‫ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ‪ ،‬ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ‪ ،‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‪ .‬ﻭﺳﻨﺴﺘﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﻛﻞ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﺳﻨﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻨﻘﺪﻡ ﻧﻘﺪ ًﺍ ﻧﻈﺮﻳ ًﺎ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺳﻨﺤﺪﺩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ‬
‫ﺪﻫﺎ ﺑﺤﺜﻨﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴ ّ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺷﺎﻣﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﻤﻞ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﻧﺐ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ‬
‫ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ‪ .‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ‬
‫ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬
‫ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﺠﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻧﺬﻛﺮ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﻡ ﺳﻤﻴﺚ ﻭﺩﻳﻔﻴﺪ ﺭﻳﻜﺎﺭﺩﻭ ﻭﺗﻮﻣﺎﺱ‬
‫ﻣﺎﻟﺘﻮﺱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻ‬
‫ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ‬
‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﻥ ﻣﻴﻨﺎﺭﺩ ﻛﻴﻨﺰ ﻭﺭﻭﺑﺮﺕ ﺳﻮﻟﻮ ﻭﺑﻮﻝ‬
‫ﺭﻭﻣﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﺮ ﺭﻭﺳﺘﻮ ﻭﺃﻟﺒﺮﺕ ﻫﻴﺮﺷﻤﺎﻥ ﻭﺃﺭﺗﻮﺭ ﻟﻮﻳﺲ‬
‫ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﻮﻓﺮ ﺇﻃﺎﺭ ًﺍ ﻧﻈﺮﻳ ًﺎ ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻ‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺷﺮﺡ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍﺕ‬
‫ﺪﻫﺎ ﺑﺤﺜﻪ‪ .‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻘﺪ ﻧﻈﺮﻱ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴ ّ‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ )‪ ،(2018‬ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‬
‫"ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ"‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ‪ 1970‬ﺇﻟﻰ ‪ ،2016‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻ‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ .‬ﻭﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﻘﺪﻣ ًﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻ‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﻛﻤﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ‬
‫)‪ ،(2019‬ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ"‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ‬
‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ‪ .‬ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ .‬ﻭﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ًﺍ ﻣﻬﻤ ًﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻ‬
 ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ‬
‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻴﺺ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻹﺻﻼ‬
‫ﺣﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﷲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﷲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﷲ )‪ ،(2020‬ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‬
‫"ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ :‬ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ"‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﺘﺤﺴﻴﻨﻬﺎ‬
‫ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ‪ .‬ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ .‬ﻭﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻣﻦ ﺍﻻ‬
‫ﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻻ‬
‫ﺳﺘﺪﺍﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻹﺻﻼ‬
‫ﺣﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣ ًﺎ ﺑﺤﺜﻴ ًﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﻮﻋ ًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺍﻓﻘ ًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓ ًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ‬
‫ﻭﺟﻮﺩ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻ‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻭﻣﻮﺛﻮﻗﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺗﺤﻠﻴﻼً ﻣﺘﻌﻤﻘ ًﺎ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻴ ًﺎ ﻭﻣﻮﺛﻘ ًﺎ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬