You are on page 1of 2

‫صرخة أنثي ‪ -‬حنان الطويل‬

‫انا طارق اللي الناس كلها كانت شايفة و حنان اللي كنت بتمني دائمآ أعيش&ها ل&و لس&ة متعرف&نيش ف&ا ان&ا كوري&ا او‬
‫ميس انشراح او اي شخصية انت عرفتني و حبتني بيها ‪ ,‬بس اللي ان&ا متأك&د إن&ك متعرف&وش ه&و المأس&اة اللي ان&ا‬
‫عشتها و حياتي اللي انتهت و انا لوحدي بعد ما اهلي راموني في مستشفي العباسية‬

‫ان ا اتول دت في الفي وم في مرك ز س نورس س نة ‪ ١٩٦٦‬قري ة بس يطة و هادي ة و اهلي ن اس متوس طين الح ال‬
‫من اول ما وعيت علي الدنيا و بدأت أكبر يوم عن التاني و انا حاسس إني مش مرتاح في الجس م اللي ان ا بك بر في ه ‪,‬‬
‫مش حاسس إني بنتمي ليه‬

‫كان وقتها مفهوم زي اضطراب الهوية الجنسية مكنش موجود بس اللي انا حاسة إني مش قادر اندمج مع اللي حواليا‬
‫وال حتي مع نفسي و كانكل يوم عن التاني كنت بحس إني المفروض اكون بنت أكتر‬

‫كل حاجة فيا كنت بحسها إنها مش راكبة مع شكلي كا راجل ‪ ,‬طريقة كالمي و مشيتي شكل جس مي نفس ة و اللي ك ان‬
‫طبعآ بيخلي كل اللي حواليا يسخرو مني و يتريقوا عليا و يقولو عليا كالم وحش ج دآ كنت بس معة و بس كت ألني مش‬
‫عارف ارد اقول ايه ألني انا نفسي مش عارف انا اصآل ايه‬

‫دائمآ كنت بحس بإنجذاب لكل حاجة في حياه البنات ‪ ,‬طريقة الكالم ‪ ,‬الميكب اب ‪ ,‬كنت دائمآ بحس إني غريب عن كل‬
‫اللي حواليا ‪ ,‬فا وال بقيت قادر احس إني ولد وس ط ال والد وال ان ا بنت وس ط البن ات و ك انوا دائم آ بي تريقوا علي ا ان ا‬
‫حاولت كتير جدآ إني اخبي مشاعري دة او ميولي بكل شكل و بكل طريقة ألن انا عايش في قري ة بس يطة وس ط ن اس‬
‫بسيطة محدش فيهم قادر يتقبلني بالشكل دة ابدآ ‪ ,‬لكن هرمون ات جس مي ك انت اك بر من س كوتي بكت ير ‪ ,‬جس مي بقي‬
‫شكلة زي شكل جسم البنات و لكن بشكل راجل‬

‫الوضع فضل بالطريقة دي لغاية ما كبرت و من اكتر الحاج ات اللي كنت بحبه ا هي الس فر و س افرت بالد كت ير زي‬
‫المغرب و الجزائر و تونس و لبنان ‪ ،‬و اثناء ما انا كنت مسافر اكتشفت إن في ناس كتير زي ‪ ,‬ناس اتخلقت في جس م‬
‫رجالة ولكن هرمونات األنوثة في جسمها اعلي بكت ير و ك ذالك العكس ‪ ,‬لم ا ش وفتهم اكتش فت و قته ا إن في عملي ات‬
‫بتتعمل بتحول الراجل لست او الست لراجل و لكن بيكون علي حسب حالتك و مستوي الهرمونات لما عرفت بالعملي ة‬
‫و إن في ناس عملتها و عايشه حياتها عادي جدآ حسيت كأن ردت فيا الروح و إن اخيرآ هعيش الشكل اللي المفروض‬
‫اعيش فيه ‪ ،‬و لكن انا مش عارف رد فعلي اهلي هيبقي ايه ؟ هل هيتقبلو ده ؟ هل هق در امش ي في بل دنا ت اني و الك ام‬
‫واحد اللي بيكلموني هيفضلو يكلموني انا مش هعيش كدة تاني و قررت إني اعمل التحاليل و اعرض ها علي دك اترة و‬
‫يشوفو حالتي ‪ ,‬و بالفعل لما عملت التحاليل القو إن هرمونات األنوثة عالية جدآ جدآ و وقتها قررت إني اعمل العملي ة‬
‫و اتحول من طارق لحنان الطويل اللي كلكم عرفتوها‬

‫لما رجعت ألهلي و شافوني كانت كارثة بالنسبالهم ‪ ,‬امي فضلت تصرخ و ابويا فضل باصصلي و ساكت و في حالة‬
‫صدمة ‪ ,‬ح اولت كت ير افهمهم إن دة اللي ك ان الزم يحص ل و دة الص ح و اللي بيقول ة العلم و الطب و إني مكنتش إال‬
‫راجل في شكلي بس لكن وال كأنهم سامعني ‪ ,‬حاولت اعيش وسطهم و وس ط أهلي و ناس ي اللي المف روض متربي ة و‬
‫سطهم و لكن اللي كنت بسمعة منهم في الرايحة و الجاية كان ابشع من إني اقدر استحملة‬

‫وقتها قررت إني هسبلهم البيت و البلد كلها و همشي و هروح القاهرة ‪ ,‬انا طول عم ري كنت بحلم إني اك ون راقص ة‬
‫استعرضات ‪ ,‬زي سعاد حسني و شريهان بس كنت بحب سعاد حسني اكتر من اي ممثلة تانية‬
‫سنة ‪ 1999‬الحظ بدأ يضحكلي و جالي اول دور في السينما في فيلم عبود علي الحدود ‪ ,‬هو صحيح دور صغير لكن‬
‫كان بالنسبالي فرحتي بيه كأني عاملة بطولة ‪ ,‬الدور الصغير ده عجب الناس جدآ وقتها و عجب كمان استاذ شريف‬
‫عرفة و قرر إنة يديني دور اكبر في واحد من أكتر االفالم الكوميديا علي مر التاريخ ‪ ,‬فيلم الناظر و قدمت الدور اللي‬
‫ناس كتير جدآ منكم بتحبني فيه ‪ ،‬ميس إن شراح و من بعدها جالي اكتر من دور تاني في افالم كلكم بتحبوها ‪ ,‬زي‬
‫‪ ٥٥‬اسعاف و عسكر في المعسكر اللي عملت في شخصية الست كوريا اللي كسرت الدنيا لغايه الوقت اللي بكلمكم‬
‫فيه ده ‪ ,‬بس لألسف انا دلوقتي مش معاكم‬

‫الوقت اللي بحكلكم عليه ده كنت فاكرة إن خالص الدنيا ضحكتلي و هحقق حلمي اللي طول عمري كنت بحلم بيه و‬
‫هعيش بالشكل و الطريقة اللي كان المفروض اعيشهم من زمان و كان األهم من كل ده بالنسبالي إني القيت ناس‬
‫متقبالني زي ما انا و بيحبوني و اخيرآ بقي ليا اصدقاء‬

‫بس الدنيا كانت مخبيالي جيران ليا في العمارة من نفس الفصيلة اللي سبلتهم البلد كلها في الفيوم و مشيت ‪ ,‬كانت‬
‫بسمعهم بيقولو عليا كالم بشع و من اقذر ما يمكن في الرايحة و الجاية و مكنوش بيفوتو فرصة اكون معدية غير لما‬
‫يجرحو فيا و بأبشع األلفاظ‬

‫لغاية ما في يوم قررو إن هم يكلموا مستشفى العباسية و يقولولهم إن في واحدة مجنونة ساكنة في العمارة عندنا و‬
‫بتعمل حاجات غريبة و شكلها غريب ‪ ,‬لألسف اللي في المستشفي وقتها مكلفوش خاطرهم حتي يدورو او يسمعوا من‬
‫اي حد وال حتي يسمعوا مني و فجأة القيت ناس داخله عليا الشقة بيكتفوني و بيرموني في عربية اسعاف و واخدني‬
‫علي مستشفي العباسية او السرايا الصفرة زي ما كانو بيقولو عليها‬

‫هناك اتعرضت ألبشع انواع التعذيب تحت مسمي العالج من شئ انا اصآل مش مريضة بيه ‪ ,‬جلسات كهرباء كل يوم‬
‫و ادويا بتخلي جسمي كله متكسر و سببتلي اكتئاب حاد ‪ ,‬لغاية ما جه اليوم اللي ربنا ريحني من كل المعاناة اللي كنت‬
‫بعشها و توفيت في ‪ ١‬ديسمير سنة ‪ ٢٠٠٤‬و انا عندي ‪ ٣٨‬سنة ‪ ,‬المستشفي كلمت اهلي علشان يستلمو جثتي و لكن‬
‫اهلي رفضوا يستلموا جثتي و رفضوا إني ادفن في مدافن العيلة و للمره االخيرة حكمو عليا إني زي ما عشت وحيدة‬
‫‪ ..‬و غريبة ‪ ,‬اموت وحيدة و غريبة‬

You might also like