Professional Documents
Culture Documents
Introduction
Introduction
المقدمة
ظلت قضية التنمية االقتصادية تمثل إحدى االهتمامات الكبرى للدول المتقدمة والنامية على حّد
سواء وال تزال تحتل هذه القضية في البلدان النامية أهمية أكبر باعتبارها الخيار الرئيسي والوحيد للتحرر
من أسر التخلف االقتصادي ،ومن هذا المنطلق خصصت الدول النامية" التنمية االقتصادية " قضية أساسية
وقامت بتخصيص مواردها لتحقيق ذالك الهدف وتمثل السياسة االقتصادية مجموعة السياسات التي تعمل
كل منها على كمية أو أكثر من الكميات الهامة ،كالسياسة المالية والسياسة النقدية واالئتمانية وسياسة سعر
الصرف والسياسة التجارية.
وتحتل السياسة المالية مكانة هامة بين السياسات األخرى ألنها تستطيع أن تقوم بالدور الفعال في
تحقيق األهداف المتعددة التي ينشدها االقتصاد الوطني ،وذلك بفضل أدواتها المتعددة التي تعد من أهم
أدوات اإلدارة االقتصادية في تحقيق التنمية االقتصادية والقضاء على المشاكل التي تعوق االستقرار
االقتصادي ،فباإلضافة إلى اآلثار التوزيعية والتخصصية ألدوات السياسة المالية توجد أثار استقرارية
تتمثل في دور اإلنفاق الحكومي والضرائب في التأثير على الطلب الكلي ومن ثم على المتغيرات
االقتصادية الكلية ،كما أن لسياسة المالية دور كبير في تحفيز وجذب االستثمار باستعمال مكوناتها
المتمثلة في السياسة اإلنفاقية والسياسة الضريبية .
كما أن لالستثمار األجنبي المباشر أهمية بالغة ومكانة هامة كذالك في تحقيق التنمية االقتصادية لما له من
تأثير على عدة متغيرات اقتصادية ولقد أصبح في عصرنا الحالي وسيلة فعالة وضرورية في تمويل
التنمية االقتصادية مقارنة بالوسائل التمويلية األخرى ،كما أنه الوسيلة الوحيدة التي أصبحت كافة الدول
النامية تسعى إلى اجتذابها من خالل إعدادها وتحسينها لمناخ االستثمار وجعله مناخا مالئما مضيافا
للمستثمر األجنبي ،وال يتأتى ذالك إال من خالل السياسة المالية المنتهجة من طرف
هذه الدول بغية تحسينها لمناخ االستثمار وتهيئته من خالل اإلنفاق الحكومي على البنية التحتية وتأهيل
وتفعيل النظام اإلداري ومنح الحوافز و االمتيازات الضريبية إلى المستثمر األجنبي لجعلهم يفضلون
استثمار رؤوس أمولهم ،وتعتبر هذه االنجازات والتدابير في مجملها تكاليف تتحملها موازنات هذه
الدول ،رغبة منها في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر والحصول على منافع كالرفع من العمالة
والحصول على التكنولوجيا ،والرفع من القدرة اإلنتاجية والتصديرية وتحسين الوضع االقتصادي .
والجزائر مثل بقية الدول النامية تحتاج إلى المزيد من االستثمارات من أجل تعزيز النمو وتحقيق التنمية
االقتصادية ،فهي مجبرة على مواكبة التسابق والتنافس لغرض تحقيق أكبر قدر ممكن من
االستثمارات ،قامت بالتوسع في استخدام أدوات السياسة المالية في إطار ما تسمح به التشريعات المختلفة
لوزارة المالية بسياساتها اإلنفاقية و االيرادية بهدف تحقيق أهداف السياسة االقتصادية للبالد ،ومن هنا
تظهر أهمية دراسة السياسة المالية المطبقة في الجزائر ومدى مساهمتها في استقطاب االستثمار األجنبي
1
المقدمــــــــة
المباشر خالل الفترة محل الدراسة 2015-2008وذلك بهدف تحديد أسس السياسة المالية الفعالة في
المستقبل.
اإلشكالية
تعد السياسة المالية من أهم األدوات التي تملكها الدولة إلدارة االقتصاد الوطني ،سواء الدول
المتقدمة أو النامية ،إذ تقوم الدولة من خالل هذه السياسة باإلضافة إلى سياسات أخرى بسعي إلى تحقيق
األهداف االقتصادية المنشودة(نمو،استقرار ،توظيف...الخ).
وقد استخدمت الجزائر خالل الفترة محل الدراسة ( )2008-2000العديد من أدوات تلك السياسة والتي
استهدفت في مجملها زيادة معدالت نمو الناتج الوطني كمدخل رئيسي لزيادة العرض الكلي وما يتطلبه من
زيادة مستويات االستثمار وذالك من خالل السياسة االنفاقية والسياسة الضريبية المنتهجة ومن هنا يمكن
طرح اإلشكالية األساسية للدراسة على النحو الموالي:
ما مدى فعالية السياسة المالية ودورها في تحفيز وجلب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر ؟
وفي ضوء هذه اإلشكالية تم وضع مجموعة من التساؤالت الموالية:
ما مفهوم السياسة المالية و االستثمار األجنبي المباشر ؟
ما هي مؤشرات أداء السياسة المالية في الجزائر ؟
ما هو واقع االستثمار األجنبي في الجزائر ؟
ما هي أثار السياسة المالية في الجزائر على مناخ االستثمار ؟
ماهية التدابير واإلجراءات المتخذة لغرض تحفيز وجذب االستثمار في الجزائر ؟
الفرضيات
لمعالجة الموضوع يقتضي صياغة مجموعة من الفرضيات وهي حصيلة مجموعة من القراءات تساعد
على توجيه الدراسة وتمثل أكثر اإلجابات احتماال على األسئلة المطروحة وأبرز هذه الفرضيات :
-تؤثر السياسة المالية على االستثمار من خالل فروعها السياسة الضريبية والسياسة االنفاقية
باعتبارها إحدى السياسات االقتصادية الناجعة المتبعة في الدول لتحقيق التنمية االقتصادية.
-يمكن االعتماد على السياسة المالية في تحسين مناخ االستثمار من خالل تهيئة وتشيد البنية التحتية
باإلضافة إلى منح الحوافز الضريبية .
دوافع اختيار الموضوع
تم اختيارنا لهذ الموضوع انطالقا من مجموعة من العوامل نذكر منها :
-ضرورة وأهمية االستثمار األجنبي المباشر في االقتصاد الوطني وذالك من أجل تحقيق التنمية
االقتصادية الشاملة .
-دور السياسة المالية ومساهمتها في خدمة التحوالت االقتصادية والمكانة التي تحتلها وتحظى بها
من بين السياسات .
2
المقدمــــــــة
-طبيعة التخصص والرغبة والميول الشخصي في دراسة المواضيع المتعلقة بالسياسة المالية
واالستثمار.
أهمية الدراسة
أّن تدخل الدولة في الحياة االقتصادية يفترض مراعاة عدة معايير ،كما أّن تطور الوقائع
االقتصادية قد انعكس على تطور علم المالية من علم يهدف إلى تأمين إيرادات عامة لتغطية نفقات عامة
إلى علم يبحث في جملة الوسائل المالية التي تستخدمها الدولة لتحقيق أهدافها االقتصادية ،فالنفقات العامة
تؤثر على النشاط االقتصادي الوطني وكذا االستهالك و االدخار و االستثمار وبالتالي تؤثر على
االستقرار االقتصادي ،هذا باإلضافة إلى اآلثار التي تحدثها اإليرادات على النشاط االقتصادي الوطني .
وتكمن أهمية الدراسة في محاولة تطبيق أدوات السياسة المالية في الواقع االستثماري من خالل النقاط
التالية :
-المكانة الكبيرة التي تحتلها السياسة المالية في اقتصاديات الدول النامية والجزائر من بين تلك
الدول حيث اهتمت بالسياسة المالية لتطوير اقتصاده
-أهمية االستثمار األجنبي المباشر في االقتصاد من خالل مساهمته في التنمية االقتصادية للدولة
-مدى أداء السياسة المالية ودورها في تشجيع وجلب االستثمار من خالل اإلجراءات والتحفيزات
وتحسين المناخ.
كما أن أهمية هذه الدراسة ستزداد بسب الخطوات والمساعي الكبيرة التي بذلتها الجزائر لتحسين مناخها
االستثماري.
أهداف الدراسة
يتمث[[ل اله[[دف الرئيس[[ي للدراس[[ة في تحدي[[د ق[[درة ورش[[اده السياس[[ة المالي[[ة في الجزائ[[ر في اس[[تقطاب
االس[[تثمار األجن[[بي المباش[[ر و ذل[[ك في الف[[ترة ال[[تي هي مح[[ل الدراس[[ة كم[[ا أن هن[[اك أه[[داف فرعي[[ة تن[[درج
تحت هذا الهدف الرئيسي لعل أبرزها :
-محاولة التعريف بالسياسة المالية ودورها في اقتصاد الجزائر .
-محاولة الوقوف على أهمية وضرورة االستثمار األجنبي المباشر في التنمية االقتصادية .
-محاول[ [ [ [[ة التع[ [ [ [[رف على السياس[ [ [ [[ة المنتهج[ [ [ [[ة ال[ [ [ [[تي انتهجته[ [ [ [[ا الجزائ[ [ [ [[ر واإلج[ [ [ [[راءات لتش[ [ [ [[جيع
االس[ [[تثمار,وذال[ [[ك في إط[ [[ار السياس[ [[ة المالي[ [[ة من خالل السياس[ [[ة االنفاقي[ [[ة والض[ [[ريبية وك[ [[ذا بعض
المؤشرات المالية.
باإلض [[افة إلى م [[ا س [[بق يه [[دف البحث في نهايت [[ه إلى اق [[تراح التوص [[يات المناس [[بة لتحس [[ين فعالي [[ة السياس [[ة
المالي[ [[ة في الجزائ[ [[ر ودوره[ [[ا في جلب وتحف[ [[يز االس[ [[تثمار األجن[ [[بي المباش[ [[ر وذل[ [[ك في ض[ [[وء المؤش[ [[رات
والنتائج التي سوف تتمخض عن هذا البحث.
منهج وأدوات الدراسة
3
المقدمــــــــة
تحقيقا لهدف البحث وفي ضوء طبيعته وأهميته ،وحتى نستطيع اإلجابة عن أسئلة البحث واإللمام بكل
جوانبه سنركز في هذا البحث على:
المنهج الوصفي التحليلي عن طريق استقراء ألهم الجوانب المتعلقة بمجال السياسة المالية ومفاهيم
االستثمار األجنبي المباشر ،باإلضافة إلى تحليل البيانات التي تتوافر عن مشكلة البحث ،وفي إطار
اإلشارة إلى واقع الجزائر سنعتمد على البيانات الرقمية الرسمية الصادرة عن وزارة المالية،و بنك
الجزائر،و المديرية العامة للخزينة والديوان الوطني لإلحصائيات ،إضافة لذالك تم االعتماد على المسبح
المكتبي لمختلف المراجع التي تم االعتماد عليها في إعداد الدراسة و كذا االستعانة ببعض المجالت
والتقارير التي تناولت جانب من الموضوع .
حدود الدراسة
ألجل معالجة إشكالية الموضوع تم تحديد إطارين ،إطار مكاني واألخر زمني ،فاإلطار المكاني يخص
الجزائر بالتركيز على السياسة المالية من جانب دورها في جلب االستثمار من خالل السياسة الضريبية
واالنفاقية ودورها كذالك في توفير المناخ االستثماري المناسب.
أما اإلطار الزماني فقد تم التركيز على االقتصاد الجزائري خالل الفترة 2015-2008
الدراسات السابقة
من خالل إعدادنا اعتمدنا على دراسات كانت تصب في نفس موضوع الدراسة وهي :
* الدراسة األولى :رسالة ماجستير للطالبة سالكي سعاد علوم االقتصادية جامعة أبي بكر بلقا يد تلمسان
الجزائر بعنوان دور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر دراسة حالة الجزائر خالل فترة
1994/2004
أهم النتائج التي توصلت لها الباحثة هي :
-أن االستثمار األجنبي المباشر يعـد مـن الوسـائل التمويليـة األقـل تكلفـة لتحقيق التنمية ،وخاصة بعدما أثبـت
المصـادر التمويليـة المحليـة عجزهـا في تمويل التنمية.
-أن لالستثمار األجنبي المباشر الفضـل الكبيـر فـي تحقيـق التطـور فـي بعض البلدان من خالل أثاره
االيجابيـة كالتجربـة الماليزيـة مـثال ،إال أنـه كذلك قد يفرز أثارا سلبية ال بد للدولة المضيفة من الحذر منها
-أن السياسة المالية في الجزائر طيلة فترة الدراسة لم تكن رشيدة بالقدر الكـافي الذي يجذب االستثمار
األجنبي المباشر،حيث لم تجـدي نفعـا حجـم الحـوافز الضريبية التي منحتها الجزائر للمستثمر األجنبي
-السياسة المالية في تونس أثبتـت جـدواها فـي جـذب االسـتثمار األجنبـي المباشر و هذا ما استنتج من خالل
الدراسة التطبيقية.
-أن تونس هي األفضل مقارنة بـالجزائر مـن حيـث نـوع و كـم الحـوافز الضريبة الممنوحة لمستثمر
األجنبي.
4
المقدمــــــــة
*الدراسة الثانية :رسالة ماجستير للطالب بوزيان عبد الباسط علوم االقتصادية جامعة حسيبة بن بوعلي
بالشلف الجزائر بعنوان دور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر دراسة حالة الجزائر
خالل فترة 2006/2007حيث قسمت دراستها إلي أربع فصول تناول أوال مكانة االستثمار األجنبي
المباشر في تمويل التنمية بالدول النامية ،ثم ماهية السياسة المالية وواقعها بالدول النامية،ثم اثر السياسة
المالية على مناخ الستثمار ام فيما يتعلق بالجانب التطبيقي فكان يتناول دور السياسة المالية في استقطاب
االستثمار األجنبي المباشر في الفترة 1994/2004
أهم النتائج التي توصلت لها الباحث هي :
-يعتبر االستثمار األجنبي المباشر مصدر تمويلي هام القتصاديات الدول النامية وما يدعم هذه النتيجة هي
التجارب الناجحة لبعض الدول النامية.
-لعبت الستثمارات األجنبية المباشرة دورا رئيسيا في التنمية للعديد من الدول ،إال أنها ليست العصا
السحرية التي ستقضي على مشاكل الفقر والتخلف بضربة واحدة
-إن االكتفاء بقبول االنفتاح على االستثمار األجنبي هو عامل غير كاف الستقطابه إذ يجب األخذ بعين
االعتبار التنافس الحاد بين مختلف دول العالم النامية منها و المتقدمة الستقطاب هذا المستثمر الذي
سيجذبه المناخ الحسن لالستثمار
-إن الوضع الكارثي الذي تعرفه اقتصاديات الدول النامية فرض عليها الرضوخ إلى الشروط القاسية
للعولمة هذا ما دفعها لتغيير سياساتها المالية بشكل جوهري ولكنه لم يخدم أوضاعها االجتماعية
-رغم الجهود المبذولة بالجزائر لتحسين مناخها االستثماري ومع ذالك تبقى عراقيل ومعوقات تشوهه،
وهذا ما يجعل التدفقات لالستثمارات بالجزائر محتشمة
خطة الدراسة
لإلجابة على اإلشكالية المطروحة واألسئلة الجزئية،فقد عمدنا إلى تقسيم البحث إلى ثالث فصول حيث
يتناول الفصل األول اإلطار النظري لسياسة المالية من خالل توضيح دور الدولة في االقتصاد،وتم تقسيم
هذا الفصل إلى ثالث ــة مباحث وهي كالتالي المبحث األول يعالج ماهية السياسة المالية
وتطورها ,والمبحث الثاني يتضمن أهدافها والمبحث الثالث يتم التعرف فيه على آليات تطبيق السياسة
المالية.
أما الفصل الثاني نتناول فيه اإلطار النظري ألهم المصادر الداخلية والخارجية لتمويل التنمية أال وهو
االستثمار األجنبي المباشر وتم تقسيمه كذالك إلى ثالثة مباحث ،المبحث األول نحاول تحديد مفهومه
والمبحث الثاني أبراز أهمية االستثمار األجنبي المباشر و المبحث الثالث يتمثل في الدوافع والحوافز
لالستثمار األجنبي المباشر وأثاره.
أما الفصل الثالث بعنوان دورا لسياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي مع دراسة حالة الجزائر
خالل الفترة 2015-2008حيث يتم من خالله عرض واقع النفقات واإليرادات العامة في الجزائر
5
المقدمــــــــة
وصوال إلى الموازنة العامة ثم واقع االستثمار األجنبي في الجزائر وتوضيح أثار السياسة المالية على
مناخ االستثمار ،وهو مقسم إلى مبحثين ،المبحث األول حول أداء مؤشرات السياسة المالية في
الجزائر ،أما الثاني يوضح مدى مساهمة ودور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر من
خالل واقع االستثمار وتطور مناخ االستثمار في الجزائر.
كما تتضمن الخاتمة خالصة للبحث من خالل عرض لبعض النتائج والتوصيات.
6