You are on page 1of 92

‫العنوان‬

‫"ذكريات مدمن"‬

‫لحظات غيرت حياتي في طريقي للتعافي‬


‫إهداء الكتاب‬
‫إهداء ‪..‬‬

‫إلى أبي معلم اللغة العربية الوقور‪....‬‬

‫وأمي أفضل امرأة في العالم‪...‬‬

‫إلى أخي األكبر سعيد رفيق الدرب وأخي زيد الحنون ‪...‬‬

‫إلى صديقي العزيز‪ ..‬عمر شاهين الذي لم أره منذ زمن طويل ‪..‬‬

‫إلى من غير حياتي‪ ،‬حبيب قلبي د‪.‬عدنان إبراهيم‪..‬‬

‫إلى أصدقائي الطيبين ‪ :‬دنقل وسامر‬

‫إلى كل من أخطأت في حقهم يوما ‪...‬‬

‫إلى كل مدمن عالق في وحل المخدرات ‪....‬‬


‫هذا الكتاب إهداء لك من كل قلبي ‪ :‬أبشر فإن الفرج قريب‬
‫قائمة المحتويات‬
‫الغالف‬
‫العنوان‬
‫"ذكريات مدمن"‬
‫لحظات غيرت حياتي في طريقي للتعافي‬
‫إهداء الكتاب‬
‫قائمة المحتويات‬
‫القسم األول ‪ :‬لحظات غيرت حياتي‬
‫اإلنذار األول‬
‫انفصال ثم انفصام‬
‫سفينة العزم‬
‫إنها تعمل‬
‫أم اإلكتئاب‬
‫اشتقت لك‬
‫ع ُْم ٌر جديد‬
‫األخيرة‬
‫البرانويا اللعينة‬
‫الحياة بعد الموت‬
‫تحليل اللحظات والقصص‬
‫تحليل قصة ‪ ١‬اإلنذار األول‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ ٢‬انفصال ثم انفصام‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ ٣‬سفينة العزم‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪٤‬انها تعمل‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪٥‬أم اإلكتئاب‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪( ٦‬اشتقت لك )‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ ٧‬ع ُْمر جديد‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ ٨‬األخيرة‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ ٩‬البارانويا اللعينة‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ ١٠‬الحياة بعد الموت‪:‬‬
‫كلمة من القلب إلى كل من يعاني مع اإلدمان‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫دعوني أفتح قلبي ألروي لكم حكايتي‪..‬‬


‫دعوني أعود بالذاكرة إلى الوراء وأقص عليكم عشرة مواقف لن أنساها مع اإلدمان اللعين‪،‬‬
‫مفصالً فيها المراحل االنتقالية في طريقي للتعافي و موضحا ً ما الذي يجب فعله في كل‬
‫مرحلة حتى تتفكك هذه اللعنة إلى األبد ‪.‬‬
‫لعل هللا يريك في صدق كلماتي بعض الراحة واألمل ‪،،،‬‬
‫و لعلك تجد في طريقتي الخالص من إدمانك فتصل إلى السعادة الحقيقية الدائمة ‪.‬‬

‫اللهم اخلص نيتي لوجهك الكريم وانفع بي كل من قرأ هذ الكتاب و أرشده إلى‬
‫طريق الحق والسعادة فأنت المولى والقادر على كل شيء ‪.‬‬
‫القسم األول ‪ :‬لحظات غيرت حياتي‬
‫مايو ‪2015‬‬
‫أبوظبي – اإلمارات‬
‫اإلنذار األول‬
‫دوى صوت إغالق باب الزنزانة في المكان كأنه الرعد ‪ ،‬قرفصت ألجلس على األرض‬
‫وأستوعب ما حصل‪ ،‬وبدأت الذكريات تنهمرعلي كالمطر ‪......‬‬
‫في البداية تذكرت الحادث بالتفصيل ‪ :‬قبل ‪ 8‬ساعات كنت في درس للغة الروسية في مبني‬
‫(‪ )54/24‬بالقرب من جسرالمقطع في أبوظبي ‘ وفي وقت االستراحة بين ساعتي الدرس‬
‫أحسست بضيق شديد فنزلت من المكان ألتنفس بعض الهواء لعله يسعفني في التخفيف عن‬
‫المشاعر السلبية التي تلتهمني‪..‬‬
‫كانت الساعة تشير إلى تمام السابعة مساء‪..‬‬
‫أمعنت في التفكير ألجد حالً (للتكريزة) التي أنا فيها وفجأة‪...‬‬
‫إذا برجلين عريضي المنكبين ينادونني لنتكلم على جانب الطريق ‪.‬‬
‫نظرت إليهم فلم أعرفهم ‪ ،‬شرحا لي موضحين بأن سيارتي واقفة أمام سيارتهما وهي تعيق‬
‫حركتها وعلي أن أغير مكانها‪....‬‬
‫استغربت وأجبت بأن ذلك غير صحيح فأنا كنت قد أتيت إلى هنا بسيارة أجرة ‪.‬‬
‫أصرا علي قائلين ‪ :‬فقط تعال معنا وسوف نشرح لك ‪.‬‬
‫ترددت للحظة ثم استوعبت الموقف بسرعة ‪ ،‬و تأكدت شكوكي بظهورجلين آخرين قادمين‬
‫باتجاهي ‪...‬‬
‫إنهم ضباط مكافحة المخدرات‬
‫؛‪( :‬وقف مكانك وفضي جيبك وال تفكر تهرب )‪.‬‬
‫أجبت ‪ :‬ولماذا أهرب؟؟ عن ماذا تبحثون ؟؟!!! فأنا ال أتعاطى المخدرات‬
‫صدمهم جوابي السريع وثقتي بنفسي الناجمة عن عدم تعاطي للمخدرات فعال منذ مدة ؛ فقد‬
‫أقلعت عن كل شيء آخر أثناء وجودي داخل اإلمارات لخطورة عواقبها وأًصبحت فقط‬
‫أتعاطى( الليريكا ) التي لم تكن مدرجة في الئحة المخدرات ذلك الوقت بعد ‪،‬‬
‫وإضافةً على ذلك قد كان هذا يومي الثالث من غير (ليريكا) فهي مقطوعة منذ يومين ‪...‬‬

‫لم يصدقوا كالمي ففتشوني جيدا ‪،‬أخذوا كل مافي جيوبي وصرخ كبيرهم ‪:‬‬
‫(اركب معنا بنسويلك فحص)‬
‫ركبت معهم في سيارة الدفع الرباعي وأجلسوني في المنتصف ‪،‬انطلقنا إلى مركز المكافحة‬
‫الذي يبعد أقل من خمس دقائق عن المكان ‪ ،‬لم أكن خائفا أبدا ألني كنت حينها نظيفا ً كثوب‬
‫أبيض ‪..‬‬
‫كانوا يقهقهون ببعض النكات متهكمين وغير مصدقين بأني وفي هذه اللحظة بالذات كنت‬
‫صادقا ً و إلى أبعد الحدود‪.‬‬
‫قضيت دقائق الرحلة أحمد هللا ألف مرة أنهم قدموا في الوقت المناسب ‪...‬‬
‫نحن معشر المدمنين تأتينا دائما ً أفكا ٌر و خياالتٌ عن هذه اللحظة بالذات وكيف سنتعامل‬
‫معها ومع ذلك فإن لها طعما ً مختلفا ً ال يعلمه إال من ذاقها ‪.‬‬
‫كانت حقيقة كوني لم أتعاطى شيئا من عدة أيام تخفف عني وبنفس الوقت تعيق دماغي عن‬
‫التفكير الصحيح ‪...‬‬
‫بدأت الكثير من المخاوف تقفز في ذهني ‪ :‬من أخبرهم؟‬
‫ماذا يريدون؟؟!! وهل سيخلون سبيلي أم سيجبرونني على اإلعتراف بما ال دخل لي به؟‬
‫وصلنا إلى المكان و دخلنا من الباب الخلفي ‪..‬‬
‫كان كل من رآني من الشرطة والضباط ينظر إلي بازدراء‪ ،‬ملقيا ً واحدةً من نكاتهم السخيفة‬
‫‪( :‬هاا زخووك يا قوي ؟؟!! ) ‪( ،‬شو؟؟ طحت يا وحش ؟!! )‬
‫كنت أتمنى لو انعكست اآلية‪ ،‬وتسائلت ‪ :‬هل يا ترى كنت سأفعل بهم الشيء نفسه ؟؟!!!‬
‫دخلت إلى الحمام مع أحد أفرادهم و أعطوني علبة صغيرة وطلبوا مني أن أتبول فيها ‪،‬‬
‫كان علي أن أترك باب الحمام مفتوحا ً ‪ ،‬فعلت ذلك بطاعة تامة ‪،‬عبأت تلك العلبة على آخرها‬
‫وخرجت مسرعا بكل ثقة ؛ فالمخدرات والحبوب عدا الحشيش تخرج من الجسم بالكامل بعد‬
‫‪ 48‬ساعة كأقصى حد ‪...‬‬

‫جلسنا عند الضابط المناوب للتحقيق‪ .‬كان علي اإلنتظار حتى صباح الغد ألعرف النتيجة‪،‬‬
‫فتحليل الفحص يحتاج إلى ‪ ١٢‬ساعة على األٌقل ‪.‬‬
‫كان المحقق قد انتهى من استجوابي وتفتيش هاتفي عندما نادى بصوت عال على أفراد‬
‫المجموعة ‪ ( :‬روحوا فتشوا بيته ‪)...‬‬
‫عندها بالذات أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه وتدحرج على األرض‪..‬‬
‫كنت مازلت أعزبا ً ولكني انتقلت للعيش في شقة بعيداً عن أهلي حتى أتمتع بحريتي ‪...‬‬
‫بدأ الخوف يسري في جسمي فتغيرت درجة حرارته ‪:‬‬
‫ماذا لو ذهبوا إلى بيت أهلي ؟؟!!!‬
‫ماذا لو وضعوا شيئا لي في بيتي كما أرى في األفالم ؟!!‬
‫ماذا لو كنت قد نسيت القليل من المخدرات في أحد مخابئ منزلي من وقت طويل ولم أنتبه‬
‫لها ؟؟!!‬
‫ماذا لو كانت هناك أي أدوية ممنوعة منسية مني أومن الشباب أصدقائي المحترمين ‪ ...‬؟‬
‫ماذا ؟ وماذا ؟ وماذا ؟!!!!!‬
‫أحسست أن الوقت قد توقف عن الحركة ‪ ..‬يا هللا ساعدني ‪....‬‬
‫نادى علي الضابط مرة أخرى ‪ ،‬وضعوا األغالل في قدمي ومن ثم ذهبت معهم في سيارتين‬
‫متوجهين إلى بيتي في جزيرة الريم ‪،‬‬
‫مع أن المسافة التى تفصل بيتي عن المكافحة كانت ال تزيد عن عشرة كيلومترات إال أننا‬
‫استغرقنا في الطريق حوالي الساعتين ‪ ،‬كانوا يقفون بشكل متكرر في أماكن مختلفة‬
‫لمساندة بعض المداهمات ‪...‬‬

‫وصلنا أخيراً ‪...‬‬


‫دخلنا مدخل العمارة‪ ،‬لم أستطع المشي بشكل جيد بسبب( الكلبشات) الثقيلة مما زاد التوتر‬
‫والقلق الذي يسري في عروقي إلى أعلى حد ‪....‬‬
‫طلب الضابط من حارس العمارة الهدوء‪.‬‬
‫صعدنا إلى شقتي في الطابق السادس ‪..‬‬
‫دخلنا وبدأوا يفتشون ‪...‬‬
‫و يبحثون ويفتشون ‪....‬‬
‫ساعة كاملة قلبو فيها معالم الشقة رأسا على عقب‪,,‬‬
‫كان قلبي ينبض بعنف طوال هذا التفتيش ‪...‬‬
‫مرت هذه الساعة يا أصدقائي و كأنها أطول ساعة في حياتي‬
‫كانت الثواني بطيئة جدا ً‪....‬‬
‫جداً ‪..‬‬
‫جداً ‪.‬‬

‫و‪....‬‬
‫الحمدهلل لم يجد أحدهم شيئا ‪...‬‬
‫الحمدهلل ‪...‬‬
‫أحسست وكأن هللا أراد أن يعطيني فرصةً ثانية‪.‬‬
‫شعوري حينها اليكاد يوصف‪ ،‬وكأني ملكت الدنيا ومافيها ‪.‬‬

‫خرجنا بسرعة من المكان‪...‬‬


‫كان عليهم أن يعيدوني إلى المكافحة لقضاء الليلة في التوقيف وانتظار نتيجة فحص البول‬
‫التي ستظهر في الغد‪.‬‬
‫وصلنا ‪..‬‬
‫ق أخير ومن ث َّم رموني في الزنزانة ألنتظر ‪....‬‬
‫كان هناك تحقي ٌ‬
‫عندها فقط تنفست الصعداء وعلمت أن هللا أتى بالعواقب سليمة ‪...‬‬
‫حمدت هللا حمداً كبيراً وكأني اعتنقت اإلسالم من جديد ‪...‬‬
‫أشياء كثيرة مرت في مخيلتي تلكم الليلة ‪:‬‬
‫وعلق في رأسي حواري المتكرر مع أخي األكبر (سعيد) في أكثر من مناسبة ‪:‬‬
‫سعيد ‪( :‬الزم تبطل شو اللي عم تعمله في حالك هذا الليريكا دوا صرع)‬
‫أنا ‪( :‬بس مش مدرج يعني مش مخدرات فمش خطير)‬
‫سعيد ‪( :‬انت سامع شو بتحكي !! وهللا ما انت فاهم اشي إلنك مدمن واألشياء اللي كنت‬
‫تاخذها هذيك ؟؟؟كمان مش مدرجة ؟)‬
‫أنا ‪( :‬بطلتها كلها انت عارف بس لما أسافر مرات باخذها)‬
‫سعيد ‪( :‬مرات ؟!!! يا زلمة اصحى!! انت كل يوم مسافر عشانها وبس ترجع بتصبر‬
‫حالك بالليريكا بتاخذ ها كل يوم ‪ ،‬انت بدك أي نوع مخدرات عشان تعيش وتنبسط يعني انت‬
‫مدمن)‬
‫أنا‪( :‬أنا مش مدمن ‪،‬أنا باخذ هالدوا ألنه بحبه وما بدي أبطله ‪..‬‬
‫أحكيلك بدي أظل آخذه طول عمري)‬
‫سعيد ‪ (:‬أنت حر ‪ ،‬قد أعذر من أنذر)‬

‫وألول مرة بدأت استوعب كالمه وبدأت أرى أن لدي مشكلة كبيرة مع الليريكا و مع‬
‫االمخدرات بشكل عام ‪،‬‬
‫وبدأت أفكر‪،،،‬‬
‫يجب أن أجد حال قبل فوات األوان ‪...‬‬
‫ألنه (مش كل مرة ‪ ،‬بتسلم الجرة )‬
‫مايو ‪2017‬‬
‫عمان – األردن‬
‫انفصال ثم انفصام‬
‫اهداء‪ :‬إلى طليقتي الطيبة الوفية (إلينا جوربونوفا )‬
‫قلبك وأتمنى لك حياة سعيدة‬
‫أتمنى أن تكوني قد سامحتيني من كل ِ‬
‫(خذ نفسا ً طويالً من أنفك‪ ...‬احبسه لثانيتين ‪ ...‬واخرجه من فمك ببطء)‬
‫تذكرت كالم المعالجة النفسية الممل بعد أن قمت بمراجعتها و مراجعة (السيكاترست ) الذي‬
‫وصف لي ‪ ٣‬أدوية لمساعدتي في ترك إدمان الليريكا‪..‬‬
‫في ذلك الوقت كنت قد قدمت للعيش في األردن بعد أن تزوجت وتركت اإلمارات ألبتعد عن‬
‫حياتي السابقة وأبدأ صفحةً جديدة ‪...‬‬
‫كانت مشكلتي حينها الليريكا فقط ‪ ،‬فقد استطعت التخلص من إدماناتي األخرى قبل الزواج‬
‫عن طريق التعاطي اليومي لليريكا و حصرت شرب الكحول في نهايات األسبوع‪.‬‬
‫كنت جالسا على كرسي المعتاد في صالون بيتي وأتذكر في ذهول‪..‬‬
‫سنة ونصف مرت سريعة جدا بعد انتقالي إلى هنا ‪...‬‬
‫في األمس قمت بطالق زوجتي بعد مشاكل كثيرة بيننا ‪...‬‬
‫كنت دائما أتخيل أنها هي السبب فيها ‪...‬‬
‫كنت أعتقد أن ما أفعله هو الصحيح بدون استثناء ‪...‬‬
‫عدت ألتذكر أكثر ‪...‬‬

‫في األشهر األولى كانت عالقتنا رائعة جدا و أيامنا سعيدة ‪..‬‬
‫التزمت بالعالج واألدوية وتركت الليريكا بشكل مؤقت مستبدال إياها بأدوية الطبيب ‪...،‬‬
‫ولكن بعد عدة انتكاسات قوية بدأت المشاكل وتفاقمت‪...‬‬
‫انتكاساتي كنت مبالغا ً فيها ؛ أتناول أي نوع حبوب أو مخدر أجده أمامي مما زاد الطين بلة‬
‫‪ ،‬ثم عدت للتعاطي بشكل يومي حتى أصبح روتيني مؤخراً جنونيا ً ‪:‬‬
‫(حبتين ليريكا في الصباح بعد الفطور‪ ،‬ومن ثم حبة ترامادول أو كبت بالتبادل في عصر كل‬
‫يوم‪ ،‬وبالليل بعض الحشيش والبيرة لكي أنام ‪...‬‬
‫أما في عطلة منتصف األسبوع فأتناول ما هو متوفر من (ام دي ام ايه )أو أمفيثامين‬
‫و الكحول حدث وال حرج ‪)...‬‬
‫طقطقت أصابعي ألشعر أني مازلت هنا ‪...‬‬
‫أووف ‪ ،‬كيف حصل ذلك تزوجت وطلقت وال أشعر بما حصل !؟؟‬
‫هل أنا سعيد ؟؟‬
‫هل أنا مجروح ؟؟‬
‫هل هكذا انتهى كل شيء ؟؟ كانت امرأة محترمة ووقور !!‬
‫لم تستطع التعامل مع ثور مدمن ‪...‬‬
‫كيف ؟؟!!!‬
‫ال ال‪...‬‬
‫ال يمكن أن أكون أنا الغلطان ‪..‬‬
‫أنا دائما على صواب ‪...‬‬
‫كنت أحاول إقناع نفسي بأنني لست المذنب هنا وأن انحرافي لشهواتي ونزواتي لم يكن‬
‫هو السبب وأن اإلدمان وهو اللعنة التي حلت علي والتي لم أستطع الخالص منها ليست بتلك‬
‫المشكلة الكبيرة بعد ‪.....‬‬
‫ولكن االن ماذا أفعل ؟!!‬
‫أخرجت كيسا ً بالستيكيا ً صغيرا ً من جيبي ‪ ،‬فتحته على مضض و بلعت ما بداخله ‪ ،‬نزلت حبة‬
‫كبتاغون ذات اللون األصفر بالقوسين المتعاكسين بهدوء إلى معدتي وكأنها تعرف طريقها‬
‫إلى هناك ‪..‬‬
‫في ذلك اليوم‪ ،‬أخذت ما يكفيني من المخدرات ولكن هذه الحبة كانت تلزمني ألخدر بها ما‬
‫تبقى من ضميري بعد إحساسي بثقل الذنب الذي ظلمت فيه طليقتي ‪...‬‬
‫ال أدري إن كنت قد استوعبت هول األمر حينها أم أن هروبي بالمخدرات كان فعاالً إلى حد ما‬
‫‪..‬‬
‫ولكنني أدركت أن لدي مشكلة وهذه المشكلة كبرت وأصبحت تدمر حياتي شيئا ً فشيئا ً‪...‬‬
‫أنني بدأت أخسر كل شيء ‪..‬‬
‫يحب أن ألحق نفسي قبل فوات األوان ‪..‬‬
‫يحب أن أترك اإلدمان وبأسرع وقت ‪...‬‬
‫ولكن كيف ؟؟؟ كيف !!!‬
‫األدوية العالجية لم تجدي نفعا ً !!‬
‫بدأت انتقل من إدمان إلى إدمان أصعب ‪..‬‬
‫كانت مشكلتي الليريكا وتفاقمت ‪..‬‬
‫اآلن لدي مجموعة مشاكل ‪:‬‬
‫مخدرات‪ ،‬حبوب‪ ،‬كحول‪ ،‬صحتي‪ ،‬عملي ‪،‬وطالق ‪،‬‬
‫وقتها بدأ مفعول (الكبتي) يدور في أعماقي و انطلقت شحنة دوبامين كالسهم في مسارات‬
‫دماغي التالفة فانتعشت ‪....‬‬
‫أحسست براحة تامة ‪...‬‬
‫ابتسمت وقلت في نفسي ‪ :‬أنا أعزب مرة أخرى يحب أن أفرح ال أحزن ‪ ،‬يجب أن أعيش‬
‫حياتي‪ ...‬أن أًصول وأجول‬
‫و ضحكت ضحكةً أسعدت فيها شيطاني اللعين ‪،،‬‬
‫والذي كان حتى هو متفاجأ من ردة فعلي وتفكيري !!!‪.‬‬
‫سبتمبر ‪2017‬‬
‫عمان ‪ -‬األردن‬
‫سفينة العزم‬
‫إهداء إلى من وقفت بجانبي و آمنت بي دائما صديقتي الغالية سونيا عويضة‬
‫(سـبـرايـز ‪ ،‬سـبـرايـز‪ )،‬وفتح الباب‬
‫نظرت وإذا بأخي سعيد وزوجته مع ابنهما الصغير الجميل وأعز أصدقائي سونيا ‪،‬سامر ‪،‬‬
‫عمر وآيات يفتحون باب المنزل في ذكري يوم ميالدي التاسع والعشرين‬
‫لم أصدق ما رأيت ‪..‬‬
‫قفزت من مكاني بسرعة وسلمت عليهم بحرارة‪،‬‬
‫تبادلنا القبل والعناق ‪..‬‬
‫كانوا قد قدموا من دبي إلى مكان سكني الجديد في العاصمة األردنية عمان ‪..‬‬
‫(كل عام وأنت بخير ) أخذوا يهنئوني بعيد ميالدي (هابي بيرثداي مان) ‪..‬‬
‫(لم نرك منذ حوالي السنتين لقد اشتقنا لك كثيييرا ) ‪.‬‬

‫حاولت اإلبتسام خجالً و بادلتهم بعض الحديث والضحكات المزيفة ثم استأذنتهم كي أدخل‬
‫إلى غرفتي بحجة تبديل مالبسي فقد كنت مازلت ألبس ثياب النوم‪..‬‬

‫أغلقت باب الغرفة على نفسي بالمفتاح وجلست على األرض ماسكا ً رأسي بيدي اإلثنتين ‪...‬‬
‫لو كان هناك مقياس لقياس درجة ال(هانج اوفر ) الذي أمر به النفجر من وضعي الصعب‪..‬‬
‫كنت قد أسرفت في التعاطي في اليوم السابق ( فراولة مع ليريكا والكثير من الكحول ) لم‬
‫يكن هذا ما يشغل بالي حينها فأنا متعود منذ فترة على هذا النوع من التعب الجسدي‬
‫والنفسي في الصباح لممارسة الحياة وبدء يوم جديد ‪ ،‬ولكن ما أصابني بالحزن الشديد أنه‬
‫لم تتحرك عندي أي ذرة مشاعر بعد لقائي ألهلي و أصدقائي ‪...‬‬
‫ال شيء أبدا ً ‪ ..‬وال قيد أنملة‪،‬‬
‫بل على العكس أحسست بقرف وبغض لنفسي شديدين‪...‬‬
‫أين ذهبت كل المحبة والمشاعر الجميلة‬
‫أين القرابة‪ ،‬الشوق‪ ،‬الصداقة ؟!!!‬
‫أين ذهب سعد الضحوك االجتماعي ؟؟!!‬
‫ما هذا الرهاب الذي أعانيه والجفاف وتبلد المشاعر ‪...‬‬
‫يا هللا ماذا حدث إنهم أجمل من في حياتي وأتوا من أجلي في عيد ميالدي ‪.‬‬
‫كيف لهذا أن يحدث !!! ‪..‬‬
‫إنها هذه الحبوب اللعينة ‪..‬‬
‫وهللا العظيم ألتركك وهللا ‪...‬‬

‫مر في خاطري صوت مدربي (فوزي ) ‪:‬‬


‫( ابدأ رياضة والتزم فيها حتى و أنت بتتعاطى ‪...‬‬
‫كلها كم شهر والزم تترك واحد منهم ‪...‬‬
‫إذا ركزت إنك ما تترك الرياضة ‪،‬‬
‫فاعتبر حالك تركت المخدرات)‬

‫تذكرت أني حاولت البدء بالرياضة أكثر من مرة ولكن لم أستطع اإللتزام بها ألكثر من‬
‫شهر‪..‬‬

‫تمتمت بغضب ‪ ( :‬خلص ‪ ،‬هي تايالند ‪ ...‬الزم اسافر ‪ ...‬الزم أبعد عن هون ‪ ....‬الزم ابدأ‬
‫من أول ‪( ...‬تايجر جيم) أحسن حل ‪ ...‬الزم يزبط )‬

‫فتحت خزانة المالبس ونظرت بالمرآة داخلها وليتني لم أنظر ‪...‬‬


‫وجهي ‪ ،‬شعري ‪ ,‬لحيتي ‪ ،‬كرشي ‪ ،‬مالبسي ‪ ،‬كيف نسيت نفسي ‪!!..‬؟؟‬
‫إنها أروع أيام شبابي ‪ ،‬أنا في عمر الورود( ‪ ٢٩‬سنة) ‪ ،‬مالذي أفعله في حياتي المقرفة ؟!!‬
‫( لهون وبس )‪،، ،‬‬
‫يكفي ‪.‬‬
‫أنهيت معاناتي مع الخزانة وبالكاد وجدت شيئا قد يالئم مقاسي المقرف ويفي بالغرض مؤقتا ً‬
‫لهذا اليوم المقيت الذي سأعاني فيه كي أتمكن من افتعال الفرح المزيف ألجواء عيد‬
‫ميالدي‪ ،‬حتى ال يشعر أح ٌد بما في داخلي ‪...‬‬

‫كان الجو في الخارج أيلوليا ً جميال‬


‫ولكن في داخلي بدأت رياح الغضب و األلم تعصف بقوة فلم أعد أتحمل أكثر من ذلك‬
‫أوووف‬
‫أوووف ‪.‬‬
‫‪ 4‬محاوالت فاشلة للتعافي خالل سنة و‪ 7‬أشهر من دون نتيجة‪...‬‬
‫بل بالعكس زادت كمية التعاطي ‪...‬‬
‫لمعت عيناي مفجرةً بركانا من الثقة بالنفس‪،‬ومنذرةً ببدأ خوض معركتي المصيرية مع هذا‬
‫اإلدمان اللعين ‪....‬‬
‫فأوشكت سفينة العزم على أن تجهز استعداد لرحلة التغيير‪..‬‬
‫قررت في أعماق أعماقي بأنني سوف أتغير ‪..‬‬
‫وهذه المرة بالذات آمنت بأنني سأفعل ‪...‬‬
‫آمنت بكل يقين أنني لن أستسلم أبدا هذه المرة ‪..‬‬
‫سوف أنتصر‪...‬‬
‫ومهما كلفني الثمن ‪.‬‬
‫يناير ‪2018‬‬
‫فـوكـيـت – تــايـالنـد‬
‫إنها تعمل‬
‫إهداء ‪:‬‬
‫إلى مدربي وصديقي (فوزي كاوكجي )‬
‫مع كل الشكر والمحبة سأبقى ممتنا لك طيلة عمري‬
‫أكملت تمريني المسائي لرياضة الكيك بوكسينج في جزيرة فوكيت التايالندية‪ ،‬وبالتحديد في‬
‫(تايجر جيم) ‪ ،‬وانتهيت من تناول وجبة صحية صغيرة في مطعمي المفضل ( ذا شاك) الكائن‬
‫في نفس الشارع (سوي تاي )‪....‬‬
‫أخرجت كبسولة بريجابلين جميلة ذات اللونين األحمر واألبيض ورميتها في فمي ملحقا‬
‫إياها برشفة ماء حتى ال تعلق هناك ‪..‬‬
‫فتحت هاتفي قليال ورددت على بعض رسائل الواتساب ثم جلست في دراجتي الصغيرة‬
‫منطلقا بسرعة باتجاه شاطئ( باتونج) أللحق بغروب الشمس هناك ‪ ،‬واخترت أن أٌذهب من‬
‫الطريق السريع لكي ابتعد عن زحام ذلك الوقت ‪..‬‬

‫كانت إحدى أيام شهر يناير ذات الجو الرائع الجميل ‪..‬‬
‫لم أتذكر بالضبط ما هو تاريخ اليوم ‪ ،‬فأنا في عالم اخر ‪...‬‬
‫حبة ليريكا في الصباح بعد تمرين( الكروس فيت‪) ..‬‬
‫وحبة مهدئة(زناكس ‪-‬ترامادول) أو القليل من الكحول في المساء بعد تمرين الكيك بوكسينج‬
‫‪..‬‬

‫كنت مدمنا على الكحول و أصناف مختلفة من المهدئات والمخدرات ولكن إدماني المجنون‬
‫كان هو الليريكا فلم أترك استخدامها اليومي منذ سنوات‪.‬‬

‫مر في رأسي شريط ذكريات اخر شهرين‪ ،‬كنت قد أتيت بالفعل إلى تايالند ألبتعد قليال عن‬
‫الضياع الذي كنت فيه ‪:‬‬
‫لقد أصبح وزني ‪ ١١٦‬كيلو تقريبا وانا استهلك كمية مخدرات يومية تكفي لتخدير قبيلة من‬
‫الفيلة ( ليريكا ‪ -‬ترامادول ‪ -‬كابتاغون ‪ -‬حشيش ‪ -‬كحول ‪ -‬ام دي ام ايه ‪ -‬امفيثامين )‬
‫الجود بالموجود وبكميات عالية جدا ‪...‬‬
‫الحمدهلل لقد كان قرارا ً صائبا أن أبتعد و أخلو بنفسي قليال ألبدأ بالرياضة ‪...‬‬
‫لقد بدأت بتقليل كمية التعاطي وتنظيمها على األٌقل حتى أستطيع إكمال التمارين ‪...‬‬
‫كنت أحاول تحفيز نفسي ألخفي القلق واإلكتئاب الذي بدأ يداهمني في آخر بضعة أيام ‪...‬‬
‫أحسست ببعض اإلعياء فأوقفت دراجتي على جانب الطريق ألراقب ماذا يحدث ‪ :‬مع إني آخذ‬
‫حبوبي اليومية بانتظام إال أنني بدأت أحس باإلكتئاب والقلق بشكل ملحوظ وبالذات بعد‬
‫تناولها ‪...‬‬
‫لماذا هذا الشعور ؟‬
‫كان مجرد التفكير بهذا الموضوع يخيفني ‪...‬‬
‫كيف ؟!!‬
‫كيف ؟؟!!‬
‫لقد تناولت جرعتي اليومية بل وأكثر منها ‪...‬‬
‫( يا هللا ليش هيك الحياة ؟؟‪ ،‬كيف بدي أكون مبسوط ؟) ‪..‬‬
‫أكملت طريقي الى الشاطىء وفور وصولي أوقفت الدراجة ونزلت متجها ً إلى البحر مراقبا ً‬
‫قرص الشمس الذي بدأ بالتلون بألوان البرتقال ملقيا ً ظالله على المكان‪...‬‬
‫أحسست بقلق شديد مرة أخرى مصحوبا ً بغصة في نفسي‪،‬‬
‫لماذا بدأ هذا الشعور !!!‬
‫لماذا أحس بالكئابة تنهشني بعد تناول هذه الحبوب؟؟‬
‫إنني ال أستطيع العيش بدونها ؟!!!‬
‫كيف ذلك !!‬
‫لماذا تغيرتي يا حبوبي ؟؟!!‬

‫ألقيت بجسمي المترهل على الرمل وانتبهت أن بعض العضالت بدأت تبرز منه ‪،‬‬
‫نظرت في األفق متسائالً ‪ :‬هل من الممكن أن أصبح سعيداً مرة أخرى ؟؟؟‬
‫التفت يمينا ثم يسارا ألرى كثير من الناس يمرحون ويضحكون ‪..‬‬
‫بدأت أحدق في وجوههم وأعينهم ‪،‬‬
‫هل يا ترى هم منتشون ؟؟!‬
‫أي نوع من المخدرات يتعاطون ؟؟‬
‫هل من الممكن أن أصبح مرحا ً مثلهم ؟؟‬
‫هل هناك أمل أن أعود إلى وضعي الطبيعي ؟!!!‬
‫كيف ؟؟‬
‫حتى الحبوب اللعينة التي كانت تخفف عني بضع ساعات من اليوم أصبحت ضدي‪.‬‬
‫يا هللا ماذا أفعل ؟!!‬
‫كنت أتساءل عن أي شيء ‪ ،‬عن كل شيء محاوال نسيان كالم مدربي في األردن ( ابدأ‬
‫رياضة وانته لسه بتتعاطى ورح يبطل يشتغل مفعول الحبوب )‪...‬‬
‫معقول هذا اللي صار ؟!!!‬

‫ال مستحيل ‪.‬‬


‫يا هللا حتى غروب الشمس ما اله طعم ‪..‬‬
‫حتى البحر مقرف ‪.‬‬

‫معقول كالمه صح ؟!!‬


‫معقول بطلت تشتغل ؟؟!!!‬

‫يا هللا شو اعمل ؟!‬


‫انا تعبت وهللا ‪...‬‬
‫كثير تعبت‪...‬‬
‫كيف بدي أعيش وأكون مبسوط بدونها ؟؟؟‬
‫كيف !!!‬
‫كيف؟؟!!!!!!!!!‬
‫أبريل ‪2018‬‬
‫لوس أنجلوس –‬
‫كاليفورنيا‬
‫أم اإلكتئاب‬
‫إهداء إلى فيليب ماركوف‪..‬‬
‫صاحب قناة سي جي كيد لترك اإلدمان والذي ساعدني كثيراً‬
‫أشكرك من كل قلبي و أتمنى لك السعادة الدائمة‬
‫أضأت محرك السيارة وجلست في مقعد السائق منتظرا زوجة أخي وابن أخي الصغير الذي‬
‫اقترب من عمر السنتين تقريبا ‪،، ،‬‬
‫بلعت ريقي ألحس بأنني مازلت واعيا ولست في كابوس ‪....‬‬
‫أوراق الشجر في فصل الربيع في مدينة( لوس أنجلوس) لماذا هي سوداء ؟!!‬
‫لقد كنت أحلم في العيش في هذا المدينة منذ نعومة أظفاري ‪..‬‬
‫ما هذا ؟!!‬
‫أنظر في المرآة ألرى وجهي ‪ ،‬لماذا هو بهذا القبح ؟؟ نظارات مربعة ورأس بيضاوي ‪.. .‬‬
‫ماهذا الشعر المجعد المتهالك ‪..‬؟؟!!!‬
‫لقد صدقت يا والدي ( أنفي وكأنه بكسة بندورة من كبره ) ‪،،،‬‬
‫رفعت قميصي عن طريق الخطأ أللمح ما بقي من كرشي متدليا على ساقي وممثال شكل‬
‫طبقات ‪..‬‬
‫صرخت ( يع) ‪...‬‬
‫أرجعت القميص على السريع وغطيت هذه الدهون المبعثرة في جسدي ‪ .....‬وتسائلت بغصة‬
‫لماذا ال أرى األلوان!!‬
‫لماذا كل شيء أبيض وأسود !‬

‫قاطع أفكاري اإلكتئابية صوت دخول زوجة أخي إلى السيارة ‪..‬‬
‫(سوري اتأخرت عليك ‪) ..‬‬
‫أجبت ‪ (:‬ليش هيه فارقة)‬
‫ردت ‪( :‬سعد شو مالك كل شوي بتتقاتل معاه ؟!!)‬
‫كانت تقصد أخي األكبر فمنذ أن تركت المخدرات والحبوب تماما قبل ‪ ٣‬أسابيع وأنا في حال‬
‫يرثى لها وال أتحمل أي شيء ‪...‬‬

‫سكت قليال ثم أجبت ‪( :‬وضعي صعب انتي عارفة أنا مبطل ‪).‬‬
‫أجابت بهدوء ‪( :‬طيب بس روق شوي ‪ ،‬على كل األحوال أي حديقة بدنا نروح ؟)‬
‫وأشارت إلى ابن أخي (خلي يغير جو شوي ويلعب )‬
‫أكثر ما كان يتعسني أني أحب ابن اخي جدا فهو أول حفيد ألبي في العائلة وقد أتيت خصيصا‬
‫ألمريكا كي نعيش سويا أنا و أخي سعيد ألرى ابنه وهويكبر أمامنا ونستمتع بهذه اللحظات‪..‬‬
‫لكنني من ‪ ٣‬أسابيع ومنذ أن تركت كل شيئ أتعاطاه وأنا ليس لدي أي نوع مشاعر ألي أحد‬
‫فأنا أرى االنسان كالحيوان كالجماد ‪.‬‬
‫أجاهد نفسي حتى أستوعب الحياة ولماذا نحن نعيش ‪..‬‬
‫أنظر إلى ابن اخي‪ ،‬أحمله و اعتصر نفسي ألحصل على بعض المشاعر له ولكن من غير‬
‫جدوى !!!‬

‫قاطعت زوجة أخي أفكاري المشؤومة مرة أخرى قائلة ‪:‬‬


‫( في حديقة جنب البيت هون خلينا نروح عليها )‬
‫وضعت ناقل الحركة السيارة على حرف ‪ D‬وتحركت ‪..‬‬
‫لم يكن هناك أي فرق بالنسبة لي في أن نذهب إلى حديقة قريبة أم إلى مقبرة بعيدة لست‬
‫مهتما باإلتجاهات واألماكن ‪،‬فضالً عن اإلهتمام بالناس واألشياء ‪..‬‬
‫سألتني زوجة أخي ‪ (:‬طيب أنت كيفك اليوم ؟ صرت أحسن ؟ )‬
‫أردت أن أجيبها كعادتي ( كل شي تمام )‪..‬‬
‫لكن هذه المرة أحسست بسكين ستشق حلقي إذا أبقيته مطبقا كالعادة فانفجرت وتكلمت ‪:‬‬
‫(مافي اشي حلوة بالحياة ‪،‬‬
‫كاره حالي كثير ‪،‬‬
‫نفسي أطلع من جسمي ‪.‬‬
‫مافي شي حلو مافي ألوان ‪ ،،،‬وين راحت األلوان ؟!!‬
‫كل شي أبيض وأسود ‪.‬‬
‫شو هذا الشعور اللي عندي ؟!!‬
‫شو هذا ؟!!!!‬
‫أشرت إلى ابن أخي ‪ :‬شو الفايدة تخلف ولد أو بنت ؟؟!!‬
‫شو الفايدة تعيش أو تتزوج ؟!!‬
‫شو الفايدة ما باألخير حتموت ؟؟؟‬
‫موت من هسه وارتاح ‪..‬‬
‫ليش اصال احنا هون بهالدنيا ؟!‬
‫جينا على أمريكا عأساس حلوة ‪..‬‬
‫بتخزي‪..‬‬
‫مافي اشي زابط ‪..‬‬
‫خليها عاهلل )‬
‫أجابتني بنبرة حادة ‪ (:‬طيب ما أنت عارف إنك صرلك سنين بتتعاطى حبوب والقرف تبعك‬
‫هاد ‪ ..‬أكيد هيك حيصير ‪)..‬‬

‫رددت عليها قائال ‪( :‬طيب ومتى ؟؟‬


‫متى رح يخلص هذا القرف ؟؟‬
‫ليش هيك ؟ شو عملت وهللا مش مستاهلة ‪.‬‬
‫يلعن أم الحبوب ‪.‬ما أنا بطلتها ‪..‬‬
‫بديش أنبسط ‪،‬‬
‫أنا موافق أكون طبيعي ‪.‬‬
‫هل ممكن أرجع طبيعي زي زمان ؟؟!!‬
‫أصال كيف كان زمان ؟‬
‫أنا نسيت كل اشي ‪..‬‬
‫نسيت مين أنا ‪..‬‬
‫مين أنا أصال ؟؟!!!‬
‫كنا قد وصلنا الى الحديقة فاختصرت الموضوع ‪:‬‬
‫(خليها عاهلل ‪..‬‬
‫إن شاء هللا خير ‪) ..‬‬
‫نزلت زوجة أخي من السيارة منهية الحوار ‪:‬‬
‫( سعد اصبر كل شيء بوقته حلو ‪..‬‬
‫أنت سنين عم تتعاطى بدك بيوم وليلة تصير تمام !!‬
‫اصبر ماضل اشي ‪،،،‬‬
‫كم أسبوع وبتصير تمام )‬
‫فتحت بدوري باب السيارة بقرف ونزلت ثم نظرت مطوال في السماء ولم أنبس ببنت شفة‬
‫فال فائدة من الكالم أصالً في ظل هذه اإلكتئاب العنيف ‪...‬‬

‫مشت مسرعة الى الحديقة وهي تضحك مع ابنها ‪ (:‬يال نروح باي )‬
‫جلست على مقدمة السارة ونظرت الى الحديقة الخالية من األلوان والمليئة باألطفال‬
‫الكريهين ‪:‬‬
‫(باي باي ‪...‬‬
‫متى بدي احكي لهاذا اإلكتئاب باي ؟؟!!‬
‫متى !!! )‬

‫خليها عاهلل‬
‫إن شاء هللا خير‬
‫أواخر شهر‬
‫ابريل ‪2018‬‬
‫أورانج كاونتي –‬
‫كاليفورنيا‬
‫اشتقت لك‬
‫استيقظت من النوم في منتصف الليل ألنتبه أنني ما زلت حيا ‪..‬‬
‫لم أبقى نائما أكثر من ‪ ٣‬ساعات ‪..‬‬
‫( لم لم أمت بعد ؟!!)‬
‫كان هذا السؤال يداهمني مصحوبا ً بفيض من أمواج القلق الرهيبة ‪..‬‬
‫ي في الفراش ألحاول التأكد أنني لست في كابوس ‪..‬‬ ‫يدي ورجل َّ‬
‫بدأت أحرك َّ‬
‫أحسست بحرقة في صدري تكاد تلتهمني من الضيق والهم ‪..‬‬
‫لم تفلح وجبة العشاء المتأخرة وال ممارسة العادة السرية بإبقائي نائما ‪..‬‬
‫قمت على مضض وتمنيت لو أن األرض تبتلع منطقة (ارفاين‪-‬اورانج كاونتي) كاملة بالشقة‬
‫التي أقطنها‪....‬‬
‫لم أعرف معنى اإلكتئاب حقا ً قبل تلك األيام ‪ ،‬كنت قد مررت بظروف صعبة ومشاعر سيئة‬
‫وأحزان اعتقدت أنها هي اإلكتئاب‪ ،‬لكن ما هذا ؟!! ‪..‬‬
‫هذا الشعور ال يمكن أن أنساه في حياتي و ال أستطيع وصفه مهما حاولت ‪..‬‬
‫مضى حوالي ال ‪ 5‬أسابيع على تركي للحبوب وكأنها ‪ ٥‬قرون كاملة ‪.‬‬
‫لقد قمت باإلنتقال إلى شقة ألعيش وحدي ألنني لم أستطع العيش مع أخي وال أصدقائي‬
‫متأمال أن العزلة ستخفف عني قليال أو عاألقل لن أضطر للتعامل مع بني آدميين ‪.‬‬ ‫ً‬
‫دلفت إلى الحمام وفتحت صنبور المياه ‪..‬‬
‫نظرت إلى وجهي في المرآة تخيلت وكأنني ديناصور مقرف له حراشف ‪..‬‬
‫أشحت بنظري عن المرآة حتى ال تزيد صورتي في اكتئابي ألنه لدي اآلن من مشاعر الكره‬
‫والبغض للذات ما يكفي إلحراق مدينة كاملة ‪..‬‬
‫سنين من الضياع ‪ ،‬ماذا فعلت ؟؟! أين كان عقلك ؟؟‬
‫لماذا كل هذه الغباء ؟؟ لقد ضيعت مستقبلك ‪.. ..‬‬
‫قررت أخذ حمام ساخن لعله يساعدني على النوم مرة أخرى ‪..‬‬
‫وقع الماء الساخن على جسدي في الخارج مع لهيب اإلكتئاب في الداخل كان يشعرني بأنني‬
‫قد اقتربت من جهنم التي تنظرني في اآلخرة ‪.‬‬
‫أنهيت سريعا حمامي ولبست ثيابي وفي عز آالمي خطرت في بالي فكرة فتساءلت في‬
‫داخلي‪:‬‬
‫‪( -‬لم ال تصلي يا ولد ؟! شوف جرب ممكن تزبط‪) ...‬‬
‫سنين من الضياع كيف أقابل ربي!!؟؟‬
‫ال ال أنا خائف ‪..‬‬
‫(لقد كنت تحفظ القران كامالً ‪ ،‬ماذا جرى لك ؟؟)‬
‫سنوات لم أفتح المصحف وال أدري إن كنت أحفظ أي شيء منه بعد ‪....‬‬
‫( كيف ؟!! أما تذكر هذه اآلية ؟؟)‪...‬‬
‫ومرت في بالي آية (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال تقنطوا من رحمة هللا ‪ ،‬إن هللا‬
‫يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) (الزمر ‪...)53:‬‬
‫تجاوزت أفكاري و حواري مع نفسي للحظة ‪ ،‬كبرت ودخلت في الصالة ‪..‬‬
‫أنقل لكم هذه القصة يا أصدقائي وأنا ال أدري كم ركعة صليت وال ماذا قرأت ولكن ال‬
‫أستطيع أن أنسى أنني عندما سجدت ‪ ،‬انخرطت في بكاء شديد لوقت طويل ‪..‬‬
‫كنت فقط أنادي‪:‬‬
‫( يا رب ‪...‬‬
‫يا رب ‪...‬‬
‫يا رب ‪.... )....‬‬
‫أحسست بأن شيئا ً ما حدث هناك ‪....‬‬
‫شي ٌء ما في صدري التأم ‪،،،‬‬
‫شي ٌما في عقلي اعتدل ‪، ،،‬‬
‫بعدها أغمضت عيوني و نمت ‪..‬‬
‫كانت أجمل نومة عرفتها من سنييين ‪ ...‬أو على اإلطالق ‪..‬‬
‫كانت أجمل سجدة سجدتها في حياتي‪...‬‬
‫سجدة لقاء حبيبين تفارقا من سنين وكلما أذكرها تدمع عيني من الشوق ‪..‬‬
‫يا حبيبي يا ربي ‪..‬‬

‫اشتقت لك يا هللا ‪....‬‬


‫اشتقت لك كثيرا ‪..‬‬
‫يوليو ‪2018‬‬
‫أنتويرب‪-‬بلجيكا‬
‫ع ُْم ٌر جديد‬
‫مستشفى حكومي تابع‬
‫ً‬ ‫تسلل إلى سمعي تمتمة الممرضة المسؤولة عن الدوام الصباحي في‬
‫لمدينة أنتويرب في بلجيكا‬

‫بدأت أحاول فتح عيني ألرى أين أنا ‪...‬‬


‫أنا ملقى على سرير‪..‬‬
‫شيء ما معلق بيدي ‪...‬‬
‫إنه محلول الجلكوز ‪..‬‬
‫ماذا حدث ؟!!! لماذا أنا هنا؟؟‬
‫يا هللا إني ال أذكر شيئا ‪..‬‬
‫) أين نظاراتي ؟ ( سألت الممرضة ‪،‬‬
‫ناولتني إياها فلبستها سريعا ً وتفقدت المكان ‪..‬‬
‫نعم إنني في المستشفى ‪..‬‬
‫لست أحلم ‪،‬‬
‫ما هذا ؟ ماذا حدث ؟؟لماذا أنا هنا ؟؟؟‬
‫أجابتني بعطف زائد‪ ( :‬يبدو أنك ال تذكر شيئا ‪...‬‬
‫ً‬
‫( لقد نقلتك سيارة اإلسعاف إلى غرفة الطوارئ بعد تناولك جرعة زائدةً من المخدرات في‬
‫حفل توموروالند‪ ،‬لقد كان دمك متسمما من زيادة في (األم دي أم ايه )ودخلت في غيبوبة‬
‫‪ ،‬ارتح ً‬
‫قليال فما زلت متعبا ‪) ...‬‬

‫أجبت بألم ‪(:‬ال إنني بخير أريد أن أخرج من هنا ‪).‬‬


‫قلتها وفي قلبي حرقةٌ أنستني جميع آالمي الجسدية وبدأت استرجع بعض ذكريات األمس ‪:‬‬
‫ذهبت الى حفلة توموروالند في يومها الثاني ووعدت نفسي وربي أن لن أتعاطى مهما حدث‬
‫‪ ..‬ثم حدث ما حدث‬
‫إلى متى و أنا أعاني !!!‬
‫متى يستوعب عقلي أن ال حفالت وال سهر ‪...‬‬
‫متى أستطيع أن أجتاز أم هذه المرحلة المجنونة ‪...‬‬
‫‪ ٤‬شهور من تركي لإلدمان من غير انتكاسات ‪....‬‬
‫اعتقدت أني أصبحت إنسانا ً آخر ‪....‬‬
‫ماذا حدث يارب؟؟؟ ساعدني يا هللا‬
‫كان من المفروض أن أكون هنا في بلجيكا للعمل ‪..‬‬
‫يبدو أنني لن أتغير لألبد ‪...‬‬
‫تذكرت الشباب الفرنسيين من أصول مغربية ‪ ،‬أعطوني زجاجة ماء بها بعض الشوائب‬
‫البيضاء ‪..‬‬
‫قالوا ( اشرب ما يهمك ) ‪ ،‬شربت و شربت وشربت حتى ارتويت‪..‬‬
‫دقائق بسيطة ثم شعرت بالدوار وسقطت ‪...‬‬
‫يبدو أن جسمي لم يتحمل كمية المخدر التي تناولتها مرةً واحدة ‪,‬‬
‫قطعت الممرضة ذكرياتي األليمة و أشارت بيدها إلى بعض األوراق ألوقعها وأ ٌخلي مسؤولية‬
‫خروجي ثم سألتني بلطف ‪ :‬أمتأك ٌد أنك تستطيع الخروج ؟؟‬
‫أومأت برأسي نعم ‪.‬‬
‫قالت لي بصوت عال هذه المرة ‪( :‬انتبه ‪ ..‬لقد رزقت عمرا جديدا ) وأشارت إلى سرير في‬
‫آخر الغرفة ‪ ( :‬كان هناك فتاة من نفس الحفلة وفارقت الحياة‪ ،‬لم تتحمل جرعتها الزائدة‪...‬‬
‫صدقني لقد رزقت عمراً جديدا ً )‬
‫أضافت‪( :‬من حسن حظك أن كان هناك طاقم طبي لإلسعاف في المكان نفسه لحظة سقوطك )‬

‫ارتعدت رعبا ً وبدأت ألملم أغراضي وأوجاعي وحزمت آالمي وحوائجي وخرجت من‬
‫المستشفى بدون قميص ‪،،،‬‬
‫أمسكت رأسي وجلست على الرصيف‪:‬‬
‫يا رب ساعدني ‪ ،‬ماذا أفعل بحياتي !!!‬
‫يا رب ارزقني القوة ألكره أم السهر والحفالت ‪..‬‬
‫ماذ لو لم يحتمل جسمي األمر مثل هذه الفتاة ونفقت قبل أن أتوب ‪..‬‬
‫كيف سأقابل ربي ‪..‬‬
‫ماذا سأقول له !!!‬
‫كيف كان سيكون وقع الخبر على أهلي وأصدقائي ‪..‬‬
‫على أبي و أمي ‪...‬‬
‫يا هللا‪....‬‬
‫وأختي الوحيدة الصغيرة كيف ستستقبل خبر نعي أخيها ‪ ( :‬وهللا أخوكي مات أوفر دوز )‬

‫صدى صوت كالم الممرضة يطن في رأسي ‪ :‬لقد رزقت عمرا جديدا ً‬
‫لقد رزقت عمرا جديداً ‪....‬‬
‫لقد رزقت عمرا جديداً ‪.....‬‬

‫نعم صدقت ‪..‬‬


‫وسأبدأ من جديد‪.‬‬
‫هذه المرة سأغير الطريق‪ ،‬سأذهب بعيداً عن االحتفاالت‪ ،‬لن أقربها أبدا ‪ ..‬لن أقرب األماكن‬
‫التي تعج بالسموم الشيطانية ‪..‬‬
‫أعدك يا ربي ‪.‬‬
‫ساعدني يا حبيبي ‪...‬‬
‫ما لي غيرك يا هللا‪..‬‬
‫طلبت سيارة أجرة لتوصلني إلى حيث شقتي في بروكسل ‪..‬‬
‫وعزمت عزما ً صادقا ً أن أحزم أغراضي وأبتعد عن هذه األماكن ألجل غير مسمى وحتى‬
‫إشعار اخر ‪.‬‬
‫سبتمبر ‪2018‬‬
‫مـوسـكـو – روسـيـا‬
‫األخيرة‬
‫ازدادت دقات قلبه تسارعا ً و أحس بصعوبة في استنشاق الهواء ‪،‬‬
‫كان يمشي بسرعة أمام مدخل الفندق ذهابا ً و إيابا ً محاوال تحريك دورته الدموية بشكل‬
‫صحيح ؛حتى يتجنب سماع نبضات قلبه المرعبة والتى تشبه دقات الطبول ‪، ،،،،‬‬
‫بلع ريقه المر بصعوبة محاوالً استيعاب الموقف ‪:‬‬
‫أين هو ؟ ماذا حصل ؟ هل يحلم ؟ أما أنها مرة أخرى ؟؟!!‬
‫خائف من أن يذهب بال عودة ‪...‬‬‫ٌ‬ ‫اختلطت مشاعره بالخوف واليأس معا ً ؛ فهو‬
‫يذهب إلى الجانب اآلخر من الحياة‪......‬‬
‫يائس من نفسه جدا ؛ فهذه ثالث مرة يعود فيها للتعاطي بعد أن أقلع وتاب منذ ستة‬ ‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫أشهر ‪..‬‬
‫(أف ‪ ،‬أف ‪ ،‬أف) الثواني تمر كاأليام ‪،،،‬‬
‫فجأة لمحت عينه ألوان العلم الذي أمامه وميزها بكل سهولة فهو يعشق هذة األلوان منذ‬
‫الصغر ‪...‬‬
‫ومع هبة نسيم هواء بارد تأكد أنه ال يحلم ‪ ،‬وأنه في روسيا و بالتحديد في قلب العاصمة‬
‫موسكو ‪،،‬‬
‫شد المعطف على نفسه وأسرع بالدخول إلى بهو فندق (سويس هوتيل) ليحضر بعض الماء‬
‫لعل وعسى أن يسعفه الماء قليال ‪...‬‬
‫وبينما يجتاحه ألم الوحدة المقيت‪ ،‬نظر في أرجاء المكان ليتأكد هل نزل أصدقائه من ( جناح‬
‫الفندق)؟! ‪ ،‬يبدو أنهم نسوا أنه ينتظرهم !! ‪...‬‬
‫فالجميع لم ينم لليوم الثالث على التوالي وما تعاطوه من أصناف يكفي ألن يبقيك مستيقظا ً‬
‫إلى األبد ‪.‬‬
‫أعطاه موظف اإلستقبال قنينة الماء‪ ،‬وال حظ شحوب وجهه فسأله بالروسية ‪ ( :‬نورمالنا‬
‫؟؟!! )‬
‫سارع بالخروج مرةً أخرى ولم يفكر أن يرد عليه؛ فقد ضاق صدره بالداخل و نسي معنى‬
‫(نورمالنا) تماما ؛ألنه أبعد البعد عن معناها وهو أن يكون بخير‪....‬‬
‫مرير جداً ؛ فقد اختلط بالمواد المخدرة‬
‫ٌ‬ ‫شرب رشفةً ولم يستطع أن يثنيها ؛ فللماء طعم‬
‫العالقة في حلقه ‪:‬‬
‫ميثادرون ‪ ،‬أمفيثامين ‪ ،‬كوكيايين ‪ ،‬اكستاسي ‪....‬‬
‫إنه حتى ال يذكر جميعها ‪.....‬‬
‫( يا هللا ‪ ...‬يا هللا ‪ ...‬يا رب إنها آخر مرة ‪ ...‬لن أتعاطى مرة أخرى ‪ ...‬أقسم بجاللك ‪ ...‬يا‬
‫رب)‬
‫موقن أن هناك من يجيب المضطر إذا دعاه‪ ،‬لكن هذه‬ ‫ٌ‬ ‫كان قلبه ال يتوقف عن الدعاء فهو‬
‫المرة كان يدعو بإخالص‪ ،‬بصدق‪ ،‬بيقين ‪...‬‬
‫إخالص وحرقة لم يعهدها في نفسه من قبل ‪..‬‬
‫عاد يمشي يمينا ً ويساراً ‪ ،‬يجاهد ليبقى واعيا‪..‬‬
‫رأى في خاطره والده الفاضل الحنون فدمعت عيناه ‪...‬‬

‫وتناهى إلى سمعه صوت والدته التقية وهي تنصحه فرجف جسده‪...‬‬
‫ثم تذكر إخوته فاعتصر الحزن قلبه ‪..‬‬
‫أخذ شريط حياته يمر أمامه منذ الصغر ‪...‬‬
‫منذ أن كان طفال ‪،....‬‬
‫عندها شعر بأنه هالك ‪ ،‬هالكٌ ال محالة‪....‬‬
‫ولكن أمله باهلل كان أكبر ‪...‬‬
‫أكبر من أي شي‪...‬‬
‫أكبر من كل شيء‬
‫أكتوبر ‪2018‬‬
‫فيلنيوس‪-‬ليتوانيا‬
‫البرانويا اللعينة‬
‫شاب منها باحثا‬
‫ً‬ ‫فتحت نافذة إحدى شقق حي (سودو) على مصراعيها بقوة ‪ ،‬وتدلى رأس‬
‫عن شيء ما في هذه الليلة المظلمة من ليالي الخريف في العاصمة الليتوانية (فيلنيوس)‪.‬‬
‫كانت الساعة تشير الى العاشرة والربع ليالً وقد خال الشارع من المارة تماما ً ‪.‬‬
‫التفت يمنة ثم يسرة عدة مرات ‪..‬‬
‫يبدو عليه الخوف والهلع‬
‫تساءلت ‪ :‬ماذا هناك؟!!‬
‫اقتربت منه أكثر ولكن بخفة لكي ال يلحظ وجودي ‪..‬‬
‫أخذ ينفث دخان سجائره بقلق ثم أغلق النافذة بإحكام وأسدل الستائر ‪...‬‬
‫مشى بسرعة مهروالً باتجاه الباب ‪ ،‬لحقت به ألرى ماذا سيفعل ؟؟ ‪..‬‬
‫كانت هناك ‪ ١٦‬خطوة فقط من الشباك للباب ولكنه كان يتصبب عرقا ً كأنه عائد من ماراثون‬
‫بدأ ينظر من ثقب الباب يترقب شيئا ً مرعبا ً سيحصل ‪..‬‬
‫صوت أنفاسه يعلو بسرعة مستنشقا ً األوكسجين بعنف كمن وقعت به واقعة‪.. ..‬‬
‫أدبر وتمشى في الممر الموصل للغرف‪ ،‬ثم عاد ونظر ‪ ،‬ثم عبس وبسر‪..‬‬
‫كرر ذلك مرارا ً وتكرارا قبل أن يستسلم ويعود إلى غرفة الجلوس ‪.‬‬
‫تمدد على الكنبة ‪ ،‬فجلست بجانبه بهدوء تام حتى ال يشعر بوجودي ثم اقتربت منه حتى‬
‫التصقت به ‪..‬‬
‫وفجأةً انتبه لي ‪..‬‬
‫يا إلهي‪ ،‬ما هذا!!‬
‫إنه أنا ‪( ،‬أنا وهو )= أنا ‪...‬‬
‫كدت أن أنفصم ‪،‬‬
‫مسكت يدي حتى أتأكد ما الذي حصل ‪...‬‬
‫يا هللا لقد دخلت في نوبة هلع ثانية ‪...‬‬
‫كانت تتكرر هذه النوبات كل يومين أوثالثة بعد انتكاستي األخيرة في روسيا‬
‫لكن هذه المرة كانت عنيفة جداً ‪...‬‬
‫التقطت أنفاسي وشربت بعض الماء ‪ ،‬عدت ونظرت من الشباك مرة أخيرة وحمدت هللا أني‬
‫عدت للواقع ‪...‬‬
‫(يلعن ابو المخدرات ‪..‬‬
‫متى رح أخلص من هذه النوبات ‪..‬‬
‫متى سوف أرتاح تماما ‪) ...‬‬
‫غسلت وجهي بالماء البارد وأخذت أتذكر ‪:‬‬
‫لقد خيل إلي أن هناك لصا ً يحاول الدخول من النافذة‪..‬‬
‫ال ال ‪ ..‬بل سيكسر الباب ويدخل‪...‬‬
‫ثم تغيرت التهيآت إلى أن الشرطة تريد أن تقبض علي ‪ ..‬لماذا؟؟‬
‫ال أدري‬
‫ما هذه الهالوس ؟؟!!‬
‫فعال يحب أن تقبض علي الشرطة ألني مفصوم ‪..‬‬
‫يحب أن يدخلوني مستشفى المجانين ‪...‬‬
‫آخ سوف أخلد للنوم ألريح هذا الدماغ المنهك ‪...‬‬
‫‪ ٧‬شهور مرت على تركي لإلدمان ‪..‬‬
‫الحمدهلل لم تعد الحياة كئيبة كما كانت ولكن هذه النوبات المفزعة المقلقة متى ستنتهي؟؟!!!‬
‫لن أعود ألي نوع من أنواع التعاطي‪،،‬‬
‫ولكن متى يا ربي أرجع كما كنت ؟!!‬
‫متى ؟؟؟!!!‬
‫متى ؟؟!!!‬
‫فبراير ‪2019‬‬
‫أالنيا – تركيا‬
‫الحياة بعد الموت‬
‫خرجت إلى شرفة غرفتي بعد أدائي لصالة الفجر بتوقيت مدينة أالنيا ‪،،،‬‬
‫استنشقت نسيم الصباح العليل وتنفسته بعمق ‪....‬‬
‫كنت أحس باألكسجين يدغدغ رئتي الجديدتين بعد تركي للتدخين منذ شهرين ‪...‬‬
‫و كعاداتي كنت أستمع في الصباح إلى درس جديد لمعلمي وقدوتي د‪.‬عدنان أبراهيم ‪،‬‬
‫نظرت في السماء ألرقب شروق الشمس من خلف جبال طوروس التركية ‪ ،‬كان هناك سرب‬
‫من الطيور يدور في السماء ‪...‬‬
‫نظرت إلى الجانب اآلخر فرأيت الغيوم تتشكل بأشكال متناسقة لتعبر عن امتنانها ألشعة‬
‫الشمس التي بدأت تغازلها و تتداخل فيها‪...‬‬
‫صوت زقزقة العصافير ممزوجا ً بصوت د‪.‬عدنان جعلني أحس بنشوة وقوة لم أعهدها منذ‬
‫سنين طوال عجاف ‪...‬‬
‫تمعنت في النظر حولي ‪....‬‬
‫استنشقت نفسا اخر ألستمتع بطعم الحياة ‪...‬‬
‫مممممههههه ‪ ...‬ممممممهههه‬
‫أغلقت عيني ‪،‬‬
‫هل أنا أحلم ؟!!‬
‫يا هللا لقد ولدت من جديد ‪...‬‬
‫أين كنت وأين صرت ؟!!!‬
‫أشهر من النشوة والسعادة المتواصلة‬
‫ٌ‬ ‫لم أتوقع في حياتي أن تمر على أيا ٌم كهذه ‪ ،‬أسابيع بل‬
‫التي لم أر لها مثيال في حياتي ‪...‬‬
‫هل أنا أحلم ؟!!!‬

‫حتى طعم األكل والفواكه الملونة لم أذق كلذته أبدًا ‪...‬‬


‫المشاعر عادت لي بشكل فياض وبكميات رهيبة ‪...‬‬
‫راجعت في عقلي كل طفولتي ومراهقتي وشبابي ‪...‬‬
‫ذاكرتي أصبحت كالحديد ‪...‬‬
‫صحتي ‪ ..‬أصبحت كطفل صغير يمرح من غير تعب ‪...‬‬
‫عادت إلي أحالمي وتضاعفت ثقتي بنفسي ‪...‬‬
‫عندما ألقي بجسدي على السرير في الليل لم أكن أرغب في النوم من فرط الشعور الجميل ‪..‬‬
‫كنت أتمنى أن يقف الزمان هناك ‪..‬‬

‫لو أني أستطيع أن أرسل صورة من وضعي الحالي إلى سعد الذي كان غارقا ً في معاناته قبل‬
‫سنوات حتى يوقن أن السعادة الحقيقية ستأتي بعد التعافي‪..‬‬
‫و ليعلم أن بعد الصبر سيأتي الفرج حتما ً‪..‬‬
‫يا هللا لم أتوقع أن يحدث هذا بسرعة ‪..‬‬
‫لم أتوقع أن هناك كما ً من السعادة الهائل في هذه الدنيا ‪..‬‬
‫الحمدهلل على نعمة ترك اإلدمان ‪..‬‬
‫الحمدهلل على نعمة الحياة بعد الموت ‪..‬‬
‫الحمد لك ولست بأهل الحمد لك ‪،‬‬
‫الحمد لك واجعلني أهل الحمد لك‪.‬‬
‫القسم الثاني‬
‫تحليل اللحظات والقصص‬
‫تهيئة ‪:‬‬
‫سأحلل لكم القصص قصةً قصة و سأتحدث دائما عن‬
‫تجربتي كشخص ثالث ألحللها من موقفي هنا بعد‬
‫سنين من التعافي و أحدد فيها ما هي األفكار التي لم‬
‫تساعدني وقتها على التخلص من إدماني وعرقلت‬
‫سعادتي لعلكم تستفيدون من تجربتي و لعلها تفتح‬
‫لكم بابا ً من الوعي واإلدراك يساعدكم على فهم‬
‫اإلدمان وفهم أنفسكم أو من تحبون ممن ابتلوا‬
‫باإلدمان‪.‬‬

‫اللهم اجعل هذا العمل خالصا ً لوجهك الكريم‪ ،‬وخذ بيد‬


‫من يقرأه وأعنه على التعافي ورؤية األمور بشكلها‬
‫الصحيح‬

‫اللهم ثبتنا و ارزقنا السعادة الدائمة األبدية ‪.....‬‬


‫آمين ‪.‬‬
‫مايو ‪2015‬‬
‫أبوظبي – اإلمارات‬
‫اإلنذار األول‬
‫تحليل قصة ‪ ١‬اإلنذار األول‪:‬‬
‫كان سعد في تلك الفترة يعتقد بأنه ليس مدمنا ً‬ ‫أ‪-‬‬

‫و أنه يسيطر على تعاطيه المخدرات مع أنه كان حينها يتعاطى المخدرات والمهدئات منذ ‪5‬‬
‫سنوات وهذا يحصل مع جميع المدمنين ألسباب عديدة وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدخول في اإلدمان يأتي بالتدريج وبطريقة ال يحس فيها المتعاطي أنه أصبح مدمنا فقد كان‬
‫في البداية يتعاطى في بعض المناسبات ومع من يحب ثم أصبح يتعاطى كل شهر ثم في نهاية‬
‫األسبوع من باب الترفيه ومن ثم بشكل شبه يومي فأصبح مدمنا ً من غير أن يشعر‪.‬‬

‫‪ -2‬من الصعب على الشخص المتعاطي أن يقر بأنه مدمن وذلك ألن المجتمع يقنعنا منذ الصغر‬
‫أن المدمن هو شخص سيئ والمتعاطي متأكد أنه ليس بالشخص السيء و ال يمارس األفعال‬
‫السيئة لغيره فإذن هو ليس بمدمن (هذه من أكبر أخطاء مجتمعاتنا أن يحقتروا المدمنين ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬مفعول اإلدمان على العقل يسلب اإلدراك الواقعي باألشياء فالمتعاطي مع تكرار تعاطيه يبدأ‬
‫شيئا ً فشيئا ً بالنظر إلى أن ممارساته على أنها من ضمن الممارسات الطبيعية للحياة و أن غيره‬
‫هم الذين ال يفهمونه مما يخلق حاجزاً بينه وبين من يحاول مساعدته ‪.‬‬

‫‪ -4‬المدمن بعد فترة يعتقد أن األشخاص الطبيعين هم الذين يحتاجون المساعدة ويرثى لحالهم‬
‫؛ ألنهم لم يجربوا نشوة المخدرات‪ ،‬فاإلدمان تأصل وأصبح مسيطرا على كيمياء الدماغ التي‬
‫تلفت وتعودت على إفرازات عالية من هرمونات السعادة المزيفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سعد يعتقد أنه دائما ً على صواب و أن من يخالفه‬
‫الرأي هوالمخطىء‪ ،‬وهذا يحصل مع جميع المدمنين‬
‫ألسباب عديدة ‪:‬‬
‫‪ .1‬المدمن نجح بإقناع نفسه وتبرير أخطائه الكثيرة حتى يقوم بها براحة وبدون‬
‫تأنيب ضمير مثل التعاطي اليومي مما أدى الختالط مفاهيم الخطأ و الصواب لديه‪،‬‬
‫فانعكست وانتكست لديه القيم والمبادئ والرؤى‪.‬‬

‫‪ .2‬تعاطي المخدرات يعطي نشوة وثقة زائفة في النفس مؤقتة يتخيل فيها بل يوقن‬
‫أنه على صواب وأنه األفضل و األقوى‪ ،‬لكن عندما ينتهي مفعول المخدرات يصعب‬
‫عليه تبرير مواقفه فنفسه (اإليجو ) تجعله ال يعترف بأخطائه أبدا‪ ،‬لذا فهو يصر‬
‫عليها مهما كلف الثمن حتى ال يصبح أضحوكة بين أصدقائه وناسه واألهم أمام‬
‫نفسه التي بين جنبيه‪.‬‬

‫‪ .3‬المدمن شخص حساس جدا و األسلوب المستخدم مع المدمن له تأثير كبير على‬
‫استيعاب المعلومة‪ ،‬فعندما ينصحه أحدهم بأسلوب تنظيري ونظرة فوقية أو كره‪،‬‬
‫ولو بنية حسنة‪ ،‬فإن هذا األمر يجعله يستخدم أسلوبا ً دفاعيا ويتزمت برأيه بشكل‬
‫أكبر مما يؤدي إلى نتائج عكسية‪.‬‬

‫‪ .4‬عندما تأتي النصيحة من شخص حياته روتينية مملة وليس فيها أي نجاحات‬
‫ظاهرة أو سعادة فإن المدمن ال يستمع لها‪ ،‬بل بالعكس تجعله يأخذ فكرة مغلوطة‬
‫مفادها أن ترك التعاطي سيجعله ممالً وغير سعيد في حياته‪ ،‬أي سيعيده إلى الوراء‬
‫‪.‬‬
‫ج‪ -‬سعد بدأ يتكون لديه شيء من اإلدراك والوعي بحاله بعد‬
‫وقوعه في أول مشكلة حقيقية‪:‬‬

‫هذه المشاكل وما أحب أن أسميها (إنذارات الرب) تبدأ بالوقوع على رأس المدمن‬
‫بسبب تماديه في هذا الطريق ‪.‬‬

‫د‪ -‬سعد لم يتعلم من أول درس له وأكمل في إدمانه ألنه‬


‫نسي الموقف بعد فترة وخاصة بعد رجوعه للتعاطي‬

‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬

‫‪ .1‬المشاكل التي تحصل معك هي ‪ %100‬بسبب إدمانك وهي هدية من‬


‫هدايا الرب التي تساعدك على رؤية الحقيقة التي غفلت أو تغافلت عنها‬
‫طويلها ً حتى تبدأ بطريق التعافي‬

‫‪ .2‬أنت المسؤول األول واألخير عن كل الحوادث والمصائب التي تحصل‬


‫معك و أنت الوحيد الذي يستطيع تغييرها بداية بتركك لإلدمان وهذه‬
‫حقيقة جلية واضحة كالشمس ال ريب فيها‪.‬‬

‫‪ .3‬ال تأجل بداية طريق التعافي فالعمر يمر سريعا ً‪ ،‬يمكن أن تكون‬
‫المشكلة التالية هي األخيرة وقد تجلسك في القبر أو في أفضل األحوال في‬
‫السجن بضع سنين‪.‬‬
‫مايو ‪2017‬‬
‫عمان – األردن‬
‫انفصال ثم انفصام‬
‫تحليل قصة ‪ ٢‬انفصال ثم انفصام‪:‬‬

‫أ‪ -‬سعد لم يضع خطة جيدة للعالج ‪ :‬كان سعد قد بدأ في مرحلة‬
‫العالج بعد زواجه وانتقاله لألردن ولكنه أخطأ حين لم يثقف نفسه ولم يتكلف أن‬
‫يبحث قليالً عن حل للموضوع مما أدى إلى ذهابه إلى معالجة و دكتور نفسيين غير‬
‫مختصين باإلدمان‪ ،‬والدروس المستفادة من هذه النقطة هي كالتالي ‪:‬‬

‫‪( -1‬الفشل في التخطيط = التخطيط للفشل ) ‪ :‬يجب أن يعرف المدمن‬


‫أن عالج اإلدمان ليس باألمر السهل فهي مشكلة متأصلة في جذور‬
‫الشخصية بدأت من األساس لنسيان مشاكل أخرى‪ ،‬ولحلها يجب أن يبدأ‬
‫ويثقف نفسه بالشكل الصحيح و الكافي من أناس مجربين سواء‬
‫مدمنين سابقين أو معالجين مأهلين لكي يفهم ماهي مشكلته بالضبط‪.‬‬

‫‪ -2‬عالج األدوية بأدوية أخرى قد يؤدي إلى االنتكاسات القوية التي‬


‫بدورها تؤدي إلى مشاكل و إدمانات أقوى من السابق – أنا من‬
‫تجربتي الشخصية لست مع تعاطي األدوية والمهدئات ألنها تأخر الحل‬
‫إال في بعض الحاالت التي البد منها ويجب أن تكون بإشراف طبيب‬
‫مختص في عالج اإلدمان‬

‫‪ -3‬أرى أنه يجب الخالص من مشكلة اإلدمان قبل اإلقدام على خطوات‬
‫كبيرة في الحياة‪ :‬كالزواج أواالنتقال إلى بلد اخر‪.‬‬
‫سعد تمادى في االنتكاسات‬ ‫ب‪-‬‬

‫ولم يرجع فقط إلى الليريكا بل استغل الموضوع و تناول أنواع مختلفة من الحبوب‬
‫وهذا أدى إلى تداعيات أخرى في حياته ومشاكل أكبر على الصعيد النفسي والحياتي‬
‫‪-‬الدروس المستفادة من هذه النقطة ‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب أن يستوعب المدمن أن اإلنتكاسة هي جزء ال يتجزء من مرحلة عالج اإلدمان و أنه‬
‫لوالها لما كان اإلدمان صعبا ً ولما سمي بهذا االسم‪ .‬بعد االنتكاسة‪ ،‬تجنب جلد الذات والندم‬
‫المبالغ فيه‪ ،‬وكل ما عليك فعله هو أن تواصل ما بدأت بنفس اإلصرار‪.‬‬
‫‪ -2‬على المدمن عدم التمادي في االنتكاسات بل اإلكمال بأسرع وقت في طريق التعافي حتى ال‬
‫يهدم ما قد بناه في األيام واألشهر الماضية‪.‬‬
‫‪ -3‬الدماغ يحتاج إلى وقت كي يتأقلم مع الوضع الجديد فالصبر في الحصول على السعادة هو‬
‫أهم عنصر يلزم المدمن ولن يعرف الصبر إال من جربه قبل ذلك –المشكلة تكمن في أن المدمن‬
‫لم يجرب مواجهة المشاكل بدون المخدرات فكيف بمواجهة المخدرات نفسها ( سنتكلم عن‬
‫طرق ستساعد في ذلك في تحليل القصص القادمة)‬

‫ج‪ -‬سعد حاول الهروب من مشاكله بالمخدرات و هذا أكبر خطأ‬


‫ألنه أدى إلى خلق مشاكل أكبر جديدة في حياته الشخصية انتهت باإلدمان المتعدد والطالق‬
‫– الدروس المستفادة هنا هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬هروب المدمن من المشاكل بالمخدرات سوف يؤدي إلى عواقب خطيرة كخسارة أشخاص‬
‫عزيزين في حياتك وهذا الشيئ قد ال يعوض بعد ذلك أبداً‪.‬‬
‫‪ -2‬هروبك إلى المخدرات يؤدي إلى الزيادة في تعاطيها ويرجح احتمال الجرعات الزائدة التي‬
‫قد تودي بحياتك وتعرضك للهالك‪.‬‬
‫‪ -3‬ظلم المدمن للناس وبالذات أهله وأحبابه يترتب عليه ندم شديد وعذاب نفسي أليم لفترة‬
‫طويلة جداً تصل إلى عدة سنين وتترك بصمة في روح المدمن‪.‬‬
‫مرة‪:‬‬ ‫د‪ -‬سعد لم يقدر صعوبة ترك اإلدمان و أعتقد بأنه سينجح من أول‬
‫هذا أكبر فكرة خاطئة يبدأ بها المدمن بمرحلة التعافي مما يؤدي إلى احباطه وانتكاساته‬
‫القوية – و يجب استبدال هذه الفكرة باأل فكار التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬على مر التاريخ لم ينجح بسهولة في التخلص من اإلدمان‪ ،‬األمر يحتاج جهداً‬
‫وتعبا ً كبيرين باإلضافة إلى رغبة كبيرة في التعافي‪.‬‬
‫‪ -2‬النجاح في ترك اإلدمان يكون بمواصلة المحاولة وعدم اليأس أبداً‪ ،‬أبداً‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا قررت أنه ال عودة إلى التعاطي مهما كلف األمر ‪ ،‬فاعلم أنك قد نجحت‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا فشلت في المحاولة‪ ،‬ابدأ بمحاولة جديدة على الفور وثق تماما ً أنها ستنجح‬
‫هذه المرة‪.‬‬
‫‪ -5‬النجاح في التعافي يأتي عن طريق الخبرة في فهم النفس وكيف تفكر والخبرة‬
‫تأتي بالتعلم من الفشل‪ ،‬والفشل يأتي من تكرار المحاوالت‪ ،‬لذا ال تتوقف عن‬
‫المحاولة ما بقيت على قيد الحياة‪.‬‬

‫ه‪ -‬سعد اختلط عليه مفهوم الخطأ والصواب من تعاطي المخدرات و‬


‫أًصبح يغوص في خطاياه بشكل شيطاني‬

‫وبدون أن يشعر‪ ،‬وذلك نتيجة لتعاطيه بشكل متواصل األمر الذي أفقده السيطرة على‬
‫شهواته ورغباته‪.‬‬
‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬
‫‪ -1‬كل شيء يمكن تعويضه إال خسارة األناس الطيبين اللي آذيتهم بسبب إدمانك‪،‬‬
‫(صدقني في ناس حتخسرهم وحتندم طول عمرك عليهم)‬

‫‪ -2‬ثقف نفسك بشكل جيد عن إدمانك ومن مصادر موثوقة كأشخاص أصحاب تجربة وأخصائيين‬
‫حتى تضع خطة جيدة تساعدك في ترك اإلدمان بشكل سريع وفعال‪.‬‬

‫‪ -3‬مماطلتك لترك اإلدمان وإستبدالك اإلدمان بإدمان مخدر أو مهدىء آخر يفاقم مشاكلك النفسية‬
‫والشخصية‪.‬‬

‫‪ -4‬ال تهرب من مشاكلك وواجها أو على األقل تحمل مسؤوليتها و سترتاح بعدها كثيراً‪ ،‬الخوف‬
‫وهم فال تستسلم للوهم‪.‬‬

‫‪ -5‬انتبه على أقكارك فقد أصبحت ال تعرف غير قادر على التفريق بين الخطأ والصواب وذلك قد‬
‫يقودك إلى أفعال ونهايات ال تحمد عليها‪.‬‬

‫‪ -6‬أنت المسؤول في صباح اليوم التالي من انتكاستك أن تكمل في طريق التعافي أو تقرر بمحض‬
‫إرادتك العودة والغوص في التعاطي مرة أخرى فقرر أن تكمل‪ ،‬وال تضع الحجج التافهة لتبرر‬
‫استسالمك‪.‬‬

‫‪ -7‬االنتكاسة هي من مستلزمات التعافي وهي شر ال بد منه فعش ألمها وحوله إلى طاقة إلكمال‬
‫رحلتك في التعافي‪.‬‬
‫سبتمبر ‪2017‬‬
‫عمان ‪ -‬األردن‬
‫سفينة العزم‬
‫تحليل قصة ‪ ٣‬سفينة العزم‪:‬‬

‫أ‪ -‬سعد نسي نفسه وانجرف يإدمانه حتى تبلدت‬


‫مشاعره ‪ -‬لألسباب التالية‬

‫‪ -1‬المدمن يصبح منعزالً ويبتعد عن الناس مما يؤدي إلى الرهاب‬


‫اإلجتماعي لديه‬
‫‪ -2‬المدمن يبدأ بتكوين عالقة بينه وبين مخدره ويصبح يبحث‬
‫فقط عن التعاطي ويهمل جميع العالقات األخرى حتى ينسى‬
‫االخرين والمقربين تماما ً‬
‫‪ -3‬المدمن ال يحب سماع النصائح واإلرشادات من أهله و‬
‫أصدقائه مما يؤدي إلى تقوقعه على نفسه بشكل أكبر‬
‫‪ -4‬المدمن تتبلد أحاسيسه ومشاعره من كثرة تقلبات المزاج و‬
‫األفكار المصاحبة لتعاطيه‬

‫– لألسباب‬ ‫ب‪ -‬سعد أهمل صحته حتى أًصبح شكله منفرا ً‬


‫التالية‬

‫‪ -1‬المدمن يعيش أيام طويلة بدون أكل ثم يأكل بشكل هستيري‪.‬‬


‫‪ -2‬المدمن يصل لمراحل ال يهتم بنظافته الشخصية فكل ما يشغل باله هو‬
‫التعاطي ‪.‬‬
‫‪ -3‬المدمن بانعزاله وتقوقعه على أصحابه المدمنين ال يرى أي دافع لإلهتمام‬
‫بصحته بل إن تعاطيه يشعره بأنه على ما يرام ‪.‬‬
‫ج‪ - -‬سعد كان قد بدأ يسأل ويطلب المساعدة ولم يخجل من‬
‫ذلك فتعرف على صديق و عينه كمدرب رياضة شخصي وهو الذي فيما بعد‬
‫أعطاه مفتاح الحل الذي سيغير حياته‬
‫‪ -‬مــالحــظــة‪:‬‬
‫أكثر ما يتعب المدمن هو أنه ال يستطيع أن يشتكي أو يأخذ مشورة أي أحد وقد‬
‫يخاف و يخجل من طلب المساعدة‪ ،‬وقد يخشى من إطالق اآلخرين أحكامهم عليه‪،‬‬
‫مما يطيل بفترة إدمانه ويؤخر من تعافيه‪.‬‬

‫د ‪ -‬أخيرا سعد آمن بنفسه وعزم بقوة على ترك اإلدمان ‪ :‬هذه‬
‫أهم نقطة فارقة في حياته حيث انتقل من مرحلة الهروب الى مرحلة المواجهة‬
‫وعزم بصدق قاطع والدليل على ذلك أنه وجد الحل فأتبع النية بخطة عملية‬
‫حيث قرر السفر إلى معسكر تدريبي (تايجر جيم ) في تايالند ليبدأ رحلة التغيير‬
‫هناك‪.‬‬

‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬


‫‪ -1‬اإليمان والعزيمة الصادقة هي مفتاح ترك اإلدمان فإذا أحسست أنك لست بقادر على ترك‬
‫اإلدمان فاعلم أنه مازال هناك شك في عزيمتك وإيمانك بأنك تستطيع ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬اربط كل اآلالم التي في حياتك بالمخدرات حتى تكرهها ألن دماغك يستمر بإقناعك بأن هناك‬
‫شيء ما جميل فيها ‪ :‬انظر جيدا إنها المخدرات القذرة التي خربت حياتنا ‪.‬‬
‫‪ -3‬التأجل ترك اإلدمان واستغل كل موقف سلبي ليشحن من عزيمتك في تركه ‪ ،‬ركز على‬
‫الهدف ‪ :‬الهدف هو الخالص من هذا اإلدمان اللعين لألبد وبأي طريقة‪.‬‬
‫‪ -4‬ابدأ بأي خطوة عملية من العالج والتتردد فيها مهما كلف الثمن ‪ :‬سافر إلى بلد جديد أو‬
‫غير مدينتك ‪ ،‬ادخل مصحة أو معسكر تدريبي‪ ،‬عين مدرب أو استشاري لو امتلكت القدرة على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬اطلب المساعدة وال تخاف أو تخجل فمن يحبك فعالً سيساعدك بكل حب ولن ينظر إليك أي‬
‫نظرة دونية‪.‬‬
‫يناير ‪2018‬‬
‫فـوكـيـت – تــايـالنـد‬
‫إنها تعمل‬
‫إهداء ‪:‬‬
‫إلى مدربي (فوزي كاوكجي )‬
‫كل الشكر والحب واإلمتنان سأبقى ممتنا لك طيلة عمري‬
‫تحليل قصة ‪٤‬انها تعمل‪:‬‬
‫بعد التزام سعد أكثر من شهرين بالرياضة بدأ جسمه‬ ‫أ‪-‬‬
‫يرفض تعاطي المخدرات و هذه المرحلة األول من رحلة التعافي ‪:‬‬

‫مرحلة (‪ 10‬ساعات رياضة)‬


‫رياضة) ‪:‬‬ ‫مميزات هذه المرحلة (‪ 10‬ساعات‬
‫‪ -1‬تمتد من شهرين متواصلين إلى ‪ 100‬يوم‪.‬‬
‫‪ -2‬على المدمن االلتزام بالرياضة ورفعها بالتدريج إلى ‪ 10‬ساعات مجهدة في‬
‫األسبوع‪.‬‬
‫‪ -3‬االنقطاع عن الرياضة ألكثر من ‪ 3‬أيام يتطلب منك البدء بالعد من جديد‪.‬‬
‫‪ -4‬على المدمن ممارسة التمارين الهوائية وغير الهوائية‪.‬‬
‫‪ -5‬األكل الصحي والنوم الجيد من ضرورات هذه المرحلة‪.‬‬

‫حاول سعد كثيرا أن يترك الحبوب ويبدأ بالتمرين في آن واحد ولكن سرعان ما كان‬
‫يعود لوضعه السابق في التعاطي ويترك التمارين تماما فقرر أن‬
‫يسمع نصيحة مدربه بأن ال يترك التعاطي بل يبدأ يالتدريب أثناء تعاطيه لحبوبه‬
‫بشكل متزامن حتى يستطيع االلتزام‪ ،‬فسافر إلى تايالند حتى يبتعد ويبدأ بتنفيذ الخطة‬
‫بالتدريج‪ .‬كان يتدرب حوالي ‪ 5‬ساعات أسبوعيا حتى أصبحت ‪ 10‬ساعات أسبوعيا ً‬
‫من رياضات مختلفة (كروس فيت – كيك بوكسينج –ركض)‪ ،‬كان لهذا االلتزام فوائد‬
‫كبيرة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬التزام المدمن بالرياضة بشكل متواصل وعدم اإلنقطاع لبضعة أشهر يؤدي‬
‫إلى تحسين مناعة الجسم وتجديد الخاليا واألعصاب التالفة وبدء مقاومة السموم‬
‫و الهدم الناجم عن التعاطي‪.‬‬

‫‪ -2‬سالب وموجب ال يجتمعان ‪ :‬الصحة والرياضة ال يجتمعان مع اإلدمان فإذا‬


‫ركز المدمن على تحسين قوته وأدائه الرياضي فإن نتيجة رفض الجسم لسموم‬
‫المخدرات مضمونة بإذن هللا‪.‬‬

‫‪ -3‬يبدأ تعاطي المخدرات والحبوب بإعطاء نتيجة اكتئاب عكسية بعد فترة من‬
‫االلتزام وذلك كردة فعل جديدة من الجسم المتجدد الذي أصبح في القيادة‪.‬‬

‫‪ -4‬المسارات العصبية للعادة الصحية الجديدة الممثلة بالرياضة مدت جذورها‬


‫وتأًصلت في الدماغ وبدأت تؤثر وتضغط إلحكام سيطرتها في المكان وإلغاء‬
‫المسارات اإلدمانية القديمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬سعد بدأ يصدق أن حبوبه ومخدراته ال تسعده ‪ :‬يصعب‬


‫على المدمن تصديق فكرة أن يعيش بدون مخدراته‪ ،‬ويبدو مجرد التفكير في هذا‬
‫األمر ضربا ً من الجنون‪ ،‬وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬طول فترة اإلدمان أدى إلى نشوء عالقة وثيقة بين المدمن ومواد إدمانه‪.‬‬
‫‪ -2‬رسوخ المسارات العصبية في الدماغ التي تحفز المشاعر بالمادة المتعاطاة‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتقاد المدمن أن الشعور السيء جدا الذي يصحب األيام األولى بدون تعاطي‬
‫سيالزمه لألبد‪.‬‬
‫‪ -4‬التفكير باللحظة وعدم التخطيط أواإليمان بأن هناك مستقبل أفضل‪ .‬اإلدمان‬
‫يسلبك أي ذرة أمل بوجود مستقبل أفضل‪ ،‬واجبك أن تقاوم بامتالك أفكار معاكسة‬
‫وأمل عظيم في مستقبل عظيم‪.‬‬
‫د‪ -‬سعد كان ال يصدق بعد بأن هناك سعادة وأناس سعيدين‬
‫من غير تعاطي أي شيء وهذا حال كل مدمن لألسباب‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬المدمن يحكم على الناس بنظرة إسقاطية‪ ،‬فهو يسقط ويفترض أن ما‬
‫يشعر به في داخله‪ ،‬هو نفسه ما يشعر به األخرون وهذا أمر مضحك‬
‫مبك ألنه قد يصل إلى مراحل يرثي فيها لحال األشخاص الطبيعين‪.‬‬
‫‪ -2‬تغيرت مفاهيم إدراك الواقع لديه‪ ،‬وأصبح وعيه مغيبا ً معظم الوقت‬
‫بسبب المواد المتعاطاة‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يتذكر المدمن معنى السعادة الطبيعية لطول فترة إدمانه ونسيانه‬
‫ألشياء كثيرة‪.‬‬

‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬


‫‪ -1‬هذه الطريقة نحجت مع كل من جربها‪ ،‬لذا عليك أن تلتزم و تبدأ بمارسة‬
‫الرياضة حتى تصل إلى ‪ 10‬ساعات تدريب أسبوعيا‪ ،‬ركز على ذلك فقط و خالل‬
‫أشهر بسيطة سترى أنها تعمل كالسحر‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تستمع إلى أي شكوك يحاول طرحها دماغك‪ .‬آمن بنفسك وآمن بالخطة‬
‫وسوف تصل‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كنت ممن يتعاطون المخدرات القوية كالهيروين أو الكريستال ميث راجع‬
‫طبيبك ليصف لك عالجا ً أخف كي تبدأ معه بممارسة الرياضة‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا كنت من ممارسي رياضة رفع األثقال ومازلت تتعاطى‪ ،‬ابدأ رياضة هوائية‬
‫ثانية باإلضافة إلى رياضتك ‪ :‬كالركض ‪ ،‬الكيك بوكسينج أو السباحة والزم‬
‫نفسك بها يوميا ً‬

‫‪ -5‬عندما يأتيك الشعور السيء عند تناول الحبوب أو المخدر الخاص بك اعلم‬
‫أنك اقتربت من بلوغ الهدف؛ قم بزيادة التزامك بالرياضة واألكل الصحي حتى‬
‫تسرع من وصولك‬
‫‪ -6‬دماغك سوف يشعرك بأنك حزين لمفارقة مواد إدمانك سواء كانت حبوب‬
‫بودرة أو حشيش‪ .‬ال تستمع له فهو في البداية كان السبب في دخولك هذا الطريق‬
‫القميء المزري‪ ،‬اصبر وستصل‪.‬‬

‫‪ -7‬الحياة ستكون أجمل فيما بعد‪ ،‬التفكر في اللحظة الحالية إن كانت مؤلمة بل‬
‫انظر إلى الغد‪ ،‬حاول أن تتجاوز نفسك وزمانك‪..‬‬

‫‪ -8‬دماغك حاليا ً ال يستطيع اإلحساس الحقيقي بجمال األشياء اآلن ويحتاج‬


‫بعض الوقت ليصلح نفسه‪ ،‬ثق تماما أنك ستصل عما قريب‪.‬‬
‫أبريل ‪2018‬‬
‫لوس أنجلوس –‬
‫كاليفورنيا‬
‫أم اإلكتئاب‬
‫إهداء إلى فيليب ماركوف‪..‬‬
‫صاحب قناة سي جي كيد لترك اإلدمان والذي ساعدني كثير‬
‫أشكرك من كل قلبي و أتمنى لك السعادة الدائمة‬
‫تحليل قصة ‪ ٥‬أم اإلكتئاب‪:‬‬
‫أ‪ -‬ترك سعد جميع أنواع التعاطي ‪ :‬حيث أنهى تدريبه‬
‫لمدة ‪ 3‬شهور ونصف في تايجر جيم ثم سافر إلى أمريكا و أكمل تمرينه‬
‫هناك‪ .‬وقتها كان قد بدأ يدخل في معاناة كبيرة إذا تناول أي حبة مخدر أو‬
‫مهدىء فتركها جميعها‪ ،‬وكان هذا خيارا مجبراً عليه ليخفف من معاناته‬
‫النفسية حيث أن الشعور الذي يصاحب تعاطي أي حبة هو أسوأ من‬
‫الشعور المصاحب لتركها بأضعاف‪.‬‬

‫ب‪ -‬دخل سعد في أصعب مرحلة في التعافي بعد ترك‬


‫اإلدمان المرحلة الثانية ( االنسحابات القوية )وهذه‬
‫نبذة عنها ‪:‬‬

‫‪ -1‬تمتد هذه المرحلة من شهر حتى ‪ 3‬شهور بحد أٌقصى‬


‫‪ -2‬يكون هناك كثير من األعراض الجسدية‪ :‬أوجاع الجسم المختلفة‪( :‬المغص –‬
‫اإلسهال أواإلمساك – الصداع المتواصل – التقيؤ‪ -‬التعرق ‪)....‬‬
‫‪ -3‬األعراض النفسية القوية جداً والمستمرة على طوال اليوم ‪ :‬اكتئاب عنيف ‪+‬‬
‫قلق دائم ‪ +‬نوبات هلع وتوتر‬
‫‪ -4‬يصعب في هذه المرحلة النوم وتكثر الكوابيس‪.‬‬
‫‪ -5‬قد تراود الشخص بعض األفكار االنتحارية ( في هذه الحال يرجى مراجعة‬
‫الطبيب على الفور )‬
‫‪ -6‬يجب اإلكمال في روتين الرياضة واألكل الصحي حتى نسرع خروجنا من هذه‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫‪ -7‬سر هذه المرحلة ‪:‬اعمل أي عمل جيد ومفيد تجده أمامك في حياتك وابتعد عن‬
‫أي فعل سيء قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪( DO WHATS GOOD NEXT‬مستوحاة من قناة سي جي كيد)‬
‫ج‪ -‬يصعب على سعد التصديق بأن هذا المرحلة مؤقتة وأن‬
‫هذه المشاعر ستنتهي فيما بعد وتصبح الحياة جميلة مرة أخرى – وذلك‬
‫لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدماغ هو المسؤول عن جميع مشاعر األمل والتفكير‪ ،‬وهو يمر حاليا ً بمرحلة‬
‫إصالح للتلف الذي نجم بفعل التعاطي في السنين السابقة‪ ،‬وهذا اإلصالح يستغرق‬
‫بعض الوقت‪.‬‬

‫‪ -2‬األلم النفسي والجسدي ينسي حرفيا ً صاحبه التفكير لألمام ويحصره في أوجاعه‬
‫الحالية‪.‬‬

‫‪ -3‬لم يمر المدمن بتجربة مماثلة ولم يسمع أي أحد مرة بنفس التجربة ليرشده‬
‫ويدله‪ ،‬لذلك الوعي مهما جدا في هذه المرحلة‬

‫‪ -4‬لم يلتزم سعد بشكل كامل باالبتعاد عن الممارسات السيئة (كالعادة السرية)‬
‫والكحول أحيانا ً مما زاد بعض الشيئ في معاناته و أخر من خروجه من هذه المرحلة‬

‫‪ -5‬لم يعتد سعد على الشعور السيء واالستفادة من معاناته مع هذه المشاعر فقد‬
‫كان يهرب منها دائما بالحبوب والمخدرات‪.‬‬

‫‪ -6‬سعد كان بعيداً عن مصدر األمل والحب والسالم ‪ ،‬هللا‪ :‬ملك الملوك ال إله إال هو‬
‫وذلك بسبب مماراساته السيئة المصاحبه لتعاطيه و إدمانه‪.‬‬
‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬
‫‪ -1‬اعلم أن هذه المرحلة صعبة جدا ولكن ستمر‪ ،‬إنها أشبه بآألم الوالدة عند‬
‫المرأة ألنك فعليا ستولد من جديد‪.‬‬

‫‪ -2‬ال تترك الرياضة واألكل الصحي فهي ستسرع من إنتهائك من مرحلة‬


‫اإلنسحابات بشكل سريع‬

‫‪ -3‬ابدأ بالرجوع إلى هللا فهو مصدر كل أمل و قوة في هذه الحياة‬

‫‪ -4‬اصبر وال تستسلم فالصبر أهم مهارة في التعافي‬

‫‪ -5‬اعلم أن السعادة الحقيقة على بعد أشهر قليلة من اآلن‬

‫‪ -6‬ابتعد عن كل الممارسات السيئة واختر الممارسات واألفعال الجيدة لتسرع‬


‫خروجك من هذه المرحلة‬
‫أواخر شهر‬
‫ابريل ‪2018‬‬
‫أورانج كاونتي – كاليفورنيا‬
‫اشتقت لك‬
‫تحليل قصة ‪( ٦‬اشتقت لك )‪:‬‬
‫أ‪-‬بدأ سعد بالرجوع إلى هللا ليخفف عنه آالمه ويكفر‬
‫عنه – هذه النقطة أهم مافي قصتي لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬هللا مصدر األمل والحب الذي ال ينضب وهذه حقيقة يقينية مهما تشكك‬
‫المتفلسفون وأنكر الملحدون أو الماديون‬
‫‪ -2‬الرجوع الى هللا يخفف اآلالم الناجمة عن كثرة األخطاء وظلم النفس والناس‬
‫أثناء فترة التعاطي‪.‬‬
‫‪ -3‬الناس التغفر ولكن هللا جميل غفور يغفر الذنوب جميعا ً‬
‫‪ -4‬هللا يمدك بالطاقة والقوة والثقة الالزمة لتجاوز هذه المرحلة ولتلتئم جروحك و‬
‫أوجاعك‬
‫‪ -5‬محبة هللا لك تخفف جلدك وكرهك لذاتك وتعطي الطمأنينة للنفس‬
‫‪ -6‬ال تهتم مهما كبرت ذنوبك ومهما أسرفت على نفسك‪ ،‬هللا دائما في انتظارك‬
‫لتعود و سيكون أشد فرحا برجوعك منك‬
‫أ‪ -‬بدأ سعد باالنتهاء من مرحلة اإلنسحابات الصعبة‬
‫(المرحلة الثانية) وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬مر عليه أكثر من ‪ 5‬أسابيع بدون تعاطي أي شيء‬
‫‪ -2‬التزم بالرياضة واألكل الصحي يوميا‬
‫‪ -3‬عزل نفسه في مكان بعيد وصبر حتى النهاية‪ ،‬فعندما تحس أنك لم تعد تحتمل‪،‬‬
‫اعلم أنه قد جاء الفرج فكما شبهت هذه المرحلة بالحمل فنهايته كالطلق التي‬
‫تحسه المرأة قبل الوالدة‪.‬‬
‫‪ -1‬رجع سعد إلى هللا بقلب مكسور حزين‬
‫‪ -2‬قام بمعظم الخيارات الجيدة التي كانت تقابله وابتعد قدر اإلمكان عن الخيارات‬
‫السيئة‬
‫ج‪ -‬سعد كان يجلد نفسه كثيرا ويكن مشاعر الكره‬
‫والبغض لها وهذا بالعكس ال يساعد المدمن على الخالص ‪..‬حاسب نفسك‬
‫وعاتبها لكن ال تثقل عليها فذلك سيزيد من األوجاع فتخور قواك وينفد صبرك فال‬
‫أحد يستطيع أن يتجنب الممارسات السيئة كاملة‪ ،‬ولكن يحدث األمر بالتدريج‬

‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬


‫‪ -1‬الجأ إلى هللا مهما كانت ذنوبك وأخطائك فهو يجيب المضر إذا دعاه وهو بكل‬
‫شوق في انتظارك‬

‫‪ -2‬عندما تصل إلى أًشد اللحظات ظلمة‪ ،‬اعلم أن ضوء الصبح قد بدء في الظهور‬

‫‪ -3‬ال تقس على نفسك كثيرا فكلنا نخطئ‪ ،‬ولكن المهم أن نتعلم من تجربة الخطأ‬
‫ونستفيد منها كي نصل إلى مرحلة النضج‪ ،‬كي نفهم أنفسنا بشكل أفضل فيغدو‬
‫لحياتنا معنى‬

‫‪ -4‬حاسب نفسك ولكن التكرهها وتقسو عليها فتصعب على نفسك التعافي‬
‫يوليو ‪2018‬‬
‫أنتويرب‪-‬بلجيكا‬
‫عم ٌر جديد‬
‫ع ْمر جديد‪:‬‬
‫تحليل قصة ‪ُ ٧‬‬
‫والتي‬ ‫دخل سعد المرحلة الثالثة من ترك اإلدمان‬ ‫أ‪-‬‬
‫وتتميز هذه المرحلة‬ ‫أسميتها بمرحلة (المشاكل الشخصية)‬
‫بالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬تمتد هذه المرحلة من بضعة شهور إلى سنتين بحد أعلى‬


‫‪ -2‬يحس المتعافي بأنه بحالة جيدة معظم الوقت وتعود إليه الكثير من الثقة‬
‫بالنفس وبعض المشاعر الجيدة‪.‬‬
‫‪ -3‬تبدأ المشاكل النفسية للشخصية بالظهور (رهاب إجتماعي –قلق – تقلبات في‬
‫المزاج – كسل –ضعف جنسي مؤقت‪ -‬ضعف الذاكرة‪ -‬العصبية السريعة –‬
‫العدوانية – الشكوك – بعض نوبات الهلع ( وبالذات بعد اإلنتكاسات)‪.‬‬
‫‪ -4‬تكون في هذه المرحلة معرضا ً بشكل رهيب لخطر اإلنتكاسات التي قد تكون‬
‫مميتة‬
‫‪ -5‬يعتقد المتعافي هنا بأنه على ما يرام ولكن هذا غير صحيح علميا ً فهو قد يحس‬
‫بالقوة تسري في داخله اآلن‪ ،‬لكن تمر عليه لحظات ضعف وانكسار وتقلبات في‬
‫المزاج تجعله يحس أنه مفصوم أو مصاب الذهان وإذا توفر المخدر في إحدى هذه‬
‫اللحظات فسيكون على شفا حفرة من اإلنتكاسة‬
‫‪ -6‬يجب على المتعافي مواجهة جميع مخاوفه وحل مشاكله فورا ألن تأجيلها قد‬
‫يطيل من هذه المرحلة‪.‬‬
‫‪ -7‬على المتعافي توعية نفسه بمشاكله عن طريق قراءة الكتب ومتابعة‬
‫الفيديوهات المختصة في كل مسألة تتعلق بمشاكله الشخصية‪.‬‬
‫‪ -8‬مراجعة المدربين المختصين أو مراجعة مختصي العالج السلوكي أمر مطلوب‬
‫إذا كان هناك إمكانية مادية‪.‬‬
‫وذلك‬ ‫ب‪ -‬انتكس سعد انتكاسة عنيفة كادت أن تودي بحياته‬
‫لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتقاد المتعافي أنه أًصبح على ما يرام و أنه قد ترك اإلدمان لألبد‬
‫‪ -2‬تعرض المتعافي إلى محفزات إدمانه السابقة كتواجده في نفس المكان ومع‬
‫نفس األشخاص‬
‫‪ -3‬التواجد في مكان تكثر فيه المخدرات وأليام متتابعة‬
‫‪ -4‬عدم قدرته على االستمتاع والفرحة بنفس أسلوب الحياة القديم الذي كان في‬
‫السابق‬
‫‪ -5‬عدم تحمل الجسم لكمية المخدرات المفاجئة التي دائما تكون بجرعات عالية‬
‫لعدم تجاوب الجسم مع الجرعات البسيطة وتكوين مناعة لصد مفعولها‪.‬‬

‫وأماكن‬ ‫ج‪ -‬بدأ سعد بقرار جديد وهواالبتعاد عن السهرات‬


‫االحتفاالت التي يعشقها – أهمية هذه النقطة تكمن في ‪:‬‬

‫‪ -1‬البعد عن تحفيز اإلدمان أثناء هذه المرحلة بعدم التواجد في األماكن التى كان‬
‫فيها ذكريات التعاطي‬

‫‪ -2‬البعد عن أماكن توفر المخدرات بوفرة‬

‫‪ -3‬بداية البحث عن أماكن وطرق جديدة للتسلية والترفي وتكوين أصدقاء جدد‬
‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬
‫‪ -1‬ابتعد عن أماكن االحتفاالت التي تذكرك بالتعاطي على األٌقل حتى انتهاء هذه‬
‫المرحلة التي قد تمتد إلى سنتين‬
‫‪ -2‬احذر من اإلنتكاسات‪ ،‬وإذا حدثت أبلغ أحد األشخاص المهتمين بك والذين قد‬
‫يساعدوك إذا حدث أي مكروه‬
‫‪ -3‬ال تكره نفسك كثيرا إذا انتكست بل انهض و أكمل فالدماغ لم يتأٌقلم على‬
‫الوضع الجديد ولكنه اقترب من ذلك‬
‫‪ -4‬ابدأ بحل المشاكل التي طرأت على شخصيتك وثقف نفسك عنها وعين مدربين‬
‫إن لزم األمر‬
‫‪ -5‬واجه جميع مخاوفك وصالح جميع أهلك و أحبائك وال تؤجل ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬ابدأ باستكشاف أماكن وهوايات جديدة قد تساعدك في التأقلم مع الوضع‬
‫الجديد وتحميك من اإلنتكاسات‬
‫مالحظة هامة‬
‫على المتعافي أن ال يفكر كثيرا في مشاكل الماضي والمخاوف بحد ذاتها بل يجب‬
‫عليه أن يفكر ويخطط للحلول‪ .‬هذه النقطة بالذات يقع فيها كثير من المتعافين‬
‫ألنهم يالحظون تغير شخصياتهم وظهور مشاكلها من جوانب عديدة فيبقون في‬
‫أماكنهم يحللون يفكرون في المشكلة نفسها‪ ،‬وقد يعتقدون أنهم أصيبوا بأمراض‬
‫نفسية مزمنة وفصامات وقد تتهيا ً لهم الكثير من المخاوف والهالوس‪..‬‬
‫باختصار هناك بعض األضرار التي حدثت للشخصية أثناء سنين اإلدمان وتحتاج‬
‫منك بعض اإلصالحات‪ ،‬باإلضافة إلى أن حياتك تغيرت تماما من وقت الطفولة‬
‫وعليك مواجهتها بشكل آخر اآلن ‪:‬‬
‫( تخيل أنك تمتلك سيارة رياضية قوية واستخدمتها على مدى شهور عدة بشكل‬
‫خاطىء في (التفحيط والتخميس)‪ ،‬اآلن وقد عدت بها إلى كراج الوكالة بالطبع لن‬
‫تجلس و تندب حظك العاثر بل ستطلب منهم إصالحها على أفضل ما يكون‪،‬‬
‫فالسيارة بحاجة لشيء من العناية والصيانة وسترجع أقوى من السابق بما أنها قد‬
‫خرجت من الوكالة مرة أخرى‪ ،‬مع مالحظة أنه يجب عليك أن تدفع ثمن ذلك‪ ،‬ال‬
‫يوجد شيء بال ثمن) ‪.‬هذا بالضبط هو الشيء الذي حدث في شخصيتك و عليك أن‬
‫تدفع الثمن بالتعب النفسي لمدة من الزمن و هذا مثبت بشكل علمي بحت؛‬
‫فاهلل عز وجل قد أنعم علينا بدماغ يستطيع هو بنفسه مع الوقت والممارسات‬
‫الصحية والروحانية الصحيحة تصحيح نفسه وتصليح األضرار التي طرأت عليه‪.‬‬
‫يمكنك العودة والقراءة أكثر في موضوعات علم (اللدونة العصبية) ليطمئن قلبك‬
‫ولترى بالتفصيل كيف يتم ذلك ‪...‬‬
‫ثق بكالمي ومن تجربتي ‪،‬ابدأ بالحلول وخالل أشهر معدودة ستالحظ التغيير‬
‫الجذري في شخصيتك وسيالحظ ذلك أيضا من يحبونك وال تهدر وقتك في وضع‬
‫مسميات لمشاكلك النفسية وتحليالت ال حصر لها‪ ،‬فتدخل في أوهام وشكوك تطيل‬
‫وتؤخرمن مدة تعافيك)‬
‫سبتمبر ‪2018‬‬
‫مـوسـكـو – روسـيـا‬
‫األخيرة‬
‫تحليل قصة ‪ ٨‬األخيرة‪:‬‬
‫أ‪ -‬وقوع سعد في االنتكاسة الثالثة و األخيرة عندما التقى‬
‫بأصدقائه بعد كأس العالم في روسيا – أسباب اإلنتكاسة األخيرة ‪:‬‬

‫‪ -1‬اإللتقاء برفقاء التعاطي مما أدى إلى تحفيز الدماغ بشدة للعودة‬
‫‪ -2‬وجود أنواع كثيرة من المخدرات لديهم‬
‫‪ -3‬عم رغبة المدمن بمخالفة القطيع (الشلة) في مخططاتهم وأفكارهم‬
‫‪ -4‬عدم انتهاء المرحلة الثانية من المشاكل الشخصية التي كان يمر فيها‬
‫ببعض لحظات الضعف‬

‫‪ -5‬رغبة المتعافي في مشاركة أصحابه فرحتهم حتى ال يبقى وحيدا‬


‫ب‪-‬آمن وأيقن سعد للمرة األخيرة أن السعادة ليست‬
‫في المخدرات فهذه انتكاسته الثالثة بعد ‪ 6‬شهور من ترك التعاطي‬
‫والمشاعر التي أتت بعد االنتكاسة كان ألمها ال يوصف مما أدى إلى هذه‬
‫القرارت الصارمة الالزمة الجتياز هذه المرحلة (المشاكل الشخصية)من‬
‫التعافي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يمكن المتعافي أن يخرج مع أصدقاء التعاطي حتى يتركو تعاطيهم‬


‫‪ -2‬البدء في البحث عن أصدقاء جدد أمر محتوم‬
‫‪ -3‬محاولة مساعدة بعض األصدقاء المقربين الراغبين في ترك اإلدمان‬
‫إن كانوا صادقين في إرادتهم للتعافي‬
‫‪ -4‬اإلقرار والتسليم التام بأن الرجوع للتعاطي ولو لمرة واحدة لن يجلب‬
‫إال المشاعر السيئة التي ستزيد من مشاكله الشخصية والنفسية وقد تودي‬
‫بحياته‬
‫‪ -5‬تحسين عالقته مع أهله وإعادة الود والحب ألنها من األشياء التي‬
‫تخفف عن المتعافي وتساعده في التقدم‬
‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬

‫‪ -1‬بعد كل هذه السنين أيقنت تماما أن السعادة بعيدة كل البعد عن التعاطي‬


‫فثق بهذا تماما والتغرنك نشوة المنتشي ‪ :‬إن المخدرات كالمومس‬
‫الشمطاء (قد تبدو فاتنة وقد جملت نفسها من الخارج لكن ما تحمله من‬
‫أمراض وقذارة في الداخل ال يكاد يوصف )‬
‫ً‬

‫‪ -2‬الحياة قصيرة وقد نتوفى في أي لحظة فاجعلها نهاية سعيدة لتلقى ربك‬
‫وأنت في حال جيد‪ ،‬أو مت وأنت على الطريق‪.‬‬

‫‪ -3‬اصطلح مع أهلك‪ ،‬وباألخص والديك‪ ،‬وتودد إليهم وكن قريبا ً منهم‬


‫لتسعد بسعادتهم وتتعافى بشكل أسرع‪.‬‬

‫‪ -4‬ابتعد عن أصدقاء التعاطي حتى يقدموا على التعافي واجعل لقاءاتك‬


‫بهم للضرورة فقط وفي أماكن أنت تختارها ‪،‬أنا أعرف أنهم ليسو أشرارا ً‬
‫وأن جلستهم تسعدك‪ ،‬لكن النحل يفرز العسل فلماذا التقترب منه إذا ؟‬

‫‪ -5‬هناك الكثير من الهوايات‪ ،‬النشاطات‪،‬الرياضات والرحالت الجميلة التي‬


‫ستسعدك سعادة حقيقية فابحث واستكشف وجرب وسترى ‪ ،‬قد تبدو هذه‬
‫اإلقتراحات مملة قبل أن تجربها إلنك ال تحس اآلن بما تخبئ لك من متعة‬
‫وسعادة‪.‬‬
‫أكتوبر ‪2018‬‬
‫فيلنيوس‪-‬ليتوانيا‬
‫البرانويا اللعينة‬
‫تحليل قصة ‪ ٩‬البارانويا اللعينة‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعرض سعد لعدة نوبات من الهلع بعد انتكاساته الثالثة في مرحلة‬
‫(المشاكل الشخصية ) و كان قد تعرض للعديد من النوبات أثناء تعاطيه‬
‫في السابق كما ساعد غيره على اجتيازها فلم تكن باألمرر الجلل‪-‬‬
‫‪ -‬إرشادات في حالة نوبات الهلع ‪:‬‬

‫‪ -1‬على المتعافي أن يستفيد من خبرةغيره في معرفة طبيعة هذه النوبات فهي تأتي‬
‫لدقائق معدودة وتمثل ردة فعل من الجسم على إحساس وهمي بالخطر كخطر الموت‬
‫مثال‬

‫‪ -2‬على المتعافي أن يراقب هذه المخاوف ويسجلها على ورقة بعد انتهاء النوبة‬
‫ليدرسها ويعرف جذروها حتى يتمكن من مواجهتها والقضاء عليها‬

‫‪ -3‬يستحسن تغيير المكان والخروج من األماكن الضيقة إلى األماكن الواسعة‬


‫المفتوحة وقت النوبة‬

‫‪ -4‬حاول التنفس بشكل عميق حتى تهدىء نفسك (شهيق طويل ثم اكتم ثم زفير‬
‫أطول )‬

‫‪ -5‬تحرك وال تجلس حتى تنشط الدورة الدموية‬


‫‪ -6‬شتت انتباهك باالنهماك بفعل أي شيء يحتاج بعض التركيز‬
‫نصائح تمنيت لو أعود بالزمن وأنصح بها سعد المدمن ‪:‬‬

‫‪ -1‬حتى تتخلص لألبد من نوبات الهلع يجب أن تتوقف تماما عن تناول‬


‫الحبوب والمهدئات‬
‫‪ -2‬الحظ كيف أن االنتكاسة تولد عذابا ألسابيع طوال فذكر نفسك دائما‬
‫بهذا وبالذات بعذاب هذه النوبات حتى ال تنتكس مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬الصبر هو مفتاح النجاح في التعافي ( إذا صبرت ولم تستلم‪ ،‬ال بد أن‬
‫تصل )‬
‫‪ -4‬امأل وقتك بمشروع جديد‪ ،‬دراسة أو أي نشاط ذهني جيد حتى تبتعد‬
‫عن التفكير السلبي‬
‫‪ -5‬ابحث عن جذور مخاوفك ‪ ،‬تعمق فيها وفكر‪ ،‬اقرأ كتبا ً في موضوعاتها‬
‫وأوجد حلوال لمواجهتها لتتمكن من إنهاء هذه النوبات واجتياز المرحلة‬
‫بنجاح‬
‫‪ -6‬التنسى االستمرارية في الرياضة فهي أساس بداية التعافي‬
‫واالستمرارية فيها مقرونة بالنجاح‬
‫‪ -7‬ابدأ وتابع بعض المؤثرين اإليجابيين على مواقع التواصل الذين‬
‫يحفزون من تقدمك وابتعد عن كل األغاني والبرامج التي تذكرك باألجواء‬
‫القديمة حتى تبني في دماغك ثقافة جديدة لتصل إلى المرحلة األخيرة‬
‫‪ -8‬مارس (اليوغا) والتأمل (التفكر) فهي تساعدك على الخالص من‬
‫النوبات‬
‫فبراير ‪2019‬‬
‫أالنيا – تركيا‬
‫الحياة بعد الموت‬
‫تحليل قصة ‪ ١٠‬الحياة بعد الموت‪:‬‬

‫أ‪ -‬وصل سعد إلى المرحلة األخيرة وبحمد هللا تعافى تماما من‬
‫اإلدمان ‪،‬أسميت هذه المرحلة (عودة للحياة ) ‪ ،‬هذه المرحلة‬
‫تمكن سعد من وصولها بعد ‪ 7‬شهور من المرحلة الثالثة(المشاكل‬
‫الشخصية) – و‪ 5‬أسابيع من المرحلة الثانية (اإلنسحابات القوية‬
‫) و‪ 100‬يوم من الرياضة في المرحلة األولى( ‪ 10‬ساعات رياضة)‬

‫ب تتميزهذه المرحلة األخيرة بالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬السعادة اليومية المتواصلة‬


‫‪ -2‬المشاعر واألحاسيس الجميلة‬
‫‪ -3‬عودة اإلحساس باأللوان واألطعمة والروائح‬
‫‪ -4‬الثقة العالية بالنفس‬
‫‪ -5‬رجوع الذاكرة القوية‬
‫‪ -6‬األحالم والطموحات الجامحة‬
‫‪ -7‬القوة الجنسية‬
‫‪ -8‬األفكار األيجابية المتواصلة‬
‫‪ -9‬الصحة والقوة البدنية‬
‫‪ -10‬النوم الهانئ المريح‬
‫‪ -11‬اليقين التام‬
‫أ‪ -‬قرر سعد أن يحلم من جديد و يبدأ‬
‫مشوار الحياة مرة أخرى ورسم خطة ل ‪10‬‬
‫سنين –وكانت هذه بعض قرارته ‪:‬‬
‫‪ -1‬البدء بتعلم لغات جديدة على أن يتعلم ‪ 4‬لغات جديدة في ال‬
‫‪ 10‬سنين القادمة‬
‫‪ -2‬البدء بدراسة التغذية و اللياقة البدنية وأخذ شهادات في‬
‫المجالين‬
‫‪ -3‬اإلختصاص في مجال عالج اإلدمان والحصول على الشهادات‬
‫العليا فيه خالل ‪ 5‬سنين القادمة‬
‫‪ -4‬العودة للسكن مع الوالدين وتعويضهما عما فات من نكبات‬
‫ومشاكل ولم شمل العائلة‬
‫‪ -5‬مصالحة جميع من ظلم ومن أساء إليهم في الماضي وإصالح‬
‫األخطاء إن أمكن ولم ينفك يعمل على ذلك حتى اليوم‬
‫‪ -6‬البدء بمشاريع تجارية صغيرة مختلفة فهي من أجمل هواياته‬
‫‪ -7‬إكمال السفر حول بالد العالم كاملة قبل حلول عمر الستين‬
‫‪ -8‬البدء بتجربة رياضات وهوايات جديدة مثل الغطس – اليوغا‪-‬‬
‫كرة السلة –التنس –الخطابة –الكوميديا –الشعر‬
‫‪ -9‬التركيز على إحدى الرياضات و دخول منافسة عالمية فيها‬
‫قبل حلول سن األربعين‬
‫قراءة ‪ 20‬كتاب عاألقل كل سنة بمعدل كتاب كل أسبوعين‬
‫‪ -10‬تحسين وتطوير الذات واإلنشغال بها حتى يصبح أفضل نسخة‬
‫منه‪.‬‬
‫‪ - 10‬بدء قناة يوتيوب لمساعدة مليون شخص بترك المخدرات‬
‫هذه بعض من أحالمي لعلها تلهمك نحو تحقيق أحالمك بعد‬
‫تعافيك‪..‬‬

‫الحياة تصبح جميلة جدا عندما نكون في كامل السيطرة عليها ‪..‬‬
‫ارسم لنفسك صورة جديدة ‪...‬‬
‫آمن بنفسك‪..‬‬
‫و‬
‫ابدأ ‪...‬‬
‫ال تستسلم ‪....‬‬
‫ألنك تستطيع ‪.‬‬
‫إلى كل من يعاني مع اإلدمان‪..‬‬
‫أحبتي يا من وصلتم معي إلى نهاية هذا الكتاب ‪ ،‬أشكركم من كل قلبي ‪.‬‬
‫الدنيا فعالً غريبة؛ لم أتوقع في يوم من األيام أن أكتب كتابا ً عن ذكرياتي‬
‫مع اإلدمان ولكنني لم أستطع أن أرتاح بعد التعافي من غير أن أنقل‬
‫تجربتي لكم ‪ ،‬فإني وهللا أحس بمعاناتكم ومعاناة كل مدمن ‪ ،‬أعدكم أن‬
‫أكرس حياتي لعالج هذه اللعنة وأن أكون دائما في خدمتكم ألحقق حلمي‬
‫بمساعدة مليون شخص عربي في ترك اإلدمان والتعافي منه‪...‬‬
‫إذا استفدتم مني بشيء في يوم من األيام فادعو هللا لي بالمغفرة والثبات‬
‫والسعادة وأن يعينني على اإلخالص في هذا األمر ويوفقني إلى معرفته حق‬
‫المعرفة ‪ .‬اللهم آمين‬
‫كلمة أخيرة‬
‫لقد لففت العالم ؛سافرت حول ‪ 38‬بلدا مختلفا و عشت في ‪ 9‬دول منها‪..‬‬
‫أغرتني الحياة وما شاهدته في األفالم واإلعالم وظننت أن هذا هوالطريق ‪..‬‬
‫فجربت جميع أنواع المخدرات و جل أنواع الشهوات ‪..‬‬
‫لم أجد ال راحة بال وال أي سعادة حقيقة في ذلك أبداً‪،‬‬
‫مررت بلحظات سرورسريعة تهيأ لي أنها ستدوم ولكن سرعان ما‬
‫اكتشفت أنها كانت مزيفة زائلة تخبئ لي في داخلها رعبا ً ال ينتهي‪.‬‬
‫لم أجد قعرا ً لبحر الشهوات أُلقي فيه مرساتي ‪..‬‬

‫لم أجد فيها إال التعاسة والخذالن ومزيدا ً من الكئابة ‪..‬‬


‫فقررت أن أتغير و تركتها جميعها ‪..‬‬
‫مما زاد وعيي بنفسي وذاتي فهذبتها ‪..‬‬
‫ومن ثم اقتربت من هللا فان قلبت حياتي رأسا على عقب ‪...‬‬
‫أحبتي ‪...‬إن السعادة الحقيقة تكمن في أن تكون طاهرا نظيفا قلبا وقالبا (‬
‫جسدا ‘ عقال وروحا ) لكي تصل في النهاية إلى هللا ‪،،،‬‬
‫وال طهارة للجسد والعقل مع اإلدمانات ‪..‬‬
‫وال طهارة للروح مع كثرة الشهوات والنزوات ‪..‬‬
‫فابدأ اليوم ‪..‬‬
‫وارسم لنفسك صورة جديدية‪،‬‬
‫ال يحبطنّك كثرة أخطائك فكلها ستصبح ذكريات و دروسا ً ستجعل منك‬
‫شخصا أقوى‪..‬‬
‫آمن وتأكد بأنك ستصل إلى هناك‪...‬‬
‫اصدق النية و ابدأ التغيير ‪ ،‬فالعمر قصير والحياة ال تنتظر ‪..‬‬
‫و تذكر دائما أنك أنت المسؤول‬
‫و اعلم أن قراراتك هي التي تغير حياتك ‪..‬‬
‫فال شيء يتغير حتى تتغير أنت‪.‬‬

‫ابدأ ‪...‬‬
‫التستسلم ‪..‬‬
‫ألنك تستطيع‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬


‫إعالن‬
‫بناء على الطلب سأفرغ من وقتي ‪ 20‬ساعة أسبوعيا وأخصصها لعمل‬
‫جلسات دعم ومساندة وتدريب للخروج من اإلدمان ‪ ،‬ستكون منها جلسات‬
‫جماعية مجانية و جلسات شخصية مدفوعة‬

‫الحجز واالستفسار ‪whats app : +962796585856 :‬‬


‫‪Email : restarturself@gmail.com‬‬

‫‪www.restarturself.com‬‬

‫ادعم مشروعي وحلمي بمساعدة مليون شخص عربي‬


‫يتعافى ويترك اإلدمان‪:‬‬
‫‪PAYPAL: yogiali505@gmail.com‬‬

You might also like