Professional Documents
Culture Documents
فقه الصيام المحاضرة الثانية
فقه الصيام المحاضرة الثانية
-1البلوغ :فال يجب على الصبي ،وال يؤمر به ،وليس الصوم كالصالة؛ يؤمر بها عند سبع،
ويضرب عليها عند عشر.
-2القدرة :فال يجب على العاجز حقيقة أو حكما.
فالعاجز حقيقة كالمريض ،والعاجز حكما؛ كالمرضع والحامل؛ فإن لهما القدرة على الصوم
لكنهما في حكم العاجز؛ بسبب الجنين أو الرضيع خوفا عليه من الهالك أو الضرر الشديد.
ويدخل المكره في حكم العاجز.
-3الحضور :فال يجب على مسافر سفر قصر ومباح؛ لقوله تعلى« :فمن شهد منكم الشهر
ض َر َك َما يُقَا ُل :إِ َّن فُ َالنًاوز أ َ ْن يَ ُكونَ بِ َم ْعنَى َح َ ش ِهدَ يَ ُج ُفليصمه» ووجه االستدالل أن شهد «و َ
َ
سل َم أ ْ
ي َّ علَ ْي ِه َو َ
صلى هللاُ َ َّ سو ِل َّ
َّللاِ َ َّ ْ
ش ِهدَ ال َمشَا ِهدَ ُكل َها َم َع َر ُ ش ِهدَ أ ُ ُحدًا َو َ
ش ِهدَ ْال َعقَ َبةَ أ َ ْو َ ش ِهدَ َب ْد ًرا َو َ
َ
صو ُم أَي َ
َّام ضهُ َي ُ ض َر َب ْع َ ص ْمهُ ُكلَّهُ َويُ ْف َه ْم أ َ َّن َم ْن َح َش ْه ِر فَ ْل َي ُ
ض َر فِي ال َّ ي فَ َم ْن َح َ ض َرهَا ...أ َ ْ َح َ
ور ِه.
ض ِ ُح ُ
عمران»]18 : َ َّللاُ أَنَّهُ َال ِإلهَ ِإ َّال ُه َو [آل
ش ِهدَ َّع ِل َم َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَىَ : ش ِهدَ ِب َم ْعنَى َوز أ َ ْن َي ُكونَ َ َو َي ُج ُ
التحرير والتنوير ج 2ص.174
-1اإلسالم :فال يصح من كافر ،وإن كان واجبا عليه ،ويعاقب
على تركه زيادة على عقاب الكفر؛ ألن الكفار مخاطبون بفروع
الشريعة.
-2الزمان القابل للصوم :وذلك في صوم غير رمضان فيما
ليس له زمن معين ،فال يصح في يوم عيد ،وسيأتي هذا في
الحديث عن الزمان الذي يمنع فيه الصوم.
شروط الوجوب والصحة معا:
-1العقل :فال يصح من مجنون ،وال من مغمى عليه؛ فمن ُجن أو أغمي
عليه مع الفجر ،لزمه القضاء؛ لعدم صحة صومه؛ لزوال عقله وقت وجوب
النية وبداية العبادة .فإن أغمي عليه أو جن ،ثم أفاق قبل الفجر؛ فال قضاء
عليه ،وذلك لسالمته وقت وجوب النية .وإن جن أو أغمي عليه بعد الفجر،
وبقي هكذا جل يومه أو كله؛ فإن عليه القضاء .أما إن بقي على إغمائه أو
جنونه نصف اليوم أو أقل ،فال قضاء عليه .ودليل وجوب القضاء على
المجنون فيما تقدم ما جاء في قوله تعالى« :ومن كان مريضا أو على سفر
فعدة من أيام أخر» والمجنون مريض.
-2النقاء من دم الحيض والنفاس :فال يجب الصوم على الحائض
والنفساء ،وال يصح منهما .وإذا طهرت المرأة –بقصة أو جفوف -مع طلوع
الفجر ،فإنه يجب الصوم عليها ،ولو كان طهرها مصاحبا للفجر .وإن شكت
هل كان طهرها قبل الفجر أو بعده؛ فإنها تنوي الصوم؛ الحتمال أن تكون
طهرت قبله؛ وتقضيه الحتمال أن تكون طهرت بعده؛ ألن نيتها لم تكن
جازمة .فإن لم تصمه فال كفارة عليها ألنها متأولة.
-3دخول الوقت لصوم رمضان :فال يصح صوم رمضان قبل ثبوت الشهر
وال يجب.
أركان الصوم
تعريف الركن :هو الذي يلزم من وجوده الوجود ،ومن عدمه
العدم ،ويكون جزءا في ماهيته.
-1النية :والدليل قوله صلى هللا عليه وسلم« :إنما األعمال
بالنيات».
وشرط صحة النية إيقاعها ليال ،ومحلها من غروب الشمس إلى
طلوع الفجر الصادق أو مع طلوعه.
صلَّى هللاُ َّللا َ سو َل َّ ِ سلَّ َم ،أ َ َّن َر ُ علَ ْي ِه َو َ صلَّى هللاُ َ صةَ زَ ْوجِ النَّ ِبي ِ َ ع ْن َح ْف َ َ
ام لَهُ» َ ي
َ ص
ِ الَ َ ف ، رِ ج ْ َ ف ْ
ال ل
َ ب
ْ َ ق ام
َ ي
َ الص
ِ ع مِ جْ ُ ي م
ْ َ ل ن ْ م
َ « : ل
َ ا َ ق م
سل َ َّ علَ ْي ِه َو َ َ
ِ
أخرجه أبو داود والترمذي.
سلَّ َم ،قَا َلَ « :م ْن علَ ْي ِه َو َ صلَّى هللاُ َ ي َ صةَ ،أ َ َّن النَّ ِب َّ ع ْن َح ْف َ ع َم َرَ ، ع ْن اب ِْن ُ َ
ام لَهُ» رواه النسائي في السنن ص َي َام ِم َن اللَّ ْي ِل ،فَ َال ِ الص َي َ ت ِ لَ ْم يُ َب ِي ِ
الصغرى.
صلَّى هللاُ سو ُل هللاِ َ س َل َر ُ ت :أ َ ْر َ ع ْف َرا َء ،قَالَ ْ ت ُم َع ِو ِذ اب ِْن َ الر َب ِيعِ ِب ْن ِ ع ِن ُّ َ
ار ،الَّتِي َح ْو َل ْال َم ِدينَ ِة: ورا َء ِإلَى قُ َرى ْاأل َ ْن َ
ص ِ ش َ عا ُ غ َداة َ َسلَّ َم َ علَ ْي ِه َو َ َ
ص َب َح ُم ْف ِط ًرا ،فَ ْليُتِ َّم ان أ َ ْ ص ْو َمهَُ ،و َم ْن َك َ صائِ ًما ،فَ ْليُتِ َّم َ ص َب َح َ ان أ َ ْ « َم ْن َك َ
َب ِقيَّةَ َي ْو ِم ِه» رواه البخاري ومسلم
سلَّ َم
علَ ْي ِه َو َ صلَّى هللاُ َ ي َ ي النَّ ِب ُّ علَ َّ تَ :د َخ َل َ ين ،قَالَ ْ شةَ أ ُ ِم ْال ُمؤْ ِمنِ َ عائِ َ ع ْن َ َ
ش ْي ٌء؟» فَقُ ْلنَاَ :ال ،قَا َل« :فَإ ِ ِني ِإ َذ ْن ات َي ْو ٍم فَقَا َلَ « :ه ْل ِع ْن َد ُك ْم َ َذ َ
س فَقَا َل: ي لَنَا َح ْي ٌ سو َل هللاِ ،أ ُ ْه ِد َ صا ِئ ٌم» ث ُ َّم أَتَانَا َي ْو ًما آخ ََر فَقُ ْلنَاَ :يا َر ُ َ
صائِ ًما» فَأ َ َك َل .رواه مسلم في صحيحه. ت َ صبَ ْح ُ «أ َ ِرينِي ِه ،فَلَقَ ْد أ َ ْ
قال الشوكاني« :وأجيب بأن خبر حفصة متأخر فهو ناسخ
لجوازها في النهار ،ولو سلم عدم النسخ فالنية إنما صحت في
نهار عاشوراء لكن الرجوع إلى الليل غير مقدور ،والنزاع فيما
كان مقدورا » نيل األوطار ج4ص233
قال القاضي عياض« :وهذا الحديث مما يحتج به من يجيز
صيام النافلة بغير تبييت وإحداث ذلك داخل نهاره...وال حجة
لهم فى هذا الحديث؛ إذ يحتمل أن سؤاله أوالً[ " :هل] عندكم
شىء؟ " إما أنه ضعف عن الصوم فاحتاج إلى الفطر فسأل،
فلما لم يجد بقي على صومه ،أو يسأل عن ذلك وهو صائم ليعلم
هل عندهم ما يحتاجه عند اإلفطار ،فتسكن نفسه إليه ،وال يسعى
فى تكلفه ،واكتسابه أو تعلق باله به ،أو يكون " إني صائم "
بمعنى :لم يأكل بعد شيئا ً» ِإك َما ُل ال ُم ْع ِل ِم بفَ َوائِ ِد ُم ْس ِلم ج4
ص.116
وال يضر ما حدث بعد النية من أكل أو شرب أو جماع أو نوم قبل الفجر.
ولو نوى أحد نهارا قبل الغروب لليوم القابل ،أو نوى قبل الزوال لليوم الذي
هو فيه؛ لم تنعقد نيته ،ولو كان الصوم نفال ،أو كان لو يتناول فيه مفطرا.
وتكفي نية واحدة لكل صوم يجب التتابع فيه؛ كرمضان ،وكفارته ،وكفارة
القتل ،والظهار ،وكالنذر المتتابع؛ كمن نذر صوم شهر بعينه.
ويندب تجديد النية كل ليلة ،وهذا بشرط أن ال ينقطع التتابع؛ فإن انقطع
بعذر مفسد للصوم؛ بحيث ال يصح الصوم منه؛ كالحيض ،والنفاس،
والجنون ،واإلغماء؛ فال تكفي النية األولى ،وال بد من تجديدها ،ولو حصل
المانع بعد الغروب وزال قبل الفجر.
وإذا كان العذر غير مفسد للصيام؛ بحيث لو صام صح صيامه؛ كالمرض
والسفر؛ فإنه ال بد من تبييت النية كلما أراد الصوم في هذه الحالة ،ولو
تمادى على الصوم في السفر أو المرض؛ ألن السفر والمرض عذران
يقطعان التتابع ،ولو لم يفسدا الصوم.
-2الكف عن كل مفطر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
جملة المفطرات:
-الجماع
-إخراج المني أو المذي بمقدمات الجماع أو بسبب النظر أو التفكر.
-تعمد إخراج القيء .أما إذا خرج بنفسه غلبة ،ولم يزدرد منه شيئا؛ فال
يضر ،فإذا ازدرد فعليه القضاء.
-وصول مائع من شراب أو دهن أو نحوها إلى الحلق؛ سواء وصل إلى
المعدة أو لم يصل ،وسواء وصل سهوا أو غلبة إلى الحلق؛ فإنه مفسد
للصوم ،وسواء وصل إلى الحلق من طريق الفم ،أو من طريق آخر ؛
كالعين أو األنف واألذن ،ومسام الرأس؛ فمن اكتحل نهارا ،أو استنشق
بشيء ،فوصل أثره إلى الحلق؛ فقد فسد صومه ،وعليه القضاء ،فإن لم
يصل من ذلك شيء للحلق؛ فال شيء عليه ،وكذلك لو اكتحل ليال ،أو
وضع شيئا في أنفه أو أذنه أو دهن رأسه ليال؛ فوصل شيء من ذلك إلى
الحلق نهارا فال شيء عليه .وأما غير المائع فإنه ال يفطر إذا وصل إلى
الحلق فقط ،وال يفطر إال إذا وصل إلى المعدة من طريق الفم.
وصول مائع إلى المعدة سواء من الفم أو الدبر -
وصول غير مائع إلى المعدة من الفم فقط -
وصول بخور تتكيف به النفس إلى الحلق؛ إذا وصل باستنشاق، -
وإال فال قضاء عليه
وصول بخار الطعام للحلق استنشاقا لصانعه أو غيره -
وصول قيء أو قلس –إذا كان طرحه ممكنا -وذلك بخروجه من -
الحلق إلى الفم ،فإن لم يمكن طرحه؛ بأن لم يجاوز الحلق ،فال
شيء فيه .أما البلغم والريق؛ فإن ابتالعهما ال يضر ،ولو وصال
لطرف اللسان.
وصول سواك ،أو ماء مضمضة في الوضوء أو غيره غلبة -
للحلق؛ فهو مفطر ،وأولى إذا لم يصل غلبة ،وهذا خاص بصوم
الفريضة ،أما صوم النفل؛ فإن وصول أثر المضمضة أو السواك
فيه ال يفسده.
• والصوم على خمسة أقسام :واجب بإيجاب هللا معين
وواجب بإيجاب هللا مضمون فى الذمة ()3؛
ٌ كرمضان،
كالكفارات ،وواجب بإيجاب اإلنسان معين كنذر الصوم لشهر
بعينه ،وواجب بإيجاب [اإلنسان] ( ،)4مضمون غير معين
كنذر صوم شهر [بغير عينه] ( ،)5والخامس :التطوع.