أوًال األبتعادعن المشركين ثم االنضمام إلي المس لمين "......ك ان ه ذا م ا أراده من الجميع.ظاهريًا كان يبدو أن أوًال تعني مغادرة الوطن وثانيًا تع ني العيش في الخارج,ولكنه كان يقول عكس ذلك تمامًا"سيكون اإلس الم وطنن ا في كل مكان" .لقد أنتظرنا ثمار ص بر ط وال ثالث ة عش رعام ونهاي ة ف ترة القمع والعذاب التي أستمرت لسنوات ,كًال من آمنوا ب ه ه اجروا إلي أم اكن ع دة دون أس تقرار من ذ خ روجهم من الحبش ة ح تي اآلن ,خ اض الجمي ع تجربته الخاصة ب الهجرة,لق د تحمس نا تل ك الم رة ألنن ا س نكون مع ًا,ل ذلك السبب آوتنا يثرب,ونحن في طريقنا من مكة إلي يثرب كنا نفكر أننا نه اجر من المس اؤي إلي الخ يرات من الطب اع القاس ية إلي الرحم ة واالنس انية من شخصياتنا المتذبذية إلي االستقامة والهداية وكان يقول "مه اجر حقيقي"علي من يستطيع ت رك ماحرم ه هللا فض ال علي هجرت ه من وطن ه,بمعرف ة ذل ك هاجر معتنقين الدين الجديد بفرحة وسرور ولكن قبل ذلك هاجروا محرمات اإلسالم. زادت الهج رة في ش هري مح رم وص فر,ك ان يخ رج المؤمن ون من ه ذا البيت وذاك البيت بقل وٍب ُمحطم ة ت اركين آالمهم متن اثرة خلفهم,ك ان يبكي الراحلين علي الباقيين والباقين علي الراحلين,كانت جميع ط رق ي ثرب َت ُبث اآلمال,قيل ان "يثرب" ستكون مدينة أولئك المعروفون بالعدل والمساواة في الدنيا واألخوة بالفطرة لمعالجة اآلاللم األنسانية,هؤالء من يرغبون لألخرين مايرغبون ألنفسهم,من يستطيعون تكوين صداقة وطيدة بينما يرف ع األع داء راية الثأر ,من يعيشون في مدن منفصلة دون تعارف أب دًا و هم في األص ل أخوة سيرثوا بعضهم البعض,من يتجرأون علي الموت في سبيل نشر الح ق و الصدق والحسن,الذين يتنافسون في الخ ير ويتح دون م ع بعض هم البعض فقط في سبيل هللا،وسيكون أهل تلك المدينة نموذج للحياة المثالية. صدق ما قالوه,كان يدافع /عن ه لكون ه ن بي آخ ذ ال وحي من هللا أك ثر من كون ه ُمناض ل,نعم ك ان الن بي وك ان خليلي ,هوالمتح دث الرس مي ألعلي درج ات ال وحي لكون ه ن بي,س واء ص ديق أوعب د ك ان نم وذج للمخل وق المتواضع أكثر من الجميع,كنت استطيع رؤية كيف يرتجف قلبه الرقي ق في ك ل رحي ل,وكي ف يرف رف بأجنح ة كالعص فور لك ل م ؤمن راح ل من مكة,طوال الثالثة ايام التي قضيناها في جبل ث ور,ت ألم قل بي لرؤيت ه ينظ ر إلي المدينة التي تركها بعينان مليئة بالدموع و تكراره ألسم يثرب كبصيص أمل.كنت اعلم أنه داخله يتلوي,ولكنه عاد مج ددًا ُيلقي جم ل وكلم ات مليئ ة باُلبش رة والتف اؤل وذات ثق ة بالمس تقبل,ك ان يب دو ان ه يعلم أن س ماع ذل ك سيواسيني,في فجرأخر ليلة في الجبل,بينما كنا نتح دث م ع بعض نا غ ارقين في المشهد الضبابى للمدين ة ال تي تركناه ا مليئ ة ب ذكرياتنا,كًال من ا يح اول إخفاء دموعه عن األخر ,فجأة بدأ ُيتمتم بطريقة استطيع سماعها قائًال: "وهللا يامكة أنتي أجمل مدينة علي وجه األرض بالنسبة لي,ل و لم يفص لوني عنِك لما أبتعدت عنِك أبدًا,سأعود لِك ذات يوم,أنتظريني",نظرُت أخ ر م رة للمدين ة ال تي أحبه ا,ك انت المن ازل ُمبهم ة من الواض ح أن القس وة ه دمت معالمها,الشئ الذي حاولت ت ذكره هن اك ك ان طفول تي,ش بابي ربم ا حي اتي كلها,مرت سنواتي الماضية أمام عي ني,أذي ة المش ركين والش روط الص عبة وإجبارهم للذين دخلوا لإلسالم مثلي علي الخروج من مكة,ح تي أن ه لم يكن يوج د ي وم لم يتع رض في ه المؤمن ون للتنمروالس خرية واإلذالل,ك ان من المستحيل تحمل تلك الضغوطات المادية والمعنوي ة,أي ام و ش هور وس نوات الدموع في عيون الجميع ,الحزن في قلوبهم يزيد يومًا بعد يوم,ل ذلك الس بب طلب منا التواجد في مدينة محايدة وآمن ة,وإال ت رك مك ة وال ذهاب ونس يان ذكرياتنا كان أخر شئ نريده,ال يستطيع أي أحد أتخاذ هذا القرار بسهولة,ل و لم نكن نعلم أن ال ذهاب أك ثر حيوي ة وأهمي ة من التالقي في المك ان ال ذي سنص ل إلي ه ربم ا لم ن ذهب مج ددًا ,نحن مرتبط ون ب األرض ال تي ول دنا فيها,لذلك الس بب أول خط وة ل ذهابنا,يجب أن تك ون قيم ة أك ثر من خط وة وصولنا األخيرة,حتي لو الخطوة األخيرة خيال,من أتخذوا الفداء أول خطوة أص بحوامن الن اجيين ولكن بع د ك ل نج اة ت زداد الفوض ي في مك ة وتتعق د االمور. أوًال أولئك الذين اجبرونا علي ال ذهاب,أق دموا علي أذيتن ا و تس لطوا علي أموالن ا وممتلكاتن ا ح تي أنهم مارس وا الض غط علين ا لكي ال نغ ادر,ب دأو يطالبون بعودة الراحلين من المدينة ليس ذلك فقط بل ايضًا طالبوا بعودة من رحلوا س ابقًا,أرادوا أن ي أتوا ويطيع وهم في الش رك,ل ذلك الس بب بع د ك ل رحيل تنخفض نسبة سالمة الذين تراجعوا عن الرحيل ,وضعهم ازداد س وًء قليًال,بدأت عمليات المغادرة السرية,أولئك الذين خطوا بأمل أول خطوة,بدأو يتش ككون تج اه أنهم سيتخلص ون من الخ وف في خط وتهم االخ يرة,عم رو الشجاع,هو ذلك البطل الذي اهدته مكة للعالم,وصل إلي الكعب ة من أج ل ان يخطوا أول خطوة,ملوحًا بقوسه ورمحُه علي كتفيِه قائًال":يامن تعبدون إله ًا غ ير هللا",ه ل تظن ون أن ني س أغادر من تل ك المدين ة خفي ة,ال لن أفع ل ذلك,ليكن لديكم علم أنا األن في طريقي إلي يثرب,من كان بينكم يري د ت رك أطفال يتاما وزوجات أرامل فليتبعني,بعد رحيل عمر اص بحت الحي اة أك ثر صعوبة بالنسبة للمؤمنين,تم السيطرة بعد األن علي كل خطوات النبي,عندما ذهب صهره عثمان مع ابنته رقية()كان صبور وك ان ينص ح الجمي ع دائم ًا بالصبر,لم يرد ابدًا اإلساءة باإلساءة,ك ل مافعل ه ه و األتح اد الجم اعي,علي ارغم من ذلك ب دت خط ط المش ركين مخيف ة أك ثر,يظن ون انهم يس تطيعون التخلص من ه بس هولة عن دما يغ ادر أص دقائه والمؤمن ون ب ه بأس تثناء القليل ون,س معنا أنهم انته زوا الفرص ة واخت اروا س بعة ش باب من س بعة قبائل,الس بعة رج ال س يهجمون بالس يف في نفس اللحظ ة,ل ذلك الهاش ميون سيرض وا عن أن تك ون الدي ة بض ع جم ال ب دًال من اخ ذ الثأرهك ذا ُيغل ق الحساب,ك انت الحلق ة تض يق ومخطط ات المش ركين ت زداد عن ف في ك ل لحظة. كنت دائما شخص صبور ولكن عبء تحمل كل هذا الضغط جعل ني أفك ر كثيرا بسوًء ,أنفصلت الصفوف في مكة,أصبح األقارب اعداء,يوم يفر الم رء من بنيه واالبن من ابيه من ابنائهم والبنات من امهاتهن,لم تكن هن اك لحظ ة لم نشعر فيها بأن الشرك يقبض علي أنفاسنا,في ك ل دقيق ة يخ ترعون س يئة وك ل س اعة يض عون خط ط جدي دة,ذات ليل ة وض عنا نحن ايض ًا خطة,االصدقاء األحرار الثالثة المتبقيون...أنا وعلي وهو,يمكن الق ول أن ني توص لت إلي حقيق ة ذاتي في خالل تل ك الس اعات القليل ة ال تي غ يرت حي اتي,قب ل ش هرين عن دما أخ ذت األذن من ه لكي أب إالي يس رب م ع أطفالي,قال لي":صبرًا ياصديقي العزيز",القليل من الص بر"ربم ا س ينعم هللا علي ك برفيق ًا لل درب,أص بر كث يرًا,كنت اعتق د دائم ًا أن علي ه و رفي ق ال درب,ولكن عن دما ك ان يخط ط ليًال وق ال أن ني س أكون ث اني األث نين,في البداية سررت كثيرًا,ولكن بعد ذلك تخوفت كثيرًا,ماذا لو لم اس تطع حمايت ه كم ا يجب,م اذا ل و قص رت في عملي,ح تي أن ذل ك الخ وف س يطر علي تفك يري بع ائالتي وأطف الي ال ذين س أتركهم بال حماي ة,وخ وف أم كلث وم وفاطم ة من رحيل ه,لكن تم أتخ اذ الق رار,لن يلتفت إلي ذل ك وس نخرج إلي الطريق يوم االثنين,خالل الثالث ايام التي قضيناها في جبل ثور في االتجاه المعاكس ليثرب -مروا علي ثالثة س نوات -ولكن تمت خطتن ا بنج اح,ك ان يبحث المكيين علينا في جميع ط رق ي ثرب في حين انن ا نبقي في كه ف في االتجاه المعاكس/مقابل,نام علي شجيع الش جعان علي س رير الن بي لتض ليل المشركين,لقد نبهنا بني عبدهللا ان يأتي ويذهب خفية ويخبرنا بما يح دث في مك ة,ك ان ي رعي ال راعي المخلص ام ير بن فهي ير االغن ام إلي جب ل ث ور ألخفاء أثاره,عالوة علي ذلك كانوا سيعطنونا اللبن والمؤن. كما ُقلت،لقد تحمست كثيرًا عندما قال رفي ق دربي المب ارك أن ه سيس افر معي تل ك الليل ة،و لكن في عص ر نفس الليل ة،تلقيُت نب أ ان الس بع ش باب المشركين حاصروا منزله وتخوفت كثيرًا،لذلك السبب عندما ألتقين ا لم أراُه مضطربًا،من المحتمل أنه علم عن ال ذين حاص روا منزل ه،لق د ح زن ولكن ليس إلدراكه لل ذين س يتعمدون إي ذاء روح ه وال من أج ل روح ِه ولكن من اجل امتُه وألن رسالة هللا للناس لن تكتمل. من بعد تلك الليلة وكل شئ اصبح سريعًا،وبمجرد أن حل الص باح أعطي األمان ات ال تي بحوذت ه ُك ل علي ح دة إلي علي،عالوة علي أن ج زء منهم ك انوا أمان ات األع داء ال ذين تعم دوا إي ذاء روح ه"،ك ان أمين" لدرج ة أن أعدائ ُه لم يقلق وا بش أن األش ياء ال تي أودعوه ا لدي ه،عن دما أنتهي تس ليم األمان ة،ق ال لعلي أن يرت دي ُس ترة خض راء وين ام علي فراش ه ووفق ًا لم ا قاله،أخذ حفنة من التراب بيدِه وم ر بين الس بعة اش خاص المتربص ين أم ام الباب ناثرًا اياهم عليهم،ظلو جمعيهم هكذا غاشيُة ابصارهم. لقد صدقت كل ما قاله وبالطبع صدقت ذلك أيضًا،كل ما يقال إذا قاله ه و فقد حدث،وأيضًا كان يؤكد ذلك الخبر ال ذي أحض ره اب ني عبدهللا،وفق ًا لم ا قاله،في صباح الغ د عن دما رأي المش ركين الس بع ش باب مالبس هم ُملطخ ة بالتراب سخروا منهم قائلين":خيرًا،ماذا تنتظرون هنا؟" "بالتأكيد محمد!" "ب النظر إلي ال تراب ال ذي ف وقكم،يب دو انكم لم تتحرك وا ط وال اللي ل ايه ا الثيران ؟"أياكم ان يكون ُمحمد قد ذهب ؟" لقد ادرك السبع شباب حينها ما حل علي رأسهم،ركض وا ف ورًا إلي الم نزل وهاجموا الف راش ولكن ف ات اآلوان،علي الف ارس المغواره و المتواج د في الفراش،احتجزوه وقاموا بأستجوابه ولكن بال جدوي،هذا هو علي يموت وال ُيفشي سرًا. بدا هروب الفريسة ،ثقيًال علي المشركين،صاح ابو جهل ُمعلنًا":ال تقولوا س معنا أم لم نس مع!...إذا وج د أح دكم ُمحم د س ُيمنح مائ ة ناق ة! و الج ائزة ستكون بحوذة دار الندوة". ك ان أول ص باح لن ا في غ ار ث ور،كم يوج د في مك ة عب دة اص نام قتل ة،لص وص،غ ير أوفي اء،مش ؤومون سيتس لحون ممتط وون الخي ل و يالحقوننا من أجل أخذ الجائزة،قال ابني عبدهللا":لحسن الحظ"،عندما تتجهوا نحو يثرب سيبحثون عنكم في الطرق الموازية لطريق دمشق،اآلن ه ذا ه و الوقت المناسب إذا كنتم سترحلون. رفيق دربي الُمبارك لم يفعل ما قاله عبدهللا،قال ":لننتظر،دعنا ننتظر يا صديقي المخلص"،بع د ذل ك أض اف ذاك رًا اس م أث نين من المش ركين ُأمي ة الماكر وثري طاغي مكة ابو جهل":بالتأكي د س ُيفكر كالهم ا بش كل مختل ف وعاجًال أم آجًال سيفهمون ُخ دعتنا،لقد أدركت صحة هذا القرار عن دما رأيت كال الرجلين الماكريين أنشغلوا بشبكة العنكبوت وبقوا. كان الصباح الثاني لنا في الغار،بعد صالة العص ر ُص درت اص وات من الخارج،وضع النبي رأسه علي ركبتاي وغرق في ُسبات عميق,لم يُهن علِي إيقاظه،بينما كنت أتنصت إلي مايحدث في الخ ارج مح اوًال تخمين أص وات اآلتيين أستيقظ علي الفور،خطونا لألم ام مع ًا به دوء ونظرن ا إلي الخ ارج، وإذ بأحدهم يقف خلفه واآلخر أمامه،حاولت حمايت ه من ك ل الجه ات مثلم ا افعل دائمًا،ت وقفت لبره ة وش عرُت بالدهش ة،س ألته بهمس":ي احبيب!...ه ل تري ما أراه؟" "هل تتحدث عن العنكبوت؟" "وأيضًا عن عش الحمام والثالث بيضات ال تي بداخل ه!وعن ال بيض والعش اللذان لم يكن لهم أثر عندما أحضر أبن ُفهيير اللبن صباحًا". "ُقلت له ال تحزن،إنما أمره غذا اراد ش يئًا ان يق ول ل ه كن فيك ون ،هللا ستري أن كل شئ يتيسر أنا ايضًا اري ذلك،حتي أن هللا ُيريني ما ه و أك ثر من ذلك ،كأجنحة جبريل التي هناك،ثماني اشخاص يقتربون ياحبيب،أخش ي اال استطيع التصدي لهم". "ال تخف إن هللا معنا!" "ال اخاُف من اجل نفسي ياحبيب"... "أنظر!...ها قد اتي الحمام إلي الُعش". "مهما يحدث تراجع للخلف هكذا وأنا للجميع س"... "هشششش دعنا نجلس وننتظر ذاكرين هللا!" أولئك الذين جاءوا بزعامة ابو جهل وُأمية يتتبعون تعليمات الرجل الذي يرشدهم ،كاد يخرج قلبي من مكانه،كنا علي وشك أن نتواج ه عن دما وقف وا تحت أخر صخرة سُتصعد/سيصعدوها،حبسُت انفاسي،لم اشعر ابدًا من قب ل بأن هللا قريب م ني ب ذلك الق در،ك ان يجب أن أخش ي ولكن لم يع د للخ وف مكانًا في قلبي ،كنُت أنتظر ما سيحدث فحس ب،ه ا هم جميعهم هن اك،ثماني ة اشخص متقلدين السيوف،لو لم يكن الغار ُمظلم من الداخل لكانوا رأونا،كنت ُأريد الموت قتاًال مع ه ؤالء الرج ال،الم وت والبعث إلي الحي اة مج ددًا بع د الموت ثم القتال ومفارقة الحي اة م رة اخ ري،ولكن ني مض طر أن أعيش من اجل حماية رفي ق دربي الُمب ارك،كنُت أنتظ ر هك ذا دون معرف ة اي ش عور انتابني،ثم صرخ ُأمية علي الرج ل ال ذي يتتبع وه بغض ب":رجًال احم ق!أي نوع من المرشدين انت؟لقد جعلتن ا نص عد إلي هن ا ق ائًال اتبع وني ،قلُت أن ه يوجد غار في األعلي،هل كان هذا هو؟" "ويحك يا ُأمية توقف،دعنا نلقي نظرة علي هذا الغار!" "أبو جهل!كنت أظن أن أسُم َك ُيعبر عن الجهل فحسب لم ُأفكر أنك ستتحدث بجهل أيضًا هكذا". "لماذا تقول هكذا يا ُأمية؟" "ُت ري لماذا أقول هكذا يا ابو جهل"؟أمرًا عجيب!لتُح ل عليك لعنة ُه َب ل/لينتقم ليعاقبك ُه(ُه َب ل:كبير آلهة مكة والعرب البدائيين) ولُيفسد عقلك!" بينما كانوا يص يحون في الخ ارج كنُت في ال داخل علي وش ك أن ُيغش ي علٍي،البد أن رفيق دربي الُمبارك شعر بحالتي وضغط بيده علي يدي. "ي احبيب! إذا أنح ني أح د من ه ؤالء الرج ال ونظ ر إلي ال داخل بج انب شبكة العنكبوت سيرانا". تل ك الم رة ربت علي ي داي ونظ ر إلي وجهي مبتس مًا":ماظن ك ي ا أب ا بكر.....بأثنين هللا ثالثهما؟" بعد ذلك الحديث أنشرح صدري،كان مبتسمًا،حينه ا ه دأ روعي،ه ا ق د بدأ االنتظار اآلمن،خرجنا مع ًا وترقبن ا م ا يح دث،ك ان ُأمي ة يح اول إقن اع اآلخرين":ألم تروا هذا العنكبوتُ،ن سجت شباكه قبل مولد ُمحمد،أنظ روا إلي غلظت ُه،وأيض ًا اي حم ام ه ذا تعتق دون أن ه س يبني ُعش ام ام ب اب غ ار مأهول/مسكون. ليخجل منكم أجدادكم!" "صدقُت ي ا ُأمي ة،عن دما نص ل إلي المدين ة س ُأبرح ه ذا المرش د الُمش عوذ خمسون جلدة،ليتعلم ان يقوم بعمله جيدًا". عن دما رح ل أب و جه ل وأص دقائه أحتفلن ا بفرحتن ا محتض نين بعض نا البعض،كانت تفوح رائحتُه كالورد. أنا عبد كعبة بن أبو قحاف ة،رفيقي الُمب ارك في الي وم ال ذي أعتنقُت في ه اإلسالم غير أسمي إلي عبدهللا،أما عن المكيين أطلقوا علي أبو بكر،أبو بك ر والد اسماء وعائشة،لقد آمنت ووثقت ب ه وس لمُت بك ل م ا قال ُه،عن دما ك ان الجميع ُيكذب ُه أن ا كنُت اص دقُه،كنُت بجانب ه دائم ًا،ل ذلك الس بب أطل ق علي الصديق،و منُذ ذلك اليوم المؤمنين يدعونني بالصديق،أم ا عن الثالث لي الي التي مرت علي بدون نوم في غار ثور فقد أكسبتني لقب"رفي ُق الغ ار"،أب و بك ر تع ني"وال د ص غير اإلب ل"؛بع د ه ذا الي وم أص بحُت ُان ادي برفي ُق الغ ار،وعلمُت أن ه ذا اللقب أرقي/ألط ُف بكث ير من أس مائي وص فاتي االخ ريُ،يعجب ني كث يرًا كلم ا ُان ادي ب"رفي ُق الغ ار"اش ُعر بالحيوي ة /باألطمئنان. كان صديق طفولتي،ذات ي وم في ش بابنا أحص ينا أعمارن ا واتض ح أن ه يكُب رني بع ام،كنت ُافك ر دائم ًا أن م ع ك ل حديث ه وتص رفه ك األخ االك بر تجاهي ليس بكونه االك بر س نًا ولكن مرتب ط بروح ه الناض جة ،علي عكس الش باب المك يين نش أنا علي نفس الغ رار بنفس االس لوب وُاعجبت بنفس االشياء التي اعجبتُه. ذات ي وم ج اء لي وأخ برني بحم اس عن حديث ه م ع المالك المس مي بجبري ل،وتلقي ِه ال وحي من هللا وتكليف ُه برس الة،وعن دما س ألته"م ا ه و الوحي؟" /،أستكمل /قال ُمبجًال/مستعظمًا":أقرأ بأسم رب ك ال ذي خل ق،خل ق اإلنسان من علق،أقرأوربك االكرم،الذي علم بالقلم،علم اإلنسان مالم يعلم". كان من الواض ح أن الش خص اُالمي لن يوف ق في ش ئ متعل ق ب القراءة والكتاب ة،عالوة علي أن ني كنت أفك ر دائم ًا من ذ ريع ان ش بابي أن هللا علم اإلنسان مالم يعلم،ولكن إيماني ب ه ليس بس بب ماقال ه ولكن آمنت ب ه لكون ه ُمحمد وكان ذلك كافيًا.