You are on page 1of 36

‫جدارية‬

‫‪ /‬هذا ُهَو اسُم َك‬


‫‪ ،‬قالِت امرأٌة‬
‫…وغابْت في الَمَم ِّر اللولبِّي‬
‫‪ .‬أرى السماَء ُهَناَك في ُم َتناَو ِل اَأليدي‬
‫ٍة‬
‫ويحمُلني جناُح حمام بيضاَء َص ْو َب‬
‫ُطُفوَلٍة َأخرى ‪ .‬ولم َأحُلْم بأني‬
‫كنُت َأحُلُم ‪ُ .‬ك ُّل شيٍء واقعٌّي ‪ُ .‬ك ْنُت‬
‫…َأعَلُم َأنني ُأْلقي بنفسي جانبًا‬
‫وَأطيُر ‪ .‬سوف أكوُن ما سَأصيُر في‬
‫‪ .‬الَفَلك اَألخيِر‬
‫‪..‬‬
‫‪ ،‬وُك ُّل شيء َأبيُض‬
‫البح ال َّلُق فوق سقف غمامٍة‬
‫ُر ُم َع‬
‫بيضاَء ‪ .‬واَّلال شيء َأبيُض في‬
‫سماء الُم ْط َلق البيضاِء ‪ُ .‬ك ْنُت ‪ ،‬ولم‬
‫َأُك ْن ‪ .‬فأنا وحيٌد في نواحي هذه‬
‫اَألبدَّية البيضاء ‪ .‬جئُت ُقَبْي ل ميعادي‬
‫‪ :‬فلم َيْظ َهْر مالٌك واحٌد ليقول لي‬
‫)) ماذا فعلَت ‪ ،‬هناك ‪ ،‬في الدنيا ؟ ((‬
‫ولم َأسمع ُهَتاَف الطِّيبيَن ‪ ،‬وال‬
‫‪َ ،‬أنيَن الخاطئيَن ‪َ ،‬أنا وحيٌد في البياض‬
‫… َأنا وحيُد‬
‫‪..‬‬
‫‪ .‬الشيء وِج ني على باب القيامِة‬
‫ُي ُع‬
‫ال الزماُن وال العواطُف ‪ .‬ال‬
‫ُأِح ُّس بخَّفِة األشياء َأو ِثَقِل‬
‫‪ :‬الهواجس ‪ .‬لم َأجد َأحدًا ألسأل‬
‫َأين (( َأْي ني )) اآلن ؟ َأين مدينُة‬
‫الموتى ‪ ،‬وَأين َأنا ؟ فال َع َد ٌم‬
‫‪ ،‬هنا في الال هنا … في الالزمان‬
‫وال ُو ُج وُد‬
‫‪..‬‬
‫… وكأنني قد مُّت قبل اآلن‬
‫َأعرُف هذه الرؤيا ‪ ،‬وَأعرُف َأنني‬
‫َأمضي إلى ما َلْس ُت َأعرُف ‪ُ .‬ر َّبما‬
‫ما زلُت حّيًا في مكاٍن ما‪ ،‬وَأعرُف‬
‫… ما ُأريُد‬
‫سأصيُر يومًا ما ُأريُد‬
‫‪..‬‬
‫سَأصيُر يومًا فكرًة ‪ .‬ال َس ْيَف يحمُلها‬
‫… إلى األرِض اليباِب ‪ ،‬وال كتاَب‬
‫كأَّنها َم َطٌر على َجَب ٍل َتَص َّد َع من‬
‫‪َ ،‬تَفُّتح ْش ٍة‬
‫ُع َب‬
‫ال الُقَّو ُة انتصرْت‬
‫وال الَع ْد ُل الشريُد‬
‫‪..‬‬
‫سَأصير يومًا ما ُأريُد‬
‫‪..‬‬
‫سأصير يومًا طائرًا ‪ ،‬وَأُس ُّل من َع َد مي‬
‫وجودي ‪ُ .‬ك َّلما احَترَق الجناحاِن‬
‫اقتربُت من الحقيقِة ‪ ،‬وانبعثُت من‬
‫الرماِد ‪َ .‬أنا حواُر الحالمين ‪َ ،‬ع َز ْفُت‬
‫عن َج َس دي وعن نفسي ُألْك ِم َل‬
‫رحلتي األولى إلى المعنى ‪ ،‬فَأْح َر َقني‬
‫وغاب ‪َ .‬أنا الغياُب ‪َ .‬أنا السماوُّي‬
‫‪ .‬الطريُد‬
‫‪..‬‬
‫سَأصير يومًا ما ُأريُد‬
‫‪..‬‬
‫‪ ،‬سَأصير يومًا كرمًة‬
‫‪َ ،‬فْلَيْع َتِص رني الصيُف منذ اآلن‬
‫وليشرْب نبيذي العابرون على‬
‫! ُثَر َّيات المكان الُس َّك رِّي‬
‫َأنا الرسالُة والرسوُل‬
‫َأنا العناويُن الصغيرُة والبريُد‬
‫‪..‬‬
‫سَأصير يومًا ما ُأريُد‬
‫‪..‬‬
‫‪ /‬هذا ُهَو اسُم َك‬
‫‪ ،‬قالِت امرأٌة‬
‫‪ .‬وغابْت في َمَم ِّر بياضها‬
‫! هذا ُهَو اسُم َك ‪ ،‬فاحفِظ اْس َم َك َج ِّيدًا‬
‫على ٍف‬
‫َح ْر‬ ‫ال تختلْف َم َع ُه‬
‫‪ ،‬وال َتْعَبْأ براياِت القبائِل‬
‫ُك ْن صديقًا السمك اُألُفِقِّي‬
‫َج ِّر ْبُه مع األحياء والموتى‬
‫وَد ِّر ْبُه على الُنْطق الصحيح برفقة الغرباء‬
‫‪ ،‬واكُتْبُه على إحدى ُص ُخ ور الكهف‬

‫يااسمي ‪ :‬سوف تكَبُر حين َأكَبُر‬


‫سوف تحِم ُلني وَأحمُلَك‬
‫الغريُب َأُخ الغريب‬
‫سنأُخ ُذ اُألنثى بحرف الِع َّلة المنذور للنايات‬
‫يا اسمي‪َ :‬أين نحن اآلن ؟‬
‫قل ‪ :‬ما اآلن ‪ ،‬ما الَغُد ؟‬
‫ما الزماُن وما المكاُن‬
‫وما القديُم وما الجديُد ؟‬
‫‪..‬‬
‫سنكون يومًا ما نريُد‬
‫‪..‬‬
‫ال الرحلُة ابتدأْت ‪ ،‬وال الدرُب انتهى‬

‫لم َيْب ُلِغ الحكماُء غربَتُهْم‬


‫كما لم َيْب ُلغ الغرباُء حكمَتهْم‬
‫‪ ،‬ولم نعرف من األزهار غيَر شقائِق النعماِن‬
‫‪ :‬فلنذهب إلى َأعلى الجداريات‬
‫‪َ ،‬أرُض قصيدتي خضراُء ‪ ،‬عاليُة‬
‫كالُم اهلل عند الفجر َأرُض قصيدتي‬
‫وَأنا البعيُد‬
‫َأنا البعيُد‬
‫‪..‬‬
‫في ُك ِّل ريٍح َتْعَبُث امرأٌة بشاعرها‬
‫ُخ ِذ الجهَة التي َأهديتني ‪-‬‬
‫‪ ،‬الجهَة التي انَك َس رْت‬
‫‪ ،‬وهاِت ُأنوثتي‬
‫لم َيْبَق لي إّال الَتأُّم ُل في‬
‫تجاعيد الُبَح ْي َر ة ‪ُ .‬خ ْذ غدي عِّني‬
‫وهاِت األمس ‪ ،‬واتركنا معًا‬
‫ال شيَء ‪ ،‬بعَد َك ‪ ،‬سوف يرَح ُل‬
‫َأو َيُعوُد‬
‫‪..‬‬
‫وُخ ذي القصيدَة إن َأردِت ‪-‬‬
‫فليس لي فيها سواِك‬
‫ُخ ذي (( َأنا )) ِك ‪ .‬سُأْك مُل المنفى‬
‫‪ .‬بما ترَك ْت يداِك من الرسائل لليماِم‬
‫فأُّينا منا (( َأنا )) ألكون آخَر ها ؟‬
‫ستسقُط نجمٌة بين الكتابة والكالِم‬
‫وَتْن ُش ُر الذكرى خواطرها ‪ُ :‬و ِلْد نا‬
‫في زمان السيف والمزمار بين‬
‫‪ .‬التين والُص َّبار ‪ .‬كان الموُت َأبطَأ‬
‫كان َأْو َض ح ‪ .‬كان ُهْد َنَة عابرين‬
‫‪ ،‬على َم َص ِّب النهر ‪َ .‬أما اآلن‬
‫فالزُّر اإللكترونُّي يعمل َو ْح َد ُه ‪ .‬ال‬
‫قاتٌل ُيْص غي إلى قتلى ‪ .‬وال يتلو‬
‫وصَّيَتُه شهيُد‬
‫‪..‬‬
‫من َأِّي ريح جئِت ؟‬
‫ِح ِك َأعرِف‬
‫قولي ما اسُم ُج ْر‬
‫! الُطُر َق التي سنضيع فيها َمّر تْي ِن‬
‫وُك ُّل َنْب ٍض فيِك ُيوجُعني ‪ ،‬وُيْر ِج ُعني‬
‫إلى َز َم ٍن خرافّي ‪ .‬ويوجعني دمي‬
‫والملُح يوجعني … ويوجعني الوريُد‬
‫‪..‬‬
‫في الجّر ة المكسورِة انتحبْت نساُء‬
‫‪ ،‬الساحل السور من طول المسافِة‬
‫ّي‬
‫واحترْقَن بشمس آَب ‪ .‬رأيُتهَّن على‬
‫طريق النبع قبل والدتي ‪ .‬وسمعُت‬
‫‪َ :‬ص ْو َت الماء في الفّخ ار يبكيهّن‬
‫ُع ْد َن إلى السحابة يرجِع الَز َم ُن الرغيُد‬
‫‪..‬‬
‫‪ :‬قال الصدى‬
‫الشيء يرجُع غيُر ماضي األقوياء‬
‫ِم َّال‬
‫على س ت المدى … [ ذهبّيٌٌة آثاُر ُهْم‬
‫‪ ،‬ذهبّيٌٌة ] ورسائِل الضعفاِء للَغ ِد‬
‫‪َ .‬أْع ِط نا ُخْبَز الكفاف ‪ ،‬وحاضرًا َأقوى‬
‫فليس لنا التقُّم ُص والُح ُلوُل وال الُخ ُلوُد‬
‫‪..‬‬
‫‪ :‬قال الصدى‬
‫وتعبُت من َأملي الُعَض ال ‪ .‬تعبُت‬
‫من َش َر ك الجمالّيات ‪ :‬ماذا بعد‬
‫بابَل ؟ ُك َّلما اَّتَض َح الطريُق إلى‬
‫السماء ‪ ،‬وَأ َف المجهوُل عن َهَد ٍف‬
‫ْس َر‬
‫‪ ،‬نهائّي َتَفَّش ى النثُر في الصلوات‬
‫وانكسر النشيُد‬
‫‪..‬‬
‫…ٌ خضراُء ‪َ ،‬أرُض قصيدتي خضراُء عالية‬
‫… ُتِط ُّل علَّي من بطحاء هاويتي‬
‫غريٌب َأنَت في معناك ‪ .‬يكفي َأن‬

‫تكون هناك ‪ ،‬وحدك ‪ ،‬كي تصيَر‬


‫…قبيلًة‬
‫َغ َّنْيُت كي َأِز َن المدى المهُد وَر‬
‫‪ ،‬في ع الحمامِة‬
‫َو َج‬
‫‪ ،‬ال َألْش َر َح ما يقوُل اُهلل لإلنسان‬
‫َلْس ُت َأنا النبَّي َألَّد عي َو ْح يًا‬
‫وُأْع ِلَن َأَّن هاويتي ُصُعوُد‬
‫‪..‬‬
‫وَأنا الغريب بُك ِّل ما ُأوتيُت من‬
‫ُلَغتي ‪ .‬ولو أخضعُت عاطفتي بحرف‬
‫‪ ،‬الضاد ‪ ،‬تخضعني بحرف الياء عاطفتي‬

‫وللكلمات َو هَي بعيدٌة َأرٌض ُتجاِو ُر‬


‫كوكبًا َأعلى ‪ .‬وللكلمات َو هَي قريبٌة‬
‫‪ :‬منفى ‪ .‬وال يكفي الكتاُب لكي َأقول‬
‫‪ .‬وجدُت نفسي حاضرًا ِم ْل َء الغياب‬
‫وُك َّلما َفَّتْش ُت عن نفسي وجدُت‬
‫اآلخرين ‪ .‬وُك َّلما فَّتْش ُت َع ْن ُهْم لم‬
‫‪َ ،‬أجد فيهم سوى َنفسي الغريبِة‬
‫هل َأنا الَفْر ُد الُح ُش وُد ؟‬
‫‪..‬‬
‫” وَأنا الغريُب ‪َ .‬تِع ْبُت من ” درب الحليب‬
‫‪ .‬إلى الحبيب ‪ .‬تعبُت من ِص َفتي‬
‫َيضيُق الَّش ْكُل ‪َ .‬يّتسُع الكالُم ‪ُ .‬أفيُض‬
‫عن حاجات مفردتي ‪ .‬وَأْن ُظُر نحو‬
‫‪ :‬نفسي في المرايا‬
‫هل َأنا ُهَو ؟‬
‫هل ُأؤِّد ي َج ِّيدًا َد ْو ِر ي من الفصل‬
‫األخيِر ؟‬
‫‪ ،‬وهل قرأُت المسرحَّيَة قبل هذا العرض‬
‫َأم ُفِر َض ْت علَّي ؟‬

‫وهل َأنا ُهَو من يؤِّد ي الَّد ْو َر‬


‫َأْم َأَّن الضحَّية َغ َّيرْت َأقوالها‬
‫لتعيش ما بعد الحداثة ‪ ،‬بعدما‬
‫اْن َح َر َف المؤّلُف عن سياق النِّص‬
‫وانصَر َف الُمَم ّثُل والشهوُد ؟‬
‫‪..‬‬
‫‪ :‬وجلسُت خلف الباب َأنُظُر‬
‫هل َأنا ُهَو ؟‬
‫هذه ُلَغ تي ‪ .‬وهذا الصوت َو ْخ ُز دمي‬
‫ِّل‬
‫…ولكن المؤ ف آَخ ٌر‬
‫َأنا لسُت مني إن َأتيُت ولم َأِص ْل‬
‫َأنا لسُت مِّني إن َنَطْقُت ولم َأُقْل‬
‫‪َ :‬أنا َم ْن َتُقوُل له الُح روُف الغامضاُت‬
‫! اكُتْب َتُك ْن‬
‫! واقرْأ َتِج ْد‬
‫وإ ذا أرْد َت الَقْو َل فافعْل ‪َ ،‬يَّتِح ْد‬
‫… ضَّد اَك في المعنى‬
‫وباِط ُنَك الشفيُف ُهَو القصيُد‬
‫‪..‬‬
‫َبَّحاَر ٌة حولي ‪ ،‬وال ميناء‬
‫‪َ ،‬أفرغني الهباُء من اإلشارِة والعبارِة‬
‫‪ ،‬لم َأجد وقتًا ألعرف َأين َم ْن ِز َلتي‬
‫الُهَنْي هَة ‪ ،‬بين َم ْن ِز َلَتْي ِن ‪ .‬لم َأسأل‬
‫سؤالي ‪ ،‬بعد ‪ ،‬عن َغ ش التشا ِه‬
‫ُب‬ ‫َب‬
‫… بين باَبْي ِن ‪ :‬الخروج أم الدخول‬
‫‪ .‬ولم َأِج ْد موتًا ألْقَتِنَص الحياَة‬
‫ولم َأِج ْد صوتًا َألصرَخ ‪َ :‬أُّيها‬
‫الَز َم ُن السريُع ! َخ َطْفَتني مما تقوُل‬
‫‪ :‬لي الحروُف الغامضاُت‬
‫ألواقعُّي هو الخيالُّي اَألكيُد‬
‫‪..‬‬
‫ِظ‬
‫… يا أيها الَز َم ُن الذي لم ينت ْر‬
‫‪ ،‬لم ْنَتِظ َأحدًا تأَّخ ر عن والدِتِه‬
‫َي ْر‬
‫َد ِع الماضي جديدًا ‪َ ،‬فْهَو ذكراَك‬
‫‪ ،‬الوحيدُة بيننا ‪ ،‬أَّياَم كنا َأصدقاءك‬
‫ال ضحايا مركباتك ‪ .‬واتُر ِك الماضي‬
‫كما ُهَو ‪ ،‬ال ُيَقاُد وال َيُقوُد‬
‫‪..‬‬
‫… ورأيُت ما يتذَّك ُر الموتى وما ينسون‬
‫ُهْم ال يكبرون ويقرأون الَو ْقَت في‬
‫ساعات أيديهْم ‪َ .‬و ُهْم اليشعرون‬

‫بموتنا َأبدًا وال بحياتِه ْم ‪ .‬ال شيَء‬


‫ُّل‬
‫مَّم ا ُك ْنُت أو سأكوُن ‪ .‬تنح الضمائُر‬
‫‪ُ ” .‬ك ُّلها ‪ ” .‬هو ” في ” أنا ” في ” َأنت‬
‫ال ُك ٌّل والُج ْز ٌء ‪ .‬وال حٌّي يقول‬
‫! لمِّيٍت ‪ُ :‬ك ِّني‬
‫‪..‬‬
‫وتنحُّل العناصُر والمشاعُر ‪ .‬ال ‪..‬‬
‫َأرى َج َس دي ُهَناَك ‪ ،‬وال ُأحُّس‬
‫‪ .‬بعنفوان الموت ‪َ ،‬أو بحياتَي اُألولى‬
‫كأِّني َلْس ُت مّني ‪َ .‬م ْن َأنا ؟ َأَأنا‬
‫الفقيُد َأم الوليُد ؟‬
‫‪..‬‬
‫الوْقُت ِص ْفٌر ‪ .‬لم ُأفِّك ر بالوالدة‬
‫‪ ،‬حين طار الموُت بي نحو السديم‬
‫‪،‬فلم أُك ن َحّيًا وال َم ْي تًا‬
‫وال َع َد ٌم هناك ‪ ،‬وال ُو ُج وُد‬
‫‪..‬‬
‫‪ ً.‬تقوُل ُمَم ِّر ضتي ‪َ :‬أنَت َأحَسُن حاال‬
‫وتحُقُنني بالُم َخ ِّد ر ‪ُ :‬ك ْن هادئًا‬
‫وجديرًا بما سوف تحُلُم‬
‫… عما قليل‬
‫‪..‬‬
‫رأيُت طبيبي الفرنسَّي‬
‫يفتح زنزانتي‬
‫ويضربني بالعصا‬
‫ُيَع اوُنُه اثناِن من ُش ْر طة الضاحيْة‬
‫‪..‬‬
‫رأيُت َأبي عائدًا‬
‫من الحِّج ‪ُ ،‬م غمًى عليه‬
‫ُم َص ابًا بضربة شمٍس حجازّية‬
‫ٍة‬
‫‪ :‬يقول لرِّف مالئك َح ْو َلُه‬
‫… ! َأطفئوني‬
‫‪..‬‬
‫رأيُت شبابًا مغاربًة‬
‫يلعبون الُك َر ْة‬
‫ويرمونني بالحجارة ‪ُ :‬ع ْد بالعبارِة‬
‫واتُر ْك لنا ُأَّم نا‬
‫! يا َأبانا الذي أخَطَأ المقبرْة‬
‫‪..‬‬
‫” رأيت ” ريني شار‬
‫” يجلس مع ” هيدغر‬
‫‪ ،‬على ُبْع ِد مترين مِّني‬
‫رأيتهما يشربان النبيَذ‬
‫… وال يبحثان عن الشعر‬
‫كان الحوار ُش َع اعًا‬
‫وكان غٌد عابٌر ينتظْر‬
‫‪..‬‬
‫رأيُت رفاقي الثالَثَة ينتحبوَن‬
‫َو ُهْم‬
‫َيخيطوَن لي َكَفنًا‬
‫بُخ يوِط الَّذ َهْب‬
‫‪..‬‬
‫رأيت المعرَّي يطرد ُنَّقاَد ُه‬
‫‪ :‬من قصيدِتِه‬
‫لسُت َأعمى‬
‫‪ُ ،‬ألْب ِص َر ما تبصروْن‬
‫فإَّن البصيرَة نوٌر يؤِّد ي‬
‫إلى َع َد ٍم …‪َ .‬أو ُجُنوْن‬
‫‪..‬‬
‫رأيُت بالدًا تعانُقني‬
‫بَأيٍد َص َباحّية ‪ُ :‬ك ْن‬
‫جديرًا برائحة الخبز ‪ُ .‬ك ْن‬
‫الئقاً بزهور الرصيْف‬
‫فما زال َتُّنوُر ُأِّم َك‬
‫‪ ،‬مشتعًال‬
‫! والتحَّيُة ساخنًة كالرغيْف‬
‫‪..‬‬
‫خضراُء ‪َ ،‬أرُض قصيدتي خضراُء ‪ .‬نهٌر واحٌد يكفي‬
‫ألهمس للفراشة ‪ :‬آِه ‪ ،‬يا ُأختي ‪ ،‬وَن واحٌد يكفي إلغواِء‬
‫ْهٌر‬
‫األساطير القديمة بالبقاء على جناح الَّص ْقر ‪َ ،‬و ْه َو ُيَبِّد ُل‬
‫الراياِت والقمَم البعيدَة ‪ ،‬حيث َأنشأِت الجيوُش مماِلَك‬
‫النسيان لي ‪ .‬الَش ْعَب َأْص َغُر من قصيدته ‪ .‬ولكَّن السالَح‬
‫ُيَو ِّس ُع الكلمات للموتى ولألحياء فيها ‪ ،‬والُح ُر وَف ُتَلِّم ُع‬
‫َّل‬
‫السيَف الُم َع َق في حزام الفجر ‪ ،‬والصحراء تنُقُص‬
‫باألغاني ‪َ ،‬أو تزيُد‬
‫‪..‬‬
‫الُع ْمَر يكفي كي َأُش َّد نهايتي لبدايتي‬
‫َأَخ َذ الُّر َع اُة حكايتي وَتَو َّغ ُلوا في العشب فوق مفاتن‬
‫األنقاض ‪ ،‬وانتصروا على النسيان باَألبواق والَّس َج ع‬
‫المشاع ‪ ،‬وَأورثوني ُبَّح َة الذكرى على َحَج ِر الوداع ‪ ،‬ولم‬
‫… يعودوا‬
‫‪..‬‬
‫َر َع وَّيٌة َأَّيامنا َر َع وَّيٌة بين القبيلة والمدينة ‪ ،‬لم َأجد َلْي ًال‬
‫‪ُ :‬خ ُص وِص ّيًا لهودِج ِك الُم َك َّلِل بالسراب ‪ ،‬وقلِت لي‬
‫ما حاجتي السمي بدونَك ؟ نادني ‪ ،‬فأنا خلقُتَك‬
‫… عندما َس َّم ْي َتني ‪ ،‬وقتلَتني حين امتلكَت االسَم‬
‫كيف قتلَتني ؟ وَأنا غريبُة ُك ِّل هذا الليل ‪َ ،‬أْد ِخ ْلني‬
‫‪ ،‬إلى غابات شهوتك ‪ ،‬احتضِّني واْع َتِص ْر ني‬
‫‪ .‬واسُفك الَعَس َل الزفافَّي النقَّي على قفير النحل‬
‫‪ .‬بعثرني بما ملكْت يداك من الرياح وُلَّم ني‬
‫فالليل ُيْس ِلُم روَح ُه لك يا غريُب ‪ ،‬ولن تراني نجمٌة‬
‫‪ ،‬إّال وتعرف َأَّن عائلتي ستقتلني بماء الالزورِد‬
‫‪ -‬فهاِتني ليكوَن لي ‪ -‬وَأنا ُأحِّطُم َج َّر تي بيدَّي‬
‫حاِض رَي السعيُد‬
‫‪..‬‬
‫هل ُقْلَت لي شيئًا ُيَغِّير لي سبيلي ؟ ‪-‬‬
‫لم َأُقْل ‪ .‬كانت حياتي خارجي ‪-‬‬
‫‪َ :‬أنا َم ْن ُيَح ِّد ُث نفَس ُه‬
‫َو َقَعْت ُم َع َّلقتي اَألخيرُة عن نخيلي‬
‫وَأنا الُم َس اِفُر داخلي‬
‫بالثنائياِت‬
‫‪ ،‬وَأنا الُم َح اَص ُر‬
‫لكَّن الحياة جديَر ٌة بغموضها‬
‫… وبطائِر الدورِّي‬
‫لم ُأوَلْد َألعرَف َأنني سأموُت ‪ ،‬بل ُألحَّب محتوياِت ظِّل‬
‫اِهلل‬
‫يأُخ ُذ ني الجماُل إلى الجميِل‬
‫وُأحُّب َّبك ‪ ،‬هكذا متحررًا من ذاِتِه وصفاِتِه‬
‫ُح‬
‫… وِأنا بديلي‬
‫‪..‬‬
‫‪َ :‬أنا من ُيَح ِّد ُث َنْفَس ُه‬
‫ِم ْن َأصغر األشياِء ُتوَلُد أكبُر األفكار‬
‫‪ ،‬واإليقاُع ال يأتي من الكلمات‬
‫بل ِم ْن وحدة الَج َس َدْي ِن‬
‫… في ليٍل طويٍل‬
‫‪..‬‬
‫َأنا َم ْن يحِّد ُث َنْفَس ُه‬
‫ويرِّو ُض الذكرى … َأَأنِت َأنا ؟‬
‫” وثالُثنا يرفرف بيننا ” ال َتْن َس َياني دائمًا‬
‫… يا َمْو َتنا ! ُخ ْذ َنا إليَك على طريقتنا ‪ ،‬فقد نتعَّلُم اإلشراق‬
‫ال َش ْم ٌس وال َقَم ٌر علَّي‬
‫ٍة‬
‫تركُت ظِّلي عالقًا بغصون َع ْو َس َج‬
‫فخَّف ِبَي المكاُن‬
‫وطار بي روحي الَّش ُر وُد‬
‫‪..‬‬
‫‪َ :‬أنا َم ْن يحِّد ُث نفَس ُه‬
‫يا بنُت ‪ :‬ما َفَع َلْت بِك األشواُق ؟‬
‫‪ ،‬إن الريح تصُقُلنا وتحملنا كرائحة الخريِف‬

‫‪ ،‬نضجِت يا امرأتي على ُع َّك اَز تَّي‬


‫” بوسعك اآلن الذهاُب على ” طريق دمشق‬
‫واثقًة من الرؤيا ‪َ .‬م َالٌك حارٌس‬
‫… وحمامتان ترفرفان على بقَّية عمرنا ‪ ،‬واألرُض عيُد‬
‫‪..‬‬
‫األرُض عيُد الخاسرين [ ونحن منُهْم ]‬
‫نحن من َأَثِر النشيد الملحمِّي على المكان ‪ ،‬كريشِة الَّنْس ِر‬
‫العجوز خياُم نا في الريح ‪ُ .‬ك َّنا طِّيبين وزاهدين بال تعاليم‬
‫المسيح ‪ .‬ولم نُك ْن َأقوى من األعشاِب إّال في ختام‬
‫‪ ،‬ال ْي ِف‬
‫َص‬
‫َأنِت حقيقتي ‪ ،‬وَأنا سؤاُلِك‬
‫لم َنِر ْث شيئًا سوى اْس مْيَنا‬
‫وَأنِت حديقتي ‪ ،‬وَأنا ظالُلِك‬

‫… عند مفترق النشيد الملحمِّي‬


‫ولم نشارك في تدابير اإللهات اللواتي ُك َّن يبدأن النشيد‬
‫بسحرهَّن وكيدهَّن ‪ .‬وُك َّن َيْح ِم ْلَن المكاَن على ُقُر ون‬
‫… الوعل من َز َم ِن المكان إلى زمان آخٍر‬
‫‪..‬‬
‫كنا طبيعِّيين لو كانت نجوُم سمائنا َأعلى قليًال من‬
‫حجارة بئرنا ‪ ،‬واَألنبياُء َأقَّل إلحاحًا ‪ ،‬فلم يسمع مدائَح نا‬
‫… الُجُنوُد‬
‫‪..‬‬
‫خضراُء ‪ ،‬أرُض قصيدتي خضراُء‬
‫يحمُلها الغنائّيون من َز َم ٍن إلى َز َم ٍن كما ِه َي في‬
‫‪ُ .‬خ ُص وبتها‬
‫ولي منها ‪ :‬تأُّم ُل َن جٍس في ماء و ِتِه‬
‫ُص َر‬ ‫ْر‬
‫ولي منها ُو ُض وُح الظِّل في المترادفات‬
‫… ودَّقُة المعنى‬
‫ولي منها ‪ :‬الَّتَش ا في كالم اَألنبياِء‬
‫ُبُه‬
‫على ُطوح الليِل‬
‫ُس‬
‫لي منها ‪ :‬حما الحكمِة المنسُّي فوق التِّل‬
‫ُر‬
‫… يسَخ ُر من ُخ رافتها وواقعها‬
‫ولي منها ‪ :‬احتقا الرمز باألضداِد‬
‫ُن‬
‫ال التجسيُد ُيرِج ُعها من الذكرى‬
‫وال التجريُد يرَفُعها إلى اإلشراقة الكبرى‬
‫ولي منها ‪َ ” :‬أنا ” اُألخرى‬
‫‪ُ :‬تَد ِّو ُن في ُم َفِّك َر ة الغنائِّيين يومَّياتها‬
‫إن كان هذا الُح ْلُم ال يكفي ((‬
‫)) … فلي َسَهٌر بطولٌّي على بوابة المنفى‬
‫ولي منها ‪َ :‬ص َد ى ُلغتي على الجدران‬
‫يكِش ُط ِم ْلَح َها البحرَّي‬
‫… حين يخونني َقْلٌب َلُد وُد‬
‫‪..‬‬
‫َأعلى من اَألغوار كانت حكمتي‬
‫! إذ قلُت للشيطان ‪ :‬ال ‪ .‬ال َتْم َتِح ِّني‬
‫ال َتَض ْع ني في الُّثَنائّيات ‪ ،‬واتركني‬
‫كما َأنا زاهدًا برواية العهد القديم‬
‫وصاعدًا نحو السماء ‪ُ ،‬هَناَك مملكتي‬
‫ُخ ِذ التاريَخ ‪ ،‬يا اب َأبي ‪ُ ،‬خ ِذ‬
‫َن‬
‫التاريَخ … واصَنْع بالغرائز ما تريُد‬
‫‪..‬‬
‫َو ِلَي السكينُة ‪َ .‬ح َّبُة القمح الصغيرُة‬
‫‪ ،‬سوف تكفينا ‪َ ،‬أنا وَأخي الَعُد ّو‬
‫فساعتي لم َتْأِت َبْع ُد ‪ .‬ولم َيِح ْن‬
‫ِل‬
‫وقُت الحصاد ‪ .‬علَّي َأن َأ َج الغياَب‬
‫وَأن ُأصِّد َق أَّو ًال قلبي وأتبَع ُه إلى‬
‫‪ .‬قانا الجليل ‪ .‬وساعتي لم تأِت َبْع ُد‬
‫َلَع َّل شيئًا فَّي ينُبُذ ني ‪ .‬لعِّلي واحٌد‬
‫غيري ‪ .‬فلم تنضج ُك روُم التين حول‬
‫مالبس الفتيات َبْع ُد ‪ .‬ولم َتِلْد ني‬
‫ريشُة العنقاء ‪ .‬ال َأَح ٌد هنالك‬
‫في انتظاري ‪ .‬جْئ ُت قبل ‪ ،‬وجئُت‬
‫بعد ‪ ،‬فلم َأجد أحدًا ُيَص ِّد ق ما‬
‫أرى ‪ .‬أنا َم ْن رأى ‪ .‬وَأنا البعيُد‬
‫َأنا البعيُد‬
‫‪..‬‬
‫َم ْن َأنَت ‪ ،‬يا َأنا ؟ في الطريِق‬
‫‪ .‬اثناِن َنْح ُن ‪ ،‬وفي القيامة واحٌد‬
‫ُخ ْذ ني إلى ضوء التالشي كي َأرى‬
‫َص ْي ُر ورتي في ُص وَر تي اُألخرى ‪َ .‬فَم ْن‬
‫سأكون بعَد َك ‪ ،‬يا َأنا ؟ َج َس دي‬
‫ورائي أم َأماَم َك ؟ َم ْن َأنا يا‬
‫َأنت ؟ َك ِّو ِّني كما َك َّو ْنُتَك ‪ ،‬اْد َهِّني‬
‫‪ .‬بزيت اللوز ‪َ ،‬ك ِّللني بتاج األرز‬
‫واحملني من الوادي إلى َأبدّيٍة‬

‫‪ ،‬بيضاَء ‪َ .‬ع ِّلمني الحياَة على طريقِتَك‬


‫‪ .‬اخَتِبْر ني َذ َّر ًة في العالم الُع ْلِو ِّي‬
‫ساِع ْد ني على َضَج ر الخلود ‪ ،‬وُك ْن‬
‫رحيمًا حين تجرحني وتبزغ من‬
‫… شراييني الوروُد‬
‫‪..‬‬
‫ِق‬
‫لم تـأت سـاعـُتنا ‪ .‬فـال ُر ُس ـٌل َيـ ـيـُس ـوَن‬
‫الزماَن بقبضة العشب األخير ‪ .‬هل استدار ؟ وال مالئكٌة‬
‫يزورون المكاَن ليترَك الشعراُء ماِض َيُهْم على الَّش َفق‬

‫‪ .‬الجميل ‪ ،‬ويفتحوا َغَدُهْم بأيديهْم‬


‫‪ ،‬فغِّني يا إلهتَي األثيرَة ‪ ،‬ياعناُة‬
‫… قصيدتي اُألولى عن التكوين ثانيًة‬
‫فقد يجُد الُّر َو اُة شهادَة الميالد‬
‫للصفصاف في َحَج ٍر خريفّي ‪ .‬وقد يجُد‬
‫الرعاُة البئَر في َأعماق ُأغنية ‪ .‬وقد‬
‫تأتي الحياُة فجاءًة للعازفين عن‬
‫المعاني من جناح فراشٍة َع ِلَقْت‬
‫بقافيٍة ‪ ،‬فغِّني يا إلهتَي اَألثيرَة‬
‫‪ ،‬يا عناُة ‪َ ،‬أنا الطريدُة والسهاُم‬
‫ِّذ‬
‫َأنا الكالُم ‪َ .‬أنا المؤِّبُن والمؤ ُن‬
‫والشهيُد‬
‫‪..‬‬
‫َّط‬
‫ما قلُت لل َلِل ‪ :‬الوداع ‪ .‬فلم َأُك ْن‬
‫ما ُك ْنُت إّال َم َّر ًة ‪ .‬ما ُك ْنُت إّال‬
‫مَّر ًة تكفي َألعرف كيف ينكسُر الزماُن‬
‫‪ ،‬كخيمة البدوِّي في ريح الشمال‬
‫وكيف َيْن َفِط ُر المكاُن ويرتدي الماضي‬
‫ُنَثاَر المعبد المهجور ‪ُ .‬يشبُهني كثيرًا‬
‫ُك ُّل ما حولي ‪ ،‬ولم ُأْش ِبْه هنا‬
‫شيئًا ‪ .‬كأَّن األرض َض ِّيَقٌة على‬
‫المرضى الغنائِّيين ‪َ ،‬أحفاِد الشياطين‬
‫المساكين المجانين الذين إذا رأوا‬
‫ُح ْلمًا جميًال َلَّقُنوا الببغاَء ِش ْع ر‬
‫… الحب ‪ ،‬وانفَتحْت َأماَمُهُم الُح ُد وُد‬
‫‪..‬‬
‫… وُأريُد ُأن ُأحيا‬
‫فلي َع َم ٌل على ظهر السفينة ‪ .‬ال‬
‫ُألنقذ طائرًا من جوعنا َأو من‬
‫ِه‬
‫ُد َو اِر البحر ‪ ،‬بل ُألشا َد الُطوفاَن‬
‫عن َكَثٍب ‪ :‬وماذا بعد ؟ ماذا‬
‫يفَع ُل الناجوَن باألرض العتيقة ؟‬
‫هل ُيعيدوَن الحكايَة ؟ ما البدايُة ؟‬
‫ما النهايُة ؟ لم يعد َأَح ٌد من‬
‫‪ … /‬الموتى ليخبرنا الحقيقة‬
‫‪َ ،‬أُّيها الموُت انتظرني خارج األرض‬
‫انتظرني في بالِد َك ‪ ،‬ريثما ُأنهي‬
‫َمَع ما تبَّقى من حياتي‬ ‫حديثًا عابرًا‬
‫‪ ،‬انتِظ ْر ني ريثما ُأنهي‬ ‫قرب خيمتَك‬
‫قراءَة َطْر َفَة بِن الَعْب د ‪ُ .‬يْغ ريني‬
‫الوجودّيون باستنزاف ُك ِّل ُهَنْي ٍة‬
‫َه‬
‫‪ … /‬حريًة ‪ ،‬وعدالًة ‪ ،‬ونبيَذ آلهٍة‬
‫فيا َمْو ُت ! انتظرني ريثما ُأنهي‬
‫‪ ،‬تدابيَر الجنازة في الربيع الَهّش‬
‫حيث ُو لدُت ‪ ،‬حيث سأمنع الخطباء‬
‫من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين‬
‫وعن ُص ُم ود التيِن والزيتوِن في وجه‬
‫الزمان وجيِش ِه ‪ .‬سأقول ‪ُ :‬ص ُّبوني‬
‫بحرف النون ‪ ،‬حيث َتُعُّب روحي‬
‫سورُة الرحمن في القرآن ‪ .‬وامشوا‬
‫صامتين معي على خطوات َأجدادي‬
‫ووقع الناي في َأزلي ‪ .‬وال‬

‫َتَض ُعوا على قبري البنفسَج ‪َ ،‬فْهَو‬


‫َز ْه ُر الُم ْح َبطين ُيَذ ِّك ُر الموتى بموت‬
‫الُح ِّب قبل َأواِنِه ‪َ .‬و َض ُعوا على‬
‫التابوِت َس ْب َع سنابٍل خضراَء إْن‬
‫ُو ِج َدْت ‪ ،‬وَبْعَض شقائِق الُنْع ماِن إْن‬
‫ُو ِج َدْت ‪ .‬وإ ّال ‪ ،‬فاتركوا َو ْر َد‬
‫‪ /‬الكنائس للكنائس والعرائس‬
‫َأُّيها الموت انتظر ! حتى ُأِع َّد‬
‫حقيبتي ‪ :‬فرشاَة أسناني ‪ ،‬وصابوني‬
‫ِة‬
‫‪ .‬وماكنة الحالق ‪ ،‬والكولونيا ‪ ،‬والثياَب‬
‫هل المناُخ ُهَناَك ُم ْع َتِد ٌل ؟ وهل‬
‫‪ ،‬تتبَّد ُل األحواُل في األبدية البيضاء‬
‫أم تبقى كما ِه ي في الخريف وفي‬
‫الشتاء ؟ وهل كتاٌب واحٌد يكفي‬
‫َّال ِت‬ ‫ِل ِل‬
‫َتْس َيتي مع ال وق ‪ ،‬أْم َأحتاُج‬
‫‪ ،‬مكتبًة ؟ وما ُلَغ ُة الحديث هناك‬
‫دارجٌة لُك ِّل الناس َأم عربّيٌة‬
‫‪ُ/‬فْص حى‬
‫‪..‬‬
‫‪ ،‬ويا َمْو ُت انتظْر ‪ ،‬ياموُت ‪..‬‬
‫حتى أستعيَد صفاَء ِذ ْه ني في الربيع‬
‫وصّح تي ‪ ،‬لتكون صَّيادًا شريفًا ال‬
‫َيصيُد الَّظْب َي قرب النبع ‪ .‬فلتكِن العالقُة‬
‫بيننا ُو ّد َّيًة وصريحًة ‪َ :‬لَك أَنَت‬
‫‪ ..‬ماَلَك من حياتي حين َأمُألها‬
‫‪ :‬ولي منك التأُّم ُل في الكواكب‬
‫لم َيُم ْت َأَح ٌد تمامًا ‪ ،‬تلك َأرواٌح‬
‫‪ /‬تغِّير َش ْكَلها وُم َقاَم ها‬
‫يا موت ! ياظِّلي الذي‬
‫سيقوُد ني ‪ ،‬يا ثالَث االثنين ‪ ،‬يا‬
‫ِد‬
‫‪َ ،‬لْو َن الترُّد د في الُز ُم ُّر د والَّز َبْر َج‬
‫يا َد َم الطاووس ‪ ،‬يا َقَّناَص قلب‬
‫الذئب ‪ ،‬يا َمَر ض الخيال ! اجلْس‬
‫على الكرسّي ! َض ْع َأدواِت صيدَك‬
‫تحت نافذتي ‪ .‬وعِّلْق فوق باب البيت‬
‫سلسلَة المفاتيح الثقيلَة ! ال ُتَح ِّد ْق‬
‫يا قوُّي إلى شراييني لترُص َد ُنْقَطَة‬
‫الضعف اَألخيرَة ‪َ .‬أنَت َأقوى من‬
‫نظام الطّب ‪َ .‬أقوى من جهاز‬
‫‪َ ،‬تَنُّفسي ‪َ .‬أقوى من الَعَس ِل القوّي‬
‫‪ .‬وَلْس َت محتاجًا ‪ -‬لتقتلني ‪ -‬إلى َمَر ضي‬
‫فُك ْن َأْس َم ى من الحشرات ‪ُ .‬ك ْن َم ْن‬
‫‪َ .‬أنَت ‪ ،‬شَّفافًا بريدًا واضحًا للغيب‬
‫كن كالُح ِّب عاصفًة على شجر ‪ ،‬وال‬
‫تجلس على العتبات كالشَّحاذ أو جابي‬
‫الضرائِب ‪ .‬ال تكن ُش رطّي َس ْي ٍر في‬
‫الشوارع ‪ .‬كن قوّيًا ‪ ،‬ناصَع الفوالذ ‪ ،‬واخَلْع عنك َأقنعَة‬
‫الثعالب ‪ُ .‬ك ْن‬
‫فروسيًا ‪ ،‬بهيًا ‪ ،‬كامل الضربات ‪ُ .‬قْل‬
‫ماشْئ َت ‪ (( :‬من معنى إلى معنى‬
‫َأجيُء ‪ِ .‬ه َي الحياُة ُس ُيوَلٌة ‪ ،‬وَأنا‬
‫‪ )) .. /‬أكِّثُفها ‪ُ ،‬أعِّر ُفها بُس ْلطاني وميزاني‬
‫وياَمْو ُت انتظْر ‪ ،‬واجلس على‬
‫الكرسّي ‪ُ .‬خ ْذ كأَس النبيذ ‪ ،‬وال‬
‫تفاِو ْض ني ‪ ،‬فمثُلَك ال ُيفاِو ُض َأَّي‬

‫إنساٍن ‪ ،‬ومثلي ال يعارُض خادَم‬


‫الغيِب ‪ .‬استرح … َفَلُر َّبما ُأْن ِه ْك َت هذا‬
‫اليوم من حرب النجوم ‪ .‬فمن َأنا‬
‫لتزورني ؟ َأَلَدْي َك َو ْقٌت الختبار‬
‫قصيدتي ‪ .‬ال ‪ .‬ليس هذا الشأُن‬
‫شأَنَك ‪َ .‬أنت مسؤوٌل عن الطينِّي في‬
‫‪ /‬البشرِّي ‪ ،‬ال عن ِف ِلِه أو َق ِلِه‬
‫ْو‬ ‫ْع‬
‫‪َ .‬هَز َم ْتَك يا موُت الفنوُن جميُعها‬
‫هزمتك يا موُت األغاني في بالد‬
‫‪ ،‬الرافدين ‪ِ .‬م َّلُة المصر ‪ ،‬مقبرُة الفراعنِة‬
‫ّي‬ ‫َس‬
‫النقوُش على حجارة معبٍد َهَز َم ْتَك‬
‫وانتصرْت ‪ ،‬وِأْفَلَت من كمائنك‬
‫… الُخ ُلوُد‬
‫فاصنع بنا ‪ ،‬واصنع بنفسك ما تريُد‬
‫‪..‬‬
‫… وَأنا ُأريُد ‪ ،‬أريُد َأن َأحيا‬
‫‪ .‬فلي َع َم ٌل على جغرافيا البركان‬
‫من َأيام لوط إلى قيامة هيروشيما‬
‫واليباُب هو اليباُب ‪ .‬كأنني َأحيا‬
‫هنا َأبدًا ‪ ،‬وبي َش َبٌق إلى ما لست‬
‫‪َ .‬أعرف ‪ .‬قد يكون ” اآلن ” َأبَع َد‬
‫‪ .‬قد يكوُن األمس َأقرَب ‪ .‬والَغُد الماضي‬
‫ِد ِه‬
‫ولكني َأشُّد ” اآلن ” من َي ليعُبَر‬
‫‪ ،‬قربَي التاريُخ ‪ ،‬ال الَّز َم ُن الُم َد َّو ُر‬
‫مثل فوضى الماعز الجبلِّي ‪ .‬هل‬

‫‪ ،‬أنجو غدًا من سرعة الوقت اإللكترونّي‬


‫َأم َأنجو غدًا من ُبْط ء قافلتي‬
‫على الصحراء؟ لي َع َم ٌل آلخرتي‬
‫كأني لن َأعيش غدًا‪ .‬ولي َع َم ٌل ليوٍم‬
‫حاضٍر َأبدًا ‪ .‬لذا ُأصغي ‪ ،‬على ٍل‬
‫َمَه‬
‫‪ :‬على َمَهل ‪ ،‬لصوت النمل في قلبي‬
‫أعينوني على َج َلدي ‪ .‬وَأسمع َص ْر َخ َة‬
‫الَحَج ر األسيرَة ‪َ :‬ح ِّر روا جسدي ‪ .‬وُأبصُر‬
‫في الكمنجة هجرَة األشواق من َلٍد‬
‫َب‬
‫ُتَر ابّي إلى َب َلٍد سماوّي ‪ .‬وَأقبُض في‬
‫يد اُألنثى على َأَبِد ي األليِف ‪ُ :‬خ ِلقُت‬
‫ثم َع ِش ْقُت ‪ ،‬ثم زهقت ‪ ،‬ثم َأفقُت‬
‫في ُع ْش ٍب على قبري يدُّل علَّي من‬
‫حيٍن إلى حيٍن ‪ .‬فما َنْفُع الربيع‬
‫السمح إن لم ُيْؤ ِنس الموتى وُيْك ِم ْل‬
‫بعدُهْم َفَر َح الحياِة وَنْض رَة النسيان ؟‬
‫‪ ،‬تلك طريقٌة في فِّك لغز الشعِر‬
‫شعري العاطفّي على اَألقِّل ‪ .‬وما‬
‫‪ /‬المناُم سوى طريقنا الوحيدة في الكالم‬
‫وَأُّيها الموُت الَتِبْس واجلْس‬
‫على بَّلْو ِر َأيامي ‪ ،‬كأَّنَك واحٌد من‬
‫َأصدقائي الدائمين ‪ ،‬كأَّنَك المنفُّي بين‬
‫الكائنات ‪ .‬ووحدك المنفُّي ‪ .‬ال تحيا‬
‫حياَتَك ‪ .‬ما حياُتَك غير موتي ‪ .‬ال‬
‫تعيش وال تموت ‪ .‬وتخطف األطفاَل‬
‫من َع َطِش الحليب إلى الحليب ‪ .‬ولم‬

‫‪ ،‬تكن طفًال تهُّز له الحساسيُن السريَر‬


‫ولم يداِع ْب َك المالئكُة الصغاُر وال‬
‫ُقروُن األِّيل الساهي ‪ ،‬كما َفَع َلْت لنا‬
‫نحن الضيوَف على الفراشة ‪ .‬وحدك‬
‫المنفُّي ‪ ،‬يا مسكين ‪ ،‬ال امرأٌة َتُض ُّم ك‬
‫بين نهديها ‪ ،‬وال امرأٌة تقاِس ُم ك‬
‫الحنين إلى اقتصاد الليل باللفظ اإلباحِّي‬
‫‪ .‬المرادِف الختالط األرض فينا بالسماِء‬
‫‪ ،‬ولم َتِلْد َو َلدًا يجيئك ضارعًا ‪َ :‬أبتي‬
‫ُأحُّبَك ‪ .‬وحدك المنفُّي ‪ ،‬يا َم ِلَك‬
‫الملوك ‪ ،‬وال مديَح لصولجانَك ‪ .‬ال‬
‫ُص ُقوَر على حصانك ‪ .‬ال آللَئ حول‬
‫تاجك ‪َ .‬أُّيها العاري من الرايات‬
‫والُبوق الُم َقَّدِس ! كيف تمشي هكذا‬
‫‪ ،‬من دون ُح َّر اٍس وَج ْو َقِة منشدين‬
‫َك ِم ْش َية اللِّص الجبان ‪ .‬وَأنَت َم ْن‬
‫‪َ ،‬أنَت ‪ ،‬الُم َعَّظُم ‪ ،‬عاهُل الموتى ‪ ،‬القوُّي‬
‫وقائُد الجيش اَألشورِّي العنيُد‬
‫فاصنع بنا ‪ ،‬واصنع بنفسك ما تريُد‬
‫‪..‬‬
‫وَأنا ُأريُد ‪ُ ،‬أريد َأن َأحيا ‪ ،‬وَأن‬
‫َأنساك …‪َ .‬أن َأنسى عالقتنا الطويلة‬
‫ٍء‬
‫ال لشي ‪ ،‬بل َألقرأ ما ُتَد ِّو ُنُه‬
‫السماواُت البعيدُة من رسائَل ‪ُ .‬ك َّلما‬
‫َأعددُت نفسي ال نتظار قدوِم َك‬
‫ازددَت ابتعادًا ‪ .‬كلما قلُت ‪ :‬ابتعْد‬
‫ٍد‬
‫عني ُألكمل َد ْو َر َة الَج َس َدْي ِن ‪ ،‬في َج َس‬
‫يفيُض ‪ ،‬ظهرَت ما بيني وبيني‬
‫” … ساخرًا ‪ ” :‬ال َتْن َس َمْو ِع َد نا‬
‫متى ؟ ‪ -‬في ِذ ْر َو ة النسيان ‪-‬‬
‫حين ُتَص ِّد ُق الدنيا وتعُبُد خاشعًا‬
‫‪َ ،‬خ َش َب الهياكل والرسوَم على جدار الكهف‬
‫حيث تقول ‪ ” :‬آثاري َأنا وَأنا ابُن نفسي ” ‪َ - .‬أين موعُد نا ؟‬
‫َأتأذن لي بأن َأختار مقهًى عند‬
‫باب البحر ؟ ‪ -‬ال …‪ .‬ال َتْقَتِر ْب‬
‫يا ابَن الخطيئِة ‪ ،‬يا ابن آدَم من‬
‫حدود اهلل ! لم ُتوَلْد لتسأل ‪ ،‬بل‬
‫لتعمل …‪ُ - .‬ك ن صديقًا َطِّيبًا يا‬
‫موت ! ُك ْن معنًى ثقافيًا ُألدرك‬
‫ُك ْن َه حكمِتَك الخبيئِة ! ُر َّبما َأْس َر ْعَت‬
‫في تعليم قابيَل الرمايَة ‪ُ .‬ر َّبما‬
‫َأبطأَت في تدريب َأُّيوٍب على‬
‫الصبر الطويل ‪ .‬وربما َأْس َر ْج َت لي‬
‫َفَر ساً لتقُتَلني على َفَر سي ‪ .‬كأني‬
‫عندما َأتذَّك ُر النسياَن ُتنِقُذ حاضري‬
‫ُلَغتي ‪ .‬كأني حاضٌر َأبدًا ‪ .‬كأني‬
‫طائر َأبدًا ‪ .‬كأني ُم ْذ عرفُتَك‬
‫َأدمنْت ُلَغتي َه َش اَش َتها على عرباتك‬
‫‪ ،‬البيضاِء ‪َ ،‬أعلى من غيوم النوم‬
‫َأعلى عندما يتحَّر ُر اإلحساس من عبء‬
‫العناصر ُك ّلها ‪ .‬فأنا وَأنَت على طريق‬
‫‪ /‬اهلل صوفَّياِن محكومان بالرؤيا وال َيَر َيان‬
‫‪ُ ،‬ع ْد يا َمْو ُت وحَد َك سالمًا‬
‫فأنا طليق ههنا في ال هنا‬
‫أو ال هناك ‪َ .‬و ُع ْد إلى منفاك‬
‫‪ ،‬وحدك ‪ُ .‬ع ْد إلى أدوات صيدك‬
‫وانتظرني عند باب البحر ‪َ .‬ه ِّيئ لي‬
‫نبيذًا َأحمرًا لالحتفال بعودتي ِلِع ياَد ِة‬
‫األرِض المريضة ‪ .‬ال تكن فّظاً غليظ‬
‫القلب ! لن آتي َألسخر منك ‪َ ،‬أو‬
‫َأمشي على ماء الُبَحْي َر ة في شمال‬
‫الروح ‪ .‬لكِّني ‪ -‬وقد َأغويَتني ‪َ -‬أهملُت‬
‫خاتمَة القصيدِة ‪ :‬لم َأزَّف إلى َأبي‬
‫ُأِّم ي على َفَر سي ‪ .‬تركُت الباب مفتوحًا‬
‫ألندُلِس الغنائِّيين ‪ ،‬واخترُت الوقوَف‬
‫على سياج اللوز والُر َّم ان ‪َ ،‬أنُفُض‬
‫عن عباءة جِّد َي العالي ُخ ُيوَط‬
‫العنكبوت ‪ .‬وكان َجْي ٌش َأجنبٌّي يعبر‬
‫الُطُر َق القديمَة ذاتها ‪ ،‬وَيِقيُس َأبعاَد‬
‫‪ … /‬الزمان بآلة الحرب القديمة ذاتها‬
‫‪..‬‬
‫‪ ،‬يا موت ‪ ،‬هل هذا هو التاريُخ‬
‫ِص ْن ُو َك َأو َع ُد ُّو ك ‪ ،‬صاعدًا ما بين‬
‫هاويتين ؟ قد تبني الحمامة ُع َّش ها‬
‫وتبيُض في ُخ َو ذ الحديد ‪ .‬وربما ينمو‬
‫‪ .‬نباُت الِّش يِح في الِت َك ٍة َّطمٍة‬
‫َمْر َب ُم َح‬ ‫َعَج‬
‫‪ ،‬فماذا يفعل التاريُخ ‪ ،‬صنُو َك أو َع ُد ُّو َك‬
‫بالطبيعة عندما تتزَّو ُج األرَض السماُء‬
‫‪ /‬وتذرُف الَم َطَر الُم َقَّد َس ؟‬
‫‪..‬‬
‫َأيها الموت ‪ ،‬انتظرني عند باب‬
‫البحر في مقهى الرومانسِّيين ‪ .‬لم‬
‫َأرِج ْع وقد طاَش ْت سهاُم َك َم َّر ًة‬
‫‪ ،‬إّال ُألوِد َع داخلي في خارجي‬
‫وُأوِّز َع القمح الذي امتألْت به ُر وحي‬
‫‪ ،‬على الشحرور حَّط على يدَّي وكاهلي‬
‫وُأوِّد َع األرَض التي تمتُّصني ملحًا ‪ ،‬وتنثرني‬
‫حشيشًا للحصان وللغزالة ‪ .‬فانتظرني‬
‫‪ ،‬ريثما ُأنهي زيارتي القصيرة للمكان وللزمان‬
‫وال ُتَص ِّد ْقني َأعوُد وال َأعوُد‬
‫! وَأقول ‪ :‬شكرًا للحياة‬
‫ولم أكن َحّيًا وال َم ْي تًا‬
‫! ووحدك ‪ ،‬كنَت وحدك ‪ ،‬يا وحيُد‬
‫‪..‬‬
‫تقوُل ُمَم ِّر ضتي ‪ُ :‬ك ْنَت تهذي‬
‫! كثيرًا ‪ ،‬وتصرُخ ‪ :‬يا قلُب‬
‫يا َقْلُب ! ُخ ْذ ني‬
‫‪ …/‬إلى َد ة الماِء‬
‫ْو َر‬
‫‪..‬‬
‫ما قيمُة الروح إن كان جسمي‬

‫مريضًا ‪ ،‬وال يستطيُع القياَم‬


‫بواجبه األولِّي ؟‬

‫فيا قلُب ‪ ،‬يا قلُب َأرجْع ُخ َطاَي‬


‫إلَّي ‪َ ،‬ألمشي إلى دورة الماء‬
‫! وحدي‬
‫‪..‬‬
‫نسيُت ذراعَّي ‪ ،‬ساقَّي ‪ ،‬والركبتين‬
‫وُتَّفاحَة الجاذبَّيْة‬
‫نسيُت وظيفَة قلبي‬
‫وبستاَن حَّو اَء في َأَّو ل األبدَّيْة‬
‫نسيُت وظيفَة عضوي الصغير‬
‫ُّف‬
‫‪ .‬نسيُت التن َس من رئتّي‬
‫نسيُت الكالم‬
‫َأخاف على لغتي‬
‫فاتركوا ُك َّّل شيء على حاِلِه‬
‫‪ !..‬وَأعيدوا الحياة إلى ُلَغ تي‬
‫‪..‬‬
‫تقول ُمَم ِّر ضتي ‪ُ :‬ك ْنَت تهذي‬
‫‪ ً :‬كثيرًا ‪ ،‬وتصرخ بي قائال‬
‫ال ُأريُد الرجوَع إلى َأ ِد‬
‫َح‬
‫ال ُأريُد الرجوَع إلى بلِد‬
‫… بعد هذا الغياب ألطويل‬
‫ُأريُد الرجوَع َفَقْط‬
‫إلى لغتي في أقاصي الهديل‬
‫‪..‬‬
‫‪ :‬تقوُل ُمَم ِّر ضتي‬
‫‪ُ :‬ك ْنَت تهذي طويالً ‪ ،‬وتسألني‬
‫هل الموُت ما تفعلين بي اآلَن‬
‫َأم ُهَو َمْو ُت الُلَغ ْة ؟‬
‫‪..‬‬
‫… خضراُء ‪َ ،‬أرُض قصيدتي خضراُء ‪ ،‬عاليٌة‬
‫على َمَهٍل ُأدِّو ُنها ‪ ،‬على َمَهٍل ‪ ،‬على‬
‫وزن النوارس في كتاب الماِء ‪َ .‬أكُتُبها‬
‫وُأوِر ُثها لمْن يتساءلون ‪ :‬لمْن ُنَغِّني‬
‫… حين تنتشُر الُم ُلوَح ُة في الندى ؟‬
‫خضراُء ‪ ،‬أكُتُبها على َنْثِر السنابل في‬
‫كتاب الحقِل ‪َ ،‬قَّو َس ها امتالٌء شاحٌب‬
‫فيها وفَّي ‪ .‬وُك َّلما صاَد ْقُت َأو‬
‫آَخْيُت ُس ْن ُبلًة َتَع َّلْم ُت البقاَء من‬
‫الَفَناء وضَّد ه ‪َ (( :‬أنا َح َّبُة القمح‬
‫التي ماتت لكي َتْخ َض َّر ثانيًة ‪ .‬وفي‬
‫)) … موتي حياٌة ما‬
‫‪..‬‬
‫كأني ال كأّني‬
‫‪ .‬لم يمت َأَح ٌد هناك نيابًة عني‬

‫فماذا يحفُظ الموتى من الكلمات غيَر‬


‫… ” الُّش ْك ِر ‪ ” :‬إَّن اهلل يرَح ُم نا‬
‫ِس ِم‬
‫وُيْؤ ِنُس ني تذُّك ُر ما َن يُت َن‬
‫البالغة ‪ ” :‬لم َأِلْد َو َلداً ليحمل َمْو َت‬
‫… ” واِلِد ِه‬
‫‪ ….‬وآَثْر ُت الزواَج الُح َّر بين الُم ْفَر دات‬
‫َت ُث اُألنثى على الَّّذَك ر ال الِئِم‬
‫ُم‬ ‫َس ْع ُر‬
‫‪ ….‬في ُجُنوح الشعر نحو النثر‬
‫‪ ،‬سوف تُّش ُّب َأعضائي على ُج َّم يَز ٍة‬
‫ويُص ُّب قلبي ماَءُه اَألرضَّي في‬
‫َأَح ِد الكواكب … َم ْن َأنا في الموت‬
‫بعدي ؟ َم ْن َأنا في الموت قبلي‬

‫قال طيٌف هامشٌّي ‪ (( :‬كان أوزيريُس‬


‫مْثَلَك ‪ ،‬كان مثلي ‪ .‬وابُن َمْر َيَم‬
‫كان مثَلَك ‪ ،‬كان مثلي ‪َ .‬بْيَد َأَّن‬
‫ِج‬
‫الُج ْر َح في الوقت المناسب ُيو ُع‬
‫َّّق‬
‫الَعَد َم المريَض ‪ ،‬وَيْر َفُع الموَت المؤ َت‬
‫‪ … )).‬فكرًة‬
‫من َأين تأتي الشاعرَّيُة ؟ من‬
‫ذكاء القلب ‪َ ،‬أْم من ِفْطرة اإلحساس‬
‫ٍة‬
‫بالمجهول ؟ َأْم من ورد حمراَء‬
‫في الصحراء ؟ ال الشخصُّي شخصُّي‬
‫… وال الكونُّي كونٌّي‬
‫‪..‬‬
‫‪ …/‬كأني ال كأني‬
‫كلما َأصغيُت للقلب امتألُت‬
‫ِب‬
‫بما يقول الَغ ْيُب ‪ ،‬وارتفعْت َي‬
‫األشجا ‪ .‬من ُح ْلم إلى ُح ْلٍم‬
‫ُر‬
‫‪َ .‬أطيُر وليس لي َه َدٌف َأخيٌر‬
‫ُك ْنُت ُأوَلُد منذ آالف السنين‬
‫الشاعرَّيِة في ظالٍم َأبيض الكّتان‬
‫لم َأعرف تمامًا َم ْن َأنا فينا ومن‬
‫ُح ْلمي ‪َ .‬أنا ُح ْلمي‬
‫… كأني ال كأني‬
‫لم َتُك ْن ُلَغ تي ُتوِّد ُع َنْب رها الرعوَّي‬
‫إّال في الرحيل إلى الشمال ‪ .‬كالُبنا‬
‫َهَد َأْت ‪ .‬وماِع ُز نا توَّش ح بالضباب على‬
‫التالل ‪ .‬وشَّج َسْهٌم طائش َو ْج َه‬
‫اليقين ‪ .‬تعبُت من لغتي تقول وال‬

‫تقوُل على ظهور الخيل ماذا يصنُع‬


‫الماضي بأَّياِم امرئ القيس الُمَو َّز ِع‬
‫ٍة‬
‫‪ …/‬بين قافي وَقْي َص َر‬
‫‪ُ ،‬ك َّلما َيَّم ْم ُت وجهي َش ْطَر آلهتي‬
‫هنالك ‪ ،‬في بالد األرجوان َأضاءني‬
‫َقَم ٌر ُتَطِّو ُقُه عناُة ‪ ،‬عناُة سِّيَدُة‬
‫الِك نايِة في الحكايِة ‪ .‬لم تكن تبكي على‬
‫‪َ :‬أَح ِد ‪ ،‬ولكْن من َم َفاِتِنها َبَك ْت‬
‫َهْل ُك ُّل هذا السحِر لي وحدي‬
‫َأما من شاعٍر عندي‬
‫ُيَقاِس ُم ني َفَر اَغ الَتْخ ِت في مجدي ؟‬
‫ويقطُف من سياج ُأنوثتي‬
‫ما فاض من وردي ؟‬
‫َأما من شاعر ُيْغ وي‬
‫حليَب الليل في نهدي ؟‬
‫َأنا األولى‬
‫َأنا األخرى‬
‫وحِّد ي زاد عن حِّد ي‬
‫وبعدي ترُك ُض الِغ زالُن في الكلمات‬
‫‪ /‬ال قبلي … وال بعدي‬
‫‪..‬‬
‫سأحُلُم ‪ ،‬ال ُألْص ِلَح مركباِت الريِح‬
‫َأو َع َطبًا َأصاَب الروَح‬
‫فاألسطورُة اَّتَخ َذ ْت مكاَنَتها ‪ /‬المكيدَة‬
‫في سياق الواقعّي ‪ .‬وليس في ُو ْس ِع القصيدة‬
‫َأن ُتَغ ِّيَر ماضيًا يمضي وال يمضي‬
‫وال َأْن ُتوِقَف الزلزاَل‬
‫‪ ،‬لكني سأحُلُم‬
‫ُر َّبما اتَسَعْت بالٌد لي ‪ ،‬كما َأنا‬
‫‪ ،‬واحدًا من َأهل هذا البحر‬
‫… كَّف عن السؤال الصعب ‪َ (( :‬م ْن َأنا ؟‬
‫)) هاهنا ؟ َأَأنا ابُن ُأمي ؟‬
‫ال تساِو ُر ني الشكوُك وال يحاصرني‬
‫‪ .‬الرعاُة أو الملوُك ‪ .‬وحاضري كغدي معي‬
‫ومعي َفِّك رتي الصغيرُة ‪ُ :‬ك َّلما َح َّك‬
‫ُم‬
‫َّك‬
‫السحابَة طائٌر َد َّو نُت ‪َ :‬ف الُح ْلُم‬
‫َأجنحتي ‪ .‬أنا َأيضًا أطي ‪َ .‬فُك ُّل‬
‫ُر‬
‫حّي طائٌر ‪ .‬وَأنا َأنا ‪ ،‬ال شيَء‬
‫‪ /‬آَخ َر‬
‫‪..‬‬
‫… واحٌد من َأهل هذا السهل‬
‫في عيد الشعير َأزوُر أطاللي‬
‫‪ .‬البهَّية مثل ْش م في ال ِو َّيِة‬
‫ُه‬ ‫َو‬
‫‪ … /‬ال تبِّد ُد ها الرياُح وال ُتؤِّبُد ها‬
‫وفي عيد الكروم َأُع ُّب كأسًا‬
‫من نبيذ الباعة المتجِّو ليَن … خفيفٌة‬
‫‪ /‬روحي ‪ ،‬وجسمي ُم ْثَقٌل بالذكريات وبالمكان‬
‫وفي الربيع ‪ ،‬أكو خاطرًة لسائحٍة‬
‫ُن‬
‫ستكُتُب في بطاقات البريد ‪ (( :‬على‬
‫يسار المسرح المهجور َس ْو َس َنٌة وَش ْخ ٌص‬
‫‪ )) /‬غامٌض ‪ .‬وعلى اليمين مدينٌة عصرَّيٌة‬
‫‪..‬‬
‫… وَأنا َأنا ‪ ،‬ال شيء آَخ َر‬
‫َلْس ُت من َأتباع روما الساهريَن‬
‫على دروب الملِح ‪ .‬لكِّني أَس ِّد ُد ِنْسَبًة‬
‫مئوَّيًة من ملح خبزي ُمْر َغ مًا ‪ ،‬وَأقول‬
‫للتاريخ ‪َ :‬ز ِّيْن شاحناِتَك بالعبيد وبالملوك الصاغريَن ‪ ،‬وُم َّر‬
‫ال َأَح ٌد يقول …‬
‫‪ .‬اآلن ‪ :‬ال‬
‫‪..‬‬
‫وَأنا َأنا ‪ ،‬ال شيء آخر‬

‫واحٌد من َأهل هذا الليل ‪َ .‬أحُلُم‬


‫… بالصعود على حصاني َفْو َق ‪َ ،‬فْو َق‬
‫َألتبع الُيْن ُبوَع خلف التِّل‬
‫فاصُم ْد يا حصاني ‪ .‬لم َنُعْد في الريح ُم ْخ َتِلَفْي ِن‬
‫…‬
‫َأنَت ُفُتَّو تي وَأنا خياُلَك ‪ .‬فانتِص ْب‬
‫َأِلفًا ‪ ،‬وُص َّك البرَق ‪ُ .‬ح َّك بحافر‬
‫‪ ،‬الشهوات َأوعيَة الَص َد ى ‪ .‬واصَعْد‬
‫َتَج َّد ْد ‪ ،‬وانتصْب َألفًا ‪ ،‬توَّتْر يا‬
‫حصاني وانتصْب ألفاً ‪ ،‬وال تسُقْط‬
‫عن السفح اَألخير كرايٍة مهجورٍة في‬
‫‪ ،‬اَألبجدَّية ‪ .‬لم َنُعْد في الريح ُم ْخ َتِلَفْي ِن‬
‫َأنت َتِع َّلتي وَأنا مجاُز َك خارج الركب‬
‫الُمَر َّو ِض كالمصائِر ‪ .‬فاندِف ْع واحُفْر زماني‬

‫في مكاني يا حصاني ‪ .‬فالمكاُن ُهَو‬


‫الطريق ‪ ،‬وال طريَق على الطريق سواَك‬
‫! تنتعُل الرياَح ‪َُ .‬أضْئ ُنجومًا في السراب‬
‫َأضْئ غيومًا في الغياب ‪ ،‬وُك ْن َأخي‬
‫ودليَل برقي يا حصاني ‪ .‬ال َتُم ْت‬
‫قبلي وال بعدي َع لى السفح األخير‬
‫وال معي ‪ِّ .‬د ْق إلى سَّيارة اإلسعاِف‬
‫َح‬
‫‪ /‬والموتى … لعِّلي لم َأزل حّيًا‬
‫‪..‬‬
‫‪ .‬سَأحُلُم ‪ ،‬ال ُألْص ِلَح َأَّي معنًى خارجي‬
‫بل كي ُأرِّم َم داخلي المهجوَر من َأثر‬
‫َّل‬
‫الجفاف العاطفِّي ‪ .‬حفظُت قلبي ُك ُه‬
‫عن ظهر قلٍب ‪ :‬لم َيُعْد ُم َتطِّفًال‬
‫وُم َد ّلًال ‪َ .‬تْك فيِه َح َّبُة ” َأسبرين ” لكي‬
‫يليَن ويستكيَن ‪ .‬كأَّنُه جاري الغريُب‬
‫ولسُت َطْو َع هواِئِه ونساِئِه ‪ .‬فالقلب‬
‫َيْص َد ُأ كالحديِد ‪ ،‬فال يئُّن وال َيِح ُّن‬
‫‪ ،‬وال ُيَج ُّن بأَّو ل المطر اإلباحِّي الحنيِن‬
‫‪ .‬وال يرُّن ّ كعشب آ من الجفاِف‬
‫َب‬
‫كأَّن قلبي زاهٌد ‪َ ،‬أو زائٌد‬
‫عني كحرف ” الكاف ” في التشبيِه‬

‫حين يجُّف ماُء القلب تزداُد الجمالياُت‬


‫‪ ،‬تجريدًا ‪ ،‬وتَّد ث العواطف بالمعاطِف‬
‫ُر‬
‫‪ /‬والبكارُة بالمهارة‬
‫‪..‬‬
‫ُك َّلما َيَّم ْم ُت وجهي َش ْطَر ُأولى‬
‫األغنيات رأيُت آثاَر القطاة على‬
‫الكالم ‪ .‬ولم َأكن ولدًا سعيدًا‬
‫‪ .‬كي َأقوَل ‪ :‬األمس َأجمُل دائمًا‬
‫لكَّن للذكرى َيَدْي ِن خفيفتين ُتَهِّيجاِن‬
‫األرَض بالُح َّم ى ‪ .‬وللذكرى روائُح زهرٍة‬
‫ليلَّيٍة تبكي وُتوقُظ في َد ِم المنفِّي‬
‫حاجَتُه إلى اإلنشاد ‪ُ (( :‬ك وني‬
‫ُمْر َتقى َش َج ني َأجْد زمني )) … ولسُت‬
‫ٍة ِل ِة‬
‫بحاج إّال َخ ْفَق َنْو َر ِس ألتابَع‬
‫الُس ُفَن القديمَة ‪ .‬كم من الوقت‬
‫انقضى منذ اكتشفنا التوأمين ‪ :‬الوقَت‬
‫والموَت الطبيعَّي الُمَر اِد َف للحياة ؟‬
‫‪ ،‬ولم نزل نحيا كأَّن الموَت ُيخطئنا‬
‫فنحن القادرين على التذُّك ر قادرون‬
‫على التحُّر ر ‪ ،‬سائرون على ُخ طى‬
‫‪ … /‬جلجامَش الخضراِء من َز َم ٍن إلى َز َم ٍن‬
‫‪..‬‬
‫… هباٌء كامُل التكويِن‬
‫‪ .‬يكسُر ني الغياُب كجَّر ِة الماِء الصغيرة‬
‫نام َأنكيدو ولم ينهض ‪ .‬جناحي نام‬
‫ُم ْلَتّفًا بَح ْفَنِة ريِش ِه الطينِّي ‪ .‬آلهتي‬
‫ِذ ِع‬
‫جماُد الريح في َأرض الخيال ‪ .‬را َي‬
‫الُيْم نى عصا خشبَّيٌة ‪ .‬والَقْلُب مهجوٌر‬
‫كبئٍر جَّف فيها الماُء ‪ ،‬فاَّتَس َع الصدى‬
‫الوحشُّي ‪ :‬أنكيدو ! خيالي لم َيُعْد‬
‫يكفي ُألكمَل رحلتي ‪ .‬ال ُبَّد لي من‬
‫ُقَّو ٍة ليكون ْلمي واقعّيًا ‪ .‬هاِت‬
‫ُح‬
‫َأ ِلحتي ُأَلِّم ها بِم لح الدمِع ‪ .‬هاِت‬
‫ْع‬ ‫ْس‬
‫الدمَع ‪ ،‬أنكيدو ‪ ،‬ليبكي الَم ْيُت فينا‬
‫الحَّي ‪ .‬ما أنا ؟ َم ْن يناُم اآلن‬
‫أنكيدو ؟ َأنا َأم َأنت ؟ آلهتي‬
‫كقبض الريِح ‪ .‬فانَهْض بي بكامل‬
‫طيشك البشرِّي ‪ ،‬واحُل بالمساواِة‬
‫ْم‬
‫القليلِة بين آلهة السماء وبيننا ‪ .‬نحن‬
‫الذين ُنَع ِّم ُر األرَض الجميلَة بين‬
‫دجلَة والفراِت ونحَفُظ األسماَء ‪ .‬كيف‬
‫َم َلْلَتني ‪ ،‬يا صاحبي ‪ ،‬وَخ َذْلَتني ‪ ،‬ما نْفُع حكمتنا بدون‬
‫‪ُ ،‬فُتّو ٍة … ما نفُع حكمتنا ؟ على باب المتاِه خذلتني‬
‫يا صاحبي ‪ ،‬فقتلَتني ‪ ،‬وعلَّي وحدي‬
‫َأن أرى ‪ ،‬وحدي ‪ ،‬مصائرنا ‪ .‬ووحدي‬
‫‪َ .‬أحمُل الدنيا على كتفَّي ثورًا هائجًا‬
‫وحدي َأفِّتُش شارَد الخطوات عن‬
‫َأبديتي ‪ .‬ال ُبَّد لي من َح ِّل هذا‬
‫الُلْغ ِز ‪ ،‬أنكيدو ‪ ،‬سأحمُل عنَك‬
‫ُع ْمَر َك ما استطعُت وما استطاعت‬
‫ُقَّو تي وإ رادتي َأن تحمالَك ‪ .‬فمن‬
‫َأنا وحدي ؟ َهَباٌء كامُل التكويِن‬
‫من حولي ‪ .‬ولكني سُأْس ِنُد ظَّّلك‬
‫العاري على شجر النخيل ‪ .‬فأين ظُّلَك ؟‬
‫َأين ظُّلك بعدما انكسَر ْت ُج ُذ وُع ك؟‬
‫قَّم ُة‬
‫اإلنسان‬
‫… هاويٌة‬
‫‪ ،‬ظلمُتَك حينما قاومُت فيَك الَو ْح َش‬
‫… بامرأٍة َس َقْتَك حليَبها ‪ ،‬فأِنْس َت‬
‫واستسلمَت للبشرِّي ‪َ .‬أنكيدو ‪ ،‬ترَّفْق‬
‫بي وُع ْد من حيث ُم َّت ‪ ،‬لعَّلنا‬
‫نجُد الجواَب ‪ ،‬فمن َأنا وحدي ؟‬
‫حياُة الفرد ناقصٌة ‪ ،‬وينُقُص ني‬
‫السؤاُل ‪ ،‬فمن سأسأُل عن عبور‬
‫النهر ؟ فانَهْض يا شقيَق الملح‬
‫واحملني ‪ .‬وَأنَت تناُم هل تدري‬
‫!ً بأنك نائٌم ؟ فانهض ‪ ..‬كفى نوما‬
‫تحَّر ْك قبل َأن يتكاَثَر الحكماُء حولي‬
‫ُّل‬
‫كالثعالب ‪ُ [ :‬ك شيء باطٌل ‪ ،‬فاغَنْم‬
‫‪ ،‬حياَتَك مثلما ِه َي برهًة ُحْب َلى بسائلها‬
‫َد ِم الُعْش ب الُم َقَّطِر ‪ِ .‬ع ْش ليومك ال‬
‫ُّل‬
‫لحلمك ‪ .‬ك شيء زائٌل ‪ .‬فاحَذ ْر‬
‫غدًا وعِش الحياَة اآلن في امرأٍة‬

‫‪ .‬تحُّبَك ‪ِ .‬ع ْش لجسِم َك ال ِلَو ْه ِم َك‬


‫‪..‬‬
‫وانتظْر‬
‫ولدًا سيحمل عنك ُر وَح َك‬
‫‪ .‬فالخلوُد ُهَو الَّتَناُس ُل في الوجود‬
‫وُك ُّل شيٍء باطٌل أو زائل ‪ ،‬أو‬
‫] زائل أو باطٌل‬
‫‪..‬‬
‫َم ْن َأنا ؟‬
‫َأنشيُد األناشيد‬
‫أم ِح ْك َم ُة الجامعْة ؟‬
‫… وكالنا َأنا‬

‫وَأنا َش اعٌر‬
‫وَم ِلْك‬
‫وحكيٌم على حاّفة البئِر‬
‫ال غيمٌة في يدي‬
‫وال َأَح َد َع َش َر كوكبًا‬
‫على معبدي‬
‫ضاق بي َج َس دي‬
‫ضاق بي َأبدي‬
‫وغدي‬
‫جالٌس مثل تاج الغبار‬
‫على مقعدي‬
‫‪..‬‬
‫باطٌل ‪ ،‬باطُل األباطيل … باطْل‬
‫ُك ُّل شيء على البسيطة زائْل‬
‫‪..‬‬
‫َألرياُح شمالَّيٌة‬
‫والرياُح جنوبَّيٌة‬
‫ُتْش ِر ُق الشمُس من ذاتها‬
‫َتْغ ُر ُب الشمُس في ذاتها‬
‫ال جديَد ‪ ،‬إذًا‬
‫والَز َم ْن‬
‫‪ ،‬كان َأمِس‬
‫‪ُ .‬س دًى في ُس َد ى‬
‫ألهياكُل عاليٌة‬
‫والسنابُل عاليٌة‬
‫والسماُء إذا انخفضت َم َطرْت‬
‫والبالُد إذا ارتفعت َأقفرت‬
‫ُك ُّل شيء إذا زاد عن ِّد ِه‬
‫َح‬
‫‪ .‬صار يومًا إلى ضِّد ِه‬
‫والحياُة على األرض ظٌّل‬
‫‪ ….‬لما ال نرى‬
‫‪..‬‬
‫باطٌل ‪ ،‬باطُل األباطيل … باطْل‬
‫كُّل شيء على البسيطة زائْل‬
‫‪..‬‬
‫مركبة ‪1400‬‬
‫و‪ 12,000‬فرس‬
‫تحمل اسمي الُم َذ َّهَب من‬
‫… َز َم ٍن نحو آخر‬
‫ِع‬
‫عشُت كما لم َي ْش شاعٌر‬
‫… َم لكًا وحكيمًا‬
‫َهِر ُت ‪ِ ،‬ئ ُت من المجِد‬
‫َس ْم‬ ‫ْم‬
‫ال شيَء ينقصني‬
‫َألهذا إذًا‬
‫كلما ازداد علمي‬
‫تعاَظَم َهِّم ي ؟‬
‫فما ُأورشليُم وما الَعْر ُش ؟‬
‫ال شيَء يبقى على حاِله‬
‫للوالدة َو ْقٌت‬
‫وللموت وقٌت‬
‫وللصمت َو ْقٌت‬
‫وللُّنطق وْقٌت‬
‫وللحرب وْقٌت‬
‫وللُّصلِح وْقٌت‬
‫وللوقِت وْقٌت‬
‫… وال شي يبقى على حاِلِه‬
‫َء‬
‫ُّل‬
‫ُك َنْهٍر سيشرُبُه البحُر‬
‫‪ ،‬والبحُر ليس بمآلَن‬
‫الشي يبقى على حاِلِه‬
‫َء‬
‫ُك ُّل حّي يسيُر إلى الموت‬
‫‪ ،‬والموُت ليس بمآلَن‬
‫ال شيَء يبقى سوى اسمي ال َذ َّهِب‬
‫ُم‬
‫‪ :‬بعدي‬
‫… )) ُس َليماُن كاَن ((‬
‫فماذا سيفعل موتى بأسمائهم‬
‫هل ُيضيُء الَّذ َهْب‬
‫ظلمتي الشاسعْة‬
‫َأم نشيُد األناشيد‬
‫والجامعْة ؟‬
‫‪..‬‬
‫باطٌل ‪ ،‬باطُل األباطيل … باطْل‬
‫…‪ُ /‬ك ُّل شيء على البسيطة زائْل‬
‫‪..‬‬
‫‪ ،‬مثلما سار المسيُح على الُبَح ْي َر ِة‬
‫سرُت في رؤياَي ‪ .‬لكِّني نزلُت عن‬
‫الصليب َألنني َأخشى الُع ُلَّو ‪،‬وال‬
‫ِة‬ ‫ِّش‬
‫ُأَب ُر بالقيام ‪ .‬لم ُأغِّيْر َغْي َر‬
‫‪ .‬إيقاعي َألسَمَع صوَت قلبي واضحًا‬
‫للملحمِّيين الُّنُس وُر ولي َأنا ‪ :‬طوُق‬
‫‪ ،‬الحمامِة ‪ ،‬نجمٌة مهجورٌة فوق السطوح‬
‫وشارٌع َتعِّر ْفضي إلى ميناِء‬
‫ُم ُج ُي‬
‫‪ -‬عكا ‪ -‬ليس أكث َأو َأقَّل‬
‫َر‬
‫ُأريد َأن ُألقي تحَّياِت الصباح علَّي‬
‫حيث تركُتني ولدًا سعيدا [ لم‬
‫‪َ ،‬أُك ْن ولدًا عيَد الحِّظ يومئٍذ‬
‫َس‬
‫‪ ،‬ولكَّن المسافَة‪ ،‬مثَل حَّد اديَن ممتازيَن‬
‫]تصَنُع من حديٍد تافٍه قمرًا‬
‫َأتعرفني ؟ ‪-‬‬
‫‪ ،‬سألُت الظَّل قرب السوِر‬
‫‪ ،‬فانتبهْت فتاُة ترتدي نارًا‬
‫وقالت ‪ :‬هل ُتَك ِّلمني ؟‬
‫ِّل‬
‫فقلُت ‪ُ :‬أَك ُم الَش َبَح القريَن‬
‫فتمتمْت ‪ :‬مجنوُن ليلى آخٌر يتفَُّّقد‬
‫‪ ،‬األطالَل‬
‫وانصرفْت إلى حانوتها في آخر الُس وق‬
‫…القديمِة‬
‫ههنا ُك َّنا ‪ .‬وكانت َنْخ َلتاِن تحِّم الن‬
‫… البح بع رسائِل الشعراِء‬
‫َر َض‬
‫لم نكبر كثيرًا يا َأنا ‪ .‬فالمنظُر‬
‫‪ ،‬البحرُّي ‪ ،‬والُّسوُر الُم َد اِفُع عن خسارتنا‬
‫‪ ،‬ورائحُة الَبُخ ور تقول ‪ :‬ما زلنا هنا‬
‫‪ .‬حتى لو انفَص َل الزماُن عن المكاِن‬
‫لعَّلنا لم نفترق َأبدًا‬
‫َأتعرفني ؟ ‪-‬‬
‫‪ :‬بكى الَو َلُد الذي ضَّيعُتُه‬
‫… )) لم نفترق ‪ .‬لكننا لن نلتقي َأبدًا ((‬
‫‪ ،‬وَأْغ َلَق موجتين صغيرتين على ذراعيه‬
‫… وحَّّلق عاليًا‬
‫‪ /‬فسألُت ‪َ :‬م ْن مَّنا الُمَهاِج ُر ؟‬

‫‪ :‬قلُت للّس َّجان عند الشاطئ الغربّي‬


‫هل َأنت ابُن سّج اني القديِم ؟ ‪-‬‬
‫! نعم ‪-‬‬
‫فأين َأبوك ؟ ‪-‬‬
‫‪.‬قال ‪َ :‬أبي توِّفَي من سنين‬
‫‪ُ .‬أصيَب باإلحباط من َس َأم الحراسة‬
‫ثم َأْو َر َثني ُم هَّم َتُه ومهنته ‪ ،‬وأوصاني‬
‫… بان َأحمي المدينَة من نشيدَك‬
‫ُقْلُت ‪ُ :‬م ْن ُذ متى تراقبني وتسجن‬
‫فَّي نفَس َك ؟‬
‫قال ‪ :‬منذ كتبَت ُأولى ُأغنياتك‬
‫قلت ‪ :‬لم َتُك قد ُو ِلْد َت‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬لي َز َم ٌن ولي َأزلَّيٌة‬
‫وُأريد أن َأحيا على إيقاِع أمريكا‬
‫ِط‬
‫وحائ ُأورشليَم‬
‫‪ .‬فقلُت ‪ُ :‬ك ْن َم ْن َأنَت ‪ .‬لكني ذهبُت‬
‫وَم ْن تراه اآلن ليس أنا ‪ ،‬أنا َش َبحي‬
‫فقال ‪ :‬كفى ! َألْس َت اسَم الصدى‬
‫‪ .‬الحجرِّي ؟ لم تذَهْب ولم َتْر ِج ْع إذًا‬
‫‪ .‬ما زلَت داخَل هذه الزنزانة الصفراِء‬
‫! فاتركني وشأني‬
‫ً قلُت ‪ :‬هل ما زلُت موجودا‬
‫هنا ؟ َأَأنا طليٌق َأو سجيٌن دون‬
‫أن أدري ‪ .‬وهذا البحُر خلف السور بحري ؟‬
‫قال لي ‪َ :‬أنَت السجيُن ‪ ،‬سجيُن‬
‫نفِس َك والحنيِن ‪ .‬وَم ْن تراُه اآلن‬
‫ليس َأنا ‪َ .‬أنا َش َبحي‬
‫فقلُت ُم َح ِّد ثًا نفسي ‪َ :‬أنا حٌّي‬
‫وقلُت ‪ :‬إذا التقى َش َبحاِن‬
‫‪ ،‬في الصحراء ‪ ،‬هل يتقاسماِن الرمَل‬
‫‪َ /‬أم يتنافسان على احتكار الليل ؟‬
‫‪..‬‬
‫المقطع قبل األخير‬
‫كانت ساَع ُة الميناِء تعَم ُل وحدها‬
‫لم يكترْث َأَح ٌد بليل الوقت ‪َ ،‬ص َّيادو‬
‫ثمار البحر يرمون الشباك ويجدلون‬
‫‪ ” .‬الموَج ‪ .‬والُعَّش اُق في الـ” ديسكو‬
‫وكان الحالمون ِّبُتون الُقَّبراِت النائماِت‬
‫ُيَر‬
‫… ويحلمون‬
‫… وقلُت ‪ :‬إن مُّت انتبهُت‬
‫لدَّي ما يكفي من الماضي‬
‫… وينُقُص ني َغٌد‬
‫سأسيُر في الدرب القديم على‬
‫ُخ َطاَي ‪ ،‬على هواِء البحر ‪ .‬ال‬
‫امرأٌة تراني تحت شرفتها ‪ .‬ولم‬

‫أملْك من الذكرى سوى ما ينَفُع‬


‫الَّس َفَر الطويَل ‪ .‬وكان في األيام‬

‫ما يكفي من الغد ‪ُ .‬ك ْنُت أْص َغَر‬


‫‪ :‬من فراشاتي ومن َغ َّم ازتيِن‬
‫ُخ ذي الُّنَعاَس وخِّبئيني في‬

‫‪ /‬الرواية والمساء العاطفّي‬


‫‪َ /‬و خِّبئيني تحت إحدى النخلتين‬
‫َّل‬ ‫ِش‬ ‫ِّل‬
‫وع ميني ال ْع َر ‪ /‬قد َأتع ُم‬
‫التجوال في أنحاء ” هومير ” ‪ /‬قد‬
‫ُأضيُف إلى الحكاية َو ْص َف‬
‫‪ ،‬عكا ‪ /‬أقدِم المدِن الجميلِة‬
‫َأجمِل المدن القديمِة ‪ /‬علَبٌة‬
‫َحَج رَّيٌة يتحَّر ُك األحياُء واألمواُت‬
‫في صلصالها كخلَّية النحل السجين‬
‫وُيْض ِر ُبوَن عن الزهور ويسألون‬
‫البحر عن باب الطوارئ ُك َّلما‬
‫ِش‬ ‫ِّل‬
‫‪ /‬اشتَّد الحصاُر ‪ /‬وع ميني ال ْع َر‬
‫قد تحتاُج بنٌت ما إلى ُأغنية‬
‫لبعيدها ‪ُ (( :‬خ ْذ ني ولو َقْس رًا‬
‫إليَك ‪ ،‬وَض ْع منامي في‬
‫َيَدْي َك )) ‪ .‬ويذهبان إلى الصدى‬
‫ُم َتعاِنَقْي ِن ‪ /‬كأَّنني زَّو جُت ظبيًا‬
‫ٍة‬
‫شاردًا لغزال ‪ /‬وفتحُت أبواَب‬
‫الكنيسِة للحمام … ‪ /‬وَع ِّلميني‬
‫ِش‬
‫ال ْع َر ‪َ /‬م ْن غزلْت قميَص‬
‫الصوف وانتظرْت أمام الباب‬
‫َأ َلى بالحديث عن المدى ‪ ،‬وبَخ ِة‬
‫ْيَب‬ ‫ْو‬
‫اَألَم ِل ‪ :‬الُم حارُب لم َيُعْد ‪ ،‬أو‬
‫لن يعود ‪ ،‬فلسَت َأنَت َم ن‬
‫‪ … /‬انتظرُت‬
‫‪..‬‬
‫… ومثلما سار المسيُح على البحيرة‬
‫سرُت في رؤياَي ‪ .‬لكِّني نزلُت عن‬
‫الصليب ألنني َأخشى الُع ُلَّو وال‬
‫ُأبِّش ُر بالقيامة ‪ .‬لم ُأغِّير غيَر إيقاعي‬
‫… َألسمع صوَت قلبي واضحًا‬
‫للملحمِّيين الُنُس وُر ولي َأنا َطْو ُق‬
‫‪ ،‬الحمامة ‪َ ،‬نْج َم ٌة مهجورٌة فوق السطوح‬
‫‪ … /‬وشارٌع ُيفضي إلى الميناء‬
‫هذا البحُر لي‬
‫هذا الهواُء الَّر ْط ُب لي‬
‫هذا الرصيُف وما َلْي ِه‬
‫َع‬
‫من ُخ َطاَي وسائلي المنوِّي … لي‬
‫ومحَّطُة الباِص القديمُة لي ‪ .‬ولي‬
‫َش َبحي وصاحُبُه ‪ .‬وآنيُة النحاس‬
‫وآيُة الكرسّي ‪ ،‬والمفتاُح لي‬
‫والباُب والُح َّر اُس واألجراُس لي‬
‫ِلَي َح ْذ َو ُة الَفَر ِس التي‬
‫طارت عن األسوار … لي‬
‫ما كان لي ‪ .‬وقصاَص ُة الَو َر ِق التي‬
‫انُتِز َع ْت من اإلنجيل لي‬
‫والمْلُح من َأثر الدموع على‬
‫… جدار البيت لي‬
‫واسمي ‪ ،‬إن أخطأُت َلْفَظ اسمي‬
‫‪ :‬بخمسة َأْح ُر ٍف ُأُفقّيِة التكوين لي‬
‫ميُم ‪ /‬الُم َتَّيُم والُم يَّتُم والمتِّم ُم ما مضى‬
‫حاُء ‪ /‬الحديقُة والحبيبُة ‪ ،‬حيرتاِن وحسرتان‬
‫ميُم ‪ /‬الُم َغاِم ُر والُم َعُّد الُم ْس َتعُّد لموته‬
‫الموعود منفّيًا ‪ ،‬مريَض الُم ْش َتَهى‬
‫‪ ،‬واو ‪ /‬الوداُع ‪ ،‬الوردُة الوسطى‬
‫والٌء للوالدة َأينما ُو جَدْت ‪َ ،‬و َو ْعُد الوالدين‬
‫دال ‪ /‬الدليُل ‪ ،‬الدرُب ‪ ،‬دمعُة‬
‫‪ /‬دارٍة َد َر َس ْت ‪ ،‬ودورّي ُيَد ِّلُلني وُيْد ميني‬
‫… وهذا االسُم لي‬
‫وألصدقائي ‪ ،‬أينما كانوا ‪ ،‬ولي‬
‫… َج َس دي الُم َؤ َّقُت ‪ ،‬حاضرًا أم غائبًا‬
‫… ِم ْتراِن من هذا التراب سيكفيان اآلن‬
‫… لي ِم ْتٌر و‪ 75‬سنتمترًا‬
‫‪ ،‬والباقي ِلَز ْه ٍر َفْو َض وّي اللوِن‬
‫يشربني على َمَهٍل ‪ ،‬ولي‬
‫ما كان لي ‪َ :‬أمسي ‪ ،‬وما سيكون لي‬
‫َغ ِد َي البعيُد ‪ ،‬وعودة الروح الشريد‬
‫كأَّن شيئاً لم َيُك ْن‬
‫وكأَّن شيئًا لم يكن‬
‫… جرٌح طفيف في ذراع الحاضر الَع َبثِّي‬
‫والتاريُخ يسخر من ضحاياُه‬
‫… ومن َأبطاِلِه‬
‫… ُيْلقي عليهْم نظرًة ويمُّر‬
‫هذا البحُر لي‬
‫هذا الهواُء الَّر ْط ُب لي‬
‫‪ -‬واسمي‬
‫‪ -‬وإ ن أخطأُت لفظ اسمي على التابوت‬
‫‪ .‬لي‬
‫َأما َأنا ‪ -‬وقد امتألُت‬
‫‪ -‬بُك ِّل َأسباب الرحيل‬
‫‪ .‬فلسُت لي‬
‫َأنا َلسُت لي‬
‫… َأنا َلسُت لي‬

You might also like