You are on page 1of 24

1

‫في ليلة مطيرة وبعد منتصف الليل يجلس رجل أمام قبر ويبدو عليه عالمات االنهيار‪ ،‬وعيناه‬

‫يبدو عليهما االسمرار من كثرة البكاء‪ ،‬وكان حافي القدمين‪ ،‬يتكأ رأسه على هذا القبر مغمض‬

‫العينين‪ ،‬كما لو أنه يسرح بخياله في أمر ما‪ ،‬وكأن هناك حدث مفجع جعل هذا الرجل يصل لهذه‬

‫المرحلة من االنهيار‪.‬‬

‫قبل ‪ 12‬عام‪:‬‬

‫في نيويورك وفي بيت متوسط الحال يعيش رجل اسمه (جاك)‪ ،‬عمره ‪ 35‬عاما يعمل سائق‬

‫تاكسي‪ ،‬وهو شخص قوى البدن‪ ،‬وماهر جدا في القتال‪ ،‬وسريع في استخدام السلحة‪ ،‬لكن‬

‫الحقيقة المرعبة هو أن هذا الشخص قاتل متسلسل خطير اعتاد القتل ما يقرب ل ‪ 15‬عاما‬

‫بغرض إشباع رغبات نفسية غير طبيعية ؛ نتيجة تعرضه للتنمر واإليذاء من أصحابه في مرحلة‬

‫المراهقة ليقرر بعد ذلك التخلص من أي شخص ال يعجبه وال يستريح له‪ ،‬يقتل الرجال والنساء‬

‫حتى رجال الشرطة لم يفلتوا من قبضته ولم تستطع الشرطة اإلمساك به أو معرفة من هو القاتل‬

‫‪ ،‬وتتم جميع جرائمه بصورة متشابهة ؛ حيث أنه يقوم بخلع جميع أسنانهم ‪ ،‬وقطع أنوفهم وآذانهم‬

‫‪،‬ويفتح فتحات في أجسامهم بالسكين ثم بعد ذلك يقوم بذبحهم ورميهم في أماكن متفرقة‪.‬‬

‫وفى يوم من اليام ‪ ،‬كان يقوم بتوصيل أسرة إلى منزلهم ‪ ،‬والب طول الطريق يضحك مع‬

‫أطفاله ويالعبهم حتى أوصلهم إلى بيتهم ‪ ،‬لكن بعد ذلك ظل يفكر لو أن لديه طفال يالعبه مثلما‬
‫‪2‬‬
‫يفعل هذا الب مع أطفاله ولكن كيف سيستطيع أن يربى أطفاال وهو بالفعل قاتل فقد يقوم بقتلهم‬

‫يوما ؛ حتى قرر بعد ذلك أن يتوقف عن القتل وأن يسلك طريق االستقرار بعيدا عن عالم‬

‫الجريمة وأن يمشى على خطة عالجية باالستعانة بطبيب ذي ثقة ليوقف نفسه عن القتل الذى‬

‫صار عنده مثل اإلدمان ‪ ،‬ووعده الطبيب أنه لن يخبر أحدا مهما حدث ؛ لن هذه أسرار مهنته‬

‫وهو بدوره أن يعالجه‪.‬‬

‫وبالفعل ظل ‪ 3‬أعوام متوقفا عن القتل حتى أخبره الطبيب أنه أصبح وضعه طبيعي‪ ،‬وأنه قد‬

‫يشعر بمشاعر جديدة في داخله لم يقم باإلحساس بها يوما ولكنها مشاعر طبيعية تحدث لى‬

‫شخص طبيعي‪.‬‬

‫وفى يوم من اليام سوف يقود امرأه الى منزلها ولكنه سيعجب بها جدا‪ ،‬وتعجب من هذا لنه لم‬

‫يسبق له وأن أعجب بأي فتاة من قبل‪ ،‬ثم أعطاها كارته إذا احتاجت الى توصيل لي مكان‪،‬‬

‫وبعدها بعدة أيام تتصل به ليقوم بتوصيلها إلى مكان ‪ ،‬وأثناء الطريق ظال يتحدثان ويتبادالن‬

‫الضحك ‪ ،‬واستمر هذا الحال في انه يقوم بتوصيلها إلى أي مكان احتاجت الذهاب إليه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وفى يوم من اليام اعترف لها بحبه ‪ ،‬وأنه ويريد الزواج بها ‪ ،‬ففرحت بهذا لنها كانت معجبة به‬

‫أيضا ‪ ،‬ولكن في نفس الوقت ظل في داخله شعور الخوف ‪ ،‬ويسأل نفسه هل يخبرها بحقيقته من‬

‫أنه كان قاتال أم ال ؛ حتى قرر عدم إخبارها بحقيقته ؛ لنه قفل هذا الباب وبدأ مع نفسه بداية‬

‫جديدة ؛ لذلك لم يكن هناك داعى إلخبارها‪.‬‬

‫وبعدها بعدة أشهر تزوجها وعاشا حياتهما الزوجية في سعادة وحب حتى اخبرته في يوم من‬

‫اليام أنها حامل ببنت ففرح جدا وحضنها ‪ ،‬حتى يأتي يوم الوالدة وينتظر جاك خارج غرفة‬

‫العمليات ‪ ،‬حتى يأتيه الطبيب بعد انتهاء العملية حامال معه الطفلة وجاك يتلهف بشدة لرؤيتها‬

‫وعينه تذرف الدموع فرحا ‪ ،‬ثم يقبل طفلته بعد أن رآها ويريد جاك أن يدخل ليطمئن على زوجته‬

‫ولكن الطبيب يخبره أن زوجته ماتت‪.‬‬

‫نظر جاك الى الطبيب في ذهول وبقى صامتا لبعض الوقت ثم بعدها أسرع الى داخل الغرفة وهو‬

‫يبكي‬

‫" حبيبتي ‪ ،‬حبيبتي "‬

‫"ال تتركيني "‬

‫" ال تتركيني يا ساره‪ ،‬فأنتي المرأة الوحيدة التي أحببتها في حياتي "‬

‫‪4‬‬
‫وظل يبكى واضعا وجهه على صدرها حتى بدأ الطبيب في أن يضع يده على كتفيه ويساعده في‬

‫الوقوف مطبطبا عليه ‪ ،‬ولم يدري االب أيفرح بطفلته الجديدة أم يحزن لفراق زوجته التي هي‬

‫المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته ‪ ،‬وتعهد على الحفاظ على ابنته ‪ ،‬وأن يجعلها هي كل شيء‬

‫في حياته بل هي أهم من حياته ‪ ،‬وأنه سيفعل أي شيء في سبيل اسعادها ‪ ،‬وسيعوضها عن فقدان‬

‫أمها قدر المستطاع ‪ ،‬وقرر تسميتها (ساره) على اسم والدتها‪.‬‬

‫بعد ‪ 7‬أعوام‪:‬‬

‫يستيقظ جاك في الساعة السابعة صباحا على صوت المنبه ثم يوقظ ابنته التي كانت تنام بجواره‬

‫جاك‪ " :‬استيقظي حبيبتي سوف تتأخرين على المدرسة "‬

‫ساره‪ " :‬سأنام ‪ 5‬دقائق فقط يا أبى "‬

‫جاك‪ " :‬قلت لكي من قبل أن ال تسهري على ألعاب الفيديو وال تنامي متأخرا "‬

‫ثم ضحك جاك وقال‪ " :‬إنه يوم السبت (عطلة المدارس) كنت أضحك معك هيا بنا نذهب إلى‬

‫حديقة الحيوان "‬

‫استيقظت ساره فجأة تهلل من الفرح ثم أخذت تقبل أباها وتحضنه قائلة له وهى مبتسمه‪:‬‬

‫" شكرا لك يا أبى"‬

‫‪5‬‬
‫ثم يضحك االب قائال‪ " :‬ولكنك قلتي لي أنك تريدين النوم "‬

‫ضحكت البنت وقالت‪" :‬ولكن هذا أهم من النوم بكثير يا أبى "‬

‫ثم بعد ذلك بدآ بتجهيز الشياء وذهبا إلى حديقة الحيوان وقضا وقتا ممتعا هناك ‪ ،‬وأكال اليس‬

‫كريم وهما في طريقهما الى محل لأللعاب ‪ ،‬ثم حملها على كتفيه بعدما خرج من المحل ومعهما‬

‫حقيبتان مليئتان باللعاب التي تحبها ‪ ،‬ثم عادا إلى المنزل بعدما قضا يوما من أجمل اليام ‪.‬‬

‫وبعد مرور عدة أيام بدأ جاك يشعر أنه سأم من عمله كسائق ‪ ،‬وأراد أن يعمل في وظيفة جديدة‬

‫يحبها ‪ ،‬ولكن لم يجد وظيفة مناسبة له ويستريح بها ‪ ،‬ظل يفكر قليال ثم قال في نفسه أنه ظل ‪15‬‬

‫عام يقتل الشخاص وهذا جعله على علم كامل بعالم الجريمة ‪ ،‬وأنه منذ صغره وهو يحب الكتابة‬

‫فخطر بباله فكرة أن يعمل كاتبا لفالم جريمة ‪ ،‬وأصبح سعيدا جدا بهذه الفكرة ‪ ،‬ومتحمس لها ‪،‬‬

‫ووجد أن أول شيء يفعله لكى يثبت نفسه في هذا هو أن يقوم بكتابة أول فيلم له عن قاتل متسلسل‬

‫وبعد ذلك سيقوم بعرضه على شركات اإلنتاج وإذا أعجبهم السيناريو سيبدأ في التعاقد معهم‪.‬‬

‫وفى اليوم التالى استيقظ جاك في الفجر ليكتب أول فيلم له عن قاتل متسلسل ‪ ،‬ثم بدأ يفكر في أنه‬

‫يريد أن يستفيد من سنواته في القتل وخبراته في أن يكتب فيلم دموي عنيف عن قاتل متسلسل‬

‫‪6‬‬
‫مختل عقليا يقتل ضحاياه بطريقة ال ترحم لدرجة أنه ال يجرأ أحدا مهما قسى قلبه أن يستخدم‬

‫طرق القتل والتعذيب التي يفعلها حتى جاك نفسه لم يتجرأ يوما أن يقتل أحدا بهذه الطرق وال‬

‫أحدا من زمالئه القتلة الذين يعرفهم تجرأ على فعل هذا يوما ‪ ،‬وأراد بهذا أن يصنع فيلما لم يسبق‬

‫وأن عرض مثله في السينمات ليكون فيلم من أقوى وأبشع أفالم الجريمة ‪ ،‬لتكون الحقيقة المرعبة‬

‫التي لم يعرفها أحد هو أن كاتب هذا الفيلم هو قاتل بالفعل‪.‬‬

‫وظل أكثر من سنتين يكتب في الفيلم حتى أنهاه ‪ ،‬ولكن لم يقبل أحد أن ينتج له هذا الفيلم ؛ وذلك‬

‫بسبب كثرة مشاهد العنف الدموية فيه وبشاعتها بطريقة ال توصف ‪ ،‬لدرجة أنه قد يحصل على‬

‫انتقادات كثيرة ‪ ،‬كما أنه رفض أن يعدل أي شيء في السيناريو الن حلمه أن يصنع هذا الفيلم كما‬

‫هو مكتوب بدون أي تعديل‪.‬‬

‫وظل بضعة أيام حزين لن حلمه الذى قضى فيه أكثر من سنتين يضيع هباء ‪ ،‬ويقرر بعدها أن‬

‫يسافر هو وابنته إلى روسيا لقضاء بعض الوقت الممتع هناك في محاولة أن يخرج من حزنه‬

‫وأنه أراد أيضا أن يسعد ابنته لن في اسعادها سينسى أحزانه واختار هذه الدولة لنه اعتاد‬

‫الذهاب إليها وأحبها كما أنه يجيد اللغة الروسية ويعرف بعض الشخاص هناك‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫بدآ بتجهيز أشيائهما واستعدا للسفر حتى وصال إلى روسيا وأقاما في فندق هناك‬

‫ساره‪ " :‬أريد شراء بعض الشياء يا أبى "‬

‫جاك‪ " :‬حسنا يا حبيبتي ‪ ،‬دعينا أوال نستريح من عناء السفر وفى الصباح سوف نذهب للنزهة‬

‫وأيضا لشراء ما تحتاجيه "‬

‫في صباح اليوم التالي يستيقظ جاك وابنته ويتناوالن وجبة اإلفطار التي يقدمها الفندق لهم ‪ ،‬ثم‬

‫بعدها ذهبا الى أحد الموالت لشراء ما تحتاجه الطفلة ‪ ،‬وأثناء التجول في المول تأتى عصابة‬

‫مافيا مكونه من ‪ 13‬فرد ملثمين الوجوه ويقتحمون المول‪ ،‬دخلوا وبدأوا في اطالق الرصاص‬

‫وأمروا الجميع أن يجلسوا على الرض على ركبهم ويضعوا أيديهم على رؤوسهم‬

‫مسك جاك ابنته ‪ -‬التي كانت خائفة ‪ -‬وضمها اليه قائال بصوت منخفض‪:‬‬

‫" ال تخافي ‪ ،‬ال تخافي سوف يرحلون ال تقلقي يا حبيبتي كل شيء سيكون بخير"‬

‫ومسح بيده على رأسها لكى يطمئنها‪.‬‬

‫ثم أخذوا ‪ 3‬افراد من الحاضرين وفجأة جاء واحد منهم وأخذ ابنة جاك بقوة من يدها‪.‬‬

‫جاك وهو يصرخ محاوال أخذها من يد الرجل ‪ " :‬ال ال ال ابنتي "‬

‫‪8‬‬
‫فضربه الرجل بالبندقية في وجهه حتى سال الدم من أنفه قائال لجاك‪ " :‬إذا تكلمت أو تحركت‬

‫سنقتلها "‬

‫فسكت جاك ولم يفعل شيئا حتى ال يؤذوا ابنته وهو يبكي بشده وجسمه يرتجف من الخوف عليها‪.‬‬

‫وأخذوهم رهينه حتى تتم مهمتهم ويسرقون المول ‪ ،‬وعلى كل واحد منهم يقف رجل من العصابة‬

‫واضعا بندقيته على رؤوسهم واجلسوهم على ركبهم ‪ ،‬وبعدما أتموا مهمتهم أمرهم زعيم العصابة‬

‫قائال‪ " :‬اقتلوهم "‬

‫فقتل الربعة اشخاص بالرصاص ‪ ،‬ثم رحلوا بسرعه الى سياراتهم التي كانت خارج المول‬

‫وانطلقوا مسرعين ‪.‬‬

‫وقف جاك من مكانه ال يبكى وال يتكلم وإنما من صدمته غير قادر على استيعاب المشهد ‪ ،‬هو‬

‫فقط ينظر الى ابنته التي قتلت متجها اليها وهو يمشى ببطء متعرجا في المشي منحنى لألسفل‬

‫تشعر من مشيته أنه سيسقط اذا لم يسنده أحد ‪ ،‬حتى وصل اليها فسقط على ركبتيه ومسك وجه‬

‫ابنته وهو ينظر اليها وأخذ يهزها ببطء وهو ينادى عليها قائال‪:‬‬

‫" ساره ‪ ...‬استيقظي حبيبتي ‪ ...‬هيا نذهب لشراء اللعاب التي تحبيها "‬

‫ثم انفجر فجأة في البكاء والصراخ والعويل‪.‬‬


‫‪9‬‬
‫بعدها حضرت الشرطة وجاءت سيارة اإلسعاف وأخذت الموتى ‪ ،‬وجاك لم يتوقف عن البكاء‬

‫والعويل ‪ ،‬وبعدها رجع جاك الى بلده ومعه جثة ابنته داخل تابوت لكى يدفنها في بلده ‪ ،‬وأصدقاء‬

‫جاك ومعارفه يحاولون تعزيته ومواساته ‪ ،‬ولكن جاك بقى صامتا ال يرد على احد وال يتكلم مع‬

‫أحد ‪ ،‬وجفت دموعه من البكاء ‪ ،‬وكل من يكلمه يكتفى بالصمت وال يرد عليه‪.‬‬

‫وبعدما انتهى الدفن ظل جاك على قبر ابنته طوال اليوم ‪ ،‬ال يأكل وانما يجلس بجوار قبر ابنته‬

‫حتى جاء الليل والمطر يتساقط في كل مكان‪ ،‬وجاك يبدو عليه عالمات االنهيار‪ ،‬وعيناه يبدو‬

‫عليهما االسمرار من كثرة البكاء ‪ ،‬وكان حافي القدمين ‪ ،‬يتكأ رأسه على القبر مغمض العينين‬

‫يسرح بخياله قائال في نفسه‪:‬‬

‫"ماتت التي كانت كل شيء في حياتي‪ ،‬ماتت التي عهدت أمها على الحفاظ عليها "‬

‫وسكت قليال ثم قال‪:‬‬

‫" حسنا ‪ ،‬لم أكن أريد أن أفعل هذا يوما ‪ ،‬ولم أكن أتوقع أن يأتي يوم بعد توقفي عن القتل لقرر‬

‫أن أفعل فيه هذا "‬

‫" لم يعرفوا انهم عبثوا مع الشخص الخطأ "‬

‫" سأجعل روسيا بأكملها تشهد حوادث قتلهم ‪ ،‬وسأريهم معنى القتل الحقيقي الذى لم يعرفوه يوما"‬
‫‪10‬‬
‫" وسأجعل من أصوات صراخهم دواء لما سببوه في داخلي "‬

‫ثم رجع الى بيته‪.‬‬

‫وبعد شهرين وبعدما استعد جاك لهذا وفعل ما يتطلب منه فعله ليكون مستعد للقيام بهذا‪ ،‬بدأ يجهز‬

‫نفسه للسفر حتى أتى يوم السفر فذهب الى مكتبه ثم أخذ الكتاب الذي فيه سيناريو فيلمه ووضعه‬

‫( أخشى أن يحدث ما اتوقعه )‬ ‫في حقيبته وانطلق‪.‬‬

‫وصل جاك إلى روسيا واستأجر شقه هناك‪ ،‬وفى اليوم التالي ذهب جاك إلى المول‪ ،‬وطلب مقابلة‬

‫صاحب المول ‪ ،‬وطلب منه ان يعيد له كاميرات المراقبة ليوم الحادث لنه يريد أن يرى آخر‬

‫صورة البنته التي قتلت ‪ ،‬فنظر إليه صاحب المول نظرة عطف وبعدها أخذ جاك نسخه من هذا‬

‫الفيديو‪.‬‬

‫ثم عاد الى بيته الذى استأجره وقام بتشغيل الفيديو ولكن ال يوجد أي شيء يدل على العصابة أو‬

‫من هم ‪ ،‬فوقف الفيديو على الرجل السود الذى قتل ابنته ووجد وشم على يده وقام بتكبير‬

‫الصورة على يده وأخذ صورة للوشم بجواله وقام بطباعتها‪ ،‬وذهب إلى شخص خبير في الوشم‬

‫كان يعرفه ‪ ،‬واخبره الشخص أن هذا الوشم غير معتاد ويبدو أنه وشم مميز ال يقوم به أي أحد‬

‫بعمله وإنما يشك في بعض المراكز التي قد تعمل هذا الشكل ودله على اثنان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ذهب جاك إلى المركز الول وطلب أن يرسم مثل هذا الوشم على يده فقال له الشخص الذى‬

‫هناك بعدما نظر إلى الصورة جيدا‪:‬‬

‫" لم نقم بهذا الوشم من قبل ولكننا قد نرسم لك مثله ولكن سيتضاعف الثمن "‬

‫ولكن خرج بعدها جاك ولم يتكلم‪ ،‬وظل الرجل ينظر له باستغراب وهو يخرج‪.‬‬

‫ذهب إلى المركز الثاني وقال جاك أنه رأى اشخاص كثيرة لديها هذا الوشم الذى في الصورة وقد‬

‫أعجبه ‪ ،‬وأنه أراد أن يرسم نفس هذا الوشم ‪.‬‬

‫فنظر له الشخص نظرة طويلة في استغراب ثم قال‪:‬‬

‫" لم يطلب منا أحد رسم هذا الوشم إال أربعة اشخاص فقط فكيف تقول أن هناك أشخاص كثيرة‬

‫لديها هذا الوشم؟ "‬

‫عندها رد عليه جاك قائال بصوت منخفض في بطأ‪ " :‬دلني على أسمائهم "‬

‫الرجل‪ " :‬لماذا"‬

‫لم يكد يكمل الرجل كلمته حتى لكمه جاك في وجهه فأكسر له سنه من اسنانه ‪ ،‬ووضع السكين‬

‫تحت عنقه قائال‪ " :‬دلني على أسمائهم وإال فصلت رأسك عن جسدك "‬

‫‪12‬‬
‫الرجل يرد عليه في خوف وهو يرتجف‪ " :‬ولكن هذه البيانات سرية يا سيدى ال يجب أن نقولها‬

‫لحد "‬

‫فمسك جاك يد الرجل ووضعها على المكتب وغرز السكين فيها حتى ظهر من الناحية الخرى‬

‫‪،‬ويريد جاك أن يسحب السكين للخارج فتقسم يده إلى نصفين‬

‫فقال له الرجل وهو يصرخ‪" :‬حسنا حسنا "‬

‫وكتب له السماء باليد الخرى ‪ ،‬وسأله جاك من منهم هو رجل أسود فأجاب بخوف‪:‬‬

‫"ال أتذكر يا سيدى فهناك اشخاص كثيرة يأتون هنا وال أستطيع ان أتذكر شكل كل هؤالء "‬

‫فسحب جاك السكين حتى قطعت يده‪ ،‬والرجل يصرخ ‪ ،‬ثم وضع جاك السكين على رقبته وقال‪:‬‬

‫" لن أقولها لك مرة أخرى "‬

‫فسكت الرجل قليال ثم قال‪" :‬الشخص الثالث ( دانييل ديفيد) "‬

‫رد عليه جاك قائال‪ " :‬إن اخبرت أحدا بما حدث أو أنني سألتك عن أحد فتأكد أن نهايتك ستكون‬

‫حتما على يدى"‬

‫وأعطاه جاك مبلغ من المال قائال‪ " :‬خذ هذا ثمن عالجك "‬

‫‪13‬‬
‫بعدها تكلم جاك مع شخص يعرفه في روسيا وطلب منه ان يأتيه بمعلومات عن (دانييل ديفيد)‬

‫ومكانه‪.‬‬

‫وبعدها ببضع ساعات اتصل بجاك واخبره ان هذا شخص يعمل مع أكبر عصابة مافيا في روسيا‬

‫واخبره بموقع مكانه ثم قال‪:‬‬

‫" جاك ال تفكر في ان تقترب منهم ‪ ،‬إنهم عصابة خطيرة جدا وهم مدربون جيدا‪ ،‬حتى الشرطة‬

‫ال تقدر على مواجهتهم بعدما يأسوا من مطاردتهم ولم يستطيعوا االمساك بهم وفى كل مرة‬

‫يقتلون عدد كبير من الشرطة وأن تقترب منهم هذا يعنى االنتحار وأن ‪"........‬‬

‫لم يكد الشخص ينهى كالمه حتى قفل جاك المكالمة‪.‬‬

‫وفى اليوم التالي‪ ،‬يذهب جاك إلى العنوان الذى يسكن فيه هذا الرجل‪ ،‬وجاك ينتظر داخل سيارة‬

‫ويراقب منزله ‪ ،‬حتى يجده يخرج من البيت وظل يمشى ورائه حتى وجده يدخل مكان وبداخله‬

‫أشخاص يبدو أنهم باقي أفراد العصابة وأن هذا مكان تجمعهم‪ ،‬وبعدها يعود جاك إلى بيته‪.‬‬

‫وفى يوم من اليام‪ ،‬وعندما يعود هذا الرجل إلى بيته إذ يفاجأ بأن رجال داخل بيته‪.‬‬

‫الرجل يقول في استغراب‪ " :‬من أنت؟ كيف دخلت إلى هنا؟ "‬

‫‪14‬‬
‫ثم أخرج سكين وأسرع إلى جاك ليقتله‪ ،‬ولكن جاك تصدى له وقام بضربه عدة ضربات حتى‬

‫أغمى عليه‪.‬‬

‫قام جاك بربطه ووضع الصق على فمه‪ ،‬وأجلسه على كرسي وألقى بماء على وجهه حتى فاق‪.‬‬

‫فظل الرجل بضع ثواني ينظر إلى جاك محاوال أن يتذكره حتى برق بعينه وتذكره وظل يهز‬

‫جسمه محاوال أن يفك نفسه ‪ ،‬ولم يقل له جاك أي كلمه واكتفى بالصموت‬

‫‪،‬وبعدها فتح جاك حقيبته التي كانت معه وأخرج منها ساطور وسكين حاد طويل عريض ومفكان‬

‫وبنسة كهرباء وبعض الدوات التي يستعملها الجزار في نحر اإلبل‪ ،‬وبعد عدة ساعات خرج‬

‫جاك من بيته‪.‬‬

‫تمر اليام ويالحظ زعيم العصابة اختفاء هذا الشخص ويحاول أن يتصل به ويجد ان هاتفه‬

‫مغلق‪ ،‬فيبعث رجل من عنده أن يتفقده في بيته‪ ،‬وعندما كسر الباب كاد الرجل أن يسقط من هول‬

‫المنظر الذى شاهده‪ ،‬إذ وجده معلق بحبل قد تم سلخ جلده بالكامل ‪ ،‬وقد تم خلع جميع أسنانه وفى‬

‫فتحة دبره سكين طويل عريض قد أدخل بأكمله عدا مقبض السكين‪ ،‬وقد فقئت عينه بمفكين‬

‫موضوعين مكانهما ‪ ،‬ويده قد تم قطعها إلى شرائح ووضعت هذه الشرائح في كيس معلق في أحد‬

‫ذراعيه والمكان كله ملئ بالدم ورائحة البيت ال تطاق ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فأسرع يتصل بالزعيم وطلب منه االحضار فورا‪ ،‬وعندما جاء الزعيم وشاهد المنظر ظل واقفا‬

‫واضعا يديه وراء ظهره وأخذ ينظر إلى الجثة ويفكر‪ ،‬ثم وجد ورقه موضوعه في مكان عينه‬

‫المفقودة وفتحها وجد مكتوبا فيها باللغة الروسية " كان اسمها ساره "‬

‫لم يفهم الزعيم ما المقصود بالمكتوب في الورقة ولكنه تأكد ان هذا كان انتقاما‬

‫الزعيم‪ " :‬ال ادرى أي فتاه أذاها هذا الرجل حتى يحدث معه هكذا ‪ ،‬ويبدو أن الذى قتله ليس‬

‫بشخص عادى‪ .‬سنعرف من هو هذا الشخص وسنحضره إلينا‪ .‬أن يقتل من عندنا رجل بهذه‬

‫الطريقة هذا لن نسكت عليه "‬

‫وطلب من رجاله ان يبحثوا عن أي دليل على القاتل وان يحاولوا معرفته قبل مرور ‪ 48‬ساعه‪.‬‬

‫وفى اليوم التالي يأتي على نشرة االخبار وفاة أحد الشخاص بطريقة مرعبة وبشعه وبدأت‬

‫االخبار تتداول هذا الخبر لن هذه أول مرة تحدث فيها جريمة قتل بهذه البشاعة‪.‬‬

‫وظل جاك يذهب إلى مكانهم كل يوم ويتابعهم ويراقبهم من بعيد حتى يستطيع أن يعرف‬

‫تحركاتهم‪ ،‬كما أنهم ال يعرفون شكله فحتى إذا نظروا إليه لن يتذكروه ولن يعرفوه‪ ،‬وعرف أنهم‬

‫بدأوا في االنتشار في البالد وكل يوم يذهبون إلى مكان مختلف لكن جاك لم يعرف ماذا يفعلون‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫ولكنه شك أنهم يبحثون عن القاتل من خالل الشخاص الذين يشكون فيهم ‪ ،‬وعرف أن ‪ 14‬رجل‬

‫منهم يخرجون كل يوم ويتركون ‪ 3‬في مكان تجمعهم‪.‬‬

‫وفى اليوم الذى قرر فيه جاك تنفيذ مهمته الثانية ذهب إلى مكان تجمعهم بعدما خرج الزعيم‬

‫وعصابته وتركو ‪ 3‬أشخاص هناك‪ ،‬ودخل جاك المكان ومعه حقيبته وفيها معداته التي‬

‫سيستخدمها‪.‬‬

‫بدأوا يشعرون أن هناك شخص دخل المكان وبدأ يصعد السلم ببطء فذهب أحدهم لرؤية من دخل‬

‫ولكنه لم يعد بعدها‪ ،‬وفجأة دخل جاك على االثنين الخرين وكان معهم أسلحه في أيديهم ولكن‬

‫جاك كان أسرع منهم في استخدام السالح فضربهم بالرصاص في أرجلهم حتى سقطوا‪ ،‬وبسرعه‬

‫كان في يده سكينتان فصوبهما في أيديهم التي كانت تحمل السالح حتى غرزتا داخل أيديهم فوقع‬

‫منهم السالح‪ ،‬ثم ضربهم ببندقيه في أوجههم فأغمى عليهم‪ ،‬وبعدها بساعات يخرج جاك‪.‬‬

‫عندما يرجع باقي أفراد العصابة ‪ ،‬سوف يجدون أثار دماء على ألرض حتى صعدوا لعلى‬

‫فوجدوا الثالث أشخاص معلقين في السقف وأعينهم مفقودة وحدث معهم مثلما حدث مع أول‬

‫شخص ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪،‬هنا يـتأكد الزعيم أن الذى قتلهم هو نفس القاتل الذى قتل أول شخص لن طريقة القتل واحده ‪،‬‬

‫وعندها يرفع الزعيم يده و ينظر لعلى وهو في أقصى مراحل الغضب حتى كادت عروقه أن‬

‫تنفجر من وجهه‪ ،‬وظل يضرب بيده في الحائط حتى جرحت يده ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬كيف لشخص أن‬

‫يتجرأ على فعل هذا مع اقوى عصابة في روسيا وما الدافع الذى يجعله يفعل هذا ‪ ،‬وكيف‬

‫استطاع قتل هؤالء فهم مدربون على القتال وجميع رجالنا مدربون على مستوى عالي‪ ،‬كيف‬

‫كيف كيف استطاع أن يفعل هذا بنا " وظل يضرب بيده في الحائط‪.‬‬

‫ثم قال‪ " :‬انا متأكد أن هذا ليس بشخص عادى وانما هو قاتل محترف‪ ،‬أتمنى أن لو أمسكه بيدي‪،‬‬

‫ال أحد سوف يصدق ما سوف أفعل به‪ .‬إنها فقط مسألة وقت "‬

‫وفى نفس اليوم تكمل العصابة مهمتها في البحث عن القاتل من خالل الشخاص الذين لهم‬

‫خالفات مع العصابة ولكن هذه المرة قاموا بقتلهم جميعا‪ ،‬وبعدها يأتيهم اتصال من شخص‬

‫ويجدوه هو الشخص الذى يعمل في مركز الوشم‪.‬‬

‫قائال‪ " :‬أعرف أنكم االن تبحثون عن الشخص الذى قتل ( دانييل ديفيد ) ‪ ،‬أنا أستطيع أن أقول‬

‫لكم من هو‪ ،‬ولكن يجب أن أأخذ أوال ‪ 30‬ألف دوالر وسأحضر لكم صورته "‬

‫فبسرعه يوافق الزعيم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وبعدها يذهب الزعيم ومعه ‪ 3‬أفراد من العصابة إلى المركز وأعطوا له المال‪ ،‬وفتح له الشخص‬

‫فيديو لكاميرا مراقبة كانت داخل المركز التقطت جاك وهو بالداخل‪ ،‬ثم قال الزعيم بعدما نظر‬

‫إلى صورته‪ " :‬وما أدراك بأن هذا هو القاتل؟ "‬

‫فحكى له الشخص ما حدث‪ ،‬فبعدها قتله الزعيم‪ ،‬ثم أخذ الزعيم ينظر إلى صورة القاتل مرة‬

‫أخرى ويقول " أين رأيت هذا الشخص من قبل " محاوال أن يتذكره‬

‫حتى عرف أنه والد البنت التي قتلت داخل المول‪ ،‬فخرج مسرعا وذهب إلى المكان الذى‬

‫يجتمعون فيه حيث ينتظره باقي أفراد العصابة‪ ،‬وبعدما أخبرهم الزعيم بالقاتل قال لهم‪ " :‬إنه‬

‫بالتأكيد يعرف مكاننا ويتابع تحركاتنا ولكنه االن ال يعرف اننا عرفنا شكله فهذا سيساعدنا "‬

‫وفى يوم من اليام يعود رجل من أفراد العصابة إلى مكانهم فيجد شخص داخل سيارة واقف بعيد‬

‫عن مكانهم بقليل‪ ،‬ويالحظ أنه القاتل ولكنه تصرف وكأنه لم يالحظه ولم يعرفه‪.‬‬

‫وبعدها يبدأ هذا الرجل في متابعة جاك من بعيد من غير أن يشعر به جاك حتى يرجع جاك إلى‬

‫بيته‪ ،‬وهنا الشخص قد عرف أين يسكن جاك‪ ،‬وذهب للزعيم ليبلغه بمكانه‪.‬‬

‫بدأوا بتجهيز رجالهم ومعهم أسلحتهم وخرجوا جماعات في ‪ 4‬سيارات‪ ،‬وظلوا منتظرين في‬

‫مكان ليس ببعيد عن بيت جاك حتى عرفوا أن جاك ليس في البيت من خالل رجل من العصابة‬

‫‪19‬‬
‫أرسله الزعيم لينظر إلى البيت‪ ،‬فقال الزعيم ل ‪ 4‬أشخاص أن ينتظروه داخل بيته‪ ،‬وسينتظر‬

‫الزعيم وباقي الرجال داخل السيارات منتظرين جاك حتى يدخل بيته ثم يلحقوا به لألعلى‬

‫ويحاصروه داخل منزله ثم يأخذونه إلى مكانهم ليتصرفوا فيه بطريقتهم ‪.‬‬

‫يعود جاك ولم يشعر بوجود أي شخص ويدخل بيته ولكنه يفاجأ بوجود أشخاص داخل بيته وبدأوا‬

‫يطلقون عليه الرصاص ولكنه يحتمى بشىء أمامه ويخرج المسدس من جيبه واستطاع أن يقتل‬

‫منهم اثنين برصاص في رؤوسهم‪ ،‬ولكنه سيشعر بأن أشخاص أخرون يصعدون إليه وأعدادهم‬

‫كبيرة ‪ ،‬فأحس أنه أصبح محاصرا ولم يعلم ماذا يفعل ‪ ،‬فصعد إلى السطح وقفز إلى بيت بجواره‬

‫ونزل منه‪ ،‬وبسرعه ركب سيارته‪.‬‬

‫ولكن تالحقه ‪ 4‬سيارات بالخلف فيهم تقريبا ‪ 12‬شخص وتحدث مطاردة كبيرة بالسيارات بين‬

‫جاك والعصابة‪ ،‬وأخذوا يطلقون عليه النار وهم يطاردونه‪ ،‬والزعيم يبتسم بسخرية ويقول‬

‫بصوت منخفض " ها انت أصبحت االن مثل الفأر تحاول الهروب من القط " ثم ابتسم ابتسامه‬

‫خفيفة بسخرية‪.‬‬

‫وبعد ذلك يصعدون على كوبرى أثناء المطاردة وفجأة يقفز جاك من سيارته ويسقط في الماء‬

‫الذى تحت الكوبرى وأثناء السقوط يضغط جاك على زر في جهاز كان معه فينفجر الكوبرى‬

‫‪20‬‬
‫وتنفجر ثالث سيارات من الذين كانوا ورائه – غير سيارة الزعيم ‪ -‬في مشهد أصاب الزعيم‬

‫بالدهشة والحيرة والخوف فقد قتل جميع أفراد العصابة وانفجرت سيارتهم عدا سيارته التي كان‬

‫هو فيها ورجل أخر معه‪ ،‬ونجد أن جاك كان قد خطط لهذا بالفعل‪ ،‬وهو الذى جعلهم يعرفون‬

‫مكانه لينفذ عليهم هذه الخطة‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬عندما ذهب جاك إلى مركز الوشم عرف أنه يوجد كاميرات ولكن كان يقصد أن‬

‫يظهر أمام الكاميرا لنه عرف أنه يوجد احتمالية كبيرة أن يخبر هذا الشخص العصابة على‬

‫صورته وبهذا يستطيعون الوصول لجاك لكى ينفذ عليهم خطته‪ ،‬وعندما بدأ يراقبهم لم يالحظ ان‬

‫أحدا كشفه ولكن في يوم نظر إليه أحد رجال العصابة نظرة من بعيد‪ ،‬ومن نظرته عرف جاك‬

‫أنهم كشفوه وعرفوا شكله وأنه بالتأكيد أخبرهم الشخص الذى في مركز الوشم‬

‫‪،‬وقتها تصرف جاك على أنه لم يالحظ أن أحدا كشفه ولما أحس أن الرجل بدأ يراقبه‪ ،‬بدأ جاك‬

‫في أن يرجع إلى بيته كي يعرف الرجل المكان وبهذا تكون خطة جاك نجحت‬

‫‪ ،‬وترك جاك البيت ووضع كاميرات مراقبة أمام البيت واستأجر بيتا أخر‪ ،‬وبهذا عندما يأتون‬

‫سوف يجدون أن االنوار مغلقه فيظنون أن جاك ليس في البيت فهناك احتمالية كبيرة أن ينتظروه‬

‫في بيته‪ ،‬وعن طريق الكاميرات التي وضعها سيعرف أنهم أتوا‪ ،‬ووضع جاك شيء أمامه عندما‬

‫يدخل الشقة لكى يحتمى به اذا أطلقوا عليه الرصاص‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫ولو وجد جاك أن عددهم صغير سيخلص عليهم جميعا اما لو وجد أن عددهم كبير سيقتل منهم ما‬

‫يستطيع ثم يصعد إلى السطح ويقفز في البيت الذى بجواره وينزل منه‪ ،‬ووضع سيارته أمام هذا‬

‫المنزل بحيث يركبها بسرعه وينطلق وال يلحقون أن يضربوا عليه الرصاص‪ ،‬وبالتأكيد سوف‬

‫يطاردوه‪ ،‬فبعدها يأخذهم إلى هذا الكوبرى وقد وضع به متفجرات أسفله وينفجر في الوقت الذى‬

‫يضغط فيه على الزر فيموت عدد كبير من العصابة وقتها‪ ،‬وقد اختار هذا الكوبرى لنه كان قيد‬

‫االنشاء لكن في مراحله الخيرة ‪ ،‬فلم يكن هناك أحد على الكوبرى غيرهم وبهذا يضمن عدم‬

‫إيذاء أي شخص من عامة الناس ‪.‬‬

‫عندما شاهد الزعيم مشهد االنفجار لم يصدق عينيه‪ ،‬وظهرت على وجهه عالمات الذهول‬

‫الممزوجة بالخوف‪ ،‬ورجع بسرعه بسيارته إلى مكان تجمعهم ومعه رجل واحد فقط متبقى من‬

‫عصابته‪ ،‬وعرف الزعيم أن جاك سيأتيه ولكن الزعيم قال للرجل الذى معه‪ " :‬اقتل جاك‬

‫وسأعطيك نصف ما أملك " وكان الزعيم يثق به لنه كان أقوى رجاله‪.‬‬

‫وبالفعل بعدها بدقائق وصل جاك للمكان فوجد الرجل داخل المكان ينتظره والزعيم ينظر إليه من‬

‫الطابق العلى قائال‪ " :‬اهال بك‪ ،‬لم أكن أتوقع أن قتل ابنتك سيجعلك تفعل كل هذا‪ ،‬ولكن احسنت‬

‫احسنت " وهو يسقف بيديه في سخريه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لم يرد عليه جاك واكتفى بالصموت‪ ،‬وقرر مواجهة هذا الرجل بدون اسلحه‪ ،‬ودار قتال عنيف‬

‫بينهما‪ ،‬وأصيب جاك إصابات بالغه‪ ،‬ولكن في النهاية استطاع جاك ان يكسر رجله‪ ،‬ولم يستطع‬

‫الرجل النهوض ثم مسك جاك سكين وقام بذبحه أمام الزعيم وقطع رأسه ومسكها ورفعها لكى‬

‫يشاهدها الزعيم‪.‬‬

‫شاهد الزعيم هذا وهو في أقصى حاالت الرعب ومسك مسدسه وظل يضرب على جاك ولكن‬

‫تفاداه جاك حتى صعد إليه‪ ،‬وظل جاك يضربه في وجهه حتى امتأل وجهه بالدم‪ ،‬ثم علقه من‬

‫رجليه و مسك مفك وقام بغرزه في عينه حتى فقئت عينه وفعل هذا بالخرى والرجل يصرخ‪ ،‬ثم‬

‫فعل معه مثلما فعل مع االخرون وعلقه على باب مكانهم‪ ،‬وبهذا يكون قد تخلص جاك من‬

‫العصابة بأكملها‬

‫ثم رحل جاك وعلى وجهه عالمات االرتياح التي لم يشعر بها يوما منذ أن ماتت ابنته‪ ،‬وركب‬

‫سيارته وذهب إلى شاطئ ‪ ،‬وظل يتأمل للبحر ويتخيل ابنته وزوجته وهما يحتضنانه‪ ،‬ثم بدأ‬

‫الدمع يذرف من عينيه‪ ،‬وبعدها ظل جالسا على الشاطئ لبعض الوقت‪.‬‬

‫وبعد عدة أيام وبعدما عولج جاك من اصاباته‪ ،‬بدأ يجهز للعودة إلى بلده‪.‬‬

‫وبعد يومين يذهب للمطار ثم يركب طائرته ويغادر‪.‬‬

‫تم بفضل هللا‬

‫‪23‬‬
‫( انتظروا الجزء الثاني من القصة )‬

‫للكاتب‪ :‬محمد ياسر‬

‫‪24‬‬

You might also like