You are on page 1of 640

‫ا‬

‫‏ تااشيلة‬
‫لكب‬ ‫‪ 4 2‬دهد لقتو‬

‫> الكتاب القامس‪-‬‬


‫‪,‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪594‬‬
‫‪‎‬ةبعلم‪١‬‬

‫جد‬ ‫الخامس‬ ‫الكتاب‬ ‫هه‬

‫الحورية‬
‫العنوان‪ :‬سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬
‫تأليف‪ :‬إزنجي ساج‬
‫رسوم‪ :‬مارك زوج‬

‫مراجعة‪ :‬إدارة النشر والتر جمة بدار نهضة مصر للنشر‬


‫إشراف عام داليا محمد إبراهيم‬

‫لاعهلاو ‪ -‬ممعم ‪5‬لاخذاامع‪: 5‬انقزر طوتاومع اممنوءك‬


‫هوه ونوممةُ برط ‪ © 8002‬أطواءرزمه ©‬
‫ون‪ 2‬كأعمكة برط ‪ © 8002‬ؤمةزامءاون‪1‬اا‬
‫طلته تموصهوممعءه عممن هونها ومتطوتاطنم موقم أولطملك برط لهطوتاطنم‬
‫‪.‬ؤتعطوتلطب‪ 58‬ذمناامععمهمءهاط آه ممنؤتللل ه كامم‪' 8‬موءلاتطك ؤمزاامعمومءمم‬
‫‪.‬ذونلا ‪ 22001‬لالط عاءملا ولط ‪,‬أووا‪ 35“ 5‬نومع ‪01‬‬

‫ترجمة كتاب ل(غ‪2‬لا‪ - 5‬ملعل ‪5004‬ذا‪1265‬‬


‫تصدرها دار نهضة مصر للنشر‬
‫بترخيص من شركة وموطؤذاطب‪ 5‬ومذا|امعمومءه‬

‫ساح إنجي‬
‫الحورية؛ سبتيموس هيب ‪ /‬إنجي ساج‬
‫رسوم‪ :‬مارك زوج‪ :‬ترجمة‪:‬؛ أحمد محمد مجاهد‬
‫إشراف عام ‪ :‬داليا محمد إبراهيم‬
‫الجيزة‪ :‬دار نهضة مصر للنشر ‪8102 /‬‬
‫‪ 046‬ص ‪ 81 .‬سم‪.‬‬
‫تدمك؛ ‪7046541779879‬‬
‫أ‪ -‬زوج ‪:‬مارك (رسام)‬ ‫[‪ -‬القصص الانجليزية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬العنوان‬ ‫م)‪.‬‬‫جحمد‬‫رمد م‬
‫ت أح‬‫مهد‪,‬‬
‫(مجا‬
‫ب‪-‬‬
‫صوور‬
‫لأ‬‫انص‬
‫يحظر طبع أو تصوير أو تخزين أي جِرْءِ من هذا الكناب سواء ال‬
‫بأية وسيلة من وسائل تسجيل البيانات‪ .‬إلا بإذن كتابي صريح من الناشر‪.‬‬
‫الترقيم الدوئي؛ ‪70465-41-779-879‬‬
‫رقم الايداع‪8102 /94401 :‬‬
‫طبعة‪ :‬أغسطس ‪8102‬‬
‫تليفون ‏ ‪20 44827433 - 43466433‬‬
‫فاكس‪20 67526433:‬‬
‫أسسها أحمر محمد ابراهيم سنة ‪(839‬‬
‫خدمة العملاء‪66761 .‬‬
‫موداه لطمم _ببصيب ‪:‬واتوطو‪/‬لا‬ ‫و‪.‬‬ ‫‪ 1‬شارع أحمد عرابي ‪-‬‬
‫اطيم ‪:‬اتممع‬ ‫تم ©‬
‫كطم‬‫طل‬‫تصطه‬
‫مموت‬
‫وع ‪.‬‬
‫دم‬ ‫المهندسين ‪ -‬الجيزة‬
‫‪4‬‬
‫‪|9‬‬‫‪5‬عبة‬
‫مل‬

‫جد‬ ‫الخامس‬ ‫الكتاب‬ ‫نه‬


‫ماعنا‬

‫إلى إيونيس»‬

‫هناك فى اليدء»‬
‫ودومًا‬
‫له محتوى الكتاب جك‬

‫‪1‬‬ ‫تمهيد‪ :‬تقاطع المسارات‬


‫‪9‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪٠‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪٠‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪٠‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪4‬و‬‫‪2‬‬ ‫‪٠‬‬

‫‪65‬‬
‫جيم ني‬ ‫‪٠‬‬

‫‪8‬‬ ‫متجر الفطائر‬


‫‪85‬‬ ‫مجمع ساحرات الميناء‬

‫‪208‬‬ ‫الوحش‬ ‫اه‬


‫نن‬
‫د‬
‫ك‬
‫ي‪3‬‬
‫شم‬
‫مى‬
‫ك‬
‫ف‬
‫ا‬
‫لن‬
‫‪114‬‬ ‫الهروب من قدر الحساء‬ ‫‪10‬‬

‫‪12‬‬ ‫جانب المرفا‬


‫‪132‬‬ ‫في قلب النار‬
‫‪11‬‬ ‫رحلة طيزان العتيرة‬
‫‪158‬‬ ‫المركز التجاري‬
‫‪169‬‬ ‫السيريس‬
‫‪14‬‬ ‫مكتب بريد الحَمَام‬

‫‪114‬‬ ‫الصندوق‬
‫‪206‬‬ ‫عرض‬
‫‪8312‬‬ ‫العاصفة‬ ‫‪19‬‬
‫‪62‬‬ ‫ميار‬ ‫‪20‬‬
‫‪3312‬‬ ‫هبوط لولبي‬ ‫‪21‬‬
‫‪812‬‬ ‫الجزيرة‬ ‫‪22‬‬
‫‪852‬‬ ‫دلاء‬ ‫‪23‬‬
‫‪012‬‬ ‫البريد‬ ‫‪24‬‬
‫‪302‬‬ ‫طرق السحرة‬ ‫‪25‬‬
‫‪43‬ؤ‪2‬‬ ‫طرق سحرية‬ ‫‪26‬‬
‫‪0132‬‬ ‫إلى المنارة‬ ‫‪27‬‬
‫‪23‬‬ ‫ضربة الكماشة‬ ‫‪28‬‬
‫‪03132‬‬
‫‪31232‬‬
‫غيرمرئي ‪,‬‬
‫الآنبوب الأحمر‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫‪353‬‬ ‫سايارا سايارا‬ ‫‪31‬‬
‫‪8632‬‬ ‫حجاب الذهن‬ ‫‪32‬‬
‫‪153‬‬ ‫صخرة القمة‬ ‫‪33‬‬
‫‪6313‬‬ ‫الحورية‬ ‫‪34‬‬
‫‪84‬‬ ‫الأعماق‬ ‫‪35‬‬
‫‪614‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬ ‫‪36‬‬
‫‪94‬‬ ‫كتاب سايارا الحورية‬ ‫‪37‬‬
‫‪419‬‬ ‫الصور المتحركة‬ ‫‪38‬‬
‫‪454‬‬ ‫نوبة نكو‬ ‫‪29‬‬
‫‪468‬‬ ‫جلو‬ ‫‪40‬‬
‫‪42‬‬ ‫العنبر‬ ‫‪41‬‬
‫‪42‬‬ ‫رجل الموز‬ ‫‪42‬‬
‫‪5205‬‬ ‫كسر الحصار‬ ‫‪43‬‬
‫‪250‬‬ ‫الجن‬ ‫‪44‬‬
‫‪5214‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬ ‫‪45‬‬
‫‪25217‬‬ ‫الثعبان الفضى‬ ‫‪46‬‬
‫‪5258‬‬ ‫أإلى القلعة؟ '‬ ‫‪٠‬‬
‫‪47‬‬
‫‪5271‬‬ ‫‪«٠‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪252069‬‬ ‫انعطافات‬ ‫‪«٠‬‬
‫‪49‬‬
‫‪607‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬
‫‪0‬‬

‫جمزيرة ادلنجم‬ ‫‪7‬‬


‫الرياع الثمالية الفريية‬

‫©‬ ‫‪6/0025‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ل ب ميل ‪05‬‬


‫تمعيد‪:‬‬
‫تقاطع المسارات‬

‫ليلة نكو الأولى خارج بيت الفوريكسء وجينا ترى أنه قد‬ ‫‏‪.‬‬
‫إنهاأصابه شيء من الجنون‪.‬‬
‫فقبل بضع ساعات‪ .‬وأمام إصرار نكوء صحب سبتيموس‬
‫ولافظ اللهب كلا من جينا ونكو وسنوري وأولر وبيتل إلى موقع‬
‫اف‬ ‫رند‬‫طة ع‬
‫أاقع‬‫المركز التجاري عبر سلسلة من المواني الو‬
‫اليابسة؛ حيث يختفي بيت الفوريكس‪ .‬كاننكو‬
‫يكُوقُ إلى رؤيةالبحر مرةأخرى؛»‬
‫تى‬ ‫حم ‪-‬‬
‫احده‬‫لعر أ‬
‫وم يش‬‫ول‬
‫مارشا ‪ -‬بأنه قادر على‬
‫الرفض‪.‬‬
‫أبدى سبتيموس‬
‫سرام أكرتيلامن اكجلنا‬
‫‪2‬‬ ‫أي شخص آخر؛ فهو د‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪2‬‬

‫الطويلة من القلعة إلى بيت الفوريكس‪ .‬وكلاهما واجه رحلة عودة‬

‫طويلة للوطن مع إيفانيا جريبء الذي يُعاني مرضًا خطيراء غير أن‬
‫نكو كان عنيدًاء كانعليه أن يذهب ‪ -‬من بين كل الأماكن‪ -‬إلى‬
‫غرفة شبك علوية متهالكة عند الميناء رقمثلاثة» الذي كان واحدًا‬
‫دمه‬
‫يانسأكتثرخما‬
‫من المواني الأصغر فيالمركز التجاري‪ ,‬وك‬
‫قوارب الصيد المحلية» أخبرهم نكو أن غرفة الشبك العلوية كانت‬
‫تخص رئيس البحارة على السفينة التي أبحر على متنها هو‬
‫وسنوري طيلة تلك السنين فيالماضيء وكانت تبحر بينالميناء‬
‫والمركز التجاري‪.‬‬
‫كان نكوء وسط إحدى الرحلات البحرية» قد أنقذ السفينة من‬
‫كارثة بقيامه بإصلاح طارئ لأحد الصَّوّاري المكسورة‪ :‬وعرقانًا‬
‫حًا‬
‫فءتناكو‬
‫مجز‬
‫بالفضل؛ أعطى رئيس البحارة» ويذْعَى السيد هي‬
‫لغرفته العلوية وأصَرّ علىأن نكوباستطاعته ‪ -‬بلفي الواقع يجب‬
‫عليه ‪ -‬أنيُقيم فيهافيأيوقت يكون فيهفي المركز التجاري‪.‬‬
‫وحين أشارسبتيموس إلىأنهذاالأمركانمنذخمسماثئة عام‬
‫مضتء وأن العرض يحتمل ألا يكون قائمًا؛ هذا إذا نكَيْنا غرفة‬
‫الشبك العلوية نفسها جانبّاء أخبره نكو أن العرض لا يزال قائمًا‬
‫بالطبع» فالعرض يظل عرضاء وقال نكو إن كلمايريده هوأن‬
‫يكون قريبًا من القوارب مرة أخرىء أن يسمع صوت البحر مرة‬
‫‪3‬‬ ‫تماهيد‬
‫ل‪:‬متقساطاعرات‬
‫أخرى‪ ,‬أن يشم رائحة الملح في الهواء‪ .‬لميجادل سبتيموس أكثر»‬
‫فكيف له ‪ -‬أو لأي أحد آخر‪ -‬أن يرفض لنكو هذا الطلب؟‬
‫تركهم ستموين‬ ‫وهكذاء ورغم يعضن الشكوك التي صاورة‬

‫لذي از دكياجيف عروانعد‬ ‫ارنان للق‬ ‫وش‬

‫بيت شجرة جليدي بالقرب من بيت الفوريكس حيث ينتظرهما‬


‫إيفانيا جريب ومارشا وسارة هيب ليعيداهم إلى القلعة‪.‬‬
‫يرام‬
‫ومعذلك؛ وبعدرحيل سبتيموسء لمتسر الأمورعلىما‬

‫فى غرفة الشبك العلوية؛ فنكو ‪ -‬الذيفوجئ بأنمفتاحهلا يستطيع‬


‫معالجة الباب ‪ -‬اضطر لاقتحام الغرفة» ولمينلماقابلوه بداخلها‬

‫إعجاب أحدء كانت تفوح منها رائحة كريهة» وكانت كذلك تلمّها‬
‫الظلمة والكآبة والبرودة» وكان واضحًا أنهانُستخدم مقلبًالنفايات‬

‫الأسماك؛ دل على ذلك كومة الأسماك المتعفنة المتراكمة أسفل‬


‫‪ -‬حسيما‬ ‫النافذة الصغيرة الخالية من الزجاجء لم يكن هناك‬

‫أشارت جينا بعصبية ‪ -‬مكانللنوم؛ إذ إن الجزء الأكبر منالدورين‬


‫العلويين كان لا وجود له؛ مما سمح برؤية جيدة لفتحة كبيرة في‬

‫القت بدا ‪-‬واضخا أن أسراب‪ .‬النْوَوَمن المخلية تتتددهها‬


‫مزحاضًا‪.‬ورغم ذلك» ظل نكو غيرمتزحزح عن موقفه» لكن‬
‫عندما سقط بيتلعلى الأرضية المتعفنة وبقي متعلقًا من حزامه‬
‫ء بوحل لا يمكن تحديد ماهيته» اندلع التمرد‪.‬‬
‫فوق قبو مملو ء‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪4‬‬

‫رنا الآن على جينا ونكو وسنوري وأولر‬


‫وبب‬
‫ثس‬‫وكان ذعلك‬
‫وبيتل واقفين خارج مقهى بائس في الميناء رقم واحد؛ وهو أقرب‬
‫مكانلتناول الطعام‪ .‬إنهميطالعون شخابيط مكتوبة فوق سبورة‬
‫تقدم ثلاثة أصناف من الأسماك» شيء يطلق عليه يخني الحظ‬
‫المطبوخ وشريحة لحم منحيوان لميسمع بهأحد مطلقًا‪.‬‬
‫وكانت جيناتقول إنهالاتعبأبماهية الحيوان مادام ليس أحد‬
‫حيوانات الفوريكسء أما نكو فيقول إنه لا يعبأ هو الآخر؛ إنه‬
‫سييحصل علىطبقمنكلثبي»افهو‪-:‬كهايقو ‪-‬ك يشتعربالجوع‬
‫لأول مرةمنذخمسمائة عاملاأحدبمقدوره أن يجادل في هذا‪.‬‬
‫ولا يجادلهم أحدفي المقهى كذلك؛ يحتمل أن يكون السبب‬
‫ببساطة‪ .‬هو ذلك النمر الأسود الضخم ذو العينين الخضراوين‬
‫الذي يتبع الفتاة الشقراء الطويلة كظلهاء والذي يُصْدر هديرًا‬
‫مدمدمًا خفيضًا إذا اقترب أحدء أماجينا فهي تشعر بسعادة بالغة‬
‫من صحبة أولر؛ فالمقهى مكان يوحي بالخطرء يملؤه البحارة‬
‫والصيادون والتجار المختلفونء الذين لاحظوا جميعهم مجموعة‬
‫المراهقين الأربعة الذين يجلسون على الماتدة بجوار الباب» كان‬
‫أولر يضع الناس عند حدودهم‪.‬ء غير أن النمر الأسود لايمكنه أن‬
‫يوقف النظرات غير المتناهية التيلاتبعث على الارتياح‪.‬‬
‫اختارالجميع يخنيالحظالمطبوخء الذيلميكونوا محظوظين‬
‫به حسب تعليق بيتل» بينما واصل نكو تنفيذ ماهدّدبهوتناول كل‬
‫‪5‬‬ ‫تمهيد‪ :‬تقاطع المسارات‬

‫ما احتوته قائمةالطعام؛ وأخذ الجميع يراقبون نكووهويأتي على‬


‫أطباق عديدة من الأسماك غريبة الشكل» والمزينة بمجموعة‬
‫متنوعة من الطحالب البحرية وشريحة لحم حمراء سميكة ذات‬
‫شعيرات بيضاء على قشرتهاء والتي أطعمها لأولر بعد قضمة‬
‫ب ري‬ ‫واحدةمنهاءوأخيرًاتناولنكوطبقهالأخير؛ا‬
‫ذات عظام كثيرة صغيرة ونظرة مُؤْنْبة‪.‬كانت جينا وبيتل وسنوري‬
‫ول سُلطَانيّة شعبية منحلوى الميناء؟ وهي‬
‫توهنمامن‬
‫اقندتهوا لت‬
‫عبارة عن تفاح مخبوز يتنائر عليه فتات الحلوى ويغطى بصوص‬
‫الشوكولاتة‪.‬‬
‫يراء؛ كان كل ما تريده هو أن تتمددء‬ ‫عشع‬
‫إا ت‬
‫لين‬
‫اج‬‫بنت‬‫كا‬
‫وكانت حتى مجموعة من شباك الصيد المبللة في غرفة شبك‬
‫كريهة الرائحة ستفي بالغرض‪ .‬لمتلاحظ أن المقهى كله غرق في‬
‫الهدوء وصار الجميع ينطرون إلى تاجريرتدي ملاب يبدوعليها‬
‫الثراء الفاحشء والذي دخل لتوّه‪ .‬لف التاجر المكان خافت‬
‫الإضاءة بعينيه» دون أن يرى من يتوقع رؤيته ‪ -‬غير أنهعندئذ رأى‬
‫بالفعل أحدًا لميكنيتوقع نهاتيًاأن يراه‪ -‬إنهاابنته‪.‬‬
‫صاح ميلو باندا‪« :‬جينا! ما الذي تفعلينه هناابلحقسماء؟»‪.‬‬
‫له‬
‫علذي‬
‫تكنفما ا‬
‫هبّت جينا واقفة وشهقت قائلة‪« :‬ميلو! ول‬
‫أنت هنا‪ .»...‬وتلاشى صوتهاء أخذت جينا تفكر في أنهفيالواقع‪,‬‬
‫هذاهوبالفعل نوع المكان الذي يمكن أن تتوقع أن تجد أباهافيه؛‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪6‬‬

‫مكان مليء بأناس غريبي الأطوار» تشتم فيه رائحة الصفقات‬


‫المشبوهة والتهديد الخفى‪.‬‬
‫جد نياركرسكا وعدن مغونز‪ :‬كانوريهاد عرف كلشود‬
‫سببَ وجودهم هناك» وكيف وصلواء وأين يقيمون؟ لكن جينا‬
‫رفضت أن تشرح الأمر؛ فالقصة تخص نكوء لا تخصهاء وهي لا‬
‫تريدأن يسمع كلمَنبالمقهى؛ وهم بالفعل يفعلون‪.‬‬
‫أصرّ ميلو على دفع الحسابء ثم قادهم إلى الخارج حيث‬
‫رصيف الميناء المزدحم‪ .‬وقال في نبرة تَنُمُعن اعتراض‪« :‬لا‬
‫أستطيع تخيل سبب وجودكم هنا؛ يجبألاتبقوا هنالحظة واحدة‬
‫ذثرلمكنء هذا أمرلايليق» فليس هذا نوع الناس الذي ينبغي‬
‫أك‬
‫أن تختلطي بهم ياجينا»‪.‬‬
‫إلاأن ميلو بدت عليه‬ ‫نرة»‬
‫لنعإتشعا‬
‫امت‬
‫لم ترد جينا؛ وا‬
‫بوضوح السعادة بالاختلاط بهم‪.‬‬
‫واصل ميلو كلامه قائلا‪« :‬إن المركز التجاري ليس مكانًا‬
‫للصغار الآغرا ‪.)....‬‬
‫السنا ‪.)2.....‬‬ ‫ّة‪:‬‬
‫سنا‬
‫حتهتجي‬
‫مطع‬
‫قا‬
‫(أنتم أقرب ما تكونون لذلك» ستأتون جميعًا إلى سفينتي»‪.‬‬
‫لم تحب جينا أن يُملى عليها مايجب أن تقوم به حتى لوكانت‬
‫فكرة قضاء الليلة في سرير دافئ غاية في الإغراء‪.‬‬
‫«لاء شكرًا لك يا ميلو»‪.‬‬ ‫هيم‪:‬‬
‫جف‬‫تلت‬
‫قا‬
‫‪7‬‬ ‫تمهيد‪ :‬تقاطع المسارات‬

‫قال ميلو في غير تصديق‪« :‬ماذا تعنين؟! إن‪:‬ي أرفض السماح‬


‫لكم بالتسكع في هذا ‪00‬‬
‫فكوها‬
‫قنن‬
‫وأ‬‫أير‬
‫بادرت جينا قائلة‪« :‬نحن لناتسكع ‪ .)...‬غ‬
‫متسائلا‪« :‬أي نوع من السفن هي؟»‪.‬‬
‫انز باركينتاين»‪.‬‬
‫رم‬‫طنها‬
‫أجاب ميلو‪« :‬إ‬
‫وذ تكو بات ا‬
‫وهكذا تقرر أنهم سيقضون الليلة علىمتنسفينةميلو‪ .‬كان‬
‫ذلك خلاصًا لجينا رغم أنها لمتظهر ذلكء أمابيتل فقد شعر‬
‫بالارتياح وأظهر ذلك؛ إذ ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة»‬
‫وحتى سنوري فقد بدت على وجهها ابتسامة باهتة وهي تتبع أثر‬
‫ايبها‪.‬‬ ‫ميلوء وأأوعلرق ف‬
‫قادهم إلى مؤخرة المقهى» عبر باب في أحد الحوائط؛ ومنه‬
‫إلى زقاق مظلم يمتد خلف المواني الصاخبة‪ .‬إنه طريق مختصر‬
‫يستخدمه الكثيرون نهارّاء غيرأنهفى الليل يفضل الغالبية أن يبقوا‬
‫تحت الأضواء المتلألئة للمواني؛ مالم يكن هناك عمل سري‬
‫يجري إنجازه؛ لم يكونوا قد قطعوا أكثر من ياردات قليلة عبر‬
‫الزقاق حين ظهر شبح شخص يندفع في اتجاههمء توقف ميلو‬
‫أمام ذلك الشخص ليسد عليه طريقه‪.‬‬
‫قال مزمجرًا‪« :‬لقد تأخرت»‪.‬‬
‫قااللرجل‪« :‬أنا ‪ ...‬أنا آسفء أنا‪ .»...‬وتوقف ليلتقط أنفاسه‪.‬‬
‫قال ميلو بنفاد صبر‪« :‬ما عندك؟‪.42‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪8‬‬
‫«لقد حصلنا عليه»‪.‬‬
‫«حقٌ؟ هل هو سليم؟)‪.‬‬
‫انعم نعم سليم»‪.‬‬
‫هو‪« :‬ألم يكتشفكم أحد؟؟‪.‬‬ ‫لوه‬
‫أقًا‬
‫سلوقل‬
‫يامي‬
‫بد‬
‫«هاء لايا سيديء لأاحد‪ .‬لا‪ ..‬لا أحد على الإطلاق ياسيدي؛‬
‫وهذه هى الحقيقة» بكل أمانة يا سيدي» هى الحقيقة»‪.‬‬
‫احسئًاء حسئاء أنا أصدقك‪ .‬كم بقي ع و‬
‫«غدًايا سيدي»‪.‬‬
‫سه موافقًا وسلم الرجل صر نقود‪« .‬هذا مقابل‬
‫ألو‬
‫رمي‬
‫بمأ‬
‫أو‬
‫تدلام‪ .‬استلام آمنوبدون تعقب»‪.‬‬
‫لاقايسعن‬
‫الب‬
‫تعبكء وا‬
‫انحنى الرجل وهو يقول‪ :‬اشكرًا لكياسيدي»»‪ .‬ثذمهب وذاب‬
‫فليظلام‪.‬‬
‫ا‬
‫تفحص ميلو جمهوره المفتون؛ ثمقال وهو يبتسم بحنان نحو‬
‫جينا‪ :‬اإنه مجرد عملء إنه بالأحرى شيء مميز من أجل أميرتي"‪.‬‬
‫ردت جينا بنصف ابتسامة» إنها نوعًا ما تعجبها طريقة ميلو‬
‫ونوعًا مالاتعجبها‪ .‬إنه أمر محير بشدة‪.‬‬
‫غير أنه في الوقت الذي وصلوا فيه إلى سفينة ميلو» السيريس»‬
‫مارت عينا أقلحيزة؟ إذاكانك الشيريسن اكت المقن التقرأتها‬
‫رؤعة غلى الأطلاق» وعتى تكوكانعليهآن يعترف أنهاأفضل من‬
‫غرفة الشبك النتنة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫ا لو‬
‫جُرذه المنزلي وهو يضع رسالة على وسادته‪ .‬بجهد‬ ‫اس ‪7‬‬
‫بالغ فتح سبتيموس عينيه» وتذكر وهو يشعر برع أين هو؟ لقد‬
‫ْ‬ ‫عاد إلى غرفة نومه على قمة برج‬
‫‪0‬‬ ‫الرحلة‪.‬‬ ‫السحرةء» لقد تمت‬
‫وعندئذ تذكر أن جينا ونكو‬
‫وسنوري وبيتل لا يزالون خارج‬

‫وبغض النظر عما قالته مارشا‬


‫‪ -‬سيذهب ويعيدهم‪.‬‬
‫نهض سبتيموس» والتقط‬
‫الرسالة وأزال بعضًا من روث‬
‫الجدّذان عن وسادته» وبعناية فتح‬
‫غقيرة وقرأ‪:‬‬
‫ل اصلور‬
‫اعة‬
‫قط‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪01‬‬

‫من مكتب‬

‫مارشا أوفرستراند‬

‫سبتيموسء أودببالغ الشدة‬


‫أن أراك عند منتصف النهار فيمكتبي‪.‬‬
‫أتمنى أن يكون ذلك مناسبًا لك‪.‬‬
‫مارشا‬
‫أصدر سبتيموس صفيرًا خفيضًاء فرغم أنه كان تلميذ مارشا‬
‫لقرابة ثلاثةأعوام» فإنهلميضرب موعدًا معها منقبل» وإذاأرادت‬
‫مارشا أن تتحدث مع سبتيموس كانت تقطع عليهأيّاماكانيفعل‬
‫وتتحدث معه‪ .‬وكان على سبتيموس حينها أن يتوقف عما يفعل‬
‫ُانوأْنصت‪.‬‬
‫يرً‬
‫فو‬
‫لكن اليوم» فيثاني أيام عودته من الرحلة» يبدو أن هناك شيئًا‬
‫تقغدير» وبينما كان سبتيموس يقرأ الرسالة مرة أخرىء لمجرد‬
‫التأكد تناهت عبر نافذته أصوات قرع الأجراس البعيدة الآتية من‬
‫ساعة ساحة تجار الأقمشة‪ :‬عدها سبتيموس الحادية عشرة» وتنهد‬
‫تنهيدة ارتياح» فلم يكنبالأمر الجيد أن يتأخر على موعده غير‬
‫المسبوق مع مارشا‪ .‬كان سبتيموس قد تلد للنوم متأخرّاء لكن‬
‫هذا كانبناءً على تعليمات مارشاء لقد قالت لهأيضًا إنهليس عليه‬
‫‪11‬‬ ‫ترفية‬

‫أن ينظف المكتبة هذا الصباح» نظر سبتيموس إلى شعاع الشمس‬
‫الذي يحمل ألوان قوس قزح المتسلل عبر زجاج نافذته الأرجواني‬
‫وهز رأسه مبتسمًا؛ بإمكانه أن يعتاد هذا الأمر‪.‬‬
‫بعد مرور ساعة» قرع سبتيموس بأدب باب مارشا وقد ارتدى‬
‫ثوب التدريب الأخضر الذيوضعمنأجلهفيغرفته‪.‬‬
‫«تفضل يا سبتيموس» جاءه صوت مارشا عبر باب الحجرة‬
‫المصنوع من الوط السميك‪ .‬دفع سبتيموس الباب ذا الصّرير‬
‫وتقدم إلى الداخل‪ .‬كان مكتب مارشا عبارة عن حجرة صغيرة‬
‫مكسوة بالخشب‪ .‬بهامكتبكبيريقعأسفل النافذة» ورَّعْب سحري‬
‫في الهواء أصاب جلد سبتيموس بقشعريرة‪ .‬كانت الحجرة مبطنة‬
‫بالجلد أكلتها العثة» وحزم من‬ ‫طة‬
‫وكتب‬
‫بها‬
‫رعلي‬
‫ماحم‬
‫برفوف تتز‬
‫الأوراق الصفراء مربوطة بأربطة أرجوانية» وعدد ضخم من القدور‬
‫الزجاجية لبن والسوداء التي تحتوي على أشياء عتيقة» حتى مارشا‬
‫لم تكن واثقة مما يمكنها أن تفعل بها‪ .‬ووسط القدور رأى‬
‫سبتيموس صندوق الفخر والبهجة الخاص بشقيقه سايمون؛ وهو‬
‫صندوق خشبي مكتوب عليه سلوث بخط يد سايمون لوبي هيب‪.‬‬
‫دولك امعووين أن جع ارج النافذة الطويلة الشينة‪:‬‬
‫كان يحب المشهد منمكتب مارشا ‪ -‬منظرأَخََاذْعبرأسطح القلعة‬
‫المزارع الخضراء‪ .‬وبعيدًاء‬ ‫وح‬
‫فلى‬
‫سلك إ‬
‫إلى النهر وإلى ماوراء ذ‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪21‬‬
‫بعيدًا على المدى كان يمكنه أن يرى الحد الأزرق الضبابى لتلال‬
‫ْ‬ ‫أوضن الأشران‪:‬‬
‫كانت مارشا تجلس إلىمكتبها على كرسيها العالي الباليى ‪-‬‬
‫لكن المريح جدًا‪ -‬ذي اللون الأرجواني» نظرت بحنان نحو‬
‫م»ت‪.‬‬
‫سادة‬
‫ترالع‬
‫بغي‬
‫اعلى‬
‫ونقا‬
‫تلميذها الذي كان متأ‬
‫قالت‪« :‬مساء الخير يا سبتيموسء‪ .‬اجلس»‪ .‬حددت مارشا‬
‫الكرسي الأخضر ذا الحجم الأصغر لكنه الأكثر راحة عند الجانب‬
‫لرممكنتبء ثم قالت‪« :‬أتمنى أن تكون قد نمت جيدًا»‪ .‬رد‬ ‫اآخ‬
‫ال‬
‫سبتيموس وهوقلقنوعًاما‪«:‬نعم» أشكرك»‪ .‬تُرىلِمَكانت مارشا‬
‫باكللهلذاطف؟‬
‫بادرته مارشا قائلة‪« :‬لقد مررت بأسبوع عصيب يا سبتيموس»‬
‫حسئاء كلنا كذلكء من الجيد للغاية أن تعود إليناء لدي شيء لك»‪.‬‬
‫فتحت دربا صغيرًا وأخرجت شريطين أرجوانيين من الحرير‬
‫تب‪.‬‬ ‫ماكعلى‬‫لهم‬
‫اضعت‬‫وو‬
‫كان سبتيموس يعرف ماهية الشريطين؛ إنهما الشريطان‬
‫الأرجوانيان الخاصضّان بالمتدرب الأولء‪ .‬واللذان» إذا ما سار‬
‫تدريبه على نحو جيد» سيكون عليه أن يرتديهما فى سنته النهائية»‬
‫ذكر ألهجرلكلاف مننارق أن تخلعه انهامجحل درن رك‬
‫عندما يحين الوقت لذلك‪ ,‬لكن سنته النهائية لايزال أمامها الكثير»‬
‫‪31‬‬ ‫ترقية‬

‫ويعلم سبتيموس تمام العلم أن أمورًا كثيرة يمكن ألاتسير علىما‬


‫يرام قبلذلك الوقت‪.‬‬
‫»‪.‬‬
‫؟ما‬
‫نعلم‬
‫ال ت‬
‫ذ «ه‬
‫هرشا‪:‬‬
‫سألته ما‬
‫أومأ سبتيموس بالإيجاب‪.‬‬
‫‪١‬حسناء‏ إنهمالكء إني أجعلك تلميذًا أول»‪.‬‬
‫«ماذا؟ الآن؟!»‪2 .‬‬
‫ابتسمت مارشا ابتسامة عريضة‪« :‬نعم» الآن»‪.‬‬
‫«الآن؟ أتعنين اليوم؟»‪.‬‬
‫اسنبعمتيياموسء اليوم‪ .‬أونااثقة من أن أطراف أكمامك لا‬
‫تزال نظيفةة أن أن البيضن لم يَطلهما أثناء ‪.‬الإفطار» اليس‬
‫كذلك؟)‪.‬‬
‫تفحص سبتيموس كميه‪ .‬وقال‪« :‬بلى إنهما على ما يرام؟‪.‬‬
‫وقفت مارشا وكذلك فعل سبتيموس؛ فالمتدرب يجب ألا‬
‫يجلس صطلقًا حين يقف معلمه‪ .‬التقطت مارشا الشريطين‬
‫ووضعتهما على طرفي كمي سبتيموس ذوي اللون الأخضر‬
‫البراق» وبنفخة من الضباب الأرجواني السحريء التف الشريطان‬
‫حول طرفي كمّي سبتيموس وأصبحا جزءًا من سترته» حملق‬
‫سباتيلموشسرفييطين مندهشّاء لميكنيعرف ماذا يقول» لكن‬
‫فع‪:‬‬
‫فقتاركعياركااذنى‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪41‬‬
‫‪« -‬والآن ياسبتيموسء أنت تحتاج أن تعرف بعض الأشياء‬
‫عن حقوق وواجبات المتدرب الأول‪ .‬لك أن تحدد نصيف‬
‫مشروعاتك الخاصة‪ .‬وكذلك نصف جدولك الخاص؛ فى‬
‫دوه المنطق بالطيع» فديطلب متك أنت"نرب علي في‬
‫اجتماعات المستوى الأساسي لبرج السحرة‪ .‬وهو ما‬
‫سأكون ‪ -‬إذا تصادف وحدث ‪ -‬مُمْتَنّةَ للغاية لقيامك به؛‬
‫باعتبارك متدربًا أول» يُسمح لك بالدخول والخروج دون‬
‫يب أن‬ ‫ذيل‬
‫هن قب‬ ‫تم‬ ‫لتبر‬ ‫اك يع‬
‫طلب الإذن مني» ومع ذل‬
‫تبلغني بالمكان الذي تذهب إليه وبالموعد الذي تنوي‬
‫العوذة فنع ولكق ريما أتلك لتازال ضف عدا أو أن‬
‫أضيف أنني أطلب منك أن تعود إلى برج السحرة بحلول‬
‫التاسعة مساءً طوال أيام الأسبوع» وبحلول منتتصف الليل‬
‫بحد أقصى في مناسبات خاصة‪ .‬هل هذا مفهوم؟"‬
‫يحدق في الشريطين الأرجوانيين‬ ‫يوزلاال‬
‫أومأ سبتيموس وه‬
‫السحريين اللذين يتلألآن عندطرفي كميه‪« :‬مفهوم‪ ...‬أظن‪ ..‬لكن‬
‫لماذا‪...‬؟)‪.‬‬
‫قالت مارشا‪« :‬لأنك المتدرب الوحيد على الإطلاق الذي يعود‬
‫من الرحلةء وأنك لمتَعْدحيًّا وحسب‪ .‬بل عدت وقد أتممت‬
‫الرحلة بنجاح؛ وأنك ‪ -‬وهو حتى الأكثر إثارة‪ -‬أرسلت في هذا‪...‬‬
‫هذا الشيء الرهيب قبل أن تمر حتى بنصف فترة التدريب؛ لكنك‬
‫‪51‬‬ ‫ترقية‬

‫فعلتهاء لقد استخدمت مهاراتك السحرية لتحدث من التأثير ماهو‬


‫أفضل مما قديأمل سحرة كثيرون فيهذا البرج أن يقوموا بهعلى‬
‫الإطلاق؛ وهذا هو سبب أنك صرت الآن متدربًا أول» حسنًا؟»‪.‬‬
‫ابتسم سبتيموس وقال‪« :‬حسنًاء ولكن‪.)...‬‬
‫«ولكن ماذا؟»)‪.‬‬
‫«ما كنت لأنجز الرحلة دون جينا وبيتل» وهما لايزالان عالقين‬
‫في غرفة الشبك النتنة تلك في المركز التجاري‪ .‬وكذلك نكو‬
‫وستورئة فد هناوغذًابأنندرةبسرةين أجلي »‪:‬‬
‫أجابت مارشا‪« :‬وسنفعلء إنني واثقة من أنهم لايتوقعون أن‬
‫نستدير ونطيرعائدين علىالفورياسبتيموس! إلىجانب ذلكء أنا‬
‫لم أتفرغ للحظة واحدة منذ عودتناء لقد استيقظت مبكرًا هذا‬
‫الصباح لأتلقى جرعة ضخمة من زيلدامنأجل إيفانيا وهيلديجارد؛‬
‫فكلاهما لايزالمريضًا جدًا‪.‬إننيأحتاج لمتابعة إيفانياهذهالليلة‪:‬‬
‫لكن أول ماسأفعله صباح الغدأني سأنطلق على ظهر لافظ اللهب‬
‫لأحضرهم جميعًاء سيعودون قريبًاجدَّاءأعدك)‪.‬‬
‫نظر سبتيموس نحو شريطيه الأرجوانيين» اللذين كان لهما‬
‫بريق سحريٌ جميل مثل بريق الزيت فوق الماء‪ .‬وتذكر كلمات‬
‫مارشا‪« :‬باعتبارك متدربًا أول» يسمح لك بالدخول والخروج دون‬
‫طلب الإذن مني» ومع ذلك يُعتبر منقبيل التهذيب أن تبلغني‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪61‬‬
‫بالمكان الذي تذهب إليه وبالموعد الذي تنوي العودة فيه»» فقال‬
‫وقد تقمص بسرعة حالة المتدرب الأول‪« :‬سأعيدهم أنا»‪.‬‬
‫أجابت مارشا متناسية بالفعل أنها تتحدث الآن إلى متدرب‬
‫أول‪« :‬لا يا سبتيموسء إنه أمر بالغ الخطر»ء وأنت متعب بعد‬
‫الرحلة؛ أنت فى حاجة للراحة» أنا الذي سأذهب»‪.‬‬
‫بنبرة شبه رسمية» بالأسلوب الذي رأى أن تلميذًا‬ ‫‪2‬‬
‫أول يحتمل أن يتحدث به‪« :‬أشكرك على عرضك يا مارشاء ولكن أنا‬
‫أنوي الذهاب بنفسي» سأنطلق على ظهر لافظ اللهب في غضون ما‬
‫يربو على الساعة» وسأعود مساء بعد غد بحلول منتصف الليلء إذ‬
‫يمكن تصنيف ذلك منطقيًا على أنهمناسبة خاصة‪ .‬فيما أظن»‪.‬‬
‫موس بكامل حقوق‬ ‫يخبر‬
‫تمت‬‫بال‬‫سأنه‬
‫ياه تمنت مارشا لو‬
‫المتدرب الأول» جلست ونظرت نحو سبتيموس نظرة تفكرء بدا‬
‫لها أن متدربها الأول الجديد قد كبر فجأة» لقد حملت عيناه‬
‫الخضراوان اللامعتان مسحة ثقة جديدة وهما تبادلانها النظر‬
‫بثبات ‪ -‬نعم لقد عرفت أن هناك شيئًامختلفًا فياللحظة التي‬
‫دخل فيها‪ -‬وقد مشّط شعره‪.‬‬
‫سألته مارشا بهدوء‪« :‬هل آتى وأراك وأنت تغادر؟»‪.‬‬
‫اعادوستفوس اتعمأرجولة سيكو هذاغايةقناللطتع‪:‬‬
‫سأكون بالأسفل عند ساحة التنين قبل انقضاء ساعة تمامًا»‪ .‬وعند‬
‫‪77‬‬ ‫ترقية‬

‫باب المكتب توقف والتفتء ثمقال بابتسامة عريضة‪« :‬أشكرك يا‬


‫رك جذا)‪.‬‬ ‫كمًا‬
‫شء ح‬
‫أرشا‬
‫ما‬
‫ردت مارشا عليه بابتسامة وتابعت متدربها الأول وهو يخرج‬
‫من مكتبها وقد حملت خطواته نبض انطلاقة جديدة‪.‬‬

‫لم ارعس‬
‫د‬
‫ج‪2‬‬‫به‬

‫كوخ الحارس‬
‫‪ .‬يومًا ربيعيًا مشرقًا وعاصفًا في مستنقعات مارام‪ .‬كانت‬
‫كال الريحقدهيتدافعةضباب الصباح الميكرءوكانثترسل‬
‫سحبًا بيضاء صغيرة تتحرك بسرعة عبر السماء»ء وكان الهواء باردًا‬
‫مشبعًابنسيمملحالبحروالطين ورائحة حِسّاءالكرنب المحترق‪.‬‬
‫عند مدخل كوخ حجري صغير وقف صبي فارع ذو شعر طويل‬
‫مجدل وهو يسحب حقيبة ظهر على كتفيه العريضتين» وكان‬
‫يساعده مايبدو أنه لحاف مزركش كبير‪.‬‬
‫محازفركش يسأل بقلق‪« :‬والآن» هل أنت واثق‬ ‫للل‬
‫ان ا‬
‫كا‬
‫يفق؟)‪.‬‬ ‫رعر‬
‫لنطك ت‬
‫مان أ‬
‫أومأ الصبي بالإيجاب وسحب حقيبة الظهر‬ ‫‏‪١‬‬
‫البُنيّتان للمرأة‬ ‫للأمام» ابتسمت عيناه‬ ‫‪710‬‬
‫الضخمة المختبئة بين طيات اللحافء وقال‬
‫وهو يسحب قطعة ورقية مكرمشة من جيبه‪:‬‬ ‫‪055‬‬
‫عم «خريطتك معي ياعمة زيلداء في الواقع كل‬
‫‪91‬‬ ‫كوخ الحارس‬
‫خرائطك معي»؛ إذ ظهر المزيد من القطع الورقية «انظري‪ ,‬هنا‬
‫جحر الثعبان إلى المجرى المزدوج‪ .‬من المجرى المزدوج إلى‬
‫لجج الوحل المميتة» من لجج الوحل المميتة إلى الطريق الواسع‪.‬‬
‫من الطريق الواسع إلى حقول القصب‪ .‬من حقول القصب إلى‬
‫الحسر»‪ .‬بدت عينا العمة زيلدا الزرقاوان اللامعتان قلقتين وهى‬
‫تقول‪ :‬الكن من الحسر وحتى الميناء‪ .‬تهلعرف هذا الطريق؟»‪.‬‬
‫«نعم بالطبع أعرفه‪ .‬لكني لأاحتاج إليه إنيأتذكر ذلك جيدًا»‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا وهي تتنهد‪« :‬آه ياعزيزيء آه‪ .‬آمل بالفعل أن‬
‫تكون في أمان يا عزيزي الفتى الذئبي»‪.‬‬
‫نظرالفتىالذئبيإلىأسفلنحوالعمةزيلداء وهوشيءأصبح‬
‫في وقت قريب للغاية فقط ممكنًا؛ إنهمزيج بينأن ينمو هوسريعًا‬
‫وأن تصبح العمة زيلدا أكثر انحناءً‪ .‬وضع ذراعيه حولها وضمها‬
‫بقوة» وقال‪« :‬سأكون بخير» سأعود غدّاء مثلما قلناءانتظري سماع‬
‫صوتي قرابة وسط النهار»‪.‬‬
‫هزت العمة زيلدا رأسها قائلة‪« :‬أنا لا أسمع جيدًا هذه الأيام»‬
‫نلتفظيارك‪ .‬والآنء أين هو؟»‪ .‬تفحصت الأَكُمَة‬
‫اغو‬
‫سيكون ال‬
‫اهلح الذي أاتلىبمهدّ» كان‬
‫الملاءمشب‬
‫لئ بسرعة با‬
‫تنت‬
‫مكا‬
‫تتي‬
‫ال‬
‫ذا شكل سميك لزج وهوماذكر الفتى الذئبي بحساء الخنفساء‬
‫واللّفتالبّي الذي طهتهالعمةزيلداعلىالعشاءليلةأمس‪ .‬و‬
‫الأكمة كانت تمتد المساحات الشاسعة المسطحة لمستنقعات‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪02‬‬
‫مارامء التي تتقاطع بها الخنادق الطويلة المتعرجة والقنوات»‬
‫والمناطق الوحلية الخادعة‪ ,‬والشَّرَاك الطينية البالغة العمق» وتضم‬
‫العديد منالسكان غريبي الأطوارء الذين لايتسمون دائمًا بالود‪.‬‬
‫نادت العمة زيلدا‪« :‬أيها الغول! أيهاالغول!»‪.‬‬
‫قال الفتى الذئبي وهو يتلهف إلى الانصراف‪« :‬لا بأسء أنا لا‬
‫أحتاج للغ‪»...‬‬
‫نات أيها الغول!»» فيما ظهر‬
‫أه ه‬
‫أبدت العمة زيلدا تعجبها‪« :‬آ‬
‫وأسن نتنقايق مقيةالفقمه خاوكانه ماه لاقع السك‬
‫قال الكائن وهو يرمق العمة زيلدا بعينيه البُنيتين الواسعتين‬
‫ظ كننت»‪.‬‬
‫أذا‬
‫غاضبًا‪« :‬نعم‪ ,‬أنا هناء أنا هنا نائم» أو هك‬
‫قالت العمة زيلدا‪« :‬أناجد آسفة ياعزيزي الغول‪ .‬لكنى أريدك‬
‫لزعب لديالذئبي إلىالجسر»‪.‬‬
‫نفخالغول فقاعة طين ساخطا‪« :‬إنه طريق طويل حتى الجسر يا‬
‫زيلدا»‪.‬‬
‫‪« -‬أعرف‪ .‬وهو مليء بالخدع حتى في وجود خريطة»‪.‬‬
‫تنهد الغول‪ .‬خرجت من فتحات أنفه دفعة من الطين وتناثرت‬
‫على رداء العمة زيلدا المزركش وأغرقتها ببقع أخرى من الطين‪.‬‬
‫حَدَّج الغول الفتى الذئبي بنظرة ‪ 0‬ثم قال‪« :‬حسّاء إذن لا‬
‫فائدة منالتسكع‪ .‬اتبعني») ثمسبح عبر الأكمة قاطعًا السطح الطيني‬
‫للماء‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫كوخ الحارس‬
‫طوقت العمة زيلدا الفتى الذئبي بضمة بثوبها المزركش» ثم‬
‫دفعته بعيدًا عنها وقد حملقت فيه بعينيها الزرقاوين السحريتين‬
‫ا‪:‬لتن مَعف ‪501‬‬ ‫شأة‬‫أةرفج‬
‫«جدي‬
‫يقلق وقالت‪:‬ؤقد تحولت‪[:‬ال‬
‫د‬ ‫أومأالفتى الذئبي‪.‬‬
‫أليس كذلك؟ حينها‬ ‫هكاء‬
‫تعلي‬‫ءجب‬
‫اي‬‫رمتى‬‫قرف‬
‫«أنتَ تع‬
‫؟ن‪:4‬‬
‫كنق‬
‫لَليس‬
‫ذلو‬
‫نف‬
‫أومأ الصبي زة خورف‬

‫قالت العمة زيلدا‪« :‬عليك أن تثق بى» أنت تثق بى» أليس‬
‫كذلك؟»‪.‬‬
‫أومأ الصبى لكن على نحو أكثر بطئًا هذه المرة» نظر إلى العمة‬
‫زيلدا متحيرًاء إذ بدت عيناها متلألئتين علىنحويثيرالشك وهي‬
‫تقول‪« :‬ما كنت لأرسلك لو لم أكن أرى أنك قادر على أداء هذه‬
‫المهمة» أنت تعرف هذاء أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫أومأالفتى الذئبي بشيء من الحذرء وهي تتابع‪« :‬و‪...‬آه‪ .‬الفتى‬
‫الذئبي» إنك لتاعرف مدى اهتمامي بك‪ ,‬أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫‪ -‬تمتم الفتى الذئبي وقد بيدأشعر بالحرج وبشيء من‬
‫الاهتمام‪« :‬بلى» أعرف بالطبع»‪ .‬وراوده خاطر أن العمة‬
‫زيلدا تنظرإليهكما كلاونت لن تراه مرة أخرىء ولم يكن‬
‫واثقًا من أنه يحب هذا الخاطرء وفجأة أبعد نفسه عن‬
‫قبضتهاء وقال‪( :‬إلى اللقاء يا عمة زيلدا»» وجرى ليلحق‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪22‬‬
‫بالغول الذي كان قد وصل بالفعل إلى الجسر الخشبى‬
‫‪:‬‬ ‫الجديد فوق الأكمة وكان ينتظر وقد نفدصبره‪.‬‬
‫وقفت العمة زيلدابجوار الأكمة وقد تَدَذَت في دفء برداتها‬
‫السميك المبطن‪ ,‬الذي قضت معظم الشتاء فيحياكته» وأخذت‬
‫تنظرإلىالفتىالذئبي وهوينطلق عبرالمستنقعات‪ .‬سلكمايبدو‬
‫آلهطريق عزنت متعرج» عي أن العيمةزيلداكالنتتحرف أن‪.‬هيسيم‬
‫المسار الضيق الذي يمتد بجوار تعاريج ومنعطفات جحر الثعبان‪.‬‬
‫هنما املنضوء القادم‬ ‫تنتي‬
‫يالمس‬‫ايها‬‫معين‬‫حلل‬
‫لي تظ‬‫شاهدت‪ .,‬وه‬
‫نوقعات مارام؛ كإاذن الضوء لا‬ ‫س تتعل‬
‫املنسماء الفسيحة المتي‬
‫يببعث تلألؤه على الارتياح حتى في نهارملبد بالغيوم» بين الحين‬
‫والآخرء كانت العمة زيلدا ترى الفتى الذئبي يتوقف استجابة‬
‫لتحذير من الغول‪ .‬ومرة أو اثنتين يقفز برشاقة فوق خندق ويستمر‬
‫فى طريقه على الجانب العكسى‪ .‬ظلت العمة زيلدا تتابعهما قدر ما‬
‫استطاعت حتى اختفت هايئلةفتى الذئبي داخل رُكام الضباب‬
‫الذي حَام حول لجج الوحل المميتة؛ وهي هُوَّةطينية لاقرارلها‬
‫يق الوحيد المؤدي للميناء» كان هناك سبيل‬ ‫طالرعبر‬
‫لأمي‬
‫اتد ل‬
‫تم‬
‫واحد عبر اللجج ‪ -‬وهو الخطو فوق الأحجار المخفية ‪ -‬وكان‬
‫الغول يعرف موضع كل خطوة آمنة‪.‬‬
‫مشت العمة زيلدا ببطء عائدة على الممر‪ .‬دخلت كوخ‬
‫الحارسء وأغلقت الباب برفق واستندت إليه بضجر‪ .‬كان صباحًا‬
‫‪32‬‬ ‫كوخ الحارس‬

‫عصيبًا؛ شهد زيارة مارشا المفاجئة وأخبارها المروعة عن رحلة‬


‫سبتيموسء ولم يتحسن الصباح بعد انصراف مارشا؛ لأن العمة‬
‫مذئهبيمفتيه؛ رغم أنها كانت تعلم‬
‫زيلدا كرهت إرسال الفتى ال‬
‫أنهيتحتم القيام بها‪.‬‬
‫تنهدت العمة زيلدا بعمق وجالت بنظرها داخل كوخها الذي‬
‫افرلاغمغعيرتاد غريباء لقد اظلفتى‬ ‫تحبه كثيرّاء كان شعور ال‬
‫الذئبي معها لمايزيد على العام الآنء وقد كبرت وهي تعتاد شعور‬
‫ين قد‬ ‫وجود روح أخرى تعيش إلى جوارها بالكوخ‪ ,‬واهالهآ‬
‫أرسلته بعيدًا إلى ‪ ...‬هزت العمة زيلدا رأسهاء وسألت نفسهاء هل‬
‫أصابها الجنون؟ قالت لنفسها مجيبة بصرامة» لاء إنها ليست‬
‫مجنونة؛ يتحتم القيام بهذا‪.‬‬

‫قبل بضعة شهورء لاحظت العمة زيلدا أنها بدأت تفكر في‬
‫الفتى الذئبي باعتباره تلميذها؛ أوالحارس المُرشح‪ ,‬حسبما ‪5‬‬
‫العرفء كان الوقت قد حان لتتخذ واحدّاء فقد بدأت تقترب من‬
‫نهاية فترة حراستهاء وعليها أن تبدأ فيتسليم أسرارهاء غيرأن أمرًا‬
‫واحدًا أصابها بالقلق» لميكن هناك حارس ذكرعلى مدى التاريخ‬
‫الطويل للحارساتء لكن العمة زيلدا لم ترَ سببًا لذلك» في‬
‫الحقيقة» حسبما فكرتء‪ .‬لقد حان الوقت ليكون هناك أحد؛‬
‫لع» أرسلت الفتى الذتبي بعيدًا ليقوم‬ ‫لرهمن‬
‫اثي‬
‫وهكذاء ومع الك‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪42‬‬

‫بمهمته» التي سيؤهله إتمامها ليكون المرشح‪ .‬شريطة موافقة‬


‫الملكة‪.‬‬
‫والآنء كما فكرت العمة زيلداء وهى تتفحص بقوة رف أدوات‬
‫تشذيب الكرنبء باحثةعنالعتلة»فبينماهوبالخارج عليهاأن تبذل‬
‫قصارى جهدها لتضمن موافقة الملكة علىتعيين الفتى الذئبى‪.‬‬
‫خاطبت العمةزيلداالعتلةالمختبئة‪« :‬هاأنتذي»» وقدرجعت‬
‫إلى عادتها القديمة بالتحدث مع نفسها حين تكون بمفردها‪.‬‬
‫أخذت العتلة من فوق الرف ثم توجهت نحو المدفأة وأعادت‬
‫الدَّثَار أمامالموقد‪ .‬أخذت تلهث وهيتَجْتُو على ركبتيها‪ .‬كانت‬
‫انطة مفكوكة؛ وعندئذ رفعت طرفها بحذر شديد (لأن‬ ‫بقبل ع‬ ‫تن‬
‫عنكب مارام الكبير ذا الشعر صنع عشه تحت البلاطات» ولميكن‬
‫الوقت مناسبًا من العام لإزعاجه)‪ .‬أخرجت العمة زيلدا بحذر‬
‫أنبوبًافضيًاطويلا مخفيًابالفراغ أسفل البلاطات‪.‬‬
‫أمسكت العمة زيلدا الأنبوب الذي بلغطوله ذراعًاء وتفحصته‬
‫صق‬ ‫لة؛تإذ‬
‫ااجئ‬
‫بحذر» وسرعان ماسرت بجسدها صدمة رعب مف‬
‫بطرف الأنبوب حفنة بيضاء لامعة منبيض عنكب مارام الكبير‬
‫ذي الشعرء صرخت العمة زيلدا وقامت برقصة برية وأخذت تهز‬
‫الأننوب بعنف فى محاولة إزاحة البيض‪ .‬ولكنء كان الطين يغلف‬
‫الأنبوب الفضي فطارمن قبضتها مخلقًا قوسًا جميلًا عبر الغرفة‬
‫امتدعبرباب المطبخ المفتوح» سمعت العمة زيلدامايشيرإلى‬
‫‪52‬‬ ‫كوخ الحارس‬
‫سقوط دفقة من شىء ما داخل حساء الخنفساء واللفت البنى»‬
‫الذي تار« الآن عساء العتساء واللفت التى ‪:‬بيسن العتكب‪:‬‬
‫اء‪.‬‬
‫شلى‬
‫عع‬‫للته‬
‫اناو‬
‫(فى ذلك المساء غلت العمة زيلدا الحساء وت‬
‫وفي الوقت الذي ظنت فيه أن المذاق تحسن كثيرًا بفعل اليوم‬
‫الزائد الذي قضاه الحساء على الموقد‪ .‬جباخلاطرها فيما بعد‬
‫فقط أنه ربما كان لبيض العنكب دور فى ذلك‪ ,‬ذهبت العمة إلى‬
‫الفواشن وق كربت بكر معن الشتيات)ا‬
‫كانت العمة ورد على وفك إنقاد الأدوك من القواط فنك‬
‫التعبناء حي رأت»‪«.‬نظرف عندها شيا ايتحركة كانت سافان‬
‫مُشُعرتان ضخمتان تتحسسان طريقهما خارجتين من الفراغ الواقع‬
‫أسفل البلاطة» رفعت العمة زيلدا البلاطة وهي ترتجف ثم ألقت‬
‫بها‪.‬أحدثت صوئًا مجلجلا هزَّالكوخ؛ وفرقت العنكب الأم عن‬
‫لهاأ إبلىد‪.‬‬
‫اار‬
‫صغ‬
‫استعادت العمة زيلدا الأنبوب الفضيء ثم جلست إلى مكتبها‬
‫وأنعشت نفسها بكوب منماء الكرنب الذي أذابت فيه ملعقة كبيرة‬
‫هدا العنكب بما‬ ‫كش؛رفق‬ ‫ذتعا‬
‫من مربى التوت البري» شعرت بار‬
‫أرسلت الفتى الذئبيليقوم به وبمابعثتهابيني كراكل ذات يوم‬
‫أيضاللقيامبه تنهدتمرةأخرى وقالتلنفسها إنهاأرسلت الفتى‬
‫الذئبي وقد أعدجيدًاقدراستطاعتهاء وأنهاعلىالأقل لم تكتب‬
‫الرسالة على ورق مقوىء كما فعلت بيتي كراكل‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪62‬‬

‫مسحت العمة زيلدا بعناية حساء الخنفساء واللفت البنى وبييض‬


‫لبأمننعبلىوب» أسخكذيتئًا فضية صغيرةوقطعت‬
‫الاعدك‬
‫ختم الإغلاق الشمعي» وأخرجت مخطوطة ورقية قديمة ملطخة‬
‫شسح» مكتوبة على‬
‫رحار‬
‫ملال‬
‫لعم‬
‫اود‬
‫بالبقعتحمل كلمات «عق‬
‫رأس المخطوطة بحروف باهتة ذاتطراز قديم‪.‬‬
‫قضت العمة زيلدا الساعة التاليةفي مكتبها تضع اسم الفتى‬
‫الذتئبى داخل العقود‪ .‬وبعدها كتبت للملكة» بأفضل خط لها على‬
‫الإطلاق» التماسها من أجل منصب التلميذ» ثم طوته مع العقود‬
‫ووضعتهما معًا داخل الأنبوب الفضي ‪8101‬‬
‫للخروج‪ .‬غيرأنهكانهناكأولا شيء أرادت الحصول عليهمن‬
‫خزانة أكاسير التقلب والسموم الخاصة‪.‬‬
‫كان وضعًا صعبًا للعمة زيلدا داخل الخزانة» خاصة أنها تلبس‬
‫رداءها الجديد المبطن جيدًا‪ .‬أضاءت الفانوس» وفتحت درجًا‬
‫مخفبّاء وبمساعدة نظارتها فاتقة القوة طالعت كتايًا قديمًا صغيرًا‬
‫يحمل عنوان‪ :‬خزانة الأكاسير المتقلبة والسموم الخاصة؛ دليل‬
‫الحراس وخططهم‪ .‬وإذ عثرت على ما كانت تبحث عنه» فتحت‬
‫العمة زيلدا درج التعاويذ والتمائم وأمعنت النظر بداخله‪ .‬كانت‬
‫مجموعة من الأحجار الكريمة المنحوتة متراصة بعناية فوق قطعة‬
‫القماش الزرقاء المصنوعة من الجوخ التي تبطن الدرج‪.‬‬
‫من‬ ‫مختارة‬ ‫مجموعة‬ ‫العمة زيلدا فوق‬ ‫يد‬ ‫جالت‬
‫‪72‬‬ ‫كوخ الحارس‬
‫تعاويذ الأمان لكنها عبست؛ فما كانت تبحث عنه ليس‬
‫يددتها فى عمق‬ ‫موجودّاء طالعت الكتاب مرة أخرى وبعدها م‬
‫الدرج حتى عثرت أصابعها على مزلاج صغير فيالمؤخرة» وبمطة‬
‫هائلة لسبابتها القصيرة الممتلئة» تمكنت العمة زيلدا من معالجة‬
‫المزلاج وتحريكه لأعلى؛ صدرت طقة خفيفة وسقط شيء ثقيل‬
‫داخل الدرج وتد حرج للأمام نحو ضوء الفانوس‪.‬‬

‫التقطت العمة زيلدا قنينة ذهبية صغيرة كمثرية الشكل ووضعتها‬


‫بعناية شديدة فى راحة يدها‪ .‬رأت البريق الداكن العميق لأنقى‬
‫أنواع الذهب ‪ -‬ذهب نسجته عناكب أوروم‪ -‬وسدادة فضية سميكة‬

‫منقوشة برسم هيروغليفي واحد لاسم راح أدراج النسيان منذأمد‬


‫القنينة الصغيرة التي‬ ‫بشيء من التوتر؛ إذ كانت‬ ‫بعيدل‪ .‬شعرت‬
‫هىا إحدى تعاويذ الأمان الحية شديدة الندرة» وهى‬ ‫د ف‬‫يقرت‬
‫است‬
‫لمتلمس إحداها منقبل قط‪.‬‬
‫كانت زيارة مارشا لكوخ الحارس لتجمع الأكاسير من أجل‬

‫راف مارشا سيطر على‬


‫صعد‬
‫ن فب‬
‫اغ‪.‬‬
‫طراب بال‬
‫ضعر‬
‫اتش‬
‫بهي‬
‫زيلدا و‬

‫ضوء يأخذ الأبصار ولا شيء آخرء لاشيء سوى الظلمة‪ .‬جلست‬
‫ساكنة وقد شعرت بهزة عنيفة» ونظرت في الظلام لكنها لمترَ‬
‫شيئًاء وكان هذا اللاشىء مشهدًا مروهًا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪82‬‬
‫بعد مارأته» صارت العمة زيلدا مضطربة» إنها تعرف ما يكفى‬
‫همانظلج عليهالثاسس النل‪ #‬العايةلعيرزق آنهنانحاكان نيفق أن‬
‫يطلقعليها النظرةالأولى؛ إنهالمتخطئ مطلقّاء مطلقًا‪ .‬وهكذا‬
‫هي تعرف أنهرغم إصرار مارشا على أن تطير هيبنفسها بلافظ‬
‫اللهب لتعيد جيناونكو وسنوري وبيتل فالحقيقة هيأن سبتيموس‬
‫هو الذي يعتلي التنين» إن ما رأته سيحدث مؤكداء لم يكن‬
‫باستطاعتها أن تفعل ما يوقف ذلكء‪ .‬كان كل ما تستطيعه هو أن‬
‫ترسل لسبتيموس أفضل مالديها من أنواع تعاويذ الأمان‪ ..‬وهاهو‬
‫ذا‪.‬‬
‫خرجت العمة زيلدا بعناء من الخزانة وبحذر شديد أخذت‬
‫تعويذة السلامة الحية إلى النافذة» رفعت القنينة الصغيرة لأعلى‬
‫نحو ضوء النهار وأدارتهاء متفحصة الختم الشمعي القديم حول‬
‫السدادة‪ .‬كان ليازال سليمًا؛ لميكنبهأيشروخ أو أي علامات‬
‫تغيير‪ .‬ابتسمت» فلا تزال التعويذة نائمة‪ .‬كان كل شىء على‬
‫ارام‪.‬أخذت العمةزيلدانفسًاعميقّاء وبصوت سحري ريم‬ ‫مي‬
‫يرسل قشعريرة فيجسد منيسمعه؛ بدأتفي إيقاظها‪.‬‬
‫على مادى حمسن دقائقطوال غتيت العمةزيلداواحداامرل أكثر‬
‫الأناشيد التيغنتها على الإطلاق ندرة وتعقيدّاء كانملينًابالقوانين‬
‫‪92‬‬ ‫كوخ الحارس‬
‫كانت عقدًا ملزمّاء وبذلت العمة زيلدا أقصى جهدها لتضمن‬
‫عدم وجود ثغرات» بدأت بوصف سبتيموس‪ -‬متلقي التعويذة‪-‬‬
‫ييات الخاصة به ارتفع صوتها‬
‫بغن‬
‫أيت‬
‫لا ه‬
‫اينم‬
‫بتفصيل دقيق» وب‬
‫ليملا الكوخ الصغيرء لثقدلحاطمثة ألواح املنزجاج» وصير‬
‫اللبن رائبًاء وبعدها تموّج والتف حتى خرج من المدخنة إلى‬
‫صباح المستنقع ذي النسيم الربيعي‪.‬‬
‫وبينما كانت العمة زيلدا تنشد‪ .‬تجاوز صوتها السحري حدود‬
‫السمع البشري الطبيعي ووصل إلى النغمة التي تستخدمها‬
‫مخلوقات المستنقع للإنذار عند الخطرء ألقت عائلة من نطاط‬
‫المستنقع بنفسها داخل الأكمة» ودفن خمسة من أشباح الماء‬
‫أنفسهم داخل بركة الطين المفضلة لدى الغول» جرى فأران من‬
‫فئران المستنقع وهما يصرخان عبر جسر الأكمة وسقطا في حفرة‬
‫وحلية» وثعبان المستنقع الكبير» اعلذايئكادنًا لتوهإلىداخل‬
‫الأكمة» قررتغيير مساره واتجه إلى جزيرة الدجاج بدلا منذلك‪.‬‬
‫وأخيرًا انتهت الأنشودة» وهدأ الرعب الذي سرى وسط‬
‫مخلوقات المستنقع خارج الكوخ‪ .‬لفت العمة زيلدا رباطا جلديًا‬
‫نقينة ووضعتها‬ ‫اوللقعن‬
‫فاخرًا حول الغلافة الفضية الملفوفة ح‬
‫وب العميقة لثوبهاء بعد ذلك ذهبت إلى‬ ‫يمن‬ ‫جاحد‬‫لفي و‬
‫ااية‬
‫بعن‬
‫المطبخ الصغير عندالمؤخرة» وبدأت واحدة منمهامها المفضلة؛‬
‫عمل شطيرة الكرنب‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪03‬‬
‫سرعان ما انضمت شطيرة الكرنب إلى تعويذة السلامة فى‬
‫أعماق الجيب‪ .‬كانت تعرف أن سبتيموس سيستمتع بشطيرة‬
‫الكرنب؛ وتمنت لو كان بمقدورها أن تكون بمثل هذه الثقة فيما‬
‫يخص تعويذة السلامة‪.‬‬
‫‪ 3‬حي‬ ‫>‬

‫بارني بوت‬

‫العمة زيلداء لمتردأن تعترف بذلك»‬


‫م‬ ‫ا‬
‫وهو ممر سحري يؤدي‬ ‫كقة؛‬
‫لطري‬
‫مبر‬
‫لع‬‫ارور‬
‫الم‬
‫مباشرة من خزانة الأكاسير المتقلبة والسموم ‏‬
‫السام ا جرد باع باتو فر ‪0‬‬
‫‪5‬‬ ‫بالقصر‪ .‬بعيدًا في القلعة‪.‬‬

‫من أجل تفعيل الطريق» كان على العمة زيلدا ‪/‬‬


‫أولاأن تغلقباب الخزانة ثمتفتحدرججامعيئا ‪1/1‬‬
‫بجانب قدمها اليمنى» وبعدشتاءقضتهفي تسمين ‪4١‬‏ ‪/ 77‬‬
‫الفتى الذئبي ‪ -‬ونفسها كذلك‪ -‬لم يكن إغلاق‬
‫باب الخزانة سيصبح بالأمر الهين‪ .‬اعتصرت‬
‫العمةزبلدانقستها أمامالرقوف النكظة طن‬
‫آخرهاء أخذت شهيقًا وأغلقت الباب‪ .‬غير‬
‫أنه اندفع مفتوحًاء جذبت الباب لتغلقه مرة‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪23‬‬
‫انف الأكاسن خانها قد ويه‬ ‫نع‬‫اننعت‬ ‫خرف ات‬
‫صلصلة خفيفًاء وبحرص شديدء استدارت العمة زيلدا لتصحح‬
‫وضع القنينات» وأثناء هذه العملية صدمت كومة من صناديق‬
‫صغيرة تحوي مصادر أذى مجففة» تناثرت الصناديق على اللأرض»‬
‫انحنت العمة زيلدا نحو الأرض وهى تزفر غضبًا لتلتقط الصناديق»‬
‫وسرعاق مااندفةبابالتخزالةمقتوشا‪:‬‬
‫تمتمت العمة زيلدالنفسها وهي ترفع الصناديق وترصٌ قنينات‬
‫الأكاسير؛ وتفحصت باب الخزانة بنظرةمهلكة؛ لماذاأصبح معاكسًا‬
‫بكلهذا القدر؟ وبشدة عنيفة حازمة ‪ -‬لتُعلم الباب فقط من هو‬
‫المسئول هنا‪ -‬جذبت العمة زيلدا البابلتغلقه مرةأخرى» وقفت‬
‫مغلقًاء وببطء وحذر شديدين‬ ‫اىب‬
‫لتءببق‬
‫اتظر‬
‫ساكنة تمامًا وان‬
‫جام اانأاكر تن الدوران عره أعر ين ابوك خافن‬
‫موالعية الرقوف» قنبوة الصٌّعَدَاءَ غيرأن الباب اندفع وا‬
‫قاومت العمة زيلدا إلحاح أن تتلفظ بكلمة سحرية غاية فيالسوء‪.‬‬
‫مدت يدها خلفها وصَفقت الباب مغلقة إياه» اهتزت مجموعة‬
‫صغيرة منقنينات الأكاسيرء غيرأن العمةزيلدالمتُعرُها اهتماماء‬
‫وبسرعة وقبل أن تراود الباب أفكار أخرى‪ ,‬فتحت الدرج السفلي‬
‫بقدمهاء نجحت! سمعت خلفها صوت طقطقة داخل الباب‬
‫تخبرها أن خزانة الأكاسير المتقلبة والسموم الخاصة قدأغلقت»‬
‫‪33‬‬ ‫بارني بوت‬

‫وأن طريق الملكةقدمُتتح‪ .‬تحركت العمةزيلدا فيطريق الملكة؛‬


‫وبعد ذلك انحشرت عند الطرف الآخر للطريق‪.‬‬
‫كانت قد مرت عدة دقائق قبل أن تنجح العمة زيلدا أخيرًا في‬
‫الخروج من الخزانة المطابقة فيغرفة الملكة‪.‬‬
‫لكن بعد أن سحقت نفسها على الجانبين والتقطت أنفاسهاء‬
‫انفتح باب الخزانة فجأة» ومثل قطعةفلين تخرج من زجاجة» قامت‬
‫العمة زيلدا بحركة دخول سريعة ‪ -‬ونوعًا ما لا تتسم بالوقار ‪ -‬إلى‬
‫غرفة الملكة‪.‬‬
‫كانت غرفة الملكة عبارة عن حجرة دائرية صغيرة لا تضم‬
‫سوى كرسي مريح ذي ذراعين بجوار مدفأة لاتتوقف نارهاء وأحد‬
‫شبح مستقرًا فوقالكرسي يحدق فيالنار حالمًا‪.‬‬
‫‪.‬كلان‬
‫الأشباح ا‬
‫كانت ‪ -‬أو كانت فيما مضى ‪ -‬ملكة شابة» تحتفظ بشعرها الداكن‬
‫طويلا» وثبقيهمُنْسدِلا منخلال حلقةذهبيةبسيطة‪ :‬وكانت تجلس‬
‫الحمراء والذهبية حولها وكأنما تشعر بالبرد‬ ‫دفيتتها‬
‫رل‬‫وأقد‬
‫فوق قلبها كان رداؤها الأحمر مُبَقَعَا بالسواد‪ .‬إذ قبلقَرَابَة اثنى‬
‫عشر عامًا ونصف العام أصيبت الملكة ‪ -‬التييُطلق عليها‬
‫شعبها في القلعة الآن الملكة سيريس الطيبة ‪ -‬بطلق ناري‬
‫‪1‬‬ ‫اي‬
‫عند الدخول التراجيدي للعمة زيلدا رفعت الملكة سيريس‬
‫نظرهاء ووجهت ابتسامة ساخرة للعمة زيلدا لكنها لم تتحدث‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪43‬‬

‫وجهت العمة زيلدا التحية بسرعة للشبح» وتحركت في عجلة عبر‬


‫الغرفة واختفت خلال الحائط» عادت الملكة سيريس إلى تأملها‬
‫فى النار» وكانت تفكر فى نفسها أنه أمر غريب تلك الكيفية التى‬
‫تخميريا الكايقالك لجيه كلهذهالسرغة ومكرف أن ريلدبقعي‬
‫أن تكون قدتناولت سحر التضخيم على سبيل الخطأء ربما ينبغي‬
‫تأخنبرهاء أو ربمالا‪.‬‬
‫مَعنهدُبط الترابي» اتجهت العمة زيلدا عبر‬
‫لرج‬
‫اخا‬
‫وفي ال‬
‫مجموعة درجات بخطوات ضيقة لتنزل بها من البرج‪ .‬أملت أنها‬
‫لمتكن وقحة فيمرورها المندفع بالملكة سيريسء لكن سيكون‬
‫هناك وقت كاف فيما بعدللاعتذار أماالآنفعليها أنتصل إلى‬
‫سبتيمو س ‪.‬‬
‫وفتحت باب البرج الذي‬ ‫ج»‬
‫ربة‬
‫د عت‬
‫لإلى‬
‫ادا‬
‫وصلت العمة زيل‬
‫يؤدي إلى حدائق القصر‪ .‬وانطلقت محددة هدفها عابلرمروج‬
‫الخضراء الواسعة التيتمتد إلى النهرء وعلى مسافة بعيدة عن‬
‫يمينهاء كان بمقدورها أن ترى خيمة مخططة بالية قائمة في وضع‬
‫غير مستقر بجوار النهر‪ .‬كان داخل الخيمة» وهو ما تعرفه العمة‬

‫زيلداء اثأناشنبمانحها المفضلينء ألثرميلاوأليس نيتلزء لكنها‬


‫كانت تقضنن الطريق الآشر»تجاه صف ‪:‬طويلق من أمتجان اكوب‬
‫الباسقة عندالحافة اليسرى البعيدة للمروج الخضراء‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫بارني بوت‬

‫وبينما كانت العمة زيلدا تسرع في اتجاه الأشجار سمعت‬


‫صوت وقع الهواء الصادر عن حركة جناح تنين؛ جلبة ليست‬
‫مغايرة لرفرفة مائة خيمة مخططة مليئة بالأشباح أطلقت وسط‬
‫غامنة معينة أعلن الاسجار راك طرف جناح التنين لافظ‬
‫اللهب وهو يتمدد‪ .‬ليرسل الدفء إلى عضلاته الباردة من أجل‬
‫رحلة الطيران الطويلة المقبلة» ورغم أنها لم تستطع أن ترى‬
‫الفارس» كانت العمة زيلدا تعرف أن منيمتطي التنين ليس مارشا؛‬
‫بسلبهتويموس‪.‬‬
‫صاحت وهي تسارع الخطى «انتظر!»‪« ...‬انتظر!»» غير أن‬
‫صوتها غرق فى الفضاء‪ .‬حيث ‪-‬على الجانب الآخر من الأشجار‪-‬‬
‫أنزل لافظاللهبجناحيه» وتسببت دفعة هواء هائلة في تأرجح‬
‫أشجار التَنْوبِء توقفت العمة زيلدا وهي تنفخ وتلهث لتلتقط‬
‫أنفاسها‪ .‬رأت أنهل فاائدة» إنهالنتنجحء كأن التنين سيطير فيأي‬
‫لحظة الآن‪ .‬اخذا سبتيموس معه‪.‬‬

‫جاءها صوت صغير من مكان ما أسفل مرفقها وهو يتساءل‬


‫بقلق‪« :‬هل أنت على مايرام ياآنسة؟»‪.‬‬
‫‪« -‬ماذا؟» شهقت العمة زيلداء نظرت حولها بحثاعن صاحب‬
‫صيئًا صغيرًا يكاد‬ ‫‪-‬خلفها تمامًا‪-‬‬ ‫لتاحظت‬
‫هذا اولصو‬
‫يختفي خلف عربة يد ضخمة‪ »:‬سألها الصبي بثقة‪" :‬أيمكنني‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪36‬‬

‫لقتدحق مؤخرًا‬
‫المساعدة أو أيشىء؟»‪ .‬كان بارنى باوت‬
‫بأشبال القلعة المشكلين حديئًاء وكان يحتاج لأن يقوم‬
‫بعمله الصالح لهذا اليوم‪ .‬كان في البداية قد أخطأ العمة‬
‫زيلدا وظنها خيمة مثل تلك الخيمة المخططة عند منصة‬
‫الهبوطء وكان يتساءل ما إذا كانت محاصرة الآن داخل‬
‫خيمة وقد أخرجت رأسها من قمتها لتطلب المساعدة‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا وهي تلهث‪« :‬نعم‪ ....‬يمكنك المساعدة»‪.‬‬
‫أطلقت يدها بحدًا داخل جيبها السري العميق وأخرجت‬
‫القنينة الذهبية الصغيرة‪« .‬خذ هذه ‪ ...‬إلى المتدرب الأول‬
‫‪ ...‬سبتيموس هيب‪ .‬إنه ‪ ...‬هناك بالأعلى»» ومدت يديها‬
‫فى اتجاة أشجان الدوث‪ :‬الخار جحة» «الشين ‪٠‬‏ قوق ‪.‬‬
‫التنين»» اتسعت عينا الصبي أكثرء «المتدرب الاستثنائي؟‬
‫فاولقتنين؟»‪.‬‬
‫النعم‪ .‬أعطه هذه)‪.‬‬
‫«ماذا‪ ..‬أنا؟ !)‪.‬‬
‫انعم ياعزيزي‪ .‬أرجوك»‪.‬‬

‫وضعت العمة زيلداالقنينةالذهبية الصغيرة بقوةفييدالصبي»‬


‫طلاق» شعر أنهاثقيلة‬
‫حملق فيهاء كانت أجمل شيء راآهلعإلى‬
‫على نحو غريب ‪ -‬أثقلكثيرًا مماظن أنهاينبغي أن تكون ‪ -‬وعلى‬
‫تابة الغريبة‪ .‬كان بارني يتعلم الكتابة)‬
‫قمتها كانهناك ناولعكمن‬
‫‪773‬‬ ‫بارني بوت‬

‫لكنها لم تكن أشياء مثل هذه‪ .‬قالت العمة زيلدا‪« :‬أخبر المتدرب‬
‫لاها إليه»‪.‬‬
‫ر زسيلد‬
‫تعمة‬
‫أنها تعويذة سلامة‪ .‬أخبره أن ال‬
‫بدت عينا بارني وكأنهما ستخرجان من رأسه‪ .‬إن أشياء مثل‬
‫كل تحت فىكاب سقف [وداتد ققنةالضعة لسعو الم‬
‫لكنهال تعدت لاقل‬
‫‪(« -‬أوه» أخذ نفسًا‪.‬‬
‫أخرجت العمة زيلدا شيئًا آخر من جيبها وناولته لبارني «آى‬
‫‪1‬‬ ‫انتظر» أعطه هذا أيضًا»‪.‬‬
‫أخذ بارني شطيرة الكوؤنب بحذرء كانت باردة ورخخوة وظن‬
‫للحظات أنهاقدتكون جرَدًامياهفيماعداأن الفئران الميتةلم‬
‫طبهفىاء سأل «ما هذا؟»‪.‬‬ ‫سرط‬ ‫وضر‬‫يكن لديها فتات أخ‬
‫‪ 6‬على ابر لق وخطره كذتن)‬ ‫أجابته العمة زيلدا‬
‫حبقا اذهبهياعريزي»اقتعويذة السلامة مهمةأجَذَاأسبرعالآن‪1‬ة‬
‫لميكن بارني في حاجة لسماع الأمر مرتين؛ فقد عرف من‬
‫«حكاية لاري الكسول المروعة» أن تسليم تعويذة السلامة بأسرع‬
‫مايمكنك أمرمهم دائمّاء فإنك إن لمتفعل؛ يمكن أن تحدث كل‬
‫ومضع شطيرة الكرنب فأيعماق‬ ‫أنواع الأمور السيئة‪ .‬أومأ‪ ..‬ث‬
‫جيب سترته القذرة» وانطلق في اتجاه التنين بأسرع مايمكنه وقد‬
‫قبض بإحكام على القنينةالذهبية‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪83‬‬

‫وصل بارنى فى الموعد المناسب تمامّاء فبينما كان يجري‬


‫داخل حقل التثينرأى المتدرب الاستثنائي؛ وهو صبي كبيرذو‬
‫شعر طويل مجعد يلون الققن» لكان يرتدي‪ .‬مغزة "المعدربين‬
‫الخضراءء كان بإمكان بارني أن يرى المتدرب وهو يوشك أن‬
‫يتسلق التنين» كان بيلي بوت» عم بارني» بعسلاك وان "التي‬
‫ويدلك واحدًا من النتوءات الكبيرة فى أنفه‪.‬‬
‫يًان» فقدكانضحمّاء مخيفًا وكانت‬
‫نعجي‬
‫لارتني م‬
‫لبمياكنب‬
‫رائحته نتنة؛ مثلبيت التماسيح الخاص بالعم بيلي» بلأسوأ مائة‬
‫مرة» وحافظ بارنى على المسافة بينه وبين التنين منذ أن كاد يطؤه‬
‫بقدمه‪ .‬لولا أن صرخ العمبيليلأنهتواجدفيطريقه؛لكنبارني‬
‫عرف أنه لافكاك من الوجود فى طريق التنين الآن؛ فقد كان فى‬
‫جأكون لاسو عرف تنواه و المتدرب الاستثنائي وقال‪:‬‬
‫(معذرة!)‪.‬‬
‫ابالءةفمرناء‬
‫ظمه‪ .‬ألقى بع‬ ‫حي ل‬
‫لنائ‬
‫يستث‬
‫غير أن المتدرب الا‬
‫ذات رائحة نتنةعلى كتفيه وقالللعم بيلي‪« :‬سأمسك بلافظ اللهب‬
‫يابيلي» هل يمكنك أن تخبر مارشا أني سأذهب الآن؟»‪.‬‬
‫رأى بارني العم بيلي وهو يجول بنظره نحو ركن الساحة حيث‬
‫‪ -‬آهء ياه‪ -‬تقف الساحرة العظمى تتحدث إلى السيدة سارة التى‬
‫لةقعصنرء وكانت أم الأميرة رغم أنهالمتكن‬
‫ائول‬
‫كانت مس‬
‫ملكة؛لميكنبارنيقدرأى الساحرة العظمىمنقبل؛لكنها‪-‬‬
‫‪93‬‬ ‫بارني بوت‬

‫حتى من على بُعد ‪ -‬تبدو مخيفة بالقدر الذي وصفها به أصدقاؤه؛‬

‫كانت ذات صوت‬ ‫لرربفيعلح‪.‬‬


‫اطاي‬
‫ثوبًا أرجوانيًا طويلًا أخذ يت‬

‫ذة السلامة‬ ‫يسلم‬‫وأني‬


‫عيه‬‫تن عل‬
‫للاستماع للساحرة العظمىء كا‬
‫للمتدرب الاستثنائى» الذي كان على وشك أن يمتطى التنين» عليه‬
‫أن يفعلها الآن‪ -‬قبل فوات الأوان‪.‬‬
‫ع!‬
‫يما‬
‫طعلى‬
‫تي بأ‬
‫سارن‬
‫يها ب‬
‫‪« -‬أيهاالمتدرب» معذرة» قال‬
‫وقد صارت قدمه فى وسط الهواء ونظر‬ ‫هيب‬ ‫توقف سبتيموس‬

‫إلى الأسفل» رأى صبيًا صغيرًا يحملق للأعلى نحوه بعينين بنيتين‬
‫واسعتين» ذكره الصبي بأحد كان يعرفه منذ زمن بعيد» زمن بعيد‬
‫تايدموس يقول‪( :‬ما الأمرء ياهوجو؟» إلاأنه أوقف‬
‫سّابء ك‬
‫جد‬
‫نفسه وقال فقّط‪١ :‬ما‏الأمر؟»‪.‬‬

‫قال الصبي الذي كان صوته مثل صوت هوجو‪« :‬من فضلك»‬
‫لدي شيء لكء إنهمهم حمًاوقد وعدت أن أعطيه لك»‪.‬‬

‫»ذا‪.2‬‬
‫؟«ما‬
‫كأل‪:‬‬
‫ي وس‬
‫دليه»‬
‫لظر إ‬
‫الن‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪04‬‬
‫أزاح بارني بوت أصابعه منحول تعويذة السلامة» وقال‪« :‬هذه‪.‬‬
‫إنها تعويذة سلامة» لقد طلبت مني إحدى السيدات أن أعطيها‬
‫لك)‪.‬‬
‫تراجع سبتيموس وكأن لدغة أصابتهء وقال‪« :‬لاء لا‪ .‬لاء‬
‫أشكرك)‪.‬‬
‫بدا بارني مندهشًا ودفع القنينة الذهبية في اتجاه سبتيموس‬
‫«لكنها لك»)‪.2‬‬

‫جىاه التنين» وقال‪« :‬لا)‪.‬‬


‫اادت ف‬
‫اعتدل سبتيموس وع‬
‫حدق بارني في القنينة فزعًاوقال‪« :‬لكنها تعويذة سلامة إنها‬
‫رين‬ ‫تجتنا كرك إبياالمقدرسم ينهداالجال ها و‬
‫ا»‪.‬‬ ‫هلا‬
‫ذب أ‬
‫آاءخيج‬
‫رأسه وقال‪« :‬ل‬
‫أصيب بارني بالرعبء لقد وعد أن يسلم تعويذة سلامة‬
‫وتسليمها واجبء‪ .‬تحدث أشياءسيئةللذينيَعَدُون بتسليم تعويذة‬
‫افعلون‪ .‬أقل ما سيحدث أنه سيتحول إلى ضفدع‬ ‫سلامة ثمل ي‬
‫أو ‪ -‬آه أف‪ -‬تمساح‪ ,‬قديتحول إلى تمساح صغير نتن الرائحة»‬
‫ولن يعرف العم بيلي أبدَا؛ِ قديصطاده ويضعه فيبيت التماسيح‬
‫ماعلكتلماسيح الأخرىء وقد تعرف أنهليس تمساحًا حقيقيًا‬
‫فتلتهمه‪ .‬إنها كارثة! صرخ بارني وهو يقفز في يأس‪« :‬بل عليك‬
‫بالفعل أن تأخذهاء بالفعل» عليك أن تأخذها»‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫بارني بوت‬

‫نظرسبتيموس إلىبارني» شعر بالأسى منأجل الصبيء قالله‬


‫متعاطفا‪ :‬الأسمع» مااسمك؟)‪.‬‬
‫(بارني»‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ات إياك أن تأخذ تعويذة‬ ‫ك الاق البزكام‬ ‫‪ -‬اورت‬


‫سلامة من أحد‪ .‬إياك!»‪.‬‬
‫تعلّق بارني بطرف ثوب سبتيموسء وقال‪« :‬أرجوك»‪.‬‬
‫‪« -‬لا‪ ..‬اتركتي يا بارني» حسنًا! علي أن أذهب»‪ .‬أثناء ذلك‬
‫ع تيمرنوعلىلزهوق رطان التووول امه‬
‫لأعلى» وجلس في جزء ضيق منخفض أمكامتفي التنين‬
‫القويتين‪ .‬نظر إليبهارني في يأسء ليس بمقدوره حتى أن‬
‫يصل إليه الآن» ماذا عليه أن يفعل؟‬
‫تمامًا مثلما قرربارني كان عليه أن يلقي تعويذة السلامة على‬
‫المتدربء إلا أن لافظ اللهب أدار رأسه؛ وحملقت عينا العبيذاذتا‬
‫الإطار الأحمر بغل في الجسد الصغير المضطرب الذي يقفز‬
‫صعودًا وقبوطا‪ .‬لمح بارني نظرة التنين فجرى م‬
‫يصدق العم بيلي حين قال إن لافظ اللهب مهذب‪ .‬ولا يمكن أن‬
‫يؤذي أحدًا مطلمًا‪ .‬تابعبارني مارشا أوفرستراند وهي تخطو نحو‬
‫التنين معالعم بيلي» ربمايمكنه أن يعطي تعويذة السلامة للساحرة‬
‫العظمى» وستعطيها هيلتلميذها؟ شاهد الساحرة العظمى وهي‬
‫تقوم بالفحص لتتأكد من أن السرج يينن االكبيرين مثبتان بأمان في‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪24‬‬

‫الساحرة العظمى تتمدد وتعانق تلميذهاء ورأى أن المتدرب بدا‬


‫متفاجنًا إلى حد ما‪ .‬وعندئذ» تراجعت الساحرة العظمى والعم‬
‫بيلي ولاحظ بارني أن التنين على وشك الإقلاع‪ .‬وعندها تذكر‬
‫ماكان يفترض أن يقوله أيضًا‪.‬‬
‫صاح بقوة بالغة أصابت حلقه بغصة‪« :‬إنها من العمة زيلدا!‬
‫تعويذة السلامة من العمة زيلداء وهناك شطيرة أيضًا»‪.‬‬
‫لكن ذلك كان متأخرًا جدَاءِ فقدأغرقت عاصفة هواء رعدية‬
‫صيحتهء وسرعان ما ضرب بارني إعصار تنيني هائل» وألقى به‬

‫وسط كومة من شيء ذي رائحة كريهة للغاية» وحين تمكن بارني»‬

‫رايه لد‬
‫بر الرترفكا كن سوريف توق‬ ‫‪0‬‬

‫المتدرب كان نعلى حذائه‪.‬‬

‫خاطبه العم بيلي وقد لاحظ وجوهه للتو‪« :‬أنت هنايابارني»‬


‫ماذا تفعل؟)‪.‬‬
‫رد وقد أَجهَش بالبكاء وانطلق مبتعدًا‪« :‬لاشيء)‪.‬‬
‫أسرع بارني خاربًا منخلال فتحة في السياج عند طرف حقل‬
‫التنين‪ .‬كان كلماأمكنه التفكير فيهأن عليه أن يعيد تعويذة السلامة‬
‫إلىالسيدة المحاصرة داخل الخيمة» وأن يشرح لهاماحدث؛ عندها‬
‫‪34‬‬ ‫بارني بوت‬
‫يدكون كل شيء عيلىرماام» لكن السيدة المحاصرة داخل‬
‫ق‬
‫الخيمة لمتكنتُرىفيأي مكان‪.‬‬
‫وعندئذ» جاءه الغوثء‪ .‬إذ رأى بارني طرف خيمة مزركشة‬
‫هماعنيدة القصر‪ .‬كان العم‬ ‫نقدي‬
‫خلال باب صغير داخل البرج ال‬
‫بيليقدأخبر بارني أنهغيرمسموح لهبدخول القصر‪ .‬لكن في هذه‬
‫اللحظة تحديدًا لميهتم بارني بماقالهالعمبيلي‪ .‬جرى على الممر‬
‫الحجري القديم المؤدي للبرج وبعد لحظة كان داخل القصر‪.‬‬
‫كان الجو مظلمًا داخل القصر؛ وكانت رائحته غيرمعتادة» ولم‬
‫اربهني كثيرًا بأي حال‪ .‬لميستطع رؤية السيدة المحاصرة‬
‫بجب‬
‫يع‬
‫الضيقة‬ ‫اضلم‬
‫له بع‬
‫سين‬
‫لنيم‬
‫ان ع‬
‫داخل الخيمة في أي مكانء كا‬
‫الحلزونية التي تتجه صاعدة داخل البرج» وعن يساره باب خشبي‬
‫عتيق ضخم‪ .‬كان بارني لايرى أن السيدة المحاصرة داخل الخيمة‬
‫ستكون قادرة على المرور خلال السلالم الضيقة» لذا فقد دفع‬
‫الباب العتيق فاتحًا إياه ودخل بحذر شديدء كان أمام بارني أطول‬
‫دهليز رآه على الإطلاق‪ .‬كان فى الحقيقة الممشى الطويل» ذلك‬
‫الممرالواسغ الذييمتدمكلالعمؤة الفقريئفيوسط القصر‪ .‬كآن‬
‫متسعًا مثل طريق صغير» ومظلمًا وخاويًا مثل طريق ريفي عند‬
‫متتصف الليل» تسللبارنيداخل الممشى الطويل؛ لكن ليمكن‬
‫هناك أي أثرللسيدة المحاصرة داخل الخيمة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪44‬‬

‫لم يعجب الدهليز بارني» بل بالأحرى أخافه‪ .‬وعلى طول‬


‫جانبيه كانت هناك أشياء غريبة‪ :‬تماثيل» وحيوانات مُحَنَّطة وصور‬
‫مرعبة لأناس مُخْيفينَ يحدقون نحوه‪ .‬إلاأنهكانلايزال واثقًا من‬
‫أن السيدة المحاصرة داخل الخيمة يجب أن تكون قريبة‪ .‬نظر إلى‬
‫ومضة ضوء جاءت من مكان ما على‬ ‫تعويذة السلامة فانعكست‬

‫الذهب اللامع كما لوكانت لتذكره بمدى أهمية أن يعيد تعويذة‬

‫السلامة» وعندها أمسك به أحد الأشخاص‪.‬‬


‫قاوم بارني وركلء وفتح فمه ليصرخ‪ .‬إلاأن يدا أطبقت عليه‬
‫اليد تحمل رائحة العرقسوسء‬ ‫شعر بارني بالإعياء‪ .‬كانت‬ ‫فجأة‪.‬‬

‫وكان بارنييكرهالعرقسوس» همس صوت في أذنه (صه)»تَمَلّص‬


‫بارنى مثل سمكة الثعبان» لكنه‪ .‬لسوءء الحظء لميكن زلمًامثل‬

‫سمكة تثعبان صغيرة» وكان واقعًا تحت قبضة قوية» قال الصوت‪:‬‬

‫الأنت طفل راعي التنين» لمعن كذلك؟‪ ».‬أو إن رائحتك أسوأ من‬

‫رائحته»‪.‬‬
‫غمغم بارني من خالاللعيردقسوس الرهيبة التي كان في‬
‫إبهامها شيء حاد بالفعل يسبب الألم «دع‪ ..‬ن‪ ...‬ي‪.)...‬‬
‫قال الصوت في أذنه‪ ::‬انعم أنالا أريد لقالا > يهنالرائحة‬
‫مئلك هناءوسأفعل ذلك» تحركت اليدالأخرى للمهاجم وانتزعت‬

‫تعويذة السلامة منقبضة بارني‬


‫‪54‬‬ ‫بارني بوت‬
‫صرخ بارني» وقد حرر نفسه أخيرًا‪« :‬لا!»‪ .‬اندفع بارني تجاه‬
‫تعويذة السلامة ووجد نفسه ‪ -‬لدهشته ‪ -‬وجهًا لوجه أمام أحد‬
‫كتبة المخطوطات‪ .‬ليمصدق الأمرء صبي طويل يبدو عليهالتملق»‬
‫يرتدي أحد الأثواب الرمادية الطويلة الخاصة بالكتبة» كان يمسك‬
‫بتعويذة السلامة في يده ويبتسم» حيس بارني دموعه» لميفهم‬
‫الأمرء لم يسر أي شيء على النحو الصحيح هذا الصباح‪ .‬لماذا‬
‫يتريبص به كاتب مخطوطات ويسرق تعويذة السلامة؟ يمكنك أن‬
‫تبثاقلكتبة» الكل يعرف ذلك‪.‬‬
‫صرخ بارني‪« :‬أعدها لي»غير أن الكاتب أمسك بالقنينة ورفعها‬
‫بعيدًا معتنناول قفزات بارني اليائسة‪.‬‬
‫قال «الكاقت مناعةا‪# :‬لمكتف التحصول عليينا (‪ 3‬اتيك‬
‫الوصول إليها أيها القصير»‪.‬‬
‫أجهش بارني بالبكاء‪« :‬أرجوكء أرجوكء إنها مهمة أرجوك‬
‫أعدها لى»‪.‬‬
‫ساأللكاتب؛ وقد رفعها أكثر‪« :‬مهمة إلىأي مدى؟»‬
‫«حمقاء مهمة حما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪« -‬حسئاء ابتعد إذن‪ .‬إنهالى»‪.‬‬


‫أصاب الرعب بارني إذ اختفى الكاتب فجأة» بدا لبارني أنه قفز‬
‫داخل الحائط» حملق فيالجدار فزعَاء وبادلته النظرات ثلاثة من‬
‫الرءوس المنكمشة المرصوصة على أحد الرفوف‪ .‬شعر بارني‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪64‬‬

‫لكي حو حدر جع" ر اموس مهرم‬ ‫المع‬


‫بن مير دي كو لامك لاعجما ينهارافطةلد سود‬

‫!‬ ‫‪600‬‬
‫كانبارنيوحيدًا؛ وكانالدهليز الطويل خاورّ‬
‫لثزلءهوس المتكمشة كأئماتقول له‪' :‬اشتمتع‬
‫اسم‬
‫ضاعت‪ .‬اب‬
‫بأنفكررة ساك هاءهادا‬
‫د‬ ‫ننه‬

‫المرشج‬

‫كان بارني بوت يتعرض للسطو في الممشى الطويل»‬


‫كانت العمة زيلدا تتابع رحيل سبتيموس من النافذة‬
‫رقم‬
‫جة‪.‬‬ ‫لةبعند‬ ‫الص‬
‫اغير‬
‫رأت لافظ اللهب يرتفع عاليًا فوق القصرء وقد حجب بطنه‬
‫الأبيض الضخم الشمس‪ .‬رأت ظلال‬
‫جناحي التنين أث‬
‫‪-‬ناء جريها في ج‪462‬‬
‫توجه نحو | ‪7300+‬‬ ‫مروج القصر ‪-‬‬
‫يوه‬
‫النهرء ورأت مابدا أنه الهيعة ‪١02‬‏‬

‫‪5‬‬ ‫ذيالعضلات‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪84‬‬

‫تابعت سبتيموس وهو يطير بلافظ اللهب ثلاث مرات حول‬


‫الخيمة المخططة عند ساحة الهبوط»‪ .‬ورأت ألثر ميلا وهو يظهر‬
‫من الخيمة» ويلوّح له مودعًاء عندئذ اعتصرت عينيها العجوزتين‬
‫لتتابع سبتيموس وتنينه وهما يتجهان نحو ركام من الضباب قادم‬
‫من الميناء؛ وحين أصبح التنين وقائده مجرد نقطة داكنة فيالسماء‬
‫وقد اختفيا أخيرًا عن المشهد‪ .‬تنهدت العمة زيلدا وقالت لنفسها‬
‫إنه على الأقل قد حصل سبتيموس على تعويذة السلامة‪ ..‬تعويذة‬
‫سلامة حية» لأاقل‪.‬‬
‫ابتعدت العمة زيلدا عن النافذة» أخرجت مفتاحًا ذهبئًا من‬
‫جيبهاء ودفعته داخل ما بدا أنه محاُئضطْمّت ومشت إلى داخل‬
‫حجرة الملكة؛ وفي الوقت الذي دخلت فيإهلى الحرم الهادئ‪,‬‬
‫نكت مخاوفها بشأن سبتيموس جانبًاء وأعادت تفكيرها إلى الصبي‬
‫الذيكانيومًاما أفضل أصدقاء سبتيموس‪ .‬فيجيش الشباب كان‬
‫سبتيموس والفتى الذئبي لا يمكن تفريقهماء حتى تلك الليلة‬
‫العصيبة حين سقط الفتى الذئبي من قارب جيش الشباب واختفى‬
‫واخل فياه النهر القاكطة‪ .‬على حفيف رداء العمة زيلداء امقدارت‬
‫الملكة سيريس بهدوء في كرسيها وحَدَجَتْ زائرتها بنظرة غامضة‬
‫ر‬
‫اًادما‬
‫غادر‬
‫تبح ن‬
‫بعينيها الأرجوانيتين العميقتين‪ .‬كانت الملكة الش‬
‫الغرفة؛ لأنها كانت تحرس طريق الملكة‪ .‬كان وجودًا‬
‫‪94‬‬ ‫لمرشج‬

‫هادئًا بلا أحداث عادة» وكانت الشبح تقضي أكثر وقتها في حالة‬
‫تشبه الحلم» وكان منالصعب أحيانًا أنتوقظ نفسها منه‪.‬‬
‫قدَّمت العمة زيلداالتحية مرةأخرى وأخرجت الأنبوب الفضي‬
‫الطويل من جيبها‪ .‬أخرجت رؤية الأنبوب الملكة سيريس من حالة‬
‫الاستغراق وتابعت باهتمام العمة زيلدا وهي تُخْرِجٍ مخطوطة‬
‫ورقية وتقوم بِمَردها ووضعها على ذراع الكرسي الذي تجلس‬
‫عليهالشبح‪.‬‬
‫قالت العمة زيلداء التي لتاتمسك بمناداة الملكات بالأسلوب‬
‫الحديث «جلالتكم»‪« :‬هذا يخص حارسًا مرشحًا جديدّاء إذا نال‬
‫رضاكء أيتها الموقرة»‪.‬‬
‫لمتكن الملكة سيريس تعبا بمايخاطبها بهأيأحدمادام يتسم‬
‫بالأدب‪ .‬فهي مثل ابنتها جيناء كانت دائمًا ترى أن مناداتها‬
‫«بجلالتكم) أمرًا نيتنا بشكل ماء واعتبرت أن استخدام العمة‬

‫زيلدا لكلمة «الموقرة» ليس أفضل كثيرّاء لكنها لم تقل شيئاء‬


‫ونظرت باهتمام في الورقة المخطوطة الموضوعة أمامها‪.‬‬
‫قالت بابتسامة‪« :‬أنالميبلغني سرور رؤية واحدة من هذه من‬
‫قبليازيلداء أميلمترأيّامنهاء رغم أني أعتقد أن جدتي رأت‬
‫اثنتين ثألواثا»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪05‬‬

‫‪« -‬أعتقد ذلك‪ .‬أيتها الموقرة‪ .‬كان هذا نهبًا سيئًاء فى الوقت‬
‫الذي تقلدت فيه زيتى كراكل المنضت» كان الأمر فوضى‪:‬‬
‫نقذبالك يوى الاستكوة قفار سيدا‬
‫القزة طويلة‬ ‫اكوس‬
‫ليكحظلث‬
‫‪9 2‬إناوائقة أنها فكت لك‬
‫دا»‪.‬‬
‫ازلآينليا‬
‫‪« -‬بالفعل‪ .‬لما يزيد على خمسين عامّاء أيتها الموقرة»‪.‬‬
‫‪« -‬آم أرجوك يا زيلداء فقط نادينى سيريس»‪ .‬خمسون عامًا؟‬
‫إن الوقت يمعي شرعا الغاية‪ ..,‬ومع دلكتبيطء شديد‪:‬‬
‫إذن من الذي اخترته؟ أليست واحدة من ساحرات ويندرون‬
‫هؤلاء اللاتي أثقبهن؟»‪.‬‬
‫تيعجب‪« :‬بحق السماءء لا‪ .‬لا» إنه شخص صار‬
‫قالت زيلدا ف‬
‫لهالآن فترة يعيش معيء شاب لديه ‪ -‬ويسعدني أن أقول هذا ‪-‬‬
‫شعور عظيم تجاه المستنقع» وتجاه كل شيء فيه» شخص سيكون‬
‫»‪.‬‬ ‫كتنعة‬
‫لنا مق‬
‫ذ وأ‬
‫بحًاء‬
‫حارسًا صال‬
‫اسنيدة رين للسمة بلدا أنانفيووو دا و‬
‫أخنذت‪ .‬العمة زيلدا فسا ‪-‬عممًا‪« :‬ها‪ ...‬الفتى الذتبيء أيتها‬
‫ري‪-‬س»‪.‬‬
‫سمويقرة‬
‫ال‬
‫‪« -‬الفتى الذئبى؟»‪.‬‬
‫النعم»‪.‬‬ ‫‪0‬‬

‫نىم»ا‪.‬‬
‫أر»ظعل‬
‫‪( -‬إنه اسم غريب لفتااة»ل لزكمنن تغي‬
‫‪15‬‬ ‫لمرشج‬
‫‪( -‬إنه ليس فتاة أيتها ال‪ ...‬سيريسء إنه فتى» حسئًاء شاب‬
‫تقريبًا»‪.‬‬
‫اء!»‪.‬‬
‫سميا‬
‫‪« -‬لشالب؟‬
‫‪« -‬أعتقد أنه سيكون حارسًا رائعًاء أيتها الملكة سيريس»‬
‫ولع في تعانن الكرلية قا يكف حتف باذ ارين‬
‫ون امرأة»‪.‬‬ ‫يبكأن‬
‫يج‬
‫«حمًا؟ لطفك إلهى!»‪.‬‬
‫‪« -‬لكن القرار لكبالطبع؛ أيتهاالملكة سيريسء ماعلي إلا‬
‫إِسْدَاء النصح والتزكية»‪.‬‬
‫جلست الملكة سيريس وحَدقت فى النار لمدة طويلة للغاية‬
‫عن إن العدة زيندا بذات عساءنعما إذا كانت ‪:‬فد ذهيت ف‬
‫النوم»إلىأن بدأصوتها الواضح العميق فيالكلام‪ .‬قالت الملكة‬
‫الشبح‪« :‬زيلداء أدرك أن واجبات الحارس قد تغيرت حاليًا بماأن‬
‫»‪.‬‬‫ةلى‬
‫عاد إ‬
‫لد ع‬
‫قن ق‬
‫للتني‬
‫اب ا‬
‫قار‬
‫همهمت العمة زيلدا‪« :‬هذا صحيح»» تنهدت‪ ,‬فقد افتقدت‬
‫العمة زيلدا قارب التنين بشدة‪ .‬كان القلق يساورها بشأن القارب‬
‫الملقى فاقدًا للوعى فى بيت التنين على مسافة عميقة داخل أسوار‬
‫مرفأالقوارب» على الرغممن أنهكانالمكان الذيبُني خصيصًا‬
‫للاحتفاظ بقارب التنين فى أمان‪ .‬وبينما كانت العمة زيلدا تعرف‬
‫أن هذايعنيأن جيناالآنأصبح لديها حرية مغادرة القلعة دون‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪25‬‬
‫تعريضه للخطرء فقد كانت لا تزال تأسى على فقد قارب التنين‬
‫الخاص بها‪.‬‬
‫أكملت الملكة سيريس‪« :‬لذاء يبدو لي أنه» بما أن واجبات‬
‫الحارس قد تغيرت»ء ربما تكون الطبيعة الخاصة بالحارس ينبغي‬
‫أن تتغير أيضًاء وإذا كنت تزكين الفتى الذئبي هذاء فأنا سأقبله»‪.‬‬
‫ابتسمت العمة زيلدا ابتسامة عريضة‪« :‬أنا بالفعل أزكيه‪ .‬أيتها‬
‫الملكة سيريسء أزكيه بقوة» في الواقع»‪.‬‬
‫‪« -‬إذن أنا أقبل الفتى الذئبي باعتباره الحارس المرشح»‪.‬‬
‫صفقت العمة زيلدا بيديها فرحةً‪« :‬هذا أرمارئع» رائع!)‪.‬‬
‫‪« -‬أحضريه لي يا زيلدا؛ حتى تتسنى لي رؤيته» أحضريه من‬
‫خلال طريق الملكة» يجب أن نرى أن بمقدوره المرور عبر‬
‫الطريق)‪.‬‬

‫‪« -‬هاه ‪ ...‬لقدمرّبالفعل» لقد‪ .‬هاه‪ .‬لقد كان عليّ أن أحضره‬


‫ذات مرة منقبل» في أمر طارئ»‪.‬‬
‫‪« -‬آهء حسنّاء يبدو أنهمناسب بشدة‪ .‬إني أتطلع لمقابلته» لقد‬
‫كا؟‪.2‬‬ ‫ضسبم‬
‫رح‬‫تمة‪.‬‬
‫فلمه‬
‫أى ا‬
‫أد‬
‫سرت مسحة من التوتر في معدة العمة زيلدا‪« :‬لقد انطلق‬
‫لأدائتها ونحن نتحدث يا سيريس»‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫لمرشج‬

‫‪« -‬آه‪ .‬إذن ستكون في انتظار عودته باهتمامء إذا أمكنه العودة»‬
‫فحينئذ سأتطلع حما إلى التعرف عليه» وداعًا زيلداء أراك‬
‫المرة القادمة»‪.‬‬
‫كان سرورها بقبول الملكة لمتدربها قد اعتراه بعض الانزعاج‬

‫بذكر الملكة لأمر المهمة التي عمدت العمة زيلدا لوضعها خارج‬
‫المخطوطة ببطء ووضعتها فى الأنبوب»‪.‬‬ ‫تفكيرها لفترة»ه سحبت‬

‫قدمت التحية بعد ذلك وتحركت عبر الغرفة إلى خزانة الأكاسير‬
‫المتقلبة والسموم الخاصة‪ .‬تابعتها سيريس وهي تفتح الباب‬
‫وتناضل لتَعقضه نفسها داخله‪.‬‬

‫نادتها سيريس‪« :‬زيلدا؟»‪.‬‬


‫زفرت العمة زيلدا وهي تخرج رأسها من الخزانة بشيء من‬
‫الصعوبة‪ :‬انعم)‪.‬‬

‫إدراك ذلك»‬ ‫دون‬ ‫«هل من الممكن تناول سحر التضخيم‬ ‫‪-‬‬

‫هتلعتقدين ذلك؟»)‬
‫‪ -‬قالت العمة زيلدا وقد بدت متحيرة‪« :‬لا أعتقد ذلك»‬
‫لماذا؟»‪.‬‬
‫رلا شىء‪ ,‬كنت أتساءل فحسب» رحلة آمنة»‪.‬‬

‫‪« -‬ها‪ .‬شكرًا لكء أيتها الملكة سيريس»» جذبت باب الخزانة‬
‫خلمها‪.‬‬
‫وأغءلقته <‬
‫له ‪ 5‬جد‬

‫‪90‬‬
‫‪4‬و‬‫‪2‬‬
‫سبتيموس بالبهجة‪ .‬كانيطير بلافظ اللهبء ومن الآن‬
‫ه‬
‫هحظذأن‬
‫سر فصاعدًا سيمكته الطيران بهوقتما يريد‪ .‬لا‬
‫هي المرة الأولى التييقودفيهاتنينه دون أن يتسلل داخله‬
‫بم شعور بالذنبء لمعرفة أن مارشا لا توافق‬
‫حقيقة أو أنهامنعت ذلكبالفعل‪.‬‬
‫مةة»‬ ‫اودع‬
‫تحتسله م‬
‫ب لو‬
‫المرة‬
‫به ا‬
‫فهذ‬
‫ا‪-‬‬
‫ًئًا‬
‫بن شي‬
‫يكا‬‫جما‬‫عهو‬
‫ححتى عانقته ‪-‬و‬ ‫‪0-2000‬‬ ‫‪:‬‬
‫ا أ والآن أمامه إثارة الرحلة بأكملهاء هو‬ ‫ا‬
‫وتنينه وحسبء وما هو أفضل‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫‪04‬‬

‫‪ -‬حين اقتحم بلافظ اللهب‬ ‫د‪71‬‬ ‫رت‬


‫ركام الضباب المنخفض‬ ‫‪77700‬‬
‫وخرج إلى ضوء الشمسء إنه كان في‬ ‫‪- 891779‬‬
‫ر‬
‫كنبله‬
‫أثلو‬
‫” ‪ ,‬طريقه لرؤية كل الناس الذين يم‬ ‫‪00‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪ 2‬و ‪904‬‬

‫أهمية» حسئًاء تقريبًا كلالناس‪ .‬كان هناك آخرون‪ .‬بالطبع» لكن‬


‫كانت جينا وبيتل ونكو وسنوري هم من ينتظرونه في غرفة شبك‬
‫قديمة بعيدًا عبر البحرء وكان هو في طريقه لإعادتهم للوطن‪.‬‬
‫كان سبتيموس يعرف أنها ستكون رحلة طويلة‪ .‬كان قد قطعها‬
‫وسارة والمريض جدًا إيفانيا جريب» ولم‬ ‫شعا‬
‫رم‬‫امين‬
‫مليو‬
‫قب‬
‫تكن رحلة سهلة» لكن كان ذلك يرجع في معظمه إلىماأسمته‬
‫وس‬ ‫مفقط‬‫يهناك‬
‫تلآن‬
‫بلكن ا‬
‫سشاء‬
‫سارة «القيادة المتواضعة» لمار‬
‫وتنينه» وسيقود تنينه بالطريقة التييريدها تمامًا‪.‬‬
‫وهكذاء وإذ انطلق مسرعًا فوق الضبابء تتبع لافظ اللهب‬
‫يحنواءء جلس‬
‫منحنيات النهر المتعرجة وهي تأخذ طرايقلهام ن‬
‫سبتيموس في مقعد الطيار المنخفض تمامًا خلف عنق التنين وأمام‬
‫بة طويلة بطيئة‬
‫ضعركل‬
‫كتفي التنين العريضتين العظميتين» وم‬
‫للجناحين» كان سبتيموس يشعر بحركة عضلات لافظ اللهب‬
‫أسفل القشور الباردة من تحته» مال للخلف واستند إلى عظمة‬
‫كبيرة مسطحة ‪ -‬تُعرّف بعظمة الطيار ‪ -‬وأمسك بمرونة بعظمة‬
‫قصيرة عند أسفل عق التنين» والتي أشارت إليها بعض الكتب‬
‫انلها يشعر‬
‫لم‬‫الإرشادية منتقدةً بوصفها عظمة الرعب؛ لأخنه‬
‫ل حترنكةين‪.‬‬
‫بلكل‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪65‬‬

‫وعلى الفور صار سبتيموس ولافظ اللهب يطيران نحو الميناء‪.‬‬

‫كان الضباب قد اختفى وتحركت سحب بيضاء صغيرة فوقهما؟‬

‫بألوان قوس قزح الجميلة» قهقه سبتيموسء كانت الحياة طيبة في‬
‫الحقيقة» كانت الحياة رائعة» لقد نجا من الرحلة ‪ -‬وما هو أجمل‬
‫حتىء أنهأكملها بنجاح ‪ -‬المتدرب الوحيد الذي يفعل ذلك على‬
‫الإطلاق‪ .‬والآن» ولفرط دهشته‪ .‬أصبح متدربًا أول» تفحص طرفي‬

‫كميه نعم» كان الشريطان الأرجوانيان لايزالان هناكء يتلاألآن في‬

‫نظر سبتيموس تحته‪ .‬بعيدًا إلىالأسفل فرأى الميناء يمتد مثل‬


‫قطعة قماش منقوشة‪ .‬كانالعديد منالشوارع لايزالمظلمّاء إذلم‬
‫ترتفع الشمس بما يكفي لتصل إلى وديان المستودع الضيقة وتزيل‬
‫ظلالهاء لكن الأشعة كانت ظاهرة على الأسطح الحجرية القديمة»‬
‫التي تلمع إذ غسلتها الأمطار مؤخرًا‪ .‬كانت خيوط متموجة من‬
‫الدخان تصعد من المداخن بالأسفلء واشْتَعّ سبتيموس رائحة‬
‫د‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫‪0‬‬

‫معن راد بعلإلىسمارت ‪ 0‬وهو الحسر‪ .‬ضبط لافظ‬


‫اللهب ليتبع الجسرء معتزمًا أن يطير عبر مستنقعات مارام إلى منارة‬
‫‪75‬‬ ‫‪ 2‬و ‪904‬‬

‫الكثيب المزدوج» ومن هناك يبدا طريقه في اتجاه البحرء وبينما‬


‫الظلك افقو عطرنهاسرد من بدية المنسهوء افد سمون‬
‫شخصًا أسود فيمقابل بياض الطريق» يمضي فيطريقه نحو‬
‫الميناء‪.‬‬
‫ليمؤمن سبتيموس نهائيًا بوجود حاسة سادسة‪ .‬كان ينزع إلى‬
‫موافقة مارشا على أن الحاسة السادسة هى «كتلة من هراء‬
‫الببااخرات ‪ 0‬ومع دللفاكانت لذيةجاسةمطورة عدا لأن يعرف‬
‫حين يكون مراقبًاء وفجأة عرف سبتيموس أن الشخص الذي رآه‬
‫عند طرف الجسر كان يراقبه‪ .‬لايراقبه بالمعنى السيى؛ بل فقط‬
‫مراقبة عادية» إنهانوعمن الأشياء التيقديفعلها أحد السحرة حين‬
‫يرى طفله مغادرًا إلىالمدرسة ويتابع تقدمه؛ ليتأكد منأن رفاق‬
‫ار‪.‬‬ ‫تونظفي‬
‫نبع‬
‫اايق‬‫لل‬‫اسوء‬
‫ال‬
‫أعطى سبتيموس وكزتين خفيفتين للافظ اللهب بقدمه اليسرى‪.‬‬
‫وسرعان ما فقد التنين ارتفاعه ببطءء الآن استطاع سبتيموس أن‬
‫يرى أن الشخص قد توقف وصار ينظر لأعلى وقد ظلل عينيه بكلتا‬
‫يديه» همهم سبتيموس‪( :‬إنه ‪ »904‬أنا متأكد أنه هو»؛ مستخدمًا‬
‫عادته في التعبير عن أفكاره بصوت مرتفع حين يكون الأمر‬
‫مقصورًا عليه هو ولافظ اللهب فقط‪« :‬اهبط يا لافظ اللهب‪ .‬اهبط»‬
‫هيه ليس بهذه السرررررعة»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪85‬‬
‫هفك لأف النبي على الخسر ‪:‬تحدنا جوناهارا و انزلقوق‬
‫السطح الطيني الزلق‪ .‬وفي محاولة للتوقف‪ .‬قَرّد جناحيه بزاوية‬
‫تسعين درجة في اتجاه الطريقء ودفع ذيله للأسفل لكنه لمينجح‬
‫سوى في إحداث حفرة عميقة في السطح الطباشيري» ومع تباعد‬
‫القدمين الأماميتين» وتجرجر الكعبين» كان لافظ اللهب لا يزال‬
‫كحوة عميقة» اندفع رذاذ من‬ ‫رن‬ ‫بشرة‬
‫عية ويتجه مبا‬ ‫رف‬‫سحرك‬‫يت‬
‫لرهفوىاء‪ .‬وأخيرًا صار التنين إلى توقف‪ .‬والتصق‬
‫الماء االعك‬
‫الطين الذي في قاع البركة بقدميه مثل لاصق الفئران الخاص‬
‫بمارشا؛ وهو اختراع تستخدمه لاصطياد الفئران آكلة الورق في‬
‫المكتبة الهرمية‪.‬‬
‫نظرسبتيموس إلىأسفل من مجالسه المرتفع» أين‪904‬؟ من‬
‫دهمت‬ ‫م فّيهاء‬
‫اطا‬
‫مهب‬
‫تذي‬
‫المؤكد أنهكان واقفا قرابة المكان ال‬
‫بكتهون كه ردقه أحجهل امل لليف ورقد هل عل امسن‬
‫سبتيموسء لم يسمع شيئّك ليس سوى الصوت الرقيق لحفيف‬
‫النسيم عبرأعواد القصب على كلا جانبي الجسر‪.‬‬
‫في رعبء اندفع سبتيموس هابطًامنفوقالتنين‪ .‬لميكنهناك‬
‫أثرلاللفتى الذتبى فى الطريق من خلفه» كان كلماأمكنه رؤيته هو‬
‫حفرة الذيل الطريلة وطلامات انزلاق قدمي لافظ اللهب‪ .‬والآن‬
‫راودت سبتيموس فكرة أكثر رعبًا؛ هل سحب لافظ اللهب الفتى‬
‫‪95‬‬ ‫‪4‬و‬
‫‪90‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذئبي تحته طيلة هذه المسافة؟ قال فيما يشبه الصراخ‪« :‬انهض‬
‫يالافظ اللهب»‪.‬‬
‫رمَّقّالتنين سبتيموس وكأنه يقول له‪:‬لماذا عليَأن أفعل ذلك؟‬
‫آمزا‪#:‬انهض! انه‬ ‫كوس عموسم تكنلديآي أنيباتافقال‬
‫اهب‬
‫!»)‪.‬‬ ‫يفا لوافرظ ا‬
‫ًلل‬
‫كان لافظ اللهب يعرف متى يجب عليه أن يفعل ما يؤمر به‬
‫لكن هذالميعنأن يفعل ذلك بطريقة لائقة» رفع نفسه بعصبية من‬
‫البركة التي كان يستمتع بالجلوس فيهاء وبحذر شديد أمعن‬
‫سبتيموس النظر تحته‪ .‬وفجأة شعر أنهأفضل كثيرّاء إيذل‬
‫كمن‬
‫‪9‬ل‪.‬‬
‫‪0‬ثر‬ ‫هنا‬
‫‪4‬ك أ‬
‫«أهناك خطب ما‬ ‫مخلف‬
‫وس‪:‬‬ ‫تج م‬
‫ين‬ ‫ببته‬ ‫جاء صو‬
‫ست م‬
‫؟يا‬
‫‪.4‬‬ ‫‪1‬اله‬
‫‪2‬بوط‬ ‫بأج‬
‫‪4‬هزة‬
‫‪ .904!42« -‬قالها سبتيموس وهو يستدير حول نفسه في‬
‫ومن‬
‫ل‬ ‫قرج‬ ‫الوقت المناسب ليرى صديقه القديم وه‬
‫حو يخ‬
‫القصب والماء يتساقط منه‪« .‬لم أستطع سماعك» وفي‬
‫لحظة رعب ظننت‪ ..‬حسئًاء ظننت ‪.2...‬‬
‫ضحكث عينا الفتى الذئبي البنيتان وهو يكمل له‪« :‬إن ‪ 904‬قد‬
‫سشحق»» ثمأتم‪« :‬لاءالفضل لك أن ذلك لم يحدث ليء إن قيادتك‬
‫فن‬
‫سفضه‬ ‫خطرة» اضطررت إلىإلقاءنفسي فيحقول الق‬
‫نصب»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪06‬‬
‫وتطاير وابل من القطرات وسقط على جلد حيوان‬ ‫مثل الكلاب‪.‬‬

‫يموس‪.‬‬ ‫تاص‬
‫بلخ‬
‫بشرسه ا‬
‫ال‬
‫نظر الفتى الذئبي نحو الجلد بارتياب» لم يحب أن يرى جلد‬
‫حيوان الشره يُرتدى» ففصائل الشره كانت بمثابة عائلة‪.‬‬

‫لمح سبتيموس نظرة الفتى الذئبي» أزاح بخجل جلد الشره‬


‫وألقاه على لافظ اللهب وقال‪« :‬آسف»‪ .‬ضحك الفتى الذئبى‬
‫وقال‪« :‬لاعليكء‪ .‬الناس يرتدونهاء أعرف ذلكء هناك دائمًامشاكل‬
‫فى هذا المكان‪ ,‬أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫‪« :‬هل هناك مشاكل؟‪.12‬‬ ‫سأله سبتيمو س‬

‫‪١ -‬نعم‪.‬‏ أنت تعرفء أشياء غريبة تسقط من السماءء فيالبداية‬


‫أخوك‪ ,‬والآن أنت»‪.‬‬
‫أنه يحب أن يُقارن بهذا الأخ‬ ‫واثقًا من‬ ‫لم يكن سبتيموس‬

‫المحدد؛ كان يعرف أن الفتى الذتبى كان يشير إلى الوقت الذي‬
‫انقض فيه سايمون» وهو يحوز تعويذة الطيران» عليهم تقريبًا في‬
‫المكان الذي يقفان فيه ‪ 2 0‬يحاول الإمساك بجيناء لكن‬

‫قذيفة‬ ‫الأقلأنت‪03 2‬‬ ‫الذثبي‪:‬ابتسموقال‪١ :‬‏«حسناء ‪5‬‬

‫من منجنيقك»‪.‬‬

‫‪« -‬لاء مع أني لا أزال أحمله‪ .‬إذن ما الذي تفعله الآن؟»‬


‫‪16‬‬ ‫‪ 2‬و ‪904‬‬

‫«أنا ذاهب لأحضر جيناء ونكو» وسنوريء وبيتل» سأعيدهم‬


‫للوطن»‪.‬‬
‫«‪-‬ماذا‪ ..‬جميعهم؟ فوق هذا؟»‪ .‬رمق الفتى الذئبي لافظ‬
‫اللهب بارتياب‪ ,‬ورد التنين الإطراء‪.‬‬
‫‪ -‬انعم‪ . .‬سيكون أمرًا ممتعًا»‪.‬‬
‫‪« -‬لك وليس ليء أنا أفضّل المكان الذي سأذهب إليه في أي‬
‫يوم»‪.‬‬

‫نن ذلك تخميئًا صعبًا؛‬


‫‪« -‬إذن» أين هو؟ أهو الميناء؟» ليمكيك‬
‫فالجسر لايؤدي إلى أي مكان آخر‪.‬‬
‫‪« -‬لقد أصبتء تريدني زيلدا أن ‪ ©»...‬توقف الفتى الذئبي‪.‬‬
‫كانت العمة زيلدا قدقالت لهألايخبر أحدًا بمايفعله‪ .‬فأنهى‬
‫كلامه محرجًا‪ ... :‬أن أقوم ببعض الأمور»‪.‬‬
‫‪« 5‬أمور؟»‬
‫«هاء نعم)‬ ‫‪-‬‬

‫‪« -‬حسئاء ليس عليك أن تخبرنى» هناك أشياء لاتدعنى مارشا‬


‫|‬ ‫يلة»‪:‬‬
‫راوصهل‬
‫وبم‬
‫تد أ‬
‫داج‬
‫يأى‬
‫را ل‬
‫توله‬
‫أق‬
‫‪« -‬ها» ناظلرفتى الذئبي إلى لافظ اللهب‪ .‬كان قد أقسم ألا‬
‫شور كيريت له‬ ‫قنت‬
‫لكا‬‫رهى أباداء‬ ‫أينخمر‬‫نظن هذا الس‬
‫الذطر وكات الطريتة التىيطيوديا لأفكا االيى ‪ +‬السعرة‬
‫والفموظ ةل النؤيوت تسمل مورت نقلي‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪26‬‬

‫قال سبتيموس الذي كان لايريد أن يترك صديقه القديم وحده‬


‫وسط المجهول‪« :‬ولن نطير بسرعة» أعد بذلك»‪.‬‬
‫‪« -‬حسنّاء أنا‪. 01‬آم أوافق إذن‪ .‬شكرًا لك‬
‫كان سبتيموس على قدر كلمتهء فقد قاد لافظ اللهب ببطء‬
‫شديد على ارتفاع خمسين قدمًا فوق الجسرء وسرعان ماوصلوا‬
‫إلىأول بنايات نائيةتابعةللميناء؛ وهي بعض أكواخ العمال الرثة‪.‬‬
‫انزلق الفتى الذئبي من مكانه خلف سبتيموس وقد تابعه بعض‬
‫الأطفال الصغار الصامتين؛ الذين خرجوا مَشْدُوهين على صوت‬
‫التنين‪ .‬هبط على الجسر مثل القط وجذب حقيبة الظهر الخاصة به‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫‪« -‬أشكرك يا‪ .214‬لميكنهذاسيئًاجدًا)‪.‬‬
‫‪« -‬على الرحبء اسمع؛ احترس من مجمع ساحرات الميناءء‬
‫»‪.‬‬
‫نمما‬
‫وواأ‬
‫دن أس‬
‫بإنه‬
‫يًاء‬
‫حسئ‬
‫لايبدون رائعات جذا»» قال الفتى الذئبي‬ ‫لك‬
‫ذوهن‬
‫كم‪.‬‬
‫‪« -‬نع‬
‫ذلك ثم تابع‪« :‬أنت! كيف عرفت أنني ذاهب لمجمع‬
‫الساحرات؟)‪.‬‬
‫بدا الاهتمام فجأة على سبتيموس‪ .‬وقال‪« :‬لم أقوف»‪ .‬أنتك‬
‫لس ذاهبًاحقا إلى مجمع الساحراتء أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫أوماأ الفتى الذتبى قائلا‪« :‬العمة زيلداء هى ‪.2...‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 2‬و ‪904‬‬

‫قالسبتيموس وقد ثيّت نظره علىعيني صديقه البنيتين‬


‫الداكنتين وأخفض صوته‪( :‬إيه‪ .‬حسئاء كرو أن العمة زيلدا‬
‫لمتكن لتصبح حارسة من خلال كونها ساحرة بيضاء صالحة على‬
‫حر‬ ‫سمس‬‫لن يل‬
‫ان أ‬‫الدوام» لايمكن لأحد أن يصبح حارسًا دو‬
‫الأسوديا ‪ .904‬احذر‪ .‬لاتقترب كثيراء حسنًا»‪.‬‬
‫‪« -‬لن أفعل‪ .‬واحذر أنت أيضًاء تعال لرؤيتنا حين تعود)‪.‬‬
‫فكر سبتيموس في مدى روعة قضاء بعض الوقت لدى العمة‬
‫زيلدا معجيناونكوء تمامًا مثلما حدث عندما تقابلوا لأول مرة؛ بل‬
‫سيكون أفضلء قال‪« :‬سنأتي حَميعًا لرؤيتك‪ :‬ساحضن كو‬
‫وسنوريء وبيتل» وأيضًا جينا»‪.‬‬
‫‪« -‬رائع» وأناسأريكم المستنقع» أعرف كل الممرات‪ ..‬حسنًاء‬
‫معظمهاء سآخذكم إلى جزيرة الدجاجء لي بعض الأصدقاء‬
‫الطيبين هناك»‪.‬‬
‫نظرسبتيموس إلىالفتىالذئبيوتمنىلوأنهلميكنمتوجهًا‬
‫لساحرات الميناء‪ .‬لميكن سبتيموس واثقًا منأن صديقه قدفهم‬
‫بالفعل مدى خطورتهن‪ .‬مد يدهداخل أحد جيوب حزام المتدرب‬
‫الفضي الخاص به وأخرج مثلثًا معدنيًا صغيرًاء وقال‪« :‬هياء خذ‬
‫عهاسحكرسء إذا حاولت هؤلاء الساحرات أي شىء؛‬ ‫هذاء إن‬
‫فوجه الطرف الحادلهذاإليهن» سيعيده مباشرة إليهن‪ ..‬معتشغيل‬
‫المقيض)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪46‬‬

‫قال الفين الذتيى بأسف«أشكرك» لكن لاه شكداء علك أن‬


‫أبفعطلرذيلكقتي»‪.‬‬
‫قال سبتيموس وهو يعيد التعويذة‪« :‬حسناء أنا أتفهم» كن‬
‫حذرًا»‪ .‬تابع سبتيموس خطوات الفتى الذئبي الطويلة السريعة‬
‫وهي تأخذه عابرًا الأكواخ إلى داخل الشوارع المعتمة للمنازل‬
‫العشوائية التي احتضنت أطراف الميناء» ظل يتابع حتى انحرف‬
‫الفتى الذئبي عند إحدى النواصي واختفى في الظلام» عندها ‪-‬‬
‫وبدافع من النظرات المقلقة نوعًامامن الحشد الصامت للرضع‬
‫القذرين والأطفال الصغار ‪ -‬قال لتنينه‪« :‬انهض»‪.‬‬
‫خس الافظ اللهت» إللذى كان > وعم هاونهبار بوك‬
‫وراع‬ ‫حريصًا جَذَاعَلن الاطفال السكارء فق بيجناسيه دن‬

‫سبتيموس الأرض من تحته وهي تخلي قبضتها ببطء مرةأخرى‪.‬‬


‫قيهما‪.‬‬
‫وطمضرياي ف‬
‫ع‪ 6 4‬عد‬

‫عنكبوت عاد إلى شبكته‪ .‬عاد ميرين إلى مكانه السري‪.‬‬

‫كان قد اكتشفه مصادفة قبل أيامقليلة حين رأى سارة‬ ‫مثل‬

‫عيب > وهو يصعم عند الممدي الطويل في طريقه الداز‬


‫وهي تسرع نحوه‪ .‬أصيب ميرين بالذعر؛ فقد‬ ‫‪-‬‬ ‫المخطوطات‬

‫الطويل دون‬ ‫جزم ترم تحدييًامن الممشى‬ ‫ف‬ ‫ده‬


‫أساك ب و‬

‫ظل يختبئ فيهأو أبواب أو ستائرينزوي خلفها‪ .‬كانميرينلايفكر‬


‫جيدًا مطلمًا وهوفىحالة ذعر؛ لذا كان كلمافعله هوأن‬
‫يلصق نفسه بالجدار العتيى آملاء بمعجزة ماءألاتلحظه‬
‫سارة‪ .‬ولكنء ولدهشة ميرين» حدثت معجزة من نوع‬
‫د‬ ‫سب‬ ‫ا‬ ‫قو‬ ‫أ‬

‫لاهاء واقعًا وسط‬ ‫جلس ميرين‬

‫طبقات من الغبار وتابع سارة هيب‬


‫وهي تسرع دون مجرد نظرة إلى‬
‫الفجوة المظلمة فى الجدار‪.‬‬ ‫‪:‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪66‬‬

‫وبمجرد أن مرت بأمان» تفحص مكان اختبائه‪ .‬كان في حجم غرفة‬


‫صغيرة ولاايضم شينًا سوى كرسي قديم محطم وكومة من الأغطية‬
‫لةرفكين‪ .‬لمس ميرين الأغطية بقدمه‪ .‬وهو نصف خائف‬ ‫ادس‬
‫مك‬
‫من أنها قد تختفي» لكنها سرعان ما تحولت إلى تراب‪ .‬أسرع‬
‫وهو يسعل ليفاجأ فقط برؤية سارة هيب‬ ‫نة‬
‫زاامن‬
‫خرجبً‬
‫ل خا‬
‫ارين‬
‫مي‬
‫عائدة نحوه‪ .‬غاص عائدًا إلى الغرفة المختفية» وحاول بكل‬
‫ماأوتى أن يوقف السعال بحشر أصابعه داخل فمه‪ .‬وما كان ميرين‬
‫فقحاجة أن رقلق‪ :‬إة كانلد شارة أخاء خورف يكغل يالهاف‬
‫هذا الرقتع) حدن إن سروك عوقاء الالتعاق الدكبوت المنادد‬
‫من داخل الجدار لميزعج حتى أفكارها الملهوفة‪.‬‬
‫المكان‬ ‫باره‬
‫عاتتلم‬
‫اار‬
‫ومنذ ذلك الحينء قام ميرين بعدة زي‬
‫السري الخاص به وقد مده بالأشياء الضرورية‪ :‬مياه وشموع‪,‬‬
‫وثعابين العرقسوس‪ .‬بالإضافة إلى دببة الموز التي كانت جديدة‬
‫اتسجرتمراد» وكانت إذا مضغت في وقت واحدمععود‬
‫فكيم‬
‫العرقسوس تعطي مذاقا شائقًا‪.‬‬
‫وقتما يتسنى لهء كان ميرين يجلس في هدوء داخل الغرفة‬
‫يستمع ويشاهد» مثل عقرب فيمركز شباكه‪ .‬ينتظر أن يحوم حوله‬
‫طير صغير بريء» وأخيرًا حام أحدها بالفعل في صورة بارني بوت‪.‬‬
‫كان ميرين عقربًا كفوّاء والآن عاد إلى وكره وقد أمسك بسعادة‬
‫بغنيمته منأول كمائنه‪ .‬ضغط على حجر قداحته وأشعل بشرارتها‬
‫‪76‬‬ ‫جيم ني‬

‫الشموع التيكان قد«استعارها» مندار المخطوطات‪ .‬أغلقيحدن‬


‫جزء الجدار المواجه للممشي الطويلء مراعيًا أن يُبقي مكمنه‬
‫مفتوحًاء فمنذ أن كانت مربيته ‪ -‬بناءٌ على أوامر دومدانيال ‪ -‬تحبسه‬
‫في خزانة مظلمة حينما لايفعل مايؤمربه»تربى لدى ميرين خوف‬
‫من الحبس فى أماكن مظلمة» وكانت نقطة الضعف الوحيدة فى‬
‫مكمنه هيأنهلميستطع اكتشاف كيفيفتح البابمنالداخل‪- .‬‬
‫وبعد أن اختبر الباب ثلاث عشرة مرة ليتأكد من أنهمفتوح‪.‬‬
‫وضع ميرين نفسه فوق عدة وسائد كانقدأخذها منأحد المخازن‬
‫بسقيفة القصر‪ .‬بعد ذلك قضم رأس أحد ثعابين العرقسوس‬
‫بسعادة» كانت الحياة‬ ‫هد‬
‫نمه‬
‫تى ف‬
‫وف‬‫الجديدة» وحشر دب موز‬
‫ْ‬ ‫جيدة‪.‬‬
‫تفحص ميرين القنينة الذهبية الصغيرة» التى كانت لاتزال دافئة‬
‫من أثريد يازني» اسم لئدااحبيق ظلنعا‪:‬كانبإمكاة أن يدس‬
‫أن القنينة كانت من الذهب الخالص فقط من خلال مدى ثقلها‬
‫ومن خلال اللمعان العميق الرائق اتللذيألاً بلون برتقالى فى‬
‫ضوء الشموع‪ .‬نظر إلى السدادة الفضية وتساءل عن ماهة ذلك‬
‫هىاء بدت القنينة كمالوكانت قنينة عطرء‬ ‫أرسعل‬‫رصغي‬‫الرسم ال‬
‫واعتقد أن الرمز كان اسم ذلك العطر‪ .‬كان قدرأى بعض ما يشبه‬
‫ذلك فى نافذة عرض أحد محال المجوهرات قرب متجر‬
‫ماكاسترد وكانبعضها ذا ثمنباهظحم يكفيلشراء كلمخزون‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪86‬‬

‫ما كاسترد من ثعابين العرقسوسء ودببة الموزء وربما معظم‬


‫مجموعة شراب الفيزبوم الفوار الخاصة أيضًا‪ .‬بدأ لعاب ميرين‬
‫يسيل» وأسقط قطرات من رذاذ العرقسوس على الجزء الأمامى‬
‫منرداءالكنبةالرمادي» ابتسم والتهم دب موزآخرفيفمه‪ .‬لقد‬
‫اتخذ القرار؛ كان هذا تمامًا ما سيفعله‪ :‬سيأخذ القنينة الذهبية إلى‬
‫متجر المجوهرات ويبيعهاء بعدها سيذهب مباشرة إلى متجر‬
‫ما كاسترد ويشتري كامل مخزونها من الثعابين والدببة» وهذا‬
‫سيُظهر الخفاش القديم‪( .‬كان استهلاك ميرين من ثعابين‬
‫العرقسوس قد فاق أجره من دار المخطوطاتء وأبلغته ماكاسترد‬
‫للتاتسقبلليف)‪.‬‬
‫اها‬
‫أن‬
‫كان الفضول قد بلغ مداه بميرين» وتساءل عما تكون عليه‬
‫وه ذو رائحة طيبة»فسيكون‬
‫رائحة العطرالذيفيالقنينة؛وفكرءل أن‬
‫ثمنه أكبر حتمّاء ‪7‬تفحص الشمع الأزرق اللامع الذي يغلف‬
‫إذابة الشمع على لهب الشمعة ثم‬ ‫سنهل‬
‫ل م‬
‫اكون‬
‫السدادة؛ سي‬
‫سر‬ ‫ل‬ ‫إعادته مرة أخرى؛ لن يعرف أحد‪.‬‬
‫زأافليتهاء وفي الحال صار معظم الشمع‬
‫الغلافة الشمعية وإبد‬
‫ملقى في تمويجات متسخة في حجره‪ .‬ولمعت الرقاقة الفضية‬
‫التي كانت مختفية تحت الشمع في ضوء الشموع‪ .‬أمسك ميرين‬
‫السدادة الصغيرةبين سبابته وإيهامه وجذبهاء فانزاحت مع أن‬
‫‪3-3‬‬
‫‪96‬‬ ‫جيم ني‬

‫رفع ميرين القنينة إلىأنفه واستنشقء لم تكن ذات رائحة طيبة‬


‫جذاء وفي الحقيقة» كانت ذات رائحة غير طيبة بشكل واضحء‬
‫ومع ذلك‪ .‬ماكان ليعرف أن الجن لايشتهرون بطيب الرائحة» وأن‬
‫كثيرًا منهم يعمد لأنيكون ذا رائحة مقززة تمامًا‪ .‬فيالحقيقة» فإن‬
‫ننينة الذهبية المثبتة بيدميرين اللاصقة لم‬ ‫لقسك‬‫اذي‬‫الجني ال‬
‫يكن ذا رائحة سيئةللغاية» فهو ‪-‬كعادة الجن‪ -‬مزيج خفيف من‬
‫البقرء لكن ميرين‬ ‫اليقطين المحروق ممزوج بمسحة من روث‬

‫شعر بخيبة الأمل فى زجاجة العطرء وفقط ليتأكد من أن رائحتها‬


‫بالفعل سيئة جدَّاء رفع القنينة إلى فتحة أنفه اليسرى واستنشق‬
‫بقوة؛ وانشفط الجني داخل أنفه‪ .‬لمتكن لحظة طيبة لأيٌّمنهما‪.‬‬
‫ربما كان للجنى الجانب الأسوأ منهاء لقد ظل منتظرًا داخل‬
‫قنينته لمئات السنين» يراوده حلم اللحظة العظيمة حين يتم إطلاق‬
‫سراحه؛ كان يحلم بالهواء النقي البارد لصباح ربيعي على سفح‬
‫أحد الجبال‪ .‬تمامًا مثل المرة الأخيرة التى أطلق فيها سراحه كاهن‬
‫وديع‪ .‬قبل قليل من قيام ساحرة ماكرة خبيثة بالويقاع به داخل‬
‫أصغر قنينةكانمنالممكن وضع جني بهاءومنذ أن أيقظته العمة‬
‫زيلداء صار الجنى فى نوبة ترقب» يتخيل أشكالا لا حصر لها من‬
‫سيناريوهات الخروج الرائعة» ربما السيناريو الوحيد الذي لم‬
‫يتخيله هو أن يعلق في أنف ميرين ميريديث‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪07‬‬
‫لم يكن الوضع جيدًا في أنفميرين» ودون الدخول في تفاصيل‬
‫يك عا المارريو كاروادكا وتيا وبر ااه‬ ‫ل‬
‫فراغكبيرلجني يتوق إلىالتمدد» وكانت الضوضاء شنيعة؛ حتى‬
‫في مركز دوامة ريح مسحورة» لم يسمع الجني من قبل قط شيئًا‬
‫يره» لكن‬ ‫لج‬‫إذي‬‫كأهف الصغير ال‬ ‫اذيلمل‬‫مثل ذلك العواء ال‬
‫قوة» خرج الجني»‬ ‫أشد العطسات‬ ‫فجأق وبمصاحبة صوت‬
‫متدحر جا من الكهف مثل رصاصة خارجة من بندقية‪ .‬ومع صرخة‬
‫ابتهاج ضرب الهواء الطلق وانطلق عبرالغرفةالصغيرة فيومضة‬
‫من الضوء الأصفرء حيث ارتدمن على الحائط وسقط غارقا في‬
‫كومةمنالغبارالعتيق‪ .‬حدَّقميرينفي ذهول تام ولكنليس بقليل‬
‫من الفخر؛ فلم يسبقلهقطأن رأى مُخَاطًا مثلهذا‪.‬‬
‫وسرعان ما تبخر فخر ميرين وتحول ابتهاجه إلى خوف حين‬
‫الغبار بقعة صفراء ضخمة متوهجة؛ إذ كان‬ ‫منة‬
‫وم‬‫كجت‬
‫خر‬
‫المخاط الملقى في الغبار يتضخم‪ .‬نَذَّت عنه صرخة رعب حين‬
‫انتشرت الكتلة» ومثل إناءلبنيغلي ويفورء بدأت في الارتفاع شيئًا‬
‫فشيئًاء والآن بدأت الكتلة فى الدوران» جاذبة نفسها لأعلى وقد‬
‫ضوءالشموع‬ ‫الثفت وكبرت» وضار وهجها أكندلمعاناة فميا‬
‫الدافىئ وغمر الغرفة الصغيرة بضوء أصفر باهر‪.‬‬
‫صار الآنميرين متكومًا يَيْنُفيركن الاغرلفة‪.‬بدفايية كان‬
‫بطق أن "اد كسة‪:‬دان الميتخطوكلات قاالصو رشكا رما شخر‬
‫‪17‬‬ ‫جيم ني‬

‫(وهو أحد الأشياء المفضلة فى دار المخطوطات)‬ ‫المخاط المتمدد‬


‫ظء لكنميرين الآن‪-‬حتى وإنأحكم إغلاقعينيه‪-‬‬
‫بيهدلونحأن‬
‫عرف أن الأمر أسواً من ذلك عرف أن بداخل الغرفةكائنًاآخر؛‬
‫كائنًاأضخم كثيرّاء أكبرسناوأشد إرعابًا منه» وشيء ماأخبره أن‬
‫الكائن ليس سعيدًا بوجه خاص فى تلك اللحظة تحديدًا‪.‬‬
‫كانميرين على حق؛فقدكانالجننٌليسسعيدًا علىالإطلاق»‬
‫لقدكات يتوق إلى الأماكن المفتوحة وهو هنامتحبواس فى خخزانة‬
‫صغيرة ملأى بالغبار العتيق وبالسيد العظيم الذي أطلق سراحه‪.‬‬
‫وقد جثم مرتعدًا باكيّا في ركن الغرفة» بالطبع» كان كل الجن‬
‫معتادين على مسحة الرعب التي يخلفها ظهورهم ‪ -‬وكثيرون‬
‫انحرفوا عن طريقهم ليحصدوا هذه اللحظة ‪ -‬ولكن كان هناك‬
‫خطب مافيالسيد العظيملهذاالجنيلميدفعه لذلك‪ .‬عكست‬
‫الهيئةالبشرية المنحنية المزرية إحساسًا بغيضًاء وكانت بمالايدع‬
‫مجالاللشكليست نوع السيدالعظيمالذي توقع الجني أن يوقظه‪.‬‬
‫لم يبد الأمر صحيحًا حتى» وإذ شعر بالانزعاج من كونه خدع‬
‫خرىء أخرج الجني تنهيدة غاضبة؛ عوت التنهيدة في‬
‫مأرة‬
‫الغرفة مثل روح الشؤم‪ .‬ألقى ميرين بنفسه على الأرض‬
‫وسد أذنيه بيديه‪.‬‬
‫فردالجني نفسه عبر سقف الغرفة وحَدَّج جسدميرين المنبطح‬
‫الباكي بنظرة نفورء ولكن إذا كانالجني يريد أن يبقى خارج القنينة؛‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪27‬‬
‫فإن الخطوة التالية يجب أن تتخذ بسرعة‪ ,‬عليه أن يتلقى أمرًا وأن‬
‫يطيعه» بهذه الطريقة» سيكون مرة أخرى جزءًا من العالم» ويكون‬
‫سقدوره أن كن دكلة يشرثاء ولس هذاما لعلاميزة عظمة كنا‬
‫فكر الجني» وهوينظر إلى الجسد المثير للشفقة منتحته‪.‬‬
‫كان الشى‪ +‬التالي الذيسق اميرين ترم أنه الضق أضايعة‬
‫بأذنيه ‪-‬صونًا شعركمالوأنهيأتي منأعماق رأسه‪ .‬يقول‪« :‬أأنت‬
‫سبتيموس هيب؟‪.2‬‬
‫فتح ميرين إحدى عينيه ونظر في خوفءه كانت البقعة المصفرة‬
‫أصدر ميرين صريرًا خافتًا‪:‬‬ ‫جو‪.‬‬
‫عنح‬
‫زلى‬
‫موم ع‬
‫على السقف تح‬
‫انعم‪ ,‬أنا‪ ..‬حسئًاء كنت ذات مرة» أعني كنت»‪.‬‬
‫تنهد الجني وأحدثت صرخة الريح الهائلة صفيرًا أفريجاء‬
‫الغرفة الأشبه بالصندوق الصغير‪ .‬كيف كان إيقاظه خطأ لهذه‬
‫الدرجة؟ هذاالشقي الباكي قالإنهسبتيموس هيبء ولكن الجسد‬
‫المنكمش وسط الغبار ليس بحال مثل الوصف المتألق للصبي‬
‫السحري الذي وصفته العمة زيلدا للجني‪ .‬كانت صورة سبتيموس‬
‫هيب هى تمامًا تلك التى طالما ببحث عنها ذلك الجنى المنهك‬
‫اميه سيد اديت لكو الأن ياف لامر سوكناه رن ع‬
‫ساحرة مخادعة أخرىء لم يكن أمامه سوى أن يواصل طرح‬
‫السؤال الثاني‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫جيم ني‬

‫‪ -‬ما الذي ترغب فيهء أيها العظيم؟»‪ .‬وفقط على سبيل‬


‫الفكاهة جعل الجني صوته مخيفًا بأقصى مايمكن» حشر‬
‫بي‪.‬‬
‫عف‬‫رتعش‬
‫أابذعهنفييه مأرخةرى وار‬
‫ميرين أص‬
‫أعاد الضوت‪ :‬شؤاله مرة أخرى‪ :‬وما الذق ترغيت فيه أيها‬
‫ْ‬ ‫العظيم؟»‪.‬‬
‫‪« -‬ماذا؟»‪ .‬قالها ميرين وهو يغطي وجهه بيديه وينظر من بين‬
‫ْ‬ ‫أصابعه‪.‬‬
‫تنهد الجنى مرة أخرى‪ .‬هذا شخص غبى حقيقة» كرر سؤاله‬
‫تاذ نطو عديتوويدا كن الفيوظ إلى العاتطة‬
‫ودمكوين وكلبطادمر نعي لمان الدى ألا أ ‪1‬ل‬
‫قرر الجنى أنه لابدقداختار اللغة الخطأء وعلى مدار السواد‬
‫الأعظم منالدقائق الخمس التالية» جرّب الجني كل اللغات‬
‫الممكنة وهو يتجول بلا هدف في أرجاء الغرفة» يتابعه ميرين في‬
‫رعب‪ .‬ولم يحقق أي نجاح» وحين وصل إلى آخر لغة يعرفها ‪-‬‬
‫وهي لهجة من وادي نهر لم يُكتتشف في سهول الشرق الثلجية ‪-‬‬
‫صار الجني في حالة رعب؛ فإن لم يجب العظيم الغبي عن سؤاله‬
‫حالاء فسيعود فورًا إلى تلك القنينة الصغيرةة المروعة ثم ماذا؟ كان‬
‫عليه أن يتلقى إجابة ‪ ..‬الآن‪.‬‬
‫كان ميرين قداستجمع الآن من الشجاعة ما جعله يقف‪ .‬قال‬
‫متلعثمًا وقد وضعت الفقاعة نفسها على الأرض‪( :‬ما‪ ..‬ماذا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪47‬‬

‫تكون؟» قلّارتعاب الجني نوعًا ما؛ أخيرًا تحدث العظيم بشيء‬


‫معقول‪ .‬وصار الآن يعرف أي لغة يستخدم‪ .‬لكن الوقت كان‬
‫نة الذهبية الصغيرة» التي‬ ‫نذبيمن‬
‫قبج‬‫لعر‬‫اأيش‬
‫قصيرّاء إذ بد‬
‫لايزال العظيم يقبض عليها فييدهكانيعرف أن عليهأن يبدوفي‬
‫صورة ودود وصبور؛ كان هذا أمله الوحيد‪ .‬وببطء أجاب عن‬
‫سؤال ميرين‪.‬‬
‫‪ -‬أجاب‪( :‬أناجنىٌّ‪.‬‬
‫‪« -‬أنت ماذا؟»‬
‫بالسماف إن هذا المكصن عن ‪:‬سا قالنت التفاعه الصنفاء‬
‫ببطء شديد شديد» جدًا‪ :‬اجن ‪ ...‬نيَّ»‪.‬‬
‫سُدَّأنفميرين» وكانت عيناهلاتزالان تنهمران بالدموع جراء‬
‫إغارة الجنىء» وكانت أذناه لا تزالان تطنان من التنهيدة الراعدة»‬
‫كان لأيضية تقريبًاء سأله‪« :‬أنت جيم ني؟‪.4‬‬
‫استسلم الجنيء إذ قال موافقا‪ :‬انعم إذا كنت تريد ذلكء أيها‬
‫العظيم‪ ,‬أناجيمني» لكنك يجب أولا أن تجيب عن سؤالي الثاني‪:‬‬
‫يام؟»‪.‬‬ ‫ماالذي تارغلبءع أظيه‬
‫‪« -‬ماالذي؟ ما الذي ماذ!؟»)‬
‫فقد الجني صوابه‪ ».‬صرخ‪« :‬ترغب!»»‪« .‬ترغب! ما‪ ..‬الذي‪..‬‬
‫ترغبء أيها العظيم؟ إنها تعني ما الذي تريدني أن أفعلء أيها‬
‫الغبى!)‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫جيم ني‬

‫‪1‬‬ ‫(لاتنادني بالغبي»‪.‬‬ ‫ر‪:‬‬


‫آينخهو‬
‫اخلمير‬
‫صر‬
‫نظر الجني إلى ميرين في دهشة‪« :‬هل هذه إجابتك؟ ألا أناديك‬
‫بالغبى؟)‪.‬‬
‫اانعم!)‬ ‫ب‬

‫‪« -‬الاشيء آخر؟)‬


‫‪« -‬لا! بلىء بلى‪ ..‬اذهب بعيدًاء اذهب بعيدًا!»» ألقى ميرين‬
‫بنفسه على الأرض وأصيب بأول نوبة غضب منذ المرة‬
‫الأخيرة التي حبسته فيها مربيته فيالخزانة‪.‬‬
‫لم يستطع الجني أن يصدق حظه‪ .‬يالهمنتحؤّل!‬
‫وأإسذكره الاحتفال» اتخذ الجني هيئة بشري بطريقة أشد‬
‫تهورًا لوكانأقل ابتهاجًا‪ .‬وعلى الفورء لمتعدالغرفة السرية ملأى‬
‫بالفقاعة الصفراء غير المنتظمة الشكلء» بلصاريشغلها شخص‬
‫غريب يرتدي رداءً أصفر وسترة وبنطالا قصيرّاء ويعتمر قبعة ‪-‬‬
‫فالجنى كان يحب القبعات‪ -‬وكانت تشيه بشدة كومة من الكعك‬
‫ا اللامع شديد الانكماش موضوعة فوق رأسه‪ .‬وكان‬
‫المظهر الخارجى منطلقا من خلال ما اعتبره الجنى شاريبًا على‬
‫أحدث صيحة ‪ -‬كان دائمًامايحلمبقليلمنشعرالوجه‪-‬‬
‫وهّل بسيط»‬ ‫َب‬‫حان‬‫افر الطويلة المقوسة؛ وك‬ ‫أةظمن‬‫لموع‬
‫امج‬
‫وب‬
‫فهناك بعض الأشياء التيلاحيلةفيها‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪7‬‬
‫استطاع الجني ‪-‬بالكاد‪ -‬أن يصدق حظه (كان قد قررأن يكون‬
‫إنسانًا؛ يحمل اسمًا مثلجيم ني» هليمكن أن يكون شيئًاآخر؟)‪.‬‬
‫لقد انتقل من أقصى حافة أن يجبر على العودة إلى داخل قنينته‬
‫إلى الحرية الكاملة ‪ -‬أو شبه الكاملة ‪ -‬في دقيقة واحدة فحسب»‬
‫ومادام سيبتعد عن الساحرة العجوز التي أيقظته طوال عام ويوم‬
‫قادمين فسيكون على مايرام» ومن المؤكد أنهلانيةلديه للذهاب‬
‫إلى أي مكان قريب من المستنقعات الشيطانية حيث تم إيقاظه‪.‬‬
‫اق‪.‬‬
‫للى‬
‫طك ع‬
‫لفإيذل‬
‫انية‬
‫لا‬
‫نظر الجني إلى ميرين الملقى على بطنه فوق الأرض» وهو‬
‫يضرب بقدميه وينتحبء هرَّرأسه في ذهولء حتى في الماضي‬
‫البعيدالعا الذئكا هواتفه العوعخوطيف كانالبشرمجموعة‬
‫غريبة؛ لايمكن إنكار ذلك‪.‬‬
‫وبرغبة جاامسحةتفنيشاق بعض الهواء المنعش أخيرًا بعد‬
‫طول انتظارء اندفع الجني خارجًا من الغرفة السرية مسببًا إعصارًا‬
‫هائلا من الهواء ليصفع الباب بضربة‪.‬‬
‫وفى داخل الغرفة السرية هدأت نوبة ميرين فجأة؛ تمامًا مثلما‬
‫كان بحدث دومًا بمجرد أتنصفع المربية باب الخزانة عليف‬
‫ين‬ ‫رهض‬‫ين‬ ‫مان»‬
‫ووسط الصمت المفاجئ‪ .‬وأذناه تلزاالان تطن‬
‫بهدوء وحاول فتح الجدارء لكنه لميتحرك‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫جيم ني‬

‫بعد مرور ساعة‪ .‬كان ميرين منهارًا فوق وسائدهء» يجهر‬


‫بالصراخ» وكانت سارة هيب تجلس في مطبخ القصر تتحدث مع‬
‫الطاهية‪.‬‬
‫قالت‪« :‬أنا أسمع أشياء خلف الجدار الخشبي» إنهاتلكالن‬
‫حدثتني بشأنها الأميرة الصغيرة المسكينة جيناء تلك الأشباح‬
‫حزن للغاية»‪.‬‬
‫ممر‬
‫المسكينة المحبوسة‪ .‬إنهأ‬
‫رني‬
‫يأ‬‫صليك‬
‫تس ع‬
‫كانت الطاهية تقرر واقعًا وهى تقول‪« :‬لي‬
‫قلقة بشأنهاء يا سيدة هيب‪ :‬أتنستمعين أكنلواع الأصوات في‬
‫القصرء حدثت أشياء فظيعة هناعلىمرّالسنين» عليك أن تبعديها‬
‫عن تفكيرك» ستختفي قريبّاء وسَتَرَيْن)‪.‬‬
‫حاولت سارة هيب» لكن أصوات النحيب استمرت طيلة ذلك‬
‫المساءء حتى سايلاس سمعهاء ذهب كلاهما للنوم وقد وضعا‬
‫قأطنذًانفييهما‪.‬‬
‫مطلمًا‪.‬‬ ‫ولدم‬
‫نميخ‬
‫لفل‬
‫لرين‬
‫أما مي‬
‫جه ‪ 73‬جحي‬

‫من ظلام شوارع رطبة كريهة الرائحة» رأى الفتى الذئبي سبتيموس‬
‫ولافظ اللهب وهما يرتفعان فوق قمم الأسطح ويطيران مبتعدَيْن‬
‫نحوالشمس‪ .‬ظليتابعهما حتىلميعودا سوىنقطةسوداء صغيرة‬
‫في السماءء أو ربما مجرد قطعة وسخ صغيرة عند طرف جفنه؛ كان‬
‫من الصعب تحديد ذلك‪ .‬وعندئذ انطلقء متتبعًا آخر خرائط العمة‬
‫زيلداء ومثل سبتيموسء شعر الفتى الذئبي بابتهاج مصدره إحساس‬
‫جديد بالحرية الممزوجة‬ ‫‪5‬‬
‫ه‬ ‫دان‬
‫ح» ك‬‫وئولية‬
‫بالمس‬
‫ًا؛‬ ‫دكن‬
‫حليم ي‬‫ونه‬
‫لك‬
‫رف أن‬ ‫عان‬‫يه ك‬
‫إذيظ لأن‬
‫نت‬
‫ايلدا‬
‫كة ز‬
‫العم‬
‫منل‬
‫عوأ‬
‫اكرلفيه‬
‫تف‬
‫ل عقلييهام به‬
‫اذي‬
‫ال‬
‫كان مهمًا لها؛ مهمًا‬
‫‪97‬‬ ‫متجر الغطائر‬
‫جدًا‪ .‬لميكنيعرف سبب أهميته؛ لكنه كانسعيدًا وحسب؛ لأنه‬
‫نالثقةأن يقوم به‪.‬‬
‫كان الفتى الذئبي قد قضى سنوات يعيش في الغابة ولم يكن‬
‫الكثير من الناس في وقت واحدء ولكن وهو‬ ‫يىة‬
‫ؤ عل‬
‫رادًا‬
‫معت‬
‫‪-‬لذي‬
‫يمضي في طريقه نحو متجر فطائر الميناء وحوض السفن ا‬
‫رع‬ ‫افعل‬
‫وب‬ ‫شحماس‬
‫لبال‬
‫اشعر‬ ‫صلعول إليه ‪-‬‬ ‫ويتط‬‫ليام‬
‫للأ‬
‫ظل‬
‫والمزيج الغريب منالناس الذين يسيرون أمامه‪ .‬وفكر أن الأمر‬
‫يبدو كثيرًا على غرار الغابة» فقط بيوت بدلا من الأشجارء وأناس‬
‫بدلا منمخلوقات الغابة؛ رغم أنهكانيرى أن الناسفيالميناء‬
‫أكثر غرابة من أي من مخلوقات الغابة‪ .‬وحين سلك الفتى الطويل‬
‫لذ‪-‬ي يمرتعدطيفًا بنِيّاحقيرًاذا جدائل مبعثرة ويمشي‬ ‫ازيل‬
‫اله‬
‫قافرًا مثل الذئاب ‪ -‬طريقه عبر الشوارع الممهدة بالحصى التي‬
‫كاد صرح ون الروك المكيالكة ل يجداب احباهءأحد من سكان‬
‫أو زوار الميناء الحُلطاءء وكان هذاعلىهوى الفتى الذئبي‪.‬‬
‫كانت خريطة العمة زيلدا جيدة» فسرعان ماخرج من تقاطع‬
‫ضيق بين بيتين إلى ضوء الشمس المُنْعش لميناء الصيد القديم‬
‫وأمامه‪ .‬كانت تتمايل فوق المياه المتلاطمة مجموعة من القوارب‬
‫متعددة الألوان التييرعاها الصيادون والبجّارة» كان بعضها يجري‬
‫تفريغ حمولته على عربات في الانتظار وأخرى تتجهز للإبحار في‬
‫المدى الأزرق الواسع للبحر والذي ملا الأفق» أسرع الفتى الذئبي‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪08‬‬

‫وجذب عباءته البنية الصوفية حوله» وراوده التفكير بأن ‪ -‬بالنظر‬


‫إلى حالة المستنقع أو الغابة فيأي يوم ‪ -‬الفضاء الهائل للبحر‬
‫أشعره بالرعب‪.‬‬
‫تنفس الفتى الذئبي بعمق‪ .‬أعجبته نكهة الهواء المملحة‬
‫الخفيفة» لكن ما هأوفضل أنه أحب رائحة الفطائر الساخنة التى‬
‫تسيل اللعابء‪ .‬والتي أخبرته أنه وصل إلى المكان العم‬
‫قرقرت معدته عاليًا فاتجه نحو متجر فطائر الميناء وحوض السفن‪.‬‬
‫كان متجر الفطائر هادئّاء كان الوقت قُبَئِل موعد الغداء‬
‫المزدحم» وكانت امرأة ممتلئة جالسة خلف منضدة المتجر‬
‫منشغلة بإخراج مجموعة أخرى من الفطائر منالفرن» وقف الفتى‬
‫الذئبي أمامأكبرتشكيلة منالفطائر التي لميرهامن قبلفي حياته‬
‫محاولا أن يقررماذايشتري» كانيرغب في تجربتها كلهاء وخلاف‬
‫سبتيموسء لم يكن الفتى الذئبي قد أخذ بأسلوب العمة زيلدا‬
‫المميز في الطهي وقرر عاللىفور أن ينأى عن أي فطيرة تحتوي‬
‫على الكرنب؛ واستبعد ثلاثا منها فقط» وأخيرًا اشترى خمس‬
‫فطائر مختلفة‪.‬‬
‫وبينما يلتفت ليغادرء انفتح باب المتجر فجأة ودخل رجل‬
‫شاب أشقر الشعر‪ .‬حملقت فيه المرأة الشابة الواقفة خلف‬
‫المنضدة‪ .‬ولمح الفتى الذئبي بوادر قلق على وجههاء قالت‪:‬‬
‫؟ك»‪.‬‬
‫ظالف‬
‫لن»حهل ح‬
‫اايمو‬
‫«اس‬
‫‪18‬‬ ‫متجر الفطائر‬

‫رد الرجل الشاب‪« :‬كلا»‪.‬‬


‫له‬
‫ئبين‬
‫امن‬
‫د‪ .‬ف‬
‫جوتء‬
‫تجمد الفتى الذئبي» لقد ميّز هذا الص‬
‫استرق نظرة على القادم الجديد‪ .‬من المؤكد أنهليس ‪ ....‬لايمكن‬
‫أن يكون‪ ,‬لكن نعم» كانت هناك ندبة عند عين الرجل اليمنى تمامًا‬
‫فيالموضع الذي أصابه فيهالحجر الخارج من منجنيقه؛ لابدأنه‬
‫هو؛ إنه ‪ ..‬إنه سايمون هيب‪.‬‬
‫عرف الفتى الذئبي أن سايمون لميلحظه‪ .‬والحقيقة أن سايمون‬
‫لميُلقحتىمجرد نظرة نحوه‪ .‬كانغارقًافيمحادثة هامسة مع‬
‫ظه‬
‫لرحبأن‬
‫يخاط‬
‫المرأة‪ .‬تردد الفتى ايلذَئبني»ْهسلَلَ خاربًا ويُ‬
‫سايمون؟ أمينبغي لهأن يبقى على وضعه ويتظاهر بالاستغراق في‬
‫الاهتمام بالفطائر؟ وأمام توسّل الفطائر الساخنة ليتم التهامهاء‬
‫فضّل الفتى الذئبي أن يخرج بسرعة قبل أن يُلحظء غيرأن شيئًاما‬
‫في صوت سايمون ‪ -‬نوعمامن اليأس‪ -‬أوقفه‪.‬‬
‫كان سايمون يقول‪« :‬لم أعثرعليها فيأي مكان يا مورين» يبدو‬
‫الأمر كمالوأنها تبخرت في الهواء؛‪.‬‬
‫‪ -‬كان رد مورين المتعقل‪« :‬لا يمكن لها أن تفعل»‪.‬‬
‫لميكن سايمون ‪ -‬الذي يعرف أكثرعنهذه الأشياء مماتدرك‬
‫كن‪ .‬قال ببؤس‪« :‬إنها غلطتيء كعالنىّ أن‬ ‫لم‬‫ذقًا‬
‫مورين‪ -‬واث‬
‫أذهب معها إلى السوق»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪25‬‬
‫حاولت مورين تهدئته‪ .‬فقالت‪« :‬لاءلايمكن أن تلوم نفسك‬
‫ياسايمون»‪ .‬ثمتابعتبابتسامة‪( :‬يحتمل أن تكون فيحالة غضب‬
‫لين لذ سترىء‪ .‬لقد فعلت ذلك لأسبوع كامل ذات مرة حين‬
‫كانت هنا»‪.‬‬
‫لم يكن سايمون قابلا لأن يهدأء هز رأسه‪« :‬لكنها لم تكن‬
‫مر‬ ‫أيال‬ ‫ليئ ح‬
‫ار س‬
‫غاضبة» كانت علىمايرام» يراودني شعو‬
‫يامورين! ياه»لوأن معي سلوث فقط»‪.‬‬
‫‪« -‬معك مَن؟ ‪ .‬ياإلهي إنها تحترق!»» أسرعت مورين لتنقذ‬
‫ايةئمنر‪.‬‬
‫طتال‬
‫ف ال‬
‫لوعة‬
‫امجم‬
‫ال‬
‫تابع سايمون مورين وهي تزيح الدخان بقماشة تنظيف‬
‫اعون‬
‫«سأحاول وأقتفي أثرها مرة أخرى يا مورين» بعدها سيكون‬
‫هاذالهحول» سأذهب وآتى بسلوث»‪.‬‬
‫سولوث؟ هل هيوكالةاوتخازابك حديةة ‪١‬‏ لالت‬ ‫«وما ه‬
‫مورين وهي تتفحص فطيرة طماطم وسجق مسودّة» ثم قالت‪:‬‬
‫اخر واحدة بالجوار تم حرقهاء لقد بدت حتى‬ ‫ين»‪.‬‬
‫لم‬‫اها‬
‫حال‬
‫«ح‬
‫منوعة الفطائر هذه)‪.‬‬ ‫جم‬‫موأ‬
‫أس‬
‫قال سايمون‪« :‬لاء سلوث هو كرة اقتفاء الأثر الخاصة بي وقد‬
‫‪38‬‬ ‫متجر الفطائر‬
‫صدمت مورين وقد رفعت نظرها عن فطائرها‪« :‬الساحرة‬
‫؟ت)‪.‬‬
‫رىةسرق‬
‫كعظم‬
‫ال‬
‫قال سايمون‪ .‬وهو يبذل قصارى جهده ليلتزم بقراره الجديد‬
‫يد‪.‬‬ ‫درقه‬‫حمتس‬‫تيل‬‫له‬ ‫ا‪...‬‬
‫بنًا‬
‫«حس‬ ‫تل‪:‬‬ ‫وقةقطوا‬
‫للحقي‬
‫اول ا‬
‫ليق‬
‫أفترض أنها بشكل ما صادرته» حقيقة؛ ولكن سلوث ليس مجرد‬
‫كرة قديمة يا مورين! إنه كرة سحرية» بمقدوره تحديد أماكن‬
‫الناس» لواسنتطعت أن أجعل مارشا تعيد لى سلوث لاسنطعت أن‬
‫أخفلها نخدلوسي‪ :‬أنازواتق أن السخطيعة‬
‫ألقت مورين محتويات الصينية كاملة في القمامة مع تنهيدة‬
‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫ال‬
‫عهال» لوكنت مكانك لنسيت كل الأفكار الخاصة‬
‫فأن‬
‫تثقة‬
‫ساوا‬
‫أن‬
‫بهذه الأشياء السحرية‪ .‬ولظللت أبحث هنا من حولناء أنت تعرف‬
‫من‬ ‫فاي‬
‫ك لم‬
‫يديم‬
‫الق‬ ‫اء‬
‫ننب‬
‫يجا‬
‫ملى‬
‫لع‬‫اظرت‬
‫يمقاولون إذا انت‬
‫الوقت؛ فسيمر بك كلمنقابلته فيحياتك» ويمكنك أن تقوم بما‬
‫هو أسوأ)‪.‬‬

‫‪ -‬همهم سايمون‪« :‬نعم‪ ...‬أظنك على حق»‪.‬‬


‫‪ -‬قالت مورين‪« :‬بالطبع أناعلى حقء لماذا لاتذهب وتفعل‬
‫)ة‪.‬‬ ‫كطير‬
‫م؟عخذ ف‬‫ذلك‬
‫بطرف عينيه» تابع الفتى الذئبي سايمون وهو يلتقط فطيرة‬
‫لجممتنجر‪ .‬وعبر نافذة المتجر المشبعة‬
‫اخر‬
‫اللحم والبيض وي‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪45‬‬

‫بالبخار رأى سايمون وهو يسير ببطء بمحاذاة سور الميناء وهو‬
‫يأكل فطيرته» وقد ذهب فى تفكير عميق‪ .‬كان سايمون آخر تمامًا‬
‫مختلمًا عنذلك الذي واجهه الفتى الذئبي آخرمرة» لقد اختفت‬
‫النظرة الغاكمة المتوعدة التى كانت بعينيه وكذلك جو السحر‬

‫الأسود الذي كان يحيط به كان الفتى الذئبي يرى أنهلولميلحظ‬


‫الصوت لما كان قد عرفه‪.‬‬
‫اه‬
‫تتجفى‬
‫اطوا‬
‫ارئكر وسار عدة خ‬
‫لبىف مطتج‬
‫اذئ‬
‫غادر الفتى ال‬
‫البحر» وهو ما أبعده بأمان عن طريق سايمون‪ .‬جلس يتابع بعض‬
‫السلطعونات الصغيرة وهي تحفر في الرمل المبلل وتصد‬
‫وواصل‬ ‫المتكررة من جانب نوارس الميناء المشهورة»‬ ‫الهجمات‬

‫التهام فطيرة الجبن والفاصولياء» وفطيرة اللحم والبصل» وفطيرة‬

‫الخضراوات وصلصة اللحم ذات المذاق اللذيذ بوجه خاص»‬

‫بعد ذلك وضع الفطيرتين الأخريين في حقيبة الظهر وراجع‬


‫الخريطة» كان الوقت قد حان للتحرك والقيام بما جاء منأجله‪.‬‬
‫حان الوقت لزيارة مجمع ساحرات الميناء‪.‬‬

‫عدا‬ ‫قلط‬
‫عه َم د‬

‫مجمع ساحرات الميناء‬

‫لميكن الفتى الذئبي عصبيًا عادة» لكن حين وقف على أعتاب‬
‫سلالم بيت مجمع ساحرات الميناء العَرّويّة التي تبعث على‬
‫مر‬ ‫الارتياب» شعر وكأن سربًا منالفراشات‬
‫‪7047‬‬
‫‪5 0‬‬ ‫يلعب الكرة فى معدته؛ كان‬
‫هناك شىء ‪ 3‬أشعره‬
‫بالخوف فيذلك الباب‬
‫الأبائمي القليث‬
‫المقصوف بطلائه‬
‫الأمسود المتقشّر‬
‫والكتابة العكسية المرسومة‬
‫عليه منالأعلى للأسفل‪ .‬وصل بيده‬

‫إلى أعماق جيب سترته وأخرج ‏ ‪#2‬‬


‫الرسالة التىأصبّت العمة زيلدا على ألا ‪7‬‬
‫يقرأها إلا حين يكون واقفًا عند مدخل‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪65‬‬
‫المجمع مباشرة» تمنى الفتى الذئبي أن تجعله رؤية خطيد العمة‬
‫زيلدا اللطيف يشعر بتحسنء ولكنء وبينما بدأ في قراءة الرسالة‬
‫‪١‬‏‬ ‫ببطءء كان لها تأثير عكسى تمامًا‪.‬‬
‫كانت العمةزيلداقدكتبترسالتها علىورق خاص صنعته من‬
‫أوراق الكرنب المضغوطة‪:‬؛ وكتبت بعناية شديدة مستخدمة‬
‫حِنوا 'مضطتوعنا مخ البفننافسن‪7‬المطحرتنة المتزوحة يتياه‬
‫مالنأكمة‪.‬‬
‫لمتستخدم العمة زيلدا الكتابة المتصلة؛ لأنها كانت تعرف أن‬
‫الفتىالذئبي كانت لديه مشكلة مع الحروف؛ فقدكانيشكودائمًا‬
‫من أنهاتعيد ترتيب نفسها حين يغيب بنظره عنهاء كانت هناك‬
‫حروف كثيرة؛ لقد استخدمت عائلة كاملةمن الخنافس لتصنع‬
‫الحبرء قالت الخنافس‪:‬‬
‫الفتى الذئبي‪,‬‬
‫‪-‬أنت عزيزي الآن خارجع مجمع ساحرات الميناء‪ .‬اقرأ‬
‫كلها‪.‬‬ ‫ها‬
‫دلمة‬
‫عكل ك‬‫بفظ‬
‫و‪ .‬اح‬
‫هذه‬
‫بلع الفتى الذئبي ريقه؛ آكلّها؟ هل قرأ ذلك على الوجه‬
‫الصحيح؟! نظرفي الكلمة مرة أخرى‪ .‬ك ل‪ .‬كل‪ .‬هقذاالمتاه‪.‬‬
‫هز الفتى الذتبى رأسه وواصل القراءة ببطء شديد‪ .‬تابعت‬
‫ْ‬ ‫الرسالة‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫الميناء‬ ‫مجمع ساحرات‬

‫هذا ما يجب عليك فعله‪,:‬‬


‫أمسك بمقبض الباب الكلجوم‪ .‬انقر مرة واحدة فقط‪ .‬إذا‬
‫صاح العكلجوم‪ :‬فيتعين أن يجيب المجمع‪.‬‬
‫ستسأل الساحرة التي ستجيب الباب‪« :‬ها هى حاجتك؟»)‪.‬‬
‫يجب أتنقول‪« :‬لقد جئت لإطعام الوحش‪ .»,‬لاتقل شيئًاآخر‬
‫سقرد الساحرة‪« :‬إذن يمكنك أن تدخل‪ ,‬يا قطعم الوحش»‪.‬‬
‫وتسمح لك بالدخول‪.‬‬

‫ستقول للمجمع إنك جئت‬ ‫خ‪.‬‬


‫بإلى‬‫طرة‬
‫مساح‬
‫ل ال‬
‫اودك‬
‫ستق‬
‫لتطعم الوحش‪.‬‬
‫حين تصل ألى المطبخ لا تتحدث فقط إلا ب نعم ودلا»‬

‫ول«قد جئت لإطعام الوحش‪ ,‬ماذا ستعطونني؟»‪.‬‬

‫لك‬ ‫ش‪.‬‬
‫حمه‬
‫وتطع‬
‫ل أن‬
‫لونك‬
‫ما يريد‬ ‫جمع‬
‫لرملك‬
‫احض‬
‫سي‬

‫سيوفظون الوحش‪ .‬كن شجاغا‪.‬‬


‫الآن سيتركونك وحدك ماعلوحش‪.‬‬

‫ستقوم بإطعام الوحش‪( .‬من أجل هذا الأمر عزيزي الفتى‬


‫سبتيمسوس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪85‬‬

‫الذثئبي؛ يجب أن تكون سريكا وغير خائف‪ .‬سيكون الوحش‬


‫طأعناتممه)‪.‬‬
‫جائكا‪ .‬لقد مزأكثر من خمسين عافا مإنذ‬
‫أمسك بالسكين الفضية التي أعطيتها لك هذا الصباح‬
‫و‪ ..‬بينما يتناول الوحش طعامه‪ .‬اقطع طرف إحدى أذرعه‪.‬‬
‫لاثرق أى دماء‪.‬‬
‫ف هده اللاي الف التي رزقة‪ <:‬افرع لل عجنب برق‬
‫هذا على الإطلاق» كمعدد الأذرع؟ وما حجمها؟ تابع القراءة وقد‬
‫تنامى الشعور السيئ بداخله‪.‬‬
‫ضع طرف المخلب في المحفظة الجلدية التي أعطيتها لك‬
‫حتى لا يشم المجمع رائحة داملوحش‪.‬‬
‫حين ينتهي الوحش مانلطعام‪ .‬سيعود المجمعى‪.‬‬
‫ولأنك جئت عن طريق العَلَجّوم الداكن‪ .‬سيسمحون لك‬
‫بالمغادرة بالطريقة نفسها‪.‬‬
‫عد مباشرة عبر الجسر‪ .‬وسيكون الغول في انتظارك‪.‬‬
‫أتمنى لك مرور‪ /‬آمنا وقلبًا شجاعًا‪.‬‬
‫العمة زيلدا »وم‬
‫حين وصل أخيرًا إلى نهاية الخطاب‪ .‬كانت يدا الفتى الذئبى‬
‫ترتعشان‪ .‬كان يعرف أن لدى العمة زيلدا شيئًاخاضًا تريد أن يقوم‬
‫‪98‬‬ ‫الميناء‬ ‫مجمع ساحرات‬

‫به ولكن لمتكن لديه أيفكرة عن أنهشيء منهذا القبيل‪ .‬قرأ‬


‫الفتى الذئبى رسالة العمة زيلدا مرة بعد مرة حتى عرف كل كلمة؛‬
‫وك كنتت انار الففولية جتن الماركمتلق امسيطفة ‪“:‬ا(نلك‬
‫لاترغب في الوقوف هنا أيها الصبي‪ .‬لو كنت مكانك لذهبت‬
‫ووقفت في أي مكان سوى هنا»‪ .‬كرمش الفتى الذئبي الرسالة على‬
‫هيئة كرة ووضعها بحذر في فمه‪ .‬التصقت بسقف حلقه وكان‬
‫مذاقها مقزرٌاء وببطء شديد بدأالفتى الذثبي في مضغها‪.‬‬
‫بعدمرور خمس دقائق كانقدنجح في ابتلاعالقطع الأخيرة‬
‫من الرسالة» بعد ذلك تنفس بعمق واستجمع أفكاره؛ وبينما هو‬
‫يفعل ذلك»‪ .‬حدث له تغيير بسيط‪ .‬إذ مرت به فتاتان» كانتا تنظران‬

‫إلى الفتى الذئبي وتضحكان‪ .‬وقد تحولتا إلى الهدوء حينما بدا‬
‫الشاب ذو الجدائل الذي يقف على عتبة الباب فجأة أشقبلهًا‬
‫شنها ‪#‬الذئاسي اشرعة الفعاتان‪ :‬تقد‬ ‫بالصبية وأكثر كنك نل‬
‫تقشسبقئتت كلتاهما بذراع الأخرىء وفيمابعدأخبرتا صديقاتهما أنهما‬
‫زأناامتتيوةا بجاسكا جارجالميدهم‪.‬‬
‫كان الفتى الذئبي قد انسحب إلى عالمه الشفقي الخاص‬
‫بأساليب الشره ‪ -‬كماكانيفعل دائمًا حينيشعر بالخطر ‪ -‬وبوعي‬
‫كاملبكلماحوله» فحصالفتى الذئبيباببيت مجمع ساحرات‬
‫الميناءء كان هناك ثلاث مطارق للباب موضوعة واحدة فوق‬
‫الأخرىء‪ .‬كانت السفلى على شكل مِؤْجَل حديدي مصغره وكانت‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪09‬‬

‫الوسطى على شكل ذيلفأر مقوسء والعلوية على عشُكلجُوم‬


‫سبمِيانلمبلُيءثُورء بداحقيقيًا جدًا‪.‬‬
‫منّ الفتى الذئبي يده إلى مطرقة العُلْجوم وتحرك العلجوم‪.‬‬
‫سحب الفتى الذئبي يدهوكأنه عُضٌ‪ .‬كان العُلْجوم حقيقيًاء يَجْتْم‬
‫فوق مطرقة الباب» وكانت عيناه البرمائيتان الصغيرتان تحملقان‬
‫فيه‪ .‬كان الفتى الذئبى يكره الأشياء اللزجة ‪ -‬وربما هذا سبب أنه‬
‫لمكج ليع الج ديل اذ كا لمندعزقة اندنكرو أن‬
‫يلمس المطرقة العُلْجُوم» وأن ذلكربما لايكون أسوأ شيءعليه‬
‫أن يلمسه‪ .‬اقتربمنالمطرقة العُلجوممرةأخرى وهويجز على‬
‫أسنانه» فنفخ العْلِجُوم نفسه ليبلغ ضعف حجمه حتى إنهبدامثل‬
‫بالون صغير على هيئة عُْلْجوم‪ .‬بدأ يُصدر صفيرًا ولكن الفتى‬
‫من‬ ‫قفتيراب‬
‫اده‬
‫لي‬‫اأت‬
‫تيرلامجع هذه المرة» وحين بد‬
‫يذتب‬
‫ال‬
‫صفيره وانكمش مرة أخرى إلى حجمه‬ ‫لوق‬
‫خقف‬
‫م أو‬
‫لجومء‬
‫اُلْ‬
‫الع‬
‫الطبيعن ؛ كان هنالة فى ء من السجر الأسودافى اليد القذرة؛ تدم‬
‫ْ‬ ‫منكرةاقتفاءالأثر‪,‬لاحلها اجو‬
‫وإذأخذ الفتى الذئبي على حين غرة‪ .‬انزلق العُلجوم من تحت‬
‫يديه ودخل تحت مطرقة الباب؛ رفعها ثم تركها تسقط محدثة‬
‫فرقعة مدوية» وبعدها استعاد العٌلجوم مكانه على المطرقة وأغلق‬
‫ة‪.‬‬ ‫عس‬
‫رصم‬
‫‪9‬‬ ‫مجمع ساحرات الميناء‬
‫كان الفتى الذئبي جاهرًا للانتظار» لكنه لم يضطر للانتظار‬
‫طويلاء فقد سمع على الفورصوت خطوات ثقيلة على ألواح‬
‫خشبية عارية قادمة فى اتجاهه‪ .‬وبعد لحظة انجذب الباب مفتوحًاء‬
‫وظهرت امزاناشانة اركفيرواء المجمع الأشوة القيقم المهلمل‪:‬‬
‫كانت تضع منشفة زهرية كبيرة تلتف حول رأسها‪ .‬وكانت ذات‬
‫عينين كبيرتين زرقاوين جاحظتين‪ .‬قالت بأقرب ما يكون للصراخ‪:‬‬
‫«نعم؟»‪ .‬كالمعتاد» لكنها تذكرت عندها أن العُلجوم الداكن هو‬
‫الذي طرق» وقفت معتدلة» مراعية أن تحافظ على اتزان منشفتهاء‬
‫وقالت بصوتها السحري الرسمى ‪ -‬الذي كان حادًا على نحو‬
‫غريب وهرهع فىتهانةالتجملة‪ -‬دمتعي تتاف ‪91‬‬
‫اتعيحت ذاكرةالتى الذىى وما مداق أوراق الفرضي اللجدقة‬
‫والكتافين المسحوقة فعهمرةأخري»‪.‬ماهذاالذي كانيجب أن‬
‫يقوله؟ لميستطع أن يتذكر» حملق في المرأة الشابة» لمتبدٌمخيفة‬
‫جدًا؛ِكانت ذات عينين كبيرتين زرقاوين وأنف ذي مظهر ناعم‪ .‬في‬
‫الحقيقة» بدت لطيفة إلى حدما‪ -‬رغم أنهكان بها شيء غريب»‬
‫شيء لم يستطع كشفه تحديدًا‪ .‬ياه! كان هناك شيء رمادي رفيع‬
‫غريب خشن يتدلى من تحت منشفتها؛ تُرى ماذا كان ذلك؟‬
‫إىغلاق الباب‪.‬‬
‫بدأت الساحرة الشابة» وكان اسمها دورينداء ف‬
‫وأعرةاتوكو الفين الذفينماكاذ يحت عليه أنيفوإن ققال ‪:‬‬
‫«لقد جئت لإطعام الوحش»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪29‬‬
‫قالت دوريندا‪« :‬ماذا؟ أنت تمزح معي‪ ,‬أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫وعندها تذكرت ما يفترض أن تقوله‪ .‬أعادت ضبط منشفتها مرة‬
‫وىاصلت بصوتها الحاد‪« :‬إذن يمكنك أن تدخلء يامُطعم‬ ‫أوخر‬
‫الوحش»‪.‬‬
‫الذئبي وهو‬ ‫تى‬
‫فكر‬
‫لف‬‫اذا‬
‫هك‬ ‫حن‪,‬‬
‫زميك‬
‫منه ل‬
‫يظ أ‬
‫لسوء الح‬
‫رمعات الميناء وقد بدأالباب ينغلق‬
‫حمج‬
‫ايت‬
‫سخل ب‬
‫يخطو إلىدا‬
‫من خلفه‪ .‬تمنى لو كان يمزح‪ .‬لم يكن هناك ما يتمناه في ذلك‬

‫الوقت أكثر منأن يعود إلىالشارع المشمس ويجري طوال طريق‬


‫العودة إلى المستنقعات‪ .‬إلى حيث ينتمي‪ .‬كان التفكير في‬
‫امكا‬
‫دي هذال‬
‫دل الت لني يذكرأن جو ف‬
‫المستقعاتقجع‬

‫هناك‪ .‬وهكذاء احتفظ كل نا كن عد اوه بتعالاووينن) طبر‬


‫و‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫الممر المظلم»‬

‫ل‬ ‫الذئبي‬
‫علفتى‬
‫تب ا‬
‫يديدالسنوادوغادتة د‬ ‫لحك‬

‫دوريندا وهو يتجرجر فوق الأرضيةالصلبة‪ .‬في الوقت المناسب‬


‫تجنب حفرة واسعة تفوح منها رائحة كريهة‪ .‬ليتلقى هجومًا من‬
‫انقضاضة مفاجتئة لجماعة المزعجين؛ كان أحدهم مليئًابالشوك‪,‬‬
‫أبعد الفتى الذئبي جماعة المزعجين بشراسة» تصاحبه ضحكات‬
‫دورينداء لكنه لم يتعرض للإزعاج مرة أخرى إذ انتشرت بسرعة‬
‫‪30‬‬ ‫الميناء‬ ‫محمع ساحرات‬

‫كلمة بطريق ةة العُلْجوم الداكن في مجتمع الإزعاج» وابتّعد عن‬


‫ة‪.‬‬‫مفة‬
‫رمسا‬
‫تبى ب‬
‫حلذت‬
‫متى ا‬
‫الف‬
‫تبع الفتى الذثبي دوريندا إلى مكان أعمق داخل البيت» وأخيدًا‬
‫وصلا إلى ستارة سوداء ممزقة معلقة أمام أحد الأبواب» وحين‬
‫جذبت دوريندا الستارة» أصابت سحبٌ من الغبار الفتى الذئبي‬
‫بالسعال‪ .‬كان مذاق الغبار كريهّاء كأنهلأشياء ماتت منذ زمن بعيد»‬
‫دفعت دوريندا الباب فاتحة إياه» والذي كان أحدهم قد خلع منه‬
‫قطعة كبيرة باستخدام فأسء‪ .‬وتبعها إلىداخل المطبخ‪.‬‬
‫إنهلايزال علىغرابته التيكان عليها حين هرب من المجمع‬
‫مسعبتيموس وجينا ونكو» وكانت المقابض محترقة بفعل لمسة‬
‫سلوث‪ .‬كرة اقتفاء الأثرء والنوافذ مغطاة بخرق من قماش أسود‬
‫وطبقة غليظة من الدهون التي حجبت الضوءء والغرفة القذرة‬
‫لايضيئها سوى وَمّج مائل للحمرة» يصدر عن موقد قديم» تنعكس‬
‫منالوَّمَحج عشرات الأزواج مراع ااقطبدناكوميال اوه‬
‫جنية خبيثة في أرجاء المطبخ‪ .‬جميعها تحملق ذفي الفتى‬
‫الذئبى‪.‬‬
‫بدت محتويات المطبخ متألفةمنأكواملاشكل لهامنالقمامة‬
‫النتنة والكراسي المحطمة؛ وكان المعلم الرئيسي في وسط الغرفة»‬
‫لفوت ‪.‬كانت رائحة‬ ‫لجسا رقود لو وتحد كم وخر حولي‬
‫المكان بشعةً ‪ -‬رائحة دهن طعام عفن وبراز قطط وما‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪49‬‬

‫تألم الفتى الذتبي لمعرفته» وهو لحم حيوان الشره الفاسدء كان‬
‫الفتى الذئبي يعرف أنهمُرَاقب» وليس من خلال القطط وحسب»‬
‫لقدمسحت عيناهالحريصتان المطبخ حتىرأى ساحرتين أخريين‬
‫تحدقان فيه» وقد اختبأتا خلف باب القبو‪.‬‬
‫تها‬ ‫بقد‬‫جل‬ ‫عام؛‬
‫أهتم‬
‫كانت دوريندا تحملق في الفتى الذئبي با‬
‫الطريقة التي استقصت بهاعيناه البنيتان الضيقتان الغرفة؛ فابتسمت‬
‫ابتسامة معوجة» ثم رسمت ابتسامة متكلفة وهي تعيد ضبط‬
‫منشفتها‪« :‬عليك أن تعذرني» لقد غسلت شعري للتو)‪.‬‬
‫زعقت الساحرتان القابعتان فيالظلام بمالاينم عنسرورهماء‬
‫لكن دوريندا تجاهلتهماء همست إلى الفتى الذئبى‪« :‬هل أنت واثق‬
‫ْ‬ ‫حام‬
‫ش؟»‬ ‫وإطع‬
‫لريد‬
‫اك ت‬
‫أن‬
‫لنعم)‪.‬‬

‫حَدَجَت دوريندا الفتى الذئبى بنظرة طويلة» وقالت‪« :‬يا للعار!‬


‫ًا‬
‫مشا‬
‫مداينف‬
‫عرين‬
‫إنك تبدو رقيقاء حسئًا إذن» فليكن»أخزت دو‬
‫عم‬
‫ُقدطحضر‬
‫مل‬‫وأطلقت صرخة عالية‪« :‬مُطعم الوحش!‬
‫الوحش!»‪.‬‬
‫ضحية‬
‫رلوا‬
‫أى أ‬
‫لعل‬
‫اري‬
‫أحدث الصوت الهادر للأقدام التي تج‬
‫العارية بالأعلى صدّى داخل المطبخ‪ .‬وفي اللحظة التالية كان‬
‫السلم يهتز تحت الوزن الذي لا يمكن تقديره لآخر عضوين في‬
‫المجمع؛ باميلاء الساحرة الآمنفسهاء ولينداء ربيبتها‪ .‬ومثل غرابين‬
‫‪50‬‬ ‫الميناء‬ ‫مجمع ساحرات‬

‫ضخمين» هبطت باميلا وليندا بعناء إلى داخل المطبخ» ورداءاهما‬


‫الحريريان الأسودان يرفرفان ويخشخشان‪ .‬تراجع الفتى الذئبي‬
‫خطوة للوراء» ووطئ إصبعٌ قدمَّ دوريندا‪ .‬صرخت دوريندا‬
‫وضربت الفتى الذئبي في ظهره بإصبع عظميء أما الساحرتان‬
‫القابعتان في الظلام فقد مشتا جانبًا إلى عتبة السلم وساعدتا‬
‫الساحرة الأم على النزول» وقد حطت على الأرض بشيء من‬
‫ينط‬‫ح كا‬‫مكء‪,‬‬
‫الصعوبة‪ .‬كانت الساحرة الأمضخمة؛ أو بدت كذل‬
‫خصرها ‪ -‬كما أطلقت عليه الساحرة الأم ‪« -‬سخيًاا» وأضافت‬
‫طبقات ردائها الحريري الأسود الصلبة المزيد من العرضء لكنها‬
‫فيالواقعلمتكنأطولكثيرًامنالفتىالذئبي؛ وكانجزءكبيرمن‬
‫الفضل في طولها يرجع إلى الحذاء ذي الكعب العالي جذا الذي‬
‫كانت ترتديه» هذا الحذاء قد صنع حسب التصميم الخاص‬
‫رذج من النعلين غابة من‬‫خإ‬ ‫يلا؛‬
‫للساحرة الأم وكان مظهره قات‬
‫المسامير المعدنية الطويلة التى تستخدمها فى توجيه الطعنات‬
‫رمعات الميناء‪.‬‬
‫حمج‬
‫ايت‬
‫سزتب‬
‫لديدانالخشبالعملاقة التي غ‬
‫كان حذاؤها ناجحًا للغاية» إذ تراجعت أعداد الديدان العملاقة‬
‫المطعونة بفعل ظهور المسامير» وقد قضت الساحرة الاألمعديد‬
‫من الساعات السعيدة وهى تطوف بالممرات جيئة وذهابًا بحثًا عن‬
‫م‬
‫ومن‬
‫للثالية‬
‫اها ا‬
‫مبعق‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪0‬‬

‫غير أن الحذاء لميكن وحده ماجعل الساحرة الأم تبدو في‬


‫هيئة غريبة؛ غريبة جدًا إلىحد أن الفتى الذئبي لم يملك إلا‬
‫التحديق فيها‪.‬‬
‫لمتلاحظ الساحرة الأمنظرة الفتى الذئبي» لكنها كانت حساسة‬
‫تجاه ديدان الخشب العملاقة» وغطت وجهها بطبقة سميكة من‬
‫الماكياج لتخفي البقع الحمراء‪ .‬كان الماكياج المهترئ يصنع‬
‫شقوقا غائرة بطول خطوط الجبهة وحول جانبي فمهاء وعلى‬
‫عيناها‬ ‫مسافة عميقة داخل مادة الماكياج البيضاء حملقت‬
‫الصغيرتان ذاتااللون الأزرق الثلجى فى الفتى الذئبى» قالت بنبرة‬
‫منتقدة» وكأنها وجدت براز قطط على اليد سامير حذائها‪:‬‬
‫«ماهذا؟)‪.‬‬
‫قالت دوريندا بحماس‪« :‬لقد أتى عن طريق العُلجُوم الداكن»‬
‫‪.».‬‬ ‫‪ .‬ج‪.‬اء‬
‫لهو‬
‫أيتها الساحرة الأم» و‬
‫قاطعتها الساحرة الأمى التي ظنت في العتمة أن جدائل الفتى‬
‫الذئبى شعر فتاة طويل‪« :‬هو؟ أهو صبى؟ لا تكونى سخيفة‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ديورايندا»‪.‬‬
‫اضطرب صوت دوريندا‪« :‬إنه صبي أيتها الساحرة الأم» ثم‬
‫استدارت إلى الفتى الذتبى قائلة‪« :‬أليس كذلك؟)‪.‬‬
‫أجاب الفتى الذئبي‪ :‬العف وساول اذ ركون فرع عدا در‬
‫ما استطاع» بعدها أجلى حنجرته وخاطب الساحرة الأمبالكلمات‬
‫‪712‬‬ ‫مجمع ساحرات الميناء‬

‫التي سمح له بالنطق بهاء فقال‪« :‬لقد جئت لإطعام الوحشء فماذا‬
‫ستعطونني؟‪.12‬‬
‫حملقت الساحرة الأم في الفتى الذئبي وهي تهضم هذه‬
‫المعلومات» قبضالفتى الذئبي يديه وبسطهماء لمتعدراحتا يديه‬
‫ه‪.‬‬ ‫هرفي‬‫ظرَى‬
‫رق‪ ,‬لكنَّعرقًاباردًا سَ‬‫ت ععلى‬
‫لين‬
‫ذاتا الندبقاادرت‬
‫بدأت الساحرة الأم في الضحك‪ .‬لم يكن صونًا حسنًا‪ .‬قوقأت‬
‫قائلة‪« :‬إذن عليك أن تطعم الوحش»‪ .‬التفتت إلى مجمعها‬
‫وضحكت وقالت‪« :‬وأظننا جميعًا نعرف ماالذي سنعطيه ليطعمه»‪.‬‬
‫ضحكت الساحرات» مقلدات الساحرة الأم‪ .‬سمع الفتى‬
‫الذئبي دوريندا وهي تهمس لساحرة أخرى‪« :‬ستنال عقابها»‪.‬‬
‫«حماء دلو الحثالة الصغيرة القذرة» هل سمعت ما نادتني به‬
‫الليلة الماضية؟»‪.‬‬
‫لهبيينيداا وأحضري وجبة‬
‫جاء أمرالساحرة الأم‪« :‬هدوء! اذ‬
‫الوحش‪ ...‬الصغيرة»‪.‬‬
‫تزايد الضحك‪ .‬وانسلت لينداء التي كانت تحمل وجهًا شديد‬
‫البياض تقليدًا للساحرة الأم» عبر المطبخ» سحبت بطانية مشحمة‬
‫وفتحت الباب المؤدي للقبو ثم اختفت‪.‬‬
‫وعادت وهي تسحب لوسي جرينج من ضفائرها‪.‬‬
‫‪ 0 ++‬حي‬

‫الوحش‬
‫اوسن جرينج وهي ترف وتصرخ وقد نقحت في البللٍ‬
‫راة المسحورة»‪.‬‬
‫ب أقيته‬
‫لكيني‬
‫ااتر‬
‫‪:‬‬
‫دخلحت والوسخ؛ صاحت‪« :‬‬
‫‪3‬‬ ‫وسددت ركلة استقرت بقوة عند ساقي ليندا‪.‬‬
‫شهق باقي أفراد المجمع؛ بما في ذلك الساحرة‬
‫الأم» فما جَرّأت إحداهن من قبل أن تفعل ذلك‬
‫ينذاذاهلةأرعرق المسيع‪ .‬‏ ‪.‬‬ ‫بليندا اوهك‬

‫في صمت مُطبق» وفجأة‪ .‬جذبت‬

‫‪20‬‬
‫‪99‬‬ ‫الوحش‬
‫عوت لوسيء‪ .‬رغم أن الفتى الذئبي استطاع أن يرى أنهاتحاول ألا‬
‫تفعل‪ .‬ضاقت عينا لينداء وسقط شعاعا ضوء أزرق خلال عتمة‬
‫ب‪.‬‬
‫حسي‬
‫اه لو‬
‫ش وج‬
‫لعلى‬
‫اركا‬
‫الغرفة وتح‬
‫زمجرت الساحرة وهي تقول‪« :‬كنت سأعاقبك على هذا لولم‬
‫تكونى فى طريقك إلى‪ ..‬أتعرفين ماذا؟ ‪ ..‬يامؤخرة الفأر القذرة»‪.‬‬
‫والجديق عش لوي تائيه ]سكداريكارام وها اعتحت القن‬
‫الذئبي» حاولت أن تسددلكمة» وهذهالمرةاستطاعت لينداتجنبها‬
‫بمهارة‪.‬‬
‫أصيب الفتى الذئبي بصدمة‪ »,‬إنها لوسي جرينج؛ صديقة‬
‫سايمون ‪ .‬لاعجب أن سايمون لميستطع العثورعليهاوهدأقليًا‪.‬‬
‫فلتكن صديقة سايمون أو لاتكون‪ .‬على الأقل أصبح لديه الآن‬
‫حليف بشري آخر‪ .‬كان هناك ثشيء ما في المجمع‪ . .‬شيء لم يكن‬

‫بشريّاء كان بمقدوره أن يشعر به‪ :‬انفصال باردء ولاء لشيء آخر‪.‬‬
‫قدّرأنهذاهومايشعر بهالناس حين تحيط بهم حيوانات الشره‬
‫في الغابة؟ وحيدون تمامّاء لكنهالآن لميكن وحيدًا ‪ ...‬كانهناك‬
‫رفة‪.‬‬
‫انلآغخر‬
‫بسا‬
‫إن‬
‫سحبت ليندا لوسي عبر المطبخ وهي تركل في طريقها أكوام‬
‫القمامة‪ .‬وقفت بجوار الفتى الذئبي وعندئذ ‪-‬وكأنها تسلمه‬
‫الزمام‪ -‬أعطته ضفائر لوسي ليمسك بهاءتناولها الفتى الذئبي على‬
‫مضضء وخطف نظرة اعتذار إلى لوسيء التقطت لوسيالنظرة»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪001‬‬

‫وحينها حَدّجت الساحرات الملتفات حولهما وهزت رأسها‬


‫بغضبء ذكرت الفتى الذئبي بالمُّهْرة الجامحة‪.‬‬
‫كان ما أزعجالفتى الذئبي هاولسبب الذي من أجله أعطته‬
‫الجاكدة عنو د ‪٠‬ل‏ومي البمتلت روا يننا الذي يخططن له؟‬
‫تلخعرة الامنجوه انها السيضل‬
‫امرا‬
‫لإجتاننة ن‬
‫وكأنها ف تجاالة‬
‫ووقفت قريبًاجدًّامنهحتى أنه استطاع أن يشم رائحة القطط في‬
‫أنفاسها وأن يرى البقع الحمراء على عمق داخل الشقوق فيطلاء‬
‫وجهها‪.‬‬
‫وجهت إصبعًا قذرًا ذا أظفسرود رخو نحو لوسي‪ .‬وصرخت‬
‫في وجه الفتى الذئبي‪« :‬أطعم هذه للوحش»‪ .‬ثم استدارت على‬
‫كعب حذائها وتمايلت عائدة إلى السلم‪.‬‬
‫ارتعب الفتى الذئبي» وصرخ قائلا‪« :‬لا» بصوت حاد قارب‬
‫‪..‬‬
‫فلبو‬
‫ي ا‬
‫سوات‬
‫الح‬
‫توتفك الباعرة الاموعدت لتوراجيمك ازةيوه تعيد‪:‬‬
‫«ماذا قلت؟‪ 2‬وانتابت باقي الساحرات حالة عدم ارتياح» فعندما‬
‫تتكلم الساحرة الأم بهذه الطريقة فسيكون هناك مشكلة‪ .‬ثبت‬
‫الفتى الذئبي في مكانه‪ .‬لقد تذكر ماذكرته رسالة العمة زيلدا‪ :‬لك‬
‫أن ترفض أي شيء بشري»‪.‬‬

‫أعاد ما قاله بحسم‪« :‬لا»‪.‬‬


‫‪101‬‬ ‫الوحش‬
‫قالت ليندا‪« :‬أيتها الساحرة الأم» اسمحي لي أن أطعم البرغوثة‬
‫شةس»‪.‬‬
‫حقذر‬
‫وال‬
‫لرة‬
‫لصغي‬
‫ال‬
‫نظرت الساحرة الأملليندا بفخر شديدء لقد اختارت خلمًا ذا‬
‫جدارة‪ .‬قالت‪« :‬افعلى»‪.‬‬
‫اسح لقدارظ‪ .‬رواالدروعة التلععياالباسزة الم كنا‬
‫رأى الفتى الذئبي لوسي وقدلفها التوتره كانت مثل حيوان شره‬
‫يتأهب للانقضاض‪ .‬تمكن من رؤيتها وهي تتفحص مخارج‬
‫المطبخ‪ ,‬لكنه كان قدسبقها إلى ذلك بالفعل» وكان يعلم أنهلا‬
‫ذدتا‬ ‫خق‬‫تان‬
‫احرت‬
‫بثوء كانت سا‬ ‫للقحي‬‫اأسف‬
‫مخرج إلا إلى ال‬
‫مكانيهما عندباب المطبخ وكانت دوريندا تقبع عندعتبةالسلم‪.‬‬
‫وقج‪.‬‬
‫رطري‬
‫خاك‬
‫لن هن‬
‫ليك‬
‫لم‬
‫النتنة» وقد‬ ‫انمة‬
‫مة م‬
‫قوم‬
‫لي ك‬
‫اوس‬
‫كأامنام الفتى الذئبي ول‬
‫بدأت ليندا في بعثرتهاء شد الفتى الذتبي ضفائر لوسي برفق‬
‫وتراجع الاثنان مبتعديْن عن قطع اللفت اللزجة الطائرة وأرنب‬
‫متحلل» وسرعان ماانهمرت في المطبخ زخات منالنفاية» تلقت‬
‫دوريندا رأس دجاجة متعفنة صارت تتدلى من طيات المنشفة التي‬
‫تَعْتَمرهاء كان كلماتبقى من الكومة طبقة سوداء مندكة من قشور‬
‫خضراوات عتيقة وعظام‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪201‬‬
‫فحصت ليندا ما عملته برضاء التفتت إلى لوسى وأشارت إلى‬
‫الفوقين‪ :‬العارمق اوقالك يحيياة‪ .‬لتقل هذه يا برانة ف‬
‫العُلْجُوم»‪.‬‬
‫لم تتحرك لوسيء أمادوريندا ‪ -‬التي كانت ترتعد منليندا‬
‫وكانت تحاول دائمًا أنتكون متعاونة ‪ -‬فقد سحبت مجرفة من‬
‫كومة الأدوات في الركن وناولتها للوسي» حملقت ليندا في‬
‫دوريندا؛ فلم تكن هذه هيالطريقة التيتنتوي أن تجعل لوسي‬
‫تازيلل بفهواضىء أمسكت لوسي بالمجرفة» لكنليندا لمتكن‬
‫غبية» رأت النظرة التيترمّقها بهالوسيء قالت مزمجرة وهي تنزع‬
‫المجرفة‪« :‬سأقوم أنا بذلك»‪.‬‬
‫ارو وت ازاك ميروكينهمور ‪ 1‬بور امن‬
‫صثغةار وا‪-‬لتي سحقتهم بالمجرفة ‪ -‬وأخيرًا بابَاحديديًا‬
‫مسحورًا فيحالة صدأ تام‪.‬‬
‫رددت دوريندا بشىء من العصبية‪« :‬أوووه)»‪.‬‬
‫كان‬ ‫أطق الصمت وسولق اللعمم قنالاب الكستخون‬
‫أحد يعرف ‪ -‬ولاحتى الساحرة الأم‪ -‬مايقعتحته؛ بالطبع سمعوا‬
‫جميعهن قصصاء وإذا كانت القصص تحمل فقط القليل من‬
‫ؤنكد أنهلنيكون شيئًارقيًاومحبوبّاء وفجأة‪.‬‬
‫لقةمفم‬
‫الاحقي‬
‫وبطريقة درامية فبّة ‪ -‬لآنليندا تحب شيئًا منالدراما ‪-‬‬
‫‪101‬‬ ‫الوحش‬
‫فى الغناء بنحيب عال‪ :‬المرج‪ ....‬مرج‪...‬‬ ‫ليندا ذراعيها وكذأ‬

‫مرج إيكاواء إيكاوا ‪.٠‬‏ مرج‪ .....‬مرج ‪ ...‬مرج إيكاو||||||||اااا!»‪.‬‬


‫كانالفتىالذئبي قد تعلّممن الوقت الذي قضاه مع العمة زيلدا‬
‫مايكفى لأن يعرف أن هذا كان أنشودة عكس السحر الأسود‪ .‬لكن‬
‫حتى لو لم يكن يعلمء كان هناك شيء مافي الطريقة الغريبة التي‬
‫تشبه طريقة القطط التى غنَّت بهاليندا الكلمات التى جعلت الدماء‬
‫عردروفيقه‪ .‬وإلى الأمام منه» ارتجفت لوسيء نظرت إلى‬ ‫تب‬
‫الخلف نحو الفتى الذئبي» كان بياض عينيها لامعًاء وللمرة الأولى‬
‫بدت خائفة‪.‬‬
‫خفتت الأنشودة» وأطبق الصمت مرة أخرى وملا الجوّ شعورٌ‬
‫مقبض بالتوقع» وفجأة سرت هرَّة في الأرض وشعر الفتى الذئبي‬

‫بشيء يتحرك؛ لميكنشعورًا طيبّا؛ كان يعرف الحالة المزرية‬


‫قد‬ ‫ه‬ ‫>‪2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬
‫لالواح أرضية المجمع ودعاماتهاء نذت عن دوريندا أنةواهية‪.‬‬

‫لمعت عيناليندابالإثارة» أمسكت بالمجرّفة وغرزتها في حَاقة‬

‫كان ملفوفًا في‬ ‫تعانا أسود خط‬ ‫محركة‬ ‫الباب المسحور»‬

‫أعلى‬ ‫الدحاجة‬ ‫عن‬ ‫الهواء وشارك‬ ‫طار الثعبان ‪1‬‬ ‫التجويف»‬

‫منشفة دورينداء تجمدت دورينداء دون أن تجرّؤ على التحرك‪.‬‬

‫وبذهاب الثعبان» وضعت ليندا المجرفة أسفل التجويف الذي‬


‫حول الباب؛ وأعطتها دفعة بالغة القوة» فبدأًالباب يرتفع‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪4061‬‬

‫اكتشف الفتى الذئبي أنهكانيحبس أنفاسه‪ .‬أخرج زفيرّاء وحين‬


‫شَهَقَّ مرة أخرى ملأت أنفه رائتحة سمك فاسد وماء عطنء‪ .‬حين‬
‫فيف صوت قرقرة» ولاحظ الفتى‬
‫ارتفع الباب المسحورء ظحهر‬
‫الذتبى أن هناك مياهًا بالأسفلء مياه عميقة» دل عليها صوتهاء كان‬
‫حور قدجذب انتباه كل‬
‫لبمهالسباب‬
‫الإيقاع البطيء الذي يراتفع‬
‫شاغلي المطبخ» بما في ذلك القططء التي أوقفت هسهستها‬
‫للحظات» تابع الجميع الباب المسحور وهو يتحرك ببطء ‪081‬‬
‫درجة ثميستند مستويًا بهدوء على الأرض كاشفًا عنفتحة كبيرة‬
‫مربعة مغطاة بحاجز شبكي معدنيء جَنَّتْ ليندا ورفعت الحاجز‬
‫الشكى و القيت نههلق اقه‪ :‬وتطرك فى عبان على ناف‬
‫عشرة أقدامللأسفل» كانالماءيتحرك جيئَةٌوذهابًاء وكان سطحه‬
‫الأسود الزيتي يكاديُرىفي الضوء المُعْتمء بداالجميع هادثين في‬
‫اندهاشء انحنت ليندا أمكنثرزعجة‪.‬ء أين الوحش؟‬
‫اء‬ ‫وفي‬‫هوّى‬
‫لتَل‬‫اأة»‬
‫اء فج‬ ‫مطح‬
‫لس‬‫اشق‬
‫هاء ان‬ ‫جليوكبان‬
‫كيما‬
‫ذراع أسود طويل ثم ارتطم بأرضية المطبخ» صرخت دورينداء‬
‫ئنحة السحر‬ ‫ترنح الفتى الذئبي للخلف‪ .‬كان بالذراع شريءا م‬
‫الأسود الكريهة» وجهت ليندا ضربة قوية للمجَسٌ بجرافتها وهي‬
‫تضحك‪ .‬جَمّل الفتى الذئبى؛ سواء كان سحرًا أسود أولاءلابدأن‬
‫حبور وسقط في‬
‫سلبا‬
‫محوا‬
‫لٌ ن‬
‫اجَس‬
‫هأذالقمدسّبباء انزلق الم‬
‫الماءمُحدنًا صوت ارتطام؛ هاجالماءوماجلثوانقليلة» وخرجت‬
‫‪501‬‬ ‫الوحش‬
‫منهعدةفقاقيع؛ وطفت على سطحه الزيتي بعض دوامات الدم‬
‫الحمراء البطيئة» استدارت ليندا لتواجه لوسى بنظرة منتصرة‪« :‬كان‬
‫اسين نوه كك‬
‫دوه بعالا و‬ ‫الأركته‬ ‫روط‬ ‫هذاهو لوحك‬

‫أن تقولي لهمرحبّاء ألاتستطيعين؟ وإذا تحدثت بلطف‪ .‬فقد يكون‬


‫عطوفًا ويغرقك قبل أن يحطمك إلىقطع صغيرة؛ أو لنيفعل‪ .‬ها‬
‫هاا‪.‬‬

‫حملقت لوسي في لينداء هذالميُجدٍمع الساحرة؛ كانت ليندا‬

‫تحب أن يكون ضحاياها خائفين» يصرخون ويتوسلون من أجل‬


‫الرحمة» ويفضل أن يجمعوا بي‪:‬ن الأشياء الثلاثة‪ .‬لكن أي واحدة‬

‫منهذه قد تفي بالغرضء لكن لوسي لم تكن تستجيب للإكراه»‬

‫كان الفتى الذئبي غارقا فيمزاج وحشي وفكر بسرعة» في أي‬


‫لحظة الآنكانواثقًاأنجُمُوح لوسي سيؤدي بهاإلىأن تُرمى من‬
‫ئىبي ما‬
‫ذفت‬
‫لال‬
‫الباب المسحورء كان عليه أن يفعل شيئًا‪ .‬أادرك‬
‫له» لكن المشكلة أنهكان على ثقة تامة من أنه شيء لن‬
‫ييجبفعأن‬
‫تفعلهلوسيعلى نحوجيدءلكنلميكن هناكخيارءأخذ نَفْسَا‬

‫فماذا‬ ‫لأطعم الوحش»‬ ‫«لقد حئت‬ ‫مرة ار‬ ‫عميقًاء ‪0‬‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪601‬‬
‫بدت ليندا حاننقةة؛ ماالذي ينوي الصبي فعله؟ لكنها تعرف‬
‫عل‬
‫فيه‬
‫لر ف‬
‫افك‬
‫بي ت‬
‫ت تخكرنقهاء خاصة وه‬
‫قواعد المجمع» وسلم‬
‫باعتباره مجمعها‪ .‬سألت‪« :‬هللي أن أجيبء أيتهاالساحرة الأم؟)‪.‬‬
‫كانت الساحرة الأم تجد أمر الوحش بكامله مجهدًا نوعًا ما‪.‬‬
‫وكانت ذاكرتها ليست على مايرام هذه الأيام» كانت تتقدم في‬
‫العمر ولم تحب أي تغيير فيالنظام» وكانت بوجه خاص لا تحب‬
‫الأذرع‪.‬‬
‫أجابت‪« :‬لك ذلك» وهي غير قادرة على حجب الارتياح الذي‬
‫بصداوفتيها‪.‬‬
‫كشفت ليندا أسنانها فىوجه الفتى الذتبى» مثل كلب يعرف أنه‬
‫كسب معركة لكنه لن يتراجع؛ أجابت وهي تلكز لوسي بحدة‬
‫بالمجرفة‪« :‬إننا نعطيك هذه‪ .‬فماذا تقول؟)‪.‬‬
‫أخذ الفتى الذئبي قشاعينا جِدا‪ :‬وقال‪ :‬انعم)‪.‬‬
‫التفتت لوسي وحملقت في الفتى الذئبي‪.‬‬
‫«أوووه‪ ..‬أوووه» قالتها دوريندا وقد غلبها الإعجاب بالفتى‬
‫الذتبى‪.‬‬
‫بدكلزنامكذونة توهاماهكايع قدقررك الاقدقم لولس‬
‫مباشرة بعد أن رفضها الصبى ‪ -‬وهو ما كانت واثقة أنه سيفعل ‪-‬‬
‫وكانت تتطلع إلىذلك كانت؛ في الحقيقة» قدقررت أن تدفع‬
‫‪701‬‬ ‫الوحش‬

‫بالصبي أيضًا‪ .‬لقدقرأتليندا الكثير منالروايات البوليسية وكانت‬


‫تعرف كل شيء عن مدى أهمية التخلص من الشهود‪ .‬لكنها تعرف‬
‫القواعد» تنهدت بفظاظة‪( :‬إذن فلتكن هي ما تملك لإطعام‬
‫الوحش‪ .‬ها)»‪.‬‬
‫قالت الساحرة الأم في سرورء وكأن أحدهم أخبرها للتو أن‬
‫العشاء جاهز‪« :‬حسنًا! انتهى الأمر إذن‪ .‬هيا يا فتيات‪ .‬حان وقت‬
‫الانصراف)»‪.‬‬
‫كانتلينداقدنسيت هذاالجزء ‪ -‬أن مُطعم الوحش يجب أن‬
‫يُّتْركلِيُطعم الوحش بمفرده‪ .‬وللحظة تخلت عن ضبط النفس ‪-‬‬
‫صدق آو لاتصدق كانح لتندا تمارس قدو معقوله من‪:‬ضيظ‬
‫النفس في تعاملها مع لوسي»‪ .‬وضربت بقدمها وصرخت‬
‫«لاااااااااا!»‪.‬‬
‫فنبضرةة‪« :‬هيا اللآيننيدااء اتركي‬
‫رأمافي‬
‫قالت الساحرة ال‬
‫مُطعم الوحش ليقوم بعمله»‪ .‬وعندئذء» بصوت هامس مرتفع‪:‬‬
‫اسنصعد ونسمع‪ .‬هذهطريقة أكثرإمتاعًابكثير‪ .‬وأقل‪ ...‬فوضوية»‪.‬‬
‫أمسكت ليندا عن قول إنها تحب الآجزاء الفوضوية‪ .‬إذ إنها منذ‬
‫لةأإجلىزاء‬ ‫ايق‬
‫أن جرت لوسي صاعدة من القبوكانت تتطلع حق‬
‫الفوضوية» تبعت الساحرة الأم صاعدة السلم في تعاسة‪ .‬كانت»‬
‫كما حدَّنْت نفسهاء لن ترضخ لوقت أطول كثيرًا لأن ياتلمتحكم‬
‫فيها؛ ليس لوقت أطول كثيرًا على الإطلاق‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫نك‬
‫رأى الفتى الذئبي ولوسي حذاء الساحرة الأم المنصل يختفي‬
‫من خلال الفتحة فيالسقف‪ .‬سمعا ليندا تسحب الساحرة الأمإلى‬
‫نمي ماشالكرلكفبيتين)»‬ ‫الأ‬‫عة ا‬
‫تاحر‬
‫موضع النزول (كانت الس‬
‫وبعدها استمعا إلىوقع الأقدام حين تجمعت الساحرات ليسمعن‬
‫أصوات إطعام الوحش‪.‬‬
‫في استجابة فورية للإشارة خرجت قرقرة هائلة من الهوة‬
‫لسن تلوَّت ثلاث أذرع خارجة من المياه السوداء وتسلقت‬
‫إلى حافة الباب المسحور وهي تجلجل بقوة كبيرة» حملقت‬
‫لوسي‪ :‬في الفتى الذئبي» كانت فتحتا أنفها قد اتسعتا مثل جواد‬
‫عافيت وخ عكر انها ومحره نايك الاكرد فد‬
‫أيها الصبي الفأر» أو ستكون أنت هناك مع الأذرع»‪.‬‬
‫همس الفتى الذئبى‪« :‬كان عليّ أن أقول ذلك‪ .‬وإلا لكانوا دفعوا‬
‫بك هناء بهذه الطريقة حصلنا على بعض الوقت؛ بعض الوقت‬
‫»‪.‬‬
‫نكامن‬
‫هرج‬
‫لنفكر كيف نخ‬
‫كان الفتى الذئبي يعلم أن الساحرات في الطابق العلوي ينتظرن‬
‫أصوات إطعامه لوسي للوحشء ويعلم أنهن لن ينتظرن طويلاء‬
‫فإذا نزلن واكتشفن أن لوسي لا تزال لم تخضع للهضم‪ .‬ولديه‬
‫فكرة جيدة جذا عما سيحدث حينها؛ سيكون كلاهما طعامًا‬
‫للوحش‪.‬‬
‫‪901‬‬ ‫الوحش‬

‫قال هامسًا‪« :‬ليس لدينا وقت كثير» لدي خطة للخروج من هناء‬
‫لكن عليك أن تفعلى ماأقول‪ .‬حسنًا؟»‪.‬‬
‫‪« -‬أفعل هاتقول؟ لماذا يجب على هذا؟»‪.‬‬
‫فجأة‪ .‬ودر يني اراس عجرت الأرض واندفعت موجة‬
‫فك اماه المت من خلول لبان السككوو لفن ضقه الوسين‬

‫لوسي بإلحاح‪« :‬نعم» نعم» سأفعل ما تقول» أعد‬ ‫‪0‬‬


‫بذلك)‪.‬‬
‫‪« -‬حسنًا‪ .‬رائع‪ .‬والآن استمعي لي» سيكون عليك أن‬
‫»‪.‬‬
‫؟كنك‬
‫ك يم‬
‫ل هل‬
‫ذخىء‬
‫تصر‬
‫لدت عينالوسي‪« :‬آه‪ .‬نعم‪ .‬أستطيع أن أصرخ‪ .‬ما مدى‬
‫عاللوصرخة؟»‪.‬‬
‫كا»‪.‬‬
‫نى م‬
‫كأعل‬
‫م‪« :‬‬
‫يئبي‬‫‪ -‬قال الفتى الذ‬
‫‪« -‬أمتأكد أنت؟)‪.‬‬
‫أومأ الفتى الذتبى بنفاد صبر‪.‬‬
‫‪1-1« -‬حس‪1‬ئ‪1ً1‬ا‪1‬ء‪11‬ه‪1‬ا‪1‬ن‪1‬ح‪1‬ن‪111111111111111] !11111111111111111111.11‬‬
‫‏‪1111111111111١١‬اخ ! ااال‬
‫ل‬
‫‏‪11111111١‬غ !)‪.‬‬
‫لا‬
‫‪ -‬تراجع الوحش داخل فورة المياه القذرة» فمخلوق السحر‬
‫الأسود رغم أنه كذلك‪ .‬عاش حياة هادئة في مجاري‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪01‬‬
‫المخلفات المائية لمصرف البلدية» الذي يمتد عبر الشارع‬
‫الرابع ويتسع عند مكان مريح تحت بيت مجمع ساحرات‬
‫الميناء» كان سَمْع الوحش متكيقًا مع أصوات القرقرة‬
‫صرخات‬ ‫الخفيفة وصوت مياه المصرف اللزجة» وليس مع‬
‫لوسي جرينج؛ غطس الوحش عائدًا داخل أرضية مصرف‬
‫البلدية الطينية المرصوفة بالحجر ووضع أطراف أذرعه‬
‫داخل أنابيب السمع المتعددة الخاصة به‪.‬‬
‫ل‬
‫ل الاك‬ ‫ا‬‫ا‬ ‫للا‬
‫‪111111111111111‬لاغ‪14‬‬
‫فيعتمة مطبخ المجمع اختبأت ثلاث عشرة قطة» كانت قطط‬
‫المجمع بقايا القطط الصغيرة مصاصة الدماء ‪ -‬كبرت الآن ‪-‬‬
‫وكانت قدألقيت من سفينة قادمة بعدأن تربصت بخادم القمرات»‬
‫واستنزفت دمه‪.‬‬
‫وكانت ليندا تقدرها لما كانت تتميز به» كانت قد انتزعت شبكة‬
‫والتقطت القطط الصغيرة مصاصة الدماء‬ ‫رء‬
‫غنيصبي‬
‫صد م‬
‫صي‬
‫منفنايات الميناء وأعادتها بزهو إلى المجمع؛ ومنه كانت تنطلق‬
‫لاصطياد الرضع والأطفال الصغار‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1|1111!!!!!||[[« -‬ه! ‪1 111111111111111‬ه!اه‬
‫‪111111‬م!»‬ ‫‏!‪1111١١١‬‬
‫‪11‬‬ ‫الوحش‬
‫من وسط أكوام القمامة النتنة» تابعت القطط الفتى الذئبي وهو‬
‫يبحث مذعورًا عن شيء يطعمه للمُتَجَهُم‪ .‬كان بإمكان الفتى‬
‫الذتبي أن يشعر بالتسعة والعشرين زوجًا من العيون التي تتابعه‬
‫وهي تزخحف على جلده‪ .‬ووسط الحالة الوحقية الثىتليشته‪:‬‬
‫أحس بمصدرهاء وفي أقل من ثلاثين ثانية» وجد قطتين مختبئتين‬
‫داخل فعطمرلاق تحت الحوضء انقضٌ عليهما الفتى الذئبي‪.‬‬
‫ووووووووووووو‬

‫ووووووووغ!»)‬
‫للا‬ ‫لا‬‫لمممام‬
‫مخخمماام خخخم‬
‫عاللاااااخما ا‬
‫«]ازهأ||اااااا‬
‫‪2‬‬ ‫الللللا‬
‫طغت صرخات لوسي على مواء القطتين ببراعة‪.‬‬
‫ايلمسوكحشين‬
‫جرى الفتى الذئبي نحو الباب المسحور وبهو‬
‫اللذين يصارعان ويخربشان مادًا يديه عن آخرهماء كانت المياه‬
‫السوداء تندفع وتتدفق بالأسفلء لكن لم يكن هناك أثر للمتجهم‪.‬‬
‫ل أي‬
‫أهرجمن‬
‫كبانذيبشعذربات صرخات لوسي ويلمكن ليظ‬
‫شيء» ولا حتى قطط طازجة‪.‬‬
‫‪00 7111111‬‬ ‫بدأت صرخات لوسي في الخفوت‪.‬‬
‫‪ .....‬كح ‪...‬كح [[‪111‬آ» سعلت ووضعت يدها في حلقهاء‬
‫حركت شفتيها قائلة‪ :‬بح صوتي‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪211‬‬
‫فأىعماق مصرف البلدية تلاشت ذبذبات صرخات لوسى»‬
‫أازالحوحش أذرعه عن قنواته السمعية ‪-‬التي تضاعفت مثل أنفه‪-‬‬
‫وصار الآن يشم الطعام» طعام طازجء بدأت المياه الزيتية أسفل‬
‫الباب المسحور في الهياج» وفجأة شق رأس أسود ضخم لامع‬
‫سطح الماء» أسقط الفتى الذئبي القطتين‪.‬‬
‫جاب‪.‬‬ ‫عرًا‬
‫إثرامثي‬
‫للأ‬
‫لن ا‬
‫كا‬
‫ةا دايا‬ ‫القن الس ع لمرو بل شيو‬
‫مشرشرة‪:‬؛ أطبقت غابة منالأذرع على القطتين الصارختين» وصار‬
‫المطبخ ممتلئًا بصوت امتصاص مقزز وقد شرع الوحش في أكل‬
‫أول وجبة طازجة لهمنذقرابة خمسين عامّاء (كانآخرلحم تناوله‬
‫قدمته له العمة زيلدا‪ .‬كانت قد أغطيت عَنْرَهَ المجمع فقبلتهاء‬
‫شاكرة أنهنلميعطينها صبي الجيران وهومافعلنه معسلفهاء بيتي‬
‫كراكل‪ .‬لمتتعافٌ بيتيمنذلك الأمر مطلقًا ورفضت أن تخبر أي‬
‫أحد عما إذا كانت قد قبلت الصبي أم لا‪ .‬وكانت العمة زيلدا‬
‫تخشى أنهابالأحرى قبلت)‪.‬‬
‫أما الوحشء من فرط سعادته بالطعام الطازج» فقدأخرج بعض‬
‫أذرعه إلى حافة الباب المسحور بحدًّا عنالمزيد‪( .‬كان هذا يحقق‬
‫النجاح» في بعض الأحيان» فلم يكن الحراس المرشحون قد‬
‫عادوا غالبًا من مهمتهم)‪ .‬حين زحفت الأذرع الغليظة بقدرتها‬
‫الماصة الهائلة انحلوفتى الذئبي» كان أول متابادر لذهنه هوأن‬
‫‪11‬‬ ‫الوحش‬

‫المخلوق الأسود‪.‬‬ ‫جهة‬


‫اسه‬
‫و نف‬
‫ميأ‬
‫لذ ه‬
‫شىء يجب أن يفعله‪ .‬وإ‬
‫ركع الفتى الذئبي على ركبتيه بجانب الباب المسحور وأخرج‬
‫ىب»‬
‫سإعجا‬
‫وثار‬
‫لما أ‬
‫سكين جيب فضيًا صغيرًاء وعندهاء وهو‬
‫وبضربة واحدة سريعة قطع طرف ذراعه‪ .‬ولم يلاحظ الوحش‬
‫مل‬
‫اعض‬
‫وب ب‬
‫عبسب‬
‫ذلك‪ .‬فهولميعد يلاحظ أي شيء إذ إن ‪-‬و‬
‫كل زيارة ناجحة لحارس مرشح‪ .‬يصير الوحش إلى حد ما أكثر‬

‫‪0‬‬

‫وى وردا‬
‫يزعلوح لسد الس‬
‫مدسة‬

‫الشف‬ ‫التسوم‬ ‫ورك‬ ‫حق‬

‫تت «أووووه‪ .‬لقد فعلها‪ .‬لقد أطعمها للمَتَجَهم !)‪.‬‬

‫وفجأة انطلق وَفُعأحذية رَغدي هائل فوق السقف بالأعلى؛‬


‫وأمطر الفتى الذئبي ولوسي وَابل من الجصّ المُنْهَمر من السقف‪.‬‬
‫كان المجمع في طريقه إليهما‪.‬‬
‫‪ ]1)( ++‬جد‬

‫الفتى الذئبي‪« :‬علينا أننخرج من هنا» وهو يتجه نحو‬


‫باالبمطبخ‪ .‬أمسك مقبض الباب‬
‫ع‬ ‫بقوة وجذبه؛ انخلع‬
‫المقبض في يده ودفعه‬
‫حدث صوت‬ ‫لئلرًواراء»‬
‫طا‬
‫يد‬ ‫صلصلة إذ وقعت‬
‫على‬ ‫الدوارة‬ ‫المقبض‬
‫الجانب الآخر من الباب‪.‬‬
‫حَمْلق الفتى الذئبي نحو‬
‫حانه‬ ‫تيف‬
‫فك‬‫يب؛‬
‫سبا‬
‫ال‬
‫الآن؟‬
‫همست لوسي بغضب‪« :‬اتركه‪ .‬أيها‬
‫الغبى‪ .‬هيا!»‪.‬‬
‫‪511‬‬ ‫اء‬
‫سدر‬
‫حن ق‬
‫ل م‬
‫اروب‬
‫اله‬
‫‪ -‬تلكالتي لا تمسك بطرف الذراع‬ ‫بي‬
‫ئفتى‬
‫ليذدال‬
‫ابت‬
‫جذ‬
‫المقزز ‪ -‬وسحبته بطول المطبخ المُخْضَلٌ »» عبر القمامة المبتلة‬
‫وأمامالقطط الصامتة التيتتابع؛كاناقدوصلالتوهماإلى باب‬
‫القَئّو حين بدا الاسَلّلّامهفتيزاز» ألقى الفتى الذئبي نظرةخاطفة‬
‫حوله ورأى نِصّال حذاء الساحرة الأم التى لايُخطئها أحد وقد‬
‫لي د‬ ‫ل‬ ‫رن‬ ‫جورت جردح سيوك‬
‫الئاننة‪:‬‬
‫أغلق الفتى الذئبي الباب وبدأ فيدفع المزلاج الضخم عبره‪.‬‬
‫همست لوسي‪« :‬لاءاتركه مفتوحًا كماكان‪ .‬وإلافسيتوقعن أننا‬
‫هنا»‪.‬‬
‫«ولكن ‪( ..‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪« -‬هيا‪ .‬أسرع»‪ .‬جذبت لوسي الفتى الذئبي إلى أسفل سلالم‬
‫القبو» ومع كل خطوة كان يشعر أنه محاصر أكثرء ماالذي‬
‫تفعله لوسي؟‬
‫عندعتبةالشُلّمالسفليةقابلهمابحرمنالمياهالقذرة الزاخرة‬
‫بأعداد هائلة املنعَلاجيم البِنيّةَ النّابضَّة‪ .‬أصيب الفتى الذئبي‬
‫بصدمة؛ هلهذا هوالمكان الذيكانتلوسي سجينةفيه؟توقف‬
‫للحظة متسائلا‪:‬كم كادعدفة لمكي الكريفة د يخي الماديد‬
‫دائتمًا أنه يظهر في حياته حين تكون الأمور سيئة‪ :‬أمالوسي فقد‬

‫كانت» رغم ذلك» رابطة الجأش‪.‬‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪611‬‬
‫خاضت في الماء»ومماأراحالفتىالذئبي» أنهلميصلفقط إلا‬
‫«هياء لا‬ ‫ها‪:‬‬
‫ياقفي‬
‫رومً‬
‫طلجَ‬
‫لركبتيهاء قالت لوسي وهي تركل عَ‬
‫تقفمُحَمْلِقَا هكذا كالسمك المُمَلح المحفوظ»‪.‬‬
‫سللىم؛ كان‬
‫جطرمع نزاوللا ع‬ ‫مقا‬‫لء ت‬
‫اهما‬
‫فاليمطبخ فوق‬
‫صوت أحذيتهن وهي تضرب الأرض قددفع الفتى الذئبي ليحرث‬
‫المياه المفعمة بالعلاجيم» خاض فى الماء ببطء يبعث على الغيظى‬

‫رف‬
‫طند‬
‫لع‬‫ادّاء‬
‫ابقٍ العُلجُوم الموبّه جي‬
‫َجن‬
‫صت‬‫ُلا‬
‫القَبوه مبحاو‬
‫الآخر للقبو» توقفت لوسي وحددت بفخر موضع عدة أحجار‬

‫اىئط‪.‬‬
‫حف‬‫لدة‬
‫اقو‬
‫مف‬
‫دم»ّلقوده‬
‫سقدي‬
‫قالت لوسي موضحة‪( :‬أإننهبوب الفحم ال‬
‫بالحجارة» لكن انظر إلى الملاط» لقد أخطئوا صنع المزيجء إنه‬
‫كلهمنالبودرة»‪ .‬غيرأن انتباهالفتى الذئبي لميكن ملتفمًا إلىنوعية‬
‫لنىء‬ ‫أتيعم‬‫الملاطء كياسنتمع إلى الضربات الثقيلة التي تأ‬
‫أخذت‪.‬لوسي زوجًا من الأحجار وناولتهما للفتى الذئبي‪.‬‬
‫قال الفتى الذئبي وقد أدرك أنهلايزال يمسك بطرف الذراع‪:‬‬
‫ياه أف‪ .‬انتظري‪ .‬لقد نسيت»‪ .‬وبسرعة دس الطرف فى المحفظة‬
‫الجلدية التى جعلته العمة زيلدا يضعها حول خصره؛ بعد ذلك‬
‫تناول الحجرين ووضعهما بهدوء داخل الماء‪.‬‬
‫‪711‬‬ ‫الهروب من قدر الخشاء‬

‫همست لوسي‪« :‬لقد قضيت طيلة أمس واليوم في هذاء كنت‬


‫على وشك الخروج من هنا حين جاءت تلك البقرة الشريرة‬
‫وسحبتني»» أزالت بسرعة حجرين آخرين‪ .‬اليمكننا الخروج عن‬
‫طريق هذا إلى الرصيف‪ .‬شيء جيد أنك نحيف‪ .‬سأخرج أولاثم‬
‫سأشدكء اتفقنا؟»‪.‬‬
‫كانت الأصوات في المطبخ تزداد ارتفاعًا وغضبّاء ساعد الفتى‬
‫الذئبي لوسي لتصعد إلى الفتحة‪ .‬دفك طريتهامداريةوشبرعانما‬
‫صار لايرى منها سوى نعلي حذائها المبللين؛ عندئذٍ خاتخفتفتت‪ .‬أطل‬
‫الفتى الذئبي في الفتحة غيرأن وابلا من الغبار سقط مسح الغبار‬
‫عينيه وابتسمء بعيدًا إلى الأعلى كان بمقدوره أن يرى وجه‬
‫لوسي المتسخ ينظر إليهومن خلفها شق صغير من السماء الزرقاء‪.‬‬
‫قالت بنفاد صبر‪« :‬هياء هناك مربية غريبة الأطوار تريدأن تعرف‬
‫ما الذي أفعله‪ .‬أسرع!»‪.‬‬
‫ا شم‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫رائحة دم الوحشء دم دم‪ .‬آناأحس طعم دم الوحش ‪0‬‬
‫«آن) هذا الصوت من دوريندا‪.‬‬
‫وعندئذ‪« :‬الدم‪ ..‬إنه يقود إلى القبو‪ .‬لقد أخذا وحشنا إلى‬
‫القبو!»)‪.‬‬
‫ضرب وقع خطوات رعدية الأرض قاطعه المطبخ في اتجاه‬
‫يدنه القدد‪:‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪81‬‬

‫جاء صوت لوسي من أعلى‪« :‬أسرع! ماذاتنتظر؟»‪.‬‬


‫ل‬
‫التي تةتقعقع على السلم رفع نفسه للأعلى داخل الفتحة» لم يكن‬
‫الأمربالسهولة التي صورتها لوسيء فعلى الرغممن أنه كاننحيفًاء‬
‫فإن كتفيهكانتاعريضتين؛ وكانأنبوب الفحم ضيق التكوين» رفع‬
‫ذراعيه فوق وه محا ل أنيجعل نفسه أرفع» وضم مرفقيه‬
‫وركبتيه واندفع لأعلى عبر الأحجار العيلدة في اتجاه النور»‬
‫امتدت يدا لوسي لمساعدته لكن الفتى الذئبي لميستطع الوصول‬
‫إليهماء حاول بأقصى مايمكنه؛ لكنهلميستطع التحرك‪.‬‬
‫ومن قبو الفحم جاءت صرخة ليندا الحانقة‪« :‬أيها الولد التافه‬
‫لخائن! أستطيع رؤيتك‪ .‬لاتظن أن بإمكانك الهروب بفعلتك»‬
‫ياا‪.‬ل‪.‬قواتحلشس»‪.‬‬
‫والآن جاءه صوت رذاذ الماءء» كانت ليندا تخوض فى القبو‬
‫وبسرعة؛ وفي يأسء فكر الفتى الذئبي بالأسلوب الوحشيء كان‬
‫عجوان شو مشر اق حجر كان الله ‪:‬لكر وه ل‬
‫سظ امل ينهسحي أن بض‬ ‫س‪,‬كه‬
‫الة‬
‫محارقاك لقان الن‬
‫لضوء النهار الآن‪ .‬الآن‪ .‬وعندئذ وفجأة وجد يدي لوسي في يديه‬
‫اعدلاضنحؤوةء وتسحانه عازج الجخره‬
‫تجذباته للاغلى» صا‬
‫فيماكانالمخلوق الليلي ينهش كعبيه ويخلع عنه حذاءه» عَوَت‬
‫وقد التصق بصّاق العُلججوم في يديها‪.‬‬
‫‪911‬‬ ‫الهروب من قدر الحساء‬

‫ليأنففضكار‬ ‫اهو‬‫صيف خائرّاء و‬ ‫رلى‬‫لع‬‫ائبي‬


‫تمدد الفتى الذ‬
‫الحيوانية السوداء عن خاطره‪ .‬لكن لوسي لم تكن لتدعه على هذا‬
‫الحال» قالت بغضب‪« :‬لا تتمدد هكذاء أيها الغبى» سيخرجن إلى‬
‫‪١‬‏‬ ‫هنافي أيةلحظة‪ .‬هيا»‪.‬‬
‫لم يقاوم الفتى الذئبي وقد جرته لوسي ليقف ثم جذبته» وهو‬
‫عاري القدمين» معها وقد اندفعت في الشارع تحت ضوء شمس‬
‫صوت أثمَال‬ ‫ئه‬
‫امن‬
‫رمع‬
‫وه س‬
‫آخر النهار» تأكد الفتى الذئبي أن‬
‫ومَرَالِيجج باب المجمع وهو يُفتح‪ .‬واشلعرع بُعيلنييجُوم الداكن‬
‫وى كج‬
‫عاقالسويم ع هذاليلا هارع ليافقل_أراتعاون لوت‬
‫والفتى الذئبى الناصية» غير أن دوريندا تخلفت عن الآخرين» غير‬
‫راغيةفىاللمسخاطرةبآنتنكلمنشَفتها قنمطاردة‪ :‬أماالأخريات‬
‫فقدبدأن الملاحقة» غير أن الساحرة الأملمتتحرك لأكثر منعتبة‬
‫البيك» الحجاوو ‪:‬فيل “أن تستسلمء فلم يكن حذاؤها مصممًا‬
‫للمطاردات الساخنة» وقدترك هذا دافني وفيرونكا لتقعقعا على‬
‫الطريق وهما تجريان بطريقتهما المميزة وقد التصقت الركبتان‬
‫واتجهت القدمان للخارج‪ .‬لم تكن طريقة جيدة للبحثء‪ .‬وكانت‬
‫دوريندا تعرف أنهما لنتمسكا بالفتى الذئبي ولوسي أبدّاء قد‬
‫يكون ماأزعجحدوريندا ليس إلارؤية الفتى الذتبي ولوسي يهربان‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪021‬‬
‫وقد أمسك كلاهما بيد الآخرء جعلتها تشعر بغيرة شديدة» ولذا‬
‫شعرت دوريندا بإحباط وعادت للقبو بحئًاعنليندا‪.‬‬
‫كانت ليندا خارج الباب في لمح البصر‪ ..‬حرقيًا‪ .‬لم يكن‬
‫المجمع يستخدم العصي السحرية ‪ -‬لميعدأحد يستخدم العصي‬
‫السحرية ‪ -‬لكنهن كن يقمن بركوب اللوح الوامضء وكانت ليندا‬
‫تجيد ذلك بوجه خاصء كان اللوح الوامض فكرة بسيطة لكن‬
‫خطيرة» لمتكن تتطلب شيئًاأكثر منشريحة صغيرة من الخشب»‬
‫ووميض صاعق مانع للإبطاء» كان الوميض الصاعق يثبت في‬
‫طيع»‬
‫الخشب الذي كانت الراكبة توازن نفسها فوقه بتقدسرتما‬
‫وعندئذ تطلق القائدة الوميض الصاعق المانع للإبطاء» واضعة‬
‫ثقتها فى الحظ وألا يكون أحد فى طريقها‪.‬‬
‫وبوجه عاماكتشفت لينداأنهلميسبقلأحد مطلقًاأناعترض‬
‫لىوح الوامض‪ .‬كانت دوريندا والساحرة الأم‬ ‫لعل‬‫اهي‬
‫طريقها و‬
‫تشاهدان بإعجاب حين اندفعت لينداء مصحوبة بهدير من اللهب‬
‫المتطاير منأسفل اللوح (الذي كان» في الحقيقة» سطح منضدة‬
‫ملابس دوريندا)» عبر الشارع الرابع» وقد فرقت مجموعة من‬
‫السيدات العجائز وأضرّمت النار في عربة فتاة توصيل جريدة‬
‫نورت آندهازنور ديلنيو فقلمع اص تتعاووت ليكذاكلامن‬
‫ديفاني وفيرونكا وهما تتعثران على طريقة الفتيات الصغيرات عند‬
‫‪121‬‬ ‫الهروب من قدر الخساء‬

‫السَّمَّاك المحلى‪ .‬ظهرتا‬ ‫ات‬


‫بلى‬
‫تن ع‬
‫عقطا‬
‫الناصية وجعلتهما تس‬
‫ْ‬ ‫بجا يعذازقنخطديي عقا السملف‪:‬‬
‫ماأثار سخط ليندا أنهلميكن هناك أثرللوسي والفتى الذئبي؛‬
‫هاء كانت ليندا خبيرة باقتفاء أثر الهاربين من‬ ‫غير أن ذيلثكنلم‬
‫شدل» بدأت بطريقة‬ ‫فض‬ ‫لَّن‬
‫اُحَض‬
‫المجمع» فباستخدام نظامها الم‬
‫ممنهجة في تغطية شبكة الشوارع المؤدية للمَرْقاً‪ .‬بهذه الطريقة»‬
‫كانت ليندا تعرف أن فريستها ستكون دائمًا أمامها لامحالة» كان‬
‫الأمر ‪ -‬في اعتقادها ‪ -‬مثل سَوق الأغنام إلى حظيرة الأغنام التي‬
‫ستتعرف في القريب العاجل على صوص النعناع والبطاطس‬
‫تشلها قط‪.‬‬
‫رة»يلقمتف‬
‫طشوي‬
‫الم‬
‫ز>ه ‪ [1‬جد‬

‫جانب المرفأ‬
‫ظهر ذلك اليوم» وبينما كان الفتى الذئبي يحاول ألا يطعم‬
‫لوسي للمتجهم‪ ,‬أخذ سايمون بنصيحة مورين‪ .‬جلس فوق‬
‫مربط للحبال على رصيف الميناء»ء وحملق بعبوس في الفضاء‬
‫المفتوح لواجهة المرفأً‪ .‬كانت مساحة واسعة معيّدة محاطة من‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫البيوت يقع عدد قليل من المحال»‬ ‫وبين‬

‫‪ #‬وبالإضافة إلى متجر فطائر الميناء‬


‫يخرض السقزءكانغيالةمتصر‪.‬‬
‫‪321‬‬ ‫جانب المرفأ‬
‫الشمعدانات الأدوار الأرضية لثلاث بنايات متصلة بجوار بيت‬
‫سيد المرفأ المهيب المبنى بالحجر الأحمر‪ .‬كانت كل أشكال‬
‫الحبال‪ :‬والحواجزء وآلات الرفع والشباك» وخطاطيف القوارب»‬
‫والصواريء والأشرعة تخرج من أبوابه المفتوحة وتحتل واجهة‬
‫المرفأء كان سيد المرفأ يشتبك في شجار دائم معيوسف الأمين‪.‬‬
‫بسبب أن سلع ماتلجشرمعدانات كانت عادة ماتوضع أممادمخله‬
‫الأمامى ذي الأعمدة المثيرة للإعجاب‪.‬‬
‫ومن المشاعك المعه في المسشتردة تايم ساضيون الزاسحين‬
‫والغادين على الرصيف‪ .‬رأى سيد المرفاً ‪ -‬وهو رجل مهيب‬
‫ات قادة الأسطول‬
‫ر من‬
‫ابه‬
‫شبأس‬
‫يرتدي سترة البحرية وقدرًا لا‬
‫الذهبية ‪ -‬وهو يخرج من بيته» ويتحسس طريقه فوق ثلاث لفائف‬
‫من الحبال التي وضعت بانتظام عند مدخله ويمشي إلى داخل‬
‫لرأمطنفال وهم يثرثرون‬
‫متجر الشمعدانات‪ .‬سار أمامه طاابو‬
‫ويمسكون بكراساتهم وهم في طريقهم إلى المتحف الصغير في‬
‫يدناء ‪ -‬وقد صار وجهه أشد احمرارًا‬‫ارلجمسي‬
‫داالرجمارك‪ .‬خ‬
‫مما كان ‪ -‬مانلمشتجمرعدانات وتحرك عاتدًا إلى داخل بيته؛‬
‫وهو يركل الحبال إلى أحد الجوانب ويصفق الباب خلفه‪ .‬بعد‬
‫دقائققليلةخرجيوسف الأمين مهرولاء أعادلف الحبال» وأعادها‬
‫أمام المدخل وأضاف إليها بعض خطاطيف القوارب فوق ماكان‬
‫موجودًا بالفعل‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪421‬‬
‫تابعسايمون كلهذا بنظرة ثابتة» فيانتظار اللحظة التيقدتعبر‬
‫فيها لوسي واجهة المرفأء وكأنها منالمحتم أن تفعل ‪ -‬فينهاية‬
‫المطاف‪.‬‬
‫بين لحظة وأخرىء‪ .‬حين يزداد الهدوء‪ .‬كان سايمون يسترق‬

‫نظرة نحو نافذة صغيرة فأىعلى دار الجمارك ذي الواجهة‬


‫الجبسية» وكانت النافذة تخص العلية التى كان قد استأجرها هو‬
‫ولوسي قبل يومين» بعد مغادرتهما للقلعة على نحو مفاجئ أكثر‬
‫نايان‪.‬‬
‫ت كمان‬
‫ميما‬
‫لمتكنغرفة سيئة» كمارأى سايمون‪ .‬كانت لوسي قد بدت‬
‫سعيدة حمًا حين رأتهاء إذتحدثت عن كيف أنها ستطلى الحوائط‬
‫باللون الزهري مع خطوط خضراء كبيرة (لم يكن سايمون واثمًا‬
‫جذا بشأن ذلك) وستصنع بعض الستائر القماشية لتتوافق معها‪.‬‬
‫كانا قد حصلا على الشقة لتوّهما حين قالت لوسى إنها تريد أن‬
‫تذهب إلى السوق «فقط لأتفقد صالة العرض الممتعة التى تعرض‬
‫الأقمشة وكل ما يتعلق بأشرطة التزيين»» كان سايمون قد أبدى‬
‫امتعاضه لكن لوسي ضحكتء قالت «نعم» ستشعر فقط بالملل؛ يا‬
‫ساى‪ .‬لأنتأخر طويلا‪ .‬أراك فيما بعد»‪ .‬أرسلت له قبلة فى الهواء‬
‫رج‪.‬‬ ‫الى‬
‫خإ‬ ‫لقت‬
‫انطل‬
‫وا‬

‫كذلك لما تجول سعيدًا مرتاح البال في المكتبة القديمة في‬


‫‪521‬‬ ‫جانب المرفأ‬

‫منعطف أحشاء الأسماك ليرى إن كان بها أيكتب سحرية تستحق‬


‫الاقتناء‪ .‬لقدكانمحظوظًا ووجد كتاب أسحار شديد القدم؛ وقد‬
‫تغير لون أوراقه والتصق بعضها ببعض‪ .‬كانت النتوءات المثيرة‬
‫للشك قد أوحت إليه أنهمازال بهبعض التعاويذ المحبوسة بين‬
‫الصفحات‪.‬‬
‫كان ايايمون هأجوؤا للغانة عخرن التعاوتد رطاف أو‬
‫المتعة فيما اشتراه ‪ -‬والذي كان كتابًا جيدًا ‪ -‬حتى إنه فوجئ‬
‫باكتشاف أن الظلام قد حل وأن لوسي لم تعد‪ .‬كان يعرف أن‬
‫السوق تغلق أبوابها قبلالغروب بساعة؛ وكان أول ماجال بخاطره‬
‫أنهاتاهت‪ .‬لكنه حينئذ تذكر أن لوسي تعرف الميناء أفضل كثيرًا‬
‫ممايعرفه هو‪ -‬إذ قضت ستة أشهر في الإقامة والعمل مع مورين‬
‫فيمتجر الفطائر ‪ -‬عندها سرى شعور بالقلق فيأوصاله‪.‬‬
‫لم تكن تلك الليلةليلةطيبة لسايمون؛ فقد قضاها في البحث‬
‫في شوارع الميناء المظلمة الخطرة‪ .‬كان قد تعرض لهجوم من‬
‫اثنين من النشالين» كما طاردته عصابة الواحد والعشرين الموتورة‬
‫‪ -‬وهم مجموعة من المراهقين» كثير منهم من قدامى صبية جيش‬
‫الشبابء‪ .‬الذين عاشوا حياة قاسية في العنبر رقم واحد وعشرين‪-‬‬
‫فت‬ ‫خ‪.‬تلقد‬‫االية‬
‫وعند الفجر عاد بخفي حنين إلى العلية الخ‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪621‬‬
‫على مدار الأيام القليلة التالية» بحث سايمون عنها بلاتوقف‪.‬‬
‫شك في مجمع ساحرات الميناء وطرق بابهن بقوة» لكن أحدًا لم‬
‫يجبه‪ .‬لقد حام حول المجمع وتسلل خلفه‪ .‬لكن كل شيء كان‬
‫هادثًا‪ .‬انتظر خارج البيت طوال اليوم واسترق السمعء لكنه لم‬
‫يسمع شيئًا‪ .‬بداالمكان مهجورًاء وفي النهاية رأى أنهيضيع وقته‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه معمورين فيمتجر الفطائر‬
‫في ذلك الصباح؛ أقنعسايمون نفسه أن لوسي هربت مع شخص‬
‫آخر‪ .‬لولمه حقيقة ‪ -‬ففي كل الأحوالء ماذا كان بمقدوره أن‬
‫يقدم لها؟ إنهلن يكون ساحرًا أبدّاء وسيظلان مطرودين من القلعة‬
‫إلق الأبد‪ .‬كانلابدلهاأن تجد شخصًا آخر إن عاجلا أو آجلذ‬
‫شخصًا تستطيع أن تصحبه إلى بيتها ليقابل والديها وتكون فخورة‬
‫به‪.‬كلمافي الآمر أنهلميتوقع أن يحدث هذا بكل هذه السرعة‪.‬‬
‫عور وا رن عد رد رت ‪100‬‬ ‫با‬ ‫ابا‬
‫صارت واجهة المرفاً تشغي بالحركة‪.‬سرت أفاولاجممسنئولين‬
‫فى زى البحرية الأززق الخاص بالميناء» مزيئين بكميات متتوعة‬

‫ل الحخار ار سياوللقا”أسود‪.‬‬
‫كانوا يتناقشون حول مكمن خطاطيف وحبال القوارب وانسابوا‬
‫داخل بيت سيد المرفا منأجل اجتماع المرفأ السنوي‪.‬‬
‫وتركوا من ورائهم مخلفات الميناء المعتادة ‪ -‬البحارة» وفتيات‬
‫المحال» والصيادين والفلاحين» والأمهات‪ ,‬والأطفال» وعمال‬
‫‪721‬‬ ‫جانب المرفأ‬

‫الهوينى» والبعض يتردد» والبعض يغازلء البعض أومأ لسايمون‬


‫والغالبية تجاهلته» لكنلاأحد منهم كان لوسي جرينج‪.‬‬

‫المرفأء حاملا معهقوارب الصيد التيكانتتتجهز للمغادرة مع‬

‫وحين بدأت تخلو في فترة الهدوء المؤقت الذي يسبق الأنشطة‬

‫الليلية» حملق نحو قوارب الصيد ونحو أطقمها كذلك‪.‬‬

‫لميدرك سايمون إلىأي حدبدأ يشكل تهديدًا للصيادين‪ .‬كان‬


‫لايزال يحمل طبيعة تأملية خاصة بداخله‪ .‬وكان لعينيه الخضراوين‬
‫السحريتين نظرة مسيطرة» والتيلميكنتأثيرها غائبًاعنالصيادين‬
‫المؤمنين بالخرافات‪ .‬وكانت ملابسه أيضًا قد جعلته شاذا عن‬
‫مجتمع الميناء العادي‪ .‬فقد ارتدى رداءًعتيقًانوعًاماكان يخص‬
‫في وقت ما سيده القديم» دومدانيال» حين كان نكرومانسر في سن‬

‫أصغر وأكثر نحافة مما صار عليه فيما بعد‪ .‬كان سايمون قد عثر‬
‫عليها فيحقيبة كبيرة وكانيظنها بالأحرى تعكس أسلوبًا مميرًا‪.‬‬
‫اىس»‬ ‫لزةنعل‬
‫امطر‬
‫ود ال‬ ‫سسحر‬‫أ ال‬
‫ايرلرموز‬
‫رك لتأث‬
‫دير‬
‫من غ‬
‫كا‬
‫حتى ولو كان من الصعب رؤيتها الآن؛ بسبب تلاشي ألوان‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪821‬‬
‫الملابس وتحولها للون الرمادي الباهتء وأن الرموز نفسها بدأت‬
‫تتحلل وتهترئ‪.‬‬
‫كان معظم الصيادين قلقين للغاية من الاقتراب من سايمون‪ .‬إلا‬

‫واحداء وهو ربان أقرب مركب له ‪ -‬وهو مركب صيد أسود كبير‬
‫‪-‬ذ جاء إليه وزمجر فىوجهه‪ .‬نحن لا نريد أمئالك‬
‫يسمى مارودر إ‬
‫هناء ياصائد الشؤم» اغرب من هنا‪.‬‬
‫رفع سايمون نظره نحو الربان‪ .‬كان وجه الرجل الأسفع لا‬
‫يىاح‪ .‬كأاننتفاسه تحمل رائحة السمك؛‬ ‫تعل‬‫رًا‬
‫ل ماطلق‬
‫اعث‬
‫يب‬
‫وحملت عيناه السوداوان المنمنمتان الصغيرتان اللتان تشبهان‬

‫واقفا وحملق فيه الربان‬ ‫عيني الخنزير نظرة شريرة‪ .‬نهض سايمون‬

‫على نحو عدائي» وقد انتصب شعر رأسه الرمادي القصير كما لو‬
‫سرديان كبير في عنقه النحيل‬ ‫كان قدأهين بشكل شخصي ‪ .‬وانتفض‬

‫وشم ببغاء» ما جعل الأمر يبدو كما لوكان البيغاء‬ ‫من تحت‬

‫يضحك‪ .‬لم تكن لدى سايمون رغبة في الصدام‪ .‬وبكبرياء خاص»‬


‫ضم رداءه الرث حول نفسه ومشى ببطء مبتعدًا نحو دار الجمارك؛‬

‫حيث صعد السلم إلى العلية وواصل متابعته من النافذة‪.‬‬


‫رة‬
‫فنتفي‬
‫كانت النافذة تطل على رصيف الميناء» واهولالآ‬
‫ي‏ن النشاط الصاخب في ضوء النهار وحياة الميناء الليلية‪.‬‬
‫الفاصلة ب ‪٠‬‬

‫‪ 01100101212‬يستحق المتابعة هو ما يجري على‬


‫صبي‬ ‫‪0‬‬ ‫و‬
‫‪921‬‬ ‫جانب المرفأ‬
‫في حوالي الرابعة عشرة ورجل نحيف حليق الرأس ذو سحنة‬
‫بغيضة ‪ -‬ويرسلهما إلىمتجر يوسف الأمين‪.‬‬
‫خرجت امرأة نحيلة ذات شعر مجعد من بيت سيد المرفأ‬
‫واتجهت نحو المارودر» حيث وقفت على الرصيفء‪ .‬وأخذت‬
‫تتحدث باهتمام مع الربان‪ .‬حملق سايمون نحو المرأة‪ .‬كانواثقا‬
‫أنهيعرفها منمكان ما‪.‬استرجع ذاكرته وفجأة حضره اسمها ‪ -‬إنها‬
‫أونا براكيت» وهى واحدة كان لسايمون تعاملات معها خلال حقبة‬
‫تتضمن بعض العظام؛ حقبةيرغب فينسيانها‪ .‬تساءل‪ :‬ماذاتفعل‬
‫أونا براكيت معالربان؟ عادالصبي والرجل الحليق الرأسء عادا‬
‫وهما يمسكان بحبال بطول أذرعهماء كانالصبي يحمل الكثير‬
‫جدا عش بدا مل كوعة من‪:‬الحبال‪:‬تسير على سناقين‪ .‬وارضلا‬
‫عائدين لإحضار المزيد» واستمرت محادثة الربان‪.‬‬
‫رأى سايمون أن الربانوأونا براكيت بدا من غيرالمحتمل غالبا‬
‫أن يكونا رفيقين» ولكن لا يمكنك أن تعرف‪ .‬فعلى كل» من كان‬
‫يفكر أنههوولوسي‪ ....‬هز سايمون رأسه وقال لنفسه أن يتوقف‬
‫عن التفكير فى لوسى‪ .‬فلا بدأنها وجدت شخصًا آخر؛ كان على‬
‫وشك أن يدفعنفسه لاعتياد الأمر‪.‬تابعأونابراكيت وهي تسلم‬
‫طردًا صغيرًاء وتعطي للربان إشارة بإبهامها ثم تنصرف‪ .‬فكر‬
‫سايمون عابسّاء هذه ليست أكثر أساليب التوديع رومانسية» ولكن‬
‫من يهتم؟ إن الرومانسية مضيعة للوقت‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪01‬‬

‫ذة‪ .‬كانت الظلال قد بدأت ترتفع والرياح‬ ‫اسهفعن‬‫لحننف‬‫احز‬


‫يز‬
‫تنشطء مرسلة أغلفة الفطائر المتنائرة تتحرك عبر الأحجار القديمة‪.‬‬
‫وعلى صفحة المياه كان الإثارة التيتبعثها مياه المد المرتفع قد‬
‫اأدون‬ ‫صيوبد‬‫ادرلصت‪.‬‬‫لآشخرباك ق‬ ‫بدأت فى إحداث أثرها‪ .‬كاان‬
‫يفردون شراعهم ويستعدون للمغادرة‪ .‬كانت المارودر بالفعل قد‬

‫رفعت شراع التوقف الأحمر الثقيل المثبت عند مؤخرتهاء وكان‬


‫طاقمها يسحب شراعها الرئيسي‪.‬‬
‫شعر سايمون بأن جفنيه يسقطانء كان قد حصل على قسط‬
‫ضئيل جدًّامنالنوممنذأن اختفت لوسيء وكان شعور خدر آخر‬

‫عينيه لبرهة قصيرة‪ .‬وأيقظته جلبة من الصراخ‪.‬‬


‫«مهلا!»‬

‫«حظ سيى‪ .‬انظر بعيدًاء انظر بعيدًا!»)‬

‫ا لحبا اد الحبل !»)‬


‫الاخيرة‬ ‫مرساتهم‬ ‫حبال‬ ‫بر عب‬ ‫يفكون‬ ‫طاقم المارودر‬ ‫كان‬

‫فأ‪ .‬وفيما كان سايمون يتساءل عما‬ ‫مرعن‬‫لدين‬


‫اتع‬
‫ويسرعون مب‬
‫يحتمل أن يكون سبّب لهم كلهذا الذعرء رأى صبيًّا وفتاة يمسك‬
‫كلاهما بيد الآخر فى حالة رثة مبللة» يندفعان عبر رصيف الميناء‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫حانب المرفأ‬

‫كانت الفتاة تسحب الصبي خلفهاء وقد تطايرت ضفائرها مثلما‬


‫كانت تفعل لوسى دائمّاء و‪..‬‬
‫قاطعًا إياه ثلانا‬ ‫رىج‬
‫دزعل‬
‫لقف‬
‫اابي‬
‫انطلق عا خارج الب‬
‫ثلانًا في آنء وطار هابطًا دار الجمارك المرتفع‪ .‬متزلبًا حول‬
‫الأركان» مفرقًا طابور اللأطفال الذين كانوا عائدين وأخيرًا مقتحمًا‬
‫قت المناسب ليرى حبيبته لوسي وهي تقفز‬ ‫لأوفي‬‫امرف‬
‫جانب ال‬
‫إلى المارودر المغادرة وات جوارها الصي العاري القدفين‪:‬‬
‫بذسابهرن يداد لوي عير أن يح تلحديق) إذحا ف‬
‫خلفه هدير هائل مثل الأتون وأبعده شيء سحري أسود عن‬
‫الطريق‪ .‬سقط سايمون فوق كتلة متشابكة من الحبال واصطدم‬
‫رأسه بمرساة وانقلب داخل المياه الخضراء العميقة» حيث انجرف‬
‫ً‪.‬‬ ‫ااع‬
‫فيق‬‫رر ف‬
‫مستق‬
‫لنا‬
‫اى أ‬
‫إل‬
‫به ‪ [2‬جد‬

‫سايمون على قاع المرفأ‬ ‫‏‪١‬‬


‫تمل المي ‪.‬عا عرق جين‬
‫عشرة قدمًا تحت الماء» وهو يتساءل لماذا‬
‫قرر أن يتمدد فيمثل هذا المكان المبلل‬
‫غير المريح! نظرفيما يشبه الحلم خلال‬
‫الضباب الأخضر المعتم» على مسافة‬
‫بعيدة فوقه» كانت قيعان قوارب الصيد‬
‫الداكنة تتحرك ببطء وسط الأجزاء‬
‫اللولبية المتتفخة الطويلة من أعشاب‬
‫البحر مندفعة بفعل عوارضها المغطاة‬
‫بالقشور‪ .‬سبحت إحدى أسماك‬
‫رؤيته وداعبت بعض‬ ‫اىل‬
‫جس ف‬
‫منقلي‬
‫الإ‬
‫الأسماك الفشمولة أصابع قدمه وفي أذنيه‬ ‫‪1‬‬
‫مع‬ ‫البحر‬ ‫وشوشة‬ ‫صوت‬ ‫اختلط‬
‫‪31‬‬ ‫في قلب النار‬
‫خشخشة الأحجار في القاعوصوت القعقعة البعيد للأشياء التي‬
‫تتصادم بالأعلى‪ .‬كان الأمره كما اعتقد وهو يشاهد رداءه يتحرك‬

‫حوله في التيارات الباردة للمد القادم» غريبًا جدًا‪.‬‬


‫لميشعر سايمون بالحاجة للتنفس‪ .‬كان السحر الأسود الخاص‬
‫وهو أمر جعلته بعض عظام دومدانيال‬ ‫الماء ‪-‬‬ ‫بالتوقف تحث‬

‫القديمة يتدرب عليه كل يوم وقد وضع رأسه في دلوماء ‪ -‬قد‬


‫أوقظ آليًا‪.‬ابتسم سايمون لنفسه حين أفاق وأدرك مايقوم به‪ .‬فكر‬
‫أنه أحيانًا مايصبح السحر الأسود مفيدًا؛ أحب الشعور الذي غاب‬
‫عن الذاكرة تقريبًا وهو أن يكون مسيطرًا بالكامل» لكن‪ ..‬عبس‬
‫حاجبيه وارتفعت ببطء‬ ‫سايمون وانسابت بعض الفقاعات من‬

‫الماء بالأعلى‪ ,‬لكن هذا لم يكن سبب وجوده‬ ‫إلى سطح‬

‫هبناالأسفلء كان هناك أمر يجب عليه فعله‪ ..‬أمر مهم‪.‬‬


‫لوسي!‬
‫عند التفكير في لوسيء غابت سيطرة السحر الأسود الخاصة‬
‫بسايمون‪ .‬سرى ألمحاد فيرئتيه»ه مصحوبًا بحاجة طاغية للتنفس‪.‬‬
‫دهًا عنقاع‬ ‫يفس‬
‫بفعع ن‬
‫حوافلية رعب» حاول سايمون أن يد‬ ‫وه‬
‫المرفآء لكنه لميستطع أن يتحرك‪ .‬كان رداؤه ‪ ...‬مشتبكا‪....‬فيم ‪..‬‬
‫فيم؟‬
‫وبأصابعه المذعورة الباردة جذب سايمون حاشية سترته‬
‫المهترئة بعيدًا عن نصل خطاف قديمء وبدافع من رثتيه اللتين‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪411‬‬
‫تصرخان لتتنفسا حالاء حالاء حالاء اندفع مبتعدًا عن قاع المرفاً‬
‫المفروش بالحصى‪ .‬رفعته كثافة الماء بسرعة لأعلىء وبعد ثوان‬
‫قليلةشنسطع الماءالريينمكلالتدادة التقارجة من‪:‬رتحانية ‪-‬‬
‫مصيبًا بالدهشة حشدًا تجمع بسرعة‪.‬‬
‫لم يكن الحشد في الحقيقة قد تجمع لرؤية سايمون‪ .‬ولكن‬

‫حين ظهر رأس سايمون المغطى بأعشاب البحر فجأة» وهو يسعل‬
‫دا ولوحها الوامض إلى‬ ‫لرعيةنعن‬
‫ويغمغم» تحول انتباههم بس‬
‫سايمون‪ .‬وبينما تابع الحشد سايمون وهو يسبح نحو الدرج‬
‫ي‪.‬‬ ‫ونحو‬‫الى‬
‫سبه ع‬
‫أنثو‬
‫ماه م‬‫ويتسلقه خارجًا وقد تساقطت المي‬
‫وبرزت رموز السحر الأسود على النسيج الذي صار داكنًا بفعل‬
‫الماءء وومضت عيناه الخضراوان بطريقة جعلت النساء‬
‫ليندا على فرصتها من‬ ‫المشاهدات يجدنها مثيرة»؛ وحصلت‬
‫المشاهدة‪ .‬وبهدوء التقطت لوحها الوامض وتسللت مبتعدة‪.‬‬
‫لمتكنليندا قدلقيت استقبالا جيدًا حينتوقفت صارخة عند‬
‫حافة رصيف الميناء‪ .‬كانحشد قدتجمع مسرعًاء وكان معظمهم‬
‫يسعون لدفعها إلىداخل المرفاً‪ .‬لميكن مجمع ساحرات الميناء‬
‫ذا شعبية فيالميناء‪ .‬وحين انسلت ليندا إلى داخل منعطف أحشاء‬
‫الأسماك كانت تعرف أن لديها فرصة ضئيلة فى الهروب؛ فالماء‬
‫المالح وعرافةالسحر الأسود لايمتزجان جيدًا؛فساحرة غارقة في‬
‫السحر الأسود مثلليندا تكون معرضة لخطر التحلل داخل حوض‬
‫‪531‬‬ ‫في قلب النار‬
‫من وحل السحر الأسود خلال ثوان قليلة من الاتصال بالبحر‬
‫وهو أحد أسباب أنك لن ترى مطلقا صراخ إحدى ساحرات‬
‫السحر الأسود‪ .‬كانت لوسي جرينج قدأخذت السبق بهذه الحقيقة‬
‫وراهنت على أن ليندا لنتجرؤ على المضي باللوح الوامض عبر‬
‫بى‪.‬‬ ‫ا عل‬
‫وكانت‬
‫صء‪ ..‬و‬
‫الما‬
‫غير أن لوسي لمتكن قدفكرت مسبقًا وهي تهرب منليندا‬
‫اللعينة‪ .‬وبينما كانت المارودر تشرع في الإبحار إلى خارج المرقاً‬
‫بدأت لوسي في إدراك أنها ربما تكون ‪ -‬كما تقول أمها ق‪-‬د‬
‫استجارت من الرمضاء بالنار‪ .‬فقد قفزت لوسي والفتى الذئبي‬
‫على متن واحدة من أكثر القوارب سوءًا فى الميناء‪ .‬وكان يقودها‬
‫واحد من أشدالربابنة بشاعة‪ -‬وأعمقهم إيمانًابالخرافات‪.‬‬
‫وإذا كان هناك شىء واحد يكرهه هذا الربان فقد كان وجود‬
‫نا سان مركي رخاس رركواك يلاني كا لودو قلوين‬
‫فورتيتيود فراي؛ ربان المارودرء لا يحب النساء ‪ -‬أو الفتيات ‪-‬‬
‫ذوات الضفائر‪ .‬فقد ترعرع ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي بوصفه‬
‫جومكنيعهن ذوات ضفائر‪ .‬وكانت‬ ‫الأخ الأصغر لثماني أخوات ‪.‬‬
‫كبراهن» وهي الأكثر تسلطا تضعمع الضفائر كثيرًامن الأشرطة»‬
‫يل‪.‬‬
‫ستفع‬
‫وكما‬
‫لمًا‬
‫تما‬
‫وهكذا تفحص الربان فراي ركابه غير المتوقعين بتعبير مفزع‪.‬‬
‫ولعل صوت زثئيره «ألقوابها!! فورًا» كانلهمايبرره ‪ -‬ولكن ليس‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪631‬‬

‫للوسي والفتى الذئبي‪ .‬فبالنسبة لهماء وخاصة للوسيء بدا غير‬


‫منطقى للغاية‪.‬‬

‫الربان» ويدعى جاكي فراي» وهو صبي ذو شعر أحمر يمتلئ وجهه‬
‫بكتل منالنمش وعينين خضراوين رقراقتين مثلالبحر‪ .‬كان شعره‬
‫قصيرًا وعلى وجهه تعبير دائم بالقلق‪ .‬كان جاكي يعتقد أنهفي نحو‬
‫الرابعة عشرة» رغم أن أحدًا لميعبأ مطلمًا بأنيخبره بسنه على‬

‫كانالعصو الاحربالطاقم هوكروالحيفةء أحد توأمي أسرة‬


‫كرو‪ .‬كانتوأما أسرةكروءمنالناحية النظرية» متطابقين» غيرأن‬

‫وكان هذا حالهما دائماء منذ‬ ‫أحدهما كان بديئًا والاسر تعينا ع‬

‫اليوم الذي ولدا فيه‪.‬كانابالغي الغباء» يحتمل ألا يكونا أذكى من‬
‫صناديق أسماك الميناء العادية» في واقع الأمرء كان هناك بعض‬
‫صناديق الميناء العادية التي تجادلت في ذلك الأمر بنجاح‪ .‬وبعيدًا‬
‫كان الأخوان كرو متماثلين‬ ‫لرخحفجيمء‬
‫اصا‬
‫عن اختلافهما ال‬
‫كانت عيونهما جامدة وشاحية مثل عيون‬ ‫على نحو ملحوظ‪.‬‬

‫ولة» وتغطت رأساهما بقش أسود قصير‬


‫اميلتةط عالى‬
‫الأسماك ال‬
‫وجراح من شفرات الحلاقة التي نادرًا مامرراها على جمجمتيهما‬
‫بلون غير‬ ‫قذرة‬ ‫فصيرة‬ ‫سترة‬ ‫يردي‬ ‫وكان كلاهما‬ ‫الوعرتين»‬

‫معروف وسروالا جلديًا ضيقًا‪ .‬كان التوءمان كرو يتناوبان‬


‫‪771‬‬ ‫في قلب النار‬

‫العمل على المارودر‪ .‬كانا مناسبين للربان فراي» إذ كانا شريرين‬


‫وغبيين بما يكفي لتنفيذ مايريد دون سؤال‪.‬‬
‫لذاء فحين صرخ الربان فراي «أحلقواا بلهااء» كان يعرف أن‬
‫هذاتمامًا ماسيفعله كرو النحيف‪ .‬دون تفكير؛ فالربان فراي لا‬
‫يتحر التفكير‪:‬‬
‫كان كرو النحيف نحيلا لكنه قويء كانذا عضلات مثل الحبل‬
‫الصلب‪ .‬أحاط بلوسي من وسطها ورفع قدميها عن الأرض واتجه‬
‫مسرعًا إلى جانب القارب‪ .‬صرخت لوسي «اتركني!» اندفع الفتى‬
‫الذئبى نحوه‪ .‬وكان الأثر الوحيد لهذا الفعل أنه أمسك به هو‬

‫قال الربان فراي‪« :‬ألق بهما»‪.‬‬


‫تجمد الفتى الذئبي‪ .‬كانينتابهذعرالسقوط منالمراكب‪ .‬رفع‬
‫كرو النحيف الفتى الذئبي ولوسي فوق جانب المركب وكأنه يلقي‬
‫قمامة المركب اليومية خارج السطح‪ .‬غيرأن المغادرة السريعة‬
‫للمارودر أدت إلى مايمكن أن يطلق عليه الربان فراي عمل بحارة‬
‫غير متقن‪ ..‬حبل مرساة طليق يتدلى على جانب المركب‪ .‬أطبق‬
‫الفتى الذئبي ولوسي على الحبل وهما يسقطان وتعلقا مثل‬
‫وقاج‪.‬‬
‫أرمتش‬
‫امالرود‬
‫ال‬ ‫لماقت‬
‫نءطفي‬
‫ادين‬
‫مص‬
‫يرنه إن لوقع ذلك عزاةاهن قنز ب اتسين كر انعرف‬
‫وبدأفيإبعادأصابع الفتىالذئبي عنالحبل‪ .‬كانرجل البحر الأكثر‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪81‬‬

‫ذكاءً سيقطع الحبلء» لكن هذا لم يخطر بباله‪ .‬ولكنه خطر ببال‬
‫الربان فرايء الذي كان يتابع فينفاد صبر‪.‬‬
‫صرخ‪« :‬اقطع الحبل» يامخالسمكة» دعهما يغرقان أو يسبحان»‪.‬‬
‫جاء صوت لوسى من وراء الجانب‪« :‬أنا لا أستطيع السباحة!»‬
‫قال الربان مكشرًا عن أسنانه بغضب‪( :‬إذن أمامك الخيار‬
‫الآخر)‪.‬‬
‫وعند مقود المركب تابع جاكي فراي فيفزع‪ .‬فيهذه الأثناء‬
‫كانت المارودر قدغادرت المرفأء تتجه نحو البحر المفتوح» حيث‬

‫‪ -‬كما يعرف جاكى ‪ -‬لا أمل فى نجاة أحد يسقط فى المياه ولا‬

‫يبدوان سببًا لراحته‪ .‬فبوجودهما على المركب» صارت أيامه‬


‫الطويلة مع أبيهالذي لايمكن التنبؤ بأفعاله والمتنمر كرو تتخذ‬
‫فجأة شكلًاأقلترويعًا‪ .‬وإلى جانب ذلكء فإن جاكي ليواافق‬
‫على إلقاء أي أحد من المراكب‪ ..‬ولا حتى الفتيات‪.‬‬
‫صاح جاكي‪« :‬لاياأبي» توقف! إذا غرقافإنهذافأل سيئ ربما‬
‫رحرة»‪.‬‬
‫يسا‬
‫رنال‬
‫شعي‬
‫اثرلمن‬
‫أك‬
‫صاح الربان فراي» وكانينتابه القلق مننذر السوء أكثر منأي‬
‫احر!»‬
‫االتذسكر‬
‫ربان لديه ما يجعله كذلك‪« :‬ل‬
‫‪« -‬أوقفه عنقطع الحبل ياأبي‪ .‬أوقفه وإلا فسأعود للميناء»‬
‫‪931‬‬ ‫في قلب النار‬

‫_‪« -‬لن تفعل!»‬

‫‪« -‬بل سأفعل» وهو يقول ذلك» دفع جاكي فراي مقود‬
‫المركب بقوةبعيدًا عنه؛ مالذراع المرفأ الخاص بالصاري‬
‫الأساسى عكسيًا وبدأت المارودر فى العودة‪.‬‬
‫ابل الزباق قراي» فقل كان معروكًا أن العودة إلى الميتاء‬
‫وسط المد المرتفع الذي غادر المركب على أثره هوأسوأ فأل‬
‫على الإطلاق‪ .‬كان الأمر أكثر مما يحتمله‪.‬‬
‫صاح قائلا‪« :‬اتركهما» ادر الو شل ‪ 0‬ان‬
‫بسكين السمك الثلم ‪ .‬كان ديستمتع بنفسه ويتلكأ في التوقف ‪ ..‬صرخ‬
‫الربان‪« :‬قلت اتركهماء هذا أمريا كرو‪ ,‬اسحبهما للداخل وضعهما‬
‫بالأسفل»‪.‬‬
‫ابتسم جاكي فراي‪ .‬سحب المقود نحوه‪ .‬وبينما كانت المارودر‬
‫تعاود الدوران فيطريقهاء تابع لوسي والفتى الذئبي وهما يدفعان‬
‫خىل العنبر بالأسفل‪ .‬أغلقت الفتحة وأوصدت‬‫ا إل‬
‫دتحة‬
‫خلال الف‬
‫من الخارجء وبدأ جاكي يصفر في سعادة‪ .‬هذا المنظر سيصبح‬
‫اد‪.‬‬
‫عاتمن‬
‫ماعً‬
‫لإمت‬
‫اثر‬
‫أك‬
‫حسيناعيادمون إلى جانب المرفأ ساورته تساؤلات مقلقة‪.‬‬
‫رفض بأدب عروضا منثلاث شابات ليذهب إلىمنزلهن ليجفف‬
‫نفسه‪ .‬وبدلا من ذلك انطلق إلىغرفته العلوية في دار الجمارك‪.‬‬
‫ا(سايمون‪ .‬سايمون!»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪041‬‬
‫تجاهل سايمون الصوت المألوف؛ فقد أراد أن يختلي بنفسه‪.‬‬
‫لكن مورين عاملة متجر الفطائر لميكن من السهل صرفها؛ فقد‬
‫لحقت به ووضعت يدها بحنان على ذراعه‪ .‬التفت سايمون‬
‫ليواجهها فأصيبت مورين بصدمة ‪ -‬فقد كانت شفتاه زرقاوين‬
‫وكان وجهه فيبياض الأطباق التي تعرض فيها فطائرها‪.‬‬
‫«سايمون إنكتتجمد‪ .‬تعال ا وتدفأ بجوار الأفران‪ .‬سأعد‬
‫ْ‬ ‫لشكوكولاتة ساخنة لذيذة»)‪.‬‬
‫هز سايمون رأسه رافضًاء لكن مورين أصرت‪ .‬شبكت ذراعها‬
‫بقوة حول ذراعه وجرته خلال الميدان إلى متجر الفطائر‪ .‬وبمجرد‬
‫دخولهماء وضعت مورين لافتة مغلق ودفعت سايمون إلى المطبخ‬
‫فاىلخلف‪.‬‬
‫ْ «والآن» اجلس» كانت تاوجلهتلعهليمات وكأن سايمون كلب‬
‫حراسة غارق في البلل» كان من الغباء بحيث قفز داخل المرفاً‪.‬‬
‫جلس سايمون مطيعًا فيكرسي مورين بجانب فرن الفطائر الكبير‪.‬‬
‫وفجأة راح يرتعش بشكل لا إرادي‪ .‬قالت له مورين‪( :‬سأذهب‬
‫وأحضر بعض الأغطية» يمكنك التخلص من هذه الأشياء المبللة‬
‫لففلهايفلى»‪.‬‬
‫اأج‬
‫وس‬
‫بدعدقخامسئق كانسايمون ملفوقًا بامجملوعبةطمانطين‬
‫الصوفية الثقيلة‪ .‬وبين حين وآخر كانت تنتابه الرعشة» لكن شفتيه‬
‫‪141‬‬ ‫في قلب النار‬

‫استعادتا لونهما ولم يعدفي شحوب طبق الفطائر‪ .‬أخذت مورين‬


‫تسأل‪« :‬إذن فقد رأيت لوسي؟»‪.‬‬
‫أومأ سايمون في تعاسة‪« :‬كان هذا شيئًا جيدًا جذا لى‪ :‬لقد‬
‫وتجلات التخض] حر تهرك نه فلك للك انهامنت آنا‬
‫ألومها»‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وضع رأسه بين يديه وضربته رعشة لإارادية أخرى‪.‬‬
‫كانت مورين امرأة عملية وكانت لا تستسلم للتعاسة طويلا‪.‬‬
‫كانت تؤمن أيضًا بأن الأشياء ليست دائمًا بالسوء الذي قد تبدو‬
‫عليه‪ .‬قالت‪« :‬ليس هذا ما سمعته‪ .‬لقد سمعت أنها والصبى كانا‬
‫يهربانمنالمجمع‪.‬كلقارايا الساخر راسايم اي ‪* 3‬‬
‫رفع سايمون رأسه‪« :‬ساحرة؟ أي ساحرة؟ ‪0‬‬
‫‪« -‬الشريرة بحق ‪ .‬تلك التي سخطت المسكينة فلوري بوندي‬
‫إلى حجم كيس الشايء‪ ,‬هكذا يقولون»‪.‬‬
‫‪( -‬ماذا؟»‪.‬‬
‫‪« -‬كيس شاي‪ .‬كانت ساحرة كيس الشاي تطارد لوسى‬
‫لواح الوامضة‬
‫لتألك‬
‫والصبي‪ .‬كتاتنعتقبهما فوق أاحد‬
‫الخطرة»‪.‬‬
‫همس سايمون في سره‪« :‬تطارد لوسي؟‪ 2‬أخذيفكر بعمق‪ .‬في‬
‫الماضي كان قد قابمالزيارةالاعتيادية للمجمع‪ .‬لم تكن شيئًا قد‬
‫استمتع بالقيام به ولكن ذفي الوقت نفسه‪ .‬كان يحتر م المجمع‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪241‬‬

‫بسبب قدراتهن في السحر الأسود‪ .‬وكان يحترم على وجه‬


‫الخصوص ليندا التي‪ -‬لقدتذكر الآن‪ -‬كان يشاع عنها أنها سخطت‬
‫جارتها‪ .‬لكن حرص ليندا على السحر الأسود‪ .‬مضافا إلى خبثهاء‬
‫قدأرعبه هونفسه‪ .‬وفكرة أنهاتطارد لوسي جعلته يرتجف‪.‬‬
‫حضمل براد‬
‫تنه‬
‫لي ت‬
‫أضافت مورين بطانية أخرىء وقالت وه‬
‫«هذا يفسر سبب هروبهما على المارودر» فهو‬ ‫ى‪:‬‬
‫لذي‬
‫غال‬
‫يماء‬
‫ال‬
‫العم كلهفديكار جد القفقعلى مف‬
‫نظر سايمون لمورين عابسًا‪« :‬لماذا؟ ماذا تعنين؟)‪.‬‬
‫أجابت مورين بسرعة‪« :‬لاشيء»» وتمنت على الفور لو أنهالم‬
‫تقل شيئًا‪ .‬فما الفائدة فى أن يقلق سايمون على شىء لا يمكنه‬
‫ْ‬ ‫‪”.‬‬ ‫التصوف ال ‪8‬‬
‫قال سايمون وهو يثبت نظره نحو عينيها‪« :‬أخبريني يا مورين‪.‬‬
‫رنف»‪.‬‬
‫عأ‬‫أيد‬
‫أر‬
‫لم تجبه مورين‪ .‬وبدلا منذلك نهضت وتوجهت إلى فرن‬
‫صغير كانت قد وضعت فيه وعاء اللبن لتسخينه‪ .‬شغلت نفسها‬
‫هناك لعدة دقائق» وتجرهتكيزها نحو إذابة ثلاثمةكعبات من‬
‫الشوكولاتة فى الماء الساخن‪ .‬أحضرت السلطانية التى يتصاعد‬
‫منها البخار لعانو وقالت‪« :‬اشرب هذاء وبعدها سأخبرك»‪.‬‬
‫ارتشف سايمون الشوكولاتة الساخنة والرجفة لاتزال تهاجمه‬
‫‪341‬‬ ‫فايلقلنبار‬
‫جلست مورين على مقعد صغير بجوار الفرن؛ وقالت‪« :‬أمر‬
‫اس‬ ‫نجعل‬‫لي‬ ‫اطائر‬
‫دة عرض الف‬ ‫ضفي‬‫مءنما‬‫غريب! هناك شي‬
‫يظنون أنها حاجز ضد الصوت وأنك لا تستطيع أن تسمع ما‬
‫يقولونه على الجانب الآخر منها‪ .‬لقد سمعت أشياء كثيرة وأناأبيع‬
‫الفطائر‪ ..‬أشياء ألتمعمد أن أسمعها»‪.‬‬
‫سألها سايمون‪« :‬إذن ماالذي سمعته عن المارودر؟»‪.‬‬
‫‪« -‬حسئاء إنهأمريتعلق أكثر بالربان حقيقة‪.»...‬‬
‫لترعلبقان؟»‪.‬‬
‫‪« -‬ماالذي با ي‬
‫‪( -‬إن أخباره سيئة‪ .‬إنهم يتذكرونه هنا حين كان مجرد جو‬
‫جراب العادي من أسرة من محطمي السفن عند نهاية‬
‫الالح لكن الآن وقن عاذ كاك المويلا تمن المداره‬
‫فلم يعدمن السهل أن تتحطم السفن‪ ,‬أليس كذلك؟ وهذه‬
‫رحمة» إذا سألتني رأبي فمن الفظاعة أن تخدع سفينة لتلقى‬
‫مصيرها المحتوم على الصخورء إنهشيء فظيع‪ .‬وهكذاء‬
‫وقد ذهب الربح من تحطيم السفن» سلم جراب نفسه‬
‫لواحدة من سفن القراصنة التى كانت تأتى إلىهنا أحياناء‬
‫وعاديحفة ين الذهئ فل اتنمةانها وه ‪#‬اجديةاء يقر‬
‫البعض إنهحصلعلىكليهما منرجلنبيلمسكين ألقىبه‬
‫من سطح المركب‪ .‬لآكخنرين يقولون‪ »..‬توقفت مورين»‬
‫سةتفميرار‪.‬‬
‫اغب‬
‫لرا‬
‫غاير‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪441‬‬
‫سأل سايمون‪« :‬آخرون يقولون ماذا؟»‪.‬‬
‫هزت مورين رأسها‪.‬‬
‫قال سايمون‪« :‬أرجوك‪ ,‬عليك أن تخبرينيء إذا كنت سأساعد‬

‫كانت مورين لاتزال مترددة» كان جزء من السبب أن الحديث‬


‫عن هذه الأشياء كان يعد فألا سيئًا‪.‬‬
‫‪« -‬حسنًاء آخرون يقولون إن تغيير الاسم يعني تغيير السيد‪.‬‬
‫يقولون إن السيد الجديد للربان هو شبح قديم موجود‬
‫بالقلعة» وهذا هو المصدر الذي جاءت منه كل أمواله‪.‬‬
‫ولكن تخيل العمل لصالح شبح‪ ..‬أليس شيئًا سيئًا؟»‬
‫ارتعشت مورين وقالت باستخفاف‪« :‬أناعن نفسى لا أصدق‬
‫ان»‪.‬‬
‫ذم‬‫همة‬
‫كل‬
‫لكن سايمون كان يصدق» همهم‪ :‬تابع روح شريرة»‪.‬‬

‫«ماذا بك؟‪ 2‬سألته مورين وهي تنهض لتضع قطعة حطب أخرى‬
‫في النار تحت الفرن‪ .‬كانت سيرة الأشباح كلها تشعرها بالبرد‪.‬‬
‫قال سايمون مستهجنًا‪« :‬تابع روح شريرة» صيد شبح» نصير‬

‫شبح‪ ..‬سمّهماتسميه‪ .‬أظن أن المصطلح الحقيقي هو بائع روحه‪.‬‬


‫إنه الشخص الذي يبيع نفسه لاحد الاشباح"‪.‬‬
‫شهقت مورين وهي تغلق الباب على حجرة الاحتراق‪:‬‬

‫«يا إلهي! ولمَ يرغب أي شخص في فعل ذلك؟‪.2‬‬


‫‪541‬‬ ‫فايلقلنبار‬
‫قال سايمون متذكرًا الوقت الذي قدم له فيه تيرتيوس فيوم‬
‫عرضًا مماثلا‪« :‬الذهب» مائة وتسع وستون قطعة‪ .‬لأكون دقيقًا‪.‬‬
‫لكنهم كلهم يندمون في النهاية‪ .‬لامفرء لميحصلوا على الثمن ولا‬
‫لمرة واحدة‪ .‬يظلون مسكونين حتى آخر أيامهم»‪.‬‬
‫قالت مورين‪« :‬يا للأشياء التييفعلها الناس!»‪.‬‬
‫وافقها سايمون‪« :‬نعم» اسمعي يا مورين‪.2...‬‬

‫اانعم؟)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫لمااسم الجديد للربان؟»‪.‬‬


‫اذن‬
‫‪« -‬إ‬
‫ضحكت مورين‪( :‬ياه! إنه اسم مجنون لوكان هناك شيء كهذا‪.‬‬

‫ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي‪ .‬إنهيثير ضحكك حين تفكر أنهكان‬


‫مجرد جو جراب العادي»‪.‬‬
‫لميشارك سايمون مورين الضحك‪ .‬فلم يجد أن هوس السحر‬
‫الأسود بالأسماء شىء مضحك على الإطلاق‪.‬‬
‫همهم وتلهد‪« :‬تي‪ .‬إف‪ .‬إف‪ .‬نفس حروف فيوم القديم‪ .‬إني‬

‫أتساءل‪ ...‬أواه يالوسى‪ .‬ماالذي فعلته؟»‪.‬‬


‫حاولت مورين أتنفكر في شيء إيجابي تقوله‪ .‬ولكن كلما‬
‫تمخضت عنه كان‪« :‬ولكن ابنه جاكى صبى طيب)»‪.‬‬
‫السلطانية الفارغة وحملق عابسًا فى قلميه‬ ‫وضع سايمون‬

‫العاريتين وهما ظاهرتان من تحت البطاطين‪ .‬ولميقل شيئًا‪.‬‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪641‬‬
‫بعد بضع دقائق همهمت مورينء بغير اقتناع نوعًا ما‪« :‬انظر‬
‫قةة‪ .‬وشجاعة أيضًا‪ .‬أونااثقة من أنها‬ ‫زتا‬
‫اف‬‫حسي‬
‫يايمون» لو‬ ‫س‬
‫ستكون بخير»‪.‬‬
‫سألها سايمون متشككا‪« :‬بخير؟ علىمتنمركب معربانمثل‬
‫هذا؟ كيف يحتمل أن تكون بخير؟)‪.‬‬
‫لمتعرفمورين ماذاتقول‪ .‬وبهدوء قامت على قدميها وشرعت‬
‫دىى الدكك العريضة المحاذية‬ ‫ح عل‬
‫إيمون‬
‫فإعىداد فراش لسا‬
‫جر‬
‫فعد‬
‫ل» ب‬
‫االي‬
‫الت‬ ‫بناح‬
‫صر م‬
‫لبك‬
‫ات م‬
‫المطبخ‪ .‬وفي وق‬ ‫‪6‬‬
‫مباشرة» حيناتجهت مورين إلىالمطبخلتبدأإعدادالخبزةالأولى‬
‫بدأت في‬ ‫ا‬ ‫من الفطائرء كان سايمون قد ذهب‪ .‬لبك‬
‫له وللوسي حظا سعيدًا؛ فسيكونان في‬ ‫الحلوى وتمنت‬ ‫عجن‬

‫عب إل‬
‫منارةالكثيب المزدوج مرتفعة أعلى إطار معدني متداع‬ ‫كان‬
‫سد عند نهاية لسان غادر‪ .‬ومن الجو بدت رفيعة وواهية» كما‬
‫لوأن أخف هبة ريح ستطيح بهاء لكن سبتيموس كان يعرف ما‬
‫يقوله الناس عن أنهامثيرة للإعجاب من الأرض‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪841‬‬
‫على هّدي الضوءء أدار سبتيموس لافظ اللهب حوالي خمس‬
‫وأربعين درجة إلى اليسارء واتجه نحو البحر المفتوح‪ .‬كان‬
‫سبتيموس يعرف أنهليس في حاجة إلىتوجيه التنين لأن لافظ‬
‫اللهب كان؛ حاليّا يعيد رحلته السابقة» غير أنه استمتع بإحساس‬
‫أن التنين يستجيب لأوامره‪ .‬حين كان لافظ اللهب مقيدًا إلى‬
‫الأرضء كان لدى سبتيموس دائمًا شعور بعدم الارتياح من أن‬
‫ن موجودًا فقطليلبي طلباته» لكن‬
‫كنهاهو‬
‫لنمهسوئول وأ‬
‫الاتني‬
‫فيالجوتبودلت المواقع‪ .‬أصبح لافظ اللهب منصاعًا وهادنًا؛فقد‬
‫إلى حد أن‬ ‫هتىاء‬
‫عن ح‬
‫تس‪,‬و بقل كا‬
‫ييمو‬
‫غ كبلات سبت‬
‫راع‬
‫أط‬
‫نرًا بأنالتنين يمكنه سماع أفكاره الداخلية‪.‬‬
‫يساشع‬
‫حمو‬
‫أتي‬
‫سب‬
‫لميكن سبتيموس على خطأ كامل بهذا الشأن‪ .‬فلم يكن يعرف‬
‫أن قائد التنين ‪ -‬وخصوصًا حامي التنين ‪ -‬ينقل أفكاره من‬
‫خلال حركات بسيطة لكل عضلة‪ .‬فالتنين يقرأ كامل جسد‬
‫قاكئده وعادة مايعرف أي طريق يريد القائد أن يسلك قبل‬
‫أن يعرفه من يقوده نفسه‪ .‬ذكرًا كان أو أنثى‪ .‬كان الأمر كذلك؛‬
‫إذء قبل يومين» كان لافظ اللهب قد طار ببالغة الانفعال‬
‫مارشا أوفرستراند طوال الطريق إلى بيت الفوريكس دون خطأ‬
‫واحد‪ .‬وفى ظل حقيقة أن مارشا كانت قد تلقت تعليمات‬
‫كعناة‬
‫يي ت‬
‫دقب‬‫انو‬
‫فت تم‬
‫و عا‬‫لهي‬
‫تا با‬
‫اف‬‫ق‬‫و‬
‫ذلك ويككابة إتجتار‪ .‬كنك حارسا يككل طي آذ مهارتهنا‬
‫‪91‬‬ ‫رحلة طيران التنين‬

‫الفطرية في قيادة التنين هي التي أوصلتهم إلى هناك سالمين» لكن‬


‫فيالحقيقة كان الأمر يرجع للمهارات الفطرية للافظ اللهب التي‬
‫تجاهلتها الساحرة العظمى‪.‬‬
‫اتجه سبتيموس ولافظ اللهب خارجين إلى البحر المفتوح‪.‬‬
‫صار الجو أكثر إشراقا واختفت تجمعات السحب البيضاء‬
‫لا يرى سوى زرقة السماء‬ ‫الصغيرة» حتى صار سبتيموس‬
‫اللازوردية من حوله والبحر المتألق تحته‪ .‬نظر إلى أسفل مفتونًا‬
‫وهو يشاهد الظلال المتحركة للتيارات» ويرى الأشكال الداكنة‬
‫للحيتان الضخمة التي تسكن الأغوار العميقة التي يطيران‬
‫فوقها‪.‬‬
‫كانهواء نهايات الربيع باردًا عندارتفاع خمسماثة قدم؛غيرأن‬
‫ات لافظ اللهب أمد سبتيموس بمناخ‬ ‫ضثلمن‬ ‫عنبع‬
‫الدفء الم‬
‫محلي خاص لايتسم بالسوء‪ ,‬ماتجنب هبةأنفاس التنين العرضية‬
‫الساخنة الكريهة الرائحة‪ .‬وسرعان ما جعلت هدهدة طيران التنين‬
‫يدخل في‬ ‫موس‬
‫ب تتحتي‪-‬‬
‫سق»‬
‫تحتء‪ .‬فو‬ ‫وعق‪»-‬‬
‫فيقا‬
‫ذات الإ‬
‫حالة نصف النائم حيث دارت حول رأسه نغمات سحرية» وعغزفت‬
‫مرت عدة ساعات على هذا الحال إلى أن‬ ‫يفهي‪.‬‬
‫ننية‬
‫ذتني‬
‫أانٍ‬
‫أغ‬
‫لعن فيفط فكأة‪:‬‬
‫كان هناك من ينادي اسمه‪# :‬سبتيموس» سبتيموس‪.2...‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪051‬‬

‫اعتدل سبتيموسء وقد تنبه على الفور في ارتباك‪ .‬كيف يمكن‬


‫تهم قائلا‪« :‬لقد كانحلمّاء أيها الغر)‪.‬‬‫منفس‬
‫ت هز‬
‫وديه؟‬
‫لأحد أن ينا‬
‫وكي يطرد الحالة الضبابية التي لفت رأسه نظر إلى أسفل إلى‬
‫المحيط مرة أخرى‪ ..‬وشهق متعجيًا‪.‬‬
‫بعيدًا إلى الأسفل كانت مجموعة من الجزر تشبه اللآلى‪.‬‬
‫امتدت جزيرة وسطى كبيرة وأحاطت بها ست جزر أصغر تابعة‪.‬‬
‫كانت كلها خضراء شديدة الخصوبة يحدها كهوف صغيرة‬
‫وشواطئ رملية بيضاءء أما فيما بين الجزر فقد تلألاأً في ضوء‬
‫الكنمس اللوقاق الأزرق ‪:‬اشر الوشكان لماه ادر لفطل‬
‫الصافية‪ .‬كان سبتيموس مفتوناء وفجأة تاق لأن يجلس على‬
‫منحدر أحد التلال الدافئة يرتشف من الينابيع الباردة التي تتدفق‬
‫خلال الصخور المطحلبة‪ .‬لثانية ‪ -‬ليس أكثر‪ -‬فكر في الهبوط‬
‫بلافظ اللهب إلى أحد الكهوف وأن يترجل فوق الرمال‪ .‬وفي‬
‫استجابة بدأالتنينفيخفضالارتفاع؛ وعلى الفورثاب سبتيموس‬
‫لرشده‪.‬‬
‫قال بأسف‪« :‬لا يا لافظ اللهب‪ .‬لاء علينا أن نستمر»‪ .‬واصل‬
‫لافظ اللهب طيرانه» والتفت سبتيموس ليشاهد دائرة الجزر‬
‫الخلابة وهي تبتعد‪ .‬وفي النهاية اختفت الجزر عن نظره وانتابه‬
‫كور رم باللقسادة لتوورا هدهو افع الليب ركد هوا ‪0‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫رحلة طيران التنين‬
‫واصل التنين والحامي الطيران حتى وقت متأخر من بعد‬
‫الظهيرة‪ .‬كانت السحب البيضاء تأتي وتمضي من فوقهماء‬
‫وبالأسفلء كانت السفن الأتحي تيعابرنًا تترك أثرمسارها الأبييض‬
‫ترناهي للأمواج» لكن لم يظهر المزيد من‬ ‫لطمغي‬
‫انم‬
‫خلال ال‬
‫الجزر‪.‬‬
‫ومع دنو المساء‪ .‬بدأت السحب تتراكم حتى شكلت سقفًا‬
‫رماديًا غليظا‪ .‬هبطت درجة حرارة الهواء وشعر سبتيموس بالصقيع‬
‫يضرب عظامه‪ .‬لف فراء الشره حول نفسه بمزيد من الإحكام‪,‬‬
‫لكنه ظل يشعر بالبرد‪ .‬لميدرك سبتيموس مدى البرودة التي صار‬
‫عليها‪ .‬لقد استغرق منه الأمر عشر دقائق كاملة ليتذكر أن مارشا‬
‫كانت قد أصرت على شحن ما أطلقت عليه عدة الطوارئ الخاصة‬
‫بهاءوالتيحمّلتها شخصيًا علىظهرلافظ اللهب داخل سرجين‬
‫من السجاد الثقيل‪ .‬كانت مارشا قد أخبرت سبتيموس أنها وضعت‬
‫ست عباءات تدفئة» والتى كانت سعيدة للغاية أنتجدها فى متجر‬
‫‪١‬‏‬ ‫بوت لعباءات الساحرات المستعملة‪.‬‬
‫ولة فتح السرجين ‪ -‬اللذين‬
‫وبعد عشر دقائق أمخرحىامن‬
‫أحكمت مارشا إغلاقهما علىنحوبالغ الفاعلية ‪ -‬نجح سبتيموس‬
‫في إيصال يده المتجمدة بفعل البرد ليسحب إحدى عباءات‬
‫التدفئة‪ .‬لف العباءة المكرمشة على نحو غريب حول نفسه؛ وعلى‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪251‬‬
‫الفور انتشر الدفء في أوصاله مثل حمام ساخنء وبدأت أفكاره‬
‫رةى‪.‬‬
‫خمر‬
‫أشط‬
‫تن‬
‫كان الضوء الآن يخفت بسرعة‪ .‬وإلى الأمام في الأفق كان‬
‫بإمكان سبتيموس أن يرى الحافة المظلمة لليلة القادمة‪ .‬بدأت‬
‫تنزل زخات من المطرء لكن بدا أن عباءة التدفئة كانت تطرد الماء‬
‫أيضًا‪ .‬ارتدى سبتيموس قبعته الحمراء القديمة الصغيرة» التي كان‬
‫قد وضعها في جيبه قبل أن يغادر‪ .‬صارت ضيقة الآنء لكنه لم‬
‫يبال‪ .‬لمتكن أي قبعة أخرى تعطيه شعورًا مماثلا‪ .‬الآن صار محميًا‬
‫ضودمالحمطمريًا ضد الريح تمامًا‪.‬‬
‫أعاد سبتيموس انتباهه للأفق مرة أخرى‪ .‬أصبح خط الليل‬
‫المظلم أككر اتسناعاء ‪:‬وادة كتلؤله علق أن بامكانة أن ترم شنريطا‬
‫بااهنلًاأمضنواء‪ .‬ثسببتتيموس عينيه في الأفق وحين تعمق‬
‫الغسق ومضى لافظ اللهب إلى أقرب ما يمكنه‪ ,‬بدا شريط الأضواء‬
‫ظكة‪.‬‬
‫حيتل‬
‫لاف‬
‫للقَ‬
‫اثرتأ‬
‫أك‬
‫سرت في جسد سبتيموس قشعريرة الحماس‪ ..‬لقد فعلها‪ .‬لقد‬
‫وجد طريق العودة إلى المركز التجاريء وأحد هذه الأضواء‬
‫يخص جينا ونكو وسنوري وبيتل وهم يجلسون في غرفة الشبك‬
‫العلوية البائسة ينتظرون عودته لإنقاذهم‪ .‬مال سبتيموس للخلف‬
‫على مسند القائد وابتسم ‪ .‬لقد فعلها فريق التنين للإنقاذ مرة أخرى‪.‬‬
‫‪351‬‬ ‫رحلة طيران التنين‬
‫بعد نصف ساعة هبط الليل» وكانا قدوصلا لليابسة‪ .‬أخذ لافظ‬
‫اللهب يطير منخفضًا ومسرعًا بمحاذاة أحد السواحل الرملية‪.‬‬
‫صفت السماءوارتفع القمرالمحدودب المنحسرء مشكلا ضوءًا‬
‫فضيًا وظلالا فمندة غلى الأرضى‪ :‬بالأسفل ‪ :‬انحى مسيموس‬
‫ورأى الأشكال المظلمة لأكواخ الصيادين وقد تناثرت بين الكثبان‬
‫فذ» والقوارب‬ ‫الى‬‫نتروق ع‬
‫لتح‬
‫اتي‬
‫الرملية» والشموع الخافتة ال‬
‫الصغيرة وقد سحبت على الشاطئع لدخول الليل‪ .‬وإلى الوراء كان‬
‫يمكنه أن يرى شريط أضواء المركز التجاري وهي أشد تلألوًا من‬
‫أي وقت مضىء وهي تضيء ساسلة المرافئ الطويلة‪.‬‬
‫والآن أبطأ سبتيموس لافظ اللهب وهبط إلى ارتفاع أقل‪.‬‬
‫الطويل‪ ..‬المرفأ رقم تسعة‬ ‫مفرافئ‬
‫لص‬‫وبالأسفل» رأى أاول‬
‫وأربعين» إذا كان يتذكر على نحو صحيح‪ .‬ولكنء بما أن المرفأرقم‬
‫التى يقصدانهاء فقد كان لا يزال أمامهما‬ ‫هما‬
‫هانتهو‬
‫جك‬‫واثة‬
‫ثل‬
‫طريق يقطعانه‪ .‬خجفنقاحا لافظ اللهب باطراد وهويطيرفوق‬
‫ت نيظرموس للأسفل بحماس ورأى‬
‫ببع‪.‬‬
‫ستتا‬
‫خر بال‬
‫آلو‬
‫لأ ت‬
‫امرف‬
‫ال‬
‫بمحاذاة أسوار المرفأ وهي‬ ‫بنوطة‬
‫لمةم لرلسف‬
‫امظل‬
‫الأشكال ال‬
‫تظهر على ضوء صفوف المصابيح والمشاعل على طول جانبي‬
‫رصيف الميناء‪ .‬كان يستطيع رؤية حشود الناس تتحرك بصخب»‬
‫منشغلين بالتحميل والتفريغ» والمساومة والتجارة‪ .‬صعد قرع‬
‫أصواتهم» نغمات متنافرة من لغات غير مألوفة» من منازعات‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪41‬‬
‫وضحكات يتخللها الصياح الغريب‪ .‬لميلحظ أحد الشكل المظلم‬
‫للتنين بالأعلى ولاظل القمر الخافت وهو يتحرك في صمت فوق‬
‫الأرصفة‪ .‬ربت سبتيموس على عنق لافظ اللهب وهمس‪:‬‬
‫الأحسنت العمل يالافظ اللهب‪ .‬أحسنت العمل‪ .‬لقد أوشكنا على‬
‫الوصول)»‪.‬‬
‫كانالمركز التجاري قدتوسع على امتداد خط الساحل المحمي‬
‫على حافة الأرض المفتوحة الواسعة التي ضمت ‪ -‬من بين عجائب‬
‫أخرى كثيرة ‪ -‬بيت الفوريكس‪ .‬وأصبح المكان مركرًا للتجار» ليس‬
‫للتجار الشماليين وحسب‪ .‬بل لهؤلاء القادمين من الأماكن الأبعد‬
‫جدًا‪ .‬قبل أن يذوب حتى ثلج الشتاء» كان التجار لابسو الفراء‬
‫المحاصرون بعيدًا في البلدان الثلجية يدفعون قواربهم الطويلة‬
‫الرفيعة فوق المصارف المتجمدة التي تتعرج خلال الغابات حتى‬
‫تصل إلى القنوات الواسعة دائمة التدفق التى تصب فى النهاية داخل‬
‫المركز التجاري‪ .‬كان التجار الطوال ذوو الأردية اللامعة القادمون‬
‫متنلال الصحاري اليجاحفةضرون سفنهم المطلية ببراعة من‬
‫البحرء وأحيانًا حتى التجار القادمين من بلدان ما وراء السهول‬
‫الثلجية الشرقية كان يمكن رؤيتهم بقبعاتهم المدببة العالية المميزة‬
‫وكان يمكن تمييز أصواتهم الحادة من وسط الصخب‪.‬‬
‫وبينما واصل لافظ اللهب الطيران» استمر سبتيموس فى رصد‬
‫المرفأرقمثلاثة‪ .‬كانواحدًا منالمرافئ الأصغر عندأقصى طرف‬
‫‪551‬‬ ‫رحلة طيران التنين‬

‫المركز التجاري‪ .‬تمامًا وراء أوسع قناة(تلك التيتمتدإلى الطرف‬


‫انلم» هكذا قالوا)‪.‬‬ ‫االآلخرع م‬
‫كان المرفاً رقمثلاثة» حسبما عرف‪ ,‬تسهل ملاحظته منخلال‬
‫تكوينه غيرالمعتاد على شكل حدوة الحصان‪ .‬لميكنمرف ذا مياه‬
‫عميقة لكن كان الصيادون أصحاب القوارب الصغيرة يستخدمونه‪.‬‬
‫وكانوا يتركون قواربهم مربوطة بحبال ممتدة فوق الرمال التي‬
‫تااز المد‪:‬‬ ‫جته‬
‫كاتقتو ع‬
‫لميمروقت طويل قبل أن يعبر لافظ اللهب القناة العريضة التي‬
‫تضربها الرياح» ورأى سبتيموس شكل حدوة الحصان المرحبة‬
‫بالأسفل‪ .‬بدأسبتيموس الطواف بحدًا عن مكان للهبوطء غير أن‬
‫الرصيف كان مكتظا بطاولات السمك وأكوام الشبك‪ .‬لم يكن‬
‫هناك جزء مفتوح بمايكفيلهبوط تنين؛ ولنيهبطتنين مطلقًا‬
‫بجوار الشبك» بسبب الفزع المتأصل بداخل التنانين بأن مخالبهم‬
‫الكل‬ ‫ا‬ ‫ا ل‬ ‫لامو‬
‫ضيي‪.‬‬
‫اة ف‬
‫معظيم‬
‫ل ال‬
‫اانين‬
‫التن‬
‫كان المد ينحسرء وفي المناطق المظلمة على امتداد حافة سور‬
‫قريط ارملكاتعالكا لبس عمال ‪ .‬وجه التنين‬ ‫لورفا خا تود‬
‫لعدة مئات من الياردات نحو البحر ثم انخفض به قريبًا من الماء»‬
‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫بر ان علىحول ا ا‬ ‫وا‬
‫ورذاذًا من الرمال المبللة‪ .‬استنشق التنين الهواء ثممدد رأسه في‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪651‬‬

‫تعب على الرمال الرطبة» ليسمح لسبتيموس بالنزول ووضع قدمه‬


‫علي الأرهى ور ألدرى اله ملكهوين قلس اميحار لاأن بغيك‬
‫الإحساس لأصابعه‪ .‬بعدهاء وبقليل منالاتزان» ذهب ومسح على‬
‫أنف التنين الناعم البارد كالثلج‪.‬‬
‫همس سبتيموس‪« :‬أشكرك يالافظ اللهبء أنترائع»‪.‬‬
‫صهل التنين» ومن وسط ظلمات رصيف الميناء بالأعلى جاء‬
‫صوت امرأة‪« :‬لاتفعل ذلك‪ .‬إنه شيء وقح للغاية»‪ .‬واعترض‬
‫صوت رجل‪١ :‬لا‏ أفعلماذا؟ أنالمأفعل شيئًا!»‬
‫‪« -‬هاءأنت دائمًا تقول ذلك‪ .‬لايمكنك أن تلقي باللوم على‬
‫ارج»‪.‬‬
‫خذي‬
‫ابلال‬
‫بكل‬
‫ال‬
‫ابتعد الزوجان المتجادلان وقبل أن يصبحا خارج مجال‬
‫السمع؛ كان لافظ اللهب قد ذهب في النوم‪ .‬تفص سبتيموس‬
‫المد‪ .‬كان فيطريقه للانحساره وبنظرة إلىأعلى علامة للمد على‬
‫سور المرفأ عرف أن أمام لافظ اللهب ست ساعات على الأقل‬
‫لينام فيمكانه في أمان‪ .‬أنزل سبتيموس سرجي مارشا وأخرج‬
‫أربع دجاجات مشويات وكيس تفاح ووضعها بجوار أنفالتنين‬
‫حتى إذا ما استيقظ تناول وجبة خفيفة في منتصف الليل‪.‬‬
‫هسمبستيموس‪# :‬انتظرهنايالافظاللهبء سأعود؛ فتحلافظ‬
‫اللهب عيئًا غائمة» وغمز وعاد إلى السبات‪.‬‬
‫‪751‬‬ ‫رحلة طيران التنين‬

‫وضع سبتيموس السرجين الثقيلين على كتفه واتجه في ضجر‬


‫ندحَورَجِ المرفاً‪ .‬والآن كان كلماعليه فعله هو أن يتذكر أيها‬
‫كانت غرفة الشبك التى اختارها نكو‪.‬‬
‫‪4‬ه ‪ 41‬اك‬

‫المركز التجاري‬
‫سبتيموس إلى أعلى الدَّرّج ونظر حوله‪ .‬كان الزوجان‬
‫وصل المتجادلان قدذهباوصاررضيف الميئاء خحاويًا‪ .‬كان نضّف‬
‫معتم لايضيئه سوى مشعل واحد كبير مرتفع على عمود أمام صف‬
‫من الأكواخ الخشبية الضيقة‬
‫بالغة الارتفاع عند مؤخرة‬
‫انت‬
‫بم‬‫هرغم‬
‫الرصيف‪ .‬وعلى ال‬
‫الرياح وقطرات المطر التي تنزل‬
‫أحياناء كانت ألسنة نيران المشعل‬
‫تتوهح فيثبات خلف واقٍ زجاجي‬
‫رفيع وتشكل بقعة ضوء‬
‫ا‬ ‫فرك‬ ‫لوا‬ ‫مه‬ ‫‪٠.‬‬ ‫‪1‬‏ ‪6‬‬
‫فوق لجار‬ ‫معكمه‬ ‫صفراء‬ ‫‪71‬‬

‫الرصيف‪ .‬تذكر سبتيموس أينمهيز‬ ‫‪8‬‬


‫مدخل الزقاق الذي جرهم نكو إليه‬ ‫‪7‬‬

‫قبل يومين‪ .‬رفع سبتيموس السرجين‬


‫على كتفه‪ .‬وقد ابتسم من فكرة أنه‬
‫‪951‬‬ ‫المركز التجاري‬
‫سيرى أخاه مرةأخرى فى القريب العاجل» ومضى فى اتجاه المشعل»‬
‫وهويتحسس طريقه خلال مجموعات البراميل والعربات التيتنائرت‬
‫على رصيف الميناء‪.‬‬
‫وصل سبتيموس إلى المشعل ودخل الزقاق‪ .‬ألقى المشعل‬
‫بظل سبتيموس الطويل المترجرج أمامه‪ .‬لف داخل ناصية حادة‬
‫وغاص في ظلام حالك‪ ..‬ولكن لبضع ثوان فقط‪ .‬فعلى الفور بدأ‬
‫حاتم لحن الذي ارتدامافي اكه الى بلمخ ونقبي»ء الطريق‪.‬‬
‫يىه‬
‫تينفعل‬
‫كسرج‬
‫عسببرتيموس ناصية أخرى وقد صار اتزان ال‬
‫مربكاء ووقف خارج بيت خشبي متداعمكونمنأربعة طوابق»‬
‫بدابابهالخارجي محطمًا حديئًا وقد ربط بحبل‪ .‬أثرل‪#‬استيمو سن‬
‫السرجين الثقيلين ونظر إلى أعلى حيث النوافذ الصغيرة التي‬
‫فقدت أو تكسرت ألواحها الزجاجية ‪ .‬كان متأكدًا أن هذا هو البيت‬
‫الصحيح‪ ,‬لكن لميكن هناك أحد‪ ..‬كانت النوافذ مظلمة وكان‬
‫المكان صامنًا وخاليًا‪ .‬بسردتاخله مسحة قلق‪ .‬وعندئذ لفت‬
‫شىء ما نظره‪ .‬قطعة من الورق كانت محشورة فى الباب» ولاحظ‬
‫سجموس عظ جنا الكبر الملتفت‪ :‬كاقت الرميالة تقول‬
‫سب!‬
‫أتمنى أن تكون قد قمت برحلة طيران جيدة! نحن‬

‫المرفأ رقم اثني عشر‪ .‬أراك هناك!!!‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪061‬‬
‫بمتيموس من رؤيته السارة لعلامات تعجب جيناء ثم‬
‫تسبس‬
‫عبس‪ .‬كيفيتأتى لهأن يذهب إلىالمرفأ رقماثعنشير!‬
‫بعد مرور نصف ساعة كان عبوس سبتيموس قد ازداد‪ .‬لقد‬
‫صارع الرياح العاصفة وزخات المطر المفاجئة على الجسر‬
‫المكشوف الطويل الذي يقطع مدخل القناة العريضة ووصل الآن‬
‫إلى البوابة الخشبية الضخمة عند نهاية الجسرء والتى تميز حدود‬
‫خلفك البوانة كانبإمكان سديمرضس' أن‬ ‫االمرزبفاعةر‪.‬ق‪:‬وونن‬
‫يسمع أصوات المرفأ الناشط‪ .‬ذهب في ضجر ليفتح البوابة وفي‬
‫مفاجأة له خرج رجل من صندوق خشبي كان سبتيموس يظنه‬
‫لاممخنازن‪.‬‬‫اعَ‬
‫نو‬
‫قالالرجل الذي كان يرتدي زي البحارة الأزرق الداكن المزين‬
‫بأزرار ذهبية كبيرة‪« :‬قف مكانك أيهاالولد الصغير‪ .‬قبل أن تدخل‬
‫ار كبيرمثبت على الحائط‪.‬‬ ‫طلى‬
‫خر إ‬
‫إشا‬
‫عليك أن تقرأ الإخطار» وأ‬
‫كان مضاءً بمصباحين نحاسيين ومملوءًا بحروف حمراء كبيرة‬
‫لعدة لغات‪.‬‬
‫تجهم سبتيموسء فقد كان لا يحب أن يناديه أحد «بالولد‬
‫انم‪.‬‬ ‫رر م‬
‫تكب‬
‫حدرأ‬
‫اى ق‬
‫ل عل‬
‫اادًا‬
‫الصغير» فقدكان معت‬
‫ثمقالالرجل متذمرًا‪« :‬ويمكنك أيضًا أن ترفعهذاالتجهم عن‬
‫وجهك‪ .‬اقرأ اللوحة كلهاعنآخرهاء أو يمكنك العودة من حيث‬
‫أتيت‪ .‬أتفهم ذلك؟)‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫المركز التجاري‬

‫أومأ سبتيموس دون أي تعبير‪ .‬كمالوكان يريد بشدة أن يقول‬


‫دم‬ ‫ل ب‬ ‫الح‬ ‫امس‬
‫اوهلتمامه إلى‬
‫أربعة ويصبح داخل شبكة المرافئ الكبيرة‪ .‬ح‬
‫الاخطار‪" :‬‬

‫أنت الآنتغادر المرفأ رقمثلاثة»‬


‫آخر المرافئ الصغيرة (م ص)‬
‫وتدخل شبكة المرافئ الكبيرة (ش م ك)‬
‫وبمرورك من هذه البوابة فأنت توافق‬
‫عبلىقأوتنلاتزنمين (ق)‬
‫هيئةالمرافئ الكبيرة للمركز التجاري (هام ك م ت)‬
‫وأن تطيعكافة التعليمات التي يصدرها‬
‫مسئولو أو جماعات أو مجتمعات المرفأ (مج م م)‬

‫تلا هذا قائمة طويلة» يبدأ كل سطر بكلمات «عليك ألا»‬


‫بحروف حمراء كبيرة‪ .‬سكابنتيموس لااليحقبوائم المكتوبة‬
‫باللون الأحمر وتبدأ بكلمتي «عليك ألا»فقدكانت تذكره بجيش‬
‫الشباب‪ .‬غير أنه‪ .‬وفي ظل عين الصقر التي يحملها المسئول»‬
‫قرأها كلها آعخرنها‪ .‬قال وقدوصل إلى نهايتها‪١ :‬احسناء‏ أوافق»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪201‬‬
‫اعترض المسئول‪« :‬أنت لتقمرأها»‪.‬‬
‫عأة»‬ ‫رقر‬‫رذاعلية سسموس‪# :‬أسناأ‬
‫قالالرجل‪١ :‬لا‏ تتذاكٌعليّء اقنترهامءنتها»‪.‬‬
‫قال سبتيموس» وقد أبلاقىلحذر أدراج الرياح‪« :‬لقد انتهيت‪.‬‬
‫لتذاتلذااك أنت على»‪.‬‬
‫قاطعه المعول‪ :‬معا انكسمتوم‪:1‬‬
‫‪« -‬ماذا؟)‪.‬‬
‫‪« -‬لقد سمعت‪ .‬أنت ممنوع من دخول شبكة المرافئ الكبيرة‪.‬‬
‫مثلما قلتء يمكنك أن تعود من حيث أتيت»‪.‬‬
‫اجتاحت سبتيموس موجة غضب‪ .‬رفع ذراعه اليمنى وأشار‬
‫إلى شريطي المتدرب الأولء اللذين كانا يلمعان بلون أرجواني‬
‫ألا لير‬ ‫سحري في ضوء المصباح وقال ببطء شديد ار‬
‫غضبه‪« :‬أنا فيمهمة عمل رسمية» هذه شارة منصبي‪ .‬أنالست من‬
‫قد تظنني‪ .‬إذا كنت تقدر منصبكء فإني أنصحك أن تسمح لي‬
‫بالمرور»‪.‬‬
‫كانت القوة النافذة التى تحدث بها سبتيموس فى وجه المسئول»‬
‫إلىجانب البريقالسحري علىكميهقدأربكاه‪ .‬وفياستجابة دفع‬
‫البابليفتح البوابة» وبينما كان سبتيموس يدخلء أحنى المسئول‬
‫رأسه على نحو غير ملحوظ تقريبًا‪ .‬لسابحظتيموس ذلك لكنه لم‬
‫يسلم به‪ .‬أغلق الرجل البوابة ودخل سبتيموس المرفأ رقم أربعة‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫المركز التجاري‬
‫‪1‬‬ ‫ا‬‫ال‬
‫كان هذا مرفأ بحقء ذا مياه عميقة ومراكب كبيرة‪ .‬كان يضيئه على‬

‫الأقل عشرون مشعلا ويزدحم بالناس‪.‬‬

‫تتزودان بالمؤن‪ .‬غمر سبتيموس شعور طاغ بالضجر‪ ..‬كيف لهأن‬


‫يسلك طريقه وسط هذا الزحام؟ تمنى أن لوكانقدترك السرجين‬
‫الثقيلين على لافظ اللهب‪ .‬أنزلهما للحظة على البلاطات‬
‫الحجرية‪ .‬جاءه صوت مرتفع من الخلف‪« :‬لا تسد الطريقء أيها‬

‫ا»‪.‬‬ ‫همال‬
‫نم أع‬
‫وديه‬
‫زاس ل‬
‫جاأن‬
‫ن هن‬
‫يبي‪.‬‬
‫الص‬
‫خطا سبتيموس إلى أحد الجوانبء ناسيًا السرجين‪ .‬اندفع‬
‫صياد ضخم الجثة مارَّاوهو يحمل مجموعة مرصوصة بعناية من‬
‫محتويات‬ ‫د‬ ‫وعلى الفور تعثر فيهما‬ ‫السمك»‬ ‫صناديق‬

‫بسيل غاضب من الكلمات التي لم يسمعها من قبل» التقط‬

‫واختفى وسط الزحام‪ .‬وحين نظر للخلف‪.‬‬ ‫السرجين‬ ‫سبتيموس‬

‫كان الحشد قد أغلق الطريق من خلفه وغاب الصياد عن ناظره‪.‬‬


‫ابتسم سبتيموس‪ .‬أحيانًا يكون للحشود استخداماتها‪ .‬تنفس بعمق‬
‫وبدأ يسلك طريقه عبر رصيف ميناء المرفأ رقمأربعة حتى وصل‬
‫فى النهاية إلى بوابة المرفأً خمسة‪ .‬كانت هذه بلا حراسة» لحسن‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪461‬‬

‫حظهء رغم أنها تعلق الإخطار المستبد نفسه‪ .‬تجاهل سبتيموس‬


‫الإخطار ودخل إلى المرفا رقم خمسة‪.‬‬
‫بعد قرابة‪-‬الشاعة كان ستيموس قن أوشك علئ‪ .‬الوؤضول‬
‫لهدفه‪ .‬وقف أمام علامة إرشادية أعلمته أنه يغادر الميناء رقم أحد‬
‫عشر وعلى وشك دخول الميناء راقثمني عسشرب‪.‬تشعيرموس‬
‫بالإرهاق» وصار فى ذلك الوقت مغتاظا بشدة من جينا‪ .‬لماذا كان‬
‫عليها أن تذهب للتأرجح على سفينة رائعة؟لماذا لميستطيعوا‬
‫انتظاره فيغرفة الشبك كما رتبوا؟ ألميفكروا حتى في أنهقد‬
‫يكون متعبًابعدرحلة الطيران الطويلة تلك؟لقدكانعليهأن يعبر‬
‫واجهات ثمانية مرافئ ليصل ! يهم»ولميكن هذاسهلا‪ .‬كان‬
‫بعضها مكتظا بأناسلايرغبون دائماأن يفسحوا طريقًا لصبي رثٌ‬
‫يحمل سرجين كبيرين‪ .‬أحدها كانخاوياء وغير مضاء‪ .‬وتتقاطع به‬
‫الحبال التي اضطر لأن يقفز خلالها مثل مهر السيرك الراقص؛‬
‫لهةبرمناميل وصناديق‬ ‫اتا‬
‫انمل بم‬ ‫كلقي‬
‫لا مغ‬
‫انه‬
‫بان م‬
‫وكان اثن‬
‫الشحن؛ وكثير منها كانت تبدو عدائية على نحو واضح‬
‫توقف سبتيموس المنهكليقيمالموقف‪ .‬بداالمرفأرقماثني‬
‫عشر الأصعب من بينها جميعًا‪ .‬فقد كان الأكبر حتى الآن وكان‬
‫هيرج والمرج الدائر على‬ ‫لف‬ ‫انظر‬
‫يبشاغيلنشاط‪ .‬حين أمعن ال‬
‫الرصيف‪ .‬أمكنه رؤية غابة من الصواري العالية بشراعاتها الملفوفة‬
‫وهي ترتفع في سماء الليل وقد التمعت بفعل صف المشاعل‬
‫‪561‬‬ ‫المركز التجاري‬
‫المتوهجة التي تحاذي حافة المياه‪ .‬كان الضوء الصادر عن‬
‫المشاعل يبعث في المشهد وهجًا برتقاليًا خصباء أضفى على‬
‫الأمطار المتساقطة إلى‬ ‫الليل لونًا أزرق مخمليًا داكا مر‬
‫اس‪.‬‬ ‫لتممن‬‫ارا‬
‫قط‬
‫كانت هناك مسحة من ثراء وفخامة بالمرفأ رقم اثني عشر لم‬
‫يستشعرها سبتيموس في المرافئ السابقةا‪.‬لكمانسئولون في كل‬
‫مكان» وبدا لسبتيموس أن كل واحد منهم لديه من الأزرار الذهبية‬
‫مايزيد على الآخر‪ .‬كانوا يرتدون أردية بحرية قصيرة زرقاء تبدو‬
‫منها سيقانهم ملفوفة بسراويل ضيقة ذات أزرار من القماش‬
‫الذهبي» وكانوا يرتدون في أقدامهم أحذية ثقيلة ذات رقبة مزينة‬
‫بأبازيم فضية عديدة‪ .‬لكن كان ما جذب عيني سبتيموس حقيقة‬
‫هي الباروكات»‪ .‬ومن المؤكد أنها باروكات» حسبما فكر‪ ,‬لأنه لا‬
‫أحد يمكنه أن يكون لديه مايكفى من الشعر من أجل مثل هذه‬
‫الترتيبات المعقدة‪ .‬كيانربعتضهفع لمسافة قدم‪ .‬كانت بيضاء‬
‫ناصعة وملفوفة فى تموجات وعقد للزينة وضفائر وجدائل» وكان‬
‫كلواحديضعشارة ذهبيةكبيرةليست بعيدة الشبهعنالشارات‬
‫الوردية التي رآها سبتيموس تزين إسطبل حصان جيناء دومينو‪.‬‬
‫ابتسم سبتيموس وقد تخيل للحظة أن المسئولين اصطفوا في‬
‫حلقة ليتم الحكم عليهم «المسئول صاحب أطرى أنف»‬
‫و«المسئول الذي قديحب الحكام كثيرًا أن يأخذوه للبيت»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪661‬‬

‫الزحام‪ .‬لمتكن لديه فكرة عن أي نوع من السفن قد تكون السيريس‬


‫رغم أنهكلما فكر فيها رأى أن الاسم بدا مألوفا‪ .‬تنفس بعمق‬
‫وحمل السرجين ‪ -‬اللذين كانا كمالوأن أحدًا قد دس فيهما للتو‬

‫لدفعة قوية على أحد الجوانب من اثنين من عمال الميناء فى زيهما‬


‫الرسمي وهما يفسحان الطريق وسط الزحام لمرور امرأة طويلة‬
‫ملفوفة بملابس ذهبية‪ .‬كانت تنظر أمامها بازدراء ولا ترى شيئًا‬
‫سوى الطائر الجميل متعدد الألوان الذي ترفعه عاليًا على رسغهاء‬
‫مثل الفانوس‪ .‬كان سبتيموس قد تعلم الكثير عن الاندفاع خلال‬
‫الزحام في الساعة الماضية» وحصل على فرصته‪ .‬فبسرعة‪ .‬وقبل‬
‫نفسه خلف المرأة وتابع السير‬ ‫أن ينغلق الحشد مرة أخرى» وضع‬

‫فى أعقابهاء محاذرًا أثلاويبطأها المجرجر المتلالى‪.‬‬


‫وح الخشبي‬ ‫لصعد‬‫لت‬ ‫ارأة‬
‫اعئق رأى سبتيموس الم‬ ‫بدعدقبض‬
‫رىفأء‬‫لبرم ف‬‫اأك‬
‫لسفينة منمقة ذات ثلاثة صوارء كانت تقريبًا ال‬
‫حسبما رأى‪ .‬في الحقيقة» كانت السفينة التيتليها مباشرة فقط‬
‫د‬‫وحت‬
‫م ت‬
‫عيموس‬
‫تبدو أكبرمنها وربما تأنشدميًا‪ .‬وقف سبت‬
‫أحد المشاعل وقد شعر بالإعياء من التعب» ونظر نحو الصف‬

‫الطويل من السفن» التي ربطت من مقدمتها ومؤخرتهاء والتي‬


‫اختفت فى غياهب الليل‪ .‬بدت أنها تستمر بلا نهاية ممتدة داخل‬
‫‪761‬‬ ‫المركز التجاري‬
‫طغى‬ ‫ث‪.‬‬
‫لاناأو‬
‫ثينت‬
‫سف‬ ‫تها‬
‫اطت‬
‫ذ رب‬
‫اقد‬
‫حها‬
‫مبعض‬
‫بان‬
‫المرفأء وك‬
‫على شكموس عور هالاستحالة جهداك سفن كقير‪#‬جدًاة كفت‬
‫يمكنه أن يعثر على السيريس؟ وبافتراض أن السيريس كانت من‬
‫السفن المربوطة على الجانب الخارجي لسفينة أخرى ‪ -‬فكيف‬

‫سفنهم؟ وهل يفترض بك أن تطلب ذلك؟ وماذالوقالوا لا؟أسئلة‬

‫فيما يقلقه حتى إنهلميسمع اسمه يُنادى‪.‬‬

‫«سبء يا مغلق الأذنين» نحن هنا»‪ .‬كانت عبارة «مغلق الأذنين»‬


‫هايلتي جذبت انتباه سبتيموس وسط ضوضاء الزحام‪ .‬شخص‬
‫بهذا‪.‬‬ ‫اقدطيه‬
‫ن ف‬
‫يحد‬
‫وا‬
‫دار سبتيموس حول نفسه باحئًا عنصاحبة الصوت‪« :‬جين!‬
‫جين! أين أنت؟»‬

‫ن!ا‪ ..‬لا هنا)‪.‬‬


‫‪« -‬ههنا‬
‫وعندئذ رآها سبتيموس وقد انحنت فوق مقدمة السفينة‬
‫الضخمة بالغة التنميق إلىاليمين» وهي تلوح بأقصى ماتستطيع‬
‫وتبتسم بشدلة‪ .‬ابتسم سبتيموس في ارتياح وذهب عنه كل‬

‫بالثئقة لتضع نفسها في أفضل سفينة بالمرفاً‪ .‬انطلق‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪801‬‬

‫اس الذين‬
‫لرةنمن‬
‫اصغي‬
‫قه عابرًا المجموعة ال‬
‫روسيفي‬
‫طتيم‬
‫سب‬
‫تجمعوا لينظروا إلى الرأس الجميل ذي الشعر الأسود الذي‬
‫أطل من السيريس» ووصل إلى البحار المناوب ذي الزي‬
‫السلم الصاعد للسفينة» وهو يدرك نظرات‬ ‫ية‬
‫داعند‬
‫بخاص‬
‫ال‬
‫الحسد التى تطارده‪.‬‬
‫انحنى لدان وسأله‪« :‬هل أنتسبتيموس هيب يا سيدي؟»‬
‫أجاب سبتيموس بمزيد من الارتياح‪ :‬انعم)‪.‬‬
‫قال البحار‪« :‬مرحبًا بك على متن السفينة يا سيدي» ثم أدى‬
‫التحية‪.‬‬
‫الأشكرك)» بعدما قال سبتيموس ذلكء تذكر فجأة شيئًا كان نكو‬
‫كذأخيردية رشان انهمهاتعر فالاستكا أنايصعد أنحدإلىسقينة‬
‫للمرة الأولى دون أن يقدم عطية ماءوضع يده في جيوب عباءته‬
‫وأخرج أول شيء وصلت إليهيده‪ ..‬سمكة مملحة‪ .‬وضع السمكة‬
‫فييدالبحار ثم رفع السرجين على كتفه وصعد السلم مضطربًاء‬
‫تاركا البحار والسمكة؛ متجمدين مرتبكين» وقد حدق كلاهما فى‬
‫ْ‬ ‫الآخر‪.‬‬
‫له ‪ 51‬جد‬

‫السيريس‬

‫ستيقظ ان تناديه‪ .‬جلس في وضع عمودي وقد وقفت‬


‫أطراف شعره؛ وظل اسمه يدوي في أذنيه‪ .‬أينهو؟ عندئذ تذكر‪.‬‬
‫تذكر صعوده على سطح السيريس ثم جينا وهي تلقي ذراعيها‬

‫حوله‪ .‬وتضحك‪ .‬تذكرها‬


‫وهي تمسك بيده وتقدمه لرجل‬

‫طويل أسود الشعر أدرك أنه‬

‫والد جيناء» ميلو بانداء»‬

‫السيريس‬ ‫أن‬ ‫وأدرك‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪071‬‬

‫إياها بفخرء وتذكر ‪ -‬حتى وسط إرهاقه ‪ -‬دهشته من الترف‬


‫الصارخ‪ .‬الألوان البهية وطلاء ماء الذهب الذي يتألق على ضوء‬
‫المشاعل» مدى نظافة لفائف الحبالء أناقة الخشبء اللمعان‬
‫القوي للنحاس وأناقة الطاقم فيزيهم الجذاب وهم يعملون في‬

‫وفى النهاية أدركت جينا مدى ما به من تعب فقادته إلى ممر‬


‫طويا بده وات مدهي‬
‫كان أحد أفراد الطاقم قدانشقت عنه الأرض وفتح الأبواب»‬
‫أخذ ينحني وهما يتحركان نازلين إلى السطح الأسفل‪ .‬تذكر جينا‬
‫وهي تأخذه عبرسلالم عريضة مصقولة إلىغرفة مكسوة بالخشب‬
‫تضيئها غابة من الشموع وعندها جاءته صيحات انفعال‪ ..‬كان بيتل‬
‫يبتسم ابتسامة عريضة وهو يلكمه في ذراعه ويقول‪«:‬انظر‬
‫ياسب!»» واحتضنه نكو ورفع قدميه عن الأرضء ليظهر فقط أنه‬
‫يلزاال أخاه الأكبر» وابتسمت سنوري في خجل وقد تعلق أولر‬
‫‪7‬‬ ‫بفلوزها وبعنها لميتذكرشياار‬
‫سفبتيموس أرجاء كابينته بعينين غائمتين‪ .‬كانت صغيرة‬
‫ل‬
‫عًا ومغطى بمجموعة من‬
‫وهاليسنًا‬
‫وير‬
‫لكن مريحة للغاية؛ كان سر‬
‫ذة‬
‫فبر‬
‫ا ع‬
‫نشمس‬
‫ال‬ ‫ء‬
‫ومن‬‫ضري‬
‫البطاطين الدافئة‪ .‬تدفق شعاع دائ‬
‫نحاسية كبيرة كان بمقدور سبتيموس أن يرى من خلالها زرقة‬
‫الماء المتلألتئة والهيئة الداكنة لظلال سور المرفا المنعكسة على‬
‫‪71‬‬ ‫السيريس‬

‫تمدد وحملق في أشكال الضوء المتحولة التي‬ ‫ه‪.‬‬


‫لفمن‬
‫خبحر‬
‫ال‬
‫تنعكس على السقف المصنوع من الخشب المصقول» وشعر‬
‫بالسرور أن مارشا لاتناديه‪ .‬سكابنتيموسء وبهطوبيعته ممن‬
‫يستيقظون مبكرّاء سعيدًا لأنه استغرق في النوم‪ ,‬فقدتألم بكامله‬
‫من آثار رحلتي طيران طويلتين بالتنين فيوقت متقارب جدًا‪.‬‬
‫ها‬
‫علتي‬
‫طل ا‬
‫قميا‬
‫وتساءل وهو يغالب النعاس عن عدد الأ‬
‫كو ولافيل اللمنو» فعا جلت معد لامي التو لالط‬
‫اللهب!‬
‫ألقى سبتيموس بسترته وصار خارج كابينته في ثلاثين ثانية‬
‫ليس أكثر‪ .‬هرععبرالممر المكسو بالخشب متجهًا عبردرج هابط‬
‫يقود إلىمجموعة سلالم أخرى تصعد إلىحجرة مفتوحة تظهر‬
‫السماء الزرقاء من وراتها‪ .‬تقدم عبرها مندفعًا بسرعة وقد قرعت‬
‫قدماه الأرض الخشبية» فاصطدم مباشرة بجينا ملقيًابكلتيهما على‬
‫الأرض‪.‬‬
‫نهضت جينا واقفة وشدت سبتيموس لينهض على قدميه» قالت‬
‫لاهثة‪« :‬سب! فيم العجلة؟)‪.‬‬

‫قال سبتيموس دون رغبة في إضاعة أي وقت في محاولة‬


‫افرع الؤافة” اوري لفن نمق عكااوهب الدرت عرض ل‬
‫ظهر السفينة المفتوح‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪271‬‬
‫لم تكن جينا على مسافة بعيدة خلفه‪ .‬قالت وقد لحقت به‪:‬‬
‫«ما بال لافظ اللهب؟)‪.‬‬
‫هز سبتيموس رأسه وأسرع منصرفا غيرأن جينا أمسكت بكمه‬
‫بقوة ورمقته بأفضل نظراتها كأميرة‪« :‬سبتيموس‪ .‬ماذا بشأن لافظ‬
‫اللهب؟ أخبرني!)»‪.‬‬
‫مىال» وقد أتى‬
‫لارعل‬
‫قال بسرعة متلعئمًا‪« :‬لقد تركته ناائمً‬
‫المد‪ .‬ياللغنة! منذ ساعات»‪.‬‬

‫أفلت يده منجينا واندفع عبر ظهر السفينة متجهًا إلىسلم‬


‫التي كانت خطواتها دائمًاأسرع من خطواته‪.‬‬ ‫انء‬
‫يد‪.‬نلك‬
‫جصعو‬
‫ال‬
‫صارت أمامه فجأة تسد عليه السلم‪ .‬احتج سبتيموس‪ :‬اجين!‬
‫ابتعدي عن الطريق! أرجوكء علي أن أعثر على لافظ‬
‫اللهب!‪.42‬‬
‫‪« -‬حسنّاء لقدعثرت عليه بالفعل» أو بالأحرى هوعثرعليك‪.‬‬
‫»ا‪.‬‬
‫باي‬
‫سههن‬
‫إن‬
‫دار سبتيموسٍ فيما حوله‪« :‬أين؟ لا يمكنني رؤيته»‪.‬‬
‫‪« -‬تعال‪ .‬سأريك»‪ .‬أخذت جينا سبتيموس من يده وقادته عبر‬
‫ظهر السفينة الذينظف لتوه إلىمؤخرة السفينة‪ .‬كان التنين‬
‫نائمًافيأمان» وقد تمدد ذيله على ألواح الحافة الخارجية‬
‫للسفينة واستقرت شوكته في الماء‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫السيريس‬

‫على رصيف المرفأء وقفت مجموعة من المعجبين المنبهرين»‬

‫وهم أعضاء نادي مكتشفي التنانين بالمركز التجاريء‪ .‬وهو ناد‬


‫أسس حديئًا فقط» على أمل ليس أكثرمنتوقع أن يروايومًا أحد‬
‫التاني‪:‬‬
‫لضيرلة الماضية» بعد أن ذهبت‬ ‫لح‬ ‫اقد‬
‫قالت جينا مبتسمة‪« :‬ل‬
‫في النوم مباشرة» لقد كنت في عالم آخر تمامّاء أنت ختى لم‬
‫السفينة‬ ‫تستيقظ حين هبط‪ .‬لقد حدثت جلبة هائلة واهتزت‬
‫بالكامل‪ .‬لقد ظننت أنها تغرق‪ .‬وجن جنون الطاقم» لكن بمجرد‬
‫يحنتيأ‪.‬ن‪.2..‬‬
‫أتننشر‬
‫؟ه‪.2‬‬
‫كإن‬
‫نقلت‬
‫ن»يهل‬
‫تينك‬
‫اسعتبرضتيموس وقد أتى‪« :‬تن‬
‫قالت جينا بخجل‪ :‬احسئاء أنا ملاح لافظ اللهب يا سب‬

‫وكنت أعرف أني إذا قلت إنهلي» فستكون الأمور على مايرام؛‬
‫«أي شيء أفعله على هذه‬ ‫ت‪:‬‬ ‫منا‬
‫ست جي‬
‫توقف‬‫ب ‪-‬ت‬
‫اسئًا‬
‫و‪ ..‬ح‬
‫لأن‬
‫السفينة مباح‪ .‬شيء جيدك ألبس كذلك؟»‪.‬‬

‫لم يكن سبتيموس واثقا‪« :‬لكنه تنيني أنايا جين»‪.‬‬


‫‪« -‬ياهء لاتكن سخيفا هكذا يا سبء أنا أتعرنفيأننهك»‬
‫سأقول لهم إنهتنينك لوكنت تحب ذلكء لكن لميكن أنا‬
‫من تركته على الشاطئ والمد قادم»‪.‬‬
‫«كان ينحسر)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪471‬‬

‫هزت جينا كتفيها‪« :‬أيّاكان»علىكل»لقدنزلالطباخللبرليأتي‬


‫ببعض الدجاج والأشياء من أجل إفطاره‪ .‬هل تريد إفطارًا أنت‬
‫كذلك؟)»‪.‬‬
‫أومأ سبتيموس وتبع جينا للأسفل وقد اعتراه شيء من التجهم‪.‬‬

‫‪#© #3‬ا‬
‫لم يسراليوم علىمتنالسيريس بما يرضي سبتيموس‪ .‬كان قد‬
‫فقط‬ ‫مالترحيب به باعتباره منقذا مرة أخرى‪ ,‬ليكتشف‬
‫تم‬‫توقع أن يت‬

‫أن ميلو باندا سرق منه الجوء ولم يبد أحد مهتمًّا على الإطلاق‬

‫بالعودة للوطن معه على ظهر لافظ اللهب‪ .‬كانوا جميعهم‬


‫يخططون للابحار إلى الوطن «بأسلوب لائق» كما عبرت جيناء‬
‫وكما أضاف بيتل «وكذلك بدون روائح التنين تلك»‪.‬‬

‫ففي أعقاب تناول إفطار ممل مع ميلو باندا وجيناء انقضى في‬
‫سماع حكايات ميلو عن أعماله البطولية الأخيرة وحماسه بشأن‬
‫«شحنة البضائع الهائلة» التي يتوقع وصولها في أي لحظة» تجول‬
‫سننكووري‬
‫وجد‬
‫كانمسرورًا إذ و‬ ‫نرة‪.‬‬
‫فلىيظه‬
‫لوسس ع‬
‫اتيم‬
‫سب‬
‫جالسين وقد تدلت ساقا كل منهما من فوق جانب السفينة» وهما‬
‫ينظران إلى البحر‪ .‬أما أولرء في هيئته النهارية في صورة قطة‬
‫برتقالية صغيرة» فقد كان نائمًا فى دفء أشعة الشمس‪ .‬جلس‬
‫سبتيموس بجوارهما‪.‬‬
‫‪571‬‬ ‫السيريس‬
‫قال نكو بهدوء‪« :‬أهلايااسب‪ .‬هل نمت جيدا؟»‪.‬‬
‫قالسبتيموس بصوت خفيض‪« :‬نعم» جيدًا جدَّاء ونسيت لافظ‬
‫اللهب»‪.‬‬
‫قالت سنوري‪« :‬لقد كنت متعبًا للغاية يا سبتيموسء أحيانًا‬
‫يكون شيئًا جيدًا أن تنام بعمق‪ .‬ولافظ اللهب في أمان‪ .‬هو أيضًا‬
‫نائم» حسبما أظن!»‪ .‬وعندها هز شخير مرتفع سطح السفينة»‬
‫وضبكك سححوسس‪.‬‬
‫قال‪« :‬أمر جيد حقًاأن أراك يانك»‪.‬‬
‫رى»‪.‬‬‫يأخ‬
‫غيا‬
‫صلك‬
‫ل كذ‬
‫انت‬
‫‪« -‬وأ‬
‫‪« -‬اعتقدت أن رن أن نعود على ظهر لافظ اللهب في‬
‫مه؟ر‪:‬‬
‫ردط‬
‫ييع‬
‫لمن‬
‫ااخو‬
‫وتخا مت‬
‫استغرق نكو فترة ليرد‪ .‬وحين فعل لم يكن رده هو ما رغب‬
‫«لا شكرًا ياسب‪ .‬أنا وسنوري» سيبحر‬ ‫عيه‪:‬‬
‫اف‬‫موس‬
‫ستيم‬
‫سب‬
‫كلاناعلىظهرالسيريس عائدين للوطن معميلو‪ .‬سنمضي بعض‬
‫لتبفحىر»‪.‬‬
‫اوق‬
‫ال‬
‫قا ستموس‪ :‬نكن انلق هذالبن ملعيف‬
‫انضكوبا‪« :‬ولم لا؟‪.12‬‬
‫بغدا‬
‫‪« -‬أميء إنها تريد حقيقة أن ترااكل فويطن بأمانيانك‪ .‬وأنا‬
‫وعدتها أني سأعيدك علىظهرلافظ اللهب»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪6671‬‬

‫العودة للوطن كثيرًا‪ .‬إثارة الهبوط‬ ‫يتخيل مشهد‬ ‫كان سبتيموس‬

‫بالتنين فوق مروج القصرء سارة وسايلاس وهما يجريان لتحيتهم»‬


‫وألثر ومارشا أيضًّاء وربما العمة زيلدا كذلك‪ .‬كان هناك شىءظل‬
‫ورخينا‬ ‫يتطلع إليهء الإبمام النهائي للبحث عن نكو الذي كر‬

‫‪.‬نذا وكأنه وقت‪.‬طويل تحذًا‪ :‬لقد شعر فجأة بأنه تعرض‬


‫نئل اما‬

‫للخداع‪.‬‬
‫قال نكو‪« :‬معذرة يا سبء‪ .‬أنا وسنوري يجب أن نفعل ذلك»‬
‫نحتاج إلى وقت لنعتاد الأشياء‪ .‬أنالاأريدأن أرى أميمرة أخرى‬
‫فى وقت قريب‪ .‬أنالا أرغب فى أن اضطر إلى إجابة كل أسئلتها‬
‫وأن أكون سعيدًا ومهذيًا مع الجميع‪ .‬وأبي لايمانع الانتظار‪.‬‬

‫بالحرية» وقنًا أكون فيه نفسى‪ ..‬حسنا؟»‪.‬‬


‫لميرسبتيموس أن الأمر حسن على الإطلاق» لكن سيكون من‬
‫ور‬ ‫ا‬ ‫سه‬ ‫بيك‬

‫يتحركا‬
‫ااعت‬
‫نقرس‬
‫اع‬‫و‬‫اك‬
‫ل‬ ‫كم‬‫اخاملاء‬
‫وم و‬
‫نكم‬
‫كان‬ ‫تعجبه‬

‫سبتيموس‪ .‬ولم يشعر هو ولا سنوري بالحاجة‬ ‫اد‬


‫للكلام» وهوماكان أمرًاغريبًاء فنكوكاندائمًا لديهمايقول‪ .‬حتى‬
‫‪771‬‬ ‫السيريس‬

‫لجوكناونشنيئيًاًا بالكامل‪ .‬كانسبتيموس يفتقدنكوالقديم؛ نكو‬


‫الذي كان يضحك وقت لاينبغي أن يفعل والذي يقول الكلام بلا‬
‫تفكير‪ .‬أماالآن فقدبدا الأمر كمالوكان نكو عليه أن يفكر لساعات‬
‫قل أن يفول شيكاءقميكونمايقولة شيك جاذًاوبالخرص نما‬
‫بعدفترةانقضت في الجلوس في صمتء نهض سبتيموس وأخذ‬
‫يتجول‪ .‬ولم يبد على نكو ولا سنوري أنهما لاحظاذلك‪.‬‬
‫في وقت لاحق من بعد الظهيرة‪ .‬وبعد غداء انقضى في‬

‫الاستماع إلى المزيد من حكايات رحلات البحر من ميلو‪ .‬جلس‬


‫سبتيموس متعكر المزاج على ظهر السفينة متكثا على لافظ‬
‫ف‬
‫صا م‬
‫نالنه‬
‫اللهب‪ ,‬الذي كانلايزالنائما‪ .‬فيالحقيقة‪ .‬وبعيدا عن‬
‫بىاخ‪,‬‬
‫دستة املندجاج‪ .‬وكيس مانلسجق‪ ,‬وأفضل مقالالةطلد‬
‫سليىريس‪.‬‬ ‫لامليفتعلنين شيئًااسولىنوم منذأن واصلل إ‬
‫كسابنتيموس قد واضلعسرجين فوق ظهرالتنين ‪ -‬على أمل‬
‫‪-‬ما الآن فقد جلس‬
‫أكثر منه توقها لأن يكون قادرًا على الرحيل أ‬
‫متكنًا على القشور‪ .‬متدفنًا بالشمس‪ ,‬شاعا بالارتفاع والهبوط‬
‫البطيئين لأنفاس التنين‪ .‬نظر باكتئاب إلى سور المرفأ المحيط‪,‬‬
‫كان الجو متألقا ومشرقا معرياح خفيفة إ‪-‬نه جو مثالي لطيران‬
‫اظ‬
‫قعه‬
‫بي وس‬
‫إا ف‬
‫لل م‬
‫التنين ‪ -‬وكان يتعجل المغادرة‪ .‬كان قد بذ‬
‫لافظ اللهب ولكن دون جدوى‪ .‬حتى الحيل مؤكدة النجاح بالنفخ‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪871‬‬

‫فللمح‪ .‬ركل سبتيموس بضجر‬


‫تنيه‬
‫فأنف التنين ودغدغة أذ‬
‫ي‬
‫إحدى لفائف الحبال الحمراء المحكمة فأصيب إصبع قدمه‪ .‬أراد‬
‫على الفور وأن يذهب للوطن بمفرده‪.‬‬ ‫هب‬
‫لافظ‬
‫لل‬‫اتطي‬
‫أن يم‬
‫دظ‪ .‬لو أن تنينه الغبي يستيقظ فقط!‬ ‫حاح‬
‫لأن يل‬
‫علا صوت بيتل منشرحًا‪« ::‬انظرءيا أفضلالتلاميذ الأوّل»‪.‬‬
‫ينن الاياف سل جِذا‪ .‬مرحبًا يابيتل‪..‬ياإلهيء‬ ‫وه م‬
‫أل‬
‫ما الذي ترتديه؟!»‪.‬‬
‫احمرت وجتتا بيتل وقال‪« :‬ياه» لقد لاحظت!»‪.‬‬
‫حملق سبتيموس في مقتنيات بيتل الجديدة؛ سترة بحرية زرقاء‬
‫قصيزة مرخترفةبعده وافرمن الشارات والاريطة الذهية‪.‬‬
‫أجاب سبتيموس‪« :‬لا يمكنني ألاألاحظ‪ ,‬ماذا تكون؟»‪.‬‬
‫قال بيتل بشيء من الحدة‪« :‬إنها سترة»‪.‬‬
‫‪« -‬ماذاء سترة قبطان؟»‬
‫‪« -‬حسناء لا‪ .‬إنها سترة أدميرال حقيقة‪ .‬يضم المتجر الكثير‬
‫د واحدة أنت أيضًا»‪.‬‬ ‫ينت‬
‫رذا ك‬
‫تا إ‬
‫منه‬
‫‪« -‬همممم‪ .‬لشاكرًا لبكييتال»‪.‬‬
‫هزبيتل كتفيه» ثمأخذ طريقه بحذر حول أنف لافظ اللهب‬
‫ووجه ابتسامة لسبتيموس لكنها سرعان ماتلاشت حين رأى تجهم‬
‫سبتيموس‪ .‬سأله‪« :‬هل لافظ اللهب بخير؟»‬
‫‪971‬‬ ‫السيريس‬

‫‪( -‬نعم»‪.‬‬
‫ماروس‪« :‬اإلذنأممار؟»‪.‬‬
‫يجو‬
‫ته ب‬
‫بنفس‬
‫سضع‬
‫سبأيلتل وقد و‬
‫هز سبتيموس كتفيه‪.‬‬
‫نظر بيتل لصديقه نظرة تساؤل‪« :‬تهشلاجرت مع نكو أو أي‬
‫القبيل؟‪.2‬‬ ‫ا‬
‫هءذمن‬
‫شى‬
‫‪« -‬أبدا»‪.‬‬
‫‪« -‬أعنىء أنالن أكون مفاجأ لو حدث ذلك‪ .‬إنه شخص عصبى‬
‫جدَّاء أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪( :‬إنه مختلف‪ .‬لم يعد يشبه نك‪ .‬وحتى جينا‬
‫أصبحت غريبة» تتصرف على طريقة الأميرات» كما لو أنها تملك‬
‫السفينة أو شيئنًاكهذا»‪.‬‬
‫قهقه بيتل» وقال‪« :‬ربما يرجع ذلك إلى أنها تملكها بالفعل»‪.‬‬
‫‪« -‬هي لا تملكها‪ .‬إنهاسفينة ميلو»‪.‬‬
‫ك أكانك سقينة ميلى‪ .‬إلنأن أغطاها لهاة‪:‬‬
‫حملق سبتيموس في بيتل‪« :‬هاذا‪ .‬السفينة كلها؟»‪.‬‬
‫أوما بيتل برأسه‪.‬‬
‫شأل سيتيموسن‪« :‬لكن لهاذا؟»‪.‬‬
‫‪« -‬لاأعرف يا سب‪ .‬ربما لأنه والدها؟ أفترض أن هذا مايقوم‬
‫به الآباء» ثم أكمل بمسحة حزن‪« :‬لكن لو سألتني» فلكي‬
‫يكسب جينا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس فيما يشبه لهجة سايلاس إلى حد كبير‪« :‬هاه»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪081‬‬
‫‪#‬نعم‪ .‬أتعرف‪ .‬كان الأمر غريبًا‪ .‬مصادفة حقيقية لقدتعثرنا في‬
‫ميلو حين خ رجنا لتناول الطعام‪ .‬كان بالغ السعادة برؤية جيناء لكن‬
‫ما استطعت رؤيته أنهالمتكن تشعر بالشعور نفسه‪ .‬بعد ذلك»‬
‫حين اكتشف أننانعسكر في غرفة شبك قذرة قديمة متهالكة أصر‬
‫على أن نقيممعهبدلامنها‪ .‬كاننكووسنوري راغبين بشدة في‬
‫ارب وهذه الأشياء‪-‬‬
‫وكو‬
‫قب ن‬
‫ذلك ‪-‬أنت تعرف إلى أي مادىليح‬
‫لكن جينا رفضت‪ .‬قالت إنناكناعلىمايرام فيغرفة الشبك»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬حسئًاء لقدكنتم»» وكان يفكر في أن هذا هو‬
‫أول شيء معقول يسمعه عن جينا منذفترة‪.‬‬

‫تجهم وجه بيتل‪« :‬في الواقع ياسب‪ .‬كانت الغرفة مروعة‪.‬‬


‫كانت تفوح منها رائحة أسماك عفنة‪ ,‬وكانت بها فتحة كبيرة‬
‫على‬ ‫وتساخ‬
‫ل سأقط‬
‫ايلبلل واقد‬
‫بالسقف‪ .‬وكانت غارقة ف‬
‫الأرض القذرة وعلقت للأبد»‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪( :‬إذن ماالذي حدث ليغير رأي جينا؟» ثم في‬
‫إجابة عنسؤاله الخاص تابع‪« :‬أفترض أن ميلو أعطى جينا سفينته»‬
‫بهذا تأتي وتقيم معه)‪.‬‬
‫أومأبيتل‪ :‬انعم» على وجه التقريب»‪.‬‬
‫‪« -‬والآن ستبحر عائدة إلى الوطن معه؟)‪.‬‬
‫‪161‬‬ ‫السيريس‬

‫‪« -‬حسّاء نعم‪.‬إنهوالدها على ماأظن‪ .‬لكن انظر ياسبء إذا‬


‫كنت تريد بعض الصحبة فى طريق العودة» فسأكون سعيدًا‬
‫أآنتى معك»‪.‬‬
‫‪« -‬على ظهر تنين كريه الرائحة؟»‪.‬‬
‫‪« -‬نعم‪ .‬حسنًا هو بالفعل كريه الرائحة» عليك أن تعترف‬
‫بذلك»‪.‬‬
‫أنالا أدري لميبالغ الجميع في هذا‬ ‫لسك‪.‬‬
‫ذ لي‬
‫ك هو‬
‫‪« -‬لا‬
‫الأمر‪ .‬لأاعرف حقيقة!»‪.‬‬
‫‪« -‬حسئًاء حسئًا‪ .‬لكنى أرغب فى العودة معك‪ .‬بصدق»‪.‬‬
‫‪« -‬حهًا؟)»‪.‬‬
‫‪« 0‬نعم» متى ترغب في الرحيل؟)‪.‬‬
‫‪« -‬بمجرد أن يستيقظ لافظ اللهب‪ .‬هاذلهسفينة تثير غضبى‬
‫بالفعل‪ .‬وإذا كانت جينا تريد البقاء فىسفينتهاء فلها ذلك‪.‬‬
‫نكو وسنوري»‪.‬‬ ‫وكذلك‬

‫قالبيتل بأمل‪« :‬قد لاترغب جينا في البقاء» أنتلا تعرف‪.‬‬


‫ربما تكون راغبة حمًا في العودة على ظهر لافظ اللهب»‪.‬‬
‫كتفيه وقال‪« :‬أيّا كان»‪.‬‬ ‫هز سيتيموس‬

‫فقدأيأملفيالفرار فيذلك اليوم واستسلم لقضاء ليلةأخرى على‬


‫ظاهلرسيريس‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪251‬‬
‫وقف هو وبيتل منحنيين على مؤخرة السفينة يشاهدان الشفق‬
‫وه ويتسلل زاحهما‪ .‬في كلمجان كانت يتم الضوء كيدا في الدلالو‬
‫وقد أضيئت المصابيح على السفينة» وبدأت المحال والمطاعم‬
‫على الرصيف تفتح أبوابها من أجل حركة التجارة المسائية‪ .‬كانت‬
‫أضوات" أعمال‪ :‬النهاز قد هدات‪..‬وتوقفت أضوات‪ :‬الجلجلة‬
‫والطرق الصادرة عن أعمال الشحن» وخفتت صيحات عمال‬
‫التفريخ إلى ثرثرة هادئة وهم يستعدون للعودة إلى بيوتهم‪ .‬كان‬
‫س‪.‬‬ ‫وطر‬‫مي خا‬
‫يل ف‬
‫تايجو‬‫بء م‬
‫سك شي‬‫هنا‬
‫قال‪« :‬لقد وعدت مارشا أن أعود عند متتصف هذه الليلة» لكنى لن‬
‫أفعل‪ .‬هذاأول شىء أعدهابهوأنامتدرب أولء وقدأخلفت وعدي»‪.‬‬
‫قال بيتل بابتسامة‪« :‬الأمر قاس فى المراتب العليا»‪.‬‬
‫قاطفه مووي لازاف ترق عن ذلك انيدل از‬
‫‪« -‬اهدأيا سب‪ .‬انظر» أعتقد أناك حصلت على هذه الأشرطة‬
‫الأرجوانية وبعدها بعض‪ ...‬حسنا؟)‪.‬‬
‫‪« -‬حسًا)‪.‬‬
‫قال بيتل وهو يخرج آلة الزمن الثمينة‪« :‬على كل» لم يحن‬
‫منتصف الليل بعد‪ .‬ولن يحل منتصف الليل في القلعة قبل زمن‬
‫طويل»‪.‬‬
‫‪ -‬الافرق‪ .‬لنأمعودعفديي»‪.‬‬
‫‪ -‬احيناء أخيرها أاتلصكتطروت للتأخير‪ .‬ستتفهم»‪.‬‬
‫‪301‬‬ ‫السيريس‬

‫؟»‬‫لصف‬
‫يمنت‬
‫لقبل‬
‫للك‬
‫ال ذ‬
‫‪« -‬كيف يمكننى أن أفع‬
‫قالشنلن‪#:‬الأعر مهل أرسل خنامةة‪:‬‬
‫‪( -‬ماذا؟)»‪.‬‬
‫‪« -‬أرسل إحدى حمامات المركز التجاري‪ .‬الجميع يفعل‬
‫ذلك‪ .‬إنها سريعة حقاء خاصة إذا استخدمت الخدمة‬
‫السريعة»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬أظن أن هذا سيفى بالغرض‪ .‬المشكلة أن‬
‫مارشا تئق بى الآن‪ .‬لا أريد أن أخذلها»‪.‬‬
‫‪« -‬نعم» أعرف‪ .‬هياء سأريك مكتب بريد الحمام»‪.‬‬
‫هه ‪ 621‬جد‬

‫مكتب بريد الحَمَام‬

‫‪5‬‬ ‫ئ ‪ .‬مكتب بريد الحمام مبنى حجريًاطويلًا ‪5‬‬

‫ملنخفضًا يمل الحنود بين ‪+.‬‬


‫المرفأين رقمياوثنثيعلشارثة عشر‪١1©8 .‬‏ ع‪"2‬‬
‫‪002‬‬ ‫تير‬ ‫كان مكتب البريد‬
‫<‪-‬‬ ‫الأرضي» وفوقه كانت‬
‫‪7‬‬ ‫أعشاش الحمامء مقر‬
‫الناقلة‪.‬‬ ‫ا‬
‫وقد وضع مصباحان ضخمان ‪-‬‬
‫على رأسيهما حمامتان ‪ -‬على جانب البابين‬
‫العريضين اللذين يؤديان إلى داخل مكتب البريد نفسه‪.‬‬
‫كان سطحه الأبيض الطويل يلمع على ضوء الأنوار التي أضيئت‬
‫لتوهاء وحينما صار هو وبيتل أقرب» لاحظ سبتيموس أن بياض‬
‫السطح ظهرلأنهمتخم بمخلفات الحمام؛ ولم تكن رائحته رائعة‪.‬‬
‫انحنيا داخلين وكل مافعلاه أنهما تفاديا ماكانمعروفًا في‬
‫‪581‬‬ ‫مكتب بريد الكمام‬

‫أفضل من «رأس الحمام»)‪.‬‬


‫كان مكتب البريد ممتلئًا بالحركة إلى حد كبير ‪ .‬كان صف من‬
‫مصابيح الإضاءة العملية يضيء بنعومة من فوق الرءوسء مذكرة‬

‫بيتل بقبو إيفانيا جريب‪ .‬وبمحاذاة طول المكتب كانت هناك سبع‬
‫نوافذ عليها علامات تقول إرسالء استقبالء متأخرات» مفقودات»‬
‫مستدل عليه» تالف‪ .‬شكاوى‪ .‬كان أمام كل واحد منها شخص‬
‫ابلاكشكاوى الذي كان أمامه طابور‬
‫أو اثنان افلىانتظار» ما عدا ش‬
‫طويل‪.‬‬
‫سبتيموس وبيتل طريقهما نحو نافذة الإرسال‪ .‬انتظرا‬ ‫أخذ‬
‫في صبر خلف بحارشاب‪ ,‬أنهى معاملته على الفور‪ .‬وأقل صبرا‬

‫خلف رجل عجو زاستغرق وقنًا طويلا ليكتب رسالته تثمجادل‬


‫طويلا بشأن التكلفة‪ .‬وفي النهاية انصرف متبرقا وانضم إلى‬
‫طابو رالشكاوى‪.‬‬
‫أخيرًا تقدما إلى الشباك‪ .‬ودون أن ينبس ببنت شفة ناولهما‬
‫الموظف ‪ -‬وهو رجل أشيب مترب يشبه فيمايثير الشك رأس‬

‫تاراند» الساحرة العظمى‬


‫سرش‬
‫وتلفم‪:‬ر ما‬
‫أمس‬
‫ال‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪651‬‬
‫البلد الرطب‬ ‫القلعة‪.‬‬ ‫السحرة»‬ ‫برج‬ ‫الدور العلوي‪.‬‬ ‫العنوان‪:‬‬

‫حر‬
‫لربعبر‬
‫اصغي‬
‫ال‬
‫‪:‬موس هيب‬ ‫بسلتي‬‫سمر‬‫ال‬
‫عَنّوانَ المرسل‪ :‬السيريسء عون ‪: 5‬فرها ‪ 234‬المرك‪:‬‬
‫التجاري‬

‫الرسالة (حرف أو مسافة أو علامة ترقيم واحدة فقط في كل‬


‫مربع باللوحة)‪.‬‬
‫عزيزتي مارشا‪ .‬وصلت بأمان‪ .‬الجميع هنا‪ .‬الكل بخير لكن‬
‫ننة‬‫يمت‬‫فلى‬‫سن ع‬
‫تأخرت العودة‪ .‬لافظ اللهب متعب جدًا‪ .‬نح‬
‫ميلو‪ .‬نحنلمنغادر بعد‪ .‬لكن سنفعل فيأسرع وقت ممكن‪ .‬لك‬
‫حب متدربك الأول» سبتيموس «<ا<اكا‪ .‬ملاحظة‪ .‬أرجو أن تخبري‬
‫السيدة بيتل أن بيتل بخير‪.‬‬
‫الخدمة المطلوبة (اختر واحدة فقط)‪:‬‬
‫على راحتنا‬
‫سريعة‪.‬‬
‫وضع علامة على سريعة وسلم النموذج‬
‫وضع إصبعه بغضب‬ ‫م‪.‬‬
‫ججهثم‬
‫تموذ‬
‫تفحص الموظف الن‬
‫على المريع الذي يحوي كلمة المرسل‪ .‬كان سبتيموس قد وقع‬
‫اسمه بالزخرفة المعتادة غي رالمقروءة‪ .‬سأله الموظف دما هذاى»‪.‬‬
‫‪701‬‬ ‫مكتب بريد الكمام‬

‫بتيموس‪« :‬اسمي»‪.‬‬
‫سد‬‫ر‬

‫تنهد الموظف‪« :‬حسنا‪ .‬هذه بداية فيما أظن‪ .‬أين إذن‬


‫الحروف الحقيقية»»‪.‬‬
‫وال محمون بغارلا العاف الس «هل تريدنى أن أكتبه‬
‫ْ‬ ‫مرة أخرى؟)‪.‬‬
‫قاطعه الموظف‪« :‬أنا سأفعل ذلك»‪.‬‬
‫«حسيئا)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫«(إذن ماهو؟»‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪« -‬ماهو ماذا؟»‪.‬‬
‫تنهد الموظف مرة أخرى وقال ببطء شديد‪« :‬اسمك أيها الولد‬
‫الصغير‪ .‬مهاو؟ أريد أن أعرف حتى أستطيع كتابته» أفهمت؟‪.2‬‬
‫لم يجد سبتيموس عجبًا في وجود طابور طويل على شباك‬
‫الشكاوىء قال‪« :‬سبتيموس هيب)‪.‬‬
‫وبمشقة بالغة أخرج الموظف قدرًا من الصمغ‪ .‬ولصق‬
‫قطعة من الورق فوق التوقيع المخالف‪ .‬وجعل سبتيموس‬
‫يتهجأ حروف اسمه ثلاث مرات وأحدث قدرًا لا بيأس به من الهرج‬
‫وهو يكتبه‪ .‬وأخيرا انتهى وألقى بالرسالة داخل صندوق‬
‫مكتوب عليه ختم وإرسال‪ .‬ندت عن سيتيموس تنهيدة‬
‫ارتياح وهو يسدد رسوم البريد ويغادر الشباك أخيرزا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪851‬‬

‫صاح صوت‪« :‬هيه أنت! سبتيموس هيب!» استدارسبتيموس‬


‫ورأى الموظف عند شباك الاستلام يشير إليه «لدي رسالة لك»‪.‬‬
‫تسويحفيموين ال الشياك‪« :‬أنا؟»‪:‬‬
‫كان موظف شباك الاستلام‪ .‬وهو قبطان بحري سابق ذو‬
‫واضكا عن موظف شباك‬ ‫نا‬
‫سمثل‬
‫حي‬‫تفة‪.‬‬
‫لحية بيضاء كثي‬
‫الإرسال‪ .‬ابتسم‪« :‬أنت سبتيموس هيب‪ .‬أليس كذلك؟»)‪.‬‬
‫أومأ سبتيموس في حيرة‪« :‬بلى» لكنيلاأتوقع أي رسائل»‪.‬‬
‫قالالموظف‪« :‬حسئًاء ليس هذايوم سعدك إذن؟» وسلم سبتيموس‬
‫ز»‬
‫يام‬
‫ملحم‬
‫مد ا‬
‫لبري‬
‫اتب‬
‫ظرفًاصغيرًا مطبوعًا عليهاسمه بأسلوب مك‬
‫قال الموظف‪« :‬وقع هنا من فضلك» ‪ .‬وقدم ورقة لسبتيموس‪.‬‬
‫يوس اميا وموواع المستريا ماء ا‬ ‫ووم‬
‫للموظف الذي لم يبدأي تعليق‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬شكرًا لك»‪.‬‬
‫قال الموظف مبتسمًا‪« :‬على الرحب والسعة‪ .‬نحن نعمل حتى‬
‫ضىلمكنم»‪.‬‬
‫منتصف الليل إذا أردت أن ترسل ردًا‪ .‬الفتال‬
‫وقف سبتيموس وبيتل أسفل أحد الفوائيس وعلى‬
‫مسافة امنة بعيدا عن مكتب بريد الحمام‪ .‬وبعد التاكد‬
‫من عدم وجود حمام يحوم فوقهماء فتح سبتيموس‬
‫الظرف الذي كان مختوفا باللون الأحمر بكلمات هيئة‬
‫‪981‬‬ ‫مكتب بريد الكمام‬

‫مقدم الخدمة المفضل «ظر فآمن للرسائل غي رالقياسية»‪.‬‬


‫أخرج سبتيموس قصاصة ورقية صغيرة» وحين شرع يقرأ‬
‫اكتسى وجهه بالحيرة‪.‬‬
‫رسالة؟)‪.‬‬
‫اقلول‬
‫سألة يكل؛ «ماذا ت‬
‫‪« -‬لا أفهم‪ ...‬إنه إيصال استلام حساء الكرنب»‪.‬‬
‫ولىجه الآخرا‪.‬‬
‫لع‬‫اابة‬
‫قال بيتل‪« :‬اقلبهاء هناك كت‬
‫‪« -‬ياه ياه»إنها منالعمة زيلدا‪ .‬ولكن كيف لها أن تعرف‪...‬؟!)‬
‫اأهناذا‪+‬تقول؟)‪.‬‬ ‫ب‬

‫«عزيزي سبتيموس‪ .‬طيه تعليمات تعويذة السلامة الخاصة‬


‫د افسيتخدامها لو‬ ‫رت‪.‬دلا‬
‫ن بو‬
‫ترني‬
‫ينها لبا‬ ‫طت أ‬
‫عسي‬
‫أ‪ .‬ن‬‫بك‬
‫احتجت لذلك‪ .‬ستكون مخلصة وصادقة‪ .‬خالص محبني‪ ,.‬العمة‬
‫زيلد‪»/‬دعدم‪.‬‬
‫‪« -‬أفء‪ .‬أفء أفء‪ .‬أف)‪.‬‬
‫‪: +‬مأل يتل )اف لأى شو ء ياينت؟)‬
‫‪« -‬تعويذة السلامة‪ .‬طول سر يدن بارنى بوت» حاول أن‬
‫يعطيها لي؛لكنيلمأرد أن آخذها‪ .‬لميكنهناكسبيل لأن‬
‫آخذ تعويذة سلامة مزعومة من شخص غريبء ليس بعدما‬
‫أخذت حجر البحث عن طريق الخطأ من شخص ظننت‬
‫أنيكنت أعرفه بالفعل»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪01‬‬

‫بص»‬
‫يشخ‬
‫رمن‬
‫غتكن‬
‫مدلىبايتحلظة بانزعاج‪ :‬الكنها لم‬
‫أب‬
‫كانت من العمة زيلدا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس عابسا‪ :‬رأنا أعرف ذلك الآن با بيتل‪ .‬وقتها‬
‫لأمكن أعرف‪ .‬بارني لمر بقل إنها من العمة زيلدا؛ قال فقط‬
‫أنحأد»‪.‬‬‫إنها من إحدى السيدات‪ .‬كان يمكن أن تيكو‬
‫‪« -‬آه حسنّاء أنا واثقمن أن الأمر لايهمياسب‪ .‬لاأرى أنك‬
‫ستحتاج إليها»‪.‬‬
‫‪« -‬نعم» أحسب ذلك‪ ...‬لكن من الواضح أن العمة زيلدارأت‬
‫أني كنت أحتاج إليها‪ .‬لاأدري لم؟»‪.‬‬
‫كان بيتل صاعمتنا وهما يسلكان طريقهما عائدين إلى‬
‫السيريس‪ .‬وحين اقتريا املنسفينة العالية‪ .‬التي صارت الأن‬
‫تتلألاً بالمصابيح‪ .‬قال‪« :‬إذن ما هي تحديدا تلك التعليمات‬
‫يا سب ؟»‪.‬‬
‫هز سبتيموس كتفيه‪ :‬وما الذي يهم في ذلك؟ فالتعويذة ليست‬
‫معى على أي حال»‪.‬‬
‫كان بيتل» الذيكانمفتونًابالتعاويذ منجميع الأصناف وكان‬
‫يأمل أن يصبح فييوم مامتخصصًا في التعاويذ بدار المخطوطات»‬
‫يرى أن الأمر يهم‪ .‬وأمام إصراره» فتح سبتيموس قطعة ورقية‬
‫أخرى يملؤها خط العمة زيلدا بالغ الدقة» من ذلك النوع الذي‬
‫‪101‬‬ ‫مكتب لزيد الخكمام‬

‫استخدمته منأجل تعليمات الفتى الذئبي‪ .‬وحين شرع سبتيموس‬


‫فى القراءة تغير رد فعله إلى الدهشة‪.‬‬
‫»ا‪.‬‬‫؟له ي‬
‫ب تقو‬
‫سالذي‬
‫ْ سأل بيتل فىنفاد صبر‪« :‬ما‬
‫‪« -‬اللعنة‪ ...‬إنها تقول» يا سبتيموسء استخدم هذه جيدًا‬
‫وستكون خادمك المخلص للأبد‪ .‬التعليمات كما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬فض غلاف القنينة فيمكان جيد التهوية» ويفضل في مكان‬
‫رابع منتوح‪:‬‬
‫‪2-‬إذا فضضتها في الخارجء فتأكد أن المنطقة محمية من‬
‫الرياح‪.‬‬
‫‪.2..‬‬
‫‪.‬رج‬
‫نأينيخ‬
‫جرد‬
‫لمج‬
‫ا‪-‬ب‬
‫‪3‬‬
‫بيتل‪« :‬جني!! يا إلهي! لقد أصابها الخرف وأرسلت‬ ‫شهق‬
‫لتكعويذة سلامة حية‪ .‬أناألصدق»‪.‬‬
‫كان سبتيموس صامنًا‪ .‬قرأ باقي التعليمات لنفسه وقد غلبه‬
‫إحساس مروع بالأسف‪.‬‬
‫كان بيتل يقول‪« :‬جني!! ليامكنني أن أصدق أنك أفلت هذا‬
‫الأمرء ياه يفالرهاصمةن!»‪.‬‬
‫قال سبتيموس عابسًا‪( :‬حسنّاء فات الأوان» أاعالدتطعيليمات‬
‫ووضعها بعناية في حزام التدريب‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪201‬‬
‫استمر بيتل دون مراعاة شيء» وقال‪« :‬كنت أفكر دائمًا في مدى‬
‫لك‬ ‫تحد‬
‫معدأ‬‫يم ي‬
‫رهنتك وطلبكء ول‬ ‫اي ر‬
‫شجن‬‫إيك‬
‫روعة أن يكون لد‬
‫أيّامنهم يا سبء لقد أصبحوا نادرين للغاية‪ .‬فمعظمهم تم تحريرهم‬
‫ولايعرف أحد كيف يعيدهم هذه الأيام» ماعداالجن الآخرين بالطبع»‬
‫فن‪.‬ف‪...‬أمر خيالي إضاعة فرصة كهذه)‪.‬‬
‫فلو‬
‫وقو‬
‫ولواي‬
‫وأهم‬
‫كان سبتيموس لديه ما يكفيه‪ .‬التفت لبينل‪« :‬انظر‪ .‬عليك‬
‫ل؟ حسنا‪ .‬أنا‬ ‫ت يا‬‫يعلت‬
‫با ف‬
‫أن تتغلق فمك بشأن هذا الأمر‪ .‬هل‬
‫وهذا‬ ‫عمل‬
‫فل‬‫أكني‬
‫لآخذها وحسنا‪ ,‬ربما كان هذا غباء‪ .‬ول‬
‫م‬
‫نهاية الأمر‪.‬‬
‫‪« -‬هيهء اهدأياسب‪ .‬أنالمأقلمطلقًاإنهغباء‪ .‬ولكن انظر‪...‬‬
‫ربما‪)»..‬‬
‫‪« -‬ريما ماذا؟»‬

‫‪« -‬ربما ينبغي لك أن ترسل رسالة إلى العمة زيلدا لتقول لها‬
‫إنك لم تحصل عليها‪ .‬سيكون عليها أن تستعيدها من بارني‬
‫بأسرع مايمكنها‪ .‬أعني» بافتراض أنه سيفتحها»‪.‬‬
‫به‪.‬‬‫ضكتفي‬ ‫غوس‬
‫بسبتيم‬‫هز‬
‫واصل بيتل‪« :‬هذا مهم ياسب‪ .‬إذا كانت العمة زيلد‪ /‬قصدت‬
‫أن تكون لك‪ .‬فستكون قد أيقظته بإخباره باكثليرأممنور عنك‪,‬‬
‫كل شيء عن عائلتك‪ ,‬عن كيف تبدو‪ .‬كأمنت رائع وكيف‬
‫‪301‬‬ ‫مَام‬
‫َيد‬
‫لبحبر‬
‫ماكت‬

‫سيكون الجني مميزا بخدمتك طيلة ما بقي له أمينام‪...‬‬


‫إلخ إلخإلخ‪ .‬لقد رأيت نسخة مكتوبة من نشيد إرقاظ‪ .‬وهو‬
‫مثل عقد قانوني حقيقي‪.‬ء وإذا لم يكن النصف الآخر من‬
‫العقد موجودا‪ .‬فعندئذ يعتبر الجني نفسه محررًا؛ لذا فإذا‬
‫أخذ الفضول هذا الطفل بارني بوت وأخرج الجني‪ ,‬فستكون‬
‫هناك مشكلة كبيرة‪ .‬سيكون الجني حرا ليسبب خرنا‪..‬‬
‫وأراهن أنه سيفعل‪ .‬والشخص الوحيد الذي سيكون لديه‬
‫ظلذه‪..‬‬
‫يخصق ا‬
‫ألش‬
‫يو ا‬
‫لسيطرة عليه ه‬
‫في‬‫الأمل ا‬
‫قال سبتيموس‪« :‬العمة زيلدا؟)‪.‬‬
‫‪« -‬نعم‪ .‬عليك أن تخبرها يا بسب»‪.‬‬

‫كان سبتيموس وبيتل قد وصلا إلى السيريس‪ .‬انحنى البحار‬

‫الذي يرتدي زيّا بالغ النظافة حين خطا سبتيموس على سلم‬
‫الصعود‪ .‬وانحنى البحار مرة أخرى بعدما مر سبتيموس‪.‬‬

‫رسالة‪ .‬وإذا حاول ذلك الموظف أن يكون مرحا مرة أخرى‬


‫فسوف‪.)...‬‬
‫وضع بيتل ذراعه في ذراع سبتيموس وقال‪« :‬نعم» أنا أيضًا‬
‫سوف‪.)...‬‬
‫كان سبتيموس وبيتل يمران بتحدي الحَمَّام مأرخةرى»‬
‫بينما قبعت جينا فيما لايختلف عن الحمامة نفسها؛ إذ كانت‬
‫جالسة تؤرجح قدميها بثقة فمونق طرف صاري السفينة الأمامي‬
‫الأشد انخفاضا وهي تتابع تفريغ شحنة ميلو التيطال انتظارها‪.‬‬
‫معلقا على ذراع إحدى الرافعات» كان هناك صندوق ضخم عتيق‬

‫من خشب الأبنوس مربوط بقيود حديدية وكان يتأرجح ويدور‬


‫وهو ينزل ببطء إلى داخل عنبر الشحن‪.‬‬
‫‪591‬‬ ‫الصندوق‬
‫وقف ميلوباندا عندحافةالعنبر» مربعالذراعين» وقدانعكست‬
‫الشمس من الأطراف الذهبية لسترته الحمراء الطويلة‪ .‬تدلى شعره‬
‫الأسود الطويل مسترسلا علىكتفيهمثبنًابالمزيدمنالذهب؛ عقال‬
‫عريض رأى ميلو أنهيعطيه نوعًا من الهيبة(وكان بالفعل يعطيه‬
‫ايلتللكحظات‪.‬‬ ‫علامات حمراء علىجبهته حينيخلعهليلًا)‪ .‬ف‬
‫بداميلوباندا أشبه برجل حقق النجاح وهو فخور بذلك‪.‬‬
‫وإلى الأسفل بعيدًا عن قدمي ميلوباندا الذي ارتدى صندلاء‬
‫انفتح عنبر الشحن داخل أعماق السيريس ‪.‬كان المكان مضاءً بستة‬
‫مشاعل غمست في قطران» يحمل كل واحد منها عامل متلهف‬
‫يقود الصندوق الثمين إلى مكانه‪ .‬كان العنبر نفسه لا يمتلىئ أكثر‬
‫يج المعتاد من‬ ‫زلى‬
‫مي ع‬
‫لحتو‬‫اان ي‬
‫أهكعلثىر‪ .‬وك‬ ‫لصف‬
‫مان ن‬
‫الأشياء الغريبة المتجهة إلى القصر وبعض الأشياء والتى ينوي‬
‫ميلوبيعهافيالميناء‪ ..‬بالاتمن الأقمشة الصوفية» ومجموعة‬
‫لةامدنات اللؤلؤ من جزر البحار الضحلة‪ .‬وكومة من‬ ‫قتار‬
‫مخ‬
‫جلود حيوان الرنة من أرض الليالي الطويلة وعشرة صناديق‬
‫‪.‬تتذوعاة»ت‪.‬رقبةة وسثرات قطنية»‬
‫ةق م‬
‫يبا‬
‫توختأويلعحلىذأط‬
‫ومصائد فئران مشتراة بأسعار زهيدة من أحد المزادات الليلية‬
‫الغامضة بالمركز التجاري‪.‬‬
‫ولسارة هيب كانت هناك حقيبة منالكئوس الفضية‪ .‬والتي فكر‬
‫ميلوأنهاستكون تطويرًا هائلاللكئوس الفخارية الخشنة التي تصر‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪61‬‬
‫عالسىتخدامها‪ .‬كان هناك أيضًا أدوات تستهدف إنعاش (حسب‬
‫تعبير ميلو) الممشى الطويل‪ .‬من بينها كان زوج من التماثيل‬
‫المطلية التيكان قداشتراها بسعر معقول منبعض التجار من‬
‫ارهن الزمال‪ :‬الحقية ممتعوية بالجران السياضية الجرحردة‬
‫المروعة الخاصة بما يسمى الرمل المغنىء الذي كانت به عادة أن‬
‫بظررضانا تسود تست كانماك كزناك مسموعة مو الصور‬
‫الغريبة المصنوعة من المحار وعائلة من ثعابين البحر العملاقة‬
‫المحيطة وق كلها من (عتاول مقوطوحي كم عنها) وين‬
‫ل‪.‬‬
‫يشى‬
‫والمم‬‫طقف‬
‫لن س‬
‫ات م‬
‫تدل‬
‫كانميلو سعيدًا بهذهالمقتنيات» غير أنهالمتكن السبب الذي‬
‫بقيت من أجله السيريس راسية في مرساها الرئيسي في المرفا رقم‬
‫ثني عشر لأسابيع طويلة جدًا باهظة التكلفة‪ .‬كان السبب في ذلك‬
‫قدهبط بعناية بالغة أمامعيني ميلو الحارستين واختفى في الجوف‬
‫الذي تضيئه المشاعل‪ .‬ابتسم ميلوء وقد استقر الصندوق الذي‬
‫يقوده العمال داخل المكان المخصص لهء والذي كان يناسبه‬
‫تمامًا‪.‬‬
‫أشار ميلو لجيناء التيكانت لاتزال محلقة في نقطة المراقبة»‬
‫وتبدو مدربة كمالوكانت هينفسها واحدة منالبحارة» لفت جينا‬
‫نفسها فوق طرف الصاري» وانزلقت على أحد الحبال وهبطت‬
‫باخفلةسعلفىظيهئرة‪ .‬تاببعاهاب متيسلاومة» متذكرً! اليوم الذي‬
‫‪711‬‬ ‫الصندوق‬

‫أصرت فيه والدتها على تسلق الكرمة النابتة على جدار القصرء‬
‫صاعدة إياها حتى السطح‪ .‬فقط لتجلب كرة تنسء ثم انزلقت‬
‫نازلة» آخذة معظم الأوراق معها‪ .‬كانت قد هبطت ضاحكة‪ .‬مغطاة‬
‫بالآغصان والخدوشء وكانت كذلك قد فازت بالمباراة‪ .‬كليوم‬
‫كان يقضيه معجيناء كانيتذكر المزيد عن والدتهاء رغم أن ميلو‬
‫أحيانًايتمنى ألايفعل؛ فلميكن هناك سوى الكثير من الذكريات‬
‫رنها‪.‬‬ ‫كه أ‬
‫ذكن‬
‫تيم‬‫يتي‬‫ال‬
‫انضمت لهجيناء فنفض ميلومايراوده منأفكار‪ .‬قفزإلى السلم‬
‫وتقدم الطريق نزولا إلىداخل العنبر‪.‬تبعته جيناء صار الهواء باردًا‬
‫ورطبًا وهي تنزل داخل جوف السيريس نحو ضوء ألسنة المشاعل‬
‫المترجرجة وجو الإثارة الذي أحاط بالمقتنيات الجديدة‪.‬‬
‫للمفاجأة» كانت المسافة إلى الأسفل طويلة؛ لمتكن جيناقد‬
‫لاحظت حجم السفينة الذي يقبع تحت سطح الماء‪ .‬وأخيرًا‬
‫انضمت لميلو على أعتاب السلم؛ وبصحبة عامل يحمل مشعلا‬
‫ادهلاصإلنىدوق‪.‬‬
‫لينير الطريقء قا‬
‫تراجعت جيناء فقدلفالصندوق شعور غريبء ولمتكن واثقة‬
‫من أنها أحبت ذلك كثيرًا‪.‬‬
‫ابتسم ميلوء وقال‪« :‬بإمكانك أن تلمسيه» لنيعضك»‪.‬‬
‫تقدمت جينا فى حذر نحو الصندوق ولمسته‪ .‬كان الخشب‬
‫القديغ بادا وضليًامكلالمعدن‪ :‬كانمتبعجا وب خدوش» وكاتذا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪81‬‬

‫بريق بنى ماتل للسواد يعكس الضوء المنبعث من ألسنة المشاعل»‬


‫أضفى عليهمظهرًاخارجيًا غريبًا يوحي بالحركة‪ .‬كانت الأربطة‬
‫الدوردرة جرل اميفلفة جر السذا والشفوق» ويذ الود وق واقانة‬
‫مربأوقات عصيبة‪ .‬وقفت جينا على أطراف أصابعها وكانت بالكاد‬
‫تستطيع رؤية غطاء الصندوق حيث كان مثبتًا فيالخشب مربع‬
‫كبير من الذهب‪ .‬وقد حفرت فى الذهب ثلاثة أسطر من الكتابة‬
‫‪1‬‬ ‫الهيروغليفية‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬تبدو هذه الكتابة مثيرة» ماذا تقول؟)‪.‬‬
‫‪« -‬لا تزعجى نفسك بتلك الأشياء القديمة» قال ميلو ذلك‬
‫بامتخناك‪ :‬ثم التفت إلى العمال‪« :‬اتركونا»‪.‬‬
‫وا‪.‬‬ ‫فرعة‬
‫رة بس‬‫صتحي‬
‫نل ال‬
‫اعما‬
‫ومال‬
‫قد‬
‫انتظر ميلو حتى تسلق آخر رجل قمة السلم ثمالتفت إلىجينا‬
‫وقد امتلأت عيناه ببريق النصر‪ .‬كانت جينا قد صارت الآن‬
‫تعرف ميلو بما يكفي لتستشعر أنهمقبل على إلقاء خطبة‪ .‬ندت‬

‫قمايللو‪« :‬حسنًاء يالها من لحظة‪ .‬منذ أن قابلت أمك وأنا‬


‫أهبحذثاع‪.‬ن‪»..‬‬
‫لماذا قالت سارة هيب‬ ‫ب‪:‬‬
‫جهي‬
‫عا و‬
‫تجين‬
‫تته‬
‫‪« -‬أمي؟‪ 2‬سأل‬
‫نبعج؟ إلى أن‬
‫من‬‫لميلو أن يذهب ويبحث عن صندوق قديم م‬
‫‪901‬‬ ‫الصندوق‬

‫تذكرت أن ميلو كان يتحدث عن الملكة سيريسء التى‬


‫ْ‬ ‫أطلقت عليها سارة هيب «الآم الأولى»‪.‬‬
‫‪( -‬نعم» العزيزة» أمك العزيزة‪ .‬آه يا جيناء لكمٌ تشبهينها!‬
‫أتعرفين» لقد اعتادت أمك أن تنظر ليبالنظرة نفسها التي‬
‫تنظرين بها لى الآنء خاصة حين كنت أخبرها عن خططى‬
‫الرائغة» لكنالآنأن خططى ثمارها أخيرًا‪::‬وإضيرذا نملك‬
‫هذه الثمرة الحقيقية‪ ..‬مممم‪ ..‬الصندوق في أمان داخل‬
‫السيريس‪ .‬وماهوحتى أفضلء أن أميرتي هناأيضًاء فيتمام‬
‫لحظة وصوله‪ .‬فأل حسن على نحو رائع» هللكألاتقولي‬
‫اكتسب ميلو قدرًا‬ ‫حىر»‬
‫بف‬‫لدة‬
‫اعدي‬
‫ال‬ ‫ادته‬
‫ن‪2‬وبع‬
‫سك؟»‬
‫ذل‬
‫ْ‬ ‫معيئًا من خرافات البحارة‪.‬‬
‫لمتجبجيناءالتيلمتكنمقتنعةكثيرًابالفأل‪.‬‬
‫وضع ميلو يده على غطاء الصندوق وابتسم لجينا‪« :‬أظن أن‬
‫علينا أن نفتحه‪ .‬أليس كذلك؟)‪.‬‬
‫أومأت جينا دون أن تكون واثقة‪ .‬فعلى الرغم من أنهاكانت‬
‫يملؤها الفضول لرؤية مابداخل الصندوقء لم تستطع أن تبعد‬
‫شعورها بعدم الارتياح في وجوده‪.‬‬
‫لمينتظرميلو تقريبًا موافقة جينا‪ .‬أخرج مسمار فك العقد من‬
‫حزامه‪ .‬وبدأ فى حل الشرائط الجلدية التى تشد القيود الحديدية‬
‫ينها إلى‪:‬يعمن اهأبعازينيها"التجافية المشية ‪ :‬سقط القيد‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪002‬‬
‫الأول محدنًا جلبةجعلت جيناتقفزمنمكانها؛ وسقط الثاني على‬
‫‪7‬‬ ‫قمديملو‪.‬‬
‫شهق ميلو‪« :‬هه»» وعض على أسنانه وهو يمسك الغطاء‬
‫ويفتحه لأعلى ببطء حتى استقر مستندًا على شريطين باقيين‪.‬‬
‫قال ميلو بفخر‪« :‬انظري بالداخلء» كل هذا ملكك»‪.‬‬
‫شبت جينا على أطراف أصابعها ونظرت بالداخل ثم قالت‪:‬‬
‫«ياه!)‪.‬‬

‫قالميلو‪« :‬لاينبغي أن تصيبك خيبة أمل» إن هذا كنزأعظم مما‬


‫يتمكتنخأينلى»‪.‬‬
‫شكت جينافيأن يكون هذاممكتاء كانبإمكانها تخيل كنز‬
‫كبير الحجم لفوكرت في الأمر‪ .‬نظرت داخل الصندوق في‬
‫ه؟ كان كل‬ ‫ججلمن‬ ‫أضجي‬
‫ارتباك» ما هذا الذي أحدث ميلو ذلك ال‬
‫ماأمكنها رؤيته هو مجرد خشب أصابه التسويس» ليس بهحتى‬
‫إطار فضىء مثلما كان الكثير من صناديق المجوهرات‪ .‬كان‬
‫يحتوي‪ .‬على ‪:‬صفوف‪ .‬من أنابيب الرصاص‪ .‬المنبعسجة المليئة‬
‫بالخدوش موضوعة في أطباق خشبية مرصوصة بانتظام‪ .‬كانكل‬
‫أنبوب مغلفا بالشمع وبهخطملتو صغير محفور عليه‪ .‬كانت مرتبة‬
‫في مربعات منظمة في مجموعات كل منها مكون من اثني عشر‬
‫أنبواء وكل مجموعة عليها النقش نفسه‪ .‬كانت منظمة على نحو‬
‫‪102‬‬ ‫الصندوق‬

‫ملحوظ لكنها ليست في حجم المجوهرات والعملات المعدنية‬


‫جينا‪.‬‬ ‫قتعها‬
‫وان‬
‫تك‬‫تتى‬
‫ال‬
‫بالبافل وقد عمط تنا ادس سور‬
‫فكرت جينا في شيء إيجابي تقوله‪١ :‬حسناء‏ هناك الكثير منها‪.‬‬
‫و‪..‬همممم‪ .‬أنا وائقة أن الأمركانصعبًا للعثور على عدد كبير‬
‫منها)‪.‬‬
‫داخل الصندوق مأسورًا‪« :‬ليس لديك‬ ‫مولق‬
‫حوه‬
‫يلو‬
‫قال مي‬
‫أدنى فكرة عن مدى تلك الصعوبة» لكنها تستحقهاء انتظري‬
‫وسترين»‪ .‬استدار إلى جينا وقد لمعت عيناه‪« :‬الآن فإن مستقبلك‬
‫بوصفك ملكة صار مضمونًا‪ .‬آه» فقط لو كنت استطعت أن أعثر‬
‫عليها فيالوقت المناسب من أجل أمك العزيزة‪»....‬‬
‫وهي تتساءل عما إذا كان هناك شىء‬ ‫دوق‬
‫نإلى‬
‫صنا‬
‫لجي‬
‫ارت‬
‫نظ‬
‫‪١‬‏‬ ‫ْ‬ ‫اي‬
‫سألت‪« :‬إذن هل هناك شيء مميز تحت هذه ال‪ ...‬اممممء‬
‫الأنابيب هذه؟»‪.‬‬
‫بداميلو منزعبجًا نوعًا ما‪« :‬أليست هذه مميزة بما يكفى؟)‪.‬‬
‫سألت جينا‪« :‬اولكن ماهي؟ وما المدهش للغاية فيها؟»‪.‬‬
‫اجى‬ ‫تلا‬
‫حو أ‬‫ترج‬
‫قال ميلو وهو يغلق الصندوق فى إجلال‪« :‬أ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أبدًا إلى اكتشاف ذلك»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪202‬‬
‫خالج جينا شعور داخلي بالانزعاج‪ .‬تمنت لو أن ميلو لميكن‬
‫بكل هذا الغموض‪ .‬بدا الأمر لهاوكأنه لايقول شيئًاأبدًا بصراحة‪.‬‬
‫كان يقدم تلميحات لكنه يبقي دائما شيئًا في الخفاء‪ .‬جعلها‬
‫تتساءل» وقد رغبت فى معرفة ماهو أكثر قليلا‪ .‬كان الحديث معه‬
‫أشيه بمحاولة إمساك الظلال‪.‬‬
‫شغل ميلو نفسه بتأمين الأربطة احلولصندوق‪.‬‬
‫عىة» سآخذ هذا مباشرة إلى القصر وأضعه‬ ‫لإل‬‫قود‬
‫لنع‬‫اين‬
‫«ح‬
‫فقياعة العرش»‪.‬‬
‫«قاعة العرشس؟ لكني ل أريد ‪»...‬‬
‫«جينا أنا فصر ولا أريدك أن تخبري أي أحد بما في هذا‬
‫رف‬
‫يجبعأن‬
‫الصندوق‪ .‬يجب أن يكون هذا سرا خاضا بنا‪ .‬لاي‬
‫أحد»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬ميلوء أنالا أخفى أي أسرار عن مارشا»‪.‬‬
‫قال ميلو‪« :‬آه» بالطبع سنخبر مارشاء في الحقيقة» سنحتاجها‬
‫لمصاحبتنا إلى السراديب فى دار المخطوطات» حيث سأذهب‬
‫لجمع ال‪ ...‬هممم القطعةالأخيرة من هذه الشحنة‪ .‬ولكني لا‬
‫أرغب أن يعرف أحد على متن السفينة أو في المركز التجاري‪.‬‬
‫فلست الشخص الوحيد الذي كان يبحث عن هذه لكنى الشخص‬
‫الذق حصلل عليهاء وها هوالتحال الذى أتوى أن يظل الأمرغليه‪.‬‬
‫أثت ‪:‬تفهطين‪ :‬أليين كذلك؟‪:4‬‬
‫‪02‬‬ ‫الصندوق‬
‫قالت جينا بلا حماس‪« :‬أفهم»‪ .‬قررت أنهاءأيّاكانماقالهميلىى‬
‫ستخبر سبتيموس وكذلك مارشا‪.‬‬
‫‪« -‬رائع‪ .‬والآن فلنؤمن الصندوق من أجل رحلته للوطن»‬
‫ا‬
‫بعد عشر دقائق ملأت رائحة القطران الساخن الجو‪ .‬كانت جينا‬
‫عائدة للسطح وهي تشاهد أبواب العنبر تنخفض واحدًا تلوالآخر‬
‫حتى صارت كلها في أماكنها‪ .‬كانت ألواح خشب الساج على‬
‫الأبواب تنتظم على نحو متقن مع الألواح على السطح‪ .‬تأكدميلو‬
‫أن كل شيء موَّمّنء ثمأشار إلى عامل شاب كان يقلب قدرًاصغيرًا‬
‫من القطران فوق اللهب‪ .‬أخذ العامل القدر من فوق اللهب‬
‫وأحضره لميلو‪.‬‬
‫تابعت جينا ميلو وهو يفتش في أحد جيوب سترته» وبشكل‬
‫خفي نوعًاماءأخرج قارورة سوداء صغيرةل‪.‬قلالعميالومل‪« :‬أبق‬
‫ايم فسأضيف هذاللقطران‪ .‬أيّاكان ما يجري‬
‫القدرمعتدلاي ج‬
‫لك‪ .‬لا تتنفس»)‪ .‬ناظلرعامل لميلو بقلق وسأله‪« :‬ما هذا؟»‬
‫قال ميلو‪« :‬إنه ليس بالشيء الذي ستصادفه في حياتك‪,‬‬
‫حسنا آمل ألايحدث بأي حال‪ .‬لا أود لمسعفنا العبث مع هذه‪..‬‬
‫أدار جيم وجهه وسعل‪.‬‬ ‫ارتفعت سحابة سوداء ‪0‬‬
‫قال ميلو‪« :‬سخنها حتى الغليان ثم صبها كالمعتاد وشمع‬
‫العنبر)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪402‬‬
‫اتمام» ياسيدي» قال جيم ذلك وأعاد القدر إلى اللهب‪ .‬انضم‬
‫ميلو لجينا‪.‬‬
‫سألته‪« :‬ما كان ذلك الشىءع؟)‪.2‬‬
‫ذنية‬
‫غه م‬
‫أعلي‬
‫رلت‬
‫ج حص‬
‫تسيط‬
‫مء ب‬
‫أجاب ميلو‪« :‬آه‪.‬مجرد شي‬
‫فاظ على كنزنا‬ ‫حقط‬‫ل‪ .‬ف‬
‫لشر‬
‫ريفأ رقم ثلاثة ع‬ ‫لودم ف‬‫اأس‬
‫السحر ال‬
‫فأمان حتى الميفاء‪ .‬ل أاريد أنيدخل أيأحد إلى العنبر‪.‬‬ ‫ي‬
‫قالت جينا‪« :‬آه‪ .‬تمام»‪ .‬لم تصدق للحظة أن ميلو كان بيعبث‬
‫بتلك الأشياء السحرية‪ .‬وأزعجها أنه يفعل‪ .‬في صمت‪ ,‬توقفت‬
‫وتابعت جيم وهو يبعد قردالقطران عن اللهب ويمشي بحذر‬
‫شديد حول حافة الابواب المؤدية للعنبر‪ .‬ويصب دفقة رفيعة من‬
‫القطران الأسود اللامع داخل الفتحة التي بينها وبين السطح‪.‬‬
‫وفي فعل أدهش جينا‪ .‬وضع ميلو ذراعه حول كتفيها‬
‫وسار بها عربالسطح في الاتجاه المعاكس من المرفاً‪ .‬بعيدا‬
‫عن الحشد الصغير من المعجبين الذين يتجمعون دائما‬
‫لسيريس‪ .‬قال‪« :‬أعرف أنك تظنينني أبَا مهملا‪.‬‬
‫للحملقة افي‬
‫هذا حقيقي‪ ,.‬ربما أكون كذلك‪ ,‬لكن هذا ما كنت أبحث عنه‪,‬‬
‫هذا هو سبب ابتعادي كثيرزا‪ .‬وفي القريب العاجل‪ .‬إذا تهيأ‬
‫لنا العبور الآمن والرياح المعتدلة‪ .‬فسيكون آمنا افليقصر‪..‬‬
‫وكذلك ستكونين أنت»‪.‬‬
‫‪.:‬نظرت جينا لميلو‪« :‬ولكني ما زلت لأافهم‪ .‬ما الأمر المميز‬
‫جذا فيها؟»‪.‬‬
‫‪502‬‬ ‫الصندوق‬
‫قال ميلو‪« :‬ستكتشفين في الوقت الصحيح‪..‬‬
‫‪« -‬لماذا لاتجيب أبدًا عن أسئلتى بطريقة ملائمة؟»‬
‫أكملميلوبغيابتاملإدراكأن ابنتهتتوقللصراخ‪« :‬تعاليي‬
‫جيناء فلننزل للأسفل‪ .‬أظن أن بعض الاحتفالات يجري ترتيبها»‪.‬‬
‫قاومت جينا حاجة ملحة فى ركله‪.‬‬
‫وبينما كانميلو يقودجيناللأسفل كان جيمينظر بشك إلى‬
‫الرواسب السوداء الملتصقة بقعر القدر‪ .‬وبعد تدقيق النظر ألقى‬
‫القدر منفوق جانب السفينة‪ .‬لميكن جيمدائمًا عاملًاقليل‬
‫الشأن‪ .‬كان في وقت ما يقضي فترة تلمذة لدى طبيب شهير في‬
‫أرض الليالي الطويلة» إلىأن وقعت ابنةالطبيب في غرام ابتسامته‬
‫الخادعة وشعره الداكن المموج‪ .‬وصارت الحياة معقدة عدا من‬
‫تيلممذة مبكرّاء لكنه كان قدتعلم ما‬
‫تارلك ج‬ ‫مر‪.‬‬
‫ينظ‬
‫جهة‬
‫وج‬
‫يكفي ليعرف أن مواد التشميع السحرية ليست من نوعية الأشياء‬
‫التييرغب أحد أن تكون على متن سفينة‪ .‬خطا بحذر فوق شريط‬
‫القطران الرفيعالذي يحدد خطأبوابعنبرالشحن واتجه للأسفل‬
‫إلى العيادة» حيث كتب لافتة اللا ملم ا يخطوا فوق‬
‫أختام باب عنبر الشحن‪ .‬وفي العمق داخل عنبر الشحن» كانت‬
‫محتويات الصندوق الأبنوسي القديم تقبعفي الظلام وتنتظر‪.‬‬
‫بد ‪ 881‬عد‬

‫عرض‬
‫اتيخز احتفال ميلو شكل احتفالية مذهلة للغاية على السطح‪.‬‬
‫لتك علىمرأىكاملمنرصيف المرفأرقم اثني عشر؛فقد‬
‫أسفلها طازلة ممدة‬ ‫أقيمك سقيفة حمراء عزينة بالذعب‪ :‬وقرقح‬

‫كل أنواع التجهيزات‬ ‫عليها‬ ‫وبسطت‬

‫مفرش‬ ‫الفاخرة‪:‬‬

‫حريريأبيض»‬
‫فضية‪.‬‬ ‫وكئوس‬

‫وأدوات مائدة ذهبية»‬

‫وغابة منالشموع‪ .‬رصت حول‬

‫الظهربهمايشبهعلىنح‬
‫‪702‬‬ ‫عرض‬

‫اتخذ ميلو مكانه على رأس الطاولة» وجينا عن يمينه‪ ».‬وكان‬


‫سبتيموس يتلو جيناء أمابيتل» المتألق تمامًا فيسترة الأدميرال»‬
‫فقد ترك بعيدًا نوعًا ماعند آخر الماتدة» بالقرب من لافظ اللهب‬
‫النائم ونسمات أنفاس التنين التي تهب بين الحين والآخر‪ .‬وعن‬
‫يسار ميلو جلست سنوري وتحت قدميها تقريبًا أولر فيهيئته‬
‫رىها نكو‪.‬‬ ‫وة»اوإل‬
‫جيلي‬
‫الل‬
‫أخذ ميلو زمام الحديثء الذي اقتصر عليه فقط؛ إذ شعر كل‬
‫الآخرين بحرج بالغ من التحدث‪ .‬وعلى رصيف المرفأ بالأسفل‬
‫كان حشد متزايد آخذ في التجمع يراقب العرض باهتمام ممتع؛‬
‫بالأحرى وكأن الناس سيشاهدون الشمبانزي في حديقة حيوان‪.‬‬
‫حاولت جيناأن تلتقيبنظرسبتيموس‪ ,‬على أملالحصول على‬
‫نتظعرةاطف‪ .‬غيرأن سبتيموس جلس بادي الحزممحملقًا في‬
‫طبقه بسخط‪ .‬دارت جينا بعينيها حول المائدة لكن أحدًالميبادلها‬
‫النظرء وبلايحتتىل» الذي بدا أنه وجد شيئًاشائقاللغاية جذب‬
‫نظره على قمةأقرب صار‪.‬‬
‫شبعراتنجيزناغاج مروع؛ كقادنت‪.‬يدأت تتمتىلوأنهالم‬
‫تصطدم بميلو في ذلك المقهى الحقير في المرفأ رقم واحد‪ .‬لكن‬
‫في ذلك الوقت بدا كل شيء مثيرًا؛ دعوتهم لسفينة ميلو» وسعادة‬
‫نكو وسنوري بالوجود على ظهر السيريسء والشعور الرائع» الذي‬
‫لاقى ترحيبًا بعدالأيام الأخيرة المرهقة» بأنهناك منيهتم لأمرك‪,‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪802‬‬

‫مريح والاستيقاظ وهي تعلم أنهافيأمان‪ .‬وبعد‬ ‫يير‬


‫رف‬‫سنوم‬
‫وال‬
‫ذلك كانت هناك الإثارة التى صاحبت إخبار ميلو إياها بأن‬
‫السيريس صارت الآنسفيتتهاء علىالرغم منتراجعه عنذلك‬
‫بشكل ما حين قال لاحقًا إنهاء بطبيعة الحال» لايمكن أن تكون‬
‫سفينتها في الحقيقة إلاحينتبلغ الخامسة والعشرين» وهي السن‬
‫التى يمكنها فيها تسجيل الملكية‪ .‬فكرت جينا فى أن هذاء مطابق‬
‫لمعظم الأشياء التيقدمهاميلوء إنهدائمًايحتفظ بشيء مارهن‬
‫سيطرته‪ .‬سرت داخل جينا فجأة مشاعر ارتباك‪ .‬كانت معثلاثة‬
‫ممن تهتم بهم أيمااهتمام؛ استثنت جينا سنوري منالقائمة» وقد‬
‫جعلتهم يجلسون خلال هذاالعرضء كل ذلك بسبب أنها سمحت‬
‫لنفسها أن تثير عناية ميلو حماسها‪.‬‬
‫مرت الاحتفالية ببطء يبعث على الاستياء» وأمتعهم ميلو‬
‫كالمعتاد بذخيرته من قصص البحرء التي كانوا قدسمعوا الكثير‬
‫منها منقبل» والتي كان ينتهي معظمها بانتصار ميلو على حساب‬
‫الآخرين‪.‬‬

‫وبينما كان ميلو يتحدث في رتابة» قدم طباخ السفينة سلسلة‬


‫متتابعة منالأطباق بالغة التنميق» كان كلمنها أشد زخرفة ومكدسًا‬
‫بأعلى ما يكون» فلم تكن تختلف عن الباروكات التي يرتديها‬
‫الامسئلولومنرففيأ رقم اثني عشر‪ .‬كانكلطبقيأتيمصحوبًا‬
‫باستعراض كبير من العمالء الذين صاروا الآن يرتدون ستراتهم‬
‫‪902‬‬ ‫عرض‬
‫البيضاء والزرقاء الخاصة بالمساءء والأسوأ بين كل ذلك‪ .‬خطبة‬
‫مزعجة على نحو مروع من ميلوء الذي أصرعلى إهداء كلطبق‬
‫لواحد منهم بادنًابجينا‪.‬‬
‫وحين جاء الدور على طبق الحلوى ‪-‬الذي كان مُهدى لبيتل‪-‬‬
‫كان حشد المشاهدين قدأصبح صاخبًا وبدءوا فيإلقاءالتعليقات»‬
‫ولم يكن أي منها ملائمًا بوجه خاص‪ .‬لمعت أذنا بيتل بحمرة‬
‫متألقة» متمنيًا أكثر من أي شيء آخرفيالعالم أن يختفي على‬
‫الفور» وهويتابع أحد العمال وهو يخرج منالفتحة رافعًاذراعه‬
‫بالحلوى بفخر‪ .‬كانت ابتكارًا غريبًا على نحو استثنائي؟؛ طبق كبير‬
‫من شيء أسود متأرجحء يحتمل أن يكون قنديل البحره ويحتمل‬
‫كذلك أن يكون فطرًا ججمع من أعماق عنبر السفينة‪ .‬وفي إجلال»‬
‫وضع العامل الطبق في وسط المائدة‪ .‬حملق الجميع في اندهاش‪.‬‬
‫وفي صدمة أدركوا جميعًا أنهيشبه ‪-‬وربما كان بالفعل‪ -‬خنفساء‬
‫رار وري و ا و اا اير‬ ‫ار‬
‫كان ميلو يستمتع باللحظة‪ .‬كان بيده كوب» وبصحبة التصفيق‬
‫بالأسفل» وقف ليهدي الحلوى‬ ‫ل‬ ‫والصفير‬
‫لبيتل» الذي كان يفكر بجدية في إلقاء نفسه من السفينة‪ .‬ولكن»‬
‫حينفتح ميلوفمهلإلقاءخطبته؛انقضعليهملافظ اللهب‪.‬‬
‫كانت لحظةسيظل بيتليثمنهالوقتطويلجدًا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪012‬‬
‫كان لافظ اللهب قد استيقظ وهو يتضور جوعًا وما كان ليعبا‬
‫كثيرًا بمايأكله‪ .‬أقحم رأسه من فوق بيتل وأرسل لسانه الأخضر‬
‫الطويل زاحفا فوق الطاولة‪ .‬صرخت سنوري‪ .‬التى شعرت بانفعال‬
‫شديد‪ .‬وثبميلوعلىقدميهوقذف أنفلافظ اللهببمنديله بقوة‬
‫دون أي تأثير فيما شفط التنين هلام الخنفساء ثم المنديل بشفطة‬
‫طويلة مزعجة‪ .‬ولكنهلامًاعلىشكل خنفساء ومنديلًا منالحرير‬
‫الخالص ماكانا ليسدا رمق تنين جائع‪ .‬فعلى أمل أن يجد شيئًا آخر‬
‫ليأكله واصل لافظ اللهب الشفط‪ .‬وفى ضوضاء تشبه مياه تهدر فى‬
‫ضر كات الكن بضوت أعلى الفتدهرة ددزداك الأدراك المية‬
‫اء‪.‬‬
‫تلةففى‬
‫خطاو‬
‫اال‬
‫اتىلفوق‬
‫ال‬
‫‪ 0‬ميلو‪( :‬إلا الأقداح» وأخذ يبعد أقرب الأقداح الفضية‪.‬‬
‫ارتفعت صيحات الضحك من الحشد الذي تزايد بسرعة بالأسفل‪.‬‬
‫أسقط ميلو الأقداح وقد رأى مفرش الطاولة الحريري يختفي‬
‫داخل فم لافظ اللهب‪ .‬وتشبث بقوة بطرف المفرش وجلبه‪.‬‬
‫تعالت الهتافات وبعض صيحات التشجيع من وسط الحشد‪ .‬ولم‬
‫يحرك أحد آخر ممن حول الطاولة ساكنًا‪ .‬بدأت مسحة ابتسامة‬
‫تظهر على جانبي فم سبتيموس وهو يشاهد طبقه يرحل عبر الطاولة‬
‫رغم جهود ميلو الفائقة‪.‬‬
‫ألقى نظرة سريعة نحو نكوء ومما كان مفاجنًا وسازا لأه‪.‬نه‬
‫وجد إشارات تنم عن ضحكة مكتومة‪ .‬وعندئذ» ووسط أزيز‬
‫‪112‬‬ ‫عرض‬

‫يصيب بالصممء اختفت كامل محتويات الطاولة داخل فم لافظ‬


‫اللهب‪ .‬انطلق صوت مدو من فم نكو ووقع من فوق كرسيه في‬
‫نوبة من الضحك‪ .‬أماسنوريء التياعتادت على نكو الأكثر جدية‬
‫فقد راقبته في حيرة وهو يتمدد في اهتزاز على السطح‪ .‬ومن‬
‫الرصيف بالأسفل انتشرت كالموجة أصوات رد الفعل الضاحكة‪.‬‬
‫نظرميلوإلىأطلال أمسيته بفزع‪ .‬أمالافظ اللهب فقد نظرإلى‬
‫الطاولة الفارغة بخيبة أمل‪ .‬فقد قعقعت معدته بأشياء حادة وكان‬
‫لايزال جائعًا‪ .‬أماميلوء الذي لميكن على ثقة تامةبماإذا كانت‬
‫حدود التنين ستقف عند التهام البشر» فقدأطبق على يدجيناوبدأ‬
‫في التراجع بعيدًا جاذبًاإياهالتنزل علىقدميها‪.‬‬
‫نزعت جينا يدها بعيدّاء وقالت بعنف‪ :‬لا تفعل»‪.‬‬
‫املو متفانجتًا وتاذتا توق ماءوقال‪ :‬ضما بحدويننا انتجد‬
‫إقامة بديلة لتنينك»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬إنه لتينسيني»‪.‬‬
‫‪»...‬‬
‫قاءل لتكنك‬
‫‪« -‬ه‬
‫‪« -‬أعرف أننى قلت‪ .‬ولكن ما كان يجب أن أفعل‪ .‬أفناقط‬
‫الملاح‪ .‬إنهتينسب »‪.‬‬
‫‪« -‬آه‪ .‬حسئّاء في هذه الحالة أنت تفهمين بالقطع أن التنين‬
‫يخضع للوائح الحجر الصحي الخاصة بالمركز التجاري‪.‬‬
‫بالطبع» بينما هذاالشيء‪.2...‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪22‬‬
‫»)‬
‫‪.‬ا‪:‬‬
‫‪.‬جين‬
‫هتوله‬
‫حح‬‫(‬‫ص‬
‫‪« -‬حسئاء بينما هوعلى متن السفينة لاتطبق عليه اللوائح»‬
‫‪.‬ذا‪».‬‬
‫ءع ه‬
‫ينيض‬
‫شأ‬‫لمجرد‬
‫ان ب‬
‫لك‬
‫«هو)ا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬بمجرد أن يضع هو‪ ..‬هم"ألقىميلونظرةنحولافظ اللهب‬


‫ليتأكد أن لديه أقدامًا حمًا‪« :‬قدمه على الأرض سيكون لزامًا‬
‫اصطحابه إلى الحجر الصحي"‪.‬‬
‫وقف سبتيموس وقال‪« :‬لن يكون هذا ضروريًا؛ٍ فلافظ اللهب‬
‫سيغادر الآن‪ .‬نشكرك على استضافتناء ولكن أماوقد استيقظ لافظ‬
‫اللهب فعلينا الذهابء أليس كذلك يا بيتل؟»‬
‫فاظ‬
‫اي‬‫لتعد‬
‫كانبيتل منشغلًا بإبعاد خرطوم لافظ اللهب‪« :‬اب‬
‫اللهب‪ .‬آه‪ ...‬بلى» سنفعل‪ .‬ولكن شكرًا لك يا سيد ميلو باندا‪.‬‬
‫شكرًا للسماح لنابالإقامة على ظهر سفينتك‪ .‬أقصد سفينة جينا‪.‬‬
‫كان شيئًا‪...‬شائقا بالفعل»‪.‬‬
‫كان ميلويستعيد زمام أمره‪ .‬ابتسم بأدب وقال‪« :‬على الرحب‬
‫والسعة‪ .‬أيها الكاتب»»‪ .‬ثم التفت إلى سبتيموس‪« :‬ولكن المؤكد‪.‬‬
‫أيها المندربء أنك لا تنوي الطيران على الفور‪ .‬لقد جبت البحار‬
‫السبعة على مدى سنوات طوال‪ .‬وأستطيع أن أقول لك إنني أشم‬
‫)‪.‬‬
‫وفي‬
‫جفة‬
‫لعاص‬
‫احة‬
‫رائ‬
‫‪312‬‬ ‫عرض‬

‫كان سبتيموس قد سمع مايكفي عن البحار السبعة ليظل على‬


‫علمبهالمدةطويلة» وسمع الكثيرجدًّاعنمهارات ميلوفيالتنبؤ‬
‫بالطقس‪.‬‬
‫قال وهو يتجه نحو بيتل‪« :‬سنطير فوقهاء أليس كذلك يابيتل؟‪.2‬‬
‫أومأبيتلوهوغيرمتيقننوعًاما‪.‬‬
‫بدا ميلو متحيرًاء فقال‪« :‬ولكن ليس هناك ما هو فوق عاصفة»؟‬
‫هز سبتيموس كتفيه وربت على أنف تنينه وقال‪« :‬لافظ اللهب‬
‫لايهتم بعاصفة صغيرة» أليس كذلك يالافظ اللهب؟»‪.‬‬
‫صهللافظ اللهبوسقط خيطمنلعابالتنينعلىشريطي‬
‫ستحهوين الأرجوائييانلقدين» مكلفا بقخة ذاكنة ريا لابول‬
‫أبذًا‪.‬‬
‫بعد خمس دقائق كان لافظ اللهب يقبع مثل نورس ضخم على‬
‫مواجهًا للبحرء وصار الرصيف‬ ‫اأيلمنس مينريسء‬
‫الجانب ال‬
‫ع‬ ‫قي‬
‫وس ف‬ ‫ميمو‬
‫مزدحمًا بحشد أكبر وأكثر حماسًا‪ .‬استقر سبت‬
‫القائد الغاطس خلف عنق التنين» وجلس بيتل إلى الخلف تجاه‬
‫الذيل» محشورًا وراء السرجين‪ .‬وكان مقعد الملاح» معذلك؛ لا‬
‫يزال خاليًا‪.‬‬
‫وقفت جينا بجوار لافظ اللهب‪ .‬وقد أحكمت معطفها فى‬
‫مواجهة الرياح الباردة التي بدأت في الهبوب على المرفاً‪ .‬قالت‪:‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪412‬‬
‫«ابقهناالليلة ياسب» أرجوك‪ .‬بمقدور لافظ اللهب أنينام على‬
‫السطح لليلة أخرى‪ .‬لاأريدك أن تذهب أنت وبيتل وسط الظلام»‪.‬‬
‫أجاب سبتيموس‪« :‬علينا أن نذهب ياجينء لاسبيللنوم لافظ‬
‫اللهب الليلة‪ .‬سيتسبب فقط في خلق متاعب‪ .‬وإذا وضع في‬
‫الحجر الصحي‪ ...‬حسئاء لاأريد حتى أن أفكر فى ذلك‪ .‬على أي‬
‫انه مدنتاغئ فق الذهات» البيىك‪1‬لكايه ‪4‬‬
‫كان بييتتالبع السحب الداكنة التي تتحرك بسرعة أمام القمر‪.‬‬
‫لميكن وائقًا تمامً ‪.‬ا وخارج سور المرفاكانبإمكانه رؤية اشتداد‬
‫الأمواج‪ ,‬وساءل 'عما إذا كان مهنا ‪.‬يشان قدوم عاصفة» قال‪:‬‬
‫رما أصابت جينا يا سبء ربما يجدر بنا أن نبقى الليلة»‪.‬‬
‫ن‏تأظنرا للغد‪ .‬سيقيد الطاقم التنين‬
‫ئيللوا‪٠ :‬تيجب‬
‫قفقاه م‬
‫وا‬
‫إلى الصاري الرئيسي الليلة»» تبادل بيتل وسبتيموس وجينا نظرات‬
‫مرتعبة» وواصل ميلو كلامه‪« :‬وغداء وبينما التنين فى أمانء‬
‫سنتناول إفطار وداع كبيرًا على السطح؛ لنراكما وأنتماتطيران‬
‫بطريقة مثيرة للإعجاب‪ .‬مارأيكم في ذلك؟»‪.‬‬
‫كان سبتيموس يعرف تمامًا رأيه فى ذلك‪ .‬قال‪« :‬لاء شكرًا لك»‬
‫استعد يا لافظ اللهب!» فرد لافظ اللهب جناحيه ومال للأمام‬
‫وسط الريح‪ .‬انحرفت السيريس على نحو مأساوي على ميمنتها‬
‫يف‬ ‫صعلى‬‫ر ما‬‫ارخلشخص‬ ‫وص‬
‫صاح ميلو وهو يتشبث بحاجز السفينة‪« :‬احذروا»‪.‬‬
‫‪512‬‬ ‫عرض‬

‫نظر سبتيموس نحو جينا وسألها‪« :‬هل ستأتين أيتهاالملاحة؟)‪.‬‬


‫أوسف في‬ ‫لءليدع‬‫هزت جينا رأسهاء ولكن كان هناك شي‬
‫ْ‬ ‫قسماتها جعل بيتل يتشجع» فقال‪ :‬لجيناء تعالىمعنا!»‪.‬‬
‫ارتبكت جينا‪ .‬كانت تكره أن يذهب سبتيموس بدونهاء ولكنها‬
‫كانت قد وافقت على العودة على متن السيريس مع ميلو‪ .‬وكان‬
‫هناك نكو أيضًا؛ كانت تريد أن تكون معه وهو يبحر عاتدًا إلى‬
‫الوطن‪ .‬نظرت نحو نكو في تردد؛ رد عليها بابتسامة لطيفة ووضع‬
‫ري‪.‬‬
‫نوحول‬
‫ساعه‬
‫ذر‬
‫قالبيتل ببساطة شديدة ودون توسل‪« :‬أرجوك تعالي معنايا‬
‫جينا)‪.‬‬

‫قاطعه ميلو‪« :‬بالطبع لايمكنها الذهاب معكماء مكانها هناء مع‬


‫سفينتها‪ .‬وفعوالدبها؟‪.‬‬
‫كانهذاكفيلا بالأمرء قالت وقد حدجت ميلو بقوة ابوضوح»‬
‫هي ليست سفينتي على كل حالء وأنت لست والدي الحقيقي‪.‬‬
‫وعندها لفت ذراعيها حول نكو «أنا آسفة يا نك‪.‬‬ ‫والدي هو‪» .‬‬
‫إنيراحلة‪ .‬أتمنى لك رحلة آمنة وسأراك مجددًا في القلعة»‪ .‬ابتسم‬
‫نكوورفعلهاإبهامه قائلا‪«:‬أنتفتاة صالحة ياجين»كوني حذرة»‪.‬‬
‫ها وأمسكت بعظمة الملاح‬ ‫يفعت‬
‫در‬‫يدها‬‫أومأت له جينا‪ .‬بع‬
‫وسحبت نفسها للأعلى إلى داخل مكان الملاح خلف سبتيموس‬
‫مباشرة» وقالت‪« :‬انطلق ياسب»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪612‬‬
‫صاح ميلو‪« :‬انتظر!» لكن لافظ اللهب لايستجيب لأحد غير‬
‫قائده وأحيانا ‪ -‬إذا كانرائق المزاج ‪ -‬لملاحه‪ .‬والمؤكد بشدة أنه‬
‫لنيستجيب لأي أحد كان يقترح وضعه في سلاسل طوال الليل‪.‬‬
‫توقف كل شيء في المرفأ رقماثني عشر لإقلاع لافظ اللهب‪.‬‬
‫مئات الأزواج منالعيون تابعت التنين وهو يتكئ على السفينة‬
‫ويرفع جناحيه عاليّاء وبضربة للأسفل يرتفع ببطء فاليهواء‪.‬‬
‫الكاس‪ :‬لاصيا‬ ‫اليزله الساسي نكمت‬ ‫ارتدنتدفجة قوري‬
‫برائحة التنين عبر السطح مسببة السعال والقيء لميلو وطاقمه» ففيي‬
‫حين ارتفع صوت التصفيق من على الرصيف‪.‬‬
‫رفع لافظ اللهب جناحيه مرة أخرى وطار لأعلى وراح جناحاه‬
‫الممتدان يضربان ببطء وقوة وهو يزيد ارتفاعًا بثبات‪ .‬وبالطيران‬
‫وسط الريح في فيكتي واسع‪ :‬دار لافظ اللهب عبر المرفاً على‬
‫مستوى أعلىقليلامنارتفاعالصاري واتجهخارجًا أعلىسور‬
‫المرفأ‪ .‬لفترة وجيزة» انقشعت السحب عن القمر» وندت عن‬
‫الرصيف آهةإعجاب حين تحرك خيال التنين معالأجساد الثلاثة‬
‫الصغيرة بثبات عبر قرص القمر الأبيض واتجه نحو البحرء تاركا‬
‫هم‪.‬‬ ‫اًابفي‬‫قدوم‬
‫عمش‬
‫ألو‬
‫مي‬
‫أصدر ميلو عددًا منالأوامر للعمال لتنظيف الأسطح ثماختفى‬
‫بالأسفل» تاركا نكو وسنوري على السطح وسط عملية التنظيف‬
‫الجارية‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫عرض‬
‫همست سنوري لنكو‪« :‬آمل أن يكونوا بأمان»‪.‬‬
‫قال نكو‪« :‬وأنا أيضًا»‪.‬‬
‫ظل نكو وسنوري يشاهدان السماء حتى اختفت النقطة السوداء‬
‫البعيدة للتنين وسط إحدى السحب ولم يصبح بمقدورهما أن يريا‬
‫ر‬
‫اقد‬‫صطح‬
‫المزيد‪ .‬وحين نظرا أخيرًا للناحية الأخرى كان الس‬
‫نظيفا ومرتبًا وخاليًا‪ .‬تقاربا معا وسط الريح الباردة التي كانت تهب‬
‫من البحر وتابعا مصابيح المركز التجاري وهي تنطفئ لقدوم الليل‬
‫وقد صار شريط الأضواء الممتد على طول الشاطئ أخف؛ إذ‬
‫بقيت فقط ألسنة لهب المشاعل المحترقة‪ .‬ظلا يصغيان وقد هدأت‬
‫أصداء الأصوات حتى أصبح كل ما يمكنهما سماعه هو صرير‬
‫ألواح المراكب» وصوت ارتطام الأمواج» وطقطقة الحبال‬
‫المشدودة إلى الأوتاد الخشبية وقد ضربتها الريح‪.‬‬
‫قال نكو ويهنوظر إلىالبحر فياشتياق‪« :‬غدًا نبحر»‪.‬‬
‫أومأت سنوري‪« :‬نعم يانكو‪ .‬غدًا سنرحل»‪.‬‬
‫وهكذا جلساء في حال طيبة وسط الليل ملتفين بالبطاطين‬
‫الناعمة التييضعهاميلوفيحقيبةكبيرةعلىالسطح‪ .‬تابعاالنجوم‬
‫وقد اختفت واحذدًا تلو الآخر وراء كتل السحاب القادمة‪ .‬بعد‬
‫ذلك‪ .‬التفابجوار أولر طلبًا للدفء‪ ,‬وذهبا في النوم‪.‬‬
‫وفوقهم‪ .‬تجمعت سحب العاصفة‪.‬‬
‫‪4‬ه ‪ 901‬عد‬

‫‪.- 10‬العا‬

‫ام‬ ‫مبايسا‬ ‫ل‬ ‫موت‬ ‫الح‬


‫ركوب التنين‪ .‬كان خلف الجناحين وعلى المنزلق المنخفض‬
‫نحو الذيل» وهو ماكان يعنيء لأن لافظ اللهب يستخدم‬
‫ذيله للتحكم في الطيران» أن بيتل‬ ‫‪5‬‬
‫وجد نفسه يتحرك صعودًا‬ ‫ا‬

‫يو‪ .‬ورغم‬
‫لطايموثل‬
‫ابو‬
‫وه‬
‫ذلك‪ .‬كان محشورًا بقوة‬

‫بين فقرتين مرتفعتين وظل‬ ‫‏‪١‬‬


‫يقول لنفسه إنه لاا سبيل‬ ‫‪0‬‬
‫لسقوطه‪ .‬لكنهلميجدنفسه‬
‫مقتنعًا تمامًا‪.‬‬
‫بعد إقلاع لافظ‬
‫اللهب» التفت بيتل‬ ‫للا‬
‫ونظر للخلف في اتجاه‬ ‫‪2‬‬
‫‪912‬‬ ‫لعاصفة‬

‫ذيل لافظ اللهب العملاق» وأخذ يشاهد المراكب في المرافئ‬


‫وهيتزدادصِكَرَاءإل أىن بدتفيحجملايزيدعلىحجماللعب‬
‫الصغيرة‪ .‬بعدها ركز على أضواء المركز التجاري المتلألئة» وهي‬
‫تنتظم مثل سلسلة على طول الشاطئى‪ .‬تابعها بيتل وهي تزداد‬
‫خفونًاء وحين أسدل الليل أستاره من خلفهم واختفى آخر بريق‬
‫شعور بالرعب‪ .‬ارتعش وقرب إليه‬ ‫خلله‬
‫دءاتسل‬
‫بضوء‬
‫خافت لل‬
‫عباءة التدفتة» غير أن بيتل كان يعرف أنه لا يشعر بالبرد» بل‬
‫بالخوف‪.‬‬
‫التي حدثت لبيتل من‬ ‫يناء‬
‫شس م‬
‫لفألي‬
‫الخو‬
‫كان الشعور با‬
‫قبل»بقدرمايمكنه أن يتذكر‪ .‬كانقدمربلحظات عصيبة في‬
‫الأنفاق"الجليدية‪«:‬خامنة انعا زخلاته القليلة"الأولن» حين كان‬
‫مضطربًا نوعا ماء ولم يشعر كذلك بارتياح شديد في الغابة‬
‫غير أنه لا يظن أنه‬ ‫يتكس‪.‬‬
‫ر بي‬
‫فقوإلى‬
‫للطري‬
‫اى ا‬
‫المتجمدة عل‬

‫طلاق بإحساس الرعب الذي بات الآن قابعًا مثل‬


‫ل عإلى‬
‫شاعر‬

‫واصل لافظ اللهب طيرانه بثبات‪ .‬مرت ساعات‪ .‬كانت كالأيام‬


‫بالنسبة لبيتل» لكن خوفه لميتبدد‪ .‬أدرك بيتل الآنلمَّيشعر بهذه‬
‫الحالة السيئة‪ .‬كانقدركب لافظ اللهب مع سبتيموس من قبل في‬
‫رلاستمغييرة إلى المزارع وذات مرة إلى الخليج المنعزل»‬
‫رح‬
‫الذي كان بالغ الرعب‪ .‬كان حتى يجلس في الموضع نفسه الذي‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪022‬‬

‫يجلس فيهالآنحينطاروا جميعًامنبيتالفوريكس إلىالمركز‬


‫التجاري‪ .‬لكنه كان دائمًا يطير منخفضًا وكان بمقدوره رؤية‬
‫الأرض أسفل منه‪ .‬أما الآنء وسط الظلام وعلى ارتفاع شاهق فوق‬
‫البحر» فقدغمره الخواء الهائل منحولهم وجعله يشعر كمالوأن‬
‫حياته معلقة بخيط‪ .‬لميخفف الآمر أن الجو صار عاصفا على نحو‬
‫متزايد» فحين ضربت هبة ريح لافظ اللهب فجأة وجعلته يتأرجح‬
‫على جانبيه» زاد التفاف الثعبان القابع فيبطن بيتل‪.‬‬
‫قرربيتلأن يتوقف عن النظر حوله وأن يركز بدلا منذلك على‬
‫سبتيموس وجيناء لكنه لميستطع إلارؤية جيناء وليس جزءًا كبيرًا‬
‫منها‪ .‬كانت هي الأخرى تتدثر بعباءة تدفئة» وكان الشيء الوحيد‬
‫الدال على من داخلها هو بعض خصلات شعر طويلة تتطاير في‬
‫الهواء‪ .‬كان سبتيموس خارج مجال رؤيته منخفضًا في تجويف‬
‫عنق التنين ومختفيًا وراء عظمة القائد العريضة‪ .‬انتاب بيتل شعور‬
‫نندهش أن يكتشف فجأة أنه الوحيد‬
‫ييك‬
‫غريب بالوحدة‪ .‬وللم‬
‫الذي يركب لافظ اللهب‪.‬‬
‫كان سبتيموسء رغم ذلك‪ .‬على مايرام‪ .‬كانلافظ اللهب يطير‬
‫بشكل طيب» وحتى هبات الريح‪ .‬التي كانت تزداد قوة وتتابعّاء لم‬
‫يبد أنها تزعج التنين‪ .‬حقيقة» تساءل سبتيموس عما إذا كان‬
‫باستطاعته أن يسمع أصوات رعد على البعد‪ ,‬لكنه قاللنفسه إنها‬
‫ربما كانت ضوضاء منبعثة منجناحي لافظ اللهب‪ .‬حتى حينما‬
‫‪122‬‬ ‫لعاصفة‬

‫ضربتهم عاصفة مفاجئة من الأمطار الثلجية» لميقلق سبتيموس‬


‫كثيرًا‪ .‬كانت باردة» وصارت قارسة حين تحولت ببساطة إلى وابل»‬
‫لكن لافظ اللهب واصل طيرانه خلالها‪ .‬غيرأن ما أحدث له صدمة‬
‫جئ‪.‬‬
‫ارعد‬
‫ف ال‬
‫لتمدوى‬
‫ا صو‬
‫هو‬

‫ففي صوت يماثل قرع مليون صفيحة» زحف البرق من خارج‬


‫السحب في مواجهتهم‪ .‬وفي ظرف ثانية واحدة» وقدانعكس عليه‬
‫وميض البرقء ظهر لافظ اللهب أخضر لامعًاء وجناحاه أحمران‬
‫شفافان معزخارف لعظام سوداء‪ ,‬أماوجوه ركابه فقدبدت شاحبة‬
‫مرتاعة‪.‬‬
‫ترنح لافظ اللهب للخلف بفعل الوميض وقد ارتفع رأسه‪.‬‬
‫واشتعلت فتحات أنفه‪ .‬وللحظات من الرعب‪ .‬شعر بيتل أنهينزلق‬
‫للخلف‪ .‬تشبث بقوة بالعظمة التى أمامه وجذب نفسه للخلف فيما‬
‫لخاد لأقط المت رضي عتافصا ونه وواقا ‪,‬ريق‬
‫بدأبعض من ثقةسبتيموس في التراجع؛ بصامرقدوره الآنأن‬
‫يسمع هزيم رعد متواصلء وفي مواجهته‪ ,‬كانيمكنه أن يرىحزما‬
‫ومضية من البرق تتحرك عبر قمم السحب‪ .‬لم يكن هناك مهرب‬
‫منهاء كانميلو على حقءكانوا يطيرون في اتجاه عاصفة‪.‬‬
‫نقرت جينا على كتف سيتيموسء‪ .‬وصاحت قائلة‪« :‬هل يمكننا‬
‫الالتفاف حولها؟)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪222‬‬

‫لبمنرق‬ ‫التفت سبتيموس ونظر للخلف‪ .‬ليفاجاً برؤية حازمة‬


‫تنزل عليهمء وبالكاد أخطأت ذيل لافظ اللهب‪ .‬فات الأوانء‬
‫صارت العاصفة حولهم فجأة‪.‬‬
‫س‪.‬ن‪.‬طير قرب الماء‪ ..‬أقل عصفا‪ »...‬كان ذلك‬
‫‪« -‬سأهبط به‬
‫كل ما تطاير إلى سمع جينا وقد مزقت الرياح الكلمات‬
‫مموس‪.‬‬ ‫ينف‬‫بجةت م‬‫سخار‬
‫ال‬
‫كان الشىء التالى الذي عرفه بيتل هو أن لافظ اللهب يسقط‬
‫مكل حير كانبيقلمقتدمًاأن لأف اللهت أصابته ضاعفة برقية؛‬
‫وبدأ الثعبان القابع فيتجويف بطنه يلف نفسه في عقد؛ أغمض‬
‫عينيه» وبينما صار صوت هدير الأمواج أكثرارتفاًا وضرب رذاذ‬
‫الملح وجهه‪.‬كانفيانتظارالصدمة الحتمية‪ .‬وحين لمتأت خاطر‬
‫نىىأنهلميفعل‪ .‬كان جدار منالمياه بارتفاع‬
‫بيتل بفتح عينيه» وتمن‬
‫رمة‪.‬‬
‫شحوه‬
‫اه ن‬
‫بيتج‬
‫مزل‬
‫من‬
‫كان سبتيموس قد رآه هو الآخر‪ .‬صاح‪« :‬اصعد! اصعد! يا‬
‫لافظ اللهب» وقد أعطى التنين ضربتين قوايتيلنأفيجنمبهن‪.‬‬
‫لم يكن لافظ اللهب بحاجة إلى تعليمات أو ضربات‪ .‬كان يكره‬
‫جدران الماء مثلما كرهها ركابه‪ .‬وانطلق مرتفعًا في الوقت‬
‫المناسياء ومرح الموجة الهائلة منتبحتهم ممطرة إياهم برذاذها‪.‬‬
‫ارتفع سبتيموس بلافظ اللهب أعلى قليلا حتى يطير التنين‬
‫بعيدًا عن مدى الرذاذ مباشرة ثم أمعن النظر تجاه البحر‪ .‬لميكن قد‬
‫‪322‬‬ ‫العاصفة‬

‫رآه قط على هذه الحال‪ ..‬أغوار عميقة وجبال متحركة من المياه‬


‫قذفت الرياح بقممها في طبقات أافقليةرّمبنّد‪ .‬ابتلع سبتيموس‬
‫ًمرا‪.‬‬ ‫رلأ‬
‫ين ا‬
‫ط كا‬
‫خقه‪.‬‬
‫ري‬
‫سنخرج من‬ ‫قك‪.‬‬
‫رريفي‬
‫طتم‬
‫صاح‪« :‬استمر يالافظ اللهب‪ .‬اس‬
‫هذا قريبًا»)‪.‬‬
‫لكنهم لميخرجوا منهاقريبًا‪ .‬لميقدر سبتيموس من قبل قط‬
‫مدى الضخامة التى قد تكون عليها العاصفة‪ .‬كانت العواصف‬
‫دائمًا شيئًايمرفوق الرءوسء لكنه الآنبدأيتساءل‪ :‬كمميلاقد‬
‫يبلغ عرض العاصفة بالفعل» والأهم‪ :‬هلهي ذاهبة في اتجاههم‬
‫اوفويانت‬
‫وترنحوا؛ فقد عوت الرياح وهدرت الأمواج وتصادمت مثل‬
‫الجيوش المتصارعة‪ .‬ملقية إياهم هناوهناك وسط غمار معركتها‪.‬‬
‫موجات عاتية من الرياح ضربت جناحي لافظ اللهب‪ .‬اللذين بدأ‬
‫سبتيموس يلاحظ أنهما صارا واهيين إلى حدماء ليس بهما سوى‬
‫جلد تنين رفيع وشبكة عظام ضعيفة‪ .‬وفي كل مرة تضرب الريح‬
‫يه» أو» ما هو حتى أسوأء إلى‬ ‫جقياانن عبلى‬
‫لافظ اللهب كانا يل‬
‫الخلف‪ .‬وهو ماكان التعافى منه أصعب كثيرًا وترك بيتل يلهث فى‬
‫وعينة كانسسيوين يحرف [ق الأفظ ا السب فلحل مهالنعيي ققد‬
‫لافظ اللهب‬ ‫سقط عنق التنين» وتحت يديه بدت عضلات‬
‫مشدودة ومنهكة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪422‬‬
‫صاح سبتيموس عاليًا مرة بعد مرة حتى بح صوته‪« :‬تقدم يا‬
‫لافظ اللهبء تقدم!»‪.‬‬
‫اندفعوا للأمام وسط الرياح والمطر المنهمرء قافزين عند كل‬
‫قرعة رعد‪ ,‬جافلين عند كل انفجارة برق‪.‬‬
‫وسط ذلك ظن سبتيموس أنه رأى ضوء منارة على البعد‪ .‬أمعن‬
‫النظر» ليتأكد فقط أنهليس وميض برق آخرء لكن الوهج الذي‬
‫أضاء الأفق لميكن وميضاء إنهيتلألأ بثبات ولمعان‪ .‬وأخيرًا شعر‬
‫سبتيموس أن أمامهم فرصة‪ .‬وقد تذكرماقالهنكو عنطريق العودة‬
‫للوطن» غيرمسارهووجه لافظاللهبنحو الضوء بينفكي الريح‪.‬‬
‫عند مؤخرة التنين» لاحظ بيتل تغيير المسار وتساءل عن‬
‫السبب» إلى أن التقط بوادر الضوء أمامهم‪ .‬وفجأة ارتفعت‬
‫معنوياته؛ لابدأنهضوء الكثيب المزدوج‪ .‬غمرته الأفكار الدافئة‬
‫يد‪ .‬حتى أن الأمل بدأ‬ ‫عيس‬
‫قءبال ابلذبي ل‬ ‫تينا‬
‫سنم‬‫اع‬‫لدة‬
‫اسعي‬
‫ال‬
‫يراوده أنهيحتمل ‪ -‬إذا حالفهم الحظ ‪ -‬أن يكون متجر فطائر‬
‫المرفأ ورصيف الميناء ربما يكون ما زال مفتوحًاء وأن يكون أحد‬
‫أبناء عمومته حاضرًا ليوفر لهم جميعا مأوى لقضاء الليلة‪.‬‬
‫وبينما راودت بيتل أحلام اليقظة بفراش دافئ جاف وفطيرة من‬
‫متجر المرفأ ورصيف الميناء» كان سبتيموس يحدوه الأمل‬
‫أيضًاء إذ كان واثقًا بأن العاصفة تهداً‪ .‬عاد ليحلق بلافظ‬
‫‪225‬‬ ‫‪6.6‬‬

‫اللهب عاليًا مرةأخرى حتى يتسنى لهالحصول على رؤية أفضل‬

‫ظهر الضوء أشد تلألوًا وسط الليلء وابتسم سبتيموس؛ كان‬


‫الأمر كما يأمل‪ .‬كان هناك مصدرا ضوء متجاورينء تمامًا حسب‬
‫وصف نكوء الآنعرف أينهم‪.‬طاربثبات إلىأن صارقريبًاجدًا‬
‫حتى أمكنه رؤية النقاط المميزة التي على شكل الأذن عند أعلى‬
‫قمةبرجالمنارة‪ .‬ولكنحين ارتفع قليلابلافظ اللهب قبلأن يقوم‬
‫بتغيير المسار» ضربت العاصفة ضربتها الأخيرة‪ .‬فمن فوقهم‬
‫لبمنرق» وهذه المرة» أصاب الهدف؛‬
‫ائل‬
‫مباشرة» نزل لسان ها‬
‫فقد أصاب لافظ اللهب فترنح‪ .‬وغشيتهم رائحة قوية للحم تنين‬
‫يحترق وقد هوى التنين من السماء‪.‬‬
‫صاروا في وضع هبوط عمودي في اتجاه المنارة‪ .‬وأثناء‬
‫سقوطهم عادبيتلإلىالواقع؛ إذ لاحظ أن الضوء لميكن محصورًا‬
‫افليإطار المعدني المتهالك لضوء الكثيب المزدوج لكن كانا‬
‫تلين بدتاء‬
‫طحم‬
‫مصدرين للضوء أعلى برج حجري مسنوّقد ي‬
‫حسبما ظنبيتل فيحالته المروعة؛ مثل أذني قطة‪.‬‬
‫اتجاءالتحنتراىمكل أن ادلزبرماله‬ ‫وقلع متطوف‬
‫أضواء ترحيب بالميناء فيانتظارهم‪ .‬لاشيء سوى الظلمة‪.‬‬
‫ميار إلى الخارج من منصة المراقبة على منارة صخرة‬
‫تقععلىصخرةةفي وسط البحرء وكانت‬
‫نكر القطة‪.‬وهيمنارة‬
‫قمتها علىهيئة رأسقطة‪ .‬كامل بأذنين وشعاعي ضوء يلمعان من‬

‫ناروفبية حراسة‬
‫كان مي‬
‫مرة أخرى‪ .‬فأمام إصراره» كان‬
‫قهوم بكثير‬ ‫ييل‬
‫ولل‬
‫بقوعبالعراقية ك‬
‫رتاقبة النهارية أيضًا‪.‬‬ ‫مانلنومبا‬
‫فلم يعديثق بشريكه في المراقبة‬
‫أكثرمن أن يقذف به وفي ظل‬ ‫‪2‬‬

‫الفرق الهائل بينهما في‬


‫اللحيوةة لسر‬
‫يكن هذا بعيد‬
‫‪ 1‬المنال» إلا إذا‪...‬‬
‫ا‬
‫‪722‬‬ ‫ميال‬

‫ارتسمت ابتسامة صغيرة على فمميار الرقيق وقد خص نفسه بحلم‬


‫إحدى‬ ‫لنى‬
‫عم‬‫أمين‬
‫اليقظة المفضل لديه‪ .‬وهو إلقاء كرو الس‬
‫العينين‪ .‬والآن ستكون هذهرميةطويلةحقًا‪.‬فكمتبلغالمسافة إلى‬
‫الصخور بالأسفل؟ كان ميار يعرف الإجابة جيدًا‪ ..‬ثلاثماثة‬
‫ووثلاثة وأربعون قدمًابالتمام‪.‬‬
‫هزميار رأسه ليخلصها من تلك الأفكار الخادعة» فكرو السمين‬
‫لنيمكنه مطلقًاأن يصعد إلىالمنارة؛ فلميكنهناك سبيل ليحشر‬
‫نفسه عبر الفتحة الضيقة عند قمة السارية التى تؤدي من منصة‬
‫المراقبة إلى ساحة المنارة‪ .‬أما اكرلونحيف‪ 0 .‬الناحية اللأخرى‪.‬‬
‫فلن يواجه مشكلة في ذلك‪ .‬ارتجف ميار من فكرة تسلل كرو‬
‫النحيف إلىمنارته الغالية مثلحيوان ابنعرس ‪ .‬ففيحالة الاختيار‬
‫بين التوءمين كرو ‪ -‬وهو اختيار لايرغب مطلقًا أن يقوم به‪-‬‬
‫فسيختار السمين في أي وقت؛ فالنحيف شخص شرير‪.‬‬
‫جذب ميار قلنسوته المحكمة المصنوعة من جلد الفقمة حتى‬
‫غطت أذنيه ولف عباءته جيدًا حول نفسه‪ .‬كان الجو باردًا على قمة‬
‫المنارة» وراح يرتجف بسبب العاصفة‪ .‬أطبق أنفهالصغير المسطح‬
‫على الزجاج وحملق في اتجاه العاصفة» واتسعت عيناه الكبيرتان‬
‫خرهما واخترق بصره الليلي الحاد الظلام‪ .‬عوت الرياح‬ ‫آن‬
‫ع‬
‫وانهمر المطر في اتجاه زجاج نافذة منصة المراقبة الأخضر‬
‫الشميلة‪ .‬كتانت” حزمتا" القضوء تعكسناق ‪:‬الاج اء‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪822‬‬
‫السفلى من سحب العاصفة السوداء التي شكلت غطاءً منخفضًا لا‬
‫يتتهي حتى أن ميار كان واثقًا من أن أذني المنارة لا بد أنهما‬

‫وطقطقت‬ ‫برق صامتة‪.‬‬ ‫ومضة‬ ‫السحب‬ ‫خلال‬ ‫مرت‬ ‫تلامسانها‪.‬‬

‫المطر متناثرًا على الزجاج فقفز من وقع المفاجأة‪ .‬كانت أعنف‬


‫عاصفة رآها منذ زمن طويل؛ وكان يشفق على أي أحد في الخارج‬
‫فى تلك الليلة‪ .‬طاف ميار بخفة حول منصة المراقبة متفحصًا‬
‫الأفق‪ .‬ففيليلة كهذه يكونمن السهل جدًا أنتنجرف أي سفينة‬
‫إلى موقع قريب جذا من المنارة ومن منطقة الخطر‪ .‬وإذا حدث‬
‫هذا فسيكون عليه النزول إلى قارب الإنقاذ ومحاولة إرشاد السفينة‬
‫إلىبرالأمان» وهي ليست مهمة سهلة فيليلة كهذه‪.‬‬
‫كمانبينة النوم بالغة الصغر بعيدًا بالأسفل» كانت أصوات‬
‫الشخير الملتهب لكرو السمين ترسل أصداءها عبربئردرج المنارة‬
‫الأشبه بالكهف‪ .‬تنهدميار بعمق‪ .‬كانيعرف أنهيحتاج إلىمساعد‪.‬‬
‫ولكن لماذا أرسل له سيد مرفأ الميناء التوءمين كرو فهذا ما لا‬
‫يعرفه‪ .‬فمنذ أن اختفى شريكه في المراقبة ‪-‬ابن عمه؛ ميرانو‪ -‬آخر‬
‫منتبقى منعائلته باستثنائه هو‪ -‬فيليلة الزيارة الأولى لمركب‬
‫الإمداد الجديد» المارودر» أجبر ميار على مشاركة منارته معما‬

‫أفضل قليلا من القرود‪ .‬فمنذ‬ ‫ت مخلوقات‬


‫ققت‬
‫اعتبره في ذلك الو‬

‫وصول الأخوين كرو‪ -‬ومن قبيل احترام القرود ‪ -‬راجع ميار ذلك‬
‫‪922‬‬ ‫ميار‬

‫الرأي؛ فهو الآنيراهما أفضل قليلًا مندود البزاق» الذي حمل‬


‫كلهةكرو اين واليف كدوًا ملحوظا يذضفاتة‪:‬‬
‫الآنإذن» وفي أعماق المنارة وفي المكان الذي كانيومًاكابينة‬
‫النوم الصغيرة الدافئة الخاصة بهوبميرانوء كان ميار يعرف أن كرو‬
‫السمين يحتلماكانيومًافراشه المريح فيالطابق السفلي للسرير‪.‬‬
‫تجهم ميار في حزن وكان لمينم جيدًا منذ اختفاء ميرانو‪ .‬وعلى‬
‫غرار كل المراقبين كان هو وميرانو يتبادلان النوم في سرير واحدء‬
‫وكانا يقضيان ساعات قليلة معًا كليوم وهما جالسان على منصة‬
‫المراقبة يتناولان وجبتهما المسائية من السمك قبل تغيير نوبة‬
‫المراقبة‪ .‬أما الآن فإن ميار صار ينام ‪ -‬أو يحاول أن ينام ‪ -‬على‬
‫كومة من الأكياس في غرفة عند سفح المنارة‪ .‬كان دومًا يوصد‬
‫الباب» ولكن معرفة أن واحدًا من آل كرو كان طليقًا فىمنارته‬
‫اللجميلة كااتانمي أنهل تآيمكن أنبيرتاس يدام هرصانقم‬
‫ليتخلص من أفكاره البائسة؛ فلمتكن هناك فائدة منإمعان التفكير‬
‫في الأيام الخوالي الطيبة حين كان ضوء صخرة القطة واحدًا من‬
‫نناء العم والإخوة والأخوات‬ ‫أابر م‬
‫أربعة أضواء حية» وكان لدى مي‬
‫أكثرمنأن يعدهم على أصابع يديه وقدميه‪ .‬لمتكنهناك فائدة من‬
‫التفكير فيميرانو؛ فقد راح إلى الأبد‪ .‬لميكنمياربغباء تفكير‬
‫الأخوين كرو بشأنه؛ فهولميصدق روايتهما بأن ميرانو سكم من‬
‫بىهما إلىأضواء الميناء المبهرة‪ .‬كان‬
‫صحبته وتسلل هاقرباًارعل‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪032‬‬

‫ميار يعرف أن ابنعمه‪ .‬مثلما اعتادالمراقبون أن يقولواء يسبح مع‬


‫الأستماك‪:‬‬
‫الظلام‪.‬‬
‫ربض مياربجوار النافذةالسميكة المقوسة محماقًا في‬

‫ادام بع المرجتعاظم فيارضاعائل يكل‬ ‫اد‬

‫كانعا يعرنان‬ ‫امراك رحرب يحقموا كن رات ارا‬

‫سفح المنارة صار الآن تحت الماء» كان يعرف ذلك من صوت‬
‫الرجرجة الهادر الذي بدأت تتصاعد حدته على الصخور الجرانيتية‬
‫بالأسفلء الأصوات الهادرة الذي استشعر حركتها من أخمص‬
‫قدميه حتى رأسه المغطى بجلد الفقمة‪ .‬لكنها على الأقل غطت‬
‫على أصوات شخير كرو السمين» كما أنصرخات الريح حملت‬
‫معها كل أفكار ميار عن ابن عمه المفقود‪.‬‬
‫مة‬ ‫قجلد‬‫لعفمن‬‫امصنو‬
‫أمسك ميار بالجراب المضاد للماء ال‬
‫الذي يعلقه على حزامه وأخرج عشاءه ثلاث سمكات صغيرات‬
‫وبسكويت السفينة» وبدأ في مضغها‪ .‬ووسط ما يفعل» كانت عيناه‬
‫مفتوحتين يراقب البحرء الذي أضاءته حزمتا الضوء اللتان تحركتا‬
‫انئليقلةة‪.‬‬ ‫شتكو‬
‫كتهار بأنها س‬ ‫فاود‬
‫أر‬ ‫لعة‪.‬‬
‫امرتف‬
‫عبر جبال الماء ال‬
‫كانميارقدالتهم لتوهآخر سمكاته ‪ -‬الرأس والذيل والعظام وكل‬
‫شىء ‪ -‬نحين أدرك ملاى التشويق الذي ستكون عليه تلك الليلة‪:‬‬
‫كان ميار عادة يراقب الماء؛ إذ ما الذي يمكن أن يكون ذا أهمية فى‬
‫‪132‬‬ ‫ميار‬
‫السماء؟ لكن فيتلك الليلة محت الأمواج الجبلية الحدود بين‬
‫البحر والسماء» وشملت عين ميار المفتوحة كل شىء بنظرها‪ .‬كان‬
‫مشمًاإلىحدمافيإخراج شوكة سمكة حشرت بينأسنالهالرقيقة‬
‫المدببة حين التقطت إحدى حزمتي الضوء هيئة تنين وسط‬
‫وهجها‪ .‬شهق ميار في عدم تصديق‪ .‬نظر مرة أخرى لكنه لمير‬
‫شَيْكًاء ضار مباز الآن قلقا‪ .‬كانت إشارة سعة حين‪.‬يبدا المراقيون‬
‫في تخيل أشياء؛ إشارة تأكيدبأنأيامهم في المراقبة باتت معدودة‪.‬‬
‫وبمجرد أن يذهبء‪ .‬من ذا الذي سيراقب المنارة؟ غير أنهفى‬
‫اللحظة التالية تبددت مخاوف ميار‪ .‬فبوضوح ضوء النهار ود‬
‫التنين ليظهر مجددًا فى مسار حزمة الضوء‪ .‬ومثل فراشة خضراء‬
‫عتم تدع صب ليب‪ :‬كاتالتو عاماقرهكنانجاءلمنر‪::‬‬
‫ندت عن ميار صرخة ذهولء فقد صار الان لا يرى التنين وحسب»‬
‫بليرى ركابه أيضًا‪.‬‬
‫أصابت ضربة رعد مفاجتئة أعلى المنارة مباشرة» ونزل ضوء‬
‫صيب ذيل‬
‫برقي مبهر زاحف‪ .‬ورأى ميار صاعقة البرق وتهي‬
‫ترنح التنين وفقد التحكمء‬ ‫اذر‪.‬‬
‫صأخ‬
‫باء ت‬
‫أزرق‬
‫لضة‬
‫ابوم‬
‫بنين‬
‫الت‬
‫وفي رعبء‪ .‬تابع ميار التنين وركابه» وقد أوضح هيئتهم غطاء‬
‫قزحي بفعل الشحنة الكهربية الزرقاء» وهم يندفعون مباشرة تجاه‬
‫منصة المراقبة‪ .‬وعكس الضوء باختصار وجوه ركاب التنين‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪232‬‬

‫المرتعبة» وعندها غلب الجانب الغريزي فألقى ميار بنفسه على‬


‫الأرضء في انتظار الصدام الحتمي حين يضرب التنين الزجاج‪.‬‬
‫غير أن شيئًا لميحدث‪.‬‬
‫وقف ميار بحذر‪ .‬كانت حزمتا الضوء لا تظهران شيئًا سوى‬
‫السماء الخالية الزاخرة بالمطر في الأعلى والأمواج العاتية في‬
‫الأسفل‪ .‬لقد اختفى التنين وركابه‪.‬‬
‫زه ‪ 12‬جد‬

‫هبوط لولبي‬
‫أنهأغلق عينيه» كانبيتليعرف مايحدث‪ .‬فقد أمكنه شم‬ ‫‪.‬‬
‫ركم رائحةلحم تنينيحترق» وهيليستبرائحة طيبة وأنت‬
‫تطير فيالهواء بالفعل علىظهر التنين م‬
‫‪/‬‬ ‫المحترق على ارتفاع نحو خمسمائة‬
‫قدم‪ .‬إانهلاحفيقيقة ليست برائحة‬
‫طيبة فى أي وقتء» خاصة بالنسبة‬
‫للتنين‪ .‬كانالبرق قدصعق لافظ‬
‫|‬ ‫ن‪.‬‬
‫ايصم‬‫ذدم‬
‫آتصا‬
‫لفي‬
‫اهب‬
‫الل‬
‫باعئًا صدمة كهربية تزلزل (‬
‫‪1‬‬ ‫العظام تخللتهم جميعًا‪.‬‬
‫ورغم أن كل ذلك حدث‬
‫بسرعة هائلة» فإن بيتل كان‬

‫عليه فيما بعد أن يتذكره‬


‫بالحركة البطيئة الصامتة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪432‬‬

‫تذكر البرق وهو يندفع نحوهمء بعدها صدمة عنيفة جرت في‬
‫أوصال لافظ اللهب حين ضربته الصاعقة وارتفع رأس لافظ‬
‫اللهب عاليًا من الألم‪ .‬بعد ذلك حدثت ميلة» فلفة» فسقوط حر‬
‫ناعث على الغتيان وقد هوي التنين من السماء» مجه ماشرة تو‬
‫المنارة‪ .‬كان هذا في اللحظة التي رأى فيها بيتل الرجل الضئيل‬
‫الحجم‪ ,‬على أعلى قمة المنارة» وقد حملقت عيناه الواسعتان نحو‬
‫الخارج في رعبء حينها أغلق بيتل عينيه‪ .‬كانوا في طريقهم‬
‫للاصطدام بالمنارة وكان لايريد أن يرى ذلك‪ .‬فقط لميرد‪.‬‬
‫لكن سبتيموس لم تكن لديه تلك الرفاهية» فاتسعت عيناه عن‬
‫آخرهما‪ .‬ومثل بيتل» رأى اهلوآخر الوجه المصدوم للرجل ضئيل‬
‫الحجم على قمة المنارة؛ في الواقع» لمجرد ثانية وقداندفع لافظ‬
‫الهلببنحروجء التقت عيناهماء كلاهما يتساءل عما إذا كانهذا‬‫ال‬
‫سيكون آخر شيء يريانه‪ .‬وحين استطاع سبتيموسء في آخر لحظة»‬
‫أن يحول اتجاه تنينه المتعثر بعيدًا عن المنارة» نسى على الفور أمر‬
‫المراني االقلىمققنارة واولسديا اقلياعانحما لداوفط‬
‫اللفجدف الهراء‪.‬‬
‫ومع كل خفقة جناح» كان سبتيموس يحفز لافظ اللهب‪ .‬مال‬
‫التنين عن البرج الأسود الغارق فيمياه المطرء عبر حزمة الضوء‬
‫اللامعة واتجه نحو ظلمة الليل مرة أخرى‪ .‬وعندئذ رأى سبتيموس‬
‫لك‬ ‫هبوط لوليي‬

‫شيئًا‪ ..‬إنهلال شاحب منالرمال يظهر بالكاد علىضوء القمر‬


‫الذي انتكشف من انفراجة صغيرة وسط السحب‪.‬‬
‫في حماس التفت إلى جيناء التي كان وجهها شاحبًا من وقع‬
‫الصدمة؛ وأشار تجاه الأمام صائحًا‪« :‬الأرضء سنفعلهاء أعرف‬
‫أسنننفاعلها!»‪.‬‬
‫لم تستطع جينا أن تسمع كلمة مما قاله سبتيموسء لكنها رأت‬
‫تعبير الارتياح والحماس باديًا عليه فرفعت إبهامها مشجعة له‪.‬‬
‫التفتت إلى بيتل لتفعل الشىء نفسه لكنها صصدمت؛ كان بيتل مختفيًا‬
‫بالكامل‪ :‬كانكلمااستطاعك زوين سههيقن راسة؟ فقنتلن‬
‫ذيل الافظ اللهب‪ :‬للأسفل أحذا بيتل مع وقضر شهور جين‬
‫بالتفاؤل‪ .‬كانذيللافظاللهبقدأضيب» فكممنالوقتيستطيع‬
‫يفريان؟‬ ‫طمر‬
‫لست‬‫أاني‬
‫استحث سبتيموس لافظ اللهب على الاستمرار في اتجاه‬
‫الرقعة الرملية» التي كانت تقترب أكثر فأكثر‪ .‬سمع لافظ اللهب‬
‫سبتيموس وجاهد للتقدم‪ .‬لكن ذيله المجرجر عديم الفائدة سحبه‬
‫طىاع بالكاد أن ينزلق على سطح البحر الهائج‪.‬‬
‫سل»تحت‬
‫اأسف‬
‫لل‬
‫كانت العاصفة في سبيلها للمغادرة الآنء آخذة برقها وأمطارها‬
‫الغزيرة إلى الميناء» إلى حيث تضرب سايمون هيب وقد استلقى‬
‫نائمًا تحت سياج في طريقه إلى القلعة‪ .‬لكن العاصفة كانت لاتزال‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪612‬‬

‫قوية والأمواج عاتية» وبينما كان لافظ اللهب يكافح في المياه‬


‫المتلاطمة بدأت قواه تخور‪.‬‬
‫ضم سبتيموس عنق التنين إليه‪ .‬وهمس‪« :‬لافظ اللهب‪ .,‬لقد‬
‫أوشكنا على الوصولء أوشكنا على الوصول!» ظهرت الهيئة‬
‫الداكنة لجزيرة» حددها بياض شريط طويل من الرمال» قريبة على‬
‫نحومغر‪« :‬أمامنا القليل فقط يالافظ اللهب‪ .‬تستطيع أن تفعلهاء‬
‫أتعسرفت أطنيكع‪.2...‬‬
‫امفدظ اللهب جناحيه المنهكينء واستعاد إلى حد‬ ‫للغ»‬
‫بألم با‬
‫ماالتحكم في ذيلهلثوانقليلة» ومعتشجيع ركابه الثلاثة جميعهم‬
‫على الاستمرار» تزلج علىقمم الأمواج القليلة الأخيرة القادمة مع‬
‫المد واندفع على سطح من الرمال الناعمة» وقد أفلت بالكاد‬
‫مجمواغة تتوءات صخري ‪.‬‬
‫لم يتحرك أحد‪ .‬لم يتكلم أحد‪ .‬جلسوا مصدومين‪ .‬بالكاد‬
‫يستطيعون تصديق أن هناك أرضًا تحت أقدامهم‪ .‬أو بالأحرى‬
‫تحت بطن لافظ اللهبء إذ كانت ساقاه ممتدتين في منخفض‬
‫رملي عميق حيث انزلق حتى توقف واستلقى منهكاء واضعًا كل‬
‫ييضض‪.‬‬
‫بلعر‬
‫أنه ا‬
‫لى بط‬
‫اه عل‬
‫ثقل‬
‫انشقت السحب مرة أخرى وتلألاً القمر» مظهرًا ملامح جزيرة‬
‫ضغيرة وخليبًا رملبًا ذا انحناءات خفيفة‪ .‬بدت الرمال نيضاء‬
‫لامعة فينور القمره بدت صافية على نحو رائع» غير أنصوت‬
‫‪772‬‬ ‫هبوط لولبي‬

‫الأمواج وهي تهدر على الصخور ورذاذ الملح وهو يغطي‬


‫وجوههم ذكرهم بما نجوا منهللتو‪.‬‬
‫معتنهيدة كبيرة راجفة» وضع لافظ اللهب رأسه على الرمال‪.‬‬
‫هز سبتيموس نفسه ليتحرك وانزلق نازلا من مقعد القائد» وسرعان‬
‫ماتبعته جيناوبيتل‪ .‬وللحظة مرعبة ظن سبتيموس أن عنق لافظ‬
‫اللهب قدكُسرءفهولميرهقطملقىبهذاالشكل‪ .‬حتىفينومه‬
‫خير كانلافظ اللهب يحوي تقوسًا فيعنقه‪.‬‬
‫للزشاخر‬
‫اق ا‬
‫بعمي‬
‫ال‬
‫لكنه الآن ملقى على الرمال مثل قطعة حبل قديمة‪ .‬جئا سبتيموس‬
‫على ركبتيه ووضع يده على رأس لافظ اللهبء الذي كان مبتلًا‬
‫بزخات المطر والملح‪ .‬كانت عيناه مغلقتين ولمتبديا أي إشارة‬
‫إزاء لمسة سبتيموس كما كانتا تفعلان دومًا‪ .‬حيس سبتيموس‬
‫دموعه؛ كان هناك خطب ما في لافظ اللهب ذكره بما بدا عليه‬
‫مركب التنين حين أصابته ومضات سايمون الرعدية‪.‬‬
‫همس‪« :‬لافظ اللهب‪ .‬هاء لافظ اللهب؛‪ .‬هألنت‪...‬هل أنت‬
‫بخير؟)‪.‬‬
‫رد لافظ اللهب بصوت لميسمعه سبتيموس من قبلمطلمًا‬
‫‪-‬نوع من الخوار نصف المخنوق‪ -‬والذي أرسل رشة من الرمال‬
‫افليهواء‪ .‬وقف سبتيموس وهو ينفض الرمال عن عباءة تدفئته‬
‫المبللة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪832‬‬
‫نظرت جينا نحوه في فزع» قالت وهي ترتجف وقد تساقط الماء‬
‫مشنعرها الذي على هيئة ذيل الفأر‪« :‬هو‪..‬هو فى حالة سيئة»‬
‫ْ‬ ‫أليس كذلك؟»‬
‫ف»‪.‬‬
‫ع‪.‬رلا‬
‫قسابلتيموس‪« :‬أأنا‪.‬‬
‫قالبيتل‪« :‬ذيله لايبدو في حالة جيدة تمامّاء عليك أن تلقي‬
‫نظرة»)‪.‬‬
‫كان ذيل لافظ اللهب فىحالة يرئى لها‪ .‬كانت صاعقة البرق قد‬
‫أصابته قبيل الذَّنّب مباشرة مخلفة مزييجًا من القشور المهترئة‪:‬‬
‫والذماء» والنظام وريما موق ‪:‬قن “طالت الذدلكنفسه‪" :‬اتح‬
‫سبتيموس ليرى عن قرب‪ .‬ولم يعجبه مارأى‪ .‬كانت قشور الثلث‬
‫الأخير من الذيل مسودة ومحترقة» وفى المكان الذي ضربته‬
‫الصاعقة» كانبإمكان سبتيموس أن يرىقطعًامنالعظام البيضاء‬
‫تلمع فينور القمر‪ .‬كانت الرمال منتحته داكنة وممزوجة بالفعل‬
‫بدماء التنين‪ .‬برقة بالغة» سوضبعتيموس يده على الجرح‪ .‬ندى‬
‫عن لافظ اللهب خوار نصف مخنوق مرة أخرى وحاول أن يبعد‬
‫ذيلة‬
‫ناداه سبتيموس‪« :‬اهدأ يالافظ اللهب‪ .‬ستكون الأمور على ما‬
‫يرام‪ .‬اهدأً»‪.‬‬
‫أبعد يده ونظر إليها‪ .‬التمعت يده بالدماء‪.‬‬
‫سبأيلتل‪« :‬ماذا ستفعل؟)‪.‬‬
‫‪932‬‬ ‫هبوط لولبي‬

‫حاول سبتيموس أن يتذكر معلوماته الطبية‪ .‬تذكر قول‬


‫مارسيلوس له إن كل المخلوقات الفقارية مبنية على ما أسماه‬
‫«الخطة نفسها»‪ .‬وأن كل القواعد الطبية التي تسري على البشر قد‬
‫تسري أيضًا معها‪ .‬تذكر ماأخبره بهمارسيلوس عن الحروق‪:‬‬
‫الغمر الفوري في المياه المالحة لأطول فترة ممكنة‪ .‬لكنه لميكن‬
‫واثقًامنأنكينبغي أيضًا أن تُعرّض جرحًا مفتوحًا للغمر‪ .‬وقف‬
‫سبتيموس مترددًا وهو يدرك أن جينا وبيتل كليهما كانافي انتظار‬
‫أن يفعل شيئًا‪.‬‬
‫أصدر لافظ اللهب خواره مرة أخرى وحاول تحريك ذيله‪.‬‬
‫اتخذ سبتيموس قرارًا‪ .‬كان لافظ اللهب يحترق‪ .‬كان يتألم‪ .‬الماء‬
‫المالح البارد سيخفف الألم ويوقف الحرق‪ .‬وكان أيضًاء إذا كان‬
‫يتذكر على نحو صحيح‪ ,‬مطهرًا جيدًا‪.‬‬
‫قال سبتيموس وهويشير إلىبركة واسعة تقعفيالخلف وسط‬
‫الصخور المنعزلة بشكل ما‪« :‬نحتاج إلى وضع ذيله في هذه‬
‫البركة»)‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬لن يحب ذلك» وهو يمرر يديه على شعره مثلما‬
‫يفعل دائمًا حين يحاول أن يحل مشكلة ما‪ .‬تجمد؛ فقد كان شعره‬
‫مشدودًا لأعلى مثل فرشاة المدخنة‪ .‬كان بيتل يعرف أنه لاينبغي‬
‫أن يفكرى أنساء عثل القع يداكاه ولكنه كانيامل‪:‬بالقفل آله‬
‫ه‬
‫نده‬
‫ا جين‬
‫كرون‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪042‬‬
‫كانت جينا قد لاحظت شعر بيتل‪ .‬لقد جعلها تبتسم ربما للمرة‬
‫الأولى فىهذه الليلة» لكنها كانت تعرف ما هو أفضل من التعليق‬
‫فعظ‬
‫اث م‬
‫لتحد‬
‫هب وت‬
‫عاللىهأذمار‪ .‬قالت مقترحة‪« :‬تلمذلا‬
‫اللهب؟ أخبره بما سوف نفعله وعندئذ سيمكننا أناوبيتل منرفع‬
‫ة»‪.‬‬
‫رهكفي‬
‫بضع‬
‫ل وو‬
‫اله‬
‫ذي‬
‫متشككاء فقال‪« :‬ذيلهثقيل حمًا»‪.‬‬ ‫بدا و‬
‫< ‪:‬لوحن قويان حماء الس كذلك يانيع ‪5‬ه‬
‫أومأبيتل»آملًاألايتمايل شعره كثيرًا‪ .‬لكنه تمايل بالفعل» لكن‬
‫جينا تعمدت النظر نحو الذيل‪.‬‬
‫وافق سبتيموس‪« :‬اتفقنا»‪.‬‬
‫جثا سبتيموس مرة أخرى بجانب رأس لافظ اللهب الهامد‬
‫وقال‪« :‬لافظ اللهب‪ .‬نحن نحتاج إلى إيقاف احتراق ذيلك» ستقوم‬
‫جيناوبيتل برفعه ووضعه في بعض الماء البارد‪ .‬قديسبب ذلك‬
‫القليل من الألم» لكن بعدها ستشعر بتحسن‪ .‬سيكون عليك أن‬
‫تارلجلفبخلفت فللا كا ؟‪.4‬‬
‫نظر‬ ‫يحه‪.‬‬
‫يبنفت‬
‫عله‬
‫مأاحدث ارتياحًا لسبتيموس أن لافظ ال‬
‫التنينبعينين غائمتين نحوه لثوان قليلة» ثمأغلقهما مأرخةرى‪.‬‬
‫ال‪.»:‬‬
‫ًبيت‬
‫نا و‬
‫حوسسجين‬‫(تيم‬
‫نادى سب‬
‫قبايلتل‪« :‬أمتأكد أنت؟»‪.‬‬
‫‪ :‬النعم‪ .‬ابدا»‪.‬‬ ‫قال سبتيمو س‬
‫‪142‬‬ ‫هبوط لولبي‬

‫لبذمينل ‪ -‬الذيكانيعرف جيدًا‬


‫امصا‬
‫جلزء ال‬
‫ليت‬
‫اب‬‫بسك‬
‫أم‬
‫أنه الأثقل ‪ -‬وحملت جينا الذْنّب عند نهايته» والذي كانلايزال‬
‫ساخنًا عندما لمسته‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬سأعد‪ :‬واحد اثنان ثلاثة ؛ثم نرفع» حسنًا؟)‪.‬‬
‫أومأت خينا‪:‬‬
‫‪« -‬واحدء اثنان» ثلاثة و‪ ...‬أففف إنهثقيل!»)‬
‫الثقيل للذيل الحرشفي الضخمء‬ ‫مل‬
‫ححت‬
‫لن ت‬
‫انحا‬
‫وإذ يتر‬
‫تمايلت جناؤبيقلخطوةوراء خطوةإلىالخلفتحوالبركة الني‬
‫لهرت سسسطة وسافنة فىتورالفمر كانت عفيلات ساتدهها قن‬
‫تحت وطأةالجمل» لكنهما لميجسرا علىإسقاط الذيلقبلأن‬
‫ياصللامإلاىء‪.‬‬
‫د‪..‬يأرن‪..‬‬
‫تلى‪.‬‬
‫سج إ‬
‫يتا‬
‫قالت جينا وهي تلهث‪« :‬سبء إنه يح‬
‫بشكل ما»‪.‬‬
‫‪-‬يستدير؟»)‬
‫«‬
‫(اممم)‬ ‫‪-‬‬

‫‪(« -‬يميئًا أميسارًا؟»‬

‫ٍِ ("أخ‪ ...‬يمين» لا» يسارء يسار»‪.‬‬


‫هكذا وبتوجيه من سبتيموس» زحف لافظ اللهب حول نفسه‬
‫جهة اليسار وبالتبعية تحرك ذيلهإلىجهة اليمين آخدًا مساعدي‬
‫الرفع معه‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪22‬‬

‫‪(« -‬لاء تراجع‪ ..‬تراجع!)‬


‫ببطء وألم شديد‪ .‬تحرك لافظ اللهب وجينا وبيتل متثاقلين‬
‫للوراء عبرفتحة ضيقة وسط الصخور في اتجاه البركة‪.‬‬
‫صم يكل عكر أ‪.‬خرى‪ ..‬واحدة»‪.‬‬
‫‪#‬تششكن !ضار ديل لافظ الليبفن البركة المتخرية تطاير‬
‫رذاذ هائل منالماء‪ .‬رفع لافظ اللهب رأسه وهدرةفي ألم‪ -‬لقد‬
‫ياملوس‪ .‬خرج صوت هسهسة‬ ‫تا ق‬
‫بمم‬‫سبر‬
‫لسعه الماء بشدة أك‬
‫مرتفع من البركة» وارتفع البخار حيث كانت الحرارة المشتعلة في‬
‫أعماق لحم التنين تتبدد خلال المياه‪ .‬هرعت مجموعة من‬
‫الأخطبوطات الصغيرة المحبوسة فى البركة التى صنعها المد وقد‬
‫احمرت لتبحث عالنحماية شفقيوق إحدى الصخور» حيث‬
‫قضتليلةغيرسعيدة وقدأصابها الشحوب من الخوفء إذ حبسها‬
‫ذيل لافظ اللهب‪.‬‬
‫هدأ لافظ اللهب حين بدأ الماء يلطف الحرق ويخدر مناطق‬
‫الإحساس في ذيله‪ .‬وبامتنان دفع أنفهفي كتف سبتيموس» فوقع‬
‫سبتيموس أرضًا على الفور‪ .‬فتح لافظ العليهبنيه مرة أخرى‬
‫ورأى‬ ‫مىال»‬
‫راأسلهرعل‬ ‫ع‬
‫ضثم‬‫وضء‬
‫وتابع سبتيموس وهو ينه‬
‫سبتيموس أن التقوس الطبيعي فيعنق التنينقدعاد‪ .‬بعددقيقة‬
‫فدف‪ :‬أرما لزول مره كان‬
‫اه‬‫عيق‬
‫كانت أضرات شك اق‬
‫سبتيموس سعيدًا لسماعها‪.‬‬
‫‪342‬‬ ‫هبوط لولبي‬
‫وإذذهب لافظ اللهب في النوم؛ ارتمت جينا وبيتل وسبتيموس‬
‫بجانب التنين‪ .‬لميقلأي منهم شيئًان‪.‬ظروا نحو البحر وتابعوا نور‬
‫القمر منعكسًا على الآمواج‪ ,‬التي صارت الآن أكثرهدوءًا وكانت‬
‫لاتمثل سوى فورة مستمرة فحسب على الرمال‪.‬‬
‫على بعد كبير رأوا حزمتي الضوء المنبعثتين من المنارة الغريبة‬
‫التي كانت قد أرشدتهم لبر الأمان» وتساءل سبتيموس عما كان‬
‫يفعله الرجل الضئيل فىالنافذة حينها‪.‬‬
‫التق ويف ‪:‬يمان ام‬ ‫ةذ‬
‫فيه حا ولس فدا‬
‫الرمال الناعمة نحو البحر‪ .‬تبعها بيتل‪ .‬وقفت جينا عند حافة‬
‫الأمواج تنظر فيما حولها‪ .‬وابتسمت حين انضم لهابيتل‪.‬‬
‫قالت‪« :‬إنها جزيرة»)‪.‬‬
‫بريدتل‪« :‬أممم»‪ .‬افترض أن جينا قدرأتها منالسماء و‬
‫بشيء من الإحراج من أنهكانيغلقعينيه‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬أستطيع أن أشعربها‪.‬هناك شيء ما‪...‬ينتمي‬
‫للجزر فيها‪.‬أتعرف؛ لقدقرأت عن بعض الجزر في أحد فصولي‬
‫الخاصة بالتاريخ الخفي‪ .‬وإني أتساءل عما إذا كانت هذه إحداها»‪.‬‬
‫نينا بيتل في افتتان‪« :‬التاريخ الخفي؟»‪.‬‬
‫هزت جينا كتفيها‪« :‬أحد الأمور الخاصة بالملكة‪ .‬إنها مملة‬
‫أغلب الوقت‪ .‬أف‪ .‬المياه باردة» لقد تخدرت قدماي‪ .‬هلا ذهبنا‬
‫»)‬
‫؟فعل‬
‫بماي‬
‫سينا‬
‫ورأ‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪442‬‬
‫ناحلوتنين» وهو يرغب في‬ ‫ين‬ ‫ئجي‬
‫دنا‬ ‫‪( -‬حسمًا)‪ .‬تب‬
‫عع ب‬
‫ايتل‬
‫جهرلم‬
‫ؤ‪.‬‬ ‫السؤال عن "الأمور الخاصة بالملكة" ل‬
‫يكن‬
‫في غضون ذلكء كان سبتيموس قد انشغل في التنظيف‪ .‬كان‬
‫قد سحب السرجين المبللين منفوق لافظ اللهب وفرد محتوياتهما‬
‫على الرمال‪ .‬كان معجبًا للغاية» ومتأئرًا بما وجده‪ .‬لاحظ أنه‬
‫خلال أمسيات الشتاء المظلمة بجوار المدفأة» حين كان يتحدث‬
‫غالبًا عنأيامه فيجيش الشباب‪ ,‬لمتكن مارشا تستمع لوصفاته‬
‫عن تدريبات الليل وحسب‪ .‬بل إنها تذكرتهاء أمونلها وحتى‬
‫تيب حقائب النجاة المتنوعة‪ .‬ولدهشة سبتيموس‪ ».‬وضعت‬
‫مارشا حقيبة ضابط جيش الشباب المتدرب للنجاة من أرض‬
‫الأعداء‪ .‬معببععضة الزيادات الإضافية الجيدة في شكل عبوة فوارة‬
‫لتجديد الذات من النوع الخاصء وعلبة حلوى ممتص الصدمات‬
‫المتنوع من متجر ما كاسترد‪ .‬وقزم ماء مزخرف‪ .‬ما كان ليستطيع‬
‫أن يفعل هو نفسه أفضل من ذلك‪ .‬كان ينظر للمجموعة فى‬
‫‪1‬‬ ‫اتععياو ين كلدت عا ويل إلىجانية‪:‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬سيظن أي شخص أن مارشا كانت فى جيش‬
‫ْ‬ ‫الشباب» لقد وضعت كل شىء كنت سأضعه)‪.‬‬
‫قالت جينا باسمة‪« :‬ربما كانت فيه» فهي تؤدي نوع الصياح‬
‫نفسه)‪.‬‬
‫‪542‬‬ ‫هبوط لولبي‬

‫قال وهو يرسم تكشيرة على وجهه‪ :‬عالىأقل هي لا تؤدي‬


‫نوع الرماية نفسه»‪ .‬أمسك صندوقا صغيرًا متصلا بسلك دائري من‬
‫قمته‪« :‬انظراء لدينا موقد بهذا السحر الجديد الذي كانت تفعله»‬
‫اللهب الوامض‪ .‬فقط انقر عليه هكذا» كان يعرض ما يقول؛ فخرج‬
‫لهب أصفر من أعلى الصندوق وجرى حول السلك «أف»‬
‫ساخحن!)‪.‬‬
‫وضع سبتيموس الموقد بسرعة فوق الرمال» وتركه مشتعلاء‬
‫فبّن باقيمحتويات السرجين‪« ..‬أتريان؟ هناك طعام يكفينا لمدة‬
‫أسبوع على الأقل» وأطباق» وقدّرء وأقداح‪ .‬أشياء لنبني ملجأ‬
‫وانظرا ‪ ..‬لديناأيضًاقزمماء»‪ .‬رفع سبتيموس مجسمًا صغيرًا لرجل‬
‫ذي لحية صغيرة يرتدي قبعة بارزة‪.‬‬
‫نن»‪.‬‬
‫يد م‬
‫ح واح‬
‫قهذا‬
‫و«هل‬
‫لل‪:‬‬
‫ا بيت‬
‫سأل‬
‫فال سكمونين فجاا ‪#‬علن الإطلا ‪ 4‬هل توى أن مازقا‬
‫تسمح يعبور أحد هؤلاء من الباب؟ إن الماء يخرج من وعاء الماء‬
‫الخاص به أتريان؟ قلب سبتيموس المجسم‪ .‬وبثقة كاملة» خرج‬
‫خرطوم صغير من الماءالعذب من وعاء الماءبالغالصغر الخاض‬
‫بقزم الماء‪ .‬التقطت جينا أحد الأقداح الجلدية ووضعته تحت‬
‫الخرطوم حتى امتلأء ثمتناولتها في جرعة واحدة‪.‬‬
‫قالت‪« :‬طعمها جيد)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪602‬‬

‫‪0‬‬ ‫ا مي‬ ‫الما‬ ‫ب‬ ‫سويت‬

‫اليخني وهو يبقبق فيالقدر على الموقد إلىأن جعلت الرائحة من‬
‫المستحيل مجرد النظر إليهثانية»أكلوه معخبز مارشا الطازج دائمًا‬

‫وميحوا أثره بالقو كولاتة الساخية» "القن “صتعتها جنا بمشاعدة‬


‫تعويذة الشوكولاتة‪ .‬التى كانت قد استخدمتها على بعضص‬
‫الأصداف البحرية‪.‬‬
‫وبينما هم جالسون حول موقد اللهب الوامض المترجرج‬
‫يشربون الشوكولاتة الساخنة في صمت‪ .‬شعر كل منهم بالرضا‬
‫على نحو باعث على الدهشة‪ .‬كان سبتيموس يتذكر وقنًا آخر على‬
‫شاطئ آخر ‪ -‬المرة الأولى التى تذوق فيها الشوكولاتة الساخنة‬
‫أو جلس فيها حول النار وليس معه من يصيح فيه‪ .‬عاد بالذاكرة‬
‫بمشاعر إعزاز حقيقي لتلك الفترة؛ كانت البدايات الأولى لحياته‬
‫الجديدة ‪ -‬رغم أنه وقتهاء تذكر بأسى‪ ,‬كانيظنها نهاية العالم‪.‬‬
‫شعرت جينا بسعادة؛ فقد أصبح نكو في أمان» سيبحر إلى‬
‫الوطن عما قريب» وكل المشكلات التى بدأت باصطحابها‬
‫سبتيموس ليرى المرآة في غرفة الملابس ستنتهي‪ .‬لن يكون‬
‫ند‪.‬‬ ‫آى بع‬
‫له‬ ‫اؤها‬‫خط‬
‫أمابيتل فقد شعر بالاندهاش‪ .‬لوأن أحدًا أخبره منذ شهور قليلة‬
‫مضت أنه سيجلس على شاطئ مهجور‪ ...‬حسئاء مهجور إلا من‬
‫‪742‬‬ ‫هبوط لولبي‬
‫تنينيغط في الشخير وأفضل أصدقائه» في نور القمرمع الأميرة‬

‫جيناء لقال له أنيكف عن التخريف وأن يذهب ويفعل شيئًا ذا‬


‫فائدة» مثل تنظيف مخزن الكتب البري‪ .‬لكنه صار هنا وإلى جواره‬
‫ودفقات أمواج البحر الرقيقة و‪...‬‬ ‫ا والقمر‪.. .‬‬
‫مباشرة الأميرة جين ‪.‬‬

‫أف‪. .‬إنهرائعجدًا ماذا كان ذلك؟‬


‫قفز سبتيموس‪« ::‬لافظ اللهبء أف‪ .‬كان هذا سيئًا‪ .‬أظن أن بطنه‬

‫تقبطرن فلل يجدر بي أن أذهب وأدفن بطنهفي الرمال»‪.‬‬

‫‪-‬خبرتها ‪ -‬قد وفرت مجرفة‪.‬‬


‫وكانت مارشا ب‬
‫التدفئة‬ ‫مترظيت االسقيفة المؤقتةالمصنوعةمن ‪6‬‬

‫اةف‪.‬‬
‫طاي‬
‫الغلهفمينه‬
‫مب‬
‫‪942‬‬ ‫الجزيرة‬

‫زحفوا خارجين وجلاسوا على الشاطئ يتنسمون الهواء الرقيق‬


‫المشبع بالملح» ويلتمسون دفء الشمس وهم يحملقون في‬
‫المنظر من حولهم‪ ..‬كان رائعًا على نحو أخاذ‪.‬‬
‫كانت العاصفة قد خلفت الإحساس بهواء نظيف مغسولء ولم‬
‫يكن هناك ولا سحابة واحدة في السماء الزرقاء المشرقة» ولمع‬
‫البحر اللازوردي بالملايين من نقط الضوء الراقصة‪ .‬وامتلا الهواء‬
‫بصوت المد والانحسار الهادئ» وقد أخذت الأمواج الخفيفة‬
‫تزحف نحو الشاطئ ثم تتراجع مخلفة وراءها الرمال اللامعة‬
‫المبللة‪ .‬علىيسارهم امتدقوسخفيف طويلمن الرمال البيضاء»‬
‫خلفها تلال رملية تنفتح على هضبة من العشب تنتشر فيها‬
‫الصخورء وتقود إلى تل تغطيه الأشجار‪ .‬وعن يمينهم كانت‬
‫لة‬ ‫يفي‬‫لنها‬
‫لم‬‫اتوا‬‫الصخور ذات القمم الدائرية ‪-‬التي بالكاد أفل‬
‫السابقة‪ -‬وبركة لافظ اللهب الصخرية‪ .‬همست جينا خلال الهدنة‬
‫الصغيرة التي تحدث بعد أن تندفع الموجة على الشاطئ وقبل أن‬
‫تعود أدراجها إلى البحر مرة أخرى‪« :‬أليست رائعة؟‪.)1‬‬
‫قالبيتل حالما «حقًا‪:»...‬‬
‫نهض سبتيموس وذهب للاطمئنان على لافظ اللهب‪ ..‬كان‬
‫التنين لايزال ناتمًا ممددًا فى تجويف خلف الصخورء وقد توافرت‬
‫له الحماية منأشعة الشمس‪ ..‬كانيتنفس بانتظام» وكانت حراشفه‬
‫ذات ملمس دافئ على نحو يبعث على السرور‪ .‬كان الماء في‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪052‬‬

‫البركة ذا لون باهت مائل للحمرة» ومن خلال الماء العكر لميبد‬
‫ظهر انحناء عميق واضح‪.‬‬ ‫ذيل لافظ اللهب في حالة جيدة‪..‬‬

‫وارتخى الذنّب على القاع الرملي للبركة الصخرية‪ .‬سبّب هذاقلقًا‬

‫لارتفاع الذنّب لأعلى خارج الماءء لا أن يتمدد مرتخيًا وفاقدًا‬


‫وبمشاعر منقبضة أدرك سبتيموس أن الذيل مكسور‪.‬‬ ‫للحياة‪.‬‬

‫لكن الأسوأ من ذلك أن الجزء من الذيل على الجانب الآخر‬


‫من الكسر ‪-‬أو الجزء البعيد» مثلما كان سيطلق عليه مارسيلوس‪-‬‬
‫لميكن لونه علىمايرام‪ .‬كان لون الحراشف الأخضر قد صار‬
‫أشد قتامة‪ +‬وفقدت“' يزيقها اللوتى» آم الدئّن من خلال الجر‬

‫وحين مال‬ ‫ءء‬


‫اطح‬
‫مى س‬
‫ل عل‬
‫ايتة‬
‫التنين الم‬ ‫انشف‬
‫رم‬‫حئق‬
‫رقا‬
‫سبتيموس على إحدى الصخور وانحنى ليرى عن قرب لاحظ أن‬
‫البركة كلها كان بها مسحة تعفن‪ ..‬كان هناك مايجب فعله‪.‬‬
‫راحت جينا وبيتل يحث كل منهما الآخر على النزول للسباحة‬
‫حين عادسبتيموس لينضم إليهما‪ .‬شعرعلىنحوماأنهمثلالجني‬
‫جيلي وهو يوقف جماعة منالكتّبة الضاحكين حين ظهر من بين‬
‫الصخور وقال‪« :‬ذيله يبدو فى حالة شديدة السوء»‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫الجزيرة‬

‫كانت جينا تدفع بيتل نحو البحر‪ ..‬توقفت متجمدة» وقالت‪:‬‬


‫«سيئة؟ إلى أي حد؟»‪.‬‬
‫‪« -‬من الأفضل أن تأتيا وتلقيا نظرة»‪.‬‬
‫وقف ثلاثتهم عندحافة البركة الصخرية ونظروا نحو الماء في‬
‫انزعاج‪.‬‬
‫قال بيتل‪ :‬اشىء مقرف»)‪.‬‬
‫قال سعيرفر ‪:‬أاغرقة وإذ‪1‬ز نفد القوف‪ :‬اك نونك‬
‫فسيفقد طرف ذيله‪ ..‬أو ماهو أسوأ‪ ..‬علينا أننفعل شيئًابسرعة»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬أنت الخبير يا سب‪ .‬أخبرنا ماذا نفعل وسنفعله‪.‬‬
‫؟ا»‪.‬‬ ‫اي‬‫نلك‬
‫يكذ‬‫جيس‬
‫أل‬
‫أومأت جيناء وقد صدمتها رؤية الماء العكر‪.‬‬
‫جسلبستيموس على صخرة وأخذ ينظر إلىالبرك مفكرا ‪»,‬‬
‫بعد برهة قال‪« :‬هذا ماأرى أننايجب أن نفعله‪ ..‬بداية سنجمع‬
‫بعض الأعشاب البحرية ونبحث عن قطعة خشب طويلة مستقيمة»‬
‫بعدها ‪ -‬وهذالنيكون أمرًالطيفًا ‪ -‬سننزل إلىالبركة ونرفع ذيله‬
‫خارجهاء حينها سيكون بمقدوري أن أنظر إليه نظرة صحيحة»‬
‫سيكون عليّ تنظيف وإزالة كل الأشياء المقرفة» وهذا لن يكون‬
‫لطيناللافظ الليبي؟ لذا سكن غزيكها اتنا جاتن رأسدوان‬
‫ير من‬ ‫ثها‬
‫لة؛ك فب‬
‫احري‬
‫تتحدثا إليه‪ ..‬سأغلف الجرح بالطحالب الب‬
‫المواد المفيدة لالتئام الجروح‪ ,‬وإذاكانالذيل مكسورًا ‪ -‬وهوما‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪22‬‬
‫أناواثقمنه تمام الثقة ‪ -‬فسيكون علينا تثبيته بجبيرة كماتعرفان‪:‬‬
‫ربطهمعقطعةالخشب حتىلايمكنهتحريكه‪ .‬وبعدذلكسيكون‬
‫عمد صوت ميتيموفن»‬ ‫عَليناققط أناتامل أن تحسى والا‪4:‬‬
‫سأله بيتل‪« :‬وألا ماذايا سب؟»‬
‫‪-‬يسقط)‪.‬‬
‫«‬

‫مارسيلوس أن يطلق عليه‪:‬‬ ‫ااد‬


‫تبم‬
‫عاب‬
‫ان يص‬
‫‪«-‬لأأوسوأ‪ :‬أ‬
‫ا‬
‫ئهحة)»‪.‬‬ ‫اقالتلر كاري‬
‫(الطين الأسود ال‬
‫‪-‬أل بيتل محرجًا‪« :‬الطين الأسود القاتل كريه الرائحة يا‬ ‫س‬
‫؟)‪.‬‬
‫كون‬
‫ل يك‬
‫ذاذا‬
‫وم‬
‫‪« -‬أشبه كثيرًا بمايوحى بهاسمه‪ .‬إنهيحمل كل‪)»...‬‬
‫قالت جينا‪« :‬توققن» آن باالفعل لآأريدأن اعرق‪:#‬‬
‫قالبيتل‪« :‬انظر ياسبء أخبرنا مانفعله وسنفعله‪ .‬سيكون لافظ‬
‫اللهب بخير» سترى»‪.‬‬
‫بعد ساعتين جلس كل من جينا وبيتل وسبتيموس مبللين‬
‫ربكي علىالعكني القاسي فرقالسخورء وإلى أستل هم‬
‫‪0‬‬ ‫استلقى تنين ذو ذيل بدا مفرطا في الغرابة‪.‬‬
‫بيتل ‪ -‬مثلثعبان ابتلع صخرة ضخمة‪ :‬ومع العناية الإضافية بأن‬
‫أحدهم قد لف النتوء الذي به الصخرة الضخمة بقماش أحمر‬
‫كبير» وربطه على شكل قوس‪.‬‬
‫‪352‬‬ ‫الجزيرة‬

‫اعترض سبتيموس‪« :‬ليس قوسًا»‪.‬‬


‫قال بيتل‪« :‬حسئاء عقدة كبيرة إذن»‪.‬‬
‫‪« -‬عليّ أن أتأكد أن عباءات التدفتة لاتزال موضوعة‪ .‬لاأريد‬
‫أن تدخل فيه الرعال»‪:‬‬
‫قالت جينا‪« :‬لقد أبلى لافظ اللهب بلاءً حسناء أليس كذلك؟)‪.‬‬
‫ف‬
‫رين‬
‫عي ح‬
‫ييُصغ‬
‫وافقها سبتيموس‪« :‬بلى» إنهتنينجيدء إنه‬
‫ش‬ ‫أن الأمر خطرا‪.‬‬
‫سأل بيتل‪« :‬هل تعتقد أن الأمر لايزال خطرًا بالفعل؟)‪.‬‬
‫هز سبتيموس كتفيه‪« :‬لا أعرفء لقد بذلت أقصى ما يمكننى‪.‬‬
‫‪١‬‏‬ ‫لقدبداأفضل كثيرًا حيننظفتٌ كلالوَّسَخْ و‪.2....‬‬
‫سألت جيناء وهي تشعر بالغئيان‪« :‬هل تمانع في عدم ذكر‬
‫الوسخ ياسب؟»‪ ..‬ووقفت وأخذت نفَسًاعميقًا لتصفي ذهنها‪ .‬ثم‬
‫قالت‪« :‬أتعرفان؛ إذا كناسنظل محتجزين فيمكان مالعدةأسابيع؛‬
‫فبإمكانى أن أفكر فى أماكن أسوأ من هذا‪ .‬هذا مكان غاية فى‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الجمال»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬أفترض أننا سنبقى محتجزين هنا إلى أن يتحسن‬
‫لافظ اللهب»‪ .‬كانت الاحتمالية الرائعة في قضاء أسابيع طويلة في‬
‫خمول فى مثل هذا المكان الجميل بصحبة الأميرة جينا ‪ -‬وسب‬
‫بالطبع ‪ -‬قدطغتعلى تفكيره‪ .‬لميكنقادرًا علىتصديق ذلك‬
‫تمامًا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪42‬‬
‫كانت جينا قلقة؛ فقالت‪« :‬هيا نذهث ونستكشف قليلاء يمكننا‬
‫ك‬
‫تخرلمن‬
‫الآ‬ ‫اىنب‬
‫جعل‬
‫لما‬
‫ارى‬
‫أن نتجه بمحاذاة الشاطئ ون‬
‫الصخور عند نهايته مباشرة»» وأشارت إلى البروز الصخري البعيد‬
‫الأيسر البعيد للخليج‪.‬‬ ‫نب‬
‫اود‬
‫جل حد‬
‫لشك‬
‫اذي ي‬
‫ال‬
‫قفز بيتل واقفاء وقال‪« :‬تبدو فكرة رائعة»‪.‬‬
‫‪« -‬هل ستأتى ياسب؟»)‬
‫هز سبتيموس رأسه‪« :‬أنا سأتايع لافظ اللهبء لا أريد أن أتركه‬
‫اليوم‪ .‬اذهبا أنتما»‪.‬‬
‫تركت جينا وبيتل سبتيموس جالسًا بجانب تنينه واتجها نحو‬
‫الشاطئ» متجولين على طول خط طحالب البحرء واللأخشاب‬
‫الطافية» والقواقع التي ألقت بها العاصفة‪.‬‬
‫التقط بيتل قوقعة كبيرة ذات أشواك ورفعها لبيردىامخالها‪:‬‬
‫«إذن‪ ...‬ما الذي تتذكرينه عن بجزرك المذكورة في التواريخ‬
‫»‪.‬‬ ‫؟أحد‬‫اعيش‬‫نل ي‬
‫هل‪ :‬ه‬‫الخفية؟ مث‬
‫ضحكت جينا‪« :‬لا أعرف‪ ,‬أفترض أنه عليك أن تهزها لترى ما‬
‫سيخرج منها»‪.‬‬
‫‪« -‬ها؟آم ممتع‪ ..‬حقيقة أنالا أظن أننيأرغب في مقابلة من‬
‫يعيش هنا‪ .‬أراهن أنهكبير وذو أشواك»» وضع بيتل القوقعة‬
‫مجددًا على الرمال» فخرج منها سلطعون صغير يجري‬
‫فشرغا‬
‫‪552‬‬ ‫الجزيرة‬

‫قالتجيناوهيتأخذ طريقها خلالأكواممنالأعشاب البحرية‬


‫لتصل إلى الجزء الرملي الأكثر صلابة بالأسفل‪« :‬حقيقة» كنت‬
‫أفكر فيذلك هذا الصباح قبلكل الأشياء المقرفة الخاصة بالذيل»‬
‫لكني لاأعرف ما إذا كان أحد يعيش هنا‪ .‬أتذكر الآن‪ ..‬لقد قرأت‬
‫فقط الجزء الأول من الفصل الخاص بالججزرء كان هذا حين‬
‫يكاء المتعلقة بالمرآة» وبعدها فقدنا نكو‪...‬‬ ‫ألشتل‬‫لك‬‫اثت‬‫حد‬
‫وعندما عدت للنيت كانت مغل مترعجة من أنتىققدت الكثير»‬
‫يةة؛ لذالمأقرأالباقي قطء‬
‫ااشلرةتماناللماد‬
‫وجعلنني أبدأ مب‬
‫أف!» ركلت جينا كتلةمتشابكة من الأعشاب البحرية في غضب‪:‬‬
‫«كلمايمكنني تذكره أن هناك سبع جزرء لكنها كانت يومًا جزيرة‬
‫واحدة‪ .‬تعرضت لسيل حين اخترقها البحر وملا كل الأودية» لكن‬
‫لابدأن يكون هناك سر ماهنا؛ لأنالفصل كان يسمى «سر الجزر‬
‫وا ‪ .‬عليّأن أقرأ الكثير من المعلومات‬ ‫اي‬ ‫السبع»‪.‬‬
‫المملة حقًا؛ إنه أمر نموذجي أن الشيء الوحيد الذي كان من‬
‫الممكن أن يكون مفيدًا هو الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من‬
‫قراءته»)‪.‬‬

‫ابتسم بيتل‪ :‬احسنًاء سيكون علينافقطأن نكتشف ماهو السر"‪.‬‬


‫قالت جينا‪ :‬اريما يكو شا مملذ بالفعا‪ :‬فمعظم الأسرار‬
‫»‪.‬‬
‫اأن‬‫هرد‬
‫فبمج‬‫رء‪.‬‬
‫تونعكذلك‬
‫تك‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪612‬‬

‫للسل ررح حاص الأعساب الخعره فىالجا لسر‬


‫«ليس كلهاء فبعض أسرار دار المخطوطات شائقة على نحو‬
‫أو بالأحرى؛‬ ‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫‪0 00‬‬

‫نهاتا»‪.‬‬

‫قالت ضاحكة‪( : :‬إنها تظل أسرارًا إذن؛ وهو مايعنى أنها لا تزال‬
‫ثقة‪ .‬على أي حال يا بيتل؟ أنت تحت مكل هذه الأعناءة فادت‬
‫م‬ ‫لو‬ ‫ا‬
‫جرى بيتل خلف جينا صائحًا‪« :‬هه!» إن جينا ترى أنهماهر‪..‬‬
‫اا؟!‬
‫ًهذ‬
‫اكئمكعان‬
‫ررى‬
‫تُ‬
‫كان سحموين جالضا على الفتطون الذاففة ماتلا تحن عق‬
‫لافظ اللهب البارد بينما كان التنين نائمًا في هدوء‪ .‬كان هنا شيء‬
‫باعث على الراحة في أنفاس التنين النائم» خاصة حين يمتد أمامه‬
‫ررق هادئ‪ .‬كانت‬ ‫ز بح‬
‫أئها‬
‫مال البيضاء ومن ورا‬ ‫لرمن‬
‫ايط‬
‫شر‬
‫وآنق‪-‬د‬
‫الأصوات الوحيدة التى يمكن لسبتيموس سماعها ال‬
‫اختفت جيناوبيتل فوقالصخور عندالطرف البعيدللخليج ‪ -‬هي‬
‫أصوات حركة الأمواج البطيئة» تخللتها أصوات شخير بين حين‬
‫لخرامفنظ اللهب‪ .‬بإدرأهاق الأسبوع المنقضي يحل على‬ ‫وآ‬
‫سبتيموسء» وتحت هدأة دفء الشمس؛ انغلقت عيناه وغاب وعيه‬
‫‪72‬‬ ‫الجزيرة‬
‫ووسط نعاسه تسلل بداخله صوت فتاة خفيض ومتناغم يناديه‬
‫برقة‪ :‬اسبتيموس ‪ »....‬سبتيموس» سبتيموس ‪...١‬‏ تخرك سبتيموس»‬
‫ةف» ونظرنحو الشاطئ الخاليثمتركهما‬
‫حه نص‬
‫تيني‬
‫فتحع‬
‫وف‬
‫ى‪.‬‬
‫ررة‬
‫خا م‬
‫أغلق‬
‫لتن‬
‫ومن‬ ‫هون‬‫مسستيه‬
‫الا‬
‫امب‪:‬تعدي ياجين أنانائم»‪.‬‬ ‫غ«مغ‬
‫فتح سبتيموس عينين غائمتين ثم أغلقهما مرة أخرى‪ .‬قال‬
‫‪..‬‬ ‫م‪...‬كان‬‫لكان‬
‫حبالم‬
‫يأحد‬
‫لنفسه‪ :‬إنهلا‬
‫وقفت فتاة نحيفة ذات رداء أخضر وسط الكثبان الرملية فيما‬
‫وراء الصخور تنظر إلى التنين وإلى الصبي بالأسفلء بعد ذلك‬
‫الزلقك على الككان ومقة ن مدع قدو فيكرة مطح ‪:‬داققة‬
‫حيث جلست لفترةوتابعت سبتيموس وهونائم»منهك» تحت‬
‫أشعة الشمس‪.‬‬
‫سبتيموس نومه» وتعامدت شمس الظهيرة‪ ..‬جلست‬
‫وأضمل النتاةذات الرداهالأضر بلاخراكعلىصتغرتها وقد‬
‫سحرها النوم؛ وهيتتابع‪ .‬وبعد بعض الوقت بدأإحساس التعرض‬
‫للمراقبة يسري داخل سبتيموس حتى وهويغط فينومعميق؛‬
‫فندت عنه حركة» وبسرعة هبت الفتاة واقفة ولاذت بالهرب‪.‬‬
‫‪952‬‬ ‫دلاء‬

‫أخذت الحرارة تبعث الدفء ببطء في دم لافظ اللهب التنيني‬


‫البارد وحين بدأت دورته الدموية في التسارع بدأ ذيله ينبض‬
‫بالآلم‪ ..‬أصدر التنين آهة طويلة خفيضة» وعلى الفور استيقظ‬
‫سبتيموس ونهض واققًا‪.‬‬
‫‪« -‬لافظ اللهب‪ .‬ما الأمر؟»‬
‫كما لوكان يجيبء تلوى لافظ اللهب فجأة» وقبل أن يتمكن‬
‫سبتيموس من إيقافه كان قدوضع ذيلهفيفمه‪.‬‬
‫‪« -‬لا‪ .‬لا! توقف يا لافظ اللهب‪ .‬توقف»‪.‬‬
‫أسرع سبتيموس نحو الذيل‪ ..‬أمسك بإحدى فتحات أنف لافظ‬
‫مىكمناه‪.‬‬
‫يقص‬
‫اللهب بقوة وجذبها بأ‬
‫‪« -‬دعه يا لافظ اللهبء‪ .‬دعه!» صاح سبتيموس وهو يصارع‬
‫لجذب أنياب التنين المقوسة بعيدًا عن عباءات التدفئة‬
‫ىا‪.‬‬
‫ونبل‬
‫جية»دلك‬
‫الملفوفة بعنا‬
‫قال سبتيموس بصرامة‪« :‬لافظ اللهب؟ أناآمرك أن تترك ذيلك‪..‬‬
‫الآن!)»‪.‬‬
‫تركه لافظ اللهب ‪ -‬الذي كان لا يشعر بأنه على طبيعته ذات‬
‫الشخصية المواجهة هذا الصباح ‪ -‬ولميعجبه مذاق ذيلهنهائيًا‪.‬‬
‫وقد شعر سبتيموس بارتياح أكبر» فدفع رأس التنين بعيدّاء وقال‬
‫له‪« :‬لافظ اللهبء‪ .‬يجب ألا تعض ذيلك مرة أخرى»‪ .‬أعاد لف‬
‫عباءات التدفئة الممزقة بينما نظر التنين إلى محاولات ربطه بعين‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪062‬‬
‫غاضبة‪ ..‬انتهى من ربط العباءات معَاء ورفع رأسه وواجه نظرة‬
‫لافظ اللهب‪ .‬وقال‪« :‬لا تفكر ختى فى ذلك يا لافظ اللهب»‪ .‬يجب‬
‫ضته‪ .‬هيا‬
‫علل‬
‫تاظ‬
‫أن تدع رباطك وشأنه‪ ..‬لنيتحسن ذيلك إذ‬
‫حرك رأسك فى هذا الاتجاه‪ .‬هيا»‪.‬‬
‫سينك ستسموسس بقوةبالفقرة الكبيرةالتىعلىقمةر أن لاف‬
‫اللهب وسحبه بعيدًا عنذيله‪ .‬استغرق الأمر عشر دقائقمن الإقناع‬
‫والدفع والغرز للوصول برأس التنين إلى مسافة آمنةمنذيلهمرة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫قال سبتيموس وهو يربض بجواره‪« :‬أنت فتى صالح يالافظ‬


‫اللهب‪ .‬أعرف أنه مؤلم» لكنه سيتحسن فريكاة‪ :‬أعذك نذلك)‪:‬‬
‫أحضر قزم الماءء وصب تيارًا متصلا من الماء داخل فم لافظ‬
‫اللهب‪ .‬وقالله‪« :‬اخلد للنوم الآنيالافظ اللهب» ومففياجأة له؛‬
‫أغمض لافظ اللهب عينيه فيطاعة‪.‬‬
‫شعر سبتيموس بالسخونة والتعرق بعد الجهد الذي بذله معذيل‬
‫لافظ اللهب‪ ..‬بداالبحرباردًا ومشجمًا؛ فقررأن يضع أصابع قدميه‬
‫فى الماء‪ .‬جلس على حافة بركة لافظ اللهب‪ .,‬دون أن يلحظ أن لافظ‬
‫دنة باشلياءهمتنمام‪ ..‬أفركبطته‪.‬‬
‫حبعي‬
‫اليه‬
‫اللهب كان ينوظرإ‬
‫وخلع حذاءه وجوربيه» وحرك أصابعه فيالرمال الدافئة‪ .‬علىالفور‬
‫شعر سبتيموس شعورًا رائعًا بالحرية» مشى ببطء على الشاطئ‬
‫الذي يتدرج منبسطا نحو الماء» وعبر الرمال الرطبة الصلبة التي‬
‫‪162‬‬ ‫دلاء‬

‫خلفها المدالمنسحب‪ . .‬وقف عند حافة البحر يتابع قدميه وهما‬


‫تغوصان قليلًا في الماء وهو في انتظار الموجة القصيرة التالية‬
‫لتصطدم بأصابعه‪ .‬وحين حدث ذلك كان سبتيموس متفاجنًا من‬
‫مدى برودة المياه‪ ..‬انتظر المويجات التالية» وبينما يستنشق الهواء‬
‫النقي المشبع بالملح» شعر ‪ -‬للحظة عابرة ‪ -‬بسعادة لاتوصف‪.‬‬
‫له‬ ‫وكوي كار ويه كد‬
‫استدار سبتيموس‪..‬‬

‫صاح‪« :‬لايا لافظاللهب»‪ .‬كان التنينيُطبقبفكيه علىذيلهمرة‬


‫ذه المرة كان يمضغ‪ ..‬هُرِع سبتيموس عائدًا عبر‬ ‫أخرىء وهفي‬
‫الرمال» وقفز فوق الصخورء وبدأ في سحب التنين بعيدًا عن ذيله‪.‬‬
‫قاللهسبتيموس بصرامة وقد نجح أخيرًا فيجذب فكي التنين‬
‫ا‬ ‫بعيدًا عن الرباط الممزق‪:‬‬
‫كان‬ ‫وعندها ‪0‬‬ ‫نء‬
‫سلن‬
‫حلك ف‬
‫تت ذ‬
‫يفعل‬
‫ألا تقض ذيلك‪ .‬إذا‬
‫يي‬ ‫سبتيموس على وشك أن يقول‪:‬‬
‫للأبد»» لكنه توقف‪ .‬تذكر شيئًااعتادت العمة زيلدا أن تقوله‪ :‬إنه‬
‫حين تقال الأشياء فإنها تصبح حقيقة علىنحو أكثرسهولة؛ فغيرها‬
‫بحرج إلى «وعندها ستندم»)‪.‬‬
‫لميبد على لافظ اللهب أنهعلى وشك أن يندم على أي شيء؛‬
‫افيهل لنظرة تنينه‬
‫جو‬‫تدة‪.‬‬
‫إرذأى سبتيموس أنه يبدو غاضبًا بش‬
‫ختالى دكين فرابجه البوترويطاسيعيموس هابف منعاءانك‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪262‬‬
‫التدفئة الممزقة ووقف يحرسه وهو يحاول أن يقرر ماذا يفعل‪.‬‬
‫تمنى أن يعودبيتل وجينا؛ فبإمكانه أن ينتفع ببعض المساعدة‪..‬‬
‫والصحبة‪ .‬غير أنهلميكن هناك أثرلهما‪ ..‬كانعليهأن يفعل شيئًا‬
‫حيال عض لافظ اللهب لذيله‪ .‬وعليه أن يفعل ذلك الآن؛ فهولا‬
‫يعتقد أن الذيل سينجو من المزيد من الهجمات العديدة على غرار‬
‫الهجمة الأخيرة‪ .‬أبعد رأس لافظ اللهب عن ذيله مرة ثانية»‬
‫وعندئذ» وهو يحتفظ بقبضة قوية على أنف لافظ اللهب‪ .‬جلس‬
‫وبدأ يفكر‪.‬‬
‫تاكنمكيووسن«حادثًا وق القطةأوالذه عل عندعدة شهور‬
‫مضت‪ .‬كانت القطة ‪ -‬وهي مخلوقة عنيفة لميألفهابيتل قط‪ -‬قد‬
‫أصابتها مشكلة بالذيل بعد معركة شرسة‪ ..‬قامت والدة بيتل بربط‬
‫الذيل بحنان» لكن القطة كانت تفعل مايفعله لافظ اللهب تمامًا‪..‬‬
‫مرةبعدمرة‪ .‬كانت السيدة بيتلتتحلى بالصبر أكثرمنسبتيموس»‬
‫وجلست مع القطةلثلاثة أياموليال قبلأن يصربيتل على أن تأخذ‬
‫قسطا من النوم؛ ووعد بأنيتابع هوالقطة‪ .‬ومع ذلك لميكنبيتل‬
‫مخلصًا مثلوالدته؛ فقدنزعقاعدةلعبة قديمة على شكل دلو وحشر‬
‫تتدىيه وتكون على هيئة قلادة عنق‬ ‫رح‬‫تقطة‬
‫س ال‬ ‫رلوأفى‬
‫الد‬
‫سحرية‪ .‬لكنالدلوحلالمشكلة بشكل جميل؛ فلمتعدالقطةقادرة‬
‫على مهاجمة الأربطة الملفوفة حول ذيلها؛ إذ لمتكن قادرة على‬
‫ا بليترلعب‬
‫انل جوانب الدلو‪ .‬شعرت وابلدة‬
‫لم‬‫خسها‬
‫إيصال رأ‬
‫‪362‬‬ ‫دلاء‬

‫حين استيقظت ورأت قطتها الحبيبة والدلو على رأسهاء لكن حتى‬
‫هي كان عليها أن تعترف بأنفكرة بيتل نجحت على نحو جيد‪..‬‬
‫وقضت الأسابيع التالية تعتذرللقطة» بينما كانت الأخيرة تتجاهلها‬
‫عمدًاء ولكن الذيل شفيء تم نزع الدلوء وتوقفت القطة عن‬
‫العبوس‪ .‬فكر سبتيموس أن مانجح معقطةغاضبة منالمحتمل‬
‫أن ينجح مع تنين يحمل الغضب نفسه‪ ..‬لكنأنْىلهأن يجد دلوًا‬
‫عملاقا؟‬
‫قرر سبتيموس أن عليه فقط أن يصنع دلوه الخاص‪ .‬أخذ قدحًا‬
‫جلديًا منسرجي مارشاء ونزع القاعدة» وقطع بطول الوصلة التي‬
‫ترتفع على جانبه نحو القمة‪ ..‬بعد ذلك ‪ -‬وقد قال للافظ اللهب‬
‫بصرامة شديدة إن عليه ألا يتحرك بمقدار بوصة وإلا فستكون‬
‫هناك مشكلة كبرى ‪ -‬فرَّدَالشريط الجلدي الصغير الهلالى الشكل‬
‫على الرمال وأدى سبع تعاويذ تضخيمء سايكا للجلن ام‬
‫ببطءء ومتجنبًا خطر أن ينهار» وهو مايمكن أن يحدث كثيرًا مع‬
‫تعويذة تضخيم حماسية على نحو مبالغ فيه‪ .‬وأخيرًا صار معه‬
‫قطعة منالجلد طولها نحو عشرة أقدام وعرضها أربعة أقدام‪.‬‬
‫والآن جاء الجزء الصعب؛ وصل سبتيموس إلى لافظ اللهب؟؛‬
‫وهو يجر قطعة الجلد المتضخمة على الرمال؛ رفع لافظ اللهب‬
‫رأسه ونظر إليهمتشككا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪462‬‬

‫فطن سبتيموس لنظرة التنين وبادله إياهاء وبأسلوب رسمي‬


‫انغيفه فاك اضر الامنللك‬ ‫عدا قال ايا لاقط اللوت ابزوه‬
‫بأن تبقى ثابتًاه‪ .‬بدا التنين مُفَاجأَ ولكن لدهشة سبتيموس‪ ,‬أطاع‬
‫الأمر‪ .‬لميكنسبتيموس متأكدًا كممنالوقت ستدوم هذهالطاعة؛‬
‫لذافقدشرع في العمل على وجه السرعة؛ لفقطعة الجلد الثقيلة‬
‫ونشينمعها بطول الخط الذي كان قد قطعه قبل‬
‫حول رأس الت‬
‫دقائق قليلة‪.‬‬
‫وحين حرره راعيه أخيرًا من الأمر الذي أصدره له وتراجع‬
‫للخلف ليرى ماصنع بيديه؛ صار لافظ اللهب يحمل على رأسهما‬
‫بدا على هيئة دلو جلدي ضخم‪.‬ء ويحمل كذلك تعبيرًا بالغ الانزعاج‪.‬‬
‫وبينما كان سبتيموس يراقب لافظ اللهب؛‪ .‬صار يدرك أنههو‬
‫نفسه يتعرض للمراقبة‪.‬‬
‫‪-‬اسبتيموس»)‪.‬‬
‫(‬

‫التفت؛ لكن لميرأحدًا‪.‬‬


‫سبتيموس)‪.‬‬ ‫‪ -‬لاسبتيموس‪...‬‬

‫انتفضت الشعيرات فى مؤخرة عنق سيتيموس‪ ..‬كان هذا هو‬


‫الصوك الذى مع يناد انمه كين نذا الطير او تر المركة‬
‫التجاري‪.‬‬

‫فوظ‬
‫لرهانح‬
‫وقف سبتيموس بجوار تنينهليحميه؛ جاعلا ظه‬
‫اللهب‪ .‬ثم التف ببطء في دائرة وتفحص الصخورء والشاطئ‪.‬‬
‫‪562‬‬ ‫دلاء‬

‫والبحر الخالي» والكثبان الرملية» والأعشاب الشجرية الصخرية‬


‫خاللفكثبان والتل من ورائتها‪ . .‬لكنهلمير شيئًاك‪.‬رر الدوران مرة‬
‫ثانية» مستخدما تقنية جيش الشباب القديمة ببتتبع الحركة من خلال‬
‫علقانهنرملسريوعندئكذك‪..‬‬
‫مقع‬
‫لسر نادي الاشاهلجا‬
‫وجدها‪.‬‬
‫هيئة شخصن‪ ..‬بل شخصين‪ ...‬يمشيان ذاخل العشب المتشابك‬
‫خلف الكثبان‪.‬‬
‫نادى سبتيموس‪« :‬جينا! بيتل!‪ ..2‬انتابه شعور كبير بالارتياح‬
‫حيال الهاجس الذي تسلل إليه» وجرى نحو الكثبان ليقابلهما‪.‬‬
‫قالت جينا أثناء تزحلقها هى وبيتل على آخر كثيب فى اتجاهه‪:‬‬
‫ْ‬ ‫«مرحبًا سبتيموسء أأنت بخير؟‪.2‬‬
‫ابتسم سبتيموس‪« :‬نعم» صرت بخير الآن‪ .‬هل قضيتما وقتا‬
‫طيبا؟)‪.‬‬
‫‪ -‬ارائع‪ ..‬ياله من مكان جميل! و‪ ...‬هه ما هذا الذي على‬
‫رأس لافظ اللهب؟»‬
‫قال بيتل‪« :‬إنه دلوقطة» أليس هذا صحيحًايا سب؟»‪.‬‬
‫ان نان ‪0‬‬ ‫ابتسم سبتيمو س‪ . .‬كانت عودة ‪-‬خاو‬
‫مالايمكن إنكاره؛ وهو أن الجزيرة مكان من المزعج أن تبققىى‬
‫وحيدا‪.‬‬
‫وبعد ظهر ذلك اليوم أعد سبتيموس مخبأ‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪662‬‬

‫يعودأدراجه إلىطريقة تفكير جيش الشباب‪ .‬الطريقة التيبدأينظر‬


‫بهاللأمر؛ إنهم محاصرون في مكان غريب وسط أخطار مجهولة‪:‬‬

‫وربما غيرمرئية» وعليهم أن يتصرفوا وفمًا لذلك؛ وهذايعني أن‬

‫ضابط جيش الشباب المتدرب للنجاة من أرض الأعداءء‪.‬‬


‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬

‫رماايكسفيته‪.‬‬
‫حب‬‫للهب‬
‫ال‬
‫تناوب هو وبيتل على حفر حفرة عميقة ذات جانبين منحدرين‬

‫دذع‬ ‫بعد ذلك‬ ‫انهيارها‪00 .‬‬ ‫أخشاب ‪ :‬الطاف ‪2‬ية لتجن َب خطر‬
‫لا ‪1‬‬
‫و دبعمااه‬
‫سبتيموس بمجموعة الأقطاب التليسكوبية المرنة الخاصة بمارشا‬
‫داخل الرمال حول الحفرة وغطاها بلفة من قماش الكتان التمويهى‬
‫محشورًا في قاع الحقيبة» والذي اختلط‬ ‫الوزن الذي وجده‬ ‫خفيف‬

‫بالكثبان جيدًا حتى إن بيتل أوشك أن يخطو فوقه ويسقط‪ .‬بعد‬

‫العشب الذي جلبه من الكثبان؛ لآن هذاماكانوا يفعلونه دائمًافى‬


‫جيش الشبابء‪ .‬وبدا من الخطأ ألايفعل‪ .‬وقف بعيدًا ليبدي إعجابه‬
‫‪762‬‬ ‫دلاء‬

‫بصنع يديه‪ ..‬كان فرحًا؛ فقد بنى أحد مخابئ جيش الشباب‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫كان المهبا من'الذاخل فسيحا على تحو غير الدهفشة» وقد‬
‫فترشعوشهب‪:‬طويل غليظ‪ :‬ووضعوا فوقه السرجين ليكونا بمثابة‬
‫نها؛ إذ أعلنت أنه «حقًا مريح)‪ ..‬أمامن الخارج‬
‫يب‬‫جعت‬
‫بساط‪ .‬قن‬
‫فقد كان مدخله لايكاد يُرى؛ فلم يكن سوى شق ضيق يُشرف من‬
‫خلال المنحدر الواقع بين كثيبين على البحر من ورائهما‪ .‬كان‬
‫سبتيموس واثقًا تمامالثقةأنهبمجرد أن يغطى هو الآخر بالعشب؛‬
‫فإنأحدًا لنيمكنه أن يخمن مطلمًا أنهم هناك‪.‬‬
‫فيمساءذلك اليوم جلسوا على الشاطئ وطهوا سمكا‪.‬‬
‫ض‬
‫رمن‬
‫أجاة‬
‫احتوت حقيبة ضابط جيش الشباب المتدرب للن‬
‫ئيدير وطعم مجففء‬
‫اص‬‫وعلصى خنيوط‬
‫الأعداء ‪ -‬بالطبع ‪-‬‬
‫والتي كانتمارشا قدتذكرتها بطبيعة الحال‪ .‬وحين غطى المد‬
‫الرمال الدافئة حاملا معه كميات كبيرة مالنأسماك السوداء‬
‫والفضية؛ جلس بيتل فوق صخرة وصاد سنًّافيتتابع سريع‪..‬‬
‫خاض في المياه عائدا وقد رفع السمك عاليّا في إحساس بالنصرء‬
‫نعا لإعداد النارمن الخشب الطافي على الشاطى‪.‬‬
‫يم‬‫جمل‬
‫وع‬
‫طهواالسمك على طريقةسامهيبالمجربة» وذلكبوضعه في‬
‫عصي رطبة ثم فوق النيران المتوهجة‪ .‬وتكفل خبز مارشا الطازج‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪862‬‬
‫دائمًاوالفواكه المجففة بتوفير باقي الوجبة» وقدمقزم الماء الكثير‬
‫من جرعات شراب الفاكهة الفوار التيلميُحصوا عددها‪.‬‬
‫يل يتناولون دببة الموز وقطع‬
‫اأخلرلمن‬
‫جلسوا إلى وقت مت‬
‫حلوى الرواند» وشاهدوا البحر وقد بدأ ينحسر مرة أخرى تاركا‬
‫الرمال تتلالاً فينور القمر‪ ..‬وبعيدًا علىامتداد الخليج رأوا صف‬
‫الصخور الداكنة الطويل الذي يؤدي إلى صخرة وحيدة تقف‬
‫مرتفعة مثل عمود الارتكاز أسمتها جينا صخرة القمة‪ .‬وعن‬
‫لافظ اللهبء رأوا القمم الصخرية لجزيرة‬ ‫ودر‬
‫خ بع‬
‫صنهم»‬
‫يمي‬
‫صغيرة عندنهاية اليابسة» والتي أحجمت جينا عنتسميتها؛ إذ كان‬
‫لديها شعور غريب بأن الجزيرة تعرف اسمها وتلسنتحسن أن‬
‫يُطلقعليهااسمٌآخر‪ .‬كانت الاجزليرحة»قفييقة» تسمى جزيرة‬
‫النحمة‪.‬‬
‫في معظم الوقت لم يكونوا يلتفتون يمنة ولا يسرة‪ ,‬لكنهم كانوا‬
‫يمعنون النظر إلى الأمام حيث الأضواء البعيدة للمنارة» تلك‬
‫جل‬ ‫لارعن‬ ‫ادثو‬
‫هم‪ .‬تح‬ ‫تيرة‬
‫ذلجز‬
‫قلى ا‬
‫نم إ‬
‫أدته‬
‫وي قا‬
‫الأضواء الت‬
‫الضئيل الحجم الذي كان في أعلى المنارة» وتساءلوا عمن يكون‬
‫وكيف وصل إلى هذا المكان‪ .‬وحينئذ‪ .‬وبعد وقت طويل» حشروا‬
‫أنفسهم داخل المخبأ وراحوا سريعًا فيسبات‪.‬‬
‫‪962‬‬ ‫دلاء‬

‫المبكرة من الصباح» عادت الفتاة‬ ‫اعة‬


‫ل‪.‬سفي‬
‫احق‬
‫ويقت لا‬
‫ف‬
‫ذات الهيئة النحيفة الغامضة والرداء الأخضر لتتجول في أنحاء‬
‫التل» ووقفت أعلى المخبأ تستمع إلىأصوات النوم‪ ..‬ندت حركة‬
‫عن سبتيموس؛ ففي أحلامه كان هناك منيناديه» وحَلم بأنه وضع‬
‫دلوًا علىرأسه ولم يعد يسمع شيئًا‪.‬‬
‫‪ 42‬جد‬ ‫‪4‬‬

‫ليوك‬
‫مارشا‬ ‫كانت‬ ‫السحرة‪..‬‬ ‫إلى برج‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫تحوةة تبناول الإفطار في وقت متأخر‬


‫‪ /2© 72+‬للغاية‪ ..‬كان على مائدتها ‪ -‬بجانب‬
‫<‪ ) .*+‬فتافيت التوست المتناثرة» وقدر قهوة‬
‫متجهم (كان قد سقط مع صف‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬
‫التوست بسبب الصراع‬ ‫‪ 47‬هر‬ ‫‏‪١‬‬
‫‪ 8 7-3‬على الأسبقية) ‪ -‬كبسولة‬
‫زجاجية صغيرة مقسومة بعناية‬ ‫ا‬
‫إلى نصفين بطول خطها الجانبي‬
‫الأحمر المنقط» وشريط رقيق من الورق‬
‫الملفوف‪ .‬وعلى الأرض بجانب قدميها كانت هناك‬
‫ب‪.‬‬
‫ومن‬
‫بومة‬
‫حفيك‬
‫لنقر‬
‫امة ت‬
‫حما‬
‫في مطبخ الساحرة العظمى كانت ضغوط الأسبوع المنصرم‬
‫ظاهرة بجلاء؛ فقد تكومت مجموعة من الأطباق دون غسل في‬
‫‪172‬‬ ‫البريد‬

‫الحوض» وعدد متنوع من الفتات» وهو ما كان مصدر سعادة‬


‫للحمام الذي افترش الأرض‪ ..‬كانت مارشا لاتزال مشتتة قليلا؛‬
‫إذ حينكانت تقلب دقيق الشوفان هذا الصباح فنجح قدر القهوة‬
‫في الإفلات مندفع رف التوست عن المائدة دون حتى أن تلاحظ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫كانت مارشا نفسها لا تبدو فى أفضل أحوالها‪ ..‬فقد ظهرت‬
‫المتالات الداكنة عه عيدها الكسراويدن ومع دازلا‬
‫الأرجواني» ولم يكن شعرها مصففًا بعناية كمايجب أن يكون‪.‬‬
‫ولم تكن فكرة تأخير الإفطار فكرة واردة تقريبّاء إلا ربما في يوم‬
‫عيد منتصف الشتاء‪.‬‬
‫لكن مارشا لمتكنقدنامت كثيرًاالليلةالماضية‪ ..‬فبعدانقضاء‬
‫منتصف ليلة الموعد النهائى لعودة سبتيموس ‪ -‬الذي حلده بنفسه‬
‫“قبت اللزلة ملق فى الفضاف من ثافذة المراقة الصغيرة‬
‫الواقعة أعلى سطح المكتبةالهرمية؛ علىأملأن ترىأَبرًاللتنين‬
‫العائد‪ .‬لكنها لمترشيئّاءومع الضوء الأول للفجر رأت الهيئة‬
‫الداكنة لحمامة بريد الحمام تخفق بجناحيها قاصدة برج السحرة‪.‬‬
‫كانت التحمامة كل واصيلت جاملة كسولة زسالة‪ :‬نهدت مارفا‬
‫تنهيدة ارتياح حين فتحتها ورأت اسم سبتيموس (مُلصِفًا بغرابة)‬
‫على الجانب الخارجي مناللفافة الصغيرة‪ .‬كانت قدفكت قطعة‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪272‬‬

‫الورق الرقيقة» وقرأت الرسالة» وشعرت بارتياح بالغ» وراحت في‬


‫ا‪.‬‬
‫بورهعلى‬
‫تالف‬
‫كعلى‬
‫المنوم‬
‫ابتلعت مارشا آخر رشفة من قهوتها وأعادت قراءة الرسالة‪:‬‬

‫عزيزتي عمارشا؛ وصلنا بأمان‪ ..‬الجميع هنا‪ ..‬الكل بخير‪ .‬لكن‬


‫العودة تأخرت‪.‬‬
‫لافظ اللهب متعب جدًا‪ ..‬نحن على متن سفينة ميلو‪.‬‬
‫سنفعل بأسع ما يمكن‪.‬‬ ‫ن‪.‬ا‬
‫نبعد‬
‫كادر‬
‫ل نغ‬
‫لم‬
‫لك حب متدريك الأول‪ .‬سبتيموس»‪.‬‬

‫ملاحظة‪ :‬أرجو إخبارالسيدة والدة بيتل بأنه بخير‪.‬‬

‫كان من السهل قراءتها؛ فكل حرف وضع بانتظام فيمربع على‬


‫شبكة خانات‪ ..‬فكرت مارشا بابتسامة ساخرة أنهربما يكون عليها‬
‫أن تجعل سبتيموس يكتب بهذه الطريقة مستقبلا‪ .‬أخرجت قلمها‬
‫من جيبها لتكتب الرد» وقد كنس طرف كمها ما تبقى من فتات‬
‫المائدة‪ ..‬صاحت مارشا في طلب الجاروف‬ ‫التوست معنلى‬

‫والمقشة ليأتيا ويكنساء وبينما كان الجاروف والمقشة يقومان‬


‫بالتنظيف كانت قد ملأت بعناية خانات الردفي خلفية الرسالة‪:‬‬
‫‪372‬‬ ‫البريد‬

‫سبتيموس‪ :‬تسلمت الرسالة‪ ..‬رحلة آمنة‪ ..‬سأقابلك في‬


‫رةيس‪.‬‬
‫يعود‬
‫سند‬
‫لء ع‬
‫اينا‬
‫الم‬

‫مارشا»‬
‫لفت مارشا قطعةالورق وأعادت وضعها فيالكبسولة‪ ..‬ربطت‬
‫نصفي الزجاجة معًا وأمسكتهما في وضع قائم حتى يعاد تشميع‬
‫َ‬ ‫الزجاج‪.‬‬
‫وفي تجاهل للجلبة الواقعة عند قدميهاء وقد سحبت المقشة‬
‫فتات الخبز المرتعب إلى داخل الجاروف ولم تسمح له بالخروج‬
‫مرة أخرى؛ التقطت مارشا الحمامة وأعادت ربط الكبسولة في‬
‫امة ‪-‬‬
‫حقمعلى‬
‫لُطب‬
‫اى ت‬
‫مشت مارشا وه‬ ‫ااسقعهلىا‪.‬‬
‫سقرط‬
‫ال‬
‫التي نقرت بسعادة الفتات القليل العالقبكمردائها ‪ -‬نحو نافذة‬
‫المطبخ الصغيرة» وفتَحتّها‪.‬‬
‫دفعت مارشا الحمامة بقوة خارج حافة النافذة‪ ..‬هز الطائر‬
‫جسده ليعدل ريشه المنفوشء وبعدهاء وبضربة من جناحيه؛ ارتفع‬
‫في الهواء ورفرف مبتعدًا في اتجاه الأسطح غير المنتظمة لمنطقة‬
‫العشوائيات‪.‬‬
‫ووسط غفلتها عن صوت الجاروف وهو يفرغ محتوياته في‬
‫أنبوب قمامة المطبخ» وعن رقصة النصر لقدر القهوة وسط‬
‫الأطباق المتسخة؛ تابعت مارشا الحمامة وهي تتجه أعلى حدائق‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪472‬‬

‫قاملمأسطح المزخرفة وتخرج فوق النهر إلى أن غابت عن‬


‫ناظريها فوق الأشجار على الضفة الأخرى‪.‬‬
‫كانت هناك ‪ -‬رغم ذلك ‪ -‬رسالة أخرى يجب التعامل معها‪..‬‬
‫كانت عقارب ساعة المطبخ (وهي مقلاة كان قدحوّلها ألثرء ولم‬
‫يطاوعها قلبها لترميها) قد أشارت للتو إلى الثانية عشرة إلاالربع»‬
‫وكانت مارشا تعرف أن عليها أن تسرع‪ ..‬هرعت إلى داخل غرفة‬
‫الجلوسء ومن الرف العريض نصف الدائري الذي فوق المدفأة‬
‫أخذت بطاقة القصر الصلبة التى كانت مستندة على إحدى‬
‫الشموع‪ .‬كانت مارشالاتحب الرسائل الآتيةمنالقصر؛ إذ كانت‬
‫‪ -‬في العموم ‪ -‬تأتيمن سارة هيب حاملة بعض تساؤلات لا‬
‫يمكن إجابتها عن سبتيموس‪ .‬ومع أن هذه الرسالة» التي وصلت‬
‫كر جدًا املنصباح ‪ -‬لمتكن منسارة» ولكن كانت‬
‫بقت‬
‫فميو‬
‫بالقدرنفسهمنالإزعاج؛ إن لميكن أكثر‪.‬كانت من العمة زيلداء‬
‫وكانت مكتوبة بحبر أسود غليظ يستحيل تجاهله» وكانت تقول‪:‬‬

‫مارشا‪..‬‬
‫لأمر عايل‪ .‬سأحضر إلى برح السحرة‬ ‫اك‬
‫أبرأن‬
‫يح‬
‫عند منتصف نهار اليوم‪.‬‬
‫زيلدا هيب‬
‫الحارسة‬
‫‪572‬‬ ‫البريد‬
‫لارفسىالة مرة أخرى» وشعرت بمسحة القلق‬ ‫نظرت ماارش‬
‫اهقة بالعمة زيلدا‪ .‬تجمدت‪..‬‬
‫المعتادة التى ‪ 05‬أي شعيءل ل‬
‫كأن لديها مو هنهم في والاارتكلاؤفنات مده تلات دفائق قبن‬
‫منتصف النهار‪ .‬خالفت كل مبادئها في الذهاب قبل موعدها مع‬
‫جيلى دجين» لكن هذه المرة كان الأمر يستحق‪ ..‬فإذا أسرعت»‬
‫‪ 010‬أن تصل إلى دار المخطوطات فقط قبل أن تتدحرج‬
‫ة‪ .‬الآن يمكنها أن تفعل ذلك لتجنب‬ ‫ريق‬
‫ح طر‬
‫سعبر‬
‫لتية‬
‫ادا آ‬
‫زيل‬
‫نفسها بقبقة الهراء السحري الصادر من ساحرة بيضاء في وجهها‪.‬‬
‫فى الحقيقة» يمكنها دائمًا أن تفعل بدون بقبقة الهراء السحري‪.‬‬
‫وف‬ ‫لعةصمن‬ ‫اصنو‬
‫القت مارشا عباءتها الصيفية الجديدة الم‬
‫الخالص المزينة بالحرير على كتفيهاء وأسرعت خارجة من‬
‫غرفتهاء آخذة الباب الأرجواني على حين غرة» وبينما كانت تسرع‬
‫عبر العتبة المؤدية إلىالسلم الحلزوني الفضي؛ انغلق الباب بحذر‬
‫وحباب التي تحدث ضجة‪ .‬وقفت‬ ‫با ت‬
‫أارش‬‫لن م‬
‫امتك‬ ‫بالغ؛ فل‬
‫السلالم الحلزونية صامتة وانتظرتها بأدب لتخطو فوقها‪ .‬وبعيدًا‬
‫أسفل السلالم كان هناك صف من السحرة العاديين جميعهم‬
‫تعرضت رحلاتهم للتعثر على نحو مفاجئ‪ ..‬راحوا يقرعون‬
‫بأرجلهم بنفاد صبرء فيما كان بعيدًا بالأعلى» في الطابق العشرين»‬
‫ااسحرتتهثمنائية على السلالم‪.‬‬ ‫لس‬
‫تاقف‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪672‬‬
‫وجهت مارشا التعليمات للسلالم‪« :‬أسرعي!») وعندئذ» وأمام‬
‫فكرة البقبقة فى وجه العمة زيلدا قالت‪« :‬حالة طوارئ!»‪ .‬فانطلقت‬
‫السلالم رك دائرة بأقصى سرعة؛» وكان السحرة المنتظرون‬
‫بالأسفل قد انحنوا للأمام» وكان اثنان من السحرة ‪ -‬لم يسعهما‬
‫الوقت للإمساك بالدرابزين المركزي ‪ -‬قد استبعدا من الهبوط‬
‫التالي بشكل غير رسميء أما الباقون فكان عليهم الصعود بطول‬
‫الطريق نحوقمة البرجوالعودة للأسفل مرة أخرى بمجرد نزول‬
‫مارشا إلى القاعة الكبرى‪ .‬تم توقيع ثلاثة نماذج للشكاوى‬
‫وتسليمها للساحر المنوبء الذي ضمها إلى مجموعة من النماذج‬
‫الممائلة تتعلق باستخدام الساحرة العظمى للسلالم‪.‬‬
‫اترشا عبر فناء بارلجسحرة» وقد خفف عنها أنهلم‬ ‫همرع‬
‫يكن هناك أي أثرللعمة زيلداء التي كانمنالسهل تمييزها بخيمتها‬
‫المنتفخة المزركشة» وحين دخلت إلى ظلال القنطرة الكبرى كان‬
‫وقع حذاتها الأرجواني المدبب المصنوع من جلد الثعبان يرسل‬
‫صداه عبر الجدران اللازوردية‪ .‬نظرت في ساعتها واندفعت داخل‬

‫شيء ناعم ومنتفخ ومزركش على نحو يثيرالشك‪.‬‬


‫بن تذهبين‬
‫شهقت العمة زيلدا ‪« :‬آف‪ .‬حاولي أن تنظري إلىأي‬
‫ميارشا»‪.‬‬
‫تأوهت مارشا وقالت‪« :‬آه‪ ..‬حضرت مبكرًا»‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫البريد‬
‫بدأت الدقات المعدنية لساعة ساحة البزازين فى الظهور عبر‬
‫ْ‬ ‫قمم الأسطح‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا واقدلدسقتاعة اثنتى عشرة مرة‪« :‬أعتقد‬
‫انكمهتين ان فىموعدى كماا باعارشا آملانكو قد‬
‫ْ‬ ‫تلقيت رسالتي»‪0 .‬‬
‫لة المزرية‬
‫‪-‬عم ي زايلداءتلقيتها‪.‬ومع ذالكلفحفياظل‬
‫ان‬
‫لخدمة الجرذان الرسل وما يستتبعها من طول الوقت الذي‬
‫يستغرقه السحرة البسطاء ليحصلوا على الرسائل عبر‬
‫المستنقعات» كنت ‪ -‬لسوء الحظ ‪ -‬غير قادرة على الرد بأن‬
‫لدي ارتباطا مسبقًا»‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا‪« :‬حسنّاء شيء جيد أن أصطدم بك الآنإذن»‪.‬‬
‫صيراف‪« :‬حمًا؟ حسنًاء أناجد‬
‫لتاشرنع ف‬
‫قالت مارشا واهي‬
‫آسفة يا زيلدا‪ .‬كنت أحب أن أتبادل معك الحديث قليلاء ولكنى‬
‫ببساطة مضطرة للإسراع»» لكنزيلدا‪ -‬التيكانبإمكانها أن تسرع‬
‫الخطى حين تريد ذلك ‪ -‬قفزت أمامها وسدت طريقها للخروج‬
‫من القنطرة‪ .‬قالت العمة زيلدا‪« :‬لا تسرعى هكذا يامارشا‪ .‬أعتقد‬
‫الاكتيدرطين ف ماعهذا إنهاتحط عرس‬
‫تنهدت مارشا‪« :‬وما الذي لا يخصه؟» لكنها توقفت وانتظرت‬
‫لتسمع ماالذي كان على العمةزيلدا أن تقول‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪872‬‬
‫الشمس في طريق‬ ‫ء‬
‫وحو‬
‫ضا ن‬
‫العمة زيلدا مارش‬ ‫سحبت‬
‫السحرة‪ .‬كانت تعرف كيف أن الأصوات تنتقل خارج القنطرة‬
‫الكبرى عبرفناء برج السحرة» وهي لمترد أن يسمع أي ساحر‬
‫فضولي؛ وكان كل السحرة فضوليين» من وجهة نظر العمة زيلدا‪.‬‬
‫همست العمة زيلداء وقد احتفظت بقبضة قوية على ذراع‬
‫داث)‪.‬‬
‫حم‬‫يىء‬
‫مارشا‪« :‬هناك ش‬
‫رسمت فارشا تير الحيزة وعلقت قائلة‪« :‬هناك عادة شيء‬
‫يزحديثليداا»‪.‬‬
‫الا تتحاولى ‪:‬أن‪ .‬داكن يا عارشاء اع ككا يحدك‬

‫«‬
‫‪-‬حسناء نعم» من الواضح أن هناك شيئًا‪ .‬لقد طار طوال‬
‫الطريق إلى المركز التجاري وحده‪ .‬هذا بالفعل شيء كبير»‪.‬‬
‫‪« -‬ولم يعد؟)‬

‫لمترمارشا ماشأن العمة زيلدا بمكان سبتيموسء وكانت تميل‬


‫بشدة لأن تقول إنهعاد‪ .‬ولكن شفرة الساحرة العظمى المنتبهة»‬
‫القسم ‪ »1‬بند س ع يع م ك ح ح س («الساحرة العظمى لا يصدر‬
‫عنها عمدًا مطلمًا أي كذب‪ .,‬حتى لإحدى الساحرات») فأجابت»‬
‫باقتضاب شديد‪.)2/« :‬‬
‫‪972‬‬ ‫البريد‬
‫مالت العمة زيلدا نحو مارشا بطريقة تآمرية‪ ..‬تراجعت مارشا‬
‫للوراء‪ ..‬كانت رائحة العمة زيلدا مزيجًا قويّا منالكرنب ودخان‬
‫الخشب وطين المستنقع» همست‪« :‬أنا رأيت سبتيموس»‪.‬‬
‫‪-‬أنت رأيته؟ أين؟»‬
‫«‬
‫‪« -‬لاأعرف أين‪ .‬هذه هى المشكلة‪ .‬لكنى رأيته)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪« -‬آه‪ .‬تلك الرؤيا القديمة»‪.‬‬
‫‪١ -‬لا‏ حاجة لأن تزدري الرؤى هكذا يامارشاء الرؤى تحدث»‬
‫وأحيانًا تصدق‪ ..‬والآن استمعى لى‪ .‬قبل أن يغادرء رأيت‬
‫شينًافظيعًا؛لذافقدأعطيت بارني بوت‪.»...‬‬
‫تعجبت مارشا‪« :‬بارني بوت! وما دخل بارني بوت في كل‬
‫هذا؟)»‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا صارخة‪« :‬لو توقفت فقط عن المقاطعة‪.‬‬
‫لربما عرفت»‪ .‬دارت كما لوكانت تبحث عن شيء‪« :‬آه؛ هاأنت»‬
‫عزيزق يارو لاتكق عجولا الآذهأخي الباخرة العطتى ربا‬
‫حدث)‪.‬‬
‫خرج بارني بوت من خلف رداء العمة زيلدا المنتفخ‪ ..‬كان‬
‫دفعته العمة زيلدا للأمام‪« :‬تفضل‬ ‫اج‪..‬‬
‫حهرمن‬
‫إوج‬
‫ل ال‬
‫امر‬
‫أح‬
‫ياعزيزي» أخبر مارشا بما حدث‪ .‬إنهالن تعضك)‪.‬‬
‫لميكن بارني مقتنعًاء فلميزد عنقول‪« :‬أممم‪ ..‬أناءهااا»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪082‬‬
‫تنهدت مارشا فينفاد صبر‪ ..‬لقد تأخرت تقريبّاء وكان آخر‬
‫شيء تحتاجه فيهذا الوقت أن تضطر للاستماع إلى بارني بوت‬
‫المتلعثم‪ .‬نفضت مارشا يد العمة زيلدا القابضة عليها وقالت‪:‬‬
‫«آسفة يازيلداء أناواثقة أن بارنى لديه قصة رائعة ليحكيهاء لكنى‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عدا حت أن دهت‬
‫‪« -‬مارشاء انتظري‪ .‬لقد طلبت من بارني أن يعطي سبتيموس‬
‫تعويذة السلامة الحية الخاصة بى»‪.‬‬
‫د أزاقك هذاعاركنافىسارها "درالسعاوات فلكي زيلذا!‬
‫تعويذة سلامة ‪ 6-00‬تقصدين‪ :‬جنيًا؟»‬
‫‪« -‬نعم يا مارشا‪ . .‬هذا ما قلته»)‪.‬‬
‫‪ -‬بدت مارشا ذاهلة‪« :‬إيلاهي‪ . .‬أنابحفا لاأدزئ اذا أقول‪:.‬‬
‫ليس لدي أي فكرة أن لديك شيئًا كهذا»‪.‬‬
‫‪« -‬حصلت بيتي كراكل عليها‪ ..‬لمأجرؤ على التفكير كيف‪.‬‬
‫لكن الأمر أن سبتيموس لم يحصل عليهاء وأمس تلقيت‬
‫خطابًا منبارني»‪ .‬فتشت العمة زيلدا فيجيوبها وأخرجت‬
‫قطعة ورقية مكرمشة ظنت مارشا أنهاتحمل مايُشك فيأنه‬
‫‪7.‬‬ ‫راففةبرازتنين وضيها فقيدعارقا شايع‬
‫أمسكت الورقة على طول ذراعها (ليس لأنها لم تطق رائحة‬
‫برازالتنين وحسب؛ ولكن لأن مارشا لمتردأن تدرك زيلدا أنها‬
‫تحتاج إلىنظارة)» قرأت مارشا‪:‬‬
‫‪182‬‬ ‫البريد‬

‫عزيزتي السيدة زيلدا‪..‬‬


‫أتمنى أن تصلك هذه‪ ..‬أنا متأسف جِدّا جِذا لكن المت‪..‬‬
‫المتر‪ ..‬المتدرب لم يأخذ تعويذة السلامة الني أعطيتها لى‪,‬‬
‫د‬‫يلا‬‫رني‬
‫أا لأ‬
‫عأرنفي هذ‬ ‫تدت‬
‫وبعدها أخذها أحد الكتبة وأنا أر‬
‫أن أصبح تمساتا‪..‬‬
‫من بارني بوت‬
‫لو كان يمكنني المساعدة لأني‬ ‫يني‬
‫رجوك‬
‫ب أر‬
‫خة‪:‬‬
‫أحوظ‬
‫مل‬
‫أريد ذلك‪.‬‬

‫اتمساح؟» سألت مارشا وهي تنظر إلىبارني فيحيرة‪.‬‬


‫ًبحا»‪.‬‬ ‫حأص‬‫اأن‬‫سيد‬
‫ماأر‬
‫تال‬‫همس بارني‪« :‬أن‬
‫علقت مارشا‪( :‬حسئا يابارنى» ومن يريد هذا؟» أعادت الورقة‬
‫لزيلدا وقالت‪« :‬أنالا أعرفماالذيتفعلين كلهذاالضجيج من‬
‫أجله يازيلدا‪ .‬أشكر الآلهة أن سبتيموس لم يأخذهاء فبعد كلهذه‬
‫المشكلات مع حجر البحث ما كنت أتوقع أن يأخذه‪ .‬إنه شيء‬
‫جيد أن الكاتب أخذها ليحفظها فى أمان» على الأقل هناك شخص‬
‫لدت إحسامج بالسيكر لق بضراحة وا ورلقال لسن من الطذل‬
‫إعطاء تعويذة سلامة حية لشخص صغير جذاء ليس من العدل على‬
‫الإطلاق‪ ..‬أنالن أسمح قطعًا لسبتيموس بأن يكون لديه جنّي‪ ..‬إن‬
‫لدينا مايكفي من المشكلات مع تنينه البائس ذلك بدون كيان‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪252‬‬
‫مزعج يتسكع أيضً ‪.‬ا الآن أناحقًّايجب أن أغادر؛ فلدي موعد مهم‬
‫وبهذا انطلقت مارشا في طريق‬ ‫جدًا فى دار المخطوطات»‪.‬‬
‫التستخرة‪.‬‬
‫مةت مفنرجين الذين‬
‫امجلموع‬
‫«حسنًا!) تعجبت العمة زيلدا ل‬
‫كانوا ‪ -‬بالأحرى ‪ -‬متحمسين لرؤية ساحرتهم الاستثنائية وهي‬
‫ترتفع إلى ما هو معروف عنها من قدراتها الجدلية» وكانوا يتطلعون‬
‫إلى إمتاع أصدقائهم بالقصة‪.‬‬
‫الحشد الصغيرء‬ ‫ت صربرقة‬
‫مينخفاد‬
‫انطلقت العمة زيلدا ف‬
‫وحين ظهرت مع بارني بوت المتعلق في ردائها مثل الصدفة‬
‫الملتصقة» صرخ بارني‪« :‬ها هو! الكاتب! الكاتب الذي أخذ‬
‫تعويذة السلامة!»‪.‬‬
‫في منتصف طريق السحرة رأى صبي أشعث بالغ الطول يرتدي‬
‫زي كتبةحقيرّاء رأىخيمة مزركشة ضخمة تخرج من حشد صغير»‬
‫فاستدار وجرى‪.‬‬
‫صاحت العمة زيلدا بصوت طوق طريق السحرة‪« :‬ميرين!‬
‫ميرين ميريديثء أريد كلمة معك!»‪.‬‬

‫‪#‬لم_اإعصن‬
‫‪ 52‬عد‬ ‫‪4‬‬

‫طرق السحرة‬
‫رنة حازمة ونقر عداد يتجه نحو الثالثة عشرة»‬
‫بمصاحبة اتدقدت‪ .‬ماركا قاقعة ‪.‬باب دان بطل لات‬
‫ودخلت إلى المكتب الأمامى‪ .‬كان المكتب الأمامى خاليًا‬
‫ويعكس انطباعًا بالإهمال» جعل ذلك مارشا تدرك مدى ماكان‬
‫يقوم به بيتل باعتباره‬
‫موظف المكتب الأمامي‪.‬‬
‫كان المكان يبدو دائمًا‬
‫نظيفا ومتظكساجيدًاء‬
‫ورغم أن النافذة كانت‬
‫تبدو مكدسة لأعلاها‬
‫بالكتب والأوراق (وبشطائر‬
‫‪ . ).‬السجق أحيانا)» فقد‬
‫كانت ذات مظهر يدل‬
‫على العناية» وكأن أحدًا‬ ‫‪002‬‬
‫فهعال‪.‬‬ ‫لب‬ ‫اني‬
‫بيعت‬
‫ما‬ ‫الهس‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪452‬‬
‫اتجهت مارشا نحو المكتب ‪ -‬الذي تنائرت عليه الأوراق‬
‫والفتات وأغلفة الحلوى ‪ -‬وضربت عليه بقوة‪ .‬تفحصت مفاصل‬

‫كانت مارشا تكره العرقسوس‪.‬‬

‫قد!»‪.‬‬ ‫سق!وأري‬
‫تسو‬
‫لالت‬
‫اريد‬
‫صاحت بنفاد صبر‪« :‬أ‬
‫انفتح الباب بقوة في الفاصل الخشبي الزجاجي الذي يفصل‬
‫دار المخطوطات نفسها عن المكتب الأمامي ولم يخرج منه سوى‬
‫رئيسة الكتبة السحريين» الآنسة جيلى دجين نفسهاء وقد صدر عن‬
‫ردائها الحريري الأزرق الداكن صوت حفيف ساخط‪.‬‬
‫قالت بحدة‪« :‬هذا مكان للدراسة والتركيز يامدام مارشاء أرجو‬
‫احترام ذلك‪ .‬هل جئت لدفع فاتورتك؟)‪.‬‬
‫قالت مارشا بعداء‪« :‬فاتورة؟ أي فاتورة؟»‪.‬‬
‫«‪-‬المطالبة رقم ‪ 8762453000000‬ب لا تزال معلقة‪.‬‬
‫الخاصة بالنافذة»‪.‬‬
‫زفرت مارشا‪« :‬أعتقد أننالانزال فينزاع حول هذا الأمر»‪.‬‬
‫قالت جيلي دجين‪« :‬قد تكونين أنت فينزاعء أماأنافلا‪.‬فلا‬
‫شيء محل نزاع»‪.‬‬

‫كان سبتيموس قبددأ‬ ‫مةة‬


‫نةغكلم‬
‫وخدم‬
‫قالت مارشا مست‬
‫مؤخرًا فى استخدامهما‪« :‬أيّاكان الآن أنا لدي موعد بشأن القباء»‪.‬‬
‫‪582‬‬ ‫طرق السحرة‬

‫اتتظارت مارشا وهى تضوص تقدميها قاد ضير ‪'.‬تتهدت حبلى‬


‫كوي شارك حولها سناع لتر اوها سور احا ا ةد‬
‫أسفل كومة أوراق على المكتب‪ .‬قلبت الصفحات السميكة ذات‬
‫اللون الأصفر الشاحب بكثير من التأني‪.‬‬
‫‪« -‬والآن فلترء‪ ...‬آه نعم» حسناء لقد تأخرت عن الموعد‬
‫دقيقتين و‪ )»...‬تفحصت رئيسة الكتبة السحريين ساعتها‬
‫المعلقة فى وسطها البدين‪« :‬واثنتين وخمسين ثانية»‪.‬‬
‫ندتعن مارشا إشارة سخط‪.‬‬
‫تجاهلت جيلي دجين ذلك‪( :‬ومع ذلك‪ .‬يمكنني أن أحدد لك‬
‫موعدًا فى غضون سبعة عشر يومًا فى‪ ...‬دعيني أرَ‪ ....‬الحادي‬
‫ْ‬ ‫‪١‬‏‬ ‫و‪ ...‬التحادي والثلاثين تحديدًا»‪..‬‬
‫قاطعتها مارشا‪« :‬الآن»)‪.‬‬
‫ردت جيلي دجين بحسم‪١ :‬لا‏يمكن»‪.‬‬
‫هونكاان‪.‬بي‪.‬تل‪.»..‬‬
‫‪« -‬ل‬
‫قالت جيلى دجين بفتور‪« :‬السيد بيتل ترك وظيفته لدينا»‪.‬‬
‫سالت مارشا‪« :‬وأينموظفكم الجديد؟»‪.‬‬
‫فميرين لميظهر لليوم الثاني‬ ‫ة؛‬
‫اينحغير‬
‫تدج‬
‫ريلي‬
‫مت ج‬
‫بد‬
‫على التوالي» حتى هي نفسها بدأت تتشكك في حكمتها بشأن‬
‫لديه ارتباط ندكان آخرة‬ ‫تعيينها الأخير‪00 :‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪6852‬‬
‫ا لواننة ساها! عاد يهاأن دراك قا بالقان‬ ‫‪9‬‬
‫العاملين فيبدو أنني سيتعين علي أن أتوجه إلى القباء دون‬
‫صحبة)‪.‬‬

‫الساحرة‬ ‫رئيسة الكتبة السحريين ذراعيها وحدجت‬ ‫ربعت‬


‫العظمى بنظرة تتحداها لقدمالموافقة قايلة زلا هذاالس ‪1 6‬ه‬
‫جيداء لدي‬ ‫فاين‬
‫ع»ركم‬
‫تين‬
‫واجهت مارشا تحديها‪« :‬انسة دج‬
‫الحق في فحص القباء فيأي وقتء‪ .‬وعلى سبيل الكياسة ‪ -‬ليس‬
‫ل‬
‫ح لا‬‫ماسة‬
‫إلا‪ -‬كان تحديدي لموعدء ومع ذلكء‪ .‬يبدو أن الكي‬
‫لههناا‪ .‬أناأعتزم الذهاب للقباء الآن فورًا»‪.‬‬
‫احتجت جيلى دجين‪« :‬ولكنك كنت هناك الأسبوع الماضى»‪.‬‬
‫«صحيح تمامّاء وأنوي أن أفعل ذلك كل أسبوع‪ .‬وكل يوم‬ ‫‪2‬‬

‫وكل ساعة أرى فيها ضرورة لذلك‪ .‬تنحي جانبًا»‪.‬‬


‫مارشا المكان ودفعت الباب ف الفاصل‬ ‫وهكذا اجتاحت‬
‫الرفيع المؤدي لداخل دار المخطوطات‪ .‬توجهت أنظار واحد‬
‫وعشرين كاتبًا إليها‪ .‬توقفت مارشاء وفكرت للحظة‪ »:‬ثأملقت‬
‫المكتب‬ ‫على منضدة‬ ‫كراون مزدوج ب‬ ‫عملة معدنية كبيرة ‪2‬‬

‫الأمامي‪ .‬قالت‪« :‬هذا يكفي لإصلاح نافذتك يا آنسة دجين‪.‬‬


‫»‪.‬‬
‫ةشعر‬
‫قصة‬
‫ئى قّ‬
‫ا عل‬
‫لاقى‬
‫احصلى بالب‬
‫تبادل الكتبة النظرات والايتسامات المكتومة‪ .‬اتسعت خطوات‬
‫المناضد العالية وهي تدرك جيدًا أن‬ ‫ورف‬
‫فعب‬‫صشا‬
‫مار‬
‫‪752‬‬ ‫طرق السحرة‬

‫السري الموجود في رفوف الكتب بقوة» واختفت داخل الممر‬


‫المودى‪ .‬إلى القياء‪ ..‬اقلق" النات‪ :‬من خلقهاة‪ .‬وقال‪ .‬بارترتق‪:‬‬
‫«ميووووووووو)‪.‬‬

‫روميلي بادجر‪.‬‬

‫وفي القباء بالأسفل اكتشفت مارشا أمرين‪ :‬واحدًا سارًا والآخر‬


‫ثيرًاافرية السروار‪:‬‬
‫أإف كلث‬
‫كانت المفاجأة السارة أن تيرتيوس فيوم» شبح المخازن الفظ‬
‫المتعجرف‪ .‬لميكن فيمكانه» ولأول مرةكانت مارشا قادرة على‬
‫الدخول إلى القباء دون أن تنزعج بكلمات السر‪ .‬استمتعت مارشا‬
‫بالوجود وحدها فى المخازن‪ .‬أضاءت المصباحين» وتركت‬
‫واحدًا على المتضة‪ :‬بجوار المدخل ليرشدها عند العودة وأخحذت‬
‫الآخر إلى داخل الغرف العفنة ذات القباب الواقعة أسفل طريق‬
‫السحرة‪ .‬وعلى سبيل الكياسة» كان الطبيعي أن يُرسل أحد الكتبة‬
‫للقباء معالساحرة العظمى ليلبي لها طلباتهاء لكن اليوم ‪ -‬كما‬
‫لاحظت مارشا ‪ -‬كان هناك نقص في مخزون الكياسة بدار‬
‫العظميات» كانت‬ ‫حرات‬
‫اكل‬
‫سثل‬
‫لم‬‫اك‪.‬‬
‫المخطوطات‪ .‬ومع ذل‬
‫لدى مارشا نسخة من خريطة القباء» وكانت راضية تمامًا؛ لأنها‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪852‬‬
‫عرفت طريقها خلال متاهة الصناديق» والحقائب» وأنابيب‬
‫التخزين المعدنية» كلها مرصوصة ومبوبة بانتظام منذ آلاف‬
‫السين‪:‬‬
‫كانت القباء تضم سجلات القلعة وبرج السحرة‪ ,‬ولم يكن هناك‬
‫مايضارعها‪ .‬كان هذا دائمًا من دواعى الصلف فى أوساط رؤساء‬
‫الكتبة السحريين» لكنه كان سبيًاللانؤعاج ااه إذ كانت‬
‫الساحرات العظميات بالفعل يملكن حق الدخول للقباء في أي‬
‫وقتء وفى بعض الخرائط القديمة (المحفوظة بسرية فى المكتب‬
‫العلوي لرئيسة الكتبة السحريين) كانت القباء بتظاهعرتبارها‬
‫تنتمي لبرج السحرة‪.‬‬

‫وجدت مارشا ماكانت تبحث عنه‪ :‬صندوق الأبنوس الأسود‬


‫الذي يحتوي على الخطة الحية لمايقع بالأسفل‪ .‬حدثت مؤغرًا‬
‫بعض المشكلات فى الفتحات الجليدية؛ إذ أصبحت غير مختومة‪.‬‬
‫وكات ماركا تزاقت الأمور كان توه المصباح مزقت الختم‬
‫الشمعي» وسحبت صحيفة الورق الضخمة» وفردت الخريطة‬
‫بعناية‪.‬أظهرت الخزيطة كلفتنحات الف الجليدى المختومة يننا‬
‫أتعيطيت‬‫في ذلك الأنفاق التيلمتظهر في الخريطة الأساسية ال‬
‫لموظف الفحص‪ .‬أمعنت مارشا النظر في الخريطة» ولم تكن‬
‫‪982‬‬ ‫طرق السحرة‬

‫قادرة تمامًا على تصديق ما تراه؛ كان النفق الرئيسي الخارج من‬
‫القلعة غير مختوم منكلا طرفيه‪.‬‬
‫بعد دقائق انفتح الباب السري الموجود في رفوف الكتب‪.‬‬
‫خرطوطات‪ .‬ناظرلكلتبة‬ ‫شها إلى دااخللمدا‬ ‫اترمن‬‫مدفع‬‫وان‬
‫إليها‪ .‬رُفعت الأقلام» لم يلتفتوا لقطرات الحبر الواقعة على‬
‫أعمالهم‪ ,‬تابعوا الساحرة العظمى وهي تسرع بين المناضد وتختفي‬
‫داخل الممر الضيق ذي السبعة أركان الذي يقود إلى الغرفة‬
‫السحرية‪.‬‬
‫القاعة؛ ماالذي ستقوله‬ ‫اء‬
‫رةجفى‬
‫أثار‬
‫انتشرت همهمات الإ‬
‫رئيستهم عنذلك؟ فلميدخل أحدء ولاحتى الساحرة العظمى؛‬
‫الغرفة السحرية دون إذن‪ .‬انتظر الكتبة الانفجار الحتمى‪.‬‬
‫ولدهشتهم لميحدثالانفجار؛ فبدلُامن ذلك ظهرت جيلي‬
‫دجين عند مدخل الممر وهيتبدو مضطربة قليلًاوقالت‪« :‬الآنسة‬
‫بادجرء هلا أتيت إلى داخل الغرفة من فضلك؟»‪.‬‬
‫انزلقت روميلي بادجر من فوق مقعدها تصحبها نظرات‬
‫الكشم وتيت مدا اعون إلىذاحل جد‬
‫قالك ناوخاعند عل روملن إلىالقرق التيفردة فىأعفات‬
‫ْ‬ ‫جيلى دجين‪4 :‬ا‪0‬مسا ور‬
‫كافك العراكةاصغيزة ساعدي ‪#‬رنسظليه باللواة الابشني وطر وق‬
‫بزجاج يبدو عليه القدم مسند إلى الحائط» ومنضدة خالية في‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪02‬‬
‫المنتتصف‪ .‬لجأت جيلي دجين إلى ما وراء المنضدة» في حين‬
‫تحركت مارشا بخطوات سريعة مثل نمر محبوس بقفص‪ ..‬واحد‬
‫من النمور الأرجوانية الخطرة‪.‬‬
‫قالت روميلي وقد اقتنعت أنها ستتبع خطوات سلفها ويتم‬
‫صرفها باختصار‪« :‬نعم يا مدام أوفرستراند»‪.‬‬
‫‪« -‬آنسة بادجرء تقول لي الآنسة جيلي دجين إن مفتاح ختم‬
‫تدىا لحيسًا حاليًا‪ .‬بمعنى آخرء إنه‬
‫مجلي‬
‫فتحات النفق ال‬
‫تفرك هلهذاضحي )‪1‬‬
‫«آ أمم‪ »...‬لمتكن روميلي واثقة ماذا تقول‪ .‬فكل ماتعرفه أنها‬
‫لم تصبح موظفة التفتيش إلامنذأربعة أيام»وأنهالمتضعقدمًا بعد‬
‫في الأنفاق الجليدية بسبب ما أسمته رئيسة الكتبة السحريين‬
‫(صعوبات فنية»‪.‬‬

‫المفتاح بالفعل منذ أن‬ ‫يلت‬


‫أه‬‫رجرء‬
‫سألت مارشا‪« :‬آنسة باد‬
‫تسلمت وظيفتك؟)‪.‬‬
‫‪« -‬لايا مأدوافمرستراندك لمأره»‪.‬‬
‫»‪.‬‬ ‫؟ًا‬
‫اشيئ‬
‫بذلك‬
‫يلك‬ ‫ربد‬ ‫غمي‬‫‪« -‬أل‬
‫لمحت روميلي نظرة جيلي دجين الثاقبة فتلعثمت‪« :‬حسناء‬
‫أنا‪.)....‬‬
‫ية» وسأقدر‬ ‫احة‬‫لةغمل‬
‫لأل‬
‫قالت مارشا‪« :‬آنسة بادجرء هذه مس‬
‫أي معلومات تمامّاء مهما كان عدم أهميتها من وجهة نظرك»‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫طرق السحرة‬
‫أخذت روميلى نقّسًا عميقًا‪ ..‬هكذا الأمر‪ ..‬فى غضون نصف‬
‫ساعةقدتصبح فيالشارع؛ تمسك بقلمدار المخطوطات الخاص‬
‫بها وتبحث عن وظيفة أخرىء لكن كان عليها أنتجيب بصدق‪.‬‬
‫«الأمر يتعلق بالكاتب الجديد ‪ -‬ذي البثور ‪ -‬الذي يقول بعض‬
‫الناس إن اسمه ميرين ميريديث‪ .‬رغم أنه يقول إن اسمه دانييل‬
‫هنتر‪ .‬حسئاء في اليوم التالي لمغادرة بيتل ‪ -‬في اليوم الذي عينت‬
‫لإلقاء نظرة على خزانة المفتاحم ‪-‬‬ ‫بت‬
‫ه ‪-‬‬
‫ذفتيش‬
‫فيه موظفة الت‬
‫وهي الصندوق الذي يُحفظ فيه المفتاح حينلانكون في الأنفاق‬
‫‪ -‬وقد كان هوهناك‪ .‬حين رآني دس شيئًا مافي جيبه وجرى‬
‫م؛‬
‫الى‬
‫ررع‬
‫يلأم‬
‫ملتاإنا‬
‫بعيدًا‪.‬لقدأخبرت السيدة دجين»لكنهاقا‬
‫لذا فقد ظننت أنهكذلك» رغم أني رأيت أنه بدا مذنبًا بحق‪)...‬‬
‫تلعثمت روميلي مرة أخرى‪ .‬علمت أنها اقترفت شيئًالايُغتفر من‬
‫نظرة جيلي دجين‪.‬‬

‫حدجت جيلي دجين روميلي وقاطعتها‪« :‬لو كنت تلمّحين إلى‬


‫أن السيد هنتر أخذ المفتاح» فيمكنني أن أؤكد أن ذلك غير ممكن؛‬
‫فهناك قفل فيخزانة المفتاح لايمكن لمأعحدالجته سوى رئيسة‬
‫الكتبة السحريين»‪.‬‬
‫»)‪.‬‬
‫‪«.‬إلا‬
‫‪(.‬‬‫‪.‬لى‪:‬‬
‫امي‬
‫ذ رو‬
‫إلت‬
‫قا‬
‫قالت مارشا‪« :‬ماذا آيناسة بادجر؟»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪202‬‬
‫‪-‬أظن أن السيد ‪....‬هاء هنترء ربما يعرف جيدًا طريقة‬
‫«‬
‫المعالحة»‪.‬‬
‫!‪.»:‬‬
‫ءين‬
‫ا دج‬
‫ريلى‬
‫هت ج‬
‫«ال‬
‫‪-‬ق‬
‫نلخيرا‪:‬‬
‫الك روميلي زمه «أظى هيع القتافويها يكن ق ا‬
‫ن‪١ :‬لا‏ تكونى سخيفة!)‪.‬‬‫ييلى‬
‫ج ج‬
‫دغمت‬‫غم‬
‫لرموتحمبيلي أن يقالإنهساخيفة‪« :‬حاسنلاءحقفييقة ي‬
‫آنسة دجينء أناأعتقد أن شبح القباء قدأخبره بالفعل؛ فقد سمعت‬
‫السيد هنتر يتباهى أنههوو‪..)...‬‬
‫أكملت لها مارشا‪ :‬تيرتيوس فيوم»‪.‬‬
‫شبكت روميلي سبابتيها وقالت‪« :‬هذا هووتيهورتيوس فيوم‬
‫مثل هذين‪ .‬قال إن الشبح أخبره بكل الشفرات السرية‪ .‬لم يصدقه‬
‫فوكسي‪ ..‬أقصدء السيد فوكس‪ .‬وهو مسئول عن خزانات التعاويذ‬
‫النادرة؛ لذا فقد سأل السيد هنتر عن ماهية طريقة الفتح» وكان‬
‫السيد هنتر يعرفها‪ .‬كان السيد فوكس في شدة الغضب وأخبر‬
‫الآنسة دجين)‪.‬‬
‫سألت مارشا متجاهلة جيلى دجين‪« :‬وماذا ‪ -‬إذن ‪ -‬قالت‬
‫الآنسة دجين؟)‪.‬‬
‫أجابت روميلى‪« :‬أعتقد أن الآنسة دجين قالت للسيد فوكس أن‬
‫يغير القفل» وقد قضى السيد هنتر باقي اليوم يخبرنا أنهإذا أردناأن‬
‫‪302‬‬ ‫طرق السحرة‬

‫الكتبة السحريين»‪.‬‬

‫غير أن مارشا كانت أكثر تفهمّاء فقالت‪« :‬شكرًا جزيلا لك يا‬


‫آنسة بادجرء أناأقدر أمانتك‪ .‬أدرك أن هذا قد يضعك فى موقف‬
‫لأي إزعاج» حملقت‬ ‫تل‬
‫عنرضي‬ ‫صعب هناء لكني أثقبأ‬
‫تنك‬
‫مارشا في جيلي دجين وتابعت‪« :‬ومع ذلك‪ .‬لو حدث‪ .‬فهناك دائمًا‬

‫مكان لكفي برج السحرة‪ .‬طاب يومك ياآنسة دجين‪ .‬لدي مسائل‬
‫عاجلة تستدعي وجودي هناك»‪.‬‬
‫اندفعت مارشا خارجة من دار المخطوطات وأسرعت فى‬
‫طريق السحرة‪ .‬وبينما تسرع عبر القنطرة الكبرى» وقف في طريقها‬

‫«‪-‬زيلداء أرجوك بحق السماء تنحي عن‪ »2...‬توقفت مارشا إذ‬


‫أدركت أن من يقف في ظلام القنطرة لميكن زيلدا هيب‪..‬‬
‫ا فنىية متعددة الألوان» بل وقف ابن أخى زيلدا‬ ‫مل‬
‫بفوف‬
‫طًا‬
‫هيب الأكبر سايمون هيب‪.‬‬
‫له ‪ 62‬جد‬

‫طرق سحرية‬
‫ميرين ميريديث خطأ الاختباء فيمتجر لاري للغات‬ ‫مصعم‬
‫* الميتة» فلاري لميكن يحب الع قسوسء وخرج من‬ ‫ار‬
‫الباب مثل عنكبوت أحس بحركة حشرة طيبة المذاق على شباكه‪.‬‬
‫وقد فزعلرؤية أحدكتبة دار المخطوطات ببابه‪.‬‬
‫؟ا»‪.‬‬ ‫ةطلبً‬
‫ميت‬‫جل أت‬
‫ر «ه‬
‫تئلا‪:‬‬
‫لرقا‬
‫هد‬
‫همهم ميرين وهو يدور حول نفسه‪( :‬ها؟)‪.‬‬
‫كان لاري رجلا بدينًا أحمر الرأس تنبعث من عينيه‬
‫نظرة شرسة ارتسمت من خلال دراسة الكثير جِدّامن‬
‫‪7‬‬ ‫نصوص اللغات الميتة العنيفة‪.‬‬
‫أعاد القول‪« :‬ترجمة؟ أمماذا؟»‪.‬‬
‫وسط حالة التوتر التيهوعليهاء‬
‫اعتبر ميرين هذا تهديدّاء وبدأ في‬
‫بن‪.‬‬ ‫اا ع‬
‫بيدً‬
‫لع بع‬
‫اراج‬
‫الت‬
‫‪502‬‬ ‫طرق سحرية‬
‫ارتفع صوت بارني في حماس‪« :‬ها هو! عند السيد لاري!»‪.‬‬
‫فكرميرين بسرعة أن يجري إلىداخل متجر لاري؛ لكن لاري‬
‫كان يسد المدخل كله تمامًا؛ لذا فقد انطلق كالريح إلى داخل‬
‫أحراش طريق السحرة وواجه مصيره‪.‬‬
‫بثعودان كان بارني بوتيتشبث برداء ميرين مثلكلب صيد‬
‫صغير‪ .‬جاهد ميرين ليبعد بارنيعنه»لكنبارني تعلقبهبقوةأكبر»‬
‫إلى أن اندفع كلب ضخم من فصيلة روتويلر في رداء مزركش‬
‫وأمسك به‪ ..‬تفوهميرين بكلمة قبيحة‪.‬‬
‫‪ -‬ميرين ميريديث؛ لأيمسام الأطفال الصغار»‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫تجهع ‪:‬ميرين‪:‬‬
‫ينين» وهو شيء كانت تعرف أنه‬
‫يفريعي‬
‫ملدا‬
‫نظرت العمة زي‬
‫عور وديا ‪ ,:‬الت بصب اف «والانيا يري لكاي‬ ‫ليه‬
‫أي كذب من جانبك؛ فأنا أعرف ما فعلته»‪.‬‬
‫همهم ميرين وهو ينظر لأي شيء سوى العمة زيلدا‪« :‬أنالم‬
‫«ما الذي تحدقون فيه يا وجوه الأسماك؟!‬ ‫حم‪:‬‬
‫اث‬‫صًا»‬
‫أفعل شيئ‬
‫كان‬ ‫تدفمرنجين‪.‬‬
‫محش‬
‫لن ل‬
‫اري‬
‫مي‬ ‫هه‬
‫واجما‬
‫ابتعدوا)‪ ..‬كان هذ‬
‫أغلبهم قد تبعوا العمة زيلدا عبر طريق السحرة بعد جدالها مع‬
‫مارشا‪ ..‬لميأبهوا على الإطلاقء كانوا يستمتعون بيوم لطيف في‬
‫الهواء الطلق» ولم يكونوا ليسمحوا لميرين بإفساده‪ ..‬جلس واحد‬
‫أو اثنان منهم على دكةقريبة ليشاهدا بارتياح‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪602‬‬
‫‪)»..‬‬
‫‪.‬رين‬
‫ثامي‬
‫ييي‬
‫دل‬‫يتمع‬
‫ر اس‬
‫يلآن‬
‫موا‬
‫‪«-‬‬
‫غمغم ميرين بتجهم‪« :‬ليس اسمي)‪.‬‬
‫‪« -‬هو بالطبع اسمك»‪.‬‬
‫رلا‬

‫‪« -‬حسئًاء أيّاكانماتطلق على نفسكء عليك أن تستمع لي‪..‬‬


‫هناك شيئان ستفعلهما قبل أن أدعك تمضي‪)...‬‬
‫ارتفعت معنويات ميرين؟ والساخرة العجوز ستطلق سراحه‬
‫اها حبرقاين أن تيوسام ‪:‬اقرف إلىتلك‬ ‫اعذققا؟ فقكتح‬
‫ا بر اي‬ ‫الياد اال‬ ‫كرديا‬ ‫لقي‬ ‫لتر‬
‫أكل شطائر الكرنب لبقية حياته»استفهم باستياء‪« :‬أي شيئين؟»‪.‬‬
‫‪« 8‬أولاء ستعتذرلبارني عمافعلتهبه»‪.‬‬
‫نظرميرين إلى قدميه‪« :‬أنالمأفعل شيئًاله»‪.‬‬
‫‪« -‬أوهء توقف عن التلاعب يا ميرين‪ .‬أنت تعرف أنك فعلت‪.‬‬
‫لقد سرقته بالإكراه» يا إلهى! وأخذت تعويذة السلامة‬
‫اللخاضة عاونال تجرف بو‬
‫تمتم‪ :‬فيالهامنتعويذة سلامة!»‪.‬‬
‫تاعأنتترف‪ .‬الآن اعتذر)‪.‬‬ ‫‪« -‬ه‬
‫كان الحشد يتزايد‪ .‬وكان كل مايرغب فيه ميرين هو الابتعاد من‬
‫هناك تمتم‪« :‬آسف»‪.‬‬
‫‪« -‬بطريقة ملائمة»)‪.‬‬
‫‪762‬‬ ‫طرق سحرية‬

‫(رهه؟)‬

‫‪-‬نا أقترح‪ :‬بارني» أنا آسف جدًا أنني فعلت هذا الشيء‬
‫«أ‬
‫المروع» وآمل أن تسامحني»‪.‬‬

‫كرر ميرين كرهًا كلمات العمة زيلدا‪.‬‬


‫قال بارنى بسعادة‪« :‬هذا حسن ياميرين‪ ,‬أنا أسامحك»‪.‬‬
‫قال ل بفظاظة‪« :‬إذن» يهملكننى الانصراف الآن؟»‪.‬‬
‫«‪-‬أنا قلت شيئين»‪ ..‬التفتت العمة زيلدا نحو المتفرجين‬
‫وتابعت‪( :‬إذا عذرتمونىء أيها الأناس الطيبون» أود أن‬
‫أتحدث حديئًا سرد مهنا الشات‪ :‬زيماتستميحون لا يض‬
‫اللحظات؟)‪.‬‬
‫بدا المتفرجون محبطين‪.‬‬
‫اندفعميرينقاتلالهم‪«:‬إنهعمل مهم يخص دار المخطوطات‪.‬‬
‫ا‪.».‬‬
‫عىًذلك‬
‫ااإل‬
‫د وم‬
‫واية‬
‫سري للغ‬
‫انصرف المتفرجون بتلكؤ‪.‬‬
‫هزت العمة زيلدا رأسها وهمهمت فى سخط‪« :‬هذا الصبى‬
‫لدواحر افا قل أن تمكن فزي موالتقاطاالقاسه رمعت لبن‬
‫رىض»‬ ‫أ عل‬
‫لجرة‬
‫امجر‬
‫ية ردائه ال‬ ‫شلى‬
‫اع‬ ‫حمًا‬
‫زيلدا حذاءَ ضخ‬
‫استفهم ميرين‪« :‬ماذا؟»‪.‬‬
‫خفضت العمة زيلدا من صوتها‪« :‬والآن أعدلى القنينة»‪.‬‬
‫نمظيرين إلى حذائه ذي الرقبة مرة أخرى‪ .‬‏ ‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪802‬‬
‫«‪-‬أعدها لى ياميرين»‪.‬‬
‫بطء قي سحب ميرين القنينة الذهبية القديمة من جيبه‬
‫وسلمها لها‪ .‬فحصتها العمة زيلدا ورأت في رعب أن الختم تم‬
‫كسره‪ .‬قالت بغضب‪« :‬لقد فتحتها»‪.‬‬
‫لوهلة» بدا على ميرين الشعور بالذنب» قال‪« :‬لقد ظننتها عطرّاء‬
‫لكنه كان شيئًا مرعبًا‪ .‬لقد كدت أموت»‪.‬‬
‫وافقته العمة زيلدا وهى تقلب القنيئة الذهبية الصغيرة الفارغة‪-‬‬
‫لاحك كواسير‪ :‬عدمرةفروده (صع ددر الفاياسر‬
‫؟»‪.‬‬ ‫مب‪.‬‬
‫وكذ‬
‫هأي‬
‫فيد‬
‫ماأر‬
‫هذا أممهرم‪ .‬ول‬
‫أوماًميرين باستياء‪..‬‬
‫‪« -‬هل أخبرت الجني أنك سبتيموس هيب؟»‬
‫‪« -‬نعم» بالطبع‪ .‬فهذا هو اسمي»‪.‬‬
‫تنهدت العمة زيلدا‪ ..‬كان هذا سيئاء قالت فى صبر‪« :‬هذا ليس‬
‫اسمك الحقيقي ياميرين» ليس هو الاسم الذيأسمتك بهأمك»‪.‬‬
‫قال‪( :‬إنهالاسم الذي نوديت به لعشر سنوات‪ .‬لقد حملته أكثر‬
‫مما حمله هو)‪.‬‬
‫ورغم غضبها منهكانت العمة زيلدا تحمل بعض الشفقة تجاهه‪.‬‬
‫كان ماقاله صحيحًاء لقد أطلق عليه سبتيموس هيب طيلة السنوات‬
‫كانت العمة زيلدا تعرف أن ميرين مر‬ ‫ه‪.‬‬
‫مىرمن‬
‫عأول‬
‫العشر ال‬
‫‪902‬‬ ‫طرق سحرية‬
‫بأوقات قاسية» لكن هذا لايعطيه رخصة لإرعاب الأطفال الصغار‬
‫وسرقتهم‪.‬‬
‫قالت بصرامة‪« :‬أريدك الآن أن تقول لى ما قلته حين سألك‬
‫السيد؟)»‪.‬‬ ‫هها‬
‫يفي‬
‫أغب‬
‫الجني‪( :‬ما الذي تر‬
‫‪« -‬نعم» حسنًا‪.2...‬‬
‫‪« -‬حسنًا ماذا؟ حاولت العمة زيلدا ألا تتخيل نوع الأشياء‬
‫التي قديكون ميرين طلبها منالجني‪.‬‬
‫‪« -‬قلت لهأن ينصرف عني»‪.‬‬
‫ارمتنياح‪« :‬هل فعلت ذلك؟‪.1‬‬
‫لجة‬
‫امو‬
‫شعرت العمة زيلدا ب‬
‫‪« -‬نعم‪ .‬ناداني بالغبي؛ لذاقلتلهأن ينصرف»‪.‬‬
‫«‪-‬أوّقد فعل؟»‬
‫كان‬ ‫‪( -‬تعم» بعدها حبسنى » واستطعت أن أخرج وحسب‪.‬‬

‫شيئًامروعًا»‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا بسرعة‪« :‬أنت على حقء والآن شىء أخير‬
‫بعدها يمكنك أن تمضي»‪.‬‬
‫‪« -‬ماذا أيضًا؟»‬
‫‪« -‬كيف يبدو الجنى؟»‬

‫ضحك ميرين‪« :‬مثل الموزة» مثل موزة عملاقة غبية»‪ .‬وهكذاء‬


‫تخلص من العمة زيلدا وجرى مسرعًا نحو دار المخطوطات‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪002‬‬
‫تركته العمة زيلدا يمضى‪ .‬وتمتمت‪١ :‬حسنّاء‏ أظن أن هذا يضيق‬
‫ّ‬ ‫المجال)»‪.‬‬
‫أمسكت بيد بارني بوتء وقالت‪« :‬بارني» هل تحب أن‬
‫تساعدنى فى العثور على موزة عملاقة غبية؟)‪.‬‬
‫ضحك ‪ 5‬وقال‪« :‬أوه‪ .‬نعم أرجوك»‪.‬‬

‫بالعودة إلى القنطرة الكبرى» كانت مارشا أقرب للعجز عن‬

‫قالت ببرود شديد‪( :‬سايمون هيب » اخرج من هنا حالا قبل‬

‫أن‪.)...‬‬
‫‪0‬‬

‫قال سايمون‪« :‬مارشاء اسمعي أرجوك‪ ..‬إنهأممهرم»‪.‬‬


‫أيّاماكانالسببء أهو صدمة الأنفاق الجليدية غيرالمختومة أم‬
‫المفتاح المفقود أممسحة التصميم المتهور في عيني سايمون؛‬
‫قالت مارشا‪١ :‬حسنًا‏ جدّاءأخبرني وبعدها انصرف منهنا»‪.‬‬
‫تردد سايمون‪ ..‬كان يتوق بشدة لأن يطلب من مارشا أن تعيد له‬
‫كرة اقتفاء الأثر‪ .‬سلوث‪ .‬حتى يمكنه إرسالها فى أثر لوسىء‪ ,‬لكنه‬
‫وتدضار الآنهناالقع[ ‪#‬كان مزق أنهذاعترب مخ السشغيل‪.‬‬
‫إذا أراد أنتسمعه مارشا فعليه أنينسى أمر سلوث‪.‬‬
‫بدأبقوله‪ :‬ااسمعت شيئًا فى الميناء أظن أنهينبغى أن تعرفيه»)‪.‬‬
‫ضربت مارشا بأصابع قدمها بنفاد صبر‪« :‬حسنًا»‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫طرق سحرية‬
‫«هناك ثشيء ما يحدث عند منارة صخرة القط»‪.‬‬

‫نظرت ‪ 12‬إلى سايمون باهتمام مفاجى‪« :‬منارة صخرة‬


‫القط؟»‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫التعم‪.)2...‬‬ ‫‪-‬‬

‫قالت مارشا‪« :‬تعال بعيدا عن القنطرة؛ فالصوت ينتقل‪ .‬يمكننا‬


‫السير على طريق السحرة‪ ..‬ستغادر عن طريق المعدية عند البوابة‬
‫الجنوبية» أنا أستخدمها‪ ..‬بإمكانك أن تخبرنى ونحن فى الطريق»‪.‬‬
‫وهكذا وجد سايمون نفسه يسير إلى جوار الساحرة العظمى‬

‫على مرأى كامل من أي شخص في القلعة يتصادف مروره؛ وهو‬

‫شيء لميحلم ‪ -‬قط ‪ -‬بأن يحدث‪ .‬مطلقًا‪.‬‬


‫فيوم ‪ -‬أظن أن لديه‬ ‫وس‬
‫ي‪-‬‬‫تقباء‬
‫رحال‬
‫يشب‬
‫تفين‬
‫«‪-‬أنت تعر‬
‫علاقة بالأمر‪»...‬‬
‫صارت مارشا الآن مهتمة بشدة» قالت‪« :‬استمر»‪.‬‬
‫ا‪-‬حسنّاء أنت تعرفين أنني‪ ...‬آه‪ ...‬اعتدت الحضور إلى دار‬
‫ووجد‬ ‫‪ 00‬كل اسيرع ( تور خذا‪0‬‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫عارك‬

‫توصيل العظام» ألميكنذلك؟»‪.‬‬

‫نهنا فين الم لاأدري‬ ‫أنا‪ .‬ناماه اش‬ ‫ا‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪202‬‬

‫‪« -‬لاأريد اعتذارات منك‪ .‬أنا أنشغل بما يفعله الناس‬


‫نماه)‪.‬‬ ‫وا ب‬
‫لل‬‫ون‪.‬‬
‫قيمو‬
‫ي سا‬
‫يا‬
‫‪ -‬نعم بالطبع‪ .‬حسئاء حين كنت هناك» سألتيرتيوس فيوم ما‬
‫إذا كنت أرغب في أن أكون تابعه‪ .‬كان يريد شخصًا يقوم‬
‫بالأعباء عنه» على حد قوله‪ .‬لقد خذلته ورفضت»‪.‬‬
‫؟ر‪.4‬‬ ‫كأم‬
‫لن ال‬
‫ذأكا‬
‫ككء»‬
‫سألت مارشا‪# :‬أهدونى مرتبة من‬
‫مااممحقًةا‪.‬‬‫ترش‬
‫شعر سايمون أكثر بعدم الارتياح‪ .‬كانت ما‬
‫تبريوس فيوم بتعال بأن لديه أمورًا أهمبكثيرليقوم‬
‫رأخ‬
‫تنيقد‬
‫كا‬
‫بها‪.‬‬
‫همهم‪« :‬حسنًاء الأمرهو أنهبعدأسابيع قليلة رأيت تيرتيوس‬
‫فيوم بالأسفل على منصة الهبوط القديمة الخاصة بدار‬
‫المخطوطات‪ ..‬كان يتحدث إلى شخص بدا لي مثل قرصان‪ .‬كما‬
‫تعرفين» قرط ذهبي في أذنه» وشم ببغاء على عنقه‪ .‬ذلك النوع من‬
‫الأشياء‪ ..‬ظننت حينها أن وجه العنزة العجوز ‪ -‬آسف؛ تيرتيوس‬
‫‪-‬وعجده»‪.‬‬ ‫اب‬‫توم‬
‫في‬
‫قالت مارشا‪« :‬وجه العنزة العجوز لقب لا بأس به عندي‪ .‬إذن‬
‫أخبرني ياسايمون‪ :‬ماذا تعرف عن صخرة القطة؟»‪.‬‬
‫«‪-‬حسئاء إيه» أنا أعرف ما الذي يلمع فوقها‪ ...‬وما يقبع‬
‫تحتها»)‪.‬‬

‫اندها اساي ف‬ ‫وفيع ته‬


‫‪01‬‬ ‫طرق سحرية‬
‫بدا سايمون محرجًاء قال‪« :‬أنا آسفء‪ .‬لكن بسبب ما وصلت‬
‫إليهحينصرت قليلاء حسنًاء مجنونّاء فأناأعرفالكثير منالأمور‪.‬‬
‫هناك أمور أعرف أنهلاينبغي أن أعرفهاء لكني أعرفهاء ولاأستطيع‬
‫ألاأعرفهاء إذا كنتتفهمين ماأعني»‪.‬‬
‫استرق سايمون نظرة خاطفة نحو مارشاء لكنه لميتلق استجابة‪.‬‬
‫«‪-‬لذاء فأنا أعرف عن جزر الحورية» وعن الأعماق» أمى‬
‫أشياء)‪.‬‬
‫كانتنبرة صوت مارشا باردة‪« :‬حمًا؟ إذن لم جعت لتخبرني؟‬
‫لماذا الآن؟»‪.‬‬
‫ت‬ ‫بقد‬‫ر» ل‬
‫ه سيئ‬
‫تحدث سايمون كالمعتوه‪« :‬و‪ ...‬آه‪ .‬إنه أمر‬
‫يعء وأناأتذكر الآن منهوءإنهصديق ل‪ .....‬لأخي»‬ ‫بم‬ ‫صسي‬
‫لو‬
‫تلميذك‪ ..‬لقد صوب مدفعه إلىعيني ذات مرة‪ .‬ليس تلميذك» بل‬
‫صديقه‪ .‬أيّاكان» فهو‪ -‬الصديقء وليس أخي ‪ -‬هرب مع حبيبتي‬
‫تابع للربان فراي الذي لديه ببغاء‬ ‫كب‬
‫رهر‬
‫مى ظ‬
‫لوسيء وهما عل‬
‫على عنقهء والذي حروف اسمه هي‪ :‬ت ف ف‪ .‬والذي يحمل‬
‫الإمدادات لصخرة القط)‪.‬‬
‫استغرقت مارشا لحظة لتستوعب ذلك‪« :‬إذن دعني أفهم ذلك‬
‫مباشرة‪ ..‬أنت تقول إن تيرتيوس فيوم لديه تابع ذهب إلى منارة‬
‫صخرة القط؟»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪402‬‬
‫‪« -‬نعم» وقبل أن يغادر» رأيت التابع يتحدث مع أونابراكيت‪.‬‬
‫وقد أعطته طردًا»‪.‬‬
‫؟ا»‪.‬‬
‫ت«أون‬
‫يشا‪:‬‬
‫ك مار‬
‫اوجه‬
‫رفور‬
‫ب الن‬
‫غمر‬
‫«‪-‬نعمء أنا واثق من أنك تعرفين ذلك أيضًاء فلا هي ولا‬
‫ةن»‪.‬‬
‫عيقا‬
‫ل صد‬
‫قيوم‬
‫لس ف‬
‫لتيو‬
‫تير‬
‫‪« -‬هممم‪ ...‬إذن منذ متىغادر الربان فراي هذا‪ ...‬التابع هذا؟»‬
‫‪-‬منذ يومين‪ .‬لقد حضرت بأسرع ما أمكنني» كانت هناك‬
‫«‬
‫عاصفة مروعة و‪.)...‬‬
‫قالت مارشا منهية الحديث‪« :‬حسئاء شكرًا لك‪ .‬كان هذا غاية‬
‫افليتشويق»‪.‬‬
‫‪« -‬آه‪ .‬صحيح‪ .‬حسئًاء إذا كانهناك أيشيء يمكنني عمله‪.)...‬‬
‫«‪-‬لاء شكرًا لك يا سايمون‪ .‬ستلحق بالكاد العّارة التالية إلى‬
‫الميناء لو أسرعت‪ .‬وداعًا»‪ .‬ومع هذه الكلمات استدارت‬
‫مارشا على كعبها وانطلقت عائدة في طريق السحرة‪.‬‬
‫هرول سايمون فى اتجاه العبارة وقد انتابه شعور بالضالة‪..‬‬
‫عرف أنهماكانينبغيأن يتوقعأي شيء؛لكنكانلديهأمل»مجرد‬
‫احتمال‪ .‬فيأن مارشا قدتشركه في الأمر» تسأله عن رأيه» أو حتى‬
‫تسمح لهبقضاء الليلةفيالقلعة‪ ..‬لكنها لمتفعل» وهولميلمها‪.‬‬
‫شت‬
‫‪502‬‬ ‫طرق سحرية‬
‫مشت مارشا في طريق السحرة مستغرقة في التفكير‪ ..‬كانت‬
‫زيارتها لدار المخطوطاتء مصحوبة بلقائها المفاجئ مع سايمون‬
‫هيبقدخلّفالهاالكثيرلتفكرفيه‪.‬كانتمارشا مقتنعةبأنتيرتيوس‬
‫فيوم لهعلاقة بعدم ختم النفق الجليدي السريء وكانت واثقة بأنه‬
‫ليس من قبيل المصادفة أن يكون تابعه متجهًا فيتلك اللحظة‬
‫لمنارة صخرة القط‪ .‬إن تيرتيوس فيوم يخطط شيئًا‪ .‬تمتمت في‬
‫نفسها‪« :‬العنزة العجوز الشرير»‪.‬‬
‫كانت مارشا غارقة في التفكير حين جرى أمامها رجل طويل‬
‫نحيف يرتدي قبعة صفراء مثيرة للسخرية» فاصطدمت به‪ .‬طار‬
‫كلاهما في الهواء‪ .‬وقبل أن تتمكن مارشا من النهوض على قدميها‬
‫فى معاناة» وجدت نفسها وقد أحاط بها مجموعة من المتفرجين‬
‫الموسيويت ووالاحرى 'السعمسء دع الوق كات متالعفين‬
‫لدرجة منعتهم من تقديم أي مساعدة‪ ,‬وقد وقفوا يحدقون في‬
‫مشهد ساحرتهم العظمى وهي مملدة تمامًا على طريق السحرة‪.‬‬
‫ولأول مرة سعدت مارشا بسماع صوت العمة زيلدا‪ .‬قالت العمة‬
‫زيلدا‪« :‬انهضي بسلام!»» وهي تساعد مارشا على الوقوف‪.‬‬
‫داا» قالت مارشا ذلك وهي تنفض‪ .‬الغبار عن‬
‫زشكيركل ي‬
‫«أ‬
‫عباءتها الجديدة» ثم حملقت نحو التشوجين صارخة فيهم‪:‬‬
‫تذهبون إليها؟» أسرعوا في خوف وقد حفظوا‬ ‫ومت‬
‫يلك‬
‫بيس‬
‫«أل‬
‫قصصهم ليرووها لأسرهم وأصدقائهم (هذه الحكايات كانت‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪602‬‬
‫أصل أسطورة الساحر الأصفر الغامض القوي الذي ‪ -‬بعد معركة‬
‫ضارية ‪ -‬طرح الساحرة العظمى أرضًافي البرد على طريق السحرة»‬
‫فقط ليمسك بهصبى صغير يحمل صفات البطولة)‪.‬‬
‫فقت الحشه‪:‬والآن رات مارضا مشهذًا فرها‪ :‬رجل عرقت‬
‫الشكل يرتدي واحدة من أكثرالقبعات التىرأتها فىحياتها غرابةً‬
‫عرؤقه راك مارشا هد امن العاف د رحارها > ات ملقو عل‬
‫ا‬ ‫ادرف كهاول تهون كاناي انع دمن الك با‬
‫أن بارنى بوت كان جائمًا على كاحليه كليهما‪.‬‬
‫قالت العئمة اذا شرةالتصار ا«أمشك يمهانيف امازل لذ‬
‫سكو نازي‪/ :‬لتد حي السيدة العفيالخيمة لويمريذه‬
‫المتعة من قبل مطلقًا‪ .‬فقد طاردا معًا رجل الموز خلال الأزقة‬
‫والمحال» ولم يغب عن نظر بارني للحظة‪ .‬والآن أمسكا بهوأنقذا‬
‫الساحرة العظمىء أيضًا‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا التي تعرف كيف تسيطر على جني‪« :‬حسنًا يا‬
‫وارشاة اسك بإحدى ذراعيه وأنا‪:‬سامساة بالاخرى فهو لك‬
‫يحب ذلك‪ ..‬لايزاللديكم غرفةمختومة فيبرج السحرة» أليس‬
‫كذلك؟)‪.‬‬
‫‪« -‬نعملدينا‪.‬ياإلهييازيلداءماسبب مايجري بحق السماء؟»‬
‫‪« -‬مارشاء أمسكى به وحسبء هلا فعلت؟ هذا جنى سبتيموس‬
‫‪١‬‬ ‫الهارب»‪‎.‬‬
‫‪703‬‬ ‫طرق سحرية‬

‫‪« -‬ماذا؟» حملقت مارشا في جيم ني بالأسفل الذي رمقها‬


‫بنظرة ممخادعة‪.‬‬
‫قال‪« :‬إنها مسألة خطأ في الشخصية يا مدام» أستطيع أن أؤكد‬
‫تمتع‬ ‫لك‪.‬ماأنا إلاعابر سبيل مسكين من شواطئ بعيدة‪.‬أكسنت‬
‫بوقتي في فاترينة أحد المحال في شارعكم الرائع في هذه القلعة‬
‫الفاتنة حين هاجمتني هذه المرأة المجنونة التي ترتدي خيمة‬
‫وجعلت طفلها الهمجي يجثو فوقي‪ .‬ابتعد عني‪ .‬ممكن؟» حاول‬
‫جيمنيجاهدًا تحريك قدميه؛لكنبارني بوتكانلايمكن‬
‫سألت مارشا وهى تنظر إلى العمة زيلداء التى صارت تطبق‬
‫نت متأكدة؟‪.2‬‬ ‫الآن على ذراع جيم ‪« 0‬زيلداء أهل‬
‫‪« -‬متأكدة بالطبع يا مارشا‪ .‬لكن إن أردت دليلاء فيمكنك أن‬
‫تناليه» وبحرص شديد أخرجت العمة زيلدا قنينة جيم ني‬
‫الذهية وتدعت سدادتها ‪:‬قحي ةالون الجن‬
‫اتتحب قائلا‪« :‬لاء لاء ارحموني‪ .‬أتوسل إليكم لا تعيدوني‬
‫إليها»‪.‬‬
‫في لحظة كانت مارشا على الأرض بجوار العمة زيلداء وكان‬
‫جني سبتيموس فيما أسمته مارشا «الحبس الوقائي»‪.‬‬
‫بينما كان جيم ني يمشي في طريق السحرة» وقد حشر بقوة بين‬
‫مارشا والعمة زيلداء وقدتقدمهم بارني بوت على الطريق بفخر؛ توقف‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪802‬‬

‫الناس عما يفعلونه وحملقوا‪ ..‬وتجمع حشد المتفرجين مرة‬


‫أخرى وتبعوهم طوال الطريق إلىالاقلنطكرةبرى» لكنمارشالم‬
‫تلاحظ‪ ..‬كانت مشغولة جدًا بخطتها من أجل الجنى‪ ..‬وحسبما‬
‫سارك النخظط عرفت مارغناالهاجيدة‪ :‬كانتتنا أن تنمبها‬
‫العمة زيلداء التي ‪ -‬بوصفها الموقظة ‪ -‬يلزم أن توافق‪.‬‬
‫وسط الظلال الباردة للقنطرة المبطنة باللون‬ ‫ون‬
‫مارهم‬
‫يينم‬
‫وب‬
‫اللازورديء قالت مارشا‪« :‬زيلداء هل ترغبان أنت وبارني في‬
‫)‪..‬‬ ‫؟اول‬
‫ي لتن‬
‫افتى‬
‫شى غر‬
‫ل إل‬
‫اعود‬
‫الص‬
‫بدت العمة زيلدامتشككة‪١ :‬لماذا؟)‪.‬‏‬
‫‪« -‬لقد مروقت طويل منذ أن داربيننا حديث ملائم» ولدي‬
‫رغبة في قطع شوط نحو رد ضيافتك الكريمة في المستنقعات‬
‫نتًا سعيدة»‪.‬‬ ‫اان‬
‫قك‬ ‫وت‪.‬‬
‫منذ عدة سأنوا‬
‫لمتتذكر العمة زيلدا إقامة مارشا بهذه النظرة الوردية‪ .‬كانت‬
‫تميل إلى الرفضء لكنها شعرت أنه ينبغي أن تسأل بارني أولا‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫«حسنا يابارنىء مارأيك؟)‪.‬‬
‫أومأ اه وكان وجهه يلمع بالتعجب‪ .‬قال‪« :‬آه‪ .‬نعمى‬
‫أرجوك»‪.‬‬
‫قالت العمة زيلدا وهي تشعر أنها ستندم على ذلك‪ :‬اشكرا لك‬
‫)‪.‬‬ ‫رعطف‬ ‫يذا‬
‫باء ه‬
‫كارش‬
‫يام‬
‫‪902‬‬ ‫طرق سحرية‬
‫وبينما كان جيم نيمحبوسًا فيغرفة برج السحرة المختومة‪.‬‬
‫أجلست مارشا بارني بالأسفل مع مجموعة مصغرة منلعبة كونتر‬
‫فييت وكعكة الشوكولاتة المفضلة لديه‪ .‬بعد ذلك»‪ .‬شرحت خطتها‬
‫لزيلدا‪ ..‬كان على مارشا أن تكون أكثر تهذيبًا مما يمكنها أن‬
‫‪.‬تتحملء لكن فى النهاية كان الأمر يستحق ذلك؛ فقد حصلت على‬
‫ش‬ ‫ماأرادت‪.‬‬
‫إن مارشا كانت غالبًا تحصل على ما تريد حين تركز تفكيرها‬
‫فيه‬
‫‪7‬‬

‫إلى المنارة‬
‫الصباح التالي ‪ -‬وعلى مسافة بعيدة عن برج السحرة ‪ -‬وصل‬ ‫‏‪١‬‬
‫ي مركب أسود ذو شراع أحمر داكن إلىمنارة صخرة القط‪..‬‬
‫وصل دون أن يلاحظه أحد فيما عدا حارس المنارة الذي تابعه‬
‫بة‪.‬‬ ‫هور‬
‫رشع‬
‫انتلابه‬
‫وبقدا‬
‫ا‬ ‫ان‬ ‫(‪0‬ها)‬ ‫‪«-‬لقد أوشكناعلى‬
‫|‬ ‫الوصولء يمكنكما أن‬
‫تخرجالآن» ظهر )‪'0‬‬
‫رأس جاكي فراي من | ||ال‬
‫‪13‬‬ ‫إلى المنارة‬
‫الذتبي‪ .‬لميكونا قدرأيا ضوء الشمس لوقت بدا أنهسنوات»‬
‫رغم أنهفيالواقع تجاوز ثلاثة أيامبقليل» والحق أنهما رأيا‬
‫بعض الضوء متمثلا فايلشمعة التي كان جاكي فراي‬

‫الضئيلة من السمك ‪ -‬ياهء كم كانت لوسي تكره السمك! ‪-‬‬

‫وليلعب الورق معهماء ولكن طبقًا لكتاب قواعد جاكي فراي‬


‫فقطء والتى كانت تعنى بشكل أساسى أنه مهما حدث فإن‬
‫جاكي فراي هو الذي يفوز‪.‬‬
‫هصسهس جاكي‪ :‬رأسرعا! أبييقول الأن‪ .‬اجمعا حاجياتكما‬
‫مها واربطاها جِيذأ»‪.‬‬
‫انلصعب إرضاؤها حين تغضب‪:‬‬
‫وسي‪ .‬التي كان م‬
‫للت‬
‫فا‬

‫«حسئاء اربطاها إذن»‪.‬‬


‫صدر صوت خوار من على السطح‪ ,.‬واختفى رأس جاكي‪..‬‬
‫سمعته لوسي والفتى الذئبي وهو يصيح‪« :‬آه ياأبي» إنهما قادمان‪.‬‬

‫آم حالا‪ .‬بسرعة!» حشر رأسه مرة أخرى‪ .‬وقد بدا عليه الرعب‪:‬‬

‫«اصعدا هذا السلم وإلا فسنهلك جميعًا»‪.‬‬


‫الأمواج‬ ‫وبينما كانت المارودر تضرب وتنمايل وسط‬
‫لوسي والفتى الذثبي السلم وتحركا ببطء‬ ‫تسلقت‬
‫البحر المنعشس‬ ‫هواء‬ ‫تنفسا‬ ‫السطح‪.‬‬ ‫على‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪23‬‬

‫في تعجب‪ ..‬كيف أمكن أن يحمل الهواء تلك الرائحة الرائعة؟‬


‫وكيف للضوء أن يكون له كل هذا البريق؟ ظللت لوسي‬
‫عينيها ونظرت فيما حولها‪ .‬في محاولة لتنحديد اتجاهها‪..‬‬
‫شهقتء؛ إذ وسط السماء الزرقاء اللامعة ارتفع عمود منارة‬
‫أسود هائل‪ .‬بدا وكأنه نما املنصخور مثل جذع شجرة ضخم‪..‬‬
‫كانت قاعدته عبارة عن صخرة تؤدي ‪ -‬على نحو تدريجي ‪-‬إلى‬
‫كنل ضخمة مانلجرانيت المنقر المنغكطى بقطران سميك‪,‬‬
‫وكان عليه قشرة من البرنقيل‪ .‬فبينما كانت المنارة ترتفع‬
‫في اتجاه السماء‪ .‬كان الجرائيت قد غطته الحجارة المغطاة‬
‫بالقطران‪ .‬تساءلت لوسي‪ .‬التي كانت مفتونة دوما بالطريقة‬
‫ن لسأيان أن يكون قد‬
‫إكن‬
‫التي تصنع بها الأشياء‪ :‬كيف يم‬
‫بنى ذلك البرج الضخم وقد أحاطه البحر الذي يضرب فيه‬
‫بلا توقف؟ غأيركأنثر ما فتن لوسي كاانلمقمنةارة‪ :‬بدت‬
‫ةأس‪ ..‬كان هناك مثلثان مصنوعان مانلحجر بدوا‬ ‫طر‬‫قبه‬
‫تش‬
‫للوسي مثل أذنين‪ ,‬إنهما الأغرب على الإطلاق وسط كل هذاء‬
‫وكانت هناك نافذتان على شكل لوزتين تمثلان العينين؛‬
‫منهما خرجت حزعتا ضوء شديدتا اللمعان حتى إن لوسي‬
‫استطاعت رؤينهما في ضوء الشمس‪.‬‬
‫بميلة شديدة تقلب المعدة‪ .‬انحدرت المارودر في جوف‬
‫موجة‪ .‬وكانت الشمس قد حجيتها المنارة‪ .‬فخيم عليهم‬
‫‪313‬‬ ‫إلى المنارة‬

‫سي‬
‫لتىوإن‬
‫ع‪.‬قفاب ذلك أخذتهم الموجة عاليا ح‬
‫أارد‬
‫ظيل ب‬
‫راحت تنظر بشكل مستقيم إلى قاعدة المنارة المغطاة‬

‫بالطحالب‪ .‬وسرعان ما سقطت المارودر مثل حجر يتدحرج‬


‫من جانب إلى آخر‪ .‬وفجأة شعرت لوسي بغثيان قوي جدًاء‬
‫وفي الوقت المناسب أسرعت إلى حافة المركب وتقيأت خارج‬
‫المركب‪.‬‬
‫جاألربان فراي بالضحك‪ .‬وكانيقفبلامبالاة ممسكا بذراع‬
‫المقود» وقال بضجر‪« :‬نساء على متن المراكب‪ .‬لا فائدة منهن!)‪.‬‬
‫بصقت لوسي في البحرء ثم استدارت والشرر ينطلق من عينيها‬
‫قائلة‪« :‬ماذا‪...‬؟)‪.‬‬
‫كان الفتى الذئبي قدقضى من الوقت مع لوسي ما جعله يعرف‬
‫متى توشك على الانفجار‪ .‬جذب كتفها وهمس‪« :‬توقفي‬
‫يالوسي»‪.‬‬

‫حملقت لوسي في الفتى الذئبي» وهزت رأسها هزة المهر‬


‫الغاضبء وتخلصت من قبضة الفتى الذئبي» وانطلقت نحو‬
‫الربان‪ ..‬وقع قلب الفتى الذثبي؛ هذه هي النهاية» فلوسي على‬
‫وشك أتنُلقى منفوق السطح‪.‬‬
‫كان جاكي فراي معجبًا بلوسي رغم وقاحتها معه وإطلاقها‬
‫عليه اسم مخ السوس وقسمات البق‪ .‬حدّس ما سيقع فقفز أمامها‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪42‬‬

‫قال بإلحاح‪« :‬لوسيء أريد مساعدتكء‪ .‬فأنت قوية‪ .‬ألقي لنا‬


‫الحبل» موافقة؟)‪.‬‬
‫توقفت لوسي بنفاد صبر‪ ..‬فقد بدت نظرة رجاء في عيني‬
‫جاكي الذي همس‪«, :‬أرجوك يا آنسة لوسيء لا تدعي الأمر‬
‫يتجاوزالحدود‪ .‬أرجوك»‪.‬‬
‫اد اد د اد‬

‫بعد عشر دقائق‪ .‬وبمساعدة لوسي ‪ -‬الني تحولت لتكون‬


‫رامية حبال بارعة ‪ -‬زبطت المارودر إلى عمودين حديديين‬
‫كبيرين وسط الصخور الواقفعة فوق ميناء صغير مبتور من‬
‫الصخرة الواقعة عند سفح المنارة‪ .‬أمعن جاكي فراي النظر‬
‫ااسنتخدم حبالاً كافية‪.‬‬
‫فايلمركب‪ .‬متسائلا في قلق إذا ما ك‬
‫كان من الصعب تحديد ذلك‪ .‬فالمزيد من الحبال سيؤدي‬
‫بالمارودر إلى الانجراف نحو الصخور‪ .‬والقليل سيؤدي إلى‬
‫تركها تسترخي عند انسحاب المد‪ .‬وإذا حسبها خطأ في‬
‫كلتا الحالتين فستكون هناك مشكلة‪.‬‬
‫صاح القبطان في لوسي‪« :‬اصعدي هذا السلم»‪.‬‬
‫قالت لوسي لاهثة‪« :‬ماذا؟» وهي تحملق في السلم الحديدي‬
‫الصدئ المزين بالوحل والطحالب‪ ,‬الذي حلق على قمته جاكي‬
‫فراي في قلق‪.‬‬
‫‪513‬‬ ‫إاللىمنارة‬

‫‪ -‬لأسمعت» اصعدي السلمء حالا!»‬


‫قال الفتى الذئبي الذي كان يشتاق إلىوضع قدمه على الأرض‬
‫مرة أخرىء حتى لكوان على صخرة موحلة في وسط البحر‪« :‬هيا‬
‫يالوسي»‪.‬‬

‫صعدت لوسي السلم وقد أمطرها رذاذ الأمواج المتلاطمة‬


‫بالأسفل» وتبعها عن قرب الفتى الذئبي والربان فراي‪ .‬وترك كرو‬
‫النحيف ليتصارع مع أربع لفائف ضخمة من الحبال» والتي نجح‬
‫في النهاية فيرفعها على السلم بمساعدة جاكي والفتى الذئبي‪.‬‬
‫يقودهم الربان فراي» تسلقوا ممرًّا ضيقا محفورًا على مسافة‬
‫عميقة داخل الصخرة التي تتجه نحو المنارة‪ .‬راح إحساس الفتى‬
‫الذئبي بالارتياح من كونه على الأرض يتبخر بسرعة» فعند نهاية‬
‫الممر كان بوسعه أن يرى بابًا حديديًا يعلوه الصدأ عند قاعدة‬
‫المنارة» وحين خطا داخل الظلال الباردة التى شكلتها المنارة‬
‫كع بانا ترلجانهبتوينتقل للهانتالسن اح جعلن فيا ا ‪4‬‬
‫سي يساقان إلى السجن‪ .‬‏ ‪.‬‬
‫وهو‬
‫لنه‬
‫ورأ‬
‫شع‬
‫وصل الربان فرايإلى الباب أولا وأشار إلىكرو النحيف بتفاد‬
‫صبر‪ .‬أسقط كرو النحيف الحبال وأمسك بالعجلة الصغيرة المثبتة‬
‫عند وسط الباب» ولف العجلة بعنف‪ ..‬لثوان لم يتحرك شيء‬
‫سوى عيني كرو النحيف اللتين برزتا للغاية حتىظنالفتى الذئبي‬
‫أنهماء إذا حالفهما الحظ» ربما تخرجان من تجويفهما‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪63‬‬

‫وعندئذ؛ وبصوت صرير عميق من داخل الباب» بدأت العجلة‬


‫افليدوران‪ .‬وضع كرو النحيف كتفه المديبة على الباب ودفع‪..‬‬
‫وبوصة تلو الأخرى فتحالباب الصدئ ببطء وهو يَصْرء ويتدفق‬
‫تيار هواء عفن ليقابلهم‪.‬‬
‫جأر الربان فراي‪« :‬ادخلوا‪ .‬افعلوا ذلك بسرعة»‪ .‬أعطى الفتى‬
‫الذئبي دفعة لكنه بحكمة ترك لوسي لتدخل حسب إيقاعها‬
‫‪١‬‏‬ ‫الخاص‪.‬‬
‫كانت المنارة منالداخل تعطي إحساسًا بأنها مثل مغارة تحت‬
‫الأرض‪.‬‬
‫جرت جداول ماء غاية في الصغر على الجدران الطينية» ومن‬
‫مكنانامتاك أضؤات تجريك تتلتسلق طليةفظرا قامامه ولو‬
‫الأعلى فوقهم ارتفع فراغ هائل به درجات معدنية حلزونية ضعيفة‬
‫ملتصقة على نحو يثير التوتر بالحوائط الحجرية المستديرة‪ .‬كان‬
‫الضوء الوحيد يأتي من الباب نصف المفتوح‪ .‬وحتى هذا كان‬
‫يتلاشى بسرعة؛ إذ دفعه كرو النحيف حتى انغلق» ومع رنة‬
‫التجويف قرع الباب عائدًا إلى إطاره المعدني» وغاصوا جميعهم‬
‫في ظلام دامس‪.‬‬

‫أطلق الربان فراي اللعنات‪ ,‬وألقى بلفافة الحبال التي يحملها‬


‫محدثا قرعا شديدا‪ .‬وسأل مستنكرا‪ :‬دكم مرة يجب أن أخبرك ألا‬
‫‪73‬‬ ‫إلى المنارة‬

‫تغلق الباب قبل أن أشعل المصباح‪ ,‬يا املخروث؟» وفي جلبة‬


‫أخرج قداحته وأخذ يحك حجرها‪ .‬دون نجاح يذكر‪ .‬عرض جاكي‬
‫قايلفقي‪« :‬سأوقد هاأنا ياأبي»‪.‬‬
‫فر‬
‫«تلافلعنل‪ ..‬هل تظن أنني لا أستطيع إشعال لمبة‬
‫صغيرة حقيرة؟ ابتعد عن طريقي‪ .‬أيها الولد الأحمق»‪ .‬أصاب‬
‫صوت ارتطام جاكي وهو يلقى على الحائط لوسي والفتى‬
‫الذئبي بالخوف‪ .‬وتحت غطاء الظلام تحركت لوسي نحو‬
‫الصوت‪ .‬عثرت على جاكي ولفت ذراعها حوله‪ .‬وحاول جاكي‬
‫ألا يبكي‪.‬‬
‫فجأة ومنمكان ماقرب منتصف البرج الأعلى» سمعت لوسي‬
‫والفتى الذئبى بابًا يصفق‪ .‬وبعدها رنة مقدمة حذاء من الصلب‬
‫على الدويقات الحديدية‪ .‬بدأت خطوات أقدام ثقيلة تقعقع في‬
‫طريقها نازلة الدرجات مسببة صدى واهتزازَاء وحاملة الصوت‬
‫طوال المسافة إلى اللأرض‪ .‬رفعت لوسى والفتى الذئبى عنقيهما‬
‫للأعلى» وشاهدا دائرة ضوء خافتة بالأعلى فوقهمء رَاحِق تزداد‬
‫قربًا شيئًا فشيئًا مع كل دوران‪.‬‬
‫بعد خمس دقائق طوالء نزل توءم كرو النحيف آخر درجة في‬
‫السلم» وتمكن الربان فراي أخيرًا من إشعال المصباح‪ .‬توهجت‬
‫الشعلة فأظهرت ملامح كرو السمين» الذي كان ‪ -‬رغم لفائف‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪82‬‬
‫الدهون ‪ -‬يشبه أخاه على نحو غريب‪ .‬أضاء بمصباحه الخاص‬

‫دمدم بصوت لا يمكن تفريقه عن صوت كرو النحيف‪ :‬اما‬


‫هؤلاء؟)‪.‬‬
‫همهم توءمه‪ :‬اشيء ليسلهفائدة‪ .‬هلأنت جاهزياكبيرالوجه؟»‪.‬‬
‫رد كرو السمين‪« :‬نعم يا مخ الجرذء أكثر من جاهز‪ ..‬إنه‬
‫سيجعلنى أجن)‪.‬‬
‫حك كرو التعرفةفيسرد الااتيق هكد طوياداه هرة‪.‬‬
‫انعكس ضوء المصباح على وجه الربان فراي محولا إياه للون‬
‫أصفر كريه‪.‬‬
‫د لوحك يي وليتك تقوم بها بشكل صحيح‪.‬‬ ‫الال العا‬
‫لا أريد اي دليل»‪.‬‬
‫تبادلت لوسى والفتى الذئبى نظرةقلق خاطفة‪ ..‬دليلا علىماذا؟‬
‫قل لذ الذى كان توف إلى‬
‫فلى‬
‫ايدلا إ‬
‫لكسرومين مق‬
‫اآل‬
‫مز‬
‫ْ‬ ‫إنزال لفافة الحبال‪« :‬هل سيأتي؟»‪.‬‬
‫قال الربان‪« :‬لا تكن غبيّاء لا أثق بهذين اللذين معي يا آخر‬
‫نلصهرف»‪.‬‬ ‫وذاحب‬‫أسماك الماكريل المتعفنة‪ .‬خ‬
‫سأل كرو السمين‪« :‬ماذا يفعلان هنا إذن؟)‪.‬‬
‫قال الربان فراي‪« :‬لا شيء‪ ..‬بإمكانكما أن تلقيا بهما خارجًا‬
‫فيما بعد)‪.‬‬
‫‪913‬‬ ‫إلى المنارة‬

‫ابتسم كرو السمين وقال‪« :‬سيكون من دواعي سرورنايا زعيم»‪.‬‬


‫وجهت لوسي نظرة رعب نحو الفتى الذئبي‪ ..‬شعر الفتى‬
‫الذئبي بالغثيان‪ ..‬كان على حق؛ فالمنارة كانت سجنًا‪.‬‬
‫كي فراي صاعدين الدرّج‪.‬‬ ‫جاناكرو‬
‫ووءم‬‫انطلق الت‬
‫صاح الربان‪« :‬انتظروا!» توقف جاكي والأحَوان كرو‪ .‬قال‬
‫بصوت هادر‪« :‬ستنسيان رءوسكما المرة القادمة» خذا هذين»‬
‫أخرج منجيبهكتلةمتشابكة منالأشرطة السوداء وقطعًا بيضاوية‬
‫كرقن» وقال بصوت عميق‪« :‬أيها التوءمان‪...‬‬ ‫اأز‬‫د ال‬
‫لجاج‬
‫االز‬
‫من‬
‫واحد لكل منكماء ارتدياها أنتما تعرفان متى» لاأريدكما أن تصيرا‬
‫عميانًا حينيكونلدينا عملنقومبه»‪.‬‬
‫مد كرو النحيف ذراعًا نحيلة» وتناول ما كان في الحقيقة زوجًا‬
‫‪١‬‏‬ ‫من واقيات العين‪.‬‬
‫بدا جاكي فراي قلمّاء فسأل‪« :‬ألن أحصل على واحدة ياأبي؟‪.2‬‬
‫‪« -‬لاء هذا عمل الرجال‪ .‬عليك أن تحمل الحبل وتفعل مايقال‬
‫لك‪ .‬أفهمت؟»‬
‫‪« -‬نعمياأبي» ولكن ما فائدتهما؟»‬
‫‪١ -‬لا‏تسألني أي أسئلة» وأنالن أكذب عليك‪ .‬الحقٌ بهم على‬
‫السلم ياولد حالا!»)‬
‫ترنح جاكي تحت كتلة الحبال‪ .‬تاركا الربان فراي فيبثر البرج‬
‫ي‪.‬‬ ‫سئبي‬
‫و الذ‬
‫للفتى‬
‫وس ا‬
‫يحر‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪023‬‬

‫بسماع صوت‬ ‫حوب‬


‫صقلق‬
‫م ال‬
‫لصمت‬
‫ا ال‬
‫بعد خمس دقائق من‬
‫قطرات الماء وأصداء وقع الأقدام الصاعدة على السلالم‪ ,‬جال‬
‫رهيق الأقل عددًا‪ .‬كان طبيعيا‬
‫ل‪..‬فإن‬
‫ااي‬
‫خاطر سيئ ببال الربان فر‬
‫أن تيودوفيلوس فورتيتيود فراي لم يضع فتاة في اعتباره حين‬
‫كان يحسب الفريق المعارض‪ .‬لكنه هذه المرة شعر أن من‬
‫حساب لوسي جرينج‪ .‬وكان هناك شيء غريب‬ ‫سب‬
‫ح أن‬
‫يكمة‬
‫الح‬

‫إلى عنق الريان جعل ببغاءه الموشوم ينتفض‪ ..‬وفجأة لم يرغب‬


‫في قضاء ثانية أخرى بمفرده مع الفتى الذئبي ولوسي جرينج‪.‬‬
‫قال بصوت هادر دافعًا الفتى الذئبى من ظهره‪« :‬حسئاء أنتما‬
‫الاثنان» يمكنكما الصعود وراءهم»‪.‬‬
‫تأكد الفتى الذئبي أن لوسي تحركت أولاثمتبعها‪ .‬تحرك‬
‫فراي على مسافة قريبة خلفهماء وكان‬ ‫رو‬ ‫ثيودوفيلوس‬
‫‪9‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫متجهين للأمام‪85‬‬ ‫الذئبى فىو‬


‫كانت السلالم التيتبدوبلا نهاية تتخللها أماكن للهبوط كل‬

‫الرابع ليلتقطا أنفاسهما‬ ‫هبط‬


‫مند‬
‫لع‬‫ارهة‬
‫والفتى الذئبي لب‬
‫‪2‬‬ ‫إلىالمنارة‬
‫حين انطلق نحوهما شعاع ضوء مبهر من أعلى قمة المنارة» تلنّه‬
‫‪ -‬بعد ثوان قليلة ‪ -‬صرخة مرعبة‪ ..‬أو هل كانت مرعبة؟! وسط‬
‫الضوء الأزرق والأبيض اللامع تبادلت لوسي والفتى الذئبي‬
‫نظرات مرتعبة‪.‬‬
‫همهم الفتى الذثبي‪« :‬ماذا كان ذلك؟»)‪.‬‬
‫همهمت لوسى‪« :‬صرخة قطة)‪.‬‬
‫همهم الفتى الذقي‪ :‬ابل صرنعة بكرريةة‪:‬‬
‫همست لوسى‪« :‬أو كلتاهما؟)‪.‬‬
‫‪4‬ه ‪ 82‬عد‬

‫ضربة الكماشة‬
‫الصرخة كلا الصوتين‪ .‬إذ إن ميار ‪ -‬البشري لكن‬
‫ذجيالمن الماضيك‪-‬ان يدافع‬‫جمعدت المقترنبالقططمن أ‬
‫الوزن؛ فخمسة‬ ‫عن حياته‪ .‬كان ميار رجلا نحيفا ضئلا خفيف‬
‫«ميار» يساوون «واحد كرو» سميئًاء ومياران يساويان «واحد كرو)‬
‫نحيفًا؛ وهذا يعنى أنهفىمواجهة التوءمين كروء كانميار بالنسبة‬
‫للمعادلة العددية فعليًا واحدًا مقابل‬ ‫‪6‬‬

‫رنصاةقبة حين‬ ‫لفمي م‬


‫اار‬
‫كان مي‬
‫' اندفع الأحَوان كرو وجاكي فراي‬
‫داخلين بحبالهما وألقيا بها على‬ ‫‪:‬‬
‫الأرض‪ .‬كانميار قد سأل عن‬ ‫'‬
‫سبب وجود الحبال‬
‫فقيل له‪« :‬لا شيء‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬
‫‪322‬‬ ‫ضرية الكماشة‬

‫عوب ميار بكل‬


‫رراي‬
‫مي ف‬
‫لاك‬
‫اه ج‬
‫أخبرت نظرة واحدة إلىوج‬
‫مااحتاج لمعرفته‪ ..‬فكان أن جرى مسرعًا لأعلى صاعدًا على‬
‫)»‬ ‫هلا‬
‫يى ك‬
‫بة عل‬
‫نثبت‬
‫ان م‬
‫جدمي‬
‫عمود الأقدام (عمود ذو مساند للق‬

‫على أن يتبعه إليه‪ :‬مسرح الضوء‪.‬‬

‫كان مسرح الضوء هو المساحة الدائرية الواقعة عند أعلى قمة‬


‫المنارة‪ .‬فيمركز الدائرة أخذت تتوهج كرة الضوء؛ وهي جسم‬
‫ضخم مستدير من الضوء الأبيض الباهر‪ .‬كان الضوء محاطا‬
‫بممشى رخامي أبيض ضيق‪ .‬خلف الضوء‪ ,‬وفي الجزء المعزول‬
‫من المنارة» قام لوح جداري من الفضة البراقة» وكان ميار يقوم‬

‫زجاجيتان ضخمتانء» وكان ميار يلمعهما يوميًا أيضا‪ .‬كانت‬


‫العدستان موضوعتين على بعد عدة أقدام خلف الفتحتين اللتين‬
‫على شكل لوزتين ‪ -‬العينين ‪ -‬اللتين كان يتم تركيز الضوء من‬
‫خلالهما‪ .‬بلغارتفاع العينين أربعة أمثال طول ميار» وبلغ طولهما‬
‫ستة أمثاله‪ .‬كانتا مفتوحتين على السماء» وحين صفق ميار الباب‬
‫السحري وأوصده‪ .‬هب عليه نسيم صيفي منعش محمل برائحة‬

‫البحرء وجعل الرجل القط يشعر بالحزن‪ .‬تساءل عما إذا كان هذا‬
‫آخر صباح يشم فيه نسيم البحر‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪422‬‬

‫كان الأمل الوحيد لميار أن الأخوين كرو سيكون بهما من‬


‫الرعب ما يجعلهما لياصعدان إلى مسرح الضوء‪ .‬بعد عدة‬
‫أجيال كانت عائلة ميار قدتكيفت مع الضوء بزرع جفون ثانوية‬
‫داكنة ‪-‬أغطية ضوء‪ -‬كانوا يستطيعون الرؤية من خلالها دون أن‬
‫يصيبهم الضوء بالعمى‪ .‬لكن أي شخص بدون هذه الحماية ينظر‬
‫إلى الضوء مباشرة سيجد أن بريقه يحرق العين» ويخلف نديًا في‬
‫مركز الرؤية؛ حتى إنه‪ -‬وإلى الأبد ‪ -‬سيرى شكل كرة الضوء‬
‫انب‬ ‫جلى‬
‫لع‬‫وسط غياب معتم للرؤية‪ .‬غير أنهحين بدأالاقرع‬
‫م ‪ .‬تقوقع‬ ‫الي اجات مودو عر قار ارا‬
‫بجوار الضوء واستمع إلى أصوات قرع قبضات كرو النحيف على‬
‫المعدن الرقيوق المضتوع بيه البابب المسحور الذي صنع ليكون‬
‫مضادًا للضوء وليس مضادًا للكرو‪ .‬كان يعرف أنه لن يصمد‬
‫طويلا‪ .‬وفجأة انخلع الباب عن فصالاته‪ .‬ورأى ميار رأس كرو‬
‫النحيف الحليق يبرز من خلال الفتحة في الممشى» وهو يضع‬
‫عدستين بيضاويتين زرقاوين من الزجاج على عينيه؛ ليبدو مثل‬
‫واحدة من الحشرات العملاقة التى كانت تغزو أسوأ كوابيسه‪ .‬كان‬
‫ميانمغوتاك[‪ 3‬أدرك أنهآناكاناما يوقنك الأخران كروعلى فغلة‬
‫فهو مخطط بعناية‪ .‬رفع كرو النحيف نفسه إلى الممشىء وقبع ميار‬
‫يف فإنه سيسلك‬ ‫نكهحكرو‬
‫ليسل‬
‫ااه س‬
‫منتظرّاء عازمًا أن أي اتج‬
‫الآخر‪ .‬ومن الممكن أن يظلا لوقت طويل على ذلك الحال» كان‬
‫‪523‬‬ ‫ضرية الكماشة‬

‫هذا ظنه‪ .‬لكن آمال ميار تحطمت فجأة‪ .‬إذ ظهر رأس كرو السمين‬
‫كاملا بعيني الحشرة خلال الباب المسحور‪ .‬وبرعب كامل ‪-‬‬
‫ودهشة ‪ -‬تابع ميار كرو النحيف وهو يرفع أخاه من خلال الفتحة‬
‫الصغيرة ويسحبه على الممشى إلى حيث استلقى منتفض‬
‫الأنفاس» مثل سمكة بدينة ألقيت على طاولة‪.‬‬
‫أغلق ميار عينيه» وراوده التفكير بأن هذه هي نهايته‪.‬‬
‫الآ يدا الأعواة كروي وفيا الاسفال ‪#‬صيوبة الكقاقية‬
‫إن على ف فك “مارضياء كيدا فى "الآرقةالمطلمة فى المينات كاتك‬
‫الكماشة تبدأحينيصلان» ببطءشديد»إلىضحيةمرعوبة منكلا‬
‫الجانبين‪ .‬كانالضحية يشاهد أحدهماء ثميشاهد الآخر محاولًا‬
‫بيأس أن يكتشف طريقًا للهرب؛ وعندهاء وفي لحظة اتخاذه‬
‫للقرارء يطبق عليه الأخوان كرو‪ ..‬إنها الضربة‪.‬‬
‫ائط المقابل للباب‬ ‫لشحفي‬‫اكم‬
‫وهكذا تم الأمر معميار؛ ان‬
‫المسحورء وعبر أغطية الضوء الخاصة به شاهد كوابيسه تتحقق‪:‬‬
‫فببطء شديدء وبخطوات حذرة على الممشى الحجريء وقد‬
‫ارتسمت على وجهيهما ابتسامة صغيرة ضيقة وانثنت أصابعهماء‬
‫تقدم الأخوان كرو نحوه منكلا الجانبين» وصارا أقرب على نحو‬
‫لا فكاك منه‪.‬‬
‫ساق الأخوان كرو ميار نحو عينى المنارة» كما كان يعرف أنهما‬
‫سيفعلان‪ .‬وأخيرًا وقف في المسافة التي بين العينين وظهره‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪623‬‬
‫للحائط وتساءل أي عين سيلقيانه منها‪ .‬خطف نظرة نحو الصخور‬
‫البعيدة بالأسفل‪ ..‬كانت المسافة طويلة للأسفل‪ .‬ردد كلمة وداعًا‬
‫ت‪.‬‬
‫مفى‬
‫صئه‬
‫لضو‬
‫الضربة! أطبقعليه الأخوان كرو وفيتناغم ‪ -‬كانت المرة‬
‫لىاق ‪ -‬أمسكا بميار ورفعاه‬ ‫طعل‬
‫إيها‬
‫له ف‬
‫الان‬
‫الأولى التى يفع‬
‫عاليًا‪ .‬شرحت ام هار صرخة رعبء وإلى أسفل المنارة» في‬
‫الطابق الرابع» سمعتها لوسي والفتى الذثبي وانتابهما الرعب‪.‬‬
‫اختل توازن الأخوين كرو وقد تفاجآ بخفة وزن الرجل القط‪ .‬أفلت‬
‫عباريناتشعهمابعدماأخدرخاو ولبلضى ث كتعيان أكثرههفطلا‬
‫‪ -‬مرتفعًا في الهواء وإلى خارج فتحة العين اليسرى ومنها إلى‬
‫فضاء السماء‪ .‬لجزء من الثانية ‪ -‬والذي مر كالدهر على ميار ‪-‬‬
‫رأى‬ ‫ببية‪.‬‬
‫اوذوسح‬
‫لينجكر‬
‫اأخو‬
‫تعلق في توازن بين دفعة ال‬
‫أربع صور غريبة لنفسه منعكسة في عيون حشرات الأخوين كرو‬
‫كان من الواضح أنهيطير ويصرخ في وقت واحد‪ .‬رأى كرة الضوء‬
‫العزيزة عليهلماكانواثقًاأنهاالمرة الأخيرة» بعدها رأى اندفاع‬
‫شىء أسود حين مر جدار المنارة أمامه ‪ -‬حرفيًا ‪ -‬بسرعة رهيبة‪.‬‬
‫وفك القطل‪ :‬ستيان ‪:‬نياو القا عتتى ضنان نانوها لرلكضي‬
‫وبينما هويسقط جعل اندفاع الريح ذراعيه وساقيه تأخذ شكل‬
‫النجمة؛ مما جعل عباءة جلد الفقمة التي يرتديها تتمدد مثل زوج‬
‫من أجنحة الخفافيش‪ .‬تحول هبوط ميار السريع إلىنزول هادئ‪.‬‬
‫‪723‬‬ ‫ضربة الكماشة‬

‫ولولم تدفعه هبة ريح للاصطدام بجانب المنارة لكان من المحتمل‬


‫أن يهبط فوق المارودر التي كانت تحته مباشرة‪.‬‬
‫وهكذا استخدم ميار واحدة أخرى من أرواحه التسعء فلم يبق‬
‫إلا ست منها (كان قد استخدم واحدة حين كان رضيعًا وسقط في‬
‫المرفأء واستخدم أخرى حين اختفى ابن عمه)‪.‬‬
‫لمتسمع لوسي والفتى الذتبي القرعة المثيرة للغثيان لميار وهو‬
‫يصطدم بجدار المنارة؛ فقد غطى عليها وقع أقدام ثيودوفيلوس‬
‫كا‬‫حيرقد‬
‫تذئب‬
‫فورتيتيود فراي المقتربة‪ .‬لم تكن لوسي والفتى ال‬
‫من المهبط؛ فقد أحدثت الصرخة الرهيبة القادمة من أعلى‬
‫نلهكملاء وقد اقتربت خطوات الربان فراي من‬
‫ماخ‬
‫قشعريرة بد‬
‫المهبط‪ .‬همس الفتى الذئبى‪« :‬سنكون نحن التاليين»‪.‬‬
‫ش‬ ‫أومالة لوسى ورهناندم ع هاه‬
‫دفع الفتى الذئبي الباب الذي كان خلفهماء ولدهشته؛ انفتح‪.‬‬
‫تسلل هو ولوسى بسرعة داخله؛ فوجدا أنفسهما داخل غرفة‬
‫فرط كاكت مسرواعات من الأسرة العارية ذات الطوابق‬
‫وخزانة تشبه الصندوق‪ .‬أغلق الفتى الذئبى الباب فى صمت وبدأ‬
‫فىانشكاعةة ولكو ره اشرق أو بكهالوم وليف اسيعرف‬
‫بالتأكيد أبننااهلندااخل إذا فعلت ذلك» فرصتنا الوحيدة هى أن‬
‫كوول يحدداء تله الطزيوقة مظن أنانوافيل الفتعرو ”‪7‬‬
‫صارت خطوات الأقدام أكثرقربًا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪822‬‬

‫فكر الفتى الذئبي بسرعة‪ .‬عرف أن لوسي محقة؛ وعرف أيضًا‬


‫أن ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي سيبحث حتمّا فيكلبوصة بغرفة‬
‫الأسرة» ولم يرأين فكرت لوسي أنهما سيختبئان‪ .‬كانت طبقات‬
‫الأسرة المعدنية خالية من أيغطاء ‪ -‬بمافى ذلك المراتب ‪ -‬وكان‬
‫المكان الوحيد اللذليايصخلتحباء هوالخزانة» الاتيل منؤكد‬
‫أن الربان سينظر فيها‬
‫توقفت خطوات الأقدام عند المهبط‪.‬‬
‫أمسك الفتى الذئبي بلوسي بقوة دافعًا إياها داخل الصندوق‬
‫وحشر نفسه خلفها وأغلق الباب‪ .‬بدت لوسي مذعورة‪ .‬همهمت‬
‫قائلة‪« :‬من أجل ماذا فعلت ذلك؟ إنه حتمًا سيبحث هنا»‪.‬‬
‫همس الفتى الذئبي‪« :‬لهدليك أي فكرة أفضل؟‪.2‬‬
‫قالت لوسي‪« :‬نقفز عليه ونضربه على رأسه»‪.‬‬
‫»بي‪.‬‬
‫لتقشيي‬
‫وضع الفتن الذني |صببحه على شعنيه‪ :‬ت‬
‫رات لوسى أنه ليس" لدنها ختيارات‪ :‬كثيزة‪ .‬سمغت اليات‬
‫المؤدي لغرفة الأسرة يُفتتح وخطوات الربان الثقيلة تطأ إلى‬
‫الداخل‪ .‬توقفت الخطوات خارج الصندوق مباشرة» وتسلل‬
‫صوت أنفاس لاهثة مجهدة عبر الباب الرقيق‪.‬‬
‫جاء صوت الربان الخشن‪« :‬يمكنكما الخروج من هناك» لدي‬
‫سنتلغعبماية»‪.‬‬
‫ام‬‫فوضل لأافعلله‬
‫مأاه‬
‫لإمجتاأتبة‪.‬‬
‫‪923‬‬ ‫ضربة الكماشة‬

‫«هأنذا أخبركما كليكماء لقد كانت الأمور سهلة حتى الآن»‬


‫لكنها ستصبح الأسوأ لكما إن لمتخرجا»‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫فاب‬
‫نالب‬
‫عقبض‬
‫بز م‬
‫اهت‬
‫كلمما»‪.‬‬
‫رني‬
‫بإن‬
‫خولا‬
‫أتق‬
‫«كانت أمامكما فرصة‪ .‬لا‬
‫انفتح الباب بقوة‪.‬‬

‫وفتحت لوسي فمها لتصرخ‪..‬‬


‫‪ 02( ++‬جه‬

‫غير مرث‬
‫‪ ..‬ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي‬
‫باب الخزانة بعنف‪ ..‬قابله صرير‬
‫مكتوم‪.‬‬
‫صاح شامنًا في نبرة انتصار‪« :‬نلت‬
‫منكماء أواهء يا ذيلى الفئران» أين‬
‫همًا؟ة‪ ..‬ملق الربان منيد ]ذال‬
‫ظلمة الخزانة التى بدت متحركة‬
‫بتكل ريد عاد بات أن‬
‫يقسم أن هذين الطفلين بالداخل‪.‬‬
‫رأت لوسي تعبير الربان‬
‫المتحير وهي تنظر من خلف كتف‬
‫الفتى الذئبي» وأدركت أنه لم يكن‬
‫قادرًا علىرؤيتهما‪ .‬وفي اندهاش أطلقت‬
‫أ صريرًا مكتوما آخر‪.‬وحذرت من أنْتحرك‬
‫‪133‬‬ ‫غير مرئي‬

‫أي عضلة‪ .‬لاحظت الآن أن الفتى الذتبى كان ثابئًا على نحو لا‬
‫جات التركيز تخرج منه» وكانت على ثقة‬
‫وعر‬
‫متش‬
‫بدت‬
‫يصدق» كا‬
‫الهو السك فيعدمقدزة الزيانعلىرو تولماءأن نوسي ياك‬
‫هناك شيئًافيالفتى الذئبي أكثر منمجرد النظرفيالعين‪ .‬فالحقيقة‬
‫أنهفىذلك الوقت كانواضحًا أنهلاشىء فىالفتى الذئبىيظهر فى‬
‫عيني الربان» ولاشيءفيهما أيضًا كانأكثرالأشياء غرابةًٌ‪.‬وحتى‬
‫تتأكدء أخرجت لسانها لثيودوفيلوس فورتيتيود فراي‪ ..‬لم تكن‬
‫هناك رمشة رد فعل»فيماعداأن حاجبه الأيسر بدأ في الارتجاف‪..‬‬
‫لوسي ضحكةٌ؛ فقدبداحاجبه مثل يرقة كبيرة ذات شعرء‬ ‫خنقت‬
‫الببغاء الموشوم على عنقه كما لوكان في طريقه لالتهامه‪.‬‬ ‫وارتعش‬
‫يللماحظ الفتى الذئبي الحاجب ولا الببغاء» فقدكانيركز‬
‫لما‪:‬علجتك الفينة زرلدا كل عر عويناومس توس‬ ‫تقرتحا‬
‫ونكو طائفة بسيطة من السحر الأساسي الخاص بتعاويذ الحماية»‬
‫فعلت الشيء نفسه مؤخرًا معالفتى الذئبي‪ .‬لميجدالفتى الذئبي‬
‫الأمر سهلاء لكنه استمع بعناية» وكان يتدرب كل يوم‪ .‬والآن»‬
‫ولأول مرة» يستخدم درع الاختفاء حقيقة‪ ..‬وقد نجح‪.‬‬
‫وهكذاء حين نظر ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي داخل الخزانة‬
‫لميرإلادوامة خفيفة فيالظلام» لكنهعرف أن هناك شيئًا سحريًا‬
‫س محنر في‬
‫لبير‬
‫ار ك‬
‫رض لقد‬
‫تايعقد‬
‫افليأمر‪ .‬كان الربان فر‬
‫حياته الزاخرة بالأحداث» وكان يسبب له شيئًا غريبًا؛ كان يسبب‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪233‬‬

‫ارتجافا لحاجبه الأيسر‪ .‬كان الربان فراي من المؤمنين الكبار بحل‬


‫المشكلات بأسلوب عملى؛ لذا فهو الآن قد سلك الطريق العملى‪:‬‬
‫شرع في مد يده داخل المشرق ليتأكد من أنهخال بالفعل كما‬
‫يبدو‪ .‬وبينما كان يمد يده للداخلء اجتاحه رعب مفاجى غير‬
‫محسوب؛ رعب من أن يقوم حيوان الشره بعض يده‪ .‬سرت في‬
‫عنقه موجة من الاضطرابء‪ .‬وسرعان ما سحب ثيودوفيلوس‬
‫فورتيتيود فراي يده‪ .‬توقف بعد ذلك؛ فقد كان يعرف أنه سمع‬
‫صريرًا داخل الصندوق‪ ..‬وإذبلغبه الخوف مامنعه من أن يعيد‬
‫يده مرة أخرى؛ تمنى الربان فراي أن يكون قد صدر عن باب‬
‫الخزانة» فبدأ يحرك الباب للأمام والخلف‪ .‬وفي المرة الأولى لم‬
‫تحدث أي ضوضاءء‪ .‬لكن لوسي جرينج أدركت فجأة مايجري؛‬
‫فصار الباب يَصِرٌكثيرًا منكلالمواضع الصحيحة‪.‬‬
‫استسلم ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي؛ فقد كان لديه أعمال‬
‫أكثرأهميةللتفكير فيهامنمكان طفلين حقيرين‪ .‬فبإمكانهما أن‬
‫يمكثا في المنارة البائسة ويتعفناء لايهم‪.‬‬
‫صفق الباب بغضبء‪ .‬ودلف خاربجًا من غرفة الأسرة» وواصل‬
‫الصعود الطويل إلىقمة المنارة‪.‬‬
‫هبط الفتى الذئبي ولوسي من الخزانة في حالة من الضحك‬
‫الصامت‪.‬‬
‫‪3323‬‬ ‫غير مرئي‬

‫شهقت لوسي‪« :‬كيف فعلت هذا؟ كان شيئًا مدهشّاء إنهلمير‬


‫شيئًا مطلقًا!»‪.‬‬
‫همس الفتى الذئبي‪« :‬لم أصدق حين بدأت في الصرير» كان‬
‫هذا جيدًا للغاية»‪.‬‬
‫‪.‬ا»‪.‬‬
‫‪.‬اه‬
‫‪.‬ا ه‬
‫‪.‬متعً‬
‫|ًام‬
‫اشيئ‬‫ام»اكان‬ ‫ه«نع‬‫‪-‬‬
‫‪ -‬اششش» ليس عليك أن تريني كيف فعلتهاء سيسمع ‪ .‬أف»‬

‫دعى ذراعى)‪.‬‬
‫ادلمننحاوفذة» انظر!»‪.‬‬
‫همست لوسي‪« :‬هناك شيء قا‬
‫‪-‬ياه!)‪.‬‬
‫(‬

‫انكمش الفتى الذئبى ولوسى للخلف‪ ..‬كانت يدان رقيقتان‬


‫مخضبتان بالدماء والجروح‪ ,.‬ذواتا أظافر مقوسة» كانت طويلة‬
‫يْمّاء وصارت الآن مكسورة ومثنية» قدتشبثتا بعتبة النافذة الصغيرة‬
‫لغرفة الأسبّة‪ .‬وبينما كانت لوسى والفتى الذئبى يشاهدان‪ ,‬تقدمت‬
‫اليدان المصابتان للأمام شيئًا فشيئًا إلى أن وجدتا الحافة الداخلية‬
‫ولفتا أنفسهما حولها‪ .‬وبعد ثوان ظهر رأس ميار المغطى بطاقية‬
‫وقد امتقع وجهه‬ ‫إطار النافذة البيضاوية»‬ ‫وسط‬ ‫جلد الفقمة‬

‫بالخوف‪ .‬جذب نفسه لأعلى» ومثل خفاش يعتصر نفسه أسفل‬


‫إفريز» اندفع منخلال النافذة وسقط على الأرض في حالة إنهاك‪.‬‬
‫إلى الوجه ذي‬ ‫صارت لوسي جرينج إلى جواره في لحظة» نظرت‬

‫الشعر الخفيف‪ .‬وإلى العينين اللوزيتين المغلقتين والأذنين‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪4312‬‬
‫المدببتين الصغيرتين الغريبتين اللتين برزتا من طاقية جلد الفقمة»‬
‫ولم تكن واثقة ماإذا كانت الطاقية جزءًا منهأم لا حملقت في‬
‫الفتى الذئبى» وهمست‪ :‬ما هذا؟»‪.‬‬
‫ئالبفتيى‪ ..‬كانتهناكرائحةقطةتحيط بالرجل»‬
‫لشذعر‬
‫واقف‬
‫لكن الشكل المنهار على الأرض ذكره بالخفاش أكثرمنأي شيء‬
‫‪5‬‬
‫آخر همس ‪« ::‬لا أعرفء أظن أنهربما يكون بشرٌ‬
‫رمشت عينا ميار الصفراوان مثل زوج من المصاريع» ووضع‬
‫تى‬
‫قوسى‬
‫لت ل‬
‫ااجع‬
‫هما؛ لاشششى‪ .1...‬و تر‬
‫تنيه‬
‫سىكشف‬
‫أاغل‬
‫ويع‬
‫إض‬
‫ْ‬ ‫حعاة‪.‬‬
‫ام‬‫فلف‬
‫ملخ‬
‫لن ل‬
‫الادمَ‬
‫قبي لوسى‪« :‬ماذا؟»‪.‬‬
‫كبرإرملياحراح‪ :‬اششْشْششش» فقدكانيعرف أانلأصوات‬
‫فى المنارة تنتقل بأغرب الطرق‪ .‬فقد يصلك عند منصة المراقبة‬
‫ا يهانيك‬
‫ولو‬
‫ننا‬
‫ا كي‬
‫كشعر‬
‫حدر لاشخاصض قد عسة الشارة وت‬
‫تمامًا‪ .‬وكان يعرف أيضًا أنهبمجرد أن يتوقف قرع قدمي الربان فإن‬
‫ّة‪ .‬وكان‬ ‫لمةأمسن غررفة‬
‫اقاد‬
‫الأخوين كرو سيسمعان الهمسات ال‬
‫هناكمايخبره أن هذين المخلوقين الرَّينَفيغرفة الأسرّة (فلم‬
‫تكن لوسي والفتى الذئبي يبدوان في أفضل أحوالهما) لايرغبان‬
‫فيأن يتم كشف مكانهما‪ .‬جاهد ميار لينهض‪.‬‬
‫أشار للأعلى‪« :‬أنتما‪ ...‬معهم؟»‪.‬‬
‫اىق»‪.‬‬
‫ط‪:‬ل«عل‬
‫إسها‬
‫لرأ‬
‫اسي‬
‫هزت لو‬
‫‪533‬‬ ‫غير مرئي‬

‫الجر سا وعييياكانل اهنان العريتويز انههاليدنيد‬


‫المدببتين وإظهار نابين سفليين طويلين» واللذين برزا خارجًا فوق‬
‫شفته العليا‪ .‬نظرت لوسي لميار واجتاحتها فكرة مرعبة‪.‬‬
‫سألت‪« :‬أهللقوا بك مالنقمة؟‪.2‬‬
‫أموموأامفياقرًا‪..‬‬
‫تمتم الفتى الذئبي‪« :‬القتلة»‪.‬‬
‫قالك لوسشن لماز اانساعد ‪ 2‬إذا أسرعنا مكنا الدول‬
‫وأخذ قاربهم وتركهم جميعًا هناك بالأعلى‪ .‬عندئذ يمكنهم أن‬
‫يلقي أحدهم بالآخر ويُسدوا لنامعروفا»‪.‬‬
‫هز ميار رأسه‪ .‬وخرج صوته الهامس المتلاشي‪« :‬لاء أنا لن‬
‫أتركمنارتي أبدًا‪ .‬لكن أنتما يجب أن ترحلا»‪.‬‬
‫بدت لوسي غير واثقة‪ ..‬كانت تعرف أن دقائق ثمينة تنقضيء‬
‫ففي أي لحظة قد يسمعون صوت وقع أربعة أحذية تهبط السلالم‬
‫ليمسكوا بهماء لكنها كانت مترددة فى ترك هذا الرجل الضئيل‬
‫المضدات تعفر ذه لتراهاج عنعوك مادا‬
‫ت‬‫عقد‬
‫مه» ل‬
‫سا شأن‬
‫همس الفتى الذتبى‪« :‬إذا كانيريد البقاء فهذ‬
‫ماقالةه سحت أن تتصرقك ‪:‬هنابالرسى ؛إنها فوستناالوعجيدةة‪:‬‬
‫بأسى» استدارت لوسي لتتضرف‪.‬‬
‫صدر صفير خفيض من الرجل الضئيل الجالس على الأرض»‬
‫همس‪( :‬ميار يقول‪ :‬اعتنيا بأنفسكما»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪633‬‬

‫سانك لوي ‪( :‬ميار؟»)‪.‬‬

‫يال‬ ‫فمنن المج القططوو ف جهن قيناقث ةر‬


‫قالت لوسي وهي تتراجع‪« :‬ياه» صوتك مثل صوت قطتي‬
‫العجوز الحبيبة»)‪.‬‬
‫همس الفتى الذئبي بإلحاح منعند المهبط‪« :‬هيايا لوسي»‪ .‬ومع‬
‫ضنمت‬
‫نحي‬
‫نظرة أسى إلىالوراءء جرت لأوسعيقفايبه» والكن‬
‫إليه أعلن و قع أٌقدامعالقادمًامن أعلى نزول ثيودوفيلوس فورتيتيود‬
‫فراي وجاكي فراي‪ .‬لعن الفتى الذئبي في سره‪ .‬لقدتأخرا جدًا‪.‬‬
‫جذب الفتى الذئبى لوسى عائدين إلى ظلال غرفة الأسرّة‪.‬‬
‫وبهدوء شديددفعالبابحتىلايُلمح جسد الرجل القطالمنهار إذا‬
‫‪ -‬بضربة حظ ‪ -‬ما مر جاكي والربان به مباشرة‪ .‬ووسط خفقان‬
‫قلبيهماء انتظرت لوسي والفتى الذئبي خطوات الأقدام وهيتقعقع‬
‫وتدور وتدور حول السلالم المعدنية وتقترب أكثر وأكثر‪ .‬كان‬
‫واضحًا أن ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي أفضل كثيرًا في هبوط‬
‫السلالم من صعودها؛ ففي أقل من دقيقة سمعت لوسي والفتى‬
‫الذئبي خطواته الثقيلة تصل إلى المهبط‪ .‬تجمد كل من بغرفة‬
‫الأسرة» لميبطئ ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي حتى من خطواته ومر‬
‫راعدًا بباب غرفة الأسرّة وقد تبعه جاكي عن قربء واتجه للأسفل‬
‫نحوالمجموعة التاليةمنالسلالم‪ .‬بدتعلى لوسي والفتى الذثبي‬
‫ابتسامة ارتياح» وحتى ميار سمح بظهور زوج من الأنياب‪.‬‬
‫‪732‬‬ ‫غير مرئي‬

‫انتظروا حتى أخبرهم صوت ارتطام الباب بعيدًابالأسفل أن الربان‬


‫ارارة‪.‬‬
‫ناد‬
‫مد غ‬
‫لق‬‫ابنه‬
‫وا‬
‫عندئذ‪ .‬وبعيدًا بالأعلى» عند قمة المنارة» بدأت سلسلة من‬
‫اقرع المرتفع المتوالي‪ .‬نظر ميار لأعلى؛ وقد قلقت عيناه‬
‫الصفراوان‪ .‬كانت الأصوات تأتي من النافذة المفتوحة» إِكذان‬
‫هناك *شيء يخبط في الجدار الخارجي ‪ .‬نهض ميار في ألم‪ ..‬أخر‬
‫«لا ‪0‬‬ ‫مفتاحا من أعماق عباءته وأعطاه للوسى» همس‪:‬‬
‫بإمكانكه] الوروك استفلينا قفارت الحيناة‪ .‬مناه بانان فحة‬
‫السلالم التي صعدتما عليهاء أحدهما أسود والثاني أحمر‪,‬‬
‫استخدما الأحمرء سيؤدي بكما إلعرمنصة الانطلاق‪ ..‬هناك‬
‫جيدًا خظا ظعاة‪.‬‬ ‫‪0‬‬
‫خبط ورطم (دب دب)‪ ..‬كانت الأصوات تقترب‪.‬‬
‫أخذت لوسي المفتاح وهمست‪« :‬شكرّاء شكرًاجزيلا لك»‪.‬‬
‫دنسب‪ ....‬ذنب‪.‬‬

‫أومأ ميار وقال‪« :‬اعتنيا بأنفسكما»‪.‬‬


‫دب «اقثربت الأصوات أكثرمن أي وقة‪.‬‬ ‫دب‪ ....‬دب‪....‬‬
‫‪24‬‬ ‫قالتلرسي‪:‬انال معناا ل مر‬
‫هز ميار رأسه‪ . .‬هزت قرعة مرتفعة بشكل خاص جدار غرفة‬
‫انلضوء الأبيض المبهر إلى داخل الغرفة»‬
‫‪.‬رى شعاع م‬
‫الأسرّة‪.‬س‬
‫وأطلق ميار صيحة‪« :‬الضوء‪ .‬انظرا بعيدّاء انظرا بعيدًا»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪832‬‬

‫غطت لوسي والفتى الذئبي عينيهماء وخفض ميار أغطية الضوء‬


‫الخاضة به ؤمكل يتدول هائل كانك كرة الضوةء المبهر مكسوة‬
‫ومربوطة بعقد لياعرفها سوى البحارة وقد‬ ‫بال‬
‫لمحمن‬
‫ااق‬
‫بط‬
‫تأرجحت في مجال الرؤية‪.‬‬
‫قالمياروهويشهق فيعدم تصديق‪ :‬الإنهم يأخذون ضوئي»‪.‬‬
‫وء ينخفض أمامهم‪ »,‬يتأرجح أمامنظرهم وبعيدًا‬ ‫ضان‬
‫لك‬‫ابطء‬
‫وب‬
‫عنه» ويخبط في جوانب المنارة فيطريقه‪ .‬معكل قرعة كانميار‬
‫يجفل وكأنه يتألم‪ .‬وأخيرًا لميستطع تحمل الأمرء فألقى نفسه‬
‫قدمة» وغطى عينيه وانكمش‬
‫على الأرض؛ وجذب عبااءلةفجل‬
‫في شكل كرة‪.‬‬
‫وكأن لوسي والفتى الذئبي قد قدا من مادةأشد صلابة‪ ..‬فقد‬
‫ولكن ميار رفع رأسه وأطلق صافرة تحذير‬ ‫ا‬
‫هامسًا‪١ :‬‏ سسسسس! انتظرا حتى يبتعد الضوء أكثرء ثمغطيا‬
‫لاقن ‪ -‬يعن‬ ‫لظ‬ ‫‪0‬‬
‫بضوئي») وعاود‬ ‫وناك آه» أرجو أن تخبرانى بيمفاعلونه‬
‫الاتكماسن فيشكل كرة تيجب العياءةفوق رآسه‪.‬‬
‫ظرت لوسي والفتى الذئبي حتى خف القرع على‬
‫تبر‬
‫نص‬‫بنافاد‬
‫جانب حائط المنارة؛ وعندئذ غطيا أعينهما بأيديهما وتطلعا من‬
‫خلال أصابعهما ناظرين للخارج‪ .‬فوقهماء رأيا المنظر الغريب‬
‫وسط السماء اللامعة» بعيونهما‬ ‫ئوين‬
‫تنبكر‬
‫خءمي‬
‫ملتو‬
‫لرأسي ا‬
‫‪933‬‬ ‫غير مرئي‬

‫الحشرية» يبرزان من كل فتحة من فتحتي عيون المنارة وهما‬


‫يعالجان الحبال بعناية» خافضين كرة الضوء الثمينة الخاصة بميار‬
‫إاللىأرض‪.‬‬
‫نظرت لوسي والفتى الذئبي بحذر تحتهما‪ ..‬بعيدًا إلى الأسفل‬
‫رأيا الربان فراي وجاكي‪ ..‬كان الربان فراي يلوّح بذراعيه مثل‬
‫طاحونة هواء مجنونة موجهًا الأقدام القليلة النهائية فينزول كرة‬
‫الضوء ليرسو على الصخور فوق المارودر مباشرةٌ‪.‬‬
‫قفزت لوسى والفتى الذئبى فجأة للخلف وملا حفيف الحبال‬
‫اةرة غرفة الأسرّة‪ .‬بدأ قرع الخطوات المعدني‬
‫الانازللةممننقم‬
‫مرة أخرى‪ .‬ضاع صفير غضب صدر من ميار وسط وقع الحذاءين‬
‫العاليين ذوّي المقدمة الصلبة وقدمر الأححوان كرو دون أن يلقيا‬
‫نظرة‪.‬‬
‫طوال نصف الساعة التالية» أعطت لوسي والفتى الذئبي بثا‬
‫مباشرًا لمارأياه‪ .‬كان كل تعليق يقابل بمواء خفيض‪ .‬شاهدا كرة‬
‫الضوء وتهيزلاال ملفوفة باجلحبدال»ُ تهما إلى حافة الصخور‬
‫وإلقاؤها فى الماء‪ .‬أحدثت ارتطامة عند هبوطهاء وبعد ذلك طفت‬
‫مثلعوامة الصيادء وقدحول الضوء اللامع الماءمنحولها إلى‬
‫لون أخضر شفاف‪ .‬رأيا الآخوين كرو وهما يشرعان في العمل‬
‫على تأمين الحبال الممتدة من الضوء إلى مؤخرة المارودرء وحين‬
‫صار الربان فراي راضيًا عنالنتيجة» قفزإلىالسطح‪ ..‬وأخيرًا رأيا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪043‬‬

‫جاكي فراي يفك حبل الرسو ويقفز إلى السطح‪ .‬رفع جاكي الشراع‬
‫وانطلقت المارودرهء وقد تمايلت غنيمتها الغريبة على مسافة خلفها‬
‫قة‪.‬‬
‫اطئ‬
‫ل شا‬
‫مرة‬
‫عل ك‬
‫مث‬
‫تابعتها لوسي والفتى الذئبي وهي تبتعد‪ ».‬وهمست لوسي‪:‬‬
‫«يبدو الأمر وكآنهم سرقوا القمر)‪.‬‬
‫سمعها ميار» فانتحب قائلا‪« :‬بل سرقوا الشمسء شمسي أنا»‬
‫وأطلق عويلًايائسّانشرموجةقلقفيأوصالهما‪..‬‬
‫صرخ‪ :‬‏‪ .111111111١11!1!1!11117‬ليتني مِتّ بدلا من أن أراهم‬
‫يأخذون ضوئى)‪.‬‬
‫برقع لوسى النافتة» وتكقت بكر زر ضار الذق كان ليرا‬
‫مكنا على شكل كزةصتغيرة من لد الثقمة» رات الديفية‬
‫ه‪.‬‬
‫كرج‬
‫ادأخ‬
‫واق‬
‫شبيرً‬
‫أذًاك‬
‫قنف‬
‫قالتله‪«:‬لاتكنبكلهذاالسخفء بالطبع ماكنتلتموت‬
‫على أي حال‪ ,‬فأنت لمتره‪ .‬كنت ممددًا هنامغلق العينين»‪.‬‬
‫انقبضت يد ميار على صدره‪« :‬لست فى حاجة لأرىء لقد‬
‫كرا قلبى‪:‬وارو ا عون لك عنما‬
‫ل لكوت‬
‫ماأل‬
‫تلالوكسى‪ :‬فحيكاة أن الجكامكاء وف‬
‫قتد على استعادته» أكنت تستطيع؟ لكنك الآن‬‫فك لما ك‬
‫؟»‪.‬‬‫كيس‬
‫ذع»لأل‬
‫كتطي‬
‫تس‬
‫صرخ ميار‪« :‬ولكن كيف‪..‬؟ كيف؟)‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫غير مرثي‬
‫نظت لوسى تحر الفتن' النكين مكنا المسشاعدة» اليس‬
‫كذلك؟)‪.‬‬
‫اتسعت عينا الفتى الذئبي كمالوكانليقول‪ :‬هل أنت مجنونة؟‬
‫ه||»‪.‬‬
‫ا|‬‫ل|«‏‬
‫ا||||‬
‫ل|||‬
‫عوى ميار‪|١| :‬‬
‫تذكرت لوسي صارححا منالفصيلة نفسهاء وكانت تعرف تمامًا‬
‫ل‪.‬‬
‫فبعأن‬
‫متايج‬
‫تقمصت بسلاسة الدور الذي شغلته دائمًا السيدة جرينج؛ قالت‬

‫بحسم‪« :‬والآن» توقف وحسب ياسيدميار‪ .‬توقف على الفور‪ .‬فلا‬


‫أحد يسمعك»‪ .‬توقف ميار فجأة؛ فلم يتحدث معه أحد بهذه‬
‫ز‪.‬‬ ‫ودته‬
‫جت ج‬
‫ع مات‬
‫ل منذ‬
‫اريقة‬
‫الط‬
‫حالة السيدة جرينج جِيدًا‪« :‬هذا‬ ‫قالت لوسي وقد تقمصت‬

‫أفضل» والآن انهض» امسح أنفك وأحسن التصرف‪ .‬عندئذ يمكننا‬

‫الوصول لحل»‪.‬‬
‫وكطفل مطيع» وقف ميارء وحك كم عباءته في أنفه ونظر في‬

‫أمل نحو لوسى» سأل وقد حدقت عيناه الصفراوان الكبيرتان فيها‬
‫بجدية‪«( :‬كيف ستستعيدين ضوتي؟‪.1‬‬
‫«حسئًاء إيه‪ ...‬أولاسنحتاج إلىقارب الإنقاذء هذا واضح‪ ,‬ثم‬
‫عادة‪.‬‬ ‫البً‬
‫سي ط‬
‫مذئب‬
‫لال‬
‫لتى‬
‫سنحتاج إلى‪ »...‬نظرت إلى الف‬
‫قال بابتسامة‪« :‬خطة‪ .‬هذا واضح)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪0‬‬

‫بنوبة غضب لن يثنياها عن مواجهة قاطعي طريق قاتلين وربانهما‬


‫الوقح‪ .‬مطلقًا‪.‬‬

‫كلم اإعس‬
‫ألىرض في‬ ‫لع‬‫ميار على قدميه وخارت ساقاه‪..‬اجلس‬
‫ترئح غرفةالأسرّةوقد أصابتهالرعشة‪ :‬قالوهوينشج ‪« :‬اتركاني‬
‫وحديء لقد قضي علي»‪.‬‬
‫قالت لوسي بصرامة‪« :‬الآنيا سيدميار» هذاالنوع منالسلوك‬
‫لن ينقذ ضوءك‪ .‬أليس كذلك؟ سنحملك أنا والفتى الذئبى»‬
‫ْ‬ ‫سأل الفتى الذئبي‪ :‬انحن سنحمله؟»‪.‬‬
‫ه»‪.‬‬
‫لعم»‬
‫م«ن‬
‫حي‪:‬‬
‫نلوس‬‫سلت‬
‫قا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪442‬‬

‫وهكذا فعلا‪ .‬حملا ميار الذي كان» من دواعي السعادة» أخف‬


‫حتى كثيرًا مما يبدوء نزلوا على السلالم المهتزة المرعبة حتى‬
‫وصلوا أخيرًاإلىالأرض الصلبة فيبئرالمنارة‪ .‬وضعاه برفق على‬
‫الأرضية الترابية واستعادا أنفاسهما‪.‬‬
‫قال ميار وهو يشير إلىبابين ضيقين ‪ -‬أحدهما أسود‪ .‬والثاني‬
‫أحمر‪ -‬مخفيين في الظلام خلف آخر لفة من السلالم‪« :‬عبر هذاء‬
‫افتحا الباب الأحمرء ثم عودا إلي‪ .‬لا بد أن أستريح لبعض‬
‫اللحظات)‪.‬‬
‫أخذ الفتى الذئبي المصباح من فوق حامله على الحائط ورفعه‬
‫للوسي حتى يمكنها أن ترىوهي تفتح الباب‪ .‬دار المفتاح بسهولة»‬
‫ودفعت لوسي الباب فاتحة إياه‪ .‬اندفعت نحوهما رائحة البحر‬
‫وبعيدًا إلى الأسفل كانت تصل إلى أسماعهما أصوات ارتطام‬
‫الأمواج‪ .‬حبست لوسي أنفاسها فيدهشة‪ .‬أماالفتى الذئبي؛ الذي‬
‫لم يكن يدهشه كثير منالأشياء» فقد أطلق صفيرًا تعبيرًا عن‬
‫المفاجأة‪.‬‬
‫همهم‪« :‬ماهذا؟)‪.‬‬
‫جاء صوت ميار من المنارة وقد بدا مستمتعًا‪« :‬هذا هو الأنبوب‬
‫الأحمرء إنه قارب الإنقاذ)‪.‬‬
‫‪543‬‬ ‫الأنبوب الأحمر‬

‫قالت لوسى‪« :‬هذا ليس بقارب» هذا‪ )»...‬تلعثمت وهى لا‬


‫تستطيع أن تجد الكلمات لتصف الكبسولة الحمراء الضخمة التي‬
‫أمامها‪.‬‬
‫ضعد الفتى الذتى إلى الأنبؤب الأحمن وبحن و شديد لكر‬
‫وقال‪( :‬إنه معدنى»‪ْ .‬‬
‫فالات لوييى‪# :‬ولك فرك عون معدكلو أنهقارب؟)‪.‬‬
‫أرال ‪:‬الس انق بمعة يدا بأظادوهه وماك ‪#‬لعنة معي‬
‫العرنده إن يكرت بحلاف التعسن عن النامن ف الأركة النجوالن‬
‫ْ‬ ‫الذين اعتادوا الطيران إلىالقمر أفشىياء كهذا»‪.‬‬
‫قالت لوسي‪« :‬الكل يعرف أنها غير حقيقية» كيف يمكنك‬
‫الطيران كل هده السافة معوةًا إلى القمرة)‬
‫‪« -‬نعم‪ ...‬حسئاء إنهاليست حقيقية بالطبع» هذا واضح)‪.‬‬
‫أخرجت لوسي لسانها‪.‬‬
‫تابعقائلاوهوينقرعلى جدار قاربميار» الذي كانيرنمثل‬
‫الجرس‪:‬‬
‫«لكني اعتدت الإعجاب بالقصص القديمة رغم هذا‪ .‬كان لدينا‬
‫الزعيم كاديت اللطيف لفترة» قبل أن يكتشفوا أنه كان لطيفا‬
‫ويضعوه في حفرة حيوان الشره لمدة أسبوع‪ .‬على أي حالء اعتاد‬
‫أن يحكي لنا قصصًا عن القمرء وكانت جميعها عن أشياء مثل‬
‫هذا )‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪643‬‬

‫كان الأنبوب الأحمر موضوعًا بعناية بين منصتين شبكيتين‬


‫معدنيتين ترتفعان حتى منتصف جانبيه‪ .‬كان» فى تقدير الفتى‬
‫الذتىء ينلعظولة خيس عش فنا وكان ضفن التزاقء‬
‫الصغيرة ذات زجاج أخضر سميك على طول الجانبين ونافذة‬
‫واحدة أكبر عندالمقدمة‪ .‬ومن خلال الزجاج استطاع الفتى الذئبي‬
‫أن يميز أشكال مقاعد عالية الظهرء وكانت لا تشبه أي مقاعد‬
‫أخرى رآها فيحياته منقبل‪.‬‬
‫استقر الأنبوب الأحمر على مجموعتين من القضبان المعدنية‬
‫حمت‬
‫اث‬‫ربّاء‬
‫المتوازية» وامتدت القضبان لمسافة عشرين قدمًا تقري‬
‫تنحدر تدريجبًا لأسفل وتنزل نحو الظلام في اتجاه صوت‬
‫الأمواج‪ .‬تطلع الفتى الذئبي ولوسي للأسفل» وكشف ضوء‬
‫المصباح لمعة القضبان المعدنية وهيتختفي داخل المياهالسوداء‪.‬‬
‫قالت لوسىء وقد أحدث صوتها صدّى داخل الكهف‪« :‬ربما‬
‫يلماكننا الدخول في هذا الشيء»‪.‬‬
‫سأل الفتى الذئبي‪« :‬ولكن هل من طريقة أخرى يمكن أن نخرج‬
‫بها من هذه المنارة؟ أنخرج سباحة؟»‪.‬‬
‫ا ا و‬ ‫«اللعنة»؟ قالتها‬
‫مشى ميار مرتعشًا من خلال الباب الأحمر وانضم إليهما على‬
‫المنصة المعدنية بجانب الأنبوب الأحمر‪.‬‬
‫‪723‬‬ ‫الأنبوب الأحمر‬

‫قال وهو يشير إلى أصغر وأبعد الأبواب الصغيرة الأربعة‬


‫المصفوفة في خط واحد على طول السقف‪« :‬افتح باب القائد من‬
‫فضلكء اضغط على الزر الأسود الذي أمامهوسينفتح»‪.‬‬

‫إحدى حكايات الزعيم كاديت» وضغط على دائرة سوداء مصنوعة‬


‫من مادة مطاطية مننوع ماكانت مثبتة في مستوى السطح المعدني‪.‬‬
‫وبأزيز خافت انفتح الباب البيضاوي بنعومة» وخرجت من داخل‬

‫ومثل القط قفز ميار على الأنبوب الأحمر واختفى فى الأسفل‬

‫السميكة هيئةميار الغائمة وهي تلقي نفسها في الكرسي الصغير‬


‫عند مقدمة الأنبوب الأحمرء وعندئل» وفيما بدا أنها مناورة تم‬
‫قنارب أمامه‪.‬‬ ‫عم‬ ‫لعة‬
‫اجمو‬
‫ايرة م‬ ‫التدريب عليها جيدّاء بإددأف‬
‫انغلق باب ميار ببطءء وتساءلت لوسي عما إذا كان سيذهب‬
‫ونرء رأت أنها‬ ‫هم‬ ‫دها‬
‫تعدت‬
‫بدونهما‪ .‬وبالنظر نحو ماتستشعره بم‬
‫متيجهذا‬
‫فيالمتدقة الاتقاتمإذااذهنييا العمل يدوةيما لك ل ا‬
‫الحظ؛ إذ فجأة جاء صوت ميار المشوه بغرابة يقعقع في الهواء‪..‬‬
‫كيف؟ لم يكن لدى لوسي والفتى الذئبي أدنى فكرة‪ .‬ملأ صوت‬
‫ميار الذي لايخرج من جسده أرجاء الكهف‪ .‬وانفتح الباب الأكبر‬
‫خلف القاتد‪« :‬أسرعا فالكبسولة ستنطلق في ظرف دقيقة واحدة»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪842‬‬
‫شهقت لوسى‪« :‬دقيقة واحدة؟)‪.‬‬
‫يرن ‪ :‬بدأ‬ ‫اتح وغسوؤاثائية كنان وكسموة سب‬
‫ميار العد التنازلي» لكن الفتى الذئبي ولوسي تراجعا‪( ..‬اخمسون‪.‬‬
‫ْ‬ ‫]|‬
‫قالت لوسي» وقد بدت مرعوبة‪« :‬آه‪ .‬اللعنة» سنظل هنا إذا لم‬
‫تفعل)‪.‬‬

‫‪ 53‬الما‬

‫«واحدة واربعون‪ .‬أربعون» تسع وثلاثون‪.2....‬‬


‫‪« -‬قد لا نغادر المنارة أبدَّاء أَبذدًا»‪.‬‬
‫‪ -‬اانعم)‪.‬‬

‫‪« -‬ثلاث وثلاثون‪ .‬اثنتان وثلاثئون» واحدة وثلاثون‪.)...‬‬


‫»‪.‬‬
‫ءنقذ‬
‫وا سن‬
‫ض إنن‬
‫لقلنا‬
‫اوقد‬
‫‪«-‬‬
‫‪« -‬تقصدين» أنت قلت»‪.‬‬

‫‪ -‬ااخمس وعشرونء أربع وعشرونء ثلاث وعشرون»‪.‬‬


‫‪« -‬حسناء ادخل إذن»‪.‬‬
‫‪«-‬أنت أولا»‪.‬‬
‫عشرة‪.2.....‬‬ ‫‪ -‬اتسع عشرة» ثماني عشرة» سبع‬
‫ااا لاااع» تسلقت لوسي على القمة المعدنية‬ ‫‪« -‬ها||‪||||||١‬‏‬
‫المستديرة لقارب الإنقاذ» ثم أخذت نمسا عميقًا وسقطت من‬
‫خلال الباب‪ .‬هبطت على الكرسي خلف كرسي ميار رغم أنها‬
‫‪942‬‬ ‫الأنيوب الأحمر‬

‫لمتستطع رؤية شيء منشاغله إذ كان مسند الرأس المبطن‬


‫العريض يحجب رأسه الدقيق المغطى بجلد الفقمة عن الرؤية‪.‬‬
‫نظرت لوسي عبر النافذة الخضراء السميكة ورأت الفتى الذئبي‬
‫نىصة‪.‬‬
‫معل‬
‫لًا‬
‫اردد‬
‫مت‬
‫ميار مرتفعًا وواضحًا داخل قارب الإنقاذ‪« :‬إحدى‬ ‫كان صوت‬

‫عشرة» عشرء تسع‪)...‬‬

‫لوسي بأعلى صوتها وضربت على الزجاج بقوة‪:‬‬ ‫صاحت‬


‫«ادخل!)‪.‬‬
‫‪١‬‏‬ ‫الاي‬ ‫دس‬

‫‪« -‬بحق الالهة‪ .‬ادخل الآن!»‬


‫كانالفتى الذئبي يعرف أن عليهأن يقومبذلك‪ .‬علق كل آمال‬
‫لومي‬
‫ةجوار‬
‫محدنًارججب‬
‫كك احرك وق هبط‬ ‫ور‬ ‫ادا‬

‫إغلاق غطاء نعشه‪.‬‬


‫كل‬ ‫كنما‪..‬‬
‫لم‬‫ضان‬
‫فأم‬
‫قالميار‪ :‬اخمسء أربع»ثبتاأحزمة ال‬
‫الطاقم يجب أن يرتدي أحزمة الأمان»‪.‬‬
‫تلمست لوسي والفتى الذئبي شريطين جلديين سميكين‬
‫ميار أنهما صارا مربوطينء فالرجل القط لم ينظر حوله؛ لكنه‬
‫واصل عده التنازلى‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪0623‬‬
‫‪« -‬ثلاث‪ .‬اثنتان‪ .‬واحدة‪ ..‬انطلاق!»)‬
‫انطلق الأنبوب الأحمر ببطء خادع طاولالعشرين قدمًاالأولى‬
‫من القضيبء ثم مال للأمام‪ .‬شعرت لوسي بالغثيان‪ .‬أما الفتى‬
‫الذئبى فقد أغلق عينيه بقوة‪ .‬علا صوت صرصرة صارخة وقد‬
‫لمتكت مقدمة القارببالقض‪:‬ان‪ .‬وهكذا انطلقوا‪.‬‬
‫ترك قارب الإنقاذ القضبان في أقلمنثانيتين‪ .‬اصطدموا بالماء‬
‫محدثين فرقعة تصم الاذان» وعندئذ ‪ -‬ولفزع الفتى الذئبي ‪-‬‬
‫واصلوا التقدم لأسفل وأسفل وأسفل إلى حيث الظلمة» تمامًا‬
‫مثلما فعل منذ سنوات طويلة مضت في تلك الليلة فيالنهر عندما‬
‫اشب‪.‬‬ ‫ب جي‬‫شارب‬‫لن ق‬
‫اط م‬
‫سق‬

‫والآن ‪ -‬تمامًا مثلما حدث في تلك الليلة وسط النهر ‪ -‬استقر‬


‫الغرص المرعب‪ .‬وخفف الماء من قبضته‪ .‬ومثل الفلين بدءوا‬
‫يرتفعون إلى السطح‪ .‬بدأالضوء الأخضر الجميل يلمع منخلال‬
‫النوافذ الصغيرة» وبعد لحظة» ووسط نافورة منالفقاقيع البيضاء‬
‫الراقصة؛ شقوا السطح وغمرهم ضوء الشمس‪.‬‬
‫فتح الفتى الذئبي عينيه في اندهاش ‪ -‬كان لايزال حيّا ‪-‬نظر‬
‫إلى لوسي‪ ..‬ظهر عليها شبح ابتسامة» وقد شحب وجهها‪.‬‬
‫‪13523‬‬ ‫الأنبوب الأحمر‬

‫قال ميار» وصوته لا يزال يقعقع بشكل مخيف‪« :‬اكتمل‬


‫الانطلاق» تم الوصول للسطح بنجاح‪ .‬الأبواب مِوْمَّنَة» بدء‬
‫كم»‪.‬‬ ‫لصتقحيد‬
‫اغو‬
‫ال‬
‫ولفزع لوسي والفتى الذئبي بدأ الأنبوب الأحمر في الغوص‬
‫مرة أخرى‪ .‬تحول ضوء الشمس إلى اللون الأخضرء والأخضر‬
‫إلى الأزرق النيلي» ثم الأزرق إلى الأسود‪ .‬أما داخل الكبسولة‬
‫فبدأ ضوء أحمر خافت فى اللمعان» معطيًا دفنًامغايرًا للبرد الذي‬
‫كال سزن من أعناق ابعر الناردة‪:‬‬

‫لفجلقدمة‬ ‫اقية‬
‫يه» امتزجت طا‬ ‫كبمع‬‫ادث‬
‫رتح‬‫التفت ميار لي‬
‫بالخلفية المظلمة» وبدا وجهه المسطح الأبيض مثل القمرء‬
‫والتمعت عيناه الصفراوان الكبيرتان فيحماس ‪ .‬ابتسمميار» ومرة‬
‫أخرى تجاوز ناباه السفليان شفته العليا‪ .‬ارتعشت لوسي‪ ..‬بدا‬
‫مختلفًا جدًّا عن المخلوق المئير للشفقة الذي انهار على أرضية‬
‫غرفة الأسرّة والذي رغبت بشدة في مساعدته‪ .‬وبدأت تتساءل عما‬
‫إذا انك فقار كدف قط انها ‪.‬‬
‫سألت محاولة أن تمنع ظهور الرجفة فيصوتها دون أن تنجح‬
‫بشكل كامل‪ :‬الماذا‪ ...‬غطسنا؟»‪.‬‬
‫كان ميار غامضّاء أجاب‪« :‬حتى نعثرعلىالضوءء يجب أولا أن‬
‫ندخل في الظلام» ثمالتفت مرة أخرى للوحة التحكم‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪22‬‬
‫هعمست لونى للفتج الذقى ‪:‬لأقصيب بالحتون)‪:‬‬
‫وافقها الفتى الذتبى الذي كان يعرف أنه على حق تمامًا طوال‬
‫الوقت بشأن النعش‪« :‬مجنونء هذيان كامل» جنون صارخ»‪.‬‬
‫‪ 13 ++‬جه‬

‫سايارا سايارا‬
‫ترجينا ولابيتل ولا سبتيموس وصول‬
‫لمالمارودر في ذلك الصباح؛ إذ كانوا |‪8‬‬
‫غارقين في النومفي المخبأ‪ .‬كانت طبقة ‪٠‬‏‬
‫<‬ ‫العشب السميكة التي وضعها‬
‫سبتيموس فوق القماش الكتاني قد‬
‫حمتهم من الاستيقاظ بفعل حرارة‬
‫الشمسء وقد خرج وامنها بحلول‬
‫منتصف النهارء وخاض بيتل خلال مياه‬
‫المد المنحسر نحو صخرة ذات قمة‬
‫مسطحة فكر في أن تكون صخرة الصيد‬
‫الخاصة به» وفى ظرف نصف ساعة‬
‫ذوات‬ ‫السمكات‬ ‫ثلامًا م‬ ‫صاد‬
‫اللونين الأسود والرمادي مثل التي‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪452‬‬

‫استمتعوا بها في اليوم السابق‪ .‬وبينما يصطاد بيتل كان سبتيموس‬


‫قدأعاد إشعال النار على الشاطئ وشرع في تقليب السمك على‬
‫اللهب المتصاعد من الأخشاب الطافية‪ .‬أخذ بيتل يرسم على‬
‫الرمال بشكل عشوائي بقزم الماء» في حين وقفت جينا تحملق‬
‫س‪.‬‬ ‫وفي‬‫ببحر‬
‫عو ال‬
‫نح‬
‫قالت‪« :‬هذا غريب!)‪.‬‬
‫قبايلتل‪« :‬كان المقصود أن تكون زلاجة برج السحرة‪ :‬غير أن‬
‫كدوة»‪.‬‬
‫ضطحتب‬
‫مخطو‬
‫االصلتدفق وجعل ال‬
‫الماء و‬
‫ك‬‫معن‬‫سدث‬
‫رلاأتح‬
‫أشارت جيئا بعيدًا نحو البحر‪ :‬ولا؛‬
‫ا‪ ...‬انظر)‪.‬‬
‫يبابعيتيل‪.‬دهنًاك‬
‫قال بيتل الذي كان يعاني قليلّا من قصر النظر‪« :‬ماذا؟»)‪.‬‬
‫قالت‪« :‬المنارة» إنها مظلمة)‪.‬‬
‫قال بيتل وهو يحاول أن يضبط لوحي الزلاجة جيدًا على‬
‫الرمال‪« :‬نعم» إنهم يغطونها بالقطران؛ وهذا يساعد على منع‬
‫دخول مياهالبحرإلىأحجارها»‪.‬‬
‫وقف سبتيموس وظلل عينيه» وقال‪« :‬لقد انطفأ الضوء»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬هذا ما ظننته»‪.‬‬
‫‪« -‬ترى لماذا؟»‪.‬‬
‫‪553‬‬ ‫سايرا سايارا‬

‫‪ -‬اازبمنا كانت الشمين ساطعة جِدًا‪»...‬‬


‫‪« -‬ربيما‪)»...‬‬

‫اد اد د اد‬

‫أكلوا السمك مع المزيد من خبز مارشا الطازج دائمًا وبعض‬


‫من شوكولاتة جيناالساخنة‪ .‬قرربيتلأنهيرغب في اصطياد بعض‬
‫‪١‬‏‬ ‫السمك الأكبر حجمًا‪.‬‬
‫عةة‪« :‬أراهن أن هناك بعض‬ ‫فصخر‬‫ت ال‬
‫رإلى‬‫مشير‬‫لو ي‬
‫ال وه‬
‫قا‬
‫الأسماك الكبيرة‪ .‬أنالاأمانع فيرؤية مايمكنني أن أصيده هناك‬
‫؟ن»‪.‬‬
‫ىد أ‬
‫تأح‬
‫أحب‬
‫هيل ي‬
‫قالت جينا‪« :‬أنا باق‬
‫‪« -‬اسب؟)‪.‬‬

‫عر ستتيموس'رآسة‪ :‬الا أفضل ألا أفعل»‪.‬‬


‫قالت جينا‪« :‬هيايا سب» أنت لم تذهب لأي مكان بعد»‪.‬‬
‫قال سبتيموس بشىء من الأسى‪« :‬لايا جين» أرى أنهينبغى أن‬
‫أبقىمعلافظ اللهبء إنهلايبدوفيحالةجيدة‪ :‬فهوحتىلم‬
‫يشرب أيماء هذاالصباح‪ ,‬اذهباأنت وبيتل»‪.‬‬
‫متأكدًا ‪».‬‬ ‫قالت جينا‪( :‬حسنًا‪ ...‬فليكن ياسب‪ .‬مادمت‬
‫كان سبتيموس متأكدًا من أنهلاينبغى لهأن يترك لافظ اللهب»‪.‬‬
‫وذلك على الرغممن أنهلميكنمتأكدًا أنهيرغب فيأنيُترك‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪63‬‬
‫وحيدًا مرة أخرى‪ .‬لكنه قاللنفسه إن هذا شيء سخيف‪« :‬نعم‪ ,.‬أنا‬
‫متأكد‪ .‬سأكون على مايراممعلافظ اللهب»‪.‬‬
‫اىد‬ ‫دعل‬
‫تخفة‬‫مب‬
‫القان‬
‫تابع سبتيموس جينا وبيتل وهما ينط‬
‫الشاطئ» وعند نهاية الخليج تسلقا صاعدين سلسلة الصخور‬
‫ولوّحا له‪ .‬رد سبتيموس بالتلويح لهماء وشاهدهما يقفزان نازلين‬
‫وعندئذ استدار ليتجه‬ ‫لفيأاننعظنار‪.‬‬
‫اخت‬
‫إلى الجانب الآخر وي‬
‫نحو لافظ اللهب‪.‬‬
‫فى البداية فحص ذيل التنين‪ .‬كانت عباءات التدفئة داكنة اللون»‬
‫وتعين لحسبهاة كانكا بابسة ومافضقة ‪:‬زقرة بالنجرفقت المريكلن‬
‫ضكبط ماذا يفعل‪ .‬كان يخشى أن يسبب جذبها‬ ‫اسليدر‬
‫بيمو‬‫سبت‬
‫أذى أكثرمن أن يكون مفيدًا؛ لذاقرر أن يتركها كما هي‪ .‬تشمم‬
‫سبتيموسء كانت هناك رائحة غير جيدة» لكنه قال لنفسه إنهاربما‬
‫تكون رائحة الطحالب التيربطها فوق الجرح؛ وقرر أنهلوساءت‬
‫الرائحة بحلول منتصف النهار‪ .‬فسيتحقق من الأمر‪.‬‬
‫وبالعودة إلىالدلوعندطرفالتنينالآخرءلمتبدُالأمورأفضل‬
‫كثيرًا؛ إذكانتعينالافظ اللهب مغلقتين بقوة» ومع أن سبتيموس‬
‫حثه كثيرًا وخاطبه‪« :‬استيقظ يا لافظ اللهب واشرب»؛ فإن التنين‬
‫ليمستجب‪ .‬كان سبتيموس يأمل أن يكون لافظ اللهب مستاءً‬
‫بسبب وجود الدلو على رأسه‪ .‬لكنه لميكنواثقًا تمام الثقة من‬
‫هذا‪ .‬ظن أن أنفاس التنين تبدو مجهدة نوعًاء وتساءل إن كان يشعر‬
‫‪72‬‬ ‫سايرا سايارا‬

‫نالك ارق كن المسيهزة كا نر راك قاوركاتكجلديه‬


‫باردة إلىحدكبير‪ .‬التقط سبتيموس قزم الماء» وجذب شفة لافظ‬
‫اللهب السفلى قليلا ووضع بعض قطرات الماء داخل فمه؛ لكنه‬
‫لميكن متأكدًا مماإذا كان التنين قدبلعها بالفعلء إذ بداأن أكثرها‬
‫قد تساقط للخارج ونزل في بقع داكنة على الصخور‪ .‬جلس‬
‫سبتيموس مبتئسّاء وتحسس أنف لافظ اللهب وتمتم‪« :‬ستكون‬
‫تلرنكك حتى‬
‫أنا‬
‫عيلىرماام يالافظ اللهب» أعرف ذلك‪ .‬وأ‬
‫تتحسن‪ »,‬أعدك)»‪.‬‬
‫يعموس صوت حاركلةكفثيبان الرملية خلفه؛‬ ‫بةتسم‬‫سجأ‬
‫وف‬
‫فقفز واقفًاوقالبأقصى ماأمكنه أن يحشد منثقة‪« :‬اخرجء أيما‬
‫تكون» وهو يمسح بعينيه الكثبان الخالية ظاهريًا‪ .‬أغلق عينيه‬
‫نصف انغلاقة ‪ -‬وهى أفضل طريقة على الإطلاق لرؤية الأشياء؛‬
‫كما تقول مارشا عاد وهناك فى الكثبان على مسافة ليست‬
‫بالبعيدة رأى شيئًابالفعل‪ .‬فتا ‪-‬ة كانمتأكدًاأنهافتا ‪-‬ة ترتدي زيًا‬
‫أخضر‪.‬‬
‫وكما لوكانت تعرف أنهامرئية» بدأت الفتاة تمشي في اتجاهه‪.‬‬
‫تابع رأسها وهو يتمايل خلال الكثبان» وحين خطت خارج آخر‬
‫كثيب إلى الشاطئ بالأسفل» رأى سبتيموس فتاة طويلة نحيفة‬
‫عارية القدمين ترتدي سترة خضراء رثة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪82‬‬

‫دار سبتيموس حول دلو لافظ اللهب وقفز نازلا إلى الرمال‪.‬‬
‫أكثر قرًا كان بإمكان‬ ‫صارت‬ ‫الفتاة ببطء نحوه‪ .‬وحين‬ ‫مشت‬

‫سبتيموس أن يرى أنها ترتدي ما بدا مثل سترة تدريب قديمة الطراز‬
‫ترجع لزمن كاينوطارفزيهونها برموز سحرية‪ .‬وقد أظهر شريطان‬
‫أرجوانيان باهتان عند طرف كل كم أنهاأيضًا متدربة أولى‪ .‬وقد‬
‫لف شعرها الداكن الرقيق الأشعث وجهًا مهمومًا يغطيه النمش‪.‬‬
‫كان لدى سبتيموس ذلك الشعور الأكيد بأنه رآها منقبل‪ ..‬لكن‬
‫أين؟‬
‫وقفت الفتاة قبالته» نظرت عيناها الخضراوان نحوه بتوتر ثم‬
‫انحنت انحناءة رسمية خفيفة تذكر بها فجأة «المتدربون فى عصر‬
‫مارسيلوس كان يحيي بعضهم بعضًا»‪ .‬قالت‪« :‬سبتيموس هيب»‪.‬‬
‫أجاب سبتيموس بحذر‪١ :‬نعم)‪.‬‏‬
‫وكانها عي معاد علي‬ ‫القعاة‪ :‬يها رائ سسموس»‬ ‫حولت‬

‫الكلام‪« :‬لقد‪ ...‬التقينا من قبل‪ ...‬أمر‪ ...‬جيد‪ ...‬أن أراك مرة‬


‫أخرى»‪.‬‬
‫سألها‪« :‬من أنت؟»‪.‬‬
‫«(أنا ساياراء سايارا سايارا»‪.‬‬
‫يننم؟ن»‪.‬‬
‫ألك‬
‫كاالناسم مألوفًا أيضًاء «و‬
‫سألت الفتاة‪« :‬أنت لا تتذكرنى» أليس كذلك؟)‪.‬‬
‫«أظننى أتذكر» لكن‪.»...‬‬
‫‪952‬‬ ‫سايرا سايارا‬

‫استحثته الفتاة‪« :‬برج السحرة؟)‪.‬‬


‫هذا هو! تذكر سبتيموس الصور التى كان قد رآها على جدران‬
‫برجالسحرة قبلهروبه مباشرة منالحصارء خاصة صورة الفتاة‬
‫يكرمةتيوس فيوم‪ .‬رهزأسه في عدم تصديق‪ .‬من‬
‫التي تلوجته ل‬
‫المؤكد أنه لا يمكن أن تكون هى؛ فقد حدث هذا منذ مئات‬
‫'‬ ‫اميم‬
‫قالت الفتاة‪« :‬لقد وجهت لك التحية»‪.‬‬
‫«"أنت وجهت لي التحية؟»‪ .‬صار سبتيموس مشوشًا بالكامل‪.‬‬
‫«نعم‪ .‬وهذا ا معرفتي من تكون‪ .‬أنت‪ ...‬المتدرب‬
‫الكيميائي» ذلك الذي اختفى على نحو غامض‪ .‬لكنى أهنئك‪ .‬لقد‬
‫عدت؛ حسبما أفترضء وقدأخذت مكاني معجوليوس»‪.‬‬
‫‪« -‬جوليوس؟)‪.‬‬
‫‪« -‬جوليوس بايكء إنهالآن ساحرك الأعظم»‪.‬‬
‫تنهدت سايارا بحزن وتابعت‪« :‬ياه» ماذا يمكن أن أبذل لأرى‬
‫جوليوس العزيز مرة أخرى؟‪.1‬‬
‫ول‪ .‬متاقوله هذه الفتاة‬
‫حله‬
‫تك‬‫يلمه‬
‫شعر سبتيموس أن عا‬
‫سايارا‪ ..‬أيعني أنه عاد لذلك الزمن ثانية؟ أجبر سبتيموس نفسه‬
‫على التزام الهدوءء وقال لنفسه إنهلميحدث شيء يوحي ‪ -‬مجرد‬
‫إيحاء ‪ -‬أنهم قد عادوا بالزمن مرة أخرى‪ .‬إلا إذا‪ ...‬إلا إذا كان‬
‫للعاصفة يدفيهذا الآمر‪ ...‬أو ربما تلك المنارة الغريبة التيكادوا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪063‬‬

‫يصطدمون بها‪ ...‬أو يحتمل أن تكون صاعقة البرق؟ أيحتمل‪..‬‬


‫أيحتمل» حين تكون قد مررت بزمن ما؛ أن يمكنك بطريقة ماأن‬
‫تنجذب عائدًا لذلك الزمن دون حتى أن تدري؟ لاء قال لنفسه‪.‬‬
‫ال‬ ‫ماي حراس‬ ‫هذا ليس ‪.‬مكنا ال‬
‫مظهر شديد التماسك‪ .‬هذا حقيقي» لكن حياة الجزر صالحة‬
‫حو‪.‬‬ ‫ضى نح‬
‫ا عل‬
‫وشباح‬
‫للأ‬
‫قالت سايارا‪« :‬لديك تنين»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬نعم)‪.‬‬
‫‪« -‬لدي اعتراف‪ .‬لقد راقبتك أنت وتنينك»‪.‬‬
‫‪« -‬أعرف أنك فعلتء لماذا لمتأت وحسب وترحبي بي؟»‬
‫لمتجب ساياراء قالت‪« :‬تنينك قدحشر رأسه في دلوءينبغي أن‬
‫تارفلعدعنلهو»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لا سبيل لذلكء لقد كان إلباسه إياه صعبًا‬
‫للغاية»)‪.‬‬
‫‪« -‬أنت ألبسته الدلو؟ هذه قسوة بالغة»‪.‬‬
‫تنهد سبتيموس‪« :‬تنيني مصاب إصابة سيئة بالذيل» والدلو‬
‫طضة»‪.‬‬ ‫بن ع‬
‫ره ع‬
‫أاف‬
‫لإيق‬
‫امته‬
‫مه‬
‫‪« -‬آه» فهمت ‪.‬كانت لدي قطة ذات يوم و‪)...‬‬
‫فايار‪.‬‬
‫'حنّ؟؛ فقكداينريد صر س‬ ‫ا‬
‫‪163‬‬ ‫سايرا سايارا‬

‫أشعره بالاضطراب‪ .‬مسح الصخور البعيدةبعينيهعلىأملأن يرى‬


‫جينا وبيتل ليعيده ذلك إلى الواقع‪ ..‬أين هما؟‬
‫لكن سايارا لمتبدنية للانصراف‪ .‬بدت منبهرة بلافظ اللهب‪.‬‬
‫قفزت فوق الصخور ومشت حوله ببطء» وشعر سبتيموس‬
‫بانزعاج‪.‬‬
‫هي)»‪.‬‬
‫جبغ‬
‫ااين‬
‫عل‬‫زة‪.‬‬
‫إراح‬
‫قال لها‪« :‬إنه يحتاج لل‬
‫توقفت سايارا ونظرت إلى سبتيموس وقالت‪« :‬تنينك فى‬
‫‪1‬‬ ‫طريقه للموت»‪.‬‬
‫شهق سبتيموس‪« :‬ماذا؟»‪.‬‬
‫«‪-‬تنبعث من ذيلهرائحة الطين الأسود المُنتن»‪.‬‬
‫‪« -‬ظئنت أنهارائحة الطحالب البحرية»‪.‬‬
‫هزت سايارا رأسها‪« :‬لاء إنها راتحة الطين» وهذا سبب‬
‫استمراره فى محاولة عضه‪ .‬التنين يعرف هذه الأشياء»‪.‬‬
‫‪1‬ب لكوي وض ‪#‬العوت اناسناباراشكقة‬
‫وضعت سايارا يدها على ذراع سبتيموسء كانت لمستها دافئة‬
‫وحانية وقد أصابت سبتيموس بالرعب؛ إنها حية‪ .‬وإذا كانت‬
‫سايارا حية» فما الزمن الذي هم فيه الآن؟ كان مصدومًا للغاية‬
‫حتى إنه لم يستوعب في البداية ماتقوله له‪ .‬قالت‪« :‬سبتيموس»‬
‫»‪.‬‬
‫كاة‬
‫ن حي‬
‫يقاذ‬
‫ن إن‬
‫تنني‬
‫يمك‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪263‬‬

‫‪ -‬كرف عدنا؟ امدقكا للق شكا للك شمر يمو ين‬


‫شعور بالأمل‪.‬‬
‫ئ هًنااك)‪.‬‬
‫يكن‬
‫ش«ل‬‫‪-‬‬
‫‪« -‬ها»‪ .‬قالها وقد انهارت معنوياته مرة أخرى‪.‬‬
‫‪« -‬هناك شىء أريدك أن تفعله فى المقابل‪ .‬وعلى أن أخبرك أنه‬
‫أخمطرير)‪.‬‬
‫(«ما هو؟)‪.‬‬

‫‪« -‬لا يمكنني إخبارك»‪.‬‬


‫واجه سبتيموس نظرة سايارا الثابتة‪ .‬لميكن يعرف مايفعله مع‬
‫هذه الفتاة الغريبة التي كانت تنظر إليهبمزيج الأمل واليأس نفسه‬
‫الذي كان يشعر به‪.‬‬
‫‪« -‬وإذا لمأوافق على فعلأيّاماكان ذلك؛ فهل ستقومين بإنقاذ‬
‫لافظ اللهب؟»‪.‬‬
‫لذت هايازا نقشا غميقًا وقالت> ولك‬
‫حملق سبتيموس في لافظ اللهب ‪ -‬تنينه الكبير الفوضوي‬
‫العنيد الأخرق» الذي رآه وهو يخرج من بيضته» البيضة التي‬

‫أعطتها له جينا‪ .‬تنينه الأحمق الشره حاد الطباع الذي أكل معظم‬
‫عباءات السحرة العاديين فيبرج السحرة‪ .‬التنين الذي أنقذ مارشًا‬
‫من الظل وفعل أشياء لاتوصف بسجادتها ‪ -‬تنينه الجميل يموت‪.‬‬
‫في أعماقه أدرك أنه فهم ذلك طيلة الصباح‪ .‬منذ أن رفض‬
‫‪63‬‬ ‫سايرا سايارا‬

‫لافظ اللهب شرب الماء‪ .‬ازدرد سبتيموس ريقه بصعوبة‪ ..‬لا‬


‫يستطيع أن يترك لافظ اللهب يموتء لايستطيع‪ .‬إذا كانت هناك‬
‫أدنى فرصة لأن تنقذ سايارا تنينه فسيكون عليه اغتنامها‪ .‬لخايار‬
‫أمامه‪.‬‬
‫قال‪« :‬سأفعل ما تريدين أيّا كان» إذا كنت ستنقذين لافظ‬
‫ن‪ .‬سأفعله‪ ..‬فقط حافظى على لافظ‬ ‫كنىوما‬ ‫ييهم‬
‫اللهب‪ ..‬لا‬
‫ْ‬ ‫القت علا رج لا‬
‫كانت سايارا رشيقة ومحترفة‪ .‬فكت الأربطة» ومع سقوط آخر‬
‫طبقة منعباءات التدفئة الممزقة» ترنح سبتيموس للخلف‪ .‬كانت‬
‫رائحة اللحم النتنبالغة النفاذ‪ .‬وكان الجرح عائمًا فيطبقة طينية‬
‫لزجة‪ .‬ظهرت العظام مثل أجزاء من جزر صفراء باهتة وسط بحر‬
‫من الطين الأسود المخضرء والحراشف التى كانت سليمة منقبل‬
‫صارت مدل لالخف عل أرؤاف القهر الديةه عالق ندا‬
‫عن المزيد من اللحم الأسود الرقيق الذي ينذر بالسوء‪ .‬وبعيدًا عن‬
‫صدمته من حالة ذيل لافظ اللهب‪ .‬كان سبتيموس يشعر بالخزي‬
‫من فشل مهاراته الطبية‪.‬‬
‫قالت‪« :‬أعرف أن‬ ‫ه‪.‬‬
‫جمهعلى‬
‫ومرتس‬
‫قرأت سايارا الانطباع ال‬
‫مارسيلوس علمك بعض الأمور الطبية» وأنا واثقة أنك بذلت‬
‫قصارى جهدكء لكن لايتعين عليك أن تلوم نفسك؛ فالطين‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪402‬‬

‫الأسود النتنيأتي» كمايقولون» مثلذئب في الليل ويسرق الناس‬


‫بعيدًا عن أيدي حتى أمهر الأطباء»‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪( :‬إذنء ما الذي يمكنك فعله؟»‪.‬‬
‫«‪-‬سأمزج السحر بالطب‪ .‬جوليوسء العزيز جوليوس»‬

‫ا‬
‫هذا آخر ماتعلمته» وقد أرانى جوليوس كيف أمزجهما فى‬
‫آخر يوم قبل رسم‪ »...‬تلاشى صوت سايارا للحظة وقد‬

‫تاهت في ذكرياتها‪.‬‬
‫بعدعشردقائق أصبحلافظاللهب محاطابشرنقة سحري ‪.‬ة كان‬
‫سبتيموس قد تابع سايارا وهي تجعل الطين الأسود المنتن يتبخر‬
‫فى تيار من البخار الأسود كريه الرائحة» كانت تلك الرائحة النتنة‬
‫ابع‬
‫قدظلت في الهواء حتى انتهت سايارا تقريبتًافمعمال‪ .‬يكتان‬
‫سايارا وهي تعمل كجراح ماهر وكان يناولها مجموعة متنوعة من‬

‫الشباب‬ ‫السكاكين والشوك ‪.‬والملاعق من حقيبة ضابط جيش‬


‫الأعداء التى أعدتها مارشا والتى‬ ‫المتدرب للنجاة من أرض‬
‫(جهز سبتيموس إشارة‬ ‫هنا‬
‫ريمك‬
‫كلا‬
‫ذياء‬
‫اعتادت حشوها بأش‬
‫عقلية بعدماستخدام الأواني على العشاء)‪ .‬بعدها تابعسايارا وهي‬
‫تضع بضع قطرات من زيت أخضر اللون منقنينة فضية صغيرة‬
‫‪563‬‬ ‫سايرا سايارا‬

‫على الجرح وعندئذ تولد سديم سحري أرجواني مخضب باللون‬


‫الأخضر‪ .‬انتشر السديم فوق الذيل المصاب وغطهه بمادة هلامية‬
‫لامعة شفافة‪ ..‬شيء لم يره سبتيموس من قبل قط‪ .‬حين استقرت‬
‫المادة الهلامية» أرته سايارا كيف أن الحراشف قعدادت بالفعل‬
‫للون الأخضرء وحتى وهو يشاهد؛ بدأ اللحم ينمو فوق العظام‪.‬‬
‫والآن علقت في الهواء رائحة النعناع النظيفة المنعشة‪.‬‬
‫أعطته سايارا القنينة الفضية الصغيرة‪« :‬خذ هذه‪ .‬بها محلول‬
‫يسرع التئام الجروح‪ .‬يمكنني أن أرى أن جناحيه بهما أماكن‬
‫ممزقة‪ .‬حين يصير أقوى خذه إلىمكان يمكنه فيه فرد جناحيه‬
‫وضع نقطة واحدة منالزيت فوق كل مزق ستترابط معًا؛أماالآن‬
‫فدعه ينامإلى حين يتعافى ذيله» ثم ابتسمت وتابعت‪( :‬لا تقلق يا‬
‫ا‬
‫(آه أنا‪ ...‬حسئاء أشكرك» وإذتغلب على الموقف فجأة» اندفع‬
‫لارمقازمء‪.‬‬
‫احض‬
‫سبتيموس لإ‬
‫شرب لافظ اللهب هذه المرة‪ .‬شرب حتى تألمت ذراع‬
‫سبتيموس بسبب رفعه القزمالثقيل» لكنسبتيموس لميعبأ‪.‬فلافظ‬
‫اللهب سيعيشء‪ .‬وكان هذا هو كل مايهم‬
‫تابعت سايارا لافظ اللهب وهو يشرب‪ .‬وحيأننزل سبتيموس‬
‫قزم الماء أخيرّاء قالت‪« :‬مارسيلوس أعطى جوليوس واحدًا من‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪662‬‬
‫هذه فييوم عيد منتصف الشتاء‪ ,‬لكنه لميكن يشبه ذلك تمامّاء‬
‫كباانلأحرى‪.)...‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬وقحًا؟»‪.‬‬
‫ابتسمت سايارا للمرة الأولى‪ :‬انعم»‪.‬‬
‫هز سبتيموس رأسه‪ .‬كانت كل ثوابته تتهاوى مثل أوراق‬
‫الخريف‪ .‬لقد أعطى مارسيلوس قزم ماء وقحًًا على سبيل الهدية»‬
‫فإذا كان هذا ممكنًاء فسيكون كل شيء ممكنًا‪.‬‬
‫فلعل ما‬
‫ته‬‫سلآن‬
‫قالت سايارا‪« :‬لقد نفذت ما وعدت بهء وا‬
‫وعدت به؟)‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬نعم» سأفعل‪ .‬ماالشيء الذي تريدينه؟»‪.‬‬
‫‪« -‬ألا تزال تحتفظ بمفتاح الكيمياء الخاص بك؟»‬
‫فوجئ سبتيموس‪« :‬نعم» أحتفظ به‪ .‬لكن كيف عرفت أنني‬
‫أملك المفتاح؟»‪.‬‬
‫قالت سايارا وقد لمعت عيناها وهى تتذكر أيامًا أكثر سعادة‪:‬‬
‫«الكل كان يعرف‪ .‬فبعد أن غادرتٌ ظنمعلع الناس أنك هربت؛‬
‫لكن قيل في برج السحرة إن مارسيلوس أعطاك مفتاحه مقابل‬
‫تعاهد سري‪ .‬ولميتحدثوا في شيء آخر لأسابيع»‪.‬‬
‫ابتسم سبتيموس؛ ليمتغير برج السحرة‪ ..‬كانلايزال مرتعًا‬
‫للشائعات‪.‬‬
‫له‬ ‫سايرا سايارا‬

‫‪« -‬لكن‪ .‬كما تعرف‪ .‬مارسيلوس لم يتحدث عن هذا قطء ولا‬


‫حتى مع جوليوس الذي كان أقرب أصدقائه‪ .‬وأظن أن هذا‬
‫ضايق جوليوس كثيرًا» بدت سايارا حزينة وهي تتذكر‬
‫جوليوس بايك الذي تحبه كثيراء سألت‪« :‬سهتلريني‬
‫‪١‬‏‬ ‫المفتاح» من فضلك؟ أحب أن أراه»‪.‬‬
‫أدخل سبتيموس يده داخل سترته وأخرج مفتاح الكيمياء من‬
‫حول عنقه‪ .‬وضع القرص الذهبي الثقيل فيراحة يده حتى تستطيع‬
‫سايارا رؤيته‪ .‬يرتاحلألاً فيضوء الشمسء وكان رأسه الضخم‬
‫المميز مزيئًابالرمزالكيميائي للشمس ‪ -‬والذهب ‪ -‬وهونقطة في‬
‫مركز الدائرة‪.‬‬
‫قالت سايارا‪« :‬إنه جميل»‪.‬‬
‫قالسبتيموس وهويعيد المفتاح حول عنقه متسائلا‪ :‬انعم إنه‬
‫جميل‪ .‬إذن‪ ...‬ماالذي تريدين أن أفعل؟»‪.‬‬
‫‪« -‬تعال معي وسأشرح لك‪ .‬تنينك ‪ -‬لافظ اللهب ‪ -‬سينام حتى‬
‫نعود)‪.‬‬

‫أعطى سبتيموس أنف لافظ اللهب ربتة توديع» ثم قفز نازلا‬


‫خلف سايارا على الشاطئ وتبعها داخل الكثبان الرملية‪.‬‬
‫كان خوفه على لافظ اللهب قد زال‪ .‬لكنه الآن صار يخاف على‬
‫سبتيموس مع سايارا خلال الكثبان الرملية واتجها إلى‬
‫منسى أعلى حيث الصخور العشبية‪ .‬كانلديه شعور طاغيعتمل‬
‫في تجويف بطنه وكان يعرف السبب‪ .‬لمتكن حقيقة أنهيسّاقإلى‬
‫خطر مجهول؛ فذلك شيء يستطيع التعامل معه؛ لكن ماوجد‬
‫التعامل معه أصعب هو حقيقة أنهلميعد يعرف الزمن الذي هو‬
‫فنه‪.‬‬
‫‪962‬‬ ‫حجاب الذهن‬

‫اتخذت سايارا خطوات سريعة فوق الصخور العشبية متجهة‬


‫نحو التل العالي الذي يرتفع في مركز الجزيرة‪ .‬كان على سبتيموس‬

‫أن يهرول ليسايرها‪ .‬وعند سفح التل كان هناك ممر أكثر تحديداء‬
‫والذي التف صاعدًا خلال الصخور المتناثرة‪ .‬كان عرضه يسع‬
‫شخصًا واحدًا فقط‪ .‬وتقدمت سايارا متقافزة على الممر بسهولة‬
‫عنزة جبلية خبيرة‪ .‬تبعها سبتيموس ببطء أكبر‪.‬‬

‫على أمل أن يرى لافظ اللهب‪ .‬لكن الكثبان الرملية كانت تخفى‬
‫التنين بالفعل‪ .‬التقط أنفاسه ثم واصل السير نحو سايارا التي كانت‬
‫جالسة فى انتظاره‪ .‬مستندة على صخرة» وقد سكنت هى نفسها‬

‫ماثللصخرة‪.‬‬
‫انتقضر ستيموسن” فى السير نظء محاولا أن يستكعف ما‬
‫حوله‪ ..‬ترى هل سايارا فيزمنهأمأنههوفيزمنها؟ تساءل عما إذا‬
‫كانت سايارا روحًا؛ لكنها لاتبدو مثل إحداهاء وفى الحقيقة بدت‬
‫تمامًا على الهيئة التي كانيتوقع أن يكون عليها أي أحد حوصر‬
‫وممزقة الملايس‪.‬‬ ‫على جزيرة» نحيفة ومسفوعة بالشمسء‬

‫حين اقترب سبتيموس أعادت سايارا شعرها البنى الداكن‬


‫الأشعث للوراء خلف أذنيها وابتسمت له‪ .‬حسبما رأىء تمامًا مثلما‬
‫قدتفعل فتاة حقيقية‪ .‬عندقدميها تدفق نبع منبين بعض الصخور‬
‫بفورة قلق‬ ‫س‬ ‫سبتيمو‬ ‫وأصيب‬ ‫بالطحالب»‬ ‫المكسوة‬ ‫المستوية‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪2‬‬
‫مفاجئة» كان هذا هو النبع ذاته الذي طالما تخيله بوضوح أثناء‬
‫طيرانه فوق الجزر‪ .‬سحبت سايارا كويًا مقصوفًا من الصفيح من‬
‫بين الصخور وجعلت الماء يتدفق داخله؛ قدمته لسبتيموس وهو‬
‫عخالسن على الصكزة إلى خوارها قر الماءاف بجارعة و اجدة»‬
‫لاقىنذكىية‬
‫النااء'الد‬ ‫كا مدلتكا ومذاقه افق جالةمرهمنذلذة‬
‫المعدنية الذي يخرج منقزم الماء‪.‬‬
‫بعد ثلاثة أكواب من الماء شعر سبتيموس أن عقله صار أكثر‬
‫صفاءً بكثير‪ .‬قال‪« :‬حين ناديتنى» كنت تجلسين هنا»)‪.‬‬
‫أومأت سايارا‪# :‬بالفعل كنت أجلس هنا‪ .‬هذا هو مكاني‬
‫المفضل على الجزيرة كلها‪ .‬في ذلكالصباح نظرت فرأيت تنينك‬
‫وعرفت أنه أن ‪١‬ت‏ وعرفك] أنه ذا كنت أنخه فلعللكتنا زلك محففظا‬
‫بالمفتاح»‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬ولكن كيف عرفت أنه أنا؟»‪.‬‬
‫بدت سايارا متفاجئة» قالت‪« :‬كل المتدربين يعرف أحدهم‬
‫الآخر»‪ .‬نظرت إلى شريطي المتدرب الأولء اللذين بعد دمار‬
‫ينن‪:‬‬
‫عديدي‬
‫مدا ج‬
‫ايعو‬
‫للم‬
‫وهب‪.‬‬
‫العاصفة» وعمليات ذيل لافظ الل‬
‫هذا بعد لكنه سيفعل‪ .‬إنه‬ ‫مك‬
‫عسللم‬
‫يليو‬
‫اأنا مندهشة لأنجو‬
‫»‪.‬‬‫؟يس‬
‫كأوَل‬
‫لمّاء‬
‫ذيد ح‬
‫كم ج‬
‫معل‬
‫لميجبها سبتيموس؛ إذ لميستطع تحمل فكرة احتمال أن يكون‬
‫قد عاد إلى زمن سايارا‪ .‬قصفازعدًا وهو يتوق بشدة لأن‬
‫‪172‬‬ ‫حجاب الذهن‬

‫يلمح جيناوبيتل»قائلًالنفسهإنهلو استطاع رؤيتهما فسيكون كل‬


‫شيء على مايرام‪ .‬لكن لم يكن هناك أثرلهماء وغمره إحساس‬
‫ن‬
‫زىمفي‬
‫لدجعزلىيرة» وقد حوصر مرة أخر‬
‫مقيت بأنه واحي‬
‫مختلف‪.‬‬

‫كانت سايارا تحملق نحو البحر باستمتاع غير مدركة للحالة‬


‫الشبية بالرعي الى‪:‬يذا علبها سمو ‪:‬عميمة‪« :‬أنالآأتعيب‬
‫مطلقًا منهذاء قديصيبني التعب من أي شيء آخر إلاهذا»‪.‬‬
‫نظر سبتيموس إلى المشهد الذي يمتد أسفل منه‪ .‬كانت أربع‬
‫صغيرة خضراء مرقطة بصخور رمادية تحدها أشرطة بيضاء‬ ‫جزر‬

‫رقيقة منالشواطئ قد تراصت بغير انتظام وسط االبحر المتلألئ‬


‫ذي اللونين الأزرق والأخضر‪ .‬كان يعرف من رحلته الجوية أن‬
‫لتمنل؛‬
‫لنجعلاىنب الاآخر‬
‫اريي‬
‫هناك جزيرتين صغيرتين أخ‬
‫لتشكل جميعها سبع جزر‪ .‬كانت رائعة على نحو أخاذ؛ غيرأن كل‬
‫ماأمكنه التفكير فيههو‪ :‬أي زمن هذا؟‬
‫وقفت ساياراء وظللت عينيها ونظرت نحو ضوء صخرة القطة‬
‫وقالت‪« :‬هذا الصباح أخذوا الضوء؛ لذا فقد جئت إليك‪ .‬إنها‬
‫بداية»)‪.‬‬

‫التييحتمل أن يكون قدعادفيهاإلى زمن سايارا‪ .‬أكانت قبل أم‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪272‬‬
‫بعدأن ذهبت جينا وبيتل للصيد؟ وهل هما في هذا الزمن معه‬
‫أملا؟ كلما فكرفي الأمر دار رأسه‪.‬‬
‫قال‪« :‬سايارا»‪..‬‬
‫(إيه؟»)‬

‫»‪.‬‬
‫؟إلى‬
‫ائت‬
‫ن ج‬
‫هكيف‬
‫‪«-‬‬
‫‪« -‬على ظهر درفيل»‪.‬‬

‫‪« -‬على ظهر درفيل؟‪.12‬‬

‫‪« -‬إنها قصة طويلة‪ .‬دعنى أسدي لك نصيحة ياسبتيموس؛ إذا‬


‫أصابك النصّب منالرحلة؛ فاهرب حينما تستطيع»‪.‬‬
‫رد سبتيموس بهدوء‪« :‬نعم» أعرف‪ .‬وهذا مافعلته)‪.‬‬
‫؟)‪.‬‬
‫كعلت‬
‫لف‬‫ذ«هل‬
‫‪-‬‬
‫ةة»‪.‬‬
‫يًالقص‬
‫وأيض‬
‫طها‬
‫رادلهآوخر‪« :‬إن‬
‫نظرت سايارا نحو سبتيموس بشيء جديد من الاحترام؛ فهذا‬
‫المتدرب الشاب يملك ما هو أكثر مما كانت تظن‪ .‬وضعت يدها‬
‫في جيب داخل سترتها المهترئة وأخرجت كتابًا صغيرًا ملطخًا‬
‫بالمياه‪ .‬كان الغلاف مصنوعًا من نسيج أزرق باهت وكان مزينئًا‬
‫بعلامات ورموز مرسومة باليد» لم يعرف سبتيمومن معظمها‪.‬‬
‫وبحروف ذهبية كبيرة على الغلاف الأمامي كتب‪:‬‬
‫‪37/3‬‬ ‫حجاب الذهن‬

‫كتاب سايارا الحورية‬


‫موجه إلى‪:‬تعوليوس ايك‬
‫'‬ ‫الساحر الأعظم‪ .‬الجزر‬
‫قالت سايارا‪" :‬كان هذا سجل إحدى السفن‪,‬ء لقد وجدته مبتلا‬
‫على الشاطئ‪ .‬لقد صار رفيقي الحقيقي الوحيد على هذه الجزيرة»‬
‫وفيهكتبت قصتي لكي أتمكن منتذكر من أكون» ومن كنت‪ .‬إنه‬
‫يشرح كل شيء؛ خذه من فضلك وأعطه لجوليوس حين تعود‪.‬‬
‫لقد كتبته منأجله أيضًا‪.‬‬
‫نظي سعمودى فى الأستهاء المكتوية تخلى الكلافت وشال‪:‬‬
‫ين سايارا أمالحورية؟»‬ ‫د‪.‬عهل‬‫تذن‪.‬‬
‫(إ‬
‫‪« -‬هنا في الخارجء أنا سايارا»‪.‬‬
‫جي؟‪.2‬‬
‫را ف‬
‫خ‪:‬ا«هن‬
‫لوس‬
‫اتيم‬
‫سأل سب‬
‫قالت سايارا‪« :‬اقرأه» وستفهم‪ .‬فيما بعد؛ ثم أضافت حين بدأ‬
‫سبتيموس في رفع الغلاف الهش‪« :‬والآن يجب أن نذهب»‪.‬‬
‫اتسع الممر بعدالنبع ومشى سبتيموس بجانب سايارا فياتجاه‬
‫قمة التل الشجرية‪ .‬وحين اقتربا من القمة التفتت سايارا لهوقالت‪:‬‬
‫«ما أطلب منك فعله ليس من أجلىء إنهمن أجل القلعة‪ .‬وأعتقد‬
‫أنك إذا عرفت ماهوفستصر على القيامبه بأي طريقة» نظرت إلى‬
‫سبتيموس وقد أغمضت عيناها نصف إغماضة بفعل الشمس‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪412‬‬
‫الساطعة من خلفه والتي أضفت على شعره هالة ذهبية غامضة»‬
‫ابتسمت وقالت‪« :‬نعمء أنا واثقة أنك ستفعل»‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬حسئًاء ما دمت واثقة كلهذه الثقة» فلماذا لا‬
‫تخبرينني؟‪.12‬‬
‫‪١ -‬لا‏أستطيع»‪.‬‬
‫بدأسبتيموس يشعر بالانزعاج» قال‪« :‬ولملا؟إذا كنت تريدينني‬
‫أن أفعل ذلك الشىء الخطيرء فأظن أن أقل ما يمكنك فعله هو‬
‫إخباري ماهووألاتتلاعبي بي»‪.‬‬
‫‪-‬لأني لو أخبرتك؛ فستعرف‪ .‬وإذا عرفت فستعرف‬ ‫«‬
‫الحورية‪.)...‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬الحورية؟»‪ .‬نظر نحو الاسم على الغلاف‪:‬‬
‫الحورية‪ ...‬الاسم الذي بعد اسم سايارا‪ .‬الحورية‪ ...‬الاسم الذي‬
‫استبدل باسم سايارا‪ .‬سرت رعشة باردة في أوصاله؛ بدأ يداخله‬
‫إحساس سيئ بشأن الجزيرة‪ .‬خفض سبتيموس صوته‪« :‬إذا كنت‬
‫تلساتطيعين إخباري بماسأقوم به»إذنعلى الأقل يجب أن أعرف‬
‫ماالذي أنابصدد التعامل معه‪ .‬من هي‪ ..‬أو ماهى‪ ..‬الحورية؟»‪.‬‬
‫كانا الآن قد وصلا إلى حافة الأشجار عندقمة التل» قالت‬
‫ايازا‪# :‬حيتا جداء ولكن قبل أن احبرلة عن الخورية‪ :‬بحت أن‬
‫أعرف شيئًا واحدًا‪ :‬هليمكنك أن تصنع حجاب الذهن؟ إذا كنت‬
‫تلساتطيع؛ فصدقنيء من الأفضل ألاتعرف الآن»‪.‬‬
‫‪577‬‬ ‫حجاب الذهن‬

‫لكن سبتيموس كانيمكنه بالفعل أن يصنعحجاب الذهن‪.‬‬


‫تذكر جيدًا اليوم الذي علمته فيه مارشا‪.‬‬
‫نون اللججكله الىترج ادهاوودترئيي الجتة الهركية انبحي‬
‫اليوم منححى سرياليًا‪ .‬كل شيء قالهأو فعلهكانت مارشا قد تنبأت‬
‫يف لفنأفيت حذلة يدل بن أجابت عن الأسئلة التي لميسألهاء‬
‫تهاب كان على وشك الذهاب للبحث عنه‪ .‬وقامت‬ ‫كل‬ ‫بءت‬‫جا‬
‫بحيل صغيرة أخرى لا حصر لها‪ .‬وبنهاية فترة الصباح شعر‬
‫سبتيموس أنه على وشك الجنون‪ ..‬فكيف عرفت مارشا ما كان‬
‫يفكر فيه وما كان ينوي عمله؟‬
‫أضوت نارة) حنها علق اذ اكتارلة عزاتهنا معاديدلحن أن‬
‫ينزل سبتيموس إلى مقصف برج السحرة كما كان يفعل عادةً‪.‬‬
‫ي»‬ ‫ت‬‫مف‬ ‫صعام‬
‫جلس سبتيموس في المطبخ الصغير وتناول الط‬
‫رافضًا أينُجر إلى الحديث‪ .‬كان يركز بقوة في كل شيء على‬
‫المائدة» وركز كليًّا على كل مضغة من طاجن الخضار باللحم‬
‫الطازج الجيد نوعًا الخاص يبرج السحرة الذي كان قد أرسل‬
‫لمارشا‪ .‬وحين رأى مارشا تنظر إليهبابتسامة استمتاع خفيفة لم‬
‫ينظر بعيدًا؛ بلحاول أن يضع حجابًا عقليًابينعينيه وعينيها دون‬
‫‪ -‬فطيرة‬ ‫لنوى‬
‫حم‬‫لاء‬
‫انته‬
‫أن يفكر إلافي أشياء عادية‪ .‬ومع الا‬
‫‪-‬انت مارشا مبتهجة‪.‬‬
‫شوكولاتة برج السحرة ذات الرغاوي ك‬
‫وضعت ملعقتها وصفقت بيديها؛ قالت حينها‪« :‬عمل رائع‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪673‬‬
‫ياسبتيموس‪ .‬لقد استخدمت كل قوى القراءة التى أملكهاء وأنت‬
‫تع ف ماكودع عله عسي بلعرقي كنت تحجيان‪ ,‬يد‬
‫حِدًا!لقدأتقدت المرحلة الأول من حب الذهن‪,‬وحدك تمّامًا‪:‬‬
‫سنقضى فترة ما بعد الظهيرة فى المرحلة الثانية؛ وهى جعل‬
‫حجابك الذهني لا يمكن كشفه‪ .‬إذا نجحت في ذسلنكقوم‬
‫الأفكار الخادعة‪,‬‬ ‫خدام‬
‫لك‬‫ست‬
‫ااح‬
‫بسم‬
‫بالمرحلة الثالثة؛ وهي ال‬
‫التى ستجعل لك اليد العليا داتمًا»‪ ..‬ابتسمت وتابعت‪« :‬عندئذ‬
‫بعكو وكا خداى مخلوق عطقل ارساع ارماك ذلك اناف‬
‫حارك كرةهارع الطهيرة على‪:‬ماتزافبوكاك ميري ند‬
‫وصل للمرحلة الثالثة» رغم أنهفيبعض الأحيان تسببت أفكاره‬
‫حارلة الثانية» وهو ما قالت عنه مارشا إنه‬ ‫رنهي‬‫لةمفى ا‬
‫اادع‬
‫الخ‬
‫مشكلة دائمةبالنسبةلمبتدئ» لكنها ستتحسن بالممارسة‪:‬‬
‫ابتسم سبتيموس‪« :‬نعم» يمكنني أن أعمل حجابًا ذهيًا»‪.‬‬
‫قالت سايارا‪« :‬جيد») ومثل حيوان يغوص داخل جحره؛» غاصت‬
‫داخل الأشجار واختفت‪ .‬تبعها سبتيموس ووجد نفسه مصابًا‬
‫بعمى لحظي بسبب الظلال بعد أن كان في ضوء الشمس المشرق‪.‬‬
‫انطلق خلف سايارا بشيء من الصعوبة‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫الأشجار الصغيرة كانت معرضة لعصف الريح وكانت واهنة فإنها‬
‫وكانت تغطيها أوراق لبية صلبة‬ ‫بو»‪.‬‬
‫رنح‬
‫الى‬
‫قو ع‬
‫تتنم‬
‫منت‬
‫كا‬
‫صغيرة» علقت به وقطعت عليه الطريق وهو يندفع خلالها‪.‬‬
‫‪7723‬‬ ‫حجاب الذهن‬

‫كانت الأشجار تنمو فى أشكال لولبية ملتوية؛ وكانت تمضى فى‬


‫التجاهانة غير متوقعةكنا لوانها تحمد رجه أرماة أماسابازا‬
‫فقد عرجت خلالها بسرعة وقد سقطت الظلال المرقطة على‬
‫سترتها الخضراء الرئة‪ .‬بدت لسبتيموس مثل غزال أحراش صغير»‬
‫يقفز هناويثب هناك وهي تتبع مسارًا لايعرفه غيرها‪.‬‬
‫توقفت سايارا عند الحافة البعيدة للأيكة وانتظرت سبتيموس‬
‫ليلحق بها‪ .‬وبينما كانت تقف مظللة بضوء الشمس الساطع لاحظ‬
‫كانت سترتها‬ ‫يىها‪.‬‬
‫له‬‫عتى‬
‫سبتيموس مدى النحافة الشديدة ال‬
‫الرئة متدلية منها مثل خرقة غلن عبال مآتة» وكان رسغاها‬
‫اف المهلهلة مثل‬ ‫رمن‬ ‫طرت‬
‫أد ظه‬
‫لن ق‬
‫احيفا‬
‫وكاحلاها البنيّان الن‬
‫عصى معقودة‪ ..‬ذكرته بفتيان جيش الشباب الذين لايأكلون‪ ..‬كان‬
‫هناكدائمًاواحد أو اثنانمنهمفيكلفرقة؛ وكيانسواتلمارون‬
‫طويلا على الإطلاق‪ .‬تساءل‪ :‬كيف كان شكل حياة سايارا على‬
‫هاذلهجزيرة؟‬
‫انضم سبتيموس لسايارا عند حافة الأشجار كان أمامهما في‬
‫ضوء الشمس الساطع قمة جرف صخري عريض مفتوح يبرز في‬
‫اتجاه البحر مثل مقدمة السفينة» امتدت وراءه بانوراما رائعة للبحرء‬
‫لايقطعها سوى برج دائري رابض ذي حلقة من النوافذ الصغيرة‬
‫عند أعلى قمته‪ .‬رفعت سايارا ذراعها لتمنع سبتيموس من الخطو‬
‫خارج غطاء الأشجار‪ .‬أشارت نحو البرج وهمست‪« :‬هذا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪83‬‬
‫هو المرصد‪ .‬إنه محل سكن الحورية»‪ ..‬توقفت سايارا عن الكلام»‬
‫وأخذت نفَسًا عميقًا وقالت‪« :‬الحورية هي روح مستحوذة» وقد‬
‫استحوذت عليّ»)‪.‬‬
‫على الفور فهم سبتيموس غلاف الكتاب‪ .‬وبإحساس بالذنب‬
‫شعر بموجة سعادة تندفع بداخله‪ ..‬إنه لا يزال في زمنه‪ .‬تذكر‬
‫كلمات من كتاب دان فورست «علاجات أساسية» عن الاستحواذ‪:‬‬
‫«العلنمةستحوذ عليه هى البقاء لمئات عديدة من الأزمنة دون أن‬
‫يعرفها‪ .‬إنهنوعمنالخلود الذيلايرغب فيهأحد»‪.‬‬
‫ابتعد سبتيموس عن سايارا على نحو غريزي‪ ..‬كانت مارشا‬
‫تقول دائمًاإنهليسبالأمر الجيد الاقتراب من أحد قيد الاستحواذ‪.‬‬
‫بدت سايارا غاضبة» قالت‪« :‬لا بأس» لن يلحق بك شيء‪ .‬أنا‬
‫مستحوّذ علي داخل المرصد فقط؛ فكما قلتء بالخارج أناسايارا»‪.‬‬
‫سناس؟»‬
‫لصدأ م‬
‫امر‬
‫لمين ال‬
‫خل‬‫دن»‬
‫ت«إذ‬
‫‪-‬‬
‫هزت سايارا رأسها‪١ :‬حين‏ تستدعيني الحورية» يجب أن ألبي‪.‬‬
‫إلى جانب‪ »...‬تثاءبت‪« :‬آه‪ .‬معذرة‪ .‬أنامتعبة جداء لقد‪:‬ظللت‬
‫مستيقظة بالخارج بأقصى ما يمكنني» لكن المكان الوحيد الذي‬
‫خول المرصد»‪.‬‬ ‫ايهه‬‫دمف‬‫يمكن أن أنا‬
‫تذكر سبتيموس الآن شيئًالميكن كتاب علاجات أساسية لدان‬
‫فورست قد غطاه؛ شيئًا كان قد عثر عليه فى لفيفة مكرمشة فى‬
‫مؤخرة الدرج في مكتب المكتبة الهرمية» كان قد كتبها ساحر‬
‫‪9/2‬‬ ‫حجاب الذهن‬

‫استثنائي شاب تعرض للاستحواذ من روح حاقدة تسكن في كوخ‬

‫استطاع الساحر العودة إلى برج السحرة» وراح يكتب وصيته؛‬


‫وكانت في بدايتها هذه الكلمات‪« :‬مضت أربعة أيام طوال منذ‬
‫هربت بعيدًا عن المستحوذ علىٌ‪ .‬لقد اخترت ألاأعود وأعرف أنه‬
‫النومة النهائية قريبًا»‪ .‬وتبع ذلك وصف لما‬ ‫جنهة‬
‫ولاي م‬
‫لمابد‬

‫ورسالة أخيرة لمن وصفها ب«حبه الحقيقي الوحيد»؛ والتي انتهت‬


‫بعلامة طويلة بالحبر حيث سقط القلم من بين يديه حين غلبه النوم‬
‫افلنيهاية‪.‬‬
‫كان سبتيموس قأدطلع مارشا على الرسالة في حزن‪ .‬وقد‬
‫شرحت أنه لوأن شخصًا واقعًا تحت حوزة روح ساكنة راح في‬

‫النوم خارج مكان السكنء فإنه سينام إلى الأبد‪.‬‬


‫سأل سبتيموس متحيرًا‪« :‬ولكن كيف يمكن للناس أن يناموا‬
‫للأيد؟»‪.‬‬
‫قالت مارشا‪« :‬حسئاء في الحقيقة ياسبتيموسء إنهم يموتون‪.‬‬
‫بشكل عام في غضون ثلاث دقائق من نومهم»‪.‬‬
‫فكرسبتيموس أن ذلكيفسر التجويفين الداكنين اللذين تظهر‬
‫منهما عينا سايارا كمنارتين محمومتين» قال‪ :‬ياه يا ساياراء أنا‬
‫آسف جذا!)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪025‬‬
‫بدت سايارا مندهشة؛ فلم تكن تتوقع ذلك التعاطف من‬
‫سبتيموس‪ .‬وفجأة طغت عليها فداحة ماأجبرته على الموافقة على‬
‫القيام به‪ .‬تقدمت نحوه ووضعت يدها على ذراعه؛» وقد للاحظت‬
‫بامتنان أنه لم يجفل‪« :‬آسفة لأني قلت إنني سأنقذ تنينك فقط‬
‫مقابل‪ ...‬هذا‪ .‬هذا لميكن صحيحًاء إنني أعفيك من وعدك»‪.‬‬
‫اح‪« :‬ياه!»‪ ..‬كانت الأمور تبدو أفضل‬ ‫رموتسيفي‬
‫اتي‬
‫ابتسم سب‬
‫وأفضل‪ .‬لكنه عندئذ تذكر شيئًا‪« :‬لكنك قلت إننى لو عرفت ما‬
‫ْ‬ ‫الأمرء فسأصر علىالقيام بهبأيطريقة»‪.‬‬
‫‪« -‬أوقن أنك ستفعل‪ .‬فالقلعة في خطر محيق»‪.‬‬
‫‪« -‬فى خطر؟ كيف؟‪.)1‬‬
‫لسماتيجابرا‪« :‬لوأعطيتني المفتاح» سأحاول فعلمايلزم‬
‫فعله)‪.‬‬
‫رأى سبتيموس علامات العبوس محفورة بعمق على وجه‬
‫ين‪ .‬كانت يداها‬ ‫ويها‬
‫ا عين‬
‫رقلق‬
‫ض ال‬
‫خسحب‬
‫لطت‬
‫اد غ‬
‫سايارا وق‬
‫ونتر‪ .‬لوأن‬ ‫النحيفتان متعانقتين» ومفاصل أصابعها شااحلبةت م‬
‫أحدًا يحتاج إلى مساعدته لكانت هيء قال‪« :‬لا‪2‬أيّاكانهذاالأمر‪,‬‬
‫ساقوم به)‪.‬‬
‫قالت سايارا‪« :‬شكرًا لك» شكرًا لك‪ .‬سنقوم بهمعًا)‪.‬‬
‫‪85 35‬‬ ‫‪4‬‬

‫صخرة القمة‬
‫كانسبتيموس يسير نحوالمجهول معساياراء كانالفتى‬
‫الذئبي ولوسي بعيديْنِبالأسفل تحت سطح البحرغارقئن‬
‫فيا المجهول؛ كانا يتنفسان هواءً عَطنًا يحمل رائحة‬
‫الجلدء وكانت برودةٌ البحر تشل قدميهماء جلسا خلف ميار‬
‫‪١‬‬ ‫والأنبوب الأحمر ينطلق خلال الأعماق‪.٠ .‬‏ ‪/‬‬
‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫اساي‬ ‫كد‬ ‫لفق‬
‫‪0‬‬ ‫الغريس لعينيهالمتسعتّير‪:‬‬
‫‪0‬‬ ‫الشاحبية ‪2‬‬ ‫وللانعكاسات‬
‫‪0‬‬ ‫ا‪.‬‬
‫ئحرهمن‬
‫الب‬
‫رة ا‬
‫وظلم‬
‫ول‬
‫وبعيدذًامن فوقهم ‪-‬بعيدًا‬
‫جدًا حتى أنهم شعروا‬
‫بدوار عكسي غريب‪-‬‬
‫كانوا يستطيعون رؤية‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪253‬‬

‫الضوء يتحرك ببطء على سطح الماء» مثل القمر الذي يتهادى في‬
‫جمونم‪.‬‬
‫ل تنخلو‬
‫ااء‬
‫سم‬
‫قالت لوسي‪« :‬سيد ميار» سيد ميار!»‪.‬‬
‫ظهز راس ميان‪:‬الاق ختر بخافة كرضيةةالغائج »قدا لمنيت‬
‫عاينلاصهفراوان وسط الوهج الأحمر‪:‬‬
‫انعم يالوسي جرينج!‪ »2‬سبّبت لها قعقعة صوته الغريبة إحساسًا‬
‫بالقلق‪.‬‬
‫سألت لوسى‪١ :‬لماذا‏ يبدو صوتك هزلبًا؟ إنه غريب»‪.‬‬
‫أشار ميار إلىدائرة من الأسلاك حول عنقه‪« :‬هذه ما تجعله‬
‫هكذاء إنه شىء يجب على القائد ارتداؤه» مهمتها تسهيل الحديث‬
‫مع أشخاص عديدين داخل الأنبوببعدالإنقاذإذا كانتضرورية‬
‫ليكُيسمع الصوتثٌ وسط عاصفة‪ .‬ولإخبار السفن بخطر الجَزْر‬
‫الصغيرة» فإنّها أيضًا تحمل الصوت إلى الخارج؛ إن صوتي ليس‬
‫قويًا لكن بهذه يصبح كذلك» واختفى رأس ميار عائدًا خلف‬
‫كرسيه‪.‬‬
‫بة صوت ميارء هدأت لوسي قليلا‪.‬‬
‫ابب‬
‫رس‬‫غفت‬
‫والآن وقد عر‬
‫سيد ميار!)‪.‬‬

‫بدا أثر ابتسامة في صوت ميار حين تكلم‪« :‬نعم» يا لوسي‬


‫جرينج!»)‪.‬‬
‫‪382‬‬ ‫صخرة القمة‬

‫‪« -‬لماذا نحن على كلهذا البعد بالأسفل؟ إنهشيء مزعج»‪.‬‬


‫‪« -‬أريد أنأَتّبع الضوء دون أن نُرَى‪ .‬ركاب المارودر هؤلاء‬
‫أناس أشرار»‪.‬‬
‫قالت لوسي‪« :‬أعرفء لكن ألايمكننا أن نصعد قليلا فقط‬
‫بالقرب من السطح؟ لنيلاحظوناء بكل تأكيد»‪.‬‬
‫قَعْفَعَميّار‪:‬أ«أهْنماَنُ)‪.‬‬
‫حملقت لوسي خارجًاء وهي تشاهد حزمة الضوء الخارجة من‬
‫الأنبوب الأحمر وهي تسري خلال المياه نيلية اللون‪ .‬مُظهرة‬
‫لتأمعنشاب البحرية وهي تتماوج مثل الأذرع تنتظر أن‬‫ابا‬
‫غا‬
‫تسحب الناس داخل قبضتهاء ارتجفت لوسي؛ إذ كانت قد رأت‬
‫منالأذرع مايكفيليدوم معهالفترة طويلة جدَّاء وفجأة اندفعمن‬
‫وعينين‬ ‫لء‬
‫كلث‬
‫شرمث‬
‫لكبي‬
‫اقطِ‬
‫بايلنأعشاب شيءٌ ذو رأس مُرَ‬
‫ضخمتين بيضاوين» وسبح منَّجِهًا للنافذة وضربها برأسه بقوة؛‬
‫فاهتز الأنبوب الأحمر‪.‬‬
‫صرخت لوسي‪.‬‬
‫وشهق الفتى الذئبي‪١ :‬ما‏ هذا؟»‪.‬‬
‫قال ميار‪( :‬إنها السمكة البقرة‪ .‬إن مَذَاقَهَا فظيع»‪.‬‬
‫تطلعت عَيْناالسمكة البقرة الغائمتان في حزن‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪452‬‬
‫ااتتجتيك لوسن ‪#‬الاياةة إنها هقرّرة» أراهغ أن أظنانا متها تعيشن‬
‫في تلك الغابة العشبية»‪.‬‬
‫غير أن ما أحدث أثرًا حقيقيًا فيلوسي في النهاية كان رؤية‬
‫أذرع حقيقية ‪ -‬أذرع غليظة بيضاء ذات مَاضَّات وردية كبيرة ‪-‬‬
‫تخرج من غابة الأعشاب تتلوى في اتجاه الأنبوب الأحمر‪.‬‬
‫صر حت ‪.)11!!!111!11111111110!!« :‬‬
‫قَعمّع صوت ميار‪« :‬إلىالأعلى» وانطلقوا صاعدين فاولقأذرع‬
‫والأعشاب إلى المياه الأكثر تألقًا‪ .‬واصل الأنبوب الأحمرطريقةُ؛‬
‫وقد تَبِعَانيه الماوؤزقن مهار ‪ 6‬متحافظا على مساره على عمق‬
‫اسلفلضوء وقد تعلّل‪ -‬على وجه صحيح ‪-‬‬ ‫نحوعشرين قدمًاأ‬
‫شييء المتألق‬ ‫لف‬‫ايد‬
‫بأن أحدًا من طاقمها لن ينظر عن قرب شد‬
‫الذي يتبعهم‪.‬‬
‫استقرت لوسي والفتى الذئبي علىمِفَعَدَيْهِمَا وقد ارا الآنَ‬
‫محاطين بمياه خضراءَ صافية وأسماك ذات شكل أكثر لْمَدّوبدآ‬
‫يستمتعان بإحساس الطيران تحت الماء» على حد وصف الفتى‬
‫الذئبي» وهم يُنَاوِرَانَ بِينَ الصّحور ذات الرءوس المدبّبّة التي‬
‫امتدت في اتجاه الشمس لتتوقف تحت السطح مباشرة‪ .‬قدّم لهما‬
‫ميارصندوق مَؤُونَةِ يحتوي ‪ -‬لسعادة لوسي ‪ -‬علىكِيسَيْنِ من‬
‫‪583‬‬ ‫صخرة القمة‬

‫زبيب الشوكولاتة وسط عبوات من السمك المجفف وزجاجات‬


‫من المياه القديمة‪.‬‬
‫كان مذاق زبيب الشوكولاتة قريًا من مذاق السمك نوعًا ماء‬
‫لكن لوسي لم تعبأ؛ فالشوكولاتة هي الشوكولاتة‪ .‬ورغم ذلك»‬
‫غيرت رأيها حين لاحظت أن الزبيب كان عبارة عن رءوس سمك‬
‫صغير جذا‪.‬‬
‫فوق سطح الماء» على مسافة غير بعيدة جذّاء كانبيتل يصادف‬
‫كان هو وجينا يجلسان على‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫منضَّة صخريّة ضخمة تُطلُعلىمياهغايةفي العمق؛ عميقة حتى‬
‫غامقة داكنة‪ .‬جلسا‬ ‫اتء‬
‫ردةقكان‬
‫زعتا‬
‫أن خضرة المياه الشاحبة الم‬
‫يشاهدان البحر وهو يتدافع نحو الصخورء وينظران نحو الأسفل‬
‫ليريًا أعشابَ البحر على الصخور وهي تتحرك بشكل حالم مع‬
‫خنر كانًا يلمحان أسماكا تَسبَحُ‬
‫وينآحي‬
‫التيارات بالأسفلء وب‬
‫بفثُور فى الأعماق متجاهلة مايعرضه بيتل‪ .‬قالت جينا إنهمن‬
‫طلامئنر‬ ‫الواضح أن هناك أشياء ألطف كثيرًا لتأكلها باشلأسف‬
‫روسة فى الصنارة‪.‬‬
‫غمك‬
‫ملس‬
‫لا‬‫اوس‬
‫رء‬
‫كان جتانقتصيطاة قبع تجاتدانه الف‪.‬كقةوامععا ددر‬
‫الصيدء كانقدنذا كله لشي رشان صيادًا خبيراء لكنه الآن‬
‫أدرك أنهربما يكون في الأمرأكثرمماكان يظن؛ فرفع خيط الصيد‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪652‬‬
‫قال‪« :‬ربما ينبغي لناأن نعود إلى سب ونرى كيف حال لافظ‬
‫اللهب»‪.‬‬

‫أسرعت جيتا بالموافقةكلل جا الصيدةاكطامالخورروك‬


‫سارا فوق المنصة الصخرية ‪5‬ثم هبطا على شاطئ مغطى‬
‫بالصخورء ثم سلكا طريقهما فوقق الحصّىحتى المجموعة البارزة‬
‫التالية من الصخور‪ .‬كان المد ينحسر كاشفا عن صف طويل من‬
‫الصخور التى امتدت إلى البحر فى قوس خفيف‪ ,‬وكأن عملانًا‬
‫ألقى ‪ 02002‬اللآلىئ السو دام امود في إهمال‪ .‬انتهى الصف‬
‫بصخرة عالية تشبهالعمود والتي لاحظت جينا أنهاهي التي كانت‬
‫قدرأتها منشاطئهمًا وأطلقت عليها صخرة القمّة‪.‬‬
‫هذه الصخور تشبهأحجار الدّرّج»يمكننا‬ ‫بنظيرتيال!‬
‫قالت‪« :‬ا‬
‫أن نجري فوقها حتى صخرة القمة» قديمكننا أيضًاأن نتَسَلَمَها‬
‫حتى ونلوّحلسب» سيكون هذاممتعًاة‪.‬‬
‫لمتكن هذه تحديدًا فكرة بيتلعن المتعة» لكنه لميمانع؟ فإذا‬
‫كانت جينا تريد أن تفعل ذلك إذن سيكون سعيدًا أن يفعله هو‬
‫كذلكء انزلقت جينا على الصخرة الأولى‪.‬‬
‫ضحكت‪« :‬هذا رائع» هيايابيتل» أراك هناك!)»‪.‬‬
‫رنة لأخرى» وكانت‬ ‫خم‬
‫صزة‬
‫تابعبيتل جينا وهي تنطلق» قاف‬
‫قدماها الحافيتان تهبطان بثقة على الصخور الزَّلِقَةَ المغطاة‬
‫‪783‬‬ ‫صخرة القمة‬

‫بالطحالب البحرية» وبقليل منالثقة فينفسه‪ .‬بدأ يتبعهاء وهو‬


‫لدحمذنرء وفي الوقت الذي‬
‫لأخرى بمازي‬ ‫رة‬
‫صطوخمن‬
‫يخ‬
‫وصل فيهإلىسفح صخرةالقمة»كانتجينا قد اعتلتهابالفعل‪.‬‬
‫قالت‪« :‬هيا اصحوعا يها الأمرميل عناه انظر» هناك درج)‪.‬‬

‫كانهناك بالفعل مواطئ لأقداممقطوعة داخل الصخرة؛ وجرس‬

‫خديدي كم يعلرهه الصدأ مدُقُوق في جانبها‪.‬‬


‫يكل عراسي الأقدام وانضم لجينا على القمة‪ .‬كانت‬ ‫“ل‬
‫‪02‬‬
‫مُحمقَة حسبما رأى» فقدكانالأمرممتعاء ليست تمامًابقدرمتعة‬
‫دورة الصَّفير المزدوج في الأنفاق الجليديّة» لكنها تأتي قريبةجدًا‬
‫منها فيالمركز الثاني‪ .‬لقد أحب الجلوس على مسافة بعيدة فوق‬
‫وفيا إلىسباح طبور‬ ‫المياه»مب مجست*يعرا الخويم اباردني عر‬

‫النورسء وإلى حَرير الأمواج الرقيقة بالأسفل» وقد أحب على‬


‫وجه الخصوص الجلوس هناك معجينا‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬انظرء هناك يقع خليجناء لكني لاأستطيع رؤية‬
‫سب في أي مكان»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬ربمايكونمعلافظ اللّهب»‪.‬‬
‫لافظ لهب يتين كانت‬ ‫ونن‬
‫كأ‬‫يمنى‬
‫قالت جينا‪« :‬امممء أت‬
‫رائحته مقرّرّة هذا الصباح» أليس كذلك؟ أعني أشد تقرُّرًا من‬
‫المعتاد)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫ْ‪82‬‬
‫قبايلتل‪« :‬نعم» لكني لم أقلشيئَاء أنت تعرفين مدى حسّاسِيّة‬
‫سب من أشياء كهذه»‪.‬‬
‫‪« -‬أعرف‪ .‬المكان جميل هناء أليس كذلك؟ حين يتحسن‬
‫لافظ اللهب يجب أن نحضر سب إلى هناء إنه مذهل»‪.‬‬
‫حملقت جينافيماحولهاناظرةإلىكلشيء؛ كانت مندهشة‬
‫من مدى ضيق الجزيرة‪ .‬لم يكن هناك سوى شريط من‬
‫اليابسة تتناثارعللصيهخورء يفصل ما اعتّبّرته خليجَهم عن‬
‫الساحل على الجانب الآخر من الجزيرة» نظرت إلى التل‬
‫الوحيد الذيلاثانيلهءوالذي يرتفعمنخلفهما‪ .‬كانهو‬
‫الآخر تتناثر عليهالصخور وتشكلت قمَّتُهُمنأيْكةصغيرة‬
‫منالأشجار المُلتَمّةالتيتصدةالرياح‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬نعم‪ ,‬إنه مميز للغاية»‪ .‬جلسا لفترة يستمعان إلى‬
‫ويتابعان البحر‬ ‫رء‬
‫خحين‬
‫آين‬
‫وي ب‬
‫صيحات طيور النورس التيتأت‬
‫المتلألىئ» إلى أن قال بيتل فجأة‪« :‬هناك قارب!»‪.‬‬
‫قفزت جيناواقفة‪« :‬أين؟‪.2‬‬
‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لس‬ ‫واس‬ ‫اوه‬

‫القارب‪.‬‬ ‫ان بلك راط علجضرريد ‪0‬‬


‫‪983‬‬ ‫صخرة القمة‬

‫قال وهو يشير إلىقارب صيد صغير ذي أشرعة حمراء‪( :‬صار‬


‫للتوّفي مرمّى البصر عند الطرف الشمالي للجزيرة»‪.‬‬
‫قالتجيناوهيتبعدعينيها‪«:‬إن مهتألّقللغايّة»لا أكادأستطيع‬
‫أن أنظر إليه»‪.‬‬
‫قال بيتل فجأة‪« :‬لا تنظري إليه؛ إنه برّاق للغاية» أَظنٌ ياه‪!...‬‬
‫كم هوغريب‪ ...‬أظن أنهم يسحبون مصباحًا هائل الحجم!»‪.‬‬

‫وسط نسيم الصباح الرقيق» كانت المارودر تتقدم ببطء نحو‬


‫وجِهَتهًا‪ .‬كان الرّبَان فراي قدأبحر شمالي الجزيرة ليوفر طريقًا‬
‫أكثرأماناوكيافيهبعص الصنتخور الخطرة غيرأن الرياعهدأت‬
‫واستغرق الأمر وقنًاأطول كثيرًا مماتوقع» لكن الآن أصبحت‬
‫ر‪.‬‬ ‫صرمى‬
‫بي م‬
‫لم ف‬
‫اهته‬
‫وج‬
‫صاح جاكي‪٠ :‬كن‏ متها إننانقترب من الصخور المَتَواريّة!»‪.‬‬
‫كانت الصخور المُتَوَارِيَة هميسلسلة من الصخور المدبّبّة تتناثر‬
‫حول صبكرة القمةوتقعتحت'سطح الماءمباغتزة‪:‬‬
‫جلس جاكى على عارضة مقدمة القارب ينظر للأسفل داخل‬
‫الناه] لدمتزاء السافة كانعيذ داهن العائز بالخنوظ الخريب‬
‫الذي يهتز بعيدًا من خلفهمء وأبعد ما يمكن عن أبيه‬
‫والأخوين كروء الذين شعروا أنهم مهددون أكثر وهم‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪002‬‬

‫مختفون وراءنظاراتهم الدّاكنة‪ .‬لميكن أحد قد اهتم بأن يعطي‬


‫جاكي أي نظاراتء لذا فقد قضى الرحلة كلها ينظر بعيدًا عن‬
‫الضوء‪ .‬وقد جعل عينيه نصف مغمضتين‪ .‬حملق فيالمياه وقد‬
‫أدهسّهُ مدى صفائهاء وكيف أنه استطاع أن يرى كل المسافة حتى‬
‫قاع البحرء لم يكن هناك الكثير ليرا لا شيء سوى الرمال‬
‫المستوية» وأسراب السمك المُسرعة التي تمر عرضًا و‪ ..‬آه‪ .‬ماذا‬
‫كان ذلك؟ أطلق جاكي صرخة‪.‬‬
‫صاح الربان مفترضًا أن جاكي رأى صخرة‪: :‬إلى المَئِسَرة أم‬
‫الْمَيْمَنة؟)‪.‬‬
‫)‪.‬‬
‫!نها‬
‫ةيا إ‬
‫ماكء‬
‫خلا ذ‬
‫ضهذا و‬
‫‪« -‬لا‬
‫جاهد الربان فراي ليتجنب إظهار الرعب في صوته‪« :‬أين أَيّهَا‬
‫‪١‬‏‬ ‫‪ 6‬أين هي؟)‪.‬‬
‫الأحمق‬

‫شاهد جاكي جسمًا طويلًاذا لونأحمرٌداكنيصعد من‬


‫الأعماق‪ .‬لميكن قدرأى سمكة بهذا الحجم منقبل قطء أو بهذا‬
‫الشكلء تحرك الشكل بسلاسة تحت القارب فى اتّجاه الضوء‬
‫ونظر جاكي بعيدّاء صاح‪« :‬لقد ذهب أظن أنه كانحونًا!»‪.‬‬
‫صرخ الربان فراي‪« :‬فتى أحمقء ليس هناك حيتان في هذه‬
‫المنطقة»)‪.‬‬
‫يوف‪.‬‬
‫حكر‬
‫ّمن‬
‫نحة‬
‫ل صي‬
‫ااءت‬
‫وفجأة ج‬
‫‪103‬‬ ‫صخرة القمة‬

‫دمفنه ‪-‬‬
‫هًّا‬
‫ذي صار قريبًا جد‬
‫اايل ‪-‬‬
‫«ماذا؟» كان الربان فر‬
‫مضطريًا‪.‬‬
‫«هناك المزيد من الأطفال الصغار!»‪.‬‬
‫«أين؟)‪.‬‬

‫«فوق صخرة القمةياربان! حيث تريد أن تضع الضوء»‪.‬‬


‫قعقع الربان فراي‪« :‬أنا أعرف تمام المعرفة أين أريد أن أضع‬
‫الضوءء لك الشكر يا سيد كرو» وسأضعه هناك قريئًا جدَّاء فى‬
‫وجود أطفال أو في عدم وجودهم»‪.‬‬

‫قال كرو النحيف‪« :‬بدون أطفال أفضلء هل تريدنى أن‬


‫‪3‬‬
‫ازيحهم؟‪.1‬‬

‫صاح جاكي‪ :‬اصخرة مُتواريةٌ!)‪.‬‬


‫جذب الربان فراي ذراعالمِقْوَدِبعنفٍ وصرخ‪« :‬أين؟مَبْسَرةأم‬
‫مَيْمَنةَ يا فتى؟)‪.‬‬

‫صاح جاكى‪« :‬إلى المَيْمَنَة)‪.‬‬


‫رم‬ ‫سالظارار‬

‫‪000000‬‬ ‫اود‬ ‫و‬

‫ظن أن مَن على رأس الصخرة تشبه لوسي‪ ,‬رغم أنهلميدرك كيف‬

‫يمكن ذلكء‪ ,‬لكن إذا كانت لوسىء فقد كان يأمل أن تبتعد عن‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪293‬‬

‫المكان سريعًاء وفى الحقيقة» كان يأمل أيّا منكانت أن تبتعد عن‬
‫المكان بسرعة شديدة‪.‬‬
‫ومن خلال صرخات مُنضبطة بعنايّة‪« :‬صخرة مُتواريةٌ مَئِسَرَة)‬
‫و‪١‬صخرة‏ متوارية مَيْمَنَة‪ 2‬تأكد جاكي فراي أن ‪02595‬‬
‫خارج خط رؤية صخرة القمة على أمل أن لوسي جرينج ‪ -‬إذا‬
‫كانت هي ‪ -‬يتاح لهاالوقت للاختفاء‪.‬‬
‫وفي ظل حماس الربان فراي لقرب الوصول لوجهتهم» نسى‬
‫شيئًا يعرفه كل البحارة؛ وهو أن الصوت ينتقل عاليًا وواضحًا عبر‬
‫المياه» فقد سمع بيتل وجينا كل كلمة على المارودرء ولم يكونا‬
‫ينويان البقاء حتى تتم «إزاحتهما»‪ .‬نزلا من صخرة القمة بسرعة‬
‫واتخذا طريقهما عائدين فوق الصخور الحجرية الدرجية إلى‬
‫الشاطئ» وبمجرد أن صارا على الأحجار جرياء وهما يراوغان‬
‫بحنًاعن غطاءء تجَاةَمُنرَلَقَمن الكثبانالرمليةأسفلَالتلالشجري‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي عادت فيهالمارودر لمجال الرؤية كانت صخرة‬
‫أرخةرى‪.‬‬
‫القمة خاوية م‬
‫ليا بأنفسهما داخلّ رمال الكثبان الناعمة والتقطا أنفاسَهما‪.‬‬
‫ث‪« :‬لايمكنهم رؤيتنا هنا»‪.‬‬ ‫هوهو‬ ‫لتل‬
‫يل بي‬
‫قا‬
‫قالت جينا‪« :‬لاء إنى أتساءل ماذا يفعلون؟)‪.‬‬
‫اليسشيئًا يداه هذامؤكد)‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫صخرة القمة‬
‫قالت جينا‪« :‬هذا القارب القادم إلى هناء إنه فظيع» إنه يسبب‬
‫شيعو أنهي كانه بدت عن الكلمات‪:‬‬
‫أكمل بيتل‪« :‬كأننا نتعرّض للغزو»‪.‬‬
‫«بالضبط» أتمنى لروحلوا بعيدًا»‪.‬‬
‫كان بيتل يأمل ذلك أيضًا‪.‬‬
‫تابعا وصول المارودر‪ .‬كان القارب عبارة عن جسم داكن‬
‫عريض وسط المياه الزرقاء المُتلألئّة‪ .‬انتفحَ شْرَاعَاه المثلثان‬
‫ية قائمة وصاري‬ ‫اهوفي‬ ‫زرج‬‫رُويدّاء وكان صَارِيهٌ الأساسي خا‬
‫الإيقاف الصغير خارجًا عندالمؤخرة على عارضة مثل ذيل سميك‬
‫قصيرء ويتبعه من الخلف كرة ضوء هائلة» والتيتنافست مع‬
‫فتسة‪.‬‬
‫اسب‬
‫ئر؛نوك‬
‫معص‬
‫اسلال‬
‫شم‬
‫نجحت المارودر أخيرًا في الوصول إلى صخرة القمة» والتي‬
‫قامت مثل مع داكن» وقد صارت أكثر ارتفاعًا من أي وقت‬
‫مض بيج المدالفسحي‪ :‬شاهدت جينا وبيتل شخصًا بديئا‬
‫يتسلق منصة الرسو ويربط القارب في الحلقة الحديدية‪ .‬بعد ذلك‬
‫استدارت المارودر خلف الصخرة حتى أنهما لميعودا يريان سوى‬
‫عارضة المقدمة والصاري الأمامي وهما يبرزان من أحد الجنبين‬
‫وبريق الضوء من الجانب الآخر‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪402‬‬

‫وعلى مدى الساعة التالية» تابعت جينا وبيتل» بنصف عين»‬


‫يفب الرملي‪.‬‬
‫كةمثنخل‬
‫لريب‬
‫اية غ‬
‫عمل‬
‫ريا كرةٌم انلضوء الميهريت رمفعهابمشقةأعلىصخرة القمة‬
‫إلى أن اتَرَنَتْ أخيرّاء وقد أمّنت بشبكة من الحبال» في غير ثبات»‬
‫على الرأس المستوي‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬ماذا يفعلون؟)‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬أظنٌّ أنهم يخدعون السّفن»‪.‬‬
‫يخدعون السفن؛ أتقصد مثلما اعتادوا أن يفعلوا على الصخور‬
‫ييام الْخَوَالِي؟‪.2‬‬
‫أف‬‫لسة‬
‫اشر‬
‫ال‬
‫قالبيتل الذي كان مثلكل أطفال القلعة قدترئّى على حكايات‬
‫الساحل الصخري المرعب خلف الغابة» والناس المَُوَحَشين‬
‫هناك الذين يعيشون على خداع السفن إلى مصيرها المَحْتّوم‪:‬‬
‫نعم» لكن الشيء الغريب هو أنهم يستخدمون ما يشبه كرة ضوء‬
‫قديمة» فمنأينياتُرى حصلوا عليها؟»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬المنارة» أتذكر كيف لم نستطع رؤية الضوء هذا‬
‫رة»‪.‬‬
‫نهامن‬
‫مقو‬
‫الصباح؟ لاقدلسر‬
‫قال بيتل‪« :‬بالطبع» ياه تلك المنارة لا بد قديمة جذّاء إن هذا‬
‫لمكان غامض)‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬ويزداد غموضًا طوال الوقتء انظر إلى ذلك»‬
‫وأشارت نحو البحر» عن يمين صخرة القمة» كان يرتفع من الماء‬

‫أنبوب أحمر طويل ذو الْحتاءَة عندقمّته‪ .‬تابعت جيناوبيتل الأنبوب‬


‫وقد استدار حتى صار في مواجهة صخرة القمة ثم توقف‪ .‬عندئذ‬

‫لكوةحيدة تأتي من القمم البيضاء‬


‫ّلااك‪ .‬كانت الاحر‬
‫وحقفر ب‬
‫للأمواج الصغيرة التيتتكسر على صخرة حمراء تحت الأنبوب‪.‬‬
‫قالبيتل‪« :‬هذا أنبوب بحث‪ .‬لدينا ‪ -‬أعني» لديهم ‪ -‬واحد يشبه‬
‫هذا فيدار المخطوطات‪ .‬إنه ينزل بالأسفل داخل غرفة التمَائْ‬
‫غير المستقرة حتى يمكننا ‪ -‬يمكنهم ‪ -‬مراقبة مايجري»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬إذن هناك أحد يراقب من تحت البحر؟»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬يبدو الأمر هكذا‪ .‬مثلما قلتء يزداد الأمر غموضًا‬
‫طوال الوقت»‪.‬‬
‫ذه ‪ 43‬د‬

‫الحورية‬
‫سايارا وسبتيموس يسيران فوق الجزء العشبى الربيعى‬ ‫‪0‬‬
‫أخلاتلدالجرفالصخريفي انجاءالمضيءحب سيم‬
‫قوىٌّحاملا معهرائحة البحر‪.‬‬
‫همهمت سايارا‪ :‬اسبتيموسء‪ .‬هناك‬
‫شيء يجب أن أخبرك به‪.‬لكثي سأنظر‬
‫إلى الأرض وأنا أتكلم؛ فالحورية‬
‫<خ‬ ‫تستطيع قراءة مايقول المرء بالنظر‬
‫إشفلتىيه‬
‫سسأبلتيموس وقد سرت رعشة‬
‫في جسده‪« :‬أتستطيع رؤيتنا؟»‪.‬‬
‫‪« -‬إنها تتابع من خلال النوافذ‬
‫لا تنظر‬ ‫القمة؛‬ ‫التى عند‬
‫للأعلى؛ أحتاج لأن أقول لك‬
‫هذا تحسّبًا لأن تسير الأمور‬
‫عيلرىغايمرم‪.‬ا‪»..‬‬
‫‪702‬‬ ‫الحورية‬

‫قال مكدوس كد اللابكري هكذا)‪.‬‬


‫‪« -‬ولكن من أجلك أنت» يجب أن أفعل»ء أريد أن أخبرك كيف‬
‫يمكنك الهرب»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لن أحتاج إلى ذلك» سنسير عائديّن معَّاء‬
‫هكذا» وأمسك بيد سايارا التى ابتسمت‪.‬‬
‫قالت في إصرار‪« :‬لكنء لودعت الأمور فقط‪ .‬يجب أن تعرف‬
‫أنهبعجرد دعولك إلىالموضد قإن المَذخل سيحتى؛؟رغم أنه‬
‫سيظل في مكانه» ضع علامة على الأرض ونحن داخلان‪ .‬كذلك‬
‫في الأعماق‪»...‬‬
‫‪« -‬الأعماق؟)‪.‬‬
‫‪« -‬نعم» إنهحيث يجب أن نذهبء ستفهم السبب حين نصل‬
‫هناك» أتتخفي المفتاح تحت سترتك؟‪.2‬‬
‫أسواتميامواسن‪..‬‬
‫‪« -‬حسنًا‪ .‬والآن» إذا احتجت للهرب من الأعماق فهناك‬
‫بعض الدَّرّجَات التى تصعد عائدة إلى المَؤْصدء لكن لا‬
‫نوها نذا كك معتل الذلك سانا إنيا ضموفة‬
‫على عمق داخل الصخرة والهواء ليسآمنّاءهناك درجات‬
‫من نقطة المراقبة‪ .‬وهي عبارة عن صف من النوافذ في‬
‫الخرف‪6‬بوكده لانانن بهايحجدها مقارل النافدة الوشيطى‪:‬‬
‫تمام؟)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪82‬‬
‫أومأسبتيموس‪ .‬مع أنهشعر أنهبعيدجدًّاعنالتمام‪.‬‬
‫قالت سايارا‪« :‬استّدرٌ وانظر‬ ‫د‪.‬‬‫صظل‬
‫رلى‬
‫ملا إ‬
‫ل وص‬
‫اا قد‬
‫كان‬
‫يرءًألايس؟»‪.‬‬
‫جىاملبح‬
‫إل‬
‫بداغريبًاأن تبدي إعجابها‬ ‫متحيرّء‬ ‫روا‬
‫يوسانح‬
‫اتيم‬
‫سر سب‬
‫نظ‬
‫بالبحر في مثل تلك اللحظات؛ لكنه أدرك عندئذ ماكانت تفعله‬
‫ساياراء واستدار بعيدًا عن نوافذ المراقبة الخاصة بالمرصد‪.‬‬
‫َادعِبريمٍ الحرارة المتلألئّة» ورأى سبتيموس جزيرة‬ ‫نسظر‬
‫‪10‬‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫ضَلق ‪ -‬قابعة وسطالبحراللَارّوَرْدِيٌ المتألق» بدت الشمس دافئة‬
‫عند قمة الجرف طيبة التسمات»‪:‬واستكناشق الهواء المدَّعهَ بالملح‬
‫اخر انفاسه‪:‬‬ ‫متلذذًا وكأنه بشدقو‬
‫همست سايارا‪« :‬سبتيموس» يجب أن أحذرك من أنه حين‬
‫تدخل المرصد ستكون هناك لحظات قليلة مروعة حينء آآه‪.‬‬
‫تحدث أشياءلي»فيالبداية لن أكون متحكمة في جسدي‪ .‬لكنلا‬
‫تنزعج؛ عد ببطءحتىمائةوعندذلك ‪ -‬إلاإذا حدث خطأ في‬
‫شيء ما ‪ -‬سأكون قادرة على فعل ماأريد‪ .‬ومع ذلك‪ .‬لن أكون‬
‫قادرةعلىقولماأزيد‪ +‬فالحترية لهاقدرةخخاصةعلى التعامل تع‬
‫الكلمات‪ .‬لذا تذكر هذا‪« :‬ثق فقط بأفعالي» لا بكلماتي‪.‬‬
‫نهم؟»‪.‬‬
‫تٍّ نعم أفهم» ولكن‪)...‬‬
‫ْ‪9023‬‬ ‫الحورية‬

‫‪« -‬ولكن ماذا؟»‪.‬‬


‫‪« -‬حسئاء مالا أفهمه هوء من المؤكد أن الحورية ستتساءل‬
‫هنا؛ أعني‪ .‬لا أفترض أنك تعتادين‬ ‫ودي‬
‫جبب‬
‫ن س‬
‫و‬ ‫ع‬
‫إحضار أصدقاتك للبيت» حاول سبتيموس أن يبتسم‪.‬‬
‫نظرت سايارا ‪:‬نحوالزّرقَة البِرَاقَة وهمهمت‪« : :‬لاء لاأفعل»‬
‫ولكن الحورية سرحي بلكه لقدقالت إنها تتمنى آخرين» وقالت‬
‫إنهاسئِمَتُ منّي» ثم سألت‪« :‬هلتُقَدّر حمًاماأقوله؟ هذا شيء‬
‫خطير بالنسبة لك لتقوم به» مازال بإمكانك الانصرافء والعودة‬
‫إلى الشمس المشرقة»‪.‬‬
‫قسابلتيموس‪« :‬أعرف أنه يمكننى ذلك‪ .‬لكنى لن أفعله»)‪.‬‬
‫منحتهساياراابتسامة ارتياح؛ استدارت واقطلعياَمعاًرادَات‬
‫لقيمّةمنرحصودٍ‪ .‬توقفا أمام المدخل الدائري العتيق»‬
‫القليلة الامتب‬
‫الذي كان يملؤ هه الظلام المتتقّل الذي عرفه سبتيموس من الوصف‬
‫الساحر الاستثنائى الشاب‪.‬‬ ‫ّة‬
‫صديفى‬
‫ووار‬
‫ال‬
‫التفنت لهسايارا» وقد بذاالقلق فن‪.‬عيتيها ترركت قنفتيهاً‪:‬‬
‫انان الذهن ف أونا توي وشحط على يد بتانازاء خطرا‬
‫معًا عبر الظلال؛ ثم إلى داخل البّريقٍ المدهمش للمرصد‪ .‬أفلتت‬
‫سايارايدسبتيموس كمالوكانت قد حرقْهَافجأة» وجرت إلى‬
‫مرٌكمناّ‪.‬‬
‫الحائط البعيد للبرجء جَاعِلَةَبينهمامسافة بعيدة قأِذْ‬
‫بمفرده‪.‬‬ ‫صار سبتيموس‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪064‬‬

‫بسرعة وضع علامة <ا على الأرضية الترابية بكعب حذائه‬


‫العالي‪ .‬نظر نحوسايارا في الجانب المقابل من البرج وقد أعمل‬
‫حجاب الذهن الذي عرض ذكريات مريحة عنظهر أحد الأيام في‬
‫معرض تَسَاوِي الليل مع النهار في الربيع معجينا وبيتل» كانت‬
‫ملتصقة بالحائط وعلى وجهها تعبير أرنب مُطارّد‪ .‬شعر سبتيموس‬

‫كانت الجدران الداخحلية للمرصد مغطاة بجصٌ أبيض صلب»‬

‫وقاضٌ الضوء خلال صف النوافذ الصغيرة المتراضّة حول القمة‬


‫ملقيًا بخيوط برّاقة طويلة من ضوء الشمس على الأرضية الترابية‬
‫المضغوطة التيرأى سبتيموس في وسطها دائرةمتلألئة منالضوء‬
‫ديا المححازة‪:‬‬
‫كانت قطعة الأثاث الوحيدة هيسلّمُمكتبة معدننٌ صَدِئْ على‬
‫فتحات نقطة‬ ‫وكان مبعدًا عن قضيب دائري تحت‬ ‫عجلات»‬
‫المراقبة مباشرةً» كان موضوعًا على قمته كرسي معدني و ‪ -‬نعمء‬
‫والآن رآها ‪ -‬على الكرسى كانت هناك هيئة امرأة ذات لون أزرق‬
‫سبتيموس» طيف الاستحواذ‬ ‫باهت‪ .‬كانت هذه‪ .‬كما حدس‬
‫‪164‬‬ ‫الحورية‬
‫إن الأشباح المغرقة في القدم يمكنها أحيانًا أنتشبه أطياف‬
‫الاستحواذ‪ .‬خاصة إذا فقدت الاهتمام بأن تصبح أشباحًاء كما‬
‫يفعل البعض بعد عدة آلاف من السئنين» غير أن سبتيموس كان‬
‫يعرف كيف يميز بين طيف وشبح‪ .‬عليك الانتظار حتى يتحرك؛‬
‫الشبح سيحافظ على تكوينه» أما الطيف فلا‪ .‬لميُضطرٌ سبتيموس‬

‫للانتظار طويلا؛ فقد تمدد الشكل إلى شريط طويل من الجسيمات‬


‫ذات اللون الأزرق الشاحب والتي بدأت في الدوران مثل إعصار‬
‫صغير» اندفع من الكرسي وطار حول صف النوافذ ثلاث مرات‬

‫مُستَجِمِعًا سرعتّهُوهويتحرك قبلأن يغوص هابطًا ويتجه مباشرة‬


‫قاصدًا سايارا‪.‬‬

‫حركت شفتيهاء ثق بى» وبعد ذلك اختفت؛ إذ تدحرجت الدوامة‬


‫الزرقاء نحو رأسها وغلفتها بإطار خارجي أزرق لامع» وتم‬
‫رىا‪.‬‬
‫يذاعل‬
‫احوا‬
‫ساست‬
‫ال‬
‫ماثة»كانت‬
‫إلى‬
‫سنا ويدا يدَعُذّ‬ ‫اخنايينا‬ ‫ديوس‬ ‫اوتحف‬

‫مارشا قد قالت لسبتيموس ذات مرة إنه أمرفظيع حمًّاأن ترى‬


‫إنسانًاوهويتعرض للسكن منطيف استحواذ» وقدفهمالسبب‬
‫نحوه وهي‬ ‫رَائفَهَ حاءت‬ ‫صورة‬ ‫سايارا الجديدة‬ ‫الآن‪ .‬كانت‬

‫تشير بإصبعهاء وتلوّح‬ ‫تحجلٌ» وتليّفٌ مثلطفل راقص‪ .‬كانت‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪204‬‬

‫بيديهاء وتضع ابتسامة مصطنعة؛ لميكد سبتيموس يستطيع تحمّل‬


‫النظر‪.‬‬
‫فقد ذكرته بالدّمَى ذات الحجم الطبيعي التي كان رآها في‬
‫المسرح الصغير فيمنطقة العشوائيات منذ وقت ليس بالبعيد لقد‬
‫ّ قهدا معه‪.‬‬ ‫جىدكان‬
‫وجدها مزعجة للغاية؛ وكذلك مارشا الت‬
‫‪0‬ك ارزنيامدلساك عض تعافة مواد ان‬ ‫الك‬
‫وضلتك‪ :‬سايانا المحلقة فى طليلة علدسيتيموش ويذاهاب‬
‫وهي لا تزال تدور وتَتَافَز‪ -‬في الكلام» ولكن ليس بصوتهاء جاء‬
‫دماي سايارا رقصة‬ ‫ؤ في‬
‫ترًا‬
‫صوت الحورية العميق الرنان ساخ‬
‫دائرية خفيفة‪« :‬لقد خدعتك يا سبتيموسء لقد أحضرتك هنا بناء‬
‫شديدة جدًا؟فرتاائةعة» ياه‬ ‫عة‬
‫الك‬
‫رل ذ‬
‫بلمبتفع‬
‫عألمىريء أو‬
‫العو أكثر سحرًا منك يا ساياراء‬ ‫اماو الغا كتومبخ‬
‫وَلَكُمْ سأستمتععبالغناء بصوت صبي؛ أكثر نقاءً بشدة من صوت‬
‫فتاة»‪.‬‬

‫صار سبتيموس فجأة مقتنعًا أن سايارا خدعته بالفعل» نظر في‬


‫عينيها ليحاول أن يعرف الحقيقة» ثمنظر بعيدًا فيرعب؛ كانتا‬
‫مغطاتين بغشاء أبيض رقيق‪ .‬حدث فى تلك اللحظة أن راودته‬
‫فكرة» كانت مخبأة يأمان تحت حجاب التفيي إذا كانت سايارا قد‬
‫أحضرته للمرصد بأمر من الحورية» فلماذا أخبرته بكيفية الهرب؟‬
‫‪304‬‬ ‫الحورية‬
‫عىل»‬ ‫فتف‬
‫اقلداخ‬
‫برج‬
‫نظر خلفهليتأكد مماإذا كانالمدخل إلىالب‬
‫كان قد اختفى؛ لكن علامة كاالتى رسمها كانت لاتزال هناك‪.‬‬
‫لمخت سايارا نظرته الْرتَعَةه قالت‪ :‬ضاحكة؛ «لآ مَهْرَبَ لع‬
‫ك»‪.‬‬
‫ذلللك‬
‫تق‬
‫أدار سبتيموس مجموعة من الأفكار الخداعيّة عن مدى كرهه‬
‫لسايارا بسبب ما فعلته‪ .‬لكنه تحتها بدأ يداخله بعض الأمل‪ .‬إذا‬
‫'سايتاراخابلمره يشان المدخلن‬
‫كانت الخورية 'تعتقد‪ .‬حقًّاً أن«‬
‫المختفي؛ فإن هيذعاني أن سايارا كانت تعمل حجاب الذهن‬
‫الخاص بها؛ إلا إذا كانت الحورية» بالطبع» تمارس خداعًا‬
‫مزدوجًا‪ .‬دار رأس سبتيموس وسط جهده للحفاظ على استمرار‬
‫حجاب الذهن ‪ -‬واختلاق حالة رعب تاممنالحورية ‪ -‬وتحتها‬
‫‪:‬‬ ‫محاولة الحفاظ على هدوئه واكتشاف الأمور‪.‬‬
‫تقافزت الدمية سايارا حوله» وهي تجذب شعره وتشد سترته‪.‬‬
‫امكنلسبتيموس أن يفعلههوالثباتومواصلة العد‬
‫وكانكلم ي‬
‫البطيء إلىالمائة» وصلإلى التسعينيات وسايارا تَئْبُ حوله في‬
‫دوائر» وتضحك مثل روح الشَّْم‪ :‬وبدذا يانه الخوف من ألا‬
‫تتمكن سايارٍ املنسيطرة)‪:‬واصل مشموين الع كانه‬
‫ريمت‬ ‫سح‬
‫وشيع‬
‫وكطوق نجاة ألن ايلعيوعين روصل [لو‬
‫د‬ ‫ل‬
‫هناك أثرللدٌّميّةالمُميئّة الرّاقصة‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪400‬‬

‫التفتت سايارا إلى سبتيموس ومنحته ابتسامةً معوّجَّة وببطء‬


‫شديد» وكما لو كانت تبدأ الاعتيّاد على جسدها مرة أخرىء»‬
‫أشارت إلى الدائرة المتلألئة في وسط الأرضية» أومأت وجرت‬
‫نحوهاء ولدهشة سبتيموس» قفزت فيها واختفتء تبعذلكفَرْعَةٌ‬
‫يضش‪.‬‬
‫ّ بع‬
‫رصعد‬
‫لو‬‫افة»‬
‫خفي‬
‫جرى سبتيموس إلىحافة الفتحةونظرفيهاءلكنهلميستطع‬
‫رؤية شيء سوى الريش‪ .‬كان وقت اتخاذ القرار؛ فالآن يمكنه فقط‬
‫أن يسيرعبرالجدار حيث وضع علامة < وألايرىسايارا مرة‬
‫أخرى» والشكر لساياراء فلافظ اللهب سيكون بخير قريبّاء‬
‫وبإمكانه هو وجينا وبيتل أن يغادروا الجزيرة» ويمكنه أن ينسى كل‬
‫م ياتعلقبها‪.‬لكنسبتيموس كانيعرف أنهلنيمكنهأن ينسى‬
‫سايارا أبدّاء فأغمض عينيه وقفز‪.‬‬
‫نضحَا على‬
‫تفلرءَنه‬
‫انرس باملأس‬
‫ّصفوة م‬
‫نعا‬
‫للى‬
‫اط ع‬
‫هب‬
‫قدميه وهو يسْعُلٌ ويبِصُقٌ وحين استقرالريش وجد سايارا تنتظره‬
‫في مدخل ضيق عند قمة سلم» وأشارت له‪ .‬خاض سبتيموس في‬
‫الغرفة وتسلق السلم وانطلقا فيممر أبيض ضيق محفور وسط‬
‫الصخر‪ .‬بدأت سايارا خطوات نشطة» وتلاشت ضربات قدميها‬
‫العَارِيَتَين أمام صوت حذاء سبتيموس الطويل وهويتبعها‪ .‬أخذهما‬
‫الممر عبر صف طويل من النوافذ» عرف سبتيموس أنها نقطة‬
‫‪504‬‬ ‫الحورية‬

‫المراقبة» وحين مرًا بالنافذة الوسطى؛ رأى المدخل إلى سلالم‬


‫المروت‪:‬ونذا يشغويعفة اكير قليلةة‬
‫تبعسبتيموس سايارا حول منحتَييْن إضافيَييننتهيان إلىلا‬
‫شيء؟ إذ كان الممر مسدودًا بجدار من مادة لامحة بالغة النعومة‪.‬‬
‫وضعت سايارا راحتها على ببقعة مُتآكلة في الجانب الأيمن من‬
‫خفي‬ ‫ابوي‬
‫ضبا‬
‫يلق‬ ‫الجدار‪ .‬لمع ضوء أخضر تحت يدها ثم‬
‫بانز‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫قفز سبتيموس فوق العتبة وتبع سايارا إلى داخل حجرة دائرية‬
‫صغيرة ذات جدران وأرضية وسقف مصنوعة من المادة السوداء‬
‫اللامعة نفسها‪ .‬ضغطت سايارا بيدهاعلى بقعة متآكلة أخري‬
‫بجوار الباب» فتومّج لون حمر زاتولق ‪.‬لبا هلما يتأن‬
‫ارا نحو سهم ذي لون برتقالي باهت بدا ‪610‬اأ‪0‬ظ‪2‬ظ‪2‬‬
‫ا»يمشت‬
‫سيد‬
‫شد‬
‫كانيوراسلسدح المدارتاء ‪:‬‬
‫رك سرس كنابر‬
‫مثل سبّاح محبوس تحت الجليد» ارتجف سبتيموس؛ إذ عرف أنه‬
‫صار الآن محبوسًا هو الآخر‪ .‬ضغطت سايارا على السهم الذي‬
‫وفجأة انتَاب سبتيموس إحساسٌ مرعبٌ‬ ‫راهضء‬
‫أتج‬
‫لشير‬
‫اني‬
‫كا‬
‫بالسقوط‪.‬‬
‫استند سبتيموس إلى الجدار» وشعر بِالعْتَيانَ وبدت معدته‬
‫وكأنها اندفعت إلى أذنيه تفحصٌ الأرض ‪-‬كانت لا تزال في‬
‫مكانها ‪ -‬إذن لماذا شعر وكأنه سقط بسرعة غاية في الخطورة؟‬
‫قالت سايارا بصوت الحورية العميق الرنّان‪« :‬لأننا نسقط)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪604‬‬
‫لد»‬
‫اق‬‫زذهن‬
‫أذرك سيتيموس أن جاب ال‬ ‫وبانقتاضة ‪0‬‬
‫وبسرعة‪ .‬أعاده بببعض الأفكار الخداعِيّة عن لقائهبالفتى الذئبي على‬
‫تن‬ ‫ليس‬ ‫الحسر؛ وهو اللقاء الذذى شعن وكانه كان‪:‬مذ سعوات‬

‫أيام» نظرنحو سايارا لكنها كانت تمعن النظر في السهم البرتقالي‬


‫الذع> كان يمح ك الأسفل مط قرز هوس أن«الحار الأكثر‬

‫ا المكاننفسء‪.»5‬‬
‫النفي‬
‫از‬‫أننم‬
‫مع‬‫سال «كيف يمكنأننسقط‬

‫وفت‬ ‫‪2‬‬ ‫أشنياة عديدة‬ ‫سايارا‪ :‬ابمقدورنًا أن ‪0‬‬ ‫أجابت‬

‫واحد» خا في مكان عتيق كهذا)‪.‬‬


‫عل سبتيمورس بأدب‪« :‬عتيق؟)‪ 2‬مغيّرًا ححاب الذهن إلى‬
‫اهتمام معقول بما كانت تقوله سايارا‪ .‬قالت‪( :‬إنني أعرف هذا‬
‫المكان منذ أيامالعالم الآخر»‪.‬‬
‫قال سبتيموس وقد أصيب بصدمة‪« :‬لكن هذا غير ممكن‪,‬؛ لا‬
‫نذا»‪.‬‬
‫منه‬
‫زء م‬
‫لشي‬
‫اقّ‬
‫شيء يعود إلىأيامالعالم الآخرء لميتب‬
‫ردت سايارا وهي تلوّح بيديها حول الغرفة‪« :‬عدا هذه»‪ .‬أجرت‬

‫وكان‬ ‫برتقالي باهت مسارهاء‬ ‫وتبع ضوء‬ ‫إصبعها على الحائط‬

‫تن‬

‫‪0‬‬ ‫يتحدث» مأ ‪002‬‬

‫جاءت الإجابة‪« :‬إنه شىء وراء السحر)‪.‬‬


‫‪7040‬‬ ‫الحورية‬

‫موس إلىقدميه‪.‬‬
‫تقطيقلب‬
‫بس‬‫سجأة‬
‫وف‬
‫أعلنت سايارا‪« :‬وصلنا»‪.‬‬
‫وفي ظل انشغال حجابه الذهني بالتساؤل عن أيامالعالم الآخرء‬
‫لاحظ سبتيموس أن السهم البرتقالي يشير الآن لأعلى»؛ مشت‬
‫سايارا عبر الغرفة» وتابع سبتيموس كيف وضعت يدها مرة أخرى‬
‫فوق مساحة صغيرة حيث كان اللمعان قد خبا بسبب الاستعمال»‬
‫وبعد لحظات قصيرة توهج لون أخضر تحت يدهاء وانزلق باب‬
‫بيضاوي على الجانب العكسي من الغرفة مفتوحًا؛ فهبت من‬
‫خلاله نسمة من الهواء الرطب‪.‬‬
‫ملأت نبرات سايارا البّنانّة أرجاء الغرفة» وقالت‪« :‬مرحيًا بك‬
‫في الأعماق»‪.‬‬
‫‪4‬ه ‪ 553‬عد‬

‫الأعماق‬
‫اهبيح‬ ‫صيئ‬‫لًامتض‬
‫سعوس وسايارا نيزا حجريًا عاريض‬
‫‪ 8‬خل البيضاءنفسها التيتُصدر صفيرًاء والتيكانإيفانياجريب‬
‫يفضل استخدامها أفَقيْبيَة دارالمخطوطات‪.‬‬
‫كانت درجة الحرارة تهبط على نحو منتظم أثناء سيرهماء‬
‫وأمكن سبتيموس رؤية أنفاسه وهي تصنع الصّقيع افليهواء‪.‬‬
‫صب تركيزه على حجابه الذهني؛ نزهته فيالعام الماضي بمحاذاة‬
‫جرينجء وتساءل‪ :‬لماذا قفز هذاإلى‬ ‫سعي‬
‫وي م‬
‫لارج‬
‫الممر الخ‬
‫‪7‬‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫كبيرة‪ .‬كانلديهشعور غريزي بأن هذه المرة‬ ‫»تسر‬
‫يحتمل أن تسبب الشيء نفسه‪ .‬ألقى نظرة‬
‫)|علىشريطي المتدرب الأولاللذينكان‬
‫ت‬
‫تًاحمن‬
‫مرئي‬ ‫ل‬
‫زيالا‬
‫يسحر‬
‫بريقهما ال‬
‫‪.‬لبقع التي تسبب فيها ذيل لافظ‬
‫ا‬
‫اللهب‪ .‬وقال لنفسه إنه أيّاكانما‬ ‫‪2‬‬
‫اكت‬
‫‪904‬‬ ‫الأعماق‬

‫عليه القيام به الآنء فسيكون بمقدوره أن يفعله؛ إذ ذكّر نفسه أنه‬


‫كان المتدرب الوحيد الذي أكمل ال‬
‫ارحللةإ عطلى‬
‫لاق‪.‬‬
‫انعطف الممر شيئًا فشينًا إلى اليسار» وبعد عدة دقائق وصلا‬
‫إلى مجموعة عريضة من الدرجات‪ ,‬عند عتبتها جدار هائل من‬
‫المادة السوداء اللامعة التي كانت الغرفة المتحركة مصنوعة منهاء‬
‫استطاع سبتيموس أن يرى الشكل المستطيل لباب عريضء وخمن‬
‫هاامينة رحلتهما‪.‬‬
‫نترب‬
‫أنهما اق‬
‫وبينما يهبطان الدرجات‪ .‬رنَّفجأة صوت الحورية العميق على‬
‫نمحرووّع‪« :‬لايتقدم الصبي أكثر منذلك»‪.‬‬

‫هزت سايارا رأسهاء وفي رعب حَتْنّه على التقدم للأمام فيما‬
‫خرج صوت الحورية معارضًا‪« :‬تراجع للخلف! لا تلمس‬
‫المدخل!)‪.‬‬
‫ااك‬
‫هنهنبد‬
‫تراجع سبتيموس؛ لالأنه يطيع الصوت» ولكن لأ‬
‫نوعمنالصراع الدائربينسايارا والمستحوذة عليهاء وأراد أن يقف‬
‫على الحياد‪ .‬تابعسايارا وهي تحرك يدها نحو لوحة الفتح المتآكلة‬
‫بجوار الباب بحركة غريبة مرتعشة» وكان بإمكانه رؤية عضلات‬
‫ذراعيها مشدودة وهي تدفع بيدهاء بجهد بالغ» نحو اللوحة‪ .‬وببطء‬
‫انزلق الباب مفتوحًاء ومشت سايارا للأمام بطريقة الأداء الصامت‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪014‬‬

‫مسسيهو سن‬
‫نقرة خفيفة الهواء وظهر ضوء‬ ‫انغلق الباب من خلفهماء قطعت‬

‫أزرق نادي ونون مسحموسن؛ إدصاراتي كهف يرتفع من أعماق‬


‫الصخرة» ورأى فوقرأسهرواسب كَلَمِيةمُدَلَاةتلمعوسطالضوء‬

‫الأزرق الأثيريٌ؛ وعند قدميه كانأكبر مدخل نفق جليدي رآه في‬
‫امو متموس بصردطة‬ ‫عاب‬

‫حورل‬ ‫العامة‬ ‫‪.‬معي‬ ‫حك‬

‫مثل جزيرة وسط بحر من الهدير الرمادي الرملي الذي غطى‬

‫أرضية الكهف» للوهلة الأولى رأى سبتيموس مدخل نفق جليدي‬


‫بدون غطائه الحمَائئيَمن الجليد وكان مذهلا‪.‬كان عبارة عن كتلة‬

‫الداكن؛ وفي مركزه لوحة ختمفضية‬ ‫صلبة من الذهب المصقول‬

‫طويل من الكتابة المتراصة‬ ‫بارزة» وحفرَ في الذهمب صف‬


‫المتلاصقة» والتي تبدأ منلوحة الختم وتلتف في شكل حلزوني‬
‫حتى الحافة‪.‬‬
‫أشار إصبع ساياوا المرتغش" إلى المدحل» واتجهت يدها‬
‫الأخرى إلىعنقها ثمتحركت بسرعة وأطبقت على إصبعها التي‬
‫تشير للمدخل وأجبرته على النزول» والآن فهم سبتيموس سبب‬

‫وجوده هنا؛ لقدأرادت سايارا منهأن يختم المدخل بالمفتاح» لم‬


‫‪114‬‬ ‫الأعماق‬

‫يعرف سبب وجود نفق جليدي هناء ولم يعرف سبب عدم ختمه‪.‬‬
‫لكن ما عرفه بالفعل هو أن عليه أنيتصرف بسرعة‪ ,‬كانت سايارا‬
‫في سبيلها لفقد السيطرة على أفعالها؛ وبسرعة أخرج مفتاح‬
‫الكيميائي من حول عنقه ونزل على يديه وركبتيه في المياه المثلجة‬
‫ووضع المفتاح على لوحة الختم‪ .‬شعربنظرات سايارا على مؤخرة‬
‫عنقه فرفع نظره إليها‪ .‬كانت عيناها البيضاوان ترقبانه وقد ارتسمت‬
‫عليهما ملامح حيوان الشَّرهالذي يوشك أن ينقض على فريسته‪.‬‬
‫وفجأة اندفعت سايارا نحو المفتاح وانتزعته؛ وَنْبَ سبتيموس‬
‫ناهضا على قدميه وعندئذ» وبغرابة شديدة» ومع ارتعاش عضلاتها‬
‫من فرط جهد مصارعة إرادة الحورية» وضعت سايارا بحذر‬
‫شديد المفتاح في يد سبتيموس وحركت شفتيها بكلمات‪..‬‬
‫تايموس اجر‪ .‬وباندفاعة منقوة داخلية مفاجئة» ألقي‬
‫اسجبري‬
‫كم‬
‫وقف سبتيموس للحظات مترددّاء متسائلا إذا كان بمقدوره‬
‫ماأن ينقذ ساياراء لكنه سرعان مارأى بوادر ضباب أزرق‬ ‫بطريقة‬
‫يخرج من جسدها الساجي‪ .‬استرد إدراكه وضرب براحته اللوحة‬
‫المتآكلة في الجدار الأسود‪ .‬انفتح الباب‪ .‬وإلى الوراء رأى طيف‬
‫الاستجواد برستقاعيمانرا فتلملطقوت انض عنصاكهة‬
‫فانطلق يجري‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪214‬‬

‫لوسد عرلىجات مسرعًا وهو يدعو أيننغلق‬


‫اتيم‬
‫انطلق سب‬
‫الباب قبل أن تصل الحورية إليه» وأخذ حذاؤه ذو الرقبة يقعقع‬
‫على الأحجار‪ .‬حين وصل إلى رأس السلم التفت في الوقت‬
‫المناسب ليرى طيف الحورية وهو ينضغط خلال الفجوة التي‬
‫تضاءلت بأشد ما يكونء لمينتظر سبتيموس ليرى المزيد؛ إذ اندفع‬
‫نهاية» غير أنهفينهاية المطاف رأى الجدار الأسود اللامع للغرفة‬
‫المتحركة» كان يعرف أن فرصته الوحيدة تكمن في دخول الغرفة‬
‫وإغلاق الباب بسرعة‪.‬‬
‫انزلق حتى توقف أمام الجدار الذي لا ملامح له أين كان‬
‫قىعة‬ ‫لةبرأ‬
‫اجأ‬
‫الباب؟ تنفس بعمق؛ وقال لنفسه‪ :‬ركزء ركز‪ .‬وف‬
‫المتآكلة التي كانت سايارا قد وضعت يدها عليها؛ فوضع راحته‬
‫عليهاء فلمع ضوء أخضر تحتها وانفتح الباب بسهولة» قفز‬
‫انل الباب وصفق يداهلعبلىقعة المقابلة في‬ ‫ل م‬‫خيموس‬
‫سبت‬
‫الجانب الآخرء وحين بدأ الباب ينغلق رأى الحورية تظهر حول‬
‫المتعطف الأخير‪.‬فى الدعليزه كانت قريية جذا حتى [لاسشهوسن‬
‫كان بمقدوره رؤية ملامحها؛ شعرها الطويل الناعم وهو يتطاير‬
‫وكأنه وسط نسيم شبحيء وعينيها الباهتتين تصوبان النظر إليى‬
‫ويديها النحيفتين العظميتين تمتدان نحوهء كان مشهدًا باعنًا على‬
‫الرعبء غير أنهكانهناك ماهوأسوأء إذ كانإلى الأمام منهايجري‬
‫‪314‬‬ ‫الأعماق‬

‫كل من جينا وبيتل؛ اللذين صرخا‪« :‬انتظر يا سبتيموس! انتظر !)ا‬


‫وقبل أن يسعفه الوقت للتصرفء‪ .‬انغلق الباب‪.‬‬
‫بناب‬
‫لم‬‫اآخر‬
‫اكتشف سبتيموس أنه يرتعشء ومن الجانب ال‬
‫سمع جينا وبيتل يصيحان‪« :‬النجدة! دعنا ندخلء دعنا ندخل!‪.2‬‬
‫كان الأمر ‪ -‬ؤهو يعرف أنه كذلك ‪ -‬مجرد عرض للصور‪ .‬إن‬
‫جينا وبيتل يبدوان تمامًا كماكانافى حجابه الذهنى» وقد ارتدى‬
‫بيتل زي دار المخطوطات» ‪ 9‬سخرة الأدميرآل القاعيرة‬
‫الجديدة؛ والتي يرفض خلعها حتى الان» ولكن الصور المتحركة‬
‫اقرف سكمرس يكتذة» نقذ كانت الكووية تملك القوة؛ إذ إنها‬
‫استطاعت أن تجعل الصور تنطق‪.‬‬
‫كان سبتيموس يعرف أن عليهأن يجعل الغرفة تتحرك» متجاهلًا‬
‫البرتقالي؛ لكنه‬ ‫هم‬
‫سحو‬
‫لن‬‫احرك‬
‫فت‬ ‫ركة»‬
‫حور‬
‫تلص‬
‫ما‬‫لات‬
‫اسل‬
‫تو‬
‫امتنععن أن يضغط عليه فقدبدأت أغنيةالحورية‪.‬‬
‫صار سبتيموس مشلولا في مكانه كلية فقدتِهَدَّلَتْ يَدَاهعلى‬
‫جانِبَيِهِ وقد أدرك أن كلماكانيرغب فيههوالاستماع إلى أجمل‬
‫صوت في العالم» وتساءل» كيف عن لهأن يعيش حياته منقبل‬
‫بدونه؟ لااشيء ‪ -‬لااشيء مطلقًا ‪ -‬له أيمعنى قبل هذاء كانبديعًاء‬
‫حلفت لاعس يوواسيف خلدل‪ :‬القرفة اويل نلذت لليةنوغقك‬
‫بشعور من المتعة والأمل؛ لأنه فى غضون لحظة واحدة» حين‬
‫يفتحالباب ويسمح للحورية بالدخول» ستكون حياتهقداكتملت»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪4140‬‬
‫ووسط حالته الحالمّة» تحرك عائدًا نحو‬ ‫انه»‬ ‫ن كا‬
‫مما‬‫ياتكل‬‫هذ‬
‫الباب‪.‬‬
‫حين تحسَّسَتٌ راحة سبتيموس لوحة الفتح» طافت بذهنه صور‬
‫براقة‪ :‬أيام تلناتهي على شواطئ مُشْمِسَةء سباحة بِاسْتِرحَاءِ في‬
‫بحار خضراء دافئة» ضحك‪ .‬مرح صداقة‪ .‬شَعّروكأنه محاط بكل‬
‫الذين يحبهم؛ حتى مارشا كانت هناك» وهو ماكان ‪-‬حسبما فكر‪-‬‬
‫شيئًاغريبًاإلى حدماء فهل هو حمًايريد مارشا معه على هذه‬
‫الجزيرة؟ ملأت رأسه صورة مارشا وقد بدت رافضة‪ :‬ولوَمْلَة‬
‫ة‪.‬‬‫يية‬
‫رأغن‬
‫وحل‬
‫حت م‬
‫ل حل‬
‫ايرة‬
‫قص‬
‫كانت تلك الوهلة كافية؛ إذحافظت على صور أكثر اللحظات‬
‫الرافضة لمارشا بقوة فيذهنه‪ -‬وهوماكان سهلاء إذ كانهناك‬
‫الكثير ليختار من بينها ‪ -‬خطا سبتيموس بسرعة نحو السهم‬
‫البرتقالي وضغط بقوة» مع صوت مارشا وهي تخبره أنهتأخر مرة‬
‫أخرى لأنه كان يتوارى فى الفناء الخلفى لدار المخطوطات‬
‫لخرت هذا الدن» المقرف عديكل غإذاكانابه العران‬
‫الفوار؟ وهل كان يعتقد بالفعل أن لهالحق في أن يجعل السلالم‬
‫في وضعية الطوارئ وأن يزعج كل السحرة المجتهدين الذاهبين‬
‫إلى أعمالهم؟ كان مخطنًا بكل أسف‪ .‬تمايلت الغرفة» ووقع قلب‬
‫سبتيموس في قدميه» وعرف أنه يتحرك صاعدًا‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫الأعماق‬

‫قضى سبتيموس الرحلة بصحبة مارشا الغاضبة وهي تذرع بيت‬


‫اهك» حتى‬ ‫موس أنه يهقونمب‬ ‫ب عتمايظن‬
‫سحثة‬
‫مارسيلوس باي با‬
‫نهفايية» وبسرعة ضغط لوح الفتح فانزلق الباب‬ ‫لفة‬
‫اغر‬
‫توقفت ال‬
‫مفتوحًاء ومن أجل صحبة مارشا وهى تتذمر بشأن نظافة لافظ‬
‫اللوس أن على ين الدقةامن أجل اسعاداع عدوا حزق‬
‫سبتيموسء وبينما هو يجري سمع صوت الخورية يصرخ بقوة من‬
‫الأعماق‪« :‬سآتي من أجلك ياسبتيموس» وسأعثر عليك‪.)...‬‬
‫الهروب التي كانت محفورة على‬ ‫لم‬
‫لساعلى‬
‫ستيمو‬
‫انطلق سب‬
‫انل مخرج مِحْفِيٌ داخل المرصد‪.‬‬
‫خرجل م‬
‫صخرة الجرْفٍ‪ .‬وخ‬
‫وجد علامة ا التى وضعها مازالت على الأرضية الترابية» فأخذ‬
‫نفسًا عميقًا وجرى مباشرة بجانب الجدار الصلب الظاهر بوضوح‬
‫رف‬
‫جقمة‬
‫لل‬‫ابيعي‬
‫من خلفهاء وفجأة صار واقفا على العشب الر‬
‫وهو يتنفس الهواء المنعش الدافئ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪01‬‬
‫له ‪ 62‬جد‬

‫ركس التلامفة المشكريين‬


‫سبتيموس هاربًا من المرصد وهو يتساءل عن المدة التي‬
‫برك سيستغرقها طيف الحورية ليدور صاعدًاسلالمالهروب‬
‫ويَلْحَقّ به‪.‬غاص داخل غطاء من الأشجارء وعلى الفور‬
‫بدأ استخدام درع الحماية الأساسي؛ وهو شيء ‪3-5‬ير‬
‫لا يحتاج إلىالكثيرجدًّامن التركين رَفَعَهُ ْ‬
‫فوقهمعتَكَتٌ صامت وانطلق خلال الأيكة»‬
‫على أمل ألا تكون لدى الحورية القدرة على‬
‫رؤية العلامات الدالة على السحر؛‬

‫الكيانات‪ .‬حين ظهر على‬


‫الجانب الآخر من الأشجارء‬
‫سلك سبتيموس ممرًّا أقصر‬
‫وأشد انحدارًا على جانب اسل‬
‫يقود إلى غطاء الكتبان‬
‫بالأسفل‪.‬‬
‫‪714‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬
‫وبينما هوفيحالة شبه العَذُو وشبه الانزلاق على جانب التل؛‬
‫قندور سبتيموس أن يخرج صورة سايارا وهي تتمدد في‬
‫بمميك‬
‫ل‬
‫المياه من رأسه‪ .‬عاد بهالأمر مباشرة إلى زمن ترك فيه أحد صبية‬
‫جيش الشباب للموت فى المناطق الضّحلّة للنهرء وبدأت تطارده‬
‫ذكريات نوريا لحيس العنات ف الغابةاللبلية‪:‬واصل شعيطومن‬
‫طريقه خلال الكثيان وقد حاصرته أفكاره‪.‬وأصابه الرّوْحّحين تعثّر‬
‫فيجيناوبيتل؟لكنهلميصللنصف ماأصابهما منرَوْع‪.‬‬
‫يةتيلا» هناك‬‫بنجد‬
‫صرخت جينا وهي تضرب الهواء «‪11‬آخ‪ ,‬ال‬
‫شيء ما! أمسك بهء أمسك به ‪ ..‬هه! سبء إنه أنت» ما الذي‬
‫تفعله؟)‪.‬‬
‫كان سبتيموس قدأزال تَحََفيَهُبسرعة» ولكنليس قبل أن ينزل‬
‫بيتل ضربة على ذراعه» صاح متألمًا‪« :‬أف»‪.‬‬
‫شهقبيتل‪:‬ااسب»ثمسألباهتمام وقدرأى ملامح سبتيموس‪:‬‬
‫«(إيه»ماالأمر ‪ ..‬لاشيء يخص لافظ اللهب‪ .‬صح؟»‪.‬‬
‫هزٍّسبتيموس رأسه‪ .‬على الأقل كان هذا شيئًا واحدًا ليس عليه‬
‫والفضل لسايارا‪.‬‬ ‫هء‬
‫لمن‬
‫جلق‬
‫أأنيق‬
‫جد جدجدجد‬

‫حكى لهما سبتيموس ما جرى وهم جالسون على الكثبان‬


‫الرملية يتطلعون إلى قرص الشمس البرتقالي وهو يغرق خلف‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪814‬‬
‫شريط ص السحب في الأفق» وقد أحاطت بها ألوان وردية‬
‫وأرجواكة‪.‬‬
‫عند نهاية قصته ساد الصمتء بعدها قالت جينا‪« :‬كان جنونًا أن‬
‫تفعل ذلك ياسبء‪ .‬أن تذهب إلى برج غامض مع تلك الفتاة‬
‫فرهتعلرىمضا»‪.‬‬ ‫أجَزْ‬
‫ساياراء أوأيَّا ماكانت‪ .‬إنهانأوعرموناح الجُ‬
‫قال سبتيموس‪« :‬سايارا ليست إحدى أرواح الججَزْر! إنها‬
‫شخص حقيقي)‪.‬‬
‫سألت جينا‪« :‬إذن لِمَلم تأت وتقول لنا أهلا مثلما يفعل‬
‫الشخص الحقيقى؟‪.12‬‬
‫تالوسكنوس إقيرا‪« :‬سايارا حقيقية» أنت لا تفهمين لأنك‬
‫لمتقابليها»‪.‬‬
‫قالت جينا برعشة‪« :‬أتمنى ألا أفعل» إنهاتبدو غريبة»‪.‬‬
‫«إنها لدنيت غريبة»)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪« -‬حسنًاء لاداعي لأن تتوتريا سب! انااجسيةة جر تصن‬


‫لأنك خرجتمنهناك»هذاكلشيء» لقدكنتمحظوظا»‪.‬‬
‫‪ :‬هي لمتكن كذلك‪.6‬‬ ‫‪0‬‬
‫جينابيتلبنظرة وكأنها تقولله‪.‬مارأيك؟ فهز بيتل رأسه‬ ‫رَمَعَثْ‬
‫اعرفكيفريدرعبقملة‬
‫ككل غي مرلجرطء كابنالقعلل ي‬
‫سبتيموس؛ خاصةً وصف بوابة النفق الجليدي‪ .‬أعادبيتلذهنهإلى‬
‫الأسبوع السابق في قَبَاءِ دار المخطوطات؛ حين سمحت له‬
‫‪914‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬
‫مارشا برؤية الخطة الحية للأنفاق الجليدية؛ أو هل فعلت؟ أدرك‬
‫أنهلميرنفقًاجليديًا يمتد تحت البحر؛ كانعليهأن يتذكر ذلك‪.‬‬
‫غيرأن بيتل كان يعرف أيضًاأن حقيقة أنهلميَرّهالاتعنيشيئًا؛‬
‫مات»‬ ‫وعض‬ ‫لب‬ ‫عفت‬
‫م أخ‬
‫اونلقد‬ ‫فبإمكان مارشا بسهولة أن تك‬
‫فكلمنفى‪:‬دازالممخطوطات كانيعرف أن النباخرة العظمى ل‬
‫ارادَئك أن تَرَاهء لكن ‪ -‬حتى مع ذلك ‪ -‬وجد الأمر‬
‫ريك إلام أ‬
‫عب التعندر‬
‫سأل‪« :‬هل أنت واثق أنها بوابة نفق جليدي يا سب؟ إنها في‬
‫العادة ليست بتلك الضخامة»‪.‬‬
‫قاطعه سبتيموس‪« :‬أعرف ذبلكييتال» وأعرف أيضًا بوابة‬
‫النفق الجليدي حين أراها»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬ولكن نفق جليدي هنابعيدًا! إنهامسافة طويلة‬
‫جدًامنالقلعة‪ .‬يجب أن يقطع الطريق كلهتحت البحر»‪.‬‬
‫قالبيتل‪« :‬نعم» لقد فكرت في ذلكء ولاأستطيع استيعابه»‪.‬‬
‫قال سبتيموس بسرعة‪« :‬لاء بالطبع لاتستطيع» لكن الأشياء‬
‫ا‬ ‫ل‬
‫سرمُالتعرنته‬‫كان سبتيموس به ما يكفيه‪ .‬وقف ونَمْض ال‬
‫وقال‪ :‬لاشأعود لرؤية لافظ اللهب‪ .‬لقد ظل وحده طيلة فترة‬
‫العصرا‪.‬‬
‫سبتيموس صيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪024‬‬
‫نهضت جينا وبيتل» وقالافي صوت واحد‪« :‬سنأتي نحن أيضًا»‬
‫ل عع كارزهها لاوح وهركاسنب الكتويلننالسعينتوين‪,‬‬
‫لفتت حركة بعيدة عند صخرة القمة انتباههم‪ ,‬‏تَوَارَوا داخل‬
‫الكثبان مرة أخرى ونظروا بعيدّاء كانت المارودر في طريقها‬
‫مركب لم يتجه‬
‫للإبحار‪ .‬بقوا في الرمال وتابعوا ذهابهاءاللكن‬
‫بأماةإلى'البسن كماعيتواةبل«اسشاران إلى السحيق رانك مسنافا‬
‫موازيًا للجزيرة» متوجهًا حول الصخور التيتمتد منمخبأ لافظ‬
‫اللهب»‪ +‬كانت المازودر قازنا ذاشكل حسن» على الرعم من‬
‫يقودونهاء وقد شكلت صورة قَيِتَاريَةَ رسمت ظلامقابل السماء‬
‫المتنّجهةنحوالإظلام التي أنارهاأول مالاحمننجومقليلة‪.‬‬
‫قالبيتلمتنهدًاوهويتابعالمارودر وهي تختفي أخيرًا خلف‬
‫الضكور؛ هذه الجزيرة مكانرائع الجمال» منالصعب جدًّأان‬
‫تصدق أن شيئًا سيئًا يحدث هنا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬هناك مقولة من جيش الشباب‪ :‬الجمال يجذب‬
‫الغريبنحوالخطر‪ ..‬بأسهلمماينتظر»‪.‬‬
‫هبط الليل» ولمع الضوء مثل قمر صغير متلآلئ‪ .‬وحين خرج‬
‫سبتيموس وجيئا وبيتلمنمخبئهم وبدءوا السيربمتحاذاة الشاطى»‬
‫لميروا قادمًاجديدًا عندقاعدة صخرة القمة؛ فقدارتفعت من‬
‫الماء الكبسولة الحمراء الطويلة» وقُتح بابها وقذفت بثلاثة‬
‫ة] اندفع الشخص الأصغر حجمًا صاعدًا‬ ‫لية‬
‫اف‬‫حخاص‬
‫أش‬
‫‪124‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬
‫صخرة القمة مثل وطواط ضخم ووضع نفسه بجوار كرة الضوء‪.‬‬
‫ولو التفت أي منهم وألقى نظرة لكان قد رأى هيئة ميار السوداء‬
‫الصغيرة واضحة على خلفية من الكرة البيضاء المتوهجة‪ .‬غير أن‬
‫أحدًا لميفعل» كان الضوء شيئًاتجنبوا النظر إليهغريزيًا؛ فقدكان‬
‫براقا علىنحومؤذ‪.‬‬
‫كان الس على الشاط ععبيية اه إذ آم تتسومن أن يمشوا‬
‫على الرمال الناعمة تحت غطاء الكثبان الرملية» وأصر كذلك على‬
‫لا‪.‬‬ ‫تين‬
‫يهُ ج‬
‫بَدّمَ‬
‫أوتنَتَق‬
‫سألت جينا‪« :‬ألا يمكننا أن نسير على الرمال الأبعد بالأسفل؟‬
‫ا‬ ‫دسهل‬
‫يآمر أ‬‫كن ال‬ ‫سيكو‬
‫قال سبتيموس‪« :‬سنكون مكشوفين جدًا»‪.‬‬
‫‪« -‬لكن الظلام حلء ولايمكن لأحد أن يرانا»‪.‬‬
‫سام تظهر على الشاطىئ»‬
‫جى؛‬
‫أشاط‬
‫ل ال‬
‫فكاعلى‬
‫‪« -‬يمكنهم ذل‬
‫إنه مكان خال»‪.‬‬
‫‪« -‬أفترض أن هناك مقولة لجيش الشباب عن هذا أيضًا»‪.‬‬
‫‪« -‬الشجرة المتعرله يهل ينها ‪:‬‬
‫‪« -‬كانت هناكحمًّاأشعار سيئةفيجيش الشباب»‪.‬‬
‫‪« -‬لااداعي لأن تكوني ناقدة إلى هذاالعذ احيية‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪224‬‬

‫مشت جينا وبيتل متعثرين يتبعهما سبتيموس‪ .‬الذي بداء وهوما‬


‫لاحظه بيتلكلمانظرللخلف‪ ,‬يسير بطريقة غريبةتشبهطريقة‬
‫ر؟‪.2‬‬
‫خ أينت‬
‫بحرء سأله بيتل‪« :‬بهل‬
‫سارطلان‬
‫رد سبتيموس‪ :‬ابخير؟‪.‬‬
‫اقتربوا من الصخور التيتحدٌ ما اعتبروه خليجهم؛ وكادت‬
‫جيناأن تقفز عليها حين أوقفها سبتيموس‪.‬‬
‫قال‪« :‬لاء الحورية‪ ..‬سترانا»‪.‬‬
‫نحن لا‬ ‫كانت جينا متعبة وحادة‪« :‬كيف يمكنها ذلك يا سب؟‬

‫رؤيتنا»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬إلى جانب ذلكء فأمام طيف استحواذ مقيم» ليست‬
‫هناك مشكلة؛ إلاإذا كانبنامايكفي من الجنون لندخل البرج»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لقد قالت إنها ستأتى وتعثر علي يابيتل» أنت‬
‫لم تكن هناك»‪.‬‬
‫وهي‬ ‫«لأعرف» لكن‪ ...‬حسنًاء فكربالأمريا سبء أنا أتصور ‪-‬‬

‫بالمناسة جماد وليست كاتنًا ‪ -‬أنها قضصدت أنها شتأتئ لتمسك‬


‫بك في البرج» لقد ظنت أنك محبوس هناك ‪ ..‬صح؟ إنهالمتدرك‬
‫أنك تعرف كيف تخرج؛ لذافربما هيالآنتتجول في أرجائه بحنًا‬
‫عنكء‪ .‬أو ربما تكون قد يتست وعادت إلى ‪.2...‬‬
‫‪3214‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬

‫قاطعه سبتيموس‪« :‬أغلق فمك فحسب يابيتل» حسنًا؟» إذ لم‬


‫يتحمل فكرة أن تكون الحورية قد عادت إلى سايارا‪.‬‬
‫‪ -‬اانعم» حسنًاياسبء لقدكانيومًاعصيباء يمكنني إدراك ذلك»‪.‬‬
‫كان سبتيموس يعرف أن ماقاله بيتل يبدو منطقيّلكنه لم‬
‫يستطع التخلص منالشعور المُتَنَامِي بالتهديد‪ .‬فالحقيقة تظل أنه‬
‫فشل في عمل ماطلبَنّه منهسايارا؛ فلميَرَّل النفق الجليدي غير‬
‫مختوم» وكان هناك شيء يخبره أن حديث سايارا عما يهدد القلعة‬
‫يعني أكثر منمجرد مدخل نفق جليدي غير مغلق‪ ,‬لكنه لميعرف‬
‫كيف يمكنه أن يجعل جينا وبيتل يفهمان؛ لذا كانكلما قاله هو‪:‬‬
‫عد فوق الصخور؛ إنها مكشوفة ‪0‬‬
‫ننصلن‬
‫«لا يهمني» نح‬
‫سنذهب داخل الكثبان في صف واحد في صمت المعركة‪.‬‬
‫صاح بيتلمتشككا‪ :‬ااصمت المعركة؟)‪.‬‬
‫(اشششش ! هذا أمر جاد‪ .‬بقدر جدية تدريب الحياة أو الموت‬
‫فى الغابة‪ ..‬حسنًا؟)‪.‬‬
‫قعالئقبليتًلا‪« :‬لاءولكنيلاأفترض أنالأمريستحق‪ .‬يبدو‬
‫أنكقدقررت بقوةأن تضبح رئيس التلامذة العسكريين»‪.‬‬
‫أجاب سبتيموس‪ :‬اشخص ما يجب أن يكون كذلك» لم يكن‬
‫قد اعترف بها لنفسه قط حين كان فى جيش الشبابء لكنه ظل‬
‫ذائهايح طذوخا ملكا بأنضيح ركشنالتلامدة المشكريين‪.‬‬
‫«تقدموايا رجال)‪.‬‬ ‫وصر‪:‬‬
‫دتقم‬‫لقد‬
‫ال و‬
‫قا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪424‬‬
‫اعترضت جينا‪« :‬رجال؟)‪.‬‬
‫‪« -‬يمكنك أن تكونى كالرجال أنت أيضًا ياجين»‪.‬‬
‫‪« -‬آه رائع‪ .‬شكرًا جزيلا لكيا سب» وجهت وجهها لبيتل»‬
‫الذي رد عيها بتكشيرة مضحكة‪.‬‬
‫بيدأتبيكتللم‪« :‬لكن ‪.)...‬‬
‫ااششش !)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قالبيتل‪« :‬لاء عليك أن تسمعني ياسبء هذا أمرمهم إذا كنت‬
‫مقتنعًا لهذه الدرجة بأن طيف الاستحواذ سيخرج ويمسك بك‪.‬‬
‫فأنا أرى أنك نسيت شيئَاء كلماعليه فعله هوتعقب آثار أقدامنا‬
‫وعندئدٍ فيما بعد حين ننام جميعًا في مخبئنا‪."...‬‬
‫ارتجفت جينا‪« :‬بيتل‪ ..‬لتفاعل»)‪.‬‬
‫بدا بيتل محرجًا‪« :‬آسف»‪.‬‬
‫الام «ليس هناك آثار أقدام ليتم تتبعهاء هذا سبب‬
‫سَيْرِيفيالمؤخرة؛ لكي أسْتَتَهًا"‪.‬‬
‫سأل بيتل وجينا‪« :‬لكي ماذا؟»‪.‬‬
‫_‪« -‬مصطلح فني»‪.‬‬

‫قالبيتل نصف ضاحك‪« :‬أشتت ‪ -‬مصطلح فني؟‪.2‬‬


‫غير أن سبتيموس كان في منتهى الجدية‪« :‬إنه شيء يتعلق‬
‫‪١‬‏‬ ‫ْ‬ ‫بجيش الشباب»‪.‬‬
‫همهم بيتل‪« :‬ظئنت أنهاربما ‪.)..‬‬
‫‪524‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬
‫ل‬ ‫ا‬‫انها الطريقه‬

‫«أتريان» إنك تشتتها‪ .‬وإذا فعلت ذلك على النحو الصحيح‪.‬‬


‫سيكون من المستحيل على أي شخص أن يعثر على أثرك»‬
‫ولكن هذا فقطفي الرمال الناعمة» فهولاينجح في الرمال‬
‫الأكثر صلابة» بشكا واضح»‬
‫‪ -‬البشكل واضح؟)‪.‬‬
‫انطلقت جينا وبيتل داخل الكثبان وسبتيموس خلفهماء‬

‫وجههما إلى ممر عميق ضيق» مثل جدول مصغرء وكان مزيئًا عند‬
‫حماية فوق رع وسهم‬ ‫فمعه يعشتب الكتان الخليظء الذي صنع قوس‬

‫بي‬ ‫لسر‬ ‫سم‬

‫الأريجواني إلىالأسال يقد‬

‫مواز لشاطئهم؛ وقادهم إلىمكان يقع قبل المخبأ مباشرة» وفي‬


‫الوقت الذي خرجوا فيه» كانت السماء تتلألا بالنجومء وكان المد‬
‫التجهواوتاخرةإلىلافظةليت‬ ‫الخال يندادور‬
‫كان التنين ذاهبًافي نومَةتنْينئييّّةةَ صحيّة ذات غطيط رقيق‪ ..‬رتت‬
‫لد‬
‫إلى‬
‫الفضل‬
‫لرجكا‬
‫بيتم‬
‫وعلق‬
‫ملدافيء‬
‫ىنفاهناع ا‬
‫ال أ‬
‫جينع‬
‫بعدهاء وفى شىء من الخوف»‪ .‬توجه الجميع للنظر إلى الذيل»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪624‬‬
‫على الفور أدركوا أنه بخير؛ فلم يعد الذيل متدليًا مثل شجرة‬
‫مَبتُورة؟ لكنه صار المآننحنيًا برفق بطريقته المعتادة» وكانت‬
‫رائحته جيدة» كانت آثاررائحة النعناعلاتزال عالقةبالهواء» وهو‬
‫ماذكّرسبتيموس بساياراء غَمَرَهُشعور بالحزن حين فكر فيها‪.‬‬
‫قال لجينا وبيتل‪« :‬سأجلس لبعض الوقت مع لافظ اللهب‪.‬‬
‫حسنًا؟‪.12‬‬
‫أوماً بيتل» وقال‪« :‬سنذهب ونعالج بعض الأمور السحرية»‬
‫انزل أنت حين تكون مستعذا لذلك»‪.‬‬
‫جلس سبتيموس قلقًا مستندًا علىعنق لافظ اللهبء الذي كان‬
‫وضع يده في جيبه وأخرج الكتاب‬ ‫سء‬
‫مفعل‬
‫شل ب‬
‫لايزا‬
‫اًال‬
‫دافن‬
‫وبدأيقرأء لكنهذا‬ ‫الرها‬
‫يته‬
‫اأعط‬
‫سذي‬
‫الصغير الملطخ بالمياه ال‬
‫لميجعله يشعر بأي تحسن‪, .‬‬
‫وفي حين كانبيتليتابعخليطا غيرمحتمل من الأشياء السحرية‬
‫فيوعاء علىفرن اللهب الوّاميض‪ .‬كانت جينا تجلس وتتابع المد‬
‫وهو يزحف مبتعدّاء تحولت أفكارها إلى نكوء وتساءلت ما إذا‬
‫كانت السيريس قد شرعت في الإبحار‪ .‬تخيلت نكو عند الدفة‬
‫الضخمة المصنوعة من خشب الماهوجنيء متحملا مسئولية‬
‫السفيئة الجميلة» وسرت مِسْحَةٌ ندمفي خاطرهاء كانت تحب أن‬
‫تكون على سطح السفينة مع نكوء أن تقضي وقنًا معهباعتباره‬
‫أخاها الأكبر مرةأخرى‪ .‬تمامًا كماكان الأمر منقبل» ثم تذهب‬
‫‪710‬‬ ‫رئيس التلامذة العسكريين‬

‫بعدها للنوم في مقصورتها الجميلة المريحة الخالية من الرمال‪.‬‬


‫تذكرت جينا التاج الذهبي الصغير الذي رسمه ميلو على باب‬
‫مقصورتها وابتسمت‪ .‬سبّب لها التاج الإحراج في ذلك الوقت»‬
‫لكنها الآن ترى أن ميلو فعل ذلك لأنه فخور بهاء تنهدت جيناء‬
‫وشعرت بااستلياءطرمنيقة التيتصرفت بها‪ ..‬ربماماكانعليها‬
‫أن تغادر بالشكل الذي فعلته‪.‬‬
‫ستمنعهبييتلدتها فسأل‪« :‬أتفتقدين نكو؟»‪.‬‬
‫فوجئت جينا بأنبيتل استطاع تخمين ماتفكرفيه‪.‬‬
‫هذا معسكر صامت»‪.‬‬ ‫لا»‬
‫تي‬‫يوء‬
‫بلهد‬
‫ظهر سبتيموس‪ .‬وقال‪« :‬ا‬
‫تطلع بيتل نحوه‪« :‬ماذا!)»)‪.‬‬

‫له شيء سوى‬ ‫له حديث»‬ ‫لا ضوضاءء‬ ‫امعسكر صامت!‬ ‫‪-‬‬

‫الإشارة باليد‪ .‬أفهمتما؟»‪.‬‬

‫‪« -‬لقد وصل إلىرأسك يا سب‪ .‬تحتاج لأنتكون حذرًا»‪.‬‬


‫‪ -‬ما الذي وصل إلى رأسى‬
‫> ااكونك رتيص الاخينة |الخدك برو لاط ادر‬
‫أنت تعرف»‪.‬‬
‫‪(« :‬بيتل» هذه ليست نزهة)‪.‬‬ ‫سبتيموس‬ ‫همس‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪810‬‬
‫قاطعه بيتل‪« :‬آه» أعطنا فترة راحة ياسبء أنت تصنع من الحبة‬
‫قبة‪ .‬أنت تقابل روحًا على الشاطئ يمكنها أنتصنع سحرًا وتعود‬
‫بأغرب قصة سمع بهاأحدعلى الإطلاق» لوسألتني» لقد سحرتك‬
‫ووضعت القصة كلها في رأسك‪ .‬أو أنك نمت وحلمت بذلك»‪.‬‬
‫‪« -‬آ فعلا؟» مل سبتيموس يله في جيبه وأخرج أوراق‬
‫سايارا‪« :‬اقرأ هذهثمقلليإنني حلمت بها»‪.‬‬
‫‪4‬ه ‪ 75‬عد‬

‫كتاب سايارا الحورية‬


‫بيتل وجينا إلى غلاف الكتاب‬ ‫‪» ٠‬‬

‫كتاب سايارا الحورية مرسل إلى‪ :‬جوليوس بايك‬


‫الساحر الأعظم‪ .‬الجزر‪ .‬سألت جينا‪« :‬لماذا‬
‫غيرت اسمها وشطبت على بعض الأشياء؟ ‏ «”‬
‫قال سبتيموس «اقرئيه وستَرَينَ؟‪.‬‬
‫جينا الكتاب‪ .‬وبدأت هى وبيتل‬ ‫فتحت‬

‫‪1‬‬ ‫في القراءة‪.‬‬


‫عزيزي‪ .‬عزيزي جوليوس‪ .‬إنني ‪7‬‬
‫أنجلك‪.‬‬‫أكنب هذا الكناب م‬
‫أثق أننا سنقرؤه مها ونحن‬
‫جالسان بجوار المدفأة في غرفتك‬
‫الكبيرة عند قمة برج السحرة‪.‬‬
‫غير أن أحداث الأسبوع الماضي‬
‫علمتني ألا أتوقع أن تسير الأمور‬
‫وهكذا‬ ‫لها‪.‬‬ ‫أخطط‬ ‫حسبما‬
‫لممكن في يوم هما‬
‫أعرف أنه امن‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪034‬‬

‫أن تقرأ هذا وحدك‪ ..‬أو ربما لا تقرؤه على الإطلاق‪ .‬ولكن أيا‬
‫كانت الطريقة‪ .‬أو أنِا كان الوقت الذي يعود فيه هذا الكتاب‬
‫الصغير الى القلعة (إذ أعرف أنه سيعود)‪ .‬فأنا أريد أن أسجل‬
‫ما حدث لتلميذتك المخلصة‪ .‬سايارا سايارا الحورية‪ .‬بعد أن‬

‫وفيما يلي بيان بما لدي من متاعب‪:‬‬


‫منذ‬ ‫به‬
‫سمحيتم‬
‫سنحب حجر البحث؛ فل‬
‫أط أ‬
‫لأمتوقع ق‬
‫أمد بعيد حتى إنني لم أصدق أنه موجود حقيقة‪ ..‬حتى بعد‬
‫أن سحبت الحجر بالفعل كنت لا أزال غير مصدقة‪ .‬ظننت‬
‫أنك تمارس إحدى فزحاتك المفضلة‪ .‬لكن حين رأيت وجهك‬
‫علمت أنك لم تكن تمزح‪ .‬وعندما اخذني قارب الننقيب بعيدا‪.‬‬
‫أيسوأ لحظات حياتي‪ .‬حاربت طيلة الطريق إلى‬
‫كانت هذه ه‬
‫قارب التنقيب‪ .‬لكن كان هناك سبعة حراس سحريون في‬
‫مواجهتي؛ فما كان باستطاعتي أأنفعل شيئا!‬
‫لقد سلب قارب التنقيب قدرتي السحرية وتركني بلا حول‬
‫ولا قوة‪ .‬أعتقد أن القارب نفسه كان سحريًا‪ .‬ولكن ليس من‬
‫لنهر‬
‫في‬‫نوع السح راالذسيتخدمته أناأوأنت من قبل‪ .‬أبحرا‬
‫اضعئق‬
‫قب‬‫درد‬
‫بسرعة حتى بداأننا وصلنا اإلىميناء بعد مج‬
‫من مغادرتنا القلعة‪ .‬تحركنا بسرعة مباشرة نحو الميناء ثم‬
‫حر‬
‫بلى‬
‫لإ‬‫ارجه‬
‫خا‬
‫‪134‬‬ ‫كتاب سايارا الحورية‬

‫وفي غضون دقائق فقدت أي رؤية لليابسة‪ .‬وعرفت أني‬


‫‪1‬‬ ‫سألقى مصيري المحتوم‪.‬‬
‫وبينما كنا ننطلق بسرعة خلال الامواج‪ .‬استل قارب‬
‫التنقيب سكاكينهم وتحلقوا حولي معتل النسور الجارحة‪.‬‬
‫ؤموا على ضربي حين نظرت فأيعينهم‪.‬‬
‫جمر ل‬
‫ينه‬
‫لك‬
‫لحظة فلن‬
‫هبط الظلام وكنت اعرف أئني لو نمت حلتى‬
‫أستيقظ أبدذا‪ .‬بقيت قستيقظة خلال الليلة الأولى‪ .‬وطوال‬
‫النهار التالي‪ .‬ولكن حين هبط ظلام الليلة الثانية‪ .‬شككت‬
‫ثر من ذلك‪.‬‬ ‫كم‬‫أنو‬
‫في قدرتي على مصارعة ال‬
‫فنجر‬
‫امليك‬
‫كان منتصف الليل قد مر منذ وقت طويل ول‬
‫بعيدا حين بدأت جفوني تسقط‪ .‬ورأيت ومضة لمعان نضلٍ‬
‫نقارب‪.‬‬
‫يتجة نحوي‪ .‬استيقظت فليمحة وقفزت مال‬
‫أواه يا جوليوس‪ ,‬كم كان الماء باردًاء وكم كان عميقا‪.‬‬
‫غصت مثل الحجر إلى أن انتفخت عباءتي‪ ,‬وبدأت في الارتفاء‬
‫ببطء نحو السطح‪ .‬أتذكر رؤية القمر من فوقي وأنا أطفو لأعلى‪,‬‬
‫ارب التنقيب‪ .‬كنت وحيدة‬ ‫وحين شققت السطح ‪,‬أيت أنه للاأقثر‬
‫وسط بخحارل‪ .‬وعرفت أنني خلال ثوان سأغوص في الأعماق للمرة‬
‫الأخيرة‪ .‬وعندثذ‪ .‬ومن دواعي فرحتي‪ .‬شعرت أن قدرتي السحرية‬
‫تعود‪ .‬استدعيت درفيلا فحملني إلى منارة ذات أذنين عند قمتها‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪234‬‬

‫دق هذا يا جوليوس‪ -‬مثلأَذْنْي القطة‪ .‬وعينين‬


‫تنتصلن‬
‫‪-‬أ‬
‫مس‪.‬‬ ‫شثل‬
‫ل م‬‫ابهر‬
‫يخرج من خلالهما ضوؤها الم‬
‫كانت المئارة مكانا غريبا‪ .‬كان بها مخلوقان‪ .‬أشبه إلى‬
‫رية التي‬ ‫حكرة‬
‫سبال‬‫لان‬
‫اتني‬
‫رى‪ .‬وكانا يع‬ ‫ش إل‬
‫بهما‬‫ل من‬
‫اطط‬‫الق‬
‫ترسل الضوء‪ .‬تركت معهما رسالة لك في حالة إذا ها عبرت‬
‫بهما سفينة مارة ‪ -‬وأتساءل ما إذا كنت ستنسلمها قبل‬
‫أأنعود؟ وخطرت لي فكرة أن أنتظر سفينة عابرة بنفسي‪,‬‬
‫ايلتللكيلة وأنا نائمة في سرير خشن بأحد العنابر‪,‬‬
‫غريأنه ف‬
‫سمعت أحذا ينادي اسمي برفة بالغة؛ ول مأستطع المقاومة‪.‬‬
‫ني‬
‫ذذي‬
‫خ ال‬
‫أيلي‬
‫مشيت برفق خارج المنارة واستدعيت درف‬
‫إلى الجزيرة‪.‬‬
‫أخذني درفيلي إلى شاطئ صخري حيث المياه عميقة‪.‬‬
‫وعلى غير مسافة بعيدة وجدت كنبانا رملية‪ .‬حيث‬
‫استلقيت نائمة‪.‬‬
‫استيفظت في الصباح التالي على صوت هدير الأمواج الخافت‪.‬‬
‫وصوت آخر يتنغنى باسمي يهمس عبر الرمال‪ .‬وحين ارتفعت‬
‫ة‪.‬‬
‫نفي‬
‫جني‬
‫ل أ‬
‫اننت‬
‫الشمس فوق البح رمشيت بمحاذاة الشاطئ وظ‬
‫جوليوس‪ .‬كم كنت مخطنئة‪.‬‬
‫قال بيتل الذي كان خبيرًا في الخطوط‪« :‬لقد أضافت الجملة‬
‫الأخيرة فيما بعد‪ .‬فالخط أشد اهتزارًا»‪.‬‬
‫‪334‬‬ ‫كتاب سايارا الحورية‬
‫قالت جينا‪« :‬وقد تم شطبها»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬بيد شخص آخرء يمكنك أن تقولى ذلك؛ لأن القلم‬
‫تممسكةه بطريقة مختلفة)»)‪.‬‬

‫قلبت جينا الصفحة؛ واستمر الكتاب فى صورة يوميات‪.‬‬

‫أول أيامالجزيرة‬
‫أعددت خيمة في حفرة محمية تشرف على المنارة‪.‬‬
‫أحب أن أرى الضوء ليلا‪ .‬اليوم عثرت على كل ما أحتاج‪:‬‬
‫مياه عذبة مانلأيحندابيع‪ .‬وفاكهة مغطاة بالأشواك‪ .‬لكنها‬
‫لذيذة جمعتها من بستان أشجار‪ .‬وسمكتان اصطدتهما‬
‫بيدي (أترى‪ ,‬وقني الذي فضينه في الصيد في خندق الماء‪ .‬لم‬
‫يضع هباءً)‪ .‬وأفضل شيء‪ .‬أنني اكتشفت سجل السفينة‬
‫هذا مبللًا اعللىشاطئ‪ .‬وهو ما سأستخدمه كتابًا لليوميات‪.‬‬
‫قرينا يا جوليوس‪ ,‬سأستدعي درفيلي وأعود إليك‪ ,‬لكني‬
‫أريد اولا ان استعيد عافيتي واستمتع بهذا المكان الجميل‬
‫الذي تملؤه الأغاني‪ .‬أنا أغني‪.‬‬

‫ثاني أيامالجزيرة‬
‫اليوم استنكشفت المزيد‪ .‬وجدت شاطئا مختفيا أسفل جرف‬
‫مرتفع‪ .‬لكنيلمأبقطويًا‪ .‬فالجرف يرتفع كثيزا من خلفي‪ ,‬وكان‬
‫ويل كبير بشأن مايوجد عند قمة‬
‫ض لد‬
‫فقبة‪.‬‬
‫لرديأشنعوني مرا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪4311‬‬

‫الجرف‪ .‬أشع رأن بهشيئًا حميلا‪ .‬ربما غذاأتسلق التل ذا الأشجار على‬
‫قمنه وأرى ما هناك‪ .‬تعال إلي‪.‬‬

‫ثالث أيامالجزيرة‬
‫هذا الصباح استيقظت على الصوت الرقيق وهو يناديني‪.‬‬
‫تتبعت الأغنية‪ .‬وبقوة‪ .‬قادتني إلى أعلى التل‪ .‬وخلال الأشجار‪,‬‬
‫إلى حيث كنت قد خططت للذهاب اليوم‪ .‬وراء الأشجار‪ .‬وعند‬
‫وجدت برجا عاليا‪.‬‬ ‫رف‬
‫جمة‬
‫لق‬‫الى‬
‫أع‬
‫هناك مدخل‪ ,‬لكني رأيت ظلافا داخله‪.‬‬
‫تابعته بعض الوقت حتى شعرت أنه يجذبني نحوه بشدة‪.‬‬
‫والآن عدت بأمان إلى مكاني السزي في الكثبان الرملية‪ .‬لن‬
‫أعود للبرج مجدذا‪.‬‬
‫دلرة إلى القلعة‪.‬‬ ‫ادرفي‬
‫غ ال‬
‫مدعاء‬‫لاست‬‫لزم‬
‫غدذا أعت‬
‫كم أتوق لرؤية ابتسامتك يا جوليوس حين أسير وسط‬
‫مرة أخرى‪.‬‬ ‫ييةرة‬
‫بلفض‬
‫كة ا‬
‫لسحر‬
‫اج ال‬
‫أبواب بر‬
‫لاتوجد مرة أخرى‪.‬‬

‫رابع أيامالجزيرة‬
‫اسنيقظت اليوم خارج البرج؛ ولا اعرف كيف‪.‬‬
‫سر وأنانائمة من قبل قط‪ .‬لكني أعتقد أن هذا هو‬
‫مال‬
‫أن‬
‫يقظت قبل أن أمشي للداخل‪.‬‬
‫تأني‬
‫سة ل‬
‫اتن‬
‫ما حدث‪ .‬أنا مم‬
‫‪534‬‬ ‫كتاب سايارا الحورية‬

‫جريت هاربة‪ .‬رغم أن صونًا جميلا توسل إلفيكأيبقى‪ .‬أنا‬


‫وانا خائفة‪.‬‬ ‫ان‪.‬‬
‫تريبفي‬
‫كلس‬
‫لي ا‬
‫اان‬
‫عائدة إلى مك‬
‫استدعيت الدرفيل‪ .‬لكنه لم بأت‪.‬‬
‫لن بأتي أبدا‪.‬‬

‫لم‬ ‫قظ؟‬
‫تينيقد‬
‫‪05‬‬
‫سأ‬‫أفة‪.‬‬
‫رةحة‪ .‬لأني كنت خائ‬
‫خامس أيام الجزيرة ‏‬
‫ايل‬
‫لاملأنبم ل‬
‫يأت الدرفيل بعد‪.‬‬
‫لن أنام الليلة‪.‬‬
‫نامي‪.‬‬

‫سادس أيامالجزيرة‬

‫وكأنني على متن قارب التنقيب مرة أخرى‪ .‬قرييا سيهبط‬


‫الليل‪ ,‬وأنا خائفة‪ .‬إذا ذهبت في النوم‪ .‬فأين سأستيقظ؟‬
‫أشعر بوحدة شديدة‪ .‬هذا الكتاب هو صديقي الوحيد‪.‬‬

‫ارتجفت جينا‪ :‬رإنه شيء مروى»‪.‬‬


‫قال سيتيموس‪« :‬إن الأمور ستزداد سوءًا» وقلب الصفحة‬
‫الرقيقة‪ .‬وبإحساس ينذر بالسوء‪ .‬واصلت جينا وبيتل القراءة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪634‬‬

‫صأنا‪.‬‬ ‫كر‬
‫تيعذأن‬
‫أتط‬
‫اليوم اسنيقظت داخل البرج‪ .‬لاأس‬
‫أنا الحورية‪.‬‬

‫سابع أيامالجزيرة‬
‫قالت جينا‪« :‬ياه» ياه هذا فظيع»‪.‬‬
‫انتهت اليوميات عند هذاء ولكن كانت هناك صفحة واحدة‬
‫مدون بهاكتابة» وكانت منَّسِحَةَ وباليّةمنالاستخدام‪ .‬وكانت هذه‬
‫هي الصفحة التييفتح عندها الكتاب طبيعيًا‪ .‬للوهلة الأولى بدت‬
‫مثلتدريب كتابة لطفليتكرر مرةبعدأخرى‪ .‬لكنبدلا منأن‬
‫يتحسن في كلمرة أصبح غيرمنتظم ومشومًا آبخخطر‪.‬‬
‫أنا سايارا سايارا‪ .‬أنا أبلغ التاسعة عشرة مانلعمر‪.‬‬
‫أنا املنقلعة‪ .‬كنت المتدربة الاستثنائية لجوليوس بايك‪.‬‬
‫أنا سايارا سايارا‪ .‬أنا سايارا سايارا‪.‬‬

‫أنا سايارا سايارا‪ .‬أنا أبلغ التاسعة عشرة عانلعمر‪.‬‬


‫أنا من القلعة الجزيرة‪ .‬أنا كنت التلميذة الاستثنائية‬
‫لاجولليجوسزيباريكة‪.‬أنا سايارا سايارا‪.‬أنا سايارا سايارا الحورية‪.‬‬
‫‪734‬‬ ‫كتاب سايارا الحورية‬

‫أنا الحورية‪ .‬أناالعمر‪ .‬أنااملنجزيرة‪.‬‬


‫أنا الجزيرة‪ .‬أنا الحورية‪ .‬أنا الحورية‪.‬‬
‫حين أنادي‪ .‬ستأتين إلثي‪.‬‬
‫همست جيناء وهي تهز رأسها فيعدم تصديق‪ :‬القد اختفت»‪.‬‬
‫تابعها سبتيموس وهي تقلب الصفحات باحثة عن كتابة سايارا‬
‫المنطلمة الوذوذ‪ :‬لكنلميكن متاك المزيل‪ .‬لاطي ء سور كتاءة‬
‫نحاسية دقيقة باردةتُظهرٌ علامات ودعورًا مَعقدَة لم يستطع أي‬

‫تااب وناولته لسبتيموس في‬


‫كين‬
‫لت ج‬
‫الق‬
‫منهم فهم شيء منها‪ .‬أغ‬
‫صمت‪.‬‬

‫همست‪« :‬أشعر أنناكنانشاهد شخصًا يتعرض للقتل)‪.‬‬


‫وافقها سبتيموس‪« :‬لقد فعلناء حسئاء لقدشاهدنا شخصًا يتعرض‬
‫للاستحواذ‪ .‬وهو الشىء نفسه‪ .‬وتالصآدنقهالننى؟)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أوماخ جنا ومذل‪:‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬بيتل» سآخذ نوبة الحراسة الأولى» ويمكنك‬
‫أن تقوم بالثانية‪ .‬سأوقظك بعد ساعتين‪ .‬جين؛ تحتاجين لبعض‬
‫النوم‪ .‬اتفقنا؟»‪.‬‬
‫أومأت جينا وبيتل مرةثانية» ولميقل أي منهما كلمة أخرى‪.‬‬
‫اختار سبتيموس مكانًا على بعد ياردات قليلة من المخبأء فى‬
‫أخدود بينكثيبين» وهوماأتاحلهرؤيةجيدةللشاطى؛ لكنهوكّرله‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪8340‬‬

‫فسيكونون فيهمعًا‪ .‬كرةسبتيموس التفكير فيماكانعليه شعور‬


‫ساياراء وهي وحيدة ليس بصحبتها سوى كتابها الأزرق الصغير‪.‬‬
‫تسن الهراء البارد وسسيع‬
‫جلس سبتيموس ثابثًا كالحجر‪ .‬بيمن‪3‬‬

‫إألصىوات الأمواج البعيدة والمد ينسحب‪ .‬أخذ يحرك رأسه‬


‫ببطء من جانب لآخرء وهو يتابع قمم الأشجار العشبية ليلتقط أرًا‬
‫لحركة» ويمسح الشاطئ الخالي من أمامه‪ .‬وينصت‪ .‬كل شيء كان‬
‫هادنًا‪.‬‬
‫مرت ساعات‪ .‬ازداد الهواء برودة» غير أنسبتيموس ظل ثابئًا‬
‫ومراقبًاء وكان هونفسه بمثابة جزءمن الكثبان‪ .‬أضاءالوّمَحُ غير‬
‫الطبيعي القادم من كرة الضوء‪ ,‬السما ءء عن يساره» شاهد سبتيموس‬

‫أصوات‬ ‫رمليٌ‪ .‬وهدأت‬ ‫الهيئة البيضاء اللامعة لجرف‬ ‫ظهور‬

‫‪0‬‬‫الفضاء‬ ‫ّلماءءض‬
‫لاسراوقد قل ا‬

‫عاريةعلىالرمالالرطبة‪.‬‬
‫جه ‪ 632‬جد‬

‫الصن الوتمة‪:‬‬
‫في صمت‪,‬ء مثل ثعبان يزحف على العشبء‪ .‬تلوّى سبتيموس‬
‫ام‬
‫مسه‬
‫أٌ نف‬
‫لجر‬
‫لو ي‬
‫أسفل الأخدود الرملي بين الكثبان» وه‬
‫بمرفقيه‪ .‬وسط النور الخافت للقمر ب‬
‫االآلخاذرفتيفاع» كان شعره بلون (‬
‫الرمال وعباءته بلون خضرة العشب‬
‫بالأعلى‪ ..‬لكن حركته لمتمردون‬
‫ضْ‬ ‫ملاحظة‪ .‬ففى ظلمة المخبأ الرملية» ‪. -‬‬
‫م‬ ‫استيقظ بيتل فجأة» وأخذ‬
‫‪1‬‬ ‫إن‬ ‫كان‬ ‫بصعوبة‪..‬‬ ‫يصغى‬
‫ناك خظب هنا‬
‫انسَلّبيتلمنتحتعباءة التدفثة»‬
‫‪1‬‬ ‫ونهض على قدميه وبشكل آلي‬
‫أجرى يده علىشعره‪.‬وعلى الأ‬
‫صارت يده الآن مغطاة‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪044‬‬

‫بمزيج لزج من زيت الشعر والرمل‪ .‬انحنى بارتباك؛ إذ لم يكن‬


‫المخبأ مرتفعًابمايكفيلوقوفه‪ .‬نظربيتلللخارج عبرالشق الضيق‬
‫للمدخل‪ .‬ومما أثار انشغاله أنه رأى سبتيموس يزحف عبر‬
‫الأخدود فياتجاه الشاطئ‪ .‬حشربيتلنفسهمنسلا خارج المخباً؛‬
‫مما سبب سقوط بعض الرمال التي بالكاد أخطأت رأس جينا‪.‬‬
‫وفيالداخل واصلت جينانومها وهيتحلمبنكوعلىمتن‬
‫وفي هيئة أقرب للسلحفاة منها إلى الثعبان» تحرك بيتل عبر‬
‫المنحدر في اتجاه سبتيموسء الذي كان الآن يقف على سفح‬
‫الأخدود وهو يتطلع نحو الشاطئ‪ .‬انضم إليهبيتل وسط رذاذ من‬
‫الرمال‪ .‬التفت سبتيموس ووضع إصبعه على شفتيه‪.‬‬
‫‪.)2...‬‬ ‫لاششش‬ ‫‪-‬‬

‫؟»‪.‬‬
‫رما‬
‫م‪« :‬‬
‫أتل‬
‫اسلبي‬
‫هم‬
‫سار بمحاذاة الشاطئ‪ .‬وفي خيال‬ ‫اىلجيهة‬
‫أشار سبتيموس إل‬
‫للظل» وسط الوهج القادم منالضوء‪ .‬رأى بيتل شخصين يسيران»‬
‫وقد أمسكا أحذية ذات رقبةبيديهماء بمحاذاة خط المد المتراجع‪.‬‬
‫بداأنهماء حسبما ظن بيتل وقد اعترته الغيرة» كما لوكانا يضربان‬
‫بالعالم عرض الحائط‪ .‬وحين صار الشخصان أكثر قربّاء بات‬
‫‪44‬‬ ‫الصور المتحركة‬
‫واضحًا أن أحدهما صبي والثانية فتا ‪.‬ة‪ .‬وحين اقتربا أكثر وأكثرء‬

‫راود سبتيموس ذلك الشعور الغريب ادييعررف من هما‪.‬‬


‫تمتم وهو يحبس أنفاسه‪« :‬لا يمكن»‪.‬‬

‫‪.1‬‬
‫؟ لا‬
‫نالذي‬
‫ك«ما‬
‫متل‪:‬‬
‫ي بي‬
‫همس‬
‫‪« -‬إنهما يشبهان ‪ 904‬ولوسي جرينج»‪.‬‬
‫‪2904(-‬؟»)‬

‫المالذدي؟‪.‬‬ ‫‪« -‬أنتعن‬

‫‪4‬‬ ‫ا‬ ‫اللو‬ ‫ا‬ ‫ال‬


‫همس بيتل‪« :‬لكن‪ ...‬كيف كان بمقدورهما الحضور إلى هنا؟»‪.‬‬
‫همس سبتيموس‪« :‬لم يحضراء إنهاصور متحركة‪ .‬إن الحورية‬
‫ينني»‪.‬‬ ‫تتحاغولر أ‬

‫الحورية أن يعرف لوسي والفتى الذئبي؟»‬

‫أشغل حجابي الذهني»‪.‬‬


‫تيموس هيئتي لوسي والفتى الذئبي وهما يقتربان‪.‬‬
‫بتل‬
‫سبي‬
‫وبع‬
‫تا‬
‫توقفا عند حافة المياه ووقفا ينظران إلى البحر‪.‬‬

‫واقعيان جدَاء ظننت أن الناس يصعب‬ ‫م‪:‬ا‬


‫هشك‬
‫نفي‬
‫إتل‬
‫«لبي‬
‫قا‬
‫عرضهم بالصور؟»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪244‬‬

‫قال سبتيموس وهو يرتجف متذكرًا عرض صورة بيتل وهو‬


‫يتوسل إليه أن يننظر‪« :‬لا يصعب على الحورية» بيتل» انزل‬
‫للأسفل»‪.‬‬
‫دفع سبتيموس بيتل للأسفل‪ .‬كانت الهيئتان قد التفتا وبدآ‬
‫يسيران مبتعدين عن الشاطئ فى اتجاه المكان الذي بدأ سبتيموس‬
‫وفع تجا ينهالك شرع‬

‫همس سبتيموس‪« :‬عدإلىالمخبأً»‪.‬‬


‫وبعد ثوان كانت جينا قدردمت بوابل من الرمال‪.‬‬
‫ففيت جما وقد عطق شي ا ا‬
‫همس بيتل‪« :‬ششش‪ 2...‬وأشار إلى الخارج‪ .‬نهضت جينا‬
‫ج‪.‬‬ ‫رلى‬
‫ات إ‬‫خنظر‬‫لو‬‫اورة‬
‫مذع‬
‫وعلى الرغم من أن مدخل المخبأ كان يتسع بالكاد لشخص‬
‫واحد ليمر منه‪ .‬فقد كان ممكنًا على وجه التقريب أن ينظر ثلاثة‬
‫أشخاص من خلاله؛ فسرعان ماصار هناك ثلاثة أزواج من العيون‬
‫‪-‬وج أرجواني» وآخر بني» وثالث أخضر لامع ‪ -‬ترقب هيئتي‬
‫ز‬
‫الفتى الذئبي ولوسي جرينج وهما يتسلقان بحذر المنحدر‬
‫الصخري بين الكثبان ويتجهان مباشرة ناحلومخبأء الذي تمنى‬
‫سبتيموس أن يكون غير مرئي‪.‬‬
‫جلست الهيئتان على الرمال على بُعد لايزيد على عدة أقدام‬
‫من المدخل‪ .‬ونَدَتْ عن جينا تنهيدة اندهاش‪.‬‬
‫‪344‬‬ ‫الصور المتحركة‬
‫همس سبتيموس‪« :‬ششش‪ »2...‬رغم أنه قال لنفسه إن هذا لا‬
‫يهم؛ فالصور المتحركة لايمكنها أن تُسمع‪.‬‬
‫حركت جينا شفتيها‪ :‬ما الذي يفعلانه هنا؟»‪.‬‬
‫رسدبعلتيهياموس‪« :‬إنهمامصتورحركة»‪.‬‬
‫‪( -‬ماذا؟)‪.‬‬
‫«صور متحركة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حركت جينا شفتيها‪١ :‬لكنهما‏ حقيقيان»‪.‬‬


‫كان صحيحًاء حسبما رأى سبتيموسء أنهما بدوًا بالفعل‬

‫وفي واقع الأمربدت عليهما أمارات الحياة حتى إنهشعر أنهلو‬


‫خرج فسيجد ‪ 904‬الحقيقي بالفعل» بشعره المجعدء ‪.‬وعباءته‬
‫الرملية» وكل شيء‪ .‬أوشك سبتيموس على الخروج؛ لكنه توقف‬
‫فى الوقت المناسب بأن قال لنفسه إن هذه واحدة أخرى من حيل‬
‫الحورية مره أن لظين نقية ايكون الفحورية فاك اذى‬
‫التطاره لأردملات ضبؤارها النقيد عهمدلاكلا يك ترنض‬
‫بجحر أرنب لاصطياد فريستهاء وللما سغبايلمرته بالخروج من‬
‫هدما‪.‬‬ ‫فبع‬
‫الا‬‫رب إ‬
‫صأرن‬
‫جاحرنال‬
‫وفجأة تحدثت إحدى الصور المتحركة‪.‬‬
‫قالت وهى تعبث بضفائرها‪( :‬اهل سمعت شيئًا الآن؟»‪.‬‬
‫همس بيتل‪« :‬إنهمايتكلمان» الصور المتحركة لاتفعل ذلك»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪444‬‬

‫همس سبتيموس‪« :‬الحورية تفعل» لقد أخبرتك»‪.‬‬


‫أدت‬
‫در ق‬‫بفائ‬
‫خارج المخبأ كانت الصورة المتحركة ذات الض‬
‫تشعر باضطراب‪« :‬تلك الأصوات‪ .‬هاهى تظهر مرة أخرى»‪.‬‬
‫قالث الصورة الشركة ذات الشعر المجعل‪« :‬لا تقلقىء ربما‬
‫ْ‬ ‫تكون تعاين الزمال أوشعا مهنا العببل»‪:‬‬
‫ابتلعبيتلريقَةُ»ثعابين الرمال‪ ..‬لميكن قدفكرفيذلك الأمر‪.‬‬
‫قفزت الصورة ذات الضفائر على قدميهاء وصرخت «ثعابين؟‬
‫تعابين‪11! ..‬آ‪ »0‬وبدأت في القفز حول نفسها في فزع وهي تنفض‬
‫سترتها‪ .‬توالت رْحَاتُ الرمال على المخبأً‪ .‬همس بيتل وهويمسح‬
‫الرمال عنعينيه‪« :‬سب» هذه لوسي جرينج بالتأكيد»‪.‬‬
‫كان محمونل مصرًا ال لست هن‪.4‬‬
‫صاحت الصورة ذات الضفائر‪ :‬لآ إنىأكرهالفعانين» أكرهها!ة‪:‬‬
‫قالتجينا‪« :‬لاتكنسخيقًاياسبء إنهاهيبالطبع لاأحد‬
‫اخ»‪.‬‬
‫ذصر‬
‫ك ي‬
‫هاها‬
‫سو‬
‫والآن قفزت الصورة ذات الشعر المجعد أيضًا‪#( :‬شششء»‬
‫لوشء شككن! فدسمعنا احنة‪:‬‬
‫القدسمعك أحدبالقعل» هكذا خرج صوت جيناالمجسد من‬
‫داخل المحباً‪.‬‬
‫تاشيلقصتؤرتان كزهديها بالأخرى» وسالت العنووة كات‬
‫الضفائر الأخرى ذات الشعر المجعد‪« :‬ماذا قلت؟)‪.‬‬
‫‪544‬‬ ‫الصور المتحركة‬
‫بدت الصورة ذات الشعر المجعد مستاءة‪« :‬أنا؟ أنالمأقلشيئًا‪.‬‬
‫كان صوت فتاة‪ .‬افليواقع بصدواتمث‪.‬ل‪...‬حسنًاء لقدبدا لي‬
‫»ا‪.‬‬
‫يوتبجين‬
‫هل ص‬
‫مث‬
‫قاطعته الصورة ذات الضفائر‪« :‬الأميرة جينا‪ .‬لتاكن غببّاء لا‬
‫يمكن)‪.‬‬
‫قالت جينا وهي تظهر بوضوح من داخل أحد الكثبان الرملية‪:‬‬
‫«بل يمكن»‪.‬‬

‫أطلقت الصورة ذات الضفائر صرخة استعطاف‪.‬‬


‫نفضت جينا الرمال عن طيات سترتها وقالت بهدوء كما لو‬
‫كانت هي ولوسي قد تقابلا للتو في حفل‪« :‬مرحبًا بالفتى الذئبي‬
‫ولوطي افلقرائع وويكما هناة‪.‬‬
‫فَعَرَثْ لوسق جرينج فاها‪ .‬قالت جينا‪« :‬لوسي‪ .‬أرجوك لا‬
‫وقد أعيتها‬ ‫ستء‬
‫لمها‬
‫جف‬‫وينج‬
‫تصرخي ثانية»‪ .‬أغلقت لوسي جر‬
‫الكلمات‪.‬‬
‫وليطمئن قلب سبتيموسء قالت جينا‪« :‬أنت حقيقية» أليس‬
‫كذلك؟)‪.‬‬
‫أجابت لوسي بسخط‪« :‬بالطبع أنا حقيقية» وفي الحقيقة أريد أن‬
‫أسألك السوّال نفسه)‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬نعم‪ ,‬أنا أيضا حقيقية» ثم نظرت إلى الفتى الذئبي‬
‫وابتسمت‪« :‬وكذلك أنت حسبما أفترض»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪644‬‬
‫لم يبدالفتىالذئبي علىثقة تامق»هَمْهَعْ‪«:‬هذا غريب يجدًا‪...‬‬
‫في اتتجاه ما ضَارَ يدرك الآن أنه مَحْمَأ ‪00‬‬ ‫حتنّى ا‬
‫‪2‬‬ ‫لجيش الشباب» وسأل‪« :‬هل ‪ 214‬هناك بالداخل أيضًا؟‪.2‬‬
‫‪5‬‬ ‫قالت جينا‪« :‬بالطبع» وبيتل‪ ..‬بيتل‪ )*7‬هناك أيضًا»‪.‬‬
‫انع حسنًا‪ ...‬هناكالكثير من الخنافس في الرمال‪ .‬إنهاتََض)‪.‬‬
‫«بلاإيِنتّهِل‪ .‬آهياسب اخرج الآن»‪.‬‬
‫خرج سبتيموس وقد بدا مُحرجًا ومنزعبًا نوعًا ماء سأل‪« :‬ما‬
‫)ا‪.2‬‬
‫؟ناي‬
‫‪9‬ه ه‬
‫‪0‬فعل‬
‫‪4‬ذي ت‬
‫ال‬
‫أجاب الفتى الذئبي وهو يتابع بيتل المعجون بالرمال وهو‬
‫يخرج من المخبأ‪ ::‬ايمكنني أن أسألك السؤال نفسه‪.‬كم عدد من‬
‫مبعكا هلناأكسفل يا ‪ ..214‬كجايمشل؟)‪.2‬‬
‫نظربيتلوسبتيموس والفتى الذئبي كلإلىالآخر بقلق» كمالو‬
‫كانكلمنهمقد انتهكأرض الآخر‪.‬‬
‫أخذت جينا المبادرة‪« :‬هياء فلنشّجة إلين الشاطئ وتشعل نارًا‪.‬‬

‫يمكننا شؤي بعض دبِبّةالموز'‪.‬‬


‫بدت لوسرو ديهف شالع «"ألديكم دبَبَةٌموزفي هذا المكان‬
‫المجهول؟)‪.‬‬
‫قالت جينا‪ :‬انعم»هلتريدين بعضًامنها؟»‪.‬‬
‫قالت لوسي‪« :‬أي شيء لا يحمل مَذَاقَ السمك سيكون طيبًا‬
‫لى»‪.‬‬

‫‪ 0‬بيتل ©‪ 1168‬تعني تدفييناء‬


‫‪714‬‬ ‫الصور المتحركة‬
‫»اء‬
‫بي‬‫سنظر‬
‫بدأ سبتيموس في الاعتراض‪ .‬لكن جينا أوقفته‪« :‬ا‬
‫هاذلهأشياء الخاصّة بجيش الشباب استمرت أيكثنرمبمغاي‪ .‬لقد‬
‫أمتخنا خيسة الآن‪ :‬ستكون بخير)‪.‬‬
‫مَدْرسِبتيموس مايقول؛فقدشعرباليخزي بعدكلالضَّجيج‬
‫لي‬
‫كة‪.‬‬
‫رصور‬
‫حال‬
‫تشأن‬
‫مه ب‬
‫اذيلصنع‬
‫ال‬
‫قال بيتل‪« :‬هناك بعض الأخشاب الطاف ةية على الشاطىع‪ ».‬هل‬

‫ستأتى ياسب؛ و أ ‪922‬‬

‫صحح له الفتى الذئبي بابتسامة‪ ,»904« :‬لكن بإمكانك أن‬


‫تناديني الفتى الذئبي‪( .‬الجديم يناديني بذلك»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬ويمكنك أن تناديني بيتل» ثم ضحك‪« :‬وأنا لا‬
‫عض‬

‫بعد نصف ساعة اجتمعوا حول نار متأججة على الرمال»‬


‫بافعةيغيدرة» كان‬‫يشوون دببة الموزء غير مدركين أنه على مس‬
‫جاكي فيرراايقبهم فيشوق‪. :‬‬
‫كان جاكي جائمًا على قمة أعلى نقطة بجزيرة النجمة» وهي‬
‫جزيرة علىشكل نجمة قرب طرف الجزيرة الرئيسية مباشرة‪ .‬كان‬
‫وجر وك القياد وقر يلاادركنمريهر زرافتين‬ ‫حر دوا ا‬
‫المسموعة النتحيعة حول النازب ‪:‬ال حدة أيضاة‬
‫مضَعٌ رأسسمكة جافة وجدها فيجيب وارْتَجَفَ؛ كانالجو‬
‫إلى المارودر لإحضار‬ ‫دة‬
‫وعلى‬
‫عرؤ‬
‫لم يج‬
‫اه ل‬
‫يزداد برودة» لكن‬
‫بطانية‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪840‬‬

‫يدل قرسي «انجرة لين‬


‫اانزنه‬
‫بيع كان الأدو اي‬
‫الأرضء لكنه بينالحين والآخر كان لايستطيع مقاومة إلقاءنظرة‬
‫على المجموعة الجالسة على الشاطئ‪ .‬بدوا قريبين على نحو‬
‫مثيرءورأى جاكي أن المدّالمنسحب يخلّفوراءهشريطارملا‬
‫يربط جزيرة النجمة بشاطتهم‪ .‬عَمَرنُهُ رغبة في أن يجري على‬
‫الشريط الرملي وينضم للمجموعة‪ ,‬لكنه ليتمزحزح‪ .‬لتمكن‬
‫فكرة وجود أبيه والتوأمين كرو القاتلين على مرمى حجر على متن‬
‫المارودر هوماأرعبه؛ بلكان الشبح القديم الذي كانفي انتظارهم‬
‫على جدار مَرقَأ جزيرة النجمة القديم عند وصولهم‪ .‬كان هناك‬
‫شيء يتعلق بالشبح القديمء برِدّائه الأزرق الداكن وبعينيه‬
‫المُحَمِقتينِ الشَََّينٍبعيئيالماعزٍهوماأرعب جاكي‪ .‬لمنَعْثْ‬
‫عنهملاحظة أنهحتىأبوهبذا خائمًامن الشبح؛ ولميسبقلجاكي‬
‫أن رأى أباهخائمًا من أي شيء‪ .‬بمجرد أن هبط الليل» فإن الشبح‬
‫الذي كان قد قال لجاكي‪« :‬اذهب وراقب السفينة‪ .‬أيهاالصبي‪ .‬لا‬
‫أريد أن أرى وجهك الهزيل مرة أخرى حتى تتحطم السفينة‪ .‬وحين‬
‫تصير كذلكء أريدك أن تعود هنافي اللحظة نفسها التي تصطدم‬
‫فيهابتلك الصخورء أفهمت ذلك؟» كان جاكي قد فهمه بالفعل‪.‬‬
‫الحسدء كانت‬ ‫ل‬ ‫غفلتهم عن متابعهم الذي‬ ‫ووسط‬
‫المجموعة جالسة على الشاطئ بجوار النار» وقدبدأالفتى الذئبي‬
‫ولوسي في سرد حكايتهما‪ .‬استمعت جينا وبيتل وقد ملأهما‬
‫‪944‬‬ ‫الصور المتحركة‬
‫الاهتمام» غيرأن سبتيموس لم يستطع طرد الإحساس بالتهديد‪.‬‬
‫فق اجلسن مععدًا قليلا عن المجموعة‪ :‬وليحتفظ بقدرته على‬
‫الرؤية الليلية لمينظرإلىالنار إألوى الضوء الذي يلمعمنأعلى‬
‫صخرة القمة‪.‬‬
‫قالت جينا وقد لمحت نظرة أخرى من نظرات سبتيموس‬
‫القَلِقَةِ‪« :‬استرخ ياسبء الأمر علىمايرام‪ .‬هذهالجلسة ممتعة إلى‬
‫حكدبير)‪.‬‬
‫لميقلسبتيموس شِيئًا؛ تمنىلويشعر أن الأمركانممتعًاء لكنه‬
‫لميفعل‪ .‬كان كل ما أمكنه التفكير فيه هوسايارا الملقَاة على‬
‫وجهها عند عتبةالسلم‪ .‬فماالمتعة التي كانت لديها؟‬
‫اتضحت حكاية لوسي والفتى الذئبي» غير أن سبتيموس كان‬
‫نصف مُصغ؛ إذ كانلايزاليفكر فيسايارا ‪ ..‬مَضْعّ بضعًا من دببَة‬
‫الموز وتناول مشروب الشوكولاتة الساخنة الذي قدمته جيناء لكن‬
‫ذكريات العصر حَطتْ فوقه مثلبطانيةمُبَللَةوتابع المجموعة‬
‫الجالسة حولالناركمالوكان‪.‬مثلجاكي‪ .‬على جزيرة أخرى‪.‬‬
‫بدأت النارتَحْمّد والبرودة تَشعلٌ انكمش داخل عباءته» في محاولة‬

‫لتجاهُلٍ جَلبَةِالقطط التيتقومبهالوسي جرينج؛ وحَمَلْقَ نحو‬


‫ارد‬
‫لميستطع سبتيموس أن يصدق‪ .‬فمّاكادبيتلوجينايفهمان ‪-‬أخيرًا ‪-‬‬
‫أن هناكشيئًاسينايبحدث على الجزيرة حتىظهرت لوسي والفتى الذئبي‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪054‬‬

‫وقلما الأمركلهإلىحفل شاطئي‪ .‬وكلما فكر في الأمر ازداد شعوره‬

‫بالغضب ‪ .‬فبدلامن الضحك على انطباعات لوسي الغبيةعن القططء كان‬


‫ينبغي أن يناقشوا أسباب أخذ طاقم المارودر للضوء ووضعه على قمة‬

‫الصخرة؛ كانأجدربهمأن يحاولوا التوصل لماقصدته سايارا عن وجود‬


‫تهديد للقلعة؛ ويتساءلوا عما كان يفعله طاقم المارودر الآن‪ .‬كان‬
‫سبتيموس واثقًا منأن كلهذه الأشياء متصلة بعضها ببعضء لكن كان‬
‫صعبًا أنيكتشف وجه الصلة بمفرده‪ .‬كانيحتاج إلىالتحدث في الأمرء‬
‫د‬ ‫برهاوس والشنالاي‬ ‫وأاكايا‬

‫‪0‬وصف شوكولاتة رءوس‬


‫ب‬ ‫وبينما كانت ال‬

‫اللحظات» وعلى خلفية جوقة تصيح‪« :‬وا|اااااو» كان أن رأى في‬


‫الأفقهيئة سفينة ترفعكاملأَشْرَعَتَهًا‬
‫كانت قصة الفتى الذئبي ولوسي تقترب مننهايتهاء فقدحكيا‬

‫الذي كانميار قدرآهم على رأس صخرة القمة في وقت سابق من‬
‫«من ذا كانيظن أنهم أنتم؟»‬ ‫يت‪:‬‬
‫سقهقه‬
‫ووم»‬
‫لالي‬
‫ذلك‬
‫‪54‬‬ ‫الصور المتحركة‬
‫»ا‪.‬‬
‫؟ير ي‬
‫بت بخ‬
‫سل أن‬
‫سألت جينا بعدفترة‪« :‬ه‬
‫«هناك سفينة» انظروا»)‪.‬‬ ‫ر‪:‬‬
‫ححو‬
‫با ن‬
‫ليرً‬
‫ال مش‬
‫قا‬
‫التفتّثْ أربعة رءوس لتنظرء ولم تستطع أربعة أزواج من العيون‬
‫التيكانتتحملقفيجمرالناأرن ترىشيئًا‪.‬‬
‫قالت جينا‪ :‬ويسب» إنك في حاجة لبعض النوم‪ .‬إن عينيك‬
‫تمارسان ألعابًا خداعية مأرخةرى»‪.‬‬
‫كانت القشة الأخيرة‪ :‬انتقض مبتيموسس واقفا فى غضب)»‬
‫وقال‪« :‬أنتم لا تفهمون فحسبء أليس كذلك؟ أنتمتجلسون‬
‫تازه الميككات ولسوروة حر ‪ 0‬ركاديهالميسك‬
‫مَتَعَامِينَ عما يقةبَعٌأمامكم مباشرة»‪ .‬وبدون كلمة أخرى‪ .‬انطلق‬
‫مبتعدًا عن جاه عائدًا إلى الكثبان‪.‬‬
‫قامبيتل وقد نهض ليتبعه‪ :‬اسب)‪.‬‬
‫جذبت جينا بيتل إلى جوارهاء وقالت‪« :‬دعه يذهب‪ ,‬يحتاج‬
‫سبتيموس أحيانًاأنيكون وحده‪ .‬سيكون على مايرامفيالصباح»‪.‬‬
‫د دد‬
‫ايم‪ .‬توقف‬
‫لهف‬
‫ظضب‬
‫لر غ‬
‫وصل سبتيموس إلى الكثبان وتابخّ‬
‫للحظة» وقدحَدَتُهُ نصف رغبة في العودة إلى وهج النار المُريح‬
‫على الشاطئ معأصدقائه الذين يجلسون حولها‪.‬سلبكتنيموس‬
‫خبر مايكفي من التراجع في ليلة واحدة؛ فقرر أن يصعد إلى‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪254‬‬

‫أعلى الكثبان ويتابع السفينة‪ .‬فقد يثبت أنه على صواب» ولو حتى‬

‫تسلق مسرعًا خلال الكثبان وسرعان ما ظهر على الجزء الأشد‬


‫صلابة من التربةفيالقطعة الوسطى من الأرض‪ .‬توقف والتقط‬
‫أنفاسه‪ .‬كان المنظر جميلًا؛ فقد كانت السماء صافية وغمرت‬
‫‪َ0‬مَا شرائح‬
‫أخذ المدينحسر بهدوءمُخَل‬ ‫ونم‪.‬‬
‫جم‬‫نات‬
‫لرخ‬
‫اليل‬
‫ال‬
‫رمليةتلمعفي نور القمركاشًا لبضع ساعات عننمط سري من‬
‫الطرق القديمة‪ .‬طرق كانت تنتمي للأناس الذين كانوا يعيشون‬
‫على الجزيرة منذ عهد بعيد‪ ,‬قبل أن تأتي السيول وتقسم الجزيرة‬
‫الواحدة إلىسبعجَزْر‪.‬‬
‫سبتيموس عينيه وبحث عنالسفيئة» وهويتوقع؛ نصف‬ ‫ظْلَ‬
‫توقع‪ .‬أنهكانقدتخيل وجودها وأنهالآن قدلايرى شيئًا‪ .‬لكنها‬
‫كانت هناك» وقد صارت أقرب الآن‪ .‬وصار نور القمر يعكس‬
‫بياض أَشْرعَتهًا‪ .‬بدا لهأنهاتبحر نحو الجزيرة مباشرةً‪ .‬كان على‬
‫وشك النرول بسرعةليخبرالآخرين حين وبطرْفٍعينه؛رأى صما‬
‫الأشجار عند قمة التل؛ فألقى‬ ‫امعل‬
‫ل تل‬
‫خرقاء‬
‫املنأضواء الز‬
‫رض‪.‬‬ ‫ألى‬‫لع‬‫افسه‬
‫بن‬
‫بقي سبتيموس مختبئًا وسط العشبء يكاد لا يجرؤ على‬
‫هه‬
‫افي‬
‫جتل‬
‫ّرال‬
‫تعب‬
‫احرك‬
‫التنفس‪ .‬تابع الأضواء؛ منتظرًا أن تت‬
‫لكنها ظلت في المكان نفسه تمامًا‪ .‬وأخيرًا توصل إلىماهيّة هذه‬
‫‪354‬‬ ‫الصور المتحركة‬

‫الأضواء؛ إنها صف النوافذ الصغيرة فى قمة المرصد‪ .‬وبينما‬


‫النلتى سعمونن كسانلاعنايذكن أن تع هده لاخواراي‬
‫موجة من الضباب تبدأ في الخروج من الأشجار أسفل المرصدء‬
‫وتهبط بسرعة عبر التل إلى البحر‪ .‬أصابته رجفة» إذ صار الهواء‬
‫فجأة من حوله باردّاء وكان الضباب يعرف وجهته على نحو‬
‫غريبء وكأنه في طريقه إلى موعد‪.‬‬
‫نهض سبتيموس علىقدميه» وفجأة صارمزيج الناروالأصدقاء‬
‫لا يمكن مقاومته‪ .‬جرى عاتدًا خلال الكثبان» وأمامه أخذ الضباب‬
‫ينتشر علىطول الشاطئ ويبدأ في الاندفاع عبرالماء» وهويزداد‬
‫سُمكا في طريقه‪ .‬صار الشاطئ بالفعل مغطّى بالضباب‪ .‬لكن‬
‫الوَمَجَ الأحمر المنبعث من الناركا دنَلِيلَهُللعودة‪.‬‬
‫وصل إلىالناروقد تقطعت أنفاسه؛ وكانبيتلمنشغلًا بوضع‬
‫قطعة خشب أخرى‪.‬‬
‫ابتسم» وقد ارتاح لرؤية سبتيموس‪« :‬أترى ياسبء سنترك هذه‬
‫النار موقدة الليلة؛ فهذا الضباب غريب»)‪.‬‬
‫ذه ‪ 03‬جد‬

‫نكو عند دفة السيريس‪ .‬كانت ليلة جميلة؛ وقد ارتفع‬ ‫‪5‬‬

‫وقتت القمر في السماء وتلالا عدد ضخم من النجوم فوق‬


‫السفينة الأنيقة المضبوطة بدقة‪ .‬كانت الرياح مواتية» وراحت تهب‬
‫باتتظام جاعلة السفينة وكأنها تشدو خلال الأمواج‪ .‬استنشق نكو‬

‫الذي طالَمَاحَلْمَبهلوقت طويّل طويل جدًا‬ ‫‪5‬زم‬


‫‪ 0‬ع وانتابه خوف شديد من أنهلنيرّاه مرةأخرى‪.‬‬
‫كان لياكاد يصدق أنه الآنَّ عاد إلى زمنه»‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫ءِ‬ ‫‪ 1‬جا‬
‫اىق»‬ ‫ل عل‬
‫طآها‬
‫إنة ر‬
‫لسفي‬‫امل‬
‫على دفة أج‬
‫ذنهكر‬ ‫تو أ‬ ‫م متجهًا للوطن‪ .‬أد‬
‫سركينك‬
‫هللهاللحظةمابش منحياته‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫كانتالحركةالمتأئية‬ ‫لذ‬
‫المياه الزرقاء»‬ ‫للسفينة وروعة‬

‫التي تحمل لمحات عابرة‬


‫الومييض الفسفوري»‬ ‫من‬
‫‪554‬‬ ‫نوبة نكو‬

‫خقمدّفت حدة الإنهَاك والتوثّر لدى نكو‪ .‬استجابت السيريس‬


‫بسهولةلم ياقومبهمنانعطافعندالدفة»وملأت الريحأشرمٍها‬
‫ث ناحلوي‪ .‬نسظبرتيموس إلىأعلى ‪:‬نحوالشراع ثم ابتسم‬ ‫عملى‬
‫موري ملَاخّته‪ .‬كانت سنوري تستند إلى السّياجء وقد تطَايرٌ‬
‫شعدهًا الأهشقرالطويل بفعلالنّسيمء والْتَمَعَتْعيئاهاالخضراوان‬
‫بالحَمّاس‪ .‬وإلى جوارها وقف أولرءأسود وأملس في تَحَفيه‬
‫اللَّيلنّفيصورة نمر‪ .‬وقد استشعرت نظرة نكولهاء التفدثُ‬
‫سنوري وابتسمت‪.‬‬
‫فعلناها! انظري إلينا‬ ‫يء‬
‫ريا‬
‫وهًا‬
‫نلتَا‬
‫سد فع‬
‫ضحك نكو‪« :‬لق‬
‫الآن»‬
‫قالت سنوري ببساطة‪« :‬إننا محظوظان؛ محظوظان جدًا)‪.‬‬
‫كانتهذههيالليلةالأولى التييتركفيهاميلومسئوليةالسفينة‬
‫كاملة لنكو‪ .‬في الليلةالسابقة» كانوكيلالربّان الأول حوور‬
‫متصيّد اعتبر نكوهيب الطويل الأشْعَتَ أصغر كثيرًا من أن يقود‬
‫السّيريس ‪ -‬قد وقف يراقب كل حركة لنكو وهو يبحر بالسفينة‬
‫تبات خلال الأمواج؛ باحنًا عنأهون خطألينقلة إلىميلو‪ .‬رأي‬
‫نكو يسلك مسارًا ثابتا ويستجيب بشكل مثالي للريح‪ .‬تابعه وهو‬
‫رب الصيد التي‬ ‫وةامن‬ ‫قموع‬
‫يبحر بالسيريس بأمان وسط مج‬
‫نشرت شباكها علىمسافةواسعة في نور القمراللامع»وماكان‬
‫مجاه كيزةلوعيل الركاث الأر لهو اتحاده مييار! ادا متضييطا‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪654‬‬
‫وسط سارلبحمينتان» كانت ظهورهم الضخمة الداكنة مثل‬
‫ييل‪.‬‬
‫لف‬‫لْرِ‬
‫الاجَز‬
‫ربما كان وكيل الرئان الأول رجلا متصيّدّاء لكنه كان أيضًا‬
‫رجلا أميئًا‪ .‬فقدأخبرسيده بأن نكومدير دفّة حاذق على نحو يثير‬
‫الدهشة؛ وأنه لوكانالصبي أكبربعشر سنوات فقط لكانذُونَمَاأيّ‬
‫اعتراض منهقد أصبح مسئولا عن السيريس في الرحلة الليلية‪.‬أما‬
‫ميلو ‪ -‬الذي كانت جينا قدملأته بمعلومات عن الخصائص الغريبة‬
‫لبيت الفوريكس ‪ -‬يرى أنه مع وضع كل الأمور في الاعتبار» فإن‬
‫نكوربماكانأكبرٌسناتقريًامنكلمنعلى السفينة مجتمعين‪.‬‬
‫وهكذا ترك نكو يتحمل وحده مستولية القيادة فى الليلة الثانية من‬
‫‪١‬‏‬ ‫رحالتلهمق إللعىة‪.‬‬
‫وهكذا صارنكو ملك الأمواج‪ .‬فقدملأت رائحة البحر المنعشة‬
‫أنفه واستشعرت شفتاه طعمّرذَاذالملح‪ ,‬وتجوّلت عيناه فيالأفق‬
‫تذيحلداه الجدرانء ولايعكرسماءه دخان‬
‫الواسع المفتوح ال‬
‫الشموع‪ .‬كانتحته أعماق المحيط المُوحِشَّة وفوقه غبار النجوم‬
‫اللامع» ولا وجود إلالطبقة رقيقة من الهواء تقع بين نكو هيب‬
‫وبين الكون كله‪ .‬لفْتْرأس نكو الفرحة إزاء حريته‪.‬‬
‫لمتبعدهقيرَاطاعنتركيزهعلىمهمته؛ قيادة‬
‫رن سعادةنكو‬
‫غي أ‬
‫الستريس‪ :‬يمان خلال الليل إلى أن لم قائد دفةمناوبة النهار‬
‫سق‪:‬‬
‫حقترو‬
‫شعد‬
‫ليمة‬
‫ال الع‬
‫الأو‬
‫‪754‬‬ ‫نوبة نكو‬

‫كاننكويعرف خطة الرحلة الليليةعنظهر قلب‪ .‬كانسيُئحرٌ‬


‫في مسارجنوبي غربي» ‪ 012‬درجات باستخدام البوصلة» إلىأن‬
‫يلوح أول ضوءلمنارّة صخرة القطّفي الأفق‪ .‬كان وكيل الران‬
‫الأول قد أخبر نكو وسنوري أن المنارة يسهل تحديدها ‪ -‬فهي‬
‫تشبه القطة؛ وأن الضوء متَبّت ويخرج من «عينين» ‪ -‬ورغم ذلك‬
‫فإلى أن تصير قريبًاء ستبدو عينٌ واحدة‪ .‬ولاستكمال صورة القطء‬
‫كان البُرِجُمتوّجًابنتوءين علىهيئةأذنين‪ .‬كاننكومفتونًا بوصف‬
‫وكيل الربّان الأول لمنارة صخرة القطة‪ .‬لوكان قد سمعها من أ‬
‫شخص آخر لظن أنهانكتة» لكن نكو كان باستطاعته أن يعرف أن‬
‫وكيل الربّان الأول لميكن بالرجل الذي يطلق النكات‪ .‬كان نكو‬
‫سيتجه إلى المنارة إلى أن تصبح «العين» الواحدة اثنتين» وعندئذ‬
‫يدير السيريس إلى الجنوب ويبحر في مسار ‪ 08‬درجة باستخدام‬
‫البوصلة‪ .‬وهذا قديأخذ السيريس بالقرب من منارة أخرى ‪ -‬ذات‬
‫أذنين لكن بلاأضواء ‪ -‬والتي أكدوكيل الربان الأول لنكوأنه‬
‫سيتمكن من رؤيتهاء لأن القمر حينها سيكون في ذُروَته‪ .‬وعند‬
‫اتجاه ‪ 072‬درجة من المنارة المظلمة» كانعلى نكوأنيبحر في‬
‫مسار جنوبي شرقيء والذي ينبغي ‪ -‬إذا كانالريحوالمدّمواتيين‬
‫‪ -‬أن يأخذ السيريس مباشرة إلىمنارةالكثيب المزدوج‪.‬‬
‫لم يكن هذاهو أكثرالمسارات استقامة» لكن نكوكان واثقًا‬
‫بأنههووسنوري سيحالفهما النجاح‪ .‬كان وكيل الربّان الأول قد‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪854‬‬

‫إوصرار لثلاث مرات أنهما يجب رهن أي ظرف ألا‬


‫أبزعاجلنك‬
‫يأخذا السيريس جنوب شرق منارة صخرة القطة» فى اتجاه الجزيرة‬
‫التيتقعوراءها‪.‬رد نكوبأنهإذا كانقد استطاع تجنب حوتء فهو‬
‫يظن أن بِمَقدُوره أن ينجح في الإبحار بعيدًا عن إحدى الجَزر‪.‬‬
‫وفجأة قطعت صرخة متحمسة انطلقت من سنوري أفكار نكو‪:‬‬
‫«هاهي! أستطيع أن أرى أثر الضوء‪ .‬انظر!»)‬
‫ومن نقطة المراقبة فى عش الغراب جاءت صيحة مدوية‬
‫«صخرة القطة إلى الأمام مباشرة!»‬
‫فق انتشارًا ضبابيًا‬
‫أفي‬
‫لكو‬
‫ففايهية» راأى ن‬ ‫اكلد بكما‬
‫وقد تأ‬
‫القنوف رفي تقرها البريق المصناعن لشروق الشهين‪ »:‬وكات‬
‫السيريس تتجه مباشرة نحو الوهج‪.‬‬
‫بدانكو متحمسًا‪ .‬ومعكلالثقة البادية عليه» كانقلقًامنأنهقد‬
‫يبحر في مسار يجنّحٌ أكثرٌ ناحية الجنوب» ويفوت منارة صخرة‬
‫القطة تمامًا‪ .‬نظر نحو كرة البوصلة الثقيلة التيتتأرجح بهدوء في‬
‫مكمنها وابتسمء كان المؤشر ثابنًا عند ‪ 012‬درجات تمامًا‪.‬‬
‫الذي زحف‬ ‫مةّنحَوج‪.‬‬
‫ّتجه‬
‫وم‬‫لاج»‬
‫اأمو‬
‫قطعت السيريس ال‬
‫فوقٌ الأفق وصار أكثرلمعانًا منذي قبل‪ .‬كان» حسب رأي نكوء‬
‫ليس كما توقع تمامًا‪ .‬كانت منارة صخرة القطة معروفة بارتفاعها‬
‫الشاهق» غيرأن الضوء ظهر أقرب كثيرًا إلىالماء مماكان يتوقع‪.‬‬
‫‪954‬‬ ‫نوبة نكو‬
‫وبينما يواصلون الإبحار» أصبح نكو أشدقلقًا‪ ..‬هناك شي ما‬
‫غير صحيح‪ .‬كياتنوقع رؤية البرج العالي لمنارة صخرة القطة‬
‫الآنَّه لكن لميكن هناك شيء سوى ضوء برّاق يلمع على البعد‪.‬‬
‫اختفى القمر خلف سحابة ضخمة» وبدت السماء مُعِتِمَةَ فجأة‪.‬‬
‫نظر نكو مرة أخرى نحو البوصلة؛ كان المؤشر ثابنًا في مكانه»‬
‫يرتعشٌ قليلهكعادة مؤكترات التوصلةة قوقغلامة ‪ 632‬ورعات‪:‬‬
‫كانوا على المسار الصحيح‪ ..‬لميكن الأمرمنطقيًا‪.‬‬
‫سبأقللق‪« :‬سنوريء ألايمكنك رؤيةصخرة القط بعد؟»‬
‫قالت سنوري‪« :‬لايا نكوء الأمر غريب‪ .‬هذا لايشبه الخريطة»‬
‫عألىظمنا»‪.‬‬
‫بالأعلى‪« :‬ضباب فى‬ ‫قةبة‬
‫انقط‬
‫محةرمن‬
‫اأةلصي‬
‫انطلقت فج‬
‫ْ‬ ‫المواجهة»‪.‬‬
‫ًا‬
‫قست‬
‫طة»ل لي‬
‫مافي‬
‫مة‪ .‬كانت الليلة رائعة وص‬
‫دكو‬
‫صن‬‫بيب‬
‫أص‬
‫اورب‪.‬‬
‫باظه‬
‫ضفيه‬
‫لقَمُ‬
‫ايُتو‬
‫املنليالي الت‬
‫صاح بصوت مرتفع‪"# :‬ضباب؟)‬
‫جاءت الإجابة‪« :‬نعم ياسيدي‪ ,‬قادم في هذا الاتجاه»‪.‬‬
‫لميكن نكو قدرأى شيئًا كهذا منقبلقط؛ ركام منالضباب‬
‫يعَدَحْرَجُعبرالبحرنحوّهُممثلموجةمدبيضاءطويلة‪ .‬وفيخلال‬
‫لحظة كانت قدغَلَمَّت السفينة بغطاء باردمبلل من الكآبة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪0064‬‬
‫تصاعد على الصَّوَاري بشكل حلزوثي‪ .‬ودخل في طيّات‬

‫الأشْرِعَة‪ :‬وخنق كل الأصوات»” حتى أن نكو لم يسمع مَظلقًا‬


‫صنيحة المقاحأ القادمة‪:‬من‪:‬نقظة العراقنة‪« :‬تمّ رصد منارة صخرة‬

‫القط! مظلمة‪ ..‬إنها مظلمة يا سيدي!»‬

‫المفدي‬ ‫كىرش‬
‫لضل‬
‫اتمة‬
‫عمف انرز لاذخ امرض قذا‬
‫الفتقتزعنة اراس السلم الكتداعي» ل أتخنات تدوووقدورافي دوائر‬
‫مُحْدِنََ صوتٌ صرير واحتكاك وهي تقوم برحلتها اللانهائية على‬
‫القضبان الصَّدنَةة‪ .‬ملأضوءأزرق لامع بياض المرصدء وبينماكانت‬
‫سفينة نكوتتقدم تدريجيًا بمُحَاذَاةِ عينيصخرة القطة العَمْيَاوَيْنِ‬
‫ألقت سايارابرأسهاللخلف وفتحت فمها‪.‬زف كان امي‬
‫بداخلهاء شدًا صوتٌ جميلء رقيق» فاتن‪ .‬وبينما كانت سايارا تغني»‬
‫شكلت الأصوات دوااملاته فوىاء داخل المرصدء هابطة وملتوية‬
‫لوأامغةنمنيات» اليتزيداد صوتها ارتفاتًا وقوة معكل‬ ‫فايد‬
‫بها جتن طارنت‬ ‫زور ولي الجر تعر الحدران امتح‬
‫فيالنهايةمنالنوافذمثلطائر إلىهواءالليل» وعبرتالبحره‬
‫منّجهَةٌنحوالسفينةكاملةالشراعالتي يسطععليهانوارلقمر‪.‬‬
‫حين عْشْىَ الضبابٌ عينيه‪ .‬امتللأت انكو باه أجمل‬
‫كثيرًا مماتخيّل أنهممكن‪ .‬وفي أعماق الأغنية سمع اسمه‪« :‬نكوء‬
‫‪2‬‬
‫‪164‬‬ ‫نوبة نكو‬
‫سأل نكو‪« :‬اسنوري؟)‬
‫نتأي؟ن»)‬
‫أكو‬
‫‪« -‬ن‬
‫نلي؟»‬ ‫يناتء ه‬
‫ا أدناه‬
‫‪« -‬هننا‪.‬‬
‫كان صوت سنوري متوترًا‪« :‬لا‪ .‬نكوء يجب أن ننزل المرّسّاة‪.‬‬
‫الآن‪ .‬من الخطر أن نستمبً» إننالانرى إلى أين نتجه)‪.‬‬
‫وقد امتلاًالهواء بالبهجة وأفُعمْ‬ ‫ل يمجبنكو‪.‬‬
‫شدًا الصوت‪« :‬نكو‪...‬نكو‪2...‬‬
‫اه ئعبالعودةللوطن أخيرًا‪.‬‬ ‫اك‬
‫برقة بالغة‪« :‬نكو‪...‬نكو‪ ...‬تعال إلىّ» نكو)‪.‬‬ ‫شدّت ا‬
‫اقبت هلك وله كوا شياع قاعم عاخنلام فنا إذ كات‬
‫بالفعل عائدًا للوطن‪ .‬عائد للوطن إلى المكان الذي ينتمي إليه‬
‫‪١‬‏‬ ‫حقيقة» إلىالمكان الذي كان يبحث عنه طوال حياته‪.‬‬
‫ومما أثار سُخط نكو قطع صوت سنوري المُلحٌ‬ ‫‪05‬‬
‫ستغْرّاقه‪ :‬المرسَاة» نزّلِالمرساة!»ٍ‬
‫رأ نكو أن سنوري مملة جدًا‪ .‬كان هناك وقع خطوات‬
‫بالأسفل» لكن نكو لم يهتمء كان كلما يهم الآن هو الأغنية‬
‫الساحرة‪.‬‬
‫جاءت صيحة نقطة المراقبة‪« :‬يايسة» حذار‪ .‬يابسة‪ .‬حذار!»‬
‫ضرعت سزرق‪ :‬تكو سور اعد الآن الآ‬
‫ولم يستجب نكو‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪2604‬‬

‫نظرت سنوري إلى نكو في رعب ورأت عينيه الرَّائَعَتين‬


‫تكهلتانايفية | علمت موري ‪ :‬العارفة بالأرواح» على الفورأن‬
‫نكو يتعرض للسحر‪ .‬دفعت نفسها نحوه وحاولت أن تأخذ منه‬
‫الدَّفَةء غيرأن نكو أبعدهاء وأطبق على عجلة الدفة بقوة وواصلت‬
‫السيريس الوبحار‪.‬‬
‫شَهَقَت سنوري‪« :‬أولرء أولر» ساعدني!» ومضت عيئًا أولر‬
‫الخضراوانء» وأسرع النمر في اتجاه نكو وفتح فمه «أولر» اسحبه‬
‫بعيدًا‪ .‬لا تلَاعَضْه‪ .‬بسرعة‪ ,‬لا بدأن أمسك بالدفة»‪ .‬لكن حين‬
‫أطبق أولر بفمه على سّترة نكو اجتاحت السفينة هرّة قوية» وعلى‬
‫بعد عدة قَامَاتَ إلى الأسفل» أحدثت عارضة السفينة أخدّودًا‬
‫عميقًا«اخل برعم رملي واستقرت السيريس في وقفة مُرَازِلَة‪.‬‬
‫‪+‬إدعد‪+‬إدعاد‬

‫عيه‬ ‫قل ف‬
‫ويزا‬
‫مو لا‬
‫ل نضحوباب السّمِيك وه‬ ‫ااي‬
‫نظر جاكي فر‬
‫على جو التحية وانتَابه الخوف من أن يفوت شيئًا‪ .‬شاهد‬
‫المصباح الليلي وقد وضع على الصّاري الرئيسي للسيريس التي‬
‫أبحرت أمامه مثل قارب صغير يتحرك بلا هدف في بحر أبيض‬
‫غريب وقد صاحبها صوت احتكاك مروعء رآها تهتز متوقفة وتفقد‬
‫بياب‪.‬‬
‫ضف‬‫لها‬
‫اازن‬
‫تو‬
‫‪04‬‬ ‫نوبة نكو‬

‫قفز جاكيمنفوق الصخرة وانرّلق علىبعض الأحجار الرّخوة‬


‫ثمأسرع عبر التلإلىالمرفأ ذيالمياهالعميقة فيالجزء المختفي‬
‫من جزيرة النجمة» حيث ترسو المارودر‪ .‬كان الشبح صاحب‬
‫عيني العنرّة مُستّرخيًا بوقاحة على سور المرفأء فيحينكانالربّان‬
‫فراي والتوءمان كرو جالسَين برعونة على سطح المارودر‪ .‬بدا‬
‫الأمر مثل حفل شاي غير باعث على الارتياح بالمرة» وبدون‬
‫قبة بمفرده‪.‬‬ ‫وير؛ لأانهلكامنفريناوبة‬ ‫رجاك‬
‫سعر‬
‫لة ش‬
‫بي‪.‬افجأ‬ ‫شا‬
‫يىة انامز ليق‬ ‫قعل‬ ‫وفيزة‬
‫تناثر وَابلٌمنالأحجار السي‬
‫عابزابغلال الع فهرالس رحد جاكي بين فوقس‬
‫قالالشبحببطء‪« :‬إياك‪...‬أن ‪....‬تفعل ‪...‬هذا ‪..‬ثانية»‪.‬‬
‫كان أشد الأصوات التى سمعها جاكى رهبة فى حياته‪ .‬سرى‬
‫الخوف في عنقه وكان كل ما اتطافة |‪ 1‬شل حل في أسنانه‬
‫وجرى‪ .‬كان يتوقف في طريقه ويصيح‪« :‬السفينة‪ ..‬لقد توقفت‬
‫لتَوّها)‪.‬‬
‫بدا الارتياح على الربان فراي‪ .‬قفز هو والأخوان كرو واقفان‬
‫روماكادقاذضيفتقلرتك جرداعلىلتيل‬
‫انزل هناوحل الحبل»‪:‬‬ ‫« قحك‬ ‫ه‪:‬‬
‫نراي‬
‫بن ف‬
‫اربّا‬
‫للال‬
‫قا‬
‫تردد جاكيء إذ لم يكن راغبًا في الذهاب إلى أي مكان قرب‬
‫المرعب الذي كان يقف بجوار المَرْبَط الذي به الحبل‬ ‫الشبّح‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪464‬‬
‫مباشرة‪ .‬لكن الشبح حل له المشكلة» فقد بدأ يمشي ببطء على‬
‫طول الارصليفسنلحاولم انلتهيافيتيه‪.‬‬
‫عند قمة السلالم؛ توقف الشبح ووجه إصبع وعيد نحو الربّان‬
‫ولصال جاكي‪:‬‬
‫فراي» وقال بصوت غَائْرِبعث بالخوف فأي ك‬
‫«هل التّميمّة معك؟»‬

‫قال الربان فراي‪ :‬انعمياسيدي»‪.‬‬


‫(أرني»‪.‬‬

‫نزعالربانفراي الجراب الجلديٌ الذي كانت أونا براكيت قد‬


‫له‪.‬‬
‫ايب‬
‫نمطنج‬
‫باه‬
‫أعطته إي‬
‫ألَمٌ| شبح ‪« :‬أرني‪.2‬‬
‫وبأصابع مرتعشة حَرقَاءَ» أخرج الرّبان فراي شيئًا ما من‬
‫المحفظة‪.‬‬
‫زَمْجَرَ الشبح‪« :‬جيدء وماذا عن الكلمات؟ أريد أن أرى أن‬
‫معك نسخة الأثله»)‪.‬‬
‫بمزيد منالتَلعة قدّم قطعةورقيةملطحَة بالماء ُخطت عليها‬
‫م‪.‬‬
‫اير‬
‫ظة بغ‬
‫تفظي‬
‫نة ل‬
‫اويذ‬
‫تع‬
‫قال الرّبّانَ فراي‪« :‬هنا سيدي‪ .‬إنها هنا»‪.‬‬
‫كن النبرة على المقطع الأول منكل كلمة»‪.‬‬ ‫ا‬
‫«على الم‪ ..‬الأول؟»‬
‫‪564‬‬ ‫نوبة نكو‬
‫قالالشبح‪« :‬الجزء الأول من الكلمة‪ .‬مثلفيكلمة مخالحمار‪.‬‬
‫أفهمت؟»‬
‫النعم ياسيدي‪ .‬فهمتء ياسيدي»‪.‬‬
‫«والآن» أعذّمًا إلى جيبك‪ .‬ولا تضيّعْهًا»‪.‬‬
‫استدار الشبح ونزل سلالم المرفأء واستمر في النزول ‪ -‬وسط‬
‫دهشة جاكى ‪ -‬إلىداخل البحر‪.‬‬
‫وحين اختفى رأسه تحت الماء تردّدّت كلماته خلال الضباب‬
‫»‪.‬‬
‫اكييا‬
‫رقبّ‬
‫فأرا‬
‫«س‬
‫صاح الربان فراي في جاكي ‪« :‬لااتقف هكذا مثل دجاجة مَنْتُوفَة‬
‫_‬ ‫الرّيش تنتظر ما يغطيهاء إننا سنتحرك»‪ .‬‏‬
‫رلصىيف‪ .‬وفك الاحبللممرنبط‬
‫بسرعة قفرٌ جاكي فارالي ع‬
‫ده‬
‫يفق‬
‫انا‬
‫ويعدهاءبوخو‬ ‫وفىكن‬
‫رماة‬
‫اوال‬
‫حعتيق‬
‫ل ال‬
‫ادت‬
‫مع‬
‫وحده إذاماعادالشبح»؛قفزعلىالسطح‪.‬‬
‫إملى‬‫دا» ث‬ ‫لي‬ ‫ودفة‬
‫قااللربان فراي في صوت هادر‪ :‬لأمسك ال‬
‫الأخوين كرو‪« :‬وأنتماء يمكتكما إيمضيلة كل منكما بواحد)‬
‫وأشار إلىمِمداقَيْن كبيرين‪ .‬بدا املأتخَواحنيكّرروَيْن؛ فانفجر‬
‫فيهما الربان فراي‪ :‬اليس هناك ريح وسط هذاالضباب المُتَكمّلٍ‬
‫أيها الغيكان؛ لذا يمكنكما التحَدِيفٌ وحافظًا على الهدوى لا أريد‬
‫ضربا فى الماء» لا شَّخْيرء علوااء» هذا عمل يتطلب إحداث‬
‫لحان ملفهمتما؟»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪664‬‬
‫أوما الأخوان كرؤ‪ :‬أمسكا المحدافين وانهها نو جاتن‬
‫مَيَمَبّدَالقاريت‪,‬‬
‫زمجر الربان فراي‪« :‬واحد فيكل جانب ياعَلِيظي الرأس‪.‬‬
‫ربما تريدان أن تقضيا بقية حياتكما تدوران فى دائرة مُفرَغة» لكن‬
‫‪١‬‏‬ ‫»‪.‬‬ ‫كيد‬
‫لاأر‬‫ذال‬
‫أن‬
‫بذل جاكي فراي قصارّى جهده داخل الضباب وقاد القارب‬
‫جبدحرافين خارج المرفأ الضيق إلى المياه المفتوحة؛‬
‫ابلذمي ي‬
‫وقد وقف أباهعندالمقدمة يُعطي إشارات يدويّة للاتجاه يمينا‬
‫أفكيهانا‪ :‬كانالمدٌّمنخفضًا جد لكنالمارودر كانت مصممة‬
‫للصيدبالقربمنالساحل؛ وكانتذاقاعمسطح ويمكنهابسهولة‬
‫التحرّك إلى حيث لاتجرؤ القوارب الأخرى على المغامرة‪ .‬وبينما‬
‫كان يقود المارودر حول نقطة أقصى شمال جزيرة النجمة» لم‬
‫يستطع جاكي إلقاء نظرة خاطفة عبر الماء ليرى إن كان يستطيع‬
‫تحديد موقع النار الموقدة على الشاطى» غير أنهلميكن هناك ما‬
‫يراه سوى غطاء منالضباب الممتد على سطح البحر وقد ارتفعت‬
‫فوقه صواري المارودر الثلاثة‪.‬‬
‫زحف القاربللأمام بقوة الأخوين كرو‪ .‬حدق جاكي في‬
‫مماافيء‬
‫لتِهِ‬
‫ادَاقَ‬
‫طَهْرَي التوءمين كرو الغبّيّن وهما يغرسان مِسْ‬
‫مدة» وأنفه الحاد‬ ‫دعن‬
‫قدًا‬
‫معي‬
‫لمَدُب‬
‫اّتَتَ‬
‫ماثلَآّلات؛ ورأى الأب المَ‬
‫في اتجاه الريح» وأسنانه بارزة مثلكلب شرس» وتساءل أي وقاحة‬
‫‪764‬‬ ‫نوبة نكو‬
‫هوفيطريقه إليها‪ .‬فكرجاكي في مجموعة الأصدقاء الذي رآهم‬
‫مُجتّمعينَ حول النار؛ وفجأة عرف أن أكثر شىء أراده هوأن يكون‬
‫خخرًاليجلس معأصدقاء لهخول ثار‪.‬ماكانيجب أن تكون حباتة‬
‫عاللىشهذاهكلة‪.‬‬
‫أراد جاكي فراي أن يهرب‪.‬‬
‫عام صدييق‬ ‫سنوي‬ ‫م‪1‬‬ ‫امورو عبقلالبداوه‬

‫شَهَّق قائلا‪« :‬ماذا؟ ما الذي فعلته؟»‪.‬‬


‫‪964‬‬ ‫جنوج‬

‫ردت سنوري باقتضاب‪« :‬لقد جَتّحت‪ .‬نكو أنت لم تسمعني»‬


‫لفك ‪.‬لد كفت قنبحالةتحنون‪#‬‬
‫دعتو لان لا!» جرى نكو إلى جانب السفينة ونظر‬
‫للأسفل‪ .‬كل ما استطاع رؤيته هو طبقات كثيفة من الضباب‬
‫تحتضن سطح الماءء؛ لكنه عرف أن سنوري كانت على حق‪.‬كان‬
‫تمقيدوره أل تشع بالامرء فلم تكنهناكحركةللماءبأسفل عارضة‬
‫الشفينة‪ .‬كانت السيريس الجميلة قدتلت عن وها وأضيعت‬
‫مجرد كتلة خشب هامدة ليس إلا‪.‬‬
‫حدّث هرح ومرّجٌّ في باطن السفينة؛ فقد استيقظ كل أفراد‬
‫الطاقم»وقد ألقوابأنفسهم خارج قُمْرَاتهم؛ مُندفعيننحوالأعلى‬
‫عبرالسلالم‪ .‬أشعروقع الأقدام الرّعديٌّنكوبالأسى‪ ,‬وفي غضون‬
‫لحظة كانميلو ‪ -‬مشَّعَثا بفعل النوم»ملقيًابغطاء فيعُجَالَة فوق‬
‫ثوب نومه الحريري المُزركش ‪ -‬قد صعد إلى جواره‪.‬‬
‫صاح ميلو‪« :‬ماذا‪ ..‬ما الذي فعلته؟»‪.‬‬
‫فيخرّسءهزنكورأسه؛لميكديتحملمجردالنظرإل مىيلوء‬
‫ى‪« :‬أنالا‪...‬لا أعرفء فقط لاأعرف»‪.‬‬ ‫ألسفي‬
‫قا‬
‫ظهر وكيلالربّان الأول على السطح وأجاب عن السؤال بسرعة‬
‫«لقد جنح بنايا سيدي» وقد تعلقت عبارة‪« :‬لقد قلت لك ذلك» في‬
‫الهواءدون أن ينطق بها‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪07‬‬
‫كانت سنوري تعرف أن نكو لنيحاول حتى الدفاع عننفسه‪.‬‬
‫فقالت‪( :‬إنها المنارة» لتقحدركت)»)‪.‬‬
‫ضحك وكيل الربان الأول بسخرية‪.‬‬
‫أصرت سنوري‪« :‬ولكنها تحركت بالفعل‪ .‬إنها الآن هناك‪.‬‬
‫انظروا» وأشارت إلى صخرة القمة» التي ارتفعت وسط الضباب‬
‫كإصبع أسود عملاق متوّج بضوء برّاق‪.‬‬
‫قال وكيل الهرابازننًا‪« :‬ها! أحد الأغبياء يشعل نارًا على قمة‬
‫جدرة هذا عدف لوال الوفك هاكانت اهباك نجه لوجي‬
‫السفينة المسكينة نحوها»‪.‬‬
‫لفقت ستوري قائلة‪« :‬السفينة» إنها ‪...‬إنها فوق حاجز رملى‬
‫ٌْ‬ ‫ليس إلا»‪.‬‬
‫روكت الربان مما ةادانك ميرم الس كذلت ‪4‬‬
‫الحاجز الرملى أسفل‬ ‫دفو‬
‫يرفبكي‬
‫قالت سنوري‪« :‬أنا أع‬
‫يدوعر فن وهنا ساندةا رقا‬
‫ع را‬
‫اضالكيف‬
‫يفيه باوعرف أن‬
‫لميعرف ويل الريات كيف يتصرف حيال سنوريء فهز رأسه‪.‬‬
‫عمد القادم ‪ .‬حسبما أظن)‪.‬‬
‫قالت سنوري‪ : :‬استطمُوالسفينةم ا‬
‫دَمْدَمَوكيل الرئان الأول‪« :‬هذا يعتمد على التَلَفيّات‪ .‬فالرمل‬
‫يغطي كُتَلّامن الخطاياء وكتلامن الصخور؛ فأنت تجدين أسوأ‬
‫الء فالماء يُلَيُنْهَالكن الرمال لا تفعل فهي‬ ‫محت‬
‫لورر ت‬ ‫اصخ‬‫ال‬
‫تحافظ على حدَّتها‪ .‬إنهامثلالْنَصُولِء بعضها كذلك‪ .‬تنغرس في‬
‫‪114‬‬ ‫جُنوج‬

‫السفيئة مثل سكين ساخن في الزبد» ثم استدار عن سنوري‬


‫وخاطب ميلو‪« :‬أريد إذنًالإرسال أحد الرجال يسايدي‪ .‬لاستطلاع‬
‫التَلَئّات»‪.‬‬
‫قال ميلو‪١١ :‬تم‏منح الإذن»‪.‬‬

‫تالاكو مارلا تسبارع جهده الامدو ترياة‪« :‬أنا سأذهب»‪.‬‬

‫أرجوك دعني أقدم شينًا للمساعدة»‪.‬‬


‫أناأثق‬ ‫بن‪.‬‬
‫همأ‬
‫ذ جي‬
‫يكان‬
‫نظرإليهميلوببرود مقاطعًا‪« :‬لا‪.‬بإم‬
‫بجيم)‪ .‬وافجأة التنفّعلىكعبيه ومشى ببطء نحومقدمة السفينة‬

‫نحو الأشكال‬ ‫الضباب‬ ‫خلال‬ ‫في اكتئاب‬ ‫نخدا‬ ‫وقف‬ ‫حيث‬

‫الغامضة لليابسة» كانت غيرمتوقعة على نحو بالغ»وغيرطبيعية‬


‫على نحو بالغ» وقريبة المنال‪.‬‬
‫ووسط حالة من الدوار» سمع ميلو جيم وهو ينزل الدرجات‬

‫ليصل إلى الرمال بالاسفل‪ .‬سمع صوت ضربات في المياه الضحلة‬


‫بعض‬ ‫جيم‪« :‬الحاجز من الرمال» يا سيدي‪...‬هناك‬ ‫وصيحات‬

‫الخدوش‪...‬ليست على قدر كبير من السوء‪ ...‬آه ‪...‬إيه) ثم مزيد‬

‫فييأس وضع ميلو رأسه بينيديه‪ .‬كانيفكر فيحمولته الثمينة‬


‫الرزبوطة فيظن الأسميئة‪:‬تلك الخائزة التىقلريحك منجلها‬
‫لسنوات طويلة» والتي أبعدته عن زوجته ثم عن ابنته‪ .‬سنوات‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪274‬‬
‫حمقاءء» حسبما كان يفكر» سنوات حمقا ء كانت هدمنهايته ‪.‬ا تخيل‬
‫امتلاء السيريس بالماء مع عه المدء والبحر يتدفق داخلهاء‬
‫منتخيطا بالصتدوق الكيين مغرقًإاياة لللأبدة حاملا متحتويات الغمينة‬
‫إلى قاع اليبحرجءركفيها التيار إلى الشواطئ المُوحشة لذلك‬
‫المكان المدلهم‪.‬‬
‫التي ارتفعت أكثر م انلمعتاد‪.‬‬ ‫د عمبرة»‬
‫قارج‬
‫مللخ‬
‫ليلو‬
‫ارم‬
‫نظ‬
‫إذكانك‪ :‬التيرس قد ابعقرت ‪:‬ذال الرمال وكادك ثيل الخلف‬
‫بزاوية غير طبيعية‪ .‬حملق خلال الضباب نحو الضوء عند صخرة‬
‫القمةورأى أنهاليستنارّاء حسبما قالوكيل الربانالأولوشنها‬
‫إلىالضوء اا أن يستكشف ماهيته» بدأ الضباب‬ ‫طن‬
‫ينْقَسْع ‪ .ٌ.‬سرت رعشة في أوصَالٍ ميلووهويرى الضباب يتصرّفٌ‬
‫اتصرّفالضبابء يلتفٌصاعدًاالتلاَي المُنحدرتجاه‬
‫كمال ي‬
‫برجصغير يجْتُمُفوقأعلى القمة» كمالوكان خيطا يسحبه‬
‫صيادبهسمكة ضخمة جدًا تحملاسمالسيريس في نهايته» حسبما‬
‫ظن ميلو بامْتِععاض‪ .‬سرت رَجفَةٌ فيأوصاله‪ .‬هناك شيء غريب‬
‫يجريء وهناك شيء غريب بشأن البرج على وجه الخصوص»‬
‫واراد أن لقينظرةأقري»‬
‫صاح ميلو‪١ :‬تليسكوب!)‏‬
‫وخلال ثوان كان أحد أفراد الطاقم إلى جانبه وقد أحضر‬
‫تليسكوبه‪ .‬وضع ميلو الأنبوب النحاسي متقن الصنع على عينه‬
‫‪370‬‬ ‫جنوج‬

‫رج‪ .‬رأى خيطًاغريبًامنأضواء زرقاء دقيقة تجري‬ ‫بلى‬


‫لع‬‫اكز‬
‫ور‬
‫على طول قمة البرج‪ .‬ذكرته هذه الأضواء بحكاية غريبة من‬
‫حكايات البحر كان القراصنة يقصونها في وقت متأخر من الليل‬
‫عن جزر الحورية ذات العيون الزرقاء» والتى تناثرت خلال البحار‬
‫السبعة» حيث تنادي الأصوات على البحارة وتغريهم؛ مُستدرجة‬
‫‪00‬‬ ‫سفانهلمصإلخىور‪.‬‬
‫تابع ميلو سجادة الضباب وهي تلتف صاعلدةً التل وتتدفقٌ‬
‫داخل البرج من خلال النوافذ المضاءة باللون الأزرق» وبدأ‬
‫يتساءل فقطعمًًايتحمله نكومنلومعلى الججنوح‪ .‬قررأن يذهب‬
‫ويتبادل بضع كلمات مع الصبي‪ .‬وحينها سمع ميلو صوت فتاة‬
‫تنادي من الأسفل‪ .‬كان الصوت يشبة ‪ -‬لكن من المؤكد أنهلا‬
‫ّ‬ ‫يمكن أن يكون ‪ -‬صوت ابئته‪.‬‬
‫‪« -‬انظرواء إنهًا السيريس ! أنا أعرفها‪ .‬مؤحىء نكو! ميلو!)‪.‬‬
‫والآن عرف ميلو أن الأمر كان صحيحًا ‪ -‬إن هذه بالفعل واحدة‬
‫من زر الحورية سيّّةالسمعة‪.‬‬
‫‪-‬مؤخى ‪ -‬مرْحى يا ميلو ‪ -‬أبي! انظر للأسفل‪ .‬إنني أناء‬
‫«‬
‫جينا!)‪.‬‬
‫وضع ميلو أصابعه في أذنيه» وصرخ‪« :‬اذهبي بعيدّاء اتركينا‬
‫وحالنا!»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪471‬‬

‫وإلى الأسفل بعيدّاء وعند رأس مجموعة من القادمين للإنقاذ‬


‫الذين يخوضون المياه الضحلة» سمعت جينا الصياح‪ .‬وفي انزعاج»‬

‫التفتت نحو سبتيموس وبيتل» وقالت‪« :‬الأمر أصبح مكررًا)‪.‬‬

‫» أحدهم قادم‪ .‬أسرعواء فلينبطح‬ ‫‪ :‬ااششش‬ ‫سبتيمو س‬ ‫همس‬

‫التي كادت السيريس أن‬ ‫الجميع !) توّارَى خلف الصخرة الضخمة‬

‫وتبعهما بيتل والفتى الذئبي ولوسي‬ ‫ا‬


‫بهاء جاذيًا معه جين ‪.‬‬ ‫تصطدم‬

‫ل‬ ‫الو‬ ‫ا‬ ‫بسرعة‬


‫مرايكا كاذ المكلرقية‪« :‬ماالأمريا سب؟»‬

‫أشار سبتيموس إهلىيئة السيريس الواقفة‪:‬وهي تختلف كثيرًا‬


‫عما رآهاآخر مرةفيأَبَهَتهَا على المرفأ الثاني عشر في المركز‬
‫التجاري‪ .‬والآن وقد صارت يُنظر إليها من وجهة نظر الصَدّفة‬
‫الرّخوة؛ لمتعدهيتتهاالدائرية الضخمة أنيقةبلصارت مترهلة‪.‬‬
‫مثل حوت مُلقّى على الشاطئ‪ .‬ورغم أن جانبيها العلويين كانا لا‬

‫يزالان أمُلسينء» وشريطها الذهبي يلمع في وَهّج الضوء‪ .‬فتحت‬


‫‪0‬‬ ‫ل‬ ‫سلا‬ ‫عر‬

‫‪١‬د‏ بلعربج ل كادممتي لينلادير‬ ‫لسري‬


‫إخطاؤهما للتوءمين كروء اللذين كاداأن يكونا غيرمَرتِينِ وسط‬

‫ظلال بروزجسم السفينة» وهمايسلكان طريقهما متَلَصّصينٍ نحو‬

‫جيمء الذي كان منشغلًا بفحص التَّلفيّات‪.‬‬


‫‪574‬‬ ‫جنوج‬
‫تابعوا في رعب زحف التوءمين» في مناورتهما المعتادة لضربة‬
‫الكماشة؛ نحوجيمالمطمئن‪ .‬وفياللحظة الأخيرة» وقبلأنيُطْبَِا‬
‫عليه مباشرة» التفت جيم متفاجنّاء ثم أطلق صرخة حادَّة وارتمى‬
‫ووجهه إلى الأمام وسط المياه الضحلة‪ .‬أعاد كلا التوءمين سكينه‬
‫إلى حزامه‪ .‬ثم واصلا طريقهماء متسللين على طول عارضة‬
‫السفينة» مختبئين جيدًا عن أنظار أي ممن على ظهر السفينة‪.‬‬
‫تحرك التوءمان كرو خلسة إلى سلم الحبال المتدلي من‬
‫السيريس المطمئنة‪ .‬والآن رأى المراقبون شخصين آخرين ‪-‬الربان‬
‫فراي وجاكي‪ -‬يظهران من خلف مؤخرة السفينة يتسللان نحو‬
‫‪ 0‬توقفوا عند أسفل الجسلمة وكان يمكن رؤيةجاكي وهو‬
‫وبدا أن جدالا نشب بين جاكي فراي وأبيه‬ ‫ار‪.‬‬
‫بىحجثة‬
‫ايرلإل‬
‫يش‬
‫الذي حسمه بوضع سكين طويل على حنجرة جاكي‪ .‬كان التوعءءمان‬
‫كرو قدوصلا بدورهما الآنإلىالسلم‪ .‬أمر جاكي بإمساك السلمء‬
‫وواحدًا بعد الآخر بدأ التوءمان كروء وقد وضع كل منهما مجموعة‬
‫مرعبة من السكاكين فى حزامه وحذائه ذي الرقبة» صعودًا مجهدًا‪.‬‬
‫فيقت جنا الذ‪ »1‬وسرطت ن الاتسلول عنعلي السغرة‬
‫لك الفقن الذني امك نهاك ‪7‬‬
‫قال لها‪« :‬انتظري»‪.‬‬
‫احتجت جينا‪« :‬ولكن نكوا‪.‬‬
‫)»‪.‬‬
‫؟‪214‬‬
‫حديا‬
‫صس بع‬
‫«لي‬ ‫وس‪:‬‬
‫مإلى‬
‫يبي‬
‫تالذئ‬
‫بتى‬
‫سر الف‬
‫نظ‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪64‬‬
‫أومأ سبتيموس‪ .‬كان يعرف أن الفتى الذئبى كان يحسب‬
‫الشناب‪ .‬والآن كانت‬ ‫الأفشدات» مانا كما تعلما قكنن‬
‫الأفضليّاتُ التيليستفيجانبهممتمثلةفيالسكاكين» وغياب‬
‫الرحمة» والقوة الوحشية‪ .‬كانوا يحتاجون بشدة إلى شيء في‬
‫صالحهم‪ .‬ولم يكن لديهم سوى شيء واحد‪ :‬عنصر المفاجأة‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬المعركة كى تكسبهاء بدقة حدد موعدها)»‪.‬‬
‫زعت جيداغينيها إلىالببعالاؤقه غلتها الاسكياء‪,‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لكن يا جين» هذه حقيقة؛ فلا بدأن نحدّدٌ‬
‫الوقت جيدًا‪ .‬وحين يقل توقعهم لهنهاجم‪ .‬حسّاء يا ‪904‬؟‪.2‬‬
‫رفع الفتى الذئبيإِبهامَة عالالمةمعولاىفقة وابتسم‪ .‬كانت‬
‫هذه تشبه الأيام الخَوَالِي؛ بلهي أفضل ألفمرة‪ .‬كانًامعَا في‬
‫سرَّيّتَهمَا الخاصة وكانا في سبيلهما للفوز‪ .‬أجمياناء رغم ذلك»‬
‫مرَالأم مرن هذه الوجهةفي وعب شاهدت الربادفراى يشيع‬
‫فل َ‬
‫الأخوين كرو صاعدًا السلم وقد ومضٌ انعكاسٌ ومّج الضوء‬
‫على سيف صغير مقوّس معلق على رباط خضره‪ .‬كانالتوءمان‬
‫كروقدوصلا إلىقمةالُسلم توقفاوانتظرا الربان فراي» وعندئذ‬
‫اندسٌ ثلاثتهم خلسة داخل السفينة‪.‬‬
‫على ظهر السيريسء علّت الصيحات وصرخ أحدهم‪ .‬لم‬
‫تستطع جيناتحمّل المزيد» تخلصت من قبضة الفتى الذثبي وجرت‬
‫بعيدًا عن الصخرةء وهي تضرب خلال المياه الضحلة وتقفز‬
‫‪74‬‬ ‫جُنوح‬

‫المجرات الردذةلحرينهحجيةإلىاحتيةالتقياتوقدوقبلت‬

‫رأى أربعة‬ ‫رأى جاكي فرايٍ ل قادمة» لك لم ا‬


‫رة ويتبعونهاء لكنهمع‬
‫خلف‬
‫صنخ‬
‫لنَ م‬
‫اسَلُو‬
‫أشخاص آخرين يَنْ‬
‫ذلكظلّلايتحركا‪.‬تابع الاشخاص وه يلون إلىجن البجارء‬
‫ورآهم وهم ينْحَنُونَ ويرفعونه فاْتَابَهُ شعور بالاضطراب‪ .‬تشيّتٌ‬
‫بالسلم» مُطيعًا بوضوح لكلمات أبيه الأخيرة التي وجهها له‪:‬‬
‫«أمسك بهذا السلمء أيها الرمح الصغيرء وإياك أن تتركه مهما‬
‫حدثء فهمت؟» لكن جاكى كان بالفعل أشد صدمة من أن يتركه‪.‬‬
‫تابعجاكي الأشخاص الخمسة وهميرفعون البحار ويترَنحُونٌ‬
‫به عائدين إلى صخرة قريبة مستوية‪ .‬أراد أن يذهب ويقدم‬
‫المساعدة‪ ,‬لكنه لميجرؤ؛ ففي تلك اللحظات لم يكن يجرؤ على‬
‫فعل أي شيء على الإطلاق‪ .‬رآهم وهم يرفعون البحار فوق‬
‫الصخرة؛ وعندئذ ركع بجانبه صبي يضع عشًا من القش على‬
‫رأسه‪ .‬وبعد ثوان قليلة نهض الصبي على قدميه وأشار بغضب‬
‫نحو جاكي‪.‬‬
‫فجأة سمع جاكي زئيرٌتهديد أبيهيهدر وسط أصوات المعركة‬
‫بالأعلى ثم تحول كل شيء إلى الهدوء‪ .‬ارتجف جاكي‪ .‬ربما كان‬
‫أبوهقدوضع سكيئًا على حنجرة أحدهم؛ فقدكانت هذه هي‬
‫الطريقة التيعادة ما يحصل بهاعلىمايريد‪.‬نلظأرعلى لكنهلم‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪874‬‬

‫يستطع رؤية شيء سوى القوس المليء بالترتئقيل من جسم‬


‫السيريس‪ .‬عندما أعاد بصره للأسفل رأى الصبي الذي يضع عشًا‬
‫من القش فوق رأسه هو وأصدقائه الأربعة ‪ -‬وكانت واحدة منهم‬
‫لوسي جرينج ‪ -‬يتجهون نحوه مباشرةً‪ .‬بلعجاكي ريقّه‪ ..‬لقدحان‬
‫دوره الاآن‪.‬‬
‫وصلت جينا وسبتيموس إلى جاكي أولا‪ .‬أمسك سبتيموس‬
‫جاكي منياقته وجذبه بعيدًا عنالسلم‪.‬‬
‫‪« -‬اذهب بعيدًا عن السلم أيها القاتل»‪.‬‬
‫> ‪:‬دأناء آنا لميك قائلي أن ‪.‬أن لمأفعلهاء بصدق»‪.‬‬
‫‪« -‬فعلها صديقاك؛ الأمر سِيّان» جميعكم متورطون في الأمر‬
‫معًا)‪.‬‬
‫‪« -‬لا» لاء إنهما ليسا صديقىّ» ليسا كذلك»‪.‬‬
‫‪« -‬ابتعد عن الطريق فحسب‪ .‬أخونا على ظهر هذه السفينة»‬
‫ونحن صاعدون)‪.‬‬
‫قال جاكي فيمفاجأة لسبتيموس‪« :‬سأمسك لكم السلم» صعد‬
‫سبتيموس على السلم وبدا فيالتسلق‪.‬‬
‫حذره جاكي‪١ :‬كن‏حذرا» ثممَوجَهًا كلامه للفتى الذئبي‪« :‬هل‬
‫ا؟»‪.‬‬ ‫ًنت‬
‫سأتصيعدض أ‬
‫قال الفتى الذئبي بتَجَهُم‪:‬اانعم)‪.‬‬
‫‪9140‬‬ ‫جنوج‬

‫قال جاكي‪« :‬حظًاطيمًا)‪.‬‬

‫تَلَنْهُمَاجيناوتبعهابيتل» لكن لوسي تراجعت إذ كانت قدعانت‬


‫الكثير منالسلالم‪ .‬حملقت في جاكي وسألته‪« :‬ماالذي يجري يا‬
‫زَافيلَدسمك؟‪:2‬‬
‫تلعنّم جاكي‪ :‬لا أعرف ياآنسةلوسيء صدقًا‪ .‬هناك شيء على‬
‫هذه السفينة» يعرفه أبي» لكنه لم يقل لي شيئًا عنه قطء هل‬
‫ستصعدين أيضا؟‪.2‬‬
‫نظرت لوسي لأعلى في الوقت المناسب لترّى سبتيموس‬
‫يختفي أعلى حافة السفينة‪ .‬تنهدت‪ .‬كان هناك بالأعلى الآن اثنان‬
‫مإنخوة سايمون الصغارء وسواء أحبت ذلك أو لا» فسيكون‬
‫عليها مساعدتهم؛ فقد كانواء رغم كل شيءء» على وشك أن‬
‫يصبحوا عائلة‪ .‬وبطريقة عملية» ربطت ضَفيرتَيِهَا فيعُقدة حتىلا‬
‫يتمكن أحد منشدَّهمًا (فقد تعلمت لوسي شيئًاأو اثنينفيمَجمّع‬
‫‪١‬‏‬ ‫ساحرات الميناء)‪.‬‬
‫قالت لوسي‪ :‬نعم يا رأس الضفدع‪ .‬سأصعد)‪.‬‬
‫قال جاكي‪« :‬خذي حذرك يا آنسة لوسيء إذا احتجت أي‬
‫مساعدة‪ .‬سأكون جاهرًا)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪084‬‬

‫أعطت لوسي لجاكي ابتسامة سريعة غير متوقعة» وقالت‪:‬‬


‫«أشكرك أيها الطفل الصغيرء خذ حذرك أنت أيضًا؛ ثم بدأت‬
‫التسلق المحفوف بالخطر‪.‬‬
‫وبينما كانت لوسي تجاهد صاعدةً جانب السيريس» هبط طائر‬
‫نورس غريب الشكل ذو ريش أصفر على الحاجز الرمليء وأمال‬
‫االي شايئهًاتممنام»‬‫جظراإلكىي فر‬ ‫ل عجلىاأنحدبين ون‬ ‫اسه‬
‫رأ‬
‫ثم وضعمنقاره داخل الرمال ساحبًا سمكة ثعبان رملية وهيتَتَلَوَّى‬
‫وابتلّعَها‪ .‬أفءإنهيكرهثعابين الرمال‪ .‬فقدكانت ثعابين الرمال هي‬
‫أسوأ شيء في كونك نورسًا‪ .‬لكنما باليد حيلة‪ .‬وبمجرد أن شعر‬
‫بتحرك حبات الرمال تحت قدميه الصغيرتي نن الحِسَّاسَئَيْنِ حدث‬
‫شيء ماء وكان الشيء التايالذيعرفهأنه صارفي حلقهواحد‬
‫من أكثر الأشياء المقَرّرّة‪ .‬فلع التوزسئ ‪:‬وظان إلى فبخرةقريية‬
‫ليتععافى‪ .‬لميصدق النورس الأصفر الصغير أنه وللمرةالثانية يتغير‬
‫مصيره فجأة ‪ .‬لكنهقاللنفسهإنهلميكن أمامهأي خيا ‪.‬ر كان يعرف‬
‫لطة كانت ستتركه بالفعل سجيئًا في‬ ‫سظمَى‬
‫تلعُ‬
‫مة ا‬
‫لاحر‬
‫أانالس‬
‫الغرفة المختومة للأبد لولميكن قد وافق على شروطها‪ .‬قرَّرَ‬
‫النورس أنه لاداعي للعجلة؛ فبإمكانه أن يتحرك حين يكون قد‬
‫هضم عبان الرمال وليس قبل ذلك‪ .‬وأمل أن يستحق سيده كل‬

‫هذه المشقّةء لكنه كان يشك فى هذا‪ .‬وفى محاولة لتجاهل مذاق‬
‫‪184‬‬ ‫خنوح‬

‫عبان الرمال الذي يمتلَوّعىَفديَتِه شاهد النورس لوسي وهي‬


‫تتسلق السلالم التيتبدو خطرة على جانب جسم السيريس‪.‬‬
‫وأخيرًا وصلت لوسي إلى القمة‪ .‬وظهرت فوق حافة السطح‪,‬‬
‫وفي مفاجأة لهاء كان سطح السيريس خاويًا‪.‬‬

‫كلم اع‬
‫‪ 14 ++‬جه‬

‫العنبر‬

‫نظردت لوسي عبر سطح السيريسء‪.‬‬


‫>“ الذي ظنت أنهبداطبيعيًا على‬
‫نحو مفاجئ» بغض النظر عن بعض‬
‫الطلاء المسكوب الذي خطت عليه‬
‫بغباء‪ .‬انحنّتُ لوسى لتلتقط الرّباط‬
‫الطويل لحذائها ذي الرقبة بعيدًا عن‬
‫المادّة اللّزْجّة المُزعجة التي التصقتُ‬
‫أ وما إن فتحت‬ ‫بأصابعها و‬

‫لوسي فمها كي تصرخ‪ .‬حتى وجدت‬


‫يدا كريهة الرائحة تضغط عليها بقوة‪.‬‬
‫الفتى الذئبي‪ :‬الششش »‬ ‫همس‬
‫لوسي‪ .‬لا تصرخيء أرجوك»‪.‬‬
‫عْمْعَمَتْ لوسي تحت أظافر الفتى‬
‫الذئبي القايضة عليها‪(« :‬إنه دم دم)‪.‬‬
‫‪334‬‬ ‫العنبر‬

‫همهم الفتى الذئبي‪« :‬نعم‪ .‬هناك الكثير منه في الأرجاء‪.‬‬

‫حبك إِبِهَامَهٌ المُرتعش تجاه مقدّمة السفينة» وفجأة أدركت‬


‫لوسي أن السطح لميكنبِالحَوَاء الذيظَتَنْهُ‪ .‬فعلى مساحة واسعة‬
‫مفتوحة أمام الصَّاري الأوسط كان يمكثها رؤية ظلال ثلاثة‬
‫أشخاص على ضوء مصباح» يحاولون تشغيل رافعّة عنبر الشحن‪.‬‬

‫لميكونوا قدلاحظوا أحدث الواصلينَ إلى السطح‪ ,‬ولوكان الأمر‬


‫و علية‬ ‫بيدالفتى الذئبي لما كانلهم أن يلاحظوا أيضًا‪ .‬نط‬
‫ساق لوسي للخلف إلىغطاء زَورَق مقلوب‪.‬‬
‫خا‪ .‬اتفقنا؟»‪.‬‬ ‫ا«ل‬ ‫رها‪:‬‬
‫صس ل‬‫هم‬
‫أومأت لوسي ورفع الفتى الذئبي يدهعنها‪.‬‬

‫كان الزورق المقلوب في الجزء المظلم من السطح‪ .‬بعيدًا عن‬


‫وَمَج الضوء‪.‬‬
‫اندسَّثُ لوسي خلفه‪ .‬همست بانفعال‪« :‬هاأنتم جميعًا هناءكان‬
‫بإمكانكم انتظاري»‪.‬‬

‫ة)‪.‬‬ ‫ت أينك‬
‫نآظن‬
‫وعلى غرار حيوان الميركات الفضولي‪ ,‬أخرجت لوسي رأسها‬
‫فجأة فوق الزورق ونظرت حولها في حماسء وهمست بلهفة‪:‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪454‬‬

‫بهميفليهم لتقرير أي الألعاب‬


‫سأن‬
‫سنفعله؟» وك‬ ‫اذنلمذاي‬
‫«إ‬
‫ةي‪.‬‬
‫هف‬‫زنها‬
‫نعبو‬
‫سيل‬
‫جِذْبَتٌ جينا بغضب عباءة لوسي الزرقاء الثمينة الملطخة بشدة»‬
‫وهمست قائلة‪« :‬انزلي» اخرّسي واسمعي»‪ .‬بدت لوسي مصدومة‬
‫كته فرلت للاسفن دون أن طن لتحت حينا إلى مون‬
‫والفتى الذئبي‪ .‬قالت لهما‪« :‬أنتما الخبيران» أخبرانا ماذا نفعل‬
‫وسنفعله)»‪.‬‬
‫بعد خمس دقائق صار لديهم خطة‪ .‬انفصلوا في مجموعتين»‬
‫إحداهما يقودها سبتيموسء والأخرى يقودها الفتى الذئبي‪.‬‬
‫تكونت قوة سبتيموس من مجموع كلي بلغواحدّاء وهوجبنا‪ .‬أما‬
‫الفتى الذثبي فقدوقعت فيقرعته لوسيء لكنه اكتشف أنبيثل قرر‬
‫الانضمام‪ .‬تقررأن تأخذ كلقوةجانبًامن السطح في حركة كماشة‬
‫قدتنال إعجاب حتى التوءمين كرو‪ .‬كانت فرقة الفتى الذئبي‬
‫ستسلك ظلال جانب الميناء» وطاقم سبتيموس سيسلك جانب‬
‫الْمَئِمَنَةَ الأكثر انكشافاء الذي كان يُنِيه الضوء‪ .‬حين يصلون إلى‬
‫العنبر كان عليهم أن يتخذوا وضعية غير المرئي‪ .‬عند هذه النقطة‬
‫احتيّمت لوسيء فهذالميكنعدلا‪ :‬فجميعهم يتقنون وضعية غير‬
‫المرئي إلا هي‪.‬‬
‫‪584‬‬ ‫العنبر‬

‫عرأن شعوس لم كن اديهكهتعليم اوسى وإصيعية عبر‬


‫المرئي» رغمأنهكانلتوه‪ -‬حسبما كانيأمل‪ -‬قدعلمبيتلطريقة‬
‫سهلة جذا‪.‬‬
‫همست جينا‪« :‬انظري يالوسيء أناوبيتل لن نستخدمهاء حسنًا؟‬
‫‪0‬‬ ‫إاذنللونتحكوينيدة»‪.‬‬
‫وهم‬
‫ل‬ ‫س‬
‫انطلقوا نحوّ الأشخاص الذين يضيتُهِمٌ المصباح»‬
‫يتحسّسُون طريقهم وسط فوضى الحبّال والأشرعَة المتهاويّة‬
‫ويَطَنُونَ بقع الدم التي تنذر بالسوء‪ .‬وبينماهميتقدمون ببطءفي‬
‫طريقهم للأمام» استمر الصمت املق على السفينة‪ .‬وكان‬
‫الصوت الوحيد الذي أمكنهم سَمَاعُهُ هوصَريرٌرفع ترس الغطاء‬
‫الذي رأته جينامن قبل وهو يُستخدم لإنزال أبواب عنبر الشحن‪.‬‬
‫لم تكنقد لاحظت الضوضاء وسط ضجيج الميناء» لكنالآن‪.‬‬
‫وسطسكونالليل»فإن صريدالذّراعالتتديير اّافعة جعله تاَجِر‬
‫على أسنانها‪ .‬ولحسن الحظ أغرق هذا الصوت الصرخة التي‬
‫اليد‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬

‫لل لني موس ‪:‬الرفين النوتى للأمام؛ ص يكيتَان أعينهما‬


‫على المشهد أمامهما ‪ .‬استطاع سبتيموس أنيحدس أن الربانفراي‬
‫‪-‬‬

‫على المّحك؛ إذ كان يوجه الأخوين كرو بنفاد صبر وهما يحاولان‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪684‬‬
‫تحريك الرافعة في وضع أعلى أبواب مدخل عنبر الشحن‪ .‬لكنّه‬
‫كل ثوانقليلة كانيمسح السطح بنظرة سريعة‪ .‬وفيكلمرةكان‬
‫يفعل ذلكء‪ .‬كان طرقًا الكماشة المتقدمان يصابان بالتجمّد‪.‬‬
‫وبمجرد أن يلتفت مرة أخرى إلى الأخوين كرو الغارقَيْن في العرق‬
‫وإلى الرافعة الصارخة‪ .‬كان طرفا الكماشة يتقدمان مرة أخرى‪.‬‬
‫منة حبال إلى قارب إلى صارية إلى أداة‬
‫وم‬‫كزان‬
‫وفي هدوء يقف‬
‫رفع إلى باب أرضيء حتى وصلوا إلىعنبر الشحن‪.‬‬
‫انزلق طاقم الفتى الذئبي خلف كومة من البراميل» ووجد‬
‫نام اك لل‬ ‫وه‬ ‫‪5‬‬ ‫عن‬

‫إنهاف‪:‬ورد علهالف الذكيبالمثل‪.‬كاناجاهزينللانطلاق‪ .‬عد‬


‫امول ديار ترق ير‬ ‫فاسان‬ ‫ل ا‬

‫الربانفرايمثلكلبمنشكك وبذا حابيالأيسرفي‬


‫تشَهُمَ‬

‫الانتفاض‪ .‬وكان يعرف ما يعنيه هذا‪.‬‬

‫خوين كرو‪« :‬أوقفا الرافعة» توقفت الرافعة وقد‬ ‫لأفي‬‫صااح‬


‫استقرت فوق أبواب مدخل الشحن‪.‬‬
‫أصغى الربان فراي بقوة‪ .‬كان الصوت الوحيد الذي يمكنه‬
‫سماعه هو صوت ارتطام البحرء إذ على البعد بأسفلء كان المد قد‬
‫غاذ ندا يتحسسن طريقه نحو السيريس ‪ +‬كان ضوتا يخير الربان‬
‫‪754‬‬ ‫العنبر‬

‫فراي أن عليه أن يبدأ بالتحرك؛ لكن حاجبه كان ينتفض مثل يَرَقَة‬
‫فىعجلةامنأقرهاء ولويكن بعصة ذلك" لقانسب هدادعا‬
‫للربان فراي‪ .‬فقد كان يحب السحر الأسود‪ .‬لالمجرد أنهلايسبب‬
‫انتفاض حاجبه وحسب؛ بل لأن السحر الأسود يفعل نوع الأشياء‬
‫لوهأنا‪.‬‬
‫عب ه‬
‫فيح‬
‫يتي‬
‫ال‬
‫مسح الربان فراي السطح متشككا‪ .‬وتوصل إلى أن أحد أفراد‬
‫الطاقم استخدم وضعية غير المرئي ليهرب من الجمع‪ .‬كانت‬

‫السيريس سفينة رائعة ‪ -‬رائعة جذابقدر هائل» حسبما ظن ‪ -‬ولن‬


‫يفاجئه أن يكون أحد بحارتها بشكل مايعمل ساحرًا لبعض الوقت‪.‬‬
‫كان الربان فراييَرْدَرِي غيرالمريينَ‪ .‬فإذاكنتلاتريدلأحد أن‬
‫يراك» فتخلص منه ‪ ..‬إنهأمرأشدأثْرًا وأكثر إمتاعًا أيضًا‪.‬‬
‫غراد الولارةارايكانيطرنةيعض لخرل يكالوهاحرتقم‬
‫لأنهقام بخداع ‪,‬بعض أمهر السحرة في السحر‪ .‬توجه إلى الرافعة‬
‫ا‪ .‬لكنه لمير شَيئًا‬
‫وفجلأةهدار‬
‫هياء حثم‬
‫شك ف‬
‫يهما‬
‫تلان‬
‫فر با‬
‫تاه‬
‫وتظ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫صارً الربان فراي م‪:‬‬
‫وضعية غير المرئي يكون رد فعله كمالوكانلايزالمرئيًًا ويجري‬
‫نحو أي غطاء‪ .‬وبوصفه بحارًا اعتاد مراقبة البحار لساعات دون‬
‫كي تجحيلاتير يرالعريي‬ ‫ارق كازريات مرا‬
‫المتحرك‪ ,‬وهو ما أدى دومًا إلى ‪,‬بعض التشوش‪ .‬لكنه لم يستطع أن‬
‫وذسئببيتيموس كان كلاهما يقف‬
‫يرى شيقماء لآن الفتى ال‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪854‬‬

‫«حين‬ ‫لشجيبشاب‪:‬‬
‫اظام‬
‫ابتَا بلا حراك» في طاعة غريزية لن‬
‫تتجمدء لايراك أحد»‪ .‬حملَقَ الربان فراي في الظلام وهو يحرك‬

‫رأسه من جانب لآخر مثل الحمامة (وهي حيلة أخرى من حيله)؛‬


‫الذي كادت تطغى عليه‬ ‫وكان على وشك أن يلتقط سبتيموس‪.‬‬

‫حىك‪.‬‬ ‫ضة ف‬
‫اأةلرغب‬
‫فج‬
‫لكن حاجب الربان فراي كان لا يزال ينتفض‪ .‬قرر أن يجري‬
‫ييرين‪ .‬وفجأة شرع في‬
‫رسيئلغ‬
‫مسا‬
‫لر أ‬
‫ح‪-‬رقيًا ‪-‬وهو اخاتبا‬
‫رقصة بربّة متعرجَة) مَوَّرجِحًَا ذراعيْه مثل دوَامَة هواء وسط‬

‫عاصفة‪ .‬كاننهج الربان فراي غير التقليدي فيتعقب غير المرئيين‬

‫المناسب بالكاد‪ .‬وفى الحقيقة» فقد مس‬ ‫عن الطريق فى الوقت‬

‫الفتى الذئبي برفق» لكن لحسن الحظ كان الفتى الذئبي في سبيله‬
‫للقفز خلف الصاري الرئيسي» وأمسك الربان فراي عقدة أحد‬
‫الحبال بدلا من مرفق الفتى الذئبي‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫إلى‬ ‫فخ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪:‬‬
‫كانسجمرس يضع فيالأعتبار دكرة لاتسبحات علىاوتعمل‬

‫الجد حين توقف تقليد الدوامة الراقصة على النحو المفاجئ نفسه‬
‫الذي بدابه»وكان الربان فراي قدلمح مشهد التوءمين كرو وهما‬
‫يشير كلمنهما للآخرء بمايشير إلى أن عقلرِبَّانِهِمَا ليس في‬
‫أفضل ما يكون عليه‪ .‬وقد مسّت إشاراتهما وترًا حسّاسًا‪.‬‬
‫‪954‬‬ ‫العنبر‬

‫قال وهو يتتَحْنَحُْ ويضرب الأرض بقدَّمِهِ كما لكوان يشعر‬


‫تجمد هناء هيا تتحرّكاء أيهاالأخْرَقَانَعديما الفاتدة»‪.‬‬
‫بالبرد‪ :‬س«إنننا‬
‫ضحك الأخوان كرو بسخريةة ولم يتحركا‪ .‬نزع الربان فراي‬
‫سيفه القصير وتقدم نحو كرو النحيف‪ .‬وجَأرَ‪« :‬افعل ما أمرت به‬
‫وإلا سأفصل هذا الرأس الغبى عن عنق الدجاجة الصغير الأغجف‬
‫هذاه وافت انما أبها اليدين؟‪.‬‬
‫شرع الأخوان كروي العدل وعبات اق‬
‫وإذ لايزال مُنزعبجًا بسبب حاجبه الأيسره تتفةحص الربان فراي‬
‫السطح بحذر وهو يوجه الأخوين كرو‪ .‬أمسك كرو السمين‬
‫بالخطاف الذي فى طرف الرافعة» وجذبه للأسفل وأدخله فى‬
‫‪1‬‬ ‫اللحملقُةكيّنة فيمركزبابالميمنة‪.‬‬
‫صاح الربان فراي‪« :‬توقف! هل لديك مقائق بدل المخ أمماذا؟‬
‫«وضبغ يده فىنيه‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫وأخرج التميمة المُكرمَشَةَ ثم خاطب كرو النحيف‪« :‬أعطني‬
‫‪:‬‬ ‫المصباح يا رأس الدجاجة‪ ».‬الآن!)‪.‬‬

‫أحضر كرو النحيف المصباح‪ .‬فتح الربان فراي قَصَاصَتَهُ‬


‫الورقية» وسعل بشيء من العصبية وبحذر شديد بدأ يقول بصوت‬

‫يكس إبتني تيل» هكتاإيت لايسنوء‬


‫يسووتب ريراب أوت تل»‪.‬‬
‫إنيل‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪60‬‬

‫تبادل سبتيموس والفتى الذئبي نظرات حذرة» وكذلك فعل‬


‫كرو النحيف وكرو السمين‪ .‬الأريمةجميعهم‪ .‬لوأسباب مختلفة»‬
‫يميزون التميمة العكسية كلما سمعوا واحدة‪ .‬مسحالربان فراي‬
‫العرق عنجبينه‪ -‬فقدكانيكره القراءة ‪ -‬وصاح‪« :‬لاتقف هكذا‬
‫!ح»‪.‬‬ ‫بافت‬ ‫ارء‬
‫ومسما‬
‫بس ال‬
‫أارأ‬
‫لي‬‫اسب‪.‬‬
‫وح‬
‫رى ذات‬
‫أحخيد‬
‫جرى كرو النحيف إلى الرافعة وبدأ فيفت‬
‫صرير‪.‬‬
‫بعد دقائثققليلةكانت الأبواب المؤدّية عبر الشحن قد رفعت»‬
‫وصار ععللىى السطح الآن تمجويفٌ واسع غارقٌ في الظلام‪ .‬نظر‬
‫سبتيموس والفتى الذئبي كل منهما إلى الآخرء كانت هذه هي‬
‫ايلفنرصنةظارلتاينها‪.‬‬
‫رفع الربان فراي المصباح وآطل تحن الأسفل داخل الأعماق‪.‬‬
‫وبحذر شديد أطل التوءدن كروسواسل ايه ومن خلف‬
‫الشّراع المتهاوي‪ .‬تاعقت جينا المشهد الغريب‪ .‬فقد ذكرها‬
‫بالرسومات التى كانت قد رأتها لعصابة نَابشى القبور فى منتتصف‬
‫اللن النن زعي القلعقاف أجلافضول الشداءجين كانت كيز‬
‫وفي اللبعظة العالية تلاشى كلّالتَّشابه مع نابشي القبوره وصار‬
‫المشهد الآن يذكرها بجماعة القرود الطائرة التي كانت تقدم‬
‫عار‬
‫للنمه‬
‫الي‬
‫تساوي ال‬ ‫رض‬
‫عفي‬
‫مصر‬
‫عروضها خارج بوابات الق‬
‫‪194‬‬ ‫العنبر‬
‫في الربيع» فيما عداأنهفيهذه المرة كانت القرود أكبر حجمّاء‬
‫وأكثر قبححاء وأحدثت ضجيجًا أكبر‪.‬‬
‫بعد ثلاثة أصوات هَادِرَة ثقيلة صارت القردة الثلاثة مُمَدَّدَة على‬
‫قمة الصندوق الضخم في قاع العنبر‪ .‬وعلا صوت سبتيموس‬
‫المنتصر من جانب الرافعة التي بدأت في التأرجحلأسفل لالتقاط‬
‫أبواب عنبر الشحن‪« :‬نلْنًامنهم)‪.‬‬
‫وفي أعماق المخزن‪ .‬أطلق الربان فراي والأخوان كرو وابلا‬
‫منالكلمات البذيئ ‪-‬ة كثيرمنهالمتكنجيناوبيتلقدسمعاهامن‬
‫قبل ‪ -‬والتي استمرت حتى سقطت الأبواب بإحكام فيمكانها‬
‫ووضع ذراع الرافعة فوقها‪ .‬تحرر سبتيموس والفتى الذئبي من‬
‫واضعليةمرغيئريين واتجهحََمْسَتُهِمنحوَأقربفبحةٍتؤدّيإلى‬
‫الاسطع بالأسفل ‪ ..‬دفع سبتيموس البابين الصغيرين المزدوجين‬
‫مكونكاأن يكوا معامدن و موصي لكنهما لميكونا كذلك» فقد‬
‫تأرجحا مفتوحين بسهولة شديدة» تاركين الجميع وهم يتساءلون‪:‬‬
‫لِمَلميجرؤ أحد على الظهور‪.‬‬
‫وهكذاء وحين بزغالفجر وأضاءت السماء بلون أخضر رمادي‪.‬‬
‫واحدًا بعدالآخر تركوا السطح الخاوي وتبعوا سبتيموس خلال‬
‫الباب الأرضي وإلى أسفل مجموعة السلالم إلىداخل السفينة‪.‬‬
‫كان الكل يتساءل وسط شعور بالأسّى‪ :‬ترى ماذا سيجدون؟‬
‫‪4‬ه ‪ 24‬جد‬

‫رجل الموز‬
‫‪4‬ههو يتابع شروق‬
‫أكي فراي على سَلَّمو‬
‫مكءاَ‬
‫‪ .‬اتج‬
‫الشنمسء‪ .‬كاق المد يترايد وكات ابوه‬
‫الرّملية التييقفعليها قدصارت الآن جَزيرَةٌ‬
‫صغيرة مُحاطة بمياه البحر ذات الدَّوَّامَاتَ‬
‫الزّاخرة بالرمال‪ .‬كان جاكي يعرف أنه‬ ‫‪.‬‬
‫قريًاستعود جزيرثهُ تحت الأمواج إلى‬
‫حيث تنتميء ثمماذا؟ هلينبغي لهأن‬
‫يصعد السلم إلى السيريسء أو هل‬
‫يجرؤ على الخوض في المياه إلى‬
‫المارودر ويتركهم جميعًا خلفه؟‬
‫رفع جاكي باصرلهسإيلىريس‪.‬‬
‫لقد سمع صرير الرافعة والصوت‬
‫الهادر لغطاء الباب وهو يسقط‬
‫فى مكانه لكن منل‬ ‫‪##‬ر‬
‫الله لحن لم معي‬
‫‪54‬‬ ‫رجل الموز‬

‫شيئًاعلى الإطلاق‪ .‬فما الذي يجري؟ تساءل جاكي عما يكون قد‬
‫حدث للوسي؛ وفكرفي أنهأيّكاانماحدث فلن يكونشينًاجيدّاء‬
‫ذلك لأن لوسي ليست قطاهادئة‪.‬‬
‫وعلى مسافة غير بعيدة» وهو جائمٌ فوق صخرته؛ كان النورس‬
‫الأصفر قد انتهىمنهضم تعبان الرمال‪ ..‬وبِعْبُوس شديدٍ راجعَ‬
‫عقل الطائر الصغير الاتفاق الذي أجبرته الساحرة العظمى‬
‫المُقْتَحمَةٌ على توقيعه‪ .‬لوكان بإمكان النورس أن يتَتَهّدَ لفعل»‬
‫لكنه لميتَبي ‪ّ:‬ن إن كان هذا من الأشياء التيتفعلها الطيور‪ .‬لم يكن‬
‫هناك مفر‪ .‬أخذ النورس نفسًا عميقًاء وبومضة صفراء وفرقعة‬
‫بسيطة» تحول‪.‬‬
‫نظر جاكي نحو البحر‪.‬عبرالأمواج الملتمّةبنعومّةإلىالشرق»‬
‫وخلف صفٌ الصخور التي تؤدي إلى صخرة القمِّة» كانت السماء‬
‫ذات لونأخضر فاتح جميل؛ وكانت توحي بيوممُشرق رائع» يوم‬
‫طيب‪ .‬حسبما فكربجاكي‪ .‬أن تكونمسئولًا عن قاربك التخاصٌ‬
‫دون أنيصرخ أحدفي وجهك‪ .‬دون أن يوجهلكأحدالأوامر‪.‬‬
‫غطت المياةٌأصابع قدمي جاالكيدثَمفغمطتَةُ الَّالية من‬
‫أدرك‬ ‫اذر‪.‬‬
‫رتخا‬
‫قت ا‬
‫انلوق‬
‫الأمواج جزيرَتَهُ وغسّلت كَاحِلَيْه‪ .‬حا‬
‫جاكى أنه فىهذه اللحظة صار حرّاء حرًا فى أن يترك وراءء كل ما‬
‫قفزرا لحف لديضاة جليدة لكنهن كانمن الشتحاعة أذ‬
‫يتمسك بها؟ ارتفعت الشمس فوق الأفق وأرسلت أشعة من الضوء‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪404‬‬

‫الباعث على الدفء فوق وجهه‪ .‬اتخذ جاكي قرارًا‪ .‬الآن» وفي هذه‬
‫اللحظة كان شجاعًا بمايكفي‪ .‬نزل من جزيرته الغارقة ووصل‬
‫فصرخ جاكي‬ ‫ه‪.‬‬
‫فلى‬
‫تم ع‬
‫كده‬
‫الماء إلى ركبتيه» وعندئذ ربَّتَ أح‬
‫تقريبًا‪.‬‬
‫استدار جاكي ليرَى رجلاطويلا ممشوق القوام يرتدي سترة‬
‫صفراء بلا أكمام وبنطالا قصيرًا يختبئ وسط ظلال عارضة‬
‫السفينة‪ .‬وكان الرجل يرتدي أغرب قبعة رآها جاكي فيحياته؛ أم‬
‫أنهكانلديه في الواقع كومة من الكعك الأصفر الذي يتناقص‬
‫دائمًا وقد وضع باتزان فوق رأسه‪ .‬حينها فقط شعر جاكي أن أي‬
‫شيء ممكن‪ .‬حملق نحو الرجل دون كلمات من وقع المفاجأة‪.‬‬
‫كان جاكيء الذي اعتاد تصنيف الناس بسرعة» باستطاعته على‬
‫القورأن يعر أن الرجل ليسا يديد‬
‫وعلى غرار الموزة المعتذرة» بدا الرجل وكأنه يشكل نفسه‬
‫وحين سحب ذراعه منالدَبْتَ على كتف‬ ‫فميحينطة‪.‬‬
‫سئة‬
‫لهي‬
‫عالى‬
‫جاكي كانت هناك سمة مطاطية في حركاته‪.‬‬
‫ابتسمرجل الموز ابتسامة مهذبة لجاكي؛ وسأل بلهجة غريبة‬
‫هامسة‪« :‬معذرة» أيها السيد الصغير» هل أنت سبتيموس هيب؟)‪.‬‬
‫قال جاكى‪« :‬لا‪.2‬‬
‫بدا الات على الرجل» وقال‪« :‬كما ظننت» ثم أضاف‪« :‬هل‬
‫تكون السيد الصغير الوحيد هنا؟»‪.‬‬
‫‪500‬‬ ‫رجل الموز‬

‫قال جاكى‪( :‬لا)‪.‬‬


‫‪( -‬يأة»)‪.‬‬

‫بدا رجل الموز محبطا ‪ .‬وبِقَضد إبداء الممُساعدة» أشار جاكي‬


‫إاللىأعسللىم‪.‬‬
‫سأل الوَجَلء وبالأحرى بلا حَمَاس‪« :‬أهناك سيدٌ صغير آخر‬
‫بالآعلي؟)‪.‬‬
‫أومأ جاكى وقال‪« :‬الكثير»‪.‬‬
‫كرر الرجل مكتئيًا‪« :‬الكثير؟»‪.‬‬
‫رفعجاكيثلاثة أصابع» وقال‪« :‬على الأقل» وربما أكثر»‪.‬‬
‫هزالرجل رأسهبحزنء ثمهزكتفيهوقال‪« :‬قد يكون أسواً قد‬
‫يكونأفضل» ربماسأصبح حرالوقت أطول قليلا»وربمالا ‪ ».‬بدا‬
‫الرجلمتشككا عندالسلم؛ وعندئذ مدذراعيهالمطاطيّتِينِ وأمسك‬
‫بالحبال الغليظة ووضع قدّمه على الدرجة السُفلى‪.‬‬
‫قال جاكي بأدب‪« :‬سأمسكه لك»‪.‬‬
‫أخذ الرجل خطوةمبدئية» لكنالسلمتأرجح بعيدًاعنه‪.‬‬
‫قال جاكي ناصحًا‪« :‬مل للخلف قليلاء من الأسهل كثيرًا أن‬
‫تاتسللقط برهذيهقة»‪.‬‬
‫مالالرجل للخارج وأوشك على السقوط للخلف‪.‬‬
‫قال جاكي محذرًا ‪ :‬اليس بعيدًا جدَّاء وبمجرد أن تبدألا تتوقف»‬
‫ولا تنظر للأسفل‪ .‬ستكون بخير»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪604‬‬

‫ابتسامة لجاكيء وقال‪:‬‬ ‫يه‬


‫جفي‬
‫وا يك‬
‫تبم‬
‫لجل‬
‫بحذر التفت الر‬
‫اشكرًا لك»‪.‬نظرإلىجاكيبعينيهالصفراوين الثاقبتين الغريبتين»‬
‫وشآل‪:‬الوهل أنت حرهيا سيدي الصكير؟ة‪.‬‬
‫قال جاكي بابتسامة‪١ :‬نعم»‏ أعتقد أنن كذلك»‪ .‬نزل جاكي من‬
‫جزيرته التي غطاها البحر وخاض تجاه مؤخرة السيريس الشاهقة‬
‫وهناك غطس داخل المياه الأكثر عمماء وبدأفىالسباحة فى اتجاه‬
‫المارودرء التيكانقدتركهاراسية على حاجز رمليعلى مسافة‬
‫من السيريس‪ .‬كانت المارودر الآن تطفو فوق بضعة أقدام من‬
‫المياه تجذبها مِرسَاتّهاء وقد صارت جاهزة للذهاب إلى حيث‬
‫يرغب جاكي‪ .‬اتسعت ابتسامة جاكي معكلضربة تأخذهبعيدًا عن‬
‫السيريين‪ .‬احيرا صنان هدر‬
‫وبينماكانجاكيفراييسبحنحو الحرية؛ تسلقجيمنيإلى‬
‫السطح الخالي للسيريس‪ .‬تمعن فيماحوله لعدة دقائق قبلأن يقرر‬
‫يوفكر في خطوته التالية‪.‬‬ ‫أينجلس ويتابع شروق الشمس وه‬
‫ومثل كلالجن كانجيمنيلديه القدرة علىتتبع سيده‪ -‬إذا كان‬
‫مضطدًا لذلكتمامالاضطرار ‪ -‬وكانوائًاأن سيدهعلىظهر‬
‫السفينة‪ .‬وكان منطقه؛ ماذا إذن ستضير عدة دقائرئق أخرى من‬
‫اللحرية اي لن يذهب إلى أي مكان‪ .‬فلاشك أنه يتَدَذّرنائمًافي‬
‫قمرةدافئة» وليسمثل جنيّه سيئالحظ‪ .‬تمددجيمني فوقشراع‬
‫ساقط وأغلق عينيه‪.‬‬
‫‪764‬‬ ‫رجل الموز‬
‫وعلى مسافة لاتبعدكثيرًا تحت جيم ني» كان خمسة أشخاص‬
‫يتحركون بحرص عبر السطح الأوسط الخاوي للسيريس‪ .‬كان‬
‫للسفينة ثلاثة أسطح‪ :‬السطح العلوي‪ ,‬المفتوح على المجال العام‬
‫للسفينة؛ والسطح الأوسطء الذي يقيم فيهميلو وضيوفه في شيء‬
‫من الفخامة؛ والسطح السفلي؛ الذي يستخدم لغرف الطاقم‬
‫والمطابخ والمغسلة وأماكن التخزين‪ .‬وكان السطحان الأوسط‬
‫والسفلى يضمان أيضًا عنبر الشحن الذي يمتد داخل أعماق‬
‫الجلكةة‬
‫ورين خلال لطم‬
‫لادب وين جا وردل والمن الدقي ا‬
‫الأوسط الخالي‪ .‬تفحصوا كل ُمرة» وكل مخزن‪ .‬وكل ركن‬
‫وزاوية في طريقهم‪ .‬كان باب عداع ميدن الاجر مفتوحًا على‬
‫مصراعيه؛ وقدكشف عنفراشه الذيعُودِرَ علىعَجَلٍ؛وكانت‬
‫قمرةنكومرتبةومنظمة؛تمامًامثلماتركها حينصعدلتولي قيادة‬
‫ل» مع‬ ‫ثحو‬‫اى ن‬
‫معل‬‫مقة‬
‫الرحلة الليلية‪ .‬وكانت قمرة سنوري أني‬
‫إضافة غطاء مطويٌ ومفروش على الأرض لأولر‪ .‬وكانت بق‬
‫قمرات الضيوف خاليةأيضًا‪.‬‬
‫تسلَلُواعلىدرجات السلمفي اتجاهالجزءالأبعد من السطح‬
‫الأوسط إلى الصالون‪ .‬حيث يقضي ميلو أوقات التسلية‪ .‬فتح‬
‫سبتيموس الباب المصنوع من الماهوجني بحذر وأطل نحو‬
‫الداخل‪ .‬كان المكان خاليّاء وعلى أمل العثور على أي علامة» ربما‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪8040‬‬

‫حتى رسالةمُشَحْبَطة علىعسل ‪ -‬أي شيء ‪ -‬خطاسبتيموس إلى‬


‫‪2‬‬ ‫الداخلء وتَبِعَهُ الآخرون‪.‬‬
‫كانالصالون قدتركهالخادم الليليمرنَّيَاونظيقًا‪ .‬وكانجاهرًا‬
‫لاستقبال الإفطارء الذي كان سيبدأ قريبًا فى الظروف العادية‪.‬‬
‫حملق الجميع بتجَهُم نحو المائدة التيكانتمجهَرَةٌلثلاثة أفراد‬
‫وسّلطانيّة صغيرة على الأرض بجوار مقعد سنوري‪.‬‬
‫فعديت حيباء جشدة أفكان الف الذكن" «أحست‪. :.‬أحسب‬
‫ْ‬ ‫انيخ‬
‫يت س‬
‫نضيح‬
‫انها‬
‫قال سبتيموسء وهو يهز رأسه‪« :‬لاء لايا جين‪ .‬لاوجود لسفن‬
‫الأشباح»‪.‬‬
‫تَمتَمَالفتى الذئبي‪« :‬العَمَّة زيلدا تقول إنها موجودة‪ .‬إنها تعرف‬
‫شليكاء‪ .‬لايا لوسي ‪.‬ت‪.‬لفاعلي»‪.‬‬
‫عانلمثأل ت‬
‫بدت لوسي جرينج مستاءةٌء قالت‪« :‬لمأكن سأصرخ؛ ككننتت‬
‫فقط سأقول إنها إذا كانت سفينةأشباحء فعلينا أن نغادرها ونحن‬
‫لانزال قادرين على ذلك ‪ ..‬هذا إذا كنالا نزال‪ »...‬تلاشى صوتها‬
‫تاركًا علامات الخوف على جميع سامعيها‪.‬‬
‫نظرت جينا نحو سبتيموسء فكلهم يعرفون قصص السفن التي‬
‫أصبحت بشكل ما سفن أشباح‪ .‬واشتهر عن كثير منهاالإبحار في‬
‫شنباح‪ .‬وكانوا‬ ‫البحار السبعة» وهي تعمل بالكامل باطالقمأم‬
‫يعرفون أيضًا أنه بمجرد أن يصعد أي شخص على ظهرها فلن‬
‫‪994‬‬ ‫رجل الموز‬

‫برعاي الباجةمزه خارف حو الونتكعاتن اانا لعوة علن‬


‫ظهر السفينة وهميلوّحُون لأقربائهم المُلتَاعِينَ الذين كانوايتَتجّعون‬
‫السفينة‪.‬‬
‫جاءت خبطة مفاجئة من الجانب الآخر من الجدار جعلت‬
‫الجميع يقفزون‪.‬‬
‫همست جينا‪« :‬ماذا كان ذلك؟»‪.‬‬
‫خبطة» خبطة» ارتطام‪.‬‬
‫أبدى بيتل رأيه‪« :‬أشباح مزعجون هناك بالداخل»‪.‬‬
‫ضحك الجميع فيعدم ارتياح‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬هذا حاجز عنبر الشحن‪ ,‬إنه فراي وهذان‬
‫الأخوان‪ ,‬إنهم يحاولون الخروج»‪.‬‬
‫فيقلق نظرت جينا نحو سبتيموس وسألت‪« :‬هل يمكنهما‬
‫اختراقه؟)‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لا سبيل لذلك؛‪ .‬هل رأيت الرصاص الذي‬
‫يغلف تلك الجدران؟ إنهم يحتاجون إلى جيش للخروج من‬
‫هناك‪ .‬لقد أحكم ميلو إغلاق كل شيء؛ فهولايريد لأشيائه الثمينة‬
‫أن يُعبث بها»)‪.‬‬
‫أومأت جينا‪ .‬فقد كانت تعرف العناية الفائقة التى يأخذ بها ميلو‬
‫لجهارة كتو ومن القلفب البطاتات الرسنافسية ‪6‬روالا زات الحاقية‬
‫لعزت العامة والقرف السخضعة لأدواتة الكت قرنة‪..‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪05‬‬
‫شهقت جينا‪« :‬هذه هي! الغرفة المحصنة‪ .‬إنها مغلقة من‬
‫الخارج وهي ضد الصوت‪ .‬هذا هو المكان الذي لابدأن الجميع‬
‫فأيمهترهؤاء أسزعو |‪14‬‬
‫قال سبتيموس‪١« :‬حسئًا‏ ياجين» لكن ما الذي يرعبك؟)‪.‬‬
‫‪« -‬إنها محكمة ضد الهواء يا سب»‪.‬‬
‫في نهاية الصالون كان هناك باب صغير يؤدي إلى درجات‬
‫تهبط إلىمطبخ السفينة فيالسطح السفلي‪ .‬فتحه سبتيموس بقوة‬
‫واندفع على السلالم حيث وقف بنفاد صبر في انتظار جينا‬
‫والآخرين ليلحقوا به‪ .‬وقال بعجلة‪« :‬قودي الطريق يا جينا؛ فأنت‬
‫تعرفين مكانها»‪.‬‬
‫غيرأن جينالمتكن واثقةأنهاتعرفبالفعل أينالغرفة المحصنة؛‬
‫فكل ما يمكنها تذكره هو الشعور بالغضب حين كان ميلو يريها‬
‫الغرفة ويخبرها عن مدى قيمة كل الأشياء الموجودة بهاء لكنها‬
‫لاتستطيع أن تتذكر كيف وصلا إلىهناك‪ .‬فعلى خلاف السطح‬
‫الأوسط بطرقاته الواسعة البراقة وفتحاته الوفيرة» كان السطح‬
‫السفلى عبارة عن شبكة متداخلة من الممرات الخافتة الإضاءة‬
‫القيقة ان ككارة بالحياق والأمياقك وكافة أشفال مف عفد‬
‫البسيرمين‪ .‬أكانك توركة تافل إن تقاررفعفقا يما برلا‬
‫برعبء ورأت الجميع يُحملِقُون فيهابأمل‪ .‬نظرت إلى سبتيموس‬
‫طلبًاللمساعدة ‪ -‬آملةأنهربمااستطاع أن يعمل سحر إيجاد‬
‫‪105‬‬ ‫رجل الموز‬
‫أو شيئًامنهذاالقبيل ‪ -‬ورأت خاتمه التنينيّ وقدبدأيتومّحٌ بضوئه‬
‫الأصفر الدافئ‪ .‬وعندئذ تذكرت‪.‬‬
‫قالت بسرعة‪« :‬هناك مصباح أصفر خارج الباب» إنه يضاء‬
‫عندما يكون هناك أحد بالغرفة» فى حالة‪...‬فى حالة ماإذا حبسوا‬
‫قل سيل الحقلاء إنهمنهذاالطريق ‪ 64‬كانت كنا حتامها فك‬
‫ارتياحًا هائلًالها‪ -‬قدرأت لتوّهًا علامة توهج صفراء تنعكس‬
‫على مسار لأنابيب مصقولة جيدًا بالنحاس عند أقصى طرف‬
‫امون‬
‫وحين وصلوا إلى نهاية الممر تحول الارتياح إلى أسىء لقد‬
‫تذكرت جينا الغرفة؛ مبطنئّة بالرصاص ومحكمة ضد الهواء لحماية‬
‫كنوز ميلومن التعرض للهواء المشبّع بالملح المسبب للتَلفٍ‪.‬‬
‫فكيف لأحد أن يبقى حيًا بالداخل لمدة طويلة» ناهيك عن أن‬
‫مل؟‬ ‫اينة‬
‫كسف‬
‫لراد‬
‫اأف‬
‫بون‬
‫يك‬
‫فكرت جينا في رعب نكو من الأماكن المغلقة» ثمأوقفت‬
‫نفسها؛ فهناك أشياء بالفعل لاتحتمل التفكير فيها‪.‬‬
‫كان باب الغرفة المحصنة مصنوتًا من الحديد؛ كان ضيقًا‬
‫ومغطى بالبراشيم‪ .‬في وسطه كانت هناك عجلة صغيرة» أمسك بها‬
‫الفتى الذئبى» الذي كان يعرف أنه الأقوى‪ .‬وأدارها‪ .‬دارت العجلة‬
‫لكن الباب لميتحرك‪ .‬رجع الفتى الذئبي للخلف وحك يديه في‬
‫سترته البالية» وقال‪« :‬آخ‪ ,‬هناك نوع من الإحكام الأسود على‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪205‬‬
‫الباب‪ .‬بمقدور يديٌّ أن تشعرا به» إذ كانت يدا الفتى الذئبي‬
‫حساستين للغاية‪.‬‬
‫شَهِقَتٌ جينا‪« :‬لا! هذا لايمكن» يجب أن نتمكن من فتحه)‪.‬‬
‫وضع سبتيموس يديه على الباب ثم نزعهما عنه مباشرة مرة‬
‫أخرى‪ .‬وقال‪« :‬أنت مصيب يا ‪ »904‬سأحتاج إلى عمل نوع من‬
‫العكس‪ ...‬وهو ليس سهلا بدون تعويذة سوداء‪ .‬عجيب)‪.‬‬
‫كانت جينا تعرف أنه عندما يقول سبتيموس كلمة «عجيب»‬

‫تكون الأمور سيئة‪« :‬أرجوك ياسبء عليك أن تخرجهم»‪.‬‬


‫همهم سبتيموس‪١ :‬أعرف‏ يا جين"‪.‬‬
‫قال الفتى الذئبي‪« :‬انتظرواء أنا معي ذلك الشيء» فتح الجراب‬
‫الجلدي المعلق فيخصرهء وتراجع الجميع للخلف‪.‬‬
‫كمَّمَتٌ لوسى أنفها‪« :‬أففف‪ .‬أظن أننى سأصاب بِالعْتيَانَ) وقد‬
‫عبات الزاتحة الكريهة لطرف الوحش المكان المغلق‪.‬‬
‫قالت جينا باستخفاف‪« :‬لاءلنتصابي» ثمسألت الفتى الذتبي‪:‬‬
‫«ماتلك؟)‪.‬‬

‫أجاب الفتى الذتبي وهو يزيل بُقَعَة الوحل الداكنة ويناولها له‪:‬‬
‫(إذا كان سبتيموس يريد سحرًا أسود‪ .‬فقد حصل عليه»‪.‬‬
‫قال سبتيموس بابتسامة حزينة‪« :‬أشكرك يا ‪ »904‬هذا تماما‬
‫ما أردته»‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫رجل الموز‬
‫تناول سبتيموس طرف الذراع المقرّز (والذي ذكَرّهبذيللافظ‬
‫اللهب وهو في أسواً حالاته) ومسح به حول حافة الباب» وفي‬
‫الوقت نفسه راح يتمتمٌ بأشياء في سرّه؛ أشياء حرص على ألا‬
‫يتمكن أحد من سماعها‪ .‬عندئذ‪ .‬وهو يبذل قصارى جهده ألا‬
‫تىى الذئبي‪.‬‬ ‫فإل‬‫لئَة‬
‫اُهتر‬
‫حم الم‬ ‫لعة‬‫لقط‬‫اادٌ‬
‫تيا أع‬
‫صنع الفتى الذئبي تعبيرًا بوجهه وأعادها إلى داخل جرابه‪.‬‬
‫حمل هذا دائمًا؟»‪.‬‬ ‫سأله بيتل‪« :‬تهل‬
‫تجهم الفتى الذئبي‪١ :‬لا‏ أحمله إلا مضطرًا‪ .‬فَلْتْعْطهِ دفعَة الآن»‬
‫حسئًا؟ واحدء اثنان» ثلاثة‪.)....‬‬
‫وضع سبتيموس وبيتل والفتى الذئبي أكتافهم ودفعوا الباب»‬
‫حلراك‪.‬‬
‫تلّ‬
‫تظ‬‫ينه‬
‫لك‬
‫قالت جينا‪« :‬دعونى أفعل ذلك»)‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪ :‬الكنياجيثناءقإينهل بالفعل»‪.‬‬
‫قالت جينا ساخطة‪« :‬سبء اسمعني‪ .‬ثلاث كلمات‪ :‬كوخ‪.‬‬
‫جليدء إيفانيا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬ياه» متذكرًا آخر مرة قال فيها لجينا إنها‬
‫تلساتطيع أن تفتحيابًا‪.‬‬
‫‪« -‬لذا دعنى أفعل ذلك‪ .‬حسنًا؟»‪.‬‬
‫‪« -‬نعم» بالطبع» تراجع يا‪.90412‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪405‬‬

‫انفتح باب الغرفة‬ ‫وببطء‬ ‫وجذبت»‬ ‫جينا بالعجلة‬ ‫أمسكت‬

‫الحصينة المتطئةة بالرصاص‪.‬‬


‫ولميجرؤ أحدٌعلى النظرنحو الدَّاخَل‪.‬‬
‫جد‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫كسر الحصار‬

‫وسقطت للخلف متأثرة بثقله‪.‬‬


‫‪« -‬نكوء آه‪ .‬نك ‪ ..‬هل أنت بخير؟»‬

‫لذ‬ ‫أومأ نكووهو يتلوى مثل سمكة‬


‫‪/‬‬ ‫خرجت من الماء‪« :‬آخ» أف جين»‬
‫‪/‬‬ ‫ماالذيتفعلينه هنا؟»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪60‬‬
‫لكن جيناء رغمًا عنهاء كانت لا تزال قلقة» قالت‪« :‬نك» أين‬
‫ميلو؟)‪.‬‬
‫تإاهجتابة نكو وسط الفوضى العامة لإخلاء الغرفة الحصينة»‬
‫غير أن ضيحة أض أخانت مو ال كينا‪.‬‬
‫علا صوت ميلو‪« :‬الفدري!ة تريح ليرج والمرع يق لديم‬
‫الطاقم الصمت وكانوا بين ملطخ بالدماء وأشعث‪ .‬عشرات‬
‫الأشكال والأحجام المتنوعة يرتدون خليطًا أملنبسة النوم»‬
‫والأغطية المقلمة» والبناطيل القصيرة ا الداكنة» وكان‬
‫بعضهم ذا ضفائر تنافس ضفائر لوسي جرينج‪00 .‬‬
‫الوجه» وقد تكرمش ثوب نومه الحريري وتلطخ بالدم» لكنه‬
‫ممسك جدًا بزمامالأمور‪ .‬مسح الممرالضيق المكدس متمنيًاأن‬
‫ن؟ت هل أنت من‬
‫تكون معه نظارته» ونادى‪« ::‬جيم!! جيم» أين أنت‬
‫أجخنرا؟)‪.‬‬
‫شعرت جينا بسعادة مفاجئة وقد سمعت «جيم» على أنها‬
‫(‪#‬جين)‪.‬‬

‫صاحت‪« :‬نعم‪ ,‬إنني أنا»‪.‬‬ ‫ل»‬


‫عيها‬
‫فكرف‬
‫لقدف‬
‫الو‬
‫بن مي‬
‫كا‬
‫«جينا؟» نظر ميلو حوله متحيراء كان الضوء خافتّاء وكان كونه‬
‫مصابًا بقصر النظر يزعجه في أوقات كهذه‪ .‬راق لاقع وضيطا‬
‫كادنًا أنهم‬ ‫‪-‬نتعمأء ك‬
‫بطول الممرء وفي مفاجأة لهءرأى أيضًام‬
‫‪ -‬سبتيموس وبيتل مع مراهقين رثي الثياب مشكوك في نظافتهما‪.‬‬
‫ك‪5‬‬ ‫كسر الحصار‬

‫ونا؟ وعندئذء لدهشتهء لمح جينا محشورة في الركن»‬


‫مأنتأي‬
‫نصف مختفية خلف نكو وكتلة من الحبال‪.‬‬
‫‪« -‬جينا! ولكن ‪ ..‬كيف وصلت إلى هنا؟»‬
‫وفي مفاجأة لميلوء ولنفسها أيضًاء اندفعت جينا للأمام وطودة‬
‫بذراعيها‪« :‬آه‪ ,‬ميلو لقد ظننت أنك‪ ...‬أعنيء لقد ظئناأنكم متم‬
‫جميعًا)‪.‬‬

‫قال ميلو وهو يبتسم لجينا ويربت على رأسها بشيء من‬
‫الارتباك‪« :‬بضع دقائققليلة أخرى وكنا سنموت بالفعل؛ مع أني‬
‫في العام الماضي ركبت نظام تهوية ذا فلاتر منأجل نبتات صبار‬
‫نادرة كنت أسعى لجلبها‪ .‬إنهنظام عالي الكفاءة لكنه غير مصمم‬
‫لخمسة عشر شخصًا‪ .‬أستطيع أن أقول لكم إنناكنانقاوم بالداخل‪.‬‬
‫والآن ‪ ..‬فلنرماالذي أخذه هؤلاء السفاحون‪ .‬أظنهم نهبواماطالته‬
‫أيديهم وهربوا به‪ .‬قتلة متوحشون‪ .‬كنت سأحاربهم بيد عزلاء‬
‫ولكن‪»...‬‬
‫قاطعته جينا‪« :‬ولكن ماذا؟» فقد كانت قد سمعت الكثير من‬
‫كايات من ميلو‪.‬‬
‫ل هحذه‬
‫ماثل‬
‫قال ميلو‪« :‬ولكن حين يضعون سكيئًا على حنجرة أحدناء فماذا‬
‫يمكن أن تفعلي؟‪.)1‬‬
‫تحتف د كرود دالت ذلك لمشت عاسنا‬
‫؟‪.2‬‬‫تيس‬
‫نل‬‫أكوء‬
‫أحمر متوهجًا تحت أذنه مباشرة» شهقت‪« :‬ن‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪80‬‬
‫أومأ نكو وقال بمرارة‪« :‬بلىء أناء مرة أخرى»‪.‬‬
‫راجعت جينا رأيهابسرعة‪.‬‬
‫رناد‬
‫فم‬‫أحد‬
‫كانت أفكار ميلو فى مكان آخرء قال لأقرب وا‬
‫عن جيم‪ .‬أريد أن أعرف ما الذي‬ ‫الطاقم‪« :‬أنت» اذهب ا‬
‫وجده بالأسفل‪ .‬إنه محظوظ إذ فاته كلهذا»‪.‬‬
‫استدار الرجل ليذهبء لكن جينا أوقفته‪.‬‬
‫قالت لميلو‪ :‬ولأ إنهلين محظوظاء لق هات‪,4‬‬
‫«‪-‬ماذا؟»‬
‫‪« -‬قتلوهء هؤلاء السفاحون قتلوه»‪.‬‬
‫سرت تنهيدة أسى وسط الطاقم‪.‬‬
‫بمدافمجيلووعًا‪« :‬مات؟ ماتء أين هو‪ ...‬إذن؟)‪.‬‬
‫‪« -‬لقد ‪...‬لقد حملناه إلى صخرة قرب الشاطئع‪ .‬لقد حاولنا ‪-‬‬
‫حسئاء حاول سب في الواقع ‪ -‬أن يساعده‪ .‬لكن لم يكن‬
‫بمقدورنا أن نفعل شيئًا»‪.‬‬
‫صاح ميلو‪« :‬هل من متطوعين للذهاب وإحضار جيم على‬
‫السطح؟)‪.‬‬
‫ارتفعت غابة من الأيدي‪ .‬اختار ميلو أربعة من طاقمه ‪ -‬هؤلاء‬
‫الذين لم يصابوا بجروح من سكاكين الأخوين كرو القاتلة ‪-‬‬
‫وانطلقت المجموعة بسرعة عبر الممر‪« :‬أماالباقون فعليهم التوجه‬
‫‪905‬‬ ‫كسر الحصار‬

‫اعتهم» ثمالصعود إلى السطح‪ .‬أريد‬


‫املب م‬
‫صعا‬
‫إلت‬
‫إلى العيادة وا‬
‫أن يتمإصلاح السفينة وتجهيزها للتحرك مع المد التالي»‪.‬‬
‫أجاب الطاقم‪« :‬تمام يا سيدي»‪.‬‬
‫اسلو كرونوكدهابعتي الطاقم عندالرك الكانةهيمراد‬
‫صالحًاء رجلا صالحًا ومسعفا جيدا أيضا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪١ :‬يمكئنى‏ المساعدة فهىذا الشأن‪ .‬فأنا على‬
‫‪7‬‬ ‫ياةاي‬
‫تلطي‬
‫ان ا‬
‫أدنسفو‬
‫ليع‬
‫قزاابة‬
‫كانميلو» رغم كل ذلكء لايستمع؛ قال وقد فتح ذراعيه عن‬
‫آخرهما عبر الممر وأخذهم جميعًا أمامه‪« :‬تعالوا كلكم‪ ,‬لقد قمتم‬
‫بعمل جيدجدَّاء لقدهزمتم هؤلاء القراصنة» ها؟والآنعليناأن‬
‫نرىماأصاب السيريس‪ .‬آه» لوأستطيع أن أضع يدي على هؤلاء‬
‫السفاحين الان‪.»...‬‬

‫انزعجت جينا منتجاهل ميلولعرض سبتيموس بالمساعدة»‬


‫لكن الطريقة التي ساقهم بها وكأنهم مجموعة من الأطفال‬
‫الهائجين هيماأزعجها حقيقة‪ .‬قالت وهي تظن أنها ستكسب‬
‫وده‪« :‬حسنًاء يمكنك أن تضع يديك عليهم إذا أردت» إنهم في‬
‫العنبر)‪.‬‬
‫نا‪:‬ب «رفي؟»‪.‬‬ ‫علبً‬
‫توقف ميالولمتص‬
‫لاحظت جيناأن ميلوبداعليهالشحوب البالغ فجأة»لكنهالم‬
‫تفاجأً‪ .‬فقد كانت تعرف من البداية أن ميلو كان مرعوبًا‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪05‬‬

‫أجابت‪« :‬نعم» في العنبر»‪.‬‬


‫ميلو‪ :‬المع ال‪...‬الصندوق؟ هل هم في العنبر مع‬ ‫همس‬
‫الصندوق؟)‪.‬‬
‫قالت جينا بحدة‪« :‬نعم» بالطبع هما في العنبر مع الصندوق‪.‬‬
‫فقد دفعهما سبتيموس والفتى الذتبى داخله‪ .‬كانا اثنين فى مواجهة‬
‫نلانة‪ .:‬كاناشتحافين حم وعمأنهالمتذاكزانهاكاناغيرمرثيين‬
‫إذذاك‪.‬‬
‫كانوا قد انعطفوا عند أحد الأركان وصاروا الآن سائرين فى‬
‫أغد' الممؤات» الذي كاذ غلن‪:‬التكانت الخ من جاه خدير‬
‫الشحن‪ .‬وأتت ضربات ثقيلة من المخزن‪.‬‬
‫همس‪١ :‬كم‏ عددهم بالداخل؟‪.1‬‬
‫قال سبتيموس‪( :‬ثلاثة» لأقلدقينا بثلاثة»‪.‬‬
‫انثة الآن» أظن‬
‫لم‬‫ثثر‬
‫أك‬ ‫ووا‬
‫نا ل‬
‫اكم‬
‫كدو‬
‫قال الفتى الذئبى‪« :‬يب‬
‫أنه الصدى أو قو وهنا العبلة‬
‫بداميلومرتعبًاء وشعرت جينابالخجل منأجله؛فكيف يمكن‬
‫أن يكون مرعويًا لهذه الدرجة من ثلاثة حمقى محبوسين في‬
‫مخزن؟ والأسوأ من ذلك» فقد أخذ يتحدث إلى نفسه‪ .‬وراح‬
‫كرنء لا يمكنهم أن يعرفوا ماهي» هذا غير‬
‫مذامغي‬
‫يقول‪« :‬ه‬
‫ممكن»‪ .‬تنفس ميلو بعمق وبدأ يستجمع أفكاره» قال‪« :‬أنا صاعد‬
‫للسطح‪ .‬علينا أن نؤمن العنبر‪ .‬نكوء هل ستأتي أيضًا؟ أحتاج‬
‫‪5‬‬ ‫كسر الحصار‬

‫لمساعدتك»‪ .‬وانطلق وهويقول ذلك‪ .‬أمانكو ‪-‬الذي كان مسرورًا‬


‫لأن يكون ذا فائدة مرة أخرى‪ -‬فقد تبعه‪.‬‬
‫تابعت جينا أباها وهو يجري في الممرء وقد تطاير رداؤه‬
‫الحريري» وراح نعلاه المخمليان يضربان في الأرضية مثل جناحي‬
‫حمامة‪ .‬قالت‪« :‬لقد جن»‪.‬‬
‫قال الفتى الذتبى‪« :‬حساء إنهقلق» هذا شىء مؤكد)‪.‬‬
‫تالت ستورى بهذو ‪:‬لظن أن الأمرقدايكوة أن ليه كاهنا‬
‫يقلق عليه»‪.‬‬
‫قالت جيناء وكانت تجد طريقة سنوري في الكلام يصعب‬
‫فهمها أحيانًا‪« :‬ماذا تعنين؟»‪.‬‬
‫‪« -‬هناك أرواح قديمة علىمتن هذه السفينة‪ .‬أنا أشعر بهاالآن»‬
‫ولمأكنأشعر بهاقبلذلك‪ .‬وأولر أيضًايشعربهاءأترون؟»‪.‬‬
‫رفعت سنوري أولرء الذي كان فراؤه منتصبًا عن آخره؛ وكان‬
‫أشبه بفطربرتقالي منتفخ‪.‬‬
‫قهقهبيتل‪.‬‬
‫«أولرليسشيئًا مضحكاء أولريرى‬ ‫ب‪:‬‬
‫نرييفي‬
‫تلتأسنو‬
‫قا‬
‫الأشياء‪ .‬وهو يرى أن هناك شيئًا ماهناء وهذا ليس أمرًا يستدعي‬
‫الضحك‪ .‬أنا ذاهبة لمساعدة نكو»‪ .‬رفعت سنوري رأسها عاليًا‬
‫‪.‬‬ ‫ولف‬‫ك خ‬
‫نطلقت‬‫وان‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪25‬‬
‫«آه» استغرق جينا فجأة تفكير عميق‪ .‬كانت قد أمضت عدة‬
‫شهور في رعاية أولر وتحمل الكثير من الاحترام للقط‪ .‬وبينما‬
‫كانت سعيدة نوعًا بتجاهل سنوريء فإن أولر مسألة أخرى‪.‬‬
‫انعطفوا حول أحد الأركان ووجدوا سنوري تندفع خلال‬
‫الحشد المجتمع خارج العيادة‪ .‬وبالداخل كان هناك مشهد من‬
‫يوزلياد على‬ ‫الفوضى العارمة؛ إكذان أأحفدراد الطاقم ‪ -‬وه‬
‫كونه صبيًا ‪ -‬غارقًا فى بحر من الدماء» وراحت الأربطة تتطاير فى‬
‫كل مكان؛ وزجاجة كبيرة من الجنطيانا الأرجوانية قد سكبت»‬
‫مغرقة الجميع ببقع أرجوانية‪ .‬لميبدأن أحدًا يعرف ما الذي عليه‬
‫فعله‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬الأمر هنا يبدو مشوشّاء سأقدم يد المساعدة‪.‬‬
‫يا ‪ »904‬يمكنني ذلك مع شخص لديه معرفة بالأكاسير»‪.‬‬
‫قال الفتى الذئبي مبتسمًا‪« :‬حسنًاء يا سيدي الطبيب»‪ .‬فالأكاسير‬
‫هي ما يستطيع إعداده‪.‬‬
‫عرضت لوسي المساعدة قائلة‪« :‬سأتولى وضع الأربطة‪ .‬أنا‬
‫أحسن التعامل مع الأربطة» فهي مثل الأشرطة» قابلة للتمدد»‪.‬‬
‫طة»‪.‬‬ ‫رثل‬‫شم‬ ‫انهلا لأيست‬
‫يلومافقها سبتيموسء وردقاتلا‪« :‬إ‬
‫واندفع وسط الزحام؛ واختفى داخل العيادة‪.‬‬
‫نادته جينا‪« :‬سب» سأصعد إلىالسطح»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬سآتي معك)‪.‬‬
‫‪315‬‬ ‫كسر الحصار‬

‫انطلقت جينا وبيتل عبر الممر الذي كان عند نهايته سلم يصعد‬
‫إلى السطح الأوسط‪ .‬تسلقا السلم وسلكا طريقهما عبر القاعة‬
‫ا الممر المواجه للكبائن الخالية‪ .‬وحين‬ ‫بةرثم‬‫عاوي‬
‫الفخمة الخ‬
‫صارا قريبين من السلالم الصاعدة إلى السطح العلوي سمعا‬
‫صوت ضربات قوية قادمة من داخل عنبر الشحن‪.‬‬
‫التفتت جينا نحو بيتل» بدا عليها القلق وهى تقول‪« :‬أظن أنه‬
‫عليك أن تعود وتحضر سبء لديشعور أنناقدنحتاجه»‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪« -‬لكن ماذا عنك؟‪22‬‬
‫‪« -‬أنا أريدالصعود لأرى إن كان نك في حاجة لمأسياعدة»‪.‬‬
‫‪« -‬بإمكاني أنا فعل ذلكء لم لا تذهبين أنت لإحضار سب؟»‬
‫‪« -‬لايا بيتل» لمأتواجد قط حين كان نك يحتاج إلّ؛ وهذه‬
‫المرة سأكون هناك‪ .‬اذهب وأحضر سبء أرجوك»‪.‬‬
‫‪ 0‬يستطع بيتل أن يرفض‪« :‬حسناء ألتنأخر‪ .‬جينا‪ ...‬كوني‬
‫‪ ..‬أتعدينني؟‪.2‬‬
‫‪ 0‬جينا واختفت صاعدة السلالم‪.‬‬
‫ختلاف الذي طرأ على العيادة‪ .‬فلم يكن مر‬ ‫اتل‬
‫ائلبي‬
‫فبوج‬
‫سوى دقائق قليلة» لكن سبتيموس أعاد تنظيم كل شيء‪ .‬الصبي‬
‫الذي كان ملقى على الأرض صار الآن ممددًا على سرير‪ .‬كان‬
‫سبتيموس يفحصه ويتناقش مع الفتى الذئبي بشأن أي جرعة دوائية‬
‫يستخدمانها لعلاج جرح ناشئ عن طعنة معقدة الشكل‪ .‬لكن أكثر‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪4‬‬

‫ما أدهش بيتل هومشهد لوسي جرينج ‪-‬وقد بدت مثالا حي‬
‫للكفاءة‪ -‬وهي تضمد بعناية ذراع أحد أفراد الطاقم‪ .‬كانمايفكر‬
‫فيه بإعجاب هو أن سبتيموس يدير العيادة إدارة جيدة‪.‬‬
‫واحدًا بعدالآخر غادر أفراد الطاقم الذين تلقوا الرعاية ليصعدوا‬
‫إلىالسطح‪ .‬كانبيتلتواقًا للصعود إلىالسطح أيضًالكنهلميرد‬
‫أن يقطع عليهما عملهما‪ .‬استند إلى المدخلء» وأخذ يشاهد‬
‫سبتيموس وهو يعمل‪ .‬كانء حسبما رأى بيتل» يبدو في حالة‬
‫أريحية تامة‪.‬‬
‫فسأله‪« :‬أأنت‬ ‫رفع سبثيمو رس نظره ورأى بيتل عند المدخل»‬

‫بخير؟‪.2‬‬
‫‪« -‬لا أعرف ياسب‪ .‬جينا تريدك أن تصعد إلى السطح‪ .‬هناك‬
‫شيء غير صحيح"‪.‬‬

‫وفي الوقت الصحيح تمامّاء أحدثت ضربة عميقة اهتزازًا في‬


‫أرجاء السفينة‪.‬‬
‫‪« -‬آه» صحيح‪ .‬أناجاهز ‪7‬تقريبًا‪ .‬أريد فقط أن أفحص هذا مرة‬

‫أخرىء لقد فقد الكثير من الدماء»‪.‬‬

‫قال وكيل الربان الأول‪ .‬الذي كان ‪ -‬بخلاف عامل ‪00‬‬

‫‪0‬‬ ‫كو أن السفيئة تغيروضعها فوقالحا‪8‬‬

‫إليّعلى السطح‪ .‬هل ستأتين ياآنسة؟»‪.‬‬


‫‪515‬‬ ‫كسر الحصار‬

‫قالت لوسى‪« :‬أنابخير هنا»‪.‬‬


‫ال‪.‬هام مودس ايلااوس نهيف‬
‫قال وكيل الربان الأول‪« :‬أنت محق يا سيديء من الأفضل أن‬
‫تكون على السطح حين تصبح السفينة في حالة تغيير وضعها‪.‬‬
‫سنعود ونأخذك إذا حدثت أي مشكلة يا لاد»‪ .‬كانت كلماته‬
‫خ‪.‬‬
‫بمل‬
‫ط لعا‬
‫مجهة‬
‫ل مو‬
‫اخيرة‬
‫الأ‬
‫تابعبيتل لوسي ووكيل الربان الأول وهما يغادران‪ .‬وبينما كان‬
‫بط ‪ -‬وقد صارأقلصبرًاالآ ‪-‬ن انتهاءسبتيموس والفتى الذثبي»‬
‫شعر بشيء يمس قلمه‪ .‬نظر للأسفل فرأى صفًا طويلا من الفئران‬
‫المتلاصقة» تجري أمامه عبرالدهليز متجهة إلىالسلم عند نهايته‪.‬‬
‫ارتجف بيتل» وليس بسبب أنه لايحب الفئران؛ بلكانبيتل يحمل‬
‫احترامًا كبيرًا للفئران» فحسبما يظن‪.‬ء فإنهذه الفئران عرفت شيئًا‪.‬‬
‫ريس لمتعدسفينة آمنةلتظل علىمتنها‪.‬‬
‫ستيأن‬
‫لاقدلعرف‬
‫قال بيتل منزعجًا‪( :‬سب‪.2....‬‬
‫كان سبتيموس يغسل يديه» قال‪« :‬أنا قادم» هل أنت جاهز‬
‫ي‪4‬ا‪90‬؟)‪.‬‬
‫قال الفتى الذئبي‪ :‬النعم)‪.‬‬
‫ألقى سبتيموس نظرة أخيرة على المكان» كان كل شيء منظمّاء‬
‫وكانت رائحة الدم الحديدي الرطب قد تبدلتإلى رائحة النعناع‪.‬‬
‫خارلجعمينادة يوهسوتشعر ثقةالعمل الذي أحسن أداؤه‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪66‬‬
‫دفعبيتل سبتيموس والفتى الذئبي عبرالدهليز ‪ ..‬مسرتًا‪.‬‬
‫قال سيتيموس‪( :‬إيه» ماذا هناك؟‪.2‬‬
‫‪« -‬اجين تريدك فوق ‪ ..‬على السطح ‪ .‬هناك *شيء ما غير طبيعي‬
‫يحدث ‪ ..‬والفئران تعرفه»‪.‬‬
‫«‪-‬الفئران؟)‪.‬‬
‫‪« -‬نعم» لقد شاهدتها تغادر للتو)‪.‬‬
‫‪.:4‬‬
‫آن»هقال‬
‫«ئرا‬
‫كان سبتيموس يشارك بيتل في احترام الف‬
‫وكما لو أنه إثبات لرآائ بيتل» هزت سلسلة من الضربات‬
‫المتوالية أضلاع السفينة‪.‬‬
‫قال الفتى الذئبي» الذي كان قد مر بمايكفيه من الحبس تحت‬
‫الأسطح‪ :‬اهياء فلنخرج من هنا» وهرع في اتجاه السلم المؤدي‬
‫إلى السطح الأوسط‪.‬‬
‫عند عتبة السلم تدافعوا واقفين؛ إذ كان هناك شخص يهبط‬
‫السلم‪.‬‬

‫رجل طويل مصفرء يرتدي لباسًا أصفر ويضع على رأسهمابدا‬


‫لسبتيموس مثل كومة من الكعك الأصفرء كانيهبط السلم‪ .‬استدار‬
‫يموس مباشرة وتنهد بقوة‪.‬‬
‫تحو‬
‫بن‬‫سظر‬
‫ون‬
‫قال بنبرة إذعان‪« :‬هل أنت سبتيموس هيب؟‪ .1‬كان سبتيموس‬
‫وبيتل يعرفان مايكفي لتمبيز جنيحين يريانه» وكان الفتى الذئبي‬
‫يعرف مايكفي ليدرك الشيء بالغ الغرابة‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫كسر الحصار‬
‫همس بيتل متحمسًا‪« :‬سب ‪ ..‬لقد عثر عليك»‪.‬‬
‫تنهد سبتيموس‪« :‬أف!‪ ,42‬وأجاب‪« :‬نعم‪ ,‬أنا سبتيموس هيب»‪.‬‬
‫بدا الجزع على جيم نيء وقال‪« :‬لقد ظننت ذلك بقوة» تمامًا‬
‫اسيم‬ ‫كلما وققت المنات ‪ 6‬الع اف كوا‬
‫هانحن مرة أخرى‪ :‬ماالذي ترغب فيه؛ أيهاالسيد العظيم؟»‪.‬‬
‫وسط إثارة اللحظة» كان سبتيموس فجأة غير قادر على تذكر‬
‫صيغة كلمات التأمين ضد الفشل التي يجب أن تستخدم دائمًافي‬
‫الرد على السؤال الثاني بالغ الأهمية؛ إذا كنت لا تريد للجني‬
‫الخاص بك أن يتعامل معك بسخافة للأبد‪ .‬نظر إلىبيتل وحرك‬
‫ميات؟‬
‫لاه‬
‫ك‪.‬م‬
‫اتيله ‪.‬‬
‫شف‬
‫ضرب جيم نيقدميه بالأرض في نفاد صبر ‪ ..‬أكل السبتيموس‬
‫طاء؟‬‫بهذ‬
‫لب‬‫ابين‬
‫هي‬
‫همس بيتل‪١ :‬‏ أن تكون ‪ ....‬خادمًا مطيعًا ‪ ...‬مخلصًا لي‪ .‬أن‬
‫تفعل الصواب ‪ ...‬ومن أجل الأفضل ‪ ...‬أن تقومبهكله ‪ ...‬بناء‬
‫على أمري»‪.‬‬
‫حرك سبتيموس شفتيه‪« :‬أشكرك يابيتل»‪ .‬عندئذ وبنبرة بطيئة‬
‫واضحة‪ .‬أعادماقاله لهبيتل كلمة كلمة‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪85‬‬

‫«حسئًاء على الأقل أنت أفضل من‬ ‫‪:‬‬‫ضلى‬


‫ضني ع‬
‫مجيم‬
‫قال‬
‫جتسيوس حي الساق جتنا اقرع الى 'لآنا بلك ار‬
‫صعب)‪.‬‬

‫ضرب بيتل سبتيموس بمرفقه وهمس له‪« :‬اسأله إذا كان له‬
‫اسم‪ .‬ربما كان أحدهم قدسماه بالفعل» وإن لمتعرفه فلن تكون‬
‫قادرًا على استدعائه»‪.‬‬
‫»ي‪.‬‬
‫كرف‬
‫لأفك‬
‫ذلم‬
‫يكتيلا» أنا‬
‫«‪-‬آه» أبشكر‬
‫«‪-‬نعم» إنه مخادع‪ .‬أراهن أنه يأمل ألا تسأله‪ .‬فقط قل‪ :‬أيها‬
‫كن»‪.‬‬ ‫ره أ‬‫خنبعلي‬‫ييكو‬‫دفى؟ وس‬ ‫ن»اكي‬ ‫تجني‬
‫ال‬

‫بدأ جيم غنايضبًا بشدة‪ .‬وبعد وقفة طويلة أجاب متلكمًا‪ :‬اجيم‬
‫نى» أيها السيد الماهر)‪.‬‬
‫‪« -‬جيم ني؟» سأل سبتيموس وهوغيرمتأكد منأنهسمع على‬
‫النحو الصحيح‪.‬‬
‫قال جيم نيبعصبية‪« :‬نعم» جيم ني‪ .‬إذن أيهاالسيد المتشكك»‬
‫هتلريد فعل أي شيء الآنء أمبإمكاني الانصراف والحصول‬
‫على قسط من النوم؟ هناك الكثير من القمرات الرائعة هناك‬
‫بالأعلى»‪.‬‬
‫أحدث فيض آخر من الضربات اهتزازًا عبرالسفينة‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫كسر الحصار‬
‫قال سبتيموس‪« :‬بما أن هذا يحدثء أظن أنني سأحتاج إل‬
‫مساعدتك فورًا»‪.‬‬
‫كان جيم ني يجد صعوبة في الاعتياد على الفقد المفاجئ‬
‫لحريته» قال‪« :‬حسنًا جدَّاء أيها السيد الصارم‪ .‬رغباتك أمر لي‬
‫وكلها كذلك‪ .‬سأعثر على تلك القمرة اللطيفة الصغيرة فيما بعدا‪.‬‬
‫رمق بيتل سبتيموس بنظرة هزلية‪( :‬إنه ليس تمامًا ما كنت‬
‫تتوقعه‪ .‬أليس كذلك؟‪.4‬‬
‫قال سبتيموس وقد سرت هزة أخرى عبر السفينة‪« :‬نعم» ولكن‬
‫حتى الآنء ماالذي توقعناه وحدث؟)‪.‬‬
‫‪ 44‬جه‬ ‫>‬

‫لحن‬
‫الأشعة المنخفضة المائلة الآتية من الشمس‬
‫مبلاشمرةع»تمسببةبرنصهف خلعاملى ملدسبختليمومؤسخروةب‪.‬يتل ‏السفنة‪10‬كاج‪0‬و‪0‬ق‬
‫والفقى الذئبي وهم يركضون صاعدين‬
‫المفتوحة‪+». .‬‬ ‫بوواب‬
‫للمأنح‬
‫اسلا‬
‫ال‬
‫خرجوا يرمشون في ضوء النهار ‪0‬‬
‫ضنى‪ .‬أخذ ‪+‬‬ ‫ود م‬
‫فشه‬
‫لم م‬
‫ابله‬
‫وقا‬
‫اتلك‬ ‫ميلو وطاقمه المصاب‬
‫يقومون على نحو متهور‬
‫بوضع أكوام من الصواري‬
‫والأشرعة والبراميل وأي شيء‬

‫‪10 4‬‬ ‫حرن‪.‬‬


‫شعنب‬
‫لة ل‬
‫اؤدي‬
‫الأبواب الم‬
‫وكانت لوسي وسنوري تلقيان أ‬
‫‪521‬‬

‫ري‬
‫وبع‬
‫ن يت‬
‫سؤه؛‬
‫بمانل؛ وكان أولر» وقد انتفش فرا‬
‫لثقحيلة‬
‫افة‬
‫بل‬
‫مثل ظل برتقالي متوتر‪ .‬أمانكوورئيس البحارة فقد أخذا يسمران‬
‫لوح خشب كبيرًا على الأبواب» لكن كل ضربة بمطرقتيهما كان‬
‫أيةس مفنل؛ وحركة مقابلة لأعلى‪.‬‬
‫يردعليهابطرقة قو‬
‫ومن عند حافة المناوشة الجارية» لمحت جينا سبتيموس وبيتل‬
‫والفتى الذئبي وهم يتحركون للأمام‪ .‬تركت البرميل الذي كانت‬
‫وجرت لتنضم إل‬ ‫ووقاب‬
‫به ف‬
‫أحب‬
‫لس‬‫ااول‬
‫تح‬
‫شهقت قائلة‪« :‬أين كنتم؟ هناك شيء كبير بالفعل» هناك‬
‫بالأسفل ‪ ..‬أكبر منهؤلاء الثلاثة الذين رميتما بهم إنه يحاول‬
‫الخروج‪ .‬وميلو‪ ....‬آه» أعرف أنه يثير اللغط بشأن أشيائه» لكن‬
‫هذه المرة الأمر حقيقى‪ .‬انظروا له!)‪.‬‬
‫شةول ‪1‬دزمان يذاه نكا‬
‫مدان‬
‫لقن ت‬
‫ادال‬
‫ذا اسلو وانقناءالي‬
‫مثل أي عامل ميناء» وراح هوونكو يسحبان برعب لوحًا خشبيًا‬
‫أوبقواب‪.‬‬
‫لف‬‫آاخر‬
‫وأخذ يصيح في رئيس البحارة‪« :‬تحرك!)‪.‬‬
‫صاح رئيس البحارة بمراد‪.‬‬
‫جأرميلو‪« :‬لنتكون لديك سفينة تغادربهالولم تحكم تسمير‬
‫هاذلهأبواب فورًا»‪.‬‬
‫اندفع الفتى الذئبي للأمام لتقديم المساعدة» وتحرك سبتيموس‬
‫ما‪.‬‬
‫هنا‬
‫فرأتنجي‬
‫وه»قغي‬
‫أبعا‬
‫وبيتل ليت‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪225‬‬

‫«‪-‬انتظراء سب‪ ..‬هناك شيء قصدت إخبارك به» وبيتل يعجب‬


‫أن يعرفه أيضا»‪.‬‬
‫‪« -‬ماذايا جين؟»)‬
‫‪« -‬حسنّاء حين كنتما في ذلك المكان الخاص بالحمام‪ ,‬وضع‬

‫نر»‪.‬‬ ‫شافحيعنب‬
‫ليئً‬
‫الو ش‬
‫مي‬
‫ن»‪.‬‬
‫شيعحنبر‬
‫لءف‬
‫ايا‬
‫قسابلتيموس‪« :‬دميالوئيمضعًا أش‬
‫‪ -‬انعم أعرف‪ .‬لكنه قال لي ألا أخبركما عن هذا‪ .‬كنت‬
‫سأخبركما في كلالأحوالء لأنيلاأرى أنلهأيحق في أن‬
‫يخبرني ماأفعلهومالاأفعله‪.‬صكنادنوقًا ضحخمّاء وقالإنه‬
‫لمخطوطات بشأنه حين نعود‬
‫إلى داار‬ ‫هاب‬
‫ذينا‬
‫ابلعل‬
‫يج‬
‫للوطن»‪.‬‬
‫سأل بيتل‪« :‬ادلارمخطوطات؟ لماذا؟»‪.‬‬
‫رف‪ .‬لقد تحدث في شيء آخر؛ لذا ألسمأل‪ .‬أنتما‬ ‫عا‏‬
‫أ‪١‬ل‬
‫‪-‬‬
‫تعرفانه»‪.‬‬
‫الصندوق؟)‪.‬‬ ‫خل‬
‫اما‬
‫دأيت‬
‫بل ر‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬ه‬
‫الكثير لأراه» عددكبير منالأنابيب الرصاصية‬ ‫انك‬
‫نميك‬
‫ه«ل‬
‫‪-‬‬
‫المرصوصة في صفوف وحسب»‪.‬‬
‫سأل بيتل‪« :‬أنابيب رصاصية؟ كم عددها تحديدًا؟»‪.‬‬
‫قالت جينا فىنفاد صبر‪١ :‬ألاع‏رف»‪.‬‬
‫‪١ -‬لا‏بدأن لديك تصورًا ما‪.‬عشرة» خمسون‪ .‬مائة»ألف ‪ ..‬كم‬
‫عددها؟»‪.‬‬
‫‪523‬‬

‫«‪-‬حسنًا‪...‬آلاف‪ .‬على ما أظن‪ .‬أف يا بيتل» إنك أسوأ من‬


‫جيلي دجين»‪.‬‬
‫«‪-‬الاف؟»‬
‫هيا؟‬
‫دم ف‬
‫ديه‬
‫عذي‬
‫بدت جينامستاءة‪« :‬نعم» آلاف‪ .‬اسمع‪ .‬ما ال‬
‫من المؤكد أن مايهم هومايختفي تحت الأنابيب»‪.‬‬
‫قالبيتلببطء‪« :‬أعتقد أن مايهم هومايختفي بداخل الأنابيب»‬
‫الندى كذلاك باس ؟ ا‬
‫رد سبتيموس‪« :‬بلى» أظن أن ذلك يهم أكثر»‪.‬‬
‫أن ‪ ...‬يا‬ ‫يفء‬
‫شكي‬
‫لي»‬
‫ل‪:‬أ«دناخالبيب؟ ماذا تعن‬
‫انا‬
‫سألت جي‬
‫إلهى ماهذا!»‪.‬‬
‫ضربة قوية أخرى هزت السفينة» لكن هذه المرة مصحوبة‬
‫بجلبة تشقق مرتفعة من أبواب عنبر الشحن‪ .‬لقد طرح لوح نكو‬
‫ورئيس البحارة جانبًا مثلأعواد الثقاب‪ .‬صرخ أحدهم‪ ,.‬ولم يكن‬
‫لوسي جرينج‪ .‬وعندئذ بدأ البابان ‪-‬ببطء وثبات وبلا هوادة‪-‬‬
‫يرتفعان عن السطح‪ ,‬مرسلين كل الأشياء المكومة فوقهما لتتطاير‬
‫في الهواء» فقد تساقطت الصواري وتدحرجت البراميل وتطاير‬
‫البولينج‪.‬‬ ‫نثلات‬
‫يم‬‫ناص‬
‫قأشخ‬
‫ال‬
‫أماميلوفقدألقي به وسطكتلة متشابكة من الحبال المتدلية من‬
‫صارية مكسورة وتسمر هناك بجوار اللوح الخشبي‪ .‬وطار الفتى‬
‫الذئبي بجوار برميل من القطران» وأفلتت سنوري وأولر بالكاد من‬
‫أن يطيح بهما أحدقوارب الإنقاذ‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪2‬‬
‫اةعودة‪ .‬تأرجحا‬ ‫ل نلقط‬
‫لدا الآن إالى‬
‫صق‬‫ومدخل‬
‫كان بابا ال‬
‫للحظة» ثم فجأة وفي صوت ارتطام راعد‪ .‬اصطدما بالسطح‬
‫مهشمين الحطام إلىقطعصغيرة تاركين باب العنبرمفتوححا على‬
‫مصراعيه‪ .‬تبعثرالجميع» غيرأن المنظر الذي تلاذلك ثيّت الجميع‬
‫أفمياكنهم‪.‬‬
‫وكأنهم فوق منصة متحركة غير مرئية» كان ثيودوفيلوس‬
‫فورتيتيود فراي والتوءمان كرو يرتفعون من عنبر الشحن‪ .‬بعض‬
‫أفراد الطاقم المؤمنين أكثر منغيرهم بالخرافات ألقوا بأنفسهم‬
‫على الأرض ظنًامنهم أن فراي وتابعيه كانوا يطيرون على نحو‬
‫معجزء لكن آخرين ممن نظروا عن قرب أكثر استطاعوا أن يروا‬
‫أنهم يتوازنون على شيء أشد صلابة من الهواء‪ .‬مرةأخرى جاء‬
‫على خاطر جينا السيرك الطائر في معرض تساوي الليل مع النهار‬
‫في الربيع‪ .‬إنهم هذه المرة مهرجو الأكروبات الذين كانوا قد‬
‫شكلواهرمابشريًاوسرعان ماتساقطوا بشكل مذهل‪ .‬لكنالمشهد‬
‫الذي تلاذلك محا كل الأفكار عن مهرجي الأكروبات من عقل‬
‫جينا‪ .‬كان فراي والأخوان كرو يقفون ‪ -‬يتمايلون سيكون وصمًا‬
‫أكثر دقة ‪ -‬ليس على أكتاف مهرجين؛ بل على الدروع المرتفعة‬
‫لأربعة محاربين مدرعين‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬إنهم جن محاربونء أظنهم كذلك»‪.‬‬
‫سألت جينا‪« :‬ماذا تعني؟‪.2‬‬
‫‪22‬‬

‫«‪-‬أنابيب الرصاص التى رأيتها هى وحدات تخزين متعددة‬


‫ْ‬ ‫‪:‬‬ ‫كلاسيكية للجن»‪.‬‬
‫‪« -‬هى ماذا؟)‪.‬‬
‫باسلطبأيتملر‪ :‬دإنها تبحتدوياعخلىلجهنا»‪.‬‬
‫‪« -‬ماذا؟ جني فيكل أنبوب؟» لمتكن جينا ماهرة في الحساب»‬
‫لكنها مع ذلك استطاعت أن تكتشف أن ذلك يعني كما هائلا‬
‫مانلجن)‪.‬‬
‫‪ -‬النعم» هم عادة لا يتشاركون)‪.‬‬

‫‪« -‬يتشاركون؟)‪.‬‬

‫‪« -‬الجن التوائم شيء نادر جدًا»‪.‬‬


‫‪« -‬آه؛ لذا هذا أمر جيد إذن‪ .‬آه يا إلهي» انظر إليهم ‪ .‬إنهم‪...‬‬
‫إنهم مرعبون»‪.‬‬
‫التزم كل من على السطح الصمتء وقد فتنوا برؤية الجن‬
‫المحاربين يرتفعون خلال الفتحة» وقد كانت دروعهم في وضع‬
‫مثبت على أذرعهم فوق رءوسهم ذات الخوذ‪ .‬ويحملون حمولتهم‬
‫المكونة من فراي والأخوين كرو‪ .‬وإذ تركوها متأخرين قليلا‪:‬‬
‫قفزت الحمولة نصف قفزة إلىالسطح‪ .‬ارتفع الجن الأربعة أعلى‬
‫حتى قاموا ‪-‬بالدور‪ -‬بفرد صف آخر من الدروع المرتفعة‪.‬‬
‫هبطوا على السطح في هدير متزامن» وشهقت جماعة السفينة‬
‫بالكامل‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪625‬‬
‫الشعر في مؤخرة عنق الفتى الذئبي‪ .‬كان هناك شيء غير‬ ‫وقف‬

‫على الأقل» وكانوا مكسوّين من رءوسهم إلى أطراف أصابعهم‬


‫بدرع جلدية عتيقة» ذات لون أسود باهت خلاف خوذاتهم ذات‬
‫الأجنحة الفضية؛ التى عكست أشعة الشمس المشرقة وتلأللأت‬
‫ضيع‬
‫ون ف‬
‫كما لوكانت قد أضرمت فيها النيران‪ .‬وقف الج‬
‫التأهب‪ .‬وقد سحبت السيوف القصيرة» وحملقت العيون إلى‬
‫الأمام دونما أي تعبير‪ .‬وإذا لميكوئوا باعثين على الخوف 'بما‬
‫يكفيء فقدكان من خلفهم صفان آخران كلمن أربعة يرتفعان من‬
‫داخل المخزن‪.‬‬
‫مسح‬ ‫المبهرون»‬ ‫ومن مأمنه الذي وفره حراسه المسلحون‬

‫هؤلاء الأطفال المزعجون» حدج الفتى الذئبي ولوسي بحدة‪..‬‬

‫«لقد أحضرتما أصدقاءكما الصغارء أكليذسلك؟»‪ .‬أمعن الربان‬


‫فراي النظر فيسبتيموس وجينا وبيتل» وواصل‪« :‬كلاون أي منكم‬

‫عه‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫أي حال‪.‬‬


‫الصغيرة‪.‬‬ ‫أيها الغمزات‬ ‫بالعرض‬ ‫تمتعوا‬
‫سس‬‫ا‬ ‫يمكنكم القيام به‬

‫امرحوا ‪ -‬نظر بحدة إلى جيم ني ‪ -‬وارتدوا كل ما استطعتم من‬

‫القبعات السخيفة والفرصة سانحة‪ ,‬لأنه لوكنتم تخططون للعودة‬


‫‪521‬‬

‫إلى القلعة» فلن تجدوا الأمر مرحًا كثيرًا هناك» ثم ضحك‪( :‬إننا‬
‫نعرف منتكونون‪ .‬ونحن لاننسى وجهًارأيناهأبدً ‪.‬ا‪ .‬هلنفعل؟‪.2‬‬
‫ردد الأخوان كرو‪« :‬لايا ربان» لاننسى»‪.‬‬
‫غير أنخطبة الربان فرايلميكنلها التأثيرالذيكانيأمله؛ إذ‬
‫لاأحد ‪-‬بخلاف جيم ني» الذي لميعجبه توجيه الإهانة له‪ -‬كان‬
‫يسمع بالفعل‪ .‬فقد كانوا مذهولين مما يجري خلفه‪ .‬إذ كانت‬
‫مجموعة من ثمانية جن محاربين قد وقفت الآن على السطح‪ .‬ومع‬
‫كل دقيقة كان يظهر المزيد منهم‪ .‬الآن صاروا ثلاثة صفوف‪ .‬كل‬
‫مخمنزن‪ .‬وحين هبطوا‬ ‫لوحة‬
‫امفت‬
‫احة ال‬ ‫سئون‬‫ميمل‬
‫لبعة‬
‫ا أر‬
‫من‬
‫بدورهم على السطح‪ .‬كان يمكن رؤية الصف التالي المكون من‬
‫فل‪.‬‬ ‫سعًا‬
‫أدر‬
‫لرة‬
‫ا عش‬
‫بنتي‬
‫اث‬
‫فين يبورين وهو رباع الجن وى يهيكون على السطع ‪:‬‬
‫ابيتل» هذا شيء يتعلق بدار المخطوطات‪ .‬ههلناك أي طريقة‬
‫لإيقافهم؟)‪.‬‬
‫‪« -‬ليس إن لمتعرف تعويذة الإيقاظ»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬ميلو! لابد أنهيعرفها‪ .‬فلا يمكن أن تحصل‬
‫على أعداد غفيرة منالجن دون أن تعرف كيف توقظهم‪ ,‬أليس‬
‫كذلك؟)‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬حسئاء أنت لن تفعل»‪.‬‬
‫‪« -‬آه من المؤكد أن ميلو ليس بذلك الغباء»‪.‬‬
‫هزت جينا كتفيها‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪85‬‬

‫قال سبتيموس‪« :‬سأذهب وأسأله)‪.‬‬


‫قالت جينا بقلق‪« :‬كن حذرًا يساب»‪.‬‬
‫‪-‬احسنًا)‪.‬‬
‫(‬

‫صنع سبتيموس بسرعة درع أمان غير مرئية واختفى وسط زحام‬
‫الأنقاض والطاقم‪.‬‬
‫كانميلو لايزال يحاول بيأس أن يخلص نفسه من الحبال حين‬
‫واضل إليه سيتيموس‪ :‬كان سبتيموس على وشك‪ .‬أن يظهر»‬
‫ولدهشته صاح ميلو فجأة فيأذنه‪«:‬جراب!»‪.‬‬
‫قفز سبتيموس ‪ -‬لكن ليس بنصف قفزة الربان فراي‪ -‬دار فراي‬
‫حول نفسه ليعرف من أين جاءت الصيحة» ولمعت عيناه بالغل‬

‫حين رأى ميلو المحبوس‪ .‬تحرك بعجرفة نحوه و ‪ -‬بالوقوف على‬

‫ميلو مباشرة» وجأر‪« :‬اللعنة عليك‪ .‬أيها الصبى‪.).‬‬


‫زمجر ميلو‪« :‬إياك أن تجرؤ على مناداتي بهذا مرة أخرى‪..‬‬
‫؟)‪.‬‬ ‫بيا‬‫الك‬‫ر ذ‬‫جمعت‬‫أس‬
‫ضحك الربان فراي» وقد بلغت به زهوة النصر مبلعًا جعله لا‬
‫يلاحظ الرجفة المزعجة التى بدأت فى حاجبه الأيسر‪« :‬فى وجود‬

‫الصبي‪ .‬أفهمت؟»‪.‬‬
‫استشاط ميلو غضبًاء كان ذلك يفوق عدد من على متن سفينته»‬
‫كما كان حاله تمامًا منذ نحو عشر سنوات» حين استولى القرصان‬
‫‪529‬‬

‫سيئ السمعة ديكن لي ووكيله الأول جراب المتوحش على‬

‫قال الربان فراي بابتسامة‪« :‬لقد تعرضت للخيانة بشكل جيد‪.‬‬


‫أيهاالصبي‪ .‬فالقردة الذين أرسلتهم للبحث عن الشحنة كانلابد‬
‫أن تدفع لهم أكثر‪ .‬فلكل واحد سعره»‪.‬‬
‫قال ميلو وهو يصارع لتحرير نفسه من الحبال؛ لكنه لمينجح‬
‫إلافيتعقيد الأمر أكثر‪« :‬إنك تعرف كل شيء عن ذلك»‪.‬‬
‫حدق الربان فراي فىميلو‪« :‬أتعرف ياباندا ‪ ..‬أنالاأنسى أبدًا‪.‬‬
‫نقد للك على‪:‬ذا المركك لوعي كاملن عضن قحك الت‬
‫وطاقمى البغيض الخائن بطردي منه‪ .‬كان كلما لدي لآكله هو‬
‫ووس ميح كديع أشرس فاءالمطر الذى أضبعهقنسعدا ذى‬
‫ْ‬ ‫ٍ‪,‬‬ ‫الرقبة)‪.‬‬
‫قاطعه ميلو بتهور‪« :‬كانينبغي أن أدع طاقمك يرمي بك من‬
‫على ظهرالسفينة كماكانوايريدون ياجراب»‪.‬‬
‫جأر الربان فراي وقد زادت سرعة ارتجاف حاجبه‪« :‬جيد أنك‬
‫لمتفعل» أليس كذلك؟ لذافاليوم يومالحساب‪ .‬اقتلوه»‪ .‬صاح في‬
‫بين‪« :‬اقتلوه!»)‪.‬‬ ‫رجن‬
‫اال‬‫معةحمن‬
‫لرب‬
‫ال أ‬
‫أو‬
‫خطا الجن نحو الأمام شاهرين سيوفهم نحو ميلو؛ اقشعر بدن‬
‫سبتيموس‪ .‬لم يكن للجن المحاربين أيد؛ كانت أسلحتهم جزءًا‬
‫من أجسادهم‪ .‬كانت الأطراف الجلدية لستراتهم تتيح السبيل‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪05‬‬

‫بسلاسة لسيف قصير عندنهاية أياديهم اليمنى ودرع مستطيلة عند‬


‫نهاية الأيادي اليسرى‪.‬‬
‫رأت جينا الجن‬ ‫يرةس»‬ ‫رمؤخ‬‫يعند‬ ‫ستفع‬
‫للمر‬
‫اطح ا‬
‫ومن الس‬
‫يشهرون سيوفهم نأحبويها‪ .‬صاحت‪« :‬لا! لا!» اندفعت بسرعة»‬
‫لكن السطح بالأسفل كان مكدسًا بحشد الطاقم المتراجعين بعيدًا‬
‫عن الجن الزاحفين‪ .‬وسرعان ما صارت جينا محاصرة وسط‬
‫الحشدء وهكذا لمترالمشهد الغريب لحبال الأشرعة والصواري‬
‫المتداعية وهي تستعيد حياتها ذاتيّا وقد حلت نفسها من حول‬
‫ميلو وتحول انتباهها إلى الربان فراي» تاركة إياه مثل ذبابة في‬
‫رأى الربان فراي الجن المحاربين يصلون بسيوفهم القصيرة‬
‫ذات النصال الحادة وهم يشهرون سيوفهم نحوه‪ .‬وقد توجهت‬
‫أنظارهم الخالية من التعبير نحوه‪ .‬وأدرك فجأة أنهلميكن مهما‬
‫للجن من الذي يعلق في الحبال‪ .‬وسواء أكان ميلو باندا أم‬
‫ثيودوفيلوس فورتيتيود فراي؛ كان كلاهما سيان بالنسبة لهم‪.‬‬
‫ومع ذلك لميكن الأمرسيان للربان فراي» فصرخ في الأخوين‬
‫كرو‪« :‬أخرجاني من هناء أيها الأحمقان»‪.‬‬
‫خوان كرو‪.‬‬ ‫أرك‬
‫لتح‬
‫لامي‬
‫ارتفع صوت فراي إلى صرخة ذعر وحشية‪« :‬توقفواء توقفوا!‬
‫آه ما هي الكلمات؟»‪.‬‬
‫‪231‬‬

‫أعاد الخوف موّقتًا للربان فراي عددًا ملائمًا منالخلايا العقلية»‬


‫وفي ظل وجود أربعة سيوف عند حلقه‪ .‬تذكر تعويذة العكس‪.‬‬
‫أماميلوفقدكان»في الوقتنفسه‪ .‬يتم سحبه منقوىغير‬
‫مرئيةعبرالسطح المزدحم الذي فاحت منه رائحة النعناع بقوة‪.‬‬
‫وكسانط‪:‬الحشد» وجدته جينا‪:‬‬ ‫ومفا م‬
‫صاحك القوة غير المرئية‪« :‬أف‪ .‬قدمى)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫»ا‪.‬‬
‫بي‬‫سسفة‬
‫قالت جينا‪« :‬آ‬
‫تخلى سبتيموس عن وضعية غير المرئي قبل أن يطأه أي‬
‫شخص آخر‪ .‬شعر ميلو بالارتياح عند رؤية سبتيموسء فقد كان‬
‫اعفن نقوة غير غريية تجرية طقيزة للقلق »قال ‪« :‬اشته رفيا‬
‫ستشعوسن [عذ نفدت حياتي)‪.‬‬
‫رافقوا ميلو إلىالقسم الصغير منالسطح المرتفععندمؤخرة‬
‫السفينة» ودخل سبتيموس في الموضوع مباشرة‪.‬‬
‫‪« -‬ماهى تعويذة الإيقاظ؟)‪.‬‬
‫سأل ميلو وهو لأيزال قلقَا بعقن الشىء‪« :‬إيهفااء‬
‫كرر سبتيموس بنفاد صبر‪« :‬تعويذة الإيقاظ‪ .‬إنه صندوقكء إن‬
‫أخبرنا بتعويذة‬ ‫اةظ‪.‬‬
‫قعويذ‬
‫يف ت‬
‫لنتإتعر‬
‫افأ‬
‫الجن يخصونك؛ لذا‬
‫الإيقاظ وسنتمكن من إيقافهم»‪.‬‬

‫عشر جنيًّاعلى السطح‪ .‬ورأى‬ ‫نني‬


‫ثم‬‫ارى‬
‫صعدت مجموعة أخ‬
‫ميلو المد الداكن للمحاربين يقترب أكثر‪ .‬ظلل عينيه في مواجهة‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪25‬‬
‫خناجر الضوء المشعة المنبعثة من الخوذات ذات الأجنحة»‬
‫وعرف أن السفينة لمتعد ملكه ليصدر أوامره‪ .‬لكنهلميقل شيئًا‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬سيد باندا أرجوكء أخبرنا بتعويذة الإيقاظ)‪.‬‬
‫بينما كانسبتيموس يقوم بإنقاذ ميلوء كانبيتل قدجمع الكل‬
‫معًا عندالسطح المرتفع (حيث اكتشفوا جيم ني وقدغفا في أحد‬
‫الأركان)‪ .‬وجد ميلو نفسه الآن ليس في مرمى النظرة المترقبة‬
‫لسبتيموس وبيتل فحسب‪ .‬بل أيضًا في مرمى نظرة جينا ونكو‬
‫وسنوري وأولر ولوسي والفتى الذئبي‪ ..‬وجيم ني الذي أوقظ‬
‫بوقاحة‪.‬‬
‫بلعميلوريقه‪« :‬أنا لا أعرف تعويذة الإيقاظ»‪.‬‬
‫أصاب الذعر بيتل‪« :‬أتحمل شيئًا كهذا على متن سفينتك وأنت‬
‫لاتعرف الشفرات؟)‪.‬‬
‫استجمع ميلو شتات نفسه‪« :‬إجراء أمني» بكل وضوح‪.‬‬
‫الصندوق يسافر دائمًامنفصلا عنالشفرات‪ .‬كنت سأحصل عليها‬
‫من دار المخطوطات عند عودتي‪ .‬هناك شبح يحتفظ بالشفرات‪.‬‬
‫سيد يدعى‪)...‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬تيرتيوس فيوم»‪.‬‬
‫‪.2‬‬‫؟يف‏‬
‫ت «‪١‬ك‬
‫فجنًا‪:‬‬
‫رمتفا‬
‫عميلو‬
‫بدا‬
‫لسمبيجتبيموس عن السؤال» قال‪« :‬جراب علىحق؛ لقد‬
‫تعرضت للخيانة»‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫ظهر صف طويل من الفتران منمدخل مؤخرة السفينة بالأسفل‬


‫وقال‪« :‬لقد حان‬ ‫ب‪.‬‬
‫هوهى‬
‫ذيلو‬
‫تها م‬
‫تابع‬ ‫اونب‪.‬‬
‫لهجنح‬
‫اوج‬
‫وت‬
‫‪١‬‏‬ ‫الوقت لإخلاء السفينة»‪.‬‬
‫فى تلك اللحظة أصدرت السيريس صريرًا مرتفعًا‪ .‬تحرك‬
‫شيء؛ وكان ميلويعرف أن سفينته الجميلة لمتعدمتصلة بالأرض»‬
‫وهي‬ ‫هىاء‬
‫ادتلإل‬
‫مآنجعا‬
‫لم تعد تلقي ثقلها على الأرض‪ .‬ال‬
‫د‪.‬‬
‫لعممع‬
‫اتف‬
‫تر‬
‫ندت عن الطاقم مشاعر بهجة صامتة‪.‬‬
‫تردد ميلو‪ .‬كانت مصادفة قاسية أن يعيد له البحر سفينته فى‬
‫‪١‬‏‬ ‫ااح‪.‬‬
‫ترضيفيه‬
‫جتع‬
‫اتيت‬
‫ل ال‬
‫لحظة‬
‫الل‬
‫ولكن حين خطا الصف الأول من الجن المحاربين خطوة‬
‫أخرى أكثر قربًا من سلم السفينة» مهددين بقطع طريقهم نحو‬
‫الهرب‪ .‬عرف ميلو أنهإما الآن» وإمالاللأبد‪.‬‬
‫صاح‪« :‬أخلوا السفينة!»‪.‬‬
‫‪ 54 4‬عد‬

‫سلحفاة ونمل‬

‫يمن جاكن فرانيابنشانةالؤسى وهلتتمنىألهاحظا لببعينا‪.‬‬


‫ايلشمصسباح المبكرء جال بخاطره‬
‫لكوحينأبحر مبتعدًا ف‬
‫الصمت المنذر بالسوء الذي كان على متن السيريسء حتى إنهلم‬
‫يعد يطيق التفكير أكثر فأدار المارودر‬
‫عائدًا‪ .‬والآن» وبعيدًا إلى الأسفل من لخ‬
‫السيريسء» عند عتبة سلم السفينة» )‬
‫‪7‬‬ ‫وقف جاكي عند حارس السفينة‬
‫ضىاء القعقعة ‪0-3 .‬‬‫وإل‬ ‫ضتمع‬
‫يس‬
‫الغرية الفافمحة‪ :‬من فرق ‪ 5‬ب‬

‫أدراج الرياح بصدور صيحة‬


‫مأنعلى‪« :‬أخلوا السفيتة!»‪.‬‬
‫‪535‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬

‫بأربطة تتناثر عليها عشوائيًا بقع أرجوانية يتدفقون نازلين السلم‬


‫ويقفزون إلى المارودر‪.‬‬
‫السرعة» لقد عدت فقط من أجل‬ ‫باءهليذسه‬
‫قال جاكى‪« :‬ه‬
‫لوسي»‪ .‬ورغم احتتجاجاته؛ امتلأت المارودر باطراد بأفراد الطاقم‪.‬‬
‫صاح عاليًا نحو السيريس‪« :‬لوسي! لوسي جرينج! انزلي!»‪.‬‬
‫ومن فوق» سمعت لوسي الصياح وانحنت عند حافة السفينة‪.‬‬
‫لاهثة‪« :‬الطاقم يصعد على متن المارودر» أخبرهم ألا‬ ‫قالت‬

‫يفعلوا‪ ..‬إنهاخدعة!)‪.‬‬
‫كان الأوان قدفات؛ فبخلاف وكيل الربان الأول‪ .‬الذي كان قد‬
‫نزل ليحضر عامل المطبخ» كان الطاقم كله الآن على ظهر‬
‫المارودر‪.‬‬

‫صار جاكي يائسًا الآن‪« :‬الوسيء أبن أنت؟‪:1‬‬


‫صاحت لوسي‪« :‬ابتعد يارأس السمكة»‪.‬‬
‫رآها جاكي الآن ‪ -‬لوسي بعباءتها الزرقاء المبقعة بالملح‬
‫وبضفائرها وقد ظهرت صورتها الظلية على خلفية السماء ‪ -‬وفجأة‬
‫!)‪.‬‬
‫يناء‬
‫عي ه‬
‫رزل‬
‫س ان‬
‫أسي!‬
‫شبعارلسعادة‪ .‬صرخ‪« :‬لوسيء لو‬
‫السلمء لكنه لم يكن‬ ‫وكما لوكان يرد عليه»؛ خطا شخص على‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪65‬‬

‫كان محاربًا طوله سبعة أقدام» مغطى بالدروع ويحمل سيمًا‬


‫حاد النصل ذا وجهين ‪ -‬كان جاكى يعرف كل شىء عن الأنصال‪-‬‬
‫‪١‬‏‬ ‫‪1‬‬ ‫يتجه مباشرة نحو المارودر‪.‬‬
‫رأى طاقم جاكي الجديد المحارب بدورهم» فصاح رئيس‬
‫البحارة‪« :‬ادفعوا بهاء ادفعوا بهابعيدًا»» وبينما بمدحأارب آخر فى‬
‫نزول السلمء دفعالطاقم المارودر بأمانبعيدًا عنجانب السيريس»‬
‫وتلاشى حلم جاكي فراي بإنقاذ لوسي‪.‬‬
‫وبالقدر نفسه من الفزعء تابع ميلو تحرك المارودرء لقد تحول‬
‫أمره بإخلاء السفينة إلىكارثة‪ .‬لقد أراد أن يبعد جينا فىأمان‪ .‬غير‬
‫أن شيئًالميسروفقالخطة‪ .‬وضع يديهعلىرأسهوقدغلبهالأمر‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬صحيح‪.‬ء نحن نحتاج لمغادرة هذه السفينة‬
‫بسرعة‪ .‬أينذهب ذلك الجنى؟‪.12‬‬
‫لميردجيمنيمطلقًاأنيصبح سلحفاة‪ .‬فقدرأى منالسلاحف‬
‫ابكها المنتظمة الدقيقة» وكان مجرد‬
‫مرنفهي‪ .‬لفمكيح‬
‫زكثي‬
‫ال‬
‫مس دروعها يجعله يجز أسنانه» لكن إذا أصر سيده على أيجنعله‬
‫سلحفاة عملاقة» إذن فعليه أنيصبح سلحفاة عملاقة‪ .‬غيرأن ذلك‬
‫لم يمنع الجني من المساومة‪.‬‬
‫‪« 0‬سأفعل ذلك لمدة عشر دقائق ليس أكثرء أيهاالسيد المُؤهق»‪.‬‬
‫رد عليه سيده‪« :‬ستفعل ذلك للمدة التى أحددها أنا»‪.‬‬
‫قالجيمني متملقًا‪" :‬أتوسل إليكءلأيكسثر منعشرين دقيقة»‬
‫يم»‪.‬‬
‫أيها االسليدرغحير‬
‫‪715‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬

‫«استفعل ذلك للوقت الذي يستغرقه وصولنا بأمان إلى الشاطئ‪.‬‬


‫وستتحول بأكبرما يمكن لكي نركب كلنا مرة واحدة»‪.‬‬
‫مسح جيم ني المجموعة بأسى‪« :‬كلكم جميعا؟»‪.‬‬
‫كانعليهأن يصبح سلحفاة ضخمة جدًّابالفعل‪.‬‬

‫انعم‪ ..‬أسرع»‪.‬‬
‫قالبجيملي بعيواسن‪« :‬حسًا جدّاء أيها السيدالقاسي» ‪.‬كان مما‬
‫لايبشر بخير أن يكون أول شيء يطلبه سيده الجديد هوأن يتحول‬
‫إلى أكثركائن يكرهه‪ . .‬السلحفاةة‪ .‬سيصبح محبوسًا داخل درع»‬
‫مالكالأربع زعانف مقلوبةمتأرجحة بدلامن يدينوقدمينللمدة‬
‫التى يريدها سيده‪ .‬وكان هذا أسوأ كوابيسه‪ .‬أخذ الجنى نفسًا‬
‫عميقاء نفسهالأخير الذي لنيكون بمذاق بصاق السلاحفء لمدة‬
‫لايعلم كمستطولء ثمقفزعلىحافة السفينة» وأمسك بأنفه‪ .‬وقفز‬
‫املنسيريس وارتطم بالبحر الصافي بالأسفل‪ .‬وبعد لحظة» طفت‬
‫على السطح سلحفاة عملاقة بعينين صفراوين‬
‫كاننكوجاهرًا بحبل» وثبتهفيمربط وألقى بهعبرالجانب‪.‬‬
‫حملت السلحفاة ركابهاء حسبما تمتوجيههاء إلى الصخور‬
‫عند الطرف القاصي للأرضء مقابل جزيرة النجمة» في موضع‬
‫آمن بغيدا عن هرآائ السيريس‪ :‬وال السيحرر صمب الخادر‬
‫انتهت السلحفاة إلى أن‬ ‫معهاء وبعل سوء تقدير عرض درعهاء‬

‫حشرت بين صخرتين منها‪ .‬ولحسن حظ ركابها كانت الصخرتان‬


‫في المياهالضحلة» وكان بمقدورهم النزول والخوض في المياه‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪85‬‬

‫إلى الشاطئ‪ .‬ومن ساولءسحلظحفاة» بقيت محشورة بقوة و ‪-‬‬


‫رغم الكثير من الدفع والضغط ‪ -‬اضطرت للانتظار» حتى سمح‬
‫لبهاالتحول‪ ,‬قبلأن تصبح حرة‪.‬‬
‫وجد جيم نينفسه ممددًا ورأسه لأسفل فيمياه بعمق قدمين»‬
‫وثب على قدميه» وهو يسعل ويتنفس بصعوبة» ثم خاض في المياه‬
‫إلىالشاطىئع الصخري» حيث جلس في الشمس ليجفف نفسه‪ .‬إن‬
‫قبعته ‪ -‬وهو متأكد من هذا ‪ -‬لن تعود إلى ما كانت عليه أبدًا‪.‬‬
‫شاهد الركاب السابقون الجني وهو يختار بوضوح صخرة‬
‫بعيدة نسبيًا‪ .‬كانوا بدورهم يتعافون من رحلتهم‪ .‬فلم تكن السلحفاة‬
‫قدراعت ظروفهم جيدّاء فقداختارت السباحة على عمق نحو‬
‫ست بوصات تحت سطح الماء بأاسلوب غاية في عدم الانتظام»‬
‫كما لو كانت تحاول التخلص من هؤلاء الذين يركبون على‬
‫ظهرها‪.‬‬
‫قال ميلو وهو يعصر طرف رداء نومه‪« :‬نكوء أنا مدين لك‬
‫باعتذار»‪.‬‬
‫قال نمكتوفاجتئا‪( :‬هه؟)‪.‬‬
‫«ماكانيجب أن ألومك على الجنوح بالسيريس‪ .‬أعتقد أن هذه‬
‫الجزيرة مسحورة‪ .‬أعتقد أنك تعرضت للاستدعاء من أحد أشباح‬
‫الحورية»‪.‬‬
‫نظر سبتيموس إلىميلو باهتمام جديد‪ .‬ربما لميكن هو ذلك‬
‫الساخر عديم الحس اليذيظكنانه‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬

‫حملق بيتل نحو سبتيموس وارتفع حاجباه‪.‬‬


‫قال نكو‪« :‬أشكرك ياميلو لكن هذا ليس عذرّاء كانت السفينة‬
‫قيد سيطرتي» وكنت مسئولا عما حدث لها‪ .‬إنهأنامنيجب عليه‬
‫الاعتذار»‪..‬‬
‫‪« -‬سأقبل اعتذارك يانكو لكن فقط إذا كنت ستقبل اعتذاري»‪.‬‬
‫شعرنكووكأنحملاثقيلًارُفععن كاهله‪-‬إبشيج للمزة الأولى‬
‫منذ جنوح السيريس‪« :‬أشكرك يا ميلوء أناأقبل»‪.‬‬
‫قفز ميلو واقفًا‪« :‬حسئًا! والآن يجب أن أرى ما الذي يجري‬
‫للسيريس‪ .‬أظن أننا سنحصل على رؤية جيدة من عند تلك‬
‫الصخور هناك أليس كذلك يا نكو؟»‪.‬‬
‫كان الجميعء فيما يبدو‪ .‬يريدون إلقاء نظرة على السيريسء إلا‬
‫جيم ني»الذي كانسبتيموس قدنسيه حتى ذكره بيتل‪ .‬فحين يكون‬
‫ب قتايلموس‪.‬‬ ‫لديك جني تحتاج إلى وقت لاعتياد الأمرء كسما‬
‫ماكسي» كلب سايللاس هيب المصاب‬ ‫ذكره ذلك باصطحاب‬
‫بالتهاب المفاصلء في نزهة‪ .‬كان لدى مكحي عادة ممممااثلة في‬
‫ينسى عادة أمر الكلب ويعود‬ ‫التأخر للخلف‪ .‬وكان سبتيموس‬

‫د لمر ا‬ ‫ان ا‬ ‫الو‬


‫أشار إليها ميلو‪ .‬كانت اختيارًا جيدًا؛ إذ كانت الرؤية واضحة‬
‫استقروا‬ ‫يحتجبهم‪.‬‬
‫ؤً ي‬
‫راء‬
‫للسفينة والشاطى» وكانت توفر غط‬
‫لت الصتخونه وأخرج علوتلسكريه‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪045‬‬

‫قال لاهمًا‪ :‬ايا إلهي» ثم مرر التليسكوب لنكو‪.‬‬


‫وضع نكو التليسكوب على عينيه وأصدر صفيرًا طويلا‬

‫»‪.‬‬
‫؟يا‬
‫كأمر‬
‫ناال‬
‫سسأبلتيموس في نفاد صبر‪«:‬م‬
‫همهم نكو‪« :‬نمل»‪.‬‬
‫‪« -‬نمل؟‪.12‬‬
‫‪« -‬نعم» إنهم مثل نمل يغادر جحره‪ .‬انظر)‪.‬‬
‫أخذ سبتيموس التليسكوب‪ .‬وعلى الفور رأى ما قصده نكو‪.‬‬
‫كان تيار أسود من الجن المحاربين يتدفق على جانب السيريس‪.‬‬
‫شاهدهم وهم ينزلون» وكانت حركاتهم متزامنة على نحو يثير‬
‫الخوف ‪ -‬شمالء يمين» شمال» يمين ‪ -‬حتى وصلوا إلى سطح‬
‫البحر واختفوا تحته دون أي فاصل فى الخطوات‪ .‬وحين كانت‬
‫الأمواج تغطي الخوذة ذات الأجنحة لواحد من الجنء كان آخر‬
‫يهبط السلم منعند القمة‪ .‬أصدر سبتيموس صفيرًا ممائلا على‬
‫نحو غريب لصفير نكو‪ .‬أمابيتل» الذي كان غير قادر على احتواء‬
‫عدم صبره أكثر منذلك‪ .‬فقد نزعمنهالتليسكوب‪.‬‬
‫قال‪« :‬اللعنة» ماذا يفعلون؟)‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬حسنّاء أنالا أظن أنهم ذاهبون فينزهة»‪.‬‬
‫قال نكو‪« :‬إنهم سيكونون كافين لإفساد نزهة أي أحد‪ .‬تخيل أن‬
‫كىم)‪.‬‬
‫رعل‬
‫ئون‬
‫ازحف‬
‫طي‬‫شدهم‬
‫تج‬
‫‪145‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬

‫قال سبتيموس‪« :‬الأمر ليس مزاحًا يانك» هذا يعطى شعورًا‬


‫حقيقيًا بالسوء»‪.‬‬
‫حصل عليه‪ .‬نظرت بسرعة نحو الجن ‪ -‬الذي سبب لها الذعر ‪-‬‬
‫ثمأدارته بعيدًا عنالسفينة ومسحت الشاطئ ‪ -‬ذلك الشاطئ الذي‬
‫حتى هذه اللحظة كانت تعتبره شاطئهم‪ .‬غير أن ما رأته جعلها‬
‫تدرك أنهلميعد يخصهم بعد الآن‪.‬‬
‫ففي عدسة التليسكوب رأت تيرتيوس فيوم يقف عند حافة‬
‫المياه» وقد امتلأ وجهه بالحماس‪ .‬وفي البحرء تحت سطح الماء‬
‫مباشرة» رأت جينا شكلا داكنا تعلوه لمعة فضية‪ .‬وبينما هيتتابع»‬
‫قطعت السطح خوذة جني محارب ذات جناحين فضيين» ومشى‬
‫الجن المحارب خاربجًا منالبحر» وقد تساقطت المياه منالأربطة‬
‫التي في درغة إلىالشاطع؛ وقدع التحية لتيرتيوس فيوم‪:‬‬
‫ا «ماالأمر ياجينا؟)‪.‬‬
‫تغيرملامح جين ‪:‬‬ ‫رأى سبتيموس‬

‫ردت جيناء وأشارت إلى أسفل نحو الشاطى‪ :‬اتير تيوس فيوم»‬

‫انظر)‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬ ‫لة‬
‫حتوهن‬
‫بهقا‬
‫متجاهلة الش‬ ‫يقه‬
‫س غل‬
‫ديلو‬
‫قن م‬
‫نيف‬
‫ارائع! أناسعيد لأنهأنفق جهدًاليأتي ويحل هذا الأمر‪ .‬أترون‪ ..‬أنا‬
‫لتخعريضانة بالمرة‪ .‬هذا إعمال فائق للضمير من جانبه‪.‬‬ ‫لم أ‬
‫ل‬

‫برقة‪« :‬على أن أذهب وأطلب منه تعويذة الإيقاظ‪.‬‬ ‫المجموعة‬ ‫وجه‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪245‬‬

‫وبعدها يمكننا أن نلقي كلهذا وراء ظهورنا ونأخذ السيريس إلى‬


‫الوطن بأمان بحمولتها»‪.‬‬
‫هب سبتيموس من مكانه وهو يسأل بحق‪« :‬أمجنون أنت؟ هل‬
‫»‪.‬‬
‫؟له‬
‫مايفع‬
‫وام‬
‫يحقً‬
‫فيت‬
‫رأ‬
‫قال ميلو وهو يطل بقصر نظره نحو البعد‪« :‬نظارتي» لسوء‬
‫فىيظهئرة‪ .‬نكوء ناولني التليسكوب من‬
‫سعل‬
‫لال‬
‫الحظء لااتز‬
‫فضلك»‪ .‬تناولميلو التليسكوب ورأى ماكان الجميع ينظرون‬
‫إليه‪.‬وإذنسى أنهلميعد علىظهر سفينته؛ جزميلو عألسىنانه‬
‫مهمهمًا‪« :‬إذن كان جراب على حقء لقد تعرضت لخداع جيد)‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬هل ليأن ألقي نظرة أخرى؟» ناوله ميلو‬
‫التلينكوت» فاداره تيمو إلى السيريشن ته غادية إلى‬
‫الشاطئ» حيث كان فيض من الجن يخرج من البحر‪ .‬وحين وصل‬
‫الجن إلى الشاطئ أخذ تيرتيوس فيوم ينظمهم بثقة» إذ كانت لديه‬
‫لمسة خبيرة لم يملك سبتيموس إلا الإعجاب بها‪ .‬في فترة من‬
‫حياته» كان تيرتيوس فيوم جنديّاء هذامايمكن أن يوحي به‪ .‬مرر‬
‫سبتيموس التليسكوب إلى الفتى الذئبي وواصل متابعة الخروج‬
‫منالسيريس‪ .‬بدونالتليسكوب بداالجنمثلخططويلمنحبل‬
‫وحتى‬ ‫ل تمحتاء‬
‫الى‬
‫جانب السفينة وإ‬ ‫لنى‬
‫عم‬‫أدود‬
‫أسود مش‬
‫الشاطئ‪ .‬لم يكن هناك مجال للشكء كانت الجزيرة تتعرض‬
‫ذنا؟‬
‫م‪.‬الك‬
‫لللغزو‬
‫‪5‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬

‫قال سبتيموس فجأة‪« :‬سأذهب للاطمئنان على لافظ اللهب‪.‬‬


‫ة»‪.‬‬
‫دعض‬
‫عة بب‬
‫اعان‬
‫ساست‬
‫مني ال‬
‫لمكن‬
‫اه‪ .‬ي‬
‫نقحدتاج إلى نقل‬
‫قالت جينا‪« :‬سنأتى جميعًاء أليس كذلك؟)‪.‬‬
‫قالنكومعتذرًا‪« :‬أنا وسنوري نحتاج لمتابعة السيريس ياسب‪.‬‬
‫إنهالاتزال فيخطر من الصخور»‪.‬‬
‫‪« -‬لابأس يانك‪ .‬أراك لاحقًا»‪.‬‬
‫«حسناء لا تقترب كثيرًا من تلك‬ ‫موس‪:‬‬
‫يحو‬
‫سربنكتو ن‬
‫نظ‬
‫الأشياء بالأسفل هناك‪ ,‬يا شقيقى الأصغرء حسًا؟‪.2‬‬
‫تالمعيوس اساجارل ‪1‬ل انهل»هل ستبقى هناياميلو؟»‪.‬‬
‫وى‪.‬‬‫ليبق‬‫يأن‬ ‫منى‬
‫سأل وهو يتم‬
‫قال ميلو بانفعال‪« :‬نعم» ويمكنك أن تعطيني التليسكوب؛ أريد‬
‫أتنابع جيشي‪ .‬تعلم الآلهة أنيدفعت مايكفي من أجله)‪.‬‬

‫مرتفجعةعملثسلباتليشممنودسورجةي‪-‬مونفيييرختللعوقابحعدتغهاالدشرمويائ ‪-‬ةمنطوقاةلاتليصكخاورنت‬
‫واتجهوا نحو الكثبان أعلى صخرة لافظ اللهب‪ .‬كانترتيب جيم ني‬
‫قبل الأخيرء فقد طوقه الفتى الذئبى بكفاءة» وقد اكتشف أن الجنى‬
‫حير الحراما فارف يغلت ملل أككوسما كان بجبل‪ :‬لديدة د‬
‫قال سبتيموس لبيتل‪« :‬هل تعتقد أنه بعد الحفظ طيلة هذه‬
‫السنين داخل قنينة صغيرة فيخزانة العمة زيلدا سيكون راغبًا في‬
‫التحرك وإنجاز الأعمال؟»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪45‬‬
‫قالبيتل‪« :‬ليس هناك جني متفهم ياسبء‪ .‬إنهملايفعلون أبدًا‬
‫ا»‪.‬‬
‫ًهم‬
‫اعهممن‬
‫موق‬
‫متاتت‬
‫وصلوا إلى لافظ اللهب دون أن يحدث شيء‪ .‬كان التنيننائمًا‬
‫في سلام» لكن عند وصول سبتيموسء فتح لافظ اللهب عينًا‬
‫واحدة ورمقه بملامحه الساخرة المعتادة‪.‬‬
‫قال سبتيموس وهويربت برقة على أنف التنين‪« :‬مرحبّا ي لاافظ‬
‫اللهب»‪.‬‬
‫أضدر لافظ الله صهيلا عاضا وأغلق عيتية‪:‬‬
‫سأل بيتل‪« :‬كيف حاله؟»‪.‬‬
‫قال سبتيموس بابتسامة‪« :‬بخير)‪.‬‬
‫أعطى سبتيموس شربة طويلة من قزم الماء للافظ اللهب‬
‫وفحص ذيل التنين‪ .‬كان يتعافى جيدًا‪ .‬كان الوميض السحري قد‬
‫اختفى تمامّاء وبدا أن رقية سايارا قد كان لها مفعول جيد‪ .‬كان‬
‫مشهد سايارا وهي تضع رقيتها العلاجية السحرية على لافظ‬
‫اللهب حيًّا بشدة حتى أنه» حين تحدئت معه سايارا بالفعل» ظن‬
‫سبتيموس أنها كانت لاتزال جزءًا من خواطره‪.‬‬
‫بدت لاهثة‪« :‬سبتيموس! ياه» كنت آمل أن أجدك مع لافظ‬
‫اللهب»‪.‬‬
‫لم يكن إلا حين سمع بيتل يقول في اندهاش‪« :‬سايارا؟» أن‬
‫أدرك سبتيموس أن سايارا كانت هناك بالفعل‪ ..‬حقيقة‪.‬‬
‫‪545‬‬ ‫سلحفاة ونمل‬

‫لى أعلى ورأى سايارا وهي تقف مرتبكة‪ .‬يحيط بها لوسي‬
‫نإظر‬
‫والفتى الذئبي وجينا وبيتل‪ .‬سألت‪« :‬من ‪ ...‬منكلهؤلاء الناس؟‬
‫من أين هم؟) وفجأة لاحظت سايارا وجود جيناء ومن تحت‬
‫حروق الشمس‪ .‬امتقع لون وجههاء وشهقت‪« :‬الأميرة إزميرالدا!‬
‫لماذا أتيت إلى هنا؟! يجب أن تغادري هذا المكان‪ .‬إنه ملعون»‪.‬‬
‫بدت جينا مصدومة؛ بدأت تتكلم‪ :‬الكني لست‪.)...‬‬
‫قال سبتيموس وهو يجري إلى جوار سايارا‪١ :‬لا‏ بأس يا جين»‬
‫سأشرح فيما بعد»‪ .‬أمسك بيدها وقادها برقةبعيدًا عن المجموعة»‬
‫سأل‪« :‬ساياراء هل أنت بخير؟)‪.‬‬
‫كانت سايارا أشد قلقًا من أن تجيب سؤاله‪ :‬اسبتيموس»‬
‫أرجوكء‪ ,‬يجب أن تبقى الأميرة سالمة‪ .‬ربما يكون من الجيد أن‬
‫تبتعد عن القلعة»‪ .‬أشارت عبر الكثبان نحو الجن المحاربين‪:‬‬
‫«ليمس لدي وقت طويل‪ .‬أرسلتني الحورية لأقدم التحية لتيرتيوس‬
‫فيوم ‪ -‬العنزة العجوز الشريرء أنالنأفعل ذلك ‪ -‬لكنها قد‬
‫تستدعينى فى أي وقت‪ .‬سبتيموس الأمر يحدث‪ .‬فىالليلة السابقة‬
‫أبحرت السفيئة بالجيش الذي علىمتنها مارةبمنارة صخرة القط‬
‫المظلمة كما خططوا‪ .‬ودخلت فى نطاق الحورية واستدعتها»‪.‬‬
‫‪ -‬الماذا‪ ...‬على وجه الدقة؟»‪.‬‬
‫‪« -‬لأنهم أتوالغزو القلعة»‪.‬‬
‫ردد الجميع «ماذا؟» ما عدا سبتيموسء‪ ,‬الذي بداله كل شيء‬
‫بالغالمنطق على نحو مخيف‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪645‬‬

‫اوكان هذا سبب رغبتي في ختم النفق الجليدي‪ .‬لأوقفهم»‪.‬‬


‫‪« -‬نعم» أعرف ذلك الآن»‪.‬‬
‫قال الفتى الذتبي‪« :‬ولكني لا أفهم‪ .‬ما الذي يفعلونه هنا إذا‬
‫كانوا يريدون أن يغزوا القلعة؟ لِمَلميبقواافليسفينة ويبحروا بها‬
‫إلى هناك؟»‪.‬‬
‫قالت سايارا‪« :‬سيسير فيوم بالجن المحاربين عبر النفق‬
‫الجليدي‪ .‬مباشرة إلى جل وس القااعة»بكر رن نالكوبلأت‬
‫يعرف أحد بمايجريا شهقت سايارا فجأة‪« :‬آه‪ .‬لقدتماستدعائي‪.‬‬
‫سبيتموسء أرجوك‪ .‬أوقفهم»‪ .‬ثمذهبت وهي تنسحب على الرمال‬
‫بها طفل طائش» فقد جرت بسرعة غير محتملة‪.‬‬ ‫حية‬
‫ميثلسدم‬
‫لقيلهاأأحوجار‬
‫دون أن تعير انتبامًا للعشب الحاد الذي يضرب سا‬
‫م‬
‫دقد‬
‫صارا‬
‫لعهنفروب المفاجئ لساي‬
‫اان‬
‫التيتقطع قدميها‪ .‬ك‬
‫الجميع وألزمهم لصمت‬
‫همست جينا‪« :‬هل هم ذاهبون إلى القلعة بالفعل؟)‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪١ :‬نعم»‏ أعتقد أنهم ذاهبون بالفعل»‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫ذه ‪6‬‬

‫| وسطرالتغور فرق لأفط اللهية اشر يتاضرة‬


‫جلسو محارائلوالآخروهميخوض ونخارجيسن من‬
‫البحر‪ .‬نحظربايتسلفبية الوقت‪.‬‬
‫قال‪« :‬إنهم يخرجون بمعدل اثني‬
‫ي‬‫ذسه‬
‫ل نف‬
‫اعدل‬
‫عشر كل دقيقة» إنه الم‬
‫بنر‪ .‬وهكذاء إذا كان‬ ‫لاعبنهم‬‫اجو‬
‫خر‬
‫هناك بالفعل أربعة آلاف جنى هناك»‬
‫ا‬ ‫متلماقال جراب‪ :‬فسيستفرقون‪...‬‬
‫إمممم‪ ...‬أكثر من خمس‬
‫الساعة‬ ‫ونصف‬ ‫ساعات‬
‫بالتمام»‪.‬‬
‫قالت جينا مازحة‪« :‬بيتل»‬
‫أنت تشبه جيلى دجين‬
‫‪0‬‬ ‫بالضيط»‪,‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪8‬‬
‫احتج بيتل‪« :‬لاء أنا لست كذلك‪ .‬كانت لتحسبها في عَشر‬
‫ثانية)‪.‬‬
‫«أراهن أنك أنت أيضًا تستطيع أن تفعل ذلك»‪.‬‬
‫واقفاء وقال‪« :‬حسنّاء هذا على الأقل يعطيني‬ ‫تيشن سوس‬

‫ككل‬
‫شذل‬
‫بفعل‬
‫وقنًاكافيًالختم النفق الجليدي» وهذه المرة سأ‬
‫صحيح"‪.‬‬

‫قالبيتل‪« :‬سبء لاتعدإلى هناك» أرسل جيم نيليقوم بذلك»‪.‬‬


‫اجيم ني؟)‬

‫«إنه الجني الخاص بكء هذا عمله‪ :‬أن يقوم بالأشياء الخطرة‬
‫نيابة عنك)‪.‬‬

‫الرمال ممسكا بقبعته الثمينة فوق صدره مثل دمية دب مشبعة‬

‫‪0‬‬

‫لكك‬ ‫بو وال‬ ‫ل‬ ‫الطريق‬

‫م‬ ‫ار‬ ‫و‬ ‫ا‬

‫قالت جينا‪ :‬الإذن» سنذهب جميعًا معك» ثم نظرت للآخرين‬

‫وهتفت‪« :‬تمام؟‪.2‬‬
‫‪945‬‬ ‫الثعبان الفضي‬
‫قال بيتل والفتى الذئبى‪« :‬أجل»‪.‬‬
‫ذالت لوس «اخقة الالا انعم المخار ‪ 2‬لقن مظعت رعذ‬
‫تى الذئبي»‪.‬‬ ‫فعل‬
‫ل ف‬
‫اذلك‬
‫بأنأفعل شيئًاآخرء وك‬
‫بداالجميع مرتبكين بمافيذلك الفتى الذئبي‪.‬‬
‫قالت جينا متشككة‪« :‬مثل ماذا؟ الذهاب إلى حفل أو شيء من‬
‫هذا القبيل؟»‪.‬‬
‫حدجت لوسي الفتى الذئبي بنظرة ذات مغزى‪« :‬مرحة جدًا‪.‬‬
‫لا‪ .‬أنا والفتى الذئبيقطعنا وعدا بمساعدة السيد ميار في إعادة‬
‫الوه القاصى ‪.‬به إل الميارة» فهدات الأححوان كر المروهان‬
‫«‪ ..‬حاولا قتله‬ ‫يس‪:‬‬
‫رنحو‬‫يها‬
‫سراع‬
‫ل بذ‬
‫اوحت‬
‫القابعان هناك‪ »...‬ول‬
‫من قبل» وإذا رأياه عند قمة تلك الصخرة ملتصقًا بالضوء‪.‬‬
‫فسيفعلان ذلك مأرخةرى»‪.‬‬
‫قالت جينا وهي تظلل عينيها وتنظر نحو صخرة القمة‪« :‬أتعنين‬
‫أن هناك أحدًا هناك بالأعلى معذلك الضوء الغريب؟‪.1‬‬
‫قالت لوسي وكأن الأمر واضح‪« :‬بالطبع هناكأحدء السيد ميار‬
‫هو حارس المنارة‪ .‬وقد وعدناه أن نعيده هووالضوء إلى المنارة ‪..‬‬
‫الذئبي‪.‬‬ ‫تىى‬
‫فإل‬
‫لنظر‬
‫اهي ت‬
‫ألمنفعل؟»‪ .‬قالتها و‬
‫اعترف‪« :‬بلىء فعلنا»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪5‬‬
‫«يجب أن نفعل ذلك الآن» قبل أن تسوء الأمور»‪ .‬حملقت‬
‫لوسي في الجميع وهي تستحثهم لمعارضتها‪ .‬لكن أحدًالميفعل‪.‬‬
‫سأل الفتى الذئبي‪« :‬لكن كيف؟»‪.‬‬
‫قال لوسي‪« :‬الأمر سهل‪ .‬سنستعير جيم ني» فسبتيموس لا‬
‫يريده‪ .‬بمقدوره أن يصبح سلحفاة مرة أخرى»‪.‬‬
‫كان الأمر جيدًابالنسبة لسبتيموس‪ .‬لكنه لميكن جيدًا لجيم‬
‫دقائق» كانت‬ ‫ريف‬
‫ظءفف‬
‫ني» ومع ذلكء‪ .‬سواء أكان جيدًا أم لا‬
‫هناك سلحفاة ضخمة فيالماء تنتظر تعليمات لوسي»‪.‬‬
‫شاهد جينا وسبتيموس وبيتل السلحفاة تسبح مبتعدة فياتجاه جزيرة‬
‫النجمة» متخذة منحنى واسعًا حول السيريس‪ .‬سبحت السلحفاة بثبات‬
‫على نحويثير الدهشة» وقد جلست لوسي والفتى الذئبي فوق الماء‪.‬‬
‫قالبيتل معجبًا‪« :‬لايمكنك أن تعبث مع لوسي جرينج» حتى‬
‫لو كنت جنيًا)‪.‬‬
‫وعلى الشاطئى؛ كانعددالمحاربين يتنامى‪ .‬كانتيرتيوس فيوم‬
‫ينظمالجن الخارجين فيصف طويل ينطوي عائدًا علىنفسهمن‬
‫الخلف‪ .‬كانيُذكر سبتيموس بحبل المرساة الذي جعله نكويومًا‬
‫يقوم بمده على السطح حين ركبا قاربًا إلى الميناء‪ .‬كان الحبل‬
‫يتلوى صعودًا وهبوطا على السطح مثل الثعبان» حتى إذا صارت‬
‫‪0‬‬ ‫الثعبان الفضي‬

‫المرساة جاهزة للنزول في النهاية سقطت في المياه بدون عقد‬


‫أو إعاقة‪ .‬وأطلق نكو على ذلك‪« :‬تهيئةالمرساة»‪ .‬إن اهتمام‬
‫نكو المفرط بالحبال قد أزعج سبتيموس في ذلك الوقت‪ .‬لكن‬
‫حين اضطرا لإلقاء المرساة عن السطح في عجالة» علم سبب‬
‫أهميتها البالغة‪ .‬والآن أدرك أن هذاماكانيفعله تيرتيوس فيوم‪.‬‬
‫كان يعد الجن للتحرك بسرعة وسهولة دون ارتباك» والاحتفاظ فى‬
‫لقث استويعده كيريكم فىتباط انو رز أذرك فوس‬
‫فجأة»لنيكون الشبح مضطرًا للانتظار حتىيهبطوا جميعًامن‬
‫السو توه‬
‫قال‪« :‬يجب أن أذهب الآن)»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬تقصد‪ .‬يجب أن نذهب»‪.‬‬
‫«لايا جين)‪.‬‬

‫«بل نعم يا سب»‪.‬‬

‫«لاياجين» هذا أمر خطيرء لو ‪ ...‬لو حدث أي خطأء أريدك أن‬


‫تخبري مارشا بما حدث‪ .‬لاأظن أن نكيفهم الأمر جيدّاء لكنك‬
‫تفهمين» ومارشا ستستمع لك)‪.6‬‬
‫الإذن‪ ...‬هل سيذهب بيتل معك؟)‪.‬‬
‫نسظبرتيموس إلى بيتل» وسأله‪« :‬بيتل؟‪.2‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪5‬‬

‫قال‪« :‬أجلء أنا آت»‪.‬‬


‫سكتت جينا للحظة» ثم قالت‪( :‬إنه بسبب أني فتاة» أليس‬
‫كذلك؟)‪.‬‬
‫«ماذا؟»‪.‬‬
‫«أنت لا تريد أن تأخذنى معك لأنى فتاة‪ .‬إن ماتفعله أمر غبى‬
‫ْ‬ ‫منأمورجيش الشباب‪ .‬كلالصبيةمعًا»‪.‬‬
‫«ليس الأمر كذلك يا جين»‪.‬‬
‫«وماهو الأمر إذن»‪.‬‬
‫(إنه‪ ...‬حسنًاء لأنك الأميرة» لأنك ستصبحين الملكة‪ .‬أنت‬
‫مهمة ياجين‪ .‬بمقدور مارشا أن تحصل على متدرب جديدء لكن‬
‫ا‬ ‫القلعة لايمكنها أن تحصل على ملكة أخرى»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬أواه ياسب»‪.‬‬
‫«أريدك حمًاأن تعودي لميلو ونك» ستكونين آمنةأكثرهناك»‪.‬‬
‫«أعود لميلو؟»‪.‬‬
‫(ونك»‪.‬‬

‫لأنجادل»‪ .‬نهضت واقفة وعانقت‬ ‫‪.‬‬


‫بيا‬
‫سسنًا‬
‫قالت جينا‪( :‬اح‬
‫ريب العاجل» تمام؟)‪.‬‬
‫اأرلاكقفي‬
‫سبتيموس بقوة‪٠ :‬كن‏ حذرًاء س‬
‫«تمام ياجين»‪.‬‬

‫لمع السلامة يابيتل»‪.‬‬


‫‪5‬‬ ‫الثعبان الفضي‬
‫وفجأة أراد بيتل أن يعطى جينا شيئًا‪ ..‬شيئًالتتذكره به‪.‬فى حالة‬
‫حدوث شيء‪ .‬خلع بعرة الأدمترال الفدينة وأعطاها لها اهل‬
‫لك»‪.2‬‬
‫«بيتل» لاأستطيع‪ .‬أنت تحب هذه السترة»‪.‬‬
‫«أرجوك»‪.‬‬
‫«أواهيا بيتلء سأعتني بها إلى حين عودتك»‪.‬‬
‫ا(نعم)‪.‬‬

‫عانقت جينا بيتل أيضًا ‪ -‬مما أدهشه كثيًا ‪ -‬دثم ارتدت السترة»‬
‫ب‬ ‫ل‬ ‫را‬
‫الجزيرة‪ .‬لم تنظر للخلف‪ .‬وتابعها بيتل وهي تذهب‪.‬‬
‫ره‪« :‬بيتل»‪.‬‬
‫ايه‬
‫أطعفًاكعل‬
‫قال سبتيموس قا‬
‫«هام» نعم)‪.‬‬

‫«هل تتذكر وضعية غير المرئى الخاصة بك؟‪.12‬‬


‫بمدابتيتألغكيرد‪« :‬أظن ذلك»‪.‬‬
‫ارائع» سأقوم بالوضعية نفسهاء وهكذا يكون بمقدورنا أن يرى‬
‫كلانا الآخرء سنبدأها الآن‪ .‬حسنا؟ واحد‪ ...‬اثنان‪ ...‬ثلاثة»)‪.‬‬
‫وفي وقت واحد همس سبتيموس وبيتل ‪ -‬بقليل من التلقين‪-‬‬
‫ررئي» وبعد بضع بدايات خاطتة؛ بدأ مؤشر علامات‬
‫باسحلرمغي‬
‫الضبابية فى الظهور حول بيتل وقد اختفى ببطء‪ ..‬ببطاء شديد‪.‬‬
‫لأرض المعمظة فرق الكدان الرمل سبي دو‬ ‫الطلقا قاوق‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪465‬‬
‫التل الذي سيأخذهما بدوره صعودًا إلى المرصد‪ .‬وبينما هما‬
‫يتقافزان سمعا تيرتيوس فيوم يعوي‪« :‬تقدموا!»‪.‬‬
‫ومن داخل وضعيتي غير المرئي‪ .‬نظر سبتيموس وبيتل كل‬
‫منهما للآخر‪.‬‬
‫قال سبعيموسن‪( :‬سيكون علينا أن درك ببترعة)‪:‬‬
‫«أجل)‪.‬‬
‫الصخرية‪ .‬وفجأة‪ .‬وعلى بعدلايزيد‬ ‫جريا قافزين فوق الأرض‬

‫على مائةقدمإلىالأمام منهماء خرج تيرتيوس فيوم بخطى واسعة‬


‫من أحد الممرات العديدة الصاعدة من جهة البحر‪ .‬وقف‬
‫سبتيموس وبيتل متجمدين‪ .‬وخلف الشبح أتى أول جني مقاتل»‬

‫المدرع العتيق داكنًا أمام العشب الأخضرء وكان سيف قصير حاد‬
‫قد حل محل يده اليمنى ودرع محل اليد اليسرى» وهو ما بعث‬

‫ال سبتيموس‪ .‬وخلف المحارب جاء آخرء‬ ‫ورةصفي‬‫أعري‬


‫قش‬
‫فآخرء فآخر‪ .‬اثنا عشر رجل سيف تبعهم اثناعشر رجل بلطةء‬
‫تبعهم اثنا عشر رجل قوس‪ .‬وجميعهم يمشون في انضباط‬
‫ميكانيكي بالتزامن مع تيرتيوس فيوم تابعين الشبح وهو يتقدم على‬
‫العشب بالحركة الغريبة التييتسم بهاالأشباح» إذ كانت قدماه لا‬
‫تلمسان الأرض‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫الثعبان الغضي‬

‫ولتجنب الجنء قرر سبتيموس أينتجه إلىجانب التل بجوار‬


‫البحرء على الجانب البعيد للجزيرة‪ .‬كان طريقًا صعبّاء مُرتَمَعًا‬
‫شديد الانحدار ذا صخور طفلية رخوة وبلا ممر‪ .‬تسلقا بسرعة‬
‫وصارا بعيدين عن تيرتيوس فيوم والجنء الذين كانوا يعرجون‬
‫صاعدين ممر سايارا الملتوي‪ .‬وعند قمة التل» عند حافة الأشجار»‬
‫توقف سبتيموس وبيتل ليلتقطا أنفاسهما‪.‬‬
‫قالبيتل الذي أصابه ألمفيجنبه ‏ وهويلهث‪« :‬آخ‪ ,‬يجدر بنا‬
‫ألانتوقف‪...‬علينا الوصول إلىهناك‪ ...‬قبل أن يصلوا هم»‪.‬‬
‫هز سبتيموس رأسه وناول بيتل قارورة المياه» وقال‪« :‬أأمن لنا‬
‫أن ندخل‪ ...‬معهم»‪.‬‬
‫أعاد له بيتل القارورة‪ :‬امعهم؟»‪.‬‬
‫«بهذه الطريقة قد لا‬ ‫اء‪:‬‬
‫ايرلةممن‬
‫تناول سبتيموس جرعة كب‬
‫تلحظ الحورية وجودنا»‪.‬‬
‫رفعبيتل حاجبيه‪ .‬كانيأمل أن يكون سبتيموس يعرف مايفعل‪:‬‬
‫«انظر إليهم يا سبء ياله من مشهد)‪.‬‬
‫يحتاه‬ ‫لونم ت‬‫اختف‬
‫أخذ الجن يتدفقون من جانب السيريس وي‬
‫الخضراء المتألقة‪ .‬وفي نهرمنالموجات الصغيرة المتلألئة راحوا‬
‫يخرجون من البحر وينضمون للصفء‪ .‬ويتحركون خلال الكثبان‬
‫الرملية» وعبرالطرف الصخريء ثميصعدون التلمثلثعبان فضي‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪65‬‬

‫قال سبتيموس‪« :‬نعم‪ ,‬إنهم قيكدونون شيئًا يستحق أن تضمه‬


‫إلى جانبك»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬إنهم يتسلقون رغم أنهم على هيئة بلا أياد»‪.‬‬
‫وعلى صوت اصطدام أول جني بفروع الشجرء انطلق‬
‫يةكة» التي كانت أضيق على‬‫أاف‬‫اولل ح‬
‫سبتيموس وبيتل‪ .‬طافا ح‬
‫هذا الجانب من التل» وحين وصلا إلىقمةالجرف المفتوح‪ .‬رأيا‬
‫تيرتيوس فيوم والمحاربين الأوائل يخرجون من الأشجار‬
‫ويتجهون نحو المرصد‪ ,‬وبعثت خطواتهم العسكرية ذبذبات في‬
‫الأرض الغائرة‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬أسرع‪ ,‬يجب أن نصل إلى المدخل»‪.‬‬
‫أسرعا فوق العشبء وأخذ سبتيموس يدعوء إذا كانت الحورية‬
‫تنظر منالمرصدء أن تكون مشغولة جدًا بمشاهدة الجن القادمين‬
‫عن ملاحظة التشويش الذي سيسببه اثنان غيرمرئيين» واحد منهما‬
‫لايعدغيرمرئي كما ينبغي‪ .‬لم يستشعر سبتيموس عظم ما يجب‬
‫عليهما فعله إلاحين اقتربا امنلجن المحاربين‪ .‬كانوا ضخامًا‬
‫وآليبن على نحو يثير الخوف‪ .‬وكانت نظرتهم الخالية من التعبير‬
‫غير بشرية» وأذرعهم ‪ -‬وهي خليط من السيوف والرماح‬
‫تنصبح‬
‫والصولجانات والخناجر والأقواس ‪ -‬قاتلة‪ .‬إن فكرة أ‬
‫القلعة ممتلئة بهمقد أصابت سبتيموس برجفة‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫الثعبان الفضي‬
‫خطف نظرة إلىعيني بيتل ورأى صدى أفكاره على قسماته‪.‬‬
‫ومع علامة إبهام مرفوع مزدوجة‪ .‬اندسا إلى داخل المرصد أمام‬
‫تيرتيوس فيوم مباشرة‪.‬‬
‫كانت سايارا فى الانتظار‪ .‬راحت عيناها البيضاوان الشاحبتان‬
‫قابعان سسشعوس إلىآن قامت سابارا ويكى ‪:‬امن القرقاتبلق‬
‫رأسها والتحرك للأمام لتحية تيرتيوس فيوم‪.‬‬
‫أمسك سبتيموس بيتل بقوة وجريا معًا إلى الفجوة المتلألئة في‬
‫‪1‬‬ ‫وفظالأرضية‪.:‬ؤففرا‪:‬‬
‫هبطا فوق الريش» وخاضا عبر القنطرة» وسحبا نفسيهما‬
‫خارجها بقوة‪ .‬وبينما كانا يسرعان عبر الممر الأبيض أمام نقطة‬
‫قادمة من‬ ‫خر‬
‫صلى‬
‫لة ع‬
‫اأحذي‬
‫المراقبة» سمعا الضربات الإيقاعية لل‬
‫السلالم الموجودة على مسافة عميقة داخل الجرف‪.‬‬
‫حناربون في الطريق‪.‬‬ ‫ل املج‬
‫كاان‬
‫‪4‬ه ‪ 714‬عد‬

‫أإلى القلعة؟‬
‫كأ‪ :‬فعل ذلك مائة مرة من قبل» فتح سبتيموس باب الغرفة‬
‫وين بدآت الغرفة‬ ‫‪0‬‬ ‫و‬
‫في التحرك» ابتسم سبتيموس في وجه بيتل الذي ارتسم على‬
‫وجهه الذهول‪ .‬لميقل أي منهما أي كلمة‪ :‬إذ كانبيتل عاجرًا عن‬
‫الكلام» وكان سبتيموس يحسب إذا كان سيتوفر لديهما وقت‬
‫للعودة إلى الغرفة قبل أن يخرج تيرتيوس فيوم والجن من السلالم؛‬

‫الكيميائي الذي كان قدوضعه في حالة تأهب‪.‬‬


‫أ‬ ‫ع‬ ‫‪0‬‬ ‫‪602‬‬

‫عرفا‬ ‫مكن تريد‪6 .‬‬ ‫لأن إكذا ل ت‬ ‫‪7‬‬‫‪2‬‬


‫‪-‬‬

‫ل أامانع»حمًال أامانع‪.‬يمكنك الانتظار هنا‬ ‫‪ 42‬ل ‪2‬‬


‫‪2-5‬‬

‫فعودبهذهللأعلى‪.‬‬
‫كي ت‬
‫‪ .‬أستطيأعن أريك‬ ‫‪١‬‏‬ ‫ش(ا ‪2052‬‬
‫الحتياط فحسب»‪.‬‬
‫اىلسبي‬
‫‪ 7‬عل‬ ‫‪4‬‬ ‫كس‬
‫‪722‬‬
‫‪6‬‬ ‫أإلى القلعة؟‬
‫«لاتكن سخيفًاياسب»‪.‬‬
‫تباطأت الغرفة المتحركة فجأة» وقرقر بطن بيتل‪.‬‬
‫قال‪« :‬إيه ياسب‪ ..‬أين ذهبت؟»‪.‬‬

‫الباب‪« :‬ألا‬ ‫حنة‬


‫وع‬‫لثان‬
‫سأله سبتيموسء فى قلقء‪ .‬ويداه تبح‬
‫تتسترطياعنأين؟‪.2‬‬
‫فيت)‪.‬‬
‫تقد‬
‫خل‬‫ااء‬
‫«ل‬
‫«إن وضعية غير المرئى الخاصة بك هى التى اختفت»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬هه؛ اللعنة» أآناسف حمّاء لأاعرف ما الذي حدث»‪.‬‬
‫تخلى سبتيموس عن وضعية غير المرئي‪.‬‬
‫نات ذايا سبء هذا أفضل»‪.‬‬ ‫أه ه‬‫«آ‬
‫قال سبتيموس‪« :‬سنحاول إعادتها مرة أخرى‪ ..‬معّاء تمام؟‬
‫واحدء اثنان» ثلاثة‪.)2...‬‬
‫قالبيتل‪« :‬لقد اختفيت مرة أخرى)‪.‬‬
‫عاود سبتيموس الظهور‪« :‬مرة أخرى‪ ..‬حسنا»‪.‬‬
‫«نعم» هيا بنا»‪.‬‬

‫«عد أنت هذه المرة يابيتل» افعل ذلك حين تكون جاهرًا‪ .‬فإن‬
‫ذلك يساعد أحياثًا»‪.‬‬
‫قال بيتل وقدبداأكثر ثقة مما يشعر‪« :‬حسنًا أيهاالطبيب»‪.‬‬
‫ولميفلح الآمر‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪06‬‬
‫كان سبتيموس واعيًا بأن الوقت يمر‪ .‬فمعكلثانية كانالجن‬
‫المحاربون يقتربون أكثرء وكل ثانية تمر تعنى ثانية أقلفى الوقت‬
‫الماع لعودتهم‪ .‬إل الخرفة التتستركه اواتسدة قراب نماي‬
‫بدون ذلك» فمن ذا يحتاج إلى وضعية غيرالمرئي على أيةحال؟»‪.2‬‬
‫ضرب الباب لينفتح» وتبعه بيتل إلى داخل الممر الحجري العريض‬
‫ذي المصابيح التي تئز‪ .‬أسرعا خلال الهواء البارد» وانزلقا على‬
‫السلالم الهابطة حتى توقفا أمام الجدار الأسود اللامع المسدود‪.‬‬
‫أجرى سبتيموس يده على البقعة المتآكلة على الجدار» فانزلق‬
‫الباب مفتوحًا‪ .‬دخلا الغرفة الجليدية» وبحفيف وضربة خافتين‬
‫انغلق الباب وظهر الضوء الأزرق‪ .‬وبعينين مفتوحتين آعخنرهماء‬
‫نجماق كل فى المدخل الهائل للسى الجليذي الدىييخ هم‬
‫المياه» ويلمع بالذهب العتيق‪.‬‬
‫»‪.‬‬
‫له من‬
‫خيال‬
‫دل‪« :‬‬
‫م بيت‬
‫شهق‬
‫جثم سبتيموس على ركبتيه بحثًا عنلوحة الختم‪.‬‬
‫قال بيتل» ناسيًا منفرط تأثره أمرالجن القادمين‪« :‬ياه‪ .‬انظرإلى‬
‫كل النقوش التي على الذهبء إن هذا المدخل مغرق في القدم‪.‬‬
‫يومًا ما سيكون علينا العودة» يمكنني إحضار بعض الترجمات‬
‫بي تجرفظ ‪ :‬لواتطنا افاظقرهامله‬
‫الإغلاق‪.‬‬ ‫حىة‬
‫و عل‬
‫لفتاح‬
‫وضع سبتيموس الم‬
‫‪166‬‬ ‫أإلى القلعة؟‬
‫وفجأة جاء صوت الخطوات العسكرية على الحجر عبر جدران‬
‫الغرفة» كانالجن قدوصلوا إلىالدهليز‪ .‬عادبيتلإلىالواقع‪ .‬نظر‬
‫كل من سبتيموس وبيتل إلى الآخر‪ .‬وقد شحب وجهاهما على‬
‫نحو بالغ» كما كلاونا غارقين في الضوء الأزرق الرقيق‪.‬‬
‫همس بيتل‪« :‬أظننا حبسنا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس وهو يحاول أن يجعل صوته هادنًاء مركرًا على‬
‫الاحتفاظ بالمفتاح ثابثًا‪« :‬نعم»‪ .‬بدأت قشرة رقيقة من الجليد‬
‫تزحف خارجة من المفتاح وتحيط بالمدخل الذي على شكل‬
‫المعين‪« :‬لكن على الأقل لنيستطيعوا الوصول إلى القلعة الآن»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬القلعة‪ ...‬آه‪ .‬يا إلهي» لماذا لم أفكر بهاقبل ذلك؟‬
‫يك صفارتك الخاصة بزلاجة برج السحرة؟»‪.‬‬ ‫لءدهل‬ ‫سب‬
‫«نعم‪ ..‬لماذا؟» كان سبتيموس يتابع التقدم البطيء للثلج»‬
‫والرغبة تحدوه في أن يتحرك بشكل أسرع‪.‬‬
‫«رائع! سب أوقف هذا‪ .‬افتحه!)‪.‬‬
‫«بيتل» أمجنون أنت؟‪.2‬‬
‫«لا‪ .‬سندخل النفق ونغلقه من الداخل‪ .‬ثم تصفر لزلاجة برج‬
‫!‪.)».‬‬ ‫ةطن‪.‬‬‫اودطللو‬
‫بةسونع‬
‫بسحر‬
‫ال‬
‫سمع سبتيموس الخطوات العسكرية تقترب أكثر‪ ..‬وفجأة‬
‫لاحظ شيئًا‪ .‬إذا لم يتخذ وضعية غير المرئي» فإن تيرتيوس فيوم‬
‫ببساطة سيجعل الجن ينزعون المفتاح منه ويفتحون المدخل‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪265‬‬
‫وبيتل كما هو واضح لا يستطيع اتخاذ وضعية غير المرئي مرة‬

‫أخرى‪ .‬لذا إن فعلها سبتيموس فسيقع بيتل فييدالجن‪ ..‬وحده‪.‬‬


‫كانت فكرة مروعة‪.‬‬

‫وضعية المفتاح على لوح الغلق‬ ‫عكس سبتيموس‬ ‫«موافق!»)‬

‫فذابت طبقة الجليد الرقيقة‪ .‬فتح بيتل المدخل الجليديء وأسفله‬


‫‪-‬أكيد أشد ‪ -‬الأنفاق ارلتآيها ظلمة‪.‬‬
‫كأاونسع ووأعبماقلت‬

‫رن صوت وقع الأقدام على السلالم بالخارج‪.‬‬


‫«قف!») جاءت صيحة تيرتيوس فيوم عبر الباب‪« :‬افتح الباب»‬

‫كثيرًاأن تفتح الأبواب التيتفتح براحة اليد‪.‬تأرجح بيتل فوق حافة‬


‫المدخل المفتوح وألقى بنفسه داخل الظلام» وقدماه تبحثان عن‬

‫ابتسم وقال‪« :‬درجات» ثم اختفى‪ .‬تبعه سبتيموس بسرعة‪.‬‬


‫وجد الدرجات وسحب باب المدخل مغلقًا إياه‪ .‬ببطءء ببطء‬

‫نظرة سريعة‬ ‫سبتيموس‬ ‫باب غرفة الجليد محدثا حفيفاء وخطف‬

‫نحو عباءة تيرتيوس فيوم الزرقاء الشبحية» وقدميه ذواتا الصندل‬

‫كثيرالعقد قبل أن يتجه المدخل إلى وضع الإغلاق‪.‬‬


‫‪65‬‬ ‫أإلى القلعة؟‬

‫أماداخل النفق فتحول كل شيء إلى اللون الأسود‪ .‬وللحظة لم‬


‫يكن سبتيموس قادرًا على رؤية شيء‪ ..‬فأين لوح الختم؟ وعلى‬
‫الجانب الآخر من المدخلء وبينما كان تيرتيوس فيوم يجأر في‬
‫أول جنيين ليرفعا المدخلء بدأ خاتم سبتيموس التنيني في التوهج»‬
‫وانعكس ضوءه الأصفر على لوح الختم الذهبي‪.‬‬
‫صفق سبتيموس المفتاح على اللوح؛ وفي غرفة الجليد» حملق‬
‫تيرتيوس فيوم فيذهول حين أحاطت حلقة منجليد الختم على‬
‫هيئة معين بالمدخل‪ .‬اخترقت صيحته الهادرة الغاضبة المدخل‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪( :‬أنا سعيد لأنناهنابالأسفل»‪.‬‬
‫قالبيتل‪( :‬نعم»‪.‬‬
‫كانت يداه قدتجمدنا بالفعل» أخرج سبتيموس صفارة فضية‬
‫صغيرة ونفخ بقوة‪ .‬وكالعادة» لميخرج صوت منها‪.‬‬
‫قال‪« :‬هل تظن أنهاصفرت؟)‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬أجلء بالطبع»‪.‬‬
‫كان بيتل على حق‪ .‬فعلى مسافة بعيدة» وفي نفق جليدي وحيد‬
‫تحت كوخ بيتل القديم في الساحة الخلفية لدار المخطوطات»‬
‫استيقظت زلاجة برج السحرة على الصوت المبهج لصفارتها‬
‫السحرية‪ .‬لفت حبلها الأرجواني الملقى بإهمال في لفة أنيقة» وفي‬
‫ثوان كان لوحاها ينهبان بخفة أرض الغابة» منطلقة إلى أراض‬
‫مجهولة وجليد لميُطأ منقبل‪ .‬أسحبصىتيموس وبيتل ما‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪465‬‬

‫حولهما‪ .‬لميستطيعا رؤيةالكثيرعلىضوءخاتم التنين»لكنما‬


‫استطاعا رؤيته كان كافيًا ليخبرهما أن هذا ليس نفقًا جليديًا عاديًا‪.‬‬
‫كان» حسبما أطلق عيه بيتل» جََدَّة كل الأنفاق الجليدية‪ .‬كان‬
‫ت»‬ ‫اعشر‬ ‫جين‬‫ااق ب‬
‫لي لسب‬
‫زيكف‬‫ح» متسعًا بما‬ ‫مما‬‫لك‬‫ألكء‬‫كذ‬
‫ومرتفعًا كارتفاع أعلى رف كتب في دار المخطوطات‪ .‬وكان‬
‫باردًا‪ .‬ارتجف بيتل؛ إذ بداالبرد في النفق الجليدي أسوأ كثيرًا مما‬
‫‪١‬‏‬ ‫يتذكر‪.‬‬
‫من مكان بعيد فوقهما جاء صياح تيرتيوس فيوم الغاضبء‬
‫خافتّاء لكن واضحًا بما يكفى‪« :‬رجال الفتوس‪ .‬حطموا المدخل»‪.‬‬
‫مدت بجلبة هائلةوأمطزاكوابل مخ الجليد‪ .‬ققديبلمحدنا‬
‫عالنطريق‪.‬‬
‫نظر لأعلى بتوتر‪ :‬يلماكنهم أن يكسروه‪.‬‬
‫قال سبتيموس ويهو‬
‫أيمكنهم ذلك؟‪.2‬‬
‫قال بيتل بقلق‪« :‬حسئا‪ ...‬لا أعرفء أظن أنهم إذا استمروا‬
‫فاعفرلبموان»‪.‬‬
‫ييل‬
‫طو‬
‫أن المداخل الجليدية غير‬ ‫قد‬
‫تنت‬
‫عك‬‫أكنى‬
‫قال سبتيموس‪« :‬ل‬
‫ْ‬ ‫قابلة للتحطيم»‪.‬‬
‫قال بيتل وقد بدأت أسنانه تصطك من البرد‪« :‬لا أظن أنها‬
‫اختبرت ضد جن محاربين‪ .‬على الأقل» لميذكر هذافي الكتيبات‬
‫الرسمية‪ .‬ذكرت الفيلة البرية» نعم‪.‬إنهم اس‪ ..‬استعاروا بعضها من‬
‫‪565‬‬ ‫أإلى القلعة؟‬

‫أحد المعارض الجوالة» على مايبدو‪ .‬كباش نطاحة؛» نعم‪ ..‬لكن‬


‫أحدًا لم يجرب أربعة آ‪...‬آلاف جني محارب‪ .‬رب‪ ..‬ريما لم‬
‫يستطيعوا الإمساك بأي منهم»‪.‬‬
‫انهالت على المدخل سلسلة من الانفجارات» تبعتها زخات‬
‫أكثر من الجليد‪ .‬صدرت عن تيرتيوس صيحة حماس‪« :‬رجال‬
‫الصولجانات إلى الأمام‪ .‬حطموا ذلك المدخل! حطموه! أريد أن‬
‫أرى ملامح مارشا أوفرستراند غدا حينتستيقظ لترى برج السحرة‬
‫دخل‪.‬‬
‫ملى‬
‫محاصرًا!»‪ .‬تبع ذلك سلسلة من الضربات الساحاقةل ع‬
‫هبطت أمامهما كتلة كبيرة من الجليد‪ ».‬وتحطمت إلى ملايين من‬
‫القطع الكريستالية الصغيرة‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬فلنذهب من هناء يمكننا التحرك ومقابلة‬
‫الزلاجة»‪.‬‬
‫قبايلتل‪« :‬ل‪ ..‬لايا سبء القاعدة رقم واحد‪ ..‬بمجرد أن ت‪..‬‬
‫تستدعي الز‪ ..‬زلاجة ابق حيث أنت‪ .‬فكيف يمكنها أن ت‪ ..‬تجدك‬
‫بغير ذلك؟)‪.‬‬
‫ليمكنني أن أستدعيها مرةثانية»‪.‬‬
‫«ستذهب إلى حيث استدعيتها فى المرة الأولى‪ .‬وعندتذ‬
‫انلمؤر عدالو وفك‬
‫ةلق‬
‫تأوحنهفلم‬
‫«حسئاء سأوقفها وهى فى طريقها‪ .‬سنراها وهى قادمة»‪.‬‬
‫الا يمكنك أن تشير إليهامثلعربة يجرها ح‪ ..‬حمار»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪665‬‬

‫هزت المدخل سلسلة أخرى من الضربات» وحركت كتلًا‬


‫لنيد‪.‬‬
‫صاغيلرةج م‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لاأظن أن الزلاجة ستصل فى الوقت المناسب‬
‫يابيتل‪.‬لابدأن القلعة تقععلى بعد أميال»‪ْ .‬‬
‫انعم)‪.‬‬

‫صوت تحطيم‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لكن علينا أننحذر مارشاء يجب ذلك‪ .‬أواهيا‬
‫نكل يمره هل أنت حير‬
‫أومأ بيتل» لكنه كان يرتجف بشدة‪.‬‬
‫جاء من أعلى صوت تحطيم آخرء وهوت كتلة ضخمة من‬
‫الجليد متهشمة‪ .‬سحب سبتيموس بيتلبعيدًا عنالطريق» واكتشف‬
‫تكحنرك على النحو الملائم‪ .‬انتظرء وقد ضم‬
‫أن أصابعه لتمت‬
‫بيتل إليه» صوت فتح المدخل الجليديء والذي من المؤكد سيأتي‬
‫في القريب العاجل‪ .‬بلل رذاذ منالجليد وجهه؛ فأغلق سبتيموس‬
‫عينيه‪ .‬شيء مادفعه‪ .‬كانت زلاجة برج السحرة‪.‬‬
‫‪+‬إدجإدجإدجد‬

‫كان تحطيم مدخل النفق الجليدي قد أرسل دويًا مرتفعًا عبر‬


‫النفق» تبعه اصطدام هائل إذ ضرب الباب الجليد بالأسفل‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫أإلى القلعة؟‬
‫حث سبتيموس زلاجة برج السحرة التيكانت تحدث حفيقًا‬
‫خلال النفق‪« :‬أسرعيء أسرعي» وكان لوحاها الفضيان الضيقان‬
‫ينزلقان خلال الصقيع الأبيض فوق الجليد‪ .‬كان أكثرتزلج مارسه‬
‫تعل» فقد انطوى‬ ‫يم‬ ‫بكب‬
‫سبتيموس إثارة للرعب‪ .‬وباعتباره ير‬
‫الأمر على صعوبة‪ .‬لمتكن المسألة مسألة السرعة وحسب‪ .‬بل‬
‫إنهما كانا يتحركان وسط ظلام دامس‪ .‬كان سبتيموس قد أمر‬
‫الزلاجة بإطفاء أنوارها‪.‬‬
‫راح رذاذ جليدي لطيف يطير في الهواء وهما يتحركان» وكان‬
‫سبتيموسء الذي أمسك بخصر بيتل واعيّا بأنبيتل يزداد برودة‬
‫على نحو خطرء أدرك أنهكان يجب أن يُجلس بيتل خلفه ليحميه‬
‫من الرياح الثلجية وهما يتحركان‪ ,‬ولكنه لميجرؤ على التوقف‬
‫عة‬ ‫لفي‬ ‫قخل‬
‫ل مد‬‫اقرب‬‫هردما لأ‬ ‫لبمج‬‫وإنه‬ ‫صسه‬
‫ول لنف‬
‫الآن‪ .‬قا‬
‫فسيضع بيتلفوق الأرض وفي دفء الشمس‪ .‬عندئذ سينقل نفسه‬
‫إلى مارشا ‪ -‬إذ صار الآنمتمكنًا جدًا منالانتقالات داخل القلعة‪-‬‬
‫فاق داخل القلعة‪ .‬ستصبح‬ ‫أقنكل‬ ‫لغلا‬
‫ومعًا سيتمكنان مان إ‬
‫اج لأن يكون سابقًا للجن‬ ‫تنه‬‫حف أ‬
‫يكتش‬‫مسارات مسدودة‪ .‬وا‬
‫المحاربين بساعتين على الأقل‪ .‬ولكن وسط السرعة الرهيبة التى‬
‫تشنينوهال لدكخةة رأف سكيفوس أنهسكن منذللك ديول ”‬
‫وبينما كانت الزلاجة تسرع عبر النفق الطويل المستقيم» خاطر‬
‫لرةف‪ .‬رأى مشهذدًا غريبًا‪ ..‬كان صف من‬ ‫خنظ‬‫لس ب‬‫ليمو‬
‫سبت‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪86‬‬
‫بقعالضوء الصغيرة يتحرك نازلا منالمدخل‪ :‬كانت أجنحة الجن‬

‫تدفق الجن إلىداخل النفق» دون أن يكون بينهم وبين القلعة الآن‬
‫سوى مسار طويل متجمد‪ .‬فذلك البرد لنيزعج الجن أو قائدهم‬
‫الشبحى‪ .‬بدأت فكرة الرحلة الطويلة التى أمامه خلال الجليد تقلق‬
‫سبتيموسء فقرر أنه بمجرد أن يغيب الجن عن ناظره سيتوقف‬
‫للحظة ويتبادل الموقع مع بيتل‪ .‬وسيجرب تعويذة الحرارة لنفسه‬
‫ويأمل أن تدفئ بيتلقليلا‪.‬‬
‫قطعت صيحة تيرتيوس فيوم التي انتشر صداها عبر النفق خطط‬
‫سبتيموس‪( :‬إلى القلعة!» وتبع هذا صوت سحق متزامن من‬
‫الخطوات العسكرية فوق الجليد‪ .‬كان الجن المحاربون فى‬
‫طريقهم‪.‬‬
‫ومما دعا سبتيموس للذعر أن زلاجة برج السحرة اختارت هذه‬

‫اللحظة تحديدًا لتبطىئ من سرعتها‪ .‬كانت الآن تزحف بوتيرة الحلزون‬


‫حتى أن بيتل» لولاأنهكانيرتجف لا إراديّاء لكان تهكم منها‪.‬‬
‫حث سبتيموس الزلاجة‪« :‬أسرعي! أسشرعي!» لم تستجب»‬
‫ببطء بكتلة من الجليد الصلب من النوع الذي‬ ‫لكنها ارتطمت‬
‫يوجد عادة أسفل أي مدخل جليدي‪.‬‬
‫نظر سبتيموس للخلف في انزعاج‪ .‬ليرى كم السرعة التي يسير‬
‫بهاالجن المحاربون نحوهما‪ .‬في البداية كان مطمئئاء إذ بداأنهم‬
‫‪965‬‬ ‫أإلى القلعة؟‬

‫لميتحركوا مطلمًا؛ فقدرأى تدفقًاثابنًامنالأضواء الفضية الصغيرة‬


‫تتحرك هابطة من مدخل النفق الجليدي وعندئذ كان من الصعب‬
‫داث‪ .‬لم يبد أن الجن يقتربون أكثرء ومع ذلك كان‬
‫حم‬‫يرفة‬
‫مع‬
‫صوت هدير خطواتهم العسكرية يحدث ذبذباته خلال النفق‪.‬‬
‫ذالمنك‬
‫بارتباك» وعندئذ لاحظ بدل‬ ‫ام‬
‫ل في‬
‫ظموس‬
‫لبتي‬
‫الق س‬
‫حم‬
‫شميهنًماًا‪ ..‬كانت ثقوب الضوء تتراجع‪ .‬كان الجن يسيرون في‬
‫لقد‬ ‫حدقدمثا‪.‬‬
‫الاتجاه العكسي‪ .‬لم يستطع سبتيموس أن يص‬
‫لتزلاجة الطريق الخطأ‪.‬‬ ‫سالك‬
‫توقفت زلاجة برج السحرة‪ .‬في البداية ظن سبتيموس أنها‬
‫توقفت لأنها أدركت خطأها؛ لكن عندئذ‪ .‬وبطرف عينيه» رأى‬
‫شكل مدخل جليدي فوقه وتذكر ماقاله للزلاجة‪« :‬أقرب مدخل‪.‬‬
‫أسرعي قدر استطاعتك"‪ .‬كانسبتيموس يفترض أن أقرب مدخل‬
‫سيكون في القلعة‪ .‬فوسطقلقهعلىبيتل؛ لميعرأي تفكير لأي‬
‫مكان آخر قد يصل إليهالنفق‪ .‬وفى الحقيقة» كان قد افترض أنه لا‬
‫ب؟‬
‫هقد‬
‫ذين‬
‫يذهب إلى أي مكانآخرءوعلى أيحالء فإيلىأ‬
‫إنه على وشك أن يكتشف‪ .‬فقد كان بيتل يشعر بالبرد إلى حد‬
‫فق بسرعة‪ .‬تسلق سبتيموس‬
‫لهنمن‬
‫ارج‬
‫الخطرء وكان عليه أنيخ‬
‫الدرجات الجليدية الموجودة على جانب النفق» وعالج ختم‬
‫المدخل وفتحه‪ .‬وأمامه مباشرة كان اللمعان الأسود‪ .‬الذي صار‬
‫كفةة‪.‬‬ ‫رلغر‬
‫حن‪.‬‬
‫تالآ‬
‫موفًا‬
‫مأل‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪765‬‬

‫قرر سبتيموس أن يترك الزلاجة حرة‪ .‬دفع بيتل عاليًا إلى‬


‫المدخل» وسحبه خلاله ثم أغلقه‪ .‬بعد ذلك قاد بيتل إلى داخل‬
‫الغرفة المتحركة‪ .‬وضع يده على السهم البرتقالي وشعر بتحزك‬

‫الغرفة‪.‬‬
‫وتساءلء ثرى إلى أين سا خذهما؟‬
‫بتيموس»‬ ‫ع‬
‫كانت‬

‫وتحقق نج‬
‫احًا ليس بالقليل‪ .‬فبينما‬
‫زبها‬
‫يحو‬
‫رلة‬ ‫هتيوجه السلحفاة دائ‬
‫جرة‬
‫ال ج‬
‫مة؛ اكتشفت مكان‬
‫المارودر» بكامل‬

‫ماخعتبلئةيهافيم انلمطرافقأماملقيدليوم‪.‬وجكاكي نراي»‬


‫انت لوسي‬

‫تكعارنفسبالبفورقصوةفهحاي انلتآلوحلهاء وهوما‬


‫ن عند بئرمنارة‬
‫صخرة القط توجه العمليات‪ .‬كان‬
‫وعاد ميار إلى حي‬
‫ث ينتمي» وحافظت‬
‫ل‬
‫أ‬ ‫وفجأة‬ ‫وعدها‪.‬‬ ‫وسي جرينج على‬
‫|‬

‫انفتح باب أسود ضيق تحت السلالم‪ .‬أ |‬


‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪275‬‬
‫قالت لوسي‪« :‬أهلًاياسبتيموسء رائع أن أراك هنا»‪.‬‬
‫بعد نصف ساعة» وعلى الصخور أسفل صخرة القطة» كان‬
‫هناك موّتمر دائر‪.‬‬
‫كان سبتيموس يتحرك جيئة وذهابًا‪ :‬اسأعود إلى النفق الجليدي‬
‫بالأسفل؛ لا أرى وسيلة أخرىء علينا أن نحاول ونوقفهم»‪.‬‬
‫ارتجف بيتل‪ .‬كان يشعر بالدفء الآن فى الشمسء لكن مجرد‬
‫كلحة اليد أسانت عطاءه مسري ف ”‬
‫داوا‬
‫ار م‬
‫تذك‬
‫ع أت‬
‫ا‪»2‬‬
‫قال الفتى الذئبى‪« :‬لا فرصة أمامك يا ‪14‬‬
‫قوله فى جيش الشباب‪ :‬عشرة ضد واحد تعنى القضاء على‬
‫الراكد ا حا هذه حتكة‪ .‬آناواد ضد ارين إل فا افيد خلون‪.‬‬
‫إذا تحركت على الفور فسيكون العدد أقلء ربما أربعمائة‬
‫أخموسمائة»‪.‬‬
‫«أربعمائة أو أربعة آلاف‪ .‬لافرق‪ .‬لايزال العدد يفوقك بكثير‪..‬‬
‫»‪.‬‬ ‫ككون‬‫لأوي‬ ‫تلك‬‫ق عق‬‫مخدم‬‫است‬
‫«أواهء توقف يا ‪ »904‬هذه الأشياء تثير الغعضب‪ .‬سأذهب الآن‪.‬‬
‫فكل ثانية مهمة‪ .‬وكلما توانيت سيزيد عدد الجن»‪.‬‬
‫قال بيتل‪« :‬لايا سبء لاتفعل» أرجوك‪ .‬سيحطمونك إلى قطع‬
‫صغيرة»)‪.‬‬
‫اسأستخدم وضعية غير المرئي» لنيعرفوا أنيهناك»‪.‬‬
‫«وهل بإمكان الزلاجة أن تتخذ وضعية غير المرئي أيضًا؟»‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫على الأذرع‬
‫تبيموسء قال‪« :‬أنا ذاهبء لايمكنك إيقافي» أسرع‬
‫لسمبيج‬
‫مبتعدًا عن الصخور على حينغرةمنالجميع‪.‬‬
‫قفزت لوسي والفتى الذئبي مسرعين في أعقابه‪.‬‬
‫قالت لوسى وهى تمسك به وتتشبث بذراعه‪« :‬أأنواقفك» لن‬
‫ء‪ .‬ماذا سيظن سايمون إذا تركت‬
‫بةافي‬
‫غغاي‬
‫افعللال‬
‫تقومبهذاال‬
‫أخاه الأصغر يذهب ليلقى حتفه؟»‪.‬‬
‫دفعها سبتيموس بعيدًا‪« :‬أعتقد أنهسيكون سعيدًاء كان آخر ما‬
‫قاله لى‪.)2...‬‬
‫قاطعته لوسي‪« :‬آه أنا واثقة أنه لم يقصد ذلك‪ .‬انظر يا‬
‫سكتموسن‪ :‬أنت تملك المهارة ‪:‬وحن لز كنت أغعرفه هاايعديه‬
‫إذن ‪ -‬وكما قال الفتى‬ ‫ء‪.‬‬
‫ينكعلى‬
‫مانيا‬
‫كرجو‬
‫هذان الشريطان الأ‬
‫الذئبي‪ -‬استخدم عقلك‪ .‬فكر فيشيءلايؤديبك إلىأن تقتل‪.‬‬
‫ماذا عن سلحفاتك التى بالأسفل؟»‪ .‬وأشارت لوسى إلى المرفأ‬
‫‪2‬‬ ‫العكير الغيدها لاقل ‪«:‬األلاميسمكاتعهدة؟»‪ .‬‏‬
‫ودر التي لاحظ الآن أن أحدهم ربط‬ ‫رلى‬
‫اس إ‬‫ممو‬
‫لبتي‬
‫ار س‬
‫نظ‬
‫بها سلحفاة ضخمة وغير سعيدة كلية‪.‬‬
‫قالت لوسى بحماس‪( :‬إنه يتغير ويتخذ صورًا عدة؛ أليس‬
‫كذلك؟ ألايمكنه أن يتحول إلىطائر ويطيرعائدًا إلىالقلعة؟‬
‫يمكنه أن يحذرهمء وعندها سيكون بمقدورهم إغلاق الأنفاق‬
‫وسيكون كل شيء على مايرام»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪475‬‬

‫نظر سبتيموس إلى لوسي بإعجاب متحفظ؛ فقد فاجأته‬


‫جئه مرة أخرى‪.‬‬
‫تهفااهي‬
‫ايدة» و‬
‫لرتعهاي ف‬
‫اها‬
‫بم‬
‫اعترف‪« :‬نعم يمكنه» ولكن المشكلة أنيلاأثقبهحين يكون‬
‫وحذة)‪.‬‬

‫«إذن اجعله كبيرًا بما يكفى لأن يحملك‪ .‬اجعله تنيًا»‪ .‬لمعت‬

‫عبينااللوإسثيارة‪.‬‬
‫رأسه وقال ببطء‪« :‬لاء لدي فكرة أفضل»‪.‬‬ ‫هز سبتيموس‬

‫فوق الماكوتحت العينين ‪7-00‬‬ ‫ره إلى‪2‬‬

‫قنينة جيم ني‬ ‫قال بيتل‪« :‬إذن دعني أقل ذلك بشكل ‪5‬‬
‫كانت من الذهب» صح؟‪.1‬‬

‫أوما سبتيموس‪.‬‬
‫«وأنابيب الجن التى فى الصندوق مصنوعة من الرصاص؟)‪.‬‬
‫«أجل»‪.‬‬
‫«وهذا شيء مهم؟)‪.‬‬
‫«(أظن أنه شيء حاسم‪ .‬أنتم تعرفون» فعيلم الطب والكيمياء‪.‬‬
‫تعلمت الكثير عن الرصاص والذهب‪ .‬فالرصاص يعد التكوين‬
‫الأقل جودة من الذهب‪ .‬وداتمّاء داتمًا يكون الأمر هكذا‪ :‬الذهب‬
‫يانسلخرصاص‪ .‬كل مرة»‪.‬‬
‫سأل الفتى الذئبى‪« :‬إذن؟)‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫على الأذرع‬

‫«إذن» في ترتيب الهرم القيادي فإن جيم ني في القمة‪ .‬فهو من‬


‫الذهب وهم من الرصاص‪ .‬إنه يملك قوة أكبر كثيرًا من هؤلاء‬
‫المحاربين»‪.‬‬
‫قال بيتل متحمسًا‪« :‬أنت على صواب‪ .‬أتذكر الآن‪ .‬أحدهم‬
‫أعطى جيلى دجين كتيبًا يسمى العادات والتسلسل الهرمى للجن‬
‫علىسبيلالمزاحء والذيلمتفهمه بالطبع‪:‬قرآتهفيأحد الأيام‬
‫الهادئة فى المكتب‪ .‬وهذا ما قاله بالضبط)‪.‬‬
‫ابتسم سبتيموس‪« :‬لذا يمكن لجيم ني أن يجمد الجن‬
‫السسدارية بير نهم قيفبباراتيم ‪1‬‬
‫قال بيتل‪« :‬رائع» رائعحما)‪.‬‬
‫قالت لوسى‪« :‬إذن» أرأيت ما يمكن أن تفعل حين تحاول؟)‪.‬‬
‫لميكنالفتىالذئبيمطميئًافقال‪«:‬إنهملايزالون أربعةآلاف‬
‫مقابل واحد‪ .‬وبمجرد أن يجمد واحدّاء سيتعقبه ثلاثة الآلاف‬
‫)»‪.‬‬ ‫نعون‬
‫ولتس‬
‫رة وا‬
‫خلتسع‬
‫آ وا‬
‫لمائة‬
‫اأربع‬
‫وال‬
‫أساس‬ ‫قال بيتل‪« :‬لاأظن ذلك‪ .‬أحسب أن هؤلاء ابلجانلهم‬
‫بنية عضوية واحدة‪ .‬انظر إلى الطريقة التي يتحركون جميعًا بها‬
‫معًا‪ .‬جمدواحدًا وبذلك تجمد المجموع كله؛‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬هذا صحيح‪ .‬لقد احتاجوا إلى تعويذة إيقاظ‬
‫واحدة فقطء أليس كذلك؟ وبعد ذلك حافظوا على تقدمهم‬
‫فحسثب)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪675‬‬
‫قبايلتل‪« :‬المشكلة يا سب هي أن هناك طريقة واحدة فقط‬
‫»ل‪..‬‬
‫نسبي‬
‫يلى‬
‫قر ع‬
‫يلأم‬
‫لف ا‬
‫اتشا‬
‫لاك‬
‫وافقه سبتيموس‪« :‬نعم‪ ,‬والآن أينتلك السلحفاة؟»‪.‬‬
‫جلس جيم ني في حالة بلل على درجات المرفاً وهو يلقي‬
‫ببصاق السلاحف ويحرك أصابعه على نحو منفرد‪ .‬فقط لأنه‬
‫استطاع ذلك‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬جيم نيء أآنمارك‪.»...‬‬
‫قال جيم نيوهو يهز أطراف أصابعه مختبرًا إياها‪ :‬الست في‬
‫حاجة لأن تأمرء أيها السيد القوي‪ .‬فرغبتك أمر لي»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬حسئاء أريدك أن تجمد الجن المحاربين»‪.‬‬
‫كم منهم أيهاالسيد المبهم؟»‪.‬‬
‫«كلهم»‪.‬‬

‫؟د)‪.‬‬
‫ماح‬
‫هل و‬
‫ن؟ ك‬
‫ملهم‬
‫ذعر جيم ني‪« :‬ك‬
‫منهم» هذه رغبتي» ورغبتي‬ ‫لد‬
‫ح‬ ‫اك‬
‫وم»‏‬
‫قال سبتيموس‪١ :‬نع‬
‫ماذا؟»)‪.‬‬
‫ردد جيم نيبتجهم‪« :‬أمر لي»‪.‬‬
‫«إذن» هيا‪ .‬سنأخذك إليهم»‪.‬‬
‫نظرجيمنيإلىسيده وقال‪"« :‬يمكنني أن أفعل ذلكبعدقيلولة‬
‫أولا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪ :‬الياهءحقًا؟»‪.‬‬
‫قال الجني‪« :‬نعم» حقا»‪.‬‬
‫‪775‬‬ ‫علن الأذرع‬

‫لم يعرف جيم ني ما الذي ضربه‪ .‬ففي دقيقة كان جالسًا وعيناه‬
‫الشمسء وفي الدقيقة التالية كانمسحوبًا‬ ‫ء‬‫دءففي‬
‫تنغلقان ببط‬
‫مجرجرًا على قدميه وقد سيإقلى قارب الصيد كريه الرائحة الذي‬
‫يعرفه جيدًا‪.‬‬
‫كان الصبى ذو الشعر الداكن والقبضة التى تشبه الكماشة‬
‫تكن فى عفنيه الأمامة البتيرئ ‪-‬دلافى ذراعة ‪ 2‬رقول ‪:‬لفقل‬
‫‪1‬‬ ‫أميتكنا يناناست ‪:#‬‬
‫وقال الصبي الذي يضع عش فئران على رأسه‪ .‬والذي كان‬
‫يملك قبضة مؤذية ممائلة فى يده اليمنى‪« :‬ولن نتركه»‪.‬‬
‫فال سئلاء احسكاء متعاه فى القازت»‪:‬‬
‫مثلكلالجنء كانجيمنيلايكاديطيقلمس البشر‪ .‬كانهناك‬
‫خطب مافي اندفاعالدم تحت الجلدء في الحركة المحورية للعظام؛‬
‫في شدة الأوتار» في النقرالمستمر لضربات القلب الذي جعله على‬
‫حافة الانهيار» كانت كلها أشياء معقدة ومزعجة للغاية‪ .‬وكان‬
‫الإحساس بجلودهم تلمس جلده يثير فيهالاشمئزاز‪ .‬كان في قبضة‬
‫بشري واحد يمسك به من السوء بمايكفي‪ ,‬لكن اثنتين أمرلا‬
‫ع‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يحتمل‪.‬‬
‫قال جيم نيمتوسلا‪« :‬مزهما أن يرفعا أيديهما عنيء أيهاالسيد‬
‫العظيم‪ .‬أعدك أنيسأفعل ماتريد)‪.‬‬
‫سال سبتيموسء الذي صار حذرًا من سلوك الجني‪« :‬متى‬
‫ستفعل ذلك؟‪.4‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪3‬‬
‫قالجيمنيوهوينتتحب‪« :‬الآن» الآن! سأفعل ذلك الآنء الآنء‬
‫الآنء أيها السيد الحكيم الرائع» فقط إذا أطلقت سراحي»‪.‬‬
‫قال سبتيموس لبيتل والفتى الذئبي‪« :‬ضعاه في القارب أولاء‬
‫وبعد ذلك‪ .‬أطلقاه»‪.‬‬
‫تراجع جيم ني إلى مؤخرة القارب‪ .‬ومثل كلب مبلل» هزنفسه‬
‫ليتخلص من إحساس اللمسة البشرية‪.‬‬
‫قال جاكي فراي وهو يندفع أمامه‪« :‬عفوّاء أجتاج للوصول إلى‬
‫ذراع المقود» وفي اللحظة التيمس فيها مرفق جاكي فرايء قفز‬
‫جيمني عنالطريق وكأنهلُدغ‪.‬‬
‫الى ضارت الآن‬ ‫ينش»‬
‫را م‬
‫يفش‬
‫قنا‬
‫لر ش‬
‫ازوة‬
‫اقتربت الما‬
‫لنخفلييج‪ .‬ساد الصمت فقيارب الصيد‪.‬‬
‫اما‬
‫تضع مرساتها بأ‬
‫كان كل من على ظهرها يمكنهم رؤية تيار الجن المحاربين وهو لا‬
‫يزال يغادر السفينة» وعلى مسافة أبعد كثيرّاء يتدفق صاعدًا التل»‬
‫وهم يشبهون تمامّاء حسبما لاحظ نكوء النمل‪ .‬كان سبتيموس‬
‫يكاد لا يحتمل الصبر‪ .‬كان صوت وطء الخطوات العسكرية‬
‫للمحاربين لايزال يرسل صداه في رأسه‪ .‬وكان يعرف أنهمعكل‬
‫دقيقة» يقترب الجن أكثرمن القلعة‪ .‬فكر في مارشا والسحرة في‬
‫برج السحرة وهم يمارسون روتين حياتهم اليومي» وفي سايلاس‬
‫وسارة في القصرء الكل غافلون عن الخطر الذي يقترب منهم أكثر‬
‫من أي وقت مضى‪ .‬تساءل سبتيموس عن مدى السرعة التي‬
‫‪95‬‬ ‫على الأذرع‬

‫يتحرك بهاالجن» وكمتبقى من الوقت قبل أن يتمكن تيرتيوس‬


‫فيوم من السير داخل القلعة على رأس جيشه المروع؟‬
‫كانت الإجابة ليست هتيلك التي يتمنى سبتيموسء أو أي‬
‫ممن على ظهر المارودرء أن يسمعها‪ .‬كانتيرتيوس فيوم قداختار‬
‫جماعة شخصية مؤلفة من خمسمائة جن محارب وسار بهم في‬
‫المقدمة‪ .‬أخذيتجه إلىبرجالسحرة» الذي يعرف أنهينفتح مباشرة‬
‫على الأنفاق» فقدكان البرج نفسهيعتبر بمثابة أداة ختم‪ .‬راحالجن‬
‫ريء وعند‬ ‫جلى‬‫لع‬‫اسان‬
‫يتحركون بسرعة» أسرع مقندرة أي إن‬
‫تلك اللحظة تحديدًا كانوا يضربون بخطاهم أسفل المرصد الفلكي‬
‫بأرض الأشرار‪.‬‬
‫الحقيقة التىلايعرفها الكثيرون أن مايستغرقه سير كلب صيد‬
‫مصاب بداءالمفاصل منبوابةالقصر إلىبرجالسحرة هونفسهما‬
‫لديم مرنصد‬
‫اجلي‬
‫يستغرقه جري مجموعة من الجن في النفق ال‬
‫رجة‪.‬‬ ‫حبر‬‫سلى‬
‫لي إ‬
‫افلك‬
‫ال‬
‫وافليعصرء كانت سارة وسايلاس هيب على موعد مع مارشا‪.‬‬
‫وبينما كان الجن يمرون تحت المرصد الفلكيء كان كل من‬
‫سايلاس وسارة وماكسي يخرجون من بوابة القصر‪.‬‬
‫وبعد نصف ساعة‪ .‬كانت المارودر قد وصلت بجوار السيريس‪.‬‬
‫جنن ذوي الأيادي الفئوس‬ ‫ل م‬‫اوعة‬
‫وفي قلق» تابع جاكي مجم‬
‫نبة‪.‬‬
‫فلىيجان‬
‫سن ع‬
‫لم‬‫الون‬
‫ينز‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪05‬‬
‫سأل‪« :‬إلى أي مدى تريدونن ييى أن أقترب؟ أنالا أريد أن يهبط‬
‫أحد منهم على قاربي»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬أقرب مايمكنك‪ ..‬وبأسرع مايمكنك»‪.‬‬
‫قالجيمنيمتثائًا‪« :‬لاداعي للعجلة‪ :‬أنالا أستطيع أن أجمدهم‬
‫إلابعدأن يتمإيقاظ آخر واحد فيهم»‪.‬‬
‫شهق سبتيموس‪١ :‬ماذا؟»‪.‬‏‬
‫مرت سارة وسايلاس وماكسي أمام دا رالمخطوطات‪.‬‬
‫أقنك تعلمءأيها السيدواسع الفهم‪ .‬من‬
‫«فحسبما أنا واث‬
‫أكرانتوققباالكامل‪.‬وكما أنا‬
‫لب‬‫اين‬
‫انتمل تيميدكانمح‬
‫واثق أنك تفهم أيضاء أيها السيد الفطن‪ .‬فكل هؤلاء الجن كيان‬
‫واحدا‪.‬‬
‫خرجت صرخة مفاجئة منبيتل‪« :‬آخر واحد! هاهوآخر واحد‬
‫ياسبء انظر!»‪.‬‬
‫كان هذا حقيقة‪ .‬لقدظهر محارب يحمل فأسّا يهبط بشكل آلى؛‬
‫يحدد وقعقرعالمعدن على المعدن كلخطوة‪ ..‬ومنفوقه كان‬
‫سلم خال‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬جمدهم‪ .‬فورًا»‪.‬‬
‫اهتز جيمنيوانحنى لسبتيموس‪« :‬رغبتك أمر ليء أيها السيد‬
‫سريع الانفعال»‪.‬‬
‫ترك آخرجني السلم وسقط في الماء‪ .‬وفيفزعء تابع سبتيموس‬
‫المحارب يغطس إلىقاع البحر‪.‬‬
‫‪1065‬‬ ‫علن الأذرع‬

‫قال جيم ني‪« :‬سأنتظر حتى يخرج»‪.‬‬


‫قال لهسبتيموس‪« :‬لن تفعل‪ .‬ستذهب وتجمد واحدًا من هؤلاء‬
‫الذين على الشاطئ بدلا من ذلك»‪.‬‬
‫‪١‬يؤسفنى‏ أن أخبركء أيها السيد المُضَللء أن التجميد سيسير‬
‫فياتجاه واحد فقط‪ .‬وعلى ذلكء إذا كنتترغبفيتجميد كل‬
‫الجن ‪ -‬وهوشيء أنصح به بقوة»إذإنكياناشبه متجمد شيء‬
‫خطر ‪ -‬فينبغي أن تجمد آخرواحد أو أول واحد‪ .‬وأنا أقترحآخر‬
‫واحد باعتباره الاختيار الأكثر أمانًا»‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬هلهوعلى صواب يابيتل؟‪.2‬‬
‫بدابيتل متحيرًا‪ :‬لا أعرف ياسب‪ .‬أظن أنهيجب أن يعرف»‪.‬‬
‫«حسنًا جيم ني‪ .‬أريدك أن تجمد آخر واحد الآن‪ .‬تحول إلى‬
‫سلحفاة»‪.‬‬
‫ظل جيم نيهادًا على نحو مفاجئ عند ذكر السلحفاة اللعينة»‬
‫وقال‪« :‬كما يعرف السيد الحكيم بلاأدنى شك؛ يجب أن أمسك‬
‫الكيان الذي أرغب في تجميده بكلتا يدي؛ حتى أمرر التجميد‬
‫بينهم‪ .‬وهذاليس ممكنًابالزعانف» ونطق «زعانف» بنبرةمتقززة‪.‬‬
‫وقعسبتيموس فيحيرة‪ .‬فماالذي يمكن أن يتحول إليهجيم‬
‫ني؟ فحتمًا كل شيء تحت الماء له زعانف؟ شاهد نقاط الضوء‬
‫الفضية تلمع من خوذة المحارب الأخير ذات الأجنحة» والذي‬
‫كان يتحرك ببطء شديد ‪ -‬شديد جدّاء مثلمن يجري في كابوس‪-‬‬
‫قدمًا تحت سطح البحر‪ .‬كان المد يرتفع‪.‬‬ ‫على عمق عشرين‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪26‬‬
‫وكانت السيريس الآن أبعد كثيرًا عن الشاطئ‪ .‬فكم من الوقت‬
‫سيستغرقه الجني الأخير ليخرج‪ .‬ومن يعرف كمصاروا قريبين من‬
‫القلعة؟‬
‫وعند نهاية طريق السحرة‪ .‬وصلت سارة وسايلاس‬
‫ر‪.‬‬ ‫يفق‬
‫بالن‬
‫ليكإلى‬
‫ااكس‬
‫وم‬
‫!»‪.‬‬
‫ابح‬
‫ننيص‬
‫وأ‬‫عكنه‬
‫ط يم‬
‫لون!‬
‫سلطع‬
‫صاحت لوسي‪« :‬س‬
‫حدج جيم نيلوسي بنظرة مدمرة‪ ..‬سلطعون أفضلقليلًا من‬
‫سلحقاة‪.‬‬
‫نظر سبتيموس إلى لوسي في إعجاب‪ .‬قال‪« :‬جيم ني» أرغب‬
‫ن!»‪.‬‬ ‫ولى‬‫عل إ‬
‫طتحو‬
‫لنت‬
‫فسيأ‬
‫قالجيمنيمحاولًا تأجيل اللحظة الشريرة‪« :‬أي نوعمعين من‬
‫السلطعونات؟»‪.‬‬
‫«لا‪ .‬افعل ذلك الآن فحسب)‪.‬‬
‫»مر‪.‬‬
‫يأ‬‫لبتك‬
‫ا انهاالسيد المُلح‪ .‬رغ‬ ‫جراد‬
‫ظهر وميض ضوء أصفرء وفرقعة خفيفة» ثم اختفى جيم ني‪.‬‬
‫شسأل‪ :‬سكيموسن‪ .‬حاولا آلا يزتغت‪« :‬آين ذهدت؟ آين‬
‫السلطعون؟»‪.‬‬
‫صرخت لوسى‪11« :‬اه؛ إنههناء على الأرض‪ .‬ابتعد‪ ,‬ابتعد!»)‪.‬‬
‫‪1‬ن اطعون عقر سكي اهز تدويم اه ارس الللوزل‪,‬‬
‫طاح ستعموض الاتركلو ي لاوتي) لتركله!»د‬
‫‪385‬‬ ‫على الأذرع‬

‫هوى الفتى الذئبي على الأرض وأمسك السلطعون بين سبابته‬


‫وياء» وأرجله تلوح‪ ,‬قال‪« :‬أمسكت به)‪.‬‬
‫وإبهامه وارفلعهه ف‬
‫اهلفجير اسع لم‪:‬‬
‫نساكملوس‪:‬الرني‬
‫مشت سارة وسايلاس وماكسي إلى داخل ساحة برج السحرة‪.‬‬
‫ساد الصمت على ظهر المارودر‪ .‬وهم لا يكادون يجرءون‬
‫على التنفسء رأوا الجن المحاربين لا يزالون يخرجون إلى‬
‫الشاطئء وكانوا في انتظار أن تتوقف مسيرتهم القاسية‪.‬‬
‫تابعواء انتظرواء ولايزال الجن يتحركون للأمام‪.‬‬
‫بمتيموس‪« :‬ماالذي يفعله؟‪.1‬‬
‫هسمه‬
‫قطعنورس أصفر صغير سطح الماءوطارإلىالمارودر‪ .‬خط‬
‫على جانبهاء وأخذ يهتزنافضًاماء افر عن ريشه كم أحدث‬
‫فرقعة‪ ..‬بداجيمني منهكا وقد جلس في مكانه وقال‪« :‬أنا آسف»ء‬
‫الأمر لمينجح»‪.‬‬
‫صعدت سارة وسايلاس وماكسي السلم الرخامي المؤدي‬
‫رة‪.‬‬ ‫حرج‬
‫لةسلب‬
‫افضي‬
‫إاللىأبواب ال‬
‫«لا!)‪.‬‬ ‫صدرت صرخة جامالعيمةامرنودر‪:‬‬
‫كان سبتيموس مرتعبًا‪ .‬لقدسأل الجميع عننظريته بأن جن‬
‫الذهب أقوى من جن الرصاص‪ ..‬ثميتضح بعد كلهذا أنهلميكن‬
‫على صواب؟ سأله في يأس‪« :‬لماذا؟ لماذا لمتنجح؟»‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪45‬‬

‫قال سايلاس كلمة المرور‪ .‬وانزلقت الأبواب الكبيرة لبرج‬


‫السحرة مفتوحة‪.‬‬

‫قال جيم ني‪« :‬لقد تإميقاظهم بسحر أسود‪ .‬ويجب أينتم‬


‫تجميدهم بسحر أسود‪ .‬وآيّاكانماقد تظنه بي»أيهاالسيد الحزين»‬
‫»‪.‬‬ ‫يود‬‫لر أس‬
‫خ سح‬
‫ا أي‬
‫دأحمل‬
‫بالا‬
‫فأن‬
‫«نهائمًا؟)‪.‬‬

‫بدا جيم ني مهانًا‪:‬ا‪:‬الست هذا النوع املنجن»‪.‬‬


‫وضع الفتى الذئبي يده في جرابه الجلدي المعلق في خصره‬
‫وأخرج مخلب الوحش المتحلل» تراجع الجميع؛س»أله‪« :‬هل هذا‬
‫السحر الأسود كاف لك؟)‪.‬‬
‫قال جيم ني‪« :‬أنالنألمس حتى ذلك الشيء‪ .‬إنهمقزز‪ .‬وقبل‬
‫أن تأمرني أن أمسكه‪ .‬أيها السيد اليائسء فأنا أحذرك‪ ..‬احذر‪ .‬أن‬
‫تأمر بسحر أسود على ظهر جني فهذا أمرخطر»‪.‬‬
‫قال بيتل‪" :‬هوعلىحق يا سبتيموسء لو أمرت بهذا؛ فستكون‬
‫أنت أيضًا جزءًا من السحر الأسود‪ .‬ولن يمكنك أن تتخلص منه‬
‫أبدًا‪ .‬متورط‪ .‬هذا مايطلق عليه‪ .‬إنهليمس جني شريرًا لهذه الدرجة؛‬
‫فرصة توريط سيدهم)‪.‬‬ ‫زدون‬
‫هم ق‬
‫نونتمنه‬
‫يثير‬
‫فك‬
‫‪85‬‬ ‫على الأذرع‬
‫صارت سارة وسايلاس وماكسي داخل البهو الكبير لبرج‬

‫السحرة‪ .‬في انتظار مارشا‪ .‬سأل سايلاس سارة‪« :‬هل هناك‬


‫عمال بناء افليقبو؟ هناك الكثير مانلقرع هناك بالأسفل»‪.‬‬

‫لكن ماذا لو أخذه لأنه‬ ‫بعمق‪ :‬ابيا‬ ‫يفكر‬ ‫راح سبتيموس‬

‫يريد ذلك؟)‪.‬‬

‫قال بيتل‪« :‬هذا لابأس به فعندئذ أنت لست جزءًا منه‪ .‬لكن‬
‫ذلك لن يحدث‪ .‬فهو لا يريد ذلك)»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬جيم نيء أريدك أن تتحول إلى نورس»‪.‬‬

‫نفخة من دخان أصفر وفرقعة‪ .‬ومرة‬ ‫تنهدل جيم ني» ظهرت‬


‫أخرى وقف النورس الأصفر الصغير على حافة جانب المارودر‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬حسئًا يا ‪ »904‬أري المخلب للنورس»‪.‬‬

‫نزلت مارشا عن السلالم الحلزونية ورسمت ابنسامة ترحيب‬


‫لسارة وسايلاس ولماكسي كريه الرائحة‪.‬‬

‫بسط الفتى الذتبى يده للنورس‪ .‬صار المخلبء العفن الآسن»‬


‫مستقرًا فيراحة يده مثل ثعبان رمل سمين غض‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪68‬‬

‫نظر النورس الصغير إلى سيده بمزيج من الاشمئزاز والإعجاب‬


‫المتحفظ‪ .‬كان يعرف ماسيحدث‪ .,‬لكنه لميستطع أن يوقف نفسه‪.‬‬
‫ففى انقضاضة سريعة على راحة الفتى الذتبى الخائفة» التقط‬
‫ْ‬ ‫المخلبء آه‪ ..‬شديد القبحء وابتلعه‪.‬‬
‫قال بيتل بإعجاب‪« :‬فكرة لطيفة ياسب»‪.‬‬
‫كن‬

‫وذهبت مارشا للتحقق مما يجري‪.‬‬


‫أقلعالنورس من المارودر وقدصارثقيلًابسبب المخلب الذي‬
‫مضم‪ .‬طار فوق سطح البحر باحدًا عنعلامة تيار فقاعات‬ ‫له‬
‫ي‬
‫الهواء الصغير التي قدتطفو من درع الجني المحارب الأخير‪.‬‬

‫مر شيبح تيرتيوس فيوم خلال باب خزانة المكنسة إلى‬


‫داخل البهو الكبيرلبرج السحرة‪.‬‬
‫قال‪« :‬ها آنسة أوفرستراند‪ .‬لدينا دين يجب تسويته»‪.‬‬
‫انفجرت عمارشا‪« :‬ألاعرف هاذا تظن أنك فاعل هنا يا فيوم‪.‬‬
‫لكن يمكنك أن تنصرف‪ ..‬فورا! وأنا ألنقول ذلك مرة أخرى‪.».‬‬
‫قال تيرتيوس فيوم مبتسما‪« :‬يالصحة ما تقولينه‪ .‬حقا‪,‬‬
‫ليها مرة‬
‫فعلن‬
‫تتي‬
‫تنفعلي‪ .‬إنهأحد الأشياء الكثيرة ال‬
‫أنت ل‬
‫أخرى ياآنسة أوفرستراند»‪.‬‬
‫وصاح ناحية باب الخزانة‪« :‬اقتلوهال‪.‬‬ ‫سه‬
‫فول‬
‫نر ح‬
‫ودا‬
‫‪75‬‬ ‫عالىأذرع‬
‫رحلته‪ .‬ظهرت كمية صغيرة من‬ ‫في منتصف‬ ‫النورس‬ ‫توقف‬

‫دخان أصفرء ثم اختفى الطائر وسقط شبح سلطعون صغير في‬


‫الماء‪.‬‬

‫وكأنه مصنوع مانلورق‪ .‬وفي ظرف ثانية صارت مارشا محاصرة‪,‬‬


‫وقد أحاطت بها دائرة امنلسيوف‪.‬‬
‫صاحت في سارة وسايلاس‪« :‬اهربال»‪.‬‬

‫النظر المتابغون على ظهن المارودر» كان الجن الا يزالون‬


‫يسيرون خارجين من الماء‪.‬‬

‫وفي رعب‪ ,‬بدأت مارشا تشغيل تعويذة درع أمان‪ .‬لكن‬


‫سحرها بطيئا‪ .‬وإذ كانت‬ ‫الذي في الجن جعل‬ ‫السحرالأسود‬
‫رءوس اثني عشر سيفا حاد النصل على بعد خطوات فحسب‬
‫من عنقها‪ .‬عرفت مارشا أن الوقت قد فات‪ .‬فأغلقت عينيها‪.‬‬

‫في لحظة‪ .‬تجمد الجن‪ .‬شعرت مارشا ببرودة مفاجنة في‬


‫الهواء وفتحت عينيها لترى السيوف الاثني عشروقد أعتمتها‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪86‬‬
‫ثلوج كريستالية رقيقة تحيط بها مثل القلادة‪ .‬كسرتها‬
‫خارج دائرة الجن المجمدين‪ .‬وهي ترتعش‪.‬‬ ‫مارشا وخطت‬
‫وسارة وسايلاس وقد‬ ‫اء‬
‫م في‬
‫غين‬
‫إتلق‬
‫وجدت ثلاثة سحرة مس‬
‫شحب وجهاهما من الرعب‪ .‬توجهت نحو تيرتيوس فيوم‬
‫المصدوم وقالت له‪:‬‬
‫قول ذلك مرة أخرى‪ .‬لكني سأقول لك ما‬
‫«كما قلت‪ ,‬أناألن‬
‫وداغاء‪.‬‬ ‫صالك‪.‬‬‫مو‬
‫تنح‬‫ات‬
‫س‬ ‫اطو‬
‫يلي يا فيوم‪ .‬سأتخذ خ‬

‫عق عن تيال ماهو المارودو وت عطلدل تلتسكوت‬


‫ميلوء رأت الجن يتوقف عن الخطوء وقد غطته لمعة الكريستال‬
‫المتلألئة‪ .‬أدارت التليسكوب عائدة إلى المارودرء وكان أقرب‬
‫مام إلى الاحتفال‪ .‬قالت‪« :‬ي[ا[ه‪.‬آخ»‪.‬‬
‫نهاضبه‬
‫اكن‬
‫ل يم‬
‫اان‬‫مك‬

‫كوم اإعصدا‬
‫‪ .‬تلك الليلة جلست جينا وسبتيموس معًا على ماكان يومًا‬
‫في شاطئهم؛ علىبعدقليلمنالمجموعة التيالتفتحولالنار‬
‫المشتعلة يتبادلون الحديث‪ .‬وبناء على إصرار جينا كان سبتيموس‬
‫قد انتهى لتوه من قص كل ما حدث‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬أتعرف ياسبء إذا كانعليّأن أصبح ملكة فإنهيعني‬
‫دائمًا الاضطرار إلىمتابعة الآخرين وهم يقومون بإنجاز الأمورء‬
‫فلاأظن أننيأريدأن أكون ملكة‪ .‬لقد كان عليك أنتوبيتل القيام‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪05‬‬
‫بأمور مثيرة معالجن والأنفاق الجليدية والزلاجات» في حين كان‬
‫علي أنا أنأجلس وأستمع فيأدب إلىميلو وهو يتحدث ويتحدث‬
‫فيملل‪.‬ولميكننكووسنوري أفضل كثيرًا» كانكلمايتحدثان‬
‫وارب»‪.‬‬
‫لقهو‬
‫عانه‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لم تكن الأنفاق الجليدية بهذه الروعةء‬
‫صدقيني» ونظر لأعلى فوجد شخصًا يشبه الموزة يخرج من‬
‫الكثبان الرملية»‪ .‬ياه»أخيراء هاهوجيم ني‪ .‬معذرة ياجين» يجب‬
‫أن أتحدث معه)‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬آه» تفضل إذن ياسبء أعرف أن لديك أشياء مهمة‬
‫لتقوم بها»‪.‬‬
‫‪« -‬يمكنك أن تأتي أيضًاياجين‪ .‬في الواقع» يمكنه هوأن يأتي‬
‫إلينا‪ .‬ياجيمني!)‬
‫تحرك جيم ني بهدوء وكانت كعكته تتمايل وهو يمشي‪« :‬هل‬
‫ناديت» أيها السيد كثير الجلوس؟)‪.‬‬
‫قال سبتيموس بقلق‪« :‬هل فعلتها؟»‪.‬‬
‫قال الجني مبتسمًا‪« :‬كانت معركة؛ لكني فزت»‪ .‬لم تكن الحياة‬
‫مع سيده بالملل الذي كان يخشاه‪« :‬عدنا لمسافة طويلة» أنا‬
‫والحورية‪ .‬ولقد استحققت النصر»‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫انعطافات‬

‫دث‬
‫حكان‬
‫تنه‬
‫يظ أ‬
‫هاجمت سبتيموس فجأة مشاعر قلق‪ .‬لاح‬
‫إلى كائن مغرق في القدم‪ .‬قال‪« :‬شكرًا لك ياجيم ني» شكرًا لك‪.‬‬
‫انعد ‪:‬دهشنا‬
‫انحنى جيم ني‪« :‬أعرف» وقدم لسبتيموس القنينة الفضية‬
‫الصغيرة التى كانت سايارا قد أعطتها لهمن أجل لافظ اللهب‪.‬‬
‫كانتباردةكالثلج‪.‬‬

‫لنةس ببيانبة والإبهام وقد فرد‬


‫في حذر أمسك سبتيموس الاقني‬
‫ملةهى؟»‪.‬‬ ‫و «ه‬
‫تأل‪:‬‬
‫خ‪ .‬س‬‫معه‬
‫ذرا‬
‫«هي بالفعل كذلك‪ ,‬أيها السيد الحذر‪ .‬هل هذا كل شيء؟‬
‫بمقدوري أن أنال تلك القيلولة‪ .‬لقدكانيومًا حافلا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬لاء هذا لنيكون كل شىء)‪ .‬مذكرًا نفسهبأنه‬
‫هنماكانممتاء قأمامالجتيالخاص بهيجبأنيذو قاسيًاوليمن‬
‫‪ -‬كما ذكره بيتل مؤخرًا‪ -‬ليّنا‪.‬‬
‫‪١ -‬ما‏الذي ترغب فيه أيضًاء أيهاالسيد المنهك؟»‪.‬‬
‫‪« -‬في الواقع» ثلاثة أشياء»‪.‬‬
‫‪-‬لاثة»‏ أيها السيد النهم؟ أتعرف أن ثلاثة هوالعدد الأقصى‬
‫‪١‬ث‬
‫للرغبات التي يؤمر بها في وقت واحد؟)‪.‬‬
‫لم يكن سبتيموس يعرف‪ .‬لكنه لم يكن ليعترف بذلك‪« :‬ثلاثة‪.‬‬
‫رقم واحدء آمرك أن تتوقف عن مناداتي بأسماء سخيفة»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪265‬‬
‫تنهد جيمني‪( :‬آه» حسئًاء كانت ممتعة حين كانت قائمة‪ .‬رغبتك‬
‫أمر لي أيها السيد العظيم‪ .‬أمسموح لي أن أناديك بهذاء أمغير‬
‫مسموح؟ إنهامنتقاليد الجن المعروفة‪ .‬مالمتكن تفضل شيئًا‬
‫آبخارلطبع»‪.‬‬
‫درب‪ .‬فهذا‬ ‫تضل‬‫اظنلنيمأف‬
‫قال سبتيموس وهو يقدر الأمر‪« :‬أ‬
‫أنا»‪.‬‬
‫قالت جينا مازحة‪« :‬ألست المتدرب الأول يا سب؟»‪.‬‬
‫«هل يمكنك أن تتخيلي علىأي شكل سيجعلها تبدوياجين؟‬
‫لاء «سيدي المتدرب» ‪ 5‬جيدة»)‪.‬‬
‫بدا جيم ني محيلكا تا جد أيها الفيدالصدرك»‬
‫«قلت سيدي المتدرب‪ ,‬وليس أيها السيد المتدرب»‪.‬‬
‫عدا جنا سيدي المتدرب»‪.‬‬
‫ارقم اثنين» آمرك أن تذهبء بأسرع ما يمكنك‪ .‬إلى الطرف‬
‫البعيد للجن المحاربين المجمدين‪ .‬أريد أن أعرف إذا ماكانوا قد‬
‫خ أبنر‬‫تيك‬‫وصلوا القلعة‪ .‬وإذا كانوا وقصدلوا إلى القلعة» عل‬
‫الساحرة العظمى بما حدث»‪.‬‬
‫بطبيعة الحال كان الجني سيحتج أن هذا في الحقيقة كان‬
‫رغبتين» لكنه شعر أنهكان يقف على المحك‪ .‬فلم يكن قدنالكلية‬
‫يمره من الحجرة محكمة الختم‪.‬‬ ‫ره ت‬‫شرف الموافقة عتلىحأن‬
‫«الساحرة العظمىء أيها ال‪ ..‬سيدي المتدرب؟)‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫انعطافات‬

‫‪ -‬انعم‪ .‬ستجدها في برج السحرة‪ .‬أخبرها أنيأرسلتك»‪.‬‬


‫بدا جيم نيغير مرتاح‪ »,‬قال‪« :‬هاء هذايذكرني‪ .‬لقد طلبت مني‬
‫أن أجدك وأحصل على نوع مفتاح ما‪ ....‬كي آه» أختم بعض‬
‫الأنفاق؟ لقد انمحى هذا من رأسى وسط كل الإثارة‪ .‬سأفعل ذلك‬
‫ْ‬ ‫الآنء هل يمكننى ذلك؟)‪.‬‬
‫لمبكدسسيموس أن يملق نااسمكة لتو لمارا طليتةميلف‬
‫أن تختم النفق؟ لكني لاأفهم‪ ..‬كيف عرفت؟ وكيف بحق الجحيم‬
‫قابلت مارشا؟)‪.‬‬
‫بداجيمنيمراوعًاء قال‪«:‬لقد اصطدمت بها فحسبء سأذهب‬
‫؟ن)‪.‬‬
‫ف هعللليأ‬
‫أآنء‬
‫ال‬
‫«لم أنته‪ .‬رغبتي الثالثة هيأن تعيد كل الجن إلى أنابيبهم»‪.‬‬
‫تنهد جيم ني‪.‬فقد كان هذا ماتوقعه» لكن هذا لم يجعل الأمر‬
‫أسهل بأي حال‪ .‬فلم يحدث منذ أن كانعبدًا في إسطبلات الملك‬
‫أوجياس أن واجه الجنى مثل هذه المهمة الهرقلية» فيما عداأنهفى‬
‫‪/‬‬ ‫هذهالمرة لنبساعدة هرقل ‪:‬‬
‫قال جيم ني وهو ينحني بشدة‪١ :‬رغبتك‏ أمر لي» سيدي‬
‫المتدرب»‪ .‬سقطت القبعة الكعكة‪ .‬فجذبها لأعلىء وأعاد حشرها‬
‫فى رأسه» وانصرف مستجمعًا هيبته‪.‬‬
‫"سلاف حي طويقة بوأوك حو سحاو كانتمده كان‬
‫المد ينسحب وكان الجسم ذو الأقدام السبعة المغطى بالدروع‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪40‬‬
‫ملقى على وجهه فى الرمال المبتلة» وكان فأسه نصف مدفون»‬
‫وأؤوغة وعود تدذاك الالجعنة فدعلقت راقبا تامو الأعننات‬
‫البحرية‪ .‬عندما شاهد العلامات التي سببتها مخالب السلطعون‬
‫الضبح وهي ‪ 5‬تزال مرزئيةفي كعبهغير المنحمي سم جيمالي‬
‫نصف ابتسامة‪ .‬كانيشعربالامتنان لآنالجن لميروه وهوقادم‪ .‬إذ‬
‫كان بمقدورهم رؤيته على حقيقته» تلك المرأة الحكيمة الشرسة‬
‫ذات العينين الغامضتين التيتبلغمن العمر خمسة وعشرين ألف‬
‫بوه الصواب؛ حسبما رأت أحياناء‬ ‫اعلنى نح‬
‫جنت‬
‫صيف‪ .‬والتي كا‬
‫قداعقارك أدتس ف عجوم نتشلة إراهاعن العلياةتوصقيا‬
‫ياجكحن كانت روعة فالجر البزامحف فنو سيت‬ ‫ووحة ال‬
‫منه‪.‬‬ ‫ن‬‫ذقد‬
‫خكن‬
‫أائي‬
‫يومًا محنة مقابلةالمحارب المتوحش الل‬
‫ولم تكن مواجهة يتمنى جيم نيتكرارها‪.‬‬
‫لمع وميض ضوء أصفرء ورأى سبتيموس الجني الخاص به‬
‫اربين المتساقطين واختفى‬
‫ينطلق محدثًا أزيرًا باجولارمحصف‬
‫داخل الكثبان‪ .‬أخرج كتاب سايارا من جيبه ونظر إلى الغلاف‬
‫ل‪:‬‬
‫وخذ‬
‫قأ‬‫يلق‪.‬‬
‫بق‬
‫كتاب سايارا‬
‫مرسل إلى‪ :‬جوليوس بايكء الساحر الأعظم‬
‫ابتسم سبتيموس‪ ..‬كانت كتابةالحورية المشخبطة قداختفت‪.‬‬
‫نظر على امتدادالشاطئ ثاملمكسثحبان‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫انعطافات‬
‫»‬‫؟يا‬
‫بخير‬
‫سنت ب‬
‫قالت جينا‪« :‬أأ‬
‫«نعم» أشكرك يا جين» بخيرللغاية» في الحقيقة» ثم نظرإلى‬
‫اقلمتةل‪.‬‬
‫«هل تتوقع قدوم أحد؟ )‪.‬‬

‫نسيعتموش‪ :‬احتكا نيأاقك‪411‬‬


‫فصل شخص نفسه عن المجموعة التي تحلقت حول النار‪..‬‬
‫وتوجه نحوهما‪.‬‬
‫قال ميلو مبتهجًا‪« :‬آه‪ .‬ها أنتما» وهو يضع نفسه بين جينا‬
‫وسبتيموس‪ .‬ابتسم نحو جينا بحنان‪« :‬تم إنجاز المهمة يا أميرة»‬
‫لقدأمسكت بالفئران» معأنني كنت أتمنى بسعادة أن أتركها على‬
‫الصخور‪ .‬ماسبب اعتقادك أن السيريس تحتاج استعادة فئرانهاء أنا‬
‫افلىحقيقة لأاعرف»‪.‬‬
‫ا»‪.‬‬
‫هرتب‬
‫ج» سأ‬
‫ايناء‬
‫رىالم‬
‫خر ف‬
‫إغاد‬
‫‏‪ ١‬ابتسمت جيناء وقالت‪« :‬ست‬
‫ابتسم ميلو بتسامح‪« :‬أنت تشبهين والدتك جدًا‪ .‬هناك دائمًا‬
‫شيء غامض يجري"‪ .‬ثم التفت إلى سبتيموس‪« :‬وأنت أيها‬
‫الشاب‪ ,‬لا يمكننى أن أوفيك ما يكفى من الشكر‪ ..‬لقد أنقذت‬
‫‪1‬‬ ‫حمولتي الثميئة»‪.‬‬
‫بذا مشيوس معشرل البال‪«:‬على الرحب والسعة»‪.‬‬
‫قالت جينا‪« :‬وأنقذ القلعة»‪.‬‬
‫«فعلاء فعلا‪ .‬كانت خدعة ماهرة جدًا)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪605‬‬

‫الأمرحمًاشجاعة ومهارة‪ ..‬إيهياسب هل أنتعلىمايرام؟»‪.‬‬


‫ان‬
‫ثلفبنحو‬
‫كللخ‬
‫لظر‬
‫او ين‬
‫قال سبتيموس‪« :‬نعم‪...‬بخير» وه‬
‫مأرخةرى‪.‬‬
‫كان ميلو معتادًا بشدة أن يبدو الناس مشتتين حين يتحدث‬
‫معهم‪ ,‬قال‪« :‬فكرء فقط فكر كيف كانت الأمور ستختلف لو كنت‬
‫وجدت هذا الجيش حين بدأت البحث لأول مرة منذ كل تلك‬
‫السنين؟ لو حدث هذا لكنت أنت يا جينا قدكبرت مع أمك‬
‫الحقيقية» وليس مع بعض السحرة غريبي الأطوار» وأنت بالطبع يا‬
‫سبتيموس» كنت ستقضى تلك السنوات المبكرة الثمينة التى لا‬
‫يمكن استعادتهاء مع والديك العزيزين»‪.‬‬
‫سأل سبتيموس‪« :‬هل تعني أن السحرة غريبي الأطوار؟»‪.‬‬
‫«(يام» يام لا لا بالطبع لد أقصد ذلك» ياعريزي»‪ .‬هب ميلو‬

‫واقفًاسعيدًا بمقاطعة جاءت في وقتها‪« :‬حسًاء مرحبّاء ومن هذه‬

‫السيدة الصغيرة»‪.‬‬
‫شهق سبتيموس وقفز بدوره‪« :‬سايارا؟»‪.‬‬

‫وأتفقد بعض الأمور»‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬سأذهب‬

‫قالت جينا بشىء من الخجل ‪« :‬مرحبًا ياسايارا»‪.‬‬


‫"‪5‬‬ ‫انعطافات‬

‫نزلت سايارا على ركبتيها مقدمة تحية احترام غير ملائمة‪:‬‬


‫«الأميرة إزميرالدا»‪.‬‬
‫أرسلت جينا نظرة تساؤل نحو سبتيموس‪« :‬لا أرجوكء أنا‬
‫ليبت ‪1):‬‬
‫تدخل سبتيموس‪« :‬ساياراء هلأنت على مايرام؟»‪.‬‬
‫بدت سايارا على أي حال خلاف مايرام‪ .‬كانت شاحبة على‬
‫نحو قاتل» وبدت الظلال الداكنة حول عينيها أكثر عممّاء وأخذت‬
‫يداها تهتزان‪ .‬جلست فجأة وبدأت فى الارتعاش بقوة «أنا‪...‬‬
‫أظن‪ ...‬أناأنا»‪.‬‬
‫قال سبتيموس ويهوجثو إلى جوار سايارا‪'( :‬جين» هل يمكنك‬
‫أن تجلبى بعض الماء من فضلك‪ .‬وعباءة تدفئة أيضًا؟»‪.‬‬
‫أسرعة حا معد البالطبع»‪.‬‬
‫همست سايارا‪« :‬سبتيموسء الحورية‪ ...‬أنالاأفهم ‪...‬أين‪...‬‬
‫أهيىن؟‪.12‬‬
‫قودسوس رده فىبرعت كاتينة القن القهية معطا بطق‬
‫وَققةمنالسليده وال التمعت غلل كيو انه النتيع‪.‬‬
‫‪-” +‬‬ ‫درياةخهناايف‪.‬‬
‫لخو‬
‫السعمرين‪ :‬ابهناا ال‬
‫حملقت سايارا إلىالقنينة فيغيرفهم‪ :‬اهناك فيالداخل؟‪.2‬‬
‫قال سبتيموس‪١ :‬نعم»‏ تم حبسها هنا بالداخل‪ .‬ساياراء أنا‬
‫أعدك‪ ,‬لقد انتهت الحورية‪ »:‬للأبد» أنت حرة»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪855‬‬
‫‪« -‬حرة؟)‪.‬‬
‫‪( -‬انعم)‪.‬‬

‫البحر الهادئ‪ .‬ومن على منصة المراقبة» طاف ميار راضيًا‪ .‬نظرإلى‬

‫الجزيرة بالخارج» وكان ميلو يلقي بقطعة حطب أخرى في النارء‬


‫وقد رآها تتوهج وسط الليل» مرسلة نورها على المجموعة الملتفة‬
‫حولها‪ .‬ابتسم ميار ومضغ رأس سمكة مجففة‪ .‬وللمرة الأولى منذ‬
‫اختفاء ميرانو» يشعر أنهفيسلام‪.‬‬
‫على الشاطئ‪ .‬كان هناك سلام‪ ..‬لكنه ليس تامًا‪ .‬أخذت النار‬
‫تطقطق وتتفاعل مع الملح العالق بالأخشاب الطافية» وراح الناس‬
‫يثرثرون‪ ,‬ولافظ اللهب يغط ويصهل‪ .‬كان سبتيموس قد قرر أنه‬

‫صار معافى بما يكفي لنقله إلىالشاطئ‪ .‬كان يرى أن لافظ اللهب‬
‫قدأصبح متعكر المزاج وهوبمفرده‪ .‬تمدد التنين» بكامل هيئته من‬
‫دلو وذيل مضمد‪ .‬على الرمال الناعمة تحت الكثبان الرملية‬
‫مباشرة» وأخذ ينظر إلىالنار المشتعلة بعينين نصف مفتوحتين»‬
‫ويتابع بيتل وهو يوزع أكواب شراب الفاكهة الفوار بعيدًا عن‬
‫متناول لسانه‪ .‬صهل لافظ اللهب مادًا عنقه محاولا أن يصير أقرب‬
‫قليلًا‪ .‬كانلافظ اللهب يحب شراب الفاكهة الفوار‪.‬‬
‫‪905‬‬ ‫انعطافات‬

‫أخذ الفتى الذئبي يري جيناوبيتل ونكو وسنوري ولوسي وجاكي‬


‫كيف يلعبون لعبة زعيم القرية» وهي لعبة تعتمد على الحركة السريعة‬
‫تستخدم فيها القواقع ويجري فيها الانغماس في الرمال والكثير‬

‫جلس سبتيموس وسايارا يتابعان اللعبة في هدوء‪ .‬كانت سايارا‬


‫فل توققرة عزه "الارقجاف‪ .‬شرت كذلك بعصا مخ شروت‬
‫الشكولاتة الساخنة الذي تعده جينا‪ .‬لكنها كانت شاحبة للغاية»‬

‫قالت سايارا وهي تنظر بعيدًا نحو السفينة التي أخذت تتلذلاً‬
‫ها‬ ‫ضهاعإلى‬‫وادو‬
‫بعد أن أصلح الطاقم الأشرعة والصواري وأع‬
‫الصحيح‪« :‬كم تبدو السيريس جميلة فينور القمر‪ .‬ستكون جاهزة‬
‫؟ا»‪.‬‬
‫دلى م‬
‫قء ع‬
‫تيبًا‬
‫عر قر‬
‫أبحا‬
‫للإ‬
‫أومأ سبتيموس‪ :‬في غضون يومين»‪.‬‬
‫قالت سايارا‪« :‬سبتيموس‪ .‬لا أعرف كيف أشكرك‪ .‬أنا سعيدة‬
‫جداء كلماتمنيته صارحقيقة‪ .‬أتعرف‪ .‬اعتدت أن أحلم بالجلوس‬
‫ارا مرا ار قدي كرباالنار‪ -‬والآن ‪-‬‬ ‫جاح لمر‬

‫هأنذا‪« :‬هزت سايارا رأسها فى انبهار» وقريبًاء قريبًا جذاء سأرى‬


‫جوليوس»)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪006‬‬
‫أخد مسعوسن‪ :‬تنما عنيتاء كان ‪.‬يتس بالرعنن شق تلك‬
‫اللحظة‪« :‬آه» ساياراء فيما يخص جوليوسء أنا‪.)...‬‬
‫نادى الفتى الذتبى‪« :‬هيه‪ .‬أنتماء أتريدان أن تشاركا فى لعبة‬
‫زعيم القرية؟»‪.‬‬

‫على ضوء النار‪« :‬أنا أتذكر تلك اللعبة» كنت أحبها»‪.‬‬


‫رد سبتيموس‪« :‬أجل» سنلعب»‪ .‬سيعالج مسألة جوليوس في‬
‫الصباح‪.‬‬
‫لكن سبتيموس لم يكن هومن عالج مسالة جوليوس» بل كانت‬
‫جينا‪ .‬ففي وقت لاحق منتلك الليلة حين هدأت أصوات ارتطام‬
‫الأمواج» عاودت الطرق القديمة على الرمال الظهور ببطء» وقد‬
‫لمعت على نور القمر» وصار الفتى الذئبي زعيم القرية للمرة الثانية»‬

‫سمع سبتيموس جينا وهي تقول لسايارا‪« :‬لكني لست إزميرالدا‪..‬‬


‫حقيقة أنالست هي‪ .‬كان هذا منذ خمسمائة عامياسايارا»‪.‬‬
‫صار سبتيموس بجوار سايارا فى طرفة عين» سألته سايارا‪« :‬ما‬
‫الذي تقصده الأميرة؟»‪.‬‬
‫«إنها‪ -‬جينا ‪ -‬تقصد أن‪ ...‬إمممم‪ ...‬أواه ياسايارا‪ .‬أنا آسف جذاء‬
‫لكن ماتعنيهأنكظللت على هذه الجزيرة لمدة خمسمائة عام»‪.‬‬
‫بدت سايارا مبهوتة تمامًا‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫انعطافات‬

‫تعرحضتواذ‪.‬‬ ‫سد ت‬
‫لراالق‬
‫ليا‬
‫بلتيموس أن يشرح‪« :‬سا‬ ‫حساو‬
‫وأنت تعرفين أنه حين يتعرض أحد للاستحواذ لا يكون لديه شعور‬
‫قت الذييتمفي ‪-‬ه إذا كان‬
‫بمرور الزمن؛ إذ تتوقف حيااتهل حوتى‬
‫تفحكواذ)‪.‬‬
‫ماحظلوظااس‪-‬‬
‫«إذن‪...‬أنت تخبرنى أننا حين نعود للقلعة ستكون خمسمائة‬
‫عامقدمرتمنذأن كنت هناكآخرمرة؟»‪.‬‬
‫أوها شعيموسن‪:‬‬
‫وحول النار» ساد سكون يبعث على الخوف» حتى ميلوكان‬
‫هادنًا‪.‬‬
‫»‪.‬‬
‫است‪...‬‬
‫مليو‬
‫ال(إذن جو‬
‫«أجل»‪.‬‬
‫أظلقيع سايازا تنا طويلا يائشا وشقظت فؤق الزمال‪:‬‬
‫اد د جد د‬

‫حملوا سايارا إلى ظهر السيريس ووضعوها في إحدى‬


‫القمرات‪ .‬سهر سبتيموس عليها طوال الليل؛ لكنها لم تبد أي‬
‫حركة‪ .‬وحين بدأت السيريس في الإبحار نحو القلعة» ظلت سايارا‬
‫ممددة فاقدة للوعى فى القمرة» وبدت نحيفة للغاية وفاقدة للقوة‬
‫تحت الأغطية التيبدت وكأن لاأحدتحتها‪.‬‬
‫بعد مرور ثلاثة أيام» وصلت السيريس إلى رصيف التجار في‬
‫ازد» وعلت أصوات‬ ‫تنشا‬
‫عا ال‬
‫محنه‬
‫لء ل‬
‫اينا‬
‫الميناء‪ .‬عزفت فرقة الم‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪206‬‬

‫ثرثرة حماسية من الحشد المتجمع على الرصيف‪ .‬فلم يكن‬


‫وصول سفينة بمثل هذه الروعة إلى الميناء وهي تحمل تنينًا شيئًا‬
‫يحدث كل يوم» ولم يكن يحدث كل يوم بالطبع أن تأتيالساحرة‬
‫العظمى لاستقبال سفينة‪.‬‬
‫أثارت مارشا ضجة هائلة عند وصولهاء وأخذت التعليقات‬
‫تنطاير حول التحشد‪.‬‬
‫(إنهاتملك شهدا جلف الس كذلك ‪94‬‬
‫لهف‬
‫كأن‬
‫«انظروا إلى ذلك الحرير الذي يبطن عباءتهاء ليابد‬
‫ثروةً»‪.‬‬
‫الست متأكدة بشأن الحذاء» رغم ذلك»‪.‬‬
‫«أليست من معها هي تلك العرافة العجوز البيضاء من‬
‫المستنقعات؟)‪.‬‬
‫عرافة‬ ‫انهد‬
‫شأ‬‫تسيئ‬
‫ال‬ ‫أنل‬
‫فم‬‫لروا‪.‬‬
‫اتنظ‬
‫«ياه» تلناظرواء لا‬
‫وساحرة معا!)‪.‬‬
‫استمعت مارشا للتعليقات وتساءلت‪ :‬لم يظن الناس أن ارتداء‬
‫عباءة الساحرة العظمى جعلها صماء؟ ومن جانب عينهاء رأت‬
‫شخصًا مألوفا يتسكع عند مؤخرة الحشد‪.‬‬
‫قالت للعمة زيلدا‪« :‬أهذا من أظن أنههو؟»‪.‬‬
‫‪306‬‬ ‫انعطافات‬

‫كانت العمة زيلدا أقصر كثيرًا منمارشا ولم تكن لديها أدنى‬
‫فكرة عمن تحملق مارشا نحوه‪ .‬لكنها لمترد أن تعترف بذلك‬
‫فقالت‪« :‬ممكن»‪.‬‬

‫قالت مارشا‪« :‬مشكلتكن أيتها العرافات‪ .‬يا زيلداء أنكن لا‬


‫تقدمن أبدًا إجابة مباشرة لسؤال مباشر»‪.‬‬
‫قاطعتها العمة زيلدا‪« :‬ومشكلتكم أيهاالسحرة‪ .‬يامارشاء أنكن‬
‫تقمن بمثل ذلك التعميم الشامل»‪ .‬والآن اعذريني‪ .‬أريد أن أتقدم‬
‫للأمام‪ .‬أريد التأكد من أن الفتى الذئبي سالمًا بالفعل»‪.‬‬
‫اندفعت العمة زيلدا في طريقها خلال الحشد‪ .‬في حين سلكت‬
‫مارشا طريقها إلى الخلف‪ .‬وانقسم الحشد احترامًا ليوسع الطريق‬
‫للساحرة العظمى‪.‬‬
‫رآها سايمون هيب قادمة» لكنه ثبت فيمكانه‪ .‬لميكن هناك ما‬
‫سيدفعه للابتعاد عن رؤية لوسي وسؤالها إذا كانت لا تزال ترغب في‬
‫البقاهمعة‪.:‬و لاعد ماركا أودرست انكتمقدورها أن تذفعهلذللك‪.‬‬
‫قالت مارشا وهي تندفع نحوه‪« :‬سايمون هيب‪ .‬ما الذي تفعله‬
‫هنا؟)‪.‬‬
‫قال سايمون‪« :‬أناأنتظر لوسى» سمعت أنها على ظهر السفينة»)‪.‬‬
‫قالت مارشا‪« :‬هىبالفعل على ظهرها»‪.‬‬
‫لمع وجه ارون «حقًا؟)‪.‬‬
‫قالت مارشا‪« :‬لا جدوى من تسكعك هنا»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪406‬‬
‫قال سايمون بأدب ولكن بحسم‪« :‬آسف يا مارشاء لن‬
‫أغادر» ‪.‬‬
‫قالت مارشا‪« :‬ينبغي أآنمل ألا تفعل»‪ .‬ثم»ولدهشة سايمون‬
‫رلياد أتفنقدها»‪.‬‬
‫تنت‬
‫ة» فأ‬ ‫مجه‬
‫دن تت‬
‫قك أ‬
‫معلي‬
‫ل‪« :‬‬‫لسمت‬‫ابت‬
‫«أآش!كحرسئكا‪.‬ء‪.‬أنا‪...‬أجل» سأفعل)‪.‬‬
‫تابعت مارشا سايمون هيب وهو يختفى وسط الحشد‪.‬‬
‫ارتفع صوت من السفينة فجأة‪« :‬مارشا» كان ميلو قد التقط‬
‫العباءة الأرجوانية المميزة‪.‬‬
‫أنزل السلم الجانبي» وأفسح الحشد طريقًا لميلوء الذي ظهر‬
‫في صورة مثيرة للإعجاب‪ ,‬وقد تألق مرتديًا طاقمًا جديدًا منعباءة‬
‫حمراء قانية مرصعة بقدر وافر من الذهب‪ .‬وصل إلى مارشاء‬
‫وانحنى بشكل درامي وقبل يدهاء على خلفية صوت بعض‬
‫الهتافات وبعض التصفيق العشوائي من الحشد‪.‬‬
‫تابعت جينا من على ظهر السيريسء قالت‪« :‬ياه» إنه محرج‬
‫للغاية» لملايكون مثل الأشخاص العاديين فحسبء لم لايكون‬
‫فقط‪ ...‬حسنا؟)‪.‬‬
‫قال سبتيموس‪« :‬أتعرفين يا جينء ألّايكون ميلو بالشكل الذي‬
‫ترين أنه يجب أن يكون عليه؛ فإنهذالايعنى أنهليس جيدًا‪ .‬الأمر‬
‫‪1‬‬ ‫أنهجيدبطريقة تخصميلو»‪.‬‬
‫«أمممم»‪.‬‬ ‫مةل‪:‬‬
‫اقتنع‬
‫كرم‬
‫لي غي‬
‫اوه‬
‫باء‬
‫قالت جين‬
‫‪506‬‬ ‫انعطافات‬

‫كان ميلو يقوذ 'مارشا إلى السيزسن؟ «هيا'تعالي إلى طهر‬


‫السفينة‪ .‬لدي أثمن حمولة على الإطلاق لأريها لك»‪.‬‬
‫ردت مارشا‪« :‬أشكرك ياميلو» لقد رتبت لنقل الحمولة الثمينة‬
‫ظثل‬
‫ت حي‬
‫سحرة‬
‫مباشرة إلى الغرفة المحكمة الختم في برج الس‬
‫هناك إلى أجل غير مسمى‪ .‬السيد جيم نيسيكون مسئولا عنها»‪.‬‬
‫بداميلومصعوقاء تلجلج «ولء ولكن‪ .»...‬ظهر وميض أصفرء‬
‫وفرقعة ضعيفة» وتجسدت الهيئة المميزة لجيم ني‪ .‬انحنى لميلو‬
‫لم الجانبي للسيريس» حيث كاد أن يصطدم‬
‫سحو‬
‫لن‬‫ادوء‬
‫وسار به‬
‫بلوسي جرينج وهي تندفع نازلة وقد تطايرت ضفائرهاء كانت‬
‫تصيح‪« :‬سايمونء أواه يا ساي!»‬
‫د ادجداد‬

‫من خلف الحشد اندفعللأمام اثنان وصلا متأخرين‪.‬‬


‫قالت ساره لاهثة‪« :‬سايلاس‪.‬ء لم نصل متأخرين دائمًا؟! أواف‬
‫)‪.‬‬
‫!كوء‬
‫وو‪ .‬ن‬
‫كهاه‬
‫نر‪..‬‬
‫انظ‬
‫السلم الجانبي وهوينظر باحثًاعنأبويهوقد‬ ‫لوى‬
‫أفعنك‬
‫وق‬
‫صار جاهرًا أخيرًا للقائهما‪« :‬أمي‪ ,‬أبي» مرحبًا!»‪.‬‬
‫قالت سارة‪« :‬اه» هيا ياسايلاس» هيا»‪.‬‬
‫«(أواه‪...‬أواه ياسارة» يبدو أنهكبرللغاية»‪.‬‬
‫«إنه أكبر يا سايلاسء» أكبر كثيرًا جدَّاء إذا كنت تصدق ما‬
‫يقولون»‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪666‬‬

‫اختفى الهرج والمرج» وعلى جانب الرصيف وقف فأر يرفع‬


‫لافتة» تقول‪:‬‬

‫فثران!‬
‫هل سئمتم دوار البحر؟‬

‫هل مللتم البسكوت؟‬


‫هة؟‬
‫كوس‬
‫فمانس‬
‫لون‬
‫انهك‬
‫أم‬
‫تعالوا إلىالقلعة وصيروا فثرانًارسلا!‬
‫قدموا طلباتكم علىهذا النموذج‪ .‬واسألوا عن ستانلي‪.‬‬

‫وهذه المرة فقطء كان الفأر يقوم بعمل جيد‪.‬‬


‫تواريخ وأحداث‬

‫لبمفييناء بأنسفينة أشباح‬


‫ارع‬
‫يسري ال‬ ‫رء‬
‫آلخحين‬
‫ون ك‬
‫بي‬
‫طفرييقها للوصول‪ .‬كانالرعب بوجه عام على غير أساسء غير‬
‫أنه كانت هناك على الأقل مناسبة واحدة لم يكن الأمر كذلك‪.‬‬
‫سفينة الأشباح هي سفينة حقيقية يسكنها أشباح الطاقم كله‪.‬‬
‫ور البحرية ‪ -‬التي كانت على‬ ‫يحتى‬‫ليةط‪ -‬و‬
‫اماش‬
‫والركاب؛ وال‬
‫ظهرها فيلحظة أن صارت شبحية‪ .‬لاأحد يعرف ماإذا كانت هذه‬
‫سمون‬ ‫ر وه‬
‫ارون‬
‫ميظه‬‫يهم‬
‫الأشباح تفهم ما حدث لها أملاءلأن‬
‫حياتهم كالمعتاد‪ .‬ويبحرون بالسفينة بلا هدف عبر المحيطات‪.‬‬
‫منالنادرجدًّالسفينة أشباح أن ترسو علىميناء» لكنهناك قصة‬
‫ذات مصداقية عن سفينة منها وصلت إلى الميناء تحت جنح الليل‬
‫خلال عاصفة ثلجية منذقرابة خمسين عامًا مضت وغادرت مع‬
‫شروق الشمس‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪806‬‬

‫والسفينة تصبح سفينة أشباح بإحدى طريقتين‪:‬‬


‫قد ترسو سفينة عند إحدى جزر الأرواح عند غياب القمر‪.‬‬
‫وعند شروق الشمس تصبح سفينة أشباح‪ ..‬وكل ما على متنها‬
‫سيصبح أشباحًا‪.‬‬

‫أيضًا قد تواجه سفينة الأحياء سفينة أشباح في عُرض البحر‪.‬‬


‫وقد يبدو أن سفينة الأشباح تحتاج للمساعدة أو تبدو وقد جرفها‬
‫التيار‪ .‬سفينة الأحياء ستتقدم بجوار سفينة الأشباح لتقديم‬
‫المساعدة» وبمجرد أن تلمس سفيئةً الأحياء سفيئةٌالأشباح تصبح‬
‫‪ -‬هي وكل ما على متنها ‪ -‬شبحية‪.‬‬
‫كانت هناك حوادث لأقارب ملتاعين استأجروا سفينة كي‬
‫يلمحوا طيف أحبائهم الشبحيين عن بعد ويحاولوا التواصل‬
‫معهم‪ .‬ومن الطبيعي أن يكون استئجار سفينة لهذا الغرض أمرًا‬
‫صعبًا للغاية» إذ إن الربابنة صاروا مرتعا للخرافة‪ .‬لن يقبل أي ربان‬
‫من ربابنة الميناء مثل تلك المهمة منذ وقوع حادثة إيدوراء وهو‬
‫مركب صيد تم استئجاره لغرض مثل ذلكتمامًا‪ .‬فيواقع الأمر»‬
‫‪906‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫عثرت إيدورا على سفينة الأشباح التي كانت تبحث عنهاء لكنها‬
‫اندفعت إلى جوارها وصارت مثلها هي الأخرى‪.‬‬
‫إن عمبيتل‪ -‬وقد كانصبيًّافيالرابعة عشرة حينذاك ‪ -‬قداشتهر‬
‫بأنهصعد إلىظهر سفينة الأشباح فيتلكالليلة الثلجية في الميناء»‬
‫رغم أن والدته ظلت لسنوات ترفض تصديق ذلك‪ .‬وفي سنها‬
‫المتأخرة استأجرت سفينة للبحث عنابنها ولم تعدمطلقًا‪ .‬كانت‬
‫العائلة تؤمن دائمًا أنها وجدت سفينة الأشباح التي عليها ابنها‬
‫ظفزهترعلهىا‪.‬‬
‫وق‬

‫فيفترة ماءقادتيرتيوس فيوم؛ حين كان حيّاء جيش ملك قاصر‬


‫بالغ النزق لإمارة صغيرة تقع على حدود الصحراء غير المتناهية‪.‬‬
‫كان الملك يطمح إلىأن يصبح حاكمًا لمساحات أوسع كثيرًا من‬
‫الأرضء وهكذا شرعفيضمجيرانه‪ .‬وقدحققنجاححا ضئيلًاإلى‬
‫أن استعان بأحد المرتزقة وكان يحمل اسم تيرتيوس فيوم‪ .‬كان‬
‫تيرتيوس هاربًا من بلاده بعد حادثة بشعة صارت تعرف باسم‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪06‬‬
‫الخيانة الكبرىء وكان سعيدًا بفرصة يعيد بها اكتشاف نفسه‪ .‬كان‬
‫شابًا يحمل كاريزما خاصة يؤلف قصصًا يرغب الناس في‬
‫تصديقهاء وهكذا فعلوا في أغلب الأحيان‪ .‬أعطاه الملك قيادة‬
‫كامل جيشه ‪ -‬ليس الأمر مثيرًا للإعجاب كما يبدو ‪ -‬وصارت‬
‫حكايات تيرتيوس فيوم عن أنهكان أصغر جنرال في بلده على‬
‫المحك‪ .‬وبسبب مزيج من الحظ والمغامرة وحقيقة أن كلمنتقديه‬
‫تعرضوا «لحوادث» غامضة وبشعة‪ .‬اعتّبرتيرتيوس فيوم ناجحًا‪.‬‬
‫اأوللىممحناالجرنبين»‬
‫فايلتآلكثناء حدث أن قابل شرذمته ال‬
‫ويرجع الفضل إليهم في أنهنجح فيغزو أربع قلاع مجاورة‪ :‬دائمًا‬
‫نرفاق أسفل أسوارها أو استخدام أنفاق الإمداد‬
‫عن طاريلقأحف‬
‫القائمة‪ .‬صار يعرف بالمتسلل الليلي‪ .‬وتسببت فضيحة في جعله‬
‫يترك منصبه فجأة» وبعد عدة سنوات وصل إلى القلعة‪.‬‬

‫اللوسي جرينج‬

‫الكو لوس هذا محقيقة أنههنا لدها الآنترك اضس دار‬


‫أشرعة حمراء سمى باسمها‪ .‬فطوال المساء الأخير على الجزيرة»‬
‫‪116‬‬ ‫تواريخ وأحدات‬

‫استجمع جاكي شجاعته ليطلب شيئًا منلوسي‪ ,‬لكنه كان خائمًا‬


‫وحسب أنها قد تضحك وتطلق عليه‪ :‬مخ السمكة‪ .‬ولو لم يكن‬
‫ددث‬ ‫ح ق‬‫بيتلقدقدمله شراب الفاكهة الفوار؛ لماكان ذلك‬

‫كان شراب الفاكهة الفوار هو أكثر الأشياء الرائعة التي ذاقها‬


‫والكأس في يده» ذهب‬ ‫فىكلرهة‪.‬‬
‫بوح‬
‫طىلاق» وأ‬
‫جااكليإعل‬
‫ليبحث عن لوسيء التي كانت تجلس على حافة الماء تفكر في‬
‫سايمون هيب‪ .‬وعن قرب‪ .‬كانت المارودر مسحوبة في المياه‬
‫الضحلة؛ وقدثبتت مرساتها على الشاطئ‪ .‬أخذجاكي نفسًا عميقًا‬
‫واستجمع كلشجاعته ‪ -‬أكثرمماكانيحتاج إليهلزمنطويل جدًا‬
‫ه‪.‬‬
‫تفي‬
‫ابة‬
‫ي خط‬
‫حول‬
‫و‪-‬ألقى أط‬
‫االوسيء أنا أعرف أنكلنتأتي مُعي على قاربي» معأني أحب‬

‫ذلك كثيراء لذاأريد أن أطلق اسمك عليه‪ .‬إنهقاربي الآن ويمكنني‬


‫أن أطلق عليه الاسم الذي أحبه؛ لذاعليك أن تسكبي هذا الشراب‬
‫الفوار عليه وتقولي‪« :‬أسمي هذه السفينة‪ :‬اللوسي جرينج)‪..‬‬
‫موافقة؟)‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪26‬‬
‫«أواهء ياجاكي» أعيت الكلمات لوسي‪.‬‬
‫قال جاكي‪ :‬قربنا ساطلقٌ عليه لوسي فقط اختصارًا‪ .‬إنه اسم‬
‫لطيف يا لوسي»‬

‫الربان فراي والأخوان كرو‬

‫حين عاد ميلو وطاقمه إلى السيريس ‪-‬وهم مدججون‬


‫بالسلاح‪ -‬وجدوا الربان فراي والأخوين كرو ليسوا في وضع‬
‫يسمح لهم بالمقاومة‪ .‬كانثلاثتهم فاقدين للوعي في الصالونء إذ‬
‫عثروا على مخزون شراب الروم وأسرفوا افليشراب‪ .‬أقمااملاه‬
‫ته هناء ويمكن التماس‬ ‫دمكن‬ ‫الا ي‬
‫عف‬ ‫حلواعلنة الص‬
‫إالون‬ ‫مي‬
‫العذر لهفحسب على أساس أن ميلو كانقدمربيوم عصيب‪ .‬تم‬
‫حبس فراي والأخوين كروفي عنبر الشحن ماعدللوممانء لكل‬
‫واحدء وتم إخراجهم حين وصلوا إلىالميناء‪ .‬همالآن فيسجن‬
‫ظيار المحاكمة‪.‬‬‫تف‬ ‫الامين‬
‫ناء»‬
‫ر»تشيعراح‪ ..‬لقد صار الآن‬
‫بأناباء‬
‫فراي ال‬ ‫كي‬
‫جناسمع‬
‫حي‬
‫حرًا بالفعل‪.‬‬
‫‪316‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫ميرين ميريديث‬
‫(المعروف بدانيال هنتر)‬

‫قضى ميرين ليلتين طويلتين محبوسًا خلف الجدار الخشبي‪.‬‬


‫وبعد أن أدرك أنهمحبوس من الخارجء أكل كامل مخزونه من‬
‫الحلوى‪ .‬شعر عندئذ بالغئيان وبدأفيالنحيب‪ .‬سمعته سارة هيب»‬
‫لكنها ظنت أنهاأشباح الأميرة الصغيرة التي كانت جينا قد حكت‬
‫لها عنهم‪ .‬وبعد فترة راح ميرين في النوم؛ إلى أن استيقظ في‬
‫منتصف الليل وبدأ في الصراخ مرة أخرى‪ .‬أرسلت سارة سايلاس‬
‫للأسفل ليتحقق من الأمرء لكن فيمنتصف الطريق على السلم»‬
‫فسكاريلاس في شيء أفضلء فعاد إلى السرير مخبرًا سارة أنها‪:‬‬
‫«قطط»‪ .‬سقط ميرين في النوم يائسّاء ونام طوال تلك الليلة وأغلب‬
‫النهار التالي‪ .‬بعدذلك قضىالليلة التاليةأيضًافيالصياحء وانتابت‬
‫سارة هيب كوابيس مروعة عن القطط‪.‬‬
‫اليوم التالي» وهو يمرر يديه‬ ‫انء‬
‫سم‬‫مأخر‬
‫مت‬ ‫ت‬
‫ونقفي‬
‫وكا‬
‫على اللوحات ويعد العقد في الخشب‪ .‬أن عثرت أصابع ميرين‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪46‬‬

‫عه أو يراه أحد‪.‬‬


‫سبأمبأن‬
‫ييع‬
‫ودون أن‬ ‫ب‪.‬‬
‫اتح‬
‫بض ف‬
‫لقب‬
‫اى م‬
‫عل‬
‫اندفع إلى غرفته في العلية» حيث التهم مخزون الطوارئ من‬
‫العرقسوس ودببة الموز وذهب في النوم مرة أخرى‪.‬‬
‫في اليوم التالي كانميرين راغبًا فيتجاهل دار المخطوطات‬
‫تمامّاء لكنه حينها فكرفيما هو أفضل‪ .‬كان يحب زي الكتبة ‪ -‬كان‬
‫يشعره بالأهمية ‪ -‬وإلى جانب ذلك‪ .‬كانيحتاج إلىالأجر ليشتري‬
‫امزليدعرمنقسوس‪.‬‬
‫ال‬
‫لميكدميرين يصدق حظه العثرفي الاصطدام بالعمة زيلداء‬
‫لكنه ظن أنهعالج الأمر على نحو جيدللغاية‪ .‬كانقد انطلق بثقة‬
‫إلى دار المخطوطات متوقعًا أن يتلقى الترحيب بعودته‪ .‬ليجد أن‬
‫جيلي دجين لم تعد تلك الشخصية اللينة التي كانت‪ .‬فقد أمطرته‬
‫بالأسئلة عننوعمن المفاتيح» والذي كان صحيححاء أنهخبأه» لكن‬
‫لميكن خطأه حقًاوهولميرما الذي دار حوله الاتفاق الكبير‪ .‬كان‬
‫قدفعلذلك فقط؛ لأنشبح القباءأخبره أن اليوميومالمزاح بدار‬
‫المخطوطات (وهو تقليد قديم)» وأن أحدث كاتب عليه أن يخبئ‬
‫شينًا ويرى كممنالوقت سيستغرق العثور عليه‪ .‬وكان الشبح على‬
‫سابليملساعدة ‏ قد أخبره بشفرة خزانة المفتاح واقترح مكانًا‬
‫‪6‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫للإخفاء‪ ..‬غرفة قديمة مخفية تحت ألواح الأرضية‬


‫المفكوكة أسفل منضدة المكتب الأمامي‪ .‬لميبد أن جيلي دجين‬
‫ماديلرهاين‬
‫اىق‪ ..‬ولا حتى بعد أن أع‬ ‫طةلعل‬
‫إمزح‬
‫لال‬‫اهم‬
‫تف‬
‫المفتاح‪.‬‬
‫لميكن ميرين يرى أن ذلك عدل على الإطلاق حين أخبرته‬

‫جيلي دجين أنه سيتولى نوبة حراسة الباب خارج القباء إلى أن يتم‬

‫لرؤيته‪ .‬وهو حتى لم تعجبه كذلك طريقة سخرية الكتبة حين وصل‬
‫إلىدار المخطوطات‪ .‬قضى ميرين الأسابيع القليلة التاليةيرتجف‬
‫في البرد خارج القباء ويلف الخاتم ذا الوجهين في إبهامه‪ .‬وهو‬

‫المتغالي‪:‬‬

‫كرة الضوء‬

‫كانت كرة ضوء ميار واحدة من عجائب الدنيا القديمة‪.‬‬

‫طاقته غير‬ ‫وكان مصدر‬ ‫باردًا حين يتم لمسه‪.‬‬ ‫كان الضوء‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪616‬‬
‫بالأرض سلسلة من الأضواء‪ .‬ترشد البحارة إلى طريقهم‪ .‬كما‬

‫الذين‬ ‫الضوء‬ ‫حراس‬ ‫سلالة‬ ‫ميار من‬ ‫وينحدر‬ ‫الأسطورة‪.‬‬ ‫تقول‬

‫كانوا بدورهم ينحدرون من حراس البحار الغامضين‪ .‬وليس‬


‫معروفًا أين دخلت القطط داخل شجرة العائلة‪.‬‬

‫أضواء جزر الحورية‬

‫حراس‬ ‫نيةاقهدا‬
‫بحور‬
‫كانت المنارات الأربع حول جزر ال‬
‫البحار باعتبارها جزءًا منبرنامج لحماية البحارة مماكان يطلق‬
‫عليه حينها‪« :‬الأرواح المزعجة»‪ .‬وضعت في كل منها كرة ضوء‪.‬‬
‫ها‪.‬‬ ‫تراس‬
‫يلح‬
‫عانامن ا‬
‫لينراثن‬‫وع‬
‫الأرواح‪.‬‬ ‫ها‬
‫نجزر‬
‫كال‬
‫سمن‬
‫تثير‬
‫افليأزمنة القديمة» كان الك‬
‫وكانت الغالبية العظمى من الأرواح مزعجة‪ .‬لاتقوم سوى بإثارة‬
‫العاصفة المؤقتة علىسبيل التسلية» لكنبعضهاء مثلالحورية»‬
‫كانت شريرة وكانت تقضي الوقت في استدراج السفن إلى مصيرها‬
‫المحتوم‪ ,‬أو البحارة إلى الإصابة بالجنون على جزرهم‪ .‬كانت‬
‫الحورية استثنائية في أنها جمعت بين قوة أغنية الإغواء المدمرة‬
‫‪7760‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫وبين كونها روحًا مستحوذة» وهكذا وضعت أربع منارات حول‬

‫مجموعة الجزر لتحديد نطاق أغنية الحورية» والذي بعده لميكن‬


‫التحرك آمنًا‪.‬‬
‫كانت المنارات ذات تأثير بالغ» وقد كرهتها الحورية‪ .‬وعلى مر‬
‫السنين كانت تدبر لإزالة الأضواء من ثلاثة منهاء إلى جانب‬
‫حراسها‪ .‬كانت الحورية روحًا خادعة وكان لديها الكثير من‬
‫فيوم‬ ‫يوس‬
‫رتلكن‬
‫يدة»‬
‫تساع‬
‫الم‬ ‫أنرأوواح‬
‫لوعي‬
‫امتط‬
‫الأشباح ال‬
‫كان الوحيد الذي نجح في استغلال الحورية لمصلحته‪.‬‬

‫ندوق‬
‫الجيش الافليصفي‬
‫كان بعض التجار قدقضوا حياتهم باحثين عن الصندوق الذي‬
‫والذي عرفوا أنهقديتطلب ثمنافلكيًا‪.‬‬ ‫نشء‬
‫ج جي‬
‫اويلعلى‬
‫يحت‬
‫وعبر القرون» بيع عدد ضخم من الصناديق القديمة المنبعجة التي‬
‫تحتوي على كل أنواع القمامة ‪ -‬بمافيذلك الأنابيب الرصاصية‬
‫ار‬
‫جظم‬
‫تمع‬
‫لعد‬
‫ام ي‬
‫الفارغة ‪ -‬لتجار سذج مقابل أسعار باهظة‪ .‬ول‬
‫يصدقون أن الصندوق موجود‪.‬ء وكان الذين واصلوا البحث يُنظر‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪816‬‬

‫إليهم على أنهم مغفلون في أحسن الأحوال ومختلون في أسوثها‪.‬‬


‫كان يعتبر منقبيل القضية الخاسرة أنهإذا انطلق أحد في رحلة‬
‫تعوزها الحكمة كان عادة مايقال إنههوأو هيكانوا يبحثون عن‬
‫جيشن الجن ‪:‬‬
‫إن ميلوء بالطبع» واحدًا منهؤلاء الذين كانوامقتنعين بوجوده‪.‬‬
‫وبعد زواجه من الملكة سيريس صماهرووسًا بإمداد القلعة التي‬
‫لا قوافر لها الحزاشة يسفقن» لكدن‪ .‬الحشن ذاتمنا كلت‬
‫الكثير للحفاظ عليه» ولم يكن ميلو راغبًا فيأن يدفع أكثر مما‬
‫يجب‪::‬ولا كذلك» ‪:‬وهو نايجن أن يقال» الملكة سيريس ‪ .‬كان‬
‫الجيش الذي في الصندوق يناسب الميزانية تمامًا ‪ -‬لا يحتاج إلى‬
‫صيانة» لا مشكلات إقامة» ولافواتير طعام ضخمة‪.‬؛ ولا مشكللات‬

‫في الشوارع من حامية تشعر بالضجر‪ .‬وهكذا وبعد زواجه مباشرة»‬


‫انطلق ميلوفيرحلته الأولى للبحث عن الصندوقء مقتنصًا الكثير‬
‫املنمشاريع المربحة فيطريقه‪.‬‬
‫ماكانميلو ليعرف أن تيرتيوس فيوم كان يتعقب الصندوق‬
‫لتهق إللىعة‬
‫اعاد‬
‫وكان يحاول إيجاد طريقة لإ‬ ‫قسبلنعودةات‪.‬‬
‫رحهققدته الطريقة الضبابية التي‬
‫أشب‬
‫لاستخدامه الخاص‪ .‬كان ال‬
‫‪96‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫تدوزنهناالقلعة أمووهاء‪:‬واكان مشمدا بوحه خاطن مرخ حققة أن‬


‫هناك الآن انق تزولن متضيي الشائحرة العظمن» كان تبرتيوسن‬
‫فيوم يعرف أن بمقدوره أن يسوس الأمور بشكل أفضلء لكنه‬
‫يحتاج لقوة تدعمه‪ .‬ومن ناحيته أيضّاء اعتبر جيش الجن حلا‬
‫مثالًا‪.‬‬
‫ومن خلال مصدر المعلومات السري الشبحي» اكتشف‬
‫سأتنغل ذلك‬
‫فقيرر‬ ‫وق‬
‫دعن‬
‫نحث‬
‫صو يب‬
‫لميل‬
‫ام أن‬
‫تيرتيوس فيو‬
‫لمصلحته‪ .‬ولمينقض وقت طويل حتى بلع ميلو الطعم‪ .‬فهولم‬
‫يقم بشراء الصندوق مقابل أموال أكثر مما كان تيرتيوس فيوم‬
‫يصدق فحسبء بل إنهأيضًا وفر وسيلة النقل‪ .‬لميتبقى سوى‬
‫بعض الترتيبات مع الحورية حتى تؤتي حبكة تيرتيوس فيوم‬
‫ثمارها‪ .‬أي اتفاق بمقتضاه‪ .‬في مقابل الوصول إلى النفق‬
‫الجليديء وافق تيرتيوس فيوم عإلزىالة آخرضوء متبق‪ ..‬وهو ما‬
‫كان ينوي القيام بهفيكل الأحوال‪ .‬كان الأمر» كماكان تيرتيوس‬
‫فيومقدتفاخر بهأمامالربان فراي العاجز عن الفهم‪« :‬موقف يحقق‬
‫المكسب للجميع» أو هكذا ظن‪.‬‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪026‬‬

‫سايارا سايارا‬

‫إن موقف الشاهدة الرافضة الذي كانت عليه سايارا من الاتفاق‬


‫ة‪..‬‬
‫يريق‬
‫لاحعلرى ط‬
‫اعه‬
‫وض‬ ‫ي‬
‫ليةذهو‬
‫احور‬
‫بتيينرتيوس فيوم وال‬
‫لكنه كان طريقًا طويلا ومحفوقًا بالمخاطر‪ .‬حملت سايارا إلى‬
‫الميناء على ظهر السيريس وهي فاقدة للوعي تمامًا‪ .‬وبعد أيام‬
‫قليلة» وضعت في الغرفة الهادئة بعيادة برج السحرة؛ التي كان‬
‫يشغلها من قبل إيفانيا جريب وهيلدا جارد (صارا الآن متعافيين‬
‫بذا ركان لتقلهها إلى الباحة ‪:‬يانلي والقيادة) ‪:‬كان يتيوس‬
‫يزورها كل يوم ويخبرها بما فعله في ذلك اليوم» لكن سايارا‬
‫واصلت النوم‪ ...‬بلاانقطاع‪...‬بلا انقطاع‪.‬‬

‫ميار وميرانو القط‬

‫كان ميار وميرانو آخر أفراد عاتلة القط‪ .‬التى كانت المنارات‬

‫بهم)‪ .‬إن مزيجًا من العزلة» وغياب القادمين» والخطط المتنوعة‬


‫‪126‬‬ ‫تواريخ وأحدات‬

‫للحورية قد أودى بعائلة القط وأوصلها إلى حافة الانقراض‪ .‬كان‬


‫ميرانو بالفعل قدتعرض للقتل علىيدالأخوين كروء إذ دفعه كرو‬
‫النحيف خارج نافذة غرفة الأسرّة‪ .‬ارتد ميرانو من الصخور‬
‫بالأسفل وغطس دون أثر‪ .‬واستقل ميار الأنبوب الأحمر ليبحث‬
‫عنهلكنه لميجد شيئًا‪ .‬كانت التيارات القوية التي تدور حول قاعدة‬
‫المنارة قد حملت جسد ميرانو إلى خندق على بعد عدة أميال في‬
‫المياه العميقة‪.‬‬

‫كان لجيم نيكثير من الأسماء على مدى فترات وجوده أو‬


‫وجودها‪ .‬ولميكن «جيم ني» أسوأ هذه الأسماء؛ بلكان الأفضل‬
‫على الإطلاق‪.‬‬
‫تعددت الأوقات التي تساءلت فيها الزوجة الرابعة لتاجر‬
‫القرار السليم بأن تصبح جنية»‬ ‫خدذت‬
‫انتت ق‬
‫السلاحف ما إذا كا‬
‫لكن حين تذكرت تاجر السلاحف‪ .‬اكتشفت أنها كانت على‬
‫صواب‪ .‬ربما كان تنظيف مخلفات الجياد في إسطبلات الملك‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪226‬‬
‫أوجياس هو أسوأ الأشياءء أما أفضلها فكان أن عملت خادمة‬
‫لأميرة جميلة في قصر على السهول الجليدية الشرقية» إلى أن‬
‫اختفت بطريقة غامضة‪ .‬لايزال جيم نييفتقدها ويتساءل أينتراها‬
‫ذهبيت‪.‬‬

‫للاقمنفيينة الذهبية‬
‫اأح‬
‫أما كمراهته الجنية فقدكان زمن ال‬
‫الضيقة‪ ..‬ملللايمكن وصفه مم زوج برغبة لاتحتمل في التمدد‪.‬‬
‫ولكن بمجرد أن خرجت الجنية إلى العالم» نسي زمن الأحلام‬
‫وبدأت الحياةمرةأخرى‪ .‬كانجيم نييعرف أنهمنالمبكر جدًا‬
‫الجديدة» لكنه كان يعرف شيئًا واحدًا‪ ..‬فحتى‬ ‫ته‬
‫الى‬
‫يع‬‫ححكم‬
‫ال‬
‫الآنء لمتكن حياة مملة‪.‬‬

‫زعيم القرية‪ :‬اللعبة‬

‫خومسة‬
‫يمكن لهذه اللعبة يألنعبها لاعبان أثلواثة أروبعة أ‬
‫لاعبين‪ .‬إذا لعبت على الرمال يمكن أن يزيد عدد اللاعبين بأي‬
‫قدرء لكنه يجب أن يكون عددًا زوجيًا‪ .‬عليك فقط أن تزيد من عدد‬
‫تيك‪.‬‬
‫يف‬‫راخ‬
‫قأكو‬
‫ال‬
‫‪326‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫تؤدى اللعبة في مجموعة من الجولات‪ .‬ويمكنك أن تقرر‬


‫مسبقًا عدد الجولات التيستلعبهاء وفيهذه الحالة يكونالفائز‬
‫هو الشخص صاحب أكبر عدد من الأكواخ» أو يمكنك أن تلعب‬
‫إلى أن يفوز أحدهم بالأكواخ كلها‪.‬‬
‫ىد)‪.‬‬
‫قنصبح‬
‫أعبي‬
‫العادي (ستة لا‬ ‫جم‬
‫لةحمن‬
‫اارا‬
‫بالنسبة لمب‬
‫إلى‪ :‬ثمانية وأربعين حصوة‪ .‬أو حبة فول»‬ ‫جية‬
‫اف‬‫حكون‬
‫ست‬
‫أو قوقعة متماثلة الحجمء ورمال مبللة‪ .‬يمكنك إماأن تلعب على‬
‫الرمال التي غادرها المد أو أن تبللها باستخدام قزم الماء‪ .‬مثلما‬
‫فعلبيت ‪.‬ل‬
‫استخدم قبضتك لتصنع خطين متوازيين في الرمال بهما ستة‬
‫منخفضات» واهذلهأهكيواخ‪ .‬وكلمجموعة أكواخيطلقعليها‬
‫‪.‬‬
‫خكل‬
‫كقعوفي‬
‫القرية‪ .‬ضععائلة منأربع حصوات ‪ /‬حبات‪ /‬قوا‬
‫خصص مجموعة متساوية من الأكواخ لكل لاعب‪.‬‬
‫مكونة‬ ‫عة‬‫موكل‬
‫جات‪.‬‬
‫محصو‬
‫لةإهموساك بال‬
‫العب‬
‫وهدف ال‬
‫من أربع حصوات ستعطيك كوحًا فيالمرحلة التالية‪.‬‬
‫كيف تسير اللعبة؟‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪426‬‬
‫تبدأ الحركات من اليمين للشمال» عكس عقارب الساعة‪ .‬تقوم‬
‫اللاعبة الأولى بالتقاط كل الحصى من واحد من أكواخهاء وتتحرك‬
‫عكس اتجاه عقارب الساعة» وتسقطها واحدة واحدة في كل كوخ‬
‫تلو الآخر‪ .‬إذا سقطت الحصوة الأخيرة في كوخ به حصوات‬
‫بالفعل» يواصل اللاعب التحرك بالتقاط كل الحصوات في الكوخ‬
‫الأخير ويستمر في إسقاطها واحدة بعد الأخرى حول القرية‪ .‬في‬
‫ريفية»‬
‫قوات‬
‫للحص‬
‫انا‬
‫بداية المباراةه حيث تكون هناك الكثير م‬
‫يمكن أن تستمر الحركة بهذه الطريقة للعديد من الأشواط‪.‬‬

‫إذا أصبح أي كوخ به أربع حصوات في أثناء اللعب» يزيل‬


‫الشخص الذي يملك الكوخ الحصوات ويحتفظ بها‪ .‬ويكون‬
‫الاستثناء من ذلك في حالة أن تكون الحركة الأخيرة للاعب‬
‫ستصنع كوحًا منأربع حصواتء فتلك الحصوات الأربع تصبح‬
‫عب‪.‬‬
‫الكا‬
‫لم‬‫لدئذ‬
‫عن‬
‫تستمر المباراة مع أخذ كل لاعب تلو الآخر دورًا‪ .‬ويجب أن‬
‫يبدأ كل اللاعبين دورهم من كوخهم الخاص‪ .‬وإذا لميكن هناك‬
‫فقدوا دورهم وعليهم أن ينتظروا حتى يلف‬ ‫هم‬
‫وخفي‬
‫كوات‬
‫حص‬
‫عليهم الدور مرة أخرى‪.‬‬
‫‪526‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬

‫فقط على اللوح‪ .‬يصير‬ ‫وحين يصبح هناك ثماني حصوات‬

‫اللعب أبطأ كثيرًا‪ .‬ويكون الفائز بالكوخ التالي الذي به أربع‬


‫حصوات فائرًا بالثماني حصوات كلهاء وهكذا يكون الكوخ‬
‫الأخير مكسبًا مضاعمًا‪ .‬عند ذلك يعد كل لاعب حصواته فى‬
‫خرى ليرى كم‬
‫الأكواخ ذات الأربع حصوات حول القرية مأرة‬
‫عدد الأكواخ التيكسبها‪ .‬إذا لميكن لديك أي حصوات تخرج‬
‫من اللعبة‪ .‬وتبدأ الجولة التالية من المباراة بالأكواخ الجديدة‪.‬‬
‫وكلما زاد عدد الأكواخ التييملكها اللاعبء‪ .‬كان أسهل عليه أن‬
‫يكسب المزيد منها‪ .‬إنها حياة شاقة‪.‬‬

‫ستائلن‬

‫كان ستانلي في سرور بالغ لتلقيه رسالة شخصية منالأميرة»‬


‫معأن منسلمها كانرسولًا يرتدي قبعة صفراء غايةفيالغرابة»‬
‫والذي أمل ألايكون الزي الجديد للقصر‪.‬‬
‫لترسالة كما يلى‪:‬‬
‫كاان‬
‫طىئع‬
‫شنةاإل‬
‫لسفي‬
‫مان ال‬
‫سبتيموس هيب‪ :‬الحورية‬ ‫‪626‬‬
‫إلى‪ :‬ستانلى» رئيس خدمة الفتران الرسل‪ /‬خدمة فتران‬
‫البريد» برج مراقبة البوابة الشرقية» القلعة‬
‫من‪ :‬الأميرة جينا هيبعلى ظهر مركب السيريس‬
‫ناصلرسالة‪:‬‬

‫نحيطك علما بوصول شحنة من الفثران‬


‫ادلسيريس على رصيف التجار‪.‬‬
‫ينتظرأن ترغا‬
‫ي!‬
‫ليا‬
‫ئفك‬
‫اتصر‬
‫تحت‬
‫سها ت‬
‫إن‬
‫ظل ستانلي يدور حول نفسه وهو في حالة من السعادة لعدة‬
‫نناعات مكيها بالوقنالة‪ .:‬كان لا ندال فديفًا للكائلة'الملكة‪:‬‬
‫للحظة قصيرة تمنى أن يخبر زوجته السابقة داوني عنهاء وبعد ذلك‬
‫أنن داوني» فهي تخصه وحلده‪ .‬في‬ ‫شس م‬
‫استجمع أمره‪ .‬إنه لي‬
‫الواقع» كمافكرءلميعد هذا صحيحًحا تمامّاء فلديهالآنأربعةفثئران‬
‫أيتامليفكرفيهم‪.‬‬
‫اتجه ستانلي إلى سلة صغيرة في الركن» حيث كان ينام أربعة‬
‫مخلوقات ذات فراء بني وذيل وردي صغير‪ .‬كان قد وجدهم الليلة‬
‫الماضية فقط‪ .‬لكنه شعر بالفعل أنه يعرفهم طوال حياته‪ .‬كان‬
‫سيدني هو الفأر الهادئ؛ وليديا الصغيرة ذات الغطيط؛ وفيث‬
‫‪726‬‬ ‫تواريخ وأحداث‬
‫الضخمة الواثقة؛ وإدوارد الصاخب السخيف نوعًا ما‪ .‬أحبهم‬
‫جميعًا أكثرمائة مرةمماكان يحب داوني يومًا‪.‬‬
‫تردد في الذهابء‪ .‬لكن في ظل معرفته أنه يجب أن يذهب»‬
‫وسضتعانلي وعاءكبيرًا من اللبن وبعض بقاياالثريد بجوار السلة‪.‬‬
‫قال لهم‪« :‬كونوا مهذبين» سأعود سريعًا» ومشى برفق إلى الباب‬
‫وغادر جحر الفئران وأغلقه وانطلق إلى الميناء في خطوات وائبة‬

‫عا‬ ‫وم‬

‫انضم إلى مكتبة اضغط اللينك‬

‫‪50‬م_خ‪/‬رع‪].‬‬
‫مجح‬ ‫ينتمي الغا‬
‫اق‬ ‫فن بسبتيموس علي خزييرةساحرةأجسا ‪:‬ل وهياواحلة”‬
‫ا‬
‫ظ للسب إلو‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫؛‬ ‫ج‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ع‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫؛‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ط‬ ‫س‬ ‫جرد سيع و‬ ‫‪7‬‬
‫خانمب جينا وبيكل ويحبط بأكزيرة ببعضى الأشيياء الشريصةة سن ا ا ‪0‬‬ ‫‪:‬‬

‫كا‬ ‫شوهاء كاب‬ ‫دت‬ ‫تدعى سايراء ومنالة على حيئ‬


‫فهققطه‬
‫مقدوره أن ‪0‬‬ ‫فمل يلورن‬ ‫لسبتيموس‬

‫بض‬ ‫بن‬
‫ن الالسب اللنين ه ف‬
‫اي رك‬ ‫يما أمام لوسي وا‬ ‫تتساعد لعب‬

‫‪2‬لة‪٠ 0-‬‏ وتنك مامسيوال والد جيناء الذي يقوم بنقل صندوزق ناا‬
‫الوعا‬
‫في عنبر سفينت‬

‫‪ 02‬يل‬
‫تك التواصل يع الولف اعلبمروقع اللأدعروني أخاص ببها على الرابط العالي‪:‬‬
‫‪0‬امء‪.‬م قع ‪5‬ك نام أأم ع‪/ .5‬باناينا‬

‫للا <‬

You might also like