You are on page 1of 14

‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .

‬بنت النبي مقدم‬

‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني‬


‫‪Child in the ancient Maghreb in Roman times‬‬

‫* (‪)1‬‬
‫أ ‪ .‬بنت النبي مقدم‬
‫‪bentnebi@yahoo.fr‬‬
‫جامعة الجزائر‪2‬‬
‫تاريخ القبول للنشر‪ 2020/03/24 :‬تاريخ النشر‪2020/07/03 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2020/03/08 :‬‬

‫ملخص‪ :‬يلقى الطفل حبا واهتماما ورعاية منذ والدته إىل أن يصبح قادرا على االعتناء‬
‫بنفسه‪ ،‬وحياول الوالدين جاهدين تربيته تربية صحيحة‪ ،‬حىت يربز يف اجملتمع ويرتقي بني‬
‫أقرانه‪ ،‬غري أن هذه احلظوة واالمتيازات مل تكن من نصيب كل األطفال لدى الشعوب‬
‫القدمية مبا فيها بالد املغرب القدمي‪ ،‬ألن طبيعة النشأة ألي طفل والظروف احمليطة به‪،‬‬
‫كان هلا دورا كبريا يف حتديد هويته‪ ،‬ووضع ترتيبه بني أقرانه وتشكيل مساره احليايت‪ ،‬ورغم‬
‫أن بعض الشرائع وضعت قوانني حلماية الطفل منذ تكوينه‪ ،‬ودعمت األديان السماوية‬
‫حق الطفل يف احلياة بتحرمي اإلجهاض واحلنو عليه وتربيته تربية سليمة إال أن هذا مل يكن‬
‫كافيا فما مصري الطفل يا ترى يف األسرة ببالد املغرب القدمي؟ وما هي وضعيته خالل‬
‫العهد الروماين؟ وفيما تكمن حقوقه؟‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الطفل؛ املغرب القدمي؛ األسرة؛ العهد الروماين؛ التبين‪.‬‬
‫‪Abstract: The child receives love, care and care from birth until he is‬‬
‫‪able to take care of himself and the parents strive to raise him properly,‬‬
‫‪so that he could emerge in society and rise among his peers, but this‬‬
‫‪chance and these privileges did not belong to all the children of ancient‬‬
‫‪civilizations, including the ancient Maghreb. Since the nature of the‬‬
‫‪child's education and the circumstances surrounding it played a major‬‬
‫‪role in determining his identity, his relationships with his peers and the‬‬
‫‪achievement of his life path and although certain laws establish laws to‬‬
‫‪480‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬
‫‪protect the child from birth, the celestial religions supported the child's‬‬
‫‪right to life by prohibiting abortion, compassion for him and his‬‬
‫‪education. But unfortunately that was not enough. What is the‬‬
‫‪importance of the child in the society of the ancient Maghreb in the‬‬
‫?‪Roman era? What are his rights‬‬
‫‪key words: Child; the ancient Maghreb; family; Roman times; adoption.‬‬
‫مق ّدمة‪:‬‬
‫كان األطفال مهمني جداً بالنسبة للرجل خاصة وأن الزواج غالباً ما يتم ألجل‬
‫اإلجناب‪ ،‬ويف كثري من األحيان ال تقبل الزوجة يف األسرة اجلديدة إال بعد اإلجناب‪ ،‬لذا‬
‫وبعد مرور سنة من الزواج دون إجناب ميكن للزوج طرد الزوجة أو تطليقها إذا شاء‪1‬؛ أما‬
‫بالنسبة للقبائل البدو الرحل فنسبة املواليد كانت مرتفعة لديهم‪ ،‬وكان مرحباً باألطفال‬
‫عندهم‪ 2‬ويشري كوريبوس إىل أهنم استخدموا املهد لصغارهم‪ 3‬ويبدو أنه ال استخدام املهد‬
‫األسرة كان غريباً على السكان األصليني ببالد املغرب القدمي حيث أن الرسوم‬
‫وال حىت ِّ‬
‫الصخرية أيضا تثبت ذلك كرسم س ّفار الصخري بتاسيلي أزجار الذي نرى من خالله‬
‫أسرة‪ ،4‬ولوازم معيشتهم وأمام منزهلم رجل ونسوة‬
‫منزل رعاة ومكان إقامتهم بداخله ِّ‬
‫وأطفال يلعبون وأبقارهم إىل جانبهم؛ وعموماً وإذا أردنا تصنيف األطفال‪ ‬ضمن النظام‬
‫األسري فإننا نفضل ذكر نوعني منهم حبسب نشأهتم ومدى انتمائهم للوالدين يف كنف‬
‫األسرة إن كانوا شرعيني أو بالتبين ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫أ ـ األطفال الشرعيون ‪ :‬مل يكن اهلدف من الزواج ضمان استمرارية النسل البشري‬
‫فقط وإمنا أيضاً إجناب أطفال شرعيني حىت ال خيرب العامل وتتأخر الشعوب‪ ،‬واألطفال‬
‫ضروريني للوطن‪ ،‬فهم ضمان دميومة تقدمه‪ ،‬وهم من يسند اآلباء أثناء شيخوختهم‪6‬؛‬
‫هذا وقد ح ّذر تارتوليانوس ومنيكيوس فليكس‪ 7‬من خطر ارتكاب اخلطيئة وإجناب أوالد‬
‫غري شرعيني وإمهاهلم عن قصد أو عن غري علم ألن ذلك سيؤدي التساع العائلة يف ظل‬
‫اجلرمية‪ ،‬خاصة مع حدوث عالقات غري شرعية بني احملارم دون ٍ‬
‫معرفة بأهنم من نفس‬
‫األصل ‪.‬‬

‫‪481‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫وإذا كان من واجب الزوجني إجناب األوالد وتعمري األرض‪ ،‬فإنه أيضا يتوجب‬
‫عليهم اإلعتناء هبم وتربيتهم يف جو ملئ باحلب واحلنان‪ ،‬وأن يتكفال بتغذيتهم‬
‫وإصالحهم ومعاملتهم برفق دون إمهال الرتبية الدينية ‪ ،8‬حىت يتمكنوا من خلق أســر‬
‫مرتابطة األواصر بني أفرادها‪ ،‬واليت تَظهر ُمشكلة صورة "األسرة النموذجية" ببعض‬
‫النصب النذرية كنصب سور الغزالن (‪ )Auzia‬الذي يبدو به مجنيوس ساتورنينوس‬
‫"‪ "Geminius Saturninus‬الذي خدم يف اجلندية حسب نقيشته أسفل النصب ‪19‬‬
‫سنة‪ ،‬مع زوجته أوفيديا دوناتا "‪ "Aufidia Donata‬وولده سباستينوس "‪"Sabastenus‬‬
‫وابنته سباستينيا "‪ 9"Sabastenia‬أو نصب تاكسابت (‪. 10)Rusippisir‬‬
‫ومن أهم ما يتوجب على الوالدين اختياره للطفل مبجرد والدته‪ ،‬اإلسم الذي‬
‫سينادى به أو الكنية اليت سوف تفرقه عن غريه‪ ،‬وبالرغم من أن الكنية اتسمت بالتنوع‬
‫ما بني أمساء التينية‪ ،‬إغريقية‪ ،‬ليبية ونادراً ماجند أمساء شرقية‪ ،‬إال أنه ينبغي اإلشارة أنه‬
‫بالنسبة للسكان األصليني لبالد املغرب القدمي‪ ،‬ظلت الكنية حمافظة على أصالتها‪ ،‬ورغم‬
‫التطورات والتأثريات وبعض التغريات اليت فرضتها املسيحية بعد انتشارها‪ ،‬األمساء مل تتغري‬
‫خاصة الليبية منها وظلت ُُتتار من تلك املعروفة لديهم واملتداولة‪ ،11‬وإذا كان إسم‬
‫الشخص أو كنيته يدل على مكانته اإلجتماعية‪ ،12‬فإنه أيضاً ميكن من خالله احلفاظ‬
‫على اهلوية واألصالة؛ ولقد لوحظ من خالل بعض األحباث والدراسات املتعلقة هبذا‬
‫املوضوع أن بعض األمساء الالتينية يف بالد املغرب القدمي‪ ،‬كانت تتميز بكوهنا مرتمجة عن‬
‫البونيقية‪ ،‬وجند أن بعض احلروف اليت تنتهي هبا بعض األمساء الالتينية‪ ،‬كانت موجود‬
‫فقط هباته املقاطعة دون غريها من بقية مقاطعات االمرباطورية الرومانية وهي ‪ :‬أوسوس‬
‫"‪ ،"-osus‬إتا "‪ ،"-itta‬إكا "‪ ،"-ica‬إيتاس "‪ ،"-itas‬أريوس "‪. "-arius‬‬
‫كما كانوا حيبون اختيار أمساء تدل على النجاح‪ ،‬أو ترمز للحظ‪ ،‬أو السعادة‬
‫وغريها‪ 13‬من األمساء اليت كانت مشتقة من أمساء آهلة حملية‪ ،‬وقد بلغ عدد اآلهلة حسب‬
‫كامبس‪ 14‬اليت كان السكان حيبون التربك هبا والتسمية عليها‪ 38 ،‬معبوداً ذكراً و ‪10‬‬
‫‪482‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫معبودات من اإلناث ؛ من أصل ‪ 984‬إمساً ليبياً‪ 15‬ميكن للوالدين أو أحدمها أن يطلقها‬


‫على أحد أبنائه ‪ ،‬وبني أمساء هاته القائمة جند ‪ 13‬إمساً مشرتكاً بني الذكر واألنثى أي‬
‫ميكن إطالقه على كليهما‪ ،‬و ‪ 146‬خاص فقط باإلناث ‪.‬‬
‫وجند أن األولياء ببالد املغرب القدمي كانوا حيبون تدليل أوالدهم وتوفري ما يلعبون به‬
‫هلم‪ ،‬ويظهر ذلك من الدمى املخلّفة يف قبور األطفال سواء كانت غري متحركة أو متحركة‬
‫كتلك الدمية الراقصة من الطني املشوي‪ ،‬اليت عُثِر هبا على ثقب بالرأس يدل على‬
‫تعليقها‪ ،‬وقد تكون صنعت بتاوخريا يف سهل بنغازي بليبيا اليت كانت جزءاً من‬
‫قورينائية‪ ،16‬وهي جموفة من الداخل وشعرها مصفف على هيأة متوجات وقد أرجع‬
‫للخلف‪ ،‬وعليها غطاء للرأس على اجلزء اخللفي منه‪ ،‬األرجل واألذرع مفقودة إال أن هناك‬
‫ثقوب بالركبتني والكتفني لتثبيت الرجلني والذراعني اليت كانت تصنع منفصلة حىت‬
‫يستطيع الطفل حتريكها كيفما شاء ‪.‬‬
‫وليس الوالدين وحدمها من شاركا يف تربية األطفال بل هناك أيضاً املرضعات املربيات‬
‫اللوايت لعنب دوراً هاماً يف البنية األسرية القدمية وخاصة يف العهد االمرباطوري األعلى ومع‬
‫بداية تعاظم نفوذ املرأة داخل األسرة و رغبتها يف اخلروج والتمتع حبياهتا‪ ،‬أصبحت أغلب‬
‫واجبات األم اجتاه أبنائها مرمية على عاتق املربية‪ ،17‬وتربهن نقيشة سوق اهراس‬
‫(‪ )Thagaste‬لكايليا فكتوريا "‪ 18"Caelia Victoria‬صحة هذا الكالم‪ ،‬حيث تشري إىل‬
‫اشتغاهلا ليس كقابلة فقط "‪ "Obstetrix‬وإمنا أيضاً كمدبرة منزل ومربية "‪. "Paedagoga‬‬
‫وكان يُعهد للمربية واملدبرة برعاية األطفال وحراستهم وتربيتهم‪ ،‬وغالباً ما تكرمها‬
‫األسرة اليت عملت لديها بنقيشة ُُتلدها وتذكر حماسنها‪ ،19‬كما كانت حتظى باالحرتام‬
‫والتقدير كتلك املربية اليت حتدث عنها القديس أوغسطينوس واليت ربَّت ج ّده لوالدته ومن‬
‫بعد ذلك كانت تساعد زوجته يف تربية بناته و تعليمهن التكتم واحلذر بشدة وحزم‪20‬؛‬
‫ومن حقوق هؤالء األطفال على أسرهم إرساهلم للمدارس يف حال كانوا متوسطوا احلال‪،‬‬
‫أما األغنياء فيتلقون تعليمهم يف منازهلم عن طريق معلمني خصوصيني‪. 21‬‬
‫‪483‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫ب ـ األطفال بالتبني ‪ :‬تشري النقوش اجلنائزية والنُصب املهداة لألطفال من قِبل‬


‫ُ‬
‫أس ِرهم ببالد املغرب القدمي إىل انتشار ظاهرة التبين‪ ،‬واليت ال ميكننا اجلزم مثل بول فاين‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫‪22‬‬
‫"‪ "Paul Veyne‬على أهنا مسة أو موضة رومانية ما دمنا نعرف أن ماسيبسا قد تبىن‬
‫ابن أخيه يوغرطة‪ 23‬؛ أما خالل العهد الروماين فنجد أنه أحياناً كان يقوم شخص بتبين‬
‫عدة أطفال كيوليا أولرتيكس "‪ 24"Iulia Ultrix‬اليت تبنت اثنان‪ ،‬وكذا األمر بالنسبة‬
‫لعائلة السريت "‪ "Sertii‬من تيمقاد (‪ )Thamugadi‬أما بشرشال فنجد حالة أخرى تشري‬
‫إىل تبين أتيوس أبولونيوس "‪ "Q.Attius Apolonius‬لطفلني‪ ،‬كالمها تويف يف نفس‬
‫الفرتة‪ ،‬أحدمها بسن الرابعة واآلخر بالعاشرة‪ .25‬ومن خالل نصبني أهديا من طرف أولبيا‬
‫بوتيوالنا "‪ 26"Ulpia Putiolana‬نستطيع معرفة أهنا كفلت طفالً تويف بعمر السادسة‬
‫والنصف وطفلة توفيت بعد بلوغها تسع سنوات ‪.‬‬
‫وبالرغم من كون بعض األسر لديها أطفاال شرعيني إال أهنم كانوا يقومون برتبية أو‬
‫كفل آخر‪ ، 27‬وال أعتقد أبداً أهنا رغبة من سكان املنطقة بتقليد الرومان الذين اشتهروا‬
‫برتبية ورغبتهم يف تدليل طفل يف البيت‪ ،‬يكفلونه ويقومون بتعليمه تعليما ال يعطى إال‬
‫ألصحاب املقام الرفيع ؛ ويشري بول فاين‪ 28‬إىل أن املدلل املكفول هذا غالباً ما يتخذ من‬
‫سيد املنزل كلعبة ال غري‪ ،‬يدللها ويرعاها وحيتاج إليها يف كل مكان وخباصة على املائدة‬
‫للهو معها متاماً مثل أي حيوان مستأنس وألنه خالل العهد االمرباطوري األعلى أصبحت‬
‫األلعاب احملبذة هي تلك املخلوقات احلية واملتحركة مثل العصافري والكالب واألرانب؛‬
‫ولكنهم أيضاً باملقابل كانوا يبدون نوعاً من احلنان واحلب ويعطفون أيضاً على واحد من‬
‫أبناء العبيد أو أبناء احملظيات وغالباً ما يكون مشكوكاً يف تلك العاطفة والرعاية اليت‬
‫يشمل هبا الكفيل مكفوله ألنه ال يستبعد أن يكون من أبناء السيد الذين مت التخلي‬
‫عنهم خاصة وأهنم كانوا حيصلون على كل ما حيصل عليه الطفل احلر ماعدا ردائه الذي‬
‫يرتديه الربايتكستا "‪."Praetexta‬‬

‫‪484‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫وتنبغي اإلشارة إىل أنه كان يتم اختيار املتبىن أو الطفل املرغوب يف كفالته من‬
‫ُ‬
‫أولئك األطفال الذين متّ التخلي عنهم سواء كانوا شرعيني أو غري شرعيني‪ ،‬وهم ُكثُر‬
‫حبسب النقوش الالتينية وميكن للباحث التعرف عليهم من خالل املصطلحات واأللقاب‬
‫التالية‪ :‬ألومنوس "‪ "Alumnus‬أو ثريبتوس "‪ "Threptus‬وترمز للطفل املعال أو‬
‫ُ‬
‫املكفول‪ 29‬ونفس الشيء بالنسبة لنعت فروجيفر"‪ "Frugifer‬وويكاريوس‬
‫"‪ ،30"Vicarius‬وبروجيكتوس "‪ "Projectus‬أو بروجيكتيتوس "‪ "Projectitus‬مبعىن‬
‫الطفل املهجور‪ 31‬؛ ومن األطفال الغري الشرعيني واملنعوتني بعبارة سبوري فليوس‬
‫"‪ "Spurii Filius‬أو نتوراليس باوري "‪ "Naturales Pueri‬وأحياناً ترد عبارة إكسبوزتيو‬
‫"‪ " Expositio‬وتشري إىل أنه ُتلت عنهم عائالهتم وتكفلت هبم األسر اليت وجدهتم‪،‬‬
‫وكذا األمر بالنسبة ملصطلح ستاركوروزوس "‪ 32"Stercorosus‬اليت تشري لرتكه بقمامة ‪.‬‬
‫وتضيف خدجية منصوري‪ 33‬عبارة فليو كوموين "‪ "Filio communi‬اليت يقصد هبا‬
‫الولد املشرتك ألهنا ترى أنه لو كان شرعياً ملا أضيفت هاته العبارة السم الشاب ماركوس‬
‫أولبيوس حامونيوس إيونيور "‪ 34"M.Ulpius Hammonius Iunior‬من شرشال والذي‬
‫ذكره فليب لوفو "‪ 35"Ph.Leveau‬على أنه ابن ماركوس أولبيوس حامونيوس ذو األصل‬
‫االفريقي كما يبدو من خالل امسه حامونيوس ‪.‬‬
‫زاد ُحب الناس للتبين و كفالة األطفال مع تشجيع رجال الكنيسة للمسيحيني على‬
‫عمدين‪ ،‬وحىت أولئك الذين ُتلى عنهم الوثنيني ألهنم بتبنيهم حيموهنم من‬
‫تبين اليتامى املُ ّ‬
‫مصري العمل يف املصارعة أو الدعارة‪ ،‬ويسامهون يف رفع عدد املسيحيني‪ 36‬وذلك ألنه‬
‫َكثر التخلي عن األطفال من طرف أسرهم حبجة الفقر وعدم القدرة على إعالتهم وتفاقم‬
‫الوضع مع هناية العهد االمرباطوري األعلى‪37‬؛ خاصة مع انتشار فكرة ضرورة التمتع‬
‫مبلذات احلياة‪ 38‬واالبتعاد عما حيول بينهم وبني ذلك‪ ،‬ومن تلك املشاغل كثرة األطفال‪،‬‬
‫ولكن هذا كان شائعاً لدى العائالت احلضرية على عكس العائالت الريفية اليت كانت‬
‫حتبذ اإلجناب و كثرة األوالد ‪.‬‬
‫‪485‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫وتشري كارولني هاورين‪ 39‬إىل أن هناك ‪ 13‬حالة تبين‪ ،‬ببالد املغرب القدمي‪ ،‬ضمت ‪7‬‬
‫نساء قمن بعملية التبين بينهن واحدة متزوجة من السيد سرييت "‪ "Serti‬من تيمقاد‪ ،‬تبنت‬
‫مع زوجها طفلني وميكننا عرض هاته احلاالت يف اجلدول التايل ‪:‬‬

‫المصدر‬ ‫سن وفاة‬ ‫المتبنَى‬


‫ٌ‬ ‫المتبنِي‬
‫ُ‬ ‫المدينة‬
‫المتبنَى‬
‫ُ‬
‫‪CIL‬‬ ‫‪6‬‬ ‫فكتوِريوس‬ ‫فولوسيوس‬ ‫باترونا "‪"Patrona‬‬ ‫سوسة‬
‫‪VIII,22993‬‬ ‫‪Volusius‬‬ ‫"‬ ‫)‪(Hadrumetum‬‬
‫‪"Victorieus‬‬
‫‪CIL‬‬ ‫‪15‬‬ ‫يوليا برميا "‪"Iulia Prima‬‬ ‫يوليا ساتورنينا‬ ‫حيدرة‬
‫‪VIII,11575‬‬ ‫" ‪Iulia‬‬ ‫(‪)Ammaedara‬‬
‫‪"Saturnina‬‬
‫‪CIL VIII,439‬‬ ‫‪28‬‬ ‫أليكساندريا"‬ ‫أوغستا‬ ‫قالتا‬ ‫مشتو (‪)Simittus‬‬
‫‪"Alexandria‬‬ ‫‪Galata‬‬ ‫"‬
‫‪"Augusta‬‬
‫‪CIL‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ألومنيي "‪"Alumnii‬‬ ‫يوليا أولرتيكس "‬ ‫قرطاج (‪)Carthago‬‬
‫‪‬‬
‫‪VIII,12778‬‬ ‫‪"Iulia Ultrix‬‬
‫‪CIL‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أيليا فورتوناتا " ‪Aelia‬‬ ‫فيكتور‬ ‫أيليوس‬ ‫املزاق "‪"Byzacène‬‬
‫‪VIII,22928‬‬ ‫‪"Fortunata‬‬ ‫‪L .Aelius‬‬ ‫"‬
‫‪"Victor‬‬
‫‪Libyca‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ 2‬ألومين "‪"Alumnii‬‬ ‫سرييت‬ ‫الزوجني‬ ‫تيمقاد‬
‫‪IV,1956,p 109‬‬ ‫"‪"Sertii‬‬ ‫(‪)Thamugadi‬‬
‫‪n°20 ;BCTH,‬‬
‫‪1946,p28-‬‬
‫‪29;Lassère(J-‬‬
‫‪M),op.cit,‬‬
‫‪p504n°202‬‬
‫‪Hoerni(C),op.‬‬ ‫واحد ‪4‬‬ ‫‪ 2‬ألومين " ‪Attiae‬‬ ‫أبولونيوس‬ ‫أتيوس‬ ‫شرشال (‪)Caesarea‬‬
‫‪cit ,p95‬‬ ‫سنوات‬ ‫‪"alumnii‬‬ ‫‪Q.Attius‬‬ ‫"‬
‫و اآلخر ‪10‬‬ ‫‪"Appolonius‬‬

‫‪486‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬
‫و ابنته‬
‫‪CIL‬‬ ‫‪VIII,‬‬ ‫الطفل ‪ 6,5‬و‬ ‫ألومنوس"‪ "Alumnus‬و‬ ‫بوتيوالنا‬ ‫أولبيا‬ ‫سور الغزالن (‪)Auzia‬‬
‫‪9172-9173‬‬ ‫الطفلة ‪9‬‬ ‫ألومنة "‪"Alumna‬‬ ‫‪Ulpia‬‬ ‫"‬
‫سنوات‬ ‫‪"Putiolana‬‬

‫جدول حاالت التبني (‪)Hoerni(C),op.cit ,p91‬‬


‫إذا أخذنا بقول كارولني هاورين بأن النقوش الالتينية ال تذكر إال ‪ 13‬حالة‬
‫تبين فهذا وبعد عملية حسابية بسيطة يدفعنا للقول أن يوليا أولرتيكس " ‪Iulia‬‬
‫‪ " Ultrix‬من قرطاج تبنت ثالث أطفال ألهنا تشري إىل أن هاته احلالة تدل على أن‬
‫هناك من كان يتبىن أطفاال ُكثر‪ ،40‬غري أنه حقيقة ال ميكننا التسليم هبذا العدد من‬
‫عمليات التبين فقط وال ميكن االكتفاء بثالثة عشر هاته وإمنا أكثر من ذلك ؛ ألنه‬
‫ميكننا إضافة بعض احلاالت األخرى اليت ذكرها جني ماري السري " ‪Jean Marie‬‬
‫‪ 41"Lassère‬وهي‪ :‬واحدة بسوسة وواحدة هبنشري دوميس (‪ )Uchi Majus‬وواحدة‬
‫بقصرين (‪ )Cillium‬وثالث حاالت بتبسة (‪ )Théveste‬وواحدة بقصر بري زغوان‬
‫جنوب تبسة وأربع حاالت بتازولت (‪ )Lambaeses‬تضاف إليهم حالة تبين بضواحي‬
‫تازولت‪ ،‬وواحدة بسريانة (‪ )Lamiggig‬وأخرى حبمام دراجي (‪)Bulla Regia‬‬
‫وواحدة خبميسة (‪ )Thubursicu Numidarum‬ومثلها مبداورش (‪)Madauros‬‬
‫وأيضاً بقسنطينة ومجيلة (‪ )Ciucul‬وحاليت تبين أخريتني بقرطاج‪ ،42‬ليصبح لدينا ‪20‬‬
‫عملية تبين أخرى ‪.‬‬
‫يضاف إليها ثالثة نقوش أخرى عثر عليها بتبسة ‪ ،‬اثنتني تشريان إىل كفالة‬
‫أدفونتوس‪ "Adventus" 43‬ألوريليا كاريكا"‪ "Aurelia Karica‬وأيسوبوس ويكاريوس‬
‫"‪ ،"Aesopus Vecarius‬وال نستبعد أن يكون أدفونتوس من العبيد من الدرجة‬
‫‪45‬‬
‫األوىل"‪ 44"Ordinarii‬ألنه مل ترد االشارة إليه على أنه عبد امرباطوري‪ ،‬والثالثة‬
‫تتحدث عن تربية حارمريوس أوغسيت تابالريوس " ‪Hermeros Augusti‬‬
‫‪487‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫‪ "Tabellarius‬ألوزاباس ويكاريوس "‪ "Eusebes Vecarius‬الذي تويف وعمره ‪4‬‬


‫سنوات و ‪ 11‬شهراً و ‪ 17‬يوماً؛ وذلك ألنه ال ميكن إقصاء تبين العبيد هلؤالء الذين‬
‫ُتلى عنهم أهلهم سواء كانوا شرعيني أو غري شرعيني ما دام ليس للعبد احلق يف التملك‬
‫أو التبين‪ ،‬وما دام الطفل املتبىن إن أعجب السيد بعد أن يكرب قليالً حيق له أخذه‪ ،‬وألنه‬
‫ُ‬
‫تابعا له وليس لعبده‪ ،‬وهبذا يصبح اجملموع ‪ 36‬حالة تبين وليس ‪ 13‬ومن احملتمل‬ ‫قانونياً ً‬
‫أن يرتفع العدد مع املزيد من االكتشافات األركيولوجية ودراسة النقوش اليت مل عثر عليها‬
‫الحقاً ومل تدرس بعد يف خمتلف املواقع األثرية ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يبدو أن سكان بالد املغرب القدمي كانوا مولعني باألطفال وحببهم هلم منذ ما قبل‬
‫التاريخ‪ ،‬ودليلنا على ذلك بعض املشاهد والرسومات الصخرية اليت ٌجسد هبا ُحنُّو‬
‫الوالدين على الطفل‪ ،‬بل وأكثر من ذلك حىت قبل مولدهم‪ ،‬أي أن فرتة احلمل رمست‬
‫هي أيضاً كمنظر زّكار جببال اوالد نايل‪ ،‬أين تظهر امرأة حامل تكاد تتعرض حملاولة‬
‫اعتداء من قبل شخص‪ ،‬غري أن رجالً آخر حيميها بضرب الشخص املعتدي على رأسه‬
‫بآلة حادة‪ ،‬ومناظر أخرى غري هذا‪ ،‬تعرب عن مداعبة األم لطفلها وتدليلها له وأحياناً‬
‫الوالدين معاً‪ ،‬أو أي مرافق له‪،‬كذاك الرسم الصخري جببال القصور بتوات الذي يصور‬
‫طفالً جالساً على ركبة املرافق له أثناء رحلة صيد؛ وقد اعترب الزواج أثناء العهد الروماين‪،‬‬
‫سبيالً خللق ووالدة الطفل وضمان استمرار النسل‪ ،‬ويف حال عدم القدرة على اإلجناب‬
‫يتم التبين‪ ،‬ويتوجب على الوالدين االهتمام بأبنائهم ورعايتهم‪ ،‬حبسب قدرة وإمكانيات‬
‫كل أسرة‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪488‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫ بنت النبي مقدم‬.‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‬

1
، ‫اجلزائر‬،‫ أطلس للنشر‬،‫ م‬6 ‫ م إىل ق‬.‫ ق‬32 ‫ النظم القدمية من ق‬،1‫ ج‬،‫ تاريخ النظم‬،‫ دليلة فركوس‬-
‫ ؛‬211 ‫ ص‬،1993
André(J), Être médecin à Rome, les belles lettres.Paris,1987, p 128-129
2
- Gsell(S), Histoire ancienne de l’Afrique du nord ,Réimpression de l’édition
1921-1928.Otto zeller verlag.Osnabrückü,1972 (= HAAN), T .V,p 51 ; T.VI,p 1
3
- Corippus , La Johannide , texte établi et traduit par M.Petschenig , Berlin, 1886VI,
86 ; Gsell(S),HAAN, T.VI,p57
4
- Aïn Seba (N) et Ferhat (N), « Le Bovidien : Le pastoralisme et la mise en place des
éléments de la désertification actuelle » , in in l’Algérie en héritage , art et histoire,
Institut du monde Arabe/Actes sud , France, Arles ,2003, p 51
‫وتنبغي اإلشارة إىل أن خدجية منصوري يف أثناء دراستها للنصب اجلنائزية ألطفال موريطانيا القيصرية صنفت‬-
،‫األطفال حبسب ذكرهم يف النصب اجلنائزية إىل أحرار و هم الذين ذكر امسهم العائلي أو االسم الثنائي لألب‬
‫ وذكرت كذلك‬، ‫ وأشارت إىل أنه ضمن األحرار يوجد األطفال الشرعيني‬، ‫وأجانب الذين حيملون اإلسم األحادي‬
‫األطفال الطبيعيني الناجتني عن الزنا وكذا الرضع الذين متّ التخلي عنهم وهؤالء منهم الشرعي الذي ُتلت عنه أسرته‬
‫ دراسات يف‬،" ‫ " النصب اجلنائزية لألطفال مبوريطانيا القيصرية خالل الفرتة الرومانية‬،‫ خدجية منصوري‬،‫ومنهم الطبيعي‬
73 -72 ‫ ص‬،2003 ‫ القاهرة‬،‫ الندوة العلمية اخلامسة‬،4 ‫آثار الوطن العريب‬
5
- St .Augustin, Œuvres complètes , traduites en français et annotées par Péronne et
écalle et Vincent et Charpentier et H .Barreau , éd., Louis Vivès , Paris , 1869 Du
Rétractations , II, 22, 2 ; Le bien du mariage , XXIV
6
- Clement d’Alexandre , Stromates , trad., M.Gasber , éd., Du Cerf , Paris , 1954 , II,
23
‫ لإلستفادة منهم‬، ‫و تشري بعض النقوش أيضاً إىل إجناب األطفال واالهتمام بتعليمهم والصرف واإلنفاق دون تقتري‬
‫) الذي‬Calama( ‫" من قاملة‬Seius Fundanus" ‫ مثل سيوس فوندانوس‬، ‫والرقي هبم إىل مرتبة اجتماعية عالية‬
‫ ولكنه وبعد الكثري من‬،‫ وكل ما كان يتقاضاه ينفقه عليهما وعلى دراستهما خارج املدينة‬، ‫مل يدخر شيئاً عن ولديه‬
‫ ولذلك بىن هلما صرحاً ليخلد ذكرامها‬،‫ حيث تويف كالمها‬،‫الصرف واإلنفاق مل يستفد من أ ٍي منهما‬
CIL ,VIII,5370 = ILAlg.I,326 ; Tlili(N), « Les enfants intellectuellement doués en
Afrique Romaine » in Que reste-t-il de l'éducation classique?: relire le marrou, histoire
de l'éducation dans l'antiquité , Presses Univ. du Mirail, Tolouse , 2004 , p 158 - 159
7
- Tertullien , Apol., IX, 17, 18 ; Minicius Filix , Octavius , trad., J.Beaujeu , éd ., Les
belles lettres , Paris , 1964 , XXXI
8
- St .Augustin, La Genèse , IX, 7 ; Le bien du mariage , VI
9
- CIL VIIIV, 9057,20 738 ; Berbruger(A), « Une énigme lapidaire » , R.Afr.,n°32 ,
1862 , pp 81- 92
10
- Gravault(P) , Etudes sur les ruines romaines de Tigzirt , Leroux,Paris , 1897, pp
122-127 ; Gsell(S) , « Chronique archéologique africaine » , MEFR , 1898 , p 138
11
- Lassère(J-M), « Onomastica Africana XV , Onomastique et romanisation à Altava à
la fin de l’antiquité » , in De l’archéologie à l’histoire , Romanité et cité chrétienne ,

489 2020 ‫ جوان‬، 493 -480 ‫ ص ص‬، 01 ‫ العدد‬،04 ‫ المجلد‬، ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫‪Permanences et mutations , Intégration et exclusion du 1er au 6e siècle , Mélanges en‬‬


‫‪l’honneur d’Yvette Duval (pubiés avec le concours du centre Jean – Charles Picard de‬‬
‫‪l’université Paris XII ) , éd., De Boccard , Paris , 2000 , p 122‬‬
‫‪12‬‬
‫‪- Le Bohec(Y) , « L’onomastique de l’Afrique romaine sous le haut-empire et les‬‬
‫; ‪cognomina dits "africains" » , Pallas , 68 , 2005 , p 219‬‬
‫جهيدة مهنتل ‪ ،‬حاضرة قسنطينة‪ ،‬كرتا النوميدية والرومانية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ -‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪281‬‬
‫‪13‬‬
‫‪- Le Bohec(Y) , op .cit , p 225‬‬
‫‪14‬‬
‫‪- Camps(G), « Liste onomastique libyque , Nouvelle édition », Ant.Afr , T. 38 – 39 ,‬‬
‫‪2002 – 2003 p 212 - 213‬‬
‫‪15‬‬
‫‪- Ibid , pp 218 – 257‬‬
‫نشري إىل أن هذا الرقم املتعلق باألمساء الليبية اليت متكن كامبس من مجعها من خالل املصادر األدبية و النقوش ‪ ،‬قد‬
‫ألغى الرقم الذي صرح به فريزول يف دراسته حني قال أنه ال ميكن احلصول إال على رقم حمصور بني ‪ 250‬و ‪300‬‬
‫إسم لييب ‪ ،‬حول دراسة فريزول أنظر ‪:‬‬
‫» ‪Africa Frézouls(E), « Les survivances indigènes dans l’onomastique africaine‬‬
‫; ‪Romana , 7 , Sassari 1989 , Sassari 1990 , pp 161- 166‬و توضح ادارة تحرير جملة أنتيكييت‬
‫أفريكان أنه بإضافة أمساء أخرى كان نشرها كامبس يف دراسات أخرى و مل يضفها هلاته ‪Camps (G) , op.cit ,‬‬
‫) ‪ p 216 – 217 ( Note des Rédacteurs‬القائمة ‪ ،‬يصبح الرقم‬
‫‪ 995‬بدالً من ‪، 984‬‬
‫‪ - 16‬خالد حممد عبد اهلل اهلدار‪ ،‬دراسة القبور الفردية وآثاثها اجلنائزي يف تاوخريا (توكرة القدمية) ‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة قاريونس ‪ ،‬بنغازي ‪ ،‬ليبيا ‪ ،2006 ،‬اجمللد الثاين ‪ ،‬ص ‪ 97‬ـ ‪ 98‬؛ ‪ 262‬رقم ‪177‬‬
‫‪21‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- Benseddik(N), « Saturne Africain et les couples , recherches iconographiques » ,‬‬
‫‪BSFAC, XXXVI , 2004-2005, p 142‬‬
‫‪18‬‬
‫‪- CIL,VIII, 1506 ; ILAlg, I, 887‬‬
‫‪19‬‬
‫‪- Hamman(A.G), La vie quotidienne en Afrique du nord au temps de Saint‬‬
‫‪Augustin , 2ème édition , éd., Hachette , Paris , 1985 , p 102‬‬
‫‪20‬‬
‫; ‪- St.Augustin , Confessions , IX,8,3-4‬‬
‫وميكننا أيضاً االستنباط من خالل إشارة أوغسطينوس أنه ليس بالضرورة أن تكون غنياً حىت تستطيع امتالك مربية‪،‬‬
‫وإمنا حىت الطبقات املتوسطة يستطيعون ذلك‪ ،‬خاصة وأننا نعرف أن والدة أوغسطينوس من أصل حملي وعائلتها‬
‫ليست بالغنية‪.‬‬
‫‪ - 21‬شافية شارن‪ ،‬بلقاسم رمحاين‪ ،‬حممد احلبيب بشاري‪ ،‬االحتالل االستيطاين وسياسة الرومنة ‪ ،‬منشورات املركز‬
‫الوطين للدراسات والبحث يف احلركة الوطنية وثورة أول نوفمرب ‪ ،2007 ، 1954‬ص ‪ ، 261‬وللمزيد من‬
‫املعلومات حول التعليم يف بالد املغرب القدمي وتفاصيل اليوم الدراسي واملقررات الدراسية‪ ،‬وكذا ٌحب األولياء تعليم‬
‫أبنائهم واالفتخار بذلك وحىت إمكانية استعارهتم الكتب من املكتبات أنظر‪:‬‬
‫; ‪ Marrou(H.I), Histoire de l’éducation dans l’antiquité , Paris, 1948, p 363-364‬نفس‬
‫المرجع ‪ ،‬صص ‪ 261‬ـ ‪ 263‬؛ ; ‪Hamman(A.G), op.cit, pp 105-113‬‬

‫‪490‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫‪Mansouri(KH), « L’Éducation en Afrique du nord d’après les confessions de Saint‬‬


‫‪Augustin » , L’Africa Romana , Rome 2-4, , Meggio , 2002 , pp 515-531 ; Salles(C),‬‬
‫‪Saint Augustin., pp 42-50 ; Id, Lire à Rome , Les belles lettres , 3ème édition , Payot et‬‬
‫‪Rivages , 2010, p 185 ; 217 ; Tlili(N), op.cit, pp155-169‬‬
‫‪22‬‬
‫‪- Veyne(P), « Du ventre maternel au testament » in Histoire de la vie privée. , p 82‬‬
‫‪23‬‬
‫‪- Sallustius , Guerre de Jugurtha , V ; IX ; X‬‬
‫‪24‬‬
‫‪- CIL VIII , 12 778‬‬
‫‪25‬‬
‫‪- Hoerni(C), La représentation épigraphique des femmes dans l’Afrique romaine (1er-‬‬
‫‪6ème siècle). Tome 2 , Identités et perceptions sociétales , Université Paris-Sorbonne‬‬
‫‪(Paris IV) , 2008 , p 95‬‬
‫‪26‬‬
‫‪- CIL VIII , 9172-9173‬‬
‫‪27‬‬
‫‪- Hoerni(C),op.cit, p 95‬‬
‫‪28‬‬
‫‪- Veyne(P), op.cit , pp 81-84‬‬
‫‪29‬‬
‫‪- Allard(P), Les esclaves Chrétiens depuis les premiers temps de l’Eglise jusqu'à la fin‬‬
‫; ‪de la domination romaine en Occident , Paris , 1876, p 352 ; Veyne(P), op.cit , p 82‬‬
‫; ‪Lassère(J-M), op.cit, p 504n°202‬‬
‫بالنسبة ألالرد فمصطلح ألومنوس مل يعرب عن املكفول أو الذي ّمت تبنيه إال يف الفكر املسيحي أي مع انتشار‬
‫املسيحية‪ ،‬أما سابقاً فكان يرمز للعبودية ولو أنه لغوياً يقصد به الطفل الرضيع؛ يف حني بول فاين يرى أن كال‬
‫املصطلحني سواء ألومنوس أو ثريبتوس إن كانا مصاحبني لإلسم يشريان إىل تبنيه وأنه ليس ابنا من صلب صاحب‬
‫البيت الذي نشأ به؛ أما جني ماري السري فيوضح أنه من كل الصيغ و التعابري اليت وردت يف النقوش واليت تشري‬
‫لألطفال الذين ُتلى عنهم أهلهم فمصطلح ألومنوس وحده هو الذي يبني لنا أن الشخص صاحب النقيشة أو‬
‫النصب هو شخص مكفول واأللومين ُكثر ببالد املغرب القدمي ولكن ليسوا كلهم ممن ُتلى عنهم أهلهم فبعضهم غري‬
‫شرعيني وكان هلم احلظ يف التبين و التصق لقب ألومنوس هبم ‪.‬‬
‫‪ 30 -‬مصطلح الويكاريوس يرمز فعلياً للطفل الذي متّ تبنيه وإعالته‪ ،‬ولكن قانونياً هو يدل على أن من تكفل برعاية‬
‫هذا الطفل عبد وبالتايل هو عبد العبد ولغوياً يقصد به البديل‪ ،‬وألن العبيد ليس هلم احلق يف التبين فإنه حني يقوم عبد‬
‫بكفالة طفل ُتلى عنه أهله أو عثر عليه‪ ،‬يصبح هذ ا األخري قانونياً حول هذا املوضوع أنظر‪:‬‬
‫"‪ " Vicarii‬تابعاً لسيد العبد ويف أغلب األحيان العبيد االمرباطوريني وحدهم هلم احلق يف امتالك الويكاري‬
‫‪Gascou(J), « Inscriptions de Tébessa », MEFR, 1969 , Vol. ,81n°2,p 550n°1‬‬
‫‪31‬‬
‫; ‪- Allard(P), op .cit , p 351‬‬
‫فــوزيـة كـ ـرتـي‪ ،‬الدين واجملتمع بالشمال اإلفريقي من سنة ‪ 180‬م إىل سنة ‪ 430‬م‪" ،‬منوذج املسيحية "‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬إشراف حليمة غازي بن ميس‪ ،‬جامعة حممد اخلامس بالرباط‪ ، 1999 – 1998 ،‬ص ‪215‬‬
‫‪32‬‬
‫‪- Lassère(J-M), Vubique Populu:peuplement et mouvements de population dans‬‬
‫‪l'Afrique romaine, de la chute de Carthage à la fin de la dynastie des Sévères (146 aC-‬‬
‫;‪235 pC), CNRS , Paris, 1977, p 504- 506‬‬
‫خدجية منصوري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 72‬ـ ‪73‬‬

‫‪491‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫‪ - 33‬خدجية منصوري‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪ 72‬؛ أشري إىل أنين ال أوافق أستاذيت الكرمية هذا االعتقاد‪ ،‬ألن عبارة فِلِيو‬
‫ُكموين هي صيغة قانونية استخدمت بكثرة فيما يتعلق بشؤون اإلرث واليت تشري إىل أن الورثة من نفس األب واألم‪،‬‬
‫ولذا ال نستبعد أن من أهدى النصب اجلنائزي هلذا الشاب أعاله من شرشال رجل قانون أو متأثر بالصيغ القانونية‬
‫الصيغ و ُملماً مبعار‪ t‬قانونية وللتأكد من‬‫كما ال يستبعد أيضاً أن يكون كاتب نقيشة النصب نفسه متأثراً بالعبارات و ِ‬
‫‪Digeste , XXXIII, IV § 1 ; p96 – 97‬‬ ‫الصيغة القانونية أنظر ‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫‪- CIL VIII , 21333‬‬
‫‪35‬‬
‫‪- Leveau(Ph), Caesarea de Maurétanie , Publications de l’école française de Rome ,‬‬
‫‪70, 1984 , p 138‬‬
‫‪36‬‬
‫‪- Allard(P), op .cit , p 351- 352‬‬
‫‪ - 37‬تفاقم هذا الوضع‪ ،‬دفع بقسطنطني إىل إصدار مرسوم سنة ‪ 315‬م يأمر مبوجبه الفقراء‪ ،‬االجتاه صوب احلكام‬
‫لطلب املواد الغذائية اليت حيتاجوهنا‪ ،‬وطُبِّق هذا املرسوم على بالد املغرب القدمي سنة ‪ 322‬م؛ ويبدو حسب بول أالرد‬
‫أن اهلدف من هذا املرسوم هو إجبار األولياء على حتمل مسؤوليتهم وإعدام حجة الفقر وعدم القدرة على إعالتهم‬
‫واليت تعللوا هبا لرمي أبنائهم‪ ،‬وقد ظل هلم احلق يف اسرتجاع أبنائهم ممن قام برتبيتهم مع دفع مستحقات املريب من‬
‫مصاريف اعتنائه بذلك الطفل أو الطفلة؛ غري أنه يف سنة ‪ 331‬م يصدر مرسوماً آخر َْحي ِرم األولياء من حق اسرتجاع‬
‫أبنائهم مىت شاؤوا‪ ،‬ومنح املريب احلق يف االحتفاظ به كإبن أو كعبد؛ وألن املعيلني كانوا يتعرضون أحياناً للوشاية من‬
‫ُ‬
‫الوثنيني و اهتامهم بسوء معاملة الطفل مما جعلهم يرتددون يف تبين طفل ما‪ ،‬فقد طُرِح هذا املوضوع يف القرن ‪ 5‬م يف‬
‫اجملمعني املسكونيني سواء بفيزون سنة ‪ 422‬م أو بأرليس سنة ‪ 452‬م‪ ،‬وكالمها طمأن الكفيل أو من يريد التبين‬
‫ونظما عملية الكفالة حيث على كل من جيد طفالً مهجوراً وحيب تبنيه ما عليه إال إعالم الكنيسة‪ ،‬ومن مثة يُعلِم‬
‫الراهب املصلني يوم األحد ومينح األب مدة ‪ 10‬أيام للمطالبة بابنه ‪ ،‬وبعد هاته املدة يُعاقب من يطالب بابنه أو يوجه‬
‫للمعيل من قِبل القضاء الكنسي ؛ كما عملت الكنيسة أيضاً على مد يد املساعدة للعوائل الفقرية مما كان‬ ‫انتقادات ُ‬
‫مينح هلا من الصدقات ‪Allard(P), op .cit , pp 352-354‬‬
‫‪ - 38‬حممد البشري شنييت ‪ ،‬التغريات اإلقتصادية و اإلجتماعية يف املغرب أثناء االحتالل الروماين ودورها يف‬
‫أحداث القرن الرابع امليالدي‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪ ،1984 ،‬ص ‪209 -208‬‬
‫‪39‬‬
‫‪- Hoerni(C), op.cit , p 91 n° 362‬‬
‫‪ - ‬يوليا أولرتيكس هي من تويف بسن ‪ 28‬و األلومين الذين قامت برتبيتهم هم من أهدوا هلا نقيشتها اجلنزية‬
‫املذكورة أعاله باملصدر يف اجلدول‬
‫‪40‬‬
‫‪- Hoerni(C),op.cit ,p95‬‬
‫‪41‬‬
‫‪- Lassère(J-M),op.cit, p 504n°202‬‬
‫‪42‬‬
‫‪- Hadrumetum : CIL VIII, 22928 ; Uchi Majus : CIL VIII, 26272 ; Cillium : CIL VIII,‬‬
‫; ‪23209 ; Théveste : CIL VIII, 16565 ;16586 ;16590 ; Sud de Théveste : CIL VIII , 2084‬‬
‫; )‪Lambaeses : CIL VIII, 2773 ;3002 ;3827 ;3968 et 3288(région de Lambèse‬‬
‫; ‪Lamiggig : CIL VIII, 4376 ; Bulla Regia : BCTH ,1910 p 220et 1914 p 153‬‬
‫‪Thubursicu Numidarum : CIL VIII, 5064 ; Madauros : ILAlg 1 , 2298 ; Cirta : CIL VIII,‬‬
‫‪7078 ; Ciucul : BCTH,1894 p 346 ; Carthage : CIL VIII, 12879 ; 12687‬‬
‫‪43‬‬
‫; ‪- CIL VIII, 3288 – 3289‬‬
‫‪492‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬
‫الطفل في بالد المغرب القديم خالل العهد الروماني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬بنت النبي مقدم‬

‫وتنبغي اال شارة إىل أنه من الواضح أن كاريكا أصبحت حرة أو معتوقة مادامت حصلت على لقب أوريليا يف حني بقي‬
‫املتبين هلا أدفونتوس عبداً وهذا يعين أن سيده أعتقها (النقيشة ترجع للنصف الثاين من القرن الثاين امليالدي أو للنصف‬
‫ُ‬
‫األول من القرن الثالث امليالدي حسب قاسكو‬
‫‪Gascou(J),« Inscriptions de Tébessa », MEFR, 1969 , Vol.,81, p549-551‬‬
‫‪44‬‬
‫‪- Gascou(J),op.cit,p 550‬‬
‫" و هؤالء هم الذين يوجهون للعمل بكل األشغال ‪ Mediastini‬ألن العبيد كانوا درجة أوىل و درجة ثانية "‬
‫‪45‬‬
‫; ‪- CIL VIII, 12631‬‬
‫نشري إىل أن الشخص املتبين هو عبد امرباطوري‬
‫ُ‬

‫‪493‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ، 01‬ص ص ‪ ، 493 -480‬جوان ‪2020‬‬

You might also like