You are on page 1of 166

‫حقيقة‬

‫ملكوت ﷲ‬
‫» فى الكتاب المقدس «‬

‫تأليف ‪ /‬محمد ياسين محمد‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬

‫ﺷﺒﻜﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ -‬ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳊﻖ‬


‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬
‫والم زروع عل ى األم اكن المحج رة ھ و ال ذي يس مع الكلم ة وح االً‬
‫يقبلھا بفرح ‪ ،‬ولكن ليس له أصل في ذاته بل ھو إلى حين ‪ ،‬فإذا ح دث‬
‫ضيق أو اضطھاد من أجل الكلمة فحاالً يعثر ‪.‬‬
‫الناس مختلفون فى قبولھم لملكوت ﷲ‬
‫والم زروع ب ين الش وك ھ و ال ذي يس مع الكلم ة ‪ ،‬وھ م ھ ذا الع الم‬
‫وغرور الغنى يخنقان الكلمة ‪ ،‬فيصير بال ثمر ‪.‬‬ ‫يقول يسوع ‪:‬‬

‫وأما المزروع على األرض الجيدة فھو الذي يسمع الكلمة ويفھم ‪،‬‬ ‫ھو ذا الزارع قد خرج ليزرع ‪ ،‬وفيما ھو يزرع س قط بع ض عل ى‬

‫وھو الذي يأتي بثمر فيصنع بعض مائة وآخر ستين وآخر ثالثين‬ ‫الطريق ‪ ،‬فجاءت الطيور وأكلته ‪.‬‬

‫)متى ‪(٢٣-١/١٣‬‬ ‫وسقط آخر على األماكن المحجرة ‪ ،‬حيث لم تكن له تربة كثي رة ‪،‬‬
‫فنب ت ح االً‪ ،‬إذ ل م يك ن ل ه عم ق أرض ‪ ،‬ولك ن لم ا أش رقت الش مس‬
‫احترق ‪ ،‬وإذ لم يكن له أصل جف ‪.‬‬

‫وسقط آخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه ‪.‬‬

‫وس قط آخ ر عل ى األرض الجي دة ‪ ،‬ف أعطى ثم راً ‪ ،‬بع ض مائ ة ‪،‬‬


‫وآخر ستين ‪ ،‬وآخر ثالثين ‪ ،‬من له أذنان للسمع فليسمع ‪.‬‬

‫فاسمعوا أنتم مثل الزارع ‪ ،‬كل من يسمع كلمة الملكوت وال يفھ م ‪،‬‬
‫فيأتي الشرير ويخطف ما ق د زرع ف ي قلب ه ‪ ،‬ھ ذا ھ و الم زروع عل ى‬
‫الطريق ‪.‬‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬
‫مقدمة الجزء األول‬
‫بما أنه ال يوجد سوى إله واح د و ھ و ال رب ال ذى خل ق ك ل ش ىء‬
‫إذن الب د أن يك ون ال دين ال ذى أراده لخلق ه دين ا واح داً ‪ ،‬و رس التة‬
‫للبش رية كلھ ا رس الة واح دة أرس لھا إل ى البش رية عل ى لس ان رس له و‬
‫كتبه المنزلة على بنى البشر على مر كل العصور و األزمنة المختلف ة‬ ‫الجزء األول‬
‫‪ ،‬فكان ت ھ ذه الرس الة يتلقاھ ا الرس ل و األنبي اء م ن ﷲ تباع ا ليبلغ وا‬
‫الناس بھا لتكون مشيئة ﷲ متحققة فى األرض كما ھى فى السماء ‪.‬‬

‫و ھذا يتطلب حالة تامة و كاملة م ن ال ذوبان الخ الص ف ى طاع ة‬ ‫رب واحد ودين واحد‬
‫ﷲ و بھ ذا فق ط يتحق ق ملك وت ﷲ عل ى األرض حي ث ت ذوب إرادة‬
‫اإلنس ان ف ى إرادة ﷲ محب ة ‪ s‬وتس ليما ل ه وح ده ھ و فق ط ‪ ،‬و يك ون‬
‫الق وم المتص فون بھ ذه الص فة ھ م حمل ة أمان ة إقام ة ملك وت ﷲ ف ى‬
‫األرض حيث ﷲ ھو المالك و الحاكم الحقيقى فيه ‪.‬‬

‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬
‫وك ان ص ديقى ھ ذا كثي را م ا يق ول لن ا آي ات م ن الق رآن الك ريم‬ ‫دين ﷲ‬
‫وأحاديث من كالم النبى محمد  ‪ ،‬وكان دائما إذا ما ذكر اس م النب ى‬
‫بسم ﷲ الرحمن الرحيم‬
‫محمد  يصلى ويسلم علي ه كم ا يفع ل المس لمون ‪ ،‬و كن ت أن ا حينھ ا‬
‫من أقرب الناس إليه فى الغربة وكنت أكن له احتراما كبيرا فى نفس ى‬ ‫‪Ÿ≅ŠÏè≈yϑó™Î)uρ zΝŠÏδ≡tö/Î) #’n?tã tΑÌ“Ρé& !$tΒuρ $uΖøŠn=tã tΑÌ“Ρé& !$tΒuρ «!$$Î/ $¨ΨtΒ#u ö≅è% ‬‬

‫وھو اآلخر كان يحبنى وكثي را م ا ك ان ي دعونى بتلمي ذه ‪ ،‬وم رت بن ا‬


‫‪öΝÎγÎn/§‘ ÏΒ šχθ–ŠÎ;¨Ψ9$#uρ 4|¤ŠÏãuρ 4y›θãΒ u’ÎAρé& !$tΒuρ ÅÞ$t7ó™F{$#uρ šUθà)÷ètƒuρ t,≈ysó™Î)uρ‬‬
‫األي ام ‪ ،‬و ف ى ليل ة م ن اللي الى بينم ا كن ت مس تلقيا عل ى س ريري ف ى‬
‫غرفتى أشاھد التليفزيون وأقلب بين القنوات الفضائية وليس فى ب الى‬
‫‪$YΨƒÏŠ ÄΝ≈n=ó™M}$# uŽöxî ÆtGö;tƒ tΒuρ ∩∇⊆∪ tβθßϑÎ=ó¡ãΒ …çµs9 ßóstΡuρ óΟßγ÷ΨÏiΒ 7‰ymr& t÷t/ ä−ÌhxçΡ Ÿω‬‬
‫أى شىء وفجأة استوقفتنى قناة تتلى فيھ ا اآلي ات القرآني ة س الفة ال ذكر‬
‫من سورة آل عمران ‪ ،‬فشعرت فى نفسى شعورا قوي ا ال ش ك في ه أن‬ ‫‪. 〈 ∩∇∈∪ zƒÌÅ¡≈y‚ø9$# zÏΒ ÍοtÅzFψ$# ’Îû uθèδuρ çµ÷ΨÏΒ Ÿ≅t6ø)ムn=sù‬‬
‫ھذا أمر من ﷲ لى أن أقول ھذه اآليات التى سمعتھا لص ديقى الطبي ب‬
‫المسيحى ‪.‬‬ ‫ھات ان اآليت ان الس ابقتان م ن س ورة آل عم رآن اآلي ة )‪ ٨٤‬واآلي ة‬

‫كان تنفيذ ھذا األم ر يب دو ل ى ف ى البداي ة محرج ا ألن ى ق د أس بب‬ ‫‪ (٨٥‬لى معھما حكاية و ھى ‪ :‬إنه عندما كنت أعمل بالخ ارج تعارف ت‬

‫حرجا لصديقى وق د يجعل ه يتجن ب مص احبتى بع د ذل ك ‪ ،‬لكن ى قل ت‬ ‫على طبيب مسيحى وكان متدينا ومتعصبا لدينه وكان بارعا فى الطب‬

‫لنفسى ‪ :‬أنا إنسان مسلم ‪ s‬وحده ال أشرك ب ه أح دا ول ذلك يج ب عل ى‬ ‫وكان يظھر الود للجميع و كنت وقتھا شابا صغير السن وكان صديقى‬

‫أن أنفذ أمر ﷲ لى مھما كانت النتائج المترتبة على ذل ك ‪ ،‬وبع ون م ن‬ ‫المسيحى ھذا يكبرنى بخمس عشرة س نة و ھ و عل ى حس ب قول ه ل ى‬

‫ﷲ وإسالم إليه تالشى حرج ى ونزل ت إلي ه وك ان يس كن بالش قة الت ى‬ ‫أن ه ق د ق رأ الكثي ر والكثي ر م ن كت ب اإلس الم مث ل الفق ه والس يرة‬

‫بالدور األول ‪ ،‬ففتح لى الباب و جلسنا سويا نتحادث إلى أن قل ت ل ه ‪:‬‬ ‫والتفاس ير واألحادي ث النبوي ة وغيرھ ا كثي ر وأن ه ق د ق رأ الق رآن ب ل‬
‫ويحتفظ بنسخه منه فى بيته ‪.‬‬

‫‪٧‬‬ ‫‪٦‬‬
‫دينھم الذي بعثھم ﷲ تعالى لي دعوا الن اس إلي ه ألن ال دين عن د ﷲ دي ن‬ ‫إن عندى لك رسالة وأنا مأمور أن أبلغھا لك ‪ ،‬فقال وما ھى ؟ فتل وت‬
‫واحد وھو اإلسالم الذى شرحت لك معناه اآلن ‪.‬‬ ‫عليه اآليات سابقة الذكر ‪.‬‬

‫فما كان من صديقى إال أن بھت ونظر وتفكر للحظة ثم رفض‬ ‫وكانت المفاجأة ‪ :‬حيث قال ل ى ص ديقى عل ى الف ور ‪ :‬انظ ر كي ف‬
‫كالمى جملة وتفصيال وقال لى ال‪ -‬ال مش كده ؟ ولم يزد ‪ ،‬تذكرت فى‬ ‫أن القرآن متناقض ؟ فاستغربت لقول ه وقل ت ل ه ‪ :‬وأي ن التن اقض فيم ا‬

‫‪öΝÍκÍΞ#sŒ#u þ’Îûuρ çνθßγs)øtƒ βr& ºπ¨ΖÏ.r& öΝÍκÍ5θè=è% 4’n?tã $uΖù=yèy_uρ  :‬‬ ‫نفسى قول ﷲ تعالى‬ ‫ذكـرته لك ؟ ! فرد عل ى و ق ال كي ف تقول ون إنك م تؤمن ون بموس ى و‬
‫عيسى والنبيين ما أنزل عليھم ثم تق رون ف ى اآلخ ر أنك م مس لمون !‬
‫‪ ] 〈 #\ø%uρ‬األنعام ‪ ، [٢٥ :‬ثم استأذنت وانصرفت وعندما أغلقت بابه خلفى‬ ‫وأن الذى على غير دينكم يكون من الخاسرين يوم القيامة ؟‬

‫توجھت ‪ s‬داعيا وقائال ‪ :‬اللھم إنى قد أبلغته اللھم فاشھد و كان الوقت‬ ‫تعجبت لقول ه ألنن ى كن ت أظن ه يعل م الكثي ر ع ن اإلس الم و إذا ب ى‬

‫يقترب من الفجر فصعدت وعندما أذن األذان توضأت ثم نزلت‬ ‫أفاج أ أن ه ال يفھ م حت ى مج رد المعن ى اللغ وى لكلم ة ‪ ) :‬اإلس الم ( ‪،‬‬

‫ألصلى صالة الصبح فى المسجد المجاور لنا وبعد صالة ركعتي السنة‬ ‫اكتش فت أن ص ديقى الطبي ب المس يحى الم تعلم والمثق ف والواس ع‬

‫جلست ومددت يدى إلى أحد المصاحف ألقرأ فيه إلى أن يحين إقامة‬ ‫االط الع ال ذى ك ان يق ول لن ا الكثي ر م ن اآلي ات القرآني ة واألحادي ث‬

‫الصالة ‪ ،‬وكان من عادتى أن أفتح المصحف والصفحة التى تفتح أبدأ‬ ‫النبوية ‪ ،‬على حقيقة األمر يجھل ما ھو اإلسالم ؟‬

‫فى القراءة منھا ‪.‬‬ ‫وما كان منى بعدما تبينت لى حالته إال أن أحاول فقط أن أشرح ل ه‬

‫والصفحة التى فتحت أمام عينى وقتھا كانت ھذه اآليات من سورة‬ ‫بھدوء المعنى اللغوى لكلمة ) اإلسالم ( فقلت له ‪ :‬إن معن ى اإلس الم ‪،‬‬

‫البقرة والتى تشبه فى أولھا تلك اآليات السابقة من سورة آل عمران‬ ‫ھ و أن تس لم ‪ s‬رب الع المين وذل ك بالتس ليم الت ام والطاع ة المطلق ة‬

‫التى قلتھا لصديقى المسيحى منذ قليل ‪ ،‬وكان فى نھاية ھذه اآليات من‬ ‫واالنقياد الخ الص ‪ s‬تع الى وذل ك ب أن تنف ذ أوام ره وتنتھ ى عم ا نھ ى‬

‫سورة البقرة الرد اإللھى لما حدث بينى و بين صديقى المسيحى منذ‬ ‫عنه وھذا ھو ما دعا إليه كل األنبياء والرسل عليھم السالم ‪ ،‬وھذا ھو‬

‫‪٩‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪( óΟçFö;|¡x. $¨Β Νä3s9uρ ôMt6|¡x. $tΒ $oλm; ( ôMn=yz ô‰s% ×π¨Βé& y7ù=Ï? ∩⊇⊆⊃∪ tβθè=yϑ÷ès? $£ϑtã @≅Ï≈tóÎ/‬‬ ‫قليل ‪ ،‬بل فيھا أيضا إخبار لى بما كان يدور فى نفسه حينھا و لم يبينه‬
‫لى ‪.‬‬
‫‪] 〈 ∩⊇⊆⊇∪ šχθè=yϑ÷ètƒ (#θçΡ%x. $£ϑtã tβθè=t↔ó¡è? Ÿωuρ‬البقرة[ ‪.‬‬
‫‪#’n<Î) tΑÌ“Ρé& !$tΒuρ $uΖøŠs9Î) tΑÌ“Ρé& !$tΒuρ «!$$Î/ $¨ΨtΒ#u (#þθä9θè%  :‬‬ ‫وفيھا يقول ﷲ تعالى‬

‫علمت وقتھا أن الغالبية العظمى من المسيحيين ـ لألسف الشديد ـ‬


‫)‪!$tΒuρ 4|¤ŠÏãuρ 4y›θãΒ u’ÎAρé& !$tΒuρ ÅÞ$t6ó™F{$#uρ z>θà)÷ètƒuρ t,≈ysó™Î)uρ Ÿ≅ŠÏè≈oÿôœÎ)uρ zΟ↵Ïδ≡tö/Î‬‬
‫يجھلون معنى دين اإلسالم وأغلبھم يظن أن المسلم لكى يكون مسلما‬
‫البد له أن يكفر ويكذب بكل أنبياء ﷲ وكتب ﷲ ويؤمن فقط بمحمد‬ ‫&‪∩⊇⊂∉∪ tβθãΚÎ=ó¡ãΒ …çµs9 ßøtwΥuρ óΟßγ÷ΨÏiΒ 7‰tnr& t÷t/ ä−ÌhxçΡ Ÿω óΟÎγÎn/§‘ ÏΒ šχθ–ŠÎ;¨Ψ9$# u’ÎAρé‬‬
‫بأنه النبى الوحيد ‪ s‬وأن القرآن ھو الكتاب الوحيد ‪. s‬‬
‫‪( 5−$s)Ï© ’Îû öΝèδ $oÿ©ςÎ*sù (#öθ©9uθs? βÎ)¨ρ ( (#ρy‰tG÷δ$# ωs)sù ϵÎ/ ΛäΨtΒ#u !$tΒ È≅÷VÏϑÎ/ (#θãΖtΒ#u ÷βÎ*sù‬‬
‫اعلم يا غير المسلم أنه ال يكون عندنا المسلم مسلما أبدا إال إذا ك ان‬
‫يؤمن بكل رسل ﷲ و أنبيائه و بكل ما أنزل ﷲ م ن كت ب عل يھم وھ ذا‬
‫‪š∅ÏΒ ß|¡ômr& ôtΒuρ ( «!$# sπtóö7Ϲ ∩⊇⊂∠∪ ÞΟŠÎ=yèø9$# ßìŠÏϑ¡¡9$# uθèδuρ 4 ª!$# ãΝßγx6‹Ïõ3u‹|¡sù‬‬
‫ش رط أساس ى م ن ش روط اإليم ان ال يق وم اإلس الم إال ب ه ؛ ألنن ا ـ‬
‫كمس لمين ـ ن ؤمن كعقي دة راس خة مس تمدة أدلتھ ا م ن نص وص الق رآن‬ ‫‪öΝà6š/u‘uρ $uΖš/u‘ uθèδuρ «!$# ’Îû $oΨtΡθ•_!$ysè?r& ö≅è% ∩⊇⊂∇∪ tβρ߉Î7≈tã …ã&s! ßøtwΥuρ ( Zπtóö7Ϲ «!$#‬‬
‫ب أن دي ن اإلس الم ھ و ال دين األص لى الوحي د ال ذى أرس له ﷲ للبش ر ‪،‬‬
‫بمعنى أوضح كان اإلسالم وال ي زال ال دين األول للبش رية وھ و ال دين‬ ‫‪zΟ↵Ïδ≡tö/Î) ¨βÎ) tβθä9θà)s? ôΘr& ∩⊇⊂∪ tβθÝÁÎ=øƒèΧ …çµs9 ßøtwΥuρ öΝä3è=≈yϑôãr& öΝä3s9uρ $oΨè=≈yϑôãr& !$oΨs9uρ‬‬

‫الذى اختاره ﷲ للمخلوق ات كلھ ا وللج نس البش رى كاف ة ‪ ،‬وأن رس الة‬


‫‪ö≅è% 3 3“t≈|ÁtΡ ÷ρr& #—Šθèδ (#θçΡ%x. xÞ$t7ó™F{$#uρ šUθà)÷ètƒuρ šY≈ysó™Î)uρ Ÿ≅‹Ïè≈yϑó™Î)uρ‬‬
‫ﷲ بھذا الدين إلى البش رية تم ت عب ر إرس اله الرس ل المبلغ ين لل وحى‬
‫وإنزاله الكتاب والوصايا والتعاليم إليھم وأن ھذه الرسالة الممت دة عب ر‬
‫‪ª!$# $tΒuρ 3 «!$# š∅ÏΒ …çνy‰ΨÏã ¸οy‰≈yγx© zΟtGx. £ϑÏΒ ãΝn=øßr& ôtΒuρ 3 ª!$# ÏΘr& ãΝn=ôãr& öΝçFΡr&u‬‬
‫عصور البشرية كلھا فى مختلف األزمنة لم تكن بدايتھا بمحمد فمحم د‬

‫‪١١‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫وھ ذه ھ ى األدل ة القرآني ة عل ى م ا أقول ه لك م ع ن حقيق ة عقي دة‬ ‫يدع أنه صاحب دين جديد مبتدع بل كانت امتداداً طبيعٮا ً لم ن س بقه‬
‫لم ِ‬
‫المسلمين فى معنى اإلسالم الشامل لكل أنبياء ﷲ وكتبه المنزله ‪:‬‬ ‫من أنبياء ﷲ إلعالن رسالة ﷲ ودين ﷲ للناس وھ ذه الرس الة ختم ت‬
‫ب النبى والرس ول الخ اتم محم د  وبالكت اب المن زل علي ه م ن ﷲ )‬
‫‪$tΒuρ y7ø‹s9Î) !$uΖøŠym÷ρr& ü“Ï%©!$#uρ %[nθçΡ ϵÎ/ 4œ»uρ $tΒ ÈÏe$!$# zÏiΒ Νä3s9 tíuŽŸ° ‬‬
‫القرآن الكريم ( ‪.‬‬
‫‪’n?tã uŽã9x. 4 ϵŠÏù (#θè%§xtGs? Ÿωuρ tÏe$!$# (#θãΚŠÏ%r& ÷βr& ( #|¤ŠÏãuρ 4y›θãΒuρ tΛÏδ≡tö/Î) ÿϵÎ/ $uΖøŠ¢¹uρ‬‬ ‫فك ل رس ل ﷲ وك ل أنبيائ ه مس لمون ك انوا ي دعون الن اس ل دين‬
‫اإلسالم وال ذين أتبع وھم مس لمون فن وح  مس لم ك ان ي دعو الن اس‬
‫‪〈 Ü=‹Ï⊥ムtΒ Ïµø‹s9Î) ü“ωöκu‰uρ â!$t±o„ tΒ Ïµø‹s9Î) ûÉ<tFøgs† ª!$# 4 ϵøŠs9Î) öΝèδθããô‰s? $tΒ tÏ.Ύô³ßϑø9$#‬‬
‫لإلس الم وال ذين اتبع وه م ن المس لمين وإب راھيم  مس لم ك ان ي دعو‬
‫] الشورى ‪[١٣ :‬‬ ‫الناس لإلسالم والذين اتبع وه مس لمون وموس ى  مس لم ك ان ي دعو‬
‫الناس لإلسالم وال ذين اتبع وه مس لمون وعيس ى  مس لم ك ان ي دعو‬
‫فماذا تفھم ـ كمسيحى من ھذه اآليه القرآنية ؟ نعم ھو ذاك ‪ ،‬الحق‬
‫الناس لإلسالم والذين اتبعوه مسلمون ومحمد  مس لم ي دعو الن اس‬
‫أقول لك ‪ :‬إن محمدا لم يأت بدين جديد ‪ ،‬ونص القرآن نفسه دليل على‬
‫لإلسالم والذين اتبعوه مسلمون ‪.‬‬
‫ذلك فدين األنبياء كلھم واحد تلقوه من رب واحد ھذه ھى الحقيقة التى‬
‫يحاول الشيطان جاھدا أن يطمسھا ؛ ليجعل من بنى آدم فرقا متناحرة‬ ‫فاإلسالم ھو الدين العام والشامل الذي يجمع كل رسل ﷲ وأنبيائ ه‬
‫فلماذا نسلم للشيطان عقولنا وأمامنا كالم ﷲ واضح ال يرقى إليه شك‬ ‫والم ؤمنين بھ م والكت ب المنزل ة عل يھم م ن ﷲ والش رائع والعب ادات‬
‫فما دام الرب واحداً فالبد إذن أن يكون الدين واحداً ‪ ،‬ھذه حقيقة‬ ‫والمع امالت الم أمورن بھ ا م ن ﷲ ‪ ،‬وك ل ھ ؤالء المس لمين تجمعھ م‬
‫بديھية ‪.‬‬ ‫كلم ة ال إل ه إال ﷲ ‪ ،‬فھ م كلھ م مؤمن ون بأن ه ال إل ه إال ﷲ وح ده ال‬
‫ش ريك ل ه و أن ه ال معب ود بح ق إال ﷲ وح ده ال ش ريك ل ه وأن م ن‬
‫يشرك با‪ s‬فليس من المسلمين ‪.‬‬

‫‪١٣‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫ول م يك ن ذا دي ن جدي د أو عقي دة جدي دة تخ الف عقي دة األنبي اء ال ذين‬ ‫انظر معى فھذا نبى ﷲ إبراھيم أبو األنبياء ‪ ،‬انظر ماذا يقول‬
‫سبقوه ‪.‬‬ ‫‪$Z‹ÏΖym šχ%x. Å3≈s9uρ $|‹ÏΡ#uŽóÇnΣ Ÿωuρ $wƒÏŠθåκu‰ ãΝŠÏδ≡tö/Î) tβ%x. $tΒ ‬‬ ‫القرآن عنه ‪:‬‬

‫‪!$pκÍ5 4œ»uρuρ ‬‬ ‫فھذا نص قرآنى عن وصية إبراھيم ويعقوب ‪.‬‬


‫] آل عمران [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩∉∠∪ tÏ.Ύô³ßϑø9$# zÏΒ tβ%x. $tΒuρ $VϑÎ=ó¡•Β‬‬

‫)‪ΟçFΡr&uρ āωÎ) £è?θßϑs? Ÿξsù tÏe$!$# ãΝä3s9 4’s∀sÜô¹$# ©!$# ¨βÎ) ¢Í_t6≈tƒ Ü>θà)÷ètƒuρ ϵ‹Ï⊥t/ ÞΟ↵Ïδ≡tö/Î‬‬
‫أنت كشخص مسيحى عادى سيكون ردك البديھى على ھذه اآلية ‪:‬‬

‫‪ ] 〈 ∩⊇⊂⊄∪ tβθßϑÎ=ó¡•Β‬البقرة [ ‪.‬‬ ‫كيف يكون إبراھيم مسلما وھو عاش فى زمن قبل زمن محمد بآالف‬
‫السنين ؟ لكنك اآلن بعد أن فھمت معنى كلمة اإلسالم بأنه التسليم‬
‫‪ßNöθyϑø9$# z>θà)÷ètƒ uŽ|Øym øŒÎ) u!#y‰pκà− öΝçGΨä. ÷Πr& ‬‬ ‫ويقول القرآن عن يعقوب ‪:‬‬ ‫التام ‪ s‬فى كل شىء ستفھم كيف كان إبراھيم مسلما ومن آثار إسالم‬
‫إبراھيم ‪ s‬أنه عندما أمره ﷲ أن يذبح ابنه وحيده الذى لم ينجب غيره‬
‫)‪zΟ↵Ïδ≡tö/Î) y7Í←!$t/#u tµ≈s9Î)uρ y7yγ≈s9Î) ߉ç7÷ètΡ (#θä9$s% “ω÷èt/ .ÏΒ tβρ߉ç7÷ès? $tΒ Ïµ‹Ï⊥t7Ï9 tΑ$s% øŒÎ‬‬ ‫فى حينھا ورزق به بعد طول عمر لم يتردد إبراھيم لحظة وأسرع‬
‫لتنفيذ األمر اإللھى تسليما ‪ s‬واستسالما تاما وخضوعا ‪ s‬وإيمانا‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇⊂⊂∪ tβθßϑÎ=ó¡ãΒ …ã&s! ßøtwΥuρ #Y‰Ïn≡uρ $Yγ≈s9Î) t,≈ysó™Î)uρ Ÿ≅ŠÏè≈yϑó™Î)uρ‬البقرة [ ‪.‬‬
‫كامال كامنا يمأل قلبه بعظيم حكمة ﷲ ‪.‬‬

‫ودين اإلسالم بھذا المعنى الشامل كان وصية إبراھيم ألبنائه وكان‬
‫‪Å7ù=ßϑø9$# zÏΒ Í_tF÷s?#u ô‰s% Éb>u‘ ‬‬ ‫ويقول القرآن عن دعاء يوسف‬
‫أيضا وصية يعقوب ألبنائه ‪ ،‬التمسك بھذا الدين ‪ ،‬ھذه عقيدة المس لمين‬
‫‪’Îû Çc’Í<uρ |MΡr& ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# tÏÛ$sù 4 Ï]ƒÏŠ%tnF{$# È≅ƒÍρù's? ÏΒ Í_tFôϑ‾=tãuρ‬‬ ‫الحاليين فى األنبياء ومن تبعھم بإحسان ون ص الق رآن المن زل م ن ﷲ‬
‫على محمد دليل لك أن محمدا أرس ل عل ى دي ن م ن س بقه م ن األنبي اء‬
‫‪. 〈 ∩⊇⊃⊇∪ tÅsÎ=≈¢Á9$$Î/ Í_ø)Åsø9r&uρ $VϑÎ=ó¡ãΒ Í_©ùuθs? ( ÍοtÅzFψ$#uρ $u‹÷Ρ‘‰9$#‬‬

‫‪١٥‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫ويسوع نفسه لم يأت بدين جديد ولم يكن ذا عقيدة جديدة تخالف من‬ ‫ھكذا نفھم ـ نحن المسلمين ـ ديننا وإلى ھذا ندعوا إلى اإلسالم الذى‬

‫‪!$£ϑn=sù ‬‬ ‫سبقه من األنبياء وھذا نص القرآن عنه وعن الحواريين ‪:‬‬ ‫ھو دين الفطرة الذى أراده ﷲ للخليقه كلھا من أولھا إلى آخرھا و ذلك‬

‫‪«!$# y‰ΨÏã šÏe$!$# ¨βÎ) ‬‬ ‫أمر بـديـھـى ‪ ،‬وھـذا ھـو مـعنى قــول ﷲ ‪:‬‬
‫&‪šχθ•ƒÍ‘#uθysø9$# š^$s% ( «!$# ’n<Î) ü“Í‘$|ÁΡr& ôtΒ tΑ$s% tøä3ø9$# ãΝåκ÷]ÏΒ 4†|¤ŠÏã ¡§ymr‬‬

‫‪ ] 〈 ÞΟ≈n=ó™M}$#‬آل عمران ‪ [١٩ :‬أى االستسالم التام ألوامر ﷲ وھى طاعة‬


‫‪ ] 〈 ∩∈⊄∪ šχθßϑÎ=ó¡ãΒ $‾Ρr'Î/ ô‰yγô©$#uρ «!$$Î/ $¨ΨtΒ#u «!$# â‘$|ÁΡr& ßøtwΥ‬آل عمران [ ‪.‬‬
‫شريعته وااللتزام الكامل بتعاليمه والتسليم بحكمته فى تصريف كل‬
‫الحظ معى أن دين األنبياء واحد ولم يأت يسوع بدين جديد أبدا بل‬ ‫األمور صغيرھا وكبيرھا ‪ ،‬إن اإلسالم ھو حالة ذوبان فى الطاعة ‪s‬‬
‫كان على دين من سبقه من األنبياء من اإلسالم ‪ ، s‬و ھذه حقيقة‬ ‫‪.‬‬
‫جوھرية يثبتھا النص اإلنجيلى نفسه كما سترى الحقا ‪.‬‬
‫‪tΑ$s%uρ ‬‬ ‫وھذا خطاب موسى لبنى إسرائيل فى النص القرآنى ‪:‬‬
‫فرسالة ﷲ إلى البشرية ھى رسالة واح دة ألن المرس ل واح د وھ و‬
‫ﷲ ال شريك له كذلك البد وأن تكون أيضا الرسالة منه واح دة أرس لھا‬ ‫‪ ] 〈 ∩∇⊆∪ tÏϑÎ=ó¡•Β ΛäΨä. βÎ) (#þθè=©.uθs? ϵø‹n=yèsù «!$$Î/ ΛäΨtΒ#u ÷ΛäΨä. βÎ) ÇΠöθs)≈tƒ 4y›θãΒ‬يونس‬

‫إلى البشرية على لسان رسله وكتب ه المنزل ة إل ى بن ى البش ر عل ى م ر‬


‫[ فاإلسالم المطلوب ھنا ھو حالة تامة وكاملة من الذوبان الخالص فى‬
‫العص ور واألزمن ة المختلف ة ‪ ،‬فكان ت ھ ذه الرس الة يتلقاھ ا الرس ل‬
‫طاعة ﷲ ‪ ،‬وبھذا فقط يتحقق ملكوت ﷲ على األرض حيث تذوب‬
‫واألنبياء من ﷲ تباعا ليبلغوا الناس بھا وختمت ھذه الرسالة بالرس ول‬
‫إرادة اإلنسان فى إرادة ﷲ محبة ‪ s‬وتسليما له وحده ھو فقط ويكون‬
‫والنبى الخاتم محمد  وبالكتاب المنزل عليه من ﷲ – القرآن الكريم‬
‫القوم المتصفون بھذه الصفة ھم حملة أمانة إقامة ملكوت ﷲ فى‬
‫‪.‬‬
‫األرض حيث ﷲ ھو المالك و الحاكم الحقيقى فيه ‪.‬‬

‫‪١٧‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫بعيسى تارة ثم على يد الحكام ال وثنيين ت ارة أخ رى وأخي را عل ى ي د‬ ‫ومبادئ ھذه الرسالة اإللھية المرسلة من ﷲ إلى بنى آدم كلھم عل ى‬
‫الكن ائس المس يحية الت ى اعتب رتھم فئ ة ض الة منحرف ة مط رودين‬ ‫لسان رسل ﷲ كلھم وفى كتبه المنزلة كلھا ھ ى مب ادئ ثابت ة ال تتغي ر‬
‫وملعونين وھم الذين يطلق عليھم مجازا ف ى كت ب الت اريخ ) اليھ ود‬ ‫أبدا وھى ‪:‬‬
‫المسيحيين ( وم ن بق ى م نھم قلي ل ج دا وھ م مبعث رون ھن ا وھن اك ال‬ ‫‪ -١‬اإليمان بأنه ال إله إال ﷲ وأال نشرك معه فى عبادته أحدا ‪.‬‬
‫تقوم لھم اآلن قائمة تذكر ‪ ،‬وكذلك أيضا إن الذى ال يؤمن بمحم د نبي ا‬
‫‪ -٢‬اإليمان برسل ﷲ كلھم وتصديقھم فيما يبلغوننا به عن ﷲ ‪.‬‬
‫ورسوال ال يكون مسلما والذى ال يؤمن بالقرآن ال يكون مسلما وبھ ذا‬
‫خرج الكثير من المسيحيين عن دين اإلسالم كما ازداد اليھ ود خروج ا‬ ‫‪ -٣‬اإليمان بكل كتب ﷲ المنزلة على رسله وأنبيائه‪.‬‬

‫على خروجھم السابق ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬اإليمان بالغيب وبوجود المالئكة ‪.‬‬

‫معظ م القسيس ين يقول ون لك م ‪ :‬إن دي ن اإلس الم ھ و دي ن ق ومى‬ ‫‪ -٥‬اإليم ان بالبع ث بع د الم وت وي وم القيام ة والحس اب عل ى‬
‫للع رب وح دھم ‪ ،‬وأق ول ‪ :‬إن ھ ذا الق ول م نھم مض لل وخ اطئ تمام ا‬ ‫األعمال والجنة و النار ‪.‬‬
‫وليس ل ه أى أس اس م ن الص حة وق د يك ون ن تج ل ديھم نتيج ة ق راءات‬ ‫‪ -٦‬اإليمان بالقدر خيره وشره ‪.‬‬
‫سطحية لھم عن اإلسالم أو نتيجة خوفھم عل ى مناص بھم فھ م كم ا ق ال‬
‫ومعنى ذلك أن الذى اليؤمن بعيسى نبيا ورس وال ال يك ون مس لما‬
‫يسوع للكتبة ‪ » :‬ويل لكم ألنكم تغلقون ملكوت ﷲ أمام الناس فال أنتم‬
‫وال ذى ال ي ؤمن باإلنجي ل المن زل علي ه م ن ﷲ ال يك ون مس لما ولھ ذا‬
‫ت دخلون وال تترك ون الن اس ي دخلون « ‪ ،‬والحقيق ة ف إن خراف ات‬
‫خرج الكثير من الجنس اليھ ودى ع ن دي ن اإلس الم ‪ ،‬أم ا ال ذين آمن وا‬
‫القسيسين عن حقيقة وأصل دين اإلس الم والنب ى محم د كثي رة وھ دفھم‬
‫منھم برسالة عيسى  وبشارته فھ م م ن المس لمين ‪ ،‬وھ ؤالء ق د ت م‬
‫الخبيث ھو إبعادكم وتنفيركم من ھذا الدين الحق ‪.‬‬
‫الحج ر عل ى أفك ارھم ومص ادرة كت بھم وت م إب ادتھم وكثي ر م نھم ت م‬
‫وأت رك ال رد عل يھم لتوم اس أرنول د المستش رق المس يحى ال ذى‬ ‫تص فيتھم جس ديا ف ى الص راعات القديم ة عل ى ي د اليھ ود الك افرين‬
‫درس اإلسالم بوعى وفھم أكثر منھم ‪.‬‬
‫‪١٩‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫‪(#öθ©9uθs? βÎ*sù 4 «!$# Èβρߊ ÏiΒ $\/$t/ö‘r& $³Ò÷èt/ $uΖàÒ÷èt/ x‹Ï‚−Gtƒ Ÿωuρ $\↔ø‹x© ϵÎ/ x8Ύô³èΣ‬‬ ‫يقول توماس فى كتاب له عنوانه الدعوة اإلسالمية ‪ » :‬لم تكن‬
‫رسالة اإلسالم مقصورة على بالد العرب ‪ ،‬بل إن للعالم أجمع نصيبا‬
‫‪ ] (١) 〈 ∩∉⊆∪ šχθßϑÎ=ó¡ãΒ $‾Ρr'Î/ (#ρ߉yγô©$# (#θä9θà)sù‬آل عمران [ ‪.‬‬ ‫فيھا ولما لم يكن ھناك غير إله واحد كذلك ال يكون ھناك غير دين‬
‫واحد يدعى إليه الناس كافة ‪ ،‬ولكى تكون ھذه الدعوة عامة ‪ ،‬ولكى‬
‫والكالم مازال لتوماس يقول ‪ :‬إن كانت ھذه الرسائل قد بدت فى‬ ‫تحدث أثرھا المنشود فى جميع الناس وفى جميع الشعوب نراھا تتخذ‬
‫نظر من أرسلت إليھم ضربا من الخرق ‪ ،‬فقد برھنت األيام على أنھا‬ ‫صورة عملية فى الرسائل التى يروى أن محمدا  بعث بھا فى‬
‫لم تكن صادرة عن حماسة جوفاء ‪ ،‬وتدل ھذه الرسائل داللة أكثر‬ ‫السنة السادسة من الھجرة إلى ملوك ورؤساء الدول فى ذلك العصر‬
‫وضوحا وأشد صراحة على ما تردد ذكره فى القرآن من مطالبة‬ ‫‪ ،‬ففى ھذه السنة أرسل محمد رسائله إلى ھرقل قيصر الروم وإلى‬
‫‪y‰÷èt/ …çνr't7tΡ £ßϑn=÷ètGs9uρ ‬‬ ‫الناس جميعا بقبول اإلسالم ‪ ،‬فقد قال ﷲ ‪:‬‬ ‫كسرى فارس وإلى حاكم اليمن وإلى حاكم مصر وإلى النجاشى فى‬
‫بالد الحبشة ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬إن الرسالة التى أرسلھا إلى ھرقل كانت كما‬
‫]ص[‪.‬‬ ‫‪〈 ∩∇∇∪ ¥Ïm‬‬
‫يلى ‪ ) :‬بسم ﷲ الرحمن الرحيم ( من محمد عبد ﷲ ورسوله إلى‬
‫ھرقل قيصر الروم ‪ ،‬السالم على من اتبع الھدى ‪ ،‬أما بعد ‪ ،‬أسلم تسلم‬
‫‪¨,Ïts†uρ $wŠym tβ%x. tΒ u‘É‹ΖãŠÏj9 ∩∉∪ ×Î7•Β ×β#uöè%uρ ֍ø.ÏŒ āωÎ) uθèδ ÷βÎ) ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،‬وأسلم يؤتك ﷲ أجرك مرتين ‪ ،‬وإن تتول فإن إثم اإلكارين عليك‬

‫‪] 〈 ∩∠⊃∪ š͍Ï≈s3ø9$# ’n?tã ãΑöθs)ø9$#‬يس [ ‪.‬‬


‫‪Ÿωuρ ©!$# āωÎ) y‰ç7÷ètΡ āωr& ö/ä3uΖ÷t/uρ $uΖoΨ÷t/ ¥!#uθy™ 7πyϑÎ=Ÿ2 4’n<Î) (#öθs9$yès? É=≈tGÅ3ø9$# Ÿ≅÷δr'‾≈tƒ ö≅è%‬‬

‫وقال ‪ ] 〈 ∩⊇⊃∠∪ šÏϑn=≈yèù=Ïj9 ZπtΗôqy‘ āωÎ) š≈oΨù=y™ö‘r& !$tΒuρ  :‬األنبياء [ ‪.‬‬

‫) )‪(١‬البخارى فى بدء الوحى )‪ ، (٧‬عن عبد ﷲ بن عباس أن أبا سفيان أخبره ‪.‬‬
‫‪٢١‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫العربى ‪ ،‬وذلك قبل أن يدور بخلد العرب أى شىء يتعلق بحياة الفتح‬ ‫‪šÏϑn=≈yèù=Ï9 tβθä3u‹Ï9 Íνωö6tã 4’n?tã tβ$s%öàø9$# tΑ¨“tΡ “Ï%©!$# x8u‘$t6s? ‬‬ ‫وقــال ‪:‬‬
‫والغزو بزمن طويل ‪ ،‬ومما يؤيد أيضا دعوى عموم الرسالة والحق‬
‫فى المطالبة بأن يستجيب لھا جميع الناس أن اإلسالم كان الدين‬ ‫]الفرقان [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩⊇∪ #—ƒÉ‹tΡ‬‬

‫السماوى الذى اختاره ﷲ من قديم للجنس البشرى كافة ‪ ،‬ثم أوحى به‬
‫إليھم من جديد على لسان محمد خاتم النبيين كما أوحى به من قبل‬ ‫‪uŽsYò2r& £Å3≈s9uρ #\ƒÉ‹tΡuρ #ZŽÏ±o0 Ĩ$¨Ψ=Ïj9 Zπ©ù!$Ÿ2 āωÎ) y7≈oΨù=y™ö‘r& !$tΒuρ ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬

‫‪HωÎ) â¨$¨Ψ9$# tβ%x. $tΒuρ ‬‬ ‫على لسان غيره من الرسل ‪ ،‬فقد قال ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊄∇∪ šχθßϑn=ôètƒ Ÿω Ĩ$¨Ζ9$#‬سبأ [ ‪.‬‬

‫&‪$yϑŠÏù óΟßγoΨ÷t/ zÅÓà)s9 šÎi/¢‘ ÏΒ ôMs)t7y™ ×πyϑÎ=Ÿ2 Ÿωöθs9uρ 4 (#θàn=tF÷z$$sù Zοy‰Ïm≡uρ Zπ¨Βé‬‬
‫‪’n?tã …çνtÎγôàã‹Ï9 Èd,ptø:$# ÈÏŠuρ 3“y‰çλù;$$Î/ …ã&s!θß™u‘ Ÿ≅y™ö‘r& ü“Ï%©!$# uθèδ ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∪ šχθàÎ=tFøƒs† ϵŠÏù‬يونس [ ‪.‬‬
‫‪ ] 〈 ∩∪ tβθä.Ύô³ßϑø9$# oν̍x. öθs9uρ Ï&Íj#ä. ÈÏd‰9$#‬الصف [ ‪.‬‬

‫] األحقاف [ ‪.‬‬ ‫‪〈 È≅ß™”9$# zÏiΒ %Yæô‰Î/ àMΖä. $tΒ ö≅è% ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬
‫ومطالب ة البش رية كلھ ا بارتض اء اإلس الم دين ا ي زداد وض وحا ف ى‬
‫قول محمد متنبئا بانتشار دعوته ‪ :‬إن ) بالال ( أول ثمار الحبشة وإن‬
‫‪tÍ‘É‹ΨãΒuρ š̍Ïe±u;ãΒ z↵ÍhŠÎ;¨Ψ9$# ª!$# y]yèt7sù Zοy‰Ïn≡uρ Zπ¨Βé& â¨$¨Ζ9$# tβ%x. ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬
‫) صھيبا ( أول ثمار الروم ‪.‬‬

‫‪$tΒuρ 4 ϵŠÏù (#θàn=tF÷z$# $yϑŠÏù Ĩ$¨Ζ9$# t÷t/ zΝä3ósuŠÏ9 Èd,ysø9$$Î/ |=≈tGÅ3ø9$# ãΝßγyètΒ tΑt“Ρr&uρ‬‬ ‫والكالم للسير‪ /‬توماس ‪ :‬أما سلمان وھو أول من أسلم من الفرس‬
‫فقد كان عبدا نصرانيا بالمدينة ‪ ،‬اعتنق اإلسالم فى السنة األولى من‬
‫‪“y‰yγsù ( óΟßγoΨ÷t/ $JŠøót/ àM≈oΨÉit6ø9$# ÞΟßγø?u!%y` $tΒ Ï‰÷èt/ .ÏΒ çνθè?ρé& tÏ%©!$# āωÎ) ϵŠÏù y#n=tG÷z$#‬‬
‫الھجرة ‪ ،‬ويواصل السير توماس كالمه فيقول ‪ :‬وھكذا يصرح‬
‫الرسول بكل وضوح وجالء أن اإلسالم ليس مقصورا على الجنس‬
‫‪٢٣‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪s'©#ÏΒ yìt7¨?$#uρ ÖÅ¡øtèΧ uθèδuρ ¬! …çµyγô_uρ zΝn=ó™r& ô£ϑÏiΒ $YΨƒÏŠ ß|¡ômr& ôtΒuρ ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‪â!$t±o„ tΒ “ωôγtƒ ª!$#uρ 3 ϵÏΡøŒÎ*Î/ Èd,ysø9$# zÏΒ ÏµŠÏù (#θàn=tF÷z$# $yϑÏ9 (#θãΖtΒ#u šÏ%©!$# ª!$#‬‬

‫)‪ ] 〈 ∩⊇⊄∈∪ WξŠÎ=yz zΟŠÏδ≡tö/Î) ª!$# x‹sƒªB$#uρ 3 $Z‹ÏΖym zΟŠÏδ≡tö/Î‬النساء [ ‪.‬‬ ‫)‪ ] 〈 ∩⊄⊇⊂∪ ?ΛÉ)tGó¡•Β :Þ≡uŽÅÀ 4’n<Î‬البقرة [ ‪.‬‬

‫‪öΝä3‹Î/r& s'©#ÏiΒ 4 8ltym ôÏΒ ÈÏd‰9$# ’Îû ö/ä3ø‹n=tæ Ÿ≅yèy_ $tΒuρ öΝä38u;tFô_$# uθèδ ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‪zÏΒ tβ%x. $tΒuρ ( $Z‹ÏΖym zΟŠÏδ≡tö/Î) s'©#ÏΒ ôìÎ7¨?$# Èβr& y7ø‹s9Î) !$uΖøŠym÷ρr& §ΝèO ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬

‫)‪ ] (١) 〈 tÏϑÎ=ó¡ßϑø9$# ãΝä39£ϑy™ uθèδ 4 zΟŠÏδ≡tö/Î‬الحج ‪. [٧٨ :‬‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊇⊄⊂∪ tÅ2Ύô³ßϑø9$#‬النحل [ ‪.‬‬

‫وھذه شھادة أخ رى م ن أب رز علم اء ال دين المس يحى المعاص رين‬ ‫‪tΛÏδ≡tö/Î) s'©#ÏiΒ $VϑuŠÏ% $YΨƒÏŠ 5ΟŠÉ)tGó¡•Β :Þ≡uŽÅÀ 4’n<Î) þ’În1u‘ Í_1y‰yδ Í_‾ΡÎ) ö≅è% ‬‬ ‫وقال ‪:‬‬
‫األس تاذ ال دكتور ‪ /‬ب اول ش يفارتزيناو ‪ ،‬أس تاذ الثيولوجي ا اإلنجيلي ة و‬
‫عل وم األدي ان ب ـجامعة دورتمون د بألم ـانيا ‪ ،‬ف ى كتاب ه ال ذى أل ـفه‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊇∉⊇∪ tÏ.Ύô³ßϑø9$# zÏΒ tβ%x. $tΒuρ 4 $ZŠÏΖym‬األنعام [ ‪.‬‬
‫لـلـمسي ـحيين تح ت اس ـم ) دروس قرآني ة للمس يحيين ( يق ول ف ى‬
‫مقدم ة كتاب ه للترجم ة العربي ة ‪ »:‬إن الق رآن ل م يك ن فق ط بالنس بة‬ ‫وقال ‪tÏ.Ύô³çRùQ$# zÏΒ tβ%x. $tΒuρ $Z‹ÏΖym tΛÏδ≡tö/Î) s'©#ÏΒ (#θãèÎ7¨?$$sù 3 ª!$# s−y‰|¹ ö≅è%  :‬‬

‫للمس لمين ب ل أيض ا ألھ ل الكت اب كتاب ا نق ديا يكش ف ج وھر اإلس الم‬
‫] آل عمران [ ‪.‬‬ ‫∪∈‪〈 ∩‬‬
‫األصيل الموجود فى ك ل ال ديانات الت ى ج اءت بھ ا رس ل ﷲ جميع ا ‪،‬‬
‫إنه إسالم عالمى يربط بين كل من أنزل إليھم كتابا سماويا ‪،‬‬
‫وقال ‪tÏϑn=≈yèù=Ïj9 “Y‰èδuρ %Z.u‘$t7ãΒ sπ©3t6Î/ “Ï%©#s9 Ĩ$¨Ψ=Ï9 yìÅÊãρ ;MøŠt/ tΑ¨ρr& ¨βÎ)  :‬‬

‫∪∉‪ ] 〈 ∩‬آل عمران [ ‪.‬‬


‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬الدعوة اإلسالمية للسير ‪ /‬توماس أرنولد ‪.‬‬
‫‪٢٥‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫جانب النبوة لشخصية عيسى ‪  -‬لم يوص ف عيس ى –  – ق ط‬ ‫ھذه الرابطة التى أظھرھا اإلسالم تجع ل م ن النب ى محم د رس وال‬
‫بأن ه ﷲ حقيق ة ف ى العقي دة المس يحية األول ى ‪ ،‬وال ف ى العقي دة الت ى‬ ‫إلى كل أتباع ھ ذه ال ديانات و بص فة خاص ة ال ديانات الت ى تنس ب إل ى‬
‫تط ورت عنھ ا عن د م ن ك انوا يس مون ب اليھود المس يحيين ‪ ،‬ويمكنن ا‬ ‫إبراھيم –  – أى اليھ ود والمس يحيين إل ى جان ب المس لمين ال ذين‬
‫القول بكل تأكيد أن عيسى التاريخى لم يكن ليقبل بتأليه شخصيته على‬ ‫اتبعوا اإلسالم بالمعنى التاريخى ‪ ،‬وألننى كتبت ) ال دروس القرآني ة (‬
‫اإلط الق ‪ ،‬فھ و يق ول ألح د محدثي ه ‪ » :‬كي ف تس نى ل ك أن تس مينى‬ ‫بداية للقراء المسيحيين فقد ضمنته الرجاء الذى طالبت به إخ وانى ف ى‬
‫الجليل ‪ ،‬ال جليل إال ﷲ « ھذا ما ورد فى إنجي ل م رقس )‪، ( ١٨/١٠‬‬ ‫الدين المسيحى وبصفة خاصة الكنيسة المسيحية ويتضمن ھ ذا الطل ب‬
‫ث م يواص ل أ‪ /‬ب اول م ن حديث ه فيق ول ‪ » :‬وبمعن ى مح دد فإنن ا )أى‬ ‫االعتراف بالنبى محمد واعتباره رسوال حقيقيا مرسال ضمن رسل ﷲ‬
‫المسيحيين ( وع ن طري ق م ا ورد ف ى الق رآن ح ول شخص ية عيس ى‬ ‫األنبياء وأنه جاء للمسيحيين أيضا برسالة ھداية « ‪.‬‬
‫نعود إلى فھم عقيدة الجماعة المسيحية األولى بشكل أعمق وأدق « ‪.‬‬ ‫ويس جل األس تاذ ‪ /‬ب اول انبھ اره بال دين اإلس المى وبشخص ية‬
‫** انظر فاصل ‪. (١) : ١‬‬ ‫الرسول محم د  عن دما يق ول ف ى ثناي ا كتاب ه ‪ » :‬إن اإلنس ان ليت وق‬
‫دائم ا لرؤي ة كم ال الت اريخ اإلنس انى حي ث تتحق ق ذات ه مس تقلة و‬
‫نكتف ى بھ ذا الق در حالي ا م ن ش ھادة األس تاذ ال دكتور ‪ /‬ب اول‬
‫مستسلمة إلرادة ﷲ ‪ ،‬فى الوقت نفسه لق د ك ان محم د أول م ن أعط ى‬
‫ش يفارتزيناو أس تاذ الثيولوجي ا اإلنجيلي ة وعل وم األدي ان بجامع ة‬
‫البشرية دفعة التطور فى ھذا االتجاه ‪ ،‬م ن خ الل روح وح ى الرس الة‬
‫دورتموند بألمانيا ولعله يقصد باالكتشاف وثائق البحر الميت ‪.‬‬
‫القرآني ة ( ث م يعل ق األس تاذ ‪ /‬ب اول عل ى كش ف ت اريخى و ث ائقى ت م‬
‫ويقول عالم من علماء الدين اإلسالمى وھو الشيخ ‪/‬محمد الغزالى –‬ ‫كشفه فى بدايات القرن التاسع عشر وبصفتة كباحث مدقق يقول ‪:‬‬
‫رحمه ﷲ – فى كتاب له اسمه ) مع ﷲ ( ‪ » :‬يحسب كثي ر م ن الن اس‬
‫» فى بداية ھذا الق رن أعي د اكتش اف خطب ة عيس ى األص لية ح ول‬
‫‪,A‬‬ ‫مملك ة ﷲ ف ى مج ال اليثولوجي ا ) ج ‪ ،‬ف اى وأ ش فايترز ا ‪Wei‬‬
‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬ص ‪ ٢٢١‬من الكتاب فى شرح عقيدة اليھود المسيحيين األوائل‬
‫واختالفھا جذريا عن مسيحية بولس التى ھى عقيدة المسيحيين الحاليين ‪.‬‬ ‫‪ ، (Schweitzer‬وب ذلك ظھ ر اھتم ام بالجان ب الت اريخى ف ى مقاب ل‬
‫‪٢٧‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫عيس ى ( عل يھم الص الة والس الم ‪ ،‬وأن ه كلم ة ﷲ الت ى ال يرق ى إليھ ا‬ ‫أنه كما تنقس م الكلم ة م ثال إل ى اس م وفع ل وح رف تنقس م األدي ان إل ى‬
‫ريب ‪ ،‬وال تلتبس بھا ظنة )‪. (١‬‬ ‫يھودية ونصرانية وإسالم ‪ ،‬وھذا خطأ فال دين عن د ﷲ واح د واألنبي اء‬
‫أج ـمعون – وبـي ـنھم ) موس ى ( و )عيس ى( و ) محم د( ‪ -‬عل يھم‬
‫ھذا الرأى يؤكده النبى محمد  نفسه حيث يقول ‪ » :‬األنبي اء إخ وة‬
‫الصالة والسالم – مبلغون عن ﷲ أصول ھذا الدين الواحد ال تفاوت‬
‫أوالد عالت أمھاتھم شتى ودينھم واحد « )‪. (٢‬‬
‫ھنال ك وال اختص ام ‪ ،‬وإذا ك ان ھن اك ف رق ي ذكر فھ و أن الث وب ق د‬
‫ال حظ كلمة النبى محمد وھو يقول لك ‪ :‬إن دين األنبياء واحد ‪.‬‬ ‫يطول أو يقص ر حس ب نم و الجس م وأن موس ى –  – كس ا الع الم‬
‫بلباس التقوى حينا ‪ ،‬فلما جاء محمد  وجد الثوب ق د تغي ر أو تم زق‬
‫وھذا نص الكتاب الذى جاء به محمد من عند ﷲ يقول ﷲ فيه‬
‫أو انكمش فرده كما كان وضيئا ‪ ،‬وزاد فيه م ا اس تدعاه نم و اإلنس انية‬
‫لرسوله محمد ‪ ] 〈 È≅ß™”9$# zÏiΒ %Yæô‰Î/ àMΖä. $tΒ ö≅è%  :‬األحقاف ‪ [٩ :‬و المعنى‬
‫م ن وف رة واتس اق ‪ ،‬إن البدل ة الت ى تص لح للغ الم ال تص لح للرج ل‬
‫أى قل لھم يا محمد ‪ :‬إنك كمن سبقك من رسل ﷲ على دين واحد ودعوة‬ ‫المكتمل القوام ‪.‬‬
‫واحدة ‪ ،‬وھى اإليمان با‪ s‬واإلسالم له ‪ ،‬وأنك لم تكن تدعو إلى شىء‬ ‫والكلمة مازالت للشيخ ‪ /‬محمد الغزالى يقول ‪ » :‬إن محمداً – ‬
‫غريب لم يدعو إليه رسل ﷲ من قبل ألن رسالة ﷲ رسالة واحدة‬ ‫– جاء مجددا لما سبق من وحى ‪ ،‬ومؤك دا لم ا ن زل قب ل م ن تع اليم ‪،‬‬
‫للبشرية كلھا ‪.‬‬ ‫وذلك ش أن النبي ين الق دامى يص دقون م ن ق بلھم ويمھ دون لم ن بع دھم‬
‫جاء النبى محمد  يدعوالناس إلى عبادة ﷲ وحده مثله ف ى ذل ك‬ ‫حت ى ختم ت الرس االت كلھ ا باإلس الم ‪ ،‬فك ان ھ ذا اإلس الم جامع ا لم ا‬
‫مثل جميع الرسل واألنبياء من قبله ‪ ،‬فلم يكن ذا بدعة أو ذا دي ن جدي د‬ ‫ت وزع فيھ ا م ن ح ق وع دل وفض ل ونب ل ‪ ،‬وش اءت عناي ة الس ماء أن‬
‫مخالف لدين األنبياء من قبله ‪.‬‬ ‫تقيض لھ ذا ال دين حفظ ة ينتص بون دون تراث ه قرن ا بع د ق رن فنج ا م ن‬
‫الغوائل التى محت غيره ‪ ،‬ووصل إلينا مصونا كم ا عھ د ب ه إل ى نبي ه‬
‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬مع ﷲ ‪ ،‬للشيخ ‪ /‬محمد الغزالى ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬البخارى فى األنبياء )‪ (٣٤٣‬ومسلم فى الفضائل )‪ (١٤٣/٢٣٦٥‬عن أبى‬ ‫ ‪ ،‬ولذلك يمكننا أن نصفه بأنه المصدر الموثق لرسالة )موسى ( و)‬
‫ھريرة  ‪.‬‬
‫‪٢٩‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫الرج ل إذا ن ذر ن ذرا ك أن يق ول م ثال ل و ربح ت تج ارتى ك ذا فس وف‬ ‫جاء رسول ﷲ محمد  يدعو الناس جميعا إلى أن يؤمنوا أنه ‪:‬‬
‫أذب ح جم ال لھب ل ) اس م ص نم عن دھم ( ‪ ،‬فك ان يق دم ن ذره لھ ذا الص نم‬ ‫‪ ،‬لق د‬ ‫)‪(١‬‬
‫) ال إل ه إال ﷲ و ح ده ‪ ،‬وأن ال يش ركوا ف ى عبادت ه أح دا (‬
‫شكرا له ‪ ،‬وإذا مرض توجه للصنم راجيا أن يش فيه ‪ ،‬حت ى وإن أذن ب‬
‫ج اء ليع رف الن اس ب ربھم والطري ق الموص ل إل ى ني ل محبت ه تع الى‬
‫ذھب للصنم ليعترف بذنبه ويستغفره ‪.‬‬
‫أرسله ﷲ رحمة للعالمين ؛ ليخرج به الن اس م ن الظلم ات إل ى الن ور‬
‫وھكذا كان حال المشركين فى كل شأن من شؤون حي اتھم ت راھم‬ ‫أرسله ﷲ رسوال إلى الناس جميعا ؛ ليعرفھم بأن ه ال إل ه إال ﷲ وح ده‬
‫ال يتوجھ ون مباش رة إل ى ﷲ بال دعاء و العب ادة ولك نھم يتوجھ ون إل ى‬ ‫‪ ،‬وأنه ال توجد واسطة بينھم وبين ربھ م أرس له ﷲ ليب ين للن اس الح ق‬
‫ھ ذه األص نام بال دعاء والعب ادة ق ائلين ‪ :‬إنھ ا آلھ ة تق ربھم إل ى ﷲ ‪،‬‬ ‫م ن الباط ل يع رفھم الح ق وم راد ربھ م م نھم ‪ ،‬وينھ اھم ع ن الباط ل‬
‫يظنون أن ﷲ بعدما فرغ من خلق كل شىء أعط ى ھ ذه األص نام ح ق‬ ‫والمنك رات الت ى تبع دھم ع ن ربھ م ‪ ،‬لكنن ا ن رى ‪ -‬لألس ف الش ديد ‪-‬‬
‫التص رف ف ى ت دبير الك ون وش ؤون العب اد بم ا فيھ ا ح ق التش ريع‬ ‫كثيراً من الن اس اآلن ال يفھ م م اھى حقيق ة الش رك ب ا‪ ، s‬وطبع ا ذل ك‬
‫والتحليل والتحريم ! ‪.‬‬ ‫ألنه ال يفھم حقيقة معنى ‪ ) :‬ال إله إال ﷲ ( ‪.‬‬

‫جاء النبى محمد يعرف الناس بربھم ويقربھم إليه ويع رفھم أن ﷲ‬ ‫وإلي ك ھ ذا الخب ر ‪ :‬ك ان المش ركون عل ى عھ د النب ى محم د ‬
‫قري ب وأن يس لموا ‪ s‬رب الع المين فھ و رب وإل ه واح د ‪ ،‬وأن ھ ذه‬ ‫يؤمنون بوجود ﷲ وأنه ھو وحده خالق كل شىء وأنه ھو وح ده ال ذى‬
‫األصنام التى يزعمون أنھا آلھه ال تمل ك لھ م نفع ا أو ض را ب ل إنھ ا ال‬ ‫ي رزق وأن ه ق ادر عل ى ك ل ش ىء ‪ ،‬لك نھم ك انوا يعب دون األص نام‬
‫تستطيع حتى مجرد دفع الضرر عن نفسھا وھذه لم تك ن دع وة جدي دة‬ ‫ويعتقدون أن ھذه األصنام ھ ى الواس طة بي نھم وب ين ﷲ وأنھ ا مقبول ة‬
‫فقد دعا إلى ذلك قبله كل رسل ﷲ وأنبياؤه فھو  ل م يك ن ب دعا م ن‬ ‫عند ﷲ وأن ﷲ عز و جل ال يرد لھا طلبا ‪ ،‬فكان الرجل منھم إذا وق ع‬
‫الرسل ‪.‬‬ ‫فى مشكلة ذھب وسجد للصنم وطلب من ه أن يح ل ل ه مش كلته ‪ .‬وك ان‬

‫)‪ (٣‬البخارى فى اإليمان )‪ ، (٢٥‬ومسلم فى اإليمان )‪ (٣٦/٢٢‬عن عبد ﷲ بن‬


‫عمر رضى ﷲ عنھما ‪.‬‬
‫‪٣١‬‬ ‫‪٣٠‬‬
‫والخوف والرجاء ‪ ،‬فال نعمة إال منه ھ و وح ده ‪ ،‬وال ھ دي أو عل م إال‬ ‫قال عالم من علماء الدين اإلسالمى ابن قيم الجوزية فى كتاب له‬
‫منه ھو وحده ‪ ،‬ال خالق إال ھو وحده ‪ ،‬وال توكل إال عليه ھ و وح ده ‪،‬‬ ‫اسمه )الداء و ال دواء( يش رح معن ى كلم ة التوحي د ‪ ) :‬ال إل ه إال ﷲ (‬
‫وال معطي إال ھو وحده ‪ ،‬وال غن ي إال ھ و وح ده ‪ ،‬وال متكب ر إال ھ و‬ ‫يقول فيه ‪ :‬وھي الكلمة التي ال ينكرھا إال كافر ظلم نفس ه وخ رج ع ن‬
‫وحده ‪ ،‬وال يحمد إال ھو وحده ‪ ،‬وال رھبة والخوف إال منه ھ و وح ده‬ ‫دين اإلسالم الذي فطر ﷲ عليه الخالئق كلھا ‪ ،‬وھي الكلم ة الت ي دع ا‬
‫‪ ،‬وال رجاء أو دعاء إال له ھو وح ده ‪ ،‬وال ق وة إال ب ه ھ و وح ده ‪ ،‬وال‬ ‫إليھ ا جمي ع الرس ل واألنبي اء ‪ ،‬وھ ى الكلم ة الت ي ش رع ﷲ م ن أجلھ ا‬
‫يستغاث إال به ھو وحده ‪ ،‬وال يسجد إال له ھو وحده ‪ ،‬وال ي ذبح إال ل ه‬ ‫الجھ اد وھ ي الكلم ة المنجي ة م ن ع ذاب القب ر وع ذاب الن ار ‪ ،‬وھ ي‬
‫و باسمه ھو وحده ‪ ،‬وال ينذر إال ل ه ھ و وح ده ‪ ،‬وال يحل ف إال باس مه‬ ‫الطريق الذي ال يدخل أحد الجنة إال به ‪ ،‬والحبل الذي ال يصل إلي ﷲ‬
‫ھو وحده ‪ ،‬وال يتاب إال إليه ھو وحده ‪ ،‬وال يحكم إال بشرعه ھ و وح ده‬ ‫إال من تعلق به ‪ ،‬وھي أساس اإلسالم ومفتاح دار السالم ‪ ،‬وبھا انقس م‬
‫‪ ،‬وال يطاع إال أمره ھو وحده ‪ ،‬ال شريك له ‪ ،‬وقس علي ذلك كثيراً ‪.‬‬ ‫الناس بين ش قي وس عيد ‪ ،‬وبھ ا انفص لت دار الكف ر ع ن دار اإليم ان ‪،‬‬

‫وھذه ھي حقيقة كلمة )ال إله إال ﷲ ( حسب علمنا ولھذا حرم‬ ‫وتميزت دار الـنعيم عن دار الجحيم ‪ ،‬قـال رسول ﷲ  ‪ » :‬م ن ك ان‬

‫علي النار من شھد أن ال إله إال ﷲ حقيقة الشھادة ‪ ،‬ومحال أن يدخل‬ ‫آخ ر كالم ه ال إل ه إال ﷲ دخ ل الجن ة « )‪ .(١‬يعن ي ذل ك م ن ك ان آخ ر‬

‫‪Νèδ tÏ%©!$#uρ ‬‬ ‫النار من تحقق بحقيقة ھذه الشھادة وقام بھا ﷲ تعالي ‪:‬‬ ‫عھ ده ب دار ال دنيا تمس كه بكلم ة ال إل ه إال ﷲ مؤمن ا بھ ا قلب ه مص دقا‬
‫عليھا بأقواله وأفعاله ‪ ،‬وحتى في خط رات فك ره م دركا ومس تيقنا م ن‬
‫] المعارج [ ‪ .‬فيكون العبد المؤمن با‪ s‬قائما‬ ‫‪〈 ∩⊂⊂∪ tβθßϑÍ←!$s% öΝÍκÌE≡y‰≈pκy¶Î/‬‬ ‫روح ھذه الكلمة دخل الجنة ‪.‬‬

‫بشھادته في ظاھره وباطنه في قلبه وقالبه ‪.‬‬ ‫وروح ھ‪BB‬ذه الكلم‪BB‬ة وس‪BB‬رھا ‪ :‬ھ و أن يعب د ﷲ وح ده بجمي ع أن واع‬
‫العبادة وال يشرك به أحدا ‪ ،‬وإفراده تعالي بالمحبة واإلجالل والتعظ يم‬
‫فھذه الكلمة ھي روح للروح كما الروح للجسد ‪ ،‬فحياة الروح‬
‫بحياة ھذه الكلمة فيھا كما أن حياة البدن بوجود الروح فيه ‪ ،‬وال شىء‬ ‫)‪ (١‬أحمد )‪ ، (٢٣٣/٥‬وأبو داود فى الجنائز )‪ ،(٣١١٦‬وصححه الشيخ األلبانى‬
‫‪ ،‬عن معاذ بن جبل  ‪.‬‬
‫‪٣٣‬‬ ‫‪٣٢‬‬
‫وال ذى ي دعو لألس ف حق ا واالس تغراب أنن ى عن دما س ألت بع ض‬ ‫علي اإلطالق أنفع للعبد من إقباله على ﷲ واشتغاله بذكره وتنعمه‬
‫أصدقائى من المسيحيين ‪ :‬ھل تؤمن أنه ال إله إال ﷲ ؟ فأجابنى ‪ :‬نع م‬ ‫بحبه وإيثاره لمرضاته ‪ ،‬بل الحقيقة أال حياة له وال نعيم وال سرور‬
‫‪ ،‬فعندما سألته مادام األمر كذلك لماذا ال تقولھ ا ؟ فق ال نح ن ال نقولھ ا‬ ‫وال بھجة له إال بذلك ‪ ،‬وانعدام ذلك ھو أشد األلم والحسرة وإنما تغيب‬
‫ألننا مؤمنون بھا !! طبعا رده عجيب ألنه متناقض وغي ر مقن ع ‪ ،‬ألن‬ ‫الروح عن الشعور بذلك العذاب في الدنيا الشتغالھا بغيره ‪،‬‬
‫األمر الطبيعى أنه لو آمن بھا فسيقولھا ثم ال يجد فى نفس ه أى تن اقض‬ ‫واستغراقھا في ذلك الغير فال تشعر لما ھي فيه من ألم الفوات بفراق‬
‫بين إيمانه القلبى ونطقه اللسانى ‪.‬‬ ‫أحب شىء إليھا وأنفعه لھا ‪ ،‬وھذه ھي منزلة السكران المستغرق في‬

‫والحق أنى علمت فيما بعد الس ر الحقيق ى وراء رفض ه أن يق ول ال‬ ‫سكره الذي احترقت داره وأمواله وأھله وأوالده وھو الستغراقه في‬

‫إله إال ﷲ ‪ ،‬وظھر لى بجالء كذبه الفاحش لى عندما قال إنه مؤمن بھا‬ ‫السكر ال يشعر بألم ذلك الفوات وحسرته ‪ ،‬حتي إذا صحا وكشف عنه‬

‫حيث إن نطق ه لكلم ة ال إل ه إال ﷲ تنف ى ألوھي ة االب ن وال روح الق دس‬ ‫غطاء السكر وأنتبه من رقدة الخمر علم بحاله ‪.‬‬

‫على حسب عقيدته ‪ ،‬وبھذا يقر ببطالن دينه وھذا سبب رفضه ق ول ال‬ ‫وھكذا الحال عند كشف الغطاء بالموت ومعاينة طالئع اآلخرة‬
‫إله إال ﷲ ‪.‬‬ ‫واإلشراف على مفارقة الدنيا واالنتقال منھا إلى ﷲ ‪ ،‬بل األلم والحسرة‬

‫ولكنى أرجع وأقول ‪ :‬إنه بعدم قوله ) ال إله إال ﷲ ( ق د ح رم نفس ه‬ ‫ھناك أشد بأضعاف مضاعفة ‪ ،‬فإن المصاب في الدنيا يرجو جبر‬

‫م ن خي ر كثي ر ‪ ،‬وال أب الغ أب دا إن قل ت إن ه ق د ح رم نفس ه م ن غ ذاء‬ ‫مصيبته بالعوض ‪ ،‬ويعلم أنه قد أصيب في شىء زائل ال بقاء له ‪،‬‬

‫الروح ومن الحياة الحقيقية ‪ ،‬فنطق و ترديد ‪ ) :‬ال إل ه إال ﷲ ( بكث رة‬ ‫فكيف بمن مصيبته بما ال عوض فيه وال بدل منه وال نسبة بينه وبين‬

‫يجعل م ن روح ك ترتق ى ش يئا فش يئا ف ى مرات ب وش عب اإليم ان ألن‬ ‫الدنيا جميعھا « )‪. (١‬‬

‫مقولة ) ال إل ه إال ﷲ ( ھ ى أعل ى ش عب اإليم ان و أفض لھا كم ا ق ال‬


‫الرسول  ‪ » :‬اإليمان بضع وسبعون شعبة فأفض لھا ق ول ال إل ه إال‬
‫)‪ (١‬الداء والدواء البن القيم ‪.‬‬
‫‪٣٥‬‬ ‫‪٣٤‬‬
‫‪†Îû ϵÎ/ Å´ôϑtƒ #Y‘θçΡ …çµs9 $oΨù=yèy_uρ çµ≈oΨ÷uŠômr'sù $\GøŠtΒ tβ%x. tΒuρr& ‬‬ ‫يقول ﷲ ‪:‬‬ ‫ﷲ و أدناھا إماطة األذي ع ن الطري ق و الحي اء ش عبة م ن اإليم ان «‬
‫)‪. (١‬‬
‫‪$tΒ t̍Ï≈s3ù=Ï9 zÎiƒã— šÏ9≡x‹x. 4 $pκ÷]ÏiΒ 8lÍ‘$sƒ¿2 }§øŠs9 ÏM≈yϑè=—à9$# ’Îû …ã&é#sW¨Β yϑx. Ĩ$¨Ψ9$#‬‬
‫**انظر فاصل ‪. (٢) : ٢‬‬
‫] األنعام [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩⊇⊄⊄∪ šχθè=yϑ÷ètƒ (#θçΡ%x.‬‬
‫حتى إنك تشعر بعد فترة بثمار تلك الكلم ة الطيب ة ف ى قلب ك و نفس ك‬
‫وروحك وشئون حيات ك كلھ ا ‪ ،‬ستش عر عن دھا أن ك ول دت م ن جدي د‬
‫حاول بينك وبين ربك أن ترددھا كثيرا وأن تقولھا من صميم قلبك‬
‫وأنك كنت ميتا من قبل فأحياك ﷲ بھ ذه الكلم ة العظيم ة كلم ة ‪ ) :‬ال‬
‫مستخفيا عن الناس جربھا لتشعر بمذاقھا الروحى فى قلبك وروحك‬
‫إله إال ﷲ ( ‪.‬‬
‫جربھا فھى نبع الحياة ‪ ،‬نحن نحب ﷲ حب عبادة ‪ ،‬فالعبادة ھى أعلى‬

‫‪Èβρ߉ç7÷èu‹Ï9 āωÎ) }§ΡM}$#uρ £Ågø:$# àMø)n=yz $tΒuρ ‬‬ ‫درجات المحبة ‪ ،‬يـقـول ﷲ ‪:‬‬ ‫‪Bπt7Íh‹sÛ ;οtyft±x. Zπt6ÍhŠsÛ ZπyϑÎ=x. WξsWtΒ ª!$# z>uŽŸÑ y#ø‹x. ts? öΝs9r& ‬‬ ‫يقول ﷲ ‪:‬‬

‫∪∉∈∩ 〈 ] الذاريات[ ‪.‬‬ ‫&‪3 $yγÎn/u‘ ÈβøŒÎ*Î/ ¤Ïm ¨≅ä. $yγn=à2é& þ’ÎA÷σè? ∩⊄⊆∪ Ï!$yϑ¡¡9$# ’Îû $yγããösùuρ ×MÎ/$rO $yγè=ô¹r‬‬

‫وھذه العبادة ال تنبغى أن تق دم إال ‪ s‬وح ده فق ط ؛ ألن اإلنس ان إن‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊄∈∪ šχρãā2x‹tGtƒ óΟßγ‾=yès9 Ĩ$¨Ψ=Ï9 tΑ$sWøΒF{$# ª!$# ÛUΎôØo„uρ‬إبراھيم [ ‪.‬‬
‫أحب مخلوقا ً حب عبادة فاعلم يقينا أنه يكون قد أشرك با‪. s‬‬
‫والكلمة الطيبة ھى ‪ ) :‬ال إله إال ﷲ ( ‪.‬‬

‫)‪ (١‬البخارى فى اإليمان )‪ ، (٩‬ومسلم فى اإليمان )‪ (٥٨/٣٥‬عن أبى ھريرة ‪.‬‬


‫)‪ (٢‬انظر ‪ :‬ص ‪ ٢٢٤‬من الكتاب شرح حقيقة اإليمان وحقيقة الكفر ‪.‬‬
‫‪٣٧‬‬ ‫‪٣٦‬‬
‫والتى تصبح ھى كل‬ ‫∪∉⊄∩ ‪〈 ∩⊄∠∪ ÏΘ#tø.M}$#uρ È≅≈n=pgø:$# ρèŒ y7În/u‘ çµô_uρ 4’s+ö7tƒuρ‬‬ ‫‪#YŠ#y‰Ρr& «!$# Èβρߊ ÏΒ ä‹Ï‚−Gtƒ tΒ Ä¨$¨Ζ9$# š∅ÏΒuρ ‬‬ ‫يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬

‫الجھات ‪.‬‬ ‫†‪øŒÎ) (#þθãΚn=sß tÏ%©!$# “ttƒ öθs9uρ 3 °! ${6ãm ‘‰x©r& (#þθãΖtΒ#u tÉ‹©9$#uρ ( «!$# Éb=ßsx. öΝåκtΞθ™6Ïtä‬‬

‫فإن ﷲ يبين لك‬ ‫‪〈 «!$# çµô_uρ §ΝsVsù (#θ—9uθè? $yϑuΖ÷ƒr'sù ‬‬ ‫يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∉∈∪ É>#x‹yèø9$# ߉ƒÏ‰x© ©!$# ¨βr&uρ $Yè‹Ïϑy_ ¬! nο§θà)ø9$# ¨βr& z>#x‹yèø9$# tβ÷ρttƒ‬البقرة [ ‪.‬‬
‫الوجھه التى يريدك أن تتجه إليھا إن ﷲ يريدك أن تعرفه وإنك لن‬
‫تعرفه إال إذا أحببته وكلما عرفته أكثر كلما أحببته أكثر حتى أنك ال‬ ‫فالعبادة ‪ s‬ھى إسالم وتسليم واستس الم ت ام ‪ s‬تع الى وح ده ‪ ،‬حت ى‬

‫كل الكون وكل الموجودات‬ ‫ترى غيره ‪ ،‬وتعرف أن وجود‬ ‫وإن طل ب ﷲ من ك أن ت ذبح ابن ك ) كم ا ح دث م ع إب راھيم  ( أو‬

‫والمخلوقات كل شئ يصبح ھو العدم ذاته فى عين وجود ﷲ ‪.‬‬ ‫طل ب من ك أن تلق ى بنفس ك ف ى المھال ك ‪ ،‬لنف ذت طل ب ﷲ من ك‬
‫راض ؛ ألن رضاك ھو رضا رب ك‬
‫ٍ‬ ‫وأوامره لك ‪ ،‬وذھبت وأنت سعيد‬
‫خذ عندك ھذا المثل ـ للتقريب إلى الذھن – أنك عندما تأتى بلمبة‬
‫عنك ‪.‬‬
‫كھرباء صغيرة مثل ھذه التى تركب فى الفوانيس ثم تشعلھا ببطارية‬
‫قلم صغيرة فى حجرة مظلمة فإنك ترى ضوءھا بوضوح شديد حتى‬ ‫] البقرة ‪. [ ١٤٨ :‬‬ ‫‪〈 $pκŽÏj9uθãΒ uθèδ îπyγô_Íρ 9e≅ä3Ï9uρ ‬‬ ‫يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫أن ھذه اللمبة الصغيرة تضىء الغرفة من حولك ‪ ،‬ھات نفس ھذه‬
‫فبعدما كانت لك و جھات كثيرة فى ھذه الدنيا تتجه إليھا ‪ ،‬تھون‬
‫اللمبة ونفس البطارية وأشعل اللمبة تحت ضوء شمس الظھيرة اللمبة‬
‫الدنيا كلھا وما فيھا ‪ ،‬ومن فيھا بل و تفنى فى نظرك و ال تبقى سوى‬
‫مشتعلة نعم ولكنك ال ترى أى ضوء لھا لقد أصبح ضوؤھا ھو‬
‫‪5β$sù $pκöŽn=tæ ôtΒ ‘≅ä. :‬‬ ‫الوجھة التى تتجه بھا إلى ﷲ ‪ ،‬يقول ﷲ تعالى‬
‫العدم نفسه فى عين وجود ضوء الشمس الباھر ‪.‬‬

‫ھكذا أيضا يكون وجود كل الموجودات ھو العدم نفسه فى عين‬


‫وجود ﷲ الذى ليس مثل وجوده المطلق وجود يماثله ألنه ليس كمثل‬

‫‪٣٩‬‬ ‫‪٣٨‬‬
‫الشيوخ ‪ :‬أى الصبر أشد على الصابرين ؟ فقال الشيخ ‪ :‬الصبر فى ﷲ‬ ‫ﷲ شىء ‪ ،‬ھكذا أيضا يجب أن يكون كل تعلقك بالدنيا و ما فيھا فى‬
‫‪ .‬فقال العارف ‪ :‬ال ‪ .‬فقال الشيخ ‪ :‬الصبر ‪ ، s‬فقال العارف ‪ :‬ال ‪،‬‬ ‫نظرك ھو العدم فى عين تعلقك بربك واتجاھك إليه فا‪ s‬ينادى الخلق‬
‫فقال الشيخ ‪ :‬الصبر مع ﷲ ‪ ،‬فقال العارف ‪ :‬ال ‪ ،‬فغضب الشيخ وقال‬ ‫‪ö/ä3ã_≡uρø—r&uρ öΝä3çΡ≡uθ÷zÎ)uρ öΝà2äτ!$oΨö/r&uρ öΝä.äτ!$t/#u tβ%x. βÎ) ö≅è% ‬‬ ‫لمحبته فيقول ‪:‬‬
‫‪ :‬ويحك فإيش ؟ فقال العارف ‪ :‬الصبر عن ﷲ ‪ ،‬فشھق الشيخ شھقة‬
‫كادت تخرج معھا روحه ‪.‬‬ ‫‪!$yγtΡöθ|Êös? ßÅ3≈|¡tΒuρ $yδyŠ$|¡x. tβöθt±øƒrB ×οt≈pgÏBuρ $yδθßϑçGøùuŽtIø%$# îΑ≡uθøΒr&uρ óΟä3è?uŽÏ±tãuρ‬‬

‫الغفران اإللھى ‪:‬‬ ‫&‪š†ÎAù'tƒ 4®Lym (#θÝÁ−/uŽtIsù Ï&Î#‹Î7y™ ’Îû 7Š$yγÅ_uρ Ï&Î!θß™u‘uρ «!$# š∅ÏiΒ Νà6ø‹s9Î) ¡=ymr‬‬

‫س معت ف ى ح ديث مس جل ف ى أح د المواق ع عل ى اإلنترن ت أح د‬


‫المسيحيين يھزأ من مفھوم العبادة فى اإلس الم ويق ول ‪ :‬أيھم ا أحس ن ‪:‬‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊄⊆∪ šÉ)Å¡≈xø9$# tΠöθs)ø9$# “ωöκu‰ Ÿω ª!$#uρ 3 ÍνÍ÷ö∆r'Î/ ª!$#‬التوبة [ ‪ .‬فأنت من‬

‫عالقة األب بابنه أم عالقة السيد بعبده ؟ !!‬


‫فرط حبك وشوقك إلى ربك تتمنى لقاءه قال النبى محمد  ‪ » :‬من‬
‫من المؤكد أن ھذا المسكين لم يفھم معنى العبادة فى اإلس الم ‪ ،‬لق د‬ ‫أحب لقاء ﷲ أحب ﷲ لقاءه « )‪ .(١‬بل و تحمده على نعمة الموت التى‬
‫حرم نفسه من الحياة الحقة ‪ ،‬فبعبادت ك ‪ s‬تن ال محبت ه ل ك ومحبت ه ل ك‬
‫قدرھا بين الناس لتتخلص أرواح المؤمنين به المحبين له من قيد‬
‫ھى معيته لك أى أن ﷲ يكون معك وھذا ما يوضحه لن ا ﷲ ع ز وج ل‬
‫أجسادھم ومن سجن الدنيا يـقول النبى محمد  ‪ » :‬الدنيا سجن‬
‫فى حديث قدسى يقول تعالى ‪ » :‬ما تقرب إلى عبدى بشىء أح ب إل ى‬
‫المؤمن و جنة الكافر « )‪ ، (٢‬فأنت حينھا لن ترضى بغير ﷲ ولن‬
‫مما افترضت عليه وال يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا‬
‫يكفيك غير ﷲ فھو الكافى وال كافى غيره ‪ ،‬سأل أحد العارفين أحد‬
‫أحببته كنت سمعه ال ذى يس مع ب ه وبص ره ال ذى يبص ر ب ه وي ده الت ى‬

‫)‪ (١‬البخارى فى الرقاق )‪ ، (٦٥٠٨ ،٦٥٠٧‬ومسلم فى الذكر والدعاء والتوبة‬


‫واالستغفار )‪(١٨/١٤،٢٦٨٦/٣٦٨٣‬عن عبادة وأبى موسى رضى ﷲ عنھما‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (٢‬مسلم فى الزھد والرقائق )‪ (١/٢٩٥٦‬والترمذى فى الزھد )‪ (٢٣٢٤‬عن أبى‬
‫ھريرة  ‪.‬‬
‫‪٤١‬‬ ‫‪٤٠‬‬
‫بنعمته عليك ومعترفا بذنبك وطالبا عفوه ومغفرته ‪ ،‬ليس بينك و بين‬ ‫يبطش بھا ورجله التى يمشى بھا وإن سألنى ألعطينه ول ئن اس تعاذنى‬
‫ﷲ فى ھذه واسطة ‪ ،‬بل منك لربك مباشرة فبابه مفتوح ال يغلق أبدا‬ ‫ألعيذنه « )‪. (١‬‬
‫و ليس على بابه بوابون ‪ ،‬وقد بين لنا ﷲ الطريق المؤدى لنيل محبته‬
‫البد أنك تتفق معى أن ﷲ ال يحب الظلم وال يحب العدوان وال‬
‫و الخالص من الذنوب والخطايا ‪ ،‬وذلك باتباع النبى محمد  ألنه ال‬
‫يحب الفساد وال يحب الخيانة وال يحب الجھر بالسوء من القول ‪،‬‬
‫يتكلم من عند نفسه ولكن بما يوحى إليه من ﷲ رب العالمين ‪.‬‬
‫اعلم ھداك ﷲ أنه ‪ :‬إذا كان ﷲ اليحب كل ھذه اآلثام فھو ال يحب‬
‫‪ª!$# ãΝä3ö7Î6ósム‘ÏΡθãèÎ7¨?$$sù ©!$# tβθ™7Åsè? óΟçFΖä. βÎ) ö≅è% ‬‬ ‫يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬ ‫فاعليھا الذين يصرون عليھا ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬إنه يحرمھم من معيته إلى أن‬
‫يتوبوا ويصلحوا ‪ ،‬فإن ﷲ ال يحب المعتدين ‪ ،‬وال يحب الظالمين ‪،‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊂⊇∪ ÒΟ‹Ïm§‘ Ö‘θàxî ª!$#uρ 3 ö/ä3t/θçΡèŒ ö/ä3s9 öÏøótƒuρ‬آل عمران [ ‪.‬‬
‫وال يحب الخائنين ‪ ،‬وال يحب المتكبرين ‪ ،‬وال يحب المفسدين ‪ ،‬وال‬
‫يحب الكافرين ‪ ،‬وھو رغم ذلك يحب لھم التوبة جميعا ويفتح باب‬
‫اعل م ھ داك ﷲ أن ‪  :‬ﷲ غف‪BB‬ور ‪ ،‬وغف ور ھ ى ص فة ل ذات ﷲ‬
‫المغفرة لھم ويناديھم بعدم اليأس من رحمته ومغفرته ‪ ،‬يقول ﷲ تعالى‬
‫وھ ى ل ذلك مطلق ة المح دودة وأكب ر م ن أن تعيھ ا وتس توعبھا عقولن ا‬
‫‪¨βÎ) 4 «!$# ÏπuΗ÷q§‘ ÏΒ (#θäÜuΖø)s? Ÿω öΝÎγÅ¡àΡr& #’n?tã (#θèùuŽó€r& tÏ%©!$# y“ÏŠ$t7Ïè≈tƒ ö≅è% * ‬‬ ‫‪:‬‬
‫المحدودة ‪ ،‬فا‪ s‬غفور مغف رة ال ح دود لھ ا يغف ر لم ن اس تغفره وطل ب‬
‫من ه بقل ب ص ادق المغف رة وبقل ب ص ادق أعل ن التوب ة واإلق الع ع ن‬
‫‪öΝä3În/u‘ 4’n<Î) (#þθç7ÏΡr&uρ ∩∈⊂∪ ãΛÏm§9$# â‘θàtóø9$# uθèδ …çµ‾ΡÎ) 4 $—è‹ÏΗsd z>θçΡ—%!$# ãÏøótƒ ©!$#‬‬
‫الذنوب ذلك اإلنسان الذى اتجه إلى ﷲ بصدق وإخالص فإن ﷲ يغفر‬
‫ل ه ذنوب ه ويت وب علي ه ‪ ،‬والش رك ب ا‪ s‬ھ و أكب ر ال ذنوب جميعھ ا وال‬ ‫‪ ] 〈 ∩∈⊆∪ šχρçŽ|ÇΖè? Ÿω §ΝèO Ü>#x‹yèø9$# ãΝä3u‹Ï?ù'tƒ βr& È≅ö6s% ÏΒ …çµs9 (#θßϑÎ=ó™r&uρ‬الزمر[‬
‫يوجد ذنب أكبر من الشرك با‪ s‬أبدا ‪ ،‬ومع ذلك فإن تاب ھ ذا اإلنس ان‬
‫المشرك عن شركه با‪ s‬ورجع إلى ﷲ موحدا له عابدا ل ه وح ده يش ھد‬ ‫‪.‬إن ﷲ يريدك أنت بنفسك أيھا المذنب أن تتوجه إليه وحده معترفا‬

‫)‪ (١‬البخارى فى الرقاق )‪ ، (٥٦٠٢‬وأحمد )‪ (٢٥٦/٦‬عن عائشة رضى ﷲ عنھا‬


‫‪.‬‬
‫‪٤٣‬‬ ‫‪٤٢‬‬
‫ﷲ قائلين ‪ » :‬واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا «‬ ‫بأنه ال إله إال ﷲ فإن ﷲ يقبله ويغفر له كل ما سلف ‪ ،‬ويتوب ﷲ عليه‬
‫متى وأيضا وفى رواية لوقا بعدما ضرب عيسى ) يسوع ( مثل‬ ‫ألن من صفته أيضا أنه تواب ‪.‬‬
‫الدراھم الضائعة وقال ‪ » :‬افرحن معى ألنى وجدت الدرھم الذى‬ ‫ولكن إن أصر ذلك المشرك على شركه ومات على ھذه الحالة‬
‫أضعته ھكذا أقول لكم يكون فرح قدام مالئكة ﷲ بخاطئ واحد يتوب‬ ‫فمصيره إلى نار جھنم ‪ ،‬واعلم أن ﷲ ال يتأذى من ذنوب الناس‬
‫« وفى رواية متى يقول عيسى ) يسوع ( » فاذھبوا و تعلموا ما ھو ‪،‬‬ ‫وخطاياھم أو حتى كفرھم وشركھم ولكن الناس بذنوبھم يتأذون ‪ ،‬ففى‬
‫إنى أريد رحمة ال ذبيحة ألنى لم آت ألدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة‬ ‫الحديث القدسى يقول ﷲ تعالى ‪ ... » :‬يا عبادى ‪ :‬إنكم لن تبلغوا‬
‫«‪.‬‬
‫لذلك أقول لك ‪:‬‬ ‫)‪(١‬‬
‫ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى ‪« ...‬‬
‫وتقرر كل كتب ﷲ المنزلة مبدأ أن ﷲ يغفر الذنوب لمن توقف عن‬
‫إن خطيئة اإلنسان ال تؤذى ﷲ بل تؤذى اإلنسان ذاته ‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫فعل الشر وتاب واستغفر ﷲ ‪ ،‬وتقرر أيضا كل كتب ﷲ المنزلة أن‬
‫ﷲ ينادينا ليغفر لنا خطايانا وذنوبنا ففى الحديث القدسى يقول ﷲ‬
‫الذنوب ال تورث من اآلباء إلى األبناء ‪ ،‬وأن كل إنسان منا يولد وھو‬
‫تعالى ‪ » :‬يا عبادى ‪ :‬إنكم تخطئون بالليل والنھار وأنا أغفر الذنوب‬
‫طاھر من الذنوب تماما ‪ ،‬وأن كل إنسان منا مسئول عن ذنوبه ھو‬
‫‪tΒuρ ‬‬ ‫جميعا فاستغفرونى أغفر لكم ‪ «...‬وفى القرآن يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫فقط ال غير ‪ ،‬وال يحمل أبدا ذنوب آبائه أمام ﷲ ‪ ،‬وال حتى معصية‬
‫آدم ‪ ، s‬فكل واحد منا مسئول عن نفسه فقط أمام ﷲ ‪ ،‬وقد غفر ﷲ‬ ‫‪tΒuρ ∩⊇⊇⊃∪ $VϑŠÏm§‘ #Y‘θàxî ©!$# ωÉftƒ ©!$# ̍ÏøótGó¡o„ ¢ΟèO …çµ|¡øtΡ öΝÎ=ôàtƒ ÷ρr& #¹þθß™ ö≅yϑ÷ètƒ‬‬
‫ألبينا آدم وأمنا حواء وتاب عليھم بعدما استغفروه وتابوا إليه وندموا‬
‫على المعصية وﷲ غفور ورحيم وتواب ‪ ،‬ھذه صفات لذاته صفات‬ ‫‪] 〈 ∩⊇⊇ ∪ $VϑŠÅ3ym $¸ϑŠÎ=tã ª!$# tβ%x.uρ 4 ϵšøtΡ 4’n?tã …çµç7Å¡õ3tƒ $yϑ‾ΡÎ*sù $VϑøOÎ) ó=Å¡õ3tƒ‬‬

‫مطلقة وليس لھا حد أو نھاية ‪.‬‬


‫النساء [ وفى اإلنجيل يعلم عيسى ) يسوع (  الناس أن يصلوا إلى‬
‫ومن عدل ﷲ أن ال يحمل برىء من ذنوب وخطايا غيره وھذا‬
‫مبدأ قررته كل كتب السماء ؛ ففى شريعة التوراة ‪ » :‬ال يقتل اآلباء‬ ‫)‪ (١‬مسلم فى البر والصلة واآلداب )‪ ، (٥٥/٢٥٧٧‬عن أبى ذر  ‪.‬‬
‫‪٤٥‬‬ ‫‪٤٤‬‬
‫‪Ÿωuρ :‬‬ ‫السيد الرب ‪ ،‬أال برجوعه عن طرقه فيحيا « ‪ ،‬ويقول القرآن‬ ‫عن األبناء وال يقتل األوالد عن اآلباء كل إنسان بخطيته يقتل « تثنية‬
‫)‪. (٢٤:٢٦‬‬
‫?‪tβ%x. öθs9uρ Öóx« çµ÷ΖÏΒ ö≅yϑøtä† Ÿω $yγÎ=÷Η¿q 4’n<Î) î's#s)÷WãΒ äíô‰s? βÎ)uρ 4 2”t÷zé& u‘ø—Íρ ×οu‘Η#uρ â‘Ì“s‬‬
‫وأيضا بسفر أرميا النبى » فى تلك األيام ال يقولون بعد اآلباء‬
‫أكلوا حصرما وأسنان األبناء ضرست بل كل واحد يموت بذنبه ‪ ،‬كل‬
‫‪4’ª1t“s? tΒuρ 4 nο4θn=¢Á9$# (#θãΒ$s%r&uρ Í=ø‹tóø9$$Î/ Νåκ®5u‘ šχöθt±øƒs† tÏ%©!$# â‘É‹Ζè? $yϑ‾ΡÎ) 3 #’n1öè% #sŒ‬‬
‫‪×οu‘Η#uρ â‘Ì“s? āωr& ‬‬ ‫إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه « وفى القرآن ‪:‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∇∪ 玍ÅÁyϑø9$# «!$# ’n<Î)uρ 4 ϵšøuΖÏ9 4’ª1u”tItƒ $yϑ‾ΡÎ*sù‬فاطر [ ويقرر اإلنجيل نفس‬
‫‪3“tãƒ t∃ôθy™ …çµuŠ÷èy™ ¨βr&uρ ∩⊂∪ 4tëy™ $tΒ āωÎ) Ç≈|¡ΣM∼Ï9 }§øŠ©9 βr&uρ ∩⊂∇∪ 3“t÷zé& u‘ø—Íρ‬‬
‫ذات المبدأ وأن الخطيئة ال تورث وأن كل إنسان منا يولد وھو طاھر‬
‫من كل إثم ومن كل خطيئة وأن كل إنسان ھو مسئول عن ذنوبه ھو‬ ‫∪⊃⊆∩ ‪ ] 〈 ∩⊆⊄∪ 4‘pκtJΨßϑø9$# y7În/u‘ 4’n<Î) ¨βr&uρ ∩⊆⊇∪ 4’nû÷ρF{$# u!#t“yfø9$# çµ1t“øgä† §ΝèO‬النجم [‬

‫فقط أمام ﷲ ‪ ،‬وھذا المبدأ واضح جدا من كالم وتصريحات عيسى )‬


‫وأيضا بسفر حزقيال » وأنتم تقولون لماذا ال يحمل االبن من إثم األب‬
‫يسوع ( الذى يعتبر األوالد ) األطفال ( أبراراً وأنقياء ولم يولدوا‬
‫‪ ،‬أما االبن فقد فعل حقا وعدال ؛ حفظ جميع فرائضى وعمل بھا‬
‫خطاة فھو يقول ‪ » :‬دعوا األوالد يأتون إلى وال تمنعوھم ألن لمثل‬
‫فحياة يحيا ‪ ،‬النفس التى تخطئ ھى تموت ‪.‬‬
‫ھؤالء ملكوت ﷲ ‪ ،‬الحق أقول لكم من ال يقبل ملكوت ﷲ مثل ولد فلن‬
‫يدخله « مرقس األوالد ھنا بمعنى األطفال وولد يعنى طفل ‪.‬‬ ‫االبن ال يحمل من إثم األب واألب ال يحمل من إثم االبن » بر‬
‫البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون « ويقول أيضا ‪ » :‬فإذا‬
‫اضراً فِي َذلِكَ‬ ‫وأيضا يقول اإلنجيل برواية لوقا ‪َ » :‬و َكانَ َح ِ‬
‫رجع الشرير عن جميع خطاياه التى فعلھا وحفظ كل فرائضى وفعل‬
‫ط بِيالَطُسُ َد َمھُ ْم بِ َذبَائِ ِح ِھ ْم‬‫ت قَوْ ٌم ي ُْخبِرُونَهُ ع َِن ا ْل َجلِيلِيﱢينَ الﱠ ِذينَ خَ لَ َ‬
‫ا ْل َو ْق ِ‬
‫حقا وعدال فحياة يحيا ‪ ،‬ال يموت ‪ ،‬كل معاصيه التى فعلھا ال تذكر‬
‫طاةً أَ ْكثَ َر ِم ْن ُك ﱢل‬ ‫ع لَھُ ْم ‪:‬أَتَظُنﱡونَ أَ ﱠن ھَ ُؤالَ ِء ا ْل َجلِيلِيﱢينَ َكانُوا ُخ َ‬ ‫‪ ،‬فَقَ َ‬
‫ال يَسُو ُ‬
‫عليه ‪ ،‬فى بره الذى عمل يحيا ‪ ،‬ھل مسرة أسر بموت الشرير يقول‬
‫ا ْل َجلِيلِيﱢينَ ألَنﱠھُ ْم َكابَ ُدوا ِم ْث َل ھَ َذا ؟ َكالﱠ أَقُو ُل لَ ُك ْم ‪ ،‬بَلْ إِ ْن لَ ْم تَتُوبُوا‬

‫‪٤٧‬‬ ‫‪٤٦‬‬
‫فى الجسد ليصلب عن خطاياك وخطايا آبائك التى تحملھا وخطيئة‬ ‫فَ َج ِمي ُع ُك ْم َك َذلِكَ تَ ْھلِ ُكونَ ‪ ،‬أَوْ أُولَئِكَ \لثﱠ َمانِيَةَ َع َش َر الﱠ ِذينَ َسقَ َ‬
‫ط َعلَ ْي ِھ ُم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫أبيك آدم التى تحملھا ‪ ،‬وأنه ال يوجد خالص لك أبداً إال أن تؤمن بھذا‬ ‫البُرْ ُج فِي ِسل َوا َم َوقَتَلَھُ ْم أَتَظُنﱡونَ أَ ﱠن ھَ ُؤالَ ِء َكانُوا ُمذنِبِينَ أَ ْكثَ َر ِم ْن َج ِم ِ‬
‫يع‬
‫( لم يقل عيسى ) يسوع ( ھذا الكالم أبدا وحاشا ‪ s‬أن يقول مثل ھذا‬ ‫اس السﱠا ِكنِينَ فِي أُو ُر َشلِي َم ؟ َكالﱠ أَقُو ُل لَ ُك ْم! بَلْ ِإ ْن لَ ْم تَتُوبُوا‬
‫النﱠ ِ‬
‫الكالم الفاحش وھو نبى ﷲ حقا وصدقا ورسوله إلى بنى إسرائيل ‪.‬‬ ‫فَ َج ِمي ُع ُك ْم َك َذلِكَ تَ ْھلِ ُكونَ « ‪ ،‬ومن ھذا نفھم جيدا أن ﷲ يريد من المذنبين‬

‫ﷲ أكبر ﷲ أكبر و‪ s‬الحمد ماذا يفعل ﷲ بعذابنا إن تبنا ؟!!‬ ‫أن يتوبوا ويقلعوا عن فعل الذنوب ويستغفروا ﷲ ويطلبوا عفوه‬

‫ولماذا يعذب من تاب إليه وبصدق طلب المغفرة منه وحده ال يشرك‬ ‫ويعملوا من األعمال الصالحة الكثير وينفذوا وصايا ﷲ لھم ويحافظوا‬

‫به شيئا ‪ ،‬إن القصاص من إنسان آلثامه وذنوبه وخطاياه السالفة بعدما‬ ‫عليھا ألن بھذا كله طريق نجاتھم وخالصھم من الھالك وعذاب اآلخرة‬

‫أعلن بصدق توبته إلى ﷲ وأقلع عن فعل الذنوب واآلثام عالمة نقمة‬ ‫وليدخلوا جميعھم فى رحمة ﷲ مع الصالحين فى جنة ﷲ ورضوانه‬

‫وليست بعدالة ‪ ،‬فإن ﷲ عادل برحمته ورحيم بعدالته وليس كمثله‬ ‫حيث الحياة الحقة و النعيم األبدى الذى ال نھاية له ‪.‬‬

‫شىء ‪.‬‬ ‫وھذه ھى إجابة عيسى ) يسوع ( عندما سأله رجل ماذا يفعل لكى‬

‫إن عدالة ﷲ ال تتطلب كفارة دم لكل سقطة أو خطيئة فھى أكبر‬ ‫ينال الحياة ؟‬

‫من ذلك بكثير ﷲ أكبر ﷲ أكبر يا إخوان ومن مظاھر عدالته أال‬ ‫فقال له عيسى ) يسوع ( ‪ » :‬بيد أنك إن أردت أن تدخل الحياة‬
‫يحاسب بريئا ً بذنب غيره وال يحمل ذنوبا ارتكبھا إنسان إلى إنسان‬ ‫فاحفظ الوصايا « والمعنى كما ھو واضح أن يحافظ على العمل‬
‫آخر لم يرتكبھا ‪ ،‬وشرع ﷲ لنا من أحكام القصاص فى الدنيا وذلك‬ ‫بوصايا ﷲ المذكورة فى كتبه وشريعته وھى أيضا الوصايا العشر‬
‫لقمع الشر وعدم ترك الشر ليحكم ويتسلط على نفوس الناس‬ ‫المذكورة بالتوراة ھذا ھو طريق الخالص ببساطة الذى أرشد إليه‬
‫ومعايشھم فھى أحكام رادعة لحماية المجتمعات البشرية من االنزالق‬ ‫عيسى ) يسوع ( الناس ‪ ،‬ولم يكن فى ھذا النصح شىء مخالف لتعاليم‬
‫إلى الفساد والرذيلة والقتل وأكل أموال الناس بالباطل ‪ .‬وفى يوم‬ ‫من سبقوه من أنبياء ﷲ ونحن نعلم أن عيسى لم يقل للذى يسأله كيف‬
‫الدينونة ) القيامة ( يحكم ﷲ بيننا فھو ديان يوم الـقيامة يـقول ﷲ‬ ‫الخالص ودخول الحياة مثال ‪ ) :‬أن تؤمن بى ربا وإلھا مخلصا جاء‬
‫‪٤٩‬‬ ‫‪٤٨‬‬
‫أجلھم بل و يغير التعـاليم السماوية فى سبيل إرضائھم ‪ ،‬وصـدق فيه‬ ‫‪߉ôϑysø9$# ‬‬ ‫تـعـالى ‪ 〈 Ïπyϑ≈uŠÉ)ø9$# tΠöθtƒ öΝà6oΨ÷t/ ãΝä3øts† ª!$$sù  :‬ويـقول تعالى ‪:‬‬
‫قـول عيسى ) يسوع ( حيث قال » فإنكم كالقبور المطلية تبدو جميلة‬
‫من الخارج ولكنھا من الداخل ممتلئة بعظام الموتى وبكل نجاسة كذلك‬ ‫!¬ ‘‪] 〈 ∩⊆∪ ÉÏe$!$# ÏΘöθtƒ Å7Î=≈tΒ ∩⊂∪ ÉΟŠÏm§9$# Ç≈uΗ÷q§9$# ∩⊄∪ šÏϑn=≈yèø9$# Å_Uu‬‬

‫أنتم ولكنكم من الداخل ممتلئون بالرياء والفسق يا أوالد األفاعى كيف‬


‫الفاتحة [ ‪.‬‬
‫تتكلمون بالصالحات و أنتم فجرة « ‪.‬‬
‫أما عقيدة الكفارة والفداء التى ابتدعھا بولس فى المسيحية كشرط‬
‫إن بولس بإدخاله عقيدة الفداء باإلله المتجسد كشرط للخالص من‬
‫للخالص من الخطايا وكشرط لتحقيق عدالة اإلله فال أصل لھا إال فى‬
‫الخطاي ا وكش رط لتحقي ق عدال ة اإلل ه ‪ ،‬ق د جع ل م ن المس يحية ديان ة‬
‫ديانات الوثنيين وھو أخذھا من عقائد الرومانيين واليونانيين الوثنية‬
‫وثنية بحيث ال يكاد يوجد فرق بين الديانات الوثنية التى كانت منتشرة‬
‫التى كانت سائدة فى عصره كما أقر ھو نفسه بذلك ‪ ،‬واعترف به فى‬
‫فى زمنه ‪ ،‬وبين المسيحية سوى فروق ش كلية ف ى االس م والص ورة ‪،‬‬
‫كتاباته ‪ ،‬فھو يقرر أنه قبل كثيرا من العقائد الوثنية ليقرب بين أتباع‬
‫وال دليل ي أتى إلين ا واض حا إذا ألقين ا مع ا نظ رة س ريعة عل ى ال ديانات‬
‫ھذه العقائد وبين الديانة المسيحية وليس ھناك أقوى من اعترافه بذلك‬
‫الوثنية التى كانت موجودة فى اإلمبراطورية الرومانية واليونانية فى‬
‫‪ -‬أى بممارسة الشعائر الوثنية ‪ -‬من قوله فى سفر كورنثوس األول ‪:‬‬
‫زمن بولس ‪ ،‬فقد كانت الشمس ھى العب ادة الس ائدة ف ى اإلمبراطوري ة‬
‫»استعبدت نفسى للجميع لكى أربح الكثيرين ‪ … .‬صرت لليھودى‬
‫الرومانية وقـت ظھور المسيح عـيسى ) يسوع ( ‪.‬‬
‫‪ ....‬وللناموسيين كالناموسيين ‪ ....‬و‬ ‫كيھودى لكى أربح اليھودى‬
‫وق د انتش رت عب ادة الش مس ف ى أقط ار كثي رة م ن تواب ع ھ ذه‬ ‫لغيرھم كأنى بغير ناموس …‪. « ..‬‬
‫اإلمبراطورية ولكن مع اختالف فى أسماء آلھة الشمس فى ھذه ال بالد‬
‫ھكذا نرى أن بولس يعترف وبكل صراحة أنه كان يدعى لليھود‬
‫المختلفة فعلى سبيل المثال ‪ :‬فى آسيا الصغرى ك ان ھ ذا اإلل ه اس مه )‬
‫أنه يھودى ‪ ،‬وللوثنيين بأنه وثنى ‪ ،‬وللملحدين بأنه ملحد ‪ ،‬ثم يزعم أنه‬
‫ايتس ( ‪ ،‬وفى سوريا كان اسمه ) أدونيس ( وفى اليونان ك ان اس مه )‬
‫يفعل ذلك من أجل أن يربحھم ‪ ،‬إنه بدال من أن يغيرھم فھو يتغير من‬
‫باكوس ( وفى بالد فارس اسمه ) ميترا ( ‪ ،‬وفى مص ر ك ان يس مى )‬
‫‪٥١‬‬ ‫‪٥٠‬‬
‫وكان للخمر مكانة مھمة فى االحتفاالت المخصصة لعبادته ‪ ،‬وقد قت ل‬ ‫أوزوري س و ح ورس و رع ( ‪ ،‬وبدراس ة ت اريخ ھ ذه اآللھ ة س وف‬
‫من أجل فداء البشرية ويسمى بالمذبوح أو حامل الخطايا أو الفادى ‪.‬‬ ‫نرى و نتعرف على األصول التى أخذ منھ ا ب ولس ب دع وعقائ د الت ى‬

‫وأما عن ) أوزوريس ( فقد ولد ي وم ‪ ٢٩‬ديس مبر م ن ع ذراء وق د‬ ‫بمرور األيام أصبحت من أسس العقائد فى الديان ة المس يحية الحالي ة ‪،‬‬

‫قتل بعد أن تعرض للخيانة ومزق جسده وبعد دفنه عاد للحياة ‪.‬‬ ‫فتقول ھذه العقائد التى كان يؤمن بھا الوثنيون فى زمن بولس أن ‪:‬‬

‫وأما عن ) ميترا ( أو ميثراس فھو إله الشمس عند الفرس المولود‬ ‫) اي تس ( ول د م ن ع ذراء و ك ان يعتب ر االب ن األوح د والمول ود‬

‫من عذراء وھو يمثل األصل الـذى أخذت منه أسـطورة تألي ه الم ـسيح‬ ‫والمخلص وقد ترك ينزف ال دم ف ى ي وم ‪ ٢٤‬م ارس عن د ج ذع ش جرة‬

‫عيسى ) يسوع ( ‪ ،‬وتأسس ت لعبادت ه كنيس ة انتش رت خ ارج ب الده ‪،‬‬ ‫صنوبر ويعتقد عابدوه أن دم ه ق د ج دد خص وبة األرض وم نح البش ر‬

‫وكان الميالد والفصح من أھم احتفاالتھا و كان يوم مولده فى ي وم ‪٢٥‬‬ ‫بھذا حياة جديدة وقد ق ام م ن الم وت ويحتف ل عاب دوه بھ ذه القيام ة كم ا‬

‫ديسمبر ‪ ،‬وكان من س مات احتف االتھم المقدس ة ل ديھم أو كم ا يس مونھا‬ ‫يحتفلون بموته وسط ابتھاج عام ومن أبرز س مات عبادت ه ف ى المعاب د‬

‫باألسرار المقدسة العماد والتثبيت والعشاء اإللھى ال ذى ك ان متن اولوه‬ ‫المكرسه له تقديم وجبات مقدسة والتعميد بالدم ‪.‬‬

‫يشتركون ف ى طبيع ة ميث را اإللھي ة بتن اول الخب ز والنبي ذ عل ى حس ب‬ ‫أم ا ) أودون يس ( أو تم وز فيق ول في ه عاب دوه ‪ :‬ان ه ھ و المخل ص‬
‫عقيدتھم الوثنية ‪.‬‬ ‫المولود من عذراء وقد عانى من الم وت ليف دى البش رية لكن ه ق ام من ه‬

‫يق ول الس ير ‪ /‬ريتش ارد جريج ورى باح ث ف ى األدي ان ‪ :‬إن ك ل‬ ‫فى الربيع ويحتفل بقيامته سنويا فى مھرجان كبير ‪.‬‬

‫احتفال رئيسى فى التق ويم المس يحى يواص ل تقالي د أرس تھا المعتق دات‬ ‫وأم ا ع ن ) ب اكوس ( أو ديونيس يوس فيق ول في ه عاب دوه أن ه ھ و‬
‫الوثنية السابقة وقد قام ت الكنيس ة بتبن ى ھ ذه المعتق دات وحولتھ ا إل ى‬ ‫االبن األوحد المولود لجوبيتر كبير اآللھة من العذراء ديمتي ر ف ى ‪٢٥‬‬
‫خدمة ‪ ،‬والدليل الذى يستند إليه سير ‪ /‬جريج ورى ف ى كالم ه ھ ذا ھ و‬ ‫ديس مبر و ھ و يوص ف بالف ادى والمح رر والمخل ص ويق ول ب اكوس‬
‫دليل تاريخى ثابت ال يقبل الشك فھو يقول مثال ‪:‬‬ ‫للبشر ‪ :‬إننى أنا ال ذى يھ ديكم و يحم يكم وينق ذكم أن ا البداي ة والنھاي ة ‪،‬‬

‫‪٥٣‬‬ ‫‪٥٢‬‬
‫ال وارد ف ى الش ريعة الموس وية كي وم مق دس وذل ك الس تكمال أوج ه‬ ‫فى ‪ ) :‬عيد الميالد ( يعتقد المسيحيون ‪ -‬الكاثوليك ‪ -‬أن يوم ميالد‬
‫التوافق بين المسيحية والوثنية ‪.‬‬ ‫المسيح يقع فى الخامس والعشرين من ديس مبر‪ ،‬وھ ذا الي وم ھ و نفس ه‬

‫وف ى ) الص ليب ( يق ول ‪ :‬ل م ينش أ ھ ذا الرم ز حقيق ة م ع نش أة‬ ‫تاريخ مولد الشمس عل ى حس ب عقي دة ال وثنيين ف ى التق ويم اليولي وى‬

‫المسيحية و لم يك ن متض منا ف ى رم وز المس يحية األول ى ال واردة ف ى‬ ‫ويرتبط ھذا اليوم واأليام القريبة منه ب االنقالب الش توى للش مس ال ذى‬

‫القائمة التى أعدھا القديس كليمنت مثاال ‪ ،‬و ك ان أول م ن جعل ه رم زا‬ ‫كان يطلق عليه أتباع عبادتھا مولد الشمس ‪.‬‬

‫للمس يحية ھ و قس طنطين ال ذى زع م أن ه رآه ف ى المن ام ‪ ،‬وق د ك ان‬ ‫وقد ولد له العديد من آلھة الشمس فى العالم القديم فى ذل ك الي وم أو‬
‫الص ليب ذا مكان ة ب ين عب ادة الش مس ف ى اإلمبراطوري ة الروماني ة‬ ‫ف ى أي ام تقرب ه ‪ ،‬والحقيق ة ھ ى ع دم وج ود أى دلي ل يح دد ي وم مول د‬
‫كرمز للحياة كما ھو عن د المس يحيين ‪ ،‬وھن اك ص ليب مص رى س ابق‬ ‫)يس وع( بھ ذا الت اريخ كم ا يؤك د ذل ك باح ث مس يحى ك القس )ف ارار(‬
‫عل ى المس يحية محف وظ ف ى المتح ف البل دى باإلس كندرية ‪ ،‬ك ذلك عث ر‬ ‫وفى الحقيقة فإن ال ذى ح دد م يالد يس وع المس يح ف ى ذل ك الي وم ك ان‬
‫على صليب من عھد قبل المسيحية فى أيرلندا ‪.‬‬ ‫راھبا من سكيثيا ) منطقة ف ى ش مال البح ر األس ود ( ھ و ديونيس يوس‬

‫ھ ل توق ف ب ولس إل ى ھ ذا الح د ؟ الحقيق ة أن ه ل م يتوق ف فواص ل‬ ‫أكسيجوس فى عام ‪ ٥٣٠‬ميالدية ولم يحدد لنا ھذا الراھ ب مرجع ه أو‬

‫أباطيل ه الت ى ال أس اس لھ ا م ن وح ى ﷲ ‪ ،‬فأبط ل ش ريعة ﷲ ش ريعة‬ ‫دليله ‪ ،‬وفى الحقيقة أن الكريسماس كان عيدا وثني ا ق ديما ث م اتخ ذ فيم ا‬

‫التوراة التى طالما أمر عيسى ) يس وع ( بالحف اظ عليھ ا والتمس ك بھ ا‬ ‫بع د لالحتف ال بمول د )يس وع( المس يح وذل ك ك ان ف ى ح والى منتص ف‬

‫حتى يتم الكل وكرر عيس ى )يس وع ( وص يته وأوام ره بالحف اظ عل ى‬ ‫الق رن الراب ع الم يالدى إلبع اد المتنص رين ع ن االحتف االت الوثني ة‬

‫شريعة ﷲ التوراة مراراً وتكرارا فى مناسبات عديدة كما ھو واض ح‬ ‫األخرى التى كانت تقام فى تلك الفترة ‪.‬‬

‫فى األناجيل كما أنه أيضا ح ذر الم ؤمنين م ن أن يتبع وا ال ذى ي نقض‬ ‫وفى ) يوم األحد ( يقول ‪ :‬يوم األحد ھ و ي وم الش مس وھ و الي وم‬
‫الشريعة ‪ -‬حتى يتم الكل ‪ -‬واعتبر أن من نق ض ول و أص غر الوص ايا‬ ‫المقدس إلله الشمس أبولو اإلله الجامع لإلمبراطورية الرومانية خالل‬
‫يكون صغيرا فى ملكوت السماوات ‪.‬‬ ‫عھد اإلمبراطور قس طنطين وق د ح دد ھ ذا الي وم ب دال م ن ي وم الس بت‬
‫‪٥٥‬‬ ‫‪٥٤‬‬
‫استكشاف ثماره ونقارن ھل حقا وصدقا ثمار بولس تشبه ثمار عيس ى‬ ‫أتذكر فى إحد الحوارات لى عبر اإلنترنت أن كتب أح د النص ارى‬
‫) يسوع ( ؟ !!‬ ‫أن محم دا  م ن األنبي اء الكذب ة ال ذين ح ذر م نھم يس وع المس يح ‪،‬‬
‫فكتب ت ل ه أن الك اذب ھ و ال ذى أبط ل ش ريعة ﷲ ‪ ،‬فكت ب ل ى ‪ :‬ب ولس‬
‫يسوع وشريعة موسى ‪:‬‬
‫ليس نبٮا يا جاھل ‪ ،‬فكتبت له ‪ :‬أنا أعل م أن ب ولس ل يس نبي ا وبم ا أنك م‬
‫عيسى ) يسوع ( كان معلما دينيا تعل م الت وراة وكت ب األنبي اء من ذ‬
‫تعلمون أيضا أنه ليس نبي ا فلم اذا تعتب رون كالم ه مقدس ا عن دكم ؟ !!‬
‫حداث ة س نه ‪ ،‬وك ان يعل م الن اس تع اليم الت وراة وكت ب األنبي اء ف ى‬
‫فسكت ‪.‬‬
‫المج امع اليھودي ة‪ ،‬ول م يق ل أب دا للن اس اترك وا ش ريعة موس ى أو ال‬
‫ْ‬
‫تعملوا بھا ‪ ،‬بل كان دائما يؤكد التزام ه بالش ريعة وأحكامھ ا مثل ه ف ى‬ ‫ففى سفر أشعياء اإلصحاح الخامس ‪ » :‬لِ َذلِكَ َك َما يَأ ُك ُل لَ ِھي بُ النﱠ ِ‬
‫ار‬
‫ون أَصْ لُھُ ْم َك ْال ُعفُونَ ِة َويَصْ َع ُد زَ ْھ ُرھُ ْم‬
‫ا ْلقَشﱠ َويَ ْھبِطُ ا ْل َح ِشيشُ ا ْل ُم ْلتَ ِھبُ يَ ُك ُ‬
‫ذلك مثل الذين سبقوه من أنبياء بن ى إس رائيل ‪ ،‬فف ى المزم ور) ‪(١١٩‬‬
‫أقرأه لترى أھمية الشريعة اإللھية فى حياة الناس والق ادة والمجتمع ات‬ ‫ار ألَنﱠھُ ْم َر َذلُ وا َش ِري َعةَ َربﱢ \ ْل ُجنُ و ِد َوا ْس تَھَانُوا بِ َك الَ ِم قُ ﱡد ِ‬
‫وس‬ ‫َك ْال ُغبَ ِ‬
‫يل ‪ «.‬وق د رذل ب ولس ش ريعة ﷲ ‪ ،‬واس تھان بوص ايا عيس ى )‬ ‫إِ ْس َرائِ َ‬
‫‪ ،‬فأن ا ص راحة ال أتخي ل دين ا يك ون ب ال ش ريعة ‪ ،‬وإن ى أعج ب كي ف‬
‫يسوع ( رسول ﷲ بالحفاظ عليھا والتمسك بتعاليمھا وتطبي ق أحكامھ ا‬
‫استطاع بولس أن يفعلھا ويخدع الكثيرين بكالم أج وف ليبط ل ش ريعة‬
‫‪ ،‬ول ـقد ح ـذر عيس ى ) يس وع ( م ن ب ولس » بظ اھر الغي ب فھ و ل م‬
‫ﷲ بكل يسر وسھولة وأعجب أكثر كي ف تقب ل من ه الن اس ھ ذه الفك رة‬
‫يعرفه شخصيا ولكن حذر م ن ص فات ل م تتواج د إال ف ى ب ولس « ف ى‬
‫المجنونة ‪.‬‬
‫أكثر من نبوءة فقال محذرا » ھل يجنى الناس من الشوك عنبا أو م ن‬
‫المزمور) ‪: (١١٩‬‬
‫الحسك تينا !! « فلم يكن مث ل الش وك والحس ك عل ى تالمي ذ عيس ى )‬
‫ط ِريقا ً ال ﱠس الِ ِكينَ فِ ي َش ِري َع ِة ال رﱠبﱢ ‪ ٢ .‬طُ وبَى‬ ‫» ‪١‬طُوبَى لِ ْل َكا ِملِينَ َ‬ ‫يسوع ( كبولس المدعو شاؤول ‪ » ،‬وق ال ‪ :‬م ن ثم ارھم تعرف ونھم «‬
‫لِ َحافِ ِظي َشھَادَاتِ ِه ‪ِ .‬م ْن ُكلﱢ قُلُوبِ ِھ ْم يَ ْ‬
‫طلُبُونَهُ ‪ ٣.‬أيْضا ً الَ يَرْ تَ ِكبُونَ إِ ْثم ا ً ‪.‬‬ ‫وسنواص ل مع ا ً مح اولين أن نكتش ف حقيق ة ب ولس وذل ك بمحاول ة‬
‫صايَاكَ أَ ْن تُحْ فَ َ‬
‫ظ تَ َمام ا ً ‪ ٥.‬لَ ْي تَ‬ ‫فِي طُ ُرقِ ِه يَ ْسلُ ُكونَ ‪ ٤ .‬أَ ْنتَ أَوْ َ‬
‫صيْتَ بِ َو َ‬

‫‪٥٧‬‬ ‫‪٥٦‬‬
‫ض كَ ‪٢٤.‬أَيْض ا ً َش ھَادَاتُكَ ِھ َي‬ ‫ي ‪ .‬أَ ﱠم ا َع ْب ُدكَ فَيُنَ ِ‬
‫اجي بِفَ َرائِ ِ‬ ‫اولُوا َعلَ ﱠ‬‫تَقَ َ‬ ‫ت إِلَى ُك لﱢ‬
‫ظرْ ُ‬‫ضكَ ‪ِ ٦ .‬حينَئِ ٍذ الَ أَ ْخزَ ى إِ َذا نَ َ‬ ‫طُ ُرقِي تُثَب ُ‬
‫ﱠت فِي ِح ْف ِظ فَ َرائِ ِ‬
‫ورتِي ‪.‬‬‫لَ ﱠذتِي أَ ْھ ُل َم ُش َ‬ ‫ب ِع ْن َد تَ َع ﱡل ِم ي أَحْ َك ا َم َع ْدلِكَ ‪٨ .‬‬‫ص ايَاكَ ‪ ٧ .‬أَحْ َم ُدكَ بِا ْس تِقَا َم ِة قَ ْل ٍ‬‫َو َ‬

‫د‬ ‫صايَاكَ أَحْ فَظُ ‪.‬الَ تَ ْت ُر ْكنِي إِلَى ا ْلغَايَ ِة ‪.‬‬


‫َو َ‬

‫ب نَ ْف ِسي فَ أَحْ يِنِي َح َس َ‬ ‫صق َ ْ‬ ‫ب‬


‫ص رﱠحْ ُ‬
‫ت‬ ‫ب َكلِ َمتِ كَ ‪٢٦ .‬قَ ْد َ‬ ‫ت بِال ﱡت َرا ِ‬ ‫‪٢٥‬لَ ِ‬
‫ص ايَاكَ فَھﱢ ْمنِ ي‬
‫ق َو َ‬
‫ط ِري َ‬ ‫ض كَ ‪َ ٢٧ .‬‬ ‫بِطُ ُرقِي فَا ْست ََجبْتَ لِي ‪َ .‬علﱢ ْمنِ ي فَ َرائِ َ‬ ‫ب َكالَ ِمكَ ‪١٠.‬بِ ُكلﱢ قَ ْلبِي‬ ‫ط ِريقَهُ؟ بِ ِح ْف ِظ ِه إِيﱠاهُ َح َس َ‬‫‪٩‬بِ َم يُزَ ﱢكي ال ﱠشابﱡ َ‬
‫ب َكالَ ِمكَ ‪.‬‬‫ت نَ ْف ِسي ِمنَ ا ْلح ُْز ِن ‪ .‬أَقِ ْمنِي َح َس َ‬
‫ط َر ْ‬ ‫فَأُن ِ‬
‫َاج َي بِ َع َجائِبِكَ ‪٢٨ .‬قَ َ‬ ‫ت َكالَ َم كَ فِ ي قَ ْلبِ ي لِ َك ْيالَ‬ ‫ص ايَاكَ ‪ ١١ .‬خَ بﱠ أْ ُ‬ ‫ض لﱠنِي َع ْن َو َ‬‫طلَ ْبتُكَ ‪ .‬الَ تُ ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ت َ‬
‫ط ِري َ‬ ‫اختَ رْ ُ‬ ‫ق ا ْل َك ِذ ِ‬
‫ب أَ ْب ِع ْد َعنﱢ ي َوبِ َش ِري َعتِكَ ارْ َح ْمنِ ي ‪ْ ٣٠.‬‬ ‫ط ِري َ‬‫‪َ ٢٩‬‬ ‫ض كَ ‪١٣.‬بِ َش فَتَ ﱠ‬
‫ي‬ ‫ك أَ ْن تَ يَ ا َربﱡ ‪َ .‬علﱢ ْمنِ ي فَ َرائِ َ‬ ‫أُ ْخ ِط َئ إِلَ ْي كَ ‪ُ ١٢ .‬مبَ َ‬
‫ار ٌ‬
‫ت بِ َش ھَا َداتِكَ ‪ .‬يَ ا َربﱡ الَ‬ ‫ت أَحْ َكا َم كَ قُ ﱠدا ِمي ‪ ٣١ .‬لَ ِ‬
‫ص ْق ُ‬ ‫ق ‪َ .‬ج َع ْل ُ‬ ‫ا ْل َح ﱢ‬ ‫ت َك َم ا َعلَ ى ُك لﱢ‬ ‫ق َش ھَادَاتِكَ فَ ِرحْ ُ‬ ‫ْت ُك ﱠل أَحْ َك ِام فَ ِم كَ ‪١٤ .‬بِ َ‬
‫ط ِري ِ‬ ‫َح َس ب ُ‬
‫صايَاكَ أَجْ ِري ألَنﱠكَ تُ َرحﱢبُ قَ ْلبِي ‪.‬‬
‫يق َو َ‬ ‫تُ ْخ ِزنِي ‪٣٢ .‬فِي َ‬
‫ط ِر ِ‬ ‫ص ايَاكَ أَ ْلھَ ُج َوأُالَ ِح ظُ ُس بُلَكَ ‪١٦ .‬بِفَ َرائِ ِ‬
‫ض كَ أَتَلَ ﱠذ ُذ ‪ .‬الَ‬ ‫ا ْل ِغنَ ى ‪١٥ .‬بِ َو َ‬

‫ھـ‬ ‫أَ ْن َسى َكالَ َمكَ ‪.‬‬

‫ض كَ فَأَحْ فَ َ‬
‫ظھَ ا إِلَ ى النﱢھَايَ ِة ‪.‬‬ ‫‪َ ٣٣‬علﱢ ْمنِ ي يَ ا َربﱡ َ‬ ‫ج‬
‫ق فَ َرائِ ِ‬‫ط ِري َ‬
‫ظھَا بِ ُك لﱢ قَ ْلبِ ي ‪٣٥ .‬دَرﱢ ْبنِ ي فِ ي َس بِ ِ‬
‫يل‬ ‫‪٣٤‬فَھﱢ ْمنِي فَأُالَ ِح َ‬
‫ظ َش ِري َعتَكَ َوأَحْ فَ َ‬ ‫ف َع ْن َع ْينَ ﱠ‬
‫ي‬ ‫ظ أَ ْم َركَ ‪١٨ .‬ا ْك ِش ْ‬
‫‪١٧‬أَحْ ِس ْن إِلَ ى َع ْب ِدكَ فَأَحْ يَ ا َوأَحْ فَ َ‬
‫ت ‪٣٦ .‬أَ ِملْ قَ ْلبِي إِلَى َش ھَادَاتِكَ الَ إِلَ ى ا ْل َم ْك َس ِ‬
‫ب‬ ‫صايَاكَ ألَنﱢي بِ ِه س ِ‬
‫ُررْ ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ف َعنﱢي‬ ‫ض ‪ .‬الَ تُ ْخ ِ‬‫َريبٌ أَنَا فِي \ألَرْ ِ‬‫ب ِم ْن َش ِري َعتِكَ ‪١٩ .‬غ ِ‬ ‫فَأ َ َرى ع ََجائِ َ‬
‫ط ِريقِ كَ أَحْ يِنِ ي ‪٣٨ .‬أَقِ ْم‬ ‫اط ِل ‪ .‬فِ ي َ‬ ‫ظ ِر إِلَى ا ْلبَ ِ‬
‫ي ع َِن \لنﱠ َ‬‫‪َ ٣٧ .‬ح ﱢولْ َع ْينَ ﱠ‬ ‫ين ‪.‬‬ ‫ت نَ ْف ِس ي َش وْ قا ً إِلَ ى أَحْ َكا ِم كَ فِ ي ُك لﱢ ِح ٍ‬ ‫ص ايَاكَ ‪٢٠ .‬ا ْن َس َحقَ ْ‬ ‫َو َ‬
‫ت ِم ْن هُ ألَ ﱠن‬
‫لِ َع ْب ِدكَ قَوْ لَ كَ الﱠ ِذي لِ ُمتﱠقِي كَ ‪٣٩ .‬أَ ِزلْ َع ا ِري الﱠ ِذي َح ِذرْ ُ‬ ‫ض الﱢينَ َع ْن َو َ‬
‫ص ايَاكَ ‪َ ٢٢ .‬دحْ ِرجْ‬ ‫‪٢١‬ا ْنتَھَ رْ تَ ْال ُمتَ َكبﱢ ِرينَ ْال َمالَ ِع ينَ ال ﱠ‬
‫صايَاكَ ‪.‬بِ َع ْدلِكَ أَحْ يِنِي ‪.‬‬ ‫طيﱢبَةٌ ‪٤٠.‬ھَأَنَ َذا قَ ِد ا ْشتَھَي ُ‬
‫ْت َو َ‬ ‫أَحْ َكا َمكَ َ‬ ‫س أَيْض ا ً رُؤَ َس ا ُء‬
‫ت َش ھَادَاتِكَ ‪َ ٢٣ .‬جلَ َ‬ ‫ار َوا ِإلھَانَ ةَ ألَنﱢ ي َحفِ ْ‬
‫ظ ُ‬ ‫َعنﱢي ا ْل َع َ‬

‫‪٥٩‬‬ ‫‪٥٨‬‬
‫ح‬ ‫و‬

‫ْت َوجْ ھَ كَ بِ ُك لﱢ‬


‫ضي ُ‬ ‫َص يبِي ال رﱠبﱡ قُ ْل ُ‬
‫ت لِ ِح ْف ِظ َكالَ ِم كَ ‪٥٨ .‬ت ََر ﱠ‬ ‫‪٥٧‬ن ِ‬ ‫ب‬ ‫ب قَوْ لِ كَ ‪٤٢‬فَأ ُ َج ِ‬
‫او َ‬ ‫ص كَ َح َس َ‬ ‫‪٤١‬لِتَ أْتِنِي َرحْ َمتُ كَ يَ ا َربﱡ خَ الَ ُ‬
‫ي إِلَ ى‬ ‫ت فِ ي طُ ُرقِ ي َو َر َد ْد ُ‬
‫ت قَ َد َم ﱠ‬ ‫قَ ْلبِي ‪ .‬ارْ َح ْمنِي َح َس َ‬
‫ب قَوْ لِ كَ ‪٥٩ .‬تَفَ ﱠك رْ ُ‬ ‫ُم َعي ِﱢري َكلِ َم ةً ألَنﱢ ي اتﱠ َك ْل ُ‬
‫ت َعلَ ى َكالَ ِم كَ ‪َ ٤٣ .‬والَ تَ ْن ِز ْع ِم ْن فَ ِم ي َك الَ َم‬
‫ص ايَاكَ ‪ِ ٦١ .‬حبَ ا ُل األَ ْش َر ِ‬
‫ار‬ ‫ت َولَ ْم أَتَ َوانَ لِ ِح ْف ِظ َو َ‬‫َشھَادَاتِكَ ‪٦٠.‬أَس َْر ْع ُ‬ ‫ت أَحْ َكا َمكَ ‪٤٤ .‬فَأَحْ فَ َ‬
‫ظ َش ِري َعتَكَ دَائِم ا ً إِلَ ى‬ ‫ع ألَنﱢي ا ْنتَ َ‬
‫ظرْ ُ‬ ‫ا ْل َح ﱢ‬
‫ق ُك ﱠل النﱠ ْز ِ‬
‫ف اللﱠ ْي ِل أَقُ و ُم‬ ‫ي ‪ .‬أَ ﱠم ا َش ِري َعتُكَ فَلَ ْم أَ ْن َس ھَا ‪٦٢ .‬فِ ي ُم ْنت َ‬
‫َص ِ‬ ‫ا ْلتَفﱠ ْ‬
‫ت َعلَ ﱠ‬ ‫ص ايَاكَ ‪َ ٤٦‬وأَتَ َكلﱠ ُم‬ ‫ت َو َ‬‫طلَ ْب ُ‬‫ب ألَنﱢ ي َ‬
‫ال ﱠد ْھ ِر َواألَبَ ِد ‪َ ٤٥‬وأَتَ َم ﱠش ى فِ ي رُحْ ٍ‬
‫ق أَنَ ا لِ ُك لﱢ الﱠ ِذينَ يَتﱠقُونَ كَ َولِ َح افِ ِظي‬
‫ألَحْ َمدَكَ َعلَى أَحْ َك ِام بِرﱢكَ ‪َ ٦٣ .‬رفِي ٌ‬ ‫ص ايَاكَ الﱠتِ ي أَحْ بَ ْب ُ‬
‫ت‬ ‫وك َوالَ أَ ْخ زَ ى ‪َ ٤٧‬وأَتَلَ ﱠذ ُذ بِ َو َ‬ ‫بِ َش ھَادَاتِكَ قُ ﱠدا َم ُملُ ٍ‬
‫ضكَ ‪.‬‬ ‫ض ‪َ .‬علﱢ ْمنِي فَ َرائِ َ‬ ‫ت \ألَرْ َ‬ ‫صايَاكَ ‪َ ٦٤ .‬رحْ َمتُكَ يَا َربﱡ قَ ْد َم َألَ ِ‬
‫َو َ‬ ‫ضكَ ‪.‬‬ ‫ت َوأُن ِ‬
‫َاجي بِفَ َرائِ ِ‬ ‫صايَاكَ الﱠتِي َو ِد ْد ُ‬ ‫‪َ ٤٨‬وأَرْ فَ ُع يَ َد ﱠ‬
‫ي إِلَى َو َ‬

‫ط‬
‫ص الِحا ً‬ ‫ب َكالَ ِمكَ ‪َ ٦٦ .‬ذوْ قا ً َ‬ ‫صنَعْتَ َم َع َع ْب ِدكَ يَا َربﱡ َح َس َ‬‫‪٦٥‬خَ يْراً َ‬ ‫ز‬
‫ت ‪٦٧ .‬قَب َْل أَ ْن أُ َذلﱠ َل أَنَ ا َ‬
‫ض لَ ْل ُ‬
‫ت أَ ﱠم ا‬ ‫صايَاكَ آ َم ْن ُ‬‫ْرفَةً َعلﱢ ْمنِي ألَنﱢي بِ َو َ‬
‫َو َمع ِ‬ ‫‪٤٩‬اُ ْذ ُكرْ لِ َع ْب ِدكَ ا ْلقَوْ َل الﱠ ِذي َج َع ْلتَنِي أَ ْنت َِظ ُرهُ ‪٥٠ .‬ھَ ِذ ِه ِھ َي تَع ِ‬
‫ْزيَتِ ي‬
‫ض كَ ‪.‬‬ ‫ص الِ ٌح أَ ْن تَ َو ُمحْ ِس ٌن ‪َ .‬علﱢ ْمنِ ي فَ َرائِ َ‬ ‫ت قَوْ لَ كَ ‪َ ٦٨ .‬‬ ‫ظ ُ‬ ‫اآلنَ فَ َحفِ ْ‬
‫ان ‪ْ ٥١ .‬ال ُمتَ َكبﱢرُونَ ا ْس تَھْزَ أُوا بِ ي إِلَ ى ا ْلغَايَ ِة ‪.‬‬
‫فِي َم َذلﱠتِي ألَ ﱠن قَوْ لَكَ أَحْ يَ ِ‬
‫ي َك ِذبا ً أَ ﱠم ا أَنَ ا فَبِ ُك لﱢ قَ ْلبِ ي أَحْ فَ ظُ َو َ‬
‫ص ايَاكَ ‪.‬‬ ‫‪ْ ٦٩‬ال ُمتَ َكبﱢرُونَ قَ ْد لَفﱠقُوا َعلَ ﱠ‬ ‫ت‪.‬‬‫ت أَحْ َكا َمكَ ُم ْن ُذ ال ﱠد ْھ ِر يَا َربﱡ فَتَ َع ﱠز ْي ُ‬
‫ع َْن َش ِري َعتِكَ لَ ْم أَ ِملْ ‪٥٢ .‬تَ َذ ﱠكرْ ُ‬
‫‪َ ٧٠‬س ِمنَ ِم ْث َل ال ﱠش حْ ِم قَ ْل بُھُ ْم أَ ﱠم ا أَنَ ا فَبِ َش ِري َعتِكَ أَتَلَ ﱠذ ُذ ‪٧١ .‬خَ ْي ٌر لِ ي أَنﱢ ي‬ ‫ار ِكي َش ِري َعتِكَ ‪٥٤ .‬تَرْ نِي َم ا ٍ‬
‫ت‬ ‫ار تَ ِ‬ ‫ب األَ ْش َر ِ‬ ‫‪ْ ٥٣‬ال َح ِميﱠ ةُ أَخَ َذ ْتنِي بِ َس بَ ِ‬
‫ضكَ ‪َ ٧٢ .‬ش ِري َعةُ فَ ِم كَ خَ ْي ٌر لِ ي ِم ْن أُلُ ِ‬
‫وف َذھَ ٍ‬
‫ب‬ ‫تَ َذلﱠ ْل ُ‬
‫ت لِ َك ْي أَتَ َعلﱠ َم فَ َرائِ َ‬ ‫ت فِ ي اللﱠ ْي ِل ا ْس َمكَ يَ ا‬‫ت ُغرْ بَتِ ي ‪َ ٥٥ .‬ذ َك رْ ُ‬
‫ت لِي فَ َرائِضُكَ فِي بَ ْي ِ‬ ‫ار ْ‬
‫ص َ‬‫َ‬
‫ض ٍة ‪.‬‬
‫َوفِ ﱠ‬ ‫ظ ُ‬‫ار لِي ألَنﱢي َحفِ ْ‬ ‫َربﱡ َو َحفِ ْ‬
‫صايَاكَ ‪.‬‬‫ت َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت َش ِري َعتَكَ ‪٥٦ .‬ھَ َذا َ‬ ‫ظ ُ‬

‫‪٦١‬‬ ‫‪٦٠‬‬
‫ل‬ ‫ي‬
‫ت ‪٩٠.‬إِلَى دَوْ ٍر‬ ‫اوا ِ‬ ‫‪ ٨٩‬إِلَى \ألَبَ ِد يَا َربﱡ َكلِ َمتُكَ ُمثَبتَةٌ فِي ال ﱠس َم َ‬ ‫صايَاكَ ‪ُ ٧٤ .‬متﱠقُوكَ‬ ‫صنَ َعتَانِي َوأَ ْن َشأَتَانِي ‪ .‬فَھﱢ ْمنِي فَأَتَ َعلﱠ َم َو َ‬
‫‪٧٣‬يَدَاكَ َ‬
‫ت ا ْليَوْ َم ألَ ﱠن‬
‫ك ثَبَتَ ِ‬‫َت ‪َ ٩١.‬علَى أَحْ َكا ِم َ‬ ‫فَدَوْ ٍر أَ َمانَتُكَ ‪ .‬أَ ﱠسسْتَ األَرْ َ‬
‫ض فَثَبَت ْ‬
‫ت يَ ا َربﱡ أَ ﱠن‬
‫ت َكالَ َم كَ ‪٧٥ .‬قَ ْد َعلِ ْم ُ‬ ‫يَرُونَنِ ي فَيَ ْف َر ُح ونَ ألَنﱢ ي ا‪ْ ٠‬نتَ َ‬
‫ظ رْ ُ‬
‫ا ْل ُك ﱠل َعبِي ُدكَ ‪٩٢ .‬لَوْ لَ ْم تَ ُك ْن َش ِري َعتُكَ لَ ﱠذتِي لَھَلَ ْك ُ‬
‫ت ِحينَئِ ٍذ فِي َم َذلﱠتِي ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ق أَ ْذلَ ْلتَنِ ي ‪٧٦ .‬فَ ْلت ِ‬
‫َص رْ َرحْ َمتُ كَ لِتَع ِ‬
‫ْزيَتِ ي َح َس َ‬ ‫أَحْ َكا َم كَ َع ْد ٌل َوبِ ْال َح ﱢ‬
‫صايَاكَ ألَنﱠكَ بِھَا أَحْ يَ ْيتَنِي ‪٩٤ .‬لَكَ أَنَا فَخَ لﱢصْ نِي‬ ‫‪٩٣‬إِلَى ال ﱠد ْھ ِر الَ أَ ْن َسى َو َ‬ ‫قَوْ لِ كَ لِ َع ْب ِدكَ ‪٧٧ .‬لِتَ أْتِنِي َم َر ِ‬
‫اح ُم كَ فَأَحْ يَ ا ألَ ﱠن َش ِري َعتَكَ ِھ َي لَ ﱠذتِي ‪.‬‬
‫ظ َر \ألَ ْش َرا ُر لِيُ ْھلِ ُكونِي ‪ .‬بِ َشھَادَاتِ َ‬
‫ك‬ ‫اي \ ْنتَ َ‬
‫صايَاكَ ‪٩٥ .‬إِيَ َ‬ ‫ْت َو َ‬ ‫ألَنﱢي َ‬
‫طلَب ُ‬
‫ص ايَاكَ‬
‫اجي بِ َو َ‬‫ي ‪.‬أَ ﱠما أَنَا فَأُنَ ِ‬
‫‪٧٨‬لِيَ ْخزَ ا ْل ُمتَ َكبﱢرُونَ ألَنﱠھُ ْم ُزوراً ا ْفتَرُوا َعلَ ﱠ‬
‫اس َعةٌ ِج ّداً ‪.‬‬
‫صيﱠتُكَ فَ َو ِ‬‫ْت َح ّداً أَ ﱠما َو ِ‬
‫ال َرأَي ُ‬ ‫أَ ْف َ‬
‫ط ُن ‪٩٦ .‬لِ ُكلﱢ َك َم ٍ‬ ‫ارفُو َش ھَادَاتِكَ ‪٨٠ .‬لِ يَ ُك ْن قَ ْلبِ ي َك ا ِمالً فِ ي‬
‫ي ُمتﱠقُ وكَ َو َع ِ‬‫‪٧٩ .‬لِيَرْ ِج ْع إِلَ ﱠ‬
‫م‬ ‫ضكَ لِ َك ْي الَ أَ ْخزَ ى ‪.‬‬
‫فَ َرائِ ِ‬

‫ك‬‫صيﱠتُ َ‬
‫ِھ َي لَھَ ِجي ‪َ ٩٨ .‬و ِ‬ ‫ْت َش ِري َعتَكَ ! ا ْليَوْ َم ُكلﱠهُ‬ ‫‪َ ٩٧‬ك ْم أَحْ بَب ُ‬ ‫ك‬
‫ِھ َي لِي ‪٩٩ .‬أَ ْكثَ َر ِم ْن ُك ﱢل‬ ‫َج َعلَ ْتنِي أَحْ َك َم ِم ْن أَ ْعدَائِي ألَنﱠھَا إِلَى ال ﱠد ْھ ِر‬ ‫ت ‪َ ٨٢ .‬كلﱠ ْ‬
‫ي‬‫ت َع ْينَا َ‬ ‫ظرْ ُ‬ ‫ت نَ ْف ِسي إِلَى خَ الَ ِ‬
‫صكَ ‪َ .‬كالَ َمكَ ا ْنتَ َ‬ ‫‪٨١‬تَاقَ ْ‬
‫ت‬ ‫ت ألَ ﱠن َشھَادَاتِكَ ِھ َي لَھَ ِجي ‪١٠٠ .‬أَ ْكثَ َر ِمنَ ال ﱡشي ِ‬
‫ُوخ فَ ِط ْن ُ‬ ‫ي تَ َعقﱠ ْل ُ‬
‫ُم َعلﱢ ِم ﱠ‬ ‫ت َك ِز ﱟ‬
‫ق‬ ‫صرْ ُ‬ ‫ظ ِر إِلَى قَوْ لِكَ فَأَقُو ُل ‪َ ] :‬متَى تُ َع ﱢزينِي؟[ ‪٨٣‬ألَنﱢي قَ ْد ِ‬ ‫ِمنَ النﱠ َ‬
‫ي لِ َك ْي‬ ‫ْت ِرجْ لَ ﱠ‬
‫يق َشرﱟ َمنَع ُ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫صايَاكَ ‪ِ ١٠١.‬م ْن ُكلﱢ َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ألَنﱢي َحفِ ْ‬
‫ان ‪ .‬أَ ﱠما فَ َرائِضُكَ فَلَ ْم أَ ْن َسھَا ‪َ ٨٤ .‬ك ْم ِھ َي أَيﱠا ُم َع ْب ِدكَ ؟ َمتَى‬
‫فِي الدﱡخَ ِ‬
‫ظ َكالَ َمكَ ‪١٠٢ .‬ع َْن أَحْ َكا ِمكَ لَ ْم أَ ِملْ ألَنﱠكَ أَ ْنتَ َعلﱠ ْمتَنِي ‪َ ١٠٣ .‬ما‬ ‫أَحْ فَ َ‬
‫ي ؟‪ْ ٨٥‬ال ُمتَ َكبﱢرُونَ قَ ْد َكرُوا ِلي َحفَائِ َر‪َ ،‬ذلِكَ‬ ‫تُجْ ِري ُح ْكما ً َعلَى ُمضْ َ‬
‫ط ِھ ِد ﱠ‬
‫أَحْ لَى قَوْ لَكَ لِ َحنَ ِكي! أَحْ لَى ِمنَ ا ْل َع َس ِل لِفَ ِمي ‪ِ ١٠٤ .‬م ْن َو َ‬
‫صايَاكَ أَتَفَطﱠ ُن‬ ‫ط ِھ ُدونَنِي ‪.‬‬ ‫صايَاكَ أَ َمانَةٌ ‪ُ .‬زوراً يَضْ َ‬ ‫ب َش ِري َعتِكَ ‪ُ ٨٦ .‬كلﱡ َو َ‬ ‫لَي َ‬
‫ْس َح َس َ‬
‫يق َك ِذ ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫لِ َذلِكَ أَ ْبغَضْ ُ‬
‫ت ُك ﱠل َ‬ ‫ض ‪ .‬أَ ﱠما أَنَا فَلَ ْم أَ ْتر ْ‬
‫صايَاكَ ‪.‬‬
‫ُك َو َ‬ ‫أَ ِعنﱢي ‪٨٧ .‬لَوْ الَ قَلِي ٌل َألَ ْفنُونِي ِمنَ \ألَرْ ِ‬
‫ت فَ ِمكَ ‪.‬‬ ‫ب َرحْ َمتِكَ أَحْ يِنِي فَأَحْ فَ َ‬
‫ظ َشھَادَا ِ‬ ‫‪َ ٨٨‬ح َس َ‬

‫‪٦٣‬‬ ‫‪٦٢‬‬
‫ع‬ ‫ن‬

‫ي ‪ُ ١٢٢ .‬ك ْن‬ ‫ت ُح ْكم ا ً َو َع ْدالً ‪ .‬الَ تُ ْس لِ ْمنِي إِلَ ى َ‬


‫ظ الِ ِم ﱠ‬ ‫‪١٢١‬أَجْ َر ْي ُ‬ ‫ت فَأَبِرﱡ هُ أَ ْن‬
‫‪ِ ١٠٥‬س َرا ٌج لِ ِرجْ لِي َكالَ ُمكَ َونُو ٌر لِ َسبِيلِي ‪َ ١٠٦.‬حلَ ْف ُ‬
‫ظلِ َمنِ ي ا ْل ُم ْس تَ ْكبِرُونَ ‪َ ١٢٣ .‬كلﱠ ْ‬
‫ت َع ْينَ َ‬
‫اي‬ ‫ضا ِمنَ َع ْب ِدكَ لِ ْلخَ ْي ِر لِ َك ْي الَ يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ب‬‫ت ِإلَى ا ْلغَايَ ِة ‪ .‬يَا َربﱡ أَحْ يِنِي َح َس َ‬ ‫ظ أَحْ َكا َم بِرﱢكَ ‪١٠٧ .‬تَ َذلﱠ ْل ُ‬
‫أَحْ فَ َ‬
‫ب‬‫ص كَ َوإِلَ ى َكلِ َم ِة بِ رﱢكَ ‪١٢٤ .‬اصْ نَ ْع َم َع َع ْب ِدكَ َح َس َ‬ ‫ا ْشتِيَاقا ً إِلَى خَ الَ ِ‬ ‫ت فَ ِمي يَا َربﱡ َوأَحْ َكا َمكَ َعلﱢ ْمنِي ‪.‬‬ ‫َض بِ َم ْن ُدوبَا ِ‬
‫َكالَ ِمكَ ‪١٠٨ .‬ارْ ت ِ‬
‫ضكَ َعلﱢ ْمنِي ‪َ ١٢٥ .‬ع ْب ُدكَ أَنَا ‪ .‬فَھﱢ ْمنِي فَأ َ ْع ِرفَ َشھَادَاتِكَ ‪.‬‬‫َرحْ َمتِكَ َوفَ َرائِ َ‬ ‫‪١٠٩‬نَ ْف ِسي دَائِما ً فِي َكفﱢي أَ ﱠما َش ِري َعتُكَ فَلَ ْم أَ ْن َسھَا ‪١١٠.‬األَ ْش َرا ُر‬
‫ض وا َش ِري َعتَكَ ‪١٢٧ .‬ألَجْ ِل َذلِ كَ‬ ‫ت َع َم ٍل لِل رﱠبﱢ ‪ .‬قَ ْد نَقَ ُ‬ ‫‪١٢٦‬إِنﱠ هُ َو ْق ُ‬ ‫ض ﱠل َع ْنھَا ‪َ ١١١.‬و َر ْث ُ‬
‫ت َشھَادَاتِكَ إِلَى‬ ‫ك فَلَ ْم أَ ِ‬ ‫ضعُوا لِي فَ ّخا ً أَ ﱠما َو َ‬
‫صايَا َ‬ ‫َو َ‬
‫ب َوا ِإلب ِْري ِز ‪١٢٨ .‬ألَجْ ِل َذلِ كَ َح ِس ب ُ‬
‫ْت‬ ‫ص ايَاكَ أَ ْكثَ َر ِم نَ ال ﱠذھَ ِ‬
‫ْت َو َ‬ ‫أَحْ بَب ُ‬ ‫ت قَ ْلبِي ألَصْ نَ َع فَ َرائِ َ‬
‫ضكَ إِلَى‬ ‫ال ﱠد ْھ ِر ألَنﱠھَا ِھ َي بَھ َْجةُ قَ ْلبِي ‪َ ١١٢ .‬ع َ‬
‫ط ْف ُ‬
‫ب أَ ْبغَضْ ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫يق َك ِذ ٍ‬ ‫صايَاكَ فِي ُكلﱢ َش ْي ٍء ُم ْستَقِي َمةً ‪ُ .‬ك ﱠل َ‬
‫ط ِر ِ‬ ‫ُك ﱠل َو َ‬ ‫ال ﱠد ْھ ِر إِلَى النﱢھَايَ ِة ‪.‬‬

‫ف‬ ‫س‬

‫ظ ْتھَ ا نَ ْف ِس ي ‪١٣٠ .‬فَ ْت ُح َكالَ ِم كَ‬


‫‪١٢٩‬ع َِجيبَةٌ ِھ َي َش ھَادَاتُكَ لِ َذلِكَ َحفِ َ‬ ‫ت ‪ِ ١١٤ .‬س ْت ِري َو ِم َجنﱢ ي‬ ‫‪ْ ١١٣‬ال ُمتَقَلﱢبِ ينَ أَ ْبغَضْ ُ‬
‫ت َو َش ِري َعتَكَ أَحْ بَ ْب ُ‬
‫ت‬‫صايَاكَ ا ْش تَ ْق ُ‬ ‫ت فَ ِمي َولَھَ ْث ُ‬
‫ت ألَنﱢي إِلَى َو َ‬ ‫ﱠال ‪١٣١ .‬فَغَرْ ُ‬ ‫يُنِي ُر يُ َعقﱠ ُل ا ْل ُجھ َ‬ ‫ص ِرفُوا َعنﱢ ي أَ ﱡيھَ ا األَ ْش َرا ُر فَ أَحْ فَ َ‬
‫ظ‬ ‫ت ‪ ١١٥ .‬ا ْن َ‬ ‫ظ رْ ُ‬ ‫أَ ْن تَ ‪َ .‬كالَ َم كَ ا ْنتَ َ‬
‫ط واتِي‬ ‫ت خَ َ‬ ‫ق ُم ِحبﱢ ي ا ْس ِمكَ ‪١٣٣ .‬ثَبﱢ ْ‬ ‫ي َوارْ َح ْمنِ ي َك َح ﱢ‬ ‫ت إِلَ ﱠ‬ ‫‪ْ ١٣٢ .‬التَفِ ْ‬ ‫ب قَوْ لِ كَ فَأَحْ يَ ا َوالَ تُ ْخ ِزنِ ي ِم ْن‬‫ض ْدنِي َح َس َ‬ ‫ص ايَا إِلَ ِھ ي ‪١١٦ .‬ا ْع ُ‬ ‫َو َ‬
‫ظ‬ ‫ي إِ ْث ٌم ‪١٣٤ .‬ا ْف ِدنِي ِم ْن ظُ ْل ِم ا ِإل ْن َس ِ‬
‫ان فَ أَحْ فَ َ‬ ‫فِي َكلِ َمتِ كَ َوالَ يَتَ َس لﱠ ْ‬
‫ط َعلَ ﱠ‬ ‫ضكَ دَائِما ً ‪١١٨ .‬احْ تَقَرْ تَ‬ ‫ص َوأُ َرا ِع َي فَ َرائِ َ‬
‫َر َجائِي ‪١١٧ .‬أَ ْسنِ ْدنِي فَأ َ ْخلُ َ‬
‫ض ئْ بِ َوجْ ِھ كَ َعلَ ى َع ْب ِدكَ َو َعلﱢ ْمنِ ي فَ َرائِ َ‬
‫ض كَ ‪.‬‬ ‫ص ايَاكَ ‪١٣٥ .‬أَ ِ‬ ‫َو َ‬ ‫اط ٌل ‪١١٩.‬كَزَ َغ ٍل َعزَ ْل تَ ُك ﱠل‬ ‫ضكَ ألَ ﱠن َم ْك َرھُ ْم بَ ِ‬ ‫ُك ﱠل الضﱠالﱢينَ ع َْن فَ َرائِ ِ‬
‫ي ألَنﱠھُ ْم لَ ْم يَحْ فَظُوا َش ِري َعتَكَ ‪.‬‬ ‫َاو ُل ِميَا ٍه َج َر ْ‬
‫ت ِم ْن َع ْينَ ﱠ‬ ‫‪َ ١٣٦‬جد ِ‬ ‫ت َش ھَادَاتِكَ ‪١٢٠ .‬قَ ِد ا ْق َش َع ﱠر لَحْ ِم ي ِم ْن‬ ‫ض لِ َذلِكَ أَحْ بَ ْب ُ‬
‫ار \ألَرْ ِ‬‫أَ ْش َر ِ‬
‫ُر ْعبِكَ َو ِم ْن أَحْ َكا ِمكَ َج ِز ْع ُ‬
‫ت‪.‬‬

‫‪٦٥‬‬ ‫‪٦٤‬‬
‫ر‬ ‫ص‬

‫‪١٥٣‬اُ ْنظُرْ إِلَى ُذلﱢي َوأَ ْنقِ ْذنِي ألَنﱢ ي لَ ْم أَ ْن َ‬


‫س َش ِري َعتَكَ ‪١٥٤ .‬أَحْ ِس ْن‬ ‫‪١٣٧‬بَ ارﱞ أَ ْن تَ يَ ا َربﱡ َوأَحْ َكا ُم كَ ُم ْس تَقِي َمةٌ ‪َ ١٣٨ .‬ع ْدالً أَ َم رْ تَ‬
‫ب َكلِ َمتِ كَ أَحْ يِنِ ي ‪ْ ١٥٥ .‬الخَ الَصُ بَ ِعي ٌد َع ِن‬ ‫اي َوفُ ﱠكنِ ي ‪َ .‬ح َس َ‬‫َد ْع َو َ‬ ‫بِ َش ھَادَاتِكَ َو َحقّ ا ً إِلَ ى ا ْلغَايَ ِة ‪١٣٩ .‬أَ ْھلَ َك ْتنِ ي َغي َْرتِ ي ألَ ﱠن أَ ْع دَائِي نَ ُس وا‬
‫اح ُم كَ يَ ا َربﱡ‬‫يرةٌ ِھ َي َم َر ِ‬
‫ضكَ ‪َ ١٥٦ .‬كثِ َ‬ ‫ار ألَنﱠھُ ْم لَ ْم يَ ْلتَ ِم ُسوا فَ َرائِ َ‬
‫\ألَ ْش َر ِ‬ ‫ص ِغي ٌر أَنَ ا‬
‫ﱠص ةٌ ِج ّداً َو َع ْب ُدكَ أَ َحبﱠھَ ا ‪َ ١٤١ .‬‬‫َكالَ َم كَ ‪َ ١٤٠ .‬كلِ َمتُ كَ ُم َمح َ‬
‫ي ‪ .‬أَ ﱠم ا‬
‫ض ايِقِ ﱠ‬
‫ي َو ُم َ‬ ‫ب أَحْ َكا ِم كَ أَحْ يِنِ ي ‪َ ١٥٧ .‬كثِي رُونَ ُمضْ َ‬
‫ط ِھ ِد ﱠ‬ ‫‪َ .‬ح َس َ‬ ‫صايَاكَ فَلَ ْم أَ ْن َسھَا ‪َ ١٤٢ .‬ع ْدلُكَ َع ْد ٌل إِلَ ى ال ﱠد ْھ ِر َو َش ِري َعتُكَ‬
‫َو َحقِي ٌر أَ ﱠما َو َ‬
‫ْت ا ْلغَا ِد ِرينَ َو َمقَ ﱡ‬
‫ت ألَنﱠھُ ْم لَ ْم يَحْ فَظُ وا‬ ‫َشھَادَاتُكَ فَلَ ْم أَ ِملْ َع ْنھَا ‪َ ١٥٨ .‬رأَي ُ‬ ‫صابَانِي أَ ﱠما َو َ‬
‫صايَاكَ فَ ِھ َي لَ ﱠذاتِي ‪١٤٤ .‬عَا ِدلَ ةٌ‬ ‫ق َو ِش ﱠدةٌ أَ َ‬‫ضي ٌ‬ ‫ق ‪ِ ١٤٣ .‬‬ ‫َح ﱞ‬
‫ب َرحْ َمتِ كَ‬‫ص ايَاكَ ‪ .‬يَ ا َربﱡ َح َس َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫َكلِ َمتَ كَ ‪١٥٩ .‬ا ْنظُ رْ أَنﱢ ي أَحْ بَ ْب ُ‬ ‫َشھَادَاتُكَ إِلَى ال ﱠد ْھ ِر ‪ .‬فَھﱢ ْمنِي فَأَحْ يَا ‪.‬‬
‫ق َوإِلَى \ل ﱠد ْھ ِر ُكلﱡ أَحْ َك ِام َع ْدلِكَ ‪.‬‬‫أَحْ يِنِي ‪َ ١٦٠ .‬ر ْأسُ َكالَ ِمكَ َح ﱞ‬ ‫ق‬
‫ش‬ ‫ت ِم ْن ُكلﱢ قَ ْلبِي ‪ .‬ا ْست َِجبْ لِي يَا َربﱡ ‪ .‬فَ َرائِ َ‬
‫ضكَ أَحْ فَظُ ‪.‬‬ ‫ص َر ْخ ُ‬
‫‪َ ١٤٥‬‬
‫ب َو ِم ْن َكالَ ِم كَ َج ِز َع قَ ْلبِ ي ‪.‬‬
‫طھَ ُدونِي بِ الَ َس بَ ٍ‬ ‫‪١٦١‬رُؤَ َس ا ُء اضْ َ‬ ‫ْح‬
‫ت فِ ي الصﱡ ب ِ‬ ‫ظ َش ھَادَاتِكَ ‪١٤٧ .‬تَقَ ﱠد ْم ُ‬ ‫‪َ ١٤٦‬دعَوْ تُ كَ ‪ .‬خَ لﱢصْ نِي فَ أَحْ فَ َ‬
‫ب‬‫ت ا ْل َك ِذ َ‬
‫‪١٦٢‬أَ ْبتَ ِھ ُج أَنَا بِ َكالَ ِمكَ َك َم ْن َو َج َد َغنِي َم ةً َوافِ َرةً ‪١٦٣ .‬أَ ْبغَضْ ُ‬ ‫اي ا ْلھُ ُز َع لِ َك ْي أَ ْلھَ َج‬ ‫ت ‪١٤٨ .‬تَقَ ﱠد َم ْ‬
‫ت َع ْينَ َ‬ ‫ظ رْ ُ‬ ‫ت ‪َ .‬كالَ َم كَ ا ْنتَ َ‬
‫ص َر ْخ ُ‬
‫َو َ‬
‫ت فِ ي النﱠھَ ِ‬
‫ار َس بﱠحْ تُكَ‬ ‫َو َك ِر ْھتُ هُ أَ ﱠم ا َش ِري َعتُكَ فَأَحْ بَ ْبتُھَ ا ‪َ ١٦٤ .‬س ْب َع َم رﱠا ٍ‬ ‫ب أَحْ َكا ِم كَ‬‫ب َرحْ َمتِ كَ ‪ .‬يَ ا َربﱡ َح َس َ‬ ‫بِأ َ ْق َوالِكَ ‪َ ١٤٩ .‬‬
‫صوْ تِ َي ا ْستَ ِم ْع َح َس َ‬
‫ْس لَھُ ْم‬ ‫َعلَ ى أَحْ َك ِام َع ْدلِكَ ‪َ ١٦٥ .‬س الَ َمةٌ َج ِزيلَ ةٌ لِ ُم ِحبﱢ ي َش ِري َعتِكَ َولَ ي َ‬ ‫ب \لتﱠ ابِعُونَ ال ﱠر ِذيلَ ةَ ‪َ .‬ع ْن َش ِري َعتِكَ بَ ُع ُدوا ‪.‬‬‫أَحْ يِنِ ي ‪١٥٠ .‬ا ْقتَ َر َ‬
‫ت‬ ‫ظ ْ‬‫ت ‪َ ١٦٧ .‬حفِ َ‬ ‫صايَاكَ َع ِم ْل ُ‬ ‫ت خَ الَ َ‬
‫صكَ يَا َربﱡ َو َو َ‬ ‫َم ْعثَ َرةٌ ‪َ ١٦٦ .‬ر َجوْ ُ‬ ‫ت‬‫ان ع ََر ْف ُ‬
‫ق ‪ُ ١٥٢ .‬م ْن ُذ زَ َم ٍ‬
‫ص ايَاكَ َح ﱞ‬ ‫‪١٥١‬قَ ِريبٌ أَ ْن تَ يَ ا َربﱡ َو ُك لﱡ َو َ‬
‫صايَاكَ َو َشھَادَاتِكَ ألَ ﱠن ُك ﱠل‬ ‫ت َو َ‬ ‫ظ ُ‬‫نَ ْف ِسي َشھَادَاتِكَ َوأُ ِح ﱡبھَا ِج ّداً ‪َ ١٦٨ .‬حفِ ْ‬ ‫ِم ْن َشھَادَاتِكَ أَنﱠكَ إِلَى \ل ﱠد ْھ ِر أَ ﱠس ْستَھَا ‪.‬‬
‫طُ ُرقِي أَ َما َمكَ ‪.‬‬

‫‪٦٧‬‬ ‫‪٦٦‬‬
‫ﷲ ‪ ،‬ولكنھم كانوا يحتالون على تعاليم ﷲ بھا ويعلمون الناس بطريق ة‬ ‫ت‬
‫خاطئة ‪ ،‬ويبتدعون من عند أنفسھم وصايا ويعلمونھا للن اس ‪ ،‬والن اس‬ ‫‪١٦٩‬لِيَ ْبلُ ْغ ُ‬
‫اخي إِلَ ْي كَ يَ ا َربﱡ ‪َ .‬ح َس َ‬
‫ب َكالَ ِم كَ فَھﱢ ْمنِ ي ‪.‬‬ ‫ص َر ِ‬
‫كانت تقلدھم فتفعل مثلھم ‪ ،‬وكان عيسى ) يسوع ( يعلم الناس بطريق ة‬
‫‪١٧٠‬لِتَ ْد ُخلْ ِط ْلبَتِ ي إِلَ ى َحضْ َرتِكَ ‪َ .‬ك َكلِ َمتِ كَ نَجﱢ نِ ي ‪١٧١.‬تُنَبﱢ ُع َش فَت َ‬
‫َاي‬
‫صحيحة كما علمه ﷲ متمسكا بشريعة الت وراة ‪ ،‬الت ى أنزلھ ا ﷲ عل ى‬ ‫ض كَ ‪١٧٢ .‬يُ َغنﱢ ي لِ َس انِي بِأ َ ْق َوالِ كَ ألَ ﱠن ُك ﱠل‬ ‫تَ ْس بِيحا ً إِ َذا َعلﱠ ْمتَنِ ي فَ َرائِ َ‬
‫عبده موسى ويزيل عنھا الفھم الخاطئ الذى ألص قه الكتب ة والمعلم ون‬ ‫ص ايَاكَ ‪.‬‬ ‫ص ايَاكَ َع ْد ٌل ‪١٧٣ .‬لِ تَ ُك ْن يَ ُدكَ لِ َم ُع ونَتِي ألَنﱠنِ ي ا ْختَ رْ ُ‬
‫ت َو َ‬ ‫َو َ‬
‫بھ ا ‪ ،‬فك ان دائم ا يوص ى بتنفي ذ الوص ايا الموج ودة بش ريعة الت وراة‬ ‫ص كَ يَ ا َربﱡ َو َش ِري َعتُكَ ِھ َي لَ ﱠذتِي ‪١٧٥ .‬لِتَحْ َي‬ ‫‪١٧٤‬ا ْش تَ ْق ُ‬
‫ت إِلَ ى خَ الَ ِ‬
‫فنراه كثيرا كان يأمر م ن فع ل مع ه معج زة ش فاء ب إذن ﷲ أن ي ذھب‬ ‫ض الﱠ ٍة ‪ .‬ا ْ‬ ‫ض لَ ْل ُ‬
‫طلُ بْ‬ ‫ت َك َش ا ٍة َ‬ ‫نَ ْف ِس ي َوتُ َس ب َﱢحكَ َوأَحْ َكا ُم كَ لِتُ ِعنﱢ ي ‪َ ١٧٦ .‬‬
‫إلى الكاھن ويقدم القربان الذى أمر به موسى شكرا ‪. s‬‬ ‫صايَاكَ « ‪.‬‬ ‫َع ْبدَكَ ألَنﱢي لَ ْم أَ ْن َ‬
‫س َو َ‬
‫وقال فى موعظة الجبل ‪ » :‬ال تظن وا أن ى جئ ت ألنق ض الش ريعة‬ ‫وھك ذا ت رى بنفس ك وعب ر المزم ور )‪ (١٩‬تمس ك داود بالش ريعة‬
‫أو األنبياء م ا جئ ت ألنق ض ب ل ألكم ل ف الحق أق ول لك م ‪ :‬إن ه إل ى أن‬ ‫لدرجة التلذذ بھا وبتنفيذ أحكامھا ‪ ،‬والحق أقول لك ‪ :‬ل م يخ الف يس وع‬
‫ت زول الس ماء واألرض ال ي زول ح رف واح د أو نقط ة واح دة م ن‬ ‫داود فى شدة تعلقه وتمسكه بالشريعة الموسوية بل كان مثله مث ل ك ل‬
‫الشريعة حتى يتم كل شىء لذلك ‪ ،‬فك ل م ن نق ض أي ا م ن أص غر تل ك‬ ‫أنبياء بنى إسرائيل فى تعظ يمھم للش ريعة وتعظ يم أحكامھ ا ‪ ،‬وس ترى‬
‫الوص ايا ‪ ،‬وعل م الن اس عل ى ھ ذا النح و ي دعى األص غر ف ى ملك وت‬ ‫الدليل على ذلك بنفسك فى السطور القليلة القادمة ‪:‬‬
‫السماوات وأما كل من عمل وعلم بھ ا فإن ه ي دعى عظيم ا ف ى ملك وت‬
‫أك د عيس ى ) يس وع ( م رارا و تك رارا عل ى تمس كه بش ريعة‬
‫السماوات « ‪ ---‬متى ‪. ---‬‬
‫التوراة ووصايا ﷲ بھا ‪ ،‬وقد كان من نقاط الخالف المھم ة بين ه وب ين‬
‫ھذا ھو النص المحكم بمعنى أنه األس اس والواض ح وال نص ال ذى‬ ‫الكھنة والكتبة والمعلمين الذين يعلم ون الن اس أم ور ال دين أنھ م ك انوا‬
‫ال يحتاج إلى تأويل أو تفسير ‪ ،‬وذلك لوضوح معناه وسھولة فھمه وال‬ ‫فى بعض األمور ‪ ،‬واألحك ام غي ر ملت زمين بش ريعة موس ى كم ا أراد‬
‫يحت وى عل ى عب ارات مبھم ة ممك ن أن تفھ م بمعن ى آخ ر أو بمعن ى‬
‫‪٦٩‬‬ ‫‪٦٨‬‬
‫يرد على لسانه نص واحد يحرم تعدد الزوجات الذى كان موجودا ف ى‬ ‫مجازى ‪ ،‬ولذلك أى عبارة أخرى تنس ب قولھ ا إل ى عيس ى ) يس وع (‬
‫زمن ه ب ين بن ى قوم ه اليھ ود ‪ ،‬ب ل ل م يس تنكر ھ ذا أب دا ‪ ،‬فھ ذه أحك ام‬ ‫ويكون ظاھر ألفاظھا مخالف ا ً ومناقض ا ً لقول ه الس ابق ھ ذا يج ب حم ل‬
‫شرعھا ﷲ لحفظ المجتمعات البشرية من التفكك والسقوط فى الرذيل ة‬ ‫معناھا على المعنى المجازى حسب سياق الموقف ‪ ،‬ويجب رد فھمھا‬
‫وشيوع الفواحش فى المجتمعات ‪.‬‬ ‫على أساس قول عيسى ) يس وع ( ف ى ال نص المحك م الثاب ت ال ذى ال‬

‫ربم ا تتس اءل اآلن كي ف للط الق والتع دد أن يحف ظ المجتمع ات‬ ‫يحتمل إال معنى واحد فقط وھو تمسكه بشريعة موسى وعدم إلغائه لھا‬

‫البشرية من االنحالل ومن شيوع الفواحش والرذائل بھا ‪.‬‬ ‫وتحقيره لمن يلغى منھا شيئا وتعظيمه لمن يعظم أحكامھا ‪.‬‬

‫أق ول ‪ :‬حكم ة ھ ذا التش ريع اإللھ ى أثبتھ ا الت اريخ والواق ع فبنظ رة‬ ‫فمثال ‪ ،‬عندما يقول ‪ :‬إنه الطالق إال لعلة الزنا يفھم من ھذا أن ه ال‬

‫واحدة ‪ ،‬وسريعة إلى المجتمع ات الغربي ة المس يحية اآلن ن رى ش يوع‬ ‫يح رم الط الق ال ذى ورد بش ريعة موس ى ولك ن اليھ ود ك انوا لغالظ ة‬

‫الزنا بھا حتى أصبح الزنا من األم ور االعتيادي ة ف ى ھ ذه المجتمع ات‬ ‫قلوبھم يطلقون نساءھم ألسباب تافھة ومشاحنات عـابرة ول ـھذا ط ـلب‬

‫المسيحية ‪ ،‬وأرى أن السبب الرئيسى ھو أن الكن ائس المس يحية تح رم‬ ‫عي ـسى ) يس وع ( واعظ ا إي اھم أال يك ون ط الق إال بس بب ق وى‬

‫الطالق والتعدد ‪ ،‬وستفھم المعنى الذى أريده حاال واآلن ‪ :‬تخيل مع ى‬ ‫تصعب معه دوام العشرة الطيبة بين الزوجين وحصر ذلك السبب ف ى‬

‫رجالً مسيحيا ً وزوجته وصلوا إلى درجة من الخالف ات تح ول خاللھ ا‬ ‫أقواھا على اإلطالق وھو الزنا ‪.‬‬

‫الحب بينھما إلى كراھية وأصبحت الحياة بينھما عذابا وش يئا ً ال يط اق‬ ‫ويفھ م أيض ا أن كالم ه ھ ذا يع د م ن ب اب ال وعظ ول يس م ن ب اب‬
‫وفشلت جميع الوسائل لمحاولة اإلصالح بينھما من جديد ‪ ،‬لذلك اتفق ا‬ ‫التشريع الملزم الذى يكون ناقضا لشريعة موسى وبھذا التفسير يتوافق‬
‫عل ى االنفص ال ولك ن ھ ذا االنفص ال بينھ ا ال يعتب ر طالق ا ب المعنى‬ ‫أول كالمه مع آخ ره ع ن ش ريعة موس ى وإص راره عل ى التمس ك بھ ا‬
‫المفھ وم ل دينا أى إنھم ا أم ام الكنيس ة م ازاال زوج ين ولك ن ف ى حقيق ة‬ ‫وتحقيره لمن ينقض أحكامھا حتى يتم ك ل ش ىء ‪ ،‬إن ه  يح اول أن‬
‫األمر ھم ا منفص الن ويع يش ك ل منھم ا حيات ه الخاص ة كم ا يحل و ل ه‬ ‫يصحح نظ رة وفھ م الن اس ألحك ام ش ريعة موس ى يري د أن يص ل بھ م‬
‫بعيدا عن الطرف اآلخر ‪.‬‬ ‫إلى روح تل ك الش ريعة وفھ م أحكامھ ا بطريق ة ص حيحة ‪ ،‬كم ا أن ه ل م‬
‫‪٧١‬‬ ‫‪٧٠‬‬
‫تفشى الزنا ف ى مجتمع اتھم المس يحية ‪ ،‬ب الرغم م ن تعرض ھا لح روب‬ ‫فى ھذا الحالة يكون ك ل م ن ال زوجين عرض ة بنس بة كبي رة ج دا‬
‫ھائلة كثيرة قت ل فيھ ا الكثي ر ج دا م ن الرج ال وحت ى ف اق ع دد النس اء‬ ‫ف ى أن يق ع ف ى جريم ة الزن ا ‪ ،‬وھ ذا ھ و الغال ب حدوث ه فع ال ف ى‬
‫بكثير ع دد الرج ال حت ى أص بح للرج ل المت زوج أكث ر م ن عش يقة ؟‬ ‫المجتمعات الغربية المسيحية ‪ ،‬أما لدينا فى الش رق ف إن أح د الط رفين‬
‫واتجھ ت النس اء إل ى دور الرذيل ة والفج ور فانتش ر الزن ا ‪ ،‬وكث رت‬ ‫قد يفكر فى التخلص نھائيا م ن الط رف اآلخ ر ‪ ،‬إذن أيھم ا ي ا إخ وان‬
‫أعداد المولودين من زنا الذين يكونون عرضه للتشرد والذين سيصبح‬ ‫أصلح و أفيد للمجتمع الطالق أم الزن ا والقت ل ؟ ي اإخوان ال زواج ل يس‬
‫منھم فيما بعد أن يكبروا بؤر فساد أخرى تضرب فى تماسك وص الح‬ ‫رذيل ة ‪ ،‬ب ل الزن ا ھ و الرذيل ة ول يس الط الق رذيل ة ‪ ،‬ب ل الزن ا ھ و‬
‫مجتمعاتن ا اإلنس انية ‪ ،‬ونح ن اآلن نس مع الزن اة دع اة الزن ى ف ى‬ ‫الرذيلة ‪ ،‬ولقد شرع الزواج والطالق لمنع رذيلة الزنا التى حرمھ ا ﷲ‬
‫المجتمعات الغربية يدعون إلى ارتكاب جريمة الزنى ف ى مجتمع اتھم‬ ‫تحريما شديدا ‪ ،‬وحكم على مرتكبھا بأشد أنواع العقوبات الرادعة لمن‬
‫تحت شعار الحرية والمدنية والحضارة وحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫يفكر فى ارتكابھا ‪ ،‬أمن أجل من ش رع ﷲ لن ا ذل ك ؟! إن ه م ن أجل ى‬

‫وك ان ھ ذا التسلس ل واالتج اه إل ى الحض يض األخالق ى ف ى‬ ‫وأجلك ومن أجل مجتمعاتنا البشريه كلھا فعن دما يأمرن ا ﷲ ب أال نزن ى‬

‫مجتمع اتھم المس يحية بداي ة بع دما قبل ت الكن ائس ك الم ب ولس فأبطل ت‬ ‫ويض ع عقوب ة ش ديدة تك ون رادع ة لم ن يح اول أن يفك ر ف ى ارتك اب‬

‫ش ريعة ﷲ واس تبدلت أحكامھ ا وح دودھا بوص ايا أخ رى ھ ى وص ايا‬ ‫جريمة الزنا إنه كما يحفظ بھذا التشريع حرمة الن اس أن تنتھكھ ا أن ت‬

‫الناس ) القوانين الوضعية ( ‪ ،‬أيھما خير يا إخوان ‪ ،‬للمجتمع اإلنسانى‬ ‫فإنه أيضا يحفظ حرمتك من أن ينتھكھ ا الن اس و بھ ذا نحف ظ المجتم ع‬

‫التعدد أم الزنا والتشرد ؟! يا إخوان ‪ ،‬إن ال زواج م ن أكث ر م ن واح دة‬ ‫من عبث العابثين ‪.‬‬

‫ليس رذيلة بل الزن ا ھ و الرذيل ة ‪ ،‬ي ا إخ وان ‪ ،‬إن ال زواج ل م يك ن أب دا‬ ‫ولقد علمت مؤخرا أن بع ض الكن ائس الغربي ة انتبھ ت أخي را إل ى‬
‫رذيلة بل الزنا ھو الرذيلة ‪ ،‬يا إخوان ‪ ،‬إن الطالق ليس رذيلة بل الزنا‬ ‫خطورة تحريم الطالق وتأثير ذلك التحريم فى تفشى جريمة الزنا ب ين‬
‫ھو الرذيلة ‪ ،‬يا إخوان ‪ ،‬نقض شرع ﷲ ھو رذيلة الرذائل ألنھا ت ؤدى‬ ‫الناس فأقرت ووافقت على التطليق ولغير عل ة الزن ا ‪ ،‬ولكنھ ا لألس ف‬
‫إل ى ك ل رذيل ة فقول وا ل ى ب أى ح ق نق ض ب ولس أحك ام ﷲ وش ريعته‬ ‫مازالت لم تنتبه إلى خطورة تحريم التعدد ‪ ،‬وتأثير ذلك التحريم عل ى‬

‫‪٧٣‬‬ ‫‪٧٢‬‬
‫‪uŽöxî öΝà6ÏΖƒÏŠ ’Îû (#θè=øós? Ÿω É=≈tGÅ6ø9$# Ÿ≅÷δr'‾≈tƒ ö≅è% ‬‬ ‫يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬ ‫وبأى عقل تتقبلون كالمه ؟!لماذا تبتلعون خدعة ب ولس لك م ھك ذا بك ل‬
‫بساطة وترفضون الرجوع إلى الحق وحكم عقولكم التى خلقھا ﷲ لكم‬
‫‪tã (#θ_=|Êuρ #ZŽÏVŸ2 (#θ_=|Êr&uρ ã≅ö6s% ÏΒ (#θ_=|Ê ô‰s% 7Θöθs% u!#uθ÷δr& (#þθãèÎ6®Ks? Ÿωuρ ÈdYysø9$#‬‬ ‫تلك العقول التى سيجعلھا ﷲ حجة عليكم تدانون بھا يوم الدينون ة أم ام‬
‫ﷲ ؛ ألنك م ألغيتموھ ا ول م تعمل وا بھ ا كم ا ألغ ى ب ولس ش ريعة ﷲ‬
‫™‪ ] 〈 ∩∠∠∪ È≅‹Î6¡¡9$# Ï!#uθy‬المائدسة [ ‪.‬‬
‫ورض يتم أن تم ب ذلك واتبعتم وه ف ى الض الل ف أنتم ش ھداء عل ى أنفس كم‬
‫أم ام ﷲ ي وم القيام ة ‪ ،‬وال حج ة لك م بع د اآلن ؛ ألنك م ق د علم تم ‪،‬‬
‫إن ﷲ يناديكم يا إخوان يناديكم لترجعوا إلى الحق فھ ل تلب ون ن داء‬
‫وبعلمكم ھذا ستدانون أمام ﷲ يوم الدينونة ) يوم القيامة ويوم الحساب‬
‫ﷲ لكم ؟‬
‫( فاختر بين أن تكون من أتباع بولس أو أن تكون من أتباع عيسى )‬
‫ھل خ الف عيس ى ) يس وع ( أحك ام ي وم الس بت المق ررة ف ى ش ريعة‬
‫يسوع ( ألنه ال يصلح أن تكون تبع ا لالثن ين ف ى نف س الوق ت ألن ك ل‬
‫التوراة ؟‬
‫منھم ا مخ الف لآلخ ر وتعاليمھم ا غي ر متفق ة بتات ا ‪ ،‬ف إن اخت رت أن‬
‫اإلجاب ة ھ ى ‪ - :‬ال ‪ -‬ل م يخ الف عيس ى ) يس وع ( أب دا أحك ام ي وم‬ ‫تكون تبعا لبولس دون عيسى فقد اخت رت الض الل و ال ح ول وال ق وة‬
‫الس بت الص حيحة والمق ررة بش ريعة الت وراة ول م يفك ر مطلق ا ف ى أن‬ ‫إال ب ا‪ ، s‬و لك ن إن اخت رت أن تك ون تبع ا لعيس ى ) يس وع ( فق د‬
‫يلغى حكما من أحكامھا الصحيحة والمقررة بش ريعة الت وراة ھ ذه ھ ى‬ ‫اخترت اإلسالم ألنه ھو دين عيسى ودي ن ك ل األنبي اء م ن قبل ه ودي ن‬
‫الحقيقة وسأسرد لك الدليل والشبھات التى ل ديكم ف ى ھ ذا األم ر بع ون‬ ‫خاتمھم محمد رسول ﷲ ‪.‬‬
‫من ﷲ ‪.‬‬

‫ھل بولس عندكم أعظم م ن موس ى !!! يوص ى عيس ى ) يس وع (‬


‫الجم ع والح واريين ‪ --‬الح ظ أن ه يوص ى الح واريين ألن ھ ؤالء‬
‫الحواريين سيكونون ھم القدوة لمن بعدھم ‪ --‬فبماذا أوصاھم عيسى )‬

‫‪٧٥‬‬ ‫‪٧٤‬‬
‫ج اء بإنجي ل مت ى ‪ » :‬ف ى ذل ك الوق ت ج اء إل ى يس وع كتب ة‬ ‫يس وع ( ؟ لق د أوص اھم عيس ى ق ائال لھ م ‪ ) :‬لق د جل س الكتب ة‬
‫وفريسيون م ن أورش ليم ق ائلين ‪ :‬لم اذا يخ الف تالمي ذك تقلي د الش يوخ‬ ‫والفريسيون على كرسى موسى ( بمعنى أنھم أى الكتب ة والفريس يون‬
‫فإنھم ال يغسلون أيديھم عند ما يأكلون ؟ فأجاب وقال لھم ‪ :‬وأنتم أيضا‬ ‫ھم علماء الشريعة ) فكل ما يقولون لكم أن تحفظوه فاحفظوه واعمل وا‬
‫لماذا تخالفون وصية ﷲ من أجل تقليدكم ؟ فقد أوصى ﷲ قائال ‪ :‬أكرم‬ ‫ب ه ( بمعن ى م ا يقولون ه لك م م ن أحك ام الش ريعة الص حيحة أن تفعل وه‬
‫أباك وأمك ومن سب أباه أو أمه فليمت موتا ‪ ،‬أما أنتم فتقول ون إن م ن‬ ‫ف افعلوه واقبل وه م نھم ) ولك ن كأعم الھم ال تعمل وا ألنھ م يقول ون وال‬
‫قال ألبيه أو أمه قد وھبت قربانا للرب كل معون ة مس تحقة ل ك عن دى ‪،‬‬ ‫يعملون ( بمعن ى أنھ م من افقون فب رغم أنھ م علم اء ش ريعة ويرش دون‬
‫فليس عليه أن يك رم أب اه أو أم ه ‪ ،‬وم ن ث م أبطل تم وص ية ﷲ م ن أج ل‬ ‫الناس إلى أحكام ﷲ بھا مع ذلك فھم أنفسھم يخالفون أحكام ش ريعة ﷲ‬
‫تقليدكم ‪ ،‬أيھا المراؤون ‪ ،‬لقد أحسن اشعياء إذ تنبأ عنكم قائال ‪ :‬إن ھذا‬ ‫فى أفع الھم الشخص ية ؛ ل ذلك ح ذر عيس ى ) يس وع ( تالمي ذه م ن أن‬
‫الشعب يتقرب إلى بفمه ويكرمنى بشفتيه أما قل بھم فبعي د عن ى ‪ ،‬فعبث ا‬ ‫يقل دوا الكتب ة والفريس يين ف ى أعم الھم الشخص ية حت ى ال يقع وا ف ى‬
‫عبادتھم لى ما داموا من وصايا الناس يستمدون تعاليمھم « ‪.‬‬ ‫محظ ور م ن محظ ورات الش ريعة ألن الكتب ة والفريس يين م راؤون‬

‫ال ح ظ مع ى ھن ا كي ف أن عيس ى ) يس وع ( ح ريص عل ى حف ظ‬ ‫ويفعلون بخالف ما يقولون ‪.‬‬

‫وصايا ﷲ التى بالتوراة وأنه يستنكر على الكتبة والفريس يين ويل ومھم‬ ‫با‪ s‬ماذا نفھم من وصية عيسى ) يسوع ( ھ ذه للجم ع وللح واريين‬
‫وي وبخھم وينتھ رھم ؛ ألنھ م حريص ون عل ى تقالي د الش يوخ م ن أن‬ ‫؟ نفھ م أن ه  ح ريص ك ل الح رص عل ى الحف اظ عل ى الش ريعة‬
‫ينتھكھا أحد‪ ،‬وفى الوقت نفسه غير مبالين وغير مھتمين من أن تنتھك‬ ‫وتطبيقھا تطبيقا صحيحا كما أنزلھا ﷲ وأمر بھا ‪ ،‬ولشدة حرصه على‬
‫وصايا ﷲ ؛ ألن كان األولى بھم وھم علماء الشريعة أن يحافظوا على‬ ‫ذلك طلب شدة التحرى ‪ ،‬ولدرجة إن عمل أحد علم اء الش ريعة عم ال‬
‫شريعة ﷲ ووصاياه بھا ال عل ى وص ايا الن اس وتقالي د الش يوخ الباطل ة‬ ‫يخ الف أح د أحك ام الش ريعة أال يكون وا كالعمي ان ويقل دوه ف ى عمل ه‬
‫التى يتحايلون بھا على شريعة ﷲ ‪.‬‬ ‫المخالف للشريعة بحجة أنه معلم وھو أعلم منھم ‪.‬‬

‫‪٧٧‬‬ ‫‪٧٦‬‬
‫بالطبع حجة بولس باطلة ‪ ،‬فكما أوضح عيسى ) يسوع ( بنفسه أن‬ ‫نت ابع ال نص ف ى انجي ل مت ى ‪ » :‬ث م دع ا إلي ه الجم ع وق ال لھ م ‪:‬‬
‫الذى ينجس اإلنسان ھو أن يخالف وصايا وتعاليم ﷲ ھذه ھى النجاسة‬ ‫اسمعوا وافھموا ليس ما يدخل الفم ينجس اإلنسان وإنما م ا يخ رج م ن‬
‫الحقيقية التى تنجس أى إنسان أن يخالف وصايا ﷲ فعندما يوص ى ﷲ‬ ‫الفم ھو الذى ينجس اإلنسان « ‪.‬‬
‫بتحريم أكل لحم الخنزير إذن فمخالفة وصية ﷲ بأكل ما أوص ى بع دم‬ ‫ھذا النص السابق اتخذه بولس ذريع ة لتحلي ل ك ل مأك ل أو مش رب‬
‫أكله ھذه المخالفة لوصية ﷲ ھى التى تنجس اإلنسان ‪ ،‬أعلم أنه ‪ :‬ليس‬ ‫محرم بشريعة التوراة ‪ ،‬وبخاص ة أك ل لح م الخنزي ر المح رم بش ريعة‬
‫ھناك مأك ل ن اجس ف ى ذات ه ولك ن الفع ل المخ الف ألم ر ﷲ ھ و ال ذى‬ ‫التوراة واحتال به على الح واريين ليق نعھم ب ذلك ال رأى الباط ل بحج ة‬
‫ينجس فاعله فالنجاسة فى الفعل المخالف وليس فى الش ىء ذات ه فل يس‬ ‫أن تحريم أكل لحم الخنزير يمنع الكثيرين من أن يؤمنوا ‪ ،‬انظر كي ف‬
‫يعنى أن تحريم بعض المأكوالت ھو أن ھ ذه الم أكوالت نجس ة ب ذاتھا‬ ‫أن بولس يتنازل للوثنيين عن بعض تعاليم ﷲ ليدخلوا فى دينه إنه بدال‬
‫وأن ھ ذا ھ و س بب التح ريم ‪ ،‬ال ‪ ،‬ألن التح ريم ق د يك ون للعق اب وق د‬ ‫من أن يغيرھم فھو يتغير من أجلھم ‪ ،‬ب ل ويجت رأ فيغي ر تع اليم ﷲ ف ى‬
‫يك ون لالختب ار فم ثال ‪ :‬عن دما ح رم ﷲ عل ى آدم أن يأك ل م ن ثم رة‬ ‫سبيل نيل رضاھم ‪ ،‬إنه يفصل لھم دين ا عل ى م زاجھم وعل ى ھ واھم ‪،‬‬
‫ش جرة معين ة ‪ ،‬ل يس معن ى ذل ك أن ثم رة ھ ذه الش جرة نجس ة ‪ ،‬ولك ن‬ ‫أنظر وتأمل !!‬
‫مخالف ة وص ية ﷲ ھ و ال ذى ي نجس ل ذلك يج ب التس ليم لحك م ﷲ‬
‫ھ ذا ال نص الس ابق ق د فس ره عيس ى ) يس وع ( بنفس ه فق ال ‪ » :‬أال‬
‫ووصاياه مطلقا بغض النظر عن معرفتنا الحكمة م ن ذل ك التح ريم أو‬
‫تفھم ون بع د أن ك ل م ا ي دخل الف م يمض ى إل ى الج وف ث م ين دفع إل ى‬
‫عدم معرفتنا الحكمة من ھذا التحريم و ھذا التس ليم ‪ s‬ف ى أحكام ه ھ و‬
‫المخرج وأما ما يخ رج م ن الف م فم ن القل ب يص در وھ و ال ذى ي نجس‬
‫اإلسالم دين كل األنبياء ‪.‬‬
‫اإلنس ان ألن ه م ن القل ب تخ رج األفك ار الش ريرة يخ رج القت ل والزن ا‬
‫وال نص األص لى لبش ارة يس وع يوض ح ھ ذه الحقيق ة ‪ » :‬الح‪BB‬ق‬ ‫والفجور والسرقة و ش ھادة ال زور والتج ديف عل ى ﷲ فھ ذه ھ ى الت ى‬
‫أقول لكم إن أكل الخبز بأيد غير نظيفة ال ينجس إنس‪B‬انا ألن م‪B‬ا ي‪B‬دخل‬ ‫تنجس اإلنسان وأما األكل بأيد غير مغسولة فال ينجس اإلنسان « ‪.‬‬
‫اإلنس‪BBB‬ان ال ي‪BBB‬نجس اإلنس‪BBB‬ان ب‪BBB‬ل ال‪BBB‬ذي يخ‪BBB‬رج م‪BBB‬ن اإلنس‪BBB‬ان ي‪BBB‬نجس‬

‫‪٧٩‬‬ ‫‪٧٨‬‬
‫المقدسة أنھم ال يفھمون األحكام الصحيحة للشريعة ؛ لذلك كانوا‬ ‫اإلنس‪B‬ان ‪ ،‬فق‪B‬ال حينئ‪B‬ذ أح‪B‬د الكتب‪B‬ة ‪ :‬إن أكل‪B‬ت لح‪B‬م الخنزي‪B‬ر أو لحوم‪B‬ا‬
‫يتصيدون له ولتالميذه أى غلطة أو مخالفة للشريعة ليمسكوھا عليه‬ ‫أخرى نجسة أفال تنجس ھذه ض‪B‬ميري ؟ أج‪B‬اب يس‪B‬وع ‪ :‬إن العص‪B‬يان‬
‫ويدينونه بھا أمام الشعب ‪ ،‬ولكنھم حتى فى ھذه فشلوا فشال ذريعا ‪،‬‬ ‫ال يدخل اإلنسان بل يخرج من اإلنسان من قلبه ‪ ،‬ول‪B‬ذلك يك‪B‬ون نجس‪B‬ا‬
‫فقد أفحمھم عيسى ) يسوع ( مرة أخرى وبالحجة والبرھان ومن‬ ‫متى أكل طعاما محرما « ‪.‬‬
‫نصوص الكتب المقدسة ‪ ،‬على أن ما فعله التالميذ من فرك لبعض‬ ‫ج اء بإنجي ل مت ى ‪ » :‬ف ى ذل ك الوق ت ك ان يس وع يس ير ف ى ي وم‬
‫سنابل القمح وأكلھا ألنھم كانوا جوعى فى يوم سبت ال يعتبر مخالفة‬ ‫الس بت ب ين الحق ول وج اع تالمي ذه فراح وا يقطف ون س نابل القم ح‬
‫منھم ألحكام يوم السبت الصحيحة والمقررة فى التوراة ‪.‬‬ ‫وي أكلون فلم ا رأى الفريس يون ذل ك ق الوا ل ه ‪ :‬ھ ا ھ م أوالء تالمي ذك‬
‫نتابع النص ‪ » :‬فقال لھم ‪ :‬أما قرأتم ما فعل داود حين جاع ھو‬ ‫يفعلون ماال يحل فعله فى السبت « ‪.‬‬
‫والذين معه كيف دخل بيت ﷲ وأكل خبز التقدمة الذى ال يحل له أكله‬ ‫سؤال ‪ :‬ھل فرك التالميذ لبعض س نابل القم ح وأكلھ ا ألنھ م ك انوا‬
‫وال للذين معه وإنما للكھنة وحدھم ؟ أو ما قرأتم فى الشريعة أن‬ ‫ج وعى ف ى ي وم س بت يعتب ر انتھاك ا ألحك ام ي وم الس بت الص حيحة‬
‫الكھنة فى السبوت كانوا ال يحفظون السبت فى الھيكل وال لوم عليھم‬ ‫والمقررة بشريعة التوراة ؟‬
‫؟«‪.‬‬
‫اإلجاب ة الص حيحة ‪ :‬ال يعتب ر مافعل ه التالمي ذ انتھاك ا ألحك ام ي وم‬
‫ثم يذكرھم بنص فى كتب األنبياء فيقول لھم ‪ » :‬فلو كنتم تعلمون‬ ‫الس بت الص حيحة والمق ررة بش ريعة الت وراة ؛ ألن ه ال يمن ع ف ى ي وم‬
‫ما معنى ‪ ) :‬إنى أريد رحمة ال ذبيحة ( لما أدنتم األبرياء ‪ « .‬ثم يقرر‬ ‫السبت أعمال الضرورة و أعمال الرحمة ) الخير ( ‪.‬‬
‫لھم ويذكرھم أنه عالم شريعة مثلھم ومن المحافظين عليھا فيقول لھم ‪:‬‬
‫سؤال ‪ :‬إذن لماذا اتھم الفريسيون التالميذ بانتھاك يوم السبت ؟‬
‫» ألن ابن اإلنسان ھو رب السبت أيضا « ‪ ،‬كلمة رب كانوا‬
‫يستخدمونھا فى اإلشارة إلى معلم الشريعة ‪ ،‬ورب السبت تعنى معلم‬ ‫اإلجابة ‪ :‬ألن عيسى ) يسوع ( قد أحرجھم فى أكثر من موقف‬

‫ألحكام يوم السبت والشريعة ويقول لھم عيسى ) يسوع ( ذلك حتى ال‬ ‫أمام الشعب موضحا لھم بالحجة والبرھان ومن نصوص الكتب‬

‫‪٨١‬‬ ‫‪٨٠‬‬
‫الخالف بينه وبين الكتبة والفريسيين الذين كانوا حريصين ومحافظين‬ ‫يحاولوا معه مرة أخرى من محاوالت فاشلة لتصيد أخطاء ومخالفات‬
‫على تقاليد الشيوخ أكثر من حفظھم لشريعة ﷲ التى كانوا أيضا‬ ‫للشريعة له أو لتالميذه ألنھم إن كانوا من علماء الشريعة ومعلميھا‬
‫يفھمون أحكامھا بطريقة خاطئة ويعلمونھا للناس بطريقة خاطئة ‪،‬‬ ‫فھو أيضا من علمائھا وكان من معلميھا وھو أدرى منھم بأحكامھا‬
‫وأوضح عيسى ) يسوع ( للجميع أنه لم يأت لينقض أحكام الشريعة أو‬ ‫الصحيحة ‪.‬‬
‫كالم األنبياء قبله بل ) ليتمم ( ‪ ،‬فكان به  تمام أنبياء بنى إسرائيل‬ ‫نتابع النص ‪ » :‬ثم مضى من ھناك ودخل مجمعھم وإذا ھناك‬
‫الخاضعين لشريعة موسى ‪ ،‬وكان اإلنجيل تماما ً لكتب أنبياء بنى‬ ‫رجل ذو يد يابسة فسألوه عساھم أن يمسكوا عليه تھمة قائلين ‪ :‬أيحل‬
‫إسرئيل الذين أتوا قبله ‪ ،‬وإيذانا باقتراب زمان ظھور ملكوت ﷲ حيث‬ ‫اإلبراء فى السبوت ؟« نالحظ نفس نقطة الخالف بين عيسى ) يسوع‬
‫ستنتقل النبوة والشريعة والكتاب لشعب آخر غير بنى إسرائيل ‪.‬‬ ‫( من جھة والكتبة والفريسيين من جھة أخرى فى فھمھم ألحكام‬
‫توجد نبوءة تحدث يسوع عن حدوثھا قريبا وھى نبوءة تدمير‬ ‫الشريعة ‪ ،‬فالكتبة والفريسيون مرة أخرى يحاولون أن يمسكوا على‬
‫أورشليم وھدم الھيكل وقد تحققت ھذه النبوءة فعال فى سنة ‪٧٠‬‬ ‫عيسى ) يسوع ( تھمة ومخالفة للشريعة ليدينوه بھا ولكنه مرة أخرى‬
‫ميالدية أى بعد رفع عيسى بأربعين سنة ‪ ،‬وذلك عندما دخلت الجيوش‬ ‫أيضا يفحمھم بالحجة والبرھان ويوضح لھم أنھم ال يفھمون أحكام‬
‫الرومانية ودمرت المدينة المقدسة أورشليم وھدمت الھيكل وذبحت‬ ‫الشريعة بشكل صحيح ‪ ،‬نتابع النص ‪ » :‬فقال لھم ‪ :‬إن كان ألى منكم‬
‫الناس ‪ ،‬قال عيسى وھو يتحدث عن ھذه األحداث وقال ‪ » :‬فصلوا‬ ‫شاة واحدة وسقطت فى حفرة فى السبت أفال يمسك بھا ويخرجھا فكم‬
‫لئال يقع ھربكم فى الشتاء أو فى سبت « الحظ معى قول يسوع ‪ ) :‬أو‬ ‫من اإلنسان أفضل من الشاة ؟ إذن يحل فعل الخير فى السبوت ‪ ،‬ثم‬
‫فى سبت ( إن قول عيسى ھذا يدل داللة قاطعة فى أنه حتى لم يكن‬ ‫قال للرجل ‪ :‬امدد يدك ‪ ،‬فمدھا فعادت سليمة كاألخرى « ‪.‬‬
‫ليخطر بباله أن يلغى حكما من أحكام يوم السبت الحظ أنه يتحدث عن‬ ‫إذن يا إخوان من الواضح تماما لنا اآلن ھو أن عيسى ) يسوع (‬
‫أشياء حدثت بعد رفعه إلى السماء بأربعين سنة ‪ ،‬فكيف فعلھا بولس‬ ‫كان من أشد المحافظين على األحكام الصحيحة للشريعة وكان يفھمھا‬
‫وألغى أحكام الشريعة وخالف بذلك الفعل الشنيع تعاليم عيسى‬ ‫بشكل صحيح ويعلمھا للناس بطريقة صحيحة وھذه كانت من نقط‬
‫‪٨٣‬‬ ‫‪٨٢‬‬
‫ولكن الحقيقة أن صديقى الطبيب ما زال لم يعطنى الجواب على‬ ‫واألنبياء ‪ ،‬فھل اكتفى بولس بما فعله ؟ الحقيقة أنه لم يكتف بما فعله‬
‫سؤالى ‪ :‬ھل كان يسوع حقا يدعو الناس إلى دين جديد اسمه‬ ‫من ابتداع عقيدة الفداء وتجسد اإلله فى يسوع الناصرى وإبطاله‬
‫المسيحية ؟‬ ‫لشريعة ﷲ ‪ ،‬بل تدخل فى بشارة عيسى ) يسوع ( فحرف بشارة‬

‫إنه لم يجرؤ أن يقول نعم ؟ وال يجرؤ أى مسيحى أن يقولھا واضحة‬ ‫يسوع وفسرھا بطريقة خاطئة وملتوية جدا ليبعدھا عن مقصودھا‬

‫صريحة قوية نعم ‪ ،‬إجابة على سؤالى ؛ ألن الحقيقة التى ال تقبل أى‬ ‫الرئيسى كما سيتضح ذلك لكم الحقا إن شاء ﷲ ‪.‬‬

‫جدال ھى أن يسوع كان يعيش ويتصرف كيھودى ولم يكن يدعو‬ ‫دين يسوع ‪:‬‬
‫الناس أبدا إلى أى ديانة أخرى جديدة ذات عقائد جديدة بمعنى أنه لم‬
‫فى ذات مرة سألت صديقى الطبيب المسيحى المتدين والمثقف ‪:‬‬
‫يكن فى ذھنه أبدا ما يسمى حاليا بالديانة المسيحية بعقائدھا الوثنية‬
‫ھل كان يسوع حقا يدعو الناس إلى دين جديد اسمه المسيحية ؟‬
‫الوضعية التى أسسھا بولس والمجامع المسكونية من بعده والتى ھى‬
‫فأجابنى قائال ‪ :‬إن الديانة اليھودية شىء والديانة المسيحية شىء‬
‫‪ :‬الخطيئة األصلية من آدم وحواء ونتيجة لذلك حدثت أزمة بين رحمة‬
‫آخر مختلف تماما ‪.‬‬
‫اإلله وعدالته وھذه األزمة امتدت آلالف السنين ‪ ،‬ففكر اإلله فى حل‬
‫إلنھاء ھذه األزمة فى ذاته ‪ ،‬فقرر بأن ينزل بنفسه إلى األرض فوضع‬ ‫ولكن ھذه ليست إجابة على سؤالى ‪ ،‬يا صديقى !‬
‫نفسه جنينا صغيرا ضعيفا فى رحم امرأة يھودية عذراء و تم والدته‬ ‫ولكنى أعتبر ما قاله حقيقة عن اختالف الديانتين حيث كما ھو‬
‫فنزل من فرج تلك المرأة العذراء طفال صغيرا ضعيفا ‪ ،‬ورضع‬ ‫معروف عندى حاليا أن عقائد الديانة المسيحية الحالية ھى عقائد‬
‫الحليب من ثدى تلك المرأة اليھودية التى وضع نفسه داخل رحمھا‬ ‫وضعية ألفھا بولس والمجامع المسكونية من بعده ‪.‬‬
‫وعندما أكمل من العمر سبعة أيام تم ختانه بقطع غرلته ‪ ،‬وھكذا صار‬
‫اإلله متجسدا فى صورة إنسان ليقتل على الصليب الرومانى ويموت‬
‫تكفيرا عن خطايا بنى آدم كلھم وخطيئة آدم وحواء ‪.‬‬

‫‪٨٥‬‬ ‫‪٨٤‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∈∪ tβθàÅÁtƒ $¬Ηxå «!$# z≈ysö6ß™ ‬الصافات [ ‪.‬‬ ‫وفى سنة ‪ ٣٨١‬م تم اكتشاف أن ھذا اإلله يتكون من ثالثة‬
‫أشخاص تسمى أقانيم ھى أقنوم االبن وأقنوم الروح القدس وأقنوم‬
‫كنت أراسل قسيسا فكتبت له معرفا معنى اإلنجيل ‪ ،‬وكتبت له أن‬ ‫األب ‪ ،‬ومازال الخالف العقائدى قائما ً إلى اآلن حول ھذه األقانيم ھل‬
‫لفظة ) اإلنجيل ( تعنى ) بشارة ﷲ ( وھذه البشارة ھى بشارة ﷲ فيه‬ ‫ھى ذات مشيئة واحدة أم مشيئتين وطبيعة واحدة أم طبيعتين ؟‬
‫باقتراب زمان ظھور ملكوت ﷲ والعالمات التى تسبق ظھور ذلك‬ ‫ھذه ھى عقائد الديانة المسيحية وھى تذكرنى بمقولة شھيرة ألحد‬
‫الملكوت وصفة ذلك الملكوت وصفة أصحاب ذلك الملكوت ‪ ،‬المھم‬ ‫الفالسفة من النصارى يقول ‪ :‬إن خالصة الديانة المسيحية ‪ ،‬ھى أن‬
‫أعجبه ھذا التعريف جدا وكتب لى أن ھذا التعريف صحيح لإلنجيل ‪،‬‬ ‫ﷲ قتل ﷲ إلرضاء ﷲ ‪.‬‬
‫ولكن الذى عجبت منه ھو أنه كتب بعد ذلك مباشرة ‪ ، :‬ولكن معنى‬
‫وأنا ال أملك وأنا أسرد ھذه العقائد المسيحية سوى أن أردد قول‬
‫اإلنجيل عندنا ليس إال كما عرفه عبد يسوع المسيح المدعو بولس ‪،‬‬
‫‪〈 ∩∇⊄∪ tβθàÅÁtƒ $£ϑtã ĸöyèø9$# Éb>u‘ ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# Éb>u‘ z≈ysö6ß™ ‬‬ ‫ﷲ‪:‬‬
‫ثم ذكر قوله ما معناھا أن معنى اإلنجيل ھو موت المسيح وقيامته‬
‫لخالص البشر ‪.‬‬ ‫]الزخرف[ ‪.‬‬
‫با‪ s‬بأى عقل تعقلون ھذا الكالم ألن بھذا العقل ستدانون به أمام ﷲ‬
‫‪¥µ≈s9Î) ‘≅ä. |=yδs%©! #]ŒÎ) 4 >µ≈s9Î) ôÏΒ …çµyètΒ šχ%Ÿ2 $tΒuρ 7$s!uρ ÏΒ ª!$# x‹sƒªB$# $tΒ ‬‬
‫يوم الدينونة وليس تدانون بكالم بولس ‪ ،‬من له أذن فليسمع ومن له‬
‫عقل فليعقل ‪.‬‬ ‫‪] 〈 ∩⊇∪ šχθàÅÁtƒ $£ϑtã «!$# z≈ysö6ß™ 4 <Ù÷èt/ 4’n?tã öΝßγàÒ÷èt/ Ÿξyès9uρ t,n=y{ $yϑÎ/‬‬

‫يا أتباع بولس عودوا وكونوا أتباعا ‪ s‬ولرسول ﷲ وال تكونوا‬


‫المؤمنون [ ‪.‬‬
‫يقول ﷲ فيھم ‪ÉΑθß™§9$# ’n<Î)uρ ª!$# tΑt“Ρr& !$tΒ 4’n<Î) (#öθs9$yès? óΟçλm; Ÿ≅‹Ï% #sŒÎ)uρ  :‬‬ ‫كالذين‬
‫ذات ﷲ ‪:‬‬

‫‪٨٧‬‬ ‫‪٨٦‬‬
‫فا‪ s‬أكبر ﷲ أكبر وليس كمثله شىء ‪ ،‬وھذا ھو التنزيه الواجب ‪s‬‬ ‫‪Ÿωuρ $\↔ø‹x© tβθßϑn=ôètƒ Ÿω öΝèδäτ!$t/#u tβ%x. öθs9uρr& 4 !$tΡu!$t/#u ϵø‹n=tã $tΡô‰y`uρ $tΒ $uΖç6ó¡ym (#θä9$s%‬‬
‫تعالى وزيادة ‪ ،‬فمن قال أين ﷲ ؟ قلنا له ‪) :‬أين( كلمه يستفھم بھا‬
‫عن المكان وﷲ خلقھا وخلق قائلھا وخلق جميع األماكن ‪ ،‬وھو تعالى‬ ‫] المائدة [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩⊇⊃⊆∪ tβρ߉tGöκu‰‬‬

‫ال يوصف بالصفات الحادثة المخلوقة ‪ ،‬فال يليق به أن يقال عنه أين ؟‬
‫!‬ ‫كان لى صديق مسيحيى اسمه مرقس ‪ ،‬وفى جلسة لنا معا سألته‬
‫ھل يستطيع اإلنسان يامرقس أن يتخيل شكال ‪ s‬فى عقله ؟ فأجابنى‬
‫ومن قال لنا ‪ :‬كيف ﷲ ؟ قلنا له ‪ :‬كيف كلمة يسأل بھا عن كيفية‬
‫مرقس على الفور وبقوة وبصوت واضح ‪ :‬بالطبع ال ‪ ،‬فكيف‬
‫الشيء ‪ ،‬وﷲ تعالى خلق ھذه الكلمة وخلق معناھا وخلق قائلھا وخلق‬
‫للمحدود أن يعى ويتخيل الالمحدود ‪.‬‬
‫سؤاله وخلق جميع الكيفيات فال يتصور أن يوصف بشيء خلقه ؛ فال‬
‫يقال عنه كيف ھو ؟ ومن قال لنا ‪ :‬فى أى شىء ھو ؟ قلنا له ‪ :‬فى‬ ‫بصراحة إجابة مرقس ھذه صحيحة جدا وذكرتنى بمقولة ألحد‬

‫معناھا الظرفية الحقيقية نحو زيد فى المسجد ‪ ،‬أو مجازية نحو النجاة‬ ‫الشيوخ يقول فيھا ‪ :‬كل ماخطر ببالك فاعلم أن ﷲ غير ذلك ‪ ،‬ھذه‬

‫فى الصدق ‪ ،‬وﷲ تعالى خلق ھذه الكلمة وخلق معناھا وخلق قائلھا‬ ‫حقيقة‪ ،‬فإن ﷲ أكبر من أن تتخيل عقولنا شكال له ‪ ،‬فا‪ s‬ليس كمثله‬

‫وخلق الظرفية الحقيقية والمجازية ‪ ،‬فكيف يليق به أن يقال عنه فى‬ ‫شىء أبدا وھو خالق كل شىء فى السموات واألرض فھو خالق عالم‬

‫أى شىء ھو ؟!‬ ‫األجسام والدنيا وما فيھا وھو خالق عالم األرواح والسموات وما فيھا‬
‫وﷲ ال يشبه أبدا شيئا من خلقه فعالم األجسام وعالم األرواح من خلقه‬
‫ومن قال لنا ‪ :‬على أى شىء ھو ؟ قلنا له ‪ :‬على كلمة معناھا‬
‫‪ ،‬وعندما نشبه ﷲ بصورة من خلقه فقد جدفنا على ﷲ ؛ ألن معرفة‬
‫االستعالء ‪ ،‬وﷲ تعالى خلق ھذه الكلمة وخلق معناھا الذي ھو‬
‫ذات ﷲ فوق إدراك كل المخلوقات ‪ ،‬وھو تعالى ال يشبه أحدا من‬
‫االستعالء وخلق قائلھا وخلق قوله ‪ ،‬فال يقال عنه على أى شىء ھو ؟‬
‫خلقه أبدا يقول أحد الشيوخ ‪ :‬إدراك عدم اإلدراك إدراك ‪.‬‬
‫!‬

‫‪٨٩‬‬ ‫‪٨٨‬‬
‫سألت مرقس ثانية وقلت له ‪ :‬ولكنك يا مرقس تستطيع على حسب‬ ‫وھكذا جميع األسئلة التي يسألھا اإلنسان يقال له ‪ :‬أسئلتك ھذه‬
‫عقيدتك أن تتخيل شكال ‪ s‬وذلك بأن تستحضر فى عقلك شكل المسيح‬ ‫كلھا مخلوقة ومعانيھا التي سألت عنھا مخلوقة أيضا ‪ ،‬وأنت مخلوق‬
‫أليس كذلك ؟‬ ‫وﷲ خالق لكل شىء والخالق ال يوصف بشىء خلقه ‪ ،‬فال يتصور‬

‫بھت مرقس وأجابنى فى خذالن وبصوت ضعيف قائال ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫‪ϵÎ=÷WÏϑx. }§øŠs9  :‬‬ ‫عنه السؤال بشىء خلقه أن له مثله ‪ ،‬وقال تعالى‬

‫سألته مرة أخرى ‪ :‬ھل صحيح يا مرقس أنكم فى الكنيسة تسجدون‬


‫‪〈 ∩⊆∪ 7‰ymr& #—θàà2 …ã&©! ä3tƒ öΝs9uρ ‬‬ ‫]الشورى‪ [١١:‬وقال ‪:‬‬ ‫«‪〈 Öï†x‬‬
‫لصورة كبيرة للمسيح معلقة على الجدار ؟ ‪ ،‬أجابنى مرقس فى خذالن‬
‫تام وبصوت ال يكاد أن يسمع قائال ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫]اإلخالص[ ثم بعد ذلك كله من قال لنا ‪ :‬إذا كان ﷲ تعالى فى ھذه‬

‫ثم طلب منى بشدة أن ال أوجه له أسئلة أخرى ‪ ،‬تركته ثم قلت فى‬ ‫المثابة من الغيب المطلق عن سائر العقول فكيف أمكن للعقل أن يؤمن‬

‫نفسى ‪ :‬ما الفرق بينكم يامرقس وبين الوثنيين ؟ ال فرق ال فرق سوى‬ ‫به ؟ قلنا له ‪ :‬العقل يستدل بوجود كل شىء من ھذه المخلوقات على‬

‫اختالف األسماء ولكنھا ھى نفسھا خدعة الشيطان القديمة لذرية آدم‬ ‫وجوده تعالى المنزه على حسب ما ذكرنا وزيادة ‪ ،‬وذلك أن وجود كل‬

‫ھى نفسھا خدعتة القديمة يعيد تكرارھا فى كل زمن وفى كل عصر‬ ‫شىء محسوس أو معقول البد أن يكون له خالق ال يشبه ھذا الوجود‬

‫بصور مختلفة ‪ ،‬ومازال بنو البشر ينخدعون وال يالحظون أسلوب‬ ‫الحادث وإال كان حادثا ً مثله ‪ ،‬والمعلوم أن كل حادث له محدث وفاعل‬

‫الشيطان الخداعى بالرغم من أنه أسلوب مكرر ولكن خدعته ما زالت‬ ‫والحادث ليس فى قوته إحداث نفسه وال مثله ‪ ،‬وذلك الوجود القديم ھو‬

‫تنطلى على الكثير من بنى البشر وتلقى رواجا كبيرا بل ويجندون لھا‬ ‫ﷲ تعالى فھو األول بال بداية وھو اآلخر بال نھاية ‪ ،‬فاإليمان با‪s‬‬

‫من يدعو الناس إليھا ‪.‬‬ ‫تعالى حينئذ على حسب ما ھو عليه من التنزيه التام ‪ :‬ألن وجود كل‬
‫شىء دليل على وجود ﷲ تعالى ‪.‬‬
‫ھى خدعته قديما عندما أراد أن يعبد اإلنسان األصنام أوحى إليه‬
‫أن ﷲ قد أحل بھا فعبدھا الضالون ‪ ،‬يعود الشيطان ويكررھا فى‬

‫‪٩١‬‬ ‫‪٩٠‬‬
‫)‪ (١‬على أن أترك ھذا األمر حتى يظھره ﷲ أو أھلك دونه أى يقتلوننى‬ ‫زمن آخر موحيا أن ﷲ قد حل بالطبيعة فيعبد الضالون الطبيعة من‬
‫شجر وحجر وماء وھواء ‪ ،‬يعود الشيطان فيكررھا مرة أخرى فى‬
‫ليمنعونى من دعوة الناس إلى عبادة ﷲ وحده ـ ما تركته « ‪.‬‬
‫زمن آخر موحيا أن ﷲ قد حل بالكواكب أو بالقمر أو بالشمس فيعبد‬
‫قديما سألت صديقى الطبيب المسيحى المتدين والمثقف ‪ :‬ھل توجد‬
‫الضالون من بنى البشر الكواكب والقمر والشمس يعود ويكررھا فى‬
‫بالتوراة أو بكتب األنبياء أو اإلنجيل أى نبوءة عن النبى محمد ؟‬
‫زمن آخر موحيا أن ﷲ قد حل بالنار فيعبد الضالون من بنى البشر‬
‫فأجاب على الفور وبكل ثقة ‪ :‬ال يوجد عنه أى شىء ‪.‬‬
‫النار يعود ويكررھا مرة أخرى وفى زمن آخر موحيا أن ﷲ قد ح ﱠل‬
‫ھذا ما سنعرف حقيقته سويا فى الجزء الثانى من ھذا الكتاب ‪.‬‬ ‫فى اإلنسان أو أن ﷲ قد جاء فى الجسد فيعبد المنخدعون ذلك‬
‫اإلنسان ‪.‬‬

‫لقد عانى رسل ﷲ وأنبياؤه من مكائد الكفرة وأذاھم وھم يؤدون‬


‫رسالة ﷲ ويبلغونھا للناس فھم ال يطلبون مجداً ألنفسھم ولكن يطلبون‬
‫مجد الذى أرسلھم ﷲ الذى ال إله إال ھو وحده ال شريك له ‪.‬‬

‫جاء عم النبى محمد يعرض عليه عرض قومه بالمال والملك‬


‫بشرط أن يتوقف عن دعوته إلى عبادة ﷲ وحده ‪ .‬فرد رسول ﷲ محمد‬
‫على عمه قائال ‪ » :‬ياعم وﷲ لو وضعوا الشمس بيمينى والقمر‬
‫بشمالى أى أنھم حتى لو ملكونى ما ال يستطيعون كالشمس والقمر «‬

‫)‪ (١‬السيرة النبوية البن ھشام )‪.(٢٩٩/١‬‬

‫‪٩٣‬‬ ‫‪٩٢‬‬
‫مقدمة الجزء الثانى‬
‫أنا ال أكتب ھذا الكتاب للمسلمين ‪ ،‬فالمسلمون ليسوا فى حاجة‬
‫لدليل من الكتاب المقدس على نبوة محمد رسول ﷲ ‪ ،‬فھم مؤمنون‬
‫برسالته ونبوته قلبا وقالبا فھم ليسوا بحاجة لكتابى ھذا أبدا ‪ ،‬فأنا أكتب‬
‫ھذا الكتاب للمسيحيين عامتھم وعلمائھم المتخصصين فى دراسة‬
‫الدين وغير المتخصصين ‪ ،‬وفقط الذى سيستفيد منه ھو المسيحى‬
‫الذى لديه النية الصادقة فى قلبه لمعرفة الحقيقة ‪.‬‬
‫الجزء الثانى‬
‫بشارة الملكوت‬
‫عندما أورد ھنا النبوءات من الكتاب المقدس بعھديه الدالة على‬
‫شخص المسيا الرئيس سترى أنھا تفسر بعضھا بعضا ‪ ،‬وتبدو‬
‫للمتخيل وكأنھا فروع كثيرة لنھر واحد تجرى كلھا سويا فى اتجاه‬
‫مصب واحد كبير وكأنھا تجرى إلى زمن معين بل إلى سنة معينة ‪،‬‬
‫وتجرى إلى مكان معين ‪ ،‬وتجرى إلى أمة معينة ‪ ،‬وتجرى إلى‬
‫أحداث معينة ‪ ،‬وتجرى إلى شخص بعينه ‪.‬‬

‫ولن ترى الصورة كامله أبدا إال إذا رأيت النبوءات كلھا متجمعة‬
‫معا دفقة واحدة أمامك يشرح بعضھا بعضا عندھا فقط تستطيع ومن‬
‫عبر الكتاب المقدس بعھديه أن ترى حقيقة المسيا الرئيس خاتم األنبياء‬
‫والمرسلين وبكل وضوح وبدون أدنى لبس أو شك ‪.‬‬

‫‪٩٥‬‬ ‫‪٩٤‬‬
‫أجاب يعقوب ‪ :‬يا معلم قل لنا بمن صنع ھذا العھد ؟ ‪ ،‬فإن اليھود‬ ‫بمن صنع العھد ؟‬
‫يقولون ‪ » :‬بإسحاق « واإلسماعيليون يقولون » بإسماعيل « ‪.‬‬
‫بداية ‪ ٠٠‬سألت صديقى الطبيب المسيحي المتدين ‪ :‬ھل توجد‬
‫أجاب يسوع ‪ :‬ابن من كان داود ومن أي ذرية ؟‬ ‫عندكم أى نبوءة عن النبى محمد ؟ فرد على قائال بصوت قوى و بكل‬
‫أجاب يعقوب ‪ :‬من إسحاق ألن إسحاق كان أبا يعقوب ويعقوب‬ ‫ثقة ‪ :‬ال يوجد عنه أى شىء ‪.‬‬
‫كان أبا يھوذا الذي من ذريته داود ‪.‬‬ ‫حينھا التزمت الصمت ولم أستطع الرد عليه ‪ ،‬وذلك ألنى لم أكن‬
‫فحينئذ قال يسوع ‪ :‬ومتى جاء رسول ﷲ فمن نسل من يكون ؟‬ ‫قد أطلعت على الكتاب المقدس حينھا ‪ ،‬ولم أكن أعلم شيئا عن محتواه‬
‫حينئذ ‪.‬‬
‫أجاب التالميذ ‪ :‬من داود ‪.‬‬
‫فى جلسة ليسوع مع أصحابه الحواريين دار بينھم ھذا الحديث‬
‫فأجاب يسوع ‪ :‬ال تغشوا أنفسكم ؛ ألن داود يدعوه في الروح ربا‬
‫الجميل ‪:‬‬
‫قائال ھكذا ‪ » :‬قال ﷲ لربي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك‬
‫موطئا لقدميك ‪ ،‬يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط‬ ‫» يقول يسوع ‪ :‬الحق أقول لكم إن كل نبي متى جاء فإنه إنما‬
‫أعدائك « فإذا كان رسول ﷲ الذي تسمونه مسيا بن داود فكيف يسميه‬ ‫يحمل ألمة واحدة فقط عالمة رحمة ﷲ ‪ ،‬ولذلك لم يتجاوز كالمھم‬
‫داود ربا ‪ ،‬صدقوني ألني أقول لكم الحق إن العھد صنع بإسماعيل ال‬ ‫الشعب الذي أرسلوا إليه ‪ ،‬ولكن رسول ﷲ متى جاء يعطيه ﷲ ما ھو‬
‫بإسحاق ‪.‬‬ ‫بمثابة خاتم يده‪ ،‬فيحمل خالصا ورحمة ألمم األرض الذين يقبلون‬
‫تعليمه ‪ ،‬وسيأتي بقوة على الظالمين ‪ ،‬ويبيد عبادة األصنام بحيث‬
‫حينئذ قال التالميذ ‪ :‬يا معلم ھكذا كتب في كتاب موسى أن‬
‫يخزي الشيطان ‪ :‬ألنه ھكذا وعد ﷲ إبراھيم قائال ‪ » :‬انظر فإني‬
‫العھد صنع بإسحاق ‪.‬‬
‫بنسلك أبارك كل قبائل األرض وكما حطمت يا إبراھيم األصنام‬
‫تحطيما ھكذا سيفعل نسلك « ‪.‬‬

‫‪٩٧‬‬ ‫‪٩٦‬‬
‫التبصر واالعتدال ‪ ،‬مزدان بروح المحبة والرحمة ‪ ،‬روح العدل‬ ‫أجاب يسوع متأوھا ‪ :‬ھذا ھو المكتوب ‪ ،‬ولكن موسى لم يكتبه‬
‫والتقوى ‪ ،‬روح اللطف والصبر التي أخذ منھا من ﷲ ثالثة اضعاف‬ ‫وال يشوع ‪ ،‬بل أحبارنا الذين ال يخافون ﷲ ‪ ،‬الحق أقول لكم إنكم إذا‬
‫مـا أعطى لسائر خلقه ‪ ،‬ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم ‪.‬‬ ‫أعملتم النظر في كالم المالك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقھائنا ‪،‬‬

‫بشارة يسوع ‪:‬‬ ‫ألن المالك قال ‪ » :‬يا إبراھيم سيعلم العالم كله كيف يحبك ﷲ‪ ،‬ولكن‬
‫كيف يعلم العالم محبتك ‪ ،s‬حقا يجب عليك أن تفعل شيئا ألجل محبة‬
‫تظھر لنا بوضوح شخصيه يسوع الناصرى كما كان ينظر إليه‬
‫ﷲ‪ ،‬أجاب إبراھيم ‪ » :‬ھا ھو ذا عبد ﷲ مستعد أن يفعل كل ما يريد‬
‫الحواريون أصحابه والمؤمنون برسالته من الشعب اليھودى من الذين‬
‫ﷲ « فكلم ﷲ حينئذ إبراھيم قائال ‪ :‬خذ ابنك بكرك واصعد الجبل‬
‫كانوا معاصرين له أنه ليس إال نبى عظيم من اليھود مرسل إليھم من‬
‫لتقدمه ذبيحة « فكيف يكون إسحاق البكر وھو لما ولد كان إسماعيل‬
‫ﷲ ومؤيد من ﷲ بالمعجزات ؛ لتنفيذ مھمة أساسية أرسله ﷲ إلى‬
‫ابن سبع سنين ؟‬
‫اليھود من أجلھا وھى تبشير قومه اليھود بالنبى الخاتم المسيا الرئيس‬
‫نبى محارب ذو شريعة جديدة مرسل للناس كلھم ‪ ،‬وبه يظھر ملكوت‬ ‫فقال حينئذ التالميذ ‪ :‬إن خداع الفقھاء لجلى ‪ ،‬لذلك قل لنا أنت‬

‫ﷲ فى األرض كما ھو فى السماء وأن ذلك النبى اآلتى لن يكون من‬ ‫الحق ألننا نعلم أنك مرسل من ﷲ ‪.‬‬

‫نسل داود وليس من بنى إسرائيل كلھم ‪.‬‬ ‫فأجاب حينئذ يسوع ‪ :‬الحق أقول لكم إن الشيطان يحاول دائما‬
‫إبطال شريعة ﷲ ‪ ،‬فلذلك قد نجس ھو وأتباعه والمراؤون وصانعو‬
‫** انظر فاصل ‪. (١) ٣‬‬
‫الشر كل شيء اليوم ‪ ،‬األولون بالتعليم الكاذب واآلخرون بمعيشة‬
‫وباتفاق من علماء جميع األديان كلھم بما فيھم كبار علماء‬ ‫الخالعة ‪ ،‬حتى ال يكاد يوجد الحق تقريبا ‪ ،‬ويل للمرائين ألن مدح‬
‫الالھوت المسيحيين من كافة طوائفھم أنه قد كان محور دعوة يسوع‬ ‫ھذا العالم سينقلب عليھم إھانة وعذابا في الجحيم ‪ ،‬لذلك أقول لكم ‪ :‬إن‬
‫األساسى ھو البشارة بملكوت ﷲ ‪ ،‬حتى إنھم سموا إنجيله بإنجيل‬ ‫رسول ﷲ بھاء يسر كل ما صنع ﷲ تقريبا ‪ ،‬ألنه مزدان بروح الفھم‬
‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬ص ‪٢٣٥‬من الكتاب ‪ :‬يسوع فى عيون معاصريه ‪.‬‬ ‫والمشورة ‪ ،‬روح الحكمة والقوة ‪ ،‬روح الخوف والمحبة ‪ ،‬روح‬
‫‪٩٩‬‬ ‫‪٩٨‬‬
‫زمان ظھوره وصفة النبى المعزى الذى سيظھر به ﷲ ذلك الملكوت‬ ‫الملكوت إشارة إلى أساس بشارة يسوع و جوھر دعوته و الھدف من‬
‫وصفة األمة التى تحمل من ﷲ أمانة ذلك الملكوت ومھمتھا فى إبالغه‬ ‫رسالته كلھا ‪.‬‬
‫للناس كلھم ليحكموا به ويسلموا ‪ s‬رب العالمين مالك كل شىء ‪،‬‬ ‫جاء فى لوقا ‪ » :‬ولما طلع النھار خرج وذھب إلى مكان مقفر‬
‫وضرب على ذلك األمثال الكثيرة ألصحابه ولجموع الشعب اليھودى‬ ‫فبحثت الجموع عنه حتى وجدوه وتمسكوا به لئال يرحل عنھم ‪ ،‬ولكنه‬
‫‪.‬‬ ‫قال لھم ‪ :‬البد لى من أن أبشر المدن األخرى أيضا بملكوت ﷲ ألنى‬
‫بداية قبل أى خالف أو اختالف فى وجھات النظر يجب أن نفھم‬ ‫لھذا قد أرسلت ‪ ،‬ومضى يبشر فى مجامع اليھودية « ‪ ،‬تأمل قوله ‪» :‬‬
‫سويا المعنى الحقيقى المقصود من كلمة ملكوت ﷲ ‪ ،‬وسنفھم ھذا‬ ‫ألنى لھذا قد أرسلت « إنه  يوضح بما اليترك مجاال لشك أو لظن‬
‫المعنى الحقيقى من كالم يسوع نفسه ؛ ألننا بفھمنا المعنى الحقيقى‬ ‫أن رسالته ھى تبشير اليھود باقتراب زمان ملكوت ﷲ وكان  ھو‬
‫المقصود من كلمة ملكوت ﷲ سنفھم الوجھة اإليمانية الكبرى التى‬ ‫آخر إعالن من ﷲ للشعب اليھودى بصفته آخر أنبياء بنى إسرائيل ؛‬
‫كان يدعو يسوع الناس باإليمان بھا والتوجه إليھا ‪ ،‬والتى ھى ستكون‬ ‫لذلك كان محور رسالته ھى تبشير اليھود قومه بخاتم األنبياء صاحب‬
‫تحقيقا حقيقيا حيا وواقعيا لبشارة يسوع وبذلك ال تكون الجھود‬ ‫الملكوت والذى لن يكون من بنى إسرائيل حتى يؤمنوا به متي جاء‬
‫والمعاناة التى مر بھا ھذا الرجل المرسل من ﷲ والمعجزات العظيمة‬ ‫فيكون لھم نصيب فى الملكوت القادم به من ﷲ ذاك ھو المبارك الذى‬
‫التى أظھرھا ﷲ على يده قد ضاعت ھباء ‪ ،‬وإننا بفھمنا معنى بشارته‬ ‫تنتظر األمم شريعته ‪ ،‬والذى تخضع له شعوب ويقيم ﷲ به مملكة لن‬
‫نوفى ھذا الرجل النبى العظيم بعضا ً من حقه ‪ ،‬ونشھد له نحن‬ ‫تنقرض أبدا ‪.‬‬
‫المسلمين أنه قد بلغ رسالة ﷲ حق التبليغ ‪.‬‬ ‫ترى معى عبر النص اإلنجيلى أن يسوع يقرر بوضوح بالغ على‬
‫كان يسوع دوما يحرص على أن يعلم الناس صالة رائعة تحمل‬ ‫أن مھمته الرئيسية ‪ ،‬والتى أرسله ﷲ من أجلھا ھى فقط أن يبشر‬
‫ھذه الصالة لب وجوھر وأساس بشارته وھذه الصالة كانت عبارة‬ ‫اليھود بملكوت ﷲ ‪ ،‬ولم تكن مھمته إقامة ذلك الملكوت بل كانت‬
‫عن دعاء موجه ‪ s‬بأن يأتى ملكوت ﷲ فى األرض ليكون به تحقيق‬ ‫تنحصر مھمته بالتبشير بذلك الملكوت ‪ ،‬وأن ذلك الملكوت قد اقترب‬
‫‪١٠١‬‬ ‫‪١٠٠‬‬
‫ھذه النبوءة العظيمة تبين السر الحقيقى وراء الموقف العدائى‬ ‫مشيئة ﷲ فى األرض كما ھى متحققة فى السماء ففيھا يقول ‪» :‬‬
‫الشديد من علماء الدين اليھود ليسوع وبشارته بملكوت ﷲ وھى‬ ‫ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك فى األرض كما فى السماء‬
‫الحقيقة التى آلمتھم جدا ‪ ،‬وھى البشارة بأن سلطان الشريعة الذى‬ ‫«‪.‬‬
‫أعطاه ﷲ لھم منذ عھد موسى سيزول منھم وينتقل ألمة أخرى غيرھم‬ ‫إذن فمن الواضح اآلن ومن المؤكد أن تحقيق مشيئة ﷲ فى‬
‫يكون منھا النبى الخاتم المسيا الرئيس الذى طالما أملوا وحلموا أن‬ ‫األرض ھو المعنى الحقيقى المقصود من كلمة ملكوت ﷲ ‪.‬‬
‫يكون من جنسھم من بنى إسرائيل من نسل داود ‪ ،‬ھكذا ومن وجھة‬
‫وبشارات الكتاب المقدس كلھا تؤكد أن ذلك سيتم عبر نبى رئيس‬
‫نظرھم أتى يسوع يقول لھم ‪ :‬إن كل آمالھم ھذه مجرد أوھام وتلفيق ال‬
‫مرسل من ﷲ بشريعة جديدة للناس كلھم ومأمور بتبليغھا وتنفيذھا ھو‬
‫رائحة فيھا من الصحة ‪.‬‬
‫ومن تبعه إلى يوم الدينونة كما ذكر لنا فى نبوءة الكتاب ‪ » :‬وتنتظر‬
‫نعم لقد كانت بشارة يسوع حقا مؤلمة ومحزنة لھم فقد قال لھم أن‬ ‫األمم شريعته « ھذا ھو المعنى الحقيقى لملكوت ﷲ الذى كان يبشر‬
‫المسيا الرئيس الحقيقى الخاتم المعزى الذى كانوا ينتظرونه لن يكون‬ ‫به يسوع قومه اليھود وكرھه علماء الدين من اليھود ليس ألنه كان‬
‫من نسل داود كما يزعمون ويتمنون ذلك ‪.‬‬ ‫يبشر باقتراب زمان ظھور ملكوت ﷲ ولكن ألنه كان يبشر بأن‬
‫كان قول يسوع لھم صدمة عظيمة زلزلتھم جميعا ولذلك اتخذوا‬ ‫ظھورالنبى المسيا المعزى الذى سيقيم الملكوت لن يكون منھم ولكن‬
‫الموقف العدائى ليسوع وبشارته العظيمة بملكوت ﷲ ‪.‬‬ ‫من أمة أخرى غيرھم ‪ ،‬فقد قال لھم يسوع ذلك صراحة بعد أن ذكر‬

‫قال لھم ‪ :‬ماذا تظنون فى المسيا ؟ ابن من ھو ؟‬ ‫لھم مثل الكرامين األردياء قال ‪ » :‬أما قرأتم قط فى الكتب أن الحجر‬
‫الذى نبذه البناؤون ھو الذى أصبح رأس الزاوية من عند الرب كان‬
‫فقالوا له ‪ :‬ابن داود‬
‫ھذا وھو عجيب فى أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت ﷲ سينزع منكم‬
‫وتعطاه أمة تؤدى أثماره ‪ ،‬وكل من سقط على ھذا الحجر تھشم وأما‬
‫من سقط ھو عليه فإنه يسحقه « ‪.‬‬
‫‪١٠٣‬‬ ‫‪١٠٢‬‬
‫األلوھيه ‪ ،‬خالصة القول إنھم لم يكن ليسكتوا عن الرد لو حقا فھموا‬ ‫قال لھم ‪ :‬فكيف إذن يدعوه داود بالروح سيدى قائال ‪ :‬قال الرب‬
‫من مقولته ذلك التفسير العقيم السابق ‪.‬‬ ‫لسيدى اجلس عن يمينى حتى أجعل أعداءك تحت قدميك ‪ ،‬فإن كان‬

‫والصحيح ‪ :‬أنھم لم يستطيعوا أن يجيبوه بكلمة ‪ ،‬وذلك ألنھم‬ ‫داود يدعوه ربه فكيف يكون ابنه ؟‬

‫فھموا المعنى الحقيقى الذى يقصده ھو فعال من مقولته ‪ ،‬وھو أن‬ ‫فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة ومنذ ذلك الحين لم يجرؤ أحد أن‬
‫المسيا الرئيس المعزى الذى ينتظرونه لن يكون من نسل داود ألن‬ ‫يسأله مرة أخرى ‪.‬‬
‫داود يدعوه بسيدى واالبن ال يكون أبدا سيدا ألبيه ‪ ،‬فسكتوا ولم‬ ‫والسؤال الذى يجب عليك أن تسأله لنفسك ھنا ھو ‪ ) :‬لماذا حقا‬
‫يستطيعوا أن يردوا عليه بكلمة ألن النص محكم ومن الكتاب الذى ھم‬ ‫لم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة واحدة فى ھذا الموقف الرائع ؟ (‬
‫به مؤمنون والمعنى منه واضح جدا ‪ ،‬وھو أن النبى الخاتم الموعود‬
‫ھل ألنھم ال يستطيعون الكالم ؟‬
‫صاحب الملكوت لن يكون من بنى إسرائيل ‪.‬‬
‫ھل أصابھم الخرس فجأة ؟!‬
‫ولمزيد من التأكيد من يسوع على ھذه الحقيقة الجوھرية يكرر‬
‫يسوع مقولته فى أكثر من موقف وفى أكثر من مكان ‪ ،‬فنراه فى كتاب‬ ‫ھل ألنھم علموا أن قصده كان على نفسه ‪ ،‬وھو يقصد أن يعرفھم‬

‫مرقس يعلم الناس فى الھيكل ھذه الحقيقة الجوھرية فى كتاب ﷲ‬ ‫أنه إن كان ابن داود بالجسد فإنه ﷲ قبل كل شىء فھو ابن داود وھو‬

‫القديم ھكذا ‪ » :‬أجاب يسوع وقال وھو يعلّم في الھيكل كيف يقول‬ ‫ربه فى الوقت ذاته ؟!‬

‫الكتبة إن المسيا ابن داود ؛ ألن داود نفسه قال بالروح القدس قال‬ ‫بالطبع ھذا تفسير أقل ما يوصف به أنه سخيف والسبب فى ذلك‬
‫الرب لسيدى اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك ‪ .‬فداود‬ ‫بسيط وھو‪ :‬إنھم حقا لو فھموا أنه يقصد ذلك التھموه بالتجديف على‬
‫نفسه يدعوه سيدا ‪ ،‬فمن أين ھو ابنه ؟ ! وكان الجمع الكثير يسمعه‬ ‫ﷲ ولم يكونوا يتركونه يرحل عنھم ھكذا بسھوله بل كانوا سيمسكونه‬
‫بسرور « ‪.‬‬ ‫ويقدمونه للكھنة ليحاكموه مباشرة بتھمة التجديف على ﷲ وادعاء‬

‫‪١٠٥‬‬ ‫‪١٠٤‬‬
‫من وسط إخوتھم وأجعل كالمى فى فمه ويكلمھم بكل شىء آمره به‬ ‫وﷲ أكاد أتخيل صوته  صارخا مدويا فى حدة وقوة وھو يعلن‬
‫ومن لم يطع كالمه الذى يتكلم به باسمى فأنا أكون المنتقم من ذلك « ‪.‬‬ ‫كلمة ﷲ صارخا فى اليھود المجتمعين بالھيكل ‪ ،‬قائال ‪ » :‬فداود نفسه‬

‫وإخوة اليھود ھم ‪:‬‬ ‫يدعوه سيدا فمن أين ھو ابنه « ‪.‬‬

‫‪ -١‬إما من أنفسھم ‪ ،‬وكان ھذا حقا يصدق لو كان ھناك فى وقت‬ ‫وھو ما ذكره لوقا أيضا ً ‪ » :‬وقال لھم ‪ :‬كيف يقولون إن المسيا ابن‬

‫حدوث ھذا المشھد سبطا غائبا ولم يكن حاضرا لكالم موسى ‪ ،‬إذن‬ ‫داود ‪ ،‬وداود نفسه يقول في كتاب المزامير‪ :‬قال الرب لسيدى ‪ :‬اجلس‬

‫لقلنا ‪ :‬إن المقصود ھو نبى يظھر من ذلك السبط الغائب ؛ ألن موسى‬ ‫عن يميني ‪ ،‬حتى أضع أعداءك موطئا ً لقدميك ‪ ،‬فإذا داود يدعوه سيدا‬

‫كان يتحدث بضمير الغائب قائال لھم من إخوتھم ‪ ،‬ولكن الواقع ھو أن‬ ‫فكيف يكون ابنه « ‪.‬‬

‫جميع األسباط كانوا حاضرين فى ذلك المشھد وھم يسمعون كالم‬ ‫وھذه ھى كانت نقطة الخالف الرئيسية بين يسوع من جھة‬
‫موسى ‪ ،‬ولو كان يقصد ظھور نبى مثله منھم لقال لھم بوضوح ‪:‬‬ ‫وعلماء الدين اليھود من جھة أخرى وھى السبب الرئيسى وراء‬
‫سيقيم ﷲ نبيا مثلى منكم ولكن ھذا لم يحدث فدل ذلك على أن ظھور‬ ‫سعيھم لتلفيق أى تھمة دينية أو سياسية ليسوع ؛ ليتخلصوا منه سريعا‬
‫ذلك النبى ال بد وحتما أن يكون من غير بنى إسرائيل ‪.‬‬ ‫قبل انتشار بشارته بين اليھود كلھم خصوصا أن معظم الناس كانوا‬

‫‪ - ٢‬إذن ظھور ھذا النبى يكون من إخوة بنى إسرائيل ضرورة‬ ‫يعدونه نبيا عظيما لما رأوا أن ﷲ أيده بالمعجزات الكثيرة التى تظھر‬

‫وإخوة بنى إسرائيل ھم ‪:‬‬ ‫على يديه كتلك التى ظھرت من قبل على يد األنبياء العظام كاليسع‬
‫وإلليا ‪ ،‬ويسوع فى ھذا كان يصدق على قول ﷲ على لسان موسى‬
‫‪ -١‬إما أبناء عيسو ‪ ،‬وھؤالء لم يظھر فيھم رجل يعلن عن نفسه‬
‫عندما جمع جميع أسباط بنى إسرائيل االثنى عشر وكان كل األسباط‬
‫أنه نبى ﷲ ورسوله ومعه كتاب باسم ﷲ وأن على الكل طاعته ‪،‬‬
‫حاضرين والكالم كان موجھا لكل الشعب اليھودى الذى كان كله‬
‫واالمتثال لحكمه ألنه إنما يحكم الناس بأمر ﷲ ‪ ،‬إذن فمن المؤكد أن‬
‫حاضرا فى ھذا المشھد العظيم قائال لھم ‪ » :‬سوف أقيم لھم نبيا مثلك‬
‫ذلك النبى لم يكن من أبناء عيسو ‪ ،‬وكان ظھوره حتما فى غيرھم ‪.‬‬

‫‪١٠٧‬‬ ‫‪١٠٦‬‬
‫موجة لبنى إسرائيل ‪ » :‬وقال ‪ :‬أحجب وجھي عنھم وأنظر ماذا تكون‬ ‫‪ -٢‬وإما من ذرية أبناء إبراھيم من قطورة وھؤالء أيضا مثل أبناء‬
‫آخرتھم ‪ ،‬إنھم جيل متقلب أوالد ال أمانة فيھم ‪ ،‬ھم أغاروني بما ليس‬ ‫عيسو لم يظھر فيھم ذات يوم رجل يعلن عن نفسه أنه نبى ﷲ‬
‫إلھا أغاظوني بأباطيلھم فأنا أغيرھم بما ليس شعبا بأ ّمة جاھلة أغيظھم‬ ‫ورسوله ومعه كتاب باسم ﷲ وعلى الكل طاعته واالمتثال لحكمه‬
‫«‪.‬‬ ‫ألنه يحكم بأمر ﷲ إذن كان ضرورة ظھور ھذا النبى فى غيرھم ‪.‬‬

‫ونبوءة أخرى تؤكد خطة ﷲ بتغير شعبه المختار إلى شعب آخر‬ ‫‪ -٣‬وإما من ذرية أبناء إسماعيل االبن البكر إلبراھيم ‪ :‬وھؤالء‬
‫يكونون ھم ورثة الملكوت وحملة رسالة ﷲ إلى كل أمم وشعوب‬ ‫حقا وصدقا قد ظھر منھم من ذرية قيدار بن إسماعيل النبى محمد‬
‫األرض وكل من تبعھم ودخل دينھم فھو منھم له ما لھم وعليه ما‬ ‫وكان مثل موسى أعلن عن نفسه أنه نبى ﷲ ورسوله بل أعلن أنه ھو‬
‫عليھم بال أى تفرقة يتساوى الجميع أمام ﷲ فليس عند ﷲ محاباة ألحد‬ ‫النبى الخاتم وال نبى بعده وعلى الكل أن يطيعوه ويمتثلوا لحكمه‬
‫‪ ،‬والمقياس الوحيد فى أفضلية شخص عن شخص فى ھذا الملكوت‬ ‫وكلمته ألنه يحكمھم بأمر ﷲ وأوامره وقد جاء من ﷲ بكتاب منطوقا‬
‫عند ﷲ ھو التقوى قال رسول ﷲ محمد ‪ » :‬خيركم عند ﷲ أتقاكم « ‪،‬‬ ‫كل سورة فيه تبدأ بسم ﷲ الرحمن الرحيم وكان معه من ﷲ شريعة‬
‫ت َذاتِي ِل َم ْن لَ ْم يَسْأَلُوا‬ ‫وتقول البشارة فى الكتاب القديم ‪ » :‬قَ ْد أَ ْعلَ ْن ُ‬ ‫يحكم بھا كما كان مع موسى شريعة يحكم بھا ھو أيضا وكل من عاداه‬
‫ت ‪ :‬ھَأَنَ َذا ألُ ﱠم ٍة لَ ْم تُ ْد َع بِا ْس ِمي « ‪.‬‬ ‫َعنﱢي ‪َ ،‬و َو َج َدنِي َم ْن لَ ْم يَ ْ‬
‫طلُ ْبنِي ‪َ ،‬وقُ ْل ُ‬ ‫وحاربه انتقم ﷲ منه شر انتقام فى الدنيا وبشر الكافرين برسالته أن‬

‫ھذه ھى أمة اإلسالم ‪ ،‬أمة ال إله إال ﷲ ‪ ،‬أمة الدين الحق ‪ ،‬أمة ﷲ‬ ‫لھم من ﷲ فى اآلخرة عذاب شديد ‪.‬‬

‫أكبر أمة األمر بالمعروف و النھى عن المنكر ‪ ،‬أمة خاتم المرسلين‬ ‫ﷲ يغير حملة رسالته ‪:‬‬
‫محمد ‪.‬‬
‫إن نبوءات العھد القديم تذكر لنا وبكل وضوح وتصريح أن ﷲ‬
‫كما أكد يسوع على ھذه النبوءات باألمثال ‪ ،‬كما ذكر لنا فى مثل‬ ‫سيغير حملة رسالته من بنى إسرائيل إلى أمة أخرى غيرھم فعلى‬
‫الكرامين األردياء أن ملكوت ﷲ سينزع من اليھود ويعطى ألمة‬ ‫سبيل المثال ال الحصر يقول الكتاب فى سفر التثنية والخطاب من ﷲ‬

‫‪١٠٩‬‬ ‫‪١٠٨‬‬
‫ض ‪ ،‬ألَنﱠ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ك َج ِمي ُع أ َم ِم األَرْ ِ‬ ‫ُذرﱢ يﱠتُكَ ُم ُدنَ أَ ْعدَائِھَا‪َ ،‬وبِ ُذ ﱢريﱠتِكَ تَتَبَ َ‬
‫ار ُ‬ ‫أخرى تؤدى ثماره ‪ ،‬وكما ذكر لنا فى مثل األولين آخرين واآلخرون‬
‫ط ْعتَنِي « ‪.‬‬‫أَ َ‬ ‫أولون قاصدا اآلخرون أى األمة التى سينتقل إليھا ملكوت ﷲ ‪ ،‬ومثل‬

‫قد بارك ﷲ من أبناء إبراھيم اثنين من أوالده ھما إسحاق‬ ‫العرس والمدعويين ‪ .‬ومثل قوله ال توضع الرقعة الجديدة فى الثوب‬

‫وإسماعيل فعن نبى ﷲ إسماعيل تقول التوراة ‪ ) :‬وأما إسماعيل فقد‬ ‫البالى القديم ‪ ،‬وال الشراب الجيد الجديد فى زجاجات قديمة بالية ‪.‬‬

‫سمعت لك فيه ‪ ،‬ھا أنا أباركه ( ‪ .‬وكانت بداية ذروة ظھور بركة‬ ‫ومن العجب العجاب ومما يدعو لألسى الممزوج بالسخرية ھو‬
‫إسحاق فى األمم بنبى عظيم من ذريته ھو نبى ﷲ ورسوله موسى‬ ‫تفسير علماء الكھنوت المسيحيين لھذه النبوءات حيث قالوا ‪ :‬إن‬
‫والشريعة التى أنزلھا ﷲ فى التوراة عليه ليحكم بھا الشعب واألمم ھو‬ ‫المقصود باألمة األخرى ھم الرومان ‪ ،‬مع أن الرومان ليسوا من‬
‫ومن يخلفه ‪.‬‬ ‫ذرية إبراھيم أبدا ‪ ،‬وھم فى ھذا يتناسون ويتجاھلون تماما وعد ﷲ‬

‫وظل الوضع ھكذا بأن حملة أمانة ملكوت ﷲ والمكلفين من ﷲ‬ ‫األبدى إلبراھيم والمسجل بالتوراة بأنه ستتبارك بذريتة كل شعوب‬

‫بإقامته كانوا من ذرية إسحاق إلى أن جاء آخر األنبياء من ذرية‬ ‫األرض ‪.‬‬

‫إسحاق نبى ﷲ ورسوله إلى بنى إسرئيل يسوع ‪ .‬وبه كان اإليذان من‬ ‫وﷲ ال يخلف وعده أبدا ‪ .‬فانتقال الملكوت من األمة اليھودية إلى‬
‫ﷲ بانتھاء زمان بركة إسحاق فى األمم وبشارته ببداية ظھور بركة‬ ‫أمة أخرى غيرھا يجب أال يتنافى مع عھد ﷲ مع إبراھيم ‪ ،‬المسجل‬
‫إسماعيل فى األمم ‪ ،‬والتى ستظل أبدا إلى قيام الساعة ‪ ،‬وتم ذلك‬ ‫بالتوراة بسفر التكوين بأن نسله ھم حملة أمانة إقامة ملكوت ﷲ فى‬
‫بظھور خاتم األنبياء والرسل محمد من ذرية إسماعيل ومعه كما كان‬ ‫ك الرﱠبﱢ‬ ‫األرض وبھم ستتبارك كل أمم األرض ‪َ » :‬ونَادَى َمالَ ُ‬
‫مع موسى شريعة من ﷲ فى كتاب منزل يحكم بھا األمم ھو ومن تبعه‬ ‫ال‪ » :‬ھَا أَنَا أُ ْق ِس ُم بِ َذاتِي يَقُو ُل الرﱠبﱡ ‪:‬‬
‫إِب َْرا ِھي َم ِمنَ ال ﱠس َما ِء َم ﱠرةً ثَانِيَةً‪َ :‬وقَ َ‬
‫ُ‬
‫وكان ذلك تحقيقا لوعد ﷲ إلبراھيم أنى بنسلك أبارك األمم وكما‬ ‫صنَعْتَ ھَ َذا األَ ْم َر‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْمن َِع ا ْبنَكَ َو ِحيدَكَ َعنﱢي ‪ ،‬ألبَ ِ‬
‫ار َكن ﱠ َ‬
‫ك‬ ‫ألَنﱠكَ َ‬
‫حطمت يا إبراھيم األصنام تحطيما كذلك سيفعل نسلك وقد كان ‪ ،‬فقد‬ ‫ث‬‫اطي ِء ْالبَحْ ِر ‪َ ،‬وت َِر ُ‬ ‫ون َكنُج ِ‬
‫ُوم ال ﱠس َما ِء َو َك َر ْم ِل َش ِ‬ ‫َوأُ َكثﱢ َر ﱠن ُذرﱢ يﱠتَكَ فَتَ ُك ُ‬
‫أباد رسول ﷲ محمد عبادة األصنام من كل جزيرة العرب ‪ ،‬أوال‬
‫‪١١١‬‬ ‫‪١١٠‬‬
‫‪ ] 〈 ∩∇⊇∪ $]%θèδy— tβ%x. Ÿ≅ÏÜ≈t7ø9$# ¨βÎ) 4 ã≅ÏÜ≈t6ø9$# t,yδy—uρ ‘,ysø9$#‬اإلسراء [ حتى طھر‬ ‫بدعوة الناس أن يعبدوا ﷲ وحده اإلله الحق الذى ال شريك له ‪ ،‬وأن‬
‫يتركوا عبادة األصنام واألوثان ‪ .‬ويتوجھوا فى عبادتھم ‪ s‬وحده‬
‫الكعبة بيت ﷲ الحرام من كل األصنام وأمر المؤمنين بتحطيم كل‬ ‫ويسلموا ‪ s‬رب العالمين قلبا وقالبا فال يعبدوا غيره أبدا وأن يطيعوا‬
‫صنم يجدونه فى األسواق أو فى الطرقات ‪ ،‬وليس ھذا فقط لقد أرسل‬ ‫أوامر ﷲ وينتھوا عما نھى عنه ﷲ ‪.‬‬
‫المؤمنين إلى مواطن القبائل األخرى ليحطموا كافة األصنام التى بھا‬
‫وبعد ھذه الدعوة بما يقرب من عشرين سنه متواصلة آمن به‬
‫حتى طھرت جزيرة العرب تماما من عبادة األصنام واألوثان وسجد‬
‫الكثير وكفر به وحاربه كثير ؛ أيد ﷲ عبده ورسوله محمداً بالنصر‬
‫الكل ‪ s‬الواحد القھار اإلله الحق خالق كل شىء والذى ال إله غيره ‪،‬‬
‫على أعدائه حتى جعل له ﷲ أعداءه موطئ قدميه خاضعين له تحقيقا‬
‫ولم يقتصر ھذا األمر على جزيرة العرب فقط بل كان للعالم كله‬
‫لنبوءة داود فى المزامير ‪ » :‬قال الرب لسيدى ‪ :‬اجلس عن يميني حتى‬
‫نصيب من ھذه النعمة الكبرى التى لم يرفضھا إال كل ھالك ضال‬
‫أضع اعداءك موطئا لقدميك « ففتح ﷲ عليه وعلى المؤمنين مكة‬
‫ظالم لنفسه ‪ ،‬فبالمسلمين وحدھم سقطت أصنام بابل ولم تبد عبادة‬
‫فدخل رسول ﷲ مكة ومعه عشرة آالف من المؤمنين كما ذكرتھم‬
‫األصنام كليا من أرض العراق منذ زمن إبراھيم  إال بالمسلمين‬
‫نبوءة التثنية منذ آالف السنين فى الكتاب القديم ‪.‬‬
‫األوائل أتباع النبى الخاتم محمد لتتحقق فيھم النبوءة القائلة ‪ ) :‬ثُ ﱠم‬
‫ج ْال ُم َراقَبَ ِة يَوْ ما ً بَ ْع َد يَوْ ٍم أَ ﱡيھَا الرﱠبﱡ‬ ‫ھَتَفَ ال ﱠرقِيبُ ‪ :‬ھَا أَنَا أَقِ ُ‬ ‫» وسطع من جبل فاران ومعه عشرة آالف من القديسين وعن‬
‫ف َعلَى بُرْ ِ‬
‫يمينه نار وشريعة لھم « فدخلوھا تعلوھم المھابة والجالل حتى‬
‫ان أَ ْز َوا ٌج‬
‫ال اللﱠي ِْل ‪ ،‬فَھَا َر ْكبٌ قَا ِد ٌم ‪ ،‬فُرْ َس ٌ‬ ‫س َ‬
‫ط َو َ‬ ‫‪َ ،‬وأَقُوْ ُم َعلَى ْال َمحْ َر ِ‬
‫ت َسائِ ُر أَصْ نَا ِمھَا َعلَى‬ ‫ت بَابِ ُل َوتَ َحطﱠ َم ْ‬
‫ط ْ‬
‫ت َسقَ َ‬ ‫ط ْ‬
‫اب ‪َ :‬سقَ َ‬‫أَ ْز َوا ٌج ‪ ،‬فَأ َ َج َ‬ ‫وصلوا إلى الكعبة بيت ﷲ الحرام فوجدھا رسول ﷲ محاطة بالكثير‬
‫الكثير من األصنام من كل شكل ولون التى كان يعبدھا الوثنيون‬
‫األَرْ ِ‬
‫ض(‪.‬‬
‫‪u!%y` :‬‬ ‫فحطمھا كلھا بيديه الشريفتين صنما صنما وھو يردد قائال‬

‫‪١١٣‬‬ ‫‪١١٢‬‬
‫فى ذات مرة سألنى صديقى مرقس مستھزئا ‪ :‬لماذا عندكم الختان‬ ‫وھذه األمة ھى الوحيدة اآلن فى ھذا الزمن المحافظة على عالمة‬
‫؟ وضحك باستھزاء فقلت له ‪ :‬يامرقس لكى نصلى البد أن نكون‬ ‫العھد وھى الختان وكما انتقل إليھا ملكوت ﷲ كذلك انتقلت إليھا أيضا‬
‫طاھرين وأنت تعلم أن الشخص الغير مختون يتبقى نقطة أو نقطتان‬ ‫عالمة العھد وھى ‪ :‬ختان الذكور عھدا أبديا ‪.‬‬
‫من البول فى الغلفة عنده وبھذا الشكل يبقى نجسا ً طول الوقت يا‬ ‫كما قال ﷲ ‪ » :‬فيكون عھدى فى لحمكم عھدا أبديا « وھذا ھو‬
‫مرقس وال تنفع له صالة وھو نجس ‪ ،‬فسكت مرقس ولم يرد ‪،‬‬ ‫النص ‪:‬‬
‫ومرقس ھذا لألسف ال أعتبره إال من ضحايا بولس الذى كان يبشر‬
‫ظ َع ْھ ِدي ‪ ،‬أَ ْنتَ َو ُذرﱢ يﱠتُكَ ِم ْن‬ ‫ال الرﱠبﱡ ِإلب َْرا ِھي َم ‪ ) :‬أَ ﱠما أَ ْنتَ فَاحْ فَ ْ‬
‫َوقَ َ‬
‫بإنجيل الغرلة والغرلة كما ھو معروف رمز للنجاسة وھو إنجيل‬
‫بَ ْع ِدكَ َمدَى أَجْ يَالِ ِھ ْم ‪ ،‬ھَ َذا ھُ َو َع ْھ ِدي الﱠ ِذي بَ ْينِي َوبَ ْينَكَ َوبَ ْينَ ُذ ﱢريﱠتِكَ ِم ْن‬
‫كاذب لم يعرفه يسوع نفسه وال األنبياء األطھار وأتمنى له ولك‬
‫بَ ْع ِدكَ الﱠ ِذي َعلَ ْي ُك ْم أَ ْن تَحْ فَظُوهُ ‪ :‬أَ ْن ي ُْختَتَنَ ُكلﱡ َذ َك ٍر ِم ْن ُك ْم ت َْختِنُونَ َر ْأ َ‬
‫س‬
‫الھداية من ﷲ ‪ ،‬وال حول وال قوة إال با‪ s‬وحده ال شريك له ‪.‬‬
‫ون َعالَ َمةَ ْال َع ْھ ِد الﱠ ِذي بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُك ْم ت َْختِنُونَ َعلَى َمدَى‬‫قُ ْلفَ ِة ُغرْ لَتِ ُك ْم فَتَ ُك ُ‬
‫وفى نبوءة يعقوب المسجلة بالتوراة يقول فيھا عن يھوذا ابنه ‪» :‬‬ ‫أَجْ يَالِ ُك ْم ُك ﱠل َذ َك ٍر فِي ُك ُم ا ْبنَ ثَ َمانِيَ ِة أَي ٍﱠام َس َوا ٌء َكانَ ْال َموْ لُو ُد ِم ْن ُذرﱢ يﱠتِكَ أَ ْم‬
‫ال يزول قضيب من يھوذا وال مشترع من صلبه حتى يأتى شيلون وله‬ ‫ْس ِم ْن نَ ْسلِكَ ‪َ ،‬ف َعلَى ُكلﱢ َولِي ٍد‬ ‫ب ُم ْشتَرًى بِ َمالِكَ ِم ﱠم ْن لَي َ‬ ‫َري ٍ‬ ‫َكانَ ابْنا ً لِغ ِ‬
‫يكون خضوع شعوب « ‪ ،‬والمعنى كما ھو واضح جدا ولدرجة بديھية‬ ‫ال أَ ْن ي ُْختَنَ ‪ ،‬فَيَ ُك ُ‬
‫ون َع ْھ ِدي فِي لَحْ ِم ُك ْم‬ ‫ي بِ َم ٍ‬‫َس َوا ٌء ُولِ َد فِي بَ ْيتِكَ أَ ِم ا ْشتُ ِر َ‬
‫‪ ،‬فالقضيب ھو سلطان النبوة والمشترع يعنى كتاب ﷲ والمحتوى‬
‫ف الﱠ ِذي لَ ْم ي ُْخت َْن ‪ ،‬يُ ْستَأْ َ‬
‫ص ُل ِم ْن بَي ِْن قَوْ ِم ِه‬ ‫َعھْداً أَبَ ِديّا ً ‪ ،‬أَ ﱠما ال ﱠذ َك ُر األَ ْغلَ ُ‬
‫على الشريعة بمعنى أنه سيكون من ذرية يھوذا حملة ملكوت ﷲ‬ ‫ألَنﱠهُ نَ َك َ‬
‫ث َع ْھ ِدي « ‪.‬‬
‫وذلك بأن يكون منھم األنبياء وتنزل عليھم الشريعة التى يحكمون بھا‬
‫الويل لبولس من عذاب ﷲ بولس ھذا الذى كان ھدفه األساسى ھو‬
‫الشعب كله ‪ ،‬وسيظل ھكذا الحال حتى يأتى شيلون ‪.‬‬
‫تحريف بشارة يسوع وإخراجكم من عھد الرب ‪.‬‬
‫وإنه لمن الغباء الفطرى الشديد أو الغباء المصطنع المخادع الظن‬
‫أن شيلون ھذا ‪ ،‬والذى تؤكد البشارة عنه أنه سيكون له خضوع‬
‫‪١١٥‬‬ ‫‪١١٤‬‬
‫وأفغانستان حاليا ‪ ،‬وخضعت لھم بالد الترك حتى وصلوا بملكوت ﷲ‬ ‫شعوب وأمم إلى ماشاء ﷲ أن يظھر من ذرية يھوذا وإال فقدت ھذه‬
‫إلى بالد يوغسالفيا ودول شرق أوربا ‪ ،‬وخضعت لھم بالد األندلس‬ ‫النبوءة المقصود األساسى من معناھا بزوال ملكوت ﷲ من يھوذا‬
‫التى ھى دولة البرتغال ودولة إسبانيا حاليا من دول غرب أوربا ‪،‬‬ ‫المشار له بالقضيب والمشترع ‪ ،‬فالبشارة تؤكد على زوال ملكوت‬
‫لتتحقق نبوءة يسوع وھو يقول لقومه ‪ » :‬أما قرأتم قط فى الكتب أن‬ ‫ﷲ من ذرية يھوذا فكيف إذن يكون شيلون من ذرية يھوذا ! أليس ھذا‬
‫الحجر الذى نبذه البناؤون ھو الذى أصبح رأس الزاوية من عند الرب‬ ‫حقا حالة عجيبة من الغباء فى الفھم و لكنھا لألسف حالة موجودة‬
‫كان ھذا وھو عجيب فى أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت ﷲ سينزع‬ ‫حتى فى زماننا ھذا ‪.‬‬
‫منكم وتعطاه أمة تؤدى أثماره ‪ ،‬وكل من سقط على ھذا الحجر تھشم‬ ‫فالبشارة ھنا تؤكد على عملية تغيير لحملة ملكوت ﷲ حيث‬
‫‪ ،‬وأما من سقط ھو عليه فإنه يسحقه « ‪.‬‬ ‫سينتقل الملكوت من ذرية يھوذا إلى تلك األمة األخرى المنبوذة التى‬
‫تأمل نبوءة يسوع ‪ » :‬وكل من سقط على ھذا الحجر تھشم وأما‬ ‫يأتى منھا شيلون خاتم األنبياء محمد ومعه من ﷲ شريعة يحكم بھا ‪،‬‬
‫من سقط ھو عليه فإنه يسحقه « ‪ ،‬وھذا ھو الحجر نفسه فى نبوءة‬ ‫وله يكون خضوع شعوب وقد تم ذلك ‪.‬‬
‫دانيال النبى الذى قطع بغير يدين وضرب قدمى التمثال اللتين من‬ ‫وقد كان بحمد ﷲ وفضله فقد خضعت لرسول ﷲ محمد وللمؤمنين‬
‫حديد وخزف فسحق التمثال كله ‪ ،‬وضرب ممالك األرض كلھا ‪،‬‬ ‫به من بعده كل قبائل العرب ‪ ،‬وبھم خرج الرومان من أرض الشام‬
‫وأصبح جبال عظيما مأل األرض ‪ ،‬وھذا كله رمز لقيام ملكوت ﷲ‬ ‫مھزومين خاضعين ‪ ،‬وبھم زال ملك كسرى كله وخضعت لھم مملكته‬
‫وسحقه لممالك الكفر الكبرى الموجودة فى زمن ظھور الملكوت ‪،‬‬ ‫وشعبه بالكامل التى ھى جمھوريات االتحاد السوفيتى المستقلة حاليا‬
‫وھى مملكة الفرس ومملكة الرومان ‪.‬‬ ‫وامتد ملكوت ﷲ بھم إلى حدود بالد الصين ‪ ،‬وخضعت لھم مصر بعد‬
‫وقال يسوع لھم فى مثل آخر يشبه الملكوت بحبة خردل صغيرة‬ ‫ھزيمة الرومان مرة أخرى ‪ ،‬وخضعت لھم أمة البربر والتى تشمل‬
‫أخذت تنمو وتنمو حتى أصبحت شجرة ضخمة وكبيرة وصلت إلى‬ ‫شعوب ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ‪ ،‬وخضعت جزيرة قبرص ‪،‬‬
‫عنان السماء تأوى الطيور فى أغصانھا ‪.‬‬ ‫وخضعت لھم دول ما بعد النھرين التى ھى إيران وباكستان‬
‫‪١١٧‬‬ ‫‪١١٦‬‬
‫األرض جميعا وإظھار ملكوته فى األرض كلھا بتحكيم شريعته ونشر‬ ‫ھذا ھو ملكوت ﷲ العظيم قد أتى بمحمد رسول ﷲ ‪ ،‬وھا ھو قد‬
‫عبادته ‪.‬‬ ‫تحققت فى شخصه بشارة يسوع وأصبح اآلخرون أولين ‪ ،‬وأصبحت‬

‫فاعلم أن الكفاح المادى والموت فى سبيل تحقيق ھذه الغاية ھى‬ ‫األمة المرذولة عند ﷲ ھى حجر الزاوية و ھم ورثة الملكوت و حملة‬

‫من أبر األعمال و أشدھا روحانية ‪.‬‬ ‫رسالة ﷲ إلى كل أھل األرض جميعا ‪.‬‬

‫فھل يوجد أى عمل روحانى أشد روحانية من رجل يعرض نفسه‬ ‫تقولو ‪ :‬إن ملكوت محمد ملكوت أرضى وأن يسوع كان يبشر‬

‫للقتل ويبذل روحه ويموت ‪ ،‬وھو يدعو الناس لدين ﷲ ويحارب الذين‬ ‫بملكوت روحانى سماوى ‪ :‬لذلك أذكركم بقول يسوع ‪ » :‬ليأت‬

‫يقفون حجر عثرة أمام الملكوت ‪ ،‬فال ھم يدخلون وال يتركون‬ ‫ملكوتك لتكن مشيئتك فى األرض كما ھى فى السماء « إذن فالمشكلة‬

‫اآلخرين يدخلون إنه يعرض نفسه للموت ليقيم أمر ﷲ والدفاع عن دين‬ ‫ھنا فى األرض وليست فى السماء ألن الملكوت متحقق فى السماء‬

‫ﷲ محبة ‪ ، s‬ألن روحه معلقة بربه فالموت عنده الشىء فى سبيل‬ ‫منذ خلق ﷲ السماء ‪.‬‬

‫حبه لربه ورضا ربه عنه ‪.‬‬ ‫فاعلم ھداك ﷲ ‪ :‬أن ملكوت ﷲ ھو حكم ﷲ المطلق على اإلنسان‬

‫فمن المعروف يقينا أن الكفاح المادى يعتبر من أشد األعمال‬ ‫وذلك بتحكيم شريعته بين أھل األرض كافة ‪.‬‬

‫روحانية إذا كانت النيه فيه متجھة ‪ s‬وحده ال شريك له ‪.‬‬ ‫ويظھر الملكوت بنبى مرسل من ﷲ إلى الناس كافة ‪ ،‬ومعه‬

‫نعم ھذه ھى األمة التى كانت منبوذة والتى صارت حجر الزاوية‬ ‫شريعة من ﷲ ليحكم بھا بين الناس كافة ‪ ،‬نعم ھو ملكوت ظاھره‬

‫وبھا كان اكتمال البناء نعم ھم من ذرية الجارية ھاجر المطرودة‬ ‫أرضى وذلك لغير العارف بحقيقته وبصلته المباشرة برب السموات‬

‫والمنبوذة أم إسماعيل االبن البكر إلبراھيم ‪ ،‬وھذه بشارة ﷲ لھذه‬ ‫واألرض ‪ ،‬فھو ملكوت لم يكن ليظھر فى األرض إال ألن أساسه‬

‫الجارية الطريدة وابنھا تأتى لنا من أعماق الكتاب العتيق التوراة ‪» :‬‬ ‫ملكوت روحانى فى قلوب جميع المؤمنين به الذين يرون أنھم يحملون‬

‫ال لَھَا ‪:‬‬ ‫رسالة من ﷲ وھم مكلفون من ﷲ رب العالمين بتبليغھا إلى أھل‬
‫َاج َر ِمنَ ال ﱠس َما ِء َوقَ َ‬ ‫صبِ ﱢي ‪ ،‬فَنَادَى َمالَ ُ‬
‫ك ﷲِ ھ َ‬ ‫َو َس ِم َع ﷲُ بُ َكا َء ال ﱠ‬

‫‪١١٩‬‬ ‫‪١١٨‬‬
‫إسماعيل وأمه السيدة ھاجر وبعد قرون عديدة وزمن طويل قد مر‬ ‫َاجرُ؟ الَ تَخَافِي ‪ ،‬ألَ ﱠن ﷲَ قَ ْد َس ِم َع بُ َكا َء ال ﱠ‬
‫صبِ ﱢي‬ ‫» َما الﱠ ِذي يُ ْز ِعج ِ‬
‫ُك يَاھ َ‬
‫تحققت بشارة ﷲ ‪ ،‬حيث تجلى النور اإللھى بتنزيل العھد األخير‬ ‫ي‪َ ،‬وتَ َشبﱠثِي بِ ِه ألَنﱠنِي‬ ‫ْث ھُ َو ُم ْلقًى ‪ ،‬قُو ِمي َواحْ ِملِي ال ﱠ‬
‫صب ِ ﱠ‬ ‫ِم ْن َحي ُ‬
‫كتاب ﷲ القرآن الكريم ‪ ،‬ومبعث آخر رسله إلى بنى آدم كلھم محمد‬ ‫ت بِ ْئ َر َما ٍء ‪ ،‬فَ َذھَبَ ْ‬
‫ت‬ ‫َسأَجْ َعلُهُ أُ ﱠمةً َع ِظي َمةً « ‪ ،‬ثُ ﱠم فَت ََح َع ْينَ ْيھَا فَأَب َ‬
‫ْص َر ْ‬
‫رسوال للناس كلھم وإلى قيام الساعة ‪ ،‬تحقيقا لنبوءة سفر التثنية‬ ‫س َكنَ فِي‬ ‫صبِ ﱢي فَ َكب َُر ‪َ ،‬و َ‬
‫ي ‪َ ،‬و َكانَ ﷲُ َم َع ال ﱠ‬ ‫صبِ ﱠ‬ ‫ت ْالقِرْ بَةَ َو َسقَ ِ‬
‫ت ال ﱠ‬ ‫َو َمألَ ِ‬
‫اإلصحاح الـثالث والثالثون ‪ » :‬أقبل الرب من سيناء ‪ ،‬وأشرق لھم‬ ‫ت لَهُ أُ ﱡمهُ زَ وْ َجةً ِم ْن‬ ‫ارانَ ‪َ ،‬وبَ َر َع فِي َر ْم ِي ْالقَوْ ِ‬
‫س ‪َ ،‬واتﱠخَ َذ ْ‬ ‫ص ْح َرا ِء فَ َ‬
‫َ‬
‫من ساعير ‪ ،‬وتجلى من جبل فاران « ‪ ،‬وسيناء ھي الموضع الذي‬ ‫ِمصْ َر « ‪.‬‬
‫كلم ﷲ فيه موسى ‪ ،‬وساعير ھى فلسطين مھبط الوحى على أنبياء‬ ‫فمن تعاند يا إنسان !! أتعاند ﷲ ربك الذى خلقك وسواك وھو‬
‫بنى إسرائيل وفاران ھي جبال مكة ‪ ،‬حيث أوحى ﷲ لمحمد وكون‬ ‫يرزقك ؟ ! أترفض كالم ﷲ وترضى بكالم شيطان بولس ؟!‬
‫جبال فاران ھي مكة ‪ ،‬دلت عليه نصوص من التوراة ويكفى أن‬
‫وﷲ الذى ال إله غيره إن العقل ليكفى وحده حجة عليك أمام ﷲ‬
‫إسماعيل الذى من ذريته النبى محمد سكن فاران ‪ .‬فتذكر التوراة‬
‫ولكن من كرم ﷲ ولطفه ورحمته وحلمه أرسل رسوله محمداً بالدين‬
‫مساكن أبناء اسماعيل فتقول التوراة ‪ :‬ھؤالء ھم بنو إسماعيل ‪.....‬‬
‫الحق الذى جاء به كل أنبياء ﷲ ليحيى به قلوبا ماتت وينير به نفوسا‬
‫وسكنوا من حويلة إلى شور « ‪ ،‬وحويلة كما جاء في قاموس الكتاب‬
‫مظلمة ‪ ،‬فمن يرفض النور إال من كان قلبه أعمى ‪ ،‬وليس بعد‬
‫المقدس منطقة في أرض اليمن ‪ ،‬بينما شور في جنوب فلسطين ‪،‬‬
‫الرسول محمد حجة إلنسان أمام ﷲ فبه تمت حجة ﷲ على البشر‬
‫وعليه فإن إسماعيل وأبناءه سكنوا ھذه البالد الممتدة جنوب الحجاز‬
‫فمن آمن به نجا ومن كفر ھلك ‪ ،‬وﷲ متم نوره ولو كره الكافرون ‪.‬‬
‫وشماله ‪ ،‬وھو يشمل أرض فاران التي سكنھا إسماعيل ‪.‬‬
‫نبى من فاران ‪:‬‬
‫وكعادة المفسرين المسيحيين دائما ‪ ،‬يعاندون كلمة ﷲ فإنھم ال‬
‫يريدون خداعي أنا أو المسلمين إخوانى إنما يريدون أن يخدعوك ‪،‬‬ ‫من نفس الموضع الذى نادى مالك ﷲ فيه السيدة ھاجر أم النبى‬
‫أنت الباحث عن الحق فيحجبوا عنك الحقائق بتفاسير عوجاء مضلة ‪،‬‬ ‫إسماعيل االبن البكر للنبى إبراھيم فى صحراء فاران التى سكن بھا‬

‫‪١٢١‬‬ ‫‪١٢٠‬‬
‫كزيادة فى اإليضاح والتحديد ذكرت لنا التوراة مكان الوحي إلي‬ ‫فيقولون ‪ :‬إن فاران ھذا اسم جبل جنوب األردن ‪ ،‬أقول لھم بافتراض‬
‫النبى محمد تحديدا ففي سفر أشعيا اإلصحاح الواحد والعشرون ‪» :‬‬ ‫أن ما تقولون صحيح بل وأزيد عليه وأفترض أنه يوجد على كوكب‬
‫وحي من جھة بالد العرب في الوعر « ‪ ،‬وقد كان بدء الوحي في بالد‬ ‫األرض أكثر من ‪ ١٠٠‬منطقة اسمھا فاران مثل اسم جبال مكة ‪ .‬عندنا‬
‫العرب في الوعر على جبل النور في غار حراء بمكة حيث نزل‬ ‫نبوءة توراتية واضحة بثالثة أماكن يتنزل بھن ثالثة كتب من ﷲ‬
‫المالك جبرائيل من ﷲ لمحمد أول مرة وقال له ‪ :‬اأقرأ ثالث مرات ‪،‬‬ ‫على ثالثة أنبياء ‪:‬‬
‫وفي كل مرة يرد عليه محمد قائال له ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ -‬والتى معناھا‬ ‫المكان األول ‪ :‬سيناء ‪ ،‬حيث نزلت التوراة على نبى ﷲ موسى‬
‫‪ù&tø%$# ‬‬ ‫‪ :‬أنا غير متعلم لذلك ال أعرف القراءة ‪ -‬فـقـال له المالك ‪:‬‬ ‫وھو أرض سيناء ‪.‬‬

‫المكان الثانى ‪ :‬ساعير ‪ ،‬حيث نزل اإلنجيل على نبى ﷲ عيسى‬


‫‪∩⊂∪ ãΠtø.F{$# y7š/u‘uρ ù&tø%$# ∩⊄∪ @,n=tã ôÏΒ z≈|¡ΣM}$# t,n=y{ ∩⊇∪ t,n=y{ “Ï%©!$# y7În/u‘ ÉΟó™$$Î/‬‬
‫وھو أرض فلسطين ‪.‬‬
‫] العلق [ ‪،‬‬ ‫‪〈 ∩∈∪ ÷Λs>÷ètƒ óΟs9 $tΒ z≈|¡ΣM}$# zΟ‾=tæ ∩⊆∪ ÉΟn=s)ø9$$Î/ zΟ‾=tæ “Ï%©!$#‬‬ ‫المكان الثالث ‪ :‬فاران ‪ ،‬ينكرون أنه فاران مكة حيث نزل القرآن‬
‫الكريم على النبى محمد ‪.‬‬
‫وكانت ھذه اآليات ھى أول الوحى من كتاب ﷲ القرآن الكريم والذى‬
‫ظل يتنزل مرتال كما ننطقه اآلن على رسول ﷲ محمد ‪ ،‬ولمدة تقارب‬ ‫أقول لھم ‪ :‬فأين نبى فاران جنوب األردن أو أى فاران أخرى فى‬

‫العشرين سنة حتى تم كله كامال وافيا ‪ ،‬لتتحقق فيه نبوءة أخرى من‬ ‫العالم ‪ ،‬وأين الكتاب الذى جاءه من ﷲ ؟‬

‫سفر أشعياء ‪ » :‬أو يدفع الكتاب لمن ال يعرف الكتابة ويقال له ‪ :‬اقرأ‬ ‫الرد ‪ :‬الصمت المطبق ‪.‬‬
‫ھذا فيقول‪ :‬ال أعرف الكتابة « واضح طبعا لألسف األخطاء المتعمدة‬
‫فھل رأيت عناداً بغباء أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫للترجمة فى النص العربى ‪ ،‬ولكن بالرغم من ذلك فالنبوءة تؤدى‬
‫المغزى المطلوب منھا على أى حال ‪.‬‬

‫‪١٢٣‬‬ ‫‪١٢٢‬‬
‫وصدقناه فى كل ما أخبرنا به من ﷲ من عظات وعبادات ومعامالت‬ ‫راجع النسخة اإلنجليزية ‪:‬‬
‫ونشھد أنه قد بلغ رسالة ﷲ حق تبليغ ‪.‬‬ ‫‪(( And the book is delivered to him that is not‬‬
‫نبوءة أرميا ‪:‬‬ ‫‪learned, saying,: Read this, I pray thee : and he saith,‬‬
‫)) ‪I am not learned،‬‬
‫وھذه ھى نبوءة النبى أرميا عنه  ‪ ) :‬فَأَوْ َحى الرﱠبﱡ إِلَ ﱠ‬
‫ي قَائِالً ‪:‬‬
‫فستجد أن الترجمة الحرفيه الصحيحة يجب أن تكون ‪ » :‬ويدفع‬
‫‪ »٥‬قَ ْبلَ َما َش ﱠك ْلتُكَ فِي أَحْ َشا ِء أُ ﱢمكَ ع ََر ْفتُكَ ‪َ ،‬وقَ ْبلَ َما ُولِدْتَ عظمتك ‪،‬‬
‫الكتاب لغير المتعلم و يقال له ‪ :‬اقرأ ھذا فيقول ‪ :‬أنا غير متعلم « ‪.‬‬
‫َوأَقَ ْمتُكَ نَبِيّا ً لِألُ َم ِم « ‪.‬‬
‫والترجمة العربية بلغة بليغة ھى ‪ » :‬ويلقى الكتاب لألمى و يقال‬
‫ف َما َذا أَقُو ُل ‪ ،‬ألَنﱢي‬
‫ت ‪ » :‬آ ِه ‪ ،‬أَ ﱡيھَا ال ﱠسيﱢ ُد الرﱠبﱡ إِنﱢي الَ أَ ْع ِر ُ‬‫‪٦‬فَقُ ْل ُ‬
‫له ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ما أنا بقارئ « ‪ ،‬وھى الكلمة التى قالھا النبى‬
‫ت َولَداً «‬ ‫از ْل ُ‬
‫َم ِ‬
‫محمد عندما دفع إليه القرآن ‪ ،‬قال ‪ ) :‬ما أنا بقارئ ( و ھى جملة‬
‫ْت ِس َوى َولَ ٍد ‪ ،‬ألَنﱠكَ‬ ‫‪َ ٧‬ولَ ِك ﱠن الرﱠبﱠ أَ َجابَنِي ‪» :‬الَ تَقُلْ إِنﱢي لَس ُ‬
‫فى لغة العرب تعنى ‪ » :‬أنا غير متعلم « ‪.‬‬
‫ك إِلَ ْي ِه ‪َ ،‬وتَ ْن ِط ُ‬
‫ق بِ ُكلﱢ َما آ ُمرُكَ بِ ِه ‪.‬‬ ‫َست َْذھَبُ إِلَى ُكلﱢ َم ْن أَ ْب َع ُ‬
‫ث بِ َ‬
‫كثير من المسيحيين قديما وحديثا يكرھون شخص النبى محمد‬
‫َخَف ِم ْن َحضْ َرتِ ِھ ْم ألَنﱢي أَنَا َم َعكَ ألُ ْنقِ َذكَ «‪.‬‬
‫‪٨‬الَ ت ْ‬
‫وذلك طبعا نتيجة التعليم الفاسد الذين تلقوه فى بعض الكنائس عن‬
‫ال ‪ » :‬ھَا أَنَا أَ َ‬
‫ض ُع َكلِ َماتِي فِي‬ ‫‪٩‬ثُ ﱠم َم ﱠد الرﱠبﱡ يَ َدهُ َولَ َم َ‬
‫س فَ ِمي َوقَ َ‬ ‫محمد وعن المسلمين ‪ ،‬وألنھم لم يحاولوا أن يعرفوا النبى محمداً حق‬
‫فَ ِمكَ ‪.‬‬ ‫معرفته وما محمد إال رجل من مكة من قبيلة قريش من ذرية قيدار‬

‫ب لِتَ ْستَأْ ِ‬
‫ص َل َوتَ ْھ ِد َم َوتُبَ ﱢد َد‬ ‫‪١٠‬ا ْنظُرْ ‪ ،‬ھَا أَنَا قَ ْد َولﱠ ْيتُكَ َعلَى أُ َم ٍم َو ُشعُو ٍ‬ ‫بن إسماعيل االبن البكر إلبراھيم اختاره ﷲ لحمل رسالته األخيرة‬

‫َوتَ ْقلِ َ‬
‫ب َوتَ ْبنِ َي َوتَ ْغ ِر َ‬
‫س«‪.‬‬ ‫إلى العالم ‪ ،‬شاء العالم كله ھذا أم أبى ‪ ،‬آمنا به رسوال من عند ﷲ‬

‫‪١٢٥‬‬ ‫‪١٢٤‬‬
‫‪ - ٥‬ويوليه ﷲ الحكم ‪ ،‬ففى النبوءة ‪ ) :‬ا ْنظُرْ ‪ ،‬ھَا أَنَا قَ ْد َولﱠ ْيتُ َ‬
‫ك‬ ‫ْت ‪» :‬أَ َرى ُغصْ نَ‬
‫‪َ ١١‬و َسأَلَنِي الرﱠبﱡ ‪َ » :‬ما َذا ت ََرى يَا أِرْ ِميَا ؟« فَأ َ َجب ُ‬
‫س(‪.‬‬ ‫ب َوتَ ْبنِ َي َوتَ ْغ ِر َ‬ ‫ب لِتَ ْستَأْ ِ‬
‫ص َل َوتَ ْھ ِد َم َوتُبَ ﱢد َد َوتَ ْقلِ َ‬ ‫َعلَى أُ َم ٍم َو ُشعُو ٍ‬ ‫لَوْ ٍز«‪.‬‬

‫‪ - ٦‬وأن وجوه العابدين وقبلتھم تتحول من الشمال نحو الجنوب‬ ‫‪١٢‬فَقَا َل لِي الرﱠبﱡ ‪ » :‬قَ ْد أَحْ َس ْنتَ الرﱡ ْؤيَةَ ‪ ،‬ألَنﱢي َسا ِھ ٌر َعلَى َكلِ َمتِي‬
‫ففى النبوءة ‪ » :‬أَ َرى قِ ْدراً تَ ْغلِي ‪َ ،‬و َوجْ ھُھَا ُمتَ َح ﱢو ٌل َع ِن ال ﱢش َم ِ‬
‫ال نَحْ َو‬ ‫ألُتَ ﱢم َمھَا« ‪.‬‬
‫ب«‪.‬‬‫ْال َجنُو ِ‬ ‫‪َ ١٣‬وعَا َد الرﱠبﱡ يَسْأَلُنِي َم ﱠرةً أُ ْخ َرى ‪َ » :‬ما َذا ت ََرى ؟ « فَأ َ َجب ُ‬
‫ْت ‪» :‬‬
‫إن نبوءة أرميا تتحدث عن المعزى المسيا الرئيس وكل ما ذكر‬ ‫ال نَحْ َو ْال َجنُو ِ‬
‫ب« ‪.‬‬ ‫أَ َرى قِ ْدراً تَ ْغلِي ‪َ ،‬و َوجْ ھُھَا ُمت ََح ﱢو ٌل ع َِن ال ﱢش َم ِ‬
‫بنبوءة إرميا تحقق فى رسول ﷲ محمد كما ستحقق من ذلك بنفسك‬ ‫النبوءة التى أمامنا تتحدث عن ستة أمور ‪- :‬‬
‫اآلن ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ظھور نبى عظيم الشأن ففى النبوءة ‪َ ) :‬وقَ ْبلَ َما ُولِدْتَ‬
‫عندما كانت أم النبى محمد حامال فيه رأت فى منامھا رؤيا أنه قد‬ ‫عظمتك (‬
‫ت يقول لھا ‪ :‬إنك‬
‫خرج منھا نور أضاء لھا قصور الشام وآتاھا آ ٍ‬
‫‪ - ٢‬يرسله ﷲ ألجناس الناس و األمم كلھا ففى النبوءة ‪» :‬‬
‫حملت بسيد ھذه األمة فإذا وضع فى األرض فقولى ‪ :‬أعيذه بالواحد‬
‫َوأَقَ ْمتُكَ نَبِيّا ً لِألُ َم ِم « ‪.‬‬
‫من شر كل حاسد وسميه محمدا فإن اسمه فى التوراة أحمد يحمده أھل‬
‫السماء واألرض ‪.‬‬ ‫‪ - ٣‬وينطق بما يأمره ﷲ وأن ﷲ ينقذه من بطش أعدائه فـفى‬
‫َخَف ِم ْن َحضْ َرتِ ِھ ْم ألَنﱢي أَنَا‬ ‫النـبوءة ‪َ » :‬وتَ ْن ِط ُ‬
‫ق بِ ُكلﱢ َما آ ُمرُكَ بِ ِه الَ ت ْ‬
‫ولما ولد الحبيب محمد ولد مقطوع الحبل السرى ومختونا ً على‬
‫َم َعكَ ألُ ْنقِ َذكَ « ‪.‬‬
‫خالف المواليد و امتأل البيت الذى ولد به نورا ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬وينزل ﷲ عليه كتاب منطوق يتلى ففى النبوءة ‪ » :‬ھَا أَنَا‬
‫أَ َ‬
‫ض ُع َكلِ َماتِي فِي فَ ِمكَ « ‪.‬‬

‫‪١٢٧‬‬ ‫‪١٢٦‬‬
‫أَنَا أَ َ‬
‫ض ُع َكلِ َماتِي فِي فَ ِمكَ ( ولم ينزل مثال مكتوبا فى ألواح كما حدث‬ ‫عن ميسرة الفجر قال ‪ ) :‬سألت رسول ﷲ  ‪ :‬متى كنت نبيا ؟‬
‫مع التوراة من قبل ولم ينزل مثال وحيا بالمعنى فقط ثم كتب النبى‬ ‫قال ‪ » :‬كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد « )‪. (١‬‬
‫األلفاظ من عنده ككتب األنبياء ‪ ،‬كما أن وصف النبوءة ‪ » :‬وأضع‬
‫وعن عموم رسالة النبى محمد ألمم األرض كلھم وأجناس الناس‬
‫كلماتى فى فمه « ال تناسب إال النبى األمى الذى ال يعرف القراءة ‪.‬‬
‫‪«!$# ãΑθß™u‘ ’ÎoΤÎ) ÚZ$¨Ζ9$# $y㕃r'‾≈tƒ ö≅è% :‬‬ ‫جميعا يـقول ﷲ فى القرآن‬
‫فھو يحفظ ما يتلى عليه من وحى ﷲ بلفظه وكلماته كما ھى ‪،‬‬
‫ويبلغھا للناس كما سمعھا بالضبط باسم ﷲ ‪ ،‬وھذا تحقيق معنى ‪» :‬‬ ‫] األعراف ‪. [١٥٨ :‬‬ ‫)‪〈 $—èŠÏΗsd öΝà6ö‹s9Î‬‬
‫وأضع كلماتى فى فمه « وھذا مطابقا لنبوءة موسى عنه ‪ » :‬سوف‬
‫أقيم لھم نبيا مثلك من وسط إخوتھم ‪ ،‬وأجعل كالمى فى فمه ‪ ،‬ويكلمھم‬ ‫ويقول النبى محمد عن نفسه ‪ » :‬وكان النبى يبعث إلى قومه‬
‫بكل شىء آمره به ‪ ،‬ومن لم يطع كالمه الذى يتكلم به بأسمى فأنا‬ ‫خاصة وبعثت إلى الناس عامة « )‪. (٢‬‬
‫أكون المنتقم من ذلك « ‪.‬‬
‫لم يأت نبى من قبل النبى محمد يعلن أنه رسول ﷲ ألمم األرض‬
‫ومطابق لبشارة يسوع عنه ‪ » :‬وأما متى جاء روح الحق فھو‬
‫كلھا غير النبى محمد فكان ھو تحقيق نبوءة أرميا ‪ » :‬وأقمتك نبيا‬
‫يرشدكم إلى جميع الحق ألنه ال يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم‬
‫لألمم « ‪.‬‬
‫به ويخبركم بأمور آتية « ‪ ،‬وكل ذلك تحقق برسول ﷲ محمد و‬
‫أنزل ﷲ على النبى محمد القرآن الكريم نزل منطوقا بلفظه‬
‫بالقرآن المنزل عليه لفظا منطوقا من ﷲ ليبلغه للناس كما سمعه بلفظه‬
‫وطريقة تالوته التى نتلوه بھا اآلن ‪ ،‬وھو الكتاب الوحيد الذى أنزله‬
‫ونطقه وطريقة ترتيله « ‪.‬‬
‫ﷲ على نبى من أنبيائه منطوقا بلفظ التنزيل تحقيقا لنبوءة أرميا ‪ ) :‬ھَا‬
‫ففى نبوءة أرميا ‪َ » :‬وعَا َد الرﱠبﱡ يَسْأَلُنِي َم ﱠرةً أُ ْخ َرى ‪َ » :‬ما َذا‬
‫)‪ (١‬الحاكم فى المستدرك )‪ (٦٠٨،٦٠٩/٢‬وقال ‪ » :‬صحيح اإلسناد ولم يخرجاه‬
‫ْت ‪ :‬أَ َرى قِ ْدراً تَ ْغلِي ‪َ ،‬و َوجْ ھُھَا ُمتَ َح ﱢو ٌل ع َِن ال ﱢش َم ِ‬
‫ال نَحْ َو‬ ‫ت ََرى؟« فَأ َ َجب ُ‬ ‫« ‪ ،‬ووافقه الذھبى ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬البخارى فى التيمم )‪ ، (٣٣٥‬ومسلم فى المساجد مواضع الصالة )‪(٣/٥٢١‬‬
‫عن جابر بن عبد ﷲ عنھما ‪.‬‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫‪١٢٨‬‬
‫وبذلك تحولت وجوه المصلين بالمدينة من الشمال حيث القبلة‬ ‫يحدثنا ھذا الشطر من نبوءة أرميا عن واقعة تحويل‬ ‫ْال َجنُو ِ‬
‫ب« ‪،‬‬
‫األولى المسجد األقصى إلى الجنوب حيث القبلة الجديدة المسجد‬ ‫القبلة من المسجد األقصى بيت المقدس ) فى الشمال ( إلى الكعبة‬
‫الحرام بمكة ‪.‬‬ ‫المسجد الحرام بمكة ) فى الجنوب ( ‪ ،‬فقد كانت قبلة المسلمين فى‬

‫والمعنى أعم من ذلك كما سترى الحقا فى تفسير نبوءات الكتاب‬ ‫بادئ األمر نحو المسجد األقصى بالقدس إلى أن جاء األمر من ﷲ‬

‫عن المسجد الحرام بمكة ‪.‬‬ ‫‪ÉeΑuθsù ‬‬ ‫لرسوله محمد أن تتحول القبلة إلى المسجد الحرام بمكة ‪:‬‬

‫إننا ال نخوض صراع نبوءات مع المفسرين المسيحيين ‪ ،‬ولكنھم‬


‫‪3 …çνtôÜx© öΝä3yδθã_ãρ (#θ—9uθsù óΟçFΖä. $tΒ ß]øŠymuρ 4 ÏΘ#tysø9$# ωÉfó¡yϑø9$# tôÜx© y7yγô_uρ‬‬
‫يخفون الحق عنكم ‪ ،‬ويظھرون الباطل لكم وبذلك يضلونك وأمثالك‬
‫من المسيحيين ‪.‬‬ ‫‪$£ϑtã @≅Ï≈tóÎ/ ª!$# $tΒuρ 3 öΝÎγÎn/§‘ ÏΒ ‘,ysø9$# çµ‾Ρr& tβθßϑn=÷èu‹s9 |=≈tGÅ3ø9$# (#θè?ρé& tÏ%©!$# ¨βÎ)uρ‬‬

‫اعلم ھداك ﷲ ‪ :‬إن صراعنا األساسى مع الشيطان الذى يريد أن‬


‫‪ ] 〈 ∩⊇⊆⊆∪ tβθè=yϑ÷ètƒ‬البقرة [ ‪.‬‬
‫يكسبكم معه فى جھنم ونريد أن نكسبكم معنا فى الجنة ‪.‬‬

‫فنجاتك تھمنا ‪.‬‬ ‫وبشارة يسوع تؤكد على نبوءة تحويل قبلة عباد ﷲ من أورشليم‬
‫فمثال ‪ :‬ماذا يقول لكم المفسرين المسيحيين عن نبوءة أرميا‬ ‫القدس إلى مكان آخر فقد جاء في كتاب يوحنا أن امرأة سامرية تقول‬
‫السابقة ‪ :‬إنھم من فـرط عـمى بصيرتھم قالوا لكم إن نبوءة أرميا ھذه‬ ‫ليسوع ‪ » :‬آباؤنا سجدوا في ھذا الجبل ‪ ،‬وأنتم تقولون ‪ :‬إن في‬
‫عن يسوع تخيل !!‬ ‫أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه ‪ ،‬قال لھا يسوع ‪ :‬يا امرأة‬
‫‪ ،‬صدقيني أنه تأتي ساعة ال في ھذا الجبل وال في أورشليم تسجدون‬
‫وھم بذلك الفھم الشنيع وقعوا فى إشكال كبير جدا حيث إنھم‬
‫« وھذا إعالن بأن القبلة ستتحول من بيت المقدس ‪ ،‬وال يكون ذلك‬
‫سيجعلون » إما أن يكون يسوع كذابا و إما إن يكون أرميا كذابا «‬
‫طبعا إال على يد رسول و بأمر من ﷲ ‪.‬‬
‫وحاشا ‪ s‬أن يكون نبى من أنبيائه كذابا ‪ ،‬لقول يسوع ‪ » :‬ما أرسلت‬
‫‪١٣١‬‬ ‫‪١٣٠‬‬
‫؟ ألنه ال يطلب مجد نفسه بل يطلب مجد الذى أرسله ﷲ اإلله الحق ‪.‬‬ ‫إال لخراف بيت إسرائيل الضالة « وقوله لتالميذه وھو يرسلھم للدعوة‬
‫ولذلك قال لعمه الكافر مباشرة ‪ :‬ال يا عم ‪ ،‬وﷲ ياعم ‪ ،‬لو وضعوا‬ ‫‪ ) :‬إلى طريق األمم ال تمضوا والى مدينة للسامريين ال تدخلوا ‪ ،‬بل‬
‫الشمس بيمينى والقمر بشمالى على أن أترك ھذا األمر ما تركته حتى‬ ‫اذھبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة ( ونبوءة أرميا‬
‫يظھره ﷲ أو أھلك دونه ‪ ،‬والمعنى أنھم أى الكافرين لو حتى ملكوه ما‬ ‫تتحدث عن نبى يرسله ﷲ ألمم األرض كلھا وتكون رسالته عامة‬
‫ال يتخيلون كالشمس والقمر فإنه لن يترك دعوة الناس لعبادة ﷲ وحده‬ ‫وموجھة للناس جميعا و ليس خاصة بقومه ‪.‬‬
‫اإلله الحق وترك عباده األصنام حتى يظھر ﷲ ھذه الدعوة وينصرھا‬ ‫ففى النبوءة ‪ » :‬وأقمتك نبيا لألمم « والنبوءة تقول ‪ :‬إن ﷲ‬
‫أو يموت ويقتل ھو فى سبيل إبالغھا للناس كلھم ‪ ،‬رجل تحمل‬ ‫سيولى ھذا النبى الحكم على الشعوب ‪ ،‬وھذا لم يتحقق بيسوع كما ھو‬
‫المشاق كلھا وكل من يؤمن به يعذب ويكوى بالنار ويموت الكثير‬ ‫معلوم تاريخيا وتأكيدا من يسوع يقول ‪ » :‬أعطوا ما لقيصر لقيصر «‬
‫منھم ‪ ،‬ومع ذلك عددھم يزداد كل يوم وال ينقص ‪ ،‬وھو ال يستطيع‬ ‫ثم إن قبلة يسوع فى الصالة ھو والحواريين ھى نفسھا قبلة اليھود‬
‫الدفاع عنھم بالقوة أو منع األذى والتعذيب الذى يقع عليھم ولمدة ثالث‬ ‫نحو الشمال ببيت المقدس لم تتغير ‪.‬‬
‫عشرة سنة كاملة ‪ ،‬وھو والمؤمنون به على ھذه الحال ‪.‬‬
‫نبوءة أشعيا ‪:‬‬
‫لو لم يكن رسول ﷲ حقا وصدقا ليئس من قومه وكثرة أعدائه‬
‫فى ذات مرة والنبى محمد فى بداية دعوته دخل عليه عمه الوثنى‬
‫وقوتھم وظلمھم له ولمن آمن معه ‪ ،‬ولكن أمر ﷲ نافذ ومشيئته ال‬
‫الكافر وقال له ‪ :‬يا محمد يا بن أخى إن قبائل العرب تعرض عليك‬
‫ترد ولتتحقق في شخصه النبوءات ‪ ،‬فعنه يقول ﷲ فى الكتاب القديم ‪:‬‬
‫أن تكون ملكا عليھم ويعطونك من المال ما تشاء ولكن بشرط ھو أن‬
‫َاري الﱠ ِذي ا ْبتَھَ َج ْ‬
‫ت بِ ِه نَ ْف ِسي ‪،‬‬ ‫ض ُدهُ ‪ُ ،‬م ْخت ِ‬ ‫) ھُو َ َذا َع ْب ِدي الﱠ ِذي أَ ْع ُ‬
‫تترك ما تدعو الناس إليه من ‪ :‬عبادة ﷲ وحده ‪.‬‬
‫صي ُح َوالَ يَصْ ُر ُخ َوالَ‬ ‫ُوس األُ َم َم بِ ْال َع ْد ِل ‪ ،‬الَ يَ ِ‬
‫ْت رُو ِحي َعلَ ْي ِه لِيَس َ‬
‫ضع ُ‬ ‫َو َ‬
‫ف َوفَتِيلَةً مدخنة‬ ‫ص ُ‬ ‫ضةً الَ يَ ْق ِ‬
‫صبَةً َمرْ ضُو َ‬‫يق ‪ ،‬قَ َ‬ ‫صوْ تَهُ فِي الطﱠ ِر ِ‬‫يَرْ فَ ُع َ‬ ‫تخيل معى لو أن رجال فى ھذا الموقف وكان يريد ملك الدنيا‬
‫ان ي ُْخ ِر ُج ْال َح ﱠ‬
‫ق ‪ ،‬الَ يَ ِكلﱡ َوالَ تُثَبﱠطُ لَهُ ِھ ﱠمةٌ َوالَ‬ ‫الَ ي ْ‬
‫ُطفِ ُئ ‪ ،‬إِلَى األَ َم ِ‬ ‫ويريد مجد نفسه فلماذا رفض ھذا العرض بالملك والمال ‪ ،‬تعلم لماذا‬

‫‪١٣٣‬‬ ‫‪١٣٢‬‬
‫حاكم للشعب وأنه سيعلن كلمة ﷲ للكل ‪ ،‬وسيحطم األصنام تحطيما ‪،‬‬ ‫ض َوتَ ْنت َِظ ُر ْال َجزَ ائِ ُر َش ِري َعتَهُ ‪ ،‬ھَ َك َذا‬
‫ق فِي األَرْ ِ‬ ‫ض َع ْال َح ﱠ‬
‫يَ ْن َك ِس ُر َحتﱠى يَ َ‬
‫وبه سيقيم ﷲ ملكوتا فى األرض يحكم فيه ھذا النبى بأوامر ﷲ‬ ‫ض َونَتَائِ ِجھَا‬ ‫اسطُ األَرْ ِ‬ ‫َاش ُرھَا بَ ِ‬ ‫ت َون ِ‬
‫اوا ِ‬
‫ق ال ﱠس َم َ‬‫ﷲُ الرﱠبﱡ خَ الِ ُ‬ ‫يَقُو ُل ﱠ‬
‫وشريعته ھو ومن بعده الذين آمنوا به ‪.‬‬ ‫ب َعلَ ْيھَا نَ َس َمةً َوالسﱠا ِكنِينَ فِيھَا رُوحا ً ‪.‬‬
‫ْطي ال ﱠش ْع ِ‬
‫ُمع ِ‬

‫عندما يعلن لنا ﷲ فى الكتاب أن النبى الخاتم سيكون مثل موسى‬ ‫ك بِيَ ِدكَ َوأَحْ فَظُكَ َوأَجْ َعلُكَ َعھْداً‬ ‫أَنَا الرﱠبﱠ قَ ْد َدعَوْ تُكَ بِ ْالبِ ﱢر فَأ ُ ْم ِس ُ‬
‫ْ‬
‫فإن ھذه المثلية تنحصر فى أن ذلك النبى الخاتم سيكون معه شريعة‬ ‫ُورينَ‬ ‫ب َونُوراً لِألُ َم ِم لِتَ ْفت ََح ُعيُونَ ا ْل ُع ْم ِي لِتُ ْخ ِر َج ِمنَ ْال َحب ِ‬
‫ْس ْال َمأس ِ‬ ‫لِل ﱠش ْع ِ‬
‫من ﷲ يحكم بھا بين الناس مثلما كان مع موسى شريعة من ﷲ حكم‬ ‫لظ ْل َم ِة ‪ ،‬أَنَا الرﱠبﱡ ھَ َذا ا ْس ِمي َو َمجْ ِدي الَ‬ ‫ت السﱢجْ ِن ْال َجالِ ِسينَ فِي ا ﱡ‬ ‫ِم ْن بَ ْي ِ‬
‫بھا الشعب ‪.‬‬ ‫َت‬ ‫ﱠات قَ ْد أَت ْ‬ ‫ت ‪ ،‬ھُ َو َذا األَ ﱠولِي ُ‬ ‫يحي لِ ْل َم ْن ُحوتَا ِ‬ ‫أُ ْع ِطي ِه ِآلخَ َر َوالَ تَ ْسبِ ِ‬

‫إذن المثلية ھنا تعنى فى األساس الشريعة والحكم ‪ ،‬وال تعنى‬ ‫ات أَنَا ُم ْخبِ ٌر بِھَا ‪َ ،‬قب َْل أَ ْن تَ ْنبُتَ أُ ْعلِ ُم ُك ْم بِھَا ‪َ ١٠ ،‬غ ﱡنوا لِلرﱠبﱢ‬ ‫َو ْال َح ِديثَ ُ‬

‫بالضرورة أى صفة أخرى ‪ ،‬مثل الشكل أو اللون أو الطول أو طريقة‬ ‫ض أَ ﱡيھَا ْال ُم َسافِرُونَ فِي ُعبَا ِ‬
‫ب‬ ‫اصي األَرْ ِ‬ ‫أُ ْغنِيَةً َج ِدي َدةً ‪َ ،‬سبﱢحُوهُ ِم ْن أَقَ ِ‬

‫الميالد أو طريقة الموت أو أسلوب الكالم أو مكان الميالد حيث من‬ ‫ف الصﱠحْ َرا ُء َو ُم ُدنُھَا ‪،‬‬ ‫ْالبَحْ ِر َو ُكلﱡ َما فِي ِه َو يَا ُس ﱠكانَ ْال َجزَ ائِ ِر‪١١ ،‬لِتَ ْھتِ ِ‬
‫ح أَ ْھ ُل َسالِ َع َو ْليَ ْھتِفُوا ِم ْن قِ َم ِم ْال ِجبَا ِل‬ ‫َو ِديَا ُر قِيد َ ْ‬
‫المؤكد أن اآلالف الكثيرة من الناس يشتركون فى مثل ھذه الصفات ‪.‬‬ ‫َار ْال َمأھُولَةُ ‪ ،‬لِيَتَغ ﱠَن بِفَ َر ٍ‬
‫وليُ َمجﱢ ُدوا الرﱠبﱠ َويُ ِذيعُوا َح ْم َدهُ فِي ْال َجزَ ائِ ِر‪ ،‬الرﱠبﱡ َك ْال َجب ِ‬
‫ﱠار يَ ْخ ُر ُج‬ ‫‪ْ ١٢ ،‬‬
‫ومن المعلوم يقينا أن يسوع لم يأت بشريعة جديدة ولم يكن حاكما‬
‫ف َويَصْ ُر ُخ َويَ ْق َوى َعلَى أَ ْعدَائِ ِه ‪،‬‬
‫ب يُ ْن ِھضُ َغ ْي َرتَهُ ‪ ،‬يَ ْھتِ ُ‬
‫‪َ ،‬ك َرج ُِل ُحرُو ٍ‬
‫للشعب إذن فإنه ليس ھو تحقيق النبوءة المذكورة ‪ ،‬ألنه ليس مثل‬
‫( – أشعياء ‪.‬‬
‫موسى كحاكم للشعب معه شريعة من ﷲ يحكم بھا ‪.‬‬
‫نعم ال تتعجب فإن بشارات الكتاب عن المسيا الرئيس المعزى أنه‬
‫اقرأ النبوءة السابقة مرة أخرى والحظ أنھا تعلن بقوة ووضوح‬
‫خاتم األنبياء رؤوف بالمؤمنين ويأتى بقوة على الكافرين ‪ ،‬نعم‬
‫عن ظھور نبى عظيم الشأن موطنه الصحراء وتحديدا من قبيلة‬
‫النبوءات تصفه أنه نبى محارب وبأمر من ﷲ ‪ ،‬وتعلن النبوءات أن‬
‫قيدار‪ ،‬وقبيلة قيدار ھذه ھى األصل التى جاءت منھا قبيلة قريش التى‬
‫ﷲ سيؤيده بالنصر على أعدائه ‪ ،‬وتؤكد النبوءات أنه سيكون نبى‬
‫‪١٣٥‬‬ ‫‪١٣٤‬‬
‫عبادة ﷲ وحدة وترك عبادة األصنام فسخروا منه وشتمه عمه الوثنى‬ ‫ينتمى إليھا نبى فاران محمد رسول ﷲ ‪ ،‬حيث مكان مولده وبداية‬
‫وقال له ‪ :‬تبا لك ألھذا جمعتنا ‪.‬‬ ‫مھبط الوحى اإللھى عليه تحديدا بوادى بكة كما ذكرت ذلك نبوءة‬

‫وكانت مقابالت الرسول ودعوته لقبائل العرب تتم باالجتماع بھم‬ ‫المزامير ‪ » :‬طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك ‪ ،‬ساله طوبى‬

‫ومحادثتھم باللين والحكمة والموعظة الحسنة لترك عبادة األصنام‬ ‫ألناس عزھم بك ‪ ،‬طرق بيتك في قلوبھم ‪ ،‬عابرين فى ) وادي بكة (‬

‫وعبادة ﷲ وحده ‪ ،‬ولم ينقل عنه مثال أنه مشى صائحا فى األسواق‬ ‫يصيرونه ينبوعا ‪ ،‬أيضا ببركات يغطون مورة يذھبون من قوة الى‬

‫والطرقات قائال ‪ :‬ويل لكم يا أوالد األفاعى إن لم تؤمنوا ‪.‬‬ ‫قوة « ‪.‬‬

‫‪ -٤‬نبى ال ييأس من عناد قومه أبدا ‪ ،‬وال تضعف ھمته فى الدعوة‬ ‫كما أن النبوءة السابقة تأتى لنا بصفات نبى لم تجتمع كلھا سويا‬

‫حتى يظھر الحق للناس مھما لقى من أذي وتعذيب وتعب أو صد‬ ‫جميعا إال فى شخص واحد فقط من ذرية آدم كلھا وھو شخص النبى‬
‫محمد ‪ ،‬وھى أنه ‪:‬‬
‫ف َوفَتِيلَةً مدخنة الَ‬ ‫ص ُ‬ ‫ضةً الَ يَ ْق ِ‬‫صبَةً َمرْ ضُو َ‬ ‫وكفر به وبرسالته ‪ ) ،‬قَ َ‬
‫ان ي ُْخ ِر ُج ْال َح ﱠ‬
‫ق الَ يَ ِكلﱡ َوالَ تُثَبﱠطُ لَهُ ِھ ﱠمةٌ َوالَ يَ ْن َك ِس ُر‬ ‫ي ْ‬
‫ُطفِ ُئ ‪ ،‬إِلَى األَ َم ِ‬ ‫‪ -١‬نبى معه شريعة جديدة من ﷲ » تنتظر الجزائر شريعته « ‪.‬‬
‫ض ( ‪ ،‬وكمثال بسيط لك سأذكر لك حادثة‬ ‫ض َع ْال َح ﱠ‬
‫ق فِي األَرْ ِ‬ ‫َحتﱠى يَ َ‬ ‫‪-٢‬نبى حاكم لألمم » يسوس األمم بالعدل « ‪.‬‬
‫شھيرة للنبى محمد وھى حادثة الطائف ‪ ،‬وفيھا أريدك أن تقترب من‬
‫‪ -٣‬نبى ال يصيح وال يصرخ وال يرفع صوته بالطريق فى دعوته‬
‫الحبيب محمد  حاول أن تعيش معه أحاسيسه ومشاعره و آماله‬
‫للناس ‪ ،‬والحقيقة ھذه الصفة كانت مالزمة للنبى محمد  على مدى‬
‫وآالمه ‪.‬‬
‫دعوته كلھا فقد بدأ دعوته سرا بين الناس لمدة ثالث سنين ظل يلتقى‬
‫بعدما اشتد أذى الوثنيين لمحمد  وأتباعه القليلين فى مكة ‪ ،‬سافر‬ ‫بأتباعه فى بيت أحدھم سرا حتى جاءه أمر ﷲ بإعالن الدعوة على‬
‫إلى الطائف ‪ -‬مدينة بجوار مدينة جدة حاليا ‪ -‬وكله أمل أن يجد فى‬ ‫المأل فجمع قريشا ً ‪ ،‬وقال لھم ‪ :‬إنه نبى ﷲ ورسوله ويدعوھم إلى‬
‫أھلھا من يؤمن بدعوته ‪ ،‬ويعينه فى أمره ‪ ،‬ولما وصل الطائف ذھب‬

‫‪١٣٧‬‬ ‫‪١٣٦‬‬
‫فما إن انتھى الحبيب محمد من مناجاته ‪ s‬حتى وجد طبقا ً من‬ ‫إلى سادة المدينة وأشرافھا وھم رؤساء قبيلة ثقيف فجلس إليھم يقول‬
‫عنب يقدم إليه ويقال له ‪ :‬تفضل ‪ ،‬وكان من غالم نصراني اسمه‬ ‫لھم إنه رسول ﷲ ويدعوھم لعبادة ﷲ وحدة وترك عبادة األوثان‬
‫عداس أمره أصحاب البستان أن يأخذ قطفا من عنب ويضعه فى‬ ‫ويدعوھم لنصرة دين ﷲ لينالوا خير الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫طبق ويقدمه ‪ ،‬فمد الحبيب محمد يده فى الطبق وقال ‪ :‬بسم ﷲ ‪ .‬ثم‬ ‫فاستھزأ به القوم وسخروا منه وقالوا له ‪ :‬أما وجد ﷲ أحدا يرسله‬
‫أكل فنظر عداس فى وجھه متعجبا ثم قال له ‪ :‬وﷲ إن ھذا الكالم ما‬ ‫غيرك !! فخرج رسول ﷲ من عندھم وھو حزين عليھم وما رأى من‬
‫يقوله أھل ھذه البالد ‪ ،‬فقال الحبيب محمد ‪ :‬ومن أى البالد أنت يا‬ ‫تكذيبھم له واستھزائھم به وياليت الموقف انتھى عند ذلك الحد ‪ ،‬فقد‬
‫عداس ؟ وما دينك ؟ فقال عداس ‪ :‬أنا نصرانى وأنا من أھل نينوى‬ ‫جمع له القوم صبيانھم وسفھاءھم وعبيدھم ليشتموا رسول ﷲ‬
‫فقال له الحبيب محمد ‪ :‬من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ‪،‬‬ ‫ويرمونه بالحجارة ‪ ،‬فكان رسول ﷲ يجرى منھم وھم خلفه وعن‬
‫فتعجب عداس وقال له ‪ :‬وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال الحبيب‬ ‫يمينه وعن شماله يرمونه بالحجارة ويشتمونه حتى سالت الدماء من‬
‫محمد ‪ :‬ذاك أخى كان نبيا وأنا نبى ‪ ،‬فما كان من عداس بعدما رأى‬ ‫الحبيب محمد فوجد حائطا لبستان فاحتمى به ‪ ،‬وجلس تحت ظل‬
‫بعينيه نور الصدق فى كالم الحبيب محمد إال أن أخذ يقبل رأس النبى‬ ‫شجرة عنب فلما اطمأن وسكنت نفسه توجه إلى ﷲ داعيا فقال ‪) :‬‬
‫محمد و يديه و قدميه ‪ ،‬فى سعادة ومھابة غامرة ‪.‬‬ ‫اللھم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وھوانى على الناس ‪ ،‬يا‬
‫فما كان بعد ھذه المشقة والمعاناة التى عاناھا رسول ﷲ محمد ‬ ‫أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى إلى‬
‫وھو يبلغ الناس برسالة ﷲ إال أن أراه ﷲ منزلته ‪ ،‬ومكانتة الرفيعة‬ ‫بعيد يتجھمنى أم إلى عدو ملكته أمرى ‪ ،‬إن لم يكن بك على غضب‬
‫فى المأل األعلى وسط المالئكة واألنبياء فى الرحلة العظيمة رحلة‬ ‫فال أبالى ‪ ،‬ولكن عافيتك أوسع لى ‪ ،‬أعوذ بنور وجھك الذى أشرقت‬
‫اإلسراء والمعراج فى السنة العاشرة من بدء الوحى ‪ ،‬ليعلمه ﷲ كم‬ ‫له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا واآلخرة من أن تنزل بى غضبك‬
‫ھو غال وعزيز عنده ‪ ،‬وإن أھانه أھل األرض كلھم و آذوه ‪.‬‬ ‫أو يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى وال حول وال قوة إال بك (‬
‫‪.‬‬

‫‪١٣٩‬‬ ‫‪١٣٨‬‬
‫‪ -٦‬نبى محارب يؤيده ﷲ بالنصر وال يسلمه ألعدائه أبدا ‪ ،‬ففى‬ ‫‪ -٥‬نبى تكون له سنة متبعة بمعنى أن أفعاله وأقواله تكون قدوة‬
‫ب يُ ْن ِھضُ َغي َْرتَهُ ‪،‬‬
‫ار يَ ْخ ُر ُج ‪َ ،‬ك َرج ُِل ُحرُو ٍ‬ ‫النبوءة ‪ ) :‬الرﱠبﱡ َك ْال َجبﱠ ِ‬ ‫للمؤمنين ‪ ،‬وھذا ما يسميه المسلمون سنة الرسول ففى النبوءة ‪» :‬‬
‫ف َويَصْ ُر ُخ َويَ ْق َوى َعلَى أَ ْعدَائِ ِه ( ‪.‬‬
‫يَ ْھتِ ُ‬ ‫نورا لألمم « ومن المعلوم أن النور ھو الذى يقتدى به فى الظلمات‬

‫كلمة رب شائعة اإلطالق فى اللغة على رئيس القوم وقائدھم‬ ‫وفى ھذا كان النبى محمد فى أفعاله وأقواله قدوة ونورا للشعوب ‪،‬‬

‫وإمامھم ‪ ،‬وتطلق ھنا رمزا لتدل على أن الحروب التى خاضھا النبى‬ ‫وھو الشخص الوحيد من ذرية آدم كلھا الذى كانت له سنة يتبعھا‬

‫محمد ضد الوثنيين كانت تتم باسم ﷲ ‪ ،‬وأنھا مؤيدة من ﷲ و بأمره‬ ‫المؤمنون فى أثناء حياته ومن بعده إلى يومنا ھذا وإلى أن يرث ﷲ‬

‫إلعالء كلمة الحق فى األرض ‪ ،‬إنھا معارك مقدسة حاربت فيھا‬ ‫األرض ومن عليھا ؛ لذلك نجد أنه الشخص الوحيد من ذرية آدم كلھا‬

‫المالئكة مع المسلمين ضد الوثنين الكفار ‪.‬‬ ‫الذى سجلت أحداث حياته كلھا بشكل مفصل لم يسبق له مثيل من قبل‬
‫لدرجة شبه يوميه فى أقواله وأفعاله الخاصة والعامة ‪ ،‬وكل ھذا‬
‫‪öΝà6s9 z>$yftFó™$$sù öΝä3−/u‘ tβθèW‹ÉótGó¡n@ øŒÎ) ‬‬ ‫يقول ﷲ عنھا فى القرآن ‪:‬‬
‫موجود فى ما يسميه المسلمون كتب السيرة والسنة النبوية ‪.‬‬

‫&‪3“tô±ç/ āωÎ) ª!$# ã&s#yèy_ $tΒuρ ∩∪ šÏùÏŠó÷ß∆ Ïπs3Í×‾≈n=yϑø9$# zÏiΒ 7#ø9r'Î/ Νä.‘‰ÏϑãΒ ’ÎoΤr‬‬ ‫لذلك أرجو من المسيحى أال يتعجب عندما ينظر المسلم لألناجيل‬
‫الحالية على أنھا مجرد كتب سيرة ناقصة األحداث والتفاصيل للنبى‬
‫‪íΟŠÅ3ym ͕tã ©!$# āχÎ) 4 «!$# ωΨÏã ôÏΒ āωÎ) çŽóǨΖ9$# $tΒuρ 4 öΝä3ç/θè=è% ϵÎ/ ¨È⌡yϑôÜtFÏ9uρ‬‬ ‫عيسى ابن مريم كتبھا أتباعه الذين كانوا مالزمين له عنه بعد رفعه‬
‫للسماء بزمن ‪.‬‬
‫∪⊃⊇∩ )‪Νä.tÎdγsÜã‹Ïj9 [!$tΒ Ï!$yϑ¡¡9$# zÏiΒ Νä3ø‹n=tæ ãΑÍi”t∴ãƒuρ çµ÷ΨÏiΒ ZπuΖtΒr& }¨$yè‘Ζ9$# ãΝä3ŠÏe±tóムøŒÎ‬‬
‫** أنظر فاصل ‪. (١) : ٥‬‬
‫‪tΠ#y‰ø%F{$# ϵÎ/ |MÎm7sWãƒuρ öΝà6Î/θè=è% 4’n?tã xÝÎ/÷ŽzÏ9uρ Ç≈sÜø‹¤±9$# t“ô_Í‘ ö/ä3Ζtã |=Ïδõ‹ãƒuρ ϵÎ/‬‬

‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬ص ‪ ٢٥٤‬من الكتاب الوحى اإللھى ‪.‬‬


‫‪١٤١‬‬ ‫‪١٤٠‬‬
¨βr&uρ ôNuŽèYx. öθs9uρ $\↔ø‹x© öΝä3çGt⁄Ïù ö/ä3Ζtã zÍ_øóè? s9uρ ô‰ãètΡ (#ρߊθãès? βÎ)uρ ( öΝä3©9 ׎öyz uθßγsù ’Îû ’Å+ø9é'y™ 4 (#θãΖtΒ#u šÏ%©!$# (#θçGÎm;sWsù öΝä3yètΒ ’ÎoΤr& Ïπs3Í×‾≈n=yϑø9$# ’n<Î) y7•/u‘ ÇrθムøŒÎ) ∩⊇⊇∪

. [ ‫] األنفال‬ 〈 ∩⊇∪ tÏΖÏΒ÷σßϑø9$# yìtΒ ©!$# ¨≅à2 öΝåκ÷]ÏΒ (#θç/ΎôÑ$#uρ É−$oΨôãF{$# s−öθsù (#θç/ΎôÑ$$sù |=ô㔍9$# (#ρãxx. šÏ%©!$# É>θè=è%

‫ » قَ ْد أَ ْقبَ َل ﷲُ ِم ْن‬: ‫وعن ھذه المعارك المقدسة فى سفر حبقوق النبى‬ €χÎ*sù …ã&s!θß™u‘uρ ©!$# È,Ï%$t±ç„ tΒuρ 4 …ã&s!θß™u‘uρ ©!$# (#θ—%!$x© öΝßγ‾Ρr'Î/ šÏ9≡sŒ ∩⊇⊄∪ 5β$uΖt/

‫ت‬ َ ‫ َغ َم َر َجالَلُهُ ال ﱠس َم‬، َ‫اران‬


ِ ‫اوا‬ َ َ‫ﱡوس ِمنْ َجبَ ِل ف‬ ُ ‫ َو َجا َء ا ْلقُد‬، ‫أَ ُدو َم‬
∩⊇⊆∪ Í‘$¨Ζ9$# z>#x‹tã zƒÌÏ≈s3ù=Ï9 āχr&uρ çνθè%ρä‹sù öΝà6Ï9≡sŒ ∩⊇⊂∪ É>$s)Ïèø9$# ߉ƒÏ‰x© ©!$#
ُ‫ َو ِم ْن يَ ِد ِه يُوْ ِمض‬، ‫ور‬ ِ ‫إِ ﱠن بَھَا َءهُ َكالنﱡ‬٤، ‫ت األَرْ ضُ ِم ْن تَ ْسبِي ِح ِه‬ ِ َ‫َوا ْمتَأل‬
َ ‫ت يَ ْقتَفِي ُخ‬
، ُ‫طاه‬ ُ ْ‫ َو ْال َمو‬، ً ‫يَتَقَ ﱠد ُمهُ َوبَأ‬٥ ، ُ‫ َوھُنَاكَ يَحْ جُبُ قُ ﱠوتَه‬، ‫ع‬ ٌ ‫ُش َعا‬
∩⊇∈∪ u‘$t/÷ŠF{$# ãΝèδθ—9uθè? Ÿξsù $Zômy— (#ρãxx. tÏ%©!$# ÞΟçGŠÉ)s9 #sŒÎ) (#þθãΖtΒ#u zƒÏ%©!$# $y㕃r'‾≈tƒ
ِ ‫ ا ْن َد ﱠك‬، ‫َب األُ َم َم‬
ُ‫ت ْال ِجبَا ُل األَبَ ِديﱠة‬ َ ‫ﱠس فَأَرْ ع‬ َ ْ‫ َوقَفَ َوزَ ْلزَ َل األَر‬٦
َ ‫ تَفَر‬، ‫ض‬
ُ ‫لَقَ ْد َرأَي‬٧ ، ‫ أَ ﱠما َم َسالِ ُكهُ فَ ِھ َي ِمنَ األَزَ ِل‬، ُ‫ت التﱢالَ ُل ْالقَ ِدي َمة‬
‫ْت‬ ِ ‫ار‬َ َ‫َوا ْنھ‬ u!$t/ ô‰s)sù 7πt⁄Ïù 4†n<Î) #¸”ÉiystGãΒ ÷ρr& @Α$tGÉ)Ïj9 $]ùÌhystGãΒ āωÎ) ÿ…çνtç/ߊ 7‹Í×tΒöθtƒ öΝÎγÏj9uθムtΒuρ
. ( ً ‫ُف ُر ْعبا‬
ُ ‫ار ِم ْديَانَ تَرْ ج‬ َ َ‫ِخيَا َم ُكو َشانَ تَنُو ُء بِ ْالبَلِيﱠةَ َو ُشق‬
ِ َ‫ق أَ ْخبِيَ ِة ِدي‬
öΝèδθè=çFø)s? öΝn=sù ∩⊇∉∪ 玍ÅÁpRùQ$# š[ø♥Î/uρ ( ãΝ¨Ψyγy_ çµ1uρù'tΒuρ «!$# š∅ÏiΒ 5=ŸÒtóÎ/
‫كلمة القدوس فى النبوءة السابقة تعنى الطھور وھو نبى فاران‬
‫ حارب الوثنيين وھزمھم شر ھزيمة وأقام حكم‬،  ‫محمد رسول ﷲ‬
u’Í?ö7ãŠÏ9uρ 4 4’tΓu‘ ©!$# €∅Å3≈s9uρ |Mø‹tΒu‘ øŒÎ) |Mø‹tΒu‘ $tΒuρ 4 óΟßγn=tGs% ©!$# €∅Å3≈s9uρ
‫ ودكت ممالك الكفر وتساقطت الواحدة تلو األخرى‬، ‫ﷲ فى األرض‬
‫فھا ھى مملكة الفرس العظيمة تھزم وإمبراطورية الروم تتلقى‬ ©!$# āχr&uρ öΝä3Ï9≡sŒ ∩⊇∠∪ ÒΟŠÎ=tæ ìì‹Ïϑy™ ©!$# āχÎ) 4 $—Ζ|¡ym ¹Iξt/ çµ÷ΖÏΒ šÏΖÏΒ÷σßϑø9$#

‫الھزيمة تلو الھزيمة على يد القادة العظام من صحابة وأتباع الحبيب‬


. ‫محمد‬ (#θåκtJΨs? βÎ)uρ ( ßx÷Gxø9$# ãΝà2u!%y` ô‰s)sù (#θßsÏGøtGó¡n@ βÎ) ∩⊇∇∪ t͍Ï≈s3ø9$# ωø‹x. ßÏδθãΒ

١٤٣ ١٤٢
‫الحق واإليمان ومعرفة ﷲ وعبادة ﷲ وحده ال شريك له ومعرفة‬ ‫‪ -٧‬نبى من الصحراء ينتھى نسبه إلى قبيلة قيدار ففى النبوءة ‪» :‬‬
‫أحكام ﷲ وشرائعه وآيات كتابه العظيم القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫َار ْال َمأْھُولَةُ « فكما ذكرت لك‬
‫ف الصﱠحْ َرا ُء َو ُم ُدنُھَا ‪َ ،‬و ِديَا ُر قِيد َ‬
‫لِتَ ْھتِ ِ‬

‫فمن ھو ذا النبى الذى جاء من صحراء فاران غير النبى محمد ‬ ‫سابقا أن النبى محمداً من قبيلة قريش التى ينتھى نسبھا إلى قيدار‬

‫‪ ،‬لتتحقق فيه نبوءة أخرى من سفر أشعياء إصحاح )‪ » : (٣٥‬ستفرح‬ ‫ابن نبى ﷲ إسماعيل االبن البكر لنبى ﷲ إبراھيم  والبركة ‪،‬‬

‫الصحراء والقفر األجرد وتبتھج البرية وتزھر كالورد « ‪» ٠٠٠٠‬‬ ‫وھو النبى األمى أى الذين جاء من األمم من وسط قوم وثنيين‬

‫وتكون ھناك ) أى فى الصحراء ( طريق تدعى طريق القداسة ال‬ ‫عبدة أصنام بخالف أنبياء بنى إسرائيل الذين آتاھم ﷲ العلم و‬

‫يسلك فيھا من ھو دنس ‪ ،‬وإنما تكون من نصيب السالكين فى تلك‬ ‫الكتاب والحكمة والنبوة من قبل ‪.‬‬

‫الطريق وال يضل فيه حتى الجھال وال يطرقھا أسد وال يأتيھا حيوان‬ ‫‪(#θè=÷Ftƒ öΝåκ÷]ÏiΒ Zωθß™u‘ z↵Íh‹ÏiΒW{$# ’Îû y]yèt/ “Ï%©!$# uθèδ ‬‬ ‫يـقول ﷲ تعالى عنه ‪:‬‬
‫مفترس إنما يسلك فيھا المفديون ( ھذا الطريق ھو نفسه طريق‬
‫العابرين فى وادى بكة يصيرونه ينبوعا كما فى نبوءة المزامير ‪،‬‬ ‫‪’Å∀s9 ã≅ö6s% ÏΒ (#θçΡ%x. βÎ)uρ sπyϑõ3Ïtø:$#uρ |=≈tGÅ3ø9$# ãΝßγßϑÏk=yèãƒuρ öΝÍκŽÏj.t“ãƒuρ ϵÏG≈tƒ#u öΝÍκöŽn=tã‬‬

‫فطريق القداسة ‪.‬‬


‫‪ ] 〈 ∩⊄∪ &Î7•Β 9≅≈n=|Ê‬الجمعة [ ‪.‬‬
‫ھو طريق الحجاج إلى مكة وھو الطريق بين عرفة والمزدلفة‬
‫وھو طريق واسع عريض جدا يقع بين سلسلتين من الجبال يعبر فيه‬ ‫فاألميون الوثنيون من قبل ھم الموصوفون فى النبوءة بالشعب‬
‫الحجاج وھم البسون لبس اإلحرام األبيض بعد المغرب من يوم عرفة‬ ‫األعمى المسجون الجالس فى الظلمة ‪ ،‬فجاء رسول ﷲ محمد  منھم‬
‫من عرفة إلى المزدلفة ‪ ،‬باآلالف المؤلفة ‪ ،‬وصل عددھم فى إحد‬ ‫نورا من ﷲ وھدى ورحمة لكل أمم األرض فأخرجھم من ظلمات‬
‫األعوام إلى ‪ ٢‬مليون حاج ثم يبيتون ليلتھم فى المزدلفة ‪ ،‬وقد جعل ﷲ‬ ‫الكفر والضالل وعمى البصيرة وسجن المعتقدات الباطلة إلى نور‬
‫مكة حرما آمنا ال يطرقھا أسد وال يأتيھا حيوان مفترس وحرم ﷲ فى‬

‫‪١٤٥‬‬ ‫‪١٤٤‬‬
‫‪ -٩‬نبى ال يموت حتى يظھر ﷲ به الدين الحق فى األرض ‪ ،‬ففى‬ ‫أرضھا الصيد وحرم قطع أشجارھا فھى حرم آمن محفوظ بشرع ﷲ‬
‫ض ( ظھر الحق فى‬ ‫ض َع ْال َح ﱠ‬
‫ق فِي األَرْ ِ‬ ‫النبوءة ‪َ ) :‬والَ يَ ْن َك ِس ُر َحتﱠى يَ َ‬ ‫‪.‬‬
‫األرض بدخول النبى محمد  مكة فاتحا منتصرا ‪ ،‬ودخل الناس فى‬ ‫‪ -٨‬نبى يبايعه الناس ويقيم لھم عھودا ومواثيق ففى النبوءة ‪) :‬‬
‫دين ﷲ أفواجا ‪.‬‬
‫َوأَجْ َعلُكَ َعھْداً لِل ﱠش ْع ِ‬
‫ب ( وھذه الصفة شديدة الوضوح فى سيرة‬
‫وسقطت األصنام كلھا على األرض محطمة وعلت كلمة ﷲ قوية‬ ‫النبى محمد  ‪ ،‬قبل الھجرة للمدينة جاءه وفد من رجالھا ونسائھا‬
‫باھرة فى جالل وبھاء وأتم ﷲ على المسلمين الدين والنعمة ‪ ،‬وخلص‬ ‫المؤمنين يبايعونه ويقيمون معه عھدا وبعد ھجرته المباركة‬
‫األمر كله ‪ ، s‬وسجد الكل ‪ s‬ربا وإلھا واحدا ال شريك له ‪ ،‬وبتمام‬ ‫للمدينة أقام ميثاق المؤاخاة بين المھاجرين من مكة واألنصار‬
‫الرسالة وبامتالء األرض تسبيحا ‪ ، s‬توفى الحبيب محمد  يوم‬ ‫أھل المدينة ‪.‬‬
‫االثنين الثانى عشر من شھر ربيع األول السنة الحادية عشرة من‬ ‫ثم أقام عھدا مع قبائل اليھود الساكنين حول المدينة ‪ ،‬لكن اليھود‬
‫الھجرة ‪ ،‬بعدما بلغ رسالة ربه خير بالغ وأظھر به ﷲ الحق فى‬ ‫كعادتھم خانوا عھد رسول ﷲ ‪ ،‬وبعد دخول رسول ﷲ محمد  مكة‬
‫األرض  ‪.‬‬ ‫فاتحا منتصرا ومعه عشرة آالف من المؤمنين ‪.‬‬
‫ترنيمة داود ‪:‬‬ ‫دخل الناس فى دين ﷲ أفواجا ‪ ،‬وأخذت وفود قبائل العرب كلھم‬
‫وتتوالى نبوءات الكتاب فى شخص النبى محمد  فعنه فى‬ ‫يأتون إلى رسول ﷲ محمد وفدا تلو اآلخر يعلنون إسالمھم ويبايعون‬
‫المزامير على سبيل المثال ال الحصر فى المزمور رقم )‪ ( ٤٥‬ھذه‬ ‫رسول ﷲ ويقيم رسول ﷲ  لھم العھود ويعلمھم أمور دينھم الجديد‬
‫النبوءة ‪ » :‬أنت أبرع جماال من بني البشر« فعن الوصف الشكلى‬ ‫‪ÉLyϑ÷èÏΡ öΝä3ø‹n=tæ àMôϑoÿøCr&uρ öΝä3oΨƒÏŠ öΝä3s9 àMù=yϑø.r& tΠöθu‹ø9$# ‬‬ ‫‪ ،‬وتتنزل آيات السماء ‪:‬‬
‫للنبى محمد  يقول صاحبه أبو ھريرة » ما رأيت شيئا أحسن من‬
‫رسول ﷲ ‪ ،‬كأن الشمس تجرى فى وجھه ‪ ،‬وإذا ضحك يتألأل فى‬ ‫‪ ] 〈 $YΨƒÏŠ zΝ≈n=ó™M}$# ãΝä3s9 àMŠÅÊu‘uρ‬المائدة ‪. [٣ :‬‬

‫‪١٤٧‬‬ ‫‪١٤٦‬‬
‫نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية « ‪ ،‬وھى قول ﷲ‬ ‫الجدار ( وقالت عنه أم معبد فى بعض ما وصفته به ‪ » :‬أجمل الناس‬

‫فى ‪ ] 〈 ∩⊆∪ 4yrθムÖóruρ āωÎ) uθèδ ÷βÎ) ∩⊂∪ #“uθoλù;$# Çtã ß,ÏÜΖtƒ $tΒuρ ‬النجم [ وقوله‬ ‫من بعيد وأحالھم وأحسنھم من قريب ( ‪.‬‬

‫وفى بعض ما وصفه به أصحابه ‪ ) :‬كان رسول ﷲ  فخما‬


‫‪:‬‬
‫مفخما يتألأل وجھه تأللؤ القمر ليلة البدر واسع الجبين أزج الحواجب‬
‫] النمل [ وقول‬ ‫‪ ∩∉∪Î AΟŠÎ=tæ AΟŠÅ3ym ÷βà$©! ÏΒ šχ#uöà)ø9$# ‘¤)n=çGs9 y7‾ΡÎ)uρ ‬‬ ‫سوابغ من غير قرن بينھما ‪ ،‬له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم‬
‫كث اللحية سھل الخدين ضليع الفم مفلج األسنان دقيق المسربة كأن‬
‫‪tβ#uöà)ø9$# È≅Ïo?u‘uρ ‬‬ ‫ﷲ ‪ ] 〈 tΑt“tΡ Èd,ptø:$$Î/uρ çµ≈oΨø9t“Ρr& Èd,ptø:$$Î/uρ  :‬اإلسراء [ وقوله ‪:‬‬
‫عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء‬
‫البطن والصدر عريض الصدر أفلج الثنيتين إذا تكلم رؤي كالنور‬
‫‪4’n?tã Ĩ$¨Ζ9$# ’n?tã …çνr&tø)tGÏ9 çµ≈oΨø%tsù $ZΡ#uöè%uρ ‬‬ ‫?‪ ] 〈 ∩⊆∪ ¸ξ‹Ï?ös‬المزمل [ وقـوله ‪:‬‬
‫يخرج من بين ثناياه ( ‪.‬‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇⊃∉∪ WξƒÍ”∴s? çµ≈oΨø9¨“tΡuρ ;]õ3ãΒ‬اإلسراء [ ‪.‬‬ ‫وفى بقية النبوءة ‪ » :‬انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك ﷲ‬
‫إلى األبد « ‪.‬‬
‫ومن المدھش حقا فى ھذا القرآن أن كثيرين جدا من صحابة النبى‬
‫والنعمة ھى القرآن كالم ﷲ الذى يتلوه النبى محمد  على الناس‬
‫ آمنوا بأن محمداً رسول ﷲ حقا وأسلموا ‪ s‬وذلك فقط بمجرد‬
‫واألحاديث والتعاليم النبوية إنھا نعم كبرى تجرى من شفتيه باسم ﷲ ‪.‬‬
‫سماعھم بعضا من آيات القرآن الكريم تتلى عليھم ‪ ،‬إن قوة جالل‬
‫كلمات ھذا الكتاب وھيبته فى نفوس الناس القارئين له والسامعين لھى‬ ‫وكان ذلك تحقيقا لقول ﷲ لموسى فى النبوءة عن رسول ﷲ مـحمد‬

‫أقوى بكثير من تأثير أى معجزة مادية خارقة للطبيعة ‪.‬‬ ‫‪ »  :‬سأجعل كالمى فى فمه ويكلمكم بكل شىء أمره به « ‪ ،‬وھى‬
‫نفسھا بشارة يسوع بمحمد رسول ﷲ مسجلة باإلنجيل ‪ » :‬وأما متى‬
‫وقد طلب فعال الوثنيون من الرسول محمد  أن يحدث لھم معجزة‬
‫جاء ذاك روح الحق فھو يرشدكم إلى جميع الحق ألنه ال يتكلم من‬
‫مادية تكون خارقة للطبيعة ليصدقوا أنه رسول من عند ﷲ والقرآن‬
‫‪١٤٩‬‬ ‫‪١٤٨‬‬
‫‪HωÎ) (#þθãΖÏΒ÷σã‹Ï9 (#θçΡ%x. $¨Β Wξç6è% &óx« ¨≅ä. öΝÍκöŽn=tã $tΡ÷Ž|³ymuρ 4’tAöθpRùQ$# ÞΟßγyϑ‾=x.uρ sπx6Í×‾≈n=yϑø9$#‬‬ ‫‪ÇÚö‘F{$# zÏΒ $uΖs9 tàføs? 4®Lym y7s9 š∅ÏΒ÷σœΡ s9 (#θä9$s%uρ ‬‬ ‫يذكر مطالبھم ھذه ‪:‬‬

‫&‪ ] 〈 ∩⊇⊇ ∪ tβθè=yγøgs† öΝèδuŽsYò2r& £Å3≈s9uρ ª!$# u!$t±o„ βr‬األنعام [ ‪.‬‬ ‫‪$yγn=≈n=Åz t≈yγ÷ΡF{$# tÉdfxçGsù 5=uΖÏãuρ 9≅ŠÏƒ‾Υ ÏiΒ ×π¨Ψy_ šs9 tβθä3s? ÷ρr& ∩⊃∪ %—æθç7.⊥tƒ‬‬

‫وھكذا نرى عبر اآليات القرآنية أن النبى محمداً لم يجبھم ولم‬ ‫?‪«!$$Î/ u’ÎAù's? ÷ρr& $¸|¡Ï. $uΖøŠn=tã |Môϑtãy— $yϑx. u!$yϑ¡¡9$# xÝÉ)ó¡è@ ÷ρr& ∩⊇∪ #—ŽÉføs‬‬

‫يعدھم بأى معجزة خارقة يقيمھا لھم ؛ ألن دعوته كانت من القوة‬
‫‪s9uρ Ï!$yϑ¡¡9$# ’Îû 4’n∋ös? ÷ρr& >∃ã÷zã— ÏiΒ ×MøŠt/ y7s9 tβθä3tƒ ÷ρr& ∩⊄∪ ¸ξ‹Î6s% Ïπx6Í×‾≈n=yϑø9$#uρ‬‬
‫والتأييد اإللھى المباشر لدرجة أن األلوف المؤلفة وقبائل بأكملھا من‬
‫العرب قد آمنت به وبرسالته ‪ ،‬وذلك فقط بمجرد سماعھم لكالم ﷲ‬
‫‪āωÎ) àMΖä. ö≅yδ ’În1u‘ tβ$ysö7ß™ ö≅è% 3 …çνäτtø)‾Ρ $Y7≈tFÏ. $uΖøŠn=tã tΑÍi”t∴è? 4®Lym y7ÍhŠÏ%ãÏ9 š∅ÏΒ÷σœΡ‬‬
‫القرآن الكريم يتلى عليھم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ال يكون ھذا بكالم بشر أبدا فآمنوا‬
‫بأن القرآن ھو حقا كالم ﷲ اإلله الحق خالق كل شىء وآمنوا بمحمد‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊂∪ Zωθß™§‘ #ZŽ|³o0‬اإلسراء [ ‪.‬‬
‫حقا رسول ﷲ ‪ ،‬وكانت ھذه حقا ھى المعجزة الخالدة ‪.‬‬
‫وھؤالء الوثنيون الذين يطلبون معجزات خارقة لقوانين الطبيعة‬
‫وھذا عمر بن الخطاب فى الجاھلية كان عابد أصنام وثنيا مثل‬
‫بقية قومه يمأل الشر نفسه ومشھوراً بين قومه بشدته وجبروته ومن‬ ‫‪(#θßϑ|¡ø%r&uρ ‬‬ ‫يرد عليھم عالم الغيوب العليم بخفايا النفوس ففى القرآن ‪:‬‬
‫كبراء قومه والكل يھابه ويخافه ويوقره عندما رأى من وجھة نظره‬
‫‪$tΒuρ ( «!$# y‰ΖÏã àM≈tƒFψ$# $yϑ‾ΡÎ) ö≅è% 4 $pκÍ5 ¨äÏΒ÷σ㊩9 ×πtƒ#u öΝåκøEu!%y` È⌡s9 öΝÍκÈ]≈yϑ÷ƒr& y‰ôγy_ «!$$Î/‬‬
‫الجاھلية حينھا أن محمداً  فرق بين قريش بدينه الجديد حمل سيفه‬
‫وقد مأل كل الكره قلبه لمحمد  وأتباع محمد  حمل سيفه وذھب‬
‫„‪óΟs9 $yϑx. öΝèδt≈|Áö/r&uρ öΝåκsEy‰Ï↔øùr& Ü=Ïk=s)çΡuρ ∩⊇⊃∪ tβθãΖÏΒ÷σムŸω ôNu!%y` #sŒÎ) !$yγ‾Ρr& öΝä.ãÏèô±ç‬‬
‫غاضبا إلى حيث كان يجلس محمد مع من آمنوا به يعلمھم أمور دينھم‬
‫الجديد ويبلغھم آيات ﷲ فى بيت رجل من أتباع النبى يدعى ابن أبى‬ ‫‪ãΝÍκöŽs9Î) !$uΖø9¨“tΡ $oΨ‾Ρr& öθs9uρ * ∩⊇⊇⊃∪ tβθßγyϑ÷ètƒ óΟÎγÏΖ≈uŠøóèÛ ’Îû öΝèδâ‘x‹tΡuρ ;ο§÷s∆ tΑ¨ρr& ÿϵÎ/ (#θãΖÏΒ÷σãƒ‬‬

‫‪١٥١‬‬ ‫‪١٥٠‬‬
‫&‪ô£ϑÏiΒ WξƒÍ”∴s? ∩⊂∪ 4y´øƒs† yϑÏj9 ZοtÅ2õ‹s? āωÎ) ∩⊄∪ #’s+ô±tFÏ9 tβ#uöà)ø9$# y7ø‹n=tã $uΖø9t“Ρr‬‬ ‫األرقم ‪ ،‬حمل عمر سيفه وذھب ليقتل محمدا ‪ ،‬وھو فى الطريق قابله‬
‫رجل وسأله إلى أين يتجه بكل ھذا الغضب والسيف مشھرا بيده فرد‬
‫{‪’Îû $tΒ …çµs9 ∩∈∪ 3“uθtGó™$# ĸöyèø9$# ’n?tã ß≈oΗ÷q§9$# ∩⊆∪ ’n?ãèø9$# ÏN≡uθ≈uΚ¡¡9$#uρ uÚö‘F{$# t,n=y‬‬ ‫عليه قائال فى عنف إنى ذاھب ألقتل محمدا ‪ ،‬فرد عليه الرجل ساخرا‬
‫إن أختك يا عمر وزوجھا اتبعوا دين محمد ‪.‬‬
‫‪ ] 〈 ∩∉∪ 3“uŽ©Y9$# |MøtrB $tΒuρ $yϑåκs]÷t/ $tΒuρ ÇÚö‘F{$# ’Îû $tΒuρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$#‬طه [ ‪.‬‬
‫وكانت مفاجأة وصدمة لعمر فازداد عمر غضبا على غضب‬

‫بعدھا ذھب عمر مباشرة إلى محمد ولكن ال ليقتله وإنما ليعلن له‬ ‫وأسرع الخطا لبيت أخته ليتحقق من كالم ھذا الرجل وما إن دخل‬

‫إسالمه وإيمانه بأنه ال إله إال ﷲ وحده ال شريك له وأن محمداً حقا‬ ‫بيت أخته حتى وجدھا وزوجھا يقرآن من أوراق فى أيديھما فسألھا‬

‫وصدقا رسول ﷲ ‪ ،‬ماذا حدث لعمر وما الذى غيره كل ھذا التغيير‬ ‫عمر فى عنف ھل اتبعت محمدا فقالت بكل ثقة وإيمان نعم وأشھد أن‬

‫إنه كالم ﷲ يھدى به من يشاء قرأه عمر فأدرك أن ھذا ال يكون قول‬ ‫ال إله إال ﷲ وأن محمدا لرسول ﷲ حقا وصدقا فلطمھا عمر بيده‬

‫بشر وال قول مدعى نبوة كاذبة بل ھو كالم ﷲ الموحى إلى نبيه‬ ‫لطمة قوية أوقعتھا على األرض ونزفت الدماء من وجھھا فطلب منھا‬

‫ورسوله محمد ‪.‬‬ ‫عمر أن تعطيه ھذه األوراق ليرى ما فيھا ‪ ،‬فرفضت بكل إصرار ‪.‬‬

‫فمن ھيبة كالم ﷲ فى نفوس الناس ومخافة الكفار من مجرد‬ ‫وكم كان عجب ودھشة عمر عندما عرف سبب ھذا الرفض فقد‬

‫سماع الناس لكالم ﷲ كان أعداء النبى محمد من الوثنيين يدعون‬ ‫قالت له أخته ‪ :‬إن ھذه األوراق بھا آيات من كالم ﷲ وأنت نجس ولن‬

‫الناس أال يسمعوا لھذا القرآن أبدا ‪ ،‬وإن رأوا أحدا يقرأه كانوا‬ ‫تلمسھا حتى تتطھر وتغتسل أوال ‪ ،‬ولم يجد عمر أمام ھذا اإلصرار‬

‫يصفقون ويصيحون ويرفعون أصواتھم حوله كى ال يسمع أحد من‬ ‫من أخته إال أن يطيع فذھب وتتطھر واغتسل ثم جاءھا لتعطيه‬

‫الناس ھذا القرآن وأنا رأيت شخصيا حالة كھذه من المسيحيين عند‬ ‫‪!$tΒ ∩⊇∪ µÛ ‬‬ ‫األوراق ليرى ما فيھا ‪ ،‬وبدأ عمر يقرأ ما فى األوراق ‪:‬‬
‫سماعه القرآن تكون حالته كأن نارا تأكل نفسه وكأنه يضن بالكفر أن‬

‫‪١٥٣‬‬ ‫‪١٥٢‬‬
‫تطھر أوال ثم أمسك المصحف وافتحه على أى صفحة تقابلك‬ ‫يخرج من قلبه وفيھم ومن على شاكلتھم إلى قيام الساعة يقول ﷲ‬
‫وحاول تالوة القرآن من عميق قلبك واعلم أنك تمسك بين يديك أقدس‬ ‫‪tβθä3Î=ôγムβÎ)uρ ( çµ÷Ζtã šχöθt↔÷Ζtƒuρ çµ÷Ψtã tβöθyγ÷Ψtƒ öΝèδuρ ‬‬ ‫عنھم فى كتابه العزيز‪:‬‬
‫كتاب على وجه األرض ‪.‬‬
‫)‪ ] 〈 ∩⊄∉∪ tβρããèô±o„ $tΒuρ öΝåκ|¦àΡr& HωÎ‬األنعام [ ‪.‬‬
‫ولكى تدرك ھذه الحقيقة أريدك أوال أن تفھم معنى الوحى فى‬
‫القرآن عندنا ‪ ،‬يجوز أن عدم فھم المسيحيين لمعنى الوحى اإللھى فى‬
‫وھل اإليمان بأن ﷲ ھو اإلله الحق وال إله غيره يحتاج إلى‬
‫القرآن ھو السبب وراء موقفھم العدائى منه اآلن ‪.‬‬
‫معجزة خارقة لقوانين الطبيعة ‪ ،‬إذن ما أضعف ھذا اإليمان ‪ ،‬إن‬
‫فمفھوم الوحى عند المسيحيين فى كتبھم المقدسة ھو أن ﷲ أوحى‬ ‫دعوة النبى محمد باإليمان با‪ s‬وحده ال شريك له ال تحتاج أكثر من‬
‫المعنى فقط وترك الكاتب يكتب األلفاظ والكلمات بأسلوبه وتعبيراته‬ ‫النظر فى ھذا الكون بكل مافيه من أحياء وجمادات لنرى بديع صنعه‬
‫الخاصة به ‪ ،‬ولذلك تعددت عندھم األناجيل وتعددت االختالفات بينھا‬ ‫ودقه نظامه ونعرف أن ﷲ الخالق ھو اإلله الحق ال شريك له ‪،‬‬
‫ويقولون فى ھذا ‪ :‬إنه خطأ الكاتب أو خطأ المترجم ‪ ،‬أو أن كل كاتب‬ ‫وللتصديق بأن محمداً ھو رسول ﷲ حقا ال تحتاج أكثر من تالوة‬
‫يذكر الموضوع من وجھة نظره الخاصة ‪ ،‬ولكن عندنا الوحى‬ ‫الكتاب الذى أوحاه ﷲ إليه لتؤمن بحق أن محمدا ھو رسول ﷲ حقا و‬
‫اإللھى بالقرآن الكريم مختلف عن مفھومھم العام للوحى فعندنا‬ ‫صدقا ‪ ،‬ومن كفر فإن ﷲ غنى عن العالمين ‪.‬‬
‫القرآن موحى من ﷲ ليس بمعناه فقط بل بلفظه وبكلماته وبحروفه‬
‫** انظر فاصل ‪. (١) : ٤‬‬
‫وأيضا بطريقة نطقه التى ننطقه بھا اآلن مرتال كما أنزله ﷲ بل أيضا‬
‫بطريقة ترتيب آياته وسوره ‪.‬‬

‫إذن عندنا ال يوجد أى مجال حتى للتالعب بحرف واحد من‬


‫حروف القرآن فما بالك بالكلمات والجمل والمعانى والشرائع والتعاليم‬
‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬ص ‪ ) ٢٣٨‬معجزات النبى المادية ( ‪.‬‬
‫‪١٥٥‬‬ ‫‪١٥٤‬‬
‫كان يناديھم ارموا بنى‬ ‫وأمته ھم الرماه ففى المعارك الشديدة‬ ‫اإللھية فى ھذا الكتاب المقدس الذى ھو كالم ﷲ فى نقائه وصفائه بال‬
‫إسماعيل فإن أباكم كان راميا ‪ ،‬وھو النبى الذى سقطت له ممالك‬ ‫أى شائبه أو شبھة أو تداخل بينه وبين كالم مخلوق ‪ ،‬القرآن الكريم‬
‫كبرى وللمؤمنين به من بعده وھو النبى الذى آمنت برسالته الشعوب‬ ‫أقدس كتاب على وجه األرض لذلك نرى ‪ -‬حتى إلى اليوم ‪-‬‬
‫حتى أصبح منھم حفظة قرآن وعلماء شريعة ودعاة لدين ﷲ اإلسالم ‪.‬‬ ‫المسلمين الذين ال يتحدثون العربية عندما يقرؤون القرآن يتلونه‬

‫ومما يدعو للسخرية حقا ھو تفسير علماء الكھنوت المسيحيين‬ ‫بالعربية كما أنزل من عند ﷲ لفظا ملفوظا تالوة تعبدية ‪ ،‬و إن أرادوا‬

‫للنبوءات ‪ ،‬فكلما وجدوا نبوءة تستحيل أن تنطبق على يسوع يقومون )‬ ‫فھمه فھم يقرؤون ترجمة تفسيره وھذه الترجمة للتفسير ‪ ،‬ال يطلق‬

‫بروحنة النبوءة ( فيقولون مثال ‪ :‬إن السيف ھنا ھو سيف روحى‬ ‫عليھا صفة ‪ ) :‬قرآن ( أبدا ‪ ،‬الختالف لفظ التنزيل حتى وإن كان‬

‫والحروب ھنا ھى حروب روحية والنبال المسنونة ھنا ھى نبال‬ ‫المعنى وافيا ً ‪.‬‬

‫روحية ‪ ،‬وأنا ال أدرى لماذا ال تكون الشعوب أيضا فى ھذه النبوءة‬ ‫** انظر فاصل ‪. ( ١) : ٥‬‬
‫شعوبا ً روحية ؟ ھذا من باب إكمال عملية الروحنة للنبوءة ) ضياع‬
‫وفى بقية النبوءة ‪ » :‬تقلد سيفك على فخذك أيھا الجبار جاللك‬
‫في ضالل ( ‪ ،‬ھذه ھى أغلب عادتھم فى تفسير النبوءات مجرد‬
‫وبھاءك ‪ ،‬وبجاللك اقتحم ‪ ،‬اركب ‪ ،‬من أجل الحق والدعة والبر‬
‫تفسيرات عقيمة ال تدل إال على العجز الفكرى لديھم ‪ ،‬أكثر مما تدل‬
‫فتريك يمينك مخاوف نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك ‪ ،‬شعوب‬
‫على حقائق واقعية ‪.‬‬
‫تحتك يسقطون « ‪.‬‬
‫وفى بقية النبوءة ‪ » :‬كرسيك يا ﷲ إلى دھر الدھور ‪ ،‬قضيب‬
‫ھذه نبوءة عظيمة عن النبى محمد تشير إلى الجھاد ضد الكفار‬
‫استقامة قضيب ملكك أحببت البر وأبغضت اإلثم « ‪.‬‬
‫وأعداء الحق الذين يحاربون رسالة ﷲ ‪ ،‬فليس بعد نبى ﷲ داود نبى‬
‫حمل السيف لجھاد الكفار من أجل الحق والبر إال النبى محمد ‬

‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬ص ‪) ٢٥٤‬الوحى اإللھى (‪.‬‬


‫‪١٥٧‬‬ ‫‪١٥٦‬‬
‫?‪(#θãèÎ7−Fs? Ÿωuρ ( çνθãèÎ7¨?$$sù $VϑŠÉ)tGó¡ãΒ ‘ÏÛ≡uŽÅÀ #x‹≈yδ ¨βr&uρ ∩⊇∈⊄∪ šχρ㍩.x‹s‬‬ ‫ھذا المقطع من النبوءة يشير إلى ظھور ملكوت ﷲ فى األرض‬
‫وعلو شأنه ‪ ،‬وتشير إلى شرائع ھذا الملكوت التى كلھا تدعو للبر‬
‫‪tβθà)−Gs? öΝà6‾=yès9 ϵÎ/ Νä38¢¹uρ öΝä3Ï9≡sŒ 4 Ï&Î#‹Î7y™ tã öΝä3Î/ s−§xtGsù Ÿ≅ç6¡9$#‬‬ ‫وتبغض اإلثم وكل ھذا تحقق برسول ﷲ محمد  ‪.‬‬

‫ففى القرآن كلمة ﷲ المنزلة على محمد ‪tΠ§ym $tΒ ã≅ø?r& (#öθs9$yès? ö≅è% ‬‬
‫‪.‬‬ ‫∪⊂∈⊇∩ 〈 ] األنعام [‬

‫‘‪(#þθè=çFø)s? Ÿωuρ ( $YΖ≈|¡ômÎ) Èøt$Î!≡uθø9$$Î/uρ ( $\↔ø‹x© ϵÎ/ (#θä.Ύô³è@ āωr& ( öΝà6øŠn=tæ öΝà6š/u‬‬
‫وفى بقية النبوءة ‪ » :‬من أجل ذلك مسحك ﷲ إلھك بدھن االبتھاج‬
‫أكثر من رفقائك كل ثيابك م ّر وعود وسليخة ‪ ،‬من قصور العاج‬
‫&‪(#θç/tø)s? Ÿωuρ ( öΝèδ$−ƒÎ)uρ öΝà6è%ã—ötΡ ßós‾Ρ ( 9,≈n=øΒÎ) ï∅ÏiΒ Νà2y‰≈s9÷ρr‬‬
‫سرّتك األوتار « يقول رسول ﷲ محمد  ‪ » :‬أعطيت ما لم يعط أحد‬
‫من األنبياء قبلي « )‪ (١‬ومن ذلك أنه ھو الذى أنزل عليه القرآن وأنزل‬ ‫‪tΠ§ym ÉL©9$# š[ø¨Ζ9$# (#θè=çGø)s? Ÿωuρ ( š∅sÜt/ $tΒuρ $yγ÷ΨÏΒ tyγsß $tΒ |·Ïm≡uθxø9$#‬‬

‫على قلبه محفوظا متلوا ‪ ،‬وھو الكتاب الذى يتعبد ‪ s‬بقراءته ‪ ،‬وھو‬
‫الكتاب الذى أمر ﷲ بقراءته ليال ونھارا وفى كل األوقات ‪ ،‬ويجزى‬ ‫‪tΑ$tΒ (#θç/tø)s? Ÿωuρ ∩⊇∈⊇∪ tβθè=É)÷ès? ÷/ä3ª=yès9 ϵÎ/ Νä38¢¹uρ ö/ä3Ï9≡sŒ 4 Èd,ysø9$$Î/ āωÎ) ª!$#‬‬

‫ﷲ عن تالوته بكل حرف عشر حسنات ‪ ،‬وھو النبى الذى جعل ﷲ‬


‫ألمته بكل حسنة جزاء عشر أمثالھا ‪ ،‬وإن ھ ﱠم واحد منھم بفعل حسنة‬ ‫‪Ÿ≅ø‹x6ø9$# (#θèù÷ρr&uρ ( …çν£‰ä©r& xè=ö7tƒ 4®Lym ß|¡ômr& }‘Ïδ ÉL©9$$Î/ āωÎ) ÉΟŠÏKuŠø9$#‬‬

‫ومنعه مانع فلم يعملھا كتبت له حسنة ‪ ،‬وإن فعلھا كتبت له عشرة وإن‬
‫‪öθs9uρ (#θä9ωôã$$sù óΟçFù=è% #sŒÎ)uρ ( $yγyèó™ãρ āωÎ) $²¡øtΡ ß#Ïk=s3çΡ Ÿω ( ÅÝó¡É)ø9$$Î/ tβ#u”Ïϑø9$#uρ‬‬
‫ھم واحد منھم بفعل سيئة ولم يفعلھا كتبت له حسنه ألنه لم يفعلھا وإن‬

‫‪÷/ä3ª=yès9 ϵÎ/ Νä38¢¹uρ öΝà6Ï9≡sŒ 4 (#θèù÷ρr& «!$# ωôγyèÎ/uρ ( 4’n1öè% #sŒ tβ%Ÿ2‬‬
‫)‪ (١‬البخارى فى التيمم )‪ ، (٣٣٥‬ومسلم فى المساجد ومواضع الصالة‬
‫)‪(٣/٥٢١‬عن جابربن عبد ﷲ  ‪.‬‬
‫‪١٥٩‬‬ ‫‪١٥٨‬‬
‫القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين ‪ .‬فقال‬ ‫عملھا كتبت عليه سيئة واحدة ‪ ،‬وھذه عطيه لم تعطھا أمة من قبل ‪،‬‬
‫أھل الكتابين ‪ :‬أي ربنا أعطيت ھؤالء قيراطين قيراطين وأعطيتنا‬ ‫وھو النبى الذى أرسله ﷲ للناس كافة لكل شعوب األرض كلھا وكان‬
‫قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عمال ‪.‬‬ ‫النبى قبله يرسل إلى قومه فقط ال يتعداھم ‪ ،‬وھو النبى الذى ختم ﷲ به‬

‫قال ﷲ عز وجل ‪ :‬ھل ظلمتكم من أجركم من شيء ؟ قالوا ‪ :‬ال ‪،‬‬ ‫النبوة فال نبى بعده إلى قيام الساعة ‪ ،‬وھو النبى الذى جعل ﷲ له‬
‫وألمته األرض مسجدا طھورا فأينما حضر وقت الصالة صلوا ‪ ،‬وھو‬
‫قال ‪ :‬فھو فضلي أوتيه من أشاء « )‪. (١‬‬
‫الذى جعلت صفوف أمته فى الصالة والجھاد على مثال صفوف‬
‫وھذا تحقيق نبوءة يسوع فى إنجيل متى ‪ » :‬فإن ملكوت‬ ‫المالئكة فى السماء ‪ ،‬وھم األمة الذين يتوضؤون قبل صالتھم ‪ ،‬وھو‬
‫السماوات يشبه رب بيت خرج في الصباح الباكر ليستأجر عماال‬ ‫النبى المنصور فما يسمع به عدو ‪ s‬إال ھزم فى قلبه من قبل أن يلقاه‬
‫لكرمه واتفق مع العمال على أن يعطى كل واحد ديناراً فى اليوم‬ ‫وبينھما مسيرة شھر ‪ ،‬وأمته ھم اآلخرون األولون يوم القيامة ‪.‬‬
‫وأرسلھم إلى كرمه ‪ ،‬ثم خرج فى نحو الساعة الثالثة فرأى آخرين‬
‫يقول الرسول محمد  ‪ » :‬نحن اآلخرون األولون يوم القيامة‬
‫يقفون متعطلين فى السوق فقال لھم ‪ :‬اذھبوا أنتم أيضا إلى الكرم وما‬
‫ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنھم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من‬
‫يحق سأعطيكم فذھبوا ثم خرج مرة أخرى في نحو الساعة السادسة‬
‫بعدھم ‪ ،‬فاختلفوا فھدانا ﷲ لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه « )‪ (١‬ويقول‬
‫وفي نحو الساعة التاسعة وفعل مثل ذلك ثم في نحو الساعة الحادية‬
‫عشرة خرج فوجد آخرين واقفين فقال لھم ‪ :‬ما بالكم واقفين ھنا النھار‬ ‫‪ » :‬إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من األمم كما بين صالة العصر إلى‬

‫كله متعطلين فقالوا له ‪ :‬ألنه لم يستأجرنا فقال لھم ‪ :‬اذھبوا أنتم أيضا‬ ‫غروب الشمس أوتي أھل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف‬

‫إلى الكرم وما يحق سأعطيكم حتى إذا جاء المساء قال رب الكرم‬ ‫النھار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ‪ ،‬ثم أوتي أھل اإلنجيل اإلنجيل‬

‫لوكيله ‪ :‬ادع العمال وأعطھم أجرتھم مبتدئا من اآلخرين إلي األولين‬ ‫فعملوا إلى صالة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ‪ ،‬ثم أوتينا‬

‫)‪ (١‬البخارى فى األنبياء )‪ (٣٤٨٦‬ومسلم فى الجمعة )‪ (٢٠/٨٥٥‬عن أبى ھريرة‬


‫)‪ (١‬البخارى فى مواقيت الصالة )‪ ، (٥٥٧‬عن سالم بن عبد ﷲ عن أبيه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪١٦١‬‬ ‫‪١٦٠‬‬
‫الحواريون الذين يعدونھم أفضل من كل األنبياء والرسل والذين ذاقوا‬ ‫فجاء الذين استؤجروا فى نحو الساعة الحادية عشرة وأخذ كل واحد‬
‫المشقة والتعب فى نشر بشارة يسوع  في األمم لذلك ھربوا إلى‬ ‫دينارا ‪ ،‬ثم لما جاء األولون ظنوا أنھم سيأخذون أكثر لكنھم أخذوا ھم‬
‫تفسير آخر فقالوا ‪ :‬إنه  يشير إلي الذين يقبلون إلى التوبـة أو إلى‬ ‫أيضا كل واحد دينارا ‪ ،‬ففيما ھم يأخذون تذمروا على رب البيت‬
‫الخـالص فى زمـن الـشبـاب )أصحاب الساعة الثالثة ( ‪ ،‬أو في زمن‬ ‫قائلين ‪ :‬إن ھؤالء اآلخرين لم يعملوا إال ساعة واحدة ومع ذلك‬
‫الرجولة ) أصحاب الساعة السادسة( أو فى زمن الكھولة ) أصحاب‬ ‫ساويتھم بنا نحن الذين حملنا وطأة النھار وقيظه أما ھو فأجاب وقال‬
‫الساعة التاسعة ( أو في زمن الشيخوخة )أصحاب الساعة الحادية‬ ‫لواحد منھم ‪ :‬ياصاحبى ما ظلمتك أما اتفقت معى على دينار فخذ الذى‬
‫عشرة ( وھو تفسير أقل ما يوصف به أنه مضحك ! فإنه بالعقل الذي‬ ‫لك وامض في سبيلك فإنى أريد أن أعطى ھذا األخير مثلك أفما يحق‬
‫يتوب وھو مازال في عنفوان شبابه ونشاطه وحيويته وشھوته‬ ‫لى أن أفعل ما أشاء بمالى ؟ أم أن عينك شريرة ألنى أنا صالح ؟‬
‫وصحته وھو قادر على فعل كافة الذنوب والموبقات خير أم من يتوب‬ ‫فھكذا يكون اآلخرون أولين و األولون آخرين ‪ ،‬ألن الذين يدعون‬
‫بعدما فقد كل ھذا ووصل إلي سن الكھولة والعجز ‪.‬‬ ‫كثيرون وأما الذين يختارون فقليلون « ‪.‬‬

‫ورأي آخر يقول ‪ :‬إنه إشارة إلي إرسال األنبياء ‪ ،‬وھذا أقرب إلي‬ ‫مالحظة ‪ :‬الساعة الثالثة في المثل = الساعة الثانية عشرة ظھرا‬
‫الصحيح لكنه ليس ھو عين المقصود ‪.‬‬ ‫(‬

‫ورأي من آرائھم يقول ‪ :‬المقصود باألولين ھم اليھود الذين عملوا‬ ‫لعلماء الكھنوت المسيحى أكثر من رأي في تفسير ھذا المثل ‪ ،‬منھا‬
‫في كنيسة العھد القديم فإنھم يحنقوا علي الرومان الوثنيين الذين آمنوا‬ ‫‪:‬‬
‫بيسوع ربا وإلھا مخلصا جاء وقدم نفسه ذبيحة ليكفر عن خطاياھم !‬ ‫يقولون ‪ :‬إن صاحب الكرم ھنا ھو عيسي  والعمال ھم خدام‬
‫وأقول ‪ :‬ما الفرق ! خرج الوثنيون من وثنية ودخلوا إلي وثنية‬ ‫الكنيسة ‪ ،‬ولكنھم عجزوا أن يفسروا كيف اآلخرين من خدام الكنيسة‬
‫أخرى ؟ ما دعي إليھا عيسى  وال أحد من األنبياء قبله ‪،‬‬ ‫سيكون لھم من األجر والثواب واألفضلية من األولين الذين ھم‬

‫‪١٦٣‬‬ ‫‪١٦٢‬‬
‫‪ö/ä.θ•_!$ysム÷ρr& ÷Λä‹Ï?ρé& !$tΒ Ÿ≅÷WÏiΒ Ó‰tnr& #’tA÷σムβr& «!$# “y‰èδ 3“y‰ßγø9$# ¨βÎ) ö≅è% ö/ä3oΨƒÏŠ‬‬ ‫والرومان كما تعلم ليسوا من ذرية إبراھيم وﷲ ال يخلف وعده األبدى‬
‫إلبراھيم بأن بذريته ستبارك كل أمم األرض وذلك بأن يكون منھم‬
‫‪∩∠⊂∪ ÒΟŠÎ=tæ ììÅ™≡uρ ª!$#uρ 3 â!$t±o„ tΒ ÏµŠÏ?÷σム«!$# ωuŠÎ/ Ÿ≅ôÒxø9$# ¨βÎ) ö≅è% 3 öΝä3În/u‘ y‰ΖÏã‬‬ ‫حملة رسالته ‪ ،‬ظھرت ھذه البركة فى ذرية إسحاق أوال ‪ ،‬ثم انتقلت‬
‫إلى ذرية إسماعيل ‪ ،‬آخرا بظھور نبى ﷲ ورسوله للناس كلھم محمد‬
‫‪ ] 〈 ∩∠⊆∪ ÉΟŠÏàyèø9$# È≅ôÒxø9$# ρèŒ ª!$#uρ 3 â!$t±o„ tΒ ϵÏGyϑômtÎ/ ÈtG÷‚tƒ‬آل عمران [ ‪.‬‬
‫ من ذرية قيدار ابن نبى ﷲ إسماعيل االبن البكر لنبى ﷲ إبراھيم‬
‫وكانت البركة التى حملھا رسول ﷲ محمد  تساوى بركة كافة‬
‫وتفسير ھذا المثل ھو ‪:‬‬
‫األنبياء من ذرية إسحاق كلھم مجتمعين ‪ ،‬لتساوى بركة إسماعيل مع‬
‫)رب البيت ( إشارة إلى ﷲ عز وجل – و‪ s‬المثل األعلى – و)‬
‫بركة أخيه إسحاق ‪ ،‬ونحن نؤمن برسل ﷲ كلھم وأنبيائه عليھم السالم‬
‫البيت( إشارة إلى الملك يعنى أن ﷲ تعالى ھو رب كل شىء ومالكه‬
‫جميعا ما علمنا منھم و ما لم نعلم ‪.‬‬
‫ال شريك له فھو سبحانه مالك كل شىء ‪ ،‬الدنيا وما فيھا ‪ ،‬واآلخرة‬
‫وبالرغم من وضوح معنى المثل وضوح الشمس في سماء بال‬
‫وما فيھا ما علمنا وما لم نعلم و) الكرم ( إشارة إلي الدنيا حيث إنھا‬
‫غيوم فإن علماء الكھنوت المسيحى يتعمدون الضالل والتضليل‬
‫ھى دار العمل أما اآلخرة فھي دار الجزاء و) العمل بالكرم ( إشارة‬
‫إلي العمل بما أمر ﷲ به في شرعه والكتب المنزلة منه تعالى ‪ ،‬و)‬ ‫‪‬‬ ‫ويصرون عليه ‪ ،‬وھؤالء المضلون يخاطبھم ﷲ فى القرآن قائال ‪:‬‬

‫خروج رب البيت في نحو الساعة الثالثة ( إشارة إلي نزول التوراة‬


‫‪tβθßϑn=÷ès? óΟçFΡr&uρ ¨,ysø9$# tβθßϑçGõ3s?uρ È≅ÏÜ≈t6ø9$$Î/ ¨,ysø9$# šχθÝ¡Î6ù=s? zΝÏ9 É=≈tGÅ3ø9$# Ÿ≅÷δr'‾≈tƒ‬‬
‫و) خروج رب البيت في الصباح الباكر ( إشارة إلي كل الشرائع‬
‫والصحف المنزلة من ﷲ قبل نزول التوراة و) خروج رب البيت فى‬ ‫∪⊇∠∩ ‪(#θãΖtΒ#u šÏ%©!$# ’n?tã tΑÌ“Ρé& ü“Ï%©!$$Î/ (#θãΖÏΒ#u É=≈tGÅ3ø9$# È≅÷δr& ôÏiΒ ×πxÍ←!$©Û Ms9$s%uρ‬‬
‫نحو الساعة السادسة ( إشارة إلي نزول المزامير و) خروج رب‬
‫البيت فى نحو الساعة التاسعة ( إشارة إلى نزول اإلنجيل و) خروج‬ ‫‪yìÎ7s? yϑÏ9 āωÎ) (#þθãΖÏΒ÷σè? Ÿωuρ ∩∠⊄∪ tβθãèÅ_ötƒ öΝßγ‾=yès9 …çνtÅz#u (#ÿρãàø.$#uρ Í‘$yγ¨Ψ9$# tµô_uρ‬‬

‫‪١٦٥‬‬ ‫‪٦٤‬‬
‫تحقيقا لعھد بركة إسحاق  فى األمم ‪ ،‬وقد كان ) الخروج في‬ ‫رب البيت فى نحو الساعة الحادية عشرة ( إشارة إلى نزول القرآن‬
‫نحو الساعة الحادية عشرة ( إيذانا ً بانتھاء زمان بركة إسحاق ‬ ‫الكريم ‪ ،‬ونلحظ اآلتى ‪:‬‬
‫فى األمم وبداية زمان ظھور بركة إسماعيل فى األمم لتستمر حتى‬ ‫أوال ‪ :‬نجد المفارقة عند خروج رب البيت فى نحو الساعة الحادية‬
‫قيام الساعة تحقيقا لعھد بركته من ﷲ تعالي مع إبراھيم  ) وأمـا‬ ‫عشرة وسؤاله المتعطلين وإجابتھم أنه لم يستأجرھم أحد بعكس‬
‫إسماعيل فـقـد سمعت لك فـيـه ھـا أنا أباركــه( ] تك ‪. [ - ١٧‬‬ ‫الحالتين السابقتين عطفتا عطفا على حالة الخروج فى نحو الساعة‬
‫ثانيا ‪ :‬بمالحظة نسبة الفترة الزمنية بين كل خروج لرب البيت‬ ‫الثالثة وھذه المغايرة إشارة إلي اختالف الجنس والتبعية فأصحاب‬
‫والخروج الذى يليه لوجدناھا ‪ :‬ما بين الساعة الثالثة والساعة‬ ‫وأصحاب الساعة التاسعة في الجنس والتبعية‬ ‫الساعة السادسة‬
‫السادسة ) فترة ثالث ساعات( وما بين الساعة السادسة والساعة‬ ‫ألصحاب الساعة الثالثة أي إنھم كلھم من بنى إسرائيل وتبعا لشريعة‬
‫التاسعة أيضا )فترة ثالث ساعات ( وما بين الساعة التاسعة والساعة‬ ‫موسي المنزلة في التوراة أما عمال الحادية عشرة من جنس غير‬
‫الحادية عشرة ) فترة ساعتين ( وعليه تكون النسبة بين كل زمن‬ ‫جنس العمال السابقين لھم فھم من نسل إسماعيل المبارك من ﷲ‬
‫خروج وزمن الخروج الذى يليه ھو ‪ ) ٢: ٣:٣‬ثالثة ‪ :‬ثالثة ‪ :‬اثنين (‬ ‫والسابقون لھم من نسل إسحاق المبارك من ﷲ » ثم في نحو الساعة‬
‫وھو نفسه تقريبا نسبة الزمن بين نزول التوراة إلى زمن نزول‬ ‫الحادية عشرة خرج فوجد آخرين واقفين فقال لھم ‪ :‬ما بالكم واقفين‬
‫المزامير ومن زمن نزول المزامير إلى زمن نزول اإلنجيل ومن‬ ‫ھنا النھار كله متعطلين فقالوا له ‪ :‬ألنه لم يستأجرنا أحد فقال لھم ‪:‬‬
‫زمن نزول اإلنجيل إلي زمن نزول القرآن الكريم أي نسبة ) ثالثة ‪:‬‬ ‫اذھبوا أنتم أيضا إلى الكرم وما يحق سأعطيكم « نعم فھذه ھى األمة‬
‫ثالثة ‪ :‬اثنين ( ‪.‬‬ ‫التى كانت منبوذة وإجابتھم ) ألنه لم يستأجرنا أحد ( إشارة إلى عدم‬

‫وبھذا البيان يوضح أن األولين إشارة إلى بنى إسحاق وما قبلھم‬ ‫ظھور أنبياء فيھم أو شريعة من ﷲ قبل بعثة النبي محمد عليه ‬

‫ممن عمل بشريعة ﷲ المنزلة علي األنبياء عليھم السالم ‪ ،‬وأما‬ ‫منھم ونزول القرآن الكريم وبه شريعة من ﷲ تعالى ‪ ،‬بخالف بنى‬

‫اآلخرون فھم نحن المسلمين نعم نحن المسلمين من كل جنس أو لون‬ ‫إسحاق  فقد ظلت فيھم النبوات والكتب والشريعة أمدا طويال‬

‫‪١٦٧‬‬ ‫‪١٦٦‬‬
‫‪tΑ$s% 4 $tΡö‘tø%r& (#þθä9$s% ( “̍ô¹Î) öΝä3Ï9≡sŒ 4’n?tã ôΜè?õ‹s{r&uρ óΟè?ö‘tø%r&u tΑ$s% 4 …çµ‾ΡãÝÁΨtGs9uρ‬‬ ‫أو لغة نحن الوحيدين علي وجه األرض اآلن منذ زمن بعثة النبي‬
‫الخاتم محمد  الذين نحمل بركة إبراھيم بين األمم وإلى قيام الساعة‬
‫‪ ] 〈 ∩∇⊇∪ tωÎγ≈¤±9$# zÏiΒ Νä3yètΒ O$tΡr&uρ (#ρ߉pκô−$$sù‬آل عمران [ ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فنحن اآلخرون األولون يوم القيامة فھل تحب أن تكون منا ؟ إذن‬
‫أسلم ‪ ،‬ادخل ملكوت ﷲ كن من أبناء ذلك الملكوت العظيم ‪ ،‬فأبواب‬
‫فالنبي محمد  ھو إستجابة ﷲ عز وجل لدعاء أبيه إبراھيم عليه‬ ‫الملكوت مفتوحة كل حين وليس على باب ﷲ بوابون ‪ ،‬ففى الملكوت‬
‫‪ã≅ŠÏè≈yϑó™Î)uρ ÏMøt7ø9$# zÏΒ y‰Ïã#uθs)ø9$# ÞΟ↵Ïδ≡tö/Î) ßìsùötƒ øŒÎ)uρ ‬‬ ‫السالم قال ﷲ تعالي ‪:‬‬ ‫ليس بينك وبين ﷲ أى واسطة ‪ ،‬فإن أخطأت فله وحده تعترف‬
‫وتستغفر وھو يسمعك كل حين ألنه قريب ‪ ،‬واعلم أنه لو كان موسى‬
‫‘‪ÏΒuρ y7s9 È÷yϑÎ=ó¡ãΒ $uΖù=yèô_$#uρ $uΖ−/u‘ ∩⊇⊄∠∪ ÞΟŠÎ=yèø9$# ßìŠÏϑ¡¡9$# |MΡr& y7¨ΡÎ) ( !$¨ΨÏΒ ö≅¬7s)s? $uΖ−/u‬‬
‫وداود وعيسى عليھم السالم موجودين حتى زمن ظھور النبي محمد‬
‫ ما وسعھم إال اتباعه ‪.‬‬
‫‪ÞΟŠÏm§9$# Ü>#§θ−G9$# |MΡr& y7¨ΡÎ) ( !$oΨø‹n=tã ó=è?uρ $oΨs3Å™$uΖtΒ $tΡÍ‘r&uρ y7©9 ZπyϑÎ=ó¡•Β Zπ¨Βé& !$uΖÏF−ƒÍh‘èŒ‬‬
‫قـال النبى محمد  ‪ » :‬ياعمر لو أن موسى اآلن حيا مـا وسعه إال‬
‫∪∇⊄⊇∩ ‘‪|=≈tGÅ3ø9$# ÞΟßγßϑÏk=yèãƒuρ y7ÏG≈tƒ#u öΝÍκöŽn=tæ (#θè=÷Gtƒ öΝåκ÷]ÏiΒ Zωθß™u‘ öΝÎγ‹Ïù ô]yèö/$#uρ $uΖ−/u‬‬ ‫اتباعى « )‪. (١‬‬

‫‪ ] 〈 ∩⊇⊄∪ ÞΟŠÅ3ysø9$# Ⓝ͕yèø9$# |MΡr& y7¨ΡÎ) 4 öΝÍκŽÏj.t“ãƒuρ sπyϑõ3Ïtø:$#uρ‬البقرة [ ‪.‬‬ ‫‪ÏiΒ Νà6çG÷s?#u !$yϑs9 z↵ÍhŠÎ;¨Ψ9$# t,≈sW‹ÏΒ ª!$# x‹s{r& øŒÎ)uρ ‬‬ ‫قال ﷲ تعالى ‪:‬‬

‫والنبى محمد  تحقيق نبوءة ﷲ ألخيه موسى  » أقيم لھم نبيا‬ ‫‪ϵÎ/ £ãΨÏΒ÷σçGs9 öΝä3yètΒ $yϑÏj9 ×−Ïd‰|Á•Β ×Αθß™u‘ öΝà2u!%y` ¢ΟèO 7πyϑõ3Ïmuρ 5=≈tGÅ2‬‬

‫من وسط إخوتھم مثلك « ‪ ،‬وصفة النبي محمد  ‪ ،‬مذكورة بالمزامير‬


‫وكتب األنبياء وھو عليه الصالة والسالم تحقيق بشارة أخيه عيسى‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (١‬أحمد )‪ ، (٣٨٧/٣‬والسنة البن أبى عاصم )‪ ، (٥٠‬وحسنه الشيخ األلبانى فى‬
‫اإلرواء )‪. (١٥٨٩‬‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫‪١٦٨‬‬
‫_‪¨βÎ*sù (#ρãàõ3s? βÎ)uρ 4 öΝä3©9 #ZŽöyz (#θãΖÏΒ$t↔sù öΝä3În/§‘ ÏΒ Èd,ysø9$$Î/ ãΑθß™§9$# ãΝä.u!$y‬‬ ‫عجبا حقا للبطارقة والمطارنة واألساقفة والكھنة والقسيسين‬
‫والرھبان والشمامسة ألنھم يغلقون ملكوت ﷲ أمام الناس فال ھم‬
‫!¬ ‪ ] 〈 ∩⊇∠⊃∪ $VϑŠÅ3ym $—Κ‹Î=tã ª!$# tβ%x.uρ 4 ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# ’Îû $tΒ‬النساء [ ‪.‬‬ ‫يدخلون وال يدعون الناس يدخلون وكثير من المسيحيين بسطاء‬

‫ويجھلون حقائق الكتاب ‪ ] 〈 ¥’ÎΤ$tΒr& HωÎ) |=≈tGÅ3ø9$# šχθßϑn=ôètƒ Ÿω ‬البقرة ‪:‬‬


‫وفى بقية النبوءة بالمزمور رقم)‪ ) : (٤٥‬بنات ملوك بين حظياتك‬
‫‪ ،‬جعلت الملكة عن يمينك بذھب وفير ‪ ،‬اسمعي يا بنت وانظري‬ ‫‪ ، [٧٨‬وفى ھؤالء البطارقة يصدق قول ﷲ ‪çµ÷Ψtã tβöθyγ÷Ψtƒ öΝèδuρ  :‬‬

‫وأميلي أذنك وانسي شعبك وبيت أبيك فيشتھي الملك حسنك ‪ ،‬ألنه ھو‬
‫سيدك فاسجدي له ‪ ،‬وبنت صور أغنى الشعوب تترضى وجھك بھدية‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊄∉∪ tβρããèô±o„ $tΒuρ öΝåκ|¦àΡr& HωÎ) tβθä3Î=ôγムβÎ)uρ ( çµ÷Ζtã šχöθt↔÷Ζtƒuρ‬األنعام [ ‪.‬‬
‫كلھا مجد ابنة الملك في خدرھا ‪ ،‬منسوجة بذھب مالبسھا بمالبس‬
‫مطرّزة تحضر الى الملك في أثرھا عذارى صاحباتھا ‪ .‬مقدمات اليك‬ ‫‪öΝä3s9 ßÎit7ム$uΖä9θß™u‘ öΝä.u!%y` ô‰s% É=≈tGÅ3ø9$# Ÿ≅÷δr'‾≈tƒ ‬‬ ‫فھذا نداء ﷲ لك ‪:‬‬
‫ّ‬
‫يدخلن إلى قصر الملك عوض عن آبائك‬ ‫يحضرن بفرح وابتھاج ‪.‬‬
‫‪׎Ï±o0 Νä.u!%y` ô‰s)sù ( 9ƒÉ‹tΡ Ÿωuρ 9ŽÏ±o0 .ÏΒ $tΡu!%y` $tΒ (#θä9θà)s? βr& È≅ß™”9$# zÏiΒ ;οuŽøIsù 4’n?tã‬‬
‫يكون بنوك تقيمھم رؤساء في كل األرض ( ‪.‬‬

‫وھذه نبوءة تحققت برسول ﷲ محمد  وبذريته من بعده فھا ھى‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊇∪ ֍ƒÏ‰s% &óx« Èe≅ä. 4’n?tã ª!$#uρ 3 ֍ƒÉ‹tΡuρ‬المائدة [ وﷲ ينادى الناس جميعا‬
‫شھربانو بنت الكسرى يزدجرد ملك الفرس تخدم فى بيت الحسين ابن‬
‫بنت رسول ﷲ ‪ ،‬وھا ھى صفية بنت كبير ورئيس يھود خيبر تصبح‬ ‫كل شعوب األرض وإلى قيام القيامة فيقول ‪ô‰s% â¨$¨Ζ9$# $pκš‰r'‾≈tƒ  :‬‬

‫زوجة للنبى محمد  وھا ھو ھرقل والى الروم على منطقة الشام‬
‫كلھا يبعث إليه بھدية ‪ ،‬وھا ھو المقوقس ملك مصر يبعث إليه‬
‫بجاريتين ھدية ‪.‬‬

‫‪١٧١‬‬ ‫‪١٧٠‬‬
‫إال كسحابة صيف مجرد مرحلة عابرة ال دوام لھا ولكنھا أيضا كانت‬ ‫وھؤالء أتباعه أصبحوا رؤساء على شعوب األرض كما ھو‬
‫تحقيق نبوءة للنبى محمد قال فيھا ذات مرة و ھو جالس مع المؤمنين‬ ‫معروف تاريخيا ‪ ،‬وكان ھذا أيضا تحقيقا لنبوءة النبى محمد  حيث‬
‫‪ » :‬يوشك األمم أن تداعى عليكم كما تداعى األكلة إلى قصعتھا فقال‬ ‫قال ‪ » :‬إن ﷲ زوى لى األرض فرأيت مشارقھا ومغاربھا ‪ ،‬وسيبلغ‬
‫قائل ‪ :‬أومن قلة نحن يومئذ ؟ قال ‪ :‬بل أنتم يومئذ كثير ‪ ،‬ولكنكم غثاء‬ ‫ملك أمتى ما زوى لى منھا « )‪ (١‬والمعنى أن ﷲ أرانى األرض قريبھا‬
‫كغثاء السيل ‪ ،‬ولينزعن ﷲ من صدور عدوكم المھابة منكم ‪ ،‬وليقذفن‬
‫وبعيدھا ‪ ،‬وسيمتد ملك أمتى إلى ما أرانى ﷲ منھا ‪ ،‬وصدق رسول‬
‫ﷲ في قلوبكم الوھن فقال قائل ‪ :‬يا رسول ﷲ وما الوھن ؟ قال ‪ :‬حب‬
‫ﷲ وصدقت فيه النبوءات فقد حكم المسلمون الشعوب منذ عھد الخلفاء‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(١‬‬
‫الدنيا وكراھية الموت «‬ ‫الراشدين أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وأبناء على والخالفة األموية‬

‫وكعادة التفسير الكھنوتى المسيحي يفسرون نبوءة المزمور‬ ‫والعباسية والعثمانية ‪ ،‬والذى كان آخر خلفائھا السلطان عبد الحميد‬

‫السالفة تفسيرا تشمئز منه عقول العقالء ‪ ،‬فھم كعادتھم كلما رأوا‬ ‫بتركيا ‪ ،‬والتى سقطت بعد الحرب العالمية األولى تقريبا فى سنة‬

‫استحالة انطباق نبوءة ما على يسوع يقومون بعملية جراحية للنبوءة‬ ‫‪ ١٩٢٤‬م ‪ ،‬وسترجع ثانية بإذن ﷲ ‪.‬‬

‫تسمى عندھم ‪ ) :‬عملية روحنة النبوءة ( ‪ :‬فماذا يقولون ؟ يقولون ‪ :‬إن‬ ‫وھا نحن حاليا حتى ونحن فى زمن الھزيمة أتباع النبى محمد ‬
‫العروس ھنا ھى عروس روحية والتى ھى عروس يسوع ‪ ،‬وإنھا ھى‬ ‫ملوك ورؤساء على شعوب األرض من اندونسيا فى الشرق األقصى‬
‫الكنيسة وأنه سوف يأتى ويخطفھا؟!!‬ ‫إلى دول الشرق األوسط إلى الغرب فى دول المغرب العربى ‪،‬‬

‫ومن عجب أنھم تارة يقولون ‪ :‬إن يسوع ھو رأس الكنيسة وأن‬ ‫وجنوبا إلى دولة نيجيريا والصومال وإريتريا وجزر القمر بإفريقيا ‪،‬‬

‫الكنيسة ھى جسده ؟ فكيف يكون جسده ھو عروسه !! والتى سوف‬ ‫وشماال بالبوسنة والھرسك بأوربا ‪ ،‬وما فترة الضيق التى يمر بھا‬

‫يخطفھا ‪ ،‬ولما يخطفھا ھا يروح بيھا فين ؟!!‬ ‫المسلمون فى ذلك الوقت من زمن الھزيمة فى عمر التاريخ اإلنسانى‬

‫)‪ (١‬مسلم فى الفتن وأشراط الساعة )‪ ، (١٩/٢٨٨٩‬وأبو داود فى الفتن المالحم‬


‫)‪ (١‬أبو داود فى المالحم ) ‪ ، (٤٢٩٧‬وأحمد ) ‪ (٢٧٨/٥‬عن ثوبان  ‪.‬‬ ‫)‪ (٤٢٥٢‬والترمذى فى الفتن )‪ (٢١٧٦‬عن ثوبان  ‪.‬‬
‫‪١٧٣‬‬ ‫‪١٧٢‬‬
‫ھل تقول ھو رب نفسه وال رب له ‪ !! .‬إذن فلمن سجد يسوع وقدم‬ ‫وتراھم يقولون فى مناسبة أخرى ‪ :‬إن جسد يسوع ھو خبز عيدھم‬
‫تضرعات ودعاء وصلوات وطلب العون والمساعدة أليس من ﷲ ربه‬ ‫والخمر دمه وأنھم يجب عليھم أن يأكلوه و يشربوا دمه ‪ ،‬ويقولون ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫إن روح القدس انبثق من يسوع ‪ ،‬وسمعتھم يقدمون صالة وتضرعا ً‬

‫نعم الحق أقول لك ‪ :‬إن رب يسوع ھو ﷲ ؟ نعم حقا ھو ﷲ ألنه‬ ‫لمريم يقولون فيھا أمام تمثال لھا ‪ :‬يا أم اإلله أعطينا ‪ ،‬أشفينا ‪ ،‬وأنھم‬

‫ھو الذى خلق يسوع ‪ ،‬وھو الذى سجد يسوع له ‪ ،‬فإذا سألتك من خلق‬ ‫يسجدون لصورة كبيرة أو تمثال ليسوع فى كنائسھم ) ھل ترى وثنية‬

‫مريم أم يسوع ؟ ھل تجيب وتقول ھو يسوع ابنھا ؟! أم تقول ‪ :‬ھو ﷲ‬ ‫وتخبطا ً وضالالً أكثر من ذلك ( ‪ ،‬وإذا سألت ثم سألت فإذا بالمتاھات‬

‫‪ ،‬أراك تقول ‪ :‬إن يسوع مولود وليس مخلوقا ً ‪ ،‬وﷲ الذى ال ھادى‬ ‫تتفتح أكثر فأكثر ‪ ،‬فعجبا لقوم عقالء يكون ھذا دينھم !!‬

‫سواه لقد خدعوك ‪ ،‬فيسوع مخلوق مخلوق مخلوق من أم مخلوقة ‪،‬‬ ‫وﷲ الذى ال إله بحق إال ھو وحده ال شريك له ‪ ،‬لو لم تنزل فى‬
‫فا‪ s‬ال يعجزه شىء فى السموات واألرض يخلق مايشاء وھو على‬ ‫‪öΝs9 ∩⊄∪ ߉yϑ¢Á9$# ª!$# ∩⊇∪ î‰ymr& ª!$# uθèδ ö≅è% ‬‬ ‫القرآن إال سورة اإلخالص ‪:‬‬
‫كل شىء قدير ‪ ،‬أم تقول ‪ :‬إن ﷲ غير قادر !! ترى لما ولد يسوع‬
‫كيف نما جسده أليس بتناوله للطعام أوليس الطعام مخلوقا ً ‪ ،‬إذا نما‬ ‫‪ ، 〈 ∩⊆∪ 7‰ymr& #—θàà2 …ã&©! ä3tƒ öΝs9uρ ∩⊂∪ ô‰s9θムöΝs9uρ ô$Î#tƒ‬لكفى المسلمين بھا‬
‫جسده من مخلوق فكيف ال يكون ھو مخلوقا ً ؟ تقول أن جسده مخلوق‬
‫فخرا على كل ملل و أديان أھل األرض كلھم جميعا ‪.‬‬
‫أما روحه فليست مخلوقة ‪.‬‬
‫فالحمد Ž على نعمة اإلسالم ‪ ،‬الحمد Ž الحمد Ž كثيرا كثيرا‬
‫أقول ‪ :‬لقد خدعوك مرة أخرى فروحه مخلوقة كروح آدم المخلوقة‬
‫الحمد Ž ‪.‬‬
‫‪ ،‬مخلوقة باألمر اإللھى كن فكان ‪ ،‬ﷲ القادر على أن يخلق الشىء‬
‫من العدم ھو الذى خلق كل شىء وخلق روح آدم باألمر المباشر كن ‪،‬‬ ‫فإذا سألتك من ربك الذى خلقك ؟ أيصح أن تجيب على وتقول ھو‬

‫وخلق من روح آدم أرواح ذريته ‪ ،‬وخلق روح يسوع كما خلق روح‬ ‫يسوع !! فإذا سألتك من ربك الذى يرزقك أيصح أن تجيب على‬

‫آدم باألمر المباشر كن ‪ ،‬وجعله فى ذرية آدم إنسانا روحا مخلوقة فى‬ ‫وتقول ھو يسوع !! فإذا سألتك ومن ھو رب يسوع !! فماذا تجيب ؟!‬

‫‪١٧٥‬‬ ‫‪١٧٤‬‬
‫ﷲ وأشھد أن محمدا رسول ﷲ يكررھا مرتين مرتين ويتكرر ذلك‬ ‫جسد مخلوق ‪ ،‬وكل األرواح مملوكة لخالقھا وتنسب إليه نسبة الشىء‬
‫خمس مرات يوميا فى كل بلد على اختالف مواقيت الصالة من بلد‬ ‫المملوك إلى مالكه ‪ ،‬مثل أن يقول الرجل ‪ :‬بيتى ‪ ،‬غنمى ‪ ،‬مالى ‪،‬‬
‫إلى بلد آخر على حسب خطوط الطول التى تحدد مشارق الشمس‬ ‫أرضى ‪ ،‬و‪ s‬المثل األعلى ‪ ،‬فا‪ s‬ليس كمثله شىء وال يشبه أحدا من‬
‫ومغاربھا ‪ ،‬وھذا معناه أنه ال تكاد تمر ثانية على كوكب األرض من‬ ‫خلقه أبدا ‪.‬‬
‫صبح أو ليل إال ويذكر فيھا اسم النبى محمد ‪ ،‬مدويا عبر األذان لكل‬ ‫فعندما أقول ‪ :‬روح ﷲ ھى مثلما أقول ‪ :‬سماء ﷲ أو أرض ﷲ أو‬
‫صالة ‪.‬‬ ‫بيت ﷲ فا‪ s‬مالك ‪ ،‬وكل شىء مملوك له ـ عز شأنه وتعالى ـ ﷲ‬
‫وشىء آخر أنه فى أثناء الصالة نفسھا يذكر اسم النبى محمد ‪ ،‬ففى‬ ‫الواحد القھار فبمن تشبھون ﷲ أيھا الضالون ‪ ،‬أتجادلون فى ﷲ وھو‬
‫نص التشھد فى كل صالة يقول كل مسلم ‪ » :‬التحيات ‪ s‬والصلوات‬ ‫شديد المحال سبحان ﷲ ربى مما تصفون ‪.‬‬
‫الطيبات السالم عليك أيھا النبى ورحمة ﷲ وبركاته السالم علينا‬ ‫وفى بقية النبوءة فى المزمور رقم)‪) : (٤٥‬اذكر اسمك في كل‬
‫وعلى عباد ﷲ الصالحين أشھد أن ال إله إال ﷲ وأن محمداً عبده‬ ‫دور فدور ‪ ،‬من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدھر واألبد( وھذه‬
‫اللھم صلﱢ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراھيم‬ ‫)‪(١‬‬
‫ورسوله‬ ‫نبوءة عجيبة وعظيمة فلو بحثنا فى ذرية آدم كلھا من أولھم إلى‬
‫وآل إبراھيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراھيم‬ ‫آخرھم لن نجد ھذه النبوءة تتحقق فى مخلوق منذ خلق األرض ومن‬
‫وآل إبراھيم ‪ ،‬فى العالمين إنك حميد مجيد()‪ (٢‬نصفه فى الركعة الثانية‬ ‫عليھا بشكل كامل تام ممتد واسع االنتشار كما تحققت فى شخص‬
‫النبى محمد ‪.‬‬
‫وكله فى الركعة األخيرة وبحسبة بسيطة نجد أن اسم النبى محمد ‬
‫يذكر ما يزيد على عشرة مليار مرة يوميا ‪ ،‬ويتكرر ذلك كل يوم ‪،‬‬ ‫وھذا من عطاءات ﷲ الخاصة لھذا النبى العظيم ‪ ،‬ففى العالم اآلن‬
‫أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ‪ ،‬منتشرون فى بالد العالم كلھا‬
‫)‪ (١‬أحمد )‪ (٤١٤/١‬والبخارى فى االستئذان )‪ (٦٢٦٥‬ومسلم فى الصالة‬ ‫فعندما يعلو صوت األذان مدويا يقول المؤذن فيه ‪ :‬أشھد أن ال إله إال‬
‫)‪ (٥٩/٤٠٢‬عن ابن مسعود  ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬أحمد )‪ ، (١١٨/٤‬ومسلم فى الصالة )‪ (٦٥/٤٠٥‬عن أبى مسعود  ‪.‬‬
‫‪١٧٧‬‬ ‫‪١٧٦‬‬
‫ولكن معنى صالة ﷲ على خلق من خلقه ھو صلة ﷲ بھذا‬ ‫ويتم ذلك فقط خالل صالة الفريضة فقط فى كل وقت فى كل مكان‬
‫المخلوق بالرحمة و العطايا الروحية أى إن رحمة ﷲ وبركاته تتنزل‬ ‫بالعالم ويكرر ذلك كل يوم فانظر إذا أضيفت صلوات النوافل والسنن‬
‫على النبى ھذا ھو معنى صالة ﷲ على النبى محمد  وعندما يقول‬ ‫وصالة قيام الليل وغيرھا ‪.‬‬
‫المسلم ‪ :‬اللھم صلﱢ على محمد  فھو بذلك يدعو ﷲ بصلة النبى‬ ‫فما بالك بإضافة عدد المصلين عليه فى كل وقت و كل حين عمال‬
‫محمد  بالرحمة والبركة والعطايا األخرى الكثيرة ‪ ،‬ومن المالحظ‬ ‫بالحديث النبوى ‪ » :‬من صلى على صالة صلى ﷲ عليه عشرا ومن‬
‫أن الشخص الثانى فى عدد مرات الذكر بعد النبى محمد  ھو النبى‬
‫صلى على عشرا صلى ﷲ عليه مائة « )‪ (١‬وقوله ‪ » :‬إن أبخل أمتى‬
‫إبراھيم ‪ ،‬وذلك أيضا عبر التشھد فى صالة المسلمين ؛ ليتحقق فى‬
‫‪ ،‬وامتثاال ألمر ﷲ فى‬ ‫)‪(٢‬‬
‫من ذكر اسمى أمامه ولم يصل على «‬
‫المسلمين وعد ﷲ فى الكتاب إلبراھيم ‪ » :‬وقال الرب إلبرام اذھب‬
‫من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى األرض التي أريك ‪،‬‬ ‫‪(#θ_=|¹ (#θãΖtΒ#u šÏ%©!$# $pκš‰r'‾≈tƒ 4 ÄcÉ<¨Ζ9$# ’n?tã tβθ_=|Áム…çµtGx6Í×‾≈n=tΒuρ ©!$# ¨βÎ) ‬‬ ‫القرآن‬
‫فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة ‪ ،‬وأبارك‬
‫مباركيك والعنك ألعنه ‪ ،‬وتتبارك فيك جميع قبائل األرض «‬ ‫‪] 〈 ∩∈∉∪ $¸ϑŠÎ=ó¡n@ (#θßϑÏk=y™uρ ϵø‹n=tã‬األحزاب[ ‪.‬‬

‫والمسيحيون اآلن فى كل العالم مازالوا مختلفين حول اسم نبى ﷲ‬


‫وھنا أريد أن أشرح لك معنى الصالة على النبى محمد  ‪.‬‬
‫عيسى ابن مريم فالمسيحيون األجانب يسمونه جوزوس والمتحدثون‬
‫بالعربية منھم يسمونه يسوع ‪ ،‬فھل اسمه جوزوس أم يسوع ؟‬ ‫فالصالة فى معناھا العام ھى صلة ‪ ،‬وصالتنا التى نقوم بھا ‪ s‬من‬
‫ركوع وسجود وتسبيح وذكر ‪ s‬تصلنا به أى تقربنا من ﷲ لننال‬
‫وحى من جھة بالد العرب ‪:‬‬
‫العطايا الروحية ‪.‬‬
‫وتوجد فى الكتاب القديم نبوءة كبرى عن ھجرة النبى محمد  من‬
‫بلده مكة إلى يثرب ‪ ،‬ومعركة بدر الكبرى التى تمت بعد الھجرة‬
‫)‪ (١‬مسلم فى الصالة )‪. (٧٠/٤٠٨‬‬
‫)‪ (٢‬كنز العمال للھندى )‪ (٢١٤٤‬عن عوف بن مالك  ‪.‬‬
‫‪١٧٩‬‬ ‫‪١٧٨‬‬
‫األرض ورماھا عليھم فلم يحرك أحد منھم ساكنا وكأنھم فقدوا‬ ‫بسنة ‪ ،‬وقتل فيھا أكابر الوثنيين من قريش بنى قيدار وانتصر النبى‬
‫اإلحساس بما حولھم فجأءة ‪ ،‬فتركھم النبى وذھب فى طريق ھجرته‬ ‫والمؤمنون ‪.‬‬
‫كما أمره ﷲ ‪.‬‬ ‫ونص النبوءة ‪ » :‬وحي من جھة بالد العرب في الوعر في بالد‬

‫‪ôÏΒuρ #t‰y™ öΝÍκ‰É‰÷ƒr& È÷t/ .ÏΒ $uΖù=yèy_uρ ‬‬ ‫وفى ھذه المعجزة يقول ﷲ ‪:‬‬ ‫العرب تبيتين يا قوافل الدندانيين ‪ ،‬ھاتوا ماء لمالقاة العطشان يا سكان‬
‫أرض تيماء وافوا الھارب بخبزه ‪ ،‬فإنھم من أمام السيوف قد ھربوا ‪،‬‬
‫]يس[ أخذ النبى معه‬ ‫‪〈 ∩∪ tβρçŽÅÇö7ムŸω ôΜßγsù öΝßγ≈oΨøŠt±øîr'sù #t‰y™ óΟÎγÏù=yz‬‬ ‫من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة‬
‫الحرب ‪ ،‬فإنه ھكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة األجير يفنى كل‬
‫أبابكر فى ھجرته وخرجا إلى الصحراء ‪ ،‬ومشيا كثيرا حتى وجدا‬
‫مجد قيدار وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل ألن الرب إله إسرائيل‬
‫غارا صغيرا فى جبل فدخال فيه ليستريحا من تعب الطريق ‪ ،‬وعندما‬
‫قد تكلم « ‪.‬‬
‫أصبح الصباح ووجد الوثنيون من أھل مكة أن محمدا قد خرج ونجا‬
‫من مؤامرة قتله جن جنونھم ‪ ،‬وخرجوا جميعھم بالسيوف يبحثون عنه‬ ‫وھذا ھو نبأ ھجرة النبى محمد معروف ومشھور فقد اجتمع أكابر‬

‫ھو وصاحبه فى الصحراء ليقتلوھما ‪ ،‬وجعلوا جائزة كبرى مائة‬ ‫الوثنيين بمكة ودبروا مكيدة ليقتلوا محمداً فاتفقوا على أن يأخذوا من‬

‫جمل لمن يدل على مكانه أو يقتله وھذه الجائزة كانت كفيلة أن تجعل‬ ‫كل عائلة كبيرة عندھم شابا يافعا قويا ويعطوا كل فتى منھم سيفا حادا‬

‫أفقر فقراء العرب ثريا ‪.‬‬ ‫جديداً ويذھب ھؤالء الرجال يتربصون أمام بيت محمد ليال حتى إذا‬
‫خرج اجتمعوا عليه كلھم بالسيوف فيقتلونه كلھم مجتمعين فى وقت‬
‫خرج الوثنيون يبحثون فى الصحراء عن محمد ليقتلوه حتى‬
‫واحد ‪ ،‬واقترب وقت خروج النبى محمد  من بيته ليھاجر كما أمره‬
‫اقتربوا من الغار ‪ ،‬الموجود به النبى وصاحبه فأرسلوا جماعة منھم‬
‫ﷲ إلى يثرب وخرج النبى محمد من الباب فوجدھم مصطفين‬
‫ليصعدوا وينظروا فى الغار ‪ ،‬فوجدوا نسيج العنكبوت على مدخل‬
‫مجتمعين بالسيوف ليقتلوه ولكنه مر من وسطھم ولم يروه كأنھم نيام‬
‫الغار كله وعش حمامتين فاستدلوا من ذلك على أن أحدا لم يدخل ھذا‬
‫واقفون مفتوحو العيون فأخذ النبى محمد  حفنة بيده من تراب‬
‫‪١٨١‬‬ ‫‪١٨٠‬‬
‫يحدث مرة ثانية وثالثة وكل مرة أشد من التى قبلھا ‪ ،‬فعلم سراقه فى‬ ‫الكھف منذ سنيين طويلة فنزلوا وذھبوا ليبحثوا عن محمد وصاحبه‬
‫نفسه أن ماحدث له ھذا إنما ھو من رب محمد وأن ھذا الرجل‬ ‫فى مكان آخر ‪ ،‬كل ھذا والنبى وصاحبه بداخل الغار يسمعان صوتھم‬
‫وصاحبه ال بد محفوظان محميان من اإلله الحق خالق كل شىء والبد‬ ‫ونقاشھم ‪ ،‬وھذه معجزة أخرى نجى بھا ﷲ رسوله محمدا من أيدى‬
‫أن محمدا صادق فى دعواه أنه رسول ﷲ حقا فلم يجد سراقه شيئا‬ ‫الوثنيين الذين كانوا يريدون قتله ‪.‬‬
‫يفعله أمام ھذه المعجزة إال أن وقف ونادى عليھما من بعيد ‪،‬‬ ‫انطلق النبي وصاحبه يقطعان صحراء تھامة تحت لھيب الشمس‬
‫أنظرونى أكلمكم فإنى ال أضركما أبدا وال أفعل ما تكرھون فنظر إليه‬ ‫المحرقة ‪ ،‬ولن يدرك أحد معنى لھيب الشمس المحرقة إال رجل سافر‬
‫النبى وصاحبه فقال سراقة ‪ :‬إنى ال أضركما أبدا وال أدل عليكما أحدا‬ ‫إلى بالد الخليج وعرف طبيعة جو ھذه البالد ‪ ،‬قطعنا ھذه المسافة‬
‫أبدا وال أفعل أى شىء ال يرضيكما فتبسم النبى وقال له ‪ » :‬لك‬ ‫ونحن فى أتوبيس مكيف الھواء ومعنا طعامنا والماء البارد فى مدة ‪٤‬‬
‫سوارى كسرى يا سراقة « ‪.‬‬ ‫ساعات وكانت ھذه الرحلة شاقة وطويلة بالنسبة إلينا فما بالك بمشقة‬
‫ولنا فى ھذه المقولة وقفة تأملية ‪:‬‬ ‫ھذه الرحلة فى زمن النبى محمد  ھذه الرحلة أخذت من النبى محمد‬

‫كيف لمحمد وھو فى ھذه الحالة من الضعف والفقر والمشقة ال‬ ‫وصاحبه مسيرة سبعة أيام كاملة ‪ ،‬تحت لھيب الشمس ومطاردة‬

‫يملك من الدنيا كسرة خبز أو قطرة ماء ومھاجر من بلده التى تربى‬ ‫الكفار لھم وقلة الطعام وندرة الماء فى ھذه الصحراء الواسعة ‪.‬‬

‫بھا وعاش فيھا إلى بلد آخر ال يعلم كيف سيكون حاله فيه وقومه‬ ‫بينما النبي وصاحبه فى طريق ھجرتھما من مكة إلى يثرب ‪،‬‬
‫يبحثون عنه ليقتلوه ‪.‬‬ ‫عرف وجھتھما رجل وثنى من مكة اسمه سراقة بن مالك ركب‬

‫كيف لرجل وھو فى ھذه الحالة أن يعد سراقة بأى عطاء ؟ ! ‪-‬‬ ‫حصانه وحمل سيفه وانطلق ليقتلھما ‪ ،‬ويفوز بالجائزة ‪ ،‬حتى اقترب‬

‫ھذا أمر عجيب ‪ -‬ولكن أشد العجب ھو نوع ھذا العطاء ‪ ،‬إن محمدا‬ ‫فرآھما على امتداد بصره ففرح فرحا شديدا وإذا بحصانه فجأة يتعثر‬

‫يعد سراقة باألساور الذھبية التى يلبسھا فى يديه كسري ملك الفرس‬ ‫فى الرمال وينقلب وسراقة على األرض ويقوم سراقة ويركب‬
‫حصانة مرة أخرى وينطلق نحو محمد وصاحبه ولكن ما حدث له‬
‫‪١٨٣‬‬ ‫‪١٨٢‬‬
‫أحضريھا إلى فلما أحضرتھا للنبى جلس النبى وسمى ﷲ ودعا ﷲ‬ ‫ملك أقوى وأكبر دولة فى العالم فى ذلك الوقت !! ألست معى فى أن‬
‫وحلب المعزة فإذا بالضرع يسيل حليبا عذبا غزيرا يشرب منه النبي‬ ‫ھذا الوعد عجيب ؟ خاصة فى ھذا الوقت من قلة وضعف قوة‬
‫وصاحبه ويمأل ألھل الخيمة وعائين كبيرين ‪ ،‬والمرأة تقف مذھولة‬ ‫المسلمين وفرارھم بدينھم من بلد إلى بلد ‪.‬‬
‫غير مصدقة ما يحدث أمام عينيھا من ھذه المعجزة العظيمة ‪ ،‬وأكمل‬ ‫وتمر السنون ويخرج سراقة المسلم مجاھدا فى جيش المسلمين‬
‫رسول ﷲ محمد  وصاحبه أبو بكر مسيرتھم حتى وصال يثرب‬ ‫فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب يحارب أقوى جيش فى ذلك الوقت‬
‫فاستقبلھما الناس بفرح عظيم وترحاب كبير واحتفال مھيب ومن‬ ‫وأكبر دولة وقتھا جيش الفرس ‪ ،‬وينھزم الفرس شر ھزيمة وتدخل‬
‫وقتھا أصبحت يثرب تسمى المدينة المنورة حتى يومنا ھذا ‪.‬‬ ‫بالد فارس كلھا فى ملكوت ﷲ وتوزع الغنائم على الجنود و إذا‬

‫‪çνρãÝÁΖs? āωÎ) ‬‬ ‫وعن أحداث ھجرة النبى يقول ﷲ فى كتابه العزيز ‪:‬‬ ‫باألساور الذھبية التى كانت بيد كسرى ملك الفرس تكون من نصيب‬
‫سراقة فيمسكھا سراقة والدموع تترقرق من عينيه ويقول ‪ :‬ھذا وﷲ‬
‫‪øŒÎ) Í‘$tóø9$# †Îû $yϑèδ øŒÎ) È÷oΨøO$# š†ÎΤ$rO (#ρãxŸ2 tÏ%©!$# çµy_t÷zr& øŒÎ) ª!$# çνt|ÁtΡ ô‰s)sù‬‬ ‫الذى وعدنى إياه رسول ﷲ وإن وعده حق ‪.‬‬

‫ويكمل النبي محمد رسول ﷲ وصاحبه طريق ھجرتھما بعدما‬


‫‪…çνy‰−ƒr&uρ ϵø‹n=tã …çµtGt⊥‹Å6y™ ª!$# tΑt“Ρr'sù ( $oΨyètΒ ©!$# āχÎ) ÷βt“øtrB Ÿω ϵÎ7Ås≈|ÁÏ9 ãΑθà)tƒ‬‬
‫تركا سراقة الذى رجع إلى مكة وأخذ يضلل الباحثين الوثنيين عن‬
‫‪«!$# èπyϑÎ=Ÿ2uρ 3 4’n?ø¡9$# (#ρãxŸ2 šÏ%©!$# sπyϑÎ=Ÿ2 Ÿ≅yèy_uρ $yδ÷ρts? öΝ©9 7ŠθãΨàfÎ/‬‬ ‫الطريق التى سلكھا رسول ﷲ محمد و صاحبه أبو بكر ‪.‬‬

‫وھما فى الطريق وجدا خيمة فقاال ‪ :‬نستريح قليال ونطلب ماء‬


‫‪ ] 〈 ∩⊆⊃∪ íΟŠÅ3ym ͕tã ª!$#uρ 3 $u‹ù=ãèø9$# š†Ïφ‬التوبة [ ‪.‬‬
‫وطعاما من أھل ھذه الخيمة فإذا ليس بالخيمة سوى امراة عجوز‬
‫فقيرة ‪ ،‬فطلب منھا أبوبكر ماء وطعاما فقالت المرأة ‪ :‬ليس لدى سوى‬
‫وما إن مرت سنة على ھذه الھجرة حتى قامت معركة بدر الكبرى‬
‫ھذه المعزة الضعيفة الھزيلة وليس بضرعھا حليب ‪ ،‬فقال لھا النبي ‪:‬‬
‫بين المسلمين ‪ ،‬وكفار مكة لتتحقق نبوءة الكتاب ‪ » :‬فإنه ھكذا قال لي‬

‫‪١٨٥‬‬ ‫‪١٨٤‬‬
‫ﷲ ‪ ،‬امض لما أراك ﷲ فنحن معك وﷲ ال نقول لك كما قال بنو‬ ‫السيد في مدة سنة كسنة األجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي‬
‫إسرائيل لموسى ‪ :‬اذھب أنت وربك فقاتال إنا ھاھنا قاعدون ‪ ،‬ولكن ‪،‬‬ ‫أبطال بني قيدار تقل ‪ ،‬ألن الرب إله إسرائيل قد تكلم « ‪ ،‬وتحققت ھذه‬
‫اذھب أنت وربك فقاتال إنا معكما مقاتلون « )‪ (١‬وقام كبير األنصار من‬ ‫النبوءة فعليا فى معركة بدر ‪ ،‬حيث اجتمع رأى الوثنيين من أھل مكة‬
‫وھم الذين ينتھى نسبھم إلى قيدار ابن إسماعيل النبى وھم من قوم‬
‫أھل يثرب وصاحب رايتھم سعد بن معاذ ‪ » :‬لقد آمنا بك وصدقناك‬
‫النبى محمد  الذين كفروا به وآذوه وعذبوا كل من اتبعه ‪ ،‬حتى‬
‫وشھدنا أن ما جئت به ھو الحق وأعطيناك على ذلك عھودنا ومواثيقنا‬
‫اضطر المؤمنون لترك وطنھم ومنازلھم وكل ما يملكون فى مكة‬
‫على السمع والطاعة ‪ ،‬فامض لما أردت فنحن معك ‪ ،‬فو الذى بعثك‬
‫والھجرة بدينھم إلى يثرب ‪.‬‬
‫بالحق نبيا لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك وما تخلف‬
‫منا رجل واحد فسر بنا على بركة ﷲ « )‪. (٢‬‬ ‫اجتمع رأي الوثنيين بمكة أن يقوموا بحرب إبادة جماعية للمسلمين‬
‫فيقتلوا محمدا ‪ ،‬ومن اتبعه من المؤمنين كلھم أجمعين فى معركة واحدة‬
‫خرج النبى ومعه ثالثمائة من المؤمنين لمواجھة جيش الكفار مع‬
‫فاصلة ‪ ،‬وبذلك ينتھى أمر ھذا الدين الجديد الذي يدعو محمد إليه‬
‫علمھم أن جيش الكفار يفوقھم فى العدد والسالح ‪ ،‬ولكنھم رجال‬
‫الناس لعبادة ﷲ وحده ‪ ،‬وبذلك ينتصرون آللھتھم الحجرية المنحوتة‬
‫خرجوا مع النبى  محمد لنصرة دين ﷲ خرجوا وذخيرة اإليمان تمأل‬
‫‪ ،‬وبالفعل أخذوا يعدون الجيش لذلك األمر ويعدون األسلحة من‬
‫قلوبھم وسالحھم كلمة ال إله إال ﷲ بھا نحيا وعليھا نموت وبھا نلقى‬
‫سيوف ورماح وسھام والخيول والفرسان األقوياء الشجعان ‪ ،‬اكتمل‬
‫ﷲ‪.‬‬
‫ھذا الجيش ألف فارس بما فيھم وعلى رأسھم سادات وكبراء الوثنيين‬
‫استقر جيش المسلمين بمكان يسمى بدر واتجه النبى محمد ‬ ‫من مكة ‪.‬‬
‫إلى ﷲ يصلى ويسأله بحرارة أن ينصره ويقول ‪ » :‬اللھم ھذه قريش‬
‫وبدؤوا يزحفون بجيشھم ھذا نحو المدينة إلبادة المسلمين ‪ ،‬وصل‬
‫خبر ھذا الزحف الشيطانى إلى النبى محمد  فوقف وأخبر المؤمنين‬
‫)‪(١‬البخارى فى المغازى )‪ (٣٩٥٢‬عن عبد ﷲ بن مسعود ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬السيرة النبوية البن ھشام )‪ ، (٢٥٨/٢‬ومسلم فى الجھاد والسير‬
‫)‪. (٨٣/١٧٧٩‬‬ ‫الخبر ‪ ،‬فقام أحد المؤمنين اسمه المقداد بن عمرو وقال ‪ » :‬يا رسول‬
‫‪١٨٧‬‬ ‫‪١٨٦‬‬
‫بدء المعركة ؛ لتتحقق نبوءة الـكتاب الـقـائل ‪ » :‬فإنه ھكذا قال لي‬ ‫قد أتت بخيالئھا تحاول أن تكذب رسولك ‪ ،‬اللھم فنصرك الذى‬
‫السيد في مدة سنة كسنة األجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي‬ ‫وعدتني « )‪ (١‬ونعس النبى نعسة خفيفة رأى خاللھا نصر ﷲ واستيقظ‬
‫أبطال بني قيدار تقل ألن الرب إله إسرائيل قد تكلم « ‪.‬‬
‫يبشر المؤمنين ‪ ،‬ويقول فى ھذا الموضع سيقتل فالن من كبراء‬
‫‪øŒÎ) ‬‬ ‫وتتنزل آيات الكتاب من السماء بشرى للمسلمين يقول ﷲ ‪:‬‬ ‫الوثنيين وفى ھذا الموضع فالن وھناك فالن وھنا فالن سيقتلون يشير‬
‫على األرض حتى ذكر أسماء قتلى الكفار وأماكن قتلھم فى أرض‬
‫@‪Ïπs3Í×‾≈n=yϑø9$# zÏiΒ 7#ø9r'Î/ Νä.‘‰ÏϑãΒ ’ÎoΤr& öΝà6s9 z>$yftFó™$$sù öΝä3−/u‘ tβθèW‹ÉótGó¡n‬‬ ‫المعركة ‪ ،‬ووقف فى جيش المسلـمين يـقول لـھم ‪ » :‬والذى نفس‬
‫محمد بيده ال يقاتلھم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبال غير مدبر‬
‫∆‪āωÎ) çŽóǨΖ9$# $tΒuρ 4 öΝä3ç/θè=è% ϵÎ/ ¨È⌡yϑôÜtFÏ9uρ 3“tô±ç/ āωÎ) ª!$# ã&s#yèy_ $tΒuρ ∩∪ šÏùÏŠó÷ß‬‬
‫وتراءى الجيشان فأخذ رسول ﷲ بيديه‬ ‫)‪(٢‬‬
‫إال أدخله ﷲ الجنة «‬

‫‪ ] 〈 ∩⊇⊃∪ íΟŠÅ3ym ͕tã ©!$# āχÎ) 4 «!$# ωΨÏã ôÏΒ‬األنفال [ ‪.‬‬ ‫الشريفتين قبضة من رمال الصحراء ورماھا فى الھواء ناحية جيش‬
‫فلم يبق منھم كافر يومئذ إال‬ ‫)‪(٣‬‬
‫الكفار قائال ‪ » :‬شاھت الوجوه «‬
‫‪4 (#θãΖtΒ#u šÏ%©!$# (#θçGÎm;sWsù öΝä3yètΒ ’ÎoΤr& Ïπs3Í×‾≈n=yϑø9$# ’n<Î) y7•/u‘ ÇrθムøŒÎ) :‬‬ ‫ويقول‬
‫شغل بعينه يفركھا بيده ‪ ،‬والتقى الجمعان وأنزل ﷲ المالئكة من‬
‫السماء تحارب مع المسلمين ‪ ،‬وانتصر المسلمون انتصارا كاسحا‬
‫™‪öΝåκ÷]ÏΒ (#θç/ΎôÑ$#uρ É−$oΨôãF{$# s−öθsù (#θç/ΎôÑ$$sù |=ô㔍9$# (#ρãxx. šÏ%©!$# É>θè=è% ’Îû ’Å+ø9é'y‬‬
‫وانھزم الكفار الوثنيون شر ھزيمة على كثرة عددھم و عدتھم و قتل‬

‫‪…ã&s!θß™u‘uρ ©!$# È,Ï%$t±ç„ tΒuρ 4 …ã&s!θß™u‘uρ ©!$# (#θ—%!$x© öΝßγ‾Ρr'Î/ šÏ9≡sŒ ∩⊇⊄∪ 5β$uΖt/ ¨≅à2‬‬ ‫فى ھذه المعركة المقدسة أكثر أكابر الكفار الوثنيين من بنى قيدار‬
‫وكل واحد منھم فى مكان حتفه كما ذكر رسول ﷲ بالضبط من قبل‬
‫‪z>#x‹tã zƒÌÏ≈s3ù=Ï9 āχr&uρ çνθè%ρä‹sù öΝà6Ï9≡sŒ ∩⊇⊂∪ É>$s)Ïèø9$# ߉ƒÏ‰x© ©!$# €χÎ*sù‬‬

‫)‪ (١‬السيرة النبوية البن ھشام )‪ ، (٢٦٩/٢‬والبخارى فى المغازى )‪. (٣٩٥٣‬‬


‫)‪ (٢‬البداية والنھاية البن كثير )‪ (١٠٦/٥‬فى غزوة بدر العظمى يوم الفرقان ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬مسلم فى الجھاد والسير ) ‪. (٨١/١٧٧٧‬‬
‫‪١٨٩‬‬ ‫‪١٨٨‬‬
‫تمت بتدخل إلھى مباشر لنصر المسلمين و سحق الكافرين ‪،‬‬ ‫‪ãΝèδθ—9uθè? Ÿξsù $Zômy— (#ρãxx. tÏ%©!$# ÞΟçGŠÉ)s9 #sŒÎ) (#þθãΖtΒ#u zƒÏ%©!$# $y㕃r'‾≈tƒ ∩⊇⊆∪ Í‘$¨Ζ9$#‬‬
‫فالحمد ‪ s‬صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده ‪ ،‬ال إله إال ﷲ وال‬
‫نعبد إال إياه مخلصين له الدين و لو كرھه الكافرون ‪.‬‬ ‫‪7πt⁄Ïù 4†n<Î) #¸”ÉiystGãΒ ÷ρr& @Α$tGÉ)Ïj9 $]ùÌhystGãΒ āωÎ) ÿ…çνtç/ߊ 7‹Í×tΒöθtƒ öΝÎγÏj9uθムtΒuρ ∩⊇∈∪ u‘$t/÷ŠF{$#‬‬

‫مبارك اآلتى باسم الرب ‪:‬‬


‫‪öΝèδθè=çFø)s? öΝn=sù ∩⊇∉∪ 玍ÅÁpRùQ$# š[ø♥Î/uρ ( ãΝ¨Ψyγy_ çµ1uρù'tΒuρ «!$# š∅ÏiΒ 5=ŸÒtóÎ/ u!$t/ ô‰s)sù‬‬
‫والمزمور) ‪ (١١٨‬نبوءة عظيمة عن النبى محمد رسول ﷲ )‬
‫المبارك اآلتى باسم الرب ( – ) الحجر الذى نبذه البناؤون ( ‪.‬‬ ‫‪u’Í?ö7ãŠÏ9uρ 4 4’tΓu‘ ©!$# €∅Å3≈s9uρ |Mø‹tΒu‘ øŒÎ) |Mø‹tΒu‘ $tΒuρ 4 óΟßγn=tGs% ©!$# €∅Å3≈s9uρ‬‬

‫صالِ ٌح ‪َ ،‬و َرحْ َمتَهُ إِلَى األَبَ ِد‬


‫والنص ھو ‪ » :‬ا ْش ُكرُوا الرﱠبﱠ ألَنﱠهُ َ‬
‫‪©!$# āχr&uρ öΝä3Ï9≡sŒ ∩⊇∠∪ ÒΟŠÎ=tæ ìì‹Ïϑy™ ©!$# āχÎ) 4 $—Ζ|¡ym ¹Iξt/ çµ÷ΖÏΒ šÏΖÏΒ÷σßϑø9$#‬‬
‫ْت‬‫يل ‪ :‬إِ ﱠن َرحْ َمتَهُ إِلَى األَبَ ِد تَ ُدو ُم ‪ ،‬لِيَقُلْ بَي ُ‬
‫تَ ُدو ُم ‪ ،‬لِيَقُلْ بَنُو إِس َْرائِ َ‬
‫خَ ائِفُو الرﱠبﱢ ‪ :‬إِ ﱠن َرحْ َمتَهُ إِلَى‬ ‫ھَارُونَ ‪ :‬إِ ﱠن َرحْ َمتَهُ إِلَى األَبَ ِد تَ ُدو ُم لِيَقُلْ‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊇∇∪ t͍Ï≈s3ø9$# ωø‹x. ßÏδθãΒ‬األنفال [ ‪.‬‬
‫ﱠج َعنﱢي ‪ ،‬الرﱠبﱡ‬ ‫فَأ َ َجابَنِي َوفَر َ‬ ‫يق‬
‫ت الرﱠبﱠ فِي الضﱢ ِ‬ ‫األَبَ ِد تَ ُدو ُم ‪َ ،‬دعَوْ ُ‬
‫ين لِي ‪،‬‬‫اف ‪َ ،‬ما َذا يَصْ نَ ُع بِي ْالبَ َشرُ؟ الرﱠبﱡ َم ِعي ‪ ،‬ھُ َو ُم ِع ٌ‬
‫َم ِعي فَالَ أَخَ ُ‬ ‫وإذا ما قيست معايير ھذه المعركة بكافة المقاييس العسكرية‬
‫َسأ َ َرى ھ َِزي َمةَ أَ ْعدَائِي اللﱡجُو ُء إِلَى الرﱠبﱢ خَ ْي ٌر ِمنَ اال ْعتِ َما ِد َعلَى‬ ‫المادية التى تدرس فى الكليات العسكرية فى العصر الحديث ؛ لكانت‬
‫اص َر ْتنِي‬ ‫ْالبَ َش ِر‪ ،‬ال ﱡلجُو ُء إِلَى الرﱠبﱢ خَ ْي ٌر ِمنَ اال ْعتِ َما ِد َعلَى ْال ُع َ‬
‫ظ َما ِء ‪َ ،‬ح َ‬ ‫النتيجة ھى استحالة انتصار المسلمين مع قلة عددھم وسالحھم على‬
‫ي‪،‬‬ ‫ضيﱠقُوا َعلَ ﱠ‬
‫اصرُونِي َو َ‬ ‫َج ِمي ُع األُ َم ِم ‪ ،‬لَ ِكنﱢي بِاس ِْم الرﱠبﱢ أُبِي ُدھُ ْم ‪َ ،‬ح َ‬ ‫جيش يماثل ثالثة أضعاف عددھم ومجھز بالسالح والعتاد ‪ ،‬وأن ما‬
‫طفَأُوا‬
‫اصرُونِي َكالنﱠحْ ِل ‪) ،‬ا ْشتَ َعلُوا( ثُ ﱠم ا ْن َ‬ ‫لَ ِكنﱢي بِاس ِْم الرﱠبﱢ أُبِي ُدھُ ْم ‪َ ،‬ح َ‬ ‫حدث من انتصار المسلمين على الكفار فى ھذه المعركة ھو معجزة‬
‫ط ‪ ،‬لَ ِك ﱠن الرﱠبﱠ‬‫ف َك ْي أَ ْسقُ َ‬ ‫َار ال ﱠشوْ ِك ‪ ،‬بِاس ِْم الرﱠبﱢ أُبِي ُدھُ ْم ‪ُ ،‬دفِع ُ‬
‫ْت بِ ُع ْن ٍ‬ ‫َكن ِ‬ ‫بكافة المقاييس ‪.‬‬
‫َض َدنِي ‪.‬‬
‫ع َ‬

‫‪١٩١‬‬ ‫‪١٩٠‬‬
‫باسم الرب « ‪ ،‬إشارة إلى المعزى المسيا نبى آخر الزمان ‪ ،‬التى‬ ‫َاف النﱠصْ ِر‬ ‫ت ھُت ِ‬ ‫ار لِي خَ الَصا ً ‪َ ،‬‬
‫صوْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫الرﱠبﱡ قُ ﱠوتِي َوتَرْ نِي ِمي َوقَ ْد َ‬
‫تذكر لنا النبوءة بعضا ً من صفاته وبعضا ً من األحداث التى ستحدث‬ ‫ين‬‫ين الرﱠبﱢ ُم ْقتَ ِد َرةٌ فِي فِ ْعلِھَا ‪ ،‬يَ ِم ُ‬‫ار ‪ ،‬يَ ِم ُ‬ ‫ص فِي َم َسا ِك ِن األَب َْر ِ‬ ‫َو ْالخَ الَ ِ‬
‫معه ‪ ،‬وھى كما نرى كاآلتى ‪ :‬أنه نبى محارب يتعرض لحصار قوى‬ ‫وت بَلْ أَحْ يَا َوأُ ِذي ُع‬
‫ين الرﱠبﱢ ُم ْقتَ ِد َرةٌ فِي فِ ْعلِھَا ‪ ،‬الَ أَ ُم ُ‬‫الرﱠبﱢ ُمرْ تَفِ َعةٌ ‪ ،‬يَ ِم ُ‬
‫من أعدائه مجتمعين ‪ ،‬ولكنه ينتصر عليھم جميعا باسم ﷲ وقوة ﷲ ‪،‬‬ ‫ال الرﱠبﱢ ‪ ،‬تَأْ ِديبا ً أَ ﱠدبَنِي الرﱠبﱡ ‪َ ،‬وإِلَى ْال َموْ ِ‬
‫ت لَ ْم يُ ْسلِ ْمنِي ‪.‬‬ ‫أَ ْع َم َ‬
‫ويبتھج المسلمون بنصر ﷲ ويكبرون ﷲ ويسبحونه كثيرا ويشكرونه‬ ‫اب ْالبِرﱢ ‪ ،‬فَأ َ ْد ُخ َل فِيھَا ‪َ ،‬وأَ ْش ُك َر الرﱠبﱠ ‪ ،‬ھَ َذا البَابُ ھُ َو‬
‫ا ْفتَحُوا لِي أَب َْو َ‬
‫ويعظمونه ؛ ألنه ھو ﷲ الذى أنقذھم من أيدى أعدائھم وأيدھم بنصره‬
‫ض ِر الرﱠبﱢ ‪ ،‬أَ ْش ُكرُكَ ألَنﱠكَ ا ْست ََجبْتَ لِي َو ِ‬
‫صرْ تَ‬ ‫ار إِلَى َمحْ َ‬ ‫َمدْخَ ُل األَب َْر ِ‬
‫وإلى األبد رحمته ‪.‬‬
‫ار َرأَ َ‬
‫س ال ﱠزا ِويَ ِة‪،‬‬ ‫ص َ‬‫ضهُ ا ْلبَنﱠاؤونَ قَ ْد َ‬‫لِي ُمخَ لﱢصا ً‪ ،‬ا ْل َحج ُر الﱠ ِذي َرفَ َ‬
‫‪ -‬نبى ال يسلمه ﷲ إلى أعدائه أبدا ‪ » ،‬أى نبى ال يقتله األعداء «‬ ‫ِم ْن لَدَى الرﱠبﱢ َكانَ ھَ َذا‪َ ،‬وھُ َو ُم ْد ِھشٌ فِي أَ ْعيُنِنَا ‪.‬‬
‫ال الرﱠبﱢ ‪ ،‬تَأْ ِديبا ً أَ ﱠدبَنِي‬
‫وت بَلْ أَحْ يَا َوأُ ِذي ُع أَ ْع َم َ‬
‫ففى النبوءة ‪ » :‬الَ أَ ُم ُ‬
‫اربﱡ‬‫ھَ َذا ھُ َو ْاليَوْ ُم الﱠ ِذي أَ َع ﱠدهُ الرﱠبﱡ ‪ ،‬فِي ِه نَ ْبتَ ِھ ُج َونَ ْف َر ُح ‪ ،‬آ ِه يَ َ‬
‫الرﱠبﱡ ‪َ ،‬وإِلَى ْال َموْ ِ‬
‫ت لَ ْم يُ ْسلِ ْمنِي « والنبى محمد لم يسلمه ﷲ ليد أعدائه‬ ‫ار ْكنَا ُك ْم‬
‫ب ‪ ،‬بَ َ‬
‫س ِم ال ﱠر ﱢ‬‫ار ٌك اآلتِي بِا ْ‬ ‫اربﱡ ا ْكفُلْ لَنَا النﱠ َج َ‬
‫اح ‪ُ ،‬مبَ َ‬ ‫خَ لﱢصْ ‪ ،‬يَ َ‬
‫أبدا واألمثلة على ذلك كثيرة من كتب السيرة والتاريخ ‪ ،‬منھا نجاته‬ ‫ضا َء لَنَا‪ ،‬ارْ بِطُوا ال ﱠذبِي َحةَ‬ ‫ور ِه أَ َ‬ ‫ت الرﱠبﱢ ‪ ،‬الرﱠبﱡ ھُ َو ﷲُ َوبِنُ ِ‬ ‫ِم ْن بَ ْي ِ‬
‫من محاولة قتله وھو خارج من بيته للھجرة للمدينة حيث كان‬ ‫ح ‪ ،‬إِلَ ِھي أَ ْنتَ ‪َ ،‬وإِيﱠاكَ أَ ْش ُك ُر‪ ،‬إِلَ ِھي أَ ْنتَ َوإِيﱠا َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ك‬ ‫ال إِلَى زَ َوايَا ال َمذبَ ِ‬
‫بِ ِحبَ ٍ‬
‫الوثنيون يتربصون له بالسيوف فأعماھم ﷲ عنه فناموا وھم واقفون‬ ‫صالِ ٌح ‪َ ،‬و َرحْ َمتَهُ إِلَى األَبَ ِد تَ ُدو ُم « ‪.‬‬ ‫أُ َع ﱢ‬
‫ظ ُم‪ ،‬ا ْش ُكرُوا الرﱠبﱠ ألَنﱠهُ َ‬
‫ومر النبى من بينھم و لم يمسسه سوء ‪.‬‬
‫بدراسة ھذه النبوءة جيدا يتبين لنا بھدى من ﷲ أنھا تنبئ عن‬
‫ومنھا أن أبا جھل عليه لعنه ﷲ ـ أخذ حجرا كبيرا وقال ‪ :‬ألفلقن‬ ‫ظھور نبى عظيم الشأن سيأتى من جنس لم يظھر فيھم أنبياء من قبل‬
‫به رأس محمد وھو يصلى وتحين الفرصة ‪ ،‬وتقدم نحو رسول ﷲ‬ ‫‪ ،‬إشارة إلى الحجر الذى نبذه البناؤون وھو نفسه المبارك اآلتى باسم‬
‫وھو ساجد يصلى عند الكعبة ورجال قريش الوثنيين ينظرون ما‬ ‫الرب ‪ ،‬فى قول يسوع ‪ » :‬ال ترونى حتى تقولوا ‪ :‬مبارك اآلتى‬
‫سيفعله طاغيتھم أبو جھل بمحمد ‪ ،‬فلما اقترب الطاغية من رسول ﷲ‬
‫‪١٩٣‬‬ ‫‪١٩٢‬‬
‫اص َر ْتنِي َج ِمي ُع األُ َم ِم ‪ ،‬لَ ِكنﱢي بِاس ِْم الرﱠبﱢ أُبِي ُدھُ ْم‬
‫ففى النبوءة ‪َ » :‬ح َ‬ ‫محمد يبست يداه على الحجر ثم فر مذعورا متغير اللون ‪ ،‬فنھض‬
‫اصرُونِي‬ ‫ي ‪ ،‬لَ ِكنﱢي بِاس ِْم الرﱠبﱢ أُبِي ُدھُ ْم ‪َ ،‬ح َ‬ ‫ضيﱠقُوا َعلَ ﱠ‬‫اصرُونِي َو َ‬ ‫‪َ ،‬ح َ‬ ‫الوثنيون متعجبين يسألونه عما أصابه فقال لھم ‪ :‬لقد قمت إليه ألفعل‬
‫َار ال ﱠشوْ ِك ‪ ،‬بِاس ِْم الرﱠبﱢ أُبِي ُدھُ ْم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫َكالنﱠحْ ِل ‪) ،‬ا ْشتَ َعلُوا( ثُ ﱠم ا ْنطَفَأوا َكن ِ‬ ‫به ما قلت لكم فلما اقتربت منه اعترضنى فحل ضخم من اإلبل لم أر‬
‫َض َدنِي « ‪.‬‬ ‫ط ‪ ،‬لَ ِك ﱠن الرﱠبﱠ ع َ‬ ‫ف َك ْي أَ ْسقُ َ‬
‫ْت بِ ُع ْن ٍ‬
‫ُدفِع ُ‬ ‫مثل ضخامته وال مثل أنيابه فاغرا لى فاه ليأكلنى ‪.‬‬

‫وھذه األحداث الجسام تمت وسجلت فى كتب التاريخ ‪ ،‬ففى السنة‬ ‫وكان ذلك طبعا من التدابير اإللھية العظيمة لحفظ النبى محمد‬
‫الخامسة من الھجرة خرج جماعة من اليھود لتأليب قبائل العرب كلھا‬ ‫من أعدائه ‪ ،‬وأنجاه ﷲ مرة أخرى من محاولة قتل دبرھا له يھود‬
‫على محمد وأتباعه بالمدينة ‪ ،‬ونجحوا فى مسعاھم الخبيث فاجتمع‬ ‫المدينة بإلقاء حجر رحى كبير وھو الحجر الذى يدار به الطاحونة من‬
‫رؤساء القبائل الوثنية مع اليھود لتكوين قوات تحالف يھجمون بھا‬ ‫فوق سطح بيت على رأس رسول ﷲ وھو جالس ‪ ،‬ولكن ﷲ أبلغ‬
‫على محمد وأتباعه فى المدينة فيبيدونھم كلھم أجمعين ‪.‬‬ ‫رسوله فقام من مقامه وعثرت قدم رامى الحجر فسقط تحت حجره‬

‫عندما علم النبى بتحركات اليھود وتحزيبھم األحزاب لقتاله‬ ‫صريعا ‪ ،‬ومرة أخرى عندما وضعت امرأة يھودية السم فى كتف‬

‫استشار رجاله ‪ ،‬فأشار عليه سلمان الفارسى بحفر خندق يمنع قوات‬ ‫شاه ‪ ،‬وجاء الطعام لرسول ﷲ وأصحابه ورفع رسول ﷲ الكتف‬

‫األحزاب المتحالفة من دخول المدينة ‪ ،‬فتم حفر الخندق وزحفت قوات‬ ‫ليأكل منھا فأنطق ﷲ الكتف وقالت ‪ :‬ال تأكلنى فإنى مسمومة ‪ ،‬و كل‬

‫التحالف الشيطانية نحو المدينة وكان عددھم يقدر باثنى عشر ألف‬ ‫ھذه الحوادث مسجلة بتفاصيلھا و دالئلھا فى كتب السيرة و التاريخ‬

‫مقاتل والنبى وأصحابه المقاتلون معه لم يكن عددھم يتعدى الثالثة‬ ‫لمن أراد الزيادة ‪.‬‬

‫آالف مقاتل ‪ ،‬وصلت قوات الكفار للمدينة فوجدوا الخندق وعليه‬ ‫‪ -‬نبى يتعرض لحصار عسكرى ھو والمؤمنين به من قبل قوات‬
‫معسكرات المسلمين فى الجانب اآلخر فطوقوا حصارا عسكريا شديدا‬ ‫تحالف من أعدائه مجتمعين سويا ليقضوا عليه ھو والمؤمنين ولكن‬
‫على المسلمين فى المدينة ‪ ،‬وحدثت خاللھا مناوشات متبادلة ‪.‬‬ ‫ﷲ نصر عبده وأعز جنده وھزم األحزاب وحده ‪.‬‬

‫‪١٩٥‬‬ ‫‪١٩٤‬‬
‫أَ ْعدَائِي ال ﱡلجُو ُء إِلَى الرﱠبﱢ خَ ْي ٌر ِمنَ اال ْعتِ َما ِد َعلَى ْالبَ َش ِر ‪،‬‬ ‫ھ َِزي َمةَ‬ ‫وكانت أياما ً صعبة على المؤمنين وكان ابتالء شديدا لھم واختبارا‬
‫ظ َما ِء « ‪ ،‬فاستجاب ﷲ‬ ‫إِلَى الرﱠبﱢ خَ ْي ٌر ِمنَ اال ْعتِ َما ِد َعلَى ْال ُع َ‬ ‫ال ﱡلجُو ُء‬ ‫إليمانھم وصبرھم خاصة عندما خان يھود المدينة العھد المبرم مع‬
‫دعوة رسوله وعباده المؤمنين ففرق كلمة قوات تحالف الكفار فلم‬ ‫رسول ﷲ وقرروا االنضمام لمعسكر الكافرين لحرب المسلمين ‪،‬‬
‫يأمن بعضھم بعضا وأرسل عليھم جنودا من السماء وريحا شديدة‬ ‫فأصبح العدو من أمامھم ومن خلف ظھورھم ‪ ،‬وأخذ المنافقون‬
‫القوة فى ليلة شديدة البرد غزيرة المطر فجعلت تقتلع خيامھم وتطفئ‬ ‫يرددون كالما ليبثوا به روح الضعف فى صفوف المسلمين ‪ ،‬إذ قال‬
‫نارھم وتقلب قدورھم وأمتعتھم فدب الذعر فى صفوف أعداء ﷲ‬ ‫واحد منھم مستھزئا ‪ :‬كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر ‪،‬‬
‫وناداھم زعيمھم أن يرحلوا فنھضوا جميعا راحلين ‪.‬‬ ‫وأحدنا اليوم ال يأمن على نفسه أن يذھب إلى الغائط !!‬

‫وجاء الخبر السعيد لرسول ﷲ وللمؤمنين فنھضوا مكبرين‬ ‫ولكن ﷲ موھن كيد الكافرين ‪ ،‬فعندما عظم البالء وبلغت القلوب‬
‫بصحية ﷲ أكبر ‪ ،‬وشاكرين ﷲ كثيرا ومسبحينه كثيرا ‪ ،‬ومعظمينه ‪،‬‬ ‫الحناجر توجه الحبيب محمد إلى ﷲ يدعوه ويسأله النصر له‬
‫فھو ﷲ اإلله الحق الذى أنقذھم وخلصھم من أيدى أعدائھم وأيدھم‬ ‫والھزيمة ألعدائه فقال ‪ » :‬اللھم منزل الكتاب سريع الحساب اھزم‬
‫ار لِي‬‫ص َ‬‫بنصره ‪ ،‬تحقيقا لنبوءة الكتاب ‪ » :‬الرﱠبﱡ قُ ﱠوتِي َوتَرْ نِي ِمي َوقَ ْد َ‬ ‫‪ ،‬وقال له بعض أصحابه يا‬ ‫)‪(١‬‬
‫األحزاب ‪ ،‬اللھم اھزمھم وزلزلھم «‬
‫ص فِي َم َسا ِك ِن األَب َْر ِ‬
‫ار ‪ ،‬يَ ِم ُ‬
‫ين‬ ‫َاف النﱠصْ ِر َو ْالخَ الَ ِ‬
‫ت ھُت ِ‬ ‫خَ الَصا ً ‪َ ،‬‬
‫صوْ ُ‬
‫رسول ﷲ ھل من شىء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ فقال لھم ‪:‬‬
‫ين الرﱠبﱢ ُم ْقتَ ِد َرةٌ فِي‬
‫ين الرﱠبﱢ ُمرْ تَفِ َعةٌ‪ ،‬يَ ِم ُ‬ ‫الرﱠبﱢ ُم ْقتَ ِد َرةٌ فِي فِ ْعلِھَا ‪ ،‬يَ ِم ُ‬
‫تحقيقا لنبوءة‬ ‫)‪(٢‬‬
‫نعم قولوا ‪ » :‬اللھم استر عوراتنا وآمن روعاتنا «‬
‫ال الرﱠبﱢ ‪ ،‬تَأْ ِديبا ً أَ ﱠدبَنِي الرﱠبﱡ ‪،‬‬ ‫وت بَلْ أَحْ يَا َوأُ ِذي ُع أَ ْع َم َ‬
‫فِ ْعلِھَا ‪ ،‬الَ أَ ُم ُ‬
‫يق فَأ َ َجابَنِي َوفَر َ‬
‫ﱠج َعنﱢي ‪ ،‬الرﱠبﱡ َم ِعي‬ ‫الكتاب ‪َ » :‬دعَوْ ُ‬
‫ت الرﱠبﱠ فِي الضﱢ ِ‬
‫َوإِلَى ْال َموْ ِ‬
‫ت لَ ْم يُ ْسلِ ْمنِي « ‪.‬‬
‫ف ‪َ ،‬ما َذا يَصْ نَ ُع بِي ْالبَ َشرُ؟ الرﱠبﱡ َم ِعي‪ ،‬ھُ َو ُم ِع ٌ‬
‫ين لِي ‪َ ،‬سأ َ َرى‬ ‫فَالَ أَخَ ا ُ‬
‫» ومن سقط على ھذا الحجر يترضض ومن سقط ھو عليه فإنه‬
‫يسحقه « ‪.‬‬
‫)‪ (١‬البخارى فى المغازى )‪ ، (٤١١٥‬ومسلم فى الجھاد والسير )‪(٢١/١٧٤٢‬‬
‫عن عبد ﷲ بن أبى أوفى  ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬أحمد )‪ ، (٣/٣‬والحاكم فى المستدرك )‪ (٥١٧/١‬وصححه ووافقه الذھبى ‪.‬‬
‫‪١٩٧‬‬ ‫‪١٩٦‬‬
$YΖ≈yϑƒÎ) HωÎ) öΝèδyŠ#y— $tΒuρ 4 …ã&è!θß™u‘uρ ª!$# s−y‰|¹uρ …ã&è!θß™u‘uρ ª!$# $tΡy‰tãuρ $tΒ #x‹≈yδ sπyϑ÷èÏΡ (#ρãä.øŒ$# (#θãΖtΒ#u tÏ%©!$# $pκš‰r'‾≈tƒ  : ‫وتتنزل آيات الكتاب من ﷲ تعالى‬

. [ ‫ ∪⊄⊄∩ 〈 ]األحزاب‬$VϑŠÎ=ó¡n@uρ tβ%Ÿ2uρ 4 $yδ÷ρts? öΝ©9 #YŠθãΖã_uρ $\t†Í‘ öΝÍκöŽn=tã $uΖù=y™ö‘r'sù ׊θãΖã_ öΝä3ø?u!%y` øŒÎ) ö/ä3ø‹n=tæ «!$#

ª!$# ’s∀x.uρ 4 #ZŽöyz (#θä9$uΖtƒ óΟs9 öΝÎγÏàø‹tóÎ/ (#ρãxx. tÏ%©!$# ª!$# ¨Šu‘uρ  : ‫ويقول‬ . [ ‫∩ 〈 ] األحزاب‬∪ #—ŽÅÁt/ tβθè=yϑ÷ès? $yϑÎ/ ª!$#

. [ ‫] األحزاب‬ 〈 ∩⊄∈∪ #Y“ƒÍ•tã $‡ƒÈθs% ª!$# šχ%x.uρ 4 tΑ$tFÉ)ø9$# tÏΖÏΒ÷σßϑø9$# ã≈|Áö/F{$# ÏMxî#y— øŒÎ)uρ öΝä3ΖÏΒ Ÿ≅xó™r& ôÏΒuρ öΝä3Ï%öθsù ÏiΒ Νä.ρâ!$y_ øŒÎ)  : ‫ويقول‬

. ‫ الذى نصر عبده و أعز جنده وھزم األحزاب وحده‬s ‫فالحمد‬ u’Í?çGö/$# y7Ï9$uΖèδ ∩⊇⊃∪ O$tΡθãΖ—à9$# «!$$Î/ tβθ‘ΖÝàs?uρ tÅ_$oΨysø9$# ÛUθè=à)ø9$# ÏMtón=t/uρ

‫ إِلَ ِھي أَ ْنتَ َوإِيﱠاكَ أُ َع ﱢ‬،‫ َوإِيﱠاكَ أَ ْش ُك ُر‬، َ‫» إِلَ ِھي أَ ْنت‬
‫ ا ْش ُكرُوا‬، ‫ظ ُم‬
†Îû tÏ%©!$#uρ tβθà)Ï≈uΖßϑø9$# ãΑθà)tƒ øŒÎ)uρ ∩⊇⊇∪ #Y‰ƒÏ‰x© Zω#t“ø9Η (#θä9Ì“ø9ã—uρ šχθãΖÏΒ÷σßϑø9$#
. « ‫ َو َرحْ َمتَهُ إِلَى األَبَ ِد تَ ُدو ُم‬، ‫صالِ ٌح‬
َ ُ‫الرﱠبﱠ ألَنﱠه‬

‫ نبى ملك حاكم للشعب منتصر على‬: ‫المبارك اآلتى باسم الرب‬ . [ ‫ ∪⊄⊇∩ 〈 ]األحزاب‬#Y‘ρáäî āωÎ) ÿ…ã&è!θß™u‘uρ ª!$# $tΡy‰tãuρ $¨Β ÖÚt¨Β ΝÍκÍ5θè=è%
‫ » ال ترونى حتى تقولوا‬: ‫أعداء ﷲ يأتى بعد يسوع لقول يسوع عنه‬
‫ والمعنى أن يسوع سوف يرفع من العالم‬، « ‫مبارك اآلتى باسم الرب‬ (#θã_ötƒ tβ%x. yϑÏj9 ×πuΖ|¡ym îοuθó™é& «!$# ÉΑθß™u‘ ’Îû öΝä3s9 tβ%x. ô‰s)©9  : ‫ويقول‬
‫ وسيأتى نبى من بعده بشريعة جديدة من ﷲ‬، ‫األرضى إلى السماء‬
(#θä9$s% z>#t“ômF{$# tβθãΖÏΒ÷σßϑø9$# #uu‘ $£ϑs9uρ ∩⊄⊇∪ #ZŽÏVx. ©!$# tx.sŒuρ tÅzFψ$# tΠöθu‹ø9$#uρ ©!$#
‫ ھذه الشريعة‬، « ‫ » تنتظر الجزائر شريعته‬: ‫تحقيقا لنبوءة أشعياء‬
‫ وقد نفى يسوع عن نفسه حق‬، ‫الجديدة ھى الناقضة لشريعة موسى‬
‫نقض شريعة موسى نافيا بذلك كونه تحقيقا ً فعلٮا ً لنبوءة أشعياء ومعلنا‬

١٩٩ ١٩٨
‫يتحقق أوال ثم فى نھاية الزمان ينزل يسوع من السماء لألرض مرة‬ ‫أنه مؤتمن على شريعة موسى بصفته تمام أنبياء اليھود العاملين‬
‫أخرى على شريعة ھذا النبى ويكون مع المؤمنين من أتباع ھذا النبى‬ ‫بشريعة موسى ‪ ،‬ونراه يأمر اليھود وأتباعه بااللتزام بأحكام شريعة‬
‫‪ ،‬وال يراه إال أتباع ھذا النبى المبارك الذى أتى باسم ﷲ ) محمد‬ ‫موسى ‪ ،‬معلنا أن بھذا النبى اآلتى بعده يكون تمام الكل بمعنى أنه‬
‫رسول ﷲ ( ‪ .‬كما قال يسوع ‪ » :‬ال ترونى حتى تقولوا مبارك اآلتى‬ ‫يكون آخر األنبياء جميعا و له وحده حق نقض شريعة موسى ؛ ألن‬
‫باسم الرب « أى تؤمنوا بالنبى اآلتى الذى ستنطبق عليه نبوءة‬ ‫معه شريعة جديدة من ﷲ قال يسوع ‪ » :‬ال تظنوا أني جئت ألنقض‬
‫المزمور ‪ ، ( ١١٨‬ذلك ھو » الحجر الذى نبذه البناؤون وقطع بغير‬ ‫الناموس واألنبياء ‪ ،‬ما جئت ألنقض بل ألكمل ‪.‬‬
‫يدين ودك ﷲ به ممالك األرض وأصبح الحجر جبال عظيما مأل‬ ‫فإني الحق أقول لكم ‪ :‬إلى أن تزول السماء واألرض ال يزول‬
‫األرض كلھا ذلك ھو المعزى شيلون نبى فاران « ‪.‬‬ ‫حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل فمن نقض‬

‫‪öΝßγ1ts? ( öΝæηuΖ÷t/ â!$uΗxqâ‘ Í‘$¤ä3ø9$# ’n?tã â!#£‰Ï©r& ÿ…çµyètΒ tÏ%©!$#uρ 4 «!$# ãΑθß™§‘ Ó‰£ϑpt’Χ ‬‬ ‫إحدى ھذه الوصايا الصغرى وعلم الناس ھكذا يدعى أصغر في‬
‫ملكوت السموات ‪.‬‬
‫‘‪̍rOr& ôÏiΒ ΟÎγÏδθã_ãρ ’Îû öΝèδ$yϑ‹Å™ ( $ZΡ≡uθôÊÍ‘uρ «!$# zÏiΒ WξôÒsù tβθäótGö6tƒ #Y‰£∨ß™ $Yè©.â‬‬
‫وأما من عمل وعلّم فھذا يدعى عظيما في ملكوت السموات ( ‪،‬‬
‫وأن ھذا النبى اآلتى سيكلم الناس باسم ﷲ ويظھر ﷲ به الحق من‬
‫‪…çµt↔ôÜx© ylt÷zr& ?íö‘t“x. È≅ŠÅgΥM}$# ’Îû ö/àSè=sVtΒuρ 4 Ïπ1u‘öθ−G9$# ’Îû öΝßγè=sVtΒ y7Ï9≡sŒ 4 ÏŠθàf¡9$#‬‬
‫الباطل ألنه ال يتكلم من نفسه بل بما يأتيه من وحى وبكالم ﷲ يتكلم‬
‫‪3 u‘$¤ä3ø9$# ãΝÍκÍ5 xáŠÉóu‹Ï9 tí#§‘–“9$# Ü=Éf÷èムϵÏ%θß™ 4’n?tã 3“uθtFó™$$sù xán=øótGó™$$sù …çνu‘y—$t↔sù‬‬ ‫ويعلم ‪ ،‬فقد قال عنه يسوع ‪ » :‬وأما متى جاء روح الحق فھو يرشدكم‬
‫إلى جميع الحق ألنه ال يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به‬
‫‪] 〈 ∩⊄∪ $Jϑ‹Ïàtã #—ô_r&uρ ZοtÏøó¨Β Νåκ÷]ÏΒ ÏM≈ysÎ=≈¢Á9$# (#θè=Ïϑtãuρ (#θãΖtΒ#u tÏ%©!$# ª!$# y‰tãuρ‬‬ ‫ويخبركم بأمور آتية « وھو نبى يظھره ﷲ على أعدائه ‪ ،‬وينتصر‬
‫ويحكم كملك بشريعة ﷲ الجديدة وتعاليم ﷲ محققا ملكوت ﷲ فى‬
‫الفتح [ ‪.‬‬
‫األرض كما ھو فى السماء ويعم دينه األرض كلھا ‪ ،‬كل ھذا يجب أن‬
‫‪٢٠١‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬
‫الملك المظفر إلى أسوار أورشليم و دخوله إلى شوارع المدينة وسط‬
‫ھتافات من معه لم يجد أى مقاومة تذكر فماذا فعل فى رأيك ؟‬
‫تفسير المفسرين المسيحيين لنبوءة المزمور‬
‫كتاب مرقس يذكر لنا ويقدم لنا مفاجأة مفجعة للمفسرين المسيحيين‬ ‫‪١١٨‬السابقة‬
‫يقول ‪ ) :‬فدخل يسوع أورشليم والھيكل ولما نظر حوله إلى كل شيء‬
‫لم يجد المفسرون المسيحيون شيئا يقولونه فى تفسير ھذه النبوءة‬
‫إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع االثني عشر وفي الغد‬
‫لعدم تطابق األحداث الواردة بالنبوءة مع حياة يسوع ‪ ،‬حتى عملية‬
‫لما خرجوا من بيت عنيا جاع ( ‪ ،‬يعنى زى ما جاء زى ما رجع !‬
‫روحنة نبوءة المزمور) ‪ (١٨٨‬فشلت فشال ذريعا ‪ ،‬يلحظ ذلك كل‬
‫تخيل رجع لبيت عنيا مرة أخرى وفى نفس الليلة بس المرة دى رجع‬
‫العقالء ‪ ،‬فلم يجدوا من أحداث ھذه النبوءة الطويلة شيئا ً ينطبق على‬
‫ومعاه الحواريون فقط من غير جماھير أو ھتافات أو أى شىء حتى‬
‫منتصر‬
‫ٍ‬ ‫حياة يسوع ‪ ،‬غير أن قالوا ‪ :‬إن يسوع دخل أورشليم كملك‬
‫أننا ال نعلم أين ذھب الناس الذين كانوا يھتفون له وأين ذھب الجحش‬
‫وسط ھتاف اليھود له مبارك الملك اآلتى باسم الرب ‪ ،‬واآلن تعال‬
‫الصغير الذى كان يركبه الملك ؟! مفاجأة أليس كذلك ‪ ،‬وكتاب متى‬
‫معى لكى نرى أفعال الملك المنتصر يسوع الذى دخل أورشليم ملكا‬
‫يذكر أنه دخل الھيكل وطرد البائعين والصيارفة فيه وانتھرھم بشدة‬
‫منتصرا على حسب رأى المفسرين المسيحيين !‬
‫وقلب بضاعتھم على األرض ثم ماذا أيضا بعد كل ھذا ؟ تخيل ! ھى‬
‫نفس المفاجأة المفجعة للمفسرين المسيحيين التى ذكرھا مرقس وھى ‪:‬‬ ‫كان بداية المسيرة ) لفتح ( أورشليم ! مكان على أطراف المدينة‬

‫أنه عاد من حيث أتى فخرج خارج المدينة فرجع إلى بيت عنيا وبات‬ ‫خارجھا يسمى بيت فاجى وبيت عنيا بالقرب من جبل الزيتون ‪ ،‬عدد‬

‫ھناك وفى الصباح جاع الملك !! يقول كتاب متى ‪ » :‬ثم تركھم‬ ‫األتباع غير محدد ‪ ،‬تقريبا عدة مئات ‪ ،‬امتطى الملك ظھر جحش‬

‫وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات ھناك وفى الصباح إذا كان‬ ‫صغير وفى رواية أخرى ‪ :‬إنه امتطى ظھرى حمار وجحش معا ‪ -‬و‬

‫راجعا إلى المدينة جاع « ؛ وألن الملك جاع فى الصباح وألنه كان‬ ‫ھذه الركوبة العجيبة تحتاج إلى من يشرحھا لنا ! ‪ -‬ثم بعد وصول‬

‫ال يعلم فى أى فصول السنة يثمر شجر التين فذھب لشجرة تين فى‬

‫‪٢٠٣‬‬ ‫‪٢٠٢‬‬
‫بالتفصيل ‪ :‬فبعد نقض الوثنيين حلفاء قريش ھدنة وقف الحرب عشر‬ ‫الطريق العام لعله يجد عليھا بعض الثمر يسد به جوعه ولما لم يجد‬
‫سنيين وقتلھم قبائل مسلمة ‪.‬‬ ‫فيھا غير الورق غضب وحنق وضاق بھا‪ ،‬ومن ثم دعا على الشجرة‬

‫قرر رسول ﷲ فتح مكة وأخذ يعد العدة لھذا العمل العظيم فى‬ ‫المسكينة بالموت فماتت الشجرة المسكينة فى صباح اليوم التالى التى‬

‫سرية تامة وأخذ يدعو ﷲ قائال ‪ » :‬اللھم خذ العيون واألخبار عن‬ ‫لو كانت تملك أن تنطق لدافعت عن نفسھا بأنھا لم تكن مستحقة لھذه‬
‫اللعنة ؛ ألن ھذا األوان من السنة لم يكن أوان تين كى تثمر فيه كما‬
‫تحقيقا لحالة الترقب والحذر‬ ‫)‪(١‬‬
‫قريش حتى نبغتھا فى بالدھا «‬
‫ذكر مرقس فى إنجيله ‪ » :‬فلما وصل إليھا لم يجد فيھا إال الورق ألنه‬
‫اربﱡ خَ لﱢصْ ‪ ،‬يَ َ‬
‫اربﱡ ا ْكفُلْ‬ ‫وااللتجاء إلى ﷲ فى نص النبوءة ‪ » :‬آ ِه يَ َ‬
‫ليس أوان التين « ‪.‬‬
‫لَنَا النﱠ َج َ‬
‫اح « ‪.‬‬
‫نعم لقد دخل يسوع أورشليم أكثر من مرة قبل ھذه الواقعة وبعدھا‬
‫خرج النبى محمد من المدينة فى عشرة آالف من المؤمنين‬
‫‪ ،‬ولكن أال تشم رائحة التلفيق واضحة جدا جدا فى تصوير يسوع‬
‫مسلحين قاصدا مكة ‪ ،‬وعندما وصل إلى مشارف مكة أرسل إلى أھل‬
‫كملك منتصر يدخل أورشليم ونداء جمع من الناس له مبارك اآلتى‬
‫مكة أن كل من دخل بيته وأغلق عليه بابه فھو آمن ولن يمسه سوء ‪،‬‬
‫باسم الرب ؟ لتناقض أحداث ھذه المسرحية مع األحداث الواقعية بعد‬
‫وزع النبى جنوده إلى فرق دخلوا مكة من جميع جھاتھا ودخل‬
‫ذلك ‪ ،‬ألم يعلم الصيارفة والبائعون فى ھيكل الرب أن ملكھم آت‬
‫رسول ﷲ ومن معه يعلوھم البھاء والحسن مكبرين ﷲ ومھللين‬
‫فيقوموا وينظفوا المكان ويعدوه الستقبال الملك ؟ !‬
‫فرحين كما تقول النبوءة عنھم ‪ » :‬ھَ َذا ھُ َو ْاليَوْ ُم الﱠ ِذي أَ َع ﱠدهُ الرﱠبﱡ ‪ ،‬فِي ِه‬
‫التفسير الحقيقى لھذا الشطر من نبوءة المزمور ‪ ١١٨‬ينطبق على‬
‫نَ ْبتَ ِھ ُج َونَ ْف َر ُح « دخل النبى محمد مكة وحطم بيديه األصنام من بيت‬
‫رسول ﷲ محمد  وأحداث فتح مكة ودخوله بيت ﷲ المسجد الحرام‬
‫ﷲ الحرام الكعبة ‪ ،‬وأزال عن بيت ﷲ كل مظاھر الشرك والوثنية‬
‫منتصرا فى موكب ضخم يضم عشرة آالف من المؤمنين بعتادھم‬
‫التى وضعھا المشركون الوثنيون فى بيت ﷲ قائال والمؤمنون معه ‪:‬‬
‫وسالحھم ‪ ،‬وكتب التاريخ والسيرة تذكر لنا ھذه األحداث العظيمة‬
‫)‪ (١‬السيرة النبوية البن ھشام )‪ (٣٨/٤‬االستعداد لفتح مكة ‪.‬‬
‫‪٢٠٥‬‬ ‫‪٢٠٤‬‬
‫أن ال إله إال ﷲ أشھد أن ال إله إال ﷲ ‪ ،‬أشھد أن محمدا رسول ﷲ‬ ‫‪ ] 〈 ∩∇⊇∪ $]%θèδy— tβ%x. Ÿ≅ÏÜ≈t7ø9$# ¨βÎ) 4 ã≅ÏÜ≈t6ø9$# t,yδy—uρ ‘,ysø9$# u!%y` ö≅è%uρ ‬اإلسراء [ ‪،‬‬
‫أشھد أن محمدا رسول ﷲ ‪.‬‬
‫ثم قام النبى محمد  على باب الكعبة وقال ‪ » :‬ال إله إال ﷲ وحده‬
‫تحقيقا لنبوءة المزمور ‪ » :‬ھَ َذا ھُ َو ْاليَوْ ُم الﱠ ِذي أَ َع ﱠدهُ الرﱠبﱡ ‪ ،‬فِي ِه‬
‫صدق وعده ونصر عبده وھزم األحزاب وحده « )‪. (١‬‬
‫ار ٌك اآلتِي‬‫اح‪ُ ،‬مبَ َ‬ ‫اربﱡ ا ْكفُلْ لَنَا النﱠ َج َ‬ ‫نَ ْبتَ ِھ ُج َونَ ْف َر ُح‪ ،‬آ ِه يَ َ‬
‫اربﱡ خَ ﱢلصْ ‪ ،‬يَ َ‬
‫ضا َء‬‫ور ِه أَ َ‬
‫ت الرﱠبﱢ ‪ ،‬الرﱠبﱡ ھُ َو ﷲُ َوبِنُ ِ‬ ‫ار ْكنَا ُك ْم ِم ْن بَ ْي ِ‬
‫ب ‪ ،‬بَ َ‬‫س ِم ال ﱠر ﱢ‬
‫بِا ْ‬ ‫واجتمع أھل مكة خائفين متوقعين السوء وأن رسول ﷲ سينتقم‬
‫ح ‪ ،‬إِلَ ِھي أَ ْنتَ ‪َ ،‬وإِيﱠا َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫لَنَا‪ ،‬ارْ بِطُوا ال ﱠذبِ َ‬
‫ك‬ ‫ال إِلَى زَ َوايَا ال َمذبَ ِ‬‫يحةَ بِ ِحبَ ٍ‬ ‫منھم ‪ ،‬فنظر إليھم رسول ﷲ وعليه البھاء والجالل وأسفل منه كل أھل‬
‫صالِحٌ‪َ ،‬و َرحْ َمتَهُ‬ ‫ظ ُم‪ ،‬ا ْش ُكرُوا الرﱠبﱠ ألَنﱠهُ َ‬ ‫أَ ْش ُك ُر‪ ،‬إِلَ ِھي أَ ْنتَ َوإِيﱠاكَ أُ َع ﱢ‬ ‫مكة خاضعين له ينتظرون كلمته وتحقق له وعد ﷲ فى نبوءة‬
‫إِلَى األَبَ ِد تَ ُدو ُم « ‪.‬‬ ‫المزمور ‪ » :‬سأجعل أعداءك موطئا لقدميك « فقال لھم ‪ » :‬ما تظنون‬
‫أنى فاعل بكم ‪ ،‬فقالوا يستعطفونه ‪ :‬أخ كريم وابن أخ كريم ‪ ،‬فتبسم‬
‫‪ô‰s)©9 ‬‬ ‫وصدق ﷲ ما وعد رسوله محمداً بفتح مكة قال ﷲ ‪:‬‬
‫رسول ﷲ وقال لھم ‪ :‬ال أقول لكم إال كما قال يوسف إلخوته ‪ .‬ال‬
‫‪ª!$# u!$x© βÎ) tΠ#tysø9$# y‰Éfó¡yϑø9$# £è=äzô‰tGs9 ( Èd,ysø9$$Î/ $tƒö”9$# ã&s!θß™u‘ ª!$# šXy‰|¹‬‬ ‫وبھذا أصدر رسول ﷲ‬ ‫تثريب عـليكم اليوم اذھـبوا فأنتم الطلقاء «‬
‫)‪(٢‬‬

‫العفو العام ألھل مكة الذين آذوه زمنا طويال ھو والمؤمنين وحاربوه ‪،‬‬
‫‪(#θßϑn=÷ès? öΝs9 $tΒ zΝÎ=yèsù ( šχθèù$sƒrB Ÿω zƒÎŽÅ_Çs)ãΒuρ öΝä3y™ρââ‘ tÉ)Ïk=ptèΧ šÏΖÏΒ#u‬‬
‫ففرح الجميع وأقبلوا على اإلسالم يدخلون أفواجا فرحين برسول ﷲ‬
‫محمد وبايعھم رسول ﷲ وأقام معھم عھد اإلسالم ‪ ،‬وصعد بالل إلى‬
‫] الفتح [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩⊄∠∪ $—6ƒÌs% $[s÷Gsù šÏ9≡sŒ Èβρߊ ÏΒ Ÿ≅yèy∨sù‬‬
‫سطح الكعبة مؤذنا للصالة ‪ :‬ﷲ أكبر ﷲ أكبر ﷲ أكبر ﷲ أكبر أشھد‬
‫وبالتحليل اللفظى لجملة ‪ ) :‬مبارك اآلتى باسم الرب ( تبين لنا أنھا‬
‫تعنى ) محمد رسول ﷲ ( وتفسير المعانى ھى كاآلتى ‪:‬‬ ‫)‪ (١‬البخارى فى المغازى )‪ (٤١١٤‬عن أبى ھريرة  ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬السيرة النبوية البن ھشام )‪ (٥٥ ،٥٤/٤‬الرسول يدخل الحرم ‪ ،‬وأحمد‬
‫)‪. (١١/٢‬‬
‫‪٢٠٧‬‬ ‫‪٢٠٦‬‬
‫وبالبحث نجد أن ھذه األحداث ھى التحقيق الحى والفعلى الواقعى‬ ‫معنى ‪ ) :‬اآلتى باسم الرب ( ‪ :‬رسول ﷲ ‪.‬‬
‫لنبوءات الكتاب ونجد أنھا فى كثير منھا يوجد تطابق مع نصوص‬ ‫أى رسول من عند ﷲ يبلغ الناس رسالة من ﷲ أى كتاب ﷲ وكل‬
‫النبوءات بتفصيالت تصل لحد اإلعجاز ‪ :‬ففى نبوءة التثنية ‪ ) :‬جاء‬ ‫سور القرآن المنزلة تبدأ باسم ﷲ ‪ ) :‬بسم ﷲ الرحمن الرحيم ( ‪.‬‬
‫الرب من سيناء وأشرق من جبل ساعير وسطع من جبل فاران ‪،‬‬
‫معنى ‪ ) :‬مبارك ( ‪ :‬محمد ) المعنى اللغوى لكلمة محمد ھو‬
‫وجاء و معه عشرة آالف قديس و عن يمينه نار شريعة لھم ( ‪.‬‬
‫الشخص المبارك المحمود من الكل ( ‪ ،‬وبھذا يتضح لنا الجملة‬
‫النبوءة ھنا فى تفصيلھا تصل إلى درجة تحديد العدد نفسه من‬ ‫االفتراضية الحقيقية التى نطق بھا يسوع وھى ‪ ) :‬ال ترونى حتى‬
‫المؤمنين الذين كانوا مع النبى محمد  فى دخوله مكة منتصرا على‬ ‫تقولوا ‪ :‬محمد رسول ﷲ ( ‪.‬‬
‫أعدائه ‪.‬‬
‫وتكون الكلمة الحقيقية المفترضة فى نص النبوءة المترجم كذلك ‪:‬‬
‫فال يوجد نبى معه شريعة من ﷲ دخل فاران ومعه عشرة آالف‬ ‫اربﱡ خَ لﱢصْ‬ ‫) ھَ َذا ھُ َو ْاليَوْ ُم الﱠ ِذي أَ َع ﱠدهُ الرﱠبﱡ ‪ ،‬فِي ِه نَ ْبتَ ِھ ُج َونَ ْف َر ُح ‪ ،‬آ ِه يَ َ‬
‫من المؤمنين سوى النبى محمد  إمام األنبياء والمرسلين ‪.‬‬ ‫ت الرﱠبﱢ‬‫ار ْكنَا ُك ْم ِم ْن بَ ْي ِ‬
‫اح ‪ ،‬محمد رسول ﷲ ‪ ،‬بَ َ‬ ‫اربﱡ ا ْكفُلْ لَنَا الن ﱠ َج َ‬‫‪ ،‬يَ َ‬
‫وھذا النص عندما فھمه المفسرون المسيحيون المبطلون حاولوا‬ ‫( ‪ ،‬وھذه األحداث تمت بفتح مكة ودخول بيت ﷲ الحرام وتطھيره‬
‫طمسه وتحريفه عن معناه الدقيق جدا فى تحديد عدد المؤمنين بعشرة‬ ‫من األصنام وامتألت األرض فى فرح وسرور بھتاف المؤمنين ‪) :‬‬
‫آالف وذلك فى التراجم العربية الحديثة للكتاب المقدس ‪.‬‬ ‫ال إله إال ﷲ محمد رسول ﷲ ( ‪.‬‬

‫انظر فاصل ‪ : ٦‬فضح المحرفين ‪.‬‬ ‫دخل النبى محمد  مكة فى السنة الثامنة من الھجرة كملك‬
‫منتصر ومعه عشرة آالف من المؤمنين وخضع له كل أعدائه ھذه‬
‫مبارك شعبى مصر ‪:‬‬
‫أحداث تاريخية مسجلة فى كتب التاريخ وكتب السيرة النبوية ‪.‬‬

‫‪٢٠٩‬‬ ‫‪٢٠٨‬‬
‫األصنام الحجرية عنھا حتى جاء اإلسالم وجمع الشعبين معا ألول‬ ‫توجد نبوءة فى الكتاب فى سفر أشعياء النبى إصحاح) ‪ (١٩‬يبين‬
‫مرة فى تاريخ البشرية على دين واحد و عبادة إله واحد ھو اإلله‬ ‫فيھا أن شعب مصر وشعب العراق ) آشور ( سيعبدان الرب و فى‬
‫الحق ﷲ ال إله إال ھو ‪ ،‬تحقيقا ً لنبوءة أشعياء ‪ » :‬فِي َذلِكَ ْاليَوْ ِم يَ ْمتَ ﱡد‬ ‫النبوءة يبارك ﷲ شعب مصر قائال ‪ » :‬مبارك شعبى مصر« ‪.‬‬
‫ور إِلَى ِمصْ َر‪ ،‬فَيَ ْعبُ ُد ْال ِمصْ ِريﱡونَ‬
‫ور‪َ ،‬و ِم ْن أَ ﱡش َ‬
‫ق ِم ْن ِمصْ َر إِلَى أَ ﱡش َ‬ ‫َ‬
‫ط ِري ٌ‬ ‫ويكاد يكون ھذا ھو الموضع الوحيد فى الكتاب المقدس الذى تلقى‬
‫َواألَ ﱡش ِ‬
‫وريﱡونَ الرﱠبﱠ َمعا ً « ‪.‬‬ ‫شعب مصر فيه مباركة من ﷲ ‪ ،‬فعبر نصوص الكتاب المقدس تتلقى‬
‫فى العصور المسيحية ذاق شعب مصر من الويالت والتعذيب‬ ‫مصر وملوك مصر وشعب مصر لعنات تلو لعنات إال فى ھذا النص‬
‫واالضطھاد على يد الحكام الرومان المسيحين المخالفين لھم فى‬ ‫الفريد من حيث فيه إن ﷲ يبارك شعب مصر فلماذا بارك ﷲ ھنا‬
‫المذھب ففى إسبانيا قبل الفتح اإلسالمى كان المجمع السادس بطليطلة‬ ‫شعب مصر ؟ ھذا ما سنحاول اكتشافه معا بإذن ﷲ ‪ ،‬وسنعرف متى‬
‫قد حرم كل المذاھب غير المذھب الكاثوليكى وأقسم الملوك على تنفيذ‬ ‫عبد شعب مصر وشعب العراق الرب معا ‪.‬‬
‫ھذا القانون بالقوة وقتل جستيان األول ) ‪ ٥٦٥ – ٥٢٧‬م ( مائتى ألف‬ ‫منذ فجر التاريخ ونشوء الحضارات لم يجتمع شعب مصر مع‬
‫من األقباط فى مدينة اإلسكندرية وحدھا حتى اضطر من نجا من‬ ‫شعب العراق ) آشور( على عبادة إله واحد واعتناق دين واحد إال فى‬
‫القتل إلى الھرب فى الصحراء ‪ ،‬وھذه أحداث مسجلة فى كتب‬ ‫عبادة ﷲ فى اإلسالم ‪ ،‬والمالحظ أنه حتى وھم فى عصورھم الوثنية‬
‫التاريخ وكتب تاريخ الكنيسة المصرية ‪ ،‬وظلوا ھكذا فى إذالل‬ ‫كان كل شعب له آلھته من األصنام والمسميات الخاصة به وبالرغم‬
‫وتعذيب واضطھاد واقعين تحت الظلم الرومانى حتى جاء الفتح‬ ‫من نزول بنى إسرائيل مصر فى زمن يوسف وعيشھم فيھا قرونا ً‬
‫اإلسالمى إلى مصر بقيادة القائد عمرو ابن العاص فأنقذ شعب مصر‬ ‫عديدة وسبيھم إلى أرض العراق فترة سبى طويلة لم يدخل شعب‬
‫من العذاب ‪ ،‬وكان ذلك فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب ‪ ،‬وتحدث‬ ‫مصر وال شعب العراق فى دين بنى إسرائيل ليعبدوا ﷲ اإلله الحق ‪،‬‬
‫شعب مصر باللغة العربية كأھل كنعان ‪ ،‬وأقام عمرو بن العاص‬ ‫ونفس المالحظة نجدھا فى عصور انتشار الديانة المسيحية ‪ ،‬دان‬
‫مسجدا ‪ s‬على تخوم مصر موجود إلى اآلن بالقاھرة اسمه ‪ :‬مسجد‬ ‫شعب مصر بالمسيحية بينما لم يدن شعب العراق بھا ‪ ،‬وفضل عبادة‬
‫‪٢١١‬‬ ‫‪٢١٠‬‬
‫ور إِلَى ِمصْ َر‪ ،‬فَيَ ْعبُ ُد‬ ‫ور‪َ ،‬و ِم ْن أَ ﱡش َ‬
‫ق ِم ْن ِمصْ َر إِلَى أَ ﱡش َ‬ ‫ْاليَوْ ِم يَ ْمتَ ﱡد َ‬
‫ط ِري ٌ‬ ‫عمرو ابن العاص ‪ ،‬إلقامة الصالة ‪ ، s‬ودخل شعب مصر فى دين‬
‫ون إِس َْرائِي ُل‬ ‫ب َمعا ً ‪٢٤ ،‬فِي َذلِكَ ْاليَوْ ِم يَ ُك ُ‬‫ص ِريﱡونَ َواألَشﱡو ِريﱡونَ ال ﱠر ﱠ‬ ‫ا ْل ِم ْ‬ ‫ﷲ أفواجا ‪ ،‬وأسلموا ‪ s‬رب العالمين وأصبحوا مسلمين ؛ ولھذا بارك‬
‫ار ُكھُ ُم‬ ‫ث ثَالَثَ ٍة َم َع ِمصْ َر َوأَ ﱡشو َر ‪َ ،‬وبَ َر َكةً فِي َو َس ِط األَرْ ِ‬
‫ض ‪٢٥ ،‬فَيُبَ ِ‬ ‫ثَالِ َ‬ ‫ﷲ شعب مصر قائال ‪ »:‬مبارك شعبى مصر« ‪.‬‬
‫ص ْن َعةُ يَ ِدي أَ ﱡشورُ‪،‬‬
‫ص ُر‪َ ،‬و َ‬‫ش ْعبِي ِم ْ‬‫ار ٌك َ‬ ‫الرﱠبﱡ ْالقَ ِدي ُر قَائِالً ‪ُ » :‬مبَ َ‬ ‫وعبد شعب مصر وشعب العراق ربا وإلھا واحدا ھو ﷲ ودخل‬
‫يراثِي إِس َْرائِي ُل « ‪.‬‬
‫َو ِم َ‬ ‫الشعبان فى دين اإلسالم ‪ ،‬وبنيت فى زمن الحق مدينة القاھرة التى‬
‫مالحظة ‪ :‬بالنسبة للمدينة التى تدعى مدينة الشمس فى نص‬ ‫أصبحت عاصمة مصر وبنى الجامع األزھر الذى ظل أمدا طويال‬
‫النبوءة موجودة بھذا االسم فى النسخة العربية للكتاب المقدس ولكن‬ ‫منارة العلم فى وسط أرض مصر وسط القاھرة القديمة ‪ ،‬وتحققت‬
‫بالنظر إلى نفس الموضع بالنسخة اإلنجليزية و جدنا ‪:‬‬ ‫النبوءة عن شعب مصر ودخول المصريين فى دين ﷲ اإلسالم‬

‫‪( In that day shall five cities in the land of Egypt‬‬ ‫وتغيرت لغة مصر من القبطية القديمة إلى اللغة العربية لغة القرآن ‪.‬‬

‫‪speak the language of Canaan, and swear to the‬‬ ‫س‬‫ار ِمصْ َر َخ ْم ُ‬ ‫ون فِي ِديَ ِ‬ ‫ونص النبوءة يقول ‪ » :‬فِي َذلِكَ ْاليَوْ ِم يَ ُك ُ‬
‫‪LORD of hosts; one shall be called, The city of‬‬ ‫ير‪َ ،‬وتُ ْدعَى إِحْ دَاھَا‬‫ف بِ ْال َوالَ ِء لِلرﱠبﱢ ْالقَ ِد ِ‬‫ق بِلُ َغ ِة َك ْن َعانَ ‪َ ،‬وتَحْ لِ ُ‬
‫ُمد ٍُن تَ ْن ِط ُ‬
‫‪destruction ) .‬‬ ‫س ‪١٩ ،‬فِي َذلِكَ ْاليَوْ ِم يُقَا ُم َم ْذبَ ٌح لِلرﱠبﱢ فِي َو َس ِط ِديَ ِ‬
‫ار‬ ‫َم ِدينَةَ ال ﱠش ْم ِ‬
‫ون َعالَ َمةً َو َشھَا َدةً‬
‫ِمصْ َر‪َ ،‬ويَرْ تَفِ ُع نُصُبٌ لِلرﱠبﱢ ِع ْن َد تُ ُخو ِمھَا ‪٢٠ ،‬فَيَ ُك ُ‬
‫ار ِمصْ َر ‪ ،‬ألَنﱠھُ ْم يَ ْستَ ِغيثُونَ بِالرﱠبﱢ ِم ْن ُم َ‬
‫ضايِقِي ِھ ْم ‪،‬‬ ‫ير فِي ِديَ ِ‬‫لِلرﱠبﱢ ْالقَ ِد ِ‬
‫والترجمة الصحيحة لـ ‪ ( The city of destruction ) :‬ھى‬
‫ث إِلَ ْي ِھ ْم ُمخَ لﱢصا ً َو ُمدَافِعا ً يُ ْنقِ ُذھُ ْم ‪٢١ ،‬فَيُ ْعلِ ُن الرﱠبﱡ نَ ْف َسهُ لِ ْل ِمصْ ِريﱢينَ‬
‫فَيَ ْب َع ُ‬
‫‪ :‬مدينة القھر والتدمير وھذا ھو المعنى اللغوى لمدينة القاھرة‬
‫‪َ ،‬وفِي َذلِكَ ْاليَوْ ِم يَ ْعبُ ُدونَهُ َويُقَ ﱢد ُمونَ َذبِ َ‬
‫يحةً َوقَ َرابِينَ َويَ ْن ِذرُونَ لِلرﱠبﱢ‬
‫عاصمة مصر ‪،‬‬
‫نُ ُذوراً َويُوفُونَ بِھَا‪َ ٢٢ ،‬ويَضْ ِربُ الرﱠبﱡ ِمصْ َر؛ يَضْ ِربُھَا َويُب ِْرئُھَا ‪،‬‬
‫فَيَرْ ِج ُع أَ ْھلُھَا تَائِبِينَ إِلَى الرﱠبﱢ فَيَ ْست َِجيبُ ُدعَا َءھُ ْم َويَ ْشفِي ِھ ْم‪ ، 23‬فِي َذلِكَ‬
‫‪٢١٣‬‬ ‫‪٢١٢‬‬
‫أدركنا أنه كان يشير تحديدا إلى السنة التى يجب بدء عد السبعين‬ ‫قال مؤسسھا المعز لدين ﷲ ‪ :‬نسميھا القاھرة لتقھر األعداء‬
‫أسبوعا لدانيال النبى منھا والتى بعدھا سوف يظھر النبى الخاتم‬ ‫وتسحقھم ‪ ،‬وبذلك تكون الترجمة الواجبة للنص اإلنجليزى ھى ‪) :‬‬
‫بالرسالة الخاتمة من ﷲ وربط يسوع سنة ظھور رجسة الخراب فى‬ ‫وفى ھذا اليوم سيكون ھناك خمس مدن فى أرض مصر يتكلمون‬
‫المكان المقدس بأحداث معينة ستحدث بعد رفعه للسماء بفترة وسيشھد‬ ‫بلغة الكنعانيين ويحلفون برب الجنود وتسمى واحدة منھم مدينة‬
‫ھذه األحداث بعضا من الجيل الذى كان معاصرا له ‪ ،‬وتحققت‬ ‫القاھرة ( ‪.‬‬
‫نبوءات يسوع النبى كلھا وسيتضح لك ھذا كله اآلن ‪ ،‬ففى كتاب متى‬ ‫وقد تنبأ النبى محمد رسول ﷲ ألصحابه عن دخولھم أرض مصر‬
‫يقول النبى )يسوع( ‪ ) :‬يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة األنبياء وراجمة‬ ‫فاتحين مظفرين فقال ‪ » :‬إنكم ستفتحون مصر وھى أرض يسمى فيھا‬
‫المرسلين إليھا‪ ،‬كم مرة أردت أن أجمع أوالدك كما تجمع الدجاجة‬ ‫القيراط فإذا فتحتموھا فأحسنوا إلى أھلھا فإن لھم ذمة ورحما « ‪.‬‬
‫فراخھا تحت جناحيھا ولم تريدوا ‪ ،‬ھو ذا بيتكم يترك لكم خرابا ؛‬
‫ويقول ‪ » :‬إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لھم ذمة‬
‫ألني أقول لكم أنكم ال ترونني من اآلن حتى تقولوا مبارك اآلتي باسم‬
‫ورحما ‪ - ،‬يعني أن ھاجر أم إسماعيل كانت منھم ‪. « -‬‬
‫الرب « ‪.‬‬
‫خاتم األنبياء ‪:‬‬
‫نالحظ دائما أن يسوع كلما تحدث عن أورشليم أو الھيكل تنبأ لھما‬
‫بالخراب والتدمير وھذا بصورة دائمة نالحظ ھذا دائما من كالمه‬ ‫قال يسوع ‪ ) :‬السماء و األرض تزوالن أما كالمى فال يزول (‬
‫ونالحظ أنه ال يبشر ببناء المدينة وإعادة بناء للھيكل مرة أخرى بل‬ ‫يا له من تأكيد ‪ ،‬قال يسوع ھذه الجملة فى إنجيل متى يؤكد لنا أن‬
‫كانت نبوءاته عن المدينة المقدسة كلھا بالدمار والخراب ‪.‬‬ ‫زوال السماء واألرض ممكن وأيسر وأسھل من عدم تحقق نبوءاته‬
‫التى يتنبأ بھا عن ظھور ملكوت ﷲ فى األرض ‪ ،‬وزمن بداية ظھور‬
‫ومعنى ذلك أنه ال يجوز تفسير نبوءة فرح العاقر المترملة على‬
‫ھذا الملكوت تحديدا أن يسوع أوجد لنا رابطا ً بين نبوءته ونبوءة‬
‫أنھا أورشليم فالنبوءة تقول ‪ » :‬ترنمي أيتھا العاقر التي لم تلد ‪،‬‬
‫دانيال النبى عن رجسة الخراب وببحث ھذا الرابط وفھمه جيدا‬
‫أشيدي بالترنم أيتھا التي لم تمخض ‪ ،‬ألن بني المستوحشة أكثر من‬
‫‪٢١٥‬‬ ‫‪٢١٤‬‬
‫ويأتى إبراھيم كل عام فى زيارة لوادى مكة ليتفقد الصبى ابنه بكره‬ ‫بني ذات البعل ‪ ،‬قال الرب ‪ :‬أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق‬
‫إسماعيل وأم الصبى ھاجر وفى ذات مرة يأمر ﷲ إبراھيم برفع‬ ‫مساكنك ‪ ،‬ال تمسكي‪ ،‬أطيلي أطنابك وشددي أوتادك ‪ ،‬ألنك تمتدين‬
‫قواعد وأساس بيت ﷲ والتى كانت مطمورة فى الرمال منذ قرون‬ ‫إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربة ‪ ،‬ال‬
‫كثيرة ‪.‬‬ ‫تخافي ألنك ال تخزين ‪ ،‬وال تخجلي ألنك ال تستحين ‪ ،‬فإنك تنسين‬

‫ويبدأ نبى ﷲ إبراھيم فى تنفيذ األمر اإللھى بإعادة بناء الكعبة‬ ‫خزي صباك وعار ترملك ال تذكرينه بعد « ‪.‬‬

‫بيت ﷲ الحرام ‪ ،‬يأتيه الوحى من السماء يبين له المكان والشكل‬ ‫إذن على ما تدل نبوءة ترنم و فرح العاقر المترملة ؟ ال شك أنھا‬
‫المراد الھيئة وإبراھيم وابنه إسماعيل يبنيان الكعبة أول بيت وضع فى‬ ‫تدل على مكة والكعبة بيت ﷲ الحرام فالكعبة ھى أول بيت وضع فى‬
‫األرض لعبادة ﷲ ‪.‬‬ ‫األرض لعبادة ﷲ و كان ذلك منذ عھد آدم  ‪.‬‬

‫‪ÏMøt7ø9$# zÏΒ y‰Ïã#uθs)ø9$# ÞΟ↵Ïδ≡tö/Î) ßìsùötƒ øŒÎ)uρ ‬‬ ‫أخبر ﷲ عنھم قال ‪:‬‬ ‫‪“Y‰èδuρ %Z.u‘$t7ãΒ sπ©3t6Î/ “Ï%©#s9 Ĩ$¨Ψ=Ï9 yìÅÊãρ ;MøŠt/ tΑ¨ρr& ¨βÎ) ‬‬ ‫قال ﷲ تعالى ‪:‬‬

‫‪$uΖù=yèô_$#uρ $uΖ−/u‘ ∩⊇⊄∠∪ ÞΟŠÎ=yèø9$# ßìŠÏϑ¡¡9$# |MΡr& y7¨ΡÎ) ( !$¨ΨÏΒ ö≅¬7s)s? $uΖ−/u‘ ã≅ŠÏè≈yϑó™Î)uρ‬‬ ‫‪ ] 〈 ∩∉∪ tÏϑn=≈yèù=Ïj9‬آل عمران [ ‪.‬‬

‫‪y7¨ΡÎ) ( !$oΨø‹n=tã ó=è?uρ $oΨs3Å™$uΖtΒ $tΡÍ‘r&uρ y7©9 ZπyϑÎ=ó¡•Β Zπ¨Βé& !$uΖÏF−ƒÍh‘èŒ ÏΒuρ y7s9 È÷yϑÎ=ó¡ãΒ‬‬ ‫ثم اندثرت الكعبة قرونا وقرونا عبر امتداد الزمن وانتشار الوثنية‬
‫فى األرض إلى أن شاء ﷲ أن يأتى الزمن الذى تطرد فيه ھاجر‬
‫&‪y7ÏG≈tƒ#u öΝÍκöŽn=tæ (#θè=÷Gtƒ öΝåκ÷]ÏiΒ Zωθß™u‘ öΝÎγ‹Ïù ô]yèö/$#uρ $uΖ−/u‘ ∩⊇⊄∇∪ ÞΟŠÏm§9$# Ü>#§θ−G9$# |MΡr‬‬
‫وابنھا إسماعيل إلى الصحراء ‪ ،‬ويستقرا فى وادى مكة وتسمى أيضا‬
‫بوادى بكة وكان حينھا ليس إال وادٮا ً صحراوٮا ً تحيط به الجبال ‪،‬‬
‫‪] 〈 ∩⊇⊄∪ ÞΟŠÅ3ysø9$# Ⓝ͕yèø9$# |MΡr& y7¨ΡÎ) 4 öΝÍκŽÏj.t“ãƒuρ sπyϑõ3Ïtø:$#uρ |=≈tGÅ3ø9$# ÞΟßγßϑÏk=yèãƒuρ‬البقرة‬
‫وشاء ﷲ بتقديره أن ينبع فيه ماء بئر زمزم ليشرب إسماعيل وأمه وال‬
‫[ وتم بناء الكعبة بيت ﷲ الحرام وجاء األمر اإللھى إلبراھيم بأن‬ ‫يموتان من العطش ‪ ،‬وتمر القبائل ويسكنوا المكان لوجود الماء به‬

‫‪٢١٧‬‬ ‫‪٢١٦‬‬
‫حيث ظھر الكثير من أنبياء بنى إسرائيل عليھم السالم وأنزلت الكتب‬ ‫يؤذن فى الناس بالحج إلى الكعبة وظلت ھكذا زمنا يأتيھا العابدون ‪s‬‬
‫عليھم من ﷲ لھداية بنى إسرائيل إلى عبادة ﷲ وحده ‪ ،‬فكانت‬ ‫الموحدون يحجون إليھا كل عام فى وقت معلوم وكلھم على دين‬
‫أورشيلم فى النبوءة ھى المقصودة بذات البعل ومكة ھى العاقر‬ ‫إبراھيم وابنه النبى إسماعيل يعبدون ﷲ ال يشركون به شيئا ومرت‬
‫المترملة زمنا طويال حتى جاء رسول ﷲ محمد بالنور والھدى من ﷲ‬ ‫أجيال وراء أجيال وأضل الشيطان الناس وانتشرت الوثنية وعبادة‬
‫بدين الحق ليظھره على الدين كله وتحققت نبوءة الكتاب القديم‬ ‫األصنام فى الجزيرة العربية وبوادى مكة فنصبت األصنام حول‬
‫وأصبح أوالد المستوحشة أكثر من أوالد ذات البعل ويكفى دليال أن‬ ‫الكعبة وأصبحت الكعبة يحج إليھا الكافرون الوثنيون لعبادة أصنامھم‬
‫تشاھد فى التليفزيون مشاھد الحج فى يوم ‪ ٩‬من شھر ذى الحجة‬ ‫وظل ھكذا الوضع زمنا طويال فى أثنائھا ازدھرت عبادة ﷲ فى‬
‫بالتقويم العربى ) يوم وقفة العيد الكبير عند المسلمين ( كل عام بمكة‬ ‫فلسطين حيث المدينة المقدسة أورشليم حيث أرسل ﷲ رسله وأنبياءه‬
‫حيث كرمھا ﷲ بخير أمة أخرجت للناس ‪ ،‬تشاھد العابدين ‪ s‬وحده ال‬ ‫من بنى إسرائيل وأتاھم الكتاب يحكمون به وفيه ھدى ونور لھم ‪،‬‬
‫يشركون به شيئا المسلمين تراھم ركعا سجدا يبتغون فضال من ﷲ‬ ‫وظلت الكعبة محاطة بأصنام الوثنيين ويحج إليھا الكافرون إلى أن‬
‫ورضوانا ‪.‬‬ ‫شاء ﷲ ببعثة رسوله محمد رسوال للناس كلھم ‪ ،‬وھو الذى طھر‬

‫ففى كتاب المزامير فى المزمور رقم )‪ (٨٤‬ھذه النبوءة العظيمة‬ ‫البيت من األصنام وأعاد إليه بھاءه األول كما كان أيام إبراھيم‬

‫التى تذكر اسم بلد مولد خاتم النبيين محمد و تذكر أن أمته المؤمنة‬ ‫وإسماعيل ‪ ،‬ومن يومھا إلى اآلن وإلى أبد اآلبدين ال يحج إليه إال‬

‫يرتقون من قوة إلى قوة و سينھزم الكافرون أمامھم ‪،‬‬ ‫الموحدون الذين يعبدون ﷲ وحده ال يشركون به شيئا بالمناسك التى‬
‫جاءنا بھا رسول ﷲ محمد  والحمد ‪ s‬رب العالمين ‪.‬‬
‫‪( O LORD of hosts! 2 My soul longeth, yea, even‬‬
‫‪fainteth for the courts of the LORD: my heart and‬‬ ‫وتحققت نبوءة الكتاب القديم فقد كانت العاقر المقصودة ھى مكة‬

‫‪my flesh crieth out for the living God، 3 Yea, the‬‬ ‫ألن أھلھا من بنى إسماعيل لم يظھر فيھم أنبياء وال نزل عليھم كتاب‬

‫‪sparrow hath found an house, and the swallow a nest‬‬ ‫من ﷲ قبل نبى ﷲ محمد  بعكس بيت المقدس ) الھيكل ( بأورشليم‬

‫‪٢١٩‬‬ ‫‪٢١٨‬‬
‫( العربية تقابلھا لفظة ‪( baca) :‬‬ ‫فھل لفظة ‪ ) :‬البكاء‬ ‫‪for herself, where she may lay her young, even thine‬‬
‫باإلنجليزية ؟!! إن أقل الناس عقال ال يقول ذلك ‪ ،‬وھذا نص النبوءة‬ ‫‪altars, O LORD of hosts, my King, and my God، 4‬‬
‫المترجم للعربية فى كتابك المقدس بين يديك لتدرك الحق من الباطل‬ ‫‪Blessed are they that dwell in thy house: they will be‬‬
‫وتكون أنت شاھداً عليھم وعلى تحريفھم لكلمة ﷲ ‪ -١» .‬ما أحلى‬ ‫‪still praising thee، Selah، 5‬‬ ‫‪Blessed is the man‬‬
‫مساكنك يا رب الجنود ‪ -٢ ،‬تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب ‪،‬‬ ‫‪whose strength is in thee; in whose heart are the‬‬
‫قلبي ولحمي يھتفان باإلله الحي ‪ -٣ ،‬العصفور أيضا وجد بيتا‬ ‫‪ways of them، 6 Who passing through the valley of‬‬
‫والسنونة ع ّشا لنفسھا حيث تضع أفراخھا مذابحك يا رب الجنود ملكي‬ ‫‪Baca make it a well; the rain also filleth the pools، 7‬‬
‫وإلھي ‪ - ٤ ،‬طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك ‪ ،‬ساله ‪-٥‬‬ ‫‪They go from strength to strength) .‬‬
‫طوبى ألناس عزھم بك ‪ ،‬طرق بيتك في قلوبھم ‪- ٦ .‬عابرين في‬ ‫لقد أوردت النص اإلنجليزى فى ھذه النبوءة التى تذكر اسم بكة‬
‫وادي البكاء يصيرونه ينبوعا ‪ .‬أيضا ببركات يغطون مورة يذھبون‬ ‫مكان مولد خاتم النبيين محمد ؛ ألن الترجمة العربية لھذا النص فى‬
‫من قوة إلى قوة « ‪.‬‬ ‫الكتاب المقدس محرفة عن قصد إلخفاء الحقيقة عنكم كما سيتضح لك‬
‫فانظر كيف أنھم تجاسروا وتبجحوا ليحرفوا كلمة ﷲ وھؤالء‬ ‫اآلن عبر الشرح ‪ ،‬ففى النص العربى المترجم للنص اإلنجليزى‬
‫المحرفون توعدھم ﷲ باللعنة والعذاب ‪ ،‬فعلى ھؤالء المالعين‬ ‫السابق تعمد المترجمون التحريف فترجموا االسم العلم للمكان‬
‫األنجاس ينطبق كالم ﷲ فى كتاب أشعياء ‪ » :‬ويل للذين يتعمقون‬ ‫المذكور فى النص اإلنجليزى ) وادى بكة ( إلى ) وادى البكاء (‬
‫ليكتموا رأيھم عن الرب فتصير أعمالھم في الظلمة ويقولون من‬ ‫ليضلوا كل مسيحى باحث عن الحق ويطمسوا اسم مكان مولد النبى‬
‫يبصرنا ومن يعرفنا‪ ،‬يا لتحريفكم ‪ ،‬ھل يحسب الجابل كالطين حتى‬ ‫محمد وقبلة المسلمين من الكتاب المقدس ولكن ﷲ مضل كيد الكافرين‬
‫يقول المصنوع عن صانعه ‪ :‬لم يصنعني ‪ ،‬أو تقول الجبلة عن جابلھا‬ ‫و إن طال عليه األمد ‪.‬‬
‫‪ :‬لم يفھم « ‪.‬‬

‫‪٢٢١‬‬ ‫‪٢٢٠‬‬
‫قلبك من ولد لي ھؤالء وأنا ثكلى وعاقر منفية ومطرودة ‪ ،‬وھؤالء‬ ‫فعليھم لعنة ﷲ عدد من أضلوا من بنى آدم ‪.‬‬
‫من رباھم ‪ ،‬كنت متروكة وحدي ‪ ،‬ھؤالء أين كانوا ؟ ھكذا قال السيد‬
‫** انظر فاصل ‪. (١) : ٦‬‬
‫الرب ھا إني أرفع إلى األمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي ‪ ،‬فيأتون‬
‫بأوالدك في األحضان وبناتك على األكتاف يحملن ‪ ،‬ويكون الملوك‬ ‫ويتم وعد ﷲ كامال لمكة و لبيت ﷲ الحرام الكعبة أول بيت وضع‬

‫حاضنيك وسيداتھم مرضعاتك ‪ ،‬بالوجوه الى األرض يسجدون لك‬ ‫فى األرض لعبادة ﷲ فھا ھى الحشود الكثيرة من الحجيج اآلتين من‬

‫ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي ال يخزى منتظروه‬ ‫أقاصى األرض ليعبدوا ﷲ فى أيام معدودات ويؤدون فريضة الحج‬

‫(‪.‬‬ ‫بوادى بكة الذى جعله ﷲ حرما آمنا ‪ ،‬وحفظھا من يد كل عدو تحاول‬
‫ھدمھا ‪ ،‬ولقد أھلك ﷲ أبرھة النصرانى ملك اليمن وجيشه الكبير كله‬
‫وصدقت النبوءة وأصبح الحجر الذى رذله البناؤون ھو رأس‬
‫كامال عندما حاولوا ھدمھا وكان ذلك فى حوالى سنة ‪ ٥٢٠‬ميالدية‬
‫الزاوية ‪ ،‬وأصبح المسلمون ھم حملة رسالة ﷲ إلى كل شعوب‬
‫وفى ھذا العام ولد خاتم النبيين محمد وتحققت النبوءات ففى الكتاب‬
‫األرض ‪ ،‬وكان ھذا تقدير ﷲ العزيز الحكيم القادر على كل شىء ‪.‬‬
‫القديم ‪:‬‬
‫وتحققت نبوءة يسوع فى أورشليم فبعد رفعه بأربعين سنة أى فى‬
‫» ھو ذا على كفي نقشتك ‪ ،‬أسوارك أمامي دائما قد أسرع بنوك ‪،‬‬
‫سنة ‪ ٧٠‬ميالدية دمر الجيش الرومانى المدينة وخرب الھيكل وأقام‬
‫ھادموك ومخربوك منك يخرجون ارفعي عينيك حواليك وانظري ‪،‬‬
‫المجازر لليھود ‪ ،‬وشرد الشعب اليھودى ‪ ،‬وقتل منھم الكثير ودمر‬
‫كلھم قد اجتمعوا أتوا إليك ‪ ،‬ح ّي أنا يقول الرب ‪ :‬إنك تلبسين كلھم‬
‫كل شىء وعاصر ھذه األحداث كثير من الجيل الذى كان معاصرا‬
‫كحلي وتتنطقين بھم كعروس ‪ ،‬إن خَ ربِك وبراريك وأرض خرابك‬
‫ليسوع كما قال ھو تماما ‪ » :‬الحق أقول لكم ال يمضي ھذا الجيل حتى‬
‫إنك تكونين اآلن ضيقة على السكان ويتباعد مبتلعوك ‪ ،‬يقول أيضا في‬
‫يكون ھذا كله « ‪.‬‬
‫اذنيك بنو ثكلك ‪ ،‬ضيق عل ّي المكان وسعي لي ألسكن فتقولين في‬

‫)‪ (١‬انظر ‪ :‬ص ‪ ٢٦٠‬من ھذا الكتاب ) فضح المحرفين ( ‪.‬‬


‫‪٢٢٣‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬
‫سنة من تدمير الھيكل و خراب المدينة المقدسة على يد الجنود‬ ‫وكانت كل ھذه األحداث ھى تحقيق رجسة الخراب فى نبوءة‬
‫الرومان فى سنة ‪ ٧٠‬ميالدية ‪.‬‬ ‫دانيال النبى والتى أشار إليھا يسوع فى كالمه قائال ‪ » :‬فمتى نظرتم‬

‫ھذا الرابط القوى يتجاھله جميع المفسرين من الكھنوت المسيحى‬ ‫رجسة الخراب التي قال عنھا دانيال النبي قائمة في المكان المقدس‬

‫وستعرف سبب ھذا التجاھل منھم بعد الشرح ‪ ،‬ففى نص نبوءة رجسة‬ ‫ليفھم القارئ فحينئذ ليھرب الذين في اليھودية إلى الجبال ‪ ،‬والذي‬
‫على السطح فال ينزل ليأخذ من بيته شيئا ‪ ،‬والذي في الحقل فال يرجع‬
‫َاح ْالھَ ْي َك ِل َر َجا َسةَ ْالخَ َرا ِ‬
‫ب‬ ‫الخراب فى كتاب دانيال ‪َ ) :‬ويُقِي ُم َعلَى َجن ِ‬
‫إلى ورائه ليأخذ ثيابه وويل للحبالى والمرضعات في تلك األيام ‪،‬‬
‫ب ( و تمت ھذه‬ ‫صبﱡ ْال ِعقَابُ َعلَى ْال ُمخَ رﱢ ِ‬ ‫‪ ،‬إِلَى أَ ْن يَتِ ﱠم ْالقَ َ‬
‫ضا ُء‪ ،‬فَيَ ْن َ‬
‫الرجاسة بالفعل فى سنة ‪ ٧٠‬ميالدية على يد الرومانيين فھم الذين‬ ‫وصلّوا لكي ال يكون ھربكم في شتاء وال في سبت « ‪.‬‬

‫ت ْال َم ِدينَةَ َو ْالقُ ْد َ‬


‫س « كما‬ ‫تذكرھم النبوءة ‪َ » :‬ويُ َد ﱢم ُر َشعْبُ َرئِي ٍ‬
‫سآ ٍ‬ ‫وأنى أتعجب لتفسير الكھنة المسيحيين ألنھم يخالفون فى‬
‫تنبأ يسوع نفسه بذلك ‪ ،‬وتفسير النبوءة تاريخيا ھو أن الجيش‬ ‫تفسيرھم كالم يسوع نفسه ‪ ،‬فمثال ‪ :‬يسوع يقول للحاضرين معه ‪:‬‬
‫الرومانى أتى فى سنة ‪ ٧٠‬ميالدية ودمر مدينة أورشليم وھدم الھيكل‬ ‫فمتى نظرتم رجسة الخراب التى قال عنھا دانيال النبى قائمة فى‬
‫وكان ذلك ھو المقصود برجسة الخراب وأن ھذا الوضع سيظل قائما‬ ‫المكان المقدس عندئذ فليفھم القارئ أنه يتحدث عن حدث مستقبلى‬
‫حتى يتم قضاء ﷲ كامال ثم تأتى ھزيمة وعقاب على الرومان مرة‬ ‫سيحدث قريبا وحدد السنة التى سيبدأ فيھا عد سنين السبعين أسبوعا‬
‫أخرى ويطردون من فلسطين ومن أرض الشام ‪.‬‬ ‫فى نبوءة دانيال النبى بالسنة التى سوف تحدث فيھا ھذه األحداث‬

‫فما ھو المقصود بـ ‪ » :‬إلى أن يتم القضاء « فما ھو ذلك القضاء‬ ‫المؤلمة للشعب اليھودى ‪ ،‬والتى كلھا تحقيق فعلى لرجسة الخراب فى‬

‫نرجع لنص النبوءة نفسه لنعرف المقصود من معنى القضاء ففى‬ ‫نبوءة دانيال النبى كما فسرھا يسوع النبى بنفسه ‪ ،‬وأوجد يسوع‬

‫ض َي َس ْبعُونَ أُ ْسبُوعا ً َعلَى َش ْعبِ َ‬ ‫بتفسيره ھذا رابطا ً قوٮا ً جدا بين نبوءة السبعين أسبوعا ً لدانيال النبى‬
‫ك‬ ‫ضا ُء أَ ْن يَ ْم ِ‬ ‫النبوءة ‪ » :‬قَ ْد َ‬
‫صد ََر ا ْلقَ َ‬
‫ضا ِء َعلَى ْالخَ ِطيئَ ِة ‪،‬‬ ‫التى تحدد الزمن الذى سيظھر فيه خاتم النبيين بالرسالة الخاتمة من‬
‫ْصيَ ِة َو ْالقَ َ‬
‫َو َعلَى َم ِدينَ ِة قُ ْد ِسكَ ‪ ،‬لِال ْنتِھَا ِء ِمنَ ْال َمع ِ‬
‫ﷲ المبارك اآلتى باسم ﷲ ‪ ،‬واألحداث التى حدثت بعد رفعه بأربعين‬

‫‪٢٢٥‬‬ ‫‪٢٢٤‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ ] 〈 ∩⊆⊃∪ $VϑŠÎ=tã‬األحزاب [ وعن الرسالة الخاتمة القرآن الكريم يقول ﷲ ‪:‬‬ ‫ير ع َِن ا ِإلث ِم ‪َ ،‬و ِإل َشا َع ِة البِرﱢ األَبَ ِديﱢ َو َخ ْت ِم الرﱡ ْؤيَا َوال ﱡنبُو ِة َولِ َمس ِ‬
‫ْح‬ ‫َولِلتﱠ ْكفِ ِ‬
‫وسينَ « ‪.‬‬ ‫وس ْالقُ ﱡد ِ‬
‫قُ ﱡد ِ‬
‫‪‬‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊄∪ zŠÉ)−Fßϑù=Ïj9 “W‰èδ ¡ ϵ‹Ïù ¡ |=÷ƒu‘ Ÿω Ü=≈tGÅ6ø9$# y7Ï9≡sŒ ‬البقرة [ ويقول ‪:‬‬
‫وبذلك ومن نص النبوءة نفسه يتضح لنا أن المقصود بالقضاء‬
‫ھو الفترة الزمنية الواقعة بين ظھور رجسة الخراب بالمكان المقدس‬
‫‪:‬‬ ‫?‪ 〈 ∩⊂∪ tÏΖÅ¡ósßϑù=Ïj9 ZπuΗ÷qu‘uρ “W‰èδ ∩⊄∪ ÉΟ‹Å3ptø:$# É=≈tGÅ3ø9$# àM≈tƒ#u y7ù=Ï‬ويقول‬
‫‪ ،‬وظھور النبى الخاتم بالرسالة الخاتمة من ﷲ وحددت النبوءة ھذه‬
‫?‪] 〈 ∩⊄∪ tÏΖÏΒ÷σßϑù=Ï9 3“uŽô³ç/uρ “W‰èδ ∩⊇∪ AÎ7•Β 5>$tGÅ2uρ Èβ#uöà)ø9$# àM≈tƒ#u y7ù=Ï‬‬ ‫الفترة الزمنية بسبعين أسبوعا ‪ ،‬واألسبوع ھنا يعنى سبع سنين وعليه‬
‫يكون السبعون أسبوعا يساوى فترة زمنية قدرھا ‪ ٤٩٠‬سنة ‪ ،‬وسنة‬
‫‪2”y‰tF÷δ$# Çyϑsù ( Èd,ysø9$$Î/ Ĩ$¨Ψ=Ï9 |=≈tGÅ3ø9$# y7ø‹n=tã $uΖø9t“Ρr& !$‾ΡÎ) ‬‬ ‫الـنمـل [ ويـقـول ‪:‬‬ ‫بدء العد للسبعين أسبوعا ھى سنة ‪ ٧٠‬ميالدية سنة ظھور رجسة‬
‫الخراب فى المكان المقدس ‪.‬‬
‫‪Ò=≈tGÏ. ‬‬ ‫‪ ] 〈 $yγøŠn=tæ ‘≅ÅÒtƒ $yϑ‾ΡÎ*sù ¨≅|Ê tΒuρ ( ϵšøuΖÎ=sù‬الزمر ‪ [٤١ :‬ويقول ‪:‬‬
‫ولمعرفة السنة بالتأريخ الميالدى الذى سوف يظھر فيه المبارك‬
‫‪ ] 〈 ∩⊂∪ tβθßϑn=ôètƒ 5Θöθs)Ïj9 $|‹Î/ttã $ºΡ#uöè% …çµçG≈tƒ#u ôMn=Å_Áèù‬فصلت [ ‪.‬‬ ‫اآلتى باسم ﷲ الذى ستختم به النبوة و الرسالة ‪ ،‬نجمع ‪٤٩٠ + ٧٠‬‬
‫=‪ ٥٦٠‬أى فى سنة ‪ ٥٦٠‬ميالدية ‪ ،‬وكان فى ھذه السنة النبى محمد‬
‫مملكة ﷲ ‪:‬‬ ‫عمره ‪ ٤٠‬سنة حيث نزل عليه الوحى اإللھى ألول مرة عليه أول مرة‬

‫وفى كتاب دانيال أيضا تتوالى النبوءات التى تحدد زمن ظھور‬ ‫‪ ،‬بينما كان فى غار حراء يعبد ﷲ ‪ ،‬وكان به ختم النبوة وأنزلت عليه‬

‫رسول ﷲ محمد  وظھور ملكوت ﷲ به وبأمته فى األرض ؛ حيث‬ ‫‪!$t/r& ϑptèΧ tβ%x. $¨Β ‬‬ ‫الرسالة الخاتمة من ﷲ القرآن الكريم ‪ ،‬قال ﷲ ‪:‬‬
‫يضرب ملكوت ﷲ كل الممالك الكبرى واإلمبراطوريات العظمى‬
‫&‪>óx« Èe≅ä3Î/ ª!$# tβ%x.uρ 3 z↵ÍhŠÎ;¨Ψ9$# zΟs?$yzuρ «!$# tΑθß™§‘ Å3≈s9uρ öΝä3Ï9%y`Íh‘ ÏiΒ 7‰tnr‬‬
‫ويعلو فوقھا جميعا وتعلو كلمة ﷲ أكبر وال إله إال ﷲ ‪ ،‬وتدوى فى‬

‫‪٢٢٧‬‬ ‫‪٢٢٦‬‬
‫ث أَ ْن تَقُو َم ِم ْن بَ ْع ِدكَ َم ْملَ َكةٌ أُ ْخ َرى أَقَلﱡ َشأْنا ً ِم ْنكَ ‪َ ،‬وتَلِيھَا‬
‫‪ ،‬ثُ ﱠم الَ ت َْلبَ ُ‬ ‫كل مكان معلنة عن ملكوت ﷲ فى األرض ويسبح أبناء الملكوت‬
‫س فَتَسُو ُد َعلَى ُكلﱢ األَرْ ِ‬
‫ض ‪ ،‬ثُ ﱠم تَ ْعقُبُھَا‬ ‫َم ْملَ َكةٌ ثَالِثَةٌ أُ ْخ َرى ُم َمثﱠلَةٌ بِالنﱡ َحا ِ‬ ‫ربھم فى كل حين ويتلون كتابه كل حين ‪ ،‬ويسجدون له خاشعين‬
‫ق ُك ﱠل تِ ْلكَ ْال َم َمالِ ِك َك ْال َح ِدي ِد‬
‫ْح ُ‬
‫ط ُم َوتَس َ‬‫ص ْلبَةٌ َك ْال َح ِدي ِد ‪ ،‬فَتُ َح ﱢ‬‫َم ْملَ َكةٌ َرابِ َعةٌ َ‬ ‫حامدين ‪.‬‬
‫صابِ َع ِھ َي‬ ‫ق ُك ﱠل َش ْي ٍء ‪َ ،‬و َك َما َرأَيْتَ أَ ﱠن ْالقَ َد َمي ِْن َواألَ َ‬ ‫ْح ُ‬ ‫ق َويَس َ‬ ‫الﱠ ِذي يَ ُد ﱡ‬ ‫فى كتاب دانيال ھذه النبوءة ‪:‬‬
‫زَف َو َح ِدي ٍد ‪ ،‬فَإ ِ ﱠن ْال َم ْملَ َكةَ تَ ُك ُ‬
‫ون ُم ْنقَ ِس َمةً فَيَ ُك ُ‬
‫ون فِيھَا ِم ْن‬ ‫خَ لِيطٌ ِم ْن خَ ٍ‬
‫ير ْالبَھَا ِء َواقِفا ً‬
‫ض ْخ ٍم َكثِ ِ‬
‫ال َع ِظ ٍيم َ‬ ‫» َرأَيْتَ أَ ﱡيھَا ْال َملِ ُك َوإِ َذا بِتِ ْمثَ ٍ‬
‫َار َما َشاھَدْتَ فِيھَا ِمنَ ْال َح ِدي ِد ُم ْختَلِطا ً بِ ْالخَ ِ‬
‫زَف ‪.‬‬ ‫قُ ﱠو ِة ْال َح ِدي ِد‪ ،‬بِ ِم ْقد ِ‬
‫ب نَقِ ﱟي ‪،‬‬ ‫ظ ُرهُ ھَائِالً ‪َ ،‬و َكانَ َر ْأسُ التﱢ ْمثَ ِ‬
‫ال ِم ْن َذھَ ٍ‬ ‫أَ َما َمكَ َو َكانَ َم ْن َ‬
‫زَف‪،‬‬‫ضھَا ِم ْن َح ِدي ٍد َو ْالبَعْضُ ِم ْن خَ ٍ‬ ‫صابِ َع ْالقَ َد َمي ِْن بَ ْع ُ‬
‫َو َك َما أَ ﱠن أَ َ‬ ‫ض ٍة ‪َ ،‬وبَ ْ‬
‫س ‪َ ،‬و َساقَاهُ ِم ْن‬ ‫طنُهُ َوفَ ْخ َذاهُ ِم ْن نُ َحا ٍ‬ ‫ص ْد ُرهُ َو ِذ َراعَاهُ ِم ْن فِ ﱠ‬
‫َو َ‬
‫ص ْلبا ً َو ْالبَعْضُ اآلخَ ُر ھَ ّشا ً‪َ ،‬و َك َما َرأَيْتَ‬ ‫ون َ‬ ‫ْض ْال َم ْملَ َك ِة يَ ُك ُ‬
‫فَإ ِ ﱠن بَع َ‬ ‫زَف ‪َ ،‬وبَ ْينَ َما أَ ْنتَ فِي الرﱡ ْؤيَا‬‫َح ِدي ٍد ‪َ ،‬وقَ َد َماهُ خَ لِيطٌ ِم ْن َح ِدي ٍد َو ِم ْن خَ ٍ‬
‫اج َم َع‬‫ت زَ َو ٍ‬ ‫طي ِن ‪ ،‬فَإ ِ ﱠن ھَ ِذ ِه ْال َم ْملَ َكةَ تَ ْعقِ ُد ِ‬
‫صالَ ِ‬ ‫زَف ال ﱢ‬ ‫ْال َح ِدي َد ُم ْختَلِطا ً بِخَ ِ‬ ‫ال َعلَى قَ َد َم ْي ِه‬
‫ب التﱢ ْمثَ َ‬ ‫ض َر َ‬
‫ان ‪َ ،‬و َ‬ ‫ا ْنقَضﱠ َح َج ٌر لَ ْم يُ ْق َ‬
‫ط ْع بِيَ ِد إِ ْن َس ٍ‬
‫اس األُ ْخ َرى ‪ ،‬إِنﱠ َما الَ يَ ْلت َِح ُمونَ َمعاً‪َ ،‬ك َما أَ ﱠن ْال َح ِدي َد الَ يَ ْختَلِطُ‬
‫َم َمالِ ِك النﱠ ِ‬ ‫زَف فَ َس َحقَھُ َما ‪ ،‬فَت ََحطﱠ َم ْال َح ِدي ُد‬
‫يط ْال َح ِدي ِد َو ْالخَ ِ‬ ‫ْال َمصْ نُو َعتَي ِْن ِم ْن خَ لِ ِ‬
‫ت َم ْملَ َكةً الَ‬ ‫زَف ‪َ ،‬وفِي َع ْھ ِد ھَ ُؤالَ ِء ْال ُملُ ِ‬
‫وك يُقِي ُم إِلَهُ ال ﱠس َما َوا ِ‬ ‫بِ ْالخَ ِ‬ ‫ت‬ ‫ار ْ‬ ‫ص َ‬‫ت َو َ‬ ‫ضةُ َوال ﱠذھَبُ َمعا ً ‪َ ،‬وا ْن َس َحقَ ْ‬ ‫زَف َوال ﱡن َحاسُ َو ْالفِ ﱠ‬ ‫َو ْالخَ ُ‬
‫ق َوتُبِي ُد َج ِمي َع‬‫ْح ُ‬
‫ب آخَ َر‪َ ،‬وتَس َ‬ ‫ك ُم ْل ُكھَا لِ َش ْع ٍ‬ ‫تَ ْنقَ ِرضُ إِلَى األَبَ ِد‪َ ،‬والَ يُ ْت َر ُ‬ ‫ق لَھَا أَثَ ٌر ‪ ،‬أَ ﱠما‬
‫ْف ‪ ،‬فَ َح َملَ ْتھَا الرﱢ ي ُح َحتﱠى لَ ْم يَ ْب َ‬
‫صي ِ‬ ‫ُصافَ ِة ْالبَ ْيد ِ‬
‫َر فِي ال ﱠ‬ ‫َكع َ‬
‫ھَ ِذ ِه ْال َم َمالِ ِك ‪ ،‬أَ ﱠما ِھ َي فَت َْخلُ ُد إِلَى األَبَ ِد ‪ ،‬ألَنﱠكَ َرأَيْتَ أَ ﱠن ْال َح َج َر‬
‫ير َو َمألَ األَرْ َ‬
‫ض ُكلﱠھَا ‪،‬‬ ‫ال َفت ََح ﱠو َل إِلَى َجبَ ٍل َكبِ ٍ‬
‫ب التﱢ ْمثَ َ‬ ‫ْال َح َج ُر الﱠ ِذي َ‬
‫ض َر َ‬
‫اس‬‫ق ْال َح ِدي َد َوال ﱡن َح َ‬
‫ْال ُم ْنقَضﱠ الﱠ ِذي لَ ْم يُ ْقطَ ْع ِمنَ ْال َجبَ ِل بِيَ َدي ِْن ‪ ،‬قَ ْد َس َح َ‬ ‫ھَ َذا ھُ َو ْالح ُْل ُم ‪ ،‬أَ ﱠما تَ ْف ِسي ُرهُ فَھَ َذا َما نُ ْخبِ ُر بِ ِه ْال َملِكَ ‪:‬‬
‫ث‬ ‫َب ‪ ،‬إِ ﱠن ﷲَ ْال َع ِظي َم قَ ْد أَ ْ‬
‫طلَ َع ْال َملِكَ َع ﱠما َسيَحْ ُد ُ‬ ‫ضةَ َوال ﱠذھ َ‬ ‫َو ْالخَ زَ فَ َو ْالفِ ﱠ‬
‫ك‬‫ت أَ ْن َع َم َعلَ ْي َ‬ ‫ك ْال ُملُ ِ‬
‫وك ‪ ،‬ألَ ﱠن إِلَهَ ال ﱠس َم َ‬
‫اوا ِ‬ ‫ك ھُ َو َملِ ُ‬‫أَ ْنتَ أَ ﱡيھَا ْال َملِ ُ‬
‫ق«‪.‬‬ ‫ص ْد ٌ‬ ‫فِي األَي ِﱠام اآلتِيَ ِة ؛ فَ ْالح ُْل ُم َحقِيقَةٌ َوتَ ْف ِسي ُرهُ ِ‬
‫طكَ َعلَى ُكلﱢ َما يَ ْس ُكنُهُ‬ ‫ان َو َمجْ ٍد ‪َ ،‬و َوالﱠكَ َو َسلﱠ َ‬ ‫ط ٍ‬‫بِ َم ْملَ َك ٍة َوقُ ْد َر ٍة َوس ُْل َ‬
‫ھذه النبوءة ليست فى حاجة لتفسير منى ألن التاريخ نفسه قد‬ ‫أَ ْبنَا ُء ْالبَ َش ِر َو ُوحُوشُ ْالبَرﱢ َوطُيُو ُر ال ﱠس َما ِء ‪ ،‬فَأ َ ْنتَ الر ْﱠأسُ الﱠ ِذي ِم ْن َذھَ ٍ‬
‫ب‬
‫فسرھا لنا كما سترى معى ‪:‬‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫‪٢٢٨‬‬
‫المملكة الرابعة ‪ :‬ھى اإلمبراطورية الرومانية والتي أسسھا‬ ‫المملكة األولى ‪ :‬ھى مملكة بابل وكان ذروة مجدھا فى زمن‬
‫اإلمبرطور بوفبيوس )‪ ٦٣‬ق ‪ ،‬م ( ورمز لھا في المنام بساقين من‬ ‫ملكھا نبوخذنصر سنة ‪ ٥٦٢‬ق ‪ .‬م ‪ ،‬وتملكت على بالد الشام‬
‫حديد وقدمين خليط من خزف وحديد وقد نمت ھذه اإلمبراطورية‬ ‫وفلسطين و تم فيھا سبى اليھود إلى بابل و سقطت ھذه المملكة فى‬
‫نموا عظيما فأصلھا ھو مدينة روما بإيطاليا وامتدت حتى ملكت دول‬ ‫قبضة المملكة الناشئة الجديدة فارس و كان ذلك فى سنة ‪ ٥٣٩‬ق ‪ .‬م‬
‫الشام وفلسطين ؛ ودول شمال إفريقيا ومعظم دول أوربا ‪ ،‬ولم تجد لھا‬ ‫المملكة الثانية ‪ :‬ھى مملكة فارس والتى فى عھد ملكھا قورش‬
‫ندا سوى إمبراطورية الفرس التى قويت وتسلطت على بالد آسيا من‬ ‫استولت على مملكة بابل كلھا بما فيھا بالد سوريا وفلسطين وقورش‬
‫العراق إلى الھند وكانت إمبراطورية قوية وكانت الحرب قائمة بين‬ ‫ھذا ھو الذى منح اليھود المسبيين فى بابل حق العودة لفلسطين ‪،‬‬
‫اإلمبراطوريتين من حين آلخر وكان النصر حليف الفرس تارة حيث‬ ‫وامتد الزمن بھذه المملكة قرابة قرنين من الزمان حتى سقطت على‬
‫استولت على بالد الشام سنة ‪ ٦١٥‬م بعد معركة شديدة مع جيش‬ ‫يد اإلسكندر المقدونى ‪ ،‬ولتنضم إقليميا إلى المملكة الناشئة القوية‬
‫الروم فى منطقة البحر الميت وھى أدنى األرض كما وصفھا القرآن‬ ‫الجديدة مملكة مقدونيا و) تسمى أيضا الدولة الھيلينيه( ويذكر لنا‬
‫بالضبط حيث استدل علميا على أن منطقة البحر الميت التى قامت‬ ‫التاريخ قيام دولة الفرس من جديد وذلك بعدما دب الضعف فى‬
‫عليھا ھذه المعركة كانت بالفعل أخفض منطقة على سطح األرض‬ ‫أوصال مملكة مقدونيا حيث كانت ھى الند القوى فيما بعد‬
‫حوالى ‪ ٤٠٠‬متر تحت مستوى سطح البحر ‪.‬‬ ‫لإلمبراطورية الرومانية ويرمز لمملكة الفرس األولى فى الحلم‬

‫‪ÇÚö‘F{$# ’oΤ÷Šr& þ’Îû ∩⊄∪ ãΠρ”9$# ÏMt7Î=äñ ∩⊇∪ $Ο!9# ‬‬ ‫ثم تحققت النبوءة القرآنية‬ ‫بالصدر والذراعان من فضة ‪.‬‬

‫المملكة الثالثة ‪ :‬وھى مملكة مقدونيا والتي قضت على مملكة‬


‫‪ ] 〈 šÏΖÅ™ ÆìôÒÎ/ ’Îû ∩⊂∪ šχθç7Î=øóu‹y™ óΟÎγÎ6n=yñ ω÷èt/ -∅ÏiΒ Νèδuρ‬الروم [‬
‫الفرس وقادھا اإلسكندر المقدوني )‪ ٣٣٦‬ق ‪.‬م( ‪ ،‬ويرمز لھا في المنام‬

‫بمعركة أخرى ينتصر فيھا الروم على الفرس وبالفعل لم تكتمل لھم‬ ‫بالبطن والفخذين من النحاس ‪ ،‬وبعد موت اإلسكندر انقسمت ھذه‬
‫المملكة إلى أربعة أجزاء كبرى حكمھا قواد اإلسكندر ‪.‬‬
‫‪٢٣١‬‬ ‫‪٢٣٠‬‬
‫تھشم ‪ ،‬ومن ضربه الحجر فإنه يسحقه ‪ ،‬ونبوءة دانيال عن ھذا‬ ‫تسع سنين حتى ھزم الفرس ھزيمة فادحة فى عقر دارھم على يد‬
‫الحجر إشارة لملكوت ﷲ وبه سيضرب ﷲ ممالك األرض ‪.‬‬ ‫الرومان بقيادة ھرقل سنة ‪ ٦٢٣‬م استرد الرومان على أثرھا بالد‬

‫ففى النبوءة ‪ » :‬وفي أيام ھؤالء يقيم إله السموات مملكةلن تنقرض‬ ‫الشام وفلسطين مرة أخرى ثم أعقبھا ھدنة سالم طويلة بينھما ‪.‬‬

‫أبداً « حقا صدقت النبوءة ‪ ،‬فقد جاء الحجر الذي رذله البناؤون وقد‬ ‫حتى ظھر الحجر الذى قطع بغير يدين فضرب التمثال على قدميه‬
‫قطع بغير يدين حيث كان العرب من قبل نكرة ال يقيم لھم أحد وزنا ‪،‬‬ ‫فى معركتين كبيرتين فاصلتين ‪ ،‬وھى معركة القادسية مع الفرس حيث‬
‫إذ جاء من السماء إشارة إلى الوحى اإللھى بالرسالة الخاتمة ليقضي‬ ‫انكسرت قوة مملكة الفرس نھائيا بسقوط عاصمتھم ومعركة اليرموك‬
‫على الفرس والروم ‪ ،‬وأقام الملكوت الموعود في الدنيا قرونا ً طويلة ‪.‬‬ ‫التى ھزمت فيھا مملكة الروم ھزيمة فادحة خرجت على أثرھا نھائيا‬

‫والمقصود بالحجر فى النبوءة ھو اإلسالم حيث بالمسلمين وحدھم‬ ‫من بالد الشام وفلسطين حيث ضمت ھذه البالد كلھا إلى المملكة‬

‫ھزمت مملكة الفرس نھائيا وھزمت مملكة الرومان ‪ ،‬وتسلط‬ ‫الجديدة الناشئة والتى ھى مملكة اإلسالم التحقيق الحقيقى و الفعلى‬

‫المسلمون على بالد الشام وفلسطين ‪ ،‬ثم توالت الھزائم على الرومان‬ ‫لبشارة ملكوت ﷲ ‪.‬‬

‫فى مصر و دول شمال إفريقيا كلھا ثم ھزمت مملكة الرومان ھزيمة‬ ‫وھكذا ترى بنفسك أنه بظھور اإلسالم على مسرح األحداث‬
‫فادحة كبرى ‪ ،‬وكانت ھذه المرة فى عقر دارھا حيث سقطت‬ ‫انھزمت مملكة الفرس ومملكة الروم ‪ ،‬وأصبحتا مجرد صفحات تقرأ‬
‫عاصمتھا القسطنطينية وضمت إلى مملكة اإلسالم وبعدھا تالشت‬ ‫فى كتب التاريخ ‪.‬‬
‫اإلمبراطورية الرومانية تدريجيا وانفصلت إلى ممالك أوربية صغيرة‬
‫الحجر الذى قطع بغير يدين ‪:‬‬
‫متحاربة فيما بينھا ‪.‬‬
‫انظر كيف تتالقى نبوءة داود عن الحجر الذى نبذه البناؤون الذى‬
‫رأى المفسرين المسيحيين فى النبوءة ‪:‬‬ ‫صار ھو رأس الزاوية ‪ ،‬وبشارة يسوع أنه من ضرب ھذا الحجر‬

‫‪٢٣٣‬‬ ‫‪٢٣٢‬‬
‫ﷲ سيھزم ممالك األرض ويسود عليھا وأن بداية ظھوره يكون فى‬ ‫للمفسرين المسيحيين كما عھدنا بھم تفسيرات عقيمة للنبوءات ال‬
‫زمن مملكة الرومان وسيضرب مملكة الرومان ويھزمھا ھزيمة‬ ‫تمت للواقع بصلة ‪ ،‬يخالفون بھا الثوابت التاريخية ‪ ،‬التى ذكرتھا لك‬
‫نھائية ‪ ،‬ولم تقل لنا النبوءة أن شعب المملكة الرابعة الذين ھم الرومان‬ ‫بأن التاريخ نفسه يفسر لنا نبوءة دانيال النبى عن حقيقة ملكوت ﷲ ‪.‬‬
‫ھم شعب الملكوت الذين ستظھر بھم مملكة ﷲ ‪.‬‬ ‫فيقولون ‪ :‬إن الملكوت ظھر وابتدأ فى حياة يسوع ثم اكتمل بعد‬
‫واآلن تعال نفھم سويا الفرق بين الممالك الدنيوية على األرض‬ ‫رفعه فى اليوم الخمسين ‪ ،‬وتارة يقولون ‪ :‬إن مرحلة بناء الملكوت‬
‫ومملكة ﷲ على األرض ‪:‬‬ ‫ھى المرحلة بين بداية بشارة يسوع وعودته مرة ثانية فى آخر الزمان‬

‫الممالك الدنيوية ‪ ،‬مثل ‪ :‬مملكة بابل ومملكة الفرس ومملكة‬ ‫ليحكم األرض ألف سنة بعد أن يخطف الكنيسة والمؤمنين ‪ ،‬وتارة‬

‫مقدونيا ومملكة الروم وأى مملكة كانت أو نظام حكم أيا كان قديما أو‬ ‫يھربون بأن يقولوا ‪ :‬إن الملكوت لن يكون له ظھور أرضى مادى‬

‫حديثا ال تتوافر فيه شروط مملكة ﷲ تعتبر مملكة دنيوية ‪.‬‬ ‫ولكنه روحانى فى قلوب المؤمنين ‪ ،‬وتارة يقولون ‪ :‬إنه قائم فى‬
‫السماء وليس على األرض ‪ ،‬ومن تخبطھم يقولون ‪ -‬على حسب رأى‬
‫فما ھى شروط مملكة ﷲ ؟‬
‫بولس ‪ :‬إن من يبشر بإنجيل غير إنجيل بولس يقع تحت اللعنة ‪،‬‬
‫شروط مملكة ﷲ ‪:‬‬ ‫وعليه فمن يبشر بإنجيل الملكوت يكون ملعونا ‪ ،‬وھم بھذا االعتقاد‬

‫• اإلله األوحد لشعب المملكة ھو ﷲ وحده ال شريك له ‪.‬‬ ‫الباطل يجعلون أنبياء العھد القديم ويوحنا المعمدان ويسوع نفسه‬
‫والحواريين والتالميذ السبعين تحت اللعنة وذلك طبعا بزعم شيطان‬
‫• الحاكم األوحد لشعب المملكة ھو ﷲ و ال شريك له ‪.‬‬
‫بولس الكاذب الذى يؤمنون به وبإنجيله الكاذب ويعدونه قديسا عظيما‬
‫• شعب المملكة يعيش حالة ذوبان فى طاعة ﷲ حبا له و إسالما‬ ‫أحسن من موسى ومن كل األنبياء !!‬
‫ألوامره ‪.‬‬
‫إنھم بإنكارھم نبوة سيد المرسلين محمد يوقعون أنفسھم فى‬
‫تفسيرات أقرب إلى الھراء منھا للواقع فالنبوءة تؤكد على أن ملكوت‬
‫‪٢٣٥‬‬ ‫‪٢٣٤‬‬
‫تأمل معى ھذا الدعاء الجميل الذى يستفتح به المسلمون كل صالة‬ ‫إذن نحن أمام مملكة يكون ﷲ فيھا ھو الحاكم الفعلى ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫اقتداء بسيد المرسلين محمد  ‪ » :‬وجھت وجھى للذى فطر السموات‬ ‫عبر شعب مخلص ‪ s‬يطيع أوامره ويتلقى ھذا الشعب أوامره من ﷲ‬
‫واألرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ‪ ،‬إن صالتي ونسكى‬ ‫عن طريق نبى رسول يختاره ﷲ منھم وينزل عليه الشرائع و التعاليم‬
‫ومحياى ومماتى ‪ s‬رب العالمين ال شريك له وبذلك أمرت وأنا من‬ ‫فى كل أمور الحياة كبيرھا وصغيرھا ‪ ،‬ويحكم ذلك النبى الرسول بھا‬
‫إنھا حالة من الذوبان فى طاعة ﷲ يعيشھا أبناء‬ ‫)‪(١‬‬
‫المسلمين «‬ ‫الشعب ھو ومن يخلفه بعده وتكون حركة شعب المملكة التوسعية‬
‫ھى ‪ s‬وطاعة ‪ s‬وتنفيذا ألمر ﷲ ؛ ألن ھذا الشعب مأمور من ﷲ‬
‫الملكوت وكلما كانت ھذه الحالة الروحية قويه كلما كان ظھور‬
‫الحاكم الفعلى للمملكة أن تكون األرض كلھا وشعوبھا داخل سلطة‬
‫الملكوت قويا ‪ ،‬وكل ھذا تحقق باإلسالم ونبى ﷲ ورسوله محمد ثم‬
‫مملكة ﷲ حيث الحاكم واإلله المعبود األوحد فيھا ھو ﷲ وال إله غيره‬
‫من آمنوا برسالته ھم شعب الملكوت ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ونالحظ اآلتى ‪ :‬ملكوت ﷲ يضم كافة أجناس وشعوب األرض‬
‫على اختالف أجناسھم وعاداتھم ولغاتھم وألوانھم ‪ ،‬حيث الرابط‬ ‫وھذه الحركة التوسعية لشعب الملكوت تسمى عند المسلمين‬
‫جھاداً فى سبيل ﷲ ‪ ،‬وفيھا يقدم شعب الملكوت أنفسھم وأموالھم‬
‫الوحيد بين كافة أبناء الملكوت ھو اإليمان با‪ s‬إلھا وربا واحدا ال إله‬
‫طواعية ‪ ، s‬ومحبة له وحبا فى نشر رسالة الملكوت بين شعوب‬
‫غيره واإليمان بمحمد نبيا ورسوال من ﷲ ‪ ،‬واإليمان بالقرآن كالم ﷲ‬
‫األرض ‪ ،‬وقھر ممالك الوثنيين لتسلم األرض كلھا لرب العالمين إلھا‬
‫ووحيه إلى محمد  رسوله ليبلغه للناس كافة وبھذا القرآن ومن‬
‫وربا واحدا للكل ‪ ،‬ھذا ھو ملكوت ﷲ قد أتى بقوة ‪ ،‬وحقيقة لم يكن‬
‫تعاليم النبى التى تلقاھا من ﷲ الشرائع والقوانين والعبادات‬
‫ھذا الملكوت ليتحقق على أرض الواقع إال بوجود إيمان حقيقى‬
‫والمعامالت التى يحكم بھا أبناء الملكوت ‪.‬‬
‫وصادق ‪ ،‬وتعلق قلبى شديد من أبناء الملكوت ‪ s‬عز وجل ھذه ھى‬
‫روحانية الملكوت وھى األساس الحقيقى لكل شىء بعد ذلك ‪ ،‬والتى‬
‫)‪ (١‬مسلم فى صالة المسافرين وقصرھا )‪ (٢٠١/٧٧١‬عن على بن أبى طالب‬ ‫لوالھا لما تحقق الملكوت على أرض الواقع أبدا ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪٢٣٧‬‬ ‫‪٢٣٦‬‬
‫فالشعوب ال تستطيع مطلقا العيش بدون شرائع وقوانين ولذلك‬ ‫وھنا نجد ال مانع من أن يتولى أى جنس مقاليد حكم الملكوت‬
‫بإلغاء بولس القوانين اإللھية نجد الشعوب وضعت لھا قوانينھا‬ ‫مادام يأتمر بالشرائع والتعاليم اإللھية حيث ﷲ ھو الحاكم الفعلى فيه ‪،‬‬
‫الخاصة التى ھى القوانين الوضعية ‪ ،‬وبذلك وقعوا تحت سلطان‬ ‫ونحن نرى ذلك متحققا فعليا ؛ فقد انتقل مركز القيادة من الجنس‬
‫شريعة ھى من صنع أيديھم ‪ ،‬وعليه فأى مملكة يحققونھا على األرض‬ ‫العربى إلى الجنس التركى وال مانع مادام شرائع الملكوت يعمل بھا ‪،‬‬
‫ھى مملكة ليس ﷲ ھو الحاكم الفعلى فيھا وعليه فلن يكون المسيحيون‬ ‫إذن فملكوت ﷲ ليس محصورا بجنس واحد بل ھو عام شامل يضم‬
‫ھم شعب الملكوت أبدا ‪ ،‬وتكوين ممالكھم كلھا على مر التاريخ تشبه‬ ‫الكل ‪ ،‬وﷲ يولى قيادته لمن يشاء من عبيده من أى جنس شاء ‪.‬‬
‫الممالك الدنيوية األخرى القديمة مثل ‪ :‬مملكة بابل ومملكة الفرس‬
‫مسيحية بولس و ملكوت ﷲ ‪:‬‬
‫ومملكة مقدونيا ومملكة الروم بعھديھا ‪.‬‬
‫أقر بولس عقيدة المسيحية التى مفادھا ‪ :‬آمن بأن يسوع قد صلب‬
‫وبذلك نرى العجب فيسوع الذى عاش حياته كلھا ‪ s‬يبشر اليھود‬
‫فداء عنك وعن خطاياك ‪ ،‬وأن شرائع ﷲ وتعاليمه كانت لعنة سقطت‬
‫باقتراب ملكوت ﷲ ‪ ،‬يأتى بولس فيحطم بشارة الملكوت كليا بوضعه‬
‫‪ ،‬وألغيت بالموت المزعوم ليسوع على الصليب وبذلك تم استبدال‬
‫عقائد باطلة ‪ ،‬سقطت معھا بشارة الملكوت من األساس وأصبحت‬
‫لعنة الشريعة بأن صار يسوع المصلوب لعنة لك وفداء ! فاذھب‬
‫كالحلم الجميل الضائع وسط حشد ھائل من العقائد الباطلة ‪.‬‬
‫وافعل ما شئت وعش كما يحلو لك ألنك قد نلت الخالص األبدى ‪،‬‬
‫وذلك الحلم الجميل ببشارة الملكوت عندما يحاول المفسرون‬ ‫وتم التكفير عن خطاياك كلھا بصلب يسوع ! !‬
‫المسيحيون تفسيره ولكى ال يصطدموا بمسيحية بولس والتى يسمونھا‬
‫والسؤال الھام ھنا أين ھو ملكوت ﷲ فى مسيحية بولس ؟‬
‫إنجيل الغرلة ‪ ،‬فإنھم ال يجدون طريقا لتفسيره سوى طريق األوھام‬
‫الحقيقة أنه ال وجود مطلقا لملكوت ﷲ فى ظل ھذه العقيدة ‪ ،‬وذلك‬
‫والھذيان ‪ ،‬كما سبق ورأيت بنفسك من عمليات روحنة النبوءات‬
‫ألنھا عقيدة باطلة ‪.‬‬
‫كمثال بسيط ‪ ،‬وھذه أشياء ال تنطلى سوى على السذج من بنى البشر ‪،‬‬

‫‪٢٣٩‬‬ ‫‪٢٣٨‬‬
‫‪∩⊇∠∪ ôMs)Î=äz y#ø‹Ÿ2 È≅Î/M}$# ’n<Î) tβρãÝàΨtƒ Ÿξsùr& ∩⊇∉∪ îπrOθèVö7tΒ ÷’Î1#u‘y—uρ ∩⊇∈∪ ×πsùθàóÁtΒ‬‬ ‫ولألسف ھم كثير ‪ ،‬أرجو من ﷲ أال تكون واحدا منھم بعد اآلن بعدما‬
‫تبين لك الحق من الباطل بوضوح ‪.‬‬
‫‪ÇÚö‘F{$# ’n<Î)uρ ∩⊇∪ ôMt6ÅÁçΡ y#ø‹x. ÉΑ$t6Ågø:$# ’n<Î)uρ ∩⊇∇∪ ôMyèÏùâ‘ y#ø‹Ÿ2 Ï!$uΚ¡¡9$# ’n<Î)uρ‬‬
‫أال تشتاق نفسك أن تكون من أبناء ملكوت ﷲ ؟‬

‫‪∩⊄⊄∪ @ÏÜøŠ|ÁßϑÎ/ ΟÎγø‹n=tæ |Mó¡©9 ∩⊄⊇∪ ֍Åe2x‹ãΒ |MΡr& !$yϑ‾ΡÎ) öÏj.x‹sù ∩⊄⊃∪ ôMysÏÜß™ y#ø‹x.‬‬ ‫إذن سارع وأنقذ نفسك وادخل دين اإلسالم أسلم تدخل الملكوت ‪.‬‬

‫اعلم أن الموت يأتى فجأة وليس بعد الموت إال الجنة أو النار ‪،‬‬
‫)‪§ΝèO ∩⊄∈∪ öΝåκu5$tƒÎ) !$uΖø‹s9Î) ¨βÎ) ∩⊄⊆∪ uŽy9ø.F{$# z>#x‹yèø9$# ª!$# çµç/Éj‹yèã‹sù ∩⊄⊂∪ txx.uρ 4’‾<uθs? tΒ āωÎ‬‬
‫فارجع ‪ s‬ربك مسلما مؤمنا قبل فوات اآلوان ‪ ،‬فنحن ال نريد أن‬
‫نخسرك لتكون مع الشيطان فى أتون النار األبدى ‪ ،‬ارجع لدين ﷲ‬
‫)‪ ] 〈 ∩⊄∉∪ Νåκu5$|¡Ïm $uΖøŠn=tã ¨βÎ‬الغاشية [ ‪.‬‬
‫اإلسالم فنحن نريدك معنا فى جنة ﷲ الخالدة ‪ ،‬ارجع ‪ s‬ربك وآمن‬

‫اعلم ھداك ﷲ وأيدك بروح الفھم ‪ ،‬أن الموت حق حادث لكل‬ ‫برسوله وكتابه فنجاتك تھمنا ‪.‬‬

‫مخلوق منا ‪ ،‬وأن ﷲ يبعثنا أحياء مرة أخرى يوم القيامة ليحاسبنا على‬ ‫‪>‹Í×tΒöθtƒ ×νθã_ãρ ∩⊇∪ Ïπu‹Ï±≈tóø9$# ß]ƒÏ‰ym y79s?r& ö≅yδ ‬‬ ‫يقول ﷲ ـ تعالى ‪:‬‬
‫معتقداتنا وأعمالنا وكل ھذا حق حادث لكل منا ال شك ‪ ،‬والحساب‬
‫عسير ودقيق جدا ‪ ،‬فإن اخترت الكفر حتى النھاية ومت وأنت كـافر‬ ‫‪∩∈∪ 7πu‹ÏΡ#u A÷tã ôÏΒ 4’s+ó¡è@ ∩⊆∪ Zπu‹ÏΒ%tn #—‘$tΡ 4’n?óÁs? ∩⊂∪ ×πt6Ϲ$‾Ρ ×'s#ÏΒ%tæ ∩⊄∪ îπyèϱ≈yz‬‬

‫بـدين ﷲ الـحـق ) اإلسالم ( فإن مصيرك إلى نار جھنم خالدا فيھا‬
‫‪×νθã_ãρ ∩∠∪ 8íθã_ ÏΒ Í_øóムŸωuρ ßÏϑó¡ç„ āω ∩∉∪ 8ìƒÎŽŸÑ ÏΒ āωÎ) îΠ$yèsÛ öΝçλm; }§øŠ©9‬‬
‫حيث ال موت ھناك يريحك من عذابھا ‪ ،‬أتدرى ما جھنم ؟ ھى النار‬
‫الذى يعذب ﷲ بھا الكافرين فى اآلخرة التى لو فتح منھا بمقدار ثقب‬
‫‪Zπu‹Éó≈s9 $pκŽÏù ßìyϑó¡n@ āω ∩⊇⊃∪ 7πu‹Ï9%tæ >π¨Ζy_ ’Îû ∩∪ ×πu‹ÅÊ#u‘ $pκȎ÷è|¡Ïj9 ∩∇∪ ×πuΗ¿å$‾Ρ 7‹Í×tΒöθtƒ‬‬
‫إبرة على األرض ألحرقت كل ما فيھا ومن عليھا من خلق فى لحظة‬
‫وما بقى على األرض بعدھا أى شىء حى ‪.‬‬ ‫∪⊇⊇∩ ‪ä−Í‘$oÿsςuρ ∩⊇⊆∪ ×πtãθàÊöθ¨Β Ò>#uθø.r&uρ ∩⊇⊂∪ ×πtãθèùö¨Β Ö‘çŽß€ $pκŽÏù ∩⊇⊄∪ ×πtƒÍ‘%y` ×÷tã $pκŽÏù‬‬

‫‪٢٤١‬‬ ‫‪٢٤٠‬‬
‫فما بالك لو فعلت كل يوم مرة أليس يكون أفضل بكثير ؟‬ ‫أال تحب أن تدخل فى رحمة ﷲ ؟‬

‫فما بالك لو فعلت خمس مرات فى كل يوم أوليس ھذا أفضل شىء‬ ‫إذن اطرح معتقداتك الباطلة وأقوال الشياطين خلف ظھرك واتجه‬
‫؟‬ ‫‪ s‬ربك الذى خلقك واطلب منه الھدى وأسلم قبل أن يأتى يوم ال ينفع‬

‫فما بالك لو أنھا لو كانت معمودية ماء تليھا مباشرة معمودية‬ ‫فيه مال وال بنون إال من أتى ﷲ بقلب سليم ‪.‬‬

‫روح ينالھا كل فرد خمس مرات يوميا ‪ ،‬ھل بعد ذلك يوجد أى دنس‬ ‫) معمودية الروح ( ‪:‬‬
‫لھذا الشخص ؟‬ ‫نبى ﷲ يحيى بن زكريا والذى يسمى فى األناجيل بيوحنا المعمدان‬
‫تخيل لو أنك تستطيع أن تنال معمودية الروح فى كل يوم خمس‬ ‫‪ ،‬وذلك ألنه كان يعمد اليھود بالماء فما ھو مقصود المعمودية وما ھى‬
‫مرات بنفسك وال حاجة لك فى ذلك لكاھن أو لمسة من يده ‪ ،‬بل‬ ‫فائدتھا لإلنسان ؟‬
‫تكون الصلة منك لربك مباشرة بال أى وسيط بينك و بين ﷲ تعالى ‪.‬‬ ‫المعمودية ھى رمز للتوبة ومغفرة الخطايا ‪ ،‬وكان يوحنا المعمدان‬
‫قال سيد األنبياء والمرسلين النبى الخاتم رسول ﷲ محمد  ‪» :‬‬ ‫ويسوع والحواريون يعمدون اليھود بالماء وكانت ھذه المعمودية تفعل‬
‫أ رأيتم لو أن نھرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ‪ ،‬ھل‬ ‫للشخص مرة فى العمر ‪ ،‬وتقام لھا اآلن فى الكنائس طقوس حيث‬
‫يبقى من درنه شىء قالوا ‪ :‬ال يبقى من درنه شئ قال ‪ :‬فذلك مثل‬ ‫يعمدون األطفال بتغطيسھم فى حوض ماء ‪.‬‬
‫الصلوات الخمس يمحو ﷲ بھن الخطايا « )‪. (١‬‬ ‫سؤال ‪ :‬ھذه المعمودية تفعل مرة واحدة فى عمر الشخص فما بالك‬
‫لو فعلت مرة كل سنة ؟ أليس يكون ذلك أفضل ؟‬

‫فما بالك لو فعلت مرة كل شھر ؟ أليس أفضل ؟‬

‫فما بالك لو فعلت كل أسبوع مرة أليس أفضل ؟‬


‫)‪ (١‬البخارى فى مواقيت الصالة )‪ ، (٥٢٨‬ومسلم فى المساجد ومواضع الصالة‬
‫)‪ (٢٨٣/٦٦٧‬عن أبى ھريرة  ‪.‬‬
‫‪٢٤٣‬‬ ‫‪٢٤٢‬‬
‫ھذه نبوءة صادقة قالھا نبى ﷲ يوحنا بن زكريا ولم تتحقق ھذه‬ ‫ھذه ھى صبغة ﷲ يصبغ ﷲ بھا أرواح المؤمنين يقول ﷲ عنھا ‪:‬‬
‫النبوءة إال فى شخص رسول ﷲ محمد  ‪ » ،‬الذى رفشه فى يده «‬ ‫‪] 〈 ∩⊇⊂∇∪ tβρ߉Î7≈tã …ã&s! ßøtwΥuρ ( Zπtóö7Ϲ «!$# š∅ÏΒ ß|¡ômr& ôtΒuρ ( «!$# sπtóö7Ϲ ‬‬
‫الرفشة ‪ ،‬ھى النورج وھى أداة معدنية تستخدم فى حصاد القمح ‪.‬‬
‫البقرة [ ‪.‬‬
‫» سينقى بيدره « والبيدر ھو الجرن أى المكان الذى يدرس فيه‬
‫القمح وفى ھذا إشارة دقيقة إلى الكعبة ومكة ويستطيع القارئ أن‬ ‫ھذه ھى صبغة ﷲ التى ينالھا كل مسلم فى صالته إنھا معمودية‬

‫يربط بين البيدر ومكة ؛ ألن مكة ھى المكان الذى يجتمع فيه‬ ‫الروح التى تنبأ عنھا نبى ﷲ يوحنا المعمدان ‪.‬‬

‫المسلمون للحج والطواف حول الكعبة ‪ ،‬أشبه بما يحدث فى البيدر أو‬ ‫كان يوحنا المعمدان ينادى فى الناس الذين يجيئون ليتعمدوا على‬
‫الجرن عندما كان يدرس الفالح قمحه بالنورج الذى يدور فى حركة‬ ‫يديه بأنه إن كان ھو يعمدھم بالماء فسيأتى فى زمن قادم نبى عظيم‬
‫دائرية أشبه بالطواف حول الكعبة وتتفتح داللة ھذه الكلمة على مكة‬ ‫الشأن قوى ھو رئيس األنبياء كلھم ‪ ،‬وسوف يعمد الناس بمعمودية‬
‫أكثر حينما نتأمل قوله سينقى بيدره أى سينظف الجرن ولم يحدث‬ ‫جديدة وعظيمة ھى معمودية الروح ‪ ،‬فكان يقول لھم ‪ » :‬الذي رفشة‬
‫أن نبيا نظف بيدره إال النبى محمد  وذلك بأن جعلت مكة بلداً يحرم‬ ‫في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار‬
‫على المشركين دخولھا أو االقتراب من المسجد الحرام ‪.‬‬ ‫ال تطفأ « ‪.‬‬

‫‪(#θç/tø)tƒ Ÿξsù Ó§pgwΥ šχθä.Ύô³ßϑø9$# $yϑ‾ΡÎ) ‬‬ ‫ففى القرآن قال ﷲ ـ تعالى ‪:‬‬ ‫والمعنى أن ذلك النبى عظيم الشأن الذى سيأتى بعد يوحـنا يـكون‬
‫أقوى من يوحنا بحيث تكون له من ﷲ القدرة بأن ينتقى ويفرز‬
‫‪ ] 〈 #x‹≈yδ öΝÎγÏΒ$tã y‰÷èt/ tΠ#tysø9$# y‰Éfó¡yϑø9$#‬التوبة ‪ ، [ ٢٨ :‬وھكذا نرى وبكل‬ ‫المؤمنين الصادقين ‪ ،‬ويجمعھم سويا فى الدنيا وفى اآلخرة لھم الجنات‬
‫والنعيم األبدى وذلك ھو الفوز العظيم ‪ ،‬بينما الكافرون فسيلقون‬
‫وضوح أن النبى محمدا  قد نقى بيدره وصارت مكة بلدا ال يرتاده‬
‫الھزيمة فى الدنيا وفى اآلخرة ليس لھم إال النار ھى مثواھم وبئس‬
‫إال المسلمون ‪ ،‬وھذه صفة داللة على النبى عظيم الشأن الذى سيدل‬
‫المصير ‪.‬‬
‫‪٢٤٥‬‬ ‫‪٢٤٤‬‬
‫أحبه ‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ‪ ،‬وبصره الذى يبصر به‬ ‫الناس على معمودية الروح الحقيقية ‪ ،‬والتى ستكون فى متناول كل‬
‫‪ ،‬ويده التى يبطش بھا ‪ ،‬ورجله التى يمشى بھا ‪ ،‬وإن سألنى ألعطينه‬ ‫شخص مؤمن ‪.‬‬
‫ولئن أستعاذنى ألعيذنه « )‪. (١‬‬ ‫قال الحبيب محمد رسول ﷲ  ‪ » :‬أرأيتم لو أن نھرا بباب أحدكم‬
‫يغتسل منه كل يوم خمس مرات ‪ ،‬ھل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا ‪ :‬ال‬
‫إن ﷲ يريدك أنت بنفسك أيھا اإلنسان أن تتوجه إليه ھو وحده‬
‫يبقى مـن درنه شيء ‪ ،‬قـال فـذلك مـثل الصلوات الخمس يمحو ﷲ‬
‫معترفا بنعمته عليك ومعترفا بذنبك وطالبا عفوه ومغفرته ‪ ،‬ليس‬
‫بينك وبين ﷲ فى ھذه واسطة ‪ ،‬بل منك لربك مباشرة ‪ ،‬فبابه مفتوح‬ ‫بھن الخطايا « )‪. (١‬‬

‫ال يغلق أبدا وليس على بابه بوابون ‪ ،‬وقد بين لنا ﷲ الطريق المؤدٮة‬ ‫وقد سمى ﷲ ھذه المعمودية فى اإلسالم باسم صبغة ﷲ ‪ ،‬ألنھا ال‬
‫لنيل محبته والخالص من الذنوب والخطايا وذلك باتباع النبى محمد‬ ‫يتدخل فيھا أى كاھن أو شيخ وإنما يتلقاھا المؤمن من ﷲ مباشرة بال‬
‫ ؛ ألنه ال يتكلم من عند نفسه ولكن بما يوحى إليه من ﷲ رب‬ ‫أى وسيط ‪.‬‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫ذكر رسول ﷲ محمد  أن الصالة ھى عماد الدين ‪ ،‬وأنھا تمحو‬
‫وھذا ھو الطريق الذى بينه ﷲ لنا ولك أنت أيضا حيث يأمر ﷲ‬ ‫الذنوب وأنھا تنھى المؤمن عن فعل الفحشاء والمنكر بمعنى أنه إذا‬
‫رسوله محمداً  أن يقول مبلغا عن ﷲ طريق محبة ﷲ والخالص‬ ‫حافظ وداوم على الصالة التى ھى صلته با‪ s‬خالقه فإنه يكون‬
‫‪©!$# tβθ™7Åsè? óΟçFΖä. βÎ) ö≅è% ‬‬ ‫من اإلثم ‪ ،‬ففى القرآن يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬ ‫محفوظا من وساوس الشيطان ويرتقى حتى يصبح فى معيه ﷲ التى‬
‫يقول ﷲ عنھا فى حديث قدسى ‪ » :‬ما تقرب إلى عبدى بشىء أحب‬
‫إلى مما افترضت عليه ‪ ،‬وال يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى‬

‫)‪ (٢‬البخارى فى الرقاق )‪ ، (٥٦٠٢‬وأحمد )‪ (٢٥٦/٦‬عن عائشة رضى ﷲ عنھا‬ ‫)‪ (١‬البخارى فى مواقيت الصالة )‪ ، (٥٢٨‬ومسلم فى المساجد ومواضع الصالة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪ (٢٨٣/٦٦٧‬عن أبى ھريرة  ‪.‬‬
‫‪٢٤٧‬‬ ‫‪٢٤٦‬‬
‫ھل يسوع الذى ذھب طائعا مختارا لينال معمودية الماء على يد‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊂⊇∪ ÒΟ‹Ïm§‘ Ö‘θàxî ª!$#uρ 3 ö/ä3t/θçΡèŒ ö/ä3s9 öÏøótƒuρ ª!$# ãΝä3ö7Î6ósム‘ÏΡθãèÎ7¨?$$sù‬آل‬
‫يوحنا المعمدان شخصيا يكون ھو المقصود بنبوءة يوحنا أن اآلتى‬
‫بعده أقوى منه ويعمد الناس بالروح ؟ فلندع العقل يجيب ‪.‬‬ ‫عمران [ ‪.‬‬

‫وإذا كان يسوع ھو المقصود بنبوءة يوحنا فلماذا لم يتبعه يوحنا‬ ‫تفسيرات المفسرين المسيحيين لنبوءة يوحنا كلھا تخالف الواقع‬

‫ويكون من تالميذه ھو وكل تالميذه ؟ ‪ ،‬فلندع العقل يجيب ‪.‬‬ ‫والعقل كما اعتدنا منھم ‪.‬‬

‫ھل يسوع الذى قال ‪ » :‬أعطوا ما لقيصر لقيصر « ھو المقصود‬ ‫فماذا يقولون ؟ يقولون ‪ :‬إن يوحنا كان يتنبأ عن يسوع ‪ ،‬تخيل ؟ !‬

‫باألقوى فى نبوءة يوحنا عن اآلتى بعده الذى سينقى بيدره ويحارب‬ ‫والحق أن يسوع كان فى نفس السن العمرى ليوحنا حيث كان‬
‫الكافرين ويقيم ملكوت ﷲ ويحكم وال يدين لحكم ملوك الوثنيين أبدا ؟‬ ‫يوحنا يكبره فقط بسته أشھر ‪ ،‬وبينھما صلة قرابة قوية فھما ابنا خالة‬

‫فلندع العقل يجيب ‪.‬‬ ‫ويعرفان بعضھما البعض معرفة جيدة جدا منذ الطفولة ‪ ،‬ولم يكن‬
‫لقاؤھما عند نھر األردن ھو اللقاء األول والوحيد بينھما ‪ ،‬كما يظن‬
‫ھل يسوع فعال عمد اليھود بالروح ؟ فلندع نصوص أناجيلكم‬
‫خطأ الكثيرون منكم ذلك ‪.‬‬
‫تجيب ‪ ،‬فيسوع نفسه عمد اليھود بنفس معمودية يوحنا المعمدان‬
‫بالماء فقط وبنفس طريقة يوحنا المعمدان ‪ ،‬وأمر الحواريين أن‬ ‫فعندما يقول يوحنا ‪ » :‬يأتى بعدى من ھو أقوى منى « ‪.‬‬

‫يعمدوا اليھود بالماء بنفس طريقة يوحنا وكانوا يفعلون ‪.‬‬ ‫فھل يسوع أتى فى زمن وعصر غير الزمن الذى كان يعيش فيه‬

‫يو ‪ ٣:٢٢‬وبعد ھذا جاء يسوع وتالميذه الى أرض اليھودية‬ ‫يوحنا المعمدان أم كان معاصرا له فى نفس المرحلة الزمنية ! فلندع‬

‫ومكث معھم ھناك وكان يعمد ‪.‬‬ ‫العقل يجيب ؟‬

‫يو ‪ ٣:٢٣‬وكان يوحنا أيضا يعمد في عين نون بقرب ساليم ألنه‬
‫كان ھناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون ‪.‬‬
‫‪٢٤٩‬‬ ‫‪٢٤٨‬‬
‫محمد رسول ﷲ ‪:‬‬ ‫يو ‪ ٣:٢٦‬فجاؤوا إلى يوحنا وقالوا له يا معلّم ‪ ،‬ھو ذا الذي كان‬
‫معك في عبر األردن الذي أنت قد شھدت له ھو يعمد والجميع يأتون‬
‫كان رسول ﷲ محمد  خلقه القرآن وكأنه قرآن يمشى على‬
‫اليه ‪.‬‬
‫األرض والقرآن ھو كلمة ﷲ الباقية والحية المنزلة على قلب النبى‬
‫محمد وقد وصف ﷲ القرآن بالروح ‪ ،‬فالقرآن روح من أمر ﷲ‬ ‫يو ‪ ٤:٢‬مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تالميذه ‪.‬‬
‫وكلمته ألقاھا على نبيه ورسوله المصطفى محمد الذى أرسله ﷲ‬ ‫يو ‪ ١٠:٤٠‬ومضى أيضا إلى عبر األردن إلى المكان الذي كان‬
‫رحمة للعالم ‪ ،‬ليبين للناس الحق من الباطل ‪ ،‬ليبلغ كلمة ﷲ للناس‬ ‫يوحنا يعمد فيه أوال ومكث ھناك ‪.‬‬
‫جميعا ‪ ،‬ووصف ﷲ نبيه محمدا بالنور فھو نور ھداية أرسله ﷲ‬
‫مازالت تعمد بالماء بنفس طريقة يوحنا‬ ‫والكنائس الحالية‬
‫للعالم وأنزل عليه روحا من أمره كالم ﷲ القرآن ‪ ،‬وھو الكتاب‬
‫المعمدان ‪ ،‬مع إدخال بعض الطقوس المستحدثة الغريبة عليھا‬
‫الوحيد المحفوظ بالصدور الذى يحمله اإلنسان المؤمن بداخله فى قلبه‬
‫ويدعون كذبا وضالال أن لمسة يد الكاھن تنزل روح القدس على‬
‫وعقله و روحه أى يحفظه بلفظه المنزل من ﷲ كما ھو عن ظھر قلب‬
‫الشخص المعمد ؟ ھل رأيت باطال وضالال أكثر من ذلك ؟ ولكى ال‬
‫‪ ،‬وھو الكتاب الذى يحتوى على تعاليم ﷲ وميثاقه ‪.‬‬
‫يناقشھم أحد فى ضاللھم ھذا ‪ ،‬يجعلون المعمودية سراً من أسرار‬
‫وقد ذكر لنا يسوع صفات المسيا المعزى النبى الرئيس اآلتى من‬ ‫الكنيسة ال يجوز ألحد من العامة االقتراب من محاولة فھمه ‪،‬‬
‫بعده ‪ ،‬الممتلئة نفسه وأخالقه بروح الحق وجوھر الصدق وروح‬ ‫والمالحظ أن كل ما يسمونه أسراراً للكنيسة ما ھى إال طريقة‬
‫الطھارة والقداسة والتقوى ‪ ،‬وھو الذى يمكنه التحمل حتى ظھور‬ ‫األقدمين منھم توارثھا الكھنة جيال بعد جيل لمدارة عجزھم الفكرى‬
‫الحق لألبد ‪ ،‬وأنه سوف يأتى فى زمن الحق بعده بكالم ﷲ الحى‬ ‫فى التفسير الصحيح لبيان الحق من الباطل ‪ ،‬فكلما رأوا باطال‬
‫يوحى إليه من ﷲ بواسطة الروح القدس ‪ ،‬أمين الوحى مالك ﷲ‬ ‫يريدون أن يجعلوه حقا بمنتھى البساطة ‪ ،‬يجعلونه سراً من أسرار‬
‫جبرائيل ليبلغه للناس ويحفظ الناس كلمة ﷲ الحيه بصدورھم ‪ ،‬وھو‬ ‫الكنيسة ؟‬

‫‪٢٥١‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬
‫‪zÏΒ šχθàøƒéB öΝçFΨà2 $£ϑÏiΒ #ZŽÏWŸ2 öΝä3s9 ÚÎit7ム$oΨä9θß™u‘ öΝà2u!$y_ ô‰s%‬‬ ‫يعلم أحكام ﷲ للناس ويشھد ليسوع بالحق والصدق ويذكر شھادة‬
‫الحواريون له بالحق ‪ ،‬وسيكون ھو العزاء الحق من ﷲ للمؤمنين‬
‫‪Ò=≈tGÅ2uρ Ö‘θçΡ «!$# š∅ÏiΒ Νà2u!%y` ô‰s% 4 9ŽÏVŸ2 ∅tã (#θà÷ètƒuρ É=≈tGÅ6ø9$#‬‬ ‫الحقيقيين ويأتى مبوخا لخطية اليھود لعدم إيمانھم ببشارة عيسى ‪،‬‬
‫ولعدم إيمان اليھود والنصارى ببر ﷲ بعيسى حيث نجاه من كيد‬
‫‪zÏiΒ Νßγã_̍÷‚ãƒuρ ÉΟ≈n=¡¡9$# Ÿ≅ç7ß™ …çµtΡ≡uθôÊÍ‘ yìt7©?$# Ç∅tΒ ª!$# ϵÎ/ “ωôγtƒ ∩⊇∈∪ ÑÎ7•Β‬‬
‫الكافرين ببشارته ونجاه من القتل ورفعه إليه معززا مكرما ‪.‬‬

‫‪txŸ2 ô‰s)©9 ∩⊇∉∪ 5ΟŠÉ)tGó¡•Β :Þ≡uŽÅÀ 4’n<Î) óΟÎγƒÏ‰ôγtƒuρ ϵÏΡøŒÎ*Î/ Í‘θ–Ψ9$# †n<Î) ÏM≈yϑè=—à9$#‬‬ ‫ويأتى ذلك النبى المعزى حاكما للناس بأحكام ﷲ ‪ ،‬ويدين الذين‬
‫ضيعوا أحكام ﷲ ولم يعملوا بھا من اليھود والنصارى وذاك النبى‬
‫‪$º↔ø‹x© «!$# zÏΒ ÛÎ=ôϑtƒ yϑsù ö≅è% 4 zΝtƒótΒ ßø⌠$# ßxŠÅ¡yϑø9$# uθèδ ©!$# ¨βÎ) (#þθä9$s% šÏ%©!$#‬‬ ‫المعزى اآلتى للعالم ينطلق بأمر من ﷲ ويكلم الناس بأمور كثيرة‬
‫وأمور مستقبلية ستحدث وأمور غيبية ال يستطيع أحد غيره التحدث‬
‫)‪3 $YèŠÏΗsd ÇÚö‘F{$# ’Îû ∅tΒuρ …絨Βé&uρ zΝtƒötΒ š∅ö/$# yx‹Å¡yϑø9$# šÎ=ôγムβr& yŠ#u‘r& ïχÎ‬‬
‫عنھا وال حتى يسوع نفسه ‪ ،‬وأن الكالم الذى سيكلم به الناس ال يتكلم‬
‫به من نفسه ولكن بما يسمعه من وحى ﷲ الملقى عليه من الروح‬
‫‪&óx« Èe≅ä. 4’n?tã ª!$#uρ 4 â!$t±o„ $tΒ ß,è=øƒs† 4 $yϑßγuΖ÷t/ $tΒuρ ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# ہù=ãΒ ¬!uρ‬‬
‫األمين جبرائيل ويبلغ الناس كلمة ﷲ كما سمعھا باسم ﷲ ‪ ،‬ذلك ھو‬
‫‪zΝÎ=sù ö≅è% 4 …çνàσ‾≈¬6Ïmr&uρ «!$# (#àσ‾≈oΨö/r& ßøtwΥ 3“t≈|Á¨Ψ9$#uρ ߊθßγu‹ø9$# ÏMs9$s%uρ ∩⊇∠∪ ֍ƒÏ‰s%‬‬ ‫النبى الخاتم المحمد والمبارك من ﷲ صاحب الملكوت محمد  وأمته‬
‫ھم اآلخرون فى زمن الدنيا ‪ ،‬وھم األولون يوم القيامة ويعطون‬
‫‪â!$t±o„ tΒ Ü>Éj‹yèãƒuρ â!$t±o„ yϑÏ9 ãÏøótƒ 4 t,n=y{ ô£ϑÏiΒ ×Ž|³o0 ΟçFΡr& ö≅t/ ( Νä3Î/θçΡä‹Î/ Νä3ç/Éj‹yèãƒ‬‬ ‫ضعفين من األجر ‪.‬‬

‫‪É=≈tGÅ3ø9$# Ÿ≅÷δr'‾≈tƒ ∩⊇∇∪ 玍ÅÁyϑø9$# ϵø‹s9Î)uρ ( $yϑßγuΖ÷t/ $tΒuρ ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# à7ù=ãΒ ¬!uρ 4‬‬
‫وأنت أيھا القارئ المسيحى أمامك ملكوت ﷲ أبوابه مفتوحة ال‬

‫‪É=≈tGÅ6ø9$# Ÿ≅÷δr'‾≈tƒ :‬‬ ‫تغلق أبدا ‪ ،‬وﷲ يدعوك لدخول ملكوته ويقول لك‬

‫‪٢٥٣‬‬ ‫‪٢٥٢‬‬
‫فاسمعوا أنتم مثل الزارع ‪ ،‬كل من يسمع كلمة الملكوت وال يفھم ‪،‬‬ ‫‪.ÏΒ $tΡu!%y` $tΒ (#θä9θà)s? βr& È≅ß™”9$# zÏiΒ ;οuŽøIsù 4’n?tã öΝä3s9 ßÎit7ム$uΖä9θß™u‘ öΝä.u!%y` ô‰s%‬‬
‫فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه ‪ ،‬ھذا ھو المزروع على‬
‫الطريق ‪.‬‬ ‫‪] 〈 ∩⊇∪ ֍ƒÏ‰s% &óx« Èe≅ä. 4’n?tã ª!$#uρ 3 ֍ƒÉ‹tΡuρ ׎Ï±o0 Νä.u!%y` ô‰s)sù ( 9ƒÉ‹tΡ Ÿωuρ 9ŽÏ±o0‬‬

‫والمزروع على األماكن المحجرة ھو الذي يسمع الكلمة وحاالً‬ ‫المائدة [ ‪.‬‬
‫يقبلھا بفرح ‪ ،‬ولكن ليس له أصل في ذاته بل ھو إلى حين ‪ ،‬فإذا حدث‬
‫والخيار لك ‪ ،‬فھذا عيسى ابن مريم رسول ﷲ يضرب لك‬
‫ضيق أو اضطھاد من أجل الكلمة فحاالً يعثر ‪.‬‬
‫األمثال ويبين لك أن الناس مختلفون فى قبول الملكوت واإلذعان له ‪،‬‬
‫والمزروع بين الشوك ھو الذي يسمع الكلمة ‪ ،‬وھم ھذا العالم‬ ‫ودعاھم لقبوله واإلذعان له متى جاء ‪ ،‬فقال ‪ » :‬ھو ذا الزارع قد‬
‫وغرور الغنى يخنقان الكلمة‪ ،‬فيصير بال ثمر ‪.‬‬ ‫خرج ليزرع‪ ،‬وفيما ھو يزرع سقط بعض على الطريق‪ ،‬فجاءت‬
‫وأما المزروع على األرض الجيدة فھو الذي يسمع الكلمة ويفھم ‪،‬‬ ‫الطيور وأكلته ‪.‬‬
‫وھو الذي يأتي بثمر فيصنع بعض مائة وآخر ستين وآخر ثالثين ‪.‬‬ ‫وسقط آخر على األماكن المحجرة ‪ ،‬حيث لم تكن له تربة كثيرة ‪،‬‬
‫)متى ‪. (٢٣-١/١٣‬‬ ‫فنبت حاالً‪ ،‬إذ لم يكن له عمق أرض ‪ ،‬ولكن لما أشرقت الشمس‬

‫ويتطابق ھذا المثل اإلنجيلي مع المثل الذي ضربه سيد األنام وإمام‬ ‫احترق‪ ،‬وإذ لم يكن له أصل جف ‪.‬‬

‫األنبياء والمرسلين محمد  ألحوال الناس مع دعوته ‪ ،‬حيث قال ‪:‬‬ ‫وسقط آخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه ‪.‬‬
‫» مثل ما بعثني ﷲ به من الھدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب‬ ‫وسقط آخر على األرض الجيدة ‪ ،‬فأعطى ثمراً ‪ ،‬بعض مائة ‪،‬‬
‫أرضا ً ‪ ،‬فكان منھا نقية قبلت الماء فأنبتت الكأل والعشب الكثير ‪،‬‬ ‫وآخر ستين‪ ،‬وآخر ثالثين ‪ ،‬من له أذنان للسمع فليسمع ‪....‬‬
‫وكانت منھا أجادب أمسكت الماء ‪ ،‬فنفع ﷲ بھا الناس ‪ ،‬فشربوا وسقوا‬
‫‪ ،‬وزرعوا وأصابت منھا طائفة أخرى إنما ھي قيعان ال تمسك ماء‬

‫‪٢٥٥‬‬ ‫‪٢٥٤‬‬
‫‪$yϑ‾ΡÎ*sù 3“y‰tF÷δ$# Çyϑsù ( öΝä3În/§‘ ÏΒ ‘,ysø9$# ãΝà2u!%y` ô‰s% â¨$¨Ζ9$# $pκš‰r'‾≈tƒ ö≅è% ‬‬ ‫وال تنبت كأل‪ ،‬فذلك مثل من فقه في دين ﷲ ونفعه ما بعثني ﷲ به‬
‫فعلم وعلم ‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذلك رأساً‪ ،‬ولم يقبل ھدى ﷲ الذي‬
‫‪∩⊇⊃∇∪ 9≅‹Å2uθÎ/ Νä3ø‹n=tæ O$tΡr& !$tΒuρ ( $pκöŽn=tæ ‘≅ÅÒtƒ $yϑ‾ΡÎ*sù ¨≅|Ê tΒuρ ( ϵšøuΖÏ9 “ωtGöκu‰‬‬ ‫أرسلت به « )‪. (١‬‬

‫〈 ]يونس [ ‪.‬‬ ‫معنى الغيث ‪ :‬المطر ‪ ،‬والكأل ‪ :‬نوع من المحاصيل الزراعية‬

‫ألم يحن لك الوقت لتدخل ملكوت ﷲ دين اإلسالم ‪ ،‬؟؟‬


‫صدق ﷲ العظيم‬
‫يقول رسول ﷲ محمد ‪ » :‬والذي نفسي بيده ال يسمع بي أحد من‬
‫ھذه األمة يھودي وال نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به‬
‫إال كانوا من أھل النار « )‪. (٢‬‬

‫وقول الرسول حق فھل أنت تؤمن برسول ﷲ محمد وبالذى‬


‫أرسل به من ﷲ ؟‬

‫ھذه كلمة الحق من ﷲ أبلغتھا لكم أمام ﷲ فى ھذا الكتاب وﷲ على‬


‫ما أقول شھيد ‪ ،‬ھو يحكم بينى وبينكم‬

‫بسم ﷲ الرحمن الرحيم‬

‫)‪ (١‬البخارى فى العلم )‪ (٧٩‬عن أبى موسى األشعرى  ‪.‬‬


‫)‪ (١‬مسلم فى اإليمان )‪ (٢٤٠/١٥٣‬عن أبى ھريرة  ‪.‬‬
‫‪٢٥٧‬‬ ‫‪٢٥٦‬‬
‫فاصل )‪(١‬‬

‫شرح عقيدة المسيحيين األوائل من اليھود واختالفھا جذريا‬


‫عن مسيحية بولس التى ھى عقيدة المسيحيين الحاليين ‪.‬‬

‫حقيقة األمر أنه عندما نقارن عقيدة المسيحيين األوائل الذين ھم‬
‫من اليھود وبين عقيدة المسيحيين من األمم غير اليھود فنحن نجد‬
‫أنفسنا كأننا نقارن بين ديانتين مختلفتين تماما‪.‬‬

‫فمن آمن من اليھود بيسوع الناصرى نبيا مرسال من ﷲ برسالة‬


‫ھداية لبنى إسرائيل يسمونھم العلماء المؤرخون بــ ‪ ) :‬اليھود‬
‫المسيحيين ( ‪ ،‬وعقيدة ھؤالء ھى ‪:‬‬ ‫الفواصل‬
‫إنه ال تصح المسيحية مطلقا بدون شريعة التوراة ‪ ،‬ويؤيدون ذلك‬
‫بأن يسوع عاش كيھودى والحواريون والتالميذ مع إيمانھم بيسوع‬
‫الناصرى وبشارته كانوا يسلكون فى تصرفاتھم وأقوالھم كيھود‬
‫ويجب االقتداء بھم كما أن كنيسة أورشليم كانت تقيم أحكام التوراة‬
‫حتى بولس نفسه زعيم دعوة التحرر من الشريعة كان يمارس شريعة‬
‫موسى عندما يكون مع اليھود ويرون أن دعوته لھذا التحرر لم تكن‬
‫إال نفاقا ً منه وتملقا ً لألمميين ‪.‬‬

‫‪٢٥٩‬‬ ‫‪٢٥٨‬‬
‫األيام األخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم واآليات التي‬ ‫ويرون أن يسوع رجل مبارك مرسل من ﷲ بآيات وعجائب‬
‫اتخذھا الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ‪ ،‬مبشرين‬ ‫لبشارة اليھود ببشارة الملكوت ولم يؤمنوا أن يسوع أكثر من نبى‬
‫بتعليم شديد الكفر ‪ ،‬داعين المسيح ابن ﷲ ‪ ،‬ورافضين الختان الذي‬ ‫أرسله ﷲ إليھم ‪ ،‬ھذه ھى نظرتھم ليسوع الناصرى الذى يؤمنون به‬
‫أمر به ﷲ دائما ‪ ،‬مجوزين كل لحم نجس ‪ ،‬الذين ضل في عدادھم‬ ‫وھذا ھو إيمانھم به ‪.‬‬
‫أيضا بولس الذي ال أتكلم عنه إال مع األسى ‪ ،‬وھو السبب الذي ألجله‬ ‫والحق أنه إذا كانت عقيدة اليھود المسيحيين تنسب ليسوع‬
‫أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي‬ ‫الناصرى فعقيدة المسيحيين األمميين تنسب لبولس وليس ليسوع‬
‫تخلصوا وال يضلكم الشيطان فتھلكوا في دينونة ﷲ ‪ ،‬وعليه فاحذروا‬ ‫الناصرى ‪ ،‬حيث إن بولس ھو مؤلف ھذه العقيدة الجديدة التى مع‬
‫كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خالصا أبديا ‪،‬‬ ‫مرور الوقت تحولت لديانة جديدة ھى التى تسمى اآلن ‪ ) :‬الديانة‬
‫وليكن ﷲ العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر آمين «‬ ‫المسيحية ( ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مسجل بسفر األعمال أن بولس اختلف مع برنابا وھنا يوجد حلقة‬
‫أعلمت اآلن السبب الحقيقى للخالف بين برنابا وبولس ‪ ،‬لقد وجد‬ ‫مفقودة حيث لم يتم ذكر السبب الحقيقى لھذا الخالف الكبير الذى من‬
‫برنابا أن بولس انحرف عن العقيدة السوية التى دعا إليھا يسوع وبدأ‬ ‫أجله افترق برنابا عن بولس وتركه إلى غير رجعة ورجع إلى‬
‫يضل ويضلل الناس بكالم باطل وبعقيدة باطلة ينسبھا كذبا ليسوع ‪،‬‬ ‫أورشليم ‪ ،‬وبالبحث والتحرى وجدنا ھذه الحلقة المفقودة مسجلة بأول‬
‫وأن بولس دعا لترك الختان وأكل لحم الخنزير المحرم بشريعة‬ ‫إصحاح من كتاب برنابا الذى يسمى بإنجيل برنابا وھذا اإلنجيل‬
‫التوراة ‪ ،‬وطبعا كان ذلك تمھيدا إللغاء أعباء شريعة التوراة فيما بعد‬ ‫يصنف من أبوكريفا العھد الجديد والتى تعنى مجموعة األناجيل‬
‫عن كاھل األمميين ‪.‬‬ ‫المخفية ‪ ،‬فماذا يقول برنابا فى أول إنجيله ؟‬
‫كان سبب الخالف كما ترى قويا جدا حيث إن الخالف كان فى‬ ‫يقول ‪ » :‬أيھا األعزاء إن ﷲ العظيم العجيب قد افتقدنا في ھذه‬
‫عمق العقيدة نفسھا وھو سبب من أجله حكم برنابا على بولس بالكفر‬
‫‪٢٦١‬‬ ‫‪٢٦٠‬‬
‫أن تزن به أمور التوحيد واآلخرة وحقيقة النبوة وحقائق الصفات‬ ‫وجعله تحت اللعنة ‪ ،‬وھو سبب من أجله أدعى بولس أن من يبشر‬
‫اإللھية وكل ما وراء طوره ؛ فإن ذلك طمع في محال ومثال ذلك‬ ‫بإنجيل غير إنجيله فھو كافر واقع تحت اللعنة ‪ ،‬فأيھما فى رأيك كان‬
‫رجل رأى الميزان الذي وزن به الذھب فطمع أن يزن به الجبال ‪،‬‬ ‫على حق ومن منھما ھو الكافر الملعون ؟ بولس ) شاؤل اليھودى (‬
‫وھذا ال يفھم على أن الميزان فى أحكامه غير صادق ولكن العقل قد‬ ‫‪ ،‬أم برنابا الحوارى التلميذ المخلص المحب ليسوع ‪.‬‬
‫يقف عنده واليتعد طوره ‪.‬‬

‫وأول مرتبة من رتب اإليمان ھي التصديق ؛ إذ التصديق موجود‬


‫فاصل )‪(٢‬‬
‫فى جميع رتبه ألنه أقل ما يطلق عليه اسم اإليمان ‪ ،‬وھو المخلص من‬
‫عھدة الكفر والفيصل بين الكافر والمسلم فال يجزئ أقل منه ‪ ،‬قال‬ ‫شرح حقيقة اإليمان وحقيقة الكفر‬
‫الرسول  حين سئل عن اإليمان فقال ‪ » :‬أن تؤمن با‪ s‬ومالئكته‬ ‫اعلم أن الوجود عند كل مدرك في بادئ رأيه منحصر في مداركه‬
‫وكتبه ورسله واليوم اآلخر وتؤمن بالقدر خيره وشره « )‪ (١‬وھذه ھي‬ ‫ال يعدوھا واألمر نفسه بخالف ذلك والحق من ورائه ؛ أال تري‬

‫العقائد اإليمانية المقررة ‪.‬‬ ‫األصم كيف ينحصر الوجود عنده في المحسوسات األربع‬
‫والمعقوالت ويسقط عنده صنف المسموعات ‪ ،‬وكذلك األعمى أيضا‬
‫واعلم أن الشارع لما أمرنا باإليمان بھذا الخالق الذي رد األفعال‬
‫يسقط عنده صنف المرئيات ولوال يعلمھم بذلك الناس لما أقروا به أبدا‬
‫كلھا إليه وأفرده به وعرفنا أن فى ھذا اإليمان نجاتنا عند الموت ولم‬
‫‪ ،‬فإذا علمت ھذا فلعل ھناك صنوفا من اإلدراك غير مدركاتنا ألن‬
‫يعرفنا بكنه ذات حقيقة ھذا الخالق المعبود عز وجل ‪ ،‬وھو إذ ذاك‬
‫إدراكاتنا مخلوقة محدثة وقدرة ﷲ على الخلق غير محدودة والحصر‬
‫متعذر على إدراكنا ومن فوق طورنا فكلفنا أوال اعتقاد تنزيھه فى ذاته‬
‫مجھول والوجود أوسع نطاقا من ذلك فھناك أطوار فوق إدراكك ومن‬
‫عن مشابھة المخلوقين ‪ ،‬وإال لما صح أنه خالق لھم لعدم الفارق على‬
‫نطاق أوسع من نطاق عقلك وليس ذلك بذم في العقل ومداركه بل‬
‫العقل ميزان صحيح وأحكامه يقينية ‪ ،‬الكذب فيھا غير أنك ال تطمع‬
‫)‪ (١‬مسلم فى اإليمان )‪ (١/٨‬عن عمر بن الخطاب  ‪.‬‬
‫‪٢٦٣‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬
‫؛ ألن ﷲ تعالى أطلق ذلك على نفسه وأطلقه عليه رسوله  قال ﷲ‬ ‫ھذا التقدير ‪ ،‬ثم تنزيھه عن صفات النقص وإال لشابه المخلوقين ‪ ،‬ثم‬

‫تعالى ‪ ] 〈 (#θßγtFΡ$$sù çµ÷Ψtã öΝä39pκtΞ $tΒuρ çνρä‹ã‚sù ãΑθß™§9$# ãΝä39s?#u !$tΒuρ  :‬الحشر ‪:‬‬ ‫توحيده فال إله غيره ‪ ،‬ثم اعتقاد أنه عالم قادر فبذلك تتم األفعال ‪،‬‬
‫ومريد ‪ ،‬وإال لم يخصص شيئا من المخلوقات ‪ ،‬ومقدر لكل كائن وإال‬
‫‪ [٧‬فمن قال أين ﷲ ؟ قلنا له ‪ ):‬أين ( كلمه يستفھم بھا عن المكان‬ ‫فاإلرادة حادثة ‪ ،‬وأنه يعيدنا بعد الموت ‪ ،‬ثم اعتقاد بعثه الرسل للنجاة‬
‫وﷲ تعالى خلقھا وخلق معناھا وخلق قائلھا وخلق جميع األماكن ‪،‬‬ ‫من الشقاء وبيان الطريقين وأن الجنة للنعيم وجھنم للعذاب ‪.‬‬
‫وھو تعالى ال يوصف بالصفات الحادثة المخلوقة ‪ ،‬فال يليق به أن‬
‫ھذه ھي أمھات العقائد اإليمانية معللة بأدلتھا العقلية وأدلتھا من‬
‫يقال عنه أين ؟‪.‬‬
‫الكتاب والسنة كثيرة ‪ ،‬فقد آمن السلف بجميع ما وصف ﷲ تعالي به‬
‫ومن قال لنا ‪ :‬كيف ﷲ ؟ قلنا له ‪) :‬كيف( كلمة يسأل بھا عن كيفية‬ ‫نفسه فى كتابه أو على لسان رسوله  على حسب المعنى الحقيقى‬
‫الشيء ‪ ،‬وﷲ تعالى خلق ھذه الكلمة وخلق معناھا وخلق قائلھا وخلق‬ ‫لذلك الوصف وھو المعنى الذي يعلمه ﷲ تعالى ويعلمه رسوله  ال‬
‫سؤاله ‪ ،‬وخلق جميع الكيفيات فال يتصور أن يوصف بشيء خلقه ‪،‬‬ ‫على حسب المعنى المجازى لذلك الوصف وھو ما تتخيله عقول‬
‫فال يقال عنه كيف ھو ؟‬ ‫المؤمنين وھذا ھو التسليم وھو أسلم ؛ فتقر بواطنھم بالعجز عن فھم‬
‫ومن قال لنا ‪ :‬فى أى شىء ھو ؟ قلنا له ‪ :‬فى معناھا الظرفية‬ ‫المعنى الحقيقي من ذلك الوصف ويكلون علم ذلك إلى ﷲ ورسوله‬
‫الحقيقية نحو زيد فى المسجد ‪ ،‬أو مجازية نحو النجاة فى الصدق ‪،‬‬ ‫فيكون إيمانھم بتلك األوصاف إيمانا بالغيب عند العقل وقد مدحھم ﷲ‬
‫وﷲ تعالى خلق ھذه الكلمة وخلق معناھا وخلق قائلھا وخلق الظرفية‬ ‫تعالى بقوله ‪ 〈 Í=ø‹tóø9$$Î/ tβθãΖÏΒ÷σムtÏ%©!$#  :‬فيصفون ﷲ تعالى بجميع ما‬
‫الحقيقية والمجازية ‪ ،‬فكيف يليق به أن يقال عنه ‪ .‬فى أى شىء ھو ؟‬
‫وصف به نفسه فى كتابه أو على لسان رسوله ويؤمنون بجميع ذلك‬
‫ومن قال لنا ‪ :‬على أى شىء ھو ؟ قلنا له ‪ ) :‬على( كلمة معناھا‬
‫ولكن على حسب المعنى الذي عند ﷲ وعند رسوله ال على حسب‬
‫االستعالء ‪ ،‬وﷲ تعالى خلق ھذه الكلمة وخلق معناھا الذي ھو‬
‫المعنى الذي عند عقولھم ‪ ،‬ولم يتحاشوا من إطالق ذلك على ﷲ تعالى‬
‫االستعالء وخلق قائلھا وخلق قوله ‪ ،‬فال يقال عنه على أى شئ ھو ؟‬
‫‪٢٦٥‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬
‫فتظل قابعا في ظلمات نفسك ‪ ،‬ومن المعلوم أن كل مولود يولد على‬ ‫وھكذا جميع األسئلة التي يسألھا اإلنسان يقال له ‪ :‬أسئلتك ھذه كلھا‬
‫فطرة اإليمان وعلى ميثاق الربوبية قال ﷲ تعالى ‪:‬‬ ‫مخلوقة ومعانيھا التي سألت عنھا مخلوقة أيضا وأنت مخلوق وﷲ‬
‫خالق لكل شئ والخالق ال يوصف بشىء خلقه ‪ ،‬فال يتصور عنه‬
‫‪#’n?tã öΝèδy‰pκô−r&uρ öΝåκtJ−ƒÍh‘èŒ óΟÏδÍ‘θßγàß ÏΒ tΠyŠ#u ûÍ_t/ .ÏΒ y7•/u‘ x‹s{r& øŒÎ)uρ ‬‬
‫‪〈 Öï†x« ϵÎ=÷WÏϑx. }§øŠs9 ‬‬ ‫السؤال بشىء خلقه أن له مثله ‪ ،‬وقال تعالى ‪:‬‬
‫&‪$‾ΡÎ) Ïπyϑ≈uŠÉ)ø9$# tΠöθtƒ (#θä9θà)s? χr& ¡ !$tΡô‰Îγx© ¡ 4’n?t/ (#θä9$s% ( öΝä3În/tÎ/ àMó¡s9r& öΝÍκŦàΡr‬‬
‫] الشورى ‪ [١١ :‬وقـال ‪ ] 〈 ∩⊆∪ 7‰ymr& #—θàà2 …ã&©! ä3tƒ öΝs9uρ  :‬اإلخالص[‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∠⊄∪ t,Î#Ï≈xî #x‹≈yδ ôtã $¨Ζà2‬األعراف[ واعلم أن فطرة اإليمان ھي‬
‫ثم بعد ذلك كله من قال لنا ‪ :‬إذا كان ﷲ تعالى فى ھذه المثابة من‬
‫اإلسالم ‪.‬‬ ‫الغيب المطلق عن سائر العقول فكيف أمكن للعقل أن يؤمن به ؟ قلنا‬
‫له ‪ :‬العقل يستدل بوجود كل شىء من ھذه المخلوقات على وجوده‬
‫‪ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# ’Îû tΒ zΝn=ó™r& ÿ…ã&s!uρ šχθäóö7tƒ «!$# ÇƒÏŠ uŽötósùr& ‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬
‫تعالى المنزه على حسب ما ذكرنا وزيادة ‪ ،‬وذلك أن وجود كل شىء‬
‫]آل عمران[ فكأن‬ ‫‪〈 ∩∇⊂∪ šχθãèy_öãƒ ϵø‹s9Î)uρ $\δöŸ2uρ $YãöθsÛ Ä⇓ö‘F{$#uρ‬‬ ‫محسوس أو معقول البد أن يكون له خالق ال يشبه ھذا الوجود الحادث‬
‫وإال كان حادثا ً مثله ‪ ،‬والمعلوم أن كل حادث له محدث وفاعل ‪،‬‬
‫اإليمان أمر موجود ال تتكلف فيه الفطرة إذا جنحت إليه ‪ ،‬فإذا‬
‫والحادث ليس فى قوته إحداث نفسه وال مثله ‪ ،‬وذلك الوجود القديم ھو‬
‫انحرفت إلى غيره استتر ) أي احتجب ( ‪ ،‬بحيث لو زال ذلك الغير‬
‫ﷲ تعالى فھو األول بال بداية وھو اآلخر بال نھاية ‪ ،‬فاإليمان با‪s‬‬
‫وجد اإليمان مكانه بغير كلفة كما كان من قبل ذلك ‪ ،‬فإن الكفر بمنزلة‬
‫تعالى حينئذ على حسب ما ھو عليه من التنزيه التام ‪ ،‬ألن وجود كل‬
‫العائق للخاطر عن إدراك ما غاب عنه من اإليمان الذي جعل عليه‬
‫شئ دليل على وجود ﷲ تعالى ‪ ،‬وبمقدار فھمك لحقيقة اإليمان‬
‫فى أصل فطرته ‪ ،‬أما أقسام الكفر بحسب الشرع ثالثة أقسام ترجع‬
‫تستطيع أن تفھم حقيقة الكفر ‪ ،‬فحقيقة الكفر بحسب ظاھر الشرع ھي‬
‫جميع أنواع الكفر إليھا وھي ‪:‬‬
‫الستر ) أى الحاجز أوالغطاء العازل ( أي إنه يحجز عن نفسك النور‬
‫‪٢٦٧‬‬ ‫‪٢٦٦‬‬
‫شىء منھا ‪ ،‬وجميع ذلك كفر صريح والعياذ با‪ ، s‬وسببه الجھل‬ ‫‪ -١‬التشبيه‬
‫بمعرفة األمر على ما ھو عليه ‪ ،‬وبيان ذلك ؛ أن ﷲ خلق العقل‬ ‫‪ - ٢‬التعطيل‬
‫اإلنساني ‪ ،‬وھو الذي يخلق فيه جميع تصوراته وتصديقاته ‪ ،‬فإذا‬
‫‪ -٣‬التكذيب‬
‫أراد العقل أن يؤمن بربه وتصور شيئا من ھذه األشياء التي ذكرناھا‬
‫‪ ،‬فقد فاته اإليمان بربه بسب ذلك التصور ‪ ،‬فإن ذلك التصور خلقه ﷲ‬ ‫وھى أصول ثالثة من أصول الكفر ال يدخل اإلنسان فى مرتبة‬
‫عوام المسلمين إال بعد تبرئته منھا ظاھرا وباطنا ومن وجد عنده شيئا ً‬
‫تعالى له في عقله ‪ ،‬ومن المحال أن يشبه الرب ذلك التصور المخلوق‬
‫‪ ،‬ألنه لو أشبه لكان حادثا مثله ‪ ،‬وﷲ تعالى واجب القدم وجميع ما‬ ‫منھا فليعلم أنه كافر وليس مؤمنا وال يغره با‪ s‬الغرور ‪ ،‬وفيما يلي‬

‫سواه حادث ‪.‬‬ ‫شرح عن ھذه األصول الكفرية وحقيقة كفر اليھود وكفر النصارى ‪،‬‬
‫وبيان عن قرب ﷲ تعالى من عباده )على التنزيه التام ( ‪ ،‬ونبذة عن‬
‫النوع الثاني ‪ :‬التعطيل ‪:‬‬
‫ضرورة التوكل على ﷲ تعالى ‪.‬‬
‫وھو نفى الرب واعتقاد أنه ليس بموجود ‪ ،‬واعتقاد أن األشياء‬
‫النوع األول ‪ :‬التشبيه ‪:‬‬
‫تتكون وتفسد بقانون الصدفة وتأثير الطبيعة في العناصر من غير‬
‫فاعل مختار أمثال ما نادى به داروين وماركس ومن على شاكلتھم‬ ‫وھو االعتقاد بأن ﷲ تعالى يشبه شيئا من خلقه كالذين يعتقدون أن‬

‫من أئمة الكفر في قديم الزمان وحديثه ويندرج تحت ھذا الصنف‬ ‫ﷲ تعالى جسم فوق العرش ‪ ،‬أو يعتقدون أن له يدين بمعنى‬

‫أيضا تعطيل أي صفه ‪ s‬عز وجل كاالعتقاد أن ﷲ فقير أو أنه غير‬ ‫الجارحتين ‪ ،‬أو أن له الصورة الفالنية ‪ ،‬أو أنه نور يتصوره العقل ‪،‬‬

‫قادر أو غير عليم أو تأتيه غفلة وكذلك القياس على أي صفه من‬ ‫أو أنه في السماء أو في جھة من الجھات الست أو أنه في مكان من‬

‫صفات ﷲ عز وجل فتعطيلھا ھو كفر صريح و العياذ با‪. s‬‬ ‫األماكن أو في جميع األماكن ‪ ،‬أو أنه ملء السموات واألرض ‪ ،‬أو‬
‫أنه له الحلول في شىء من األشياء أو في جميع األشياء أو أنه متحد‬
‫النوع الثالث ‪ :‬التكذيب ‪:‬‬
‫بشيء من األشياء أو بجميع األشياء ‪ ،‬أو أن األشياء منجلية منه أو‬

‫‪٢٦٩‬‬ ‫‪٢٦٨‬‬
‫أما كفر اليھود فالتشبيه ألنھم يعتقدون التجسيم في حق ﷲ تعالى‬ ‫وھو جحود نبي من األنبياء عليھم السالم ‪ ،‬أو جحود كتاب من‬
‫واالستقرار على العرش وأنه تعالى في جھة العلو ‪ ،‬والتشبيه يلزم منه‬ ‫كتب ﷲ تعالى المنزلة أو أية منھا أو صحيفة من الصحف على سبيل‬
‫التعطيل وھو تعطيل مطلق التنزيه الواجب ‪ s‬تعالى الذي خلقھم‬ ‫اإلطالق فيما أنزله ﷲ تعالى على األنبياء الماضين عليھم السالم ‪،‬‬
‫وخلق االستقرار والعرش والجھات كلھا ‪ ،‬وكفرھم أيضا بالتكذيب‬ ‫الجحود شىء من ذلك بيد اليھود والنصارى اآلن ؛ لثبوت التغيير‬
‫فإنھم ينكرون رسالة عيسى  وبشارته ويكذبون رسالة محمد ‬ ‫والتبديل فيه بإخبار ﷲ تعالى عنھم في كـالمه الـقـديم ؛ قـال تـعالى ‪:‬‬
‫وبجميع ما جاء به من الحق وتكذيب محمد  في شىء مما جاء به‬ ‫‪¢ΟèO «!$# zΝ≈n=Ÿ2 tβθãèyϑó¡o„ öΝßγ÷ΨÏiΒ ×,ƒÌsù tβ%x. ô‰s%uρ öΝä3s9 (#θãΖÏΒ÷σムβr& tβθãèyϑôÜtGsùr& ‬‬
‫من عند ربه ھو تكذيب ‪ s‬تعالى فإن ﷲ نزله منزلة في اإلطاعة‬

‫قال ﷲ تعالى ‪ ] 〈 ©!$# tí$sÛr& ô‰s)sù tΑθß™§9$# ÆìÏÜム¨Β  :‬النساء ‪. [٨٠ :‬‬ ‫†‪] 〈 ∩∠∈∪ šχθßϑn=ôètƒ öΝèδuρ çνθè=s)tã $tΒ Ï‰÷èt/ .ÏΒ …çµtΡθèùÌhptä‬البقرة[ ‪.‬‬

‫ويتفرع من كفر اليھود كفر المجسمة من الفرق الضالة فقد اعتقدوا‬ ‫‪#x‹≈yδ tβθä9θà)tƒ §ΝèO öΝÍκ‰Ï‰÷ƒr'Î/ |=≈tGÅ3ø9$# tβθç7çFõ3tƒ tÏ%©#Ïj9 ×≅÷ƒuθsù ‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬
‫أن ﷲ تعالى جسم كاألجسام ‪ ،‬وإن لم يكذبوا بمحمد  ‪ ،‬فيكون كفرھم‬
‫‪×≅÷ƒuρuρ öΝÍγƒÏ‰÷ƒr& ôMt6tGŸ2 $£ϑÏiΒ Νßγ©9 ×≅÷ƒuθsù ( WξŠÎ=s% $YΨyϑrO ϵÎ/ (#ρçŽtIô±uŠÏ9 «!$# ωΨÏã ôÏΒ‬‬
‫بالتشبيه والتعطيل فقط ‪ ،‬أما ھؤالء المجسمة أن اعتقدوا أن ﷲ تعالى‬
‫جسم ال كاألجسام فھم مبتدعة ضالة وليسوا بكافرين ألن قولھم» ال‬
‫‪] 〈 ∩∠∪ tβθç7Å¡õ3tƒ $£ϑÏiΒ Νßγ©9‬البقرة [ ‪.‬‬
‫كاألجسام « تنزيه ‪ s‬تعالى وعدم تشبيه وال تعطيل ولكنھم ابتدعوا‬
‫فى إطالق الجسمية عليه تعالى حيث لم يصف ﷲ تعالى بھا نفسه وال‬ ‫ولھذا أمرنا ﷲ تعالى باإليمان بجميع الكتب المنزلة وليس بما‬
‫وصفه بھا رسوله  ‪.‬‬ ‫حرف اليھود و النصارى من التوراة واإلنجيل ‪.‬‬
‫ويتفرع من كفر اليھود أيضا كفر الطبائعيين الذين يعتقدون تأثير‬ ‫بيان في حقيقة كفر اليھود ‪:‬‬
‫الطبيعة والعناصر في عالم الموجودات فقد كفروا بالتعطيل ؛ ألنھم‬

‫‪٢٧١‬‬ ‫‪٢٧٠‬‬
‫ولھذا ال يدخل اإلنسان في أول مرتبة من دين اإلسالم حتى ينزه‬ ‫أنكروا الرب المنزه الحق الذي خلق الطبيعة والعناصر والمؤثرات‬
‫ﷲ تعالى عن مشابھته لشيء من ھذين العالمين وال يضع أول قدم‬ ‫كلھا وغير ذلك من األشياء والموجودات ‪ ،‬ويلزمھم أيضا التشبيه‬
‫في طريق اإليمان إال بعد خروجه من ھذين العالمين فإن األول عالم‬ ‫ألنھم نسبوا األلوھية إلى ما ليس بإله وھو الطبيعة ‪.‬‬
‫الدنيا والثاني عالم اآلخرة ‪.‬‬ ‫بيان في حقيقة كفر النصارى ‪:‬‬
‫وكذلك كفر النصارى أيضا بالتكذيب ألنھم يكذبون بمحمد  وبما‬ ‫أما كفر النصارى فبالتشبيه ألنھم يعتقدون ويزعمون أن الرب أحد‬
‫جاء به من الحق ‪ ،‬وإن اعترفت فرقة منھم بأنه مرسل إلى العرب‬ ‫ھذه الثالثة اآلب واالبن والروح القدس ‪ ،‬أو ھو الثالثة ‪ ،‬وأن ﷲ‬
‫فقط ألنھم يجحدون إرساله إليھم ‪.‬‬ ‫تعالى متجسد في المسيح عيسى ابن مريم أو ھو عيسى ابن مريم وال‬

‫‪$—èŠÏΗsd öΝà6ö‹s9Î) «!$# ãΑθß™u‘ ’ÎoΤÎ) ÚZ$¨Ζ9$# $y㕃r'‾≈tƒ ö≅è% ‬‬ ‫قال ﷲ تعالى ‪:‬‬ ‫شك أن عيسى ابن مريم وأمه والبنوة واألبوة وروح القدس وعقولھم‬
‫وتصوراتھم وجميع ذلك مخلوق ‪ s‬تعالى المنزه عن ھذه األوصاف‬
‫‪(#θãΨÏΒ$t↔sù ( àM‹Ïϑãƒuρ Ç‘ósムuθèδ āωÎ) tµ≈s9Î) Iω ( ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# ہù=ãΒ …çµs9 “Ï%©!$#‬‬ ‫وھذه المقاالت الشنيعة ‪.‬‬

‫فتصديقھم با‪ s‬تعالى حينئذ وھم على طريقة التشبيه كما تقدم في‬
‫‪öΝà6‾=yès9 çνθãèÎ7¨?$#uρ ϵÏG≈yϑÎ=Ÿ2uρ «!$$Î/ Ú∅ÏΒ÷σム”Ï%©!$# Çc’ÍhΓW{$# ÄcÉ<¨Ψ9$# Ï&Î!θß™u‘uρ «!$$Î/‬‬
‫تجسيم اليھود ‪ ،‬فيلزمھم التعطيل كما لزم اليھود وھو تعطيل مطلق‬
‫?‪ ] 〈 ∩⊇∈∇∪ šχρ߉tGôγs‬األعراف [ ‪.‬‬ ‫التنزيه الواجب ‪ s‬تعالى ‪.‬‬

‫والحاصل أن تشبيه اليھود في عالم األجسام وتشبيه النصارى‬


‫ويتفرع من كفر النصارى كفر أصحاب الحلول القائلين ‪ :‬بأن ﷲ‬
‫في عالم األرواح ؛ وعالم األرواح واألجسام مخلوقان Ž تعالى ‪،‬‬
‫تعالى حال في عالم األجسام أو حال في عالم األرواح أو شىء من‬
‫فافتتنت اليھود والنصارى بھذين العالمين واعتقدوا أن ﷲ تعالى‬
‫ذلك حال فيه أو شىء من ذلك منحل فيه أو ھو منحل من شىء من‬
‫شىء من ھذين العالمين ‪ ،‬تعالى ﷲ عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬

‫‪٢٧٣‬‬ ‫‪٢٧٢‬‬
‫عليه وكتمان الحق وھذا ھو العناد الذي ينزل اآلن منزل كفر إبليس‬ ‫ذلك ‪ ،‬ومن اعتقد شيئا من ھذه االعتقادات فھو كافر بالتشبيه‬
‫وأعوانه ‪.‬‬ ‫والتعطيل وإن صدق برسالة محمد  ؛ ويقرب من ذلك اعتقاد‬

‫بيان عن قرب ﷲ تعالى إلى خلقه)على التنزيه التام( ‪:‬‬ ‫الجھلة من المؤمنين بمحمد  وبما جاء من الحق ‪ ،‬أن ﷲ تعالى‬
‫في السماء أو على العرش أو في جھة العلو أو أنه مصور أو أنه‬
‫إن قربه تعالى إلى أھل الكفر مثل قربه إلى أھل اإليمان ولكن أھل‬
‫مجسم أو أنه جسم كما يعھدون من األجسام وھذا بسبب جھلھم‬
‫الكفر ھم المتباعدون عنه بسبب كفرھم وأھل اإليمان متقربون إليه‬
‫بالعقائد الصحيحة وليسوا معذورين بالجھل ؛ ألن عقولھم وافرة في‬
‫بسبب إيمانھم وأعمالھم فمن تقرب إلى ﷲ بطاعته أدرك قرب ﷲ‬
‫أمور المعاش فيمكنھم صرفھا إلى ما ھو المطلوب منھم ‪ ،‬والسيما‬
‫تعالى منه ومن لم يتقرب إليه بالطاعة بقى ﷲ تعالى قريبا منه وھو ال‬
‫فيمن نشؤوا في األمصار وعاشروا أئمة العقائد الصحيحة ولم‬
‫يدرك ذلك ‪ ،‬فالمؤمن قريب من ﷲ تعالى وﷲ قريب منه والكافر بعيد‬
‫ينتفعوا بھم لعدم احترامھم لھم ووقوعھم بالطعن واالنتقاض وال‬
‫عن ﷲ تعالى وﷲ قريب منه ‪ ،‬ولوال قرب ﷲ تعالى من الخلق لما‬
‫حول وال قوة إال باŽ ‪.‬‬
‫‪( ë=ƒÌs% ’ÎoΤÎ*sù Íh_tã “ÏŠ$t6Ïã y7s9r'y™ #sŒÎ)uρ ‬‬ ‫وجد الخلق ‪ ،‬قال ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫منزلة العناد ‪ :‬وھو تعمد الخطأ واإلصرار عليه وھو منزل من‬

‫&‪šχρ߉ä©ötƒ öΝßγ‾=yès9 ’Î1 (#θãΖÏΒ÷σã‹ø9uρ ’Í< (#θç6‹ÉftGó¡uŠù=sù ( Èβ$tãyŠ #sŒÎ) Æí#¤$!$# nοuθôãyŠ Ü=‹Å_é‬‬ ‫منازل الكفر ‪ ،‬كما أخبر ﷲ تعالى عن أھل الكتاب في محمد  فـقـال‬

‫‪¨βÎ)uρ ( öΝèδu!$oΨö/r& tβθèù̍÷ètƒ $yϑx. …çµtΡθèù̍÷ètƒ |=≈tGÅ3ø9$# ãΝßγ≈uΖ÷s?#u tÏ%©!$# ‬‬ ‫ﷲ تـعـالى ‪:‬‬
‫‪tβθè=uΚ÷ès? $yϑÎ/ ª!$#uρ 4 öΝçGΨä. $tΒ tør& óΟä3yètΒ uθèδuρ ‬‬ ‫∪∉∇⊇∩ 〈 ]البقرة[ ‪ ،‬وقال تعالى ‪:‬‬
‫‪] 〈 ∩⊇⊆∉∪ tβθßϑn=ôètƒ öΝèδuρ ¨,ysø9$# tβθßϑçGõ3u‹s9 öΝßγ÷ΖÏiΒ $Z)ƒÌsù‬البقرة[ ‪ ،‬فمعرفتھم به ‬
‫‪$tΒ ÞΟn=÷ètΡuρ z≈|¡ΣM}$# $uΖø)n=yz ô‰s)s9uρ ‬‬ ‫‪] 〈 ∩⊆∪ ׎ÅÁt/‬الحديد[ ‪ ،‬وقال ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫وعلمھم بالحق ليس ذلك بإيمان منھم لتعمد الخطأ ظاھرا واإلصرار‬
‫?‪ ] 〈 ∩⊇∉∪ ωƒÍ‘uθø9$# È≅ö7ym ôÏΒ Ïµø‹s9Î) Ü>tø%r& ßøtwΥuρ ( …çµÝ¡øtΡ ϵÎ/ â¨Èθó™uθè‬ق [ ‪.‬‬

‫‪٢٧٥‬‬ ‫‪٢٧٤‬‬
‫ليقابل ابن خالته الذى يكبره بسته أشھر يوحنا بن زكريا وتعمد على‬
‫يديه بماء نھر األردن ‪ ،‬وكان حينھا يوحنا يكرز فى اليھود ببشارة‬
‫فاصل )‪( ٣‬‬
‫اقتراب الملكوت ‪ ،‬فبدأ يسوع يعمد اليھود بالماء بنفس طريقة يوحنا‬
‫المعمدان وھى نفسھا الطريقة التى مازالت متبعة فى الكنائس حاليا‬ ‫يسوع فى عيون معاصريه‬
‫بالماء ‪ ،‬وعندما قتل يوحنا المعمدان بدأ يسوع يكرز بنفس بشارة‬ ‫يسوع إنسان مخلوق خلقه ﷲ القادر على كل شىء ‪ ،‬والقادر على‬
‫يوحنا المعمدان ‪ :‬توبوا فقد اقترب ملكوت ﷲ ‪ ،‬وآتاه ﷲ اإلنجيل‬ ‫أن يخلق من العدم باألمر اإللھى كن فكان بمعجزة فى رحم فتاه‬
‫الذى معناه بشارة ﷲ ‪ ،‬وأرسله نبيا إلى اليھود فقط ليبشرھم ببشارة‬ ‫يھودية عذراء اسمھا مريم ‪ ،‬فحملت بيسوع تسعة أشھر وھى الفترة‬
‫اقتراب ملكوت ﷲ حتى يكون لھم نصيب فيه متى جاء الملكوت مع‬ ‫الالزمة لتكوين الجنين ونموه فى رحم أمه عند البشر حيث يتغذى من‬
‫نبى األمم الذى سيختم به ﷲ النبوة والكتاب ‪.‬‬ ‫دم أمه عبر ما يسمى المشيمة داخل الرحم فينمو إلى أن يحين موعد‬

‫وكان فى ذلك الزمن اليھود متشوقين لظھور ھذا النبى الخاتم‬ ‫الوالدة ‪ ،‬فولدته وأرضعته من ثديھا الحليب ليتقوى جسمه وينمو‬

‫المذكور صفته بالتوراة ليقيم ملكوت ﷲ على األرض ويھزم به ممالك‬ ‫وختنته بقطع غلفته فى اليوم الثامن لمولده على حسب شريعة التوراة‬

‫األرض ويضرب مملكة الرومان وقد خدعھم علماؤھم بتحريفات‬ ‫‪ ،‬واعتنت به أمه كأى أم تعتنى بطفلھا فكانت تطعمه وتنظفه وتعلمه‬

‫كتبوھا بأيديھم بأن قالوا لھم ‪ :‬إن ظھور ھذا النبى الملك سيكون منھم‬ ‫النطق والكالم وتعلمه المشى ‪ ،‬عاش يسوع وترعرع وسط قومه كأى‬

‫من نسل داود ‪ ،‬وكانت الحقيقة غير ذلك حيث إن البشارات كلھا كانت‬ ‫طفل عادى ولعب مع أطفال منطقته التى يعيش بھا ألعاب األطفال‬

‫تشير أن ھذا النبى يأتى من األمم من نسل إسماعيل من فاران بكة‬ ‫العادية وكبر وذھب للتعلم فتعلم أحكام شريعة التوراة وكتب األنبياء‬

‫ومعه شريعة من ﷲ يحكم بھا ‪ ،‬وتسقط تحت قدميه ممالك األرض ‪،‬‬ ‫وأظھر تفوقا كبيرا عن سائر أقرانه فى ھذا المجال ‪.‬‬

‫ويقيم مملكة ﷲ على األرض كما ھى مقامة فى السماء ‪ ،‬ولھذا أرسل‬ ‫وأصبح شابا يافعا فكان يعمل نجارا مع يوسف النجار الذى تكفل‬
‫ﷲ رسوله يسوع ليبين لألمة اليھودية حقيقة األمر وخداع علماء الدين‬ ‫بتربيته منذ صغره ‪ ،‬ولما بلغ الثالثين عاما ذھب إلى نھر األردن‬

‫‪٢٧٧‬‬ ‫‪٢٧٦‬‬
‫أنه أكثر من مجرد نبى عادى لليھود ؟ أم ھل نظر لنفسه أنه ھو‬ ‫لھم ؛ ألن ملكوت ﷲ آت آت كما يريد ﷲ وليس كما يريد المحرفون‬
‫المسيا الرئيس نبيا ألمم األرض كلھا صاحب الشريعة الجديدة ‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫والنبى الحاكم الذى سيقيم ملكوت ﷲ فى األرض ‪ ،‬أم ھل نظر لنفسه‬ ‫فكان يسوع إنذار ﷲ وبشارته األخيرة لليھود حتى يؤمنوا بالنبى‬
‫)‪(١‬‬
‫أنه ھو اإلله الحى الحقيقى خالق كل شىء إله بنى إسرائيل إلوھيم ؟‬ ‫األمى المبارك اآلتى باسم ﷲ فيكون لھم نصيب فى الملكوت القادم ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأيده ﷲ بالمعجزات العظيمة التى تدل على نبوته الصادقة ليصدق‬
‫اليھود دعواه وإنجيله ‪ ،‬فماذا كان ظن يسوع فى نفسه ‪ ،‬وماذا كان ظن‬
‫يوحنا المعمدان فيه ؟ وماذا كان ظن أمه ويوسف النجار فيه ؟ وماذا‬
‫فاصل ‪: ٤‬‬
‫كان ظن أھل الناصرة فيه ؟ وماذا كان ظن علماء الدين اليھودى فيه‬
‫معجزات النبى محمد المادية‬ ‫؟ وماذا كان ظن الحواريين فيه ؟ وماذا كان ظن جموع الشعب‬
‫اليھودى فيه ؟ وماذا كان ظن من أقام لھم معجزة فيه ؟ وماذا كان ظن‬
‫أنا مسلم مؤمن بكل أنبياء ﷲ بما فيھم نبى ﷲ إسحاق ونبى ﷲ‬
‫الرومان المحتلين فيه ؟ وماذا كان ظن الحكام فيه ‪ ،‬ومن أين جاءت‬
‫يعقوب ونبى ﷲ حزقيال ونبى ﷲ ھوشع ونبى ﷲ يوئيل ونبى ﷲ‬
‫االفتراءات فيه ھذا ما سنتحدث معك فيه ؟ بطريقة النفى واإلثبات‬
‫عاموس ونبى ﷲ داود ونبى ﷲ أشعياء ونبى ﷲ عبوديا ونبى ﷲ‬
‫عبر ثالثة محاور رئيسية وھى ‪ :‬ھل يسوع نبى عادى ؟ ھل يسوع‬
‫ميخا ونبى ﷲ ناحوم ونبى ﷲ حبقوق ونبى ﷲ صفنيا ونبى ﷲ حجى‬
‫ھو المسيا الرئيس المنتظر ؟ ھل يسوع إله ؟‬
‫ونبى ﷲ زكريا ونبى ﷲ مالخى ونبى ﷲ يوحنا المعمدان بالرغم من‬
‫عدم وجود أى معجزات مادية خارقة لھم ‪ ،‬فأنا كمسلم مؤمن بأنھم‬ ‫وقد رأيت أن ھذا الموضوع يستحق كتابا ً مستقالً لتقديمه فى شرح‬
‫واف من نصوص األناجيل وعندھا ستعرف الحقيقة كاملة عن يسوع‬
‫الناصرى أنه لم يكن أكثر من نبى عادى مرسل من ﷲ لبنى إسرائيل‬
‫)‪ (١‬ھذا ما ستعرفه من الكتاب القادم ‪ ) :‬يسوع فى عيون معاصريه ( ‪.‬‬ ‫والدليل من أقواله وأفعاله كثيرة ‪ ،‬فھل حقا نظر يسوع لنفسه على‬
‫‪٢٧٩‬‬ ‫‪٢٧٨‬‬
‫نعم نحن عندما نتحدث عن القرآن فنحن نتحدث عن روح من‬ ‫أنبياء ‪ s‬فھل تؤمن أنت بھم بالرغم من عدم إعطائھم أى معجزة‬
‫أمر ﷲ ونور منه ‪ ،‬أنه الحق من ﷲ ومن يعاند ويكذب ذلك الحق‬ ‫مادية خارقة للطبيعة للداللة على نبوتھم الصادقة ؟‬

‫‪ΛänöxŸ2 §ΝèO «!$# ωΖÏã ôÏΒ tβ%Ÿ2 βÎ) óΟçF÷ƒuu‘r& ö≅è% ‬‬ ‫يتوعدھم ﷲ ويقول لھم ‪:‬‬ ‫تعلم ‪ ٠٠٠‬أنكم تطلبون معجزة ال عظة ‪ ،‬صدقنى ما أضعف‬
‫ھذا اإليمان ومع ذلك فالمعجزات المادية ذات المحدودية الزمانية‬
‫‪þ’Îûuρ É−$sùFψ$# ’Îû $uΖÏF≈tƒ#u óΟÎγƒÎŽã∴y™ ∩∈⊄∪ 7‰‹Ïèt/ ¥−$s)Ï© ’Îû uθèδ ô£ϑÏΒ ‘≅|Êr& ôtΒ ϵÎ/‬‬
‫والمكانية والخارقة للطبيعة للنبى محمد كثيرة جدا جدا ‪ ،‬فإن أردت‬
‫االطالع عليھا فابحث عن كتاب اسمه ‪ ) :‬دالئل النبوة ( للبيھقى‬
‫&‪Íκy− &óx« Èe≅ä. 4’n?tã …çµ‾Ρr& y7În/tÎ/ É#õ3tƒ öΝs9uρr& 3 ‘,ptø:$# çµ‾Ρr& öΝßγs9 t¨t7oKtƒ 4®Lym öΝÍκŦàΡr‬‬
‫واقرأه جيدا عسى أن يفيدك ‪.‬‬
‫∪⊂∈∩ &‪ ] 〈 ∩∈⊆∪ 8ÝŠÏt’Χ &óx« Èe≅ä3Î/ …çµ‾ΡÎ) Iωr& 3 óΟÎγÎn/u‘ Ï!$s)Ïj9 ÏiΒ 7πtƒöÏΒ ’Îû öΝåκ¨ΞÎ) Iωr‬فصلت‬ ‫واآلن دعنى أحدثك قليال عن المعجزة الخالدة التى ال يطويھا زمن‬
‫منذ ظھورھا بل يزداد بريقھا وجاللھا وبھاؤھا مع تقدم اإلنسانية‬
‫[‪.‬‬
‫ونضج الفكر اإلنسانى فى فھم واستيعاب ھذه المعجزة الخالدة )‬
‫فإن بين ﷲ لكم من اآليات الكونية واآليات فى جسم اإلنسان على‬
‫القرآن الكريم ( ‪ ،‬الكلمة الحية ‪ s‬إلى البشرية كلھا بلغة العرب كلمة‬
‫أن القرآن ھو كلمة ﷲ بحق ‪ ،‬فھل حقا أنتم تؤمنون ؟ يقول ﷲ فيه‬
‫‪y7Ï9≡x‹x.uρ ‬‬ ‫ﷲ المنطوقة الباقية والدائمة إلى األبد ‪ ،‬قال ﷲ فيھا وعنھا ‪:‬‬
‫عنه ‪:‬‬

‫‪$Z≈n=ÏF÷z$# ϵŠÏù (#ρ߉y`uθs9 «!$# Ύöxî ωΖÏã ôÏΒ tβ%x. öθs9uρ 4 tβ#uöà)ø9$# tβρã−/y‰tFtƒ Ÿξsùr& ‬‬ ‫&‪Å3≈s9uρ ß≈yϑƒM}$# Ÿωuρ Ü=≈tGÅ3ø9$# $tΒ “Í‘ô‰s? |MΖä. $tΒ 4 $tΡ̍øΒr& ôÏiΒ %[nρâ‘ y7ø‹s9Î) !$uΖø‹ym÷ρr‬‬

‫‪ ] 〈 ∩∇⊄∪ #ZŽÏWŸ2‬النساء [ ‪.‬‬ ‫_‪:Þ≡uŽÅÀ 4’n<Î) ü“ωöκtJs9 y7‾ΡÎ)uρ 4 $tΡÏŠ$t6Ïã ôÏΒ â!$t±®Σ tΒ ϵÎ/ “ωöκ¨Ξ #Y‘θçΡ çµ≈oΨù=yèy‬‬

‫‪ ] 〈 ∩∈⊄∪ 5ΟŠÉ)tGó¡•Β‬الشورى [ ‪.‬‬

‫‪٢٨١‬‬ ‫‪٢٨٠‬‬
‫‪ - ١‬ظاھرة تمدد الكون ‪:‬‬ ‫فإن لم تؤمن و كفرت به بعدما تبين لك أنه الحق من ﷲ فاعلم‬

‫منذ بدء البشرية على كوكب األرض لم ينمو علمھم عن األفالك‬ ‫يقينا أنه قد قامت عليك الدينونة كاملة من ﷲ ‪ ،‬أتدرى ما ھى ھذه‬

‫والنجوم والفضاء الخارجى الال متناھى سوى رصد حركات الكواكب‬ ‫‪öΝÍκÍh5tÎ/ (#ρãxx. tÏ%©#Ï9uρ ‬‬ ‫الدينونة التى سيقيمھا ﷲ عليك ؟ اسمع قول ﷲ ‪:‬‬
‫ومواقع النجوم ولكن اآلن فى زمننا الحاضر مع تقدم العلوم البشرية‬
‫‪â‘θàs? }‘Éδuρ $Z)‹Íκy− $oλm; (#θãèÏÿxœ $pκŽÏù (#θà)ø9é& !#sŒÎ) ∩∉∪ 玍ÅÁyϑø9$# }§ø♥Î/uρ ( zΝ¨Ψyγy_ Ü>#x‹tã‬‬
‫صعد اإلنسان على سطح القمر و فى أمريكا تم صنع تلسكوب عمالق‬
‫اسمه تلسكوب ھابل ووضعوه فى مدار خارجى فى الفضاء حول‬
‫∪∠∩ ?‪֍ƒÉ‹tΡ ö/ä3Ï?ù'tƒ óΟs9r& !$pκçJtΡt“yz öΝçλm;r'y™ Ólöθsù $pκŽÏù u’Å+ø9é& !$yϑ‾=ä. ( Åáø‹tóø9$# zÏΒ ã”¨yϑs? ߊ%s3s‬‬
‫األرض وأمكن للعلماء ألول مرة فى تاريخ البشرية كلھا رؤية أعماق‬
‫بعيدة جدا من الكون وتوصل العلماء بواسطة ھذا التلسكوب الھائل‬ ‫∪∇∩ ‪āωÎ) óΟçFΡr& ÷βÎ) >óx« ÏΒ ª!$# tΑ¨“tΡ $tΒ $uΖù=è%uρ $uΖö/¤‹s3sù ֍ƒÉ‹tΡ $tΡu!%y` ô‰s% 4’n?t/ (#θä9$s%‬‬
‫إلى حقيقة علمية ھائلة تم رصدھا ألول مرة فى تاريخ البشرية كلھا‬
‫وھى ظاھرة تمدد الكون بمعنى أن الكون يتسع وھو دائما فى حالة‬ ‫‪∩⊇⊃∪ ΎÏè¡¡9$# É=≈ptõ¾r& þ’Îû $¨Ζä. $tΒ ã≅É)÷ètΡ ÷ρr& ßìyϑó¡nΣ $¨Ζä. öθs9 (#θä9$s%uρ ∩∪ 9ŽÎ7x. 9≅≈n=|Ê ’Îû‬‬

‫تمدد و اتساع فى جميع جھاته ‪.‬‬


‫‪ ] 〈 ∩⊇⊇∪ ΎÏè¡¡9$# É=≈ysô¹X{ $Z)ósÝ¡sù öΝÍκÈ:/Ρx‹Î/ (#θèùuŽtIôã$$sù‬الملك [ ‪.‬‬
‫وكان ذلك ھو الحدث العلمى األكثر أھمية فى وقتھا ‪ ،‬وحصل‬
‫مكتشف ھذه الظاھرة على جوائز علمية عديدة من أرفع وأكبر‬ ‫تحذير قبل أن تقرأ ھذه السطور القادمة ‪:‬‬
‫الجھات العلمية فى العالم ‪ ،‬ھذا العالم المكتشف لم يكن مسلما ولعله لم‬
‫بعون من ﷲ تعالى وھدى منه سوف تقام الدينونة اآلن على‬
‫يسمع طيلة حياته عن شىء اسمه دين اإلسالم ‪ ،‬وال عن رسول ‪s‬‬
‫قارئ السطور القليلة القادمة على أن القرآن ھو كلمة ﷲ الحيه فمن‬
‫اسمه محمد  وال عن كتاب منزل عليه من ﷲ اسمه القرآن ‪ ،‬ھذا‬
‫آمن نجا ومن كفر ھلك ‪.‬‬
‫العالم الذى حصد الجوائز الكثيرة من المؤكد لم يعلم أن ما توصل إليه‬
‫فھل أنت مستعد ؟ ؟‬
‫من اكتشاف علمى مذھل قد ذكر فى القرآن كلمة ﷲ المنزلة منذ أكثر‬
‫‪٢٨٣‬‬ ‫‪٢٨٢‬‬
‫‪ -٢‬ظاھرة السقف المحفوظ ‪:‬‬ ‫من ألف وأربعمائة سنة مضت على نبى غير متعلم من الصحراء‬

‫إذا دخلت بيتك ونظرت بأعلى فماذا ترى ؟ نعم أنك ترى سقف‬ ‫اسمه محمد من بدو العرب ‪ ،‬وھم قوم بدو رعاة غنم وتجار ال دراية‬

‫بيتك ھذه حقيقة فإذا كنت بالخارج فى الھواء الطلق ونظرت بأعلى‬ ‫لھم بالعلوم بتاتا ‪.‬‬

‫فھل ترى أى سقف لألرض ؟ بالطبع ال فنحن ال نرى لألرض أى‬ ‫إن كانت ھذه الحقيقة العلمية المكتشفة حديثا مذكورة بالقرآن ‪ ،‬فھذا‬
‫سقف ‪ ،‬ھذا حقا ما كانت البشرية تظنه منذ وجودھا على األرض‬ ‫يكون معجزة للقرآن ‪ ،‬فھل أنت بعد ذلك تؤمن بأن القرآن ھو الكلمة‬
‫وحتى سنوات قليلة ماضية حيث اكتشف علماء العلم الحديث بالوسائل‬ ‫الحية لإلله الحى الحقيقى ﷲ خالق كل شىء ؟‬
‫العلمية الحديثة التى لم تكن متاحة من قبل وألول مرة فى تاريخ‬
‫‪〈 ∩⊆∠∪ tβθãèÅ™θßϑs9 $‾ΡÎ)uρ 7‰&‹÷ƒr'Î/ $yγ≈oΨø‹t⊥t/ u!$uΚ¡¡9$#uρ ‬‬ ‫قال ﷲ فى ااـقرآن ‪:‬‬
‫البشرية اكتشفوا أن لألرض سقفا ً ‪ ،‬وأن ھذا السقف غير مرئى‬
‫ويتكون من طبقات غازية محددة التركيب والخصائص بعضھا فوق‬ ‫]الذاريات[ ‪.‬‬
‫بعض وھو ما يسميه العلماء الطبقات العليا للغالف الجوى وھذه‬ ‫ربما يكون جدير بالذكر أن المفسرين القدامى من المسلمين من‬
‫الطبقات الغازية تحرق أى جسم دخيل يسقط من الفضاء على األرض‬ ‫علماء تفسير القرآن كانوا علماء أدب و بالغة ولم يكن منھم أى عالم‬
‫فتحرق النيازك حتى تصل إلى األرض مفتتة إلى قطع صغيرة ‪،‬‬ ‫مادة ولم يكن لھم أية دراية بالعلوم المادية لذلك عجزوا تماما عن‬
‫وبذلك تحمى األحياء األرضية باإلضافة إلى مجال مغناطيسى قوى‬ ‫تفسير ھذه اآليات العلمية وأغلب ما كتبوه فى تفسيرھا ھو اجتھاد‬
‫حول األرض فى الفضاء الخارجى على شكل حلقات غير مرئية‬ ‫شخصى منھم ال يعتد به يغلبه الظن لم يكن متوافراً فى زمنھم أى من‬
‫يطرد المجاالت اإلشعاعية والجسميات تحت الذرية الفضائية الضارة‬ ‫االكتشافات العلمية فى الكون ‪ ،‬وجسم اإلنسان ليعلموا التفسير‬
‫باألحياء على األرض وباإلضافة إلى طبقة غازية تحيط بكوكب‬ ‫الصحيح لآليات العلمية فى القرآن معجزة كل زمان ‪.‬‬
‫األرض تسمى طبقة األوزون تحمى األحياء على األرض من ضرر‬
‫األشعة فوق البنفسجية والتى تطلقھا الشمس ‪.‬‬

‫‪٢٨٥‬‬ ‫‪٢٨٤‬‬
‫كسبق علمى فريد من نوعه ‪ ،‬لم يسبق ألحد من قبل التوصل إليه فى‬ ‫ھذا ھو سقف األرض حقيقة علمية لم يتمكن اإلنسان أن يرصدھا‬
‫التاريخ العلمى للبشرية كلھا ‪.‬‬ ‫أو يكتشفھا إال فى زماننا ھذا حديثا وفقط باستخدام األجھزة العلمية‬

‫وقد جاء بالقرآن الكريم كلمة ﷲ الحية وصفا ً دقيقا ً لمراحل خلق‬ ‫الحديثة والمعقدة جدا ‪.‬‬

‫الجنين فى رحم أمه فى وقت لم يكن فى البشرية كلھا علم يسمى علم‬ ‫فماذا تقول لو أن ھذه الحقيقة العلمية الكونية التى اكتشفت حديثا‬
‫األجنة أو باحث فى ھذا المجال ‪ ،‬بل كان البشر ينسجون قصص‬ ‫تكون مذكورة فى كتاب أنزل على رجل من بادية الصحراء غير‬
‫الخلق من وحى خيالھم فيأتى كل كالمھم باطل ال صحة فيه ‪ ،‬ولكن‬ ‫متعلم منذ أكثر من ‪ ١٤٠٠‬سنة ‪.‬‬
‫عندما يتكلم الخالق بنفسه فكلمته حق ألنه أعلم بما يخلق و كيف يخلق‬ ‫أال يدلك ذلك على أن ذاك الكتاب منزل عليه من اإلله خالق ھذا‬
‫‪.‬‬ ‫الكون العليم بكل شىء خلقه ‪ ،‬وأن القرآن الحق من ﷲ إله الكون وأن‬

‫‪§ΝèO ∩⊇⊄∪ &ÏÛ ÏiΒ 7's#≈n=ß™ ÏΒ z≈|¡ΣM}$# $oΨø)n=yz ô‰s)s9uρ ‬‬ ‫جاء بالقرآن ‪:‬‬ ‫محمدا نبى ﷲ ورسوله حقا وصدقا ‪.‬‬

‫‪ôtã öΝèδuρ ( $Wßθàøt¤Χ $Zø)y™ u!$yϑ¡¡9$# $uΖù=yèy_uρ ‬‬ ‫قال ﷲ فى القرآن ‪:‬‬
‫_‪sπs)n=yèø9$# $uΖø)n=y‚sù Zπs)n=tæ sπxôÜ‘Ζ9$# $uΖø)n=yz ¢ΟèO ∩⊇⊂∪ &Å3¨Β 9‘#ts% ’Îû ZπxôÜçΡ çµ≈oΨù=yèy‬‬

‫‪ ] 〈 ∩⊂⊄∪ tβθàÊ̍÷èãΒ $pκÉJ≈tƒ#u‬األنبياء [ ‪.‬‬


‫‪tyz#u $¸)ù=yz çµ≈tΡù't±Σr& ¢ΟèO $Vϑøtm: zΟ≈sàÏèø9$# $tΡöθ|¡s3sù $Vϑ≈sàÏã sπtóôÒßϑø9$# $uΖø)n=y‚sù ZπtóôÒãΒ‬‬

‫‪ -٣‬مراحل تكوين الجنين فى رحم أمه ‪:‬‬


‫‪ö/ä3‾ΡÎ) ¢ΟèO ∩⊇∈∪ tβθçFÍh‹yϑs9 y7Ï9≡sŒ y‰÷èt/ /ä3‾ΡÎ) §ΝèO ∩⊇⊆∪ tÉ)Î=≈sƒø:$# ß|¡ômr& ª!$# x8u‘$t7tFsù 4‬‬
‫تطورت العلوم البشرية جدا فى اآلونة األخيرة حتى نما فرع جديد‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∉∪ šχθèWyèö7è? Ïπyϑ≈uŠÉ)ø9$# tΠöθtƒ‬المؤمنون[ ‪.‬‬ ‫من العلم اسمه علم األجنة اختص فيه العلماء بدراسة مراحل تكوين‬
‫الجنين ونموه فى رحم أمه وسجلت اكتشافاتھم وأبحاثھم فى الكتب ـ‬

‫‪٢٨٧‬‬ ‫‪٢٨٦‬‬
‫إن ﷲ خلق اإلنسان من ساللة من طين ‪ ،‬كلمة )ساللة( لھا‬ ‫تأمل وافھم ـ ھداك ﷲ ‪ :‬إنه لو كان القرآن مؤلفا ً بشرٮا ً ما كانت‬
‫معنيان‪:‬‬ ‫الحقائق العلمية المكتشفة حديثا توافقه أبدا وخاصة عندما تعلم أن‬

‫األول ‪ :‬بمعنى ‪ :‬س ﱠل شيئا من شىء أى أخذ منه ‪ ،‬والثانى ‪ :‬بمعنى‬ ‫القرآن ظھر منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة مضت قبل اكتشاف أى‬

‫التسلسل ‪ ،‬وكال المعنيين متحقق كإعجاز لفظى ‪ ،‬والطين ھو ‪ :‬مخلوط‬ ‫من ھذه الحقائق العلمية الحديثة ‪ ،‬وأنه ظھر فى بيئة جاھلية بحتة‬

‫الماء والتراب معا وبتحليل مركبات جسم اإلنسان وجد أنھا تتوافق مع‬ ‫مجرد قبائل بدوية وثنية يعيشون فى صحراء الجزيرة العربية من‬

‫تحليل مكونات الطين ‪ ،‬وبنفس نسب العناصر ‪ ،‬أما كيف يتحول‬ ‫تجار ورعاة غنم ال دراية لھا بأى نوع من أنواع العلوم ‪ ،‬وأنه ظھر‬

‫الطين إلى بشر من لحم ودم وعظم وجلد ‪.‬‬ ‫رجل منھم غير متعلم يدعوھم لعبادة ﷲ وحده اسمه محمد نادى فيھم‬
‫أنه نبى ﷲ ورسوله وأن القرآن كلمة ﷲ المنزلة عليه ‪ ،‬فلو كان‬
‫ھذا كله موجود فى معنى كلمة ) ساللة ( فالبذرة النباتية سلت أى‬
‫القرآن مؤلفا ً بشرٮا ً ما كانت الحقائق العلمية المكتشفة حديثا فى الكون‬
‫أخذت من طين األرض عناصره األساسية وحولتھا لمركبات ‪ ،‬ونمت‬
‫وفى جسم اإلنسان تتفق مع جاء عنھا فى القرآن ‪.‬‬
‫نباتا وشجرا وعشبا وأخرجت ثمارا ‪ ،‬ومن ھذا أكل الحيوان فسل‬
‫أى أخذ من النباتات مركباته وحولھا فى جھازه الھضمى إلى عناصر‬ ‫وھذا يدل أكبر داللة على أن ھذا القرآن ھو كلمة ﷲ بحق ‪ ،‬وأن‬

‫األرض الرئيسية ومركبات بسيطة ودخلت فى مجرى الدم إلى كل‬ ‫محمداً كان صادقا فى دعواه أنه ھو نبى ﷲ ورسوله حقا ‪ ،‬بل وأكثر‬

‫خلية من خاليا جسمه فنما وتحولت ھذه العناصر عبر عمليات‬ ‫من ذلك أنه لو كان القرآن وحٮا ً بالمعنى فقط وأن النبى كتب األلفاظ‬

‫بيولوجية عديدة ومعقدة إلى لحم و دم وعظم ودھن ‪.‬‬ ‫من عنده لظھر الخالف وعدم التوافق ‪ ،‬وھذا يدل على أن القرآن ھو‬
‫كلمة ﷲ الحية المنطوقة المنزلة بلفظھا وحروفھا بل حتى وطريقة‬
‫وعندما يأكل اإلنسان من ھذه الحيوانات والنباتات فإنه يسل منھا‬
‫تالوتھا ‪.‬‬
‫أى يأخذ منھا مركباتھا ويحولھا فى جسمه عبر عمليات بيولوجية‬
‫كثيرة جدا ومعقدة تم اكتشاف تفاصيلھا حديثا فى ما يسمى حاليا بعلم‬ ‫شرح اآليات القرآنية ‪:‬‬

‫‪٢٨٩‬‬ ‫‪٢٨٨‬‬
‫وقوامھا ھكذا بالضبط يكون حجم وشكل وقوام الجنين فى رحم أمه‬ ‫الكيمياء الحيوية فتتحول العناصر والمركبات البسيطة التى كانت‬
‫فى تلك المرحلة مرحلة المضغة وھذا ما أثبته العلم الحديث بالوسائل‬ ‫فى األصل طين األرض إلى جلد ولحم ودم وعظم بشرا سويا ‪ ،‬ومنھا‬
‫العلمية الحديثة ؛ ثم تأتى مرحلة تكوين األعضاء فيتكون إبتداء العظم‬ ‫يتكون فى جسم الرجل فى أنسجة خصيتيه السائل المنوى الذى‬
‫ثم يكسى العظم لحما الذى ھو عضالت الجسم كلـه ‪ ،‬ثم ينـفخ فـيه‬ ‫يحتوى على النطف ويتكون فى جسم المرأة من مبايضھا البويضات‬

‫] المؤمنون [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩⊇⊆∪ tÉ)Î=≈sƒø:$# ß|¡ômr& ª!$# x8u‘$t7tFsù ‬‬ ‫الروح اإلنسانـى ‪:‬‬ ‫فتسقط داخل رحمھا وعند حدوث التلقيح تندمج نطفة الرجل مع نطفة‬
‫المرأة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬تحديد جنس المولود ‪:‬‬ ‫وتبدأ أولى مراحل الجنين فى القرار المكين فى رحم أمه ) علقة (‬
‫مع التقدم المذھل فى علم الوراثة وعلم الجينات وجد أن المرأة ال‬ ‫؛ إعجاز لفظى آخر يصف الشكل وطريقة التغذية ونـوع الـغذاء فـى‬
‫تنتج سوى نوع واحد من البويضات تحتوى على الصبغيين ) ‪( xx‬‬ ‫لفـظة واحدة ) علقة ( ‪ ،‬ألنھا تكون معلقة فى سقف الرحم حيث تغرز‬
‫بينما الرجل ينتج نوعين من الحيوانات المنوية ‪ :‬نوع يحتوى على)‬ ‫ھذه العلقة ما يشبه الجذور فى داخل بطانة جدار الرحم وتمتص‬
‫‪ (xy‬الذى عند تلقيحه للبويضة يكون المولود ذكرا ‪ :‬ونوع ) ‪، ( xx‬‬ ‫عبرھا الدم من األم ‪ ،‬وھذه الجذور ھى بداية تكوين ما يسمى‬
‫والذى عند تلقيحه للبويضة يكون المولود أنثى ‪ ،‬ھذا الكشف العلمى‬ ‫بالمشيمة فيما بعد ‪ ،‬وتكون فى البداية فى حجم حبة العدس ثم تنمو‬
‫الحديث وتم بوسائل علمية متقدمة جدا كالمجھر اإللكترونى ووسائل‬ ‫شيئا فشيئا مع مرور األيام ‪.‬‬
‫تحليل جزئ وجينى متقدمة جدا جدا ‪ ،‬ورغم ذلك فھذا الكشف العلمى‬ ‫وبعد )‪ ٤٠‬يوما ً ( تتحول العلقة إلى مضغة ‪ ،‬ومن اإلعجاز‬
‫الحديث مذكور بكل بساطة فى القرآن الذى جاء منذ أكثر من ‪١٣٠٠‬‬ ‫اللفظى فى كلمة مضغة أن الحق سبحانه وتعالى يصف الشكل‬
‫عام قبل ظھور ھذا الكشف العلمى وتأكيده بوسائل البحث العلمى‬ ‫والحجم والقوام للجنين فى بطن أمه فى تلك المرحلة بلفظة واحدة ‪،‬‬
‫الحديثة جدا ‪ ،‬مما يدل على أن القرآن ھو كلمة ﷲ الحيه وھو الحق‬ ‫فالمضغة فى اللغة العربية ‪ ،‬ھى ‪ :‬قطعة اللحم الممضوغة فأنت حينما‬
‫تمضغ قطعة من اللحم وتخرجھا من فمك فانظر إلى حجمھا وشكلھا‬
‫‪٢٩١‬‬ ‫‪٢٩٠‬‬
×νθã_ãρuρ ∩⊄⊂∪ ×οtÏß$tΡ $pκÍh5u‘ 4’n<Î) ∩⊄⊄∪ îοuŽÅÑ$‾Ρ 7‹Í×tΒöθtƒ ×νθã_ãρ ∩⊄⊇∪ nοtÅzFψ$# tβρâ‘x‹s?uρ ‫من ﷲ الخالق لكل شىء ويعلم كل شىء خلقه وكل خلق ھو بأمره‬
. ‫وحده‬
Ÿ≅ŠÏ%uρ ∩⊄∉∪ u’Í∋#uŽ©I9$# ÏMtón=t/ #sŒÎ) Hξx. ∩⊄∈∪ ×οtÏ%$sù $pκÍ5 Ÿ≅yèøムβr& ÷Ýàs? ∩⊄⊆∪ ×οuŽÅ€$t/ ¥‹Í×tΒöθtƒ
: [ ‫قال ﷲ فى القرآن ـ كلمة ﷲ الحية الباقية فى سورة ] القيامة‬

y7În/u‘ 4’n<Î) ∩⊄∪ É−$¡¡9$$Î/ ä−$¡¡9$# ÏM¤tGø9$#uρ ∩⊄∇∪ ä−#tÏø9$# çµ‾Ρr& £sßuρ ∩⊄∠∪ 5−#u‘ 2 ôtΒ Ü=|¡øts†r& ∩⊄∪ ÏπtΒ#§θ‾=9$# ħø¨Ζ9$$Î/ ãΝÅ¡ø%é& Iωuρ ∩⊇∪ Ïπyϑ≈uŠÉ)ø9$# ÏΘöθu‹Î/ ãΝÅ¡ø%é& Iω 

§ΝèO ∩⊂⊄∪ 4’‾<uθs?uρ z>¤‹x. Å3≈s9uρ ∩⊂⊇∪ 4’©?|¹ Ÿωuρ s−£‰|¹ Ÿξsù ∩⊂⊃∪ ä−$|¡yϑø9$# >‹Í×tΒöθtƒ ö≅t/ ∩⊆∪ …çµtΡ$uΖt/ y“Èhθ|¡_Σ βr& #’n?tã t͑ω≈s% 4’n?t/ ∩⊂∪ …çµtΒ$sàÏã yìyϑøgªΥ ©9r& ß≈|¡ΡM}$#

∩⊂∈∪ #’n<÷ρr'sù y7s9 4’n<÷ρr& §ΝèO ∩⊂⊆∪ 4’n<÷ρr'sù y7s9 4’n<÷ρr& ∩⊂⊂∪ #‘©ÜyϑtGtƒ Ï&Î#÷δr& #’n<Î) |=yδsŒ çŽ|Çt7ø9$# s−̍t/ #sŒÎ*sù ∩∉∪ Ïπyϑ≈uŠÉ)ø9$# ãΠöθtƒ tβ$−ƒr& ã≅t↔ó¡o„ ∩∈∪ …çµtΒ$tΒr& tàføu‹Ï9 ß≈|¡ΡM}$# ߉ƒÌãƒ

§ΝèO ∩⊂∠∪ 4o_ôϑム%cÍ_¨Β ÏiΒ ZπxôÜçΡ à7tƒ óΟs9r& ∩⊂∉∪ “´‰ß™ x8uŽøIムβr& ß≈|¡ΡM}$# Ü=|¡øts†r& tør& >‹Í×tΒöθtƒ ß≈|¡ΡM}$# ãΑθà)tƒ ∩∪ ãyϑs)ø9$#uρ ߧ÷Κ¤±9$# yìÏΗäduρ ∩∇∪ ãyϑs)ø9$# y#|¡yzuρ ∩∠∪

}§øŠs9r& ∩⊂∪ #s\ΡW{$#uρ tx.©%!$# È÷y_÷ρ¨“9$# çµ÷ΖÏΒ Ÿ≅yèpgm} ∩⊂∇∪ 3“§θ|¡sù t,n=y⇐sù Zπs)n=tæ tβ%x. ¥‹Í×tΒöθtƒ ß≈|¡ΡM}$# (#àσ¬6t⊥ム∩⊇⊄∪ ”s)tGó¡çRùQ$# >‹Í×tΒöθtƒ y7În/u‘ 4’n<Î) ∩⊇⊇∪ u‘y—uρ Ÿω āξx. ∩⊇⊃∪ ”xpRùQ$#

. [ ‫] القيامة‬ 〈 ∩⊆⊃∪ 4’tAöθpRùQ$# }‘Å↵øtä† βr& #’n?tã A‘ω≈s)Î/ y7Ï9≡sŒ …çνtƒÏŒ$yètΒ 4’s+ø9r& öθs9uρ ∩⊇⊆∪ ×οuŽÅÁt/ ϵšøtΡ 4’n?tã ß≈|¡ΡM}$# È≅t/ ∩⊇⊂∪ t¨zr&uρ tΠ£‰s% $yϑÎ/

#sŒÎ*sù ∩⊇∠∪ …çµtΡ#uöè%uρ …çµyè÷Ηsd $uΖøŠn=tã ¨βÎ) ∩⊇∉∪ ÿϵÎ/ Ÿ≅yf÷ètGÏ9 y7tΡ$|¡Ï9 ϵÎ/ õ8ÌhptéB Ÿω ∩⊇∈∪

∩⊄⊃∪ s's#Å_$yèø9$# tβθ™7ÏtéB ö≅t/ āξx. ∩⊇∪ …çµtΡ$uŠt/ $uΖøŠn=tã ¨βÎ) §ΝèO ∩⊇∇∪ …çµtΡ#uöè% ôìÎ7¨?$$sù çµ≈tΡù&ts%

٢٩٣ ٩٢
‫الكون على عبده وآخر رسله للبشرية كلھا محمد  ‪ ،‬تذكر فى إعجاز‬ ‫‪à7tƒ óΟs9r& ∩⊂∉∪ “´‰ß™ x8uŽøIムβr& ß≈|¡ΡM}$# Ü=|¡øts†r& :‬‬ ‫تأمل معى قول ﷲ‬
‫علمى لفظى مذھل حقيقة كروية األرض ودورانھا حول نفسھا ‪ ،‬وأن‬
‫ظاھرة تعاقب الليل والنھار ترجع أساسا لكروية األرض ودورانھا‬ ‫‪È÷y_÷ρ¨“9$# çµ÷ΖÏΒ Ÿ≅yèpgm} ∩⊂∇∪ 3“§θ|¡sù t,n=y⇐sù Zπs)n=tæ tβ%x. §ΝèO ∩⊂∠∪ 4o_ôϑム%cÍ_¨Β ÏiΒ ZπxôÜçΡ‬‬

‫حول نفسھا أمام الشمس ‪.‬‬


‫‪ ] 〈 ∩⊂∪ #s\ΡW{$#uρ tx.©%!$#‬القيامة [ ‪.‬‬
‫‪ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# t,n=y{ :‬‬ ‫فتأمل أيدك ﷲ بروح الفھم قول ﷲ فى القرآن‬
‫اآليات القرآنية تحدد بأسلوب انسيابى سھل معجز للبشر أن‬
‫‪t¤‚y™uρ ( È≅øŠ©9$# †n?tã u‘$yγ¨Ψ9$# â‘Èhθs3ãƒuρ Í‘$pκ¨]9$# ’n?tã Ÿ≅øŠ©9$# â‘Èhθs3ム( Èd,ysø9$$Î/ uÚö‘F{$#uρ‬‬
‫جعل الذكر ذكرا وجعل األنثى أنثى يرجع أساسا إلى نوع النطفة فى‬
‫منى الرجل وذلك طبعا بتقدير ﷲ الخالق العليم ‪ ،‬وھذه حقيقة علمية‬
‫‪] 〈 ∩∈∪ ã≈¤tóø9$# Ⓝ͓yèø9$# uθèδ Ÿωr& 3 ‘‡Κ|¡•Β 9≅y_L{ “̍øgs† @≅à2 ( tyϑs)ø9$#uρ }§ôϑ¤±9$#‬‬
‫ھائلة لم يتوصل إليھا العلم إال حديثا جدا ‪.‬‬
‫الزمر [ ‪.‬‬ ‫‪ - ٥‬كروية األرض ‪:‬‬

‫‪Zοy‰ÏΒ%y` $pκâ:|¡øtrB tΑ$t7Ågø:$# “ts?uρ ‬‬ ‫وتأمل ھذه اآلية العظيمة من قول ﷲ ‪:‬‬ ‫فى أواخر العصور الوسطى أصدرت الكنيسة الحكم باإلعدام على‬
‫العالم الفلكى جالليو ‪ ،‬وذلك لقوله ‪ :‬إن األرض كرة تدور حول نفسھا‬
‫‪$yϑÎ/ 7ŽÎ7yz …çµ‾ΡÎ) 4 >óx« ¨≅ä. zs)ø?r& ü“Ï%©!$# «!$# yì÷Ψß¹ 4 É>$ys¡¡9$# §tΒ ”ßϑs? }‘Éδuρ‬‬
‫ألنه بذلك الزعم يخالف آيات الكتاب المقدس ‪ ،‬ولكن العلم الحديث أكد‬
‫بالفعل أن األرض كرة تدور حول نفسھا ؛ وتم تصوير ذلك باألقمار‬
‫?‪ ] 〈 ∩∇∇∪ šχθè=yèøs‬النمل [ ‪.‬‬
‫الصناعية حديثا وأصبحت كروية األرض ودورانھا حول نفسھا ‪ ،‬من‬

‫ھذه اآليات القرآنية التى تنزلت على النبى األمى محمد  منذ‬ ‫الحقائق العلمية التى ال تقبل الشك أو الجدل ألنھا تأكدت برؤية العين‬

‫أكثر من ‪ ١٤٠٠‬سنة مضت رآھا رؤية عين رواد الفضاء األمريكان‬ ‫‪ ،‬وقبل جالليو ھذا بأكثر‪ ٧٠٠‬سنة تنزلت آيات القرآن من ﷲ خالق‬

‫‪٢٩٥‬‬ ‫‪٢٩٤‬‬
‫أن ثبت ﷲ ھذه القشرة األرضية التى نحيا عليھا بالجبال لكنا كركاب‬ ‫والروس الغير مسلمين فى رحالتھم الفضائية حديثا وتم تصوير ھذه‬
‫سفينة وسط بحر ھائج من الجحيم ‪ ،‬وأثبت العلم الحديث أن الجبال‬ ‫المشاھد وبثھا عبر قنوات التليفزيون فى كل أرجاء العالم كله آية من‬
‫تمتد حتى أسفل القشرة األرضية نفسھا وتكون فى ذلك مشابھة للوتد‬ ‫ﷲ للناس على أن القرآن حق كلمة ﷲ خالق الكون ‪ ،‬فھل أنتم تؤمنون‬
‫الذى يثبت الخيمة وھو وصف دقيق جدا ومعجز جاء فى القرآن عن‬ ‫؟‬
‫شكل الجبال ووظيفتھا ‪.‬‬ ‫‪ - ٦‬وظيفة الجبال ‪:‬‬
‫‪ - ٧‬قوة تمسك الكون من االنحالل والزوال ‪:‬‬
‫] النبأ [ ‪.‬‬ ‫‪〈 ∩∠∪ #YŠ$s?÷ρr& tΑ$t7Ågø:$#uρ ‬‬ ‫يقول ﷲ فى القرآن ‪:‬‬
‫وجد علماء المادة أنفسھم أمام قوة غامضة تمسك ذرات الكون‬
‫والكواكب واألرض والسماء والنجوم من أن تزول وتنحل ولم يجدوا‬ ‫‪ÏΒ $pκŽÏù $uΖ÷Fu;/Ρr&uρ zÅ›≡uρu‘ $pκŽÏù $uΖøŠs)ø9r&uρ $yγ≈tΡ÷Šy‰tΒ uÚö‘F{$#uρ ‬‬ ‫ويقول تعالى ‪:‬‬
‫لھذه القوة أى تفسير علمى مادى محسوس ‪.‬‬
‫‪ ] 〈 ∩∠∪ 8kŠÎγt/ £l÷ρy— Èe≅ä.‬ق [ ‪.‬‬
‫سموھا بأسماء علمية لديھم سموھا قوى الجاذبية وقوى الطرد‬
‫المركزى وقوى الترابط النووى ‪ ،‬فمن المعروف علميا أن تعادل‬
‫‪Wξç7ß™uρ #\≈pκ÷Ξr&uρ öΝà6Î/ y‰‹Ïϑs? βr& €†Å›≡uρu‘ ÇÚö‘F{$# ’Îû 4’s+ø9r&uρ ‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬
‫قوتى الجاذبية والطرد المركزى تمسك النجوم واألقمار والكواكب فى‬
‫مداراتھا المحددة ‪ ،‬وبذلك ال تصطدم الشمس بالقمر ‪ ،‬وال يسقط القمر‬
‫‪ ] 〈 ∩⊇∈∪ tβρ߉tGöηs? öΝà6‾=yè©9‬النحل [ ‪.‬‬
‫على األرض ‪ ،‬وكل فى فلك يسبحون ‪ ،‬وھذه الظاھرة عامة فى الكون‬
‫كله بما يحويه من نجوم وكواكب نراھا وال نراھا ‪ ،‬حتى إنھا تمسك‬ ‫وھذه حقائق أثبتھا علم الجيولوجيا الحديث جدا ‪ ،‬حيث أثبت أن‬
‫اإللكترونات فى مدارات محددة حول نواة الذرة فى كل مادة ‪.‬‬ ‫الذى تحت أقدامنا ما ھو إال القشرة األرضية وھى عائمة فوق بحر‬
‫ھائل من الحمم والمعادن المنصھرة السائلة فى باطن األرض ولوال‬

‫‪٢٩٧‬‬ ‫‪٢٩٦‬‬
‫تزنه برتقالة برتقالة ثم تجمع وزن البرتقاالت تجد إجمالى الوزن كيلو‬ ‫وإن نيوتن رصد ھذه القوة وسماھا قوة الجاذبية لكنھا يعترف أنه‬
‫ونصفا ً مثال ‪ ،‬وھذا ليس له أى تفسير علمى مادى أبدا ‪.‬‬ ‫ال يعرف لكنھھا أى تفسير ‪ ،‬حتى أينشتين بنظريته الجديدة ‪ ) :‬انحناء‬

‫والسر الحقيقى يوجد فى ھذه اآلية القرآنية العظيمة ‪:‬‬ ‫الكون ( ‪ ،‬لم يقدم لنا تفسيرا كافيا ومحددا لھذه القوى التى تمسك‬
‫الكواكب والمجرات والنجوم فى الكون ‪ ،‬فھو تفسير يحتاج لتفسير‬
‫‪È⌡s9uρ 4 Ÿωρâ“s? βr& uÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# ہšôϑム©!$# ¨βÎ) ‬‬ ‫قال ﷲ تعالى ‪:‬‬
‫آخر ‪ ،‬وقوة أخرى اكتشفھا العلماء حديثا ولكن ھذه القوة تكمن نواة‬
‫الذرات فى مادة موجودة فى الكون وھى قوة الترابط النووى ‪ ،‬فمن‬
‫—‪] 〈 ∩⊆⊇∪ #Y‘θàxî $¸ϑŠÎ=ym tβ%x. …çµ‾ΡÎ) 4 ÿÍνω÷èt/ .ÏiΒ 7‰tnr& ôÏΒ $yϑßγs3|¡øΒr& ÷βÎ) !$tGs9#y‬‬
‫المعروف علميا أن الشحنات المتشابھة تتنافر بشدة ‪ ،‬ومع ذلك نجد‬
‫فاطر [ ‪.‬‬ ‫العجب كل العجب داخل نواة كل ذرة يتركب منھا ھذا الكون كله ‪،‬‬

‫الحظ لفظة ) يمسك ( فى اآلية إنھا تدل على إمساك متنافرين بقوة‬ ‫فھذه النواة المتناھية فى الصغر جدا تحوى بداخلھا شحنات موجبة‬

‫حيث إنه لو انحلت نواة الذرة النفرط تماسك الكون كله ‪ ،‬ولزالت‬ ‫على شكل جسيمات دقيقة جدا تسمى بروتونات ورغم قوة التنافر‬

‫السموات واألرض ‪ ،‬ولتحول الكون كله إلى إشعاعات وجسيمات‬ ‫الشديدة جدا بين ھذه البروتونات فإننا نجد نواة الذرة مستقرة ‪.‬‬

‫دقيقة تحت ذ ّرية ‪ ،‬فا‪ s‬وحده ھو القادر القوى الذى يمسك الكون من‬ ‫قام العلماء بتجربة مثيرة فحسبوا مجموع كتل الجسيمات داخل نواة‬
‫الزوال والتفكك وھذا من رحمته الكبرى ‪.‬‬ ‫الذرة ‪ ،‬ثم حسبوا كتلة النواة نفسھا فوجدوا عجبا وھو أن كتلة النواة‬

‫ويعطينا ﷲ مثال صغيراً جداً على ھذا الويل العظيم فعلتھا أيدى‬ ‫بما فيھا من جسيمات أقل من مجموع كتل ما بھا من جسيمات ‪،‬‬

‫اإلنسان اآلثمة ‪ ،‬وھو ما حدث من انفجارات نووية باليابان بھيروشما‬ ‫فقالوا ‪ :‬إن الفارق فى الكتلة ھو قوة الترابط النووى ‪ ،‬وذلك ليس له‬
‫أى تفسير علمى مادى مقنع بتاتا ‪ ،‬وھذا األمر يشبه كأن عندك كيسا ً‬
‫ونجازاكى ‪ ،‬وكان ذلك من مجرد انحالل عدد قليل جدا جدا من النواة‬
‫فى ذرات المادة ‪ ،‬فما بالك لو انحلت ذرات الكون كله ذرة ذرة ‪،‬‬ ‫من البرتقال عندما تضعه على الميزان تجده كيلو واحداً ‪ ،‬وعندما‬

‫شىء رھيب أكبر من كل تصور ممكن أن يعيه عقل اإلنسان ‪.‬‬


‫‪٢٩٩‬‬ ‫‪٢٩٨‬‬
‫أوال ‪ :‬مثال نص إنجيلى ) لوقا ‪: ( ٤٢ – ٢‬‬ ‫فسبحان ﷲ العظيم والحمد ‪ s‬رب العالمين ‪.‬‬

‫» وكان أبواه يذھبان كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح « ‪،‬‬ ‫‪$yϑßγs3|¡øΒr& ÷βÎ) !$tGs9#y— È⌡s9uρ 4 Ÿωρâ“s? βr& uÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# ہšôϑム©!$# ¨βÎ) ‬‬
‫ونفس النص ممكن أن يكتب ھكذا ‪ » :‬وكل سنة فى عيد الفصح كان‬
‫أبواه يذھبان إلى أورشليم « ‪ ،‬وممكن أيضا أن يكتب ھكذا ‪ » :‬وفى‬ ‫‪ ] 〈 ∩⊆⊇∪ #Y‘θàxî $¸ϑŠÎ=ym tβ%x. …çµ‾ΡÎ) 4 ÿÍνω÷èt/ .ÏiΒ 7‰tnr& ôÏΒ‬فاطر [ ‪.‬‬
‫عيد الفصح كان أبواه يذھبان إلى أورشليم كل سنة « ‪ ،‬والثالث جمل‬
‫صحيحة كنص إنجيلى ‪ .‬ال يختلف على ذلك أى مسيحى ‪.‬‬

‫الوحى فى النص القرآنى ال يقبل مثل ھذه التباديل فى الكلمات‬


‫واأللفاظ حتى وإن كان المعنى واحدا ‪.‬‬ ‫فاصل ‪: ٥‬‬

‫مثال ‪] 〈 ÏΘ#tysø9$# ωÉfó¡yϑø9$# tôÜx© y7yγô_uρ ÉeΑuθsù |Mô_tyz ß]ø‹ym ôÏΒuρ  :‬‬ ‫الوحى اإللھى‬

‫البقرة [ ھذا نص قرآنى من سورة البقرة آية ‪ ، ١٥٠‬أما ھذه الجملة‬ ‫ذكر لوقا فى أول إنجيله أن ما كتبه ھو مجھود شخصى قام به ‪.‬‬

‫ھكذا ‪ ) :‬وشطر المسجد الحرام فول وجھك من حيث خرجت ( ليست‬ ‫لم يذكر متى أو مرقس أو يوحنا أو لوقا فى أناجيلھم ‪ ،‬أن ما كتبوه‬
‫ھذه الجملة قرآنا ً وال تسمى قرآنا أبدا ؛ ألنھا لم تتنزل من ﷲ بھذا‬ ‫تم بوحى من ﷲ لھم ‪.‬‬
‫الشكل ‪.‬‬ ‫لم يذكر باألناجيل نوع اللغة التى تم بھا كتابة ھذه األناجيل ‪.‬‬
‫وإن كانت ھكذا أيضا ‪ ) :‬فول وجھك من حيث خرجت شطر‬ ‫ذكر بالقرآن أن ھذا القرآن منزل من ﷲ باللغة العربية على النبى‬
‫المسجد الحرام ( ليست ھذه الجملة قرآنا ً وال تسمى قرآنا أبدا ألنھا لم‬ ‫محمد ‪.‬‬
‫تتنزل من ﷲ بھذا الترتيب بين الكلمات وبعضھا ‪.‬‬
‫سأعطيك مثاالً بسيطا ً جدا لتفھم ما ھو الوحى القرآنى ‪:‬‬

‫‪٣٠١‬‬ ‫‪٣٠٠‬‬
‫رسول ﷲ موسى ورجع بھا إلى قومه ‪.‬‬ ‫وھذا فى كل كلمات القرآن من أول كلمة فيه إلى آخر كلمة فيه ‪،‬‬

‫كتب األنبياء ‪ :‬أوحيت إلى األنبياء كمعنى فقط ‪ ،‬وعبر النبى عن‬ ‫بل وأيضا بترتيب آياته بل وأيضا بطريقة نطق حروفه ‪ ،‬حيث إن‬

‫ھذه المعانى بالكلمات واأللفاظ من عنده وكذلك يقول أيضا المسيحيون‬ ‫القرآن نزل من ﷲ وحيا منطوقا بكلماته وألفاظه وحتى بطريقة نطقه‬

‫عن أناجيلھم ‪ :‬إنھا أوحيت معانيھا إلى مرقس ومتى ولوقا و يوحنا‬ ‫التى ننطقه بھا اآلن فى الترتيل ‪ ،‬فقد بلغه أمين الوحى مالك ﷲ‬

‫وھم كتبوا كلماتھا وألفاظھا بأسلوبھم الشخصى ‪.‬‬ ‫جبرائيل كما سمعه من ﷲ بالضبط إلى رسول ﷲ محمد فحفظه ‪،‬‬
‫وبلغه للناس كما سمعه بالضبط من مالك ﷲ جبرائيل فكان الناس‬
‫كما أن أصول كل ھذه الكتب مفقودة منذ زمن بعيد جدا جدا كما‬
‫يحفظونه أوال بأول كلما يتنزل منه آيات كانوا يحفظونھا فورا كما‬
‫ال يعلم أسماء كاتبيھا على وجه الدقة والزمن الذى كتبت فيه على‬
‫أنزلت ‪.‬‬
‫وجه التحديد كما أن اللغة التى كتبت بھا ھذه األصول ماتت منذ زمن‬
‫سحيق ‪ ،‬وال يوجد بين أيدينا منھا فى زمننا الحاضر سوى النسخ‬ ‫وكان من الصحابة المؤمنين كتبة عينھم رسول ﷲ محمد لكتابة‬

‫المترجمة فقط وال يعلم أحد أسماء ھؤالء المترجمين ومدى أمانتھم‬ ‫آيات القرآن أوال بأول حينما يتنزل منه شىء واستغرق تنزيل القرآن‬

‫فى النقل حيث إنه ال تكاد توجد نسخة تتشابه مع نسخة أخرى كما‬ ‫‪ ٢٣‬سنة حتى تم كامال كما ھو بين أيدينا اآلن بالمصحف ‪ ،‬وكان‬

‫سترى فى فاصل ‪ :‬فضح المحرفين ( ‪.‬‬ ‫مالك ﷲ أمين الوحى جبرائيل يراجع ما نزل من القرآن مع النبى‬
‫محمد مرة كل عام وفى عام وفاة النبى محمد راجعه مرتين ‪.‬‬
‫األناجيل الحالية التى بأيدى المسيحيين مجرد تدوين لقصة حياة‬
‫يسوع دونھا الذين عاشوا معه أحداث ھذه القصة وتناقلھا منھم من‬ ‫فالقرآن لم يتناقل كنص مكتوب وفقط ‪ ،‬كال بل تناقل كنص منطوق‬

‫كتب بعدھم نفس ھذه القصة ‪ ،‬والمالحظ أنه لم يتجرأ واحد من كتاب‬ ‫أساسا ‪ ،‬وكان ھذا ال يتم إال بالتعلم المباشر على يد شيخ حافظ للقرآن‬

‫ھذه القصة بأن يدعى أن ما كتبه ھذا تم بوحى مباشر له من ﷲ‬ ‫‪.‬‬

‫بالرغم من احتوائھا فعال على بعض نصوص من اإلنجيل األصلى‬ ‫شريعة التوراة ‪ :‬أنزلت من ﷲ نصا مكتوبا فى ألواح تسلمھا‬

‫‪٣٠٣‬‬ ‫‪٣٠٢‬‬
‫يق ‪َ ١٤ ،‬غي َْر أَ ﱠن أُھُولِيبَةَ‬ ‫ت الطﱠ ِر ِ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َسلَ َكتَا ِك ْلتَاھُ َما فِي َذا ِ‬‫تَنَ ﱠج َس ْ‬ ‫الذى أوحى به من ﷲ إلى النبى يسوع ‪ ،‬وھذه النصوص غالبا ما‬
‫ت إِلَى ص َُو ِر ِر َجا ِل ْال َك ْلدَانِيﱢينَ ْال َمرْ ُسو َم ِة‬ ‫ت فِي ِزنَاھَا ‪ ،‬إِ ْذ ِحينَ نَ َ‬
‫ظ َر ْ‬ ‫تَفَ ﱠوقَ ْ‬ ‫تظھر فى بعض أقوال يسوع وعظاته ونبوءاته ‪ ،‬ولكن العجب ھو أنه‬
‫ُور ِھ ْم ‪،‬‬ ‫ق َعلَى ُخص ِ‬ ‫َعلَى ْال َحائِ ِط بِ ْال ُم ْغ َر ِة ‪ُ ١٥ ،‬مت ََح ﱢز ِمينَ بِ َمن ِ‬
‫َاط َ‬ ‫قد جاء أناس بعدھم بقرون عديدة يدعون أن ما كتبه ھؤالء الكتاب‬
‫وس ِھ ْم ‪َ ،‬و ُك ﱡلھُ ْم بَدَوْ ا َك ُر َؤ َسا ِء َمرْ َكبَا ٍ‬
‫ت‬ ‫َو َع َمائِ ُمھُ ْم َم ْس ُدولَةٌ َعلَى ُر ُؤ ِ‬ ‫كان بوحى مباشر إليھم من ﷲ ‪ ،‬فأيھما تصدق يا عاقل ؟ ! !‬
‫ض ِميالَ ِد ِھ ْم ‪َ ١٦ ،‬ع ِشقَ ْتھُ ْم‬‫ُم َماثِلِينَ تَ َماما ً ألَ ْبنَا ِء ْال َك ْلدَانِيﱢينَ فِي بَابِ َل أَرْ ِ‬ ‫الوحى اإللھى ھو مجموع تعاليم ﷲ إلى بنى آدم ‪ ،‬وھو وحى‬
‫ض ْال َك ْلدَانِيﱢينَ ‪١٧ ،‬فَأ َ ْقبَ َل إِلَ ْيھَا أَ ْبنَا ُء بَابِ َل‬
‫ت إِلَ ْي ِھ ْم ُر ُسالً إِلَى أَرْ ِ‬
‫َوبَ َعثَ ْ‬
‫ملىء بالحكمة والرقى المعجز لبنى البشر حيث ينھى ﷲ فيه عن كل‬
‫َوعَا َشرُوھَا فِي َمضْ َج ِع ْالحُبﱢ َونَ ﱠجسُوھَا بِ ِزنَاھُ ْم ‪َ ،‬وبَ ْع َد أَ ْن تَنَ ﱠج َس ْ‬
‫ت بِ ِھ ْم‬ ‫فحش فى الكالم واألفعال ‪ ،‬ويأمر بفعل الخيرات والقول الطيب ‪،‬‬
‫ض عُرْ يِھَا‬‫َت بِ َعرْ ِ‬‫ت َعلَى ِزنَاھَا َعالَنِيَةً ‪َ ،‬وتَبَاھ ْ‬ ‫َك ِرھَ ْتھُ ْم ‪َ ١٨ ،‬وإِ ْذ َوا َ‬
‫ظب َ ْ‬
‫فالوحى اإللھى ھو منظومة حياة كاملة وھو الحياة التى يريدھا ﷲ‬
‫ت ِم ْن فُحْ ِشھَا ‪َ ،‬ذا ِك َرةً‬ ‫ت أُ ْختَھَا ‪َ ١٩ ،‬و َم َع َذلِكَ أَ ْكثَ َر ْ‬‫‪َ ،‬ك ِر ْھتُھَا َك َما َك ِر ْھ ُ‬
‫لإلنسان ‪ ،‬والمسلم يتعبد ‪ s‬بقراءة وحيه ) القرآن ( كلمة ﷲ الحية‬
‫ت بِ ُع ﱠشاقِھَا ھُنَاكَ ‪،‬‬ ‫ار ِمصْ َر ‪٢٠،‬فَأُوْ لِ َع ْ‬ ‫َت فِي ِديَ ِ‬‫ْث َزن ْ‬ ‫أَيﱠا َم َحدَاثَتِھَا َحي ُ‬
‫والباقية ‪.‬‬
‫ت إِلَى‬‫ير َو َمنِ ﱡيھُ ْم َك َمنِ ﱢي ْال َخي ِْل ‪َ ٢١ ،‬وتُ ْق ِ‬
‫الﱠ ِذينَ عَوْ َرتُھُ ْم َك َعوْ َر ِة ْال َح ِم ِ‬
‫فقولوا لى ھل يجوز للمسيحى أن يتعبد ‪ s‬بقراءة ھذه النصوص‬
‫ب ِع ْذ َرتِ ِك َ‬
‫ط َمعا ً فِي‬ ‫ُور َحدَاثَتِ ِك ِحينَ َكانَ ْال ِمصْ ِريﱡونَ يُدَا ِعبُونَ ت ََرائِ َ‬ ‫فُج ِ‬ ‫المثيرة جنسيا من كتابه المقدس باعتبارھا كما يعتقد وحٮا ً إلھٮا ً مقدسا ً‬
‫نَ ْھ ِد َحدَاثَتِ ِك « ‪.‬‬
‫؟!‬
‫وھذه النصوص من نشيد األنشاد ‪:‬‬
‫من حزقيال ) ‪: ( ٢١ – ١١ :٢٣‬‬
‫» لنا أخت صغيرة ليس لھا ثديان ‪،‬فماذا نصنع ألختنا في يوم‬
‫ت أَ ْكثَ َر ِم ْنھَا فِي‬ ‫َت ھَ َذا ‪ ،‬فَإِنﱠھَا أَوْ َغلَ ْ‬‫» َو َم َع أَ ﱠن أُ ْختَھَا أُھُولِيبَةَ َش ِھد ْ‬
‫إن تكن سورا فنبني عليھا برج فضة ‪ ،‬وإن تكن بابا‬ ‫تخطب‬
‫ور ِم ْن ُوالَ ٍة َوقَا َد ٍة ْال ُمرْ تَ ِدينَ‬ ‫ِع ْشقِھَا َو ِزنَاھَا ‪١٢ ،‬إِ ْذ َع ِشقَ ْ‬
‫ت أَ ْبنَا َء أَ ﱡش َ‬
‫فنحصرھا بألواح أرز أنا سور وثدياي كبرجين ‪ ،‬حينئذ كنت في‬
‫ْت أَنﱠھَا قَ ْد‬
‫ﱠان َشھ َْو ٍة ‪١٣ ،‬فَ َرأَي ُ‬ ‫أَ ْفخَ َر اللﱢبَ ِ‬
‫اس ‪ ،‬فُرْ َسانَ خَ ي ٍْل َو َج ِمي ُعھُ ْم ُشب ُ‬
‫عينيه كواجدة سالم « ‪.‬‬
‫‪٣٠٥‬‬ ‫‪٣٠٤‬‬
‫» حالما أرسل إليك أرتماس أو تيخيكس أجتھد أن تأتينى إلى مدينة‬ ‫ت فَ ِم ِه ‪ ،‬ألَ ﱠن ُحبﱠكَ أَلَ ﱡذ ِمنَ ْالخَ ْم ِر ‪،‬‬‫بِقُ ْبالَ ِ‬ ‫‪ْ ) )٢‬ال َمحْ بُوبَةُ( ‪ :‬لِيَ ْلثِ ْمنِي‬
‫نيكوبوليس ألنى قررت أن أقضى فصل الشتاء ھناك « من رسالة‬ ‫َوا ْس ُمكَ أَ ِري ٌج َم ْس ُكوبٌ ؛ لِ َذلِكَ أَ َحبﱠ ْتكَ‬ ‫وركَ َش ِذيﱠةٌ ‪،‬‬ ‫‪َ ٣‬رائِ َحةُ ُعطُ ِ‬
‫بولس إلى تيطيس‬ ‫ك إِ َلى َمخَ ا ِد ِع ِه ‪،‬‬‫ي ‪ ،‬أَدْخَ لَنِي ْال َملِ ُ‬
‫فَنَجْ ِر َ‬ ‫ارى ‪٤ ،‬اجْ ُذ ْبنِي َو َرا َءكَ‬ ‫ْال َع َذ َ‬
‫نَ ْبتَ ِھ ُج بِكَ َونَ ْف َر ُح ‪َ ،‬ونُ ْ‬
‫ط ِري ُحبﱠكَ أَ ْكثَ َر ِمنَ ْالخَ ْم ِر‪ ،‬فَالﱠ ِذينَ أَ َحبﱡو َ‬
‫ك‬
‫ما قدمته لك ھو كأمثلة بسيطة قليلة جدا والحصر فوق ذلك بكثير‬
‫جدا ‪.‬‬ ‫ُم ِح ﱡقونَ ‪. ( .‬‬

‫وﷲ يھدى من يشاء وھو أعلم بالمتقين والذين ھم على الحق‬ ‫ي أُ ﱢمي ‪َ ،‬حتﱠى إِ َذا‬ ‫) ْال َمحْ بُوبَةُ( ‪ :‬لَ ْيتَكَ ُك ْنتَ أَ ِخي الﱠ ِذي َر ِ‬
‫ض َع ثَ ْد َ‬

‫المبين ‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ج أُقَبﱢلُكَ َولَي َ‬


‫ْس َم ْن يَلُو ُمنِي! ‪٢‬ثُ ﱠم أَقُو ُدكَ َوأَ ْد ُخ ُل بِ َ‬ ‫ْالتَقَ ْيتُكَ فِي ْالخَ ِ‬
‫ار ِ‬
‫ف‬‫وجةً ِم ْن ُسالَ ِ‬ ‫بَيْتَ أُ ﱢمي الﱠتِي تُ َعلﱢ ُمنِي ْالحُبﱠ ‪ ،‬فَأ ُ َق ﱢد ُم لَكَ خَ ْم َرةً َم ْم ُز َ‬
‫ُر ﱠمانِي ‪ِ ٣ ،‬ش َمالُهُ تَحْ تَ َر ْأ ِسي‪َ ،‬ويَ ِمينُهُ تُ َعانِقُنِي ‪٤ ،‬أَ ْستَحْ لِفُ ُك ﱠن يَابَنَا ِ‬
‫ت‬
‫يب َحتﱠى يَ َشا َء ‪. (.‬‬‫ظنَ َوالَ تُنَبﱢ ْھنَ ْال َحبِ َ‬ ‫أُو ُر َشلِي َم أَالﱠ تُوْ قِ ْ‬

‫ْك بِ ْال ِح َذا ِء يَابِ ْنتَ األَ ِم ِ‬


‫ير!‬ ‫ت قَ َد َمي ِ‬ ‫ق خَ ْ‬
‫ط َوا ِ‬ ‫) )ال ُم ِحبﱡ ( ‪َ :‬ما أَرْ َش َ‬
‫ق ‪ُ ٢ ،‬س ﱠرتُ ِ‬
‫ك‬ ‫صانِ ٍع َحا ِذ ٍ‬ ‫صا َغ ْتھُ َما يَ ُد َ‬
‫َان َك َجوْ ھَ َرتَي ِْن َ‬ ‫اك ْال ُم ْستَ ِد َ‬
‫يرت ِ‬ ‫فَ ْخ َذ ِ‬
‫َكأْسٌ ُم َد ﱠو َرةٌ ‪ ،‬الَ تَحْ تَا ُج إِلَى خَ ْم َر ٍة َم ْم ُزو َج ٍة ‪َ ،‬وبَ ْ‬
‫طنُ ِك ُكو َمةُ ِح ْنطَ ٍة‬
‫فاصل ‪: ٦‬‬
‫َاك َك ِخ ْشفَت َْي ظَ ْبيَ ٍة تَوْ أَ َمي ِْن ‪( .‬‬
‫ُم َسي َﱠجةٌ بِالسﱡوْ َس ِن ‪٣ ،‬نَ ْھد ِ‬
‫فضح المحرفين‬
‫ھل يجوز التعبد ‪ s‬بقراءة كالم شخصى كھذا ؟ ‪:‬‬
‫اعلم أننا فى بياننا للتحريفات الحادثة فى الكتاب المقدس ليس‬
‫غرضنا االنتقاص من كلمة ﷲ الحق ‪ ،‬ولكن بياننا ھذا نضعه فى‬
‫مصاف الذود والدفاع عن كلمة ﷲ الحق التى تجاسر عليھا أسافل‬
‫‪٣٠٧‬‬ ‫‪٣٠٦‬‬
‫زماننا الحاضر ونسخة قديمة وحديثة باللغة اإلنجليزية ‪ ،‬وما ستفعله‬ ‫الناس على مر العصور فامتدت أيديھم بتحريف كلمة ﷲ الحق فى‬
‫ھو مقارنة نصوص ھذه النسخ ببعضھا ‪ ،‬وستوضح لك حقيقة‬ ‫التوراة و اإلنجيل ‪ ،‬فعلى ھؤالء المالعين األنجاس ينطبق كالم ﷲ‬
‫التحريف وكيف تم عبر العصور القديمة والحديثة وستعرف الغرض‬ ‫فى كتاب أشعياء ‪ » :‬ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيھم عن الرب‬
‫الذى تم من أجله التحريف وھو إثبات عقيدة أو نفى عقيدة وإثبات‬ ‫فتصير أعمالھم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا ‪ ،‬يا‬
‫نبوءة أو نفى نبوءة ‪ ،‬لخدمة تفسير باطل ‪.‬‬ ‫لتحريفكم ‪ ،‬ھل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن‬
‫صانعه ‪ :‬لم يصنعني ‪ ،‬أو تقول الجبلة عن جابلھا ‪ :‬لم يفھم ( ‪ ،‬فعليھم‬
‫القاعدة األولى ‪ :‬التحريف بالتبديل ‪:‬‬
‫لعنة ﷲ عدد من أضلوا من بنى آدم ‪.‬‬
‫ويتم ذلك باستبدال حرف مكان حرف أو كلمة مكان كلمة أو جملة‬
‫فى ھذا الموضوع لن نذكر لك كل مواضع التحريف فى الكتاب‬
‫مكان جملة ‪ ،‬ويتم أحيانا أخرى بالتالعب باأللفاظ كتقديم وتأخير ونفى‬
‫المقدس ؛ ألنھا كثيرة جدا فوق الحصر ؛ وألن عملية التحريف لم‬
‫وإثبات على غير الواقع ‪ ،‬لتعسير فھم المعنى الحقيقى المقصود على‬
‫تتوقف فى زمن معين بل ھى عملية مستمرة فى كل زمن بل مازالت‬
‫القارئ العادى غير المتمرس ‪ ،‬وأحيانا يتم بتبديل اللفظة أثناء‬
‫مستمرة حتى كتابة ھذه السطور وستستمر بعدھا ولن تتوقف أبدا إال‬
‫ترجمتھا من لغة إلى أخرى ‪ ،‬وتستطيع اكتشاف مواضع كثيرة جدا‬
‫عندما تتوقف األرض عن الدوران ‪ ،‬ولكننا بعون ﷲ سنضع لك‬
‫فى الكتاب المقدس تم فيھا التحريف اللفظى بتبديل كلمة محل كلمة‬
‫القواعد األساسية التى تمكنك من كشف التحريف فى نصوص الكتاب‬
‫أخرى غير مساوية لھا فى المعنى ‪ ،‬حتى ال تقول إنھا مجرد اختالف‬
‫المقدس وسنضرب لك فقط مثالً أو أكثر على كل قاعدة بقدر اإلمكان‬
‫لفظى فى الترجمة من لغة إلى لغة أو بين نسخة و أخرى ‪.‬‬
‫‪ ،‬فإن أردت المزيد فعليك باتباع القواعد المبينة لتكتشف بنفسك‬
‫القاعدة الثانية ‪ :‬التحريف باإلضافة ‪:‬‬ ‫مواضع تحريف جديدة لم نذكرھا لك ‪.‬‬
‫ويتم ھذا النوع من التحريف بإضافة كلمة أو جملة لم تكن بالنص‬ ‫كل ما عليك ھو أن تحاول الحصول على أقدم نسخة ممكنة من‬
‫األصلى ‪ ،‬وأحيانا يتم ذلك بإدخال الشروح التى كانت توضع فى‬ ‫كتابك المقدس ثم نسخة طبعت من خمسين عاما ثم نسخة حديثة من‬
‫‪٣٠٩‬‬ ‫‪٣٠٨‬‬
‫بالباطل ويقدم لھم النص فى صورة مبطلة على حسب تفسيره الوثنى‬ ‫الھامش أو الكلمات التوضيحية التى كانت توضع بين قوسين فى‬
‫له ليقبلوه ‪ ،‬وھى طريقة اتبعھا المفسرون اليھود والمسيحيون قديما‬ ‫النص األصلى وذلك عند إعادة الطبع فى زمن الحق ويتم ذلك بإزالة‬
‫وحديثا ‪.‬‬ ‫القوسين بمنتھى البساطة ‪ ،‬فتصبح الجملة او الكلمة المضافة وكأنھا‬

‫األمثلة ‪:‬‬ ‫فى النص األصلى ‪ ،‬وأحيانا تتم اإلضافة بحرف واحد ولكنه يقلب‬
‫المعنى األصلى حيث يقلب القسم إلى نفى والنفى إلى قسم ‪ ،‬وينفى‬
‫مثال ‪ : ١‬تحريف قديم بالتوراة ‪ :‬وقع خالف قديم بين السامريين‬
‫المثبت ويثبت المنفى ‪ ،‬وأحيانا تتم اإلضافة بوضع قصة كاملة‬
‫واليھود وھذا الخالف مسجل باإلنجيل فى حديث يسوع مع المرأة‬
‫األحداث ليس لھا أى أساس من الصحة تم نسجھا فى مخيلة كاتب‬
‫السامرية ؛ فالتوراة عند السامريين فى كتاب التثنية أن موسى يأمر‬
‫اإلنجيل فى زمن الحق ‪ ،‬نتيجة تأثيرات عقائد وثنية كانت شائعة‬
‫ببناء الھيكل على جبل جرزيم ففيھا ) فانصبوا الحجارة التى أنا اليوم‬
‫ورائجة وقت إعادة كتابة األناجيل مرة أخرى ‪.‬‬
‫أوصيكم فى جبل جرزيم « ‪ ،‬ولكن عند اليھود فى نسخة التوراة‬
‫العبرانية ‪ » :‬فانصبوا الحجارة التى أنا أوصيكم فى جبل عيبال « ‪،‬‬ ‫القاعدة الثالثة ‪ :‬التحريف بالحذف ‪:‬‬
‫وھذا نزاع بين اليھود والسامريين حيث يتھم كل منھما اآلخر بتبديل‬ ‫ويتم ھذا النوع بحذف حرف أو كلمة أو جملة أو قصة ‪ ،‬وذلك‬
‫الكلمة فى ھذا الموضع ‪.‬‬ ‫لغرض إثبات عقيدة أو نفى عقيدة أو إثبات نبوءة أو نفيھا ‪ ،‬لخدمة‬
‫الدليل على التحريف ‪:‬‬ ‫تفسير باطل ‪.‬‬

‫‪ -١‬اختالف النسختين السامرية و اليھودية ‪.‬‬ ‫القاعدة الرابعة وھى تحريف التفسير ‪:‬‬
‫‪ -٢‬سؤال المرأة السامرية يسوع عن ھذا األمر ‪.‬‬ ‫وھذا من أخطر أنواع التحريف وھو النوع الذى استعمله كبير‬

‫الغرض من التحريف ‪ :‬غير معلوم لنا ‪.‬‬ ‫المحرفين بولس ‪ ،‬وھو تفسير النص بطرق وثنية ليوافق عقائد‬
‫الوثنيين والتالعب بالنبوءات فى الكتاب ‪ ،‬فيلبس على الناس الحق‬

‫‪٣١١‬‬ ‫‪٣١٠‬‬
‫فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات موآب ثالثين يوما‪ ،‬فكملت أيام‬ ‫نوع التحريف ‪ :‬تبديل كلمة محل كلمة أخرى ‪.‬‬
‫بكاء مناحة موسى (‬ ‫زمن التحريف ‪ :‬قديم – غالبا بعد فترة األسر ببابل ‪.‬‬
‫الدليل على التحريف ‪ :‬عقلى باستحالة أن يكون كاتب األحداث‬ ‫مثال ) ‪ : (٢‬اختالف نسخة الملك جيمس المعتمدة عند البروتستانت‬
‫المذكورة ھو موسى نفسه ‪ ،‬ولكنه و البد شخص آخر غير معلوم‬ ‫للكتاب المقدس عن نسخة الكاثوليك ‪ ،‬وعندما سئل قسيس إنجليزى‬
‫االسم ‪.‬‬ ‫بروتستانتى يدعى ‪ :‬جيمس تد عن ذلك قال ‪ :‬لقد أسقط مارثن برؤيته‬
‫الغرض من التحريف ‪ :‬سرد تاريخى توضيحى ألحداث موت‬ ‫اإلصالحية الثاقبة الكثير من أباطيل البابا ومن طغيان الكنيسة فى‬
‫موسى ودفنه ومناحة بنى إسرائيل عليه ‪.‬‬ ‫روما ‪ ،‬ومن األسفار التى ال نثق فى صحتھا أو فى صالحيتھا ‪.‬‬

‫نوع التحريف ‪ :‬التحريف باإلضافة ‪.‬‬ ‫الدليل على التحريف ‪ :‬مقارنة النسختين المذكورتين للكتاب‬

‫مثال )‪ : (٤‬تحريف نص التوراة بسفر التكوين ‪ » :‬قال ‪ :‬خذ ابنك‬ ‫المقدس ‪.‬‬

‫وحيدك الذي تحبه إسحاق واذھب إلى أرض المريّا واصعده ھناك‬ ‫الغرض من التحريف ‪ :‬إصالحى بالنسبة للبروتستانت ‪ ،‬وھرطقة‬
‫محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك « ‪.‬‬ ‫بروتستانية بالنسبة للكاثوليك ‪.‬‬

‫دليل التحريف ‪:‬‬ ‫نوع التحريف ‪ :‬التحريف بالحذف من البروتستانت أو التحريف‬


‫بالزيادة من الكاثوليك ‪.‬‬
‫االبن الوحيد إلبراھيم ‪ :‬ھل كان ھو إسحاق أم إسماعيل ؟‬
‫مثال )‪ : (٣‬بآخر سفر التثنية ‪ » :‬فمات ھناك موسى عبد الرب في‬
‫سؤال اإلجابة عليه سھلة جدا جدا و ذلك إذا عرفنا من كان مولده‬
‫أرض موآب حسب قول الرب ‪ ،‬ودفنه في الجواء في أرض موآب‬
‫قبل الثانى وبكم سنة إسحاق أم إسماعيل ؟ الكتاب المقدس يحدد أن‬
‫مقابل بيت فغور ‪ ،‬ولم يعرف إنسان قبره إلى ھذا اليوم وكان موسى‬
‫الذى ولد أوال كان ھو إسماعيل فھو االبن البكر إلبراھيم ‪ ،‬وظل‬
‫ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تك ّل عينه وال ذھبت نضارته‬
‫‪٣١٣‬‬ ‫‪٣١٢‬‬
‫‪saints: from his right hand went a fiery law for‬‬ ‫إسماعيل ھو االبن الوحيد إلبراھيم طيلة ‪ ١٤‬سنة كاملة ‪ ،‬إلى أن ولد‬
‫) ‪them‬‬ ‫إسحاق ‪ ،‬ولم يكن إسحاق أبدا ھو االبن الوحيد إلبراھيم فى أى يوم‬

‫وترجمتة العربية الصحيحة والمذكورة ببعض النسخ القديمة ھى ‪» :‬‬ ‫من حياة إبراھيم ‪ ،‬لذلك تتضح الحقيقة وھى أن إقحام اسم إسحاق‬

‫فقال ‪ :‬جاء الرب من سيناء وأشرق لھم من سعير وسطع من جبل‬ ‫فى النص ھو من باب التحريف المتعمد من اليھود فى مرحلة‬

‫فاران ‪ ،‬وأتى ومعه عشرة آالف من القديسين وبيده اليمنى أحكام‬ ‫إعادتھم لكتابة التوراة من جديد ‪.‬‬

‫شريعة نارية لھم ‪. «.‬‬ ‫الغرض من التحريف ‪ :‬نفى أى نبوءة بظھور نبوة من ذرية‬

‫نص محرف ‪ » : ١‬فقال ‪ :‬جاء الرب من سيناء وأشرق لھم من‬ ‫إسماعيل ‪،‬‬

‫سعير وتألأل من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار‬ ‫نوع التحريف ‪ :‬اإلضافة ‪.‬‬
‫شريعة لھم « نسخة الكتاب المقدس فى السبعينيات ‪.١٩٧٥‬‬
‫‪«!$# ωΨÏã ôÏΒ #x‹≈yδ tβθä9θà)tƒ §ΝèO öΝÍκ‰Ï‰÷ƒr'Î/ |=≈tGÅ3ø9$# tβθç7çFõ3tƒ tÏ%©#Ïj9 ×≅÷ƒuθsù ‬‬
‫نص محرف ‪ » : ٢‬فقال ‪ :‬أقبل الرب من سيناء وأشرق عليھم من‬
‫سعير وتألق فى جبل فاران محاطا بعشرات األلوف من المالئكة‬ ‫‪$£ϑÏiΒ Νßγ©9 ×≅÷ƒuρuρ öΝÍγƒÏ‰÷ƒr& ôMt6tGŸ2 $£ϑÏiΒ Νßγ©9 ×≅÷ƒuθsù ( WξŠÎ=s% $YΨyϑrO ϵÎ/ (#ρçŽtIô±uŠÏ9‬‬

‫وعن يمينه يومض برق لھم « نسخة الكتاب المقدس سنة ‪١٩٩٥‬‬
‫‪ ] 〈 ∩∠∪ tβθç7Å¡õ3tƒ‬البقرة [ ‪.‬‬
‫المعنون على الغالف ب ‪ :‬كتاب الحياة ‪.‬‬

‫دليل التحريف ‪ :‬اختالف النص المترجم حديثا عن األصل‬ ‫مثال )‪ : (٥‬بسفر التثنية ‪ ٣ – ٣٣‬النص األصلى ھو ‪:‬‬
‫اإلنجليزى والترجمة العربية قديما ‪.‬‬
‫‪( And he said, The LORD came from Sinai, and‬‬
‫النص األصلى ‪ :‬وأتى ومعه عشرة آالف من القديسين وبيده‬ ‫‪rose up from Seir unto them; he shined forth from‬‬
‫اليمنى أحكام شريعة نارية لھم ‪.‬‬ ‫‪mount Paran, and he came with ten thousands of‬‬
‫‪٣١٥‬‬ ‫‪٣١٤‬‬
‫‪Who passing through the valley of Baca make it a‬‬ ‫موضع التحريف فى نسخة السبعينيات ‪ :‬وأتى من ربوات القدس‬
‫‪well; the rain also filleth the pools، 7 They go from‬‬ ‫وعن يمينه نار شريعة لھم ‪.‬‬
‫) ) ‪strength to strength‬‬ ‫موضع التحريف فى نسخة التسعينيات ‪ :‬محاطا بعشرات األلوف‬
‫والترجمة العربية الصحيحة ھى ‪ » :‬العابرون بوادى بكة يجعلونه‬ ‫من المالئكة و عن يمينه يومض برق لھم ‪.‬‬
‫حسنا « ‪.‬‬ ‫فى نسخة السبعينيات ‪ :‬تحول العشرة آالف من القديسين الذين ھم‬
‫تحريف ‪ : ١‬النسخ العربية ‪ » :‬عابرون في وادي البكاء يصيرونه‬ ‫المؤمنون إلى ‪ :‬ربوات القدس ‪.‬‬
‫ينبوعا« ‪.‬‬ ‫وفى نسخة التسعينيات المسماة بكتاب الحياة ‪ :‬تحولت كلمة أتى‬
‫تحريف ‪ : ٢‬النسخة العربية للكتاب المقدس سنة ‪١٩٩٥‬المسماة‬ ‫إلى كلمة محاطا وتحول العشرة آالف من القديسين الذين ھم إلى ‪:‬‬
‫كتاب الحياة ‪ » :‬وإذ يعبرون وادى البكاء الجاف يجعلونه ينابيع ماء‬ ‫عشرات األلوف من المالئكة وتحولت الشريعة إلى برق يومض‬
‫«‪.‬‬ ‫للمالئكة فى سماء فاران ‪.‬‬

‫دليل التحريف ‪ :‬لفظة ‪ ( the valley of Baca ) :‬بالنسخة‬ ‫الغرض من التحريف ‪ :‬طمس نبوءة عن النبى محمد  تحققت‬
‫اإلنجليزية ‪ ،‬والتى تدل على اسم علم لمكان يدعى وادى بكة يأتيه‬ ‫بدخوله مكة التى ھى فاران منتصرا ومعه عشرة آالف من المؤمنين‬
‫الحجاج المسلمون كل عام ‪ ،‬تم ترجمتھا فى النسخ العربية إلى ‪» :‬‬ ‫ومعه من ﷲ كتاب القرآن يحتوى على أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫وادى البكاء « وفى نسخة سنة ‪ ١٩٩٥‬تم إضافة كلمة الجاف بعدھا‬ ‫نوع التحريف ‪ :‬التبديل اللفظى ‪.‬‬
‫لتصبح ‪ » :‬وادى البكاء الجاف « إمعانا وتأكيدا على استمرارية‬
‫مثال)‪: (٦‬‬
‫عملية التحريف واإلبداع فيھا ‪.‬‬
‫نص المزمور ‪ ٨٤‬جملة ‪: ٦‬‬

‫‪٣١٧‬‬ ‫‪٣١٦‬‬
‫دليل التحريف ‪ :‬مقارنة النسخ القديمة بالنسخ الحديثة ‪ ،‬حيث تم‬ ‫الغرض من التحريف ‪ :‬طمس نبوءة تحققت بالنبى محمد ‬
‫استبدال الرد االستنكاري القوى ليسوع على نداء الشاب له بالصالح ‪،‬‬ ‫والمسلمين ‪ ،‬حيث إن وادى بكة المذكور بنص المزمور ‪ ،‬ھو اسم‬
‫من جملة ‪ ) :‬لماذا تدعوني صالحا ‪ ،‬ليس أحد صالحا إال واحداً وھو‬ ‫مشھور ومعروف قديما لمكة موطن قبيلة قريش حيث ولد خاتم‬
‫ﷲ ( إلى رد تحريفى استفھامى مموه ومضطرب ھكذا ‪ ) :‬لماذا‬ ‫المرسلين رسول ﷲ محمد وإليه يذھب الحجاج المسلمون فى كل عام‬
‫تسألنى عن الصالح ؟ واحد ھو الصالح ( ‪.‬‬ ‫يعبدون ﷲ فيه حيث يؤدون شعائر الحج ‪.‬‬

‫الغرض من التحريف ‪ :‬خدمة تفسير باطل يخدم عقيدة باطلة وينفى‬ ‫نوع التحريف ‪ :‬التبديل اللفظى فى الترجمة واإلضافة ‪.‬‬
‫عقيدة صحيحة ‪ ،‬فمنذ العالمة رحمة ﷲ الھندى فى كتابه إظھار الحق‬ ‫مثال) ‪: (٧‬‬
‫وحتى اليوم وھاتان الجملتان تستخدمان كدليل واضح على عدم‬
‫نص إنجيل متى إصحاح ‪ ١٩‬جملة ‪ ١٧ ، ١٦‬بالنسخ القديمة ‪» :‬‬
‫ألوھية يسوع الذى يقرر بكل وضوح أن ليس أحد صالحا إال واحدا‬
‫واذا واحد تقدم وقال له ‪ :‬أيھا المعلم الصالح أي صالح أعمل لتكون‬
‫وھو ﷲ ويرفض بشدة أن يدعوه أحد صالحا ‪.‬‬
‫لي الحياة األبدية ‪ ١٧ ،‬فقال له ‪ :‬لماذا تدعوني صالحا ‪ ،‬ليس أحد‬
‫والذين يكتبون الكتاب بأيديھم فى النسخة الجديدة يحاولون إخفاء‬ ‫صالحا إال واحداً وھو ﷲ ‪ ،‬ولكن أن إردت إن تدخل الحياة فاحفظ‬
‫ذلك فحرفوا إجابة يسوع إلى المقطع المبتور‪ » :‬واحد ھو الصالح «‬ ‫الوصايا « ‪.‬‬
‫ھكذا فقط بدون ذكر ﷲ وبدون نفى صفة الصالح عن غيره ‪.‬‬
‫والنص المحرف فى النسخ الحديثة كلھا ومنھا النسخة المسماة‬
‫والنص األخير به تناقض جديد ألنه يقول على لسان يسوع لماذا‬ ‫بكتاب الحياة ھو ‪ » :‬وإذ شاب يتقدم إليه ويسأل ‪ :‬أيھا المعلم الصالح ‪،‬‬
‫تسألنى عن الصالح مع أن السؤال كان عن أى صالح أعمل ‪.‬‬ ‫أى صالح أعمل ألحصل على الحياة األبدية ؟ فأجابه ‪ :‬لماذا تسألنى‬
‫نوع التحريف ‪ :‬التبديل ‪ ،‬باستبدال جملة محل جملة ‪.‬‬ ‫عن الصالح ؟ واحد ھو الصالح ‪ ،‬و لكن إن أردت أن تدخل الحياة‬

‫مثال) ‪: (٨‬‬ ‫فاعمل بالوصايا « ‪.‬‬

‫‪٣١٩‬‬ ‫‪٣١٨‬‬
‫النص األصلى ‪ ،‬أى أن صيغة التثليث ھذه فقرة مزيفة من عمل كاتب‬ ‫رسالة يوحنا األولى اإلصحاح الخامس جملة ‪ ٧‬بالنسخ بعد القرن‬
‫مجھول ‪.‬‬ ‫الثالث عشر الميالدى ‪.‬‬

‫والسؤال اآلن من المسئول عن مصائر الماليين من النصارى‬ ‫فان الذين يشھدون في السماء ھم‬ ‫ھذا النص محرف ‪٠٠٠٠ ) :‬‬
‫الذين ھلكوا ‪ ،‬وسيھلكون وھم يعتقدون أن عقيدة التثليث التى تعلموھا‬ ‫ثالثة اآلب والكلمة والروح القدس وھؤالء الثالثة ھم واحد ‪. ( ٠٠٠٠‬‬
‫تقوم على أساس نص من وحى إلھى ‪ ،‬بينما ھو فى حقيقة أمره نص‬ ‫دليل التحريف ‪ :‬بالنسخة الحديثة للكتاب المقدس المسماة بكتاب‬
‫دخيل أقحمته يد كاتب مجھول ؟؟‬ ‫الحياة الطبعة السادسة سنة ‪ ١٩٩٥‬فان الذين يشھدون في السماء ھم‬
‫الغرض من التحريف ‪ :‬محاولة إثبات عقيدة باطلة وھى عقيدة‬ ‫ثالثة ‪ :‬اآلب والكلمة والروح القدس وھؤالء الثالثة ھم واحد ‪.‬‬
‫التثليث ‪.‬‬ ‫تم وضع ھذه الجملة بين قوسين كما ھو مبين أمامك ‪.‬‬
‫نوع التحريف ‪ :‬تحريف التفسير وتحريف باإلضافة ‪.‬‬ ‫وفى آخر سطر من مقدمة ھذه الطبعة الحديثة كتب الناسخون‬

‫‪$tΒuρ ¢ 7πsW≈n=rO ß]Ï9$rO ©!$# āχÎ) (#þθä9$s% tÏ%©!$# txŸ2 ô‰s)©9 ‬‬ ‫يقول ﷲ تعالى ‪:‬‬ ‫الجدد ھذه الملحوظة الھامة جدا ‪ » :‬ما بين األقواس ھو تفسير‬
‫لعبارات صعبة الفھم أو مقاييس ومكاييل قديمة وضعنا ما يقابلھا‬
‫‪šÏ%©!$# £¡¡yϑu‹s9 šχθä9θà)tƒ $£ϑtã (#θßγtG⊥tƒ óΟ©9 βÎ)uρ 4 Ó‰Ïn≡uρ ×µ≈s9Î) HωÎ) >µ≈s9Î) ôÏΒ‬‬ ‫بالقيمة الحديثة بين األقواس « ‪.‬‬

‫نفھم من ھذا أن ما بين األقواس ھو إضافة من الناسخ و غير‬


‫‪ ] 〈 ∩∠⊂∪ íΟŠÏ9r& ëU#x‹tã óΟßγ÷ΨÏΒ (#ρãxx.‬المائدة [ ‪.‬‬
‫موجودة بالنص األصلى ‪ ،‬وھذا النص تم حذفه بالكامل بالنسخة‬
‫األمريكية القياسية اعتمادا على األبحاث المعروفة التى تقول ‪ :‬إن‬
‫ھذا النص غير موجود فى أى مخطوطة يونانية ‪ ،‬وأنه أضيف بعد‬
‫القرن الثالث عشر الميالدى بدون وضعه بين قوسين للتمويه أنه من‬

‫‪٣٢١‬‬ ‫‪٣٢٠‬‬
‫بالنسخة العربية الحديثة المسماه بكتاب الحياة ھكذا ‪:‬‬ ‫‪( Ó‰Ïm≡uρ ×µ≈s9Î) ª!$# $yϑ‾ΡÎ) 4 öΝà6©9 #ZŽöyz (#θßγtFΡ$# 4 îπsW≈n=rO (#θä9θà)s? Ÿωuρ ‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬
‫) ‪َ ١٧‬و َماتَ إِ ْس َما ِعي ُل َولَهُ ِمنَ ْال ُع ْم ِر مائة َس ْب ٌع َوثَالَثُونَ َسنَةً ‪،‬‬
‫ق بِقَوْ ِم ِه ‪ ١٨ ،‬أَ ﱠما ُذرﱢ يﱠتُهُ فَقَ ِد ا ْنتَ َش َر ْ‬ ‫™‪ ] 〈 ÿ…çµoΨ≈ysö7ß‬النساء ‪. [١٧١ :‬‬
‫ت ِم ْن َح ِويلَةَ إِلَى ُشو َر‬ ‫َولَ ِح َ‬
‫ْال ُمت ِ‬
‫َاخ َم ِة لِ ِمصْ َر فِي اتﱢ َجا ِه أَ ﱡش َ‬
‫ور‪َ ،‬و َكانَتْ َعلَى َعدَا ٍء َم َع بَقِيﱠ ِة إِ ْخ َوتِ َھا ‪.‬‬
‫مثال) ‪: (٩‬‬
‫(‬
‫سفر التكوين ‪ ،‬إصحاح ‪ ، ٢٥‬جملة ‪: ١٨ ، ١٧‬‬
‫دليل التحريف ‪ :‬مقارنة النسخ المذكورة للكتاب المقدس وبيان‬
‫وقوع االختالف دل على أن نسختين منھما محرفتان فى ذلك الموضع‬ ‫بالنسخة اإلنجليزية ھكذا ‪:‬‬

‫ال شك ‪.‬‬ ‫‪( And these are the years of the life of Ishmael, an‬‬

‫حيث إن ما ذكر بالنسخة اإلنجليزية ھو ‪:‬‬ ‫‪hundred and thirty and seven years: and he gave up‬‬
‫‪the ghost and died; and was gathered unto his‬‬
‫) ‪( and he died in the presence of all his brethren‬‬
‫‪people، 18 And they dwelt from Havilah unto Shur,‬‬
‫والذى ترجمته العربية الصحيحة ‪ » :‬ومات فى حضور جميع‬ ‫‪that is before Egypt, as thou goest toward Assyria:‬‬
‫إخوته « وبھذا نجد أن الكالم فى ھذه الجملة موصوالً بالكالم عن‬ ‫) ‪and he died in the presence of all his brethren،‬‬
‫موت إسماعيل ‪.‬‬
‫بالنسخ العربية ھكذا ‪:‬‬
‫ألن الكالم عنه يأتى بضمير المفرد ‪ ( he ) :‬و ) ‪ ، ( his‬و أما‬
‫) ھذه سنو حياة اسماعيل ‪ ،‬مائة سبع وثالثون سنة ‪ ،‬وأسلم روحه‬
‫عند الحديث عن ذريته بالنص يكون الضمير للجمع ‪. ( they ) :‬‬
‫ومات وانض ّم إلى قومه ‪ ١٨ ،‬وسكنوا من حويلة الى شور التي أمام‬
‫مصر حينما تجيء نحو آشور‪ ،‬أمام جميع إخوته نزل « ‪.‬‬

‫‪٣٢٣‬‬ ‫‪٣٢٢‬‬
‫بالنسخ العربية ھكذا ‪ » :‬سيقيم لك الرب إلھك نبيا من وسطك من‬ ‫والمعنى أنه عند موت إسماعيل كان جميع إخوته موجودين معه ‪،‬‬
‫إخوتك مثلي ‪ ،‬له تسمعون « ‪.‬‬ ‫وإخوته ھم ‪ :‬إسحاق وزمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا‬

‫التحريف ‪ :‬بالنسخة العربية الحديثة المسماة بكتاب الحياة ھكذا ‪» :‬‬ ‫أوالد إبراھيم من سارة و قطورة ‪.‬‬

‫سيقيم الرب فيكم نبيا مثلى من بنى إسرائيل له تسمعون « ‪.‬‬ ‫وھذه الجملة بالكتاب المقدس باللغة العربية ھكذا ‪ » :‬أمام جميع‬

‫دليل التحريف ‪ :‬مقارنة النسخ المذكورة ‪ ،‬حيث تحولت كلمة ‪) :‬‬ ‫إخوته نزل « تجعل الحديث عن ذرية إسماعيل و تحديدا عن مكان‬

‫لك ( إلى ‪ ) :‬فيكم ( و شتان شتان ما بين المعينيين ‪ ،‬وأتوقع أن يكون‬ ‫إقامتھم ‪.‬‬

‫التحريف فى المستقبل ھو ‪ ) :‬منكم ( ‪ ،‬وتحولت كلمة ‪ ) :‬من إخوتك‬ ‫وبالنسخة العربية الحديثة المسماه بكتاب الحياة ھكذا ‪َ ) :‬و َكانَتْ‬
‫( إلى ‪ ) :‬من بنى إسرائيل ( وھو تحريف جديد وجرىء لم يجرؤ‬ ‫َعلَى َعدَا ٍء َم َع بَقِيﱠ ِة إِ ْخ َوتِ َھا ( تجعل الحديث عن ذرية إسماعيل أيضا‬
‫حتى اليھود أنفسھم على فعله ‪ ،‬ولكن فعله ھؤالء الملعونون من ﷲ‬ ‫‪ ،‬ولكن ھذه المرة بشكل جديد متطور يواكب أحداث العصر من‬
‫المحرفون المسيحيون من النساخ الجدد للكتاب المقدس ‪.‬‬ ‫الصراع العربى اإلسرائيلي ويؤكد على اإلبداع فى عملية التحريف ‪.‬‬

‫الغرض من التحريف ‪ :‬طمس نبوءة تحققت بالنبى محمد  ‪،‬‬ ‫الغرض من التحريف ‪ :‬غير معلوم لنا ‪ ،‬سألوا المحرفين أى نص‬
‫حيث كان مثل موسى فھو النبى الوحيد الذى تنزلت عليه مثل موسى‬ ‫ھو كلمة ﷲ ‪ ،‬وأيھما ھو المحرف ‪ ،‬ولماذا ھذا التخريف فى التحريف‬
‫شريعة من ﷲ بھا كافة األحكام فى الحياة وكان حاكما بھا للشعب مثل‬ ‫!!‬
‫موسى ‪ ،‬وكان من بنى إسماعيل إخوة بنى إسرائيل ‪ ،‬وقام بعد‬ ‫نوع التحريف ‪ :‬التبديل ‪ ،‬باستبدال جملة محل جملة ‪.‬‬
‫ھجرته بالمدينة المنورة وسط قبائل من بنى إسرائيل كانوا حول‬
‫مثال) ‪: (١٠‬‬
‫المدينة كيھود خيبر وبنى قينقاع والنضير و غيرھم ‪.‬‬
‫سفر التثنية ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، ١٨‬جملة ‪: ١٥‬‬
‫نوع التحريف ‪ :‬تحريف فى التفسير و تحريف بالتبديل ‪.‬‬

‫‪٣٢٥‬‬ ‫‪٣٢٤‬‬
‫ومازال التحريف مستمرا ‪.........‬‬
‫فھرس الموضوعات‬
‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫‪٥‬‬ ‫مقدمة الكتاب ) الناس مختلفون فى قبولھم لملكوت ﷲ (‬

‫(‬ ‫واحد‬ ‫ودين‬ ‫واحد‬ ‫رب‬ ‫)‬ ‫األول‬ ‫الجزء‬

‫‪٧‬‬

‫‪٩‬‬ ‫مقدمة الجزء األول‬

‫‪١١‬‬ ‫دين ﷲ‬

‫‪٣٨‬‬ ‫الغفران اإللھى‬

‫‪٥٢‬‬ ‫يسوع وشريعة موسى‬

‫‪٧٥‬‬ ‫دين يسوع‬

‫‪٧٧‬‬ ‫ذات ﷲ‬

‫‪٣٢٧‬‬ ‫‪٣٢٦‬‬
‫‪١٩٨‬‬ ‫رأى المفسرين المسيحيين فى النبوة‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫الجزء الثانى ) بشارة الملكوت (‬

‫‪٢٠٠‬‬ ‫شروط مملكة ﷲ‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫مقدمة الجزء الثانى‬

‫‪٢٠٢‬‬ ‫مسيحية بولس وملكوت ﷲ‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫بمن صنع العھد ؟‬

‫‪٢٠٥‬‬ ‫معمودية الروح‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫بشارة يسوع‬

‫‪٢١٢‬‬ ‫محمد رسول ﷲ‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫ﷲ يغير حملة رسالته‬

‫‪٢١٩‬‬ ‫الفواصل‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫نبى من فاران‬

‫‪٢٢١‬‬ ‫فاصل )‪ : (١‬شرح عقيدة المسيحيين األوائل من اليھود‬ ‫‪١١١‬‬ ‫نبوءة أرميا‬

‫‪٢٢٤‬‬ ‫فاصل )‪ : (٢‬شرح حقيقة اإليمان وحقيقة الكفر‬ ‫‪١١٦‬‬ ‫نبوءة أشعياء‬

‫‪٢٣٥‬‬ ‫فاصل )‪ : (٣‬يسوع فى عيون معاصريه‬ ‫‪١٢٩‬‬ ‫ترنيمة داود‬

‫‪٢٣٨‬‬ ‫فاصل )‪ : (٤‬معجزات النبى محمد المادية‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫وحى من جھة بالد العرب‬

‫‪٢٥٤‬‬ ‫فاصل )‪ : (٥‬الوحى اإللھى‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫مبارك اآلتى باسم الرب‬

‫‪٢٦٠‬‬ ‫فاصل )‪ : (٦‬فضح المحرفين‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫مبارك شعبى مصر‬

‫‪٢٧٧‬‬ ‫فھرس الموضوعات‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫خاتم األنبياء‬

‫‪١٩٣‬‬ ‫مملكة ﷲ‬

‫‪١٩٧‬‬ ‫الحجر الذى قطع بغير يدين‬


‫‪٣٢٩‬‬ ‫‪٣٢٨‬‬
‫رقم اإليداع ‪٢٠٠٥/٢١١٧٥‬م‬

‫‪977-15-0534-3 I . S . B . N.‬‬

‫‪٣٣١‬‬ ‫‪٣٣٠‬‬

You might also like