بحسن أخالق‬

‫الفتاة ‪...‬ربتت عىل رأسها أيضا‪ ،‬قائلة‬

‫‪¤‬بارك اهلل لكام بنيتي ‪..‬تصبحان عىل خري ‪.‬‬

‫ردا التحية بتم تمة وخرجت اجلدة‪ ،‬فرقفل ليث الباب بالقفال‬

‫مما جعل ورد جتفل وتتكوم عىل نفسها تضم سارتته متمساكة‬

‫و‬ ‫هبا‪ ،‬استدار إليها ففاوج بحالتهاا وأغمال عينياه بيار‬

‫‪841‬‬
‫دلكهام بسبابته وإهبامه بينام ترقباه بترهاب‪ ،‬رفاع إليهاا عيناو‬

‫تعبتو‪ ،‬يقول رافعا فيه باستسالم‬

‫‪ ¤‬يا إ ي! في عن النظر ايل رنني وحش سرنقل علياك يف‬

‫أي حلظة!‬

‫م هز أحد فيه‪ ،‬مكمال‬

‫‪ ¤‬لن أعيد المي ألنني أ اد أقع أرضا من التعاب‪ ،‬أغلقات‬

‫الباب ألن العامالت هنا فضوليات سيحاولن الادخول باري‬

‫حجة لذا عند وجودنا يف اجلناح أغلقي الباب باملفتاح و دعيه‬

‫يف قفله‪ ،‬الغرفة عىل اليماو هاي أ ارب واحادة ساتجدين هباا‬

‫أغراضك ‪..‬أغلقيها أيضا باملفتاح إن أردت طبعا عنادما تاريت‬

‫‪842‬‬
‫أغرايض سريتبوهنا يف الدوالب بجانب خاصتك لاذلك قبال‬

‫يل‪.‬‬ ‫أن تغلقي عليك بابك اتر ي مالب‬

‫اقرتب منها قليال متجاهال توترها و سرل باهتامم‬

‫‪ ¤‬هل حتتاجو شيئا آخر ال أي يشءال‬

‫ظلت عىل صمتها تنظ ر إليه بانبهار م بلعت ريقهاا وأومارت‬

‫بال فرشاار اا أن تاذهب إ غرفتهاا‪ ،‬راقبهاا إ أن دخلات‬

‫وأقفلت الباب‪ ،‬خطى هو اآلخار إ الغرفاة املقابلاة ليسامع‬

‫صوت إدارة القفل‪ ،‬فدخل غرفته و مالماح السالط تطغاى‬

‫عليه رغام عنه‪ ،‬فزفر هامسا‬

‫‪ ¤‬رمحاك ريب‪.‬‬

‫‪843‬‬
‫انتصبت وسط الغرفة تفكر بارن مسااحتها ضاعف غرفتهاا‪،‬‬

‫'غرفتها' عند تذ رها لغرفتها القديمة رست رجفة بجسدها‪،‬‬

‫فال تفتت إ املرآة بجز ‪ ،‬تلفتت تبحث عن يشء ماا وفتحات‬

‫إحدى حقائبها و استلت منها وشاحا بريا وأرسعت تغطاي‬

‫بااه املاارآة‪ ،‬شاادت عااىل ساارتته اام وضااعت فهااا تلمسااها‬

‫فرخفضت رأسها تقرب أنفها منها واشتمت رائحته‪ ،‬أرسعت‬

‫دقات قلبها هتدر وسط صدرها و هي تتذ ر لامته عان حباه‬

‫ا‪ ،‬تستغرب وتتساءل عن الذي فعله مميازا‪ ،‬لطاملاا سامعت‬

‫غزال من الرجال و ل ما انت تشعر به الغ يان والتقزز لكان‬

‫هو' لام نطق بنربته املتميزة تسابقت دقات قلبها هربا منها‪.‬‬

‫‪844‬‬
‫تقدمت إ الرسير واستلقت عليه و ماتزال تضم إليها أطراف‬

‫السرتة متأل رئتيها بعبريرب تتعجب من مشاعر تكن تعلم حتى‬

‫بوجودها‪ ،‬تذ رت قوله "لن أوذيك أبادا" فاارختى جفنيهاا‬

‫يرخذها عبريرب إ رحلة عرب األحالم‪ ،‬أما يف الغرفاة املجااورة‬

‫يلجام نفساه بصاعوبة حتاى ال ياذهب إليهاا‬ ‫ٌ‬


‫فليث حباي‬

‫ويرخذها يف حضنه ليعلمها بمدى إحساسه هبا‪ ،‬ألقاى بنفساه‬

‫عىل رسيررب البارد يبحث يف عقله عن حل ملعضلته و ان آخار‬

‫السبات العميق‪..‬‬
‫به قبل أن يسحبه ُّ‬ ‫ما مه‬

‫‪ ¤‬لقد انت ليلة طويلة جادا أطاول حتاى مان ليلاة حماولاة‬

‫خطفنا‪.‬‬

‫****‬
‫‪845‬‬
‫اهتز املكتب حتى وقعت التحف الصغرية واألقاالم الذهبياة‬

‫فوقه جراء حدة رضبة فيه اللتو حط هبام عىل سطح مكتبه‪،‬‬

‫انتفل الواقف أمامه بفز يتمتم‬

‫‪ ¤‬ممامذا س ‪..‬سيدي هل هناك يشء خاط ال‬

‫رفع وجهه اليه جمفال رنه نل وجودرب‪ ،‬فصاح بغضب‬

‫‪ ¤‬أخرج! ‪...‬أخ رج من هنا! اذهب إ قسم احلسابات و خاذ‬

‫أتعابك وانتظر مني مكاملة هيا!‬

‫لنفسه‬ ‫فر من أمام غضبه ا ادر و هو هيم‬

‫‪ ¤‬عىل األقل ينسى أتعايب ‪.‬‬

‫‪846‬‬
‫أما اآلخر فيغيل غضبا حتى امحر وجهه وأظلمت عينارب الزرق‬

‫الصور قبالتاه‪،‬‬ ‫ابنة عمه حتى تكدرت زرقتهام بينام يتفح‬

‫زفر بحدة ورفع يدرب إ شعررب يمساك بشاعرياته البنياة يشاد‬

‫عليها و رنه سيزيلها من منابتها‪ ،‬أنز ا إ وجهه يمسح علياه‬

‫عىل مقعادرب اجللادي الفااخر‪ ،‬أرخاى ربطاة عنقاه‬ ‫م جل‬

‫وسحب امللف حتت الصاور وفتحاه و بادأ بقاراءة ماا فياه‪،‬‬

‫اهتزت عضلة خدرب ارها ما يقرأرب بكل املقايي ‪ ،‬فرلقى امللف‬

‫جانبا وأرخى قله عىل املقعد يعقب بعصبية‬

‫‪ ¤‬اللعنة إنه غني! أ ر ماال حتى من والدها! عماي وأعرفاه‬

‫سريحب به ويزوجها له يف غمضة عو‪ ،‬فهو مادي حمل‪.‬‬

‫ضيق عينارب ورفع سبابته يربت هبا عىل شفته مفكرا‬


‫‪847‬‬
‫‪ ¤‬ما الذي يؤخرها يا ترىال ‪...‬ملاذا خترب والاداها إ اآلنال‬

‫هناك حلقة مفقودة و أنا فب أن أعرفها‪.‬‬

‫تناول هاتفه من عىل ساطح املكتاب ولعاب بارزراررب قبال أن‬

‫ينتظر ليهتف بمحد ه‬

‫‪ ¤‬راقبهام و حاول سمع احلوار بينهام‪ ،‬أريد ل لمة يتفوهان‬

‫هبا أن تصلني أوال برول!‬

‫***‬

‫متك عىل جانب امللرج الكبري إ الباحة‪ ،‬يسارتجع احلاوار‬

‫بينه وبو ذلك املدعو "فيصال" حاو وافاارب إ املاراحيل‬

‫وساعدرب عىل التنظيف بينام ي ر ر بكالم ري عن وناه يعمال‬

‫‪848‬‬
‫مهم يريد ورد بري من وأنه وصديقيه قبل عليهم‬ ‫لشل‬

‫وهم حياولون خطفها له‪ ،‬تر ه حتى أ مل المه م رد علياه‬

‫بنزق‬

‫‪ ¤‬وما املطلوب مني اآلنال‬

‫الح الضيق عىل وجهه‪ ،‬فهو يعلم برنه ينتظر مناه الباوح باام‬

‫لديه هو اآلخر عن ورد‪ ،‬فجابه قائال بحذر‬

‫‪ ¤‬نتفق ‪..‬ونلرب السيد بكل ما تعرفه عنها وإن علمات ياف‬

‫نسلمها له سيكون ال من مرتفعا هل فهمتال و هكذا حتصال‬

‫عىل ررك وحبة مسك هدية‪.‬‬

‫تظاهر زيد بالتفكري م قال بجدية أجاد ادعاءها‬

‫‪849‬‬
‫‪ ¤‬أستطيع أن أسلمها له بكل سهولة‪.‬‬

‫ابتسم فيصل بظفر اختفى عندما استطرد بانزعاج‬

‫‪ ¤‬لكن فب أن أعلم هوية رئيسكمال فرنا لسات غبياا أللقاي‬

‫بنفل يف ظلامت أختبط هبا لوحدي‪.‬‬

‫ضم حاجبارب رافضا‪ ،‬يرد عليه مشريا لرقبته‬

‫‪ ¤‬ال أستطيع ‪..‬إهنا قطع رقبة ‪.‬‬

‫اقرتب منه زيد متصنعا الغضب‪ ،‬قائال بحقد قبل أن ينسحب‬

‫‪ ¤‬إذن ابتعد عني وسر رر لنفل دون رئيسكم املزعوم‬

‫أعلم برن ل غايتك املال‪ ،‬لذا فكر جيدا إن ت ق يب ليا فاال‬

‫حاجة يل بك‪ ،‬وداعا ‪.‬‬


‫‪850‬‬
‫وها هو اآلن ينتظر نتائ خطته‪.‬‬

‫الباحة حيتد النقاش باو ال ال اة بعاد أن‬ ‫بمكان آخر يف نف‬

‫عليهم ما حدث بينه وزيد فاختلفوا يف الرأي ما بو ترك‬ ‫ق‬

‫املوضو برمته و بو امتامه خصوصا أن زياد يادعي ساهولة‬

‫فعل ما فشلوا به‪.‬‬

‫هتف فيصل يتحج ليقنعهم بام ينويه‬

‫‪ ¤‬يقول أنه سيسلمها بسهولة و ل ما يريدرب أن يعلم ملن حتاى‬

‫يتر د من صدق المي‪.‬‬

‫اجابه اآلخر بريبة‬

‫‪ ¤‬وهل ست ق بهال ماذا لو ان خطة وفخ ماال‬

‫‪851‬‬
‫ارس فيبه ب قة‬

‫‪ ¤‬أنت سامعته م لناا ‪ ..‬ام هاو ال هياتم أبادا و هيارب مناي‬

‫باستمرار‪ ،‬لوال أنني أحلحت عليه ليسمعني م ماذا سنلرسال‬

‫ندخله بيننا و بعدما ي بت حسان نيتاه بتساليم الفتااة نضامه‬

‫ليعمل معنا‪.‬‬

‫سكتا اإلتنان يفكران‪ ،‬فتكلم واحد‬

‫‪ ¤‬أحرضرب إ العنرب لنتحدث قليال معه ونارى إن اان أهاال‬

‫لل قة أم ال!‬

‫ابتسم فيصل راض عن نفسه لقدرتاه عاىل اقنااعهم و طمعاه‬

‫يستسهل له خطواته وهيون عليه األمور‪.‬‬

‫‪852‬‬
‫"عمي ماذا هناكال" ‪ "...‬أبدا صغرييت جئات أختبا معاك‬

‫هنا‪ ،‬حتى ال جتدنا رنا ‪...‬تعايل يف حضني ي ال ختايف هياا!"‬

‫‪"..‬حاااارض"‪ "....‬عماااي مااااذا تفعااالال ملااااذا تعااارق‬

‫هكذاال"‪ "....‬أنا أحضنك ألنك صغرية ومجيلاة "‪."....‬أيب‬

‫أين أنتال" ‪"...‬مممام" ‪" ..‬شششاش ال ختربهياا بمكانناا‪،‬‬

‫فتجدنا برسعة "‪ "....‬أرجاوك عماي دعناي! أنات ختيفناي‬

‫"‪"..‬شششش" ‪..‬ورد ‪..‬ورد!‬

‫انتفضت ورد مكاهناا عاىل الرساير تاريح يادها فاوق عنقهاا‬

‫تستنشق أ رب مية من ا واء لتدخلها إ رئتيها‪ ،‬تشعر بجبال‬

‫ضلم يطبق عىل صدرها وال تستطيع التانف ‪ ،‬تلفتات هبلاع‬

‫حلظي و رهنا ن سيت أين هي! قبل أن تطارق السامع ليصالها‬

‫‪853‬‬
‫باساامها‪ ،‬تر اات الرسااير‬ ‫صااوت طرقااات خافتااة ومهاا‬

‫واستقامت واقفة ختطو نحو الباب وفتحته لتجدرب واقفا أمامها‬

‫بطوله وهو اليزال بقميصه األبيل والرساوال األساود مان‬

‫املفتاوح أول زريان مان‬ ‫متجعاد االقمي‬ ‫بدلته ليلة أم‬

‫أزراررب‪.‬‬

‫هبدوء‬ ‫‪ ،‬فابتسم هيم‬ ‫نظر إليها بتفح‬

‫‪ ¤‬أغري يايب لعدم وجودها هنا‪ ،‬فام هو سببك أنتال‪ ...‬أم أن‬

‫سرتيت حازت عىل إعجابك‪ ،‬فقررت ارتدائها مادى العمارال‬

‫أنزلت رأسها لتكتشف برهنا قد نامت ب ياهبا‪ ،‬فنزعت السارتة‬

‫بارتباك ومدهتا إليه ومازالت ابتسامته عىل غررب بينام يقول وهو‬

‫يلتقط سرتته من يدها‪.‬‬


‫‪854‬‬
‫‪ ¤‬طرقوا باب اجلناح مارتو ‪...‬أعتقاد الساتدعائنا للفطاور‬

‫‪....‬قومي بتغري مالبسك و انزيل! ‪...‬سرذهب لغرفتي القديمة‬

‫ألغري يايب وسروافيك إ هناك‪.‬‬

‫تنحنحت جتيل حنجرهتا هامسة م له لكن برقة استغربتها هاي‬

‫قبل ان يفعل هو‬

‫‪¤‬ححمم‪ ،‬ب ال تطلب من أحد ما إحضار مالبسك هناال‬

‫رمقها لريبة‪ ،‬لتكمل بارتباك‬

‫‪ ¤‬أقصد سايكون األمار غريباا إن ملحاوك ذاهباا إ غرفتاك‬

‫القديمة‪.‬‬

‫‪855‬‬
‫أجاهبا حائرا وخائفا من تصديق ما يرغب به و يفت انتباهاه‬

‫املرآة املغطاة بالوشاح‬

‫‪ ¤‬فليكن إذن! سررسل أحدا ليرتيني بمالبل‪ ،‬استعجيل أنت‪.‬‬

‫أومرت بنعم قبل أن ت قفل الباب واجتهات إ حقائبهاا تعقاد‬

‫جبينها‪ ،‬تسرل نفسها ملاذا بحق اهلل قالت ما قالتهال‬

‫مان غرفتاه‬ ‫أما هو فاجته إ ا اتف الاداخيل يطلاب مالبا‬

‫القديمة ومجيع التكهنات هتجم عىل عقله‪ ،‬بو خوفها مان أن‬

‫يرت ها لوحدها والوشاح فوق املرآة وخاطر آخر يقاوم ليظهر‬

‫نفسه وال يسمح له برن تكون الغرية‪.‬‬

‫ابتسم بسلرية عند هذرب الفكرة منفضا إياها عن عقله‪.‬‬

‫‪856‬‬
‫خرجت من غرفتها بعد أن انتعشت وارتدت ياهبا‪ ،‬عبارة عن‬

‫احليها و نزة من الصاوف الرقياق‬ ‫تنورة اختارهتا بيضاء إ‬

‫لون التنورة لكن أغمق بدرجتو ومجعات شاعرها عادهتاا‬

‫تار ة بعل اخلصالت حرة ام حلات عينيهاا واساتعملت‬

‫دهان البرشة لتلفي بعضا مان شاحوب وجههاا‪ ،‬فهاي اآلن‬

‫بنظر اجلميع وال تريد االخالل برشاوط لياث اي ال‬ ‫عرو‬

‫خيل هو برشوطها‪.‬‬

‫أجفلت عاىل صاوت فاتح البااب‪ ،‬فلمحتاه خارجاا يرتادي‬

‫أساود وبيادرب‬ ‫مالبسه املعتادة‪ ،‬رسوال جيناز أزرق وقماي‬

‫سرتته اجللدية‪ ،‬شملها بنظرة ر ضا م أشاار اا بتقدماه نحاو‬

‫الباب‪.‬‬

‫‪857‬‬
‫لكنهاا وجادهتم‬ ‫نزلت من غرفتها متجهة إ غرفاة اجللاو‬

‫جالسو يف البهو و رهنم يف عزاء‪ ،‬ل واحد منهم عىل ريس‬

‫قبالته فنجان قهوة حتى سهى احلامل‪ ،‬فهتفت‬

‫‪ ¤‬سهى! القهوة ليست جيدة للحامل ‪.‬‬

‫ضمت سهى شفتاها بضيق وهي تشاري إ والادهتا‪ ،‬التفتات‬

‫إليها فها ا مالمح وجهها املنهكة‪ ،‬تعلم أن ال أحد مانهم ذاق‬

‫طعم النوم‪ ،‬فاجلميع وهي من بينهم ال يصدقون مغاادرة ورد‬

‫البااب‪ ،‬فتسااءلت إن اان ابان‬ ‫هبذا الشكل‪ .‬صادح جار‬

‫خالتها الذي جاء يف م ل هذا الوقت البا رال رفعوا رؤوساهم‬

‫للداخل عليهم والذي يكن سوى هشام‪ ،‬فحنقت و هيد‪.‬‬

‫غيظها منه دقات قلبها املتسارعة‪.‬‬


‫‪858‬‬
‫ملحها فابتسم يعلم برنه قد جاء با را‪ ،‬لكن ماذا يفعال بنفساه‬

‫لكي ترشق فيتمكن من‬ ‫التي ظلت طوال الليل تنتظر الشم‬

‫رؤيتهاال هنضات ال مان ساهى وحمماود الاذي تقادم إلياه‬

‫ليصافحه‪ ،‬فتحدث هشام يالح توتر األجواء‬

‫‪ ¤‬أنا آسف حقا‪ ،‬أعلم برنني أبكرت ‪...‬أردت إيصال مريم إ‬

‫البيت قبل الذهاب إ عميل ووالديت تنتظرها‪.‬‬

‫أجابه حممود بردب‪ ،‬يغتصب إبتسامة رسمية‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة ضابط هشام تفضل! تناول القهوة إ أن تساتعد‬

‫اآلنسة‪.‬‬

‫م التفت إ شقيقته‪ ،‬يستطرد‬

‫‪859‬‬
‫‪ ¤‬رافقيها أختي وساعدهيا من فضلك‪.‬‬

‫هتفت مريم بقلق‬

‫‪¤‬لن أترك اخلالة هكذا!‬

‫رمقها هشام بريبة يتر د لديه شعوررب بحدوث خطب ما‪ ،‬أماا‬

‫حممود فرد عليها بتعب ال يطيق نقاشا إضافيا‬

‫‪ ¤‬ال تقلقي! ستكون بلري إن شاء اهلل‪ ،‬أنا معها وسهى أيضا‪،‬‬

‫أعلمت زوجها بقضاائها الياوم معناا‪ ،‬فاال تقلقاي! ‪..‬ألاي‬

‫ذلك أميال‬

‫‪ ¤‬هاال‬

‫‪860‬‬
‫رفعت السيدة عائشة رأسها جمفلة من ذ ر اسامها‪ ،‬لتتنباه إ‬

‫حضور هشام‪ ،‬فقامت ترحب به‬

‫‪ ¤‬أهال بك بني‪ ،‬أنا آسفة أالح دخولك‪.‬‬

‫ابتسم هشام بامتنان بينام تكمل بحزن وهي تقرتب من مريم‬

‫‪ ¤‬حيزنني فراقك أنت أيضا لكان هام أهلاك و أو باك‪ ،‬ال‬

‫تطييل الغياب عني بنيتي‪ ،‬سرشتاق إليك‪.‬‬

‫ضمتها مريم بشادة تطلاق العناان لادمعاهتا‪ ،‬قائلاة بصاوت‬

‫متهدج اهتز له قلب هشام‬

‫‪ ¤‬لن أنساك أبادا ياا خالاة‪ ،‬أنات بمقاام والاديت وسارزورك‬

‫باستمرار إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪861‬‬
‫أبعدهتا برفق لتمسح دموعها‪ ،‬جميبة بتشجيع‬

‫‪ ¤‬هيا فى دموعا واذهبي لكي ال تترخري عىل ابن خالتك‪.‬‬

‫أومرت بوجوم واجتهت إ غرفتها لتحرض أغراضها‪.‬‬

‫محل أمتعتها ورتبها بحقيبة السيارة م فاتح اا البااب لكاي‬

‫تر ب بجانبه فرشارت للعائلة مودعاة قبال أن حتتال مكاهناا‬

‫ويغلق عليها الباب‪ ،‬اختذ مكانه خلف املقود وانطلق حييط هبام‬

‫هدوء إال من صوت هدير السيارة وعجالهتا تلاتهم الطرياق‬

‫أمامها حتى قرر قطع الصمت بري حديث مهام ان‬

‫‪ ¤‬ما هبا السيدة عائشةال الحظت برهنا شااحبة ام أناا أرى‬

‫اآلنسة ورد‪ ،‬أهي بلريال‬

‫‪862‬‬
‫أجابته من بو أفكارها املحيطة هبا منذ أن تر ت منزل ورد‬

‫‪ ¤‬أنت ال تعلم ماذا حدث أم ‪...‬‬

‫التفت إليها عاقدا حاجبيه‪ ،‬يعقب‬

‫‪ ¤‬أم ال أليست خطباة ورد ولياث بااألم ال لقاد فاارقني‬

‫متحمساال ماذا جرىال‬

‫ردت عليه ساخرة‬

‫‪ ¤‬ال يشء! فقط بدل أن يتفقوا عىل اخلطباة و حياددوا موعادا‬

‫للزواج زوجوها له وأخذها بيدرب خارجا‪.‬‬

‫ضغط عىل فرامل السيارة فجرة مماا جعلهاا متساك بمقعادها‬

‫توازن نفسها‪ ،‬فروقفها جانبا والتفت إليها ليا‪ ،‬يقول بدهشة‬


‫‪863‬‬
‫‪ ¤‬ماذاال تزوجهاال يف ذلكال‬

‫رفعت يدها تلوح مفرسة بضيق‬

‫يا هشام ‪ ،‬تزوجاا وأخاذها معاه إ بيتاه أو‬ ‫‪ ¤‬م ل ل النا‬

‫بيت أهله إن صح القول!‬

‫ان هيم بالتحدث لكن اسمه من بو شفتيها ألول مرة‪ ،‬مجاد‬

‫احلروف بحلقه ام مجد مقلتارب عىل شبيهتيهام‪ .‬الحظات ماريم‬

‫صمته فتوترت من حتديقه وحتر ت بمكاهنا‪ ،‬تقول بارتباك‬

‫‪ ¤‬أ‪.‬أ‪ ...‬تت‪..‬ترتيكم إخبارية عن ختطيط جديد خلطف وردال‬

‫رمش بجفنيه وما إن فهم المها ضم ما باو حاجبياه يتماتم‬

‫حماوال التوصل ملعنى حدي ها‬

‫‪864‬‬
‫‪ ¤‬إخبارية ‪...‬خطف وردال‬

‫رمقته بريبة‪ ،‬تستفرس منه‬

‫‪ ¤‬أال تعلم باألمر ال قال ليث برن هناك إخبارية بلغتاه بلطاة‬

‫جدياادة حمتملااة خلطااف ورد لااذا وجااب زواجهااام برسااعة‬

‫ليحميها‪.‬‬

‫فكر برسعة يؤ د قوله مرجئا حقيقة املوضو إ حاو رؤياة‬

‫صديقه‬

‫‪ ¤‬آرب طبعا نعم‪ ،‬لقد حادث‪ ،‬بياد أنناي أتوقاع برناه سايحل‬

‫املوضو بالزواج‪.‬‬

‫‪865‬‬
‫مجعت فمها إ اجلانب األيمن تضيق عينيها مدققة بمالحماه‪،‬‬

‫ففر منه تر يز ل خلية بدماغه إ تلك الشفتو املزمومتو‪.‬‬

‫توترت جمددا و التفتت أمامها تطلب منه بارتباك‬

‫‪ ¤‬محمم‪ ...‬شغل السيارة من فضلك‪.‬‬

‫تنبه ا طلبها فشغل السيارة ينطلق هبا بينام يفكر بقول وفعلاة‬

‫صديقه‪ ،‬حماوال نفل أفكاررب اخلاصة حول التي جتاوررب حتاى‬

‫حو‪.‬‬

‫انت اخلالة وابنتها ملار يف استقبا ام وضامتها خالتهاا بشادة‬

‫ترحب هبا قبال أن تساحبها ملاار مان والادهتا تقبال وجنتهاا‬

‫وتدعوها برسور‬

‫‪866‬‬
‫‪ ¤‬تعايل معي! سرريك غرفتك‪.‬‬

‫رافقتها منبهرة بكرب البيت مع أن ظاهررب العتاقاة لكان فلام‪،‬‬

‫أدخلتها غرفة بو غرف أخرى برواق طويل بالطابق العلوي‪،‬‬

‫انرشح صدر ها برلوان الطالء الكريمي الفاتح يضااعف مان‬

‫رحابة مساحتها ورسير ضلم يتوسط الغرفة برعمادة ذهبياة‬

‫وستائررب زهرية شفافة منسدلة عليها‪ ،‬باجلانب اآلخار دوالب‬

‫اللون ويف اجلدار املقابل نافذة ضلمة مطلة عىل‬ ‫بري من نف‬

‫احلديقة وأخريا باب بالر ن دققت به فهتفت ملار تفرس ا‬

‫‪ ¤‬إنه احلامم املرفق‪ ،‬لكل غرفة هنا محام مرفق ا‪ ،‬هل تريادين‬

‫أن أساعدك برتتيب مالبسكال‬

‫‪867‬‬
‫مهت بالرد لكن صوت يزيد من دقات قلب ماريم حاال دون‬

‫ذلك يقول‬

‫‪ ¤‬ال‪ ....‬اتر ا ذ لك لللادمة وتعاليا! أمي تنتظار عاىل املائادة‬

‫لنفطر سوية‪.‬‬

‫سحبتها ملار من يدها فتبعتها مستسلمة وقلبهاا هيفاو إ مان‬

‫يسبقهام غافلة عن فكررب الذي خيربرب باستحالة عيشها معه حتت‬

‫سقف واحد من غري أن تكون حالله‪.‬‬

‫****‬

‫‪868‬‬
‫ما إن خطت ور د إ الرواق حتى وقفت‪ ،‬فرلقى عليهاا نظارة‬

‫تساؤل ردت عليها ببالهة حلظية‬

‫‪ ¤‬أنا ال أعلم الطريق ‪.‬‬

‫تفهم قو اا هياز رأساه و يتقادمها رغام ذلاك يساري معهاا‬

‫بالتوازي‪ ،‬تلفتات حو اا يف الارواق العاريل املازين بشاتى‬

‫التحف الغالية ال من منها العريق واألصيل ونازال عاىل سالم‬

‫درجاته واسعة ومنقوشة من ال الطرفو‪.‬‬

‫أشار ا إ مدخل مفتوح مزخرف بنقوش إسالمية بجوانب‬

‫سقفه لتادخل‪ ،‬فوجلات إ الغرفاة تترمال وساعها واملائادة‬

‫الطويلة التي تتوسطها‪.‬‬

‫‪869‬‬
‫له من زجاج‬ ‫رفعت رأسها إ اجلدار الطويل أمامها املصنو‬

‫مطل عىل البحر مبارشة‪ ،‬دخل ا واء املشبع بعبري البحر رئتيها‬

‫فابتسمت تلقائيا ملرأ ى البحر قبل أن جتفل عىل إمسااك اجلادة‬

‫ا من تفيها تسحبها إ املائدة‪ ،‬قائلة بلطف‬

‫‪ ¤‬يعتقد املرء برنه سيتعود رؤية هذا املنظر ويصبح أمرا عادياا‬

‫لكن ال حيصل أبدا والدليل أناا‪ ،‬أساكن هاذا البيات لسات‬

‫ابتسامتك لام دخلت هناا‬ ‫ومخسون سنة والزلت ابتسم نف‬

‫و ان هذا اجلدار عب ارة عن نافذتو صغريتو باملايض‪ ،‬اجلل‬

‫يا ابنتي لتفطري‪.‬‬

‫هزت رأسها وأمسكت يدها تقبلها‪ ،‬بينام تقول‬

‫‪870‬‬
‫‪ ¤‬السالم عليكم‪ ،‬صباح اخلري جديت‪.‬‬

‫ردت عليها اجلدة التحية وليث يزداد احرتاماا اا وأخالقهاا‬

‫احلسنة تضاعف من قيمتها يف نفسه‪.‬‬

‫نظرت حو ا و جتد سوى ليث واجلدة التي قالت تفرسا اا‬

‫ببسمة حانية ال تفارق غرها‪ ،‬ترتدي فستان بيتي تقليدي بلون‬

‫أزرق فاااتح لااون الطرحااة يلااف رأسااها الصااغري املناسااب‬

‫جلسدها الضئيل طوال وعرضا‬

‫‪ ¤‬الكل غادر باا را ‪....‬فرمحاد و يوساف أعام اام ال تنتهاي‪،‬‬

‫ارساء يف املدرسة وبيان بعملها‪.‬‬

‫تذ رت اجلدة شيئا‪ ،‬فر ملت‬

‫‪871‬‬
‫‪ ¤‬ال أظنك تعرفو بيان‪ ،‬تكون ابنة أخت زهرة‪ ،‬تويف والداها‬

‫يف حادث وهي التزال رضيعة تكمل احلول‪ ،‬أحرضهتا زهرة‬

‫لتتكفل هبا وأحببناها مجيعنا‪ ،‬مقامها يف البيات لياث وارساء‬

‫وهي اآلن تعمل حتت إمرة ابني يوسف‪ ،‬فهو شديد احلارص‬

‫فيام خيصها‪ ،‬يعتربها أمانته الغالية‪.‬‬

‫رمق ليث ورد بنظرة ذات معنى وهذرب األخرية قاد رق قلبهاا‬

‫جتاهها‪ ،‬فلقد سامعت الكلماة الساحرية "يتيماة" ففكارت‬

‫ت تساءل هل من املمكن أن تكون سببا بتعاسة بياانال وهنااك‬

‫بوسط قلبها وجع أنانية تعهادها بنفساها ترصاخ بملكيتهاا‬

‫لليث‪ ،‬فتنهدت بتعب من تضاارب مشااعرها التاي أهنكتهاا‬

‫‪872‬‬
‫وحاولت التقاط يشء تسد به رمقها‪ ،‬فهي تر ل مناذ غاداء‬

‫األم ‪.‬‬

‫‪.‬تنبهت إ قول ليث الذي سرل‬

‫‪ ¤‬أين أميال‬

‫يكد يكمل سؤاله حتى سمعا صوهتا داخلة عليهم‬

‫‪ ¤‬انا هنا بني‪ ،‬نت أمتم عىل الغداء‪.‬‬

‫ضحكت اجلدة بمرح وغمزت حلفيدها الذي ابتسام بتلقائياة‬

‫لقول جدته املرح‬

‫‪ ¤‬قويل برنك شا ِ‬
‫ست سعاد املسكينة ام العادة‪ ،‬ها! عىل ماذا‬

‫تشاجرمتا هذرب املرةال‬


‫‪873‬‬
‫انت قد بلغت جوارهم تلوح بكلتا فيها بطريقة أنيقة‪ ،‬كل‬

‫يشء فيها بينام جتيب بحنق وورد تترملهاا ألول مارة تلمحهاا‬

‫بشعرها البني امللموم إ اخللف يف ذيل حصان أنيق‪ ،‬ترتادي‬

‫فستانا مرحيا قصته مجيلة بلون الكراميل‬

‫‪ ¤‬تلك املرأة قد ربت وخرفت‪ ،‬أخربتكم بوجوب تبديلها‬

‫تصدقوين‪ ،‬لقد وجدهتا تطبخ بالسامن البلادي‪ ،‬ترياد قتلناا‪،‬‬

‫مليون مرة أخربها أن الطبيب منع الدهون الكاملة عىل أغلب‬

‫يظل عىل فكرة واحدة أن‬ ‫سكان هذا البيت لكن رأسها الياب‬

‫القوة اجلسامنية من ل يشء بلدي‪.‬‬

‫أطلق ليث ضحكة صاخبة من ل قلبه وقد أعادرب ذلك املشهد‬

‫إ طفولته السعيدة‪ ،‬ففتحات ورد فمهاا بيانام يادها جامادة‬


‫‪874‬‬
‫أمامها بامللعقة تترمل وجهه الضااحك الاذي أظهار غامزتاو‬

‫خفيفتو وجتعيدات تكاد ال ترى عىل جانبي عينيه املبتلتو من‬

‫أ ر الضحك حتى أضحت زرقتهام تربقان بشدة‪ ،‬رمقها بمكر‬

‫و رنه ضبتها فحادت بعينيها عنا ه إ الطباق أمامهاا وقالات‬

‫نتها هي األخرى‬ ‫اجلدة تكتم ضحكاهتا تشا‬

‫‪ ¤‬زهرة بنيتي إن انت سعاد ربت وخرفت‪ ،‬فهي من نفا‬

‫عمرك حبيبتي‪ ،‬فاحذري المك‪.‬‬

‫رافل ومستنكر‬ ‫رفعت رأسها برنفة ترد بعبو‬

‫‪ ¤‬أنا أصغر منها بالتر يد وأمجل أيضا‪ ،‬فال ت ريي حنقي أمي‪.‬‬

‫‪875‬‬
‫استقام ليث واقفا يمسح أ ر الضحك من عىل عينيه وضامها‬

‫إليه بحنو‪ ،‬هيادهنا باملدح املجامل‬

‫‪ ¤‬طبعا أمي‪ ،‬أنت دائام األصغر واألمجل وأعلم أيضا برنك ال‬

‫تستطيعو التليل عن رفيقة عمرك مهام جتادلتام‪.‬‬

‫شدت من ضمها له وقد تغري حنقها إ بسمة رضا جتيبه‬

‫‪ ¤‬انت دائام تفهمني‪ ،‬حبيبي‪.‬‬

‫غمز لورد مازحا فغصت باأل ل وبدأت تكاح حتاى دمعات‬

‫عينيها‪ ،‬فتحول عب ه لقلق يرس إليها باملاء واجلدة متسد بلفة‬

‫ظهرها‪ ،‬نظرت إليها األخرية وحتى السيدة زهارة بريباة بيانام‬

‫‪876‬‬
‫ليث يضم شفتارب لداخل فماه يكاتم ضاحكة ماا رة تفارض‬

‫نفسها عليه‪.‬‬

‫جتاهلت عب ه واستقامت واقفة بتوتر تتجه نحو محاهتا لتمسك‬

‫بيدها تقبل ظهرها ام فعلت مع اجلادة و اام تربات ونشارت‬

‫الفعل مع الكبار عموما احرتاما م‬

‫حصال ال يشء‬ ‫‪ ¤‬السالم عليكم أمي‪ ،‬أنا آسافة‪ ،‬بااألم‬

‫برسعة و أجد الوقت ألقبل يدك وأتلقى مبار تك‪.‬‬

‫النت مالحمهم حتاى السايدة زهارة تفاجارت هباا و تتوقاع‬

‫ترصفها هذا‪ ،‬خصوصا وقد حرضت رفضها ا وظنت برهناا‬

‫‪877‬‬
‫ستشمت هبا ألن ابنهاا فرضاها عليهاا ورضالت لكان اآلن‬

‫بدأت ترمقها بنظرة جديدة ويبدو برهنا حقا خمتلفة عن األو ‪.‬‬

‫تنبهت إ إشارات محاهتا فاستوعبت مقصدها وقامات بناز‬

‫خاتم زواجها لتمسك بكف ورد‪ ،‬قائلة حتت أنظاار األخارية‬

‫املبهوتة مما تفعله‬

‫نتها الكربى‪ ،‬احتفظي‬ ‫‪ ¤‬هذا خاتم العائلة‪ ،‬ينتقل من نة إ‬

‫نتك التي أرجو أن حتصايل عليهاا‬ ‫به جيدا إ أن تسلميه إ‬

‫وأنا عىل قيد احلياة‪ ...‬بارك اهلل لكام وعلايكام ورزقكاام البناو‬

‫والبنات وطولة العمر‪.‬‬

‫‪878‬‬
‫ارتعدت يد ورد بينام ترفعها لتنظر إيل اخلاتم بمقلتو تكاادان‬

‫خترجان من حمجرهيام من شدة جحوظهام‪ ،‬اقرتبت منها اجلادة‬

‫التي ملحت إشارة خطرة ان ليث قد التقطها أيضاا‪ ،‬تضامها‬

‫وأنزلت يدها ختاطبها برفق‬

‫‪ ¤‬تعايل معي إ الرشفة الصغرية‪ ،‬إنه مكان مجيل سيعجبك‪.‬‬

‫أما ليث فقد سحب والدته يطلب منها التكفل بنقل مالبساه‬

‫إ جناحه اجلديد فيشغلها دون وعي عن حالة ورد‪.‬‬

‫****‬

‫‪879‬‬
‫الطاولة‬ ‫جمتمعو حول مائدة إ فطارهم‪ ،‬السيدة هناء عىل رأ‬

‫وابنها عىل يمينها‪ ،‬مريم عىل يسارها وملار جتاور األخرية التاي‬

‫تتناول طعامها بحيااء وهاو ال يرمحهاا مان نظراتاه املالحقاة‬

‫لتفاصيلها‪ ،‬ضحكت ملار بمكار‪ ،‬فتنبهات السايدة هنااء عاىل‬

‫الوضع‪ ،‬تتساءل ببعل املزاح‬

‫‪ ¤‬بني‪ ،‬هل اليوم إجازةال‬

‫فب ها‪ ،‬فالرجل هييم بحمراء احلاجبو قبالته‪ ،‬فرضبت ساقه‬

‫أ التفات عاىل إ رهاا إ والدتاه‬ ‫حتى أطلق آهة حنق ولي‬

‫يستنكر فعلتها‪ ،‬أعادت سؤا ا فشملهن بنظرة رسيعة قبال أن‬

‫ينهل عن مكانه جميبا‬

‫‪880‬‬
‫‪ ¤‬أنا ذاهب أمي‪ ،‬إن احتجتم ليشء هاتفوين‪.‬‬

‫مريم بنظرة يف آخر مجلته م انسحب وهو يؤ د لنفساه‬ ‫خ‬

‫رضورة إخبارها برغبته بزواج هبا‪ ،‬فليجد وقتا مناسبا عنادها‬

‫سيلربها دون تردد‪.‬‬

‫****‬

‫متسمرة مكاهنا تقبل عىل جانبي خرصها‪ ،‬تترمال رسيرهاا‬

‫املغطى برنوا قطع األقمشة احلريرية املطرزة‪ ،‬ترخاذ أحادهم‬

‫تترمله قليال م تعيدرب و ترخذ آخر إ أن قطع مسابقة اختيارها‬

‫ألحسن وب مطرز طرقات عىل باهبا‪ ،‬دخل صاحبها باسام م‬

‫‪881‬‬
‫ما لب ت أن حتولت ابتسامته ا اساتغراب‪ ،‬يشاري إ الرساير‬

‫مستفرسا‬

‫‪ ¤‬ما هذا أختيال هل ستنظمو معرضا و أنا ال أعلمال‬

‫مطت أسامء شفتاها ترد هبزؤ‬

‫‪ ¤‬معرض ماذا يا حرسةال فرنا أصبحت عاطلة باال شاغل وال‬

‫مشغلة ل م ا يف األمر أن الطبيب سرلني عن هوايتي‪ ،‬فرخربته‬

‫وطلب مني قطعة لرياها‪.‬‬

‫اقرتب سمري منها وأمسكها من تفيها خياطبها بحنان‬

‫‪ ¤‬تعلمو برنك ال حتتاجو لعمل‪ ،‬فرناا قاادر عاىل تارمو ماا‬

‫تريدينه عزيزيت‪.‬‬

‫‪882‬‬
‫زفرت باستسالم تربت عىل إحدى يديه املمساكتو بكتفيهاا‪،‬‬

‫جتيبه بحب‬

‫‪ ¤‬أعلم أخي و أنا ال أعرتض‪.‬‬

‫أنزل يديه م أخربها‬

‫‪ ¤‬أنا سرخرج لذلك مررت عليك ألراك‪ ،‬هل أنات مساتعدة‬

‫جللسة الغدال‬

‫أعطته ظهرها تنظار إ الرساير وقاد اختاذت قرارهاا بشارن‬

‫القطعة التاي ساتلتارها‪ ،‬عباارة عان مناديل طاولاة أبايل‬

‫شاكل باقاة‬ ‫أصغر منه مطرز بانف‬ ‫متوسط ومنديل شل‬

‫الورود‪.‬‬

‫‪883‬‬
‫‪ ¤‬نعم‪ ،‬إن شاء اهلل‪.‬‬

‫مهست‪ ،‬فهز رأسه والتفت خارجا بينام يقول راضيا‬

‫‪ ¤‬جيد إذن‪ ،‬أراك الحقا بإذن اهلل‪.‬‬

‫أقفل باب غرفتها واستل ا اتف ليطلب شمسه احلارقة‪ ،‬رنتان‬

‫و ردت عليه بنربة مبهجة‬

‫‪ ¤‬مرحبا‪.‬‬

‫ابتسم ببالهة وملاع الرمااد بمقلتياه جميباا بسالرية يادرأ هباا‬

‫مشاعررب اجلياشة نحوها‬

‫‪ ¤‬مرحبا سنبلة أين أنتال ال تقويل مع أمل‪ ،‬لقاد اساتحوذت‬

‫عليك تلك الفتاة‪.‬‬


‫‪884‬‬
‫سلبت لب قلبه بضحكتها الرائقة‪ ،‬جتيبه بدالل تعمدته‬

‫‪ ¤‬هل تغار منها يا أشيب الشعرال‬

‫مكان قلبه اخلافق‪ ،‬فيب بحزم‬ ‫بينام يدرب ترتفع لتلم‬ ‫عب‬

‫‪ ¤‬فب أن أراك قبل أن أذهب لعميل‪ ،‬هل أنت بالدار ال‬

‫ردت باإلفاب‪ ،‬فطلب منها انتظاررب عىل باهبا‪.‬‬

‫****‬

‫يدهيا عىل السور املطل عىل البحر‪ ،‬ترمقه برت يز ال تريد أن تفر‬

‫منها مقلتيها إ اخلاتم فيهدر قلبها رعبا مان جدياد‪ ،‬ختشاى‬

‫املسؤولية امللقاة عىل اهلها‪ ،‬فتتجادل األفكار بعقلها ‪"..‬ياا‬

‫إ ي! إهنم ينتظرون مني القيام بواجبات الكنة‪ ،‬انجاب وحتمل‬


‫‪885‬‬
‫مسؤولية البيت‪ ،‬قراري يكن مدروسا‪ ،‬ألقيت بنفل بحفرة‬

‫أعمق‪ ".‬أطلقت زفرة حارة فنادهتا اجلدة اجلالسة عل األريكة‬

‫اخلشبية خلفها‬

‫‪ ¤‬تعايل ابنتي‪ ،‬اجلل بجانبي‪.‬‬

‫استدارت إليها مستجيبة لطلبها‪ ،‬فحطت اجلدة بيدها عىل يد‬

‫ورد‪ ،‬حتاورها بلطف‬

‫‪¤‬ماذا بك يا بنتيال حتد ي وأفرغي ال مهاك عايل و ال ماا‬

‫ستبوحو به سيبقى بيننا ولن يعلم به أحد‪.‬‬

‫ألقت عليها نظرات حائرة‪ ،‬تفكار بارن هاذرب السايدة حكيماة‬

‫وطيبة وموضع قة وهاي اآلن يف أشاد احلاجاة إ مسااعدة‪،‬‬

‫‪886‬‬
‫وهنا رهت غرفتها التي أمضت هبا سنوات وقررت الزواج‬

‫فقط ي ال تعود إليها فرارا من أشباح ماضايها التاي قاررت‬

‫اإلعالن عن نفسها والتحول حلقيقة ملموسة‪ ،‬هذا بحد ذاتاه‬

‫يعلمها بمدى قرهبا من اجلنون‪ ،‬أجفلت عىل دخول ليث يماد‬

‫أصابعه‪.‬‬ ‫ا يدرب هباتفه‪ ،‬فالتقطته برتدد تتفادى مل‬

‫وضعته عىل أذهنا تصغي لصوت والدها القلق‬

‫‪ ¤‬ورد‪ ،‬ملاذا هاتفك مقفولال‬

‫ردت عليه بينام تعقد جبينها‬

‫‪ ¤‬آرب‪ ،‬إنه يف حقيبة يدي‪ ،‬لقاد نسايت أماررب بالكامال‪ ،‬ياف‬

‫حالك أ‪....‬‬

‫‪887‬‬
‫نظرت إ اجلدة‪ ،‬فر ملت بدل ذلك‬

‫‪ ¤‬عميال‬

‫أجاهبا برقة‬

‫‪ ¤‬أنا بلري ما دمت بلاري ‪.‬ساتيت الليلاة ماع السايدة عائشاة‬

‫والباقي‪ ،‬اتفقت معهم وأخاربت لياث ليبلاغ عائلتاه‪ ،‬اعتناي‬

‫بنفسك جيدا حبيبتي من أجيل اتفقناال‬

‫‪ ¤‬حارض عمي وأنت أيضا‪ ،‬يف أمان اهلل‪.‬‬

‫تر ت ا اتف فوق املائدة الصغرية أمامها ليرخذرب ليث الاذي‬

‫سر ا قبل أن ينرصف‬

‫‪ ¤‬سرذهب للعمل ‪...‬هل حتتاجو ليشءال‬


‫‪888‬‬
‫ا تسى وجهها القلق لكنها أومرت بال‪ ،‬فر مل قاصدا جدته‬

‫‪ ¤‬ال ترت يها جديت أبدا‪ ،‬ظيل معها إ أن أعود‪ ،‬فهي تتعاود‬

‫عىل البيت بعد‪.‬‬

‫هزت رأسها و ضمتها قائلة‬

‫وحدة عجوز إ أن تعود بإذن اهلل‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ستؤن‬

‫انرصف مطمئنا عليها بجانب جدته أما ورد فردت عليها‬

‫‪¤‬يرشفني مصاحبتك جديت لكنك لست عجوزا أبدا‪.‬‬

‫ضحكت اجلدة بمرح ترد عليها‬

‫‪¤‬لست أنا من يقول حبيبتي‪ ،‬إنام هي سنوات عمري املتجاوزة‬

‫للسبعو‪.‬‬
‫‪889‬‬
‫ملحها تنتظررب عىل باب الادار ببادلتها املحتشامة ياهباا التاي‬

‫غريهتا عن سابقتها وحتسبه ال يالح ذلك‪ ،‬شاعرها األشاقر‬

‫الذهبي مصفوف بعناية ومنسدل عاىل تفيهاا يساابق أشاعة‬

‫يف ملعاهنا بينام صفحة وجهها متقوناة الزيناة‪ ،‬ليهتاف‬ ‫الشم‬

‫برفل‬

‫‪ ¤‬تبا! متى ياريت دور احلجاابال وتلاك الزيناة ال داعاي اا‬

‫إطالقا‪.‬‬

‫ألقت عليه التحية وفتح ا بااب سايارته املهرتئاة مشاريا اا‬

‫بالدخول‪ ،‬فدخلت عىل مضل ختفي امتعاضها‪.‬‬

‫‪890‬‬
‫‪ ،‬فامحرت‬ ‫املقهى عىل البحر يرمقها بتفح‬ ‫ذهب هبا إ نف‬

‫عادهتا مناذ تعرفات علياه ليضاحك بمارح يانعش صادررب‬

‫فيشا سها بقوله‬

‫‪¤‬اشقت إليك‪.‬‬

‫رش‬ ‫زاد امحرارها تنهررب بعبو‬

‫‪ ¤‬سمري!‬

‫فيضيق عينيه مفكرا قبل سؤاله‬

‫‪ ¤‬متى ستحد و أهلكال أريد أن أخطبك من والدك‪.‬‬

‫تفاجرت من حدي ه وتوترت‪ ،‬تتمتم بارتباك‬

‫‪ ¤‬ا‪...‬فب أن نن‪..‬تريث قليال‪ ،‬فرنت تعلم‪...‬‬


‫‪891‬‬
‫سكتت ال تدري ما تقول ليكمل هو بسلرية‬

‫‪ ¤‬نعم أعلم الفرق الشاسع يف املستوى املادي الذي سايجعل‬

‫والدك يلقي يب إ الشار حتى قبل أن أفتح فمي‪.‬‬

‫نكست رأسها من صدق قوله‪ ،‬فر مل‬

‫‪ ¤‬أنا ال هيمني رأي والدك‪ ،‬ل اهتاممي منصب عليك أنات‪،‬‬

‫هل تستطيعو الوقوف بوجاه أهلاك مان أجال عالقتنااال و‬

‫األهم م ن ذلك هل ستقدرين عىل التليل عن املاال والادالل‬

‫لتعييش معي و بمستواي املاديال فرنا لان أقبال بحسانة مان‬

‫زوجتي أو أهلها‪.‬‬

‫‪892‬‬
‫أجفلت من هجومه وظلت تنظر إليه مفغرة فمها‪ ،‬فقاام مان‬

‫مكانه هيتف قبل أن يغادر وقد اشتد باه الغضاب خائفاا مان‬

‫فقداهنا يلعن عقدرب‬

‫‪ ¤‬عندما تتيقنو من صدق مشاعرك نحوي و يكون حباك يل‬

‫أ رب من ل مال و جارب‪ ،‬اتصيل يب وحينها سرحارب الدنيا من‬

‫أجلك‪ ،‬أعتقد برن لديك يف حقيبتك اجلميلاة هاذرب أ ار مان‬

‫مبلغ سيارة أجرة‪.‬‬

‫انرصف تار ا إياها تزفر بحنق من حساسيته املفرطة‪ ،‬تكتاف‬

‫حمارتف‬ ‫يدهيا عىل صادرها‪ ،‬خلفهاا مباارشة يقباع جاساو‬

‫سجل ل احلوار باحلرف وقام بإرساله عارب أحاد تطبيقاات‬

‫التواصل لرئيسه‪.‬‬
‫‪893‬‬
‫خرج من سيارته مرسعا لترخررب الاذي يساترذن مان أجلاه‪،‬‬

‫فامذا سيقول وبامذا يعللال خطبته حتولت لازواجال التفات إ‬

‫صديقه الذي أوقفه بلمسة عىل تفه‪ ،‬هيتف باسام‬

‫‪ ¤‬النا مترخران اليوم‪ ،‬لوال سمعتنا التي صنعناها بشقاء لتم‬

‫ترنيبنا أيام ترنيب‪.‬‬

‫أجابه بينام يل مكتبه وقد انتقل إليه مرحه‬

‫‪ ¤‬أنا لدي حجة مقنعة صدقني‪ ..‬فامذا عنك أنتال‬

‫فرد عليه ساخرا‬

‫بوليساية ختاد‬ ‫‪¤‬آرب نعم نعم‪ ،‬أعلم برنك قمت بحبك قص‬

‫لتحظى هبا‪.‬‬ ‫هبا عائلتك وعائلة العرو‬

‫‪894‬‬
‫رفع ليث يدرب ليسكته وأرس يغلق الباب و اآلخر ينظار إلياه‬

‫بريبة‬

‫‪ ¤‬شششش ستفضحنا‪.‬‬

‫بجانباه عاىل ساطح الطاولاة خياربرب‬ ‫اقرتب من مكتبه وجل‬

‫بجدية‬

‫‪ ¤‬أنت تعرفني جيدا‪ ،‬ال أفعل شيئا من فراغ‪ ،‬ورد متفقة معاي‬

‫ألسباب رضورية لن أخوض فيها اآلن‪.‬‬

‫أجابه بجدية ذلك وحزم‬

‫‪ ¤‬طبعا صديقي أنا أ ق بك‪ ،‬لذلك أ دت عىل الماك ملاريم‬

‫دون أن أعلم باملوضو ‪.‬‬

‫‪895‬‬
‫زفر براحة م ما لبث أن ضم حاجبيه‪ ،‬يستوضح منه‬

‫‪ ¤‬متى رأيتهاال ذهبت لبيت وردال‬

‫رفرف برموشه مازحا‪ ،‬فيبه هبيام يدعيه‬

‫‪ ¤‬جلبت صدفة عمري إ مكاهنا األزيل‪.‬‬

‫رضب ليث يدا بيدرب األخرى جميبا بتهكم‬

‫‪ ¤‬رمحك اهلل يا ضابط هشام برتبة ممتاز‪ ،‬مت وتر ت لنا إمرؤ‬

‫هذا‪ ،‬ال يليق بك!‬ ‫القي‬

‫ضحكا معا ليقطع ضحكهام دخول الضابط ياساو دون إذن‬

‫هاتفا بجدية‬

‫‪ ¤‬سيدي‪ ،‬زيد يطلب رؤيتك حاال!‬


‫‪896‬‬
‫هنل اإل نان يتناظران بجدية اساتولت عاىل مجياع خاليامهاا‬

‫العصبية وانطلقوا إ سجن العاصمة و لهم تفاؤل وعزم‪.‬‬

‫****‬

‫طلب منه فيصل م رافقته إ العنرب الذي ينزل فيه مع صديقيه‪،‬‬

‫عملهام‬ ‫فمن دوهنام ال يستطيع اختااذ قارار مهام فايام خيا‬

‫اإلجرامي‪ ،‬رافقه عىل مضل مزعوم و تظاهر بالضيق ‪.‬‬

‫عرفه إ صديقيه الظاهر عليهام الريباة واحلناق وبعاد أسائلة‬

‫مضنية وسيجارتان أطبقتا عىل صدررب اتفقوا معه عىل إخبااررب‬

‫هبوي ة رئيسهم رشط أن يرشح م يف سيسلمه ورد وخارج‬

‫من العنرب يفكر برن املوضو أ رب مما خطط و سيطول‪ ،‬فناجى‬

‫‪897‬‬
‫ربه ليمدرب بالعون‪ ،‬تذ ر رؤية الشاب "ماروج البضاائع" يف‬

‫ر ن يف عنربهم اخلايل من نزالئه هبذا الوقت من النهار‪ ،‬لتويل‬

‫ل واحد منهم مهمته إال من ان مصابا أو متملصاا بحجاة‬

‫مقنعة وهو يريد "املروج" ليزودرب بمسكن لرأسه فقد آمله من‬

‫رة الدخان ما إن بلغ مدخل العنرب حتى أتارب صوت نقاشهم‬

‫احلاد‪ ،‬فتجمد مكانه يطرق سمعه بحذر‬

‫‪ ¤‬هل جننتال بعد ل أجوبته الوا قة الزلت ال ت ق بهال‬

‫إذا عاارف‬ ‫‪ ¤‬اساامع فيصاال! نحاان ال نلعااب هنااا‪ ،‬الاارئي‬

‫فقط رقابنا بل ورقااب‬ ‫بترسيب اسمه ألي ان سيقطع لي‬

‫ذوينا أنت تعرف يف وظفنا عندرب وخطورة عقابه‪.‬‬

‫‪898‬‬
‫‪ ¤‬لكن ابنه جمنون بالفتاة‪ ،‬فام بالك بتسليمها له ام زياد هاذا‬

‫جمرم أيضا‪ ،‬بامذا سيرضناال‬

‫‪ ¤‬ها أنت قلتها بنفسك‪ ،‬جمرم يعني ال دياة لاه واملنشااوي ال‬

‫يلعب مع أحد‪.‬‬

‫‪¤‬ششششش ماذا تقولال أخفل صوتك!‬

‫لكن األوان ان قد فات‪ ،‬فالصقر التقطها وفر بلفة ضاحكا‬

‫إال ألنساباء‬ ‫ال يصدق حظه‪ ،‬يستغرب من االسم الذي لاي‬

‫اخلطاب وأول ما فعله صىل ر عتو شكرا هلل غاري قاادر عاىل‬

‫ترجيلها‪ ،‬مذهوال من رسعة استجابة اهلل لدعائه‪ ،‬ملااذا القادر‬

‫بدأ يتيرس له بعد طول عرس لسنوات طويلةال‬

‫‪899‬‬
‫بلغ مدير السجن ام طلب منه ليث إذا ما أراد مقابلته وانتظر‬

‫يتحرق شوقا للغد املبه ‪.‬‬

‫*****‬

‫دفع تامر الكريس بقدمه وارتطم باحلائط حتى تشتت إ قطع‬

‫خشبية وقطعة احلديد حلا ا‪ ،‬التفت إ مكتبه‪ ،‬فرمى ل ماا‬

‫عليه بيديه أرضا م أمسك بلصالت شعررب يكاد ينتفهاا مان‬

‫منابتها‪ ،‬صديقه حياول نيه عام يفعله إال أناه أزال يدياه بشادة‬

‫يصيح بكل ذرة غضب يشعر هبا‬

‫‪ ¤‬ملاذاال ملاذا فضلته عيل وملاذا حيصل عىل ما يريدرب دوماال ملاذاال‬

‫أجابه صديقه حماوال هتدئته‬

‫‪900‬‬
‫‪ ¤‬هد‪ .‬روعك يا صاح! الفتيات ر وأمجل منهاا بمراحال‪،‬‬

‫تشري ألي منهن فترتيك جريا ‪ ...‬ب ل هذا احلنقال فليذهبا إ‬

‫اجلحيم!‬

‫رد عليه حاقدا قد بلغ به الغضب مدارب‬

‫‪ ¤‬أنت ال تفهم ‪..‬ال أحد يفهمني‪ ،‬ورد غري تلك الفتيات‪ ،‬إهنا‬

‫خمتلفة ولقد حصل عليها م ل ل يشء مو حيصال علياه يف‬

‫حياته ‪...‬التفوق يف الدراسة ‪...‬دخول لية الرشاطة ‪..‬وقبال‬

‫ل ذلك و الد وجد يدعامنه دوما‪ ،‬فيفعل ماا يريادرب وال أحاد‬

‫يقف بطريقه‪.‬‬

‫‪901‬‬
‫ظل صديقه يرمقه باستغراب‪ ،‬ال يفقاه مان قولاه شايئا حتاى‬

‫عداوته بليث يعرف هبا حتى خانه و تشاجرا‪ ،‬فبدأ يظهر ل‬

‫حقدرب الذي أخفارب‪ ،‬فهو يتذ ر يف اان مرافقاا لاه و شاام‬

‫ظلهام منذ صغرهم إ أن قرروا االلتحاق بالسلك األمناي‪،‬‬

‫إال أن والد تامر يسمح له وال أحد يعلم لرفضه سببا‪.‬‬

‫تكلم حياول هتدئته جمددا‬

‫‪ ¤‬رافقني‪ ،‬سرعد جلسة ترفياه مان أجلاك خصيصاا‪ ،‬فقاط‬

‫أخربين ما تريدرب وسرحرضرب بري من ‪.‬‬

‫رمارب بنظرة أرعبته‪ ،‬فاستدرك متمتام يرفع يديه باستسالم‬

‫‪ ¤‬فهمت لقد فهمت‪ ،‬أنت غاضب اآلن‪ ....‬لمني حو هتدأ ‪.‬‬

‫‪902‬‬
‫وفر من أمام إعصار الغضب اجلارف‪.‬‬

‫مسح تامر عىل وجهه يزيل من عليه بعل اإلرهاق وفتح باب‬

‫مكتبه عىل حو غفلة‪ ،‬فزفر بقناوط يعلام حتديادا مان يفعال‬

‫ذلك‪ ،‬التفت إليه يراقبه بينام يتلفت حوله مستنكرا الفوىض‬

‫‪ ¤‬ماذا بحق اهلل حدث هناال‬

‫العادة من أقوال والدرب املنافقة‬ ‫ابتسم ساخرا هيم‬

‫‪ ¤‬حق اهلل!‬

‫صاح والدرب‪ ،‬قائال بنفاذ صرب‬

‫‪ ¤‬ارفع صوتك أنا ال أسمعك‪ ،‬ماذا حدث هنا ال‬

‫أجابه و هو هيوي ب قله عىل األريكة اجللدية الفاخرة‬


‫‪903‬‬
‫‪ ¤‬ورد تزوجت من ليث ‪...‬أظنك سعيد اآلن‪.‬‬

‫بجانبه‬ ‫رد عليه بضيق وهو فل‬

‫‪ ¤‬أ نغلق هذا املوضو من قبلال فليتزوجا أو ليحرتقا ماداما‬

‫بعيدان عنا‪.‬‬

‫أمسك تامر أعىل أنفه بو عينيه بسبابته واهباماه يدلكاه‪ ،‬جميباا‬

‫بتعب‬

‫‪ ¤‬أجل أجل أغلقنارب‪ ،‬ماذا تريدال‬

‫اقرتب أ ر ليشد انتباهه هامسا‬

‫‪ ¤‬هناك شحنة بارية ساتدخل قريباا يف موعاد االنتلاباات‪،‬‬

‫هكذا سيكون األمن مشغوال وسيكون متوهيا مناسبا‪.‬‬


‫‪904‬‬
‫أجابه بملل‬

‫ل يشء‪.‬‬ ‫‪ ¤‬وما اجلديدال يعني كل مرة ‪....‬سرتو‬

‫استشعر تامر اخلوف من نربة صوت والدرب الذي قال بحزم‬

‫‪ ¤‬الشحنة ستدخل عرب وسائل نقلنا‪.‬‬

‫رفع حاجبارب هاتفا بعجب‬

‫‪ ¤‬ستغامر بنفسكال إهنا أول مارة تفعلهاا‪ ،‬فرنات دائاام جتياد‬

‫إخفاء اسمك ما الذي استجدال‬

‫ضم شفتارب بتفكري م فتح فمه يرشح‬

‫وال أريد املغامرة هباا ماع أي أحاد‪ ،‬لاذلك‬ ‫‪ ¤‬هبا حجر املا‬

‫سرقوم هبذرب الصفقة التي ستدر علينا مبالغ خيالية‪ ،‬سرنشا‬


‫‪905‬‬
‫مرصفا أضمه إ املجموعة وهكاذا تغسال األماوال بعضاها‬

‫ويبقى اسمي نظيفا وستكون هذرب آخار عملياة يل‪ ،‬سارتقاعد‬

‫بعدها ‪.‬‬

‫أطلق تامر ضحكة صاخبة خالية من املرح ومن يتحقاق منهاا‬

‫جيدا يشعر بمدى مرارهتا‪ ،‬فهتف والدرب بحنق‬

‫‪ ¤‬ما الذي يضحككال‬

‫مجدت الضحكة فجرة ام بدأها‪ ،‬فيبه بوجاه جاماد وصاوت‬

‫بارد‬

‫‪¤‬ممم‪ ،‬تريد التقاعد جيد جدا‪ ،‬ال ختربين برناك أيضاا ساتح‬

‫لتتوب م تفتتح دار أيتام تغدق عليهم من خرياتك‪.‬‬

‫‪906‬‬
‫زوى ما بو حاجبيه الفضيو‪ ،‬متشدقا‬

‫‪ ¤‬و إن يكنال إن اهلل غفور رحيم و سرفتتح أحسن دار أيتام ‪.‬‬

‫ابتسامة ساخرة سوداء صاحبتها لامت السم الزعاف نف هاا‬

‫بينام ينهل ليستقيم عىل قدميه‬

‫‪¤‬إن فتحاات دارا يااا أيب لاان تكااون إال لليتاايامت فقااط‬

‫والصغريات منهن‪.‬‬

‫استقام و الدرب بحدة يصيح مبهوتا‪ ،‬متشككا من المه‬

‫‪ ¤‬ماذا تقصد يا ولدال‬

‫أدار ظهررب إليه متظاهرا بالنظر إ الشاار مان نافاذة مكتباه‬

‫ومقلتيه تنذران بنار ستحرق اجلميع وهو أو م‬


‫‪907‬‬
‫‪ ¤‬أقصد شيئا أيب‪ .. .‬املهم! سنتحدث الحقا عان تفاصايل‬

‫العملية ‪...‬أتر ني اآلن!‬

‫ضاقت عيني حلمي عىل ابنه بريبة قبل أن هيز رأسه مستسلام‪،‬‬

‫يقول حماوال نيه عن التي استحوذت عىل عقلاه وساتدمرهم‬

‫برية ام تفعل وهي صغرية‪.‬‬

‫‪ ¤‬إنسها بني‪ ،‬ال هي تليق بك وال أنت تليق هبا‪ ،‬انسها والتفت‬

‫إ عملك‪.‬‬

‫م انسحب من مكتب ابنه هامسا لنفسه‬

‫‪908‬‬
‫‪ ¤‬نت سررحيك منها وهي جمرد قزماة صاغرية لكان القادر‬

‫أنقذها مرتو حو أحسنت االختباء ووجادوها قابيل وحاو‬

‫أنستها الصدمة ل يشء‪.‬‬

‫هو اآلخر لنفسه‬ ‫أما تامر فعينيه عىل نقطة ومهية هيم‬

‫ِ‬
‫حذرتك ومع ذلك اخرتته‪ ،‬فلتتحميل النتائ إذن!‬ ‫‪ ¤‬لقد‬

‫استل هاتفه يستدعي رقام ما م وضعه عىل أذنه لربهة قبال أن‬

‫خياطب حمد ته‬

‫‪ ¤‬رهف فب أن تعودي ‪..‬أريدك يف أمر ما فكاوين أماامي يف‬

‫أقرب فرصة ‪...‬سالم‪.‬‬

‫***‬

‫‪909‬‬
‫دخلوا إ مكتب مدير السجن رأسا حيث وجدا زياد ينتظار‬

‫بالفعل مع املدير الذي قام ما إن رأى لياث وصاافحه بضامة‬

‫خفيفة تظهر مدى صداقتهام وفعل امل ل مع هشام‪.‬‬

‫أمامه هيتاف بلهفاة أماام البقياة‬ ‫اقرتب ليث من زيد و جل‬

‫املطرقو السمع‬

‫‪ ¤‬هات ما عندك زيد‪ ،‬فرنا متر د من مالمح وجهك املستبرشة‬

‫برنك حققت ا دف‪.‬‬

‫أجابه بينام هيز رأسه بإفاب‬

‫‪ ¤‬طب عا‪ ،‬أ أخربك برنني سر بت لك جداريتال‬

‫رد عليه بنفاذ صرب‬

‫‪910‬‬
‫‪ ¤‬أعلم أنك عىل قدر املسؤولية ‪...‬ها! اإلسمال‬

‫هتف من دون تردد‬

‫‪ ¤‬املنشاوي!‬

‫فغروا أفواههم مبهوتو يكادون ال يصدقون‪ ،‬تغريت مالماح‬

‫ليااث روياادا روياادا إ غضااب أسااود و رضب قبضااة ياادرب‬

‫بالطاولة قائام بينام يصيح‬

‫‪ ¤‬تتااااممررر!!‬

‫هنل زيد يمسكه من مرفقه‪ ،‬يوقفه قائال‬

‫هو فحسب‪ ،‬فب أن تسمع ل يشء عندي ‪.‬‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫‪911‬‬
‫التفت إليه ليث وقد بلغ فضوله أعىل درجاته و يكن الوحيد‬

‫بل ال ال ة األخرين‪ ،‬يلتفون حو ام ينتظرونه ليتكلم‪ ،‬فرش يف‬

‫رسد ما بجعبته‪.‬‬

‫انتهى من حدي ه واجلميع مدهوشو يتوقعوا أبدا ما سمعورب‪،‬‬

‫فاسم املنشاوي لطاملا ارتبط بعا األعامل واملال و االقتصااد‪،‬‬

‫يفكرون يف استطا إخفاء نفسه ل هذرب املدة‪ ،‬اشتغل عقل‬

‫ليث برسعة ومع ل تفكري واحتامل تزيد دقات قلباه‪ ،‬فكال‬

‫احتامالته منصبة عىل ورد‪.‬‬

‫ربت عل تف زيد مهنئا م طلاب مان املادير تطبياق خطاة‬

‫اخراجه من السجن التي تقيض بافتعال مشاجرة قوية بو زيد‬

‫وأحد النزالء بالسجن م يشا بعد ذلاك إقالتاه مان طارف‬


‫‪912‬‬
‫اإلدارة إ سجن آخر وهكذا ال يشاك رجاال حلماي بيشاء‬

‫ليتمكنوا من مراقبة حلمي وابنه دون ضغوط‪ ،‬سعد زيد بينام‬

‫يرى أبواب اخلري تفتح له فحمد ربه ودعارب بتيسري باقي األمور‬

‫أما ليث فلرج من السجن حممر الوجه من الغضب والضيق‪،‬‬

‫صديقه حياول هتدئته قليال مع أنه غاضاب م لاه ‪ ،‬يفكار بارن‬

‫حساب تامر قل و فب تصفيته‪.‬‬

‫سحب ليث هاتفه من جيب سرتته يطلب العميد وما إن أجابه‬

‫حتى هتف‬

‫‪ ¤‬أنا خارج من سجن العاصمة‪ ،‬سرصل إ املكتب بعد ساعة‬

‫إن شاء اهلل أريد أن أجدك هناك يف انتظاري ‪.‬‬

‫‪913‬‬
‫هتافه‬ ‫رد عليه بنف‬

‫‪ ¤‬هل علمت من يكونال أخربين ليث‪.‬‬

‫أجابه ب قة ونظرات قامتة‬

‫‪ ¤‬أجل علمت لكن سرخربك وجها لوجه ألن األمر خطاري و‬

‫هناك أبعاد أخرى‪.‬‬

‫رد عليه قبل أن ينهي املكاملة‬

‫‪ ¤‬أرس إذن! ستجدين بانتظارك ان شاء اهلل ‪..‬سالم‪.‬‬

‫أعاد ا اتف مكانه واساتقل السايارة برفقاة هشاام وياساو‪،‬‬

‫ينطلقون و لهم عزم عىل وضع املجرم بمكانه املناساب وراء‬

‫القضبان ‪.‬‬
‫‪914‬‬
‫مازالتا يف الرشفة‪ ،‬حتكي ا اجلدة طيبة عن قصة لقائها برمحاد‬

‫اجلندي وزواجهام‪ ،‬قصة ال ختلوا من مواقف مضحكة جعلت‬

‫ورد تبتسم من قلبها وتنسى قليال من خوفها‪.‬‬

‫سرلتها اجلدة عىل غفلة لكن برفق‬

‫‪ ¤‬ملاذا اخلوف بعينيك بنيتيال‪....‬تعلموال أول مرة قابلتك يف‬

‫ذلك احلفل اخلريي أعجبت بقوة شلصيتك وبإرصارك عاىل‬

‫مجع أ رب مبلغ لليتامى‪ ،‬انت عينااك حتماالن رصاماة وقاوة‬

‫جتمدان الذي أمامك بمكانه ‪....‬فام الذي تغريال‬

‫تتوقع سؤا ا‪ ،‬فظلت تنظر إليها برهة م مهست متنهدة‬

‫‪915‬‬
‫‪ ¤‬صدقيني جديت‪ ،‬أنا نفلا ال أعلام ماا يبال ‪...‬أعتقاد بارن‬

‫النضوج والكرب فلبان معهام مسؤوليات ال طاقة يل هبا‪.‬‬

‫ابتسمت اجلدة حتاورها برفق ومزاح‬

‫‪ ¤‬إذن تريدين البقاء طفلة صغرية‪ ،‬لنا نتمنى ذلك‪.‬‬

‫أظلمت عيناها حتى أصبحتا تشتعالن سوادا واشاتد العارق‬

‫بجبهتها‪ ،‬ترد‬

‫‪ ¤‬ال ‪...‬ال أريد الصغر أيضا‪.‬‬

‫متالكت نفسها بمشقة لكن اجلدة انت قاد الحظات حالتهاا‬

‫واألو حتاول تصنع املزاح دون فاالح تتللال بعال احلادة‬

‫الغري مقصودة نربة صوهتا‬

‫‪916‬‬
‫‪ ¤‬أريد عمرك جديت ‪..‬السبعو فام فوق‪.‬‬

‫ضمت اجلدة فها بحنان‪ ،‬تعقب برقة وحكمة‬

‫‪ ¤‬ال بنيتي! احلياة مجيلة لكان إذا حاولناا أن نحياهاا بشاكل‬

‫صحيح ‪....‬هي ال ختلو مان املشاا ل و العقباات والنكباات‬

‫‪...‬نقع م نقوم و نواجه مشاا لنا ونعايش‪ ،‬هاذرب سانة اهلل يف‬

‫ونه‪ ....‬تتزوجو حتبو وتنجبو أطفال‪.‬‬

‫نكست ورد رأسها وارتعش جسدها‪ ،‬فرفعات اجلادة رأساها‬

‫من ذقنها مضيفة بتر يد‬

‫‪ ¤‬صدقيني بنيتي احلب بو الزوج و زوجته عظيم ومقاد ‪،‬‬

‫مبارك من عند اهلل ال يؤ إن ان هناك التفاهم ويولاد بعادها‬

‫‪917‬‬
‫مودة ورمحة تتوج ب امر حلوة و هم األبناء وحتى إن يرزقاوا‬

‫بروالد تبقى قدسية العالقة تربطهام برباط و يق إ املامت ويف‬

‫اآلخرة فمعهام اهلل من جديد ‪.‬‬

‫ظلت تنصت ا برت ياز تتليال نفساها زوجاة بحاق للياث‬

‫وتنجب له أوالدا‪ ،‬مهات باالتكلم لكنهاا أقفلات فمهاا عاىل‬

‫دخول بيان تلقي السالم برفقاة إرساء التاي انقضات علايهام‬

‫باألحضان والقبل أما بيان فظلت بعيدة بجانب السور‪.‬‬

‫نظرت إليها ورد وهي التزال عىل شعورها املتناقل وهنضت‬

‫ختطو إليها بعفويتها املعتادة‬

‫‪ ¤‬مرحبا‪.‬‬

‫‪918‬‬
‫ظهرت عىل مالحمها املفاجرة بينام جتيبها بحذر‬

‫‪ ¤‬مرحبا بك‪.‬‬

‫انضمت إليها تضع يدهيا عىل السور بينام تكمل‬

‫‪ ¤‬نتعرف البارحة‪ ،‬حصل ل يشء برسعة‪ ،‬فلم أ ن بوعيي‬

‫جيدا‪.‬‬

‫أجابتها بتوتر وحرج‪ ،‬فهي تكن باستقبا ا أم‬

‫‪ ¤‬يف احلقيقة أنا أ ن باستقبالكم البارحة‪ ،‬ال أطياق الساهر‪،‬‬

‫فعميل يبدأ با را‪.‬‬

‫هزت ورد رأسها تعقب قبل أن تعرفها بنفسها‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة ‪..‬أنا ‪...‬‬


‫‪919‬‬
‫قاطعتها تكمل عنها بحدة تقصدها‬

‫‪¤‬أعلم‪ ...‬ورد اخلطاب‪.‬‬

‫تتفاجر ورد من عدائيتها يزداد شعورها بالاذنب فصامتت‬

‫األخرى بحدهتا املفرطة تفكر برن هذرب املرأة ال ذنب‬ ‫بينام حت‬

‫ا يف مصاهبا‪ ،‬نادت عليهن اخلالة لتناول الغداء‪ ،‬فاستجبن ا‬

‫ا بارتباك‬ ‫لكن بيان أوقفت ورد هتم‬

‫‪ ¤‬آسفة أقصد‪.‬‬

‫أشفقت عىل تلبكها‪ ،‬فربتت عىل ذراعها جميبة‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة حبيبتي فنحن عائلة وال مكان للشكليات بينا‪.‬‬

‫‪920‬‬
‫زفرت بيان براحة وتبعت ورد التي خطت تنضام إ العائلاة‬

‫هامسة لنفسها بام أذهلها وزاد من ختبطها ( يا إ ي! إهنا فائقة‬

‫اجلامل )‬

‫ان اجلد أمحاد و السايد يوساف قاد حرضاا للغاداء أيضاا‪،‬‬

‫لادهيم‪،‬‬ ‫فرخربهتا اجلدة بارن موعاد الغاداء والعشااء مقاد‬

‫فتمعون فيهام مهام انات أشاغا م باسات ناء لياث الاذي ال‬

‫يتحكم أحيانا بمواعيد عمله و اذا غياباه املساتمر يف اآلوناة‬

‫األخرية طبعا يقصدون بعد طالقه لكن بمواراة‪.‬‬

‫املرتقبة‪ ،‬فروصااها‬ ‫أخربهتم السيد زهرة بزيارة عائلة العرو‬

‫السيد أمحد بتجهيز الضيافة بكل رم‪.‬‬

‫‪921‬‬
‫رضب العميد راحة فه بكل قوته عىل مكتاب لياث بعاد أن‬

‫بلغه األخري باألخبار‪ ،‬يصيح بغضب‬

‫‪ ¤‬املجرم القذر هو وابنه!‬

‫التفت ليث إ هشام و ياسو يطلب منهام تار هام لوحادمها‪،‬‬

‫فانسحبا هبدوء وأقفال الباب ورائهام‪.‬‬

‫مما يريد قوله‪ ،‬فلقاد رأى‬ ‫دعا ليث العميد للجلو ‪ ،‬فتوج‬

‫القلق عىل صفحة وجهه مما يادل عاىل املزياد مان املصاائب‪،‬‬

‫فاستفرس‬

‫‪ ¤‬ماذا هناك ليثال‬

‫رد عليه و ل األفكار السوداوية تتكالب عىل رأسه‬

‫‪922‬‬
‫‪ ¤‬سرخربك بام أفكر به لعل رأيس الذي سينفجر يرتااح قلايال‬

‫‪.....‬أال ترى برن األمور مرتابطة بشكل ماال‬

‫صمت العميد واضعا يدرب أسافل ذقناه متكا بمرفقهاا عاىل‬

‫سطح املكتب‪ ،‬يسمعه بينام يكمل المه‬

‫‪ ¤‬وجود ورد مع الفتاة قبل اختفائها وتغري حالاة األو مناذ‬

‫ذلك الوقت ورعبها‪ ،‬عند ذ ر هذا األمر بالذات ناهيك عان‬

‫ا لوسة بطلب السامح من الفتاة ‪ ..‬ررب ورد الدائم لتامر حتاى‬

‫جن وأراد خطفهاا ‪...‬هنااك يشء مفقاود ‪...‬ال أعلام مااذاال‬

‫وسيفقدين عقيل إن أعرفه‪.‬‬

‫عقب العميد رنه يفكر معه بصوت مرتفع‬

‫‪923‬‬
‫‪ ¤‬ورد تطر بيت املنشاوي منذ اختفاء تلك الفتااة وال حتاى‬

‫لزيارة سهى‪ ،‬هذا ما أخربتناي باه السايدة عائشاة‪ ،‬إذا أردت‬

‫رأي‪ ،‬األمر أ رب من جمرد ررب لتامر السم ذاك‪.‬‬

‫نظر إليه ليث‪ ،‬جميبا بجدية‬

‫عند و رد وفب أن نضغط عليها لتتكلم‪.‬‬ ‫‪ ¤‬مربط الفر‬

‫هز رأسه موافقا‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬أجل فب أن تتحدث‪ ،‬فمصاهبا مرتبط بام حادث يف قرصا‬

‫املنشاوي ‪...‬سنحاول الليلة لكنني أخاف أن نؤذهيا‪.‬‬

‫عاجله ليث باجلواب ليقنعه‬

‫‪924‬‬
‫‪¤‬سنكون حو ا سايدي‪ ،‬إن حادث يشء نرخاذها للطبياب‪،‬‬

‫الدواء دائام مر لكن نتيجته شفاء بعون اهلل‪.‬‬

‫قام العميد مغادرا بينام يقول بوجوم وقلق‬

‫‪ ¤‬إذن أراك اللية بإذن اهلل ‪ ..‬فوا املراقبة عليه هو وابنه وإياك‬

‫أن يكشفا املراقبة‪.‬‬

‫وتلكر عند الباب حيذررب بحزم‬

‫‪ ¤‬اخرت رجاال حذرين ووا قو يا ليث‪ ،‬فاحلقري إن شعر بيشء‬

‫سيهرب إ اخلارج ولن جتد له أ ر‪ ،‬فكن يقظا‪.‬‬

‫غادر و اآلخر يوم مؤ دا عىل قوله‪.‬‬

‫****‬
‫‪925‬‬
‫متك ا عااىل رساايه املااريح يضااحك مل ا شاادقيه‪ ،‬يساامع‬

‫حوارمها‪ ،‬يسمعه م يعيدرب من جديد قبل أن حيدث نفسه‬

‫‪ ¤‬آرب يا سمري أوقعت نفساك بنفساك‪ ،‬اان مان املمكان أن‬

‫حتصل عليها بكل سهولة لكنك صعبتها عىل نفسك‪ ،‬فرنت ال‬

‫تعلم عن ربيائها الشهري و يف جترحه اآلن بكل خمالبك‪.‬‬

‫م استطرد بضحكة لئيمة ملعت ا زرقتيه‬

‫‪ ¤‬لنرى ردة فعل ابنة عمي املبجلة حو تعلم برهنا حتت اختبار‬

‫الفئران!‬

‫****‬

‫‪926‬‬
‫ان االستقبال مرحبا من قبل عائلة اجلندي لعائلاة ورد التاي‬

‫تلقت أحضانا رية من والدهتا بينام تطلق رساح دمعاهتا مان‬

‫جديد وسهى وحتى حممود الذي يعد خيشى ملسها‪ ،‬فقد قرر‬

‫إقناعها باملعاجلة النفسية حتى أنه بحث عان طبيباة مااهرة يف‬

‫جما ا وحصل عىل اسمها و عنواهنا‪ ،‬غافال عان الاذي أشاعل‬

‫فتيل الغرية بصدررب بسبب ذلك احلضن يراقبها بلهفة يالحاق‬

‫دقااة تفاصاايلها أمااا العميااد نفسااه فتاملااك رغبتااه بضاامها‬

‫واالطمئنان عليها يكتفي بمصافحتها والرتبيت عىل رأسها‪.‬‬

‫تكلموا و تسامروا قليال م رمى العميد ليث بنظرة ذات معنى‬

‫فهم معناها‪ ،‬فقام يقول‬

‫‪927‬‬
‫القضية‪ ،‬هال‬ ‫‪ ¤‬ورد ‪..‬العميد و أنا نريدك بموضو هام خي‬

‫رافقتنا إ املكتبال‬

‫قامت تشعر بجسدها يرجتف‪ ،‬فقد أهنكت قواها من استمرار‬

‫وتوايل رعبها وختبطها يف أهوا ا‪ ،‬تقادمهام لياث يفاتح بااب‬

‫غرفة املكتب وأشار ام بالادخول ام أحكام إغاالق البااب‬

‫ورائهم‪.‬‬

‫جلسوا عىل األرائك اجلانبية وضم العميد يد ابنته بحنو خيربها‬

‫قضاية امللادرات وخطفاك‬ ‫‪ ¤‬هناك مستجدات فايام خيا‬

‫‪...‬زيد أفلح يف خطته وعلم عن هوية املجرمو‪.‬‬

‫‪928‬‬
‫ابتسمت بفرح من أجل زيد هتتف وقد خفف ذلك من مصاهبا‬

‫قليال‬

‫‪ ¤‬حقاااال زيااد ساايلرج ماان السااجن وستساااعدونهال ألااي‬

‫ذلكال‬

‫قلب ليث شفتارب بامتعاض‪ ،‬يعقب بضيق وغرية واضحة‬

‫‪ ¤‬دعك من زيد‪ ،‬فهو قام بجانبه من االتفاق وسانقوم أيضاا‬

‫بجانبنا فال ختايف عىل طفلك الصغري سيصبح رشطياا ان شااء‬

‫اهلل‪.‬‬

‫نطق آخر مجلته بنربة سلرية حريت ورد بيانام العمياد يبتسام‬

‫بمرح اختفى ما إن طرحت ابنته سؤا ا‬

‫‪929‬‬
‫‪ ¤‬من يكونال و ما عالقتي بهال‬

‫طوق العميد يد ابنته بقوة وحنان‪ ،‬فيبها قائال‬

‫‪ ¤‬تامر و ‪...‬‬

‫يمهله ليث‪ ،‬هيتف بغضب وترقب‬

‫‪ ¤‬ووالدرب أيضا‪.‬‬

‫سحبت يدها من ف والدها تضمها إ حجرهاا وقاد باات‬

‫ارتعاشها واضحا للعلن‪ ،‬ازرقت شافتاها وجحظات عيناهاا‬

‫وقد ابيل وجهها شحوبا‪ ،‬اقرتب منهاا والادها‪ ،‬فانتفضات‬

‫بقوة لكنه سحبها من تفيها وضغط عليها يصيح بحزم‬

‫‪930‬‬
‫‪ ¤‬ال هتريب ورد! فاي عان ا ارب واالرجتااف مان اخلاوف‬

‫هكذا! نحن معك وحولك‪ ،‬فقط أخربيني باحلقيقاة! لان أد‬

‫مكروها يمسك بنيتي أخربيني بام تعرفينه!‬

‫ظلت حتدق هبام بنظرات زائغة وأبشع الصور تتجمع يف رأسها‬

‫لتست عرضها أمام عينيها مرة واحدة‪ ،‬أجفلت عىل لياث الاذي‬

‫أمامها القرفصاء خياطبها برقة ورجاء‬ ‫اقرتب هو اآلخر فل‬

‫‪ ¤‬ورد التي أعرفها ال هترب ‪...‬ورد التاي حاددت يل منطقاة‬

‫املعاملة لدهيا بكل رصاماة وشاجاعة مناذ أول لقااء بينناا ال‬

‫تعرف اخلوف ‪...‬أنات قوياة جادا ورد ‪ ....‬ماا ي اري اخلاوف‬

‫بنفسك خيالك يصوررب لك وحشا ما إن تواجهيه سيضعف إ‬

‫‪931‬‬
‫أن هتزميااه وخيتفااي حينهااا ستساارتجعو قوتااك وعزيمتااك‬

‫‪..‬أرجوك ورد تكلمي!‬

‫حتجرت مكاهناا و رهناا ال تسامعهام وباوادر اإلغاامء تلاوح‬

‫عليها‪ ،‬هم ليث بالتحدث فرفع العميد يدرب ليمنعه‪ ،‬زفر بير‬

‫وقام يستدير مغادرا و ما إن وصال إ البااب سامع مهساها‬

‫الضعيف يتوسله عدم الرحيل‬

‫‪ ¤‬ال ترحل أرجوك ‪...‬‬

‫التفت يتر د مما سمعه فهاله منظرها وقد تر ت والادها عاىل‬

‫األريكة واستقامت ترتعد و‪......‬دمو ال فتح ليث فماه عاىل‬

‫‪932‬‬
‫وسعه ال يصدق برهنا تسرله عدم الرحيل واأل ار مان ذلاك‬

‫دمو تنزل عىل وجنتيها شالل وجد خمرجه أخريا‪.‬‬

‫‪ ¤‬ال ترت ني أرجوك‪..‬إنه يؤ هذا الشعور بفقدانك‪ ،‬إنه أ ار‬

‫أملا حتى من"‬

‫طار قلبه ارتعاشا خيفق بقوة ال يساتوعب ام املشااعر التاي‬

‫هجمت عليه من اعرتافها ذاك ويف موقفها املضطرب‪.‬‬

‫تنبه لوجود والدها الذي يراقب الوضع عن اب وإن بادى‬

‫راضيا عىل سري األمور‪ ،‬يسر ا‬

‫‪ ¤‬من ماذا وردال أ ر من ماذاال حتد ي ابنتي!‬

‫‪933‬‬
‫اقرتب منها ليث حتى أصابح أمامهاا ال يفارق بيانهام ساوى‬

‫بحب‬ ‫سنتميرتات قليلة‪ ،‬هيم‬

‫‪ ¤‬أ ن راحاال ورد‪ ،‬أردت فقاط االبتعااد لكاي ال أضاغط‬

‫عليك أ ر ‪...‬لن أتر ك أبدا فروحينا مرتبطتان برباط مقد‬

‫حتى بعد مماتنا وهو الزو اج حبيبتي ‪...‬سارقف بجانباك مان‬

‫ورائك أينام شئت ألمحيك وأحارب معك‪ ،‬فمعر تنا واحادة‪،‬‬

‫لن أتوقف إ أن نصل إ بر األمان معا حياث ختتفاي نظارة‬

‫الذعر من مقلتيك اجلميلتو ‪...‬فقط أطلقي رساح هواجسك‬

‫وخماوفك ودعيني أمحل عنك‪.‬‬

‫‪934‬‬
‫انتحبت ام تفعل يوما من قبل‪ ،‬تضع يادها عاىل فمهاا ام‬

‫أزالتها لتطلق شهقة بكاء حادة‪ ،‬هتتاف بحرقاة بيانام تنظار إ‬

‫ليث‬

‫‪ ¤‬قتلها أمامي!‬

‫هبت ليث والعميد الذي هب واقفا يتر د من توقعه‪ ،‬فهما‬

‫ليث بحذر‬

‫‪¤‬من قتل من وردال تكلمي حبيبتي‪ ،‬من هوال‬

‫شهقات متتالية خمتلطة ببكاء مرير و رن البحر قد هجر مكانه‬

‫إ مقلتيها حتاى انح نات وأساندت يادهيا بر بتيهاا فنزلات‬

‫قطرات دموعها ترضب األرض املطر‪.‬‬

‫‪935‬‬
‫مهست بكلامت تتقطع بشهقاهتا املوجعة‬

‫‪ ¤‬ق‪...‬قامااات ‪...‬باخفاااائي يف الااارك‪ ..‬ن باااب‪....‬القبو‬

‫و‪...‬ص‪ ....‬ررخ ‪...‬ليااه ‪..‬لتد‪..‬دلااه عاايل ‪..‬ل‪...‬لكننهااا‬

‫ر‪...‬فضت ‪....‬‬

‫أخذت نفسا مرتعش ووضعت يدا عىل بطنها تشعر بر فظيع‪،‬‬

‫هم والدها بإمسا ها لكن ليث أوقفه يشري لاه بارن ال يقطاع‬

‫المها‪ ،‬فاستسلم عىل مضال وقلباه يتقطاع أملاا عاىل ابنتاه‬

‫وغضبه يزداد عىل املجرم‪.‬‬

‫سمع مهسها الضعيف الذي بدأت نربته تشتد من احلقد‬

‫‪936‬‬
‫‪ ¤‬هاام بالبحااث ‪...‬ين ل‪ ..‬ننهااا ححارصتتااه يب‪..‬دييهااا‬

‫الصغريتو ‪..‬ففدد‪..‬فعها للترتاج‪ ..‬فارتطم ر‪...‬أسها بتم ال‬

‫قدييم ي‪..‬محل شيئا حححا‪..‬دا د‪...‬دخل بب‪..‬رأسها‪.‬‬

‫استقامت واقفة و رهنا لفظات الفظاعاة والبشااعة املتكوماة‬

‫شايئا‬ ‫بداخلها لتكمل بينام ترفع يدها يف ا واء و رهنا تتلم‬

‫ما‪ ،‬متيل برأسها إ اجلانب‬

‫‪ ¤‬ظلت عيناها جاحظتو جامدتو ال ترمشان عادهتام‪ ،‬خلتا‬

‫مما يميزمها من بريق ووه ‪ ،‬فعلمت حينها ماع أنناي صاغرية‬

‫لكن يشء ما داخيل أعلمني برن تلك العينو قد خلتا من احلياة‬

‫وغادرهتا من غري رجعة ‪...‬أم‪...‬مامي يعلم برنني يف الر ن‬

‫املغطى أمامهام‪...‬بقيت جامدة مكاين إ أن وجدوين‪.‬‬


‫‪937‬‬
‫اقرتب ليث أ ر يطلب منها وقد أخافته حالتها‬

‫‪ ¤‬ورد أنظري إيل!‬

‫تطعه فهتف بنربة أعىل‬

‫‪ ¤‬أنظري إيل!‬

‫انتفضت تنظر بعينيه مبارشة‪ ،‬فقال من بو أسنانه املطبقة‬

‫‪ ¤‬قويل اسمه ورد! من أجلها ومن أجل من محتاك مناه قاويل‬

‫اسمه بالكامل!‬

‫بالنسبة ام قد توضح ل يشء لكن ليث أرادهاا أن تتحادى‬

‫خوفها وتنطق باسمه‪.‬‬

‫‪938‬‬
‫تالحقت أنفاسها واحتد السواد بعينيها وبكل الغال واحلقاد‬

‫والكررب بداخلها جتارب املجرم‪ ،‬نطقت باسامه قبال أن تستسالم‬

‫للهوة املرحياة لوعيهاا فقاد اهنكات امال قواهاا و اان هاو‬

‫بانتظارها ليلتقطها بكل حب واحتواء‪.‬‬

‫‪ ¤‬حلمي املنشاوي ‪.‬‬

‫****‬

‫دخل بيته بلهفة أنسته مهوم عمله ماا إن تاذ ر وجودهاا باه‪،‬‬

‫ليسابقه قلباه إ‬ ‫التقط أصواهتن قادماة مان غرفاة اجللاو‬

‫مكاهنا‪ ،‬تسمرت قدمارب يترمل ضاحكاهتا ماع أختاه ووالدتاه‬

‫يتفرجن عىل صور مكومة عىل الطاولة أمامهن‪ ،‬منها القديماة‬

‫‪939‬‬
‫باللون األسود واألبيل و أخرى ملونة‪ ،‬أخذت ملار صورة ما‬

‫تصيح بمرح‬

‫‪ ¤‬هذرب صورة أخي حتممه أمي‪.‬‬

‫تفاجر وهرول إليها ليلطفها من يادها قبال أن ترهياا ملاريم‪،‬‬

‫فرجفلهن يرفعن رؤوسهن‪ ،‬هتفت ملار‬

‫‪ ¤‬ملاذا أخيال دعها تراها إهنا مجيلة‪.‬‬

‫أجاهبا بحنق مضحك‬

‫‪ ¤‬وما اجلميل يف صبي صغري عار و مبتلال‬

‫ضحكن بمرح قبل أن تنهل السيدة هناء تقبله عاىل وجنتاه‪،‬‬

‫قائلة‬
‫‪940‬‬
‫‪ ¤‬العشاء جاهز‪ ،‬نا بانتظارك‪ ،‬هيا تعالوا معي!‬

‫ابتسمت بسعادة وأ ملت و هي متسك مريم جتلسها بجانبهاا‬

‫عىل املائدة‬

‫‪ ¤‬أنا سعيدة جدا ‪...‬أمحد اهلل و أشكررب حبيبتي مريم لقد مألت‬

‫البيت علينا سعادة وهبك اهلل سعادة الدنيا لها‪.‬‬

‫ربتت مريم عىل يد خالتها ترمقها بتار ر ‪ ،‬يكملاون عشااءهم‬

‫الااذي خيلااوا ماان النظاارات املرسااوقة واالبتسااامات منهااا‬

‫املستحية واملا رة وابتسامة رضا عىل غار السايدة هنااء بيانام‬

‫تستشعر قرب فرح بري بمنز م‪ ،‬ال تصدق تصااريف القادر‬

‫الرحيمة بحياهتم‪.‬‬

‫‪941‬‬
‫انرصف ل إ غرفته إال هي خرجت إ احلديقة التي رأهتا يف‬

‫وقت سابق من نافذهتا‪ ،‬تريد مأل رئتيها هبواء نقي علها هتادأ‬

‫قليال‪ ،‬بعيدا عن حضوررب الطااغي و رائحاة عطاررب املساكرة‪،‬‬

‫متشت إ أن وصلت قرب أشجار الزيتون اخللفية واساتندت‬

‫عىل واحدة منهن غافلة عان عيناان تربقاان بلرضاة صاافية‬

‫قريبا منها‬ ‫الزبرجد يف الظالم‪ ،‬أجفلها حو مه‬

‫‪ ¤‬ماذا تفعلو هنا يف هذا الوقتال‬

‫التفتت إليه وابتعدت عناه خطاوة متساك بقلبهاا‪ ،‬فاساتدرك‬

‫مهسه املرح‬ ‫بنف‬

‫‪ ¤‬هل أفزعتكال يا يل من وحش!‪...‬ماذا أفعل لتساحمينيال‬

‫‪942‬‬
‫ضحكت ترد عليه بمزاح ختفي تر رها به‬

‫‪ ¤‬أعطني الصورة التي أخفيتها‪.‬‬

‫ابتسم بإعجاب يستطع اخفاءرب بينام يقول‬

‫‪ ¤‬ملاذا الصورة و صاحبها أمامكال أنظري إليه ام تريدين‪.‬‬

‫لوال الظالم لظهرت احلمارة القانياة عاىل خادهيا‪ ،‬تلبكات و‬

‫أطرقت برأساها‪ ،‬فتقادم يلغاي تلاك اخلطاوة يكمال مهساه‬

‫صادرها الاذي‬ ‫بصوت أجش زاد من رضبات قلبها وتانف‬

‫يعلو وينلفل برسعة‬

‫‪943‬‬
‫‪ ¤‬حبيبتي طاغية اجلامل‪ ،‬خرضاء العيون‪ ،‬تعلم أين هبا مفتون‪،‬‬

‫من حويل حائرون‪ ،‬هل هناية هذا احلاب‬ ‫حايل عجيب والنا‬

‫اجلنونال‬

‫تتحمل تستدير لتفر من أمامه‪ ،‬فوقفت حو ناادى باسامها‬

‫يقول‬

‫‪ ¤‬مريم! سر مل بقيتهاا يف الوقات املناساب‪...‬غدا باإذن اهلل‬

‫سرطلبك من أمي فرنا ال أستطيع االنتظار أ ر ‪...‬يف العاارشة‬

‫مساء ستجدين الصورة أمام باب غرفتاك إن أخاذهتا تيقنات‬

‫من موافقتك وإن تفعيل تكونو قد ألقيت بقلبي يف اجلحيم ‪.‬‬

‫‪944‬‬
‫انرصفت جتري لغرفتهاا وهاي تشاد عاىل قلبهاا بيادها رناه‬

‫سيفلت منها وهيرب ا صاحبه‪ ،‬ابتسامة بلهاء يعرفها ل من‬

‫تدله يف هوى آخر تزين شفتاها الزهريتو‪ ،‬تردد لنفسها " قال‬

‫حبيبتي‪ ،‬يا إ ي! يريد الزواج يب!"‬

‫*****‬

‫محلها فري هبا إ جناحهام والعميد يلحق هبام وحو جتاوزوا‬

‫مدخل غرفة الضيوف هتف ينادي حممود‬

‫‪ ¤‬حممود احلق بنا! جديت حقيبة اإلسعافات فورا ‪.‬‬

‫‪945‬‬
‫حترك اجلميع من مكانه يتبعون ليث أو م حممود الذي طلب‬

‫منهم االنتظار خارج غرفتها‪ ،‬فانتظروا يف غرفة االستقبال و‬

‫يسمح إال لليث الذي أرص عىل البقاء بصفته زوجها‪،‬‬

‫تساءلت السيدة زهرة بحنق بينام تقف جوار زوجها‬

‫‪ ¤‬هل هذرب الفتاة مريضةال ملاذا تفقد الوعي رياال‬

‫رمتها محاهتا بنظرة نارية أسكتتها والسيدة عائشة قد عادت إ‬

‫البكاء والدعاء فت مسك هبا سهى لتواسايها ‪...‬اقارتب السايد‬

‫يوسف من العميد املنزوي بعيدا عنهم شارد يفكر وسرله بقلق‬

‫‪ ¤‬ما الذي حصل باملكتب حتى أغمي عليهاال‬

‫‪946‬‬
‫أطرق اجلميع سمعه بفضول حتاى بياان التاي بادأت الريباة‬

‫تتسلل إ عقلها من املوضو برمته‪ ،‬فرد العميد يعلل إغامئها‬

‫‪ ¤‬أعلمناها هبوية من يريد خطفها‪ ،‬فلم تتحمل‪.‬‬

‫هتفت السيدة عائشة‬

‫‪ ¤‬من هو سيد مصطفىال منال‬

‫قطع عليهم سبيل التساؤالت بردرب احلازم‬

‫‪ ¤‬ال يمكننا البوح باسمه حتى نقبل عليه‪.‬‬

‫تدخل السيد أمحد‪ ،‬مستفرسا بحرية‬

‫‪ ¤‬يلزمكم أدلة بعدال هل هذا ما يؤخر مال‬

‫‪947‬‬
‫أومر بجمود‪ ،‬فسكتت التساؤالت منتظرين انقضاء القضية‪.‬‬

‫داخل الغرفة‪ ،‬التفت حممود إ ليث‪ ،‬خيربرب‬

‫‪ ¤‬إنه الضغط جمددا لقد ارتفع وهذا غري جيد باملرة‪ ،‬سرحقنها‬

‫بالدواء م أوقظها ‪...‬لياث!‪ ....‬ورد فاب أن تتعاال لادى‬

‫طبيبة نفسية‪ ،‬حالتها تترخر‪ ،‬أنا أرها هكذا بحيايت‪.‬‬

‫قلق وعينيه عليها ال حتيدان‬ ‫أجابه بعبو‬

‫‪ ¤‬أعلم لكن يف سرقنعهاال‬

‫رد عليه بغموض بعد أن حقنها وتر ها ليستقيم بظهررب‬

‫‪ ¤‬ل ما أعلمه برنك مذ دخلت حياهتا حر ت ل يشء را د‬

‫هبا‪ ،‬ال أعلم إن ان سيفيض إ األفضل أو األسوء!‬


‫‪948‬‬
‫بدأ بإيقاظها‪ ،‬فتمتمت بكلامت جعلت حمماود يقطاب غضابا‬

‫وينظر نحو ليث‪ ،‬متسائال بعينيه اجلاحظتو‬

‫‪ ¤‬قتلها ‪...‬قتت‪...‬ل رر‪..‬نا أمامي‪ ..‬عينا‪..‬ها ‪... .‬قت‪ .‬ا‪.‬‬

‫له برجاء‬ ‫قلب ليث عينيه بنزق هيم‬

‫اآلن ‪.‬‬ ‫‪ ¤‬من فضلك‪ ،‬لي‬

‫رفرفت بجفنيها متسك برأساها‪ ،‬حتر ات بمكاهناا لاتجل ‪،‬‬

‫بضعف‬ ‫فساعدها حممود بينام هتم‬

‫‪ ¤‬رأيس يؤملني‪ ،‬ماذا حدثال‬

‫ماء رشبته دفعة واحدة وطلب منه ليث‬ ‫مد إليها حممود بكر‬

‫تر ه معها عىل انفراد م رافقه إ الباب يستفرس منه بلفوت‬


‫‪949‬‬
‫‪ ¤‬هل تعرف طبيبة متمرسةال‬

‫أخرج حممود بطاقة مان جياب سارتته يسالمها إياارب‪ ،‬مشايدا‬

‫بالطبيبة وهو يرمي أخته بنظرة متفقدة‬

‫‪ ¤‬هي د تورة مو وقة ومعروفة برباعتها‪.‬‬

‫م أمسك بيد ليث قبل أن ينرصف‪ ،‬مضيفا‬

‫‪ ¤‬فب أن أعرف ل يشء ‪.‬‬

‫هز رأسه بتفهم م أقفل الباب خلفاه والتفات إ ورد خيطاو‬

‫بجانبها عىل الرسير‪ ،‬توترت تنكمش عاىل‬ ‫نحوها حتى جل‬

‫نفسها إ أن التصقت بحافة الرسير‪ ،‬فقال بكل رقة قد تعلمها‬

‫يف حياته‬

‫‪950‬‬
‫‪ ¤‬مكاين هنا‪ ،‬فاعتادي قريب منك‪ ،‬دائام سار ون بجانباك ماا‬

‫دمت حيا بإذن اهلل‪.‬‬

‫ظلت جامدة مكاهنا تضم جسدها‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬ورد من أجلك ومن أجل والدك والسايدة عائشاة التاي ال‬

‫جتف دموعها‪ ،‬فب أن تتعاجلي‪.‬‬

‫رفعت رأسها بحرية تنظر إليه‪ ،‬فرشار برأسه مؤ دا‬

‫من الرعب الذي يصيبك لام اقارتب‬ ‫‪ ¤‬أال تريدين التلل‬

‫منك رجلال حتى أخوك حممود ‪..‬أال تريادين عايش حياتاك‬

‫دون ضغوطات أو خماوفال‬

‫‪951‬‬
‫تلكر قليال م استطرد‬

‫‪ ¤‬اال تريدين إعطاء فرصة لعالقتناال‬

‫بضعف وير‬ ‫نزلت دموعها هتم‬

‫‪ ¤‬أخربتني أنك لن ترت ني‪.‬‬

‫اقرتب وقلبه يعترص أملا ملصاهبا‪ ،‬فانكمشت أ ر ليزفر ويمشط‬

‫عىل شعررب برصابعه بقلة حيلة‪ ،‬فقرر حماورهتا علاه فاد إليهاا‬

‫سبيال ممهدا خاليا من أشوا ها املميتة‬

‫‪ ¤‬مما محتك رناال‬

‫أطرقت برأسها ترجتف فاستطرد بحزم‬

‫‪952‬‬
‫‪ ¤‬ورد! املوضو أ رب من مشاهدة جريماة قتال ‪..‬يشء آخار‬

‫توغل بداخلك حتى تفشى وحتكم بكل خالياك و منعك عن‬

‫عيش حياتك بطبيعية وهذا يسمى مرض نفل‪.‬‬

‫رقق نربته أ ر نظرات ه بينام حياول باستمرار دق مجيع أبواهبا‬

‫عيبا حبيبتي‪ ،‬فهو ااألمراض األخارى‬ ‫‪ ¤‬العلة النفسية لي‬

‫نبحث عن أسبابه لنتفاداها ونرخذ عالجها إ أن نشفى بإذن‬

‫اهلل ااام فعاال معااك حممااود اآلن‪ ،‬فكااري جياادا وإن قااررت‬

‫الذهاب‪ ،‬سار ون معاك خطاوة بلطاوة حتاى إن رفضات‪،‬‬

‫ضعي قويل يف رأسك‪ ،‬أنا لن أتر ك أبدا لكن سرظل قلقا عىل‬

‫صحتك‪.‬‬

‫‪953‬‬
‫وضع البطاقة يف حجرها يضيف‬

‫‪ ¤‬حو تقررين‪ ،‬فقط ابلغيني‪.‬‬

‫م هنل تار ا إياها تنظر إ البطاقة يف حجرها‪ ،‬تفكر يف مجل‬

‫علقت برأسها " أال تريدين إعطااء فرصاة لعالقتناا" ومجلاة‬

‫أخرى سمعتها صباحا من فم اجلادة "احلاب باو الزوجاة و‬

‫ذعرا بل‬ ‫زوجته عظيم ومقد " زادت دقات قلبها لكن لي‬

‫إحساسا آخر لذيذ أرخى أوصا ا‪.‬‬

‫دخل عليها العميد والسيدة عائشة التي انادفعت إ الرساير‬

‫حتضنها بينام تقول بنربة متهدجة‬

‫‪ ¤‬يف حالك ابنتيال أرعبتني عليك‪.‬‬

‫‪954‬‬
‫مهست ورد و عيناها عىل والدها الاذي امحار وجهاه غضابا‪،‬‬

‫تعلم جيدا يف سيكون سعيه لالنتقام من ذلك املجرم وظل‬

‫يباد ا نظراهتا القلقة بارخرى غاضابة خمتلطاة بلازي و رناه‬

‫يترسف ا عن غيابه عنها يف أشد وقت احتاجته فيها‪.‬‬

‫غادر اجلميع بعد أن اطمرنوا عليها وظلت ممسكة بالبطاقة بو‬

‫يدها بشدة تفكر برنه حان الوقت لتقف عىل رجليها‪ ،‬لن ترتك‬

‫والدها يضيع منها ام ضاعت منها هويتها‪ .‬يكفي ما عاشه يف‬

‫حياته‪ ،‬لن تسمح برن يعيش الباقي يف مهوم ال حرص ا وأيضا‬

‫هو' نعم فارسها الذي وعدها برنه لن يرت هاا أبادا دون غاياة‬

‫وال مطامع‪ ،‬فقط ألناه حيبهاا ‪....‬حيبهاا هاي' ذلاك الرجال‪،‬‬

‫‪955‬‬
‫الضابط املمتاز بكل هيبته ورجولته وأخالقه احلميادة حيبهاا‬

‫هي'‬

‫‪ ¤‬ب تبتسموال‬

‫رفعت عيناها إ ليث الذي تشعر به متى دخل ام تشاعر‬

‫ببسمتها حتى أرسلت فها إ فمها لتتر د برهنا حقا تبتسام‪،‬‬

‫تفكريها بمشااعررب نحوهاا فعلهاا تبتسام‪ ،‬مللمات نفساها و‬

‫عىل الرسير‪ :‬رحل أيبال‬ ‫مهست بتوتر لقربه منها‪ ،‬فل‬

‫تنهد برسف يتذ ر مدى غضبه وقلقه عىل ابنته و يرد الرحيل‬

‫وتر ها إال حو وعدرب برنه سيساعدها بكل ما أويت من حيلاة‬

‫وسيدفع هبا دفعا نحو املعاجلة‪ ،‬رد عليها قائال‬

‫‪956‬‬
‫‪ ¤‬أجل‪ ،‬لقد رحل اجلميع ‪...‬بامذا تشعرين اآلنال‬

‫مهست قبل أن يسمعا طرقات عىل الباب قام عىل إ رها ليفتح‬

‫الباب ‪ :‬بلري‪ ،‬احلمد هلل‪.‬‬

‫‪¤‬إهنا جديت‪ ،‬أرسلت الطعام‪.‬‬

‫بالقرب منها متعمادا لكاي‬ ‫وضعه أمامها عىل الرسير وجل‬

‫تعتاد قربه‪ ،‬رمق البطاقة بيدها تشد عليها بقوة‪ ،‬جتاهال ذلاك‬

‫وأخذ قطعة من اخلبز يمألها بقليل من اجلبن و مد يدرب هباا إ‬

‫فمها‪ ،‬فتسمرت تنظر إليه تارة وإ اللقمة بيادرب تاارة أخارى‬

‫ا باسام يرمقها بحاب ورجااء ‪ :‬أقسام برهناا لان‬ ‫حتى مه‬

‫‪957‬‬
‫منك يدا أو رجل‪ ،‬هيا! حاويل تق ُّبيل قربك‬ ‫تر لك ولن تنق‬

‫فالقدر اختارين زوجا لك و ‪ .......‬و أحبك‪.‬‬

‫ساهية تتابع مهسه فتحت شفتاها دون وعاي ماع أخار لماة‬

‫لتجفل عىل وضعه اللقمة داخل فمها‪ ،‬أطرقت بعينيها تشاعر‬

‫بقلبها يدوي مكانه واحلرارة تلهب برشة وجهها وهو يترمال‬

‫محرة خدهيا‪ ،‬سعيد بلحظاته معها‪ ،‬يشعر هبا ابنته التي حتتاجاه‬

‫قباال أن تكااون حبيبتااه وزوجتااه‪ ،‬وعاادا عليااه ساايحميها‬

‫وسيللصها من خماوفها وذلك احلقاري وابناه سيضاعهام وراء‬

‫القضبان ولو ان آخر يشء يفعله يف حياته‪ ،‬يعلام برناه قاد‬

‫قطب غضبا بسبب أفكاررب حاول املجارمو إال حاو مهسات‬

‫تسرله بحرية ‪ :‬ما بكال‬

‫‪958‬‬
‫أعااد أنظاااررب إ عينيهاا السااوادين الالمعاو باادمو تتهاادد‬

‫باالهنامر‪ ،‬فهتف بضيق مشفق ‪ :‬ب الدمو اآلنال‬

‫قطبت جمددا بريباة ورفعات فهاا إ عينيهاا لتكتشاف هباام‬

‫ام ا تشفت اإلبتساامة قبال قليال‪ ،‬ففكارت "مااذا‬ ‫الدمو‬

‫اآلنال هل صار جسدي يتحكم بنفسهال هل يا ترى هذرب بوادر‬

‫فقداين لعقيلال"‬

‫‪ ¤‬هييييه! ورد بامذا ترشدينال‬

‫اهتزت عيناها إجفاال م نظرت إ البطاقة لربهة قبل أن ترفع‬

‫رأسها إليه تقول‬

‫‪ ¤‬ليث‪ ،‬أنا أريد الذهاب للطبيبة‪.‬‬

‫‪959‬‬
‫حتمست أوصاله يبتسم برضا فيبها‬

‫‪ ¤‬جيد ‪،‬جيد جدا ‪...‬هذرب صغرييت!‬

‫اهتزت بشدة وتغاريت تعاابري قساامت وجههاا حتاى اساود‬

‫واستقامت تغادر الرسير بعنف فاجر ليث الذي وقف مترهباا‬

‫هو اآلخر ال يدري ما هباال يراها متسك جانبي رأساها بكلتاا‬

‫يدهيا فيستفرس منها بحذر‬

‫‪ ¤‬ورد! ماذا هناك ال‬

‫التفتت إليه فبهت من مالماح التقازز واالحتقاار املطلاة مان‬

‫نظراهتا قبل مالحمها املجعدة قرفا‪ ،‬تقول بإرصار وتو يد عىل‬

‫ل لمة‬

‫‪960‬‬
‫‪ ¤‬ال تناديني أبدا‪ ،‬أبدا بصغرييت‪.‬‬

‫وجهت إليه سبابتها تنبهه بحزم وجدية‪ ،‬رنه شتمها‬

‫‪ ¤‬أبدا ال أريد سامعها منك‪.‬‬

‫رفع يديه يبسطهام عموديا‪ ،‬مستسلام حريان ال يفهم منها شيئا‬

‫واعتذر هبدوء‬

‫‪ ¤‬أنا آسف حقا‪ ،‬أ ن أعلم برن تلك الكلماة تزعجاك لان‬

‫أعيدها أبدا‪ ،‬آسف! سرتر ك لرتتاحي وسنذهب غدا إن شاء‬

‫اهلل إ الطبيبة ارتاحي وال تفكري بيشء سي ‪ ،‬تصبحو عاىل‬

‫خري ‪.‬‬

‫‪961‬‬
‫توجه نحو الباب يرجو ربه أن ال يفقد ما وصل إليه معها بينام‬

‫هي تراقبه حتى أغلق الباب‪ ،‬فزفرت بشدة حانقاة مماا فعلتاه‬

‫لكن ما بيدها من حيلة ال تريد أن يربط باو فارساها وذلاك‬

‫املجرم أي يشء حتى لمة اان احلقاري ينادهياا هباا‪ ،‬أنزلات‬

‫تفاها بتعب وتقدمت إ دوالهبا لتغري ياهبا وتنهي يوما آخر‬

‫طويل ريامها األخرية‪ ،‬تعلم برن القادم أطول‪.‬‬

‫****‬

‫**اليوم التايل**‬

‫قاماات بااا را متحمسااة للحصااة ال ال ااة مااع الااد تور مفيااد‬

‫*األصلع*! وظلت تبحث بو مالبسها لساعة املة حتاى‬

‫‪962‬‬
‫وقع اختيارها أخريا عىل فساتان رماادي عينيهاا‪ ،‬طويال إ‬

‫الكعبو معه سارتة ساوداء‪ ،‬و ارتادت حاذاء أساود بكعاب‬

‫متوسط أنيق‪ ،‬شعرها البني مصفف جممو خلف رأسها عليه‬

‫وشاح رمادي‪ ،‬التقطات هاديتها ووضاعتها يف حقيباة يادها‬

‫بعناية وخرجت من غرفتها‪ .‬وجدت شقيقها عىل املائادة يادرب‬

‫حتت ذقنه والكتبة عنوان مالحمه‪ ،‬متتمت بصباح اخلري فاستقام‬

‫يقبلها عىل رأسها دون أن ينتبه إليها‪ ،‬ام تقادمها إ اخلاارج‬

‫حيث السيارة‪ .‬حاولت جذب أطراف احلديث معه لتعلم ماا‬

‫به لكنه يكن يرد إال هبمهامت تفهم منها شيئا‪ ،‬فتحت اام‬

‫السيدة زينب العادة فقطبت حو يشا سها سمري عادته‪،‬‬

‫فقط ألقى سالما باردا ردته بربرد منه م وقف و أشار ألختاه‬

‫‪963‬‬
‫بالدخول‪ ،‬اقرتبت السيدة زينب من سامري و ختاربرب بلفاوت‬

‫سمعه جيدا وهي تراقب تقدم أسامء نحو املكتب‬

‫‪ ¤‬هذرب الفتاة تزداد مجاال ل مرة حترضها إ هنا‪.‬‬

‫التفت إليها يستغرب من قو ا‬

‫‪ ¤‬ماذا قلتال‬

‫مططت شفتاها وقلبت عينيها بضجر و تذمر‪ ،‬تعقب‬

‫‪ ¤‬صباح اخلري‪ ،‬أ اآلن استيقظتال لقد ظننات برناك الزلات‬

‫نائام ‪..‬ال عجب إن انت شمسك ترشق بعد‪ ،‬هل خربتهاا‬

‫وتربعت عىل تلتهاال‬

‫ضم حاجبارب يلوي جانب شفته العليا هبزؤ‪ ،‬يرد‬


‫‪964‬‬
‫‪ ¤‬من أين لك بتلك احلكم ال‪ ...‬فذة!‬

‫أجابت وهي تبتعد عنه نحو مكتبها‬

‫‪ ¤‬يل صديقة مرصية علمتني أم لة رائعة تصيب صميم املعاين‪.‬‬

‫عاد إليه مرحه واقرتب منها‪ ،‬جميبا‬

‫‪ ¤‬حكمة مجيلة‪ ،‬لكنني أخرهبا بل أخشى أن خترهبا هي ولن‬

‫فمعنا حينها مكان أنا وهي حتى تلتها‪.‬‬

‫أجابته بنزق‬

‫‪ ¤‬لن خيرهبا سواك وسرتى! تذ ر قويل هذا ام أنات حتاى‬

‫تفهم احلكمة ‪..‬أف! جيل جاهل!‬

‫‪965‬‬
‫تقدمت عىل استحياء توارب الباب هبدوء‪ ،‬ملحته عىل جلساته‬

‫املعتادة خلف مكتبه ذي الرائحة العطرة‪ ،‬رائحة العرعار‪ .‬رفع‬

‫رأسه إليها فابتسم ابتسامته اجلانبية التي جتعلها حتدق به بقلاة‬

‫حيلة وقام من مكتبه‪ ،‬يقول بينام خيطو نحوها‬

‫‪ ¤‬مرحبا بك آنسة أسامء‪ ،‬يف حالكال‬

‫متتمت ب بلري وظلت مكاهناا إ أن وصال إليهاا‪ ،‬يضايف‬

‫مستفرسا‬

‫‪ ¤‬أين نجل ال املرة املاضيةال‬

‫أومرت وخطت إ األريكة وجلساا متقاابلو تفصال بيانهام‬

‫هبا تشغل الطاولة الزجاجية املنلفضة مسااحة‬ ‫مسافة ال بر‬

‫‪966‬‬
‫منها‪ ،‬لفت انتباهه ما تفعله وراقبها بابتسامته املعتادة بينام تزيل‬

‫املزهرية املتوسطة للطاولة م فتحت حقيبتها اليدوية وسحبت‬

‫املنديل املطوي بعناية وقامت بفرشه فوق املائدة‪.‬‬

‫أعجبه للغاية بالباقة املطارزة علياه الباقاة يف املزهرياة التاي‬

‫أعادهتا إ املائدة لكن عىل اجلانب فرصبحت الرسمة املطارزة‬

‫ا‪ ،‬قال بتقدير‬ ‫انعكا‬

‫‪ ¤‬مبهر! أنت فعال ماهرة‪.‬‬

‫باقاة الاورد‬ ‫ابتسمت بسعادة وسحبت منديال أصاغر بانف‬

‫تبسط يدها به نحورب‪ ،‬فنهل ليلتقطه قبل أن يعود إ األريكة‬

‫‪967‬‬
‫املقابلة‪ ،‬بسطه ليترمله قليال م أعاد طييه ودسه داخل جياب‬

‫رسواله حتت أنظارها ال اقبة‪ ،‬نظر إليها شا را‬

‫‪ ¤‬أ شكرك‪ ،‬هديتك رائعة وأنا أنصحك بفتح معرض خااص‬

‫بك و إن احتجت لزبائن وأنا أشك بذلك يمكنني مساعدتك‪.‬‬

‫ابتسمت ترد ب 'شكرا' خافتة‪ ،‬فنظر إ دفارترب رناه يكتاب‬

‫شيئا وهو يقول‬

‫‪ ¤‬آنسة أسامء‪ ،‬أمتنى أن تعطيني شيئاال‬

‫رمقته بحرية‪ ،‬فر مل يفرس برسمية وهدوء ‪:‬إهنا احلصة ال ال ة‬

‫و ل مرة نتجول برروقة جانبية لعقلك و لام اقرتبنا من بااب‬

‫‪968‬‬
‫مهم تنعطفو إ رواق آخر جانبي ‪...‬واليوم أمتنى فعال فاتح‬

‫باب من األبواب املهمة‪ ،‬ما رأيكال‬

‫جتبااه باال هنضاات وحر اات قاادماها إ أن بلغاات احلااائط‬

‫الزجاجي‪ ،‬أسندت يدهيا وجبهتها عىل بلوررب ام قالات بيانام‬

‫ترمق الشار وحر ة النا‬

‫‪ ¤‬لقد حاولت إهناء حيايت بيدي الث مرات‪ ،‬أتصدق ذلكال‬

‫ل ما ظهر من تر ررب هو حترك طفيف لعضالة وجهاه حمافظاا‬

‫بتوسل‬ ‫عىل صمته حتى التفتت إليه هتم‬

‫‪ ¤‬أرجوك ال خترب أخي‪ ،‬سيحبط ويعتقد برنه حيمني باام فياه‬

‫الكفاية‪.‬‬

‫‪969‬‬
‫ابتسم بينام يطمئنها‬

‫‪ ¤‬ل ما يقال هنا يبقى هنا آنسة أسامء‪ ،‬فاطمئني‪.‬‬

‫تلفتت حو ا م عادت إليه تقول‬

‫‪ ¤‬أستطع فعلها‪ ،‬يف ل مرة يصدح صوت والاديت يف عقايل‬


‫اادي ا هل ِ‬
‫ِ ِ‬
‫اذي بن‬ ‫بتية قرآنية انت تتلوهاا باساتمرار‪( ،‬ق ْال بياا ع بب ب‬

‫اة اهللهِ إِ هن اهللهب بي ْغ ِفاار‬


‫محا ِ‬
‫اه ْم بال بت ْقنبطااوا ِم ا ْن بر ْ ب‬
‫اىل بأ ْنف ِسا ِ‬ ‫بأ ْ ب‬
‫رسفااوا بعا ب‬

‫الار ِحيم) مالزمارت فارتراجع‬


‫ه‬ ‫اور‬ ‫ف‬ ‫ب‬
‫غ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫او‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫اه‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫يع‬‫الذنوب بمجِ‬
‫ُّ ب‬

‫وأفضل جحيم حيايت عىل جحيم اآلخرة‪.‬‬

‫سر ا ‪ :‬ملاذا حياتك جحيم يا آنسة أسامءال‬

‫نظرت إليه بر ‪ ،‬فغري سؤاله‬

‫‪970‬‬
‫‪ ¤‬متى أصبحت حياتك جحيامال‬

‫أمالت رأسها‪ ،‬جتيبه‬

‫‪ ¤‬منذ وفاة والدي‪.‬‬

‫فتحدث‬

‫‪ ¤‬هل زواج أمك مرة تانية يكن بصاحلكال‬

‫قست نظاراهتا جتيب بحدة‬

‫‪ ¤‬أمي ترد الزواج لكن جدي أجربها ‪....‬رمحهام اهلل مجيعا‪.‬‬

‫متتم بالرمحة‪ ،‬فرلقى بسؤاله التايل‬

‫‪ ¤‬ما سبب وفاة والدتكال‬

‫‪971‬‬
‫رمته بنظرة نارية حارقة‪ ،‬فاستدرك‬

‫‪ ¤‬سمري حكى عن موت والدتك لكنه يعتقد برنك ذ ِ‬


‫بت عىل‬

‫الرشطي‪.‬‬

‫هبتت أسامء يطغى عليها اجلز ‪ ،‬فررس يكمل موضحا‬

‫متر دا‪ ،‬لقد ان طفاال واملصاائب بعادها توالات‬ ‫‪ ¤‬هو لي‬

‫عليكام فجعلته ينسى لكن تظل تلك النظرة من عينياك حاو‬

‫أخربت الرشطي بانزالق والدتك حتريرب ‪...‬فام الذي حدثال و‬

‫أعيد المي مؤ دا‪ ،‬ل ما تقولينه هنا لن يتعدى جدران هذرب‬

‫الغرفة‪.‬‬

‫‪972‬‬
‫حتملهااا رجليهااا ماان رعااب الااذ رى‪ ،‬فاسااتندت بمسااند‬

‫الكريس الطويل حتى جلست عىل حافته‪ ،‬تشعر بإهناك شديد‬

‫فحطت برأسها ونصف جسدها عايل الكاريس بيانام قادميها‬

‫أراحاتهام عاىل األرض‪ ،‬تر هاا عاىل راحتهاا وحتارك ليحتال‬

‫بضايا‬ ‫الكريس الصغري قبالتها هبدوء‪ ،‬ينصات إليهاا هتما‬

‫وعينيها عىل نقطة ومهية‬

‫‪ ¤‬تشاجرت معه وهم برضهبا العادة لكنها تسلحت بشجاعة‬

‫ال أعلم يف ا تسبتها‪ ،‬فرمسكت بيديه و ان أقوى منها يرمى‬

‫هبا الدمية‪ ،‬فوقعات عاىل ظهرهاا واصاطدم رأساها بحافاة‬

‫الطاولة وأنا هناك بجانبهام ملتصاقة باحلاائط أرجتاف خوفاا‪،‬‬

‫سقطت أمامي وحر ت رأسها نحوي تنظر إ بقلق ورعاب‬

‫‪973‬‬
‫وشفقة ‪...‬جسدها اهتز الث مارات تتماتم أظان بالشاهادة‬

‫الث مرات‪ ،‬واحدة ا نان الث وساكون و تغلاق عينيهاا‪،‬‬

‫إذن هي ليست نائمة وال غائبة عن الوعي بل ماتت ومقلتيهاا‬

‫نظرة القلق والرعب و الشافقة ‪ ...‬والك اري‬ ‫جتمدتا عىل نف‬

‫من الدم األمحر القاين حييط هبا رب ة محراء‪.‬‬

‫بلعت ريقهاا بمشاقة و ارن حلقهاا أنبات الشاوك‪ ،‬أحسات‬

‫برطوبة دافئة عىل وجنتيها‪ ،‬فلمستها برصابعها لتكتشف برهناا‬

‫تبكي وبحرقة‪ ،‬حر ت رأ سها لتجد مكانه عىل الكريس مبتل‪،‬‬

‫فالتفتت إليه متفاجئة‪ ،‬فتكلم أخريا‪ ،‬قائال بصوت أفلات مناه‬

‫متر را رغام عنه‬

‫‪974‬‬
‫‪ ¤‬أجل ‪...‬إهنا الدمو ‪ ،‬لقد سمحت ا أخريا باخلروج لتلرج‬

‫معها ل البشاعة بداخلك وهذرب ليست إال البداية‪.‬‬

‫****‬

‫**قبل ساعتو**‬

‫يغمل ا جفن بليلتها تلك تفك ر بذهاهبا إ الطبيبة‪ ،‬مااذا‬

‫ستقول و يف وبامذا سيفيدهاال ولكل سؤال تتوصل جلاواب‬

‫اس برلوا بأ ْه بل الذ ْ ِر إِن نات ْم بال بت ْع بلم ب‬


‫اون)‪ ...‬ستسالم‬ ‫واحد ( بف ْ‬
‫أمرها هلل‪ ،‬ترخذ باألسباب وتتو ل عىل احلي الذي ال يموت‪،‬‬

‫رفع آذان الفجر فقامت تلبي النداء و هي تبكي حتماد اهلل أن‬

‫نعمة البكاء قد عادت إليها ترجورب التوفيق والشافاء‪ ،‬وماا إن‬

‫‪975‬‬
‫أشاعتها الدافئاة حتاى اساتعدت وارتادت‬ ‫أرسلت الشم‬

‫مالبسها وخرجت من غرفتها‪ ،‬فالتقت به خارجا هاو اآلخار‬

‫عينيه محاراوان مان التعاب لتادرك بارن هنااك مان شاار ها‬

‫سهادها‪ ،‬م هيون عليهاا ال يشء يشاار ها فياه! و ياف‬

‫تعرف هبذرب املشاعر من قبلال و رهنا تكن حياة! ابتسام اا‬

‫بمودة وبعل املرح يقول‬

‫‪ ¤‬السالم عليك وصباح اخلري‬

‫فبادلته ابتسامته بواحدة دافئة أسعدت قلبه وأنسته تقلبه فوق‬

‫رسيررب طوال الليل‪ ،‬يتعاذب خوفاا عليهاا وقلاة صاربرب عاىل‬

‫بعادها‪ ،‬جتيبه‬

‫‪976‬‬
‫‪ ¤‬عليك السالم وأسعد اهلل صباحك ‪.‬‬

‫خرجا من جناحهام وقلبيهام يرقصان عىل نغماة واحادة ارن‬

‫معر تهام وحدهتام فرصبحا قلبا واحدا ينبل بحياة‪.‬‬

‫انت العائلة جمموعة حول مائدة الفطور حيث ألقياا الساالم‬

‫ليث بينام ورد تفعل ما ربتها عليه السيدة عائشة‪،‬‬ ‫قبل أن فل‬

‫قبلت ظهر ف ل من اجلدين ومحاها ومحاهتا تلقي عىل ال‬

‫واحد منهم التحية وهم يستغربون ذلك باست ناء اجلدة واجلد‬

‫الذي قال باسام بتقدير‬

‫‪¤‬هل تعلمو بنيتيال أنت تقومو بإحياء عادة ماتت يف زماننا‬

‫هذا‪.‬‬

‫‪977‬‬
‫الصغار منهم بواحدة‪ ،‬يستطرد‬ ‫شملهم بنظرة م خ‬

‫‪ ¤‬يف صغري نت أقبال ياد أماي وأيب وجاداي ال صاباح‬

‫وعندما أذهب للنوم ويف التجمعات الصغري دوما يقبل ظهار‬

‫ف الكبار‪ ،‬انت عادة ذات هيباة تشاعر الكباري بااالحرتام‬

‫والتقدير‪.‬‬

‫م التفت إ اجلدة يبتسم بمرح أضحكهم‬

‫‪ ¤‬و هذا من األسباب األساسية التي دفعت بارمي رمحهاا اهلل‬

‫لتلتار يل 'طيبة' زوجة‪ ،‬ألهنا من أ ر البنات خلقاا مان باو‬

‫معارفنا و انت تقبل ظهر ف ل من تصافحها من النسااء‪،‬‬

‫قبلت يد أمي من هنا واختارهتا نة من هنا‪.‬‬

‫‪978‬‬
‫ضحك اجلميع بمرح واجلادة ترمقاه بعتااب مصاطنع‪ ،‬بيانام‬

‫توضح األمر ‪ :‬يف بلدتنا انت النسوة حو يتصاافحن يقابلن‬

‫أظهر ف بعضهن و ذلك يفعل الرجاال فايام بيانهم‪ ،‬عاادة‬

‫املصافحة لدينا ا نت بتقبيال ال واحاد لظهار اف اآلخار‬

‫الطريقة يكن أمرا ذا‬ ‫والزال هناك من بلديت من يسلم بنف‬

‫شرن عظيم‪ ،‬بل عادة تربينا عليهاا لكان اآلن يف عرصانا هاذا‬

‫قدرت األمر وأدر ت بقدر ذلك اخللق اجلميل‪.‬‬

‫أومروا بتفهم وتوجه السيد يوسف باحلديث إ ورد‪ ،‬يطمائن‬

‫عليها ‪ :‬يف تشعرين اآلن وردال‬

‫ابتسمت هبدوء بينام جتيبه‬

‫‪979‬‬
‫‪ ¤‬بلري عمي‪ ،‬شكرا لك‪.. .‬أنا آسفة ألنني أفزعتكم البارحة‪،‬‬

‫ضغطي يرتفع مؤخرا‪.‬‬

‫تدخلت محاهتا معلقة بضيق‬

‫‪ ¤‬طبعا‪ ،‬فمن يكون حتات التهدياد بااملوت واخلطاف يرتفاع‬

‫ضغطه‪.‬‬

‫التفت اجلميع إليها بنظرات اس تنكار وترنياب‪ ،‬فتقاوم هاتفاة‬

‫بضيق ‪ :‬من يقول احلق هبذا الزمان يعاب!‬

‫مهت باالنرصاف لكن ورد أوقفتها حتاول املهادنة‪ ،‬فيكفيهم ما‬

‫أحرضت إليهم من هم وغام ومشاا ل يتجرعوناه معاا لاذا‬

‫وقفت تقابلها ترمقها برجاء واعتذار‬

‫‪980‬‬
‫‪ ¤‬أمي! أنت حمقة‪ ،‬أنا حتت التهديد وقد أن أخطف بري وقت‬

‫لذلك أنا آسفة جللب املشاا ل معاي لكان أعادك إن ساببت‬

‫ألحد منكم أي أذية‪ ،‬سررحل دون رجعة‪.‬‬

‫انتفل ليث من مكانه رن حياة لدغتاه يلفات نظار اجلمياع‬

‫بترهبه استنكارا ملا قالته‪ ،‬حتى والدته التاي أبادت أسافا عاام‬

‫قالته‪ ،‬العادة تنطق قبل التفكري‪.‬‬

‫شملتها بنظرة متفقدة‪ ،‬تسر ا ‪ :‬هل أنت خارجةال‬

‫جاورها ليث فيب عنها‬

‫‪ ¤‬نعم أمي‪ ،‬ستذهب معي إ املر ز‪.‬‬

‫هزت رأسها وانسحبت بينام تقول‬

‫‪981‬‬
‫‪ ¤‬انتبها لنفسيكام جيدا ‪...‬يف حف اهلل و رعايته‪.‬‬

‫أشار ا ليث ليغادرا فودعا اجلمياع وماال اجلاد نحاو البقياة‬

‫حول املائدة‪ ،‬رنه يرسهم برس ضاحكا‬

‫‪ ¤‬تلك الفتاة فريدة من نوعها‪ ،‬تاذ رين بارخرى متلاك نفا‬

‫الصفات‪.‬‬

‫نطق آخر مجلته بينام يرمق حبيبة قلبه ورشيكة حياته التي تبادله‬

‫نظرة احلب والتقدير‪.‬‬ ‫نف‬

‫****‬

‫‪982‬‬
‫منزويان بر ن من أر ان الباحة يراقبان اآلخر يميش و فيا‬

‫أمامهام املجنون‪ ،‬ال يصدق برن فرصته لكسب مال من رئيسه‬

‫قد ضاعت‪ ،‬فهتف أحد اجلالسو‬

‫‪ ¤‬أجل ! لقد اتعبت رقبتينا من تتبعك ‪..‬من اجليد أنه رحال‬

‫عن هنا‪ ،‬أنا أرتح له أبدا‪.‬‬

‫زفر بضيق ورد عليه بينام يقعد جوارمها‬

‫‪ ¤‬مايل أنا بكال ترتاح أو ال إنه يعلم الك ري ‪..‬أنا متر د‪.‬‬

‫قال ال اين بامتعاض‬

‫‪ ¤‬لكنه جالب للمشاا ل‪ ،‬سامعت مهساات عان أعاداء لاه‬

‫رأيت بنفسك مشاجرته الدامياة ‪ ..‬مان‬


‫ب‬ ‫يريدون تصفيته ولقد‬

‫‪983‬‬
‫اجليد أهنم نقلورب إ سجن آخر إال نا ابتلينا بمشا له ونحان‬

‫يف غنى عن مزيد من املشا ل‪.‬‬

‫قام األول ومد يدرب لفيصل فذبه ليقف بينام يدعومها‬

‫الرجل فال خري به‪.‬‬ ‫‪ ¤‬هيا لنرشب الشاي وان‬

‫****‬

‫والرسور حتى أنه نل اسم املنشااوي‬ ‫استيق يغمررب احلام‬

‫ومشا لهم ‪ ،‬ترنق وتعطر وها هو يصافف شاعررب أماام املارآة‬

‫يدندن بمرح وهين نفسه‪ ،‬لقد أخاذت الصاورة‪ ،‬أخاذهتا و‬

‫تلقي بقلبه إ اجلحيم‪.‬‬

‫‪984‬‬
‫خرج من غرفته باح ا عن والدته‪ ،‬سرل عنها املساعدة فرخربته‬

‫برهنا التزال يف غرفتها‪ ،‬غري وجهته وطرق باهبا طرقاة واحادة‬

‫قبل أن يفتحه‪ .‬انت جالسة أمام املرآة حو رأت ولدها داخل‬

‫عليها وعينيه تربقان من الفرح أماا ابتساامته فملا شادقيه‪،‬‬

‫فتبسمت هي األخرى تعلم مبتغارب‪ ،‬قالت بينام تشري إليه بيدها‬

‫‪ ¤‬تعال حبيبي واحك يل عن سبب سعادتك الذي أناا أعرفاه‬

‫مسبقا‪.‬‬

‫ضحك هشام و هو يضم أمه جميبا بمرح‬

‫‪ ¤‬طبعا فرنت أمي والوحيدة التي تشعر يب‪.‬‬

‫‪985‬‬
‫قامت تسحبه معهاا وأجلساته باالقرب منهاا عاىل رسيرهاا‪،‬‬

‫ختاطبه‬

‫‪ ¤‬ف عن متلقك وأخربين برسا زيارتاك يل يف هاذا الوقات‬

‫البا ر من الصباح‪.‬‬

‫ربت عىل يدها خيربها مبارشة وبصدق‬

‫‪ ¤‬أريد أن أتزوج هبا‪.‬‬

‫ابتسمت تتساءل بمراوغة‬

‫‪ ¤‬منال‬

‫ضم حاجبارب‪ ،‬يراوغها باملقابل‬

‫‪¤‬ق ِ‬
‫لت قبل قليل برنك تعلمو‪ ،‬فمن تكونال‬
‫‪986‬‬
‫جانب وجهه بحنان بينام جتيبه‬ ‫ضحكت بمرح تلم‬

‫‪ ¤‬انه اليوم الذي أمتنارب حبيبي وسر ون أسعد أم هباذا الكاون‬

‫سرسر ا وإن وافقت نتو ل عىل اهلل ونقيم أمجل حفال زفااف‬

‫يليق بكام‪.‬‬

‫أجاب ب قة‬

‫‪ ¤‬هي موافقة ‪..‬أنا متر د‪.‬‬

‫فرجابته قائمة‬

‫‪ ¤‬وان يكن‪ ،‬فب أن أسر ا بنفل ‪...‬إهنا أمانة ولقد أقسمت‬

‫برن أصوهنا ‪...‬اذهب أنت لعملك و ليقدم اهلل ما فيه من خري‪.‬‬

‫****‬
‫‪987‬‬
‫**حاليا**‬

‫استقامت يف جلستها عىل الكاريس الطويال متساح دموعهاا‪،‬‬

‫فقال الطبيب‬

‫يف أن يبكي املرء من حو آلخر ‪..‬الدمو نعمة مان‬ ‫‪ ¤‬ال بر‬

‫اهلل تعد متنفسا للجسم ليفرغ طاقته السلبية‪.‬‬

‫عقبت بتهكم‬

‫‪ ¤‬ظننت برن دموعي جفت‪.‬‬

‫ابتسم جميبا‬

‫اي ال ينساى‬ ‫‪ ¤‬بل غضبك يسمح جلسمك بذرف الدمو‬

‫معاناتك‪ ،‬ظل خيرب عقلك برنك إن نسيت ل ما عانيته تكونو‬


‫‪988‬‬
‫خائنة‪ ،‬لكنك تكوين تعلمو برنك تدمرين جسمك برطرافه‬

‫وأعصابه‪.‬‬

‫هزت رأسها فاستدرك يسر ا‬

‫ِ‬
‫ذبت عىل الرشطيال‬ ‫‪ ¤‬ملا‬

‫هتربت منه بعينيها‪ ،‬قائلة‬

‫‪ ¤‬خفت عىل سمري ‪.‬‬

‫عادت ابتسامته اجلانبية متنهدا باستنكار‬

‫‪ ¤‬أسامء!‬

‫إلتفتت إليه تتر د إن نادى باسمها جمردا‪ ،‬فتجاهل ذلك يعياد‬

‫السؤال ‪ :‬ب أسامءال‬


‫‪989‬‬
‫ا تست مالمح وجهها باأل واخلوف بينام جتيبه‬

‫‪ ¤‬إنه خييفني‪ ،‬أنت ال تعرفه‪.‬‬

‫فسرل برتقب‪ :‬مازال خييفكال‬

‫أدارت وجهها عنه جتيب بجفاء ‪ :‬ال أعرف‪.‬‬

‫م قال يراوغها ‪ :‬أخربين سمري برنه اسرتجع البيت وما منعاه‬

‫عن رضبه وإدخاله الساجن إال أناه أضاحى عجاوزا مقعاد‪،‬‬

‫فلامذا ختافو منه اآلنال‬

‫جتبه‪ ،‬فزاد من ضغطه عليها‬

‫‪ ¤‬أنت ال تريدين إخباري سابب تسارتك علياه ‪...‬هال أنات‬

‫خجلة من قوله ون والدتك ماتت تدافع عنك ‪.‬‬


‫‪990‬‬
‫نظرت إلياه بحادة والناار تشاتعل بعينيهاا وصادرها يضايق‬

‫برنفاسه حتى ت‬

‫‪ ¤‬نعم ماتت تدافع عني ألن احلقري ان سيغتصبني ونعم أناا‬

‫خجلة! خجلة من نفلا‪ ،‬فبادل أن أزج بااملجرم يف الساجن‬

‫خفت من هتديداته و ذبت ‪ ..‬نت جبانة! أعرتف!‬

‫حرك الد تور رأسه يمينا وشامال‪ ،‬يعقب بحزم‬

‫‪ ¤‬ال! تكوين ج بانة بل نت طفلة واألطفال ال ينتظر مانهم‬

‫الشجاعة بل السلوك الطبيعي منهم هو اخلوف ألهنام أطفاال‬

‫صغار‪....‬و ل أم ترى صغارها بلطر تضاحي بنفساها مان‬

‫أجلهم‪ ،‬األمهات جبلن عىل ذلك فكفي عن إلقاء اللوم عاىل‬

‫‪991‬‬
‫نفسك‪ ،‬لقد ضيعت سنو رية يف ترنيب الضمري بدل القلاق‬

‫عىل مشا لك اخلاصة و عالجها‪.‬‬

‫حتدق به مبهوتة من منطق تفكر به من قبل‪ ،‬فوالدهتا دائام ما‬

‫ختربمها هي وسمري ب مدى حبهاا اام وأهناا ساتفعل أي يشء‬

‫ألجلهام و انت تنهرمها حاو يتادخالن بينهاا وباو زوجهاا‬

‫وأيضا انت صغرية ترجتاف مان الرعاب فقاط مان نظراتاه‬

‫الزائغة عليها وحو هددها إن فضحته سيغتصبها ويكمل ماا‬

‫نوى فعله صدقته و تستطع فتح فمها‪.‬‬

‫تنهدت بتعب الحظه ام الح تفكريها يف مقالته‪ ،‬فقرر إهناء‬

‫احلصة ‪:‬يكفي اليوم ونلتقي بعد غد إن شاء اهلل‪ ،‬فكري جيادا‬

‫فيام أخربتك به‪.‬‬


‫‪992‬‬
‫هنضا من مكاهنام يمد ا بعلباة دواء فتناولتهاا مناه متساائلة‪،‬‬

‫فرجاهبا مفرسا‬

‫‪ ¤‬هذا مهد‪ ،.‬العلبة هبا حبة واحدة فقط ترخذينها الليلاة فاام‬

‫قلته اليوم قد يشغل تفكريك و يسبب لاك األرق ‪ ...‬أ تاب‬

‫لك الدواء ألنك لست بحاجة إليه‪ ،‬ما حتتاجيناه هاو الاتكلم‬

‫عن ل ما عشته‪ ،‬حينها سايلرج وتنساينه‪....‬لن تصادقي و‬

‫لكنك سرتين مستقبال إن شاء اهلل‪.‬‬

‫أومرت م التفتت إ الباب‪ ،‬فلاطبها باسام هبدوء‬

‫‪ ¤‬آنسة أسامء‪ ،‬شكرا عىل ا دية إهنا مميزة‪.‬‬

‫‪993‬‬
‫ابتسمت و تلتفت إليه خشية أن يسمع دقات قلبها‪ ،‬جتيبه بينام‬

‫تفتح الباب ‪ :‬مرحبا بك‪.‬‬

‫سمعت شقيقها يقول لسيدة زينب‬

‫‪ ¤‬أناات حمقااة‪ ،‬ساارفعل برأيااك‪ ،‬ال مزيااد ماان االمتحانااات‪،‬‬

‫سرخربها بكل يشء‪.‬‬

‫فتدخلت قائلة ‪ :‬خترب من أخيال وبامذاال‬

‫توتر سمري‪ ،‬فصاحت السيدة زينب تلوح بيدها ساخرة‬

‫‪¤‬يا إ ي! يا فتاة ما هذرب العينوال لقد أصبحتا ذاك الدب‪ ،‬ما‬

‫اسمهال ارب نعم الباندا‪ ،‬احلامم أمامك‪ ،‬اذهباي ورتباي نفساك‪،‬‬

‫‪994‬‬
‫فهناك طبيب أطفال أمامناا ال أرياد ساام رصاخهام عنادما‬

‫خترجو‪ ،‬أم أنك نسيت طبلة أذين امل قوبة‪.‬‬

‫تفاجرت أسامء ترفع يدها إ عينيها بجز وفارت إ احلاامم‬

‫تشعر باحلرج من رؤية الطبيب ا يف تلك احلالة متالفية سمري‬

‫بحالة ذهول يعقب‬

‫‪ ¤‬يا اهلل! أسامء بكت بدمو ال أصدقال‬

‫أجابته بضجر بينام تلتفت عىل رسايها جتاررب خلاف املكتاب‬

‫لتسحب بعل امللفات‬

‫‪ ¤‬طبعا‪ ،‬إنه الد تور مفيد أم أنك نسيتال‬

‫‪995‬‬
‫غادرا العيادة و سمري قد قارر إخباار شمساه باحلقيقاة لكان‬

‫بطريقة عاطفية وطبعا ما رة حتى ال تنقلب عليه‪،‬‬

‫*هذا إن أمهلته الظروف*‬

‫****‬

‫وصال إ عنوان الد تورة‪ ،‬يتجاهل توترها حماوال ب ها األمان‬

‫وال قة ملا ستقدم عليه‪ ،‬بعد رؤية الفتاة باالستقبال أدخلتهام إ‬

‫قاعة ال تفرق عن خاصة الد تور مفيد بيشء ري سوى ألوان‬

‫األرائك‪ ،‬الستائر و الطالء‪ ،‬طبعا ال جدار زجاجي فقط نافذة‬

‫برية‪.‬‬

‫‪996‬‬
‫ملحت ورد امرأة حمجبة متلك مالمح مليحاة‪ ،‬قمحياة البرشاة‬

‫ترتدي نظا رات عىل عينيها الصغريتو حو وقفت وتقادمت‬

‫إليهام مبتسمة‪ ،‬قدرت ورد عمرها تقريبا باخلمسو‪ ،‬صافحتها‬

‫عىل أريكة أنيقاة مكساوة‬ ‫وحيت ليث وطلبت منهام اجللو‬

‫باجللد األسود الالمع م جلست أمامهام‪ ،‬تبادر باحلديث قائلة‬

‫دون موعاد مسابق‬ ‫‪ ¤‬مرحبا بكام‪ ،‬يف العادة ال أستقبل النا‬

‫لكن حلظكام هناك سيدة أجلت موعدها اليوم لظروف عائلية‪،‬‬

‫أظنكام تعرفان اسمي لكن سرقدم نفلا لكاام باام أناه لقائناا‬

‫األول ‪...‬اسمي باسمة الشجعي‪.‬‬

‫اجاهبا ليث برسمية‬

‫‪997‬‬
‫‪ ¤‬ترشفنا بمعرفتك سيديت‪ ،‬أنا ليث اجلنادي و هاذرب زوجتاي‬

‫ورد الش‪....‬‬

‫قطع المه والتفتت إليه ورد ترفع حاجبيها استنكارا‪ ،‬ليعياد‬

‫اسمها بينام الطبيبة تراقبهام مبتسمة‬

‫‪ ¤‬أقصد ورد اخلطاب‪.‬‬

‫قالت الد تورة ‪ :‬إذا سيد جندي و حرمه بامذا أساعد امال‬

‫توترت ورد‪ ،‬فرجاهبا ليث ب قة وبشكل مبارش‬

‫‪ ¤‬زوجتي شهدت جريمة قتل وهي بسن صغري‪ ،‬أ ار عليهاا‬

‫ذلك لذا قررنا اللجوء لطبيب نفل‪ ،‬فروىص بك مصدر أهل‬

‫بال قة ‪..‬و ها نحن هنا‪.‬‬

‫‪998‬‬
‫ردت عليه بذات بسمتها الرسمية‬

‫‪ ¤‬شكرا لك وملن أوىص يب‪ ،‬أرجو من اهلل ان أ ون عاىل قادر‬

‫ال قة التي منحتموين إياها ‪..‬إذن زوجتك املعنياة ‪...‬سارطلب‬

‫منك شا رة االنتظار خارجا إ أن أحتدث قليال مع السيدة‪.‬‬

‫أومر وهنل من مكانه ناظرا إ مالمح ورد اخلائفة‪ ،‬فيهم‬

‫ا ‪ :‬سر ون قرب الباب لن أبتعد ‪..‬اسرتخي!‬

‫هزت رأسها قبل أن تاديررب إ الطبيباة التاي سارلتها بنربهتاا‬

‫ا ادئة ‪ :‬ملاذا أتيت وردال‬

‫رمقتها ببالهة‪ ،‬فرعادت تشكيل سؤا ا‬

‫‪ ¤‬ملاذا قررت املعاجلة اآلن حتديداال‬

‫‪999‬‬
‫ردت عليها بلفوت ‪ :‬ألنني خائفة‪.‬‬

‫سرلتها الطبيبة باهتامم ‪ :‬ما الذي خييفكال‬

‫بتت عينها عىل املزهرية أمامها بينام جتيب برشود‬

‫‪ ¤‬فقدان عقيل‪.‬‬

‫ضمت الد تورة حاجباها‪ ،‬تعقب‬

‫‪ ¤‬ملاذا تعتقدين برنك ستفقدين عقلكال‬

‫ظلت تنظر إ املزهرية بينام تقول‬

‫‪ ¤‬أصبحت أرى أشباحا من املايض و أعد أحتكم يف أطاراف‬

‫جسدي‪.‬‬

‫‪1000‬‬
‫سرلتها بقلق ‪ :‬ترين أشباحا ملنال ألشلاص توفواال‬

‫جتبها لكنها أومرت بنعم‪ ،‬فقالت باسمة‬

‫‪ ¤‬هل ترين ضحية اجلريمة التي شهدهتا بصغركال‬

‫أومرت من جديد‪ ،‬فاستدر ت بتفسري‬

‫‪ ¤‬حد يني عن الشبح‪ ،‬يف رأيتهال وماذا قال لكال‬

‫مهست بلفوت أ ر تشد بيدهيا عىل األريكة أسفلهام‬

‫‪ ¤‬رأيتها بااملرآة وحتا د ت معاي بعينيهاا اجلااحظتو‪ ،‬اللتاو‬

‫غااادرهتام احلياااة وأنبتنااي‪ ،‬اام اسااتو املجاارم عااىل مالحمهااا‬

‫واختفت‪.‬‬

‫سرلتها الطبيبة بحذر ‪ :‬الضحية فتاةال‬


‫‪1001‬‬
‫عادت هتز رأسها إفابا‬

‫‪ ¤‬هل يمكن أن ختربيني يف ماتتال‬

‫رفعت إليها عينو مليئتو بدمو بدأت تنهمر بغزارة‪ ،‬ختربها‬

‫متاما بام أخربت به والدها وليث‪ ،‬فسرلتها‬

‫‪ ¤‬متى رأيت الشبح أول مرةال‬

‫نطقت بر ‪ :‬هي مرة واحدة بيوم خطبتي‪.‬‬

‫هزت الد تورة باسمة رأسها‪ ،‬تستوضح ‪ :‬و ماذا فعلتال‬

‫فتحت فمها تنظر إليها ببالهة‪ ،‬فرعادت إلقاء ساؤا ا بشاكل‬

‫آخر ‪ :‬أعني هل أ ر ذلك عىل خطبتكال‬

‫أومرت بال تقول بحذر وترقب‬


‫‪1002‬‬
‫‪ ¤‬بالعك ‪ ،‬حتولت اخلطبة إ زواج ‪.‬‬

‫رفعت الد تورة حاجبها األيمن داللة عىل تفاجئها‪ ،‬تتساءل‬

‫‪ ¤‬يف ذلكال‬

‫بللت شفتيها ومسحت دموعها‪ ،‬جتيبها‬

‫‪ ¤‬طلبت من ليث إخراجي من بيتي بري طريقة تلك الليلة ‪.‬‬

‫ظلت الد تورة صامتة تفكر م عقبت بوضوح‬

‫‪ ¤‬إذن هربت و تدخيل غرفتك منذ رأيت ما رأيته عىل مرآهتا‬

‫أطرقت برأسها و هزته بنعم‪ ،‬فر ملت‬

‫‪ ¤‬و ماذا عن مرآة غرفتك الزوجيةال أ تري فيها شيئاال‬

‫‪1003‬‬
‫أومرت بال حمافظة عاىل صامتها و مطرقاة برأساها‪ ،‬فسارلتها‬

‫الد تورة بنظرة متمعنة‬

‫‪ ¤‬هل تعيشو حياة زوجية طبيعية يا وردال‬

‫ال اجلانبو‬ ‫رفعت عينيها ترمقها بحرية م حر ت رأسها إ‬

‫مرات عدة‪ ،‬فرومرت الطبيبة داللة عىل توقعها لذلك م قالت‬

‫‪ ¤‬إذن ورد‪ ،‬ما الذي فعل رجال السيد ليث يسااعدك هباذرب‬

‫الطريقة‪ ،‬يتحدى عائلتيكام ويتزوجك بتلك الرسعةال‬

‫تدعك فيها ببعضهام جميبة هبم‬

‫‪ ¤‬قال برنه حيبني ولن يرت ني أبدا‪.‬‬

‫ابتسمت د‪ .‬باسمة‪ ،‬تقول مؤ دة‬


‫‪1004‬‬
‫‪ ¤‬أجل‪ ،‬إنه حيبك‪ ،‬بام أنه يساعدك وأتى باك إ هناا‪ ،‬حتاى‬

‫نظرة اخلوف عليك التي رمقك هبا وهو يغادر تادل عاىل أناه‬

‫حيبك جدا لكن ورد فب أن تعلمي برن اإلنسان عندما حياب‬

‫الشاعور‪ ،‬فهال‬ ‫الذي حيبه أن يبادله نفا‬ ‫ينتظر من الشل‬

‫أنت تبادلينه شعورربال‬

‫ارتبكت تفرك فيها بشكل أ رب تقول ‪:‬‬

‫وعدين برنه لن يلمسني‪.‬‬

‫تنهدت الد تورة قبل أن تفرس‬

‫‪ ¤‬عزيزيت أنا ال أقصد اللم ‪ ،‬مع أن الرجال ريا ما يربهنون‬

‫وأغلب الزوجات يشاتكو‬ ‫عن حبهم باألفعال ومنها اللم‬

‫‪1005‬‬
‫من عدم تعبري أزواجهن بالكلامت عن احلاب ويعتاربن ذلاك‬

‫انعدام الرومانسية ل دهيم ‪...‬أما زوجك فقد عرب عن حبه بمد‬

‫يد املساعدة لك‪ ،‬بالزواج منك وبحرمان نفسه من حقوقه ام‬

‫قا ا لك بلسانه‪ ،‬فهل حتبينه أنت أيضاال‬

‫ضيقت عينا ها تفكر م قالت وهي هتز تفيها ‪ :‬ال أعرف‪.‬‬

‫فاستفرست منها الد تورة‬

‫آخرال‬ ‫‪ ¤‬ملاذا طلبت منه املساعدة دونا عن أي شل‬

‫جتبها تر ز عىل ما تقوله الطبيبة التي اسرتسلت بحدي ها‬

‫‪1006‬‬
‫‪ ¤‬ماذا سيكون شعورك إذا وعادتك وتر اد لاك اآلن بارنني‬

‫أستطيع مساعدتك وطلبت من ليث أن يطلقك وحيرر نفساه‬

‫منكال‬

‫اشتعلت عينا ورد بحدة تتحكم هبا وارتعشت يداها مقطباة‬

‫بترهب‪ ،‬فابتسمت الطبيبة تستطرد‬

‫ذلكالبعادرب عناك‬ ‫‪ ¤‬تشعرين بحرقة وس ط صدرك‪ ،‬ألاي‬

‫يؤملكال‬

‫بلعت ريقها و قد فهمت مقصد الطبيباة‪ ،‬فزفارت باستساالم‬

‫هامسة بقلة حيلة ‪ :‬أحبه‪.‬‬

‫هزت الطبيبة رأسها مؤ دة‬

‫‪1007‬‬
‫‪ ¤‬نعم حتبينه والسؤال هنا يف ستعربين عن حبك هذا لهال‬

‫نظرت إليها تشعر باحلرية‪ ،‬فاستطردت‬

‫‪ ¤‬و السؤال األهم ‪...‬هل أنت مستعد للقيام بكل يشء حتاى‬

‫تعربي عن حبك لهال‬

‫جامدة ترمقها بحرية‪ ،‬فنهضت الطبيبة من جملسها تضيف‬

‫‪ ¤‬فكري جيدا ألنني أريد جوابا وا قا منك بعد غد إن شاء اهلل‬

‫يف ال ال ة مساء ‪.‬‬

‫استقامت ورد واقفة بينام هتز رأسها تتمتم‬

‫‪ ¤‬ان شاء اهلل‪ .‬شكرا لك‪.‬‬

‫أجابتها ببسمة مهذبة‬


‫‪1008‬‬
‫‪ ¤‬ال ش كر إنه واجبي‪ ،‬من فضلك أخربي زوجك برنني أريدرب‬

‫عىل انفراد قبل أن ترحال‪.‬‬

‫متتمت بحارض و انرصفت‪ ،‬قام من مكانه ما إن ملحها و قطب‬

‫جبينه حو ملح آ ار دمو عىل وجنتيها‪ ،‬يسر ا‬

‫‪ ¤‬أنت بلريال‬

‫تتطلع إليه بحرية مشوبة بلهفه ت اري شاجن‬ ‫ردت عل يه هبم‬

‫فؤادرب‬

‫‪ ¤‬احلمد اهلل ‪...‬ا لد تورة تطلبك عىل انفراد‪ ،‬سرنتظرك هنا‪.‬‬

‫هز رأسه و دخل‪ ،‬يتجه إ مكتبهاا ليحتال الكاريس أمامهاا‪،‬‬

‫يصغي إ حدي ها‬

‫‪1009‬‬
‫‪ ¤‬من اجليد أنك جلبتها اآلن‪ ،‬فقد بدأت لادهيا هلوساة و لاو‬

‫ترخرت اهلل أعلم يف سيتطور األمر‪.‬‬

‫‪ ¤‬هلوسةال‬

‫استفرس بقلق فردت عليه بجدية‬

‫‪ ¤‬أخربين سيد ليث‪ ،‬أ تالح شيئا يف غرفتكامال أي ترصاف‬

‫غريبال‬

‫فكر قليال م ملعت عينارب بادراك‪ ،‬هيتف‬

‫‪ ¤‬مرآة الزينة مغطاة برحد أوشحتها‪.‬‬

‫أومرت برأسها ختربرب بام رأته ورد يف بيتها و أن طلبها للازواج‬

‫منه ان هروبا م ن غرفتها خوفا مما رأته‪ ،‬فبهت ليث و ارتعاد‬


‫‪1010‬‬
‫قلبه خوفا عليها من اجلنون‪ ،‬نظر إ الطبيبة بتوسال فرخربتاه‬

‫برضورة مساعدته اا لكاي خيرجاهاا مان ظلماة هواجساها‬

‫خصوصا أن ورد حتبه‪ ،‬جتمد ليث و بت عينارب عليها ال يصدق‬

‫ما قالته‪ ،‬تساءل بلهفة ‪ :‬ورد حتبنيال‬

‫تبسمت الد تورة برسمية‪ ،‬تفرس له‬

‫‪ ¤‬أال تعلم بذلك سيد ليثال ال بر ! فهي أيضا تكن تعلم‬

‫وا تشف ت األمر قبال قليال ‪....‬لاذلك أنات الوحياد الاذي‬

‫تستطيع مساعدهتا لتشفى‪.‬‬

‫هتف بحزم متلهف ‪ :‬أي يشء! فقط أرشديني‪.‬‬

‫ردت عليه توصيه‬

‫‪1011‬‬
‫‪ ¤‬ما سرطلبه اآلن منك هو أن تظل بقرهبا أ ر وقات ممكان‪،‬‬

‫يدهيا لكن دون إظهار تعمد‬ ‫فب أن تعتاد قربك وحاول مل‬

‫و فب أن تنام بجانبها يف الغر فة بري حجة انات‪ ،‬املهام أن‬

‫الغرفة ‪...‬هل فهمتني سيد ليثال‬ ‫تتواجد يف نف‬

‫أجاهبا ب قة يتفهم معرفة الطبيبة بحقيقة زواجهام الغري مكتمل‬

‫‪ ¤‬نعم د تورة أفهمك‪.‬‬

‫هنضت من مكاهنا و هي تقول ‪:‬‬

‫‪ ¤‬حسنا! أرا ام بعد غد إن شاء اهلل ‪ ...‬رافقتكم السالمة‪.‬‬

‫ودعها ليث وغادرا العيادة وحو استقال السيارة التفت إليهاا‬

‫يقرتح بينام يتتبع تفاصيل وجهها‪.‬‬

‫‪1012‬‬
‫‪ ¤‬هال رافقتني للغداءال‬

‫أجابته وهي هتاتف والدها بعدما تفقدت اجلهاز الاذي اان‬

‫عىل الصامت‪ ،‬لتجد به مكاملات فائتة رية منه ومان والادهتا‬

‫وحممود‬

‫* ام تشاء‪.‬‬

‫‪¤‬نعم أيب ‪ ..‬آسفة نت عند الطبيبة و أدرته عىل الصامت‪.‬‬

‫رد بلهفة قلق ‪ :‬طبيبةال الزلت مريضة ابنتيال‬

‫له مفرسة‬ ‫أسدلت جفنيها تعبا‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬ال أيب أنا بلري‪ ،‬إهنا د تورة نفسية‪.‬‬

‫تغريت نربته إ راحة بينام يقول‬


‫‪1013‬‬
‫‪ ¤‬جيد حبيبتي ‪...‬إن احتجتني فقط هاتفيني وأ ون عندك‪.‬‬

‫ردت عليه بتر ر ‪ :‬حارض أيب‪ ،‬ليث معي ال ختف عيل‪.‬‬

‫ودعهااا والاادها واآلخاار قلبااه ياادق بسااعادة يسااتعيد ااالم‬

‫الد تورة برأسه‪ ،‬حتبك إهنا حتبك والغافلة عن الزوبعاة التاي‬

‫أشعلتها بداخله تتحدث يف ا اتف مع والدهتا م حممود‪.‬‬

‫***‬

‫تقف أمامه بكل ترنقها وت دللها األن وي الذي يبهار الشاباب‬

‫من يقرتب منها فاياة لايعلم مادى تفاهتهاا‪،‬‬ ‫الغر لكن لي‬

‫هكذا يفكر تامر وهو يترمل رشاقتها الشبيهة بالدميات يف بدلة‬

‫نسائية سوداء جذابة‪ ،‬وجهها الفااتن ماتقن الزيناة وشاعرها‬

‫‪1014‬‬
‫الطويل البني بدرجاته مصفف بعناية أما رائحة عطرها فتمأل‬

‫املكان برمته‪ ،‬فيتساءل ملاذا أعجبته بشادة وحلاق هباا شاهورا‬

‫يناورها إ أن وقعت بو يديه م رهها وبشدة‪.‬‬

‫حتد ت بنفاذ صرب بينام تلوح بكفها الناعمة‬

‫‪ ¤‬ما قولك بلطتيال ساتنجح أرس مان خطتاك‪ ،‬ألن لياث‬

‫واجه اخليانة يسهل عليه تصديق خيانة زوجتاه أماا هاي فاال‬

‫أعلم‪.‬‬

‫فكر قليال م أجاهبا‬

‫‪ ¤‬حسنا سررتب ل يشء لكن اوين جااهزة يف حاال فشال‬

‫خطتك‪.‬‬

‫‪1015‬‬
‫زفرت بضجر ختربرب بينام ترتك جواررب عىل األريكة‬

‫‪ ¤‬ستنجح طبعا‪ ،‬من تكون هي ي ال يشك هباال‬

‫أجاهبا ساخرا بينام يرخي ظهر جسدرب بمسند األريكة‬

‫‪ ¤‬م لك لن يعرف أبدا ‪...‬هيا أرسعي وألقي بسحرك املسموم‬

‫عليهام ‪...‬إهنام يتغد يان بمطعم اجلوهرة‪ ،‬أظنك تعلمو مكاناه‬

‫جيدا ام حتفظو عن ظهر قلب ل األما ن الراقية‪.‬‬

‫انسحبت تلعن وتشتم برسها تامر والياوم الاذي عرفتاه فياه‬

‫هي‪ ...‬رهف‪.‬‬

‫****‬

‫‪1016‬‬
‫ينظر إ باب السجن حتى خرج منه شااب وسايم يتعارف‬

‫إال زياد‪،‬‬ ‫عليه مع النظرة األو ‪ ،‬حتقق أ ر فعلام برناه لاي‬

‫صافحه مبتسام متفاجئا‪ ،‬يشري ا وجهه‬

‫‪ ¤‬زيد! ما هذرب الوس امة يا رجلال السجن ال يليق بك أبدا‪.‬‬

‫مان بؤساه‬ ‫أجابه زيد وقد أنار الفرح مالمح وجهه‪ ،‬فتلل‬

‫وترنق للحرية وليدخل الباب الذي فتحه اهلل له ليبدأ حياته من‬

‫جديد‪ ،‬فامدام قلب العبد صافيا ال هياب إال خالقه‪ ،‬فإناه مهاام‬

‫سدت عليه أبواب‪ ،‬يرتك له باب رمحة يناسب العبد ليدخله يف‬

‫الوقت الذي يالئمه‪ ،‬ل األقدار حلكمة قد يدر ها العبااد أو‬

‫تظل جمهولة إ يوم يبع ون ‪.‬‬

‫‪1017‬‬
‫‪ ¤‬شكرا لك حرضة الضابط‪.‬‬

‫رد عليه بعتاب‬

‫‪ ¤‬حرضة ماذاال اعتربك صديقي فال تنادين إال بياساو ‪...‬هياا‬

‫ار ب!‬

‫اس تقل السيارة‪ ،‬يشعر بفلر للمكانة التاي قاد بلغهاا أ سابته‬

‫احرتام رجال ليث و هشام وأيضا الضابط ياسو ‪...‬التفات‬

‫يسرله‬

‫‪ ¤‬ا أين ستوصلنيال هل حتتاجونني يف القضيةال‬

‫رد عليه قائال‬

‫‪1018‬‬
‫اآلن‪ ،‬سنحتاجك عندما نقابل علايهام متلبساو‪،‬‬ ‫‪ ¤‬ال لي‬

‫العميد أوصاين بإيصالك إ بيت اخلطاب‪ ،‬ساتبقى هنااك إ‬

‫أن يبدأ املوسم الادرايس اجلدياد‪ ،‬افارح ياا بطال! ساتحقق‬

‫حلمك‪.‬‬

‫ابتسم زيد بسعادة و ياسو يستطرد‬

‫‪ ¤‬إياك أن يعلم أحد باملعلومات التاي توصالت إليهاا‪ ،‬أبقاي‬

‫األمر رسا إ أن تنتهي القضية‪.‬‬

‫رد عليه مؤ دا‬

‫‪ ¤‬بالتر يد لن أفصح عن املعلومات ألي أحد‪.‬‬

‫***‬

‫‪1019‬‬
‫جالسان إ طاولة بعيدة شي ئا ما بمطعم راق و هاد‪ ،.‬طلاب‬

‫الغداء م نظر إليه مستفرسا‬

‫‪ ¤‬يف تشعرين ورد ال آمل أنك بلري‪.‬‬

‫أومرت باستحياء من نظراته امللهوفة عليها فتجعل قلبها يرس‬

‫بوتريته‪ ،‬فر مل خيربها‬

‫‪ ¤‬زيد خرج من السجن اليوم‪.‬‬

‫رفعت عينو فرحتو‪ ،‬تستفرس منه باهتامم‬

‫‪ ¤‬حقاال ‪...‬أين ذهبال هل هو بلريال‬

‫عب ‪ ،‬يرد بحنق‬

‫‪ ¤‬إنه جيد وهو اآلن ببيت أهلك‪.‬‬


‫‪1020‬‬
‫ضمت حاجباها باستغراب‪ ،‬تتساءل ‪ :‬بيت اهيلال‬

‫قلب عينيه بضجر‪ ،‬يفرس‬

‫‪ ¤‬ذلك البيت اآلن هو ألهلك وبيتك أنت حيث أ ون أنا‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ابتسمت بدفء‪ ،‬جتيبه هبم‬

‫‪ ¤‬زيد بم ابة اخ صغري يل أنت لن تتليل ام العاذاب الاذي‬

‫تعرض له يف صغررب‪ ،‬صدقني‪ ،‬معدنه أصيل‪ ،‬فقط حيتااج ملان‬

‫يرخذ بيدرب‪.‬‬

‫هز رأسه بتفهم يعدها‬

‫‪ ¤‬ال ختايف عليه‪ ،‬أعجبت بشلصيته وسرهتم به إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1021‬‬
‫يكمل بداخله‪ ،‬فقط في عن اإلهتامم بكل الدنيا سواي! فرنا‬

‫أحرتق‪ ،‬تنبه إليها تطلب منه أن يوصلها إ بيت أهلها لارتى‬

‫والدهتا و زيد‪ ،‬فزفر بضيق وقبل عىل مضل‪.‬‬

‫مها باملغادرة حو أوقفهام صاوت أن اوي قلاب‬


‫أهنيا الطعام و ه‬
‫ل شياطينه وسمر ورد مكاهناا‪ ،‬تترمال فتااة‬ ‫يان ليث يوق‬

‫لادهيا‪ ،‬بمالبساها امل ارية وزينتهاا‬ ‫تعدت حدود ل املقايي‬

‫وحتى متايلها بينام تقرتب من زوجها‪ ،‬قائلة بدالل ناعم وهاي‬

‫حتط بكفيها عىل صدر لياث مماا جعال حاجاب ورد األيمان‬

‫منابت شعرها‬ ‫يرتفع بقوة يكاد يلم‬

‫‪¤‬حبيبي ليث‪ ،‬يف حالكال اشتقت إليك ريا‪.‬‬

‫‪1022‬‬
‫ارتفع حاجبا ليث ذهوال هو اآلخار ام ماا لباث أن تغاريت‬

‫مالحمه إ التقزز والقرف بيانام يرفاع يادها مان عاىل صادررب‬

‫بسبابته واهبامه‪ ،‬ينفضه ام عناه‪ ،‬رهناا مارض معادي‪ ،‬فيبهاا‬

‫بامتعاض يغلف به غضبه األسود‬

‫‪ ¤‬أنا لست حبيبك وال يرشفني محل لقب طليقاك و أشاتق‬

‫إليك إطالقا‪ ،‬يف احلقيقة لقد نسيت أمرك حتى‪.‬‬

‫ارضم نار احلقد برحشائها‪ ،‬فهي تعرفه جيدا ولقد نسى أمرهاا‬

‫بالفعل‪ ،‬أخفت حنقها جيدا تبتسم بإغراء‪ ،‬تقول‬

‫أتيت إ املطعم املفضل لدي‪.‬‬


‫نت نسيت أمري حقا ملا ب‬
‫‪ ¤‬لو ب‬

‫‪1023‬‬
‫التفت إ ورد متوجسا من أن تصادقها يساتعجب هادوءها‬

‫تترمل تلك الشلصية املرخيية بالنسبة ا‪ ،‬مستعيدة شلصيتها‬

‫الرزينة التي ال تترس يف احلكم مهام شهدت بعينيها وسمعت‬

‫برذنيهااا وال يمنااع ذلااك إطالقااا إحساسااها بااالوجع ياانهش‬

‫أحشائها فهذرب التي أمامها فتنة بعينها و انت يوما ماا زوجاة‬

‫ليث‪.‬‬

‫عاد ينظر إ رهف‪ ،‬قائال بضيق‬

‫‪ ¤‬سمي يل مطعام راقيا واحدا باملدينة ال يعاد مكاناا مفضاال‬

‫لديك‪.‬‬

‫‪1024‬‬
‫هدفها واحد وهاو حترياك ذلاك الصانم املجااور لطليقهاا‪،‬‬

‫فاستمرت حتاول‬

‫‪ ¤‬أورب‪ ...‬ال تقل برنك مازالت غاضبا مني‪.‬‬

‫متالك نفسه من وقاحتها يبتسم باربود بيانام يقارتب مان ورد‬

‫رهف بتدقيق مضحك‪ ،‬يرد‬ ‫املنهمكة بتفح‬

‫‪ ¤‬أتعلموال إ وقت قريب نت أشعر بغضاب وحقاد لاام‬

‫تذ رت أي يشء خيصك‪ ،‬أما اآلنال‬

‫رفع تفارب م أخفضهام بلفة‪ ،‬يستدرك‬

‫‪ ¤‬أعد أشعر بيشء ال ررب‪ ،‬ال غضب ال يشء‪ ،‬فكام ترين هذرب‬

‫الفتاة بجانبي جعلتني أعي أن ما أحسسته معك يكان حباا‬

‫‪1025‬‬
‫أبدا بل جمرد إعجاب الشباب بكال برياق زائاف رسعاان ماا‬

‫يزول‪.‬‬

‫طفح يلها و تستطع تقبال اإلهاناة‪ ،‬فساقط قناا اإلغاراء‬

‫والنعومة لينكشف الغضب و احلقد الطاغي بيانام ترماق ورد‬

‫من فوق إ حتت بنظرات مستهينة‬

‫‪ ¤‬هذرب تنسيك إيايال أنا رهف! من أجيل حفيت اي أتازوج‬

‫بك أم أنك نسيتال‬

‫رفع يدرب حمذرا يقول‬

‫‪ ¤‬ليست هذرب! إهنا زوجتي ورد‪ ،‬أنا أحف من أجلك رهف‬

‫وأنت تعلمو ذلك جيدا‪.‬‬

‫‪1026‬‬
‫يوق ورد من ترملها ساوى لفظاه السام طليقتاه بلساانه‪،‬‬

‫فتصلبت تنطق برسمية باردة‬

‫‪ ¤‬رسرت بالتعرف إليك سيدة رهف‪.‬‬

‫م التفتت إ ليث تستدرك بنربة رقيقة مستجدة عىل سمعها‬

‫‪ ¤‬ليث هال انرصفناال ستترخر عاىل عملاك وأناا أرياد رؤياة‬

‫والديت من فضلك‪.‬‬

‫تبسم ا بحب يشري ا لتتقدمه وانرصفا دون أن يلتفتا لتلاك‬

‫بحقد‬ ‫التي تتميز غيظا‪ ،‬هتم‬

‫‪1027‬‬
‫‪ ¤‬ماذا متلك تلك اخلرقاء اجلاهلة بربسط قواعاد التارنق ليقاع‬

‫الضابط ليث اجلندي بغرامهاال أال يرى مالبسهاال إهنا ضعف‬

‫حجمها‪ .‬لن أتراجع وسرحقق هديف‪.‬‬

‫ر با السيارة فبادرت ورد ختاطبه بحدة تقصدها‬

‫‪ ¤‬هل يمكنك إخباري قصة هذرب الفتاةال ياا إ اي! هال حقاا‬

‫نت متزوجا من هذرب ال ‪...‬أستغفر اهلل العظيم ‪.‬‬

‫تفاجر ليث ب داية هبجومها لكن رسعان ما حتولت مفاجرته إ‬

‫رضا ورسور حو تتذ ر قول الطبيبة‪ ،‬يستنت غريهتاا علياه‪،‬‬

‫ابتسم جميبا بينام يشغل حمرك السيارة‬

‫‪1028‬‬
‫‪ ¤‬سنتحدث يف املساء إن شاء اهلل‪ ،‬سرخربك بكل قصتي معها‪،‬‬

‫أعدك!‬

‫أقلها إ 'بيت أهلها' مؤ دا عليها عدم املغاادرة إ أن ينهاي‬

‫عمله ويعودان معا إ القرص م راقبها ا أن دخلت وانطلق‬

‫بسيارته‪.‬‬

‫****‬

‫‪¤‬ماذا بك آنسة شاهيال إن أصابك التعاب يمكناك املغاادرة‬

‫سر مل عنك‪.‬‬

‫انت هذرب فاطمة التي الحظت مدى انزعاج وحزن شااهي‪،‬‬

‫تترفف ل حلظة غري مر زة عىل امللفات املكومة أمامها‪ ،‬هزت‬

‫‪1029‬‬
‫رأسها بلفة‪ ،‬حانقة من العنيد الذي حياد ها مناذ تر هاا يف‬

‫املقهى وهي بالتر يد ال تستطيع مهاتفته‪ ،‬فلم جتاد بعاد حاال‬

‫ملعضلتها‪ ،‬اهتز هاتفها فوق الطاولة فنتشته نتشا حاو ملحات‬

‫اسمه وفتحت اخلط رأسا لينسااب صاوته األجاش ياداعب‬

‫دقات قلبها ختفق حلنا خاصا به وحدرب فقط‬

‫‪ ¤‬سنبلة‪ ،‬أين أنتال‬

‫ردت بلهفة مبتسمة ملزاجه الرائق‬

‫‪ ¤‬أنا يف الدار أهيا األشيب‪ ،‬ماذا تريدال‬

‫رد عليها ضاحكا عىل اللقب الذي حببه يف شعررب الفيض بعاد‬

‫أن ان سابقا حمط سلرية من حوله‬

‫‪1030‬‬
‫‪ ¤‬وأنا بمدخل الدار‪ ،‬أخرجي! أريد التحدث معك‪.‬‬

‫مللمت أشيائها برسعة وانرصفت بينام تلقي سالما رسيعا عاىل‬

‫فاطمة امل بهوتة لتغري حا ا مان الكتباة والبهاوت إ اإلرشاق‬

‫واحليوية‪.‬‬

‫يراقبها عن ب فتحمر من فتاه الظااهرة ور بات سايارته‬

‫املتواضعة دون امتعاض هاذرب املارة وال حتاى رفال نفلا‪،‬‬

‫جترب فقدانه فتهون عليها ظروفه الصعبة بالنسبة ملا ألفته مان‬

‫حياة مرفهة‪.‬‬

‫الطاولة يف املطعم املطل عاىل البحار حاو‬ ‫انا قد احتال نف‬

‫سرلته أخريا خجلة من مراقبته‬

‫‪1031‬‬
‫‪ ¤‬ملا حتدق يب هكذا سمريال‬

‫وألنه ال يعلم يف خيربها بام أخفارب عنها وال فد منفذا هياون‬

‫به غضابها الاذي سيرضامه ناار حتارقهام معاا إن يمتلاك‬

‫احلكمة‪ ،‬قرر االعرتاف بام يشعر به نحوها عله يكون شفيعا له‬

‫أمامها‬

‫‪ ¤‬أحبك!‬

‫تستوعب بعد اعرتافه تلتفات برأساها اام فعال سامري إ‬

‫تصفيق نارص الساخر‪ ،‬هيل علايهام ببسامة سامجة متعمادة‪،‬‬

‫يقول بتهكم‬

‫‪ ¤‬يا له من مشهد رومانل مجيل!‬

‫‪1032‬‬
‫قامت شاهي بحدة مبهوتة من حضوررب و سمري يضايق عينياه‬

‫حماوال فهم ما حيدث أمامه‬

‫‪ ¤‬نارص‪ ،‬ماذا تفعل هناال‬

‫رد ع ليها مقرتبا أ ر يشري للمقهى‬

‫‪ ¤‬إنه مطعم عزيزيت شاهي‪ ،‬يدخله من يشاء وقتام يشاء‪.‬‬

‫هتف سمري بعدوانية شعر هبا جتارب هذا الرجل الذي يتحادث‬

‫إ شمسه برلفة و رنه يملكها‬

‫‪ ¤‬من أنتال‬

‫مد يدرب ليصافحه وقد حتولت ابتسامته إ لؤم‪ ،‬يعرفه بنفسه‬

‫‪1033‬‬
‫‪ ¤‬أنا نارص جمران‪ ،‬ابن عم شاهيناز جمران‪ ،‬ترشفت بمعرفتك‬

‫سيد سمري رشدان‪.‬‬

‫ضمت شاهي ما بو حاجبيهاا الشاقراوان تساتغرب معرفاة‬

‫نارص لسمري الذي خفق قلبه متوقعا القادم الذي يترخر حو‬

‫التفت نارص ا ابنة عمه مستطردا ببسمة متشفية‬

‫‪¤‬اآلن علمت ب أرصيت عىل رشاء سيارتك من و الة (‪).s.r‬‬

‫ختربي ني برنك تعرفو صاحبها معرفة شلصية‪ ،‬اان ذلاك‬

‫ليسعد والدك فهو ام تعلمو حيب رجال األعامل الناجحو‪.‬‬

‫فتحت شاهي فمها بشكل أظهرها بلهاء وهي تتمتم بعدم فهم‬

‫أمام نظارات سامري اجلامادة يترملهاا يف بدلاة أنيقاة حمتشامة‬

‫‪1034‬‬
‫باملقارنة بام ترتديه عادة‪ ،‬رسوال من القاامش احلرياري بلاون‬

‫خامة ولاون‬ ‫أبيل عليه سرتة من نف‬ ‫أخرض فاتح وقمي‬

‫الرسوال‪ ،‬إهنا جذابة ومجيلة و م يود إخفاء هذرب الفتناة التاي‬

‫متلكها فال يتمتع هبا أحد غريرب هذا ال ‪ ...‬نارص ابن عمها‪.‬‬

‫آ ماال ال هو! ماذاال‬ ‫‪ ¤‬آ‪..‬ال ‪..‬أظنك خمطئا‪ ،‬فسمري لي‬

‫التفتت إ سمري عاجزة عن التعبري حت ه عىل التحدث وتقديم‬

‫نفسه لكنه تسمر و التوتر جايل عاىل صافحة وجهاه‪ ،‬يرمقهاا‬

‫برسف‪ ،‬فتكلم نارص ينهي دوررب ام خطط‬

‫‪¤‬أ تكوين تعلموال إذن دعيني أقدمه إليك‪ ،‬فهو رشف يل يف‬

‫‪.‬ر لتساويق‬ ‫احلقيقة ‪..‬إنه سمري رشدان صاحب و ااالت‬

‫‪1035‬‬
‫أشهر مار ات السيارات‪ ..‬لديك احلق يف عدم معرفته‪ ،‬فهاو‬

‫معروف بالتلفي عن أضواء املجتمع امللميل وعن عدساات‬

‫آالت تصوير الصحافة‪.‬‬

‫شاهي متحجرة مكاهنا عىل هيئة البالهة‪ ،‬شافتاها مفتوحتاان‬

‫حتاول االستيعاب بينام وجه سمري يتشن غاري مصادق حظاه‬

‫األسود‪ ،‬ليكمل نارص برباءة زائفة‬

‫‪ ،‬تسمعو اعرتافه‬ ‫‪¤‬لكن ال أفهم‪ ،‬يف جتلسو برفقة شل‬

‫باحلب وأنت ال تعرفو حتى من يكونال‬

‫أقفلت فمها أخريا تلتقط حقيبة يدها هبادوء وبصامت قاتال‬

‫منحته نظرة أ حتمل بو طياهتا دمعة متحجارة أبات النازول‬

‫‪1036‬‬
‫ربياء يناضل ليعيش رغم جرحه العميق‪ ،‬نظرة هوت بقلب‬

‫سمري و هو يراقبها ترحال حتاى اختفات مان جماال رؤيتاه‪،‬‬

‫بتهكم قبل أن ينرصف‬ ‫فيسمع اآلخر هيم‬

‫‪ ¤‬أووب ! يبدو برنني أخطرت الترصف‪.‬‬

‫حيد سمري بعينيه عن مكان اختفاء شمسه‪ ،‬يتمتم لنفسه‬

‫ِ‬
‫صدقت يا سيدة زينب‪ ،‬خربتها إال أنني واقف ال قاعد عىل‬ ‫‪¤‬‬

‫تلتها‪.‬‬

‫****‬

‫‪1037‬‬
‫تناولت بيان الغداء ام العادة مع العائلة‪ ،‬فهمت باالنرصاف‬

‫إ عملها مرسعة وقد أخرها ملف ظلات تبحاث عناه رباع‬

‫ساعة املة حو سمعت حديث اجلدة تؤنب خالتها عىل يشء‬

‫ما العادة‪ ،‬فزفرت بضجر وتقدمت خطوة لتكمل طريقها إال‬

‫أهنا سمعت اسمها يذ ر‪ ،‬فانحرست خطواهتا تلقائيا وأطرقت‬

‫السمع لتتبو فحوى حدي هام‬

‫‪ ¤‬أال حيق يل القلقال ملاذا يريت دائام بفتيات حممالت باملشا لال‬

‫أليست بيان أفضل منهن ألف مرةال ملاذا خيرتها هي وياريح‬

‫نفسه ويرحينا نحن أيضاال‬

‫اغمضت بيان عيني ها بر تشعر برمعائها تتلوى داخال بطنهاا‪،‬‬

‫تصغي لرد اجلدة عىل خالتها‬


‫‪1038‬‬
‫‪ ¤‬ربارب! يا امرأة أال تفهموال ليث ال يرى بيان وال يشاعر هباا‬

‫زوجة إنام رخت له ال أ ار ام الفارق باو ورد و رهاف‬

‫الفرق بو السامء و األرض‪.‬‬

‫هتفت السيدة زهرة بكالم تفكر قبل نطقه ام تفعل دائام‬

‫‪ ¤‬لكن بيان ليست أخته بل غريبة عن هذا البيت و هي تشعر‬

‫بذلك مهام حاولت مدها باحلنان واالحتواء‪.‬‬

‫هتفت اجلدة بصياح تقدر عىل متالك نفسها أمام قلة حكماة‬

‫نتها ‪ :‬و من جعلها تشعر بذلكال إهنا أنت!‬

‫اتسعت عينا السايدة زهارة باساتنكار واجلادة تكمال بانف‬

‫ا تاف فرح حنجرهتا احلساسة‬

‫‪1039‬‬
‫يليه اآلخر حتى أصابحت عاىل‬ ‫‪ ¤‬من جعلها ترفل العري‬

‫أعتاب ال ال وال من ظل يمأل رأسها ب‪...‬‬

‫حترك يداها يف ا واء مستطردرب بسلرية تقلدها‬

‫‪ ¤‬ستكونو ناة هاذا البيات‪ ...‬ساتكونو أم أوالد اجلنادي‬

‫وأحفادي ‪ ..‬ب و ب و ب ‪...‬‬

‫اقرتبت من نتها تشري إليها بسبابت ها التي ألصاقتها بإهبامهاا‪،‬‬

‫تفرس ‪ :‬لام أخربهتا بتلك اجلمل أفهمتها برهنا لن تنتماي اذرب‬

‫العائلة إال حو تتزوج من ابنك وتنجب منه أوالدا يربطوهناا‬

‫هبا‪ ،‬أال تفهمو يا امرأة! هي ال حتب ابناك يعناي حتاى لاو‬

‫‪1040‬‬
‫تزوجته سيكون من أجل االناتامء فقاط وسيعيشاان يف باؤ‬

‫طوال حياهتام‪.‬‬

‫مفاجرة اإلدراك شلت أطراف السيدة زهرة‪ ،‬فتسمرت مكاهنا‬

‫إ أن أجفلت هي واجلدة عىل شهقة بكاء لينتبها إ بيان التي‬

‫ترس بلطواهتا نحو خاارج البيات‪ ،‬تبعتهاا خالتهاا مهرولاة‬

‫لكنها تلحق هبا تلمح طيف سيارهتا املرسعة‪.‬‬

‫استدارت السيدة زهرة إ محاهتا الاله ة بتعب جراء هرولتها‬

‫هي األخرى‪ ،‬تستغيث هبا‬

‫‪ ¤‬ماذا سرفعل أميال لقد سمعتناال‬

‫ردت عليها بحنق‬

‫‪1041‬‬
‫‪ ¤‬أقسم برن لسانك هذا يلزمه االستئصال من جذوررب‪ ،‬اطلبي‬

‫ولدي با اتف وأعطنيه ألحد ه! هيا برسعة!‬

‫****‬

‫تعترص املقود بكفيها‪ ،‬تبكي بحرقة نابعة من شاعورها بالاذل‬

‫واملهانة‪ ،‬فيغلف ستار الدمو عيناهاا عان الرؤياة الواضاحة‬

‫تفوهتا إشارة املرور احلماراء‪ ،‬فتصاطدم بمقدماة أول سايارة‬

‫تصادفها من الشار املقاطع وبرد فعل منطقي دارت سيارهتا‬

‫عىل نفسها إ أن صدمت املمر الدائري بقاوة وانقلبات عاىل‬

‫سقفها‪.‬‬

‫‪1042‬‬
‫قفز من سيارته بعد أن حتكام هباا بصاعوبة ونجاح بإيقافهاا‬

‫وأرس باجتارب األخرى التي انقلبت عىل عقبها وانحنى مسندا‬

‫ر بتيه عاىل األرض يمساك بجاانبي البااب املنقلاب ليطال‬

‫داخال‪ .‬ملح شعرا يفا بلون بني غامق يغطي رأسها املعلاق و‬

‫فوقه عنقا أبيل‪ ،‬فمد يدرب وأزال شعرها جانبا ليكشاف عان‬

‫وجهها الشاحب مع فمها املفتوح بشفتو تكادان ال تظهاران‬

‫من صغرمها األنف فوقهام أيضا صغري‪.‬‬

‫صاح أحدهم هبلع‬

‫‪ ¤‬البنزين والدخان يترسبان من السيارة‪ ،‬فب اخراجها حاال!‬

‫انتفل يقيم خطورة الوضع بينام يصيح بحزم‬

‫‪1043‬‬
‫‪ ¤‬فليطلب أحد م اإلسعاف!‬

‫حاول فتح الباب لكنه علق‪ ،‬فاندفع بجسدرب ليدخل إ جانب‬

‫املقعد ليحل حزام السالمة من مكانه بينام يمسك هبا من حتت‬

‫ابطيها إ ظهرها بيدرب األخرى‪ ،‬أفلح يف فتحه واساتقبل قال‬

‫جسدها بتمهل شديد إ أن حط برأسها عىل ساقف السايارة‬

‫املنقلبة ام خارج و ساحبها برفاق إ أن أخرجهاا ليحملهاا‬

‫مبتعدا هبا عن السيارة ام فعل اجلميع خمافة انفجارهاا الاذي‬

‫حدث بعد برهة‪ ،‬فصعقوا من دوي اإلنفجار الذي أيق بيان‬

‫من اغامئها‪.‬‬

‫مسح خيط الدم املنساب من أنفها يلمع بحمرته عاىل بيااض‬

‫برشهتا‪ ،‬بتت عينارب عىل مقلتيها البندقيتان تسبحان يف بار تو‬


‫‪1044‬‬
‫بيضاوين واسعتو ال يشوب بياضاهام ساوى عاروق محاراء‬

‫رقيقة وبلل الدمو ‪ ،‬فيهتف داخله منبهرا‪*....‬سبحان اهلل ما‬

‫أوسع هذرب العينو!"‪.‬‬

‫جتاهد لتفتح عينيها ال ترى سوى الضباب‪ ،‬تتللله صورة غري‬

‫ضلم يبدو ا به سوى وجاه رجال حيتال‬ ‫واضحة لرأ‬

‫صورة بجوار امرأة ترمها بحياهتا لكنها لطاملا وضعتها حتت‬

‫خمدهتا تترملها عند نومها وتصبح عليها أول ما تفتح عيناهاا‪،‬‬

‫بلوعة موجعة‬ ‫هتم‬ ‫وجه ذلك الرأ‬ ‫رفعت يدها بغية مل‬

‫‪¤‬أيب ‪....‬‬

‫‪1045‬‬
‫م غابت إ عا الالوعي تشعر باطمئنان غرياب باو يادي‬

‫ذلك الغريب‪ .‬استنفرت دقات قلبه عىل نحو خمتلف‪ ،‬تزيد من‬

‫إ ارته التي اشتعلت بفعل ملستها ونادائها املتوسال لوالادها‪،‬‬

‫يشء ما بقلبه اجلاحد اجلامد تغري فتتلقارب عينه عفويا تبرصاهنا‬

‫طفلة صغرية تبحت عن والادها‪ ،‬فتشاتعل لدياه املساؤولية‬

‫جتاهها‪ ،‬فيصيح بقلب وجل‬

‫‪ ¤‬اللعنة‪ ،‬أين اإلسعافال‬

‫يكد ينهي مجل ته حتى انتهي إ سمعه صوت صفارة سايارة‬

‫اإلسعاف‪ ،‬اندفع املسعفان باحلاملاة يضاعاهنا جوارمهاا ومهاا‬

‫بحملها فيسبقهام وحيملها ليضاعها عليهاا‪ ،‬صااح هباام حتاى‬

‫مجدمها مكاهنام بغضب جارف‬


‫‪1046‬‬
‫‪¤‬اين ترخرتمال إن تنجوا أقسام لكاام بارنني سارقيم الادنيا‬

‫وأقدم شكاية‪.‬‬

‫ودون رد يتجرأ أ حد مانهام عاىل النطاق باه اساتقل سايارة‬

‫اإلسعاف لريافقها‪ ،‬هيتف بالسائق‬

‫‪ ¤‬إ املستشفى الدويل‪ ،‬أرس !‬

‫استقبلهم الفريق الطبي الذي مجعهم مدير املشفى ما إن حد ه‬

‫با اتف‪ ،‬وقف مكانه يراقب جسدها النحياف وساط رسيار‬

‫فررب املمرضو إ أن اختفوا و راء باب قسام املساتعجالت‪،‬‬

‫فشعر بفقدان يشء مهم او خسارة ما ال يفهمها‪ ،‬أجفال عاىل‬

‫فتاة متد له بو يقة ليقوم بإمضائها‪ ،‬رمقها مستفرسا‪ ،‬يقول‬

‫‪1047‬‬
‫حتمل مسؤولية املصاريف سيدي‪ ،‬فب ان توقعها‬
‫‪ ¤‬إهنا و يقة ُّ‬
‫باسمك إن نت ستتحمل مسؤوليتها‪.‬‬

‫هز رأسه بتفهم وبدون تردد التقط الو يقة يميض عليها باسمه‬

‫"نارص جمران"‪.‬‬

‫****‬

‫ضمت ملار مريم بساعدها تبارك ا حو وافقت بإيامءة خجلة‬

‫عىل طلب خالتها التي استلمتها هي األخرى يف حضن طويل‪،‬‬

‫تبكي فرحا‪ ،‬فقالت ملار عابسة‬

‫يعناي ال مكاان‬ ‫‪¤‬أمي‪ ،‬ملاذا البكاء اآلنال سيكون لدينا عر‬

‫للدمو ‪.‬‬

‫‪1048‬‬
‫أبعدت السيدة هناء مريم متسح دموعها‪ ،‬جتيب ابنتها بصاوت‬

‫متهدج‬

‫‪ ¤‬أنا سعيدة وأفكر‪ ،‬لو انت شاقيقتي حياة لكانات فلاورة‬

‫بابنتها تشار نا حلظات الفرح هذرب‪.‬‬

‫بكت مريم عند غيااب والادهيا‪ ،‬فتنهادت ملاار بحناق هتتاف‬

‫بعتاب‬

‫‪ ¤‬أمي! أبكيت العرو ‪ ،‬ماذا نفعل اآلنال‬

‫ضمتها خالتها‪ ،‬متسح دموعها جمددا‬

‫‪ ¤‬ما رأيك بعقد القران مطلع األسابو القاادم ريا ام نجهاز‬

‫بري بفصل الصيفال‬ ‫لعر‬

‫‪1049‬‬
‫بلفوت يكاد يسمع‬ ‫أطرقت برأسها مستحية هتم‬

‫‪ ¤‬ام تشائو خالتي‪.‬‬

‫ضحكت بفرح‪ ،‬ترد‬

‫‪ ¤‬ام يشاء اهلل حبيبتي‪ ،‬سارهاتف ذلاك املساتعجل الاذي ال‬

‫أعلم يف سرقنعه بالصرب إ الصيف مع أنه عىل بعد شهرين‬

‫أو أ ر بقليل‪.‬‬

‫***‬

‫عاد إ االجتام حياول إخفاء هبجاة فاؤادرب قبال حمياارب قبالاة‬

‫صديقيه الناظرين إليه بمرح‪ ،‬باست ناء العميد الذي يفكر فايام‬

‫وصل إليه من معلومات‪ ،‬فقد أصبح لديه هدفا لن يفلته هذرب‬

‫‪1050‬‬
‫املرة وسيحسن التلطيط إ أن يوقع به و يسجنه مدى احلياة‪،‬‬

‫تكلم ليث‬

‫‪¤‬سيدي ال تقلق‪ ،‬القضية منحرصة بيننا األربعة حتى الرجال‬

‫الذين اخرتهتم ملراقبة املجرم وابناه ليسات لادهيم معلوماات‬

‫سوى لدواعي أمنية ‪...‬نحن نسبقهام بلطوات بفضل اهلل ام‬

‫عملية التهريب التي ا تشفنا جتهيزهم اا سايدي‪ ،‬سانراقب‬

‫الصقور و لن يفلتا من بو أيدينا‪.‬‬ ‫املوان‬

‫رد عليه العميد بحزم‬

‫‪ ¤‬سر ون معكم خطوة بلطوة ولن يقبل عليه سواي‪.‬‬

‫‪1051‬‬
‫هم ليث بالتحدث‪ ،‬فقاطعه اهتزاز هاتفه بجيب سرتته‪ ،‬سحبه‬

‫ليطلع عىل شاشته التي تومل برقم والدرب فاستغرب يسترذن‪،‬‬

‫رد مقطبا جبينه بقلق‪ ،‬يقول‬

‫‪¤‬حارض أيب‪ ،‬سرترصف ال تقلق!‬

‫لفت انتباههم قلقه‪ ،‬فسرله هشام ‪ :‬ما بكال‬

‫نظر إليه بحرية‪ ،‬يرد‬

‫‪ ¤‬إهنا بيان‪ ،‬ال فدوهنا و هاتفها مغلق ‪.‬‬

‫تدخل العميد‪ ،‬يقرتح‬

‫‪ ¤‬اذهب إ قسم االتصاالت و تتبع إشاارة هاتفهاا إ هناياة‬

‫ب ها‪.‬‬
‫‪1052‬‬
‫أومر وانرصف باجتارب قسم االتصاالت يصاحبه زميله هشاام‪،‬‬

‫طلب من الفريق هناك تتبع اإلشارة‪ ،‬فراقبوها إ أن توقفات‬

‫منطقاة البيات‪،‬‬ ‫فاستغربوا توقفها بمفرتق طرق باري بانف‬

‫حذر‬ ‫فسرلت فتاة من الفريق بتوج‬

‫‪ ¤‬ما نو سيارهتاال‬

‫قطب ليث جميبا إهيا فضغطت عىل شفتيها‪ ،‬فيح ها ليث بنفااذ‬

‫صرب ‪ :‬ماذا حدثال‬

‫تكلم آخر بجانبها‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬وصلتنا إشاارة مناذ قليال بوقاو حاادث خمياف هنااك‪،‬‬

‫النو ‪.‬‬ ‫انفجرت فيه سيارة من نف‬

‫‪1053‬‬
‫بلع ل يث ريقه بصعوبة يتبادل النظرات القلقة مع هشام الاذي‬

‫أمسكه من تفه يسحبه إ قسم احلوادث حياث تر ادوا مان‬

‫وقو احلادث و ام إخباارهم بالتفاصايل‪ ،‬فاررس لياث إ‬

‫املشفى الدويل بعد أن أ بلغ والدرب بالتطورات حماذرا إياارب مان‬

‫إخبار العائلة عىل األقل إ حو التر د من مدى ترضر صحة‬

‫بيان‪.‬‬

‫اندفعا عارب االساتقبال‪ ،‬يسارل لياث باسامها‪ ،‬فرجابتاه فتااة‬

‫اإلسام ليهتاف بوصافها‬ ‫اإلستقبال بعدم وجود نزيلة بنف‬

‫وتفاصيل احلادث‪ ،‬فهزت رأسها بإدراك جتيبه‬

‫‪ ¤‬السيد الذي أحرضها يكن يعلام باسامها‪ ،‬إهناا يف غرفاة‬

‫العمليات حاليا‪ ،‬بالطابق األريض رواق رقم إتنان‪.‬‬


‫‪1054‬‬
‫أ رسعا إ الرواق ليجدا رجال *جيئل* اجل ة‪ ،‬بشاعر قصاري‬

‫بني مائل للسواد‪ ،‬أنف و فم باريين وعيناو زرقااوان هبيئاة‬

‫تدل عىل رفاهية مستوارب‪.‬‬

‫رفع نارص رأسه حو سمع صوتا رجوليا قلقا‪ ،‬يتساءل‬

‫‪ ¤‬هل أنت من صدمته بيان بسيارهتاال‬

‫لفت انتباهه اسمها وحفظه عقله تلقائيا‪ ،‬فيبه بيانام يادقق باه‬

‫وبالرجل املرافق له‬

‫‪ ¤‬أجل‪ ،‬انت اإلشارة خرضاء فانطلقت لكن سيارة خرجت‬

‫أمامي من العدم رهنا تتوقاف لإلشاارة اخلاصاة بطريقهاا‪،‬‬

‫‪1055‬‬
‫فاصطدمت بمقدمة سياريت التي دفعتها لتدور عىل نفسها قبل‬

‫أن تصطدم جمددا باملمر الدائري وتنقلب عىل عقبها‪.‬‬

‫عاجله بسؤال آخر‬

‫‪¤‬ماذا قال الطبيبال‬

‫هز تفارب داللة عىل اجلهل باألمر‪ ،‬جميبا‬

‫‪ ¤‬خيرج بعد من غرفة العمليات‪.‬‬

‫اقرتب منه ليث‪ ،‬حيمل إلياه باو نظراتاه الرجااء يبحاث عاام‬

‫يطمئنه عليها‬

‫‪¤‬أخربوين برنك أنقذهتا من اإلنفجار وجلبتها هنا‪ ،‬ما رأيكال‬

‫هل إصابتها خطريةال‬


‫‪1056‬‬
‫ضم شفتيه بير ‪ ،‬ال ينكر ما يتملكه من خوف يشعر به منذ‬

‫مدة طويلة فيستغرب إحساسه هذا نحو إنساان ال يعرفاه و‬

‫يسبق أن قابله من قبل‬

‫‪ ¤‬صدقني ال أعلم‪ ،‬ما حدث أهنا أفاقات لربهاة تلفظات هباا‬

‫بكلمة واحدة قبل أن تعود لفقدان الوعي جمددا‪ ،‬يظهر عليها‬

‫مصاب سوى شحوهبا و خيط دم سائل من أنفها‪.‬‬

‫مسح ليث عىل وجهه من القلق والضيق‪ ،‬يستفرس منه‬

‫‪ ¤‬ماذا قالت ال‬

‫أجابه رافعا حاجبيه الك يفو ‪ :‬أيب!‬

‫استغرب ليث ليعقب هشام باقتضاب‬

‫‪1057‬‬
‫‪ ¤‬غريب‪.‬‬

‫سر ام نارص بريبة وفضول ‪ :‬هل أنتام من عائلتهاال‬

‫هز ليث رأسه بينام يقول معرفا بنفسه‬

‫‪¤‬أنا الضابط املمتاز ليث اجلندي وبياان تكاون ابناة خاالتي‪،‬‬

‫شكرا لك عىل شجاعتك‪ ،‬لن أنسى مجيلك هذا أبدا‪.‬‬

‫استنكر قوله جميبا عليه‬

‫‪ ¤‬مجيل ماذا يا رجل! إنه واجب عىل ل من وضاع يف ذلاك‬

‫املوقف‪.‬‬

‫‪1058‬‬
‫التفتوا عىل إ ر قدوم السيد يوسف الذي يلهاث مان ر ضاه‬

‫وخوفه البالغ عىل فتاة اعتربها أمانة يف رقبته وعاملها اإرساء‬

‫و ليث‪ ،‬يسرل بلهفة ‪ :‬أين هيال يف حا اال‬

‫هم ليث بإخباررب ممسكا به ليسندرب إلياه‪ ،‬فلارج الطبياب مان‬

‫غرفة العمليات فتجمعوا حوله حتى يعد يظهر من الطبيب‬

‫املسكو يشء‪ ،‬هيد‪ .‬من روعهم‬

‫‪ ¤‬اطمئنوا إهنا بلري‪ ،‬ان هناك نزيفاا داخلياا بسابب اهتازاز‬

‫جسدها بشدة لكن احلماد هلل سايطرنا علياه وأعادناا تفهاا‬

‫املللو جراء انقالهبا إ مكاناه وهنااك شاق طفياف بعظام‬

‫ساقها األيرس يبدو أنه اصاطدم بااملقود‪ ،‬ساتتر قلايال لكان‬

‫‪1059‬‬
‫سيلف الوجع بعاون اهلل ماع املساكنات والادواء املناساب‪،‬‬

‫سنستضيفها أليام حتى يشفى موضع النزيف متاما‪.‬‬

‫أطلق اجلميع زفرة راحة بينام سرل السيد يوسف الطبيب‬

‫‪ ¤‬هل تسمح لنا برؤيتهاال‬

‫رد عليهم قبل أن ينرصف‬

‫قبل ساعتو عىل األقل ‪...‬يتم نقلها حالياا إ غرفاة‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫العنايااة حتااى تسااتيق جياادا ونطماائن عااىل مؤرشاهتااا‬

‫احليوية‪....‬عن إذنكم‪.‬‬

‫التفت ليث إ نارص شا را إيارب من جديد وعرفاه إ والادرب‬

‫الذي شكررب بدوررب و طلب منه املغادرة إن شاء لكان ناارص و‬

‫‪1060‬‬
‫إلرصار ملح من قلبه وعقله عىل حد سواء‪ ،‬طلب من السايد‬

‫يوسف السامح له بالبقاء إ أن يراها ويطمئن عليها ولعجباه‬

‫انرشح صدررب حو سمح له بالبقاء‪.‬‬

‫****‬

‫تر د من انرصاف اجلميع يتساحب إ غرفتهاا‪ ،‬فاتح البااب‬

‫بلفة ام أغلقه بلفوت واقرتب من الرساير يلماح جسادها‬

‫النحيااف باارداء املشاافى وشااعرها ملمااوم حتاات الغطاااء‬

‫البالسااتيكي بياانام مالحمهااا الصااغرية خمفيااة حتاات اممااة‬

‫األ سجو‪ ،‬ال يظهر إال جفناها الكبريين املسدلو عىل عيناو‬

‫يتذ ر جيدا وساعهام‪ ،‬رق قلباه لشاحوهبا وضاعفها اام قلاة‬

‫حيلتها‪ ،‬استنت عقله من بياناته التي مجعها برهنا يتيمة واخلالة‬


‫‪1061‬‬
‫حتاول تزوفها البنها الاذي يعتربهاا رخات لكان تارى ماا‬

‫شعورها هايال هال حتباه لاذلك فقادت صاواهبا وانطلقات‬

‫بسيارهتا ال تبرص أمامهاال ررب تلك الفكرة ينفضها عن رأساه‬

‫أحدمها بإهبامه يشعر‬ ‫وانحنى نحوها يمد يدرب إ جفنيها‪ ،‬مل‬

‫به حريرا ينساب إ صدررب نسيم بارد يف أحر يوم صيفي‪ ،‬هم‬

‫اآلخر‪ ،‬فرمشت وفتحت مقلتاهاا الانجالوين فجارة‪،‬‬ ‫بلم‬

‫تسمر مكانه يترمل لون البندق الذي أصبح حيتل جال بيااض‬

‫العو البدر يف ليلة متامه‪.‬‬

‫عاد إليها الوعي بعد أن نامت أ ناء زيارة العائلة تشاعر بكال‬

‫موضع بجسدها يؤملها وب قل يف رأسها‪ ،‬رفت رموشها لتزيال‬

‫الضباب الذي يغشى عينيها لتجد قرهبا رأسا ضلام بمالماح‬

‫‪1062‬‬
‫لها ضلمة‪ ،‬فتجمدت تترمل للحظاة زرقاة عينياه الغامقاة‬

‫امللتلفة عن الزرقة الصافية لدى أوالد خالتها لكنها ما لب ات‬

‫أن شعرت باخلوف‪ ،‬حتاول التحرك بينام تتنهد بر ليساتقيم يف‬

‫بلفاوت هااد‪ .‬غرياب‬ ‫وقفته رافعا يديه باستسالم‪ ،‬هيما‬

‫عليه‬

‫ِ‬
‫صدمت سيارته وأخرجتك من سيارتك بعد‬ ‫‪¤‬ال ختايف! أنا من‬

‫أن انقلبت وأحرضتك هنا ‪ ....‬يف تشعرينال‬

‫نزعت الكاممة‪ ،‬جتيب ببعل احلنق‪ :‬أشعر برن حافلة دهستني‪،‬‬

‫تصاب يمكنناي دفاع‬


‫أنظرال أنا أعلم برنني خمطئة وبام أناك ب‬

‫تعويل عىل األرضار التي حلقت بسيارتك‪.‬‬

‫‪1063‬‬
‫ابتسم بغموض وظل عىل مهسه‪ ،‬جميبا‬

‫ِ‬
‫تساببت هباا ال يمكناك تعويضاها‬ ‫‪ ¤‬لألسف األرضار التاي‬

‫باملال‪.‬‬

‫زوت ما بو حاجبيها بريبة ترفرف بجفنيها‪ ،‬فريفرف يشء ماا‬

‫وسط صدررب قرب القلب متاما‪ ،‬فتقول بحرية‬

‫‪ ¤‬ال أفهم مقصدك ‪...‬هل ان معك أحد يف سايارتكال هال‬

‫ذلكال ‪..‬آرب!‬ ‫ترذىال يا إ ي! أنا أقتل أحدا ألي‬

‫حاولت التحارك بجاز ‪ ،‬فترملات وأرس إليهاا ي بتهاا بيدياه‬

‫الضلمتو‪ ،‬هيتف بلفوت‬

‫‪ ¤‬اهدئي! يمت أحد‪ ،‬بل أنت من أوشك عىل فقدان حياته!‬

‫‪1064‬‬
‫سكنت بو يديه ترمق القلق بعينيه ال تصدق برنه من أجلهاا‪،‬‬

‫فررس تنفسها موازيا لرسعة قلبها‪ ،‬ليهتف بقلق بلغ مدارب‬

‫‪¤‬ما به تنفسكال هل أنت بلريال هل استدعي الطبيبال‬

‫بضعف‬ ‫حاولت دفعه عب ا‪ ،‬هتم‬

‫‪ ¤‬أرجوك ابتعد عني‪.‬‬

‫أعادها إ الرسير برفق مستغربا ترصفاته امللالفة لكل ياناه‬

‫م تنحنح قائال‬

‫‪ ¤‬محم‪ ،‬اهتمي بنفسك جيدا لتشافي برساعة‪ ،‬سارتر ك اآلن‬

‫وسرعود غدا بإذن اهلل لرؤيتك‪.‬‬

‫‪1065‬‬
‫أومرت دون لمة حتدق بقسامت وجهاه بتادقيق رهناا تسارب‬

‫أغواررب حتى أجفال المها عىل فتح بااب الغرفاة يادخل مناه‬

‫ليث بصحبة ورد‪.‬‬

‫استغربا وجودرب‪ ،‬فبارد نارص خياطب ليث ب باته و قته املعتادين‬

‫لديه‪ ،‬تومهان من أمامه بعجرفته‪.‬‬

‫‪¤‬انتظرت حتى أهنت العائلة زيارهتم‪ ،‬أرد التطفل‪.‬‬

‫م التفت إ ورد‪ ،‬يكمل ببسمة رسمية‬

‫‪ ¤‬مرحبا سيدة ورد يف حالكال علمت بلارب خطوبتاك ال‬

‫بزواجك‪ ،‬مبارك عليكام بكل األحوال‪.‬‬

‫‪1066‬‬
‫ردت عليه ورد مبتسمة برزانة بينام حاجب ليث األيرس يرتاع‬

‫بريبة‬

‫‪ ¤‬بارك اهلل بك سايد نارص‪...‬هال أنات مان معاارف عائلاة‬

‫اجلندي ال‬

‫أومر بال وتدخل ليث جميبا‬

‫‪ ¤‬يف احلقيقة هو من أنقذها من املوت‪ ،‬أخرجها مان السايارة‬

‫قبل أن تنفجر‪.‬‬

‫هزت رأسها بإعجاب و شكرت حسن ترصافه ام انساحب‬

‫خارجا بعد أن ألقى نظرة أخرية عىل بيان التي تراقب املوقاف‬

‫بصمت وهذرب النظرة تفت إن ان ليث أو حتى ورد‪.‬‬

‫‪1067‬‬
‫اقرتبا منها وتبادال حديث جماملة ال خيلو من التاوتر لينرصافا‬

‫بعدها منطلقو إ بيت العائلة ولياث يفكار يف يشء واحاد‪،‬‬

‫يف سيقنعها بمبيته جوارها يف غرفتهاال‬

‫****‬

‫ألقى ا اتف من يدرب عىل األريكة أمامه بعد أن هاتفهاا للمارة‬

‫التي ال يعرف م! زفر بحنق يعلم برنه أخطر و اان سيصالح‬

‫خطررب لوال تدخل ذلك الغبي! ب ال تعطيه فرصة ليرشح ااال‬

‫منها!‬ ‫إهنا عقدة لعينة يستطع التلل‬

‫زفر من جديد وهو يتذ ر نظرهتا املعاتبة رنه طعنهاا بلنجار‬

‫مسموم‪ ،‬وعى من أفكاررب عىل ملسة شقيقته‪ ،‬تسرله بقلق‬

‫‪1068‬‬
‫‪ ¤‬هل ستلربين ماا سابب تبتاكال و ال تقال اليشء ألنناي‬

‫سرخاصمك‪.‬‬

‫نظر إليها بوجوم و حيرك شفتيه‪ ،‬فتنهدت بحنق هتتف قبل أن‬

‫تنرصف‬

‫‪ ¤‬الشقراء هي السببال أخي تزوجها وارمحناي مان مزاجاك‬

‫املتغري ل يوم بشكل خمتلف‪ ،‬إن نت حتبها تزوجها! ال تضيع‬

‫حياتك م يل هباء‪ ،‬صدقني سيريت عليك يوما تندم فيه بشدة‪.‬‬

‫لنفسه‬ ‫هبت من نصيحتها ومدى تغريها‪ ،‬هيم‬

‫‪¤‬يا لرباعتك يا د تور مفيد!‬

‫‪1069‬‬
‫التقط هاتفه يعي د ما ان يفعله و له إرصار عىل أن ال يتوقاف‬

‫حتى جتيبه وإن تفعل سيقوم بترصف لن يعجبها أبدا‪ ،‬ابتسم‬

‫بمكر مع آخر أفكاررب ينوي تنفيذ تلك األفكار‪.‬‬

‫***‬

‫دخلت غرفتها بعد حديث ظنت برنه لان ينتهاي ماع العائلاة‬

‫علمت من خالله سبب هتور بيان و م أشافقت عاىل الفتااة‪.‬‬

‫غريت ياهبا تستعد لنوم فسمعت طرقات عىل الباب‪ ،‬فتحتاه‬

‫نومه حتت نظراهتا املستغربة التي زادت ماا‬ ‫فدخل ليث بلبا‬

‫إن أقفل الباب وراءرب واجته إ الرسير ‪.‬‬

‫‪1070‬‬
‫بينام هي جامدة أمامه تبلع ريقها بلوف‪ ،‬فابتسم قاائال‬ ‫جل‬

‫وهو يشري إ اجلانب اآلخر من الرسير‬

‫‪¤‬تعايل ورد واجلل‪ ،‬سرخربك بقصتي مع رهف و تامر‪.‬‬

‫غلب فضو ا توترها‪ ،‬فتقدمت نحو الرسير بلطوات صغرية‬

‫قبالة بسمته املرحة‪ ،‬يطبق خطته‪ ،‬فبدأ باحلديث‬

‫‪ ¤‬حاادث أول لقاااء مجعنااا بإحاادى احلفااالت الشاابابية التااي‬

‫اعتدت حضورها يف بداياة شابايب‪ ،‬حتاد نا وأ اارت إعجاايب‬

‫بشلصيتها املرحة‪.‬‬

‫عاىل مالماح‬ ‫بدأ صادر ورد يغايل فرتتسام الغارية باالعبو‬

‫وجهها مما أ ل صدر ليث الذي الح هيئتها‪ ،‬يسرتسل‬

‫‪1071‬‬
‫‪ ¤‬الرصاحة‪ ،‬أميض معها وقتا ريا قبل الزواج وذلك بسبب‬

‫عميل الذي يتطلب جل وقتاي فلقاد نات بالسانوات األو‬

‫و ان فب عيل إ بات نفل وجداريت‪ ،‬بعد أن تقابلناا مارات‬

‫عدة قررت طلبها للزواج‪ ،‬فرنا لست من الناو الاذي يتساىل‬

‫وسبب آخر بتي تعرفيناه هاو إحلااح أماي عايل‬ ‫ببنات النا‬

‫للاازواج ماان بيااان‪ ،‬مااا حاادث أن العائلااة تتقبلهااا لكاان‬

‫يعارضني سوى والديت‪ ،‬هناك أشياء جذبتني هبا رجل لكن‬

‫أستطع تقبلها فيها بعد أن أضحت زوجتي‪.‬‬

‫هتفت ورد بحنق جعل ليث يكتم ضحكته بصعوبة‬

‫‪ ¤‬لباسها امل ري ومتايلها ربام!‬

‫‪1072‬‬
‫أ مل متجاهال قو اا وقاد اساتلقى مرحياا أعاىل ظهاررب عاىل‬

‫ببنات شافة‬ ‫الوسائد‪ ،‬متصنعا التعب الشديد‪ ،‬وورد تناب‬

‫تنتظر تتمة احلديث بفضول قاتل‬

‫‪ ¤‬رت مشاجراتنا وأصبحت تتذمر من بتي حلريتها و انت‬

‫أمي تشري دائام يف المها عن خروجها الك ري وترخرها املتكرر‬

‫والغري مربر وأنا أهتم وأرجعت قو ا لغضابها مناي بعادم‬

‫طاعتها ‪....‬إ أن‪...‬‬

‫تغريت مالمح ليث إ السواد حتى أهنا ملحات عرقاا جامادا‬

‫عىل جبهته ويديه مضمومتان بقبضتو حتى ابيضتا‬

‫‪1073‬‬
‫نت بمهمة مراقبة‪ ،‬فلمحتها خترج من سيارهتا تادخل أحاد‬

‫املقاهي‪ ،‬هاتفتها ألخربها برنني قرياب مان مكاان وجودهاا‬

‫لكن توترها الذي ملحته بساهولة بناربة صاوهتا اساتوقف يب‬

‫املحقق‪ ،‬فقررت سؤا ا عن مكان وجودها بدل ما نت‬ ‫ح‬

‫أنوي فكذبت عيل تدعي برهنا يف بيت أهلها‪ ،‬أهنيت املكاملاة‬

‫بشكل عادي وتقدمت نحو املقهى وانتظارت إ أن ملحات‬

‫تامر املنشاوي ينض م إليها يتحد ان بطريقة تعجبني‪.‬‬

‫نظر إليها بحرج يسجل مالحظة‪:‬‬

‫‪ ¤‬حينها نت أمحقا منفتحا بعل اليشاء وأمار االخاتالط‬

‫يكن ي ري قلقي‪ ،‬لذا استغربت اجتامعهام فقط و أشاك هباام‪،‬‬

‫‪1074‬‬
‫وانتظرت لتريت وختربين و تفعل‪ ،‬لذا راقبتها و انت الصدمة‬

‫حو سمعت مكاملة ا معه‪.‬‬

‫جتمد ل يث سامها رنه يعيش احلدث من جديد أما هي فاالن‬

‫قلبها ترأف به من أمله ووجعه من طعناة الغادر‪ ،‬فح تاه عاىل‬

‫رقيق حنون‬ ‫املتابعة هبم‬

‫‪¤‬ماذا حدث ليثال‬

‫أجفل رنه نسيها‪ ،‬فوضع ذراعه عاىل عينياه وأراح األخارى‬

‫يستوي بشاكل ماريح جلسادرب‪ ،‬فظلات رجال واحادة عاىل‬

‫األرض بينام يكمل‬

‫‪1075‬‬
‫‪¤‬تعرب ع ن غرامها ألقرب أصدقائي‪ ،‬تاامر املنشااوي وعان‬

‫سعادهتا بلقائاهتام الرسية ونيتها برت ي قريبا لتكون معه‪.‬‬

‫شهقت ورد تسرل نفسها ب ل بشاعة بحياهتا تكون ا عالقة‬

‫مع املنشاوي‪ ،‬سمعته يكمل بنربته املترملة اجلافة‬

‫‪ ¤‬لام تذ رت ذلك تتجدد لدي الرغبة بقتلها‪.‬‬

‫‪¤‬ماذا فعلت بعدهاال‪.‬‬

‫الح شبح ابتسامة عىل جانب فمه بينام يرد عليها‬

‫‪ ¤‬أستطع قتلهام ألنناي رجال أمان ال يفارتض يب اقارتاف‬

‫جريمة ضد القانون ام أنني إنساان ال أميال لزهاق األرواح‬

‫‪1076‬‬
‫لكننااي لقنااتهام درسااا وتاار تهام برشااد احلاجااة إ قساام‬

‫املستعجالت‪.‬‬

‫تنهدت ورد بر ملصابه تفكر ياف لإلنساان أن يكاون هباذرب‬

‫البشاعة ويتصف برسوء الصفات من أجل شهوات و نزوات‬

‫حمرمة رسيعا ما تفوت لذهتا ويبقى أ رها اخلبيث ليقتات عاىل‬

‫أخالق وفطرة صاحبه وحش مفارت ‪ ،‬التفتات إلياه حاو‬

‫سمعت صوت رتابة أنفاسه بام يدل عىل نومه‪ ،‬فهمست‬

‫‪¤‬ليث ‪...‬ليث هل نمتال‬

‫فبها‪ ،‬فضامت مالماح وجههاا بانزعااج وعاادت تنادياه‬

‫بلفوت‪ :‬ليث ليث استيق ! اذهب ا غرفتك‪.‬‬

‫‪1077‬‬
‫‪¤‬ممممههم‬

‫أجاهبا هبمهامت مكتوماة فهمات بماد يادها لتحر اه لكنهاا‬

‫أرجعتها وظلت تنظر إليه تشعر برمله وتعبه من طول يومه بو‬

‫طبيبتها وعملاه لينتهاي بحاادث بياان‪ ،‬أشافقت عاىل حالاه‬

‫وفكرت بالذهاب إ غرفتاه بادل إيقاظاه‪ ،‬مهات باالنهوض‬

‫لتتسمر مكاهنا حو اسرتجعت الم الطبيبة‪ ،‬فتتساءل" إن‬

‫تستطع البقاء معاه بمكاان واحاد ياف ساتلطو إ طرياق‬

‫الشفاء وحتلم برن تكون زوجة حقيقية له يوما مااال هاو أهال‬

‫لل قة ولن يؤذهيا‪ ،‬لقد وعدها‪.‬‬

‫عادت بتمهل إ مكاهنا وحطت برأسها عاىل خمادهتا مبتعادة‬

‫أبعد ما يمكن عنه‪ ،‬ودست ظهر يادها حتات جاناب وجههاا‬


‫‪1078‬‬
‫تترمله إ أن هادأت دقاات قلبهاا املتساارعة وهادأت معهاا‬

‫باألماان قاد‬ ‫أنفاسها وراحت يف سبات عميق بيانام إحساا‬

‫تفشى برعصاهبا يسكنها رغام عنها‪.‬‬

‫تصنع النوم يرهف سمعه إ أن شعر بانتظام أنفاساها‪ ،‬فرفاع‬

‫ذراعه بلفة يلتفت إليها ليبتسم من ابتعادهاا وتكومهاا عاىل‬

‫نفسها‪ ،‬حترك بتمهل ورفع الغطاء ليسدله عليها بحارص ام‬

‫اقرتب قليال من وساادهتا حياث أراح رأساه يراقاب مالماح‬

‫قلبه ا ادر‪ ،‬فرخد يمأل صادررب مان‬ ‫وجهها ا ادئة عىل عك‬

‫طريق سباهتا العميق‪.‬‬ ‫أنفاسها إ أن سلك نف‬

‫****‬

‫‪1079‬‬
‫فتحت عينيها عىل صوت املنبه لصالة الفجار‪ ،‬بساطت يادها‬

‫تلقائيا وقامت بإساكاته‪ ،‬أرجعات يادها فاصاطدمت بيشاء‬

‫ملمسه خشن أفزعها‪ ،‬مسحت عىل مقلتيها لتتباو ماهياة ماا‬

‫ملسته وجتمدت مالحمها ترمق أنف ليث الذي ال يفصاله عان‬

‫أنفها سوى سنتمرتين أو أ ر بقليال‪ ،‬أرسعات دقاات قلبهاا‬

‫رعبا ام اعتادت يف مواقف أقل بك ري مان موقفهاا‬ ‫لكن لي‬

‫هذا وعقلها يردد مرارا‪ ،‬يؤذين‪ ،‬نام بجانبي و ياؤذين حتاى‬

‫أنه حياول ملل‪.‬‬

‫انفرجت شفتاها عن ابتسامة تشع باألمل‪ .‬انت أنفاسه هادئة‬

‫و أطرافه سا نة حر ت يدها إ أن وصلت فوق خدرب اخلشن‬

‫وسمرهتا يف ا واء ال هي أنزلتها ملبتغاها و ال ردهتا إ مكاهنا‪،‬‬

‫‪1080‬‬
‫بقيت عىل مجودها ذاك حتى سمعت آذان الفجار‪ ،‬فانتفضات‬

‫تقفز من الرسير تلهث من هول ما انت مقدمة عليه‪ ،‬حر تها‬

‫تلك أيقظته من نومه يتلفت حولاه وماا إن وعاى عاىل نفساه‬

‫تصنع التذمر مان إغفائاه‪ ،‬يعتادل جالساا بيناا هيتاف بارباءة‬

‫مزعومة‬

‫‪¤‬أنا آسف ورد لقد نت منهكا و أ ِ عاىل نفلا‪ ،‬سااحميني‬

‫حبيبتي هل أرعبتكال‬

‫أسبغ عىل نربة صوته بعل التوسال مماا أشاعل فتيال بادها‬

‫تشفق عىل رامته التي يبسطها مداسا لقدميها‪ ،‬حيرم نفسه من‬

‫حقوقه عليها ويترسف من أجل عقدها أيضا‪ ،‬فقط ألنه حيبها‪،‬‬

‫يشاعر بارن‬ ‫حيبها هي! هنل من مكانه حو جتبه زافرا بير‬


‫‪1081‬‬
‫خطته فشلت وأعاد أسفه متوجهاا نحاو البااب حتاى سامع‬

‫شهقة بكاء إلتفت عىل إ رها وجز لبكائها احلارق‪ ،‬فااقرتب‬

‫بلوعة‬ ‫هيم‬

‫‪¤‬حبيبتي ما بكال ب البكاءال أنا آسف أقصد إرعابك‪.‬‬

‫تكلمت بنربة متهدجة‪ ،‬هتتز بفعل الشهقات املوجعة‬

‫‪ ¤‬أريد أن أ ون طبيعية الفتيات ‪ ....‬ب أنا هكذاال‬

‫هبت ليث وتسمرت قدمارب يعد يفقه شايئا‪ ،‬فر ملات حتارك‬

‫يدها يف ا واء‬

‫لقااد أحسسااتني‬ ‫‪ ¤‬لقااد نماات بجااانبي و تااؤذين بااالعك‬

‫باألمان‪.‬‬

‫‪1082‬‬
‫‪ ¤‬ب البكاء إذنال‬

‫استفرس بلهفة يتمنى أن يفهمها‪ ،‬صمتت تترملاه رهناا تفكار‬

‫أختربرب بملاوفها أم ال لكنها قررت تقول بشجن‬

‫‪ ¤‬أنا ال أعلم إن نت سرشفى‪ ،‬و أنت ‪...‬أنت رجال ساتمل‬

‫يوما ما من عقدي وسرتحل و انا ‪...‬‬

‫أمالت رأساها ودموعهاا تنصاهر بمالماح األ عاىل صافحة‬

‫وجهها هتوي بقلبه يف قعر اجلحيم فاقرتب منها خطوة فيبهاا‬

‫بحب‬

‫‪ ¤‬أنا لن أمل منك ولن أبتعاد عناك ولسات بحاجاة المارأة‬

‫أخرى‪ ،‬ألن من يعرفك حبيبتي ويفوز بقربك ال يماأل عينياه‬

‫‪1083‬‬
‫غريك من النساء‪ ،‬م من قال لن تشفيال أال تارينال لقاد بات‬

‫ليلتي معك حتت سقف واحد وها أنات وا قاة يب تفضاو إيل‬

‫بملاوفك‪ ،‬إهنا أول خطواتنا عىل الطريق الصحيح‪.‬‬

‫توقفت عن البكاء تنصت إليه برت يز بينام يكمل‬

‫‪ ¤‬ال ترتاجعي حبيبتي وال تستسلمي‪ ،‬ل خطوة نلطوها إ‬

‫األمام نتحد عليها جيدا لنلطو عليهاا أخارى وهكاذا حتاى‬

‫نصل بر األمان ‪.‬‬

‫أومرت توافق عىل المه‪ ،‬فرضاف‬

‫‪ ¤‬هيا اذهبي و توضئي ‪ ،‬فرنا الحظت يف أن الصاالة تعياد‬

‫شحنك البطارية‪.‬‬

‫‪1084‬‬
‫تبسم فتبسمت معه من بو دموعها وهم باخلروج من الغرفاة‬

‫حو نادته بلفوت‪ ،‬فاستدار إليها‬

‫‪ ¤‬ليث! عندما تفرغ من صالتك عد و نم بمكانك‪.‬‬

‫تلكرت م أ ملت بلجل اختلط به اليقو بشكل عجيب‬

‫‪ ¤‬برسيرنا‪..‬‬

‫انرصفت حممرة الوجه متالفية إيارب مفغرا شفتيه‪ ،‬يلجم أطرافه‬

‫املتلهفة االنقضاض عليها يطلب منهم الرتيث فال زالاوا عاىل‬

‫بداية الطريق‬

‫‪ ¤‬فب عيل الصرب حتى ال أهدم ل ما بنينارب‪.‬‬

‫‪1085‬‬
‫وغادر إ احلامم وقد بات يعلم يقينا برن ل ما يلزماه لاريبح‬

‫معر ته معها هو أن حييطها باألمان وهذا ما سيفعله ولو لفه‬

‫ذلك احلرمان من إسكاهنا بو ضلوعه واال تفاء برخذ أنفاسه‬

‫بقرهبا حييطه عبريها‪.‬‬ ‫من أنفاسها واإلحسا‬

‫أهنت صالهتا التي دعت فيها رهب ا أن ي بتهاا عاىل عزمهاا ام‬

‫آوت إ فراشها و تقدر عىل التحكم بنفسها التي ابتعدت إ‬

‫أقىص طرف الرسير‪ ،‬سمعت صاوت فاتح البااب‪ ،‬فرغلقات‬

‫عينيها تعترصمها بينام الذي فتحه هبادوء يقارتب مان الرساير‬

‫بحذر‪ ،‬ملحها منكمشة عىل نفسها أقىص طرف الرسير‪ ،‬فابتسم‬

‫حو الحظها تشد عاىل جف نيهاا‪ ،‬يادرك برهناا تادعي الناوم‪،‬‬

‫‪1086‬‬
‫استلقى مكانه متمهال وظل ينظر إليهاا حتاى فتحات عينيهاا‬

‫هبدوء‬ ‫يلوح منهام القلق‪ ،‬فهم‬

‫‪¤‬اهدئي حبيبتي ونامي أنت برمان‪.‬‬

‫و رهنااا لااامت سااحرية ألقياات عليهااا‪ ،‬فسااكنت أعصاااهبا‬

‫وسحبت إ عا األحالم‪ ،‬أما هو فظل يراقبها إ أن أرشقت‬

‫وانسحب من الرسير بلفة‪ ،‬يكتب ا عىل ورقة برناه‬ ‫الشم‬

‫ام جلاب وردة مان‬ ‫ذاهب لعمله وأن هتاتفه ماا إن تساتيق‬

‫املزهرية بغرفة االستقبال ووضعها عىل الورقاة‪ ،‬ألقاى عليهاا‬

‫نظرة أخرية م انرصف‪.‬‬

‫****‬

‫‪1087‬‬
‫يتطلع إ واجهة الدار حامال صندوق أدوياة ال يصادق برناه‬

‫سرياها‪ ،‬لقد مرت أيام رهنا أعوام و يلمح طرفها‪ ،‬حمتاج هو‬

‫لرياها‪ ،‬نظرة من عينيها تنسيه مهه له‪.‬‬

‫تقدم خطوة ليسمع نداء باسامه مادر ا تلاك الناربة جيادا‪،‬‬

‫ام التفات إ‬ ‫أغمل عينيه بضيق وترفف بلفاوت منازع‬

‫سوسن التي هتفت مبتسمة‬

‫‪¤‬انتظرين حممود‪ ،‬لقد قدمت هنا با را خمافاة أن أتاورب‪ ،‬لكناي‬

‫وجدت العنوان وانتظرتك إ أن أدخل معك‪.‬‬

‫أجاهبا بينام يغتصب ابتسامة رسمية‬

‫ِ‬
‫أتعبت نفسك باملجيءال‬ ‫‪ ¤‬ب‬

‫‪1088‬‬
‫أخفت انزعاجها برباعة‪ ،‬جتيب بارباءة ترفارف لاه برموشاها‬

‫وتعيد خصالت شعرها خلف أذهنا‬

‫‪ ¤‬أي عمل أشار ك به يسعدين القيام به‪.‬‬

‫رد عليها وهو يستدير منرصفا باجتارب الدار‬

‫ليشء آخار حتاى ال يضايع‬ ‫‪ ¤‬حددي نيتك هلل سوسن ولي‬

‫تعبك ويذهب أجرك أدراج الرياح‪.‬‬

‫تبعته بينام تتلفت حو ا‪ ،‬تستكشف املكان بملل حتاول إخفائه‬

‫بشدة‪ ،‬فاآلنسة أو الد تورة سوسن فلبهاا ساوى فريساتها‬

‫التي حتوم حو ا منذ رأهتا لتشحذ ل أسلحتها لتوقاع هباا يف‬

‫شبا ها لكن الفريسة عنيدة رز ينة ال يغرهيا ال ماا تازين باه‬

‫‪1089‬‬
‫فلها‪ ،‬إال أهنا حتاول باستمرار وال تستسلم وها هي يف مكان‬

‫تكن لتدخله يوما لوال فريستها الغالية‪.‬‬

‫توقفت حو توقف ترفع رأسها إليه‪ ،‬جامدة مالحماه حتاى أن‬

‫صفحة وجهه أظلمت يشوهبا بعال الشاحوب وعينياه مان‬

‫حتت عويناته م بتة عىل نقطة ما‪ ،‬تتبعت مساار نظرتاه لاتلمح‬

‫واسعة‪ ،‬متوسطة احلجام والطاول متلاك‬ ‫فتاة حمجبة بمالب‬

‫مجاال هادئا بوجهها اخلايل مان الزيناة‪ ،‬يقاف بجانبهاا شااب‬

‫وسيم ذو هيئة بسيطة‪ ،‬يرمقها بنظرات معجبة ال يمكن ألحد‬

‫أن خيطئها ويبدو أنه قاد أخربهاا بنكتاة ماا ألهناا ضاحكت‬

‫باستحياء‪ ،‬حتاول حرصا ضاحكتها‪ ،‬فتازداد توهجاا بحمارة‬

‫استولت عىل وجنتيها‪.‬‬

‫‪1090‬‬
‫اجلامد بجانبهاا حيتاد حتاى أضاحى زجمارة‬ ‫شعرت بتنف‬

‫خفيفااة‪ ،‬فضاامت حاجباهااا وفمهااا بريبااة تستشااعر بعاال‬

‫التوج ‪.‬‬

‫انطلق حممود بلطوات واسعة حتى وصل أماامهام فاساتدارا‬

‫إليه جمفلو‪ ،‬وحلق قلبها عرب سحابة احلب ترمق مالحمه بلهفة‬

‫مشتاق‪ ،‬ال هية هي عن نار الغرية التي أرضمتها بجوفه‪.‬‬

‫حتدث ريم باسطا يدرب ليصافحه‬

‫‪ ¤‬مرحبا د تور‪ ،‬لقد اشتقنا إليك‪.‬‬

‫صافحه عىل مضل يرميه بنظرات حارقاة لاو انات ساهاما‬

‫ألردته رصيعا‪ ،‬فيبه بجفاف و برودة حريته بينام نون النساوة‬

‫‪1091‬‬
‫بقربه قد فهمتا علة مجودرب‪ ،‬لتنطلاق دقاات القلاوب تعادوا‪،‬‬

‫فاطمة عرب سحابة حبها وسوسن عارب ساحابة ساوداء تناذر‬

‫بفقدان فريستها‪.‬‬

‫يكبات غضابه خلاف‬ ‫اندفع حممود مرسعا إ غرفة الفح‬

‫قنا من ا دوء املليف‪ ،‬غضب يشعر به قبال وهو املعروف‬

‫باالتزان واحلكمة بترصفاته لكن منظرها بينام متنح ريم تلاك‬

‫الضحكة التي متنحها إيا رب من قبل جعله يغيل فتعلو احلارارة‬

‫مع سائر أجزاء جسدرب‪ .‬استرنف عملاه دون أن ينطاق بكلماة‬

‫وفكررب له منصب حول وجوب التقدم ا لتصبح له وحينها‬

‫سيغلق عليها يف بيت اام ال تضاحك ألحاد ساوارب‪ ،‬قادمت‬

‫ريم وفاطمة بينام تتميز غيضا مان جتاهال‬ ‫سوسن نفسها إ‬

‫‪1092‬‬
‫حممود اا‪ ،‬فلام تساتطع إخفااء عادوانيتها جتاارب تلاك التاي‬

‫استحوذت عىل اهتامم فريستها لدرجة أن يشتعل غرية عليهاا‬

‫فقالت ‪ :‬أنا الد تورة سوسن زميلة الد تور حممود‪.‬‬

‫م أضافت‪ ،‬تنتقم لكربيائها‬

‫‪¤‬طلب مني احلضور معه ألساعدرب‪ ،‬فهو ال يستطيع االستغناء‬

‫عني حيب رفقتي بام أننا معرفة قديمة‪.‬‬

‫اان دور ف اطمااة لتتميااز غاارية‪ ،‬فانسااحبت إ مكتبهااا ترسا‬

‫أحزاهنا لنفسها أما اريم الغافال عان املوقاف لاه‪ ،‬فيشاري‬

‫الحقاو بمحماود‬ ‫لسوسن برن تتقدمه نحو غرفاة الفحا‬

‫الذي بدأ عمله بصمت مساتمر يساتطع أحادمها أن يتجارأ‬

‫‪1093‬‬
‫ويقطعه إال هبمهامت مقتضبة وبعد ساعتو زفر حممود بضايق‬

‫يكتفي من التف كري‪ ،‬فوضع السامعة عىل املكتب وأزال الاوزرة‬

‫قبل أن يلتفت إ سوسن التي ترمقه بريبة‪ ،‬خيربها‬

‫ِ‬
‫ملت عني اليومال تاذ رت أمارا مهاام‬ ‫‪ ¤‬آنسة سوسن‪ ،‬هال أ‬

‫فب أن أقضيهال‬

‫أجابته متصنعة الود تكتم غضبا جارفا‬

‫‪¤‬طبعا حممود‪ ،‬طلباتك أوامر‪.‬‬

‫متتم بالشكر و خرج باجتارب مكتب فاطمة حياث وجاد البااب‬

‫مفتوحا فدخل ليلمحها أمام النافذة سامهة يف بحر أفكارها‪.‬‬

‫تنحنح ليلفت إنتباهها‪ ،‬فاستدارت إليه تبتسم بتوتر وهتم‬

‫‪1094‬‬
‫‪ ¤‬مرحبا د تور‪ ،‬بام أساعدكال‬

‫سمر نظررب عليها قلايال ام التفات إ البااب يوارباه وتقادم‬

‫نحوها بينام هي تتململ يف مكاهنا ارتبا ا‪.‬‬

‫أزال عويناته و نظر إ مقلتيها يترصف حسب طبيعته املبارشة‬

‫بعااد ااتامن طوياال ال يعاارف ماان الطاارق سااوى املنبسااطة‬

‫الواضحة‪.‬‬

‫‪ ¤‬أحبك‪.‬‬

‫ارتعشت تطرق برأسها حياء وذهوال من وطرة املوقاف وهاو‬

‫يكمل قوله‬

‫‪¤‬و أطلب الزواج منك‪.‬‬

‫‪1095‬‬
‫رفعت رأسها متفاجئة تفغر شفتاها بلوهنام الزهاري اخلفياف‬

‫الطبيعي‪ ،‬فيبلا ع ريقاه بصاعوبة وقاد نزلات عينياه إ تلاك‬

‫الشفتو‪ ،‬تراجعت خطوة إ الوراء‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬أريد جوابك اآلن فاطمة‪.‬‬

‫استدارت توليه ظهرها وأغمضت عيناها بر ‪ ،‬ترد بلفوت‬

‫‪ ¤‬ال يمكن‪ ،‬هذا مستحيل‪.‬‬

‫قطب جبينه بقلق‪ ،‬يستفرس‬

‫‪ ¤‬مستحيل! ملاذاال‬

‫عادت تستدير إليه لتقول بصوهتا الرقيق ذو الناربة املنلفضاة‬

‫تشري إليه‬
‫‪1096‬‬
‫‪ ¤‬أنظر إ نفسك وانظر إيل‪ ،‬ما الاذي نتشاار ه بالضابطال ال‬

‫مستوى مادي وال علمي‪ ..‬ماذاال ما الذي سيجمع بينناال‬

‫هبت من منطقها غري أن شعلة أمل ضئيلة تومل بصدررب مان‬

‫عدم نفيها ملشاعر تباد ا إيارب‪ ،‬فرد عليها‬

‫‪ ¤‬يف احلقيقة هو يشء واحد إن ت شار نارب غطى عىل ال تلاك‬

‫الفروق الواهية‪.‬‬

‫رفعت وجهها تساؤال فاستطرد‬

‫‪ ¤‬احلب ‪...‬إن نت تشار ينني هذرب العاطفة السامية‪ ،‬فال يشء‬

‫آخر هيم ‪...‬فكل ما هيمني هو الدين واألخالق وأنت تتصفو‬

‫هبام‪.‬‬

‫‪1097‬‬
‫م أ مل بنربة هتكم انتهت بجدية‬

‫‪ ¤‬مهام تر قى اإلنسان علميا إن خال مان ديان وأخاالق ظال‬

‫مسااتوارب دونيااا يفاادرب علمااه بيشااء ‪..‬أال يقااول اهلل تعااا "‬

‫أ رمكم عند اهلل أتقا م "ال‬

‫أنت ال تعلم! أنا ال أصال يل وال أهال‪ ،‬سريفضاني وساطك‬

‫وعائلتك‪ ،‬ستظل تقاوم وحتارب إ أن تنهار قاواك وعنادها‬

‫ستستسلم وأنا ساردمر لياا! ال ‪،‬ال أساتطيع! "ظال عقلهاا‬

‫يرصخ بتلك الكلام ت تنرش سمها برعصاهبا‪ ،‬فرطرقت برأسها‬

‫واقرتبت من مكتبها حتى استندت إليه‪ ،‬هامسة بنربة مترملة‬

‫‪ ¤‬أرجوك غادر اآلن‪.‬‬

‫‪1098‬‬
‫خط ا نحوها يلف اسمها بلفوت متوسل ‪ :‬فاطمة‪.‬‬

‫قاطعته بتوسل موجع ودموعها احلارقة‪ ،‬تنهمر عاىل وجنتيهاا‬

‫بغزارة ‪ :‬اآلن أرجوك‪.‬‬

‫تسمر للحظة يترمل ظهرها‪ ،‬بعدها أعاد نظارته إ مكاهنا ام‬

‫غادر يشعر بضيق يف صدررب و رن جبال قد أطبق عليه و ينتبه‬

‫لتلك املالمح الغاضبة املتوارية بينام صاحبتها تتسحب بعد أن‬

‫أصغت للحوار‪ ،‬تتساءل ملاذا رفضته وعن الذي ختفيهال‬

‫ما إن أضحى وساط حديقاة الادار‪ ،‬اساتل هاتفاه مان جيباه‬

‫يسمع شكوارب‪ ،‬ام أهنا‬ ‫وطلب أخته ورد‪ ،‬فهي أنسب شل‬

‫صديقتها ستفيدرب يف فهم خماوفها أ ر‪.‬‬

‫‪1099‬‬
‫‪¤‬السالم عليك‪ ،‬أخي يف حالكال‬

‫أتارب صوت أخته‪ ،‬فرجاهبا بجدية‬

‫‪ ¤‬عليك السالم ورد أريد أن أراك ‪...‬أحتاجك برمر مهم‪.‬‬

‫استغربت ورد نربة حممود‪ ،‬فهو عادة ال يطلب من أحاد شايئا‬

‫ودائام ما ان حيل مشا له بنف سه وال يطلع أحدا عاىل أرساررب‪،‬‬

‫فهتفت بقلق‬

‫‪ ¤‬ماذا حدث أخي أقلقتني ‪..‬أميال‬

‫زفر بوجوم يفرس بينام يتلرص بيدرب اليرسى‬

‫‪ ¤‬أمي بلري احلمد هلل‪ ،‬اهدئي! إنه أمر خيصني‪ ،‬أين نتقابالال‬
‫أم ِ‬
‫آت ألقلكال ‪...‬أنت يف بيت اجلنديال‬
‫‪1100‬‬
‫ردت عليه قائلة‬

‫‪ ¤‬ال داعي فالطريق طويلة وأنا نات أناوي الاذهاب لزياارة‬

‫مريم‪ ،‬تلك املحتالة نت انتظر زيارهتا لتطلب مني الاذهاب‬

‫إليها‪ ،‬سيعقد قراهنا بعد غد إن شاء اهلل و‪...‬‬

‫قاطعها بنفاذ صرب وقد جتاوز خمرج الدار‪ ،‬يستقل سيارته‬

‫‪ ¤‬هنيئا ا أختي ‪...‬سرنتظرك بمطعام 'النجماة' ال تتارخري‬

‫‪.‬سالم!‬

‫متتمت بسالم ال تزال عىل ر يبتها من األمر وهاتفات زوجهاا‬

‫الذي اختفى منذ الصاباح تار اا قلبهاا يادوي باسامه وهاي‬

‫تراقب الوردة التي تر ها عىل مالحظته ببالهة‪ ،‬رهناا تارى‬

‫‪1101‬‬
‫وردا من قبل لكنها تتلقى ردا سوى الصوت األن وي املعلن‬

‫عن إغالق ا اتف املطلوب‪.‬‬

‫و توجهت إ اجلدة ومحاهتا اجلالستان بالرشافة‬ ‫تنهدت بير‬

‫الصغرية‪ ،‬ختربمها بام حيدث معها‬

‫‪ ¤‬هاتف ليث مقفول وأخي ينتظرين بمطعم يريد رؤيتي بيشء‬

‫مهم وصديقتي مريم عقد قراهنا بعاد غاد وقاد طلبات مناي‬

‫الذهاب إليها‪ ،‬ماذا أفعلال‬

‫ردت عليها اجلدة مبتسمة ‪ :‬ال مشكلة حبيبتي نحان ذاهبتاان‬

‫إ املشفى‪ ،‬نقلك معنا وبعده ا تبقو مع أخيك إ أن يرتياك‬

‫زوجك أو يوصلك بنفسه‪.‬‬

‫‪1102‬‬
‫ردت عليها مفرسة وهي تقعد عىل أحد رايس الرشفة‬

‫‪ ¤‬املشكلة ال تكمن بمن يقلني‪ ،‬أنا أسترذن ليث ألخرج!‬

‫رمت اجلدة نتهاا بنظارة ذات معناى تبتسام بفلار الختياار‬

‫حفيدها واحلقيقة أن زهرة تفاجرت لكنها ما لب ت أن غاريت‬

‫مالحمها متطط شفتاها‪ ،‬جميبة‬

‫‪ ¤‬هذرب جدته وأنا والدته يعني رنك استرذنته‪ ،‬املهم أن نعلام‬

‫أين تذهبو م ألست يف خطر اخلروج من األصلال‬

‫ظلت ورد عىل هدوئها وتدخلت اجلدة‪ ،‬تعقب بضيق‬

‫‪1103‬‬
‫‪ ¤‬هل توقف حياهتا مان أجال خطار ال تعلام حتاى إن اان‬

‫سيطو ا‪ ،‬نحن سنقلها ويستلمها شقيقها إ أن يوصلها‪ ،‬إذن‬

‫ما املشكلةال‬

‫مطمئنا‪ ،‬تكارر مهاتفاة‬ ‫رافقتهن ورد عىل مضل وقلبها لي‬

‫زوجها طوال الطريق‪ ،‬فهي تتعود عاىل خارق ماا تعاد باه‬

‫خصوصا إن ان مان حادود اهلل‪ ،‬قابلات حمماود عاىل بااب‬

‫املطعم ورافقته إ إحدى موائد املطعم‪ ،‬تبادر بالسؤال‬

‫‪¤‬أخي‪ ،‬ماذا بكال‬

‫رمقها بتوتر‪ ،‬فهو يعتد مواقف م يلة م رد ببعل االرتباك‬

‫‪ ¤‬انا ‪...‬أنا طلبت الزواج من فاطمة‪.‬‬

‫‪1104‬‬
‫فرغت ورد فمها ورفعت حاجباها مبهوتة‪ ،‬تتمتم ببالدة‬

‫‪ ¤‬ما‪...‬طلبت ‪..‬فاطم‪....‬منال‬

‫تنهد حممود‪ ،‬يفرس‬

‫‪ ¤‬ر زي معي ورد‪ ،‬طلبات الازواج مان فاطماة صاديقتك‪،‬‬

‫مسؤولة الدار‪.‬‬

‫أجابته مبتسمة ما إن وعت مقصدرب وتالشى أ ر املفاجرة‬

‫‪¤‬أخي لقد فاجرتني‪ ،‬لكن أتعلمال أنتام مناسبو جدا لبعضكام‬

‫يف أفكر من قبل يف ذلكال‬

‫ابتسم حممود بحزن والكتبة ظاهرة عىل وجهه‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬نعم ‪...‬لكنها رفضتني‪.‬‬


‫‪1105‬‬
‫اومرت بتفهم تؤ د قوله‪ :‬طبعا سرتفضك ‪.‬‬

‫ارتفع حاجبا حممود يشعر بدهشاة ممزوجاة بريباة‪ ،‬فر ملات‬

‫توضح له‬

‫‪ ¤‬أنت ال تعرف فاطمة‪ ،‬يف تقدم عىل خطوة هاذرب دون أن‬

‫حتاول فهمها عىل األقلال‬

‫ما زالت مالمح التساؤل عىل صفحة وجهه‪ ،‬فاستطردت‬

‫‪ ¤‬سرخترص عليك الطريق لتفهمها جيادا ‪...‬حمماود! فاطماة‬

‫جمهولة النسب يعني يف عرف املجتمع لقيطاة ‪...‬وهاذا األمار‬

‫عليها حياهتاا‪ ،‬تظان برهناا مان حقاري‬ ‫يس بب ا عقدة تنغ‬

‫املجتمع وال تستحق أن تعيش بكرامة م ل معرويف النساب ‪،‬‬

‫‪1106‬‬
‫وأنت إنسان راقي و امل بنظرها و جمرد ارتباطك هبا سيشورب‬

‫سمعتك وصورتك الكاملة وما سيليفها أ ر أن تنظر إليهاا‬

‫بدونية يوما ما أو أن تعايرها‪.‬‬

‫‪ ،‬ليهتاف‬ ‫تفاجر حممود م ر ق قلبه ألملها واحساسها باالنق‬

‫باستنكار يف آخر الم ورد‬

‫‪¤‬أنت تعرفو أخالقي مستحيل أن أفعل ذلك حتى إلنسان ال‬

‫يمت يل بصلة‪ ،‬فبالنهاية لناا عبااد اهلل وسنحاساب عاىل ماا‬

‫سبت أيدينا‪.‬‬

‫حر ت يدها با واء‪ ،‬جتيب بضجر‬

‫‪1107‬‬
‫‪ ¤‬أنا أعرفك هاي ال ‪...‬اسامع املفياد أخاي! ‪...‬فكار جيادا‬

‫واسترش أمي أيضا ففي النهاية أنت إنسان ملتزم ولن ختاالف‬

‫والدتك لذلك قبل أن تبدأ بإقناعها فب أن تكون مستعدا من‬

‫مجيع النواحي لتناضل بقلب قوي‪.‬‬

‫هز رأسه داللة عىل اإلدراك‪ ،‬يعقب شا را‬

‫‪ ¤‬شكرا أختي أنا ممتن لك‪ ،‬سرتبع نصيحتك‪.‬‬

‫عال رنو هاتف حممود‪ ،‬فرجاب برتابة قبل أن ينتفل بجدياة‬

‫هيتف‬

‫‪ ¤‬أنا قادم! جهزوا غرفة العمليات‪.‬‬

‫التفت إ ورد قائال برسعة‬

‫‪1108‬‬
‫‪ ¤‬مريل حالته خطرة و ال يوجاد أحاد باملناوباة ‪ ..‬يصالوا‬

‫ألحد غريي فب أن أغادر برسعة ‪...‬هل أوصلك ملكان ماال‬

‫فكر م استطرد‬

‫‪ ¤‬أتعلمو ماذاال خذي مفاتيح سياريت‪ ،‬سرستقل سيارة أجرة‬

‫فاملستشفى قريب‪.‬‬

‫أمسكت املفاتيح مبتسامة وودعتاه ام انرصافت متجهاة إ‬

‫البيت فقلبها اليزال منقبل‪ ،‬لذا ستنتظر زوجها ام تاذهب‬

‫معه الحقا إ منزل مريم ‪.‬‬

‫****‬

‫‪1109‬‬
‫يف وسط خمزن من خمازن املنشاوي يقف تاامر ماع زمارة مان‬

‫الرجال خيططون للعملية الكبرية‪ ،‬اهتز ا اتف بجيبه‪ ،‬فسحبه‬

‫جميبا باهتامم ‪ :‬نعم‪ ،‬ما اجلديدال‬

‫انصت م رد بظفر‬

‫‪¤‬جيد جدا‪ ،‬تعلم ما ستفعله‪ ..... ،‬ال أريد أخطاء هذرب املارة‪،‬‬

‫وال تسااتعجل بلطفهااا فقااط أخرهااا وإن وجاادت الفرصااة‬

‫اخطفها‪ ،‬إن وجدت فرصة سانحة ال تغامر ‪،‬املهم أخرهاا إ‬

‫أن أهاتفك‪ ،‬هيا ! حو تفعل املطلوب أعطيني إشارة‪.‬‬

‫أغل ق ا اتف م طلب رقام آخر‪ ،‬خياطبه‬

‫‪ ¤‬جهز الفتاة و عندما أعطيك إشارة تفعل ما طلب منك‪.‬‬

‫‪1110‬‬
‫أرجع ا اتف إ جيبه و ابتسامة شيطانية ترتسم عىل حميارب‬

‫****‬

‫‪¤‬سيدي لقاد أمتمناا ال يشء ‪...‬أخربتاك ال داعاي لتتعاب‬

‫نفسك‪.‬‬

‫ان ذلك ليث يؤ د للعميد إمتام مهمته برفقة الشباب بنجاح‬

‫عاىل‬ ‫ح يث قاموا بنرش جمموعة مان أجهازة مراقباة وجتسا‬

‫خمتلف وسائل نقل جمموعة املنشاوي‪.‬‬

‫رد عليه العميد الذي ساعدهم بنفسه‬

‫‪¤‬أخربتك من قبل‪ ،‬هذرب معر ة شلصاية ولان يقابل علياه‬

‫سواي و سيتمنى املوت ال يناله‪.‬‬

‫‪1111‬‬
‫هز ليث رأسه بتر يد يقول بينام يسحب حمموله ليفتحه‬

‫‪¤‬الشباب انرصفوا منذ مدة‪ ،‬أنا أيضا سرغادر‪.‬‬

‫انفصال المها إ وجهات خمتلفة‪ ،‬طالع لياث ام الرساائل‬

‫الواردة من ورد‪ ،‬فهم بطلاب رقمهاا ليسابقه ا ااتف برنيناه‬

‫يومل برقم غرياب‪ ،‬فتحاه لينسااب صاوت أغارب يقاول‬

‫بغموض‬

‫‪ ¤‬إن نت تريد معرفة حقيقة زوجتك املصونة فتعال إ‬

‫وانقطع اخلط‪ ،‬حك رأسه ب ريبة وهاتف زوجته‪ ،‬فظل ا اتف‬

‫يرن إ أن انقطع دون إجابة‪ ،‬تسلل اخلاوف إ قلباه وطلاب‬

‫رقم والدته‪ ،‬أجابته وأخربته بام حدث‪ ،‬فزفر براحة اختفت ما‬

‫‪1112‬‬
‫إن أخربرب املمرض الذي رد عليه من هاتف حممود برنه يف غرفة‬

‫العمليات‪.‬‬

‫ر ااب ساايارته وانطلااق هبااا الصاااروخ ليصاال إ العنااوان‬

‫وأوق ف سيارته يتلفت حوله‪ ،‬جتمد الدم يف عروقه وهو يارى‬

‫ورد متسك بيد رجل خيطوان هبرولة داخلو إحدى زقاق ذلك‬

‫احلي البسيط‪ ،‬يصادق نفساه و أرس يف أ ارهم يتر اد مان‬

‫الشعر األسود املجمو إ الوراء و تنورهتاا‬ ‫وهنا ورد‪ ،‬نف‬

‫الطويلااة عليهااا معطفهااا‪ ،‬رصخ قلبااه يااا اهلل ماااذا حياادثال‬

‫مستحيل! زاد من رسعته و فجرة اختفيا‪ ،‬بحث عنهم اله اا‪،‬‬

‫قلبه و يانه ال يصدقان‬

‫‪1113‬‬
‫أجفل عىل اهتزاز ا اتف بجيبه‪ ،‬فسحبه يطالع رقم هشام يرد‬

‫عليه غري مفارق لصدمته‪ :‬نعم!‬

‫إنساب صوت هشام عرب األ ري‬

‫‪¤‬أين أنت يا صاح أ تفتح ه اتفك بعادال أخربتناي ورد برهناا‬

‫هاتفتك ريا و جتب‪...‬‬

‫ضم ليث حاجبارب بجهل و بالهة ال يفهم شيئا‪ ،‬فسرل بريبة‬

‫‪ ¤‬أين أنتال أقصد أين وردال‬

‫أجابه‪ ،‬بحذر ‪ :‬ليث ال جتز ‪ ،‬إنه حادث بسيط‪.‬‬

‫انقلبت الريبة إ خوف‪ ،‬هيتف‬

‫‪ ¤‬حادثال ما هبا وردال تكلمال‬


‫‪1114‬‬
‫زفر هشام بملل‪ ،‬يقول ‪ :‬سرصلك هبا لترشح لك‪.‬‬

‫انساب صوهتا الرقياق رأساا إ صاميم قلباه‪ ،‬فاذهبت ال‬

‫أوجاعه وشكو ه أدراج الرياح‬

‫‪ ¤‬ليث ‪..‬ليث! لقد اتصلت بك مرارا ألخربك برن أخي يرياد‬

‫مالقايت وأيضا مريم لكنك جتب وجديت قالت ‪...‬قالات أن‬

‫بلروجي إن انت ستوصلني بنفسها ‪....‬بعدها أخي‬ ‫ال بر‬

‫جاءرب اتصا ل طار‪ .‬فرتك يل السيارة‪....‬أقسم أنا نت عائادة‬

‫إ البيت ألنتظر عودتك حتى تقلني لبيت ماريم لكان عناد‬

‫إشارة الوقوف صدم رجل سياريت من اخللف بسيارته ‪...‬بدأ‬

‫يرصخ ويرغي ويزبد أفهم منه شيئا ‪ ...‬لام حاولت الاتكلم‬

‫ال يمهلني‪ ،‬تدخل رشطي املرور هيد‪ .‬من روعه عبث إ أن‬
‫‪1115‬‬
‫ملحت هشام يوقف سيارته و فاري باجتااهي‪ ،‬ماا إن تادخل‬

‫حتى انسحب الرجل يعتذر و نفهم شيئا‪.‬‬

‫ابتسم ليث و شع وجهه سعادة وراحة وما لبث أن حتول برشرب‬

‫حو بلغاه اإلدراك وهاو ينظار إ مكاان اختفااء‬ ‫إ عبو‬

‫الشلصو املجهولو‪ ،‬فقال هبدوء حازم‬

‫‪ ¤‬حبيبتي ظيل برفقة هشام إ أن أصل إليك‪ ،‬أعطيه ا اتف لو‬

‫سمحت‪.‬‬

‫‪ ¤‬نعم ليثال‬

‫‪1116‬‬
‫رد عليه حيذررب بحزم ‪ :‬زوجتي أمانة برقبتك إ أن ِ‬
‫آت إليكام‪،‬‬

‫أعطني العنوان برسعة وتيق جيدا‪ ،‬إهنا حماولة اختطاف ‪..‬ال‬


‫ختربها ِ‬
‫وأبق عينيك عليها‪.‬‬

‫أجابه هشام بجدية‪ ،‬يعدرب‬

‫‪ ¤‬ال تقلق يا صديقي‪ ،‬خذ العنوان ‪.....‬‬

‫انطلق ليث وهو هيتف برصاخ بسيارته املجنون‪ ،‬يرضب عىل‬

‫املقود‬

‫‪¤‬تاااامر أهيا ال‪ ...‬اصرب عيل! آخرتك اقرتبت وعىل يدي!‬

‫***‬

‫‪1117‬‬
‫وسط حديقة الدار عىل إحدى الكرايس احلديدية‪ ،‬مائال‬ ‫فل‬

‫بجسمه إ األمام يضع قبضة يدرب حتت ذقنه‪ ،‬مسندا مرفقهاا‬

‫بفلذرب واألخرى م نية خلفها‪ ،‬يترفف بكتبة ل حاو و ارن‬

‫مهوم الدنيا اجتمعت لتتمر ز عىل تفيه‪ ،‬باالقرب مناه تقباع‬

‫جلسته يف مشهد مضحك لام ترفف‬ ‫نف‬ ‫الصغرية أمل جتل‬

‫هو ترففت م له وإذا تنهد تنهدت هي األخرى‪ ،‬حتاى أجفاال‬

‫اإل نو عىل مفاجرة يتوقعاها‬

‫‪¤‬جيد جدا‪ ،‬أصبحت لك ابنة وأول ما تعلمها الترفف والتنهد‬

‫تبة ‪.‬‬

‫قام سمري عن مكانه يقرتب من أخته‪ ،‬قائال بحرية‬

‫‪1118‬‬
‫‪ ¤‬أسامء! ماذا تفعلو هناال‬

‫ردت عليه بنزق بينام تضع يدهيا عىل ال جانبي خرصها‬

‫‪ ¤‬أسرلك يوما ماذا تفعل أنت هناال ترتك عملك لتتلذ الدار‬

‫سكنا لك من جديد!‬

‫هتفت أمل برباءة تدافع عان 'الباباا خاصاتها' بيانام تتلرصا‬

‫بدورها عابسة بطفولية جادة‬

‫‪¤‬إنه بابا خاصتي‪ ،‬يريت ليزورين و يشرتي يل ألعاباا ارية ماع‬

‫ماما خاصتي‪.‬‬

‫‪1119‬‬
‫ضيق سمري عينارب وضم فمه بامتعاض أما أسامء فقد تبسامت‬

‫بمكر ترفع حاجبها األيرس واقرتبت من أمل التاي انكمشات‬

‫عىل نفسها خوفا‪ ،‬تسر ا‬

‫‪ ¤‬و من تكون ماما "خاصتك" يا أملال‬

‫ارختت أطراف الصغرية داخل فستاهنا األزرق لون عينيهاا‪،‬‬

‫جتيب بفلر‬

‫‪¤‬سنبلة!‬

‫ضحك سمري مل شدقيه عىل مالمح أسامء تستغرب اإلسام‬

‫قبل أن تلتفت إ شاقيقها تنظار إلياه بعباو ‪ ،‬تنتظار مناه‬

‫التفسري‪ ،‬فقال متدار ا قهقهته‬

‫‪1120‬‬
‫‪ ¤‬سرخربك إن أخربتني أنت ماذا تفعلو هناال‬

‫زفرت بانزعاج‪ ،‬جتيبه بضجر وهي تلوح بكفها يف ا واء‬

‫‪ ¤‬جئت أصلح شيئا مما أفسدته‪.‬‬

‫فب لكن رفع حاجبيه انتظارا للتتمة‪ ،‬فر ملت‬

‫‪¤‬سرنظم معرضاا باريا للحارف التقليدياة وطبعاا سايكون‬

‫الرواق األ رب للتطريز و عائدها سيكون للدار بعون اهلل‪.‬‬

‫غامت عينارب بحزن حتى ملعت مقلتياه الرمااديتو‪ ،‬فجزعات‬

‫أسامء وأنزلت يدهيا إ جانبيها تقرتب منه بقلق‪ ،‬تسرله‬

‫‪ ¤‬ما بك يا سمريال‬

‫سحبها بو ذراعيه وضمها بحنان أخوي‪ ،‬هيم‬


‫‪1121‬‬
‫‪ ¤‬انا آسف أختي‪ ،‬أرجوك ساحميني‪.‬‬

‫ابعدته مسافة يدها‪ ،‬جتيبه باستفسار حائر‬

‫‪ ¤‬ملاذا تطلب مني السامح أخيال‬

‫إهبامه جميبا‬ ‫مسح شبح دمعة حتت عينه برأ‬

‫‪ ¤‬ان فب عايل االهاتامم باك أ ار‪ ،‬لاو دفعتاك باا را إ‬


‫املعاجلة‪ِ ،‬‬
‫نت لال‬

‫أمسكت جانبي وجهه بكفيها هامسة بحنو‬

‫‪ ¤‬أخي أنا أ ن جاهزة حينها وأنت نت تؤمن مستقبلنا ي‬

‫ال نحتاج ألحد‪ ...‬أنت محيتني صبيا أم أناك نسايت عنادما‬

‫نت تقتحم عنرب ا لفتيات لتنام بجانبي ومهاام عااقبوك نات‬


‫‪1122‬‬
‫تعود من جديد وتتب عني ظيل حتى أنك أصبحت فتوة الادار‬

‫بسببي‪ ،‬اق بكالماي أخاي‪ ،‬لاوالك بعاد اهلل لطاالتني أبشاع‬

‫األمور‪.‬‬

‫أخذ نفسا حادا يوسع به ضيق صادررب وهام بالتحادث حاو‬

‫صاحت أمل التي انت تراقب بصمت‬

‫‪¤‬سنبلة!‬

‫هرولت إليها لرتمتي برحضااهنا‪ ،‬فحملتهاا شااهي ختفاي هباا‬

‫دموعها التي نزلت رغام عنها وهي تراقب املشاهد بيناه وباو‬

‫شقيقته‪ ،‬تفاجر المهاا بصاياح الصاغرية واساتدارت أساامء‬

‫بفضول لتتر د من صحة ظنوهنا‪ ،‬أما سمري فدوى قلبه ينبل‬

‫‪1123‬‬
‫وسط صدررب حتى خيش أن تسامعه شاقيقته والتفات يلاتهم‬

‫تفاصيلها و رنه يرها مدة من الدهر‪ ،‬ابتسمت أساامء بمكار‬

‫تقول‬

‫‪ ¤‬إذن أنت سنبلةال‬

‫ت وترت شاهي خجلة من ترصفها معهاا يف أول و آخار لقااء‬

‫بينهام‪ ،‬فاقرتبت اسامء تبسط راحة يدها نحوها ختاطبها ببسمة‬

‫رسمية‬

‫نت حمقة فيام فعلتِه‪ ،‬هل‬


‫‪ ¤‬نتعرف جيدا ان املوقف بشعا و ِ‬

‫يل أن أطمع يف بداية جديدة من أجل األشيب الذي هو أخيال‬

‫بادلتها شاهي اإلبتسامة وبسطت يدها تصافحها‪ ،‬جميبة بحرج‬

‫‪1124‬‬
‫‪¤‬نعم لننسى ما حصل‪ ،‬أنا متر دة برن هناك سوء فهم باألمر‪.‬‬

‫نظرت إ الصغرية التي تتشبث بعنق شاهي م قالت ختاطبها‬

‫بلطف‬

‫‪ ¤‬إذا ان هذا األشيب بابا خاصتك فرنا أ ون العمة خاصتك‬

‫يا صغرية‪.‬‬

‫م نظرت إ شاهي‪ ،‬تكمل ببعل املرح الغريب عليها‬

‫‪ ¤‬ال تدعيها معه ريا‪ ،‬إنه يفسدها‪.‬‬

‫م استدارت تبتعد مستطردرب‬

‫‪¤‬تزوجا رسيعا‪ ،‬فالصغرية تكرب والزمن هيرول‪.‬‬

‫‪1125‬‬
‫امحرت سنبلة وأنزلت أمل م أمساكت يادها تلحاق برساامء‬

‫هاربة من الذي يبحلق هبا غاري آهباة بندائاه عليهاا‪ ،‬فايهم‬

‫لنفسه‬

‫‪ِ ¤‬‬
‫أنت جنيت عىل نفسك‪.‬‬

‫****‬

‫ظلت ورد تنتظار داخال سايارة أخيهاا وهشاام متكا عاىل‬

‫مقدمتها حتى ملحا سيارة ليث ير نها أمامهام‪ ،‬صافحه هشاام‬

‫و حد ه بلفوت‪ ،‬ينطق باسم واحد‬

‫‪¤‬تامرال‬

‫‪1126‬‬
‫أومر ليث بينام عينيه عاىل حبيبتاه التاي تبادلاه نظراتاه الو اة‬

‫برخرى مذنبة آسفة‪ ،‬انتبه إ صديقه يسرله بلفوت‬

‫‪ ¤‬ماذا ستفعلال‬

‫أشااار لااه باالنتظااار يقاارتب ماان ورد التااي فتحاات الباااب‬

‫واستقامت واقفة‪ ،‬يستفرس منها‬

‫‪ ¤‬تريدين زيارة اآلنسة مريمال‬

‫جتبه لكنها قالت بدل ذلك بنربة متوسلة‬

‫‪ ¤‬أنا آسفة ليث ألنني خرجت دون إذنك أنا‪.‬‬

‫قاطعها ليث مبتسام بدفء‬

‫حتكام مني‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال تعيدهيا فقط من أجل سالمتك حبيبتي‪ ،‬لي‬


‫‪1127‬‬
‫فردت بعجالة ‪ :‬أعلم ذلك أنا أترسف‪ ،‬هل ساحمتنيال‬

‫تقتله بصدقها وال ياربح يفكار إال ياف حيميهاا فاتلح علياه‬

‫ضلوعه ليسحب ساا نتهم إ مكاهناا األزيل‪ ،‬أعااد ساؤاله‪،‬‬

‫فهزت رأسها بموافقة وأقفلوا سيارة حممود يرت وهناا مكاهناا‬

‫إ أن يبع وا من يوصلها له وهناك بالقرب منهاا انات املارة‬

‫األو التي يتجرأ فيها ليث ويمسك يد ورد يرافقها إ سيارته‬

‫متجاهال تصلبها وتوترها‪.‬‬

‫ترك يدها ما إن وصال إ سيارته و فاتح اا البااب‪ ،‬الحا‬

‫شحوهبا لكنه ظل عىل تصنعه للسهو وعدم التعماد‪ ،‬شاعرت‬

‫بيدها يابسة يف أول األمر لكن ما لب ت أن استشعرت الادفء‬

‫يترسب من فها ا لذي يمساكه إ ساائر أعصااب جسامها‪،‬‬


‫‪1128‬‬
‫تسمرت مكاهنا عىل املقعد متسك فها التاي انات يمساكها‬

‫ليث بيدها األخرى بينام هو خيرب هشام برهنام ذاهبان إ زياارة‬

‫مريم‪ ،‬أحست ورد بفمها إ حلقها قد جف فبدأت برتطيب‬

‫شفتيها وهي غري قادرة عىل اإلتياان باري ترصاف‪ ،‬فساكتت‬

‫تترمل الطريق أمامها وحو عاد ملحهاا متساك بيادها فابتسام‬

‫بلفة متظاهرا بالغفلة‪.‬‬

‫****‬

‫زفرت بيان زفرة راحة ما إن غادر آخر فرد من العائلة‪ ،‬هي ال‬

‫تتذمر فعائلة اجلندي مهام أبادت مان حتفظاات بلصوصاهم‬

‫فإهنا حتبهم حبا مجاا‪ ،‬فهام أهلهاا الاذين ال تعارف ساواهم‪،‬‬

‫السيدة زهرة والدهتا بالرغم من طريقتها الغريباة يف التعامال‬


‫‪1129‬‬
‫حتى مع من حتب والسيد يوسف' آرب ' تنهادت بياان برساف‬

‫وهي تتذ ر نظرته املعاتبة ما إن رآها‪ ،‬خجلت منه بشدة‪ ،‬ذلك‬

‫الرجل العظيم الذي يعاملها منذ وعت عىل الادنيا اروالدرب‪،‬‬

‫الوقت حياف عاىل‬ ‫يغدق عليها حنانا واهتامما أبوي ويف نف‬

‫ذ رى والدهيا‪ ،‬فكا ن حيكي ا عن والدها و ونه رجال حمرتما‬

‫و صاحلا‪ ،‬دائام ما ان يصلح أخطااء خالتهاا ولقاد نصاحها‬

‫مرار أن ال تنجرف وراء المها وهو سايظل يسااند قراراهتاا‬

‫مهام انت واجلد أمحد ذلك الرجل احلازم الذي يظهر صالبته‬

‫للكل ال يعلم أحدا برنه ان يف صغرها عنادما حيرضا هادايا‬

‫حلف يديه حيرض ا الضعف‪ ،‬هيدهيا ا رسا ويرخذ منهاا وعادا‬

‫برن ال خترب أحد ي ال يغاروا منها و انت تصادقه و تعتاربرب‬

‫‪1130‬‬
‫رسها احلريب و تذ ر جيدا أنه لام صادفها يف ر ان يف البيات‬

‫يربت عىل رأسها مبتسام ا بحنو م خيرج قالب الشو وال من‬

‫أحد جيوب بدلته أما اجلدة فمصدر احلناان واحلاب الفاائل‬

‫عىل اجلميع واحلكمة بعينها متجسادة يف تلاك املارأة الكبارية‬

‫بعقلها وبرخالقها حتى أوالد خالتها‪ ،‬ليث أعتربها أخته التي‬

‫عليهاا دور‬ ‫مألت عليه وحدة بنوته لعائلاة اجلنادي‪ ،‬فاامر‬

‫األخ األ رب مع أنه يكن بينهام سوى الث سنوات أو أ ار‬

‫برشهر‪ ،‬ان يراقبها وحيميها من األوالد ويدافع عنها وعندما‬

‫أتت إرساء ربت وهي ترى فيها أختهاا الكاربى وقادوهتا‪،‬‬

‫دمعت عينا بيان حو تذ رت دخو ا مرساعة إليهاا تضامها‬

‫بشدة وتبكي خوفا ختربها بمدى حبها ا وخوفها عليها‪.‬‬

‫‪1131‬‬
‫‪ ¤‬ما الذي يبكي النجالءال‬

‫أجفلت بيان عىل صوت ذ وري أجش فالتفتت لتجد الرجل‬

‫الذي أنقدها وأدخل احلرية إ عقلهاا‪ ،‬فظال يشاغله مناذ أن‬

‫تر ها‪ ،‬يمأل الغرفة هبيئته الضلمة ممسكا بباقة ورد و علبة‪،،،،‬‬

‫شو وال!‬

‫رفعت عيناها إليه يرمقهاا ببسا مة هباا بعال املكار‪ ،‬فقالات‬

‫برسمية ‪ :‬مرحبا سيدي‪ ،‬يف حالكال‬

‫اقرتب منها يضع الباقاة عاىل املنضادة بجانبهاا والعلباة عاىل‬

‫حجرها وهي التزال ترمقاه باساتغراب فماد إصابع إهباماه‬

‫الضلم ليمسح بقاياا دموعهاا عاىل خاذها لكنهاا تراجعات‬

‫‪1132‬‬
‫برأسها مما دفع به إ التوقف منبهرا بوساع عينيهاا املرتقبتاو‬

‫بريبة‪.‬‬

‫‪¤‬أنا إسمي نارص جمران وال أريد أن أسمع سيدي تلك مناك‬

‫أنت خصيصا ‪..‬هل يل أن أعرف سبب هذرب الدمو ال‬

‫انزعاج بداخله يضيق عليه تنفسه بينام يفكر برهناا تبكاي ابان‬

‫خالتها ذاك‪ ،‬حتر ت يف جلستها بتوتر تبتعد عنه أ ر متمتمه‬

‫‪ ¤‬أنا ‪...‬أ ن أبكي!‬

‫برسمية‬ ‫م أخذت العلبة بو يدهيا هتم‬

‫‪ ¤‬شكرا لك‪.‬‬

‫‪1133‬‬
‫عليه‪ ،‬فرصبح قريبا منها‬ ‫جر الكريس يقربه من الرسير وجل‬

‫مما زاد من ارتبا ها‪ ،‬فابتسم قائال بمارح ال يناساب ضالامة‬

‫مالحمه‬

‫‪ ¤‬ال شكر عىل الشو وال‪.‬‬

‫انتقل إليها مرحه فابتسمت بدورها وإن انت بسامتها حيياة‬

‫متقهقرة‪ ،‬فظل يترمل بسمتها يسرل نفسه عن شعوررب الغرياب‬

‫باإلعجاب فذبه نحوها حتديدا‪ ،‬ذلك الوجه الصاغري بعينياه‬

‫النجالوين وأنفاه ن قطاة وساطه وشافتو تكاادان تكوناان‬

‫ليط رفيع بسبب شحوهبا‪ ،‬تنحنحت من بحلقته لينتباه مان‬

‫سهورب‪ ،‬يسر ا ‪ :‬يف تشعرين اآلنال‬

‫‪1134‬‬
‫أطرقت برأسها تتفقد العلبة باهتامم بينام جتيبه بنربة عادية‬

‫‪¤‬الزلت أشعر رن حافلة دهستني‪.‬‬

‫ضحك بمارح‪ ،‬فدغادغت ضاحكته بنربتاه البحاة صادرها‬

‫وتسللت إ أ حاسيسها لذة تتعرف عليها ألول مرة‪ ،‬فطالبهاا‬

‫صدرها باملزيد‪.‬‬

‫بينام ينحني أمامه قليال بعد‬ ‫سمعته هيم‬

‫‪¤‬أنت تدهساك حافلاة‪ ،‬بال انقلبات باك سايارة و نات‬

‫ستحرتقو داخلها وتنتهي حياتك‪.‬‬

‫‪1135‬‬
‫أهنى مجلته بجدية جعلات مقلتياه تلمعاان بازرقتيهام القامتاة‪،‬‬

‫فشعرت بلوف وعبست بيانام هاو يساتطرد بجدياة أبرزهتاا‬

‫مالحمه فرضحت خميفة‬

‫‪ ¤‬أخربيني أيتها النجالء ما الذي أطلاق جنوناك مان عقالاه‬

‫حتى أعمى برصك وبصريتك لتلقي بنفسك إ املاوت بكال‬

‫بساطة وامهالال‬

‫جتمدت مكاهنا حتدق به بلوف ممازوج بيشاء آخار ال تعلام‬

‫ماهيته‪ ،‬فاقرتب أ رت حتى حجب ظله الضلم صاحبه النور‬

‫ع نها وتغلغل عطررب ال مو عرب خالياا رئتيهاا يساكر عقلهاا‪،‬‬

‫بلفوت حياول إغواءها واستاملتها ال ينكر‬ ‫هيم‬

‫‪1136‬‬
‫‪ ¤‬ما الذي بحق اهلل يستحق أن حترتق هاتو العينو من أجلهال‬

‫احتبست أنفاسها يف صدرها وأرسعت دقات قلبهاا‪ ،‬فجاف‬

‫فمها تبلع ريقها دون جدوى‪ ،‬يستطع حتمل قرهباا وعينيهاا‬

‫ت ناديانه تطلبان منه شيئا فهله‪ ،‬فيسمع توسال قلباه بلفاقتاه‬

‫املضطربة حت ه عىل االقرتاب أ ر والتنعم بقرهبا علاه هياد‪.‬‬

‫قليال من رسعة عادورب لكان رغبتاه الشاديدة انات يف لا م‬

‫األو فرجفلهاا وأيقظهاا مان‬ ‫مقلتيها البندقيتو‪ ،‬هم بلم‬

‫تر ريها بحضوررب الطاغي‪ ،‬برائحة عطررب املساكرة ام اقرتاباه‬

‫منها ومهسه املغوي تعويذة سحرية دافئة‪ ،‬دفعت هبا إ بحر‬

‫ال تعلم إن انت ستنجو منه‪ ،‬فجرة سحبت منه حو رمشات‬

‫مقلتها‪ ،‬فكرت بيان هل جن هذا‬ ‫عينها‪ ،‬لتدرك برنه حياول مل‬

‫‪1137‬‬
‫الضلمال أبعادت رأساها للللاف‪ ،‬فشاعرا المهاا باربودة‬

‫ووحشة لكنها أخفت ذلك برباعة هتتف بصياح ضعيف بيانام‬

‫لام توترت‬ ‫متسك جانب بطنها تشعر بر مزع‬

‫‪ ¤‬ما هذا الذي تفعلهال ‪...‬ارحل أرجوكال‬

‫تفاجر للحظة من فعلته لكنه رسيعا ما اسرتجع قته ماع باتاه‬

‫وتراجع هو أيضا إ اخللف ملقيا ب قله عىل الكريس املسكو‪،‬‬

‫يسر ا هبدوء مستفز‬

‫‪¤‬هل فعال تريدين مني الرحيلال‬

‫انزعجت من عجرفته‪ ،‬فصاحت‬

‫‪ ¤‬أخرج من هنا يا سيد! أو سرستدعي‪...‬‬

‫‪1138‬‬
‫قام عن رسيه بحدة وانحنى جتاهها يرمق عينيها املرعاوبتو‪،‬‬

‫مان باو‬ ‫فيفقد تعقله بزيادة‪ ،‬مالت إ اخللف بينام هو هيم‬

‫أسنانه الكبرية الناصعة البياض‬

‫‪¤‬من ‪....‬من ستستدعوال األمنال أو ربام ‪....‬‬

‫جاف‬ ‫تلكر قليال يكمل بعبو‬

‫‪ ¤‬ربام ابن خالتك الاذي بسابب زواجاه أصابت بااجلنون و‬

‫أردت املوت‪.‬‬

‫هبتت و ارتعش جسدها بر مله وهو يسرتسل هاتفا بجنون ال‬

‫فد ملا يفعله من سبب وحجة سوى رغباة شاديدة مان قلباه‬

‫ليحيطها من ل اجتارب فال تفر منه‬

‫‪1139‬‬
‫‪¤‬هل حتبينه لدرجة قتل نفسكال ردي عيلال‬

‫أ نفاسه الغاضبة تلفح صفحة وجهها‪ ،‬ترماق التسااؤل بعينياه‬

‫فتستغرب ما مهه هو و ب ل هذا الغضبال تقدر عىل دفعاه‬

‫اختلط به الغضب واحلزن‬ ‫فقالت بعبو‬

‫‪¤‬ابتعد عني! أنت ال تعلم أي يشء‪ ،‬ابتعد!‬

‫جتاهل شعور الدفء اجلارف بالقرب منها ووضاوح تر ريهاا‬

‫عليه‪ ،‬يطالبها بفضول قاتل‬

‫‪¤‬ما الذي ال أعرفهال أخربينيال‬

‫أطلقت العنان لدموعها وشهقاهتا الضاعيفة‪ ،‬فرت هاا مشافقا‬

‫عليها واستقام واقفا ينظر إليها‪ ،‬فهمست‬

‫‪1140‬‬
‫‪¤‬ارحل من فضلك!‬

‫زفر بير ‪ ،‬يقول‬

‫‪¤‬سررحل اآلن و لكني سرعود وأريد جوابا وافيا عىل سؤايل‪.‬‬

‫التفت مغادرا قبل أن يتوقف بجانب الباب‪ ،‬يستدير اليها قائال‬

‫‪ ¤‬إ اللقاء يا نجالء‪ ،‬تعايف برسعة!‬

‫وغادر تار ا إياها تبكي حرية جديدة ودوامة أ رب قد ألقاهاا‬

‫فيها ذلك اجليئل‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1141‬‬
‫استقبلت عائلة الصياد لياث و ورد بحفااوة وساعدت ماريم‬

‫بلقاء صديقتها تسحبها إ غرفتها لتنفرد هبا بينام أخاذ هشاام‬

‫صديقه إ احلديقة‪ ،‬تكلم األول حو الح وجاوم ال ااين و‬

‫نظراته احلارقة بغل يكبت غضبا أسود سينسف املنشاوي وابنه‬

‫معا‬

‫‪ ¤‬ليث‪ ،‬هال أخربتني ماذا حدثال‬

‫نظر إليه‪ ،‬فيبه بحقد هيز رأسه‬

‫‪¤‬حدث أن تامر قد قل حسابه جدا و أنا أجلم نفل فقط من‬

‫أجل القضية لإلطاحة بالعقرب األ رب والدرب‪.‬‬

‫أشار بسبابته نحو هشام حير ها مكمال بغل‬

‫‪1142‬‬
‫‪¤‬ذلك فقط ما يلجمني عن الاذهاب إلياه يف التاو واللحظاة‬

‫ألفرغ رصاص مسديس يف جسادرب وأرياح العاا مان لاب‬

‫‪،،‬ال‪ ،،‬تلقيبه بكلب إهانة يف حق الكلب" ‪..‬قل حية ساوداء‬

‫مسمومة تزحف بو خلق اهلل تنفث سمها لتدمري حياهتم‪.‬‬

‫عن غضبه الذي‬ ‫صمت هشام ينصت إليه ويمنحه جماال ينف‬

‫يشار ه به‪ ،‬يفكر برنه لو ان بمكاان لياث ماا اان لياتحكم‬

‫بنفسه حلظة اخليانة و ان ليقتل اإل نو فوق فراشهام‪.‬‬

‫انتبه إليه وشعر بالريبة حو سمعه يقول‬

‫‪ ¤‬لكن ماذا سينجب الشيطان سوى حيةال ‪....‬الولد رس أبيه!‬

‫قاطع هشام حدي ه املسرتسل قائال‬

‫‪1143‬‬
‫‪ ¤‬لكن عىل األقل والدرب تااجر خمادرات‪ ،‬أسامع أناه خاان‬

‫السيدة ناريامن‪.‬‬

‫تسمر هشاام ينظار إ ضاحكة لياث ا ساتريية ال حتمال أي‬

‫عالمة هبجة إال الوجوم والسلرية القامتة‪.‬‬

‫حياول بت ضحكته السوداء النامجة عن غضبه احلارق اخلالية‬

‫من ذرة مرح وهشام يستفرس مستغربا حالة صديقه‬

‫‪ ¤‬ليث‪ ،‬ما بكال‬

‫جتمدت الضحكة السوداء عىل شافتي لياث ونظار يف عيناي‬

‫صديقه هامسا بفحيح يدل عىل مدى رهه ملا يقوله‬

‫‪1144‬‬
‫‪ ¤‬املجرم قاتل أم هل تظن بارن العمياد قاد وضاعه برأساه و‬

‫يعمل عىل القضية بيديه فقط لكونه تاجر خمدراتال‬

‫ضم هشام حاجبارب ال يفقه شيئا‪ ،‬فاستطرد لياث هامساا وقاد‬

‫اقرتب من صديقه اتم أرساررب‬

‫‪ ¤‬أتذ ر رنا الفتاة الغريبة التي انت حترضها السيدة نااريامن‬

‫مع تامر إ بيتناال تلك التي انت ال ترىض باللعب معنا حتى‬

‫مع بيان وتبقى ملتصقة بوالدهتا إ أن يرحلوا‪.‬‬

‫فكر هشام قليال م هتف بادراك‬

‫‪¤‬آرب نعم أذ رها‪ ،‬الفتاة التي جلبوها مان العادم و قاالو برهناا‬

‫ابنتهم وسمعنا بعدها أهنا اختفت أو خطفت ال أذ ر جيدا‪.‬‬

‫‪1145‬‬
‫عقب ليث بحزم غاضب ‪ :‬قتلت!‬

‫هتف هشام بلفوت ‪ :‬ماذا ‪ ...‬يف علمتال‬

‫رد عليه بمالمح مترملة ‪:‬الشاهدة عىل ذلك أخربتني‪.‬‬

‫فبه‪ ،‬فرضاف بينام يتك عىل جانب رسيه املجاور لصديقه‬

‫يف زاوية من زوايا احلديقة‬

‫‪ ¤‬ورد انت شاهدة عىل جريمة قتل رنا‪.‬‬

‫هبت هشام للحظة قبل أن يقول بنفاذ صرب‬

‫‪ ¤‬ليث ف عن األلغاز وأخربين ل يشء‪.‬‬

‫أسند مرفقارب عىل الطاولة أمامه وبدأ برسد ل ما يعلم لرفياق‬

‫عمررب الويف‪.‬‬
‫‪1146‬‬
‫‪ ¤‬هل تصدقو وردال سرتزوج‪ ،‬أناا ال أصادق! ‪ ...‬ال هاذرب‬

‫السعادة تقلقني‪ ،‬فرنا أعتد عليها‪.‬‬

‫خدها بحنان‬ ‫أجابتها ورد وهي تلم‬

‫‪ ¤‬ما شاء اهلل ال قوة اال باهلل‪ ،‬حبيبتي استلريي رباك وتاو يل‬

‫عىل اهلل م صيل هلل وامحديه عىل نعمه‪.‬‬

‫أمسكت يدها‪ ،‬تقول بامتنان‬

‫‪ ¤‬لن أنسى أبدا أن ك السبب يف ل سعاديت لاوال لقاائي باك‬

‫وحنانك عيل ومساعدتك ما التقيت برهيل وال هبشام‪.‬‬

‫ابتسمت ورد‪ ،‬جميبة‬

‫‪1147‬‬
‫‪ ¤‬لنا أسباب يسوق اهلل بعضنا لبعل لقضاء أقداررب‪ ...‬مريم‬

‫أنت قلبك أبيل بري وستجازين عليه بكل خري‪.‬‬

‫م استطردت‪ ،‬قائلة‬

‫‪¤‬هل جهزت نفسك لعقد القرانال ‪...‬ومتى الزفافال‬

‫م ضحكت بمرح‪ ،‬مكملة‬

‫محلة اإلعالنات التي أغرقتنني‬ ‫‪ ¤‬هل أخضعتك خالتك لنف‬

‫وسطها من قبلال‬

‫بادلتها مريم الضحكة جتيب عليها وهي ترخي الوشااح عان‬

‫عنقها‬

‫‪1148‬‬
‫‪ ¤‬أجل أجل لكن هشام أرص أن نرتك الفستان حتى خيتااررب يل‬

‫بنفسه غدا إن شاء اهلل‪ ،‬ساريافقني و ملاار إ الساوق ‪....‬أماا‬

‫الزفاف فلالتي حاولت معه جاهدة أن نقيمه بالصايف لكان‬

‫عب ا‪ ،‬فلضعت لرغبته وحدد املوعد بعد عرشاين يوماا‪ ،‬هال‬

‫تصدقيال‬

‫تكلمت ورد مبتسمة بمكر‬

‫‪ ¤‬مممم خيتار لك الفستان بنفسه والزفاف يف وقت قريب‪ ،‬ماا‬

‫ل هذا احلبال أنت حمقة‪ ،‬فب أن ختاايف مان احلساد اقرئاي‬

‫املعوذتو حبيبتي‪.‬‬

‫‪1149‬‬
‫رضبتها عىل رجلها بلفة تضحكان برسور تتبادالن احلاديث‬

‫حديث الشباب اجلادي‪ ،‬قاام هشاام مان مكاناه‬ ‫املرح عك‬

‫مصدوما يشد بشعررب بغل حياول اساتيعاب حاديث صاديقه‪،‬‬

‫يتساءل ‪ ،‬يف يكاون اإلنساان منافقاا اذرب الدرجاة وخيفاي‬

‫بشاعة هذربال بواجهاة رجال األعاامل النزياه ام ابناه احلياة‬

‫املسمومة! التفت إ صديقه قائال‬

‫‪ ¤‬حر ة تامر األخرية غايته منها زر الشك بينكام‪.‬‬

‫هز رأسه مؤ دا‪ ،‬يعقب‬

‫‪ ¤‬أعلم ولو يساقك القادر إ هنااك‪ ،‬اهلل أعلام مااذا اان‬

‫سيحدثال‬

‫‪1150‬‬
‫رد عليه هشام وهو هيل عليه متلرصا‬

‫‪ ¤‬للحظة شككت بذلك الرجل‪ ،‬لكن انسحابه برسعة و هاو‬

‫يعتذر دفع يب إلمهال األمر‪.‬‬

‫هم باحلديث لكنهام أجفال عىل خروج مريم و ورد باجتاههام‪،‬‬

‫ف تبادال النظرات و غريا املوضو م ودعوا بعضهم عىل وعاد‬

‫اللقاء يوم عقد القران و غادرا‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1151‬‬
‫حاول التحدث معها لكنها رفضت فلتتحمل إذن ما سيفعله‪،‬‬

‫بحلتاه البسايطة عاىل الكاريس‬ ‫ال بل فعله! ‪...‬ها هو جاال‬

‫اجللدي الفاخر‪ ،‬بكل قة واضعا رجال عىل رجل أماام والاد‬

‫رشسته التي قررت معاقبته‪.‬‬

‫هذا الرجل الذي علم ما إن رأى نظرته الدونياة التاي ألقاهاا‬

‫عىل مالبسه واملفاجرة التي ارتسمت عىل مالحمه حو قادم لاه‬

‫نفسه‪ ،‬فغري نظرته الدونية إ أخرى مهتمة طامعة‪ ،‬أن محارب بال‬

‫فلر إنسان مادي حمل! ‪....‬سرله والد شاهي بعد أن ضايفه‬

‫بكرم فائل عن سبب زيارته‪ ،‬فرد عليه مبارشة‬

‫‪ ¤‬أريد ان أطلب منك يد اآلنسة شاهي‪.‬‬

‫‪1152‬‬
‫رد عليه بشك وهو يعتدل عىل مقعدرب خلف مكتبه الفاخر‬

‫‪ ¤‬ابنتي شاهينازال أنت تعرفهاال‬

‫أجابه مبتسام ‪ :‬نعم‪ ،‬تعرفت عليها يف دار األمل‪.‬‬

‫ابتسم الوالد بسعادة‪ ،‬يقول ‪ :‬إذن أنت من حمبي اخلري ابنتي‪.‬‬

‫أجابه بسلرية مستفزة وبتعمد‬

‫‪ ¤‬ال ‪ ...‬بل أنا من أبناء تلك الدار ‪.‬‬

‫تفاجر السيد جمران جمددا‪ ،‬و سمري يكمل باستفزاز حاف عليه‬

‫بكل رغبة ممتعة‬

‫‪ ¤‬تويف والداي‪ ،‬وطردنا من بيتنا أنا وأختي واساتقبلتنا الادار‬

‫بينام أنا يف سن العارشة‪.‬‬


‫‪1153‬‬
‫ضحك والاد شااهي بتاوتر‪ ،‬يستفرسا بحارج خماتلط بعادم‬

‫تصديق‬

‫‪ ¤‬يف إذن أصبحت غني ومن رجال األعامل الناجحوال‬

‫حينها تغريت مالحمه إ اجلدية بينام فيبه بكل قة وفلر‬

‫‪ ¤‬أنا رجل عصامي بنيت نفل بنفلا طبعاا بعاون مان اهلل‪،‬‬

‫وخطوة‬ ‫بدأت صبيا يف حمل ميكانيكا السيارات أعمل وأدر‬

‫بلطوة ترقيت يف سلم النجاح الذي ال خيلو من العقبات حتى‬

‫بعت أول سيارة مستعملة رممتهاا بياداي‪ ،‬وبعادها أخارى و‬

‫أخرى إ أن أصابحت رشيكاا يف و الاة تساويق السايارات‬

‫اجلديدة و راء املساتعملة‪ ،‬بعاد سات سانوات أسسات أول‬

‫‪1154‬‬
‫و الة يل ملكي وحدي واآلن وهلل احلمد أصبحوا عرشة فرو‬

‫بمدن خمتلفة‪.‬‬

‫رفع والد شاهي يديه متصنعا الفلر‪ ،‬يعقب‬

‫‪ ¤‬مبهر! هنيئا لك‪ ،‬أنت بار ‪.‬‬

‫أنزل يديه م أضاف‪ :‬لكن فب أن استشري شاهي أوال‪.‬‬

‫ابتسم سمري بمكر يشوبه بعل اللؤم وقام عن مكاناه‪ ،‬فيباه‬

‫برسمية‬

‫‪ ¤‬أخربهااا أهنااا إن وافقاات ساار تب باساامها فاارعو م انهام‬

‫الرئيسية‪.‬‬

‫غادر تار ا السيد جمران مفتوح الفم مصدوما‪ ،‬يتمتم لنفسه‬


‫‪1155‬‬
‫‪ ¤‬و ا‪...‬لتو ‪...‬الر‪.....‬يسية ‪...‬ستوافق أقسم ستوافق!‬

‫******‬

‫حتول االجتام الذي بادأ باالتوتر إ اجاتام م مار حياث أن‬


‫ِ‬
‫فاطمة وشاهي ا ْعج ْبتاا بشلصاية أساامء اجلديادة وا ْل بت ْ‬
‫مسا بن‬
‫ِ‬
‫ويل عان خطرهاا بلطاط بارعاة إلنشااء‬ ‫ِص ْد بق نيتها ل ِل هت ْع‬

‫مع رض دائم يشتغل فيه أبناء الدار ُّلُ حسب حرفتاه‪ ،‬ي ُّ‬
‫ادر‬

‫عليهم أرباحا وخيصصوا جزءا من تلك األرباح لتنمية الادار‬

‫نفسها‪ ،‬أساعدهن ماا وصالن إلياه و لهان عزيماة وأمال يف‬

‫أهداف سامية حددهنا وسيبذلن جهدهن لتحقيقها‪.‬‬

‫‪1156‬‬
‫هنضت شاهي جتمع أغراضها اساتعدادا لالنرصااف قبال أن‬

‫يعلو رنو هاتفها‪ ،‬نظرت إ شاشته فلمحت رقم والدها‪ ،‬ترد‬

‫باستغراب ‪ ¤‬مرحبا بابا‪ ،‬هل ل يشء بلريال‬

‫أجاهبا بتملق زاد من ريبتها‬

‫‪ ¤‬حبيبة بابا‪ ،‬اشتقت إليك‪ ،‬نتحدث منذ مدة هياا تعاايل إ‬

‫املنزل يف احلال أنا وماما يف انتظارك‪.‬‬

‫أهنت املكاملة وريبتها قد بلغت مداها‪ ،‬تفكر يف الذي سايجعل‬

‫والدهيا يطلبان رؤ يتها بإحلاح‪ ،‬تنبهت إ صوت فاطمة‪ ،‬تقول‬

‫ومساعدهتا ستفيدنا‪.‬‬ ‫‪ ¤‬فب أن نلرب ورد أيضا ستتحم‬

‫‪1157‬‬
‫إبتسمت أسامء تتذ ر حوارها مع طبيبها فرصبحت تراها مان‬

‫منظار خمتلف أو أن املنظار موجود من قبل ولكن تتجرأ عىل‬

‫استلدامه‪.‬‬

‫أومرت أسامء وشاهي بسهو ل واحدة منهام غارقة برفكارها‪.‬‬

‫ما إن فتحت الباب وجدت والدهي ا ينتظراهنا يف البهو‪ ،‬والدها‬

‫مستقيم بحلته الغالية ذات العالمة األصالية والسايجار باو‬

‫إصبعيه أمام الباب الزجاجي‪ ،‬يرمق احلديقة أو ينشغل باذلك‬

‫حتى هيرب مان اساتجواب املارأة املترنقاة بتكلاف‪ ،‬فلاو تام‬

‫حساب لفة الفستان 'الربادا' ماع جماوهرات 'الاالزوردي'‬

‫وضف علياه احلاذاء ذو الكعاب األنياق مان جلاد احلياوان‬

‫األصيل هو و حقيبة الياد 'الكوتيشا'‪ ،‬غاري ترساحية الشاعر‬


‫‪1158‬‬
‫صالون حالقة‪،‬‬ ‫األشقر الذهبي ابنتها‪ ،‬من أشهر و أغىل لي‬

‫ال" لقد أصبح موضة قديمة بل منتجع يوفر مع ترسيح الشعر‬

‫تدليك وقناعات للوجه والشعر الخ‪..‬الخ‪ ...‬تكاون النتيجاة‬

‫روة متنقلاة عاىل رجلاو أو لنقال اآلن اروة جالساة عاىل‬

‫الكريس واضعة رجال عىل رجل بطريقة أنيقة ترماي الواقاف‬

‫أمامها بنظرات املحقق ام تفعل دائام يف حرضاته‪ ،‬وهنااك يف‬

‫الر ن املنزوي اخلالة فتيحة واقفة تتململ بقلق‪ ،‬تتوقع مااذا‬

‫سيحدث حتديدا!‬

‫نطقت شاهي بريبة‬

‫‪¤‬خري! ما سبب هذا االجتام الطار‪.‬ال‬

‫‪1159‬‬
‫تنبه ال ال ة وابتسموا مرة واحدة لكان طبعاا بنياات خمتلفاة‪،‬‬

‫فابتسامة التملق عىل فم والدها ختتلف عان ابتساامة والادهتا‬

‫األنيقة التي يشوهبا بعل احلنان املتحف ‪ ،‬أما غر اخلالة بفت بزينه‬

‫ابتسامة لها دفء و ‪....‬شفقة للليبة اجلديدة التاي تتنبرهاا‬

‫ستصيب أمريهتا اجلميلة‪.‬‬

‫تكلم والدها مقرتبا منها يقبلها عىل وجنتها‬

‫‪ ¤‬حبيبتي‪ ،‬إشتقت إليك‪.‬‬

‫بادلته القبلة بشك تستشعر مصيبة قادمة والتفتت لوالدهتا التي‬

‫وقفت عىل عبي حاذائها الارفيعو‪ ،‬لتقبلهاا هاي األخارى‪،‬‬

‫تعاتبها‬

‫‪1160‬‬
‫اذ ْت ِك منااا تلااك اجلمعياة حتااى أن صااديقايت أصاابحن‬
‫‪ ¤‬بأ بخ ب‬
‫ِ‬
‫ابتعادك عن بناهتن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫غيابك و‬ ‫يسرلنني ِ‬
‫عنك وعن سبب‬

‫تتحمل شاهي اإلنتظار‪ ،‬هتتف بفضول‬

‫‪ ¤‬أرجو ام ادخال يف املوضو مبارشة‪ ،‬ماذا هناكال‬

‫عبست والادهتا ب 'أناقاة' وضاحك والادها‪ ،‬قاائال بتاوتر‬

‫وترقب‬

‫ِ‬
‫اربت و حاان‬ ‫أمك فكرنا برن ِك قاد‬
‫‪ ¤‬ال يشء حبيبتي‪ ،‬أنا و ِ‬

‫ِ‬
‫بمستقبلك‪ ،‬فرنت لن تظيل عازبة دائام‪.‬‬ ‫وقت التفكري‬

‫ترمقهام بريبة تشري برأسها حتى يسرتسال‪ ،‬فيكمال بحارص‬

‫خيتار لامته‬

‫‪1161‬‬
‫‪¤‬أنت ابنتنا الوحيدة وبالتايل وري تي الوحيدة وهذا سبب ايف‬
‫ِ‬
‫ووالادتك بن برت هياث يف‬ ‫ِ‬
‫حولك‪ ،‬لذلك نا أناا‬ ‫لتجمع الطامعو‬
‫ِ‬
‫وزناك ذهباا‬ ‫أمر زواجك لنلتاار ِ‬
‫لاك زوجاا مناسابا يقادر‬

‫حبيبتي‪.‬‬

‫والدهتا توم بموافقة عىل ل مجلة يقو ا والدها ب د ْم بي ِةُِ آلية‪،‬‬

‫فسرلت شاهي بنفاذ صرب ومالحمها ترتسم عليها احلرية وعدم‬

‫االستيعاب‬

‫‪¤‬مبارشة بابا ‪..‬مبارشة!‬

‫وأخربها مبارشة‬

‫‪¤‬تقدم إليك شاب ونحن نرارب مناسبا جدا ِ‬


‫لك‪.‬‬

‫‪1162‬‬
‫ارتفعا حاجبا شاهي حتى ملسا مقدمة رأسها‪ ،‬هتتف‬

‫‪ ¤‬ل هذرب املقدمة و التوتر من أجل شاب تقادم إيل ام متاى‬

‫نتام تقرران عنيال فهذرب ليست باملرة األو التي أ ْط بلب فيهاا‬

‫للزواج‪.‬‬

‫رد والدها بجدية وقد بدأ قنا التملق يضمحل‬

‫‪¤‬امللتلف هذرب املرة أننا موافقو عىل الشاب‪.‬‬

‫ضمت شاهي ما بو حاجبيها‪ ،‬تتساءل بحرية‬

‫‪ ¤‬من هو عىل أي حالال‬

‫أجاهبا بفلر ال يشعر به أبدا‬

‫‪1163‬‬
‫‪.‬ر لتسااويق أشااهر‬ ‫‪ ¤‬ساامري رشاادان صاااحب و اااالت‬

‫مار ات السيارات ‪...‬أنت تعرفينه هو أخربين‪.‬‬

‫شهقت بحدة تتليل أبادا أن يقاوم سامري بتلاك اخلطاوة‪،‬‬

‫رهتا لوقات‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ب‬


‫أ‬ ‫لكنها‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫أوص‬ ‫غ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫للحظة شعرت بسعادة ت بد ْغ‬
‫ْ ب ْب‬
‫أجادت إخفاءرب‬ ‫الحق و نظرت إ والدها تسرله بحام‬

‫‪ ¤‬هل أخربك أين التقيناال‬

‫رد عليها بضجر ي بلوح بيدرب املمسكة بالسيجار‬

‫‪ ¤‬نعم نعم‪ ،‬أخاربين بكال يشء عان حياتاه البائساة ورحلاة‬

‫فاحه‪.‬‬

‫تدخلت والدهتا بمالمح مشمئزة ب "أناقة" تعقب‬

‫‪1164‬‬
‫‪ ¤‬أنا أوافق يف البداية‪ ،‬إذا علم أحد من معارفنا أننا زوجناك‬

‫من إبن دار لأليتام "ييععع" ستكون فضايحة لناا لكان ماا‬
‫ِ‬
‫مستقبلك‪.‬‬ ‫هبو وسيضمن‬ ‫يقدمه من أجلك لي‬

‫مع ل لمة تنطقها يغمز ا السيد جمران لتسكت‪ ،‬فهو يعلام‬

‫ابنته جيدا ستعتربها عملية بيع ورشاء ولن ترىض أماا شااهي‬

‫فقد تغريت ريبتها إ إدراك م إ غضب و ‪.....‬خيبة جديدة‬

‫تضاف إ رصيدمها‪ ،‬فاقرتبت مان والادها و نظارت بعينياه‬

‫الشبيهتو بعيني ابن عمهاا ناارص‪ ،‬هتتاف مان باو فكيهاا و‬

‫زرقتيها الصافيتو قد ملعتا بدمو توشك عىل مغادرة مكاهنا‬

‫‪ ¤‬ما هو ال من باباال‬

‫‪1165‬‬
‫ينطق يبلع ريقه بصعوبة ي بسلك حنجرته ليجيبها لكن نظارة‬

‫اخليبة بعينيهاا و األ حتبساان الكلاامت بحلقاه‪ ،‬فاساتدر ت‬

‫بوجوم‬

‫‪ ¤‬ال تريد أن جتيب! ال مشكلة‪ ،‬أنا سرعرف بنفل‪.‬‬

‫سحبت ا اتف من احلقيبة تستدعي رقم سامري الاذي باتات‬

‫حتفظه عن ظهر قلب حتت أنظارهم املتساائلة‪ ،‬رد عليهاا ماع‬

‫أول رنة يقول بسلرية مرحة‬

‫‪¤‬رشستي اجلميلة‪ ،‬قررت أخريا الصفح عنيال‬

‫جتاهلت مرحه تسرله بر ظاهر بنربهتا ‪:‬ما هو ال من سمريال‬

‫رد عليها ببالهة ‪ :‬من ماذاال انا ال أفهم!‬

‫‪1166‬‬
‫أجابته بغل ممزوج بغيل‬

‫‪ ¤‬ال من ال ذي حددته مع والدي لتشرتيني منهال‬

‫جتمد سمري و اإلدراك يزحف إ دماغه أماا والادها فصااح‬

‫باستنكار ‪ :‬شاهيناز جمران أنت تتجاوزين حدودك‪.‬‬

‫نزلت دموعها بوفرة ومهست له عرب ا اتف بحرقة شاعر هباا‬

‫حترق صدررب و قد فهم و استوعب أخاريا أن حبيبتاه صاادقة‬

‫بشاعورها نحااورب و أناه بالفعاال ال يعرفهاا أباادا وأن املظاااهر‬

‫خداعة‪.‬‬

‫‪1167‬‬
‫‪¤‬هنيئا لك سمري‪ ،‬لقد أ بت وجهة نظرك وأبرشك برن والداي‬

‫موافقان عىل أصل منبتك الوضيع بالنسبة ام‪ ،‬فقط من أجال‬

‫ما تقدمه من مال‪.‬‬

‫أ ملت بوجع قبل أن تقطع لالتصال و هترول إ غرفتها‬

‫‪¤‬لقد أ بت أنني سلعة تبا ملن يدفع أغىل سعر‪.‬‬

‫مهت اخلالة باللحاق هبا إ غرفتها فتوقفات تنظار إ السايد‬

‫جمران يصيح بروامررب‬

‫ال ي ْار بف ْل‪ ،‬بف ْل بتك ه‬


‫اف عان‬ ‫‪ ¤‬بعق ِل بيها يا فتيحاة ‪....‬إناه عاري‬

‫الدراما فم له لن ينتظر موافقتها ريا‪ ،‬هناك فتياات اريات‬

‫غريها تلك البلهاء‪.‬‬

‫‪1168‬‬
‫وانسحبت بينام سامري يشاعر بفداحاة ماا‬ ‫هزت رأسها بير‬

‫اقرتفه وإن ان من قبل قاد أغضابها فااآلن بخيْنقاه إحساساه‬

‫بف قداهنا‪ ،‬فظل ممددا فوق رسيررب يترمل سقفه من جديد بحلته‬

‫الذهبية طبعا من صنع خياله‪.‬‬

‫*****‬

‫بعد‬ ‫شاب آخر ممدد عىل رسيررب لكن دون ترمل للسقف‪ ،‬لي‬

‫عىل أية حال! يشد عىل ا اتف فوق أذنه يتمنى لو اان هاتفاا‬

‫سحريا‪ ،‬فيسحب منه حبيبته الفاتنة التي يقابلها وجها لوجه‬

‫منذ ا خلطبة‪ ،‬فقد طلب منه والدها عدم مقابلتها إ ياوم عقاد‬

‫القران الذي ال يريد أن يرمحه و يريت برسعة‪ ،‬و ألنه حمال قاة‬

‫العائلة بر ملها وقبل ذلك إنسان مؤمن بو ِ ُّيف ا تفى باملكاملاات‬


‫‪1169‬‬
‫ا اتفية ل ليلة واسرتاق النظرات من بعيد وهاي ختارج مان‬

‫مدرستها‪ ،‬تنهد بشوق ومه‬

‫‪ ¤‬فاااتنتي ارمحينااي و دعينااا نعقااد قراننااا يف هااذا األساابو‬


‫ِ‬
‫معك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رؤيتك و التحدث‬ ‫‪...‬أشتاق إ‬

‫متسك هاتفها بكلتا يدهيا بحنان واملالمح املتو ة ترتسام عاىل‬

‫حمياها مع تلك اإلبتسامة البلهاء التي يعرفها ل عاشاق عاىل‬

‫غرها‪ ،‬جتيبه بنربهتا الرقيقة اخلافتة تعبث برعصاب طه‬

‫‪ ¤‬يتبقى عىل انتهاء املوسم ريا‪ ،‬الصرب فضيلة ام تعلم‪.‬‬

‫تنهد مرة أخرى ليجيبها‬

‫‪ِ ¤‬‬
‫معك الصرب ع ْلق ْم‪ ،‬م ُّرُ بم بذاقه بشدة‪.‬‬

‫‪1170‬‬
‫صمتت تبتسم بحياء‪ ،‬فر مل‬

‫ِ‬
‫صوتك أيضا‪.‬‬ ‫‪ ¤‬أرجوك حتد ي ال حترميني‬

‫ضحكت بلفوت‪ ،‬فتصلبت يشد عىل ا اتف املسكو يوشك‬

‫عىل هتشيمه‪ ،‬يعقب‬

‫‪ ¤‬ستقتلينني قبل أن نبدأ حياتنا معا‪.‬‬

‫شهقت برقة‪ ،‬جتيبه ‪ :‬حفظك اهلل من ل سوء‪.‬‬

‫فيبتسم بعاطفة يسر ا ‪ :‬ختافو عيل فاتنال‬

‫فتجيبه بصدق ‪:‬طبعا ‪...‬‬

‫ِ‬
‫أحبك‪..‬‬ ‫بكل عشقه الذي تفشى برعصابه و خاليارب ‪:‬‬ ‫ليهم‬

‫‪1171‬‬
‫امحرت و جتبه‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬قوليها فاتن أتوسل ِ‬


‫اليك‪ ،‬فقط انطقيها ‪..‬‬

‫أغمضت عي نيها و رنه يراها ومهست قبل أن تنهي املكاملة‬

‫‪¤‬سرقو ا إن شاء اهلل‪.. .‬بعد عقد قراننا ‪...‬‬

‫نظر إ ا اتف بحنق ورمارب عاىل املنضادة ليلتفات إ ساقفه‬

‫يترملها فيه وقد أصبحت عروسا لاه ومان حقاه ال‬ ‫الوني‬

‫يشء فيها‪.‬‬

‫****‬

‫‪1172‬‬
‫إنه وقت النوم عىل أي حاال واجلمياع مماددين عاىل أرسهتام‬

‫حتى الليث الذي تارب عن غضبه بتوتررب‪ ،‬يرمقها خارجاة مان‬

‫احلامم تشد عىل حزام املئزر الذي ترتديه عىل منامتها التي هاو‬

‫متر د من وهنا الث إن يكن أرباع قطاع ساميكة واساعة‬

‫رهنا ستدخل يف سبات شتوي‪.‬‬

‫ابتسم ذرب الفكرة وظل يتابع مشيتها املتع ارة حتاى جلسات‬

‫عىل طرف الرس ير‪ ،‬متتمت بردعية الناوم مساتقبلة القبلاة ام‬

‫بجانبها يعلم جيدا‬ ‫اندست حتت الغطاء بصمت‪ ،‬و رنه لي‬

‫أهنا مرعوبة زائد متوترة وضف عليها خجلاة يقسام إن أتاى‬

‫بحر ة واحدة ستفر من جانباه ساهم أطلاق مان ياد صاياد‬

‫‪1173‬‬
‫سمر أطرافاه لهاا بحاذر إال عينياه اللتاو ال‬
‫حمرتف‪ ،‬لذلك ه‬
‫حتيدان عنها‪.‬‬

‫تسلحت بشجاعة واهناة‪ ،‬ختارب نفساها مارارا و تكارارا* ال‬

‫تكوين جبانة‪ ،‬أنت ابنة العميد وتربية النقيب وزوجة الضابط‬

‫يعني قدرك البسالة‪ ،‬ال تكوين جبانة* تقدمت وجلست عاىل‬

‫طرف الرسير وتسلحت بسالح أقاوى و هاو رهباا فهمسات‬

‫باألدعية م اندست حتت الغطاء حمافظة عاىل املساافة بيانهام‪،‬‬

‫مستلقية عىل ظهرها ترماق الساقف دون أن جتماح بليا اا‪،‬‬

‫فجموحها له بجانبها تشعر بحرارة أرجعت ساببها لكوماة‬

‫ال ياب عىل جسدها والغطاء من فوقها‪.‬‬

‫‪1174‬‬
‫ليث بلفوت بف بد بوى قلبها بد ْويا هاز صادرها إ أسافل‬ ‫مه‬

‫بطنها يولد لدهيا خوفا ‪ :‬ورد!‬

‫بلعت ريقها تتسع مقلتيها بامل بتسمر بت ِ‬


‫ان عىل الساقف ومههمات‬ ‫ب ب‬
‫بحذر ‪ :‬مهم!‬

‫يطلب منها االلتفات إليه فقط أ مل هبمسه اخلافت‬

‫‪¤‬أستحلفك باهلل الغايل عىل قلبك ال خترجي من هناا أبادا إال‬

‫برفقتي مهام حدث‪.‬‬

‫بز ْف برة راحة أطلقت رساحهاا فتالشاى اخلاوف وحال مكاناه‬

‫األمان واالمتنان خلوفه عليها م احلب ‪....‬احلب ذا الرجال‬

‫الذي اختارها قلبه دونا عن فتيات العا برمجع وهي تعلم برهنا‬

‫‪1175‬‬
‫ليست باألمجال أو حتاى طبيعياة ما لهن‪ ،‬فهمسات مبتسامة‬

‫بكلمة واحدة ‪ :‬أعدك‪.‬‬

‫لمة واحدة مصحوبة بابتسامة حب بع ِل بم بها بقلبه فيلة بتهدئة‬

‫توتررب والتفت إ السقف ليبدأ خياله هو باجلموح‪.‬‬

‫إنساب صوت املنبه إ عاا أحالمهاا الاذي ال بت بت ب‬


‫اذ ه ْر متاى‬

‫س ِح بب ْت إليه‪ ،‬فرمش ت بجفنيها م فتحت عينيها لتجدرب ابت‬

‫عىل ِشق ِه يراقبها بوله حتر ت يف مكاهنا و جلست ليقاوم هاو‬

‫اآلخر مبتسام‪ ،‬هيم‬

‫‪ ¤‬صباح اخلري ورديت‪.‬‬

‫تسارعت دقات قلبها‪ ،‬فاضطرب تنفسها لينتابه القلق‪ ،‬هيتف‬

‫‪1176‬‬
‫‪ ¤‬هل أخطرت مرة أخرىال‬

‫فهمت حدي ه فابتسمت تغاادر الرساير حممارة الوجاه وهاي‬

‫توم بال‪ ،‬عادت ابتسامته خيربها قبل أن تدخل ا احلامم‬

‫‪ ¤‬سرتوجه ا املر ز عقب صالة الفجر وسارعود يف املوعاد‬

‫أل رافقك إ الطبيبة ‪...‬ان شاء اهلل‪. .‬‬

‫مهست حمافظة عىل ابتسامتها ب إن شاء اهلل و انسحبت‪ ،‬ليقوم‬

‫هو بنشاط ختلل ل أعصابه قبل أطرافه‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1177‬‬
‫يغمل جفن لسمري طاوال الليال‪ ،‬يفكار باحلال األنساب‬

‫لِي بضم بد جرحها الذي ان هاو ساببا فياه وأرشقات الشام‬

‫وشمسه هو التزال غائبة‪ ،‬تنهد بليبة يتك عىل مائدة اإلفطار‬

‫ينتظر شقيقته‪ ،‬أجفل عىل نربهتا املتهكمة تقول‬

‫‪ ¤‬ر تنهدك يا أخي العزيز ‪...‬هل أترك لك احلصة اليوم مع‬

‫الد تور مفيدال‬

‫التهكم‬ ‫نظر إليها بفتور‪ ،‬فيبها بنف‬

‫‪¤‬ها ها ها أضحكتني‪.‬‬

‫شقيقها فقط‬ ‫ضيقت عيناها تعلم جيدا هذرب احلالة التي بت بت بل هب‬

‫إن اقرتف خطر فادحا‪ ،‬فسرلت‬

‫‪1178‬‬
‫‪ ¤‬ألن ختربين باملصيبة التي أحد تهاال‬

‫رمقها بريبة‪ ،‬فاستدر ت بتهكم‬

‫‪ ¤‬أرجوك! أنا أعرف تلك النظرة جيادا أم هال نسايت أنناي‬

‫تقريبا من ربيتكال‬

‫أنزل تفارب بحزن وقام يتقدمها خارجو بينام يقول‬

‫‪ ¤‬نعم لقد قمت بمصيبة لكن سرصلحها ال تشغيل بالك فقط‬

‫ر زي عىل املعاجلة‪.‬‬

‫استسلمت أسامء لرغباة شاقيقها‪ ،‬فهاذرب طبيعتاه مناذ صاغررب‬

‫يتحمل نتائ قراراته ويترصف لوحدرب دون تدخل مان أحاد‬

‫و ام العادة انت السيدة زينب يف االنتظار بمالحمها املتاذمرة‬

‫‪1179‬‬
‫واملمتعضة بينام ترمق أسامء بنظرة شااملة ام أشاارت اا إ‬

‫باب مكتب الد تور‪ ،‬بف بل بط ْت باجتاهه يف صمت ‪..‬‬

‫اسااتدارت الساايدة زينااب إ ساامري املكتئااب‪ ،‬فضااحكت‬

‫بسلرية ‪ :‬خربتها وقعدت عىل تلها‪.‬‬

‫نظر إليها بير ‪ ،‬فاستطردت ‪ :‬اآلن ستفهم حكمة امل ل‪...‬‬

‫رفعت يدها إ وجهه تشري عليه بشكل دائري‬

‫‪¤‬هذرب املالمح عىل وجهك هي 'قعدت عىل تلها'‬

‫ضحكتها بمشقة‬ ‫فبها‪ ،‬بينْفخ بنفاذ صرب‪ ،‬فرضافت حتب‬

‫‪ ¤‬تعال واحك يل يف خربتها بسر بضيف بك بكوب قهوة سوداء‬

‫ترمحا عىل املرحوم‪.‬‬


‫‪1180‬‬
‫ألول مرة ال جتدرب عىل املكتب بل واقف أمام اجلدار الزجاجي‬

‫يراقب رسبا من الطيور املهاجرة تزين السامء بشكل خالب‪،‬‬

‫ترملت مالبسه التي ال يغري هيئتها فقط األلاوان تتغاري‪ ،‬هاذرب‬

‫املرة رسوال أسود و نزة سوداء بفتحة عنق م ل ة حتتها قمي‬

‫أزرق غامق م رأسه الذي تظل تبحلق يف صلعه ال تعلام ماا‬

‫أصلعال ال يشغلها عنه ساوى ابتساامته‬ ‫الذي يشدها يف رأ‬

‫اجلانبية‪ ،‬تلك مسرلة أخرى‪ ...‬ماذا حيدث معهاال‬

‫تنحنحت حو يشعر بحضاورها‪ ،‬فالتفات إليهاا وأهاداها‬

‫ابتسامته اجلانبية‪ ،‬يتقدم إليها قائال‬

‫‪ ¤‬مرحبا أسامء ‪...‬هل تسمحو بمنادايت لك برسامءال‬

‫‪1181‬‬
‫أومرت بنعم تفكر‪ ،‬نادين يفام شئت فقط ف عن االبتسام!‪.‬‬

‫أشار اا إ األريكاة‪ ،‬فلطات إليهاا وجلسات ‪....‬جلا‬

‫أمامها‪ ،‬يسر ا ‪ :‬يف حالك أسامءال‬

‫ردت عليه بلفوت فدائام م ا ان صاوهتا هيارب منهاا أماماه‬

‫فقط‪ :‬بلري احلمد هلل ‪...‬لقد عملت بنصيحتك‪.‬‬

‫رماها بنظرة تساؤل‪ ،‬فر ملت ‪ :‬سرنظم معرضا للحرف لكان‬

‫يل بل للدار لذا سنحتاج لزبائنك‪.‬‬ ‫لي‬

‫ابتساام بحبااور‪ ،‬فيبهااا ‪ :‬جيااد جاادا مبااارك‪ ،‬ساار ون أول‬

‫احلارضين يف االفتتاح إن شااء اهلل وأحرضا معاي أيضاا أول‬

‫الزبائن‪.‬‬

‫‪1182‬‬
‫بادلتااه اإلبتسااامة الرساامية وقااد بشااحن ِ‬
‫مه بت بهااا بتشااجيعه و‬
‫ب ب ه‬
‫‪....‬وعدرب بحضوررب‪.‬‬

‫ِ‬
‫تصاحلت مع الدارال‬ ‫‪ ¤‬إذن أسامء‬

‫رمقته ببالهة‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬حتد ت من قبل عن الدار و انت نربتك عدائية‪.‬‬

‫أومرت تعرب عن شعورها‬

‫‪ ¤‬عشت فيها أياما سوداء لكن شئت أم أبيت تغاري حا اا إ‬

‫أفضل وانتقامي ان غباء مني‪.‬‬

‫سر ا مدعيا عدم علمه برسقة الدار مع أنه يعرف دافعها لكنه‬

‫يريدها أن ختربرب بنفسها‬


‫‪1183‬‬
‫‪ ¤‬انتقامال‬

‫ضمت شفتاها قبل أن تقول‬

‫‪ ¤‬نعم لقد قمت بفعل غبي ‪...‬شعرت بحنق وغضاب حتاى‬

‫بصعوبة و رن هناك شيئا قايال يطباق‬ ‫اختنقت‪ ،‬نت أتنف‬

‫عىل صادري ويكاتم أنفاايس بفماي حتاى أحسسات بارنني‬

‫ساارنفجر‪ ،‬أردت أن أقااوم بيشااء مااا أرصخ‪ ،‬أفعاال أي يشء‬

‫‪...‬نظ بم حفل بالدار واجتمعت فيه تلاك النساوة املتبجحاات‬

‫اللوايت بي هد ِع ب‬
‫و اخلدمة اإلجتامعياة و يترصافن و ارن اجلمعياة‬

‫قامت عىل تعبهن يف الوقت الذي ل ما ن يفعلنه هاو إلقااء‬

‫األواماار والتاارنق يف احلفااالت والتباااهي بممتلكاااهتن ماان‬

‫‪....‬جلست أراقبهن أفكار بارن أغلابهن‬ ‫جموه رات و مالب‬


‫‪1184‬‬
‫هن من بق ْب ِل اِ ْلتِ بح ِ‬
‫اق ورد التي قلبت ماوازين الادار وسارلت‬

‫نفل ملاذا يفعلن م ل ما فعلته وردال ملاذا هياتمن بمراقباة‬

‫املرشفو املعينو من طرفهن و بي بت بت هب ْع بن مصاري األوالد اليتاامى‬

‫الذين من أجلهم أسسن ا لدار و اجلمعياة‪ ،‬فاساتنتجت شايئا‬

‫واحدا ‪...‬أهنن أسسن الدار فقط للواجهة‪.‬‬

‫ضحكت بمرارة بينام تضيف‬

‫‪ ¤‬نا جمرد واجهة للتباهي أتصدقال‬

‫فسر ا هبدوء‪ :‬يف انتقمت أسامءال‬

‫اهتزت عيناها ِ‬
‫بل ْز ِي وخجل م قالت بنربة متوترة‬

‫‪1185‬‬
‫‪¤‬أردت فقط أن أدمر الدار لِت بد هم بر واجهاتهن‪ ،‬أعلام بارن ماا‬

‫فعلته خطر فادح‪ ،‬لكني أ ن بوعيي‪ ،‬أفكر بالذين اليزالون‬

‫حيتاجون الدار‪ ،‬ل ما نت أفكر به ‪....‬‬

‫صمتت والدمو قد بدأت بالنزول تعارب عاام عجازت عناه‪،‬‬

‫فر مل عنها‬

‫‪ ¤‬أهنن السبب يف تدمري حياتك و ضيا أحىل سنو عمرك ‪..‬‬

‫أومرت و خرجات مان فمهاا شاهقة بكااء حارقاة‪ ،‬فانهل‬

‫الد تور مفيد وجلب رسا من املاء و مدرب إليها‪ ،‬أمساكت باه‬

‫يعطيهاا علباة املناديال‬ ‫ورشبت منه م اسرتجع منها الكار‬

‫الورقية‪ ،‬مسحت دموعها بينام تسمعه يقول و قد عاد إ مكانه‬

‫‪1186‬‬
‫‪¤‬لنعد إ اخللف أسامء‪ ،‬إ من بدأ بتدمري حياتك ‪....‬إ مان‬

‫محتك منه والدتك و راحت حياهتا منا لذلك‪.‬‬

‫نظرت إليه فاغرة الفم‪ ،‬مبحلق بة به لكنها ما لب ت أن قررت أنه‬

‫آن أوان التحدث‪.‬‬

‫*****‬

‫عاد قبل موعد الطبيبة ليجدها جاهزة و غادرا البيات ااملرة‬

‫السابقة‪ ،‬استضافتها لوحدها وليث ينتظرهاا خارجاا 'قارب‬

‫باب مكتب الطبيبة ' سرلتها بمالمح اسمها باسمة‬

‫‪ ¤‬يف حالك ورد أرى التورد عىل وجنتيك‪ ،‬أنت سعيدة ياا‬

‫ترى ما سبب سعادتكال‬

‫‪1187‬‬
‫أجابتها بسعادة و رهنا حققت انجازا عظيام لكن بحياء حتاى‬

‫أهنا امحرت ‪ :‬أنا و زوجي نتقاسم الرسير‪.‬‬

‫زادت ابتسامة الد تورة‪ ،‬ت ني عىل فعلها‬

‫‪¤‬جيد‪ ...‬هذا تطور مجيل‪.‬‬

‫م استطردت ‪ :‬هل تسمحو له بلمسكال‬

‫عبست ورد توم بال‬

‫بسمتها‪ ،‬سرلت ‪ :‬حتى يدكال‬ ‫وعىل نف‬

‫هتفت ورد برمل‬

‫يدي مرة واحدة‪.‬‬ ‫‪¤‬نعم‪ ،‬مل‬

‫‪1188‬‬
‫هزت الد تورة رأسها باستحسان‪ ،‬تسرل‬

‫يدكال‬ ‫‪ ¤‬ما ان شعورك حو مل‬

‫ضيقت عينها م بر هد ْت‬

‫‪ ¤‬يف البداية أشعر إال باملفاجرة فقاد باا بغ بتنِي ام أحسسات‬

‫بعدها بدفء ملسته لكن أستطع ‪...‬‬

‫سكتت فر ملت د‪ .‬باسمة‬

‫‪ ¤‬توترك منعك عن إمتام شعوركال‬

‫أومرت‪ ،‬فاستطردت الد تورة‬

‫‪¤‬املهم أنك تشعري بعدائية أو نفور من قرباه مناك وملا‬

‫يدك‪.‬‬
‫‪1189‬‬
‫فكرت قليال وأومرت بال‪ ،‬فقالت الد تورة‬

‫‪ ¤‬هذا ما فب أن تفهميه ورد‪ ،‬ل ما أنت بحاجاة إلياه هاو‬


‫تصااحيح املفاااهيم ‪....‬عناادما تتقاادمو برجلا ِ‬
‫اك عااىل أرض‬

‫جديدة حتتاجو ت بف ُّق ِد مدى صمودها وصالبتها‪ ،‬تتر دين مان‬


‫مح ِلها ِ‬
‫لك وعدم اهتزازها فتشعرين باألماان عنادها تضامو‬ ‫بْ ب‬

‫رجلك األخرى إليها وتستعدين لللطوة األخرى ‪...‬خوفك‬


‫جعلك تبتعدين عن مصدر اخلطر بالنسبة ِ‬
‫لك وهام الرجاال‬
‫حتى صادفت واحدا أ بت ِ‬
‫لك مدى اختالفاه وصادقه وفااز‬

‫ب قتك وها أنت جربت ملسة يدرب فلم تنفري و تترذي‪ ،‬اِ ببتِاي‬

‫عىل تلك اخلطوة وستدفعك إ اخلطوة األخرى إ أن تصبح‬

‫‪1190‬‬
‫العالقة بينك وبو زوجك عادية وطبيعية لكن ما سيسااعدك‬

‫أ ر هو أن نتحدث عن أصل املشكلة‪.‬‬

‫رمقتها ورد بحذر بينام هي تضيف‬

‫‪ ¤‬فب أن تتحد ي عن سبب نفورك مان الرجاال‪ ،‬ألنناي ال‬

‫أعتقد برن جريمة القتل هي السبب األسايس‪ ،‬قد ختاافو مان‬

‫الرجال أو ال ت قو هبم لكن نفاور حتاى مان الرجال الاذي‬

‫بمن ْبحتِ ِه قتك وأح ببتاه ال أظان‪ ،‬و هاذا يوصالني إ الساؤال‬

‫املهم‪ ،‬مما محتك منه الفتاة التي دفعت نفسها منا لذلكال‬

‫‪1191‬‬
‫تكن ورد بحاجة لدفع أ ر‪ ،‬فهي قد أخذت قراراها لتلرج‬

‫ل يشء خز بن بداخل عقلها وإ ْل بقاِ ِئ ِه إ اخلارج بع هل بها تتلل‬

‫منه و من سيطرته عليها‪.‬‬

‫******‬

‫←ورد‪ :‬رنا فتاة بريئة ومجيلة تكربين بسنتو وأنا نت مدللة‬

‫عائلتي ال أتشارك ألعايب مع أحد ورسيعا ما نت أتشاجر مع‬

‫الفتيات خصوصا إذا أردن أخذ دميايت مني لكن رناا تكان‬

‫تقرتب مناي‪ ،‬انات دائماة االلتصااق بوالادهتا فاساتفزتني‬

‫وجربت ل احليل ألجعلها تلعب معي و س ِع ْدت جدا حاو‬

‫نجحت بذلك‪ ،‬فكنت أدعها ترخذ ما شاءت من ألعايب لكاي‬

‫‪1192‬‬
‫ال متل وتعود لقاعدهتا ‪ ...‬انت مرحة ملن تقرتب مناه لكنهاا‬

‫دائام خائفاة وجتفال مان أبساط األشاياء خصوصاا األوالد‪،‬‬

‫استنتجت ذلك من خالل خوفها من أخي حمماود و ال مارة‬

‫ترحل فيها توصيني بيشء أفهمه حينها ‪**..‬ال تريت إ بيتنا‬

‫مع والدتك أبدا‪ ،‬إذا أتيت لن أ ون صديقتك** ‪....‬لكنناي‬

‫نت صغرية و أفهم ‪...‬حو أخرب تني أمي بذهابنا إ منز اا‬

‫سعدت ريا و انت تلك البداية‪.‬‬

‫←أسامء‪ :‬أمي حبيبة قلبي ومنبع احلناان والرمحاة ‪ ...‬نات‬

‫الاذين قاد تلتقاي‬ ‫حمظوظة هبا هي ووالدي من أفضل الناا‬

‫هبم‪ ،‬خلوقان حمبان ال تسمع منهام لمة سوء أبدا‪ ،‬انا حيباان‬

‫بعضهام ريا‪ ،‬ل واحد منهام ضحى من أجل اآلخر وعاشاا‬


‫‪1193‬‬
‫وعيشونا معهام أحىل األياام لكان للحيااة أقادار ال نفهمهاا‪،‬‬

‫مرض والدي وتويف بعد فرتة قصارية ‪....‬حاولات تعويضانا‬

‫غيابه وزادت من جرعات حناهنا وحبها و نا ال ننام ال أنا وال‬

‫سمري إال يف حضنها ‪....‬سامعت يوماا مشااجرة بينهاا وباو‬

‫جدي يقنعها بالزواج من جديد بحجة أنناا يف حاجاة لرجال‬

‫خصوصا أنه قد رب ومرض وال يضمن حياته‪ ،‬يكان يعلام‬

‫أبدا برهنا ستسبقه إ القارب ‪ ...‬تقبال فضاغط عليهاا إ أن‬

‫هددها برن يغضب عليها فوافقت جمبورة‪ . ..‬ان يوم زواجها‬

‫فكتم غيظه‬ ‫اجلنازة‪ ،‬بكت بحر قة واستقبلت الرجل بعبو‬

‫جيدا وتصنع الضحك إ أن خرج جدي ومن حرض ‪ ...‬نت‬

‫يف غرفتي حو سمعت رصاخا مكتوما انقبل قلبي وجريت‬

‫‪1194‬‬
‫إ مصدررب ألجد سمري قد سبقني إ غرفة والديت يطرق عىل‬

‫باهبا ‪....‬فتح الباب و خرج ذلك الرجل الذي يظهر لناا إال‬

‫وحش‪ ،‬رصخ بنا فلرجت والديت يف حالة ير ى ا تقف بيننا‬

‫وبينه تصيح برن ال بيلمسنا‪ ،‬فرفع يدرب وحط هبا عىل خدها حتى‬

‫سااقطت عااىل األرض وانرصااف خارجااا‪....‬و اناات تلااك‬

‫البداية‪.‬‬

‫****‬

‫←ورد ‪ ( :‬نظراهتا ابته عىل املزهرية ال حتيد عنها و يادهيا يف‬

‫قبضتو مبيضتو من شدة ضامها اام‪...‬ال دماو ‪ ،‬ال حر اة‬

‫فقط مجود ) ‪..‬أول مارة ذهبات ماع أماي إ قرصاهم نات‬

‫‪1195‬‬
‫سعيدة ونسيت ل ما قالته يل عان عادم الاذهاب إ هنااك‪،‬‬

‫بحق اهلل لقد نت يف ال امنة مان عمري‪..‬ماا إن رأتناي حتاى‬

‫تغري وجهها وغضبت مني وهددتني إن أرحال لان تلعاب‬

‫معي‪ ،‬نت أسر ا عن السبب حو دخل علينا ( قبضت عاىل‬

‫يدهيا أشد وتصلب جسادها )سارلني مان أ اون فسابقتني و‬

‫قالت له من أ نا وبرنني مغادرة ألن أمي تبحاث عناي‪ ،‬رأيات‬

‫التصميم يف عينيها فرطعتها ورحلت خيفاة مان أن ال تلعاب‬

‫معي مرة أخرى هذا ما صوررب عقيل الصغري‪.‬‬

‫‪1196‬‬
‫←أسامء ‪ (:‬انحنت ا األمام يف جلستها تترمل الباقة املطرزة‬

‫و رهنا تاب مفتوح أمامها تقرأ منه ذ رياهتا‪ ،‬يدهيا يف حجرها‬

‫تفاار هام ب بعضااهام حتااى امحاارا والزالاات ‪) ...‬يف أول أيااام‬

‫زواجهام يكن يوجه لناا أناا وسامري حادي ا‪ ،‬دائاام ماا اان‬

‫شجاررب مع أمي وعندما نتدخل متنعنا عان مواجهتاه‪ ،‬حااول‬

‫سمري إخباار جادي يوماا لكنهاا منعتاه ومان ساوء حظهاا‬

‫سمعهام‪ ،‬بعد خروج جدي تشاجر مع أمي فتادخلنا العاادة‬

‫لكنه تلك املرة رضب سمري بصفعة لان أنسااها أبادا ‪ ..‬اان‬

‫احلال هكذا إ ‪ (...‬تلكرت فح ها الطبيب ‪*..‬أسامء أنت عىل‬

‫الطريااق الصااحيح ال تتااوقفي*‪ ) ...‬اسااتحممت ونساايت‬

‫مالبل يف غرفتي لففت عيل منشفة وخرجت‪ ،‬نت معتقادة‬


‫‪1197‬‬
‫برن أمي وسمري فقاط مان بااملنزل فانحن ال نارارب إال مسااء‬

‫‪...‬اصطدمت به وفزعت أمسك عيل منشفتي بشدة نظرت إليه‬

‫فجزعت من نظراتاه التاي فجارة تغاريت و تعاد الساابق‪،‬‬

‫أجفلت عىل صاوت أماي تصايح باسامي فالتفتناا إليهاا ‪...‬‬

‫نظرت إليها بقلق بينام ترمرين بالاذهاب لغرفتاي‪ ،‬فانساحبت‬

‫أجري إليها ومنذ ذلك اليوم و أنا أرى وجها آخر للحقري‪.‬‬

‫←ورد‪ :‬انتظرهتا أن تريت مع والدهتا لكنها تفعل و أذهب‬

‫أنا أيضا يف املرة التي ذهبت فيهاا والاديت لزياارهتم ‪...‬لاذلك‬

‫قررت مرافقة أمي يف الزياارة الالحقاة ‪....‬تر ات أماي ماع‬

‫‪1198‬‬
‫اخلالة وذهبت أبحث عنها يف غرفتها فوجدته هاو‪ ،‬ابتسام و‬

‫قبلني عىل وجنتي خيربين برنه يلعب الغميضاة ماع رناا وأهناا‬

‫خم تبئة م أعطاين لوح شو وال‪ ،‬مهمت باإلمسااك هباا لكناه‬

‫طلب إطعامي بيدرب وأنا جالسة عىل حجررب ففعلت‪ ،‬اعتقدت‬

‫عاىل حجاررب لكناه‬ ‫أنه م ل أيب الذي دائام يدعوين للجلو‬

‫يكن أبدا م له‪ ،‬فتحت فمي أنتظار فابتسام يطعمناي و انات‬

‫ل جسدي وسارلته ب‬ ‫تلك أول مرة يلمسني فيها ‪...‬حتس‬

‫فقال أنه أحب الفستان ويريد م له لرناا التاي دخلات عليناا‬

‫غاضبة منه أفهم ملاذا م رصخت عيل فاعتقادت أهناا تغاار‬

‫ملعاملة والدها معي ( ضحكت ضحكة مساتهزئة خالياة مان‬

‫املرح )‬

‫‪1199‬‬
‫←أسامء‪ :‬نظراته أصبحت تتبعني أينام حللت‪ ،‬يعد يغياب‬

‫ريا عن البيت ‪....‬و بيوم مان األياام نات منهمكاة بحال‬

‫يف احلامم ‪...‬أحسسات‬ ‫واجبايت املدرسية وأمي تغسل املالب‬

‫بدفء عىل ظهري التفت‪ ،‬فوجدته يبتسم بطريقة غاري مرحياة‬

‫لقلبي‪ ،‬رمقته بريبة فانحنى واقرتب مني يسرلني إن نت أريد‬

‫مساعدة‪ ،‬أومرت بال وأنا أرتعد من ملسة يدرب عىل طول ظهري‪،‬‬

‫يتظااهر‬ ‫سمعنا حر ة جهة احلامم‪ ،‬فعلام برهناا أماي وجلا‬

‫بمساعديت يف املذا رة وأنا أستغرب‪.‬‬

‫‪1200‬‬
‫←ورد ‪ :‬دعتني للعب الغميضاة لكان بإحبااط وأساف‪،‬‬

‫تكن مرحة أبدا‪ ،‬اختبرت بغرفة صغرية من بو ريات منترشة‬

‫يف القرص للتلزين ‪...‬جلست سا نة فانفتح الباب‪ ،‬ظننتها رنا‬

‫فرفعت رأيس ألجدرب هو يقفل الباب ورائه يقاول بمارح أناه‬

‫خيتب هاو اآلخار‪ ،‬أخاذين يف حجاررب خياربين بارن ال أخااف‬

‫وبعدها‪ ....‬شعرت بانزعاج من طريقة ملساه يل وحر تاه ماع‬

‫تنفسه الرسيع‪ ،‬خفت و مهمت باالبتعاد عنه لكنه شد عيل فزاد‬

‫خويف‪ ،‬سمعنا صوت رنا تبحث عني ‪ ..‬نت سارنادي عليهاا‬

‫يف أذين برن أساكت وال أد اا‬ ‫لكنه وضع يدرب عىل فمي هيم‬

‫عىل مكاننا‪ ،‬بكيت من خويف فضغط بيديه عاىل ذراعاي إ ان‬

‫آملني يكمل مهسه املقيت " ستعودين املرة القادمة مع والدتك‬


‫‪1201‬‬
‫اذلكال" أجباه فضاغط أ ار إ أن أومارت بانعم‬ ‫ألي‬

‫ومحلني وخرج يب إ غرفة رناا وأنزلناي ام أخاذ دمياة مان‬

‫أمامي القرفصااء يقاول "إن أخاربت أحاد‬ ‫األلعاب وجل‬

‫الدمية عن‬ ‫أنني ألعب معك سرفعل بك هكذا "وفصل رأ‬

‫جسدها‪ ،‬فارتعدت أ ر من الرعب‪.‬‬

‫←أسامء‪ :‬نت واقفة باملطبخ حو شعرت بيدين متساكانني‬

‫من ذراعي استدرت برأيس ألصطدم برنفاسه الكرهية يبتسام‬

‫بلبث‪ ،‬متتمت أسرله ماذا يريد‪ ،‬فقال أنه جائع مهمت بالناداء‬

‫عىل أم ي‪ ،‬فمنعني يقول أهنا متعبة ونائمة وظال يلمساني مان‬

‫‪1202‬‬
‫ذراعي وخرصي‪ ،‬خفت بشدة و ينقذين سوى دخول سامري‬

‫ليزفر بانزعاج و خيرج‪.‬‬

‫←ورد ‪ :‬مسحت رنا دموعي ختربين برهنا حاذرتني لكنناي‬

‫أفهم وشدت عىل يدي تطمئنني برهنا لن تدعاه ياؤذيني‪ ،‬هاو‬

‫فقط سيلمسني ولن تدعه يفعل أ ر ام يفعل معها‪ ،‬أنا أفهم‬

‫حينها شيئا غري أنني أرتعد خوفا ‪ ....‬أعاد أشاعر برغباة يف‬

‫يشء ال اللعب و ال التحدث‪ ،‬ل ما أفكر به هو أنه سيفصال‬

‫رأيس عن جسدي ام فعل بالدمية‪.‬‬

‫‪1203‬‬
‫←أسامء ‪ :‬أصبحت ملس اته تتكرر بسبب أو دون سبب حتى‬

‫ب ت أتلفت حويل خوفا منه وأهرب مان أي مكاان يوجاد باه‬

‫و نت أملح نظرات القلق من عيني أمي التي أضحت تراقبني‬

‫ل حلظة ‪....‬يف ذلك اليوم األساود الاذي اان ياوم عملاه‪،‬‬

‫استغلت أمي غيابه لتذهب للساوق ‪ ...‬تكان لادي حصاة‬

‫يومها فبقيت باملنزل و تكد تغب أمي حتى سامعت صاوت‬

‫انفتاح باب البيت‪ ،‬ظننتها أمي لريتعد قلبي حو رأيتاه واجلاا‬

‫بنظرات ما رة وأخرى أفهمها حينها وأقفل الباب خلفه‪.‬‬

‫‪1204‬‬
‫←ورد ‪ :‬رر فعلته مرات عدة حتى رهات ال ماا خيا‬

‫ذلك القرص (وضعت يدها عىل فمها تكبت إحساسا بالغ يان)‬

‫اجلميع أصبح يسرلني يشك برمري خصوصا أيب الذي سمعته‬

‫مرة يطلب من أمي عدم الذهاب لقرصهم ال أعلم ملاذاال ‪..‬و‬

‫بالفعل نعد نذهب لكان اخلالاة انات تاريت و لاام رأيتهاا‬

‫تذ رت هتديدرب و أبدأ بالبكاء‪.‬‬

‫←أسامء ‪ :‬شلت أطرايف و تسمرت مكاين‪.....‬تقدم باجتاهي‬

‫حتى وصل أمامي يقبل عىل ذراعي وانحناى إ أن أصابح‬

‫وجهه قرب وجهي وأنفاسه الكرهية ترضب صافحة وجهاي‬

‫‪1205‬‬
‫مما زاد خويف ومعه مجودي فطوقني ‪...‬منذ تلك اللحظة وأنا‬

‫أعد أشعر بيشء و رنني فصلت عان الواقاع والتاي يضامها‬

‫جسد أخرى ‪ ....‬لام جترأ أ ر لام ابتعادت الصاورة التاي‬

‫و رنني أتفرج عليها من بعيد أ ر‪.‬‬

‫←ورد ‪ :‬ظنوا برنني اشتقت لرنا فرخذتني والديت إليهم وأنا‬

‫أستطيع الرفل فينفذ هتديدرب‪ ،‬وصورة الدمياة التاي فصال‬

‫رأسها عن جسدها ال تفارقني‪....‬ظللت جوار والاديت إ أن‬

‫بسؤا ا عن سبب عوديت ونعتتناي‬ ‫أتت رنا وسحبتني هتم‬

‫بالغبية‪ ،‬فذلك ال‪ ...‬أخربها برنه سيزيل عني مالبلا حاو‬

‫‪1206‬‬
‫أعود مرة أخرى‪ ،‬سرلتها ألنناي أفهام‪ ،‬ملااذا سايزيل عناي‬

‫مالبلال‬

‫ترففت بضيق خترب ين *ياا غبياة! ماا فعلاه معاك بمالبساك‬

‫وأسوء فلقد أخربين برنني ربت و أعاد‬ ‫سيفعله بال مالب‬

‫صاحلة* م تلفتت حو اا بتاوتر تقاول برهناا فاب أن تقاوم‬

‫بإخفائي إ أن أغاادر ام أ ادت عايل عادم العاودة أبادا‪،‬‬

‫فامدامت بعيدة لن يستطيع إيذائي‪.‬‬

‫‪1207‬‬
‫←أسامء‪ :‬ظل رشيط املشهد يمر أمامي ال يفارقني ‪...‬أماي‬

‫تدخل من الباب وترصخ‪ ،‬هو تفاجر فادفعني باجتاارب اجلادار‬

‫حيث حتجر جسدي وأصبحت جزءا منه من شدة ما التصقت‬

‫به ‪...‬رصاخ و الم ري صاخب أفهم منه شيئا‪ ،‬رفاع يادرب‬

‫ليصفعها فرمسكتها قبل أن تصل إ خدها ودفعته بكلتا يدهيا‬

‫لكنه ان أقوى منها ودفعها إ حتفها‪.‬‬

‫←ورد ‪ :‬ساامعنا صااوته فسااحبتني رنااا و جاارت يب إ أن‬

‫انقطعت أنفاسنا م أنزلتني إ مكان ميلء بالفرش و التحاف‬

‫‪...‬وقفت وبادأت باالتحرك رهناا تبحات عان يشء ماا ام‬

‫‪1208‬‬
‫جذبتني وأدخلتني خلف ومة سجاد ري يغطي ر نا هناك‪،‬‬
‫وصاحت يب هتددين *ال خترجي من هنا مهام حدث إ أن ِ‬
‫آت‬

‫برمك عند مغادرهتا‪ ،‬سرخربها برننا نلعب غميضة وأنك خمتبئة‬

‫هنا‪ ،‬سمعتنيال ال تغادري أبدا!* ‪...‬وعدهتا وبقيات مكااين‪،‬‬

‫خنقتني الرطوبة ورائحة العفن فمددت يادي و فرقات باو‬

‫السجاد قليال ليدخل بعل ا واء ‪....‬سمعت أصواتا تقرتب‬

‫إ أن توضحت و تكن ساوى لاذلك الاوحش يصايح هباا‬

‫لتلربرب عن مكاين‪.‬‬

‫‪1209‬‬
‫←أسامء ‪ :‬أحترك من مكاين وأنا أرى والديت تلف أنفاسها‬

‫األخرية و أ ِ إال عىل إمسا ه يب من عنقي يضغط عليه حتاى‬

‫سلمت برنه يريد قتيل ارمي‪ ،‬لكناه أرخاى يادرب هياددين *إن‬

‫أخربت أحدا برنني عدت إ البيت اليوم سرقتلك والادتك‬

‫هل سمعتنيال* ‪. ..‬أومرت بال شعور‪ ،‬فر مل *عندما أخرج‬

‫سرت ضااو نحااو اجلااارة أم حممااد وترصااخو باارن والاادتك‬

‫انزلقت وإذا تفعيل سرحلقك هبا!* م انرصف!‪ ..‬و بشاكل‬

‫آيل فعلت ما طلبه مني و ألتفت إ أماي خوفاا مان أن أرى‬

‫نظرة اخليبة بعينيها اجلاحظتو اخلاليتو من احلياة‪.‬‬

‫‪1210‬‬
‫←ورد‪ :‬أخربته بر نني وهي نلعب الغميضة وال تعارف أيان‬

‫أنا ‪..‬فزجمر غضبا برنه سيبحث عناي‪ ،‬رفعات يادها الصاغرية‬

‫متنعه‪ ،‬فادفعها بشادة يتحملهاا جسادها الصاغري فطاار إ‬

‫اخللف لريتطم رأسها بحافة طاولاة زجاجياة بحاواف حاادة‬

‫سميكة‪ ...‬انتفل جسدها النحيف وانتفل معها جسدي م‬

‫جتمدت وعيناها ال ترمشا ن رهنام انطفرتا وبقيت مكاين أرتعد‬

‫رعبا ‪...‬اقرتب منها وظل ينظر إليها للحظات قبل أن يصايح‬

‫و رنه يعلم برنني أراقبه ‪*...‬ورد أخرجي هيا! رنا متات ‪...‬‬

‫جفناهااا يسااد ام بياانام يكماال‬ ‫انحنااى وبسااط ياادرب لاايلم‬

‫‪.....‬أرأيتيال إهنا نائمة‪ ،‬أخرجي لنلعب هيا! ‪ ...‬رنا لن تقوم‬

‫إال إذا أتيت صغرييت أخرجي!* ‪ ... ....‬إ يومنا هذا ال أعلم‬
‫‪1211‬‬
‫يف ظللت هناك قابعة ال ِ‬
‫آت بحر ة وأنا أراقب ل ما فعله‬

‫بعدها‪ ،‬صدقت برنه سيجدين وفكرت برنه فقاط مشاغول باام‬

‫يفعله وعندما يفرغ سيجدين ‪...‬لذلك عندما سامعت رجاال‬

‫يصيح بقوله "وجدهتا!" ظللت عاىل مجاودي‪ ،‬حتاى عنادما‬

‫س حبني ليوصلني ألمي نت مستسلمة لقدري الاذي ظننتاه‬

‫سيكون قدر رنا‪.‬‬

‫***********‬

‫‪1212‬‬
‫حطات أسااامء برأسااها عااىل األريكاة ودموعهااا ماادرار عااىل‬

‫وجنتيها‪ ،‬جفناها يا قالن عاىل مقلتيهاا‪ ،‬فرمشات هباام حتاى‬

‫بلفوت‬ ‫أسدلتهام وهي هتم‬

‫‪ ¤‬أنا أ ن السبب ‪...‬هو من قتلها ‪ ....‬أ ن السبب ‪..‬جدي‬

‫من أدخله حياتنا ‪ ..‬أ ن السبب ‪...‬ماوت أيب السابب ‪....‬‬

‫أ ن السبب ‪...‬ال‪...‬لست أنا ‪.. ...‬‬

‫خافت إ أن غاب عقلها إ عا‬ ‫ظلت تعيد الكلامت هبم‬

‫النوم ‪ ،‬الراحة املؤقتة التي هيرب إليها العقل عندما يبلغ مادارب‬

‫يف التعب ‪ .....‬ام غاب عقلها إ الناوم غااب إدرا هاا عان‬

‫نظرة عيني الاد تور مفياد التاي تعاد هادئاة‪ ،‬عان اختفااء‬

‫االبتسامة اجلانبية ليحل حملها مالمح غضب شديد ‪..‬مع أهناا‬


‫‪1213‬‬
‫ليست املرة األو التي يسمع فيها مصائب هاذرب! بال سابق‬

‫وأصغى ملا هو ألعن االغتصاب مرة واحدة واملتكارر بال و‬

‫اغتصاب املحارم‪ ،‬لكنه يف ل مرة يسمع فيها يشاعر بغضاب‬

‫أسود لو طال أولئك الوحوش جلرفهم إ اجلحايم ‪...‬أشافق‬

‫عليها فرت ها تنام علها تسرتجع شيئا من قوهتا التي هو متر د‬

‫من شعورها بالذنب‪.‬‬ ‫برهنا ستستعيدها بكاملها ما إن تتلل‬

‫أمااا ورد فلاام تتحماال وطاارة شااعور الغ يااان عااىل صاادرها‪،‬‬

‫فررسعت إ احلامم تفرغ معدهتا‪ ،‬أجفل لياث مان خروجهاا‬

‫بتلك الرسعة و تبعها إ أن دخلت احلامم حيث وقف ينتظرها‬

‫‪1214‬‬
‫بقلق ‪..‬التفت إ الد تورة التي خرجت هي األخرى تلحاق‬

‫هبا ‪ :‬ما هبا ملاذا أرسعت هكذا إ احلاممال‬

‫ردت عليااه هتدئااه ‪ :‬ال ختااف إنااه أماار متوقااع‪ ،‬جيااد جاادا يف‬

‫احلقيقة‪ ،‬فهي تقريبا أفرغت ما بجعبتهاا و يبقاى إال القليال‬

‫وهذا جيد‪ ،‬بعدها سنر ز عىل العالج بإذن اهلل‪.‬‬

‫هدأ ليث يسمعها برت يز‪ ،‬تكمل‬

‫‪ ¤‬حو خترج أحرضها للمكتب‪ ،‬أريد ام معا هناك‪.‬‬

‫أومر ليث بتفهم وانرصفت الد تورة‪.‬‬

‫أفرغت ل ما يف بطنها حتاى ظنات أهناا ساتفرغ أحشاائها‪،‬‬

‫وضعت يدها عىل معدهتا متسدها لتهدأ م قامات إ املغسالة‬

‫‪1215‬‬
‫‪...‬غمرت وجهها باملاء مارات عادة قبال أن تنظار إ املارآة‬

‫ولعجبهااا أصاابحت تاارى "ورد" ال نظاارات صااارمة‪ ،‬ال‬

‫ابتسامات باردة وال أشباح‪ ،‬فقط "ورد" ‪....‬متالكت نفساها‬

‫وخرجت ليستقبلها وجهه احلبيب القلق الاذي يباث األماان‬

‫بقلبها‪.‬‬

‫اقرتب منها ليث حماوال اغتصاب ابتساامة بفشال ذرياع بيانام‬

‫يسر ا بقلق و فة‪ :‬أنت بلريال‬

‫ابتسمت بوهن ملالحمه التي أضحت أحاب املالماح إ قلبهاا‬

‫ومهست ‪ :‬أنا بلري ال تقلق وسر ون أفضل إن شاء اهلل‪.‬‬

‫أشار ا إ مكتب الد تورة‪ ،‬خيربها ‪:‬إهنا تنتظرنا‪.‬‬

‫‪1216‬‬
‫هاازت رأسااها وتقدمتااه إ املكتااب حيااث اطمرناات عليهااا‬

‫د‪.‬باسمة م قالت بنظرات داعمة‬

‫‪ ¤‬ورد سرسرلك سؤاال جوابه هيم زوجك ونه رجل أمن‪...‬‬

‫حدق هبام ليث بريبة بينام ورد تدرك فحاوى ساؤا ا‪ ،‬فقالات‬

‫تفرك يدهيا بقوة ‪:‬نعم أعرف أين دفنها!‬

‫أومرت الد تورة بينام تفاجر ليث بجملتها‬

‫‪¤‬إذن هل أنت قاادرة عاىل التحادث بعادال أفرغاي ال ماا‬

‫بجعبتك ام استفرغت ل ما يف بطنك يف احلامم‪ ،‬فارحتت من‬

‫شعورك بالغ يان‪ ،‬فحالتك لها شعور بالغ يان عزيزيت‪.‬‬

‫‪1217‬‬
‫نظرت إ ليث هتوي بقلبه قعر العذاب بنظراهتا املتعبة ينضح‬

‫بوجع‬ ‫منها األ ‪ ،‬وترقرقت منها الدمو بينام هتم‬

‫‪ ¤‬سرخربك بام رأيته ‪.....‬‬

‫هز رأسه حي ها عىل االستمرار‪ ،‬فاستدر ت‬

‫‪ ¤‬ظل ينظر إليها ينادي عيل ألخرج ملدة من الوقت م انتفل‬

‫واقفا يمسك بشعر رأسه يروح و في ‪ ،‬بعدها قاام بحر اة‬

‫أفهمها ‪ ،‬ظل يرضب األرض برجله حتى توقف‪ ،‬انحنى ومد‬

‫سطح ذلك املكان م اساتقام وبادأ يتلفات حولاه‬ ‫يدرب يلم‬

‫حتى وجد ضالته‪ ،‬ذهب م عاد بيدرب يشء حديدي حاد أوقفه‬

‫عىل األرض ورضب فوقه بحجرة برية ‪...‬فعل ذلك مارات‬

‫‪1218‬‬
‫عدة‪ ،‬فرزال البالط ‪...‬أزال أرباع مربعاات بارية و حيفار‪،‬‬

‫أقسم أنه حيفر‪ ،‬لقد انت حفرة أو ال أعلم ماذاال ألنه أخاذ‬

‫سجاد من السجاد الك ري فوقي‪ ،‬ولفها هبا م وضعها هناك يف‬

‫تلك احلفرة ووضع فوقها الطاولة بعاد أن قسامها إ شاقو‬

‫وأشياء أخرى أتبينها‪ ،‬م أرجع البالط إ مكانه‪ ،‬بعد ذلك‬

‫ملدة ظننت‬ ‫ظل يمسح الدم و يضع ل يشء يستعمله يف ي‬

‫أهنا لن تنتهي و يغادر حتى سمع ضجة فررس يلتقط الكي‬

‫واختفى‪.‬‬

‫أخفت وجهها بيدها تبكي‪ ،‬فنظر ليث إ الطبيبة التي أشارت‬

‫له برن يلمسها بيدرب ‪..‬فحرك يدرب برتدد ليضعها فاوق ظهرهاا‪،‬‬

‫برقة‬ ‫هيم‬

‫‪1219‬‬
‫‪¤‬اهدئي حبيبتي ‪..‬أنت ال ذنب لك بكال ماا حادث وذلاك‬

‫املجرم سيدفع ال من أعدك!‬

‫شعر هبا تتصلب للحظة وجيزة م ارختت وتوقفت عن البكاء‬

‫لرتفع رأسها تنظر إليه رهنا تستنجد به‪ ،‬يزل يادرب مان عاىل‬

‫ظهرها وب سط األخرى ليسحب هبا منديال من العلباة يتجارأ‬

‫أ ر ويمساح دموعهاا برقاة ورفاق يارافقهام بعال التاوتر‪،‬‬

‫شعرت به ورد فعلمت أنه خائف م لها لكن الفرق أنه خائف‬

‫من رد فعلها ومن إرعاهباا‪ ،‬ارتاحات حاو اساتنتجت ذلاك‬

‫واستسلمت حلر ته تراقبه بعينيها اللتو أصابحتا ال تشابعان‬

‫من ترمل وجهه‪.‬‬

‫حتد ت د‪ .‬باسمة راضية عن مسار اجللسة‬


‫‪1220‬‬
‫‪¤‬ورد أنت فتاة شجاعة وقطعت شوطا بريا بفضل اهلل ‪...‬ماا‬

‫فعلته اآلن أنك حتديت خوفك واخلطوة ال انية أن ال تعتاربي‬

‫نفسك مسؤولة عن موت رنا بل أنت ضحية م لها و ان مان‬

‫مصاريها ‪...‬أنات ترصافت بطبيعتاك‬ ‫املمكن أن تلقي نفا‬

‫طفلة‪ ،‬ف ب أن ختاايف و ترتعباي و اان دور األهال مناذ أن‬

‫الحظوا خلال يف سلو ك أن يسعوا ملعرفة السبب والعاالج‪،‬‬

‫بالذنب واعمايل عاىل معاجلاة نفساك‬ ‫ذا إنل ل إحسا‬

‫وأرصي عىل حقاك يف احليااة‪ ،‬يف احلاب يف الازواج‪ ،‬ويف أي‬

‫يشء رشعه اهلل لنا حقوقا يف احليااة ‪..‬وسارطلب مانكام شايئا‬

‫تفعالنه إ اجللسة القادمة إن شااء اهلل‪ ،‬بعاد ال اة أياام اي‬

‫ترتاحي جيدا و بعدها نسترنف ‪....‬أريادك ياا ورد أن تكاون‬

‫‪1221‬‬
‫يدك بيد زوجك ليث وأن ال تفارقها أبدا ‪....‬نائمو‪ ،‬قائمو‪،‬‬

‫لام اجتمعتام تكون يدك بيدرب‪ ،‬أريدك أن تتر ادي مان قتاك‬

‫التااي منحتهااا إيااارب‪ ،‬أنااه لاان خيوهنااا وبعاادها باااقي جساادك‬

‫سيترصف حسب الفطرة التاي خلاق عليهاا‪ ،‬فاال ختاايف و ال‬

‫تتفاجئي‪.‬‬

‫بسط ليث يدرب نحوها يرمقها بحب وحنان‪ ،‬فتاهت عرب نظراته‬

‫تسلمه يدها دون تردد‪ ،‬فرطبق عليها بادفء وصالها و رسى‬

‫بسائر جسدها‪.‬‬

‫****‬

‫‪1222‬‬
‫الشااي بالنعناا الاذي تعشاقه‬ ‫رفعت السايدة زيناب ار‬

‫وارتشفت منه رشفة طوي لة أحد ت صوتا‪ ،‬م حطت به فوق‬

‫مكتبها وحر ت لساهنا داخل فمها تتلذذ بمذاقه وهي ترماي‬

‫سمري بنظرات غي و تذمر‪ ،‬فقال بامتعاض‬

‫‪ ¤‬بملاذا أحرضت يل قهوة سوداءال أنا أيضا أريد الشاي فرناا‬

‫أفطر بعد‪.‬‬

‫لوحت بيدها يف ا واء هتتف بامتعاض‬

‫‪ ¤‬م لك فب أن يعلق من قفارب وساط ميادان عاام ليرضاب‬

‫رضبا مربحا‪ ،‬امحد ربك أنني ضيفتك بقهوة بدل أن أضايفك‬

‫بباطن خفي العتيق‪....‬جيل معقد!‬

‫‪1223‬‬
‫سكن يتلقى تقريعها بملل‪ ،‬فهو قد اعتاد أسلوهبا الذي يعرف‬

‫جيدا برهنا تغطي به طيبتها حتى انتهت‪ ،‬فرجاهبا‬

‫‪¤‬أعلم جيدا برنني خمط حتى النلا ‪ ،‬فهال ترشفت وتكرمت‬

‫عيل بحكمتك و نصحتنيال‬

‫وضعت يدهيا عىل ال جانبيها وترهبت قائلة‬

‫‪ ¤‬ان األحرى بك استعامل عقلاك قبال أن تتشادق فلاورا‬

‫برموالك الطاوو ‪ ،‬لو نت مكاهنا ما لمتك أبادا بحياايت‬

‫واصدم رأسك برقرب حائط إليك‪.‬‬

‫يتحمل سمري فنهل واقفا‪ ،‬يعقب بانزعاج مزعوم‬

‫‪¤‬شكرا لك سيدة زينب‪ ،‬سرذهب ألبحث لنفل عن حل‪.‬‬

‫‪1224‬‬
‫هم بالاذهاب فهتفات بيانام جتماع فمهاا إ األعاىل بشاكل‬

‫أنفهاا مضايقة عينيهاا ام‬ ‫مضحك حتاى أوشاك أن يلما‬

‫أشارت إ مكان جلوسه‬

‫‪ ¤‬عد ا مكانك وا بت قليال أنات رجال! ياا إ اي ماا هاذا‬

‫اجليلال ‪ ...‬رحم اهلل من ماتوا رجاال‪.‬‬

‫رفعت يدهيا بفلر رهنا تدعو بينام تضيف‬

‫‪ ¤‬أين أولئك األسودال انوا حيكمون أنفساهم قبال نساائهم‬

‫وحتى إن أخطروا يصلحون اخلطر برنفاة ال أن يصاابوا بكتباة‬

‫النساء يولولن‪.‬‬

‫‪1225‬‬
‫أخفى ضحكة مكر ممزوجة بمرح وعاد إ مكانه ينظار إليهاا‬

‫برباءة‪ ،‬فاملت نحورب قائلة بلفوت‬

‫‪ ¤‬اسمع من امرأة غزى الشيب رأسها واعقل جيدا ما سرقوله‬

‫لك وال تفعل الذي أراد أن يكحل عينها فرعامها‪.‬‬

‫نظر إليها باستغراب‪ ،‬يتساءل بحذر‬

‫‪ ¤‬أ حل عو من بالضبطال‬

‫وضجر م قالت هبدوء جاف‬ ‫نفلت بير‬

‫‪ ¤‬يا ر يب صربين عىل القوم اجلاهلو! سمري اسامعني ام أرين‬

‫عرض ظهرك!‬

‫‪1226‬‬
‫حك رأسه ال يفقه شيئا من قو ا م هز رأساه يطارق سامعه‬

‫جيدا‪.‬‬

‫*****‬

‫اقرتب منها ليوقظها من نومها العميق‪ ،‬يشعر بشفقة عىل صبية‬

‫مجيلة أضاعت أمجل سنواهتا بسابب رشذماة مان الوحاوش‪.‬‬

‫انحنى ليوقظها فحر ت شفتاها رهنا الزالت هتما ‪ ،‬ترمال‬

‫صفحة وجهها بجفنيها املسدلو ينتهيان برموش يفة ترتاح‬

‫عااىل وجنتااو حمماارتو ماان البكاااء اام الشاافتو منفاارجتو‬

‫خفيف‪ ،‬وعى عىل نفسه ملاا يفعلاه‪ ،‬فهما‬ ‫تتحر ان هبم‬

‫بلفوت لنفسه ‪:‬مفيد ماذا تفعلال هل ربت و خرفتال‬

‫‪1227‬‬
‫استقام واجته إ خاارج املكتاب يناادي عاىل السايدة زيناب‬

‫وطلب منها إيقاظها واستغربت األخرية ملاذا يوقظها بنفسه‬

‫بينام تدنو منها لتلمسها‪ ،‬فقال د‪.‬مفيد هبدوء‬

‫‪ ¤‬احذري يا زينب! ال جتفليها‪.‬‬

‫مجعت فمها وحر ته ال اجلانبو م مدت يدها برفق وبشكل‬

‫مرسحي مضحك‪ ،‬ختاطبها‬

‫‪ ¤‬قومي يا حبيبة أمك‪ ،‬لقد شطبنا العمل وسنغلق‪.‬‬

‫انتفضت أسامء تتلفت حو ا‪ ،‬فرغمل د‪.‬مفيد عينيه غيظا من‬

‫السيدة زينب‪ ،‬يقول هبدوء ‪:‬اهدئي أسامء‪ ،‬ال جتزعي‪.‬‬

‫‪1228‬‬
‫ظلت ترمش بارتباك والد تور يراقبها بطرف عيناه‪ ،‬فعقبات‬

‫السيدة زينب وهي تراقبهام بحاجب واحاد مرتفاع وابتساامة‬

‫مرح ختفيها جيدا وقد ملعت عيناها بضالة قاد أرهقتهاا اريا‬

‫ووجدهتا‬

‫‪ ¤‬نعم يا ‪....‬أساامء اام قاال الاد تور‪ ،‬ال جتزعاي فاال أحاد‬

‫سير لك هنا‪.‬‬

‫أشار ا الد تور ببسمة نزقة‪ ،‬خياطبها‬

‫‪ ¤‬شكرا خلدماتك زينب أرجوك أخربي سمري برننا انتهينا‪.‬‬

‫استدارت ختفي شفتاها متططهام بينام تنسحب‪.‬‬

‫‪1229‬‬
‫توترت أسامء ووقفت تسوي هندامها و ان هو قد اسارتجع‬

‫ابتسامته اجلانبية يقول‬

‫‪ ¤‬أراك بعد غد ان شاء اهلل‪ ،‬ارتاحي جيدا و بعدها سنتحدث‪.‬‬

‫هزت رأسها و فارت مان أماماه برساعة ووجادت شاقيقها‬

‫ينتظرها تربطت ذراعه و غادرا‪.‬‬

‫********‬

‫خرجوا من السيارة والسعادة تشع هبا مالحمهم‪ ،‬ابتعدت ملاار‬

‫قليال ودفعت مريم بلفة جتارب هشام ‪ ،‬فقدت توازهناا ومالات‬

‫لتسقط فتلقفها باو ذراعياه‪ ،‬جتمادا حيادقان ببعضاهام وملاار‬

‫‪1230‬‬
‫تضحك بمرح ‪ ،‬فابتعدت مريم بتوتر بينام يرمقها بحب يبتسم‬

‫ببالهة ال تليق هبيبته‪.‬‬

‫دخلوا حمل فساتو يتبادالن النظرات و المهاا متاوتر يصايبه‬

‫التر ر بغباء فاوىض خفقاتاه‪ ،‬ساحبتها ملاار ترهياا فساتانا ماا‬

‫فرشارت ا برن تسرل شقيقها‪ ،‬لتهتف ملار بسلرية مرحة‬

‫‪ ¤‬تعال يا أخي‪ ،‬مريم تنتظر رأيك‪ ،‬أ تشارتط رشاء الفساتان‬

‫بنفسك هيا!‬

‫رمق الفستان بإمهال وحرك رأسه إشارة أنه يعجباه‪ ،‬تلفات‬

‫حوله م أشار إ فستان فريوزي بحواف مذهبة حمتشم لكان‬

‫‪1231‬‬
‫خالب‪ ،‬فنادت ملار عىل عاملة لتجلبه ام‪ ،‬وصالت العاملاة‬

‫بالفستان‪ ،‬فهتفت بدهشة فرحة‬

‫‪ ¤‬مريم يف حالكال أين اختفيتال‬

‫نظرت إليها يف البداية بفرح لكنها ما لب ت أن تاذ رت الاذي‬

‫حدث‪ ،‬فجزعت تبسط يدها بتوتر تصافحها‬

‫‪ ¤‬أهال سمية يف حالكال ‪..‬أنا بلري‪.‬‬

‫نظرت الفتاة إ ملار وهشام م قالت باسمة بفضول‬

‫‪ ¤‬ألن تعرفيناال‬

‫عاارفتهم إ بعاال‪ ،‬تترض ا إ رهبااا ماان قلبهااا الوجاال أن‬

‫تنرصف برسعة‪ ،‬فاستدر ت الفتاة مشفقة‬


‫‪1232‬‬
‫‪ ¤‬احلمد هلل أنك وجدت عائلتك‪ ،‬فام حدث لاك صاعب وال‬

‫حيتمل‪.‬‬

‫اشتدت أطراف مريم ت تشن و احتبست أنفاسها بصدرها ام‬

‫اتسعت عيناها تسمع األخرى‪ ،‬تكمل ب ر رة مؤذية‬

‫‪ ¤‬نحن نصدق أبدا ما قيال ماع أن أيب رأى الرشاطة بعينياه‬

‫خارجة بك من منزلك مع رجل غريب‪.‬‬

‫شهقت ملار تتغري مالحمهاا إ ريباة بيانام هشاام حيمار غضابا‬

‫يصيح بالفتاة ‪:‬ماذا تقولو أنتال هل جننتال‬

‫وعت الفتاة عام فعلته ب ر رهتا فتساءلت بقلق‬

‫‪1233‬‬
‫‪ ¤‬أ ختربهيمال أنا آسفة‪ ،‬ظننت برهنم من ساعدوك يف القضاية‬

‫‪...‬فرنت بعد تلك الليلة التي قبضوا فيها عليك تعودي حتى‬

‫أنك بعت بيتك‪.‬‬

‫التفت ه شام إ مريم ال يارى ساوى الساواد وأمساكها مان‬

‫ذراعها فذهبا إ الشار بينام ملار يف أ رمها مبهوتة ال تصادق‬

‫الوقت خائفة عىل مريم من غضب شقيقها‪.‬‬ ‫ويف نف‬

‫توقف قرب السيارة‪ ،‬يسر ا بلهاث‪ :‬هل ما تقوله تلاك الفتااة‬

‫صحيحال‬

‫‪1234‬‬
‫نظرت إليه بلوف ورشعت بالبكاء ال تعلم بام جتيباهال أطلاق‬

‫رساحها ينظر إليها بسلرية قامتة تشوهبا اخليبة يغلف هبا غضبا‬

‫وصدمة قاتلتو‬

‫‪ ¤‬أنت مم لة مبهرة‪ ،‬لقاد صادقت براءتاك واحتشاامك بيانام‬

‫أنت‪....‬‬

‫رفعت عيناها تلاء قاراءة مشااعررب املتضااربة فرتاهاا بعاو‬

‫توقعها احتقارا وقرف‪ ،‬فرمته بنظرة توسل اختلطت بليبتهاا‬

‫اخلاصة وللحظ ة ندم عىل ما قاله لكان شايطانه ذ اررب بمقالاة‬

‫الفتاة لتقسو نظراته من جديد يسرتجع ما رآرب طاوال سانواته‬

‫املهنية م طليقة أقرب أصدقائه‪ ،‬تتحمل مريم ماا تارارب مان‬

‫قسوة عىل وجهه‪ ،‬فررسعات دون لماة تشاري لسايارة أجارة‬


‫‪1235‬‬
‫ر بتها وانطلقت متالفية ومة من الغضب هتدد باالنفجار و‬

‫مت ال جامد مكانه ‪،‬ال تصدق انقالب الدنيا يف حلظة وجيزة من‬

‫النقيل إ النقيل ‪.‬‬

‫*********‬

‫غادرت السيدة زهرة بعد الث ساعات مان تادليل واهاتامم‬

‫حتى طفح الكيل ببيان املسكينة فح تها عىل املغادرة‪ ،‬رفضات‬

‫وحتججت بانتظار ابنتها التي وصلت بعد سااعة أخارى مان‬

‫االنتظار تالح و جوم ابنة خالتها وإجفا ا من ساهوها ال‬

‫حو‪ ،‬ظنت أنه حنق من ترصفات والدهتا فتظاهرت بالتعاب‬

‫ورغبتها بالرحيل وهكذا استسلمت خالتها و غادرت‪.‬‬

‫‪1236‬‬
‫ترففت بملال ال ترياد االعارتاف لنفساها باحتاللاه جال أو‬

‫باألحرى ل تفكريها‪ ،‬ترففت مان جدياد تانفل ضالامته‬

‫التي يفرضها عىل عقلها الصغري وحتر ت يف مكاهنا لتنزل عن‬

‫الرسير بغية بلوغ النافذة‪ ،‬حطت بقدمها السليمة عىل األرض‬

‫م حاولت رفع رجلها املجربة بكلتا يدهيا لتضمها لألخارى‪،‬‬

‫فتنهدت تضم شفتاها إ داخل فمها تضغط عليهام من شادة‬

‫األ ‪.‬‬

‫‪¤.‬ماذا تظنو نفسك فاعلةال‬

‫هيئتاه‪ ،‬التفتات إلياه‬ ‫ان هذا اجليئل الذي دخل بلفة عك‬

‫ودقات قلبها تسبقها‪ ،‬فرصخت بر مان حر تهاا املساتعجلة‬

‫‪1237‬‬
‫ليهرول إليها وقد رصخ قلبه مع رصختهاا‪ ،‬سااعدها لتتمادد‬

‫عىل الرسير بسهولة و رنه حيرك دمية بينام هيتف باهتامم بالغ‬

‫‪ ¤‬أنت بلريال هل أستدعي الطبيبال‬

‫ينتظر جواهبا و هم باالستدارة‪ ،‬فرمساكت يادرب متنعاه بيانام‬

‫تصيح بضعف ‪ :‬نارص!‬

‫نظر إليها متفاجئا و ‪....‬إحساسا آخر مدغدغا لصدررب و رناه‬

‫يسمع اسمه ألول مرة بل و رن اسمه يكان بتلاك األمهياة‬

‫تعودرب بإمهال إ أن نطقته هي فرصبح ذا أمهية ألذنياه‪ ،‬فارراد‬

‫سامعه من بو شفتيها وبنربة صوهتا مرة بعد مرة‪.‬‬

‫‪1238‬‬
‫تنحنحت من بحلقته وسحبت يدها فتدارك وعيه يساتقيم يف‬

‫جلسته بجانبها عىل الرسير ‪ ،‬الحت إبتساامة عاىل غاررب مان‬

‫توترها‪ ،‬فقال لينسيها إيارب و لتشتعل نجالوتيها اآلرستو لقلبه‬

‫بعصبية‬

‫‪¤‬أنت محقاء متهورة!‬

‫شعر بالرضا حو ملع البنادق مان باو رموشاها وهاي جتيباه‬

‫بعصبية رغم وهن نربهتا‬

‫‪¤‬أنتال يف تت ‪.....‬‬

‫قطعت لامهتا حو انحنى جتاهها يقرتب من وجهها هامساا‪،‬‬

‫يلعب برعصاهبا‬

‫‪1239‬‬
‫‪¤‬هل تنكرين تعريل حياتك ل مرة لللطر بيديكال‬

‫تلكر قليال م أ مل وهو ي بت عينارب الغنيتو بزرقة غامقة عىل‬

‫عينيها الالمعتو محاسا و تر را بحضوررب الطاغي‬

‫‪ ¤‬ال تفكرين‪ ،‬فقط تترصفو بحمق و هذا ي بت برناك محقااء‬

‫بعينو واسعتو ‪......‬مجيلتو جدا‪.‬‬

‫ظال يتبادالن النظرات و ال حيكاي عان نفساه لآلخار دون‬

‫لامت وال إشارات فقط نظرات حتمال مان املعااين الك اري ‪،‬‬

‫دقتو عىل الباب أفاقتهام مان غفلاتهام أو حوارمهاا الصاامت‬

‫والتفتا آليا إ الباب الذي دخلت منه املمرضة‪.‬‬

‫‪1240‬‬
‫هنل نارص عان مكاناه وقارب الكاريس إ جاناب الرساير‬

‫عليه يراقب املمرضة التي تراجع مؤرشاهتاا احليوياة‬ ‫ليجل‬

‫بابتسامة رسمية أهنت عملها تقول ببسمة لطيفة‬

‫‪ ¤‬آ نستي دقات قلبك مرتفعاة قلايال‪ ،‬إرتااحي وال تتحر اي‬

‫ريا!‬

‫نظرت بيان إ نارص الذي يرمقها بمكر‪ ،‬فرصفت عيناها عنه‬

‫ا بلجل ظاهر عىل وجنتيها املحمرتو‪.‬‬ ‫إ املمرضة توم‬

‫****‬

‫‪1241‬‬
‫توسطت السيدة هناء جمموعة من العينات التي تم إرسا ا من‬

‫منظم احلفالت‪ ،‬لتلتار من بينهم ما يعجبها بلصوص حفال‬

‫عقد القران الذي ميعادرب يف الغد حو تفاجرت بالعاصفة التي‬

‫حلت واقفة أمامها و ملار جواررب تبكي‪ ،‬هتفت بجز حاو‬

‫ترى مريم‬

‫‪¤‬ماذا بكامال أين مريمال‬

‫جتمدت ملار ترمقهام بتوتر وهشام يصيح بغضب هيم باملغادرة‬

‫‪ ¤‬ال أريد سام اسمها!‬

‫شلصت أنظارها و صاحت توقفه بحزم جاد‬

‫‪ ¤‬هشام يا ابن الصياد توقف مكانك و حتدث إيل!‬

‫‪1242‬‬
‫وقف مكانه يمسح عىل وجهه يكبت غضبا جارفا ال يرياد أن‬

‫فرف معه رضا والدته‪ ،‬فالتفت إليها مقطبا‬

‫‪¤‬لقد أمنتك أمانة أين هيال‬

‫حتولت عقدة جبينه ا أخرى حائرة‪ ،‬فهتفت ملار بحرية‬

‫‪¤‬مريم تصل بعد ال‬

‫ردت عليها والدهتا بريبة وقد تر ت مكاهناا وساط األقمشاة‬

‫بينام ترتب مئزرا أخرضا عرصي واسعا حول جسدها‬

‫‪ ¤‬ملاذا تتوقعو وصو ا قبلكامال هل سيلربين أحد ام ما الذي‬

‫فريال‬

‫‪1243‬‬
‫بشع يتجمع بصدررب حتى اشتعلت‬ ‫زفر بغضب و ل إحسا‬

‫أحشائه بنار أحرقت قلبه‪ ،‬ففر من أمامهام مغادرا البيت قبال‬

‫أن يفقد حتكمه بنفسه فيهذر بيشء يندم عليه‪.‬‬

‫دقائق‬ ‫اقرتبت السيدة هناء من ملار تستفرس‪ ،‬فرخربهتا باخلم‬

‫التي قلبت سعادهتم الكاملة إ عاصفة جارفة‪ ،‬هوت والدهتا‬

‫عىل الكريس خلفها وقلبها ال يصادق أبادا بارن تلاك الفتااة‬

‫واملحافظة عىل فروضها تقوم بم ال ذلاك‬ ‫الرقيقة اإلحسا‬

‫الفعل الشنيع‪.‬‬

‫ملحت هاتفها فوق املائدة فرخذته وطلبت رقمها رأساا‪ ،‬ظال‬

‫هاتفها يرن إ أن انقطاع‪ ،‬فزفا رت و ألقات باه تفكار يف أي‬

‫مكان قد تكون جلرت إليهال‬


‫‪1244‬‬
‫خرجا من العيادة يدها بيدرب يطبق عليها‪ ،‬يتمنى لو يطبق عليها‬

‫بكاملها داخل قلبه ويقفال عليهاا فريتااح مان وجاع القلاق‬

‫املستمر الذي يزداد ل دقيقة يعيشها معها‪ ،‬استل هاتفه الذي‬

‫أطفررب يف العيادة وما إن شاغله حتاى ومضات شاشاته بارقم‬

‫استغربه ليث‪ ،‬فناول ا اتف لورد الناظرة إليه بحرية‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬إهنا والدتك‪.‬‬

‫تفاجرت ترد بلهفة جزعة‪ :‬أمي أنت بلريال‬

‫انساب صوهتا القلق يضاعف من جزعها‬

‫‪ ¤‬ملاااذا ال جتيبااو حبيبتاايال لقااد هاتفتااك ماارات عاادة دون‬

‫جدوى‪.‬‬

‫‪1245‬‬
‫أجابتها بريبة‬

‫‪ ¤‬أدرت هاتفي عىل الصامت أمي ‪...‬ما األمرال‬

‫ردت عليها بحزن‬

‫‪¤‬إهنا مريم يا بنتي وصلت قبل ساعة تقريبا ودخلت مباارشة‬

‫إ غرفتها با ية ‪....‬حاولت حماد تها لكنها ال تفتح يل الباب‪.‬‬

‫وباقتضاب أجابتها ‪ :‬أنا قادمة أمي‪.‬‬

‫أعادت ا اتف إ ليث‪ ،‬قائلة جتيب سؤاله الظاهر عىل وجهه‬

‫‪¤‬فب أن نذهب إ أمي‪ ،‬مريم هناك ويبدو أن هبا خطب ماا‬

‫وأشك برن صديقك هو هذا اخلطب‪.‬‬

‫استغرب هو اآلخر‪ ،‬يرد بينام ينطلق بالسيارة‬


‫‪1246‬‬
‫‪¤‬ملاذا حتديدا هشامال‬

‫إلتفتت إليه رافعة حاجبها األيرس تفرس بمنطقية‬

‫‪ ¤‬ألهنا تر ت بيته‪ ،‬لو يكن السبب ملا تر ته‪.‬‬

‫هم بالتكلم فقاطعه رنو هاتفه‪ ،‬فتحاه عاىل مكارب الصاوت‪،‬‬

‫ليصدح صوت السيدة هناء القلق‬

‫‪¤‬ليث بني‪ ،‬أتسمعنيال‬

‫رد عليها‬

‫‪ ¤‬نعم خالة أنا أسمعك‪.‬‬

‫‪¤‬لقد تشاجر هشام و مريم وأنا ال أجدمها اإل نو‪.‬‬

‫‪1247‬‬
‫التفت إ ورد التي تنظر إليه مبتسمة من صدق ترويلها‪ ،‬فهز‬

‫رأسه فيب السيدة هناء‬

‫‪ ¤‬مريم عند اخلالة عائشة ال تقلقي عليها‪ ،‬حتى هشام أعارف‬

‫جيدا أين سرجدرب ‪...‬ما سبب الشجار خالةال ألديك فكرةال‬

‫متتمت بتوتر‬

‫قضية ما انت مريم متورطة هبا‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال أعلم بني‪ ،‬يشء خي‬

‫اهتزت ورد مكاهنا بينام ليث هيتف بجدية‬

‫‪¤‬ارشحي خالة! ما مدى علمه حتديداال‬

‫ردت بريبة وقلق بالغ‬

‫العرض‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال أملك التفاصيل‪ ،‬ل ما أعلمه أهنا قضية خت‬


‫‪1248‬‬
‫شدت ورد عىل حقيبة يدها بغي الحظه ليث الذي قال‬

‫ام تظنينه خالة هنااء‪ ،‬إسامعي! لقاد وصالنا‬ ‫‪ ¤‬األمر لي‬

‫لوجهتنا‪ ،‬سر لمك الحقا‪ ،‬ال تقلقي!‬

‫صاحت السيدة هناء بنفاذ صرب‬

‫‪¤‬طبعا سرقلق أنا قادمة‪ ،‬مريم فب أن تعود إ بيتها‪.‬‬

‫ترجلت ورد م ن السيارة‪ ،‬فسمعته خيربها قبل أن تغلق الباب‬

‫‪¤‬أدخيل أنت‪ ،‬سرقابل هشام وأعود‪.‬‬

‫متتمت ‪ :‬إن شاء اهلل‪.‬‬

‫فناداها ‪ :‬ورد!‬

‫‪1249‬‬
‫عادت تنظر إليه عرب النافذة‬

‫‪ ¤‬ال خترجي! ألي سبب‪ ،‬ان اتفقناال‬

‫هزت رأسها هتديه ابتسامته باد ا إياها م انتظر إ أن دخلت‬

‫وانطلق إ وجهته‪.‬‬

‫****‬

‫تنظر إليه بغي تصك أسناهنا مان حتات شافتيها املصابوغتو‬

‫بإتقان‪ ،‬تزفر بانزعاج فيطالبها‬

‫‪ ¤‬هل فهمت رهفال أم ستترصفو البهائم التي أشغلهاال‬

‫هتفت بحنق اهتز له جسدها الرشيق‬

‫‪1250‬‬
‫‪ ¤‬أنا لست هبائم! أنا فقط خائفة‪ ،‬إنه رجال قاانون ومادعوم‬

‫وأعلم جيدا برنه ا تفى مني‪ ،‬يعني سيقتلني!‬

‫رد عليها بضجر بو إصبعيه سيجارة خمدرة‬

‫‪¤‬لن فدك‪ ..‬ما إن تقومي بدورك ‪...‬‬

‫صفر و حلق بيدرب يف ا واء بينام يكمل قوله‬

‫‪ ¤‬تكونو عىل متن طيارة إ اخلارج م أنت متشوقة لالنتقاام‬

‫أ ر مني‪.‬‬

‫أظلمت عيناها حقدا و حسدا‪ ،‬تقول بينام جتاوررب عىل األريكة‬

‫‪ ¤‬إنه حيبها‪ ،‬ينظر إليها غر يرى نساء بحياته‪.‬‬

‫‪1251‬‬
‫أخد نفسا طويال حمرقا يكبت به غرية عمياء حتل له ل ما يقرر‬

‫فعله وترمل وجهها املتقن الزينة من بو الدخان الذي أطلقاه‬

‫من خاليا رئتيه‪ ،‬يعقب ببسمة صفراء‬

‫‪¤‬هل تريدين الصدقال أنا ال ألومه‪.‬‬

‫مددت أسفل فمها إ ذقنها احتقارا وسلرية‪ ،‬جتيبه‬

‫‪ ¤‬أنت تتحدث هكذاال يبدو أن السيجارة تقوم بدورها حقا‪.‬‬

‫اتسعت ابتسامته الصفراء‪ ،‬جميبا‬

‫‪ ¤‬لقد أخربتك من قبل‪ ،‬م لك لن يفهم أبدا‪.‬‬

‫م رفع يدرب بإمهال‪ ،‬يستطرد‬

‫‪ ¤‬املهم‪ ،‬لقد جهزت ل يشء‪ ،‬مهمتك تكمن يف اصطيادرب‪.‬‬


‫‪1252‬‬
‫حقدها يف ازدياد حامسها و لها تصميم لتقدم عىل فعل تعلم‬

‫جيدا برنه قد يتسبب بموهتا‪ ،‬لكنه احلقد فعل اإلنسان أعماى‬

‫وغبي تنطيل عليه وسوسة الشياطو من بو دخاان امللادر ‪،‬‬

‫يمدرب بطاقة وحتفيز زائفو فيوقظه عىل هول ال ينفع معه الندم‪.‬‬

‫****‬

‫خرجت املمرضة أخريا ‪ ،‬فامل نحوها عاىل بعاد مناساب مان‬

‫رسيرها‪ ،‬يسرل بمكر‪:‬ما الذي فعل دقات قلبك غري منتظمةال‬

‫ضيقت عيناها وضمت شفتاها بضيق فظهرتاا أخاريا لاتلال‬

‫بانتظام دقاته هو‪ ،‬فاستقام يف جلسته يترملها وقد اختفى املكر‬

‫من مالحمه واحتلته اجلدية بينام يسر ا‬

‫‪1253‬‬
‫‪ ¤‬يف أنتال هل زال األ ال‬

‫لام أرادت طردرب من عقلها وأفكارها قتال تلاك اإلرادة مان‬

‫مناب تها بتلك النظرة املهتمة بحق وصادق رناه يعرفهاا مناذ‬

‫األزل‪ ،‬رهنا ختصه‪ ،‬له وحدرب‪ ،‬تنتمي إليه ‪...‬انتفضت من تلك‬

‫الفكرة التي صنعها عقلها داخل دماغها لتقذف برسعة الضوء‬

‫إ قلبها‪ ،‬ملح اضطراهبا يضم حاجبارب بشك الحظتاه فهازت‬

‫رأسها تطرد األفكار املتعبة منه بينام تستفرس منه‬

‫‪ ¤‬ملاذا أتيتال‬

‫ارختى عىل مقعدرب جميبا بمرح قلة هم من يعاملهم به‬

‫‪ ¤‬أنتظر جوابا أم أنك نسيتال‬

‫‪1254‬‬
‫بجدية‬ ‫أطرقت برأسها و جتبه‪ ،‬فاختفى مرحه‪ ،‬هيم‬

‫‪ ¤‬حتبينهال‬

‫رفعت رأسها جمددا تتسع عيناها لرتمقه بدهشاة تادفع بقلباه‬

‫أنفاسااه ينتظاار إجابتهااا‪ ،‬فرنزلاات تفاهاا‬ ‫للعاادو ااام حتااب‬

‫باستسالم تقول بصادق ‪ :‬لياث أخاي وال أشاعر ناحيتاه إال‬

‫بحب أخوي‪.‬‬

‫ملاذا يزعجه لف اسم رجل آخار مان باو شافتيهاال ملااذا ال‬

‫يريدها أن تربط لمة احلب مهام ان نوعها بري رجل آخرال‬

‫اشتدت عروق وجهه م ارختت يزفر بلفاوت حاو أجابتاه‬

‫لتسرله بحرية وامجة‬

‫‪1255‬‬
‫‪ ¤‬ملاذا هتتم عىل أي حالال‬

‫ان دوررب ليتوتر لكن رزانته التي تدرب عليها جيدا مكنته من‬

‫إخفاء ارتبا ه جيدا وهو فيبها‬

‫‪ ¤‬حو تعرضو حياتك لللطر فب أن أهتم‪.‬‬

‫فجادلته تود أن تفهم‬

‫‪¤‬ملاذاال فيام هتمك حيايتال أموت أو أحياال‬

‫هم باحلديث فرجفال اال نان عىل دخول السيد يوسف الذي ما‬

‫إن رأى نارص يسيطر عىل مفاجئته الظاهرة عىل وجهه و ماا‬

‫لبث أن اسرتجع شلصيته الوقورة يصافحه بابتسامته ا ادئة‪،‬‬

‫قلبي اجليئل و نجالئه‪.‬‬ ‫عك‬

‫‪1256‬‬
‫أرسعت ورد داخل بيت "عائلتها" حسب قول ليث‪ ،‬بعد أن‬

‫رمت سالما عابرا لكرم و زيد واستقبلتها والدهتا مع نعيماة‪،‬‬

‫سلمت عليهام واجتهت إ غرف ة مريم و تساتطع مناع تاوتر‬

‫خطوهتا عند باب غرفتها هي لكنها تلتفت إليهاا وأ ملات‬

‫إ أن بلغت باب غرفة مريم‪ ،‬رفعت يدها وطرقت بطريقتهاا‬

‫املرلوفة بيانام هتام بالناداء عليهاا إال أن ماريم فتحات البااب‬

‫وسحبتها إ داخل الغرفاة ترمتاي يف حضانها تبكاي بعاد أن‬

‫أقفلت الباب خلفها‪.‬‬

‫أحاطتها بيدهيا تباد ا احلضن ورفعات ماريم رأساها لاتق‬

‫عليها ما حدث لكن املفاجرة أنستها حزهنا للحظة حو ملحت‬

‫دمو ورد تتدفق‬

‫‪1257‬‬
‫‪ ¤‬ورد أنت بلريال‬

‫ردت عليها من بو دموعها‬

‫‪¤‬آسفة حبيبتي‪ ،‬علمت أن هشام علم بشرن القضية‪.‬‬

‫عاد حزهنا‪ ،‬ترتقرق دموعها مان جدياد وخطات إ الرساير‬

‫تلتقط وسادهتا بو يدهيا تعترصها بينام تشكو مصاهبا‬

‫‪¤‬لو رأيت نظرة االحتقاار التاي رمااين هبااال جعلناي أشاعر‬

‫و رنني فعال ساقطة ‪....‬فرحسست‪...‬‬ ‫بالرخ‬

‫صمتت تشهق فاقرتبت منها ورد وجلست إ جوارها تضام‬

‫تفيها حت ها عىل اإل امل‪ ،‬فاستطردت‬

‫‪1258‬‬
‫اإلحساا‬ ‫‪ ¤‬شعرت برنني فقدت عائلتي من جدياد‪ ،‬نفا‬

‫البائ ‪.‬‬

‫سرلتها ورد ‪ :‬هل رشحت له األمرال‬

‫أومرت بال‪ ،‬فاستطردت ورد معاتبة‬

‫‪ ¤‬ملاذا مريمال ان فب أن تدافعي عن نفسكال‬

‫نظرت إليها جتيبها بر‬

‫‪¤‬بامذا أخربرب يا وردال فام قالته الفتاة صحيح ولو ظاهريا ‪ ...‬م‬

‫نظرته أجلمت لساين و أشعر بنفلا إال و أناا يف طريقاي إ‬

‫املكان الذي لطاملا أشعرين باألمان ‪ ،‬املكان الذي نت متر دة‬

‫برنه سيستقبلني بكل مايض مهام حدث فيه‪.‬‬

‫‪1259‬‬
‫سمعتا طرقة عىل الباب تبعها صياح نعيمة ختربمها برن السيدة‬

‫هناء و ابنتها يف انتظارمها باألسفل‪.‬‬

‫*****‬

‫ر ن ليث سيارته عاىل جاناب الطرياق الرسايع عاىل أعتااب‬

‫املدينة وابتسم حو ملح سيارة صديقه‪ ،‬فلطاى باجتاارب الساور‬

‫اإلسمنتي القصري الذي حيد الطريق مان اجلاانبو وقفاز مان‬

‫فوقه لينزل عرب املنحدر باجتارب مكان خاص هبام قرب البحر‪.‬‬

‫أما هشام فكان سامها بزرقاة البحار وعقلاه خياوض معر اة‬

‫ضارية مع قلبه ل يشدرب ا طرفه‪ ،‬يتسااءل عان رس شاعوررب‬

‫البشع رن والدرب تويف من جدياد‪ ،‬ماا ذلاك الشاعور الفظياع‬

‫‪1260‬‬
‫بالفقدال ‪...‬مريم ‪ ،‬مريم آرب يف فعلت به هذا ال متى تساللت‬

‫إ أحشاءرب حتى أصبح استئصا ا يرافقه قلبه وأعصابهال‬

‫بدفء عىل تفه يقابل بسمة صاديقه‬ ‫التفت بحدة حو أح‬

‫بمالمح عابسة وعينو المعتو بحزن عميق‪ ،‬فعلم ليث بارن‬

‫هشام عاشق حتى النلا ‪.‬‬

‫بجانبه ودفعه بكتفه مشا سا بمرح‪ ،‬يستفرس منه‬ ‫جل‬

‫‪ ¤‬هل حتبها ذرب الدرجةال‬

‫فبه م بتا وجهه ونظراته عىل البحر‪ ،‬فر مل ليث بنربة عاتبة‬

‫‪ ¤‬ان فب أن تسر ا يا صااح و تعطيهاا فرصاة لتادافع عان‬

‫نفسها‪.‬‬

‫‪1261‬‬
‫بر‬ ‫حيد بعينيه عن البحر‪ ،‬هيم‬

‫‪¤‬لقد سرلتها وعينيها أجابتاين‪...‬‬

‫ضحك ليث بسلرية يعقب‬

‫‪ ¤‬أبرشك يا صديقي برنك أسوء قاار‪ .‬عياون عرفتاه بحياايت‬

‫‪...‬أم أن احلب قد أعمى بصريتك وألغى نباهتكال‬

‫التفت إليه بريبة خيربرب ب قة ‪ :‬أخط بقراءهتا فهي صاد‪...‬‬

‫برت المه حو وعى عىل تناقضه‪ ،‬فضحك ليث جميبا‬

‫‪ ¤‬لقااد فقاادت عقلااك ومنطقااك أيضااا ‪،،‬آرب‪ ،،‬ال أعلاام ماااذا‬

‫تفعالن بنا يا صديقيال ‪....‬أنت حمق هي صادقة‪ ،‬فقاد قابل‬

‫العرض‪.‬‬ ‫عليها بالفعل بقضية خت‬


‫‪1262‬‬
‫اشتعل الزبرجد بمقلتيه واشتدت خرضته‪ ،‬فر مل لياث قبال‬

‫أن ينفجر به صديقه‬

‫‪¤‬لكنها بريئة والقضية ألغيت وملفها نظيف ال سوابق به‪.‬‬

‫فتح فمه وقد طار تر يزرب‪ ،‬فهو ي ق بليث و يعلم جيدا برنه لن‬

‫يقول لمة إال إن ان متر دا منها بينام شعور حيل عىل يانه‪،‬‬

‫ال حيل! لقد ان حمتال منذ أن رمته بنظرة خيبة لكان غضابه‬

‫حارصرب ودمسه ليطفو حو انطفر الغضب حتى وصل إ فمه‬

‫بطعمه املر ‪،‬نعم‪ ،‬هو الندم!‬

‫‪¤‬أخربين بكل ما تعلمه‪.‬‬

‫‪1263‬‬
‫أخربرب ليث بكل يشء حكته ورد‪ ،‬حتى ما فعله بذلك الرجال‬

‫وهشام يبهت مع ل لمة يقو ا صديقه بينام غضابه يتارج‬

‫من حبيبته بل من احلقريين الذين استحال‬ ‫لكن هذرب املرة لي‬

‫حرمته نعم‪ ،‬فهي حرمته حتى لو أخطر يف حقها تبقى حرمته و‬

‫بجمود يغلفاه الاربود‬ ‫دمه و ما إن انتهى ليث من المه مه‬

‫و ‪......‬ندم‬

‫‪¤‬يا إ ي! ماذا فعلتال‬

‫******‬

‫‪1264‬‬
‫ان املشهد مضحكا نوعا ما لبيان وهي تراقب ذلك الضلم‬

‫الذي ان منذ قليل يتشدق ب قتاه بنفساه ويلعاب برعصااهبا‬

‫يقف اآلن بردب يتبادل احلاديث ماع زوج خالتهاا بااحرتام‪،‬‬

‫تعلم جيدا أنه متوتر من قطرات العرق املتشب ة برعىل جبهته‪.‬‬

‫انتبهت عىل سؤال السيد يوساف لاه‪ ،‬فاانتظر قلبهاا اإلجاباة‬

‫بلهفة جتهل سببها‬

‫‪¤‬هل أنت متزوج بنيال‬

‫ال يعلم ب نظر إليها قبل أن فيب وملااذا قلباه املساتفز ساعيد‬

‫لرؤية اهتاممها‬

‫‪¤‬ال سيد يوسف أنا أتزوج بعد‪.‬‬

‫‪1265‬‬
‫سعادة قلبه انتقلت إ قلبها مباا رشة‪ ،‬فابتسامت بتلقائياة و‬

‫يفت املشهد السيد يوسف الذي ابتسم بدوررب‪ ،‬يطارح ساؤاال‬

‫آخر‬

‫‪¤‬ملاذا تتزوج بعدال ال أظن أنك الزلت تبني نفسك عملياا‪،‬‬

‫فرنا أعرفك لكن الصدمة يوم احلادث شغلت عقيل عنك وبعد‬

‫ذلك تذ رت من تكون ‪......‬أنت ابان شاقيق السايد جماران‬

‫صاحب رش ة جمران لإللكرتونيات‪ ...‬سمعت أنك انفصلت‬

‫عنه وأسست عمال لنفسك‪.‬‬

‫ر زت ل ذرة من عقلها عليه تالح وجومه عند ِذ ْ ِر عمه‪،‬‬

‫ونظرة اجلدية التي شدت عضالت وجهه قبل أن فيب‬

‫‪1266‬‬
‫‪ ¤‬نعم أسست عميل حو تعلمت واشتد عودي فرنا لن أظال‬

‫والدي‪.‬‬ ‫دائام مع عمي‪ ،‬ففي النهاية هو عمي لي‬

‫رمته بنظرة قد تظهر عىل أهنا شفقة لكنها تكن أبدا اذلك‪،‬‬

‫بل أخرى إسمها تفهم‪ ،‬فهمت أناه يتايم م لهاا و حتات إ‬

‫سؤاله فهي تعلم جيدا نظرة االنكسار تلك‪ ،‬تفهم جيدا معاناة‬

‫اليتيم يف االندماج واالنصهار مع أبوين تكفال باه لكان مهاام‬

‫حاول‪ ،‬لمة عابرة أو حتى ترصف غري مقصود يعيد بع ْز بله يف‬

‫حلظة ل بي ِعي عىل يتمه‪ ،‬ذاك التفاهم الصامت بينهام جعل السيد‬

‫يوسف يتجه بتفكريرب إ حل يبحث عنه خصوصا يف اآلوناة‬

‫ص عىل نفسه بالرتياث فهاي بعاد ال يشء‬


‫األخرية لكنه بح بر ب‬

‫‪1267‬‬
‫أمانته التي لن يفرط يف حقوقها ‪....‬هنل من عىل رسيه فقام‬

‫اآلخر والتفت إ بيان خياطبها بحنو عادته‬

‫‪ ¤‬سررافق السيد نارص و أعود إليك‪ ،‬حتى ال نؤخررب أ ر من‬

‫هذا‪.‬‬

‫تبسمت بمكر من احل رج الذي حياول إخفائه بتمتمته‬

‫‪¤‬آرب نعم لقد ترخرت‪.‬‬

‫التفت إليها يتوعدها بعينيه‪ ،‬يقصدها باسرتساله‬

‫‪¤‬بالشفاء آنسة بيان‪.‬‬

‫‪1268‬‬
‫أومرت بتفهم وراقباتهام إ أن أقفاال البااب‪ ،‬فلرجات مان‬

‫صدرها عرب فمها بز ْفرة راحة ممزوجة بتنهيدة حارة تعلم جيدا‬

‫صاحبها‪.‬‬

‫انتابه القلق أ ر مان اإلحاراج حاو عارض علياه مرافقتاه‪،‬‬

‫فانتظر بترهب ما سيقوله‪.‬‬

‫نظر إليه السيد يوسف وهو ما يزال حمتفظا بابتسامته ا ادئاة‪،‬‬

‫يقول‬

‫‪ ¤‬بني أنا طبعا مم ْ بت ُّنُ لك بحيايت إلنقاذ بيان‪ ،‬فهي ابنتاي التاي‬

‫أحبها وإن تكن من صالبي لكان لسات موافقاا أبادا عاىل‬

‫زيارتك ا وحد ام وأنا متر د من أهنا ليست املرة األو ‪.‬‬

‫‪1269‬‬
‫هم نارص بالتحدث لكن السيد يوسف رفع يدرب يسكته بإشارة‬

‫بينام يرمقه برجاء‬

‫‪ ¤‬ال تعلل بني‪ ،‬لست أهتمك بيشء ال سامح اهلل‪ ،‬بفن ِ ْع بم الرجل‬

‫أنت‪ ،‬يكفي أنك غامرت بنفسك لتنقذها من االحرتاق داخل‬

‫السيارة‪ ،‬ال يظهار معادن اإلنساان إال يف الشادائد ومعادنك‬

‫و لو بكلمة واحادة‪،‬‬ ‫أصيل لكن ال أريد لسمعة ابنتي أن مت‬

‫رؤيتك داخل وخارج من غرفتهاا ساتفتح أفواهاا متوحشاة‬

‫دائمة البحت عن حلم تنهشه وأنت طبعا ال يرضيك ذلك‪.‬‬

‫أطرق ب رأسه احرتاما لرجل علم يف يؤدبه برخالق عالية و‬

‫فد بكالمه وال نربته ذرة احتقار أو حتاى لاوم‪ ،‬فلجال مناه‬

‫ومن نفسه‬
‫‪1270‬‬
‫‪ ¤‬أنا آسف سيد يوسف‪ ،‬أنت حمق‪.‬‬

‫وضع يدرب عىل تفه‪ ،‬قائال بمرح‬

‫‪¤‬دعك من سيد هذرب و نادين بعمي‪.‬‬

‫ال أبدا‪ ،‬أنت لسات عماي ذاك" هتفات نفساه وهاو ياوم‬

‫م غتصبا ابتسامة رسامية‪ ،‬فاساتطرد و هاو يصاافحه‬ ‫بالعك‬

‫مودعا‬

‫‪¤‬إن أردت زيارهتا‪ ،‬أخربين وسار ون هناا يف اساتقبالك ‪..‬إن‬

‫شاء اهلل‪.‬‬

‫متتم اآلخر ب إن شاء اهلل وغادر أما السيد يوسف فابتسامته‬

‫لنفسه‪.‬‬ ‫حتولت ملكر و هو هيم‬

‫‪1271‬‬
‫‪¤‬مممم حيتاج ملحفز‪.‬‬

‫*****‬

‫اختذ رسيا يف حديقة الدار ينتظرها‪ ،‬يفكر برهنا ربام تريت‪ ،‬فبعد‬

‫ل يشء هي لن ترتك الصغرية أمل‪ ،‬التفت ينظر إليهاا تلاك‬

‫الشبيهة بعيني حبيبته تنتظر هي األخارى تستشاعر حادوث‬

‫يشء ما وهي ترقب الباب بعينو واسعتو أشفق قلباه عليهاا‬

‫فبسط ذراعيه يسحبها فوق حجررب‪ ،‬قائال بحنو‬

‫حتبه‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال تقلقي ستريت‪ ،‬فرنت أ ر شل‬

‫رمته بنظرة شك م رية للشجن بعينيها الربيئتو‪ ،‬تتساءل‬

‫‪ ¤‬حقاال لكنها تترخر يوما ال‬

‫‪1272‬‬
‫صمت يفكر برنه قد خرب الدنيا عىل قول زينب‪ ،‬زينبال هل‬

‫تفلح خطتها يا ترىال ال يعرف‪ ،‬لو فقط تفاتح ذلاك ا ااتف‬

‫اللعو! تنبه للمسة أمل عىل خدرب فنظر إ مقلتيها الالمعتاو‬

‫بال دمو ‪ ،‬فيتذ ر حو رمته حبيبته بنظرة األ واخلذالن‬

‫‪¤‬هل رحلت سنبلةال ألن تريت مرة أخرىال‬

‫وعدرب ب قة‬ ‫شد عىل ضمها بحنان وقرب شفتارب من أذهنا هيم‬

‫أراحت قلب الصغرية‬

‫‪¤‬اسمعيني جيدا صغرييت! ‪...‬أنا وسنبلة وأنت سيجمعنا بيتاا‬

‫إن شاء اهلل ولقد بدأت بتحضاري غارفتو لكاام مجيلتاو جادا‬

‫‪1273‬‬
‫وسيكون لك بابا وماما وعمة أيضا لك وحدك‪ ،‬هل فهمتي يا‬

‫صغريةال‬

‫زادت عيناها اتساعا وقد أرشق وجههاا البيضاوي األبايل‬

‫بنور السعادة وأومرت مرات عدة م قبلته قبلة برية عىل خدرب‬

‫هتتف برسور وحب صادق بريء‬

‫اصتِي يف الدنيا‪.‬‬
‫‪ ¤‬أنت أحىل بابا بخ ه‬

‫ضحك سمري بمرح لسعادهتا ولكلمتها التي ال تفرتق مع ماما‬


‫أو بابا رهنا بنطقها "خلاصتي" ِ‬
‫تشمها باسمها وتصبح ملكا‬

‫أنفها بسبابته بمشا سة‬ ‫ا ومل‬

‫‪ ¤‬ب ام أنك نقطة ضعف السنبلة سرستغلك عىل رأي زينب‪.‬‬

‫‪1274‬‬
‫ظلت الصغرية تنظر إليه بحرية‪ ،‬فضحك مستدر ا‬

‫‪ ¤‬هل ستساعدين بابا خاصتك السارتجا ماماا خاصاتكال‬

‫فكلام عادت أبكر لام أرسعنا ليجمعنا ذلك البيت اجلميل‪.‬‬

‫هتتف ‪ :‬ماذا سرفعلال‬ ‫هزت رأسها بحام‬

‫ابتسم و املكر يلوح يف مالحمه‪ ،‬خيربها‬

‫‪¤‬أنا سرخربك ماذا ستفعلو بالضبط‪....‬تعايل معاي لنارى إن‬

‫ذلكال‬ ‫انت فاطمة ستساعدنا ‪...‬إنه دف نبيل ألي‬

‫حلقت به الطفلة مم سكة بيدرب مبتهجة‪ ،‬ال تفهام أي يشء بتاتاا‬

‫سوى أنه سيصبح لدهيا غرفة ا وحدها و بيت وعائلة‪.‬‬

‫*****‬
‫‪1275‬‬
‫استسلمت مريم أخريا لكف ورد تسحبها لينازال إ خالتهاا‬

‫بعد أن أقنعتها برن ال يشء هناك لتلجال مناه‪ ،‬ماا إن ملحتهاا‬

‫خالتها حتى قامت إليهاا بلهفاة أ ْم تتلقفهاا باو ذراعيهاا‪،‬‬

‫ب ْحتسب مريم حسابا لذلك‪ ،‬فهي اعتقدت برن خالتهاا ساتقف‬

‫بصف ابنها وختجل من وهنا من دمها وقد تتاربأ منهاا لكان‬

‫فعلتها هذرب جعلتها تشعر بالفعل أهنا شاقيقة والادهتا وفجارة‬

‫الغربة والوحدة واليتم يف آن واحد ومرغت‬ ‫اختفت أحاسي‬

‫أنفها بصدر خالتها تشتم عبري أمها وللحظة جتلت مالحمها يف‬

‫بشجن ولوعة‬ ‫مالمح خالتها‪ ،‬فشدت عليها بيدهيا بقوة هتم‬

‫‪¤‬أمي!‬

‫‪1276‬‬
‫انطلقت شهقات البكاء من ل األفوارب بال است ناء هاذرب املارة‬

‫يبة املشهد‪ ،‬مشاهد يقار بإمكانياة إحيااء الوالاد أو الوالادة‬

‫برمر جلل لكان قلاة مان يارزقهم اهلل حكماة‬ ‫بِ بترص ِ‬
‫ف لي‬ ‫ب ُّ‬
‫الترصف به و هو االحتواء‪.‬‬

‫أبعدهتا السيدة هناء برفق تنظر بعينيها ال تصادق ماا سامعته‬

‫للتو والدمو اللعينة تشوش عليها رؤياة وجههاا‪ ،‬فهمسات‬

‫بتوسل ‪ :‬هل تعنينها يا ابنتيال‬

‫جتبها وظلت تنظر إليها حتاول الفصل بو مالحمها ومالماح‬

‫الدمو اللعينة ال متكنهاا مان ذلاك وماا‬ ‫والدهتا لكنها نف‬

‫شكل‬ ‫الوجه النحيف األبيل املحمر ونف‬ ‫زالت ترى نف‬

‫العيون اخلرضاء‪ ،‬فسمعت توسلها من جديد‬


‫‪1277‬‬
‫‪¤‬إن نت تعنينها بالفعل أعيدهيا ابنتي‪ ،‬أرجوك!‬

‫مسحت مقلتاها ووضحت الصورة أمامها و جتد فرقاا أبادا‬

‫سوى شامة سوداء انت تتميز هبا والدهتا حتت شفتها السفىل‬

‫لكن ذلك يل ِغ ش يئا مما شعرت به واألمان الذي أحست أناه‬

‫أحاط هبا‪ ،‬فنطقت ب قة نبعت من أعامق قلبها املجروح‬

‫‪¤‬أمي‪.‬‬

‫عادت الحتضاهنا و قد بدأ ضمريها يستعيد بعل راحته بعد‬

‫سنو من العذاب‪ ،‬فمهام ان خطر مريم‪ ،‬خطئها هاي أ ارب‪،‬‬

‫فمن شتتت العائلة سواهاال وقد تكون السبب ملاا حصال اا‬

‫أيضا! أ ترها من قبل يف منامها تستنجد هبا وشقيقتها ترميهاا‬

‫‪1278‬‬
‫بنظرات الغضبال ‪..‬آآآآرب ‪ ...‬تنهدت داخلها وهي تسرل رهبا‬

‫إن ساحمتها أختها فلتزرها ضاحكة بمنامها‪.‬‬

‫سحبت مريم وأجلستها قرهبا بينام ال تازال تضامها ختاطبهاا‬

‫بلو ورفق‬

‫‪ ¤‬اهدئي و خذي نفسا عميقا واحكي يل ما حدث لك وأقسم‬

‫من ان السبب سيدفع ال من غاليا‪.‬‬

‫مهست مريم ترمقها باستغراب‬

‫‪ ¤‬أنت متر دة من عفتي ‪ ِ ...‬بال‬

‫خدها بحنان بينام ترد‬ ‫ابتسمت خالتها تلم‬

‫‪1279‬‬
‫‪ ¤‬ألن هااذا الوجااه الااربيء ال يعاارف الكااذب وألنااك ابنااة‬

‫شقيقتي وأنا أعلم أخالقها التي البد ربتك عليها‪ ،‬لقد انات‬

‫أفضل مني خلقا حبيبتي‪.‬‬

‫تبسمت مريم من بو دموعها بحزن وشوق‪ ،‬تعقب‬

‫‪ ¤‬لقد انت صارمة رمحها اهلل‪.‬‬

‫متتموا بالرمحة‪ ،‬فبدأت مريم برسد ما حصل ا و لهن يسمعن‬

‫برت يز‪ ،‬غافالت عن شابو انا قد وصاال ودخاال‪ ،‬فاروقف‬

‫أحدمها اآلخر طالبا منه بإشاارة أن يتسامر مكاناه ويصامت‬

‫ليسمع شكوى حبيبته التي ختىل عنها يف أشد حلظاة احتاجتاه‬

‫فيه‪.‬‬

‫‪1280‬‬
‫عاىل رسايه‪ ،‬يرمقهاا‬ ‫عاد السيد يوسف ام وعدها وجلا‬

‫بنظرات غامضة فتوترت تتلفت حو ا متالهية عنه بينام شفتارب‬

‫تنبسطان عن ابتسامة وهو يفتح جماال للحديث‬

‫‪ ¤‬إنه شاب جيد‪.‬‬

‫التفتت إليه ترمقه باستغراب‪ ،‬فر مل‬

‫‪ ¤‬أقصد نارص جمران ‪....‬شااب خلاوق قاد يبادو يف الوهلاة‬

‫ذلك متاما‪.‬‬ ‫رنه متعجرف لكنه عك‬ ‫األو‬

‫بلعت ريقها وأومرت بصمت‪ ،‬فاستطرد بمكر‬

‫‪ ¤‬لكن ال فوز له زيارتك وأنت لوحدك‪.‬‬

‫هتفت بدفا ‪ :‬هو من أتى‪ ،‬أطلب منه ذلك‪.‬‬


‫‪1281‬‬
‫ضحك السيد يوسف بمرح يعقب‬

‫‪¤‬عىل رسلك‪ ،‬أنا ال أعاتبك! فقط أخربك بام فوز وما ال فوز‬

‫م أنا أ ق بك جيدا‪ ،‬فرنت ابنتي أنا و تربيتي أنا‪.‬‬

‫النت نظراهتاا ورق قلبهاا‪ ،‬فتادمع عيناهاا وتطارق برأساها‬

‫والسيد يوسف يضيف‬

‫‪ ¤‬ب بنيتي عرضت نفسك لللطرال ‪...‬ال أتوقف عن التفكاري‬

‫باحتامل احرتاقك بالسيارة‪ ،‬فيحرتق قلباي ويطاري الناوم مان‬

‫عيني وأظل أسرل نفل‪ ،‬هل فشلت يف زر مشاعري األبوية‬

‫بقلبكال فرنا أقل برنني والدك الاذي أنجباك! وفعلات ماا‬

‫نت سررغب من صديق أن يفعلاه البنتاي إن مات وتر تهاا‬

‫‪1282‬‬
‫ذ راي بعقلها ويعزز مكانتي بقلبها‬ ‫أمانة بعنقه‪ ،‬أن ال يطم‬

‫ويعلمها حبي واحرتامي لتدعو يل بالرمحاة ‪...‬لاذلك ظللات‬

‫أحكي لك عنهام لكي ال تنلا والاديك الاذين أنجبااك و‬

‫اد ِعي اام بالرمحاة‬ ‫حي ِرمهام ِ‬


‫منك سوى أجلهام الاذي أزف ف بت ْ‬ ‫ْ ْ ب‬
‫طوال حياتك ابنة صاحلة لكن واهلل يشهد عىل ماا يف قلباي‪،‬‬

‫ريا ما نت أنسى برنك لست مان صالبي‪ ،‬فرحضانك اام‬

‫نت أفعل يف صغرك مع انه ال حيل يل‪.‬‬

‫دموعها تنزل عىل وجنتيها من تر رها‪ ،‬فكل لمة يقو اا حماق‬

‫هبا بينام هو يتجاهل بكائها‪ ،‬ليكمل‬

‫‪ ¤‬لطاملا هنرت خالتك عىل المها الاذي متاأل باه رأساك‪،‬‬

‫أحد ك يف البداية خشية أن تكون لديك مشااعر جتاارب لياث‪،‬‬


‫‪1283‬‬
‫فراقبتك وراقبت ترصفاتك فرنت شئت أم أبيات تربيتاي أناا‬

‫و تاب مفتوح أمامي‪ ،‬ألستنت أن مسايرتك ا يف ماا تقولاه‬

‫نابع من حبك الشديد لنا ورغبتك باالنتامء إلينا بعالقة مقدسة‬

‫ال تنفصل‪.‬‬

‫رفعت رأسها تنظر إليه مندهشة‪ ،‬فهز رأسه مؤ دا يستطرد‬

‫‪ ¤‬ما تغفلو عنه يا بيان أن اِ ْنتِ بام بئ ِك لنا ال حيتاج إ تو يق‪ ،‬فرنت‬

‫ابنتنا وتربيتنا بكياناك أنات وبرصالك وبوالاديك املتوفياان‬

‫‪...‬هذا غري الدم الذي تتشار ينه مع أوالدي أم نسايت أناك‬

‫ابنة خالتهمال‬

‫‪1284‬‬
‫رويدا يتحول بكائها الصامت إ شهقات مكتومة‪ ،‬فقام مان‬

‫مكانه وضمها من تفيها مراعياا ضامريرب املؤناب فلام يطال‬

‫ضمها‪ ،‬وقد انت له أمنية خفية برن تكاون حقاا نتاه حتاى‬

‫يتسنى له القرب منهاا م ال إرساء‪ ،‬فهاي حقاا لدياه اإرساء‬

‫وأ ر‪ ،‬بيان ابنته البكرية األن ى لكن القدر ان له سبيال آخار‬

‫خمتلفا غري ما متنارب قلبه وبلالف زوجته فهو يملك من احلكمة‬

‫ما خيوله التسليم برقدار اهلل‪.‬‬

‫‪ ¤‬اهدئي‪ ،‬أنت مريضة فب أن ترتاحي‪.‬‬

‫تراجع لينظر إليها يضيف ‪ :‬ل ما بح هد ْ ت ِك به ان دف واحد‬

‫إن نت فعال حتبيننا بقدر ماا أظناه‪ ،‬اعتناي بنفساك عزيازيت‬

‫فنحن لن نستطيع حتمل فقدانك‪.‬‬


‫‪1285‬‬
‫جانب رأسها يؤ د قوله‬ ‫مدد سبابته ومل‬

‫‪ ¤‬ضعي المي يف رأسك الصوان هذا واعقليه جيدا‪.‬‬

‫ابتساامت وأوماارت بتر يااد اام أمسااكت ياادرب تقباال ظهرهااا‬

‫ومهست بحزن‬

‫‪ ¤‬أنا أحبكم جدا أيب بال است ناء‪.‬‬

‫ربت عىل رأسها وأمرها بالنوم والراحة م انرصف تار ا إياها‬

‫تفكر بحظوهتا لوال عقادهتا اللعيناة تلاك أ تهاا عان نعمهاا‬

‫الك رية التي أغدق اهلل هبا عليها‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1286‬‬
‫أهنت شكواها و قد ب هح صوهتا وأ ْهنبك‪ ،‬فسحبت خالتها رأسها‬

‫ووضعته عىل تفها‪ ،‬تقول بغضب مشوب بحزن وحرسة‬

‫‪ ¤‬املجرمو! فب أن ي ْس بجنبا طوال حياهتام ال أن يرضبا فقاط‪،‬‬

‫انل حبيبتي وعييش حياتك‪ ،‬فرنت طااهرة ونقياة وال يما‬

‫طهرك وعفتك أي يشء مما حدث‪.‬‬

‫التفتت ورد حو وصلها عبريرب املحبب إ قلبهاا قبال أنفهاا‪،‬‬

‫فلمحته وقامت بلهفة مبتسمة تندرب باسمه مماا أجفال اجلمياع‬

‫واستداروا لوجهتها‪.‬‬

‫ابتسم هو اآلخر يكتم سعادته ملرآي فتها لرؤيته فهم‬

‫‪ ¤‬مرحبا حبيبتي‪.‬‬

‫‪1287‬‬
‫امحرت خجال و نظرت إ هشام التائه يف محرائه التي أصبحت‬

‫اسام عىل مسمى من ارة البكااء‪ ،‬دوى قلبهاا اخلاائن ماا إن‬

‫ملحته فرأت نظرات الندم واالعتذار تنضحان هبام مقلتارب‪ ،‬رق‬

‫قلبها ل كنها رسعان ما هنرته ودست وجهها بصدر خالتها التي‬

‫فهمت األمر فاشتغل عقلها برسعة داخل رأسها تبحاث عان‬

‫حل يريض الطرفو الظاهر عليهام احلب الصادق‪.‬‬

‫وبع ات نعيماة لتاريت‬ ‫طلبت مانهم السايدة عائشاة اجللاو‬

‫اها‬ ‫س‬ ‫بالقهوة والضيافة و ان ليث قد أطبق عىل ياد ورد لِيج ِ‬
‫ل‬
‫ْ ب ب‬

‫بجانبه و م رس هذا املشهد قلب والدهتا التي اختذت جملساها‬

‫أمامهام‪.‬‬

‫‪1288‬‬
‫حتدث هشام بوجوم وندم بعد أن اقرتب من أمه ومريم وقعد‬

‫جوارمها ‪ :‬مريم ‪..‬أنا آسف‪.‬‬

‫جتبه لكن والدته هتفت بتقريع‬

‫‪ ¤‬اآلن تترسف‪ ،‬أال تستحي مان طولاك وعمارك! أم أن ماا‬

‫تفعله مع املجرمو تطبقه عىل عائلتكال‬

‫نربة الترنيب‬ ‫ه م باإلجابة مستنكرا‪ ،‬فر ملت بنف‬

‫ام بعتها مان سامعتك‪ ،‬اان‬


‫‪ ¤‬هذرب حرمتك من دمك يعني س ْ‬
‫فب أن حتاورها هبدوء و تستفرس ال أن تفعل م ال الغ ْارب و‬

‫حتكم عليها جورا‪.‬‬

‫‪1289‬‬
‫قر عىل يد والدتاه أماام‬
‫رماها بنظرات ضائقة ال يصدق أنه ي ه‬
‫مجهور وسكت يرمق مريم برتقب ينتظر ملحة منها نحورب علها‬

‫ترى ب هم األ و الندم الطافح هبام حميارب‪.‬‬

‫تدخلت السيدة عائشة قائلة بلطف‬

‫‪ ¤‬صلوا عىل النبي حممد يا مجاعة‪.‬‬

‫متتم الكل ب صىل اهلل عليه و سلم‪ ،‬فاستدر ت بحكمة‬

‫‪ ¤‬سوء الفهام اريا ماا حيادث باو األحبااء‪ ،‬تلاك طريقاة‬

‫الشيطان ليفرق بينهم لذلك وجب عىل املؤمن اساتباقه و ردم‬

‫تلك الطريق عليه‪.‬‬

‫‪1290‬‬
‫فكرت ورد برن صديقتها عاشاقة ويظهار أن الشااب يباد اا‬

‫العشق‪ ،‬لذا عالقاتهام فاب أن تساتمر‪ ،‬تعلام جيادا أن‬ ‫نف‬

‫صديقتها جمروحة وقد ال يسمح ا حزهنا وأملهاا بارن تسامع‬

‫لصوت املنطق وقلبها‪.‬‬

‫له‬ ‫مالت جهة ليث إ ان اقرتبت من أذنه هتم‬

‫‪ ¤‬فب أن نساعدمها‪ ...‬املفرتض عقد قراهنام غدا‪.‬‬

‫عقل ليث طار منه هشام ومريم معه ل يشء آخار و يسامع‬

‫سوى دقات قلبه التي أرسعت مع أنفاسها الدافئة التي لفحت‬

‫جانب وجهه ف هب بت أطرافه يسمع مهسها غري مستوعب معناى‬

‫حتى أجفل عاىل‬ ‫أي لمة قالتها‪ ،‬فقط النربة ودفء األنفا‬

‫‪1291‬‬
‫رضبة فوق تفه فزادت دهشته‪ .‬ورد تبتسام و ترضابه بلفاة‬

‫عىل تفه لسهورب منها ويدها األخرى يف يدرب يكاد يقسم أنه يف‬

‫حلم‪ ،‬بف بح هل عليه بفهم آخر يتساءل لو اان تطورهاا البسايط‬

‫هذا فعل به األفاعيل‪ ،‬فامذا حو خيطو معها إ آخار الطرياق‬

‫فتكااون لااه زوجااة بحااقال يااف ساايكون شااعوررب و يااف‬

‫سيستوعب لذتهال‬

‫‪¤‬أنا أحتدث معك‪ ،‬ما بكال‬

‫أجاهبا ببالهة‪ :‬هاال‬

‫زفرت بحنق‪ ،‬تقول‬

‫‪ ¤‬ليث أنت حترجني‪ ،‬أ تسمع ما ق ْلته لكال‬

‫‪1292‬‬
‫أومر بال بت ِائه يف شعوررب يترملها‪ ،‬فاستطردت بتوتر‬

‫من حولنا‪ ...‬عيب‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال تنظر إيل هكذا ‪...‬النا‬

‫بمرح ‪ :‬يف أنظر إليكال‬ ‫ابتسم بدفء ومه‬

‫ردت عليه باستنكار ‪ :‬ليث ر ز معي مر‪.....‬‬

‫قطع مجلتها قائال وقد زاغت عينارب عىل مالحمها بذلك القارب‬

‫لرت ز عىل شفتيها يزيد من توترها الذي أسعدرب‬

‫‪¤‬أنا مر ز معك جدا جدا‪.‬‬

‫مان ترصافاته التاي اساتجدت علياه أو انات‬ ‫زفرت بير‬

‫موجودة لكنه ألول مرة ي ْظ ِهرها‪ ،‬ففكارت برناه اان يكبات‬

‫طبيعته رجل من أجل أن ال خييفها ويبعدها عنه‪.‬‬


‫‪1293‬‬
‫التفتت ناحية هشام ومريم بغياة طارد تر رهاا باه‪ ،‬ختااطبهام‬

‫بحكمة‬

‫‪ ¤‬فب عليكام نسيان شجار ام عىل األقل غدا‪ ،‬فلقد جهازتم‬

‫ل يشء وال فب عليكام الرتاجع‪.‬‬

‫سكن هشاام بي ْرقاب ردة فعلهاا التاي تتارخر تقاول باوهن‬

‫غاضب ‪ :‬لن أتزوج منه‪ ،‬لقد اهتمني برنني مم لة حمرتفة‪.‬‬

‫حزين رضب قلبها من جديد لكنها لان تستسالم‪،‬‬ ‫تنهد بير‬

‫وترهاا احلساا‬ ‫فكرامتها فوق ل يشء لتجيبها ورد تلم‬

‫بينام تعلم جيدا أن صديقتها ترتفع وستتعذب إن تكن البان‬

‫خالتها‬

‫‪1294‬‬
‫‪¤‬مريم أسمعيني جيدا حبيبتي‪..‬إن ألغيتم احلفل فجرة سايبدأ‬

‫بالتكهن وخلق اإلشاعات وأنت حساساة جادا ‪..‬لاو‬ ‫النا‬

‫نت أنا‪...‬‬

‫أشارت إ نفسها هتز تفاها بإمهال‪ ،‬تكمل‬

‫‪ ¤‬ملا اهتممت باألمر‪ ،‬تعرفينني ال هيمني أقوال البرشا‪ ،‬لكان‬

‫أنت ل نظرة من أحد أو لمة ستعودين إ البيت با ية وقد‬

‫حتبسو نفسك بغرفتك إ األبد‪.‬‬

‫راقبها ليث بإعجااب حلكمتهاا يف بلاورة األماور إ صاالح‬

‫مبتغاها‪ ،‬وهي تسرتسال المهاا بيانام قلبهاا يرضاب داخال‬

‫صدرها من نظراته العاشقة‬

‫‪1295‬‬
‫‪¤‬و هناك يشء آخر أظن عليك فعله لتغلقي باب تلك القضية‬

‫لألبد‪.‬‬

‫نظروا إليها مجيعا ممتنون ألفكارهاا وخصوصاا السايدة هنااء‬

‫التي تستشعر بداية اقتنا مريم بكالم صديقتها‬

‫‪¤‬أن تقيموا حفل زفاف بريا وسط احلي الذي نت تقطنيناه‬

‫سامعتك باري لماة مان‬ ‫وهكذا بسي ْل بجم ل لسان عن م‬

‫جديد‪.‬‬

‫هتف هشام و رنه وجد طوق نجاته‬

‫احلي فقط‪.‬‬ ‫‪¤‬أنا مستعد لذلك وسردعو مجيع أهل املدينة ولي‬

‫‪1296‬‬
‫ضحك اجلميع حتى هي وإن حاولت تم ضحكتها‪ ،‬تتصنع‬

‫الغضب الذي فر منها و تلحاق باه‪ ،‬انتظار اجلمياع جواهباا‬

‫وخالتها متسك بيدها تشد عليها تنشدها الصافح‪ ،‬فاساتحت‬

‫منها توم بنعم ليسعد الكل حتى أن الذي قرهبا انتفل مان‬

‫هبجته‪ ،‬فلصته بنظرة ضيقت فيهاا عينيهاا توعادا‪ ،‬فعلام أن‬

‫صفحها ألمه ال ألجله و سرتيه الويل قبل أن تساحمه‪.‬‬

‫*****‬

‫رفع السيد جمران رأسه حو سمع وقع أقدام اخلالة تنازل مان‬

‫عىل الدرج‪ ،‬أشار ا برأساه يستفرسا‪ ،‬فرجابتاه واخليباة عاىل‬

‫وجهها قبل شفتيها بينام ترفع صينية األ ل املليئة بالطعام‬

‫‪1297‬‬
‫‪¤‬الزالت تبكي وال ترىض األ ل وال الرشب‪.‬‬

‫زفر بضيق يعيد وجهه إ شاشة حاسوبه فاوق أريكاة غرفاة‬

‫العرصية بقامش امللمل األمحر وقواعد خشبية مغلفة‬ ‫اجللو‬

‫باجللد األمحار الغاامق‪ ،‬فقالات زوجتاه اجلالساة برناقاة عاىل‬

‫األريكة املقابلة‪ ،‬بقلق وانزعاج‬

‫‪¤‬أنا خائفة عليها‪ ،‬تغضب هكذا من قبل‪.‬‬

‫رد عليها بضجر ونظررب عىل احلاسوب‬

‫‪¤‬دالل فتيات‪ ،‬رسيعا ما ستتجاوز األمر‪.‬‬

‫ترففت وقامت لينساب صوت عبها الرفيع إ أذنياه فيضام‬

‫قسامت وجهه بانزعاج‪ ،‬يصغي إ حدي ها النزق‬

‫‪1298‬‬
‫‪¤‬إهنا ابنتك يا رجل! أال تشفق عليهاال‬

‫رفع رأسه إليها فيبها بحدة‬

‫‪ ¤‬لو أ ن أخاف عليها ملا وافقت عىل ذلك الشاب الاذي ال‬

‫يناسب مستوانا ‪...‬أنت ال تعلمو م تبلغ روته‪ ،‬إهنا تقرب‬

‫به‪ ،‬أال يدل ذلك عىل‬ ‫ضعف روتنا م سيهدهيا نصيبا ال بر‬

‫أنني أحبهاال‬

‫بارطراف‬ ‫أجابته بارتباك ترفع ذراعهاا بكفاه الناعماة تلما‬

‫أصابعها املقلمة األظافر واملطلية بإتقان جانب ذقنها الرفيع‪.‬‬

‫‪¤‬هناك الك ري من شباب وسطنا يطلبوهنا لزواج‪ ،‬ال نرت هاا‬

‫ختتارال‬

‫‪1299‬‬
‫أجاهبا بسلرية‬

‫‪ ¤‬أبناء صاديقاتك التاافهو املادللو‪ ،‬الاذين يتجولاون هناا‬

‫وهناك باملالهي والشواط يرصفون أموال ذوهيم لكي تعاود‬

‫بعد أقل من سنة مطلقة معها أوالد طبعا بال نفقة وال تعويل‬

‫املسؤولية‪.‬‬ ‫ألهنم يا حبيبتي يرتبوا عىل ح‬

‫تضايقت من وصفه املبتذل‪ ،‬تقول‬

‫‪ ¤‬و ماذا عن أبناء رجال األعامل الذين لطاملا تشدقت برغبتهم‬

‫فيهاال‬

‫ضم شفتارب‪ ،‬فيب بتفكري‬

‫‪1300‬‬
‫‪ ¤‬ااان ه اذ اخليااار األول قباال أن يظهاار رشاادان بالصااورة‬

‫‪....‬فرو لئك مناسابون لكان عيابهم الوحياد أهنام أصاحاب‬

‫مصلحة‪ ،‬يعني لن يقدروها بمهر الذي عرضه رشدان ليؤمن‬

‫به مستقبلها ‪ .....‬م ‪....‬‬

‫م صمت يفكر قبال أن يكمال باام ا تسابه لاربة يف جماال‬

‫األعامل والتجارة‬

‫‪ ¤‬سمري رشدان بار بمجاله بنى نفسه بنفسه وجمهودرب‪ ،‬يعني‬

‫حتى إن وقع يقوم ويبني من جديد‪ ،‬إنه نز ولن أخاف عاىل‬

‫ابنتي وهي معه‪ ،‬فهو حيبها ريا ليقدم ا ما قدمه‪ ...‬أال زلت‬

‫تظنو برنني ال أحبهاال‬

‫‪1301‬‬
‫أومرت بال بعد أن اقتنعت بوجهة نظررب وعادا ل واحد منهام‬

‫إ ما ان يفعله أما هي فقد تورم وجههاا مان ارة البكااء‪،‬‬

‫مستلقية عىل رسيرها تشعر بكتبة فظيعة و ِ ْقلُ عاىل جسادها‬

‫يمنعها من الرغبة بفعل أي يشء و تسرل نفسها ذات اجلملاة‪،‬‬

‫**يا غبية ال زلت تشعرين ببهجة حبه داخل قلبك‪ ،‬اخلائن‬

‫ذاك! ‪...‬لقد أهانك و جرحك وعاملك سلعة سهلة الرشاء‬

‫فامذا تريدين بعدال لتسكتي هذا القلب اللعاو الاذي يفارض‬

‫بع ب هيل ذ رى نطقه بحباي وأوقفاي عقلاك البلياد الاذي يظال‬

‫يعارض بعا ب ه‬
‫ايل صااوررب بعينياه الرماااديتو و خصااالته الفضااية‬

‫وضحكته التي جتعد طريف فمه آآآخ!** ‪....‬زجمرت شااهي‬

‫‪1302‬‬
‫وجهها بوسادهتا تبكاي ال تعلام السابب حتدياداال‬ ‫بغل تد‬

‫بأ ِجل ْر ِح ِه ا أم الشتياقها له‪.‬‬

‫فتح الباب و تقدمت اخلالة هباتف املنزل‪ ،‬تقول‬

‫‪ ¤‬بنيتي فتاة اسمها فاطمة تريد حماد تك‪.‬‬

‫قصاري‬ ‫انتفضت جالسة بمكاهنا‪ ،‬ترتدي منامة رمادية‪ ،‬قمي‬

‫برزرار نصفها مفتوح بإمهال تكشف عن نزة حتتياة بحاملتاو‬

‫ورسوال جتعد من شدة تقلبها عىل الرسير وبدهشة من اتصال‬

‫فاطمة هبا عىل هاتف البيت‪ ،‬نتشت ا اتف نتشا من يد اخلالة‪،‬‬

‫هتتف بقلق ‪ :‬نعم فاطمة‪ ،‬ماذا هناكال‬

‫انساب صوت فاطمة القلق عرب األسالك يقول‬

‫‪1303‬‬
‫‪ ¤‬آنسة شاهي‪ ،‬أمل مريضة وال ترياد ساواك أرجاوك تعاايل‬

‫اآلن!‬

‫متهلها وقطعت االتصال فدق قلبها خوفا تقاوم برساعة إ‬

‫لنفسها‬ ‫خزانة مالبسها‪ ،‬متجاهلة أسئلة اخلالة بينام هتم‬

‫‪¤‬تبا! تبا! لقد نسيت الفتاة‪ ،‬أي أم أناال ‪ ...‬له بسببك يا أشيب‬

‫الشعر ‪ ،‬اصرب عيل وسرتى!‬

‫*******‬

‫ضمت السيدة هناء مريم‪ ،‬تطلب منها برجاء‬

‫‪ ¤‬هيا حبيبتي لنذهب لبيتنا‪ ،‬فرنا تر ت العينات فوق الطاولة‬

‫فب علينا أن نتمم ل يشء‪.‬‬

‫‪1304‬‬
‫قامت باستسالم‪ ،‬فضمتها ملار وقد عاادت ساعادهتا تكلمهاا‬

‫عن احلفل لكنها تلقى له صادى مان طارف‬ ‫بلهفة ومحا‬

‫مريم التي تكدرت فرحتها‪ ،‬تتفهم شعورها باإلهانة وال تظن‬

‫بر هنا لو انت مكاهنا ستسامح حبيبها بسهولة‪.‬‬

‫ودعتهم ورد عىل أمل لقائهم يف الغد ووقفت يف احلديقة تنتظر‬

‫ليث الذي مال عىل صديقه هامسا‬

‫‪¤‬أمامك معر اة ضاارية‪ ،‬تشاجع ياا ضاابط ممتااز وأصالح‬

‫مشا لك‪ ،‬فاملهمة اقرتبت وأريدك بذهن صااف‪.‬ختم حدي اه‬

‫مقدمة‬ ‫بغمزة و فبه إال بحاجبه األيمن الذي اد أن يلم‬

‫رأسه واستدار بصمت ير ب سيارته منطلقا هبا‪.‬‬

‫‪1305‬‬
‫عاد ليث إ زوجته ضاحكا‪ ،‬فسمع صوت وصاول سايارة‪،‬‬

‫التفت فلمح العميد وانتظررب بينام ورد تقرتب منه باسمة‪ ،‬فهي‬

‫قد اشتاقت إليه وتريد التحدث معه‪.‬‬

‫‪¤‬مرحبا‪...‬علمت أنكام هنا فرتيات ألرى ابنتاي التاي نسات‬

‫أمري‪.‬‬

‫ابنته م سلم عىل زوجها‪ ،‬فردت ورد‬ ‫قا ا العميد مقبال رأ‬

‫معتذرة‬

‫‪ ¤‬آسفة أيب‪ ،‬إشتقت إليك ريا‪.‬‬

‫ابتسم ا بحنان م التفت إ ليث‪ ،‬خياطبه بجدية‬

‫ليثال‬ ‫‪ ¤‬ب رصفت احلرا‬

‫‪1306‬‬
‫رد عليه بحذر ‪ ،‬فهو ترصف دون أن يرجع إليه‬

‫‪¤‬سيدي أنا ال أفارقها ‪ ...‬هي زوجتي ومسؤوليتي‪..‬‬

‫حتدث العميد برسمية عمله التي تعود عليها‬

‫‪ ¤‬هل نسيت ليلة حاولوا خطفكام معاال نات معهاا عاىل ماا‬

‫أظن وماذا حدثال‬

‫أجابه حماوال املحافظة عىل هدوءرب فهو رئيسه مهام ان موقعاه‬

‫الشل‬

‫‪¤‬ماذا حدثال يمسكوا بنا!‬

‫علت نربة العميد وورد تراقب بحاجبو مرفوعو وفم مفغر‬

‫‪¤‬ومن أنقذكال أليست هيال‬


‫‪1307‬‬
‫غضب ليث وامحر وجهه من شدة ما يلجم نفسه‪ ،‬يفرس‬

‫‪ ¤‬لقد وضعت خطة و نت أطبقها حو تدخلت هي أطلب‬

‫منها ذلك‪ ،‬بل أمرهتا با رب‪.‬‬

‫أجابه ساخرا ويديه داخل جيبي رسوال بدلته‬

‫‪ ¤‬هي امللطئة اآلنال‬

‫هم ليث بالتحدث حو جفال اال نان عىل ضحكة رنانة مرحة‬

‫تردد صداها بو أرجاء احلديقة‪ ،‬التفتا إ ورد التي تساتطع‬

‫تم ضحكتها حتى امحر خداها و دمعت عينيها‪ ،‬تعلام ام‬

‫أسعدت القلبو أمامها‪ ،‬والدها الذي الح تغري يشء يف ابنته‬

‫و رهنا أ ر وهجا وسعادة‪ ،‬فعادت به إ املايض حو تزوج و‬

‫‪1308‬‬
‫أحب تلك الفتاة األخرى التي تشبه هذرب قبالته بشادة ولياث‬

‫تائه يف ضحكتها يعلم جيدا م يغرق لام ا تشف فيها شايئا‬

‫جديدا واملشكلة أنه سعيد هبذا الغرق ويتمنى أن يغرق ويغرق‬

‫يف حبها وال يطفو‪.‬‬

‫متالكت نفسها أخريا وتكلمت لتوقظهام من رشودمها‬

‫‪¤‬أنتام اال نان تترصفان األطفال‪...‬و هذا ال يليق بكام أبدا‪.‬‬

‫تربطت ذرا والدها تسحبه‪ ،‬قائلة‬

‫عىل الطاولة هنا‪ ،‬فاجلو صحو باحلديقة‪.‬‬ ‫‪ ¤‬رافقاين لنجل‬

‫اختذ ل واحد منهام رسيا‪ ،‬فتحدث ليث قاصدا العميد‬

‫‪1309‬‬
‫‪¤‬أنا آسف سيدي ألنني رصفتهم دون إذنك‪ ،‬أنا فقط ال أ اق‬

‫برن يتبع زوجتي جمموعة من الرجال‪ ،‬تصور لو اشرتاهم ذلك‬

‫املجرمال‬

‫ل لمة يقو ا حتفر داخل عقلها وتزيد قتها به‪ ،‬سامعت رد‬

‫والدها املطمئن‬

‫‪ ¤‬أنا اخرتهتم بنفل و أ ق هبم ال ختف‪.‬‬

‫أنزل تفارب باستسالم‪ ،‬يوافقه‪ :‬إذا نت متر دا ال مشكلة ‪...‬يف‬

‫ل حال هي ال خترج إال بصحبتي‪.‬‬

‫ابتسمت له ورد حو نظر إليها بتخر مجلتاه‪ ،‬فارد اا البسامة‬

‫ليقع املشهد بالبه جة يف قلب العميد الذي قال بمرح‬

‫‪1310‬‬
‫‪ ¤‬يف حالك ابنتيال ‪..‬أرى برنك سعيدة ومرحة أيضا ما هو‬

‫الرس يا ترىال‬

‫ضحك الرجلو من امحرارها‪ ،‬فقامت خجلة تفر من أماامهام‬

‫متمتمه ‪ :‬سرحرض قهوتك أيب‪.‬‬

‫ربت العميد عىل تف ليث قائال بامتنان‬

‫‪ ¤‬شكرا لك بني‪ ،‬لقد أسعدت قلبي‪.‬‬

‫رد عليه ب قة ‪ :‬أنا أفعل شيئا سيدي‪ ،‬إهنا قوية و حتت سوى‬

‫دفعة خفيفة لتتقدم لألمام‪.‬‬

‫أجابه قبل أن ينقلب للجدية من جديد‬

‫‪1311‬‬
‫‪ ¤‬بىل فعلت‪ ،‬أنت حتبها وهذا أ ر من اف ‪...‬دعنا من هاذا‬

‫احلديث اآلن‪.‬‬

‫استولت جدية العميد عىل امل انتبارب ليث يصغي له‬

‫‪ ¤‬وصلتني إخبارية عن موعد قدوم الشحنة‪.‬‬

‫ترهب ليث‪ ،‬يتساءل ‪ :‬متىال‬

‫احلديقة حوله برسعة ونباهة بينام فيبه‬ ‫تفح‬

‫اآلن ليث‪ ،‬سرخرب م يف االجتام املغلق‪.‬‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫أومر ليث‪ ،‬خياطبه باشمئزاز جتىل عىل حميارب‬

‫‪ ¤‬لن تصدق ما علمته من ورد اليوم‪.‬‬

‫‪1312‬‬
‫ضم العميد جبينه تساؤال‪ ،‬فاستطرد ليث‬

‫‪ ¤‬احلقري دفن الفتاة يف القبو‪.‬‬

‫دهش وحط بقبضة يدرب عىل الطاولة هاتفا‬

‫‪¤‬املجرم املنحط‪ ...‬سنؤجل ذلك إ أن نقبل عليه متلبسا‪،‬‬

‫بعدها سننرش مجيع وساخته أمام هيئة املحكمة‪.‬‬

‫نفساه‪.....‬لقد‬ ‫م أ مل بغل ‪ :‬فلريين حينها ياف سايلل‬

‫استعنت باهلل م ل عالقة ا تسابتها يف حياايت العملياة ولان‬

‫ينتهي إال بإعدام إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪1313‬‬
‫سكت العميد حاو ملاح ورد مقبلاة علايهام بصاينية القهاوة‪،‬‬

‫الحظت سكوهتام فعلمت أهنا قطعت حديث عمال ومادت‬

‫بالفنجانو إليهام وهي تقول ‪ :‬هل قطعت حدي كامال‬

‫هزا رأسيهام بال فجلست مكاهنا ‪.....‬أهنوا القهاوة يتباادلون‬

‫احلديث م ودعوا أهل البيت بعدها و افرتقا أمام املنازل ماع‬

‫العميد الذي غادر بدوررب م انطلقا إ بيت اجلندي‪.‬‬

‫********‬

‫أوقفت شاهي سيارهتا بحدة أمام الدار حتى أحد ت فراملها‬

‫صوتا الرصخة‪ ،‬جتاهلت حسن ر نها وأرسعت داخلة الهية‬

‫عن ابتسامة النرص عىل وجه سمري الواقف يف ر ن باحلديقاة‪،‬‬

‫‪1314‬‬
‫توجهاات إ رواق ال فتيااات ودخلاات إيل عناارب الصااغريات‬

‫عىل الرسير بالقرب من أمال‪ ،‬اقرتبات‬ ‫فلمحت فاطمة جتل‬

‫منهام بقلب وجل‪ ،‬فوقفت فاطمة حو رأهتاا تقاول متصانعة‬

‫القلق قبل أن تنسحب تفكر برهنا ستقتلها حو تعلم باحلقيقة‪.‬‬

‫‪¤‬ال تريد سواك‪.‬‬

‫رق قلب شاهي وجلست بجانبها‪ ،‬مدت لتا يدهيا فحملتهاا‬

‫وحطت هبا فوق حجرها متسد عاىل جاناب رأساها إ ذقنهاا‬

‫ا برقة ‪ :‬ما بك حبيبتيال هل أنت مريضةال‬ ‫وهتم‬

‫‪1315‬‬
‫نظرت إليها أمل برسور ومهت بمعانقتها لكنها تذ رت قاول‬

‫"البابا خاصتها"‪ ،‬فتصنعت التعب بشاكل باريء مضاحك‬

‫تعيد ما رددورب عليها حتى حفظته عن ظهر قلب‬

‫‪ ¤‬تريت اليوم سنبلة هل مللت منيال‬

‫ف قلبها عليها ومهست بينام تضمها بشدة‬

‫‪¤‬أبدا حبيبتي يف متل األم من ابنتهاال أنا أحبك جدا جدا‪.‬‬

‫قالت الصغرية من بو ضلو شاهي‬

‫‪¤‬بابا أيضا قال أنه حيبني وحيبك‪.‬‬

‫أبعدهتا شاهي لتنظر بعينيها بينام تبلع ريقها من التاوتر الاذي‬

‫يفرض نفسه عليها ل مرة تسمع باسمه‬


‫‪1316‬‬
‫‪¤‬قال أنه فهز لنا غارفتو مجيلتاو واحادة لاك و واحادة يل‬

‫بجانبها‪.‬‬

‫استغربت شاهي و راقبت اسرتسا ا بريبة‬

‫‪ ¤‬يقول غرفتي ستكون لها زهرية و مليئة بالدمى و مالبا‬

‫األمريات ‪...‬لكن ‪...‬‬ ‫مجيلة مالب‬

‫تتصنعه هذرب املرة‪ ،‬فسرلت شاهي بحرية‬ ‫نطقتها بعبو‬

‫‪¤‬لكن ماذاال‬

‫عبوسها‬ ‫ردت تشري إليها بنف‬

‫‪¤‬إن توافقي أنت عىل القدوم معنا لن يكون هناك بيت‪.‬‬

‫ضمت شفتاها تقضمهام بغي هامسة‬


‫‪1317‬‬
‫‪ ¤‬إذن أنت تورطني يا سمري وتلوي ذراعي‪..‬‬

‫جفلت و أمل تسر ا برتقب طفويل‬

‫‪ ¤‬هل سترتو معنا ماما سنبلتيال‬

‫التفتت إليها ال تصدق وقع الكلمة عىل صادرها وابتسامت‬

‫تضمها قائلة ‪ :‬أين باباال‬

‫قاطعهام صوته املرتبك‪ ،‬قاائال ‪ :‬أناا هناا أنتظار دوري لكان‬

‫بالطبع أعلم برنه سيكون لقاء بال أحضان‪.‬‬

‫تبادله هتكمه وقالت تقصد الصغرية‬

‫‪¤‬أمل حبيبتي اذهبي إ احلديقة وسنلحق بك بعد قليل‪.‬‬

‫‪1318‬‬
‫سحبت الطفلة نفسها من حضن شااهي‪ ،‬هتاز رأساها وهاي‬

‫جتري خارجة من العنرب‪.‬‬

‫مالءة الرساير التاي‬ ‫تقم عن مكاهنا مطرقة برأسها تتفح‬

‫هبت بياضها‪ ،‬حتاول السيطرة عىل دقات قلبها تسرتجع أسباب‬

‫غضبها ليترج من جديد ويطغى عىل تلبكها **تبا ‪..‬تبا! ملاذا‬

‫أحتاج ذ ر األسباب ألغضب منهال ما الذي جرى يلال أ ن‬

‫هكذا أبدا** فك رت شااهي حاو سامعت صاوته القرياب‬

‫تتيقن من قربه منها‬

‫‪ ¤‬حبيبتي‪ ،‬أنا أقصد ل ما فهمته واهتمتني به‪.‬‬

‫‪1319‬‬
‫طفح يلها من عدم فهمه مل ا فعله هبا وضاق صدرها‪ ،‬فوقفت‬

‫مواجهة لوجهه بمالحمها املتعبة وعينيهاا املتاورمتو مان أ ار‬

‫البكاء‪ ،‬فهزت أر ان بدرب قبل قلبه وهي تصيح بر‬

‫‪ ¤‬تقصد ماذا بالضبطال وضاعي حتات االختياار ااجلرذان‬

‫بإخفاء حقيقتك عني وادعائك الفقر املادقع و ارنني سااقطة‬

‫أالحقك من أجل مالك ‪ ...‬أم عرضك السلي الاذي أعلام‬

‫قيمته فقط من انبهار والدي الذي ال يبهررب العجب‪..‬ما الاذي‬

‫تقصدرب بالضبطال‬

‫انقطعت أنفاسها واشتد حنقها وامحرارها مع مجلتها التالياة‪:‬‬

‫تقصد أن ت بت يل مدى طمع والدي ومدى استعدادرب مع أمي‬

‫لبيعي من أجل املالال‬


‫‪1320‬‬
‫رفعت يدها ورضبت صدررب برقىص قوهتاا‪ ،‬تكمال صاياحها‬

‫الذي بدأت نربته تبح وهو سا ن يتلقى رضباهتا دون مقاومة‪.‬‬

‫‪ ¤‬نت أجتاهل مباادئهام التافهاة التاي ال يشاملها إال اجلشاع‬

‫واملال‪ ،‬أقنع نفل برهنا جمرد تظاهر منهام ليندجما ماع حمايطهام‬

‫لكن أنا من حيبون أ ر مان أي يشء آخار ‪ ...‬و مااذا فعلات‬

‫أنتال هاال ماذاال‬

‫عقد حاجبارب يترمل الدمع القاطن بزرقتيها بسببه وهي تكمال‬

‫بااه‬ ‫افت الاارداء الااذي ناات أطم ا‬


‫بشااجن وحاازن‪ :‬شا ب‬

‫حقيقتي‪ ....‬أنني جمرد سلعة أنجباها و اعتنيا هبا جيادا حتاى‬

‫أصبحت جاهزة ليبيعاها ملن يدفع أ ر‪.‬‬

‫‪1321‬‬
‫يتحمل‪ ،‬يشعر بقلبه سينفجر من أملها وجرحها الذي حيا‬

‫بلوعة‬ ‫به يف قلبه هو‪ ،‬فقاطعها هيم‬

‫‪¤‬أقسم لك‪ ،‬أنا أفكر إطالقا بكل ما قلته اآلن‪.‬‬

‫م أ مل بتوسل وهو يمنع عنها طريق البعد عنه‬

‫‪¤‬لقد أخربتك من قبل‪ ،‬أنا أشفى مان ال عقادي ومقات‬

‫الطمع انت واحدة منهن‪..‬أنا بطبعاي أخفاي حقيقاة عمايل‬

‫ا إال املقاربو مناي‬ ‫حتى أغل ب املوظفو ال يعلمون بشل‬

‫أقسم نت سرخربك ذلك الياوم حاو طلبات رؤيتاك لاوال‬

‫تدخل ذلك الغبي ابن عمك!‬

‫بدأت تستكو لكنها ال تنظر إليه‪ ،‬فيتحرك ليمأل جمال رؤيتها‬

‫‪1322‬‬
‫أخربته ل يشء عن‬ ‫‪ ¤‬أنا أساوم عليك أمام والدك بالعك‬

‫قاوي ال هتازرب زالزل احليااة‪،‬‬ ‫حيايت لنبني عالقتنا عىل أسا‬

‫لكن حو بدت بوادر الرفل عىل صفحة وجهه ارتعش قلبي‬

‫من جمرد احتامل فقدانك ‪...‬فاستعملت البطاقة األخرية لدي‪،‬‬

‫فقط ألقنعه ال ألجربك عىل يشء ال تريدينه أو أقيمك سالعة‬

‫‪....‬فرنا أحبك‪ ،‬أحبك وال أختيل حيايت بادونك بال ال أرياد‬

‫لك فيها وجود‪.‬‬ ‫حياة لي‬

‫بتت مقلتاها عىل خاصته التي اهتزتا من رفضها ملا سايقوله‪،‬‬

‫فرغمضهام للحظة رنه حيكم طاوق قيادرب علايهام ام فاتحهام‬

‫بشجن أحرق قلبها قبل قلبه هو‬ ‫ومه‬

‫‪1323‬‬
‫‪¤‬إن أخربتني اآلن يف التو واللحظة أنك ال تريدينني‪ ،‬فسرعلم‬

‫هذا فقط‪.‬‬ ‫والدك برتاجعي عن األمر له و لي‬

‫دهشت من قوله و حبست أنفاسها بصدرها وهو يشاد عاىل‬

‫يديه ي ال يطبق عىل اخلصاالت الذهبياة بال يطباق عليهاا‬

‫بر ملها‪ ،‬يضيف ‪:‬‬

‫‪¤‬سرحرص عىل أن ال يوافق عىل أي متقدم أنت لست موافقة‬

‫عليه حتى إن رصفت ل رويت عىل رشاء رفل والدك‪.‬‬

‫مالحمه بريبة واندهاش‪ ،‬تتساءل‬ ‫حر ت عيناها تتفح‬

‫‪ ¤‬حقا ستفعل ذلكال حتى إن اخرتت رجال آخرال‬

‫‪1324‬‬
‫شعرت بتصلبه ووجوم مالحمه والعرق وسط جبهتاه يناتفخ‬

‫بناربة‬ ‫مكانه رنه سينفجر لكنه هز رأسه ب قل مؤ ادا ومها‬

‫تنبل أملا أنبرهتا بمدى اعتصار أحشائه‬

‫‪¤‬سرفعل حتى لو قتلني وساتفعلو تيقناي مان ذلاك‪ ،‬لكان‬

‫أتعلمو ماا سايقتلني أرس ال رؤياة األ بعينياك وأ اون أناا‬

‫السبب‪.‬‬

‫اختفى وجع قلبها هي ليحل حمله وجع قلبه هو الناضاح مان‬

‫عينيه‪ ،‬تعلم جيدا استحالة حتمل رجل حامي الدماء غيور م له‬

‫لرؤية امرأته ختتار غريرب‪ ،‬فكيف به يبذل روته من أجل ذلاك‬

‫وجمرد نطقه لألمر يزيد من قدررب لدهيا ‪...‬عىل من تكذبال هي‬

‫حتبه ‪...‬تعشقه هي الكلمة املناسبة ملا تشعر به نحورب‪.‬‬


‫‪1325‬‬
‫برجاء‬ ‫اقرتب منها و حيد بعينيه عن مقلتيها‪ ،‬هيم‬

‫‪¤‬أخربيني شاهي‪ ،‬هل تبادلينني إحسايس بكال‬

‫مهسه ‪ :‬إهنا املرة األو ‪....‬‬ ‫ردت عليه بنف‬

‫ضم حاجبارب ينطق ببالهة ‪ :‬هاال‬

‫ابتسمت من بو مالمح وجهها التي أصبحت لوحة جتريدية‬

‫من االمحرار امللتلط بالشحوب باإلضاافة للادمو ‪ ،‬هتما‬

‫ومها ال يزاالن متقاربو‬

‫‪¤‬أول مرة تناديني باسمي‪.‬‬

‫قلب عينيه بملل يعقب‬

‫‪ ¤‬أجيبيني من فضلك وسردعوك ام حتبو‪.‬‬


‫‪1326‬‬
‫ابتعدت عنه قليال‪ ،‬فهوى قلبه من احتامل رفضها ام مهسات‬

‫بلفوت وتوسل ‪:‬لن جترحني مرة أخرىال‬

‫التهم اخلطوتو جمددا‪ ،‬هيتف بلهفة وا ق‬

‫‪¤‬أبدا‪ ....‬أعدك بذلك‪.‬‬

‫رفعت أصابعها متسح عينيها ام أنازلتهم لتساوي هنادامها‬

‫وخجلها هذرب ا ملرة يزدها محرة فلم يبقي بكاؤها و رصاخهاا‬

‫جماال لذلك‪.‬‬

‫انتظرها حتى نفذ صربرب هيتف بضيق ‪ :‬سنبلة!‬

‫استدارت مبتسمة بمرح ممزوج بمكر‪ ،‬تقول وهي مغادرة‬

‫‪1327‬‬
‫‪ ¤‬لن أخربك إال بعد عقد القران ‪....‬سارذهب ألرى طفلتاي‬

‫وأنتظرك لتلربنا عن الغرفتو اللتو علمت هي هبام قبيل ‪...‬و‬

‫أحذرك! أنا ال أحب الزهري!‬

‫تر ته جامدا يرفل أن يصدق قلبه الذي هدر مكاناه فرحاا‪،‬‬

‫بيانام بسامته‬ ‫فزفر زفرة طويلة حارة ومسح عىل وجهه هيم‬

‫تتسع عىل غررب‬

‫‪¤‬أعرف جيدا اللون الاذي يلياق باك ‪.....‬األمحار رشساتي‪،‬‬

‫األمحر!‬

‫********‬

‫‪1328‬‬
‫ما إن وصلوا بيتهم حتى استرذنت مريم منهم لرتتاح‪ ،‬فرذنت‬

‫ا خالتهاا وطلبات منهاا أن تناام و سرتسال اا العشااء إ‬

‫غرفتها‪ ،‬فانسحبت شا رة حلكمة خالتها تنشد االنفراد بنفسها‬

‫رامتهاا التاي جرحهاا‬ ‫واالستعداد ملعر تها معه السارتجا‬

‫بيديه‪ .‬ظل يراقب مشيتها إ أن اختفت وقلباه يناذررب بقادوم‬

‫معر ة ضارية عىل قول صديقه لكنه لن يستسلم أبدا فلاتكن‬

‫زوجته وبعدها يعلم جيدا يف سينتز الصفح منها انتزاعا‪.‬‬

‫جفل عىل ملسة والدته التي قالت بحنان مشفقة‬

‫‪ ¤‬الوقت بني‪ ،‬الوقت ف يل باجلراح فامنحها بعضا منه‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1329‬‬
‫انت السباقة إ رسيرمها هذرب املرة تد ر نفسها جيدا باملالءة‪،‬‬

‫ال تعلم ب االرتباك يغزوها وهي قد نامت بجانباه قابال‪ ،‬هاو‬

‫خوفا أ دت لنفساها وال عادم قاة لكناه تاوتر ممازوج‬ ‫لي‬

‫بلجل‪ ،‬دوى قلبها بدقة تردد اهتزازها بساائر جسادها حاو‬

‫خرج من احلامم و نازة منامتاه بيادرب يلبساها بعاد‪ ،‬جتاهال‬

‫امحرارها واجته إ طاولة الزينة يلتقط املنشفة الصغرية يتظاهر‬

‫بتنشيف شعررب‪ ،‬يرس ابتسامته لبحلقتها املصدومة يقسم أهناا‬

‫ترى مشه دا هذا مان قبال لكناه جمارب لكاي تارلف حيااهتام‬

‫زوجو‪.‬‬

‫تسمرت مكاهنا ترمق ام العضاالت بانادهاش وصادمة ال‬

‫تصدق أن أمامها رجل عار اجلذ وهي جالسة هتارب بعاد‬

‫‪1330‬‬
‫وحتى قلبها ال يدوي خوفا وإناام يشء آخار خمتلاف‪ ،‬التفات‬

‫متجها إ الرسير والكنزة ال تزال بيدرب‪ ،‬بلعت ريقها وجسدها‬

‫بدأ باالرجتاف الح ذلك فتصانع التنباه أخاريا يقاول بيانام‬

‫يرتدي نزته‬

‫‪¤‬أنا عادة أنام عاري اجلذ ‪....‬آسف ورديت‪.‬‬

‫حتت الغطاء‪ ،‬يستلقي عىل شاقه‬ ‫تضاعف ارتبا ها وهو يند‬

‫جتاهها يترملها باهتامم تشاغلت عنه بترمال الساقف وتنفساها‬

‫الرسيع يفضح تلبكها‪.‬‬

‫‪ :‬ورد!‬ ‫ابتسم بمرح هيم‬

‫‪1331‬‬
‫أ جابته هبمهمة وجلة زادت من اتسا بسمته‪ ،‬فيسر ا حمااوال‬

‫إ اءها عن توترها ‪:‬هل تظنو برن مريم ستسامح هشامال‬

‫ارتاح قلبها نسبيا وهدأت أنفاسها لكنها تتحرك من مكاهناا‬

‫وهي جتيب بارتعاش تتحكم به‬

‫اآلن‪...‬يلزمها وقت‪.‬‬ ‫‪¤‬ستفعل إن شاء اهلل لكن لي‬

‫هز رأسه وعقب بتعمد ليستفزها أ ر ‪ :‬برأي هو معذور‪.‬‬

‫انتفضت والتفتت إليه برأسها مما أسعد غروررب لتوجيههاا اام‬

‫يريد‪ ،‬تقول بنربة حازمة‬

‫‪ ¤‬معذورال يمنحها فرصاة لتادافع عان نفساها واهتمهاا يف‬

‫عفتها ورشفها وتقول معذورال‬

‫‪1332‬‬
‫يرتاجع يدافع عن وجهة نظررب بينام هو معجب بدفاعها عان‬

‫صديقتها وحتى ح واررب معها يف ذلك الوضع احلميمي‬

‫‪¤‬لكنه سر ا وهي تدافع عن نفسها‪.‬‬

‫استدارت هذرب املرة بكل جسادها تفرسا لاه‪ ،‬فتعلقات عيناارب‬

‫برت يز عىل خصلة من خصالهتا التي تطلق رساحها فتساتفزرب‬

‫لريجعها مكاهنا‪ ،‬هتوي فوق عينيها وهي الهية عنها بجدا ا‬

‫‪¤‬هذا ألهنا رأت االهتام بنظراته قبل أن يسر ا حتى‪.‬‬

‫عقد حاجبارب حياول رصف انتبارب نفسه عن خصلتها التي هتتاز‬

‫مع نطقها‪ ،‬يعلق عىل حدي ها‬

‫‪1333‬‬
‫‪ ¤‬هو أيضا قرأ اعرتافها بام حصل بنظراهتا‪ ،‬لو انات أخربتاه‬

‫بحقيقة الوضع ان ليصدقها‪.‬‬

‫نفلت برفل تزم شفتاها‪ ،‬فزاد حتفزرب‪ ،‬تقول وهي الغافلة عن‬

‫حالته تلك‬

‫‪¤‬ال أظن‪ ،‬فمن حيب يتحول ألعمى ويترس باحلكم‪.‬‬

‫بلع ريقه هيد‪ .‬من وجيب قلبه ومه‬

‫‪ ¤‬ملاذا ساعدهتام إذنال ‪..‬بام أن هشام خمط من وجهة نظركال‬

‫حر ت رأسها فتحر ت اخلصلة ومعها عينيه وقلبه‪ ،‬فضم يدرب‬

‫يف قبضة وشد عليها يلجمها عن مبتغاها مصغيا جلواهبا‬

‫‪1334‬‬
‫‪ ¤‬ألهنا مغرمة به وحبها له صادق‪ ،‬يعناي مهاام غضابت مناه‬

‫سيريت يوم وينطف الغضب ويبقى احلب‪.‬‬

‫طريقها نحو خصالة الشاعر‬ ‫تنهدت فطار حتكمه بيدرب تلتم‬

‫ملمساها‪،‬‬ ‫الشاردة‪ ،‬ي ِع عىل فعلته إال حو وصله إحساا‬

‫نظر إليها خيفي اندهاشه من ساكوهنا ومراقبتاه‪ ،‬فحارك يادرب‬

‫بحاارص إ أن باات اخلصاالة خلااف أذهنااا وهناااك شااعر‬

‫بارتعاشها‪.‬‬

‫تصدق م املشاعر اجلديدة التي تغمرها‪ ،‬فهي تتنباه ليادرب‬

‫إال حو المست خصلتها‪ ،‬فسكنت تنتظر ما سيفعله وراقبته‬

‫إصابعه‬ ‫إ أن أرجعها خلف أذهناا حياث شاعرت بملما‬

‫خوفا بل دفئا غريبا جديدا عليها‪ ،‬ل ما‬ ‫فارتعشت لكن لي‬
‫‪1335‬‬
‫توصل به ذ ائها أنه أمر ال خييف بال العكا ‪ ،‬تشاعر باذلك‬

‫املكان يطالب بلمسة أخرى‪ ،‬فتصغي للساان حا اا خياطبهاا‬

‫**يا إ ي! الطبيبة حمقة‪ ،‬ل ما أحتاجه جتربة األمور ألتعرف‬

‫هبا يف يكونال**‬ ‫عىل اإلحسا‬

‫جمددا باسمها فالتفتت إليه‪ ،‬تلمح راحة يدرب وقد أراحها‬ ‫مه‬

‫عىل الوسادة بينهام‪ ،‬فيطالب منها برقة‬

‫‪ ¤‬ضعي يدك هنا وال ختايف مني أبدا‪.‬‬

‫سلمته يدها دون تردد ليطباق عليهاا ومهسات باام أراح قلباه‬

‫وجعله يغط بنوم عميق‬

‫‪¤‬أنا أ ق بك‪ ،‬فقط أمهلني بعل الوقت ألتعود‪.‬‬

‫‪1336‬‬
‫جاء الصاباح بحماد اهلل ونعمتاه وأرشقات شمساه يرسالها‬

‫لتحيط بدفئها عبادرب وحتى من يكفارون باه ومان يعصاونه‪،‬‬

‫فسبحان رمحته بللقه‪ ،‬هب اجلميع من مكانه بنشاط يبادأون‬

‫يومهم الذي ال يعلام أحاد مانهم ياف سايكون وال ياف‬

‫سينتهي‪ ...‬وهناك من يستعد للحفل نعم حفل يف آخر النهار‪،‬‬

‫النهار الذي سيعتربرب ري منهم طويال جدا و غريبا جدا جدا‬

‫‪....‬فرغرب يشء باحلياة هو تبدل حا ا يف حلظة من أبيل إ‬

‫أس ود أو أسود إ أبيل‪ ،‬أال يقولون مصائب قوم عناد قاوم‬

‫فوائدال‬

‫**********‬

‫‪1337‬‬
‫برصرب عىل نقطة يف الشار يترملها من علياءرب‪ ،‬من نافذة مكتبه‬

‫الكائن بالطابق العارش‪ ،‬النقطاة حتتلهاا فتااة صاغرية بلباا‬

‫مهرت‪ .‬وسخ‪ ،‬جالسة عاىل الرصايف تتساول عطاف املاارة‪،‬‬

‫فمنهم من يرمي ا بعمالت معدن ية ومن يتظاهر بعدم رؤيتها‬

‫أو ال يراها بالفعل‪ ،‬ال يعلم فستاهنا الذي هبت صفاررب يذ ررب‬

‫برول يوم جاءت فيه رنا إ منز م‪ ،‬رناا" تلاك التاي انات‬

‫السبب يف معرفته ملدى دناءة والدرب واعتقد أناه ساب نقاطاا‬

‫لصاحله ليعلم بعدها أهنا خسارة‪ ،‬خسارة برية‪ .‬ليته ظل عاىل‬

‫جهله ا ن سيظل خمدوعا لكن نظيفا رخيه‪ ،‬يمكن أن يتامدى‬

‫جمرماا ‪ ،،‬آآرب‪ ،،‬تنهاد بتعاب‬ ‫قليال فيسمى طائشاا لكان لاي‬

‫‪1338‬‬
‫وضنك والتفت إ مكتبه لريفع عينيه للباب الذي فتح بحدة‪،‬‬

‫يدخل منه من ان حيتل تفكريرب للتو‪.‬‬

‫أقفل حلمي الباب ام فتحه والتفت إ ابنه هيتف بانزعاج‬

‫‪ ¤‬أ أخربك برن تبتعد عن املسمى ليثال‬

‫عقد تامر حاجبارب مستغربا ووالدرب يكمل بضيق‬

‫‪¤‬علمت من مصادري أن هناك من ينقب ورائي‪....‬‬

‫رد عليه بريبة ‪ :‬وملاذا حتسبه ليثال‬

‫لوح بيدرب وهو هيتف بضيق بينام يقرتب من املكتب‬

‫‪ ¤‬ومن قد يكون غريربال لن يكون غريرب يبحث خلفاك وأنات‬

‫تعلم السبب‪.‬‬
‫‪1339‬‬
‫جتاهل آخر المه يقرتح‬

‫‪ ¤‬نلغي العملية إذنال حتى نتر د!‬

‫علت نربة صوته يصيح بعينو جاحظتو غضبا‬

‫‪ ¤‬مستحيل! من نتعامل معم ال يلعبون‪ ،‬لقاد حاددوا الازمن‬

‫ولن يرتاجعوا ‪...‬املشكلة هنا‪ ،‬أخشى أنه يراقبك ‪...‬لذا فاب‬

‫أن نلهيه حتى نطمئن عىل بضاعتنا‪.‬‬

‫هز رأسه يشري إليه متسائال ‪ :‬ماذا تقصدال‬

‫تنهد حلمي وخطى إ األريكة يف القسام اآلخار مان غرفاة‬

‫املكتب‪ ،‬يلقى ب قله عليها بينام يقاول وهاو يفاتح زري سارتة‬

‫البدلة السوداء‬

‫‪1340‬‬
‫‪ ¤‬هل ما زلت تعمل عىل خطف الفتاةال‬

‫صمت ينظر إليه للحظة م أومر بنعم‪ ،‬فقال مضيقا عينيه يفكر‬

‫‪¤‬إذن افعلها قبل أن تصال الشاحنة‪ ،‬هكاذا نلهياه إ أن متار‬

‫الصفقة عىل خري‪.‬‬

‫بلع تامر ريقه يرس خوفه من مساندة والدرب‪ ،‬فيبه بحذر‬

‫‪ ¤‬إن نجحت يف خطف ورد لن تعود إليه أبدا‪ ،‬سررحل هبا إ‬

‫األبد خارج البالد‪.‬‬

‫أخفى والدرب حنقه بصعوبة وتصنع الالمباالة‪ ،‬يدعي منارصته‬

‫‪ ¤‬املهم عندي أن متر الصفقة عىل خري بعدها ال هيم ما ستفعله‬

‫بالفتاة‪.‬‬
‫‪1341‬‬
‫فقال تامر‪ :‬إذن د األمار يل‪ ،‬هنااك خطاة ساتنفذ الياوم‪ ،‬إن‬

‫نجحت سهلت علينا أمورا رية‪.‬‬

‫قام والدرب مغادرا بينام يقول ‪ :‬خذ حذرك جيدا وال تتهور‪.‬‬

‫ما إن خرج من مكتب ابنه‪ ،‬استل هاتفه وطلب رقام ما‪ ،‬انتظر‬

‫قليال و قال هبدوء خيالف ما فيش به صدررب من عصبية سببها‬

‫ابنه األمحق‬

‫‪¤‬أعلم جيدا برنك تعرف خطط تامر و أوامري هاي ال ذياول‬

‫لألمر‪ ،‬هل تفهمال‬

‫صمت يصغي م قال ‪ :‬جيد‪.‬‬

‫لنفسه‬ ‫وأعاد ا اتف مكانه تلمع عينارب بلبث الرش‪ ،‬هيم‬

‫‪1342‬‬
‫‪ ¤‬املوت ورائك يا فتاة منذ صغرك ‪...‬إنه قدرك‪.‬‬

‫*****‬

‫دخلت اخلالة فتحية بصينية القهوة مع الضيافة‪ ،‬فقامت شاهي‬

‫حبيب‬ ‫وتسلمتها منها م بدأت من أقىص اليمو حيث فل‬

‫قلبها األشيب‪ ،‬انحنت تقدم له القهوة مبتسمة فباد ا بسامتها‬

‫وزاغت عينارب عىل وجهها الاذي عااد هبااءرب والساعادة تازين‬

‫حمياها برمجل زينة‪ ،‬تنحنحت أسامء لتنبه شاقيقها فاوعى عاىل‬

‫نفسه و أخذ فنج انه‪ ،‬حتر ت خطوة أمام أساامء التاي تتبسام‬

‫اا‬ ‫بمكر وقلبها هيلل فرحا لساعادة أخيهاا الوحياد‪ ،‬هتما‬

‫بمرح ‪ :‬لقد أفقدته صوابه يا فتاة‪ ،‬ترفقي به قليال!‬

‫‪1343‬‬
‫أطرقت رأسها بحياء دهاش لاه ناارص املراقاب للوضاع‪ ،‬ال‬

‫يصدق أن خطته فشلت واألدهاى أناه ال هياتم بال باالعك‬

‫يشعر بترنيب ضمري ال يعلم له من سبب! خصوصا اآلن وهو‬

‫يرى شلصية شاهي احلقيقية التي لطاملاا علام أهناا تطمساها‬

‫بذلك التكارب والعصابية‪ ،‬فيلاطباه نفساه *أولسات تفعال‬

‫أنتال* التقط فنجانه شاردا بعينو بندقيتو واسعتو حتتالن‬

‫خياله‪ ،‬يشتاق ام جدا قبل أن يتنبه لقول عمه السيد جمران‬

‫‪ ¤‬تسعدنا زيارتكام لنا سيد رشدان‪.‬‬

‫رد عليه سمري برسمية مسرتجعا شلصيته القوية التي تفرض‬

‫هيبته عىل أي مكان حيل به‬

‫‪1344‬‬
‫‪ ¤‬ل السعادة لنا سيد جمران‪ .‬اسامحوا يل بارن أد شاقيقتي‬

‫الكربى تتحدث‪ ،‬فهي يف مقام والديت‪.‬‬

‫فستاهنا األنيق‬ ‫تكلمت أسامء بفلر تعتدل بجلوسها املحاف‬

‫حتى أن مقلتا ها ملعتا بدمو الفرح واحلزن معا‬

‫‪ ¤‬يرشفنا سيد جمران أن نطلب يد اآلنسة شاهي عاىل سانة اهلل‬

‫ورسوله‪.‬‬

‫تدخلت حرم السيد جمران قبل أن فيب زوجها‪ ،‬تعقب برتفع‬

‫و مالمح االشمئزاز تتشكل هبا مالحمها املتقنة الزينة‬

‫‪ ¤‬هذرب الطريقة قديمة‪ ،‬آنسة يعد أحدا خيطب هكذا‪.‬‬

‫‪1345‬‬
‫الوجه ال يسمح أبدا ألي أحد بإهانة أخته‬ ‫ترهب سمري عاب‬

‫لوال أن أسامء أمسكت بيدرب بينام يطلق نارص ضحكة سااخرة‪،‬‬

‫فتتدخل شاهي مستهجنة ‪ :‬ماما!‬

‫ليتدخل والدها زاجرا زوجته بنظارة حارقاة أخرساتها متاماا‬

‫يفكر برهنا ستفسد ل خططه حتى قبل بداية حتقيقها‬

‫‪ ¤‬آسف آنسة أسامء نشرة زوجتي خمتلفة فاعذرهيا‪ ،‬أناا آساف‬

‫سيد رشدان‪.‬‬

‫هدأ سمري قليال م قال بربود وهو ينظر إ محاته‬

‫‪¤‬بام أن هاذرب الطريقاة عااف عليهاا الازمن‪ ،‬فادعونا ننااقش‬

‫التفاصيل مبارشة ‪...‬وأرجوا أن يكون زفافا و برقرب فرصة‪.‬‬

‫‪1346‬‬
‫رد والدها ملوحا بكفه احلاملة للسيجار‬

‫‪¤‬و العجلة سيد رشدانال لنقم خطوبة أوال‪.‬‬

‫فرجابه بحزم أجلمه‬

‫‪ ¤‬هذا رشطي الوحيد سيد جمران ‪ ...‬زفافا يف أقرب وقت‪.‬‬

‫التفت السيد جمران إ ابنته لتلقي ببعل السحر عىل عاشقها‬

‫لكنها خيبت رجاءرب وهي ترمقه ب قة‪ ،‬قائلة ‪ :‬أنا موافقة‪.‬‬

‫وافق والدها عاىل مضال‪ ،‬فرفاع سامري يدياه يغاي محاتاه‬

‫املستقبلية‪ ،‬قائال‪ :‬نقرأ الفاحتة ليفتح اهلل عليناا أباواب الرب اة‬

‫والتيسري‪.‬‬

‫‪1347‬‬
‫ظلت مالمح االستهانة عىل وجه والدهتا بينام فقط التذمر عىل‬

‫وجه والدها أما أسامء فتكتم ضاحكة لان تضاحكها إال عناد‬

‫العرص أ ناء موعدها مع الطبيب‪ .‬قام نارص من مكانه حمافظاا‬

‫تغري ما‬ ‫عىل بسمته املرحة ليسلم عىل سمري الذي قابله بعبو‬

‫إن سمع مهسه‪ :‬مبارك عليك‪ ،‬أنت تستحقها ‪...‬أخرجها مان‬

‫هنا وستسعدان‪.‬‬

‫بر مله أما شاهي فقلبها حيلق ساعادة‬ ‫م انسحب من املجل‬

‫وال يقلقها سوى نظرات والدهتا املرتفعة‪ ،‬تباادلوا بعاد ذلاك‬

‫وتكفاال ساامري طبعااا بكاال‬ ‫احلااديث عاان موعااد العاار‬

‫التحضريات فقط ماديا أما ترتيبا فوالدة شااهي مان فرضات‬

‫نفسها لتقوم بكل يشء‪.‬‬

‫‪1348‬‬
‫غادر سمري برفقة أسامء وهو يرضب يدرب برخرى استغرابا مان‬

‫حرم السيد جمران التي تعتقد برهنا ائن سامي ال يتساوى ماع‬

‫البرش ويستغرب حقا أن سنبلته تكون ابنتها يف حو ان قلب‬

‫أسامء مرسور للتقادم الاذي حققتاه بفضال اهلل‪ ،‬فهاي لطاملاا‬

‫رهت أم ال والدة شاهي ولو انت أسامء القديمة ألقامات‬

‫الدنيا و تقعدها ‪ ،‬أما اآلن فهي مدهوشة من عدم المباالهتاا‬

‫بل ان املشهد بالنسبة ا مشهد وميديا مضحك‪ ،‬ترغاب‬

‫بالضحك بشدة عىل منظار شااهي اخلجلاة وعاىل ترصافات‬

‫والدهتا وابن عمها الذي ال تعلم سبب حضوررب من األسا ‪،‬‬

‫فهو ممتعل من عمه وحرماه املصاون ويسالر مان ال ماا‬

‫يصدر منهام‪ ،‬أما السيد جمران فيمنع زوجته مما يمنع نفسه هو‪،‬‬

‫‪1349‬‬
‫أن يترصف بعجرفة ويطردمها بعد أن يرهيام مكانتهام احلقارية‪،‬‬

‫لكن هيهات املال هنا سيد املوقف‪.‬‬

‫أرست يف نفسها هبجة إخبار د تورها و ل ما ظهر عىل حمياها‬

‫ابتسامة صغرية و ‪....‬الرضا‪.‬‬

‫*****‬

‫‪ ¤‬يا بنتي تعايل واجلل قليال‪ ،‬يوشك ا اتف أن يضمحل بو‬

‫يديك‪.‬‬

‫انت هذرب اجلدة تكلم ورد التاي مناذ أفطارت معهام وهاي‬

‫تتصل بزوجها دون جواب‪ ،‬اقرتبت منها وجلست تعارب عان‬

‫قلقها الظاهر عىل تقاسيم وجهها املتشنجة‬

‫‪1350‬‬
‫‪ ¤‬أخربين برنه سايذهب لعملاه بعاد صاالة الفجار وسايعود‬

‫ليقلني إ بيت مريم ‪...‬إنه مترخر ال فيب عىل هاتفاه‪ ،‬قلباي‬

‫منقبل وال أحب ذلك الشعور ألنه غالبا ما حيدث يشء يسء‬

‫بعدرب‪.‬‬

‫انتقل القلق إ قلاب اجلادة لكنهاا تبادرب‪ ،‬جتيبهاا مبتسامة‬

‫بمهادنة‬

‫‪¤‬استعيني باهلل حبيبتي‪ ،‬ماذا سيكون املانع سوى عملهال فهاو‬

‫غالبا ما يغلق هاتفه أ ناء ترديته‪.‬‬

‫تقتنع تقول برجاء‬

‫‪ ¤‬ال أعلم جديت ‪....‬عله خري‪ ...‬عله خري‪.‬‬

‫‪1351‬‬
‫عال رنو هاتفها بو يدهيا ففتحته رأسا دون أن تارى الارقم‪،‬‬

‫لينساب عرب أذهنا صوت أن وي ناعم تتذ ررب جيدا حتاى وإن‬

‫سمعته مرة واحدة‬

‫‪¤‬مرحبا ورد ‪...‬إسمعيني جيدا‪ ،‬فب أن تفارقي حبيبي ليث‬

‫فنحن عدنا لبعضنا منذ م دة لكنه احاتف باك واجهاة أماام‬

‫عائلته‪ ،‬فهم لن يوافقوا عىل رجوعنا لبعل ‪...‬أناا يرضاني‬

‫أباادا غفلتااك‪ ،‬لااذا تعااايل لتتر اادي هااو اآلن عااىل رسيااري‬

‫‪....‬خذي العنوان (****)‪..‬هل ظننت فعاال أناه سايرتك‬

‫اجلامل ويرىض بشبيهة أن ىال أنت خمطئة‪ ...‬باي يا ‪.....‬ورد‪.‬‬

‫استغربت اجلدة من جتمد ورد وا اتف عاىل أذهناا ام تبادل‬

‫األلوان عىل وجهها‪ ،‬فرمسكت يدها ختاطبها‬


‫‪1352‬‬
‫‪ ¤‬ورد‪ ،‬أنت بلري بنيتيال‬

‫متالكت نفسها بمشقة وحاولت الرد هبدوء تبلع ريقها‬

‫‪¤‬ال يشء جديت لقد ان رقام خاطئا ‪....‬أتعلمو ماذاال سر لم‬

‫حممود ليقلني إ بيت مريم فرنا مترخرة جدا‪.‬‬

‫أومرت اجلدة حمافظة عىل ابتسامتها رغم القلق الذي استبد هبا‬

‫أما ورد فللحظة ان الشيطان سيستويل عىل تفكريها يسول ا‬

‫خيانة زوجها خصوصا أهنا ال تعد له زوجة بحق وهو رجال‬

‫بعد ل يشء لكان نشارهتا وشلصايتها التاي ا تسابتها عارب‬

‫ساانوات عمرهااا فرضاات عااىل عقلهااا فرضاايات املنطااق‪،‬‬

‫فاستنتجت برسعة احتاملو‪ ،‬إما هو فخ لتذهب إليه برجليهاا‬

‫‪1353‬‬
‫أو أن ليث بلطر والفتاة تتحدث ب قة برنه عىل رسيرها‪ ،‬يف ال‬

‫احلالتو فب أن تترصف‪.‬‬

‫رفعت هاتفها تكلم شقيقها وما إن أجاهبا بادرت بالتحدث‬

‫‪ ¤‬السالم عليك أخي ‪...‬أنا آسفة لكن للمرة األو سارطلب‬

‫منك أن ترتك ل يشء بيدك مهام ان مستعجال وتريت إ بيت‬

‫اجلندي‪ ،‬أنا أنتظرك ‪...‬وال وقت لألسئلة‪.‬‬

‫يسرل يستشعر جدية وخطاو رة املوقاف‪ ،‬فلباى طلبهاا دون‬

‫سؤال ‪:‬أنا قادم‪.‬‬

‫‪1354‬‬
‫بح ت عن رقم آخر م طلبته تقول ‪:‬أهاال حبيبتاي ماريم أناا‬

‫آسفة لترخري وأطلب منك املعذرة‪ ،‬فقد استجد يشء مهم يف‬

‫قضيتي وسرترخر أ ر‪.‬‬

‫ردت عليها بقلق ‪ :‬أنت بلري عزيزيتال صوتك مقلق‪.‬‬

‫شدت عىل ا اتف جميبة بينام ختفي دوي قلبها بجوف صدرها‬

‫خوفا وجزعا و‪...‬غرية‬

‫‪¤‬أبدا ‪...‬فقط منزعجة ألنني لن أحرض با را فرنت صاديقتي‬

‫الغالية‪.‬‬

‫ابتسمت مريم بتر ر تعذرها‬

‫‪ ¤‬ال عليك حبيبتي احريص عىل احلضور قبل عقد القران‪.‬‬

‫‪1355‬‬
‫أغمضت عيناها تلجم الدمو التي تتدافع لتلرج بينام جتيبها‬

‫‪ ¤‬إن شاء اهلل ‪....‬ومن فضلك أرسيل يل رقم هشاام ألساجله‬

‫معي اآلن آلخذرب منه‪.‬‬ ‫عىل هاتفي لالحتياط ‪ ...‬فليث لي‬

‫ردت عليها بحارض وودعتها م بع ت ا برقم هشام قبل أن‬

‫تعود إ ما انت تفعله أما ورد فهاتفت هشام يف اللحظة التي‬

‫حصلت فيها عىل رقمه ‪....‬انتظرت قليال م هتفت بلهفة‬

‫‪ ¤‬أنا ورد‪ ،‬ليث معكال‬

‫رد عليها مدهوشا تغمررب الريبة‬

‫معاي فرناا يف منازيل‪ ،‬الياوم‬ ‫‪¤‬مرحبا ورد ‪....‬ال لياث لاي‬

‫عطلتي أم أنك نسيت أنني سرعقد عىل صديقتكال‬

‫‪1356‬‬
‫س محت لدموعها أخريا بالنزول تقول ‪ :‬هشام أنا‪.‬‬

‫انتابه القلق و الضيق ال يعلم السبب‪ ،‬فح ها بحزم‬

‫‪ ¤‬ورد ما بكال حتد ي!‬

‫مسحت دموعها تقول بتصميم‬

‫‪ ¤‬أخااي ساايمر اآلن ليقلنااي ‪...‬انتظرنااا عااىل باااب منزلااك‬

‫وسرخربك بكل يشء‪.‬‬

‫أهنى املكاملة عىل مضل والقلاق يساتبد بعقلاه‪ ،‬جهاز نفساه‬

‫وتسحب من البيت هروبا من أسئلة ال جواب عندرب ا وانتظر‬

‫قرب الباب اخلارجي حيث ملح سيارة تفحصها فتعارف عاىل‬

‫ورد وحممود الذي أوقف السيارة فلرجت منها مرسعة تشري‬

‫‪1357‬‬
‫شام ي يقرتب إ جانب أخيها لترسد ام ما قيل ا هاوى‬

‫هشام بقبضة يدرب عىل سقف سيارة حممود هيتف بغضب‬

‫‪ ¤‬حقرية!‬

‫م التفت ا ورد يكمل برجاء‬

‫ذلكال ليث لان خياون ولاو عاىل‬ ‫‪ ¤‬أنت ال تصدقينها ألي‬

‫ج ته!‬

‫هزت ورد رأسها بتوتر جتيبه بام يضني قلبها‬

‫هذا ما هيمني اآلن ‪...‬أناا أماوت قلقاا علياه ‪..‬قلباي‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫منقبل‪ ،‬هناك يشء ما سيحصل‪.‬‬

‫تدخل حممود قائال‬


‫‪1358‬‬
‫‪ ¤‬ملاذا أنتام متر دان برنه لن يعود لطليقته‪ ،‬فهي بعد ال يشء‬

‫انت زوجتهال‬

‫اللحظة ‪ :‬مستحيل!‬ ‫هتف هشام و ورد يف نف‬

‫دهش حممود من قتهام وسمع ورد تستدرك‬

‫‪ ¤‬سروضح لك الحقا أخي‪ ،‬اآلن فب أن نذهب إ العنوان‪.‬‬

‫أومت بنعم و ل واحد يستقل سيارته وانطلقوا‪ ،‬دخلوا املبنى‬

‫الباب وانتظروا‪ ،‬فاتح البااب‬ ‫بحذر وضغط هشام عىل جر‬

‫النوم و شعر مبع ار‪ ،‬فوجئات يف‬ ‫تطل عليهم الوقحة بقمي‬

‫البداية فهي تظن برهنا ستريت برفقة أحد لكنها متالكت توترها‬

‫تقول بدالل متعمد ‪:‬جلبت معك الشهود‪ ،‬جيد جدا‪.‬‬

‫‪1359‬‬
‫حممود ينحي عينارب جانبا مستغفرا ربه بينام ورد تنادلع الناريان‬

‫بقلبها رغام عنها‪ ،‬تفكر بارن هاذرب األنو اة الطاغياة انات أو‬

‫أصبحت لزوجها أما هشام فبسط يدرب باشمئزاز ينحيهاا عان‬

‫طريقه بحدة يتوغل هاتفا بجفاء ‪ :‬أين ليث أيتها احليةال‬

‫تبعته تصيح بعصبية‬

‫‪ ¤‬أنا أجربرب عىل يشء‪ ،‬هو من جاء بقدميه‪.‬‬

‫بحث عن صديقه إ أن وقف عاىل عتباة غرفاة يرمقاه ناائام‪،‬‬

‫املنظار‪،‬‬ ‫فربت عيناارب التصاديق‪ ،‬حلقات باه ورد لارتى نفا‬

‫فتسمرت مكاهنا وحممود قد اشتد به الغضب‪ ،‬فقالات رهاف‬

‫متشفية ‪ :‬دعوا حبيبي ينام و اخرجوا من بيتي هيا!‬

‫‪1360‬‬
‫التفت هشام إ ورد ينظر اليها بشافقة ال يعلام مااذا يقاول!‬

‫يسمع مهسها املذهول ‪ :‬مستحيل ‪...‬مستحيل!‬

‫و تشعر برجليها ومها يقوداهنا حيث هو تنهار عاىل ر بتيهاا‬

‫حتول إ رصاخ حو ملحت عريه حتت الغطاء‬ ‫تناديه هبم‬

‫‪¤‬ليث اهنل! ‪ .......‬قم وأخربهم‪ ،‬أنت لان تفعال يب هاذا‪،‬‬

‫ليث قم هيا!‬

‫عقد هشام حاجبارب بريبة‪ ،‬فليث جندي و نومه ال يكون قايال‬

‫أبدا‪ ،‬فاندفع إليه ورش هبز جسدرب يصيح‬

‫‪¤‬ليث ما بكال ‪....‬ليث اهنل! ليث!‬

‫زفرت الوقحة بضيق وحقد ترصخ خمافة انكشاف أمرها‬

‫‪1361‬‬
‫‪¤‬دعورب و شرنه‪ ،‬أخرجوا من بيتي!‬

‫أعاد اخلوف لورد رشدها هتتف بجز‬

‫طبيعيا‪.‬‬ ‫ليث‪ ،‬نومه لي‬ ‫‪¤‬أخي تعال وافح‬

‫استجاب ا وقد تسلل الشك إ قلبه هو اآلخر‪ ،‬فتر د برناه‬

‫تم ختديررب ورفع عينيه إ هشام خيربرب‬

‫‪ ¤‬إنه خمدر فب أن نعلم نوعه لنترصف ال وقت للتحاليل‪.‬‬

‫قام هشام إ رهف وأمسكها بشعرها فذبه بحدة يصيح فوق‬

‫رأسها ‪ :‬أقسم أيتها احلياة اللعيناة إن ختربيناي مااذا فعلات‬

‫ألقتلنك وال أحد سيهتم بحياتك أو مماتك‪.‬‬

‫‪1362‬‬
‫أطلقت رصخات خمتلطة بشتائم ‪ ،‬فصفعها هشام بقوة أوقعتها‬

‫أرضا‪ ،‬انكمشت عىل نفسها وقامت ورد هتتف باستنكار‬

‫‪ ¤‬هشام! متالك نفسك!‬

‫م التفتت إليهاا تقارتب منهاا قائلاة هبادوء حتااول إقناعهاا‬

‫واالستفادة منها برسعة‬

‫‪¤‬إن نت فعال حتبو ليث أخربيناا بناو امللادر وأنصاحك‬

‫با رب قبل أن يفيق‪ ،‬فرنت تعلمو ماذا سيفعل بك!‬

‫رمتها بنظرات الغل واحلقد‪ ،‬جتيبها‬

‫‪ ¤‬ال أعلم ماذا يرون بك فرنت حتى ال هتتمو بنفسك‪.‬‬

‫هبتت ورد من م احلقد بعينيها‪ ،‬فصاح هشام بقرف يدنو منها‬


‫‪1363‬‬
‫‪ ¤‬ألنك ( عا‪) ...‬لذلك ال أحد يطيقك وأم الاك ال يعلماون‬

‫معنى العفة والرشف وهذا ما يرارب ليث بزوجته‪.‬‬

‫اسود وجهها بكررب أسود وهي تقول‬

‫‪ ¤‬هو أيضا م يل‪ ،‬فلامذا يمنح نفسه حقا هباال‬

‫ظهر التساؤل عىل وجوههم‪ ،‬فر ملت و هي تنظر إ ورد تود‬

‫رؤية اخلوف بعينيها‬

‫‪¤‬تامر ‪..‬هو أيضا مغرم بك وهو من خطط لكل يشء‪.‬‬

‫صاح حممود املراقب للوضع جوار ليث بصدمة‬

‫‪¤‬تامرال‬

‫‪1364‬‬
‫أمسكها هشام من شعرها جمددا و أطبق بيدرب عىل ذقنها يشاد‬

‫عليه إ أن رصخت بر ‪ ،‬فربها عىل التحدث‬

‫‪ ¤‬ستتعفنو يف السجن أنت وهو ‪...‬انطقي باسم امللدر!‬

‫ارتعاادت ورد ماان الرعااب‪ ،‬فاسااتدارت إ مصاادر أماهنااا‬

‫بجانبه ومالت عىل أذناه‪ ،‬فحطات بيادهيا‬ ‫واقرتبت منه جتل‬

‫اال نتااو عااىل وجهااه تلمسااه أول ماارة يف حياهتااا‪ ،‬هتماا‬

‫باستجداء‬

‫‪¤‬ليث قم ‪..‬إنه تامر‪ ،‬ل يث ال ترت ني أنت وعدتني‪ ،‬ليث!‬

‫تستحمل رهف األ الاذي تشاعر باه مان قبضاتي هشاام‪،‬‬

‫فرخربته بنو امللدر ليزفر حممود براحة خيربمها‬

‫‪1365‬‬
‫‪ ¤‬لن يرضرب‪ ،‬يلزمه الوقت فقط وسيستيق ‪....‬تلزمني حقناة‬

‫ألوقظه أرس ما يمكن‪.‬‬

‫فقال هشام‬

‫‪¤‬سرحرضها وأنا عائد من املر ز‪.‬‬

‫و التفت إ األخرى هاتفا باحتقار‬

‫‪¤‬غطي نفسك أم حتبو أن أجرك هكذا إ املر ز أو األفضال‬

‫أن أتر ك هنا إ أن يفيق ويترصف‪.‬‬

‫فتحت اخلزانة برعب تعلم برهنا أضاعت نفسها م قبل عاىل‬

‫رسغيها فرها إ املر ز أما ورد‪ ،‬فلم تتحرك من مكاهنا تترمل‬

‫زوجها سامهة بمصريها ا ملجهاول حتاى جفلات عاىل ساؤال‬

‫‪1366‬‬
‫أخيها ‪ :‬أخربيني أختي ما دخل تاامر يف ال هاذاال ‪...‬اناا ال‬

‫أصدق ما حيدث‪.‬‬

‫التفتت إليه فهاله مرآى التعب والكتبة عىل وجهها بينام ختاربرب‬

‫برغبة تامر بلطفها وأجلت ل احلقيقة األخرى إ أن تظهار‬

‫بنفسها‪.‬‬

‫قطب حممود جبينه واسودت مالحمه‪ ،‬هيتف‬

‫‪ ¤‬فب أن يسجن‪ ،‬يف يتجرأ ال ماذا يعتقد نفسهال ال قاانون‬

‫حيكمهال‬

‫تمت ضحكة ساخرة‪ ،‬فهو ال يعلم حتى نصف احلقيقة فامذا‬

‫لوال‬

‫‪1367‬‬
‫حاولت هتدئته قائلة‬

‫‪ ¤‬ال ختف العميد والضباط يعملاون بجدياة ليساجنورب لكان‬

‫القاانون‪،‬‬ ‫يلزمهم فقط أدلة داحضة ‪ ،‬لكي ال ينفذ منهم بنف‬

‫ذا أخي فب أن يبقى املوضو رسيا‪.‬‬

‫هز رأسه موافقا عىل مضل حو عاد هشام بالادواء وماا إن‬

‫حقن به ليث حتى بدأ بالتململ من مكانه‪ ،‬فقامت ورد تبحث‬

‫عن املطبخ حتى وجدته لتحرض له ماء‪.‬‬

‫شعر ب قل برأسه وجسدرب‪ ،‬يرغب بفتح عينيه لكنهام ال تطيعانه‬

‫وظل فاهد بحكم تدريباته حتاى نجاح وبمشاقة‪ ،‬حيايط باه‬

‫ضبابا يتللله أطيافا حاول الرت يز ليتوضح لاه جماال رؤيتاه‪،‬‬

‫‪1368‬‬
‫فسمع أصوات بعيدة تقرتب شايئا فشايئا حتاى تعارف عاىل‬

‫صوت صديقه‪ ،‬مسح عىل عينيه وفتحهام من جديد فرطل عليه‬

‫وجهها وابتسام اا تلقائياا فبادلتاه اإلبتساامة لكناه الحا‬

‫شحوهبا‪ ،‬ففكر أين هوال آخر ما يتذ ررب خروجه مان سايارته‬

‫لريى تلك العجوز امللقاة عىل حافة الطريق‪ ،‬يكد يصل إليها‬

‫حتى التفتت إليه فإذا به رجال عاجلاه بيشاء دساه بقاوة يف‬

‫فلدرب‪ ،‬فرظلمت الدنيا حوله و يعد يشعر بيشاء‪ ،‬مادت لاه‬

‫ماء تعينه لريتشف منه م تنحنح يتلفت حوله مستفرسا‬ ‫بكر‬

‫‪ ¤‬أين أناال‬

‫تم هش ام غضبه وحنقه وحاول أن يامزح صديقه بقوله‬

‫‪1369‬‬
‫‪ ¤‬ال ختف‪ ،‬متت بعد يا صديقي‪.‬‬

‫فد صدى ملزاحه يف الوجورب املكفهرة‪ ،‬وورد متسك بجاناب‬

‫وجهه بيدها تنظر إليه بحنان وخوف ماع اساتجداء‪ ،‬فاوج‬

‫ليث و ترملهم يتساءل بريبة ‪ :‬هل أنتم متر دون برنني أمتال‬

‫ابتسم اجلميع وامحرت ورد ومهت بسحب يدهيا‪ ،‬فرمسك هبام‬

‫ا ‪:‬ماذا حدثال‬ ‫هيم‬

‫إلتفتت إ هشام الذي تكفل بالرد‬

‫‪¤‬إهنا احلية الرقطاء التي حذرتك من سمها الذي سيطالك مع‬

‫الذي إن لقبته بكلب تكون إهانة يف حق الكلب‪.‬‬

‫‪1370‬‬
‫حترك مكانه‪ ،‬فرسندته إ أن استقام بجلساته وأمساك بيادها‬

‫خياطب هشام ‪ :‬التفاصيل يا هشام!‬

‫عليه ما حدث وليث يشتعل غضبا مع ل لمة ينطقها‪،‬‬ ‫ق‬

‫حاول النهوض فشعر بدوار وطوقته ليميل عاىل تفهاا رغام‬

‫حتت اللحااف‬ ‫ترددها من عريه وحو الح ذلك عاد يند‬

‫ينظر إ هشام الاذي تفهام نظرتاه وأرس يسااعدرب لريتادي‬

‫قميصه وابتعد عنه ليمنح املجال لاورد‪ ،‬عبريهاا أيقظاه مان‬

‫اا بلفاوت‬ ‫دواررب و ترمل القلق الصادق بمقتليهاا‪ ،‬هيما‬

‫وتر ر ‪ :‬تشكي يب و تصدقيها‪.‬‬

‫‪1371‬‬
‫جتبه تكتفي بنظرات حبها التي نفذت إ قلبه رأسا و يشعر‬

‫بنفسه إال وهو يضمها بو ذراعيه بقوة‪ ،‬نظر هشام إ حمماود‬

‫الذي فهم رسالته فانسحبا من الغرفة هبدوء‪.‬‬

‫تتفورب بكلمة منذ وعى من غيبوبة تنظر إليه فقط‪ ،‬تستوعب‬

‫بعد أن ل ما حدث فخ وأنه خين قتهاا و يفضال عليهاا‬

‫تلك الفاتنة‪ ،‬ل ما شعرت به أنه ا وال تريد أن يكون ألحد‬

‫وأول ما فعلته أهنا أعادت ملسه‬ ‫غريها‪ ،‬يقتلها ذلك اإلحسا‬

‫تريد الشعور بم ل ما شعرت به وهي تلمسه أول مرة‪ .‬حتارك‬

‫وملحت ضعفه فاهتزت أحشائها‪ ،‬تعتدرب ضعيفا‪ ،‬إناه بطلهاا‬

‫وسندها لان تسامح لضاعفه أن يظهار أو أن يالحظاه أحاد‪،‬‬

‫ستكون هي سندرب‪ .‬أقر ا بعدم شكها به‪ ،‬هي بالفعل تشك‬

‫‪1372‬‬
‫به انت جمرد وسوسة شيطان‪ ،‬لكان حاو رأتاه مماددا عاىل‬

‫الرسير تستسلم و تصدق‪ ،‬إنه لي ها هاي "منقاذها هاي"‬

‫ولن خيذ ا و خيذ ا‪ ،‬هكذا فكرت حو تلقفها بحضنه لتشعر‬

‫بدفء وأمن حاوطها من ل جهة‪ ،‬فمرغت وجهها بصادررب‬

‫وأخذت نفسا عميقا من رائحته ليعم السالم جسدها من أعىل‬

‫رأسها إ أسفل قدميها‪ ،‬خشيت انقضااء ذلاك اإلحساا ‪،‬‬

‫فرفعت ذراعاها تطوق خرصرب وشدت عليه ت بت له ولنفسها‬

‫أنه ا ولن تتلىل عنه‪ ،‬عن أماهنا‪ ،‬عن دفئها وعن حبيبها‪.‬‬

‫قلبه ينتفل من مكانه ببهجة أنسته ل الدنيا ومشا لها‪ ،‬هبجة‬

‫قتها وإيامهنا به‪ ،‬هو ذاته ال يملك تلك ال قة وال ينكار شاكه‬

‫للحظة حو رأى تلك الفتاة التي تشبهها‪ ،‬أ ذرب الدرجة حتبهال‬

‫‪1373‬‬
‫هل القدر سري يح باله أخريا و يفوز بامرأة حتبه و حيبها ويضاع‬

‫هبا قته‪ ،‬يسكنها وتسكنه جدرب و والدربال ارن القادر أجاباه‬

‫حو طوقت خرصرب وشدت عليه‪ ،‬فبلع ريقه من حتفزرب وغمر‬

‫وجهااه بجانااب رأسااها عااىل خصااالهتا املشاادودة للللااف‪،‬‬

‫يستنشق عبريها الذي أسكررب فتجارأت شافتارب لتحطاا بقبلاة‬

‫هناك‪.‬‬

‫ظلت سا نة حتى شعرت بقبلته فتصلبت تتوتر يتسلل إليهاا‬

‫بعل اخلوف‪ ،‬فتململت بو ذراعيه ليتنبه إليها ويرخي يدياه‬

‫ي تنسحب برفق تطرق برأسها‪ ،‬وحترك يدهيا تتظاهر بتسوية‬

‫‪:‬لنرحل من هنا‪.‬‬ ‫شعرها‪ ،‬قائلة هبم‬

‫‪1374‬‬
‫هز رأسه وأشار ا أن تتقدماه وخرجاا مان ذلاك البيات إ‬

‫املر ز ليفتحوا حمرض ا جديدا يضاف إ القضية التي تكدست‬

‫ملفاهتا و قل حساهبا‪.‬‬

‫*******‬

‫‪¤‬اللعنة! غبية! غبية!‬

‫صاح هبا تامر ما إن أخربرب مساعدرب بالنتائ الغري ساارة أبادا‪،‬‬

‫خيربرب قائال بجدية حازمة قبل أن ينرصف‬

‫‪ ¤‬والدك ان واضحا سيد تامر ‪...‬ال ذيول لألمر وأنا ذاهاب‬

‫لقطعها‪.‬‬

‫هتف تامر بريبة ‪:‬ماذا تقصدال‬

‫‪1375‬‬
‫لكنه ان قد رحل‪.‬‬

‫*******‬

‫متربطة ذرا شقيقها وحاملة بيدها األخارى حلاوى لذياذة‪،‬‬

‫هدية خطبة أخيها‪ ،‬خطت إ داخل عيادة الد تور مفيد حيث‬

‫قدمت احللوى للسيدة زينب التي فتحت ام البااب العاادة‬

‫سعادهتا قبل أن تسرل بسلريتها املعتادة‬ ‫ترمق بتفح‬

‫‪¤‬ما هي املناسبة التاي ستتسابب يل بإغامئاة ساكرال أفكار إذا‬

‫انت تستحق ليموت الواحد يف سبيلها‪.‬‬

‫ضحك سمري بصلب بينام أسامء تتجاهال سالريتها وتارد‬

‫مبتسمة ‪ :‬خطوبة أخي ‪..‬أال تستحق سيديتال‬

‫‪1376‬‬
‫مطت شفتاها ونظرت إ سمري تعقب‬

‫‪ ¤‬وأخريا أرشقت شمسك! ! لكني لن أبارك لك حتاى تناور‬

‫بيتك‪ ،‬من يعلمال قد تقعد عىل تلها مرة أخرى‪.‬‬

‫رفعت أسامء حاجباها باندهاش وسمري يتقدم أمامهاا ليقاول‬

‫بدفا مرسحي‬

‫‪ ¤‬ال ال تبنا ولن أخرهبا مارة أخارى ‪...‬أنات فقاط ادعاي يل‬

‫بالرب ة‪.‬‬

‫شملت زينب أسامء بنظرة من فوق إ حتت‪ ،‬فلمعت عيناهاا‬

‫و بتتهام عىل رأسها‪ ،‬هتتف‪ :‬اقرتيب ياا فتااة‪ ،‬هنااك يشء عاالق‬

‫برأسك‪.‬‬

‫‪1377‬‬
‫صدقتها واقرتبت منها‪ ،‬فرزالت السيدة زينب مقبل شاعرها‬

‫ورمته أرضا متظاهرة بوقوعه منها سهوا‪ ،‬فقالت مدعية الرباءة‬

‫‪¤‬أنا آسفة نت سرنز شايئا علاق بشاعرك ‪...‬ملاا ال ترتادين‬

‫املطاطة أو حتى احلجاب فلم تعودي صغرية!‬

‫ضمت مالحمها بحنق وانزعاج تترمل املقبل املكسور‪ ،‬تكاتم‬

‫شتائم ال تليق بسيدة برية فتدخل سمري‪ ،‬قائال بمهادنة‬

‫‪ ¤‬حبيبتي ال تغضابي! ‪...‬هال أحرضا لاك مقبضاا جدياداال‬

‫انتظري وسرشرتي لك واحدا برسعة‪.‬‬

‫صاحت السيدة زينب بضيق مزعوم‬

‫‪1378‬‬
‫‪¤‬عيادة أهلك هي ي ينتظرك الد تور حتاى تترشاف وتاريت‬

‫باملقبل‪ ،‬هناك مواعيد أخرى إن نت ال تعلم!‬

‫اقرتبت من أسامء ولعبت بشاعرها مدعياة التاذمر بيانام هاي‬

‫تسويه عىل طول ظهرها م رمقتها بنظرة رضا ممزوجة بحناق‬

‫طفويل‪ ،‬تستدرك مشرية إليها‬

‫‪¤‬ها هي ‪...‬م ل القمر البدر ما شاء اهلل‪ ،‬تفضايل وإن نات ال‬

‫ورؤية شعرك فارتادي احلجااب أ ارم‬ ‫تريدين من أحد مل‬

‫لك‪.‬‬

‫جتبها وأ ملت طريقها إ املكتب ترس حرية أملات هباا مان‬

‫جهة هذرب املرأة وتلعن غباءها ألهنا تضع طرحة عىل رأساها‬

‫‪1379‬‬
‫ام انت تفعل منذ قدومها إ العيادة أما زينب فالتفتات إ‬

‫سمري هتتف‬

‫‪ ¤‬و أناااات ااااف عاااان البحلقااااة واحلااااق يب لتماااادين‬

‫بالتفاصيل‪....‬هيا!‬

‫وتبعها سمري غافال عام يدور برأسها من خمطط لشقيقته‪.‬‬

‫فتحت أسامء الباب فوجدته ينظر نحوها رنه ان بانتظارها‪،‬‬

‫نفضت رأسها من تلك الفكرة وابتسمت بسعادة حقيقية بينام‬

‫تتقدم نحورب تتلبك مع ل خطوة تقرهباا مناه تلاتقط نظراتاه‬

‫ا ادئة نحوها كل يشء به‪.‬‬

‫‪1380‬‬
‫أرخى أهدابه بروية عنها يؤنب نفساه عان التحاديق هباا‪ ،‬ال‬

‫يستطيع اإلنكار أنه ان ينتظرها يف أعامق صدررب ال يعلم ملاذا‬

‫حتديدا! رنه أدمن جلساهتا هي دونا عن ل مرضارب‪ ،‬طريقتها‬

‫خمتلفة يف التعباري‪ ،‬يف الكاالم وحتاى يف الترصاف‪ ،‬معجاب‬

‫بقوهتا رغم ل ما عاشته من أهاوال‪ ،‬ال يتليال واحادة مان‬

‫شقيقاته اخلمسة حيدث ا ما عاشا ته وبعاد أن انفاتح البااب‬

‫وأهلت عليه تسمر رغام عنه يرمق إمارأة مان الازمن اجلميال‬

‫بشعرها الطويل املرسح عىل الطريقة التقليدية متاما ام يعشق!‬

‫لكنها حلظة جمرد حلظة وأعاد إحكام الطوق حول جلام نفساه‬

‫يبعد عينارب عن بسمتها الكاشفة عن صف األسانان الصاغرية‬

‫اللؤلؤ ليترمل عل بة احللوى بينام يسر ا بلطف‬

‫‪1381‬‬
‫‪ ¤‬ما هي مناسبة سعادتك التي تسبق حلواك ال‬

‫امحرت وألول مرة تشعر باخلجل‪ ،‬فتتمتم بجواهبا بينام الطباق‬

‫يرتعد بو يدهيا ‪ :‬خ‪....‬طوبة ‪..‬س ‪..‬مري‪.‬‬

‫ابتسم بحبور حيرك يدرب ليلتقط قطعاة ويدساها بفماه قبال أن‬

‫يتلذذ هبا قائال بإعجاب‬

‫‪ ¤‬ممممم‪ ،‬لذيذة جدا‪ ،‬إهنا حلوى تقليدية قليل مان يصانعها‬

‫حاليا ‪..‬أهي من صنع يديكال‬

‫أطرقت برأسها توم بانعم وهاي تبتعاد عناه نحاو األريكاة‬

‫ووضعت الطبق عىل املائدة الزجاجياة الصاغرية ام جلسات‬

‫‪1382‬‬
‫ليلحق هبا بعد أن التقط مذ رته من عىل ساطح مكتباه يقاول‬

‫ببعل املرح الرزين‬

‫‪ ¤‬سرتعود عىل هداياك املميزة وأطمع باملزيد‪.‬‬

‫تنظر إليه واحلمرة ال تزال تزين خدهيا‪ ،‬فقارر أن يارأف هباا‬

‫يبعدها عن منطقة احلرج ‪ :‬إذن يف حالكال‬

‫رفعت رأسها تقول ببسمة صادقة ‪ :‬جيدة وسعيدة جدا‪.‬‬

‫ابتسم بسمته اجلانبية‪ ،‬فررسعت دقات قلبها تصغي إليه‬

‫‪ ¤‬من أجل سمري ال مبارك له‪.‬‬

‫أومرت و أضافت‬

‫ذلك فقط‪ ،‬هناك يشء آخر ‪.‬‬ ‫‪ ¤‬لي‬


‫‪1383‬‬
‫ضم حاجبارب بلفة متسائال‪ ،‬فرسدت عليه جلسة اخلطبة وهي‬

‫تضحك من صميم قلبها‪ ،‬فرشد بعينياه وقلباه يترمال لوحاة‬

‫أصيلة ظنها قد انقرضت‪ ،‬جتربرب عىل العودة إ زمن ان قلباه‬

‫مستعدا ليدق به لكان ظروفاه تسامح لاه وعمار والدياه‬

‫يمهله‪ ،‬فتعلقت بر قبته مساؤولية اان لزاماا علياه التضاحية‬

‫بحياته الشلصية من أجلهن‪.‬‬

‫أهنت جلستهام بعد مدة من التعبري من جهتهاا والتعلياق مان‬

‫جهته م ودعته فتبعها بحجة هتنئه أخيها‪ .‬صافح سمري و بارك‬

‫له م تبادال حاديث جماملاة و يفات زيناب نظارة الاد تور‬

‫املتغرية ألول مرة نحو مريضة‪ ،‬اام تاتحكم ببسامة النرصا‬

‫املزينة ل غرها تدعو اهلل أن يستجيب دعوهتا‪.‬‬

‫‪1384‬‬
‫انرصاافوا مجاايعهم إ مناااز م بعااد خااروجهم ماان املر ااز‪،‬‬

‫ليجهزوا للحفل الذي سار عىل ألف خري يف بدايته عىل األقل‪،‬‬

‫رافقت السيدة هناء بفلار و ساعادة ابناة أختهاا إ احلديقاة‬

‫ال كبرية لبيتهم‪ ،‬حيث نظموا احلفل‪.‬‬

‫أهلت عليه بفستاهنا األمحر املطرز باخليط الذهبي وطرحتاه‬

‫اللون ورسم الطارز الاذي اختارتاه بنفساها وعاىل‬ ‫من نف‬

‫ذوقها وقد اان ذلاك أول ترصاف فرضاته الساتعادة قادر‬

‫رامتها عىل حد تفكريها‪ ،‬فغر فمه من مجا ا وانتفل قلبه يف‬

‫صدررب فزاغت عينارب عليها‪ ،‬ضحك عليه صديقه الذي يكن‬

‫برحسن حال منه‪ ،‬فهو يساتطع رفاع عينياه عاىل ورد‪ ،‬ماذ‬

‫نزلت من عىل درج بيتهم‪ ،‬رهناا أمارية زماهناا بفساتاهنا ذي‬

‫‪1385‬‬
‫القصة املفضلة لدهيا‪ ،‬قصة أمريات العهد الع امين و م يعشق‬

‫تلك القصة‪ ،‬جفل عىل يد هشام يسحبه ليشهد عىل عقد قرانه‬

‫وراقب وهذا األخري محراءرب توقع عىل العقد م قام واساتغل‬

‫ليمسك بكفها متجاهال تصالبها‬ ‫فرصة وجودها وسط النا‬

‫وقبل رأسها‪ ،‬فامحرت أمام تصفيق احلضاور‪ ،‬رفعات رأساها‬

‫تتوعدرب بنظرة نارية‪ ،‬فرمش برباءة والتفت إ الضيوف يتقبل‬

‫مبار اهتم‪.‬‬

‫الوحيدة التي انت عابسة حممرة مان الغارية تكبات غيظهاا‬

‫بغل‬ ‫بمشقة انت إرساء فابتعدت قليال منزوية ترمق العرو‬

‫تترفف ل حو لفتت انتبارب شااب بنزقهاا وشاعرها القصاري‬

‫‪1386‬‬
‫املتطاير فستاهنا األزرق الذي أ ار امتعاضاه و يمنعاه عان‬

‫االقرتاب منها يتنحنح قبل أن خياطبها بفضول‬

‫‪ ¤‬محم أنا اسمي ياسو ‪.‬‬

‫نظرت إليه شذرا و ردت قبال أن ترضاب برجليهاا مبتعادة‪،‬‬

‫فته تز معها خصالهتا القصرية مبتعدة ‪ :‬و ما دخيل أناال‬

‫راقب ابتعادها مبتلعا ريقه‪ ،‬فلم يشعر بعينياه تتبعاهناا طاوال‬

‫دون أن خيتفي امتعاضه مان‬ ‫السهرة تتنقل فراشة بو النا‬

‫فستاهنا املستفز‪.‬‬

‫‪1387‬‬
‫باملغادرة و ان آخر من غادر عائلاة‬ ‫انتهى احلفل و بدأ النا‬

‫لليث و رنه حيملاه‬ ‫اجلندي و اخلطاب مع العميد الذي مه‬

‫رسالة لصديقه‬

‫من شرين التطفل لكن أ يكن مان األنساب‬ ‫‪¤‬أعلم برنه لي‬

‫فصل النساء عن الرجال املدعوين حتى نكون عاىل راحتنااال‬

‫عائلة الصياد عهدهتا حمافظة‪.‬‬

‫هرش ليث خلف رأسه بجهل هيز تفاارب فهاو ير از اريا‬

‫باألمر وزوجته تستويل عىل امل فكررب لكنه طبعاا لان هيمال‬

‫رسالة العميد وسيقوم بإيصا ا لصديقه‪.‬‬

‫‪1388‬‬
‫رافقوهم عائلة الصياد إ باب املنزل ليودعوهم و اان لياث‬

‫واقفا يامزح صديقه برفقة الضباط ياسو الذي ا تشف أخريا‬

‫لنفسه‬ ‫برن صاحبة الفستان املستفز تكون شقيقة ليث‪ ،‬فهم‬

‫بامتعاض ‪*...‬مدللة*‪.‬‬

‫مهوا باالفرتاق أخريا ليساتدير لياث متجهاا نحاو ورد بيانام‬

‫طبيعته رشطي دفعت به ليلتفت حو سامع صاوت سايارة‬

‫قادمة و ان مصيبا إذ أن عينارب اتسعتا حو ملاح فوهاة بندقياة‬

‫تطل من نافذة السيارة‪ ،‬تتبع اجتاههاا ليكتشاف أهناا موجهاة‬

‫حلبيبة فررس نحوها صارخا باسمها ‪ :‬ورد!‬

‫‪¤‬طراااااااااااخ!‬

‫‪1389‬‬
‫ف قلب ليث عىل حبيبته التي يسعد معهاا بعاد‪ ،‬مان بادأ‬

‫معها طريق النور ممسكا بيدها معتقدا أنه مان يرشادها إ بار‬

‫األمان إال أن الوضع متبادل‪ ،‬علمته يف يكون اإلنسان أمال‬

‫يرتك زرعا أخرضا أينام وطرت قدمه‪ ،‬علمته يف تكون ال قة‬

‫وعدم مجعهم بلانة واحدة‪ ،‬ياف متانح دون انتظاار‬ ‫بالنا‬

‫األخذال ف قلبه عىل فتاة دخلت صالب قلباه وساكنت باه‬

‫حتى أصبح ل يشء من أجلها مباح‪ ،‬حتى بذل احلياة! وهذا‬

‫ما فعله دون تفكري‪ ،‬حينام ر ال إليهاا فغرسات الرصاصاة‬

‫حديدها بكتفه‪ ،‬يمنع نفاذها يف قلبها الذي أ بت اآلن أنه ملكه‬

‫وصاااحبه‪ ،‬فلااو يكاان مااا ااان س ابق الرصاصااة إ قلبهااا‬

‫واستقبلها هو‪.‬‬

‫‪1390‬‬
‫أمسكته ورد حو وقعا معاا عاىل األرض وساقط بحجرهاا‪،‬‬

‫تنظر إ عينيه الزرقاوين اللتو أظلمتا أملاا و لوعاة و رعباا‪،‬‬

‫امللمة به يف التاو لهاا مان‬ ‫تعلم جيدا أن جممو األحاسي‬

‫أجلها‪ ،‬ترصخ! تتحرك! فقط أمساكته باو يادهيا ترمقاه‬

‫ويرمقه ا ال تسمع أو ترى أحدا آخر ساوامها‪ ،‬تارى ياساو‬

‫وهشام مع العميد بينام ير ضون خلف السيارة بمسدسااهتم‪،‬‬

‫تسمع رصاخ النساء حاو ام‪ ،‬تارى اجلاد أمحاد والسايد‬

‫يوسف يطلبون اإلسعاف وحتى أخيها حممود الذي ج ى عىل‬

‫مكان الرصاصة أعىل ظهررب تررب! ال العاا‬ ‫ر بتيه يتفح‬

‫تالشى فمن يبقى إن راح حبيبها ليث ‪،‬دعمها‪ ،‬أماهنا‪ ،‬سندها‬

‫وقبل ل ذلك زوجها الذي قدر ا من فوق سابع سااموات‪،‬‬

‫‪1391‬‬
‫فمن يبقى إن راح لي ها! هكذا أخربته بعينيها و فهمهاا‪ ،‬ألناه‬

‫جانب وجهها‪ ،‬يقول بلفوت‬ ‫رفع يدرب السليمة بمشقة ومل‬

‫‪ ¤‬ال ختايف حبيبتي‪ ،‬أنا بلري إهنا جمرد رصاصة تف‪ ،‬فقاط ال‬

‫ختايف! لقد أخربتك من قبل‪ ،‬لن أدعهم يصلوا إليك ولو عاىل‬

‫ج تي وأنا أيف بوعودي‪.‬‬

‫انت تلك اللحظة التي رهت هبا صدق وعاودرب‪ ،‬فرطلقات‬


‫دموعها تقرتب منه هامسة ‪ :‬أرجوك‪ ،‬إال هذا الوعد‪ ،‬ال ِ‬
‫تاف‬

‫به‪ ،‬ال أريد ج تك أريدك أنت!‬

‫باه‪ ،‬يسامعها تكمال‬ ‫من وسط أمله فتح عينيه ذهوال ملا هتم‬

‫بلوعة‬

‫‪1392‬‬
‫‪ ¤‬ليث ‪....‬أنا ال أستطيع العيش من دونك‪ ،‬أنا‪...‬‬

‫برذناه بكال ماا‬ ‫اقرتبت أ ر وأمسكت جانب وجهه‪ ،‬هتما‬

‫حتمله يف قلبها من حب نحورب وحدرب ‪ :‬أنا أحبك‪.‬‬

‫نزلت عليه الكلمة ملدر يعد يشعر بشدة األ وال حتى ما‬

‫تفعله يدي حممود خلف ظهررب‪ ،‬يترمل صدق لمتها مان باو‬

‫برجاء ‪ :‬أعيدهيا باهلل عليك ‪..‬أعيدهيا‪.‬‬ ‫شفتيها‪ ،‬فيهم‬

‫بكل عاطفة دافئة‪ ،‬تعلمتها عىل يديه‬ ‫مالت عىل أذنه هتم‬

‫‪¤‬أحبك ليث أحبك!‬

‫ابتسم‪ ،‬ال يصدق أن ورد اخلطاب *ممناو اللما * التاي‬

‫يسبق ا حتى أن سمحت لرجل بمصافحتها أو االقرتاب من‬

‫‪1393‬‬
‫جمال وجودها‪ ،‬الت ي تعرف عليها ومة عقاد و اررب للرجاال‪،‬‬

‫حتبه هو! ‪ ...‬اختارته هو!‪ ....‬و قت به وآمنت بوعودرب وختربرب‬

‫اآلن بحبها دون حتف أو خوف‪.‬‬

‫وصلت سيارة اإلسعاف ومحلاورب داخلهاا قابضاا عاىل اف‬

‫حبيبته خياف أن يغفال عنهاا و ختتفاي‪ ،‬فقاد أصابحت حلاام‬

‫بالنسبة له والدنيا تتفق لتسلبه إياها‪.‬‬

‫أ دخلورب غرفة العمليات مبارشة وظل اجلميع ينتظرون بالرواق‬

‫املقابل‪ ،‬من يراهم يعلم جيدا بلروجهم مان حفال بفسااتو‬

‫النساء و بدل الرجال‪.‬‬

‫اقرتب السيد يوسف من هشام قائال ‪ :‬هل حلقتم بالسيارةال‬

‫‪1394‬‬
‫هز رأسه برسف‪ ،‬يرد‬

‫‪¤‬لألسف ال لكن ياسو متكن من ملاح أرقامهاا ولقاد عمام‬

‫العميد بنفسه أو صافها وأرقامها‪ ،‬هي جمرد مسرلة وقت‪.‬‬

‫ظهر الضيق عىل وجه السيد يوسف بينام يعقب‬

‫‪ ¤‬قضية ورد ترخر ريا حلها ‪...‬الفتاة يف خطر حمدق‪.‬‬

‫أومر هشام موافقا‪ ،‬يفصح عام يستطيع االفصاح عنه‬

‫‪ ¤‬أنت حمق لكن ما أخرنا قبال‪ ،‬عدم معرفة هويتاه‪...‬أما اآلن‬

‫فإن شاء اهلل سيقع و قريبا جدا‪.‬‬

‫‪1395‬‬
‫هز رأسه متمتام بإذن اهلل أما السيد أمحد فقد ضاق ذرعا بكنتاه‬

‫املولولة حتمل ورد ذنب ل ما حصل واجلدة حتاول إسكاهتا‪،‬‬

‫فهتف اخريا وبنربة حادة‬

‫‪ ¤‬اسكتي يا زهرة اآلن! ‪.....‬نسيت أن ابنك رشطي قبال أن‬

‫يتعرف عىل ورد! ‪..‬فدعي الفتاة املسكينة بحا ا وابح ي عان‬

‫شامعة أخرى!‬

‫صمتت رغام عنها عن احلديث ال عن البكاء فهو ابنهاا بحاق‬

‫اهلل! فلااذة باادها‪ ،‬يااف ال تبكيااه دمااا ال دموعاااال ملاااذا ال‬

‫يفهموهناال‬

‫‪1396‬‬
‫غري بعيد عنهم السيدة عائشاة حتايط ورد بيادهيا‪ ،‬شافتاها ال‬

‫تتوقفان عن ذ ر اهلل بينام مريم بجانبهام مع خالتها برفقة ابنتها‬

‫والعميد قبالتهم‪ ،‬يتميز من الغي يرغب بضم ابنته ليشعر برهنا‬

‫حية‪ ،‬يراقب ختشابها إال مان مجلاة تنطقهاا وتعيادها و رهناا‬

‫هبا " أسرل ريب العظيم رب العرش العظيم أن يشافي‬ ‫هتلو‬

‫زوجي" تعيدها وتعيدها و عيناها عىل نقطة ومهية‪.‬‬

‫خرج حممود من غرفة العمليات يرافق اجلراح الرئيل لاذلك‬

‫امل شفى‪ ،‬فهب اجلميع إليه متلهفا‪ ،‬شملهم بنظرة مطمئنة بيانام‬

‫خيربهم بالوضع‬

‫‪ ¤‬اهدأوا ياا مجاعاة إناه بلاري احلماد هلل‪ ،‬لياث رجال قاوي‬

‫ورصاصة بالكتف تكن لتقتله فقط الدم الذي نزفه هاو ماا‬
‫‪1397‬‬
‫أضعفه قليال وسيسرتدرب باأل ل الصاحي و الراحاة‪...‬أرجوا‬

‫منكم املغادرة و تر ه ليسرتيح‪.‬‬

‫صاحت السيدة زهرة با ية ‪ :‬أريد أن أرارب د تور ‪.‬‬

‫أجاهبا باسام ‪ :‬أعطيته مهد‪ .‬و هو ناائم اآلن ‪...‬صادقوين إن‬

‫نتم تريدون صالحه فاتر ورب ينام لريتااح جسادرب‪ ،‬وغادا إن‬

‫شاء اهلل عودوا لزيارته‪.‬‬

‫مهت بالكالم فقاطعها السيد أمحد بحزم‬

‫‪¤‬لقد سمعت الد تور‪....‬يوسف خاذ زوجتاك لرتتااح إهناا‬

‫ترتعد‪.‬‬

‫‪1398‬‬
‫ضمها يوسف فاستسلمت له بضعف يغادران‪ ،‬فالتفتت اجلدة‬

‫جانب وجهها‪ ،‬ختاطبها بحنان‬ ‫إ ورد تلم‬

‫‪¤‬قدر اهلل وما شاء فعل ‪....‬واحلمد هلل قدر و لطف‪.‬‬

‫رمتها بنظرات مستجدية رهنا تطالبها بتر يد برن اهلل لن ياد‬

‫مكروها يطا ا و زوجها‪ ،‬فسحبتها إ حضنها وأطلقتا العنان‬

‫لدموعهام‪ ،‬ل واحدة منهام تشكي خوفها عليه لألخرى فقط‬

‫بالنشي املكتوم‪.‬‬

‫أبعدهتا اجلدة برفق تسر ا‬

‫‪ ¤‬هل سرتافقيننا أم ستبيتو مع حفيديال‬

‫نظرت ا والدها م قالت ‪:‬‬

‫‪1399‬‬
‫سربيت معه بالتر يد ‪...‬تصبحون عىل خري‪.‬‬

‫هزت رأسها تقول قبل أن تنرصف‬

‫‪ ¤‬إذن سرقوم بإرسال ياب لكام مع السائق إن شاء اهلل‪.‬‬

‫ودعت ورد مريم وترسفت ا عاىل إفسااد فرحتهاا‪ ،‬فالقتهاا‬

‫باستنكار وطلبت منها أن هتدأ وهتتم بنفسها ويف تلك اللحظة‬

‫اقرتب منهام هشام يضع سرتته عىل تفي مريم فوترت ال تنكر‬

‫الدفء الذي حل عليها وشعورا آخر ا تنفها منذ أصيب ليث‬

‫شعورا حول غضبها منه إ خوف ورعب علياه وال تتوقاف‬

‫عن التفكري لو ان حبيبها مكان صاديقه! فتلتناق وترمرهاا‬

‫أطرافها برخذرب بو أضلعها وإخفائه هناك فال يطاله رش‪.‬‬

‫‪1400‬‬
‫حتدث هشام خيرب ورد‬

‫‪ ¤‬سرقلهم إ البيت وأعود ‪...‬العميد و ياسو هنا لن يغاادرا‬

‫اطمئني‪ ،‬لن ند مكروها يصيبك بعون اهلل‪.‬‬

‫غادر اجلميع وصاحبة الفستان املستفز تلقي آخر نظرة ممتعضة‬

‫نحو ياسو الذي ان يف انتظار نظرهتا تلك‪ ،‬فهو حيد بعينيه‬

‫عنها منذ وصو م إ املستشفى وهو يراقب دمعاهتا الرقيقاة‬

‫صاحبتها فاستشاط صدررب ال يعلم ملاذاال‬

‫بعد خالء الرواق‪ ،‬بعث العميد الضابط ياسو جللب مرشوب‬

‫ساخن البنته‪ ،‬ليتلقف أخريا ارمتائها بو أضلعه تبكي بنشي‬

‫وشهقات حادة تقتطعها لامت هزت يان والدها‬

‫‪1401‬‬
‫هو أيضا‪ ...‬أرجوك‬ ‫‪ ¤‬ال ‪...‬أري‪..‬د أن يمو‪..‬ت أيب ال! لي‬

‫أيب ‪...‬لقد حرمت من أمي قبل أن أراها وحرمت من والدي‬

‫الذي عرفته منذ وعيت عىل الدنيا وحرمت منك وأنت حاي‪،‬‬

‫ملاذا أناال ملاذاال هل ان عيل املوت يف بطان أمايال هال نات‬

‫ألرتاح أيبال‬

‫ا بلوعة‬ ‫شد من ضمها هيم‬

‫‪ ¤‬شششش! حبيبتي ال تقويل ذلك! استغفري ربك ورد أنت‬

‫مؤمنة‪.‬‬

‫وعت عىل ما تفوهت به تستغفر‪ ،‬فضم والدها جانبي رأساها‬

‫خيربها برقة وحنو‬

‫‪1402‬‬
‫‪¤‬نجاتك انت رمحة ريب يب يا بنتي‪ ،‬لوال ذلك لكنات عشات‬

‫يف سواد االنتقام و القسوة و ان األ لينلر بجسدي رسطان‬

‫إ أن حيتله بكاملاه وأماوت ‪...‬أنات قطارة املااء البااردة يف‬

‫صحرائي القاحلاة والناور الاذي ينرشا الادفء عارب ظلماة‬

‫وحديت‪ ،‬ارتاحي بنيتي! أنت متعباة وتر ادي أن مان تسابب‬

‫برملك قريبا جدا سيقع ولن أرمحه!‬

‫نظرت إليه برجاء وتر ر‪ ،‬فرفع يدرب يمسح دموعها وهي تطلب‬

‫منه ‪ :‬أريد أن أرارب أيب‪ ،‬أرجوك‪.‬‬

‫هز رأسه جميبا ‪ :‬حسنا بنيتي تعايل! ‪.....‬إنه نائم حاليا‪ ،‬حاويل‬

‫أن تكوين هادئة‪.‬‬

‫‪1403‬‬
‫فتح ا باب غرفته فدخلت وأقفل عليها لتنفرد بمن تر اد أن‬

‫ما يربطه بابنته حب صادق متبادل‪.‬‬

‫تتبينه جيدا يف العتمة التي يتلللها نور خفيف‪ ،‬اقرتبت أ ر‬

‫إ أن وصلت إليه تبرصرب ممدا عىل الرسير اام رأتاه صاباحا‪،‬‬

‫ضعيفا ال حول له وال قوة‪ ،‬نزلت دمعة أحست بحرارهتا عىل‬

‫طول خدها تتساءل ملاذا يرص القدر عىل إظهار ضاعفهال فهاو‬

‫ذلك أبدا‪ ،‬ما إن يستيق ستلمع زرقة الساامء الصاافية‬ ‫لي‬

‫بعينيه من جديد وأول يشء سيفعله هو إمسااك يادها ليطباق‬

‫عليها‪ ،‬تبسمت عند تلك الفكرة‪ ،‬فتناقل منظر بسمتها مع‬

‫سيول دموعها‪.‬نبل قلبها بشادة يطلاب منهاا ماا تساتغربه‪،‬‬

‫زوجهاا تلما‬ ‫فتقرر اخلضو لرغباته وانحنات عاىل رأ‬

‫‪1404‬‬
‫جبهته بشفتيها‪ ،‬ظلت هناك للحظة قبال أن هتام باالساتقامة‬

‫خافت جدا ضعيف رنه حديث نوم‬ ‫فيفاجئها هبم‬

‫‪¤‬تر دت اآلن برنني ميت ودخلت اجلنة‪.‬‬

‫ضمت حاجبي ها استغرابا حتول لساعادة حاو رأت ابتساامته‬

‫الشاحبة الواهنة‪ ،‬يكمل ‪ :‬ال ترت ي يدي أبدا‪.‬‬

‫أمسكت يدرب هامسة قرب وجهه بلوف وحب جارف فرفها‬

‫نحورب هو وفقط ‪ :‬أبدا حبيبي‪ ،‬أبدا !‬

‫اتسعت ابتسامته يستسلم للسبات العميق حيلم بحبيبته وقاد‬

‫أخربته بحبها وتناديه بحبيبي أماا هاي فقاد نقضات وعادها‬

‫وتر ت يدرب فقط لتجلب الكريس إ جوار رسيررب‪ ،‬جلست م‬

‫‪1405‬‬
‫استعادت يدرب تضمها بحرص وظلت تراقبه إ أن حلقات باه‬

‫نحو أحالمه التي أضحت تشار ه هبا‪.‬‬

‫*****‬

‫أقلهن هشام إ البيت م انسحب رأسا إ غرفته حيث غاري‬

‫يابه وهو يفكر برنه ألول مرة يصابح اخلطار فياه قريباا مان‬

‫أهله‪ ،‬ماذا لو أصابت الرصاصة أحدا منهمال أو لو ان املجرم‬

‫استعمل رشاشا و أصاب أ ر من واحدال امحر وجهاه غضابا‬

‫من املجرمو الذين متاديا يظنان برن ال قانون حيكمهام‪.‬‬

‫‪1406‬‬
‫خرج من غرفته مرسعا ال يرى أمامه‪ ،‬فارتطم بجساد طاري‬

‫أمسكه بو يديه ي ال يقع فكانت هي محراءرب‪ ،‬ترمال بعضاهام‬

‫لربهة قبل أن تتململ فرطلق رساحها وهم باملغادرة‪ ،‬فنادته‬

‫‪¤‬هشام!‬

‫استدار إليها متسائال‪ ،‬فاساتدر ت تتماتم مان باو نظراهتاا‬

‫القلقة ‪ :‬اعت‪..‬ين بنن‪.‬فسك‪.‬‬

‫تصلب جسدرب يرمقها بغموض م يف حلظة ان أمامها يطوقها‬

‫وجهه بتجويف عنقها فوق طرحتها‪،‬‬ ‫بيديه ويشد عليها ليد‬

‫أخذ أنفاسا عدة ليهد‪ .‬من وجيب قلباه وارتياعاه بيانام هاي‬

‫تبادله احلضن مستحية وقد امحر وجهها بالكامل‪.‬‬

‫‪1407‬‬
‫تر ها ما إن شعر بحرارة حتفزرب وابتعد قليال م قال بتوتر قبل‬

‫أن يغادر ‪ :‬تر ت لك هدية بغرفتك ‪....‬آمل أن تعجبك‪.‬‬

‫تسمرت مكاهنا تراقب مغادرته إ أن اختفى م حلقت بدقات‬

‫املكاان لتجاد‬ ‫قلبها التي سبقتها إ غرفتها‪ ،‬تلفتت تاتفح‬

‫علبة متوسطة احلجم محراء فوق املنضادة‪ ،‬أرسعات مبتسامة‬

‫ومحلتها بو يدهيا تتفقدها ام فتحتهاا فعكسات عيناهاا ملعاة‬

‫حجرة الزبرجد عىل اخلاتم‪ ،‬التقطته برصابعها بحرص مبهورة‬

‫بشدة من نقاء لونه األخرض‪ ،‬ارتدته لرتى شكله عىل إصبعها‬

‫فلفت نظرها ورقاة مسارتحية بقلاب العلباة أخاذهتا وفردهتاا‬

‫لتقرأها‪.‬‬

‫‪1408‬‬
‫مشبعة بعطررب مكتوب عليها بلاون أمحار‪،‬‬ ‫ورقة ناعمة امللم‬

‫قرأهتا لتعود هبا ال ذا رة إ ليلة لقائهام باحلديقة حو ألقى عىل‬

‫مسامعها بداية قصيدة عن خرضاء العينو ووعدها بإ ام ا يف‬

‫الوقت املناسب‪ ،‬ابتسمت بحارارة أملات هباا واساتلقت عاىل‬

‫رسيرها تقرأها و تعيد قراءهتا حتى استسلمت لسلطان الناوم‬

‫بفستان احلفل‬

‫حبيبتي طاغية اجلامل‪ ،‬خرضاء العيون‪ ،‬تعلم أين هباا مفتاون‪،‬‬

‫من حويل حائرون‪ ،‬هل هناية هذا احلاب‬ ‫حايل عجيب والنا‬

‫اجلنونال حبيبتي تعلم يف عذاب احلب يكون‪ ،‬هتارب مناي‬

‫عااام يف خاااطري يتساااءلون‪،‬‬ ‫وأطاردهااا اااملجنون‪ ،‬والنااا‬

‫وأصبحوا عن حبي وعشقي يتحا ون‪ ،‬وبرخباري يتنااقلون‪،‬‬

‫‪1409‬‬
‫يؤلفون‪ ،‬وعني يقولون جمنون خرضاء العيون‪،‬‬ ‫ومن القص‬

‫لكنهم ال يعلمون أو يعرفاون أين أبحاث عان قلاب حناون‪،‬‬

‫وأريدهم من جراح حبي وعشقي يداوون‪ ،‬لكنهم بحازين ال‬

‫اب يااف‬
‫يعلمااون‪ ،‬وال ياادرون أو يشااعرون‪ ،‬جاارح أول حا خ‬

‫يكون‪ ،‬يف يكون حبيبتي خرضاء العيون‪.‬‬

‫أما جمنون خرضاء العيون فلم يتمكن مان الناوم وهاو عاالق‬

‫باجتام مغلق يرتأسه العميد‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1410‬‬
‫لو يكان امللازن بعيادا عان أساام البرشا لكاان رصاخاه‬

‫الغاضب الذي هيز اجلدران قاد هاز أذاهنام يف ذلاك الوقات‬

‫املترخر من الليل‬

‫‪¤‬هبائم! ال يعمل عندي سوى البهائم!‬

‫ظاهر ج ته‬ ‫متتم الذي أمامه مطرقا برأسه يرتعد جوفه عك‬

‫املتصلبة‬

‫‪¤‬إنه ذلك الرشطي ألقى بنفسه أمامها‪.‬‬

‫اقرتب منه وقد جحظت عينارب أ ار مان اتسااعهام الطبيعاي‪،‬‬

‫بغضا ورشا هيتف وهو يلوح بيديه سلطا‬

‫‪1411‬‬
‫‪¤‬و ليتك أصبته ‪....‬أتعلم ماذا فعلاتال بادل أن تقتال أسادا‬

‫جرحته! أتعلم ماذا يعني ذلكال أنك حفزته ليزياد مان قوتاه‬

‫غريمه دون رمحة!‬ ‫وسيفرت‬

‫استدارا اإل نو إ الذي دخل عليهام العاصفة هتدد بجارف‬

‫ل من قابلها‪ ،‬يصيح بغضب تغيل به الدماء بعروقه‬

‫‪ ¤‬يكن ما فعلته اتفاقنا‪ ،‬يف ترمر بقتل وردال‬

‫هيزرب بعصبية‬ ‫احلار‬ ‫أمسك ياقة قمي‬

‫‪ ¤‬يف تتجرأال سردفنك هنا!‬

‫جز الرجل فاندفع والدرب يسحبه من ذراعه‪ ،‬فنفل عناه ياد‬

‫أبيه هيتف‬

‫‪1412‬‬
‫‪ ¤‬تعلم م أحبهاال إهنا ورد يف تقتلهاال إهنا من العائلة!‬

‫يدفع تفي ابنه بغل‪ ،‬يرصخ بغضب استبد به مان غبااء ابناه‬

‫عىل حد تفكريرب‬

‫‪ ¤‬هل تظنناا نلهاوال أفاق مان ضاياعك‪ ،‬أنات تبياع نفساك‬

‫وعائلتك من أجل (عارب‪)...‬‬

‫قاطع ه تامر بصياح يفوق صياحه رنه هيذي بغري هدى‬

‫‪¤‬ال ليست (عا ‪ )..‬إهنا عفيفة ونقية لكن يف ستفهم أناتال‬

‫يفال صفاء قلبها اخرتق ظلمة قلبي و ياين ‪...‬حبها خلاف‬

‫حلمي ببداية جديدة بعيدا عن ل هذا الوحل! بعيدا عنك!‬

‫‪1413‬‬
‫هبت حلمي من انفجار ابناه الغاري متوقاع‪ ،‬فقاال هيدئاه ألن‬

‫مناسبا ألي خسارة أو تشتت‪.‬‬ ‫الوقت لي‬

‫‪¤‬اهدأ حيادث يشء‪ ،‬حبي باة قلباك متات لكان صاديقك‬

‫املصاب حو يقوم ستكون أنت هدفه ال غريك!‬

‫رد عليه بضيق بينام ينفل جانبي سرتته اجللدية‬

‫‪¤‬أنت مرص عىل أنه يعلم من وراء خطف ورد! ‪ ....‬ب ال يكون‬

‫من يبحث خلفنا يقصدك أنتال‪ ...‬فرحبائك ر!‬

‫هتف بانزعاج‬

‫‪¤‬أنا أنظف ورائي جيدا ‪...‬ال أعداء مبارشين يل!‬

‫التفت تامر يكتم سبة قبل أن يعود حو سرل والدرب احلار‬


‫‪1414‬‬
‫‪¤‬ماذا عن األخرىال ال تقل برنك تصل إليهاال‬

‫رد عليه بفلر‬

‫‪ ¤‬ال سيدي‪ ،‬رمحها اهلل منذ ساعتو‪.‬‬

‫عقد تامر جبينه يستفرس بريبة وذهول‬

‫‪ ¤‬من هذرب التي رمحها اهللال‬

‫رد عليه والدرب بتهكم مغي وقد فاض به الكيل‬

‫‪¤‬التي أرسلتها لتوهم ورد برهنا عىل عالقة بليث وخدررب هاذا‬

‫ال *** خطااة سااليفة م لكم‪ ...‬ناات تظاان برهنااا سااترتيها‬

‫لوحدها! أنت ال تعرفها إذن ‪....‬اهلل أعلم بامذا أخربهتم تلاك‬

‫الغبيةال‬
‫‪1415‬‬
‫م تقدم إ أن وصل أمامه ونظر بعينيه‪ ،‬يكمل باستفزاز‬

‫‪¤‬دافع عنها وقل برهنا هي األخرى ليست (عا‪)....‬‬

‫رمش بجفنيه مرة واحدة‪ ،‬فيبه بربود قاتل‬

‫‪ ¤‬هذا ال يعني أن تقتلها ‪....‬ألنه إن قتلنا ل واحد حيمل عىل‬

‫ظهررب برية‪ ،‬فسنكون أنا وأنت يا أيب العزيز أول من فاب أن‬

‫يقتل‪.‬‬

‫صاح من جديد يدفعه من أمامه ‪:‬أنت جننت وطار عقلك!‬

‫لنفساه ‪ :‬فاب أن‬ ‫حلق به اآلخر بينام تامر ابت مكانه هيما‬

‫أراقبها لن أدعه يقتلها‪ ،‬أقسم بقتل ل من يقرتب منها حتاى‬

‫وإن نت أنت يا حلمي! فكبائرك أ رب بك ري من العهر‪.‬‬

‫‪1416‬‬
‫فتح عينيه بعد أن رمش هبام مرات عدة وتلفت حوله فلمحها‬

‫غافية وجانب وجهها عىل ف يدرب‪ ،‬ابتسم حيااول التاذ ر إن‬

‫يكن حلام‪ ،‬حاول حتريك يادرب األخارى‬ ‫ان ما سمعه منها‬

‫فنغزرب أ حارق بكتفه فاسرتجع احلادث‪.‬‬

‫أعاد نظررب إليها حيمد ربه أهنا تصب اام أشافق عليهاا مان‬

‫‪ :‬ورد حبيبتي!‬ ‫نومها املتعب‪ ،‬فهم‬

‫حتر ت بمكاهناا فشاعرت برقبتهاا توجعهاا‪ ،‬مسادهتا بيادها‬

‫وفتحت عيناهاا ليقابلهاا وجهاه املبتسام‪ ،‬تاذ رت احلاادث‬

‫يديه ووجهه ورقبته‬ ‫فانتفضت هتتف وهي تلم‬

‫‪¤‬أنت بلريال هل تشعر بر ال سرنادي عىل الطبيب‪.‬‬

‫‪1417‬‬
‫أمسك فهاا يساحبها حتاى اقرتبات وأصابح وجههاا أماام‬

‫ببسمة تعبة‬ ‫خاصته‪ ،‬تلفحه أنفاسها هيم‬

‫‪ ¤‬أنا أ ر من بلري ‪ ...‬فقط‪..‬‬

‫تلكر يرفع يدها ليضعها فوق قلبه يكمل بشجن‬

‫‪ ¤‬هذا يؤملني‪.‬‬

‫تلبكت وتوترت فارتعشت يدها حتت يدرب تشعر بلفقاته بينام‬

‫يكن حلامال‬ ‫هو يكمل برجاء‪ :‬هل ما سمعته منك باألم‬

‫خجلت وحاولت االبتعاد لكنه حال بينها وبو ذلك يرص عىل‬

‫سؤاله ‪ :‬ورد أخربيني وال هتريب‪ ،‬فرنا ضعيف حا‪....‬‬

‫‪1418‬‬
‫أسكتت لامتاه بيادها األخارى التاي وضاعتها عاىل شافتيه‬

‫و مقلتاها تلمعان من جديد بدمو هتدد باالهنامر‪ ،‬فهزت يانه‬

‫‪¤‬أنت لست ضعيفا‪ ،‬أنت الضابط املمتاز ليث اجلندي قاوي‬

‫شجا ال يردعك جمرم أو هتديد مهام ان‪.‬‬

‫ابتسم لل قة الناضحة من عينيها يطالبها بام ختفيه باو جنباات‬

‫قلبها ‪ :‬إذا زيديني قوة يا ورديت وأخربيني بمشاعرك‪.‬‬

‫امحرت أ ر ل كنها نطقت بينام تتهرب بمقلتيها ‪ :‬أحبك‪.‬‬

‫زاغت عينارب عىل صفحة وجهها وأرسعت دقات قلبيهام معاا‪،‬‬

‫رفع يدرب من عىل فها فوق قلبه وضم خلف رأسها يقرهبا منه‬

‫ليحط بشفتيه عىل خدها‪ ،‬تكن القبلة خفيفة بل طويلة رناه‬

‫‪1419‬‬
‫حيكي ا عن مشاعررب عربها فتطول القصاة وتتعادد األبياات‬

‫وهي تتلقى عباراته ب بات تستشعر ماهية شعور جديد عليهاا‬

‫حيملها عىل غيمة تطفو با واء‪.‬‬

‫ابتعدت حو سمعت دقة عىل البااب‪ ،‬ساوت هنادامها وهاو‬

‫يرمقها بوله ال يزال حتت تر ريها‪ ،‬تقدمت نحو الباب وفتحت‬

‫للعميد الذي قبل رأسها م خطا جتارب ليث بينام حياول األخري‬

‫االستقامة بجلسته‪ ،‬فنهررب‪ ،‬قائال‬

‫‪ ¤‬ال تتحرك ليث‪ ،‬ارتاح! ‪ ....‬يف تشعر يا بطلال‬

‫ألقى نظرة رسيعة نحو من تغزو احلمرة صفحة وجهها‪ ،‬فيباه‬

‫مبتسام ‪ :‬أ ن برفضل حال من قبل‪.‬‬

‫‪1420‬‬
‫ضحك العميد وقد استشف غايته من قوله يعقب‬

‫‪ ¤‬جيد اذن ستقوم برسعة لننهي ما بدأنارب معا‪.‬‬

‫هز رأسه مؤ دا‪ ،‬يقول ‪ :‬طبعا سيدي‪.‬‬

‫التفت العميد إ ورد وطلب منها تسلم ال ياب من هشام عىل‬

‫باب الغرفة م قال يقصد ليث ما إن تر د من دخاول ورد إ‬

‫احلامم وهشام يتقدم نحومها برفقة ياسو‬

‫‪ ¤‬لن تستطيع مرافقتنا ليث‪ ،‬الشحنة ستصل بعد يومو‪.‬‬

‫هتف باستنكار‬

‫‪ ¤‬سيدي سر ون بلري بعد يومو إن شاء اهلل‪.‬‬

‫رد عليه بجدية وحزم‬


‫‪1421‬‬
‫‪ ¤‬ليااث! لاان أساامح لنقطااة ضااعف أن تلهينااي وأناات اآلن‬

‫مصاب‪ ،‬سرتتاح ببيت أهلك وال جتهد نفسك لتشفى برساعة‬

‫و ي أضمن أمان تلك العنيدة التاي ماا إن تعلام بلروجاك‬

‫للقبل عىل حلمي قد تسبقك هي و أنا لسات محال مفاجارة‬

‫أخرى‪.‬‬

‫زفر بحنق ال يصدق أنه لن يقبل عىل تامر ووالدرب بيديه بيانام‬

‫العميد يكمل ‪ :‬سرغادر اآلن‪ ،‬لقد حتد ت مع الطبيب و والدك‬

‫سينقلك إ البيت مع ال ماا يلزماك و مهمتاك أن حتار‬

‫زوجتك و تشفى برسعة بإذن اهلل‪.‬‬

‫قا ا وغادر متالفيا صديقارب يكاتامن ضاحكة أطلقاهاا ماا إن‬

‫تر دا من مغادرته‪ ،‬فصاح ليث بضعف يزجرمها‬


‫‪1422‬‬
‫‪ ¤‬اسكت أنت وهو!‬

‫بتها هشام بمشقة‪ ،‬يقول بمزاح‬

‫بوة يا ‪ ....‬فار !‬ ‫‪ ¤‬لكل فار‬

‫تدخل ياسو‪ ،‬مضيفا بمرح‬

‫‪ ¤‬اسعد يا رجل! ستحظى بشهر عسل وتضمن زوجتك أمام‬

‫ناظريك‪.‬‬

‫حرك ليث رأسه يرسا من صديقيه الذين استلامرب مزاحا‪ ،‬فاستل‬

‫هشام هاتفه الذي اهتز بجيب سرتته لتتجمد ضاحكته ماا إن‬

‫سمع ما قيل له‪ ،‬هيتف بذهول وانزعاج‬

‫‪ ¤‬متىال ‪....‬أنا قادم!‬


‫‪1423‬‬
‫شملهام بنظرة ضيق خيربمها‬

‫‪ ¤‬رهف قتلت‪.‬‬

‫‪¤‬ماذاال‬

‫استداروا إ مصدر السؤال التاي تكان ساوى ورد تقاف‬

‫مكاهنا ابتة بمالمح تنضح فزعا‪ ،‬بسط ليث يدرب إليها لتقرتب‪،‬‬

‫فقال هشام الذي أشار لياسو‬

‫‪ ¤‬فب أن أذهب للمر ز‪ ،‬ياسو سيبقى عىل بااب الغرفاة إ‬

‫أن أعود أو يعود العميد ال ن ق برحد حاليا‪.‬‬

‫أمسك يدها وأجلسها بالقرب مناه ام رفاع يادرب الصاحيحة‬

‫وأحاط هبا رأسها لريحيه عىل صدررب‪ ،‬يربت عليه برقة يقول‬

‫‪1424‬‬
‫‪ ¤‬هي من ألقت نفسها إ حتفها‪.‬‬

‫دوي قلبها‬ ‫ردت بلفوت بعك‬

‫‪ ¤‬مهام ان‪ ،‬ال تستحق القتل‪ ،‬من قتلهاال هل يكون تا‪...‬‬

‫شعرت بتصلبه‪ ،‬فلم تكمل وسمعته فيبها‬

‫‪ ¤‬ال أظن ‪.....‬إنه جمرد جبان أظنه والدرب‪....‬و يف لتا احلالتو‬

‫سيعدمان المها‪.‬‬

‫ارتعشت‪ ،‬فشد عليها يب هاا األماان والادفء‪ ،‬ساا نة تتانعم‬

‫بمكاهنا األزيل الذي وجدته أخريا‪.‬‬

‫****‬

‫‪1425‬‬
‫املكان حوله حتسبا لنسيان يشء ما‪ ،‬تر د‬ ‫أخذ حقيبته وتفح‬

‫م تقدم خارجا من مكتبه وقامت السيدة زيناب حاو ملحتاه‬

‫خارجا قبل وقته‪ ،‬تسرله بريبة وهي خلف احلاجز اخلشبي‬

‫‪ ¤‬خريا يا مفيدال الزال لديك موعدين‪.‬‬

‫نظر إليها‪ ،‬فالحظت وجوما يطغى عىل مالحمه بينام فيبها‬

‫‪ ¤‬من فضلك ‪..‬ألغيهام وأعيدي إدراجهام قريبا فرنا متعب‪.‬‬

‫انقلبت ريبتها إ مكر تقول‬

‫‪¤‬ما الذي استجد مفيد‪ ،‬لطاملا ان عملك ممتاع بالنسابة لاك‬

‫ملاذا أصبح يتعبكال‬

‫ابتسم بجانب فمه قائال هبدوء‪:‬أال حيق يل زينبال انا جمرد برش‪.‬‬
‫‪1426‬‬
‫نظرت إليه بطرف عينها تقول بجدية‬

‫‪ ¤‬متاما مفيد‪... .‬أنت برش ولكنك تترصف رجل آيل ‪..‬مهاام‬

‫حاولت اإلنكار‪ ،‬جسدك سيرصخ و يستنجد‪.‬‬

‫قطب بتعب وملل‪ ،‬يشعر بنفسه مستنزفا وال يقوى عىل جماراة‬

‫أحد‬

‫‪ ¤‬زينب ارمحيني من ألغازك ووضحي!‬

‫رق قلبها لرجل حمرتم من عائلتها ولو ان بعيدا‪ ،‬ساعدها يف‬

‫وقت انت قد يئست فيه من احليااة والبرشا‪ ،‬فنصاب نفساه‬

‫شقيق صغري ا و تاو مساؤوليتها رهناا تنقصاه ماع مان‬

‫تربيتهن ودراستهن ا أن زوجهان‬ ‫يتحملهن‪ ،‬شقيقات مخ‬

‫‪1427‬‬
‫وبقي وحيدا و يبدو أدمن الوحدة لكنها الحظت نظراته لتلك‬

‫الفتاة التي نجحت ال تعلم يف يف لفت انتباهه وهي تسعى‬

‫لتسقي ذلك اإلعجاب إ أن ينمو ويصبح حبا وزواجا علها‬

‫ترى السعادة عىل وجهه‪ ،‬تكون لنفسه ال لغريرب‬

‫قالت بحنان وبشكل مبارش‪ :‬ال تتزوجها مفيدال‬

‫هااز رأسااه داللااة عااىل اإلدراك فهااو يعلاام ماادى نباهتهااا‬

‫وستالح ‪ ،‬فقال ببعل الوجوم‪ :‬إهنا مريضة عندي يا زينب‪.‬‬

‫مطت شفتاها بتذمر هتتف وهي ترضب بيدها ا واء‬

‫‪¤‬د ذلك ا راء للغرب‪ ،‬يضعون قوانو غريبة واسرل الرش‬

‫سانها مناساب ونعلام‬ ‫ماذا يقولال لن جتد مانعاا‪ ،‬باالعك‬

‫‪1428‬‬
‫أصلها الطيب‪ ،‬فتو ل عاىل اهلل واطلبهاا مان األبلاه أخوهاا‪،‬‬

‫سيفرح وقد تتزوجا بيوم واحد‪.‬‬

‫مسح عىل وجهه م حك أسفل دقنه‪ ،‬يفكر قبل ان فيبها‬

‫‪ ¤‬أنت تفهميني ‪..‬انا أخشى أن توافق وتتعلق يب لكوين أول‬

‫رجل يرخذ بيدها‪.‬‬

‫ضحكت مل شدقيها م قالت‬

‫* اطمئن هي معجبة بك شلصيا‪.‬‬

‫ملعت عينارب وعقد جبينه‪ ،‬متسائال‬

‫‪ ¤‬وما الذي فعلك متر دة ذرب الدرجةال‬

‫قفز حاجباها تشري لرأسه قائلة بمرح‬


‫‪1429‬‬
‫‪ ¤‬ألهنا تظل حتدق برأسك األصلع‪ ،‬وصدقني لن تنظر امارأة‬

‫لرجل أصلع ويعجبها ما ترارب إال إن انت معجبة به أو مغرمة‬

‫حتى ‪ ....‬ن يقينا واطلبها من شقيقها ولن تندم‪.‬‬

‫هز رأسه مدهوشا من قو اا وانساحب يفكار هال آن األوان‬

‫ليحصل عىل ونيسة لوحدته‪.‬‬

‫******‬

‫استقبلت السيدة عائشة ابنها عىل الباب الداخيل للبيت وهاي‬

‫جاهزة للذهاب إ املشفى‪ ،‬قبل رأسها قائال‬

‫‪ ¤‬أمي‪ ،‬أريدك بموضو قبل أن نغادر‪.‬‬

‫سرلت بلهفة أم خائفة ‪ :‬ورد هبا خطب بنيال‬

‫‪1430‬‬
‫ضمها من تفيها يسحبها إ طاولة احلديقة‪ ،‬خياطبها برفق‬

‫‪ ¤‬ال أمي‪ ،‬ورد بلري هي وزوجها ‪....‬املوضو خيصني ‪.‬‬

‫بدوررب أمامها م شبك يدارب‬ ‫والدته عىل رسيها وجل‬ ‫أجل‬

‫فوق امل ائدة‪ ،‬قائال باقتضاب يغمررب بعل احلرج‬

‫‪ ¤‬أمي‪ ...‬أنا أريد أن أتزوج!‬

‫*****‬

‫‪ ¤‬أريد أن أتزوج أمي‪.‬‬

‫ربتت عىل يديه مبتسمة بسعادة‪ ،‬جتيبه‬

‫‪ ¤‬حقا! بارك اهلل لك ومتم ما تنويه بلري‪ ...‬هل اخرتت الفتاةال‬

‫‪1431‬‬
‫أومر موافقا م بادر بطرح سؤال يبدأ به ما يريد اخبارها به‬

‫‪ ¤‬أمي سرسرلك سؤا ا أوال وأريد جوابا رصحيا‪ ،‬بعدها أفرس‬

‫لك‪.‬‬

‫هزت رأسها ترمقه باهتامم‪ ،‬فر مل‬

‫‪ ¤‬ما هي الصفات التي تتمنو أن تتحىل هبا نتكال‬

‫نظرت إليه بحرية تفكر م ردت عليه‬

‫يض اهلله بعنْه بع ْن النهبِي بص هىل اهلله بع بل ْي ِه بو بسا هل بم‬‫‪ ¤‬عن بأ ِيب هرير بة ر ِ‬
‫بْب ب ب‬ ‫ْ‬

‫جل بام ِ با ‪ ،‬بول ِ ِدين ِ بها‬ ‫بق بال ‪ ( :‬تنْكبح ا ْبملر بأة ِألبربع ‪ :‬بملِا ِ ا ‪ ،‬و ِ‬
‫حل بسبِ بها ‪ ،‬بو بِ‬
‫ب ب ب‬ ‫ْب‬ ‫ْ‬
‫ااد ب‬
‫اك )م روارب بلاااري و‬ ‫ين بت ِر بب ْ‬
‫اات بي ب‬ ‫ااذ ِ‬
‫ات الااد ِ‬ ‫‪ ،‬بفااا ْظ بف ْر بِ ب‬

‫مسلمت‪....‬و ال قول يل بعدرب عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫‪1432‬‬
‫حتدث حممود‪ ،‬بحذر يتساءل‪ :‬قولاه علياه الصاالة والساالم‪،‬‬

‫فاظفر بذات الدين تربت يداك ‪...‬يعني إن انات ذات ديان‬

‫تسقط ما سبق ‪...‬وجاء الادين يف املرتباة األو عان األصال‬

‫واجلامل والغنىال‬

‫أومرت بحرية متلكتها تضيف عىل ما قاله‬

‫‪ ¤‬ألن الدين يا بني هو حب اهلل وعبادته وحاب اهلل وعبادتاه‬

‫يعلم حسن اخللق ومن ال يتصف بحسن اخللق ال ينفعه أصله‬

‫ألن‬ ‫وال مجاله وال غنارب بيشء وسيظل بغيضا ينفر مناه الناا‬

‫أبو ب عم رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلمال‬ ‫اهلل ال حيبه‪ ،‬ألي‬

‫بامذا أفادرب نسبه وأصله وال غنارب واهلل عز وجل ال حيبه وهو من‬

‫أهل النار‪.‬‬
‫‪1433‬‬
‫أومر حممود بتفهم وقد شجعه حديث والدته التي ضمت يادرب‬

‫تسرله بفضول ‪ :‬ماذا هناك بنيال أخربين‪.‬‬

‫رمقها بتوتر حيرك عويناته بيدرب‪ ،‬فعلمات أن ماا سايقوله أمار‬

‫جلل فشدت عىل يدرب حت ه عىل التكلم‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫‪ ¤‬احلقيقة يا أمي‪ ،‬هي مجيلة ونور احلياء يزيدها هباء أما الفقار‬

‫نعم هي ليست بم ل مستوانا املاادي إناام تعمال لتنفاق عاىل‬

‫نفسها وال تتذلل ألحد‪.‬‬

‫ضيقت عينيها تقول ‪ :‬هناك أمر آخر ألنك تعلم جيدا برنني ال‬

‫أهتم باملال‪ ،‬فهو رزق من رب العاملو يروح ام في ‪ ،‬حتادث‬

‫حممود و أخربين‪ ،‬لقد ترخرنا عىل ورد‪.‬‬

‫‪1434‬‬
‫أطرق برأسه فيبها‬

‫‪ ¤‬الفتاة التي اختارها قلبي وعقيل عىل حد سواء هي صاديقة‬

‫ورد ‪...‬فاطمة‪.‬‬

‫فكرت السيد عائشة قليال م سرلت ‪ :‬أليست الفتاة من الدارال‬

‫أومر‪ ،‬فاستطردت‪ :‬ما مشكلتهاال فاورد تاذ رها دوماا وهاي‬

‫تقريبا صديقتها الوحيدة قبل تعرفها عىل مريم ‪...‬التقيت هباا‬

‫مرتو‪ ،‬انت فتاة خلوقة ومؤدبة‪.‬‬

‫ابتسم يزفر براحة يؤ د عىل قو ا‬

‫‪¤‬أخالقها وحياءها ما شدين إليها‪.‬‬

‫‪1435‬‬
‫فاستفرست بحرية ‪ :‬إذن ملاذا هذرب املقدماةال أالهناا نشارت يف‬

‫الدارال ال أحد يملك من مقاديررب من يشء‪ ،‬اام قادر تربيتاي‬

‫بكنف عائلة‪ ،‬قدر تربيتها يف الدار وال حياسب عىل أقداررب جل‬

‫جالله‪.‬‬

‫نظر إليها برت يز ومال نحوها هامسا‬

‫‪ ¤‬يعني أنت عىل علم برهنا جمهولة النسبال‬

‫شهقت بلفوت و جتمدت تنظر إليه‪ ،‬فتيقن برهنا تكن تعلم‪،‬‬

‫صمت هو اآلخر وتر ها ترتب أفكارها بينام هي متنح نفسها‬

‫دقائق تقلب أمرا برأسها م حتد ت تفرس له‬

‫‪¤‬إسمعني بني‪ ،‬هناك أمران يف جويف سرفيض هبام وأنت حر‪.‬‬

‫‪1436‬‬
‫أوالها تر يزرب يطرق سمعه ملا ستقوله ‪:‬‬

‫‪¤‬أنا رم أمتنى لك فتاة تتصاف بكال الصافات التاي ذ رهاا‬

‫الرسول عليه الصالة والسالم ‪..‬مع العلم أنه ذ رها إخبارا بام‬

‫عادة‪.‬‬ ‫يتزوجون ألجله النا‬

‫متتم حممود بالصالة عىل النبي م اسرتسلت تنظر إليه بحنو‬

‫‪¤‬و إن تكن ل الصفات حاارضة طبعاا ساررىض بعديماة‬

‫برشاي أماا‬ ‫جمرد مقياا‬ ‫اجلامل ألن مج ال اخللقة من األسا‬

‫احلقيقة فجميع البرش ااميل اخللقاة ألهنام مان إبادا باديع‬

‫فالرزق عىل اهلل لكن‬ ‫السموات وحتى إن انت فقرية ال بر‬

‫برشط االتصاف بالدين واخللق وما ذ رته بني أضيق منه فقط‬

‫‪1437‬‬
‫من أجلك أنت‪ ،‬فرنا لن أ ون سعيدة حاو يعيباك أحاد هباا‬

‫خصوصا بمحيطك وأنت أعلم مني به لكن ال تنتظر مني أن‬

‫آمرك بعدم الزواج منها ألنني لن أناقل عقيديت ولن أصيل هلل‬

‫أتلو آياته م بسم اهلل الرمحان الرحيم ‪ { :...‬بو بال بت ِزر بو ِاز بر ٌة ِو ْز بر‬

‫أ ْخ برى} مالزمرتت و عندما أفارغ مان الصاالة أ بمحال الناا‬

‫أوزار غريهم‪ ،‬حينها بناي سار ون منافقاة وأعاوذ بااهلل مان‬

‫النفاق‪.‬‬

‫عقد حاجبارب حرية يستوضح ‪:‬‬

‫الوقت هيمني رضاك‪،‬‬ ‫‪ ¤‬ماذا أفعل أميال فرنا أحبها ويف نف‬

‫فرنت تعلمو أهنم آخر مهي‪.‬‬ ‫أما النا‬

‫‪1438‬‬
‫خدرب قائلة ‪:‬‬ ‫ابتسمت بدفء تلم‬

‫‪ ¤‬إن ان ما يمنعك عنها رضاي حبيبي فرنا دائمة الرضا عنك‬

‫حتى إن تزوجتها وإن نت تريد نصيحتي ‪...‬استلر اهلل مارة‬

‫وا نتو م تو ل عىل اهلل‪... .‬هي حياتك و أنت حر هبا ‪....‬أما‬

‫عن أخالقها فاهلل شاهد عىل ما أقوله ال تعاب أبدا و أنت تعلم‬

‫ورد من تصاحب ‪..‬لذلك بني فكر جيادا ألهناا إن أصابحت‬

‫زوجتك محلت مسؤوليتها عىل عاتقك‪.‬‬

‫هز رأسه مبتسام يقبل رأسها م انطلقوا إ املشفى‬

‫*****‬

‫‪1439‬‬
‫إشتد الغضب هبشام بينام ينظر إ ج ة رهاف معلقاة بطارف‬

‫وهبا من نافذة احلجز ليظهر رنه انتحار لكن اجلمياع يعلام‬

‫جيدا برهنا جريمة قتل‪ ،‬صاح بصوت هز جدران احلجز حتاى‬

‫انتفضت السجينات واحلارسات‪.‬‬

‫‪¤‬من قتلهاال ‪...‬أقسم إن تنطقن زدت عىل قضايا ن االشتبارب‬

‫بكن بقضية قتل جديدة‪.‬‬

‫برهبة‬ ‫اقرتبت منه إحدى احلارسات هتم‬

‫‪ ¤‬سيدي وال واحدة ستتكلم‪ ،‬لقد حاولنا وهاددنا ألن بكال‬

‫بساطة من تفعل ذلك ستشنق أيضا‪.‬‬

‫‪1440‬‬
‫رماها بنظرة حقد حارقة م إنرصف ينفاث ناارا ماع أنفاساه‬

‫احلارة‪.‬‬

‫******‬

‫ملح ياسو أفراد عائلة ليث قادمو جتارب البااب الاذي ياربل‬

‫عليه حارسا‪ ،‬فانتفل يشء ما داخل صادررب‪ ،‬ابتسام للسايد‬

‫أمحد الذي سبق اجلمع حيييه بينام يفتح البااب ليادخل البقياة‬

‫و انت إرساء آخر الداخلو وحو مهت بتجاوزرب مال نحوها‬

‫قليال‪ ،‬فاضطرت أن تتلكر يف مشيتها تصغي جلملته املرحة‬

‫ِ‬
‫أرأيتال لقد علمته‪.‬‬ ‫‪ ¤‬صباح اخلري يا ‪.....‬إرساء‪،‬‬

‫‪1441‬‬
‫تفاجرت قليال لكنها متالكات نفساها وقلبات شافتيها بحناق‬

‫طفويل ورفعت حاجباها تتارفف متجاهلاة إياارب بيانام تكمال‬

‫طريقها‪ ،‬فضحك هامسا ‪ :‬مدللة ‪...‬لكن مجيلة‪.‬‬

‫انقضت السيدة زهرة عىل ابنها متجاهلاة ورد التاي ابتسامت‬

‫ترتك ا مساحة لتشبع أمومتها‪ ،‬وسلمت عىل الباقي‪ ،‬فسرلتها‬

‫اجلدة باهتامم ‪ :‬يف حالك ابنتيال‬

‫ردت عليها بامتنان‬

‫‪¤‬أنا بلري جديت ‪...‬احلمد هلل قدر و لطف‪.‬‬

‫تدخل اجلد قائال بحرج‬

‫‪ ¤‬أنا أترسف لك ابنتي عن ترصفات زهرة‪.‬‬

‫‪1442‬‬
‫أجابته بود وصدق‬

‫‪ ¤‬أنا أعذرها جدي ‪...‬إبنها ان سيموت أمامهاا مان أجايل‬

‫عن غضابها‬ ‫سهال عىل أي أم تقبله ‪..‬فدعها تنف‬ ‫وهذا لي‬

‫وخوفها أعلم برن قلبها حنون مهام أظهرت العك ‪.‬‬

‫سحبها اجلد ليقبل جبينها هامسا وهو يغمز اجلدة التي هنرتاه‬

‫بإشارة من رأسها‬

‫‪¤‬الولد حفيدي حمظوظ جدا بك‪.‬‬

‫امحرت ورد و أطرقت برأساها فعلات ضاحكة اجلادين معاا‬

‫والتفت ليث ليترمل ذلك املشهد الذي أرس قلبه وشعر بقرب‬

‫حتقيق حلمه معها‪.‬‬

‫‪1443‬‬
‫اتفقوا عىل خروج ليث من املشفى فهزوناه لاذلك واساترذن‬

‫السيد يوسف ليحرض بيان هي األخرى التي قرر ا الطبياب‬

‫مغادرة املشفى‪.‬‬

‫******‬

‫هندامها قبل اخلروج بينام تسند‬ ‫ترمق انعكاسها باملرآة تتفح‬

‫بدالل خلطيبها‬ ‫ا اتف بكتفها هتم‬

‫‪¤‬هذا يعني لن أجدك يف الدارال‬

‫رد عليها هائام بنربة صوهتا املرتققة ‪ :‬نت أمتنى أن أبدأ هناري‬

‫بزرقة البحر لكن فب أن أرافق أسامء جللستها‪ ،‬وألن الد تور‬

‫مفيد طلب حضوري ألمر مهم‪.‬‬

‫‪1444‬‬
‫أجابته و السعادة تشع هبا مالحمها‬

‫‪ ¤‬عندما تنهي أشغالك ستجدين هناك‪ ،‬فرنا سرقيض اليوم ماع‬

‫أمل‪.‬‬

‫رد عليها باسام وهو يلمح أسامء قادمة حيث ينتظرها بالردهة‬

‫‪ ¤‬حسنا! وستخذ ام لتلتارا أ اث الغرف‪ ،‬اعتني بنفسك ‪..‬و‬

‫أخفل من نربة صوته‪ ،‬يضيف‪ :‬أحبك‪.‬‬

‫قطعت االتصال ‪ ،‬فضحك من حياء حبيبتاه الرشساة وحاو‬

‫أدخال‬ ‫وصال العيادة استقبلتهام السيدة زينب بوجاه بشاو‬

‫الريبة إ عقو م من ترصفها الغري مسابوق حياث أمساكت‬

‫‪1445‬‬
‫بكف أسامء وطلبت من سمري الدخول إ الد تور مفياد ام‬

‫أجلستها وجلبت ا عصري برتقال‪ ،‬تستفرس منها‬

‫‪ ¤‬ماذا فعلت برتيبات زواج شقيقك األهبلال‬

‫دهشت الهتاممها املفاج ‪ ،‬ترد بتوتر‬

‫‪ ¤‬محاته تكفلت برتتيبات الزفاف‪.‬‬

‫مطت شفتاها بتذمر لتعود إ صورهتا املعتادة بينام تعقب وهي‬

‫بمقعد قربته إ أن أصبح قريبا منها قبالتها‬ ‫جتل‬

‫‪ ¤‬إذن بدأت بلعب دور احلاامةال و ياف تسامحو اا أنات‬

‫بذلكال‬

‫‪1446‬‬
‫تكلمت أسامء بحرص وحاجباها مضمومو لبعضهام‪ ،‬تر يزا‬

‫من حقها ذلكال‬ ‫وتفكريا ‪:‬ممم‪ ...‬هي والدة العرو ‪ ،‬ألي‬

‫انتفضت حو صاحت زينب باستنكار‬

‫األهبل أخوكال‬ ‫‪ ¤‬ومن سيدفع التكاليف ألي‬

‫وحذر‪ ،‬فر ملت زيناب وهاي تساوي‬ ‫أومرت أسامء بتوج‬

‫طرف طرحتها البيضاء الواسعة بياض وزرة عملها‬

‫‪ ¤‬إذن من حقك أنت ترتيب ل يشء ومتابعة أموال شقيقك‬

‫بامذا تنفق‪.‬‬

‫م عادت ترخي ظهرها عىل مسند املقعد‪ ،‬تكمل بنزق‬

‫‪1447‬‬
‫‪¤‬تلك املرأة سوف ترصف بسفه حتى تتسب لألهبل شقيقك‬

‫باإلفال ‪.‬‬

‫حر ت رأسها يف دوائر ومهية تضيف بنربة متهكمة ضائقة‬

‫‪ ¤‬نت أظنه األبله الوحيد بينكام‪.‬‬

‫تسمرت أسامء تترمل هذرب املرأة العجيبة وحلسن حظها خارج‬

‫سمري من غرفة مكتب الد تور مفيد مبتهجا ال تسعه الدنيا من‬

‫سعادته الواضحة وقبل أن يشري ا وقفت تقرتب منه مستغربة‬

‫ما يدور حو ا ‪ :‬أدخيل عزيزيت‪ ،‬إنه يف انتظارك‪.‬‬

‫جتاوزته ال يفارقها االستغراب تستشاعر وجاود خطاب ماا‪،‬‬

‫تتسلل الريبة مع الشك إ صدرها فدخلت الغرفة بلطوات‬

‫‪1448‬‬
‫متلكئة‪ ،‬ملحات د‪ .‬مفياد يترمال الساامء الزرقااء عارب نافذتاه‬

‫الضلمة ودفعت البااب توارباه العاادة‪ ،‬فرحاد ت صاوت‬

‫التفت عىل إ ررب والتقطت تلك النظرة امللتلفة من عينيه ‪ ،‬يشء‬

‫ما قد زاد عىل مالمح وجهاه ال تعلام حتديادا ماهيتاه وذلاك‬

‫يضاعف من ر ل فرر الفضول وسط أحشائها‬

‫باألريكاة التاي‬ ‫تقدم يلقي عليها التحية ام دعاهاا لاتجل‬

‫تفضلها‪ ،‬يقول ببسمته اجلانبية‬

‫‪ ¤‬اليوم سرطلب منك شيئا‪ ،‬هل تسمحو يلال‬

‫أومرت بتوتر‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬سنتبادل األدوار‪ ،‬أنا سرتكلم و أنت تنصتو‪ ،‬اتفقناال‬

‫‪1449‬‬
‫ردت بشكل تلقاائي بادافع مان الفضاول والرغباة احلارقاة‬

‫لتصغي إليه ‪ :‬تفضل!‬

‫فتيات‬ ‫‪¤‬سرحد ك قليال عن نفل‪ ،‬أنا االبن الوحيد بو مخ‬

‫والديت ماتت أ ناء والدهتا األخرية‪ ،‬فرصبحت املسؤولية عىل‬

‫اهاال أيب الااذي محلهااا بكاال تفااان‪ ،‬حاولاات مساااعدته أنااا‬

‫وشااقيقتي الكااربى بااام اسااتطعنا لكوننااا ببدايااة دراسااتنا يف‬

‫اجلامعا ة‪ ،‬أيب ااان موظفااا مرموقااا بااوزارة الصااحة‪ ،‬ماارض‬

‫السانة‬ ‫وأخفى عنا مرضه و نعلم به سوى بعد وفاته يف نف‬

‫التي خترجت هبا‪ ،‬فوجدت نفلا أماام أرباع فتياات صاغار‬

‫بملتلف املستويات الدراسية وواحدة اربى خمطوباة عاىل‬

‫عتبة الزواج‪ ،‬ر زت ل قويت واهتاممي عىل مهنتاي وعملات‬

‫‪1450‬‬
‫بملتلف املشايف باملدينة حتاى صانعت لنفلا سامعة طيباة‬

‫حتى متكنت مان ترساي‬ ‫بفضل اهلل‪ ،‬فذ ا صيتي بو النا‬

‫هذرب العياادة واحلماد هلل الاذي أعاانني عاىل الوفااء بوعادي‬

‫لوالداي‪ ،‬أدعو اهلل أن أ ون أحسنت رعاية أمانتهام‪.‬‬

‫ابتسم بحنان أضفى عىل وسامته اخلاصة نورا جذابا خفق لاه‬

‫نبضها املستنفر ‪،‬تراقبه باهتامم تتا بع حدي اه املسرتسال هبادوء‬

‫عادته ‪:‬و انت آخر العنقود‪ ،‬سحر مان زوجتهاا قبال ال اة‬

‫أشهر‪.‬‬

‫ابتسمت البتسام ته وقد دمعت عيناها ترى فياه سامري الاذي‬

‫حتمل مسؤوليتها و هو ال يزال صبيا بينام هاو يكمال بابعل‬

‫املرح امللتلط بالشجن‬


‫‪1451‬‬
‫‪¤‬حو أحسست برن مسؤوليتي جتارب شقيقايت خفت‪ ،‬ا تشفت‬

‫أن عمري قد قرب عىل هنايته أيضا‪.‬‬

‫عبست لقوله فرسعدرب ذلك‪ ،‬يستدرك‬

‫‪ ¤‬فكرت بارنني اربت عاىل الازواج واإلنجااب‪ ،‬فااعتربت‬

‫أخوايت مع أبنائهن أوالدي وقاررت أو متاشايت ماع شاكل‬

‫حيايت راضيا ‪...‬إ أن !‬

‫تلبكت أسامء و دوى قلبها وسط صدرها حتى شعرت بدبيب‬

‫النمل حتت جلد جسدها بر مله‪.‬‬

‫‪ ¤‬إ أن قابلت فتاة حر ت يب شايئا ظننتاه لان حيادث أبادا‪،‬‬

‫بشلصيتها الفريدة وشكلها املتميز الذي أعادين إ زمن نت‬

‫‪1452‬‬
‫فيااه مسااتعدا ألحااب وأحااب لكاان الظااروف تساامح يل ‪،‬‬

‫فتجرأت و فكرت ال أحاول البحث عن سعاديت ام فعلات‬

‫مع أخوايت‪.‬‬

‫صمت فعلمت أنه ينتظار تادخلها‪ ،‬فتجاهلات ماا تشاعر باه‬

‫يقصدرب وقالت ما أوجع قلبها‬

‫‪ ¤‬طبعا م ن حقك‪ ،‬فرنت إنسان‪ ،‬مان حقاك احليااة والازواج‬

‫وحتى ا إلنجاب ‪...‬تستطيع احلصاول عاىل أي فتااة تريادها‪،‬‬

‫أرقى العائالت يرشفهم نسبك برخالقك وسامعتك املرشافة‬

‫وسيزوجونك أصغر وأمجل بناهتم‪.‬‬

‫‪1453‬‬
‫اتسعت ابتسامته لتشمل اجلانب اآلخار‪ ،‬جميباا بنظارات ذات‬

‫معنى‬

‫‪ ¤‬لكن أنا ال أريد فتاة صغرية‪ ،‬فكام سبق ونوهت أنا اخرتت‪،‬‬

‫ذا أنا أحد ك ‪....‬ألنني اخرتتك أنت‪.‬‬

‫امحرت و ارتبكت تفرك يدهيا ببعضهام‪ ،‬فاستطرد يكمل‬

‫‪ ¤‬ما رأيكال لقد طلبتك من شقيقك قبل قليل وال مانع لدياه‬

‫رشط أن توافقي أنت‪.‬‬

‫أطرقت برأسها تنظر إ حجرها‪ ،‬فقاام مان مكاناه لايجل‬

‫باستفسار حائر‬ ‫بجانبها حيث سمعها هتم‬

‫‪ ¤‬ملاذا أناال‬

‫‪1454‬‬
‫مهسها ا اد‪.‬‬ ‫أجاهبا بنف‬

‫‪ ¤‬اسمعيني أسامء‪ ،‬أنا طبيب نفل وأحب املبارشة والوضوح‬

‫باحلوار‪ ،‬أعلم برنني حر ت مشاعر داخلك ام حدث معي‪.‬‬

‫نظرت إليه فر مل ‪:‬‬

‫وأظن السبب يكمن بمدى تشااهبنا ماع اخاتالف األساباب‬

‫والظروف‪...‬فكل واحد منا نلا أن يعايش حياتاه ألساباب‬

‫خمتلفة‪ ،‬فطارت منا السنوات ‪...‬فهل سند الباقي يضيع منا أم‬

‫نحاول عيش ما فاتنا ويعوض ل واحد منا اآلخرال‬

‫ست احلمرة القانية خداها ويداها اللتان امحرتا مها أيضا من‬

‫حي ها بنربة رقيقة‬ ‫شدة الفرك ومه‬

‫‪1455‬‬
‫‪ ¤‬هل أعترب صمتك موافقةال‬

‫قامت عن مكاهنا تفر من أماماه إ أن وصالت البااب جتيباه‬

‫مبتسمة ‪ :‬حتدث مع أخي‪.‬‬

‫م اختفت ليطلق الد تور مفيد زفرة راحة حارة طويلة بطول‬

‫السنوات الطوال السالفة من عماررب بيانام هاي ظلات برفقاة‬

‫زينب حتى اتفق الاد تور ماع شاقيقها عاىل موعاد ليحرضا‬

‫شقيقاته وليتقدم بشكل رسمي‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1456‬‬
‫هنل ليث عن رسياررب متحاامال عاىل نفساه يقتلاه الفضاول‬

‫ليسمع حدي ها ا اتفي مع د تورهتا‪ ،‬فلطى عىل باطن قدمياه‬

‫عىل مهال وفاتح البااب هبادوء لينسااب صاوهتا مان غرفاة‬

‫االستقبال‬

‫‪¤‬آسفة د تاورة‪ ،‬ظارويف ال تسامح يل بااملجيء وأناا حمتاجاة‬

‫ألتكلم معك‪.‬‬

‫يسمع الد تورة التي ردت بلطف‬

‫ورد سالمتك أهم ‪...‬حتد ي وأنا أسمعك‪.‬‬ ‫‪ ¤‬ال بر‬

‫شعر بنربة صوهت ا رهنا عاىل وشاك البكااء وهاي تعارب عان‬

‫مشاعرها‬

‫‪1457‬‬
‫بشاع أحتملاه‬ ‫‪¤‬تعرضت ألزمتو شاعرت فايهام بإحساا‬

‫وللحظة نت سرستلم ليريس‪.‬‬

‫فهم برن الد تورة تستفرس عن األزمتو ألهنا رشعات يف رسد‬

‫حادث إطالق النار وقبلها فعلة رهف‪ ،‬فرشافق عليهاا حاو‬

‫قالت وقد هتدج صوهتا من أ ر البكاء‬

‫‪¤‬لقد سقط بو يدي بعد أن أفداين بحياته ودمائه سالت عاىل‬

‫حجري‪.‬‬

‫شهقت بحدة حتى هام بالتقادم نحوهاا لكناه تسامر حاو‬

‫سمعها تضيف ‪ :‬ال أشك بوفائه وال حلظة مع أن الشايطان‬

‫برذين لكن حو رأيته ممددا عىل رسيرهاا ذايت و يااين‬ ‫وسو‬

‫‪1458‬‬
‫رفضا ذلك وأخذاين إليه و طلبا مناي إيقاظاه ورؤياة اخلياناة‬

‫بعينيه لكي يصدقا‪.‬‬

‫صمتت قليال م قالت وقد بدأت بتاملك أعصاهبا‬

‫‪¤‬أشعر أنني بحاجة إ العمل‪...‬عىل قدر ما نت أهارب باه‬

‫من عقدي عىل قدر ما ان يساعدين يف تصفية دهني‪.‬‬

‫صمت آخر م حتد ت من جديد‬

‫‪¤‬ال أظن لي ث يامنع فقط سيطلب ترجيال األمار حلاو انتهااء‬

‫القضية‪.‬‬

‫تعب لكنه حتامل أ ر وأسند نفسه بدفة الباب يسمع قو ا‬

‫‪1459‬‬
‫‪¤‬ماذا سرفعلال طبعا سرنصاا ألماررب فهاو زوجاي وطاعتاه‬

‫واجبة خصوصا إن ان ما يطلبه ال خيالف الرش لكن ليث ال‬

‫أظنه سيامنع‪ ،‬فهو يعلم بعميل قبال أن يتزوجناي ‪...‬و يكان‬

‫ممانعا‪.‬‬

‫ابتسم ل قتها التي ال تنتهي به‪ ،‬ال تعلم برهناا حتملاه مساؤولية‬

‫أ رب ليكون عىل قدر قتها م استدار حو سمع حتية وداعهاا‬

‫ليستلقي عىل رسيررب متلم بنشوة السعادة التاي منحتاه إياهاا‬

‫باعرتافاهتا بحبه وأمهيته بحياهتا قبل أن ففلاه صاوت والادرب‬

‫املرسور ‪ :‬أسرل اهلل أن يديم هذرب البسمة عىل غرك‪.‬‬

‫اتسعت بسمته لتشمل و جهه وتناول يد والادرب الاذي جلا‬

‫بجانبه عىل الرسير يقبلها بينام األخري يضيف بمكر مرح‬


‫‪1460‬‬
‫‪ ¤‬لن أسال عن سبب السعادة عىل وجهك ألن اجلمياع يعلام‬

‫‪...‬لكن سرسرلك عن صحتك بني‪ ،‬يف تشعرال‬

‫رد عليه متنهدا وهو يربت بكفه عاىل ذراعاه املصااب يعلقاه‬

‫بحامل طبي‬

‫‪¤‬هل تصدقني إن أخربتك برنني شا ر لتلك الرصاصة التاي‬

‫أصابت تفيال‬

‫ضحك والدرب معقبا ‪:‬طبعا‪ ،‬فاهلل قال يف تابه الكريم‬

‫ف بع بل اهلل فِ ِيه بخ ْريا ريا‪ :‬النساء)‬


‫( بف بع بسى بأن بتك بْرهو ْا بش ْيئا بو ب ْ‬

‫هز ليث رأسه مؤ دا‪ ،‬فاستطرد والدرب بضحكة ما رة أرجعته‬

‫إ صغررب حو ان يتفق معه عىل خطة ما لتنفيذ مقلب مرح‬

‫‪1461‬‬
‫‪¤‬هناك زائر قادم بحجة رؤيتك مع أنني متر د أناه قاادم مان‬

‫آخر‪.‬‬ ‫أجل شل‬

‫استغرب ليث يرمقه بحرية فرخربرب‬

‫‪ ¤‬نارص جمران ‪...‬حتدث معي واسترذن ليزورك فلرب احلاد اة‬

‫قد انترش عرب وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫رد عليه‬

‫‪ ¤‬إذا نت من يدعي رغبته بزيارته‪ ،‬فمن يقصد حقا!‬

‫ضم شفتارب بمكر قبل أن فيب‪ :‬بيان‪.‬‬

‫ضحك ليث ما إن استوعب‪ ،‬معقبا بمرح‬

‫‪1462‬‬
‫بغارام‬ ‫‪ ¤‬آرب وقع بو يديك إذن! ‪....‬ماذاال هل وقع الفاار‬

‫من أنقذهاال‬

‫بسط فه وحر ها قائال ‪ :‬أظن ذلك‪.‬‬

‫فقال ليث مازحا‬

‫‪¤‬وأنت بنظرتك املا رة هذرب ستلعب دور اخلطابةال‬

‫رضبه بلفة عىل تفه‪ ،‬فتصانع لياث األ يسامع قاول والادرب‬

‫الزاجر بمزاح‬

‫‪ ¤‬خطابة! احرتم نفسك يا ولد! أنا والدك‪.‬‬

‫علت ضحكات ليث خيربرب‬

‫‪ ¤‬أيب احلبيب تكلم وأخربين ماذا تريدال وسرساعدك‪.‬‬


‫‪1463‬‬
‫له‬ ‫دنى منه مدعيا خطورة األمر‪ ،‬هيم‬

‫‪ ¤‬نريد إ ارة غريته وبام أ نه حرض املشهد الدرامي بيناك وباو‬

‫للمهمة وسرتفق مع‬ ‫والدتك يف املشفى‪ ،‬فرن ت أفضل شل‬

‫جاادتك لتلهااي زوجتااك حتااى ال تقلااب عليااك وترضاابك‬

‫برصاصة بنفسها‪.‬‬

‫أمسك خرصرب من شدة الضحك ورفع يدرب ليسكت والدرب عن‬

‫إضحا ه‬

‫‪ ¤‬آرب يا أيب ستفعل يب ما تفعله الرصاصة‪ ،‬يكفي أرجوك‪.‬‬

‫ادعى والدرب اجلدية وقلبه حيلق سعادة‪ ،‬يشعر هباا لاام عااش‬

‫حلظات مرحة مع فلذة بدرب‪ ،‬يترمل فيها سعادته ولقد غابت‬

‫‪1464‬‬
‫عنهام ملدة طويلة وعادت بفضل اهلل م بسبب تلك الفتاة التي‬

‫أصبح خياف عليها من التهديد املحادق هباا‪ ،‬ألناه ال يتليال‬

‫اهنيار ابنه لو حدث ا خطب ما واختفت من حياته‪.‬‬

‫‪ ¤‬ن جديا ليث‪ ،‬أسعى لتزوي بيان فرناا الحظات نظراهتاا‬

‫التي خانتها نحورب يف حضوري وغايتي حتريك املياارب الرا ادة‬

‫‪...‬فرنا سرلت عناه واتضاح برناه إنساان حمارتم بتعامالتاه يف‬

‫السوق بغل النظر عن تعجرفه الاذي حيااول أن يعامال باه‬

‫النا ‪.‬‬

‫أومر ليث فيبه بمكر‪ ،‬فرصبح نسلة عن أبيه ‪ :‬حارض أيب اام‬

‫تريد‪ ...‬أخربين فقط إ أي مدى يسمح يل بالتامدي‪.‬‬

‫‪1465‬‬
‫يقف أمام منزل اجلندي‪ ،‬ال يصدق برن شوقه لعينو نجالوين‬

‫بلون البندق قد أرغامرب عىل حماد اة السايد يوساف‪ ،‬وبادل أن‬

‫يطلب منه رؤيتها توتر عىل غري عادته واسترذن لزيارة ليث‪.‬‬

‫أرشدته اخلادمة إ غرفاة الضايوف حياث ينتظروناه فلطاا‬

‫املكان حوله بانبهار فيد الاتحكم باه‪،‬‬ ‫يلحق هبا بينام يتفح‬

‫فمهام ان بيت عمه الذي رب فيه راقي‪ ،‬فإن هذا املنزل يفوقه‬

‫بالدفء‪.‬‬ ‫عراقة ورحابة وحتى ذوق أ ا ه يشعر النف‬

‫ملح السيد يوسف الاذي وقاف ماا إن دخال علايهم فتبسام‬

‫بكياسة واستقبلورب برحابة حتى السيدة زهرة التي شكرت له‬

‫صنيعه‪ ،‬فيتلفت حوله ل حلظة يتوقع رؤيتها لكنها ال تظهار‬

‫تار ة قلبه يرضب برقىص رسعته يف صدررب محاسا وترقبا حتى‬


‫‪1466‬‬
‫والسيد يوسف يرافقه إ جناح ليث الذي اساتقبله يف غرفاة‬

‫استقبا ا ‪ ،‬صافحه بحرارة رنه يعرفه منذ زمان ام أشاار لاه‬

‫يذ ر له تر ررب بصنيعه وبذل حياته من أجل ابنة خالته‬ ‫ليجل‬

‫بيان وعىل ذ رها التفت ليث إ والدرب يقول بمكر‬

‫‪ ¤‬أين تلاك اجلميلاة‪ ،‬ال تادعوها متيشا اريا عاىل رجلهاا‬

‫املصابة‪ ،‬لقد طردهتا من هنا بمعنى الكلمة صباحا حتى تريح‬

‫نفسها‬

‫إبتسم والدرب حو الح جبو نارص املقطب‪ ،‬يضيف بدوررب‬

‫‪¤‬أنت تعلم قدر معزتك لدهيا ‪..‬عندما أخربهتا صادمت لياا‬

‫فررصت عىل رؤيتك يف احلال لتطمئن عليك‪.‬‬

‫‪1467‬‬
‫امحر وجه نارص يتدخل بحادة يقصادها فاجارهتام وأ ادت‬

‫صدق تكهن السيد يوسف‬

‫ذلكال‬ ‫‪ ¤‬طبعا‪ ،‬فهي تعتربك أخوها الذي تربت معه‪ ،‬ألي‬

‫هزا رأسيهام معا‪ ،‬فر مل وهو يشعر بدمائه تغيل بعروقه‬

‫‪ ¤‬باملناسبة أين اآلنسةال أوورب! أنا آسف‪ ،‬أقصد السيدة وردال‬

‫التفت ليث إ والدرب رنه يستنجد به فقال باسام‬

‫‪¤‬إهنا مع أمي‪ ،‬شكرا لك‪.‬‬

‫فتجرأ يسرل‬

‫‪ ¤‬و اآلنسة بيان يف حا اال ‪...‬هل أستطيع رؤيتهاال‬

‫‪1468‬‬
‫أخفى ليث ضحكة مرحة وقام السيد يوسف جميبا‬

‫‪ ¤‬طبعا بني‪ ،‬تفضل!‬

‫صافح ليث مودعا‪ ،‬يرس لقلبه فة رؤيتها‪.‬‬

‫تترمل البحر عىل ساو ر الرشافة تقضام أظافرهاا متاوترة مان‬

‫وجودرب باملنزل‪ ،‬تريد رؤيته بشدة والشاوق يضانيها للجيئال‪،‬‬

‫أرسعت دقات قلبها حو التفتت إ زوج خالتها الاذي قاال‬

‫وال اين يراقبها بوله‬

‫‪¤‬أ نحذرك من رة الوقوف عىل رجلك ب أنت هبذا العنادال‬

‫تلبكت وحاولت التقدم ففقدت توازهنا وحترك برسعة نحوها‬

‫هيئته ليساندها وفلساها عاىل الكاريس يشام عبريهاا‬ ‫عك‬

‫‪1469‬‬
‫مستغال قرهبا منه‪ ،‬سكنت عادهتا قربه تنظر إليه بشوق لاوال‬

‫نحنحة السيد يوسف الذي خطا جتاههام يدعي الربود مما جعل‬

‫نارص يتوتر بكل ضلامته ويبتعد إ الكريس املقابل حيتله‬

‫‪¤‬أرأيتال لوال السيد نارص بعد اهلل نت وقعات وانكرسات‬

‫رجلك ال انية‪.‬‬

‫والتفت إ نارص يكمل بتهكم‬

‫*يبدو أنه قدرك انقاذها ل مرة‪.‬‬

‫ابتسم اال نان بتشن حيل عليهام صمت يتللله صوت أمواج‬

‫البحر سنفونية ناعمة هتدهاد قلبايهام إ أن رساته السايدة‬

‫زهرة بينام تدخل بالضيافة‪.‬‬

‫‪1470‬‬
‫يتبادالن النظرات وقد أطارت صوابه بلصالهتا التي أطلقت‬

‫رساحها‪ ،‬يلعب هبا هواء البحر‪ ،‬فجرة حل عليه مشهد تنقلها‬

‫هبيئتها تلك بو أرجاء البيت حول ابن خالتهاا الوسايم ذاك‪،‬‬

‫فسولت له نفسه برهنا قد تعجبه يوما ما‪ ،‬فهي مجيلة "مجيلاة"‬

‫أ يقلها ليث بلسانهال ‪...‬انطلق لسانه من فمه دون إذنه لكان‬

‫بت رصيح من قلبه يفاج نفسه قبل احلارضين‬

‫‪¤‬أنا أتقدم بطلب خلطبة اآلنسة بيان‪.‬‬

‫شهقت بيان وخالتها بينام السيد يوسف يبتسم بظفر ‪ ،‬يقول‬

‫ونبلغك إذا وافقت لتحرض‬ ‫‪¤‬مرحبا بك بني نستشري العرو‬

‫عائلتك‪.‬‬

‫‪1471‬‬
‫عاد إ املنزل بعد أن أهنى عمله واطمرن عىل صاديقه ينهكاه‬

‫التعب مشتاق إ رسيررب لينام‪ ،‬ملح طيفهاا يف عتماة احلديقاة‬

‫فاستغرب عدم نومها بعد‪ ،‬خطا نحوها فالح سكوهنا‪ ،‬اهتز‬

‫قلبه خوفا فررس إليها ليزفر حو ا تشف نومها عىل الكريس‪،‬‬

‫خادها ام رفعاه‬ ‫بجانبها‪ ،‬فمد يدرب ومل‬ ‫اقرتب منها وجل‬

‫قليال إ جبهتها ليتوقف عند حاجبيها‪ ،‬فتذ ر أول مرة رآهاا‬

‫وجذبته بلون حاجبيها األمحارين‪ ،‬ملساهام بإهباماه فتململات‬

‫وفتحت عيناها‪.‬‬

‫نظرت إليه و تتحرك من مكاهنا هامسة له بصوهتا العذب‬

‫‪¤‬ملاذا ترخرتال‬

‫‪1472‬‬
‫ِ‬
‫قلقت عيلال‬ ‫ابتسم يسر ا ‪:‬‬

‫جتاهلت سؤاله‪ ،‬تنهي سيل استفساراهتا‬

‫‪ ¤‬تنم منذ البارحة ‪....‬هل أ لت شيئاال‬

‫هز رأسه‪ ،‬جميبا بتعب‪ :‬أنا جائع لكن للنوم فقط‪.‬‬

‫برجاء‬ ‫مهت لتقوم عن مكاهنا‪ ،‬فرمسك يدها هيم‬

‫‪ ¤‬هل أعجبتك هديتيال‬

‫أطرقت برأسها خجلة توم باسمة بلجل‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬احلجر جلبته بلون عينيك وصفاء قلبك والقصايدة رساالة‬

‫اعتذار مني ‪...‬فهل ساحمتنيال‬

‫‪1473‬‬
‫رفعت رأسها ترمقه بر والدمو تتدحرج عىل خدهيا هتما‬

‫بشجن حائرة بو قلبها وعقلها‬

‫‪ ¤‬لقد جرحتني‪.‬‬

‫اهتز صدررب برملها الذي طعنه لنجر وأمسك يدها األخارى‬

‫يقبلهام‪ ،‬فارتعشت بينام هو يرجوها تفهم آالمه‬

‫‪¤‬لو أ ن أحبك ما نت غضابت وفقادت عقايل ورزانتاي‬

‫حينها‪ ،‬لقد ان ترصيف طائشا أعلم‪ ،‬لكن عذري أنني أ ان‬


‫بوعي خصوصا حو أ ِ‬
‫دت المها بعينيك فرنا أ ق هبام‬

‫يف يل أن أعلم بالغيب حبيبتيال‬

‫‪1474‬‬
‫شهقت ال تعلم ملاذا تبكيال أمن جرحه ا الذي تعد تشاعر‬

‫به أو خوفها عليه من املوت وقد أضحت تعلم خطورة عمله‪،‬‬

‫ختشى أن يلحق برهلها هو اآلخر فتبكي بقلة حيلة‪.‬‬

‫تضاعف ضيق صدررب من بكائها‪ ،‬فاقرتب منهاا أ ار حيااول‬

‫هتدئتها‬

‫‪ ¤‬حبيبتي ال تبكي! أنا آسف‪ ،‬لن أ رر خطئي فقط سااحميني‬

‫و قي يب من جديد‪.‬‬

‫شهقت مرة أخرى جتيبه ببكاء حار‬

‫‪¤‬أنا ساحمتك حلظة عدت لتترسف مني بمنزل اخلطاب‪.‬‬

‫ابتسم هشام من ترصفها الطفويل يستفرس منها‬

‫‪1475‬‬
‫‪ ¤‬إذن ملاذا هذرب الدمو حبيبتيال‬

‫ردت وهي ال تزال تبكي فتاة صغرية‬

‫‪¤‬ألنني ا تشفت برن مهنتك خطرة ‪...‬ماذا لاو نات مكاان‬

‫ليثال‬

‫م رفعت يدها حتر ها إشارة للنفي‬

‫‪¤‬هذا ال يعني أنني سعيدة ألن ليث مان أصايب ‪..‬لكان أناا‬

‫خائفة عليك‪ ،‬لن أحتمل موتك أنت أيضا‪ ،‬لن أحتمل! تربد‬

‫نار حزين بعد عىل والداي!‬

‫أشارت إ قلبها تستطرد بلوعة‬

‫‪¤‬هنا حيرقني من اخلوف و الرعب‪.‬‬


‫‪1476‬‬
‫ان قد فقد ل حتكم بنفساه ماع حر اهتاا واعرتافاهتاا يلا م‬

‫دموعها نزوال إ أن بلغ شفتيها فعانقهام بلهفة‪ ،‬دهشت بداية‬

‫لكنها ما لب ت أن استسلمت لاه تنشاد مناه األماان ووعاودا‬

‫لألسف ال يملك البرش سلطة الوفاء هبا‪ ،‬فب ها هو حبه وعشقه‬

‫يدخل وخيرج‪.‬‬ ‫ا ووعدها بحاميتها مادام يف صدررب نف‬

‫ابتعدا عن بعضهام حو احتاجا للهواء‪ ،‬فانتفضت حممرة تفار‬

‫من أمامه بينام هو ألقى ب قله عىل الكريس الاذي انات تغفاو‬

‫عليه قبل قليل يلهث فرط شعوررب ال ائر إنه مغرم حد ال املة ال‬

‫حمالة!‬

‫******‬

‫‪1477‬‬
‫بسط يادرب إشاارة اا بااالقرتاب ‪ ،‬نااظرا إليهاا باعتاذار عان‬

‫ترصفات والدته الشبيهة بفتاة صغرية تغاار عاىل دميتهاا مان‬

‫صديقاهتا‪ ،‬تفهمت قصدرب فاندست حتت الغطاء ومهت بوضع‬

‫رأسها عىل صدررب لوال أهنا تذ رت إصابته‪ ،‬فسرلته بقلق‬

‫‪¤‬هل سيؤملكال‬

‫ابتسم يسحبها فوق صدررب‪ ،‬فيبها‬

‫‪ ¤‬ال‪ ،‬إنه اجلانب اآلخر الذي يؤملني‪.‬‬

‫صمتا قليال وهو يمسد رأسها‪ ،‬يشم عبريها الذي بدأ يدمناه‪،‬‬

‫فتحد ت تقاطع تلك ا الة الساحرة حو ام‬

‫‪ ¤‬والدتك ال تضايقني هنائيا‪.‬‬

‫‪1478‬‬
‫م التفتت إليه تطالعه بنظراهتا املتفقدة بحاب و فاة‪ ،‬هتما‬

‫بتوتر ‪ :‬إهنا تغار عليك و حيق ا‪.‬‬

‫وإن شابت نربتاه‬ ‫ا م‬ ‫هوت مقلتارب إ شفتيها معقبا بنف‬

‫بعل املرح ‪:‬ملا حيق اال‬

‫رفعت حاجبها األيرس جتيبه بمراوغة‬

‫‪ ¤‬ألنك إبنها البكر والذ ر الوحيد املدلل لعائلة اجلندي‪.‬‬

‫ضيق عينيه باستنكار‪ ،‬يقول‬

‫‪ ¤‬أناال مدلل ‪...‬إذن عزيزيت أنت حتبو مدلل!‬

‫أجابته بتلقائياة أصابحت تفارض نفساها عليهاا ماذ بادأت‬

‫أعصاهبا من ال قل اجلا م عليها‬ ‫بتللي‬


‫‪1479‬‬
‫‪¤‬نعم أنا أحب مدلل وأفتلر بذلك‪.‬‬

‫أخذ نفسا حادا قبل أن حيقق حلام لطاملا راودرب بجانبها يعانقها‬

‫بشغف مجدها ب ورته العاتية عاىل مشااعرها املبتدئاة ال تعلام‬

‫يف تترصفال ضمها يشدها إليه أ ر‪ ،‬فارتبكت ترتعد توترا‬

‫هبا‪ ،‬يتساءل بقلق‬ ‫وارتبا ا فابتعد عنها حو أح‬

‫‪ ¤‬هل آذيتك ‪...‬أنا آسف لكني ‪...‬‬

‫سكت حو أشارت إليه‪ ،‬قائلة بتر ر فاضح ملشاعرها الوليادة‬

‫بقوة طاغية‬

‫‪¤‬ال تترسف ليث‪ ،‬لام حاولت التقرب مني ‪...‬أنا فقط ‪....‬‬

‫‪1480‬‬
‫صمتت تنظر إليه بقلة حيلة‪ ،‬فعادت إ مكاهناا عاىل صادررب‬

‫حيث أماهنا‪ ،‬تكمل‬

‫‪¤‬أنا أجرب أمورا أعرفها من قبل و بعضها‬

‫عادت للسكوت فح ها بحنو‬

‫‪ ¤‬حتد ي ورد‪ ....‬قي يب وتكلمي حبيبتي‪.‬‬

‫تنهدت و دمعت عيناها رغام عنها حتاول الرشح‬

‫‪ ¤‬بعل تلك األمور بو ا لرجل واملارأة تعرضات اا بعمار‬

‫صغرية‪ ،‬فرشعرتني باشمئزاز ذا أخاف منها اآلن ‪....‬‬

‫شعر ت بتصلبه لكنها أ ملت بينام تضمه بقاوة دون أن تنظار‬

‫إليه‬
‫‪1481‬‬
‫‪ ¤‬الطبيبااة أخربتنااي باارن خااويف ذاك ومهااي وأن التجربااة‬

‫ستجعلني أتغلب عليه ‪....‬فال تظن برنه نفور منك لياث‪ ،‬إناه‬

‫فقط خوف سيزول!‬

‫قال بحقد ملع بعينياه فلمعتاا بزرقاة قامتاة و يظهاررب بنربتاه‬

‫ذلكال‬ ‫ا امسة ‪ :‬رنا محتك من حترش الوغد‪ ،‬ألي‬

‫انتفل جسدها فشد بدوررب عىل ضمها حتاى اساتكانت باو‬

‫‪ :‬أجل‪.‬‬ ‫يديه هتم‬

‫يتحد ا بعدها ل منهام حيضان اآلخار بصامت ال يعكا‬

‫صلب أفكارمها إ أن راحا يف سبات عميق‪.‬‬

‫****‬

‫‪1482‬‬
‫بر ا ها التقليدي بقا بيات الاد تور مفياد‪،‬‬ ‫يف غرفة اجللو‬

‫مسرتخيا عىل وسا ادة بحلتاه الرياضاية التاي دائاام ماا‬ ‫فل‬

‫يلبسها يف البيت واضعا رجال عىل رجل‪ ،‬يترمل أبناء أخواتاه‬

‫يمرحون هنا و هناك‪ ،‬ال يزعجه رصاخهم وال مشااجراهتم‪،‬‬

‫بل يبتسم ملرآى أخواته‪ ،‬ل واحدة مانهن رزقهاا اهلل الذرياة‬

‫حتى آخر العنقود تشتكي ألخواهتا من صعوبة الوحام‪ ،‬فحمد‬

‫ربه يس رله أن ال حيرم أحدا من عبادرب نعماة الذرياة أماا الناار‬

‫املستشيطة بجانبه فقد طفح هبا الكيل‪ ،‬تصيح بعصبية‬

‫‪¤‬يا اهلل! أسكتن أوالد ن لقد قبن طبلة أذين ال انية! مجعنا ن‬

‫ملوضااو مهاام أ تسااتطعن تاارك أبنااائكن ألزواجكاان يومااا‬

‫واحدا!‬

‫‪1483‬‬
‫م إلتفتت إ مفيد الباسم بكياسة ال يسمح ملا يشاعر باه مان‬

‫فكاهة املوقف برن يظهر عىل وجهه‪ ،‬تكمل بنزق‬

‫‪ ¤‬صدقت حو عزفت عان الازواج‪ ،‬يكفياك هاذا الشاعب‬

‫ببيتك!‬

‫هتفت الشقيقة الكربى 'شامة' باستنكار وقد دنت منهام تنضم‬

‫جللستهام عىل أرائك منلفضة تقليدية برغلفة من خامة القطيفة‬

‫السميكة اخلرضاء‬

‫‪ ¤‬قويل ما شاء اهلل يا زينب!‬

‫ضاقت عيناها بانزعاج ترد عليها قابضة بيادهيا عاىل ر بتيهاا‬

‫ترهبا ‪:‬ملاذا يا شمةال أختشو عيني! أم احلسد ألنني عاقر!‬

‫‪1484‬‬
‫نزقهاا‬ ‫تلبكت شمة تقطب بحرج بيانام زيناب تكمال بانف‬

‫املعهود‬

‫‪ ¤‬م أنا أقصدك أنت! فروالدك "ما شاء اهلل " ربوا حتاى‬

‫أنك ستزوجو باريهم "ماا شااء اهلل " و تكلفاي نفساك‬

‫السؤال عن زواج شقيقك الذي هو أو ‪.‬‬

‫هم مفيد بالتدخل‪ ،‬فصاحت شمة تتربأ من قو ا‬

‫‪¤‬من قال ذلكال اسرليه م مرة فاحتته و هترب مناي ‪...‬و ام‬

‫من صور جلبت له مللتلف الفتيات اجلميالت مان عاائالت‬

‫عريقة وصغريات دون فائدة!‬

‫تدخل مفيد أخريا يعقب هبدوء‬

‫‪1485‬‬
‫‪ ¤‬يكن الوقت مناسبا‪ ،‬املهم لقد اساتلرت ريب ونويات إن‬

‫شاء اهلل أن أتزوج‪ ،‬حتى أنني طلبتها مان شاقيقها وحصالت‬

‫عىل موافقتهم لذا مجعتكن ألخرب ن ولنحدد يوما لنزورهم به‬

‫ونلطبها رسميا‪.‬‬

‫افاارتت ال غااور عاان بسااامت صااادقة لسااعادة رجاال حتماال‬

‫مسؤوليتهن والد حقيقي‪ ،‬فالصغرية تناديه أيب ألهنا ال تتذ ر‬

‫والدها الذي تويف وهي يف عمر ال الث سنوات‪ ،‬و تعلم ا‬

‫والدا سوى أخيها مفيد‪.‬‬

‫حتد ت شمة قائلة‬

‫‪ ¤‬هل نعرفها أخيال من أي عائلة هيال‬

‫‪1486‬‬
‫رد عليها مفيد‬

‫‪¤‬ليست من معارفنا شمة‪ ،‬شقيقها صديق يل‪.‬‬

‫هتفت زينب تتشدق متعمدة بفلر‬

‫‪ ¤‬شقيقها رجل غني جدا وسيتزوج هو اآلخر من عائلة غنية‬

‫أيضا ومعروفة‪.‬‬

‫رماها مفيد بنظرة زاجرة‪ ،‬فمطات شافتيها إ األماام بتاذمر‬

‫وسكتت عىل مضل‪ ،‬حر ت شقيقته الوسطى نظارهتاا بيانام‬

‫تسرل بفضول ‪ :‬م عمرها أخيال‬

‫هم بالرد ليصمت بضيق حو هتفت شمة‬

‫‪¤‬طبعا شابة بالعرشين‪ ،‬فاتنة وعذراء‪.‬‬


‫‪1487‬‬
‫ز فرت الد تورة وصال بنزق‪ ،‬جتيب‬

‫‪ ¤‬يف العرشينال إنه فرق شاسع أخي‪ ،‬ال أنصحك بذلك‪.‬‬

‫وشمة ترد جمددا‬ ‫ان سيفتح فمه حو أغلقه بير‬

‫‪ ¤‬لام ربت املرأة قلت فرصها باإلنجاب‪.‬‬

‫صاحت زينب و قد استبد هبا الغضب ونفد صربها‬

‫‪¤‬أسكتي أنت وهي! فصاحب األمر موجود دعورب يتحادث‪،‬‬

‫يا إ ي! ‪...‬نساء ِم بب هقة!‬

‫عقدت شمة حاجبيها بعدم فهم بينام الد تورة وصال تستنكر‬

‫باشمئزاز‬

‫‪¤‬بنا البقال نحن يا خالتي زينبال‬


‫‪1488‬‬
‫جعدت زينب ذقنها مع أنفها لتجيب بتهكم بينام مفيد يضحك‬

‫مل شدقيه‬

‫ِ‬
‫وأنات تتشادقو‬ ‫‪¤‬أقو ا وأعيادها مان قبال‪ ،‬جيال جاهال!‬

‫بشهادتك العليا يا د تورة‪ ،‬آرب! سالم عليك يا لغة‪.‬‬

‫تكلمت األستاذة رقية‪ ،‬الشقيقة قبل الصاغرى‪ ،‬تفرسا بفلار‬

‫تقصد أخواهتا‬

‫‪¤‬اخلالة زينب تقصد أنكن ر ارات‪ ،‬فالرجل املبق لغة هو ري‬

‫الكالم‪.‬‬

‫شهقت شمة هتم بالرد حو رفع مفيد يادرب‪ ،‬فساكتن مجايعهن‬

‫ليسمعن قوله وهو يمسح بضع دمو الضحك طريف عينيه‬

‫‪1489‬‬
‫‪ ¤‬ي نغلق هذا املوضو ‪ ،‬سارخرب م عنهاا ‪...‬إسامها أساامء‬

‫‪...‬سنها مناسب جدا يل‪ ،‬فهي عىل أعتاب األربعو‪.‬‬

‫ابتسمت الد تورة وصال اام فعلات األساتاذة رقياة برضاا‪،‬‬

‫شمة التي عبست تعقب بضيق‬ ‫عك‬

‫‪¤‬لكن أخي متى ستنجبال‬

‫رماها بنظرة عتاب فيبها‬

‫‪ ¤‬الحظي يا شمة أنني أ ربها بعرش سنوات‪ ،‬ما عاينتها به فرنا‬

‫أو أن أعنى به‪ ،‬فدعي ل يشء هلل فال أفضل من تصاريفه‪.‬‬

‫هنرهنا بنظرات مستنكرة لقو ا‪ ،‬فهي آذت حبيبهن الذي يعترب‬

‫والدهن قبل أن يكون شقيقهن فلملمت موقفها تعتذر‬

‫‪1490‬‬
‫‪ ¤‬أقصد أخي أنت تعرفني جيادا‪ ،‬أحاب أن تعاوض سانو‬

‫حرمانك‪.‬‬

‫ابتسم جميبا ‪ :‬م مرة سرخرب ن أن ماا عشاته معكان يكان‬

‫حرمانا بل العك ‪ ،‬أنتن بنايت احلبيبات إ قلبي و ما قمت به‬

‫من رعايتكن يكن مجيال حتملنه يل عىل أ تافكن لكنه واجب‬

‫عيل و حق لكن‪ ،‬ما نتن لتشكرن أيب رمحة اهلل عليه لرعايتكن‬

‫فلامذا أناال‬

‫قامت إليه الصغرى سحر‪ ،‬تتشبث بعنقه مقبلة إيارب عىل وجنتيه‬

‫تتدلل عليه‪ :‬أدامك اهلل فوق رؤوسنا أيب ‪....‬ومبارك لك‪ ،‬أناا‬

‫متر دة أهنا فتاة فريدة من نوعها لتنال إعجابك‪.‬‬

‫‪1491‬‬
‫تبعتها الد تورة وصال واألستاذة رقية و ذا شادية التي انت‬

‫تراقب بصمت‪ ،‬يقبلنه عل رأسه وفلسن بجانبه وقاد نحياو‬

‫حتاى ترففات وقامات‬ ‫زينب دون وعي يبعادهنا يف املجلا‬

‫بعيدا‪.‬‬ ‫لتجل‬

‫نظر مفيد إ شقيقته الكربى التي تستطع اللحاق برخواهتاا‬

‫خلجلها مما تفوهت به‪ ،‬فبسط فه يدعوها باسام بحنان لتقاوم‬

‫إليه دامعة العينو تضمه بحب تقول‬

‫‪ ¤‬أنا أحبك أخي‪ ،‬أطال اهلل بعمرك ومبارك عليك ‪..‬سرخطبها‬

‫لك أينام انت و يفام انت‪ ،‬مادامت تعجبك‪.‬‬

‫‪1492‬‬
‫رفعت زينب طرف إهبامها متسح دموعا سالت لتلفيها قائلاة‬

‫بحنق أضحك اجلميع‬

‫‪¤‬نساء نِك ِبديات!‬

‫*****‬

‫‪¤‬إ أين يا ياسوال‬

‫التفت ياسو إ هشام فيبه بسبب مغادرته املر ز قبل العملية‬

‫التي استنزفت ل طاقاهتم وقد حان وقتها‬

‫‪¤‬إهنا عاديت‪ ،‬قبل ل عملية أذهب لرؤية أهيل فرنت تعلم‪.‬‬

‫صمت و أمال رأسه داللة عىل قلة احليلة‪ ،‬فهاز هشاام رأساه‬

‫مؤ دا فيبه‬
‫‪1493‬‬
‫‪ ¤‬حسنا لكن ال تترخر‪ ،‬العميد عىل أعصاابه و ساينفجر باري‬

‫أحد‪.‬‬

‫رد عليه متسائال قبل أن يغادر‬

‫‪¤‬أنت لن تذهب لبيتك قبل املساءال‬

‫أومر له بال يفكر أنه قابل والدته وأوصل أختاه إ جامعتهاا‪،‬‬

‫أما محراءرب فتتهرب منه منذ أسقته من شهدها وتر تاه ضاائعا‬

‫خلفها يلهث مجنون خرضاء العيون‪.‬‬

‫إبتسم لذ رى القصيدة فاستل هاتفه ليسمع نربة صاوهتا عاىل‬

‫األقل‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1494‬‬
‫ترفف سمري جمددا يكتم حنقه من محاتاه أماا شااهي‪ ،‬فتتاوا‬

‫ألوان الطيف عىل صفحة وجهها حسب ناو شاعورها بيانام‬

‫تراقب والدهتا يف تتفنن يف إذالل خطيبها برلفاظها املستفزة‬

‫املغلفة بلكنة الرقي حسب تفكريها و انت مجلتها األخرية ماا‬

‫قصم ظهر شاهي لتنفجر هبا ناسية وجاودهم برحاد حماالت‬

‫الذهب الراقية‬

‫‪* ...ton goût ¤‬ذوقك* قديم ال يعجبني‪.‬‬

‫‪¤‬ماما!‬

‫‪1495‬‬
‫نظرت إ والدها الذي يكاتم حنقاه هاو اآلخار مان متاادي‬

‫زوجته‪ ،‬تربق عينارب طمعا أمام غالء القطع التي اختارها سمري‬

‫خلطيبته التي من حظه السعيد تكون ابنته‬

‫‪ ¤‬أقسم إن تغريي طريقتك هذرب أمي سرلغي ل يشء‪.‬‬

‫انتفل والدها من مكانه ناسيا هو اآلخر من حولاه‪ ،‬يساتنكر‬

‫هتديد ابنته‬

‫‪¤‬تلغيهال لقد وزعنا بطاقات الدعوة!‬

‫م التفت إ زوجته ناهرا إياها بغضب‬

‫‪¤‬ال أريد سام صوتك أبدا!‬

‫‪1496‬‬
‫جلست شاهي بضيق وسكتت عىل مضل أما سمري فقد هدأ‬

‫غضبه يراقب رشسته يف تدافع عنه‪ ،‬فاستقام واقفا يقول‬

‫‪¤‬شا هي نت ذاهبة إ الدارال ‪...‬هيا! سروصلك بطريقي‪.‬‬

‫قامت ختفي زفرهتا املعربة عن قارب نجاهتاا فتادخل والادها‬

‫مستفرسا بحرية‬

‫‪ ¤‬يف تغادران ‪....‬ومن سيلتار احليلال‬

‫واستدعى املسؤول م أخرب محارب‬ ‫مط سمري شفتيه بير‬

‫‪¤‬أرى أن شاهي ال هتاتم لاذا سانرتك محاايت العزيازة لتلتاار‬

‫‪* son goût original‬ذوقهااا الفريااد* و ساايد فاضاال‬

‫سيبعث يل الفاتورة‪.‬‬

‫‪1497‬‬
‫م انطلقا ليغادرا وتلكر هو عندما بلغ مكان املسؤول‪ ،‬هيم‬

‫له بينام يغمزرب ‪ :‬ام اتفقنا‪.‬‬

‫أومر له مؤ دا م غاادرا‪ ،‬سارلته شااهي يف السايارة بمالماح‬

‫مستهجنة ‪ :‬سمري ملاذا تر ت ام اخليارال سيقومان بإفالسك‪.‬‬

‫إبتسم بغموض‪ ،‬فيبها‬

‫‪ ¤‬ال تقلقي سنبلتي فليلتارا ما يشاءان‪ ،‬تستحقو ل غايل‪.‬‬

‫ضاقت عينا شاهي بريبة تسرله ‪:‬ماذا ختفي سمريال أخربين!‬

‫ضحك بمرح يرد عليها‬

‫‪1498‬‬
‫‪ ¤‬أخربت املدير أن يضلم أسعار احليل التي نالات إعجاايب‪،‬‬

‫ويبعث يل بالفاتورة احلقيقية‪ ،‬فرنا متيقن برهنام سايقتنيان أغاىل‬

‫القطع‪.‬‬

‫ضحكت شاهي م رمقته برقة وأسف تعتذر‬

‫‪ ¤‬أنا آسفة سمري‪ ،‬أعلم أهنام ي ريان استفزازك لكن ماذا أفعلال‬

‫مها والداي‪.‬‬

‫ملعت عينارب بحب‪ ،‬فيبا باسام بمرح بينام يقود السيارة‬

‫‪ ¤‬أنت من هيمني سنبلتي و ل يشء أجتاهله من أجلك يا أحىل‬

‫سنبلة‪.‬‬

‫‪1499‬‬
‫امحرت حياء ال تتعود أبدا عىل تغزله هبا‪ ،‬تتهارب مان نظراتاه‬

‫نحو ترمل الطريق عرب نافذة السيارة‪.‬‬

‫*****‬

‫توجه ياسو إ انوية شقيقته ليقلها بطريقه إ البيات حياث‬

‫سيقابل بقية أفراد عائلته قبل أن يتو ل عىل خالقاه إ عملياة‬

‫املدامهة‪ .‬ترك سيارته وأقرتب من الباب عنادما بادأ الطاالب‬

‫باخلروج‪ ،‬فلمح شابا يافعا يوقف شقيقته خيربها شيئا ما غامزا‬

‫إياها بوقاحة لكنها جتبه ترفاع رأساها برنفاة وهاي تكمال‬

‫طريقها‪ .‬انقبل قلبه و غضب مان الشااب الاذي جتارأ عاىل‬

‫التعرض لشقيقته! هم بالتقدم نحاورب متوعادا لاوال إدرا اه‬

‫يصدح بعتاب هرب دماغه فجرة‬


‫‪1500‬‬
‫**أ تفعل أنتال أم أنك نسيت شاقيقة صاديقك وزميلاك‬

‫ليث! عىل األقل هذا الشاب ال يعرفك أما أنت‪ ،‬فليث يعتربك‬

‫أ ر من صديقه وشار ته الطعام**‬

‫دهش من ا تشافه ملدى خطررب‪ ،‬تذ ر وصية والدرب الدائمة حو‬

‫حيذررب دوما‬

‫**يا بني إن أردت احلفاظ عىل شقيقتك‪ ،‬فحاف عىل بناات‬

‫الرب ال بي ْب بىل ‪ ،‬بو ِاإل ْ م بال ين بْسى ‪ ،‬بو ه‬


‫الد هيان بال‬ ‫وتذ ر دوما ( ِ ُّ‬ ‫النا‬

‫ئت ‪ ،‬ب بام بت ِدين ت بدان )**‬


‫بيموت ‪ ،‬بفكن ب بام ِش ب‬

‫‪1501‬‬
‫أقبلت عليه أخته متلبكة خوفاا مان ردة فعلاه املرتقباة لكنهاا‬

‫ضحكت حو تلقفها وقبلها عىل رأساها ام ضامها بحناان‪،‬‬

‫يسر ا بحمية ‪ :‬هل يضايقكال‬

‫أومرت بال‪ ،‬جتيبه‬

‫‪¤‬إنه يمزح مع ال الفتياات ونتجاهلاه‪ ،‬ال يفعال أ ار مان‬

‫ذلك‪...‬إنسان تافه!‬

‫ضاقت نفسه من وصف ها رهنا تقصدرب‪ ،‬فاستغفر ربه و وعادرب‬

‫بطلب السامح من صديقه وعدم تكرار فعلته بينام يساحبها إ‬

‫السيارة خيربها‬

‫‪1502‬‬
‫‪ ¤‬إن ضايقك أحد ما ال ختايف! ‪...‬أخربيني وسرترصف ‪...‬ال‬

‫تستجيبي لطر قهم وال لتهديداهتم سرصادقك أنات وأمحياك‬

‫منهم بعون اهلل‪.‬‬

‫مالت نحورب داخل السيارة تقبل خدرب بحنان‪ ،‬جميبة برباءة الصبا‬

‫‪ ¤‬ال ختف أخي‪ ،‬أختك بمئة رجل‪.‬‬

‫****‬

‫بسطت يدهيا تسد عليه باب اجلناح هاتفة بقلق وخوف معهاام‬

‫جدية حازمة ‪:‬ليث أنت تشفى بعد‪ ،‬لن خترج من البيت‪.‬‬

‫ضم شفتيه بحنق ال يعلم يف يقنعها ليلرج‪ ،‬فهاو أبادا لان‬

‫يفوت معر ة القبل عىل املجرمو ولو ذهب زحفا‬

‫‪1503‬‬
‫‪ ¤‬حبيبتي أقسم لك أنا بصحة جيدة ولن أقوم بمجهود يذ ر‪،‬‬

‫سرذهب للمر ز وأنتظر هناك‪.‬‬

‫استغفر ربه رسا لكذبه عليها وهي جتيبه بتوسل‬

‫‪ ¤‬قلبي منقبل ولن أدعك خترج ‪....‬أرجوك حبيبي!‬

‫تسمر مكانه يرمقها بحب‪ ،‬فاستغربت من تسمررب ا أن مه‬

‫وتر ر‬ ‫هبم‬

‫‪ ¤‬إهنا أول مرة تقولينها بوجهي دون أن أ ون نائام أو مصابا‪.‬‬

‫اقرتب منها فتلبكات وامحارت يمساك باذراعيها ليساحبها‬

‫نحورب‪ ،‬يقبلها بلفة ورقة يساتمد منهاا القاوة ملاا سايقوم باه‪،‬‬

‫تسارعت أنفاسها مع دقات قلبها فرغمضت عينيهاا تستشاعر‬

‫‪1504‬‬
‫لذة القرب منه إ أن ابتعد عنها وهي ال تزال مغمضة العينو‬

‫يبتسم بقلبه قبل شفتيه م طوقها بو ذراعيه هامسا بصدق‬

‫‪¤‬أحبك يا وردة حيايت ‪...‬إعتني بنفسك وال خترجي من املنزل‬

‫حتى أعود إن شاء اهلل‪.‬‬

‫بقوة مغمضة العينو وحو‬ ‫انسحب مكرها تار ا إياها تتنف‬

‫فتحتهام أخريا مهست لنفسها بينام فها عىل شفتيها‬

‫‪¤‬ماذا حيدث يلال‬

‫*****‬

‫‪1505‬‬
‫ال فارد‬ ‫أصدر العميد آخر أوامررب قبل أن ينترشاوا ليناد‬

‫مكانه خيتبا ‪ ،‬فطوقاوا املينااء بر ملاه متنكارين ويبقاي هاو‬

‫والضابط هشام و نقيبو آخارين إللقااء القابل عاىل رأيس‬

‫األفعى ما إن تصل سافنهام املرفار‪ ،‬لياث هاو اآلخار يراقاب‬

‫الوضع من بعيد بمنظاررب بعد أن أزال محالة تفه وقد تناول ال‬

‫يعلم م من قرص مسكن لأل ‪ ،‬فهو أقسم عىل االنتقاام مان‬

‫احلقري وابنه و لن يرتاجع ولو عىل ج ته‪.‬‬

‫أعاد املنظار نصب مقلتيه فلمحهام واقفو عىل رصيف املينااء‬

‫مع جمموعة من الرجال‪ ،‬دقق جيدا فعلم برهنم مسلحو‪.‬‬

‫هتف حلمي بنفاذ صرب وقد بلغت عصبيته مداها‬

‫‪1506‬‬
‫‪¤‬متى ستصل السفن اللعينة! أ تترخرال‬

‫رد عليه تامر بضايق ممازوج بقارف وهاو يقاف جاواررب عاىل‬

‫رصيف املرفر ينظر إ البحر املظلم سوى من أناوار الباواخر‬

‫والسفن منها قريبة وأخرى بعيد‬

‫‪ ¤‬حين وقت وصو ا بعد‪ ،‬أنت فقط عصبي‪.‬‬

‫فبه و هو يلمح أضواء السفن باألفق‪ ،‬فابتسم يقول بظفر‬

‫‪ ¤‬وصلوا!‬

‫الوقت الذي أعطى‬ ‫أعطى إشارة لرجاله باالستعداد‪ ،‬يف نف‬

‫العميد إشارته لعنارصرب‪ ،‬فترهب اجلميع يف مكانه‪.‬‬

‫‪1507‬‬
‫وصلت السافن بعاد مادة ليسات ببسايطة‪ ،‬فاانتظروا إ أن‬

‫يرشعوا ب إخراج احلاويات الكبرية‪ ،‬تر د حلمي من البضااعة‬

‫واألهم حجر األملا ‪ ،‬فرمر بالرشو بنقلها و وقف يضاحك‬

‫بنرص‪ ،‬يارى حتقياق حلماه الاذي ال يعلام أو يتجاهال أناه‬

‫عىل الك ري من األهايل الذين يعانون سقوط أوالدهام‬ ‫ابو‬

‫قعر السموم‪ ،‬والغاية ربح مادي هو يف احلقيقة خسارة ستلقي‬

‫به قعر اجلحيم‪ ،‬تكفي دعوة ل أم مكلومة عىل موت أو ضيا‬

‫ابنها أو ابنتها‪ ،‬تكفي رصخة ل زوجة بر سواء من رضب أو‬

‫قهر زوجها وهو مسلوب العقل‪ ،‬يكفاي عظام قادر األرواح‬

‫الفتية والشابة أو حتى املسنة التي تروح ل يوم ضحية جرعة‬

‫زائدة أو حادث نتيجة غياب الوعي‪.‬‬

‫‪1508‬‬
‫التفتوا بجز حو صاح العميد‪ ،‬يلمحون طوقاا واساعا مان‬

‫رجال األمن برسلحتهم املشهرة نحوهم‬

‫‪¤‬سلم نفسك حلمي املنشاوي أنات مقباوض علياك ومان‬

‫معك متلبسو بتهريب امللدرات ‪...‬ال حتاولوا ا رب فامليناء‬

‫له حمارص من داخله وخارجه مع أمر بإطالق النار‪.‬‬

‫تلفت حلمي حوله بعينيه اجلاحظتو ال يصدق أنه وقع يف رش‬

‫أعامله وابنه يضحك هبستريية‪ ،‬يشري إليه‬

‫لياث و تصادقني‪ ،‬أخربتاك أن نلغاي‬ ‫‪ ¤‬أخربتك أنه لاي‬

‫العملية رفضت ‪....‬تفضل! أ أقل أحبابك رال‬

‫‪1509‬‬
‫زاغت عينا حلمي يبحاث عان خمارج ال فادرب‪ ،‬ملاح اقارتاب‬

‫العميد ورجال أخرين‪ ،‬فسحب مسااعدرب حيتماي وراءرب بيانام‬

‫يطلق النار عشوائيا ليبدأ الكر والفار‪ ،‬فيضامن لنفساه اوان‬

‫يتسحب فيها لكن عينا العميد تكن ترصد غريرب فلطا بحذر‬

‫يف أ ررب ام فعل هشام وهاو يلحاق بتاامر الاذي انحرصات‬

‫ضحكته ا ستريية و هرب هو اآلخر لوال رؤية ياسو مصابا‪،‬‬

‫فشتم وأرس إليه يتفحصه فيمسك ياسو بيدرب هامسا بتقطع‬

‫‪ ¤‬سر ون بلري ‪...‬ال ترت ه! من أجل ليث لقد و ق بنا‪.‬‬

‫أرس وتر ه عىل مضل‪ ،‬فهو حمق صاديقهام و اق هباام ولان‬

‫خيذالرب‪.‬‬

‫‪1510‬‬
‫‪¤‬توقف حلمي! ‪...‬أقسم لاك ال أحاب إيل مان إفاراغ هاذا‬

‫بجسدك لكني سارد القاانون يرخاذ جمارارب فا بات‬ ‫املسد‬

‫مكانك إن نت تريد العيش‪.‬‬

‫إلتفت اليه يرمقه بعينو زائغتو‪ ،‬يقول بمراوغة‬

‫‪ ¤‬مصطفى ماذا تفعلال أنا‪ ،‬أنا حتى ال أعلم عن ماذا تاتكلمال‬

‫أنناا أنساباء ‪...‬أال‬ ‫أنا أرى بعد ماا باحلاوياات ‪....‬ال تان‬

‫ختاف عىل سمعة ابنة صديقكال‬

‫قاطعه العميد يصيح بغضب يكاد يطلق العنان ملسدسه حتاى‬

‫يشتت جسد احلقري ‪ :‬ف عن الكذب حلماي! لقاد خادعتنا‬

‫مج يعا‪ ،‬مجيعا! يعلم أحد بحقيقتك‪.‬‬

‫‪1511‬‬
‫م تغريت نربته إ سلرية قامتة يكمل باشمئزاز‬

‫‪¤‬سوى الفتيات الصغريات‪.‬‬

‫عينا حلمي تكادان تقفزان من حمجرهيام يتمتم بتقطع صادم‬

‫‪¤‬مم‪..‬مماذاال‬

‫هتف العميد باشمئزاز وحقد اشتعل بصدررب تشع به عينيه‬

‫‪¤‬رنا ‪....‬هل تذ رها حلمي أم أنك نسيتهاال وورد واهلل أعلم‬

‫م عددهنال‬

‫تلفت بعينيه رنه جان هيتز بدنه واشتدت أعصابه حتى فقدها‬

‫بينام يسامع اسرتساال العمياد ‪:‬قتلات فتااة صاغرية بعاد أن‬

‫استغليتها واغتصبتها و نت ستفعل امل ل بورد‪ ،‬لوال شاجاعة‬


‫‪1512‬‬
‫فتاة بريئة امتلكت ضمريا فقدته أنت يا وغد! ‪...‬يعلم هلل ام‬

‫من طف ولة دمرت و م من حياة أهنيات بسامومك ‪..‬أتعلامال‬

‫بعد إعادة التفكري‪ ،‬قتلك أفضل للبرشية‬

‫رفع حلمي يديه‪ ،‬هاتفا برعب وجبن‬

‫‪¤‬ال ‪..‬ال تفعل! أنا أسلم نفل!‬

‫اقرتب منه العميد بحذر حتى جاوررب وقبال أن يقابل علياه‬

‫عاجله بلكمة عىل وجهه‪ ،‬هيتف بغل‬

‫‪ ¤‬هذرب من أجل ورد‪.‬‬

‫و ظل يوجه له رضبات بكل حقد حيمله جتاهه حتى ا تفاى و‬

‫توقف ي ال يقتله م صفد رسغيه يستدرك‬

‫‪1513‬‬
‫‪ ¤‬أما من تسببت بقتلهم‪ ،‬فحقهم سيصلهم يوم يتد جسدك‬

‫من عىل املشنقة‪.‬‬

‫‪¤‬إ أين يا تامر ال‬

‫تسمر تامر ينظر إ ليث باندهاش‪ ،‬هيتف بعدم تصديق‬

‫‪ ¤‬أنت مصاب! يفال‬

‫بيدرب‪ ،‬يوجهه إليه‬ ‫ابتسم ليث بربود فيبه واملسد‬

‫‪¤‬ما نت ألفوت هذرب الفرصة ولو عىل ج تي يا ‪.....‬صديقي‬

‫العزيز!‬

‫صمت تا مر يبلع ريقه بتوتر حتى انتفل حو رصخ ليث‬

‫‪¤‬أنزل سالحك أهيا الوغد!‬


‫‪1514‬‬
‫جتمد مكانه حيدق به مبهوتا‪ ،‬فكرر ليث صياحه لينحني تاامر‬

‫عىل مهل يضع السالح أرضا‪ ،‬خطى نحورب بحرص وما إن هم‬

‫بالقبل عليه و ز تامر بقبضته عىل تف ليث املصابة وصااح‬

‫األخري بر فرسقط سالحه واشتبك معه ال يوجاه اللكاامت‬

‫لآلخر‪.‬‬

‫جرح ليث ينزف من جديد والوهن يطغى عىل أطرافاه حتاى‬

‫أوشك تامر عىل أن يرديه أرضاا فانطلقات رصاصاة تادوي‬

‫بصلبها عرب أروقة املرفر املعبارة باحلاوياات فتسامرا المهاا‬

‫يتبادالن النظرات الذاهلة‪.‬‬

‫*******‬

‫‪1515‬‬
‫‪¤‬وما شرننا نحن إن نت ستتزوجال‬

‫تم نارص لوعة بقلبه يربى إظهارها أو حتى االعرتاف هبا بينه‬

‫وبو نفسه‪ ،‬يقول هبدوء يتناىف مع ما متوج به أحشاءرب‬

‫‪¤‬العائلة برية وعريقة ال أحبذ الذهاب لوحدي‪.‬‬

‫استدار إليه عمه املشغول بحاسوبه ماا إن سامع لماة الرسا‬

‫"ال راء"‪ ،‬يستفرس بفضول‬

‫‪ ¤‬ومن تكون هذرب العائلة العريقةال‬

‫أجابه نا رص بجمود خيفي قبضتيه داخل جيباي رسوال بدلتاه‬

‫السوداء يقف جماورا للمدخل بباب زجاجي بري ياربط باو‬

‫احلديقة وغرفة اجللو‬

‫‪1516‬‬
‫‪ ¤‬عائلة اجلندي‪.‬‬

‫تدخلت زوجة عمه‪ ،‬تعقب بضجر وضيق‬

‫‪ ¤‬ال هيم‪ ،‬أجل خططك إ أن ننهي زفاف شاهي‪.‬‬

‫هم بالرد لوال تدخل عمه املستهجن بنظرات طامعة ال يصدق‬

‫حظوظه‬

‫‪ ¤‬هل فقدت عقلكال يقول عائلة اجلندي ‪...‬يعني عالقات و‬

‫نفوذ قوية‪.‬‬

‫زفرت زوجته حانقة من زوجها الذي ال يشابع‪ ،‬ترفاع فهاا‬

‫الناعمة لتتفقد أظافرها املطلية بعناياة بيانام تتجاهال حاديث‬

‫زوجها لنارص‬

‫‪1517‬‬
‫‪¤‬اتصل هبم و حدد‪....‬أو هل تعلم ماذاال سرتصل أنا بالسيد‬

‫يوسف اجلندي وأحدد معه موعدا للتقدم البنته‪.‬‬

‫صاح نارص بجز بينام خيطو ليهل عليه بجسدرب الضلم‬

‫‪¤‬ليست ابنته! ‪.....‬إهنا إبنة شقيقة زوجتاه ‪ ...‬فلهاا بعاد أن‬

‫تويف والدهيا‪.‬‬

‫عقد عمه جبينه قائال بملل‬

‫‪ ¤‬و ملاذا ال ترخذ ابنته أفيد لك!‬

‫مسح نارص عىل وجهه زافرا باستياء‪ ،‬هيتف ساخرا‬

‫‪¤‬فيتامينات هي! ألقتني ما يفيدين منهاال ‪...‬عماي أناا أحبهاا‬

‫وعائلتها موافقون‪ ،‬هل سرتافقني أو أذهب لوحديال‬


‫‪1518‬‬
‫وقفت زوجة عمه بحدة وانرصفت ترضاب األرض بكعبهاا‬

‫الرفيع‪ ،‬ام يرضب قلبه من اعرتافه الذي نطق به لسانه بتلقائية‬

‫رنه أمر مسلم به‪.‬‬

‫رد عليه عمه بضجر يلوح بكفه‬

‫‪¤‬حسنا‪ ،‬أنت حر! ‪....‬سرحدد موعدا معهم وأبلغك لنذهب‪.‬‬

‫تنهد واستدار لينرصف قبل أن يقارتف جريماة وملاح شااهي‬

‫واقفة عىل املدخل اآلخر للغرفة تراقاب ماا حيادث بجماود‪،‬‬

‫فتقدم خارجا ليتسمر حو قالت ختاطبه‬

‫‪ ¤‬إن اان فاايام سارقوله عاازاء لااك‪ ،‬إهنام يعاااملونني باانف‬

‫الطريقة‪.‬‬

‫‪1519‬‬
‫ابتسم بجمود‪ ،‬فيبها‬

‫‪ ¤‬أنت حمقة ‪...‬وضعك ألعن فرنا عاىل األقال والاداي حتات‬

‫الرتاب‪.‬‬

‫انتفضت تشهق بحدة وقد طعنت لامته قلبها‪ ،‬فالتفات إليهاا‬

‫هامسا هبزؤ‬

‫‪¤‬ماذا يا ابنة عميال هل احلقيقة مرة إ هذرب الدرجةال‬

‫امحرت عيناها‪ ،‬فاردرك برهناا ساتبكي وألول مارة يستحرضا‬

‫ملحات من املايض‪ ،‬فتهدل تف ارب يرسا وحزنا قلام يظهررب هيم‬

‫بلفوت جاف‬

‫‪ ¤‬أنا آسف شاهي ‪...‬أظن أنني أبحث عن متنف ‪.‬‬

‫‪1520‬‬
‫حدق بعينيها اللتو بالفعل قد نزلت منهام دموعا‪ ،‬فقال بلطف‬

‫قبل أن ينرصف‬

‫‪¤‬دعينا يا ابنة العم نبحث عن العزاء يف قلوب غريبة قد نجد‬

‫هبا انتامء فقدنارب يف قلوب قريبة‪.‬‬

‫******‬

‫تسمرا متالمحو بعد ساام صاوت الرصاصاة التاي صاوبت‬

‫جتاههام‪ ،‬فصاح هشام بغضب بينام يقرتب منهام‬

‫‪¤‬ليث‪ ،‬ماذا تفعل هناال‬

‫ليث تامر ليكتشف أن الرصاصة أصابت رجلاه قبال‬ ‫تفح‬

‫أن يدفعه بقرف فوقع عاىل األرض يمساك برجلاه املصاابة‪،‬‬

‫‪1521‬‬
‫ليستسلم هو مستندا بجسد صديقه وزميله هشام وحو الح‬

‫األخ ري قامش قميصه املبلل بالدماء هتف بقلق وضيق‬

‫‪ ¤‬فب ان أقلك للمشفى‪ ،‬حاال!‬

‫فهتف تامر بر‬

‫‪¤‬أنا أيضا لقد أصبت رجيل!‬

‫رد عليه هشام بغل بعد أن بصق عليه‬

‫‪ ¤‬ان فب أن أقتلك يا حقري! امحد اهلل أنني أعجل بتطبياق‬

‫العدالة‪.‬‬

‫‪1522‬‬
‫ملحوا العميد هيرول جتاههم يصيح بليث هاو اآلخار متفقادا‬

‫حالته املنهكة وشحوب وجهه‪ ،‬فاضطر لترجيل تقريعه الحقا‬

‫و لف هشام بإيصاله إ املستشفى‪.‬‬

‫هناك وساط بيات اجلنادي و رهناا تشاعر بمصاابه‪ ،‬متساك‬

‫بصدرها بينام تزر أرضية الرشفة جيئة و ذهاباا‪ ،‬تربات عاىل‬

‫قلبها املنقبل حتى هتفت محاهتا بضيق‬

‫‪ ¤‬اجلل يا فتاة! أنت توترينني‪.‬‬

‫جلست ورد تطلق رساح دموعها وقد ضاق صدرها وتعرسا‬

‫عليها التنف ‪ ،‬فررسعت إرساء بإحضار املاء اا واجلادة قاد‬

‫‪1523‬‬
‫بلغ قلقها أيضا حدرب حتاول هتدئتها و ال واحاد مانهم ينظار‬

‫لآلخر قلقا‪.‬‬

‫انتفضوا عىل إ ر رنو هاتف السيد يوساف الاذي رد برساعة‬

‫يصغي لطالبه م قال بوجوم‬

‫‪¤‬ليث باملشفى!‬

‫ينهااي المااه حتااى اهنااارت ورد وقااد استساالمت أخااريا‬

‫للرعب الذي أهنكها‪ ،‬فغابت عن الوعي‪.‬‬

‫********‬

‫‪1524‬‬
‫رمشت بجفنيها تشعر بالوهن ينلر عظامها‪ ،‬أحسات بادفء‬

‫ملسة عىل رأسها‪ ،‬تسمع استفسار اجلدة‬

‫‪¤‬ورد حبيبتي أنت بلريال‬

‫فتحت عينيها فشعرت باالكون يادور هباا فرسادلتهام جماددا‬

‫وتذ رت ليث‪ ،‬فهمست باسمه ليلربها اجلد أمحد‬

‫‪¤‬العنيد بلري ال ختايف‪ ،‬هناك خارب آخار ساعيد ‪...‬لقاد ألقاوا‬

‫القبل عىل من ان حياول اختطافك‪.‬‬

‫تشعر بنفسها إال وهي تنتفل جالسة‪ ،‬تسرل بحدة‬

‫‪¤‬من أخرب مال وبامذا أخرب مال‬

‫استغرب اجلد وزوجته حالتها الغريبة وتكفل اجلد بالرد‬


‫‪1525‬‬
‫‪¤‬العميد مصطفى اتصل ي خيربناا عان لياث وبارهنم اانوا‬

‫بمدامهة وقبضوا عىل املجرمو‪.‬‬

‫بلعت ريقها تستفرس بتوتر‬

‫‪¤‬أخرب م من يكونال‬

‫هز اجلد رأسه نفيا فيبها‬

‫‪ ¤‬ال خيرب نا بالتفاصيل‪ ،‬هل أصبحت أفضلال ‪..‬لكي نلحق‬

‫بالباقي‪ ،‬لقد غادروا إ املشفى‪.‬‬

‫وقفت بوهن متسك بجبينها بينام تطلب منه‬

‫‪ ¤‬جدي أرجوك‪ ،‬هل يمكنك إيصايل لبيت أهيلال‬

‫دهشا معا واحلدة تعرب عن مكمن دهشتها‬


‫‪1526‬‬
‫‪ ¤‬ورد! أال تريدين رؤية ليثال‬

‫أخذت نفسا مرتعشا تطوق رأساها بكفيهاا وتارف بجفنيهاا‬

‫مرات عدة‪ ،‬حتاول طرد الدمو والدوار بينام جتيب بضعف‬

‫‪ ¤‬اسمعاين أرجو ام وحاوال تفهم موقفي ‪...‬لقد حادث ال‬

‫يشء برسعة ‪...‬يا إ ي! أنا حتى أعد أعرف نفلا ‪...‬هاذرب‬

‫الدمو الغزيرة وهذا الضعف ‪...‬لست أنا!‬

‫عقدا جبينيهام تساؤال ينتظراهنا لتكمل‪ ،‬فاستطردت بينام ترفع‬

‫يدهيا حتر هام با واء بعد أن سوت سرتهتا فوق فستاهنا‬

‫‪¤‬ليث أمسك بيدي لنبلغ بار األماان لكان ‪....‬أتعلاامن باامذا‬

‫أشعرال‬

‫‪1527‬‬
‫نظرت إ نقطة ومهية تشري إليها بكفها املنبسطة‬

‫‪¤‬أشعر برنني عالقة عىل جرس ‪...‬ال أستطيع العبور إ الضافة‬

‫الوقت ال أريد الرجو إ اخللف فوقفات‬ ‫األخرى ويف نف‬

‫مكاين و لام سرفعله أنني ساروقف لياث معاي وأناا ال أرياد‬

‫ذلك‪.‬‬

‫اقرتبت منها اجلدة ختاطبها برقة ورأفة‬

‫‪ ¤‬ما الذي استجد وردال فرنت نت تتقدمو جيدا وحفيادي‬

‫حيبك وخيطو معك خطوة بلطوة‪.‬‬

‫ان دور ورد لتندهش واجلدة توم مؤ دة‬

‫‪1528‬‬
‫‪¤‬سنوات عمرنا يا حبيبتي أ سبتنا حكمة فهم األماور ‪...‬ماا‬

‫الذي استجد وردال‬

‫نزلت دموعها بسلاء جتيب بصوت متهدج‬

‫‪¤‬لو صدق قول العميد فإن فضيحة ربى ستلرج للعلن‪.‬‬

‫ازداد القلق وضوحا عىل مالمح اجلدة واجلد الذي استوضاح‬

‫بريبة ‪ :‬ماذا تقصدين وردال‬

‫شهقت متأل رئتيها با واء م قالت‬

‫‪ ¤‬أنا قررت العودة لور د القوية التي نتها‪ ،‬التي ال ختشى من‬

‫قول احلق وال ختاف ويرتفع ضغطها ل حو فارر ماذعور‬

‫لكنني أرفل اجلمود والاربود وقاد ا تشافت أخاريا ياف‬

‫‪1529‬‬
‫سرفعل ذلك وهذا ما أحاول تفساريرب‪ ،‬لقاد قطعات نصاف‬

‫الطريق والنصف اآلخار هاو مان سيسااعدين ألجاد نفلا‬

‫‪...‬وألفعل ذلك فب أن أبتعد قليال عن ليث عن ‪..‬هنا‪....‬‬

‫تلكرت تبلع ريقها م أ ملت‬

‫‪¤‬وستكون فرصة لكام للتفكاري أيضاا إن ناتم ساتقبلون يب‬

‫بينكم بعد ما ستعرفونه الحقا‪.‬‬

‫هتفت اجلدة بجز‬

‫‪¤‬و ماذا سنعرف الحقاال‬

‫متسح عىل شفتيها اجلاافتو ال حاو دون جادوى‪ ،‬تسالك‬

‫الشوك بحلقها وهي جتيب ببعل احلدة والتصميم الكبري‬

‫‪1530‬‬
‫‪ ¤‬أنا لن أسكت بعد اليوم ‪...‬سرفعل ما ان فب أن أفعله منذ‬

‫زمن ‪....‬أعلم أنني قد أخرس الك ري ‪....‬أختي ‪...‬أنتم ‪...‬لكن‬

‫لن أسكت أبدا ‪...‬ذلك احلقري فب أن يعدم‪.‬‬

‫تقدم السيد أمحد منها وقد بلغ به القلق حدرب‪ ،‬يتساءل باهتامم‬

‫‪¤‬من هو املجرم وردال من ان حياول خطفكال‬

‫متالكت نفسها بعد أن أخذت نفسا حاادا ومساحت دموعهاا‬

‫لتجيبهام بقوة‬

‫‪¤‬ستكونان أول من أخربمها بحقيقاة ‪...‬ورد اخلطااب ‪....‬يف‬

‫احلقيقااة ليساات خطاااب باال الشااهدي ‪..‬أول يشء فااب أن‬

‫تعرفورب أنني إبنة العميد مصطفى الشهدي‪.‬‬

‫‪1531‬‬
‫هبت السيد أمحد وشهقت اجلادة وأخارى تمات شاهقتها‬

‫تتجرأ عىل الدخول‪ ،‬فظلت قرب املدخل تتنصت حتاى أهناا‬

‫نساات أ رجلهااا املكسااورة‪ .‬أ ملاات ورد ترمااق مالحمهااام‬

‫املدهوشة‬

‫‪ ¤‬ليث يعلم باألمر ‪...‬لكنني لن أختب بعد الياوم ‪..‬مواجهاة‬

‫اخلطر أفضل بك ري من انتظار وقوعه‪.‬‬

‫رضبت عىل صدرها بلفة مرات عدة وهي تسرتسل قو ا‬

‫‪ ¤‬هنا ينلر األ ‪....‬حيفر و حيفر هوة برية فارغة‪ ،‬فال أشاعر‬

‫‪....‬ال بكاء ال ضحك ال سعادة ‪....‬و أنا سئمت و‬ ‫م ل النا‬

‫أرفل‪ ..‬أرفل أن أ ون فارغة ‪...‬وأرفل ان أقف عىل هاذا‬

‫‪1532‬‬
‫اجلرس الذي فعلني ضعيفة جبانة أبكي طاوال الوقات بيانام‬

‫قلبي خيفق رعبا ‪...‬أريد أن أ ون طبيعية!‪....‬لذا‪..‬‬

‫رفعت وجهها بوجوم قسامته إليهام تضيف‬

‫‪ ¤‬أنا فتاة حاربت لتولد‪ ....‬نعم فرنا أخرجت من بطان أماي‬

‫بعد موهتا‪...‬قتلها جمرم ما شفه أيب فظلت تنزف إ أن وصل‬

‫إليها‪ ... .‬أخربين أهنا انات ميتاة حاو أدخلوهاا إ غرفاة‬

‫العمليات لكنني أمت‪ ،‬ناضلت من أجل حقي باحلياة وذلك‬

‫ان ا حلق الوحيد الذي حاربت من أجله لألسف‪ ،‬أتعلماون‬

‫ملاذاال‬

‫تنتظر ردهم بينام تستدرك‬

‫‪1533‬‬
‫‪ ¤‬بسبب اخلوف ‪ ....‬أحارب من أجل نسب أيب الاذي هاو‬

‫هويتي ألن املجرم هددرب إن نجا اجلنو سيعود لقتله‪...‬‬

‫وضعت السيدة طيبة فها عىل فمها حزنا وصادمة‪ ،‬فضامها‬

‫اجلد يستمع برت يز لورد التي أ ملت بر وشجن‬

‫‪ ¤‬و أناضل السرتجا حقي وحق رناا بطفولتناا و براءتناا‬

‫ذلك فقاط! بال‬ ‫التي اغتصبها الوحش ألنه هددين‪ ،‬ال لي‬

‫قتلها أمامي‪.‬‬

‫تستطع بياان أن تكاتم شاهقتها هاذرب املارة‪ ،‬فاالتفتوا إليهاا‬

‫وتلبكت ختطو نحوهم‬

‫‪¤‬أ‪...‬أنا آسفة أتعمد التنصت لكن‪..‬‬

‫‪1534‬‬
‫ابتسمت ورد بحزن تعقب‬

‫‪ ¤‬ال مشكلة بيان‪ ،‬أنا لن أختب بعد اليوم‪ ،‬لن أقبال بالتهدياد‬

‫بعد اليوم ‪....‬لقد تعبت‪ ،‬لذلك أنا سارغادر ألواجاه أهاوايل‬

‫أو ا غرفتي التي هربت منها اجلبانة حو قرر ضمريي النطق‬

‫عن نفسه‪ ،‬فظننته شبح رنا ‪....‬فب أن واجه أ رب خماويف وهو‬

‫‪...‬حلمي املنشاوي!‬

‫مجدوا ال تهم ال يستوعبون االسام الاذي ذ رتاه‪ ،‬فحر ات‬

‫رأسها طلوعا ونزوال تؤ د ما تفوهت به‬

‫‪ ¤‬نعم ‪....‬نسيبنا العزيز هو تاجر امللدرات وقبلها مغتصاب‬

‫رناا وحاو أراد فعاال امل ال يب دافعات عنااي تلاك الصااغرية‬

‫‪1535‬‬
‫الشجاعة ‪...‬أخفتني ودافعت عني فررسلها حلتفها ‪...‬أمامي!‬

‫‪.....‬ليريت ابنه و يكمل طريق والدرب يطاردين بحجة احلب وهو‬

‫من ان حياول خطفي‪.‬‬

‫جحظت أعينهم وبيان تتساءل بصدمة‬

‫‪¤‬تامر ال يا إ ي!‪...‬هل ليث يعلمال أال تكفيه فعلته مع رهفال‬

‫ضحكة سوداء خالية من املرح صادرت مان فام ورد و هاي‬

‫ختربهم‬

‫‪ ¤‬رهف قتلت‪.‬‬

‫ارتعدت اجلدة من هول ما تسمع‪ ،‬فرسندها اجلد حتى أجلسها‬

‫فهي قد فكرت بكل االحتامالت ملا قد يكون أصاهبا لكنهاا‬

‫‪1536‬‬
‫تتليل أبدا أن ت كون حياهتا هبذا الشكل من املتيس‪ .‬هوت بيان‬

‫هي األخرى عىل األريكة‪ ،‬تكتشاف أخاريا بارن عقادها وماا‬

‫تعتربرب مشا لها تافهة إ أقىص حد وأصبحت تنظار إ ورد‬

‫بشفقة ممزوجة بإعجاب ألهنا حتى وإن أنكرت‪ ،‬فهي شلصية‬

‫ممتازة بالنسبة ملن ينشر بم ل ظروفها‪.‬‬

‫نظرت إ اجلد تطالبه برجاء‬

‫‪¤‬أتوسل إليك جدي‪ ،‬خذين إ أمي‪.‬‬

‫زوجتاه يوصايها بالراحاة إ أن يعاود لكنهاا‬ ‫قبل اجلد رأ‬

‫وقفت ترص عىل مرافقته لايقال ورد إ وجهتهاا ام ياذهبان‬

‫بعدها إ املستشفى وهكذا غادرت ورد بيت اجلندي مرصة‬

‫‪1537‬‬
‫عىل اسرتجا قوة ورد القديمة لكن مع ما ا تسبته برفقة ليث‬

‫لتعود إليه زوجة و نة لعائلته بحق‪.‬‬

‫*******‬

‫‪¤‬أنت مرص عىل قتيل بني ‪ ...‬يف تفعل هذاال أال ختشى عاىل‬

‫نفسكال ‪...‬فكر بنا عىل األقل!‬

‫انت هذرب السيدة زهرة تعاتب ليث فتادخل السايد يوساف‬

‫هيادن زوجته ليلفف عن ابنه‬

‫هذا وقت العتاب‪.‬‬ ‫‪ ¤‬زهرة‪ ،‬لي‬

‫حتدث ليث بتعب يراقب الباب‪ ،‬ينتظار حبيبتاه ليب هاا نظارة‬

‫األمان وخيربها بوفاء وعدرب ا وبانجالء اخلطر عن حياهتا‬

‫‪1538‬‬
‫‪ ¤‬أين وردال ترخرت!‬

‫تناظر والدارب بتوتر فهم خيربورب بإغامئهاا وأخاربورب بقادومها‬

‫الحقا مع اجلدين‪.‬‬

‫هم ليث بإعادة السؤال‪ ،‬فاانفتح البااب ليلتفات إلياه بلهفاة‬

‫انقلبت إ إحباط م شك‪ ،‬هيتف بنفاذ صرب‬

‫‪¤‬أين وردال أ تريت معكامال‬

‫احلزن والشفقة‪،‬‬ ‫صمتت السيدة طيبة تنظر إليه بمالمح تعك‬

‫فقلبها الطيب اسامها ال يتحمال الظلام وال يملاك ساوى‬

‫التوجع بصمت‪.‬‬

‫تكلم اجلد قائال ‪ :‬أوصل تها لبيتها يف طريقنا إ هنا‪.‬‬

‫‪1539‬‬
‫م أضاف قبل أن يتحدث ليث بمالمح مستنكرة‬

‫‪¤‬هي طلبت ذلك بل توسلتني حرفيا‪.‬‬

‫فتح ليث فمه ببالهة هو والدرب وشقيقته التي عقبت باندهاش‬

‫‪¤‬غريب! لقد انت مرعوبة عليك أخي‪ ،‬شحبت حتى ضاق‬

‫تنفسها وما إن ذ ر أيب أنك باملستشفى فقدت وعيها‪.‬‬

‫إلتفت إليها ليث بحدة بينام الباقي يرمقوهناا بضايق معاتاب‪،‬‬

‫فتمتمت مرتبكة‬

‫‪ ¤‬نلربك نظرا حلالتك م جدي أخربك اآلن أهنا بلري ‪.‬‬

‫تدخلت والدته‪ ،‬تعقب بتذمر‬

‫‪¤‬ال تشغل بالك هبا بني‪ ،‬إنه جمرد دالل فتيات‪.‬‬


‫‪1540‬‬
‫صاح السيد أمحد بغضب نادرا ما يعرتيه‪ ،‬فارتعب اجلميع من‬

‫انفجاررب باست ناء زوجته التي تشعر اآلن أهنا زوجها تبحاث‬

‫بتهورها املستمر‬ ‫و نتها ستكون أفضل متنف‬ ‫عن متنف‬

‫‪ ¤‬يا إ ي يا امرأة! أال متلوال أال تشعرين بتالم غريكال ‪...‬بدل‬

‫أن تقلقي عىل فتاة حتب ابنك بجناون وتسارلو عان مصااهبا‬
‫تتفوهو بعباارات غريتاك الساليفة فتااة صاغرية ِ‬
‫رسقات‬

‫دميتها!‪...‬استيقظي يا امرأة وتلفتي حولك قليال! فليست ل‬

‫حياة البرش وردية حياتك!‬

‫صعق ليث حو تيقن من علم جدياه بشارن زوجتاه‪ ،‬يراقاب‬

‫والدرب بينام يقرتب من جدرب ليمسك بيدرب هيد‪ .‬من روعه‬

‫‪1541‬‬
‫‪ ¤‬اهدأ أيب‪ ،‬صحتك ال تتحمل التوتر! زهرة ال تقصد آ‪...‬‬

‫قاطعه والدرب بحنق‬

‫‪ ¤‬إن تقصد فلتغلق فمها! ‪ ...‬ل مرة تفسد هبا األمور ندفع‬

‫العتاب بال تقصد ‪ ..‬انت ستدمر حياة بياان ونحان نراقاب‬

‫ونتحج بال تقصد ‪...‬‬

‫شهقت السيدة زهرة متسك بصدرها هلعا لكناه هياتم بيانام‬

‫يكمل‬

‫‪ ¤‬ومنذ أن دخلات ورد بيتناا وهاي ترميهاا بكلاامت السام‬

‫الزعاف رهنا عدوة طاغية ولي ست نتهاا ام نادفع العتااب‬

‫جمددا بال تقصد‪ ،‬ضقت ذرعا بترصفاهتا و آن األوان لتنض !‬

‫‪1542‬‬
‫جتاهل السي د يوسف ل ما قاله والدرب يعلم أن هناك دافع أ رب‬

‫النفجاررب‪ ،‬يسرله بريبة‬

‫‪¤‬أيب ما هبا وردال ‪...‬ألنني ال أصدق برهنا تر ل لرؤية ليث‬

‫واالطمئنان عليه!‬

‫استدار اجلد إ ليث املراقاب بصامت مرتقاب‪ ،‬مشاريا إلياه‬

‫بحدي ه‬

‫‪¤‬إسرل ابنك يوسف ألن نتك قالت برهنا سرتحل عن البيت‬

‫بح ا عن نفسها وستعود حو جتدها لتكون زوجة و نة بحاق‬

‫لعائلة اجلندي‪.‬‬

‫‪1543‬‬
‫جتمعات العياون املتساائلة حاول لياث تنتظار مناه التفسااري‪،‬‬

‫فرغمل عينيه باستسالم فيبهم‬

‫‪ ¤‬سرخرب م بكل يشء ‪ ،‬من األفضل أن تعلموا مناي‪ ،‬ال مان‬

‫اجلرائد‪...‬‬

‫هز اجلد رأسه بتر يد يضيف‬

‫‪¤‬نعم ومن األفضل أن تبدأ من نسب زوجتك احلقيقي‪.‬‬

‫وجهه بينام يرسد ما يعرفاه واجلمياع‬ ‫عقد جبينه وعم العبو‬

‫يصغون باهتامم والذهول‪.‬‬

‫*****‬

‫‪1544‬‬
‫أرسعاات ورد ترمتااي بحضاان والاادهتا التااي تلقفتهااا بقلااق‪،‬‬

‫تستفرس منها‬

‫‪ ¤‬ورد ما بك حبيبتيال هل زوجك بلريال‬

‫أبعدهتا قليال تستديران إ بااب البيات الاداخيل حياث هال‬

‫ع ليهام حممود برفقة سهى وزوجها مقطبو بريبة‪ ،‬يتسرلون عن‬

‫سبب استدعاء ورد م يف ذلك الوقات مان الليال‪ ( ،‬وقات‬

‫العشاء) مسحت دموعها ختربهم باستياء‬

‫‪....‬أرياد التحادث‬ ‫‪ ¤‬أرجو م احلقوا يب ا غرفاة اجللاو‬

‫معكم‪.‬‬

‫‪1545‬‬
‫لبوا طلبها والريبة تعم أذ هاهنم وأمسكت ورد يد أمها تشاد‬

‫علي ها بحجرها ختشى جرحها ام ختشى جرحهم مجيعا لكن ال‬

‫مفر‬

‫‪ ¤‬هناك أمور فب أن تعرفوها مناي‪ ،‬قبال أن تعلماوا هباا‪...‬‬

‫أعلم أن وقتا عصايبا ينتظرناا لكان فاب أن نكاون ماؤمنو‬

‫ونحاول مواجهته بصرب وحكمة‪.‬‬

‫هتفت سهى بلوف ‪ :‬تكلمي ورد! أنت ختيفينني‪.‬‬

‫بدت مرتبكة لكن عقدة لساهنا انفكت مع ال صادمة تراهاا‬

‫برعينهم إ أن سكتت‪ ،‬فتلفت محزة حوله بمقلتيه املاذهولتو‬

‫م انتفل غاضبا يستنكر غري مصدق ما سمعه‬

‫‪1546‬‬
‫‪¤‬مستحيل! ماذا تقولو وردال هل هذرب مزحة ماال يا إ ي! أنت‬

‫تتحد و عن وحوش ال أهيل‪.‬‬

‫قام حممود هو اآلخر فاقدا أعصابه غري مصادق هاو اآلخار‬

‫لكن من مدى جرأة املجرمو‪ ،‬يعقب بغضب‬

‫‪¤‬أنا نت أعرف سالفا عن تامر لكن أعلم أن السيد الوالاد‬

‫هو األفعى الكربى‪.‬‬

‫م التفت إ ورد يكمل حدي ه لكن بنربة أقل حدة يلومها‬

‫‪¤‬ملاااذا ! ‪...‬ملاااذا أخفياات عنااي األماار وردال أال ت قااو باارنني‬

‫أستطيع محايتكال‬

‫‪1547‬‬
‫ردت ورد التااي انضاامت إلاايهم منفضااة عنهااا رداء اخلااوف‬

‫تسرتجع قوهتا‬

‫‪ ¤‬نت طفال حممود م يل أنا ‪...‬لقد قتلها أمامي و اان يبحاث‬

‫عني ليقتلني ‪..‬حتى باحلارض ملجرد شكه أنني أعرف شيئا أناا‬

‫وتلك الفتاة رهف أمر بقتلنا‪.‬‬

‫حتول بكاء سهى إ نشي ‪ ،‬فانحنى إليها محزة خياطبها بتوسل‬

‫مصدوم مما علمه ال يستوعب‬

‫‪¤‬ال تصدقي حبيبتي‪ ،‬مستحيل! أهايل ليساوا م ال ماا تقولاه‬

‫جمرما و أيبال أنا‪....‬‬ ‫‪...‬أعلم أن تامر طائش لكن لي‬

‫‪1548‬‬
‫قاطعه هاتفه الذي عال رنينه‪ ،‬ملح رقم والدتاه فرجااب رأساا‬

‫لينساب صوهتا يصيح بكلامت مضطربة متسارعة حتى هتاف‬

‫من صميم قلبه املنقبل هوال وصدمة‬

‫‪¤‬أمي! حتد ي بروية ألفهم منك شيئا‪.‬‬

‫حتى سهى توقفت عن البكاء يرتقبون سواد مالمح محزة وهو‬

‫يرصخ ‪ :‬أنا قادم‪.‬‬

‫يمسح بكفه‬ ‫التفت إليهم ال ينظر برعينهم‪ ،‬يقول من به م‬

‫عىل رأسه ‪ :‬فب أن أغادر‪ ،‬الرشطة متأل القرص يبح اون عان‬

‫ج ة ما‪.‬‬

‫‪1549‬‬
‫شهقت سهى رعبا‪ ،‬فرماها بنظرة استجداء لكنها انت تائهاة‬

‫ببحر صدمتها ‪ ،‬فاقرتبت منه ورد ختربرب بإشفاق تعلم برن احلو‬

‫عصيب عليه رجل و إنسان‬

‫‪ ¤‬اسمع محزة أنا أعلام معادنك جيادا‪ ،‬لاذا أعارتض عاىل‬

‫زواجك من أختي ألنني ال أمحل أحدا وزر غاريرب ‪.....‬أختاي‬

‫اآلن مصدومة م لك متاماا امنحهاا بعال الوقات و اذهاب‬

‫بحاجة إليك حاليا‪.‬‬ ‫لوالدتك‪ ،‬إهنا أ ر شل‬

‫م التفتت ا حممود تطلب منه‬

‫‪ ¤‬هيا أخي‪ ،‬أوصلني إ قرصهم‪.‬‬

‫هتف حممود بجز ‪ :‬ملاذاال‬

‫‪1550‬‬
‫فقالاات بغمااوض ‪ :‬ناات أظاان أن أول مواجهااة يل سااتكون‬

‫بغرفتي لكن القدر مرص عىل عدم إمهايل‪.‬‬

‫ضم مالحمه وجهه بعدم فهم‪ ،‬يسر ا ‪ :‬ماذا تقصدين وردال‬

‫اقرتبت لتقف قبالته‪ ،‬جتيبه بقوة‬

‫‪¤‬أعني أنني سرذهب ألراها تتحرر مان ساجنها أخاريا‪ ،‬عال‬

‫نفل تتحرر معها وأناا سارذهب ياا أخاي حتاى إن رفضات‬

‫مرافقتي‪.‬‬

‫جاور محزة سهى فعادت خطوة إ الوراء ليتجمد مكاناه بار‬

‫جتىل بوجهه بينام هاي ترمتاي برحضاان أمهاا التاي تاع مان‬

‫صدمتها بعد‪ ،‬تفكر أهناا السابب يف ال يشء و تسارل ياف‬

‫‪1551‬‬
‫سااتكفر عاان ذنااب أمانااة حتملاات مسااؤوليتها باختيارهااا‬

‫واستهانت بمراعاهتا‪.‬‬

‫مهست بضيا ‪ :‬ال تذهبي يا ورد‪ ،‬بنيتي‪.‬‬

‫رقت نظراهتا تتفهم شعور والدهتا و انت أ ر من خيش قلبها‬

‫وجهها بحنو‬ ‫جرحها‪ ،‬ختاطبها بينام تلم‬

‫‪ ¤‬ال ختايف عيل أمي لقد شفيت‪ ،‬أنا قوية وهذا بعاد فضال اهلل‬

‫بسببك وأيب عيل رمحاه اهلل‪...‬عااملتامين ساهى و حمماود بال‬

‫أفضل منهام‪ ،‬فال ختايف حبيبتي لقد رعيت األمانة حق رعايتها‬

‫وما ان علم الغيب للعبد إنام هلل وحدرب‪.‬‬

‫رفعت سهى رأسها بريبة‪ ،‬تنظر إ ورد التي أضافت متنهدة‬

‫‪1552‬‬
‫‪ ¤‬أخربهيا أمي‪ ،‬فرنا لن أختب بعد اليوم أبدا‪.‬‬

‫عادت إ حممود جتذب فه‬

‫‪ ¤‬هيا بنا أخي ‪..‬فرنت عىل علم بكل يشء‪.‬‬

‫رفع حممود حاجبيه دهشة يسر ا‬

‫‪ِ ¤‬‬
‫نت عىل علم برنني أعلمال‬

‫زفرت بملل جتيبه‬

‫‪ ¤‬أخي رأيس به جنون ال ينقصني اللعب بالكلامت‪ ،‬هيا!‬

‫سحبته و تلكرت حو وصلت جوار محزة الشارد و رناه تائاه‬

‫عن دربه‬

‫‪1553‬‬
‫‪ ¤‬محزة هيا! ‪...‬أتر ها تستوعب قلايال وهتادأ‪ ،‬ال تنساى أهناا‬

‫حامل ‪...‬من األفضل ا البقاء مع أمي‪.‬‬

‫ان يريد منها نظرة واحدة ليطمئن أنه يفقدها لكنها بللت‬

‫هبا عليه‪ ،‬فهي األخرى تائهة حتتاج للهدوء و الروية و تفكاري‬

‫عميق‪ ،‬فغادروا إ قرص املنشاوي‪.‬‬

‫*******‬

‫حترك ليث عىل رسيررب متجاهال أ فواههم املفغرة من هاول ماا‬

‫سمعورب‪ ،‬حياول الفكاك من املصل ليغادر فراشه فيصيح جادرب‬

‫باستنكار‬

‫‪¤‬ماذا تفعلال هل جننتال‬

‫‪1554‬‬
‫رد عليه اله ا من شدة الوجع ‪ :‬فب أن أرى ورد‪.‬‬

‫قبل والدرب عىل تفيه بحزم‪ ،‬يمنعه‬

‫‪ ¤‬لن تتحرك من مكانك حتى لو اضطررت حلبساك يف هاذرب‬

‫الغرفة ‪....‬فكف عن عب ك وأرح جسدك!‬

‫سكن ليث عىل رسيررب مستسلام بقلة حيلة والتفات والادرب إ‬

‫السيد أمحد يطلب منه‬

‫‪ ¤‬أيب غادروا لقد ترخر الوقت أنا سرقيض الليلة برفقته‪.‬‬

‫مهت السيدة زهرة باالعرتاض‪ ،‬فقاطعها بيدرب خياطبها بجدية‬

‫‪ ¤‬من فضالك ال لماة اعارتاض واحادة‪ ..‬أرياد ولادي يف‬

‫حديث خاص ولن أدعه خيرج من هنا حتى يتعاىف إن شاء اهلل‪.‬‬
‫‪1555‬‬
‫السيد يوسف بجانب ابنه عىل‬ ‫استسلموا له وغادروا ليجل‬

‫رسيه هامسا له بلطف بينام يمسك يدرب‬

‫‪ ¤‬لام ارحتت جيدا ‪ ...‬لام تعافيت رسيعا لتلحاق بمعر تاك‬

‫وتفوز بحبيبتك التي أطلب منك أن متنحها مساحة لتستجمع‬

‫قواها ‪...‬لقد فعلت ماا علياك مان أجلهاا ‪...‬ظللات جتاري‬

‫خلفها ريا ‪...‬فدعها تريت إليك ‪...‬صدقني سيكون شاعورك‬

‫حينها أمجل‪.‬‬

‫باملقابل يفيض بملاوفه ألول مرة‬ ‫مه‬

‫‪¤‬لكنني لست متر دا من أهنا ستريت‪.‬‬

‫شد عىل يدرب مؤ دا يرمقه ب قة وحكمة‬

‫‪1556‬‬
‫‪ ¤‬ستريت بني‪ ،‬فهي حتبك وبقوة‪ ،‬ق يب‪ ،‬وحو تعاود ساتكون‬

‫فتاة خمتلفة‪ ،‬فاإلنسان عندما يتحرر من مهومه امل قلة عىل اهله‬

‫يقبل عىل احلياة مفعام باألمل‪.‬‬

‫زفر نفسا حارا وأغمل عينيه عىل مضل‪ ،‬يفكر برن إطالق‬

‫رساح الطري وانتظار عودته برغبته صاعب جادا لكان والادرب‬

‫حمق‪ ،‬عودهتا برغبتها سترسرب أ ر‪ ،‬عىل األقل هاي آمناة اآلن‪،‬‬

‫بعيدة عنه لكنها آمنة‪.‬‬

‫ناشد النوم لكنه أبى تلبية ناداءرب‪ ،‬تطالباه أطرافاه بصااحبتهم‬

‫وصدررب يبحث عن أنفاسها التي ألف النوم عىل عبريها‪ ،‬فظل‬

‫يترمل السقف يفكر برن حبيبته تواجاه خوفهاا لوحادها مان‬

‫دونه!‬
‫‪1557‬‬
‫التفت إ والدرب الذي ينم هو اآلخر يراقبه‪ ،‬فاساتل ا ااتف‬

‫يناوله له‪ ،‬باسام بإشفاق يقول‪ :‬ال مشكلة يف سام صوهتا‪.‬‬

‫أمسك با اتف يترمله للحظة قبال أن يطلاب رقمهاا بشاوق‬

‫و فة ترتدد بو جنبات قلبه ‪ :‬وردال‬

‫بلع ريقه يصغي حلرشجة أنفاسها قبل أن تنطق بنربة متهدجة‬

‫‪¤‬لي ث ‪...‬رنا حتررت أخريا ‪....‬انترصت حتلق يف سامء احلرية‪.‬‬

‫*******‬

‫‪1558‬‬
‫*قبل قليل*‬

‫أرس محزة إ القرص حيث صعق بارفراد الرشاطة املنترشاين‬

‫عرب أرجائه أما ورد فتسامرت مكاهناا حتادق بار رب خماوفهاا‬

‫وقلبها خيفق بجنون‪.‬‬

‫رفت برموشها حو ملسها حممود‪ ،‬يكلمها برقة‬

‫‪ ¤‬ورد ‪...‬دعينا نعود‪ ،‬لست جمربة عىل ما تفعلو‪.‬‬

‫اقشعر بدهنا وفر ت ذراعيها‪ ،‬جتيبه بتحدي ينااقل رضباات‬

‫قلبها املذعورة‬

‫‪¤‬ال أخي سردخل‪ ،‬لن أتراجع!‬

‫‪1559‬‬
‫دخلت بعزم متزعز بات حاو ملحات والادها‪ ،‬فابتسامت‬

‫ور ضت إليه طفلة صغرية تلماح أماهناا وحصانها‪ ،‬دهاش‬

‫العميد من قدومها يسر ا بقلق‬

‫‪ ¤‬ورد ماذا تفعلو هناال‬

‫أمسكت يدرب تقبل عليها بينام تلهث بحروف عباراهتا‬

‫‪¤‬أريد أن أراها خترج من سجنها ‪ ...‬أرجوك أيب!‬

‫تلفت العميد حوله حيذرها‬

‫‪¤‬شش بنيتي! ال تناديني أيب هنا!‬

‫تربطت ذراعه وابتسمت جتيبه و هي حترك رأسها يمينا ويسارا‬

‫‪1560‬‬
‫‪¤‬ال! أنت أيب ‪...‬ا تفيت من اجلبن واخلوف لان أختبا مان‬

‫جديد أيب ‪...‬رافقني إ القبو سرريك مكاهنا‪.‬‬

‫تسمر ينظر إليها بحرية م إ حممود الذي أسدل جفنيه مؤ دا‬

‫قو ا‪ ،‬فربت عىل يدها ورافقها إ القبو بصامت‪ ،‬يفكار بارن‬

‫ابنته حتدت خماوفها وأضحت أشجع منه هو والدها‪.‬‬

‫سمعت بكاء السيدة ناريامن فعلمت برن محزة قد أخربها بشرن‬

‫رنا وتوقف اجلميع ما إن وصلت إ القباو بارمر مان هشاام‬

‫املتفاج هو اآلخر من قدومها وتر ها لليث! خيشى أن يلحق‬

‫هبا العنيد صديقه‪.‬‬

‫‪1561‬‬
‫تر ت والدها وخطت جتارب ر ن تكوم به سجاد قديم لتتوقف‬

‫هناك‪ ،‬أغمضات عينيهاا تسارتجع ال يشء‪ ،‬رائحاة العفان‬

‫والرتاب و ‪.....‬اخلوف‪.‬‬

‫سحبت نفسا مرتعشا فلام يزدهاا ساوى الضايق واالختنااق‬

‫لكنها استدارت و بتت حدقتيها اللتو احتدتا تشتعالن حقدا‬

‫و رها بينام ترمق نقطة عىل األرض م رفعات يادا مرتعشاة‬

‫تشري إليها‪ ،‬فتقدم هشام و تفقدها ليكتشف برهنا خمزن أريض‪،‬‬

‫فتحه بمساعدة خبري تقابلهم منه رائحة قوية عفناة‪ ،‬أقارفتهم‬

‫ومنهم من ضاقت عليه أنفاسه حد السعال‪.‬‬

‫أشار هشام إ فريق الرشطة العلمية ليرشعوا بعملهم وحاول‬

‫والدها سحبها لكنها أبت وظلت جامادة مكاهناا‪ ،‬فهاي قاد‬


‫‪1562‬‬
‫فقط صديقتها التي‬ ‫هناك لي‬ ‫تيقنت ام اجلميع برن من حب‬

‫لن يكون بقي منها ساوى العظاام وزاد يقينهاا حاو راقبات‬

‫سحبهم جل ة طفلة أخرى ملفوفة بقامش قد امحر من الدماء م‬

‫أخرى أرفع من األو بام يدل عىل حتللها منذ مادة‪ ،‬ليتوقاف‬

‫شهيقها مع زفريها حو ملحت أطراف الطاولاة‪ ،‬التاي ظلات‬

‫شاهدة عىل جرائم املجرم القاتل‪.‬‬

‫غطت فمها تكتم شهقة هزت بدهنا وهي ترى السجاد الاذي‬

‫لفها به‪ ،‬ال تزال تذ ررب جيدا‪ ،‬فكيف تنسارب وهو الاذي ساكن‬

‫وابيسهاال‬

‫حضنها والدها حيميها من قسوة املنظر لكنها تستسالم بيانام‬

‫بوجع ‪ :‬أريد أن أراها تتحرر أيب‪.‬‬ ‫هتم‬


‫‪1563‬‬
‫فتحوا السجادة ونقلاوا الرفاات بحارص دقياق إ صاناديق‬

‫عملهم وما إن ملحت آخر ما نقلورب استدارت لتغاادر بضامري‬

‫خفت عنه األعباء وبظهر خفت عنها األوزار‪.‬‬

‫ويف تلك اللحظة انطلق رنو هاتفهاا‪ ،‬فاساتلته لتجياب عاىل‬

‫زوجها و حبيب قلبها الذي ما إن سمعت صوته حتاى نزلات‬

‫دموعها ساخنة تتجدد ومهست بنربة متحرشجه‬

‫‪ ¤‬ليث ‪...‬رنا حتررت أخريا‪ ،‬انترصت عليه وحلقت يف ساامء‬

‫احلرية ‪..‬لكنها ليست لوحدها!‬

‫تكلم يطالبها بحق احلب الذي ربط بو قلبيهام حاو يصاله‬

‫سوى نشيجها‬

‫‪1564‬‬
‫‪¤‬ورد تعايل ‪....‬أنا أنتظرك!‬

‫تنفست بعمق حتى متالكت نفسها م ردت عليه‬

‫اآلن ليث‪....‬هناك يشء آخر سرفعله بعدها ‪....‬بعدها‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫ستيت إليك‪.‬‬

‫دموعا تطالبه بالتحرر هي األخارى فاال‬ ‫أغمل عينيه حيب‬

‫يسمح ا ربيائه‬

‫‪¤‬سرنتظرك ورديت لن أفقد األمل‪ ،‬سرنتظرك‪.‬‬

‫عادت إ بيتها لتواجه أشباح غرفتها لكن قبال طلبت من أمها‬

‫والصادمة‪ ،‬أن‬ ‫وأختها التي تشكلت مالحمها بمعاا الباؤ‬

‫‪1565‬‬
‫ختلدا للنوم و تدعا أي الم يف األمار إ أن ترشاق الشام‬

‫علها حتمل بو أشعتها الدافئة بعل األمل‪.‬‬

‫استقامت أمام املرأة تنظر إليها بتحد‪ ،‬تقول‬

‫‪ ¤‬هيا أهيا الوحش! أخرج و تكلام! واجهناي إن اساتطعت!‬

‫‪....‬طبعا لن تتكلم وسررى إن نت ستفتح فمك اللعو حو‬

‫آيت إليك برجيل إ ساجنك‪ ...‬نعام! فلقاد آن أوان ساجنك‬

‫أنت ‪...‬وستيت ألنظر بعينيك وأنا أخربك برنني أذ ر ل يشء‬

‫ولن أسكت ب عد اليوم ‪ ..‬لن أسكت! فرنا أعد خائفة منك‪.‬‬

‫التفتت إ اخلزانة وسحبت مالبسها‪ ،‬ارتادهتا وتوضارت ام‬

‫وقفت بو يدي رهبا تبكي الظلم وتبكي العدالة التي حتققات‬

‫‪1566‬‬
‫حتمد رهبا وتطلب منه إمتامها وحو فرغت من صالهتا ومهت‬

‫بللع طرحتها توقفت يدهيا عىل املرآة تنظر إ انعكاسها‪.‬‬

‫رويدا رويدا هوت ياداها إ جانبيهاا تترمال الطرحاة عاىل‬

‫رأسها‪ ،‬ختاطب رهبا‬

‫‪ ¤‬ساحمني ريب‪ ،‬أعلم برنني ترخرت وقرصت بفاروض ارية‬

‫لكنني لن أستمر باخلطر ‪ ..‬حجايب سررتديه من هذرب اللحظة‪.‬‬

‫وتر ته عىل رأسها حتى وهي تاروي إ فراشاها رهناا تؤ اد‬

‫عزمها و تنسى تالوة أذ ارها فراحت يف سبات عميق قبال‬

‫أن تنهيها‪.‬‬

‫*******‬

‫‪1567‬‬
‫عاد إ بيته فجرا بعد أن تام نقال اجل اث وحفا األدلاة‪ ،‬ال‬

‫يصدق ما حدث اليوم‪ ،‬قضية غريبة جتمع أنواعا من اجلارائم‪،‬‬

‫ان سيصرب ويبقى إ أن يرتاح العميد ويعود إ املر ز لكن‬

‫األخري رفل املغادرة‪ ،‬ال يريد املغامرة بال قة بري أحاد ومان‬

‫يلومهال فقد ان املجرم سيغتصب ويقتل ابنته وهاذرب مفاجارة‬

‫أخرى يضيفها إ ر صيد الليلة العجيبة‪ ،‬وعى من أفكاررب حو‬

‫ملحها نائمة عىل أريكة البهو‪ ،‬فهز رأساه يرساا واقارتب منهاا‬

‫القرفصاء أمامها‪.‬‬ ‫فل‬

‫خدها هامسا ‪ :‬مريم!‬ ‫مد يدرب باسام ومل‬

‫‪1568‬‬
‫حر ت رأسها فانحرصت طرحتها احلريرية وانساب شاعرها‬

‫األمحر الناري عىل وجهها‪ ،‬فانحرصت معها أنفاساه بصادررب‬

‫وبسط يدرب يمسد خصالهتا قبل أن يقرب وجهه يشم عبريها‪.‬‬

‫رفرفت برموشها فتبينته وانتفضت ناسية الطرحة التي وقعت‪،‬‬

‫هتتف وهي متسكه بذراعيه‬

‫‪¤‬هشام! أين نتال هاتفك ال فيب! ‪..‬أنت بلريال‬

‫ابتسم يرد بسكرة السعادة‬

‫له مواعيد حماددة وأحياناا‬ ‫‪ ¤‬فب أن تعتادي عىل عميل فلي‬

‫يظل ا ااتف مغلقاا ملادة طويلاة‪ ،‬تعاايل ألحكاي لاك عان‬

‫العجائب التي حصلت اليوم ألن صديقتك ستحتاجك أ يد‪.‬‬

‫‪1569‬‬
‫عقدت جبينها تتساءل بريبة ‪ :‬ورد! ما هباال‬

‫عاىل األريكاة‬ ‫مسح عىل وجهه من التعب‪ ،‬يقول بيانام فلا‬

‫التي انت تغفو عليها قبل قليل بينام خيربها‬

‫‪ ¤‬قبضنا عىل املجرم املرتصد ا لكن أرجوك دعي التفاصايل‬

‫للغد فرنا منهك‪.‬‬

‫رق قلبها تسرله إن ان جائعا فجاذهبا لتجااوررب يمساد عاىل‬

‫خصالهتا احلمراء قائال بمرح امتزج به احلب و ا يام‬

‫‪¤‬أنا جائع ليشء واحد أنت تعرفينه جيدا‪ ،‬فقد أذقتني منه م‬

‫هربت بعدها‪.‬‬

‫تلبكت تتمتم بتوتر ‪ :‬م‪...‬ماذا ت‪..‬قولال‬

‫‪1570‬‬
‫ا‬ ‫اتس عت ابتسامته املرحة يقرهبا منه أ ر ليهم‬

‫بارقرب فرصاة‪ ،‬ألنناي ال أضامن‬ ‫‪ ¤‬دعينا نقيم حفل العر‬

‫نفل قربك حبيبتي ‪....‬أنا عان نفلا أنات زوجتاي رشعاا‬

‫وقانونا لكن ما يمنعني عن إمتامه هو رغبتي يف أن حتصيل عىل‬

‫ل يشء متنيته ‪ ...‬وب أبيل و زفاف‪.‬‬

‫ارتعشت ابتسامتها فدنا منها يروي عطشه إليها قبل أن يبعدها‬

‫برفق يكمل هبم ‪ :‬هاال لنقل بعد أسبو ال‬

‫ردت عليه بإيامءة رسيعة م هربت منه تسابق دقات قلبها إ‬

‫غرفتها بينام هو يضحك بسعادة يقول بمرح وهو يتنهد ليقوم‬

‫إ غرفته ‪ :‬بعد ل يشء اليوم يكن سيئا أبدا‪.‬‬

‫‪1571‬‬
‫راقبتهم من مكاهنا عىل إح دى آرائك الردهة حتى غادروا إ‬

‫صافحات‬ ‫املشفى م أطرقت برأسها تطالع هاتفها تاتفح‬

‫اإلنرتنت‪ ،‬تقرأ العناوين املتصدرة ومجيعها تدور حول قضاية‬

‫املنشاوي‪ ،‬فضيحة ربى‪ ،‬تشمل جارائم هترياب واغتصااب‬

‫وقتاال‪ ،‬اقشااعر باادهنا حااو تااذ رت الضااحايا جماارد فتيااات‬

‫صغريات وورد ادت تكون إحداهن‪ .‬فجرة ومضت الشاشة‬

‫برقم غريب‪ ،‬فضمت حاجبيها تفتحه لتجيب بحاذر قبال أن‬

‫يتحول احلذر إ ذهول من صوته الذي تعرفت عليه مع أول‬

‫حرف‬

‫‪¤‬صباح اخلري يا نجالء‪.‬‬

‫أجابه تنفسها الرسيع‪ ،‬فابتسم بمكر يستدرك‬


‫‪1572‬‬
‫‪ ¤‬أين صوتك يا مجيلةال‬

‫زفرت بحنق طفويل جتيبه‬

‫‪ ¤‬يف حصلت عىل رقم هاتفيال‬

‫ضحك بصلب فيبها‬

‫‪ ¤‬أنا نارص جمران‪ ،‬ال يصعب عيل يشء‪.‬‬

‫أخفت ابتسامتها بينام تعقب بتذمر مزعوم‬

‫‪ ¤‬متعجرف!‬

‫أطلق ضحكة رائقة أصابتها بقلبها وهو يعرتف بمرح‬

‫‪ ¤‬نعم أنا متعجرف‪.‬‬

‫‪1573‬‬
‫م رقق نربته هامسا يستطرد‬

‫‪ ¤‬لكن بالنسبة إليك أنت ال!‪ ...‬أنا نارص وفقط معجب عاىل‬

‫بابك ينتظر موافقتك لتمنحيه قلبك وطنا لقلبه ألنه لن يقبال‬

‫برقل من ذلك أتعلمو ملاذاال‬

‫وضعت يدها عىل قلبها خوفا مان أن يسامع صالب دقاتاه‪،‬‬

‫تصغي إليه يكمل مهسه‬

‫‪ ¤‬ألن نارص منحك قلبه وطنا لقلبك ونصبك حبيبة له‪.‬‬

‫انتفضت تشهق‪ ،‬فرفعت يدها لتكتمها تكتشف برهنا تبكي ام‬

‫علم هو أ هنا تبكي‪ ،‬فقال برقة غريبة عاىل شلصاه ارن قلباه‬

‫‪1574‬‬
‫يناابل تعاطفااا وتفهااام لقلبهااا‪ ،‬غريبااان ينشاادان االحتااواء‬

‫والوطن‪.‬‬

‫‪ ¤‬ما رأيك نجالئيال هل ستقبلو بقلبي وطنا لكال‬

‫امحرت رنه يراها ومتتمت بتوسل أ د شعور قلبيهام معا‬

‫‪ ¤‬هل حتبني حقاال‬

‫أغمل عينيه مرحيا رأسه عىل مسند مقعدرب باملكتب‬

‫‪ ¤‬أخربيني أنت ملاذا أفكر بك ل حلظةال ملاذا أملح لون البندق‬

‫بكل ر ن أنظر إليهال ‪....‬ملاذا أغار من ليث حد اجلنون ملجرد‬

‫أنني أختيله يرى حسنك و مجالك وذلك الشاعر عاىل فكارة‬

‫امجعيه أو غطيه إنه ي ري جنوين حو أفكر برن رجاال يرون لونه‬

‫‪1575‬‬
‫الالمع شو وال سائل ة‪ ،‬إن يكن هذا حبا‪ ،‬فاامذا يكاون ياا‬

‫نجالءال‬

‫يتحمل قلبها‪ ،‬فترصف إصبعها من نفسه يقطع اخلط‪.‬‬

‫نظر إ ا اتف مقطبا حاجيه ال يصدق أهناا أغلقات ا ااتف‬

‫بوجهه قبل أن يشعر بنبضاته تستنفر حو ملح اسامها يقاتحم‬

‫أعىل الشاشة‪ ،‬فررس يفتح الرسالة لتتسع ابتساامته باالتزامن‬

‫مع لامهتا ولغرابة األمار ماع هناياة الرساالة اختفات بسامته‬

‫املستمتعة وشعر بدمعة حارقة جتاهد لتغادر سجنها الذي طال‬

‫صادق حدساه‪ ،‬بياان‬


‫ب‬ ‫ليكتشف برنه تر ر بصدق مشاعرها ام‬

‫م له قلبان سكنتهام الوحشة يله ان خلف قطرة دف شافية‬

‫‪1576‬‬
‫‪¤‬إن أنت منحتني قلبك وطنا يل فكيف أمنحاك قلباي وطناا‬

‫لك‪ ،‬حينها سنعيش يف وطنو خمتلفو يا متعجرف! الصاواب‬

‫أن أمنحك قلبي بيتا فمعنا أنا وأنت يف قلبك الاذي سايكون‬

‫‪ ....‬وطنا لكالنا‪.‬‬

‫****‬

‫أيقظها رنو هاتفها من النوم وبساطت ذراعهاا تلتقطاه عاىل‬

‫سطح املنضدة الصغرية لتلصقه برذهنا وهي ال تازال مغمضاة‬

‫العينو تنبسط شفتاها ببسمة عذبة ماع انساياب ناربة صاوته‬

‫احلنون واملشبعة باحلب عرب أوردهتا نحو صميم قلبها اخلاافق‬

‫له‬

‫‪1577‬‬
‫‪¤‬السالم عليكم‪ ..‬صباح الورد عىل الورد‪.‬‬

‫رفعت يدها احلرة لتدعك عينيها ترد بصوهتا الناع‬

‫‪¤‬صباحك أحىل‪.‬‬

‫أجاهبا بمرح‬

‫‪ ¤‬ال أحىل من الورود خصوصا ورديت أنا‪.‬‬

‫بادلته املرح بضحكة رائقة قبل أن تسرله‬

‫‪ ¤‬يف حالك حبيبيال‬

‫تصنع نربة عتاب بينام خيفي شوقا عارما إليها‬

‫‪ ¤‬رنك هتتمو‪.‬‬

‫‪1578‬‬
‫فتحت عينيها ورفعت يدها فوق جبهتها‪ ،‬جتيبه ببعل العتاب‬

‫‪ ¤‬أ أمنعك عن اخلروج وفعلت ما برأسكال حتمل إذن‪ ،‬هذا‬

‫عقاب من يكذب‪.‬‬

‫رد بحذر و تعلم برنه م لهاا مساتلق عاىل فاراش املستشافى‬

‫يدعك جبهته‬

‫‪ ¤‬آسف حبيبتي ‪ ...‬أ ن ألنقل وعدي لك و لو عىل ج‪....‬‬

‫انتفضت مكاهنا تقاطعه هبتاف حازم‬

‫‪ ¤‬ليث أسكت!‬

‫دهش لكنه ابتسم و دق قلبه الذي يعد يتحكم به مان تار ررب‬

‫م أ ملت بلطف مشوب بحزن‬


‫‪1579‬‬
‫‪ ¤‬أرجوك ليث ال أريد وعودا من ذلك النو ‪...‬أبدا‪.‬‬

‫بصوته األجش‬ ‫مه‬

‫‪ ¤‬و ماهي أنوا الوعود التي يسمح يل بقطعها لك‪.‬‬

‫قامت عن مكاهنا‪ ،‬تقول بمكر مرح‬

‫‪ ¤‬عندما نلتقي سرخربك إن شاء اهلل‪.‬‬

‫فهتف بلهفة ‪ :‬متىال‬

‫أغمضت عينيها تعيد رأسها للللف بينام تزفار بلفاوت ام‬

‫قالت ‪:‬سرحاول اليوم ‪...‬عىل حسب‪.‬‬

‫ضيق عينيه بريبة‪ ،‬يسرل‬

‫‪1580‬‬
‫‪ ¤‬ورد ماذا ستفعلوال عىل حسب ماذاال‬

‫أنزلت تفيها باستسالم جتيبه بتوتر‬

‫منهازم‪،‬‬ ‫‪ ¤‬ليث‪ ،‬أنا فب أن أقابله ‪...‬هتمناي رؤيتاه حمباو‬

‫أرجوك ال ترفل‪.‬‬

‫تلونت مالحمه بالسواد لكنه يظهر ذلك بصوته‪ ،‬فيبها‬

‫‪ ¤‬ام تشائو حبيبتي لكن احذري!‬

‫ودعته تستعد آلخر مواجهة ا علها جتد السالم الذي تنشدرب‪،‬‬

‫مشت عرب الرواق فسامعت صاوت نشاي مكتاوم وغاريت‬

‫مسارها نحو غرفة سهى‪ ،‬طرقت الباب وفتحته لتجدها عاىل‬

‫‪1581‬‬
‫رسيرها‪ ،‬تضم الوساادة بحجرهاا ووجههاا قاد اناتفخ مان‬

‫البكاء‪.‬‬

‫جاورهتا فارمتت أختها بحضنها تطلق شهقات بكائها احلارة‪،‬‬

‫فشدت ورد عىل حضنها بشدة بينام هتادهنا بالقول‬

‫‪¤‬سهى حبيبتي أنت حامل‪ ،‬فب أن تتق اهلل يف ما وهبك‪.‬‬

‫ابتعدت عنها قليال تعرب عن حزهنا ببكاء حار‬

‫‪ ¤‬يف أنت هكذاال يف حتملت ل هذا وظللت صامدة وأنا‬

‫الت ي نت أضغط عليك بتذمري ‪...‬آرب لو أخربتناي ماا نات‬

‫تزوجت ح‪.....‬‬

‫قاطعتها ورد تضع يدها عىل فمها تعاتبها‬

‫‪1582‬‬
‫‪ ¤‬إستغفري ربك سهى ‪....‬وما ذنب محازة ياا حبيبتاي‪ ،‬ال‬

‫واحد سيحاسب عىل أفعاله ‪....‬أرجوك أختي فكري جيدا و‬

‫ال تدمري عالقتك برجل جيد‪.‬‬

‫أجابتها سهى بر‬

‫‪ ¤‬يف يا وردال يفال أظن برن ما فعله والادرب وشاقيقه باك‬

‫سيحول بيني وبينه‪.‬‬

‫ردت ورد بحزم‬

‫‪ ¤‬أغميض عينيك ‪..‬هيا أغمضيهام!‬

‫إسااتغربت طلبهااا لكنهااا نفذتااه عااىل أي حااال ال تفارقهااا‬

‫الشهقات‪ ،‬فاستطردت ورد‬

‫‪1583‬‬
‫‪ ¤‬ختييل أن محزة طلقك وهو اآلن بعيد عنك‪.‬‬

‫شعرت سهى بقلبها يتلوى وجعا بينام ورد تسرتسل دون رمحة‬

‫لتوقظها من صدمتها‬

‫‪ ¤‬ختييل أنه وجد لنفسه زوجة أخرى ومحلت منه والتقيت هبام‬

‫يف مكان ما‪ ،‬هاو و فتااة أخارى يتاربط ذراعهاا بكال فارح و‬

‫بطنها الذي حيتضن إبنه منها‪.‬‬ ‫يتلم‬

‫الحظت انزعاجها‪ ،‬فابتسمت تكمل بلؤم‬

‫‪¤‬ختييل أن يفعل معها ل ما يفعله معك ‪...‬يدللها ‪ ،‬يقب‪...‬‬

‫حمتدمة‬ ‫فتحت عينيها تقاطعها برنفا‬

‫‪ ¤‬فى! أرجوك اصمتي!‬


‫‪1584‬‬
‫هزت ورد رأسها تعقب بنظرة ظفر‬

‫حياتك‬ ‫‪ ¤‬هذا ما أقصدرب‪ ،‬ستتحول حياتك إ جحيم‪ ،‬ال لي‬

‫فقط بل وحياة ابنك من أجل منال ‪...‬جمرم ل متعته يف احلياة‬

‫التدمري ‪....‬فهل ستسمحو له بتدمري عالقتك أنت أيضاال‬

‫سكتت سهى مستغرقة يف التفكري‪ ،‬فقامت ورد تضيف حمذرة‬

‫‪¤‬يمكنني تقبل طالقكام يف حالة واحدة فقط‪.‬‬

‫رفعت رأسها‪ ،‬متسائلة بفضول وحرية‪ ،‬فاستدر ت ورد‬

‫‪ ¤‬إن يرتك أموال والدرب ‪....‬فرنا لن أقبل بارن تعايش أختاي‬

‫وابنها من حرام ‪..‬لذا إن أردت نصيحة مان أختاك الكاربى‬

‫‪1585‬‬
‫اطلبي منه أن يبدأ من الصافر بعيادا عان أي شابهة‪ ،‬بعادها‬

‫حبيبتي ال حجة لك‪.‬‬

‫م ابتسمت ورد بحزن تتذ ر أمرا‬

‫‪ ¤‬أختك الكربى!‪...‬ال أعلم إن ان من حقي قول ذلك بعاد‬

‫اليوم‪.‬‬

‫انتفضت سهى قائمة تنقل عليها لتضمها بلهفة هتتف بلهاث‬

‫‪ ¤‬أنت شقيقتي الكربى‪ ،‬وال أريد سام ترهات أخرى‪ ،‬حتاى‬

‫وإن غري ت نسبك‪ ،‬أنت أختي أنا ولن أقبل بيشء آخر‪.‬‬

‫بادلتها احلضن دامعة‪ ،‬جتيبها بحب‬

‫‪1586‬‬
‫‪ ¤‬يتغري شعوري نحو أي أحد منكم بعد معرفتاي باحلقيقاة‬

‫أقسم‪.‬‬

‫أبعدهتا سهى وابتسمت من بو دموعها تقول بوجوم‬

‫‪¤‬ال يمكن لإلنساان أن يغاري شاعوررب نحاو أهلاه ورد مهاام‬

‫حدث‪.‬‬

‫هزت ورد رأسها مؤ دة ومسحت دموعها م مسحت دمو‬

‫أختها قبل أن تسحبها تطلب منها أن تعتني بوالادهتام لكوهناا‬

‫ستلرج‪ ،‬فروقفتها تنظر إليها بريبة تسر ا‬

‫‪¤‬هل حتجبتال‬

‫ابتسمت ورد وملستها بمرح عىل أنفها جتيب‬

‫‪1587‬‬
‫‪ ¤‬احلمد هلل‪ ،‬العقبى لك أختي‪.‬‬

‫عب ت بشعرها مرتبكة تعقب‬

‫‪¤‬أتعلموال محزة طلب مني ذلك مرات عادة لكناه فاربين‬

‫ورصت أفكر به مؤخرا‪.‬‬

‫سحبتها من جديد بينام ختاطبها بحكمة‬

‫‪¤‬نقطة أخرى لصالح محزة ‪..‬لكن ال ترتديه من أجله بل مان‬

‫أجل طاعة اهلل‪.‬‬

‫ملحت السيدة عائشة بجاناب حمماود بمالماح متعباة أ اارت‬

‫رأفتها وشفقتها‪ ،‬تعلم جيدا برن والدهتا حتمل نفسها ذنب ماا‬

‫حدث‪ .‬التفتت إ نعيمة التاي ضامتها هاي األخارى تبكاي‬

‫‪1588‬‬
‫وختربها بحبها‪ ،‬مواساهتا واستنكارها ملا فعله املجرم م دنات‬

‫والدهتا تقبله قبل أن تضم يدها تطلب منهاا فطاورا‬ ‫من رأ‬

‫ألهنا جائعة‪ ،‬تسعى لت بت ا أهنا بلري وأهنا تكان أفضال‬

‫من ذي قبل‪ ،‬سعدت والدهتا تطلب من نعيماة جتهياز املائادة‬

‫فحاولت ورد خلق جو من املرح‪ ،‬يساعدها حمماود و ساهى‬

‫بكل بام استطاعا ام بار وا ا حجاهبا و دعاوا اا اهلل بقباول‬

‫الطاعة بعدها أوصلها حممود إ املر از ام انطلاق إ عملاه‬

‫ينتظررب امتحانا خاصا به هو اآلخر‪.‬‬

‫أما هي فقابلت والدها يبتسم ا بفلر حو الحا حجاهباا‬

‫لكنه استهجن ما تريد فعله وحاول ردعها دون جدوى‪ ،‬فهي‬

‫مرصة ولن ترتاجع‪.‬‬

‫‪1589‬‬
‫اندفع محزة بغضب داخال املستشفى وصل إ غرفة ما ينااول‬

‫ورقة إذن بالزيارة للحارسو عىل باهبا ام دخال‪ ،‬اان تاامر‬

‫مستلق عىل رسير املشافى حاو دخال علياه شاقيقه غاضابا‪،‬‬

‫فاهتزت عينيه و يستطع النظر إليه‪.‬‬

‫‪ ¤‬أجل اخجل من نفسك ومن أفعالك‪.‬‬

‫بادررب مشمئزا‪ ،‬فارتبك يتمتم ‪:‬أخي‪...‬‬

‫قاطعه بحدة مقرتبا منه يستشيط غضبا‬

‫‪¤‬ال تقلها! أنا ال أخ و ال والاد يل‪ ،‬فضاحتامنا وساط اخللاق‪،‬‬

‫حسبي اهلل ونعم الو يل‪.‬‬

‫‪1590‬‬
‫ينطق تامر يعلم برنه حمق بكل لمة لكناه يتوقاع حاديث‬

‫شقيقه التايل‬

‫‪¤‬ترى هل نت تساعدرب يف القتل أيضا أم حترضا لاه الفتياات‬

‫الصغار فقطال‬

‫فغر تامر فمه بجهل الحظه محزة فاستطرد مستحقرا‬

‫‪ ¤‬أتدعي اجلهالال إن نات تعتقاد أن ذلاك ساينجيك مان‬

‫عقابك فرنت خمط ‪ ،‬ستحمل معه ذناب الفتياات و ال مان‬

‫قتلتامرب بسمومكام إ قربيكام‪.‬‬

‫نطق تامر يستفرس بريبة وقلبه يكاد ينفجر بصدررب‬

‫‪¤‬قتل فتيات صغرياتال‬

‫‪1591‬‬
‫ضحك محزة بتهكم أسود بينام خيربرب بام يغمررب بلزي وعاذاب‬

‫عظيم‬

‫‪ ¤‬تريااد إقناااعي برنااك ال تعلاام عاان انحااراف والاادك!‪....‬‬

‫اغتصابه للفتيات الصغريات و قتلهن أيضااال‪...‬ألن القباو يف‬

‫القرص يض بج تهن‪.‬‬

‫صعق تامر و جحظت عينارب هيتف هبلع‬

‫‪ ¤‬يا إ ي ! ل ما ا تشفته هو حترشه برناا وليتناي أ تشاف‬

‫ذلك‪ ،‬نت يافعا حو رأيته يف وضع خمل ماع رناا‪ ،‬فغضابت‬

‫ورصخت عليه وبعدها رصت أستغل ذلك لينفذ يل طلباايت‪،‬‬

‫ال أدري متى حتولت إ يدرب التي يستعملها يف جتارته السوداء‬

‫‪1592‬‬
‫لكن اغتصاب صغريات و قتلهن ال! ال أعلم بذلك وال عالقة‬

‫يل به أقسم أخي صدقني!‬

‫رصخ محزة و هو يمسك بذراعيه هيزرب بقوة غري مرا إلصابته‬

‫‪¤‬قلت لك ال تناديني أخاي! ‪...‬ملااذا ختارب أحادا باام رأيتاه‬

‫‪ ..‬نت ستنقذ أرواحا بريئة بادل ذلاك أصابحت ابان أبياك‬

‫‪....‬عىل األقل ورد سكتت ألنه قتلهاا أمامهاا وألهناا انات‬

‫طفلة‪.‬‬

‫أمسكه تامر بدوررب هيتف مبهوتا مما يسمعه‬

‫‪¤‬وردال ما دخل ورد ال‬

‫نفضه عنه باحتقار و قال بقرف‬

‫‪1593‬‬
‫انحرافاه عليهاا لاوال‬ ‫‪ ¤‬فتاة أخرى حترش هبا و ان سيامر‬

‫تلك الفتاة التي انت أشجع وأنبال مناك أخفتهاا ودافعات‬

‫عنها فدفعت حياهتا منا لذلك‪.‬‬

‫لنفسه‬ ‫جتمد تامر حياول االستيعاب‪ ،‬هيم‬

‫‪ ¤‬يكن لدي فرصة معها من البدايةال ألهنا تكرهناي بسابب‬

‫والدي ‪..‬إذن هو السبب!‬

‫اشتعلت عينيه غضبا وحقدا‪ ،‬يك مل من باو أسانانه املطبقاة‬

‫غال ‪ :‬هو من حرمني منها‪.‬‬

‫هز محزة رأسه يرسا يعقب قبل أن يغادر‬

‫‪1594‬‬
‫‪¤‬جئت ألخربك أمرين ‪....‬أو ام أن والديت باملستشفى تعااين‬

‫من أزمة قلبية‪ ،‬قلبها يتحمل الصادمة ‪...‬و ال ااين أناا أتاربأ‬

‫أن لك أخا‪.‬‬ ‫منك ومن والدك ‪...‬إن‬

‫صاح تامر ينادي عليه وقام من رسيررب يعرج لكنه ان مصفد‬

‫إليه فلم يقدر عىل االبتعاد ريا‪ ،‬فعاود الصياح برعىل صاوته‬

‫ينادي عىل شقيقه الذي ان قد انرصف‪ ،‬فهاوى عاىل األرض‬

‫يبكي احلال الذي أوصل إليه نفسه وليته فد دما يبكيه حتاى‬

‫هو ما ان ليفيدرب بيشء‪.‬‬

‫*******‬

‫‪1595‬‬
‫دخلت شاهي إ الدار لتلمح فاطمة ترس إليها هتتف بجز‬

‫حاالت تسمم بو األطفال ‪..‬أشك‬ ‫‪¤‬أغي يني شاهي ‪...‬مخ‬

‫بالبوظة التي يبيعها ذلك البائع املتجول ألهنم الوحيدين الذين‬

‫اقتنوها‪.‬‬

‫ردت عليها شاهي برعب انتقل إليها‬

‫‪¤‬انتظري سرستدعي سيارة اإلسعاف‪ ...‬يف هم اآلنال‬

‫ردت فاطمة و قد بدأت عيناها تدمع بينام تتقدم شااهي نحاو‬

‫عنربهم‬

‫‪ ¤‬أصابتهم احلمى وال يتوقفون عن البكاء من أ ببطوهنم‪.‬‬

‫‪1596‬‬
‫ظلت شاهي و فاطماة تراقباان األطفاال بمسااعدة مرشافو‬

‫آخاارين إ أن وصاالت سااياريت إسااعاف‪ ،‬اسااتقلت فاطمااة‬

‫واحدة مانهام ماع األطفاال وشااهي األخارى ماع الطفلاو‬

‫اآلخرين وقد اتصلت بسمري ليلحق هبم إ املشفى‪.‬‬

‫ما إن دخلوا املشافى حتاى ملحات شااهي حمماود اخلطااب‪،‬‬

‫فررسعت إليه قائلة حتت نظراته املتفاجئة التي يوزعها عليهم‬

‫‪ ¤‬د تور حممود‪.. .‬احلمد هلل أنك هنا‪.‬‬

‫رد عليها و عينيه عىل الشاحبة من اخلوف خلفها‬

‫‪¤‬ماذا هناكال‬

‫‪1597‬‬
‫أرسعت شاهي بالقول تفهمته ما حدث‪ ،‬فرعلن حممود حالاة‬

‫طوار‪ .‬واستغل عالقاته ليسعف األطفال برساعة حتاى أناه‬

‫استدعى زمالئه ملساعدته‪.‬‬

‫وصل سمري هو اآلخر و قد بلغ به القلق املدى و هيدأ حتاى‬

‫أخربرب حممود أهنم قد قاموا بعملية غسال املعادة لكال واحاد‬

‫منهم وحتسنت حاالهتم وال حيتاجون سوى لقضاء ليلة واحدة‬

‫يف املستشفى‪ ،‬جتادل اإل نان ل يريد التكفل باحلسااب حتاى‬

‫احتد النقاش بينهام فتدخلت شاهي حتسم األمر بحزم‬

‫‪ ¤‬ل واحد منكام يتكفل بطفلو وسرتكفل بواحد‪.‬‬

‫هتف اال نان مرة واحدة ‪ :‬سرتكفل بال ال ة!‬

‫‪1598‬‬
‫عبست هتتف بعصبية ونفاذ صرب‬

‫‪ ¤‬أقسم إن تتفقا أنا من سيدفع الفاتورة لها!‬

‫دهشا م ن عصبيتها‪ ،‬فاقرتب منها سمري هيادهنا برفق‬

‫‪¤‬اهدئي حبيبتي‪ ،‬سرتكفل با نو وأد له ال ال ة‪ ،‬اتفقناال‬

‫بعمق لتهادأ‬ ‫إبتسم حممود من طريقة سمري بينام شاهي تتنف‬

‫تقول بجمود ‪ :‬حسنا‪ ،‬هدأت‪.‬‬

‫استرذن منهم حممود بعد أن ألقى نظرة حاب ممزوجاة بعتااب‬

‫نحو فاطمة‪ ،‬ليتفقد األطفال م ي عود لريافقهم حتى يطمئناوا‬

‫عليهم‪.‬‬

‫‪1599‬‬
‫بمالماح وجههاا‬ ‫أرسعت عىل عبي حذائها الرفياع‪ ،‬تعاب‬

‫املتقن الزينة بعد أن سمعت عن استدعاء حممود لزمالئه طبعا‬

‫باست نائها العادة‪ ،‬تفكر برهنا لن تدعه لتلك ( ال ‪ ) ....‬نعم‪،‬‬

‫فقد استعلمت عنها وعلمت عن حياهتا وحتام حممود ال يعلم‬

‫لذا ستلربرب بطريقتها لكي خيجل و يرتاجع عن انبهاررب برباءهتا‬

‫املزيفة وسيعود لرشدرب فيلتار فتاة بمستوارب الدرايس واملاادي‬

‫والتي لن تكون إالها طبعا!‬

‫تسمرت مكاهنا حو ملحت غريمتها جتاور شقراء راقية وشاب‬

‫وسيم لكن بسيط ا يئة‪ ،‬أخفت غريهتا وحقدها تقارتب منهاا‬

‫مغتصبة إبتسا مة متكلفة بينام تسر ا برباءة مزيفة‬

‫‪¤‬فاطمةال ماذا تفعلو هناال‬


‫‪1600‬‬
‫نظروا إليها وفاطمة جتيبهاا مبتسامة بحازن تتجاهال شاعور‬

‫الغرية احلارقة‬

‫‪¤‬أهال د تورة س وسان‪ ،‬مخساة أطفاال مان صاغارنا أصايبوا‬

‫بالتسمم ‪..‬احلمد هلل‪ ،‬الد تور حممود قام بالالزم‪.‬‬

‫هزت برأسها والتفتت إ شااهي وسامري تعارفهام إليهاا ام‬

‫قالت باستعالء‬

‫‪¤‬أنا سرحلق بمحمود ألساعدرب ‪...‬عن إذنكم‪.‬‬

‫ا بحذر يعرتهيا شعور بعدم‬ ‫اقرتبت شاهي من فاطمة هتم‬

‫ال تقبل نحو تلك الفتاة جتهل السبب ‪ :‬ما هبا هذربال‬

‫‪1601‬‬
‫سمري هو اآلخر بتفكاري‬ ‫وقبل أن ترد فاطمة جفلتا عىل مه‬

‫شارد ‪ :‬تعجبني أبدا‪.‬‬

‫ترهبت شاهي تتلرص وحاجبها األشقر األيرسا يرتفاع برشا‬

‫حتذررب ‪ :‬من األفضل لكال‬

‫ضحك فجرة بمرح مستمتع وهو فيبها‬

‫‪ ¤‬قلت لك تعجبني ‪ ...‬تعجبني!‬

‫*****‬

‫عاد السيد يوسف إ غرفة ابنه بعد أن رافاق عائلتاه إ بااب‬

‫املستشفى‪ ،‬ملح الرسير خال‪ ،‬فحسبه باحلامم قبال أن فاد عاىل‬

‫بينام يقرأ مضموهنا‬ ‫الفرا ش ورقة التقطها يزفر بير‬

‫‪1602‬‬
‫‪¤‬ساحمني أيب أستطع تر ها تواجه احلقري لوحدها‪ ،‬أعدك لن‬

‫أتعب نفل و سرعود ما إن أطمئن عليها‪.‬‬

‫***‬

‫رافقت أخريا والادها بعاد إجاراءات ارية لتقابال حلماي‬

‫املنشاوي‪ ،‬أ رب خماوفها‪ ،‬احتاد شاهيقها وزفريهاا وانطلقات‬

‫دقات قلبها تس تنفر بقوة وحو شعرت بلمساة دفء التفتات‬

‫حاجباها دهشة تتفحصه بقلق‬ ‫لتلمح زوجها ليث‪ ،‬فتقو‬

‫‪ ¤‬ليث يف حالكال ماذا تفعل هناال‬

‫رد عليها بينام يمسك بكفيها‬

‫‪ ¤‬ما نت ألسمح برن تقابليه وحدك‪.‬‬

‫‪1603‬‬
‫زفر العميد بضجر وحنق هيتف ببعل الغرية‬

‫‪ ¤‬و ماذا أفعل أنا هناال‬

‫تلبك المها ر غم استغراقه هو بترمل صفحة وجهها حييط باه‬

‫حجاهبا أما هي فررست شعورا بالراحة ماا إن ملحتاه‪ ،‬قلبهاا‬

‫حقا ينتمي إليه وتقدموا بينام يطبق عاىل يادها‪ ،‬يب هاا األماان‬

‫والشجاعة‪.‬‬

‫ان جالسا عىل طاولة مربعة بغرفة ال يوجد هبا سواها‪ ،‬يفكر‬

‫بكيف وقع يف فخ حبِك له بإتقان حتى معارفه ختلوا عناه وال‬

‫يرى سوى حبل املشنقة يلتف حول رقبته‪ ،‬ظهر الغضب عىل‬

‫وجهه البشاع ساواد ذنوباه ال مالماح خلقتاه‪ ،‬يتاذ ر ياف‬

‫‪1604‬‬
‫يعاملونه باحلجز حيوان نتن‪ ،‬ل من يمر بجانبه من احلرا‬

‫واملجرمو يبصق عليه ومنهم من رضبه ال يعلم يف وصال‬

‫إليهم اخلربال وعى من أفكاررب عىل دخول العميد لتجح عينارب‬

‫حو ملحها‪.‬‬

‫تتحكم بشهقتها اخلافتاة حتادق بمنظاررب الارث رناه هارم‬

‫وتضاعفت سنوات عمررب احلقيقي لكنها أبادا تشاعر باذرة‬

‫شفقة وال رمش ا جفن‬

‫بينام ترتك ف ليث لتقرتب منه تريح فيها عىل سطح الطاولة‬

‫توجه عينيها بكل شجاعة نحو عينيه املظللتو بحاجبو او‬

‫فضيو‪ ،‬ختاطبه بكل حقد واحتقار وقرف محلتهم داخلها منذ‬

‫صغرها إ تلك اللحظة‬


‫‪1605‬‬
‫‪¤‬أنا أ رهك ‪...‬ال أ ررب أحدا يف هذا الكون ساواك‪... .‬حتاى‬

‫ابنك أنا ال أ رهه بل أشفق عليه ‪...‬أماا أنات حقاري‪ ،‬جمارم‪،‬‬

‫مغتصب‪ ،‬و قاتل وساتتعفن يف الساجن‪ ،‬إ أن تشانق و لان‬

‫يوماا ماا فعلتاه ‪....‬أبادا!‬ ‫ترخذين بك ذرة شفقة ‪ .....‬أن‬

‫‪ ..‬ل صالة نت أدعو فيها ريب أن ينرصين ورنا عليك متيقنة‬

‫من اإلجابة‪.‬‬

‫استقامت ترفع يدهيا لتبسطهام يف ا واء مكملة بابتسامة نرصا‬

‫حتت أنظار العميد وليث الصارمة داللة عىل جلمهام الغضاب‬

‫بمشقة‬

‫‪¤‬وها هو يستجيب احلمد هلل والشكر‪ ،‬أناا مان هاذرب اللحظاة‬

‫سرخرج من هنا و أنساك رنك تكن يوما بحيايت ‪..‬سرعيش‬


‫‪1606‬‬
‫بسالم أبني لنفل عائلة وأوالد أربيهم عىل األخالق والادين‬

‫وأسعد‪ ،‬سرسعد بإذن اهلل بينام أنت ستفنى وال أحد سيتذ رك‬

‫إال ليدعو عليك باجلحيم وال يزال بانتظارك حساب ماع رب‬

‫العباد الذي ال يقبل الظلم‪.‬‬

‫التفتت بعدها وغادرت دون نظرة أخرية متالفية حلمي بقلب‬

‫يرضب بقوة من الرعب‪ ،‬حلق هبا لياث ساعيدا باام سامعه و‬

‫يكن أ ر سعادة من والادها الاذي ضامها بقاوة ا صادررب‪،‬‬

‫ابتعدت عن والدها قليال تقول برجاء نابع من قوة عميقة‬

‫‪ ¤‬أيب أريد اسرتجا هويتي‪ ،‬لن أعيش يوما واحد بنسب لي‬

‫يل مع أنني أفتلر به‪.‬‬

‫‪1607‬‬
‫صمت العميد مرتددا‪ ،‬فرمسكت يدرب وقبلتها‪ ،‬تستدرك‬

‫ب اهلله بلنبا } ال ختاف!‬ ‫ت‬


‫ب‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫با‬ ‫ن‬ ‫يب‬ ‫‪ ¤‬أرجوك أيب { ق ْل بلن ي ِ‬
‫ص‬
‫ب‬ ‫ب‬ ‫ْ‬

‫اهلل معنا‪.‬‬

‫جانب وجهها‪ ،‬جميبا بلطف‬ ‫ابتسم برقة و حنان يلم‬

‫‪ ¤‬حارض بنيتي‪ ،‬سرفعل!‬

‫إلتفت إ ليث يرمررب بحزم‬

‫‪¤‬عد إ املستشفى أنت متعب‪ ،‬عن إذنكام سروصل احلقري إ‬

‫السجن فرنا لن أفارقه حتى يشنق‪.‬‬

‫‪1608‬‬
‫تك رت ورد فقد وعدت ووفت‪ ،‬نساته مان اللحظاة التاي‬

‫خرجت هبا من تلاك الغرفاة وأمساكت ياد لياث بتلقائياة‬

‫يعتدها بعد‪ ،‬تسحبه خارجا‬

‫‪ ¤‬يف أتيتال‬

‫رد عليها باسام يستسلم ا قلبا وقالبا‬

‫‪ ¤‬بسيارة أيب الذي سيقتلني باملناسبة‪ ،‬فقد هربت من حراسته‬

‫و أخذت مفتاح سيارته‪.‬‬

‫نظرت إليه بطرف مقلتيها تعقب بعتاب مزعوم‬

‫‪ ¤‬ممممم! أنت حمتال!‬

‫م بسطت ف يدها تطلب منه ببسمة مرحة‬


‫‪1609‬‬
‫‪ ¤‬أعطني مفتاح سيارة عمي لو سمحت‪.‬‬

‫اقرتب منها ينظار إليهاا بإعجااب ملاا يتلقاارب منهاا مان ألفاة‬

‫وانطالق‪ :‬ملاذا يا ورديتال‬

‫خطفت املفتاح ترد عليه ضاحكة بينام تتقدمه إ السيارة‬

‫‪¤‬ألقود طبعا‪ ،‬فرنت مصاب أم أنك نسيتال‬

‫ضحك بدوررب يعل عىل شف ته السافىل ام ر اب باستساالم‬

‫أسمح له برن يقود يب السيارة‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬أنت أول شل‬

‫بادلته الضحكة هتز تفيها بلفة‪ ،‬ترد عليه‬

‫‪¤‬طبعا‪ ،‬فرنا وردة حياتك‪.‬‬

‫ترمل سعادهتا‪ ،‬فتذ ر قول أبيه فغاز ا بحب‬


‫‪1610‬‬
‫‪ ¤‬ظننت أن احلجاب سيلفي قليال من مجالاك لكنناي نات‬

‫خمطئا ‪...‬فب عيل إخفائك بقلبي حتى ال يراك أحد‪.‬‬

‫بلعت ريقها تشعر بارتباك فسمرت يدهيا عىل املقود‪ ،‬جتيبه قبل‬

‫أن تشغل حمرك السيارة‪.‬‬

‫‪¤‬ليث! أريد أخبارك بيشء مهم‪.‬‬

‫ضم ما بو حاجبيه الشقراوين تساؤال‬

‫‪ ¤‬أنا أسمعك‪.‬‬

‫استدارت إليه بكليتها تفرس له‬

‫‪¤‬أرغب بإعادة عقد قراننا من جديد بنسبي احلقيقي‪.‬‬

‫‪1611‬‬
‫م رفعت سبابتها بوجهه بينام تضيف بتحذير مضحك حتاول‬

‫لشجن‬

‫‪ ¤‬لكن ال زلت ال أريد حفل زفاف وأحب بادل ذلاك زياارة‬

‫الديار املقدسة أريد أن نبدأ حياتنا من هناك‪.‬‬

‫أنزلت يدها واقرتبت منه‪ ،‬تستدرك بساعادة نفاذت رأساا إ‬

‫قلبه وظل يراقبها بانبهار صامت‬

‫‪¤‬أريد أن أرى البيت احلرام أول مرة معك و نزور قرب الرسول‬

‫عليه الصالة والسالم ‪...‬ونرشب حتى نرتوي من زمزم وأريد‬

‫أن أعتمر لوالد يت ورد رمحها اهلل وأيب عيل رمحه اهلل‪.‬‬

‫الحظت صمته وبحلقته فيها‪ ،‬فقالت بحنق طفويل‬

‫‪1612‬‬
‫‪¤‬ليث أنا أحد ك!‬

‫اهتزت عينيه جمفال‪ ،‬يرد بابتسامة بلهاء‬

‫‪ ¤‬لك ل ما تريدينه‪ ،‬لكن حبيبتي العمرة فب أن تنتظر قليال‬

‫إ أن تغلق القضية‪ ،‬أما عقد القران فطبيعي أن نعيادرب حاو‬

‫يغري العميد نسبك مع أنه رشعا زواجنا صحيح‪.‬‬

‫أجش أشعرها بالدفء‬ ‫واقرتب منها‪ ،‬يستدرك هبم‬

‫‪¤‬و هل ستظلو بعيدة عني إ أن نعيد عقد القرانال‬

‫تنحنحت و أبعدت رأسها عنه‪ ،‬جتيبه‬

‫‪¤‬طبعا ليث ‪..‬وعىل ل حال أنت باملستشفى فاب أن ترتااح‬

‫م أنا أيضا لدي الك ري من األعامل‪.‬‬


‫‪1613‬‬
‫زفر بتذمر هيتف ‪ :‬ما هذرب األعامل التي ستبعدك عنيال‬

‫أمسكت يدرب بحنان‪ ،‬تريح باله‬

‫‪ ¤‬سرزورك يوميا ‪ ...‬م أريد التر د من موقف عائلتك مني‪.‬‬

‫هم بالتحدث‪ ،‬فر ملت قبل أن يفعل‬

‫‪ ¤‬فب أن أرى بعيني ‪ ....‬م هناك معرض بري نجهاز لاه يف‬

‫الاادار ‪...‬أخربتنااي فاطمااة أهناان متحمسااات وطلباات منااي‬

‫االنضامم إليهن وطبعا أنا لن أتوانى عن املسامهة بنجاحه‪.‬‬

‫أخفل ليث تفيه باستسالم وشعرت بعبوسه وعدم رضاارب‪،‬‬

‫فاقرتبت من وجهه حتت نظراته التاي انقلبات إ دهشاة ام‬

‫برجاء‬ ‫رسور وهي تقبل خدرب بلفة هتم‬

‫‪1614‬‬
‫‪ ¤‬صدقني ليث‪ ،‬اصرب إ أن يعاد عقد قرانناا وسار ون لاك‬

‫ورد الشهدي بكليتها‪.‬‬

‫ابتسم بمكر يراوغها ‪ :‬تعلمو برنك رشعا زوجتي فويل أمرك‬

‫ان والدك ام أن مجيع الرشوط الرشعية مستوفية‪.‬‬

‫نظرت إليه بريبة تسرل ‪ :‬وال‬

‫ابتلع شهقتها بشفتيه فتجمدت مان املفاجارة لكناه اساتمر يف‬

‫طلب استجابتها برقة حتى استسلمت له بحاب‪ ،‬وألول مارة‬

‫تتجاوب معه ليحلقا معا عنان غاممة مشاعرمها‪.‬‬

‫ابتعدت عنه تبحث عن أنفاسها الضائعة و يسمح ا بالبعاد‬

‫بلفوت متر ر‬ ‫يلصق جبهته بلاصتها فتهم‬

‫‪1615‬‬
‫‪ ¤‬ليث‪ ،‬نحن بمرآب‪.‬‬

‫ضحك بلهاث يرمحه هو اآلخر فيبها بلفوت‬

‫‪¤‬إن أردت أن أصرب عىل بعدك ‪...‬فال تبليل عيل بالقليل مان‬

‫قربك‪.‬‬

‫ظال لوقت يله ان مقرتبو من بعضهام حتى هادأت أنفاساهام‬

‫م غادرا إ املستشفى‪.‬‬

‫*****‬

‫عاد حممود بعاد مادة ورافقهام إ غرفاة األطفاال وبعاد أن‬

‫اطمرنوا خرجوا إ الرواق يتفقاون عاىل يفياة تنظايم أماور‬

‫املبيت‪.‬‬

‫‪1616‬‬
‫يدفعه شوقه ليتحدث معها بالرغم من ابتعادها عناه وجتنبهاا‬

‫برقة‬ ‫حتى النظر إليه‪ ،‬فهم‬

‫‪ ¤‬فاطمة ب هتربو منيال نت ستيت ألحتدث معك يف الدار‪.‬‬

‫اقشعر بادهنا تفقاد جلاام نبضااهتا هتادر مناذ أن قابلتاه دون‬

‫احلديث عن حزن ئيب أحست به ما إن رأت سوسان قريباة‬

‫منه تضاحكه بنعومة ودالل ومع أنه ال يستجيب ا لكن ذلك‬

‫يطف نار الغرية بقلبها‪ ،‬فقالت بلفوت و رهنا ستبكي‬

‫‪¤‬من فضلك د تور‪.‬‬

‫‪1617‬‬
‫زفر بحنق فهم بالتحدث لوال صياح سوسن التي انت مقبلة‬

‫مع باقي زمالئه‪ ،‬ليطمئنوا عىل األطفاال فجان جنوهناا حاو‬

‫رمقت نظرة احلب بعيني حممود واقرتاهبام من بعضهام‬

‫ذلكال‬ ‫ِ‬
‫اخرتت هذرب املستشفى بالذات ‪...‬ألي‬ ‫‪¤‬إذن ذا‬

‫استغربوا حدي ها بينام هي تنفث سمها بصلف واستعالء‬

‫ِ‬
‫ألست املسؤولة عن الدارال يف تسمم األطفالال‬ ‫‪¤‬‬

‫وضعت يدها عىل فمها متصنعة الصدمة م شهقت تستدرك‬

‫‪ ¤‬ال ‪..‬ال تقويل برن ك من سممتهم وقمت بكل هذا من أجال‬

‫الد تور حممودال‬

‫‪1618‬‬
‫شهقت شاهي و ترهبات للادفا عنهاا برشاساتها املعهاودة‪،‬‬

‫فرمسك سمري املادهوش أيضاا بمرفقهاا بيانام حمماود يقاول‬

‫بعصبية وجدت متنفسا مناسابا اا ملاا يمار باه مان ظاروف‬

‫جتمعت بعبئها عىل اهله‬

‫‪¤‬سوسن أصمتي أن‪...‬‬

‫وقفت قبالته تقاطعه مشرية إ فاطماة التاي شالت الصادمة‬

‫أطرافها و تتحرك عن مكاهنا‬

‫‪¤‬أنت ال تفهمها‪ ،‬إهنا مت ل الرباءة لتوقع بك‪ ،‬وقد تكاون مان‬

‫سممت الصغار لتصل إ مبتغاها‪.‬‬

‫‪1619‬‬
‫زم حممود شفتيه وضم يديه قائال ب نفاذ صرب واجلمياع يراقاب‬

‫بانتبارب ‪ :‬الذي هوال‬

‫فهتفت بتشفي ‪ :‬وهنا ( ل‪) ..‬تريد لنفسها نسبا مرشفا لكنهاا‬

‫‪...‬‬ ‫متادت ريا إن ظنت أنك‬

‫يف تلك اللحظة نزلت دمو صامتة تنساب من عيني فاطمة‪،‬‬

‫فزجمرت شاهي تريد أن تنقل عىل سوسان لكنهاا تسامرت‬

‫فجرة بو يدي سمري الذي تسمر هو األخر من صوت صفعة‬

‫رج هبا الرواق‪ ،‬فالتفتا ليجداها متسك جانب خادها املحمار‬

‫بيدها ويد حممود معلقة يف ا واء‪.‬‬

‫‪1620‬‬
‫يدم شعور فاطمة بالذل واإلهانة لينقلب إ دهشة صااعقة‬

‫وهي تراقب يد حممود ترتفع وحتط عىل خد سوسن‪ ،‬يتصور‬

‫بحياته أبدا أن يقوم بترصف م يل لكنه يتحمل نظارة الاذل‬

‫بعينيها ودموعها احلارقاة أوجعتاه بصاميم قلباه‪ ،‬يعلام بارن‬

‫أعصابه مشدودة أ ر من املعتاد فمن يتحمال ال ماا عاشاه‬

‫باليومو املاضيو! بلع ريقه يقول باربود جاماد حاد الوجاع‬

‫الذي شعر به من أجل حبيبته‬

‫‪ ¤‬عار عليك يا د تورة‪ ،‬يا ابنة احلسب والنسب ‪....‬أتعلمو يا‬

‫د تورة أن هذرب الفتاة التي تظنو برنك أهنتها للتو أفضل منك‬

‫بمستويات عدة‪ ،‬بكال حتصايلك الادرايس وأموالاك‪ ،‬فهاي‬

‫إنسانة خلوقة ذات قلب حنون ورحيم بالبرش‪ ،‬هي من ترعى‬

‫‪1621‬‬
‫الصغار الذين تتهمينها اآلن برهنا من سممتهم ويكفني دينهاا‬

‫وتقواها وأخالقها م وعيها الذي تستطع ل األموال التي‬

‫دفعها أهلك و ال ل الوقت الذي ضيعه عليك ل أساتاذ يف‬

‫تعليمه لك‪ .‬إسريل أي رجل عام يريدرب بزوجته سيجيبك بنف‬

‫صفاهتا‬

‫تتحمل سوسن اإلهانة فانفجرت تصيح بغضب‬

‫‪ ¤‬ترضبني من أجل هذرب ال‪....‬‬

‫تكومت عىل نفسها حو رأت يد حممود تتحارك مان جدياد‪،‬‬

‫فزفر بضيق فيبها‬

‫‪ ¤‬ال أسمح لك بالتحدث هكذا عن خطيبتي!‬

‫‪1622‬‬
‫دهش اجلمياع مان ضامنهم شااهي التاي رفعات حاجبيهاا‬

‫بتشفي ‪ :‬مدهش!‬ ‫وابتسمت هتم‬

‫مال عليها سمري قائال بمرح‬

‫‪ ¤‬إذن هذرب حرب دجاجات عىل الديك‪.‬‬

‫التفتت إليه جتيبه بتذمر‬

‫‪¤‬الح أن فاطمة جامدة تم ال مدهوش ‪...‬ومن يدافع هو‬

‫الد تور ‪...‬يعني هذرب معر ة فوز بالقلب‪.‬‬

‫رد عليها ساخرا بمكر‬

‫‪ ¤‬حبيبتي من قراء الروايات الرومانسية‪.‬‬

‫‪1623‬‬
‫والتفتات إ املعر اة‪ ،‬فا تشافت برهناا‬ ‫نفلت شاهي بير‬

‫انتهت بسحب حممود لفاطمة ال تعلم أينال بينام سوسن ترغي‬

‫و تزبد هتدد بتقديم شكوى فابتسمت شاهي بمكر ختربها بينام‬

‫تتجاوزها ليلحق هبا سمري‬

‫‪ :‬إن قدمت شكوى سنشهد برناك مان قاذف وشاتم خطيباة‬

‫الد تور واهتمتها زورا بمحاولة القتل ولنرى ماذا سيحدثال‬

‫سحبها حممود خارجا من املفشى بر مله بعد أن أو ال مهماة‬

‫رعاية الصغار لطبيبو آخرين‪ ،‬نفضت يدهيا مان يدياه هتتاف‬

‫بنربة مكتومة ‪:‬أتر ني يا د تور‪.‬‬

‫‪1624‬‬
‫التفاات إليهااا بحاادة هيتااف ‪:‬ال أريااد أن أساامع د تااور هااذرب‬

‫جمددا!‪...‬و سارتافقينني بصا مت إ بيات ورد ‪...‬أريادك أن‬

‫تقابيل أمي وسنتحدث هناك‪.‬‬

‫خافت من عصبيته ال تنكر تر رها بدفاعه عنها دون أن خيجل‬

‫تغنى بصف اهتا أمامهم فاستسلمت ورافقته أما‬ ‫هبا‪ ،‬بل العك‬

‫سوسن ف ابتة مكاهنا من املفاجئة‪ ،‬ال تصدق أن حمماود يعلام‬

‫برمرها ورغم ذلك حيبها واإلهانة تكن إال من نصايبها هاي‬

‫واألدهى أهنا ال تستطيع تقديم شكوى ويكرب املوضو و ال‬

‫واحد يسرل ويستعلم! جفلت عىل صوت بسام الساخر يقول‬

‫‪ ¤‬ساابحان اهلل قباال دقيقااة ناات أمتاارغ يف مااا اعتقدتااه أ‬

‫حبك‪....‬لكن اآلن‪.‬‬
‫‪1625‬‬
‫هز تفيه بإمهال‪ ،‬يستدرك‬

‫‪ ¤‬الصفعة التي حطت عىل خادك حطات عاىل خادي أيضاا‬

‫وأي قظتني من ومهي الذي ظننته حبا و ‪....‬‬

‫رفع يديه‪ ،‬يضيف باسام قبل أن يبتعد باسطا ذراعياه يف ا اواء‬

‫حتى أنه استدار دورة املة داللة عىل التحرر‬

‫‪¤‬حتررت‪...‬‬

‫بلعت ريقها بارتباك وفرت جتر أذيال خيبتها‪.‬‬

‫******‬

‫‪1626‬‬
‫سمح ا أخريا باملغادرة بعاد أن أخرهاا بكال علاة يادر ها‪،‬‬

‫يسر ا بدالل يعتدرب فكل يشء معها له مذاق خمتلف يستمتع‬

‫به‬

‫‪ ¤‬متى سترتو غداال‬

‫ردت عليه ببسمة ما رة بينام جتاوررب قرب فراشه‬

‫‪ ¤‬أغادر بعد حتى أعود ‪..‬لقد أصبحت حمتاال يا ليث‪.‬‬

‫أمسك بكفها من جديد يقبل ظهررب‪ ،‬جميبا بمشاعر متضلمة‬

‫‪ ¤‬ماذا أفعلال تزوجت من عنيدة وأحتاج ل احليل ألقتان‬

‫ما هو حق يل‪.‬‬

‫‪1627‬‬
‫ضمت شفتيها إ داخل فمها تضيق عينيها‪ ،‬لتنظر إليه بعتاب‬

‫مازح فارتعش قلبه بصادررب‪ ،‬يساعدرب التعارف عاىل حاالهتاا‬

‫العاطفية وعىل تعاابري وجههاا‪ ،‬حنقهاا‪ ،‬مكرهاا‪ ،‬ساعادهتا‪،‬‬

‫حزهنا‪ ،‬غضبها و ل يشء منها يبهررب بينام تظهررب بتلقائية‪.‬‬

‫أيقظته من حتديقه بسحب يدها بروية م قامت ختربرب‬

‫‪ ¤‬ليث إ لقاء قريب إن شاء اهلل‪.‬‬

‫تصنع العبو ‪ ،‬فيبها ‪ :‬انتظري! أيب سيوصلك‪.‬‬

‫ابتسمت تعقب بلوم بينام احلمرة تزحف لتزين خدهيا‬

‫‪ ¤‬أنت ال ختجل‪ ،‬لقد طردته بمعنى الكلمة‪.‬‬

‫‪1628‬‬
‫زم شفتيه يقول بمرح وهو يعيد ذراعياه خلاف رأساه مرحياا‬

‫جسدرب عىل الفراش ‪:‬أيب حبيبي‪ ،‬يفهمني من نظرة عيني‪.‬‬

‫لوحت له خترج باسمة برسور و ان السيد يوسف يف انتظارها‬

‫بمقهى املستشفى حيث ملحها فقام مبتسام بادفء ام رافقهاا‬

‫ليوصلها‪.‬‬

‫أوقف السيارة أمام باب بيتها يقول هبدوء‬

‫‪ ¤‬بنيتي أريد أن أحد ك يف أمر‪.‬‬

‫أومرت باحرتام‪ ،‬فر مل‬

‫‪¤‬أخربين أيب أنك غادرت املنزل لتبح ي عاىل ذاتاك ‪ ،‬و اي‬

‫تعودي نة بحق لعائلة اجلندي ‪....‬‬

‫‪1629‬‬
‫ظلت صامتة فاستطرد‬

‫‪ ¤‬ما أريد قوله أننا اعتربناك و نعتربك وسنظل نعتربك بإذن اهلل‬

‫نة لنا وابنتنا ‪...‬لسبب بسيط جدا ‪..‬ألن ليث اختارك زوجاة‬

‫له ومنذ وافقت وأصبحت بذمته أصبحت ابنة لنا‪ ،‬مقامك من‬

‫مقام ليث‪.‬‬

‫نظرت إليه تقول بوجوم‬

‫‪¤‬هل السيدة زهرة أقصد أمي ستقبل يب بعد ما حدثال‬

‫تكمل فربت عىل رأسها برفق‪ ،‬خيربها‬

‫‪ ¤‬فب أن تعلمي شيئا عن زهارة ‪...‬ألول مارة أخارب أحادا‪،‬‬

‫ألنني أ ق بمدى نضجك ابنتي‪ ...‬لقد انت والدهتا رمحها اهلل‬

‫‪1630‬‬
‫صارمة سلطوية ال تعرف ساوى إلقااء األوامار وفاب عاىل‬

‫اجلميع التنفيذ دون نقااش ‪....‬عنادما تعرفات عليهاا انات‬

‫منطوية ألقىص احلدود‪ ،‬لكن ام يقولون احلب أعمى‪.‬‬

‫ضحك بلفوت‪ ،‬ي كمال بنظارات غامات و رناه يستحرضا‬

‫املايض‬

‫‪ ¤‬رأيتها أول مرة بمنزلناا جااءت ماع والادهتا‪ ،‬فرهلهاا مان‬

‫معارفنا ‪...‬انطوائها حرك فضويل وحاولات جاذب اهتاممهاا‬

‫لكنها انت تصدين‪ ،‬فتقدمت ا وطبعا والدهتا وافقت حتاى‬

‫دون الرجو إليها‪ ،‬ان فب أن ترهيا أول زواجنا‪ ،‬تسارلني‬

‫رأي بكل يش ء‪ ،‬مرتددة إ أقىص حدود ال ت ق بنفسها أحببت‬

‫ارتبا ها وجعلت تعليمها معر ة أخوضها باستمتا ‪ ....‬املهم‬


‫‪1631‬‬
‫مع مرور الزمن بدأت تتغري لكن ال تزال جتهل يف تترصف‬

‫حو ختاف عىل أحد ‪......‬م ل ما حدث مع بيان‪.‬‬

‫رضب ظهر يدرب براحة األخرى بلفة‪ ،‬يضيف‬

‫‪ ¤‬أنا من رأيت نظرة اخلوف بعينيها حو أخذت الصغرية بو‬

‫يدهيا ‪....‬اعتنت هبا إ أقىص احلدود ا درجاة أهناا قاررت‬

‫ضامن زوج جيدا ا‪ ،‬فام انت ترى إال ليث حال مناسبا لتبقى‬

‫بحضنها وال تسمح برذيتها‪ ،‬فزادت حدة ترصفها عند طاالق‬

‫ليث وصدمته من زوجته األو التي عانى بساببها وبشادة ‪..‬‬

‫زهرة أم ختاف عىل صغارها لكن اسمعي مني و قي بكالماي‬

‫لو تقبل بك‪ ،‬صدقيني‪ ،‬ما انت أعطتك ذلك اخلااتم‪ ،‬ألن‬

‫‪1632‬‬
‫ال واحدة حصلت عليه قبلك‪ ،‬زهرة قلبها طياب ياا ابنتاي و‬

‫العرشة ست بت لك ذلك‪.‬‬

‫أطرقت ورد برأسها جتيبه بحياء‬

‫منطقك‪....‬أهنا‬ ‫‪ ¤‬أنا نت أعذرها من البداية و فكرت بنف‬

‫أم ختاف عىل ابنها من فتاة حمملة باملشا ل ‪....‬ل‪..‬‬

‫قاطعها السيد يوسف هبدوء‬

‫‪ ¤‬لكن ما هيمها أ ر هو سعادة ابنها‪ ،‬وهي يقينه أناه أصااب‬

‫باختياررب هاذرب املارة‪....‬فال تادعي أي يشء يعياق ساعادتكام‬

‫بنيتي‪.‬‬

‫‪1633‬‬
‫ابتسمت متسك بيدرب لتقبل ظاهرها م ودعته‪ ،‬دخلات البيات‬

‫فابتسمت بمرح حو رأت فاطمة مطرقة برأسها جالسة بحياء‬

‫قرب والدهتا وسهى التي تنظر إ حممود بمكر تراقب نظراته‬

‫إليها‪ ،‬أرسعت إ فاطمة التاي قامات ماا إن ملحتهاا تضاامن‬

‫بعضهام‪.‬‬

‫‪¤‬مرحبا برائحة األحباب‪....‬لقد اشتقت إلياك و إ الادار و‬

‫أهل الدار‪.‬‬

‫ردت عليها بلفوت ‪ :‬وأهل الدار أيضا اشتاقوا إليك‪.‬‬

‫اللحظة التي عال فيهاا رناو هااتف‬ ‫أمها يف نف‬ ‫قبلت رأ‬

‫سهى‪ ،‬ظلت تترمل رقم زوجها قبل أن ترفع عينيها لتنظار إ‬

‫‪1634‬‬
‫أختها التي هزت ا رأسها حت ها عىل اإلجابة‪ ،‬ففتحت اخلاط‬

‫لينساب صوت زوجها امل اري للشافقة مان البكااء هياز بادهنا‬

‫وقلبها حتى ارتعشت ‪ :‬سهى حبيبتي ‪....‬‬

‫رد ت بجز ‪ ،‬فهي منذ تعرفت عىل محزة ترارب يبكي أو حتاى‬

‫حيزن وال مرة واحدة ‪ :‬محزة ما بكال‬

‫فرجاهبا بلوعة ‪ :‬أمي ماتت يا سهى ‪.....‬ماتات مان حرساهتا‬

‫‪...‬لن ترى ابني ‪...‬لن تكون اول مان حتمال حفيادها ولان‬

‫تلبسه أول يابه ام وعدت ‪....‬رحلت أمي يا سهى‪.‬‬

‫شهقت ووضعت يدها عىل قلبها واألخرى جامدة عىل ا اتف‬

‫واجلميع يراقبون صدمتها وبكائها تسرل زوجها‬

‫‪1635‬‬
‫‪ ¤‬بري مستشفى أنت يا محزةال‬

‫رد عليها بر وتيه ‪ :‬أنا باملستشفى الدويل ‪......‬ضاقت الادنيا‬

‫يب وال أعلم ماذا أفعلال يا اهلل أغ ني!‬

‫و رهنا طعنت يف صميم قلبها‪ ،‬حبيبها‪ ،‬زوجها وحيد وساط‬

‫مصائب ال أول ا وال آخر وهي ليست بجانبه‪ ،‬اساتجمعت‬

‫نفسها تقول بحزم رغم اهنامر الدمو من عينيها‬

‫‪¤‬أنا قادمة حبيبي ال تتحرك من مكانك ‪...‬محزة!‬

‫رد عليها هبمهمة متهدجة ‪...‬فقالت‬

‫‪¤‬أنا معك حبيبي ‪....‬أنا معك‪.‬‬

‫أقفلت ا اتف والتفتت إ حممود تطلب منه‬


‫‪1636‬‬
‫‪ ¤‬هيا أخي لتوصلني إ املشفى الدويل فاخلالة ناريامن توفيت‪.‬‬

‫شهقات خمتلفة صدرت عان أفاوارب النسااء‪ ،‬وحمماود هيما‬

‫بجمود إنا هلل وإنا إليه راجعون متتمن خلفه‪ ،‬فاستطرد‬

‫‪ ¤‬سرنتظرك بالسيارة‪.‬‬

‫م استدار إ ورد يكمل وهو يشري إ فاطمة‬

‫‪¤‬عقيل صاديقتك ورد ‪...‬لقاد أفقادتني عقايل قبال أعصاايب‬

‫‪...‬وإياك أن تغادر قبل أن أعود ألقلها بنفل‪.‬‬

‫هزت ورد رأسها بينام فاطمة حتمر حياء‪ ،‬أماا السايدة عائشاة‬

‫فبملكوت آخر تتادحرج الادمو عاىل خادهيا‪ ،‬تتاذ ر أياام‬

‫قضتها مع واحدة من أفضل الصديقات التي عرفتها بحياهتا‪،‬‬

‫‪1637‬‬
‫تلك الصديقة التي توفاق باختياار الازوج ‪ ،‬طبعاا! فكياف‬

‫ستكون الزفاة املبنياة عاىل املصاالحال تعلام جيادا أن عائلاة‬

‫املنشاوي زوجت ابنهم من بيت العرسي ألجل احتاد املال مع‬

‫السلطة وها هي النتيجة‪ ،‬هتفت تقول البنها‬

‫‪¤‬انتظراين بني ستيت معكام‪.‬‬

‫م إلتفتت إ فاطمة ختاطبها برقة مصاحبة بضعف وحزن‬

‫‪¤‬اعذريني بنيتي فب أن أذهب‪ ،‬لقد انت نعام الصاديقة يل‬

‫رمحها اهلل‪.‬‬

‫‪1638‬‬
‫رمت ورد بنظرة اساتعطاف بيانام تنطاق باتخر مجلتهاا رهناا‬

‫تسترذهنا‪ ،‬فابتسامت اا ورد متفهماة لتعاود السايدة عائشاة‬

‫لفاطمة مستطردرب‬

‫‪ ¤‬اعتربيني والدتك ابنتي حتى وإن توافقي عىل حممود ‪...‬‬

‫أعلم أن اإلنسان ال يؤخذ ال برصله وال ماله‪ ،‬إال بقلبه وما باه‬

‫من إيامن باهلل‪ ...‬نت مؤمنة بذلك ألن اهلل عز وجال أخربناا‬

‫به‪ ،‬أما بعد هذين الياومو رأيتاه وجربتاه بنفلا ‪..‬ال أصال‬

‫ونسب نفع وال حتى مال‪.‬‬

‫ظلوا صامتو يسمعوهنا تكمل وقاد شاملتهم بنظارة حزيناة‬

‫وواهنة‬

‫‪1639‬‬
‫‪¤‬ال تضاايعوا أيااامكم يااا أوالدي‪ ،‬فإهنااا مهااام طالاات تبقااى‬

‫معدودة‪ ،‬اساعدوا وأنجباوا أوالد ام ورباوهم عاىل الادين‬

‫واخللااق‪...‬و إن ترزقااوا بتلااك النعمااة‪ ،‬فاااعلموا أن اهلل‬

‫اختار م لرتبوا أيتاماا ليساوا مان أصاالبكم‪ ،‬ألناه خلقكام‬

‫متميزين وال يرىض لكم إال بصحبة أفضل خلقه عليه الصالة‬

‫والسالم يف جنانه‪ ...‬فاحرصوا عىل تعليمهم عاامرة األرض‬

‫بالصالح ‪......‬عن إذنكم‪.‬‬

‫انسحبت لتستعد للذهاب بصحبة أوالدهاا ونظار حمماود إ‬

‫فاطمة نظرة ذات معنى‪ ،‬فرطرقت برأسها خجلة لينرصف إ‬

‫سيارته‪.‬‬

‫‪1640‬‬
‫أجلستها ورد وجلست بجانبها‪ ،‬تسر ا ببعل املرح تدفع باه‬

‫فجيعتها بوفاة السيدة ناريامن فهي بالنسابة اا إنساانة مجيلاة‬

‫ومظلومة‬

‫‪ ¤‬ملاذا رفضت نجل وفلر اخلطاب أال تعلمو برنه مدللهمال‬

‫رمقتها فاطمة بعينو واسعتو استنكارا‪ ،‬فضمت ورد شفتيها‬

‫بشكل مضحك تفصح عن احلقيقة‬

‫‪ ¤‬ال أنا مدللة اخلطاب حتى وإن أ ن ابنتهم‪.‬‬

‫شهقت فاطمة واضعة يدها عىل صدرها‪ ،‬فابتسمت ورد قائلة‬

‫هتز رأسها بتر يد‬

‫‪¤‬أجل آنسة فاطمة لست وحدك من يعاين من العقد لكن‪....‬‬

‫‪1641‬‬
‫رفعت يدها إ السامء واستطردت‬

‫‪ ¤‬احلمد هلل ختلصت من خاصتي‪.‬‬

‫م أنزلت يدها ومالت عليها هامسة‬

‫‪ ¤‬العقبى لك ألنه إن تفعيل ستلرسين رجال حيبك بصدق‪.‬‬

‫أطلقت فاطمة رساح دموعها تعرتف‬

‫‪ ¤‬نعم إنه حيبني بصدق ‪...‬أنا فقط ‪...‬‬

‫ردت ورد بحزم‬

‫‪ ¤‬دون لكن ‪...‬أنا متر دة برنك استلرت اهلل مرات عدة مناذ‬

‫طلبك للزواج أول مرة ‪..‬‬

‫‪1642‬‬
‫تفاجرت فاطمة‪ ،‬فهزت ورد رأسها مؤ دة تستطرد‬

‫‪ ¤‬نعم أعرف! فقد جاءين الطفل التائاه‪ ،‬أخاي أناا‪ ،‬حمماود‬

‫اخلطاب املعروف برزانته وهدوءرب يشكو يل رفضك له‪.‬‬

‫عقبت فاطمة بإدراك ‪ :‬إذن أنت أخربته أنني ‪..‬‬

‫قلبت ورد عينيها بضجر ترد‬

‫‪ ¤‬يا إ ي! فاطمة إنل ذلك األمر ‪...‬أ تقرئي جرائد اليومال‬

‫ضمت تقاسيم وجهها تسااؤال‪ ،‬فر ملات ورد سااخرة بيانام‬

‫تقوم لتجلب ا اجلرائد‬

‫‪¤‬دعيني أحرضهم لك لرتي ترصفات أوالد احلسب والنسب‬

‫واألغنياء‪.‬‬
‫‪1643‬‬
‫أط لعتها عىل اجلرائاد ختربهاا بكال يشء‪ ،‬صاعقت فاطماة‬

‫تتليل أبدا أن تكون صديقتها من ضاحايا جارائم تلاك و‬

‫تفارقها ورد إال حو أقنعتها بالزواج من شقيقها‪.‬‬

‫عاد حممود برفقة أخته وزوجهاا بعاد أن قاام بالواجاب ماع‬

‫األخري الاذي أ اار شافقته‪ ،‬إن اان هبيئتاه الر اة أو بحزناه‬

‫وصدمته‪ ،‬أو املصائب التي ابتيل هبا و م ان شا را لشاقيقته‬

‫التي تعدت صدمتها لتساند زوجهاا فقاد الحا ملعاة عينياه‬

‫وابتسامته الشاحبة حو ملحها‪.‬‬

‫ساعدرب بإجراءات الدفن واجلنازة م عاد هبم إ بيت ورد‪ ،‬مع‬

‫أن محزة اعرتض لكن سهى طلبت منه أن يقضيا ليلتهام هنااك‬

‫حتى يقررا ما سيفعالنه ورغم ل احلزن الاذي أ هبام لكان‬


‫‪1644‬‬
‫شقيقته سعدت بزوجها الذي أ بت قوة إيامنه بربه‪ ،‬فهو أقسم‬

‫سنتيام واحدا من أموا م املشبوهة حتى أنه رصف‬ ‫برن ال يم‬

‫مجيع املوظفو من القرص وأغلقه بمالبساهم وجماوهراهتم إ‬

‫أن يبيعه هو وجمموعاة الرشا ات املنشااوي وأخاربهم برناه‬

‫سيعطي تلك األموال لاورد لترصافها عاىل األيتاام‪ ،‬ال ماا‬

‫سيبقيه هي أرايض والدته التي ور تهم عن جدها‪ ،‬فهو إنسان‬

‫معروف بصالحه وسيبدأ هبم من الصافر متاو ال عاىل رباه‪،‬‬

‫وداعيا إيارب أن يغفر له ل حرام أ له جاهال ويرزقه احلالل له‬

‫و لذريته‪.‬‬

‫أشفقت ورد عىل حالته وهو يتهرب من النظر إليها خجال من‬

‫فعلة أ هله لكنها تقدمت إليه ودعته أخي عمادا تعزياه بوفااة‬

‫‪1645‬‬
‫والدته م أخربته م انت سيدة فاضلة ودعت ا بالرمحاة‪،‬‬

‫فابتسم بحزن أ بوجه الذي ان دائام ينضح بسعادة ومحا ‪.‬‬

‫ير ل شيئا من حزنه فسحبته سهى إ غرفتها حياث أعطتاه‬

‫ألخيها يرت ها احتياطا‪ ،‬ارتداها و رمى األخرى التاي‬ ‫مالب‬

‫انت عليه عىل األرض بينام يقول بقرف‬

‫ال أريدها لكن مضطر إ أن أبيع أرضاا‬ ‫‪ ¤‬حتى هذرب املالب‬

‫من أرايض والديت‪.‬‬

‫ابتسمت سهى جتررب من يادرب إ الرساير ليساتلقي واساتلقت‬

‫بجانبه تضمه بحنو ام ختاطبه‬

‫‪ ¤‬أنا لدي فكرة أفضل و اسمعني للنهاية‪.‬‬

‫‪1646‬‬
‫ضمها إليه يريح رأسه بحضنها يصغي إليها‬

‫‪ ¤‬أنت تعلم برن لدي بيت هذا‪.‬‬

‫هم باالعرتاض فدنت منه تضع فها عىل شفتيه متنعه‬

‫‪¤‬أرجوك حبيبي اسمعن ي! ‪...‬بدل تبذير املاال يف رشاء منازل‬

‫آخر فلنستغل بيتي‪ ،‬فهو مهجاور و اام ختاربين والاديت وورد‬

‫دوما سرحاسب عليه إن أستغله بري طريقة‪.‬‬

‫اقرتبت منه أ ر تكمل برقة مشوبة بحنان‬

‫‪ ¤‬مالااك ومااايل واحااد‪ ،‬فاانحن واحااد حبيبااي اهااتم أناات‬

‫بمرشوعك ور ز عليه و د يل أنا أمار البيات ‪...‬سرساتعمل‬

‫‪1647‬‬
‫مايل الذي ور ته عن أيب رمحه اهلل يف فرشه‪ ،‬وأول ربح تربحاه‬

‫من مرشوعك تعيد يل قيمة املفروشات ‪....‬ما رأيكال‬

‫بحب و تر ر بنسيم دفئهاا يقتاات علياه‬ ‫أمسك وجهها هيم‬

‫وسط صقيع جحيمه‬

‫فقط قيمة‬ ‫‪¤‬رأي أنك أمجل ما بحيايت لكن ليكن بعلمك! لي‬

‫املفروشات ما سردفعه لك بل وقيمة البيت أيضا‪.‬‬

‫ضمت حاجبيها تسرله بحرية‬

‫‪ ¤‬تريد رشاءرب منيال‬

‫تنهد يضم نفسه إليها ينشد بعال الراحاة ولاو القليال منهاا‬

‫ليواجه القادم‪ ،‬يرد عليها‬

‫‪1648‬‬
‫لك موقفاك هاذا ماا‬ ‫‪ ¤‬أنا ومايل وبيتي لك حبيبتي‪ ،‬لن أن‬

‫حييت‪.‬‬

‫******‬

‫رافقت ورد شقيقها ليقال فاطمة إ الدار وترجل لريافقها إ‬

‫الباب خيربها‬

‫‪ ¤‬استعدي يا فاطمة سانجهز األوراق هاذا األسابو لنعقاد‬

‫القران ونؤجل الزفاف قليال من أجل اخلالة ناريامن رمحها اهلل‬

‫‪...‬اتفقنا!‬

‫أطرقت برأسها يعلم جيدا أهنا حممرة ختفي خجلهاا‪ ،‬فابتسام‬

‫بتعب يكمل ‪ :‬لمة واحدة فاطمة رأفة يب‪.‬‬

‫‪1649‬‬
‫بلعت ريقها و تنحنحت هامسة‬

‫‪ ¤‬فليقدم اهلل ما فيه من خري‪.‬‬

‫م فرت من أمامه تار ة إيارب يزفر بحرارة و التعب‪.‬‬

‫***********‬

‫برشغاله الدنيوية‪ ،‬فورد متر أيامها بو‬ ‫مرت األيام ل ينغم‬

‫اهتاممها بليث الذي خرج من املشفى تازوررب ببيات اجلنادي‬

‫وبو الدار يف انتظار األوراق الرسمية ليتمكنا من اعادة عقاد‬

‫القران‪ ،‬العائلة بر ملها تستقبلها بحب حتاى محاهتاا تغاريت‬

‫ترصفاهتا معها بالرغم من بعل زالت لسااهنا أحياناا لكان‬

‫ورد ال تكرتث وعقدت صداقة مميزة مع بيان وياوم حرضات‬

‫‪1650‬‬
‫حفل خطبتها تر د حدسها السابق حو رأت النظرات املتبادلة‬

‫بينها وبو جمران يف املشفى‪ ،‬فاجرها هذا األخري بحبه الكباري‬

‫لبيان لدرجة أنه أقنعهم بعقد القران والزفاف معا بعد أسابو‬

‫من اخلطوباة واألخارى تكان معرتضاة أبادا أماا يف الادار‬

‫ف العمل عىل قادم وسااق فهازون للمعارض‪ ،‬باإلضاافة إ‬

‫مشاريع توسعة وتطوير بفضل اهلل م محزة الاذي تارب باامل‬

‫املنشاوي‪.‬‬

‫ورد يوم لقائها برسامء ودهشتها بالسعادة الناطقة هباا‬ ‫لن تن‬

‫مالحمها ودون أن تشعر ضمتها فبادلتها األخرى ضمتها حتت‬

‫أنظار شاهي وفاطمة املستغربتو وبعد حضنهام الغرياب ذاك‬

‫أخربهتا أهنا هي األخرى عقد قراهنا وستتزوج عن قريب ماع‬

‫‪1651‬‬
‫شقيقها وأعطتها الدعوة و انت الصدمة األخرى لورد علمها‬

‫هبوية العرو ‪ ،‬فاستدارت إ شاهي التاي رفعات حاجبيهاا‬

‫تتلفت بعينيها حو ا تدعي االنشغال عنها‪.‬‬

‫اقرتبت منها بابتسامة ما رة ختاطبها‬

‫‪ ¤‬شاهيناز جمران و سمري رشدان! ‪.....‬لقد غبت ريا!‬

‫ضمت شاهي شفتيها بتذمر‪ ،‬جتيب‪:‬‬

‫و ما به سمريال من خرية الشباب‪.‬‬

‫جفلتا عىل صوت سمري داخال عليهن ‪ ،‬يعقب هبيام‬

‫‪¤‬خرية الشباب ألنه فاز برمرية البنات‪.‬‬

‫امحرت شاهي تتوتر فضحكت ورد مل شدقيها تقول‬


‫‪1652‬‬
‫‪ ¤‬شاهيناز جمران حتمر خجال ‪ ....‬سمري أنت مبارك‪.‬‬

‫نفلت شاهي بحناق بيانام فاطماة و ورد و أساامء يضاحكن‬

‫بمرح‪ ،‬فاقرتب سمري ن ورد خيربها بتحذير مزعوم‬

‫‪¤‬إبتعدي عن رشستي يا قديسة!‬

‫متالكت ضحكتها جتيبه بتفهم‬

‫‪ ¤‬فعال يليق هبا اللقب إهنا رشسة‪ ،‬ان فاب أن تراهاا برياام‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫هتفت شاهي حمذر ة جتاورها بطلتها األنيقة دوما والتي تستفز‬

‫سمري يود لو خيفيها عن العا أمجع‬

‫‪ ¤‬ورد!‬
‫‪1653‬‬
‫فاستفرس سمري بريبة ‪:‬ماذا ختفيان عنيال‬

‫اقرتبت شاهي من ورد هامسة بنزق‬

‫ِ‬
‫تكلمات سارذهب إ الضاابط وأخاربرب بمقلاب‬ ‫‪ ¤‬أقسم إن‬

‫األستاذ ضياء ‪..‬هل تذ رينهال‬

‫ضيقت ورد عينيها م قالت تتصنع الود‬

‫‪¤‬أبدا سمري انت مال ا يميش عىل األرض‪.‬‬

‫هزت شاهي رأسها مبتسمة بمكر واستدارت أسامء حتماد اهلل‬

‫عىل أن ورد وجدت ذاهتا هي األخرى‪ ،‬فقد علمت قااطني‬

‫املدينة بكامل مرساهتا مع املنشاوي‪ ،‬أشفقت عليها جدا‪ ،‬فمن‬

‫سيشعر هبا أ ر منهاا‪ ،‬أفلتات منهاا ضاحكة حاو تاذ رت‬

‫‪1654‬‬
‫د تورها الذي حتول إ رجل حمب‪ ،‬يشبعها لاامت عشاق و‬

‫دالل وتذ رت يوم أحرض أخواته و السيدة زينب ام انات‬

‫خائفة و متوترة‪ ،‬خصوصا أهنا استشعرت بعل الرفل مان‬

‫باقي شقيقاته أشعرهنا باأللفة حتاى أن‬ ‫شقيقته الكربى عك‬


‫واحدة منهن تسمى شادية‪ ،‬هتتم ِ‬
‫باحلرف خصوصا اخلياطاة‪،‬‬

‫فدعتها لت ساعدهم باملعرض ووافقت بحبور ومارت الزياارة‬

‫عىل خري ال ختلو من مناوشات السيد زينب و شمة‪ .‬شاعرت‬

‫بالفلر لكون هذا الرجل املحب الذي رباى و رعاى أخواتاه‬

‫برمانة اختارها هي و ان أول يشء طلبه منها قبل عقد قاراهنام‬

‫هو أن تتحجب‪ ،‬فوافقت عىل الفور وأخربته أهنا انت تنوياه‬

‫من قبل أن يطلب منها‪.‬‬

‫‪1655‬‬
‫الليلة‪ ،‬فاعرتضات السايدة‬ ‫قرر سمري أن يتزوجا معا يف نف‬

‫جمران لكنه ابتسم بمكر خيربها‬

‫‪ ¤‬لقد حجزت لك يا محايت أنت ومحاي العزيز يف (‪) ..‬لتقضيا‬

‫أنتام أيضا شهر عسل جديد‪.‬‬

‫و انت الكلمة األخرية لدهيام للطمع ووافقا بكل بساطة‪.‬‬

‫شاهي مع أخيها‪ ،‬تفكر ياف‬ ‫غامت عينا أسامء ت ترمل هتام‬

‫تكون تلك الفتاة إبنة مل ل أولئك النا ‪.‬‬

‫*****‬

‫الذهبي انا هشام و مريم‪ ،‬اللذان أقاما‬ ‫أول من دخل القف‬

‫زفافهام وسط احلي الذي أخرجت منه مريم حمملة بعاار هاي‬

‫‪1656‬‬
‫منه بريئة وهناك ذهل أهل احلي بالرجل ال ري الذي دعااهم‬

‫إ عرسه‪ ،‬ليص دموا حو دخلت عليهم مريم ب وهبا األبايل‬

‫ترفع رأسها بفلر بينام تتربط ذرا زوجها يرتك هشام طريقة‬

‫ي بت هبا فلررب هبا إال وفعلها أمامهم حتاى اشاتعلت األعاو‬

‫باحلسد وأخرست األلسن عن ال ر رة‪.‬‬

‫ليقضيا أياما بام سمح له عمله برحد‬ ‫خطفها قبل ختام العر‬

‫فنادق مدينة سياحي ة‪ ،‬فرت منه بحجة تغيري مالبسها فانتظرها‬

‫عىل مضل حتى أوشك عىل االستسالم للنوم وحو فتحات‬

‫باب احلامم قفز حاجبارب يعقب باستغراب‬

‫‪¤‬محمم حبيبتي ‪...‬هل أنت خارجة إ مكان ماال‬

‫‪1657‬‬
‫ألقت نظرة عىل حجاهبا و جلباهبا م ردت مرتبكة تستفرس‬

‫‪¤‬ألن نصيلال‬

‫أمال رأسه إ الوراء م هزرب‪ ،‬جميبا‬

‫‪ ¤‬آرب الصالة نعم ‪...‬طبعا الصالة‪.‬‬

‫توضر بدوررب يبتسم سلرية من نفسه فهو قد نل أمر الصاالة‬

‫ليا‪ ،‬وصىل هبا ر عتو ينشدان بداية مبار ة حلياهتام الزوجية‪،‬‬

‫التفت إليها وراقبها ختطو إ الرسير بجلباهبا‪ ،‬فابتسام بمارح‬

‫جوارها حتت الغطاء‪.‬‬ ‫وخطا يف أ رها يند‬

‫‪1658‬‬
‫استلقت عىل ظهرها متوترة وقلبها يرضب برعىل رسعة أما هو‬

‫اا‬ ‫فاستلقى عىل شقه قبالتها يت رمل خوفها وخجلهاا هيما‬

‫بمرح ‪ :‬حبيبتي‪.‬‬

‫تتحاارك فقااط أصاادرت مههمااة خافتااة يكاااد ال يساامعها‪،‬‬

‫فاستدرك‬

‫‪ ¤‬صحيح أن اهلل أمر النساء باحلجاب لكان‪ ...‬أعناي حساب‬

‫العلم القليل الذي تعلمته‪ ،‬ال أظن برنه أمار باه بغرفاة الناوم‬

‫ذلكال‬ ‫وعىل رسير الزوجية وبرول ليلة زواج‪...‬ألي‬

‫أ ومرت بلفة‪ ،‬فاستطرد مبتسام بمكر ‪ :‬إذنال‬

‫‪1659‬‬
‫إلتفتت إليه متسائلة‪ ،‬فرشاار إ الطرحاة‪ ،‬هازت رأساها ام‬

‫اعتاادلت بجلوسااها لتزياال الطرحااة‪ ،‬فانسااابت اخلصااالت‬

‫احلمراء ليساحبها إلياه يضامها ويمارر فاه عاىل خصاالهتا‬

‫احلمراء يقول‬

‫‪¤‬لون حاجبيك وخصالتك هذرب ي ري جنوين‪.‬‬

‫و ان ذلك آخر ما تتذ ررب قبل أن يرحل هبا عرب ساامء حيلقاان‬

‫هبا معا للمرة األو يستكشفان معاملها الساحرة‪.‬‬

‫******‬

‫بعد أسبو حتديدا جاء الدور عىل سمري و شقيقته‪ ،‬أقيم احلفل‬

‫بفندق فلم "بالطبع" فسمري ان سليا باإلضافة إ املبلغ‬

‫‪1660‬‬
‫الذي أرص الد تور مفيد عىل املسامهة به‪ ،‬الوحيدة التي انت‬

‫تفسد عليهم فرحتهم انت والدة شاهي‪ ،‬حتى احاتقن وجاه‬

‫هذرب األخرية وأوشكت عىل إلغاء ل يشء ‪.‬‬

‫أشفقت عليها أسامء ففكرت وطبقت حو استعانت بالسايدة‬

‫زينب وما أدراك ما السيدة زينب! تعلم جيدا ياف تلجمهاا‬

‫و ان م ما أرادورب‪.‬‬

‫ترلقت شاهي يف فستاهنا األبيل املطرز بعقيق رقيق متأللا ‪،‬‬

‫أفقد سمري عقله‪ ،‬وألول مارة يطلاب منهاا أن تتحجاب و‬

‫خامة‬ ‫يدعها خترج إ القاعة حتى أحرضوا ا سرتة من نف‬

‫ال وب وطبعا يسلم من سلط السيدة جماران لكان السايدة‬

‫زينب انت باملرصاد هتتف بنفاذ صرب‬


‫‪1661‬‬
‫‪ ¤‬في يا مرأة عن اعوجااج لساانك هاذا! وامحادي هلل رزق‬

‫ابنتك رجال غيورا عليها‪.‬‬

‫جتبها وا تفت بنظراهتا الساخطة ختفي خوفها تتمتم بلفوت‬

‫مستحقر‬

‫‪ ..sauvage¤‬متوحشة‪.‬‬

‫رافقت شمة وباقي شقيقاهتا أسامء إ القاعة‪ ،‬فلمحته هيادهيا‬

‫ابتسامته اجلانبية ال تي تعشقها‪ ،‬هلت علياه بفساتاهنا املحتشام‬

‫بقصة من زمن السبعينات خاطته ا شادية بطلب منه شلصيا‬

‫وزينت وجهها بزينة هادئة لتظهار ابطالت أفاالم األبايل‬

‫واألسود‪ ،‬تسلب لب الد تور مفيد‪.‬‬

‫‪1662‬‬
‫إنتهت الليلة عىل خاري وخارج اجلمياع مان القاعاة لتودياع‬

‫العرسان‪.‬‬

‫مهت السيدة جمران بر وب ال سيارة اخلاصة بسمري و شااهي‪،‬‬

‫فتصدت ا زينب رافعة حاجبا واحدا برش تسر ا باستنكار‬

‫‪ ¤‬إ أينال‬

‫جعدت أنفها باشمئزاز هتتف مرة أخرى‬

‫‪!sauvage¤‬‬

‫ضحكت بسلرية جتيبها‬

‫‪ ¤‬لن أجيبك ألن السب والشتم ال يلحق سوى برهله‪.‬‬

‫شهقت األخرى‪ ،‬فاستدر ت زينب بتشفي‬

‫‪1663‬‬
‫‪¤‬أتعلمو يف يبعث املتكربونال‬

‫رفعت السيدة زينب أنفها بشكل مرسحي تكمل‬

‫بقارف واساتحقار يظناون أن اهلل‬ ‫‪ ¤‬الذين ينظرون للناا‬

‫خيلق عىل األرض ساواهم ‪.....‬هال تعلماوال‪...‬ال تعلماو‬

‫طبعا‪.‬‬

‫ان العرسان قد غادروا واجلمع ينفل من حاو ن والسايدة‬

‫جمران متسمرة مكاهنا ترمق زينب بدهشة رهناا مان و اب‬

‫آخر تترملها متتبعة حدي ها‬

‫‪ ¤‬قال نبينا حممد صىل اهلل عليه وسلم (( حيرش املتكربون ياوم‬

‫القيامة أم ال الذر يف صور الرجاال يغشااهم الاذل مان ال‬

‫‪1664‬‬
‫تعلاوهم ناار‬ ‫مكان يساقون إ سجن يف جهنم يقال له بول‬

‫األنيار يسقون من عصارة أهل النار طو اخلبال))‬

‫م رفعت يدها وبدأت تعد عىل أصابعها والسيدة جمران تضع‬

‫يدها عىل صدرها حتاول فهم ما تقوله‬

‫‪¤‬روارب الرتميااذي ‪...‬واأللباااين شاامله يف اجلااامع الصااحيح‬

‫‪....‬هل تعرفينهامال ‪...‬ال طبعا ‪ ...‬يف ستعرفينهامال‬

‫ا ومها تبتعدان‬ ‫سحبتها شمة‪ ،‬هتم‬

‫‪¤‬دعي املرأة لشرهنا لقد أرعبتها ‪....‬إهنا ترجتف!‬

‫ردت عليها بسلط‬

‫‪1665‬‬
‫‪¤‬دعيها لتعلم أن اهلل حاق ياا إ اي!‪ ....‬تشاتمني بالفرنساية‬

‫وتظن أنني لن أفهم‪....‬جاهلة أناال‬

‫******‬

‫زفر سمري براحة ما إن دخال اجلناح واختفت شااهي برساعة‬

‫لتغري ياهبا وطلب منها الوضوء ليصايل هباا‪ ،‬أهنياا صاالهتام‬

‫فالتفت إليها ووضع يادرب عاىل رأساها وتاال الادعاء‪ ،‬الحا‬

‫توترها فابتسم بمرح يقول ليلففه عنها‬

‫‪¤‬هل رأيت أمك و السيدة زينبال نائي رائع‪.‬‬

‫أطلقت ضحكة رنانة أ بت حواسه فااقرتب منهاا مساحورا‬

‫بينام تقول ‪ :‬انت فكرة أسامء ‪...‬أقسم نت سرفقد عقيل‪.‬‬

‫‪1666‬‬
‫صمتت و تلبكت حو اقرتب منها أ ر يقبل عىل ذراعيهاا‪،‬‬

‫مالحمها بوله هامسا ‪:‬أما أنا ففقدته وانتهى األمر‪.‬‬ ‫يتفح‬

‫عال تنفسها لينحرص بصدرها وهي تتلقى قبلتاه التاي بادأت‬

‫رقيقة وتعمقت حتى أصبحت جارفة إ عا األحاسي ‪.‬‬

‫*********‬

‫أما عصافري الزمن اجلميل فبعد أن أقاما صالهتام‪ ،‬خرجت إ‬

‫الرشاافة ليلحااق هبااا وظااال ينظااران إ األفااق والنجااوم‬

‫الس اطعات‪ ،‬فاقرتب منها وحط بيدرب عىل تفها هيم‬

‫‪ ¤‬نت فاتنة بفستان العر ‪.‬‬

‫امحرت تطرق برأسها فرعاد مهسه األجش بمكر يستطرد‬

‫‪1667‬‬
‫‪ ¤‬ألن تفعيل ذللكال‬

‫رفعت عينيها إليه مستفرسة‪ ،‬فرمسك يادها ورفعهاا إ أعاىل‬

‫صلعته فضحكت أساامء ملا شادقيها‬ ‫رأسه وجعلها تلم‬

‫وضحك معها‪ ،‬قائال‬

‫‪ ¤‬أ اد أجزم أن أول ما رأيته يب هو رأيس األصلع‪.‬‬

‫رفعت يدها األخرى وحضنت رأسه توم بقو ا اخلجول‬

‫‪¤‬يف البداية نت خ ائفة ألنناي سامعت بارن أغلاب الرجاال‬

‫األرشار يكونون صلعا‪.‬‬

‫ترمل ضحكتها بإعجاب يسر ا ‪ :‬و اآلنال‬

‫سحبت يدهيا بحياء فرمسكهام‪ ،‬يقبل ظهرهيام خيربها بلطف‬


‫‪1668‬‬
‫‪ ¤‬أظن يوما برنني سرقول هذرب الكلمة المرأة لكنني من مدة‬

‫وأنا أجلم لساين عن نطقها ‪......‬أحبك أسامء‪.‬‬

‫شهقت بلفوت متأل رئتيها با واء‪ ،‬فساحبها داخال غارفتهام‬

‫و له عزم عىل انتزا اعرتاف مما ل منها‪.‬‬

‫******‬

‫أرس ليث إ العميد حو ملح ولوجه إ قاعة األفراح‪ ،‬نعام‬

‫ختم بزفاف بيان وجيئلها وليث ان حيرض‬ ‫فموسم األعرا‬

‫مفاجرة حلبيبته التي أضنارب الشوق ليجتماع هباا حتات ساقف‬

‫واحد‪ ،‬صافح العميد خياطبه‬

‫‪ ¤‬هل أمتمت آخر معاملة سيديال‬

‫‪1669‬‬
‫رد عليه ضاحكا بمكر مرح‬

‫‪ ¤‬ناات أريااد مشا سااتك وترخريهااا قلاايال لكننااي أشاافقت‬

‫عليك‪...‬يكفي ما تعانيه مع ابنتي‪.‬‬

‫ض حك هو اآلخر يستلم منه املعاملة األخرية لتكملة األوراق‬

‫ليعقد عليها هبويتها اجلديدة‪ ،‬بارك العمياد للعروساو بياان‬

‫ونارص و ذا أنسبائه فارمتات ورد يف حضانه ألول مارة أماام‬

‫دون أن ختشى شيئا‪ ،‬ترسف ا عن غيابه املستمر بسبب‬ ‫النا‬

‫متابعة قضية املنشاوي التي يبقى عىل إصدار حكم هنائي هبا‬

‫الك ري وتفاجرت حو سحبها جتارب الكاتب العديل ليعقد قراهنا‬

‫و ليث‪ ،‬راقبتهم إ أهنوا العقد دامعة وتقدمت لتوقع باسمها‬

‫احلقيقي‪ ،‬ملعت عيني ليث بساعادة واضاحة لكال احلضاور‪،‬‬


‫‪1670‬‬
‫فرطبق عىل يدها ورافقهاا ليبار اا للعروساو أخار مارة اي‬

‫يغادرا‪ ،‬مال نارص عاىل بياان اجلالساة بجانباه عاىل الكاريس‬

‫ا ببسمة حمبة‬ ‫املزخرف هيم‬

‫‪¤‬ألن نغادر نحن أيضا‪ ،‬فابن خالتك الاذي سابقنا مناذ مادة‬

‫خطف فتاته وانرصف‪.‬‬

‫ترد عليه‬ ‫شهقت بلفوت تتصنع العبو‬

‫‪¤‬نارص أرجوك ال فضائح!‬

‫ضحك بمرح وقام عن مكانه يلتقط فها الصغرية وخطا هباا‬

‫إ أن وصل إ السيد أمحد وصافحه قائال بردب‬

‫‪1671‬‬
‫‪¤‬سيد أمحد هل يمكننا االنرصاف ‪ ...‬ي نستعد‪ ..‬ال نرياد أن‬

‫تفوتنا الرحلة‪.‬‬

‫علت ضحكة اجلد والسيد يوسف يرمقهام بمالمح مستبرشة‪،‬‬

‫أما السيدة زهرة فمبهوتة من هذا الضلم الاذي تكااد تصال‬

‫بيان إ مستوى تفيه ويترصف الصاغار ‪ ،‬سامح لاه اجلاد‬

‫فرافقها يغ ادران أماام أنظاار السايدة زهارة السااخطة التاي‬

‫ا بيشء‬ ‫تغريت إ استنكار حو اقرتب منها زوجها ومه‬

‫يسمعه أحد‪ .‬مال اجلد عىل اجلدة طيبة هامسا بمرح‬

‫‪ ¤‬ذلااك املحتااال الضاالم يظاان باارنني صاادقت ذبتااه‬

‫املكشوفة!‪ ...‬املحتال اآلخر الذي ما إن عقد عليها خطفها‪.‬‬

‫‪1672‬‬
‫مهسه‬ ‫ضحكت اجلدة جتيبه بنف‬

‫* أترك الشباب يعيشون يا أمحد!‬

‫و ضحكا اال نان بسعادة بالغة ويف بيات ناارص هتفات بياان‬

‫بنزق‬

‫‪¤‬يا إ ي! لقد فضحتني يا نارص ‪.‬‬

‫ابتسم نارص يترمل عينيهاا الانجالوين حاددهتام بقلام أساود‬

‫ضاعف من وسعهام‪ ،‬فاستنفرت دقات قلبه يقول‬

‫‪ ¤‬ملاذاال أال تنتظرنا طائرةال‬

‫خترصت تنفخ بحنق بينام ترد‬

‫‪¤‬الطائرة بعد عرش ساعات!‬


‫‪1673‬‬
‫اقرتب منها فذهب ا من خرصها الذي سلب عقلاه كال يشء‬

‫فيها إ غرفة النوم‪ ،‬فيبها بصدق‬

‫‪ ¤‬صدقيني الوقت لن يكفينا‪.‬‬

‫ضاقت مقلتاها تسر ا بسذاجة ‪ :‬ماذاال إهنا عرش ساعاتال‬

‫ابتسم نارص بلؤم و قال‬

‫‪ ¤‬سرخربك لكن أوال لنتوضر ونصيل ر عتو م نقاول ذلاك‬

‫الدعاء لكي ال تكوين عتبة سوداء‪.‬‬

‫شهقت بحدة هتتف‪ :‬أناال عتبة سوداء!‬

‫ضحك نارص عىل منظرها و رد عليها بنظرات هائمة‪ ،‬جعلتها‬

‫هترب إ احلامم‬
‫‪1674‬‬
‫‪¤‬يف احلقيقة أنا ال أرى يف ستكونو أي يشء أسود!‬

‫ترخرت باحلامم‪ ،‬فطرق بابه بنفاذ صرب يقول‬

‫‪ ¤‬حبيبتي سنترخر عىل الطائرة وستفوتك رحلة مبهرة‪.‬‬

‫ابتسم حو فتحت الباب و خرجت واضحة االرتباك ترتادي‬

‫اسدال الصالة‪ ،‬صل هبا و تال الادعاء ام سابقها إ الرساير‬

‫فقالت بحرية‬

‫‪ ¤‬أنت ختربين بعد ملاذا لن تكفينا العرش ساعاتال‬

‫ظل عىل ابتسامته املا رة بربت عىل مكاهنا يف الرسير الضالم‬

‫صاحبه‪ ،‬يدعوها‬

‫‪ ¤‬تعايل سررشح لك هنا فرنا متعب‪.‬‬


‫‪1675‬‬
‫أطاعته بتلقائية تنز اسدال الصاالة لتكشاف عان رداء ناوم‬

‫أبيل يضاهيها مجاال‪ ،‬واستلقت جانبه تنتظر تفسريرب واقرتب‬

‫منها يسحبها إليه هامسا بمرح ما ر‬

‫‪ ¤‬سررشح لك بالتفاصيل‪..‬‬

‫*******‬

‫‪1676‬‬
‫♥ اخلامتة♥‬

‫تنفخ ب حنق بينام تضم ذراعيهاا إ صادرها تراقاب الطرياق‬

‫أمامها وهو يضاحك بمارح مان حنقهاا الطفاويل إزاء عادم‬

‫إخبارها عن وجهتهام‪ ،‬حلظاات والحات اا أضاواء املطاار‬

‫الدويل للمدينة‪ ،‬ضمت حاجبيها األسودين واساتدارت إلياه‬

‫متسائلة بحرية ‪ :‬املطارال‬

‫ابتسم فيبها ‪ :‬أنت لست صبورة أبدا ورديت‪.‬‬

‫ر ن السيارة وضم يدها يسحبها إ مدخل املطاار‪ ،‬فروقفتاه‬

‫هاتفة ‪ :‬لن أحترك خطوة واحدة حتى ختربين عن وجهتنا‪.‬‬

‫رفع رأسه م أنزله زافرا بحنق‪ ،‬يرد عليها‬

‫‪1677‬‬
‫‪ ¤‬أ تطلبي أن نبدأ حياتنا باألرايض املقدسةال‬

‫فتحت عينيها دهشة بينام هو يكمل‬

‫‪ ¤‬حاولت جاهدا ألتدبر أمار زياارة ملادة أسابو واحلماد هلل‬

‫توفقت‪.‬‬

‫هتفت ورد بعدم تصديق‬

‫حمماود‬ ‫‪ ¤‬ليث حبيبي هل جنناتال افتتااح املعارض وعار‬

‫اللذان سيقامان بيوم واحد‪ ،‬هل تذ ر ال‬

‫أجاهبا بنفاذ صرب هيز رأسه‬

‫‪¤‬أذ ر جيدا حبيبتي‪ ،‬بعد عرشة أيام يعني سنعود قبل ياومو‬

‫إن شاء اهلل‪.‬‬


‫‪1678‬‬
‫زفرت ورد بير ‪ ،‬جتيبه‬

‫‪ ¤‬يا ليث! افهمني! ‪..‬أنا من يساعد فاطمة إن ان باملعرض أو‬

‫عرسها‪.‬‬

‫ابتسم ب قة يكتف يديه وهو يرد‬

‫‪ ¤‬ال ختايف‪ ،‬تدبرت األمر‪.‬‬

‫ضمت مالمح وجهها ريبة فر مل‬

‫‪ ¤‬طلبت من سهى مساعدة فاطمة يف باقي ترتيبات العار ‪،‬‬

‫طبعا مع والدتك أما الدار فطلبت من سيدة أ ق هباا اان اا‬

‫نشاطات من قبل وجتربة ‪...‬أنت تعرفينها جيدا ‪...‬اخلالة هناء‬

‫‪1679‬‬
‫‪...‬و ملار أيضا وجديت تطوعتا حتى أمي أتصادقوال مجعات‬

‫لك فريقا ما نت لتحصيل عليه‪..‬لذا ال حجة لك‪.‬‬

‫زفرت من أنفها بينام تقلب شفتيها م سرلت‬

‫‪ ¤‬دفعت التكاليفال‬

‫أومر برباءة مزعومة‪ ،‬فقالت مستسلمة‬

‫‪¤‬أمري إ اهلل‪.‬‬

‫ملح ته فر حقيبة ما سحبها من حقيبة السيارة‪ ،‬سرلته فرخربهاا‬

‫ام سريتدياهنا بعد االغتسال يف امليقات لإلحرام‪.‬‬ ‫برهنا مالب‬

‫أهنيا إجراءات السفر وانتظرا موعد إقال الطائرة وبعد سابع‬

‫ساعات يف الطائرة وصال مكان ميقاهتم ليغتسال وحيرماا ام‬

‫‪1680‬‬
‫توجها إ احلرم‪ ،‬ما إن ملحت ال بيت احلرام‪ ،‬تسامرت مكاهناا‬

‫واقشعر بدهنا وليث خيتلف عنها‪ ،‬المها يصيبه البهوت أمام‬

‫الكعبة املرشفة‪ ،‬فألول مرة يرياهنا عىل أرض الواقاع‪ ،‬الكعباة‬

‫احلبيبة قبلة ل مسلم ومؤمن باهلل‪ ،‬قبلة ال مان ضااقت باه‬

‫الدنيا وسدت عليه األبواب يظل باهبا مفتوحا بارمر مان اهلل‪،‬‬

‫الوجهة التي جعلها اهلل قبلة لكل ناصية أراد صاحبها الوقوف‬

‫بو يدي خالقه‪ ،‬دون وسيط جمرد نية وطهارة م "اهلل أ رب"‪،‬‬

‫فيقف أمام خالقه يسارله ماا شااء‪ ،‬ياذ ررب اام يلياق بوجهاه‬

‫الكريم‪ ،‬ويعرب عن حبه له ام شاء‪ ،‬فقط بينه وبو خالقه صلة‬

‫شلصية ال يتدخل هبا أي غريب ائنا من ان‪.‬‬

‫‪1681‬‬
‫شاال تفكريهااا حتاااول تااذ ر األدعيااة عبااث و اارن ذا رهتااا‬

‫طمست‪ ،‬فرفعت يدهيا بقلة حيلة تسرل رهبا أ رب مهها‬

‫‪ ¤‬اللهم ار زقني جنتك من غري سابقة عذاب وال حساب‪.‬‬

‫التفتت إ ليث بمالمح مدهوشة عله ياذ رها‪ ،‬فها اا رؤياة‬

‫دموعه التي مألت وجهه‪ ،‬يبحلق بالكعبة فاستحت أن تقاطع‬

‫عليه خشوعه أما هو فال يعلم ما به رنه يكن حياا يتانف ‪،‬‬

‫رنه يكن يعيش عىل األرض‪ ،‬يتساءل عن عظم مجال وهيبة‬

‫بوجل ممزوج بلجل من ذنوباه‪ ،‬فبكاى‬ ‫البيت احلرام‪ ،‬أح‬

‫دموعا حارة طفل صغري يناجي ربه من مكانه ليغفار ويعفاو‬

‫عنه‪ ،‬هو العفو الكريم الذي ال ملجر و ال منجى منه إال إليه‪،‬‬

‫‪1682‬‬
‫فيجتاحه رجاء وأمل ال ينقطع ما دام رب السموات واألرض‬

‫حي واحلمد هلل هو احلي الذي ال يموت‪.‬‬

‫حاول متالك نفسه و تال األدعية م استدار إليها ليجدها عاىل‬

‫حاله ليمسك يدها‪ ،‬فنظرت إليه وابتسمت لاه مان باو‬ ‫نف‬

‫دموعها‪ ،‬ذ رها باألذ ار م رشعا بقضاء مناسك أول عمارة‬

‫ام‪.‬‬

‫عادا إ الفندق يله ان من تعب األبدان يف الرحلة ام قضااء‬

‫املناسك لكن بقلوب صافية‪ ،‬طاهرة‪ ،‬مشبعة براحة وطمرنينة‬

‫اإليامن‪ ،‬تناوال طعاما م ألقيا بجسدهيام ينشدان بعال الناوم‬

‫املنوال حيث قاماا‬ ‫وليستعدا ليومهام ال اين الذي مر عىل نف‬

‫بعمل عمرة عن أحبتهم الذين واراهم الرتاب‪ ،‬يدعوان رهباام‬


‫‪1683‬‬
‫بكل صالة‪ ،‬أن يغفر لألحياء واألموات‪ ،‬وأن يبارك زواجهام‬

‫ويرزقهام الذرية الصااحلة وبعاد أن ودعاا الكعباة ببكااء اام‬

‫استقبلوها يرجوان اهلل العاودة قبال املاامت رحاال إ املديناة‬

‫املنورة تلك الطيبة التي تستقبل ضيوف الرمحن برحيها وعبقها‬

‫ا لطيب و ربنائها أصحاب القلوب الطيبة‪ ،‬أولئك الذين آووا‬

‫ونرصوا حبيبنا املصطفى عليه أفضل الصالة والسالم‪ ،‬توجها‬

‫إ املسجد النبوي‪ ،‬ليصليا يف الروضة الرشيفة‪ ،‬التي حارص‬

‫الرسول عليه الصالة والسالم برن يصيل هبا املسلمون لكوهناا‬

‫روضة من رياض اجلنة م اقرتبا من قربرب عليه أفضل الصاالة‬

‫والسالم حيث بكيا دموعا غزيرة ام فعال أمام الكعبة املرشفة‪،‬‬

‫بكيا رمحته التي تفتقادها األماة حالياا وحلماه بالعبااد علياه‬

‫‪1684‬‬
‫الصالة والسالم ‪...‬ألقيا عليه السالم بلفوت م سرال اهلل له‬

‫الوسيلة والفضيلة وأن يبع ه املقام املحمود الاذي وعادرب وأن‬

‫يفوزا بشفاعته يوم النشور‪.‬‬

‫يف اليومو األخريين حاوال زياارة شاتى األماا ن الطااهرة‪،‬‬

‫مسجد قباء والبقيع ومقربة الشهداء التي تضم عددا بريا من‬

‫أصحابه ريض اهلل عنهم و أرضاهم‪.‬‬

‫وقفت عاىل الرشافة تترمال أضاواء املديناة‪ ،‬تغمال عينيهاا‬

‫تستنشق أنفاسا عميقة تشم الرائحاة الطيباة‪ ،‬شاعرت بادفء‬

‫اا‬ ‫يغمرها‪ ،‬فكان زوجها حيضنها من خلف ظهرها‪ ،‬هيما‬

‫بالقرب من أذهنا فوق الطرحة ‪:‬ماذا تفعلو ورديتال‬

‫‪1685‬‬
‫أسندت نفسها إليه ال تزال مغمضة العينو تقول بلفوت‬

‫‪ ¤‬يدخل أنفي قط رائحة أطيب من رائحة هذرب املدينة‪.‬‬

‫ابتسم فيبها هبدوء يتنهد ‪ :‬طبعا‪ ،‬فهي طيبة‪.‬‬

‫صمت قليال م استدرك ‪:‬أال تريدين النومال‬

‫توالت رضبات قلبها تتمتم ‪ :‬ن‪...‬عم‪..‬‬

‫برقة‬ ‫ابتسم حو شعر برطرافها املشدودة‪ ،‬فهم‬

‫‪ ¤‬أريد أن أطلب منك شيئا ما‪.‬‬

‫التفتت إليه متسائلة فقال‬

‫‪ ¤‬أطلقي شعرك من عقاله فرنا يسبق يل أن رأيته مفرود‪.‬‬

‫‪1686‬‬
‫رفعت يدها بتوتر‪ ،‬فرمسك تلك اليد باسام ينبهها‬

‫هنا‪.‬‬ ‫‪ ¤‬لي‬

‫رافقتااه داخاال الغرفااة حيااث راقبهااا حتااى أزالاات طرحتهااا‬

‫وحررت خصالهتا الك يفة الليل البهيم‪ ،‬ماد يادرب وأمساك‬

‫يادرب‬ ‫بلصلة يتتباع طو اا إ أسافل اخلرصا بقليال ام د‬

‫األخرى داخل جيب رسواله‪ ،‬خيرج سلسلة ذهبية تتد مناه‬

‫وردة جورية صغرية والتاف حو اا يلبساها إياهاا‪ ،‬تلمسات‬

‫الوردة مبتسمة تقول ‪ :‬إهنا رائعة!‬

‫باد ا بسمتها الودودة يقول‬

‫‪1687‬‬
‫فقط حلية بل به جهااز‬ ‫‪ ¤‬ال تزيليها عن عنقك أبدا‪ ،‬فه و لي‬

‫تتبع حبيبتي‪.‬‬

‫هزت رأسها بإعجاب تعلق بتهكم مرح‬

‫‪ ¤‬عمل خمابرات!‬

‫أرسعت دقات قلبه‪ ،‬فاقرتب منها وهي جامدة مكاهنا‪ ،‬تنتظر‬

‫خطوته التالية بذهن متيق ‪.‬‬

‫مهدئا‬ ‫أذهنا هيم‬ ‫مرغ وجهه بشعرها يتحرك بروية حتى مل‬

‫قشعريرهتا‬

‫‪¤‬ال ختايف مني ورد ‪...‬لن أؤذيك أبدا‪.‬‬

‫‪1688‬‬
‫شهقت بشدة تشعر برن ا واء يف الغرفة ال يكفيها لكنها ليست‬

‫هاي تشاعر بساالم داخايل يسابق اا أن‬ ‫خائفة‪ ،‬باالعك‬

‫أحست به‪ ،‬ضمها إليه بحب م اقرتب من أذهناا مان جدياد‬

‫ا الغزل لامت يرافق هبا احتواءرب ا حتى استسالمت‬ ‫هيم‬

‫وسلمت له حتقق حلام ان يوما من دربا من دروب املستحيل‪.‬‬

‫*******‬

‫أيقظها املنبه و تستطع فتح عينيها مان شادة رغبتهاا باالنوم‬

‫لكنها فتحتهام عىل مضل فيجاب أن تقاوم لصاالة الفجار‪،‬‬

‫شعرت ب قل عىل خرصاها‪ ،‬فرنزلات يادها تتفحصاه لتشاعر‬

‫بلشااونة‪ ،‬لتنساااب الااذ ريات تغطيهااا بااامحرار اخلجاال‪ ،‬ال‬

‫تصدق يف جتاوبت معه وجتاوزت ال خماوفهاا‪ ،‬ابتسامت‬


‫‪1689‬‬
‫بلفوت لاامت طمرنتهاا وجعلتهاا‬ ‫لرقته و يف ان هيم‬

‫تستشعر سحر األحاسي ‪ .‬التفتت بروية تترمل وجهه ا اد‪.‬‬

‫هباا‬ ‫القسامت بمالحمه السا نة ومدت اصبعها برتدد تتحسا‬

‫جبهته العريضة نسبيا‪ ،‬ورفعت خصالت متردت إ مكاهناا‪،‬‬

‫تفكر برن شعررب استطال عن أول مرة رأته فيها‪ ،‬ملست حاجبيه‬

‫اصبعها عىل طول أنفه إ أن بلغت‬ ‫الشقراوان م أنزلت رأ‬

‫شفتيه فتوقفت‪ ،‬تبتسم بحياء وحاو مهات بلمساهام شاهقت‬

‫بلفة جمفلة ‪ :‬ملاذا توقفت ورديتال‬

‫مهت باالبتعاد‪ ،‬فطوقها يف غمضة عو وأصبح يرشف عليهاا‬

‫هامسا برقة ‪:‬صباحك مبارك يا عرو ‪.‬‬

‫أطرقت بعينيها خجال فهوى عىل خدهيا يل مهام مكمال‬


‫‪1690‬‬
‫‪ ¤‬أعشق محرة اخلجل عىل وجهك‪.‬‬

‫مهست بتوسل ‪ :‬ليث!‬

‫فرد عليها مرحا ‪:‬عيون ليث‪.‬‬

‫احتقن وجهها أ ر فرشافق عليهاا يطلاق رساحهاا ضااحكا‬

‫بسعادة يعلم يوما أنه سيعيشها‪.‬‬

‫********‬

‫جاء يوم افتتاح املعرض وزفاف فاطمة عىل حاد ساواء‪ ،‬اان‬

‫هذا طلبها مان حمماود أخربتاه أهناا ترغاب بمشاار ة الادار‬

‫فرحتها‪ ،‬وتغادر منه عروسا فهو بيتها وقاطنيها أهلهاا‪ ،‬فكار‬

‫‪1691‬‬
‫حممود يف فعل يومهاا مميازا ال ينساى فلطارت لاه فكارة‬

‫ع رضها عىل ورد قبل رحلتها فسعدت هبا وخططت لتطبيقها‪.‬‬

‫تفارق السيدة عائشة فاطمة وال الفريق الذي لفه ليث عىل‬

‫حد قوله‪ ،‬تعرفن عليها وأحببنها وساعدهنا بالرتتيبات لها‪،‬‬

‫فإذا أحبك اهلل سلر لك خلقه‪.‬‬

‫حان وقت خروجها وقد امتألت احلديقة بمدعوين لالفتتاح‬

‫وآخرين للزفاف ورافقتها محاهتا مع ورد وما إن وصلت الباب‬

‫الداخيل حتى ملحت مشهدا لن تنسارب بحياهتا‪ ،‬الطرقة الرابطاة‬

‫بو الباب واحلديقة متألها فتيات صغريات من ال اجلاانبو‪،‬‬

‫ير تدين فساتو زفاف بيضاء صغرية‪ ،‬متسك ل واحدة منهن‬

‫وردة بيضاء مجيلة بيادها‪ ،‬تاألألت عينيهاا ساعادة تقفاز مان‬


‫‪1692‬‬
‫مالحمها قفزا و هي تنظر إ ذلك املشهد املبهر‪ ،‬تتليال وال‬

‫برحالمها أن يكون زفافها مميزا إ تلك الدرجة‪.‬‬

‫هدر قلبه بصدررب حو ملح سعادهتا وانبهارها فعلم برنه أصاب‬

‫ا دف‪ ،‬أمسك يدها يقبل ظهرها فامحرت خجال م رافقها إ‬

‫الكريس املزخرف‪ ،‬يسر ا بحب ‪ :‬أعجبتك املفاجئةال‬

‫ذلك املشهد ما حييت‪..‬شكرا لك‬ ‫رمقته بعشق جتيبه ‪ :‬لن أن‬

‫يعقب‪ :‬ال شكر بو الزوجو يا فاطمة‪.‬‬ ‫تصنع العبو‬

‫التفتت تترمل احلديقة حو ا هروبا منه‪ ،‬فابتسام بمكار يطباق‬

‫عىل يدها بو يديه ال يرت ها أبدا‪.‬‬

‫‪1693‬‬
‫انزوى بر ن يراقب سعادهتا بحرسة من بعيد حتى جفل عىل‬

‫صوت سمري خياطبه هبدوء‬

‫‪ ¤‬عندما نحب شلصا نتمناى لاه الساعادة حتاى إن تكان‬

‫بصاحلنا‪.‬‬

‫رد عليه املمرض ريم بحزن‬

‫‪¤‬لست حاقدا عليها‪ ،‬أنا فقط حزين ألهنا لن تكون من نصيبي‬

‫لكن هي تستحق أن جتد سعادهتا حتى لو ان بعيدا عني‪.‬‬

‫ربت سمري عىل تفيه يقول باسام بتفهم‬

‫‪ ¤‬أحسنت ‪ ...‬ن يقينا برنك ستجد من هو أفضال منهاا لاك‬

‫حتى وإن اعتربت أن ال أحد أفضل منها‪.‬‬

‫‪1694‬‬
‫هز رأسه بال معنى وعاد يراقب سعادهتا بحرساة‪ ،‬أماا سامري‬

‫فلمح رشسته تل الدار وتبعها بضحكة ما رة‪.‬‬

‫حيمل عىل حجاررب الصاغرية أمال‬ ‫ترملت أسامء زوجها جال‬

‫التي فلها سمري وشاهي بصفة رسامية‪ ،‬أحبهاا مناذ تعارف‬

‫عليها بل ل من تعرف عليها أحبهاا بتلاك الشاقاوة الربيئاة‬

‫حتى هي تعودت عىل وجودها وتبحث عنها إن اختفات مان‬

‫أمامها‪ ،‬راقبته يف يدللها يتحول إ طفل ي يتواصل معها‪،‬‬

‫معها فقط بل و مجيع أبنااء أخواتاه بملتلاف أعامرهام‬ ‫لي‬

‫حيبونه وحيرتمونه‪ ،‬فجرة فكرت ماذا لو يرزقها اهلل أوالدا هل‬

‫يصربال وإن صرب هو هل ستصرب شقيقتهال ملح وجومها فتوقع‬

‫‪1695‬‬
‫ما تفكر به‪ ،‬قام إليها يقرتب منهاا هامساا بابتساامته اجلانبياة‬

‫اجلذابة‬

‫‪¤‬إن رزقنا اهلل طفال أريدرب منك أنت‪ ،‬ال من أحاد آخار وإن‬

‫نرزق به ‪ ،‬فسنكفل واحدا م لام فعل شقيقك مع أناه ال يعلام‬

‫أصال إن ان سريزق بذرية أم ال‪ ،‬هذا إن تر نا الشعب الذي‬

‫هيجم علينا دائام ما شاء اهلل عىل رأي زينب‪.‬‬

‫ضحكت أسامء بمرح ترمياه بنظارات امتناان لألماان الاذي‬

‫يغمرها به‪.‬‬

‫******‬

‫‪1696‬‬
‫قبالتها خياطبها‬ ‫سحبها ليجلسها م جل‬

‫‪ ¤‬فب أن تريت غدا ورد أرجوك‪.‬‬

‫نفلت بضجر تقول‬

‫‪ ¤‬ليث أخربتك من قبل‪ ،‬لقد أقفلت تلك الصفحة‪ ،‬أعطيات‬

‫شهاديت وحضوري غدا ال معنى له‪.‬‬

‫أمسك يدها بحنان هيادهنا‬

‫‪ ¤‬والدك طلب مني احضارك ‪...‬فلامذا ترفضوال‬

‫نظرت إليه بضيق متسح عاىل وجههاا ‪ ،‬فسامعا صاوت محازة‬

‫يتدخل بنربة جامدة‬

‫‪ ¤‬ال تريد الذهاب ي ال تشفق عليه‪.‬‬


‫‪1697‬‬
‫استدارا إليه مبهوتو ل لعلة‪ ،‬فرفع يديه يترسف رغم ظاالل‬

‫التهكم القاتم الطاغية عىل مالحمه‬

‫‪¤‬أنا آسف‪ ،‬سمعت رغام عني فصوتكام يكن خافتا‪.‬‬

‫عاد ليث إ ورد ينتظر منها التر يد لكنهاا صامتت‪ ،‬فر مال‬

‫محزة‬

‫‪¤‬أفهمها جيدا واتفهمها‪ ،‬إن نت أنا ال أريد الاذهاب فلاامذا‬

‫هيال نصيحة ليث دعوها وشارهنا فقلبهاا طياب إن سامعت‬

‫لمة اعدام مان فام القاايض رغاام عنهاا ساتنفذ الشافقة إ‬

‫صدرها ‪ ..‬ال يستحقان!‬

‫وأ ملت ورد بربود‬

‫‪1698‬‬
‫‪ ¤‬لقد نسيته ليث‪ ،‬هو اآلن ري غريب ال أعرفاه وال هيمناي‬

‫عقابه يف يكاون‪ ،‬ماا عايل فعلاه فعلتاه وال أرياد التطارق‬

‫للموضو مرة أخرى‪.‬‬

‫قالتها و انسحبت تار ة ليث يفكر بقرارها إن ان بصااحلها‪،‬‬

‫ليقول محزة قبل أن ينرصف هو اآلخر‬

‫‪¤‬هنا ك بعل األمور من األفضل حموها مان حياتاك رهناا‬

‫تكن‪.‬‬

‫******‬

‫‪1699‬‬
‫بعد انتهاء احلفل أوصلهام ليث مع زوجته لبيت حممود القريب‬

‫من بيتها جهزرب هو اآلخر سابقا للسكن‪.‬‬

‫بعد أن جهزا نفسيهام صىل هبا حممود ام السنة م أقبل عليهاا‬

‫وحط بيدرب عىل رأساها يتلاو الادعاء وحاو هام ليزيال يادرب‬

‫تتحكم هبا‬ ‫بدمو‬ ‫أمسكتها ت بتها عىل رأسها هتم‬

‫‪¤‬أقسم برنك لن تعايرين يوما أو أرى نظارة احتقاار بعينياك‬

‫واعلم أن اهلل شاهد عىل قسمك‪.‬‬

‫تفهم خوفها فقال مبتسام بدفء‬ ‫يتضايق بل بالعك‬

‫‪ ¤‬أقسم أن أرعاك و أتقي اهلل فيك مادام بصدري نف ‪.‬‬

‫‪1700‬‬
‫أنزلت يدها و شاهقت بلفاوت تبكاي‪ ،‬فساحبها إلياه يلا م‬

‫ا بكلامت حاب وحناان إ أن‬ ‫دموعها حتى هدأت‪ ،‬هيم‬

‫استسلمت له‪ ،‬ليرخذا بعضهام إ مكاان يصابح فياه اال ناان‬

‫واحدا و ال وجود لالختالفات‪ ،‬يعلم جيدا أنه ساينتظر مادة‬

‫ليسم ع اعرتافها بحبه‪ ،‬فلجلهاا لان يسامح اا باري وقات‬

‫قريب‪.‬‬

‫*******‬

‫تقدمها إ املصعد تلحق به وضغط نارص عىل الازر املطلاوب‬

‫لكن وقبل أن يقفل الباب دخلت فتاة تبدو سائحة أجنبية من‬

‫مظهرها بلباسها امللتلف‪ .‬توترت بيان حو الحظت نظرات‬

‫تلك الفتاة التي ترمي هبا نارص‪ ،‬ال خيطئها أحد أما هو فيتصنع‬
‫‪1701‬‬
‫اجلهل بام حيدث حوله يستشعر ذبذبات الغرية تشع منها و ام‬

‫أسعدرب ذلك إ أقىص احلدود‪ .‬أخفى ابتسامة عنادما اقرتبات‬

‫منه بيان تتربط ذراعه بتملك‪ ،‬ترمي األخرى بنظارات حارقاة‬

‫لكن األخرى بملكوت آخر تبحلق بالوسامة الضلمة ياف‬

‫تبدو‪ ،‬فلم تشعر بيان بنفسها إال و هي تترهب لتانقل عليهاا‬

‫تصيح‬

‫‪ ¤‬يا قليلة األدب!‪...‬أ يعلموك أهلك غل البرصال يا‪...‬‬

‫هتف نارص املدهوش من ت رصفها وهو حيااول إبعادمهاا عان‬

‫بعل ‪ :‬غل برص ماذاال يا بيان إهنا أجنبية!‬

‫‪1702‬‬
‫رصخت األجنبية بلغة علام ناارص أهناا اإليطالياة‪ ،‬ال يعلام‬

‫أيضحك مما تقولاه‪ ،‬أو يضاحك ساعادة لتلاك التاي أحبتاه‬

‫وتدافع عنه برشاسة‪ ،‬يتصور أبدا أن حيبه أحد و يريدرب بتلك‬

‫القوة والتملك و منال مجيلة م ل نجالئه‪ ،‬فتح بااب املصاعد‬

‫فررس إليهم األمن وهم واحد منهم ليفرق بيانهام‪ ،‬فرصاابع‬

‫بيان أحكمت اإلمساك بذرا تلاك التاي ال نعلام إن انات‬

‫مسكينة‪ ،‬فرصخ ناارص بناربة زعزعات املصاعد اام أوقفات‬

‫اجلميع بمكانه حتى بيان ابتعدت عن الفتاة تبحلق به بدورها‬

‫‪¤‬أمسك يدك وإياك أن تلمسها!‬

‫تردد رجل األمن يقول بارتباك‬

‫‪1703‬‬
‫‪ ¤‬سيدي أنت ترى بنفسك ‪...‬إهنا ‪...‬‬

‫تعصب نارص هيتف بتهديد حتى تكمش اآلخر عىل نفسه‬

‫‪¤‬ان وضعت اصبعا واحدا عىل زوجتي أقسام أن أغلاق هاذا‬

‫الفندق الذي تتشدقون بحسن سمعته وتساتقبلون باه ح الاة‬

‫فقط ألهنم سياح‪.‬‬ ‫النا‬

‫فهم بري األمن مغزى املوضو ‪ ،‬فترسف ام ورافقوا السائحة‬

‫التي ترغي وتزبد ال يفهمها أحد إال نارص طبعا فهو يتحادث‬

‫أربع لغات‪..‬‬

‫عادا أدراجهام إ اجلناح حيث قالت بيان بارتباك ختجال مان‬

‫نفسها والفضيحة التي تسببت هبا‬

‫‪1704‬‬
‫‪¤‬نارص أنا ‪....‬أ ‪...‬‬

‫ا‬ ‫سحبها إليه قاطعا لمتها بعناق دافء يضمها بقوة‪ ،‬هيم‬

‫‪¤‬ال تترسفي أبدا عن حبك يل ‪....‬‬

‫ابتسمت م قالت بحنق‬

‫‪¤‬وددت لااو فقاارت عينيهااا ‪...‬قليلااة احلياااء‪ ،‬أ تاارى أننااي‬

‫بجانبكال‬

‫ضحك نارص بصلب فيبها ‪ :‬أتعلمو ما انت تقولهال‬

‫هتفت بيان بذهول ‪ :‬تفهم اإليطاليةال‬

‫هز رأسه بإفاب وقال‬

‫‪1705‬‬
‫الوقات مان‬ ‫‪ ¤‬انت تقول أهنا ترى ضلام ووسيام يف نف‬

‫قبل وأهنا تقصد سوء نية‪ ،‬فقط تريد الترمل بشكيل‪.‬‬

‫عبست بيان ترد بينام حتاول الفكااك مان قبضاة ذراعياه دون‬

‫جدوى‬

‫‪ ¤‬ترملها رصصار إن شاء اهلل! وأنت يعجبك قو اا تضااعف‬

‫من عجرفتك‪.‬‬

‫قرهبا أ ر ي بتها قرب وجهه‪ ،‬خيربها بحب‬

‫‪¤‬إن تضاعفت عجرفتي لن تكون هاي السابب بال حباك يل‬

‫أنت من بو ل البرش‪.‬‬

‫تلبكت بيان‪ ،‬فر مل برجاء رقيق‬

‫‪1706‬‬
‫‪ ¤‬قوليها نجالئي ‪...‬أرجوك‪.‬‬

‫بلفوت‬ ‫نظرت إليه باستحياء‪ ،‬فرطرقت برأسها هتم‬

‫‪ ¤‬أحبك‪.‬‬

‫طوقها يغيبها بو أضلعه وطنها الذي وعادها أن يكوناه اام‬

‫ووىف ام وفت هي األخرى بوعدها وأهدته قلبها منازال اام‬

‫حترص عىل إقفاله عليهام جيدا وبالقفل‪.‬‬

‫******‬

‫قال القايض لمته ورفعت اجللسة‪ ،‬ففاز من فاز وخرسا مان‬

‫خرس‪ ،‬ولن خيرس طبعا إال من جترب عىل أوامر الرمحن وظن أنه‬

‫ملك ملك ال يبىل‪ ،‬فيقع من علو شاهق عاىل رأساه لينكرسا‬

‫‪1707‬‬
‫بلزي‪ ،‬فيندم ويقول يا ليتني أفعال! لكان هيهاات يكاون‬

‫األوان قااد فااات‪ " .‬حكاام عليااه باإلعاادام شاانقا غااري قاباال‬

‫للنقل" ‪....‬أما تامر فحكم عليه باملؤبد مع األشغال الشاقة‪،‬‬

‫يقولون ان املنشاوي تاب وقض أيامه قبل الشانق يصايل هلل و‬

‫يستغفر‪ ،‬ال حكم لنا عليه‪ ،‬اهلل أعلم بعبادرب‪ ،‬فمهاام بلاغ ظلام‬

‫العبد أمامك ال حتلفن عىل اهلل أن ال يتوب علياه ألناه أعلام‬

‫بللقه منك! فال ترخذ مكان رباك وتكفار هاذا وتز اي ذاك‬

‫لكن قل هذا ما قاله اهلل يف تابه م أتبعه ب" اهلل أعلم"‪.‬‬

‫نفذ احلكم بعدها برسب و وانتهت أ رب قضية رأي عاام لتلاك‬

‫السنة‪ ،‬هذا ما اعتقدرب الك ري‪ ،‬حسنا! حتى هذرب الليلة‪.‬‬

‫‪1708‬‬
‫ترنقت ورد واستعدت حلضور عقد قران فاتن وطه‪ ،‬تطلعات‬

‫إ ليث يتمم عىل بذلته‪ ،‬فقالت بتذمر مضحك‬

‫‪¤‬لقد مللت مان احلفاالت ‪...‬أشاعر بارن ال مان أعارفهم‬

‫تزوجوا‪.‬‬

‫نظر إليها من املرآة‪ ،‬قائال بمكر مازح‬

‫‪ ¤‬قويل أنك غيورة تريدين حفال خاصا باك فرنات تقيماي‬

‫حفل زفاف‪.‬‬

‫وملال تارد علياه بيانام ترتاب أطاراف‬ ‫ألقت نحو نظرة ير‬

‫طرحتها عىل صدرها و تفيها‬

‫‪1709‬‬
‫‪ ¤‬إن نت ال أحتمل املكوث يف حفل ساعة املاة ‪...‬فكياف‬

‫دمية استعراضية يبحلق هبا اجلميع ويدققون بكال‬ ‫سرجل‬

‫أو ست ساعات ‪ ..‬إنه متعب يف الرساد‬ ‫يشء ترتديه وخلم‬

‫فام بالك بالتطبيق!‬

‫ضحك ليث مأل شدقيه يعقب‬

‫‪ ¤‬بعد التفكري بقضية البحلقة تلاك‪ ،‬أنات حمقاة ال حفاالت‬


‫ِ‬
‫أردت نروي للرسير حاال‪،‬‬ ‫حتى هذرب نلرج بعد‪ ،‬إن‬ ‫أعرا‬

‫فال أحب إيل من الراحة فغدا لدي عمل‪.‬‬

‫سحبته ليلرجا باسمة تقول‬

‫‪ ¤‬ال! هل تريد أن يقاطعني العم صالحال أقصد العم سعيدال‬

‫‪1710‬‬
‫يتنبه ليث حلدي ها ورافقها ضاحكو بمرح‪.‬‬

‫*****‬

‫ال يصدق برنه أخريا إنتهت السنة الدراساية وسايعقد عليهاا‪،‬‬

‫يشعر برنه سيموت شوقا إليهاا ليحاد ها وجهاا لوجاه بادل‬

‫ا اتف املسكو الذي ذاب بو يادرب‪ .‬انتظرهاا بفاارغ الصارب‬

‫حتت نظرات والدته املتهكمة وحتى لامهتا الساخرة‪ ،‬بكوناه‬

‫أصبح طفال فقد رزانته‪ ،‬يكرتث وظل يراقب البااب إ أن‬

‫دخلت فو ب قلبه ررنب هارب من صيادرب‪ ،‬جلسات قارب‬

‫محاهتا مطرقة برأسها بعد أن سالمت عاىل الضايوف‪ ،‬تشاتاق‬

‫لرؤيته لكن حيائها يمنعها من رفع رأسها‪ ،‬إنه أمامهاا‪ ،‬نظارة‬

‫واحدة فقط! مهت برفع رأسها فسمعت والدها يدخل اتب‬


‫‪1711‬‬
‫العدل ومساعدرب فرعادت رأسها مكانه‪ .‬رش الكاتب بتدوين‬

‫بساعيد فاامل علياه‬ ‫املعلومات‪ ،‬فالح طه أن اسم محارب لي‬

‫هامسا‬

‫اسمك سعيد يا عميال‬ ‫‪ ¤‬ألي‬

‫نظر إليه فيبه بغموض‬

‫‪¤‬اسمي صالح لكن اضطررت إ تبديله شفهيا فقط واآلن‪،‬‬

‫احلمد هلل‪ ،‬أستطيع ان أعود صالح ‪ ....‬يمكنك مناادايت بعام‬

‫صالح‪.‬‬

‫‪1712‬‬
‫استغرب طاه لكناه يعقاب‪ ،‬أماا هاو فالتفات يرماق لياث‬

‫بغموض الذي ارتاب من نظراته الغامضاة مناذ دخال هاو و‬

‫ورد‪.‬‬

‫عقد القران وألبسها طه هديته ووالدته‪ ،‬م طلب من والادها‬

‫التحدث معها عاىل انفاراد ون ظارا لضايق الشاقة تقدمتاه إ‬

‫غرفتها التي تشار ها مع أختيهاا‪ ،‬ساعد جادا لكوناه ساريى‬

‫غرفتها التي انت تكلمه منها وظل يتفحصها‪ ،‬صغرية نوعاا‬

‫ما لكنها محيمية ودافئة‪ ،‬ملحها جالسة عاىل اريس إ مكتاب‬

‫عىل طرف أحد األرسة يقول‬ ‫صغري فجل‬

‫‪ ¤‬إشتقت إليك يا قاسية القلب‪.‬‬

‫‪1713‬‬
‫رفعت رأسه ا مدهوشة باستنكار بينام يستدرك بعتاب‬

‫‪ ¤‬نعم قاسية القلب ‪....‬ألنك ال تشتاقو إيل أبدا ‪..‬دائام أظال‬

‫أسرل عليك وأنت ال تفعلو‪.‬‬

‫ظهر االستنكار عىل وجهها‪ ،‬فزاد اجلرعة بلؤم‬

‫‪¤‬أظن أنك الزلت جمربة عىل هذرب الزفة‪.‬‬

‫هزت رأسها بال مرات عدة‪ ،‬فتصنع اجلدية مضيفا‬

‫‪ ¤‬أ بتي إذن أنك تقبلو يب‪.‬‬

‫بسذاجة‬ ‫عقدت حاجبيها تساؤال هتم‬

‫‪ ¤‬يفال‬

‫‪1714‬‬
‫ابتسم و ربت عىل املكان بجانبه يدعوها‬

‫‪ ¤‬تعايل هنا بجانبي‪.‬‬

‫عىل حافاة‬ ‫ترددت قليال لكنها هنضت وخطت جتاهه لتجل‬

‫الرسير بعيدا عنه‪ ،‬ضحك و اقرتب منها فجفلات وأوشاكت‬

‫عىل الوقو لوال انه أمسك هبا يضمها إليه فحاولات الفكااك‬

‫منه‬

‫‪ ¤‬اهدئي لن أفعل شيئا مما برأسك!‬

‫يشاد‬ ‫خاطبها بمزاح فشهقت بشدة‪ ،‬فضحك بمارح ومها‬

‫عليها ‪ :‬ال ختايف! أنا فقط أريد أن أشعر بك قريب‪.‬‬

‫‪1715‬‬
‫هدأت أطرافها وأخفت بسمتها بصدررب فيتنهد بساعادة يكااد‬

‫قلبه يتوقف من سعادته‪.‬‬

‫****‬

‫أشار ليث لورد لريحال فهزت رأسها موافقة م اقرتبا من العم‬

‫سعيد الواقف مع زوجته رهنام يتجادالن بلصوص أمر ماا‪،‬‬

‫تنوي هتنئتهام حتى يساترذنا للرحيال‪ ،‬اساتدارا إليهاا فقالات‬

‫ببسمة مرسورة‬

‫‪ ¤‬مبارك لكم مرة أخرى عمي! نحن فب أن نغادر فزوجاي‬

‫لديه عمل بالصباح البا ر‪.‬‬

‫‪1716‬‬
‫صمت يرمقهام هو وزوجته فاستغربت ورد و زادت ريبة ليث‬

‫الذي اشتغل حدسه األمني يتساءل بريبة‬

‫‪ ¤‬سيدي هل تريد أن ختربين بيشءال‬

‫هم بالرد‪ ،‬فهتفت زوجته سيدة بتر يد ‪ :‬نعم سيدي‪.‬‬

‫التفت إليها زوجها باعرتاض فقالت بلوم‬

‫‪ ¤‬الرجل أعدم والفتاة فب أن تعود ألهلها‪.‬‬

‫أجاهبا بحنق ‪ :‬لكنها ال تريد!‬

‫فقالت سيدة بضيق‬

‫املوضاو مارة أخارى ‪...‬والضاحايا عائلتهاا‬ ‫‪¤‬سنعيد نف‬

‫أيذهب دمهم هدراال‬


‫‪1717‬‬
‫املنشاوي‬ ‫هبت ليث وورد يدر ان بفطنتهام أن املوضو خي‬

‫الذي مات وال زالت جرائمه تكتشاف اام زاد يقيانهم حاو‬

‫هتف العم سعيد بوجه زوجته ‪ :‬بامذا يفيدال لقد أعدم‪.‬‬

‫تدخل ليث يواجه العم سعيد أو صالح يطلب منه بحزم‬

‫‪ ¤‬أنت ستلربين بكل يشء وأنا سرقرر إن ان هيم أم ال!‬

‫اضطرا أن يبقيا إ أن غاادر اجلمياع باسات ناء طاه و والدتاه‬

‫وجلسوا مجيعهم بالصالة حيث بدأ العم سعيد برسد أعجوباة‬

‫يكن يعلم هو ذاته برهنا أعجوبة‪.‬‬

‫‪ ¤‬قبل سنوات نت عائدا برختي جليلة من بيت زوجها الذي‬

‫توفارب اهلل حينها وألهنا رزقت بفتاة واحدة وماتت يف صاغرها‬

‫‪1718‬‬
‫و تنجب بعدها بقيت حلا ا‪ ،‬فطلبت منها أن تقفل بيتهاا أو‬

‫تسترجررب وتسكن معناا ‪...‬ونحان يف طرياق العاودة أخاربت‬

‫سائق سيارة األجرة أن ال يسلك طريق الغابات ألنه غالبا ماا‬

‫لكنه تشدق بإتقانه السياقة وأنه معتااد‬ ‫يكون خاليا من النا‬

‫عليه وسنربح الوقت ألنه خمترص‪ ،‬ارحتت قلايال حاو ملحات‬

‫معنا سيارتو واحدة أمامنا واألخرى خلفناا‪ ،‬بعاد مادة مان‬

‫الوقت ودون مقدمات توقفت السيارة أمامنا فقطعات عليناا‬

‫الطريااق وانحرفاات بنااا ساايارة األجاارة إ خااارج الطريااق‬

‫وانقلبت وأذ ار بارن األخارى خلفناا اصاطدمت بااألو ‪،‬‬

‫للحظة أشعر بيشء م فتحت عيني بصعوبة‪ ،‬حتاملات عاىل‬

‫نفل وحاولت فتح باب السايارة الاذي يفاتح إال بمشاقة‬

‫‪1719‬‬
‫‪...‬تفقدت أختي فلم جتبني وجزعت ظننتها ماتت لكن احلمد‬

‫هلل أدر ت برهنا فقدت الوعي‪ ،‬أخرجتها برفق وتفقادهتا فلام‬

‫يكن هبا سوى جروحا سطحية ‪...‬أما السائق فكان غارقا بدمه‬

‫تفقدتااه وأدر اات برنااه مااات ‪....‬جتولاات حااول الساايارتو‬

‫األخريو لكن لألسف انتا قد د تاا د اا و أساتطيع حتاى‬

‫إفاد مدخل ألرى ما بداخلها‪ ،‬وقفت ال أعلام مااذا أفعالال‬

‫انت الغابة أمامي ال هاتف وال وسيلة اتصاال و اان الليال‬

‫يسدل ستاررب‪ ،‬أوقفت أختي أسندها وأخربهتاا أنناا فاب أن‬

‫نبدأ بامليش علنا نجد سيارة أو منقذ و نا عىل وشاك املغاادرة‬

‫حو سمعنا صوت نشي مكتوم تتبعنا أ ررب ألسمعه قادما من‬

‫‪1720‬‬
‫إحدى السيارتو ‪....‬أصبحت املجنون أبحاث عان طريقاة‬

‫ألخرج من يبكي هناك‪.‬‬

‫ظل اجلميع ينصت برت يز أو م ليث الذي يتذ ر حاد ة م يلة‬

‫انترشاا خ ربهااا بااو الرشااطة وال يعجبااه مسااار احلااديث‪،‬‬

‫خصوصا أن الداهية بجانبه تتذ ر هي األخرى وهذا واضاح‬

‫من عينيها اجلاحظتو وشحوب وجهها‪.‬‬

‫أ مل العم سعيد‪ ،‬قائال‬

‫‪ ¤‬توصلت وشقيقتي لطريقة‪ ،‬خال ا متكنا من رس الزجااج‬

‫اخللفي‪ ،‬فرلقيت نظرة ألجد فتاة بعمر فتي‪.‬‬

‫‪1721‬‬
‫أخرجناها برفق فظ لت ترصخ تنادي والدهيا‪ ،‬أشفقت عليهاا‬

‫فحاولت بام أوتيت من قوة ألدفاع نفلا إ داخال السايارة‬

‫فهالني ما رأيته وعدت أدراجي أترساف اا‪ ،‬انات ترصاخ‬

‫هبسترييا يكسوها الدم ‪...‬حاولت أختي تفحصها فلم تسامح‬

‫ا ‪ ...‬انت مصدومة لكن قوية ورصخت برهنا بلري و أن ماا‬

‫هبا جمرد خدوش‪ ،‬بعد أن هدأت قليال طلبت منهام أن تتبعااين‬

‫لنتوارى خلف األشجار وانتظرنا مدة تقريباا حتاى انتصاف‬

‫الليل حو ملحنا سيارة‪ ،‬انتفضت أختي من مكاهناا لكان اهلل‬

‫أ مني احلذر ومنعتها وأمرهتام بالصمت ورحات أناا اقارتب‬

‫منهم هبادوء حتاى أصابح صاوهتم واضاحا وسامعت ال‬

‫حوارهم‪.‬‬

‫‪1722‬‬
‫قام ليث من مكانه‪ ،‬يتدخل بحزم ألنه تر د مما سيقوله‬

‫‪¤‬سيدي فب أن تريت مع ي وتديل برقوالك‪ ،‬إهناا جريماة قتال‬

‫وفب فتح حمرض اآلن‪.‬‬

‫انتفضت ورد هاتفة باستنكار والدمو عىل وشك النزول‬

‫‪¤‬و يف علمت برهنا جريمة قتل هو يكمل بعدال‬

‫هم بالتحدث لكنها قاطعته تستدرك بوضوح‬

‫‪¤‬أعلم جيدا بام تفكر به وأنا معك بإ امل هذا املوضو باملر ز‬

‫لكن قدمي قبل قدمك‪.‬‬

‫زفر بحنق والتفت إ العم الذي قام هو اآلخار وغاادروا إ‬

‫املر ز‪ ،‬اتصل ليث بالعميد ليحرض هو اآلخر فاملوضو هيماه‬


‫‪1723‬‬
‫واجتمعوا األربعة فرعااد العام رسدرب إ نقطاة هناياة احلاوار‬

‫واستطرد‬

‫‪ ¤‬فهمت أهنم ِ‬
‫أرسلوا للتر د من موت صاحب السيارة التاي‬

‫انت أمامنا ‪...‬تفقدوا سي ارته فصاح واحد منهم ‪*...‬الفتاة!‬

‫أخربنااا أن برفقتااه فتاااة!* ‪....‬ظلااوا يبح ااون يف الساايارات‬

‫وحو م فقال واحد منهم‪* ،‬ربام تريت* ليجيبه اآلخار *ال‬

‫فائدة حتى إن وجدناها حية ال نستطيع قتلها فهو أ د علينا أن‬

‫نتيقن فقط من موهتام نزفا من احلادث‪ *،‬تشدق واحاد مانهم‬

‫قائال بلبث *املنشاوي هذا داهية أتعلم من هبذرب السايارةال*‬

‫ساارلورب فرجابااه برنااه *نقيااب ونائااب وزياار الداخليااة عاايل‬

‫اخلطاب*‪.‬‬

‫‪1724‬‬
‫يصدموا ال تهم فهم التقطوا مغزى احلاديث لاه‪ ،‬والعام‬

‫سعيد يكمل‬

‫‪ ¤‬صاح واحد منهم و قال ‪*...‬يا ويلنا قد تنزلق أقدامنا نحن‬

‫وينفذ منها هو* ‪...‬أجابه األول ‪*...‬ال ختف أ أقل لك برناه‬

‫داهية! ‪...‬أغرى مساعدرب باملال وظل يزودرب بادواء يدساه لاه‬

‫واحدة واحدة ل يوم صابرا إ أن أعطى مفعوله* ‪.....‬قال‬

‫ال اااين ‪ *..‬ألاان يكتشاافورب بالترشاايحال* ‪..‬رد عليااه ساااخرا‬

‫‪*...‬إنه دو اء مرشو لكن من يرخذرب ينصح بعدم السياقة ألن‬

‫أخذرب يسبب دوارا‪.....‬لقد خطط وصرب إ أن نفذ و أزاله من‬

‫طريقه‪ ،‬فذلك الرجل قد مجاع علياه أدلاة اريا بلصاوص‬

‫التجارة و ان سيوقع به لكنه سبقه ‪.....‬حرب دينصاورات*‬

‫‪1725‬‬
‫‪.....‬ضحكوا بسفه و راقبتهم حتى غادروا م عادت إلايهام‬

‫وأخربهت ام بام سمعته‪ ،‬سرلت الفتاة من يريد قتلها فلم جتبناي و‬

‫ارتعدت مكاهنا ‪....‬بقينا إ الصباح البا ر فرأيات سايارات‬

‫إسعاف حتوم باملكان وأوصيت أختي والفتاة بعادم التحارك‬

‫من مكاهنام إ أن أعاود ‪....‬اقرتبات مانهم و أ ان بحاجاة‬

‫الدعاء التعب بينام أخربهم برنني نت أستند بشجرة من تعبي‬

‫‪...‬أخذوا أقوايل وطبعا أذ ر شايئا مماا سامعته خوفاا عاىل‬

‫الفتاة‪ ،‬وطلبت هاتفا حد ت فيه صديقا يل أ ق به وطلبت منه‬

‫ليريت إ الغابات ليعيد أختي والفتاة إ بيتها إ أن نقارر ماا‬

‫سنفعله ‪...‬وهذا ما ان! اآلنسة ورد جاءت إ املشفى تبحث‬

‫عني وين الوحيد ا لذي نجا وعرضت عيل املساعدة‪ ،‬جزاهاا‬

‫‪1726‬‬
‫اهلل خريا هي من دفعت فاتورة املشفى ودبرت يل عمال بعدها‬

‫مع أهنا انت صغرية لكن برية بعقلها أما الفتاة فظلت خمتبئة‬

‫عند أختي إ أن قرأت باجلرائد أن مان اسامه املنشااوي قاد‬

‫أعدم ‪....‬فرخربهتا أن ال خطر عليهاا إن أرادت البحاث عان‬

‫با قي عائلتها لكنها رفضت رفضا قاطعا‪.‬‬

‫نظروا لبعضهم البعل‪ ،‬فعقبت ورد بإحباط حزين‬

‫‪¤‬مع أنك أنقذت الفتاة من املوت لو ظناوا برهناا أناا‪ ،‬لكناك‬

‫خمط بكل األمر‪ ،‬فهم انوا يبح ون عني‪.‬‬

‫وضع العميد يدرب عىل عينيه حنقا وضيقا لصديق ماات غادرا‬

‫وابنة ظنها بمرمن من اخلطر أما ليث فيشعر برناه سايفتح قارب‬

‫‪1727‬‬
‫املنشاوي ويعيد قتله بينام العم سعيد يفغار فاارب ال يفقاه شايئا‬

‫حتى فرست له‬

‫‪ ¤‬النقيب الذي يتحد ان عنه هو أيب الذي رباين ونحن نعلم‬

‫برنه قتل إ أن حتد ت اآلن فلقد حبكها الشيطان و نفذ منهاا‬

‫حينها‪.‬‬

‫هبت العم يصغي إليها تكمل‬

‫‪ ¤‬وأنا ان من املفروض أن أذهب معاه ألنناا ناا مساافرين‬

‫بعمل خريي لكن‪ ،‬لكن حاد ة بالدار حالت دون ذلك فسافر‬

‫لوحدرب ‪....‬فرنا املقصودة يا عم وليست تلك الفتاة التي تروهيا‬

‫شقيقتك‪.‬‬

‫‪1728‬‬
‫هتف العم قائال بصدمة‬

‫‪ ¤‬يا اهلل! لو نت حتد ت حينها! لكن ظننت برنني أمحي الفتاة‬

‫ذا أخربتك حينها أن لدي مشاا ل ومضاطر لتغياري اسامي‬

‫‪....‬وأنت نت أ رب من الفتاة سنا وهم يذ روا سانا معيناا‬

‫‪...‬قالوا الفتاة فقط!‬

‫قالت ورد و قد جتمعت الدمو بعينيهاا فرمساك لياث يادها‬

‫يدعمها‬

‫و‬ ‫‪¤‬أخربونا أن أيب سبب حاد ا مروعا قتل عاىل أ اررب أناا‬

‫يبقى سوى رجل واحد ‪....‬أرسعت إليك وسااعدتك باامل‬

‫أيب علك تغفر له وبح ت عن أهل السائق وأعطينااهم الدياة‬

‫‪1729‬‬
‫ميساورين رفضاوا الدياة وأي‬ ‫‪....‬أم ا أهل الفتاة فهم أناا‬

‫تعويل وتقبلوا اعتذارنا‪.‬‬

‫بكت ورد بحرقة تفكر برن املجرم يرص عىل إحراق قلبها حتى‬

‫وهو ميت فضمها ليث هيدئها بينام العميد يقول و رناه يفكار‬

‫بمعضلة ‪ :‬رضغام!‬

‫التفت إليه ليث‪ ،‬يعقب‪ :‬ما به سيديال‬

‫أجابه قائال ‪ :‬إنه قريب الفتاة‪ ،‬أنا الزلت أذ ر بح ه عنها حتى‬

‫وسلم برن ج تها سحبت إ الغابة ليفرتسها الضبا ‪.‬‬ ‫يئ‬

‫فكر ليث للحظة م أخربرب ‪ :‬فب أن نلربرب‪.‬‬

‫هز العميد رأسه مؤ دا فيبه‬

‫‪1730‬‬
‫‪ ¤‬نعم وأ ريد حتقيقا تفصيليا يا ليث‪ ،‬عيل رمحه اهلل لكن الاذي‬

‫باعااه مااا ياازال حيااا ‪ ....‬ااالب املنشاااوي اآلن تعااد وفيااة‬

‫سنستغل ذلك لصاحلنا‪.‬‬

‫هتف ليث بحارض سيدي‪ ،‬فق امت ورد متساح دموعهاا بيانام‬

‫هنا بيننا‪.‬‬ ‫تقول ‪ :‬هذرب احلقيقة فب أن تطم‬

‫نظروا إليها بجهل‪ ،‬فر ملت تفرس‬

‫‪¤‬أتعلمون ماذا سيحدث إن علمت أمي وسهى وحمماودال‪...‬‬

‫سيدمر زواج سهى وهذرب املرة لن نستطيع إصالحه مهام فعلنا‬

‫‪....‬وسيضيع طفل ال ذنب له ‪...‬سنعود لنقطة الصفر ونسمح‬

‫له حتى بعد موته برن يدمر طفولة إنسان آخر‪.‬‬

‫‪1731‬‬
‫صاحت بحزم جمنون تلوح بسبابتها‬

‫‪¤‬لن أسمح له‪... .‬أبدا لن أسمح له!‬

‫ضمها والدها فدست وجهها تنتحب بصدررب‬

‫‪¤‬اهدئي اهدئي!‬

‫أحرض ا ليث وب ماء ورشهبا إيارب‪ ،‬فحاولت متالك نفساها‬

‫ورمت والدها بنظرة استجداء استجاب ا بتفهم‬

‫‪ ¤‬حسنا ابنتي أنت حمقة ‪....‬سيكون حتقيقا رسيا ونطالب أيضا‬

‫بجلسة رسية حو نقبل عىل اخلائن‪.‬‬

‫‪1732‬‬
‫ضمت نفسها إليه بقوة وطلبت من العم سعيد أن يرسا اخلارب‬

‫هو ا آلخر فوافقها‪ ،‬عادا إ البيت بعد منتصف الليال بقليال‬

‫وحتدث ليث يمسد عىل شعرها بينام هي مستلقية عىل صدررب‪.‬‬

‫‪¤‬هل تعلمو أنني أفكر بساهى ومحازة ودماار زواجهاام إن‬

‫خرجت احلقيقة إ النورال‬

‫مهست بلفوت حزين‬

‫‪ ¤‬ال فائدة من إظهارها اآلن‪ ،‬املعنيان ميتان واحلي أبقاى مان‬

‫امليت‪.‬‬

‫هز رأسه مؤ دا فاساتدر ت بوجاوم ‪ :‬فاناا أحزاناا ومهاوم‬

‫لي جد أطفالنا وسطا مجيال ينمون به بشكل طبيعي‪.‬‬

‫‪1733‬‬
‫ابتسم ليث‪ ،‬يؤ د عىل قو ا‬

‫‪ ¤‬أنا أحترق شوقا ألنجب منك أنت ‪...‬أريد فتاة نسلة عنك‪.‬‬

‫ابتس مت بحب ورفعت رأسها إليه تناديه ‪ :‬ليث!‬

‫أجاهبا هبمهمة‪ ،‬فر ملت ببهجة يشوهبا بعل احلزن‬

‫‪ ¤‬أنا حامل‪.‬‬

‫لوهلة يستوعب لكنه ما لبث أن أصابه اإلدراك‪ ،‬فاانتفل‬

‫عن مكانه بحر ته املعهودة فرصابح يرشاف عليهاا ضااحكا‬

‫يطالبها بتر يد ‪ :‬أنت متر دةال‬

‫أومرت باسمة فعانقها يب ها االحتواء واألمان بيانام تب اه هاي‬

‫العاطفة واحلنان يكمالن بعضهام قلب واحد ال ينشطر‪.‬‬


‫‪1734‬‬
‫جالسا أمامه خيفي توتررب الظاهر عليه‪ ،‬فقال ليث بنفاذ صرب‬

‫‪ ¤‬ياسو حتدث أو غادر لدي عمل!‬

‫أجفل رنه تائه برفكاررب وحتدث برتدد‬

‫‪ ¤‬أنا أريد أن أترسف لك عن يشء يؤرقني ‪...‬خطر أقسم أنني‬

‫أقصدرب ومع ذلك فقد أقتصه اهلل لك مني‪.‬‬

‫ضم ليث حاجبيه ريبة فر مل و رسد عليه ل يشء وحو رفع‬

‫عينيه إ صديقه عندما أهنى حدي ه توقع األسوء فدهش حو‬

‫ملحه هادئا‪ ،‬فرضاف‬

‫‪ ¤‬آسف صديقي‪ ،‬أقسم ال زيادة عىل ما أخربتك به‪.‬‬

‫ابتسم ليث هبدوء يقول‬


‫‪1735‬‬
‫‪ ¤‬نت سرغضب ريا لو علمت من نفل لكن اآلن ال حياق‬

‫يل فامذا أريادرب بعاد! هاذا ال‬ ‫يل الغضب‪ ،‬فكام قلت اهلل اقت‬

‫يعني أنني أشمت بك حاشا‪ ،‬سرت اهلل علينا مجيعا لكان فقاط‬

‫لتكون لك عربة حتى ال يغرنك الشيطان فتتامدى‪.‬‬

‫قام ياسو يزفر براحة واسترذن ليغادر فحد اه لياث بصادق‬

‫رافقه بنظرة ذات معنى‬

‫‪¤‬ياسو! أنا أ ق بك وأنت أ بت برن قتي بمحلها ‪...‬شقيقتي‬

‫ال زالت صغرية لكن حو تكرب قلايال إن شااء اهلل لان آمان‬

‫عليها مع أح د ام ستمن عليها معك ‪....‬طبعا إن هي وافقت‪.‬‬

‫ابتسم ياسو بامتنان وغادر حيمد ربه عىل نعمته‪.‬‬

‫‪1736‬‬
‫دخل العميد مرسعا إ مكتب ليث يقول ما إن ملحه‬

‫‪¤‬ملا استدعيتني وطلبت مني القدوم برسعةال‬

‫دعارب للجلو ‪ ،‬فيبه ‪ :‬استجمعت ل املعلومات سيدي‪.‬‬

‫فقال العميد ‪ :‬إذن ‪.....‬حتدث!‬

‫فتح امللف أمامه خيربرب‬

‫‪ ¤‬الفتاة اسمها *بنفس أمحد فضل اهلل* نجلة أغناى أخ مان‬

‫إخوة و أبناء عمومة عائلة فضل اهلل‪ ....‬عمرها عندما فقادت‬

‫سبعة عرش يعني اآلن بعمر ال انية والعرشون سنة ‪ ...‬انت يف‬

‫رحلة مع والدهيا اللذان توفيا باحلاادث ‪*...‬الضاابط املمتااز‬

‫‪1737‬‬
‫رضغام خريت فضال اهلل* أنات تعرفاه سايدي يكاون ابان‬

‫الوقت‪.‬‬ ‫خالتها وابن عمها بنف‬

‫نظر إليه العميد يرفع حاجبا واحدا‪ ،‬فقال ليث باسام‬

‫‪ ¤‬هم عائلة منغلقة يتزوجون بينهم يعني إ آخر جيل الاذين‬

‫أظن برهنم متردوا فرنت أعلم برضغام‪.‬‬

‫ابتسم العميد يعقب‬

‫‪ ¤‬ذلك الفتى لقد اشتقت إليه‪ ،‬رغم ترصفاته الغريبة التي ال‬

‫أفهمها بعل األحيان ‪ ...‬طلبت منه عدة مارات أن يعاود إ‬

‫بلدرب لكنه مرص برن يبقى باإلنرتبول ال أعلام ملااذاال ‪..‬ممكان‬

‫ليهرب من زواج األهل هذاال‬

‫‪1738‬‬
‫ارتبك ليث‪ ،‬فيبه بحذر‪ :‬يف احلقيقة سيدي ذا استدعيتك‪.‬‬

‫قطب جبينه يطالبه‪ ،‬بنفاذ صرب ‪ :‬حتدث ليث!‬

‫رد عليه ‪ :‬يف خضم حتريايت ‪...‬ا تشفت برن والدة رضغام من‬

‫ضحايا السفاح األجنبي‪.‬‬

‫انتفل العميد مصطفى من مكانه رن حية لدغته‪ ،‬يصيح‬

‫‪¤‬إسمهاال أعطني اسمهاال‬

‫رد عليه ليث‬

‫‪...‬‬ ‫‪*¤‬ليىل‬

‫قاطعه العميد مكمال بإدراك‬

‫‪1739‬‬
‫ال أساامي‬ ‫‪ ¤‬سليامن فضل اهلل* ‪....‬أنا أذ رها اام أحفا‬

‫األخريات‪.‬‬

‫مال عىل مكتب ليث حيد ه وبرصرب عىل نقطة ومهية رنه حيدث‬

‫نفسه‬

‫‪ ¤‬يف أالح تشابه النسب وهو ‪ ....‬خيربين ‪...‬ملاذاال‬

‫نظر إليه بعينيه الغائمتو بسواد قاتم‪ ،‬يستفرس‬

‫السببال‬ ‫‪¤‬أترارب انضم إ اإلنرتبول لنف‬

‫أمال ليث رأسه إ اجلانب يرد عليه‬

‫‪ ¤‬غدا سيكون أمامك إن شاء اهلل اسرله بنفسك‪.‬‬

‫ضم حاجبيه‪ ،‬قائال باستغراب‬


‫‪1740‬‬
‫‪ ¤‬سيعودال ‪ ...‬يف أقنعتهال‬

‫مط ليث شفتيه إ األمام و هز تفيه بلفة بينام فيبه‬

‫‪ ¤‬ما إن أخربته عن الفتاة ‪...‬قال أنه قادم و يطلاب االجاتام‬

‫بك‪.‬‬

‫ألقى العميد قله عىل رسيه‪ ،‬يقول بقلق‬

‫‪ ¤‬أنت ال تعلم يا ليث يف يؤرقني هذا األمر برمتاه ‪...‬مناذ‬

‫أعلنت أبويت لورد وأنا أرى وابي ‪ ،‬أخاف عليها جدا‪.‬‬

‫اسودت مالمح ليث يعقب‬

‫‪ ¤‬أنا متفق معك لكن مان ناحياة أخرى‪....‬بادل أن نار ل‬

‫خلفه ها نحن ننتظررب‪.‬‬


‫‪1741‬‬
‫أجابه العميد‬

‫‪...‬دائام أ د عليها أن ال تفارق العقد بعنقها ‪...‬فهي‬ ‫‪¤‬ال تن‬

‫النحلة ال تبقى بمكان واحد‪.‬‬

‫هز ليث رأسه م ابتسم العميد رنه يكن غاضابا‪ ،‬يطمائن‬

‫عليها ‪ :‬يف هيال هل يتعبها احلملال‬

‫أجابه ساخرا ‪ :‬بل هي من أتعبت احلمل ‪....‬أشعر برن اجلنو‬

‫سيهرب منها لينام قليال ويرتاح‪.‬‬

‫ضحكا بمرح حلظي هيون علايهام ظاالل ا ام املحيطاة هباام‪،‬‬

‫فالعجب للدنيا تلقي باإلنسان إ جحيم القلق يف حلظاة ام‬

‫ترفعه إ سامء السعادة يف حلظة ‪...‬إهنا دنيا ال أمان ا!‬

‫‪1742‬‬
‫مال إله اال أنت سبحانك إين نت من الظاملوت‬

‫متت بحمد اهلل‬

‫‪1743‬‬

You might also like