You are on page 1of 19

‫وحدة سيكولوجية العنف المدرسي‬ ‫ماستر ‪1‬‬

‫العنف‬
‫وجد العنف منذ وجود اإلنسان على األرض‪ ،‬فقد وجد منذ أول حدث للصراع بين البشر‪،‬‬
‫والمتمثل في الخالف بين" قابيل وهابيل "وشهدت البشرية أحداثًا كثيرة تميزت بالعنف‪.‬‬
‫فالعنف إذًا سمة من سمات الطبيعة البشرية‪،‬وعلى مدى التاريخ نجد إثباتات وشواهد تدل على‬
‫لجوء اإلنسان إلى العنف استجابة النفعاالته من الغضب‪.‬‬
‫ويؤكد" محمد نجيب "إن المصدر األساسي للعنف في تاريخ البشرية كان محاولة للتسلط‪،‬والتي‬
‫جاءت بأشكال متعددة‪،‬سوا ًء تسلط الفرد على اآلخر أو تسلط طبقة على مجتمع‪،‬وكذل كتسلط‬
‫مجتمع أ وإقليم على مجتمع آخر‬
‫وبذلك فإن التسلط من أجل السيطرة هو أصل العنف ومصدره فا خذت الكلمة معنى القوة‬
‫الصارمة‪ ،‬وبعدها استعملت بمعنى تعنيف الذات وهي "‪ violence‬وذلك في عام ‪ 1662‬م ‪.‬ثم‬
‫في عام ‪ 1748‬م استعملت بمعنى‪ viol‬تدل على اغتصاب أما في عام ‪ 1915‬فتعني طبع‬
‫غضوب شرس ‪.‬‬

‫‪-II‬تعريف العنف‬
‫لقد إهتم الباحثون في مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية بتحديد مفهوم العنف‪،‬وقد‬
‫انتهى كل فريق إلى تحديد المفهوم وفقًا لتوجهه النظري‪،‬وسوف نعرض بعض التعريفات فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫عرف روندالفوآخرون العنف بأنه " سلوك هجومي واعتدائي‪،‬وهو سلوك تخريبي هدام‪،‬وفي‬
‫أغلب األحيان يؤدي إلى إلحاق أضرار مادية وجسمية ‪.‬‬
‫اما هورنسين فيقر أن العنف عبارة عن"سلوك موجه البتالء اآلخرين بأضرار مادية أو‬
‫معنوية‪ ،‬وذلك بتدمير كيانهم أو ممتلكاتهم في حين‬
‫"عامربن شايع بن محمدالبشري "يقول إن العنف "‪:‬هو كل فعل أو تهديد يتضمن استخدام‬
‫القوة‪،‬بهدف إلحاق األذى والضرر بالنفس أو باآلخرين أو تدمير أو تخريب ممتلكاتهم‪.‬‬
‫وتعرفه " تهاني محمدعثمان منيب "على أنه استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة‪،‬قد‬
‫تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير‬
‫في حين يعرف الدكتور " علي سموك "العنف بأنه " االستخدام غير المشروع للقوة‬
‫البدنية‪،‬بأساليب متعددة إللحاق األذى باألشخاص والممتلكات ‪.‬‬
‫أما" المنّظمة العالمية للصحة "فقدعرفت العنف بكونه " االستعمال المتعمد للقوة‬
‫الفيزيائية‪،‬سوا ًء بالتهديد أو باالستعمال المادي ضد الذات أو ضد شخص آخر أو مجموعة‬
‫ويشير حلمي )إلى أن العنف عبارة عن"‪ :‬ممارسة القوة البدنية إلنزال األذى باألشخاص أو‬
‫ضررا جسميًا‪،‬أو التدخل في الحرية الشخصية‪.‬‬
‫ً‬ ‫الممتلكات‪،‬كما أنه الفعل أو المعاملة التي تحدث‬
‫ويعني العنف عند " رشاد علي عبد العزيز موسى " ) ‪" ( 2009‬إيذاء بالقول أو الفعل‬
‫باآلخرين‪،‬سواء كان هذا اآلخر فردًا أو جماعة‪.‬‬
‫من خالل عرض التعريفات المختلفة‪ ،‬نستنتج أن مجملها تلتقي في نقطة واحدة وهي أن العنف‬
‫عبارة عن إلحاق األذى بفرد أو جماعة ما‪،‬مهما كان نوعه فهو سلوك إيذائي سوا ًء كان هذا‬
‫بدنيًا أم نفسيًا أم معنويًا‪،‬وهو يلحق الضرر باآلخرين أو الممتلكات‪.‬‬
‫‪-III‬الفرق بين العنف والعدوان‪:‬‬
‫كبيرا بين المهتمين بدراسة هذين المفهومين من حيث اقتران‬ ‫جزال ً‬ ‫أثار مفهوم العدوان والعنف ً‬
‫العنف بالعدوان‪،‬ومن حيث التفرقة بينهما‪.‬فمن حيث اقتران العنف بالعدوان يذهب" طريف‬
‫شوقي "عام ) ‪( 1994‬إلى أن العنف شكل من أشكال العدوان‪،‬وأن العدوان أكثر غموضية من‬
‫العنف‪،‬وأن كل عنف يعد عدوانًا والعكس صحيح(‬
‫ويوضح" خليفة والهولي "في ) ‪ ( 2003‬أن العنف استجابة متطرفة من السلوك العدواني‪،‬تتسم‬
‫بالشدة والتصلب اتجاه شخص أو موضوع ما‪،‬و ال يمكن منعه أو إخفاؤه ومن ثم يمثل العنف‬
‫سلو ًكا يمارسها إلنسان بتأثير من دوافعه العدوانية‪.‬ويضيف" الزايدي "إلى أن مفهوم العنف‬
‫يندرج تحت مفهوم العدوان وأن العنف جزء من العدوان وشكل من أشكاله ‪،‬سواء كان ذلك‬
‫العدوان على األفراد أم الممتلكات أم المجتمع ‪،‬لكن العنف يظهر جليًا بأنه سلوك عدواني‬
‫مستمر ويعتبر العنف جز ًءا من العدوان‪،‬حيث إن العدوان صفة لعنف غير محدود‬
‫وهو الفعل الخشن الذي يهدف إلى إرغام اآلخرين‪،‬كما هو القوة العنيفة التي ال تحترم قواعد‬
‫النظام‬
‫أما بالنسبة للتفرقة بين مفهومي العنف والعدوان‪،‬فقد قام بعض الباحثين بالتمييز بينهما وذلك‬
‫لتفادي االلتباس بين المفهومين‪،‬وقد اعتمدوا في ذلك على أن العنف له طابع مادي بحت‪،‬في‬
‫حين أن العدوان يشمل على المظاهر المادية والمعنوية معًا‪.‬‬
‫فلقد أشار "المغربي "إلى أن العنف استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة قد ينطوي على‬
‫انخفاض التفكير‪،‬وعلى ذلك فليس من الضروري أن يكون العنف مرادفًا للعدوان‪،‬وليس من‬
‫الضروري أن يكون العنف مرادفًا للتدمير‬
‫في حين يميز الباحث موالروبين العنف و العدوان فيقول ان العدوان يقصد به دائ ًما اإلضرار‬
‫الجسدي أو الرمزي‪،‬بينما العنف ال يقتضي بالضرورة إرادة االعتداء فقد يقصد فيه التربية‬
‫مثًال‪،‬منه فِوفق هذا الرأي فإن القصد في اإلضرار يساعد في التمييز بين هذين المفهومين(‬
‫من كل ما سبق‪،‬نرى أنه من الصعب التفرقة بين مصطلحي العنف والعدوان ورغم الفرق‬
‫النوعي والموضوعي بينهما‪،‬فال يوجد عنف دون عدوان مسبق‪،‬سوا ًء أكان هذا‬
‫مستترا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظاهرا أم‬
‫ً‬ ‫الشعور‬
‫‪-IV‬المفاهيم ذات الصلة بالعنف‪:‬‬
‫تتداخل بعض المصطلحات والمفاهيم بمصطلح العنف‪،‬لدرجة أنه ال يمكن تفسير العنف‬
‫والوقوف على مظاهره دون الرجوع إليها‪،‬نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬العداء‪:‬‬
‫ويقصد به شعور داخلي بالغضب والكراهية موجه نحو الذات أو نحو شخص أو موقف ما‪،‬فهو‬
‫استجابة تنطوي على المشاعر العدائية لألشخاص واألحداث‬

‫‪-‬العدوانية‪:‬‬
‫يعرف هيلقارد العدوانية على أنها "‪ :‬نشاط هدام أو تخريبي يقوم به الفرد بغرض إلحاق األذى‬
‫بشخص آخر‪،‬إما عن طريق الجرح الجسدي أو عن طريق االستهزاء والسخرية‬
‫‪-‬العنف‪:‬‬
‫كل فعل أو تهديد يتضمن استعمال القوة بهدف إلحاق الضرر بالنفس أو اآلخرين‬
‫‪ -V‬أشكال العنف‪:‬‬
‫تتفق أدبيات الموضوع‪،‬بأن العنف يأخذ األشكال الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪-1‬العنف الجسدي‪:‬‬
‫ويقصد به السلوك الجسدي المؤذي‪،‬الموجه إلى الذات أو اآلخرين‪،‬ويهدف إلى اإليذاء‬
‫أو خلق الشعور بالخوف‪،‬ويتم تجسيده عن طريق األيدي واألرجل‪،‬ومن األمثلة على‬
‫ذلك نجد ‪:‬الضرب‪،‬الدفع‪،‬الركل‪.‬‬
‫‪-2‬العنف اللفظي‪:‬‬
‫يقف هذا النوع من العنف عند حدود الكالم‪،‬كالشتم والسخرية والتهديد‪،‬وغال ًبا ما يرافق هذا‬
‫انتشارا في المجتمعات‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكالم مظاهر غضب وتهديد‪،‬يمثل أكثر األنواع‬
‫‪-3‬العنف الرمزي‪:‬‬
‫ويشمل التعبير بطرق غير لفظية عن احتقار األفراد اآلخرين‪،‬أو توجيه اإلهانة لهم‪ ،‬كاالمتناع‬
‫عن النظر إلى الشخص عندما يتحدث‪،‬عدم رد السالم‪،‬ويتجسد هذا النوع من العنف في حياتنا‬
‫اليومية وقد يأخذ العنف شكلين آخرين وهما ‪:‬العنف الفردي والجماعي‪.‬‬
‫‪–1‬العنف الفردي‪:‬‬
‫وهو العنف الموجه من فرد إلى فرد آخر‪،‬وهو في الغالب يكون في المجاالت اليومية‪،‬‬
‫وينقسم األفراد الذين يرتكبون هذا النمط من العنف إلى ثالثة فئات‪،‬وهي‪:‬‬
‫الفئة األولى ‪:‬وهم األفراد المتسلطون والذين يمثل العنف لديه مجز ًءا أساسيًا من سلوكاتهم‬
‫لتحقيق غاياتهم‪.‬‬
‫الفئة الثانية ‪:‬وتتمثل في األفراد الذين يعانون من عقدة النقص‪،‬حيث يستخدمون العنف بغرض‬
‫سد هذا النقص‪.‬‬
‫سا بالعنف‪،‬وتستخدم هذه الفئة العنف كوسيلة عقابية‬
‫الفئة الثالثة ‪:‬هم األفراد الذين يتسمون أسا ً‬
‫في حالة عدم استجابة اآلخرين‬
‫‪–2‬العنف الجماعي ‪:‬وهو اشتراك فرد مع جماعة من األفراد اتجاه جماعة أخرى تمثل السلطة‬
‫‪-VI‬األسس النظرية للعنف ‪:‬‬
‫باعتبار العنف أحد الظواهر النفسية الهامة‪،‬لما يترتب عنها من آثار مدمرة للفرد فقد‬
‫اهتم به علماء النفس‪،‬وحاولوا تفسيره رغم اختالف مدارسهم وتوجهاتهم‪،‬هذا ما أدى إلى التباين‬
‫الكبير في األطر النظرية التي تعتمد عليها كل نظرية أو مدرسة من مدارس علم النفس‪،‬وسوف‬
‫نحاول التطرق إلى أهم النظريات التي فسرت العنف‪:‬‬
‫‪–1‬النظرية البيولوجية‪:‬‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه أن العنف يرجع إلى أسباب بيولوجية‪،‬ولقد أثبتت الدراسات التي‬
‫أجريت في هذا المجال وجود ارتباط بين هرمون الرجولة" األندروجين " وهو السبب المباشر‬
‫لوقوع العنف‬
‫ويدعم" عبد اللطيف العّقاد "هذا االرتباط بين زيادة هرمون الذكورة " التستسترون" وبين‬
‫العدوانية‪،‬خاصة في حاالت االغتصاب الجنسي‬
‫أثبت روادهذه النظريةأن العنف البشري غريزة فطرية‪،‬ولقد عمم كل من‬
‫كونارد"وأندري "هذا المفهوم‪،‬ويري أن الغريزة العدوانية غريزة فطرية في الجنس‬
‫البشري‪،‬وتندرج فكرة" اإلرتقاء والتطور "وراء هذه النظرية كما يرى الباحثان أن الحيوانات‬
‫العدوانية تستمرفي البقاء بسبب الغريزة العدوانية بينما األقل عدوانا تنقرض ‪،‬ولقد أكد" لورنز‬
‫غاية األهمية من أجل البقاءفي الحياة ‪.‬‬
‫يرى علماء الوراثة أن هناك صفات أساسية في الفرد‪،‬تأتيه من أبويه وأجداده عن طريق‬
‫الوراثة‪،‬فينتقل السلوك الجانح عن طريقه‪،‬فاألطفال كما يشبهون آباءهم من الناحية الجسمية‬
‫والعقلية فإنهم يشبهونهم سلوك ًيا وعاطف ًيا‪،‬وذلك ما بينته الدراسات التي أقيمت على التوائم‬
‫المتماثلة‬
‫‪ -2‬النظرية التحليلية‪:‬‬
‫تعد نظرية التحليل النفسي ونظرية اإلحباط– عدوان ‪-‬أهم النظريات المفسرة‬
‫لظاهرةالعنف‪.‬‬
‫‪-‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬
‫يتزعم هذه النظرية" فرويد ‪-‬حيث يرى أن العنف سلوك واع شعوري ناتج عن غريزة الموت‬
‫التي افترض وجودها‪،‬وهي المسؤولة عن التدمير‪.‬‬
‫وإن العنف دافع من الدوافع الغريزية المتعارضة‪،‬وهما غريزة الموت تهدف لحفظ‬
‫النوع‪،‬وغريزة الحياة وتهدف لحفظ الفرد‬
‫ويشير"حسن ) ‪" ( 2000‬أن رواد التحليل النفسي‪،‬وعلى رأسهم"فرويد "يرون أن اإلنسان‬
‫منذ والدته يمتلك عددًا من الغرائز العدوانية‪،‬والتي ال تعود إلى الطبيعة البيولوجية له‪،‬بل هي‬
‫غرائز توجد في طبقات الالشعور الداخلية‬
‫سا على ثالثة عناصر متصارعة ومتناقضة‪،‬‬ ‫فالشخصية اإلنسانية عند" فرويد "تبنى أسا ً‬
‫وهي‪:‬الهو وتعني الدوافع القويةالتي تبحث عن اإلشباع بأي طريقة‪ .‬األناالعليا ‪:‬وهي الصور‬
‫المثالية والفضائل األخالقية التي يتعلمها في الصغر‪.‬األنا ‪:‬وهي الذات في صورتها العاقلة‪،‬التي‬
‫تكبح جماح األنا األعلى‬
‫يضيف أن العنف يحدث نتيجة الصراع بين اإلنسان ونفسه‪،‬وبين معطيات العالم المحسوس‬
‫الذي يعيش فيه‪،‬فعندما يريد تحقيق رغبة من رغباته‪،‬فيصطدم بعائق من العوائق‪،‬فإنه يحدث‬
‫صراع نفسي والذي بدوره يحدث سلوك العنف‬
‫بينماترى" كالين أن العدوان يعمل داخل الطفل منذ بداية حياته‪.‬‬
‫فهي ترجع العدوان إلى العالقة األولية مع األم من خالل تجربة الرضاعة فالطفل‪ ،‬عندما‬
‫يرضع ال يبتلع الحليب فقط انما تتشكل لديه في الوقت نفسه صورة عن األم وعن نفسه ‪.‬فإذا‬
‫كانت هذه التجربة سارة ومطمئنة ومشبعة للطفل‪،‬تكون لديه صورة إيجابية عن األم‪،‬وهذا ما‬
‫تطلق عليه كالين "اسم" صورة األم الصالحة"‪،‬أما إذا كانت هذه التجربة مؤلمة أو محبطة ولم‬
‫يحصل الطفل من خاللها على االرتياح والطمأنينة‪،‬فتتكون لديه صورة سلبية عن األم وهو ما‬
‫تطلق عليه الباحثة اسم" األم السيئة‪".‬وصورة األم هذه سواء كانت إيجابية أم سلبية؛تكون النواة‬
‫األولى لكل صورة يكونها الطفل عن اآلخرين‪،‬وعن العالم وذاته ووجوده‪،‬وهكذا تؤدي صورة‬
‫األم الصالحة إلى تكوين صورة إيجابية عن الذات وبالتالي تنشأ" أنا األعلى "ودودًارفيقًا‪.‬‬
‫أما الصورة السيئة فتؤدي إلى تكوين قيمة عن الذات وإلى تكوين" أنا أعلى "هجومي عنيف‬
‫يمارس بطشه على اآلخرين‪،‬كما يلجأ إلى تدمير الموضوعات الخارجية خوفامن تلقي‬
‫الهجومات االنتقامية منها‪،‬وهذا التحطيم يولد في نفسه الخوف من انتقام هذه الموضوعات من‬
‫خالل مبادلة العدوان‪،‬والعنف مما يؤدي إلى زيادة شدة القلق وإلى المزيد من نزعات ونوبات‬
‫العدوان والتحطيم(‬
‫نظريةإحباط – عدوان‪:‬‬
‫من العالقة وهما" ميلرودوالرد‪ ،‬انطلق أصحاب هذه النظرية من العالقة‬
‫السببية إحباط – عدوان‪،-‬حيث توجد عالقة بين اإلحباط كمثير ‪-‬وهو عدم قدرة الفرد على‬
‫إشباع حاجة من الحاجات النفسية أو الفيزيولوجية – والعدوان كاستجابة ‪.‬إذ تختلف شدة السلوك‬
‫العنيف باختالف كمية اإلحباط الذي يواجهه الفرد في الحياة اليومية‬
‫"إذ يمثل العنف وسيلة من وسائل التعبير عن اإلحباط "فالعدوان إذًا نتيجة حتمية لإلحباط‬
‫ويذهب"دوالرد "وزمالؤه إلى وجود ثالثة عوامل أساسية من شأنها تقوي الحافز العدواني‬
‫الذي تثيره خبرة اإلحباط‪،‬وهي أهمية المنبه المحيط بالفرد‪،‬ودرجة ما يشعر به من إحباط‪،‬وعدد‬
‫عواقب أو توابع االستجابة العنيفة أو العدوانية‬
‫‪-‬نظرية االتجاه نحو الذات‪:‬‬
‫وهي تشير إلى أن أعد هذه النظرية"كابلين وكابلين وهي تشير إلى أن‬
‫العنف يحدث عندما يسعى الفرد ويناضل من أجل التغلب على االتجاهات السلبية نحو الذات‬
‫لديه‪،‬والتي لديهم نقص في تقدير الذات يميلون إلى تبني أنماط سلوكية منحرفة كوسيلة يحظى‬
‫من خاللها باهتمام اآلخرين له‬
‫‪-3‬النظريات االجتماعية‪:‬‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه أن الظروف والمتغيرات التي عرفها المجتمع هي التي أدت بالفرد‬
‫إلى استعمال العنف‪،‬وتعتبر نظرية الضبط االجتماعي ونظرية البيئة أهم هذه النظريات‪:‬‬
‫‪-‬نظرية التعّلم االجتماعي‪:‬‬
‫)‪ (Albert Bandura‬ترجع هذه النظرية إلى" ألبرت باندورا وهي تشير الي ان العنف سلوك‬
‫متعلم من المجتمع‪،‬ويؤكدعلى التفاعل بين الشخص والبيئة‪،‬فتفرض عليه تعلم السلوك العنيف‬
‫كأي نوع من السلوك اآلخر ‪.‬فحسب هذه النظرية فإن الفرد يكتسب العنف بالتعلم والتقليد من‬
‫البيئة المحيطة به‪،‬سواء في األسرة أم المدرسة أم غيرهما‬
‫ولقد قام كل من" والتروباندورا ) ‪" ( 1983‬بدراسة بعض العوامل كالممارسة التربوية للوالدين‬
‫وتأثير النماذج – األب واألم ‪-‬كنموذج يقتدي به‪،‬وأثر ذلك على العنف فوجدوا أن الطفل يقلد‬
‫سلوكه‪.‬كما ترجع هذه النظرية مصدر العنف إلى التنشئة المتسلطة ومشاهدة األفراد لألفالم‬
‫الكرتونية التي تعرف بقصص البطولة‪،‬والسلوكات العنيفة تؤثر فيهم عن طريق التقليد و‬
‫المحاكاة‬
‫‪-‬نظرية الضبط االجتماعي‪:‬‬
‫يذهب أنصار هذه النظرية إلى القول بأن العنف غريزة داخلية في اإلنسان يتم التعبير عنها‬
‫عندما يفشل المجتمع في وضع قيود وضوابط محكمة على األفراد‪،‬تقر هذه النظرية كذلك إلى‬
‫أن خط الدفاع األول للمجتمع‪،‬هي تلك المجموعات التي ال تشجع العنف‪،‬أما أولئ كالذين ال‬
‫تسيطر عليهم أسرهم فيتم ضبطهم و السيطرة عليهم عن طريق الشرطة والقانون ‪.‬باختصار‬
‫تدور نظرية الضبط االجتماعي حول افتراض مفاده؛أن الدافع لالنحراف شيء طبيعيي وجد‬
‫لدى جميع األفراد‪،‬لكن الطاعة واالمتثال هما الشيء الذي يجب أن يتعلمه‬
‫‪-‬نظرية التفكك االجتماعي‪:‬‬
‫يرى بعض علماء االجتماع أن التفكك هو السبب الرئيسي لحدوث سلوك العنف فعوامل التغير‬
‫السكاني والظروف السكنية والفقر كلها ترتبط ارتبا ً‬
‫طا وثيقًا بالعنف‪،‬أضف إلى‬
‫ذلك صراع األدوار االجتماعية‪.‬‬
‫دورا ها ًما في نمو ظاهرة السلوك المنحرف‪،‬باعتبار أن الفرد يرتبط‬ ‫يلعب التفكك االجتماعي ً‬
‫بمجموعة من الوحدات والنظم‪،‬ولكل وحدة مجموعة من المعايير التي تنظم السلوك‪،‬فإذا كانت‬
‫تلك المعايير واحدة بالنسبة لكل الوحدات الممثلة للثقافة في المجتمع حينئذ ال توجد مشكلة‪،‬لكن‬
‫تختلف هذه الوحدات في المعايير التي تنظم السلوك تظهر المشكلة‬
‫‪-‬نظريةالصراع‪:‬‬
‫يرى أصحاب نظرية الصراع أن العنف وسيلة للصراع بين النوعين الجنسين إذ يعد العنف‬
‫وسيلة أساسية لفرض سيطرة الرجل وتميزه على المرأة‪،‬وقد أصبح العنف وسيلة لتأكد من عدم‬
‫المساواة بين النوعين‪،‬واإلنقاص من مكانة المرأة‬

‫‪-‬النظريةالسلوكية‪:‬‬
‫يؤكد رواد هذه النظرية أن العنف شأنه شأن أي سلوك يمكن اكتشافه‪،‬ويمكن تعديله وفقًا لقوانين‬
‫التعلم‪،‬لذلك ركزت البحوث والدراسات التي أجراها السلوكيون أن السلوك متعلم من البيئة‪،‬ومن‬
‫ثم فإن الخبرات أو المثيرات التي اكتسبها شخص معين وفيها سلوك عنيف قد تم تعزيزه‬
‫وتدعيمه‬
‫‪-4‬النظرية المعرفية‪:‬‬
‫حاول علماء النفس المعرفي أن يتناولوا سلوك العنف لدى اإلنسان بهدف عالجه وقد ركزوا‬
‫في معظم دراساتهم وبحوثهم حول الكيفية التي يدرك بها العقل اإلنساني وقائع أحداث معينة‬
‫في المجال اإلدراكي أو الحيز الحيوي لإلنسان‪،‬كما يتمثل في مختلف المواقف االجتماعية‬
‫المعاشة وانعكاسها على الحياة اليومية لإلنسان‪،‬مما يكون لديه مشاعر الغضب‬
‫والكراهية‪،‬وكيف هذه المشاعر تتحول إلى إدراك داخلي يقود صاحبه ممارسة السلوك‬
‫العدواني‬
‫‪ -5‬النظرية التكاملية‪:‬‬
‫تمثل النظرية التكاملية من أحدث النظريات التي درست السلوك اإلنساني‪.‬فهي ترى أن العنف‬
‫ظاهرة إنسانية واجتماعية ذات أبعاد متعددة ومتداخلة في الوقت نفسه وهي ترفض النظرة‬
‫األحادية أو التفسير األحادي الذي ينظر للعنف من زاوية واحدة‪،‬ذلك أن هذا التفسير ال يتفق‬
‫مع تعدد وتشابك العوامل المتعددة والمسببة للعنف‪،‬كما أن النظرة التكاملية تؤمن بضرورة‬
‫تكاتف التخصصات المختلفة وذلك باالستفادة من نتائجها‪.‬بالتالي فإن النظرة التكاملية بمثابة‬
‫"الفهم الّنفسي المتكامل " لهذه الظاهرة‪،‬السيما وأن هذا الفهم قد اعتمد على التفسيرات السابقة‬
‫نظرا لكون كل نظرية قد كشفت الغطاء عن جزء‬ ‫التي ينطوي كل منها على جانب من األهمية ً‬
‫أو زاوية‪ ،‬ولم تغط بقية الجوانب‪،‬ولذلك فإن االستفادة منها جميعًا مطلبًا نفسيًا واجتماعيًا‬
‫ومنهجيًا للوصول إلى الفهم الناضج والمتكامل ‪.‬‬
‫بنا ًء على ما سبق ذكره من نظريات‪،‬نجد أن أول ما يلفت االنتباه‪،‬هو افتقاره للبعد الشمولي‬
‫للفرد‪،‬على اعتبار أن الفرد متعدد األبعاد‪،‬حيث نجد أنها انتهت إلى التركيز على بعض‬
‫األسباب‪،‬وإهمال البعض اآلخر‪،‬فاالتجاه البيولوجي يقر بأن اإلنسان عنيف بطبعه وهو حصيلة‬
‫لمجموعة من الخصائص البيولوجية‪،‬كما أسلمت كذلك بأن السلوك العنيف وراثي‪،‬أي يلد الطفل‬
‫محمل بجينات العنف من والديه ‪.‬أما أنصار االتجاه التحليلي فيقولون بأن العنف سمة من سمات‬
‫الشخصية‪،‬وأن اإلنسان عدواني بالفطرة حيث ربطوا العنف بغريزتي الموت والحياة‪،‬في حين‬
‫ربطت نظرية التعلم االجتماعي سلوك العنف بالمالحظة والتقليد‪،‬فاألطفال يتعلمون السلوك‬
‫العنيف بنماذج تقدمها األسرة واألصدقاء‪ ،‬أما النظرية التكاملية فهي تربط بين كل هذه‬
‫النظريات‪،‬إذ تقر أن الفرد كل متكامل‪،‬فسلوك العنف ينتج نتيجة عوامل بيولوجية‬
‫عضوية‪،‬نفسية وبيئية‪.‬‬
‫ثانيًا ‪:‬العنف المدرسي‪:‬‬
‫تعريف العنف المدرسي ‪:‬‬
‫تعددت واختلفت التعريفات واألدبيات التربوية واالجتماعية التي حاولت إعطاء تعريف موحد‬
‫للعنف المدرسي‪،‬ويعود هذا االختالف إلى األطر النظرية التي يتبناها كل فريق‪ ،‬إن تحديد‬
‫مفهوم العنف المدرسي مرتبط بمجموعة من الخطوات التي تمكننا من التعرف على األجزاء‬
‫التي يتكون منها‪ .‬وهي تشير إلى أن‬
‫يعرف" دوباكيي العنف المدرسى على انه انحطاط في النظام و مكوناته التربوية‪،‬ويحتوي‬
‫مرورا بالتخريب والتهديد‪.‬‬
‫ً‬ ‫على درجات تنطلق من عدم الحياء إلى القتل‬
‫وتعرف وآخرون العنف المدرسي بأنه " السلوك الذي يمارسه التلميذ وهو مظهر من مظاهر‬
‫في مدرسته سوا ًء ضد زمالئه أم أساتذته أم ضد ممتلكات المدرسة‪،‬والقائمين عليها‪،‬سوء التكيف‬
‫المدرسي‬
‫وتشير الباحثة" فاطمة فوزي "إلى أن العنف المدرسي عبارة " تعدي تلميذ أو عدد من‬
‫التالميذ‪،‬على غيره من التالميذ أو أحد العاملين بالمدرسة بالقول أوالفعل‪،‬أوسلب الممتلكات‬
‫الشخصية‬
‫ويشير" م ّحمد حسنين العجمي "أن العنف" هو كل فعل ظاهر أو مستتر‪،‬مباشر أو غير‬
‫مباشر‪،‬مادي أو معنوي موجه إللحاق األذى بالذات أو باآلخرين أو بجماعة أو ملكية"‪ .‬ويضيف‬
‫أنه" االستعمال غير القانوني لوسائل القهر المادي أو البدني‪،‬ابتغاء تحقيق غايات شخصية أو‬
‫جماعية‬
‫أما" العريني "فقد عرفه بكونه "كل ما يصدر من التالميذ من سلوك أو فعل يتضمن إيذاء‬
‫اآلخرين‪،‬ويتمثل في االعتداء بالضرب والسب‪،‬أ وإتالف الممتلكات العامة أو الخاصة‪،‬ويكون‬
‫هدف الفعل هو تحقيق مصلحة‪.‬‬
‫وهو سلو ًكا أو تصرفًا يصدر من التلميذ داخل المدرسة‪،‬سوا ًءأ كان هذا السلوك جسميًا أم‬
‫رمزيًا‪،‬يهدف بإلحاق األذى والضرر بممتلكات المدرسة فالسلوك العنيف– إذًن سلوك يصدر‬
‫عن التالميذ داخل المؤسسات التربوية‪ ،‬بهدف إلحاق األذى باآلخرين أو بممتلكات‬
‫المدرسة‪،‬وهذا يمكن أن يكون رمزيًا أو معنويًا ‪.‬أو هو استعمال القوة البدنية إللحاق األذى‬
‫ا‪،‬مباشرا أم‬
‫ً‬ ‫باآلخرين بغية تحقيق غايات شخصية كانت أم جماعية‪،‬ق يكون فرديًا أم جماعيً‬
‫غير مباشر‪.‬‬
‫عوامل العنف المدرسي‬
‫تعتبر ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة كغيرها من ظواهر السلوك اإلنساني‪،‬فهو ال يرجع إلى‬
‫سبب واحد‪،‬بل يرجع إلى أسباب عدة‪.‬‬
‫"ةيرى "بوليو ان هناك عوامل عديدة ترتبط بالعنف المدرسي عوامل نفسية تتعلق بالفرد‬
‫وعوامل مدرسية وعوامل تتعلق بجماعة األقران‪،‬وأخرى تتعلق بالمجتمع فالعنف المدرسي لم‬
‫يكن أحداثًا معزولًة بل هو جزء من مشكلة العنف‬

‫‪-1‬العوامل الفردية‪:‬‬
‫وهي عوامل ترتبط بالتلميذ ذاته‪،‬وبطبيعته البيولوجية‪،‬ومما الشك فيه أن مرحلة االنتقال من‬
‫التعليم األساسي إلى التعليم الثانوي تتزامن مع مرحلة المراهقة‪،‬وهي مرحلة تغيرات في‬
‫مختلف الجوانب؛عقلية‪ ،‬فيزيولوجية‪،‬انفعالية ‪.‬مما يؤدي إلى ظهور مشاكل سلوكية‪،‬وتشير‬
‫بعض الدراسات إلى أن البناء النفسي االنفعالي وخصائص الشخصية لديه ومن بين هذه‬
‫الخصائص" االندفاعية"‪،‬ما يولد السلوك العنيف‪،‬خاصة في مرحلة المراهقة‬
‫تتخلل مرحلة المراهقة مجموعة من التغيرات‪،‬ندرج في البلوغ بشكل خاص من خالل تسارع‬
‫وتيرة النمو فنجد زيادة مفاجئة في قامته ووزنه‪،‬كما نالحظ زوال مالمحه الطفلية‪،‬وذلك بنمو‬
‫عضالته واتساع كتفيه وتسارع في نمو الجنح واألطراف كل هذه التغيرات التي تطرأ على‬
‫وتوترا‪،‬ما يجعله يسلك سلوكات ال تربوية‪،‬كالعنف‬‫ً‬ ‫المراهق‪،‬يمكنها أن تسبب له ضيقًا‬
‫المدرسي‪.‬‬
‫أما فيما يخص النمو االنفعالي‪،‬فيتأثر بتطور نمو المراهق‪،‬حيث تعتبر العواطف من مظاهر‬
‫الحياة االنفعالية‪،‬إذ يعبر هذا األخير عن انفعاالته في مظهرها الهيجاني والعاطفي بشيء من‬
‫المغاالة ‪.‬وتكون شخصيته مضطربة‪،‬وغير مستقرة‬
‫ويضيف الدكتور" طه عبدالعظيم حسين ) ‪" ( 2007‬أن عدم القدرة على التعامل مع الغضب‬
‫دورا ها ًما في زيادة حوادث العنف في المدرسة‪،‬إذ يعد الغضب من العوامل القوية التي‬
‫تلعب ً‬
‫تساهم حدوث العنف داخل المدرسة‪،‬فالتلميذ غير القادر على تحمل الضغوط يظهرون سلوك‬
‫الغضب‪،‬وبالتالي يسلكون سلوك العنف‬
‫كما أن شعور التلميذ باإلحباط في المدرسة يولد لديه الشعور بالغضب واالنفعال‪،‬ما يؤدي به‬
‫إلى ممارسة سلوك العنف‪،‬سوا ًء على ذاته أم على اآلخرين‪،‬ظنًا منه أن بسلوك العنف يفرغ‬
‫ضغوطه و توتراته فالمراهقة اذن مرحلة تغيرات تمس جميع الجوانب‪،‬فهي مرحلة تكثر فيها‬
‫المشاكل‪.‬وهذا ما يؤكده " نعمة مصطفى رقبان "بقوله ‪:‬يقوم المراهق بسلوك مضاد‬
‫للمجتمع؛أي كل السلوكات الشاذة كالسرقة‪،‬الكذب‪،‬التهرب من الواجب ‪.‬في صفات يملكها‬
‫المراهق‪،‬فنجد أنه يتميز باالستغالل وسوء التصرف‬
‫من خالل ما سبق ذكره يمكن القول؛إن المراهقة مرحلة عمرية تتميز بحدوث كثير من‬
‫التغيرات‪،‬التي تسبب للمراهق عدم التوافق‪،‬الذي يجعله يعاني من مجموعة من مشاكل‬
‫اجتماعية‪،‬نفسية‪،‬انفعالية‪،‬تؤثر على تصرفاته وسلوكاته‪،‬فيلجأ المراهق في أغلب األوقات إلى‬
‫العنف‪.‬‬
‫‪2‬العوامل ا ألسرية‪:‬‬
‫دورا ها ًما في تشكيل السلوك السوي والسلوك غير السوي للطفل ويعتبر السياق‬ ‫تؤدي األسرة ً‬
‫األسري أحد العوامل الهامة التي تساهم في ظهور العنف داخل المدرسة فهي التي تحدد‬
‫تصرفات أعضائها ‪.‬تعد األسرة الجماعة األولى التي تكسب الفرد الثقافة القيم‪،‬العادات‬
‫والتقاليد‪،‬السائدة في المجتمع‪،‬ومنها يتعلم الفرد فكرة الصح والصواب يتعلم األساليب السلوكية‬
‫التي سوف يتخذها أسلوبًا في سلوكه‪،‬ويتعلم ما عليه من واجبات وماله من حقوق كما أن لألسرة‬
‫نموا نفسيًا غير‬
‫نموا نفسيًا سلي ًما أو ً‬
‫أثرا على النمو النفسي للفرد‪،‬فبسببها ينمو الطفل ً‬
‫ً‬
‫سلي ًما‪،‬فهي المسؤولة عن سمات شخصية الطفل‪،‬بما فيها عنصر العدوانية ‪،‬فعندما تكون األسرة‬
‫مستقرة وتلبي حاجات الطفل ينتج عن ذلك سعادة الطفل أما األسرة المضطربة فهي بال شك‬
‫ضا خصبًة لالنحرافات السلوكية واالضطرابات النفسية وهناك عوامل أسرية عديدة تساهم‬ ‫أر ً‬
‫إلى حد كبير في حدوث سلوكات العنف‪.‬‬
‫دورا مه ًما في دفع المراهق هذا النوع من السلوك‪ .‬فالتنشئة االجتماعية‬
‫فالظروف األسرية تلعب ً‬
‫إذًن عبارة عن عملية تلقين الفرد قيم ومعايير‪،‬وذلك لتهيئته للعيش والتفاعل مع المجتمع‪،‬فهي‬
‫مصدر القيم التي ينشأ عليها الطفل‪،‬وهذه القيم هي التي تحدد للطفل السلوك المرغوب والسلوك‬
‫غير المحبوب تؤثر أنماط التنشئة االجتماعية على السلوك العدواني عند المراهق‪،‬وتتعدد أنماط‬
‫المعاملة‪،‬‬
‫والمعاملة حسب"أبوالخير "عبارة عن "أساليب يتبعها الوالدان في معاملة أبنائهم أثناء عملية‬
‫التنشئة االجتماعية التي تحدث التأثير اإليجابي أو السلبي في سلوك المراهق من خالل استجابة‬
‫الوالدين لسلوكه وعليه نجد أن من أهم المشكالت التي يتعرض لها المراهق في حياته هي‬
‫نوعية العالقة القائمة بين المراهق والراشدين‪،‬وعلى الخصوص اآلباء الذين يقفون بينهم وبين‬
‫الحرية في تأكيد الذات عن طريق تحقيق المكانة في المجتمع‪،‬وذلك بالتدخل في شؤونهم‬
‫الخاصة بحيث تتنوع أساليب المعاملة الوالدية حسب اختالف اتجاهات الوالدين؛إذ يمكنهم أن‬
‫يلجئوا إلى أساليب مختلفة نذكر‪:‬‬
‫سلط‪:‬‬
‫أسلوب الت ّ‬
‫يتمثل في فرض األم واألب لرأيهما على الطفل‪،‬ويتضمن ذلك الوقوف أمام رغبات الطفل‬
‫التلقائية‪،‬ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى لو كانت مشروعة‬
‫‪-2‬أسلوب الحمايةالزائدة‪:‬‬
‫يعرف أسلوب الحماية الزائدة بالميل المفرط لدى األبوين لحماية أطفالهم بدنيًا ونفسيًا‪،‬بحيث‬
‫يفشل الطفل في االستقالل بنفسه ‪.‬فنجد أن المراهق ينمو بشخصية ضعيفة غير مستقلة تعتمد‬
‫على غيره في قيادتها وتوجيهها‪،‬وغالبًا ما يسهل استثارتها‪،‬والشك أن للحماية الزائدة نتائ ًجا‬
‫سلبيًة في تكوين الطفل‪،‬حيث ال يستطيع تحمل االحباطات المستمرة في الحياة‪،‬ويضطرب‬
‫سلوكه وعالقاته االجتماعية‬
‫‪-3‬أسلوب العقاب‪:‬‬
‫يعتقد بعض اآلباء أن العقاب نوع من األساليب التربوية المهمة للتربية السليمة ولكن ما‬
‫أكدته الدراسات هوأن للعقاب خطورة من الناحيتين‪،‬األولى تتمثل في نوع العقاب ودرجته‪،‬فأما‬
‫من ناحية نوعيته فإنهم يتجهون إلى العقاب البدني‪،‬وماله من آثار سلبية على جسم الطفل‪،‬بينما‬
‫يلجأ بعض اآلباء إلى العقاب النفسي والذي يأتي بآثار وخيمة على المراهق وتصرفاته‬
‫‪-4‬التذبذب في المعاملة‪:‬‬
‫يلجأ الوالدان إلى القسوة المفرطة حينا‪ً،‬ويتساهالن معه حينًا آخر‪،‬أضف إلى ذلك عدم اتفاق‬
‫الوالدان على كيفية التعامل مع الطفل يؤدي تفكك شخصيته واضطرابها عدم استقراره‬
‫النفسي‪،‬مما يؤدي به إلى التمرد على أوامر الوالدين‪،‬وبالتالي على النظام المدرسي فألساليب‬
‫دورا مه ًما في حدوث اضطرابات سلوكية لدى المراهق‪.‬‬ ‫المعاملة الوالدية ً‬
‫ومن العوامل األسرية األخرى التي تدفع المراهقين إلى العنف؛عدم االنسجام األسري‪،‬وتفاقم‬
‫المشكالت بها وتفكك األسرة مثل حاالت الطالق‪،‬فعندما تنهار البيوت تكثر الخالفات‪،‬فيلجأ‬
‫المراهق إلى السلوك العنيف‪،‬وذلك لجلب انتباه اآلخرين من جهة والتخفيف من الضغوطات‬
‫التي يعيشها في البيت من جهة أخرى‪.‬كما أن حجم األسرة وبناؤها له عالقة باندماج الطفل مع‬
‫العنف المدرسي‪،‬فاألسرة كبيرة العدد ال تستطيع تلبية حاجات الطفل األساسية مقارنة باألسرة‬
‫الصغيرة العدد‪،‬مما يؤثر على سلوك األطفال ‪.‬‬
‫يمكن أن نضيف عا ًمال نالحظه قد انتشر عند بعض العائالت وهو تشجيع األسر على سلوك‬
‫العنيف‪،‬فهناك بعض العائالت تشجع سلوك العنف والقسوة في التعامل مع الناس‪،‬فيظهر ذلك‬
‫جليًا في كيفية التعامل مع الزمالء والمعلمين ومع أفراد العائلة بحد ذاتهم وهكذا فالمتغيرات‬
‫األسرية تعد من العوامل المسؤولة عن ظهور السلوك العنيف داخل المؤسسات التربوية‪،‬فاألسر‬
‫التي تسيء معاملة أطفالها تحفز السلوك العنيف لدى أطفالهم‪،‬فاألسر التي تستعمل العقاب‪،‬أو‬
‫اإلسراف في التدليل والحماية تفقد الطفل الثقة بنفسه‪،‬كما أن االضطرابات العائلية والخالفات‬
‫األسرية تساهم في صدور أنماط سلوكية غير مقبولة اجتماعيًاكالعنف داخل المدارس‪.‬‬
‫‪-3‬العوامل المدرسية‪:‬‬
‫يعرف" حامد زهران ) ‪" ( 1994‬المدرسة على أنها "‪:‬المؤسسة التي تقوم بوظيفة التربية‪،‬‬
‫وتوفير الظروف المناسبة للنمو النفسي للطفل‪،‬وتتأثر شخصية الطفل التلميذ حيث يزداد عل ًما‬
‫وثقافة‪،‬كما ينمو جسم ًيا‪،‬اجتماع ًيا وانفعال ًيا تعد المدرسة المؤسسة االجتماعية الثانية في األهمية‬
‫بعد األسرة‪،‬من حيث مكانتها ودرجة تأثيرها على المراهق ورعايته‪،‬وصقل شخصيته‪،‬وتنمية‬
‫مواهبه ومهاراته وتزويده بالمعارف‪،‬إضافة إلى أنها توفر له بيئة اجتماعية مليئة بالمثيرات‬
‫التي يتم توجيهها باالتجاه الذي يعود عليه وعلى مجتمعه فهي إذًا منظمة اجتماعية‪،‬تعمل إلى‬
‫جانب األسرة‪،‬فهما متكامالن وذلك لتكييف الفرد مع النظام المدرسي‪.‬‬
‫ومما الشك فيه أن التلميذ في المدرسة ال يتوفر على قسط كبير من الحرية والشعور‬
‫بالمسؤولية‪،‬ومثل هذا المناخ المدرسي السلبي الذي يجعل التلميذ يشعر بالضيق والتوتر‪،‬ما‬
‫يجره أحيانًا إلى سلوك العنف‬
‫وعلى هذا األساس يمكننا القول إن المدرسة مؤسسة هامة تساعد على تربية الطفل جن ًبا إلى‬
‫جنب مع األسرة‪،‬فهي تكون شخصية الفرد وتوجهه إلى اكتساب سلوكات سوية أم غير‬
‫سوية‪،‬فهي إذًا يمكن أن تكون سببًا من أسباب انحراف األفراد‪ ،‬مما يؤدي به إلى ممارسة سلوك‬
‫العنف‪،‬وهناك عوامل عدة مدرسية يمكن أن تكون عوا ًمال مشجعة لهذا السلوك‪،‬وهي طبيعة‬
‫العالقة البيداغوجية بين التلميذ والمعلم‪،‬الجو المدرسي بما فيها النظام وطرائق التدريس إلى‬
‫جانب التقويم التربوي الحديث جماعة الرفاق‪.‬‬
‫‪-‬العالقة البيداغوجية معلم – تلميذ‪:‬‬
‫يعرف" مصطفى زيدان "المعلم"‪ :‬على أنه ذلك الفرد القادر على ممارسة عمله التربوي على‬
‫الوجه األكمل‬
‫يكمن دور المعلم األساسي في نقل المعرفة العلمية للتلميذ وتكوين شخصيته‪،‬إذ لديه قوة كبيرة‬
‫في التأثير على التلميذ‪.‬‬
‫ويؤكد الباحث" موقف عبد العزيز الحسناوي ) ‪" ( 2010‬أن "‪ :‬للمعلم مكانة خاصة في العملية‬
‫التربوية‪،‬ودون المعلم ال يتم نجاح هذه العملية‪،‬فالمعلم وما يتصف به من كفاءات‪،‬وما يتمتع به‬
‫من رغبة واتجاهات إيجابية نحو التدريس يساعد الطالب على ‪،‬التعلم ويهيئه الكتساب خبرات‬
‫تربوية مناسبة‬
‫ويدعمه في ذلك"عبد المجيد نشواتي " الذي يقول "‪:‬يمكن للمعلم أن يكون كنموذج في تشكيل‬
‫بعض االتجاهات عند تالميذه؛إذ ال يقتصر دوره على الجانب المعرفي فقط بل يتناول الجانب‬
‫ضا‬
‫العاطفي أي ً‬
‫ولقد بينت دراسات عديدة أن طريقة تعامل المعلمين مع التالميذ له تأثير كبير على‬
‫سلوكاتهم‪،‬فهي إما تشجع على سلوك مثالي أو منحرف‪.‬‬
‫ويقصد بالمعاملة التفاعالت االجتماعية والنفسية التي تنشأ من اتصال الفرد من بين األساليب‬
‫التي يتبعها المعلم أثناء المعاملة مع التلميذ في الوسط المدرسي نجد نوعين‪:‬‬
‫‪-‬األسلوب السلطوي‪:‬‬
‫وهو أسلوب يستعمله المعلم‪،‬وهو عبارة عن مجموعة من األوامر التي تأتي من السلطة العليا‪،‬‬
‫المعلم إلى السلطة الدنيا التلميذ حيث يأمر األستاذ التلميذ وما عليه إال التنفيذ‪،‬وهو أسلوب يعتمد‬
‫على التهديد والحد من حرية التلميذ‪.‬‬
‫‪-‬األسلوب اللّين المتسامح‪:‬‬
‫وهو أسلوب يستعمله المعلم‪،‬حيث نجده يتساهل مع التالميذ‪،‬يتسامح معهم‪،‬فكما يقول‬
‫قاليمارالمعلم اللين السهل يحاط بعدم االنتباه و االستقرار‪،‬فهو خال من كل إعجاب واحترام من‬
‫طرف التالميذ‪،‬ويظهرون سلوكات الالمباالة والعدوانية اتجاهه‪،‬ما يؤدي إلى خلق الفوضى‬
‫داخل غرفة الصف‪ ،‬إلى جانب نمط معاملة المعلم للتلميذ‪،‬نجد أن تحكم المعلم في حسن إدارته‬
‫للعملية االتصالية التواصلية داخل حجرة الدراسة‪،‬من أهم مؤشرات الكشف عن فاعلية التدريس‬
‫ونجاحه‪،‬فالتدريس عملية تفاعلية أو اتصالية مابين المعلم والمتعلم‪،‬يحاول فيها المعلم إكساب‬
‫المتعلمين المعارف والمهارات والخبرات التعليمية المطلوبة مستعينًا بأساليب وطرائق مختلفة‬
‫‪،‬ومن هذا المنطلق نستنتج أن ال يجب على المعلم أن يكون تسلطي‪،‬يعتمد على التهديد والحد‬
‫من حرية التلميذ‪،‬ويجب أال يكون لينًا تظهر لديه صفة الالمباالة‪،‬ما يدفع بالتلميذ إلى تبني‬
‫سلوكات العنف كرد فعل لهذه األساليب من المعاملة‪.1‬‬
‫تختلف طرائق التدريس التي يستعملها االمعلم باختالف كفاءته ومؤهالته‪،‬ففي هذا السياق‬
‫يشير"الخطيب "عام ‪ 2007‬م )إلى أن " عدم وجود طريقة تعليمية واحدة تناسب جميع التالميذ‬
‫أمر يدركه المعلمون من جهة‪،‬وأمر يوضحه البحث العلمي من جهة ثانية وغال ًبا مايدفع‬
‫المعلمين إلى االعتقاد بعدم وجود مبرر قوي ليغيروا أساليبهم‪ ،‬طالما أن األساليب متنوعة‬
‫ومتعددة من بين طرائق التدريس التي يستعملها المعلم نجد‪:‬‬
‫‪-‬طريقةالمحاضرة‪:‬‬
‫وتعتبر من أهم الطرائق المستخدمة في التدريس وتعتمد على المعلم‪،‬الذي ينقل المعلومات‬
‫بصورة لفظية شفهية‪،‬ال يسمح فيها للمتعلم بالتعقيب أوالمقاطعة‪،‬أو حتى االستفسار إال بعد‬
‫االنتهاء‪.‬‬
‫ضال عن تدخلها‬‫كما أن لطريقة التعليم والتعلم أهم ًية واض ًحة في ترجمة أهداف المنهج إلى قيم‪،‬ف ً‬
‫تأثيرا فعاًال في ميول‬
‫ً‬ ‫في نجاح المدرس أو فشله في تأدية الرسالة التربوية‪،‬حيث أن للطريقة‬
‫التالميذ نحو المادة‪،‬سلبًا أو إيجابًا ‪.‬يمثل المعلم إذًن أحد األركان المهمة في العملية‬
‫مقتصرا على توصيل المعلومات‬
‫ً‬ ‫دورا ً‬
‫بارزا في تربية النشء فلم يعد دوره‬ ‫التعليمية‪،‬كونه يلعب ً‬
‫للتلميذ فقط‪،‬بل يتعداه إلى إنماء الجانب االجتماعي وتحقيق الصحة النفسية لديه‪ .‬بين "ويرى‬
‫كل من" ميلر "و"دوالرد وجود عالقة ارتباطية بين قلق المعلم واضطرابه النفسي‪،‬فمشكالت‬
‫المعلم غالبًا ما تؤثر في حالته النفسية وبالتالي على تالميذه في القسم وعلى هذا األساس يجب‬
‫على المعلم أن يكون حكي ًما في إدارته للفصل‪،‬ولديه مرونة وخبرة التعامل مع التالميذ‪،‬فيعرف‬
‫متى يكون ديمقراطيا مع تالميذه ومتى يكون صار ًما معهم‪.‬‬

‫‪-‬البيئة المدرسية‪:‬‬
‫يشير" محمود أبود "إلى أن نقص اإلمكانات المدرسية‪،‬من وسائل تعليمية ومطاعم مالعب‬
‫وقاعات للنشاطات يؤدي إلى خلق مشاكل سلوكية للتالميذ‪،‬كنقص األنشطة الترفيهية‪،‬التي تعتبر‬
‫المتنفس الذي يحاول المتعلم إخراج مواهبه وقدراته والتعبير عن طاقاته الكامنة‪،‬لذا ال بد من‬
‫المدرسة توجيه كل طاقاتها وإمكاناتها من أجل توفير احتياجات التالميذ الترفيهية‪،‬كاألنشطة‬
‫الثقافية‪،‬الرياضية والفنية ويضيف" طه عبد العظيم حسين"أنه عندما تكون البيئة المدرسية‬
‫سلب ًية وغير آمنًة فإن المدرسة تعاني تحديات وصعوبات كثيرة وجمة؛مثل نقص االنضباط‬
‫المدرسي وتزايد العنف في المدرسة والفشل في توفير الفرص التربوية المالئمة للتلميذ‪،‬وانتشار‬
‫االنحرافات السلوكية غير المالئمة ويذهب " سهيل رزق دياب "إلى أن تحقيق وتوفير مناخ‬
‫مدرسي آمن ومالئم يحقق للمدرسة صفة الفاعلية والتميز‪،‬فدورها هو توفير جو تعليمي مستقر‬
‫يسوده االحترام المتبادل والتقدير بعيدًا عن العقاب والتهديد‬
‫‪-‬إإلدارة المدرسية‪:‬‬
‫بارزا في تحقيق الصحة النفسية للمتعلمين‪،‬وذلك‬ ‫ً‬ ‫دورا‬
‫مما ال شك فيه أن إدارة المدرسة تلعب ً‬
‫من خالل أسلوب التعامل السائد في المدرسة‪،‬والذي ينعكس إيجابًا أو سلبًا على المدرسة عمو ًما‬
‫صا ‪.‬‬
‫والمعلم خصو ً‬
‫"فتسلط اإلدارة والعاملين فيها يؤدي إلى خلق جيل غير قادر على حل المشكالت وقد يتطور‬
‫ذلك إلى اإلحباط واختالل الصحة النفسية التي بدورها تؤدى إلى سلوك العنف‪،‬فإذا تجاوزت‬
‫حدودها المعقولة في فرض القواعد والتعليمات والنظم‪،‬واتبعت أسلو ًبا صار ًما فال شك أنه‬
‫يؤدي ذلك إلى نفور التالميذ من المدرسة‪،‬وكراهيتها والهروب منها‪ ،‬والوقوع في السلوكات‬
‫المنحرفة‬
‫‪-‬التقويم التربوي‪:‬‬
‫يقصدب التقويم التربوي إصدار األحكام على قيمة األشياء والموضوعات لغرض‬
‫اتخاذالقرارات ‪.‬‬
‫تكمن أهمية التقويم في تحديد مدى التغيير في سلوك األفراد المعنيين بالتقويم معلمين‪،‬‬
‫تالميذ‪،‬إداريين‪،‬لتحسين أدائهم في المجال المدرسي فهو عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات‬
‫حول البرامج المتعلقة بالمتعلم‪،‬المعلم‪،‬اإلدارة والمرافق والوسائل‪،‬النشاطات‪،‬وذلك للتأكد من‬
‫مدى تحقيق األهداف‬
‫يشمل التقويم التربوي كل المجاالت التربوية بما فيها المناهج المدرسية التي تعد من أبرز‬
‫الميادين التربوية‪،‬وأهم مكونات النظام التربوي‪،‬فهي أداة مهمة تعتمد عليها المؤسسات التعليمية‬
‫في تحقيق أهدافها‬
‫يشيرالباحث" وديع حداد ) ‪" ( 2004‬في كتابه" التجديد في التربية إلزام أم إلتزام "إن" التجديد‬
‫يحمل مجموعة من المشاكل فعلى الرغم من النجاح النسبي لهذه المنظومة التربوية فإن القرن‬
‫الجديد يحمل معه مجموعة من التحديات والصعوبات والضغوط‪،‬التي تحتاج إلى إعادة النظر‬
‫في التوجيه التربوي‪،‬ألن المؤسسات التربوية غير محضرة لها "‬
‫نستنتج من خالل ماسبق أن المدرسة ومقوماتها يمكن أن تكون عا ًمال من عوامل نشوء سلوكات‬
‫العنف لدى التلميذ‪،‬فالمعلم هو الركيزة األساسية في العملية التربوية‪،‬فأي خلل في شخصية‬
‫المعلم‪،‬وكفاءته فسوف يعود سلبًا على سلوكات التالميذ‪،‬فكل من طبيعة العالقة البيداغوجية‬
‫وطرائق التدريس التقليدية‪،‬أضف إلى ذلك البيئة المدرسية المعتلة تؤدي إلى العنف المدرسي‪.‬‬
‫‪-‬جماعةالرفاق‪:‬‬
‫عرف" العمري "جماعة الرفاق بأنها "‪:‬اتصال جماعة متقاربة في الميول واألهداف والمستوى‬
‫مباشرا‪،‬وتربطهم عالقة محبة ومتبادلة‪ ،‬كما تربطهم قيم‬ ‫ً‬ ‫االجتماعي واالقتصادي‪،‬اتصاًال‬
‫ومعايير متشابهة " وتعد جماعة الرفاق من الجماعات األولية التي لها تأثير مباشر على‬
‫شخصية الفرد بعد األسرة والمدرسة‪،‬وما يقوي هذه الجماعة هو التشابه والتجانس بين أفرادها‬
‫من حيث العمر‪،‬األهداف واالتجاهات؛إذ نجد أنه وتحت تأثير الجماعة يقل التفكير المنطقي‬
‫تضعف عملية الضبط الذاتي‪،‬ومن ثم تظهر االندفاعات العدوانية‪،‬فكما يقول" فهد بن علي‬
‫عبدالعزيز الطيار "أن أسباب العنف لدى جماعة الرفاق هو النزوع إلى السيطرة على‬
‫اآلخرين‪،‬الشعور بالرفض من طرف الرفاق‬
‫تأثيرا بالغًا على المراهق وعلى معاييره من خالل عملية‬ ‫ً‬ ‫فجماعة األقران والنظراء تؤثر‬
‫دورا إيجاب ًيا‪،‬فكم من مراهق نشأ على األخالق‬ ‫التفاعل والتأثير المتبادل‪ ،‬كما أن للصداقة ً‬
‫والمثل‪،‬وإذ به وبمصاحبته لرفقاء السوء انحلت هذه األخالق وعادًة ما نجد في جماعة الرفاق‬
‫سيطرة القوي على الضعيف ما يولد لديهم خالفات ومضايقات‪،‬مما يجرهم إلى المشاجرات‬
‫تأثيرا‬
‫ً‬ ‫والسلوكات العنيفة وهكذا فالصحبة أو جماعة الرفاق‪،‬تعتبر من العوامل األولى التي لها‬
‫بالغًا على سلوك التلميذ‪،‬وبالخصوص الصحبة السيئة التي يمكنها أن تجر المراهق إلى سلوكات‬
‫العنف‪.‬‬
‫‪-3‬وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫بارزا في تنامي ظاهرة العنف لدى المراهقين‪،‬فالبرامج اإلعالمية‬ ‫ً‬ ‫دورا‬
‫ً‬ ‫لوسائل اإلعالم‬
‫صا التلفزيونية من حيث إنها تقدم لهم عينة من التصرفات الخاطئة‪،‬مثل العنف الذي‬ ‫وخصو ً‬
‫يشاهده المراهق لمجرد التسلية واإلثارة‪،‬قد ينقلب في نهاية التسلية واإلثارة لواقع مؤلم بفعل‬
‫التأثير السلبي القوي والفعال لوسائل اإلعالم لتجسيد العنف بأنماطه السلوكية المختلفة‪.‬‬
‫وال يخفى علينا أن المراهقين لديهم القدرة على التقليد والمحاكاة لما يشاهدونه في التلفزيون‪،‬كما‬
‫أنهم ينجذبون لمشاهد العنف‪،‬ويجدون فيه المتعة‪،‬لذا نجد أن معظم حديثهم يدور حول البرامج‬
‫التلفزيونية العنيفة‬
‫فإذا كانت وسائل اإلعالم نافذة مفتوحة على العالم للمعرفة‪،‬واالتصال والترفيه ولكنها تؤثر إما‬
‫باإليجاب أو بالسلب‪،‬فمشاهدة القنوات واستهالك ساعات من اإلشهار واألفالم‪،‬يثير رغبات‬
‫وحاجات عديدة أكل متنوع‪،‬ألبسة فاخرة‪،‬سيارات‪،‬اليمكن لألب أن يوفرها ألبنائهم ما يخلق‬
‫اإلحباط عند األطفال‪ .‬تعتبر وسائل اإلعالم إذًن سال ًحا ذا حدين‪،‬فهي بمثابة أداة تبرز التطور‬
‫التكنولوجي الذي يشهده العالم من جهة‪،‬ووسيلة تساعد في انتشار السلوكات االنحرافية من‬
‫جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪-4‬العوامل االقتصادية‪:‬‬
‫يختلف السلوك العنيف باختالف المستوى االقتصادي للفرد‪،‬فقد أثبتت مجموعة من الدراسات‬
‫أن المراهقين الذين يعيشون في المستوى االقتصادي المنخفض أكثر عدوانيًة من المراهقين‬
‫ذوي المستوى االقتصادي المرتفع‪،‬فقد وجد كل من" سيرزوماكوبي أن المراهقين في الطبقات‬
‫المتوسطة أكثر عدوانية منهم في الطبقات المرتفعة‪.‬‬
‫كما أظهرت دراسة " نجوى شعبان " وجود فروق ذات داللة إحصائية بين التالميذ ذوي‬
‫المستوى االقتصادي المرتفع والتالميذ ذوي المستوى االقتصادي المنخفض‪،‬‬
‫وفي بعض مظاهر السلوك العنيف يظهر أن قلة المصادر وندرتها‪،‬وقلة النشاط االقتصادي‬
‫يؤدي إلى العنف‪،‬كما يبدو واض ًحا في أغلب المجتمعات الفقيرة والمحرومة وعليه يمكننا‬
‫استنتاج أن للعنف المدرسي عوامل عدة تؤدي إ لى إحداثه‪،‬ومن بين هذه العوامل نجد‪:‬‬
‫أسباب أسرية والمتمثلة في التنشئة االجتماعية والتفكك األسري والخالفات العائلية أضف إلى‬
‫ذلك أنماط المعاملة الوالدية‪.‬‬
‫‪-‬أسباب مدرسية وتتمثل في الجانب التعليمي‪،‬وإهمال الجانب التربوي‪،‬التعامل‬
‫السلطوي الذي يلجا إليه بعض األساتذة‪،‬مع إهمال المدرسة لألنشطة الترفيهية‪.‬‬
‫‪-‬أسباب اقتصادية‪،‬مثل الفقر والمستوى االجتماعي المزري‪،‬فعدم حصول الفرد على‬
‫كل حاجياته ولوازمه يخلق لديه سلوكات انحرافية‪.‬‬
‫‪-‬أسباب تتعلق بجماعة الرفاق واألقران خاصة في مرحلة المراهقة‪،‬التي يخضع فيها المراهق‬
‫لقواعد الجماعة‪،‬التي تنمي لديه سلوكات ومعايير قد ال تتفق مع قواعد ومعايير ذلك المراهق‬
‫‪-‬أسباب إعالمية؛فمضمون البرامج اإلعالمية‪،‬وما تعرضه من برامج عنف تصبح نموذ ًجا‬
‫يقتدي بهالطفل في تصرفاته اليومية‪.‬‬
‫آثار العنف المدرسي‬
‫إن للعنف بصفة عامة والعنف المدرسي بصفة خاصة‪،‬سلبيات كثيرة على التلميذ‪،‬وعلى‬
‫المجتمع بصفة عامة‪،‬وفيما يلي عرض ألهم هذه اآلثار‪:‬‬
‫– ‪1‬اآلثار النفسية‪:‬‬
‫يترتب على سلوك العنف آثار نفسية عديدة‪،‬كالشعور بالخوف والفزع‪،‬كما تظهر لديه نقص‬
‫الثقة بالنفس واالكتئاب والتوتر‪،‬وكذلك عدم اإلحساس باألمان‬
‫– ‪2‬اآلثار إالجتماعية‪:‬‬
‫وتتمثل في الخمول االجتماعي‪،‬حيث يفقد التلميذ المعنف من طرف أساتذته حيويته في‬
‫القسم‪،‬وقد يتصرف التلميذ المعنف بعدوانية اتجاه اآلخرين إلحساسه بالخطر وبأنه مهدد‬
‫معرض للهجوم‪.‬‬
‫‪-3‬اآلثار التعليمية‪:‬‬
‫سا في تدني المستوى التحصيلي للتلميذ والرسوب الدراسي‪،‬أو التأخر عن الحضور‬ ‫وتتمثل أسا ً‬
‫إلى المدرسة أو الغياب المتكرر ثم تتواصل األمور لتصل إلى التسرب أواالنقطاع عن المدرسة‬
‫اإلستراتيجيات العالجية لسلوكات العنف المدرسي‪:‬‬
‫هناك عديد من البرامج واإلستراتيجيات التي تستخدم في مساعدة والمراهقين على خفض درجة‬
‫العنف في المدرسة‪ ،‬فالتدخل المبكر لمنع العنف المدرسي‪،‬يقلل من حدة السلوك العنيف‪،‬ومن‬
‫ثم التحكم فيه‪.‬‬
‫تتطلب البرامج واإلستراتيجيات العالجية للسلوك العنيف تضافر جهود األطراف المعنية‪،‬من‬
‫مدرسين وتالميذ وأسرهم‪.‬‬
‫دور األسرة في ال ّحد من سلوك العنف المدرسي‪:‬‬
‫تعد األسرة المؤسسة االجتماعية األولى المسؤولة عن تكوين شخصية المراهق من النواحي‬
‫العقلية والوجدانية‪،‬واألخالقية‪،‬االجتماعية‪،‬ولقد اهتم بها العديد من الباحثين لما لها من دور‬
‫كبير في تفشي السلوك العنيف‪.‬‬
‫إن فقدان التواصل بين األهل والمدرسة‪،‬يقلل من ثقة أحدهما باآلخر‪،‬ويتيح الفرصة للتلميذ‬
‫اإلفالت من الرقابة واإلشراف الضروريين لتعديل السلوك‪.‬‬
‫يكمن دور األسرة في التخفيف من سلوك العنف فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬رعاية نمو األوالد ومراعاة أساليبهم التربوية‪،‬واإلرشادية في التنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪-‬توفير المناخ األسري المناسب لإلسهام في نمو شخصية المراهق من جميع نواحيها‪،‬وذلك‬
‫إلشباع حاجياته األساسية‪،‬مع تحقيق العالقات األسرية السوية‪.‬‬
‫‪-‬استمرار االتصال بالمدرسة للتعرف على أوضاع أبنائهم وحاجاتهم ومشكالتهم وكذا‬
‫مستواهم التحصيلي‪.‬‬
‫‪-‬مشاركة أولياء األمور بالدورات الخاصة بالمناهج الجديدة‪،‬ومشاركتهم في الدورات‬
‫الحفالت والندوات التي تقيمها المدرسة‪.‬‬
‫‪-‬تزويد المعلمين والمرشدين التربويين في المدرسة بالمعلومات الصحيحة والدقيقة عن واقع‬
‫سلوك األبناء في البيت؛ألن ذلك يساعد على إعداد البرامج التربوية واإلرشادية الهادفة لتعديل‬
‫السلوك وتنمية شخصياتهم‬
‫‪2.‬دور المدرس في الحد من سلوكات العنف المدرسي‪:‬‬
‫من بين األساليب التي يمكن للمدرس اتخاذها للتقليل والحد من سلوك العنف نجد‪:‬‬
‫‪-‬توفير األنشطة المالئمة للتالميذ ألن ذلك يشجعهم على اإلفصاح عن خبراتهم الخاصة‪،‬وذلك‬
‫من خالل المناقشة‪.‬‬
‫‪-‬أن يتعامل المدرس بشكل مباشر مع سلوك العنف داخل الفصل‪،‬وذلك لجعل التلميذ يدرك‬
‫أن المدرس ال يتسامح مع هذا النوع من السلوكات‪.‬‬
‫‪-‬مشاركة التالميذ في بناء قواعد ومعايير سلوكية ضد العنف داخل القسم‪.‬‬

‫‪-‬تعليم التالميذ السلوك التعاوني والتشجيع على العمل الجماعي‪.‬‬

‫‪-‬عقد مناقشات مع التالميذ حول سلوك العنف‬

‫‪-‬إعطاء الحرية لألستاذ‪ - ،‬في حدود ما يسمحه القانون‪،-‬وذلك للتخفيف من الضغوطات التي‬
‫يعيشها‪،‬وحله للمشكالت التي يتعرض لها بنفسه كونه األدرى بما يجري داخل صفه فالمعلم‬
‫هو الموجه الوحيد للسلوك‪،‬وأهم األفراد المؤهلين لتغيير سلوك التالميذ أو تعديله‬
‫‪- 3‬دور المدرسة في ال ّحد من سلوكات العنف المدرسي‪:‬‬
‫تتعدد برامج مواجهة سلوكات العنف باختالف النظام المدرسي السائد؛إذ هناك مدارس تتبنى‬
‫نظام" الزي الرسمي "أو " الهندام الرسمي "وهي مبنية على فكرة أن توحيد الزي المدرسي‬
‫لدى التالميذ يخفض من حوادث االنضباط ويحسن من اتجاهات التالميذ ويساعد على خلق‬
‫بيئة تعلم مالئمة‪.‬‬
‫وهنا كما يعرف ببرامج المراقبة؛وفيها تشارك المدرسة بدور فعال في الوقاية من العنف‬
‫المدرسي‪،‬ومن أمثلة هذه البرامج" برنامج الجرم المدرسي المسدود "ويستخدم هذا البرنامج‬
‫في العديد من المدارس‪،‬وهو يتطلب من التلميذ أن يبقى في المدرسة أثناء اليوم الدراسي‪،‬على‬
‫أ ن يسمح فقط لبعض التالميذ بمغادرة المدرسة بنا ًء على طلب مكتوب من ولي األمر محاولة‬
‫دراسة النقص الموجود في المؤسسات التربوية وتوفير احتياجات التلميذ‪،‬أي تحسين الظروف‬
‫المدرسية التي تنمي القدرات العقلية واالنفعالية للتلميذ‬
‫في حين تحدث الدكتور" رشادعلي عبدالعزيز موسى ) ‪"( 2009‬حول العالج المعرفي الذي‬
‫يتمثل دوره في مساعدة العميل على توضيح أنظمة معتقداته السلبية وغير المنطقية والتي تؤدي‬
‫إلى حدوث مشكالت مختلفة‬
‫يقوم العالج المعرفي على أسس وهي‪:‬‬
‫•التعامل مع العميل على أساس سلوكه‪،‬أفكاره‪،‬انفعاالته وأهدافه‪،‬مع إهمال القوى‬
‫الالشعورية‪.‬‬
‫•التركيز على جوانب القوة في العميل ألكثر من التركيز على جوانب الضعف‪.‬‬
‫•معرفة أن سلوك العميل يتشكل طبقًا ألهدافه الشخصية أكثر من دوافعه البيولوجية‪.‬‬
‫•العمل على تحقيق التغيرات التي يريدها العميل‪،‬والتي تتضمن زيادة وعيه وشعوره بنفسه‬
‫وبالمحيط به‬
‫ويمكن إضافة وجوب وضع خطة عملية تسمح لألساتذة والتالميذ واإلداريين العمل معًا‪،‬وذلك‬
‫إلشراك التالميذ وكل األطراف المعنية في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫هناك مجموعة من اإلستراتيجيات الخاصة بالعالج المعرفي‪،‬والتي يستخدمها األخصائي‬
‫االجتماعي عند ممارسة هذا العالج تسير على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-1‬استراتيجيةالبناءالمعرفي‪:‬‬
‫تستخدم لتحديد المشكالت‪،‬الخبرات‪،‬األهداف واألفكار غير العقالنية مع اكتشاف مصادر القوة‬
‫لدى العميل‪.‬‬
‫‪-2‬إستراتيجية الّضيط اإلجتماعي‪:‬‬
‫تستخدم لمعرفة حديث النفس‪،‬وتحديد الفجوة بين الواقع والخيال‪،‬ومضامين النسق‬
‫القيمي‪،‬وطبيعة الخبرات التي تؤدي إلى عدم تحمل الضغوط واالنفعال‪.‬‬
‫‪-3‬استراتيجية تغيير السلوك‪:‬‬
‫تستخدم لتحديد السلوك غير المرغوب والالتوافقي‪،‬وإيجاد الدافع لتغييره‪،‬وإقناع العميل‬
‫بالسلوك اإليجابي الجديد‪،‬مع تدعيم قدراته على تحمل المسؤولية التي تسير أمور حياته‬
‫نستنتج من خالل استعراضنا لإلستراتيجيات العالجية للعنف المدرسي‪،‬تنوع البرامج‬
‫واإلستراتيجيات‪،‬وذلك حسب تنوع النظريات واالتجاهات‪،‬ولكن بالرغم من التباين في‬
‫االتجاهات إال أنها تلتقي في نقطة واحدة‪،‬وهي في كونها خطوات عالجية تهدف إلى التخفيف‬
‫من سلوكات العنف داخل المدارس والمؤسسات‪.‬‬

You might also like