‫المقدمة‬

‫ان الحروب المعلوماتية قديمة قدم النزاع البشري ‪ ،‬فالدوافع الكامنة وراءها بقيت عل حالها‬
‫عمومًا ‪ ،‬فالسعي لتقويض ثقة الخصم ‪ ،‬وتعطيل خطوط اتصاالته ارباكها وخلق األوهام‬
‫فينفسه بشأن النزاع ومسرحه ‪ ،‬لكنها دوافع قائمة في عالم اليوم إال ان ما استجد في القرن‬
‫الحادي والعشرين هو شيوع البنى التحتية المعلوماتية االلكترونية الرقمية مما أدى إلى‬
‫شراسة الهجمات المعلوماتية التي يمكن أن تمزق النسيج االجتماعي للبلد المستهدف إلى‬
‫جانب القدرة على إلحاق أضرٍار مادية واسعة بسبب الطاقات والقدرات التدميرية للهجمات‬
‫المعلوماتية المتواصلة والمتاحة للجميع من أفراد أو مؤسسات أو دول‪ .‬وعلى مدى العقدين‬
‫الماضيين قامت البلدان الصناعية بنشر شبكات واسعة من األصول االقتصادية والمادية‬
‫واالجتماعية الهامة المربوطة عبر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت للنهوض بمستوياتها‬
‫المعيشية واالقتصادية وقوتها على المستوى الدولي إلى جانب ان ذلك احدث ثورة في‬
‫الشؤون العسكرية فيما يتعلق بتغير سبل تخطيط الحروب وتنظيمها و ادارتها وتطور‬
‫القدرات على تنفيذ مهام جمع المعلومات وتحليلها والمراقبة واالستطالع وقيادة القوات‬
‫واستخدام األسلحة الذكية ‪ ،‬وفي مقابل ذلك نشأت طرق جديدة لالنشطة غير المشروعة‬
‫باستخدام أسلحة تقنية ذات طبيعة خاصة تالئم التطور التكنولوجي الستغالل نقاط الضعف‬
‫التي تنطوي عليها أنظمة التشغيل والبرمجيات مما يفتح الباب المكانية القيام بأعمال تهدد‬
‫الخدمات األساسية للسكان المدنيين وتسهل التجسس االقتصادي وتؤثر على مصداقية‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وقدرة المجتمعات على العمل ‪ ،‬مما يثير تحديات جديدة‬
‫لألمن القومي واالقتصادي ويؤدي وبالتالي إلى تدمير البنية التحتية بأكملها وتعطيل‬
‫‪.‬االتصاالت إضافة إلى أن ضعف النظم التكنولوجية قد يمثل تهديدا حقيقيا المن الدول‬
 ‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم حرب المعلومات‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف حرب المعلومات‬
‫حرب المعلومات هي مصطلح يستخدم لوصف استخدام وإدارة المعلومات للحصول على‬
‫ميزة تنافسية على العدو‪ ،‬حرب المعلومات قد تتضمن جمع المعلومات اإلستراتيجية‪ ،‬التأكد‬
‫من صالحية المعلومات الموجودة‪ ،‬نشر دعايات أو معلومات خاطئة الحباط العدو أو‬
‫الشعب‪ ،‬التقليل من نوعية المعلومات التي توجد لدى العدو والعمل على تقليل فرص جمع‬
‫‪.‬العدو للمعلومات‬
‫وهي استخدام نظم المعلومات الستغالل وتخريب وتدميروتعطيل معلومات الخصم وعملياته‬
‫المبنية على المعلومات ونظم معلوماته وشبكات الحاسب اآللي الخاصة به وكذلك حماية ما‬
‫لدي من كل ذلك من هجوم الخصم؛ إلحراز السبق‪ ،‬والتقدم على نظمه العسكرية‬
‫واالقتصادية‪ .‬من الممكن أن تحدث هذه الحرب على مستوى األشخاص‪ ،‬الشركات‪ ،‬أو على‬
‫‪.1‬مستوى عالمي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مستويات حرب المعلومات‬

‫مستويات حرب المعلومات‪:‬‬
‫يرى (وين شوارتو) ان مفهوم حرب المعلومات يستند الى ثالثة مستويات وهي شخصية‬
‫ومؤسسية وعالمية‬
‫حرب المعلومات الشخصية‪:‬‬
‫تستند من تسميتها في الهجوم على خصوصية االفراد في الفضاء المعلوماتي بالتنصت‬
‫عليهم ومراقبة شؤونهم اإللكترونية عبر البريد‬
‫‪ :‬حرب المعلومات بين الشركات والمؤسسات‬
‫‪،‬وهي حرب تدور ضمن إطار المنافسة أكثر من العداء الى أنها ليست بالشريفة بأي معيار‬

‫‪monde-diplomatique.fr" . monde-‬‬ ‫" معلومات عن حرب المعلومات على موقع‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .diplomatique.fr‬مؤرشف من األصل في ‪.08 -07 -2019‬‬

‫وتسودها قوانين الحرب التي قوامها استباحة كل شيء لتعطيل المنافس وتهديد أسواقه‪ ،‬فقد‬
‫تقوم شركة باختراق النظام المعلوماتي لمنافسها‪ ،‬وتسرق نتائج وتفاصيل أبحاثه‪ ،‬ليس‬
‫‪،‬هذا فحسب بل قد تدمر البيانات الخاصة بمنافسها أو تستبدلها ببيانات زائفة في لمح البصر‬
‫وتستطيع بعد هذه الجولة من الحرب المعلوماتية أن تجعل األمر يبدو وكأنه حادث أحدثه‬
‫فيروس كمبيوتري‬
‫‪ :‬حرب المعلومات العالمية‬
‫ينشب هذا النوع من الحرب بين الدول بعضها مع البعض‪ ،‬أو قد تشنه القوى االقتصادية‬
‫العالمية ضد بلدان بعينها‪ ،‬لسرقة أسرار الخصوم أو األعداء وتوجيه تلك المعلومات ضده‬
‫وهي حروب قائمة وجارية بالفعل‪،‬واللغط المثار حول نظام التجسس األمريكي‪ -‬البريطاني‬
‫إيشلون هو أبزر تجليات تلك الحرب وأحدثها وأكثر قضاياها سخونة على الساحة العالمية‬
‫‪. ً2‬مؤخرا‬

‫‪ 2‬هشام سليمان‪ .‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ص ‪22-23‬‬