You are on page 1of 10

‫المحاضرة الخامسة‬

‫مراحل النمو‬
‫اوال ‪ :‬المرحلة الجنينية‬
‫مرحلة ما قبل االنجاب والوالدة‬
‫تستمر مرحلة ما قبل الوالدة عند االنسان ما معدله(‪ )266‬يوما‪ ،‬خالل هذه الفترة ينقسم‬
‫الزيجوت الى ما يقرب من(‪ )200‬بليون خلية وينمو الجنين في المرحلة الفيتوسية في رحم االم‬
‫(‪ )uterus‬الى ان يصبح قادرر على التطور واستمرار الحياة خارج الرحم ‪.‬وحيث ان التطور‬
‫في مرحلة ما قبل الوالدة منتظم ويمكن التنبؤ به فأنه يمكن تقديم جداول لجوانب التطور المهمة‬
‫التي تحدث خالل هذه المرحلة‪ ،‬وهناك ثالث م ارحل اساسية في الحمل هي‪:‬‬
‫‪- 1‬مرحلة الزيجوت) البويضة‪( Period of Zygote :‬‬
‫تستمر هذه المرحلة منذ حدوث االخصاب وحتى نهاية االسبوع الثاني من فترة الحمل اما ابرز‬
‫جوانب التطور في هذه المرحلة فهي‪:‬‬
‫يبقى حجم الزيجوت الذي يقترب كثي ار من حجم راس الدبوس كما هو دون اي‪ -‬تغيير بسبب‬
‫عدم وجود مصدر خارجي لتغذيته ولكنه يظل حيا بواسطة المح الموجود في البويضة‪ .‬تتطور‬
‫الطبقة الخارجية فيما بعد لتشكل المشيمة والحبل السري اما الطبقة ‪ -‬الداخلية فتتطور لتشكل‬
‫الكائن البشري الجديد‪.‬‬
‫بعد مرور حوالي عشرة ايام من حدوث االخصاب يتعلق الزايجوت في جدار‪ -‬الرحم ‪ .‬وبعد‬
‫ذلك يبدأ الزايجون بالنمو في الحجم بسبب وجود مصدر جديد للتغذية‪.‬‬
‫أما أهم المخاطر الجسمية في هذه المرحلة فهي‪:‬‬
‫أ ‪-‬الموت جوعا ‪ - starvation :‬سيموت الزايجوت من الجوع اذا كان لديه القليل من‬
‫المح إلبقائه حيا‪ ،‬حتى يتمكن من الصاق نفسه في جدار الرحم‪ ،‬او اذا بقي الزايجوت‬
‫فترة طويلة في قناة فالوب‪.‬‬
‫ب‪ -‬نقص جاهزية الرحم ‪ - Lack of Uterine Preparation :‬يمكن اال تنجح عملية‬
‫التصاق الزايجوت بجدار الرحم نتيجة وجود اضطراب في النظام الغدي‪ ،‬او اذا كانت جدران‬
‫الرحم غير جاهزة في الوقت المناسب الستقبال الزايجوت‪.‬‬
‫ج‪ -‬االلتصاق في المكان الخاطئ ‪ - Implantation in the Wrong Place :‬اذا التصق‬
‫الزايجوت بأحد االنسجة الليفية الصغيرة في جدار الرحم او او بجدار قناة فالوب فأنه لن يتمكن‬
‫من الحصول على التغذية الالزمة وتكون نتيجة ذلك موت الزايجوت‪.‬‬

‫‪- 2‬المرحلة االمبريونية‪ Period of the embryo :‬تبدأ هذه المرحلة في نهاية االسبوع‬
‫الثاني من الحمل وتستمر حتى نهاية الشهر القمري الثاني واكثر جوانب التطور في‬
‫هذه المرحلة هي‪:‬‬
‫يتطور االمبريون) الجنين (في هذه المرحلة بحيث يصبح مخلوق بشري ‪ -‬صغير‪.‬‬
‫يحدث التطور الرئيس في منطقة الراس اوال‪ ،‬وينتقل فيما بعد الى منطقة‪ -‬االطراف‪.‬‬
‫تتشكل في هذه المرحلة المالمح االساسية في الجسم‪ ،‬الداخلية منها والخارجية‪ -‬على حد سواء‪.‬‬
‫يبدأ االمبريون باالتجاه نحو الرحم حيث يمكن تحريك االطراف بطريقة تلقائية ‪ .‬تقوم المشيمة‬
‫والحبل السري والكيس االميني في هذه المرحلة بحماية االمبريون وتغذيته‪ .‬في نهاية الشهر‬
‫الثاني من مرحلة ما قبل الوالدة يصبح وزن الجنين حوالي‪ 04 -‬غرام وطوله ‪ 0‬سم ‪.‬‬
‫أما أهم المخاطر الجسمية في هذه المرحلة فهي‪:‬‬
‫‪ -‬االجهاض ‪ - Miscarriage :‬يؤدي سقوط االم الحامل واالضط اربات الناجمة عن‬
‫الصدمات االنفعالية وسوء التغذية واالضطرابات الغدية ونقص الفيتامينات واالصابة‬
‫باألمراض الخطيرة مثل السكري وذات الرئة الى ازاحة الجنين من مكانه في جدار‬
‫الرحم‪ ،‬االمر الذي يترتب عليه االجهاض‪ ،‬وتحدث حاالت االجهاض بسبب الظروف‬
‫غير المناسبة في مرحلة ما قبل الوالدة في الفترة ما بين االسبوع التاسع واالسبوع الحادي‬
‫عشر بعد االخصاب‪.‬‬
‫‪ -‬االضطرابات التطورية ‪ - Developmental irregularities :‬هناك العديد من جوانب‬
‫الشذوذ في عمليات التطور تؤدي الى اعاقة التطور الطبيعي‪ ،‬السيما في دماغ الجنين‬
‫)االمبريو ( ومن هذه الجوانب سوء التغذية واضط اربات الغدد ونقص الفيتامينات‪،‬‬
‫واالستخدام المبالغ فيه للعقاقير الطبية والتدخين واالمراض كالسكري والحصبة االلمانية‪.‬‬

‫‪- 3‬المرحلة الفيتوسية‪ Period of the Fetus :‬وتستمر هذه المرحلة من نهاية الشهر‬
‫القمري الثاني وتستمر حتى الوالدة وتكون ابرز مظاهر التطور في هذه المرحلة الطويلة‬
‫نسبيا على النحو التالي‪:‬‬
‫تحدث التغييرات في الحجم الحقيقي او النسبي ألج ازء الجسم التي تم تشكيلها‪ -‬على نحو‬
‫مسبق باإلضافة الى التغي ارت في الوظائف التي تؤديها هذه االجزاء‪ ،‬وال تظهر اية اجزاء جديدة‬
‫في هذا الوقت‪.‬‬
‫مع نهاية الشهر القمري الثالث‪ ،‬تبدأ بعض االعضاء الداخلية بالتطور بما فيه‪ -‬الكفاية للبدء‬
‫في اداء وظائفها يمكن اكتشاف ضربات القلب عند الجنين )الفيتوس(في االسبوع الخامس عشر‬
‫تقريبا‪.‬‬
‫مع نهاية الشهر القمري الخامس‪ ،‬تأخذ االعضاء الداخلية المختلفة وضعها‪ -‬الذي يشبه الى‬
‫حد كبير الوضع الذي سوف تصبح عليه اعضاء الجسم في مرحلة الرشد‪.‬‬
‫تبدأ الخاليا العصبية الموجودة بدءا من االسبوع الثالث بالتزايد بشكل سريع‪ -‬من حيث العدد‪،‬‬
‫خالل الشهور القمرية الثاني والثالث والرابع‪ ،‬وترتبط مسألة استمرار هذا التزايد السريع بالظروف‬
‫المتوافرة لالم‪ ،‬فسوء التغذية يؤثر سلبا على التطور العصبي‪ ،‬وخاصة خالل الشهور االخيرة من‬
‫مرحلة ما قبل الوالدة‪.‬‬
‫تظهر حركات الجنين) الفيتوس ( بداية بين االسبوع الثامن عشر واالسبوع‪ -‬الثاني والعشرون‪،‬‬
‫ومن ثم تتزابد بشكل سريع حتى نهاية الشهر القمري التاسع‪ ،‬حيث تتباطأ بسبب كثرة السائل‬
‫االميني والضغط على دماغ الجنين بسبب استدارته الى اسفل في المنطقة الحوضية استعدادا‬
‫للوالدة ويمكن ان تكون هذه الحركات سريعة او بطيئة تأخذ عدة اشكال تت اروح بين التدحرج‬
‫والركل بالقدمين‪.‬‬

‫أما أهم المخاطر الجسمية في هذه المرحلة فهي‪:‬‬


‫‪ .1‬االجهاض‪ :‬تظل احتماالت حدوث عملية االجهاض قائمة حتى الشهر‪ -‬الخامس من‬
‫الحمل‪ ،‬ويكون الجنين اكثر عرضة لإلجهاض في الفترة التي يحدث فيها الحيض عند‬
‫االم الحامل‪.‬‬
‫‪ .2‬الوالدة المبكرة ‪ - Prematurely :‬الجنين الذي يقل وزنه عن ‪ 1‬كغم لديه فرصة اقل‬
‫في البقاء‪ ،‬مقارنة بمن هو اثقل وزنا ولديهم ايضا فرصة اكبر للمعاناة من التشوهات‬
‫التطورية‪.‬‬
‫‪ .3‬مضاعفات الوالدة ‪ - Complications of Delivery :‬تؤثر ضغوطات الوالدة على‬
‫انقباضات الرحم ومن المحتمل ان تؤدي مضاعفات خالل عملية الوالدة‪.‬‬
‫‪ .0‬االضطرابات التطورية ‪:‬ان وجود اي ظروف بيئية غير مناسبة خالل الفترة ‪-‬‬
‫االمبريونية سيؤثر ايضا في تطور الفيتوس‪ ،‬ويؤدي بالتالي الى اعاقة مجمل عملية‬
‫التطور عند الجنين‪.‬‬

‫المخاطر النفسية‪Psychological Hazards‬‬


‫كما هو الحال بالنسبة للمخاطر البدنية‪ ،‬يمكن ان يكون للمخاطر النفسية اثا ار دائمة على تطور‬
‫الفرد‪ ،‬ويمكن ان تؤثر ايضا على بيئة ما بعد الوالدة‪ ،‬المعاملة التي يتلقاها الطفل من المحيطين‬
‫به خالل السنوات المبكرة التي يتشكل فيها الطفل‪ ،‬وفيما يلي بعض المخاطر النفسية التي يمكن‬
‫ان تؤثر في الجنين او االم في مرحلة ما قبل الوالدة‪:‬‬
‫أ ‪.‬المعتقدات التقليدية‪Traditional Beliefs :‬‬
‫يعتقد العديد من الرجال ان المراة هي التي تملك القدرة على ضبط جنس‪ -‬الطفل‪ ،‬واذا لم تنجب‬
‫للزوج الطفل الذي يرغب فيه ذلك ذكر كان ام انثى‪ ،‬فإن اتجاهاته نحوها يمكن ان تتأثر بشكل‬
‫خطير‪ ،‬فضال عن المشكالت االخرى التي يمكن ان تترتب على تك ارر ذلك‪ ،‬والتي تصل في‬
‫بعض الحاالت الى الطالق او استبدال الزوجة بغيرها يمكن ان تكون قادرة على تحقيق رغبته‬
‫في جنس دون غيره من االبناء‪.‬‬

‫ب ‪.‬الضغوط التي تعاني منها االم الحامل‪Maternal Stress :‬‬


‫الحمل تجربة انسانية على درجة كبيرة من االهمية وتنتاب االم الحامل فيها العديد من المشاعر‬
‫التي تؤدي الكثير منها الى الخوف والقلق والتوتر والغضب حتى الغيرة‪ ،‬وهناك الكثير من‬
‫االسباب التي تؤدي لتوتر االم الحامل من بينها‪:‬‬
‫عدم انتظار الطفل‪ ،‬وقدومه دون رغبة او تخطيط مسبق بسبب الصعوبات‪ -‬المالية او‬
‫المشكالت العائلية في االسرة‪ ،‬او بسبب ارتباط الزوجين بخطط مهنية او تعليمية او ألي‬
‫اسباب اخرى سيجعل االم واالب على حد سواء في حالة انفعالية مضطربة بشكل عام‪ ،‬وتزداد‬
‫صعوبة الوضع عندما تنتاب الوالدين حالة من االحساس بعدم الكفاءة للقيام بدور االنجاب‪،‬‬
‫اضافة الى المخاوف من عدم انجاب طفل سوي خال من االعاقات االمر الذي سيؤدي الى‬
‫زيادة الضغوط النفسية والتي سوف تؤثر بالضرورة على الجنين واالم معا قبل الوالدة وبعدها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة المهد) من الميالد الى ‪ - 2‬أو ‪ 3‬سنة(‬


‫ينظر علماء نفس النمو الى مرحلة الرضاعة باعتبارها مرحلة فرعية من مرحلة الطفولة وتمتد‬
‫هذه الفترة من لحظة الميالد الى سن عامين‪ ،‬ويبدو ان هذا االسمة مشتق من اهم االستجابات‬
‫التخصصية في هذه المرحلة وهي الرضاعة التي تتطلي العديد من القد ارت التي يلد الطفل‬
‫مزودا بها‪ ،‬والرضاعة عملية حيوية يأخذ بواسطتها الوليد حاجته من الغذاء فيشبع جوعه‬
‫وتستمر حياته‪ ،‬والرضاعة اذا ما تأدت بالشكل السليم فإنها تشبع لدى الوليد حاجاته النفسية‬
‫للحب والعطف والحنان وااللتصاق واالحساس باللذة‪.‬‬
‫وتعد هذه المرحلة ( ‪ )Infancy‬فترة نمو وتطور خطيرة من الناحية الجسمية والنفسية‪ ،‬فهي‬
‫خطيرة من الناحية الجسمية بسبب الصعوبات التي يواجهها الطفل في القيام بعمليات التكيف‬
‫الضرورية في بيئة جديدة ومختلفة كليا عن تلك التي اعتاد عليها خالل الشهور السابقة‪ ،‬وتتميز‬
‫هذه المرحلة بارتفاع نسبة الوفيات بين االطفال فيها‪ ،‬اما من الناحية النفسية فإن خطورة هذه‬
‫المرحلة تكون بسبب بداية بلورة اتجاهات االف ارد المحيطين بالطفل‪ ،‬ان العديد من هذه‬
‫االتجاهات تكونت خالل مرحلة ما قبل الوالدة ويمكن ان تتغير جذريا بعد والدة الطفل‪ ،‬ولكن‬
‫بعض هذه االتجاهات يمكن اال تتغير نسبيا او حتى تصبح اكثر قسوة بناء على درجة صعوبة‬
‫او سهولة عمليات التكيف التي يقوم بها كل من الطفل او الوالدين ‪.‬وقد حظيت هذه المرحلة‬
‫باهتمام ملحوظ من قبل علماء نفس النمو وتاركمت كمية هائلة من المعلومات ونتائج البحوث‬
‫والد ا رسات حول التغي ا رت الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية للطفل الرضيع‪.‬‬

‫خصائص النمو في مرحلة المهد‬


‫تبدأ مرحلة المهد منذ اللحظة األولى لخروج الطفل إلى هذا العالم‪ ،‬وتستمر حتى نهاية السنة‬
‫الثانية تقريبا‪ ،‬وهذه المرحلة أهمية كبيرة ألن في بدايتها تتقرر قدرة الوليد على البقاء وكفاءته في‬
‫مؤثرت البيئة الجديدة‪.‬‬
‫ا‬ ‫مواجهة‬
‫النمو الجسمي‬
‫تشهد السنة األولى نموا سريعا في كل من الطول والوزن‪ ،‬ويتضاعف الوزن في الشهر الخامس‬
‫ويصل إلى ثالثة أضعاف في نهاية السنة األولى‪ .‬ويكون ارس الطفل عند الوالدة كبير بالنسبة‬
‫لجسمه اذ يبلغ ما نسبته(‪ )4 / 1‬طول الجسم وتكون الساقان قصيرتان نسبيا‪ ،‬ويكون الجذع‬
‫طويال عند الوالدة بالنسبة لألطارف ثم يتسارع نمو الجذع واالط ارف ويكون نمو الارس والوجه‬
‫بطيئا وهذا ما يسمى بمفهوم التطور النسبي الذي يرتبط بتطور اعضاء الجسم المختلفة‪ ،‬اذ يزيد‬
‫طول المولود في السنة االولى( ‪ )24‬سم في المتوسط‪ ،‬ثم يتناقص التطور فيزيد الطول(‪)10‬‬
‫سم في السنة الثانية ‪.‬وتحقق كل من اليدين والقدمين أقصى معدل السرعة النمو‪ ،‬ويتميز النمو‬
‫الجسماني بعدة صفات منها‪:‬‬
‫ال بين الحركات العضلية الكبرى ثم ينتقل للصغرى‪.‬‬
‫‪ .1‬التوافق والتآزر يكون أو ا‬
‫‪ .2‬حركات الرضيع تكون عشوائية ومن ثم تتحدد إلى الحركات ذات الهدف‪.‬‬
‫‪ .3‬يبدأ ظهور األسنان اللبنية في حوالي الشهر السادس‪ ،‬وتظهر عند اإلناث قبل الذكور‪.‬‬
‫‪ .0‬يشهد الرضيع زيادة في وزنه تفوق الزيادة في طوله عند نهاية المرحلة‪.‬‬

‫النمو الحركي‬
‫يعتبر المشي من أهم مظاهر النمو الحركي والذي يعتمد كثي ا ار على النضج العقلي ‪.‬فابتداءا‬
‫من الشهر الثالث تأخذ عضالت الطفل في النضج وتكون في التحكم في الرقبة وتنتقل تدريجي ا‬
‫إلى الكتفين ومن ثم الذ ا رعين إلى أن تعم الجزء العلوي من الجذع ‪ ،‬ثم تنتقل تدريجي ا إلى‬
‫الجزء السفلي من الجذع ‪ .‬أما بالنسبة للعمر الزمني لم ارحل المشي فهي تختلف من طفل‬
‫آلخر‪ ،‬لكن الوقت المفترض للمشي من سنة إلى سنة ونصف)في المتوسط‪ (.‬يستطيع الرضيع‬
‫تناول األشياء والقبض عليها ثم تزداد دقة واتقان اإلمساك ‪ ،‬وفي هذه المرحلة يالحظ الوالدان‬
‫استخدام الرضيع يد على األخرى في نشاطه الحركي وفي رسم الخطوط ‪.‬وينبغي عدم إجبار‬
‫الطفل على استخدام يد معينه في هذا السن لكي ال يؤدي إلى اضط اربات نفسية وحركية ‪.‬‬
‫م ارحل النمو الحركي الطفال هذه المرحلة‪.‬‬

‫النمو العقلي) المعرفي(‬


‫يعتمد الطفل في هذه المرحلة على حواسه في التعرف واد ارك األشياء المحيطة به ‪.‬والذكاء في‬
‫هذه الفترة يكون حسيا حركيا‪ ،‬ومن أهم ما يميز هذه المرحلة بصفة عامة سرعة نمو الوظائف‬
‫الحسية واضافة المعاني إلى تلك المثي ارت الحسية‪ ،‬ويرتبط النمو العقلي للطفل الرضيع بالنمو‬
‫اللغوي الرتباطه بعمليات التفكير والتميز بين المعاني‪ ،‬فإنه يستطيع تعلم اللغة في بداية العام‬
‫الثاني‪ ،‬ويفهم لغة المحيطين به قبل أن يستطيع التعبير عما يدور بعقله تعبير لغويا صحيحا‪.‬‬
‫النمو االجتماعي‬
‫ي رتبط النمو االجتماعي منذ ميالد الطفل بالنمو االنفعالي‪ ،‬ويتضح هذا من عالقة الطفل‬
‫بأبويه واهتمام األبوين واألخوة بالمولود الجديد القادم لألسرة ‪.‬تبدأ العالقات االجتماعية لطفل‬
‫المهد مع األم باعتبارها المصدر األساسي إلشباع احتياجاته من الغذاء واألمن وال ارحة‪ ،‬فالطفل‬
‫يعتبر خالل الشهور األولى من ميالده جزءا من األم وليس شخصا مستقال عنها ‪.‬ويتأثر النمو‬
‫االجتماعي للطفل بالجو األسري العام‪ ،‬وبنمط التربية األسرية‪ ،‬والعالقات بين الوالدين‪ ،‬وكذلك‬
‫االتجاهات العامة للوالدين نحو الرضيع‪.‬‬

‫النمو االنفعالي‬
‫في هذه المرحلة تتركز استجابات الرضيع االنفعالية في أمرين ‪ :‬ارحته النفسية وتغذية جسمه‬
‫وقد اكدت الد ارسات ان الرضيع يستطيع تمييز االنفعاالت التي تظهرها تعبي ارت الوجه ابتداء‬
‫من الشهر ال اربع‪ ،‬ومعنى ذلك ان الوجوه المعبرة عن الفرح تستدعي شعور الطفل باالرتياح‪ ،‬اما‬
‫الوجوه العابسة فتستدعي عند الطفل الشعور بالنفور وهذا يشير الى ان ابتسامة الطفل ال تلبث‬
‫ان تصبح سلوكا اجتماعيا اال من خالل التفاعل المتبادل بين الطفل ووالديه‪.‬‬
‫واالنفعال االخر هو الغضب والخوف‪ ،‬اذ يظهر الغضب بوضوح عندما يشعر الطفل الرضيع‬
‫بعدم ال ارحة الجسمية او وجود عوائق في سبيل تحقيق حاجاته او تدخل الكبار بشكل مبالغ فيه‬
‫في سلوكه‪ ،‬او اذا اخذت منه لعبته او اذا سقطت او ضاعت‪ ،‬ويظهر انفعال الخوف عند وجود‬
‫المثي ارت الغريبة كوجه الغرباء او المثي ارت الفجائية كاألصوات العالية او المرتبطة باأللم او‬
‫تقليدا للكبار او عند تركه وحيدا في الظالم او تعرضه للسقوط او الشعور باالنفصال او فقدان‬
‫شخص عزيز كاألم مثال وهنا تظهر بوادر القلق‪.‬‬
‫ويظهر في هذه المرحلة انفعال التعلق وهو اربطة انفعالية مغلقة بين الرضيع وامه او من ينوب‬
‫عنها‪ ،‬يمكن ان تستغرق الشهور الستة االولى او السبعة االولى من عمر الرضيع حتى تقوى‬
‫وتصبح ظاهرة ملحوظة تدل على طبيعة العالقة االنفعالية التي تربط بين الرضيع وامه‪ ،‬وتعبر‬
‫هذه العالقة عن احساس الرضيع وقد تعبر عن احساس قوي بالقلق‪ ،‬وترى ان نوعية القلق‬
‫السائد مع نهاية العام االول من عمر الرضيع تلعب دو ار في تطوره النفسي مستقبال‪.‬‬
‫وهناك اربعة انواع من التعلق هي‪:‬‬
‫‪ .1‬التعلق االمن ‪:‬يرى الطفل امه كقاعدة امينة ينطلق منها الكتشاف ما يحيط به‪ ،‬وعندما‬
‫ينفصل عنها يمكن ان يبكي او ال يبكي‪ ،‬واذا بكى فان ذلك يكون بسبب غياب االم فهو‬
‫يفضلها على اي شخص اخر وعندما تعود االم فإنه يسعى لالتصال بها‪ ،‬وتقل حدة‬
‫بكائه فو ار‪.‬‬
‫‪ .2‬التعلق التجنبي ‪ :‬يبدو االطفال في هذا النوع من التعلق غير االمن مستجيبين لالم‬
‫عند حضورها وال يشعرون باالكتئاب عند مغادرتها وتكون ردود افعالهم نحو الغرباء‬
‫مشابهة لردود افعالهم نحو امهاتهم‪ ،‬وعند عودتهم لالم فإنهم يتجنبون تحيتها او‬
‫يتباطؤون في ذلك‪ ،‬وعندما تقوم االم بحمل الطفل فإنه ال يبدي رغبة قوية لاللتصاق‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ .3‬التعلق المقاوم ‪ :‬يبدو الطفل متعلقا بشدة بأمه ولكنه يفشل في استكشاف ما يحيط به‬
‫في حضورها‪ ،‬وعندما تعود االم بعد انفصالها عنه فإنه يتصرف بشكل غاضب ومقاوم‪،‬‬
‫حتى انه يدفعها احيانا او يقوم بضربها ويستمر العديد من االطفال في البكاء حتى بعد‬
‫ان تقوم االم بحملهم‪ ،‬وال يمكن تهدئتهم بسهولة‪.‬‬
‫‪ .0‬التعلق غير المنظم ‪ :‬ويعكس هذا النموذج اكبر قدر ممكن من التعلق غير االمن فعند‬
‫عودة االم الى الطفل يبدي مجموعة من السلوكات المتناقضة والمضطربة فعلى سبيل‬
‫المثال يمكن ان ينظر بعيدا عن امه اثناء قيامها بحمله او يرمقها بنظرة فاترة تنم عن‬
‫شعوره بالضيق واالحباط ويعود بعض االطفال في هذا النموذج الى البكاء بشكل غير‬
‫متوقع حتى بعد تهدئتهم‪.‬‬
‫وعموما ان هناك اجماع لدى علماء النفس حول اهمية عالقة االم بمولودها خالل السنتين‬
‫االولى والثانية من حياة الطفل فالعالقة السليمة المتوازنة الجيدة التي تؤدي الى تعلق امن‬
‫للرضيع بأمه مبنية على مها ارت معينة تحلى بها االم‪ ،‬تتجانس مع بعضها لتكون ما يسمى‬
‫بالتناسق االتصالي‪.‬‬

You might also like