You are on page 1of 29

‫الفصل الأول‬

‫المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال‬


‫[‪]41‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]51‬‬

‫الفصل الأول‬
‫(*)‬
‫المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال‬
‫الأهداف التعليمية‬
‫يهدف الفصل إلى تقديم المعرفة حول "أساسيات ريادة األعمال " بحيث يتوقع بعد إتماا قراءتهاا‬
‫بعناية أن يكون الطالب ًا‬
‫قادر على أن‪:‬‬
‫يفهم المعنى الحقيقى لمفهو ريادة األعمال‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يفهم المقصود بريادة األعمال وموضوع دراستها‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يدرك الفرق بين ريادة األعمال والمشروعات الصغيرة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫يتعرف على األنواع المختلفة للمشروعات الريادية التى يمكن دخولها‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫يقتنع بأن جوهر عملية الريادة هو توافر الفكرة الفريدة للمنتج أو الخدمة‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫يعرف أهم المعتقدات الخاطئة عن المشروعات الريادية و الرد عليها‬ ‫(‪)6‬‬
‫يقتنع بأن عملية ريادة األعمال هى علم الغنى عنه لمن يتمتع بالصفات الريادية‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫يخرج بفكرة إبداعية مختلفة عن اآلخرين لمنتج أو خدمة‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫عناصر الفصل‬
‫تعريف ريادة األعمال وموضوع دراستها‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫عملية ريادة الريادة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أهمية ريادة األعمال‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رائد األعمال‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفرق بين ريادة األعمال والمشروعات الصغيرة‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫أنواع المشروعات الرائدة‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫أهم المعتقدات الخاطئة عن المشروعات الريادية و الرد عليها‬ ‫(‪)7‬‬
‫عملية ريادة األعمال هي علم ال غنى عنه لمن يتمتع بالصفات الريادية؟‬ ‫(‪)8‬‬

‫(*)‬
‫هذا الفصل من إعداد أ‪.‬د‪ .‬عبد الحميد أبو ناعم‪ ،‬أستاذ إدارة األعمال‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫[‪]41‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]51‬‬

‫تجارب من الحياة‬
‫‪ KINGINE‬شركة مصرية أسالت لعاب سامسونج‬

‫قال أحد المدراء التنفيذيين فى شركة سامسونج لإللك ترونيات‬


‫لموقع ‪ The investor‬الكورى الجنوبى‪ ،‬إن الذراع البحثى للشركة‬
‫فى الواليات المتحدة األمريكية ‪Samsung Research America‬‬
‫استحوذت على ‪ ٪111‬من محرك البحث المصرى ‪Kngine‬‬
‫المعتمد على تقنيات الذكاء الصناعى فى شهر أكتوبر ‪.2117‬‬
‫نصر كبير للشركة المصرية الناشئة‬
‫يعتبر هذا االستحواذ بمثابة نصر كبير للشركة الناشئة المصرية التي كافحت لزيادة‬
‫االستثمارات بعد الحصول على أول جولة لها‪ ،‬واضطرت إلى االنتقال إلى الواليات المتحدة‬
‫لجمع المزيد من األموال‪ .‬وقد تأسست شركة ‪ Kngine‬الناشئة في البداية كمشروع بحثي في‬
‫أكتوبر عا ‪ ، 2118‬بواسطة األخوين المصريين هيثم وأشرف الفضيل‪ ،‬ثم قرر األَخوان‬
‫تحويله إلى شركة ناشئة عا ‪ ،2111‬وبعدها فازت الشركة بمسابقة “برنامج الريادة العالمية”‬
‫التي جرت في القاهرة في يناير ‪ ،2111‬ونجحت في الحصول على استثمارات بقيمة ‪775‬‬
‫جاهدة في الحصول على‬ ‫ً‬ ‫ألف دوالر من صندوق ‪ .Sawaris Ventures‬وقد سعت ‪Kngine‬‬
‫المزيد من االستثمارات‪ ،‬وانتقلت في النهاية إلى بالو ألتو بالواليات المتحدة للترويج إلطالق‬
‫التطبيق‪ ،‬وفتح مكتب في ‪ ،Dog Patch Labs‬حيث سيواصل العمل على المشروع‪.‬‬
‫‪ Kngine‬المحرك األكثر ذكاء‬
‫‪ ،Kngine‬والذي يأتي كاختصار لا ‪ ،knowledge Engine‬بمعنى محرك البحث عن‬
‫المعرفة‪ ،‬بمثابة محرك بحث ذكي‪ ،‬يفهم ويجيب عن األسئلة المطروحة عليه‪ ،‬ويقد إجابات‬
‫بلغات مختلفة عن األسئلة‪ ،‬مبني الستخدا أحد تقنيات الويب ‪ 3.1‬وميزة البحث الداللي‪،‬‬
‫وينفذ أوامر المستخدمين باللغات اإلنجليزية‪ ،‬والعربية‪ ،‬واأللمانية‪ ،‬واإلسبانية‪.‬‬
‫هما المؤسسان؟ هما األَخوان الفضيل؟‬ ‫َمن ُ‬
‫هيثم الفضيل المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ‪ ،Kngine‬درس علو الحاسوب والبرمجة‬
‫تخرج حصل على وظيفة مهندس برامج كومبيوتر في شركة‬ ‫بشكل ذاتي التعلم‪ ،،‬وعندما ّ‬
‫مصرية كبرى‪ ،‬ثم انتقل إلى شركة متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫[‪]41‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫أما أشرف الفضيل‪ ،‬فهو يقو بالبرمجة والتكويد منذ أن كان في المدرسة االبتدائية‪،‬‬
‫ّ‬
‫ولديه ثمانية أعوا من الخبرة في مجاالت هندسة البرمجيات وقواعد البيانات والشبكات‪ .‬في‬
‫السنوات الست التي سبقت قبل ‪ ،Kngine‬كان يعمل في العديد من شركات البرمجيات‪ .‬ويقود‬
‫معا فريق ‪ Kngine‬الذي يقع مقره الرئيسي في الواليات المتحدة‪ ،‬والذى بدأ في‬
‫المؤسسان ً‬
‫مصر‪.‬‬
‫كيف يعمل ‪Kngine‬؟‬
‫أن هناك معلومات‬‫أشخاصا لديهم أسئلة‪ ،‬و ّ‬
‫ً‬ ‫بأن هناك‬
‫لقد بنيت ‪ Kngine‬على االعتقاد ّ‬
‫كافية في الويب لإلجابة عن تلك األسئلة‪ ،‬خاص ًة لمستخدمي الهواتف الذكية الذين يحتاجون‬
‫إلى إجابة‪ ،‬وليس صفحات من الروابط التي قد تؤدي أو ال تؤدي إلى إجابات مباشرة‪ .‬حيث‬
‫يعمل ‪ Kngine‬تحت شعار “الروابط ليست إجابات”‪ ،‬وهو أول محرك للرد على األسئلة‬
‫متعددة اللغات في العالم‪ ،‬بدعم من اإلنجليزية واأللمانية واإلسبانية والعربية‪ ،‬ويستخد‬
‫‪ Kngine‬المنطق البشري‪ ،‬ويعمل على مرحلتين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫يحدث‬
‫‪ -1‬الفهم ‪ :‬فهو يق أر باستمرار ما يظهر على اإلنترنت‪ ،‬ويستوعب محتوياته‪ ،‬ثم ّ‬
‫قاعدته المعرفية ويوسعها‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلجابة‪ :‬يدرك ‪ Kngine‬األسئلة‪ ،‬ويقو بمعالجتها ويقسمها إلى أسئلة فرعية‪ ،‬ويشكل‬
‫خطة حل‪ ،‬ثم يبحث ‪ Kngine‬في الرسم البياني للمعرفة‪ ،‬ويمشط المعرفة من ماليين‬
‫المستندات للعثور على اآلالف من اإلجابات المحتملة‪ ،‬في عملية جمع األدلة لكل إجابة‬
‫محتملة‪ ،‬وترتيبها في النهاية‪ ،‬وتقديم اإلجابة األكثر جدارًة‪.‬‬
‫‪1-‬‬ ‫المصدر‪www.kngine.com 2-www.egyptindependent.com :‬‬

‫الفصل الأول‬
‫المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]51‬‬

‫مقدمة‬
‫نبدأ الفصل الحالى بمجموعة من التساؤالت‪ :‬أولها ما المقصود بريادة األعمال‬
‫‪Entrepreneurship‬؟ وما خطوات هذه العملية ‪Entrepreneurship process‬؟ وما‬
‫الفرق بينها وبين المشروعات الصغيرة‪ ،‬ومن رائد األعمال ‪Entrepreneur‬؟ وما أهم‬
‫المعتقدات الخاطئة حول عملية ريادة األعمال؟ وهل لريادة األعمال والمشروعات الصغيرة‬
‫دور في تنمية اقتصاديات الدول وتقليل البطالة لديها؟‪ .‬وسوف نختتم هذا الفصل بسؤال‬
‫رئيس وهو‪ :‬هل يحتاج رائد األعمال الى تعلم أسس وأصول عملية ريادة األعمال بنفس‬
‫درجة احتياج المهندس إلى دراسة الهندسة‪ ،‬أو الطبيب إلى دراسة الطب؟‪.‬‬
‫ويؤيد برايد وزمالؤه)‪ Bridge et al., (2012‬أهمية ريادة األعمال والمشروعات الصغيرة‬
‫ودورهما في نجاح االقتصاد القومي مما يتطلب النظر إليهما كمكون أساسي ال غنى عنه‬
‫لالقتصادات المتقدمة التي اعتمدت عليهما بقوة في تحقيق تقدمها‪ .‬ومن األمثلة المهمة في‬
‫هذا المجال دول وسط وشرق آسيا حيث كان لهذه األعمال دور مهم في تنميتها‪ .‬وعندما‬
‫نريد توليد المزيد من الوظائف نجد أن المشروعات الصغيرة هى التي تحقق هذا الهدف‬
‫مقارنة بالمشروعات الكبيرة‪.‬‬
‫لذلك من المفيد إدراك أهمية ريادة األعمال وتأثير المشروعات الصغيرة في نشر ثقافة‬
‫العمل الحر‪ ،‬واستحداث الفرص الوظيفية لخريجى الجامعات حتى نسعى بإيجابية نحو حل‬
‫أزمة البطالة وآثارها السلبية‪ .‬وسنركز على عرض مفهو ريادة األعمال في هذا الفصل‪.‬‬
‫أولا‪ :‬تعريف ريادة الأعمال وموضوع دراستها‬
‫عرف بشكل‬ ‫يعود الظهور األول لمفهو ريادة األعمال إلى القرن الثامن عشر‪ ،‬وكان ُي َّ‬
‫مبسط آنذاك بأنه "قيا شخص بتأسيس عمله الخاص"‪ .‬وقد بدأ انتشار مصطلح "ريادة‬
‫األعمال" في فترة الخمسينيات من القرن الماضي للتعبير عن الرغبة في تأسيس وإدارة شركة‬
‫المبادرة‬
‫التمتع بروح ُ‬
‫ُ‬ ‫ناشئة سواء كانت جديدة‪ ،‬أو شراء وتطوير شركة قائمة بالفعل‪ ،‬مع‬
‫الحرة‪ .‬بمعنى بدء إنشاء شركات جديدة يتولى فيها صاحب‪/‬أصحاب الفكرة تمويل المشروع‬ ‫ُ‬
‫طور بعض‬ ‫والتخطيط له واإلشراف عليه بهدف الحصول على الربح واالستقالل المالي‪ .‬وقد َ‬
‫االقتصاديين تعريف رائد األعمال بأنه‪" :‬كل من يستطيع تحمل مخاطرة المغامرة بفكرة جديدة‬
‫إذا توفرت فرصة كبيرة لتحقيق األرباح"‪.‬‬
‫وهو بمعنى آخر مصطلح إدارى يعنى امتالك شخص فكرة إبداعية يستطيع أن يحولها‬
‫[‪]02‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫إلى منتج أو خدمة مبتكرة وذات قيمة للناس‪ ،‬ويستطيع بحسن إدارتها الوصول بها الى أعلى‬
‫المراتب‪ ،‬وتحقيق جميع اشباعاته الوظيفية والمادية‪ .‬كما أنه يعنى أيضا إنشاء عمل حر‬
‫تتسم فكرته باإلبداع‪ ،‬ويضيف قيمة جديدة لالقتصاد القومى‪ ،‬وييسر حياة الناس ويتصف‬
‫بالمخاطرة‪ .‬فشركة جوجل ‪ Google‬على سبيل المثال جاءت عا ‪ 1998‬بفكرة مبتكرة لم‬
‫يسبقها أحد إليها وهى " تنظيم معلومات العالم المبعثرة وجعلها مفيدة وفى متناول الجميع "‪.‬‬
‫وعلى ذلك يمكن تعريف ريادة األعمال بأنها "عملية إيجاد شيء مبدع أو ُم َبتكر له‬
‫قيمة ويمثل فرصة بها مخاطرة من خالل حسن استغالل الموارد المتاحة بشكل يحافظ على‬
‫استدامتها بهدف تحقيق مكاسب مادية ومعنوية على المدى الطويل لمنظمه قائمة أو جديدة"‬
‫(هالة عنبه‪.)2117 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬عملية ريادة الأعمال‬
‫لقبا‪ ،‬وهى تعنى السبق فى ميدان ما‪ ،‬وحسن‬
‫الريادة فى األعمال عملية متكاملة وليست ً‬
‫إدارته منذ ظهور الفكرة وتقديم شىء جديد له قيمة لدى الناس ييسر حياتهم‪ .‬والريادة ليست‬
‫ظاهره جديدة‪ ،‬وليست نتاج القرن الحادي والعشرين‪ ،‬بل استخدمت هذه الكلمة ألول مرة‬
‫بواسطة كل من االقتصادى ريتشارد كانيلتون‪ ،‬وجاي ساي فى بداية القرن التاسع عشر‬
‫(خالد الباجورى‪ .)2117 ،‬لكن النجاح المفاجئ الذي القته بعض الشركات الناشئة بين ليلة‬
‫وضحاها‪ ،‬أمثال "فيسبوك" و"إنستج ار "‪ ،‬جعل الكثيرين يظنون أن النجاح أمر فوري‪ ،‬وأن‬
‫ريادة األعمال عملية سهلة‪ .‬لكن العكس ربما يكون هو الصحيح‪ ،‬فهى رحلة طويلة وصعبة‬
‫وتحتاج لكثير من العلم والجدية‪.‬‬
‫ويجب أن نعيد تأكيد أن ريادة األعمال عملية متكاملة تعنى اإلبداع وتقديم شىء جديد‬
‫ومبتكر‪ ،‬له قيمة وذلك ببذل الوقت والجهد الالزمين‪ ،‬مع تحمل كافة المخاطر المالية‬
‫والجسمانية واالجتماعية ومخاطر عد اليقين من تحقيق النتائج المرجوة‪ ،‬وذلك فى مقابل‬
‫تحقيق اإلشباع المادي والشخصي لرائد األعمال )‪.(Hisrich et al., 2010, P.6.l‬‬
‫وتوضح التعريفات السابقة لريادة األعمال أن هذه العملية تتضمن ستة مكونات رئيسة‬
‫وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬عملية اإلبداع ‪ :creativity‬بمعنى إيجاد فكرة جديدة تماما ومبتكرة وفريدة لها قيمة لرائد‬
‫األعمال نفسه‪ ،‬وقيمة لكل من سيستخدمها‪ ،‬لذا يعتبر اختيار الفكرة اإلبداعية جوهر‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]15‬‬

‫عملية الريادة‪.‬‬
‫‪ -2‬تكريس وبذل كل الجهد والوقت الالزمين لتحويل الفكرة الجديدة والمبتكرة إلى منتج جديد‬
‫أو خدمة جديدة‪ .‬فكل وقت وتفكير رائد األعمال يكون لمشروعه وفكرته‪.‬‬
‫‪ -3‬الحصول على الناتج أو العائد الذى يرضى رائد األعمال (كلما كانت الفكرة مبدعة‪،‬‬
‫حصل رائد األعمال على العائد المادى والمعنوى الذى يريده وأكثر) وهذا العائد يتمثل‬
‫فى‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستقاللية‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلشباع والرضا الذاتي الشخصي‪.‬‬
‫ج‪ -‬العائد المادي بالطبع‪ ،‬فالمال مؤشر لمدى نجاح رائد األعمال‪.‬‬
‫‪ -4‬تحمل المخاطر وعد اليقين الخاص بالنواحي المالية واالجتماعية والجسمانية‪ ،‬مع‬
‫االستمرار فى العمل والتطوير واالبتكار المستمر برغم هذه المخاطر وعد التأكد من‬
‫النجاح‪.‬‬
‫‪ -5‬إعداد خطة استراتيجية متكاملة إلنجاح المنتج أو الخدمة والتى تتضمن تحديد شكل‬
‫المشروع ورسالته وأهدافه‪ ،‬والصناعة التى سيعمل فيها‪ ،‬والخطط التسويقية واإلنتاجية‬
‫والبشرية والمالية المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -6‬إدارة المشروع من خالل تحديد نموذج اإلدارة والقيادة المطلوبة إلنجاح المشروع‪ ،‬وتحديد‬
‫أساسيات النجاح واالستمرار‪ ،‬وتطبيقها ووضع أسس للرقابة والتقييم‪ ،‬وأخي اًر استراتيجية‬
‫النمو المستقبلية للمشروع‪.‬‬
‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن الفكرة اإل بداعية المتميزة هى جوهر عملية الريادة‪ .‬يقول "والتر‬
‫ليمان" "إنه عندما يفكر الجميع بالطريقة ذاتها‪ ،‬فهذا يعنى أن ال أحد يفكر"‪ .‬ورواد األعمال‬
‫يستلهمون أ فكارهم من خالل انغماسهم وتفاعلهم مع بيئتهم ومع من حولهم‪ ،‬وانفتاحهم على‬
‫فرصا ريادية‬
‫الحياة‪ ،‬وتستثيرهم العوائق والمشاكل التى تواجه مجتمعاتهم ليروا من خاللها ً‬
‫تحقق طموحاتهم‪ .‬واألفكار الريادية موجودة دائما ‪-‬ومنذ األزل‪ -‬حولنا وفى تعامالتنا اليومية‪،‬‬
‫لكن ال يلتقطها إال المبدعون ورواد األعمال‪ .‬ففكرة التليفون المحمول تعد فرصة متاحة منذ‬
‫اختراع التليفونات‪ ،‬لكن شركة "موتوروال" هى التى حولت هذه الفرصة إلى منتج دخل حياتنا‬
‫جميعا‪ ،‬وال نستطيع الفكاك منه‪ .‬وعادة ما تكون األفكار الرائدة هى مشاكل لدى العمالء‪ ،‬فإذا‬
‫[‪]00‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫استطاع رائد األعمال أن يحول هذه المشاكل إلى منتجات أو خدمات إبداعية‪ ،‬فإنه بهذا‬
‫مفيدا له ولآلخرين‪ .‬وهناك فرق بين الفكرة الريادية والفكرة التقليدية‪:‬‬
‫يبتكر مشروعا رياديا ً‬
‫فالفكرة الريادية إبداعية لها قيمة مضافة‪ ،‬ولها تأثير إيجابى فى حياة الناس‪ ،‬أما الفكرة‬
‫التقليدية‪ ،‬فتكون فى إطار ما هو معتاد دون إضافة قيمة جديدة أو قيمة تطويرية‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أهمية ريادة الأعمال‬
‫هناك جوانب عديدة تبرز أهمية ريادة األعمال لكل من الفرد والمجتمع‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو الذى عرضه أحمد فهمى جالل وزمياله (‪.)2118‬‬
‫(‪ )1‬إن لريادة األعمال أهمية كبيرة فى تطوير مهارات الفرد‪ ،‬ومن خالل اإلطالع على سير‬
‫رواد األعمال نجد أنهم تميزوا بما يلى‪:‬‬
‫‪ -‬االستقاللية‪ :‬وتعنى أان ملكية المشروع تتيح لرائد األعمال االستقاللية والفرصة لتحقيق ما‬
‫يصبو إليه‪.‬‬
‫‪ -‬فرص التميز‪ :‬يمكن من خالل ريادة األعمال تحقيق أهداف متميزة مختلفة عن اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬فرصة لتحقيق أقصى الطموحات‪ :‬يجد رواد األعمال المتعة فى أعمالهم واستثماراتهم من‬
‫خالل التعبير عن مكنوناتهم وتحقيق ذواتهم‬
‫‪ -‬فرصة تحقيق أرباح‪ :‬تعتبر األرباح التى تحققها المشروعات الريادية من أهم الدوافع‬
‫إلنشاء هذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ -‬فرصة لإلسها فى رفاهية المجتمع‪ :‬يتمتع رواد األعمال بالثقة واالحت ار فى مجتمعاتهم‬
‫من خالل ممارسة المس ؤولية االجتماعية للمشروعات أو المنظمات‪.‬‬
‫‪ -‬خلق فرص عمل أخرى لآلخرين‪ :‬تمكن ريادة األعمال بإ تاحتها فرص عمل لآلخرين‪.‬‬
‫وفى نفس السياق يمكن القول إن المشروعات الريادية تشكل عامال لالستقرار والتنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية بما توفره من فرص عمل‪ .‬إضافة إلى توجيه المدخرات صوب‬
‫الفرص المربحة‪.‬‬
‫(‪ )2‬يرتكز نمو االقتصاد على مساهمة عملية ريادة األعمال بجملة من المنافع لالقتصاد‬
‫القومى أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬خلق الثروة من خالل توفير منتجات (سلع وخدمات متفرقة لتلبية حاجات متقدمة‬
‫للزبائن‪ ،‬ومن ثم توسع ونمو المنظمات‪ ،‬وتطوير المناطق التى توجد فيها‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد أعمال وأنشطة اقتصادية جديدة‪ ،‬توفر فرص عمل‪ ،‬وتفتح أسواًقا جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين الدخل الوطنى وحجم التصدير عن طريق معدل نمو اقتصادى مرتفع‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]12‬‬

‫‪ -‬تفعيل عوامل اإلنتاج من خالل استثمار القابليات الريادية فى المجتمع‪.‬‬


‫‪ -‬يعتمد مستوى تطور االقتصاد الوطنى على مستوى الريادية فيه بحيث تكون قادرة على‬
‫المحافظة على تنافسيات األعمال محلية وخارجية‪.‬‬
‫(‪ )3‬محرك ودافع أساسى لتغيير ثقافة المج تمع عن طريق تغيير ثقافة األعمال‬
‫لعل أهم اآلثار االقتصادية للريادة هو النمو االقتصادى على المستوى الكلى‪ ،‬فالدور‬
‫الذى يقو به الرياديون فى دفع عجلة النمو االقتصادى مهم‪ ،‬ويختلف من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫ففى معظم الدول المتطورة والنامية على حد سواء تشكل المشاريع الصغيرة جدا والصغيرة‬
‫األ غلبية الساحقة من حيث نسبتها من العدد اإلجمالى للمنشتت فى معظم القطاعات‪ ،‬وهى‬
‫تنتج الجزء األكبر من القيمة المضافة فى معظم الدول النامية‪ ،‬وتزود اقتصاداتها بالعدد‬
‫األكبر من السلع والخدمات التى تنتجها‪ .‬كما أن معظم الشركات المتوسطة والكبيرة‪،‬‬
‫وخصوصا فى قطاعات تك نولوجيا المعلومات‪ ،‬والبحث والتطوير كانت قد بدأت فى أغلب‬
‫األحيان كمبادرات ريادية صغيرة‪ ،‬وتحولت إلى شركات عمالقة مع الزمن‪ .‬وتشهد جميع‬
‫االقتصاديات اهتماما خاصا بالمنشتت الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حيث عملت على‬
‫تطوير سياسات وبرامج خاصة لتطوير بيئة مواتية لنشوئها وتطورها‪.‬‬
‫أما خلق فرص العمل والتشغيل الذاتى وتشغيل اآلخرين‪ ،‬فيعد من اآلثار االقتصادية‬
‫ذات األهمية البالغة‪ ،‬السيما فى ظل الظروف االقتصادية الصعبة على الصعيد العالمى‬
‫وارتفاع نسبة البطالة فى دول العالم‪ .‬فالريادة توفر فرص عمل لآلخرين‪ .‬وقد ازدادت أهمية‬
‫العمل الريادى فى الوقت الذى تراجعت فيها قدرات الحكومات والشركات الكبرى على‬
‫استيعاب الداخلين الجدد إلى أسواق العمل فيها‪ ،‬بسبب إحالل التكنولوجيات الجديدة على‬
‫حساب األيدى العاملة فى عمل الشركات الكبرى والحكومات على حد سواء‪.‬‬
‫أما البعد الثانى فهو تقليل نسبة الف قر والحد من انتشاره‪ ،‬فقد بات الفقر من أخطر‬
‫المشاكل التى تعانى منها الدول‪ ،‬وخصوصا الدول النامية‪ .‬وال شك فى أن العمل الريادى‬
‫وخلق فرص العمل تحد من انتشار الف قر‪ ،‬وتحسن األوضاع المعيشية ونوعية حياة األفراد‬
‫فى مختلف المجتمعات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬رائد الأعمال‬
‫ً‬
‫يجمع "دياز" ‪ (2017) Dees‬تعريفاات وآراء كباار ُكتَّااب ومؤسساي علام رياادة األعماال‬
‫(‪ )Schumpeter, Drucker, and Stevenson‬خالل القارن العشارين حياث وصاف عاالم‬
‫االقتصاااد النمساااوي "جوزيااف شااامبيتر" المعااروف با ا "أبااو ريااادة األعمااال" رواد األعمااال بااأنهم‬
‫[‪]01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫"مب اادعون يق ااودون عملي ااة ال أرس اامالية به اادف إص ااالح أو إح ااداث ث ااورة ف ااي نم ااط اإلنت اااج بع اادة‬
‫طرائق‪ ،‬كاستغالل اختاراع ماا أو توظياف إمكانياات تكنولوجياة غيار مجرباة إلنتااج سالعة جديادة‬
‫أو إنتاج ُم َنتج قديم بطريقة جديدة‪ ،‬أو من خالل فتح مصادر جدياد لتورياد الماواد أو منفاذ جدياد‬
‫المنتَجااات أو إعااادة تنظاايم الصااناعة وغيرهااا ماان اإلبااداعات"‪ .‬وياارى "شااامبيتر" أن رواد‬
‫لتوزيااع ُ‬
‫األعمااال هاام وكااالء التغيياار‪ ،‬أي أنهاام المساائولون عاان إحداثااه فااي االقتصاااد ماان خااالل خدمااة‬
‫طرئ اق جدياادة للقي ااا باألشااياء حتااى يتحاارك االقتصاااد ل مااا ‪ ،‬ألن ااه‬
‫أس اواق جدياادة‪ ،‬أو إيجاااد ا‬
‫يركز على اإلبداع‪ .‬وهذا جوهر عملية ريادة األعمال‪.‬‬
‫وج اااء "بيت اار د ارك اار" ع ااالم االقتص اااد النمس اااوي ليض اايف للتعري ااف ال ااذي وض ااعه "ش ااامبيتر"‬
‫عامال التركيااز علااى "الفرصااة"‪ ،‬حيااث ياارى أن رواد األعماال لاايس علاايهم إحااداث التغيياار‪ ،‬لكاان‬
‫علاايهم اسااتغالل الفاارص الت اى تصاانعه س اواء كاناات هااذه الفاارص فااي التكنولوجيااا ‪ -‬تفضاايالت‬
‫دائماا عان التغييار‬
‫المستهلك ‪ -‬األعراف االجتماعية‪ ،‬إلخ)‪ .‬مماا يعناي أن ارئاد األعماال يبحاث ً‬
‫ويسااتجيب لااه ويسااتغله كفرصااة‪ ،‬فهااو "شااخص يبحااث عاان التغيياار ويسااتغل الفاارص لتحقيقااه‬
‫والوصااول إليااه"‪ .‬فعمليااة ريااادة األعمااال الهادفااة إلااى "استكشاااف الفاارص المتاحااة فااي السااوق‬
‫وترتيااب الم اوارد الالزمااة لالسااتفادة منهااا لتحقيااق مكاسااب علااى الماادى الطوياال‪ ،‬تااتم ماان خااالل‬
‫المتراكم لهذه الطبقة من الرواد‪.‬‬ ‫التأثير ُ‬
‫إن معناى كلماة رياادي فاي اللغاة العربياة‪ ،‬هاو َّأول َمان ينطلاق‬ ‫من هو ارئاد األعماال إذن؟ ّ‬
‫ويمها ااد الطري ااق أم ااا اآلخ ا ارين به ااذه االنطالق ااة‪ ،‬فيما ااا تُع ا ّارف كلم ااة ريا ااادي‬
‫ف ااي مش ااروع م ااا‪ُ ،‬‬
‫المبادر إلى الفكرة الخالّقة‪ ،‬وهاو الس ّاباق إلاى تخطايط مشاروع يقاو علاى‬ ‫اصطالحًا‪ :‬بالشخص ُ‬
‫فكا ارة ُمبتكا ارة وجدي اادة‪ ،‬وينف ااذها بمخ اااطرة عالي ااة‪ ،‬م ااع ض اامان نج اااح المش ااروع‪ .‬وي اارى "روب اارت‬
‫برايس" (‪ )2114‬أن الريادى هو " الشخص الذى يبادأ باال شاىء تقريباا‪ ،‬يؤساس كياان عمال أو‬
‫كيااان مشااروع جديااد‪ ،‬ويااديره باااحتراف‪ ،‬مااع تحملااة للمخاااطر المرتبطااة بااه بهاادف تحقيااق ال اربح‬
‫والنمو"‬
‫إن هاذه الكلماة‬
‫وعلى الرغم من اختالط كلمة رياادي وإلحاقهاا بالعدياد مان التخصصاات‪ ،‬فا ّ‬
‫ارتبطاات بقطاااع األعمااال‪ ،‬ولاايس بالضاارورة أن يكااو َن كا ُال رجاال أعمااال ر ّ‬
‫ياديااً م فرجاال األعمااال‬
‫لكن الريادي هو من يساعى لإلباداع واالبتكاار‪ ،‬والتطاوير‪ ،‬والمخااطرة‪ ،‬إضااف ًة إلاى‬ ‫ُيحقق الربح‪ّ ،‬‬
‫الربح‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الفرق بين ريادة الأعمال و المشروعات الصغيرة‬
‫ً‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]11‬‬

‫كثي ار ما يخلط البعض أيضا باين صااحب المشاروع الصاغير و ارئاد األعماال‪ .‬والحقيقاة أن‬
‫ار بينهمااا ماان حيااث فكارة المشااروع‪ ،‬ودرجااة المخاااطرة التااى يتحملهااا كاال منهمااا‪،‬‬ ‫هناااك فارًقاا كبيا ًا‬
‫والقيمااة المضااافة التااى يضاايفها لنفسااة ولعمالئااه ولبلااده‪ ،‬والاادخل أو الثااروة التااى يحققهااا‪ ،‬وأخي ا ار‬
‫نظرة المجتمع إليه‪ ،‬ويوضح الجدول التالى (‪ )1-1‬ذلك‪:‬‬
‫جدول (‪ )1-1‬الفرق بين رائد األعمال وصاحب المشروع الصغير‬
‫رائد األعمال‬ ‫صاحب المشروع الصغير‬ ‫الفرق‬
‫جديدة تماما ومبتكرة‬ ‫عادية أو قد تكون مكررة " نسخ ولزق"‬ ‫فكرة المشروع‬
‫عالية جدا‬ ‫بسيطة‬ ‫القيمة المضافة‬
‫عالية جدا مقابل الثراء فى‬ ‫منخفضة‪ ،‬قد تكون جديدة فى التنفيذ‬ ‫المخاطرة‬
‫الفكرة وفى التنفيذ‬
‫تحقيق ثروة‬ ‫تحقيق دخل معقول‬ ‫الدخل المحقق‬
‫ضخم‬ ‫تأثير السلعة أو الخدمة بسيط‬
‫على البشرية‬
‫يهدف الى توليد دخل مستمر يرضى يهدف إلى تحقيق ثروة مستمرة‬ ‫مقدار خلق الثروة‬
‫ودائمة يتجاوز مداها األحال‬ ‫صاحبه‪ ،‬ويكون أفضل من الوظيفة‬
‫البسيطة إلى الثراء الكبير‪.‬‬
‫تبنى الثروة أثناء عمر صاحبها خالل يبنيها رائد األعمال خالل زمن‬ ‫سرعة بناء الثروة‬
‫قصير نسبيا (‪ )11-5‬سنوات‬ ‫زمن طويل‬
‫مشاريع عادية التتصف باإلبداع أو تتصف باإلبداع واابتكار بدرجة‬ ‫اإلبتكار واإلبداع‬
‫أعلى من المشروعات الصغيرة‬ ‫االبتكار‬
‫ميزه تنافسية عالية جدا‬ ‫بسيطة‬ ‫الميزه التنافسية‬
‫‪ -‬فيسبوك‬ ‫‪ -‬إنشاء مطعم‬ ‫مثال‬
‫‪ -‬جوجل‬ ‫‪ -‬مصنع مالبس‬
‫ضخمة تتجاوز اآلالف‬ ‫قليله نسبيا‬ ‫عدد الوظائف التى يخلقها‬
‫ضخم جدا‬ ‫األثر على اإلقتصاد القومى ضئيل‬
‫بطل‬ ‫شخص عادى‬ ‫النظر لصاحبه‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد المؤلف‬
‫سادسا‪ :‬أنواع المشروعات الرائدة‬
‫ربما يطرح الفرد الذى يرغب فى إنشاء مشروع ريادي صغير لكن ليس لديه فكرة‬
‫إبداعية جاهزه لمنتج أو خدمة التساؤل التالي‪ :‬ما النشاط الذي يفضل أن أنشئ مشروعى‬
‫فيه؟ وربما يكون هذا هو أول تساؤل مطلوب اإلجابة عنه‪ ،‬ويمكن القول إن القطاعات‬
‫[‪]01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫الرئيسة التى يمكن للفرد إنشاء مشروع رائد صغير فيها هى‪:‬‬
‫(‪ )1‬القطاع الصناعي‬
‫هناك الكثير من األنشطة الصناعية التى يمكن للفرد المبتدئ إنشاء مشروع ريادي‬
‫صغير منها‪ :‬الطباعة‪ ،‬المخبوزات‪ ،‬والعجائن‪ ،‬والحلويات‪ ،‬وإنتاج لعب األطفال‪ ،‬وإنتاج‬
‫المخلالت والمربات‪ ،‬واألثاث‪ ،‬والمالبس بكافة أنواعها (أطفال – رجال – نساء)‪ ،‬والصناعات‬
‫المغذية للصناعات الكبرى كالسيارات مثال‪ .‬فشركة تويوتا للسيارات ال تصنع السيارة‪ ،‬لكنها‬
‫تعتمد على آالف من المشروعات الريادية الصغيرة‪ ،‬والتى يتخصص كل منها فى صنع جزء‬
‫من أجزاء السيارة‪ ،‬وثمة أمثلة أخرى على ذلك كثيرة‪.‬‬
‫وتقو كل المشروعات السابقة بنفس المها –تقريبا‪ -‬حيث تقو بتحويل مجموعة من‬
‫المدخالت (المواد الخا ‪ -‬اآلالت – العمال) إلى مجموعة من المخرجات‪ ،‬وهى المنتجات‬
‫تامة الصنع التى تقبلها األسواق بالسعر المناسب والجودة المناسبة‪ .‬ومن المهم التأكيد على‬
‫حقيقة أساسية‪ ،‬وهى أن أى مشروع من المشروعات السابقة لن يستمر إال إذا قد منتجات‬
‫تفوق منافسيه الكبار الحاليين من حيث التميز والجودة والسعر‪.‬‬
‫(‪ )2‬القطاع التجاري‬
‫النوع الثاني من المشروعات ال ارئدة الصغيرة هو قطاع التجارة والوساطة‪ ،‬سواء تجارة‬
‫الجملة أو تجارة التجزئة‪ .‬وتاجر الجملة هو الذي يشترى البضاعة من القطاع الصناعي‬
‫(السابق اإلشارة إليه) ثم يبيعها ل تاجر التجزئة‪ .‬أما تاجر التجزئة فهو‪ ،‬الذى نشترى منه‬
‫كمستهلكين احتياجاتنا مباشرة‪ ،‬والمثال على ذلك السوبر ماركت‪ ،‬وموزعي السيارات‪،‬‬
‫والصيدليات التى نشترى منها الدواء‪ ،‬ومحالت األثاث‪ ...‬إ لخ‪ .‬فهى تقو بالشراء من تاجر‬
‫الجملة‪ ،‬ثم تبيع لنا هذه المنتجات‪.‬‬
‫(‪ )3‬قطاع الخدمات‬
‫وهو القطاع الجديد الجذاب ألصحاب المشروعات الرائدة الصغيرة فى المستقبل والذى‬
‫تزيد فيه فرص إنشاء المشروعات ال صغيرة بسرعة مذهلة‪ .‬واألمثلة على ذلك‪ ،‬محالت‬
‫التنظيف الجاف‪ ،‬ومحالت إصالح األحذية‪ ،‬والكوافير‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والتوريد للمشروعات‬
‫السياحية والبترولية‪ ،‬والبيع والشراء من خالل اإلنترنت‪ ...‬الخ‪ .‬وهذه المشروعات ال تحتاج‬
‫استثمارات ضخمة إذا ما قورنت مثال بمشروعات القطاع الصناعي‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]11‬‬

‫(‪ )4‬قطاع المشروعات اإللكترونية‬


‫هى المستقبل لرواد األعمال الذين يمتلكون األفكار لكن ال يمتلكون المال‪ .‬فاألفكار هى‬
‫التى تجلب المال (فقد صمم صاحب موقع ‪ Otlob‬موقعه بنفسه‪ ،‬ثم باع الفكرة بعد أن‬
‫تحولت إلى مشروع ناجح بمبلغ ‪ 1111111‬جنيه‪ ،‬ثم بيعت مؤخ ار بمبلغ ‪ 311‬مليون‬
‫دوالر)‪ .‬أما بالنسبة للتجارة اإللكترونية‪ ،‬فهى تحتاج رأس مال ليس بالكبير‪ ،‬وهذا مجال‬
‫جاذب للدخول فيه لرواد األعمال خاصة إذا عرفنا أن حجم التجارة اإللكترونية على مستوى‬
‫العالم بلغت ‪ 3.8‬ترليون دوالر عا ‪ ،2116‬وأن أسواق التجارة اإللكترونية في الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬وشمال أفريقيا‪ ،‬ووسط أوروبا‪ ،‬والهند‪ ،‬تمثل ‪ 2.5‬ف ي المائة من إنفاق التجارة‬
‫اإللكترونية العالمي‪ ،‬وتشكل إمكانية هائلة لنمو التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ويتوقع ارتفاع عدد مستخدمي اإلنترنت حول العالم من ‪ 3.2‬بليون مستخد (بمعدل‬
‫انتشار عالمي يبلغ ‪ 43‬في الما ئة من إجمالي سكان العالم) إلى ‪ 3.8‬بليون مستخد بحلول‬
‫عا ‪ ،2121‬ما يعني ارتفاع معدل االنتشار العالمي إلى ‪ 49‬في المئة‪ ،‬كما جرى استثمار‬
‫أكثر من ‪ 116‬بليون دوالر في شركات التقنية والتجارة اإللكترونية منذ عا ‪( 2112‬هيئة‬
‫االتصاالت وتقنية المعلومات السعودية‪.)2118 ،‬‬
‫سابعا‪ :‬المعتقدات الخاطئة عن المشروعات الصغيرة بين الشباب المصري‬
‫نظ ار ألهمية المشروعات الريادية الصغيرة فى اقتصاد الدول بما توفره من منتجات‬
‫وخدمات مبتكرة‪ ،‬وبما توفرة من فرص عمل‪ ،‬بدأت جميع الدول فى االهتما بها‪ ،‬لكن‬
‫يعترضها مجموعة من المعتقدات الخاطئة أوضحتها إحدى الدراسات (عايدة رزق الله‪،‬‬
‫‪ )1997‬والتي يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬الخبرة الفنية أهم متطلبات نجاح المشروع الصغير‪.‬‬
‫(‪ )2‬صغر حجم المشروع عائق أما اإلبداع‪.‬‬
‫(‪ )3‬عد القدرة على القيا باألنشطة التسويقية بسبب قصور الموارد المالية‪.‬‬
‫(‪ )4‬عد الحاجة إلى خطة تسويقية في بداية المشروع الصغير‪.‬‬
‫(‪ )5‬المرأة أقل قدرة من الرجل على إدارة مشروعها الصغير‪.‬‬
‫وهنا تأتى الردود العملية على هذه المعتقدات ‪:‬‬
‫(‪ )1‬الخبرة الفنية أم متطلبات نجاح المشروع الصغير‬
‫[‪]01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫أظهرت نتائج الدراسة المشار إليها أن ‪ ٪91.7‬من عينة الدراسة لديها اعتقاد خاطئ‬
‫مؤداه أن المقدرة الفنية فقط لصاحب المشروع هي أهم متطلبات البدء في المشروع الصغير‪.‬‬
‫وتعتبر المعرفة الفنية بمجال عمل المشروع الصغير أحد األبعاد فقط‪ ،‬والتي يحتاجها‬
‫صاحب المشروع حيث البد من توافر ثالثة أبعاد أساسية لصاحب المشروع وهي (أ) ريادة‬
‫األعمال‪( ،‬ب) البعد الفني‪( ،‬ج) والبعد اإلداري‪ ،‬وتوجد هذه األبعاد الثالثة لدى كل رائد‬
‫أعمال‪ ،‬ولكن أهميتها النسبية تختلف‪.‬‬
‫رائد األعمال‪The Entrepreneur :‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫وهو أهم بعد ألنه يعكس الصفات الفريدة التي تجعل صاحب المشروع مختلفاً عن‬
‫اآلخرين‪ .‬فكل شيء يمثل فرصة له‪ ،‬مهما صغر حجمه‪ ،‬فهو الحالم الذي يعيش في‬
‫المستقبل‪ ،‬وصاحب الرؤية والخيال‪ ،‬هو شخص خالق يبدع مع الغموض وعد التأكد‪ .‬لديه‬
‫القدرة على خلق البدائل‪ .‬وهو في حاجة غير عادية للسيطرة‪ ،‬سواء على األفراد أو األحداث‪،‬‬
‫ويعيش في عالمه الخاص المليء بالفرص‪ ،‬وفى نفس الوقت مليء بالمخاطر‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المدير‪The Manager :‬‬
‫وهو الشخصية العملية‪ ،‬وبدونه ال يوجد تخطيط أو ترتيب أو تنبؤ‪ .‬وبينما يسعى رائد‬
‫األعمال إلى السيطرة‪ ،‬فإن المدير يسعى إلى الترتيب‪ .‬وبينما يسعى رائد األعمال إلى التغيير‬
‫فإن المدير يسعى إلى االستقرار‪ .‬فالمدير يرى مشروعه الصغير كبيت يريد أن يعيش فيه‬
‫ل بد‪ ،‬بينما يبني رائد األعمال البيت (المشروع) وبمجرد االنتهاء منه يبدأ التخطيط لمشروع‬
‫عالما مبنًيا على النظا والترتيب‪ ،‬ولكن رائد األعمال يصنع األشياء‬
‫ً‬ ‫جديد‪ .‬ويخلق المدير‬
‫التي يرتبها المدير‪ .‬ونظ ًار للفروق الجوهرية في شخصية االثنين‪ ،‬فإن الصراع بينهما شئ‬
‫حتمى‪ ،‬وال يمكن الفكاك منه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الفني‪The Technician :‬‬
‫يزداد األمر صعوبة بوجود البعد الثالث والمتمثل في الفني‪ .‬فهو الذي يقو بالعمل‬
‫ال‬
‫بنفسه‪ ،‬ويعتقد أنه ال يوجد من يستطيع أداء العمل بنفس المهارة‪ .‬يعتبر األشياء أعما ً‬
‫أحالما‪ .‬وهو يعيش في الحاضر‪ ،‬ويجب أن يشعر بالشيء حتى يعمله‪ .‬وال يثق‬ ‫ً‬ ‫وليست‬
‫الفني فيمن حوله‪.‬‬
‫وال يحب الفني التفكير‪ ،‬فهو بالنسبة له عديم الفائدة إذا لم يكن له ارتباط بالعمل‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]11‬‬

‫المطلوب إنجازه‪ ،‬وهو يخاف من األفكار الغامضة‪ ،‬وبالتالي فالتفكير بالنسبة للفني ال يساعد‬
‫على العمل ولكنه يقف في طريقه‪ .‬وحتى يصبح للفكر قيمة فالبد من تحويله إلى طريقة‬
‫تساعده على أداء عمله‪ ،‬ويعتقد الفني أن العالم بدونه سيصبح مليئًا بالمشاكل‪ ،‬ولن يتم‬
‫إنجاز أي شيء ألن الكثيرين يفكرون ولكن ال يعملون‪.‬‬
‫وتتواجد هذه األبعاد الثالثة لدى كل صاحب مشروع صغير‪ ،‬وإذا أمكن تحقيق التوازن‬
‫بينهم‪ ،‬فالنتيجة نجاح مضمون للمشروع‪ .‬فرائد األعمال سيكون ح ًار في بحثه عن الجديد‬
‫المشوق‪ ،‬والمدير سيجد متعه في تحقيق النظا والترتيب‪ ،‬والفني سيمارس العمل الذي يحبه‬
‫ويتقنه‪ ،‬وتزداد اإلنتاجية ألن كال منهم يعمل بالطريقة التي يرغبها‪.‬‬
‫ونظ اًر للفروق الجوهرية بين هذه الشخصيات الثالث‪ ،‬فإن الصراع بينهم ال يمكن تجنبه‪.‬‬
‫ويوضح الجدول (‪ )2-1‬الفرق بين هذه األبعاد الثالثة والذي يحتاجها المشروع الصغير وفي‬
‫نفس الوقت‪ .‬واآلن ‪-‬عزيزي الطالب‪ -‬دعنا ندقق فى المشروعات الفاشلة ومدى افتقادها لهذه‬
‫المهارات المتكاملة‪ ،‬فدون وجودها لدى الشخص صاحب المشروع الصغير لن يتحقق النجاح‬
‫المأمول للمشروع المزمع القيا به‪.‬‬
‫[‪]02‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫جدول (‪ )2-1‬الفرق بين الفني واإلداري ورائد ألعمال‬


‫رائد األعمال‬ ‫اإلداري‬ ‫الفــنــي‬
‫يخلق العمل‪.‬‬ ‫يدير العمل‪.‬‬ ‫يقو بالعمل بنفسه‪.‬‬
‫المشروع الصغير حلم‪.‬‬ ‫المشروع الصغير نظا‬ ‫المشروع الصغير عمل‬
‫يعيش في المستقبل وله‬ ‫يعيش في الماضي‪.‬‬ ‫يعيش في الحاضر‪.‬‬
‫رؤية‪.‬‬
‫الترتيب والنظا مصدر السيطرة والقيادة مصدر‬ ‫العمل مصدر سعادته‪.‬‬
‫سعادته‪.‬‬ ‫سعادته‪.‬‬
‫مع‬ ‫أفضل‬ ‫يقترب من الغموض بحذر يتعامل‬ ‫يكره الغموض وعد التأكد‪.‬‬
‫الغموض‪.‬‬ ‫وقلق‪.‬‬
‫يرتب البدائل التي يخلقها يخلق بدائل واحتماالت‪.‬‬ ‫طريقة واحدة لتأدية العمل‪.‬‬
‫رائد األعمال‪.‬‬
‫يفكر دائماً‪.‬‬ ‫يرتب وينظم دائماً‪.‬‬ ‫يعمل دائماً‪.‬‬

‫يحلم‪.‬‬ ‫يتبر ‪.‬‬ ‫يدقق النظر‪.‬‬

‫المشروع الصغير بيت يبنيه‬ ‫بيت‬ ‫المشروع الصغير مصدر المشروع الصغير‬
‫ويخطط لغيره‪.‬‬ ‫يعيش فيه ل بد‪.‬‬ ‫الرزق‪.‬‬
‫بدونه ال يوجد ابتكار‪.‬‬ ‫بدونه ال يوجد مشروع‪.‬‬ ‫بدونه ال يتم العمل‪.‬‬
‫من‬ ‫االنسجا‬ ‫خلق‬ ‫ترتيب األعمال المترابطة‪.‬‬ ‫عمل واحد في وقت واحد‪.‬‬
‫الفوضى‪.‬‬
‫ينظر ل حداث على أنها‬ ‫األحداث‬ ‫ال يثق في الذين يعمل ال يثق في‬
‫فرص يمكن استغاللها‪.‬‬ ‫ويعتبرها مشاكل‪.‬‬ ‫معهم‪.‬‬
‫التفكير بغرض االبتكار‬ ‫التفكير مضيعة للوقت إذا التفكير يجب أن يركز على‬
‫واإلبداع‪ ،‬وإطالق العنان‬ ‫حل المشاكل‪.‬‬ ‫لم يتعلق بأداء العمل‪.‬‬
‫لخياله‪.‬‬
‫األفراد‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬ ‫السيطرة على النظا ‪.‬‬ ‫السيطرة على العمل‪.‬‬
‫واألحداث‪.‬‬
‫ال يحب الفني والمدير‬ ‫ال يحب المدير ألنه يعتبره ال يحب الفني ألنه ال يحب‬
‫ألنهما يكرهان التغيير الذي‬ ‫جزًءا من النظا ‪ ،‬وال يحب النظا المفروض عليه‪ ،‬وال‬
‫يعشقه‪ ،‬ووقوفهما ضد‬ ‫رائد األعمال ألن أفكاره يحب رائد األعمال ألنه‬
‫ابتكاره وخياله‪.‬‬ ‫يخلق فوضى يجب ترتيبها‪.‬‬ ‫صعبة التنفيذ‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]25‬‬

‫(‪ )2‬حجم المشروع الصغير عائق أمام االبتكار‬


‫أوضحت نتائج الدراسة السابق اإلشارة إليها أن نسبة كبيرة من الشباب (‪)٪72.5‬‬
‫يعتقد أن حجم المشروع الصغير يعوق االبتكارات‪ ،‬ويربط الكثيرون بين الحجم واالبتكار على‬
‫أساس أن المشروع الكبير لديه اإلمكانات والموارد التي تمكنه من تجنيد عقول الكثير من‬
‫العلماء لمساعدتها في االبتكار‪ ،‬كذلك يمكنها تحمل خسائر الفشل‪ ،‬وبالرغم من هذه المزايا‬
‫النظرية‪ ،‬فإن التاريخ واألرقا تثبت تفوق المشروعات الصغيرة في مجال االبتكارات‪ .‬فقد‬
‫أثبتت إحدى الدراسات االقتصادية المهمة أن ‪ ٪34‬من االبتكارات الفنية جاءت من‬
‫المشروعات العمالقة‪ ،‬والتي يعمل بها أكثر من ‪ 11.111‬عامل‪ .‬وهو رقم ضئيل إذا قورن‬
‫كثير من االختراعات قد بدأت في‬ ‫بمساهمتها في اإلنتاج الصناعي‪ .‬وتدل الدراسات على أن ًا‬
‫المشروعات الصغيرة‪ ،‬وأن نصف االبتكارات الفنية الرئيسية التي قدمت في هذا القرن بدأت‬
‫بمخترعين أفراد ومشروعات صغيرة‪ ،‬ومن أمثلة تلك االبتكارات أجهزة التكييف‪ ،‬طائرة‬
‫الهليكوبتر‪ ،‬واألنسولين‪ ،‬والكامي ار الفورية‪ ،‬والبنسلين‪ ،‬وجهاز تصوير المستندات‪ ،‬والفيس بوك‬
‫وجوجل وغيرها‪ .‬واألهم من ذلك أن هذه االبتكارات كانت األساس التي بنيت عليه العديد من‬
‫الصناعات الرئيسة‪ .‬فاألرقا التي ال تكذب تشير إلى تفوق المشروعات الصغيرة فى‬
‫االبتكار‪ ،‬والتي تبدأ برائد أعمال يمتلك فكرة رائدة مبدعة ومتميزه لم يسبقه إليها أحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬عدم القدرة على القيام ب األنشطة التسويقية بسبب قصور الموارد المالية‬
‫مما ال شك فيه أن قصور الموارد ال مالية يعتبر أحد المعوقات الرئيسة التي تقابل‬
‫صاحب المشروع الصغير‪ ،‬وخاصة عند بدايته‪ .‬وقد تكون فكرة المشروع مبتكرة‪ ،‬والسلعة أو‬
‫الخدمة التي يقدمها مطلوبة ولها سوق كافية‪ ،‬ولكن نظ ًار لقصور الموارد المالية‪ ،‬فإن‬
‫المجهودات التسويقية المطلوبة لدفع المشروع الصغير خالل خطواته األولى ال تلقى العناية‬
‫الالزمة‪ .‬ويرجع ذلك إلى اعتقاد الكثيرين أن التسويق ‪-‬بصفة عامة‪ -‬واإلعالن ‪-‬بصفة‬
‫ال ضخمة أكبر مما تسمح به ميزانية صاحب المشروع الصغير‪ .‬وقد‬ ‫خاصة‪ -‬يتطلب أموا ً‬
‫أوضحت نتائج الدراسة االستطالعية أن (‪ )٪87.5‬من المشاركين يعتقدون في أهمية‬
‫األنشطة التسويقية التقليدية للمشروع الصغير في الوقت الذي يرى فيه الجميع (‪)٪111‬‬
‫صعوبة تحقيق مكانة متميزة في السوق بسبب قصور الموارد المالية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية الطرائق التسويقية التقليدية للمشروع الكبير‪ ،‬فإنها ال تالئم‬
‫المشروع الصغير‪ .‬فاألخير يحتاج إلى طرق وأساليب غير تقليدية لتحقيق المكانة المميزة في‬
‫السوق‪ ،‬طرائق وأساليب مبينة على اإلبداع‪ ،‬وليس على الميزانيات الضخمة‪.‬‬
‫ويميل علماء التسويق إلى استخدا هذا النوع من الطرائق واألساليب غير التقليدية‬
‫الذى يتسم باالبداعية لتحقيق أهدافهم‪ .‬وتعرف على " أنها طرائق االتصال واالحتكاك‬
‫[‪]00‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫بالعمالء الحاليين والمرتقبين والتي تصمم من أجل تقديم الخدمة‪ ،‬وتحسين الجودة‪ ،‬وتوضيح‬
‫الفوائد‪ ،‬وزيادة الثقة‪ ،‬أو خلق شعور طيب لدى العمالء"‪.‬‬
‫وبالنظر إلى هذه األساليب التسويقية المتاحة أما صاحب المشروع (الجدول ‪،)3-1‬‬
‫نجد أن الكثير منها يقد فرصًا مجانية لصاحب المشروع الصغير ليبني مشروعه ويثبت‬
‫أقدامه في السوق‪ ،‬ويحقق المكانة التي يستهدفها‪ .‬ويتوقف نجاح الريادى في استخدا تلك‬
‫األساليب على االختيار السليم لها‪.‬‬
‫جدول (‪)3-1‬‬
‫األساليب التسويقية الفعالة التي يمكن استخدامها بواسطة المشروع الصغير‬
‫أمـــ ـثــــ ــــلة‬ ‫فــ ـئــــة األسلوب‬
‫االسم‪ ،‬والجودة‪ ،‬واللون‪ ،‬والشعار‪ ،‬والتوزيع‪ ،‬والخطة التسويقية‪،‬‬ ‫(‪ )1‬أساليب يمكن أن يستخدمها‬
‫والشخصية‪ ،‬والتسعير‪ ،‬وقائمة عناوين العمالء‪.‬‬ ‫المبتدئون‪.‬‬
‫العبوة ‪ ،‬وأوراق الكتابة‪ ،‬وشكل الفواتير‪ ،‬والتسويق أثناء انتظار‬ ‫(‪ )2‬أساليب غير متعارف عليها‬
‫العميل على التليفون‪ ،‬والديكورات‪ ،‬ومالبس العاملين‪.‬‬ ‫كجزء من التسويق‪.‬‬
‫طريقة الرد على التليفون‪ ،‬والترتيب‪ ،‬واالبتسامة‪ ،‬والسرعة‪،‬‬ ‫(‪ )3‬أساليب تبدأ كلها‬
‫المتابعة‪ ،‬ووقت االتصال بالعميل‪ ،‬وطريقة مقابلة وتوديع‬ ‫باالتجاهات‪.‬‬
‫العمالء‪ ،‬والعالقات العامة‪ ،‬والحماس والتنافس‪.‬‬
‫المشاركة البيئية‪ ،‬ونوافذ العرض‪ ،‬والعضوية المهنية‪ ،‬وتدريب‬ ‫(‪ )4‬أساليب ال يهتم بها المشروع‬
‫رجال البيع‪ ،‬والنشرات الدورية‪ ،‬وتقديم المشروبات للعمالء‪،‬‬ ‫الصغير غير الناجح‪.‬‬
‫والروابط مع اآلخرين‪ ،‬وإعالنات الحائط‪.‬‬
‫ساعات العمل وأيا العمل‪ ،‬والسماح باالئتمان‪ ،‬والكتالوجات‪،‬‬ ‫(‪ )5‬أساليب تيسر الشراء من‬
‫والعينات‪ ،‬والصدق‪ ،‬والعمالء الراضون‪.‬‬ ‫المشروع الصغير‪.‬‬
‫العالمات التجارية‪ ،‬والكلمة المسموعة‪ ،‬والمطبوعات‪،‬‬ ‫(‪ )6‬أساليب غالباً ما يساء‬
‫والعالقات العامة‪ ،‬وطريقة البيع بالتليفون‪.‬‬ ‫استعمالها‪.‬‬
‫العالمات داخل عروض المتجر‪ ،‬واالشتراك في المعارض‬ ‫(‪ )7‬أساليب تحقق نتائج فورية‪.‬‬
‫التجارية‪ ،‬وعروض المنتجات‪ ،‬والعرض العملي الستعمال‬
‫السلعة‪ ،‬والخطابات البريدية المباشرة‪ ،‬ومندوبي البيع‪.‬‬
‫اإلعالن‪ ،‬الشهرة‪ ،‬وإعالنات الجرائد والمجالت والراديو‬ ‫(‪ )8‬أساليب ذات مدة وقوة أكثر‬
‫والتليفزيون‪.‬‬ ‫(التقليدية)‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]22‬‬

‫(‪ )4‬عدم الحاجة إلى خطة تسويقية في بداية المشروع الصغير‬


‫أوضحت الدراسة السابقة أن نسبة من المشاركين فيها (‪ )٪45.8‬يرون أهمية‬
‫وجود الخطة التسويقية منذ بداية المشروع‪ ،‬وتتفق معتقدات الشباب الخاطئة مع‬
‫الواقع‪ .‬فبالرغم أن الخطة التسويقية ال تكلف أمواالً نقدية‪ ،‬فإن الكثير من أصحاب‬
‫المشروعات الصغيرة ليس لديهم خطط تسويقية مكتوبة‪ ،‬ويعتمدون على النصائح‬
‫المتعارضة من جهات مختلفة التخاذ الق اررات العفوية اليومية‪ .‬وقد يتوافر لدى البعض‬
‫منهم اإلمكان ات المادية التي تسمح بتأجير الخدمة في هذا المجال‪ ،‬ولكن تظل الخطة‬
‫حب اًر على ورق لعد توافر الخبرة التنفيذية‪.‬‬
‫(‪ )5‬المرأة أقل قدرة من الرجل على إدارة مشروعها الصغير‬
‫على الرغم من انتشار هذا االعتقاد‪ ،‬فال يوجد دليل علمي على صحته‪ .‬وقد‬
‫أظهرت نتائج الدراسة أيضاً أن (‪ )٪69‬من المشاركين يعتقدون أن المرأة أقل قدرة من الرجل‬
‫على إدارة المشروع الصغير‪ .‬ويبدأ أي مشروع صغير بحلم وقد تختلف أحال المرأة عن‬
‫أحال الرجل ولكن كليهما يحلم‪ .‬وتاريخ المرأة مع المشروعات الصغيرة تاريخ حافل‪ ،‬فقد بدأ‬
‫الكثير منهن مشروعاتهن الصغيرة الناجحة‪ ،‬ووقف عدد أكثر منهن بجانب أزواجهن‬
‫وعائالتهن وبعيدًا عن األضواء يشددن من أزرهم ليحققوا نجاح مشروعاتهم الصغيرة‪ .‬ففي‬
‫الواليات المتحدة األمريكية ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬يوجد ما يقرب من ‪ 6.5‬مليون مشروع‬
‫صغير (‪ 511‬موظف ‪ /‬عامل أو أقل) تتمتلكها وتديرها سيدات‪ ،‬ويمثلون ثلث إجمالي‬
‫المشروعات الصغيرة‪ ،‬ومن المتوقع أن تزداد هذه األرقا حيث إن عدد المشروعات الصغيرة‬
‫التي تقا سنويا بواسطة السيدات تبلغ ضعف العدد المنشأ بواسطة الرجال‪ .‬ولكى نثبت أن‬
‫المرأة ال تقل عن الرجل فى ريادة األعمال‪ ،‬فسنعرض لنموذج نسائى مصري ناجح كرائدة‬
‫أعمال متميزة ومشرفة هي عزة فهمى مصممة المجوهرات التى حققت ابتكارات متميزة شهد‬
‫لها كل العالم (انظر‪ :‬تجارب من الحياة فى الصفحة التالية)‪.‬‬
‫[‪]01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫تجارب من الحياة‬
‫مصممة المجوهرات عزة‬
‫فهمي‬
‫بدايتها‬
‫بدأت قصة عزة فهمي مع المجوهرات عقب شرائها‬
‫كتابا ألمانًيا عن المجوهرات التقليدية في العصور الوسطى‬
‫ً‬
‫في أوروبا عا ‪ . 1969‬وقررت أن تخوض فترة تدريب في‬
‫مجال تصميم المجوهرات‪ .‬اشتغلت متدربة في مشغل الحاج‬
‫سيد‪ ،‬أحد الجواهرجية في سوق خان الخليلي القديم في القاهرة‪ ،‬حيث تعلمت على يد أفضل‬
‫محترفي الصنعة‪ .‬وباتت المرأة الوحيدة التي تشتغل في الليالي في مشغل الحاج سيد‪،‬‬
‫وانتقلت من عملية برد المعادن إلى تصميم المجوهرات‪ .‬لكنها احتفظت بوظيفتها كرسامة‬
‫للكتب التي تصدرها الحكومة المصرية حتى تتمكن من تمويل موهبتها فى تصميم وتصنيع‬
‫المجوهرات‪ .‬بعدها بفترة منحها المجلس الثقافي البريطاني منحة دراسية تتيح لها فرصة تعلم‬
‫فن صناعة المجوهرات في جامعة بوليتيكنيك بلندن‪.‬‬
‫مشروعها الريادى‬
‫ا فتتحت مشغلها الخاص في أحد أحياء القاهرة النائية‪ ،‬حيث تطور أسلوبها واستخدمت‬
‫الكلمات العربية والشعر العربي لخلق خطوط مزخرفة منقوشة على الفضة ومطعمة بالذهب‬
‫لتزيين قطع الحلي‪ .‬في عا ‪ 2116‬تعاونت مع المصمم المشهور جوليان ماكدونالد لتصميم‬
‫خصيصا لعرض أزيائه‪ ،‬حيث تتمتع مجوهرات عزة فهمي بتصميمات مميزة‬ ‫ً‬ ‫المجوهرات‬
‫واستثنائية وبارزة‬
‫بناء عالمة تجارية عالمية‬
‫تنس عزة فهمي بداياتها والتحديات التي واجهتها في قطاع يهيمن عليه الرجال‪ ،‬إضافة‬ ‫لم َ‬
‫إلى التحلي بالحماس وااللت از بالمثابرة والنضال‪ ،‬مع عطش ال يرتوي للتعّلم‪ .‬ويتلخص أسلوب‬
‫عمل عزة فهمي بعقلية "حدودي هي السماء" التي طالما دفعتها إلى تحدي نفسها لتحسين وتطوير‬
‫عملها‪ .‬حيث ت قول إن هى "رسالتي إحياء التراث العربي واإلسالمي‪ ،‬وقد مكن هذا عالمة عزة‬
‫فهمي التجارية من اكتساب المديح الدولي والمكانة المرموقة في أوساط عالمات المجوهرات‬
‫العريقة أمثال "كارتييه" ‪ Cartier‬و"بولغاري" ‪Bulgari‬؟‪ ،‬كما ألبست الشركة عارضات أزياء‬
‫أسبوع الموضة في باريس‪ ،‬والملكة رانيا في األردن‪ ،‬والمغنية ريانا وعارضة األزياء البريطانية‬
‫الشهيرة ناعومي كامبل‪ ،‬وقد برزت مجموعاتها في عدد من المنشورات الدولية مثل "فانيتي فير"‬
‫‪ Vanity Fair‬و"نيويورك تايمز" ‪ ، New York Times‬كما تعاونت مع عالمات تجارية دولية‬
‫ودعيت البتكار مجموعة‬ ‫مثل "برين" ‪ Preen‬و"جوليان ماكدونالد" ‪ُ Julien MacDonald‬‬
‫خاصة لكل من المتحف البريطاني ومتحف "لوفر"‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]21‬‬

‫وعددا من منافذ بيع للتوزيع في لندن‬


‫ً‬ ‫عددا من المتاجر المحلية‬
‫كما افتتحت عزه فهمى ً‬
‫أدركت أنه ال بد من إحداث‬
‫ُ‬ ‫واألردن وقطر والبحرين ودبي‪ .‬وفي ظل هذا التوسع السريع‪،‬‬
‫تغيير داخلي الستيعاب هذا النمو الذي يط أر على نشاط الشركة‪ ،‬وتقول عن التوسعات‬
‫الجديدة في السوق‪" :‬عليك العمل لجعل منتجات العالمة التجارية تناسب السوق‪ .‬فالجزء‬
‫فتقد ما يلقى إعجابًا عالميًا دون التخلي عن هوية‬
‫األصعب من العملية أن تخلق توازنًا ّ‬
‫العالمة التجارية"‪.‬‬
‫الريادة المؤسسية‬
‫من العوامل األساسية التي أسهمت في تحويل عملها من شركة عائلية إلى شركة‬
‫تتنافس مع الشركات العالمية هو إعادة هيكلة الشركة‪ ،‬فقد تطور عملها من شركة تديرها‬
‫رائدة أعمال إلى شركة يديرها فريق عمل استراتيجي‪ ،‬يتضمن أقساماً للتسويق والمبيعات‬
‫والتصميم والتخطيط والتحكم بالجودة ويدعمه فريقان قويان للشؤون المالية والموارد البشرية‪.‬‬
‫وتضمن اليو فريق عمل "مجوهرات عزة فهمي"‪ ،‬عالمة المجوهرات األولى التي تحمل اسم‬
‫مصممة مصرية‪ ،‬أكثر من ‪ 211‬شخص بين يد عاملة ماهرة ومصممين ومهندسين‬
‫ومسوقين‪.‬‬
‫واآلن‪ ،‬استلمت ابنة عزة فهمي‪ ،‬فاطمة غالي‪ ،‬دفة القيادة في منصب المديرة العامة‬
‫وهي تتطلع لتوسيع دور الشركة في الشرق األوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية‪.‬‬
‫الجائزة الكبرى‬
‫شاركت عزة فهمي ‪ 2111‬في تأسيس مشروع "نوبري" ‪ Nubre‬مع االتحاد األوروبي‪،‬‬
‫لتعزيز ثقافة تصميم المجوهرات المعاصرة المحلية من خالل ورشات العمل‪.‬وللتقد با "نوبري"‬
‫خطوة إلى األما ‪ ،‬أسست فهمي "استوديو ومدرسة تصميم عزة فهمي للحلي" ‪Azza‬‬ ‫ً‬
‫)‪ Fahmy Design Studio (AFDS‬في العا ‪ ،2113‬وهو مشروع مشترك مع "ألكيميا"‬
‫‪ ، Alchimia‬مدرسة للتصميم المعاصر في فلورنسا‪ ،‬إيطاليا‪ .‬كما يظهر سعي فهمي لدفع‬
‫عجلة النمو االقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز القطاعات ذات الصلة في المنطقة من‬
‫خالل "مؤسسة عزة فهمي" ‪ Azza Fahmy Foundation‬التي تركز على توفير التعليم‬
‫المهني من خالل برامج تبادل الطالب والمشاريع اإلنمائية التي تغذي القطاعات اإلبداعية‬
‫وتسهل تناقل المعرفة في قطاع صناعة المجوهرات‪.‬‬
‫ّ‬
‫لكن عزة فهمي التي اندرج اسمها في العا ‪ 2117‬على قائمة صاحبات األعمال الا‬ ‫ّ‬
‫‪ 25‬األكثر نفوذاً في الشرق األوسط الصادرة عن "فاينن شال تايمز" ‪ ،Financial Times‬لم‬
‫تصل إلى ما هي عليه اليو بين ليلة وضحاها‪ .‬فقد أسست الشركة منذ ‪ 45‬عاماً تقريباً‪ ،‬منذ‬
‫العا ‪.1969‬‬
‫[‪]01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫ثامنا‪ :‬عملية ريادة الأعمال هى علم لا غنى عنه لمن يتمتع بالصفات‬
‫الريادية‬
‫هناك سؤال مهم يطرح نفسة فى نهاية هذا الفصل وهو‪ :‬هل يولد رجل األعمال حامال‬
‫وتعليما؟ وهل الموضوع فن أ علم؟ أ‬
‫ً‬ ‫إعدادا‬
‫ً‬ ‫جينات ريادة األعمال؟ أ أن العملية تحتاج‬
‫كالهما؟‬
‫ومن األفضل االستماع إلى اإلجابة عن هذا السؤال من أحد رواد األعمال البارزين‬
‫والذى يقول‪" :‬إن رائد األعمال كالطبيب أو المهندس يكون مهيئا لمهنته‪ ،‬ولكنه فى نفس‬
‫الوقت يحتاج الى تعليم وتدريب وإعداد علمى‪ ..‬إن كل العاملين في المهن مثل األطباء‪،‬‬
‫والمحامين‪ ،‬والمهندسين‪ ،‬والمحاسبين‪ ،‬والصيادلة‪ -‬ينخرطون فى نظم تعليم وتدريب صارمة‬
‫ودقيقة جدا كى يتمكنوا من مهنهم ويحققوا التميز فيها‪ .‬وهذا صحيح أيضا بالنسبة لرواد‬
‫األعمال المحترفين‪.‬‬
‫ويستطرد رائد األعمال هذا بقوله فكر فى هذا الموقف‪ :‬هل يمكن لشخص أن يصمم‬
‫(كوبرى) على ارتفاع ‪ 1111‬قد كتجربة أولى دون أن يكون قد درس هذا التصميم وتعلمه‬
‫فى كلية الهندسة؟ هل تقبل أن تجرى لك عملية إزالة الزائدة الدودية بواسطة طبيب امتياز‬
‫يجرى هذه العملية ألول مرة فى حياته؟ هل األفضل أن نعتمد على المهارة أ على الخبرة؟‬
‫ونفس الكال ينطبق على إنشاء وإقامة المشروع الريادى‪.‬‬
‫واآلن يبرز التساؤل‪ :‬كيف تصبح رائد أعمال محترًفا؟ كيف تصبح أنت ‪-‬عزيزى‬
‫الطالب‪ -‬هذا الشخص الذى لديه المعرفة والخبرة كى يحقق النجاح ويتفوق على الجميع؟ إن‬
‫دراسة مقررات متقدمة فى إدارة األعمال لتعلم المفاهيم التقليدية والحديثة إلدارة األعمال ال‬
‫تكفى بمفردها‪ ،‬وال تؤهل الشخص ألن يكون رائد أعمال‪ .‬لذا عليك أن تتعلم مهارات محددة‬
‫والحصول على العلم والمعرفة المتخصصة وغير التقليدية لريادة األعمال إذا كنت ترغب فى‬
‫أن تكون رائد أعمال محترًفا‪ .‬والدليل على هذا أن طالب كلية إدارة األعمال أنفسهم يدرسون‬
‫هذا المقرر‪.‬‬
‫يقول رائد أعمال آخر "إننى ولدت كرائد أعمال‪ ،‬فلقد بدأت بدون توجيه‪ .‬وبمرور الوقت‬
‫أحسست أ ننى أحتاج لتشكيل مهاراتى بهدوء من خالل مزيج من التعلم التقليدى والخبرة‪...‬‬
‫وكنت أبحث دائما فى طريقة استخد فيها تعليمى وخبرتى لخلق مشروع متميز ورائد يحقق‬
‫تميز حقيقًيا‪.‬‬
‫ًا‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]21‬‬

‫أن تكون رائد أعمال محترًفا هو الت از مختلف عما إذا كنت مجرد صاحب مشروع‬
‫صغير‪ .‬إننا نتكلم هنا عن رواد األعمال الذين يخلقون مئات من الفرص الوظيفية ويحققون‬
‫مئات الماليين من الجنيهات أو أكثر كإيراد‪ .‬إن ا لتزامك كرائد أعمال ليست وظيفة يعمل‬
‫الفرد فيها لمدة ثماني ساعات‪ ،‬فهذه حياة مستقرة‪ ،‬إنك ستعمل سبعة أيا فى األسبوع حتى‬
‫وإن كنت فى إجازة إن العمل ‪ 12‬ساعة فى اليو أو أكثر هو المعدل الطبيعى لرائد األعمال‬
‫المحترف‪ ،‬فأنت دائما تعمل وتخطط‪ ،،‬أنت دائما مستغرق فى مشروعك‪ ،‬إن شغفك الينتهى‬
‫به‪ ،‬إنك تحلم به‪ ،‬إن كل رواد األعمال عادة ما يحتفظون بأوراق وأقال فى غرف النو‬
‫بحيث إذا ظهرت فكرة يستيقظون من نومهم ويدونونها قبل أن يفقدوها‪ .‬البد أن يعرف رائد‬
‫لقبا‪ ،‬وهي رحلة صعبة وليست سهلة ومثلها مثل‬‫األعمال أن عملية الريادة هى رحلة وليست ً‬
‫الكثير من المهن البد فيها من المثابرة والمرور بمنحنى التعلم حتى تنضج ويتحقق النجاح‬
‫فيها"‪ .‬فالتعلم المستمر والدائم أحد أهم سمات رائد األعمال‪ ،‬فهو ال يكل وال يمل من السعى‬
‫الدائم لمعرفة كل جديد واكتساب مختلف الخبرات التى تنقل مهاراته‪.‬‬
‫ولالجابة عن السؤال القائل‪ :‬كيف تصل إلى الكمال فى تطوير مهاراتك؟ يجيب أحد‬
‫رواد األعمال الناجحين على ذلك بقوله "بالتعلم الدائم‪ ،‬واالقتداء بالنماذج الناجحة‪ ،‬والمشاركة‬
‫وتبادل الخبرات مع اآلخرين من خالل ورش العمل وبرامج التدريب‪ ".‬ويضيف "عندما أجد‬
‫فرصة للتعلم‪ ،‬فأنا أذهب إلى هناك وأتعلم‪ ،‬لقد حضرت ‪ 11‬سيمنارات فى أفضل جامعات‬
‫العالم خالل ال ‪ 31‬عاما الماضية بخالف ورش العمل وبرامج التدريب‪ ،‬حضرت هذه‬
‫المحافل العلمية كى أؤسس نفسى وأطور مهاراتى طبقا آلخر المستجدات فى ريادة األعمال‪.‬‬
‫لقد أمدتنى كل هذه المؤسسات والشهادات التى حصلت عليها بقدر هائل من المعرفة‪،‬كما‬
‫أمدتنى بأساليب إبداعية لحل المشاكل التى كانت تواجهنى‪ .‬ألزمت نفسى بالتعلم الذى ال‬
‫يتوقف وال ينتهى"‪.‬‬
‫إن هذا الموقف يدعم وبقوة قرار جامعة القاهرة بتدريس هذا المقرر لجميع طالبها فى‬
‫كل الكليات‪ ،‬ألن الدراسات واألبحاث أثبتت ‪-‬كما سبق القول فى مقدمة هذا الكتاب‪ -‬أن‬
‫األفراد الذين يدرسون ويتعلمون مقرر "ريادة األعمال" تزيد فرصتهم فى إنشاء وبدء‬
‫مشروعاتهم وتس هم في استم ارريتها بنجاح بمقدار من ‪ 4 – 3‬أضعاف أقرانهم الذين يبدأون‬
‫باحا تفوق نظ ارءهم الذين لم يدرسوا ويتعلموا‬
‫مشروعاتهم بدون هذه الدراسة‪ ،‬كما يحققون أر ً‬
‫هذا المقرر بنسب تتراوح من ‪. (Hisrich et al., 2010) ٪31 -21‬‬
‫[‪]01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫والخالصة أن موضوع ريادة األعمال هو فن (ضرورة تمتع الشخص بالصفات الريادية)‬


‫لكن البد من دع مه بالعلم واالحتراف مثل أى تخصص آخر كالهندسة أو الطب أو الصيدلة‬
‫أو القانون أو الرياضة أو الدين أو السياسة‪ ...‬إلخ ‪ ،‬وهو ما سنتعرف عليه تفصيال فى‬
‫الفصل الثانى‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]21‬‬

‫تدريبات عملية وأسئلة تطبيقية‬


‫(ابحث‪-‬ناقش‪-‬قلد‪-‬ابتكر)‬
‫السؤال األول ‪:‬‬
‫‪ -1‬قصة مؤسسى ‪:Kngine‬‬
‫‪ ‬ما الذى أعجبك فى مشوار األخوين أشرف وهيثم الفضيل؟‬
‫‪ ‬ما أهم الدروس المستفادة من قصتهم؟‬
‫‪ ‬هل انتقل تأثيرهم الى اقتصاد الدوله؟ كيف؟‬
‫‪ -2‬قصة عزه فهمى‬
‫‪ ‬ما الذى أعجبك فى مشوار عزة فهمى؟‬
‫‪ ‬ما أهم الدروس المستفادة من قصتها؟‬
‫‪ ‬هل انتقل تأثيرها إلى اقتصاد الدولة؟ كيف؟‬
‫‪ -3‬مطلوب الدخول على مواقع الشركات المصرية التالية على اإلنترنت (مجموعة‬
‫أوراسكو ‪ ،‬وشركة إيجيت جولد‪ ،‬ومجموعة العربى) والتعرف على قصص نجاحها‪ ،‬وما‬
‫إذا كانت اعتمدت فى نجاحها فى البداية على رواد أعمال‪ ،‬وما أوجه االستفادة من هذه‬
‫القصص؟‬
‫‪ -4‬نجح عثمان أحمد عثمان فى إنشاء كيان ضخم هو شركة (المقاولون العرب) التى نراها‬
‫اليو منتشرة فى منطقة الشرق األوسط‪ .‬كيف بدأت قصة هذا الصرح العمالق؟ ما‬
‫الصفات القيادية والريادية للمؤسس عثمان أحمد عثمان‪ ،‬الذى بدأ هذا الصرح بعملية‬
‫مقاوالت واحدة ارتفعت الى ثالث عمليات كان يستخد دراجة ليمر عليها للمتابعة ودفع‬
‫أجور العمال في العمليات الثالث‪ ،‬وكانت هذه الدراجة نواة ألسطول السيارات التى‬
‫تمتلكه الشركة اآلن‪ ،‬والذى يضم آالف السيارات من كل لون وحجم‪.‬‬
‫‪ -5‬اختر قصة رائد أعمال مصرى فى مجال التكنولوجيا وتطبيقاتها ووضح ما وصل إليه‪،‬‬
‫وما الفكرة اإلبداعية التى توصل اليها؟‬
‫‪ -6‬فى شكل فريق عمل‪ ،‬فكر أنت وزمالؤك فى فكرة لمنتج مبتكر أو خدمة إبداعية ترون‬
‫ائدا (ممكن أن تكون الفكرة فردية أيضا)‪.‬‬
‫مشروعا ر ً‬
‫ً‬ ‫أنها تصلح ألن تكون‬
‫[‪]12‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المفاهيم األساسية لريادة األعمال‬

‫السؤال الثانى ‪ :‬حدد ما إذا كانت العبارات التالية صحيحة أ خاطئة‬


‫‪ .1‬قااد يت اوافر ألى طالااب األفكااار واألم اوال‪ ،‬لكاان تباادو المشااكلة فااى عااد معرفتااه كيفيااة‬
‫استخدامه إلنشاء مشروع ريادى‪.‬‬
‫موظفاا أو‬
‫ً‬ ‫‪ .2‬هناك سؤال استراتيجى يجب أن يسأله الطالب لنفساه‪ :‬هال أرغاب أن أكاون‬
‫رائد أعمال؟‬
‫‪ .3‬ريادة األعمال التى تعنى تقديم منتج أو خدمة أو فكرة إبداعياة ارئادة لام سابقك آخارون‬
‫إليها‪.‬‬
‫‪ .4‬يا اارى الكثيا اار ما اان الممارسا ااين والخب ا اراء أن با اادء مشا ااروع ريا ااادى يعتبا اار ما اان أصا ااعب‬
‫األشااياء‪ ،‬لكاان الحفاااب علااى بقائااه واسااتم ارريته بنجاااح هااو األسااهل وال يمثاال أى تحااد‬
‫لرائد األعمال‪.‬‬
‫‪ .5‬األفكار اإلبداعية دائما موجودة‪ ...‬لكن العبرة بمن يلتقطها‪.‬‬
‫‪ .6‬األفكار تأتى دائما من مشاكل الناس‪ ،‬فكن قر ًيبا كرائد أعمال دائما منهم‪.‬‬
‫‪ .7‬إن معرفااة ارئااد األعمااال أو صاااحب المشااروع الصااغير ألس ارار الصاانعة يضاامن وحااده‬
‫نجاح المشروع‪.‬‬
‫‪ .8‬الشااخص المحت اارف هااو ال ااذى يحتاارف مهنا اة كحرفااة بص اافة منتظمااة ومس ااتمرة بقص ااد‬
‫االكتساب و االرتزاق منها‪ ،‬مع التركيز والتفرغ التا لها‪.‬‬
‫ويمهااد‬
‫إن معنااى كلمااة ريااادي فااي اللغااة العربيااة‪ ،‬هااو َّأول َماان ينطلااق فااي مشااروع مااا‪ُ ،‬‬
‫‪ّ .9‬‬
‫الطريق أما اآلخرين بهذه االنطالقة‪.‬‬
‫‪ .11‬عندما يفكر الجميع بالطريقة ذاتها‪ ،‬فهذا يعنى أن ال أحد يفكر‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬اختر اإلجابة الصحيحة أما كل عبارة مما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬يقصد بالقدرة العقلية والفكرية لرائد األعمال‪:‬‬
‫ب‪ -‬فهم واستيعاب األمور‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬اإللما بمجال العمل‪.‬‬
‫د‪ -‬حب اإلنجاز‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مهارة التعامل مع البشر‪.‬‬
‫ريادة األعمال‬ ‫[‪]15‬‬

‫‪ -2‬تتسم فكرة المشروع الريادى بأنها يجب أن تكون‪:‬‬


‫ب‪ -‬نسخ ولزق‪.‬‬ ‫أ‪ -‬عادية أو قد تكون مكررة‪.‬‬
‫د‪ -‬أ‪ ،‬ب‪.‬‬ ‫جا‪ -‬جديدة تماما ومبتكرة‪.‬‬
‫‪-3‬أفضل رواد أعمال في العالم هم الذين يعتمدون على ‪:‬‬
‫ب‪ -‬العلم‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الموهبة الريادية‪.‬‬
‫د‪ -‬كل من أ‪ ،‬ب‪.‬‬ ‫جا‪ -‬لم يتلقوا أي تعليم‪.‬‬
‫‪ -4‬ريادة األعمال هى‪:‬‬
‫ب‪ -‬رحلة سهلة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬صفة لرائد األعمال‪.‬‬
‫د‪ -‬ليس فيها مخاطرة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬رحله صعبة‪.‬‬
‫‪ -5‬رائد األعمال فى نظر بلده ومواطنيه‪:‬‬
‫ب‪ -‬بطل‪.‬‬ ‫أ‪ -‬شخص عادى‪.‬‬
‫د‪ -‬الشىء مما سبق‪.‬‬ ‫جا‪ -‬شخص متوسط الذكاء‪.‬‬
‫‪ -6‬الدخل المحقق من ريادة األعمال الناحجة عادة ما يكون‪:‬‬
‫د‪ -‬أ‪ ،‬ب‪.‬‬ ‫ب‪ -‬دخل معقول‪ .‬جا‪ -‬دخل متوسط‪.‬‬ ‫أ‪ -‬ثروة‪.‬‬
‫‪ -7‬المخاطرة فى ريادة األعمال تكون عادة‪:‬‬
‫ب‪ -‬متوسطة‪ .‬ج‪ -‬عالية جدا‪ .‬د‪ -‬الشىء مما سبق‪.‬‬ ‫أ‪ -‬منخفضة‪.‬‬
‫‪ -8‬عادة ما يكون أثر المشروع الريادى على االقتصاد القومى‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضخم جدا‪ .‬ب‪ -‬ضعيف‪ .‬ج‪ -‬ضعيف جدا‪ .‬د‪ -‬متوسط‪.‬‬
‫‪ -9‬الفرص الوظيفية التى يخلقها المشروع الريادى فى األجل الطويل عادة ما تكون‪:‬‬
‫د‪ -‬متوسطة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬كبيرة جدا‪ .‬ب‪ -‬قليلة جدا‪ .‬ج‪ -‬قليلة‪.‬‬
‫‪ -11‬لكى تكون رائد أعمال ناجح‪ ،‬فمن األفضل أن‪:‬‬
‫ب‪ -‬تبحث لعمالئك عن منتح جديد‪.‬‬ ‫أ‪ -‬تبحث لمنتجاتك عن عمالء‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقلد منتجات نجحت في العالم المتقد ‪ .‬د‪ -‬كل ما سبق‪.‬‬
‫‪ -11‬أن األفراد الذين يدرسون ويتعلمون مقرر ريادة األعمال يحققون أرباحا تفوق نظ ارءهم‬
‫الذين لم يدرسوا ويتعلموا هذا المقرر بنسب تتراوح بين‪:‬‬
‫أ‪ .٪ 31 – 21 -‬ب‪ .٪ 41 -‬ج‪ .٪ 51 -‬د‪ -‬ال نستطيع تحديد نسبة معينة‪.‬‬

You might also like