Professional Documents
Culture Documents
"ذكريات مدمن"
إلى أخي األكبر سعيد رفيق الدرب وأخي زيد الحنون ...
إلى صديقي العزيز ..عمر شاهين الذي لم أره منذ زمن طويل ..
اللهم اخلص نيتي لوجهك الكريم وانفع بي كل من قرأ هذ الكتاب و أرشده إلى
طريق الحق والسعادة فأنت المولى والقادر على كل شيء .
القسم األول :لحظات غيرت حياتي
مايو 2015
أبوظبي – اإلمارات
اإلنذار األول
دوى صوت إغالق باب الزنزانة في المكان كأنه الرعد ،قرفصت ألجلس على األرض
وأستوعب ما حصل ،وبدأت الذكريات تنهمرعلي كالمطر ......
في البداية تذكرت الحادث بالتفصيل :قبل 8ساعات كنت في درس للغة الروسية في مبني
( )54/24بالقرب من جسرالمقطع في أبوظبي ‘ وفي وقت االستراحة بين ساعتي الدرس
أحسست بضيق شديد فنزلت من المكان ألتنفس بعض الهواء لعله يسعفني في التخفيف عن
المشاعر السلبية التي تلتهمني..
كانت الساعة تشير إلى تمام السابعة مساء..
أمعنت في التفكير ألجد حالً (للتكريزة) التي أنا فيها وفجأة...
إذا برجلين عريضي المنكبين ينادونني لنتكلم على جانب الطريق .
نظرت إليهم فلم أعرفهم ،شرحا لي موضحين بأن سيارتي واقفة أمام سيارتهما وهي تعيق
حركتها وعلي أن أغير مكانها....
استغربت وأجبت بأن ذلك غير صحيح فأنا كنت قد أتيت إلى هنا بسيارة أجرة .
أصرا علي قائلين :فقط تعال معنا وسوف نشرح لك .
ترددت للحظة ثم استوعبت الموقف بسرعة ،و تأكدت شكوكي بظهورجلين آخرين قادمين
باتجاهي ...
إنهم ضباط مكافحة المخدرات
؛( :وقف مكانك وفضي جيبك وال تفكر تهرب ).
أجبت :ولماذا أهرب؟؟ عن ماذا تبحثون ؟؟!!! فأنا ال أتعاطى المخدرات
صدمهم جوابي السريع وثقتي بنفسي الناجمة عن عدم تعاطي للمخدرات فعال منذ مدة ؛ فقد
أقلعت عن كل شيء آخر أثناء وجودي داخل اإلمارات لخطورة عواقبها وأًصبحت فقط
أتعاطى( الليريكا ) التي لم تكن مدرجة في الئحة المخدرات ذلك الوقت بعد ،
وإضافةً على ذلك قد كان هذا يومي الثالث من غير (ليريكا) فهي مقطوعة منذ يومين ...
لم يصدقوا كالمي ففتشوني جيدا ،أخذوا كل مافي جيوبي وصرخ كبيرهم :
(اركب معنا بنسويلك فحص)
ركبت معهم في سيارة الدفع الرباعي وأجلسوني في المنتصف ،انطلقنا إلى مركز المكافحة
الذي يبعد أقل من خمس دقائق عن المكان ،لم أكن خائفا أبدا ألني كنت حينها نظيفا ً كثوب
أبيض ..
كانوا يقهقهون ببعض النكات متهكمين وغير مصدقين بأني وفي هذه اللحظة بالذات كنت
صادقا ً و إلى أبعد الحدود.
قضيت دقائق الرحلة أحمد هللا ألف مرة أنهم قدموا في الوقت المناسب ...
نحن معشر المدمنين تأتينا دائما ً أفكا ٌر و خياالتٌ عن هذه اللحظة بالذات وكيف سنتعامل
معها ومع ذلك فإن لها طعما ً مختلفا ً ال يعلمه إال من ذاقها .
كانت حقيقة كوني لم أتعاطى شيئا من عدة أيام تخفف عني وبنفس الوقت تعيق دماغي عن
التفكير الصحيح ...
بدأت الكثير من المخاوف تقفز في ذهني :من أخبرهم؟
ماذا يريدون؟؟!! وهل سيخلون سبيلي أم سيجبرونني على اإلعتراف بما ال دخل لي به؟
وصلنا إلى المكان و دخلنا من الباب الخلفي ..
كان كل من رآني من الشرطة والضباط ينظر إلي بازدراء ،ملقيا ً واحدةً من نكاتهم السخيفة
( :هاا زخووك يا قوي ؟؟!! ) ( ،شو؟؟ طحت يا وحش ؟!! )
كنت أتمنى لو انعكست اآلية ،وتسائلت :هل يا ترى كنت سأفعل بهم الشيء نفسه ؟؟!!!
دخلت إلى الحمام مع أحد أفرادهم و أعطوني علبة صغيرة وطلبوا مني أن أتبول فيها ،
كان علي أن أترك باب الحمام مفتوحا ً ،فعلت ذلك بطاعة تامة ،عبأت تلك العلبة على آخرها
وخرجت مسرعا بكل ثقة ؛ فالمخدرات والحبوب عدا الحشيش تخرج من الجسم بالكامل بعد
48ساعة كأقصى حد ...
جلسنا عند الضابط المناوب للتحقيق .كان علي اإلنتظار حتى صباح الغد ألعرف النتيجة،
فتحليل الفحص يحتاج إلى ١٢ساعة على األٌقل .
كان المحقق قد انتهى من استجوابي وتفتيش هاتفي عندما نادى بصوت عال على أفراد
المجموعة ( :روحوا فتشوا بيته )...
عندها بالذات أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه وتدحرج على األرض..
كنت مازلت أعزبا ً ولكني انتقلت للعيش في شقة بعيداً عن أهلي حتى أتمتع بحريتي ...
بدأ الخوف يسري في جسمي فتغيرت درجة حرارته :
ماذا لو ذهبوا إلى بيت أهلي ؟؟!!!
ماذا لو وضعوا شيئا لي في بيتي كما أرى في األفالم ؟!!
ماذا لو كنت قد نسيت القليل من المخدرات في أحد مخابئ منزلي من وقت طويل ولم أنتبه
لها ؟؟!!
ماذا لو كانت هناك أي أدوية ممنوعة منسية مني أومن الشباب أصدقائي المحترمين ...؟
ماذا ؟ وماذا ؟ وماذا ؟!!!!!
أحسست أن الوقت قد توقف عن الحركة ..يا هللا ساعدني ....
نادى علي الضابط مرة أخرى ،وضعوا األغالل في قدمي ومن ثم ذهبت معهم في سيارتين
متوجهين إلى بيتي في جزيرة الريم ،
مع أن المسافة التى تفصل بيتي عن المكافحة كانت ال تزيد عن عشرة كيلومترات إال أننا
استغرقنا في الطريق حوالي الساعتين ،كانوا يقفون بشكل متكرر في أماكن مختلفة
لمساندة بعض المداهمات ...
و....
الحمدهلل لم يجد أحدهم شيئا ...
الحمدهلل ...
أحسست وكأن هللا أراد أن يعطيني فرصةً ثانية.
شعوري حينها اليكاد يوصف ،وكأني ملكت الدنيا ومافيها .
وألول مرة بدأت استوعب كالمه وبدأت أرى أن لدي مشكلة كبيرة مع الليريكا و مع
االمخدرات بشكل عام ،
وبدأت أفكر،،،
يجب أن أجد حال قبل فوات األوان ...
ألنه (مش كل مرة ،بتسلم الجرة )
مايو 2017
عمان – األردن
انفصال ثم انفصام
اهداء :إلى طليقتي الطيبة الوفية (إلينا جوربونوفا )
قلبك وأتمنى لك حياة سعيدة
أتمنى أن تكوني قد سامحتيني من كل ِ
(خذ نفسا ً طويالً من أنفك ...احبسه لثانيتين ...واخرجه من فمك ببطء)
تذكرت كالم المعالجة النفسية الممل بعد أن قمت بمراجعتها و مراجعة (السيكاترست ) الذي
وصف لي ٣أدوية لمساعدتي في ترك إدمان الليريكا..
في ذلك الوقت كنت قد قدمت للعيش في األردن بعد أن تزوجت وتركت اإلمارات ألبتعد عن
حياتي السابقة وأبدأ صفحةً جديدة ...
كانت مشكلتي حينها الليريكا فقط ،فقد استطعت التخلص من إدماناتي األخرى قبل الزواج
عن طريق التعاطي اليومي لليريكا و حصرت شرب الكحول في نهايات األسبوع.
كنت جالسا على كرسي المعتاد في صالون بيتي وأتذكر في ذهول..
سنة ونصف مرت سريعة جدا بعد انتقالي إلى هنا ...
في األمس قمت بطالق زوجتي بعد مشاكل كثيرة بيننا ...
كنت دائما أتخيل أنها هي السبب فيها ...
كنت أعتقد أن ما أفعله هو الصحيح بدون استثناء ...
عدت ألتذكر أكثر ...
في األشهر األولى كانت عالقتنا رائعة جدا و أيامنا سعيدة ..
التزمت بالعالج واألدوية وتركت الليريكا بشكل مؤقت مستبدال إياها بأدوية الطبيب ...،
ولكن بعد عدة انتكاسات قوية بدأت المشاكل وتفاقمت...
انتكاساتي كنت مبالغا ً فيها ؛ أتناول أي نوع حبوب أو مخدر أجده أمامي مما زاد الطين بلة
،ثم عدت للتعاطي بشكل يومي حتى أصبح روتيني مؤخراً جنونيا ً :
(حبتين ليريكا في الصباح بعد الفطور ،ومن ثم حبة ترامادول أو كبت بالتبادل في عصر كل
يوم ،وبالليل بعض الحشيش والبيرة لكي أنام ...
أما في عطلة منتصف األسبوع فأتناول ما هو متوفر من (ام دي ام ايه )أو أمفيثامين
و الكحول حدث وال حرج )...
طقطقت أصابعي ألشعر أني مازلت هنا ...
أووف ،كيف حصل ذلك تزوجت وطلقت وال أشعر بما حصل !؟؟
هل أنا سعيد ؟؟
هل أنا مجروح ؟؟
هل هكذا انتهى كل شيء ؟؟ كانت امرأة محترمة ووقور !!
لم تستطع التعامل مع ثور مدمن ...
كيف ؟؟!!!
ال ال...
ال يمكن أن أكون أنا الغلطان ..
أنا دائما على صواب ...
كنت أحاول إقناع نفسي بأنني لست المذنب هنا وأن انحرافي لشهواتي ونزواتي لم يكن
هو السبب وأن اإلدمان وهو اللعنة التي حلت علي والتي لم أستطع الخالص منها ليست بتلك
المشكلة الكبيرة بعد .....
ولكن االن ماذا أفعل ؟!!
أخرجت كيسا ً بالستيكيا ً صغيرا ً من جيبي ،فتحته على مضض و بلعت ما بداخله ،نزلت حبة
كبتاغون ذات اللون األصفر بالقوسين المتعاكسين بهدوء إلى معدتي وكأنها تعرف طريقها
إلى هناك ..
في ذلك اليوم ،أخذت ما يكفيني من المخدرات ولكن هذه الحبة كانت تلزمني ألخدر بها ما
تبقى من ضميري بعد إحساسي بثقل الذنب الذي ظلمت فيه طليقتي ...
ال أدري إن كنت قد استوعبت هول األمر حينها أم أن هروبي بالمخدرات كان فعاالً إلى حد ما
..
ولكنني أدركت أن لدي مشكلة وهذه المشكلة كبرت وأصبحت تدمر حياتي شيئا ً فشيئا ً...
أنني بدأت أخسر كل شيء ..
يحب أن ألحق نفسي قبل فوات األوان ..
يحب أن أترك اإلدمان وبأسرع وقت ...
ولكن كيف ؟؟؟ كيف !!!
األدوية العالجية لم تجدي نفعا ً !!
بدأت انتقل من إدمان إلى إدمان أصعب ..
كانت مشكلتي الليريكا وتفاقمت ..
اآلن لدي مجموعة مشاكل :
مخدرات ،حبوب ،كحول ،صحتي ،عملي ،وطالق ،
وقتها بدأ مفعول (الكبتي) يدور في أعماقي و انطلقت شحنة دوبامين كالسهم في مسارات
دماغي التالفة فانتعشت ....
أحسست براحة تامة ...
ابتسمت وقلت في نفسي :أنا أعزب مرة أخرى يحب أن أفرح ال أحزن ،يجب أن أعيش
حياتي ...أن أًصول وأجول
و ضحكت ضحكةً أسعدت فيها شيطاني اللعين ،،
والذي كان حتى هو متفاجأ من ردة فعلي وتفكيري !!!.
سبتمبر 2017
عمان -األردن
سفينة العزم
إهداء إلى من وقفت بجانبي و آمنت بي دائما صديقتي الغالية سونيا عويضة
(سـبـرايـز ،سـبـرايـز )،وفتح الباب
نظرت وإذا بأخي سعيد وزوجته مع ابنهما الصغير الجميل وأعز أصدقائي سونيا ،سامر ،
عمر وآيات يفتحون باب المنزل في ذكري يوم ميالدي التاسع والعشرين
لم أصدق ما رأيت ..
قفزت من مكاني بسرعة وسلمت عليهم بحرارة،
تبادلنا القبل والعناق ..
كانوا قد قدموا من دبي إلى مكان سكني الجديد في العاصمة األردنية عمان ..
(كل عام وأنت بخير ) أخذوا يهنئوني بعيد ميالدي (هابي بيرثداي مان) ..
(لم نرك منذ حوالي السنتين لقد اشتقنا لك كثيييرا ) .
حاولت اإلبتسام خجالً و بادلتهم بعض الحديث والضحكات المزيفة ثم استأذنتهم كي أدخل
إلى غرفتي بحجة تبديل مالبسي فقد كنت مازلت ألبس ثياب النوم..
أغلقت باب الغرفة على نفسي بالمفتاح وجلست على األرض ماسكا ً رأسي بيدي اإلثنتين ...
لو كان هناك مقياس لقياس درجة ال(هانج اوفر ) الذي أمر به النفجر من وضعي الصعب..
كنت قد أسرفت في التعاطي في اليوم السابق ( فراولة مع ليريكا والكثير من الكحول ) لم
يكن هذا ما يشغل بالي حينها فأنا متعود منذ فترة على هذا النوع من التعب الجسدي
والنفسي في الصباح لممارسة الحياة وبدء يوم جديد ،ولكن ما أصابني بالحزن الشديد أنه
لم تتحرك عندي أي ذرة مشاعر بعد لقائي ألهلي و أصدقائي ...
ال شيء أبدا ً ..وال قيد أنملة،
بل على العكس أحسست بقرف وبغض لنفسي شديدين...
أين ذهبت كل المحبة والمشاعر الجميلة
أين القرابة ،الشوق ،الصداقة ؟!!!
أين ذهب سعد الضحوك االجتماعي ؟؟!!
ما هذا الرهاب الذي أعانيه والجفاف وتبلد المشاعر ...
يا هللا ماذا حدث إنهم أجمل من في حياتي وأتوا من أجلي في عيد ميالدي .
كيف لهذا أن يحدث !!! ..
إنها هذه الحبوب اللعينة ..
وهللا العظيم ألتركك وهللا ...
تذكرت أني حاولت البدء بالرياضة أكثر من مرة ولكن لم أستطع اإللتزام بها ألكثر من
شهر..
تمتمت بغضب ( :خلص ،هي تايالند ...الزم اسافر ...الزم أبعد عن هون ....الزم ابدأ
من أول ( ...تايجر جيم) أحسن حل ...الزم يزبط )
كانت إحدى أيام شهر يناير ذات الجو الرائع الجميل ..
لم أتذكر بالضبط ما هو تاريخ اليوم ،فأنا في عالم اخر ...
حبة ليريكا في الصباح بعد تمرين( الكروس فيت) ..
وحبة مهدئة(زناكس -ترامادول) أو القليل من الكحول في المساء بعد تمرين الكيك بوكسينج
..
كنت مدمنا على الكحول و أصناف مختلفة من المهدئات والمخدرات ولكن إدماني المجنون
كان هو الليريكا فلم أترك استخدامها اليومي منذ سنوات.
مر في رأسي شريط ذكريات اخر شهرين ،كنت قد أتيت بالفعل إلى تايالند ألبتعد قليال عن
الضياع الذي كنت فيه :
لقد أصبح وزني ١١٦كيلو تقريبا وانا استهلك كمية مخدرات يومية تكفي لتخدير قبيلة من
الفيلة ( ليريكا -ترامادول -كابتاغون -حشيش -كحول -ام دي ام ايه -امفيثامين )
الجود بالموجود وبكميات عالية جدا ...
الحمدهلل لقد كان قرارا ً صائبا أن أبتعد و أخلو بنفسي قليال ألبدأ بالرياضة ...
لقد بدأت بتقليل كمية التعاطي وتنظيمها على األٌقل حتى أستطيع إكمال التمارين ...
كنت أحاول تحفيز نفسي ألخفي القلق واإلكتئاب الذي بدأ يداهمني في آخر بضعة أيام ...
أحسست ببعض اإلعياء فأوقفت دراجتي على جانب الطريق ألراقب ماذا يحدث :مع إني آخذ
حبوبي اليومية بانتظام إال أنني بدأت أحس باإلكتئاب والقلق بشكل ملحوظ وبالذات بعد
تناولها ...
لماذا هذا الشعور ؟
كان مجرد التفكير بهذا الموضوع يخيفني ...
كيف ؟!!
كيف ؟؟!!
لقد تناولت جرعتي اليومية بل وأكثر منها ...
( يا هللا ليش هيك الحياة ؟؟ ،كيف بدي أكون مبسوط ؟) ..
أكملت طريقي الى الشاطىء وفور وصولي أوقفت الدراجة ونزلت متجها ً إلى البحر مراقبا ً
قرص الشمس الذي بدأ بالتلون بألوان البرتقال ملقيا ً ظالله على المكان...
أحسست بقلق شديد مرة أخرى مصحوبا ً بغصة في نفسي،
لماذا بدأ هذا الشعور !!!
لماذا أحس بالكئابة تنهشني بعد تناول هذه الحبوب؟؟
إنني ال أستطيع العيش بدونها ؟!!!
كيف ذلك !!
لماذا تغيرتي يا حبوبي ؟؟!!
ألقيت بجسمي المترهل على الرمل وانتبهت أن بعض العضالت بدأت تبرز منه ،
نظرت في األفق متسائالً :هل من الممكن أن أصبح سعيداً مرة أخرى ؟؟؟
التفت يمينا ثم يسارا ألرى كثير من الناس يمرحون ويضحكون ..
بدأت أحدق في وجوههم وأعينهم ،
هل يا ترى هم منتشون ؟؟!
أي نوع من المخدرات يتعاطون ؟؟
هل من الممكن أن أصبح مرحا ً مثلهم ؟؟
هل هناك أمل أن أعود إلى وضعي الطبيعي ؟!!!
كيف ؟؟
حتى الحبوب اللعينة التي كانت تخفف عني بضع ساعات من اليوم أصبحت ضدي.
يا هللا ماذا أفعل ؟!!
كنت أتساءل عن أي شيء ،عن كل شيء محاوال نسيان كالم مدربي في األردن ( ابدأ
رياضة وانته لسه بتتعاطى ورح يبطل يشتغل مفعول الحبوب )...
معقول هذا اللي صار ؟!!!
قاطع أفكاري اإلكتئابية صوت دخول زوجة أخي إلى السيارة ..
(سوري اتأخرت عليك ) ..
أجبت (:ليش هيه فارقة)
ردت ( :سعد شو مالك كل شوي بتتقاتل معاه ؟!!)
كانت تقصد أخي األكبر فمنذ أن تركت المخدرات والحبوب تماما قبل ٣أسابيع وأنا في حال
يرثى لها وال أتحمل أي شيء ...
سكت قليال ثم أجبت ( :وضعي صعب انتي عارفة أنا مبطل ).
أجابت بهدوء ( :طيب بس روق شوي ،على كل األحوال أي حديقة بدنا نروح ؟)
وأشارت إلى ابن أخي (خلي يغير جو شوي ويلعب )
أكثر ما كان يتعسني أني أحب ابن اخي جدا فهو أول حفيد ألبي في العائلة وقد أتيت خصيصا
ألمريكا كي نعيش سويا أنا و أخي سعيد ألرى ابنه وهويكبر أمامنا ونستمتع بهذه اللحظات..
لكنني من ٣أسابيع ومنذ أن تركت كل شيئ أتعاطاه وأنا ليس لدي أي نوع مشاعر ألي أحد
فأنا أرى االنسان كالحيوان كالجماد .
أجاهد نفسي حتى أستوعب الحياة ولماذا نحن نعيش ..
أنظر إلى ابن اخي ،أحمله و اعتصر نفسي ألحصل على بعض المشاعر له ولكن من غير
جدوى !!!
مشت مسرعة الى الحديقة وهي تضحك مع ابنها (:يال نروح باي )
جلست على مقدمة السارة ونظرت الى الحديقة الخالية من األلوان والمليئة باألطفال
الكريهين :
(باي باي ...
متى بدي احكي لهاذا اإلكتئاب باي ؟؟!!
متى !!! )
خليها عاهلل
إن شاء هللا خير
أواخر شهر
ابريل 2018
أورانج كاونتي –
كاليفورنيا
اشتقت لك
استيقظت من النوم في منتصف الليل ألنتبه أنني ما زلت حيا ..
لم أبقى نائما أكثر من ٣ساعات ..
( لم لم أمت بعد ؟!!)
كان هذا السؤال يداهمني مصحوبا ً بفيض من أمواج القلق الرهيبة ..
ي في الفراش ألحاول التأكد أنني لست في كابوس .. يدي ورجل َّ
بدأت أحرك َّ
أحسست بحرقة في صدري تكاد تلتهمني من الضيق والهم ..
لم تفلح وجبة العشاء المتأخرة وال ممارسة العادة السرية بإبقائي نائما ..
قمت على مضض وتمنيت لو أن األرض تبتلع منطقة (ارفاين-اورانج كاونتي) كاملة بالشقة
التي أقطنها....
لم أعرف معنى اإلكتئاب حقا ً قبل تلك األيام ،كنت قد مررت بظروف صعبة ومشاعر سيئة
وأحزان اعتقدت أنها هي اإلكتئاب ،لكن ما هذا ؟!! ..
هذا الشعور ال يمكن أن أنساه في حياتي و ال أستطيع وصفه مهما حاولت ..
مضى حوالي ال 5أسابيع على تركي للحبوب وكأنها ٥قرون كاملة .
لقد قمت باإلنتقال إلى شقة ألعيش وحدي ألنني لم أستطع العيش مع أخي وال أصدقائي
متأمال أن العزلة ستخفف عني قليال أو عاألقل لن أضطر للتعامل مع بني آدميين . ً
دلفت إلى الحمام وفتحت صنبور المياه ..
نظرت إلى وجهي في المرآة تخيلت وكأنني ديناصور مقرف له حراشف ..
أشحت بنظري عن المرآة حتى ال تزيد صورتي في اكتئابي ألنه لدي اآلن من مشاعر الكره
والبغض للذات ما يكفي إلحراق مدينة كاملة ..
سنين من الضياع ،ماذا فعلت ؟؟! أين كان عقلك ؟؟
لماذا كل هذه الغباء ؟؟ لقد ضيعت مستقبلك .. ..
قررت أخذ حمام ساخن لعله يساعدني على النوم مرة أخرى ..
وقع الماء الساخن على جسدي في الخارج مع لهيب اإلكتئاب في الداخل كان يشعرني بأنني
قد اقتربت من جهنم التي تنظرني في اآلخرة .
أنهيت سريعا حمامي ولبست ثيابي وفي عز آالمي خطرت في بالي فكرة فتساءلت في
داخلي:
( -لم ال تصلي يا ولد ؟! شوف جرب ممكن تزبط) ...
سنين من الضياع كيف أقابل ربي!!؟؟
ال ال أنا خائف ..
(لقد كنت تحفظ القران كامالً ،ماذا جرى لك ؟؟)
سنوات لم أفتح المصحف وال أدري إن كنت أحفظ أي شيء منه بعد ....
( كيف ؟!! أما تذكر هذه اآلية ؟؟)...
ومرت في بالي آية (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال تقنطوا من رحمة هللا ،إن هللا
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) (الزمر ...)53:
تجاوزت أفكاري و حواري مع نفسي للحظة ،كبرت ودخلت في الصالة ..
أنقل لكم هذه القصة يا أصدقائي وأنا ال أدري كم ركعة صليت وال ماذا قرأت ولكن ال
أستطيع أن أنسى أنني عندما سجدت ،انخرطت في بكاء شديد لوقت طويل ..
كنت فقط أنادي:
( يا رب ...
يا رب ...
يا رب .... )....
أحسست بأن شيئا ً ما حدث هناك ....
شي ٌء ما في صدري التأم ،،،
شي ٌما في عقلي اعتدل ، ،،
بعدها أغمضت عيوني و نمت ..
كانت أجمل نومة عرفتها من سنييين ...أو على اإلطالق ..
كانت أجمل سجدة سجدتها في حياتي...
سجدة لقاء حبيبين تفارقا من سنين وكلما أذكرها تدمع عيني من الشوق ..
يا حبيبي يا ربي ..
ارتعدت رعبا ً وبدأت ألملم أغراضي وأوجاعي وحزمت آالمي وحوائجي وخرجت من
المستشفى بدون قميص ،،،
أمسكت رأسي وجلست على الرصيف:
يا رب ساعدني ،ماذا أفعل بحياتي !!!
يا رب ارزقني القوة ألكره أم السهر والحفالت ..
ماذ لو لم يحتمل جسمي األمر مثل هذه الفتاة ونفقت قبل أن أتوب ..
كيف سأقابل ربي ..
ماذا سأقول له !!!
كيف كان سيكون وقع الخبر على أهلي وأصدقائي ..
على أبي و أمي ...
يا هللا....
وأختي الوحيدة الصغيرة كيف ستستقبل خبر نعي أخيها ( :وهللا أخوكي مات أوفر دوز )
صدى صوت كالم الممرضة يطن في رأسي :لقد رزقت عمرا جديدا ً
لقد رزقت عمرا جديداً ....
لقد رزقت عمرا جديداً .....
وتناهى إلى سمعه صوت والدته التقية وهي تنصحه فرجف جسده...
ثم تذكر إخوته فاعتصر الحزن قلبه ..
أخذ شريط حياته يمر أمامه منذ الصغر ...
منذ أن كان طفال ،....
عندها شعر بأنه هالك ،هالكٌ ال محالة....
ولكن أمله باهلل كان أكبر ...
أكبر من أي شي...
أكبر من كل شيء
أكتوبر 2018
فيلنيوس-ليتوانيا
البرانويا اللعينة
شاب منها باحثا
ً فتحت نافذة إحدى شقق حي (سودو) على مصراعيها بقوة ،وتدلى رأس
عن شيء ما في هذه الليلة المظلمة من ليالي الخريف في العاصمة الليتوانية (فيلنيوس).
كانت الساعة تشير الى العاشرة والربع ليالً وقد خال الشارع من المارة تماما ً .
التفت يمنة ثم يسرة عدة مرات ..
يبدو عليه الخوف والهلع
تساءلت :ماذا هناك؟!!
اقتربت منه أكثر ولكن بخفة لكي ال يلحظ وجودي ..
أخذ ينفث دخان سجائره بقلق ثم أغلق النافذة بإحكام وأسدل الستائر ...
مشى بسرعة مهروالً باتجاه الباب ،لحقت به ألرى ماذا سيفعل ؟؟ ..
كانت هناك ١٦خطوة فقط من الشباك للباب ولكنه كان يتصبب عرقا ً كأنه عائد من ماراثون
بدأ ينظر من ثقب الباب يترقب شيئا ً مرعبا ً سيحصل ..
صوت أنفاسه يعلو بسرعة مستنشقا ً األوكسجين بعنف كمن وقعت به واقعة.. ..
أدبر وتمشى في الممر الموصل للغرف ،ثم عاد ونظر ،ثم عبس وبسر..
كرر ذلك مرارا ً وتكرارا قبل أن يستسلم ويعود إلى غرفة الجلوس .
تمدد على الكنبة ،فجلست بجانبه بهدوء تام حتى ال يشعر بوجودي ثم اقتربت منه حتى
التصقت به ..
وفجأةً انتبه لي ..
يا إلهي ،ما هذا!!
إنه أنا ( ،أنا وهو )= أنا ...
كدت أن أنفصم ،
مسكت يدي حتى أتأكد ما الذي حصل ...
يا هللا لقد دخلت في نوبة هلع ثانية ...
كانت تتكرر هذه النوبات كل يومين أوثالثة بعد انتكاستي األخيرة في روسيا
لكن هذه المرة كانت عنيفة جداً ...
التقطت أنفاسي وشربت بعض الماء ،عدت ونظرت من الشباك مرة أخيرة وحمدت هللا أني
عدت للواقع ...
(يلعن ابو المخدرات ..
متى رح أخلص من هذه النوبات ..
متى سوف أرتاح تماما ) ...
غسلت وجهي بالماء البارد وأخذت أتذكر :
لقد خيل إلي أن هناك لصا ً يحاول الدخول من النافذة..
ال ال ..بل سيكسر الباب ويدخل...
ثم تغيرت التهيآت إلى أن الشرطة تريد أن تقبض علي ..لماذا؟؟
ال أدري
ما هذه الهالوس ؟؟!!
فعال يحب أن تقبض علي الشرطة ألني مفصوم ..
يحب أن يدخلوني مستشفى المجانين ...
آخ سوف أخلد للنوم ألريح هذا الدماغ المنهك ...
٧شهور مرت على تركي لإلدمان ..
الحمدهلل لم تعد الحياة كئيبة كما كانت ولكن هذه النوبات المفزعة المقلقة متى ستنتهي؟؟!!!
لن أعود ألي نوع من أنواع التعاطي،،
ولكن متى يا ربي أرجع كما كنت ؟!!
متى ؟؟؟!!!
متى ؟؟!!!
فبراير 2019
أالنيا – تركيا
الحياة بعد الموت
خرجت إلى شرفة غرفتي بعد أدائي لصالة الفجر بتوقيت مدينة أالنيا ،،،
استنشقت نسيم الصباح العليل وتنفسته بعمق ....
كنت أحس باألكسجين يدغدغ رئتي الجديدتين بعد تركي للتدخين منذ شهرين ...
و كعاداتي كنت أستمع في الصباح إلى درس جديد لمعلمي وقدوتي د.عدنان أبراهيم ،
نظرت في السماء ألرقب شروق الشمس من خلف جبال طوروس التركية ،كان هناك سرب
من الطيور يدور في السماء ...
نظرت إلى الجانب اآلخر فرأيت الغيوم تتشكل بأشكال متناسقة لتعبر عن امتنانها ألشعة
الشمس التي بدأت تغازلها و تتداخل فيها...
صوت زقزقة العصافير ممزوجا ً بصوت د.عدنان جعلني أحس بنشوة وقوة لم أعهدها منذ
سنين طوال عجاف ...
تمعنت في النظر حولي ....
استنشقت نفسا اخر ألستمتع بطعم الحياة ...
مممممههههه ...ممممممهههه
أغلقت عيني ،
هل أنا أحلم ؟!!
يا هللا لقد ولدت من جديد ...
أين كنت وأين صرت ؟!!!
أشهر من النشوة والسعادة المتواصلة
ٌ لم أتوقع في حياتي أن تمر على أيا ٌم كهذه ،أسابيع بل
التي لم أر لها مثيال في حياتي ...
هل أنا أحلم ؟!!!
لو أني أستطيع أن أرسل صورة من وضعي الحالي إلى سعد الذي كان غارقا ً في معاناته قبل
سنوات حتى يوقن أن السعادة الحقيقية ستأتي بعد التعافي..
و ليعلم أن بعد الصبر سيأتي الفرج حتما ً..
يا هللا لم أتوقع أن يحدث هذا بسرعة ..
لم أتوقع أن هناك كما ً من السعادة الهائل في هذه الدنيا ..
الحمدهلل على نعمة ترك اإلدمان ..
الحمدهلل على نعمة الحياة بعد الموت ..
الحمد لك ولست بأهل الحمد لك ،
الحمد لك واجعلني أهل الحمد لك.
القسم الثاني
تحليل اللحظات والقصص
تهيئة :
سأحلل لكم القصص قصةً قصة و سأتحدث دائما عن
تجربتي كشخص ثالث ألحللها من موقفي هنا بعد
سنين من التعافي و أحدد فيها ما هي األفكار التي لم
تساعدني وقتها على التخلص من إدماني وعرقلت
سعادتي لعلكم تستفيدون من تجربتي و لعلها تفتح
لكم بابا ً من الوعي واإلدراك يساعدكم على فهم
اإلدمان وفهم أنفسكم أو من تحبون ممن ابتلوا
باإلدمان.
و أنه يسيطر على تعاطيه المخدرات مع أنه كان حينها يتعاطى المخدرات والمهدئات منذ 5
سنوات وهذا يحصل مع جميع المدمنين ألسباب عديدة وهي :
-1الدخول في اإلدمان يأتي بالتدريج وبطريقة ال يحس فيها المتعاطي أنه أصبح مدمنا فقد كان
في البداية يتعاطى في بعض المناسبات ومع من يحب ثم أصبح يتعاطى كل شهر ثم في نهاية
األسبوع من باب الترفيه ومن ثم بشكل شبه يومي فأصبح مدمنا ً من غير أن يشعر.
-2من الصعب على الشخص المتعاطي أن يقر بأنه مدمن وذلك ألن المجتمع يقنعنا منذ الصغر
أن المدمن هو شخص سيئ والمتعاطي متأكد أنه ليس بالشخص السيء و ال يمارس األفعال
السيئة لغيره فإذن هو ليس بمدمن (هذه من أكبر أخطاء مجتمعاتنا أن يحقتروا المدمنين ) .
-3مفعول اإلدمان على العقل يسلب اإلدراك الواقعي باألشياء فالمتعاطي مع تكرار تعاطيه يبدأ
شيئا ً فشيئا ً بالنظر إلى أن ممارساته على أنها من ضمن الممارسات الطبيعية للحياة و أن غيره
هم الذين ال يفهمونه مما يخلق حاجزاً بينه وبين من يحاول مساعدته .
-4المدمن بعد فترة يعتقد أن األشخاص الطبيعين هم الذين يحتاجون المساعدة ويرثى لحالهم
؛ ألنهم لم يجربوا نشوة المخدرات ،فاإلدمان تأصل وأصبح مسيطرا على كيمياء الدماغ التي
تلفت وتعودت على إفرازات عالية من هرمونات السعادة المزيفة.
ب -سعد يعتقد أنه دائما ً على صواب و أن من يخالفه
الرأي هوالمخطىء ،وهذا يحصل مع جميع المدمنين
ألسباب عديدة :
.1المدمن نجح بإقناع نفسه وتبرير أخطائه الكثيرة حتى يقوم بها براحة وبدون
تأنيب ضمير مثل التعاطي اليومي مما أدى الختالط مفاهيم الخطأ و الصواب لديه،
فانعكست وانتكست لديه القيم والمبادئ والرؤى.
.2تعاطي المخدرات يعطي نشوة وثقة زائفة في النفس مؤقتة يتخيل فيها بل يوقن
أنه على صواب وأنه األفضل و األقوى ،لكن عندما ينتهي مفعول المخدرات يصعب
عليه تبرير مواقفه فنفسه (اإليجو ) تجعله ال يعترف بأخطائه أبدا ،لذا فهو يصر
عليها مهما كلف الثمن حتى ال يصبح أضحوكة بين أصدقائه وناسه واألهم أمام
نفسه التي بين جنبيه.
.3المدمن شخص حساس جدا و األسلوب المستخدم مع المدمن له تأثير كبير على
استيعاب المعلومة ،فعندما ينصحه أحدهم بأسلوب تنظيري ونظرة فوقية أو كره،
ولو بنية حسنة ،فإن هذا األمر يجعله يستخدم أسلوبا ً دفاعيا ويتزمت برأيه بشكل
أكبر مما يؤدي إلى نتائج عكسية.
.4عندما تأتي النصيحة من شخص حياته روتينية مملة وليس فيها أي نجاحات
ظاهرة أو سعادة فإن المدمن ال يستمع لها ،بل بالعكس تجعله يأخذ فكرة مغلوطة
مفادها أن ترك التعاطي سيجعله ممالً وغير سعيد في حياته ،أي سيعيده إلى الوراء
.
ج -سعد بدأ يتكون لديه شيء من اإلدراك والوعي بحاله بعد
وقوعه في أول مشكلة حقيقية:
هذه المشاكل وما أحب أن أسميها (إنذارات الرب) تبدأ بالوقوع على رأس المدمن
بسبب تماديه في هذا الطريق .
.3ال تأجل بداية طريق التعافي فالعمر يمر سريعا ً ،يمكن أن تكون
المشكلة التالية هي األخيرة وقد تجلسك في القبر أو في أفضل األحوال في
السجن بضع سنين.
مايو 2017
عمان – األردن
انفصال ثم انفصام
تحليل قصة ٢انفصال ثم انفصام:
أ -سعد لم يضع خطة جيدة للعالج :كان سعد قد بدأ في مرحلة
العالج بعد زواجه وانتقاله لألردن ولكنه أخطأ حين لم يثقف نفسه ولم يتكلف أن
يبحث قليالً عن حل للموضوع مما أدى إلى ذهابه إلى معالجة و دكتور نفسيين غير
مختصين باإلدمان ،والدروس المستفادة من هذه النقطة هي كالتالي :
-3أرى أنه يجب الخالص من مشكلة اإلدمان قبل اإلقدام على خطوات
كبيرة في الحياة :كالزواج أواالنتقال إلى بلد اخر.
سعد تمادى في االنتكاسات ب-
ولم يرجع فقط إلى الليريكا بل استغل الموضوع و تناول أنواع مختلفة من الحبوب
وهذا أدى إلى تداعيات أخرى في حياته ومشاكل أكبر على الصعيد النفسي والحياتي
-الدروس المستفادة من هذه النقطة :
-1يجب أن يستوعب المدمن أن اإلنتكاسة هي جزء ال يتجزء من مرحلة عالج اإلدمان و أنه
لوالها لما كان اإلدمان صعبا ً ولما سمي بهذا االسم .بعد االنتكاسة ،تجنب جلد الذات والندم
المبالغ فيه ،وكل ما عليك فعله هو أن تواصل ما بدأت بنفس اإلصرار.
-2على المدمن عدم التمادي في االنتكاسات بل اإلكمال بأسرع وقت في طريق التعافي حتى ال
يهدم ما قد بناه في األيام واألشهر الماضية.
-3الدماغ يحتاج إلى وقت كي يتأقلم مع الوضع الجديد فالصبر في الحصول على السعادة هو
أهم عنصر يلزم المدمن ولن يعرف الصبر إال من جربه قبل ذلك –المشكلة تكمن في أن المدمن
لم يجرب مواجهة المشاكل بدون المخدرات فكيف بمواجهة المخدرات نفسها ( سنتكلم عن
طرق ستساعد في ذلك في تحليل القصص القادمة)
-1هروب المدمن من المشاكل بالمخدرات سوف يؤدي إلى عواقب خطيرة كخسارة أشخاص
عزيزين في حياتك وهذا الشيئ قد ال يعوض بعد ذلك أبداً.
-2هروبك إلى المخدرات يؤدي إلى الزيادة في تعاطيها ويرجح احتمال الجرعات الزائدة التي
قد تودي بحياتك وتعرضك للهالك.
-3ظلم المدمن للناس وبالذات أهله وأحبابه يترتب عليه ندم شديد وعذاب نفسي أليم لفترة
طويلة جداً تصل إلى عدة سنين وتترك بصمة في روح المدمن.
مرة: د -سعد لم يقدر صعوبة ترك اإلدمان و أعتقد بأنه سينجح من أول
هذا أكبر فكرة خاطئة يبدأ بها المدمن بمرحلة التعافي مما يؤدي إلى احباطه وانتكاساته
القوية – و يجب استبدال هذه الفكرة باأل فكار التالية :
-1على مر التاريخ لم ينجح بسهولة في التخلص من اإلدمان ،األمر يحتاج جهداً
وتعبا ً كبيرين باإلضافة إلى رغبة كبيرة في التعافي.
-2النجاح في ترك اإلدمان يكون بمواصلة المحاولة وعدم اليأس أبداً ،أبداً.
-3إذا قررت أنه ال عودة إلى التعاطي مهما كلف األمر ،فاعلم أنك قد نجحت.
-4إذا فشلت في المحاولة ،ابدأ بمحاولة جديدة على الفور وثق تماما ً أنها ستنجح
هذه المرة.
-5النجاح في التعافي يأتي عن طريق الخبرة في فهم النفس وكيف تفكر والخبرة
تأتي بالتعلم من الفشل ،والفشل يأتي من تكرار المحاوالت ،لذا ال تتوقف عن
المحاولة ما بقيت على قيد الحياة.
وبدون أن يشعر ،وذلك نتيجة لتعاطيه بشكل متواصل األمر الذي أفقده السيطرة على
شهواته ورغباته.
نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن :
-1كل شيء يمكن تعويضه إال خسارة األناس الطيبين اللي آذيتهم بسبب إدمانك،
(صدقني في ناس حتخسرهم وحتندم طول عمرك عليهم)
-2ثقف نفسك بشكل جيد عن إدمانك ومن مصادر موثوقة كأشخاص أصحاب تجربة وأخصائيين
حتى تضع خطة جيدة تساعدك في ترك اإلدمان بشكل سريع وفعال.
-3مماطلتك لترك اإلدمان وإستبدالك اإلدمان بإدمان مخدر أو مهدىء آخر يفاقم مشاكلك النفسية
والشخصية.
-4ال تهرب من مشاكلك وواجها أو على األقل تحمل مسؤوليتها و سترتاح بعدها كثيراً ،الخوف
وهم فال تستسلم للوهم.
-5انتبه على أقكارك فقد أصبحت ال تعرف غير قادر على التفريق بين الخطأ والصواب وذلك قد
يقودك إلى أفعال ونهايات ال تحمد عليها.
-6أنت المسؤول في صباح اليوم التالي من انتكاستك أن تكمل في طريق التعافي أو تقرر بمحض
إرادتك العودة والغوص في التعاطي مرة أخرى فقرر أن تكمل ،وال تضع الحجج التافهة لتبرر
استسالمك.
-7االنتكاسة هي من مستلزمات التعافي وهي شر ال بد منه فعش ألمها وحوله إلى طاقة إلكمال
رحلتك في التعافي.
سبتمبر 2017
عمان -األردن
سفينة العزم
تحليل قصة ٣سفينة العزم:
د -أخيرا سعد آمن بنفسه وعزم بقوة على ترك اإلدمان :هذه
أهم نقطة فارقة في حياته حيث انتقل من مرحلة الهروب الى مرحلة المواجهة
وعزم بصدق قاطع والدليل على ذلك أنه وجد الحل فأتبع النية بخطة عملية
حيث قرر السفر إلى معسكر تدريبي (تايجر جيم ) في تايالند ليبدأ رحلة التغيير
هناك.
حاول سعد كثيرا أن يترك الحبوب ويبدأ بالتمرين في آن واحد ولكن سرعان ما كان
يعود لوضعه السابق في التعاطي ويترك التمارين تماما فقرر أن
يسمع نصيحة مدربه بأن ال يترك التعاطي بل يبدأ يالتدريب أثناء تعاطيه لحبوبه
بشكل متزامن حتى يستطيع االلتزام ،فسافر إلى تايالند حتى يبتعد ويبدأ بتنفيذ الخطة
بالتدريج .كان يتدرب حوالي 5ساعات أسبوعيا حتى أصبحت 10ساعات أسبوعيا ً
من رياضات مختلفة (كروس فيت – كيك بوكسينج –ركض) ،كان لهذا االلتزام فوائد
كبيرة وهي:
-1التزام المدمن بالرياضة بشكل متواصل وعدم اإلنقطاع لبضعة أشهر يؤدي
إلى تحسين مناعة الجسم وتجديد الخاليا واألعصاب التالفة وبدء مقاومة السموم
و الهدم الناجم عن التعاطي.
-3يبدأ تعاطي المخدرات والحبوب بإعطاء نتيجة اكتئاب عكسية بعد فترة من
االلتزام وذلك كردة فعل جديدة من الجسم المتجدد الذي أصبح في القيادة.
-1طول فترة اإلدمان أدى إلى نشوء عالقة وثيقة بين المدمن ومواد إدمانه.
-2رسوخ المسارات العصبية في الدماغ التي تحفز المشاعر بالمادة المتعاطاة.
-3اعتقاد المدمن أن الشعور السيء جدا الذي يصحب األيام األولى بدون تعاطي
سيالزمه لألبد.
-4التفكير باللحظة وعدم التخطيط أواإليمان بأن هناك مستقبل أفضل .اإلدمان
يسلبك أي ذرة أمل بوجود مستقبل أفضل ،واجبك أن تقاوم بامتالك أفكار معاكسة
وأمل عظيم في مستقبل عظيم.
د -سعد كان ال يصدق بعد بأن هناك سعادة وأناس سعيدين
من غير تعاطي أي شيء وهذا حال كل مدمن لألسباب
التالية :
-1المدمن يحكم على الناس بنظرة إسقاطية ،فهو يسقط ويفترض أن ما
يشعر به في داخله ،هو نفسه ما يشعر به األخرون وهذا أمر مضحك
مبك ألنه قد يصل إلى مراحل يرثي فيها لحال األشخاص الطبيعين.
-2تغيرت مفاهيم إدراك الواقع لديه ،وأصبح وعيه مغيبا ً معظم الوقت
بسبب المواد المتعاطاة.
-3ال يتذكر المدمن معنى السعادة الطبيعية لطول فترة إدمانه ونسيانه
ألشياء كثيرة.
-4إذا كنت من ممارسي رياضة رفع األثقال ومازلت تتعاطى ،ابدأ رياضة هوائية
ثانية باإلضافة إلى رياضتك :كالركض ،الكيك بوكسينج أو السباحة والزم
نفسك بها يوميا ً
-5عندما يأتيك الشعور السيء عند تناول الحبوب أو المخدر الخاص بك اعلم
أنك اقتربت من بلوغ الهدف؛ قم بزيادة التزامك بالرياضة واألكل الصحي حتى
تسرع من وصولك
-6دماغك سوف يشعرك بأنك حزين لمفارقة مواد إدمانك سواء كانت حبوب
بودرة أو حشيش .ال تستمع له فهو في البداية كان السبب في دخولك هذا الطريق
القميء المزري ،اصبر وستصل.
-7الحياة ستكون أجمل فيما بعد ،التفكر في اللحظة الحالية إن كانت مؤلمة بل
انظر إلى الغد ،حاول أن تتجاوز نفسك وزمانك..
-1الدماغ هو المسؤول عن جميع مشاعر األمل والتفكير ،وهو يمر حاليا ً بمرحلة
إصالح للتلف الذي نجم بفعل التعاطي في السنين السابقة ،وهذا اإلصالح يستغرق
بعض الوقت.
-2األلم النفسي والجسدي ينسي حرفيا ً صاحبه التفكير لألمام ويحصره في أوجاعه
الحالية.
-3لم يمر المدمن بتجربة مماثلة ولم يسمع أي أحد مرة بنفس التجربة ليرشده
ويدله ،لذلك الوعي مهما جدا في هذه المرحلة
-4لم يلتزم سعد بشكل كامل باالبتعاد عن الممارسات السيئة (كالعادة السرية)
والكحول أحيانا ً مما زاد بعض الشيئ في معاناته و أخر من خروجه من هذه المرحلة
-5لم يعتد سعد على الشعور السيء واالستفادة من معاناته مع هذه المشاعر فقد
كان يهرب منها دائما بالحبوب والمخدرات.
-6سعد كان بعيداً عن مصدر األمل والحب والسالم ،هللا :ملك الملوك ال إله إال هو
وذلك بسبب مماراساته السيئة المصاحبه لتعاطيه و إدمانه.
نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن :
-1اعلم أن هذه المرحلة صعبة جدا ولكن ستمر ،إنها أشبه بآألم الوالدة عند
المرأة ألنك فعليا ستولد من جديد.
-3ابدأ بالرجوع إلى هللا فهو مصدر كل أمل و قوة في هذه الحياة
-2عندما تصل إلى أًشد اللحظات ظلمة ،اعلم أن ضوء الصبح قد بدء في الظهور
-3ال تقس على نفسك كثيرا فكلنا نخطئ ،ولكن المهم أن نتعلم من تجربة الخطأ
ونستفيد منها كي نصل إلى مرحلة النضج ،كي نفهم أنفسنا بشكل أفضل فيغدو
لحياتنا معنى
-4حاسب نفسك ولكن التكرهها وتقسو عليها فتصعب على نفسك التعافي
يوليو 2018
أنتويرب-بلجيكا
عم ٌر جديد
ع ْمر جديد:
تحليل قصة ُ ٧
والتي دخل سعد المرحلة الثالثة من ترك اإلدمان أ-
وتتميز هذه المرحلة أسميتها بمرحلة (المشاكل الشخصية)
بالتالي:
-1اعتقاد المتعافي أنه أًصبح على ما يرام و أنه قد ترك اإلدمان لألبد
-2تعرض المتعافي إلى محفزات إدمانه السابقة كتواجده في نفس المكان ومع
نفس األشخاص
-3التواجد في مكان تكثر فيه المخدرات وأليام متتابعة
-4عدم قدرته على االستمتاع والفرحة بنفس أسلوب الحياة القديم الذي كان في
السابق
-5عدم تحمل الجسم لكمية المخدرات المفاجئة التي دائما تكون بجرعات عالية
لعدم تجاوب الجسم مع الجرعات البسيطة وتكوين مناعة لصد مفعولها.
-1البعد عن تحفيز اإلدمان أثناء هذه المرحلة بعدم التواجد في األماكن التى كان
فيها ذكريات التعاطي
-3بداية البحث عن أماكن وطرق جديدة للتسلية والترفي وتكوين أصدقاء جدد
نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن :
-1ابتعد عن أماكن االحتفاالت التي تذكرك بالتعاطي على األٌقل حتى انتهاء هذه
المرحلة التي قد تمتد إلى سنتين
-2احذر من اإلنتكاسات ،وإذا حدثت أبلغ أحد األشخاص المهتمين بك والذين قد
يساعدوك إذا حدث أي مكروه
-3ال تكره نفسك كثيرا إذا انتكست بل انهض و أكمل فالدماغ لم يتأٌقلم على
الوضع الجديد ولكنه اقترب من ذلك
-4ابدأ بحل المشاكل التي طرأت على شخصيتك وثقف نفسك عنها وعين مدربين
إن لزم األمر
-5واجه جميع مخاوفك وصالح جميع أهلك و أحبائك وال تؤجل ذلك.
-6ابدأ باستكشاف أماكن وهوايات جديدة قد تساعدك في التأقلم مع الوضع
الجديد وتحميك من اإلنتكاسات
مالحظة هامة
على المتعافي أن ال يفكر كثيرا في مشاكل الماضي والمخاوف بحد ذاتها بل يجب
عليه أن يفكر ويخطط للحلول .هذه النقطة بالذات يقع فيها كثير من المتعافين
ألنهم يالحظون تغير شخصياتهم وظهور مشاكلها من جوانب عديدة فيبقون في
أماكنهم يحللون يفكرون في المشكلة نفسها ،وقد يعتقدون أنهم أصيبوا بأمراض
نفسية مزمنة وفصامات وقد تتهيا ً لهم الكثير من المخاوف والهالوس..
باختصار هناك بعض األضرار التي حدثت للشخصية أثناء سنين اإلدمان وتحتاج
منك بعض اإلصالحات ،باإلضافة إلى أن حياتك تغيرت تماما من وقت الطفولة
وعليك مواجهتها بشكل آخر اآلن :
( تخيل أنك تمتلك سيارة رياضية قوية واستخدمتها على مدى شهور عدة بشكل
خاطىء في (التفحيط والتخميس) ،اآلن وقد عدت بها إلى كراج الوكالة بالطبع لن
تجلس و تندب حظك العاثر بل ستطلب منهم إصالحها على أفضل ما يكون،
فالسيارة بحاجة لشيء من العناية والصيانة وسترجع أقوى من السابق بما أنها قد
خرجت من الوكالة مرة أخرى ،مع مالحظة أنه يجب عليك أن تدفع ثمن ذلك ،ال
يوجد شيء بال ثمن) .هذا بالضبط هو الشيء الذي حدث في شخصيتك و عليك أن
تدفع الثمن بالتعب النفسي لمدة من الزمن و هذا مثبت بشكل علمي بحت؛
فاهلل عز وجل قد أنعم علينا بدماغ يستطيع هو بنفسه مع الوقت والممارسات
الصحية والروحانية الصحيحة تصحيح نفسه وتصليح األضرار التي طرأت عليه.
يمكنك العودة والقراءة أكثر في موضوعات علم (اللدونة العصبية) ليطمئن قلبك
ولترى بالتفصيل كيف يتم ذلك ...
ثق بكالمي ومن تجربتي ،ابدأ بالحلول وخالل أشهر معدودة ستالحظ التغيير
الجذري في شخصيتك وسيالحظ ذلك أيضا من يحبونك وال تهدر وقتك في وضع
مسميات لمشاكلك النفسية وتحليالت ال حصر لها ،فتدخل في أوهام وشكوك تطيل
وتؤخرمن مدة تعافيك)
سبتمبر 2018
مـوسـكـو – روسـيـا
األخيرة
تحليل قصة ٨األخيرة:
أ -وقوع سعد في االنتكاسة الثالثة و األخيرة عندما التقى
بأصدقائه بعد كأس العالم في روسيا – أسباب اإلنتكاسة األخيرة :
-1اإللتقاء برفقاء التعاطي مما أدى إلى تحفيز الدماغ بشدة للعودة
-2وجود أنواع كثيرة من المخدرات لديهم
-3عم رغبة المدمن بمخالفة القطيع (الشلة) في مخططاتهم وأفكارهم
-4عدم انتهاء المرحلة الثانية من المشاكل الشخصية التي كان يمر فيها
ببعض لحظات الضعف
-2الحياة قصيرة وقد نتوفى في أي لحظة فاجعلها نهاية سعيدة لتلقى ربك
وأنت في حال جيد ،أو مت وأنت على الطريق.
أ -تعرض سعد لعدة نوبات من الهلع بعد انتكاساته الثالثة في مرحلة
(المشاكل الشخصية ) و كان قد تعرض للعديد من النوبات أثناء تعاطيه
في السابق كما ساعد غيره على اجتيازها فلم تكن باألمرر الجلل-
-إرشادات في حالة نوبات الهلع :
-1على المتعافي أن يستفيد من خبرةغيره في معرفة طبيعة هذه النوبات فهي تأتي
لدقائق معدودة وتمثل ردة فعل من الجسم على إحساس وهمي بالخطر كخطر الموت
مثال
-2على المتعافي أن يراقب هذه المخاوف ويسجلها على ورقة بعد انتهاء النوبة
ليدرسها ويعرف جذروها حتى يتمكن من مواجهتها والقضاء عليها
-4حاول التنفس بشكل عميق حتى تهدىء نفسك (شهيق طويل ثم اكتم ثم زفير
أطول )
أ -وصل سعد إلى المرحلة األخيرة وبحمد هللا تعافى تماما من
اإلدمان ،أسميت هذه المرحلة (عودة للحياة ) ،هذه المرحلة
تمكن سعد من وصولها بعد 7شهور من المرحلة الثالثة(المشاكل
الشخصية) – و 5أسابيع من المرحلة الثانية (اإلنسحابات القوية
) و 100يوم من الرياضة في المرحلة األولى( 10ساعات رياضة)
الحياة تصبح جميلة جدا عندما نكون في كامل السيطرة عليها ..
ارسم لنفسك صورة جديدة ...
آمن بنفسك..
و
ابدأ ...
ال تستسلم ....
ألنك تستطيع .
إلى كل من يعاني مع اإلدمان..
أحبتي يا من وصلتم معي إلى نهاية هذا الكتاب ،أشكركم من كل قلبي .
الدنيا فعالً غريبة؛ لم أتوقع في يوم من األيام أن أكتب كتابا ً عن ذكرياتي
مع اإلدمان ولكنني لم أستطع أن أرتاح بعد التعافي من غير أن أنقل
تجربتي لكم ،فإني وهللا أحس بمعاناتكم ومعاناة كل مدمن ،أعدكم أن
أكرس حياتي لعالج هذه اللعنة وأن أكون دائما في خدمتكم ألحقق حلمي
بمساعدة مليون شخص عربي في ترك اإلدمان والتعافي منه...
إذا استفدتم مني بشيء في يوم من األيام فادعو هللا لي بالمغفرة والثبات
والسعادة وأن يعينني على اإلخالص في هذا األمر ويوفقني إلى معرفته حق
المعرفة .اللهم آمين
كلمة أخيرة
لقد لففت العالم ؛سافرت حول 38بلدا مختلفا و عشت في 9دول منها..
أغرتني الحياة وما شاهدته في األفالم واإلعالم وظننت أن هذا هوالطريق ..
فجربت جميع أنواع المخدرات و جل أنواع الشهوات ..
لم أجد ال راحة بال وال أي سعادة حقيقة في ذلك أبداً،
مررت بلحظات سرورسريعة تهيأ لي أنها ستدوم ولكن سرعان ما
اكتشفت أنها كانت مزيفة زائلة تخبئ لي في داخلها رعبا ً ال ينتهي.
لم أجد قعرا ً لبحر الشهوات أُلقي فيه مرساتي ..
ابدأ ...
التستسلم ..
ألنك تستطيع.
www.restarturself.com