You are on page 1of 29

‫باب ما جاء في آلة‬

‫اللهو‬

‫‪1‬‬
‫‪‬قال رس ول الل ه ص لى الل ه علي ه وس لم ‪" :‬‬
‫ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير‬
‫والخم ر والمعازف ‪ " ..‬الحدي ث ‪ ( ،‬رواه‬
‫البخاري تعليق ا برق م ‪ ، 5590‬ووص له‬
‫الط براني وال بيهقي ‪ ،‬وراج ع الس لسلة‬
‫الصحيحة للألباني ‪) 91‬‬
‫‪2‬‬
‫تعريف المعازف‬

‫‪"‬المعازف" جم ع معزف ة‪ ،‬وه ي آلات الملاه ي ( فت ح‬


‫الباري ‪ ، ) 10/55‬وه ي الآل ة الت ي يعزف به ا‬
‫( المجموع ‪، ) 11/577‬‬
‫‪‬ونقل القرطبي رحمه الله عن الجوهري رحمه الله أن‬
‫المعازف الغناء ‪ ،‬والذي ف ي ص حاحه ‪ :‬آلات الله و ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬أصوات الملاهي ‪.‬‬
‫‪‬وفي حواشي الدمياطي رحمه الله ‪ :‬المعازف بالدفوف‬
‫وغيرها مما يضرب به ( فتح الباري ‪. ) 10/55‬‬
‫‪3‬‬
‫أدلة تحريم المعازف‬
‫‪ ‬أدلة التحريم من الكتاب‬
‫‪ ‬قال الل ه تعال ى ف ي س ورة لقمان ‪ " :‬وم ن الناس م ن يشتري له و‬
‫الحديث ليضل عن سبيل الله " ‪،‬‬
‫‪ ‬قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما ‪ :‬هو الغناء ‪ ،‬وقال مجاهد‬
‫رحمه الله ‪ :‬اللهو الطبل ( تفسير الطبري ‪، ) 21/40‬‬
‫‪ ‬وقال الحسن البصري رحمه الله ‪ :‬نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير‬
‫( تفسير ابن كثير ‪، ) 3/451‬‬
‫‪ ‬وقال الس عدي رحم ه الله ‪ :‬فدخ ل ف ي هذا ك ل كلام محرم ‪ ،‬وك ل‬
‫لغ و وباط ل ‪ ،‬وهذيان م ن الأقوال المرغب ة ف ي الكف ر والعص يان ‪،‬‬
‫ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق ‪،‬‬
‫وم ن غيب ة ونميم ة وكذب وشت م وس ب ‪ ،‬وم ن غناء ومزامي ر‬
‫شيطان ‪ ،‬وم ن الماجريات الملهي ة الت ي لا نف ع فيه ا ف ي دي ن ولا دني ا‬
‫( تفسير السعدي ‪، ) 6/150‬‬
‫‪4‬‬
‫أدلة تحريم المعازف‬

‫‪‬وقال تعال ى ‪" :‬واس تفزز م ن اس تطعت منه م‬


‫بصوتك "‬
‫‪‬ع ن مجاه د رحم ه الل ه قال ‪ :‬اس تنزل منه م م ن‬
‫استطعت ‪ ،‬قال ‪ :‬وصوته الغناء والباطل ‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫أدلة تحريم المعازف‬

‫‪‬وقال تعالى ‪ " :‬أفمن هذا الحديث تعجبون ‪ ،‬وتضحكون ولا‬


‫تبكون ‪ ،‬وأنتم سامدون "‬
‫‪‬قال عكرمة رحمه الله ‪ :‬عن ابن عباس السمود الغناء في لغة‬
‫حِمي َر ‪ ،‬يقال ‪ :‬اسمدي لنا أي غني ‪ ،‬وقال رحمه الله ‪ :‬كانوا‬
‫إذا س معوا القرآ ن تغنوا فنزل ت هذه الآي ة ‪ ،‬وقال اب ن كثي ر‬
‫رحم ه الل ه ‪ :‬وقول ه تعال ى " وأنت م س امدون " قال س فيان‬
‫الثوري عن أ بيه عن اب ن عباس قال ‪ :‬الغناء ‪ ،‬هي يماني ة ‪،‬‬
‫غن لنا ‪ ،‬وكذلك قال عكرمة ‪ .‬تفسير ابن كثير ‪.‬‬ ‫اسمد لنا ّ ِ‬
‫‪6‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من السنة‬

‫‪ .1‬ع ن أ بي أمام ة رض ي الله عن ه ع ن رس ول الله ص لى الله‬


‫عليه وسلم قال ‪ " :‬لا تبيعوا القينات ‪ ،‬ولا تشتروهن ولا‬
‫تعلموه ن ‪ ،‬ولا خي ر ف ي تجارة فيه ن ‪ ،‬وثمنه ن حرام ‪ ،‬ف ي‬
‫مث ل هذا أنزل ت هذه الآي ة ‪ " :‬وم ن الناس م ن يشتري‬
‫لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " حسن ‪.‬‬

‫‪ .2‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليكونن من أمتي‬
‫أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ‪ " ..‬الحديث‬
‫‪ ( ،‬رواه البخاري تعليق ا برق م ‪ ، 5590‬ووص له الط براني‬
‫والبيهقي ‪ ،‬وراجع السلسلة الصحيحة للألباني ‪، ) 91‬‬‫‪7‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من السنة‬

‫‪‬قال اب ن القي م رحم ه الل ه ‪ ( :‬هذا حدي ث ص حيح أخرج ه‬


‫البخاري في صحيحه محتجا به وعلقه تعليقا مجزوما به فقال ‪:‬‬
‫باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ) ‪ ،‬وفي‬
‫الحدي ث دلي ل عل ى تحري م آلات العزف والطرب م ن‬
‫وجهين ؛‬
‫‪‬أولهم ا ‪ :‬قول ه ص لى الل ه علي ه وس لم ‪ " :‬يس تحلون " ‪ ،‬فإن ه‬
‫ص ريح بأ ن المذكورات ومنه ا المعازف ه ي ف ي الشرع‬
‫محرمة ‪ ،‬فيستحلها أولئك القوم ‪.‬‬
‫‪‬ثاني ا ‪ :‬قرن المعازف م ع المقطوع حرمت ه وه و الزن ا والخم ر ‪،‬‬
‫ول و ل م تك ن محرم ة لم ا قرنه ا معه ا ( الس لسلة الص حيحة‬
‫للألباني ‪ 141-1/140‬بتصرف )‬ ‫‪8‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من السنة‬

‫‪‬قال شي خ الإس لام رحم ه الل ه ‪ :‬فدل هذا‬


‫الحدي ث عل ى تحري م المعازف ‪ ،‬والمعازف ه ي‬
‫آلات الله و عن د أه ل اللغ ة ‪ ،‬وهذا اس م يتناول‬
‫هذه الآلات كلها ‪ ( .‬المجموع ‪، ) 11/535‬‬

‫‪9‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من األثر‬

‫‪‬ع ن ناف ع رحم ه الل ه قال ‪ " :‬س مع اب ن عم ر مزمارا ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬فوضع إصبعيه على أذنيه ‪ ،‬ونأى عن الطريق ‪،‬‬
‫وقال لي ‪ :‬يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬لا‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬فرف ع إص بعيه م ن أذني ه ‪ ،‬وقال ‪ :‬كن ت م ع‬
‫الن بي ص لى الل ه علي ه وس لم فس مع مث ل هذا ‪ ،‬فص نع‬
‫مثل هذا " صحيح أبي داود ؛‬
‫‪‬وق د زع م قوم أ ن هذا الحدي ث لي س دليلا عل ى‬
‫التحري م ‪ ،‬إ ذ ل و كان كذل ك لأم ر الرس ول ص لى الله‬
‫علي ه وس لم اب ن عم ر رض ي الل ه عنهم ا بس د أذني ه ‪،‬‬
‫ولأمر ابن عمر نافعا كذلك !‬
‫‪10‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من السنة‬

‫‪‬الجواب ‪:‬‬
‫‪ ‬بأنه لم يكن يستمع ‪ ،‬وإنما كان يسمع ‪ ،‬وهناك فرق بين‬
‫السامع والمستمع ‪،‬‬
‫‪‬قال شي خ الإس لام رحم ه الل ه ‪ ( :‬أم ا م ا ل م يقص ده‬
‫الإنسان من الاستماع فلا يترتب عليه نهي ولا ذم باتفاق‬
‫الأئم ة ‪ ،‬ولهذا إنم ا يترت ب الذم والمدح عل ى الاس تماع لا‬
‫الس ماع ‪ ،‬فالمس تمع للقرآ ن يثاب علي ه ‪ ،‬والس امع ل ه م ن‬
‫غي ر قص د ولا إرادة لا يثاب عل ى ذل ك ‪ ،‬إ ذ الأعمال‬
‫بالنيات ‪ ،‬وكذل ك م ا ينه ى عن ه م ن الملاه ي ‪ ،‬ل و س معه‬
‫بدون قصد لم يضره ذلك ) المجموع ‪ 78 / 10‬؛‬ ‫‪11‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من السنة‬

‫‪‬قال اب ن قدام ة المقدس ي رحم ه الل ه ‪ :‬والمس تمع ه و‬


‫الذي يقص د الس ماع ‪ ،‬ول م يوج د هذا م ن اب ن عم ر‬
‫رض ي الل ه عنهم ا ‪ ،‬وإنم ا وج د من ه الس ماع ‪ ،‬ولأ ن‬
‫بالن بي ص لى الل ه علي ه وس لم حاج ة إل ى معرف ة انقطاع‬
‫الص وت عن ه لأن ه عدل ع ن الطري ق ‪ ،‬وس د أذني ه ‪،‬‬
‫فل م يك ن ليرج ع إل ى الطري ق ‪ ،‬ولا يرف ع إص بعيه ع ن‬
‫أذني ه حت ى ينقط ع الص وت عن ه ‪ ،‬فأبي ح للحاج ة ‪.‬‬
‫( المغني ‪173 / 10‬‬
‫‪12‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من اإلجماع‬

‫‪‬قال الفقي ه المحق ق اب ن حج ر الهيتم ي الشافع ي رحم ه‬


‫الله ‪:‬‬
‫‪ "‬الأوتار والمعازف ‪ ،‬كال ُ ّ‬
‫طن ْب ُور والع ُود والص َ ّ ن ْج ‪..‬‬
‫وغي ر ذل ك م ن الآلات المشهورة عن د أه ل الله و‬
‫سفاهة والف ُسوق ‪ ،‬وهذه ك ُل ّها م َحر ّمة بلا خِلاف ‪،‬‬ ‫وال َ ّ‬
‫وم َن حكى فيه خلاف ًا فقد غلط أو غلب عليه ه َواه ‪،‬‬
‫ل به عن سنن‬ ‫أصم ّه وأعماه ‪ ،‬ومنعه هداه ‪ ،‬وز َ ّ‬ ‫حتى َ‬
‫تَقواه ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من اإلجماع‬
‫‪ ‬وممن حكى الإجماع أيضا ‪ :‬أبو الحسين البغوي ‪ ،‬فإنه قال ‪:‬‬
‫تح ْرِيم المزامي ر والملاهي و َال ْم َع َازِف " انتهى من " شرح‬ ‫‪ " ‬و ََات ّفَق ُوا عَل َى َ‬
‫السنة " (‪. )12/383‬‬
‫‪ ‬وقال ابن قدامة رحمه الله ‪:‬‬
‫ش َب ّابَة ِ ‪ ...‬آلَة ٌ ل ِل ْمَعْصِ يَة ِ ‪ ،‬ب ِالْإجْم َ ِ‬
‫اع‬ ‫الل ّ ْهوِ ك َال ُ ّ‬
‫طن ْب ُورِ ‪ ،‬و َال ْمِز ْم َارِ ‪ ،‬و َال َ ّ‬ ‫‪ " ‬آلَة ُ َ‬
‫ِ‬
‫" انتهى من " المغني " (‪. )9/132‬‬
‫‪ ‬وق د نق ل الإجماع عل ى تحري م الغناء المص احب للموس يقى جم ع م ن‬
‫العلماء ‪ ،‬من مختلف المذاهب المتبوعة عند أهل الإسلام ‪ ،‬كالإمام‬
‫ابن جرير الطبري ‪ ،‬وأبي بكر الآجري ‪ ،‬وأبي الطيب الطبري الشافعي‬
‫‪ ،‬وأبي عمرو ابن الصلاح ‪ ،‬وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ ‬ينظ ر نص وصهم ‪ ،‬والكت ب الت ي وثق ت ذل ك ف ي كتاب ‪ " :‬الرد عل ى‬
‫القرضاوي والجديع " (ص‪ )351/‬وما بعدها ‪ .‬وينظر أيضا ‪ " :‬إغاثة‬
‫اللهفان " لابن القيم (‪)1/415‬‬
‫‪14‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من أقوال أئمة اإلسالم‬

‫‪‬قال شي خ الإس لام اب ن تيمي ة رحم ه الل ه ‪ ( :‬مذه ب الأئم ة‬


‫الأربع ة أ ن آلات الله و كله ا حرام ‪ ،‬ثب ت ف ي ص حيح‬
‫البخاري وغيره أ ن الن بي ص لى الل ه علي ه وس لم أخ بر أن ه‬
‫سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ‪،‬‬
‫وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ‪ .. ،‬ولم يذكر أحد من‬
‫أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا ) المجموع ‪، 11/576‬‬
‫‪‬قال الألباني رحمه الله ‪ :‬اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم‬
‫آلات الطرب كلها ‪ .‬الصحيحة ‪. 1/145‬‬
‫‪15‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من أقوال أئمة اإلسالم‬

‫‪ ‬قال ابن القيم رحمه الله ‪ ( :‬مذهب أبي حنيفة في ذلك من‬
‫أش د المذاه ب ‪ ،‬وقول ه في ه م ن أغل ظ الأقوال ‪ ،‬وق د ص رح‬
‫أص حابه بتحري م س ماع الملاه ي كله ا كالمزمار والدف ‪ ،‬حت ى‬
‫الضرب بالقضي ب ‪ ،‬وص رحوا بأن ه معص ية يوج ب الفس ق‬
‫وترد به ا الشهادة ‪ ،‬وأبل غ م ن ذل ك أنه م قالوا ‪ :‬أ ن الس ماع‬
‫فسق والتلذذ به ك فر ‪ ،‬هذا لفظهم ‪ ،‬ورووا في ذلك حديثا‬
‫لا يصح رفعه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه‬
‫إذا مر به أو كان في جواره ‪ ،‬وقال أبو يوسف في دار يسمع‬
‫منها صوت المعازف والملاهي ‪ :‬ادخل عليهم بغير إذنهم لأن‬
‫النهي عن المنكر فرض ‪ ،‬فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع‬
‫الناس من إقامة الفرض ) إغاثة اللهفان ‪1/425‬‬ ‫‪16‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من أقوال أئمة اإلسالم‬

‫‪‬وسئل الإمام مالك رحمه الله عن ضرب الطبل والمزمار ‪،‬‬


‫ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس ؟ قال ‪ :‬فليقم‬
‫إذا الت ذ لذل ك ‪ ،‬إلا أ ن يكون جل س لحاج ة ‪ ،‬أ و لا يقدر‬
‫أ ن يقوم ‪ ،‬وأم ا الطري ق فليرج ع أ و يتقدم ‪ ( .‬الجام ع‬
‫للقيرواني ‪، ) 262‬‬
‫‪‬وقال رحمه الله ‪ :‬إنما يفعله عندنا الفساق ( تفسير القرطبي‬
‫‪، ) 14/55‬‬
‫‪‬قال اب ن عب د ال بر رحم ه الل ه ‪ :‬م ن المكاس ب المجم ع عل ى‬
‫تحريمه ا الرب ا ومهور البغاي ا والس حت والرش ا وأخذا الأجرة‬
‫عل ى النياح ة والغناء وعل ى الكهان ة وادعاء الغي ب وأخبار‬
‫السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله ‪ ( .‬الكافي ) ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من أقوال أئمة اإلسالم‬

‫‪‬قال اب ن القي م رحم ه الل ه ف ي بيان مذه ب الإمام الشافع ي‬


‫رحمه الله ‪ ( :‬وصرح أص حابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا‬
‫على من نسب إليه حله ) ( إغاثة اللهفان ‪ ، ) 1/425‬وقد‬
‫ع د ص احب كفاي ة الأخبار ‪ ،‬م ن الشافعي ة ‪ ،‬الملاه ي م ن‬
‫زمر وغيره منكرا ‪ ،‬ويجب على من حضر إنكاره ‪ ،‬وقال ‪( :‬‬
‫ولا يس قط عن ه الإنكار بحضور فقهاء الس وء ‪ ،‬فإنه م‬
‫مفس دون للشريع ة ‪ ،‬ولا بفقراء الرج س ‪ -‬يقص د الص وفية‬
‫لأنه م يس مون أنفس هم بالفقراء ‪ -‬فإنه م جهل ة أتباع ك ل‬
‫ناع ق ‪ ،‬لا يهتدون بنور العل م ويميلون م ع ك ل ري ح )‬
‫( كفاية الأخيار ‪. ) 2/128‬‬
‫‪18‬‬
‫أدلة تحريم المعازف من أقوال أئمة اإلسالم‬

‫‪ ‬قال اب ن القي م رحم ه الل ه ‪ ( :‬وأم ا مذه ب الإمام أحم د فقال‬


‫عبد الله ابنه ‪ :‬سألت أبي عن الغناء فقال ‪ :‬الغناء ينبت النفاق‬
‫بالقل ب ‪ ،‬لا يعجبن ي ‪ ،‬ث م ذك ر قول مال ك ‪ :‬إنم ا يفعل ه عندن ا‬
‫الفساق ) ( إغاثة اللهفان ) ‪،‬‬
‫‪ ‬وقال اب ن قدام ة ‪ -‬محق ق المذه ب الحنبل ي ‪ -‬رحم ه الل ه ‪:‬‬
‫( الملاهي ثلاثة أضرب ؛ محرم ‪ ،‬وهو ضرب الأوتار والنايات‬
‫والمزامي ر كله ا ‪ ،‬والعود والطنبور والمعزف ة والرباب ونحوه ا ‪،‬‬
‫فمن أدام استماعها ردت شهادته ) ( المغني ‪، ) 10/173‬‬
‫‪ ‬وقال رحم ه الل ه ‪ ( :‬وإذا دع ي إل ى وليم ة فيه ا منك ر ‪ ،‬كالخم ر‬
‫والزم ر ‪ ،‬فأمكن ه الإنكار ‪ ،‬حض ر وأنك ر ‪ ،‬لأن ه يجم ع بي ن‬
‫واجبين ‪ ،‬وإن لم يمكنه لا يحضر ) ( الكافي ‪. ) 3/118‬‬ ‫‪19‬‬
‫أسباب الخلط بين المعازف والغناء‬

‫‪ ‬لا ننكر أن هناك خلطا ً في كلام كثير من الناس ونقولاتهم‬


‫بين المعازف والغناء ‪ ،‬وسبب الخلط ثلاثة أمور ‪:‬‬
‫‪‬الأول ‪ :‬عدم تحقي ق معن ى اللفظي ن ف ي الكتاب والس نة‬
‫وكلام السلف ‪.‬‬
‫‪‬الثاني ‪ :‬إطلاق بعض أهل العلم لفظ المعازف على الغناء ‪.‬‬
‫‪‬قال الحاف ظ اب ن حج ر رحم ه الل ه ‪ :‬ونق ل القرط بي ع ن "‬
‫الجوهري " أن المعازف ‪ :‬الغناء ‪.‬‬
‫‪‬وقال اب ن حج ر – أيضا ً ‪ : -‬ويطل ق عل ى الغناء عزف وعل ى‬
‫كل لعب عزف ‪ " .‬فتح الباري " (‪. ) 55 / 10‬‬
‫‪20‬‬
‫أسباب الخلط بين المعازف والغناء‬

‫‪‬الثال ث ‪ :‬أ ن الغناء الآ ن لا يوج د إلا بمص احبة‬


‫المعازف – آلات الموس يقى – فص ار يطل ق عل ى "‬
‫الأغني ة " هذا اللف ظ وه ي بلا ش ك مشتمل ة عل ى‬
‫معازف ‪،‬‬
‫‪‬بينم ا يطل ق لف ظ " النشي د " – غالب ا – عل ى م ا خلا‬
‫من المعازف المشهورة ‪،‬‬
‫‪‬فص ار المتحدث ع ن الغناء الذام ل ه إنم ا يقص د تل ك‬
‫الألفاظ الفاحش ة والملحن ة المص احب له ا آلات‬
‫الموس يقى – المعازف ‪ ، -‬والمتكل م ع ن المعازف إنم ا‬
‫يتكلم عن استعمالها من قبل المغنين في أغنياتهم ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫أسباب الخلط بين المعازف والغناء‬

‫‪‬م ع التن بيه لوجود فرق ف ي اس تعمال " المعازف " و "‬
‫الموسيقى " حيث يجعلهما كثير من الناس شيئا ً واحدا ً ‪،‬‬
‫‪‬والصحيح أن لفظ " المعازف " عربي يراد به الآلات التي‬
‫ي ُضرب بها ‪ ،‬وهي آلات الملاهي ‪ ،‬وأما لفظ " الموسيقى "‬
‫فهو " لفظ يوناني يطلق على فنون العزف على آلات الطرب‬
‫‪ ...‬والموسيقى في الاصطلاح ‪ :‬علم ي ُعرف منه أحوال النغم‬
‫والإيقاعات وكيفي ة تألي ف اللحون وإيجاد الآلات " كم ا‬
‫جاء في " الموسوعة الفقهية " ( ‪. ) 168 / 38‬‬
‫‪‬والعلاقة بين المعازف والموسيقى ‪ :‬أن المعازف ت ُستعمل في‬
‫الموسيقى ‪ ،‬كما جاء في المرجع السابق‬
‫‪22‬‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫كل منهما‬ ‫الفرق بين الغناء والمعازف وحكم‬
‫‪ ‬فرق ت النص وص بي ن المعازف والغناء ‪ ،‬وكذا م ا نق ل عن أه ل‬
‫العلم‬
‫‪ ‬تعريف الغناء ‪ ،‬وأنواعه ‪:‬‬
‫‪ ‬يطل ق لف ظ " الغناء " عل ى رف ع الص وت ‪ ،‬وعل ى الترن م ‪ ،‬وم ن‬
‫أنواعه المشهورة ‪ :‬ما يقوله المسافرون في سفرهم ‪ ،‬ويسمى " غناء‬
‫الن ّصْ ب " ‪ ،‬وم ا يقول ه الراع ي ف ي س وقه للإب ل ‪،‬‬ ‫الركبان " أ و " َ‬
‫ويسمى " الح ُداء " ‪،‬‬
‫‪ ‬ويلتح ق ب ه ‪ :‬م ا يغني ه الحجي ج تع بيرا ً ع ن شوق ه للح ج وللص لاة ف ي‬
‫مكة‬
‫‪ ‬وما يقوله الشعراء في الجهاد لإلهاب الحماس للمقاتلين ‪،‬‬
‫‪ ‬وم ا تغني ه الأ م لولده ا وه ي تلاعب ه ‪ ،‬وهذا كل ه م ن أنواع الغناء‬
‫الذي يخلو من آلات ومعازف ‪ ،‬وكله من الغناء الجائز‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫كل منهما‬ ‫الفرق بين الغناء والمعازف وحكم‬

‫‪‬وقال الحافظ ابن حجر ‪:‬‬


‫‪‬الغناء يطل ق عل ى رف ع الص وت ‪ ،‬وعل ى الترن م‬
‫الن ّص ْ ب ) ‪ ،‬وعل ى‬ ‫الذي تس ميه العرب ( َ‬
‫الح ُداء ‪ ،‬ولا يس َمّى فاعل ه مغني ّا ً ‪ ،‬وإنم ا يس َمّى‬
‫بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير وتهييج وتشويق‬
‫بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح ‪.‬‬
‫‪ "‬فتح الباري " ( ‪. ) 442 / 2‬‬
‫‪24‬‬
‫ما ورد في الغناء‬

‫ك رضي الله عنه قَال َ ‪ :‬ك َان َ ل ِ َلن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ‬


‫الل ّه ُ عَلَي ْه ِ‬ ‫س ب ْنُ م َال ِ ٍ‬ ‫‪ ‬عن أَ ن َ ُ‬
‫الن ّب ِ ُيّ‬
‫ْت ‪ ،‬فَق َال َ لَه ُ َ‬ ‫صو ِ‬ ‫ن ال َ ّ‬‫وَس َ َل ّم َ ح َادٍ ي ُق َال ُ لَه ُ أَ نْ ج َشَة ُ وَك َان َ حَس َ َ‬
‫كسِرْ ال ْق َوَارِير َ) ‪.‬‬ ‫س َل ّم َ ‪( :‬ر ُ َويْدَك َ ي َا َأنْ ج َشَة ُ ل َا ت َ ْ‬ ‫صَلَ ّى َ‬
‫الل ّه ُ عَلَي ْه ِ و َ َ‬
‫ضعَف َة َ النِّس َاء ِ ‪ .‬رواه البخاري ( ‪ ) 5857‬ومسلم‬ ‫‪ ‬قَال َ قَتَاد َة ُ ‪ :‬يَعْن ِي َ‬
‫( ‪. ) 2323‬‬
‫‪ ‬قال ابن حجر رحمه الله ‪:‬‬
‫‪" ‬وأما الح ُداء ‪ :‬س وق الإبل بضربٍ مخص وص من الغناء ‪ ،‬والح ُداء‬
‫في الغالب إنما يكون بالرجز ‪ ،‬وقد يكون بغيره من الشعر ‪ ،‬ولذلك‬
‫عطف ه – أ ي ‪ :‬البخاري ‪ -‬عل ى الشع ر والرج ز ‪ ،‬وق د جرت عادة‬
‫الإبل أنها تسرع السير إذا ح ُدي بها" انتهى ‪.‬‬
‫‪ " ‬فتح الباري " ( ‪. ) 538 / 10‬‬ ‫‪25‬‬
‫حكم الغناء‬
‫‪ ‬وبالنظر إلى تعريف الغناء الذي ذكرناه سابقا ً ي ُعلم أنه لا تحريم للغناء‬
‫م ن حي ث الأص ل ‪ ،‬ب ل ه و مباح ‪ ،‬إلا أ ن تس تعمل آلات الله و‬
‫والمعازف معه ‪ ،‬أو يكون في الكلام من الفحش والمنكر ما يقتضي‬
‫تحريمه ‪.‬‬
‫‪ ‬قال ابن عبد البر رحمه الله ‪:‬‬
‫‪ ‬وهذا الباب م ن الغناء ق د أجازه العلماء ووردت الآثار ع ن الس لف‬
‫بإجازت ه وه و يس مى غناء الركبان وغناء النص ب والح ُداء ‪ ،‬وهذه‬
‫الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء ‪.‬‬
‫‪ ‬روى ابن وهب عن أسامة وعبد الله ابني زيد بن أسلم عن أبيهما‬
‫زي د ب ن أس لم ع ن أ بيه أ ن عم ر ب ن الخطاب قال ‪ :‬الغناء م ن زاد‬
‫الراكب ‪ ،‬أو قال ‪ :‬زاد المسافر ‪...‬‬
‫‪ ‬فهذا مم ا لا أعل م في ه خلاف ا بي ن العلماء إذا كان الشع ر س الما م ن‬
‫الفحش والخنى ‪ " .‬التمهيد ( ‪. ) 198 ، 197 / 22‬‬
‫‪26‬‬
‫حكم الغناء‬
‫‪ ‬وقال رحمه الله ‪:‬‬
‫‪ ‬وأم ا الغناء الذي كره ه العلماء فهذا الغناء بتقطي ع حروف الهجاء ‪،‬‬
‫وإفساد وزن الشعر ‪ ،‬والتمطيط به طلبا ً للهو والطرب ‪ ،‬وخروجا ً عن‬
‫مذاهب العرب‬
‫‪ ‬والدليل على صحة ما ذكرنا ‪ :‬أن الذين أجازوا ما وصفنا من َ‬
‫الن ّصْ ب‬
‫والح ُداء ه م الذي ن كرهوا هذا النوع م ن الغناء ‪ ،‬ولي س منه م يأت ي‬
‫شيئا ً وهو ينهى عنه‬
‫‪ " ‬التمهيد " ( ‪. ) 198 / 22‬‬
‫‪ ‬وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله ‪:‬‬
‫‪ ‬ويلتحق بالحداء هنا ‪ [ :‬غناء ] الحجيج المشتمل على التشوق إلى الحج‬
‫بذك ر الكعب ة وغيره ا م ن المشاه د ‪ ،‬ونظيره م ا يحرض أه ل الجهاد‬
‫على القتال ‪ ،‬ومنه غناء المرأة لتسكين الولد في المهد ‪.‬‬
‫‪ " ‬فتح الباري " ( ‪. ) 538 / 10‬‬
‫‪27‬‬
‫حكم الغناء‬

‫‪‬فيكون الغناء مباحا ً وفق شروط ‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫‪‬أولها ‪ :‬أن يخلو من آلات اللهو والطرب ‪.‬‬
‫‪‬ثانيه ا ‪ :‬أ ن لا يتشب ه بالفس اق والفاس قات م ن المغني ن‬
‫والمغنيات ‪.‬‬
‫‪‬وثالثها ‪ :‬أن لا ي ُكثر منها حتى تكون ديدنه فيترك ما أوجب‬
‫الله عليه‬
‫‪‬ورابعها ‪ :‬أن لا يكون من امرأة أمام رجال أجانب ‪.‬‬
‫‪‬وخامس ها ‪ :‬أ ن لا يكون ف ي الكلام اعتقاد فاس د أ و فح ش‬
‫ل محرم ‪.‬‬‫أو قبح أو ثناء على فع ٍ‬
‫‪‬وسادسها ‪ :‬أن لا يتخذها مهنة فيعرف بها ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫باب ضرب النساء‬
‫بالدف لقدوم‬
‫الغائب وما في‬
‫معناه‬
‫‪29‬‬

You might also like