Professional Documents
Culture Documents
العزم الفولاذي
العزم الفولاذي
بعض أنواع العالج النفسي الذي ُيشجع على تحقيق الذات وتطوير الشخصية قد يزيد من حدة
االكتئاب في بعض الحاالت .فالعمل على تطوير الذات وتحسين األداء الشخصي قد يكون مهًما
ومفيًد ا ،لكن في بعض األحيان قد يزيد هذا النوع من العالج من شدة االكتئاب بسبب زيادة
الضغوط والتوترات التي يمكن أن ُيسببها االنخراط في هذه العمليات.
بالتالي ،الفكرة تقول إنه من المهم السعي للحصول على العالج المناسب والكافي للتعامل مع
االكتئاب ،دون أن ُيفرط الشخص في االنخراط في أنواع من العالج الذي قد يزيد من شدة
مشاعر االكتئاب أو يزيد من الضغط النفسي بدًال من تخفيفه.
ويمكن لنا مساعدة علم النفس في هذا المجال عن طريق تحسين االستراتيجيات المستخدمة بدال
من االهتمام المفرط على الفردانية المركزية واالستحقاق النفسي السلبي(استحق ان اكون ضعيفا
والناس تتعاطف معي…)
هنا ثالثة أمور يمكن أن يستفيدها الفرد من القوة النفسية بشكل مميز (األشياء واالمور التي
استفدت منها):
* الصمود الصلب في وجه العواصف :إنها القدرة على الوقوف صامًد ا في وجه الضغوطات،
وكأن الفرد جباًل صلًبا ال تهزه الرياح العاتية ،فقدرته على المثابرة والتحمل تساعده على تجاوز
الصعاب بكل ثقة وقوة.
* المرونة المذهلة في تكيفه مع التغيراتُ :ت مكن القوة النفسية الفرد من التكيف مع التغيرات
والتحوالت بمرونة ال مثيل لها ،فهو كالشجرة العتيقة التي تنحني أمام الرياح القوية دون كسر،
محافًظ ا على قوته الداخلية.
* اإليمان الراسخ بالنمو والتحفيز الدائم :إنه القدرة على النمو والتطور الدائم ،حيث يكون الفرد
مثل البذرة التي تتغذى على الثقة والتحفيز لتنمو وتزدهر باستمرار نحو النجاح والتطور.
بعدما نثرنا الحديث عن تأثير القوة النفسية ،هل يمكن أن نلقي نظرة على موضوع ُيعتبر مثااًل
حًيا على هذا النوع من القوة؟
بالرغم من الدمار والصعوبات الهائلة التي يواجهها سكان قطاع غزة ،فإن قوتهم النفسية تشكل
تنويرًا للعالم بأسره .إنهم يمتلكون صموًد ا وإصراًر ا ال مثيل لهم ،يحولون اليأس إلى شجاعة
والظلم إلى صمود .هم مثال ال يضاهى على قوة العزيمة واإلرادة في وجه أشد الظروف قسوًة.
إنها قوة تتجسد في إرادة شعب ال ينحني أمام الظروف القاسية ،بل يبني من األلم أماًل ومقاومة
تحٍد جديدة .في قلب الصراع والمحن ،يتجسد بأهل غزة الصمود واإلرادة والثبات ،فهم يعلمون
أن القوة الحقيقية تنبع من القلب وتبني األمل حتى في أظلم اللحظات.
في طريق الحياة ،تتالقى معنا الصعاب والتحديات كفيلة بتشكيلنا وتحديد مصيرنا ،ولكن ما
يجعل الفارق هو القوة النفسية التي نحملها داخلنا .إنها الدرع الذي يحمينا من أشد الظروف،
والنيران التي تشتعل فينا لتحويل العقبات إلى فرص.
قوة النفس ليست مجرد كلمات وإنما هي فلسفة حياة نعيشها ،تمكننا من الصمود في وجه
األمواج الهائجة واالنتصار على الظروف القاسية .هي الروح التي ال تعرف اليأس وُتلهمنا
لنتجاوز كل تحديات الحياة.
فلنبقى صامدين وقويين ،فقوة النفس هي السر وراء القمم التي نصل إليها والنجاح الذي نحققه.
فلنحملها بكل فخر وندافع بها عن أحالمنا وطموحاتنا ،لتكون دافًع ا لنا نحو عالم مليء باإليجابية
والتحقيقات الشخصية.
(مايا ساهرعليوي)(محاضره اثنين 10صباحا’ اربعاء 10صباحاو 7مساءا)