You are on page 1of 16

‫جبٍعخ اىسيطبُ ٍ٘ال‪ ٛ‬سي‪َٞ‬بُ‬

‫اىني‪ٞ‬خ اىَزعذدح اىزخظظبد‬

‫ٍحبضزاد ف‪ٍ ٜ‬بدح اىَذخو ىذراسخ اىقبُّ٘ االسالٍ‪ٜ‬‬

‫ىطيجخ اىفظو األٗه‪ :‬اىَجَ٘عخ ‪2‬‬

‫اىسْخ اىجبٍع‪ٞ‬خ ‪2222- 2222‬‬

‫‪1‬‬
‫مقجمة‪:‬‬

‫مادة القانؾن االسالمي ىشاك مفاىيؼ أساسيةّ اوليا القانؾن وىؾ‬ ‫كسحاولة لتفكيػ مفاىيؼ‬

‫مرظمح في حاجة الى تعخيف قبل غيخه مؽ السفاىيؼ انظالقا مؽ دالالتو العامة اال ان ما‬

‫كمسة قانؾن ىؾ عالقاتيا بالذخيعة ما يجسعيسا وما يفخقيسا خرائريسا‬ ‫يعشيشا ىشا في‬

‫ومرجرىسا وى حا ما سشتشاولو قبل دكخه مخدوفا بالعام وبرفتو االسالمية ‪.‬‬

‫الفرل االول ‪ :‬في معشى القانهن والذخيعة‪.‬‬

‫الفرل الثاني ‪ :‬خرائص ومرادر الذخيعة االسالمية ‪.‬‬

‫الفرل الثالث ‪ :‬أطهار التذخيع االسالمي ‪.‬‬

‫الفرل الخابع ‪ :‬القانهن العام االسالمي‪.‬‬

‫الفرل االول‪ :‬معشى القانهن والذخيعة‪.‬‬

‫السبحث االول‪ :‬تعخيف القانهن‪.‬‬


‫كمسة قانؾن كمسة معخبة يخجع اصل نذأتيا الى انيا ليدت عخبية االصل فيي مأخؾذة مؽ‬
‫مؽ الكمسة اليؾنانية ‪ kanun‬ثؼ استعارت المغة العخبية ىحه الكمسة عؽ طخيق االترال مع‬
‫المغة اليؾنانية وتعشي السدظخة أو العرا السدتقيسة وتدتعسل مجا از لمجاللة عمى االستقامة‪ ،‬ال‬
‫عمى العرا ‪ ،‬وتدتعسل بشفذ السعشى في المغة الالتيشية ‪ droit‬أ ي السدتقيؼ والحج الفاصل‬
‫بيؽ االستقامة واالنحخاف‪.‬‬
‫فسا ىؾ معشاىا المغؾي ؟ وما معشاىا االصظالحي ؟‬
‫‪2‬‬
‫المغة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬في‬
‫لغة يفيج الشغام واالستقخار والثبات واالستقامة‪ ،‬ويقرج بو كحلػ "تكخار او استسخار امخ‬
‫معيؽ عمى وثيخة واحجة بحيث يعتبخ خاضعا لشغام ثابت"‪.‬‬
‫وتعشي القاعجة أي الشغام واالستقخار عمى نسط رئيدي ومظخد فالقاعجة او القانؾن ىي كل‬
‫عالقة تشتج عاىختيؽ بحيث اذا تحققت احجاىسا تحققت االخخى بالتبعية ‪.‬‬
‫فالقانؾن ىؾ الحي يحكؼ الغؾاىخ الظبيعية واالقترادية واالجتساعية وغيخىا‪.‬‬
‫وان لكل شئ قانؾنو فقانؾن الظبيعة ىؾ القؾة وقانؾن االخالق ىؾ الخيخ وقانؾن السشظق ىؾ‬
‫الحق وقانؾن العجالة ىؾ الحكؼ بيؽ الشاس بالقدط ‪.‬اذا تجاوزنا السعشى المغؾي لمقانؾن كشغام‬
‫وثبات واستقامة ‪..‬‬
‫فيه اذن كل قاعجة أو قهاعج مظخدة ومتكخرة في الدمان والسكان مسا يجل عمى معشى‬
‫االستسخار واالستقخار تشتج اثارا معيشة“ القانؾن يتسيد ب‪. :‬‬
‫‪ -‬االطخاد والتكخار‬
‫‪ -‬االستس اخرية‬
‫‪ -‬االستقخار‬
‫‪ -‬أثار عمى الؾاقع‬

‫االصظالح‪:‬‬ ‫‪ - 2‬في‬
‫مجسؾع القؾاعج العامة السؤطخة لمحقل االجتساعي‪ ،‬والتي تتسيد بدمظة اإللدام والخزؾع‬
‫اإلجباري ألحكاميا ومقتزياتيا ‪،‬أي مجسؾع القؾاعج السمدمة لمدمؾك في الجساعة والسقتخنة‬
‫بالجداء او ىؾ مجسؾع القؾاعج التي تشغؼ وتؾجو سمؾك االفخاد في السجتسع بذكل ممدم يقتخن‬
‫بالجداء الحي تؾقعو الدمظة العامة عمى مخالف ىحه القؾاعج ودلػ باستعسال وسائل الجبخ‬
‫واالكخاه ان لدم االمخ ‪.‬‬
‫مقابل ىحا التعخيف الؾاسع لمقانؾن والسختبط بتشغيؼ الدمؾك داخل الجساعة بذكل عام بحيث‬
‫يذسل معو ايزا القؾاعج السعسؾل بيا في السجتسع حتى ولؾ كانت مؽ قبيل العخف او الجيؽ‬
‫او الفقو او القزاء يقابمو تعخيف ضيق يربح معو القانؾن "مجسؾعة القؾاعج السمدمة التي‬

‫‪3‬‬
‫ترجرىا الدمظة التذخيعية لتشغيؼ عالقات االفخاد ببعزيؼ او عالقاتيؼ بالجولة في احج‬
‫السجاالت"‬
‫ىحا التعخيف يتزسن معشى عام ومعشى خاص‬
‫أ‪ :‬السعشى العام‪:‬‬
‫وىؾ يتأسذ عمى بعج مؾضؾعي‪ ،‬والحي ييتؼ بسزسؾن القاعجة القانؾنية‪ ،‬وال ييتؼ بالبعج‬
‫الذكمي‪ ،‬أي أنو ال يبحث في البعج الذكمي السؤسذ لمشغام التذخيعي‪.‬‬
‫أي مجسؾع القؾاعج العامة التي تحكؼ سمؾك األفخاد داخل السجتسع بغض الشغخ عؽ مرجر‬
‫ىحه القؾاعج‪.‬‬
‫ب‪ :‬السعشى الخاص‪:‬‬
‫وفق ىحا السعشى فالقانؾن ىؾ مجسؾع القؾاعج التذخيعية الرادرة عؽ الدمظة التذخيعية‪.‬‬

‫ووفقا لسقتزيات اىفظو ‪ ٍِ 12‬دسز٘ر اىََينخ اىَغزث‪ٞ‬خ ىسْخ ‪. 2222‬‬


‫‪ٝ‬خزض اىقبُّ٘‪ ،‬ثبإلضبفخ إى‪ ٚ‬اىَ٘اد اىَسْذح إى‪ ٔٞ‬طزاحخ ثفظ٘ه أخز‪ ٍِ ٙ‬اىذسز٘ر‪،‬‬
‫ثبىزشز‪ٝ‬ع ف‪ ٜ‬اىَ‪ٞ‬بد‪ ِٝ‬اىزبى‪ٞ‬خ‪:‬‬
‫‪ -‬اىحق٘ق ٗاىحز‪ٝ‬بد األسبس‪ٞ‬خ اىَْظ٘ص عي‪ٖٞ‬ب ف‪ ٜ‬اىزظذ‪ٝ‬ز ٗف‪ ٜ‬فظ٘ه أخز‪ٍِ ٙ‬‬
‫ٕذا اىذسز٘ر‪،‬‬
‫ّظبً األسزح ٗاىحبىخ اىَذّ‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ٍجبدئ ٗق٘اعذ اىَْظٍ٘خ اىظح‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً اى٘سبئظ اىسَع ‪ٞ‬خ اىجظز‪ٝ‬خ ٗاىظحبفخ ثَخزيف أشنبىٖب؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىعف٘ اىعبً؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىجْس‪ٞ‬خ ٗٗضع‪ٞ‬خ األجبّت؛‬ ‫‪-‬‬
‫رحذ‪ٝ‬ذ اىجزائٌ ٗاىعق٘ثبد اىجبر‪ٝ‬خ عي‪ٖٞ‬ب؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىزْظ‪ ٌٞ‬اىقضبئ‪ٗ ٜ‬إحذاس أطْبف جذ‪ٝ‬ذح ٍِ اىَحبمٌ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىَسطزح اىَذّ‪ٞ‬خ ٗاىَسطزح اىجْبئ‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً اىسجُ٘؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىْظبً األسبس‪ ٜ‬اىعبً ىي٘ظ‪ٞ‬فخ اىعٍَ٘‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىضَبّبد األسبس‪ٞ‬خ اىََْ٘حخ ىيَ٘ظف‪ ِٞ‬اىَذّ‪ٗ ِٞٞ‬اىعسنز‪ِٞٝ‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً ٍظبىح ٗق٘اد حفع األٍِ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً اىجَبعبد اىززاث‪ٞ‬خ ٍٗجبدئ رحذ‪ٝ‬ذ دٗائزٕب اىززاث‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىْظبً االّزخبث ‪ ٜ‬ىيجَبعبد اىززاث‪ٞ‬خ ٍٗجبدئ رقط‪ٞ‬ع اىذٗائز االّزخبث‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىْظبً اىضز‪ٝ‬ج‪ٗٗ ،ٜ‬عبء اىضزائت‪ٍٗ ،‬قذارٕب ٗطزق رحظ‪ٞ‬يٖب؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫اىْظبً اىقبّّ٘‪ ٜ‬إلطذار اىعَيخ ّٗظبً اىجْل اىَزمز‪ٛ‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً اىجَبرك‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً االىززاٍبد اىَذّ‪ٞ‬خ ٗاىزجبر‪ٝ‬خ‪ٗ ،‬قبُّ٘ اىشزمبد ٗاىزعبّٗ‪ٞ‬بد؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىحق٘ق اىع‪ْٞٞ‬خ ٗأّظَخ اىَين‪ٞ‬خ اىعقبر‪ٝ‬خ اىعٍَ٘‪ٞ‬خ ٗاىخبطخ ٗاىجَبع‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً اىْقو؛‬ ‫‪-‬‬
‫عالقبد اىشغو‪ٗ ،‬اىضَبُ االجزَبع‪ٗ ،ٜ‬ح٘ادس اىشغو‪ٗ ،‬األٍزاع اىَْٖ‪ٞ‬خ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً األث ْبك ٗشزمبد اىزؤٍ‪ٗ ِٞ‬اىزعبضذ‪ٝ‬بد؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً رنْ٘ى٘ج‪ٞ‬ب اىَعيٍ٘بد ٗاالرظبالد؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىزعَ‪ٞ‬ز ٗإعذاد اىززاة؛‬ ‫‪-‬‬
‫اىق٘اعذ اىَزعيقخ ثزذث‪ٞ‬ز اىج‪ٞ‬ئخ ٗحَب‪ٝ‬خ اىَ٘ارد اىطج‪ٞ‬ع‪ٞ‬خ ٗاىزَْ‪ٞ‬خ اىَسزذاٍخ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ّظبً اىَ‪ٞ‬بٓ ٗاىغبثبد ٗاىظ‪ٞ‬ذ؛‬ ‫‪-‬‬
‫رحذ‪ٝ‬ذ اىز٘جٖبد ٗاىزْظ‪ ٌٞ‬اىعبً ىَ‪ٞ‬بد‪ ِٝ‬اىزعي‪ٗ ٌٞ‬اىجحش اىعيَ‪ٗ ٜ‬اىزن٘‪ ِٝ‬اىَْٖ‪ٜ‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫إحذاس اىَؤسسبد اىعٍَ٘‪ٞ‬خ ٗمو شخض اعزجبر‪ ٍِ ٛ‬أشخبص اىقبُّ٘ اىعبً؛‬ ‫‪-‬‬
‫رؤٍ‪ ٌٞ‬اىَْشآد ّٗظبً اىخ٘طظخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ىيجزىَبُ‪ ،‬ثبإلضبفخ إى‪ ٚ‬اىَ‪ٞ‬بد‪ ِٝ‬اىَشبر إى‪ٖٞ‬ب ف‪ ٜ‬اىفقزح اىسبثقخ‪ ،‬طالح‪ٞ‬خ اىزظ٘‪ٝ‬ذ عي‪ ٚ‬ق٘اّ‪ ِٞ‬رضع‬
‫إطبرا ىألٕذاف األسبس‪ٞ‬خ ىْشبط اىذٗىخ‪ ،‬ف‪ ٜ‬اىَ‪ٞ‬بد‪ ِٝ‬االقزظبد‪ٝ‬خ ٗاالجزَبع‪ٞ‬خ ٗاىج‪ٞ‬ئ‪ٞ‬خ ٗاىضقبف‪ٞ‬خ‪.‬‬
‫والحي يحجد عمى سبيل الحرخ مجال تذخيع نؾاب األمة ‪ :‬مؽ قبيل نغام األسخة والحالة‬
‫السجنية ‪/‬تحجيج الجخائؼ والعقؾبات الجارية عمييا‪/‬الشغام األساسي لمؾعيفة العسؾمية ‪/‬الشغام‬
‫الزخيبي ووعاء الزخائب ومقجارىا وطخق تحريميا ‪ .‬السالحظ أن ىحا السعشى يخكد عمى‬
‫الجية السخترة بدؽ القانؾن‪.‬‬

‫‪ :3‬خرائص القاعجة القانهنية‪.‬‬


‫قاعجة اجتساعية‬
‫قاعجة عامة ومجخدة‬
‫قاعجة سمؾك‬
‫قاعجة ممدمة‬
‫قاعجة اجتساعية ‪:‬أي أن القانؾن ضخورة اجتساعية‪ ،‬بسا ىؾ قؾاعج قانؾنية تشغؼ‬ ‫‪-1‬‬
‫العالقات‬
‫والحاجيات السجتسعية التي تشذأ بيؽ األفخاد والسؤسدات والعالقات التفاعمية بيشيؼ‪ .‬إن ارتباط‬
‫القانؾن بالبيئة االجتساعية يعكذ إلى حج كبيخ مجى تظؾر ورقي أو تخمف وانحظاط‬

‫‪5‬‬
‫السجتسع‪.‬وكحا ديسقخاطية األنغسة الدياسية مؽ عجميا ‪ .‬فالقانؾن ىؾ نتاج لسا يعتسل داخل‬
‫السجتسع وتخجسة لستظمباتو وحاجياتو وطسؾحاتو ‪.‬‬
‫قاعجة عامة ومجخدة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫السقرؾد ىشا أن القانؾن ال تتؾجو نؾاىيو وأوامخه إلى شخص معيؽ بالجات‪ ،‬كسا أنيا ال تعالج‬
‫واقعة معيشة ‪ ،‬ألنو مؽ الرعب أن تجيب القاعجة القانؾنية عمى جسيع الفخضيات‬
‫والؾضعيات كل حجة‪ .‬فعمى الخغؼ مؽ أن القاعجة القانؾنية تتؾجو إلى أشخاص معيشيؽ‪ ،‬فيي‬
‫تفعل ذلػ مؽ حيث مخاكدىؼ القانؾنية وليذ صفاتيؼ‪.‬‬
‫خاصية التجخيج والعسؾم تؤدي إلى تحقيق العجل والسداواة وتكخس مبجأ الذخعية بسا ىؾ‬
‫خزؾع مؾاطشي الجولة كيفسا كان مؾقعيؼ وصفتيؼ لديادة القانؾن وسمظتو‪.‬‬
‫قاعجة سمهك‪ :‬بسا أن القاعجة القانؾنية تتزسؽ أوامخ ونؾاىي‪ ،‬فإنيا تؾجو سمؾك الفخد‬ ‫‪-3‬‬
‫داخل الجساعة فالقاعجة القانؾنية تشرخف إلى تأطيخ الدمؾك الخارجي لألفخاد‪ ،‬وال تحاكؼ‬
‫الشؾايا‪ .‬فإضسار اإلندان لفكخة إجخامية دون تخجستيا إلى فعل وسمؾك مشتج ألثار عمى أرض‬
‫الؾاقع‪ ،‬ال يعاقب عميو ‪ .‬مؽ ىحا السشظمق فعقؾبة القتل العسج تختمف جحريا عؽ عقؾبة القتل‬
‫الخظأ‪ .‬القاعجة القانؾنية عشجما تعتج بالشؾايا فإنيا ال تعتج بيا لحاتيا بل لسا يخافقيا مؽ عسل‬
‫يتجدج في نظاق الدمؾك الخارجي‪.‬‬
‫قاعجة ممدمة‪ :‬ما يسيد القاعجة القانؾنية عؽ بقية القؾاعج االجتساعية األخخى ىؾ‬ ‫‪-4‬‬
‫تبشي الجولة ليحه القؾاعج ‪.‬تتزسؽ ىحه القاعجة مفيؾما ميسا ىؾ الجداء‪:‬الحي ىؾ رد فعل‬
‫تؾاجو بو الجولة‪ ،‬كل مؽ يخخج عمى أحكام القانؾن‪ ،‬فيؾ بحلػ وسيمة ضغط تسارسو الجولة‬
‫مؽ اجل االمتثال ألوامخه ونؾاىيو‪.‬‬

‫خالصة‬
‫إن وقؾفشا عشج خرائص القاعجة القانؾنية أممتو الزخورة السشيجية‪ ،‬في ضخورة استحزار‬
‫ىحه الخكائد السفاىيسية أثشاء تفكيػ عشاصخ القانؾن العام اإلسالمي‪ .‬والى أي حج فعال‬
‫تعكذ أحكام ومؤسدات وىياكل التي مؽ السفتخض أن يشغسيا القانؾن‪.‬؟‬

‫‪6‬‬
‫مثال ‪ :‬ما ىؾ مؾقع خاصية العسؾمية والتجخيج عشج تخريص أىل الكتاب)األقميات (بقؾاعج‬
‫قانؾنية خاصة بيؼ مؽ غيخ تمػ السختبظة بأحؾاليؼ الذخرية أو مسارستيؼ لذعائخىؼ‬
‫التعبجية؟ بسعشى أخخ ىل يسكؽ الحجيث اليؾم عؽ الجدية في عل مفيؾم أخخ ىؾ مفيؾم‬
‫السؾاطشة؟‬
‫‪ -5‬التسييد بين القانهن العام والقانهن الخاص‬
‫تشقدؼ القؾاعج القانؾنية مؽ حيث الظبيعة ونؾع العالقات التي تشغسيا إلى قؾاعج قانؾن عام‬
‫وقؾاعج قانؾن خاص ‪:‬ولمتسييد بيشيسا ىشاك ثالث معاييخ أساسية‪:‬‬
‫معيار السرمحة العامة‬
‫معيار وجؾد الجولة كظخف‬
‫معيار الجولة صاحبة الديادة‪.‬‬
‫‪ -‬معيار السرمحة العامة ‪ :‬حيث يتؼ الشغخ إلى طبيعة السرمحة التي تيجف إلى تحقيقيا‬
‫العالقة القانؾنية‪ ،‬فغالبية العالقات القانؾنية التي تجخل فييا الجول كظخف باعتبارىا أداة حكؼ‬
‫تدتيجف تحقيق السرمحة العام‪.‬لكؽ ىحا السعيار غيخ دقيق الن الحجود الفاصمة بيؽ‬
‫السرمحة العامة والخاصة غيخ واضحة وحتسية‪.‬‬
‫فتحقيق السرمحة العامة قج يتؼ تحقيقو مؽ خالل قؾاعج القانؾن الخاص‪ ،‬بل إن الجولة تعتسج‬
‫أحيانا كثيخة قؾاعج القانؾن الخاص في بعض تعامالتيا‪ ،‬دون أن نقؾل أنيا ال تدتيجف‬
‫السرمحة العامة‪ ،‬كسا ان القظاع الخاص قج يترخف في مذاريع ذات طبيعة اجتساعية مثال‬
‫بجون مقابل بيجف السرمحة العامة‬

‫‪ -‬معيار الجولة كظخف‪ :‬أي أن قؾاعج القانؾن العام ىي التي تشغؼ العالقة القانؾنية التي‬
‫تكؾن فييا الجولة كظخف بيشسا تقترخ قؾاعج القانؾن الخاص عمى تشغيؼ العالقة بيؽ‬
‫األفخاد‪.‬لكؽ ىحا السعيار بجوره أصبح متجاو از بالشغخ لتحؾل دور ووعيفة الجولة‬
‫خرؾصا بعج الحخب العالسية الثانية‪ ،‬وعيؾر ما يدسى بالجولة التجخمية‪ ،‬أي أن الجولة‬
‫أصبحت فاعال اقتراديا ‪ ،‬مسا حتؼ عمييا إقامة عالقات قانؾنية برفة التاجخ دون أن‬
‫تشظمق مؽ مؾقع الدمظة والديادة مثال السؤسدات العسؾمية التجارية والرشاعية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬معيار الجولة صاحبة الديادة ‪ :‬يفتخض ىحا السعيار التسييد بيؽ األنذظة التي تداوليا‬
‫الجولة برفتيا شخص طبيعي ىشا نظبق قؾاعج القانؾن الخاص عشجما تسارس الجولة‬
‫وعائفيا برفتيا مسثمة لمسرمحة العامة مدتعسمة امتيازات الدمظة العامة ) ندع السمكية‬
‫مؽ اجل السشفعة العامة(‪ ،‬نظبق قؾاعج القانؾن العام‪.‬‬
‫‪ ‬صفة القانهن اإلسالمي‪.‬‬
‫القانؾن دو داللة اسالمية ال بج وان يكؾن مخدوفا بكمسة "االسالمي "أي ندبة‬ ‫لكي يكؾن‬
‫الى االسالم السأخؾذ في المغة مؽ أسمؼ ‪،‬إذا انقاد‪ ،‬فاإلسالم ىؾ االنقياد ألمخ هللا والتدميؼ‬
‫ألحكامو والعسل بأوامخه ونؾاىيو قال تعالى "ان الجيؽ عشج هللا االسالم "ال عسخان ‪19/‬و "مؽ‬
‫يبتغ غيخ االسالم ديشا فمؽ يقبل مشو وىؾ في االخخة مؽ الخاسخيؽ " ال عسخان ‪.85/‬‬
‫فجكخ القانؾن مخدوفا برفتو االسالمية ‪ ،‬يسيده عؽ غيخه مؽ القؾانيؽ ‪ ،‬والجيانات االخخى‪،‬‬
‫كالقؾانيؽ اليؾنانية والخومانية واالغخيقية والسديحية والييؾدية ‪ ...‬والكشدية ‪،‬وقانؾن حسؾرابي‬
‫(قانؾن االلؾاح االثشى عذخ )‪ ،‬والقؾانيؽ الؾضعية الحالية السعسؾل بيا في االنغسة الغخبية‬
‫وفي التي تديخ في فمكيا ‪،‬وىي قؾانيؽ مادية ال تيتؼ سؾى بجدء يديخ مؽ حياة البذخ‪.‬‬
‫فالرفة االسالمية لمقانؾن تسيده بعجة مدايا وتخرو بعجة خرائص كسا سشبخزىا‪.‬‬
‫إن ربط القانؾن بشعت” إسالمي “تفخض عميشا إبجاء السالحغات التالية‪:‬‬
‫ىشاك فخق بيؽ إسالم الشص وإسالم السسارسة التاريخية‪ ،‬ومعخفة ىحا الفخق ميؼ ججا‬
‫الستجالء بعض الغسؾض الحي رافق التجخبة‪ .‬والبحث في جحور القانؾن العام اإلسالمي‬
‫مثال ىؾ بحث في جؾانب تاريخية وما يعشيو ذلػ مؽ خظؾرة الدقؾط في مأزق االنتقائية‪.‬‬
‫حيث أن القخان والدشة كسرجريؽ رئيدييؽ لمقانؾن اإلسالمي لؼ يأتيا بتفريالت دقيقة فيسا‬
‫يخص شؤون الحكؼ والدمظة والعالقة بيؽ الحاكؼ والسحكؾم‪ ،‬بل حجد مبادئ مؾجية ومؤسدة‬
‫لحلػ ‪ .‬وربط صفة” اإلسالمي “بالقانؾن ىشا ال تعشي مشحو صفة القجاسة‪ ،‬خرؾصا ما ارتبط‬
‫بعالقة الحاكؼ بالسحكؾميؽ أو بالسؤسدات‪.‬‬
‫كسا ان الفقو الدشي بسحاىبو األربع ‪:‬لؼ ييتؼ كثي اخ بالفكخ الدياسي بقجر اىتسامو ببيان أحكام‬
‫العبادات واألحؾال الذخرية‪ ،‬فالرخاع الدياسي اثخ عمى إنتاج الفقياء في ىحه السخحمة‬
‫الحي ركد عمى الجؾانب السحكؾرة أعاله ‪.‬يقؾل عبج الخزق الدشيؾري “لقج اغفل عمساء‬

‫‪8‬‬
‫السدمسيؽ القجامى االىتسام بالبحؾث الجستؾرية‪ ،‬فبقي جانب مؽ الفقو الستعمق بالقانؾن العام‬
‫في حالة الظفؾلة بدبب ىحا العدوف)إشكالية االجتياد‪(.‬‬
‫ال بج مؽ التسييد بيؽ نغام الحكؼ اإلسالمي والقانؾن العام اإلسالمي‪.‬‬
‫القانهن العام‪ :‬ىؾ مجسؾع القؾاعج القانؾنية التي تشغؼ الدمظات العامة في السجتسع‪ ،‬أي‬
‫عالقة السؤسدات بعزيا ببعض‪ ،‬وعالقتيا بالسجتسع واألفخاد‪ .‬بتعبيخ اخخ ىي مجسؾع‬
‫القؾاعج التي تشغؼ العالقة التي تكؾن فييا الجولة طخفا باعتبارىا صاحبة سيادة ‪.‬‬

‫السبحث الثاني‪ :‬ماىية الذخيعة االسالمية ‪.‬‬


‫ذؼرثش اٌشش‪٠‬ؼح اإلسالِ‪١‬ح خاذّح اٌششائغ اٌسّا‪٠ٚ‬ح‪ٌ ،‬زٌه ذّ‪١‬ضخ ل‪ٛ‬اػذ٘ا ‪ٚ‬أحىاِ‪ٙ‬ا‬
‫تاٌىّاي‪ِ ،1 ،‬ماسٔح ِغ تال‪ ٟ‬اٌششائغ اٌسّا‪٠ٚ‬ح األخش‪ٌ ،ٜ‬زٌه فئْ دساسح اٌشش‪٠‬ؼح اإلسالِ‪١‬ح‬
‫‪٠‬رطٍة ِٕا ذؼش‪٠‬ف‪ٙ‬ا ‪ٚ‬ت‪١‬اْ خصائص‪ٙ‬ا ‪ِٚ‬ىأر‪ٙ‬ا ‪ٚ‬إتشاص سّ‪٘ٛ‬ا ‪ٚ‬صالح‪١‬ر‪ٙ‬ا ٌىً صِاْ ‪ِٚ‬ىاْ‬
‫تاػرثاس٘ا ػًّ ستأ‪ٚ ،ٟ‬ذّ‪١١‬ض٘ا ػٓ اٌمأ‪ ْٛ‬اٌ‪ٛ‬ضؼ‪ ٟ‬تاػرثاسٖ ػًّ تشش‪.ٞ‬‬

‫‪ٚ‬اٌشش‪٠‬ؼح اإلسالِ‪١‬ح ذٕفشد ػٓ غ‪١‬ش٘ا ِٓ اٌششائغ اٌسّا‪٠ٚ‬ح تّصادس ذسرّذ ِٕ‪ٙ‬ا أحىاِ‪ٙ‬ا‪،‬‬
‫‪ٚ‬أ‪ٚ‬ي ٘زٖ اٌّصادس اٌىراب اٌّث‪ٚ ،ٓ١‬ثأ‪ٙ١‬ا سٕح اٌشس‪ٛ‬ي األِ‪ٚ ،ٓ١‬تال‪ ٟ‬اٌّصادس األخش‪ٜ‬‬
‫اٌر‪ ٟ‬ذرفشع ػٓ ٘ز‪ ٓ٠‬اٌّصذس‪ٔ ٓ٠‬مال أ‪ٚ‬ػمال ٌ‪١‬جؼً ِٕ‪ٙ‬ا شش‪٠‬ؼح ِشٔح‪ ،‬أساس‪ٙ‬ا ذحم‪١‬ك‬
‫ِصٍحح اٌؼثاد‪.‬‬

‫‪ٌٚ‬ى‪٠ ٟ‬رضح ٌٕا اإلطاس اٌؼاَ ٌٍشش‪٠‬ؼح اإلسالِ‪١‬ح‪ ،‬سٕحا‪ٚ‬ي ذحذ‪٠‬ذ ِف‪ِٙٛٙ‬ا ِٓ خالي ذؼش‪٠‬ف‪ٙ‬ا‬
‫‪ٚ‬ت‪١‬اْ خصائص‪ٙ‬ا (اٌّثحث األ‪ٚ‬ي)‪ ،‬ثُ ِصادس٘ا إٌمٍ‪١‬ح ِٕ‪ٙ‬ا ‪ٚ‬اٌؼمٍ‪١‬ح (اٌّثحث اٌثأ‪.)ٟ‬‬

‫أوال‪ :‬مفيهم الذخيعة االسالمية ‪:‬‬


‫اٌشش‪٠‬ؼح اإلسالِ‪١‬ح ذؼرثش خاذّح اٌششائغ اٌسّا‪٠ٚ‬ح‪ ،‬فجاءخ و اٍِح ف‪ ٟ‬ل‪ٛ‬اػذ٘ا ‪ٚ‬أحىاِ‪ٙ‬ا‪،‬‬
‫‪١‬د ٌَىُ ُُ‬
‫ض ُ‬‫ػٍَ‪ْ١‬ىُ ُْ ِٔ ْؼ َّ ِر‪َ َٚ ٟ‬س ِ‬ ‫د ٌَىُ ُْ دِ‪َٕ٠‬ىُ ُْ َ‪ٚ‬أَذْ َّ ّْ ُ‬
‫د َ‬ ‫‪٠ٚ‬ذي ػٍ‪ ٝ‬رٌه ل‪ٛ‬ي هللا ذؼاٌ‪ " ٝ‬اٌْ‪ ََ ْٛ َ ١‬أ َ ْو َّ ٍْ ُ‬
‫اإل ْس َال ََ دِ‪ًٕ٠‬ا " ‪ ،2‬وّا أٔ‪ٙ‬ا جاءخ ِ‪ّٕ١ٙ‬ح ػٍ‪ ٝ‬غ‪١‬ش٘ا ِٓ اٌششائغ اٌسّا‪٠ٚ‬ح ‪ٔٚ‬اسخح ٌ‪ٙ‬ا‪٠ٚ ،‬ذي‬ ‫ِْ‬
‫ص ِّذلًا ٌِ َّا تَ‪َ٠ َٓ ْ١‬ذَ‪ َٓ ِِ ِٗ ْ٠‬اٌْ ِىر َا ِ‬
‫ب‬ ‫َاب ِتاٌْ َح ِّك ُِ َ‬
‫ه اٌْ ِىر َ‬
‫ػٍ‪ ٝ‬رٌه ل‪ ٌٗٛ‬ػض ‪ٚ‬جً‪َٚ " :‬أَْٔضَ ٌْٕ َا ِإٌَ‪َ ْ١‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة المائدة اآلٌة ‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سورة المائدة‪ ،‬اآلٌة ‪.3‬‬

‫‪9‬‬
‫َ‪ًِّْٕ ١َٙ ُِ ٚ‬ا ػٍََ‪ٌ ،3 "ِٗ ْ١‬زٌه فئْ دساسح ٘زٖ اٌشش‪٠‬ؼح ‪ٚ‬إتشاص ِىأر‪ٙ‬ا ‪ٚ‬سّ‪٘ٛ‬ا ‪ٚ‬صالح‪١‬ر‪ٙ‬ا ‪ٚ‬لذسذ‪ٙ‬ا‬
‫ػٍ‪ ٝ‬ذٕظ‪ ُ١‬شؤ‪ ْٚ‬اٌخٍك‪٠ ،‬رطٍة ِٕا اٌرؼش‪٠‬ف ت‪ٙ‬ا‪ٚ ،‬ذحذ‪٠‬ذ خصائص‪ٙ‬ا‪ٚ ،‬ذحذ‪٠‬ذ ِف‪ِٙٛٙ‬ا‬
‫ِماسٔح ِغ ِفا٘‪ ُ١‬أخش‪ ،ٜ‬واٌمأ‪ ْٛ‬اٌ‪ٛ‬ضؼ‪ ٟ‬تاػرثاسٖ ػًّ تشش‪ٕ٠ ٞ‬ظُ سٍ‪ٛ‬ن االفشاد‪.‬‬

‫ذُ اٌّؼٕ‪ٝ‬‬ ‫اٗال‬ ‫‪ٚ‬س‪١‬رُ اٌرؼش‪٠‬ف تاٌشش‪٠‬ؼح االسالِ‪١‬ح ػٓ طش‪٠‬ك اٌرؼشف ػٓ ِؼٕا٘ا اٌٍغ‪ٞٛ‬‬

‫‪.‬‬ ‫صبّ‪ٞ‬ب‬ ‫االصطالح‪ٟ‬‬

‫‪:‬لغة ىي الظخيق التي يتؾصل مشو الى‬ ‫‪ - 1‬التعخيف المغهي لكمسة شخيعة‬
‫الساء‪ ،‬يقال شخع ابمو اذا اوردىا شخيعة الساء فذخبت ولؼ يدق ليا الساء ‪...‬‬
‫والذخعة والذخيعة‪ :‬الظخيقة الغاىخة التي يتؾصل بيا الى الشجاة ‪ ،‬مؽ ىحه التعاريف يبجو‬
‫أن الذخيعة لغة "ىي الظخيق الؾاضح البيؽ السدتقيؼ ‪،‬ال انحخاف فيو وال اعؾجاج وسالكو ال‬
‫بج وان يرل الى مبتغاه ‪.‬‬
‫وّا جاء ف‪ٌ ٟ‬ساْ اٌؼشب‪ ،‬أْ ِادج ششع ذرؼٍك ترٕا‪ٚ‬ي اٌّاء ‪ٚ‬اٌذخ‪ٛ‬ي ف‪ٚ ٗ١‬اٌز٘اب ٔح‪،4 ٖٛ‬‬
‫لاي أت‪ ٛ‬تىش تٓ اٌؼشت‪ " :ٟ‬اٌشش‪٠‬ؼح ف‪ ٟ‬اٌٍغح ػثاسج ػٓ اٌطش‪٠‬ك إٌ‪ ٝ‬اٌّاء ضشتد ِثال‬
‫ٌٍطش‪٠‬ك إٌ‪ ٝ‬اٌحك ٌّا ف‪ٙ١‬ا ِٓ ػز‪ٚ‬تح اٌّ‪ٛ‬سد ‪ٚ‬سالِح اٌّصذس ‪ٚ‬حسٕٗ" ‪ٚ.5‬اشرمال‪ٙ‬ا ِٓ "‬
‫ششع اٌش‪ٟ‬ء" تّؼٕ‪ ٝ‬ت‪ٚ ٕٗ١‬أ‪ٚ‬ضحٗ أ‪ ٞ‬ذذي ػٍ‪ ٝ‬اٌطش‪٠‬ك اٌّسرم‪."ُ١‬‬

‫‪ - 2‬التعخيف االصظالحي لمذخيعة ‪:‬‬


‫أما في االصظالح الجيشي فالذخيعة صشع هللا الحي أتقؽ كل شيء والفخق بيشيا وبيؽ‬
‫شخائع البذخ كالفخق بيؽ صشع هللا وصشع البذخ أي انيا األحكام االليية االعتقادية‬
‫واألخالقية والعسمية التي سشيا هللا وشخعيا لعباده عمى لدان رسؾل او نبي مؾحى لو بجلػ‪،‬‬
‫وىي الدبيل السؤدي إلى ما يخضي هللا ورسؾلو‪.‬‬
‫فرؼٕ‪ِ ٟ‬ا سٕٗ هللا ِٓ األحىاَ ‪ٚ‬أِش تٗ ػٍ‪ٌ ٝ‬ساْ أٔث‪١‬ائٗ ‪ٚ‬سسٍٗ ٌؼثادٖ اٌّؤِٕ‪ ِٓ ٓ١‬ػمائذ‬
‫‪ٚ‬ػثاداخ ‪ٚ‬أخالق ‪ِٚ‬ؼاِالخ‪ ٟ٘ٚ ،‬ذشادف وٍّح "اٌذ‪" ٚ "ٓ٠‬اٌٍّح"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬سورة المائدة‪ ،‬اآلٌة ‪84‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪ 571‬وما ٌلٌها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أبو بكر العربً‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬تحقٌق علً محمود البجاوي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.5968‬‬

‫‪10‬‬
‫ص َشاطٍ ُِّ ْسر َ ِم ٍ‪ ُ١‬دِ‪ٕ٠‬ا ً لِ‪َّ١‬ا ً ِ ٍَِّّح َ ِإت َْشا ِ٘ َ‬
‫‪َ ُ١‬حِٕ‪١‬فا ً " ‪.6‬‬ ‫لاي ذؼاٌ‪ ":ٝ‬ل ُ ًْ ِإَِّٕٔ‪َ٘ ٟ‬ذَأِ‪َ ٟ‬س ِت ّ‪ِ ٟ‬إٌَ‪ِ ٝ‬‬

‫ف‪ٙ‬زٖ األٌفاظ وث‪١‬شا ِا ‪٠‬سرؼًّ تؼض‪ٙ‬ا ِىاْ تؼض‪ ،‬ف‪ِ ٟٙ‬رحذج تاٌزاخ‪ ،‬ف‪١‬سّ‪ ٝ‬اٌرشش‪٠‬غ‬
‫اٌسّا‪ ٞٚ‬شش‪٠‬ؼح السرماِرٗ‪٠ ٚ ،‬سّ‪ٍِ" ٝ‬ح" ِٓ ح‪١‬ث إٔٗ ‪٠ٚ ٍّٝ٠‬ىرة ‪٠ٚ‬جّغ ػٍ‪ ٗ١‬إٌاط‪،‬‬
‫‪٠ٚ‬سّ‪ ٝ‬د‪ٕ٠‬ا ِٓ ح‪١‬ث إٔٗ ‪٠‬طاع هللا تٗ ‪٠ٚ‬جاص‪ ٞ‬ػٍ‪ ،ٗ١‬وّا أٔٗ ‪٠‬سّ‪" ٝ‬إ‪ّ٠‬أا" ِٓ ح‪١‬ث إٔٗ‬
‫‪ٚ‬اجة اٌرصذ‪٠‬ك ‪ٚ‬اإلرػاْ تاطٕا‪"ٚ ،‬إسالِا" ِٓ ح‪١‬ث إٔٗ ‪ٚ‬اجة اٌرسٍ‪ٚ ُ١‬االٔم‪١‬اد هلل ذؼاٌ‪.7 ٝ‬‬

‫ويقرج عمساء القانؾن بالذخيعة بأنيا انجماج الشغؼ القانؾنية في مجسؾعة يدؾدىا االندجام‬
‫النبعاثيا مؽ روح واحجة‪.‬‬
‫وعشجما نقؾل الذخيعة بذكل مجخد فإن السفيؾم يشدحب ليذسل عجة شخائع‪ .‬بغض الشغخ عؽ‬
‫االختالف بيشيا إما تكؾن سساوية مؽ عشج هللا‪ ،‬أو تكؾن وضعية وضعيا البذخ‪ .‬فإن بعض‬
‫الباحثيؽ السعاصخيؽ صشفيا الى أربعة أنؾاع الالتيشية واالنجمؾسكدؾنية والبمذفية والريشية ‪،‬‬
‫ووضح أن ىشاك بعض "الذخائع " السشدؾبة الى هللا عمسا وزو ار ‪.‬‬
‫الذخع االن عشج السدمسيؽ يشقدؼ اما الى شخع مشدل ‪ ،‬وىؾ الكتاب والدشة الرحيحة‪ ،‬وىؾ‬
‫واجب االتباع وفيو اص ؾل الجيؽ وفخوعو ‪،‬والثاني الذخع السؤول وىؾ مجال الشداع واالجتياد‬
‫بيؽ عمساء االمة ثؼ الثالث وىؾ "الذخع" السبجل وىي االحاديث السؾضؾعة والسكحوبة‬
‫والشرؾص السؤولة بخالف مخاد هللا والتي قال عشيا ملسو هيلع هللا ىلص في معشى الحجيث (مؽ كحب عمي‬
‫متعسجا فميتبؾأ مقعجه مؽ الشار )‪.‬‬
‫ومرظمح الذخعة ومذتقاتو ورد في كثيخ مؽ اآليات "شخع لكؼ مؽ الجيؽ ما وصى بو نؾحا‬
‫"و (ثم جعمشاك عمى شخيعة من األمخ فاتبعيا ) سؾرة الجاثية اآلية ‪( 8‬ولكل جعمشا مشكم‬
‫شخعة ومشياجا)‪.‬‬
‫والذخيعة االسالمية اخخ الجيانات الدساوية التي اندليا هللا لعباده حيث قال تعالى "اليهم‬
‫أكسمت لكم ديشكم وأتسست عميكم نعستي ورضيت لكم اإلسالم ديشا " اي ال شخيعة وال ديؽ‬
‫بعجىا ‪.‬‬
‫(إن الجيؽ عشج هللا اإلسالم ) ال عسخان ‪19/‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬سورة األنعام‪ ،‬اآلٌة ‪.593‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬الشٌخ دمحم المكً الناصري‪ ،‬أشار إلٌه عبد اللطٌف هداٌة هللا فً كتابه المدخل لدراسة الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬مطبعة ا لنجاح الجدٌدة‪،‬‬
‫سنة ‪ ،5663‬ص‪.05- 02 :‬‬

‫‪11‬‬
‫(ومؽ يبتغ غيخ اإلسالم ديشا فمؽ يقبل مشو )ال عسخان ‪85/‬‬

‫ثانيا ‪:‬التسييد بين الذخيعة والفقو والقانهن‬


‫تؼ التظخق الى كؾن ان الذخيعة االسالمية ىي االحكام السشدلة مؽ هللا تعالى عمى نبيو دمحم‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص في القخان الكخيؼ والدشة الشبؾية وبالتالي فيي تذخيع اليي ال مجال فيو لخأي االندان‬
‫وتحخم مخالفتو وىي تذسل جسيع االحكام الذخعية الستعمقة بالعقيجة واالخالق والعبادات‬
‫وال سعامالت‪ ،‬لجلػ فالتسييد بيؽ الذخيعة االسالمية والفقو االسالمي يقتزي التعخيف بالفقو‬
‫ايزا حتى يتدشى لشا السقارنة بيشيسا‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعخيف الفقو‬
‫الفقو لغة ىؾ العمؼ بالذئ وفيسو ويعشي ايزا ادراك غخض الستكمؼ مؽ كالمو قال تعالى "‬
‫فسا ليؤالء القؾم ال يكادون يفقيؾن حجيثا " الشداء ‪78/‬ثؼ قال تعالى "قالؾا ياشعيب ال نفقو‬
‫كثي اخ مسا تقؾل "ىؾد‪91/‬‬
‫اما اصظالحا ‪:‬فقج كان في البجاية يظمق عمى جسيع االحكام التي جاءت بيا الذخيعة‬
‫االسالمية سؾاء تعمقت بأمؾر العقيجة أو باألخالق والسعامالت والعادات ‪،‬وىحا ما ذىب اليو‬
‫االمام ابؾحشيفة حيشسا عخفو بانو "معخفة الشفذ ما ليا وما عمييا " فيحا التعخيف يذسل‬
‫االحكام االعتقادية كؾجؾب االيسان باهلل ومالئكتو وكتبو ورسمو واليؾم االخخ والقجر خيخه‬
‫وشخه واالحكام الستعمقة بالعبادات كؾجؾب الريام واالحكام الستعمقة بالسعامالت مثل اباحة‬
‫البيع وتحخيؼ ال خبا‪ ،‬ىحا فزال عؽ االحكام االخالقية كالرجق واالمانة والؾفاء بالعيج وغيخىا‬
‫مؽ مكارم االخالق‪.‬‬
‫بعج ذلػ تقمص مفيؾم الفقو ‪ ،‬ليقترخ نظاقو عمى االحكام العسمية مؽ عبادات ومعامالت‬
‫وصار تعخيفو كسا يمي "العمم باألحكام الذخعية العسمية السدتشبظة من ادلتيا التفريمية‬
‫"وسشتؾلى فيسا يمي تحميل عشاصخ ىحا التعخيف‪:‬‬
‫العمم ىه السعخفة والفيم باألحكام الذخعية ‪:‬عخف العمساء الحكؼ الذخعي بانو "خظاب هللا‬
‫تعالى الستعمق بأفعال السكمفيؽ اقتزاء او تخيي اخ او وضعا " وخظاب هللا تعالى يكؾن عؽ‬
‫طخيق مباشخ وىؾ القخان الكخيؼ او بذكل غيخ مباشخ وىؾ الدشة الشبؾية ‪.‬‬
‫ويشقدم الحكم الذخعي الى قدسين ‪:‬تكميفي ووضعي‬

‫‪12‬‬
‫اوال‪ :‬الحكم التكميفي ‪:‬‬
‫ىؾ الحي يتزسؽ او يقتزي طمب فعل مؽ السكمف أو كفو عؽ فعل أو تخييخه بيؽ الفعل‬
‫والكف ‪،‬وطمب الفعل إذا كان جازما فيؾ حكؼ واجب وإذا كان غيخ واجب فيؾ مشجوب‬
‫‪،‬وطمب التخك إذا كان جازما فيؾ لمتحخيؼ وإذا كان غيخ جازم فيؾ لمكخاىة وبجلػ يكؾن عجد‬
‫األحكام الذخعية التكميفية خسدة كسا يمي ‪.‬‬

‫ما تزسؽ طمب فعل الذيء طمبا جازما كسا في قؾلو تعالى "واقيسؾا‬ ‫الهاجب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الرالة واتؾا الدكاة ‪/‬البقخة ‪ 43‬وفي قؾلو تعالى "كتب عميكؼ الريام ‪"....‬البقخة ‪ ،183/‬ويأثؼ‬
‫كل مؽ تخكو‪.‬‬

‫‪ :‬ما تزسؽ طمب فعل عمى سبيل التخغيب والحث كسا في قؾلو تعالى "يا‬ ‫السشجوب‬ ‫‪‬‬
‫أييا الجيؽ امشؾا إذا تجايشتؼ بجيؽ إلى أجل مدسى فاكتبؾه "سؾرة ‪، 282/‬فالكتابة ىشا لمتخغيب‬
‫وليذ لإللدام والؾجؾب وال ياتؼ مؽ تخكو بل يجازى عمى فعمو‪.‬‬

‫‪:‬ما تزسؽ طمب فعل الذيء عمى سبيل التخييخ‪ ،‬أو ما خيخ الذارع السكمف بيؽ‬ ‫‪ ‬السباح‬
‫فعمو وتخكو مثل قهلو تعالى " والجشاح عميكم فيسا عخضتم بو من خظبة الشداء" سؾرة البقخة‬
‫‪ /‬اآلية ‪. 235‬الحي يفيج جؾاز التمسيح لمسخأة السعتجة مؽ وفاة زوجيا بالخغبة في الدواج مشيا‬
‫بعج انقزاء عجتيا ‪،‬او في قؾلو تعالى "ليذ عمى األعسى حخج وال عمى األعخج حخج وال‬
‫عمى السخيض حخج " سهرة الشهر ‪/‬اآلية ‪ 11‬الحي يفيج جؾاز التخمف عؽ الجياد لجوي‬
‫األعحار مثل السخض والعسى والعخج ‪،‬أوقؾلو تعالى "فإذا قزيت الرالة فانتذخوا في االرض‬
‫"سؾرة الجسعة‪/‬اآلية ‪ 10‬بخرؾص اباحة الدعي في االرض بعج اداء الرالة طمبا لمخزق ‪.‬‬

‫ما تزسؽ طمب تخك الذيء عمى سبيل الؾجؾب واإللدام ‪،‬كسا في قؾلو تعالى‬ ‫‪ ‬الحخام ‪:‬‬
‫"حخمت عميكؼ امياتكؼ وبشاتكؼ " سؾرة الشداء ‪/‬االية‪ ، 23‬الحي يفيج تحخيؼ الدواج باألم والبشت‬
‫وغيخىؽ مؽ الشداء السحخمات بسقتزى اآلية ‪،‬وفي قؾلو تعالى "وأحل لكؼ هللا البيع وحخم الخبا"‬
‫سؾرة البقخة ‪/‬االية‪ 275‬وعؽ تحخيؼ الدنا ‪ ،‬وقؾلو تعالى "وال تقخبؾا الدنا "الشداء‪ 32/‬وقؾلو تعالى‬
‫‪" :‬وال تقتمؾا اوالدكؼ "األنعام ‪151/‬بخرؾص تحخيؼ قتل األوالد ‪،‬ويأثؼ كل مؽ فعمو‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ما تزسؽ طمب تخك الذيء ليذ عمى سبيل االلدام‪ ،‬وإنسا عمى سبيل التخغيب‬ ‫‪ ‬السكخوه‪:‬‬
‫والحث ‪،‬أي ما رغب الذارع في تخكو وعجم فعمو مثل كخاىة الرالة عشج طمؾع الذسذ‬
‫وغخوبيا‪ ،‬وتخك الدشؽ واآلداب الذخعية وكثخة الحجيث في السدجج وال يتختب عؽ فعمو إثؼ‬
‫ولكؽ يجازى ويثاب عمى تخكو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكم الهضعي‪.‬‬


‫ىؾ ما جعمو الذخع سببا لذيء ‪ ،‬أو شخطا لو أو مانعا لو أو صحيحا أو فاسجا رخرة أو‬
‫عديسة ‪ ،‬وسشخكد فيسا يمي عمى شخح االصشاف الثالثة ‪.‬‬
‫الدبب في تعخيف االصؾلييؽ ىؾ وصف عاىخ مشزبط دليل الجليل الدسعي‬ ‫سببا لو ‪:‬‬
‫عمى كؾنو عالمة لحكؼ شخعي ‪،‬مثال تؾفخ الشراب يعج سببا لؾجؾب الدكاة ورؤية ىالل‬
‫رمزان سبب لؾجؾب الرؾم‪ ،‬قال تعالى "فسن شيج مشكم الذيخ فميرسو "سهرة البقخة‬
‫‪185/‬‬
‫والسخض سبب إلباحة اال فظار في رمزان وإرادة اقامة الرالة سبب في وجؾب الؾضؾء قال‬
‫تعالى "يا اييا الجيؽ امشؾا اذا قستؼ لمرالة فاغدمؾا وجؾىكؼ وايجيكؼ الى السخافق وامدحؾا‬
‫بخؤوسكؼ وارجمكؼ الى الكعبيؽ "سؾرة السائجة اآلية ‪.6‬‬

‫الذخط عشج االصؾلييؽ ىؾما يتؾقف عميو وجؾد الحكؼ الذخعي ‪،‬مثل‬ ‫شخطا لو‪:‬‬
‫االستظاعة التي تعج شخطا لمحج استظاعة مالية وبجنية مرجاقا لقؾلو تعالى "وهلل عمى‬
‫الشاس حج البت لسن استظاع اليو سبيال " والظيارة التي تعج شخطا لرحة الرالة استشادا‬
‫الى حجيث الخسؾل ص "ال يقبل هللا صالة مؽ غيخ طيؾر " والقجرة عمى تدميؼ السبيع لرحة‬
‫البيع فإذا لؼ تؾجج ىحه الذخوط لؼ يؾجج الحكؼ الذخعي ‪.‬‬

‫السانع ىؾ ما يمدم مؽ وجؾده عجم الحكؼ أو بظالن الدبب مثال يعتبخ القتل‬ ‫مانعا لو‪:‬‬
‫مانعا لإلرث والجيؽ مانعا لمدكاة لكؾنو يسشع تحقق الدبب أال وىؾ اكتسال الشراب ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪:‬ىحه العبارة تجل عمى أن الفقو استشادا الى التعخيف الدابق‬ ‫االحكام العسمية‬
‫يشحرخ نظاقو في مجال االحكام العسمية اي العبادات والسعامالت دون سؾاىا مؽ االحكام‬
‫العقجية واالخالقية ‪.‬‬

‫معشاىا االدلة الجدئية التي تتعمق بسدالة بخرؾصيا وتجل‬ ‫االدلة التفريمية ‪:‬‬
‫عمى حكؼ بعيشو مثال قؾلو تعالى "حخمت عميكؼ امياتكؼ "الشداء‪ 23 /‬يجل عمى تحخيؼ الدواج‬
‫مؽ االميات ‪.‬‬

‫‪ -2‬التسييد بين الذخيعة والفقو‪.‬‬


‫استشادا الى ما تؼ التظخق اليو مؽ تعخيف لمذخيعة لغة واصظالحا يتزح لشا ان الذخيعة‬
‫االسالمية ليدت ىي الفقو االسالمي وان التسييد والفخق بيشيسا يغيخ مؽ عجة جؾانب مشيا‬
‫ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الذخيعة ىي الجيؽ السشدل مؽ عشج هللا تعالى‪ ،‬بيشسا الفقو ىؾ يختص الفقو باألحكام‬
‫العسمية فقط مؽ عبادات ومعامالت‪ ،‬وبالتالي فالذخيعة أوسع وأعؼ وأكسل مؽ الفقو‪.‬‬
‫وعسؾما فخغؼ ىحا االختالف بيؽ الفقو والذخيعة يبقى الفقو االسالمي مدتسجا مؽ الذخيعة‬
‫ومربؾغا بربغتيا وقائسا عمى مبادئيا وقؾاعجىا‪.‬‬
‫و كمسة شخيعة وردت في القخان الكخيؼ في قؾلو تعالى "ثؼ جعمشاك عمى شخيعة مؽ االمخ‬
‫فاتبعيا "سؾرة الجاثية ‪ ، 17/‬وبجلػ تكؾن ىحه الكمسة أسبق في الغيؾر مؽ كمسة "فقو" التي‬
‫استعسمت بسعشاىا الجال عمى العمؼ باألحكام الذخعية بعج فتخة مؽ صجر االسالم ‪.8‬‬
‫وتتسيد ال ذخيعة عؽ الفقو اوال مؽ حيث السعشى فالذخيعة تعشي جسيع االحكام الذخعية التي‬
‫شخعيا هللا لعباده ال فخق بيؽ اصمية وفخعية وعسمية او اخالقية فيي تذسل العقيجة واالخالق‬
‫كسا تذسل العبادات والسعامالت اما الفقو فيعشي االحكام العسمية الستعمقة بالعبادات‬
‫والسعامالت دون سؾاىا وبيحا االعتبار تكؾن الذخيعة اعؼ مؽ الفقو والفقو جدء مشيا النو ال‬
‫يذتسل اال عمى بعض اجدائيا بيشسا ىي تذتسل عميو وعمى ما سؾاه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫دمحم ٌوسف موسى الفقه االسالمً الطبعة الثالثة مطبعة دار الكتاب العربً بمصر الصفحة ‪6‬و ‪52‬‬

‫‪15‬‬
‫وتتسيد الذخيعة عؽ الفقو ثانيا مؽ حيث السرجر‪ .‬فالذخيعة عشج اطالقيا ‪ 9‬يخاد مشيا باالساس‬
‫جسيع االحكام السشدلة وحيا مؽ هللا عمى خاتؼ االنبياء والسخسميؽ مسا تزسشو الكتاب أو‬
‫حفغتو الدشة فيي تذخيع اليي مقجس اليجؾز ألحج مخالفتو ولؾ كان مجتيجا ‪،‬اما الفقو فإن‬
‫جدءا مشو يعتسج عمى نرؾص الؾحي مؽ الكتاب والدشة ‪،‬بيشسا جدء اخخ مشو كبيخ يعتسج‬
‫فقط عمى السرادر التي شيج ليا الذخع باالعتبار ‪،‬وبجلػ أمكؽ لمسجتيج أن يدتسج مشيا‬
‫أحكاما شخعية اجتيادية تزاف الى االحكام الذخعية السشرؾص عمييا‪.‬‬
‫ولسا كان الفقو مدتشبظا مؽ أدلة الذخيعة –كسا سبق القؾل _فانو قج يكؾن محل اختالف‬
‫انغار الفقياء واجتيادىؼ ‪،‬وىحا االختالف قج يؤدي الى تخجيح قؾل عؽ اخخ واختيار حكؼ‬
‫دون اخخ ‪،‬اذا كان القؾل الخاجح او الحكؼ السختار مدتشجا الى دليل أقؾى أو الى رأي أقخب‬
‫الى نرؾص الذخيعة ومقاصجىا مسا سؾاء دون ان يعتبخ دلػ ميال عؽ الذخيعة أو الحادا‬
‫‪10‬‬
‫في الجيؽ ‪،‬بخالف الخخود عؽ نرؾص الؾجي مؽ الكتاب والدشة الرحيحة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬الشٌخ دمحم المكً الناصري ‪:‬النظرٌة العامة للشرٌعة االسالمٌة ‪،‬نمس ص ‪4‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬الشٌخ دمحم المكً الناصري ‪ :‬ن م س ص ‪,4‬‬

‫‪16‬‬

You might also like