You are on page 1of 4

‫اجلمعة‪ 19 :‬رجب ‪1444‬هـ‬ ‫دولـة اإلمـارات العـربية المتحـدة‬

‫الموافق‪2023/2/10 :‬م‬ ‫اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف‬

‫عجبا لمر الممم‬


‫اْلمد لله رب العالمي‪ ،‬يثيب الشاكرين‪ ،‬ويزي الصابرين‪ ،‬وأشهد أن ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبيـنا ُممدا عبد الله‬
‫ورسوله‪ ،‬فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعي‪ .‬أما‬
‫بـعد‪ :‬فأوصيكم عباد الله ونـفسي بتـقوى الله‪ ،‬قال جل ِف عاله‪( :‬يا‬
‫آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتـقوا الله لعلكم‬ ‫أيـها الذي‬
‫تـفلحون)(‪ .)1‬أيـها المممنون‪ :‬قال رسول الله ‪« :‬عجبا لمر‬
‫الممم ‪ :‬إن أمره كله له خيـر‪ ،‬وليس ذلك لدَحد إَ للممم ‪ ،‬إن‬
‫أصابـته سراء شكر‪ ،‬فكان خيـرا له‪ ،‬وإن أصابـته ضراء صبـر‪ ،‬فكان‬
‫خيـرا له»(‪ .)2‬فـلقد اقـتضت حكمة الله عز وجل؛ أن يـتـقلب اإلنسان ِف‬
‫هذه الدنـيا؛ بـي شدة ورخاء‪ ،‬وسراء وضراء‪ ،‬قال سبحانه‪( :‬ونـبـلوكم‬
‫بالشر والخير فتـنة وإليـنا تـرجعون)(‪ ،)3‬وإن المؤمن بقدر ربه وقضائه‪،‬‬
‫الموقن بكمته ِف منعه وعاائه؛ يـعلم أن ذلك كله من الله تـعال‪ ،‬قال‬
‫(‪)4‬‬
‫فـهو أحكم اْلاكمي‪ ،‬وأرحم‬ ‫سبحانه‪( :‬قل كل م عند الله)‬

‫(‪ )1‬آل عمران‪.200 :‬‬


‫(‪ )2‬مسلم‪.5318 :‬‬
‫(‪ )3‬األنبياء‪.35 :‬‬
‫(‪ )4‬النساء‪.78 :‬‬
‫الراحي‪ ،‬يـعلم ما فيه اليـر لعباده‪ ،‬والمصلحة للقه‪ ،‬قال عز وجل‪:‬‬
‫(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيـر لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو‬
‫شر لكم والله يـعلم وأنـتم َ تـعلمون)(‪ .)1‬عباد الله‪ :‬إن المؤمن إذا‬
‫أصابه خيـر شكر ربه وحده؛ بقلبه وقـوله‪ ،‬وسلوكه وعمله‪ ،‬استجابة ألمر‬
‫رازقه‪( :‬واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تـعبدون)(‪ .)2‬فـيستعي بنعمه‬
‫تـعال على طاعته‪ ،‬واإلحسان إل خلقه‪ ،‬فـيساند الضعفاء‪ ،‬ويساعد‬
‫المحتاجي والفقراء‪ ،‬فـيكون الله تـعال ِف عونه؛ يـيسر له أمره‪ ،‬ويفظ‬
‫عليه نعمه‪ ،‬قال تـعال‪( :‬م ذا الذي يـقرض الله قـرضا دَحسنا‬
‫فـيضاعفه له أضعافا كثيرة)(‪ ،)3‬فـهنيئا للشاكرين ثـوابـهم وجزاؤهم‪ ،‬الذي‬
‫وعدهم به ربـهم‪ ،‬فـقال عز وجل‪( :‬وسنجزي الشاكري )(‪ .)4‬فاللهم‬
‫اجعلنا لك من الشاكرين‪ ،‬ولنعمك من الذاكرين‪ ،‬ووفـقنا لااعتك‬
‫أْجعي‪ ،‬وطاعة رسولك ُممد ‪ ،‬وطاعة من أمرتـنا بااعته عمال‬
‫بقولك‪( :‬يا أيـها الذي آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي المر‬
‫(‪)5‬‬
‫منكم) ‪ .‬أقول قـوِل هذا وأستـغفر الله ِل ولكم‪ ،‬فاستـغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.216 :‬‬


‫(‪ )2‬النحل ‪.114:‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.245 :‬‬
‫(‪ )4‬آل عمران‪.145 :‬‬
‫(‪ )5‬النساء‪.59 :‬‬
‫‪2‬‬
‫الخطبة الثانية‬
‫اْلمد لله رب العالمي‪ ،‬يضاعف اْلسنات للشاكرين والصابرين‪،‬‬
‫والصالة والسالم على نبيه الكري‪ ،‬وعلى آله وصحبه والتابعي‪.‬‬
‫أيـها الشاكرون الصابرون‪ :‬إن المؤمن إذا أصابـته شدة أو ضراء‪ ،‬أو‬
‫واجهه عناء أو بالء‪ ،‬قابل ذلك بالصب على القضاء‪ ،‬ورضي با قدره‬
‫رب األرض والسماء‪ ،‬موقنا أن «ما أصابه لم يك ليخطئه‪ ،‬وأن ما‬
‫أخطأه لم يك ليصيبه»(‪ .)1‬فـيكون الله عز وجل معه ِف شدته‪ ،‬قال‬
‫سبحانه‪) :‬واصبروا إن الله مع الصابري )(‪)2‬؛ يـلاف بم ِف مصابم‪،‬‬
‫ويكشف عنـهم ما أَل بم‪ ،‬قال النب ‪« :‬اعلم أن في الصبر على ما‬
‫تكره خيـرا كثيرا»(‪ .)3‬ويزي الله سبحانه الصابرين أجرا عظيما‪ ،‬وثـوابا‬
‫كرميا‪ ،‬بال عد ول حد‪ ،‬قال تـبارك اْسه‪( :‬إنما يـوفى الصابرون أجرهم‬
‫بغير دَحساب)(‪ .)4‬فما أْجل أن نـرّب بـناتنا وأبـناءنا على قيم الشكر ِف‬
‫السراء‪ ،‬والصب على الضراء؛ عمال بتـعاليم ديننا‪ ،‬ومكارم األخالق الِت‬
‫عليـها نشأنا‪ .‬هذا وصلوا وسلموا على خات النبيي والمرسلي‪ ،‬كما أمر‬
‫رب العالمي؛ فـقال ِف كتابه المبي‪( :‬إن الله ومَلئكته يصلون على‬
‫(‪ )1‬الرتمذي‪.2070 :‬‬
‫(‪ )2‬األنفال‪. 46 :‬‬
‫(‪ )3‬أحد‪.2857 :‬‬
‫(‪ )4‬الزمر‪.10 :‬‬
‫‪3‬‬
‫النبي يا أيـها الذي آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)(‪ .)1‬اللهم صل‬
‫وسلم وبارك على سيدنا ونبيـنا ُممد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أْجعي‪ .‬وارض‬
‫اللهم عن اللفاء الراشدين‪ :‬أّب بكر وعمر وعثمان وعلي‪ ،‬وعن سائر‬
‫الصحابة األكرمي‪.‬‬
‫اللهم ادَحفظ لدولة اإلمارات أمانـها واستقرارها‪ ،‬وأدم رخاءها‬
‫وازدهارها‪ ،‬وبارك في خيـراتها‪ ،‬وادَحرسها برعايتك‪ ،‬واشملها بعنايتك‪،‬‬
‫وسائر بَلد العالمي ‪ .‬اللهم وفق رئيس الدولة الشيخ محمد ب زايد‬
‫ونائبه وإخوانه دَحكام اإلمارات لما تحبه وتـرضاه‪ .‬اللهم اردَحم الشيخ‬
‫زايد‪ ،‬والشيخ راشد‪ ،‬والقادة الممسسي ‪ ،‬والشيخ مكتوم‪ ،‬والشيخ‬
‫خليفة ب زايد‪ ،‬وأدخلهم بفضلك فسيح جناتك‪ .‬واردَحم شهداء‬
‫الوط وضاعف أجرهم‪ ،‬وارفع في الجنة درجتـهم‪ ،‬وشفعهم في‬
‫أهلهم‪ .‬اللهم ارحم المسلمي والمسلمات‪ :‬األحياء منـهم واألموات‪.‬‬
‫اللهم اسقنا الغيث‪ ،‬اللهم أغثـنا‪ ،‬اللهم أغثـنا‪ ،‬اللهم أغثـنا‪.‬‬
‫عباد الله‪ :‬اذكروا الله العظيم يذكركم‪ ،‬واشكروه على نعمه يزدكم‪ .‬وآخر‬
‫دعوانا أن اْلمد لله رب العالمي‪ .‬وأقم الصالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬األحزاب‪.56 :‬‬


‫‪4‬‬

You might also like