You are on page 1of 19

‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن األفكار المتعلقة ببنية المادة في العهد اليوناني هي أفكار فلسفية لم يتم التأكد منها آنذاك‪ ،‬م َّما‬
‫جعل الفالسفة والفيزيائين والكيميائيين في مختلف العصور الموالية للعهد اليوناني يستمرون في‬
‫التفكير وتشكيل األسئلة حول ماهية المادة وُبنيتها‪ ،‬إلى أن جاء العالم ‪ Dalton‬الذي أرسى القواعد‬
‫حاليا‪.‬‬
‫التجريبية األولية لمفهوم الذرة‪ ،‬ثم تطور هذا المفهوم إلى أن وصل إلى المفهوم المتعارف عليه ً‬
‫‪.1.I‬النماذج الذرية‪:‬‬
‫‪.1.1.I‬حسب نموذج ‪:Dalton‬‬
‫"بين عام ‪ 1808-1805‬نشر اإلنجليزي ‪ John Dalton‬أول الفرضيات الحديثة التي تصف وجود‬
‫طبيعة الذرة‪ [33]"،‬حيث َّأنه استند على المالحظات والتجارب العلمية التي كانت معروفة آنذاك في صياغة‬
‫الفرضيات الذرية‪.‬‬
‫ملخصا ألهم فرضيات ‪:Dalton‬‬
‫ً‬ ‫فيما يلي‬
‫‪ ‬تتألف المادة من دقائق صغيرة غير قابلة لالنقسام تدعى الذرات‪.‬‬
‫‪ ‬الذرة أصغر جزء في العنصر وتختلف العناصر باختالف ذراتها و َّ‬
‫أن ذرات العنصر الواحد متشابهة‬
‫في كل الخواص‪.‬‬
‫‪ ‬عندما تتحد العناصر لتكوين المركبات فإنها تتحد بأعداد صحيحة بسيطة من الذرات‪.‬‬
‫وضع ‪ Dalton‬تصوره للذرة وقال َّ‬
‫بأن الذرة عبارة عن ُجسيم كروي ُ‬
‫(مصمت) غير فارغ ذو كثافة عالية‬
‫يشبه الكرة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الشكل(‪ :)1.I‬يوضح النموذج الذري لـ ‪Dalton‬‬

‫‪1‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.2.1.I‬حسب نموذج ‪:Thomson‬‬


‫اكتشف العالم ‪ J.J Thomson‬جسيمات مادية صغيرة جدا ومتماثلة تحمل كل منها شحنة كهربائية‬
‫مما جعله يتصور َّ‬
‫بأن الذرة كرة مملوءة بمادة‬ ‫سالبة‪ ،‬حيث َّ‬
‫أكد َّ‬
‫أن هذه الجسيمات هي إحدى مكونات الذرة َّ‬
‫موجبة الشحنة تتخللها جسيمات أصغر تحمل شحنة سالبة هي اإللكترونات‪.‬‬
‫فالذرة حسب نموذج ‪ Thomson‬هي كرة مملوءة بالمادة (أي ال يوجد بها فراغ) وهي ليست أصغر‬
‫جزء من المادة بدليل أنها تتكون من مادة موجبة و إلكترونات‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الشكل(‪ :)2.I‬يوضح النموذج الذري لـ ‪Thomson‬‬

‫‪.3.1.I‬حسب نموذج ‪: Rutherford‬‬


‫إن البحوث التي أُجريت في مخابر‪ Rutherford‬حول بنية المادة بيَّنت َّ‬
‫بأن الذرة ليست مملوءة كلها‬ ‫َّ‬
‫نموذجا آخر لبنية الذرة يتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫بالمادة بل يتخللها فراغ هائل‪ ،‬وهذا ما جعل ‪ُ Rutherford‬يقدم‬

‫‪ ‬تتكون الذرة من نواة التي تحوي بداخلها شحنة كهربائية موجبة وتمثل هذه النواة كتلة الذرة ُ‬
‫ويحاط‬
‫بها إالكترونات‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية إهمال كتلة اإللكترون‪.‬‬
‫‪ ‬وجود فراغ كبير في الذرة‪.‬‬
‫‪ ‬الذرة بحالة تعادل كهربائي‪.‬‬
‫‪ ‬تدور اإللكترونات حول النواة كما تدور الكواكب حول الشمس‪.‬‬
‫مكونة من نوعين من الدقائق أصغر منها حجما وهي البروتونات ذات الشحنة‬ ‫‪ ‬اعتبر َّ‬
‫أن النواة ذاتها َّ‬
‫بائيا (التي تم اكتشافها الفعلي من طرف ‪.)Chadwick 1932‬‬
‫الموجبة والنيترونات المتعادلة كهر ً‬

‫‪2‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪35‬‬
‫الشكل(‪ :)3.I‬يوضح النموذج الذري لـ ‪Rutherford‬‬

‫‪.4.1.I‬حسب نموذج ‪:Bohr‬‬


‫َّ‬
‫تمكن ‪ Bohr‬من تطوير نموذج ‪ Rutherford‬في تركيب الذرة وذلك بإضافة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تدور اإللكترونات حول النواة في مسارات دائرية الشكل وضمن مدارات محددة ولها طاقات ثابتة‬
‫ومعينة (قوة الجذب إلى النواة تعادل قوة الطرد الناتجة عن دوران اإلكترون في مداره بسرعة)‪.‬‬
‫ُ‬
‫عبر عنها بأرقام صحيحة من‪1‬إلى‪ُ 7‬سميت باألعداد الكمية‬ ‫‪ ‬كل مدار له طاقة محددة وثابتة ُي َّ‬
‫الرئيسية‪ ،‬ويكون المدار األقرب للنواة هو األقل طاقة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يفقد اإللكترون طاقة مادام يتحرك في مداره واذا صعد لمدار أعلى فإنه يكتسب طاقة تسمى‬
‫طيف االمتصاص‪ ،‬واذا َنزل لمدار أدنى فإنه يفقد طاقة ضوئية تُسمى طيف االنبعاث وتكون طاقة‬
‫الفوتون المنبعث على شكل طيف كهرومغناطيسي يساوي فرق الطاقة بين المستويين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الشكل(‪ :)4.I‬يوضح النموذج الذري لـ ‪Bohr‬‬

‫‪.5.1.I‬النموذج الذري الحديث‪:‬‬


‫الذرة عبارة عن ُجسيم فراغي يتألف من نواة صغيرة الحجم‪ ،‬ثقيلة الوزن‪ ،‬موجبة الشحنة وتتركز فيها كتلة‬
‫الذرة‪ ،‬تحوي البروتونات الموجبة والنيترونات المتعادلة ويوجد حول النواة فراغ هائل تتحرك فيه اإللكترونات‬

‫‪3‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫سالبة الشحنة بسرعة كبيرة تصل إلى ‪ ،2000km /s‬بحيث ال يمكن تحديد مكان وسرعة اإللكترون في‬
‫الجسيمية‪.‬‬
‫نفس الوقت ولإللكترونات خواص موجية باإلضافة إلى خواصها ُ‬

‫‪35‬‬
‫الشكل(‪ :)5.I‬يوضح النموذج الذري الحديث‬

‫‪.2.I‬مكونات الذرة ‪:‬‬


‫‪ ‬ال لكترون ‪: é‬‬
‫ُجسيم مادي مشحون‪ ،‬كتلته ‪ mé=9.10-31kg‬ويحمل شحنة كهربائية عنصرية سالبة قدرها‪:‬‬
‫‪é=-1,6.10-19C‬‬
‫‪ ‬البروتون ‪:p‬‬
‫جسيم مادي مشحون‪ ،‬كتلته ‪ mp=1 ,67 .10-27kg‬ويحمل شحنة كهربائية عنصرية موجبة قدرها‬
‫أن للبروتون شحنة تساوي شحنة اإللكترون وتعاكسها في اإلشارة‪.‬‬
‫‪ é=+1,6.10-19C‬أي َّ‬

‫‪ ‬النيترون ‪: n‬‬
‫بائيا (شحنته تساوي الصفر)‪ ،‬وكتلته ‪.mn=1 ,67 .10-27kg‬‬
‫جسيم مادي متعادل كهر ً‬
‫‪ ‬العدد الذري ‪: Z‬‬
‫هو عدد البروتونات في نواة ذرة العنصر ‪.‬‬
‫‪ ‬العدد الكتلي ‪: A‬‬
‫ويحسب بالعالقة اآلتية‪A=Z+N :‬‬
‫هو مجموع عدد البروتونات والنيترونات في نواة ذرة العنصر‪ُ .‬‬
‫تماما ويحمل كل‬
‫بهذه الرموز يمكن أن نرمز ألي نواة ‪ X‬أو ذرة في حالتها الطبيعية‪ ،‬برمز ُيميزها ً‬
‫المعلومات الخاصة بها‪𝑍𝑋 :‬‬
‫𝐴‬

‫حيث‪ُ :‬يعوض ‪ X‬برمز الذرة المعتبرة‪ A ،‬بعددها الكتلي و‪ Z‬برقمها الذري‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.3.I‬التفاعالت النووية‪:‬‬
‫‪.1.3.I‬تعريف التفاعل النووي‪:‬‬
‫"نقصد بالتفاعل النووي اآللية أو الميكانيزم المؤدي لتغيير عدد النكليونات لنواة ما‪ ،‬حيث يمكن أن تتغير‬
‫عدد بروتوناتها أو نيتروناتها إما بالزيادة أو بالنقصان أو تتغير شحنة النواة‪ ،‬مما يؤدي إلنتاج عنصر‬
‫آخر تختلف نواته عن النواة األصلية‪".‬‬
‫]‪[14‬‬

‫‪.2.3.I‬أنواع التفاعالت النووية‪:‬‬

‫وتنقسم التفاعالت النووية إلى أربعة أقسام‪:‬‬


‫‪ ‬التفاعل النووي التلقائي (النشاط اإلشعاعي الطبيعي)‪.‬‬
‫‪ ‬التفاعل النووي غير التلقائي ‪.‬‬
‫‪ ‬االندماج النووي‪.‬‬
‫‪ ‬االنشطار النووي ‪.‬‬

‫‪.1.2.3.I‬التفاعالت النووية التلقائية (النشاط الشعاعي الطبيعي)‪:‬‬

‫النشاط اإلشعاعي هو تحول تلقائي (بدون ُمؤثر خارجي) للنوى غير المستقرة إلى غاية الحصول على‬
‫نوى مستقرة‪ ،‬ويصحب هذه التحوالت انبعاث إشعاعات ذات طاقة عالية‪ ،‬وهي أنواع‪:‬‬

‫‪.1.1.2.3.I‬أشعة ألفا ‪:α‬‬

‫تتكون أشعة ألفا من ُجسيمات موجبة الشحنة التي تُطلقها عناصر طبيعية كاليورانيوم والراديوم إضاف ًة‬
‫تتكون من بروتونين ونيترونين‪.‬‬
‫إلى العناصر اإلصطناعية وهي عبارة عن نواة ذرة الهيليوم التي َّ‬
‫‪A‬‬ ‫‪A−4‬‬
‫‪ZX‬‬ ‫‪Z−2Y‬‬ ‫‪+ α‬‬

‫حيث‪ X :‬نواة العنصر‪ A ،‬عدد النكليونات و‪ Z‬العدد الذري‪.‬‬

‫ومن خصائصها ما يلي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تسير ببطء حيث سرعتها تساوي ُعشر سرعة الضوء‪.‬‬


‫‪ ‬لها قدرة كبيرة على تأيين ذرات الوسط الذي تسير فيه حيث يمكنها تكوين عشرات اآلالف من‬
‫األيونات في السنتيمتر الواحد‪.‬‬
‫‪ ‬مداها في الهواء قصير يصل إلى بضع سنتيمترات ( من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سم)‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن إيقاف أشعة ألفا بواسطة ورقة أو رقائق من األلمنيوم ‪.‬‬

‫‪.2.1.2.3.I‬أشعة بيتا ‪:β‬‬

‫"في هذا النوع من التفاعالت النووية التلقائية تتحول شحنة النواة بدون أن يتغير عدد نكليوناتها"‬
‫]‪[14‬‬

‫إما بـالنيترونات فيحدث إصدار–‪ β‬واما تكون غنية بالبروتونات‬


‫ينشأ هذا اإلصدار نتيجة لكون النواة غنية َّ‬
‫فيحدث إصدار‪.β+‬‬

‫إشعاع –‪:β‬‬ ‫‪‬‬

‫بتحول النيترون إلى بروتون فينطلق من خالله إلكترون والنيترينو اإللكتروني ُ‬


‫المضاد‪ ،‬حسب‬ ‫ُّ‬ ‫يكون‬
‫المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬


‫𝑛‪0‬‬ ‫𝑒‪−1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫𝑝‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫𝑒𝜈‬

‫المضاد‪.‬‬
‫النيترينو اإللكتروني ُ‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫حيث‪𝜈𝑒 :‬‬

‫فتتحول النواة بهذه الطريقة حسب المعادلة التالية‪:‬‬


‫َّ‬
‫𝐴‬
‫𝑋𝑍‬
‫𝐴‬
‫𝑌‪𝑍+1‬‬ ‫𝑒𝜈 ‪+ 𝑒 − + 00‬‬

‫إشعاع ‪: β+‬‬ ‫‪‬‬

‫بتحول البروتون إلى نيترون فينطلق من خالله بوزترون ونيترينو إلكتروني‪ ،‬حسب المعادلة‬
‫ُّ‬ ‫يكون‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬


‫𝑝‪1‬‬ ‫𝑒‪+1‬‬ ‫‪+ 10𝑛 +‬‬ ‫𝑒𝜈‪0‬‬

‫‪6‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫فتتحول النواة بهذه الطريقة حسب المعادلة‪:‬‬


‫َّ‬
‫𝐴‬
‫𝑋𝑍‬
‫𝐴‬
‫𝑌‪𝑍−1‬‬ ‫𝑒𝜈‪+ 𝑒 + + 00‬‬

‫ومن أهم خصائص أشعة بيتا ‪:β‬‬


‫‪ ‬تسير بسرعة تساوي تقر ًيبا سرعة الضوء‪.‬‬
‫قيما تتراوح بين الصفر إلى أعلى قيمة لها وتعتبر سرعتها‬
‫‪ ‬تنبعث دقائق بيتا بطاقات مختلفة تأخذ ً‬
‫صفة خاصة للعنصر المشع‪.‬‬
‫‪ ‬يختلف مدى أشعة بيتا في الهواء حسب طاقتها‪ ،‬حيث يبدأ من بضعة سنتيمترات إلى متر تقر ًيبا‪.‬‬
‫تماما بواسطة ورق سميك أو لوح من الزجاج أو بواسطة معدن‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن إيقاف أشعة بيتا ً‬

‫‪.3.1.2.3.I‬أشعة جاما ‪:γ‬‬

‫هي عبارة عن أشعة ذات طبيعة كهرومغناطيسية طول موجتها قصير يتراوح من‪ 0.0003‬إلى‬
‫جدا‪ ،‬ليس لها كتلة سكونية وال تملك شحنة‪ ،‬فإصدارها ال ُيحدث أي تغيير‬
‫‪ ،nm0.03‬وتحمل طاقة عالية ً‬

‫في العدد الكتلي أو الذري‪ ،‬وال ُينتج عناصر جديدة بل ينقل النوى البنت التي تلي التفكك ُ‬
‫المشع من‬
‫الحاالت المثارة إلى حاالت تكون فيها أكثر استقرًا‬
‫ار حسب المعادلة التالية‪:‬‬

‫∗ 𝐴‬ ‫𝐴‬
‫𝑋𝑍‬ ‫𝑋𝑍‬ ‫‪+ γ‬‬

‫اإلشعاع ‪ γ‬ال تبعثه اإللكترونات واَّنما نواة الذرة نفسها‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)6.I‬يوضح إختراق األشعة لألجسام‬


‫‪16‬‬

‫‪7‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.2.2.3.I‬التفاعالت النووية غير التلقائية‪:‬‬

‫تختلف التفاعالت النووية غير التلقائية باختالف القذيفة فإما تكون القذيفة نيترون أو بروتون أو ديتريوم‬
‫أو جسيم ألفا‪.‬‬

‫‪.1.2.2.3.I‬التفاعالت النووية بالنيترونات‪:‬‬

‫هناك نواتج تفاعل مختلفة للتفاعل النووي بالنيترونات وهذا االختالف ناتج عن اختالف طاقة النيترون‬
‫التي بدأ بها التفاعل‪.‬‬

‫‪ ‬تفاعل نيترون‪ -‬جاما (‪(n,γ‬‬

‫"يتم هذا التفاعل عندما تكون سرعة النيترونات منخفضة‪ ،‬مثل التفاعل التالي‪:‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪13Al‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0n‬‬ ‫‪13Al‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0γ‬‬

‫وفي هذا التفاعل يكون الناتج نظير للعنصر المتفاعل‪".‬‬


‫]‪[15‬‬

‫‪ ‬تفاعل نيترون‪ -‬بروتون )‪(n,p‬‬

‫"في هذا التفاعل يتحد البروتون بإلكترون من الوسط المحيط بالنواة ويتحول البروتون إلى ذرة‬
‫مثل التفاعل التالي‪:‬‬ ‫هيدروجين‪".‬‬
‫]‪[15‬‬

‫‪14‬‬
‫𝑁‪7‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫∗]‪[ 157 N‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪6C‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪1‬‬
‫𝐻‪1‬‬

‫عادة للنواة المثارة بـ ∗]‪ [ 𝐴𝑍 X‬وهو يعني َّ‬


‫أن النواة في حالة خاصة من الطاقة‪.‬‬ ‫ُيرمز ً‬

‫‪ ‬تفاعل نيترون – ألفا )‪(n,α‬‬

‫في هذا التفاعل يجب أن تكون سرعة النيترون عالية‪ ،‬مثال ذلك المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫‪[ 28‬‬
‫]‪13Al‬‬
‫∗‬ ‫‪24‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Na + 42He‬‬

‫‪8‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تفاعل نيترون – ‪ 2‬نيترون )‪(n,2n‬‬

‫يحتاج هذا التفاعل نيترون ذو طاقة عالية تكفي للتغلب على طاقة الربط للنيترونين ويكون الناتج في‬
‫هذا التفاعل هو عبارة عن نظير للنواة المتفاعلة ومثال ذلك المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫‪13Al‬‬ ‫𝑛‪+ 2 10‬‬

‫‪.2.2.2.3.I‬التفاعالت النووية بالبروتونات ‪:p‬‬

‫بعا الختالف الطاقة الحركية للقذيفة (البروتون)‪ ،‬والبروتون عبارة‬


‫تختلف التفاعالت النووية بالبروتونات ت ً‬
‫عن نواة ذرة الهيدروجين‪ .‬ومن تفاعالت البروتون ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تفاعل بروتون – ألفا ) ‪(p-α‬‬

‫ينتج عن هذا التفاعل نواة مختلفة ونواة الهليوم‪ ،‬مثل التفاعل اآلتي‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫𝐻‪+ 11‬‬ ‫‪[ 28‬‬
‫] 𝑖𝑆‪14‬‬
‫∗‬ ‫‪24‬‬
‫𝑔𝑀‪12‬‬ ‫‪+ 42He‬‬

‫‪ ‬تفاعل بروتون – نيترون )‪(p,n‬‬

‫يكون هذا التفاعل ماص للح اررة ً‬


‫دائما ويرجع ذلك إلى َّ‬
‫أن مجموع أوزان المواد الناتجة أكبر من مجموع‬
‫ألن وزن النيترون أكبر من وزن البروتون‪ ،‬ومثال ذلك التفاعل التالي‪:‬‬
‫أوزان المواد المتفاعلة َّ‬

‫‪27‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫‪+ 11H‬‬ ‫‪27‬‬
‫𝑖𝑆‪14‬‬ ‫𝑛‪+ 10‬‬

‫‪ ‬تفاعل بروتون – جاما )‪(p,γ‬‬

‫في هذا التفاعل تخرج أشعة جاما بطاقة عالية كأحد نواتج التفاعل‪ ،‬ومثال ذلك التفاعل التالي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫𝑒𝐵‪5‬‬ ‫𝐻‪+ 11‬‬ ‫∗] 𝐶‪[ 126‬‬ ‫‪12‬‬
‫𝐶‪6‬‬ ‫‪+ 00γ‬‬

‫‪ ‬تفاعل بروتون – ديتريوم )‪(p, d‬‬

‫في هذا التفاعل يكون الناتج عبارة عن نظير للنواة المتفاعلة‪ ،‬ومثال ذلك التفاعل التالي‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪26‬‬
‫𝑒𝐵‪4‬‬ ‫𝐻‪+ 11‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪13Al + 1H‬‬

‫‪9‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫والديتريوم هو عبارة عن هيدروجين ثقيل يحتوي على بروتون ونيترون‪.‬‬

‫‪.3.2.2.3.I‬التفاعالت النووية بالديتريومات ‪:d‬‬

‫يوجد ثالثة أنواع من التفاعالت النووية بالديتريومات‪ ،‬ويتم إنتاج الديتريوم بواسطة السيكلترون بطاقة‬
‫عالية تصل إلى عدة ميجا إلكترون فولت)‪، (MeV‬ومن هذه التفاعالت ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تفاعل ديتريوم – ألفا)‪(d,α‬‬

‫طاردا للح اررة‪ ،‬ومن األمثلة على هذا التفاعل ما يلي‪:‬‬


‫ُيعتبر هذا التفاعل ً‬
‫‪27‬‬ ‫∗] ‪29‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫‪+ 21H‬‬ ‫‪[ 14‬‬‫‪Si‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪12Mg + 2He‬‬

‫‪ ‬تفاعل ديتريوم – بروتون)‪(d,p‬‬

‫طاردا للح اررة والنواة الناتجة من التفاعل عبارة عن نظير للنواة المتفاعلة مثل‪:‬‬
‫ُيعتبر هذا النوع من التفاعل ً‬
‫‪23‬‬ ‫‪[ 25‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Na + 21H‬‬ ‫]‪12Mg‬‬
‫∗‬ ‫‪24‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Na + 11H‬‬

‫‪ ‬تفاعل ديتريوم – نيترون )‪(d,n‬‬

‫من أمثلة هذا النوع من التفاعل ما يلي‪:‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪6C‬‬ ‫‪+ 21H‬‬ ‫∗]‪[ 147N‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7N + 0n‬‬

‫‪.4.2.2.3.I‬تفاعالت ألفا ‪:α‬‬

‫يوجد نوعين فقط من تفاعل ألفا يكون الناتج فيهما إما نيترون أو بروتون وهما‪:‬‬

‫‪ ‬تفاعل ألفا – نيترون ( ‪(α,n‬‬

‫]‪[13‬‬
‫"تتداخل دقيقة ألفا مع النوية مولدة نوية أخرى ونيترون‪ُ ،‬يدعى التفاعل بتفاعل )‪"(α,n‬‬

‫من أمثلة هذا النوع من التفاعل ما يلي‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫‪+ 42He‬‬ ‫‪[ 31‬‬
‫]‪15P‬‬
‫∗‬ ‫‪30‬‬
‫‪15P‬‬ ‫‪+ 10n‬‬

‫‪10‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تفاعل ألفا – بروتون (‪(α, p‬‬

‫]‪[13‬‬
‫"تتداخل دقيقة ألفا مع النوية مولدة نوية أخرى وبروتون‪ُ ،‬يدعى التفاعل بتفاعل(‪" (α,p‬‬

‫مثال هذا التفاعل ما يلي‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪13Al‬‬ ‫‪+ 42He‬‬ ‫‪[ 31‬‬
‫]‪15P‬‬
‫∗‬ ‫‪30‬‬
‫‪14Si‬‬ ‫‪+ 11H‬‬

‫‪.5.2.2.3.I‬تفاعالت بأشعة جاما‪:‬‬

‫من تفاعالت أشعة جاما النووية تفاعل جاما– نيترون)‪ ،(γ,n‬ومن أمثلة هذا التفاعل‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫𝑒𝐵‪4‬‬ ‫‪+ 00γ‬‬ ‫∗]𝑒𝐵‪[ 49‬‬ ‫‪8‬‬
‫𝑒𝐵‪4‬‬ ‫𝑛‪+ 10‬‬

‫وعندما تكون طاقة أشعة جاما عالية يمكن حدوث تفاعل جاما– بروتون )‪.(γ,p‬‬

‫‪.3.2.3.I‬االنشطار النووي‪:‬‬

‫"في سنة ‪1938‬م الحظ العالمان هان وستراسمان أنه عند قذف نواة اليورانيوم بنيترون سريع تنشطر‬
‫لتُعطي نواتين خفيفتين ونيترونين أو ثالث نيترونات‪ .‬وتكون الطاقة المحررة في هذا التفاعل في حدود‬
‫‪ ،200 MeV‬وهي طاقة هائلة جدا إذا قورنت بالطاقة المحررة في التفاعالت الكيميائية‪ ،‬الن كتل نواتج‬
‫تكافئ‬ ‫‪235‬‬
‫‪92U‬‬ ‫االنشطار أقل من الكتلة األصلية‪ .‬فعلى سبيل المثال الطاقة المحررة من ‪ 1‬غرام من أنوية‬
‫الذي ُيحرر من ‪ 2‬إلى ‪3‬‬ ‫‪235‬‬
‫‪92U‬‬ ‫الطاقة المحررة من ‪ 2.4‬طن من الكربون‪ .‬ويكون تفاعل انشطار نواة‬
‫نيترونات في التفاعل الواحد"]‪:[14‬‬

‫طاقة ‪Z2X + 𝜀 0n +‬‬


‫‪A1‬‬
‫‪235‬‬
‫‪92U‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫‪[ 236‬‬
‫]‪92U‬‬
‫∗‬
‫‪Z1X‬‬ ‫‪+ A2‬‬ ‫‪1‬‬

‫حيث يكون مبدأ إنحفاظ الشحنة وعدد النكليونات محقق‪:‬‬

‫‪Z1+Z2=92‬‬

‫‪A1+A2=236‬‬

‫‪11‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪5‬‬
‫الشكل(‪ :)7.I‬يوضح انشطار نواة اليورانيوم‬

‫"تتحول نواة اليورانيوم ‪ U235‬عند قذفها بنيترون بطيئ إلى نواة نظير جديد غير مستقر‪ U236‬التي‬
‫َّ‬
‫آنيا إلى نواتين متوسطتي الكتلة مع إطالق ثالثة نيترونات سريعة جدا وطاقة هائلة"[‪]5‬حسب‬
‫تنشطر ً‬
‫المعادلة التالية ‪:‬‬

‫طاقة ‪54Xe + 2 0n +‬‬


‫‪+ 140‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪[ 236‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪92U‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫]‪92U‬‬
‫∗‬
‫𝑟𝑆‪38‬‬
‫‪1‬‬

‫‪235‬‬
‫‪92U‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫‪[ 236‬‬
‫]‪92U‬‬
‫∗‬ ‫‪92‬‬ ‫‪141‬‬
‫‪36Kr + 56Ba‬‬ ‫طاقة ‪+ 3 10n +‬‬

‫إن تفاعل اليورانيوم هو تفاعل متسلسل تكون فيه النواة البنت غير مستقرة ( قابلة لالنشطار)‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪.4.2.3.I‬االندماج النووي‪:‬‬
‫االندماج النووي هو عملية معاكسة لالنشطار النووي‪ ،‬ويحدث عند اندماج نواتين لذرتين خفيفتين‪،‬‬
‫أن نواتج التفاعل تكون أكبر كتلة من‬
‫مثل الهيدروجين مع بعضهما البعض لتكوين ذرة واحدة كبيرة‪ ،‬حيث َّ‬
‫األصلية‪ ،‬باإلضافة إلى َّ‬
‫أن االندماج يحدث بين النوى الخفيفة كشرط أساسي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مجموع النوى المتفاعلة‬
‫حيث ال يحدث بين النوى الثقيلة‪ُ .‬يؤدي االندماج النووي إلى انطالق طاقة في حدود ‪ 18 MeV‬نتيجة‬
‫َّ‬
‫ألن الكتلة الكلية للنواة الناتجة أقل من الكتلة الكلية للنوى المتفاعلة األصلية‪ ،‬وهذا النقص في الكتلة‬
‫يتحول إلى طاقة‪.‬‬

‫جدا‪ ،‬حيث يندمج فيه زوج من الديتريوم لتوليد التريتيوم (نظير‬


‫يحدث تفاعل االندماج بسرعة كبيرة ً‬

‫الهدروجين االثقل) وبروتون‪ً .‬‬


‫علما َّ‬
‫أن ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬النظائر‪ :‬هي ذرات من نفس العنصر لها نفس العدد الذري ولكنها تختلف في العدد الكتلي مثل‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ 1H، 1H‬و‪1H‬‬ ‫نظائر الهيدروجين هي‪:‬‬

‫(في تفاعل االنشطار)‪.‬‬ ‫‪ 92U‬و‪92U‬‬ ‫‪، 235‬‬


‫نظائر اليورانيوم هي‪92U ، 92U :‬‬
‫‪233‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪238‬‬

‫‪3‬‬
‫‪2He‬‬ ‫‪+ 32He‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2He‬‬ ‫طاقة ‪+ 2 11H +‬‬

‫أو ُيعطي نظير الهيليوم ‪ 3‬ونيترون‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1H‬‬ ‫‪+ 21H‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2He‬‬ ‫طاقة ‪+‬‬

‫مثال) تحدث تفاعالت االندماج اآلتية‪:‬‬


‫في النجوم (الشمس ً‬

‫‪4 11H‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪2He‬‬ ‫طاقة ‪+ 2 +10β +‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1H‬‬ ‫‪+ 21H‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2He‬‬ ‫طاقة ‪+‬‬

‫‪3‬‬
‫‪2He‬‬ ‫‪+ 32He‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2He‬‬ ‫طاقة ‪+ 2 11H +‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1H‬‬ ‫‪+ 11H‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪1H + +1β‬‬ ‫طاقة ‪+‬‬

‫‪5‬‬
‫الشكل(‪ :)8.I‬يوضح اندماج زوج من الديتريوم‬

‫كي يبدأ االندماج النووي البد من توافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬حصر النوى الخفيفة في حيز صغير ً‬


‫جدا لزيادة إمكانية تصادمها والتحامها‪.‬‬
‫جدا على النوى الخفيفة‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق ضغط كبير ً‬
‫‪ ‬رفع درجة ح اررتها إلى (‪ ) 107C°‬إلكسابها طاقة حركية هائلة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.4.I‬الطاقة النووية‪:‬‬
‫‪.1.4.I‬مفهوم الطاقة النووية‪:‬‬
‫في بداية القرن العشرين قام ألبرت أينشتاين بوضع نظرية النسبية‪ ،‬و َّ‬
‫وضح فيها بالمعادالت الرياضية‬
‫وعبر عن ذلك بالمعادلة ‪ 𝐸 = 𝑚𝑐 2‬وقد لفتت هذه المعادلة فيما بعد‬ ‫َّ‬
‫أن المادة يمكن أن تتحول إلى طاقة َّ‬
‫األنظار إلى ما يسمى بالطاقة النووية‪".‬وهي الطاقة التي تربط بين مكونات النواة (البروتونات والنيترونات )‬
‫وهي الطاقة التي يتم توليدها عن طريق التحكم في تفاعالت االنشطار أو االندماج‪ ،‬وهي تُشكل (‪)%20‬‬
‫حقيقيا ال ينضب‬
‫ً‬ ‫مصدر‬
‫ًا‬ ‫من مجموع الطاقة المولدة بالعالم‪ ،‬وينظر العلماء إلى الطاقة النووية بوصفها‬
‫للطاقة‪ ]3["،‬وهي أشد أنواع الطاقة المعروفة فاعلية ‪.‬‬

‫وتُحسب الطاقة النووية المحررة من التفاعل النووي بالعالقة التالية ‪:‬‬

‫‪El = ∆m. c2‬‬

‫حيث‪ El :‬وحدتها ‪ Joule‬و ‪ ∆m‬يمثل الفرق بين كتلة النواتج وكتلة المتفاعالت ووحدته )‪،(Kg‬‬
‫‪ :c‬سرعة الضوء‪.‬‬

‫‪.2.4.I‬طاقة االرتباط النووي‪:‬‬

‫َّ‬
‫شكلت العديد من التساؤالت عند العلماء فقد وجدوا َّ‬
‫أن كتلة‬ ‫كان َّ‬
‫البد لنا من التحدث عن الطاقة التي‬
‫وظل ذلك لغز محير إلى أن طرح العالم ألبرت أينشتاين معادلة تكافؤ‬
‫النواة أقل من مجموع كتل مكوناتها َّ‬
‫الكتلة والطاقة التي نجحت في تفسير هذه الظاهرة‪ ،‬وهي تعتبر َّ‬
‫أن الكتلة عبارة عن طاقة متجمدة وهذا‬

‫ليتحول إلى طاقة طبقاً‬


‫َّ‬ ‫تكون النواة من بروتونات ونيترونات فإن جزء من كتلة النواة تفقده‬
‫ُيفسر بأنه عند ُّ‬
‫لمعادلة أينشتاين التي تعمل على ربط مكونات النواة بعضها ببعض‪ ،‬ولذلك ُسميت طاقة الترابط النووي‪،‬‬
‫وطاقة هذه الرابطة هائلة فهي أكبر من طاقة الرابطة الكيميائية حوالي مليون مرة‪.‬‬

‫‪ ‬النقص الكتلي‪ :‬هو"الفرق الحاصل بين كتلة النويات منعزلة وفي حالة سكون‪ ،‬وكتلة النواة وهي‬
‫]‪[36‬‬
‫في حالة سكون‪".‬‬

‫‪∆m = (Zmp + Nmn ) − mX > 0‬‬

‫‪14‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث ‪ :Z‬العدد الذري‪ :N ،‬عدد النيترونات‪ :mp ،‬كتلة البروتون‪ :mn ،‬كتلة النيترون و ‪ mX‬تمثل‬
‫كتلة النواة‪.‬‬

‫𝟒 ‪36‬‬
‫𝐞𝐇𝟐‬ ‫الشكل (‪ :)9.I‬يوضح النقص الكتلي لنواه الهيليوم‬

‫ومنه حسب عالقة التكافؤ بين الكتلة والطاقة‪ ،‬النقص الكتلي ُيوافق الطاقة التي يجب إعطائها‬
‫لفصل ُنويات النواة‪ ،‬أي طاقة الربط تُعطى بالعالقة اآلتية‪:‬‬

‫‪El = ∆m . c 2‬‬
‫‪El = [(Zmp + Nmn ) − mX ]. c 2‬‬

‫حيث ‪ :Z‬العدد الذري‪ :N ،‬عدد النيترونات‪ :mp ،‬كتلة البروتون‪ :Mn ،‬كتلة النيترون‪ :MX ،‬كتلة النواة‬
‫و‪ :c‬سرعة الضوء في الفراغ )‪(3.108 m.s-1‬‬

‫‪.3.4.I‬طاقة االرتباط لكل نكليون‪:‬‬

‫لمعرفة إستق اررية األنوية ُنقدر طاقة الربط لكل نكليون‪ ،‬حيث طاقة الربط لكل نكليون في النواة هي حاصل‬
‫قسمة طاقة الربط على عدد النكليونات للنواة‪ .‬وتُحسب بالعالقة التالية‪:‬‬

‫‪El‬‬
‫=‪ε‬‬
‫‪A‬‬
‫حيث ‪ :A‬العدد الكتلي للنواة‪ ،‬وُيعبر عنها بـوحدة ‪.MeV/nucléon‬‬

‫‪15‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.4.4.I‬الحصيلة الطاقوية‪:‬‬

‫إلنجاز الحصيلة الطاقوية لتفاعل نووي نقارن بين طاقة الكتلة للمجموعة قبل وبعد التفاعل‪ ،‬إذا كان‬
‫سالبا َّ‬
‫فإن الطاقة محررة إلى الوسط الخارجي‪.‬‬ ‫تغير طاقة المجموعة ‪ ∆E‬خالل التفاعل ً‬

‫‪ = − ∆E > 0‬محررة ‪E‬‬

‫‪.1.4.4.I‬تطبيقات على الحصيلة الطاقوية‪:‬‬


‫‪ ‬في حالة االنشطار النووي‪:‬‬
‫لنأخذ مثال‪ :‬تفاعل اليورانيوم ذي المعادلة ‪:‬‬

‫‪235‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪93‬‬


‫‪92U‬‬ ‫‪+ 10n‬‬ ‫‪55Cs + 37Rb‬‬ ‫‪+ 3 10n‬‬

‫الجدول (‪ :)1.I‬يوضح كتل العناصر المشاركة في التفاعل‪.‬‬

‫النوع‬
‫‪235‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪92U‬‬ ‫‪55Cs‬‬ ‫‪37Rb‬‬ ‫‪0n‬‬

‫الكتلة)‪(u‬‬ ‫‪234.99346‬‬ ‫‪139.88711‬‬ ‫‪92.90174‬‬ ‫‪1.00866‬‬

‫النقص الكتلي الناتج هو‪:‬‬

‫‪∆m = [m( 140‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪1‬‬


‫])‪55Cs) + m( 37Rb) + 3 m( 0n)] − [m( 92U) + m( 0n‬‬

‫‪= m( 140‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪1‬‬


‫)‪55Cs) + m( 37Rb) − m( 92U) + 2 m( 0n‬‬

‫‪= 139.88711 + 92.90174 − 234.99346 + 2 × 1.00866‬‬

‫‪∆m = −0.18729 u = −3.1100. 10−28 kg‬‬

‫أي َّ‬
‫أن حصيلة الطاقة هي ‪:‬‬

‫‪∆E = ∆m . c 2‬‬

‫‪∆E = −2.7952 . 10−11 Joule‬‬

‫‪16‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫لكي نحسب مباشرة الطاقة المحررة بوحدة ‪: MeV‬‬

‫لدينا‪:‬‬

‫‪1u = 1.660539. 10−27 Kg‬‬

‫‪1eV = 1.60218. 10−19 J‬‬

‫‪1MeV = 106 eV‬‬

‫‪1.660539. 10−27 × ( 299792458)2‬‬


‫× )𝑈(‪∆E(𝑀𝑒𝑣) = ∆m‬‬ ‫)𝑈(‪= 931.4944 × ∆m‬‬
‫‪1.602176. 10−13‬‬

‫‪∆E = −174.46 MeV‬‬

‫المجموعة إذن تحرر طاقة قيمتها ‪ 174.46 MeV‬بالنسبة النشطار نواة واحدة‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)10.I‬يوضح مخطط الطاقة لتفاعل انشطار اليورانيوم‬

‫بالنسبة لنوية واحدة الطاقة المحررة هي‪:‬‬


‫‪El‬‬
‫=‪ε‬‬
‫‪A‬‬
‫‪174.46‬‬
‫=‬
‫‪235‬‬
‫‪ε = 0.742 MeV/nucléon‬‬

‫‪17‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬في حالة االندماج النووي‪:‬‬

‫لنأخذ التفاعل النووي التالي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1H‬‬ ‫‪+ 31H‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2He‬‬ ‫𝑛‪+ 10‬‬

‫الجدول (‪ :)2.I‬يوضح كتل العناصر المشاركة في التفاعل‪.‬‬

‫النوع‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1H‬‬ ‫‪1H‬‬ ‫‪2He‬‬ ‫‪0n‬‬

‫الكتلة (‪)u‬‬ ‫‪2.01355‬‬ ‫‪3.01550‬‬ ‫‪4.00151‬‬ ‫‪1.00866‬‬

‫تغير الكتلة في هذه الحالة هو‪:‬‬

‫‪∆m = mHe + mn − mD − mT‬‬

‫‪= 4.00151 + 1.00866 − 3.01550 − 2.01355‬‬

‫‪∆m = −0.01888 u‬‬

‫نستنتج تغير الطاقة‪:‬‬

‫‪∆E = ∆m . c 2‬‬

‫‪= −0.011888 × 931.4944‬‬

‫‪∆E = −17.59 MeV‬‬

‫‪18‬‬
‫مفــاهـيم أولــية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل (‪ :)11.I‬يوضح مخطط الطاقة لتفاعل اندماج‪.‬‬

‫بالنسبة لنوية واحدة الطاقة المحررة هي‪:‬‬

‫‪El‬‬
‫=‪ε‬‬
‫‪A‬‬
‫‪17.59‬‬
‫=‬
‫‪5‬‬
‫‪ε = 3.518 MeV/nucléon‬‬

‫" َّ‬
‫إن تفاعل االندماج يحرر طاقة تقدر ب ـ ـ ‪ 18 MeV‬بينما تفاعل االنشطار يحرر طاقة تقدر تقريبا‬

‫بـ ـ ـ‪ .200 MeV‬لكن عندما نالحظ عدد النويات المتدخلة في كل تفاعل (‪ 5‬بالنسبة لالندماج و‪236‬‬
‫بالنسبة لالنشطار)‪ ،‬يظهر َّ‬
‫أن االندماج يحرر طاقة خمس مرات أكبر من طاقة االنشطار‪".‬‬
‫]‪[36‬‬

‫‪19‬‬

You might also like