You are on page 1of 16

‫أطر هيئة التدريس‬

‫مسلك التعليم األولي واالبتدائي‬


‫تخص مزدوج‬
‫فوج ‪2024‬‬ ‫الفرع اإلقليمي بالجديدة‬

‫دعم التكوين األساس ‪3‬‬


‫التربية اإلسالمية‬

‫من إنجاز األساتذة المتدربين‬

‫إيمان بن خيتي‬

‫هدى الزعيمي‬

‫إبراهيم منوال‬

‫كوثر خليفي‬
‫تحت إشراف‬
‫مريم هردلة‬ ‫ذ‪ :‬صنيبي‬
‫سورة العلق‬

‫توثيق سورة العلق ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سورة العلق سورة مكية وهي أأول سورة نزلت على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في السنة ‪ 13‬قبل الهجرة عدد‬
‫آياتها ‪ 19‬أية ترتيبها في المصحف ‪ 96‬في الجزء ‪ 30‬بدأت بفعل أمر و توجد بها سجدة تالوة في أخرها وقد سميت‬
‫بهذا االسم شأنها كشأن الكثير من السور التي سميت بمطلع آياتها نسبة إلى العلقة وهي قطعة من دم غليظ جامد وهي‬
‫طور من أطوار تكون الجنين وتخصيص الذكر بالعلق إشارة إلى هذه المعجزة الربانية في خلق اإلنسان من شيء ال‬
‫يكاد يذكر وعلى أطوار متتابعة إلى أن أصبح إنسانا في أحسن تقويم ‪.‬‬
‫يمكن تقسيم سورة العلق من حيث النزول إلى مرحلتين ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪:‬‬
‫َأْل‬ ‫ْأ‬ ‫ْأ‬
‫اآليات من ‪ 1‬إلى ‪( 5‬اْق َر ِباْس ِم َر ِّب َك اَّلِذي َخ َلَق * َخ َلَق اِإْلنَس اَن ِمْن َع َلٍق * اْق َر َو َر ُّب َك ا ْك َر م* اَّلِذي َع َّلَم ِباْل َقَلم* َع َّلَم‬
‫اِإْلنَس اَن َم ا َلْم َي ْع َلْم ) وسبب نزولها أَّن ها كانت بداية الوحي السماوي ونزول جبريل ‪-‬عليه السالم‪ -‬وتلقي الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم ألّو ل كالم هللا ‪-‬تعالى‪.‬‬
‫ْأ‬
‫فعن عائشة أّم المؤمنين ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬حَّت ى جاَء ُه الَح ُّق وهو في غاِر ِحراٍء ‪َ ،‬ف جاَء ُه الَم َلُك فقاَل ‪ :‬اْق َر ‪ ،‬قاَل ‪:‬‬
‫ما أنا بقاِر ٍئ‪ ،‬قاَل ‪ :‬فأَخ َذ ِني َف َغ َّط ِني حَّت ى َب َلَغ ِم ِّن ي الَج ْهَد ُثَّم أْر َس َلِني‪ ،‬فقاَل ‪ :‬اْق َر ْأ‪ُ ،‬قلُت ‪ :‬ما أنا بقاِر ٍئ‪ ،‬فأَخ َذ ِني َف َغ َّط ِني‬
‫الَّث اِنَي َة حَّت ى َب َلَغ ِم ِّن ي الَج ْهَد ُثَّم أْر َس َلِني‪ ،‬فقاَل ‪ :‬اْق َر ْأ‪َ ،‬ف ُقلُت ‪ :‬ما أنا بقا ٍئ‪ ،‬فأَخ َذ ِني َف َغ َّط ِني الَّث اِلَث َة ُثَّم أْر َس َلِني‪ ،‬فقاَل ‪{ :‬اْق َر ْأ‬
‫ِر‬
‫باْس ِم َر ِّب َك الذي َخ َلَق * َخ َلَق اإلْن ساَن ِمن َع َلٍق * اْق َر ْأ وَر ُّب َك األْك َر ُم)‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪:‬‬
‫اآليات من ‪ 6‬إلى أخر السورة (َك اَّل ِإَّن اِإْلنَس اَن َلَي ْط َغ ى َأن َّر آُه اْس َتْغ َن ى ِإَّن ِإَلى َر ِّب َك الُّر ْج َع ى‪ )...‬فقد نزلت هذه اآليات‬
‫في أبي جهل الذي نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن الصالة حيث قال لئن رأيت محمدا يصلي ألطأن رقبته فقد‬
‫روي عن ابن عباس بأنه قال‪( :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم ُيصّلي فجاَء أبو جهٍل فقال ألم أنهَك عن هذا‪ ،‬أَلْم أنهَك‬
‫عن هذا‪ ،‬ألم أنهَك عن هذا‪ ،‬فانصرَف النبي صلى هللا عليه وسلم فزبرُه‪ ،‬فقال أبو جهٍل إّن َك لتعلُم ما بها ناٍد أكثَر مّني‬
‫فأنزَل ُهللا تبارَك وتعالى‪َ :‬ف ْلَي ْد ُع َن اِدَي ُه َس َنْد ُع الَّز َب اِنَي ة‪ ،‬قال ابن عباٍس وهللا لو دعا ناديِه ألخذتُه زبانيُة ِهللا)‪.‬‬

‫شرح الكلمات والعبارات ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المعنى‬ ‫الكلمة أو العبارة‬
‫ِقْط َع ِة َد ٍم َغِليٍظ‬ ‫َع َلٍق‬
‫ال يدانيه كريم في كرمه‬ ‫األكرم‬
‫َح ًّقا‬ ‫َك اَّل‬
‫َلَي َت َج اُو ُز الَح َّد ِفي الِعْص َي اِن َو الِكْب ِر‬ ‫َلَي ْط َغ ى‬
‫ِبَس َبِب َأْن َر َأى َن ْف َس ُه ُمْس َت ِغ نًيا ِبَماِلِه‬ ‫َأْن َّر آُه اْس َتْغ َن ى‬
‫الُّر ُجوَع ‪َ ،‬و الَمِص يَر‬ ‫الُّر ْج َع ى‬
‫أال تعجب‬ ‫أرأيت‬
‫َأْع َر َض َع ِن اِإليَم اِن‬ ‫َو َت َو َّلى‬
‫ْط‬ ‫َأ ًذ‬
‫َلَن اُخ َذ ْن ُه ْخ ا َع ِنيًفا َفَن َر ُحُه ِفي الَّن اِر‬ ‫َن ْس َفًعا‬
‫ِبُم َقَّد ِم َر اِس ِه‬ ‫ِبالَّن اِص َيِة‬
‫آِثَم ٍة‪.‬‬ ‫َخ اِط َئ ٍة‬
‫َف ْلُيْح ِض ْر َو ْلُيَن اِد‬ ‫َف ْلَي ْد ُع‬
‫َأْه َل َم ْج ِلِس ِه ِمْن َقْو ِمِه َو َعِش يَر ِتِه‬ ‫ناِدَي ه‬
‫َم اَل ِئَك َة الَع َذ اِب‬ ‫الَّز َب اِنَي َة‬
‫َلْي َس اَألْمُر َع َلى َم ا َي ُظ ُّن َأُبو َج ْه ٍل‬ ‫َك اَّل‬
‫اْد ُن ِم ْن ي ِبالَّط اَعِة‬ ‫َو اْق َت ِر ْب‬

‫شرح اآليات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المعنى‬ ‫اآلية‬ ‫رقم اآلية‬


‫اقرأ ‪ -‬أيها الرسول ‪ -‬ما يوحيه هللا إليك؛ مفتتًح ا باسم ربك‬ ‫ٱۡق َر ۡأ ِباۡس ِم َر ِّب َك ٱَّلِذي َخ َلَق‬ ‫‪1‬‬
‫الذي خلق جميع الخالئق‬
‫خلق اإلنسان من قطعة دم متجمدة بعد أن كانت نطفة‪.‬‬ ‫َخ َلَق ٱِإۡلنَٰس َن ِم ۡن َع َلٍق‬ ‫‪2‬‬

‫ۡأ‬
‫اقرأ ‪ -‬أيها الرسول ‪ -‬ما يوحيه هللا إليك‪ ،‬وربك األكرم‬ ‫ٱۡق َر َو َر ُّب َك ٱَأۡلۡك َر ُم‬ ‫‪3‬‬
‫الذي ال يداني كرمه كريم‪ ،‬فهو كثير الجود واإلحسان‬
‫الذي عّلم الخط والكتابة بالقلم‬ ‫َّل ۡل‬ ‫َّل‬
‫ٱ ِذي َع َم ِبٱ َقَلِم‬ ‫‪4‬‬
‫علم اإلنسان ما لم يكن يعلمه‬ ‫َع َّلَم ٱِإۡلنَٰس َن َم ا َلۡم َي ۡع َلۡم‬ ‫‪5‬‬
‫حًّقا إن اإلنسان الفاجر مثل أبي جهل ليتجاوز الحّد في‬ ‫َك ٓاَّل ِإَّن ٱ نَٰس َن َلَي ۡط َغ ٰٓى‬ ‫‪6‬‬
‫ِإۡل‬
‫تعّد ي حدود هللا‬
‫ألجل أن رآه استغنى بما لديه من الجاه والمال‬ ‫َأن رآه ٱۡس َت ۡغ َن ٰٓى‬ ‫‪7‬‬
‫إّن إلى ربك ‪ -‬أيها اإلنسان ‪ -‬الرجوع يوم القيامة فيجازي‬ ‫ِإَّن ِإَلٰى َر ِّب َك ٱلُّر ۡج َع ٰٓى‬ ‫‪8‬‬
‫كاًّل بما يستحقه‬
‫أرأيت أعجب من أمر أبي جهل الذي ينهى‬ ‫َأَر آۡي َت ٱَّلِذي َي ۡن َه ٰى‬ ‫‪9‬‬
‫عبدنا محمًد ا صلى هللا عليه وسلم إذا صَّلى عند الكعبة‬ ‫َع ۡب ًد ا ِإَذ ا َص َّلٰٓى‬ ‫‪10‬‬
‫أرأيت إن كان هذا المنهي على هدى وبصيرة من ربه‬ ‫َأَر آۡي َت ِإن َك اَن َع َلى ٱۡل ُهَد ٰٓى‬ ‫‪11‬‬
‫أو كان يأمر الناس بتقوى هللا بامتثال أوامره واجتناب‬ ‫َأۡو َأَمَر ِبٱلَّت ۡق َو ٰٓى‬ ‫‪12‬‬
‫نواهيه‪َ ،‬أُيْن هى من كان هذا شأنه‬
‫أرأيت إن كّذ ب هذا الناهي بما جاء به الرسول‪ ،‬وأعرض‬ ‫َأَر آۡي َت ِإن َك َّذ َب َو َت َو َّلٰٓى‬ ‫‪13‬‬
‫عنه‪ ،‬أال يخشى هللا‬
‫ألم يعلم ناهي هذا العبد عن الصالة أّن هللا يرى ما يصنع‪،‬‬ ‫َأَلۡم َي ۡع َلم ِبَأَّن ٱَهَّلل َيَر ٰى‬ ‫‪14‬‬
‫ال يخفى عليه منه شيء‬
‫ليس األمر كما تصور هذا الجاهل‪ ،‬لئن لم يكّف عن أذاه‬ ‫َك اَّل َلِئن َّلۡم َي نَت ِه َلَنۡس َفَۢع ا ِبٱلَّن اِص َيِة‬ ‫‪15‬‬
‫لعبدنا وتكذيبه له‪ ،‬لنأخذّن ه مجذوًبا إلى النار بمقدم رأسه‬
‫بعنف‬
‫صاحب تلك الناصية كاذب في القول‪ ،‬خاطئ في الفعل‬ ‫َن اِص َيٖة َك ٰا ِذَب ٍة َخ اِط َئ ٖة‬ ‫‪16‬‬
‫فليدع ‪-‬حين يؤخذ بمقدم رأسه إلى النار‪ -‬أصحابه وأهل‬ ‫َف ۡل َي ۡد ُع َن اِدَي ُه‬ ‫‪17‬‬
‫مجلسه؛ يستعين بهم لينقذوه من العذاب‬
‫سندعو نحن َخ َز نة جهنم من المالئكة الغالظ الذين ال‬ ‫َس َن ۡد ُع ٱلَّز َب اِنَي َة‬ ‫‪18‬‬
‫يعصون هللا ما أمرهم‪ ،‬ويفعلون ما يؤمرون‪ ،‬فلينظر أي‬
‫الفريقين أقوى وأقدر‬
‫ليس األمر كما توهم هذا الظالم أن يصل إليك بسوء‪ ،‬فال‬ ‫َك اَّل اَل ُتِط ۡع ُه َو ٱۡس ُج ۤۡد َو ٱۡق َت ِر ب‬ ‫‪19‬‬
‫تطعه في أمر وال نهي‪ ،‬واسجد هلل‪ ،‬واقترب منه‬
‫بالطاعات‪ ،‬فإنها تقّر ب إليه‪.‬‬

‫تقسيم اآليات حسب المعنى ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القسم األول من اآلية ‪ 1‬إلى اآلية ‪: 5‬‬

‫يتحدث هذا القسم عن أول خطاب للنبي صلى اهلل عليه وسلم وفيه دعوة إلى القراءة والكتابة والعلم مفتتحا باسم‬
‫اهلل الذي خلق الخالئق ومتبركا به ألن اهلل عز وجل أكرم األكرمين وال يدانيه كريم في كرمه كما تشير هذه‬
‫اليات إلى قدرته سبحانه وتعالى في خلق اإلنسان وبيان وبيان جوده عليه بنعمة القراءة والكتابة‪.‬‬
‫القسم الثاني من اآلية ‪ 6‬إلى اآلية ‪: 19‬‬
‫يؤكد هللا عز وجل على أن اإلنسان الفاجر يتجاوز حدود هللا لكن الكل سيفنى ويبعث ويحاسب وقد نزلت هذه اآليات في‬
‫حق أبي جهل الذي كان ينهى النبي صلى هللا عليه وسلم حيث توعده هللا عز وجل بالعذاب وسواد الوجه ووصفه‬
‫بالكذب والخطيئة وأمر رسوله الكريم بأن ال يطيع أبي جهل وال يكترث له ويستمر في العبادة والطاعة‪.‬‬

‫المعنى اإلجمالي لسورة العلق ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫في هذه السورة التي هي أول م نزل من القران الكريم يأمر سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى هللا عليه وسلم بالقراءة‬
‫وإن كان أميا ذالك أن هللا تعالى الذي خلق اإلنسان من ضعف وتكرم عليه بالعقل والمعرفة قادر على أن يعلم رسوله ما‬
‫لم يعلم غير أن اإلنسان من طبيعته الطغيان حين يرى نفسه غنيا ذا جاه وسلطان لكن فليعلم اإلنسان أن مرده إلى خالقه‬
‫وأنه سيعاقب كل من يحول بين الرسول ودعوته‪.‬‬

‫مقاصد سورة العلق ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الدعوة إلى القراءة والتعلم فبهما يصل اإلنسان غلى معرفة هللا والطاعة والعبادة الحقة ‪.‬‬
‫بدأت السورة باألمر بالقراءة وانتهت باألمر بالسجود وفي ذلك بيان لطريقة التواصل مع هللا‪.‬‬
‫قد ينحرف اإلنسان ويستكبر على خالقه وينسى أنه راجع لربه ليحاسبه‪.‬‬
‫من طغى ولم يكتفي بضالل نفسه ووقف في وجه أهل الطاعة ليصدهم عن العبادة فقد توعد اله تعالى بسوء‬
‫العاقبة‪.‬‬
‫توجيه اإلنسان المؤمن إلى الثبات على الطاعة ‪.‬‬

‫القيم المستفادة من سورة العلق ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القراءة‬
‫ذكر هللا تعالى‬
‫تعظيم هللا عز وجل‬
‫استحضار مراقبة هللا‬
‫التواضع‬
‫الخشية من هللا‬
‫طاعة هللا‬
‫التقرب من هللا‬

‫سورة العصر‬

‫توثيق السورة‪:‬‬
‫مكية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫آياتها‪3‬‬ ‫‪‬‬
‫ترتيبها بالمصحف ‪103‬‬ ‫‪‬‬
‫نزلت بعد سورة الشرح‬ ‫‪‬‬
‫الجزء (‪ )30‬ـ الحزب ( ‪ )60‬ـ الربع ( ‪)8‬‬ ‫‪‬‬
‫سبب تسميتها‪:‬يرجع سبب تسمية سورة العصر بذلك ‪ ،‬البتدائها بالقسم ﴿َو الَع صِر ﴾ [العصر‪.]1 :‬‬ ‫‪‬‬
‫والعصر‪ :‬هو الدهر (الزمان) ‪ ،‬والذي واقع الحياة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سبب نزولها‪:‬لم يرد في كتب التفسير والكتب التي ُت عنى بذكر أسباب نزول السور القرآنّية سبب نزول سورة العصر ‪ ،‬فهي من‬ ‫‪‬‬
‫السور التي ليس لها سبب نزول‪ ،‬أّي لم تحدث حادثة أو واقعة معّينة وكان نزول سورة العصر عِقبها أو بسببها‪ ،‬فهذه السورة نزلت‬
‫من غير سبب‪ ،‬ومعظم مقصود السورة هو الترغيب بالعمل الصالح و بيان أّن ه هو الذي ينفع العبد في اآلخرة‪.‬‬
‫شرح الكلمات والعبارات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪َ ‬و ٱۡل َع ۡص ِر ‪( :‬قسٌم) بالّدهر أو عصر الّن بّو ة‬
‫ِإَّن ٱِإۡلنَٰس َن َلِفي ُخۡس ٍر ‪ :‬جنْــس اإلنسان (َج َو اب القسم) في ُخ ْس ران وُن ـقصان وَه لَــكة‬ ‫‪‬‬
‫اًل‬ ‫ِّل‬
‫‪ِ ‬باْلَح ِّق ‪ِ :‬بالَخ ْي ِر ُك ِه‪ :‬اْع ِتَقاًد ا‪َ ،‬و َعَم ‪.‬‬
‫َأ‬
‫ِبالَّصْب ِر ‪َ :‬ع َلى الَّط اَع ِة‪َ ،‬و َع ِن الَم ْع ِص َي ِة‪َ ،‬و َع َلى ْق َد اِر ِهللا الُمْؤ ِلَم ِة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مضامين آيات سورة العصر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫سورُة العصر سورٌة قصيرٌة‪ ،‬وهي من إحدى ثالِث أقصر سوٍر في القرآن الكريم‪ ,‬لكَّن رغم قصِر ها واشتمالها على ثالِث‬ ‫‪‬‬
‫آياٍت فقط؛ فإ ها عظيم ج ا في المعاني والكلماِت والدالالِت العميقِة التي ورَد ت فيها‪.‬فَقد بدأ هللا فيها بقسٍم عظيم أقسَم فيه‬ ‫ًّد‬ ‫ٌة‬ ‫َّن‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بالَع صر وهو الدهُر على خسارِة اإلنسان وضياِع ه في هذه الدنيا بسبِب كفِر ه وُبعِده عن سبيِل اإليمان‬
‫الواضِح البِّي ِن واِّت باعه سُبل الهوى والزيِغ والضالل‪ ،‬لكَّن هللا تعالى استثنى من هذه القاعدِة المؤمنيَن الذين يثابرون على‬
‫األعمال الصالحة الحسنة‪ ،‬والذين يوِص ي بعضهم بعًض ا بالصبِر والثبات على الحِّق ؛‬

‫لذلك تعُّد سورة العصر قاعدًة عاَّمة شاملة تؤكُد لنا أَّن ه ال نجاة ألِّي إنسان كان إال باتباِع منهِج هللا تعالى الذي بَّينتُه هذه السورُة‬ ‫‪‬‬
‫الكريمة‪.‬‬
‫المعنى اإلجمالي للسورة‪ :‬بّينت السورة شقاء غير المؤمنين باهلل في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وفالح المؤمنين الطائعين هلل العابدين له الصابرين‬ ‫‪‬‬
‫المّت بعين طريق الحق‪.‬‬
‫مقاصد سورة العصر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تبين السورة أن اإلنسان يجب ان يدرك الخسارة الكبيرة التي تالزمه كل حياته ألن كل وقت يضيع بغير خير هو خسارة‬ ‫‪‬‬
‫والوقت الذي يضيع بمعصية هو أعظم خسارة ألنه محسوب عليك وكان األولى بك أن تقضيه بطاعة هللا‪..‬‬
‫‪ُ ‬تثبت أّن أهل الشرك ومن سار على نهجهم مّمن بلغهم اإلسالم ولم يتبعوا هديه‪ ،‬أو من المسلمين العصاة خاسرون خسراًن ا‬
‫شديًد ا‪.‬‬
‫‪ُ ‬ت ثبت نجاة وفوز أهل اإليمان والعمل الصالح والداعين للحق والداعين للصبر‪ُ .‬تبّينأهمية الصبر والتواصي به‪.‬‬
‫القيم المستفادة من السورة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫االستغالل األمثل للوقت‪ :‬يجب على المسلمين أن يكونوا حريصين على استغالل وقتهم بشكل أفضل مما يمكن‪ .‬يجب أن‬ ‫‪‬‬
‫يستخدموا الوقت بحكمة في أعمال الخير والعبادة والتعلم وخدمة المجتمع‪.‬‬
‫اإليمان بما أمر هللا به ‪ ،‬وال يكون اإليمان بدون العلم ؛ فهو فرع عنه وال يتم إال به ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل الصالح ‪ :‬وهذا شامل ألفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق هللا وحقوق عباده الواجبة والمستحبة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التواصي بالحق الذي هو اإليمان والعمل الصالح أي ‪ :‬يوصي بعضهم بعضًا بذلك ‪ ،‬ويحُّث ه عليه ‪ ،‬ويرِّغ به فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التواصي بالصبر على طاعة هللا ‪ ،‬وعن معصية هللا ‪ ،‬وعلى أقدار هللا المؤلمة‬ ‫‪‬‬
‫سورة القدر‬

‫سورة القدر‬
‫نوعها‪ :‬مكية‬
‫عدد أياتها‪5:‬ايات‬
‫سبب تسمية سورة القدر بهذا االسم‪:‬‬
‫ُسميت هذه السورة ب(القدر)؛ على أول آية منها‪ ،‬وقيل‪ :‬إّن سبب تسميتها بالقدر لما لها من قدر عظيم وشرف كبير في‬
‫القرآن‪ ،‬كقوله‪َ ﴿ :‬و َم ا َق َدُروْا َهّللا َح َّق َقْد ِر ِه ﴾‪.‬‬
‫سبب نزول سورة القدر‪:‬‬
‫ورد في سبب نزول ليلة القدر قول عن مجاهد "وهو حديث مرسل" مفاده أّن رجًال من بني إسرائيل لبس السالح في‬
‫سبيل هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ألف سنة‪ ،‬فتعّج ب المسلمون من ذلك العمل‪ ،‬فأنزل هللا ‪-‬تعالى‪ -‬السورة الكريمة‪ ،‬فنزل القول بأّن العبادة‬
‫في ليلة القدر وفي ليلة واحدة مباركة خير من األلف شهر الذي لبس فيه الرجل السالح في سبيل هللا ‪-‬تعالى‬
‫شرح المعاني‬
‫إَّن ٓا َأنَز ۡل َٰن ُه ِفي َلۡي َلِة ٱۡل َقۡد ِر ‪:‬‬
‫َأنَز ْلَن اُه‪َ :‬أْن َز ْلَن ا الَقْر آَن ُجْم َلًة َو اِحَد ًة ِمَن الَّلْو ِح الَم ْح ُفوِظ ِإَلى َبْيِت الِع َّز ِة ِفي الَّس َم اِء الُّد ْن َي ا‪.‬‬
‫َلْي َلِة اْل َقْد ِر ‪َ :‬لْي َلِة الَّش َر ِف ‪َ ،‬و الَع َظ َم ِة‪َ ،‬و ِك َت اِب الَم َقاِدير‬
‫َٰٓل‬
‫َتَن َّز ُل ٱۡل َم ِئَك ُة َو ٱلُّر وُح ِفيَه ا ِبِإۡذ ِن َر ِّب ِه م ِّمن ُك ِّل َأۡم ٖر ‪:‬‬
‫َو الُّر وُح‪ِ :‬ج ْب ِر يُل ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫َأْم ٍر ‪َ :‬قَض اٍء َق َّد َر ُه ُهللا ِفي ِتْلَك الَّس َن ة‬
‫َس َٰل ٌم ِهَي َح َّت ٰى َم ۡط َلِع ٱۡل َفۡج ِر ‪:‬‬
‫َس اَل ٌم‪َ :‬أْم ٌن ‪َ ،‬و َس اَل َم ٌة ‪َ ،‬و َت ْس ِليٌم ِمَن الَم اَل ِئَك ة‬
‫ُتقِّس م سورة القدر إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫اآليات األولى (‪ :)3-1‬تصف السماء والتشريق‪ ،‬والكون بشكل عام‪ ،‬وُتعلن أهمية الليلة المباركة‪.‬‬
‫اآليات الوسطى (‪ُ :)5-4‬توضح قدرية تلك الليلة‪ ،‬وعظمتها‪ ،‬وتأثيرها على األمور‪.‬‬
‫اآلية األخيرة (‪ُ :)6‬ت خبر بأن الليلة هي خير من ألف شهر‪ ،‬وتبِّين عظمة قدرها وفضلها‬
‫المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫سورة القدر تتحدث عن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر‪ ،‬وتعلن عظمتها وقدرتها‪ ،‬وتحث على االجتهاد في الطاعة‬
‫في تلك الليلة المباركة‪ .‬السورة تذكرنا بأهمية اإليمان بالقدر وبأن كل شيء يحدث بقضاء هللا وقدره‪ .‬كما ُتشجعنا على‬
‫التواضع والخضوع ألمر هللا‪ ،‬وعلى البحث عن ليلة القدر واالجتهاد في الطاعة فيها‪.‬‬
‫مقاصد سورة القدر‪:‬‬
‫التنويه بشأن القرآن‪ ،‬واإلعالء من قدره‪ ،‬والرد على من زعم أنه أساطير األولين‪ ،‬وبيان فضل الليلة التي نزل فيها‪،‬‬
‫وحّث المسلمين على إحيائها بالعبادة والطاعة هلل رب العالمين‬
‫من القيم المستفادة من سورة القدر‪:‬‬
‫‪-‬اإليمان بالقدر‬
‫‪-‬االجتهاد في الطاعة‬
‫‪-‬التواضع والتذكير بعظمة هللا‬
‫‪-‬البحث عن ليلة القدر‬

‫سورة الليل‬

‫توثيق السورة‬
‫السورة‪ :‬مكية‬
‫نوع‬ ‫‪‬‬
‫عدد آياتها‪ :‬إحدى وعشرون أية (‪)21‬‬ ‫‪‬‬
‫رقمها ‪ 92‬وجاءت بعد سورة الشمس وقبل سورة الضحى‬ ‫‪‬‬
‫سبب التسمية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يعود سبب تسمية سورة الليل بهذا االسم إلى ورود لفظ الليل في مطلعها‪ ،‬في اآلية األولى منها‪ ،‬بقوله تعالى‪َ{ :‬و الَّلْيِل ِإَذ ا‬
‫َيْغ َش ى}‪ ،‬وهو شأن الكثير من سور القرآن الكريم التي تسمى باللفظ الذي يرد فيها‪.‬‬

‫سبب النزول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫روي أن هذه اآليات نزلت في أبي بكر الصديق رضي هللا عنه‪ ،‬وقد كان من أمره أن بالل بن رباح كان عبدا لعبد هللا بن‬
‫جدعان وعندما دخل إلى اإلسالم‪ ،‬كان سيده يعذبه‪ ،‬ويخرجه إلى الرمضاء في حر الظهيرة‪ ،‬ويضع الحجر على بطنه‪،‬‬
‫ويقول له ‪ :‬ال تزال كذلك حتى تموت أو تكفر بمحمد‪ ،‬فال يزيد بالل على أن يقول ‪ :‬أحد أحد‪ ،‬وكان رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يمر به وهو يعذب فيقول له ‪ (:‬ينجيك أحد أحد )‪ ،‬ثم أخبر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أبا بكر رضي هللا عنه‬
‫بما يلقى بالل في هللا‪ ،‬فاشتراه أبو بكر وأعتقه‪ ،‬فقال المشركون ‪ :‬ما فعل ذلك أبو بكر إال ليد كانت لبالل عنده‪ ،‬فنزل قوله‬
‫تعالى ‪ :‬وسيجّنبها األتقى‪ ...‬إلى آخر السورة‪.‬‬

‫شرح الكلمات والعبارات‬

‫¦‪ʙʻʴ Žʯƃ‬‬ ‫¦‪ŗʸƄؒƃ‬‬ ‫¦‪ŗǻƓ‬‬

‫‪)ϡγϗ( ϪΗϣϠυΑ˯ Ύ‬‬


‫‪ϳηϷ΍ϲρϐ˵ϳ‬‬ ‫‪ϰηϐϳ‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪΢ο ϭϭ‬‬
‫‪˴ Ϫ΋ϭο‬‬
‫‪˸ ΑέϬυ‬‬ ‫‪ϰ˷˰ϠΟΗ‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪˶Η˰Χ˸ ϣϟϡ˸ϛϠ˰ϣ‬‬
‫‪)ϡγϘϟ΍Ώ΍ϭΟ( ˯ ΍ίΟϟ΍ϲϓϑ Ϡ‬‬ ‫˴‪˴ϋ‬‬ ‫‪ϰ˰˷˰Ηηϟϡϛϳόγ‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ϡϼγϹ΍ϲϫϭ ϰ˰ϧγ˸ Σ˵ ϟ΍Δ˰˷˰Ϡϣ‬‬


‫‪˶ϟΎ‬‬
‫‪Α‬‬ ‫‪ϰϧγΣϟΎ‬‬
‫˴‪Αϕ˷Ωλ‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪Ϫ˰˵˰΋˰˷˰ϳϬ˰˵˰ϧϭ ϪϘ˰˷ϓ‬‬
‫‪ϭ˰˵˰ϧ˰γ˴ ˰ϓ‬‬ ‫‪ϩέγ˷ ˰˴ϳ˰˵˰ϧγϓ 7‬‬

‫‪Δ˴Σ΍έ˷ϟ΍ϭ έγ˸ ˵ϳϟ΍ϰϟ· Δϳ˷Ω΅˴ϣϟ΍ΔϠ˰λ Χ˴ Ϡϟ‬‬ ‫‪ϯ έγ ˵ϳϠϟ 7‬‬

‫مضمون اآليات‬
‫¦‪ʙʻʴ Žʯƃ‬‬ ‫¦‪ŗʸ Ƅؒƃ‬‬ ‫¦‪ŗǻƓ‬‬

‫‪ΓΩ‬‬
‫‪˷ηϟ΍‬‬
‫‪ϭ έγ‬‬
‫‪˸ ˵όϟ΍ϰϟ· ΔϳΩ‬‬
‫‪΅ϣ‬‬‫‪ϟ΍ΔϠ‬‬
‫‪λ ΧϠ‬‬
‫‪ϟ‬‬ ‫‪ϯ έγ‬‬
‫‪˸ ˵όϠ‬‬
‫‪ϟ‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪Ϫϧϋ Ώ΍‬‬ ‫‪˸˴ϳ Ύ‬‬


‫‪Ϋόϟ΍ϊ ϓ‬‬
‫‪Ω‬‬ ‫‪ϣ‬‬ ‫‪˸˰˵ϳ Ύ‬‬
‫‪ϰϧϐ‬‬ ‫‪ϣ 11‬‬

‫‪έΎ‬‬
‫‪˰˷˰ϧϟ΍ϲϓρ˰˴˰Ϙ‬‬
‫‪˰γ‬‬
‫΃‪˴ ϭ‬‬ ‫‪˴ ˴˰Ϡ‬‬
‫˰‪˸ . ϙ‬‬ ‫˴‬
‫‪˰ϫ‬‬ ‫‪ϯΩ‬‬
‫‪˷έΗ‬‬
‫˴‬ ‫‪11‬‬

‫‪ϪϘ‬‬
‫‪ϳέρ ϥΎ‬‬
‫‪ϳΑϭ΃˷ϖΣϟ΍ϰϠ‬‬
‫‪ϋ ΔϟϻΩ‬‬
‫‪˷ϟ΍‬‬ ‫‪ϯΩ‬‬
‫‪ϬϠ‬‬‫‪ϟΎ‬‬
‫‪ϧϳϠ‬‬ ‫˷‬
‫·‪ϋ ϥ‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪˷ϗϭΗ‬‬
‫‪Ω‬‬ ‫‪Η‬‬‫‪ϭ Ώ˷ϬϠ‬‬
‫‪Η‬‬‫‪Η‬‬ ‫‪ϰυϠ‬‬
‫‪˰˴˰Η΍‬‬
‫‪έΎ‬‬
‫‪˱ϧ‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪Ύ‬‬
‫˴‪ϫέ‬‬
‫‪˷Σ ϲγΎ‬‬
‫‪Ϙ‬‬‫‪˵ϳ ϻϭ΃Ύ‬‬
‫‪ϬϠ‬‬‫‪Χ˸Ω‬‬
‫‪˴ϳ ϻ‬‬ ‫‪Ύ‬‬
‫‪ϫϼ˸λ ϳ ϻ‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Ύ‬‬
‫‪Ϭϧϋ Ω‬‬
‫‪˵˴όΑ‬‬
‫‪˸˰˵ϳ˰γ‬‬
‫˴‬ ‫‪Ύ‬‬ ‫‪˰˷ϧ˰˴Ο˰˵ϳ˰γ‬‬
‫‪Ϭ˵Α‬‬ ‫˴‬ ‫‪17‬‬

‫˴‪ΏϭϧΫϟ΍‬‬
‫‪ϥϣϪΑέ˷Ϭρ˰Η‬‬
‫‪ϳ‬‬ ‫‪ϰ˷ϛί Η‬‬
‫‪ϳ‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪Ϫϧϋ ௌ‬‬‫‪ϲο έ ϖϳΩ‬‬


‫‪λ‬‬‫‪˷ ϟ΍ϲϓΕϟί ϧˬ΄˰˴ϓ‬‬
‫‪Ύ‬‬‫‪ϛΗ‬‬ ‫‪ϯ ί ˰˸Ο˰˵˰Η 19‬‬
‫«والليل إدا يغشى»‪َ :‬أْقَس َم هللا ِبٌالَليًل الِذ ي ُيَغ ِط ي ُك ِل َش يٍء ِبُظْلَم ِتِه‪.‬‬
‫«والنهار إدا تجلى"‪ :‬يقسم هللا تعالى مرة أخرى بالنهار الذي يظهر بزوال الليل وعتمته‬
‫وبظهور شمس النهار يتجلى كل الكون‬
‫«وما خلق الذكر واألنثى"‪ :‬وتكرر القسم هنى بالصنفين الذي منهما يتكون الكون «الذكر واألنثى»‬
‫«إن سعيكم لشتى»‪ِ :‬إَن عملكم لمختلف عمل الخير وعمل الشر‪.‬‬
‫«وصدق بالحسنى»‪ :‬وآمن باهلل ورسوله وعمل صالحا‪.‬‬
‫«فسنيسره لليسرى»‪ :‬نوفقه لما فيه سعادته في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫«وأما من بخل واستغنى»‪ :‬من كفر باهلل ورسوله فجزائه جهنم‪.‬‬
‫وكذب بالحسنى»‪ :‬أعرض عن دين هللا وكفر برسوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫«فستيسره للعسرى»‪ :‬سنتخلى عنه فيكون مصيره النار‪.‬‬
‫«وما يغني عنه ماله إذا تردى»‪ :‬لن ينفع الكافر ماله إذا أدخل النار‪.‬‬
‫«إن علينا للهدى»‪ :‬إن هللا يبين لإلنسان طريق الخير وطريق الشر‪.‬‬
‫«فأنذركم نارا تلظى»‪ :‬فإن هللا يحذر اإلنسان من نار جهنم المشتعلة‪.‬‬
‫«ال يصالها إلبا األشقى الذي كذب وتولى»‪ :‬ال يدخلها إلى الشقي الكافر‪.‬‬
‫«وسيتجنبها األتقى»‪ :‬وسيجنبها المؤمن الذي يخاف هللا‬
‫«وما ألحد عنده من نعمة تجزى»‪ :‬إن المؤمن ينفق ماله في سبيل هللا الت يرد به جميال‪.‬‬

‫تقسيم اآليات حسب المعنى‬ ‫‪‬‬

‫تتحدث السورة عن سعي اإلنسان وعمله وكفاحه في الحياة‪ ،‬ثم تتحدث عن نهايته إما إلى النعيم أو إلى الجحيم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قال تعالى‪َ( :‬و الَّلْيِل ِإَذ ا َيْغ َش ى {‪َ }1‬و الَّنَهاِر ِإَذ ا َتَج َّلى {‪َ }2‬و َم ا َخ َلَق الَّذ َك َر َو اُأْلنَثى {‪ِ }3‬إَّن َس ْع َيُك ْم َلَش َّتى‪{ .‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ }4‬ابتدأت بالقسم بالليل إذا غشي الخالئق‪ ،‬وبالنهار إذا أنار الوجود‪ ،‬وبالخالق العظيم للذكر واألنثى‪ ،‬أن عمل‬
‫الخالئق مختلف‪ ،‬وطريقهم متباين‬
‫وّضحت سبيل السعادة وسبيل الشقاء‪ ،‬وبّينت طريق طالب النجاة وبّينت أوصاف األبرار والفجار وأهل الجنة‬ ‫‪‬‬
‫وأهل النار‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬فَأَّم ا َم ن َأْع َطى َو اَّتَقى {‪َ }5‬و َص َّد َق ِباْلُحْسَنى {‪َ }6‬فَس ُنَيِّسُر ُه ِلْلُيْس َر ى {‪َ }7‬و َأَّم ا َم ن َبِخ َل‬
‫َو اْسَتْغ َنى {‪َ }8‬و َك َّذ َب ِباْلُحْسَنى {‪َ }9‬فَس ُنَيِّسُر ُه ِلْلُعْس َر ى‬
‫قال تعالى‪َ( :‬و َم ا ُيْغ ِني َع ْنُه َم اُلُه ِإَذ ا َتَر َّد ى {‪ِ }11‬إَّن َع َلْيَنا َلْلُهَدى {‪َ }12‬و ِإَّن َلَنا َلآْل ِخ َر َة َو اُأْلوَلى {‪ }13‬نّبهت‬ ‫‪‬‬
‫العتزاز الناس بأموالهم وثرواتهم وهي ال تنفعهم شيئا يوم القيامة وذّك رتهم بالحكمة من توضيح طريق الخير‬
‫والشر‪.‬‬
‫قال تعالى‪َ( :‬فَأنَذ ْر ُتُك ْم َنارًا َتَلَّظى {‪ }14‬اَل َيْص اَل َها ِإاَّل اَأْلْش َقى {‪ }15‬اَّلِذ ي َك َّذ َب َو َتَو َّلى {‪ ،)}16‬حّذ رت أهل مكة‬ ‫‪‬‬
‫من عقاب هللا وانتقامه من المكذبين بآياته ورسوله وأنذرتهم من النار وعذابها‪.‬‬
‫قال تعالى‪َ( :‬و َس ُيَج َّنُبَها اَأْلْتَقى {‪ }17‬اَّلِذ ي ُيْؤ ِتي َم اَلُه َيَتَز َّك ى {‪َ }18‬و َم ا َأِلَح ٍد ِع نَد ُه ِم ن ِّنْع َم ٍة ُتْج َز ى {‪ِ }19‬إاَّل‬ ‫‪‬‬
‫اْبِتَغاء َو ْج ِه َر ِّبِه اَأْلْع َلى {‪َ }20‬و َلَس ْو َف َيْر َض ى ({‪ }21‬ختمت بذكر نموذج المؤمن الصالح الذي ينفق في وجوه‬
‫الخير ليزكي نفسه ويصونها من عقاب هللا‪ ،‬وضربت مثال بأبي بكر رضي هللا عنه حين اشترى بالًال وأعتقه في‬
‫سبيل هللا‪.‬‬
‫المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫الناس في الدنيا فريقان‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فريق يهيئه هللا للخصلة اليسرى‪ ،‬وهم الذين أعطوا األموال لمن يستحقها وصدقوا بما وعد هللا من اإلخالف على‬ ‫‪‬‬
‫من أنفق‪.‬‬
‫وفريق يهيئه هللا لخصلة المؤدية إلى العسر والشدة‪ ،‬وهم الذين بخلوا باألموال‪ ،‬واستغنوا بالشهوات‪ ،‬وأنكروا ما‬ ‫‪‬‬
‫وعد هللا به من ثواب الجنة‪.‬‬
‫الجزاء في اآلخرة من جنس العمل‪ ،‬فاألشقى له النار‪ ،‬واألتقى له الجنة والرضوان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مقاصد السورة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬توجيه اإلنسان إلى النظر في خلق هللا وعظمته‪،‬‬
‫‪ ‬تحذير اإلنسان من االنغماس في الحياة الدنيا والغرور بالثروات والمال‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع اإلنسان على أداء األعمال الصالحة والتصدق وفعل الخيرات واإلحسان‪.‬‬
‫‪ ‬تذكير اإلنسان بأن الحساب األخروي حقيقي وأن هللا سيجزي الصالحين بجنات النعيم‪.‬‬
‫القيم المستفادة من السورة‬
‫‪ ‬االعتدال في الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬الجزاء من جنس العمل‪.‬‬
‫‪ ‬العطاء والصدقة‪.‬‬
‫‪ ‬التقوى‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان باهلل ورسوله‪.‬‬
‫‪ ‬التصديق بالحساب والجزاء‪.‬‬
‫‪ ‬اإلخالص في العبادة‪.‬‬
‫‪ ‬الشكر واالمتنان والرضى‪.‬‬

‫سورة الزلزلة‬
‫سورة الزلزلة هي سورة مدنية عدد أياتها ‪ 8‬و ترتيبها في المصحف ‪ ،99‬في الجزء الثالثين‪ ،‬نزلت بعد سورة النساء‪.‬‬

‫سبب التسمية‪:‬‬
‫سّميت سورة الزلزلة بهذا االسم لقول هللا تعالى في بدايتها‪ِ{ :‬إذا ُز ْلِز َلِت اَأْلْر ُض ِز ْل زاَلها}‪ ،]١[،‬مشيًر ا إلى زلزلة األرض‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وسِّميت في بعض المصاحف باسم سورة الزلزال‪ ،‬وكانت تسمى هذه السورة في كالم الصحابة‪ :‬إذا زلزلت‪،‬‬
‫فقد روي عن عبد هللا بن عمرو أنه قال‪َ" :‬نَز َلْت ِإَذ ا ُز ْلِز َلِت اَألْر ُض ِز ْلَز اَلَه ا وأبو بكٍر الصديُق رِض َي ُهللا عنه قاِع ٌد‬
‫َف َب َك ى"‪ ]٨[،‬كما روي عن عبد هللا بن عباس‪ِ" :‬إَذ ا ُز ْلزَلَت تعدل نصف القرآن"‪.‬‬
‫أسباب النزول‪:‬‬
‫سبب نزول سورة الزلزلة كان الكفار كثيرًا ما يعمدون إلى سؤال رسول هللا ‪-‬صّلى هللا عليه وسّلم‪ -‬عن موعد وقت يوم‬
‫القيامة فقال هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على لسانهم‪َ( :‬ي ْس َأُل َأَّياَن َي ْو ُم اْل ِقَي اَم ِة)‪ ]٦[،‬وقال ‪-‬تعالى‪َ( :-‬و َي ُقوُلوَن َم َت ى َه ـَذ ا اْلَو ْع ُد ِإن ُك نُتْم‬
‫َص اِدِقيَن )‪ ]٧[،‬وقال ‪-‬تعالى‪َ( :-‬و َي ُقوُلوَن َم َت ى َه ـَذ ا اْل َفْت ُح ِإن ُك نُتْم َص اِدِقيَن )‪ ]٨[،‬فأنزل هللا ‪-‬تعالى‪ -‬سورة الزلزلة وذكر فيها‬
‫عالمات يوم القيامة فقط‪ ،‬دون التطرق لموعد ذلك اليوم ووقته لكونه في علم هللا وحده‪.‬‬
‫ومّما تجدر اإلشارة إليه أّن ه قيل في سبب نزول قول هللا ‪-‬تعالى‪َ( :-‬ف َم ن َي ْع َم ْل ِم ْث َقاَل َذ َّر ٍة َخ ْيًر ا َيَر ُه * َو َم ن َي ْع َم ْل ِم َقاَل َّر ٍة‬
‫َذ‬ ‫ْث‬
‫َش ًّر ا َيَر ُه)‪ ]١٠[،‬أّن ه كان هناك رجل يأتي إليه فقير فيسأله حاجته‪ ،‬إاّل أّن الرجل كان يعّد التمرة والكسرة والجوزة شيئًا‬
‫قليًال فال يعطيه ذلك‪ ،‬كما كان هناك رجًال آخر كثيرًا ما يتهاون بالذنوب الصغيرة كالكذب‪ ،‬والغيبة‪ ،‬ومجانبة غض‬
‫البصر‪ ،‬ويرى أّن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬قد أعّد النار لمن يرتكب الكبائر‪ ،‬فأنزل هللا ‪-‬تعالى‪ -‬اآليتين المشار إليهما مسبقًا ترغيبا في‬
‫القليل من الخير فقد ُيكثره وينّميه‪ ،‬وتحذيرًا من الذنوب اليسيرة التي قد تكثر وتعظم‪]١١[.‬‬
‫شرح الكلمات و المعاني‪:‬‬
‫زلزلت‪ :‬رجت و حركت‪.‬‬
‫زلزالها‪ :‬تحريكها الشديد‪.‬‬
‫أثقالها‪ :‬ما في بطنها من الموتى و الكنوز‪.‬‬
‫ما لها ‪ :‬ما الذي حدث لها ؟‬
‫تحدث أخبارها‪ :‬تخبر األرض بما عمل عليها‪.‬‬
‫بأن ربك أوحى لها ‪ :‬بسبب أن ربك أمرها بأن تخبر‪.‬‬
‫يصدر الناس ‪ :‬يرجعون عن موقف الحساب ‪.‬‬
‫أشتاتا‪ :‬أصناف متفرقين ‪.‬‬
‫ليروا أعمالهم‪ :‬ليريهم هللا ما عملوا‪ ،‬و يجازيهم عليه‪.‬‬
‫مثقال ذرة ‪ :‬وزن نملة صغيرة‪.‬‬
‫تقسيم األيات حسب المعاني‪:‬‬
‫آية‪1 :‬‬
‫إَذ ا ُز ۡل ِز ِت ٱ ُض ِز ا َه ا‬
‫َل‬ ‫َز‬ ‫ۡل‬ ‫ۡر‬‫َأۡل‬ ‫َل‬
‫إذا ُحِّر كت األرض التحريك الشديد الذي يحدث لها يوم القيامة‬

‫آية‪2 :‬‬
‫َل‬ ‫ۡث‬‫َأ‬ ‫ۡر‬‫َأۡل‬
‫َو َأۡخ َر َج ِت ٱ ُض َقا َه ا‬
‫وأخرجت األرض ما في بطنها من الموتى وغيرهم‪.‬‬

‫آية‪3 :‬‬
‫َل‬ ‫َٰس‬
‫َو َق اَل ٱِإۡلن ُن َم ا َه ا‬
‫وقال اإلنسان متحِّيًر ا‪ :‬ما شأن األرض تتحرك وتضطرب؟!‬
‫آية‪4 :‬‬
‫َأۡخ‬
‫َي ۡو َم ِئٖذ ُتَح ِّد ُث َب اَر َه ا‬
‫في ذلك اليوم العظيم تخبر األرض بما عمل عليها من خير وشّر ‪.‬‬

‫آية‪5 :‬‬
‫ِبَأَّن َر َّب َك ۡو َح ٰى َلَه ا‬
‫َأ‬
‫ألن هللا أعلمها وأمرها بذلك‪.‬‬

‫آية‪6 :‬‬
‫َي ۡو َم ِئٖذ َي ۡص ُد ُر ٱلَّن اُس َأۡش َت اٗت ا ِّلُيَر ۡو ْا َأۡع َٰم َلُهمۡ‬
‫في ذلك اليوم العظيم الذي تتزلزل فيه األرض يخرج الناس من موقف الحساب ِفَر ًق ا ليشاهدوا أعمالهم التي عملوها في‬
‫الدنيا‪.‬‬

‫آية‪7 :‬‬
‫ا َيَر ُهۥ‬ ‫ٗر‬ ‫ۡي‬ ‫َخ‬ ‫َذ‬ ‫َق‬ ‫ۡث‬
‫َف َم ن َي ۡع َم ِم اَل َّر ٍة‬
‫ۡل‬
‫فمن يعمل وزن نملٍة صغيرة من أعمال الخير والبّر يره أمامه‪.‬‬

‫آية‪8 :‬‬
‫ّٗر‬ ‫َذ‬ ‫ۡث‬
‫َو َم ن َي ۡع َم ِم اَل َّر ٖة ا َيَر ُهۥ‬
‫َش‬ ‫َق‬ ‫ۡل‬
‫ومن يعمل وزن نملة صغيرة من أعمال الشّر يره كذلك‪.‬‬

‫المعنى اإلجمالي للسورة‪:‬‬


‫‪ -1‬بدأت السورة بالحديث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة فيدّك معه كل صرح شامخ ‪،‬‬
‫ِت‬
‫وكل جبل راسخ ‪ ،‬وتخرج األرض ما فيها من موتى وكنوز ثمينة ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ ( :‬إَذ ا ُز ْلِز َل اَأْلْر ُض‬
‫ِز ْلَز اَلَها {‪َ }1‬و َأْخ َر َج ِت اَأْلْر ُض َأْثَقاَلَها {‪َ }2‬و َقاَل اِإْل نَس اُن َم ا َلَها {‪) }3‬‬
‫‪ -2‬تنتقل اآليات للحديث عن شهادة األرض على اإلنسان بأمر من اهلل تعالى ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ ( :‬ئٍذ‬
‫َيْو َم‬
‫ُتَح ِّد ُث َأْخ َباَر َه ا {‪ِ }4‬بَأَّن َر َّبَك َأْو َح ى َلَها {‪) }5‬‬
‫ِئٍذ‬
‫‪ -3‬ثم تحدثت عن انصراف كل إنسان ليلقى مصيره من خير أو شر ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يْو َم َيْص ُد ُر الَّناُس‬
‫َأْش َتاتًا ِّلُيَر ْو ا َأْع َم اَلُهْم {‪َ }6‬فَم ن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َخْي رًا َيَر ُه {‪َ }7‬و َم ن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َش ّر ًا َيَر ه‪.‬‬
‫مقاصد السورة ‪:‬‬

‫إن من أبرز مقاصد سورة الزلزلة إثبات يوم القيامة ووصف جوانب من أحواله وأهواله وما يقع بين يدي الساعة هو‬
‫الزلزال الشديد‪ ،‬وما يعقب ذلك من ُأمور عجيبة‪،٠‬‬
‫يندهش لها اِإلنسان بما يرى من انهيار كل راسخ‪ ،‬وزوال كل شامخ‪ ،‬وِإخراج اَألرض لما فيها من موتى‪ ،‬وِإلقاِء ما في‬
‫بطنها من كنوز‪٠‬‬
‫وكان من مقاصدها الظاهرة أن الناس يوم القيامة مجازون حسب األعمال التي قدموها بين يدي القيامة‪ ،‬بحيث ال‬
‫يضيع من هذه األعمال شيئا حتى قدر الذرة سيجدها الناس‪٠‬‬
‫القيم المستفادة‪:‬‬
‫أنزلت سورة الزلزلة لتوضع عالمات يوم القيامة‬ ‫‪‬‬
‫توجيه الغافلين عن عبادة هللا والرجوع إليه سبحانه و تعالى‪٠‬‬ ‫‪‬‬

‫التراجع عن الشر والكفر‬ ‫‪‬‬


‫أتت سورة الزلزلة لتشير إلى عظمة قدرة الله عز و جل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإليمان باليوم اآلخر و أثره اتربوي‬

‫تعريف اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬ ‫‪o‬‬


‫هو التصديق الجازم بأن هللا تعالى يبعث الناس من القبور‪ ،‬ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم‪ ،‬حتى يستقر أه‪ŒŒ‬ل الجن‪ŒŒ‬ة في‬
‫منازلهم‪ ،‬وأهل النار في منازلهم‪ ،‬واإليمان باليوم اآلخر أحد أركان اإليمان‪ ،‬فال يصح اإليمان إال به قال تعالى‪َّ ":‬لْيَس اْلِب َّر‬
‫َأن ُتَو ُّلوا ُوُجوَهُك ْم ِقَبَل اْلَم ْش ِرِق َو اْلَم ْغ ِر ِب َو َٰل ِكَّن اْلِبَّر َم ْن آَم َن ِباِهَّلل َو اْلَيْو ِم اآْل ِخ ِر " (البقرة‪.)177 :‬‬
‫من مظاهر اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫اإليمان بسؤال الملكين‬ ‫‪‬‬
‫سؤال الملكين للميت في قبره بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه‪ ،‬واإليم‪Œ‬ان بنعيم الق‪Œ‬بر أله‪Œ‬ل الطاع‪Œ‬ة وبع‪Œ‬ذاب الق‪Œ‬بر لمن ك‪Œ‬ان‬
‫مستحقًا من أهل المعصية والفجور‪ ،‬ودلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬إن أحدكم إذا مات‬
‫عرض عليه مقعده بالغداة والعشّي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أه‪ŒŒ‬ل الن‪ŒŒ‬ار فمن أه‪ŒŒ‬ل الن‪ŒŒ‬ار يق‪Œ‬ال ه‪ŒŒ‬ذا‬
‫مقعدك حتى يبعثك هللا إليه يوم القيامة» (رواه البخاري)‪.‬‬
‫اإليمان بالبعث‬ ‫‪‬‬
‫يؤمن المسلم بأن هللا سيبعث الناس جميعا يوم القيامة ويحيي الموتى ويحاسبهم على ما عملوا في الدنيا من‪ .‬خير أو شر‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بالحشر‪:‬‬
‫يحشر الناس بعد البعث ويجتمعون في مكان واحد للحساب أم‪Œ‬ام هللا تع‪Œ‬الى وه‪Œ‬و من األم‪Œ‬ور الغيبية ال‪Œ‬تي ال نعلمه‪Œ‬ا إال من‬
‫القرآن الكريم لذلك يجب علينا اإليمان بيوم الحشر الذي هو يوم شديد يفر فيه المرء من أخيه وأم‪ŒŒ‬ه وأبيه وزوجت‪ŒŒ‬ه وأبنائ‪ŒŒ‬ه‬
‫ألن كل إنسان يكون مشغوال بنفسه منتظرا جزاءه‪.‬‬
‫اإليمان بالحساب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫في هذا اليوم يحاسب هللا تعالى الناس على أعمالهم فمن عمل خيرا أدخل‪ŒŒ‬ه هللا الجن‪ŒŒ‬ة ومن عم‪ŒŒ‬ل ش‪ŒŒ‬را عذب‪ŒŒ‬ه وفي ه‪ŒŒ‬ذا اليوم‬
‫يحضر هللا تعالى األنبياء والرسل ليشهدوا على األمم أنهم بلغوا رس‪ŒŒ‬االت ربهم وت‪ŒŒ‬أتي المالئك‪ŒŒ‬ة ب‪ŒŒ‬الكتب ال‪ŒŒ‬تي س‪ŒŒ‬جلت فيه‪ŒŒ‬ا‬
‫أعمال الناس في الدنيا‪ ،‬وبعد أن ينظر كل واحد في كتابه يفصل هللا‬
‫بين الناس بالعدل‪ .‬قال هللا عز وجل»‪ :‬ونض‪ŒŒ‬ع الم‪ŒŒ‬وازين القس‪ŒŒ‬ط ليوم القيام‪ŒŒ‬ة فال تظلم نفس ش‪ŒŒ‬يئا وإن ك‪ŒŒ‬ان مثق‪ŒŒ‬ال حب‪ŒŒ‬ة من‬
‫خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين «سورة األنبياء(‪)47‬‬

‫اإليمان بالسراط‬ ‫‪‬‬


‫وبعد الحساب يمر الناس على الصراط وهو طريق على ظهر جهنم فمن اس‪ŒŒ‬تطاع الم‪ŒŒ‬رور وص‪ŒŒ‬ل إلى الجن‪ŒŒ‬ة وه‪ŒŒ‬و الم‪ŒŒ‬ؤمن‬
‫صاحب العمل الصالح ومن لم يستطع سقط في نار جهنم بسبب كفره وعمله السيء‪.‬‬
‫آثار اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬
‫يجعل لحياة اإلنسان معنى حيث تصير له غاية يسعى إليها وهي رضوان هللا‬ ‫‪‬‬
‫لن تستقيم الحياة إال باليوم اآلخر فإن اإلنسان إذا عرف أنه سيحاسب على أعمال‪ŒŒ‬ه في ال‪ŒŒ‬دنيا فإن‪ŒŒ‬ه يجته‪ŒŒ‬د على فع‪ŒŒ‬ل‬ ‫‪‬‬
‫الخير ويبتعد عن الشر‪.‬‬
‫يزكي في النفس اليقين باهلل فتقوي في اإلنسان دوافع الخير وتضعف نوازع الشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجعل اإلنسان يحسن إلى الناس وال يسيء إليهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يوجه اإلنسان إلى العمل الصالح وااللتزام به‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أحكام الالمات ‪ :‬ترقيق الالم و تفخيمها‬

You might also like