Professional Documents
Culture Documents
رسائل
2021
بقلم:
بائعة كالم
و
شيطانها
إهداء
أعرفك يا وائل عندما يضيق صدرك وتكون مهموما وحزينا بشهقة هواء عنيفة تدخلها
لصدرك بين حينة وأخرى وكأنك تختنق ،وأعرفك حينما تكون سعيدا ومبسوطا بطريقة
حركتك في الكرسي ،تكاد ال تستقر فيه ،وتعلو وترتفع وكأنك ترغب في الوصول
للسماء والقفز من مقعدك.
حتى لو أ قنعتك إجابتي وأقنعك كالمي ،لن يبوح قلمي باسمي وال صلتي بك ،وال كيف
أعرفك ،فقط سأقولها لك يا رفيق القلب....
ستعرفني بقلبك..
عمت مساء
المبادئ الوجودية
مساؤك عطر سماوي عابق من روائح الجنة يعطر كل شبر في جسدك ،ألنه هو العطر
الوحيد الذي يليق بجسد إنسان مثلك ،الكل يتفنن في وضع العطور والروائح لجذب
قلوب تشبههم تروق لهم روائحها ،حتى القطط لها روائحها الخاصة ،إال جسدك ،أدري
بأنك ال تضع عطرا وال تحب وضع العطور ،لكن كلما مررت من جانبي ،أشعر
برائحة روحك ،أدري بأنك تظن بأنه اليليق بك عطرا أبدا ،ألن رجل بجمال هالتك
ينفث كل العطور الوجودية التي ال يلتقطها إال هالة مثله ،لكن أظن أن عطر دنيوي
على جسدك ،عطر فريد ال يستخدمه غيرك ،سيجعل قلبي يشتد خفقانه كلما مرت
روائحه بجانبك تحمل رائحتك.
مساؤك أطايب من الروائح ،لعلك تالحظ يا رفيق الروح ،أني أتحدث وأحب العطور،
ولعلي من النوع الذي تثير شهيته العطور الجميلة التي يحملها ثوب إنسان تحبه ،فأنا
ولربما أعرفك على نفسي بعد هذه الرسالة ،ولدت في عائلة من أم أهلها تجار عطر
العود ،ولعلهم كانو ا يقطعون الفيفي واللجان برا وبحرا من أجل جلب العود النادر من
شتى بقاع العالم ،خالي تاجر عود معروف في موطنه ،وابن خالي من خال آخر ،تاجر
عود وخبيره في موطنه،وكالهما من بلدين مختلفين ،أفيق الصباح على روائح بخور
البيت .،فأختي الصغرى ال تنام إال بروائح اللبان ترج نواحي البيت ،وأمي ال تفارق
مالبسها روائح المسك الرصاصي والعنبر ،وأبي له ذوق فريد في إنتقاء العطور،
وغرفتي مليئة بأنواع من عطور العود والمسك بروائح المختلفة .،ال يروقني العطور
الغربية ،ونزعتي العربية تجعل مني امرأة يثير شهيتها رجل بروائح العطور العربية،
ال أتنازل عن نوعي في العطور ،وال أساوم في اختيارها ،ولعلها ستصلك يوما بجانب
مسودة رسائلي هذه عندما أجمعها في كتاب أخذا بحذو كافكا ،بجانبها ستصلك هدية من
عطر العود ،ضع قليال منه بجانبك األيسر لصدرك ،بجانب تلك الكتلة العمالقة التي
تعصى على الخفقان بسهولة ،لعله عندما يشمها قلبك ،يتذكر بوحي لك هذا.
كل هذا اإلسهاب في ذكر العطور جاء في عرض ذكر تحية صباحية لك فقط ،فالكاتب
يا رفيق القلب يبدأ دائما بفكره وينتهي في شاطئ فكرة أخرى.
ج اء عنواني ذكرا للمبادئ الوجودية ،ولعلك تسأل نفسك هل كتابتي لك بمعرف سري،
صفة وجودية للجبن؟
تعلمت من كل المغامرات التي خضتها بمفردي الشجاعة والدفاع بقوة عن مبادئي ،لكن
أشعر بسكينة ووقار قلب األنقياء حين أكتب لك وال تدري عني شيء ،فإن حاولت
معرفتي فهذا رد يدل أنك تكترث ،وإن لم تبالي بكل هذه الرسائل فأنا أحفظ كرامتي
كامرأة لها قلب العزة والشموخ.
لعلي في رسالة أخرى في وقت الحق بعد اليوم سأحدثك بإسهاب عن قصتي وألف ألف
حكمة علمتني إياها الحياة.
لعلك تنتظر بوحي القادم ،ولعلك لم تكترث وحسب ،لكني اليوم وقلبي الضعيف يتحدث
أشعر بألم بقلبي ،وثقل بنفسي ،وفتور في همتي ،لعله الحب والشوق والتفوق ،ولعله
أمر خارج عن إرادتي يتعلق بأمر ما صعب البوح به ،ال أدري كيف أعبر عن حجم
األلم الذي يعصر فؤادي ،ويجعلني ال أنام كمثلك قريرة عين ،أحبك يا رفيق القلب
وأحبك كل شبر فيك ،وأحبك الهواء الذي تتنفسه والتراب التي تمشي عليها .،ولقد
استشرت قطبي في موضوع حبك وقال لي ،أنا أنتظر أربعين يوما أخرين ،فإن شعرت
أن حبك يزيد توهجا كل يوم ويستمر أربعين يوما فأنا في عذاب الحب قيس ،وإن
تالشى كل هذا بعد أربعين يوما فهذه مجرد نزوة عابرة زائلة كسابقاتها ،لذلك يا رفيق
القلب .،إذا ظلل ت أبوح لك لمدة أربعين يوما فتأكد بأنك قطعة من قلبي .،أما إذا أختفيت
بعدها فأعتبرني طيف حبيب مر ورحل.
أحبك وأحبك
عمت صباحا
المبادئ وأشياء أخرى
لعلك رجل كثير الشغل واإلنشغال ،ولعلك لن تجد الوقت الكافي لقراءة كل هذا الهذر،
لكني أكتب لك حديث قلب ال يباع كالمه في األسواق كما يبيعه الكتاب اآلن ،ال تظن
أني بائعة هوى أو امرأة تحبك لمالك أو ملكك .،ولكني امرأة أغرب من الخيال ،ولعلك
تتفاجأ لو أخبرتك أني أحببت يوما مريض إيدز لو عرضت صورته على كل نساء
العالم لن تقبل به امرأة ،وكنت مستعدة للهروب معه ألقاصي العالم فقط ألسكن قلبه
وخلوته ،جمعنا الحزن واأللم والغربة وحب الليل .،ال تتوقع أني امرأة تحب أي رجل
أو يخفق قلبها ألي عابر سبيل ،ولكن هالتك الغريبة وشهقاتك المؤلمة تجعلني أشعر أن
خلفك ألف قصة وقصة وألم وألم ،لعلك رجل ال يكترث للمبادئ وال يحسب لها حساب،
ويظن أن المال كل شئ في الحياة ،وليس مستعد أن يضحي بحياته كلها من أجل حب
سكن قلبه .،لكني امرأة خالفك .،امرأة من طينة التمرد .،ال أبالي بأن أكسب قلب
شخص على حساب مبادئي وأظن أن القوة في الصبر والتحليل بروح الشجاعة
والجرءة ،لعلك تاجر من قلب حجر .،تظن أن كسب الناس هو غاية همك وتظن أنك لو
كنت محايد في نظرتك وموقفك ستكسب الكل .،لكني امرأة أخترت أن أكسب شخص
واحد وأخسر ألف ألف شخص ،لكن تأكد أنه حب قوي من قلب قوي أفضل من ألف
ألف حب ضعيف من قلب ضعيف .أدري بأنه ال وقت لديك لسماع كل هذا الهذر ،لكن
على األقل بلغت ما يجيش بقلبي وخاطري ،ولعلك تستفيد منها ولو كلمة ،وهذا هو زكاة
حبي لك
.
يا حبيب القلب
عمت مساء
الكبريت األحمر
لعل هذا العنوان الغريب على عملي مثلك يجعلك تجهل صاحبه .،لكني أعرف صاحبه
بروحي ولو لم أدركه بجسدي ،ابن العربي ذاك العاشق الصوفي المتيم بحب اإلله كتب
كتابا كامال في الحب الطاهر العفيف ،كان يزعم أنه طاهر رغم أنه تجرأ على كل
األعراف وكل الحدود وقبل حبيبته وقبلته ،لمسها ولمست لحيته ،كان زعيم الصوفية
في الخلوة والوجد ،وكان يزعم أنه يتلقى إلهاما إالهيا من رب األرباب وفاتح كل
األبواب ،ولعلي قرأت سيرته من بدايتها لنهايتها وأدركت أنه يملك قلبا لو عرض
للمقارنة بجانب زالل البيض لغلبه ،لم يؤذي أحدا في حياته ،وعاش عفيفا طاهرا بعيدا
على المناصب والراتب ،لكن كان جل ما يملكه جعله ضائع الصيت هو ذلك الكتاب
الذي كتبه في محبوبه،ولعلي ال أبالغ لو قلت لك ،أني أنقى منه ،فأنا لم أقبل محبوبا قط
ولم يمس جسدي رجل غريب ولو كان قطعة مني ،ابن العربي الكبريت األحمر وزعيم
األقطاب قاطبة الذي ذاع صيته وعال اسمه لوجده وشوقه الرباني .،كان عاشقا متيما.
وكان ما يجمعه بمحبوته العلم والحب ،لكن ال أزال أتعجب ما الذي يا ترى يجمعني
بك؟
رابعة العدوية صاحبة البيت الشهير في الحب اإللهي كانت تقول
أحبك حبين حب الهوى وحب إلنك أهل لذلك
فأما الذى هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
ما ال تعرفه عني أني كثيرة التأمل فيما أحب ،عيني تحب الجمال وتهواه .،لكن معايري
في الجمال معايير باطنية ،وليست معايير مادية .،أرى بقلبي أبعد مما يراه اآلخرون،
ألن عقلي بقلبي ،وأرى أنك جميل بمالمحك وسمرتك ،وكأنك ابن ،بحر ،سمرتك عذبة
ولطيفة ،تليق على شرقي النزعة والملحد لدي ميول كبير ألصحاب البشرة السمراء
وخاصة لو كان رجل ،صوتك عذب وهادئ ،لم أسمعك ترفعه يوما على أحد ،كنت
كلما أعجب بقلم شخص خلف الشاشة وأراه واقعا يفتر ذلك الحب ،لكن أنت مختلف،
أريد أن أختلف أي حديث .،فقط ألتحدث معك ،هالة مكتبك رائعة ،أحيانا أتمنى عندما
يضيق صدري فقط أن أطلب منك أن تسمح لي بالجلوس بجانبك ،فقط دون أية حديث،
فقط أشعر بهالتك وعذوبتها ،لدي أختى يا رفيق القلب .،ال استطيع النوم بجانب
سريرها ،وكلما عادت من عملها لننام بغرفة واحدة ،أخذت فراشي وذهبت ألنام بجانب
جدتي ،وصارحتها أكثر من مرة ،أني أشعر بسواد هالتها ،وكانت تضحك ساحرة كل
مرة .خالتك عذبة وجميلة ،وكأنك روح السكينة ووقارها ،أرغب في سؤالك مرة واحدة
فقط .،هل يليق الغضب بقلب نقي مثلك؟
لعلي هذرت كثيرا ،ولعلك ال تقرأ شيء مما كتبت ،ولعلك ال تكترث بشيء من كل هذا،
.ولعل بقلبك ألف شك وشك ،ولعلك ال يروق لك كالمي ،ولعلك نقيضه أيضا
والنسب السليل
والحسب المجيد
نحن اآلن في اليوم الرابع .،وال يزال بوحي صامد .،وعزمي جامد ،وروحي صارمة.،
لن يثنيها عدم ردك وتجاهلك .،ولن يوقفها غضبك وتحاملك .،فعقلي يؤمن يا بديع أن
كثرة الضرب تفل الحديد .،ولعل رقة كالمي ترقق قلبك وروحك .،ولعل روحك
الجميلة الطائرة في أرجاء المكان تبلغني بما ال يستطيع لسانك تبلغيه،لعلك تعرف مني
الظاهر فقط .،ما يب دو لك فقط ،من كالمي وشكلي ورائحتي ،لكن ال تعرف عن خبايا
قلبي شئ وال فكري شئ ،وال حديثها بالحلوة معا .،لعل مسقط مدينة الغاية ،لم أشعر
بالسكين والتقوى مذ وطيئتها منذ مدة ليست باليسيرة ،لعل قلبي يغزوه اآلن كل،
التناقضات التي ال تغزو قلب مؤمن قط ،أشعر برغبة في مسك مصحف والتوقف عند
قوله":وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا" ،ألفكر بإلتهامك وكأنك قطعة حلوى راقية ،أو
قطع من السكر المحلى .فكرة إلتهامك بحد ذاتها تضعفني وتسبب لي وهنا....
أخبرني فقط
أخبرني
إحكي لي ،عن تلك المشاغل والهموم التي تجعلك تركض أكثر من ١٤ساعة في
اليوم .،دون توقف لتلقط أنفاسك ،دون لحظة واحدة فقط تستوقفك لتفكر في األشياء
الجميلة ،ما هذه الحياة التي تجعلك تركض وتركض وتركض وأنفاسك تتقطع وأنت ال
تستطيع اللحاق بقطار الحب ،كل هذا المجد والعظمة سيأتي يوما ويزول ،وتشيخ وتهرم
ويبقى لك قلبك وذكرياتك ،ماذا سيحدثك قلبك وماذا سيقول وأنت ال تجد يوما واحدا فقط
للتوقف وإلتقاط أنفاسك والتفكير مليئا أن هناك قلب خلف هذه الشاشة يرق ويحن لك،
يحبك لشخصك ولعذوبتك ،أريدك عندما تهرم وتشيخ ،أن تتذكر رسائل الحب العذبة
هذه ،أن تتذكر كل هذه التفاصيل ،كل كلمة فيها ،أريدك أن تتنفس كالمي عندما تشعر
باإلختناق ،أريد كل كلمة فيه أن تجري في دمك ،وتتذكره في كل لحظاتك وسكناتك،
فقط توقف يا رفيق القلب ،توقف قليال ،يكفي جريا طيلة اليوم ،خذ نفسا عميقا اآلن
وتذكر كل كلمة جميلة قلتها لك وكأني أعنيها من صميم قلبي ،ال تتوقع أن كاتبا ما
يستطيع أن يكتب في الحب وهو ال يعيشه ،وال تتوقع أن قلبا يخفق لك يستطيع أن يكتب
كل هذا البوح ولمدة طويلة دون أن يكون اسمك على قلبه.
إن انقطعت رسائلي تأكد أنها انقطعت أنفاسي
ال أدري إن كان قلبك يتلهف لبوحي أو أنه يعتبره سذاجة طفلة عزباء ،ال أدري إن كان
قلبك الحجر يرق لكلمات الخالصة أم ال زلت ال تكترث ،ال أدري هل ال أزال أحدثك أم
حولت الرسالة للقمامة أو إيميل مجهول آخر ،أدري شئ واحد فقط يا بعدي ،أني ال
أيأس وال أقنط ،فمن فتح لي أبوابه ،قادر على فتح باب قلبك لي ،ال أدري هل سبق أن
مسدت رأسك امرأة ،وربا على كتفيك في وقت ضيقك وألمك ،أم أن ثقلك يمنعك من كل
هذا ،هل سبق أن ضمتك امرأة لصدرها وعيناها تقطران ودا وحبا ،أم أن كبريائك
حاجزا بين كل هذا وبينك ،ال تتوقع أن شيطان حاضرا أو سيحضر بيني وبينك ،ألن
القلوب التي أجتمعت على حب الرحمن والقيام بهذا الوقت مرابطة بإنتظار صالة
الفجر ،ال يهز قلبها شيطان أبدا ،منذ قدمت مسقط وأنا ال أشعر بلذة القرآن فقط أقرأه
بلساني ،ولكن اليوم شعرت بقوته تجتاحني ،وكلما أقرأ كلمة أشعر بإني أرغب بالبوح
لك أكثر وأكثر ،لم أكتب هذه الكلمات إال وقد أنهيت عشر صفحات ذكر وشكر ،ألبرهن
لنفسي فقط أنه ال وجود للشيطان في حبي لك ،أنت لي وأنا لك ،قلبي لك وحدك ،وإن
كان قلبك لغيري.
عمت صباحا
الغيرة ذباحة
مساؤك نور يخرج من عمق قلبي ليتوغل في سماء قلبك الرحبة الواسعة ،مساؤك
قبالتي باردة تغادر شفتي بهذيان مجنون لتلتصق في شفتيك الدافئتين برقة وعذوبة،
يشدني فيك أمر جميل جدا ،فأنت ملتزم وصارم ،تخلق لنفسك قوانين ال تحيد عنها،
تواظب عليها وتحافظ على طقوسك وشعائرك وكأنها ديانة ال تحيد عنها ،فتلبس الكمامة
متى جاء مهم وتستبدل الكمة بالمصر متى جاء غريب ،يتغير شكلك وهيئتك لكن كل
عذوبتك وجمالك يظل كما كان ال يتغير ،ال أدري لماذا لديك خوف يكمن ويسكن داخلك
من أن يقترب أحد منك ،ال تسمح ألحد أن يتعدى حدودك وملعبك ،تجيد اللعب داخله
وإذا حاولت الخروج منه أرتبكت واضطربت ،أشعر أن لديك عينان جميالتان ورقيقتان
تخرج سهام حادة تخترق شغاف قلبي كلما نظرت في إتجاهي ،أشعر بقوتها وشدتها ،أنا
أغار عليك جدا ،وال أدري كيف يتحمل غيري وجودك بجانب كل هذه الكومة من
الفتيات تحيط بك أغار جدا وأتعذب وقلبي يضعف ويضطرب ،أريدك لي وحدي ،لي
وحدي أنا وال يسكن قلبك غيري ،ال أتحمل فقط ال استطيع،أذكر قصة لك الرجل الذي
ذبح البعير الذي ركبت عليه زوجته ،حتى ال يركبه أحدا غيرها ويشعر بدفئ مكانها،
أشعر بدفئ قلبك لي وحدي ،لي وحدي فقط.
هأنا صامدة لنهاية األسبوع ،وبوحي ما زال متدفق كما هو ،لم يتغير ولم يتذبذب ،بل
كلما أبتعدت كلما زاد تعلقي وإلتصاقي بك .أحبك يا قلبي أحبك وأحبك.
كل كلمة منك ولو كانت قاسية أستلذها مثل قطعة سكر ،أو كعكعة عسل ،باهلل عليك.،
صارحني ،هل صادفت امرأة مثلي! ،هل يوجد امرأة على وجه العالم تستفز مشاعرك
وقلمك بهذه الدرجة ،هذا مجرد ما يفعله قلمي بك .،فكيف بجسدي بجانبك ،هذه مجرد
كلمات أنفث فيها فتغدو حية ،فماذا سيفعل لك لو وجدت أمامك من نفث؟ ،كلماتي
وبوحي يستفزك جدا ،ولعله يالمس شئ في شغاف قلبك وأعماقه .،فكيف بقبلة مني،
ستقلب حياتك رأسا على عقب ،كل من حاوروني شهدوا لي بإحترافية في االستفزاز
وقدرة هائلة على إخراج كل إنسان على وجه هذه األرض من طوره ،أعرف كيف
أحلل واستنبط وأجيد هذا جدا ،أحبك وأنت مستفز وغاضب وأحب كل كلمة منك،
وأتمنى كم تمنى ماجد المهندس في أحد أغانيه ،أنا تقتلني بيدك ،فقط تالمس يديك
جسدي......
لعلك اللحظة هذه .،الساعة هذه ،ترغب وتشتهي ببوح آخر ،يفوق مثيالته جرأة ،وقوة
وعنوان ،نابع من أعماق النفس ورغباتها .،من تلك البقعة المظلمة التي ينيرها الحب
حينما يتدفق من خلف الستار .،فاتحا أبواب الخيال لإلشتهاء بكل مقوماته ،ولعلك أيضا
ال تكترث لك هذا وترغب في البزق في وجهي وفقط اإلبتعاد ،لكن قلمي اآلن مثار كما
أثير سابقا بصوت وعذوبة وكالم ماجد المهندس ،اآلن يثار بقوة وعنفوان كالم نزار،
كنت أريد وأرغب ،أن أكتب قصيدة نثرية لك على غرار قول نزار الذي قال
صباحك ذاك الجمال األجمل الذي يجعل قلبك الصلب الجامد يخفق وينبض ،صباحك
تلك القسوة التي تتحول لحزم عندما تختلط بمشاعر الحب والود والعرفان ،صباحك تلك
القوة الفضلى التي تخرجك من طورك وتدخلك في غمرة النشوة والجنون ،صباحك ذاك
البقاء الذي يرفض إال أن يكون لقلبه وما يحتويه من حب وعذاب ،ال أدري وال أستطيع
أن أعبر لك عن حبي بلغة غير هذه اللغة التي تراني استنشقها وكأنها هوائي واشربها
كأنها مائي ،تمنيت اآلن وفي هذه الساعة لو أجيد ألف لغة ولغة ومن بينهم تلك اللغات
القديمة التي تنقش بمسمار ،ألنقش اسمك على قشرة قلبي وأجعله يختلط بحلمه ليصل
لدمه ويجري في كل عروقي ،حتى اللغة األلمانية التي تعلمتها نسيت كيف أقول بها أنا
أحبك ،ليتني عالمة لغة ألكتب لك ألف وألف وألف كلمة أحبك بشتى المعاني والصور
وأجمعها كلها في دفتر لتحوي اسمك وأحفظها في جوف جوف قلبي .ولعل اللغة
الوحيدة التي أشعر بها وأتنفسها هي اللغة التي أكتب لك بها اآلن لذلك يا حبيبي ...
أنا أحبك وأعشقك وأهواك وأهيم بك ويعذبني الوجد والشوق والهيام .
عندما سئلت وأنا في فترة مراهقتي من شاعر واعد ،ماذا تعني لك التضحية ،لمن يكن
في بالي وخاطري شيئا معين ،لم أكن قد أحسست بها بعد ،لم أكن قد جربتها ،ولم أكن
قد وعيت أهميتها ،لكن اآلن وفي قمة اللذة والعذاب ،في قمة الحزن والفرح ،عندما
أغلق واي فاي شركتك ،ألرسل لك من حسابي الخاص بهاتفي ،أشعر ما معنى أن
تخرج كل كلمة في هذه الرسالة ،من أعماق أغوار قلبي ،كل شئ فيك يستحق كل هذه
التضحية ،وكل عنادك وجبروتك والمقاومة التي تبيها وتفرضها على لتجبرني ألتوقف
وأوقف تدفق رسائل قلبي وهميه ،فقط ألرضي نزواتك الجامحة التي يفرضها عليك
خوفك وجزعك ،ال أشعر برغبة في شئ غير النظر لوجهك وتأملك وسماع صوتك ،أنا
كومة من الحزن الدافق ،الذي حينما يخرج من قلبي يجرف كل تلك األطيان واألحوال
ليبقى سواحلي نظيفة من أعماقها وظاهرها ،أرغب في أن استفز صمتك وغضبك
لتثور في وجهي ويشفى غليل روحي في رؤيتك وأنت تجذبك سحائب قلبي لتمطر
وتزهر ،أشعر أن بوحي هذا يسبب لي وهنا وضعفت ،فأنا رغم كل هذا ،أظهر
بالمظهر القوي الصامد ،وكل جزء في جسدي يبوح بما يكنه صدري من عذابات ،قد
تكون تنتظر اآلن بوحي وقد تكون ثائرا وترغب أن أصمت وأتوقف ،في النهاية البوح
من قلبي وإن كان لك .
هل تتوقع بإن امرأة مثلي تجيد حبك ألف قصيدة وقصيدة وألف مقال ومقال ،غير قادرة
على تميز شهقتك المصنعة وشهقة الضيق التي كنت تشهقها قبل أسابيع ،هل تتوقع
امرأة حاذقة ومتفننة تجيد رسم الصور واللحظات غير قادرة على تميز قفزة الفرح التي
تقفزها في كرسيك لحظة سرورك والقفزة التي تقفزها حين تمثل؟
هل تتوقع أنك حين تدمج بين اثنتين تستطيع تشتيت انتباهي وصرف فكري ،هل تتوقع
أني ال استطيع اللعب بأفكار كما تحاول اللعب بي؟
هل تتوقع أني لم أخطط لكل هذا ،وكل هذا مجرد هذر وكالم فاض ،هل تتوقعين فعال
بكل تلك السذاجة؟
كف فقط عن خداعي .،وال تحاول إرباكي ،فأنا أربك وال أرتبك ،فقط حاول لو
استطعت .
أتدري بأنك ألذ من ألف ألف قطعة شكوكوالتا يتذوقها طفل ألول مرة في حياته...
أتدري بأنك أعذب من ألف ألف بحيرة صافية وأنقى من ماء الزالل...
رجل نبيل ذو قلب كبير....
أتدري بأنك أشهى من كوب قهوة لمثقف مفطوم عن القراءة أيام...
أتدري بأن هالة روحك أرق وألطف من هالة ذاك الصوفي الذي يسكن هوته في جبل
قاس في أعلى جبل بالعالم...
أتدري بأني أحبك وأحب اسمك ورسمك وكل قطعة فيك وأحس كما قال ماجد المهندس
أن دمي يجري بدمك....
كل هذا وأنت ال تدري ماذا تعني لي،فكيف لو تدري؟
ال تظن أن حبي لك ضعفا ،فأنا أتعمد التحديق في كل يوم في وجهك وابتسامة عريضة
على وجهي ،دون أن يرتعش لي وصل أو يرف لي جفن ،ألني أدرك أن قلبي ملكي،
يسكنه من أحب أنا وتحت أمري ،أنا صاحبة القرار ،أنا امرأة من حديد .ال يبكيني غير
جرح كرامتي فقط ،أو عندما أشعر أن شموخي سيبدأ في اإلنهيار .رفضك ال يعني لي
شئ ،فأنا أحترم قرارات الجميع ،ولو كان على حسابي .ما يؤلمني حقا ،أو أن تتعدى
حدودك في الرفض وتمس شخصي ومكانتي،يكفي أن تحديقة واحدة مني لك تجعلك
ترفض محادثتي خوفا أن ينكشف ستار قلبك.
كنت أريد أن أتغزل بصباحاتك وأوجز وأجزل وأقول ":صباحك أعذب من رائحة
أنفاسك...
صباحك أجمل من صورة حسناء رسمها كريم على قارعة الحب...
صباحك أرق وأعذب من بحيرة صافية يرتادها العشاق...
صباحك أحن من أم رؤم ذات قلب وعيون ساهدة على رضيعها المريض"
لكن خفت..
نعم خفت
أخافتني قساوة قلبك وضيق ردك
فأوجزت وقلت
وجهك أجمل من ألف ألف زهرة ،ورائحتك ألطف من ألف ألف وردة ،وهمسك أعذب
من ألف ألف هبة هواء.
أدري أنك ال تسمع ،ويستحيل أن تسمعني ،فامرأة جهورة بمبادئها مثلي تهدد مملكتك
وأموالك ،حبي لك يهدد قيمك ومبادئك ،تكرر علي دائما أنا أعمل بهدوء وصمت،
وحبي يزعجك ويجعلك تخرج عن طورك ،يجعلك صاخبا وعذبا ،وكلمات عذبة في
آذان كل هؤالء الذين يستعذبون بوحي ،أتدري يا رفيق القلب ،أن الحب صاخب ،الحب
ذو صوت عال ومدو يستحيل أن يكتم ،لم يخلق الحب إال أن يباح به ،لم يخلق الحب إال
أن يجهر به ،الحب يفوح وينتشر ويتضوع ،الحب ال يصمت ،تخيل فقط ،تخيل معي
فقط ،لو صمت الحب عن وجود العالم ماذا سيحدث؟ ،هل تتوقع هذه األفئدة الخافقة
ستقر وترتاح؟ ،هل تتوقع أن قلبا سينبض بدون جهر الكلمات؟ ،لماذا تدرك كل هذا
وترغب في أن تخرس فاهي؟
استطيع أن ألبي كل أوامرك ،وأنفذ كل طلباتك،رغما عني ،لكنك ستخسر قلبي.
هذا الكالم الذي أكتبه ال تتوقع أنه عبث أو لهو ،فأنا ال أكتب إال من قلبي وبقلبي ومن
أجل قلبي.
سهامك لن تجرحني بل تقويني ،وضعفي في حبك قوة ،وتخاذلك من أجل ملكك جبن.
ال يهم أن تصدمني برفضك ،فاهلل وحده يعلم حجم صبري ،لكن ال تصدمني بأخالقك.
فالمحبون حين يفترقون يفترقوا وهم على يقين أن هللا سيجمع أرواحهم يوما ولو في
سماؤه ،لكن أن نجتمع على ود ظاهر ونفترق على نفاق باطن ،هذه هي األخالق الدنيئة
التي ستكلفك قلبي.
أخبرتك أن العظمة ليس بالمال والجاه ،بل أن يكون لك لسان ذكر في العالمين ،فال
تخسر لساني وهللا وحده يعلم بحال قلبي.
قارورة قلبي يحطمها تجاهلك لي ،وإعراضك عني ،وزهور روحي تذبل كلما
اعطيتني ظهرك وهربت من عيني ،دعني أحدق فيك ،فقط دعني ،ال استطيع كف
نظري عن تأمل كل خلية من خاليا وجهك.أغار عليك من أحب الناس إليك ،وأرغب
في أن أضع قيود حبي بين معاصم قلبك ،لتركض دقات وقتك في ساحات يومي ،لي
فقط ،فقط أنا.
مساؤك مداد قلم مناضل يثور في وجه الفساد ليزين شوارعنا باألمن والسالم ...
مساؤك الرياحين األبية والعود العتيق يعطر تلك الكتلة العمالقة التي في صدرك ...
أشتقت لحديثي معك وبوحي لك ،وأردت أن أجس نبض قلبك برسالة مني لك ألدرك
هل ما زلت لم تحظرني؟
هل ما زلت أتوق لبوحي كما أتوق لمعانقتك
؟
كيف أحدثك عن شئ أجهله وغارقة في بحره ،،كيف أصف لك كل التناقضات التي في
عقلي وأجعلك تصدقها...
ال أدري من أنا وال من أكون ،لكن أدري شيئا واحدا فقط ،شئ خبرته وعلمته من كل
تجاربي ،ولعلك الحظته فيني ...
أنا مخلوقة من طينة التمرد ،وعطر الحرية ،أنهض كل صباح وأنا أردد ،أنا طائر
حر،أنا طائر حر،أنا عصفور..ال أحب األوامر وأمقتها ،وأشعر انه ال سلطة ألحد على
إال من خلق هذه النفس وأوجدها ،أشعر بحرقة في صدري وغصة في حلقي لو أنصعت
ألوامر أحد دون رغبة مني ،أشعر أني طائر حر وحر ،عصفور خلق ليحلق ويغرد ....
ال أسمع كالم أحد ،خلقت هكذا ،ال أنصاع ألمر أحد ،مهما بلغت سلطته وقوته ،قلبي
كبير جدا جدا ،ال أكره بعدما أحببت ،وال أحب من أكره ....
عمت مساء
أنا والتجارة
الليل ساكن وهادئ ،كأنه البحر قبل العاصفة ،يضم الحيارى والساهرين ،يقتات على
قلوب األوفياء والمتخاذلين ،أنا أحب الليل وبيئة الليل ،ذاك الوقت التي ينبض ويخفف
فيه قلوب التائهين ،هذه أول ليلة قيام لي في مسقط ،أحس بقوة نفسية كبيرة رجعت
تغذي صدري ،أشعر بتوق عارم ألفتح كتاب وأقرأ ،مصحفي معي أينما ذهبت وحللت،
ال اعوضه بالهاتف أبدا .
أحببت أن أحكي لك عن عالقتي بالتجارة ،وما هي بالنسبة لي ،أدري بأن التجارة باب
رزق الماليين ويقتات عليها العشرات في قريتي ،لكن لي نظرة أخرى لها ،فأنا أراها
ميدان الجشع والطمع ،ودائما أتساءل ،يا ترى ما الذي يراه العالم فيها يجعله يتهاتف
عليها ،ما الحاجة ألن يكون رصيدك ماليين ،أنت لن تحتاج غير ثالث وجبات وسرير
واحد فقط ،ما الفرق وأنت تركب سيارة لمبرجيري وكورال موديل ،٢٠٠٩ما الفرق
بين كل تلك الشكليات ،التجارة تجعل قلب اإلنسان صخر وحجر ،يتالعب بالناس
بسهولة من أجل الدينار والدراهم ،يتنفس الرياالت وينام عليها ،لن ترى في حياتك
مناضال كان تاجر ،كم أحب المناضلين ذوي القلوب الرهيفة التي تبث األمل في الناس،
تحترق لتضئ اآلخرين ،تسامح وتعفو لترتفع ،تبذل وتعطي من أجل الرفعة
والسمو.فهل يا ترى أنت منهم؟
هل يهز قلبك شعارات النضال كم تخز قلبي .،شعارات العدل ومحاربة الظلم ،أما أنك
من أصحاب الماليين الذين ينامون فوق دموع الحيارى والمتألمين؟
هل أنت مستقر ومرتاح ولم تظلم أحد يدعو عليك كل ثانية بالهالك ،هل تستطيع النوم
وأنت قرير العين.؟
الوقت متأخر ،ونحن مرابطين لصالة الفجر ،لن أثقل عليك بالبوح ،فالكالم ثقيل في
وطئ الليل والنفوس رقيقة فيه .
"أريد مثل الذين كانوا يعملون مع والدي ,من الذين يجادلون ويناقشون وينصحون ,
سئمت من قول كل من حولي ,سمعا وطاعة يا صاحب الجاللة"
سعيد بن تيمور
لعلك تتساءل لماذا أتعب نفسي وأكتب لك؟ ،لماذا أتفنن في الحبك والتنميق والسرد
والتفصيل ،ولعل اإلجابة بسيطة جدا ،فقط ألني أحبك ،لعلك ستصادف الكثيرين ممن
ينصاعون ألمرك بسبب سلطتك وجبروتك ،ستجد كثيرا منهم يلبى أوامرك ويرضخ
لك ،لكن كون متسائال دائما ،ما الجدوى وما لذة الحياة أن تخرس كل األفوه وتجمد كل
تلك العقول وتظل أنت تسرح وتمرح وكأنك ملك الغابة الذي يزعج الناس بزئيره
وعنفوانه ،دع قلبك يتنفس بمحبة اآلخرين ،اسمح للناس أن تقترب وتعانقك ،تقبل
جبهتك وشفتيك ،دعهم يقربون ،فالطاهرون ال يضعون مسافات بينهم وبين األنقياء ،فال
يحذر إال المنافقون الذين يخافون ان تنكشف سيرتهم وقلوبهم ،يخافون ان يقترب الناس
منهم ليستنشقون فساد رائحتهم ،من ممن تعطر بالعود والمسك يرفض أن يقترب منه
شخص ليحمل ويستنشق رائحة قلبه العطرة ،من يخافون فقط هم الفاسدون .يخافون ان
ينزل هللا في قلوب األنقياء آية تبلغهم ما يجيش في صدورهم إلهاما وفكرا .
ال يغرك كره الناس السابقين لسعيد بن تيمور ،فقد كان مختلفا وعظيما ،ولم يحاول ان
يرضى احد على حساب مبادئه ،فقط تأمل كلمته هذه التي قالها وحاول ان تفككها في
دماغك ...لعلك ستصل للطريق يوما...
وائل .
يا ترى من صاحب الذوق الرفيع هذا الذي سماك وائل .
وائل
قلبك يشبه اسمك كثيرا
ولو وضعوا بيني وبينك بعد المشرقين ،ولو كانت بيني وبينك هوة كونية سحيقة ،ال
يستطيعون وقف قلبي عن النبض .،وقلمي عن البوح .،ومشاعري عن التدفق ...
أنت حلم جميل أتخيله وارسمه في كل لحظات حياتي ،أحفظ كل تفاصيل وجهك ،وشكل
جسدك ،ولو أطلت النظر لوجهك لمدة تزيد لعددت حبات شعرك .
أنا أحبك أحبك جدا ،أنا أقولها لك ألني أحتاجها من شخص يخفق قلبه باسمي ،وأتوقع
أنك تحتاجها .
هون عليك،ورف قا بجسدك ونفسك ،أدري وأعلم سبب هدوء صوتك وإنخفاضه أحيانا
حتى ال أكاد اسمعه ،تلك الخنقة التي في صدرك والضيق الذي يجتاحك يجعلك هادئا
وكأن صوت البلبل الشجي صوتك ،يا ترى ما هي الهموم التي تضيق بنفسك ،وتقصم
ظهرك ،يا هللا كم أتوق لرسالة واحدة منك ولو بكلمة واحدة ،تعبر لي فيها عن ما يجيش
في صدرك .
اكتب يا وائل
اكتب
اكتب
لعلك تهدئ وترتاح ...
ال أدري في أي واد اآلن
وال أدري ما تفعل
وال أدري مكاني في قلبك
وال مكان رسالتي
وال أدري هل تسمع أم ضجرت مني
فقط أدري شيئا واحدا
أني أحبك
مساؤك الصدق الصادق والبوح الخالص والود المهجور والحب المسعور ..
لو تعلم حجم الطمأنينة التي تجتاح قلبي حين أكون صادقة مع الكل بشأن قلبي ،صادقة
حد الثمالة ،حبي بريئ ونفسي عذبة سلسة ،دائما قبل أن أنام أسأل نفسي ،ما سر قسوة
وائل إتجاهي؟ ما الذي يجعله يعامل كل من حولي بود وطيبة ،ويجعله يصد عني
ويبتعد عن حتى رؤية وجهي ،ما الذي دفعه للتغير وتغير صفاته وأخالقه وأنقلب
للنقيض لمجرد رسالة فقط أرسلتها هنا ،له وحده ،لقلبه وحده ،أدري عن قلبك أنه كبير
و واسع كحجم البحر الذي أتهيبه ،أدري بأنك عظيم وطيب وإنسان خلوق ومهذب ،لكن
سبق أن أخبرتك من قبل ،أن القلوب بيد الرحمن يا وائل ،القلوب العذبة بيد الرحمن،
تعرفت عليك في فترة كنت متضايقة ومخنوقة ومنهارة نفسيا ،الكل ضدي ،الكل
يحاربني ،جئت أنت بكالمك اللين ،وأسلوبك الذي يقطر رقة وحنانا ،وضعتك في
مواقف كثيرة صعبة ،امتحنت طيبتك وحنانك ،وعذوبتك ،كنت كل مرة تجتاز اإلمتحان
وبنجمة على صدرك ،قلت في نفسي ،يستحيل أن يكون هذا الشخص يمثل ،صدمتني
بعض مواقفك ،وكنت في كل مرة أقول ،هذا خطأ واحد ،بجانب كومة تلك الحسنات،
لكن فجأة تغير كل شئ وأنقلبت الموازين رأسا على عقب ،صرت تتحاشاني وتبتعد
عني ،كلما حاولت أن اقترب صددت عني وابتعدت ،تقترب من الجميع ،إال أنا تبتعد
عني كلما أقتربت ،دائما أحسن النية ،وأقول هذا ربما يمر بظروف ال يعلمها إال هللا،
ربما هو منزعج من شئ ،ربما هو غير مرتاح في حياته ،ربما يفتقد لشئ ال يستطيع
البحث عنه أين سيجده ،كنت أضع لك ستون فوق المائة عذر ،ألن اإلنسان إذا أحب
بصدق رأى الشخص الذي يحبه بهيئة مالك يطير ويحلق حوله ليحميه .أنت مالكي،
الذي ال استطيع أن أتخيله بصفة سيئة واحدة ،متأكدة لست أحمق ،وكنت تدرك وتعلم
كل ص فاتي ،وكان قلبك بكل حجمه قادر على إحتوائي ،لكن اضطررت للرضوخ لقوة
أكبر منك ،وسلطة أعلى منك ،كنت تفكر بنفسك ،وكنت كل حلمي بك .
ال أدري ما الفائدة أن تخرسني في كل مكان ،إال هذا المكان الذي لم تحاول فيه أن تغلق
فاهي ،ربما لم تعد تستمع ،وربما تستمع ولكن بهدوء كعادتك ،تأكد فقط يا وائل أني
أكتب لقلبك وحدك فقط .
رجعت بعد المقابلة وأنا أبكي ودموعي على خدي ،ليس ألني منزعجة فقط ،بل ألني
انصدمت فيك ،حاولت ان أخبرك لكن خفت أن أخسرك ،ال تتوقع أن المقابلة كانت
صعبة ،فامراة تحبك الف مقال ومقال قادرة على أن تفحمك ،لكن صمتي كان حكمة في
وجه السفاهة .
اآلن أملك وقت كبير للتأمل والتفكير ،أجلس في غرفتي وحيدة أحلل وأفكر ،أتساءل،
هل كان وائل يعرفني قبل هذا! ؟هل سبق أن آذيته في شئ؟ هل كان يريد أن ينتقم مني؟
شخصيتي هي هي ،لم أتقمص شخصية أخرى ،ولم يختلف طبعي ،لم أكن سوى نفسي،
كنت تكلفني فوق طاقتي ،لم أرتح يوما لشخص ،وكنت تجبرني أن أتحدث إليه ،أنت من
تعرفت عليه بداية ،وال عالقة لي بمسؤوليك وموظفيك ،لم يعرضوا هم علي الوظيفة،
ولم يتوددوا لي هم من البداية ،لم يقابلوني ولم يحاوروني ،كنت أنت الواجهة ،أنت
المبتدأ واآلخر ،دائما أحلل عندما أجلس مع نفسي وأقول ،ربما وائل يعرف أناس
يرغبون في اإلنتقام مني ،منذ البداية كان تواصلك معي مصدر شك وريبة ،قلت ربما
أرسله أحد ،ربما يريد أن يعذبني ،لكن كل هذه الهواجس تتالشى بمجرد أن أدخل
مكتبك أللقي عليك تحية الصباح ،كل من حولك أناس مصلحيون ،ربما أنت عودتهم
على هذا ،ربما أنت خلقت في قلوبهم هذه الهوة السحقية بين قلبك وقلوبهم ،أشعر بأنهم
أناس من قلب حجر ،ال يكترثون للمشاعر الملتهبة خلف الكتلة العمالقة خلف القفص
الصدري ،ال أزال أذكر أول ما سألتني ،قلت لك أنا إنسان حساس جدا ،كنت تتابعني
وتقرأ ردودي ،جعلتني أكون صورة مختلفة عن الشباب العماني ،حاولت أن أغير
الصورة بداخلي ،لكنك صدمتني وبقوة مرة أخرى .
متأكدة أني لم أخطئ في حقك ،لم أصدمك بشئ،لم أخالف توقعاتك ،رغم ذلك أعتذرت
لك يا وائل ،إعتذرت لك ،لكن إلى اآلن ،وقلبي مجروح منك ،إلى هذه اللحظة ،لم تعتذر
لي ،على كل ما جعلتني أمر فيه .