Professional Documents
Culture Documents
العنف المدرسي
العنف المدرسي
العنف
وجد العنف منذ وجود اإلنسان على األرض ،فقد وجد منذ أول حدث للصراع بين البشر،
والمتمثل في الخالف بين" قابيل وهابيل "وشهدت البشرية أحداثًا كثيرة تميزت بالعنف.
فالعنف إذًا سمة من سمات الطبيعة البشرية،وعلى مدى التاريخ نجد إثباتات وشواهد تدل على
لجوء اإلنسان إلى العنف استجابة النفعاالته من الغضب.
ويؤكد" محمد نجيب "إن المصدر األساسي للعنف في تاريخ البشرية كان محاولة للتسلط،والتي
جاءت بأشكال متعددة،سوا ًء تسلط الفرد على اآلخر أو تسلط طبقة على مجتمع،وكذل كتسلط
مجتمع أ وإقليم على مجتمع آخر
وبذلك فإن التسلط من أجل السيطرة هو أصل العنف ومصدره فا خذت الكلمة معنى القوة
الصارمة ،وبعدها استعملت بمعنى تعنيف الذات وهي " violenceوذلك في عام 1662م .ثم
في عام 1748م استعملت بمعنى violتدل على اغتصاب أما في عام 1915فتعني طبع
غضوب شرس .
-IIتعريف العنف
لقد إهتم الباحثون في مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية بتحديد مفهوم العنف،وقد
انتهى كل فريق إلى تحديد المفهوم وفقًا لتوجهه النظري،وسوف نعرض بعض التعريفات فيما
يلي:
عرف روندالفوآخرون العنف بأنه " سلوك هجومي واعتدائي،وهو سلوك تخريبي هدام،وفي
أغلب األحيان يؤدي إلى إلحاق أضرار مادية وجسمية .
اما هورنسين فيقر أن العنف عبارة عن"سلوك موجه البتالء اآلخرين بأضرار مادية أو
معنوية ،وذلك بتدمير كيانهم أو ممتلكاتهم في حين
"عامربن شايع بن محمدالبشري "يقول إن العنف ":هو كل فعل أو تهديد يتضمن استخدام
القوة،بهدف إلحاق األذى والضرر بالنفس أو باآلخرين أو تدمير أو تخريب ممتلكاتهم.
وتعرفه " تهاني محمدعثمان منيب "على أنه استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة،قد
تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير
في حين يعرف الدكتور " علي سموك "العنف بأنه " االستخدام غير المشروع للقوة
البدنية،بأساليب متعددة إللحاق األذى باألشخاص والممتلكات .
أما" المنّظمة العالمية للصحة "فقدعرفت العنف بكونه " االستعمال المتعمد للقوة
الفيزيائية،سوا ًء بالتهديد أو باالستعمال المادي ضد الذات أو ضد شخص آخر أو مجموعة
ويشير حلمي )إلى أن العنف عبارة عن" :ممارسة القوة البدنية إلنزال األذى باألشخاص أو
ضررا جسميًا،أو التدخل في الحرية الشخصية.
ً الممتلكات،كما أنه الفعل أو المعاملة التي تحدث
ويعني العنف عند " رشاد علي عبد العزيز موسى " ) " ( 2009إيذاء بالقول أو الفعل
باآلخرين،سواء كان هذا اآلخر فردًا أو جماعة.
من خالل عرض التعريفات المختلفة ،نستنتج أن مجملها تلتقي في نقطة واحدة وهي أن العنف
عبارة عن إلحاق األذى بفرد أو جماعة ما،مهما كان نوعه فهو سلوك إيذائي سوا ًء كان هذا
بدنيًا أم نفسيًا أم معنويًا،وهو يلحق الضرر باآلخرين أو الممتلكات.
-IIIالفرق بين العنف والعدوان:
كبيرا بين المهتمين بدراسة هذين المفهومين من حيث اقتران جزال ً أثار مفهوم العدوان والعنف ً
العنف بالعدوان،ومن حيث التفرقة بينهما.فمن حيث اقتران العنف بالعدوان يذهب" طريف
شوقي "عام ) ( 1994إلى أن العنف شكل من أشكال العدوان،وأن العدوان أكثر غموضية من
العنف،وأن كل عنف يعد عدوانًا والعكس صحيح(
ويوضح" خليفة والهولي "في ) ( 2003أن العنف استجابة متطرفة من السلوك العدواني،تتسم
بالشدة والتصلب اتجاه شخص أو موضوع ما،و ال يمكن منعه أو إخفاؤه ومن ثم يمثل العنف
سلو ًكا يمارسها إلنسان بتأثير من دوافعه العدوانية.ويضيف" الزايدي "إلى أن مفهوم العنف
يندرج تحت مفهوم العدوان وأن العنف جزء من العدوان وشكل من أشكاله ،سواء كان ذلك
العدوان على األفراد أم الممتلكات أم المجتمع ،لكن العنف يظهر جليًا بأنه سلوك عدواني
مستمر ويعتبر العنف جز ًءا من العدوان،حيث إن العدوان صفة لعنف غير محدود
وهو الفعل الخشن الذي يهدف إلى إرغام اآلخرين،كما هو القوة العنيفة التي ال تحترم قواعد
النظام
أما بالنسبة للتفرقة بين مفهومي العنف والعدوان،فقد قام بعض الباحثين بالتمييز بينهما وذلك
لتفادي االلتباس بين المفهومين،وقد اعتمدوا في ذلك على أن العنف له طابع مادي بحت،في
حين أن العدوان يشمل على المظاهر المادية والمعنوية معًا.
فلقد أشار "المغربي "إلى أن العنف استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة قد ينطوي على
انخفاض التفكير،وعلى ذلك فليس من الضروري أن يكون العنف مرادفًا للعدوان،وليس من
الضروري أن يكون العنف مرادفًا للتدمير
في حين يميز الباحث موالروبين العنف و العدوان فيقول ان العدوان يقصد به دائ ًما اإلضرار
الجسدي أو الرمزي،بينما العنف ال يقتضي بالضرورة إرادة االعتداء فقد يقصد فيه التربية
مثًال،منه فِوفق هذا الرأي فإن القصد في اإلضرار يساعد في التمييز بين هذين المفهومين(
من كل ما سبق،نرى أنه من الصعب التفرقة بين مصطلحي العنف والعدوان ورغم الفرق
النوعي والموضوعي بينهما،فال يوجد عنف دون عدوان مسبق،سوا ًء أكان هذا
مستترا.
ً ظاهرا أم
ً الشعور
-IVالمفاهيم ذات الصلة بالعنف:
تتداخل بعض المصطلحات والمفاهيم بمصطلح العنف،لدرجة أنه ال يمكن تفسير العنف
والوقوف على مظاهره دون الرجوع إليها،نذكرها فيما يلي:
-العداء:
ويقصد به شعور داخلي بالغضب والكراهية موجه نحو الذات أو نحو شخص أو موقف ما،فهو
استجابة تنطوي على المشاعر العدائية لألشخاص واألحداث
-العدوانية:
يعرف هيلقارد العدوانية على أنها " :نشاط هدام أو تخريبي يقوم به الفرد بغرض إلحاق األذى
بشخص آخر،إما عن طريق الجرح الجسدي أو عن طريق االستهزاء والسخرية
-العنف:
كل فعل أو تهديد يتضمن استعمال القوة بهدف إلحاق الضرر بالنفس أو اآلخرين
-Vأشكال العنف:
تتفق أدبيات الموضوع،بأن العنف يأخذ األشكال الرئيسية التالية:
-1العنف الجسدي:
ويقصد به السلوك الجسدي المؤذي،الموجه إلى الذات أو اآلخرين،ويهدف إلى اإليذاء
أو خلق الشعور بالخوف،ويتم تجسيده عن طريق األيدي واألرجل،ومن األمثلة على
ذلك نجد :الضرب،الدفع،الركل.
-2العنف اللفظي:
يقف هذا النوع من العنف عند حدود الكالم،كالشتم والسخرية والتهديد،وغال ًبا ما يرافق هذا
انتشارا في المجتمعات.
ً الكالم مظاهر غضب وتهديد،يمثل أكثر األنواع
-3العنف الرمزي:
ويشمل التعبير بطرق غير لفظية عن احتقار األفراد اآلخرين،أو توجيه اإلهانة لهم ،كاالمتناع
عن النظر إلى الشخص عندما يتحدث،عدم رد السالم،ويتجسد هذا النوع من العنف في حياتنا
اليومية وقد يأخذ العنف شكلين آخرين وهما :العنف الفردي والجماعي.
–1العنف الفردي:
وهو العنف الموجه من فرد إلى فرد آخر،وهو في الغالب يكون في المجاالت اليومية،
وينقسم األفراد الذين يرتكبون هذا النمط من العنف إلى ثالثة فئات،وهي:
الفئة األولى :وهم األفراد المتسلطون والذين يمثل العنف لديه مجز ًءا أساسيًا من سلوكاتهم
لتحقيق غاياتهم.
الفئة الثانية :وتتمثل في األفراد الذين يعانون من عقدة النقص،حيث يستخدمون العنف بغرض
سد هذا النقص.
سا بالعنف،وتستخدم هذه الفئة العنف كوسيلة عقابية
الفئة الثالثة :هم األفراد الذين يتسمون أسا ً
في حالة عدم استجابة اآلخرين
–2العنف الجماعي :وهو اشتراك فرد مع جماعة من األفراد اتجاه جماعة أخرى تمثل السلطة
-VIاألسس النظرية للعنف :
باعتبار العنف أحد الظواهر النفسية الهامة،لما يترتب عنها من آثار مدمرة للفرد فقد
اهتم به علماء النفس،وحاولوا تفسيره رغم اختالف مدارسهم وتوجهاتهم،هذا ما أدى إلى التباين
الكبير في األطر النظرية التي تعتمد عليها كل نظرية أو مدرسة من مدارس علم النفس،وسوف
نحاول التطرق إلى أهم النظريات التي فسرت العنف:
–1النظرية البيولوجية:
يرى أصحاب هذا االتجاه أن العنف يرجع إلى أسباب بيولوجية،ولقد أثبتت الدراسات التي
أجريت في هذا المجال وجود ارتباط بين هرمون الرجولة" األندروجين " وهو السبب المباشر
لوقوع العنف
ويدعم" عبد اللطيف العّقاد "هذا االرتباط بين زيادة هرمون الذكورة " التستسترون" وبين
العدوانية،خاصة في حاالت االغتصاب الجنسي
أثبت روادهذه النظريةأن العنف البشري غريزة فطرية،ولقد عمم كل من
كونارد"وأندري "هذا المفهوم،ويري أن الغريزة العدوانية غريزة فطرية في الجنس
البشري،وتندرج فكرة" اإلرتقاء والتطور "وراء هذه النظرية كما يرى الباحثان أن الحيوانات
العدوانية تستمرفي البقاء بسبب الغريزة العدوانية بينما األقل عدوانا تنقرض ،ولقد أكد" لورنز
غاية األهمية من أجل البقاءفي الحياة .
يرى علماء الوراثة أن هناك صفات أساسية في الفرد،تأتيه من أبويه وأجداده عن طريق
الوراثة،فينتقل السلوك الجانح عن طريقه،فاألطفال كما يشبهون آباءهم من الناحية الجسمية
والعقلية فإنهم يشبهونهم سلوك ًيا وعاطف ًيا،وذلك ما بينته الدراسات التي أقيمت على التوائم
المتماثلة
-2النظرية التحليلية:
تعد نظرية التحليل النفسي ونظرية اإلحباط– عدوان -أهم النظريات المفسرة
لظاهرةالعنف.
-نظرية التحليل النفسي:
يتزعم هذه النظرية" فرويد -حيث يرى أن العنف سلوك واع شعوري ناتج عن غريزة الموت
التي افترض وجودها،وهي المسؤولة عن التدمير.
وإن العنف دافع من الدوافع الغريزية المتعارضة،وهما غريزة الموت تهدف لحفظ
النوع،وغريزة الحياة وتهدف لحفظ الفرد
ويشير"حسن ) " ( 2000أن رواد التحليل النفسي،وعلى رأسهم"فرويد "يرون أن اإلنسان
منذ والدته يمتلك عددًا من الغرائز العدوانية،والتي ال تعود إلى الطبيعة البيولوجية له،بل هي
غرائز توجد في طبقات الالشعور الداخلية
سا على ثالثة عناصر متصارعة ومتناقضة، فالشخصية اإلنسانية عند" فرويد "تبنى أسا ً
وهي:الهو وتعني الدوافع القويةالتي تبحث عن اإلشباع بأي طريقة .األناالعليا :وهي الصور
المثالية والفضائل األخالقية التي يتعلمها في الصغر.األنا :وهي الذات في صورتها العاقلة،التي
تكبح جماح األنا األعلى
يضيف أن العنف يحدث نتيجة الصراع بين اإلنسان ونفسه،وبين معطيات العالم المحسوس
الذي يعيش فيه،فعندما يريد تحقيق رغبة من رغباته،فيصطدم بعائق من العوائق،فإنه يحدث
صراع نفسي والذي بدوره يحدث سلوك العنف
بينماترى" كالين أن العدوان يعمل داخل الطفل منذ بداية حياته.
فهي ترجع العدوان إلى العالقة األولية مع األم من خالل تجربة الرضاعة فالطفل ،عندما
يرضع ال يبتلع الحليب فقط انما تتشكل لديه في الوقت نفسه صورة عن األم وعن نفسه .فإذا
كانت هذه التجربة سارة ومطمئنة ومشبعة للطفل،تكون لديه صورة إيجابية عن األم،وهذا ما
تطلق عليه كالين "اسم" صورة األم الصالحة"،أما إذا كانت هذه التجربة مؤلمة أو محبطة ولم
يحصل الطفل من خاللها على االرتياح والطمأنينة،فتتكون لديه صورة سلبية عن األم وهو ما
تطلق عليه الباحثة اسم" األم السيئة".وصورة األم هذه سواء كانت إيجابية أم سلبية؛تكون النواة
األولى لكل صورة يكونها الطفل عن اآلخرين،وعن العالم وذاته ووجوده،وهكذا تؤدي صورة
األم الصالحة إلى تكوين صورة إيجابية عن الذات وبالتالي تنشأ" أنا األعلى "ودودًارفيقًا.
أما الصورة السيئة فتؤدي إلى تكوين قيمة عن الذات وإلى تكوين" أنا أعلى "هجومي عنيف
يمارس بطشه على اآلخرين،كما يلجأ إلى تدمير الموضوعات الخارجية خوفامن تلقي
الهجومات االنتقامية منها،وهذا التحطيم يولد في نفسه الخوف من انتقام هذه الموضوعات من
خالل مبادلة العدوان،والعنف مما يؤدي إلى زيادة شدة القلق وإلى المزيد من نزعات ونوبات
العدوان والتحطيم(
نظريةإحباط – عدوان:
من العالقة وهما" ميلرودوالرد ،انطلق أصحاب هذه النظرية من العالقة
السببية إحباط – عدوان،-حيث توجد عالقة بين اإلحباط كمثير -وهو عدم قدرة الفرد على
إشباع حاجة من الحاجات النفسية أو الفيزيولوجية – والعدوان كاستجابة .إذ تختلف شدة السلوك
العنيف باختالف كمية اإلحباط الذي يواجهه الفرد في الحياة اليومية
"إذ يمثل العنف وسيلة من وسائل التعبير عن اإلحباط "فالعدوان إذًا نتيجة حتمية لإلحباط
ويذهب"دوالرد "وزمالؤه إلى وجود ثالثة عوامل أساسية من شأنها تقوي الحافز العدواني
الذي تثيره خبرة اإلحباط،وهي أهمية المنبه المحيط بالفرد،ودرجة ما يشعر به من إحباط،وعدد
عواقب أو توابع االستجابة العنيفة أو العدوانية
-نظرية االتجاه نحو الذات:
وهي تشير إلى أن أعد هذه النظرية"كابلين وكابلين وهي تشير إلى أن
العنف يحدث عندما يسعى الفرد ويناضل من أجل التغلب على االتجاهات السلبية نحو الذات
لديه،والتي لديهم نقص في تقدير الذات يميلون إلى تبني أنماط سلوكية منحرفة كوسيلة يحظى
من خاللها باهتمام اآلخرين له
-3النظريات االجتماعية:
يرى أصحاب هذا االتجاه أن الظروف والمتغيرات التي عرفها المجتمع هي التي أدت بالفرد
إلى استعمال العنف،وتعتبر نظرية الضبط االجتماعي ونظرية البيئة أهم هذه النظريات:
-نظرية التعّلم االجتماعي:
) (Albert Banduraترجع هذه النظرية إلى" ألبرت باندورا وهي تشير الي ان العنف سلوك
متعلم من المجتمع،ويؤكدعلى التفاعل بين الشخص والبيئة،فتفرض عليه تعلم السلوك العنيف
كأي نوع من السلوك اآلخر .فحسب هذه النظرية فإن الفرد يكتسب العنف بالتعلم والتقليد من
البيئة المحيطة به،سواء في األسرة أم المدرسة أم غيرهما
ولقد قام كل من" والتروباندورا ) " ( 1983بدراسة بعض العوامل كالممارسة التربوية للوالدين
وتأثير النماذج – األب واألم -كنموذج يقتدي به،وأثر ذلك على العنف فوجدوا أن الطفل يقلد
سلوكه.كما ترجع هذه النظرية مصدر العنف إلى التنشئة المتسلطة ومشاهدة األفراد لألفالم
الكرتونية التي تعرف بقصص البطولة،والسلوكات العنيفة تؤثر فيهم عن طريق التقليد و
المحاكاة
-نظرية الضبط االجتماعي:
يذهب أنصار هذه النظرية إلى القول بأن العنف غريزة داخلية في اإلنسان يتم التعبير عنها
عندما يفشل المجتمع في وضع قيود وضوابط محكمة على األفراد،تقر هذه النظرية كذلك إلى
أن خط الدفاع األول للمجتمع،هي تلك المجموعات التي ال تشجع العنف،أما أولئ كالذين ال
تسيطر عليهم أسرهم فيتم ضبطهم و السيطرة عليهم عن طريق الشرطة والقانون .باختصار
تدور نظرية الضبط االجتماعي حول افتراض مفاده؛أن الدافع لالنحراف شيء طبيعيي وجد
لدى جميع األفراد،لكن الطاعة واالمتثال هما الشيء الذي يجب أن يتعلمه
-نظرية التفكك االجتماعي:
يرى بعض علماء االجتماع أن التفكك هو السبب الرئيسي لحدوث سلوك العنف فعوامل التغير
السكاني والظروف السكنية والفقر كلها ترتبط ارتبا ً
طا وثيقًا بالعنف،أضف إلى
ذلك صراع األدوار االجتماعية.
دورا ها ًما في نمو ظاهرة السلوك المنحرف،باعتبار أن الفرد يرتبط يلعب التفكك االجتماعي ً
بمجموعة من الوحدات والنظم،ولكل وحدة مجموعة من المعايير التي تنظم السلوك،فإذا كانت
تلك المعايير واحدة بالنسبة لكل الوحدات الممثلة للثقافة في المجتمع حينئذ ال توجد مشكلة،لكن
تختلف هذه الوحدات في المعايير التي تنظم السلوك تظهر المشكلة
-نظريةالصراع:
يرى أصحاب نظرية الصراع أن العنف وسيلة للصراع بين النوعين الجنسين إذ يعد العنف
وسيلة أساسية لفرض سيطرة الرجل وتميزه على المرأة،وقد أصبح العنف وسيلة لتأكد من عدم
المساواة بين النوعين،واإلنقاص من مكانة المرأة
-النظريةالسلوكية:
يؤكد رواد هذه النظرية أن العنف شأنه شأن أي سلوك يمكن اكتشافه،ويمكن تعديله وفقًا لقوانين
التعلم،لذلك ركزت البحوث والدراسات التي أجراها السلوكيون أن السلوك متعلم من البيئة،ومن
ثم فإن الخبرات أو المثيرات التي اكتسبها شخص معين وفيها سلوك عنيف قد تم تعزيزه
وتدعيمه
-4النظرية المعرفية:
حاول علماء النفس المعرفي أن يتناولوا سلوك العنف لدى اإلنسان بهدف عالجه وقد ركزوا
في معظم دراساتهم وبحوثهم حول الكيفية التي يدرك بها العقل اإلنساني وقائع أحداث معينة
في المجال اإلدراكي أو الحيز الحيوي لإلنسان،كما يتمثل في مختلف المواقف االجتماعية
المعاشة وانعكاسها على الحياة اليومية لإلنسان،مما يكون لديه مشاعر الغضب
والكراهية،وكيف هذه المشاعر تتحول إلى إدراك داخلي يقود صاحبه ممارسة السلوك
العدواني
-5النظرية التكاملية:
تمثل النظرية التكاملية من أحدث النظريات التي درست السلوك اإلنساني.فهي ترى أن العنف
ظاهرة إنسانية واجتماعية ذات أبعاد متعددة ومتداخلة في الوقت نفسه وهي ترفض النظرة
األحادية أو التفسير األحادي الذي ينظر للعنف من زاوية واحدة،ذلك أن هذا التفسير ال يتفق
مع تعدد وتشابك العوامل المتعددة والمسببة للعنف،كما أن النظرة التكاملية تؤمن بضرورة
تكاتف التخصصات المختلفة وذلك باالستفادة من نتائجها.بالتالي فإن النظرة التكاملية بمثابة
"الفهم الّنفسي المتكامل " لهذه الظاهرة،السيما وأن هذا الفهم قد اعتمد على التفسيرات السابقة
نظرا لكون كل نظرية قد كشفت الغطاء عن جزء التي ينطوي كل منها على جانب من األهمية ً
أو زاوية ،ولم تغط بقية الجوانب،ولذلك فإن االستفادة منها جميعًا مطلبًا نفسيًا واجتماعيًا
ومنهجيًا للوصول إلى الفهم الناضج والمتكامل .
بنا ًء على ما سبق ذكره من نظريات،نجد أن أول ما يلفت االنتباه،هو افتقاره للبعد الشمولي
للفرد،على اعتبار أن الفرد متعدد األبعاد،حيث نجد أنها انتهت إلى التركيز على بعض
األسباب،وإهمال البعض اآلخر،فاالتجاه البيولوجي يقر بأن اإلنسان عنيف بطبعه وهو حصيلة
لمجموعة من الخصائص البيولوجية،كما أسلمت كذلك بأن السلوك العنيف وراثي،أي يلد الطفل
محمل بجينات العنف من والديه .أما أنصار االتجاه التحليلي فيقولون بأن العنف سمة من سمات
الشخصية،وأن اإلنسان عدواني بالفطرة حيث ربطوا العنف بغريزتي الموت والحياة،في حين
ربطت نظرية التعلم االجتماعي سلوك العنف بالمالحظة والتقليد،فاألطفال يتعلمون السلوك
العنيف بنماذج تقدمها األسرة واألصدقاء ،أما النظرية التكاملية فهي تربط بين كل هذه
النظريات،إذ تقر أن الفرد كل متكامل،فسلوك العنف ينتج نتيجة عوامل بيولوجية
عضوية،نفسية وبيئية.
ثانيًا :العنف المدرسي:
تعريف العنف المدرسي :
تعددت واختلفت التعريفات واألدبيات التربوية واالجتماعية التي حاولت إعطاء تعريف موحد
للعنف المدرسي،ويعود هذا االختالف إلى األطر النظرية التي يتبناها كل فريق ،إن تحديد
مفهوم العنف المدرسي مرتبط بمجموعة من الخطوات التي تمكننا من التعرف على األجزاء
التي يتكون منها .وهي تشير إلى أن
يعرف" دوباكيي العنف المدرسى على انه انحطاط في النظام و مكوناته التربوية،ويحتوي
مرورا بالتخريب والتهديد.
ً على درجات تنطلق من عدم الحياء إلى القتل
وتعرف وآخرون العنف المدرسي بأنه " السلوك الذي يمارسه التلميذ وهو مظهر من مظاهر
في مدرسته سوا ًء ضد زمالئه أم أساتذته أم ضد ممتلكات المدرسة،والقائمين عليها،سوء التكيف
المدرسي
وتشير الباحثة" فاطمة فوزي "إلى أن العنف المدرسي عبارة " تعدي تلميذ أو عدد من
التالميذ،على غيره من التالميذ أو أحد العاملين بالمدرسة بالقول أوالفعل،أوسلب الممتلكات
الشخصية
ويشير" م ّحمد حسنين العجمي "أن العنف" هو كل فعل ظاهر أو مستتر،مباشر أو غير
مباشر،مادي أو معنوي موجه إللحاق األذى بالذات أو باآلخرين أو بجماعة أو ملكية" .ويضيف
أنه" االستعمال غير القانوني لوسائل القهر المادي أو البدني،ابتغاء تحقيق غايات شخصية أو
جماعية
أما" العريني "فقد عرفه بكونه "كل ما يصدر من التالميذ من سلوك أو فعل يتضمن إيذاء
اآلخرين،ويتمثل في االعتداء بالضرب والسب،أ وإتالف الممتلكات العامة أو الخاصة،ويكون
هدف الفعل هو تحقيق مصلحة.
وهو سلو ًكا أو تصرفًا يصدر من التلميذ داخل المدرسة،سوا ًءأ كان هذا السلوك جسميًا أم
رمزيًا،يهدف بإلحاق األذى والضرر بممتلكات المدرسة فالسلوك العنيف– إذًن سلوك يصدر
عن التالميذ داخل المؤسسات التربوية ،بهدف إلحاق األذى باآلخرين أو بممتلكات
المدرسة،وهذا يمكن أن يكون رمزيًا أو معنويًا .أو هو استعمال القوة البدنية إللحاق األذى
ا،مباشرا أم
ً باآلخرين بغية تحقيق غايات شخصية كانت أم جماعية،ق يكون فرديًا أم جماعيً
غير مباشر.
عوامل العنف المدرسي
تعتبر ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة كغيرها من ظواهر السلوك اإلنساني،فهو ال يرجع إلى
سبب واحد،بل يرجع إلى أسباب عدة.
"ةيرى "بوليو ان هناك عوامل عديدة ترتبط بالعنف المدرسي عوامل نفسية تتعلق بالفرد
وعوامل مدرسية وعوامل تتعلق بجماعة األقران،وأخرى تتعلق بالمجتمع فالعنف المدرسي لم
يكن أحداثًا معزولًة بل هو جزء من مشكلة العنف
-1العوامل الفردية:
وهي عوامل ترتبط بالتلميذ ذاته،وبطبيعته البيولوجية،ومما الشك فيه أن مرحلة االنتقال من
التعليم األساسي إلى التعليم الثانوي تتزامن مع مرحلة المراهقة،وهي مرحلة تغيرات في
مختلف الجوانب؛عقلية ،فيزيولوجية،انفعالية .مما يؤدي إلى ظهور مشاكل سلوكية،وتشير
بعض الدراسات إلى أن البناء النفسي االنفعالي وخصائص الشخصية لديه ومن بين هذه
الخصائص" االندفاعية"،ما يولد السلوك العنيف،خاصة في مرحلة المراهقة
تتخلل مرحلة المراهقة مجموعة من التغيرات،ندرج في البلوغ بشكل خاص من خالل تسارع
وتيرة النمو فنجد زيادة مفاجئة في قامته ووزنه،كما نالحظ زوال مالمحه الطفلية،وذلك بنمو
عضالته واتساع كتفيه وتسارع في نمو الجنح واألطراف كل هذه التغيرات التي تطرأ على
وتوترا،ما يجعله يسلك سلوكات ال تربوية،كالعنفً المراهق،يمكنها أن تسبب له ضيقًا
المدرسي.
أما فيما يخص النمو االنفعالي،فيتأثر بتطور نمو المراهق،حيث تعتبر العواطف من مظاهر
الحياة االنفعالية،إذ يعبر هذا األخير عن انفعاالته في مظهرها الهيجاني والعاطفي بشيء من
المغاالة .وتكون شخصيته مضطربة،وغير مستقرة
ويضيف الدكتور" طه عبدالعظيم حسين ) " ( 2007أن عدم القدرة على التعامل مع الغضب
دورا ها ًما في زيادة حوادث العنف في المدرسة،إذ يعد الغضب من العوامل القوية التي
تلعب ً
تساهم حدوث العنف داخل المدرسة،فالتلميذ غير القادر على تحمل الضغوط يظهرون سلوك
الغضب،وبالتالي يسلكون سلوك العنف
كما أن شعور التلميذ باإلحباط في المدرسة يولد لديه الشعور بالغضب واالنفعال،ما يؤدي به
إلى ممارسة سلوك العنف،سوا ًء على ذاته أم على اآلخرين،ظنًا منه أن بسلوك العنف يفرغ
ضغوطه و توتراته فالمراهقة اذن مرحلة تغيرات تمس جميع الجوانب،فهي مرحلة تكثر فيها
المشاكل.وهذا ما يؤكده " نعمة مصطفى رقبان "بقوله :يقوم المراهق بسلوك مضاد
للمجتمع؛أي كل السلوكات الشاذة كالسرقة،الكذب،التهرب من الواجب .في صفات يملكها
المراهق،فنجد أنه يتميز باالستغالل وسوء التصرف
من خالل ما سبق ذكره يمكن القول؛إن المراهقة مرحلة عمرية تتميز بحدوث كثير من
التغيرات،التي تسبب للمراهق عدم التوافق،الذي يجعله يعاني من مجموعة من مشاكل
اجتماعية،نفسية،انفعالية،تؤثر على تصرفاته وسلوكاته،فيلجأ المراهق في أغلب األوقات إلى
العنف.
2العوامل ا ألسرية:
دورا ها ًما في تشكيل السلوك السوي والسلوك غير السوي للطفل ويعتبر السياق تؤدي األسرة ً
األسري أحد العوامل الهامة التي تساهم في ظهور العنف داخل المدرسة فهي التي تحدد
تصرفات أعضائها .تعد األسرة الجماعة األولى التي تكسب الفرد الثقافة القيم،العادات
والتقاليد،السائدة في المجتمع،ومنها يتعلم الفرد فكرة الصح والصواب يتعلم األساليب السلوكية
التي سوف يتخذها أسلوبًا في سلوكه،ويتعلم ما عليه من واجبات وماله من حقوق كما أن لألسرة
نموا نفسيًا غير
نموا نفسيًا سلي ًما أو ً
أثرا على النمو النفسي للفرد،فبسببها ينمو الطفل ً
ً
سلي ًما،فهي المسؤولة عن سمات شخصية الطفل،بما فيها عنصر العدوانية ،فعندما تكون األسرة
مستقرة وتلبي حاجات الطفل ينتج عن ذلك سعادة الطفل أما األسرة المضطربة فهي بال شك
ضا خصبًة لالنحرافات السلوكية واالضطرابات النفسية وهناك عوامل أسرية عديدة تساهم أر ً
إلى حد كبير في حدوث سلوكات العنف.
دورا مه ًما في دفع المراهق هذا النوع من السلوك .فالتنشئة االجتماعية
فالظروف األسرية تلعب ً
إذًن عبارة عن عملية تلقين الفرد قيم ومعايير،وذلك لتهيئته للعيش والتفاعل مع المجتمع،فهي
مصدر القيم التي ينشأ عليها الطفل،وهذه القيم هي التي تحدد للطفل السلوك المرغوب والسلوك
غير المحبوب تؤثر أنماط التنشئة االجتماعية على السلوك العدواني عند المراهق،وتتعدد أنماط
المعاملة،
والمعاملة حسب"أبوالخير "عبارة عن "أساليب يتبعها الوالدان في معاملة أبنائهم أثناء عملية
التنشئة االجتماعية التي تحدث التأثير اإليجابي أو السلبي في سلوك المراهق من خالل استجابة
الوالدين لسلوكه وعليه نجد أن من أهم المشكالت التي يتعرض لها المراهق في حياته هي
نوعية العالقة القائمة بين المراهق والراشدين،وعلى الخصوص اآلباء الذين يقفون بينهم وبين
الحرية في تأكيد الذات عن طريق تحقيق المكانة في المجتمع،وذلك بالتدخل في شؤونهم
الخاصة بحيث تتنوع أساليب المعاملة الوالدية حسب اختالف اتجاهات الوالدين؛إذ يمكنهم أن
يلجئوا إلى أساليب مختلفة نذكر:
سلط:
أسلوب الت ّ
يتمثل في فرض األم واألب لرأيهما على الطفل،ويتضمن ذلك الوقوف أمام رغبات الطفل
التلقائية،ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى لو كانت مشروعة
-2أسلوب الحمايةالزائدة:
يعرف أسلوب الحماية الزائدة بالميل المفرط لدى األبوين لحماية أطفالهم بدنيًا ونفسيًا،بحيث
يفشل الطفل في االستقالل بنفسه .فنجد أن المراهق ينمو بشخصية ضعيفة غير مستقلة تعتمد
على غيره في قيادتها وتوجيهها،وغالبًا ما يسهل استثارتها،والشك أن للحماية الزائدة نتائ ًجا
سلبيًة في تكوين الطفل،حيث ال يستطيع تحمل االحباطات المستمرة في الحياة،ويضطرب
سلوكه وعالقاته االجتماعية
-3أسلوب العقاب:
يعتقد بعض اآلباء أن العقاب نوع من األساليب التربوية المهمة للتربية السليمة ولكن ما
أكدته الدراسات هوأن للعقاب خطورة من الناحيتين،األولى تتمثل في نوع العقاب ودرجته،فأما
من ناحية نوعيته فإنهم يتجهون إلى العقاب البدني،وماله من آثار سلبية على جسم الطفل،بينما
يلجأ بعض اآلباء إلى العقاب النفسي والذي يأتي بآثار وخيمة على المراهق وتصرفاته
-4التذبذب في المعاملة:
يلجأ الوالدان إلى القسوة المفرطة حيناً،ويتساهالن معه حينًا آخر،أضف إلى ذلك عدم اتفاق
الوالدان على كيفية التعامل مع الطفل يؤدي تفكك شخصيته واضطرابها عدم استقراره
النفسي،مما يؤدي به إلى التمرد على أوامر الوالدين،وبالتالي على النظام المدرسي فألساليب
دورا مه ًما في حدوث اضطرابات سلوكية لدى المراهق. المعاملة الوالدية ً
ومن العوامل األسرية األخرى التي تدفع المراهقين إلى العنف؛عدم االنسجام األسري،وتفاقم
المشكالت بها وتفكك األسرة مثل حاالت الطالق،فعندما تنهار البيوت تكثر الخالفات،فيلجأ
المراهق إلى السلوك العنيف،وذلك لجلب انتباه اآلخرين من جهة والتخفيف من الضغوطات
التي يعيشها في البيت من جهة أخرى.كما أن حجم األسرة وبناؤها له عالقة باندماج الطفل مع
العنف المدرسي،فاألسرة كبيرة العدد ال تستطيع تلبية حاجات الطفل األساسية مقارنة باألسرة
الصغيرة العدد،مما يؤثر على سلوك األطفال .
يمكن أن نضيف عا ًمال نالحظه قد انتشر عند بعض العائالت وهو تشجيع األسر على سلوك
العنيف،فهناك بعض العائالت تشجع سلوك العنف والقسوة في التعامل مع الناس،فيظهر ذلك
جليًا في كيفية التعامل مع الزمالء والمعلمين ومع أفراد العائلة بحد ذاتهم وهكذا فالمتغيرات
األسرية تعد من العوامل المسؤولة عن ظهور السلوك العنيف داخل المؤسسات التربوية،فاألسر
التي تسيء معاملة أطفالها تحفز السلوك العنيف لدى أطفالهم،فاألسر التي تستعمل العقاب،أو
اإلسراف في التدليل والحماية تفقد الطفل الثقة بنفسه،كما أن االضطرابات العائلية والخالفات
األسرية تساهم في صدور أنماط سلوكية غير مقبولة اجتماعيًاكالعنف داخل المدارس.
-3العوامل المدرسية:
يعرف" حامد زهران ) " ( 1994المدرسة على أنها ":المؤسسة التي تقوم بوظيفة التربية،
وتوفير الظروف المناسبة للنمو النفسي للطفل،وتتأثر شخصية الطفل التلميذ حيث يزداد عل ًما
وثقافة،كما ينمو جسم ًيا،اجتماع ًيا وانفعال ًيا تعد المدرسة المؤسسة االجتماعية الثانية في األهمية
بعد األسرة،من حيث مكانتها ودرجة تأثيرها على المراهق ورعايته،وصقل شخصيته،وتنمية
مواهبه ومهاراته وتزويده بالمعارف،إضافة إلى أنها توفر له بيئة اجتماعية مليئة بالمثيرات
التي يتم توجيهها باالتجاه الذي يعود عليه وعلى مجتمعه فهي إذًا منظمة اجتماعية،تعمل إلى
جانب األسرة،فهما متكامالن وذلك لتكييف الفرد مع النظام المدرسي.
ومما الشك فيه أن التلميذ في المدرسة ال يتوفر على قسط كبير من الحرية والشعور
بالمسؤولية،ومثل هذا المناخ المدرسي السلبي الذي يجعل التلميذ يشعر بالضيق والتوتر،ما
يجره أحيانًا إلى سلوك العنف
وعلى هذا األساس يمكننا القول إن المدرسة مؤسسة هامة تساعد على تربية الطفل جن ًبا إلى
جنب مع األسرة،فهي تكون شخصية الفرد وتوجهه إلى اكتساب سلوكات سوية أم غير
سوية،فهي إذًا يمكن أن تكون سببًا من أسباب انحراف األفراد ،مما يؤدي به إلى ممارسة سلوك
العنف،وهناك عوامل عدة مدرسية يمكن أن تكون عوا ًمال مشجعة لهذا السلوك،وهي طبيعة
العالقة البيداغوجية بين التلميذ والمعلم،الجو المدرسي بما فيها النظام وطرائق التدريس إلى
جانب التقويم التربوي الحديث جماعة الرفاق.
-العالقة البيداغوجية معلم – تلميذ:
يعرف" مصطفى زيدان "المعلم" :على أنه ذلك الفرد القادر على ممارسة عمله التربوي على
الوجه األكمل
يكمن دور المعلم األساسي في نقل المعرفة العلمية للتلميذ وتكوين شخصيته،إذ لديه قوة كبيرة
في التأثير على التلميذ.
ويؤكد الباحث" موقف عبد العزيز الحسناوي ) " ( 2010أن " :للمعلم مكانة خاصة في العملية
التربوية،ودون المعلم ال يتم نجاح هذه العملية،فالمعلم وما يتصف به من كفاءات،وما يتمتع به
من رغبة واتجاهات إيجابية نحو التدريس يساعد الطالب على ،التعلم ويهيئه الكتساب خبرات
تربوية مناسبة
ويدعمه في ذلك"عبد المجيد نشواتي " الذي يقول ":يمكن للمعلم أن يكون كنموذج في تشكيل
بعض االتجاهات عند تالميذه؛إذ ال يقتصر دوره على الجانب المعرفي فقط بل يتناول الجانب
ضا
العاطفي أي ً
ولقد بينت دراسات عديدة أن طريقة تعامل المعلمين مع التالميذ له تأثير كبير على
سلوكاتهم،فهي إما تشجع على سلوك مثالي أو منحرف.
ويقصد بالمعاملة التفاعالت االجتماعية والنفسية التي تنشأ من اتصال الفرد من بين األساليب
التي يتبعها المعلم أثناء المعاملة مع التلميذ في الوسط المدرسي نجد نوعين:
-األسلوب السلطوي:
وهو أسلوب يستعمله المعلم،وهو عبارة عن مجموعة من األوامر التي تأتي من السلطة العليا،
المعلم إلى السلطة الدنيا التلميذ حيث يأمر األستاذ التلميذ وما عليه إال التنفيذ،وهو أسلوب يعتمد
على التهديد والحد من حرية التلميذ.
-األسلوب اللّين المتسامح:
وهو أسلوب يستعمله المعلم،حيث نجده يتساهل مع التالميذ،يتسامح معهم،فكما يقول
قاليمارالمعلم اللين السهل يحاط بعدم االنتباه و االستقرار،فهو خال من كل إعجاب واحترام من
طرف التالميذ،ويظهرون سلوكات الالمباالة والعدوانية اتجاهه،ما يؤدي إلى خلق الفوضى
داخل غرفة الصف ،إلى جانب نمط معاملة المعلم للتلميذ،نجد أن تحكم المعلم في حسن إدارته
للعملية االتصالية التواصلية داخل حجرة الدراسة،من أهم مؤشرات الكشف عن فاعلية التدريس
ونجاحه،فالتدريس عملية تفاعلية أو اتصالية مابين المعلم والمتعلم،يحاول فيها المعلم إكساب
المتعلمين المعارف والمهارات والخبرات التعليمية المطلوبة مستعينًا بأساليب وطرائق مختلفة
،ومن هذا المنطلق نستنتج أن ال يجب على المعلم أن يكون تسلطي،يعتمد على التهديد والحد
من حرية التلميذ،ويجب أال يكون لينًا تظهر لديه صفة الالمباالة،ما يدفع بالتلميذ إلى تبني
سلوكات العنف كرد فعل لهذه األساليب من المعاملة.1
تختلف طرائق التدريس التي يستعملها االمعلم باختالف كفاءته ومؤهالته،ففي هذا السياق
يشير"الخطيب "عام 2007م )إلى أن " عدم وجود طريقة تعليمية واحدة تناسب جميع التالميذ
أمر يدركه المعلمون من جهة،وأمر يوضحه البحث العلمي من جهة ثانية وغال ًبا مايدفع
المعلمين إلى االعتقاد بعدم وجود مبرر قوي ليغيروا أساليبهم ،طالما أن األساليب متنوعة
ومتعددة من بين طرائق التدريس التي يستعملها المعلم نجد:
-طريقةالمحاضرة:
وتعتبر من أهم الطرائق المستخدمة في التدريس وتعتمد على المعلم،الذي ينقل المعلومات
بصورة لفظية شفهية،ال يسمح فيها للمتعلم بالتعقيب أوالمقاطعة،أو حتى االستفسار إال بعد
االنتهاء.
ضال عن تدخلهاكما أن لطريقة التعليم والتعلم أهم ًية واض ًحة في ترجمة أهداف المنهج إلى قيم،ف ً
تأثيرا فعاًال في ميول
ً في نجاح المدرس أو فشله في تأدية الرسالة التربوية،حيث أن للطريقة
التالميذ نحو المادة،سلبًا أو إيجابًا .يمثل المعلم إذًن أحد األركان المهمة في العملية
مقتصرا على توصيل المعلومات
ً دورا ً
بارزا في تربية النشء فلم يعد دوره التعليمية،كونه يلعب ً
للتلميذ فقط،بل يتعداه إلى إنماء الجانب االجتماعي وتحقيق الصحة النفسية لديه .بين "ويرى
كل من" ميلر "و"دوالرد وجود عالقة ارتباطية بين قلق المعلم واضطرابه النفسي،فمشكالت
المعلم غالبًا ما تؤثر في حالته النفسية وبالتالي على تالميذه في القسم وعلى هذا األساس يجب
على المعلم أن يكون حكي ًما في إدارته للفصل،ولديه مرونة وخبرة التعامل مع التالميذ،فيعرف
متى يكون ديمقراطيا مع تالميذه ومتى يكون صار ًما معهم.
-البيئة المدرسية:
يشير" محمود أبود "إلى أن نقص اإلمكانات المدرسية،من وسائل تعليمية ومطاعم مالعب
وقاعات للنشاطات يؤدي إلى خلق مشاكل سلوكية للتالميذ،كنقص األنشطة الترفيهية،التي تعتبر
المتنفس الذي يحاول المتعلم إخراج مواهبه وقدراته والتعبير عن طاقاته الكامنة،لذا ال بد من
المدرسة توجيه كل طاقاتها وإمكاناتها من أجل توفير احتياجات التالميذ الترفيهية،كاألنشطة
الثقافية،الرياضية والفنية ويضيف" طه عبد العظيم حسين"أنه عندما تكون البيئة المدرسية
سلب ًية وغير آمنًة فإن المدرسة تعاني تحديات وصعوبات كثيرة وجمة؛مثل نقص االنضباط
المدرسي وتزايد العنف في المدرسة والفشل في توفير الفرص التربوية المالئمة للتلميذ،وانتشار
االنحرافات السلوكية غير المالئمة ويذهب " سهيل رزق دياب "إلى أن تحقيق وتوفير مناخ
مدرسي آمن ومالئم يحقق للمدرسة صفة الفاعلية والتميز،فدورها هو توفير جو تعليمي مستقر
يسوده االحترام المتبادل والتقدير بعيدًا عن العقاب والتهديد
-إإلدارة المدرسية:
بارزا في تحقيق الصحة النفسية للمتعلمين،وذلك ً دورا
مما ال شك فيه أن إدارة المدرسة تلعب ً
من خالل أسلوب التعامل السائد في المدرسة،والذي ينعكس إيجابًا أو سلبًا على المدرسة عمو ًما
صا .
والمعلم خصو ً
"فتسلط اإلدارة والعاملين فيها يؤدي إلى خلق جيل غير قادر على حل المشكالت وقد يتطور
ذلك إلى اإلحباط واختالل الصحة النفسية التي بدورها تؤدى إلى سلوك العنف،فإذا تجاوزت
حدودها المعقولة في فرض القواعد والتعليمات والنظم،واتبعت أسلو ًبا صار ًما فال شك أنه
يؤدي ذلك إلى نفور التالميذ من المدرسة،وكراهيتها والهروب منها ،والوقوع في السلوكات
المنحرفة
-التقويم التربوي:
يقصدب التقويم التربوي إصدار األحكام على قيمة األشياء والموضوعات لغرض
اتخاذالقرارات .
تكمن أهمية التقويم في تحديد مدى التغيير في سلوك األفراد المعنيين بالتقويم معلمين،
تالميذ،إداريين،لتحسين أدائهم في المجال المدرسي فهو عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات
حول البرامج المتعلقة بالمتعلم،المعلم،اإلدارة والمرافق والوسائل،النشاطات،وذلك للتأكد من
مدى تحقيق األهداف
يشمل التقويم التربوي كل المجاالت التربوية بما فيها المناهج المدرسية التي تعد من أبرز
الميادين التربوية،وأهم مكونات النظام التربوي،فهي أداة مهمة تعتمد عليها المؤسسات التعليمية
في تحقيق أهدافها
يشيرالباحث" وديع حداد ) " ( 2004في كتابه" التجديد في التربية إلزام أم إلتزام "إن" التجديد
يحمل مجموعة من المشاكل فعلى الرغم من النجاح النسبي لهذه المنظومة التربوية فإن القرن
الجديد يحمل معه مجموعة من التحديات والصعوبات والضغوط،التي تحتاج إلى إعادة النظر
في التوجيه التربوي،ألن المؤسسات التربوية غير محضرة لها "
نستنتج من خالل ماسبق أن المدرسة ومقوماتها يمكن أن تكون عا ًمال من عوامل نشوء سلوكات
العنف لدى التلميذ،فالمعلم هو الركيزة األساسية في العملية التربوية،فأي خلل في شخصية
المعلم،وكفاءته فسوف يعود سلبًا على سلوكات التالميذ،فكل من طبيعة العالقة البيداغوجية
وطرائق التدريس التقليدية،أضف إلى ذلك البيئة المدرسية المعتلة تؤدي إلى العنف المدرسي.
-جماعةالرفاق:
عرف" العمري "جماعة الرفاق بأنها ":اتصال جماعة متقاربة في الميول واألهداف والمستوى
مباشرا،وتربطهم عالقة محبة ومتبادلة ،كما تربطهم قيم ً االجتماعي واالقتصادي،اتصاًال
ومعايير متشابهة " وتعد جماعة الرفاق من الجماعات األولية التي لها تأثير مباشر على
شخصية الفرد بعد األسرة والمدرسة،وما يقوي هذه الجماعة هو التشابه والتجانس بين أفرادها
من حيث العمر،األهداف واالتجاهات؛إذ نجد أنه وتحت تأثير الجماعة يقل التفكير المنطقي
تضعف عملية الضبط الذاتي،ومن ثم تظهر االندفاعات العدوانية،فكما يقول" فهد بن علي
عبدالعزيز الطيار "أن أسباب العنف لدى جماعة الرفاق هو النزوع إلى السيطرة على
اآلخرين،الشعور بالرفض من طرف الرفاق
تأثيرا بالغًا على المراهق وعلى معاييره من خالل عملية ً فجماعة األقران والنظراء تؤثر
دورا إيجاب ًيا،فكم من مراهق نشأ على األخالق التفاعل والتأثير المتبادل ،كما أن للصداقة ً
والمثل،وإذ به وبمصاحبته لرفقاء السوء انحلت هذه األخالق وعادًة ما نجد في جماعة الرفاق
سيطرة القوي على الضعيف ما يولد لديهم خالفات ومضايقات،مما يجرهم إلى المشاجرات
تأثيرا
ً والسلوكات العنيفة وهكذا فالصحبة أو جماعة الرفاق،تعتبر من العوامل األولى التي لها
بالغًا على سلوك التلميذ،وبالخصوص الصحبة السيئة التي يمكنها أن تجر المراهق إلى سلوكات
العنف.
-3وسائل اإلعالم:
بارزا في تنامي ظاهرة العنف لدى المراهقين،فالبرامج اإلعالمية ً دورا
ً لوسائل اإلعالم
صا التلفزيونية من حيث إنها تقدم لهم عينة من التصرفات الخاطئة،مثل العنف الذي وخصو ً
يشاهده المراهق لمجرد التسلية واإلثارة،قد ينقلب في نهاية التسلية واإلثارة لواقع مؤلم بفعل
التأثير السلبي القوي والفعال لوسائل اإلعالم لتجسيد العنف بأنماطه السلوكية المختلفة.
وال يخفى علينا أن المراهقين لديهم القدرة على التقليد والمحاكاة لما يشاهدونه في التلفزيون،كما
أنهم ينجذبون لمشاهد العنف،ويجدون فيه المتعة،لذا نجد أن معظم حديثهم يدور حول البرامج
التلفزيونية العنيفة
فإذا كانت وسائل اإلعالم نافذة مفتوحة على العالم للمعرفة،واالتصال والترفيه ولكنها تؤثر إما
باإليجاب أو بالسلب،فمشاهدة القنوات واستهالك ساعات من اإلشهار واألفالم،يثير رغبات
وحاجات عديدة أكل متنوع،ألبسة فاخرة،سيارات،اليمكن لألب أن يوفرها ألبنائهم ما يخلق
اإلحباط عند األطفال .تعتبر وسائل اإلعالم إذًن سال ًحا ذا حدين،فهي بمثابة أداة تبرز التطور
التكنولوجي الذي يشهده العالم من جهة،ووسيلة تساعد في انتشار السلوكات االنحرافية من
جهة أخرى .
-4العوامل االقتصادية:
يختلف السلوك العنيف باختالف المستوى االقتصادي للفرد،فقد أثبتت مجموعة من الدراسات
أن المراهقين الذين يعيشون في المستوى االقتصادي المنخفض أكثر عدوانيًة من المراهقين
ذوي المستوى االقتصادي المرتفع،فقد وجد كل من" سيرزوماكوبي أن المراهقين في الطبقات
المتوسطة أكثر عدوانية منهم في الطبقات المرتفعة.
كما أظهرت دراسة " نجوى شعبان " وجود فروق ذات داللة إحصائية بين التالميذ ذوي
المستوى االقتصادي المرتفع والتالميذ ذوي المستوى االقتصادي المنخفض،
وفي بعض مظاهر السلوك العنيف يظهر أن قلة المصادر وندرتها،وقلة النشاط االقتصادي
يؤدي إلى العنف،كما يبدو واض ًحا في أغلب المجتمعات الفقيرة والمحرومة وعليه يمكننا
استنتاج أن للعنف المدرسي عوامل عدة تؤدي إ لى إحداثه،ومن بين هذه العوامل نجد:
أسباب أسرية والمتمثلة في التنشئة االجتماعية والتفكك األسري والخالفات العائلية أضف إلى
ذلك أنماط المعاملة الوالدية.
-أسباب مدرسية وتتمثل في الجانب التعليمي،وإهمال الجانب التربوي،التعامل
السلطوي الذي يلجا إليه بعض األساتذة،مع إهمال المدرسة لألنشطة الترفيهية.
-أسباب اقتصادية،مثل الفقر والمستوى االجتماعي المزري،فعدم حصول الفرد على
كل حاجياته ولوازمه يخلق لديه سلوكات انحرافية.
-أسباب تتعلق بجماعة الرفاق واألقران خاصة في مرحلة المراهقة،التي يخضع فيها المراهق
لقواعد الجماعة،التي تنمي لديه سلوكات ومعايير قد ال تتفق مع قواعد ومعايير ذلك المراهق
-أسباب إعالمية؛فمضمون البرامج اإلعالمية،وما تعرضه من برامج عنف تصبح نموذ ًجا
يقتدي بهالطفل في تصرفاته اليومية.
آثار العنف المدرسي
إن للعنف بصفة عامة والعنف المدرسي بصفة خاصة،سلبيات كثيرة على التلميذ،وعلى
المجتمع بصفة عامة،وفيما يلي عرض ألهم هذه اآلثار:
– 1اآلثار النفسية:
يترتب على سلوك العنف آثار نفسية عديدة،كالشعور بالخوف والفزع،كما تظهر لديه نقص
الثقة بالنفس واالكتئاب والتوتر،وكذلك عدم اإلحساس باألمان
– 2اآلثار إالجتماعية:
وتتمثل في الخمول االجتماعي،حيث يفقد التلميذ المعنف من طرف أساتذته حيويته في
القسم،وقد يتصرف التلميذ المعنف بعدوانية اتجاه اآلخرين إلحساسه بالخطر وبأنه مهدد
معرض للهجوم.
-3اآلثار التعليمية:
سا في تدني المستوى التحصيلي للتلميذ والرسوب الدراسي،أو التأخر عن الحضور وتتمثل أسا ً
إلى المدرسة أو الغياب المتكرر ثم تتواصل األمور لتصل إلى التسرب أواالنقطاع عن المدرسة
اإلستراتيجيات العالجية لسلوكات العنف المدرسي:
هناك عديد من البرامج واإلستراتيجيات التي تستخدم في مساعدة والمراهقين على خفض درجة
العنف في المدرسة ،فالتدخل المبكر لمنع العنف المدرسي،يقلل من حدة السلوك العنيف،ومن
ثم التحكم فيه.
تتطلب البرامج واإلستراتيجيات العالجية للسلوك العنيف تضافر جهود األطراف المعنية،من
مدرسين وتالميذ وأسرهم.
دور األسرة في ال ّحد من سلوك العنف المدرسي:
تعد األسرة المؤسسة االجتماعية األولى المسؤولة عن تكوين شخصية المراهق من النواحي
العقلية والوجدانية،واألخالقية،االجتماعية،ولقد اهتم بها العديد من الباحثين لما لها من دور
كبير في تفشي السلوك العنيف.
إن فقدان التواصل بين األهل والمدرسة،يقلل من ثقة أحدهما باآلخر،ويتيح الفرصة للتلميذ
اإلفالت من الرقابة واإلشراف الضروريين لتعديل السلوك.
يكمن دور األسرة في التخفيف من سلوك العنف فيما يلي:
-رعاية نمو األوالد ومراعاة أساليبهم التربوية،واإلرشادية في التنشئة االجتماعية.
-توفير المناخ األسري المناسب لإلسهام في نمو شخصية المراهق من جميع نواحيها،وذلك
إلشباع حاجياته األساسية،مع تحقيق العالقات األسرية السوية.
-استمرار االتصال بالمدرسة للتعرف على أوضاع أبنائهم وحاجاتهم ومشكالتهم وكذا
مستواهم التحصيلي.
-مشاركة أولياء األمور بالدورات الخاصة بالمناهج الجديدة،ومشاركتهم في الدورات
الحفالت والندوات التي تقيمها المدرسة.
-تزويد المعلمين والمرشدين التربويين في المدرسة بالمعلومات الصحيحة والدقيقة عن واقع
سلوك األبناء في البيت؛ألن ذلك يساعد على إعداد البرامج التربوية واإلرشادية الهادفة لتعديل
السلوك وتنمية شخصياتهم
2.دور المدرس في الحد من سلوكات العنف المدرسي:
من بين األساليب التي يمكن للمدرس اتخاذها للتقليل والحد من سلوك العنف نجد:
-توفير األنشطة المالئمة للتالميذ ألن ذلك يشجعهم على اإلفصاح عن خبراتهم الخاصة،وذلك
من خالل المناقشة.
-أن يتعامل المدرس بشكل مباشر مع سلوك العنف داخل الفصل،وذلك لجعل التلميذ يدرك
أن المدرس ال يتسامح مع هذا النوع من السلوكات.
-مشاركة التالميذ في بناء قواعد ومعايير سلوكية ضد العنف داخل القسم.
-إعطاء الحرية لألستاذ - ،في حدود ما يسمحه القانون،-وذلك للتخفيف من الضغوطات التي
يعيشها،وحله للمشكالت التي يتعرض لها بنفسه كونه األدرى بما يجري داخل صفه فالمعلم
هو الموجه الوحيد للسلوك،وأهم األفراد المؤهلين لتغيير سلوك التالميذ أو تعديله
- 3دور المدرسة في ال ّحد من سلوكات العنف المدرسي:
تتعدد برامج مواجهة سلوكات العنف باختالف النظام المدرسي السائد؛إذ هناك مدارس تتبنى
نظام" الزي الرسمي "أو " الهندام الرسمي "وهي مبنية على فكرة أن توحيد الزي المدرسي
لدى التالميذ يخفض من حوادث االنضباط ويحسن من اتجاهات التالميذ ويساعد على خلق
بيئة تعلم مالئمة.
وهنا كما يعرف ببرامج المراقبة؛وفيها تشارك المدرسة بدور فعال في الوقاية من العنف
المدرسي،ومن أمثلة هذه البرامج" برنامج الجرم المدرسي المسدود "ويستخدم هذا البرنامج
في العديد من المدارس،وهو يتطلب من التلميذ أن يبقى في المدرسة أثناء اليوم الدراسي،على
أ ن يسمح فقط لبعض التالميذ بمغادرة المدرسة بنا ًء على طلب مكتوب من ولي األمر محاولة
دراسة النقص الموجود في المؤسسات التربوية وتوفير احتياجات التلميذ،أي تحسين الظروف
المدرسية التي تنمي القدرات العقلية واالنفعالية للتلميذ
في حين تحدث الدكتور" رشادعلي عبدالعزيز موسى ) "( 2009حول العالج المعرفي الذي
يتمثل دوره في مساعدة العميل على توضيح أنظمة معتقداته السلبية وغير المنطقية والتي تؤدي
إلى حدوث مشكالت مختلفة
يقوم العالج المعرفي على أسس وهي:
•التعامل مع العميل على أساس سلوكه،أفكاره،انفعاالته وأهدافه،مع إهمال القوى
الالشعورية.
•التركيز على جوانب القوة في العميل ألكثر من التركيز على جوانب الضعف.
•معرفة أن سلوك العميل يتشكل طبقًا ألهدافه الشخصية أكثر من دوافعه البيولوجية.
•العمل على تحقيق التغيرات التي يريدها العميل،والتي تتضمن زيادة وعيه وشعوره بنفسه
وبالمحيط به
ويمكن إضافة وجوب وضع خطة عملية تسمح لألساتذة والتالميذ واإلداريين العمل معًا،وذلك
إلشراك التالميذ وكل األطراف المعنية في اتخاذ القرارات.
هناك مجموعة من اإلستراتيجيات الخاصة بالعالج المعرفي،والتي يستخدمها األخصائي
االجتماعي عند ممارسة هذا العالج تسير على النحو التالي:
-1استراتيجيةالبناءالمعرفي:
تستخدم لتحديد المشكالت،الخبرات،األهداف واألفكار غير العقالنية مع اكتشاف مصادر القوة
لدى العميل.
-2إستراتيجية الّضيط اإلجتماعي:
تستخدم لمعرفة حديث النفس،وتحديد الفجوة بين الواقع والخيال،ومضامين النسق
القيمي،وطبيعة الخبرات التي تؤدي إلى عدم تحمل الضغوط واالنفعال.
-3استراتيجية تغيير السلوك:
تستخدم لتحديد السلوك غير المرغوب والالتوافقي،وإيجاد الدافع لتغييره،وإقناع العميل
بالسلوك اإليجابي الجديد،مع تدعيم قدراته على تحمل المسؤولية التي تسير أمور حياته
نستنتج من خالل استعراضنا لإلستراتيجيات العالجية للعنف المدرسي،تنوع البرامج
واإلستراتيجيات،وذلك حسب تنوع النظريات واالتجاهات،ولكن بالرغم من التباين في
االتجاهات إال أنها تلتقي في نقطة واحدة،وهي في كونها خطوات عالجية تهدف إلى التخفيف
من سلوكات العنف داخل المدارس والمؤسسات.