Professional Documents
Culture Documents
EISSN: 2600-6189
2022 عدد خاص سبتمبر13 :مجلد
.221 . 191 ص ص : العالقات العامة بين الممارسات التقليدية والرقمية:العنوان
قراءة في تحوالت المفهوم
basma.fennour@univ-constantine3.dz
2022 /07 /28 : ؛ تاريخ القبول2022 /07 /12 :تاريخ اإلرسال
امللخص:
مقدمة:
النخب مبفاهيم ومعاني سلبية ،حيث جرى خلط متعمد ما بني العالقات
العامة والدعاية واإلعالن ،وجنم عن هذا اخللط تذويب هوية العالقات
العامة إىل مفهوم اجملامالت العامةـ بل إن العالقات العامة يف نظر هؤالء
ما هي إال خدمة تنفيذية.
وكانت يف البداية أزمة العالقات العامة وهويتها اليت تعاني منها
تنطلق أساسا من مشكلة تتعلق باالستخدام اللغوي هلذه العبارة (Public
) ،Relationفاملشكلة هي أن معظم الناس ال يفهمون ما تعنيه هذه
العبارة ،رغم أنهم يفهمونها بشكل أكرب إذا حتدثنا إليهم عن اإلدارة مثال
وما يرتبط بها من قضايا ،وهذا دليل على ما ميكن أن تسببه اللغة من
مالبسات وعلى ما ميكن أن يسببه االستخدام اللغوي لعبارة العالقات
العامة من انطباعات أولية لدى اآلخرين حبيث تتفاوت يف أبعادها.
من خالل هذا الطرح نصل إىل سؤال جوهري يلخص مشكلة
العالقات العامة وهويتها خاصة يف بالدنا ويف دول العامل الثالث ،والذي
يثري الكثري من اجلدل ويطرح عددا من عالمات االستفهام إذا كانت
العالقات العامة غري قادرة على تقديم ذاتها لآلخرين بالصورة املناسبة؟
كيف تراها ستكسب ثقة الناس بها أو بقدرتها على أن تكون ذات فائدة
هلم؟ وكيف للناس أن يثقوا بها وبإمكانياتها إن كانت هي نفسها عاجزة
عن تقديم نفسها إىل الناس بصورة إجيابية واضحة؟
سؤال مازال يثري اجلدل ويستدعي الدراسة والبحث والتدقيق ،سنحاول
فيما يلي اإلجابة عن الشق املتعلق بتعريف العالقات العامة وحتديد
هويتها وتطور مفهومها خاصة بعد ما شهدته الفرتة األخرية من اهتمام
املؤلف املراسل :د .بسمة فنور Al Naciriya
basma.fennour@univ-constantine3.dz Vol. 13 N° Spécial September 2022
194
ISSN: 2170-1822, مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية
EISSN: 2600-6189
مجلد 13 :عدد خاص سبتمبر 2022
ص ص .221 . 191 العنوان :العالقات العامة بين الممارسات التقليدية والرقمية:
قراءة في تحوالت المفهوم
واجملالت ،وتطور الرأي العام وانتشار الوعي من جهة أخرى دوراً هاماً
يف تفاعل تلك العوامل بتلك الطريقة.
برز يف هذه املرحلة Ivy leeالذي يعترب رائد العالقات العامة ،وهو
أحد الصحفيني الذين أدركوا أنّ املخرج الوحيد من هذه األزمة ليس يف
الدعاية الكاذبة اليت كانت متارسها بعض وسائل اإلعالم لصاحل
املؤسسات االحتكارية ،ألن الكذب مل يعد ينفع أمام ظهور أقالم تعمل
على كشف احلقيقة لرأي عام مدرك متاما حلقوقه ،ولكن املخرج احلقيقي
يكمن يف أن تقتنع املؤسسات والشركات الكربى بضرورة إعادة النظر يف
أساليب تعاملها مع العمال ومع اجلماهري وكذا وسائل اإلعالم من
خالل نشر احلقائق والصدق ،وعكس الواقع دون تزييف أو تضليل أو
دعاية كاذبة ،وأن حتاول أن تولد بينها وبني اجملتمع الثقة على أساس
احلوار والتفاهم املشرتك.
استخدم Leeمصطلح العالقات العامة ألول مرة سنة ،1919حيث
كان هذا املصطلح قبل ذلك خيلط بني مصطلح الدعاية أو النشر
التجاري ،وذلك لدى نشره "إعالن املبادئ" الذي أوضح فيه أنّ عصر
استغالل العمال وإهمال اجلماهري قد ولّى إىل غري رجعة وأنّ على
الشركات الكربى االعرتاف بأهمية اجلماهري وتزويدها باملعلومات ،وأن
تتحمل هذه الشركات مسؤوليتها االجتماعية حنو اجلماهري لكسب
ودّها ،والوصول إىل ثقتها وتأييدها (محدي رضا ،2011 ،صفحة ،)15معلنا
بذلك عن ميالد العالقات العامة مبفهومها العلمي األكادميي اجلديد.
إذن ميكن القول أخرياً ،أن العالقات العامة قد نشأت وتطورت يف
كنف النظام الرأمسالي ،فكانت وسائلها وأهدافها ووظائفها تنبثق من
فلسفة هذا النظام ،وختدم تطوره وانتشاره ،فهي تقوم على نظام سياسي
دميقراطي ،متيزه قوة وسائل اإلعالم وتعاظم تأثريها ،ورأي عام واعي
ومؤسسات اقتصادية كربى تتنافس منافسة حرة.
العالقات العامة يف النظم االشرتاكية:
يقوم النظام االشرتاكي على امللكية العامة لوسائل اإلنتاج ،وجيب أن
يتمكن كل األفراد من احلصول على املواد االستهالكية األولية ،وتعترب
الصناعات الكربى جمهودًا مجاعيا وبالتالي جيب ان تعود عائداتها بالنفع
على اجملتمع ككل .تعتمد االشرتاكية املخططة على التخطيط الختاذ
قرارات االستثمار واإلنتاج ،كما تعتمد على األسواق يف حتديد نسب
رأس املال املختلفة للمؤسسات اململوكة للمجتمع ،كما ينبغي ضبط
النشاط االقتصادي واإلنتاج خاصة ،لتلبية االحتياجات االنسانية
واملطالب االقتصادية .ويتم إنتاج السلع واخلدمات املفيدة خصيصا
لفائدة اجملتمع ،وفائض القيمة املنتجة يعود إما للمجتمع ككل (يف منوذج
امللكية العامة) أو إىل العمال أعضاء املؤسسة (يف مناذج التعاونية امللكية).
العاملون يف الدولة االشرتاكية هم املعرضون للتغيري بدال من
األسواق ،وجيري القضاء على الطبقية حيث هناك نوعني من امللكية،
امللكية الشخصية مثل ملكية املالبس واملنازل والسيارات اليت ميلكها
الفرد ،واملمتلكات العامة اليت تشمل املصانع ووسائل االنتاج اململوكة
للدولة لكن مع سيطرة العمال.
املؤلف املراسل :د .بسمة فنور Al Naciriya
basma.fennour@univ-constantine3.dz Vol. 13 N° Spécial September 2022
199
ISSN: 2170-1822, مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية
EISSN: 2600-6189
مجلد 13 :عدد خاص سبتمبر 2022
ص ص .221 . 191 العنوان :العالقات العامة بين الممارسات التقليدية والرقمية:
قراءة في تحوالت المفهوم
ارتفاع نسب البطالة والفقر ،وانعدام التوازن بني النمو السكاني والنمو
االقتصادي .فإن فلسفة العالقات العامة تنطلق يف هذه الدول
واملنظومات لتحقيق زيادة مضطردة يف جماالت التنمية االقتصادية
والسياسية والثقافية بشكل عام ،ومن هنا فقد لعبت وسائل اإلعالم دورا
كبريا يف حتقيق النمو االجتماعي واالقتصادي وخاصة يف جماالت الصحة
والتعليم.
وإذا كانت العالقات العامة قد نشأت يف جمتمع رأمسالي ،جتاري
وصناعي مزدهر ،تبنى فلسفة الفردية ،وأعطى أهمية لألقلية على
األكثرية ،مع اهتمامه بالرأي العام وإعالئه من شأنه ،فإن هذه
املمارسات االتصالية يف جمتمعات العامل الثالث أو الدول النامية –اليت
هي جمتمعات بدائية رعوية ،زراعية ،بدائية يف السلوك والتصور اإلنساني
واالقتصادي ،هي ممارسات اتصالية موجّهة تُقدس احلاكم وال تهتم
بالرأي العام.
واإلعالم يف الدول النامية مقيد بقوانني وعقوبات وخطوط محراء ال
ميكن جتاوزها ،فال ميكنه أن يقوم بتغطية حرة لقضايا مرتبطة باحلكومة أو
النظام ،يعاني من ضعف الضوابط املهنية وغياب االحرتاف يف العمل
الصحفي ،حجب املعلومات وغياب حرية التعبري( .اجلميلي و العاني،
،2012صفحة )85
إن هذا الوضع قد خلق الكثري من العراقيل أمام العالقات العامة
وبراجمها وأنشطتها ،ما أثر على تطورها وتبلور تعريفها وكذا بروز
على الساحة العاملية بعد انهيار املعسكر الشيوعي سنة 1990مبشرة بقيام
النظام العاملي اجلديد بقيادة املعسكر الرأمسالي االمربيالي( .مسعود جملد،
،2012صفحة .)169
إن ما مييز هذا النظام بشكل أساسي هو أنه أحكم قبضته على
مجيع نواحي احلياة املختلفة ،وأحكم بهذا املعنى سيطرته على وسائل
اإلعالم واالتصال ،فتم إخضاع ملكية الصحافة ووسائل اإلعالم عموماً
إىل رؤوس األموال والقوى االحتكارية ،هذه األخرية اليت ألغت دور
الدولة واجملتمع ،وتركت حرية الصحافة واإلعالم للشركات متعددة
اجلنسيات ،وشكّلت هذه القوى االحتكارية لوبيات ومجاعات ضاغطة
على اجملتمع والدولة ،فمن ميلك وسائل اإلعالم واالتصال ميلك
السيطرة على اجتاهات الرأي العام والسلطة احلاكمة معا.
ومن هنا زادت أهمية الرأي العام وتنامى االهتمام بدراسته
وفهم عالقاته باإلعالم .لذا جند هذه النظم السياسية الرأمسالية قد
حرصت كل احلرص على التأثري فيه عرب وسائل اإلعالم واالتصال
املختلفة ،واتهمت من طرف قوى املعارضة بأنها ال حتافظ على حرية
اإلعالم ،ليس حبا يف اإلعالم ،أو احرتاماً لعقل اإلنسان ،بل لتحقيق
النهب املالي ملقدرات الشعوب والسيطرة على عقول الرأي العام
واجلماهري وحتريكهم كيفما يريد املال السياسي (احلرب اليت تقودها
الواليات املتحدة االمريكية على بؤر اإلرهاب هي حرب اقتصادية
خدمة للمؤسسات متعددة اجلنسيات ومصاحلها)( .مشيط ،2005 ،صفحة
)38
املؤلف املراسل :د .بسمة فنور Al Naciriya
basma.fennour@univ-constantine3.dz Vol. 13 N° Spécial September 2022
205
ISSN: 2170-1822, مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية
EISSN: 2600-6189
مجلد 13 :عدد خاص سبتمبر 2022
ص ص .221 . 191 العنوان :العالقات العامة بين الممارسات التقليدية والرقمية:
قراءة في تحوالت المفهوم
كان هلا الدور األساسي يف القيام بدور الوساطة بني املؤسسة ومجهورها
(وهو ما جيعلنا نقول دوما ان املمارسة البدائية للعالقات العامة كانت
حمددة يف شكل العالقة مع الصحافة) ،بتوفريها هلذه املعلومات تستطيع
املؤسسة التأثري على اجتاه مجهورها وبالتالي خلق عالقة طيبة بينها وبني
هذا اجلمهور قائمة على الصدق والشفافية.
العالقات العامة عند إيدوارد برينيز :عرف العالقات العامة بأنها
تلك العملية اليت يتم من خالهلا تقديم املعلومات اإلقناعية للجمهور
بهدف تشكيل أو تعديل األفعال واالجتاهات اخلاصة باملؤسسة عن
طريق التأثري اإلقناعي واالتصال باجلمهور الداخلي واخلارجي،
ويضيف أن العالقات العامة تسعى عن طريق التوسل باملعلومات
واإلقناع والتكييف إىل كسب التأييد العام لنشاط املؤسسة ،إذ يعد
التكييف عنصرا أساسيا يف العالقات العامة ،حيث أن املؤسسة اليت
تعاني من سوء التكييف تكون عرضة هلزات قد متس وضعها او مكانتها
يف اجملتمع (بريينيز ،1959 ،صفحة .)9تطور مفهوم العالقات العامة عند
إدوارد برينيز من جمرد إعالم اجلمهور بأنشطة املؤسسة وكل ما تقوم به،
إىل ضرورة االعتماد على األساليب اإلقناعية يف هذه العملية اإلعالمية،
وانتقلت العالقة بني املؤسسة واجلمهور من ضرورة كسب ودّ هذا
اجلمهور إىل كسب تأييده التام للمؤسسة ليس فقط تأييد اجلمهور العام
ولكن تأييد كل من اجلمهور الداخلي واجلمهور اخلارجي للمؤسسة عن
طريق التأثري اإلقناعي الذي تستعني فيه العالقات العامة ببحوث الرأي
تقييم وقياس األداء :تعمل إدارة العالقات العامة على قياس أدائها
داخل املؤسسة بشكل مستمر ،من خالل تقييم تواصلها مع قاعدتها
اجلماعية.
هذا ويقوم االنتقال من العالقات العامة التقليدية إىل العالقات
العامة احلديثة (الرقمية) على ثالث أركان تتمثل يف :إعادة توظيف
احملتوى عرب اإلعالم االجتماعي (االنرتنت ،مواقع التواصل
االجتماعي) ،خلق وتوزيع مادة اتصالية تفاعلية ذات قيمة عرب املدونات
(مواد خالقة ،روابط وفيديوهات جذبة) ،وإدارة السمعة على االنرتنت.
اخلامتة:
تقوم العالقات العامة منذ ظهورها أول مرة على مبدأ االتصال
باجلمهور ،وضرورة إعالمه مبا يتعلق باملؤسسة وأخبارها ونشاطاتها،
منت ونضجت ممارساتها وتطورت مع تطور وسائل االتصال وتطور
اجملتمع وتطور الرأي العام وأساليب دراسته وقياسه ،فال خيتلف اثنان
اليوم على مدى التغري الكبري الذي طرأ على جمال االتصال والعالقات
العامة ،فهي مل تعد مقتصرة على تطوير العالقات اإلعالمية كما كانت
يف املاضي ،بل تعدته إىل ضرورة دراسة حاجات اجلمهور ،والعمل على
تلبيتها ما أمكن ذلك.
أدى التطور اهلائل الذي مسّ األنظمة املعلوماتية واالتصالية
احلديثة نتيجة الثورة التكنلوجية إىل ظهور تقنيات حديثة يف اإلعالم
واالتصال ،غريت شكل العملية االتصالية وطورت أساليبها وامكانياتها
املؤلف املراسل :د .بسمة فنور Al Naciriya
basma.fennour@univ-constantine3.dz Vol. 13 N° Spécial September 2022
217
ISSN: 2170-1822, مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية
EISSN: 2600-6189
مجلد 13 :عدد خاص سبتمبر 2022
ص ص .221 . 191 العنوان :العالقات العامة بين الممارسات التقليدية والرقمية:
قراءة في تحوالت المفهوم
Bibliographie 1
Dean, J. (1977). Medias in the United states since
1945. Paris: editions Messéne.
Seitel, f. (1984). The practice of bublic relations.
london: charls e.Merrill Publishing company.
اجلميلي ,ع .ك & .,العاني , e. h. (2012).صناعة األخبار الصحفية
والتلفزيونية .األردن :دار الصادق الثقافية.
الدليمي ,ع .ا . (2005).العالقات العامة يف التطبيق .عمان ،األردن:
دار جرير للنشر والتوزيع.
الدليمي ,ع .ا . (2005).العالقات العامة والعوملة .عمان ,األردن :دار
جرير للنشر.
العدوي ,م .ف . (2011).مفاهيم جديدة يف العالقات العامة .
عمان,األردن :دار أسامة للنشر والتوزيع.
إمام ,إ . (1968).فن العالقات العامة واإلعالم .القاهرة :املكتبة
األجنلومصرية.
بسام عبد الرمحن اجلرايدة .)2012( .إدارة العالقات العامة .عمان,
األردن :دار أسامة للنشر والتوزيع.
بريينيز ,إ . (1959).العالقات العامة فن( .ح .خليفة ), Trad.القاهرة:
دار املعارف.
محدي رضا ,ه . (2011).إدارة العالقات العامة والربوتوكوالت (éd.
1).عمان ،األردن :دار الراية للنشر والتوزيع.